١٥‏/١٢‏/٢٠٠٩

مجمع البحوث يقرر سحب كتاب د.عمارة استجابة لرغبة كنسية


أصدرت الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، بيانا مفاجئا وغامضا يقضي بسحب نسخ كتاب "تقرير علمي" للمفكر الإسلامي الكبير الدكتور محمد عمارة، والذي تم توزيعه كملحق لمجلة "الأزهر" في عددها الصادر لشهر ذي الحجة 1430 هـ، معترفة بأن القرار جاء استجابة لمطالب كنسية أبدت استياءها من ما ورد في الكتاب، في إشارة إلى حملة الهجوم على الكتاب التي قادتها صحف ممولة من الملياردير القبطي نجيب ساويرس، بدعوى أنه يصف الكتاب المقدس بأنه محرف، وأن المسيحية تنطوي على ما وصفه الإسلام بالشرك بالله .
وجاء نص البيان الصادر الثلاثاء ، والذي وصلت المصريون نسخة منه ، كالتالي : "قررت الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف سحب نسخ مجلة الأزهر الشريف عن شهر ذي الحجة 1430 هـ والملحق الخاص بها بعنوان "تقرير علمي" للدكتور محمد عمارة عضو مجمع البحوث الإسلامية لما فهمه بعض الأخوة المسيحيين بأن ما جاء بملحق المجلة هو إساءة إلى مشاعرهم، والأزهر الشريف يسره أن يستجيب لرغبة الأخوة المسيحيين وأن يعلن احترامه الكامل وإيمانه الشديد بالعقيدة المسيحية والمسيحيين داخل مصر وخارجها ويكن لهم الاحترام والتقدير ولم يقصد في أي لحظة أن يسيء إلى احد من أبناء مصر العزيزة".
وفي تعليقها على القرار صرحت مصادر علمية دينية رفيعة أن أسلوب البيان وصيغته يصعب تصور صدوره من الأزهر أو أي مؤسسة علمية ، وهو أشبه بالخطب السياسية العامة ، كما أنه ينطوي على عبارات من المحال عقلا وشرعا صدورها عن أي مؤسسة دينية إسلامية ، في الوقت الذي أشارت مصادر سياسية إلى أن القرار أملي على الأزهر من قيادات رفيعة في لجنة السياسات ، فيما يعتبر تسديد فواتير دعم الكنيسة العلني لمشروع التوريث .
من جانبه أبدى مؤلف الكتاب الدكتور محمد عمارة دهشته من البيان وصيغته معبرًا عن استيائه لصدور قرار من أمانة المجمع بسحب الكتاب رغم أن المجمع هو الذي كلفه بإعداد هذا الكتاب للرد على ما جاء في الكتاب التنصيري، وهو الذي اعتمده للنشر ، واصفًا بالشيء الخطير بعض العبارات التي وردت في البيان المنسوب للأمين العام للمجمع علي عبد الباقي، وأكد أنه سوف يدلي برأيه تفصيلا داخل المجمع، نافيا في الوقت ذاته أن يكون الكتاب قد تضمن أي إساءات للمسيحيين.
وكان كتاب "تقرير علمي" الذي أصدره الدكتور عمارة جاء بناء على تكليف من مجمع البحوث الإسلامية- أعلى هيئة فقهية بالأزهر- ردًا على كتاب تنصيري بعنوان "مستعدون للإجابة" ورد إلى مجمع البحوث بعد شكاوي عديدة من أجل الرد على ما ورد فيه من إساءات إلى العقيدة الإسلامية.
ورفض عدد من أعضاء مجمع البحوث الإسلامية التعليق على القرار، أو الكشف عن الجهة التي وقفت وراءه بزعم "حساسية الموقف"، ومنهم الدكتور مصطفى الشكعة والدكتور محمد رأفت عثمان عضوا المجمع.
لكن مصادر بالمجمع طلبت من "المصريون" عدم نشر اسمها قللت من أهمية القرار، بعد أن نفدت مجلة "الأزهر" وكتاب عمارة الذي صدر كملحق خاص بها من الأسواق قبل أسابيع ، مؤكدة أنه لا يمكن من الناحية العملية سحب الكتاب الذي تم توزيعه مع المجلة منذ شهر، لأن كل نسخه نفذت من السوق، وأن ذلك القرار يعتبر قرارا صوريا ليس إلا، وقالت إن القرار جاء فقط لإرضاء الأقباط بتوصية من جهة رسمية .
وكانت موجة من الجدل أثارها نشطاء أقباط وصحف ممولة من الملياردير القبطي نجيب ساويرس قادت حملة هجوم على الكتاب، بدعوى أنه يسيء إلى العقيدة المسيحية ويشكك فيها، وقد مورست ضغوط من القيادات القبطية على الأزهر لسحب القرار .
وكان الدكتور صفوت البياض رئيس الطائفة الإنجيلية قد أجرى اتصالا هاتفيا مع الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، كما أرسل له رسالة طلب منه استيضاح موقف الأزهر من الكتاب، متهمًا الدكتور عمارة بأنه بهذا يسئ للأزهر ويريد الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين، على حد تعبيره .
كتب مجدي رشيد (المصريون):

ليست هناك تعليقات: