٢٠‏/٠٥‏/٢٠١٠

عالم سمسم وعالم اللصوص



من عِدَّة أيَّام طالعَتْنا وسائل الإعلام بالكَشْفِ عن تقرير للوكالة الأمريكية للتنمِيَة الدولية (USAID)، يقول هذا التقرير: إنَّ الوكالة بصدد عرض بَرامِج خاصَّة عبر المحطَّات الأرضيَّة والفضائيَّة للأطفال في مصر، وستَكون مُوجَّهة بالأساس للفِئة العمريَّة بين 4 إلى 7 سنوات، وقال التقرير: إن الهدف من عرض هذه البرامج هو تَوسِيع آفاق أطفال مصر، والاطِّلاع على ثَقافة الآخَر من خِلال تَقدِيم ثلاثة بَرامِج بميزانية تبلغ 300 مليون دولار.

حتى الآن هنا الكلام لا غُبار عليه، ولكن صبرك بالله.

حَدَّدَ التقرير الذي نشرَتْه الوكالة أسماء ثلاثة برامج للأطفال بهذه الميزانية الضخمة "300 مليون دولار"، برنامج من هذه البرامج الثلاثة موجود بالفعل، ويُذاع في مصر منذ سنوات، وهو برنامج الأطفال الشهير (عالم سمسم)، والاثنان الآخران في طَوْرِ الإنتاج.

(عالم سمسم) هذا البرنامج الذي يُذاع على التلفزيون الرسمي الحكومي منذ عام 1998، ويتعلَّق به الأطفال بشدَّة، ومحبوب من الصِّغار والكِبار - هو في الأصل برنامج أمريكي يَتِمُّ تمويله من المعونة الأمريكية، والاتِّحاد الأوروبي، ومؤسَّسات صِهْيَوْنِيَّة، أهمها مؤسسة (فورد)، وصناديق أسرة جوزيف.

قبل أن نتحدَّث عن مَصادر تَموِيل هذا البرنامج، علينا أن نعلم أن برنامج (عالم سمسم) يُذاع في 120 دولة حول العالم - كما أعلنت الوكالة الأمريكية - بلهجات ولغات أهلها، وحينما أرادت الوكالة الأمريكية عرض البرنامج في مصر أبرمت عقدًا بينها وبين وزارة التربية والتعليم حتى تَضمَن أن يتمَّ عرضه على الأطفال في المدارس.

والآن نعود لمصادر تمويل البرنامج:

أولاً: الوكالة الأمريكيَّة للتنمِيَة الدوليَّة (USAID):

وهي التي تتولَّى الدعم المُباشِر للمشروع، هي مؤسَّسة أمريكيَّة غير رسميَّة، يقوم عليها بعض اليهود الأمريكان، ومن أهمِّ أهدافها - كما هو مُعلَن على موقعها على الإنترنت - مُحاوَلة تقريب وجهات النظر بين الدُّوَل العربية وبين إسرائيل، وتحسين الشعور بالأمن لإسرائيل، ويُعتَبر أكبر مركز إقليمي لها في الشرق الأوسط موجود في إسرائيل، ومن أهمِّ اهتِمامات ونَشاطات هذه الوكالة التعليمُ، فهي دائمًا ما تدعو إلى تَطوِير التعليم وإضافة وحذف أشياء حتى يَتلاءَم مع رُوح العصر، كما أنها تَقُوم بإعطاء مِنَحٍ مجانيَّة للشباب لتَكمِلة دراستهم في أوربا وأمريكا.

ثانيًا: مؤسسة (فورد):

تُعتَبَر مؤسَّسة (فورد) هي ذِراع المخابرات الأمريكية في الشرق الأوسط، تَستَخدِمها كغِطاء علنيٍّ للصرف على حروبها الثقافية، ووجدت في مصر في الشرق الأوسط العام 1982، ومنذ هذا التاريخ ومؤسسة (فورد) تَتسلَّل شيئًا فشيئًا إلى الحياة الثقافيَّة في مصر، حتى تضمَن وجود دَوْرٍ قوي وفعَّال ومُؤثِّر في الحياة الثقافية.

في بِداية الأمر بدأت الاهتِمام بالمسرح ونشره على نِطاق واسع في مصر؛ فقامَتْ بدفع تمويلات ضخمة للعديد من فِرَقِ الرقص وفِرَق الفنون الشعبية؛ مثل (فرقة الطنبورة للسمسمية) و(فرقة الورشة المسرحية)، كانت تُنفِق على هذه الفِرَق عشرات أضعاف ما تُنفِقه وزارة الثقافة.

قامَتْ كذلك بتَموِيل مركز تاون هاوس للفنون بالقاهرة، كذلك اهتمَّتْ بتنظيم الندوات الثقافيَّة والمهرجانات والمعارض وتمويل الحفلات الموسيقيَّة، واعتبرتْ نفسها هي البديل الأفضل لوزارة الثقافة، وأصدرَتْ مؤسسة (فورد) وثيقةً أرسلَتْها لكلِّ دُوَل العالم تَعرِض فيها شُرُوط التمويل، كان أهمها نبذَ العنف والإرهاب وكافَّة أشكال الكراهية ضدَّ إسرائيل.

كذلك تُعتَبَر مؤسَّسة (فورد) كذلك من أخطر مؤسَّسات التجسُّس العلمي في الشرق الأوسط، فهي التي تَقُوم بتَموِيل الأبحاث والدِّراسات العلميَّة لدُوَل الشرق الأوسط، وخاصةً مصر، وكذلك المراكز البحثيَّة العلميَّة والجامعات.

ثالثًا: صناديق أسرة جوزيف:

هي مؤسَّسة عالميَّة يملكها يهود، وكلُّ الذين يعملون فيها جمَعَهُم هدف واحد، وهو تلميع صورة الكيان الصِّهْيَوْنِيِّ أمام العالَم، من خِلال تحكُّمهم في وسائل إعلام أمريكية وأوربية مُؤَثِّرة للغايَة، والعمل على عدم مُعاداة السامية ومُلاحَقَة كلِّ مَن تُسَوِّل له نفسه الاقتِراب من هذا الخطِّ الأحمر، وسبَق لهم أنهم لاحَقُوا قَضائيًّا عشرات الكُتَّاب والمفكِّرين العالميِّين الذين كانوا ينتَقِدون الكيان الصِّهْيَوْنِيَّ، أو يُشَكِّكون في المحرقة النازية، كذلك تقوم هذه المؤسَّسة بتَقدِيم الدَّعْمِ والمُساعَدات للدُّوَل الفقيرة، خاصَّة الدُّوَلَ الإفريقيَّة، وظهرَتْ جَدوَى مَشارِيعِها بقوَّة في دُوَل حَوْضِ النيل بعد أزمة مصر مع دُوَل حَوْضِ النيل، وخاصَّة أثيوبيا.

الآن أكبر ثلاث مؤسَّسات صِهْيَوْنِيَّة في العالم تَقُوم بإنتاج برامج لأطفال مصر، الذي لا شكَّ ولا مِراء فيه يُثبِت أنَّ كلَّ هذا مُخَطَّطٌ صِهْيَوْنِيٌّ أمريكيٌّ لطَمْسِ الهُوِيَّة الإسلاميَّة، من خِلال تَنشِئَة جيل جديد من العرب والمسلمين يَتَربَّى على حُبِّ الولايات المُتَّحِدة وإسرائيل، وذلك من خِلال إبراز صورة ذهنيَّة جميلة عن الحياة الأمريكيَّة، وعلاقة الجوار مع الكيان الصهيوني التي تَتَّسِم بالحبِّ والإخاء المُشتَرَك، هي - يا سادَة - عمليَّة من عمليَّات غسيل المخ للشُّعوب، تبدأ بالأطفال الذين يُعتَبَرُون رجالَ المستقبل وبُنَاة الأُمَّة في مُستَقبَلِها، ووضحت هذه اللعبة في مصر والدول العربية من خِلال نشر بَرامِج للأطفال تَضَعُ فيها السمَّ في العسل بطُرُقٍ تجعلنا نحن كمُشاهِدِين نعتَقِد أنهم يُقدِّمون شيئًا إيجابيًّا الأطفال، إنهم عالم من اللصوص جمَعَهُم هدف واحد وهو طمس هُوِيَّة الأطفال، ومسخ عقولهم والقضاء على نَخْوَتِهم وغَيْرَتِهم.

وتتبنَّى حلقات برنامج (عالم سمسم) - الذي تُشرِف عليه الحكومة تحت إنتاج هذه المؤسَّسات الصِّهْيَوْنِيَّة - العملَ على إزالة الكراهية لدى الأطفال تجاه إسرائيل، وتشجيع الاحتِرام لإسرائيل، وإظهار الإسرائيليين على أنهم إخوان وجيران لنا، كذلك من شروط البرنامج ألاَّ يُعرَض فيه أيُّ شِعارات دينيَّة مهما كانَتْ، سواء بالصورة أو باللفظ، وهذا نَوْعٌ من أنواع تنمِيَة العلمانية في عقول الأطفال.

الغريب أنَّ تصريحات الوكالة الأمريكيَّة للتنمِيَة صدرَتْ في وكالات الأنباء، وتناقَلَتْها وسائل الإعلام، وأصبح الأمر على مَسْمع ومَرْأى من الجميع، ولكن لم يتحرَّك أيُّ أحدٍ من المسؤولين في وزارة الإعلام أو الثقافة أو التعليم بنفي هذه الأقاويل، أو إصدار بيانٍ يُثبِت فيه كذب التقارير الأمريكية.

هذا هو الحال الذي وصلنا له؛ عمليَّات غسيل مخ مُنظَّمَة لأطفالنا من خِلال بَرامِج الأطفال تحت مَسْمع ومَرْأى من الجميع، إنهم يُرِيدون أن يظهر للعالم جيلٌ من الشباب مَعُوق عن التفكير، مُصاب ببَلادة فكريَّة دينيَّة، مُشوَّه معرفيًّا وخلقيًّا، وفوق كلِّ ذلك لا يَعرِف لأمَّتِه قضيَّة، ولا لكرامته هُوِيَّة، ولا لدينه عِزَّة، ولا لعروبته انتِماءً، وفوق كلِّ هذا لا يَعرِف لمستقبله هدفًا.

تلك هي صورة الأجيال المُشَوَّهَة التي تُرِيد المُنَظَّمات الصِّهْيَوْنِيَّة خلقها في أطفال مصر.

١٧‏/٠٥‏/٢٠١٠

السفير الجاسوس لدولة الكنيسة

يعتبر النصارى في قبرص من أكثر نصارى المهجر تعصباً - وذلك لعدة أسباب أهمها أن قبرص كانت المركز الإقليمي لهجرة النصارى في حقبة الخمسينات والستينات إلى أوربا بعد قرارات التأميم الشهيرة لجمال عبد الناصر ، وأيضا كانت تحوي الكثير من نصارى الإسكندرية اليونانيين الأصل المصريين المولد الذي يعتبرون حتى اليوم مصر بلدهم الأم ، هذا المزيج من النصارى أدى لظهور جيل ثاني وثالث من أبناء هؤلاء المهاجرين لهم ميول عدائية للبلاد أكثر من آبائهم ، فضلاً عن كثير من الشباب النصراني هاجر من مصر في حقبة التسعينات وقت أن كانت سفارة قبرص فاتحة الذراعين لكل نصراني يود الهجرة ، وكان هؤلاء الشباب يتخذ قبرص كمعبر أو كوبري لباقي دول أوربا أو لأمريكا ..

لكل هذا جعل الإنجيلية جويس ماير تختار قبرص تحديداً لتنطلق منها بث قناة الحياة الخبيثة ، ولا يخفى على القاريء أن الظروف في قبرص تختلف عن أي دولة أخرى فهي تحوي ستوديهات قناة الحياة النصرانية الشتامة بفريق إعدادها بزكريا بطرس ، وهذا هو السبب الثاني في اعتبار نصارى المهجر بقبرص أكثر نصارى المهجر تعصباً لان زكريا بطرس خلق فيهم تياراً عدائياً لكل ما هو إسلامي ولكل ما هو عربي ، بحكم القرب منهم ..

من هنا كان ولابد أن تقرر الخارجية المصرية تعيين شخصية دبلوماسية نصرانية للتفاهم مع هذه النوعيات في السفارة المصرية في قبرص ..

وبالفعل اختارت الخارجية المصرية في أغسطس 2006 دبلوماسي شاب هو دوس عدلي دوس كان يعمل مستشاراً في السفارة المصرية بسريلانكا ، مع ترقيته إلى درجة نائب سفير وهو منصب دبلوماسي رفيع المستوى بدرجة غير عادية..

كل هذا والأمور تمشي على ما يرام ، بعد وصول الدبلوماسي النصراني دوس عدلي دوس إلى قبرص بدأ بالإندماج مع نصارى المهجر في قبرص ، وبدأ يقيم علاقات مع كهنة وقساوسة تابعين للكنيسة المصرية ، بعدها وصلت تقارير من المخابرات المصرية في قبرص تؤكد أن دوس كان يتجسس لصالح الكنيسة وهذا ما أكده السفير المصري في قبرص الدكتور محمد عبد الحكم وجاءت الاتهامات في حق دوس كالآتي :
-
تسريب أسرار السفارة إلى الكنيسة القبطية فى نيقوسيا.
- تسريب الأسرار إلى الأقباط فى قبرص
-
وجود علاقات بينه وبين البابا شنودة وكبار رجال الكنيسة
-
ا لكنيسة تنهى له جميع اعماله وتقوم بمساعدته فى كل شئ بما يؤيد فكرة هذا التعاون.
تلخيص هذه الاتهامات المشينة أن الكنيسة وعلى رأسها شنودة تتجسس على الدولة المصرية ومؤسساتها السيادية، وأن هناك طابور خامس نصراني يفشى أسرار الدولة للكنيسة.!!!
وزارة الخارجية أرسلت لجنة للتحقيق برئاسة السفير أحمد راغب ، قابلت هذه اللجنة كهنة الكنيسة والكثير من أبناء الجالية النصرانية ( لاحظ عزيزي القاريء أن لجنة التحقيق لم تأخذ إلا رأي كهنة الكنيسة المصرية في قبرص والجالية النصرانية هناك ) وتبين لهذه اللجنة أن هذه الاتهامات مغرضة ومعيبة، وتهدد الوحدة الوطنية. وكانت نتيجة التحقيق هى الحفظ وعدم توقيع أى عقوبة.،

الموضوع لم ينته عند هذا الحد فبعد عام تم استدعاء السفير محمد عبد الحكم للقاهرة وإرسال السفير احمد راغب ليحل محله ( وهو نفس السفير الذى حقق مع دوس، وهو أيضا سفير مصر فى قبرص حتى كتابة هذه السطور )

ولم تستمر العلاقة الجميلة بين الطرفين طويلاً أحمد راغب ودوس ، بل قدم تقريراً آخر أعدته المخابرات تؤكد أن دوس يتجسس لصالح الكنيسة وينقل أخبار الدبلوماسية المصرية وهي أخبار سيادية وشديدة الحساسية ، كما أنه يتعامل مع الملف النصراني بعنصرية شديدة نتيجة ديانته التي يدين بها ، تم نقل دوس بعد هذا التقرير إلى مصر للعمل في ديوان عام وزارة الخارجية مع حرمانه من ترقيته..

قام دوس برفع دعوى أمام محكمة القضاء الإداري يطالب فيها برفع الإضطهاد عنه من قبل وزارة الخارجية وترقيته ، وقررت المحكمة قبول الدعوى شكلاً ومضموناً وترقيته رغماً عن أنف وزارة الخارجية ، بعد صدور الحكم اضطرت وزارة الخارجية لكشف التقارير السرية التي بحوزتها وتقديمها لهيئة المحكمة التي تثبت عمالة الدبلوماسي النصراني دوس للكنيسة المصرية وتسريب أخبار سيادية لها

وجاء الحكم الفاصل في الجلسة الشهيرة التي ترقبتها الدبلوماسية المصرية والكنيسة المصرية الصادر في 22 نوفمبر من العام 2009 والذي عرض فيه نص الحكم كالآتي :

( إن المدعي كان يقوم بتهريب الأسرار للكنيسة وللبابا شنودة وكبار رجال الدين وللجالية النصرانية في قبرص ) هاجت الدنيا وقتها على هذا الحكم واعتبرته الكنيسة يدمر الوحدة الوطنية ..

السؤال الآن :

هل شنودة وكيان الكنيسة هي دولة منفصلة عن مصر لها جواسيس وسيادة مستقلة ؟

هل الكنيسة المصرية أصحت دولة داخل دولة ؟

هل هؤلاء الدبلوماسيين النصارى ولائهم للكنيسة أكبر وأولى من ولائهم لوطنهم ولوزارة الخارجية التي يعملون فيها ؟

هناك عشرات علامات الاستفهام تحتاج لجواب

١٣‏/٠٥‏/٢٠١٠

قناة يوتا التابعة للكنيسة للمصرية

حينما أعلن القمص الهارب مرقص خليل عزيز كاهن الكنيسة المعلقة بمصر القديمة السابق والهارب حالياً إلى الولايات المتحدة الأمريكية والمعروف حركياً باسم الأب يوتا ، حينما أعلن عن إنشائه قناة فضائية تعني بالاضطهاد النصراني على أرض مصر ، تذكرت وقتها تصريح كان قد أدلى به بعد أحداث كنيسة محرم بك التي عرضت مسرحية مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقول في هذا التصريح :

( على الشباب القبطي الاستعداد لعصر الاستشهاد )

طبعاً شخصية ثورية مثل شخصية يوتا والتي تدعوا دائماً لطرد الغزاة المسلمين من مصر ، والذي يدعوا في بلاد المهجر لاستقلال بلاده المحتلة من قبل العرب ، لابد وأن تكون قناته الفضائية الجديدة التي ستظهر خلال أيام قناة تعبر عن روح الثورة ولسان حال الثوار في المهجر الذين حتماً سيعودون لمصر لقيادة التحرير ..

فور إعلان مرقص عزيز خبر أنشائه لهذه القناة احتفت به المواقع النصرانية المختلفة وباركت العمل ، ولم ينس التلفزيون الرسمي الذي يعيش في غيبوبة من زمن - أن يتصل به ليتأكد من صدق الخبر ، في ظل عدم ظهور أي تعليق رسمي من الكنيسة المصرية على هذه القناة ، حتى هذه اللحظة مرقص خليل عزيز كاهن تابع للكنيسة المصرية ويتلقى راتباً شهرياً يصله بالدولار في مقر إقامته في الولايات المتحدة الأمريكية ، أي أن أعماله المفروض تكون خاضعة لجهة عمله وهي الكنيسة المصرية ، ومع ذلك لم يصدر أي تصريح رسمي يوضح موقف الكنيسة المصرية من القناة التي ستكون حتماً عدائية لمصر وللإسلام .

الكنيسة المصرية تلعب نفس الدور الذي لعبته أيام ظهور كاهن تابع لها في قناة العاهرة جويس ماير ، الكنيسة المصرية رفضت وحتى هذه اللحظة التنديد بهذا الكاهن وهو زكريا بطرس بل أن شنودة قالها صراحة لن انتقد بطرس ولن أجعله يتوقف مادام هناك من ينتقد المسيحية وقال في آخر تصريح له هو يتكلم من كتب إسلامية طيب ما تردوا عليه ..

نفس هذه اللعبة سوف تلعبها الكنيسة المصرية مع قناة الرجاء ، لو اشتكى المسلمون وسوف يحدث سوف تقول ، هو كاهن تابع لنا ولكنه حر في تصرفاته خارج الكنيسة ، أو لو كان قذر وقبيح لأقصى درجة ستقول هو كان قد تقدم باستقالته ولا نستطيع إخضاعه للكنيسة ، والغريب أنه أمس أعلن مصدر في الكاتدرائية أن مرقص لا يزال كاهناً تابعاً للكنيسة المصرية وهو موفداً بصفة شخصية من البابا شنودة إلى الولايات المتحدة ، وهذه الجملة نضع تحتها ألف خط - يعنى لا مستقيل ولا مشلوح ، أضف إلى ذلك تصريحات مرقص عزيز يوتا أمس إلى المحطة الأمريكية واسعة الإنتشار «سي بي إس» والذي قال بالحرف أن قناة الرجاء ومؤسسيها ، «خاضعون لسلطة كنيسة الإسكندرية روحيا وعقائديا » بل أنه أكد أن القناة حصلت على مباركة وإذن شنودة ..

وقال أن القناة ستسلط الضوء على إجراءات إبادة النصارى في مصر، وسط صمت الهيئات الحكومية على حد زعمه ..

الآن اتضحت معالم الصورة جليةً في العيون ، وواضحة في كبد السماء ، القناة هي قناة الكنيسة المصرية ويوتا ما هو إلا منفذ لسياسات الكنيسة ..

٠٨‏/٠٥‏/٢٠١٠

التنصير في وسائل المواصلات.

كنت في السابق أرفض الكلام عن الأديان مع النصارى في وسائل المواصلات سواء كانت أتوبيس او مترو او حتى قطار حتى لا يحدث مشادات وفتن بين الناس وهناك الكثير منهم من العوام ، وكنت دائماً ما ألوم الأخوة الذين يدخلون في جدالات من هذا النوع في مثل هذه الأماكن ، ولكن حدث لي موقف منذ يومين وضعني في محك مباشر وتجربة قوية ، الموضوع أنني ركبت سيارة اجرة ميني باص متوجها الى بيتي وفضلت الجلوس في اخر مقعد من مقاعد السيارة تجنبا للزحام ، وركب في الكرسي الذي أمامي شابان يبدوا على سحنتهما انهما نصرانيان وبدءا في حوار

قال احدهما للآخر :

تعرف ان الرسول صلى الله عليه وسلم اتجوز 18 واحدة ؟؟

فرد عليه صديقه : لا يا اخى 18 ايه انا اعرف انهم اقل من كده

فقال له : والله 18 انت ما قرتش كتاب ابن كثير ولا ايه

بدأ العبد لله يرمي اذنيه عند الشابان

استطرد الشاب الظريف كلامه لصاحبه الاظرف منه قائلاً له :

شوف انا هقولك اصل ده كان عادي على أيامهم ، والصحابة كلهم كانوا متجوزين كتير وبعدين بقا هقولك على حاجة الرسول واحده توهبله نفسها وواحده ما يرضاش يدخل بيها عشان عندها برص وواحده يسرحها لاهلها اومااااااال ... انت فاكر ايه .

وجدت ان الموضوع قد زاد عن حده ولابد ان اتدخل خاصة بعد ان لفتوا الانتباه بحوارهم نتيجة صوتهم العالي المتعمد

ادخلت راسى بينهما وقلت : واضح ان الاستاذ قاري كويس

قال : ايوة كله موجود في سيرة ابن كثير

قلت له : وتعرف كام واحده بقا وهبت نفسها للنبي

قال كتير

قلت له يعنى كام

قال معرفش

قلت له طيب ومين اللى سرحها لاهلها وسرحها ليه قالى اسمها امية

قال له تقصد اميمة بنت النعمان قالى لاء امية اقرا ابن كثير

قلت له ماشاء الله واضح انك قاري كويس

على العموم الرسول تزوج من تسعة فقط هن من بقين معه وباقي الزوجات اللي ذكرهم ابن كثير ما تزوجهم الرسول او طلقهم دون دخول

وبعدين هو الاسلام يعني ابتدع فكرة تعدد الزوجات ما هو ده كان موجود قبل الاسلام وموجود كمان في الشرائع السابقة هو انت ما قريتش الانجيل ولا ايه ، ولم أعطه فرصة للرد فقلت له تعرف سليمان كان متجوز كام واحده فى الانجيل

فاصيب بالبلامة ولم انتظر رده فقلت له اتجوز 700 واحدة وكان عنده 300 جارية كل ده موجود فى الانجيل

يعني هو انت قاري فى الاسلاميات ومش قارى فى كتابك هو مش الاستاذ مسيحي بردوه

قالي لاء انا مسلم

قلت له يا راجل

واسمك ايه بقا

قالى اسمي اسامه سعيد

وبعدين قال اسامة سعيد محمد

قلت له اسامة سعيد محمد ماشاء الله

طيب يعنى ما تعرفش الانبياء فى الانجيل اتجوزو كام واحده

قالى احنا مالناش دعوة بالانجيل احنا بنتكلم فى الاسلام

قال هذه الكلمة وكانت السيارة كلها في اشد الانتباه لهذا الحوار المثير

قلت وبصوت عالي ليسمعني كل الناس

يعني انت مسيحي ومستعر من دينك وشغال افتراءات على النبي صلى الله عليه وسلم

طيب ما تقرا الانجيل ثم قلت اقراه كويس بس

اظن ان السيارة كان فيها غيره من المسيحين ولم يجروء ان يتكلم احد

واقسم بالله انه لم يجروء ان يفتح فمه بل كان شاخصا بصره تجاهي وقد ظهر الاصفرار على وجهه

نزلت من السيارة لأن محطتي قد جاءت وانا على يقين انه لن يجروء ان يفتح فهمه بعدها في السيارة .

هذا النموذج يا سادة منتشر جدا وكنت في السابق كما ذكرت الوم بعض الاخوة وهم باحثين متخصصين من الحديث في الانجيل او الكتاب المقدس في وسائل المواصلات

الملفت للانتباه في هذا الموقف امرين

الاول هو تجروء النصارى بهذا الحد على الكلام في الاسلام بهذه الصورة دون خوف ولا وجل طبعا فضلا عن كذبهم وادعائهم الاسلام حتى لا يلفتوا الانتباه

وكانوا في السابق أقسم بالله لا يجروء أحدهم أن يظهر يده حتى ليظهر الصليب أو حتى لا تجروء هي أو هو على ارتداء صليب حول رقبته

الآن نجد الصلبان في اليد من الخلف والأمام والصلبان تتدلدل على رقابهم وعلى صدورهم شاخصة للعيان

بل إنى اقسم بالله وجدت شخص مسيحي سائق تاكسي واضع كلمة جيسس فى العلامة اعلى سيارته بدل من كلمة تاكسي

ومنهم من يضع على سيارته في الخلف صور ليسوع والعدرا واماكن ظاهرة للصليب .

والثاني انه لم يرد عليه احد من المسلمين انفسهم وكان الغيرة قد ذهبت منهم او لعلهم لم ينشغلوا بما يقال ولم ينتبهوا بما قال

هذا الموقف ذكرنى بموقف اخر عكس هذا الموقف

احد الاخوة اخبرني انه كان راكب اتوبيس نقل عام فوجد فتاة جالسة على مقعد وتقرا الانجيل

فقال لها الاخ وهو واحد من كبار الباحثين في مقارنة الاديان في مصر قال لها : هو ده حضرتك عهد قديم ولا عهد جديد

فقالت له : عهد قديم لاء لاء لاء استنا كده فنظرت على غلافه وقالت له عهد جديد

فقال لها : طيب افتحي انجيل مرقص كده

قالت له : حاضر وهمت ان تفتحه فوجد ركاب الاوتوبيس بيقولو له ممنوع الكلام في الحاجات ده يا استاذ

واللى يقوله جرا ايه يا استاذ

هذا هو الحال يا سادة بعض الناس في حالة تغييب شديد وغير مدرك لعمليات التنصير المنظمة من قبل الكنيسة والتي تشمل فئات كثيرة من المجتمع ، لو كان هؤلاء الناس وجدوا صد من المسلمين لما تجرءوا بهذا الحد ، ولما وصلوا لدرجة عدم الخوف والاطمئنان التي يشعروا بها ، ولما فكروا أساساً أن يتحدثوا بكلمة واحدة عن الإسلام ولا عن أشرف خلق الله صلى الله عليه وسلم ..

٠١‏/٠٥‏/٢٠١٠

"نجوى" طالبة مسكينة

نجوى طالبة أسبانية من أصول مغربية في ال 16 من عمرها ، في بدايات المرحلة الثانوية وقبل بداية العام الدراسي أبدت لأبويها رغبتها في لبس الحجاب وأن تبدأ به العام الدراسي ، لم يمانع أبويها وبدأت نجوى بالفعل الذهاب للمدرسة بالحجاب يومياً - حتى بدأت إدارة المدرسة تكره شكلها بالحجاب وسط زميلاتها فسلطت عليها المدرسين للتحرش بها ومضايقتها طوال فترات الدراسة ، بل والاستهزاء بها بالغمز واللمز أثناء وبين الحصص ، كانت نجوى تصبر وتكتم في نفسها وتصر على الذهاب بالحجاب يومياً وتعود للبيت ولا تخبر أبويها بما حدث لها ، فلما وجدت إدارة المدرسة أن هذا الأسلوب فشل معها - قررت منعها من دخول فصلها الدراسي ، وزيادة في إذلالها صرحت لها بدخول المدرسة ولكن غير مصرح لها دخول الفصل ولا تلقي الدروس مع زميلاتها ..

كانت نجوى تذهب للمدرسة صباحاً فيتم منعها من دخول الفصل فتتجه إلى غرفة استراحة الزوار وتجلس فيها طول النهار وهي صامتة حزينة ، حتى ينتهي اليوم الدراسي ثم تعود إلى بيتها ....

وتأتي في اليوم التالي وتمنع من دخول الفصل فتذهب إلى غرفة الاستراحة جالسة حتى انتهاء اليوم الدراسي ثم تعود إلى بيتها ، ظلت نجوى أسبوعين كاملين على هذا المنوال ، وإدارة المدرسة رافضة دخولها الفصل مادامت ترتدي هذا الحجاب ، وهي تأتي في اليوم التالي في تحدي لكل الظلم السافر الذي تتعرض له ، بدأت زميلاتها يتضامن معها فينتظرن انتهاء الدروس ويتجمعن معها في غرفة الاستراحة ...

منهن من تحاول إضحاكها ومنهن من تأتي لها بطعام تأكله ومنهن من تتطوع وتشرح لها دروس اليوم ، أصبح التجمع يومياً ويزداد يوماً بعد يوم ، ولم يقتصر حضور زميلاتها في الفصل فقط بل شمل الحضور الفصول الأخرى من نفس المرحلة ومن مراحل أخرى ...

الكل أصبح متعاطف معها بطريقة صدمت إدارة المدرسة ، حدث أثناء هذه الأحداث موقف في منتهى العجب ، فوجئت إدارة المدرسة بخمس طالبات أسبانيات كاثوليكيات قادمات المدرسة بالحجاب ، فتم حجزهن في إحدى غرف المدرسة وبسؤالهن قلن أنهن فعلن ذلك ليشعروا بنفس الشعور الذي تشعر به زميلتهن نجوى المسلمة ، بعد هذا الموقف قررت إدارة المدرسة اتخاذ قرار حاسم وفوري ، قررت على الفور طرد نجوى نهائياً من المدرسة وعدم السماح لها بالدخول ، فكان القرار صادم للرأي العام بشدة الذي تعاطف معها ، فقرر وزير التعليم عودة نجوى إلى المدرسة فوراً ولكن إدارة المدرسة رفضت تنفيذ القرار ، فمكثت نجوى في بيتها لتصدم بعد قرار المدرسة بفصلها نهائياً ...

في حقيقة الأمر القضية استفزت الرأي العام الأسباني ، بل قد تقول أنها كانت صادمة له بعنف وبدأ الري العام يستنكر قرار المدرسة ، وسحبت نجوى أوراقها من هذه المدرسة وتقدمت لمدرسة أخرى عربية موجودة في نفس المدينة .

هذا الحال يا سادة هو حال المحجبات في الغرب ، الشهر الماضي قامت محطة ايه بي سي الإخبارية الأ مريكية بعمل تحقيق في منتهى الروعة لتعرف به رد فعل المجتمع الأمريكي على المحجبة ، قامت بالاتفاق مع سوبر ماركت ووضعت فيه شخص يقوم بدور البائع واتفقت مع ممثلة أمريكية مغمورة لتمثل دور المسلمة المحجبة ، ويكون السيناريو هو تدخل الفتاة الممثلة الأمريكية لتشتري بعض الأشياء من زميلها الممثل الآخر البائع في السوبر ماركت ، ثم ينتظر حضور شخص غريب يقوم بالشراء وأثناء شراءه يدور الحوار بين الزميلين الممثلين أمام الشخص ويقوم خلاله البائع بشتم المحجبة ويتهمها بالارهاب ويرفض ان يبيع لها لأنها محجبة ومسلمة ، ثم ينتظر رد فعل الشخص الاخر والكاميرا في مكان لا يراه ترصد كل حركاته والمفاجأة أنه كان أكثر من تسعين بالمائة من الناس كانت متعاطفة بشدة معها ومنهم من دافع عنها ورفض الشراء وهناك من كان يتصدى له وينهره وان يبلغه ان يتعامل معها باحترام ، بل منهم من بكى تعاطفاً ، قالت المحطة أنها تفاجأت بردود الناس بهذه الطريقة . ً

بالامس اصدرت بلجيكا قرارا يمنع المنقبات في الشوارع وكذلك فرنسا في طريقها وسويسرا والنمسا والسويد بل واسرائيل في طريقها ، ما تتعرض له البلاد الغربية من محاولات طمس الهوية الاسلامية ومحاربة كل الاشكال الاسلامية شئ لا يدعوا للاستغراب بقدر ما يبين لنا مدى الحال الذي بدأ يتعامل به الغرب النصراني مع الاسلام المتنامي ، وهذا يفسر بوضوح بعض المرادفات الحديثة مثل الاسلاموفبيا او اسلمة اوربا .

الغرب مرعوب من انتشار الاسلام بهذه الصورة خاصة بعد تلاشي دور الكنيسة الغارقة في الشذوذ

الكنيسة التي هجرها النصارى بسبب فضائحها التي لا تنته ، الاسلام قادم وبقوة في قلب الغرب منعوا الحجاب او منعوا النقاب لا يهم بل والمجتمعات نفسها بدأت تتقبله وتدافع عنه وهذا له مقال منفرد آخر إن شاء الله .