٢٦‏/١٢‏/٢٠٠٩

أيدوا فتوى القرضاوي بحرمة الاحتفال به.. أزهريون: لا يجوز للمسلم الاحتفال بـ "الكريسماس" لما يحدث فيه من شرب للخمور ومظاهر لا أخلاقية

تحولت الاحتفالات السنوية في الدول العربية بعيد الميلاد (الكريسماس) إلى ظاهرة مثيرة للجدل قطع علماء مسلمون بحرمة الاحتفال بها، في ضوء ما يصاحبها من مظاهر غير أخلاقية تتنافى مع الشريعة الإسلامية والقيم التي تحض عليها، حيث تشهد عادة أمورًا محرمة مثل شرب الخمر والاحتفال في أجواء صاخبة تتخطى الحواجز الأخلاقية.وأصدر العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فتوى تنتقد ما يجري من استعدادات في العواصم العربية والإسلامية للاحتفال بـ "الكريسماس"، وقال إن هذا "حرام وعيب ولا يليق"، معتبرا الاحتفال بالمناسبة دليلا على غباء في تقليد الآخرين وعلى جهل بما يوجبه الإسلام في هذه الظروف، ورأى أن الاحتفال بأعياد غير إسلامية معناه أن الأمة تتنازل عن شخصيتها الإسلامية، مطالبا المسلمين بالحرص على تميزهم في أعيادهم وتقاليدهم.وأيد علماء أزهريون الفتوى مؤكدين أنه لا يجوز شرعا للمسلمين الاحتفال بهذه المناسبة، لما يحدث فيه من شرب للخمور وأمور لا أخلاقية، مؤكدا أن الاحتفال به يساهم في طمس الهوية الإسلامية للبلدان العربية، كما أنه أحد أشكال التغريب، لأن ما يحدث في الدول العربية بدءا من الترتيب والاستعداد للاحتفال ونهاية بالاحتفال برأس السنة الميلادية يشبه ما يحدث في الدول الغربية، في مقابل عدم القيام باستعدادات مماثلة للأعياد الإسلامية، وعلى رأسها عيدي الفطر والأضحى وعيدي رأس السنة الهجرية والمولد النبوي.واعتبر الدكتور محمد عبد المنعم البري المراقب العام لـ "جبهة علماء الأزهر" أن احتفال المسلمين بـ "الكريسماس" والاستعداد من جانب أصحاب المحلات لبيع شجرة الكريسماس والخمور والهداية التي تشكل جزءا من هذا الاحتفال دليلا على "ضياع" خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتساءل: هل نجد في العواصم الغربية مظاهر للاحتفال بالأعياد الإسلامية مثلما يحدث بالعواصم العربية والإسلامية من مظاهر احتفال بالكريسماس وكأنه عيد من أعياد المسلمين؟.وحذر البري من الاحتفال بالمناسبة لكونها مناسبة غير إسلامية، قائلا: لا يليق بهذه الأمة أن تحتفل بما يسمى عيد الكريسماس، لقوله تعالى: "لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ".ورأى الدكتور أحمد عبد الرحمن أستاذ الفلسفة والأخلاق الإسلامية أن من يحتفلون بعيد الكريسماس "هم أناس لا يعرفون الفرق بين الحلال والحرام وكل شغلهم الشاغل هو شرب الخمور والمسكرات وقضاء الليالي الحمراء، فهي فئة بعيدة كل البعد عن الإسلام ولا تعي حقيقته كما أنهم لا يعرفون ما معنى هوية إسلامية". وينظر إلى احتفال بعض المسلمين بعيد الميلاد، بأنه يمثل ازدواجية ثقافية وخليط ثقافي غريب يحمل من خلاله الشخص بعضا من الثقافة الإسلامية والثقافة الغربية والإلحادية، مؤكدا أنه لا يجوز شرعا الاحتفال بشرب الخمور والعربدة.بدوره، استنكر الشيخ فرحات سعيد المنجي مستشار شيخ الأزهر سابقا الاحتفال بهذه الأعياد التي يباح فيها كل شيء من لهو وشرب للخمور وسلوكيات بعيدة عن الإسلام، وإن أكد أنه يجوز للمسلم فقط بالتهنئة إلى المسيحيين المحتفلين، دون مشاركتهم احتفالهم، لأنهم "لم يقاتلونا في الدين أو يخرجونا من ديارنا".

ليست هناك تعليقات: