١٠‏/٠٥‏/٢٠٠٨

قساوسه تكفر شنوده على صفحات الجرائد ( أهانوا أم حبيب بباوي في قناة «أغابي».. فأعلن تكفيره للبابا شنودة )


الكلام عن الخلافات اللاهوتية بين البابا شنودة ود. جورج حبيب بباوي، قد لا يشغل الكثيرين.. لكن عنف المعركة الدائرة بينهما الآن، هو الذي جعل الأمر يدخل في دائرة الاهتمام العام، فلو كان الخلاف مجرد خلاف فكري أو ثقافي.. فلماذا يصل إلي حد تبادل السباب والشتائم والتوصيفات غير اللائقة؟!.. لقد قال بباوي في دراسته عن البابا عبارات غير مسبوقة في التعامل مع البطريرك مثل «إنه أصبح بالنسبة لنا لا يحمل صفة بابا الإسكندرية لأنه يمزق المسيح الواحد إلي اثنين، ويكتب بيديه ذات إيمان إريوس وهذا لا نستطيع أن نغفره له، إلا إذا تراجع وتاب، ولا نستطيع أن نغفر له الاستخفاف بجهل القارئ وبعقله».. وكتب أيضاً: «الذي كان أسقفاً لمدينة الإسكندرية وترك وانضم إلي الهراطقة والمسلمين أيضاً».. وكتب للمرة الثالث: «إن لدينا بطريكاً يحض علي القتل ولا يتورع عن استخدام الأساليب الخسيسة». قسوة هذه الكلمات جعلت رد المجمع المقدس علي بباوي أكثر عنفاً ووصف دراسة بباوي بأنها افتراءات وأسلوبها متدنٍ في الهجوم علي قداسة البابا، رغم أنه بالنسبة لأساقفة المجمع المقدس حامي الإيمان الأرثوذكسي في العصر الحديث، وهو رمز كبير من رموز الكنيسة والوطن داخل مصر وخارجها، بالطبع تقف وراء هذا الخلاف العنيف خلفيات وجذور لن أقول للكراهية، ولكن علي الأقل للصراع الدائر الآن في الكنيسة.. إن محاولة الفهم تقتضي منا أن نعود ولو قليلاً إلي الوراء، إلي الأيام التي جمعت بين البابا شنودة وجورج حبيب بباوي. كان جورج حبيب بباوي من أولاد الأنبا كيرلس البابا السابق في دير مار مينا بمصر القديمة، ولثقته به أرسله في بعثة علمية إلي جامعة كامبريدج علي نفقة مجلس الآباء.. ليدرس هناك كتابات الآباء.. ساعد وجود بباوي في كامبريدج علي أن يطلع علي المراجع الأصلية لهذه الكتابات.. لأن جامعة كامبريدج قبل أن تتحول إلي جامعة عامة.. كانت جامعة دينية تدرس العلوم الدينية فقط.. وعندما عاد في بداية السبعينيات كان ساخطاً جداً علي الكنيسة وعلي مناهج التعليم فيها.. كان يقول دائماً: «ما هذا الجهل الذي نعيش فيه؟!».. عمل حبيب أستاذاً في الكلية الإكليريكية ووكيلاً للقسم المسائي بها.. واكتشف الطلبة الذين يدرسون في الكلية أن ما يقوله جورج هو نفس ما يقوله الأب متي المسكين وربطوا بذلك بين صحة ما يقوله متي المسكين، وما يقوله الآخرون.. فبباوي درس كتابات الآباء من مصادرها الأصلية ويقول نفس الكلام الذي يردده متي المسكين الذي لم يسافر إلي الخارج.. بل هو قائم في ديره لا يبرحه.. لكن عندما أدرك حبيب أن الربط بينه وبين الأب متي المسكين سوف يجلب عليه المشاكل.. أقلع عن الحديث عنه. ظل حبيب بباوي يعمل في الكلية الإكليريكية، يحاول أن يتمرد لكن البابا شنودة كان يقف أمامه ويلزمه حدوده.. حتي وقع الصدام الشهير بين الرئيس السادات والبابا شنودة وتم تحديد إقامة البابا في دير الأنبا بيشوي وعزله من منصبه.. جاء إلي مصر مراسل جريدة «التايمز» وقابل جورج حبيب بباوي وسأله عن رأيه فيما حدث وتقييمه لموقف البابا شنودة، فقال بلا تردد: «إنه أحمق سياسيا»ً.. كانت الكلمة متجاوزة وخاصة أنها قيلت في حق البابا.. وقد ظلت عالقة في الذاكرة الكنسية حتي أصدر البابا قراره بطرد بباوي من الكلية الإكليريكية. في لحظة واحدة وبعد أن كان جورج حبيب بباوي ملء السمع والبصر كأستاذ في الكلية الإكليريكية أصبح مطروداً خارجها ومشرداً بلا مأوي أو مورد رزق.. اضطر إلي أن يعود إلي لندن مرة أخري، كان د. بباوي أثناء إعداده لرسالة الدكتوراة قد تزوج من إنجليزية، عاد بها إلي موطنها الأول ليبحث هناك عن طريق جديد ووسيلة يتكسب بها عيشه، عمل هناك أستاذاً في جامعة توتنجهام، ظن في البداية أن الحال هدأت له، لكنه فوجئ بالأنبا بيشوي يسافر خلفه ويقابل مدير الجامعة ويخبره بأن د. جورج بباوي ضابط مخابرات مصري، وأنه قادم إلي بريطانيا لأداء مهمة خاصة لصالح المخابرات المصرية. لم يتعامل مدير الجامعة البريطانية علي الطريقة المصرية، فلم يأمر بعزل بباوي فور سماعه للوشاية به، لكنه ذهب إليه وسأله مباشرة عما يجري.. فقال له القصة الكاملة لخلافه مع البابا.. وحتي ينهي مدير الجامعة الإنجليزية هذه المهزلة طلب منه أن يتقدم بطلب انضمام إلي الكنيسة الإنجليكانية حتي لا يصبح للكنيسة الأرثوذكسية سلطان عليه.. لقد احتمي بباوي بالكنيسة الإنجليزية، لأنه شعر بأنه يتعرض للبطش من كنيسته في مصر.. تحول إدارياً فقط.. لكنه ظل علي أرثوذكسيته قابضاً عليها مثل القابض علي الجمر. وعندما أحيل إلي المعاش سافر من لندن إلي أمريكا وأصبح مديراً لمعهد أرثوذكسي في ولاية أنديانا.. ومن هناك يرسل كل آرائه وأفكاره وهجومه علي البابا شنودة.. إن جميع من يعملون حول البابا يريدون تأكيد أن جورج حبيب بباوي أخطأ في حق البابا، وأنه يعرف أنه أخطأ ولذلك فقد حاول كثيراً أن يتقرب من البابا.. ومن بين ما قاله بيان المجمع المقدس إن بباوي وقف في كنيسة مارمرقس بلندن أثناء زيارة البابا شنودة الثالث، وقال بصوته كما هو وارد في شريط التسجيل: «أنا أخطأت أرجو أن يحاللني البابا»، فرد عليه قداسة البابا بأنه يسامحه في كل شيء ما عدا أخطائه في العقيدة. هذه هي رواية أساقفة المجمع المقدس، التي لا أستطيع ولا يستطيع أحد أن يشكك فيها.. لكن هناك رواية أخري قالها جورج حبيب بباوي لبعض أصدقائه.. فقد وقف وطلب من البابا شنودة أن يحالله أي يسامحه لكنه قال له بغضب: «لا».. فرد عليه بباوي بصوت عال في الكنيسة: «باي»، البابا شنودة أغلق في وجه بباوي باب الرحمة إذن.. رفض أن يصفح عنه.. أن يحتويه ويستوعبه ويحنو عليه.. وقد تعتقد أن هذا هو السبب في أن يشن بباوي حرباً طاغية علي البابا شنودة.. ليس هذا فقط.. فواقعة كنيسة لندن حدثت في أواخر الثمانينيات.. وقد تكون جراحها قد طابت الآن، لكن ما الذي أشعل النيران مرة ثانية؟.. ما الذي جعل حبيب يخرج عن صمته ويثور كل هذه الثورة التي جعلته يكفر البابا شخصياً؟ من بين ما يقال: إن جورج حبيب بباوي يتعرض ومنذ فترة لهجوم متواصل وحاد من قيادات الكنيسة الأرثوذكسية وتحديداً من الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس، صحيح أن هناك هجوماً من كثيرين علي بباوي لكن الأنبا بيشوي هو رأس الحربة في هذا الهجوم ربما لسبب بسيط أن بباوي دائم الهجوم علي الأنبا بيشوي والتشكيك في علمه وثقافته اللاهوتية.. بل إنه في مقالات كثيرة يصفه بالجاهل لاهوتياً، وهو أمر لم يتجاوز عنه الأنبا بيشوي وهو المعروف بشدته وصرامته، ووصل الصراع أقصاه عندما هاجم الأنبا بيشوي جورج حبيب بباوي منذ أيام علي قناة «أغابي» الفضائية.. وهي قناة الكنيسة الرسمية وصوتها المعبر عنها.. قال إن أمه يهودية.. في محاولة للتشكيك في كل ما يقوله أو يأتي من ناحية جورج. اعتبر جورج حبيب بباوي إهانة أمه والهجوم عليها في قناة فضائية أمراً معيباً ومستفزاً. قد يكون هذا سبباً عادياً وليس كافياً لإثارة كل هذه الضجة وإشعال كل هذا الغضب.. لكن لم لا؟.. إن جورج حبيب رغم حياته الطويلة التي قضاها بين لندن وأمريكا لايزال المصري الذي يعيش بذاكرته في مصر القديمة، والمساس بأمه يعتبر خطيئة كبري.. ثم ما شأن أمه بما يجري بينه وبين رجال الكنيسة؟.. إن هذه الواقعة التي زلت فيها قدم الأنبا بيشوي هي التي فتحت عيون النار علي البابا شنودة.. وكأنه يقول للجميع: «إذا كنتم أهنتم أمي.. فإنني سأهين كبيركم». لا أريد أن أحول المعركة الساخنة الدائرة الآن في الكنيسة المصرية إلي معركة شخصية أو أن دوافعها ذاتية.. أو أنها محاولة للانتقام وتخليص حق شخصي.. فجورج بباوي يحمل في داخله للبابا الكثير.. بداية من وقوفه وراء طرده من الكنيسة ومطاردته في لندن وعدم قبول اعتذاره ثم ختاماً بإهانة أمه.. ولا يمكن أن نغفل كل هذه العوامل.. لكننا في النهاية أمام معركة فكرية يتم الآن تسطيحها والاستخفاف بها.. وللتدليل علي ذلك فإن الكنيسة تريد منا أن ننظر لحبيب بباوي علي أنه مجرد رجل طويل اللسان.. وأنه قال في إحدي محاضراته إن مصر بها 40 مليون حمار لا يفهمون شيئاً.. وكأنهم يقولون إنه رجل شتام فلا يجب أن يلتفت إليه أحد. إن الكنيسة الأرثوذكسية الآن في ورطة، رأسها وقمتها وقائدها يتعرضون لمدفعية ثقيلة ولن تجدي مع هذه المدفعية البيانات والاجتماعات المنافقة.. لقد تحرك البابا من عليائه، كان معتاداً ألا يرد علي خصومه.. كان يتعامل معهم علي أنهم ليسوا موجودين من الأساس.. لكنه هذه المرة، ولأن الضربة كانت قوية فقد اهتز في كرسيه الباباوي ودفع رجاله ليدافعوا عنه.. لكن يبدو أن رجال البابا حتي الآن لم ينجحوا في هذه المهمة

http://www.elfagr.org/Elfagr_L_Details.aspx?NewsId=1532&section_related=733

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

للآسف اي مفكر مسيح حر يضطهد من فكر محاكم التفتيش والجستابو الذي يتبعه شنودة