١٣‏/٠٣‏/٢٠١٠

بالأسماء صراعات الأجنحة على الكرسي البابوي.. والأنبا يوأنس يتحالف مع رهبان دير أبي مقار لإسقاط الأنبا بيشوي في معركة خلافة البابا

بالرغم من استقرار رهبان دير أبو مقار – نسبياً – علي اختيار مرشح من بينهم للمنافسة علي كرسي مارمرقس وهو الراهب باسيلوس المقاري إلا أن ثمة اتصالات جرت في الساعات الماضية بين الأنبا يوأنس سكرتير البابا شنودة وبينهم للحصول علي تأييدهم في معركته مع الأنبا بيشوي لخلافة البابا ..

مصدر وثيق الصلة بيوأنس وأحد قيادات المجلس الملي قال لـ " المصريون " إن الهدف من تلك الاتصالات هو اقناعهم بدعمه بدلاً من ترشيح أحدهم للمنافسة علي كرسي البطريرك في مقابل الحصول علي استقلال تام للدير فضلاً عن تحريرهم من قبضة الكنيسة التي تضطهدهم نظراً لاعتناقهم أفكار الأب متي المسكين بحكم كونهم تلاميذه التي لا يرضي بها البابا شنودة خصوصاً وأن المسكين يرفض أي تدخل للكنيسة في الشئون السياسية ، مؤكداً أن يوأنس اختار دير أبو مقار تحديداً لأكثر من سبب أهمها أن الدير به أشهر الرهبان في مصر وأقواهم شكيمة ، فضلاً عن صراعاتهم المستمرة مع الأنبا بيشوي ورفضهم المستمر لمحاولة سيطرته علي الدير .

يذكر أن البابا شنودة الثالث أصدر قرارا بابويا بتكليف الأنبا أرميا سكرتيره – و أكبر مناصري الأنبا بيشوي - برئاسة مجلس إدارة كنيسة جاورجيوس والأنبا أنطونيوس بمدنية نصر، وتشكيل مجلس إدارة جديد خلفا للأنبا يؤانس، سكرتير البابا الشخصى.

كما أصدر البابا قرارا آخر بتبعية كنيسة مار جرجس بهليوبلس بمصر الجديدة لإشرافه هو شخصيا، وتم تشكيل مجلس إدارة جديد للكنيسة ضم فى عضويته القمص سرجيوس سرجيوس وكيل البطريركية، بعد أن كان يشرف عليها أيضا الأنبا يؤانس.

يذكر أن الصراع المحتدم بين أساقفة المجمع المقدس على خلافة البابا شنودة لن يكون وحده العامل المؤثر فى اختيار البطريرك رقم 117 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، فهناك صراع أقوى بين " تشكيلات " الرهبان القوية فى الأديرة من جهة و الأساقفة فى المجمع المقدس من جهة ، وبينهما تدور رحى معركة " تكسير العظام " و بالرغم من أنه لا يسمع لتلك المعارك صوت إلا أن ضحاياها يخرجون يومياً تلو الآخر من الأديرة سواء فى قرار شلح لأحد الرهبان أو تحديد إقامته وربما تنال المقصلة الأنبا بيشوى من وظيفته لتعزله منها .

وليس سراً أن باسيليوس المقاري يعتبر أقوى المرشحين لمنافسة الأنبا بيشوى في خلافة البابا شنودة فهو يتمتع بعلاقات طيبة مع معظم رهبان الدير نظراً لكونه شخصية قيادية ، ومعروفا بتفتحه على الآخر ، وكان يكتب حتى 2001 في مدراس الأحد وأصدر عددا من الكتب في التدبير الكنسي وبمجرد مشاركته فى المؤتمر الأول للعلمانيين قامت الدنيا ولم تقعد حتى أصدر الأنبا ميخائيل شيخ المطارنة ورئيس دير أبو مقار قراراً بعودته إلى قلايته ومنعه من العمل في مجلة مرقس و إصدارات دير أبو مقار ، واعتبرته الكنيسة " منحرف الأفكار " نظراً لوصفه للبابا شنودة بأنه " قاس القلب " ، وكان على وشك أن يتحول للتحقيق إلا أنه تم إيقاف الأمر والاكتفاء بالرد اللاهوتي عليه ..

أما الأنبا بيشوى رئيس لجنة المحاكمات الكنسية فقرر إعفائه من مسئولية الإعلام و إيقافه داخل الدير ، ثم عدل عن ذلك حتى لا تتفاهم الأزمة وعزله من لجنة الإعلام فقط ، كما يقوم باجراء تغييرات للعديد من قيادات الدير كل ستة أشهر لضمان عدم استقلال الدير عن الكنيسة لأنه يعد أقوى الأديرة ، فبالرغم من إشراف الأنبا ميخائيل مطران أسيوط عليه لفترة طويلة – ثم اعتذر عن ذلك ، إلا أن رهبانه ظلوا مستقلين بقرارهم فهم تلاميذ الأب متى المسكين الذين يعتزون بأن أكبر عدد من البطاركة فى تاريخ الكنيسة خرج من رحم دير أبى مقار حتى وصل عددهم إلى 29 كان آخرهم البابا رقم 111" ديمتريوس الثاني " .

من جهة أخرى فرهبان أديرة البحر الأحمر يعدون العدة للمنافسة على كرسي البابا شنودة والتى بدأوها بتكثيف الخدمات الكنسية والرعوية لكسب شعبية زائدة ، ومن أبرز المرشحين لهذا المنصب ، الأنبا دانيال أسقف دير الأنبا بولا، والأنبا يسطس أسقف دير الأنبا أنطونيوس وهو ما دعا الأنبا بيشوى إلى تقديم العديد من المذكرات ضدهم للبابا شنودة بتحريضه لبعض الرهبان للثورة عليهم لتشويه الصورة .

المرشح الأخير هو الراهب أغاثون من دير الانبا أنطونيوس والذى كان يكتب بمجلة مدارس الأحد حتى أبعده البابا عن كنيسة القديس مرقوريوس أبو سيفين الأثرية بمصر القديمة بزعم أنه أحبط " انقلاباً فى الكنيسة بعد إعلان الراهب فى المجلة اكتشافه كنزاً من الأيقونات تعود للقرن العاشر، وتأسيسه مدرسة لترميم الأيقونات فى مقال " بعنوان "حكاية راهب مصر القديمة"، فلم تعترف الكنيسة بها ومنعت كُتابها ومحرريها من الخدمة الكنسية ، كما أصدر البابا قراراً بإيقاف جميع كُتاب مجلة مدارس الأحد "وسحب" اعتراف الكنيسة بالمجلة على الرغم أن البابا نفسه كان يكتب مقالات نارية وكان "رئيساً لتحرير مجلة مدارس الأحد".

يذكر أن القانون المنظم لعملية انتخاب البابا صدر عام 1957 و تحديدا بعد وفاة الأنبا يوساب بعام.. و تم علي أساسه انتخاب البابا كيرلس السادس عام 1959وانتخب علي أساسه أيضا البابا شنودة..وتنص لائحته علي قيد الناخبين الذين يحق لهم التصويت في كشوف..و هم أعضاء المجمع المقدس المكون من الأساقفة علي مستوي الجمهورية وعددهم 74 أسقفا منهم 13 أسقفا عاما بلا أبرشية..إضافة إلي 12 مطرانا و39 أسقفا لأبرشيات و 9 رؤساء أديرة إلي جانب أساقفة المهجر و عددهم 15 أسقفا..و يضاف إلي هؤلاء الأراخنة ممثلون للمطرانيات المختلفة علي مستوي الجمهورية..و الأراخنة هم وجهاء الأقباط في المدينة التي تقع بها المطرانية..و يبلغ عدد تلك المطرانيات 60مطرانية علي مستوي الجمهورية و يتم اختيار 12 من الأراخنة من كل مطرانية وهو ما يعني أن عدد الذين سيختارون البابا القادم لن يتجاوز الألفي ناخب بالرغم من وجود 5 مليون مسيحي مصري بحسب تقديرات مراكز بحثية أمريكية صدرت مؤخرا .. أما بالنسبة لمن له حق الترشيح لمنصب البابا فإن القانون يقصر الترشيح علي الرهبان فقط و أن لا تقل سن المرشح عن 40 عاما..ويمنع القانون ترشيح الأساقفة مع استثناء الأساقفة العامين..و يتم تصويت أعضاء المجمع المقدس علي المرشحين علي أن تجري قرعة بين أكثر ثلاثة مرشحين حصولا علي الأصوات لاختيار أحدهم.. حيث توضع أسماء الرهبان الثلاثة أصحاب الأصوات الأعلى في صندوق صغير يتم وضعه في غرفة مظلمة ثم يدخل طفل صغير إلي الغرفة ليختار ورقة من بين الورقات الثلاث يكون صاحبها هو البابا الجديد والذي يخطر به المجمع المقدس الحكومة ليصدر مرسوم جمهوري باعتماده كبابا لكنيسة الإسكندرية و بطريرك للكرازة المرقسية.

وكان المستشار لبيب حليم نائب رئيس مجلس الدولة قد تقدم بمشروع قانون إلى الرئيس مبارك طالبه فيه بضرورة تعديل لائحة انتخاب البطريرك حيث لا يسمح لاى أسقف بالترشح لنصب البطريرك، بما فيها منصب الأسقف العام، وأن يزيد سن المرشح علي ٥٠ عاماً وأن تزيد مدة الرهبنة التي يجب أن يقضيها المرشح في الدير إلي ٢٥ عاما ولا يعتد بأي مدة يقضيها خارج الدير، موضحاً أن الرهبنة الحقيقية هي مدة الخلوة مع النفس والانفراد بالروح والعبادة بعيداً عن البشر علي عكس ما يحدث من تواجد الراهب في الكاتدرائية أو وسط الناس وبين الفضائيات والأضواء.

وشدد علي ضرورة مشاركة كل قبطي تخطي ١٨ سنة من عمره في الانتخابات الكنسية، وألا يكون هذا الحق مقصوراً علي نوع دون الآخر كما تنص اللائحة الحالية .

يوسف المصري (المصريون)

هناك تعليق واحد:

masry يقول...

كان ياما كان ..في سالف العصر والآوان..كهان"كهنة" يرضون بالعيش القليل ..رغيف خبز وجرة ماء في الصحراء

الآن الكهنة يركبون المرسيدس ورصيد البنوك لهم بالملايين ..لذلك يتصارعون علي كرسي الثروة والسلطة التي تنازع الدولة المصرية
البابا القادم يتدرب علي الاعتصام في الدير وأبلاغ أجهزة الاعلام الغربية أنه غضبان وزعلان علشان شوية "فدادين" من الاراضي أستولت عليها الكنيسة