٢٩‏/٠٨‏/٢٠٠٨

كم عدد الذين قتلهم بهزة الرمح دفعة واحدة ؟ ؟؟

فنحن هنا لا نتكلم أنه كيف رجل بهزة رمح يقتل المئات ولكننا نتكلم أن الكتاب المقدس إختلف فى عدد الذين قتلهم
أولاً ثمان مئة دفعة واحدة
" هذه أسماء الأبطال الذين لداود: يوشيب بشبث التحكموني رئيس الثلاثة. هو هز رمحه على ثمان مئة قتلهم دفعة واحدة. " سفر صموائيل الثانى 23/8
ثانياً ثلاثمائة دفعة واحدة
" وهذا هو عدد الأبطال الذين لداود: يشبعام بن حكموني رئيس الثوالث. هو هز رمحه على ثلاث مئة قتلهم دفعة واحدة. " أخبار الأيام الأول 11/11
أنطونيوس فكري
في تفسيره لسفر صموائيل الثاني صفحة رقم 86 ,87
(( نفس المجموعة نجدها فى سفر أخبار الأيام مع إختلاف فى بعض الأسماء وكما قلنا فى مقدمة فهذا راجع لعدة أسباب ونضيف هنا سبب آخر فلربما كاتب سفر صموئيل أخذ الأسماء من قائمة كتبت فى زمن آخر غير الزمن الذي كتبت فيه القائمة التى أخذ عنها الأيام . فلربما كانت هناك قائمة كتبها داود بعد إستقرار مملكته وقبل سقوطه ثم تم تعديل هذه القائمة عند نهاية أيامهٌ . )) إنتهي
وهذا كلام جميل ولا أقول عليه شئ ولكن من هذا الكلام يدل أن الكتاب المقدس ليس بوحي فهذا نقل من هنا وهذا نقل من هنا وعموماً ما نأخذهٌ من هذا الكلام أن الكتاب ليس بوحي من الله تعالي
وفي تفسيره لسفر أخبار الأيام قال راجع تفسير صموائيل 23/8-39
صديقي الباحث عن الحق هل هذا كلام الله تعالي . ؟ ؟

هناك ٣ تعليقات:

غير معرف يقول...

كنا نستمتع ونحن صغار بقصة عنترة بن شداد وابوزيد الهلاليوالزناتي خليفة ايام خيال الظل الذي لا يعرف عنه الشباب اليوم شيئا ثم الفانوس السحري وكان الراوي يصيح بصوت جهوري عندما يضرب البطل العشرات من الاعداء ولكننا بعد الصراع الذي فجره الاسطي "زيكو علقة "قرأنا كتابكم وفوجئنا بالكنوز التي به التي تخجل كل حر وعاقل ولم نتصور ان رجلا يقتل برمح ثمانمائة بضربة واحدة ؟هل الرمح من نوع القنبلة الذرية التكتيكية الامريكية بل فاقها في الكذب ؟؟والمصيبة الاكبر هي تنين "دانيال" وابو سيفين الذي يقتل بضربة سيف الف من المسلمين ويساعدة الاخ "ميخائيل" رئيس الملائكة البودي جارد وكمان البطل "مارجرجس"الذي قتل التنين وكمان شمشون الذي ربط ذيول الثعالب في رؤوسها واشعل فيها النار واطلقها في حقول الفلسطينيين الغلابة؟ هل كان شمشون في سلاح الحرب الكيميائية او سلاح قاذفات اللهب؟؟؟ها ها ها بالثلاثة

غير معرف يقول...

حول إنجيل مرقس



مرقس ليس من تلاميذ عيسى. إنه من تلاميذ بطرس أحد الحواريين. كتب مرقس إنجيله سنة 61م، أي بعد رفع عيسى بنحو ثمانية وعشرين عاماً. كتبه باللغة اليونانية. والأصل مفقود، أي لا توجد المخطوطة التي كتبها مرقس.

ونلاحظ هنا ما يلي:

1- مرقس لم يرد المسيح ولم يسمعه. بل هو تلميذ لأحد تلاميذ عيسى. إنه تلميذ بطرس. إن مرقس ليس شاهداً من الدرجة الأولى لأنه لم يسمع المسيح مباشرة ولم يره ولم يرافقه. إنه تلميذ التلميذ.

2- لم يكتب مرقس إنجيله في حياة عيسى، بل بعد رفع عيسى بنحو ثلاثين عاماً. ومن المعروف أنه كلما زادت المسافة الزمنية بين الأحداث وتسجيلها، قلت درجة الموثوقية.

3- لم يذكر مرقس الأشخاص الذين استقى منهم الأحداث، حيث إنه لم يكن شاهداً ولا مرافقاً لعيسى. لم يذكر مرقس سند رواياته.

4- النسخة التي كتبها مرقس نفسه لا ووجود لها.

وسوف نرى كيف يختلف إنجيل مرقس عن الأناجيل الأخرى وكيف يختلف عن التوراة وكيف يتناقض مع ذاته أيضاً.

البداية:

أول جملة في أنجيل مرقس هي "بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله" (1/1). هنا نلاحظ ما يلي:

1- أول جملة في متى هي : "كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم."

2- وأول جملة في لوقا هي: "إذ كانوا كثيرين قد أخذوا بتأليف قصة...".

3- وأول جملة في يوحنا هي: "في البدء كان الكلمة...".

4- نلاحظ اختلاف الأناجيل حتى في الجملة الأولى.

5- لم يذكر أحد سوف مرقس إن إنجيله هو إنجيل عيسى. كلهم كتبوا قصة حياة المسيح ولم يذكر أي منهم أن هذا هو إنجيل عيسى. الاستثناء الوحيد هو مرقس.

6- التناقض واضح بين مرقس ومتّى. مرقس يقول إن المسيح ابن الله، ومتّى يقول إن المسيح ابن داود. هل لعيسى أبوان اثنان؟! وهل لأحد أبوان؟!

7- رغم أن مرقس يقول في أول جملة في أنجيله "بدء إنجيل يسوع" إلاّ إن عنوان إنجيله هو "إنجيل مرقس". فكيف يكون إنجيل يسوع وإنجيل مرقس في وقت واحد ؟!

يحيـى:

لم يورد مرقس نسب عيسى ولا ميلاده ولا طفولته كما فعل متّى. بل بدأ مباشرة بيحيى يعمِّد في نهر الأردن ويعمد عيسى أيضاً، علماً بأن ميلاد عيسى من أكبر المعجزات وأهمها. ومع ذلك لم يذكرها مرقس، ربما لأنه يريد أن يجعل عيسى ابن الله وليس ابن مريم، فأخفى ولادة مريم لعيسى.

الجراد والعسل:

يحيى (يوحنا المعمدان) كان "يأكل جراداً وعسلاً برياً" (مرقس1/6). هذا يناقض متّى الذي يقول: "جاء يوحنا لا يأكل ولا يشرب فيقولون فيه شيطان." (11/18).

يحيى يبشر بمحمد:

"كان يكرز قائلاً يأتي بعدي من هو أقوى مني." (مرقس 1/7). هذه بشارة من يحيى بمحمد عليه السلام. ولا يمكن أن تدل على عيسى لأن عيسى كان في زمان يحيى، وليس بعده. فالنبوءة لا تنطبق على عيسى، بل على محمد (e)، لأن محمداً هو النبي الوحيد الذي جاء بعد يحيى.

يمتحنه الشيطان:

الشيطان يجرب عيسى أربعين يوماً في البرية (مرقس 1/13): "يجُرَّب من الشيطان." وهل يجرِّب الشيطانُ الله ؟! كيف؟! نرجو الإفادة يا عباد الله!! (يزعم النصارى أن عيسى هو الله وأن الله هو الله وأن الروح القدس هو الله: الثالوث معاً هم الله أيضاً).

يصلـي:

"مضى عيسى إلى موضع خلاء وكان يصلي هناك" (مرقس 1/35). كان يصلي لمن ؟ لله. إذاً عيسى ليس إلهاً. بل بشر يصلي لله. صلاته تدل على بشريته.

لاوي أم متّى ؟

بعد أن شفى عيسى المفلوج رأى رجلاً جالساً عند مكان الجباية اسمه لاوي بن حلفى (مرقس2/14). هذا يناقض متّى الذي قال إن اسم الجالس متّى (متى 9/9).

إلى التوبة:

"لم آت لأدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة." (مرقس 2/17). عبارة (إلى التوبة) مزيدة، إذ هي غير موجودة في طبعة روما سنة 1671م ولا في طبعة لندن سنة 1823هـ. وهذا مثال من أمثلة الزيادة. ومن يزد يحذف. ومن يحذف يبدل. نسأل الله الهداية للجميع.

داود والذين معه:

"أما قرأتم قط ما فعله داود حين احتاج وجاع هو والذين معه." (مرقس 2/25). عبارة "والذين معه" خطأ، لأن داود عندما جاع يوم السبت وقطف السنابل كان وحده (صموئيل"1" 21/1-2). الانجيل هنا يناقض العهد القديم!!

الشيطان والخنزير:

"فطلب إليه (أي إلى عيسى) كل الشياطين قائلين أرسلنا إلى الخنازير لندخل فيها. فأذن لهم يسوع للوقت. فخرجت الأرواح النجسة ودخلت في الخنازير." (مرقس5/12).

الشياطين هنا تدخل في الخنازير. الأرواح النجسة تدخل في الخنازير. معنى هذا أن الخنازير نجسة. هذا ما يهدف النص إلى الإشارة إليه. التوراة تحرِّم أكل لحم الخنزير. عيسى يقول هنا إنها مأوى الأرواح النجسة، أي هي نجسة. ومع ذلك جاء بطرس بكل بساطة ورأى في المنام أنها حلال. والأغرب من حلم بطرس أن النصارى صدقوا أحلام بطرس وكذبوا التوراة وكلام موسى وكلام عيسى!! صدقوا أحلام بطرس ولم يعجبهم إنجيل مرقس!! أعجبهم لحم الخنزير رغم إجماع الأطباء على خطورته من ناحية صحية!!

العصا:

1- أوصى عيسى الحواريين "أن لا يحملوا شيئاً للطريق غير عصاً فقط" (مرقس 5/8).

2- هنا يناقض "ولا مزوداً للطريق ولا ثوبين ولا أحذية ولا عصا" (متى 10/10).

في النص الأول سمح لهم بحمل عصا. وفي النص الثاني لم يسمح لهم بذلك. تناقض بين الإنجيلين!!

الأحذية:

1- "بل يكونوا مشدودين بنعال ولا يلبسوا ثوبين" (مرقس 5/9).

2- ولا مزوداً للفريق ولا ثوبين ولا أحذية ولا عصاً" (متى 10/10).

في النص الأول سمح لهم بحمل عصا. وفي النص الثاني لم يسمح لهم بذلك. تناقض بين الإنجلين!!

الأحذية:

1- "بل يكونوا مشدودين بنعال ولا يلبسوا ثوبين" (مرقس 5/9).

2- "ولا مزوداً للطريق ولا ثوبين ولا أحذية ولا عصا" (متى 10/10).

في النص الأول يأمر عيسى الحواريين بلبس النعال أي الأحذية. في النص الثاني ينهاهم عن لبس الأحذية. عليهم أن يسيروا حفاة!!! تناقض بين الإنجيلين!!

هيرودس:

قال مرقس إن يحيى (يوحنا المعمدان) قد سجنه هيردوس "من أجل هيروديا امرأة فيلبس أخيه..." (مرقس 6/17).

في الطبعات العربية عام 1823هـ وعام 1844م كان زوج هيروديا هو هيرودس أيضاً وليس فيلبس!! فأيهما الصواب؟! ولماذا الاختلاف بين طبعات الإنجيل الواحد؟! وهل يتغير كلام الله من طبعة إلى طبعة؟!!

رفع نظره إلى السماء:

قبل أن يبارك عيسى الأرغفة الخمسة لتكفي العديد من الناس "رفع نظره نحو السماء وبارك ثم كَسَّر الأرغفة" (مرقس 6/41).

لماذا رفع عيسى نظره إلى السماء ؟ ليدعو الله ويسأله أن يبارك في الطعام. هذا يثبت بشرية عيسى وينفي عنه الألوهية. لو كان عيسى إلهاً لما سأل الله العون.

عدد الآكلين:

يوم بورك في الأرغفة الخمسة كان عدد الآكلين نحو خمسة آلاف رجل (مرقس 6/42). هذا يخالف متّى الذي قال إن عددهم نحو خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأولاد (14/21).

طريقة التطهير:

"كل ما يدخل الإنسان من خارج لا يقدر أن ينجسه. لأنه لا يدخل إلى قلبه بل إلى الجوف ثم يخرج إلى الخلاء وذلك يطهر كل الأطعمة" (مرقس 7/19).

الطعام لا ينجس الإنسان لأن دخول الطعام إلى الجوف ثم خروجه من الجسم يطهر كل الطعام حسب مرقس!! طريقة غريبة في تطهير الطعام! عبارة "وذلك يطهر كل الأطعمة" غير موجودة في متى 15/17، حيث توجد الجملة ذاتها ولكن دون عبارة التطهير. والنص كما هو في مرقس يجعل جميع الأطعمة حلالاً، وهذا مخالف لشريعة موسى التي جاء عيسى ليكملها لا لينقضها.

وهكذا نرى أن (مرقس 7/19) يناقض متى 15/17 ويناقض التوراة ويناقض تعهد عيسى بأنه مؤكد لشريعة موسى!!

الأصم الأخرس:

جاءوا لعيسى بأصم أخرس. "فوضع (عيسى" أصابعه في أذنيه (أي الأصم) ولمس لسانه. ورفع نظره نحو السماء وأنَّ ..." (مرقس 7/33-34).

لماذا رفع عيسى نظره إلى السماء وأنَّ ؟ دعا الله أن يشفي المريض، لأن المعجزة ليست من عند عيسى، بل من عند الله يجريها على يد عيسى ليصدقه الناس، لأن الناس لا يصدقون رسل الله دون معجزات، بل وكثيراً ما لا يصدقونهم حتى مع المعجزات دعاء عيسى لله يؤكد بشريته وينفي عنه الألوهية، فالإله لا يدعو الإله.

الأرغفة السبعة:

بارك الله على يد عيسى في الأرغفة السبعة لتكفي نحو أربعة آلاف (مرقس 8/9). لكن هذا يخالف متّى الذي قال إن عددهم أربعة آلاف رجل ما عدا النساء والأولاد (متى 15/38).

آية من السماء:

طلب بعض اليهود من عيسى "آية من السماء لكي يجربوه. فتنهد بروحه وقال لماذا يطلب هذا الجيل آية. الحق أقول لكم لن يعطى هذا الجيل آية." (مرقس 8/11-12).

نلاحظ ما يلي:

1- طلبوا منه آية من السماء. ولم يطلبوا منه آية من عنده هو. وهذا يؤكد بشرية عيسى.

2- تبرم عيسى بكثرة طلبهم لآيات، لأن الآيات ليست من عنده. فعليه أن يتجه إلى الله بالدعاء ليستجيب له لتحقيق آية.

3- يناقض هذا النص متى 16/4 "ولا تعطى له آية إلاّ أية النبي يونان (أي يونس). تناقض بين الإنجيلين في الموقف الواحد. مرقس ينفي الآيات تماماً ومتّى يستثني آية يونان.

من أنا ؟

عندما سأل عيسى تلاميذه عمن هو عندهم. "أجاب بطرس وقال له أنت المسيح. فانتهزهم كي لا يقولوا لأحد عنه" (مرقس 8/29).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- هذا النص يناقض متى 16/16 الذي يقول "أجاب سمعان بطرس وقالت أنت هو المسيح ابن الله الحي." هناك "المسيح" وهنا "المسيح ابن الله الحي" لماذا الزيادات والاختلافات بين الأناجيل ؟! أين الحقيقة ؟! لماذا أضاف متّى "ابن الله" بعد كلمة "المسيح" ولم يضفها مرقس؟!

2- لماذا انتهز عيسى تلاميذه وحذرهم من أن يقولوا لأحد عنه ؟ إنه أمر غريب من رسول الله. هل كان خائفاً أن يلقى القبض عليه؟! هل كان خائفاً من الناس؟! هل العبارة صحيحة عنه؟!

لم يفهموا:

قال عيسى لتلاميذه: "إن ابن الإنسان (أي عيسى) يسلَّم إلى أيدي الناس فيقتلونه. وبعد أن يقتل يقوم في اليوم الثالث. وأما هم فلم يفهموا القول وخافوا أن يسألوه." (مرقس 9/31-32).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- عيسى دعا نفسه "ابن الإنسان" وليس "ابن الله".

2- لم يقم في اليوم الثالث، بل حسب الأناجيل ذاتها دفن مساء الجمعة وخرج من القبر ليلة الأحد. وهذا يجعل مدة بقائه في القبر على أقصى تقدير ليلة السبت ونهار السبت وليلة الأحد. وهناك احتمال نظري أنه خرج قبل ذلك لأن القبر زير صباح الأحد ولم يزر القبر أحد صباح السبت.

3- لماذا لم يفهموا ؟! لماذا فهم التلاميذ كل ما قاله عيسى إلاّ هذه الجملة ؟! كلامه واضح مفهوم. التفسير الوحيد أنه لم يخبر تلاميذه أساساً بمسألة قتله. ولو أخبرهم لفهموا.

الذي أرسلني:

قال عيسى: "من قبلني فليس يقبلني أنا بل الذي أرسلني" (مرقس 9/37).

إذاً عيسى نفسه يصرح بكل وضوح ودون التباس أن المهم أن يؤمن الإنسان بالذي أرسل عيسى، أي بالله. إذا صدقت المسيحَ فإنك تصدق الله. "الذي أرسلني" تتضمن أن المسيح رسول الله من عند الله خاضع لله وليس مساوياً له أو متفوقاً عليه. إن المسيح يقول بوضوح – لمن شاء أن يسمع ويفهم – إنه رسول من عند الله، وليس شريكاً لله. من شاء أن يهتدي فالطريق واضح. ومن شاء الضلالة فالطرق أيضاً واضحة وعديدة!!!



من ليس علينا:

قال عيسى لتلاميذه: "من ليس علينا فهو معنا." (مرقس 9/40). إذا لم تكن ضد المسيح فأنت معه. هذا هو المعنى.

ذاك النص يناقض هذا: "من ليس معي فهو علي" (متى 12/30). النص الثاني يعني إذا لم تكن مع المسيح فأنت ضده (مرقس 10/11-12).

النصان متناقضان. النص الأول يكتفي بألا يكون ضد المسيح. النص الثاني يشترط أن تكون معه كيلا تكون ضده.

تحريم الطلاق:

1- قال عيسى لتلاميذه: "من طلق امرأته وتزوج بأخرى يزني عليها. وإن طلقت امرأة زوجها وتزوجت بآخر تزني" (مرقس 10/11-12).

2- "من طلق امرأته إلا بسبب الزنى وتزوج بأخرى يزني. والذي يتزوج بمطلقة يزني. قال له تلاميذه إن كان هكذا أمر الرجل مع المرأة فلا يوافق أن يتزوج" (متى 19/9-10).

نلاحظ هنا ما يلي:

أ- في النص الأول منع للطلاق بشكل كامل. ولكن النص الثاني يرخص الطلاق في حالة زنى المرأة. مرقس يناقض متى.

ب- النص الأول (في مرقس) يمنع تطليق المرأة لزوجها. ولكن النص الثاني (في متى) يا يورد ذلك.

ج- النص الثاني يمنع الزواج من مطلقة. ولكن النص الأول لا يورد ذلك.

د- تحريم الطلاق (حسب متى) لم يعجب حتى تلاميذ عيسى، لأنه غير عملي ويجعل الزواج أسراً أو سجناً مؤبداً لا فكاك منه!! فتحريم الطلاق غير مناسب، فكما أن الزواج تم باختيار الزوجين فاستمراره مشروط باختيارهم أيضاً.

هـ- النصان يناقضان الناموس (أي التوراة) التي جاء عيسى ليكملها، لا لينقضها، لأن التوراة أباحت الطلاق دون قيود.




يتفلون عليه أم لا ؟

قال عيسى يتنبأ بالصلب (بزعمهم) "يهزأون به ويجلدونه ويتفلون عليه ويقتلونه" (مرقس10/33).

ولكن في (متى 20/19) لم يذكر "يتفلون عليه" وقال "يصلبوه" بدلاً من "يقتلونه". تناقض بين متّى ومرقس!!

هما أم أمهما ؟

طلب يعقوب ويوحنا ابنا زبدي (وهما من الحواريين) أن يجلس واحد عن يمين عيسى والآخر عن يساره (مرقس 10/35).

ولكن متّى يقول إن أمهما هي التي طلبت ذلك (متى 20/20). متّى يناقض مرقس.

أعد من أبي:

"وأما الجلوس عن يميني وعن يساري فليس لي أن أعيه إلاّ للذين أعدلهم، (مرقس 10/40).

ولكن متى يزيد في آخر الجملة عبارة "من أبي" (متى 20/23). لماذا الزيادة أو النقصان أو الاختلاف في النصوص والروايات بين إنجيل وآخر ؟! لو كان الإنجيل الحالي وحي الله الخالص لما اختلف ولكان إنجيلاً واحداً أساساً وليس أربعة!

فديـة:

قال عيسى: "لأن ابن الإنسان أيضاً لم يأت ليُخْدَم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية من كثيرين" (مرقس 10/44).

إذا كان الأمر كذلك، فلماذا صلى عيسى ثلاثاً ليلة مداهمة الجنود له وطلب أن تعبر عنه تلك الكأس (متى 26/39)؟! ولماذا صاح وهو على الصليب إلهي إلهي لماذا تركتني ؟! (متى 27/46). الباذل نفسه فدية لا يصلي طالباً النجاة ولا يشكو من أن الله تركه. كيف يمكن التوفيق بين هذه النصوص؟! لا يمكن. التفسير الوحيد هو أن بعضها مزيدة أو محرقة.




أعمى واحد أم اثنان ؟

بعد خروج عيسى من أريحا مع تلاميذه، رجل أعمى "سمع أنه يسوع الناصري ابتدأ يصرخ ويقول يا يسوع ابن داود.." (مرقس 10/47).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- "يسوع الناصري" تدل على أن يسوع من الناصرة شمال فلسطين أساساً. "الناصري" صفة الإنسان، ولا يمكن أن يكون الله من الناصرة!!

2- مرقس يقول "يسوع ابن داود" (10/47). ولكنه قال في نص آخر "يسوع المسيح ابن الله" (1/1)!! كيف يكون عيسى ابن داود وابن الله!! مرقس يناقض مرقس!!

3- متّى (20/29) يقول "أعميان" وليس أعمى واحداً. مرقس يناقض متّى!!

شجرة التين:

دعا عيسى على شجرة بأن لا يأكل أحد من ثمرها قبل أن يدخل أورشليم ويمنع البيع في الهيكل (مرقس 11/14-15). ولكن هذا يناقض تتابع الأحداث في متّى، الذي قال إن عيسى منع البيع في الهيكل ثم دعا على شجرة التين (متى 21/12-21). مرقس يناقض متّى.

ويذكر مرقس أن التينة يبست فيما بعد، في يوم تالٍ، قال بطرس "يا سيدي انظر. التينة التي لعنتها قد يبست" (مرقس 11/21). ولكن متّى يقول يبست في الحال (متى 21/20). تناقض آخر بين متى ومرقس.

الله أم هم ؟

قال عيسى: "لكي يغفر لكم أيضاً أبوكم الذي في السماوات زلاتكم" (مرقس 11/25).

نلاحظ هنا استخدام كلمة "أبوكم" مجازياً بمعنى "ولي" أو "حافظ". فالله ولي الناس جميعاً. وليس من المعقول أن "أبوكم" هنا حرفية الدلالة. هذا واضح لا خلاف فيه. ولكن لماذا عندما تأتي "أب" مضافة إلى عيسى يصر الزاعمون على أنها حرفية الدلالة؟!

كما نلاحظ أن النص هنا جعل الله هو الغافر. وهذا يناقض يوحنا 20/23 "من غفرتم خطاياه تغفر له"، حيث صار تلاميذ عيسى هم الذين يغفرون!!! مرقس يناقض يوحنا.

بالحقيقة نبي:

مرقس يقول "لأن يوحنا (أي المعمدان أي يحيى) كان عند الجميع أنه بالحقيقة نبي" (مرقس 11/33).

متّى يقول في نفس الموقف "لأن يوحنا عند الجميع مثل نبي" (متى 21/26).

مرقس يقول "بالحقيقة نبي"، ومتّى يقول "مثل نبي" أي كأنه نبي. هناك فرق بين "نبي" و "كأنه نبي"!!! مرقس يناقض متّى.

التوحيـد:

قال عيسى: "إن أول كل الوصايا هي اسمع يا إسرائيل. الرب إلهنا ربِّ واحد... فقال له الكاتب... بالحق قلت لأنه الله واحد وليس آخر سواه" (مرقس 12/29-32).

يدل هذا النص على ما يلي:

1- وصايا عيسى موجهة إلى بني إسرائيل، أي أن عيسى رسول إلى نبي إسرائيل فقط. ولو كان لسواهم لقال: اسمعوا أيها الناس. ولكنه خصص وما عَمَّم.

2- قال عيسى "إلهنا" أي شمل نفسه. فالرب رب عيسى أيضاً. وإذا كان عيسى إلهاً حسب زعم الكنيسة فكيف يكون للإله رب؟!

3- النص يوضح بشكل قاطع أن الرب واحد وأن عيسى ليس هو الرب لأنه قال "إلهنا". الرب واحد وليس ثلاثة وليس آخر سوى الله رباً. الرب واحد وهو ذاته الله وهو ذاته الإله. وليس كما يزعمون إذ جعلوا الله ثلاثة، ثم جعلوا الثلاثة واحداً، ثم بحثوا عن الثلاثة فتوصلوا إلى الله وعيسى والروح القدس. عيسى المولود المخلوق الذي حزن وبكى وصلى ونام وجاع وعطش وخاف وهرب، عيسى هذا جعلوه إلهاً، ساووه بالله بل جعلوه هو الذي يحاسب الناس يوم القيامة!!! عيسى يقول الرب واحد وهم جعلوا ثلاثة!!! هل بعد هذا الشرك شرك؟!! نسأل الله لهم الهداية.

الوصية العظمى:

عندما سأل أحد الكتبة عيسى عن الوصية العظمى والأهم قال: "الرب إلهنا رب واحد. وتحب الرب إلهك... وثانية مثلها هي تحب قريبك كنفسك" (مرقس 12/29-31).

ولكن هذا يختلف عن رواية متّى، إذ لم يذكر متّى عبارة "الرب إلهنا رب واحد" واكتفى متّى بمحبة الرب ومحبة القريب (متى 22/36-39) دون ذكر التوحيد.

على اليمين:

قال عيسى: "سوف تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة" (مرقس14/62).

المقصود بابن الإنسان – كما يشيع في الأناجيل – هو عيسى. والقوة هنا هي "الله". إذاًٍ عيسى سيجلس (حسب النص) عن يمين الله. إذاً الله وعيسى اثنان، حيث إن عيسى سيكون على يمين الله. هذا يثبت بطلان التثليث والتجسيد، حيث يزعمون أن الثلاثة واحد. ولقد ظهر الآن أنهم ليسوا واحداً، بل اثنين على الأقل. ولم يذكر النص أين سيجلس الروح القدس!!! على كل حال، الثلاثة ثلاثة، كل ذو طبيعة مختلفة، فالله هو الله وعيسى هو عيسى والروح القدس هو الروح القدس. هذا هو المنطق السليم الذي يقبله العقل. أما القول بأن الثلاثة واحد والواحد ثلاثة وكل واحد من الثلاثة هو الله وكلهم معاً هم الله، فهذا لغز لا يقبله ولا يفهمه عقل بشري!!! وماهو الإنجيل ذاته يبين أن الله ذات وعيسى ذات أخرى مستقلة.

البصق واللطم واللكم:

"فابتدأ قوم يبصقون عليه ويغطون وجهه ويلكمونه ويقولون له تنبأ. وكان الخُدَّام يلطمونه" (مرقس 14/65).

هذا ما يرويه مرقس عما حدث للمسيح بعد إلقاء القبض عليه وأخذه إلى دار رئيس الكهنة.

هل هذا هو ابن الله؟! هل هذا هو أحد أركان الثالوث ؟ يبصقون عليه ويلكمونه ويطلمونه!!! وأين الحواريون يدافعون عنه ؟! وأين الجموع والآلاف المؤلفة التي كانت تؤمن به كما تذكر الأناجيل ؟! وأين رحمة الله بابنه المظلوم البريء الذي لم يذنب ؟! وما ذنب عيسى حتى يهان إلى هذا الحد ؟! رجل بارّ رحيم، شفى المئات من الناس، لم يؤذ أحداً، ومع ذلك جعلته الأناجيل يلاقي أسوأ مصير لم يلاقه أسوأ لامجرمين!! اللص القاتل باراباس عفى عنه وعيسى يهان!! لماذا هكذا؟! أين العدل الإلهي؟ لماذا يعاقب البريء ؟! أين الرحمة الإلهية بالبريء المسالم الذي لم يؤذ أحداً بيديه أو لسانه ؟! هل يقبل العقل أن عيسى المسالم البريء البارّ يهان ويلطم ويلكم ويبصق عليه ثم يصلب كأنه مجرم خطيرا أو قاطع طريق؟!!

إن الإسلام أكرم عيسى أيما إكرام. القرآن قال الحقيقة وهي أن عيسى لم يقتل ولم يصلب وإنما ظن الجنود أنهم أمسكوا به، وهم في الواقع أمسكوا بشبيه له وخاصة أن الجنود لا يعرفونه ولهذا تطوع يهوذا بإرشادهم إليه. كما أن الوقت كان ظلاماً ولذلك جاء الجنود بالمشاعل (يوحنا 18/3). أنجى الله القادر الرحيم العادلُ عيسى من محنته واستجاب لدعائه وصلاته، إذ دعا عيسى ربه وبقي في صلاة مستمرة (مرقس 14/32-42). عيسى نفسه طلب من الله أن ينقذه من أعدائه فقال: "فأجِزْ عني هذه الكأس" (مرقس 14/36). هل غريب على الله أن يستجيب دعاء رسوله وحبيبه عيسى؟!

أيهما أليق بعدل الله ورحمته وأيهما أكرم لعيسى وأيهما أقرب إلى العقل: استجابة الله لعيسى أم عدم الاستجابة ؟ تخليص البريء أم صلبه ؟ المحافظة على كرامة عيسى أم تعريضه للبصق واللطم والضرب ؟

الله قادر ورحيم وعادل وعيسى عليه السلام رسول يستحق الإكرام والحماية من الله.

ومما يزيد من قوة الدليل على عدم صلب عيسى أن رواية متى 27/5 بأن يهوذا الخائن خنق نفسه انفرد بها متّى دون سواه. وهذا يجعل روايته موضع شك، لأن مصير يهوذا مهم ولو كان فعلاً قد خنق نفسه لذكرت ذلك سائر الأناجيل. وهذا يعزز الاعتقاد بأن يهوذاً هو الذي ألقي القبض عليه بدلاً من عيسى وأنه هو الذي أهين وصلب.




أبا الآب:

روى مرقس أن عيسى قال وهو يدعو الله ليخلصه من أعدائه قبل مداهمة الجنود: "يا أبها الآب كل شيء مستطاع لك" (مرقس 14/36).

نلاحظ هنا ما يلي:

1- عيسى دعا الله "أبا الآب". وفي المواقف ذاته روى متّى أنه دعاه "يا أبتاه" (متى 26/39). ويروي لوقا "يا أبتاه" أيضاً (لوقا 22/42). ويروي يوحنا "أيها الأب" (يوحنا 12/27). "أبا الآب" هذه غريبة حقاً. نعرف أن الأناجيل والنصارى يدعون الله "الآب" فكيف صار الله "أبا الأب". لقد تعقدت المسألة: الآب هو الله عندهم، وعيسى ابنه، والروح القدس هو ثالث الثالوث. والآن أبا الآب معنى هذا أنهم جعلوا لله أباً بعد أن جعلوا له أبناً. ما هذا ؟ إذاً صاروا أربعة وليس ثلاثة فقط. أبا الآب، والآب، والابن، والروح. ما هذا الشرك الرباعي ؟! ومن هو أبا الآب ؟ ومن أين جاء ؟ وكيف ؟ ولماذا ؟ وأين الثالوث ؟! وكيف صار "رابوع" ؟!! شرك واضح، رغم أن عيسى يقول لهم "الرب إلهنا رب واحد" (مرقس 12/29). ولكنهم جعلوا للرب الواحد أباً وأبناً!!! وأغرب ما في الأمر أنهم أوردوا الشرك في كتاب يزعمون أنه كلام الله. أي أنهم لم يكتفوا بالشرك بل أخذوا ترخيصاً به من الله إذ نسبوه إليه في كتاب كتبوه بأيديهم ثم زعموا أنه من عند الله!! يعني شرك بالله وكذب على الله في آن واحد!!! والله هو المستعان وهو الهادي.

2- يدل هذا الدعاء الذي في النص والمتبوع بـ "فأجر عني هذه الكأس" (مرقس 14/36) على توسل عيسى إلى الله أن يزيح عنه المحنة ويرد كيد عدوه إلى نحره. صلى كثيراً ودعا كثيراً. وهذا يثبت بشرية عيسى وحاجته إلى عونه الله.

3- كيف يكون الله الآب وأبا الآب في الوقت ذاته ؟! ألغاز!!

غير معرف يقول...

الفصل الأول : الإجابة على أسئلتهم واستفسارتهم (متى وأين وكيف ولماذا حدث التحريف ؟ ومن الذي قام به ؟





رابعًا : إستحالة تحريف الكتاب المقدس !


من أغرب المقولات التي سمعتها في حياتي وصرت أضرب من العجب كفًا بكف كلما سمعتها هى : (إستحالة تحريف الكتاب المقدس ) ! , ولا أدرى أية أدلة استدل بها صاحب الدعوى لكي يجعل الأمر مستحيلاً ؟!
ومن أهم هذه الأدلة التي يستدل بها أصحاب دعوى ( الإستحالة ) فلا تجد كتابًا يتحدث عن مصداقية الكتاب المقدس إلا وتجد فيه هذه الأدلة المزعومة , هى قولهم : أين ومتى وكيف حُرف الكتاب المقدس ؟!
ونأخذ على سبيل المثال ما كتبه القمص/ يوحنا فوزي في كتابه ص 10:
يقول القمص / يوحنا فوزي : ( الإدعاء بتحريف الكتاب لا يستند إلى فاعل معين فمن هم الذين قاموا بالتحريف ؟ ولا يستند هذا الإدعاء إلى هدف معين فما هو القصد من التحريف ؟ ولا يستند هذا الإدعاء إلى زمن محدد فمتى حدث هذا التحريف ؟ ولا يستند هذا الإدعاء إلى مكان معين فأين حدث هذا التحريف ؟ والنتيجة أن هذه التهمة تسقط من تلقاء نفسها مادام لا يسندها أى دليل ) .
أتعلمون من أشعل الفتيل ليحرق غيره فأحرق نفسه ؟ نعم هذا ما فعله القمص دون أن يدري , وأنا على يقين كامل أن القمص يعلم إجابة تلك الأسئلة !
إن أصحاب دعوى ( الإستحالة ) باستدلالهم بتلك الأسئلة على صحة كتابهم كالذي يلح سائلاً : من الذي قتل القتيل المراق دمه ؟ فهل بعد هذا السؤال يتشكك أحد في أن جريمة القتل لم تقع ؟!
وهل إذا علمنا القاتل أو لم نعلمه أو هل إذا علمنا الهدف من وراء جريمة القتل أو لم نعلمه , هل يشك أحد في عدم وقوع جريمة القتل ذاتها ؟!
القتيل أمامنا وسواء عرفنا القاتل أم جهلناه فالجريمة ثابتة لا محالة ولا يمكن أن يشك أحد في ذلك .
مثال أخر للتوضيح : برج بيزا المائل ... هل جهلك أيها القمص بسبب ميله ومتى حدث هذا الميل ومن المسبب لهذا الميل , هل جهلك بكل هذا ينفي أنه مائل ؟
إذًا كيف نعرف أن الكتاب محرف بدون معرفة الزمان والمكان والفاعل ؟!
والإجابة على ذلك في الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , قال تعالى : {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً }النساء82.
هذه هى القاعدة الإلهية التي نستخدمها لمعرفة إذا كان الكتاب محل البحث من عند الله أم من تأليف البشر , بجانب قاعدة أخرى وهى معرفة سند هذا الكتاب مصداقًا لقول الله تعالى : { قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }البقرة111 .

ولكن على كل حال فإننا لن نترك لهم منفذًا يلوذون منه إن شاء الله وسوف نجيب على أسئلتهم !





أولاً : من الذين قاموا بالتحريف ؟!

أود من أصحاب دعوى ( الإستحالة ) أن يفسروا لي كل هذه النصوص :
1- ( كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8: 8 .
2- ( وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَيْهِ: [مَا لَكَ هَهُنَا يَا إِيلِيَّا؟] 10فَقَالَ: [قَدْ غِرْتُ غَيْرَةً لِلرَّبِّ إِلَهِ الْجُنُودِ، لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ تَرَكُوا عَهْدَكَ وَنَقَضُوا مَذَابِحَكَ وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ بِالسَّيْفِ، فَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي. وَهُمْ يَطْلُبُونَ نَفْسِي لِيَأْخُذُوهَا].) ملوك الأول 19: 9-10 .
3- ( اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ! 5الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي. عَلَيَّ كُلُّ أَفْكَارِهِمْ بِالشَّرِّ.) مزمور 56: 4 –5 .
4- ( وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!) إشعياء 29: 15–16 .
5- ( أَلَيْسَتْ هَكَذَا كَلِمَتِي كَنَارٍ يَقُولُ الرَّبُّ وَكَمِطْرَقَةٍ تُحَطِّمُ الصَّخْرَ؟ 30لِذَلِكَ هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَسْرِقُونَ كَلِمَتِي بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ. 31هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ لِسَانَهُمْ وَيَقُولُونَ: قَالَ. 32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ]. 33وَإِذَا سَأَلَكَ هَذَا الشَّعْبُ أَوْ نَبِيٌّ أَوْ كَاهِنٌ: مَا وَحْيُ الرَّبِّ؟ فَقُلْ لَهُمْ: [أَيُّ وَحْيٍ؟ إِنِّي أَرْفُضُكُمْ – هُوَ قَوْلُ الرَّبِّ. 34فَالنَّبِيُّ أَوِ الْكَاهِنُ أَوِ الشَّعْبُ الَّذِي يَقُولُ: وَحْيُ الرَّبِّ – أُعَاقِبُ ذَلِكَ الرَّجُلَ وَبَيْتَهُ. 35هَكَذَا تَقُولُونَ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ وَالرَّجُلُ لأَخِيهِ: بِمَاذَا أَجَابَ الرَّبُّ وَمَاذَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ؟ 36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا ) إرمياء 23: 29-36 .
6- ( لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: لاَ تَغِشَّكُمْ أَنْبِيَاؤُكُمُ الَّذِينَ فِي وَسَطِكُمْ وَعَرَّافُوكُمْ وَلاَ تَسْمَعُوا لأَحْلاَمِكُمُ الَّتِي تَتَحَلَّمُونَهَا. 9لأَنَّهُمْ إِنَّمَا يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ بِاسْمِي بِالْكَذِبِ. أَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ ) إرمياء 29 : 9-8 .
7- ( صَارَ فِي الأَرْضِ دَهَشٌ وَقَشْعَرِيرَةٌ. اَلأَنْبِيَاءُ يَتَنَبَّأُونَ بِالْكَذِبِ وَالْكَهَنَةُ تَحْكُمُ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَشَعْبِي هَكَذَا أَحَبَّ ) إرمياء 5: 30-31 .
8- ( فَأَخَذَ إِرْمِيَا دَرْجاً آخَرَ وَدَفَعَهُ لِبَارُوخَ بْنِ نِيرِيَّا الْكَاتِبِ فَكَتَبَ فِيهِ عَنْ فَمِ إِرْمِيَا كُلَّ كَلاَمِ السِّفْرِ الَّذِي أَحْرَقَهُ يَهُويَاقِيمُ مَلِكُ يَهُوذَا بِالنَّارِ وَزِيدَ عَلَيْهِ أَيْضاً كَلاَمٌ كَثِيرٌ مِثْلُهُ ) إرمياء 36: 32 .
9- ( رَأُوا بَاطِلاً وَعِرَافَةً كَـاذِبَةً. الْقَائِلُونَ: وَحْيُ الرَّبِّ وَالرَّبُّ لَمْ يُرْسِلْهُمْ, وَانْتَظَرُوا إِثْبَاتَ الْكَلِمَةِ. 7أَلَمْ تَرُوا رُؤْيَا بَاطِلَةً, وَتَكَلَّمْتُمْ بِعِرَافَةٍ كَـاذِبَةٍ, قَائِلِينَ: وَحْيُ الرَّبِّ وَأَنَا لَمْ أَتَكَلَّمْ؟ 8لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: لأَنَّكُمْ تَكَلَّمْتُمْ بِـالْبَاطِلِ وَرَأَيْتُمْ كَذِباً, فَلِذَلِكَ هَا أَنَا عَلَيْكُمْ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. 9وَتَكُونُ يَدِي عَلَى الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَرُونَ الْبَاطِلَ وَالَّذِينَ يَعْرِفُونَ بِـالْكَذِبِ. فِي مَجْلِسِ شَعْبِي لاَ يَكُونُونَ, وَفِي كِتَابِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ لاَ يُكْتَبُونَ, وَإِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ لاَ يَدْخُلُونَ, فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا السَّيِّدُ الرَّبُّ )حزقيال13: 6-9 .
10- ( فَقَالَ الرَّبُّ لِي: بِالْكَذِبِ يَتَنَبَّأُ الأَنْبِيَاءُ بِاسْمِي. لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ وَلاَ كَلَّمْتُهُمْ. بِرُؤْيَا كَاذِبَةٍ وَعِرَافَةٍ وَبَاطِلٍ وَمَكْرِ قُلُوبِهِمْ هُمْ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ ) إرميا14: 14 .
11- ( فَأَتْرُكَ شَعْبِي وَأَنْطَلِقَ مِنْ عِنْدِهِمْ لأَنَّهُمْ جَمِيعاً زُنَاةٌ جَمَاعَةُ خَائِنِينَ. 3يَمُدُّونَ أَلْسِنَتَهُمْ كَقِسِيِّهِمْ لِلْكَذِبِ. لاَ لِلْحَقِّ قَوُوا فِي الأَرْضِ. لأَنَّهُمْ خَرَجُوا مِنْ شَرٍّ إِلَى شَرٍّ وَإِيَّايَ لَمْ يَعْرِفُوا يَقُولُ الرَّبّ ) إرميا9: 2-3 .
كيف تـثقون بعد ذلك في كلام أنبيائكم وكهنتكم وكتبة أسفاركم إذا كان علام الغيوب قد وصفهم بالكذب ؟ نود من السادة الأفاضل أصحاب دعوى ( الإستحالة ) التعليق مشكورين بعد أن أصبحت الإجابة على أول سؤال واضحة جلية !
جاء في دائرة المعارف البريطانية والتي تعد مرجعًا موثوقًا به , نظرًا لأنها لا تمثل رأي عالم أو رأي جهة ما أو رأي طائفة معينة , بل هى تمثل حضارة وتراث أمة اشترك في كتابتها ما يزيد عن 500 عالم مسيحي ، جاء فيها: ( أما موقف الأناجيل فعلى العكس من رسائل بولس إذ أن التغيرات الهامة قد حدثت عن قصد مثل إدخال أو إضافة فقرات بأكملها ) ( ج2-ص519-521 ) .
وجاء في كتاب ( مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين ) لنخبة من علماء الكتاب المقدس , ما نصه : ( وأما صيانة الكتب المقدسة إلى يومنا هذا فإنه وإن كانت النسخ الأصلية قد ضاعت لكن كتب العهد الجديد قد حُفظت بلا تحرف ولا خلل جوهري وهى مثلما صدرت أولاً من أيدي كاتبيها في جميع الظروف المعتبرة . ومن المعلوم أنه في نساخة هذه الكتب خطَّا من زمان إلى زمان لعدم معرفة صناعة الطباعة يومئذ ربما وقع حذف أو تغيير أو خلل في الحروف أو الكلمات في بعض النسخ ) ( مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين ص 15 ) .
ويقولون : ( وأما وقوع بعض الإختلافات في نسخ الكتب المقدسة فليس بمستغرب عند من يتذكر أنه قبل صناعة الطبع في القرن الخامس عشر كانت كل الكتب تنسخ بخط القلم ولا بد أن يكون بعض النساخ جاهلاً وبعضهم غافلاً فلا يمكن أن يسلموا من وقوع الزلل ولو كانوا ماهرين في صناعة الكتابة ومتى وقعت غلطة في النسخة الواحدة فلابد وأن تقع أيضاً في كل النسخ التي تنقل عنها وربما في كل واحدة من النسخ غلطات خاصة بها لا توجد في الأخرى وعلى هذا تختلف الصور في بعض الأماكن على قدر اختلاف النسخ . وفضلاً عن ذلك ربما جعل بعض النساخ جهالتهم حرفاً مكان آخر أو كلمة مكان أخرى أو أسقطوا بغفلتهم شيئا من ذلك . وإذا نظرنا إلى هذه الإختلافات اليسيرة يحصل من ذلك ألوف قراءات مختلفة في مئات النسخ الموجودة من الكتب المقدسة ) ( مرشد الطالبين 1/16 ) .

ثانيًا : ما هو القصد من التحريف ؟!

قال تعالى في أمهات الحقائق : " لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً " البقرة 79 , ولكن أصحاب دعوى (الإستحالة) لا يقرون منهج غيرهم ولو كان منهج غيرهم له أصل وسند !
في معرض الكتاب بالقاهرة كنت أرى تزاحم جماهير النصارى على دور النشر المسيحية وكنت أبحث عن إحدى الترجمات الحديثة للكتاب المقدس ( كتاب الحياة- الطبعة السادسة عشر للعهد الجديد ), والمعروف أن ترجمة " كتاب الحياة " كتبت بلغة مبسطة ويسيرة نوعًا ما , ولذلك كان المسيحيون ينهالون على هذه الترجمة بعينها نظرًا لبساطة لغتها إلى حد كبير بالنسبة " للفانديك " التي بها ألغاز لغوية عجيبة , والعجيب في الأمر أن الأنبا شنودة قابل هذه الترجمة بإستياء شديد ( ترجمة " كتاب الحياة " ) كما صرح هو بذلك في المؤتمر الثقافي السنوي الخاص بالكتاب المقدس , والذي تحدث فيه تحت عنوان "الكتاب المقدس في مواجهة التحديات" , وقال أن هذه الترجمة بها العديد من الأخطاء , كما قال أنه يرفض اعتماد هذه الترجمة , وكان ثمن هذه الترجمة يبدأ من 6جنية مصري إلى 15 جنية بحسب الشكل والحجم . فتعجبت حينها كثيرًا , ولم أعلم ما هو الهدف من هذه الترجمة التي بالرغم من كثرة طلبها ورخص ثمنها إلا أنها قوبلت من العديد من علماء الكنيسة بالنقد اللازع وعلى رأسهم الأنبا شنودة نفسه!
ولكني علمت الهدف الحقيقي من وراء إصدار تلك الترجمات , بعد ما قرأت هذا البيان الصادر عن دار المشرق بلبنان بخصوص الترجمة الكاثوليكية اليسوعية على شبكة المعلومات الدولية :
( الكتاب الأسـاس في دار المشـرق هو الكتاب المقدّس (الببليا) في ترجمته العربيّة. صدرت هذه الترجمة أوّلاً في العام 1877 وقد نقّح عبارتها العربية الشيخ إبراهيم اليازجي ودخلت مذ ذاك في التراث العربيّ المسيحيّ من الباب الواسع . تمت مراجعة النصوص في ضوء العلم الحديث ونشرت الطبعة المجدّدة في العام 1988 وسرعان ما تعدّدت الطبعات فصدرت الطبعة السادسة في العام 2000 , بيع بين 1988 و 2000 أكثر من 60,000 نسخة ) ا.هـ .

http://www.darelmachreq.com/chretien.htm
وأضع هنا تسعيرة الكتاب المقدس في المكتبات المسيحية لعام 2005م ( الترجمات العربية فقط ) :

الترجمة الثمن الحجم
الفانديك 35 جنية مجلد متوسط
كتاب الحياة 15 جنية مجلد متوسط
أبو شواهد 48 جنية مجلد متوسط
الترجمة العربية المشتركة 60 جنية مجلد متوسط
الترجمة الكاثوليكية اليسوعية 110جنية مجلد ضخم
الترجمة الدولية الحديثة 50 جنية مجلد متوسط (عربي – إنجليزي)

هذا بجانب الأحجام الصغيرة والتي تختلف أسعارها حسب الشكل والجودة , كما قام أصحاب دور النشر المسيحية بعمل كتيبات تحتوى على أسفار الكتاب المقدس ولكن منفردة وكذلك الأناجيل الأربعة !
فهل نتخيل ما هو حجم الإيرادات والمكاسب إذا أدخلنا في المعادلة التراجم المختلفة بشتى لغات العالم والتي تظهر في هذا الشكل البياني فيما بين عام 1800م إلى عام 1995م حيث وصل عدد اللغات التي ترجم إليها الكتاب المقدس في عام 1995 إلى 2.123 لغة !
وهل نتخيل حجم الإيرادات والمكاسب إذا أدخلنا في المعادلة التراجم المختلفة لنفس اللغة , فعلى سبيل المثال يوجد أكثر من حوالي 40 ترثالثًا : متى وأين حدث التحريف ؟

نقولها بكل ثقة : على مر العصور والتاريخ يشهد على ذلك , بداية من سقوط القدس على يد بختنصر ومرورًا بحياة اليهود في ظل الحكم الرومانى ومجيء المسيح وبعد رفعه عليه السلام , بل وحتى اللحظة التي أسطر فيها هذا المبحث ، بل وإلى ما شاء الله !
فمن الرقيب على اللفظ حتى يستحيل التحريف ؟!
إن أمة ظلت قرونًا وقرونًا لا يوجد فرد فيها يحفظ لفظ الكتاب الذي يؤمن بقدسيته , لهو بحق أكبر دليل على أن الكتب قد حرفت , فكيف نصدق أن اللفظ ظل سليمًا طيلة هذه القرون ولم يكن أحد حافظًا له ؟! وكيف نصدق أن ترجمات الألفاظ الأصلية صحيحة إذا كنا لا نعرف اللفظ أصلاً ؟!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( وأما تلك الكتب فليس لها من يذب عن لفظها ومعناها , فلهذا عظم تحريفهم لها ) ( الجواب الصحيح 2/30 ) , وقال رحمه الله : ( وأما النصارى فلا يوجد فيهم من يحفظ التوراة والإنجيل والزبور والنبوات كلها فضلاً عن أن يحفظها باثنين وسبعين لسانًا , وإن وجد ذلك فهو قليل لا يمتنع عليهم لا الكذب ولا الغلط ) ( الجواب الصحيح 2/21 ) .
وقد جاء في مقدمة الترجمة الكاثوليكية العربية الحديثة للكتاب المقدس ( اليسوعية ) في أثناء حديثها عن نص العهد القديم وتناقله ما يلي : ( كثيرًا ما وقع إلتباس في النصوص الكتابية لأن الكتابة العبرية غالبًا ما تهمل فيها الحركات وفي القرن السابع إهتدى الباحثون إلى وسيلة واضحة لكتابة الحركات...لاشك أن هنالك عددًا من النصوص المشوهة التي تفصل النص المسوري الأول عن النص الأصلى فمن المحتمل أن تقفز عين الناسخ من كلمة إلى كلمة تشبهها وترد بعد بضعة أسطر، مهملة كل ما يفصل بينهما ومن المحتمل أيضًا أن تكون هناك أحرف كُتبت كتابة رديئة فلا يحسن الناسخ قراءتها فيخلط بينها وبين غيرها وقد يُدخل الناسخ في النص الذى ينقله لكن في مكان خاطيء تعليقًا هامشيًا يحتوي على قراءة مختلفة أو على شرح ما ، والجدير بالذكر أن بعض النساخ الأتقياء أقدموا بإدخال تصحيحات لاهوتية على تحسين بعض التعابير التي كانت تبدوا لهم معرضة لتفسير عقائدي خطر ) ( الترجمة الكاثوليكية ( اليسوعية ) ص 53 ) .

وعن الترجمة السبعينية والتي قام بترجمتها سبعون عالماً من علماء اليهود في الإسكندرية في عهد بطليموس الثانى وبأمره (285-246 ق.م) والتي تمثل الأن العهد القديم لطوائف الكاثوليك والأرثوذوكس , يقول عنها البروتستانت أنه لا يوجد ترجمة قد حُرفت أكثر من هذه الترجمة والحديث في هذا الأمر يطول نظرًا لشدة الخلاف بين الطوائف المسيحية في هذا الشأن , بالرغم من أنها تشترك معًا في دعوى الإستحالة !
تقول دائرة المعارف البريطانية : " الإطلاع على الترجمة السبعونية أو السبعينية يظهر أيضًا أن المترجمين قسموا تفسيراتهم وشروحهم إلى الفقرات الكثيرة وبهذا غيروا المعاني , وفعلوا كل هذا إما لأن المتن كان محيرًا أو لأنه كان غامض الدلالة " ( دائرة المعارف البريطانية , 1973م , 3/577 ) .

أما بالنسبة لما حدث بعد رفع المسيح عليه السلام فتخبرنا المقدمة أيضًا والتي وضعها صفوة مختارة من أفضل علماء الكتاب المقدس في العصر الحديث ما نصه : ( فإن نص العهد الجديد قد نُسخ ثم نُسخ طوال قرون كثيرة بيد نساخ صلاحهم للعمل متفاوت وما من واحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء التي تحول دون أن تتصف أية نسخة كانت مهما بُذل فيها من الجهد ، ويضاف إلى ذلك أن بعض النساخ حاولوا أحيانا عن حسن نية أن يصوبوا ما جاء في مثالهم وبدا لهو أنه يحتوي على أخطاء واضحة أو قلة دقة في التعبير اللاهوتي ، وهكذا أدخلوا على النص قراءات جديدة تكاد تكون كلها خطأ ثم يمكن أن يضاف إلى ذلك كله أن الإستعمال لكثير من الفقرات للعهد الجديد في أثناء إقامة شعائر العبادة أدى أحيانًا كثيرة إلى إدخال زخارف غايتها تجميل الطقس أو إلى التوفيق بين نصوص مختلفة ساعدت عليها التلاوة بصوت عال ، ومن الواضح أن ما ادخله النساخ من التبديل على مر القرون قد تراكم بعضه على بعضه الأخر فكان النص الذي وصل آخر الأمر إلى عهد الطباعة مثقلاً بمختلف ألوان التبديل ظهرت في عدد كبير من القراءات ) ( الترجمة الكاثوليكية اليسوعية ص 13 ) .
وأما عن العصر الحديث فالمصيبة أعظم وأمر !
فلقد جاء في مقدمة النسخة القياسية المنقحة لترجمة الملك جيمس والتي ثمثل المرجع الأم لكل النسخ والترجمات بشتى اللغات ما نصه : ( ولكن نصوص الملك جيمس بها عيوب خطيرة جدًا وأن هذه العيوب والأخطاء عديدة وخطيرة مما يستوجب التنقيح في الترجمة الإنجليزية ) .

فهذه كانت مقدمة موجزة للإجابة على أسئلة أصحاب دعوى ( الإستحالة ) مع مزيد من الإيضاح إن شاء الله في الباب الثاني .
ولقد كنت أتعجب دائمًا من هذه الأسئلة , لأنها كانت لا بد من باب أولى أن يوجهها أصحاب دعوى ( الإستحالة ) إلى أنفسهم , فكان على القمص / يوحنا فوزي أن يوجه هذه الأسئلة لنفسه قائلاً : من هم الذين كتبوا الكتاب المقدس ؟ ولا يستند هذا الإدعاء إلى هدف معين فما هو القصد من كتابة الكتاب المقدس ؟ ولا يستند هذا الإدعاء إلى زمن محدد فمتى كُتب الكتاب المقدس ؟ ولا يستند هذا الإدعاء إلى مكان معين فأين كُتب الكتاب المقدس وهذه ترجمة للكتاب المقدس باللغة الإنجليزية فقط