٢٤‏/١٠‏/٢٠٠٩

رســــــــــالة الفــــــــادي


د. زينب عبد العزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية

يـُعد الخطاب الرســولي المعنون " رســالة الفـــادي " من أهم الخطب التي أصدرها البابا يوحنا بولس الثاني ، إذ أنه يلقي مزيداً من الضوء على ما يدور حالياً من أحداث في مجال تنصـير العالم .. وتكمن أهمية هذا الخطاب الصادر عام 1990 في نقطتين أساسيتين : فهو من ناحية يُعرب عن موقف البابا من الديانات غير المسيحية ، وخاصة من الإسلام ؛ ومن ناحية أخرى يتضمن ما أخفاه البابا من تحريف جـديد لمعنى ما يطلقون عليه " فــداء المســيح" وربطه بين ذلك " الفــداء" وبين كل فرد في العالم وبلا إستثناء (البند 14) !.
و الخطاب الرسولي عبارة عن رسالة دورية يقوم البابا في الفاتيكان بتوجيهها إلي مجمل الكنائس ، وفقاً لضرورة الموقف ، بموجب رعايته العليا للتعليم والتوجيه الديني . وأكثر ما يميز هذه الرسائل البــابــاوية هي أنها تحمل عــلامة عصرها أكثر من أي نص أخر ، كما تشير إلي الظروف التي أدت إلي كتابتها أو الضرورة التي إقتضتها وتتناول الرد عليها ، ويتفاوت طول الخطاب الرسولي هذا من عشرات الصفحات إلي ما يتعدى المائتي صفحة ، وهو مـُـلزم لكل البنيان الكنسي ولكل الخاضعين للعقيدة المسيحية من ملوك ورؤسـاء وأتباع ..
وتقع " رســالة الفـــادي " التي نحن بصددها ، في مائة وأربع و أربعين صفحة ، وتتكون من ثمانية فصول ، تشتمل على واحد وتسعين بنداً . وإن لم يكن موقـف المؤسسة الكنسية من الإسـلام بجــديد ، فإن مغـزى الإضافة الجـديدة التي أجراها البابا على ما يطلقون عليه " فــداء المســيح" أي تضحيته بنفسه من أجل التكفير عن المسيحيين من ذنب "الخطيئة الأولى" ، يُمثل تحديا لا سابقة له فيما يتعلق بموقف الفاتيكان من المسلمين : إذ أفصح البابا عن أحد قرارات مجمع الفاتيكان الثانى ، الذى كان يتم تداوله سرا و تعتيما ، وأعلن رسميا فرض المساهمة في عملية التنصير على كافة المسيحين ، وبذلك لـم تعــد قـاصرة على رجال الاكليروس وفــرق المبشـرين ...
وقــد قــال أحـد المعلقين البروتستانت وهو أمريكي الجنسية ، يُدعى جيرلي أندرسون ،"أن هذا الخطاب يمثل نقطة تحول جديدة ، بل إنه يعد أكثر نقطة إنطلاق محملة بالأمال لمستقبل اللاهوت الكاثوليكي وللإرساليات التبشيرية " ، وهذه الأمال تعتمد على إستخدام كافة المسيحين في عملية التنصير . إذ نُطالع في البند 2 : "إن الرسالة تعني المسيحين جميعاً والابرشيات والرعايا والمؤسسات والمجمعات الكنسية كلها ". ولا يقتصر فرض البابا على هذا النحو ، وإنما نطالع في نفس بقية البند ، من الخطاب : "إلزام كل الكنائس الخاصة ، وحتى الكنائس المحلية على إستقبال المرسلين وإرسالهم لطمأنة غير المسيحين وبخاصة السلطات المدنية في البلدان التي يتوجه إليها النشاط الرسولي ، إذ إن غايته واحدة ، هي خدمة الإنسان بإظهار محبة الله التي في يسوع المسيح". وبعد هذا القناع نطالع في (البند 3 ) : -
إن عدد الذين يجهلون المسيح ولا ينتمون إلي الكنيسة يزداد يوماً بعد يوم ؛ حتى أنه تضاعف منذ إختتام المجمع (1)... إن الله يفتح أمام الكنيسة أفاقاً بشرية أكثر إستعدادا ً لتقبل بذر الإنجيل و أستطيع القول أن الوقت قد حان لأن تلتزم كل القوى الكنسية في التبشير الجديد بالإنجيل .. "فما من أحد يؤمن بالمسيح وما من مؤسسة في الكنيسة يمكنه أن يتنصل من هذا الواجب المقدس وهو واجب تبشير كل الأمم بالمسيح".
وهــذا التبشير الذي فــرضه الـــبابا على جميع الأتباع ، قــائم على فكرة أن المسيح هــو المخلـّص الـوحيد للبشر والوسيط الوحيد بينهم وبين الله ؛ (بند 6) ... "وأن شـمولية الخــلاص لا تعني أنه لا يُـمنح إلا للــذين يؤمـنون بالمسـيح إيـماناً صريحاً والذين قـد دخــلوا الكنيسة ؛ وإنما الخلاص مقـــّدر للجميع وعـليه أن يقــدم للجميع فعــلاً" ( البند 10).... " ولا تستطيع الكنيسة أن تعفي نفسها من الإعلان عن أن يســوع قـد جـاء ليـظهر وجــه الله ويحصل بالصليب والـقيامة على الخــلاص للبشر أجمـعين " (البند 11)..
ثم يتحدث الــبابـا في الفصل الـثاني عـن دور الكنيسة وأهميــته ، موضحاً أن "الربــاط الخاص القائم بين الكنيسة وملكوت الله و المسيح الذي هي مرسلة للتبـشير به وتأسيسه بين الشعوب جميعاً " ( البند 18 ) هو دور لا رجــعة فيه ..
ويختتم الفصل الثالث قائلاً :" على الكنيسة أن تواجه اليوم تحديات أخرى في مسيرتها نحو حدود جديدة بالنسبة للإرساليات الأولى إلي الأمم أو بالنسبة للتبشير بالإنجيل . إن شعوباً بأسرها قد قبلت بشرى المسيح ، والمطلوب اليوم من جميع المسيحين ومن الكنائس الخاصة ومن الكنيسة الأم نفس الشجاعة التي كانت تنعش رسل الماضي ونفس روح الإستعداد للإصغاء إلي الـــروح القــدس " (البند 30 ).
ويبدأ الفصل الرابع المعنون : " أفاق الرسالة إلي الأمم غير محدودة " ويقول البند 31 : " .... إن نشاط الكنيسة الأساسي هو التبشير . إنه نشاط جوهري لا يكلّ ولا يهدأ أبداً ، والكنيسة لا يمكن أن تتغاضى عن رسالتها الدائمة التي هي حمل الإنجيل إلي جميع الذين لا يعرفون بعد المسيح فـــادي الإنسان ... وهم ملايين كثيرة من الرجال و النساء .. تلك هي مهمة الإرسالية الأكثر أهمية والتي وكـّـلها يسوع لكنيسته ولا يزال يوكـّـلها إليها كل يوم "...
أما عن النشاط الخاص بالارســاليات فيقـول البابا : " إن النشاط الإرســالي المميز أو الرسالة إلي الأمــم يتوجه إلي الشعوب والجماعـات البشرية التي لم تـؤمن بعد بالمسيح ، حيث لم تمتد إليهم بعد جــذور الكنيسة ، وإلي الــذين لم تنطبع ثـقافتهم بعد بالإنجـيل ، ويتميز هذا النشاط عن النشاطات الأخرى للكنيسة في أنه يتوجه إلي تجمعات وأوساط غير مسيحية لأن البشارة بالإنجــيل وحضور الكنيسة ليسا متوفرين فيها أو هما غير كافين ... إن خاصية هــذه الرسالة إلي الأمــم تكمن في أنها تتوجه إلي غير المسيحين " (البند 34 ) ...
أما البند التالي ، أي ( رقم 35) فهو يؤكد أن هذه الرسالة موجهه إلي كل الشعوب رغم " الصعوبات التي تظهر وكأنها لا يمكن تخطيها ، بل لقد كانت تدفع إلي اليأس لو أن الأمر كان متعلقاً بالعمل البشري وحده . إذ أن بعض البلدان تمنع المرسلين من الدخول إليها ، والبعض الأخر لا يحـّرم التبشير فقط ، بل يحـّرم الإهتداءات { أي الإرتداد عن الإسلام } وأعمال العبادة المسيحية ، وفي أماكن أخرى تكون الحواجز على صعيد ثقافي حيث يظهر نقل الرسالة عـديم الفائدة أو غير مفهوم و يعتبر إهتداء المرء تخلياً عن عشيرته وثقافته " !!.
ويواصل البـــابـا في الــبند 37 موضحاً "يجب ألا ننخــدع بتكاثـر الكنائس المحلية الفتية في الأونــه الأخيرة فــفي الحـقــول الشاسعة الموكـّـلة إلي تلك الكنائس ولا سيما في أسيا وأفــريقيا و أمريكا اللاتينية و أوقيانيا هناك مناطق واسعة لـم تبـّـشر بعد : شعوب بكاملها ومساحات ثـقــافية كبيرة الأهــمية ، في عــدد كبير من الأمــم لم تبلغها بعد بشارة الإنجيل . إن تلك الــبلدان لا تحتاج إلي تبشير جــديد فحسب وإنما إلي تبــشير أولــّي" .
وينتهي الفصل الرابــع بالبند 40 الذي نطالع فيه : " إن النشاط الرســولي يمثل اليوم أيضاً أكبر التحديات أمـام الكنيسة ؛ وعلى الرغم من أننا نقترب من نهاية الألفية الثانية للــفداء ، إلا أنه مازال يظهر بوضوح أكبر أن الأمم التي لم تتلق بشارة السيد المسيح الأولى بعد تمثل القسم الأكبر من البشرية .... إن الرسالة إلي الأمم ليست إلا في بدايتها . إذ أن شعوباً جديدة تدخل على المسرح العالمي ومن حقها هي أيضاً أن تتلقى بشــارة الخـلاص ، إن النمو الديمــوغـرافي في الجنوب والشرق وفي البلدان غير المسيحية يرفع بإستمرار عـدد الأشخاص الذين يجهلون الفــداء الذي حققه المسيح ، لذلك يجب توجيه الإنتباه الرســولي نحو المساحات الجغرافية و الأوساط الثقـافية التي لا تزال بعيدة عن تـأثير المسيح " .
ويـدور الفصل الخــامس حــول " طـــرق الرســالة " وكيف أن البـشرى الأولى يجب أن تكون بالمسـيح مُخلــّص البشــرية ، عن طــريـق التــوبـة والتعمــيد ، وأن الكنيسة عليها أن " تــدعــو العــالم كـله إلي هــذه الــتوبة " (بند 46 ). ثـم يتطرق إلي ضرورة تـأسيس الكنائس المحلية وكيف أن " هـدف الرســالة إلي الأمـــم هــو تأسيس جماعات مسيحية والبــلوغ بالكــنائس إلي إكتــمال نضجها ، هـذا هـو الهــدف الأول والخاص للنــشاط الرســولي ، ولا يمكن القــول بـأنــنا قــد حقــقناه مـادمنا لـم ننجـح فـي تــشييد كنيسة محــلية جــديـدة تحـيا حـــياة عـاديـة في إطــارها الطــبيعي " (البــند 48 ).
ثم يوضح في البند 49 كيف أنه " من الضروري قبل كل شيئ السعي لإنشاء جماعات مسيحية في كل مكان ؛ فتكون علامة حضور الله في العالم ، وتنمو حتى تصبح كنائس ، فعلى الرغم من إرتفاع عدد الأبرشيات ، توجد أيضاً مناطق شاسعة تغيب عنها الكنائس المحلية كلية أو هي غير كافية لإتساع الأراضي و الكثافة السكانية فيبقى علينا عمل هام لزرع الكنيسة وتطويرها ، وهذه المرحلة من التاريخ الكنسي التي نطلق عليها زرع الكنائس لم تـنتـه بعــد ، بل لا يزال من الواجب إنشاؤها في كثير من التجمعات البشرية ، وتقع مسئولية هذه المهمة على عاتق الكنيسة الأم وعلى الكنائس المحلية وعلى كل أفراد شعب الله وعلى القوى الإرسالية كافة "!.
ومـن أهــم النقـاط التي تـناولـها الــبابــا في هــذا الفصل الخــامس توضيح كيفية "تجسيد الإنجيل في ثــقافات الشعوب ، قائـلاً في البند 52 : " إن الكنيسة بممارستها نشاطها الرســولي بين الشعوب تـدخل في إتصال مباشر مع مختلف الثـقافات وتجد نفسها داخلة في عملية الإندماج الــثقافـي ... إن مسار إدخال الكنيسة في ثقـافات الشعوب يتطلب الكثير من الوقت : فليس المطلوب مجــرد ملائمة خارجية ، إذ أن الإنـدماج الثقافي يعني تحويلاً من الداخل للـقيم الثقافية الحقيقية بـدمجها في المسيحية وغـرس المسيحية في مختلف الثـقافات البشــرية ... وبالإنــدماج الثـقافي تـقـوم الكنيسة بتجسيد الإنجـيل في مختلف الثـقافـات وفي نـفس الـوقت تـقوم بإدخـال الشعـوب بثـقافـاتها في جماعـاتها الخـاصة " .
وبعد ذلك ينتقل البابا إلي أهــم ما يعنينا في هــذا الخطاب ، وهو ما وضعه عنــواناً لذلك الجــزء المســمى : " الحــوار مــع الأخــوة في ديـانـات أخــرى " .. ويبدأ البـند 55 بتـوضيح " إن الحــوار بين الديــانات يشكــّل جـزءاً من رســالة الكنيسة التبـشيرية . فهو بإعــتباره طـريقة للمعرفة والإثــراء المتبادل ، لا يتعارض مع الرسالة إلي الأمــم ، بل بالعكس أنه مــرتبط بها بصفة خاصة ويـعـد تعبـير عنها ، لأن هــذه الرسالة موجهة إلي إنــاس لا يعرفــون المسيح ولا إنجيله ، وهـم في أكثريتهم الساحــقة ينتمون إلي ديانات أخرى ... مع أن هذه الديانات تحتوي على ثغرات وشوائب وأخطاء ؛ ولقد نـّـوه المجمع وتعاليم السلطة اللاحقة له باسهاب عن ذلك كله مؤكداً بثبات على أن الخلاص يأتــي من المسيح و أن الحــوار لا يعـفي من التبشير بالإنجيل ، وفي ضـوء المخطط للخلاص فإن الكنيسة تــرى أنه لاتناقض بين البشارة بالمسيح و الحــوار بين الديـانات " . وهو ما يؤكد إرتباط الحوار الدائر بين الفاتيكان والإسلام بالتنصير ..
ثم يوضح البابا في نفس البند كيف أنه كتب مؤخراً إلي آساقفة آسيا قائلاً : "مع أن الكنيسة تعترف عن طيب خــاطر بكل ما هــو حــق ومقــدس في التقاليد الدينية عند الــبوذية و الهــندوسية والإســلام على أنه إنعكاس للحقيقة التي تـُـثير البشر جميعاً ، إلا أن ذلك لا يخفف من واجبها وعــزمها على الإعــلان بــدون تـردد أن يســوع المسيح هـو الطريق و الحق و الحياة ... وقد أكد لنا في الـوقـت نفسه ضرورة الكنيسة التي يـدخلها الناس بالتعميد الذي هو الباب ، فعلى الحـوار أن يوجه وينمـّى عن طريق الإقتناع، فكرة أن الكنيسة هى الطـريق العـادي للخــلاص وأنها وحـدهـا تمـلك كـافـة وسـائـل الخــلاص " .
ونطالع في البند 56 أن " الحوار ليس نتيجة إستراتيجية أو منفعة بل إنه نشاط له دوافعه ومتطلباته وكرامته الخاصة ... إذ تــريد الكنيسة من خـلال الحـوار أن تكتشف بـذور الكلمة وأشعة الحقيقة التي تـُـنير الناس جميعاً .. إن الديانات الأخرى تطرح تحدياً إيجابياً في مواجهة كنيسة اليوم إذ تدفعها إلي إكتشاف أيات تواجد المسيح وعمل الروح القدس والإعتراف بها ... كما يرمي الحوار إلي التطهير و الإهتداء الذاتيين اللذان إذا ما تمّا في خضوع أتت ثمارها الروحية " .
وينهي البــابا هذه النقطة الخاصة بالحــوار قائلاً : "أن المؤمنين جميعاً وكافة الجماعات المسيحية مــدعـوون لممارسة الحـوار حتى وإن لم يكن بنفس المستوى أو بأشكال متباينة ، وأن إسهام العلمانيين في هـذا الحــوار لأمر ضروري إذ أنهم يستطيعون من خلال حياتهم وعملهم أن يقـوموا بتحسين العلاقات بين أتباع الديانات المختلفة ، فضلاً عن أن البعض منهم بوسعه الإسهام بالأبحاث و الدراسات " ... ثم يختتم هـذه الفقرة قائلاً للعلمانيين الذين فـرض عليهم المشاركة في عملية التنصير قـــائلاً : " أرغـب في أن أشجعهم ليثابروا بإيمان ومحبه ، حتى عندما لا تلــقى جهودهم الإهتمام ولا التجاوب فالحوار هو الطريق إلي الملكوت وهو بالتأكيد سيعطي ثماره حتى وإن كانت الأزمنة والأوقات في علم الغيب " .
ويقــول الــبابـا في الجـزء المعـنون " جمـيع العــلمانيين مـرسلـون للتـبشير بحكم تعميدهـم " ما يلى :
"إن الرسـالة التي يتم تحقيقها بأشكال متنوعة هي واجب المؤمنين جميعاً ... إن إشـتراك العلمانيين في نــشر الإيمان يظهر بـوضوح مـنذ الأزمنة الأولى للمسيحية بفضل عـمل الأفـراد والعـائلات وبفضل عمل الجماعة كلها ... لقد ثبـّت المجمع الفاتيكاني الثاني هــذا التقـليد مسلطاً الأضواء على الطـابع الإرســالي كله وبخاصة عــلى رســالة العـلمانـيين مـشيراً إلـي الإسهـام المـمـيّز الـذي يتعيـّن عليهم تـوفيـره للنشاط الإرســالي .
"إن ضرورة إشـتراك المؤمنين جميعاً في هـذه المسئولية واجب قائم على ما حصلوا عليه من التعميد الذي يعطي مشاركة العلمانـيين في وظيفة يسوع التثليثية التي هي الكهنوتية و النبوية والملكـوتية ، من أجـل ذلك عليهم أفـراداً وجماعات أن يعمـلوا لكي يعرف الناس جميعاً وتــتقبل الأرض كلها رسالة الخــلاص الإلهية ، وتكون هذه الفريضة أشـد إلحاحاً عندما لا يستطيع البشر سماع الإنجيل ومعرفة المسيح إلا بواسطته" ( البند 71 ).
وينتهي الفصل السابع بالنص على أن " الناس الذين ينتظرون المسيح لا يــزالون في أعداد لا تحصى : فالأوساط البشرية والثقافية التي لم تصل بعد بشارة الإنجيل إليها أو تلك التي يــندر فيها حضور الكنيسة شــديدة الإتساع بحيث أنها تستـلزم توحيد كل القــوى ، إن الكنيسة في تأهبها للإحتــفال بـيوبيل سنة ألــفين هي اليوم أكثر إلتــزاماً بميلاد تبشيري جـديد ، وعلينا أن نغـذي فينا الشوق الإرسالي لننقل للأخرين نــور الإيــمان وفــرحه ، وعلينا أن ننشئ عـلى هـذا المنوال شعب الله بآسـره .
" ولا يمكن أن يرتاح بالـنا ونحن نفـكر في الملايين من أخوتنا وأخواتنا الذين هم أيضاً قد إفتداهم المسيح بدمه وهم يعيشون جاهلين حب الله .
"إن قضية الرسالة بالنسبة لكل فـرد مسيحي كما بالنسبة للكنيسة جمعاء يجب أن تحتل المكان الأول لأنها تتعلق بمصير البشر الأبدي وتتجاوب مع مقصد الله الخفي الرحيم " (البند 86) .
ولا يسعنا فى نهاية هذا العرض الموجز ، لواحدة من أكثر الرسائل الرسولية إستفذاذا للمسلمين ، إلا أن نقول للبابا يوحنا بولس الثانى ولكل مبشريه ولكل من سوف يتبعونه من بابوات : أن المسلمين لا يعانون من عقدة الفداء التى إبتدعتها المؤسسة الكنسية ، وأن آدم و حواء قد حصلا على جزائهما بالطرد من الجنة .. فالخطيئة لدينا لا تورّث ، لا بالأقدمية ولا بأية قرارات مجمعية ، خاصة وأننا كمسلمين موحدين بالله نحن لا نعبد "ربنا يسوع المسيح " النبى الإنسان الذى تم تأليهه فى مجمع نيقية عام 325 ، وإنما نعبد الله الواحد الأحد الذى لم يلد ولم يولد والذى ليس كمثله شىء.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)- المقصود بعبارة المجمع طوال النص : "المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني" .

هناك ١٠ تعليقات:

غير معرف يقول...

****************

مقتطفات من كتاب للأديب العالمي : جورج برنارد شو .

ترجمة / جورج فتاح – دار الطليعة ببيروت .سنة 1973 م.

*****************************************************

الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , محمد ابن عبد الله .

الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة .

أما بعد

فاني لم أقرأ انتقاصا من أي كتاب بقدر ما قرأت من انتقاص المسيحيين لكتابهم .

وهذا الكتاب الذي أختصره لكم يعلن أن المسيح – عليه السلام – لو جاء الآن ودخل كنيسة فلن يعرف من فيها , وما هو دينهم . بمعنى أن كل المسيحيين حاليا قد ضلوا عن المسيح بهذا الكتاب الذي يقدسونه , بينما هو كتاب لا يصدقه عاقل . و بالمثل قال ( موريس بوكاي ) الطبيب الفرنسي , في كتابه الذي سنلقاه قريبا إن شاء الله على هذا الموقع , و عنوانه ( الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة ).سنة 1970 م.

و إليك – عزيزي القارئ – مقتطفات من كتاب ( جورج برنارد شو ) مع ( جورج فتاح ).



قال المؤلف في ص.11:

لن أثير موضوع مدى صحة الأناجيل , وكم أقحم فيها من أدبيات يونانية و صينية , فقد قال ( كونفوشيوس )

ما دونوه من أقوال يسوع – من قبل يسوع ب. 550 سنه ق. م.

و كذلك زعم ( الإسكندر ) و ( أغسطس ) قيصر , من قبل يسوع , أنهم أبناء الله , مثلما قالت الأناجيل عن المسيح .

و في ص: 12 _ كتب تحت عنوان ( أكان يسوع جبانا ؟)

إذا نحن نحينا جانبا تلك الكتلة الهائلة من المفاهيم الخاصة بعبادة المسيح ,و التي تم فرضها بالتعليم المستمر الطويل , فانك تجد من يكره يسوع و يسخر من فشله في إنقاذ نفسه و التغلب على أعدائه , بعكس ما فعل محمد ( صلى الله عليه وسلم ).

= ص . 13 : أما يسوع اللطيف فهو اختراع عصري , لا سند له يدعمه من الإنجيل .

و في ص. 15 , تحت عنوان ( أكان يسوع شهيدا ؟)

توضح الأناجيل أن اليهود أعدموا يسوع لأنه قال انه ابن الله , و أن يسوع لم ير جدوى من الشهادة .

وفي الأناجيل الكثير مما يدل على أن يسوع لم يكن يحبذ فكرة الموت في سبيل العقيدة .ومنها مضمون وصاياه لتلاميذه في ( متى 10 ) و هروبه و اختفائه عند مقتل يوحنا .

وتقول الأناجيل إن قضاته لم يحرموه من فرصة الدفاع عن نفسه و لم يتهموه ظلما , بل إن الوالي كان في صفه , وعطف عليه , إلا أن يسوع أقر بالتهمة ؟ تلك التهمة التي بسببها تركه بعض تلاميذه , وضربه اليهود بالحجارة في الشارع بسببها .( إنجيل يوحنا ).

= ص. 18 : إن الأناجيل الموجودة الآن : إذا قرأتها لن تفهم شيئا و لن تستطيع الاستمرار في قراءتها, و سوف تصيبك بالملل .

= قي ص. 25 قال :و مسيحية الأناجيل تختلف عن المسيحية الموروثة التي يتم ممارستها في الكنائس .

=وفي ص. 26 , 27 : يسخر الكاتب من فكرة ( الفداء بصلب المسيح )و ( الكفارة من خطية آدم ) ( وسوف يشرح رأيه في الصفحات التالية ).

= في ص. 31 كتب: يعتقد المسيحيون أن الله قابل للتجسد , وأن في إمكانهم اقتباس شرارة من ألوهية الله القابل للتجسد بأكل لحمه وشرب دمه , مثلما يعتقد الإنجليزي أن أكل لحم ( البوفتيك ) و شرب الويسكي يكسبه قوة وشجاعة الثور , ثم تجده ينهزم أمام النباتيين .

= وفي ص. 33 كتب تحت عنوان : ( شرف الأبوة الإلهية )

هو أسطورة من قبل المسيح , وتشير إلى الملك الذي لم يولد من إنسان, بل من الله , حيث تذهب العذراء إلى المعبد , فيأتيها كبير الآلهة ,( أبوللو ), و يعاشرها , فتنجب ابن الإله , مثلما حدث مع الاسكندر المقدوني و أباطرة الرومان ( الملوك الآلهة ) , وكلهم يصرون على أنهم من سلالة ( ملوك البشر ). و بالمثل قالوا عن يسوع المسيح الذي لم يكن أبوه يوسف , و مع ذلك تشير الأناجيل برغم تناقضها إلى انتساب يسوع عن طريق يوسف إلى بيت داود الملكي .!!!

غير معرف يقول...

إنجيل متى –

**********

=== ص. 41: عنوان : يوحنا الهمجي و يسوع الحضري :

عاش يوحنا في الصحراء ولم يدخل الكنيسة ( اليهودية ) وكان يرتدي سترة من جلد الحيوانات , ويأكل الجراد والعسل , وراح يطلب الشهادة , فنالها على يد الملك هيرودس .

أما يسوع فلم يجد فضيلة في التقشف أو حب الاستشهاد , حتى أن اليهود انتقدوا المسيح على شرب الخمر و الشراهة ( في الطعام ) و مجالسة العشارين و العاهرات , ومشاركة موظفي الرومان مثل ( زكا ) موائدهم , وهذا يؤكده إنجيل لوقا ,و كان مخيبا لآمال تلاميذ يوحنا لأنهم رأوه هو وتلاميذه لا يصومون , ولا يخشى المرض فيأكل مع الأبرص ( متناسيا نهي الله في التوراة عن ذلك )و تتقدم امرأة تريد حمايته من العدوى فتسكب عليه عطرا غاليا , و يسخر المسيح من فكرة توزيع ثمن العطر الغالي على الفقراء (!!!).

وهو يكسر عطلة السبت المقدسة , ويضيق بالتقاليد , و يرى المرض كأنه إثم , فيقول للمريض ( مغفورة لك خطاياك ), ولما انتقده العلماء قال انه أعظم من سليمان و يونان ( و ملكة سبأ. ودعاها بالخطأ : ملكة التيمن)



= ص. 44 : لم يكن يسوع داعيه إلى دين جديد ,و لم يطلب من تلاميذه التحول من اليهودية إلى المسيحية ,

و كان يعتبر من يتبعه يهوديا دخل حظيرة الديانة بالمعمودية بدلا من الختان وقبل يسوع على أنه المسيح واعتبر تعاليمه أوثق من تعاليم موسى .

= ص. 45 : تعاليم يسوع : لم يهتم يسوع بالمعمودية ولا بالنذور , بل بمكارم الأخلاق , وترك الانتقام .

و دافع عن الشيوعية بالتحول إلى الأسرة البشرية التي تخضع للأبوة الإلهية .

= ص. 48 : التعصب : إنجيل متى ينسب التعصب ليسوع . ويقدمه للقراء على أنه يهودي متعصب , ويضع بينه و بين الوثنيين حاجزا , فبدت المرأة الكنعانية و كأنها وبخته , فجعلت يسوع مسيحيا , و أذابت قلبه اليهودي .

= ص. 50 : التحول العظيم : خاب ظن المسيح في تلاميذه , حين سألهم عن نفسه , فأخذوا يتساءلون هل هو أحد الأنبياء القدماء بعثه الله من موته . ولما هتف بطرس : ( انك أنت المسيح ابن الله ) فرح المسيح فرحا لا حد له , فصرخ ( إن الله أوحى لبطرس بما قال ), وأعلن أن بطرس الصخرة مؤسس الكنيسة . وأعلن يسوع أنه سيتم قتله . فلما بدا على بطرس عدم الفهم , انتهره يسوع بحدة ( ابعد عني يا شيطان ) , ثم صار يسوع منشغلا بألوهيته , و صار ديكتاتورا متعجرفا لا يكلمهم إلا بأمثلة جارحة , و يلعن شجرة التين التي لم يجد فيها ثمر مع أنه لم يكن أوان التين !!!. ثم يقوم بعمل تقاليد مجهولة و هي مباركة الخبز و الخمر على أنها جسده و دمه , ويعلن أنه سيأتي ثانية في حياة من عاصروه ليقيم مملكته على الأرض . ؟؟؟

= ص. 53 : الصلب : قبل الصلب ظل يسوع شجاعا , ويقول لهم انهم سوف يرون ابن الإنسان جالسا عن يمين الآب و آتيا من السماء فوق السحاب .

ثم يفقد عزيمته و يموت وهو يهتف ( الهي الهي لماذا تركتني )!

غير معرف يقول...

=== القيامة :

ونزل ملاك و فتح باب القبر , فقام يسوع , وخرج و استأنف الوعظ مؤكدا للناس أنه سيكون معهم إلى انقضاء الدهر . و تنقطع القصة !!!

و هو ( أي كاتب الإنجيل ) مقتنع بالمجيء الثاني للمسيح في حياة تلاميذه . ولذلك ترك إنجيله ناقصا ليختمه بالمجيء المنتظر كما دون على لسان يسوع :( لن يزول هذا الجيل حتى يرى ابن الإنسان يأتي في ملكوته ).!!



== و إنجيل متى يوحي أن يسوع من أعلى طبقة في البلاد , وينحدر من سلالة الملوك .



== وهو يرى صحة المثل القائل ( كلما زدت قربا من الكنيسة – زدت بعدا عن الله )



كتاب مرقس

*********

سبق كتاب متى تأليفا .وهو مختصر , لا يضيف شيئا , إلا حادثة صعود المسيح إلى السماء .

وهو يعتبر يسوع ناصريا مثل إنجيل يوحنا , بعكس متى و لوقا , الذان يعتبرانه من ( بيت لحم ) ( و أقول : بل يعتبرانه من بلدة كفر ناحوم ).

و ( مرقس ) جعل المرأة الكنعانية التي ذكرها ( متى )- امرأة وثنية( فينيقية), لكي يبرر فظاظة يسوع معها .

و جعل يسوع يقول بعد قيامته ( من آمن و اعتمد خلص , ومن لم يؤمن يقضى عليه و يلعن ), و علماء الكتاب ( الإنجيل ) المسيحيين يرون أن الجملة الأخيرة مدسوسة .

ملحوظة : في الإنجيل الحالي باللغة العربية ,الموجود معي, كتبوا ( ومن لم يؤمن يدان). و المؤلف يكتب من الإنجيل الإنجليزي الموجود في القرن الثامن عشر . وهاهم علماؤهم يعترفون أن في كتابهم جملا مدسوسة , ومع ذلك يوهمون أنفسهم و شعبهم بقدسيته , ولا يجرءون على حذف المدسوس فيه , وإلا لضاع الكتاب كله .



لوقا – الأديب و الفنان .

*******************

ص. 61 : قصة الميلاد : قصة رائعة , تبدأ بمريم التي يضطرها ازدحام الفندق إلى أن تلد في الإسطبل . ؟ وليس في بيت كقول ( متى ) . وبالمناسبة ( لهذا الوضع في الزريبة ) يأتي رعاة الأغنام بدلا من الملوك ( المجوس ) المذكورين في حكاية ( متى ) .!

= ص 62 البشارة : تأتي لمريم فتصيبها بالفرح لأنها عروس الروح القدس , بعكس ( متى ) الذي جعلها تأتي ليوسف بمثابة إنذار ألا يطلق امرأته بسبب شكه في سوء سلوكها .!

= شخصية يسوع و شخصية يوحنا : هنا تجد يسوع مهذب و رقيق , و تجد يوحنا اجتماعي و متحضر , بدلا من صرامته في ( متى ) . وهنا تجد يسوع متسامحا مواليا للكفرة الأنجاس , بدلا من تعصبه في ( متى ) .

= ص 63 . وهنا يموت المسيح بجلال ووقار , مستودعا روحه عند الله , طالبا المغفرة لصالبيه.

و أقول : في الطبعة العربية الحالية صرخ المصلوب بصوت عظيم حين أسلم الروح في الأناجيل الثلاثة الأولى , و أما في ( يوحنا ) فقد نكس رأسه في صمت و أسلم الروح .

= ص. 65 : يسوع بطل النساء : يسهب لوقا في مشاعر يسوع مع النسوة اللاتي تتلمذن على يديه , ونساء تتبعه , ومريم ومرثا ,فجعله بطل نساء , و النساء ينفقن عليه من أموالهن .

= ص. 66 : يوحنا المعمدان لا يقتنع بيسوع : فيرسل شابين اليه , فيقدم لهما يسوع عرضا خاصا من المعجزات , ويطلب منهما أن يبلغا يوحنا بما رأياه , ويسألونه عن رأيه فيه .

وهذا يناقض ( متى ) حيث كان المسيح يرفض عمل المعجزات لمن يطلبها .

و هنا تجد أن حتى دعوة بطرس و يوحنا لا تمر بدون أعجوبة هازلة بصيد سمك كثير , فيقفز بطرس في الماء و يهتف ( اتركني أغرق لأني من الخطاة يا سيد ) .

و أقول : في الطبعة العربية الحالية مكتوب أن بطرس قال ( اخرج من سفينتي يا رب لأني إنسان خاطئ).

= و ينتقد المرأة التي باركت أمه , و يعامل قاربه معاملة غريبة .

و حاليا مكتوب :أن المرأة صاحت ( طوبى للبطن التي حملتك و الثديين الذين رضعتهما )

و لذلك وجدت في آخر صفحة من الجزء الرابع من كتاب ( قصة الكنيسة القبطية ) للمؤرخة المصرية ( ايريس حبيب المصري ) صلاة تقول فيها لربها يسوع ( وحياة البز اللي رضعته , تغفر لي يا رب اللي عملته )؟؟؟؟

أفلا يخجلون من عبادتهم لرب ( رضع البز )؟؟؟

غير معرف يقول...

إنجيل يوحنا

******************

== ص. 71 شاهد العيان الخالد : يوحنا ادعى أنه شاهد عيان . و ادعى أنه سأل يسوع همسا عمن سيقوم بتسليم يسوع لليهود , فهمس يسوع في أذنه ( هو الذي أناوله اللقمة التي سأغمسها ). و هذا أقرب للعقل من الروايات الثلاثة الأخرى في ( متى ) و ( مرقس) و ( لوقا ) التي تجعل يسوع يشير صراحة إلى يهوذا دون أن يحتج التلاميذ أو يعلقوا !!!

= ص.72 سيرة يسوع و شخصيته هنا تخالف ( متى ) تماما , و يكرر بصورة سيئة أن كل أعمال يسوع تهدف إلى تحقيق النبوات فقط ( مثلما فعل (متى ) الذي كتب سيرة مختلفة تماما )

= إن ( متى ) و( مرقس )و ( لوقا ) يقصون قصة واحدة عن المعلم المتجول الذي ذهب إلى أورشليم في آخر حياته فقط , و ( يوحنا) قال إن معلمه قضى مرحلة بلوغه كلها في أورشليم , وكان يزور الأقاليم أحيانا .[/u]

[u]ملحوظة : باستثناء ( لوقا ) الذي قال إن يسوع في طفولته كان يذهب إلى أورشليم لقضاء عيد الفصح فيها مع والديه , إلي أن بلغ 12 سنة .

= و رواية ( يوحنا ) عن دعوة التلاميذ تختلف عن الثلاثة الآخرين تماما .

= و تنقلب عنده استغاثة يسوع الأليمة ( في صلاته ) في بستان جسثيماني ( المعصرة ), إلى مجرد اقتراح يتقدم به يسوع ببرود دم في الهيكل .( ؟؟؟ وادي قدرون في الإنجيل الحالي ).



= ص. 73 إننا أمام أربعة مؤلفين يختلفون اختلافات كبيرة و ينتهون إلى موقف واحد مؤكدين على أن المسيح أكد على مجيئه الثاني في حياة معاصريه .

و المفترض أن هذه الأناجيل الأربعة استمدت وقائعها من حكايات تم تدوينها في القرن الأول الميلادي

ملحوظة : بالمثل كتب القس / صموئيل مشرقي – في كتابه ( عصمة الكتاب المقدس ) ص. 20 .



=== ص. 79 إلى 85 : يتكلم عن استسلام القراء اليوم لما في الأناجيل , مع أن تلاميذ يسوع لما سمعوا أنه يقدم جسده ودمه طعاما للناس تركوه ولم يعودوا يمشون معه ( بحسب رواية إنجيل يوحنا ) بالرغم من رؤيتهم لكل معجزاته بأعينهم .



=== ص. 86 مسيحية التماثيل

و خطورة تحطيم التماثيل

و الإيمان الأعمى

انتشر الشرك في دين المسيح بعبادة الأيقونات ( الصور التي يقدسونها) تلك العبادة التي يقدمها الناس لصور المسيح وتماثيله ( أقول : و بالأكثر لصور العذراء و الشهداء والملائكة و الرهبان المدعوين القديسين )

و إذا أنكرت ألوهية المسيح ستجد أن عباد الصور و التماثيل يضعونك في صف الملاحدة وهم يسخرون منك .

و سوف تدرك أن عبدة التماثيل لم يتصوروا المسيح شخصا حقيقيا . ومن هذا ترى خطر الإيمان الأعمى , لأنهم نفخوا الحياة في الصورة و التمثال , فيجب عليك الاحتياط .!!!

غير معرف يقول...

المسيح الأيقوني , و مسيح بولس .

ص 88 :كلاهما فشل في تحقيق خلاص المجتمع البشري .

فالمسيحيون الآن ( في القرن التاسع عشر ) في أوروبا – يذبح بعضهم بعضا بكل الآلات التي وضعتها المدنية في متناول يدهم , وبحماسة كبيرة كالتي تحدوهم وهم يقتلون الأتراك ( المسلمين )

== ص 89 : و عندما نتخلص تماما من المسيحية المرتكزة على عقيدة الخلاص , سنعترف أننا نظلم يسوع ظلما صارخا .

ملحوظة : عقيدة الخلاص كما قال يوحنا في رسائله : إن من آمن أن يسوع هو المسيح , وقد أتى في جسد – أي لم يكن روحا بدون جسد – فقد خلص ,أي فاز بالجنة .أما بولس فقد فسرها على أن من عبد المسيح لا يخضع للدينونة .!!!



ما بعد الصلب

( دين بولس يهدم دين المسيح )

ص. 125 : قبل أن يبرد جسم يسوع ( في قبره ) أو قبل أن يبلغ سماواته – اختر منهما ما يحلو لك – قام تلاميذه بجر تعاليمه إلى الأسفل حتى بلغوا بها المستوى الذي بقى عليه إلى يومنا هذا .( يعني : في الأناجيل التي تنتسب إليهم )

== ص. 126 : خذ الأعاجيب ( المعجزات ) مثلا : تجد أن التينة العقيمة كانت هي الضحية الوحيدة لسخط يسوع .

و أول أعمال تلاميذه مستعينين بقواهم الخارقة كان قتل رجل وزوجته لأنهما أخفيا جزءا من مالهما الخاص بهما عن التلاميذ ؟؟, كما أصابوا بعض الناس بالعمى أو الموت دون أي تأنيب ضمير .؟؟,وكانت تملؤهم روح الدعاية و حب الظهور .

ص. 128 : ( بولس يهدم المسيحية الأصلية )

و فجأة يدخل إلى المسرح – شاول – العبقري العنيف في عدائه للمسيحية , ويعتبر اضطهاد المسيحيين هواية,

و يكره المسيح الذي لم يقع بصره عليه كرها عجيبا .

ثم ظهرت له رؤيا كوميض البرق وهو في طريقه إلى دمشق , فكانت صدمة أطفأت نور عينيه – كما قال – و أنه سمع صوتا يناديه من السحاب : يا شاول لماذا تضطهدني .فانقلب بغضه الشديد للمعلم إلى عبادة شخصية جنونية للمعلم .من زاوية ضوء كاذب خالب . فكان الخطر الأكبر من هذه الهداية إذ انقلب الهمجي إلى مسيحي

فقلب المسيحية إلى همجية .ثم قابل الوالي ( بولس ) فأعجبه اسمه , فاختار هذا الاسم لنفسه .!!!

ملحوظة : جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أن سجن المتكبرين في جهنم اسمه بولس .

=== ص. 129 : تطور عقيدة بولس :

لم يكن اهتداء بولس إلى المسيحية – اهتداءا – على الإطلاق , فقد حولها من دين رفع الإنسان فوق الخطية و الموت ، إلى دين أسلم الناس للخطيئة والموت ( يعني : سمح لهم بكل الخطايا بعد أن أفتى لهم بأنه لا دينونة على من يعبدون المسيح , فأسلمهم للهلاك في الآخرة ) .

غير معرف يقول...

فلم يكن في نية بولس أن يسلم يهوديته أو جنسيته الرومانية للعالم الاشتراكي اليسوعي الأخلاقي الجديد , فقام بإعادة بناء عقيدة الخلاص القديمة التي حاول يسوع إنقاذها من بولس و أمثاله ففشل . فأنتج بولس من جراء ذلك لاهوتا عجيبا ( تأليه المسيح و الثالوث ) ما زال أغرب شيء معروف لدينا .

=== ص. 132 : ( الزواج عند بولس ) إن نظرية بولس في الخطيئة الأصلية ( الموروثة من آدم )جعلته يعتقد أن ممارسة الجنس ( في الزواج ) خطيئة , فأخذ ينصح الآخرين بألا ينشغلوا بالزواج لئلا يقدموا مسرة الزوج على مسرة الله , و أصر على أن تكون الزوجة عبدة رقيقة عند زوجها , و أشار على من تشعر بالتحرق أن تتزوج , وقال إن مهمة الزوجة هي تحرير الزوج من الانشغال بالجنس بإشباع شهواته , لكي ينطلقا إلى الله .

=== ص. 133 : ( بولس عدو المرأة )

و هذا جعل بولس عدوا خالدا للمرأة , و أدى إلى كثير من التخمينات حول أخلاقه و ظروفه .!!!

لقد نجح بولس في سرقة صورة المسيح المصلوب , ليجعله تمثالا ( تعويذة ) لسفينته الخلاصية, ويجعل آدم- الخطيئة الملعونة – التي لا يمكن الخلاص منها إلا بالتضحية بالمسيح على الصليب .

و الواقع إن المسيح طرح الخرافات أرضا , فجاء بولس و أنهض تنين الخرافات على قدميه باسم يسوع نفسه

== لقد أصبح هناك دينين مختلفين باسم المسيحية ,

= ص.134 : وأصبح واضحا أنه ليس هناك كلمة واحدة من مسيحية بولس في أقوال يسوع , لأن شاول الذي حرس ثياب اسطفانوس أثناء رجمه ؟؟؟ ( المسيحي الذي رجمه أعوان بولس) استمرت معتقداته السابقة تسري في دمه وهو بولس المسيحي .( أي : رجم دين المسيح الأصلي وقضى عليه ).

= إن فكرة بذل دم المسيح حتى يخوض فيه كل محتال و زان و فاجر , ليخرج أنصع بياضا من الملاك , لا يمكن أن تكون فكرة يسوع و ليست من أقوال الإنجيل ( ولكن بولس اخترعها و صدقها أتباعه -).

= إن المسيح نفسه عندما اعتقد أنه اله لم يعتبر نفسه كبش فداء .فلا توجد إشارة في الأناجيل إلى أن يسوع قال لأنسان اذهب و أثم بقدر ما تريد , وبإمكانك أن تضع آثامك كلها على عاتقي . بل قال يسوع ( لا تأثموا)

لأن صلاح المؤمنين برسالته يجب أن يرتقي فوق صلاح علماء اليهود .

= ص 136 : و صار بولس يعلم الناس أن الإنسان يمكنه أن يقترف الآثام كلها على حساب المسيح ثم يدخل السماء سعيدا مطمئنا , مما سبب شيوع مسيحية بولس إلى يومنا هذا ,و بالتالي يسهل فهم سبب فشل مسيحية يسوع فشلا تاما .

== لقد كانت البداية أيام الدولة الرومانية التي اتخذت البولسية ( مسيحية بولس ) دينا رسميا , وانتهت الآلهة الرومانية القديمة أمام المخلص الجديد , حيث امتزجت الآلهة القديمة – بيسوع – داخل العقول البدائية .

=== ص 137 : لذلك – صار بولس – وليس يسوع – هو الزعيم الحقيقي .( وهذه حقيقة إلى اليوم ).

أما أتباع يسوع الناصري الحقيقيين ,فقد قضي عليهم قضاءا مبرما .

غير معرف يقول...

===== ثم قام في الغرب نزاع أعظم و أنكى حول فريضة أكل الإله , بعد أن يقوموا بتمثيلية عمل الذبيحة الإلهية,أي التضحية بالمسيح , ثم أكل الضحية , و هذا كان يحدث بين الوثنيين قبل المسيح .

== ثم نشأ جدال حول مصير الإله المهضوم , هل يتحول إلى فضلات تخرج مع البول و البراز ؟ فنشأت أسباب شنعاء مخيفة للاضطهاد بسبب هذه الفكرة التي يشمئز منها يسوع لو كان حاضرا .

== و ظهرت شعبذات جديدة في الدين , حول مادة الجنين يسوع في بطن أمه .

== وهل مريم هي والدة المسيح أم والدة الإله ؟

و ظهرت الأنشقاقات , وراح كل زعيم يكفر الزعيم الآخر و أتباعه , بكل حقد و فظاظة , محولا اجتذاب الأباطرة إلى صفه .( وما زال هذا التكفير ساريا إلى اليوم بدون تنازل أي طائفة عن تكفير الطوائف الأخرى)

=== و في القرن الرابع ابتدأ كل واحد منهم يحرق الآخر بسبب الخلاف في الرأي.



== وفي القرن الثامن جعل ( شارلمان ) الديانة المسيحية إجبارية بقتل كل من يرفض اعتناقها , مانعا الهداية الاختيارية .و ظل الصراع المسيحي دمويا مشتعلا بالنار – مثل الحروب الصليبية – و بالاضطهادات و محاكم التفتيش و الحروب الدينية ( بين الطوائف ). وتم قتل آلاف البروتستانت في فرنسا , في مذبحة القديس بارثولوميو ( بارثلماوس ) و حروب ( جوستاف أدولف )ملك السويد , و حروب ( فريدريك الأكبر ) ضد الطائفة اليسوعية , وغيرها .

= و عندما ترجم البروتستانت التوراة مع الأناجيل , ونشروها بين العامة , ظهر التناقض الصارخ بين الكتاب و بين التطبيق . و مع أن كنيسة دعوة يسوع لم تقم بعد , و نظامه السياسي لم يوضع موضع التجربة حتى الآن , فان إفلاس كل الأنظمة ( يعني الطوائف المسيحية ) يدفعنا إلى قبوله ( أي قبول دعوة المسيح التي تركوها ) .



ما هو بديل المسيح ؟

ص. 145 : يقص العهد الجديد – حكايتين – لنوعيتين مختلفتين من القراء .

أولهما : القصة القديمة عن الخلاص بالتضحية التي يقدمها الإله المذبوح و المبعوث في اليوم الثالث , و يقول أن التلاميذ قبلوها على علاتها , ولم يكن فيه أهمية لأراء المسيح , و الخلاص يكون بالإيمان لا بالأعمال .

و أنا أعتقد أنه يقصد رسائل بولس و إنجيل يوحنا .

و ثانيهما : قصة النبي الذي عبر عن أفكار هامة بخصوص السلوك العملي , وأمر تلاميذه بالتمسك بهذا السلوك , ثم غم على عقله فتوهم أنه شكل أسطوري خام من أشكال الله , واندفع بتأثير هذا الوهم يبحث عن ميتة قاسية , معتقدا أنه سيقوم ثم يأتي ممجدا ليتربع على عرش الحكم في دنيا جديدة .

أما روايات الولادة من عذراء و المعجزات و القيامة , فقد طرحت جانبا باعتبارها تلفيق .!!!

وأنا أعتقد أنه يقصد إنجيل متى و مرقس و لوقا .



السذاجة ليست مقياسا .

ص. 146 : هذا القبول الاعتباطي و الرفض الاعتباطي لأجزاء من الأناجيل – ليس غريبا , فقد رأينا ( لوقا ) و ( يوحنا ) و ( مرقس ) يرفضون حكاية ( متى ) عن مذبحة الأطفال و هروب المسيح إلى مصر .

وقد تكون أنت خلاصيا ( بوليسيا ) متعصبا و ترفض حكايات معجزات يسوع , كما فعل الكاتب الإنجليزي

( هكسلي ) , وقد ترفض يسوع بوصفه مخلصا ( ترفض عقيدة الفداء بالصلب الإلهي) رفضا مطلقا .

== ص. 147 : و أما يسوع المهاتما ( الذي يحب أن يعذب نفسه مثل غاندي )بآلام الكفارة ( التعذيب على الصليب ) و الذي يعظ به الكهنة المعمدانيون ( البروتستانت الأمريكان )لجماعة المؤمنين الذين لا يؤمنون بالأعاجيب مثل الكاتب الأمريكي ( أنجرسون )الذي انتقد حرفية التوراة و الإنجيل لعدم منطقيتهما .

و ( لوثر )الذي كنس القديسين كنسا مع الملايين من معجزاتهم , وأنزل العذراء مريم إلى منزلة الأوثان .

= و هؤلاء كلهم كان ( بطرس ) تلميذ المسيح – سوف يصعقهم موتى ( بحسب رواية كتاب أعمال الرسل ) لأنهم حسب عقيدته أشد كفرا من ( شمعون ) الساحر ( في الطبعة الحالية :سيمون . وتعني : سمعان . وهو اسم – بطرس – الأصلي ) .

==== ص. 149 : و عندما احتج يسوع على الزواج و الأسرة لأنهما يسلبان خدمة أبيه السماوي , حينئذ يتعذر علينا الاعتقاد بأنه كان يتكلم بسلامة تفكير , وخاصة عند إعلانه بصورة مفاجئة بأنه هو – الله متجسدا.

و أن – لحمه ودمه – طعام عجائبي يجب أن يتناوله الناس .و أنه سيموت و يقوم من الأموات بعد ثلاثة أيام , و أن النجوم سوف تتساقط من السماء عند مجيئه الثاني , و أنه سوف يملك على فردوس أرضي .

====== وهكذا , فان الأناجيل التي هي مجرد مذكرات و خواطر , موحية لعقيدة , وان انتهت إلى تاريخ الوهم المرضي , فإنها مفهومة و معقولة فقط لدى ناس يفرض الوهم نفسه عليهم فرضا .

ومن السهل أن تجد في كل بيمارستان ( مصحة أمراض عقلية) نزيل يعاني من وهم كونه إلها, في حين أنه عاقل – فيما عدا هذه الفكرة .

غير معرف يقول...

==== ص.154 : تقوم فكرة الفادي على أن يدفع يسوع حساب خطية آدم الموروثة لكل البشر , بموت

المسيح على الصليب بعد تعذيبه و الاستهزاء به .!!!!

و أول المستفيدين هو اللص الذي نال الخلاص بينما المسيح على الصليب , فأصابه فرح غامر , مما يغريه بمعاودة السرقة ليتكرر هذا الشعور .

و أنا أقول : لم نقرأ في أي قانون أن اللص يتم قتله بالصليب إلا في الأناجيل , لأجل حبك رواية الصلب بإيجاد رفقاء للمسيح المصلوب كذبا لتطويل الرواية .

=== ص. 155 : من هذا ترى أن سعادة الإيمان الساذج الرخيص هي من فضائل الإيمان الرخيصة و الخطرة في نفس الوقت . و المعترض يقول إن دخول الجنة مجانا بدون العمل في سبيلها هو أمر في غاية الوضاعه . أما المساومة على تاج المجد فوق كل هذا فهو مما لا يمكن قبوله .

لقد تعلمت في طفولتي عن طريق التعليم الديني أن كل الآخرين (المسلمين و الهندوس ...الخ ) من أعظم المشركين الذين لهم هلاك أبدي .

و المسيحي الذي يرفض أن يدفع أموالا إلى الكنيسة الرومانية ( الفاتيكان ) يعتبرونه منشقا .

==== ص. 161 : بينما هذه الضرائب تنفق في إرسال المسيحيين إلى السجن بتهمه الكفر , بسبب عرض التوراة للبيع في شوارع الخرطوم ( يعني للمسلمين )

و الدولة الإنجليزية تعرض على سكان المستعمرات اعتناق المسيحية كبديل عن الموت ( يعني القتل ) و يؤسفني أن أقول هذا.

==== و ليس بمقدور ملك إنجليزي أو رئيس فرنسي أن يمارس الحكم وهو يزعم أن يسوع أعظم من محمد أو زرادشت أو كونفوشيوس. بل انه مضطر عمليا إلى معاملة الكل معاملة الزيغ و الهرطقة ( الكفر) مادام يقوم بسن القوانين ضد الكفر .

=== ص. 164 : و المستعمرون البريطانيون ينطلقون من افتراضهم أن مهمتهم هي تثبيت أصول البروتستانتية , و جمع المال من السكان البائسين .( و بالمثل الآن نسل مجرمي المعتقلات البريطانية – المدعوين – الأمريكان – في المستعمرات المدعوة : الحرب ضد الإرهاب ) .

= = ص. 165 : و المستعمرات الفرنسية ( المدعوة الآن الدول الصديقة لفرنسا ) التي ينشرون فيها المسيحية ,تجد سكانها عندهم حساسية شديدة ضد الاهتداء إلى تلك المسيحية الزائفة التي نتج عنها كل الاضطهادات و الحروب الدينية خلال الخمسة عشر قرنا الماضية .

و أسأل : هل تفكر الحكومة الفرنسية في الشروع في سلسلة جديدة من الحروب الصليبية , أم تفكر في تخليص باريس من قبضة هؤلاء الكفار العلمانيين تحت شعار : فلنعد إلى الرسل . فلنعد إلى شارلمان ( الذي جعل المسيحية إجبارية بقتل كل من أبى اعتناقها .ص.143 )



إننا الإنجليز أسعد حظا من الفرنسيين لأن الأغلبية الساحقة من رعايانا ( سكان المستعمرات ) مسلمين و هندوس و بوذيين , أي من ذوي الديانات العصرية , التي تقوم بمثابة عامل وقائي ضد المسيحية الخلاصية

( البولسية ).



إن الديانة المحمدية التي قال عنها ( نابليون ) إنها خير دين يصلح للتطبيق السياسي الحديث , كانت ستبدو كديانة مسيحية مستصلحة لو أن محمدا ( صلى الله عليه و سلم ) بشر برسالته بين مسيحيين من أهل القرن السابع عشر , بدلا من العرب الذين كانوا يعبدون الأحجار .

و تجد أن الناس لا يتركون محمد ( الإسلام) لأجل الانضمام إلى ( كالفن ) ( أي المسيحية البروتستانتية )



وانك إذ تقدم للهندوسي لاهوتا مثل لاهوتنا الساذج بدلا من عبادته , أو تقدم له أدبيات الشرائع اليهودية بوصفها نسخة محسنة للأدبيات الهندوسية , فانك تكون مثل من يقدم مصابيح قديمة , عوضا عن مصابيح أقدم , في سوق تكون فيها أقدم المصابيح أعلى قيمة من سواها .



من هنا تأتي أهمية إنكار يسوع عمل الهداية , و قاعدته ( لا تقلع الحسكة لئلا تقلع السنبلة معها )

و ليس هناك في تعاليم يسوع ما لا يمكن أن يوافق عليه مسلم أو براهماتي أو بوذي أو يهودي , بدون الحاجة إلى اهتدائهم للمسيحية . و أحيانا يكون الجمع بين مسلم و يسوع أسهل من الجمع بين بريطاني و يسوع .



إن يسوع لم يطلب من تلاميذه تفضيل أنفسهم على جمهور المؤمنين , ولا تجد عنده كلمة طيبة مهذبة للكهنة , ولذلك أظهروا له العداء و سعوا لقتله , لأنه كان خصما لكهنة اليهود على طول الخط ( ؟؟؟) .

و كان المسيح يرفض أن يمتنع تلاميذه عن دفع الضريبة لقيصر , معترفا بأن لقيصر مكانته في تصريف أمور البلاد .و لكم تلاميذه جعلوا هذا عذرا لأظهارهم التبعية و الخضوع للحكام , حتى انحدروا إلى هاوية الشرك التي انتهت إلى نظرية ( حق الملوك الإلهي ), فأثاروا الناس حتى دفعوهم دفعا إلى قطع رقاب ملوكهم لأجل تحقيق بعض العدل .

ولا شك أن يسوع لم يفكر في تحطيم الإمبراطورية الرومانية و إحلال منظمة كنيسية مسيحية محل الكنيس اليهودي أو محل نظام كهنوت الآلهة الرومانية كجزء من برنامجه .

غير معرف يقول...

عزيزي القارئ :

أكتفي بهذا الجزء البسيط من ملخص كتاب ساخر كبير , مؤلفه و مترجمه من المسيحيين . وأترك الحكم لك .

سبحانك اللهم و بحمدك . أشهد أن لا اله إلا أنت . أستغفرك و أتوب إليك .

و صلى اللهم على سيدنا محمد و على سائر الأنبياء و المرسلين .

و الحمد لله رب العالمين .

د. وديع أحمد فتحي؟؟؟؟؟؟؟؟==============((((((((((((( المسيحية – دين و دولة .

**********************

السلام عليكم إخواني المسلمين .

الحمد لله على نعمة الإسلام و كفى بها نعمة .

كان الإسلام من أول لحظة نشأ فيها – دين و دولة – لا ينفصلان .و استمر على هذا طول عهد الصحابة و التابعين – رضي الله عنهم جميعا ,ومن بعدهم الخلفاء ,و انتهاءا بالخلافة العثمانية – عليهم رحمة الله جميعا .

و لما كان الدين لا ينفصل عن الدولة , فقد قاموا بنهضة عظيمة , أخضعت لهم الدنيا كلها , من الصين إلى المغرب إلى أوروبا ., وهزموا كل الإمبراطوريات السابقة , حتى و هم في أضعف أحوالهم في أيام الخلافة العثمانية .ونشروا دين الله في العالم القديم كله , وهزموا الكفر , وأذلوا الكفار , حتى أن اّخرهم – الخليفة العثماني – الذي كانوا يصفون إمبراطوريته بالرجل المريض – كان كل ملوك أوروبا يسترضونه بالهدايا ,التي تملأ الآن متاحف ( اسطنبول) .و كان من أعظمهم ( هارون الرشيد ) الذي كرهه الكفار فشوهوا سيرته الحميدة – عليه رحمة الله الواسعة , كان يخاطب السحابة في السماء قائلا :( أمطري حيث شئت فسوف يأتيني خراجك )أي ضريبة الزرع الخارج من ماء مطرها . وعندما فكر ملك الروم أن يمنع الجزية , أرسل إليه

( هارون الرشيد ) يقول ( من هارون الرشيد أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم . تجاوزت قدرك يا ابن الكافرة . أما الجواب فهو ما تراه لا ما تسمعه . فلأتينك بجيش أوله عندك و آخره عندي .). وقد وفى هذا الأمير العظيم بما وعد وأخذ منه الجزية وملك الروم صاغر . وكان ( هارون ) يحج بالمسلمين عاما ويحارب عن حدود المسلمين عاما ,ومتى حارب أنفق من ماله الخاص على ألف حاج من فقراء المسلمين , حتى مات و دفن في إحدى القرى المجهولة على حدود إمبراطوريته وهو يحمي حدودها بجيش المسلمين .

غير معرف يقول...

و عرف الكفار أن انتصار المسلمين في تمسكهم بالإسلام , فأخذوا بعض المسلمين المحبين للدنيا و الذين يزعمون الثقافة ويحبون المناصب , و قاموا بتربيتهم عندهم لسنوات نزعوا فيها من صدورهم الإسلام الصحيح , و زرعوا مكانه الانبهار بالكفار و الولاء لهم , و أعادوهم إلى بلادهم واشتروا لهم المناصب من الحكام , و أشاعوا بهم ضرورة فصل الدين عن الدولة لكي نرتقي .

و استجاب لهم الحكام المسلمين المرتشين من الكفار , من أيام رفاعة الطهطاوي و محمد عبده وتابعهم طه حسين ,وغيرهم ( انظر موضوع المستشرقين على موقعي ) وساد هذا الرأي و انخدع به المسلمون , من جهلهم بدينهم و تاريخهم , فضاعت دولة الإسلام و ابتعدوا عن دينهم أيضا . فلا ربحوا الدنيا ولا الآخرة .

و انا لله و انا إليه راجعون . اللهم أجرنا في مصيبتنا هذه واخلف لنا خيرا منها .

و قد كان الكفار في الغرب المسيحي تسيطر الكنيسة عليهم بوثنيتها , فأضاعت البلاد والعباد , فلما تخلصوا من سلطان رجال الكنيسة الوثنيين تقدمت البلاد علميا , وارتدت إلى الكفر و الجاهلية المفرطة في الزنا .

فقرروا العودة إلى دينهم , وعلى أساسه يحاربون الإسلام في كل مكان تحت شعار ( الحرب على الإرهاب )

أما نحن فلا يوجد عندنا رجال دين يتحكمون في مقادير العباد كما هو حال الكهنة , بل كان القران هو سلاح الأمة و دستورها الدائم , ففتح به صلاح الدين - بيت المقدس , وهذا من أهم ما لم يسجله ( يوسف شاهين ) اليهودي قلبا والكاثوليكي قالبا ,و الصانع فيلما مائعا عن صلاح الدين – المنصور من الله , والذي ما إن تولى الحكم حتى أمر بإعداد الجيوش بالسلاح و بحفظ سورتي ( الأنفال ) و ( التوبة ) , فأعد العدة و القلوب معا ضد الكفار , فهزم جحافلهم بجيوش قليلة العدد و العدة .

وكان ّأخر أسلحة الأمة الإسلامية هو الخلافة الإسلامية التي كانت توحد صفوفهم ضد كل الكفار . فزعم الكفار وخدعوا المسلمين قائلين لهم إن هذا احتلال يجب الاستقلال عنه ., وما زالت كتب التاريخ تدرس لأبنائنا تاريخ استقلال العرب عن الخلافة العثمانية , والحقيقة أن الكلاب لم يتجرءوا على بلاد المسلمين , وأهمها بيت المقدس , إلا بعد انهيار الخلافة العثمانية بمعونة كل من : محمد على – والى مصر , و ابراهيم ابنه , و الكلب اللورد الليمبي , و عميلهم ( لورانس العرب), وغيرهم مثل ( ماسبيرو ) .

وهذا الأمر يجب أن يعيه كل مسلم و يدرسه لأبنائه , ويعلمهم ألا يعظموا أمر الكفار , مثلما يفعل – المسطول دائما – محمد سعد – لا حمده الله ولا أسعده إلى أن يتوب هو و أمثاله .

والى أن يعود القران و يسود على أمة الإسلام, يجب أن نقيم القران و شرع الله في أنفسنا و في أهلنا أولا , كي نعود إلى سيادة العالم , بدءا بسيادة أراضينا التي احتلها المنافقون عبيد الكفار و أخضعونا للكفار , حتى تقاعسنا عن نطق كلمة صدق في حق أخواتنا المنهوبين و المنتهكين أرضا و عرضا من الكفار يوميا بزعم الحرب على الإرهاب , و يتعاون فيها بعض حكام المسلمين مع الكفار ضد المسلمين في بلاد المسلمين , حتى لم تعد معظم بلاد المسلمين آمنة لأهلها البسطاء.

فلماذا ضعفنا و تخاذلنا ؟ الجواب هو :( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ).

قريبا سيأتي الدور على الثور السود بعد أن أكلوا الثور الأبيض .و يومها لن ينفع الندم .

و ستصبح نساؤنا و فتياتنا مثل بنات فلسطين والعراق و أفغانستان و الشيشان . هل نسيتم الشيشان ؟