.أطفال الشوارع..استراتيجية جديدة لمنظمات التنصير في العالم الإسلامي .
يمثل التنصير أخطرالمصائب التي يقع فيها الأطفال الأبرياء ، فهو مثل الموت الذي يكون نتيجة لأمراض مزمنة في ذات الناس والمجتمعات .وهذا ما يجري في ألبانيا (على سبيل المثال )التي أصبحت نهباً للمنظمات التنصيرية دون أن تجد من يردعها أو يقف في وجهها بعد إبعاد المؤسسات الإسلامية ومصادرة أموال بعض المستثمرين المسلمين والتضييق على العمل الدعوي ورمي الشباب المسلم بتهمة الإرهاب .
*التنصير بأموال المسلمين .
.إغراء الآباء : في تيرانا(عاصمة البانيا) تنشط منظمة تنصيرية تطلق على نفسها " الخدمة الاجتماعية الدولية " تقوم بجمع الأطفال الذين يقومون ببيع السلع على الطرقات بعد إغرائهم بأنها ستقدم لهم ضعف ما يجنونه من بيع سلع شركات أخرى .وقد تم جمع 150 طفلاً يواظبون حالياً على حضور أو التنصير . وبعد أن منع الكثير من الآباء أطفالهم من الذهاب إلى تلك الأوكار الجهنمية ، حيث تم كشف حقيقة أهدافها ، " دون بوسكو " وغيرها لاستخدام أسلوب آخر وهو شراء سكوت الآباء هذه المرة ( لم يعد الضحايا أطفال شوارع ) وذلك بتقديم مساعدات مالية ومواد غذائية لهم ، مقابل السماح لأطفالهم بحضور الطقوس التنصيرية . وتتراوح أعمار الأطفال بين 11 و13 سنة ، وهي السن التي يمكن فيها تشكيل وجدان الطفل .الأدهى من ذلك أن منظمة اليونسيف والصليب الأحمر تقومان بالتعاون مع منظمات التنصير بشهادة القائمين على حملات التنصير في ألبانيا ، في الوقت الذي تقوم فيه بعض الفضائيات العربية بنشر إعلانات للتبرع لليونسيف والصليب الأحمر الدولي ومنظمة الغذاء العالمي لتستخدم أموال المسلمين في تنصير المسلمين الفقراء في العالم .وتحاول المنظمات التنصيرية أن تتقرب للمسؤولين المحليين وتربت على أكتافهم وتمطرهم ببعض الكلام المعسول لتسهيل مهامها . وفي بعض الأحيان يحاولون مخادعة الجهات الدينية الرسمية بأساليبهم الملتوية كدعوتهم لزيارة بلدانهم الأصلية وضيافتهم وتعريفهم ببعض الشخصيات في تلك البلاد ، وتحميلهم بعض الهدايا الشخصية لضمان سكوتهم وربما استحسان ما يقومون به تحت لافتة " حوار الأديان والتسامح " .وتقوم منظمة " ملائكة المدينة " التنصيرية بطرق أبواب المنازل في الساعات التي يوجد فيها الرجال في مقار أعمالهم لإقناع الأمهات بإرسال أطفالهن إلى مراكزها ، حيث تضطر الأسر أحياناً لدفع أطفالها لسوق العمل دون اختيار لنوعية ذلك العمل من أجل لقمة العيش .وأمام هذا الخطر الداهم لابد من التحرك السريع بدءا ًمن تكوين جمعيات لمكافحة التنصير ... ومؤسسات العمل التطوعي والخيري ، والشخصيات المشهودة لها بالكفاءة والنزاهة .
منقول بتصرف شديد .
هناك ٣ تعليقات:
اساليب التنصير القذرة للاسف ليست في البانيا فقط بل في الدول العربية ومنها مصر والسعودية ودول الخليج للاسف ؟ الدول الفقيرة يستخدمون سلاح الخبز والعلاج وفي الدول الغنية يستخدمون الاطباء المنصرين واصحاب الخبرات مثل الاطباء والمهندسين وغيرهم وللاسف اماكنهم معروفة ولكن الدول تخاف من الضغط الدولي المسيحي؟
زواج الرسول صلى الله عليه وسلم
أ.د. بكر بن زكي عوض
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حدثني أحد الأصدقاء الثقات أنه دخل على إحدى غرف الدردشة الصوتية ووجد فيها مسلمين ونصارى يتناقشون عن الديانتين, ولاحظ أن أكثر موضوع كان يحرج المسلمين هو زواج الرسول – صلى الله عليه وسلم - من تسع نساء، وسؤالي هو: هل يمكن أن أجد لديكم شرحاً مفصلاً لهذه الزيجات وظروفها والحكمة منها؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، وبعد:
أخي السائل: إن تعدد الزوجات معروف في الرسالات السابقة كما هو معروف في رسالة الإسلام وحياة الرسول –عليه الصلاة والسلام-.
وإذا كنت تناقش نصرانياً أو تريد أن تناقشه فإليك الآتي:
(1) إن إبراهيم وإسحاق ويعقوب وداود وسليمان وغيرهم قد عددوا الزوجات ووصل الأمر بهم إلى الزواج من مئة مثل داود الذي لم يكتف بتسع وتسعين حتى تزوج تمام المئة بعد موت زوجها، وسليمان كانت له ثلاثمائة زوجة وأربعمائة جارية كما في العهد القديم مصدر التشريع الأول عند النصارى(ما جئت لأنقص بل لأكمل).
(2) كافة نصوص العهد القديم تأذن بالتعدد وتبيحه للأفراد رسلاً أو بشراً.
(3) لم يرد نص واحد يحرم التعدد في النصرانية وقد تأثر النصارى بالبلاد التي نشروا فيها النصرانية، ففي أفريقيا يأذنون بالتعدد ويبيحون الزواج للقساوسة، وفي أوروبا يحرمون التعدد ويحرمون الزواج على القساوسة ويبيحون الصداقة.
(4) النص الذي يستشهد به النصارى على تحريم التعدد هو(أما علمتم أن الخالق منذ البدء جعلهما ذكراً وأنثى وقال لهذا يترك الرجل أباه وأمه ويلزم امرأته فما جمعه الله لا يفرقه إنسان). فجعلوا من ضمير الإفراد في قوله: "امرأته" أن الرجل لا يتزوج إلا بامرأة واحدة. والنص قد فهم على غير وجهه، فالمسيح حين سئل "أيحل لأحدنا أن يطلق امرأته لأي علة كانت..." كانت إجابته كما سبق.
(5) أن الإجابة لا صلة لها بالتعدد بل بالنهي عن الطلاق لا التزوج.
(6) المسيحية تأذن بالتعدد بالتتابع ولكنها ترفضه بالجمع وينتهي التعدد عند الرابعة متتابعاً حتى لا يكون الإنسان غاوياً، وتسمح بالخلة والصديقة بدون حد ولا عد.
(7) كان العرب يجمعون بين أربعين امرأة في وقت واحد كدليل على الرجولة وطلب للولد.
(8) بالنسبة لتعدد زوجات الرسول –صلى الله عليه وسلم- فإنه يرجع إلى أسباب اجتماعية وتشريعية وسياسية يمكن بيانها –والله أعلم- على النحو التالي:
أولاً: الأسباب الاجتماعية:
(1) زواجه من خديجة – رضي الله عنها- وهذا أمر اجتماعي أن يتزوج البالغ العاقل الرشيد وكان – عليه الصلاة والسلام - في سن الخامسة والعشرين وظلت معه وحدها حتى توفيت وهو في سن الخمسين.
(2) تزوج بعدها بالسيدة سودة بنت زمعة وكانت أرملة لحاجة بناته الأربع إلى أم بديلة ترعاهن وتبصرهن بما تبصر به كل أم بناتها.
(3) حفصة بنت عمر بن الخطاب تزوجها بعد وفاة زوجها إكراماً لأبيها سـ3هـ.
(4) زينب بنت خزيمة استشهد زوجها في أحد فتزوجها سـ 4هـ.
(5) أم سلمة هند بنت أمية توفى زوجها ولها أولاد فتزوجها سـ4هـ.
ثانيا: الأسباب التشريعية:
(1) زواجه من عائشة – رضي الله عنها - فلقد كان بوحي، حيث رآها في المنام ورؤيا الأنبياء وحي.
(2) زينب بنت جحش زوجة زيد بن حارثة الذي كان يدعى زيد بن محمد بالتبني فنزل قول الله تعالى: (وما جعل أدعياءكم أبناءكم) [الأحزاب: 4] (ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله) [الأحزاب: 5] وبعد خلاف مع زوجها طلقت منه وأمر الرسول – صلى الله عليه وسلم - أن يتزوجها لإقامة الدليل العملي على بطلان التبني، وذلك سنة خمسة للهجرة.
ثالثاً: الأسباب السياسية:
- كان لبعض زيجات الرسول – صلى الله عليه وسلم - بعداً سياسياً من حيث ائتلاف القلوب والحد من العداوة وإطلاق الأسرى... إلخ، ومن هن:
(1) جويرية بنت الحارث سيد بني المصطلق من خزاعة وقعت في الأسر، تزوجها سنة 6 هـ.
(2) أما حبيبة رملة بنت أبي سفيان، تنصر زوجها وبقيت على إسلامها، وكان للزواج منها كبير الأثر في كسر حدة أبي سفيان في العداء للإسلام، حتى هداه الله.
(3) صفية بنت حيي بن أخطب كانت من سبي خيبر أعتقها الرسول وتزوجها سـ7هـ.
(4) ميمونة بنت الحارث تزوجها سـ 7هـ.
مات من هؤلاء اثنتان في حياة الرسول وهما خديجة وزينب بنت خزيمة وتوفى الرسول – صلى الله عليه وسلم - عن تسع.
وأما الجواري فهما مارية القبطية التي ولدت إبراهيم وتوفى صغيراً، وريحانة بنت زيد القرطية.
إذن التعدد بدأ في سن الثالثة والخمسين من عمره فهل هذا دليل الشهوة، ومن يشتهِ هل يتزوج الثيبات وأمهات الأولاد والأرامل، كيف وقد عرض عليه خيرة بنات قريش فأبى!
إن التعدد كله لحكم منها – فضلاً عما سبق - بيان كل ما يقع في بيت النبوة من أحكام عملاً بقوله تعالى: (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة) [الأحزاب: 34], وإذا كان الحكم الشرعي لا يثبت بخبر الواحد غالباً فإن للتعدد أثره في إثبات الأحكام بالتواتر، كما أن زوجات الرسول – صلى الله عليه وسلم - اختلفت أحوالهن بين غنى وفقرٍ وحسب ونسب وبساطة لكل من يتزوج بأي صورة من هذه الصور قدوة في حياة الرسول – صلى الله عليه وسلم - مع زوجته التي تطابق حال زوجه وتعددهن فيه بيان لكل ما يمكن أن يقع من النساء داخل البيت كالغيرة والصبر والتآمر وطلب الدنيا؟ والتواضع ونشر العلم والرضى... إلخ.
إن بسط الكلام في هذا الأمر متعذر في هذه العجالة واقرأ زوجات النبي – صلى الله عليه وسلم - لبنت الشاطئ. تعدد الزوجات لأحمد عبد الوهاب. الرحيق المختوم (الجزء الثاني) للمباركفوري.
---------------
(2) حول عصمة الرسول صلى الله عليه وسلم وموقف القرآن من العصمة
أ.د محمود حمدي زقزوق
هناك من لا يعترفون بأن الرسول معصوم عن الخطأ ، ويقدمون الأدلة على ذلك بسورة [عبس وتولى] وكذلك عندما جامل الرسول صلى الله عليه وسلم زوجاته، ونزلت الآية الكريمة التي تنهاه عن ذلك (انتهى).
الرد على الشبهة:
إن عصمة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك عصمة كل الرسل - عليهم السلام - يجب أن تفهم في نطاق مكانة الرسول.. ومهمة الرسالة.. فالرسول: بشر يُوحَى إليه.. أي أنه - مع بشريته - له خصوصية الاتصال بالسماء ، بواسطة الوحي.. ولذلك فإن هذه المهمة تقتضى صفات يصنعها الله على عينه فيمن يصطفيه ، كي تكون هناك مناسبة بين هذه الصفات وبين هذه المكانة والمهام الخاصة الموكولة إلى صاحبها.
والرسول مكلف بتبليغ الرسالة، والدعوة إليها، والجهاد في سبيل إقامتها وتطبيقها.. وله على الناس طاعة هي جزء من طاعة الله - سبحانه وتعالى-(أطيعوا الله وأطيعوا الرسول), (قل أطيعوا الله والرسول), (من يطع الرسول فقد أطاع الله), (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)، ولذلك كانت عصمة الرسل فيما يبلغونه عن الله ضرورة من ضرورات صدقهم والثقة في هذا البلاغ الإلهي الذي اختيروا ليقوموا به بين الناس.. وبداهة العقل - فضلاً عن النقل - تحكم بأن مُرْسِل الرسالة إذا لم يتخير الرسول الذي يضفى الصدق على رسالته ، كان عابثًا.. وهو ما يستحيل على الله، الذي يصطفى من الناس رسلاً تؤهلهم العصمة لإضفاء الثقة والصدق على البلاغ الإلهي.. والحُجة على الناس بصدق هذا الذي يبلغون.
وفى التعبير عن إجماع الأمة على ضرورة العصمة للرسول فيما يبلغ عن الله، يقول الشيخ محمد عبده عن عصمة الرسل - كل الرسل-: "... ومن لوازم ذلك بالضرورة: وجوب الاعتقاد بعلو فطرتهم، وصحة عقولهم، وصدقهم في أقوالهم، وأمانتهم في تبليغ ما عهد إليهم أن يبلغوه، وعصمتهم من كل ما يشوه السيرة البشرية، وسلامة أبدانهم مما تنبو عنه الأبصار وتنفر منه الأذواق السليمة، وأنهم منزهون عما يضاد شيئًا من هذه الصفات، وأن أرواحهم ممدودة من الجلال الإلهي بما لا يمكن معه لنفس إنسانية أن تسطو عليها سطوة روحانية.. إن من حكمة الصانع الحكيم - الذي أقام الإنسان على قاعدة الإرشاد والتعليم - أن يجعل من مراتب الأنفس البشرية مرتبة يُعدُّ لها، بمحض فضله، بعض مَنْ يصطفيه من خلقه، وهو أعلم حيث يجعل رسالته، يميزهم بالفطرة السليمة، ويبلغ بأرواحهم من الكمال ما يليقون معه للاستشراق بأنوار علمه، والأمانة على مكنون سره، مما لو انكشف لغيرهم انكشافه لهم لفاضت له نفسه، أو ذهبت بعقله جلالته وعظمته، فيشرفون على الغيب بإذنه، ويعلمون ما سيكون من شأن الناس فيه ، ويكونون في مراتبهم العلوية على نسبة من العالمين، نهاية الشاهد وبداية الغائب ، فهم في الدنيا كأنهم ليسو من أهلها ، هم وفد الآخرة في لباس من ليس من سكانها.. أما فيما عدا ذلك - [أي الاتصال بالسماء والتبليغ عنها] - فهم بشر يعتريهم ما يعترى سائر أفراده ، يأكلون ويشربون وينامون ويسهون وينسون فيما لا علاقة له بتبليغ الأحكام ، ويمرضون وتمتد إليهم أيدي الظلمة ، وينالهم الاضطهاد ، وقد يقتلون".
فالعصمة - كالمعجزة - ضرورة من ضرورات صدق الرسالة ، ومن مقتضيات حكمة من أرسل الرسل - عليهم السلام -..
وإذا كان الرسول - كبشر - يجوز على جسده ما يجوز على أجساد البشر.. وإذا كان الرسول كمجتهد قد كان يمارس الاجتهاد والشورى وإعمال العقل والفكر والاختيار بين البدائل في مناطق وميادين الاجتهاد التي لم ينزل فيها وحى إلهي.. فإنه معصوم في مناطق وميادين التبليغ عن الله - سبحانه وتعالى - لأنه لو جاز عليه الخطأ أو السهو أو مجانبة الحق والصواب أو اختيار غير الأولى في مناطق وميادين التبليغ عن الله لتطرق الشك إلى صلب الرسالة والوحي والبلاغ ، بل وإلى حكمة من اصطفاه وأرسله ليكون حُجة على الناس.. كذلك كانت العصمة صفة أصيلة وشرطًا ضروريًا من شروط رسالة جميع الرسل - عليهم السلام -.. فالرسول في هذا النطاق - نطاق التبليغ عن الله - (وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحى يوحى). وبلاغة ما هو بقول بشر، ولذلك كانت طاعته فيه طاعة لله، وبغير العصمة لا يتأتى له هذا المقام.
أما اجتهادات الرسول صلى الله عليه وسلم فيما لا وحى فيه، والتي هي ثمرة لإعماله لعقله وقدراته وملكاته البشرية، فلقد كانت تصادف الصواب والأولى ، كما كان يجوز عليها غير ذلك.. ومن هنا رأينا كيف كان الصحابة، رضوان الله عليهم في كثير من المواطن وبإزاء كثير من مواقف وقرارات وآراء واجتهادات الرسول صلى الله عليه وسلم يسألونه - قبل الإدلاء بمساهماتهم في الرأي - هذا السؤال الذي شاع في السُّنة والسيرة:
"يا رسول الله، أهو الوحي؟ أم الرأي والمشورة؟.." فإن قال: إنه الوحي. كان منهم السمع والطاعة له ، لأن طاعته هنا هي طاعة لله.. وهم يسلمون الوجه لله حتى ولو خفيت الحكمة من هذا الأمر عن عقولهم، لأن علم الله - مصدر الوحي - مطلق وكلى ومحيط، بينما علمهم نسبى، قد تخفى عليه الحكمة التي لا يعلمها إلا الله.. أما إن قال لهم الرسول - جوابًا عن سؤالهم -: إنه الرأي والمشورة.. فإنهم يجتهدون ، ويشيرون ، ويصوبون.. لأنه صلى الله عليه وسلم هنا ليس معصومًا ، وإنما هو واحد من المقدمين في الشورى والاجتهاد.. ووقائع نزوله عن اجتهاده إلى اجتهادات الصحابة كثيرة ومتناثرة في كتب السنة ومصادر السيرة النبوية - في مكان القتال يوم غزوة بدر.. وفى الموقف من أسراها.. وفى مكان القتال يوم موقعة أُحد.. وفى مصالحة بعض الأحزاب يوم الخندق.. إلخ.. إلخ.
ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أراد الله له أن يكون القدوة والأسوة للأمة: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا).
وحتى لا يقتدي الناس باجتهاد نبوي لم يصادف الأولى، كان نزول الوحي لتصويب اجتهاداته التي لم تصادف الأولى، بل وعتابه - أحيانًا - على بعض هذه الاجتهادات والاختيارات من مثل: (عبس وتولى * أن جاءه الأعمى * وما يدريك لعله يزكى * أو يذكر فتنفعه الذكرى * أما من استغنى * فأنت له تصدى * وما عليك ألا يزكى * وأما من جاءك يسعى * وهو يخشى * فأنت عنه تلهى). ومن مثل: (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى مرضاة أزواجك والله غفور رحيم * قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم * وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثًا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرّف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير). ومن مثل: (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم * لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم).
وغيرها من مواطن التصويب الإلهي للاجتهادات النبوية فيما لم يسبق فيه وحى، وذلك حتى لا يتأسى الناس بهذه الاجتهادات المخالفة للأولى.
فالعصمة للرسول صلى الله عليه وسلم ، فيما يبلغ عن الله شرط لازم لتحقيق الصدق والثقة في البلاغ الإلهي، وبدونها لا يكون هناك فارق بين الرسول وغيره من الحكماء والمصلحين، ومن ثم لا يكون هناك فارق بين الوحي المعصوم والمعجز وبين الفلسفات والإبداعات البشرية التي يجوز عليها الخطأ والصواب.. فبدون العصمة تصبح الرسالة والوحي والبلاغ قول بشر، بينما هي - بالعصمة - قول الله - سبحانه وتعالى - الذي بلغه وبينه المعصوم - عليه الصلاة والسلام -.. فعصمة المُبَلِّغ هي الشرط لعصمة البلاغ.. بل إنها - أيضًا - الشرط لنفى العبث وثبوت الحكمة لمن اصطفى الرسول وبعثه وأوحى إليه بهذا البلاغ
17 سبتمبر, 2008 03:25 م
غير معرف lمصري يقول...
حول إنجيل مَتَّى
متى هو أحد الحواريين الاثني عشر. كتب إنجيله سنة 41م حسب قول البعض، أي بعد ثماني سنوات من رفع المسيح. والبعض يرى أنه كتبه سنة 60م، أي بعد رفع المسيح بنحو سبع وعشرين سنة.
كتب متى إنجيله باللغة العبرية، والبعض يقول باللغة الآرامية. ومهما كانت لغة الأصل، فإن الأصل مفقود. والموجود هو الترجمة اليونانية. المترجم مجهول. تاريخ الترجمة مجهول. الأصل لا وجود له، مما يجعل من الصعب التثبت من مدى تطابق الترجمة مع الأصل.
سنرى في إنجيل متى كيف تتعارض نصوصه مع بعضها البعض، وكيف تتعارض كثير من نصوصه مع الأناجيل الثلاثة الأخرى، وكيف تتعارض مع التوراة أيضاً.
نسب المسيح:
يبدأ إنجيل متى بعرض نسب المسيح. ويبدأ هكذا: "كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود بن إبراهيم. إبراهيم وَلَدَ إسحاق. وإسحاق وَلَدَ يعقوب..." (متى 1/1-2).
ويلاحظ في متى 1/1-17 ما يلي:
1- يقر النص بأن عيسى ولد لقوله "كتاب ميلاد يسوع". فإذاً ليسوع ميلاد، فهو وُلِدَ وهو مولود. والسؤال هو: كيف يكون المولود ربَّاً ؟!! (كما يزعمون).
2- يزعمون أن عيسى ابن الله، ولكن النص هنا يقول إن عيسى هو ابن داود. فكيف يكون عيسى ابن داود ثم يكون ابن الله ؟!!
3- من المعروف أن داود هو ابن يَسَّى (متى 1/6). فكيف يكون داود ابن إبراهيم في الوقت ذاته ؟!!
4- يقول النص "من سبي بابل إلى المسيح أربعة عشر جيلاً". هذا يناقض سفر أخبار الأيام الأولى (أصحاح 3) الذي يذكر الزمن بأنه ثمانية عشر جيلاً، وليس أربعة عشر. هناك تناقض بين الإنجيل والتوراة!!
5- يذكر النص "جميع الأجيال من إبراهيم إلى داود أربعة عشر جيلاً. ومن داود إلى سبي بابل أربعة عشر جيلاً. ومن سبي بابل إلى المسيح أربعة عشر جيلاً". (متى 1/17). وهذا يعني أن مجموع الأجيال من إبراهيم إلى المسيح هو 42 جيلاً. ولكن إذا أحصينا الأجيال المذكورة فعلاً في متى 1-17 نجدها 41 جيلاً فقط. إن النص يعارض نفسه!!
6- نسب المسيح المذكور في إنجيل لوقا يخالف نسبة المذكور في متى. لوقا (3) يذكر النسب من آدم حتى عيسى، ولكن متى يذكر النسب من إبراهيم حتى عيسى. فهل اختلف الوحي ؟! أم ماذا ؟!
7- من إبراهيم إلى عيسى (حسب لوقا) 26 جيلاً فقط. ولكن حسب متى 41 جيلاً. الفرق 15 جيلاً!!!
8- يوسف، خطيب مريم أم عيسى، هو ابن يعقوب حسب (متى 1/16). ولكنه ابن هالي حسب لوقا 3/23 . تناقض واضح بين الإنجيلين!!
9- متى 1/11 يذكر أن يوشيا كان ملك يهوذا عند سبي بابل، ولكن الواقع التاريخي يقول إن يوشيا مات قبل السبي البابلي بمدة طويلة (أخبار الأيام الثاني 35 و36).
10- فارض أحد أجداد عيسى حسب (متى 1/3) هو ابن زنى كما هو معلوم، لأن يهوذا بن يعقوب زنى بثامار أرملة ابنه. فكيف يكون أحد أجداد عيسى (ابن الله كما يزعمون) ابن زنى؟!!
11- متى يغمز بسليمان وداود حين يقول: "وداود الملك ولد سليمان من التي لأوريا". (متى 1/6). وهذا تعريض بداود وسليمان معاً، لأن أوريا هو الزوج السابق لأم سليمان. وهذا النص بهذا الشكل إحياء للقصة المزعومة التي تتهم داود بالزنى في زوجة أوريا!! (وداود منزه عن مثل هذا).
12- إن نسب عيسى لم يرد إطلاقاً في إنجيل يوحنا ولا في إنجيل مرقس. لماذا ؟ لأن نسب عيسى المذكور في متى ولوقا لا أساس له على الإطلاق، حيث إن داود لا علاقة له بعيسى من قريب أو بعيد، ولا حتى من جهة أمه مريم. مريم ليست من نسل داود. ويوسف ليس والد عيسى، فكيف يكون عيسى من نسل داود ؟! لقد جعلوا لعيسى أباً وأجداداً وجعلوه ابن الله الوحيد في الوقت ذاته!!! أليس هذا عجباً عجاباً؟!!
13- مَتَّى يقول عن مريم: "وُجِدَتْ حبلى من الروح القدس". (متى 1/18). إذاً لم يكن حملها طبيعياً وليس من يوسف. هكذا يقر متى. جميل. فكيف يكون عيسى ابن يوسف إذا كان يوسف ليس الذي حملت منه ؟! معنى هذا أن النسب في متى 1/1-17 لا أساس له على الإطلاق وكلام في غير محله، حيث إنه يتناقض مع متى 1/18 . التناقض فوري وعلى نفس الصفحة: هناك عيسى بن يوسف، ثم بعدها بسطر نقرأ أن مريم حملت من الروح القدس. إذاً أبوه ليس يوسف!!!
وهكذا هناك ثلاثة عشر خطأ وتناقض واختلاف في الصفحة الأولى من إنجيل متى 1/1-18. ثلاثة عشر خطأ في صفحة واحدة وعليك أن تتصور الباقي !!
موقف يوسف:
ماذا كان موقف يوسف خطيب مريم عيسى ؟ انظر النص: "لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس. فيوسف رجلها إذ كان باراً ولم يشأ أن يشهرها أراد تخليتها سراً". (متى 1/18-19).
إذا كانت قد وجدت حبلى من الروح القدس، وكان يوسف باراً، فمن المفروض أن يؤمن بمشيئة الله وألاّ يفكر بالتخلي عن مريم. وكيف يمكن أن يكون الطلاق سراً ؟!
ويأتي الملاك ويخبر يوسف ويناديه: "يا يوسف ابن داود.." يخبره بأن مريم حملت من الروح القدس (متى 1/20). ولكن يوسف هو ابن يعقوب (متى 1/16)، فكيف يصبح هنا ابن داود (متى 1/20). لماذا حشر داود في كل مناسبة ؟! تناقض في الإنجيل ذاته.
ويقول الملاك ليوسف: "ستلد ابناً وتدعو اسمه يسوع. لأنه يخلص شعبه من خطاياهم". (متى 1/21). نلاحظ هنا ما يلي:
1- "ستلد ابناً". لم يقل الملاك "ستلد ابن الله" كما يزعم الزاعمون.
2- "شعبه". من المعروف أن شعب عيسى هم اليهود. لم يقل النص "يخلص الناس" أو "يخلص العالم". قال النص "يخلص شعبه". لماذا ؟ لأن عيسى مُرْسل من الله لبني إسرائيل فقط.
3- كيف سيلد يوسف ابناً إذا كانت مريم حبلى من الروح القدس ؟! إذاً عيسى ليس ابن يوسف، ويوسف لا علاقة له بمولد عيسى.
المولود ملك اليهود:
جاء المجوس من الشرق عندما ولد عيسى وقالوا "أين هو المولود ملك اليهود". (متى 2/2).
يدل هذا النص على ما يلي:
1- عيسى مولود. فكيف يكون المولود إلهاً أوربّاً كما يزعمون ؟!
2- هو ملك اليهود. النص في حد ذاته يدل على أن عيسى لليهود فقط. ولكن من ناحية أخرى مخالف للواقع لأن عيسى لم يكن ملكاً ولا أراد ذلك.
3- قصة هؤلاء المجوس لم ترد إلاّ في إنجيل متى. والأغلب أنها لم تقع أساساً. وهناك نص يدعم خصوصية رسالة عيسى: "لأن منك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل". (متى 2/6). عيسى سيرعى شعب إسرائيل فقط. هذا هو الإنجيل يقول هذا. فعلى كل نصراني أن يسأل نفسه: هل أنا من بني إسرائيل؟! الغريب أن اليهود الذين جاء عيسى لهم لم يتبعوه وأن الذين لم يأت عيسى من أجلهم تبعوه أو ظنوا كذلك !!
النجم يمشي ويقف:
ذهب المجوس يفتشون عن ذاك الذي ولد، "وإذا النجم الذي رأوه في المشرق يتقدمهم، حتى جاء ووقف فوق حيث كان الصبي" (متى 2/9).
لاحظ أن النجم مشى مع الباحثين، مشى معهم من المشرق... مشى مشى مشى إلى الغرب. وفوق مكان ولادة عيسى وقف النجم! كان النجم يدلهم ويمشي معهم بنفس السرعة!! ووقف النجم فوق بيت لحم مكان ميلاد عيسى!!!
لاحظ كلمة "الصبي" التي تدل على عيسى "الصبي". ولكن هذا (الصبي) صار (الله) عند النصارى!!! أو (ابن الله) الذي يعادل (الله)!!!
كما أن واقعة هؤلاء المجوس لم ترد إلاّ في إنجيل متى !!!
الناصري:
"وأتى وسكن في مدينة يقال لها ناصرة. لكي يتم ما قيل بالأنبياء إنه سيدعى ناصرياً". (متى 2/23).
"ما قيل بالأنبياء" إشارة إلى ما قيل في أسفار الأنبياء التي هي جزء من "العهد القديم" الكتاب المقدس لدى اليهود. والواقع أن أسفار الأنبياء لا تحتوي على هذه التسمية لعيسى. فهذا من الأخطاء الواردة في الإنجيل.
أولاد الأفاعي:
قال يوحنا المعمدان (أي يحيى) مخاطباً اليهود: "يا أولاد الأفاعي من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي. فاصنعوا أثماراً تليق بالتوبة. ولا تتفكروا أن تقولوا في أنفسكم لنا إبراهيم أباً". (متى 3/7-8).
يدل هذا النص على ما يلي:
1- وصف يحيى قومه اليهود بالمكر والغدر وشبههم بأولاد الأفاعي.
2- نفى عنهم صفة الشعب المختار التي يزعمونها لأنفسهم ونهاهم عن التباهي بنسبهم إلى إبراهيم.
3- يدل هذا النص على أن خلاص الناس بأفعالهم "اصنعوا أثماراً"، وليس بنسبهم أو إيمانهم وحده. وهذا يناقض اعتقاد النصارى أن الخلاص بالإيمان وحدة أو بصلب عيسى.
تعميد عيسى:
يبين (متى 3/13-14) أن يحيى (يوحنا المعمدان) عََّمد عيسى في مياه الأردن. "فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء. وكذا السماوات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة وآتياً عليه. وصوت من السماء قائلاً هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت". (متى 3/16-17).
نلاحظ هنا ما يلي:
1- يدل النص على أن يحيى يعرف عيسى قبل تعميده. ولكن هذا يناقض يوحنا 1/32 الذي يشير إلى أن يحيى لم يعرف عيسى إلاَّ بعد نزول الحمامة عليه. تناقض بين الإنجيلين!!
2- الحمامة هي روح الله حسب النص، أي الروح القدس. ويعتقد النصارى أن الروح القدس هي الله أيضاً (حسب عقيدة الثالوث)، فكيف يكون الله على شكل حمامة ؟!
3- التعميد للتطهير. أليس كذلك ؟ فإذا كان عيسى هو ابن الله أو الله، فلماذا يطهر نفسه من الذنوب ؟! التعميد يعني أن عيسى إنسان بحاجة إلى التطهير كسائر الناس. وهذا ينقض الإدعاء بألوهية المسيح.
4- النص يشير إلى "انفتاح السموات" بعد التعميد. لم ير أحد في ذلك الوقت أن السماوات انفتحت!!!
5- كلمة "ابني الحبيب" أليس من الممكن (وهي كذلك) أن تكون مجازية ؟! أيهما أقرب إلى العقل أن يكون عيسى ابن الله أم رسولاً لله ؟ أيهما ألبق بكمال الله ألاّ يلد وألاّ يولد أم يكون له ولد ؟ التفسير المجازي أقرب إلى العقل وأليق بكمال الله وهو المطابق للحق والحقيقة.
عيسى يجوع:
"ثم أصعد يسوع... ليجرَّب من إبليس... جاع أخيراً". (متى 4/1-2).
نلاحظ هنا ما يلي:
1- إبليس يمتحن عيسى. كيف ؟! هل يقع امتحان على الله أو ابن الله ؟! هذا يدل على إنسانية عيسى ويدحض الزعم بألوهيته.
2- عيسى يجوع. لو كان إلهاً لما جاع. الجوع صفة إنسانية.
ترك أم جاء ؟
بعد سجن يوحنا المعمدان (يحيى)، عيسى "ترك الناصرة". (متى 4/13).
ولكن (لوقا 4/16) يقول عن الواقعة ذاتها "جاء إلى الناصرة". تناقض بين الإنجيلين!!
الابن المجازي:
قال عيسى: "طوبي لصانعي السلام. لأنهم أبناءَ الله يدعون". (متى 5/9). وقال: "ويمجدوا أباكم الذي في السماء". (متى 5/16).
هنا نلاحظ ما يلي:
1- صانعوا السلام هم أبناء الله والله أبوهم (حسب النص). إذاً لله أبناء عديدون وليس عيسى وحده، والله أبو صانعي السلام وليس أبا عيسى وحده. إذاً كلمة (ابن) وكلمة (أب) مستخدمة هنا وفي نصوص عديدة بمعنى مجازي. (ابن الله) بمعنى عابد لله، بمعنى مجازي. (ابن الله) بمعنى عابد لله، بمعنى محبوب من الله، مرضي عنه من الله. المعنى الحرفي لكلمة (ابن) لا يمكن أن ينطبق على عباد الله. فكل من خلق الله هو عبدالله.
2- هذا النص يدحض الزعم بأن عيسى ابن الله الوحيد، لأن النص جعل جميع الاتقياء أبناء الله (مجازياً).
نسخ التوراة:
قال عيسى: "لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس والأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل. فإني الحق أقول لكم إلى أن تزول السماوات والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل". (متى 5/17-18).
هنا نلاحظ ما يلي:
1- لم يأت عيسى بدين جديد أو شريعة جديدة. جاء ليكمل شريعة موسى (الناموس) لا لينقضها. ولكن النصارى يعاملون عيسى كأنه صاحب دين جديد، وهذا مخالف لقول عيسى ذاته. كما أننا نلاحظ أن بعض أتباع عيسى مثل بولس قد قاموا بنقض كل ما قبله عيسى، أي أنهم نقضوا الناموس. فجاء بولس وألغى الختان كما أباح أكل لحم الخنزير وألغى جميع المحرمات من المآكل، خلافاً لما أقره عيسى.
2- يقول عيسى إن ناموس موسى لن يتغير "حتى يكون الكل". وماهو هذا الكل ؟ هذا النص إشارة إلى رسالة محمد (e)، الرسالة الشاملة الكاملة، فهي الكل المقصود هنا. وهي التي ستنسخ (أي تلغي) جميع الشرائع السابقة لها، كما يذكر عيسى نفسه. وهذا تنبيه إلى غير المسلمين إلى أن يتأملوا في إنجيلهم بوعي أفضل وبنزاهة ودون تحيز. عيسى نفسه يقول إن الناموس سيزول عندما يأتي الكل. المعنى واضح ولا تفسير لهذا النص غير ما قلتُ. وإذا كان عيسى مكملاً للناموس، فإن رسالة عيسى جزء من الناموس، الذي سيزول حين يأتي الكل. رسالة محمد تنسخ جميع الشرائع السابقة لها، هذا ما يقوله عيسى نفسه.
زنى القلب:
قال عسى: "قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزن. وأما أنا فأقول لكم إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى في قلبه". (متى 5/27).
لقد منع عيسى الزنى بل منع النظرة المشتهية. فما بالنا نرى البلاد الغربية النصرانية تجعل تشجيع الزنى أحد أهدافها، فكأن رسالتها إشاعة الزنى. جعلوا للزنى بيوتاً. شجعوه ورعوه وسُرّوا لانتشاره وسهلوا له كل السبل: الخمر والاختلاط والتعري ونسيان الله. حموا الزنى برفع العقوبات عن الزناة. شجعوا الزنى بتسهيل الاختلاط غير المحدود بين الرجال والنساء في الملاهي والمسابح والمدارس والجامعات والمصانع وكل مكان. شجعوا الزنى بالتغاضي عن عري النساء وملابسهن الفاضحة. شجعوا الزنى بالتغاضي عن الأفلام الخالية من أبسط درجات الحياء. شجعوا الزنى وسموه حرية أو مدنية أو تقدمية. وهو في الواقع رذيلة وقلة حياء وعهر ودعارة!!
جهنـم:
قال عيسى: "ولا يُلقى جسدك كله في جهنم". (متى 5/30). نلاحظ هنا ما يلي:
1- في الوقت الذي يتحدث عيسى عن جهنم عقاباً للعصاة والفاسقين يوم القيادة نجد أن التوراة تخلو من الإشارة إلى جهنم. وهذا من التناقضات بين الإنجيل والتوراة مما يدل على وجود تحريف.
2- إذا كان عيسى، كما يقول النصارى، قد خلَّص البشرية عندما صُلب، فلماذا جهنم إذاً ؟!! هناك تناقض بين الخلاص بالصلب ووجود جهنم!!
الطلاق:
عن عيسى أنه قال: "من طلق امرأته إلاّ لعلة الزنى يجعلها تزني. ومن يتزوج مطلقة فإنه يزني". (متى 5/32).
في هذا النص يحرم عيسى الطلاق إلاّ لسبب الزنى. ورغم ذلك فإن الكنيسة كانت لا تمنع الطلاق، بل تمنح الإذن بالفراق فقط. ثم عدلت ذلك وصارت تسمح بالطلاق للزنى أو لسواه. كما أن النصُّ يمنح الزواج من مطلقة ويعتبره زنى. وهذا يعني حث المطلقات على الزنى بسبب حجب الزواج عنهن!! كما أن تحريم الطلاق يخالف شريعة موسى التي قال عيسى إنه جاء ليكملها لينقضها (متى 5/17).
وهكذا نرى أن هذا النص:
1- ينقض شريعة موسى، خلافاً لمهمة عيسى نفسه باعترافه هو.
2- يمنع الطلاق دون وجه حق. ولقد اضطر النصارى والكنيسة إلى إباحة الطلاق نظراً للحاجة العملية إليه.
3- يحظر الزواج من المطلقة، مما يؤدي إلى شيوع الزنى.
4- يناقض حاجة الإنسان الفعلية، فقد ثبت بالدليل العملي أن إباحة الطلاق ضرورية مثل الحث على الزواج.
لا تقاوموا الشرّ:
لقد ألغى عيسى شريعة القصاص، شريعة العين بالعين (متى 5/38). وقال: "لا تقاوموا الشر". (متى 5/39). وهذه دعوة إلى التساهل مع الشر والأشرار، وعدم النهي عن المعاصي، واستسلام للأشرار والعصاة.
وقال: "من لطمك على خدك الأيمن فحوِّل له الآخر أيضاً". (متى 5/39). وهذا منتهى الخضوع والخنوع، وهو أمر لا يطيقه بشر وغير صالح للتطبيق. وربما كان الدافع لهذه التعليمات حث اليهود على التسامح بدلاً من الحقد الذي اشتهروا به.
وبالمقابل، انظر إلى قول الرسول محمد (e): "من رأى منكم منكراً فليغيره". هنا حث على تغيير المنكر وهناك حث على عدم مقاومة الشر!!
باركوا لاعنيكم:
عن عيسى أنه قال: "أحبوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مبغضيكم... لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات.... فتكونون أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل". (متى 5/44-48).
نلاحظ هنا ما يلي:
1- دعوة إلى حب الأعداء ومباركة اللاعنين والإحسان إلى المبغضين. وهذه صفات فوق قدرة البشر العاديين، حتى أن بعض الناس قد لا يحب من يحبه، فكيف يحب من يكرهه ويبارك من يلعنه ؟!
2- "أبناء أبيكم" إشارة مجازية إلى الأتقياء فليسوا أبناء الله فعلاً، بل مجازاً، أي أحباء الله.
3- يقر النص بكمال الله. وكماله يستدعي عدم نسبة الولد إليه.
4- كما أن "أبناء الله" هنا مجازية. لماذا لا يكون عيسى ابن الله مجازاً أيضاً ؟! وهذه الأولى، وخاصة أن وصف الله بأنه "أبو" الأتقياء يتكرر كثيراً في الإنجيل، وعلى سبيل المثال:
- "عند أبيكم الذي في السموات". (متى 6/1).
- "أبوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك علانية". (متى 6/4).
- "صَلِّ إلى أبيك الذي في الخفاء". (متى 6/6).
- "لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه..." (متى 6/7).
- "أبانا الذي في السموات.." (متى 6/9).
- "يغفر لكم أبوكم السماوي". (متى 6/14).
- "صائماً لأبيك الذي في الخفاء" (متى 6/18).
هذه النصوص وسواها تدل على أن (الله) يشار إليه على أنه (أب) للناس كلهم وليس لعيسى فقط. إذاً (الأبوة) هنا مجازية و (بنوة) الناس مجازية أيضاً. وهذا ينفي البنوة الخاصة لعيسى أو الأبوة الخاصة لله. فالناس كلهم أبناء الله مجازاً وهو أبو الناس كلهم مجازاً.
إلحاقــاً:
1- "لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد. آمين". (متى 6/13). هذا النص غير موجود في الترجمة اللاتينية، مما يدل على أنه زيد على الترجمة العربية.
2- كلمة "علانية" في (متى 6/18) كانت موضوعة بين قوسين في طبعة بيروت سنة 1864م وطبعة 1877م إشارة إلى أنها زيادة في المترجم. ولكن في الطبعات التالية اختفى القوسان وصارت كأنها أصلية. وهذا يشير إلى العبث في النصوص عن قصد أو غير قصد بسبب الترجمة وسواها من المؤثرات.
المبالغة في الزهد:
"لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وما تشربون. ولا لأجسادكم بما تلبسون.." (متى 6/25).
هنا دعوة إلى عدم الاهتمام بالمأكل والمشرب والملبس. وهل هذا معقول ؟! إنه ليس من الطبيعي أن يهمل الإنسان لباسه وطعامه وشرابه. إنها دعوة إلى زهد مفرط لا يقبله الناس. وإذا طولب الناس بما لا يوافق طبيعتهم فلا يستجيبون.
بالمقابل إن الإسلام يحث الناس على ألا ينسوا نصيبهم من الدنيا وسمح له أن يأكلوا ويشربوا من الطيبات دون إسراف وضمن شرع الله وبالطرق الحلال. وقال الرسول محمد (e): "إن لبدنك عليك حقاً".
نامـوا:
"فلا تهتموا للغد لأن الغد يهتم بما لنفسه". (متى 6/34).
هذه دعوة إلى عدم السعي في طلب الرزق. وهي تعطيل لسنة الحياة.
الدرر والخنازير:
"لا تعطوا القدس للكلاب. ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير". (متى 7/6). هنا عيسى يخاطب تلاميذه ويأمرهم بألاّ يبلغوا دعوته إلى الخنازير. والخنازير بالعرف اليهودي هم غير اليهود. وهذا النص يثبت أن عيسى قصر رسالته على بني إسرائيل فقط. كما أنه يدل على إنسانية عيسى، فلو كان ابن الله (كما يزعمون) لما قصر نفسه على قوم واحد ولما وصف سواهم بالخنازير!! كل من هو غير إسرائيلي فهو خنزير وكلب حسب الإنجيل !!
مغامرات يسوع في جهنم الحمراء:قصة طريفة من ضمن مجموعة مغامرات يسوع وابليس ويوحنا في بلاد العجائب نكمل القصة التي غلبت اجاثا كريستي وهتشكوك؟؟بولس صنع من يسوع الانسان اله وهو الذي لعن الاله الذي صنعه ؟؟قال بولس "ماهو مكتوب ملعون كل علق علي خشبة" وهذه احالة الي العهد القديم فكلمة مكتوب انه جاءت من العهد القديم( الشماعة التي يفبركون الروايات عليها) والاحالات كثيرة جدا وهي خاطئة او غير موجودة اصلا او موجودة ولكن ليست بنفس المعني الذي اراده الذي استدل عليها وهذا ينطبق تماما علي هذه لاحالة وبالبحث الطويل في الكتاب المكدس العهد القديم وجدنا الاية التي احالنا اليها بولس كالتالي"اذا كان رجل لمعصية ارتكبها قد حكم عليه بالموت وقتلته "وشنقته " الي شجرة فجثته لا تبيت الي الصباح يجب عليك ان تدفنها في نفس اليوم لان""" "المشنوق"""لعنه الله" ؟؟هذا اذا ما استند الي بولس في لعنةالمسيح ؟انه يحيلنا الي هذه الاية(العدد)لكن هيهات هيهات ؟فالحكم المستنبط منها لا ينطبق علي المسيح اطلاقا ..فهذه الاية توجيه شرعي من الله الي موسي في التوراة وهي تندرج تحت الاحكام الفقهية التي شرعت في التوراة لشعب اسرائيل ولا علاقة للمسيح بها اطلاقا ؟؟ولنتأمل السياق فقد جاءت الاية وهي لعنة"""المشنوق"""علي شجرة وليس المصلوب علي خشبة كما حرفه وزوره بولس بعد احكام خاصة باللاويين وتتحدث عن مشنوق بسبب معصية تستلزم شنقه مثل قطع الطريق او الزنا او القتل ..الخ؟اذن ما العلاقة بين هذا المشنوق العاصي بيسوع الاله ؟فالفرق واسع ضيقه بولس ؟؟هاهاها؟؟ومن لعن يسوع تستمر رحلة عذابه فيلقي به بولس في الجحيم ؟فالانجيل المحرف فعل بالمسيح ما لم يفعل به اليهود والرومان وبعد ادخال بولس يسوع الي جهنم يأتي بطل اخر في مسرحية دراماتيكية فلقد تولي "بطرس"وهو اكبر واعظم التلاميذ( الفشنك وطبعا هو جبان ومنافق و..)وهو البابا الاولل للفاتيكان ( طبعا ليس هو تلميذ يسوع) ادخال يسوع الي جهنم وما ادراك ما جهنم؟ يقول بطرس"الذي فيه ايضا ذهب ليكرز (يدعو) للارواح في السجن (بطرس الاولي3-29) بعدما صلب يسوع دخل يسوع السجن وهو الرب فمن ياتري امر بادخاله ومن هي الملائكة التي ساقته من قفاه ومن هم الزبانية( السجانون) التي سلسلته فدفعت به الي السعير(جهنم9يزعم بطرس أنه لثناء بقاء يسوع في السعير (جهنم) استغل فرصة وجوده وهي فرصة لا تعوض لتغيير وتبشير اولئك الذين ماتوا عبر القرون ولم يكونوا قد أمنوا بيسوع ؟فالمسيح محب(مش معقول طبعا) فاني له ان يتخلي عن محبيه في الجحيم فهو مخلص الاحياء والاموات((ياساتر يارب علي الكذب)) ودخول يسوع الي الجحيم ومكثه فيها ثلاثة ايام مع ليليها جاب ارجاء الجحيم في تلك المدة القليلة وسط لهيب مسعور ولا تحثنا الرواية ( الفشنك) ان كان التقي مع فرعون وهامان وقارون ؟؟لا ندري ان كان قد دعا "ابليس" والشيطان الي الالتزام بشرع الله ؟؟ هل هذه اسطورة هوميروس ؟هي هي فيلن رعب ليتشكوك او جريندايزر؟؟المهم فدخول يسوع الي الجحيم بعد صلبه ومكثه ثىثة ايام عقيدة كنسية ؟؟يقول القس "جواد بن ساباط " " كما ان المسيح مات لاجلنا ودفن فلابد ان يعتقد انه دخل جهنم""؟ ويقول القديس" كرستوم" " لاينكر نزول المسيح الي جهنم الا كافر خبر عاجل من قناة الجزيرة"""جاء في لنجيال لوقا ان لصا صلب مع المسيح في الساعة نفسها فطلب ذلك اللص قبل ان يموت من المسيح ان يذكره اذا جاء الي ملكوته وقال ليسوع اذكرني يارب متي جئت الي ملكوتك فاجابه يسوع الحق اقول لك ستكون اليوم معي في الفردوس( الجنة) في يوم صلبه المزعوم وطبعا المسيح لم يصلب ولم يقتل ؟؟؟" كيف دخل النار بقدميه وقد صرخ من رؤية الصليب وقال الهي الهي لما تركتني ؟؟ربما ارتدي ملابس رجال الاطفاء او ملابس رواد الفضاء التي تتحمل الاف الدرجات ها ها ها )؟؟هل مازلتم يانصاري تؤمنون بكتابكم ؟احلفوا بالله؟؟هالولوياااا
إرسال تعليق