٢٧‏/٠٨‏/٢٠٠٨

إثر تصريحات زغلول النجار بمقتلها في وادي النطرون شقيق وفاء قسطنطين: "هي بخير" ومستشار الكنيسة المصرية أبلغ النيابة


تقدم د. نجيب جبرائيل مستشار الكنيسة القبطية الارثوذكسية المصرية ورئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان ببلاغ، الثلاثاء 26-8-2008، إلى النائب العام المصري ضد د. زغلول النجار اثر تصريحات صحافية أدلى بها الأخير، بمقتل وفاء قسطنطين في دير وادي النطرون، شمال مصر.

وأكد لـ"العربية.نت" أنه تأكد بنفسه من خلال اتصال مع شقيقها "قبل عدة دقائق، أنها بخير وتعيش في مصر بسلام مع أسرتها، وتمارس عقيدتها المسيحية بحرية بعيدا عن الكنيسة والدير".

وكانت وفاء قسطنطين، وهي زوجة الكاهن السابق لكنيسة أبو المطامير في محافظة البحيرة (شمال مصر)، وأم لولد وبنت انهيا دراستهما الجامعية، قد تسببت في مظاهرات مسيحية عارمة بمصر عام 2004، عندما أعلنت اعتناقها الإسلام بعد اختفائها لفترة، ثم خضعت بناء على طلب البابا شنودة، لجلسات نصح، عادت بعدها إلى عقيدتها، ولم تظهر بعد ذلك، وقيل وقتها إنها انتقلت للعمل كمهندسة زراعية في دير وادي النطرون على طريق القاهرة الاسكندرية الصحراوي.

وحكمت محكمة مصرية في العام الماضي برفض دعوى أقامها الداعية المصري الشيخ يوسف البدري شككت في اختطافها واحتجازها قهرا داخل الدير، حسب تصريحات جبرائيل لـ"العربية.نت".


اتهام بالتشكيك في أحكام القضاء


أثار إسلام وفاء قسطنطين مظاهرات مسيحية عارمة بمصر عام 2004

وقال جبرائيل: اتهمت في بلاغي، النجار بأنه يدلي كذبا بأقوال من شأنها أن تكدر السلم الاجتماعي، والعلاقة بين الأقباط والمسلمين، وتهدد الوحدة الوطنية.

وأضاف أنه اتهمه أيضا بالتشكيك في أحكام القضاء "لأن ما قاله ان الكنيسة القبطية أخفت وفاء قسطنطين، ثم قتلتها، لئلا تعود إلى الاسلام مرة أخرى، هذا الكلام أثير في دعوى كان قد أقامها الشيخ يوسف البدري، فقدمت إلى المحكمة في شهر ديسمبر/ كانون أول 2007 وثيقة رسمية من نيابة عين شمس بخط يد وفاء قسطنطين، أنها ولدت مسيحية وسوف تعيش وتموت مسيحية، وهنا حكم القضاء برفض دعوى البدري آنذاك".

واستطرد مستشار الكنيسة المصرية "عودة النجار اليوم ليفجر المشكلة مجددا، معناه أنه يشكك في حكم القضاء. ومن ناحية أخرى، كونه اعتاد الابلاغ أو التصريحات كذبا، فليست هذه هي المرة الأولى، وإنما سبق أن تقدمنا ببلاغ ضده، يخضع حاليا للتحقيق في مكتب النائب العام، بسبب اهانته للكنيسة لأنه وصف الكتاب المقدس بالمكدس، والانجيل بأنه محرف، ونسب للكنيسة أنها تقوم بالتنصير والتبشير بالقرب من مزارع دينا على طريق القاهرة الاسكندرية الصحراوي في أماكن أعدت للمسلمات لتسفيرهن، دون أن يقدم دليلا واحدا".

وأوضح أن بلاغه تضمن تلك الوقائع للتدليل على أن "النجار يثير الأغلبية المسلمة ضد الأقلية المسيحية في مصر، وكونه يعجز عن اثبات ما يقوله، فهذا يشكل أركان جريمة البلاغ الكاذب التي تتوافر قبله طبقا للمادة 305 من قانون العقوبات، وأيضا جريمة تهديد الوحدة الوطنية، طبقا للمادة 98 مكرر من قانون العقوبات".

وقال جبرائيل لـ"العربية.نت": من ثم طلبنا من النائب العام اليوم الثلاثاء، ضم هذا البلاغ إلى بلاغنا الذي ما زال قيد التحقيق، وطلبنا بمحاكمة عاجلة لزغلول النجار.


ظهور وفاء قسطنطين


قال شقيقها لا يمكنها الظهور أمام وسائل الإعلام خشية على حياتها بعد تصريحات زغلول النجار

وعن سبب عدم قيام الكنيسة باحضار قسطنطين أمام النائب العام لاثبات كذب تصريحات النجار، رد جبرائيل ان القانون يقول "على المدعي أن يثبت ما يدعيه، أي أن على النجار أن يثبت أقواله بمستند تحت يده، سواء مستند خطي أو تسجيلي أو كتابي من وفاء، لكننا في ذات الوقت لا نستطيع اجبارها على الظهور في وسائل الاعلام، وتحديد مكان اقامتها، لأن في هذا خشية على حياتها خاصة بعد تصريحات النجار".

وأكد جبرائيل وجودها على قيد الحياة، مشيراً إلى أنه اتصل "منذ قليل بشقيق وفاء، فأخبرني أنها في مصر وبخير وأمان، وتمارس عقيدتها المسيحية بحرية تامة، ولا صلة للكنيسة مطلقا بها".

وأضاف "قال لي شقيقها: لا يمكنها الظهور بعد تصريحات النجار، خشية على حياتها التي أصبحت في خطر حقيقي من تأليب الأغلبية البسطاء والسذج من الناس، الذين قد يعتبرونها مرتدة عن الاسلام، لكن لا علاقة للكنيسة بحياتها ولا تعيش اطلاقا في الدير".

وتحدى جبرائيل النجار أن "يقدم دليلا وحيدا أو مستندا أو ورقة أو صوتا تسجيليا يؤكد صدق ادعاءاته، فالمادة الأولى من قانون المرافعات تنص "أن على المدعي أن يثبت ما يدعيه".

وأوضح أن وفاء تعيش مع أسرتها بحرية تامة كما كانت من قبل، أما زوجها الكاهن السابق فقد توفي قبل عامين.


تصريحات النجار

وكان الباحث المعروف في الاعجاز العلمي في القرآن الكريم النجار، والكاتب الأسبوعي بجريدة "الأهرام" قد صرح لصحيفة "الخميس" المصرية المستقلة في عددها الأخير، أن "وفاء قسطنطين قتلت في دير وادي النطرون، وأنه على علم بطريقة غير مباشرة بأنهم قتلوها لأنها رفضت أن ترتد عن الاسلام".

وقال للصحيفة ذاتها "قمت بإهداء آخر كتاب لي إليها، وسميتها شهيدة العصر، لأنها اثبتت باعتزازها بتوحيد الله سبحانه وتعالى، أن الايمان بالله الواحد الأحد، هو أفضل ما في الوجود، وهي قالت في آخر مقال صحفي، أنا أسلمت بسبب مقال النجار، وهذا يكفيني شرفا".


المصدر : قناة العربية

و انا اقول

اذا كانت وفاء قسطنطين على قيد الحياة كما تزعمون فَلِمَ لا تظهروها كى تقطعون الشك باليقين؟

ان كانت وفاء حية فأين هى؟؟؟؟؟ سؤال يستحق الاجابة

هناك ٦ تعليقات:

غير معرف يقول...

الكنيسة فوق القانون؟الرهبان المصريين لا يقسمون امام النيابة وامام القضاء المصري لانهم مقدسون وفوق الشبهة دون عامة الناس حتي لو سرقوا او اغتصبوا افراد من الشعب؟اليست القضية الان تشغل راي الشعب المصري ؟لماذا لا يقوم التلفزيون المصري بمذيع او مذيع مسيحي وكذلك المخرج والطاقم كله بتصوير وفاء في سجنها في الدير علي احسن الفروض؟ هل هو الخوف من انكشاف حالتها اذا كانت حية مثل سجناء سجن ابو غريب او جوانتا نامو ؟؟ ننتظر الرد في التلفزيون المصري حتي يكون سبق اعلامي ونفرح انها ما زالت حية ؟ ويوجداعلامي و صحفي مسيحي عجوز مشهور يقدم البرامج التي تهم الشارع المصري ؟ نرجوه ان يقدم لنا هذا البرنامج ولو ان يعطوا البطلة وفاء جلوكوز يكفي لتصوير الحلقة ثم يعودون بها الي المعتقل في الدير بعد تسجيل الحلقة؟حسبنا الله ونعم الوكيل؟حسبنا الله ونعم الوكيل ؟حسبنا الله ونعم الوكيل؟؟؟

غير معرف يقول...

سبحان الله
طيب بلاش علشان انتوا ناس "محترمة"
و خايفين على حياتها تخلوها تروح النيابة
صوروا لها فيلم فيديو تكذب فيه كل ادعاءات الدكتور زغلول و تقول انها مسيحية و مش مسلمة علشان المسلمين الوحشين دول يتخرسوا و يبطلوا يفتروا على النصارى المساكين
زى ما عملتوا مع حجازى و غيره
اسال الله ان يرحم وفاء قسطنطين سواء كانت على قيد الحياة او قتولها
واقول لكل مسلم و انا اولهم كما قالها سيف الله المسلول خالد بن الوليد
فلا نامت أعين الجبناء

غير معرف يقول...

" ، رد جبرائيل ان القانون يقول "على المدعي أن يثبت ما يدعيه، أي أن على النجار أن يثبت أقواله بمستند تحت يده، سواء مستند خطي أو تسجيلي أو كتابي من وفاء، لكننا في ذات الوقت لا نستطيع اجبارها على الظهور في وسائل الاعلام، وتحديد مكان اقامتها، لأن في هذا خشية على حياتها خاصة بعد تصريحات النجار". "

كــــــــلام فــــــــارغ
وهرتلة وسفسطة لا يرتضيها عاقل لنفسه أو لغيره وإذا كانت على قيد الحياة فليقطعوا الشك باليقين ولتظهر فى أى برنامج تليفزيونى على الهواء مباشرة

وواقع الحال أنها إن لم تكن قد قتلت بالفعل فهى تحت عذاب لا يرحم وبالتالى فهم يخشون من إظهارها للعموم

والتحجج بسلامتها لإخفائها نهائيا أمر لا يخفى على عاقل من بعض من استمرأو الهبالة بعد أن لم يعد فى دينهم أى أخلاقيات سوى أنه قد اصبح بتعاليم بولس اليهودى الكذاب سوى صك مجانى وتذكرة للجنه بلا مبررات سوى دم المسيح

لو كانوا أذكياء وكانت السيدة وفاء بخير ولا يخشى من ظهورها على الهواء فكان من الممكن أن يكسبوا نقطة ويسببوا الحرج للدكتور النجار

وهنا فال يخرج الموضوع عن ثلاث فروض كلهم لا يخدمون أتباع بولس الكذاب أو شاول الفريسى اليهودى

الأول : إما أنهم قتلوها بالفعل

والثانى : إما أنها على قيد الحياة لكنهم يخشون من ظهورها على الملأ إذ ليس مضمونا ما ستقوله

الثالث : أو أنهم فى قمة الغباء بحيث يفوتهم كسب نقطة كهذه بإظهارها على الهواء لإسكات كل الألسنة

وحيث أنهم ليسوا اغبياء إلا فى أمر العقيدة فقط حتى يبتلعوا أوهام التثليث الرومانى الاصل فأنا ارجع أحد الإحتمالين الأول أو الثانى

والله أعلى وأعلم

غير معرف يقول...

لقد أخطأ من سلم "الصابرة المحتسبة "وفاء الي الوثنيين ليقتلوها ويمزجوا دمها بفطيرة "الرب الرغيف" ولكن دمها لن ينسي في قلوب المسلمين ؟وقد اخطأ بلطجية الكنيسة في اختطافها ولكنه أخطأوا اكثر بقتلها ؟هل وفاء اغلي عندهم من اخت"بيشوي " او "المهندس سمير" ابن اخت البابا ؟ ماذا يخسرون لو تركوها حية ؟هذا يدل عمليا علي كيفية انتشار المسيحية دين التسامح والمحبة والاقناع؟؟؟

غير معرف يقول...

قد كان المسيح حريصا على الدعوة إلى دينه بين اليهود أو بني إسرائيل فقط، ولم يأمر بغير ذلك، جاء في الإنجيل توجيهه إلى تلاميذه (وهؤلاء الاثناعشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلا إلى أمم لا تمضوا إلى مدينة السامريين لا تدخلوا، بل اذهبوا بالحري إلى خراف بني إسرائيل الضالة)
ولم يثبت عن المسيح أبدا في دعوته أنه حاول تبليغها لغير اليهود، فلم نسمع أنه أرسل رسلا أو رسالات في حياته إلى الملوك والأمراء والسلاطين، كما فعل محمد --، مع حكام الفرس والروم ومصر والحبشة واليمن...وغيرها، لأن الإسلام دين عالمي بلا منازع.
كان أتباع المسيح الاثناعشر يهودا، وأتباعه من النساء والشيوخ والآخرين كلهم يهود.
يقول المسيح (لم أرسل إلا إلى خراف بني إسرائيل الضالة)
ويقول (وأنت يا بيت لحم أرض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا، لأن منك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل)
ويقول (يا أورشليم، يا أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها، كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا)
يتضح أن المسيح رسول يهودي إلى اليهود، ولا معنى أن يدعو النصارى اليوم، سكان العالم إلى الدخول في النصرانية، لأنه مخالف لتوجيهات المسيح، ومن أغرب الأمور أن الكنيسة عبر تاريخها الطويل، لم تدع أو تمارس تبشيرها وتنصيرها بين اليهود، وفي الدولة المغتصبة إسرائيل، رغم أنهم هم المعنيون بدين المسيح، وفي الوقت ذاته نجد الكنيسة تصول وتجول في العالم، وخصوصا العالم الإسلامي، حيث تريد تبشيره بدعوة الإنجيل والصليب، مخالفة بذلك أوامر المسيح وخطته الأزلية، ومن ثم فإن اعتناق غير اليهود للنصرانية، سواء كانوا عربا أم بربرا أم روما أم أمريكانيين أم أفارقة...باطل بنص الإنجيل، وغير شرعي بنص العهد الجديد، الذي يزعمون أنهم يعملون بإرشاده ويهتدون بهديه، لذا فإن النصرانية، أو المسيحية كما يسمونها لن تخلصهم ما داموا ليسوا يهودا.
ويجب أن أتوقف على الدليل الوحيد الذي بحوزة الكنيسة وتفرح به، إنه آية مشبوهة جاءت في إنجيل متى إذ يقول المسيح (... فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الأب والابن وروح القدس، وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيكم به )
يرى العلماء أن هذه الآية ملحقة بالنصوص القديمة من الإنجيل إذ إن أقدم النسخ المتوفرة لدينا ليس فيها هذه الآية، فهذا دليل إلحاقيتها، ومن جهة ثانية نعلم أن التثليث المذكور هنا لم يكن معروفا في القرون الثلاثة الأولى لتاريخ النصرانية، وإن التثليث تقرر في نهاية الربع الأول من القرن الرابع الميلادي، في مجمع نيقيه 325م، أما ألوهية الروح القدس فلم تتقرر إلا في مجمع القسطنطينية سنة 381م، لذلك يتقرر أن التثليث الباطل في آية الدعوة العالمية للنصرانية مدسوس في الإنجيل، لذلك لا نستغرب أن الأناجيل المطبوعة حديثا، بجميع اللغات حذفت آيات التثليث ومنها آية في رسالة يوحنا 7:5.
أما الدعوة العالمية، التي تفرد بها بولس في رسائله الأربع عشرة، فهي مخالفة لدعوة تلاميذ المسيح وعلى رأسهم بطرس وغيره، فبولس كان منافقا مخربا من الداخل، والنصرانية اليوم أحرى أن تُسمى "البولسية" بدل المسيحية.
ونعود مرة أخرى لنستشهد بأقوال الإنجيل، التي تثبت أن المسيح جاء على خطى أنبياء يهود سبقوه، وعلى زعم الإنجيل، فهو من سلالة سلاطين من بني إسرائيل، جاء ليجلس على كرسي العرش اليهودي.
(قال لها الملاك، لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله، وها أنت ستحبلين وتلدين ابنا تسميه يسوع، هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الأب الإله كرسي داود أبيه ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد)
وهذا ما يصرح به القرآن الكريم رسولا إلى بني إسرائيل  آل عمران 49.
حتى إن المسيح أخبر تلاميذه أنهم لن يُكملوا الدعوة في بنى إسرائيل بسبب موعد قيام الساعة القريب، (الحق أقول لكم ..لا تُكملون مدن بني إسرائيل حتى يأتي ابن الإنسان)
(فأجاب بطرس حينئذ وقال له ..ها نحن قد تركنا كل شيء فتبعناك فماذا يكون لنا؟ فقال لهم يسوع: الحق أقول لكم إنكم الذين تبعتموني في التجديد، متى جلس ابن الإنسان-المسيح- على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضا على اثني عشر كرسيا، تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر) .
جاء المسيح وتلاميذه لدعوة وإدانة أسباط إسرائيل الاثني عشر، ولا مكان لكرسي ثالث عشر، لا مكان لبولس ولا مكان للبابا ولا لروما، ولا للنصرانية العالمية، فالإنجيل يقول على لسان يوحنا (إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله)
يقول وين انج: "إن المسيح كان نبيا لمعاصريه من اليهود، ولم يحاول قط أن ينشئ فرعا خاصا به من بين هؤلاء المعاصرين، أو أن يُنشئ له كنيسة مغايرة لكنائس اليهود أو تعالمهم".
وتقرر دائرة المعارف البريطانية:"أن أسبق حواريي المسيح ظلوا يوجهون اهتماماتهم إلى جعل النصرانية دينا لليهود وجعل المسيح أحد أنبياء بني إسرائيل إلى إسرائيل".
لكن بولس جاء بعد رفع المسيح، وأطلق دعوته في جميع الأمم غير اليهودية، زاعما انه رسول المسيح إلى العالم، وقد واجهه تلاميذ المسيح وحواريوه، ورفضوا دعوته، واختلفوا معه، بل إن هؤلاء الحواريين لم يكونوا يُصدقون بأنه اعتنق النصرانية.
ثالثا: كنا ننتظر من المسيح أن يدين ما جاء في العهد القديم، من إجرام ضد غير اليهود، وأن ينتقد سياسة التطهير العرقي، التي انتهجها رب الجنود برفقة جنوده ضد المستضعفين في الأرض، كنا ننتظر من المسيح أن يفضح التمييز العنصري، الذي كان ضحيته كل أجناس العالم عدا اليهود ...
لكن لم يحدث ذلك، لم نقرأ أن المسيح وقف مع حقوق الإنسان، كما لم نشاهد تلك المحبة العظيمة، التي يتشدق بها رجال الكنيسة، وإنما العكس هو الصحيح، فنرى الإنجيل المحرف يخطو الخطوات ذاتها القديمة استمرارية للعهد القديم.
إن موقف المسيح –حسب الإنجيل المحرّف- مليء بالخذلان، إذ إنه لم يأت ليلغي ويبطل ناموس العنصرية وشريعة الاستعباد، إنما جاء ليتمم ويُكمل سلسلة العنصرية والإجرام.
قال المسيح: (لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء، ما جئت لأنقض بل لأكمل)
هذا هو جواب المسيح على ظنوننا، "لا تظنوا أني جئت لأنقض بل أكمل"!؟
إن ما سقناه من العهد القديم من الجرائم التمييزية والآيات الاستعبادية، كلها ثابتة في كتبهم، وأقبح ما في تلك الجرائم أنها كلها مقدسة، وستبقى كذلك إلى يوم الساعة ألم يقل المسيح (زوال السماء والأرض أيسر من أن تسقط نقطة واحدة من الناموس)
نعم لن تحذف آيات العهد القديم، لأن زوال السماوات السبع والأراضي السبع أهون من زوال كلمة بل حرف بل نقطة.
ستبقى الآيات المقدسة، التي تحكم على البشرية باللعنة والاستعباد شاهدا على العجرفة اليهودية، التي زورت الإنجيل، وشاهدا على المكابرة والاستمرار في نهج خاطئ منذ اللحظة الأولى.
إن كلام المسيح دليل على موافقته على ما جاء في الناموس، وتتأكد الموافقة بضم العهد القديم إلى الجديد وتسمية الكل "بالكتاب المقدس".
قد يقول قائل: إن الإنجيل لم يتعرض للعهد القديم بالنقد، والكف عن ذم التمييز العنصري اليهودي لا يعني الموافقة عليه، وعدم مواجهته لا يدل على الرضا عنه.
ليس هذا المنطق مقبولا، لأن الساكت على الحق شيطان أخرس، خصوصا في حق الرسل فضلا عن أن يكون المسيح، وهو فوق رتبة الرسل، كما يزعم الإنجيل.
نعود الآن إلى تلك الآية العجيبة التي يقر فيها المسيح بأنه جاء ليكمل ما تركه الناموس، (لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء، ما جئت لأنقض بل لأكمل)
فكيف أكمل المسيح الطريق؟
وما هي الحلقات المثيرة التي أضافها للمسلسل الطويل، الذي ذكرت بعض حلقاته في الصفحات السابقة؟
جاء في إنجيل متى (وإذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت إليه قائلة ارحمني يا سيد يا ابن داود، ابنتي مجنونة جدا، فلم يجبها بكلمة فتقدم تلاميذه وطلبوا إليه قائلين اصرفها لأنها تصيح وراءنا، فأجاب وقال:لم أُرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة، فأتت وسجدت له قائلة يا سيد أعني، فأجاب وقال: ليس حسنا أن يُؤخذ خبز البنين ويُطرح للكلاب، فقالت: نعم يا سيد والكلاب أيضا تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أسيادها).
هذا هو المسيح المحب والعطوف، تأتيه امرأة تصيح وتصرخ وتندب وتدعوه لشفاء ابنتها المريضة، فلا ينظر إليها ولا يجيبها إلا بعد تدخل التلاميذ، فكيف واجهها؟
" ليس حسنا أن يُعطى خبز البنين للكلاب"!!
المرأة المسكينة تتضرع ..وهو يتلذذ في إذلالها بوصفها بالكلب، أهذا تمييز عنصري أم جنون أم سادية أم كل ذلك؟
النص يتحدث بنفسه عن نفسه، ولا يترك لنا مجالا البتة لفهمه على غير ما يدل منطوقه، وأي تعليق على النص يضعف قوته.
إلا أننا يجب أن نقف على جملة من الحقائق منها: أن هذه "المرأة الكلب" كانت كنعانية عند متى وسورية فينيقية غير يهودية عند مرقس، على عادة الاختلاف في كل شيء، المهم هو بيان أنها ليست يهودية، وهي استمرارية للعهد القديم الذي يتلذذ بإهانة اليهود للكنعانيين وغيرهم، وقد جعل الكتاب المقدس كنعان ونسله عبيدا لأنهم ملعونون (ملعون كنعان...عبدا يكون لإخوانه)
لم يأت المسيح من أجل الكنعانيين، ولم يرسل إلى السوريين الفنيقيين وإنما جاء رسولا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة...
لكن ماذا يفعل القساوسة في أدغال إفريقيا؟
ماذا تفعل الكنيسة في أمريكا اللاتينية
وفي الدول الاسلامية ومنها مصر؟؟؟

غير معرف يقول...

لحمد لله القائل : {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة:120]

في مناخ مليء بالغيوم, والدخان المسموم تنطلق أبواق هدامة من نصارى مصر بعمليات التخريب التنصيري, مستغلة في ذلك ضعف النّظام الحالي وخوفه من أنظمة غربية معادية, فركبت موجة استعداء الغرب على المسلمين, فطارت تنشر التنصير وطالبت بحقوق تزيد عن حقوقها التي لا يحلم بها مسلم من أبناء مصر .

والملامس للواقع المصري يعلم يقينا أنّ نصارى مصر يتمتعون بحقوق لا يجدها المسلم, والدولة تحاول بشتّى الطرق شراء رضاهم خوفاً من الفتنة الطائفية ومن استعداءهم للغرب على مصر, ممّا يثبت يقينا أنّ أي شعار وطني يتبناه التنصيريون ما هو إلاّ غطاء لعملياتهم التي لا تستهدف إلاّ الجهال من أبناء المسلمن فقط, وهم يعلمون جيداً أنّهم لو حاولوا مع أي مسلم يعلم عن دينه ولو القليل لانقلب السحر على الساحر, ولأثبت لهم خواء عقائدهم المحرفة والتي أثبت القرآن أنّ المسيح عليه السلام برئ منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب.

{َإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ(116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ(117)} [المائدة:116-117]

وأقل من عنده علم من المسلمين يعلم يقيناً أنّه لا دين على وجه الأرض يوقر المسيح عليه السلام مثل الإسلام {إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} [آل عمران:45].

الإسلام الذي أثبت رفع عيسى إلى ربّه وخالقه في الوقت الذي أثبت النّصارى أنّ المسيح صلب وعذب وبصق في وجهه, إلى آخره..

وما وقر مريم دين مثل دين الإسلام {مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}[المائدة:75]

فوصف الصديقية لم يطلقه القرآن إلاّ على القليل من البشر, وكما كرم القرآن مريم كرّمها رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم بقوله: «ولم يكمل من النّساء إلاّ أربع خديجة وفاطمة بنت محمد وآسيا بنت مزاحم امرأة فرعون ومريم ابنة عمران » .

والعجب كل العجب في إدعاء النّصارى الكاذب خاصة أهل المهجر منهم ومن يتّبعونهم من نصارى مصر بأنّ المسلمين هم الإحتلال العربي وأنّ النّصارى هم سكان البلاد الأصليين, وكأنّهم تغافلوا تماما أنّ الفتح الإسلامي لمصر صحبه دخول أقباط مصر في دين الله أفواجاً خاصة بعد تحررهم من الرومان الذين كانوا يسومونهم سوء العذاب, فأصبحت مصر إسلامية بفتح الإسلام ودخول أهلها فيه, بل لو تتبعنا أصول الكثير ممن يتمسحون في أصولهم القبطية لوجدنا أنّهم من أصول مهاجرة من أماكن أخرى, ولو سلمنا جدلاً بأنّ نصارى مصر كلهم أصولهم قبطية, فباقي مسلمي مصر من أصول قبطية دخلوا في الإسلام فتسموا بالمسلمين وهذا واقع واضح كالشمس لا ينكره إلاّ جاهل أو معاند وبالتالي فلم يبق من الأقباط إلاّ أقل القليل ارتضى بالبقاء على ملته الأصلية أمّا الباقي فهم مسلموا مصر بلا شك أو جدال .

الأهم ممّا سبق هو أنّ العقلاء من نصارى مصر ومعهم العقلاء من المسلمين يدركون أنّ هذه المماحكات التي تظهر بين وقت وآخر تحت مسمى التنصير أو المطالبة بالحقوق هي ذريعة فتنة طائفية لو قامت فلن تكون في مصلحة أحد ولو قامت رحى الفتنة لندم النصارى قبل المسلمين, ولخسر الجميع, وهذه الفتنة معاكسة تماما لتعاليم المسيح التي تركها من يتمسح فيه, كما أنّ رسول الإسلام خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي أوصى بأهل الذمة والمعاهدين خيراً , والله تعالى قال: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة:8].

ولست هنا بصدد شرح سعة السماحة في الإسلام ومدى تيسير الشريعة التي تدعوا النّاس للخروج من عبادة العباد إلى عبادة الواحد القهار والخروج من جور الأديان إلى عدالة الإسلام, ولست كذلك بصدد شرح الإنفصام النكد بين تصرفات المسلمين وأولياء أمورهم وبين الإسلام الحقيقي وأخلاقه وقواعده, وأن أخلاق المسلمين اليوم وتدنى أوضاعهم وبعدهم عن دينهم هو أكبر أسباب الإساءة إلى الإسلام الذي هو بالفعل بريء من هذه الأخلاق وهذا التدنى, ولست كذا بصدد الحديث عن اهتراء عقائد النّصارى المحرفة وبعدهم كل البعد عن عقيدة السيد المسيح عليه السلام الذي جاء مثل سابقيه من الرسل بعقيدة التوحيد الخالص الذي لا يشوبه شائبة شرك دون شك أو ريب, فهذه مسلمات بديهية وبسطها لا يكفيه مقال.

وإنّما أوجه رسالة للمسلمين : " ارجعوا لدينكم وتعلموا إسلامكم حتى لا تتركوا فرصة لباغي فتنة أو انحراف ".

وأقول للمنصرين : " اتقوا فتنة لو قامت لن تذر وليست في مصلحة أحد, وراجعوا أمركم وراجعوا كتبكم وافتحوا كتب الإسلام وتعرفوا عقائد المسلمين فلا محالة ستجدوا ضالتكم المنشودة, فإن أبيتم إلاّ ما أنتم عليه فلكم قول الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران:64]