٠٧‏/٠٣‏/٢٠١٠

وفاء قسطنطين وحزب الوفد

أن يغضب البابا شنودة و"يدلل" و"يدلع" على النظام ويترك القاهرة يعتكف في أية "قلعة" كنسية للضغط على السلطات المصرية لتسليمة سيدة قبطية أسلمت.. فهذا قد نفهمه باعتباره "مناضلا" كنسيا ومؤسسا لعصر "صراع الهويات" في مصر.. أما أن يتوسط "الليبرالي" منير فخري عبد النور، لدى السلطة لتسليم وفاء قسطنطين إلى الكنيسة.. فهذه هي الكارثة التي من المفترض أن نقف عندها لنتأملها جيدا.
عبد النور يقدم نفسه للمجتمع السياسي المصري باعتباره "رائدا ليبراليا" ويتبوأ منصبا مرموقا في أشهر الأحزاب الليبرالية في مصر: السكرتير العام لحزب الوفد.. الذي تشكل الحريات العامة ـ وفي مقدمتها حرية العقيدة ـ سنام رسالته السياسية والحضارية.. ومع ذلك يتوسط لحمل الدولة على أن تسيئ استخدام سلطاتها في مصادرة حق مواطنة مصرية في أن تختار الدين الذي تعتقده، بل ويشارك بنفسه في حملة المطاردة الكنسية ضدها ويتدخل للضغط على النظام للقبض عليها وتسليمها للكنيسة حيث اختف بعدها تماما وباتت أثرا بعد عين!
فضيحة أخلاقية وإنسانية لا يمكن أن تبرر.. والواقعة ـ في حد ذاتها ـ تعكس أكذوبة الخطاب القبطي عموما الذي يتجمل بالمطالبة بـ"حرية العقيدة".. إذ يتخفى خلفها للنيل من عقيدة الآخر المسلم.. وإذا تعلق الأمر بتحول مسيحي إلى الإسلام، تصطف كل القوى القبطية متطرفة ومعتدلة وليبرالية وكنسية لتنظيم حمالات تفتيش مروعة عن "المتحول" لتنتهي إما بتصفيته جسديا بـ"الكلاشينكوف" مثل "مذبحة الأميرية" أو أوبـ زكريا عزمي أهم مسؤول سياسي في مصر بعد الرئيس مبارك مثل واقعة وفاء قسطنطين !
حزب الوفد ـ اليوم ـ في ورطة أخلاقية غير مسبوقة.. إذ اعترف سكرتيره العام، بأنه كان جزءا من صفقة "بربرية" تتنافى مع الفطر السليمة ومع أبسط قواعد احترام "حقوق الإنسان" .. ولا ندري ما إذا كان عبد النور قد تصرف بصفة "طائفية" باعتباره مسيحيا أم بصفته "الحزبية" بوصفه "وفديا" وما يترتب على الأخيرة ـ حال كانت هي الحقيقة ـ من تساؤلات مشروعة حول ما يتردد بشأن انحياز حزب الوفد إلى المشروع الطائفي للكنيسة في مصر، أو تأييده "الضمني" وغير المعلن للمشروع الأمريكي في العراق والقائم على "المحاصصة" الطائفية.
هذا الكشف الخطير والذي جاء في اعترافات عبد النور، لا ينبغي التغاضي عنه، بل إنه يفرض عليه بعض الاستحقاقات وعلى رأسها سؤاله عن مصير المواطنة وفاء قسطنطين والذي تورط في تسليمها للكنيسة، وما إذا كان قد تم تصفيتها، خاصة وان العالم الجيوليوجي د. زغلول النجار أتهم صراحة قساوسة كاتدرائية العباسية بقتلها، وهو اتهام خطير لم تتحرك الدولة تجاه فتح تحقيق جاد بشأنه، فيما يشي بوجود رغبة لدى الأطراف المتورطة في الصفقة في طي هذا الملف ودسه في أضابير أرشيف الدولة، وختمه بخاتم "ممنوع الاقتراب أو التصوير"
مصير وفاء قسطنطين اليوم في رقبة البابا شنودة وزكريا عزمي ومنير فخري عبد النور.. فهل تبادر سلطات التحقيق المصرية في استدعاء الثلاثة انتصارا لدولة القانون المواطنة ضد الطائفية المتطرفة والمسلحة بأجهزة الدولة ومسؤليها الكبار؟!

كتب محمود سلطان (المصريون)

هناك تعليق واحد:

masry يقول...

لايجب ان نلوم "عبد النور" أو عبد البطيخ...
هم كفرة بالله ويخدمون عقيدتهم الفاسدة التي تتلاشي بفعل الزمن والحمد لله ... ولكن نلوم رجال الامن المصريين المسلمين للآسف ولكنهم يضمنون عدم حساب "الله" لهم وأن الله سبحانة الذي أدخل أمرأة في النار لآنها حبست قطة...مجرد مخلوق صغير له روح ونفس والاسلام يحترم الروح والنفس للنبات"النهي عن قطع شجرة يستظل بها الناس" في الطريق" وقتل الحيوان للتسلية... وقتل الانسان ...أي انسان مهما أختلفت ديانته وعقيدته
هل ضمن رجال الازهر المفترض أنهم يفرحون بمن يأتي مسلما ويساعدونه علي قدر استطاعته والحمد لله خزينة وزارة الاوقاف مملوءة بأموال الواقفين ولكنها للآسف لا تساعد من يدخل في الاسلام ويترك أمواله وأسرته ويتعرض للقتل والاضطهاد
حسبنا الله ونعم الوكيل"