دكتور / عبد العزيز أبو مندور
كم وددت أن ألم بإحصاء عدد من تسموا فى عصرنا باسم ( محمد ) ، فهو من دلائل محبة المسلمين لنبيهم صلى الله عليه وسلم .
كما أننى كنت أحب لو أن ثمة إحصاء فى مصر بذلك ، فأظن أن مصر تتفوق على غيرها فى تسمية أبناءها باسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وما يشتق منه كأحمد وحامد ومحمود وحمدى ، وحمدان ، وما إلى ذلك من الأسماء الجمالية.
والحق أننا لا نستطيع تتبع الإحصاءات العالمية لنعرف مدى محبة المسلمين لنبيهم صلى الله عليه وسلم ، بل إن بلادنا لا تهتم بعمل إحصائيات لذلك ، ولا لأي شيء ، فلا توجد عندنا - كلمنا طلبنا معرفة - شيء عن ، أو عن أي شيء ، ما وجدنا إلا قبض الريح ، فلا توجد بين أيدينا إحصائيات موثقة ، بل ولا غير موثقة ، فى حين أن بلاد العالم المتقدم تمدنا بكثير من المعلومات فى شئون قد نكون نحن أولى بهم منهم.
ولعل أحد الباحثين من المحبين يقدم لنا بذلك إحصاء تاريخيا.
أما موسوعة جينيس للأرقام القياسية ، فقد أكدت أن اسم محمد قد حقق أعلى معدل للتسمي به بين البشر , حيث بلغ عدد الذين يحملون هذا الاسم 70 مليون شخص على مستوى العالم.
وقد قرأت يوما أن العدد يفوق ذلك ، فقد بلغ عدد من تسموا باسم محمد فى عالمنا اليوم ما يزيد عن ثمانين ( 80 ) مليون شخص.
ولعل إقبال الآباء المتزايد والمستمر والدائم على تسمية أبنائهم باسم محمد تيمنا باسم النبي صلى الله عليه وسلم يجعلنا ننظر إلى هذه الأرقام على أنها تقريبية ، فالأعداد تزايد باستمرار ، ناهيك عن أسباب غياب توخى الدقى العلمية فى مثل هذه الإحصاءات !
واللطيف أن إخواننا الجزائريين لا ينطقون أسماء أبنائهم من الذين تسموا باسم ( محمد ) إلا مسبوقا بلقب ( سى ) فيقولون ( سى محمد ) حبا فى الأصل وتعظيما له ، ولم لا ؟!
ولكن - المدهش أن وسائل الإعلام الروسية قالت أن الشيشان دعت آباء المواليد الجدد من الذكور تسميتهم على اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم في يوم الاثنين يوم مولده ( تابع جريدة – المصريون – فى ذلك )
وأضاف الزعيم الشيشاني رمضان قادروف ان كل مولود ذكر يولد في الثامن أو التاسع من مارس آذار( 2009م وهو يوافق يوم الاثنين 12 ربيع الأول 1430هــ ) سيحصل على 50 الف روبية (1394 دولارا).
ولقد أطلقت العاصمة - وفي وقت سابق - ألعابا نارية في السماء وأضاءت المساجد احتفالا بذكرى المولد النبوي الشريف.
وعرضت قناة تلفزيون روسية صفوفا من المواليد الجدد نائمين في مستشفى في جروزني عاصمة الشيشان انتظارا لتسميتهم محمد يوم الاثنين.
وتلك من الصور البديعة التى نتمنا رؤيتها كثيرا فى مثل هذا الحدث الجميل ، لا فى مأساة طوابير المصريين التى لا تخطؤها العين فى مختلف الميادين ، طوابير الخبز ، وطوابير أنبوبة البوتاجاز ، وطوابير العاطلين ، وطوابير المهددين بالطرد من مساكنهم وأراضيهم ، وطوابير ، وطوابير.
وأسوأ منها – وإن كانت أشرف - طوابير شهداء مجزرة غزة من المدنيين رجالا ونساء ، وصفوف أطفالها الذين قتلتهم يد الغدر التترية النازية الإسرائيلية المجرمة.
والبعض بلبنان يعتبر إن كل مسلم يمكن ان يبدأ اسمه باسم محمد تيمنا بالنبي العربي وتبركا به صلى الله عليه وسلم ، وهو ما كان معمولا به فى مصر قبل أن يلغيها القانون المصري فى بعد عبد الناصر ، مع أن رئيس الدولة اسمه مركب ( محمد حسنى ) وكان اسم الرئيس السابق ( محمد أنور ) !
المهم ، أظهر إحصاء أجرته مطبوعة ( الدولية للمعلومات – أو انفورميشن انترناشونال- ) أن هناك 80644 رجلا يحملون اسم محمد ، فهو الاسم الأكثر شيوعا بين اللبنانيين ، وبخاصة بين محافظات لبنان الست و محافظتي الشمال ومحافظة البقاع .
ومجموع من يحملون اسم محمد أو أحمد أو محمود فمجموعهم بلغ 142254 رجلا.
وعمد الإحصاء إلى بيان التوزيع على أساس المذاهب الإسلامية فى لبنان كما يلى:
1- 40251 مسلما شيعيا يحملون اسم محمد .
2- 38660 مسلما سنيا يحملون هذا الاسم.
3- وتتوزع الأسماء الباقية ما بين دروز وعلويين.
4- والمدهش أن الإحصاء ذكر أن بينهم عددا قليلا من المسيحيين ، فهناك تسعة مسيحيين يحملون اسم محمد في لبنان وهم خمسة مسيحيين موارنة وثلاثة مسيحيين من الروم الأرثوذكس وواحد من طائفة الروم الكاثوليك.
ولا يقتصر انتشار اسم محمد وذيوعه على بلادنا العربية والإسلامية فقط ، فقد ذاعت التسمية باسم محمد فى بلاد كثيرة فى أوربا وانتشر!
وقد صرح المسئولون بمدينة ميلانو الإيطالية- عاصمة الاقتصاد الإيطالي - وصرحت بلدية المدينة أن اسم ( محمد ) يتربع على عرش الصدارة لأسماء المواليد فى ، فقد كشفت بلدية مدينة ميلانو الإيطالية أمس عن احتلال اسم " محمد " ، والأسماء المشتقة من خير الأسماء مثل " محمود وأحمد، حمي د" المرتبة الأولى بين أسماء المواليد الجدد. ( جريدة الوطن السعودية )
وقالت بلدية ميلانو ، إن تربع اسم " محمد " على عرش أسماء المواليد الجدد يعود في الأساس إلى ارتفاع نسبة المواليد بين أبناء الجالية المسلمة فى ميلانو .
ولكن الأعجب أن بلدية ميلانو من الصحف وأجهزة الإعلام التركيز على هذه الحقيقة التي تقلق - من وجهة نظرها - مجتمع مدينة ميلانو، والتحذير من تنامي الإسلام والمسلمين الذي ستتغير معه معالم المدينة الثقافية.
ووسط تلك الحملات المتواصلة ضد الإسلام والمسلمين التي يقودها حزب عصبة الشمال المتطرف ، وبرغم شدة التحذيرات جاء اسم عمر فى المقدمة بعد اسم " محمد " ومشتقاته ، وتأتى بعد ذلك بمسافة دويلة الأسماء الأخرى مثل أندريا ، أليساندرو ، دافيدي ، ماركو ، إليسيا ، ملاك ، وصوفيا على الترتيب.
أما فى بريطانيا التى كانت تكنى الإمبراطورية التى لا تغرب عنها الشمس ، فقد كشفت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية أن اسم محمد الأكثر انتشارا بين المواليد في انجلترا وويلز في عام2006م.
وأوضح مكتب الإحصاء الوطني أكد في أحدث تقاريره أنه خلال عام 2006م تمت تسمية) 4255 ) طفلا باسم محمد ، بالمقارنة مع3386 مولوداً حملوا اسم جورج ، و 3755 مولوداً اسم جوزيف.
وبهذا كما تقول صحيفة ديلي تليجراف يكون اسم محمد تربع على عرش في المرتبة(22 ) الثانية والعشرين على لائحة أكثر الأسماء الدارجة للأطفال الذكور في بريطانيا 00 ودخل لائحة الأسماء الخمسين الأكثر رواجاً للمرة الأولى .
( لندن ـ وكالة الأنباء الإسلامية- نقلاً عن جريده المصريون الإليكترونية )
وأخذت فرنسا المرتبة الأولى بين بلاد أووربا ، فقد احتلت التسمية باسم محمد مكانة متصاعدة بين أكثر الأسماء شيوعاً على مستوى فرنسا كلها ؛ لتصبح ضمن الخمسين اسمًا الأكثر شيوعًا في البلاد . ( تابع فى ذلك منتدى إسلام أون لاين ، وموقع ليبيا الحرة ) .
وتاريخيًّا سجلت التسمية بمحمد تصاعدًا ملحوظًا خلال الخمسين سنة الأخيرة ، ففي حين لم تسجل في دفاتر الولادات الفرنسية قبل سنة 1925م أي تسمية باسم محمد ،إلا أن عام 1926 م ، وهو العام الذى شهد تشييد أول مسجد في باريس
( مسجد باريس الكبير ) عرف تسجيل أول مواليد باسم محمد في الدفاتر الفرنسية الرسمية.
ويبلغ عدد الفرنسيين الذين تسموا باسم محمد صلى الله عليه وسلم منذ سنة1940م إلى سنة2005م نحو53 ألفًا377 شخصا ، وذلك بحسب آخر تقرير للمعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية الفرنسي.
ولا يتضمن هذا الإحصاء أسماء محمد الموجودة ضمن الأسماء المركبة مثل :
- محمد علي
- محمد أمين
- محمد صالح
- سيدي محمد
ويرى جاي هيدلبروك (الخبير بالمعهد الوطني الفرنسي) أن "انتشار التسمية بمحمد والعودة إلى الأسماء التي تحمل رمزية تاريخية ودينية مرتبط بموجة إحياء ديني شهدتها الأقليات المسلمة في الغرب منذ نهاية الستينيات، وكانت انعكاسًا لعودة العامل الديني كمؤثر في البلدان الأصلية.
ويضيف أن جزءًا كبيرًا من هذه الأسماء بالنسبة للمهاجرين ارتبط أيضًا بحنين الآباء المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية.
كما يرجع هيلدبروك صعود اسم محمد في الستينيات بطريقة مثيرة إلى بروز شخصية محمد علي كلاي العالمية ، كبطل العالم في الملاكمة .
وهنا نجد الباحث الغربي كغيره من الباحثين الأجانب يتأثرون بثقافة بلادهم واهتماماتها حيث يرى الباحث الفرنسي أن مسلمي فرنسا يتأثرون مثل المجموع العام للسكان بالمشاهير ، الذين يفتخرون بهم فيعمدون أيضًا إلى تسمية أبنائهم بأسمائهم .
ولا نشكك ، فلو عرفنا أنه يعرف أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو محبوب المسلين بأمر ربهم ، فهو قدوتهم وأسوتهم الحسنة فى كل ما يقول ويفعل ويقرر ، لعرف سر تسميتهم أبنائهم باسم محمد .
وعموما لا مانع من أن يتسمى الإنسان باسم من يحب من الناس ، ومحمد على كلاي مسلم ، بل هو ممن أحبهم الناس فى العالم كله مسلميه وغير مسلميه.
ولكن – باسم من تسمى واقتدى محمد على كلاي ؟
وممن اتخذ محمد على كلاي ومن سبقه من الناس اسم محمد ؟
ونتساءل : من هو أول من تسمى باسم محمد فى العالم ؟!
وتنبه أيها المحب الفطن ، فأنا لا أقول أول من بشرت باسمه الكتب الإلهية ، فلا شك أنه بات معلوما لكافة أهل العلم فى العالم أنه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو أول من تسمى باسم محمد على الحقيقة.
ولكن – فى واقع الأمر أن هناك أناس سموا أبناءهم باسم محمد تيمنا ، وطلبا لما ينتظر من يتسمى بهذا الاسم من خير ، فقد علموا من اليهود البشارات التى ذكرت اسمه صلى الله عليه وسلم ، وأنه نبي آخر الزمان وخاتم النبيين صلى الله عليه وسلم .
ولعل من ألطف ما قرآناه فى كتب السيرة كما فى ( سيرة ابن هشام ) و ( الشفا ) للقاضى عياض ، أن الله سبحانه وتعالى قد حمى اسم النبي ( محمد ) صلى الله عليه وسلم ، بل منع أن يسمى به أحد قبل زمانه .، فلم يسم به أحد قبله من العرب ، ولا من غيرهم إلى أن شاع قبيل وجوده ومولده صلى الله عليه وسلم أن نبيا يبعث اسمه محمد ، فسمى قوم قليل من العرب أبناءهم بذلك رجاء لأن يكون أحدهم هو ، والله أعلم حيث يجعل رسالته وهم :
1 - محمد بن أحيحة بن الجلاح الأوسى 0
2 - ومحمد بن سلمة الأنصارى 0
3 - ومحمد بن براء البكرى 0
4 - ومحمد بن سفين بن مجاشع 0
5 - ومحمد بن حمران الجعفى 0
6 - ومحمد بن خزاعى السلمى0
ولا سابع لهم0
ويقال أول من سمي محمدا محمد بن سفين.
واليمن تقول بل محمد بن اليحمد من أزد .
أما بعد البعثة ، فقد تسمى خلق كثير باسم ( محمد ) صلى الله عليه وسلم ، وحتى الآن تسرى التسمية فى الخلق كما يسرى نور السراج فى الليل البهيم!
وهذا من دلائل محبة المسلمين لنبيهم صلى الله عليه وسلم ، حتى أننى أحببت – كما قلت آنفا - أن ألم بإحصاء عدد من تسموا فى عصرنا باسمه ( محمد ) صلى الله عليه وسلم ،
وكنت أحب لو أن ثمة إحصاء قى مصر بذلك ، فأظن أن مصر تتفوق على غيرها فى تسمية أبناءها باسمه ( محمد ) صلى الله عليه وسلم ، ولعل أحد الباحثين من المحبين يقدم لنا بذلك إحصاء تاريخيا.
واللطيف أن إخواننا الجزائريين لا ينطقون أسماء أبنائهم من الذين تسموا باسم ( محمد ) إلا مسبوقا بلقب ( سى ) فيقولون ( سى محمد ) حبا فى الأصل وتعظيما !
وعموما ، فقد حمى الله كل من تسمى باسم ( محمد ) من هؤلاء الستة أن يدعى النبوة أو يدعيها أحد له ، أو يظهر عليه سبب يشكك أحد فى أمره ، حتى تحققت السمتان له صلى الله عليه وسلم ولم ينازع فيهما0
ولقد خطر لى الآن أن الذين تسموا باسم ( محمد ) بعد البعثة وإلى الآن ليس منهم من ادعى النبوة المهدوية أو النبوة ، وذلك بخلاف اسمه ( أحمد ) صلى الله عليه وسلم.
، لقد حمى ومنع الله سبحانه وتعالى بحكمته اسم ( أحمد ) الذى أتى فى الكتب وبشرت به الأنبياء عليهم السلام أن يسمى به غيره ، ولا يدعى به قبله ، حتى لا يدخل لبس على ضعيف القلب أو شك ، كما أشار إلى ذلك القاضى عياض فى ( الشفا ).
أما بعد البعثة ، وبعد أن انتقل صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى ، فقد تسمى خلق كثير باسمه أحمد .
ولكن - العجيب والمدهش ، أن الله سبحانه وتعالى لم يمنع اسم أحمد من أن يدعى بعض من تسموا به النبوة ، أو المهدوية ظلما وزورا ، فضلوا وأضلوا ، مع علمهم أن رسول الله هو خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم.
ولقد أفردنا بحثا فى مقالة لنا - فى وقت سابق - تكلمنا فيه عن اسم النبي أحمد صلى الله عليه وسلم ، وما له من دلالات نورانية وبشارات إلهية - نشرته جريدة المصريون – فاطلبه هناك.
يبقى أن القارئ العزيز قد يتساءل ، ويحق له ذلك :
ما الذى حدى بتلك الجهات الأوربية إلى ذلك الاهتمام البالغ بتلك الإحصاءات عن اسم محمد ؟
والحق أن مثل هذه التساؤلات قد خطرت لى ّ ، ولكننى أرجعتها إلى عدة مبررات أهمها:
1- أن يكون ذلك إعجابا بالنبي صلى الله عليه وسلم ومدى تمسك المسلمون بالإقتداء به فى كل شيئ حتى اسمه صلى الله عليه وسلم ، فتلك الإحصاءات لها دلالة على محبة المسلمين له صلى الله عليه وسلم !
2- أن يكون فى باطن ذلك كله تحذيرا من خطر انتشار أنصار النبي صلى الله عليه وسلم وذيوع شهرته حتى فى سجل مواليد الأسماء الأوربية والأجنبية .
3- أن يكون ذلك تحريضا على المسلمين !
والحق أننى أميل للوجه الأول ، بأن يكون ذلك إعجابا بشخص النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد سبق أن قرأنا كثيرا من الكتب التى تبحث قى حقيقة ذيوع فضل النبي صلى الله عليه وسلم ورحمته وتأثيره فى العالمين ، كما فى كتابات- كاريل - ( الأبطال ) أو كتابات - مايكل هارت - ( العظماء مائة أعظمهم محمد ) ، وغير ذلك .
هذا من ناحية ، ومن ناحية ثانية ، وعلى ذكر كتاب العظماء مائة لمايكل هارت كادرات ، فقد تعجبت من تعليقات بعض القراء على هذا الترتيب العجيب لعظماء العالم ،
وفرحتهم بأن المسيح يأتى ترتيبه فى المرتبة الثالثة ، ولم يتبينوا أن ذلك لقصور فى منهج الكاتب ، فمايكل هارت جمع السمك مع اللبن مع التمر هندى فى كوب واحد ، ووجبة واحدة ، كما يفعل التلميذ الفاشل فى مادة الحساب الذى يجمع الجنيهات مع الدولارات ، فيقول ( خمسة جنيه + خمسة دولار = عشرة )، ولا يستطيع التمييز للمجموع هل هو جنيهات أم دولارات
والحق أن منهج مايكل هارت منهج علمني كح ، فلو اتبع المنهج الصحيح لميز بين الأنبياء وبين غيرهم ، ولكان وصف مرتبة الأنبياءعلى أنهم أخوة فى صف واحد ، والتفاضل بينهم ليس كالتفاضل بين بقية الناس من شيوعيين ونازيين ورأسماليين وقتلة ،
لقد خالف المنهج القويم لا لشيء إلا كما قلت فى كتابى ( الاصطفاء والاجتباء وأنور الأنبياء ) إنه لم يقترب من النور المحمدي وأنوار الأنبياء عليهم جميعا الصلاة والسلام لا قربا بالعلم ولا قربا بالحال فى الفكر والعقيدة والسلوك جميعا !
ومن هنا علينا أن لا ننساق وراء من يمررون لنا أفكارهم فى صور ولوحات فنية فسفورية ، فقد أغنانا الله عن أفكارهم ، ولا علينا من تشجيعهم ، فلكل مقال غاية وهدف ، والنيات لا حكم لنا عليها ، إن الحكم إلا لله سبحانه وتعالى .
( وعلى الله قصد السبيل )
كم وددت أن ألم بإحصاء عدد من تسموا فى عصرنا باسم ( محمد ) ، فهو من دلائل محبة المسلمين لنبيهم صلى الله عليه وسلم .
كما أننى كنت أحب لو أن ثمة إحصاء فى مصر بذلك ، فأظن أن مصر تتفوق على غيرها فى تسمية أبناءها باسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وما يشتق منه كأحمد وحامد ومحمود وحمدى ، وحمدان ، وما إلى ذلك من الأسماء الجمالية.
والحق أننا لا نستطيع تتبع الإحصاءات العالمية لنعرف مدى محبة المسلمين لنبيهم صلى الله عليه وسلم ، بل إن بلادنا لا تهتم بعمل إحصائيات لذلك ، ولا لأي شيء ، فلا توجد عندنا - كلمنا طلبنا معرفة - شيء عن ، أو عن أي شيء ، ما وجدنا إلا قبض الريح ، فلا توجد بين أيدينا إحصائيات موثقة ، بل ولا غير موثقة ، فى حين أن بلاد العالم المتقدم تمدنا بكثير من المعلومات فى شئون قد نكون نحن أولى بهم منهم.
ولعل أحد الباحثين من المحبين يقدم لنا بذلك إحصاء تاريخيا.
أما موسوعة جينيس للأرقام القياسية ، فقد أكدت أن اسم محمد قد حقق أعلى معدل للتسمي به بين البشر , حيث بلغ عدد الذين يحملون هذا الاسم 70 مليون شخص على مستوى العالم.
وقد قرأت يوما أن العدد يفوق ذلك ، فقد بلغ عدد من تسموا باسم محمد فى عالمنا اليوم ما يزيد عن ثمانين ( 80 ) مليون شخص.
ولعل إقبال الآباء المتزايد والمستمر والدائم على تسمية أبنائهم باسم محمد تيمنا باسم النبي صلى الله عليه وسلم يجعلنا ننظر إلى هذه الأرقام على أنها تقريبية ، فالأعداد تزايد باستمرار ، ناهيك عن أسباب غياب توخى الدقى العلمية فى مثل هذه الإحصاءات !
واللطيف أن إخواننا الجزائريين لا ينطقون أسماء أبنائهم من الذين تسموا باسم ( محمد ) إلا مسبوقا بلقب ( سى ) فيقولون ( سى محمد ) حبا فى الأصل وتعظيما له ، ولم لا ؟!
ولكن - المدهش أن وسائل الإعلام الروسية قالت أن الشيشان دعت آباء المواليد الجدد من الذكور تسميتهم على اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم في يوم الاثنين يوم مولده ( تابع جريدة – المصريون – فى ذلك )
وأضاف الزعيم الشيشاني رمضان قادروف ان كل مولود ذكر يولد في الثامن أو التاسع من مارس آذار( 2009م وهو يوافق يوم الاثنين 12 ربيع الأول 1430هــ ) سيحصل على 50 الف روبية (1394 دولارا).
ولقد أطلقت العاصمة - وفي وقت سابق - ألعابا نارية في السماء وأضاءت المساجد احتفالا بذكرى المولد النبوي الشريف.
وعرضت قناة تلفزيون روسية صفوفا من المواليد الجدد نائمين في مستشفى في جروزني عاصمة الشيشان انتظارا لتسميتهم محمد يوم الاثنين.
وتلك من الصور البديعة التى نتمنا رؤيتها كثيرا فى مثل هذا الحدث الجميل ، لا فى مأساة طوابير المصريين التى لا تخطؤها العين فى مختلف الميادين ، طوابير الخبز ، وطوابير أنبوبة البوتاجاز ، وطوابير العاطلين ، وطوابير المهددين بالطرد من مساكنهم وأراضيهم ، وطوابير ، وطوابير.
وأسوأ منها – وإن كانت أشرف - طوابير شهداء مجزرة غزة من المدنيين رجالا ونساء ، وصفوف أطفالها الذين قتلتهم يد الغدر التترية النازية الإسرائيلية المجرمة.
والبعض بلبنان يعتبر إن كل مسلم يمكن ان يبدأ اسمه باسم محمد تيمنا بالنبي العربي وتبركا به صلى الله عليه وسلم ، وهو ما كان معمولا به فى مصر قبل أن يلغيها القانون المصري فى بعد عبد الناصر ، مع أن رئيس الدولة اسمه مركب ( محمد حسنى ) وكان اسم الرئيس السابق ( محمد أنور ) !
المهم ، أظهر إحصاء أجرته مطبوعة ( الدولية للمعلومات – أو انفورميشن انترناشونال- ) أن هناك 80644 رجلا يحملون اسم محمد ، فهو الاسم الأكثر شيوعا بين اللبنانيين ، وبخاصة بين محافظات لبنان الست و محافظتي الشمال ومحافظة البقاع .
ومجموع من يحملون اسم محمد أو أحمد أو محمود فمجموعهم بلغ 142254 رجلا.
وعمد الإحصاء إلى بيان التوزيع على أساس المذاهب الإسلامية فى لبنان كما يلى:
1- 40251 مسلما شيعيا يحملون اسم محمد .
2- 38660 مسلما سنيا يحملون هذا الاسم.
3- وتتوزع الأسماء الباقية ما بين دروز وعلويين.
4- والمدهش أن الإحصاء ذكر أن بينهم عددا قليلا من المسيحيين ، فهناك تسعة مسيحيين يحملون اسم محمد في لبنان وهم خمسة مسيحيين موارنة وثلاثة مسيحيين من الروم الأرثوذكس وواحد من طائفة الروم الكاثوليك.
ولا يقتصر انتشار اسم محمد وذيوعه على بلادنا العربية والإسلامية فقط ، فقد ذاعت التسمية باسم محمد فى بلاد كثيرة فى أوربا وانتشر!
وقد صرح المسئولون بمدينة ميلانو الإيطالية- عاصمة الاقتصاد الإيطالي - وصرحت بلدية المدينة أن اسم ( محمد ) يتربع على عرش الصدارة لأسماء المواليد فى ، فقد كشفت بلدية مدينة ميلانو الإيطالية أمس عن احتلال اسم " محمد " ، والأسماء المشتقة من خير الأسماء مثل " محمود وأحمد، حمي د" المرتبة الأولى بين أسماء المواليد الجدد. ( جريدة الوطن السعودية )
وقالت بلدية ميلانو ، إن تربع اسم " محمد " على عرش أسماء المواليد الجدد يعود في الأساس إلى ارتفاع نسبة المواليد بين أبناء الجالية المسلمة فى ميلانو .
ولكن الأعجب أن بلدية ميلانو من الصحف وأجهزة الإعلام التركيز على هذه الحقيقة التي تقلق - من وجهة نظرها - مجتمع مدينة ميلانو، والتحذير من تنامي الإسلام والمسلمين الذي ستتغير معه معالم المدينة الثقافية.
ووسط تلك الحملات المتواصلة ضد الإسلام والمسلمين التي يقودها حزب عصبة الشمال المتطرف ، وبرغم شدة التحذيرات جاء اسم عمر فى المقدمة بعد اسم " محمد " ومشتقاته ، وتأتى بعد ذلك بمسافة دويلة الأسماء الأخرى مثل أندريا ، أليساندرو ، دافيدي ، ماركو ، إليسيا ، ملاك ، وصوفيا على الترتيب.
أما فى بريطانيا التى كانت تكنى الإمبراطورية التى لا تغرب عنها الشمس ، فقد كشفت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية أن اسم محمد الأكثر انتشارا بين المواليد في انجلترا وويلز في عام2006م.
وأوضح مكتب الإحصاء الوطني أكد في أحدث تقاريره أنه خلال عام 2006م تمت تسمية) 4255 ) طفلا باسم محمد ، بالمقارنة مع3386 مولوداً حملوا اسم جورج ، و 3755 مولوداً اسم جوزيف.
وبهذا كما تقول صحيفة ديلي تليجراف يكون اسم محمد تربع على عرش في المرتبة(22 ) الثانية والعشرين على لائحة أكثر الأسماء الدارجة للأطفال الذكور في بريطانيا 00 ودخل لائحة الأسماء الخمسين الأكثر رواجاً للمرة الأولى .
( لندن ـ وكالة الأنباء الإسلامية- نقلاً عن جريده المصريون الإليكترونية )
وأخذت فرنسا المرتبة الأولى بين بلاد أووربا ، فقد احتلت التسمية باسم محمد مكانة متصاعدة بين أكثر الأسماء شيوعاً على مستوى فرنسا كلها ؛ لتصبح ضمن الخمسين اسمًا الأكثر شيوعًا في البلاد . ( تابع فى ذلك منتدى إسلام أون لاين ، وموقع ليبيا الحرة ) .
وتاريخيًّا سجلت التسمية بمحمد تصاعدًا ملحوظًا خلال الخمسين سنة الأخيرة ، ففي حين لم تسجل في دفاتر الولادات الفرنسية قبل سنة 1925م أي تسمية باسم محمد ،إلا أن عام 1926 م ، وهو العام الذى شهد تشييد أول مسجد في باريس
( مسجد باريس الكبير ) عرف تسجيل أول مواليد باسم محمد في الدفاتر الفرنسية الرسمية.
ويبلغ عدد الفرنسيين الذين تسموا باسم محمد صلى الله عليه وسلم منذ سنة1940م إلى سنة2005م نحو53 ألفًا377 شخصا ، وذلك بحسب آخر تقرير للمعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية الفرنسي.
ولا يتضمن هذا الإحصاء أسماء محمد الموجودة ضمن الأسماء المركبة مثل :
- محمد علي
- محمد أمين
- محمد صالح
- سيدي محمد
ويرى جاي هيدلبروك (الخبير بالمعهد الوطني الفرنسي) أن "انتشار التسمية بمحمد والعودة إلى الأسماء التي تحمل رمزية تاريخية ودينية مرتبط بموجة إحياء ديني شهدتها الأقليات المسلمة في الغرب منذ نهاية الستينيات، وكانت انعكاسًا لعودة العامل الديني كمؤثر في البلدان الأصلية.
ويضيف أن جزءًا كبيرًا من هذه الأسماء بالنسبة للمهاجرين ارتبط أيضًا بحنين الآباء المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية.
كما يرجع هيلدبروك صعود اسم محمد في الستينيات بطريقة مثيرة إلى بروز شخصية محمد علي كلاي العالمية ، كبطل العالم في الملاكمة .
وهنا نجد الباحث الغربي كغيره من الباحثين الأجانب يتأثرون بثقافة بلادهم واهتماماتها حيث يرى الباحث الفرنسي أن مسلمي فرنسا يتأثرون مثل المجموع العام للسكان بالمشاهير ، الذين يفتخرون بهم فيعمدون أيضًا إلى تسمية أبنائهم بأسمائهم .
ولا نشكك ، فلو عرفنا أنه يعرف أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو محبوب المسلين بأمر ربهم ، فهو قدوتهم وأسوتهم الحسنة فى كل ما يقول ويفعل ويقرر ، لعرف سر تسميتهم أبنائهم باسم محمد .
وعموما لا مانع من أن يتسمى الإنسان باسم من يحب من الناس ، ومحمد على كلاي مسلم ، بل هو ممن أحبهم الناس فى العالم كله مسلميه وغير مسلميه.
ولكن – باسم من تسمى واقتدى محمد على كلاي ؟
وممن اتخذ محمد على كلاي ومن سبقه من الناس اسم محمد ؟
ونتساءل : من هو أول من تسمى باسم محمد فى العالم ؟!
وتنبه أيها المحب الفطن ، فأنا لا أقول أول من بشرت باسمه الكتب الإلهية ، فلا شك أنه بات معلوما لكافة أهل العلم فى العالم أنه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو أول من تسمى باسم محمد على الحقيقة.
ولكن – فى واقع الأمر أن هناك أناس سموا أبناءهم باسم محمد تيمنا ، وطلبا لما ينتظر من يتسمى بهذا الاسم من خير ، فقد علموا من اليهود البشارات التى ذكرت اسمه صلى الله عليه وسلم ، وأنه نبي آخر الزمان وخاتم النبيين صلى الله عليه وسلم .
ولعل من ألطف ما قرآناه فى كتب السيرة كما فى ( سيرة ابن هشام ) و ( الشفا ) للقاضى عياض ، أن الله سبحانه وتعالى قد حمى اسم النبي ( محمد ) صلى الله عليه وسلم ، بل منع أن يسمى به أحد قبل زمانه .، فلم يسم به أحد قبله من العرب ، ولا من غيرهم إلى أن شاع قبيل وجوده ومولده صلى الله عليه وسلم أن نبيا يبعث اسمه محمد ، فسمى قوم قليل من العرب أبناءهم بذلك رجاء لأن يكون أحدهم هو ، والله أعلم حيث يجعل رسالته وهم :
1 - محمد بن أحيحة بن الجلاح الأوسى 0
2 - ومحمد بن سلمة الأنصارى 0
3 - ومحمد بن براء البكرى 0
4 - ومحمد بن سفين بن مجاشع 0
5 - ومحمد بن حمران الجعفى 0
6 - ومحمد بن خزاعى السلمى0
ولا سابع لهم0
ويقال أول من سمي محمدا محمد بن سفين.
واليمن تقول بل محمد بن اليحمد من أزد .
أما بعد البعثة ، فقد تسمى خلق كثير باسم ( محمد ) صلى الله عليه وسلم ، وحتى الآن تسرى التسمية فى الخلق كما يسرى نور السراج فى الليل البهيم!
وهذا من دلائل محبة المسلمين لنبيهم صلى الله عليه وسلم ، حتى أننى أحببت – كما قلت آنفا - أن ألم بإحصاء عدد من تسموا فى عصرنا باسمه ( محمد ) صلى الله عليه وسلم ،
وكنت أحب لو أن ثمة إحصاء قى مصر بذلك ، فأظن أن مصر تتفوق على غيرها فى تسمية أبناءها باسمه ( محمد ) صلى الله عليه وسلم ، ولعل أحد الباحثين من المحبين يقدم لنا بذلك إحصاء تاريخيا.
واللطيف أن إخواننا الجزائريين لا ينطقون أسماء أبنائهم من الذين تسموا باسم ( محمد ) إلا مسبوقا بلقب ( سى ) فيقولون ( سى محمد ) حبا فى الأصل وتعظيما !
وعموما ، فقد حمى الله كل من تسمى باسم ( محمد ) من هؤلاء الستة أن يدعى النبوة أو يدعيها أحد له ، أو يظهر عليه سبب يشكك أحد فى أمره ، حتى تحققت السمتان له صلى الله عليه وسلم ولم ينازع فيهما0
ولقد خطر لى الآن أن الذين تسموا باسم ( محمد ) بعد البعثة وإلى الآن ليس منهم من ادعى النبوة المهدوية أو النبوة ، وذلك بخلاف اسمه ( أحمد ) صلى الله عليه وسلم.
، لقد حمى ومنع الله سبحانه وتعالى بحكمته اسم ( أحمد ) الذى أتى فى الكتب وبشرت به الأنبياء عليهم السلام أن يسمى به غيره ، ولا يدعى به قبله ، حتى لا يدخل لبس على ضعيف القلب أو شك ، كما أشار إلى ذلك القاضى عياض فى ( الشفا ).
أما بعد البعثة ، وبعد أن انتقل صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى ، فقد تسمى خلق كثير باسمه أحمد .
ولكن - العجيب والمدهش ، أن الله سبحانه وتعالى لم يمنع اسم أحمد من أن يدعى بعض من تسموا به النبوة ، أو المهدوية ظلما وزورا ، فضلوا وأضلوا ، مع علمهم أن رسول الله هو خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم.
ولقد أفردنا بحثا فى مقالة لنا - فى وقت سابق - تكلمنا فيه عن اسم النبي أحمد صلى الله عليه وسلم ، وما له من دلالات نورانية وبشارات إلهية - نشرته جريدة المصريون – فاطلبه هناك.
يبقى أن القارئ العزيز قد يتساءل ، ويحق له ذلك :
ما الذى حدى بتلك الجهات الأوربية إلى ذلك الاهتمام البالغ بتلك الإحصاءات عن اسم محمد ؟
والحق أن مثل هذه التساؤلات قد خطرت لى ّ ، ولكننى أرجعتها إلى عدة مبررات أهمها:
1- أن يكون ذلك إعجابا بالنبي صلى الله عليه وسلم ومدى تمسك المسلمون بالإقتداء به فى كل شيئ حتى اسمه صلى الله عليه وسلم ، فتلك الإحصاءات لها دلالة على محبة المسلمين له صلى الله عليه وسلم !
2- أن يكون فى باطن ذلك كله تحذيرا من خطر انتشار أنصار النبي صلى الله عليه وسلم وذيوع شهرته حتى فى سجل مواليد الأسماء الأوربية والأجنبية .
3- أن يكون ذلك تحريضا على المسلمين !
والحق أننى أميل للوجه الأول ، بأن يكون ذلك إعجابا بشخص النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد سبق أن قرأنا كثيرا من الكتب التى تبحث قى حقيقة ذيوع فضل النبي صلى الله عليه وسلم ورحمته وتأثيره فى العالمين ، كما فى كتابات- كاريل - ( الأبطال ) أو كتابات - مايكل هارت - ( العظماء مائة أعظمهم محمد ) ، وغير ذلك .
هذا من ناحية ، ومن ناحية ثانية ، وعلى ذكر كتاب العظماء مائة لمايكل هارت كادرات ، فقد تعجبت من تعليقات بعض القراء على هذا الترتيب العجيب لعظماء العالم ،
وفرحتهم بأن المسيح يأتى ترتيبه فى المرتبة الثالثة ، ولم يتبينوا أن ذلك لقصور فى منهج الكاتب ، فمايكل هارت جمع السمك مع اللبن مع التمر هندى فى كوب واحد ، ووجبة واحدة ، كما يفعل التلميذ الفاشل فى مادة الحساب الذى يجمع الجنيهات مع الدولارات ، فيقول ( خمسة جنيه + خمسة دولار = عشرة )، ولا يستطيع التمييز للمجموع هل هو جنيهات أم دولارات
والحق أن منهج مايكل هارت منهج علمني كح ، فلو اتبع المنهج الصحيح لميز بين الأنبياء وبين غيرهم ، ولكان وصف مرتبة الأنبياءعلى أنهم أخوة فى صف واحد ، والتفاضل بينهم ليس كالتفاضل بين بقية الناس من شيوعيين ونازيين ورأسماليين وقتلة ،
لقد خالف المنهج القويم لا لشيء إلا كما قلت فى كتابى ( الاصطفاء والاجتباء وأنور الأنبياء ) إنه لم يقترب من النور المحمدي وأنوار الأنبياء عليهم جميعا الصلاة والسلام لا قربا بالعلم ولا قربا بالحال فى الفكر والعقيدة والسلوك جميعا !
ومن هنا علينا أن لا ننساق وراء من يمررون لنا أفكارهم فى صور ولوحات فنية فسفورية ، فقد أغنانا الله عن أفكارهم ، ولا علينا من تشجيعهم ، فلكل مقال غاية وهدف ، والنيات لا حكم لنا عليها ، إن الحكم إلا لله سبحانه وتعالى .
( وعلى الله قصد السبيل )
هناك ١٥ تعليقًا:
صورة حقيقية لسيدنا رسول الله؟؟؟(((((((((((((((((((صورة الرسول صلى الله عليه وسلم ا.)))))))))).
خلق أفضل الخلق يقول عنه ربه تبارك وتعالى ( وإنك لعلى خلق عظيم)وتقول عنه أم المؤمنين عندما سئلت عن خلقه فقالت ( كان خلقه القرآن)
وإن المسلم ليشتاق لرؤيته صلى الله عليه وسلم وكذلك لمعرفة خلقه وليستمع لتوجيهه وأقواله ليقتدي به ويقتفي أثره , ولن أطيل عليكم وسأنقل لكم هذه الأحاديث التي جمعتها من صحيح الجامع فلعلها تذكرنا بخلقه صلى الله عليه وسلم وكذلك كيف كانت هيئته وصورته التي صوره الله عليه فنشتاق إليه أكثر ونحبه أكثر بأبي هو وأمي ... فتعالوا معي واقرأوا هذه الأحاديث
كان ابغض الخُلق إليه الكذب
كان ابيض ، كأنما صيغ من فضه ، رجِل الشعر
كان ابيض ، مشرباً بحمره ، ضخم الهامة ، أهدب الأشفار
كان ابيض ، مشربا بيض بحمره ، و كان اسود الحدقة ، أهدب الأشفار
كان ابيض مليحا مقصدا
كان احب الألوان إليه الخضرة
كان احب الثياب إليه الحبرة
كان احب الثياب إليه القميص
كان احب الدين ما داوم عليه صاحبه
كان احب الشراب إليه الحلو البارد
كان احب الشهور إليه إن يصومه شعبان [ ثم يصله برمضان ]
كان احب العرق إليه ذراع الشاه
كان احب العمل إليه ما دووم عليه و إن قل
كان احسن الناس خلقا
كان احسن الناس ربعه ، إلى الطول ما هو ، بعيد ما بين المنكبين ، أسيل الخدين ، شديد سواد الشعر ، اكحل العينين ، أهدب الأشفار ، إذا وطئ بقدمه وطئ بكلها ، ليس له أخمص ، إذا وضع رداءه عن منكبيه فكأنه سبيكة فضه
كان احسن الناس ، و أجود الناس ، و أشجع الناس
كان احسن الناس وجها ، و أحسنهم خلقا ، ليس بالطول البائن ، و لا بالقصير
كان أخف الناس صلاه على الناس ، و أطول الناس صلاه لنفسه
كان أخف الناس صلاه في تمام
كان إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ، و لكن من ركنه الأيمن أو الأيسر ، و يقول : السلام عليكم ، السلام عليكم
كان إذا أتى مريضا ، أو أتي به قال : اذهب البأس رب الناس ، اشف و أنت الشافي ، لا شفاء ألا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقما
كان إذا أتاه الأمر يسره قال : الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، و إذا أتاه الأمر يكرهه قال : الحمد لله على كل حال
كان إذا أتاه الرجل و له اسم لا يحبه حوله
كان إذا أتاه الفيء قسمه في يومه ، فأعطى الأهل حظين ، و أعطى العزب حظا
كان إذا أتاه قوم بصدقتهم قال : اللهم صل على آل فلان
كان إذا أتى بباكورة الثمرة وضعها على عينيه ثم على شفتيه ، ثم يعطيه من يكون عنده من الصبيان
كان إذا أتى بطعام سال عنه اهديه أم صدقه ؟ فان قيل : صدقه ، قال لأصحابه : كلوا و لم يأكل و إن قيل : هديه ، ضرب بيده ، فأكل معهم
كان إذا اخذ أهله الوعك أمر بالحساء فصنع ، ثم أمرهم فحسوا ، و كان يقول : انه ليرتو فؤاد الحزين ، و يسرو عن فؤاد السقيم ، كما تسرو إحداكن الوسخ بالماء عن وجهها
كان إذا اخذ مضجعه جعل يده اليمنى تحت خده الأيمن
كان إذا اخذ مضجعه قرا { قل يا أيها الكافرون } حتى يختمها
كان إذا اخذ مضجعه من الليل قال ( بسم الله وضعت جنبي ، اللهم اغفر لي ذنبي و اخسأ شيطاني ، و فك رهاني ، و ثقل ميزاني ، و اجعلني في الندى الأعلى))
كان إذا اخذ مضجعه من الليل ، وضع يده تحت خده ثم يقول ( باسمك اللهم أحيا ، و باسمك أموت ،)) وإذا استيقظ قال ( الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا و إليه النشور ))
كان إذا أراد أن يحرم تطيب بأطيب ما يجد
كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع
كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول : اللهم قني عذابك ، يوم تبعث عبادك ( ثلاث مرات )
كان إذا أراد إن يستودع الجيش قال : استودع الله دينكم ، و أمانتكم ، وخواتيم أعمالكم
كان إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفة
كان إذا أراد أن ينام و هو جنب توضأ وضوءه للصلاة، و إذا أراد أن يأكل أويشرب و هو جنب غسل يديه ، ثم يأكل و يشرب كان إذا أراد سفرا اقرع بين نسائه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه
كان إذا أراد غزوه ورى بغيرها
كان إذا استجد ثوبا سماه باسمه قميصا أو عمامة أو رداء ثم يقول : اللهم لك الحمد ، و أنت كسوتنيه ، أسألك من خيره ، و خير ما صنع له ، و أعوذ بك من شره ، و شر ما صنع له
كان إذا استراث الخبر تمثل ببيت طرفه : و يأتيك بالأخبار من لم تزود
كان إذا استسقى قال : اللهم اسق عبادك و بهائمك ، و انشر رحمتك ، و أحيي بلدك الميت
كان إذا استفتح الصلاة قال : سبحانك اللهم و بحمدك ، و تبارك اسمك ، و تعالى جدك ، و لا اله غيرك
كان إذا استن أعطى السواك الأكبر ، وإذا شرب أعطى الذي عن يمينه
كان إذا اشتد البرد بكر بالصلاة ، وإذا اشتد الحر ابرد بالصلاة
كان إذا اشتدت الريح قال : اللهم لقحا لا عقيما
كان إذا اشتكى أحد رأسه قال : اذهب فاحتجم ، و إذا اشتكى رجله قال : اذهب فاخضبها بالحناء
كان إذا اشتكى رقاه جبريل قال : بسم الله يبريك ، من داء يشفيك ، و من شر حاسد إذا حسد ، و من شر كل ذي عين كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات و مسح عنه بيده
كان إذا اصبح و إذا أمسى قال : أصبحنا على فطره الإسلام ، و كلمه الإخلاص ، ودين نبينا محمد ، و مله أبينا إبراهيم ، حنيفا مسلما و ما كان من المشركين
كان إذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب كذبه ، لم يزل معرضا عنه حتى يحدث توبة
كان إذا اعتم سدل عمامته بين كفتيه
كان إذا افطر عند قوم قال : افطر عندكم الصائمون ، و أكل طعامكم الأبرار ، و تنزلت عليكم الملائكة
كان إذا افطر قال : ذهب الظمأ ، و ابتلت العروق و ثبت الأجر أن شاء الله
كان إذا افطر عند قوم ، قال : افطر عندكم الصائمون ، و صلت عليكم الملائكة
كان إذا اكتحل اكتحل وترا ، و إذا استجمر استجمر
كان إذا أكل أو شرب قال : الحمد لله الذى أطعم و سقى ، و سوغه و جعل له مخرجا
كان إذا أكل طعاما لعق أصابعه الثلاث
كان إذا أكل لم تعد أصابعه بين يديه
كان إذا انزل عليه الوحي كرب لذلك و تربد وجهه
كان إذا انزل عليه الوحي نكس رأسه و نكس أصحابه رؤوسهم ، فإذا اقلع عنه رفع رأسه
كان إذا انصرف انحرف
كان إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا ، ثم قال : اللهم أنت السلام ، و منك السلام ، تباركت ياذا الجلال و الإكرام
كان إذا أوى إلى فراشه قال : الحمد لله الذى أطعمنا ، وسقانا ، و كفانا ، و آوانا فكم ممن لا كافي له ، و لا مؤوي له
كان إذا بايعه الناس يلقنهم : فيما استطعت
كان إذا بعث أحدا من أصحابه في بعض أمره قال : بشروا و لا تنفروا ، و يسروا و لا تعسروا
كان إذا بلغه عن الرجل شيء لم يقل : ما بال فلان يقول ؟ ولكن يقول : ما بال أقوام يقولون كذا و كذا
كان إذا تضور من الليل قال : لا اله إلا الله الواحد القهار ، رب السموات و الأرض و ما بينهما العزيز الغفار
كان إذا تكلم بكلمه أعادها ثلاثا ، حتى تفهم عنه ، و إذا أتى على قوم فسلم عليهم ، سلم عليهم ثلاثا
كان إذا تهجد يسلم بين كل ركعتين .......
اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وال سيدنا محمدنا محمد صلى الله عليه وسلم
((((((((((((((((((((((((((((((صورة الرسول)))))))))===========خلق أفضل الخلق يقول عنه ربه تبارك وتعالى ( وإنك لعلى خلق عظيم) سورة ن وتقول عنه أم المؤمنين عندما سئلت عن خلقه فقالت ( كان خلقه القرآن) وإن المسلم ليشتاق لرؤيته صلى الله عليه وسلم وكذلك لمعرفة خلقه وليستمع لتوجيهه وأقواله ليقتدي به ويقتفي أثره , ولن أطيل عليكم وسأنقل لكم هذه الأحاديث التي جمعتها من صحيح الجامع فلعلها تذكرنا بخلقه صلى الله عليه وسلم وكذلك كيف كانت هيئته وصورته التي صوره الله عليه فنشتاق إليه أكثر ونحبه أكثر بأبي هو وأمي ... فتعالوا معي واقرأوا هذه الأحاديث كان ابغض الخلق إليه الكذب كان ابيض ، كأنما صيغ من فضه ، رجل الشعر كان ابيض ، مشربا بحمره ، ضخم الهامة ، أهدب الأشفار كان ابيض ، مشربا بيض بحمره ، و كان اسود الحدقة ، أهدب الأشفار كان ابيض مليحا مقصدا كان احب الألوان إليه الخضرة كان احب الثياب إليه الحبرة كان احب الثياب إليه القميص كان احب الدين ما داوم عليه صاحبه كان احب الشراب إليه الحلو البارد كان احب الشهور إليه إن يصومه شعبان [ ثم يصله برمضان ] كان احب العرق إليه ذراع الشاه كان احب العمل إليه ما دووم عليه و إن قل كان احسن الناس خلقا كان احسن الناس ربعه ، إلى الطول ما هو ، بعيد ما بين المنكبين ، أسيل الخدين ، شديد سواد الشعر ، اكحل العينين ، أهدب الأشفار ، إذا وطئ بقدمه وطئ بكلها ، ليس له أخمص ، إذا وضع رداءه عن منكبيه فكأنه سبيكة فضه كان احسن الناس ، و أجود الناس ، و أشجع الناس كان احسن الناس وجها ، و أحسنهم خلقا ، ليس بالطول البائن ، و لا بالقصير كان أخف الناس صلاه على الناس ، و أطول الناس صلاه لنفسه كان أخف الناس صلاه في تمام كان إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ، و لكن من ركنه الأيمن أو الأيسر ، و يقول : السلام عليكم ، السلام عليكم كان إذا أتى مريضا ، أو أتي به قال : اذهب البأس رب الناس ، اشف و أنت الشافي ، لا شفاء ألا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقما كان إذا أتاه الأمر يسره قال : الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، و إذا أتاه الأمر يكرهه قال : الحمد لله على كل حال كان إذا أتاه الرجل و له اسم لا يحبه حوله كان إذا أتاه الفيء قسمه في يومه ، فأعطى الأهل حظين ، و أعطى العزب حظا كان إذا أتاه قوم بصدقتهم قال : اللهم صل على آل فلان كان إذا أتى بباكورة الثمرة وضعها على عينيه ثم على شفتيه ، ثم يعطيه من يكون عنده من الصبيان كان إذا أتى بطعام سال عنه اهديه أم صدقه ؟ فان قيل : صدقه ، قال لأصحابه : كلوا و لم يأكل و إن قيل : هديه ، ضرب بيده ، فأكل معهم كان إذا اخذ أهله الوعك أمر بالحساء فصنع ، ثم أمرهم فحسوا ، و كان يقول : انه ليرتو فؤاد الحزين ، و يسرو عن فؤاد السقيم ، كما تسرو إحداكن الوسخ بالماء عن وجهها كان إذا اخذ مضجعه جعل يده اليمنى تحت خده الأيمن كان إذا اخذ مضجعه قرا { قل يا أيها الكافرون } حتى يختمها كان إذا اخذ مضجعه من الليل قال ( بسم الله وضعت جنبي ، اللهم اغفر لي ذنبي و اخسأ شيطاني ، و فك رهاني ، و ثقل ميزاني ، و اجعلني في الندى الأعلى)) كان إذا اخذ مضجعه من الليل ، وضع يده تحت خده ثم يقول ((: باسمك اللهم أحيا ، و باسمك أموت ،)) وإذا استيقظ قال ( الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا و إليه النشور )) كان إذا أراد أن يحرم تطيب بأطيب ما يجد كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول : اللهم قني عذابك ، يوم تبعث عبادك ( ثلاث مرات ) كان إذا أراد إن يستودع الجيش قال : استودع الله دينكم ، و أمانتكم ، وخواتيم أعمالكم كان إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفة كان إذا أراد أن ينام و هو جنب توضأ وضوءه للصلاة، و إذا أراد أن يأكل أويشرب و هو جنب غسل يديه ، ثم يأكل و يشرب كان إذا أراد سفرا اقرع بين نسائه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه كان إذا أراد غزوه ورى بغيرها كان إذا استجد ثوبا سماه باسمه قميصا أو عمامة أو رداء ثم يقول : اللهم لك الحمد ، و أنت كسوتنيه ، أسألك من خيره ، و خير ما صنع له ، و أعوذ بك من شره ، و شر ما صنع له كان إذا استراث الخبر تمثل ببيت طرفه : و يأتيك بالأخبار من لم تزود كان إذا استسقى قال : اللهم اسق عبادك و بهائمك ، و انشر رحمتك ، و أحيي بلدك الميت كان إذا استفتح الصلاة قال : سبحانك اللهم و بحمدك ، و تبارك اسمك ، و تعالى جدك ، و لا اله غيرك كان إذا استن أعطى السواك الأكبر ، وإذا شرب أعطى الذي عن يمينه كان إذا اشتد البرد بكر بالصلاة ، وإذا اشتد الحر ابرد بالصلاة كان إذا اشتدت الريح قال : اللهم لقحا لا عقيما كان إذا اشتكى أحد رأسه قال : اذهب فاحتجم ، و إذا اشتكى رجله قال : اذهب فاخضبها بالحناء كان إذا اشتكى رقاه جبريل قال : بسم الله يبريك ، من داء يشفيك ، و من شر حاسد إذا حسد ، و من شر كل ذي عين كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات و مسح عنه بيده كان إذا اصبح و إذا أمسى قال : أصبحنا على فطره الإسلام ، و كلمه الإخلاص ، ودين نبينا محمد ، و مله أبينا إبراهيم ، حنيفا مسلما و ما كان من المشركين كان إذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب كذبه ، لم يزل معرضا عنه حتى يحدث توبة كان إذا اعتم سدل عمامته بين كفتيه كان إذا افطر عند قوم قال : افطر عندكم الصائمون ، و أكل طعامكم الأبرار ، و تنزلت عليكم الملائكة كان إذا افطر قال : ذهب الظمأ ، و ابتلت العروق و ثبت الأجر أن شاء الله كان إذا افطر عند قوم ، قال : افطر عندكم الصائمون ، و صلت عليكم الملائكة كان إذا اكتحل اكتحل وترا ، و إذا استجمر استجمر كان إذا أكل أو شرب قال : الحمد لله الذى أطعم و سقى ، و سوغه و جعل له مخرجا كان إذا أكل طعاما لعق أصابعه الثلاث كان إذا أكل لم تعد أصابعه بين يديه كان إذا انزل عليه الوحي كرب لذلك و تربد وجهه كان إذا انزل عليه الوحي نكس رأسه و نكس أصحابه رؤوسهم ، فإذا اقلع عنه رفع رأسه كان إذا انصرف انحرف كان إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا ، ثم قال : اللهم أنت السلام ، و منك السلام ، تباركت ياذا الجلال و الإكرام كان إذا أوى إلى فراشه قال : الحمد لله الذى أطعمنا ، وسقانا ، و كفانا ، و آوانا فكم ممن لا كافي له ، و لا مؤوي له كان إذا بايعه الناس يلقنهم : فيما استطعت كان إذا بعث أحدا من أصحابه في بعض أمره قال : بشروا و لا تنفروا ، و يسروا و لا تعسروا كان إذا بلغه عن الرجل شيء لم يقل : ما بال فلان يقول ؟ ولكن يقول : ما بال أقوام يقولون كذا و كذا كان إذا تضور من الليل قال : لا اله إلا الله الواحد القهار ، رب السموات و الأرض و ما بينهما العزيز الغفار كان إذا تكلم بكلمه أعادها ثلاثا ، حتى تفهم عنه ، و إذا أتى على قوم فسلم عليهم ، سلم عليهم ثلاثا كان إذا تهجد يسلم بين كل ركعتين ..
منقول من شبكه دكتور ويزارد
((((((((طبيعة غذاء الرسول وكيفية الوقاية من الأمراض
كان النبي { حينما يستيقظ من نومه وبعد فراغه من الصلاة وذكر الله عز وجل يتناول ..كوباً من الماء مذاباً فيه ملعقة من عسل النحل ويذيبها إذابة جيدة،
لأنه ثبت علمياً أن الماء يكتسب خواص المادة المذابة فيه، بمعنى أن جزيئات الماء تترتب حسب جزيئات العسل.
وروي عن النبي { أنه قال: "عليكم بشراب العسل" وهذا إنما يدل على الفوائد العظيمة لشراب العسل أي الماء المذاب فيه العسل، فقد اكتشف الطب الحديث أن شراب العسل حينما يتناوله الإنسان ينبه الجهاز الهضمي للعمل بكفاءة عن طريق زيادة قدرة عمل الحركة الدورية للأمعاء، وبعدها يعمل العسل كمادة غذائية متكاملة بسبب احتوائه على السكريات الأحادية التي تُمت مباشرة ولا يجري عليها هضم،
وتتولد مركبات يسمونها أدونزين ثلاثي الفوسفات وهو ما يطلق عليه (وقود العضلات) وهذا ما جعل علماء التغذية يأخذون الماء ويكسبوه طاقة وهو ما يطلق عليه الآن في أوروبا اسم (العلاج بالماء) لأن الماء يكتسب صفات ما يضاف عليه من مواد ولذلك فإن الطب في أوروبا أكثر تقدماً حتى أعمارهم أطول لأنهم يتبعون في أساليب التغذية الخاصة بهم نهج الطب النبوي الذي ثبت أنه أصلح وسيلة لجسم حي وسليم،
وما زال الطب الحديث حتى الآن يبحث في أسرار الغذاء الذي كان يتناوله النبي
{ وكيف أن هذا الغذاء لم يكن جزافاً بل له أسس وقواعد علمية ما زال الطب الحديث يستكشف ويبحث في أسرارها حتى الآن، وهذا من أسرار الإعجاز الإلهي التي اصطفى بها النبي { في يومه.
إفطار الرسول
بعدما يتناول النبي { شراب العسل يتكئ قليلاً وبعد العبادة المهجورة التي كان يؤديها- { صلوات الله وتسليمه عليه- وهي التفكر في طاعة الله وبعد صلاة الضحى، يتناول النبي { سبع تمرات مغموسة في كوب لبن } كما روي عنه وحدد النبي { الجرعة بسبع تمرات } في حديثه الذي رواه أبو نعيم
وأبو داود .
أن النبي الصلاة والسلام عليه { قال: "من تصبّح بسبع تمرات لا يصيبه في هذا اليوم سم ولا سحر" }.
وقد ثبت بالدليل العلمي أن هناك إنزيماً يرتفع أداؤه في حالة التسمم، وعندما يتم تناول سبع تمرات لمدة شهر يومياً نلاحظ أن هذا الإنزيم قد بدأ في الهبوط والعودة لوضعه الطبيعي،
وهذا من الإعجاز الإلهي الذي خُصّ به النبي صلى الله عليه وسلم .
ومن الظواهر التي أثبتها العلم الحديث المتعلقة بسبع تمرات: ظاهرة التليباثي أو الاستجلاء البصري أو الاستجلاء السمعي أو ما يطلقون عليه (التخاطر عن بعد). (( للمهتمين بمواضيع البراسيكولوجي )
وقد بحث العلماء في جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة القاهرة وتوصلوا لنفس النتائج، من أن العمال الذينيعملون بالمناجم وبالرصاص وبالمواد السامة، أي الأكثر عرضة للسموم، عندما يتناولون سبع تمرات يومياً يتوقف تأثير المواد السامة تماماً، وهذا ما نشره العالم اليهودي اندريا ويل (الذي أعلن إسلامه بعد ذلك)
في بحثه تحت عنوان "سبع تمرات كافية" الذي أثبت فيه أن سبع تمرات تعد علاجاً للتسمم ونصح جميع العاملين المعرضين للتسمم بتناولها يومياً،
وهذا ما يثبته حديث النبي .. الذي رواه الترمذي في سننه من أن (التمر من الجنة وفيه شفاء من السم)
والدليل ...
من القرآن يساقط عليك رطبا جنيا.. وهذا ما أيده العالم اندريا ويل في كتابه (الصحة المثلى)
واستشهد فيه بأحاديث النبي عن التمر وفوائده العظيمة للصحة وللإنسان وكيفية الوقاية من الأمراض.
غداء الرسول
بعد تناول النبي { لوجبة الإفطار التي ذكرناها سابقاً، يظل حتى يفرغ من صلاة العصر، ثم يأخذ ملء السقاية (تقريباً ملء ملعقة) من زيت الزيتون وعليها نقطتا خل مع كسرة خبز شعير، أي ما يعادل كف اليد.
وقد ذكرت بعض الآيات القرآنية بعض الفوائد لزيت الزيتون إذ يقول تعالى: شجرة مباركة زيتونة
لا شرقية ولا غربية ..
يكاد زيتها يضيء وأيضاً والتين والزيتون... وقد أثبت العلم الحديث أن هناك أنواعاً عديدة من السرطان، مثل سرطان العظم (سركوما)، استخدم زيت الزيتون لعلاجها وهي ما قال فيها الله عز وجل ... وصبغ للآكلين فكلمة صبغ للآكلين تعني، كما فسرها ابن كثير والقرطبي وكل التفاسير، أنها تصبغ الجسم أي لها صفة الصبغية،
وقد أيد الطب الحديث في اكتشافاته أن زيت الزيتون يحتوي على أحماض دهنية وحيدة التشبع يعني غير مشبعة، ولذلك يقول العالم أندريا ويل: إنه وجد بالتجربة أن زيت الزيتون يذيب الدهون وهذا من قدرة الله، دهن يذيب الدهون، فهو يعالج الدهون مع أنه دهن لأنه يحتوي في تركيبه على (أوميجا 3) بعدد كبير وأوميجا 3 تعالج الدهون.
كما ثبت علميا أن زيت الزيتون يحمي من أمراض تصلب الشرايين والزهايمر وهو مرض الخرف وضعف الذاكرة ويضيع المخ، واستطاع العالم أندريا ويل أن يثبت كيف يقوم زيت الزيتون بالتدخل في الخلية المصابة بالسرطان ويعالجها ويؤثر فيها، ووصف كلمة صبغ للآكلين التي جاءت في القرآن
على أنها الصبغيات (الكرموسومات) ووصف السرطان بأنه اتساع بين الخلايا الواحدة بعض الشيء،وثبت أن زيت الزيتون يقوم بتضييق هذا الاتساع ويحافظ على المسافات بين الخلايا. وهنا
تتجلى قدرة الله عز وجل ..
في انتقائه لغذاء نبيه محمد { فكان النبي { يغمس كسرة الخبز بالخل وزيت الزيتون ويأكل.
وقد اكتشف العلم الحديث أن الخل الناتج من هضم المواد الكربوهيدراتية في الجسم هو مركب خليّ اسمه (أسيتو أستيت) والدهون تتحول إلى أسيتو أستيت ويبقى المركب الوسطي للدهون والكربوهيدرات والبروتين
هو الخل فعند تناول الخل وحدوث أي نقص من هذه المواد يعطيك الخل تعويضاً لهذا النقص،
وتبين بالعلم الحديث أن زيت الزيتون مع الخل يقومان كمركب بإذابة الدهون عالية الكثافة التي تترسب في الشرايين مسببة تصلّبها، لذلك أطلق العلماء على الخل مع زيت الزيتون (بلدوزر الشرايين)لأنه يقوم بتنظيف الشرايين من الدهون عالية الكثافة التي قد تؤدي إلى تصلب الشرايين.
وليس مهمة الخل فحسب القيام بإذابة الدهون، بل يقوم مع الزيتون كمركب بتحويل الدهون المذابة إلى دهون بسيطة يسهل دخولها في التمثيل الغذائي ليستفيد الجسم منها، ثم بعد أن يتناول النبي { غداءه كان يتناول جزرة حمراء
من التي كانت تنبت في شبه الجزيرة العربية، وقد أثبت العلم الحديث بالدليل والتجربة أن الجزر الأحمر يوجد به (أنتوكسيدات) وهي من الأشياء التي تثبط عمل مسببات السرطان، كما أثبت الطب الحديث أن الجزر يساعد
على نمو الحامض النووي والعوامل الوراثية، وهذا من الإعجاز الإلهي، لذلك فإن الكثير من الأطباء ينصحون
بتناول الجزر كمصدر لفيتامين (أ) ومصدر لتجدد العوامل الوراثية بالحام ض النووي، كما أنه يؤخر ظهور الشيب.
عشاء النبي
كان النبي { بعد أن ينتهي من صلاة العشاء والنوافل والوتر وقبل أن يدخل في قيام الليل، كان يتناول وجبته الثالثة في اليوم وهي وجبة العشاء، وكانت تحتوي على اللبن الروب مع كسرة من خبز الشعير،
وقد أثبت العلم الحديث أن تناول كوب من اللبن الروب في العشاء يعمل على إذابة الفضلات المتبقية في المصران الغليظ، ويقوم بتحليلها إلى مركبات بسيطة يسهل الاستفادة منها ومن الفيتامينات الموجودة بها. وقد جرت بعض الدراسات العلمية، قام بها عدد من خبراء التغذية في الغرب وأيضاً الدراسات التي أجريت في جامعة القاهرة وجامعة الملك عبدالعزيز، بينت فوائد اللبن الروب عند تناوله ليلاً،
فهو يجعل الترسبات غير المرغوب فيها تتفتت ويستفيد منها الجسم،وهذا من الإعجاز في تناول النبي { لهذه الوجبة ليلاً كوجبة عشاء هامة وضرورية وسريعة الهضم، وتجعل الجهاز الهضمي يعمل بكفاءة، لذلك هناك عدد من الأطباء دائماً يصفون لمرضاهم اللبن الروب ليلاً في وجبة العشاء لأنه مريح للقولون ولا يسبب تقلصات في المعدة، وأكدت هذه المعلومات الطبية الدراسة التي أجراها الدكتور عبدالباسط سيد محمد في كتابه (الاستشفاء بطعام النبي) الذي أوضح فيه أن معظم طعام النبي له جانبان من الفائدة، جانب القيمة الغذائية التي يمد بها الجسم وأثبتها العلم الحديث، وجانب الوقاية من الأمراض،
وهذا إنما يدل على الإعجاز الإلهي في اختيار رب العالمين لطعام نبيه ومصطفاه سيد الخلق أجمعين.
وفي النهاية نقول...
انطلاقاً من قوله تعالى:
لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة
... فلو تأملنا جيداً سنجد أن النبي { كان خير قدوة لنا في مأكله ومشربه وملبسه، كان قدوةً ومعلماً للبشرية، فقد أعجز بعلمه العلماء، وفاقت فصاحته البلغاء والأدباء، فكان إذا تحدث صدق وما ينطق عن الهوى... ولو تأملنا جيداً أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم
{ عن الطعام لوجدنا أنه أخبرنا من آلاف السنين بما لم يستطع العلم الحديث اكتشافه،
منقول
(((((((((((((((((((((((((((لماذا تكرهون "محمد" و"محمد" يحب المسيح بسم الله الرحمن الرحيم)))))))))))))))
-المقدمة-
إن الحمد لله ،نحمده ونستعينه ونستغفره ،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ،ومن سيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له،ومن يضلل فلا هادي له.وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:-
إن العلاقة بين محمدr والمسيحعلاقة محبة صادقة خالصة رفيعة المستوى،فالنبي محمد rأحب أخاه المسيح وقدمه للعالم و الإنسانية بأبهى وأرقى وأكمل مشهد من خلال منهج الوحيين القرآن الكريم والسنة النبوية.ومحمدrعرف بأخيه المسيح تعريفاً كاملاً من قبل ميلاد أمه العذراء مريم بنت عمران عليها السلام إلى نهاية التاريخ وتوقف الزمن الأرضي،وقدم الكتاب المقدس الإنجيل الحق،المنزل على المسيح،بأزهى تقديم وقدم الحواريين بأجمل صورة، ودافع عن مؤمني النصارى المضطهدين دفاعا اتسم بالمحبة لهم،وبكراهية مضطهديهم الطغاة، فالمسلم الحقيقي لا يكون مسلماً حقاً إلا إذا آمن بالمسيح،وبانجيل المسيح،والنور الذي جاء به المسيح،فالمسلم يؤمن بأنبياء الله كلهم من آدم الى محمد صلى r والبالغ عددهم أكثر من ثمانية وعشرون ألف نبي،ومن كفر رسولاً واحداً أو كتاباً واحداً انسلخ عن الإسلام ،فالمسلم يؤمن بموسى وعيسى وبالتوراة و الإنجيل ،كإيمانه بمحمدr والقرآن سواءاً بسواء قال الله تعالى:{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } سورة البقرة الآية[28]،ومحمدr نبي متبع لآثار أخوته الأنبياء من قبله ،ومقتد بهداهم ،ومجدد ومصحح لما طرأ في عقائد الناس من انحراف ،وردهم إلى التوحيد الذي هو قطب رحى الرسالات السماوية جميعها قال الله تعالى:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }سورة النحل الآية[36]،ومحمدr نعت رسالة المسيح بأنها اشراقة سماوية على الإنسانية، ولو كان محمدr كارها للمسيح وأمه العذراء،لأخفى من القرآن الكريم المنزل عليه عن طريق روح القدس جبريل سورة مريم وآل عمران،وسورة المائدة التي تسطر كرامات المسيحبأحرف من نور وآيات أخرى كثيرة كثيرة مثل قوله تعالى:{وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ }سورة التحريم الآية[12]،و الأحاديث النبوية الصحيحة الكثيرة –ومنها كما في صحيح البخاري قال النبيr:(فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام، كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء: إلا مريم ابنة عمران، وآسية امرأة فرعون)،وهذه وأيم الله شهادة صدق من سيد المرسلين والتي ترفع المسيح وأمه إلى أعلى عليين فأي دلالة أوضح من هذه على حب محمدr لأخيه المسيح وأمه العذراء.لذا أقول إن الشعوب النصرانية لا يعلمون بأن روح المحبة الصادقة التي يبديها المسلم دائما تجاه عيسى وأمه عيلهما الصلاة والسلام تنبع من الوحيين القرآن الكريم والسنة النبوية فهما ينبوع الايمان.واني لأضع بين يديك و بكل تواضع هذا البحث العلمي المعنون"لماذا تكرهون محمد؟ ومحمد يحب المسيح!!!" فرب كلمة يبارك الله فيها فتقرأ فيها فحوى كتاب،فلعله أن يكون مشعلا ومناراً ومقتداً،وأن يفتح الله به أعيناً عمياً،وآذاناً صماً، وقلوباً غلفاً،وان الأسلوب المنتهج في هذا البحث أسلوباً حوارياً دفاعياً هادئاً يحبه الغربيين،فحسب القاريء الغربي بل وحتى الشرقي،بقراءته للبحث أن تقام عليه الحجة الواضحة والبرهان الساطع على نبوة محمد r،وحسبه وكافيه قصة إسلام النجاشي وقد عرفت بطريقة غير مباشرة بمحمدr ورسالته الخالدة، بمثل قصة إسلام النجاشي وقصة هرقل،وأما ما يفعله الغربيون من رسم رسوماً يلمزون بها محمد r ما هي إلا نوع من أنواع الحروب على الإسلام، والتي يدير رحاها، قتلة الأنبياء المغضوب عليهم اليهود،تحت ظل حرية الرأي وحرية التعبير زعموا؟!، والتي لا تقف إلا بنزول المسيح بقتله للخنزير وكسره للصليب وتخليص الأرض من شر اليهود ليعم بعدها السلام العالمي على الإنسانية.فأقول لهؤلاء اللامزين إن لم تؤمنوا بمحمدr ورسالته فلا أقل من أن تحترموه لأنه يحب المسيح .هذا فان كل ما كتبته هو نصرة لحبيبنا وشفيعنا وقرة أعيننا محمدr قال تعالى:{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}سورة الفتح
هذا هو جهدي في الكتاب،فان وفقت فيه فمن فضل الله وكرمه ومنه علي ،وان كانت الأخرى فمن نفسي والشيطان،واستغفر الله الذي لا اله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه منه،وأسأل الله ألا يحرمني أجر هذا الكتاب في الحياة وبعد الممات، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المؤلف:يوسف بن إبراهيم الساجر.
1. الله يصطفي آل عمران على العالمين:
قال الله تعالى في القرآن الكريم:{إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ }سورة آل عمران الآية[33].
2. والدة مريم عليها السلام تحمل بالعذراء وتنذر المولود القادم خالصاً لخدمة بيت المقدس:
قال الله تعالى في القرآن الكريم:{ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *}سورة آل عمران الآيات[33-34].
3. مولد مريم بنت عمران عليها السلام:
وعن ولادة أم المسيح عليهما السلام قال الله تعالى في القرآن الكريم{فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ *فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }سورة آل عمران الآيات [36-37].
4. زكريا يفوز بكفالة مريم العذراء عليها السلام لتربيتها لأن والدها عمران مات قبل ولادتها:
كما قال الله تعالى في القرآن الكريم{ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ } سورة آل عمران الآية[44].
وقال الله تعالى في القرآن الكريم{فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }سورة آل عمران الآية[37].
5. البتول مريم بنت عمران عليها السلام عابدة ناسكة:
وقد شهد بهذا رب العالمين في القرآن الكريم بقوله:{يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ } سورة آل عمران الآية [43].
6. كرامات مريم بنت عمران عليها السلام:
ومنها ما قاله المولي في كتابه العزيز:{كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }سورة آل عمران [36-37].
7. الله يصطفي مريم عليها السلام مرتين على نساء العالمين:
وقد جاء ذلك في القرآن الكريم بقوله سبحانه وتعالى:{وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ}سورة آل عمران الآية[42].
8. محمدr يظهر خيرية مريم بنت عمران عليها السلام على نساء العالمين أجمعين:
قال الرسول r: (خير نسائها مريم بنت عمران،وخير نسائها خديجة) رواه البخاري.
قال رسول الله r: (كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء: إلا آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) رواه البخاري.
9. الله يقول عن مريم عليها السلام بأنها عفيفة طاهرة عذراء:
كما في قوله جل شأنه:{وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ }سورة التحريم الآية[12].
وقال الله تعالى في القرآن الكريم:{وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ * إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ }سورة الأنبياء الآيات[ 91-92].
10. بشارات الملائكة لمريم عليها السلام بالمولود العظيم المسيح :
كما في قوله سبحانه وتعالى:{إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ }سورة آل عمران الآية[45].
11. مريم عليها السلام تحمل بالمسيح:
وقد جاء ذلك في قوله تبارك وتعالى:{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا * فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا * قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا * قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا * فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا }سورة مريم الآيات[16-17-18-19-20-21-22].
12. معجزة ميلاد المسيح:
كما سطرت بالقرآن الكريم حيث قال ربنا جل جلاله:{فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا * فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا *فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً } سورة مريم الآيات[23-24-25-26-27].
هذا وان القرآن لم يذكر قصة مولد محمدr لأن مولده كان مولداً طبيعياً كما يولد سائر البشر{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً }سورة الكهف الآية[110]،ومن هذا تظهر الأدلة بأن القرآن ليس من عند محمدr،و إلا لأبرز مولده وميزه أكثر من مولد المسيح أوغيره،ولكنها محبة محمدr الصادقة لأخيه المسيح.
13. المسيح خلق من تراب كما خلق أبو البشر آدم عليه السلام:
فقد قال الله سبحانه وتعالى:{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }سورة آل عمران الآية [59].
و[عن أبي بن كعب في قوله تعالى : {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم} الآية ، قال جمعهم له يومئذ جميعا . ما هو كائن إلى يوم القيامة فجعلهم أرواحا ثم صورهم واستنطقهم فتكلموا وأخذ عليهم العهد والميثاق { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ } . قال فإني أشهد عليكم السموات السبع والأرضين السبع وأشهد عليكم أباكم آدم { أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ } فلا تشركوا بي شيئا فإني أرسل إليكم رسلي يذكرونكم عهدي وميثاقي وأنزل عليكم كتبي ، فقالوا نشهد أنك ربنا وإلهنا لا رب لنا غيرك ، ورفع لهم أبوهم آدم فرأى فيهم الغني والفقير وحسن الصورة وغير ذلك فقال رب لو سويت بين عبادك ، فقال إني أحب أن أشكر ، ورأى فيهم الأنبياء مثل السرج وخصوا بميثاق آخر بالرسالة والنبوة فذلك قوله :{وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ } وهو قوله تعالى :{فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله} وقوله تعالى :{هَذَا نَذِيرٌ مِّنَ النُّذُرِ الْأُولَى } وقوله تعالى : { {وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ} وكان روح عيسى من تلك الأرواح التي أخذ عليها الميثاق فأرسل ذلك الروح إلى مريم حين انتبذت من أهلها مكانا شرقيا فدخل من فيها ]ذكره ابن القيم في كتاب الروح.
والله جل في علاه له الكمال المطلق في الخلق يخلق ما يشاء كيف شاء سبحانه، فقد خلق آدم من تراب بلا أب ولا أم ،وخلق حواء من ضلع آدم من أب بلا أم ، وجعل نسل بني آدم من أب وأم ، وخلق عيسى من أم بلا أب فسبحان الله الخلاق العليم.
14. الشيطان اللعين لم يقرب المسيح عند ولادته:
وذلك لكرامة المسيح عليه السلام على الله تبارك وتعالى وبين ذلك النبيr بقوله:(كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بإصبعه حين يولد ، غير عيسى ابن مريم ، ذهب يطعن فطعن في الحجاب .( رواه البخاري.
15. المسيح يتكلم في المهد :
و أي كرامة كمثل هذه فمنذ أن خلق الله الخلق من لدن آدم عليه السلام والى أن يرث الأرض ومن عليها لم يتكلم إلا ثلاثة في المهد أحدهم عيسى عليه السلام كما قال الرسول r:(لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة :عيسى ، وكان في بني إسرائيل رجل يقال له جريج ، كان يصلي ، جاءته أمه فدعته ، فقال : أجيبها أو أصلي ، فقالت : اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات ، وكان جريج في صومعته ، فتعرضت له امرأة وكلمته فأبى ، فأتت راعيا فأمكنته من نفسها ، فولدت غلاما ، فقالت : من جريج ، فأتوه فكسروا صومعته وأنزلوه وسبوه ، فتوضأ وصلى ثم أتى الغلام ، فقال : من أبوك يا غلام ؟ قال : الراعي ، قالوا : نبني صومعتك من ذهب ؟ قال : لا ، إلا من طين . وكانت امرأة ترضع ابنا لها من بني إسرائيل ، فمر بها رجل راكب ذو شارة ، فقالت : اللهم اجعل ابني مثله ، فترك ثديها وأقبل على الراكب ، فقال : اللهم لا تجعلني مثله ، ثم أقبل على ثديها يمصه - قال أبو هريرة : كأني أنظر إلى النبي r يمص إصبعه - ثم مر بأمة ، فقالت : اللهم لا تجعل ابني مثل هذه ، فترك ثديها ، فقال : اللهم اجعلني مثلها ، فقالت : لم ذاك ؟ فقال : الراكب جبار من الجبابرة ، وهذه الأمة يقولون : سرقت ، زنيت ، ولم تفعل ).رواه البخاري.
16. المسيح تكلم بالمهد ليبريء ساحة أمه الطاهرة مريم العذراء عليها السلام:
فقد قال الله تعالى:{فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا * يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا * فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا*}
سورة مريم الآيات[27-28-29-30-31-32-33].
17. نزول الكتاب المقدس الإنجيل الحق على المسيح:
الكتب المقدسة التي اختص الله بها بعض رسله سبحانه فالتوراة لموسى عليه السلام والزبور لداوود عليه السلام والقرآن لمحمد صلى الله عليه وسلم وأما الإنجيل فقد انزله الله على عيسى عليه السلام كما قال الله تعالى:{ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }سورة الحديد الآية[27].
وقال سبحانه و تعالى:{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ } سورة البقرة الآية[253].
18. الكتاب المقدس الإنجيل نور وهدى وموعظة:
وبين هذا المولى سبحانه بقوله:{وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ }سورة المائدة الآية[46].
19. الله يصف مريم بالصديقة ويقول عنها وعن المسيح عليهما السلام بأنهما آية:
كما ذكره سبحانه بقوله:{مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }سورة المائدة الآية[75].
{وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ }سورة المؤمنون الآية[50].
20. الله يؤيد المسيح بروح القدس:
وفي هذا قال الله تعالى:{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ } سورة البقرة الآية[87].
21. المسيح يحل لليهود بعض ما كان محرماً عليهم:
فقد قال الله تعالى:{ وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ* وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ *}سورة آل عمران الآيات[49-50].
22. حقيقة المسيح أنه عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم عليها السلام وروح منه:
وقد بين الله سبحانه وتعالى بقوله:{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً }سورة النساء الآية[171].
وقال الله تعالى:{وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ }سورة الأنعام الآية[85].
وقال سبحانه:{لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعاً }سورة النساء الآية[172].
وقال الرسول r:(من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله ، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، والجنة حق ، والنار حق ، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل ). رواه البخاري.
وقال الرسول r: (لقد رأيتني في الحجر . وقريش تسألني عن مسراي . فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها . فكربت كربة ما كربت مثله قط . قال فرفعه الله لي أنظر إليه . ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به . وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء . فإذا موسى قائم يصلي . فإذا رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوءة . وإذا عيسى بن مريم قائم يصلي . أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود الثقفي . وإذا إبراهيم قائم يصلي . أشبه الناس به صاحبكم (يعني نفسه) فحانت الصلاة فأممتهم . فلما فرغت من الصلاة قال قائل : يا محمد ! هذا مالك صاحب النار فسلم عليه . فالتفت إليه فبدأني بالسلام ). رواه مسلم.
23. الله يأخذ الميثاق على المسيح بأن يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا:
وهذا من أعظم المواثيق التي أخذها الله على عباده النبيين كما قال سبحانه وتعالى:{وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً }سورة الأحزاب الآية[7].
وهذا توكيد للميثاق الأول الذي اخذه الله على خلقه كما في قوله سبحانه: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ*أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ }سورة الأعراف الآيات[172-173]
24. الله يأمر أبنا الخالة يحيى بن زكريا وعيسى بن مريم عليهم السلام بالتوحيد وأهم أركان الدين:
قال الرسول r: (إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها وإنه كاد أن يبطئ بها قال عيسى إن الله أمرك بخمس كلمات لتعمل بها وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها فإما أن تأمرهم وإما أن آمرهم فقال يحيى أخشى إن سبقتني بها أن يخسف بي أو أعذب فجمع الناس في بيت المقدس فامتلأ المسجد وقعدوا على الشرف فقال إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن وآمركم أن تعملوا بهن أولهن1- أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وإن مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق فقال هذه داري وهذا عملي فاعمل وأد إلي فكان يعمل ويؤدي إلى غير سيده فأيكم يرضى أن يكون عبده كذلك 2-وإن الله أمركم بالصلاة فإذا صليتم فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتف 3-وأمركم بالصيام فإن مثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرة فيها مسك فكلهم يعجب أو يعجبه ريحها وإن ريح الصائم أطيب عند الله من ريح المسك4- وأمركم بالصدقة فإن مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه وقدموه ليضربوا عنقه فقال أنا أفديه منكم بالقليل والكثير ففدى نفسه منهم5- وأمركم أن تذكروا الله فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعا حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله قال النبي rوأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع ومن ادعى دعوى الجاهلية فإنه من جثى جهنم فقال رجل يا رسول الله وإن صلى وصام قال وإن صلى وصام فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله (صحيح الترغيب والترهيب للألباني رقم[552].
25. الإنجيل الحق المنزل على المسيح يبشر بمحمد r:
قال الله تعالى في القرآن الكريم:{وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ }سورة الصف الآية[6].
26. معجزات المسيح:
ومن أهم و أعظم معجزات النبي الكريم عيسى عليه الصلاة والسلام ما ذكر الله تعالى في كتابه الكريم بقوله:{إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ }سورة المائدة الآية[110].
وقال سبحانه:{وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آَمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آَمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ * إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ * قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا وَآَيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ * قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ * }سورة المائدة الآيات[111-112-113-114-115].
27. ألقاب المسيحفي القرآن الكريم:
أولاً: المسيح:
وذلك في قوله تبارك وتعالى:{إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ }سورة آل عمران الآية[45].
ثانياً: آية الله:
وهو في قول الله جل جلاله:{وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ }سورة المؤمنون الآية [50].
ثالثاً: ابن مريم:
لأنه معجزة كبرى و آية الله العظمى فانه خلقه من أم بلا أب فقد قال تعالى:{وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ }سورة الزخرف الآية[57].
رابعاً: عيسى بن مريم عليهما الصلاة والسلام:
كما قال المولى سبحانه:{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ }سورة البقرة الأية[87].
خامساً: كلمة الله:
كما قال سبحانه: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً }سورة النساء الآية [171].
سادساً: عبد الله:
كما قال جل شأنه: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً }سورة مريم الآية[30].
سابعاً: روح الله:
كما قال الله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً }سورة النساء الآية[171].
ثامناً:المسيح ابن مريم:
كما جاء في قوله جل جلاله:{مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ } سورة المائدة الآية[75].
تاسعاً: رسول الله:
كما جاء في الذكر الحكيم قوله سبحانه: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً }سورة النساء الآية[157].
28. المسيح كأنك تراه:
فقد ذكر النبي r يوما بين ظهري الناس المسيح الدجال ، فقال : (إن الله ليس بأعور ، ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى ، كأن عينه عنبة طافية ، وأراني الليلة عند الكعبة في المنام ، فإذا رجل آدم ، كأحسن ما يرى من أدم الرجال تضرب لمته بين منكبيه ، رجل الشعر ، يقطر رأسه ماء ، واضعا يديه على منكبي رجلين وهو يطوف بالبيت ، فقلت : من هذا ؟ فقالوا : هذا المسيح بن مريم ، ثم رأيت رجلا وراءه جعدا قططا ، أعور العين اليمنى ، كأشبه من رأيت بابن قطن ، واضعا يديه على منكبي رجل يطوف بالبيت ، فقلت : من هذا ؟ قالوا : المسيح الدجال) رواه البخاري.
أراني الليلة عند الكعبة ، فرأيت رجلا آدم ، كأحسن ما أنت راء من أدم الرجال ، له لمة كأحسن ما أنت راء من اللمم قد رجلها ، فهي تقطر ماء ، متكأ على رجلين ، أو على عواتق رجلين ، يطوف بالبيت ، فسألت : من هذا ؟ فقيل : المسيح ابن مريم ، وإذا أنا برجل جعد قطط ، أعور العين اليمنى ، كأنها عنبة طافية ، فسألت : من هذا ؟ فقيل : المسيح الدجال (رواه البخاري.
وقال الرسول r: (ليلة أسري بي : رأيت موسى ، وإذا هو رجل ضرب رجل ، كأنه من رجال شنوءة ، ورأيت عيسى ، فإذا هو رجل ربعة أحمر ، كأنما خرج من ديماس ، وأنا أشبه ولد إبراهيم به ، ثم أتيت بإناءين : في أحدهما لبن وفي الآخر خمر ، فقال : اشرب أيهما شئت ، فأخذت اللبن فشربته ، فقيل : أخذت الفطرة ، أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك (رواه البخاري.
وقال النبي r: (بينما أنا نائم أطوف بالكعبة ، فإذا رجل آدم ، سبط الشعر ، يهادى بين رجلين ، ينطف رأسه ماء ، أو يهراق رأسه ماء ، فقلت : من هذا ؟ قالوا : ابن مريم ، فذهبت ألتفت ، فإذا رجل أحمر جسيم ، جعد الرأس ، أعور عينه اليمنى ، كأن عينه عنبة طافية ، قلت : من هذا ؟ قالوا : هذا الدجال ، وأقرب الناس به شبها ابن قطن)رواه البخاري.
وقال الرسول r: (رأيت ليلة أسري بي موسى ، رجلا آدم ، طوالا جعدا ، كأنه من رجال شنوءة ، ورأيت عيسى رجلا مربوعا ، مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض ، سبط الرأس ، ورأيت مالكا خازن النار ، والدجال ، في آيات أراهن الله إياه : {فلا تكن في مرية من لقائه} . قال أنس وأبو بكرة ، عن النبي r: تحرس الملائكة المدينة من الدجال) رواه البخاري.
وقال الرسول r: (ليس بيني وبين عيسى نبي ، وإنه نازل ، فإذا رأيتموه فاعرفوه ، رجل مربوع ، إلى الحمرة والبياض ، ينزل بين ممصرتين ، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل ، فيقاتل الناس على الإسلام ، فيدق الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام ، ويهلك المسيح الدجال ، فيمكث في الأرض أربعين سنة ، ثم يتوفى ، فيصلي عليه المسلمون )صحيح الجامع للألباني رقم[5389].
أسري بالنبي r إلى بيت المقدس وجاء من ليلته يحدثهم بمسيره وبعلامة بيت المقدس وبعيرهم فقال أناس نحن نصدق محمد r بما يقول فارتدوا كفارا وضرب الله أعناقهم مع أبي جهل قال وقال أبو جهل يخوفنا محمد بشجر الزقوم هاتوا زبدا وتمرا تزقموا قال ورأى الدجال في صورته رؤيا عين ليس رؤيا منام وعيسى وموسى وإبراهيم صلى الله عليهم فسئل النبي r عن الدجال فقال رأيته فيلمانيا أقمر هجانا إحدى عينيه قائمة كأنها كوكب دري كأن شعر رأسه أغصان شجرة ورأيت عيسى شابا أبيض جعد الرأس حديد البصر مبطن الخلق ورأيت موسى أسحم آدم كثير الشعر شديد الخلق ورأيت إبراهيم عليهما السلام فلا أنظر إلى إرب من آرابه إلا نظرت إليه مني كأنه صاحبكم قال وقال جبريل سلم على أبيك فسلمت عليه )
رواه ابن جرير الطبري في مسند ابن عباس.
29. اليهود يكذبون رسالة المسيح:
وهذا ما قاله سبحانه وتعالى:{وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ* فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ }سورة الزخرف الآيات[63-64].
وقال جل جلاله:{ وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا * فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا* وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً }سورة النساء الآيات[154-155-156].
30. الله يتوعد اليهود بالعذاب الأليم حيث رموا العذراء مريم عليها السلام بالزنا:
فقد قال الله تبارك وتعالى:{فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا * وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا * وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا * وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا *فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا * وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * }سورة النساء الآيات [155-161].
31. المسيح يلعن من كذب رسالته السماوية من بني اسرائيل:
فمن أنبياء بني إسرائيل داوود عليه السلام وعيسى بن مريم عليهما الصلاة والسلام لعنوا من كفر من بني اسرائيل وتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما قال الله تعالى:{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ *كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } سورة المائدة الآية[78-79].
32. اليهود هموا بقتل المسيح وكادوا له:
فلا غرابة فاليهود قتلة أنبياء الله، وممن هموا بقتله وكادوا له عيسى بن مريم عليهما الصلاة والسلام كما ذكره الله في كتابه:{وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا * فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا * وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا * وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا * وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا * فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا * }سورة النساء.الآيات[154-160].
33. الحواريون يناصرون المسيح ضد اليهود الملعونين:
وتبيان ذلك بقوله سبحانه:{فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }سورة آل عمران الآية[52].
وبين هذا سبحانه و أوضحه في قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ }سورة الصف الآية[14].
34. الله ينجي المسيحمن كيد اليهود له بالقتل ويرفعه إلى السماء:
وهذا فضل الله أن يدافع عن الذين آمنوا وينجي عباده المتقين ومنهم عبده ورسوله وكلمته عيسى بن مريم عليهما الصلاة والسلام كما ذكره في قوله جل شأنه:{إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }سورة آل عمران الآية[55].
35. الله يلقي شبه المسيح على أحد الحواريين:
كما قال الله تعالى:{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً }سورة النساء الآية[157].
(عن ابن عباس قال لما أراد الله أن يرفع عيسى إلى السماء خرج على أصحابه وفي البيت اثنا عشر رجلا من الحواريين يعني فخرج عليهم من عين في البيت ورأسه يقطر ماء فقال إن منكم من يكفر بي اثنتي عشرة مرة بعد أن آمن بي ثم قال أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني ويكون معي في درجتي فقام شاب من أحدثهم سنا فقال له اجلس ثم أعاد عليهم فقام ذلك الشاب فقال اجلس ثم أعاد عليهم فقام الشاب فقال أنا فقال أنت هو ذاك فألقي عليه شبه عيسى ورفع عيسى من روزنة في البيت إلى السماء قال وجاء الطلب من اليهود فأخذوا الشبه فقتلوه ثم صلبوه وكفر به بعضهم اثنتي عشرة مرة بعد أن آمن به وافترقوا ثلاث فرق -أ-فقالت طائفة كان الله فينا ما شاء ثم صعد إلى السماء وهؤلاء اليعقوبية-ب- وقالت فرقة كان فينا ابن الله ما شاء ثم رفعه الله إليه وهؤلاء النسطورية -ج-وقالت فرقة كان فينا عبد الله ورسوله ما شاء الله ثم رفعه الله إليه وهؤلاء المسلمون فتظاهرت الكافرتان على المسلمة فقتلوها فلم يزل الإسلام طامسا حتى بعث الله محمدا r)ذكره ابن كثير في تفسير القرآن.
36. البشر تختلف بشأن المسيح بعد رفعه إلى السماء ويبدأون بتحريف الإنجيل:
وبيان ذلك ما قاله المولى سبحانه:{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً }سورة النساء الآية[171].
وقال الله تعالى:{لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }سورة المائدة الآية[17].
وقال الله تعالى:{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ } سورة المائدة الآية[72].
وقال الله تعالى:{وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }سورة التوبة الآية[30].
وقال الله سبحانه:{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }سورة التوبة الآية[31].
قدم عدي بن حاتم رضي الله عنه على النبي r وهو نصراني فسمعه يقرأ هذه الآية :{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } قال : فقلت له : إنا لسنا نعبدهم ، قال : أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ، ويحلون ما حرم الله فتحلونه ، قال : قلت : بلى ، قال : فتلك عبادتهم )أورده ابن تيمية في كتاب حقيقة الإسلام والإيمان.
37. أتباع المسيح بعد رفعه إلى السماء يضطهدون بسبب إيمانهم بالإنجيل الحق:
قال رسول الله r :(كان ملك فيمن كان قبلكم. وكان له ساحر. فلما كبر قال للملك: إني قد كبرت. فابعث إلي غلاما أعلمه السحر. فبعث إليه غلاما يعلمه. فكان في طريقه، إذا سلك، راهب. فقعد إليه وسمع كلامه. فأعجبه. فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه. فإذا أتى الساحر ضربه. فشكا ذلك إلى الراهب. فقال: إذا خشيت الساحر فقل: حبسني أهلي. وإذا خشيت أهلك فقل: حبسني الساحر. فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس. فقال: اليوم أعلم آلساحر أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخذ حجرا فقال: اللهم! إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة. حتى يمضي الناس. فرماها فقتلها. ومضى الناس. فأتى الراهب فأخبره. فقال له الراهب: أي بني! أنت، اليوم، أفضل مني. قد بلغ من أمرك ما أرى. وإنك ستبتلى. فإن ابتليت فلا تدل علي. وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص ويداوي الناس من سائر الأدواء. فسمع جليس للملك كان قد عمي. فأتاه بهدايا كثيرة. فقال: ما ههنا لك أجمع، إن أنت شفيتني. فقال: إني لا أشفي أحدا. إنما يشفي الله. فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك. فآمن بالله. فشفاه الله. فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس. فقال له الملك: من رد عليك بصرك؟ قال: ربي. قال: ولك رب غيري؟ قال: ربي وربك الله. فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام. فجئ بالغلام. فقال له الملك: أي بني! قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل. فقال: إني لا أشفي أحدا. إنما يشفي الله. فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب. فجئ بالراهب. فقيل له: ارجع عن دينك. فأبى. فدعا بالمئشار. فوضع المئشار على مفرق رأسه. فشقه حتى وقع شقاه. ثم جئ بجليس الملك فقيل له: ارجع عن دينك. فأبى. فوضع المئشار في مفرق رأسه. فشقه به حتى وقع شقاه. ثم جئ بالغلام فقيل له: ارجع عن دينك. فأبى. فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا. فاصعدوا به الجبل. فإذا بلغتم ذروته، فإن رجع عن دينه، وإلا فاطرحوه. فذهبوا به فصعدوا به الجبل. فقال: اللهم! اكفنيهم بما شئت. فرجف بهم الجبل فسقطوا. وجاء يمشي إلى الملك. فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ قال: كفانيهم الله. فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به فاحملوه في قرقور، فتوسطوا به البحر. فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه. فذهبوا به. فقال: اللهم! اكفنيهم بما شئت. فانكفأت بهم السفينة فغرقوا. وجاء يمشي إلى الملك. فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ قال: كفانيهم الله. فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به. قال: وما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد. وتصلبني على جذع. ثم خذ سهما من كنانتي. ثم ضع السهم في كبد القوس. ثم قل: باسم الله، رب الغلام. ثم ارمني. فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني. فجمع الناس في صعيد واحد. وصلبه على جذع. ثم أخذ سهما من كنانته. ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال: باسم الله، رب الغلام. ثم رماه فوقع السهم في صدغه. فوضع يده في صدغه في موضع السهم. فمات. فقال الناس: آمنا برب الغلام. آمنا برب الغلام. آمنا برب الغلام. فأتى الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر؟ قد، والله! نزل بك حذرك. قد آمن الناس فأمر بالأخدود في أفواه السكك فخدت. وأضرم النيران. وقال: من لم يرجع عن دينه فأحموه فيها. أو قيل له: اقتحم. ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها. فقال لها الغلام: يا أمه! اصبري. فإنك على الحق) رواه مسلم.
الله يخلد ذكرهم في القرآن الكريم وينزل على نبينا محمد r سورة البروج
قال الله تعالى في القرآن الكريم:{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ * قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ * إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ * إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ * إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ * وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ * فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ * هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ * فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ * وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ * بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ * } .سورة البروج.
38. تحقق بشارة المسيح بمولد محمدr:
قال الرسول r: (إني عند الله مكتوب خاتم النبيين ، وإن آدم لمنجدل في طينته ، وسأخبركم بأول أمري : دعوة إبراهيم ، وبشارة عيسى ، ورؤيا أمي التي رأت- حين وضعتني- وقد خرج لها نور أضاءت لها منه قصور الشام )مشكاة المصابيح بتحقيق الألباني رقم[5691].
39. الراهب بحيرا يرى معالم النبوة في وجه محمدr وبين كتفيه:
عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه قال:(خرج أبو طالب إلى الشام ومعه رسول الله r في أشياخ من قريش، لما أشرفوا على الراهب- يعني : بحيرى- هبطوا فحلوا رحالهم، فخرج إليهم الراهب، وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج ولا يلتفت إليهم. قال:فنزل وهم يحلون رحالهم ، فجعل يتخللهم حتى جاء فأخذ بيد النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ذا سيد العالمين (وفي رواية البيهقي زيادة: هذا رسول رب العالمين؛ يبعثه الله رحمة للعالمين).فقال له أشياخ من قريش: وما علمك؟ فقال: إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجداً، ولا يسجدون إلا لنبي، وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه.ثم رجع فصنع لهم طعاماً، فلما أتاهم به- وكان هو في رعية الإبل- فقال:أرسلوا إليه. فأقبل وغمامة تظله، فلما دنا من القوم قال: انظروا إليه عليه غمامة! فلما دنا القوم وجدهم قد سبقوه إلى فيء شجرة، فلما جلس مال فيء الشجرة عليه، قال: انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه.قال: فبينما هو قائم عليهم وهو ينشدهم ألا يذهبوا به إلى الروم، فإن الروم إن رأوه عرفوه بالصفة فقلتوه، فالتفت، فإذا هو سبعة نفر من الروم قد أقبلوا، قال: فاستقبلهم، فقال: ما جاء بكم؟ قالوا: جئنا أن هذا النبي خارج في هذا الشهر، فلم يبق طريق إلا بعث إليه ناس وإنا أخبرنا خبره إلى طريقك هذه. قال: فهل خلفكم أحد هو خير منكم؟ قالوا: لا؛ إنما أخبرنا خبره إلى طريقك هذه. قال: أفرأيتم أمراً أراد الله أن يقضيه؛ هل يستطيع أحد رده؟ قالوا: لا. قال: فبايعوه وأقاموا معه عنده، قال:فقال الراهب: أنشدكم الله أيكم وليه؟ قالوا: أبو طالب.فلم يزل يناشده حتى رده، وبعث معه أبو بكر بلالاً، وزوده الراهب من الكعك والزيت).من كتاب صحيح السيرة النبوية للألباني.
40. روح القدس الذي نزل الإنجيل على المسيح ينزل على محمدr:
عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: أول ما بدىء به رسول الله rمن الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، فيتحنث فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ، قال: (ما أنا بقارىء). قال:فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، قلت ما أنا بقارىء، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارىء، فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني فقال: {اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم}). فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال: (زملوني زملوني). فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة وأخبرها الخبر: (لقد خشيت على نفسي). فقالت خديجة: كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق.فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى، ابن عم خديجة، وكان امرءا تنصر في الجاهلية، وكان يمتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت له خديجة: يا بن عم، اسمع من ابن أخيك. فقال له ورقة: يا بن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى، فقاله له ورقة: هذا الناموس الذي نزله الله به على موسى، يا ليتني فيها جذع، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أومخرجي هم). قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا. ثم لم ينشب ورقة أن توفي، وفتر الوحي.) رواه البخاري.
41. محمدr يخبر أنه يحب المسيح ودين المسيح:
قال الله تعالى:{قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }سورة آل عمران الآية[84].
قال الرسول r: (أنا أولى الناس بعيسى بن مريم . في الأولى والآخرة قالوا : كيف ؟ يا رسول الله ! قال : الأنبياء إخوة من علات . وأمهاتهم شتى . ودينهم واحد . فليس بيننا نبي) رواه مسلم
(أن النبي r تلا قول الله عز وجل في إبراهيم : {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي } [14/إبراهيم/ الآية-36] الآية وقال عيسى : {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [5/المائدة/ الآية-118] فرفع يديه وقال "اللهم ! أمتي أمتي" وبكى . فقال الله عز وجل : يا جبريل ! اذهب إلى محمد ، وربك أعلم ، فسله ما يبكيك ؟ فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فسأله . فأخبره رسول الله r بما قال . وهو أعلم . فقال الله : يا جبريل ! اذهب إلى محمد فقل : إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك) .رواه مسلم
قال الرسول r: (الأنبياء أخوة علات ، أمهاتهم شتى ودينهم واحد ، وإني أولى الناس بعيسى بن مريم ، لأنه لم يكن بيني وبينه نبي ، وإنه نازل ، فإذا رأيتموه فاعرفوه ، إنه رجل مربوع إلى الحمرة والبياض ، عليه ثوبان ممصران كان رأسه يقطر ماء ، وإن لم يصبه بلل ، فيدق الصليب ويقتل الخنزير ، ويضع الجزى ويدعو الناس إلى الإسلام ، ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال ، ثم تقع الأمنة على الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل ، والنمور مع البقر ، والذئاب مع الغنم ، ويلعب الصبيان بالحيات فيمكث أربعين سنة ، ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون ).
ذكره ابن كثير في كتاب البداية والنهاية.
قال الرسول r: (من قال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن عيسى عبد الله وابن أمته وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، وأن الجنة حق ، وأن النار حق ، أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء).رواه مسلم.
42. الله يرد على الذين حرفوا الإنجيل وزعموا أن الله أتخذ ولدا:
قال الله تعالى:{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ *}سورة الإخلاص .
قال الله تعالى كما في الحديث القدسي:(قال الله تعالى: شتمني ابن آدم و ما ينبغي له أن يشتمني و كذبني و ما ينبغي له أن يكذبني أما شتمه إياي فقوله: إن لي ولدا و أنا الله الأحد الصمد لم ألد و لم أولد و لم يكن لي كفوا أحد و أما تكذيبه إياي فقوله: ليس يعيدني كما بدأني و ليس أول الخلق بأهون علي من إعادته)رواه البخاري.
وقال الله تعالى:{ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}سورة المائدة الآيات[72-73].
43. محمدr يأمر المسلمين بالإيمان بالمسيح والإنجيل:
قال الله تعالى في القرآن الكريم:{قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }سورة البقرة الآية[136].
قال الله تعالى في القرآن الكريم:{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً }سورة النساء الآية[163].
قال الرسول r:(من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله ، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، والجنة حق ، والنار حق ، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل ).
رواه البخاري.
44. لقاء الأحبة بين محمدr والمسيح:
قال الرسول r: (بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان - وذكر : يعني رجلا بين الرجلين - فأتيت بطست من ذهب ، ملئ حكمة وإيمانا ، فشق من النحر إلى مراق البطن ، ثم غسل البطن بماء زمزم ، ثم ملئ حكمة وإيمانا ، وأتيت بدابة أبيض ، دون البغل وفوق الحمار : البراق ، فانطلقت مع جبريل حتى أتينا السماء الدنيا ، قيل : من هذا ؟ قال جبريل ، قيل : من معك ، قيل : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ، قال : نعم ، قيل : مرحبا ولنعم المجيء جاء ، فأتيت على آدم فسلمت عليه ، فقال مرحبا بك من ابن ونبي ، فأتينا السماء الثانية ، قيل : من هذا ، قال : جبريل ، قيل : من معك ، قال محمد r، قيل : أرسل إليه ، قال : نعم ، قيل : مرحبا به ولنعم المجيء جاء ، فأتيت على عيسى ويحيى فقالا : مرحبا بك من أخ ونبي ...) .رواه البخاري.
أن نبي الله rحدثهم عن ليلة أسري به : (ثم صعد حتى أتى السماء الثانية فاستفتح ، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم ، فلما خلصت فإذا يحيى وعيسى وهما ابنا خالة ، قال : هذا يحيى وعيسى ، فسلم عليهما ، فسلمت فردا ، ثم قالا : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح).رواه البخاري.
قال الرسولr: (أتيت بالبراق, فركبت خلف جبريل , فسار بنا, فأتيت على رجل قائم يصلي فقال : من هذا يا جبريل ؟ قال : هذا أخوك محمد-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فرحب بي ودعا لي بالبركة فقال : سل لأمتك اليسر فقلت : من هذا يا جبريل ؟ قال : هذا أخوك عيسى , قال : ثم سرنا فسمعت صوتا وقرئ على شيبان قال : وتذمرا قال : نعم إلى ها هنا قرئ على شيبان . ثم حدثنا شيبان ببقية الحديث قال : فأتيت على رجل قال : من هذا معك يا جبريل ؟ قال : هذا أخوك محمد-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال : فرحب بي ودعا لي بالبركة وقال : سل لأمتك اليسر فقلت : من هذا يا جبريل ؟ قال : هذا أخوك موسى . ثم قرئ على شيبان فقلت : على من كان صوته وتذمره فقال : على ربه عز وجل, يتذمر قال : نعم إنه يعرف ذلك منه ) حسنه الوادعي في الصحيح المسند.
45. محمدr يقول بأن المسيح أخوه في الديانة:
كما قال الله تعالى:{شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ }سورة الشورى الآية[13].
قال رسول الله r: (أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة ، والأنبياء أخوة لعلات ، أمهاتهم شتى ودينهم واحد ).رواه البخاري.
46. محمدr يوصي المسلمين بعدم الغلو به،كما غلت النصارى بالمسيح:
قال الرسول r: (لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم فإنما أنا عبد الله ورسوله ).ذكره علي بن المديني في تفسير القرآن.
(عن طفيل بن سخبرة ، أخي عائشة لأمها ، أنه رأى فيما يرى النائم كأنه مر برهط من اليهود فقال : من أنتم قالوا : نحن اليهود قال : إنكم أنتم القوم ، لولا أنكم تزعمون أن عزيرا ابن الله ، فقالت اليهود : وأنتم القوم لولا أنكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد ، ثم مر برهط من النصارى فقال : من أنتم ؟ قالوا : نحن النصارى فقال : إنكم أنتم القوم لولا أنكم تقولون المسيح ابن الله ، قالوا : وإنكم أنتم القوم ، لولا تقولون : ما شاء الله وشاء محمد . فلما أصبح أخبر بها من أخبر ، ثم أتى النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – فأخبره فقال : هل أخبرت بها أحدا ؟ قال عفان : قال : نعم ، فلما صلوا خطبهم ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن طفيلا رأى رؤيا فأخبر بها من أخبر منكم ، وإنكم كنتم تقولون كلمة كان يمنعني الحياء منكم أن أنهاكم عنها قال : لا تقولوا ما شاء الله وما شاء محمد).صححه الوادعي في الصحيح المسند.
47. النجاشي يؤمن ببشارة المسيح :
عن أم سلمة بنت أبي أمية رضي الله عنها قالت:لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا -بها خير جار النجاشي ، أمنا على ديننا ، وعبدنا الله لا نؤذى ، ولا نسمع شيئا نكرهه . فلما بلغ ذلك قريشا ، ائتمروا أن يبعثوا إلى النجاشي فينا رجلين جلدين ، وأن يهدوا للنجاشي هدايا مما يستطرف من متاع مكة . وكان من أعجب ما يأتيه منها إليه الأدم ، فجمعوا له أدما كثيرة ، ولم يتركوا من بطارقته بطريقا إلا أهدوا له هدية . ثم بعثوا بذلك مع عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي ، وعمرو بن العاص بن وائل السهمي ، وأمروهما أمرهم وقالوا لهما : ادفعوا إلى كل بطريق هديته قبل أن تكلموا النجاشي فيهم . ثم قدموا للنجاشي هداياه ، ثم سلوه أن يسلمهم إليكم قبل أن يكلمهم . قالت فخرجا فقدما على النجاشي فنحن عنده بخير دار ، وعند خير جار ، فلم يبق من بطارقته بطريق إلا دفعا إليه هديته قبل أن يكلما النجاشي ، ثم قالا لكل بطريق منهم : إنه قد صبا إلى بلد الملك منا غلمان سفهاء ، فارقوا دين قومهم ، ولم يدخلوا في دينكم ، وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنتم ، وقد بعثنا إلى الملك فيهم أشراف قومهم ليردهم إليهم ، فإذا كلمنا الملك فيهم فتشيروا عليه بأن يسلمهم إلينا ولا يكلمهم . فإن قومهم أعلى بهم عينا ، وأعلم بما عابوا عليهم . فقالوا لهما : نعم . ثم إنهما قربا هداياهم إلى النجاشي فقبلها منهما ثم كلماه فقالا له : أيها الملك إنه قد صبا إلى بلدك منا غلمان سفهاء ، فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك ، وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنت ، وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم ، من آبائهم ، وأعمامهم ، وعشائرهم ، لتردهم إليهم فهم أعلى بهم عينا ، وأعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه . قالت : ولم يكن شيء أبغض إلى عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص من أن يسمع النجاشي كلامهم . فقالت بطارقته حوله : صدقوا أيها الملك قومهم أعلى بهم عينا وأعلم بما عابوا عليهم ، فأسلمهم إليهما فليرداهم إلى بلادهم وقومهم قال : فغضب النجاشي ثم قال : لاها الله أيم الله إذن لا أسلمهم إليهما ولا أكاد قوما جاوروني نزلوا بلادي واختاروني على من سواي حتى أدعوهم فأسألهم ماذا يقول هذان في أمرهم فإن كانوا كما يقولان أسلمتهم إليهم ورددتهم إلى قومهم إن كانوا على غير ذلك منعتهم منهما وأحسنت جوارهم ما جاوروني قالت : ثم أرسل إلى أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فدعاهم جاءهم رسوله اجتمعوا ثم قال بعضهم لبعض : ما تقولون للرجل إذا جئتموه قال : نقول والله ما علمنا ، وما أمرنا به نبينا- صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كائن في ذلك ما هو كائن . فلما جاؤوه ، وقد دعا النجاشي أساقفته ، فنشروا مصاحفهم حوله سألهم فقال : ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا في ديني ولا في دين أحد من هذه الأمم . قالت : فكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب فقال له : أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ، ونسيء الجوار ، يأكل القوي منا الضعيف ، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا ، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه ، فدعانا إلى :1-الله لنوحده ونعبده ، 2-ونخلع ما كنا نعبد نحن وأباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان ،3- وأمرنا بصدق الحديث 4-وأداء الأمانة ،5- وصلة الرحم ،6- وحسن الجوار ،7- والكف عن المحارم والدماء ،8- ونهانا عن الفواحش9- وقول الزور 10-وأكل مال اليتيم ، 11-وقذف المحصنة ، 12-وأمرنا أن نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئا ،13 وأمرنا بالصلاة 14- والزكاة 15- والصيام . قال : فعدد عليه أمور الإسلام ، فصدقناه وآمنا واتبعناه على ما جاء به . فعبدنا الله وحده ، فلم نشرك به شيئا ، وحرمنا ما حرم علينا ، وأحللنا ما أحل لنا ، فعدا علينا قومنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله ، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث . فلما قهرونا وظلمونا وشقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلدك ، واخترناك على من سواك ، ورغبنا في جوارك ، ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك . قالت : فقال له النجاشي : هل معك ما جاء به عن الله من شيء ؟ قالت : فقال له جعفر : نعم فقال له النجاشي : فاقرأه علي ، فقرأ عليه صدرا من (كهيعص) قالت : فبكى والله النجاشي حتى أخضل لحيته ، وبكى أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلا عليهم . ثم قال النجاشي : إن هذا والله ، والذي جاء به عيسى ، ليخرج من مشكاة واحدة انطلقا فوالله لا أسلمهم إليكم أبدا ولا أكاد . قالت أم سلمة : فلما خرجا من عنده قال عمرو بن العاص : والله لأنبئنهم غدا عيبهم عندهم ، ثم أستاصل به خضراءهم . قالت : فقال له عبد الله بن أبي ربيعة ، وكان أتقى الرجلين فينا ، لا تفعل فإن لهم أرحاما وإن كانوا قد خالفونا قال : والله لأخبرنه أنهم يزعمون أن عيسى بن مريم عبد قالت : ثم غدا عليه الغد فقال له : أيها الملك إنهم يقولون في عيسى بن مريم قولا عظيما فأرسل إليهم فاسألهم عما يقولون فيه ؟ قالت : فأرسل إليهم يسألهم عنه . قالت : ولم ينزل بنا مثله ، فاجتمع القوم فقال بعضهم لبعض ماذا تقولون في عيسى إذا سألكم عنه ؟ قالوا : نقول والله فيه ما قال الله ، وما جاء به نبينا كائنا في ذلك ما هو كائن . فلما دخلوا عليه قال لهم : ما تقولون في عيسى بن مريم ؟ فقال له جعفر بن أبي طالب : نقول فيه الذي جاء به نبينا ، هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول . قالت : فضرب النجاشي يده إلى الأرض فأخذ منها عودا ثم قال : ما عدا عيسى بن مريم ، ما قلت هذا العود فتناخرت بطارقته حوله حين قال ما قال فقال : وإن نخرتم والله اذهبوا فأنتم سيوم بأرضي - والسيوم : الآمنون - من سبكم غرم ، ثم من سبكم غرم ، فما أحب أن لي دبرا ذهبا وإني آذيت رجلا منكم - والدبر بلسان الحبشة الجبل - ردوا عليهم هداياهما ، فلا حاجة لنا بها ، فوالله ما أخذ الله مني الرشوة حين رد علي ملكي ، فآخذ الرشوة فيه وما أطاع الناس في فأطيعهم فيه . قالت : فخرجا من عنده مقبوحين ، مردودا عليهما ما جاء ا به . وأقمنا عنده بخير دار مع خير جار قالت : فوالله إنا على ذلك إذ نزل به ، يعني من ينازعه في ملكه ، قالت : فوالله ما علمنا حزنا قط كان أشد من حزن حزنا عند ذلك تخوفا أن يظهر ذلك على النجاشي ، فيأتي رجل لا يعرف من حقنا ما كان النجاشي يعرف منه قالت : وسار النجاشي ، وبينهما عرض النيل قالت : فقال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - من رجل يخرج حتى يحضر وقعة القوم ، ثم يأتينا بالخبر ؟ قالت : قال الزبير بن العوام : أنا قالت : وكان من أحدث القوم سنا ، قالت : فنفخوا له قربة فجعلها في صدره ثم سبح عليها حتى خرج إلى ناحية النيل التي بها ملتقى القوم ، ثم انطلق حتى حضرهم قالت : ودعونا الله للنجاشي بالظهور على عدوه ، والتمكين له في بلاده ، واستوثق عليه أمر الحبشة فكنا عنده في خير منزل ، حتى قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم –وهو بمكة (حسنه الوادعي بالصحيح المسند.
48. أوائل سورة مريم:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6) يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (7) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8) قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا (9) قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا (10) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (11) يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12) وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا (13) وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا (14) وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (15) وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21) فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (36) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمِْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (37) أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (38) وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (39) إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (40)] سورة مريم الآيات من[1-40].
49. هرقل يقر بشارة المسيح:
قال ابو سفيان بن حرب رضي الله عنه: أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش ، وكانوا تجارا بالشأم ، في المدة التي كان رسول الله rماد فيها ابا سفيان وكفار قريش ، فأتوه وهم بإيلياء ، فدعاهم في مجلسه ، وحوله عظماء الروم ، ثم دعاهم ودعا بترجمانه ، فقال : أيكم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي ؟ فقال أبو سفيان : فقلت أنا أقربهم نسبا ، فقال : أدنوه مني ، وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره ، ثم قال لترجمانه : قل لهم إني سائل عن هذا الرجل ، فإن كذبني فكذبوه ، فوالله لولا الحياء من أن يأثروا علي كذبا لكذبت عنه . ثم كان أول ما سألني عنه أن قال : 1-كيف نسبه فيكم ؟ قلت : هو فينا ذو نسب . قال : 2-فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله ؟ قلت : لا . قال :3- فهل كان من آبائه من ملك ؟ قلت : لا . قال :4- فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم ؟ فقلت : بل ضعفاؤهم . قال :5- أيزيدون أم ينقصون ؟ قلت : بل يزيدون . قال :6- فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه ؟ قلت : لا . قال : 7-فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ قلت : لا . قال:8- فهل يغدر ؟ قلت : لا ، ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها . قال : ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئا غير هذه الكلمة . قال :9- فهل قاتلتموه ؟ قلت : نعم . قال : 10-فكيف كان قتالكم إياه ؟ قلت : الحرب بيننا وبينه سجال ، ينال منا وننال منه . قال : 11-ماذا يأمركم ؟ قلت : يقول :1- اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا ، 2-واتركوا ما يقول آباؤكم ، 3-ويأمرنا بالصلاة 4-والصدق5- والعفاف6- والصلة . فقال للترجمان : قل له : سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب ، فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها . وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول ، فذكرت أن لا ، فقلت لو كان أحد قال هذا القول قبله ، لقلت رجل يأتسي بقول قيل قبله . وسألتك هل كان من آبائه من ملك ، فذكرت أن لا ، قلت : فلو كان من آبائه من ملك ، قلت رجل يطلب ملك أبيه . وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ، فذكرت أن لا ، فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله . وسألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم ، فذكرت أن ضعفاؤهم اتبعوه ، وهم أتباع الرسل ، وسألتك أيزيدون أم ينقصون ، فذكرت أنهم يزيدون ، وكذلك أمر الإيمان حتى يتم . وسألتك أيرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه ، فذكرت أن لا ، وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب . وسألتك هل يغدر ، فذكرت أن لا ، وكذلك الرسل لا تغدر . وسألتك بما يأمركم ، فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ، وينهاكم عن عبادة الأوثان ، ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف ، فإن كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين ، وقد كنت أعلم أنه خارج ، لم أكن أظن أنه منكم ، فلو أني أعلم أني أخلص إليه ، لتجشمت لقاءه ، ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه . ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بعث به دحية إلى عظيم بصرى ، فدفعه إلى هرقل ، فقرأه ، فإذا فيه : بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم : سلام على من اتبع الهدى ، أما بعد ، فإني أدعوك بدعاية الإسلام ، أسلم تسلم ، يؤتك الله أجرك مرتين ، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين ، و : {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } قال أبو سفيان : فلما قال ما قال ، وفرغ من قراءة الكتاب ، كثر عنده الصخب وارتفعت الأصوات وأخرجنا ، فقلت لأصحابي حين أخرجنا : لقد أمر ابن أبي كبشة ، إنه يخافه ملك بني الأصفر . فما زلت موقنا أنه سيظهر حتى أدخل الله علي الإسلام .وكان ابن الناطور ، صاحب إيلياء وهرقل ، أسقفا على نصارى الشأم ، يحدث أن هرقل حين قدم إيلياء ، أصبح يوما خبيث النفس ، فقال بعض بطارقته : قد استنكرنا هيئتك ، قال ابن الناطور : وكان هرقل حزاء ينظر في النجوم ، فقال لهم حين سألوه : إني رأيت الليلة حين نظرت في النجوم ملك الختان قد ظهر ، فمن يختتن من هذه الأمة ؟ قالوا : ليس يختتن إلا اليهود ، فلا يهمنك شأنهم ، واكتب إلى مداين ملكك ، فيقتلوا من فيهم من اليهود ، فبينما هم على أمرهم ، أتى هرقل برجل أرسل به ملك غسان يخبر عن خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما استخبره هرقل قال : أذهبوا فانظروا أمختتن هو أم لا ؟ فنظروا إليه ، فحدثوه أنه مختتن ، وسأله عن العرب ، فقال : هم يختتنون ، فقال هرقل : هذا ملك هذه الأمة قد ظهر . ثم كتب هرقل إلى صاحب له برومية ، وكان نظيره في العلم ، وسار هرقل إلى حمص ، فلم يرم حمص حتى أتاه كتاب من صاحبه يوافق راي هرقل على خروج النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه نبي ، فأذن هرقل لعظماء الروم في دسكرة له بحمص ، ثم أمر بأبوابها فغلقت ، ثم اطلع فقال : يا معشر الروم ، هل لكم في الفلاح والرشد ، وأن يثبت ملككم فتبايعوا هذا النبي ؟ فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب ، فوجدوها قد غلقت ، فلما رأى هرقل نفرتهم ، وأيس من الإيمان ، قال : ردوهم علي ، وقال : إني قلت مقالتي آنفا أختبر بها شدتكم على دينكم ، فقد رأيت ، فسجدوا له ورضوا عنه ، فكان ذلك آخر شأن هرقل . رواه البخاري.
50. محمدr يخبر بنزول المسيح في آخر الزمان:
اطلع النبي rعلينا ونحن نتذاكر . فقال "ما تذاكرون ؟ " قالوا : نذكر الساعة . قال "إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات" . فذكر الدخان ، والدجال ، والدابة ، وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم ، ويأجوج ومأجوج . وثلاثة خسوف : خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب . وآخر ذلك نار تخرج من اليمن ، تطرد الناس إلى محشرهم " . رواه مسلم.
قال الرسول r: (لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق ، أم بدابق . فيخرج إليهم جيش من المدينة . من خيار أهل الأرض يومئذ . فإذا تصادفوا قالت الروم : خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم . فيقول المسلمون : لا . والله ! لا نخلي بينكم وبين إخواننا . فيقاتلونهم . فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا . ويقتل ثلثهم ، أفضل الشهداء عند الله . ويفتتح الثلث . لا يفتنون أبدا . فيفتتحون قسطنطينية . فبينما هم يقتسمون الغنائم ، قد علقوا سيوفهم بالزيتون ، إذ صاح فيهم الشيطان : إن المسيح قد خلفكم في أهليكم . فيخرجون . وذلك باطل . فإذا جاءوا الشام خرج . فبينما هم يعدون للقتال ، يسوون الصفوف ، إذ أقيمت الصلاة . فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم . فأمهم . فإذا رآه عدو الله ، ذاب كما يذوب الملح في الماء . فلو تركه لانذاب حتى يهلك . ولكن يقتله الله بيده . فيريهم دمه في حربته)رواه مسلم.
51. محمدr يوصي المسلمين انه من أدرك المسيح فليقرأه مني السلام:
قال الرسول):rمن أدرك منكم عيسى ابن مريم فليقرئه مني السلام) صحيح الجامع للألباني.
52. المسيح ينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق:
قال الرسول r: (أنه إذا خرج مسيح الضلالة الأعور الكذاب نزل عيسى بن مريم على المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين ، واضعا يديه على منكبي ملكين ، فإذا رآه الدجال انماع كما ينماع الملح في الماء ، فيدركه فيقتله بالحربة عند باب لد الشرقي على بضع عشرة خطوات منه ). ذكره ابن تيمية في الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح.
53. تواضع المسيح بصلاته خلف المهدي:
قال الرسول r: (ينزل عيسى ابن مريم فيقول أميرهم المهدي تعال صل بنا فيقول لا إن بعضهم أمير بعض تكرمة الله لهذه الأمة ). ذكره ابن القيم في كتاب المنار المنيف.
قال الرسول r: (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة . قال ، فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم : تعال صل لنا . فيقول : لا . إن بعضكم على بعض أمراء . تكرمة الله هذه الأمة )رواه مسلم.
54. بجهاد المسيح في سبيل الله يخلص الله العالم من أكبر الفتن على وجه الأرض كالأعور الدجال واليهود ويأجوج ومأجوج:
ذكر رسول الله rالدجال ذات غداة . فخفض فيه ورفع . حتى ظنناه في طائفة النخل . فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا . فقال "ما شأنكم ؟ " قلنا : يا رسول الله ! ذكرت الدجال غداة . فخفضت فيه ورفعت . حتى ظنناه في طائفة النخل . فقال "غير الدجال أخوفني عليكم . إن يخرج ، وأنا فيكم ، فأنا حجيجه دونكم . وإن يخرج ، ولست فيكم ، فامرؤ حجيج نفسه . والله خليفتي على كل مسلم . إنه شاب قطط . عينه طافئة . كأني أشبهه بعبدالعزى بن قطن . فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف . إنه خارج خلة بين الشام والعراق . فعاث يمينا وعاث شمالا . يا عباد الله ! فاثبتوا" قلنا : يا رسول الله ! وما لبثه في الأرض ؟ قال "أربعون يوما . يوم كسنة . ويوم كشهر . ويوم كجمعة . وسائر أيامه كأيامكم" قلنا : يا رسول الله ! فذلك اليوم الذي كسنة ، أتكفينا فيه صلاة يوم ؟ قال "لا . اقدروا له قدره" قلنا : يا رسول الله ! وما إسراعه في الأرض ؟ قال "كالغيث استدبرته الريح . فيأتي على القوم فيدعوهم ، فيؤمنون به ويستجيبون له . فيأمر السماء فتمطر . والأرض فتنبت . فتروح عليهم سارحتهم ، أطول ما كانت ذرا ، وأسبغه ضروعا ، وأمده خواصر . ثم يأتي القوم . فيدعوهم فيردون عليه قوله . فينصرف عنهم . فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم . ويمر بالخربة فيقول لها : أخرجي كنوزك . فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل . ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا . فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه . يضحك . فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم . فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق . بين مهرودتين . واضعا كفيه على أجنحة ملكين . إذا طأطأ رأسه قطر . وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ . فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات . ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه . فيطلبه حتى يدركه بباب لد . فيقتله . ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله منه . فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة . فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى : إني قد أخرجت عبادا لي ، لا يدان لأحد بقتالهم . فحرز عبادي إلى الطور . ويبعث الله يأجوج ومأجوج . وهم من كل حدب ينسلون . فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية . فيشربون ما فيها . ويمر آخرهم فيقولون : لقد كان بهذه ، مرة ، ماء . ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه . حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم . فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه . فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم . فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة . ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض . فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم . فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله . فيرسل الله طيرا كأعناق البخت . فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله . ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر . فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة . ثم يقال للأرض : أنبتي ثمرك ، وردي بركتك . فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة . ويستظلون بقحفها . ويبارك في الرسل . حتى أن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس . واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس . واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس . فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة . فتأخذهم تحت آباطهم . فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم . ويبقى شرار الناس ، يتهارجون فيها تهارج الحمر ، فعليهم تقوم الساعة" . وفي رواية : وزاد بعد قوله " - لقد كان بهذه ، مرة ، ماء - ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر . وهو جبل بيت المقدس . فيقولون : لقد قتلنا من في الأرض . هلم فلنقتل من في السماء . فيرمون بنشابهم إلى السماء . فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما" . وفي رواية ابن حجر "فإني قد أنزلت عبادا لي ، لا يدي لأحد بقتالهم" . رواه مسلم.
55. المسيح يكسر الصليب و يقتل الخنزير:
قال الرسول r: (و الله لينزلن ابن مريم حكما عادلا فليكسرن الصليب و ليقتلن الخنزير و ليضعن الجزية و لتتركن القلاص فلا يسعى عليها و لتذهبن الشحناء و التباغض و التحاسد و ليدعون إلى المال فلا يقبله أحد)صحيح الجامع للألباني.
56. المسيح يحب المسلمين ويمسح على وجوههم وينبئهم بدرجاتهم في الجنة:
ذكر رسول الله rالدجال ذات غداة . فخفض فيه ورفع . حتى ظنناه في طائفة النخل . فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا . فقال "ما شأنكم ؟ " قلنا : يا رسول الله ! ذكرت الدجال غداة . فخفضت فيه ورفعت . حتى ظنناه في طائفة النخل . فقال "غير الدجال أخوفني عليكم . إن يخرج ، وأنا فيكم ، فأنا حجيجه دونكم . وإن يخرج ، ولست فيكم ، فامرؤ حجيج نفسه . والله خليفتي على كل مسلم . إنه شاب قطط . عينه طافئة . كأني أشبهه بعبدالعزى بن قطن . فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف . إنه خارج خلة بين الشام والعراق . فعاث يمينا وعاث شمالا . يا عباد الله ! فاثبتوا" قلنا : يا رسول الله ! وما لبثه في الأرض ؟ قال "أربعون يوما . يوم كسنة . ويوم كشهر . ويوم كجمعة . وسائر أيامه كأيامكم" قلنا : يا رسول الله ! فذلك اليوم الذي كسنة ، أتكفينا فيه صلاة يوم ؟ قال "لا . اقدروا له قدره" قلنا : يا رسول الله ! وما إسراعه في الأرض ؟ قال "كالغيث استدبرته الريح . فيأتي على القوم فيدعوهم ، فيؤمنون به ويستجيبون له . فيأمر السماء فتمطر . والأرض فتنبت . فتروح عليهم سارحتهم ، أطول ما كانت ذرا ، وأسبغه ضروعا ، وأمده خواصر . ثم يأتي القوم . فيدعوهم فيردون عليه قوله . فينصرف عنهم . فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم . ويمر بالخربة فيقول لها : أخرجي كنوزك . فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل . ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا . فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه . يضحك . فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم . فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق . بين مهرودتين . واضعا كفيه على أجنحة ملكين . إذا طأطأ رأسه قطر . وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ . فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات . ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه . فيطلبه حتى يدركه بباب لد . فيقتله . ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله منه . فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة . فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى : إني قد أخرجت عبادا لي ، لا يدان لأحد بقتالهم . فحرز عبادي إلى الطور . ويبعث الله يأجوج ومأجوج . وهم من كل حدب ينسلون . فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية . فيشربون ما فيها . ويمر آخرهم فيقولون : لقد كان بهذه ، مرة ، ماء . ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه . حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم . فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه . فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم . فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة . ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض . فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم . فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله . فيرسل الله طيرا كأعناق البخت . فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله . ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر . فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة . ثم يقال للأرض : أنبتي ثمرك ، وردي بركتك . فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة . ويستظلون بقحفها . ويبارك في الرسل . حتى أن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس . واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس . واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس . فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة . فتأخذهم تحت آباطهم . فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم . ويبقى شرار الناس ، يتهارجون فيها تهارج الحمر ، فعليهم تقوم الساعة" . وفي رواية : وزاد بعد قوله " - لقد كان بهذه ، مرة ، ماء - ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر . وهو جبل بيت المقدس . فيقولون : لقد قتلنا من في الأرض . هلم فلنقتل من في السماء . فيرمون بنشابهم إلى السماء . فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما" . وفي رواية ابن حجر "فإني قد أنزلت عبادا لي ، لا يدي لأحد بقتالهم) رواه مسلم.
57. نزول المسيح إلى الأرض اشراقة سماوية على الإنسانية:
قال الرسول r: (طوبى لعيش بعد المسيح ، طوبى لعيش بعد المسيح ، يؤذن للسماء في القطر ، و يؤذن للأرض في النبات ، فلو بذرت حبك على الصفا لنبت ، و لا تشاح و لا تحاسد و لا تباغض ، حتى يمر الرجل على الأسد و لا يضره ، و يطأ على الحية فلا تضره ، و لا تشاح و لا تحاسد و لا تباغض).السلسلة الصحيحة للألباني رقم[1926].
58. السلام يعم الأرض في زمن المسيح حتى بين البشر والحيوانات:
قال الرسول r: (الأنبياء أخوة علات ، أمهاتهم شتى ودينهم واحد ، وإني أولى الناس بعيسى بن مريم ، لأنه لم يكن بيني وبينه نبي ، وإنه نازل ، فإذا رأيتموه فاعرفوه ، إنه رجل مربوع إلى الحمرة والبياض ، عليه ثوبان ممصران كان رأسه يقطر ماء ، وإن لم يصبه بلل ، فيدق الصليب ويقتل الخنزير ، ويضع الجزى ويدعو الناس إلى الإسلام ، ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال ، ثم تقع الأمنة على الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل ، والنمور مع البقر ، والذئاب مع الغنم ، ويلعب الصبيان بالحيات فيمكث أربعين سنة ، ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون ).
ذكره ابن كثير في كتاب البداية والنهاية.
قال الرسول r: (طوبى لعيش بعد المسيح يؤذن للسماء في القطر ، ويؤذن للأرض في النبات ، حتى لو بذرت حبك على الصفا لنبت . وحتى يمر الرجل على الأسد فلا يضره ، ويطأ على الحية فلا تضره . ولا تشاح ، ولا تحاسد ، ولا تباغض )صحيح الجامع للألباني رقم[3919].
59. المسيح يهل بالحج أو العمرة:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده ! ليهلن ابن مريم بفج الروحاء ، حاجا أو معتمرا ، أو ليثنينهما .)رواه مسلم.
60. المسيح يموت بعد أن يمكث سبع سنين:
قال رسول الله r : (يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين (لا أدري : أربعين يوما ، أو أربعين شهرا ، أو أربعين عاما) . فيبعث الله عيسى بن مريم كأنه عروة بن مسعود . فيطلبه فيهلكه . ثم يمكث الناس سبع سنين . ليس بين اثنين عداوة . ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشأم . فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته . حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه ، حتى تقبضه" . قال : سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال "فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع . لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا . فيتمثل لهم الشيطان فيقول : ألا تستجيبون ؟ فيقولون : فما تأمرنا ؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان . وهم في ذلك دار رزقهم ، حسن عيشهم . ثم ينفخ في الصور . فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا . قال وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله . قال فيصعق ، ويصعق الناس . ثم يرسل الله - أو قال ينزل الله - مطرا كأنه الطل أو الظل (نعمان الشاك) فتنبت منه أجساد الناس . ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون . ثم يقال : يا أيها الناس ! هلم إلى ربكم . وقفوهم إنهم مسؤلون . قال ثم يقال : أخرجوا بعث النار . فيقال : من كم ؟ فيقال : من كل ألف ، تسعمائة وتسعة وتسعين . قال فذاك يوم يجعل الولدان شيبا . وذلك يوم يكشف عن ساق" . رواه مسلم.
61. المسلمون سيصلون على المسيح بعد وفاته:
قال الرسول r: (يا أيها الناس ! إنها لم تكن فتنة على وجه الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال و إن الله عز و جل لم يبعث نبيا إلا حذر أمته الدجال و أنا آخر الأنبياء و أنتم آخر الأمم و هو خارج فيكم لا محالة فإن يخرج و أنا بين أظهركم فأنا حجيج لكل مسلم و إن يخرج من بعدي فكل حجيج نفسه و الله خليفتي على كل مسلم و إنه يخرج من خلة بين الشام و العراق فيعيث يمينا و شمالا يا عباد الله ! أيها الناس ! فاثبتوا فإني سأصفه لكم صفة لم يصفها إياه قبلي نبي إنه يبدأ فيقول: أنا نبي و لا نبي بعدي ثم يثني ف يقول: أنا ربكم و لا ترون ربكم حتى تموتوا و إنه أعور و إن ربكم ليس بأعور و إنه مكتوب بين عينيه: كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب أو غير كاتب ; و إن من فتنته أن معه جنة و نارا فناره جنة و جنته نار فمن ابتلي بناره فليستغث بالله و ليقرأ فواتح الكهف ( فتكون بردا و سلاما كما كانت النار على إبراهيم ) و إن من فتنته أن يقول للأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك و أمك أتشهد أني ربك ؟ فيقول: نعم فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه و أمه فيقولان: يا بني اتبعه فإنه ربك و إن من فتنته أن يسلط على نفس واحدة فيقتلها ينشرها بالمنشار حتى تلقى شقين ثم يقول: انظروا إلى عبدي هذا فإني أبعثه ثم يزعم أن له ربا غيري فيبعثه الله و يقول له الخبيث: من ربك ؟ فيقول: ربي الله و أنت عدو الله أنت الدجال و الله ما كنت قط أشد بصيرة بك مني اليوم ; و إن من فتنته أن يأمر السماء أن تمطر فتمطر و يأمر الأرض أن تنبت فتنبت ; و إن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه فلا يبقى لهم سائمة إلا هلكت ; و إن من فتنته أن يمر بالحي فيصدقونه فيأمر السماء أن تمطر فتمطر و يأمر الأرض أن تنبت فتنبت حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك أسمن ما كانت و أعظمه و أمده خواصر و أدره ضروعا ; و إنه لا يبقى شيء من الأرض إلا وطئه و ظهر عليه إلا مكة و المدينة لا يأتيهما من نقب من أنقابهما إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلتة حتى ينزل عند الضريب الأحمر عند منقطع السبخة فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فلا يبقى فيها منافق و لا منافقة إلا خرج إليه فتنفي الخبيث منها كما ينفي الكير خبث الحديد و يدعى ذلك اليوم يوم الخلاص قيل: فأين العرب يومئذ ؟ قال: هم يومئذ قليل ( وجلهم ببيت المقدس ) ; و إمامهم رجل صالح فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى ابن مريم الصبح فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى ليتقدم عيسى فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له: تقدم فصل فإنها لك أقيمت فيصل بهم إمامهم فإذا انصرف قال عيسى: افتحوا الباب فيفتحون و وراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلى و ساج فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء ; و ينطلق هاربا ( و يقول عيسى: إن لي فيك ضربة لن تسبقني ) فيدركه عند باب لد الشرقي فيقتله فيهزم الله اليهود فلا يبقى شيء مما خلق الله عز و جل يتواقى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء لا حجر و لا شجر و لا حائط و لا دابة إلا الغرقدة فإنها من شجرهم لا تنطق إلا قال: يا عبد الله المسلم هذا يهودي فتعال اقتله فيكون عيسى بن مريم في أمتي حكما عدلا و إماما مقسطا يدق الصليب و يذبح الخنزير و يضع الجزية و يترك الصدقة فلا يسعى على شاة و لا بعير و ترفع الشحناء و التباغض و تنزع حمة كل ذات حمة حتى يدخل الوليد يده في في الحية فلا تضره و تضر الوليدة الأسد فلا يضرها و يكون الذئب في الغنم كأنه كلبها و تملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء و تكون الكلمة واحدة فلا يعبد إلا الله و تضع الحرب أوزارها و تسلب قريش ملكها و تكون الأرض كفاثور الفضة تنبت نباتها بعهد آدم حتى يجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم يجتمع النفر على الرمانة فتشبعهم و يكون الثور بكذا و كذا من المال و يكون الفرس بالدريهمات ( قالوا: يا رسول الله و ما يرخص الفرس ؟ قال: لا تركب لحرب أبدا قيل: فما يغلي الثور قال: تحرث الأرض كلها ) و إن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد يصيب الناس فيها جوع شديد يأمر الله السماء السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها و يأمر الأرض أن تحبس ثلث نباتها ثم يأمر السماء في السنة الثانية فتحبس ثلثي مطرها و يأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها ثم يأمر السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة و يأمر الأرض فتحبس نباتها كله فلا تنبت خضراء فلا يبقى ذات ظلف التهليل و التكبير و التحميد و يجزئ ذلك عليهم مجزأة الطعام ) صحيح الجامع للألباني.
62. الله يوم القيامة يخبر عباد الصليب بأنه لم يتخذ صاحبة ولا ولد :
أن أناسا في زمن النبي r قالوا : يا رسول الله ، هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال النبي r: (نعم ، هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة ، ضوء ليس فيها سحاب) . قالوا : لا ، قال : (وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ، ضوء ليس فيها سحاب) . قالوا : لا ، قال النبي r: (ما تضارون في رؤية الله عز وجل يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما ، إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن : تتبع كل أمة ما كانت تعبد ، فلا يبقى من كان يعبد غير الله من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون في النار . حتى إذا لم يبقى إلا من كان يعبد الله ، بر أو فاجر ، وغبرات أهل الكتاب ، فيدعى اليهود ، فيقال لهم : ما كنتم تعبدون ؟ قالوا : كنا نعبد عزيرا ابن الله ، فيقال لهم : كذبتم ، ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد ، فماذا تبغون ؟ فقالوا : عطشنا ربنا فاسقنا ، فيشار : ألا تردون ؟ فيحشرون إلى النار ، كأنها سراب يحطم بعضها بعضا ، فيتساقطون في النار . ثم يدعى النصارى فيقال لهم : ما كنتم تعبدون ؟ قالوا : كنا نعبد المسيح ابن الله ، فيقال لهم : كذبتم ، ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد ، فيقال لهم : ما تبغون ؟ فكذلك مثل الأول . حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله ، من بر أو فاجر ، أتاهم رب العالمين في أدنى صورة من التي رأوه فيها ، فيقال : ماذا تنتظرون ، تتبع كل أمة ما كانت تعبد ، قالوا : فارقنا الناس في الدنيا على أفقر ما كنا إليهم لم نصاحبهم ، ونحن ننتظر ربنا الذي كنا نعبد ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : لا نشرك بالله شيئا. مرتين أو ثلاثا .) رواه البخاري.
قال الرسول r: (يحبس المؤمنون يوم القيامة حتى يهموا بذلك ، فيقولون : لو استشفعنا إلى ربنا فيريحنا من مكاننا ، فيأتون آدم فيقولون : أنت آدم أبو الناس ، خلقك الله بيده ، وأسكنك جنته ، وأسجد لك ملائكته ، وعلمك أسماء كل شئ ، لتشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا . قال : فيقول : لست هناكم ، قال : ويذكر خطيئته التي أصاب : أكله من الشجرة وقد نهي عنها ، ولكن ائتوا نوحا أول نبي بعثه الله إلى أهل الأرض ، فيأتون نوحا فيقول : لست هناكم ، ويذكر خطيئته التي أصاب : سؤاله ربه بغير علم ، ولكن ائوا إبراهيم خليل الرحمن ، قال : فيأتون إبراهيم فيقول : إني لست هناكم ، ويذكر ثلاث كلمات كذبهن ، ولكن ائتوا موسى : عبدا آتاه الله التوراة وكلمه وقربه نجيا ، قال : فيأتون موسى فيقول : إني لست هناكم ، ويذكر خطيئته التي أصاب : قتله النفس ، ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله ، وروح الله وكلمته ، قال : فيأتون عيسى فيقول : لست هناكم ، ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم ، عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فيأتوني ، فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه ، فإذا رأيته وقعت ساجدا ، فيدعني ما شاء الله أن يدعني ، فيقول : ارفع محمد ، وقل يسمع ، واشفع تشفع ، وسل تعط ، قال : فأرفع رأسي فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمنيه ، فيحد لي حدا ، فأخرج فأدخلهم الجنة - قال قتادة : وسمعته أيضا يقول : فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة - ثم أعود فأستأذن على ربي في داره ، فيؤذن لي عليه ، فإذا رأيته وقعت ساجدا ، فيدعني ما شاء الله أن يدعني ، ثم يقول : ارفع محمد ، وقل يسمع ، واشفع تشفع ، وسل تعط ، قال : فأرفع رأسي فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمنيه ، قال : ثم أشفع فيحد لي حدا ، فأخرج فأدخلهم الجنة - قال قتادة : وسمعته يقول : فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة - ثم أعود الثالثة ، فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه ، فإذا رأيته وقعت له ساجدا ، فيدعني ما شاء الله أن يدعني ، ثم يقول : ارفع محمد ، وقل يسمع ، واشفع تشفع ، وسل تعطه ، قال : فأرفع رأسي ، فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمنيه ، قال : ثم أشفع فيحد لي حدا ، فأخرج فأدخلهم الجنة - قال قتادة : وقد سمعته يقول : فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة - حتى ما يبقى في النار إلا من حبسه القرآن) . أي وجب عليه الخلود . قال : ثم تلا هذه الآية : {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} . قال : وهذا المقام المحمود الذي وعده نبيكم r).رواه البخاري.
63. المسيح يوم القيامة يتبرأ من الشرك وأهله:
كما قال الله تعالى:{وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ }سورة المائدة الآية[116].
عن أبي هريرة قال : يلقى عيسى حجته, فلقاه الله في قوله : { وإذ قال الله يعسى ابن مريم ءأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله } قال أبو هريرة, عن النبي- صلى الله عليه وعلى آله سلم- فلقاه الله { سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق } الآية كلها . صححه الوادعي في الصحيح المسند.
64. محمدr والمسيح يتبرآن من المشركين:
قال الرسول r: (تحشرون حفاة عراة غرلا ، ثم قرأ : {كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين} . فأول من يكسى إبراهيم ، ثم يؤخذ برجال من أصحابي ذات اليمين وذات الشمال ، فأقول : أصحابي ، فيقال : إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم ، فأقول كما قال العبد الصالح عيسى بن مريم : {وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد . إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} . قال محمد بن يوسف : ذكر عن أبي عبد الله ، عن قبيصة قال : هم المرتدون الذين ارتدوا على عهد أبي بكر ، فقاتلهم أبي بكر رضي الله عنه . )رواه البخاري.
65. المسيح يوم القيامة يرشد المؤمنين بالذهاب إلى أخيه محمدr ليشفع لهم عند ربهم:
قال النبي محمدr :((يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون : لو استشفعنا إلى ربنا ، فيأتون آدم فيقولون : أنت أبو الناس ، خلقك الله بيده ، وأسجد لك ملائكته ، وعلمك أسماء كل شيء ، فاشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا . فيقول : لست هناكم ، ويذكر ذنبه فيستحي ، ائتونا نوحا ، فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض . فيأتون فيقول : لست هناكم ، ويذكر سؤاله ربه ما ليس ليه به علم فيستحي ، فيقول : ائتوا خليل الرحمن . فيأتونه فيقول : لست هناكم ، ائتوا موسى ، عبدا كلمه الله وأعطاه التوراة . فيأتونه فيقول : لست هناكم ، ويذكر قتل النفس بغير نفس ، فيستحي من ربه فيقول : ائتوا عيسى عبد الله ورسوله ، وكلمة الله وروحه . فيقول : لست هناكم ، ائتوا محمد صلى الله عليه وسلم ، عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فيأتونني ، فأنطلق حتى أستأذن على ربي فيؤذن لي ، فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا ، فيدعني ما شاء الله ، ثم يقال : ارفع رأسك ، وسل تعطه ، وقل يسمع ، واشفع تشفع . فأرفع رأسي ، فأحمده بتحميد يعلمنيه ، ثم أشفع ، فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ، ثم أعود إليه ، فإذا رأيت ربي ، مثله ، ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ، ثم أعود الرابعة فأقول : ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن ، ووجب عليه الخلود)) رواه البخاري
66. محمدr والمسيح سيدخلون الجنة آمنين:
قال الله تعالى في القرآن الكريم:{ وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * ) سورة المائدة الآيات[116-117-118-119-120].
67. عظمة النبي محمد rفي عيون الغربيين:
يقول المؤرخ الأوروبي "جيمس ميتشنر" في مقال تحت عنوان (الشخصية الخارقة) عن النبي (r) :"....وقد أحدث محمد بشخصيته الخارقة للعادة ثورة في الجزيرة العربية، وفي الشرق كله، فقد حطم الأصنام بيده، وأقام دينا خالدا يدعو إلى الإيمان بالله وحده ".
يقول العالم الأمريكي مايكل هارث "إن محمدًا [r] كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي نجح بشكل أسمى وأبرز في كلا المستويين الديني والدنيوي .. إن هذا الاتحاد الفريد الذي لا نظير له للتأثير الديني والدنيوي معًا يخوّله أن يعتبر أعظم شخصية ذات تأثير في تاريخ البشرية".
يقول الفيلسوف الفرنسي (كارديفو) :"إن محمدا كان هو النبي الملهم والمؤمن، ولم يستطع أحد أن ينازعه المكانة العالية التي كان عليها ، إن شعور المساواة والإخاء الذي أسسه محمد بين أعضاء الكتلة الإسلامية كان يطبق عمليا حتى على النبي نفسه".
يقول الروائي الروسي والفيلسوف الكبير تولستوي ، فيقول في مقالة له بعنوان (من هو محمد؟): "إن محمدا هو مؤسس ورسول، كان من عظماء الرجال الذين خدموا المجتمع الإنساني خدمة جليلة، ويكفيه فخرا أنه أهدى أمة برمتها إلى نور الحق، وجعلها تجنح إلى السكينة والسلام، وتؤثر عيشة الزهد ومنعما من سفك الدماء و تقديم الضحايا البشرية ، وفتح لها طريق الرقي و المدنية ,و هو عمل عظيم لا يقدم عليه إلا شخص أوتي قوة ، ورجل مثله جدير بالاحترام والإجلال".
يقول الفيلسوف والكاتب الإنجليزي المعروف برناند شو:" إن أوروبا الآن ابتدأت تحس بحكمة محمد، وبدأت تعيش دينه، كما أنها ستبرئ العقيدة الإسلامية مما أتهمها بها من أراجيف رجال أوروبا في العصور الوسطى"، ويضيف قائلا: "ولذلك يمكنني أن أؤكد نبوءتي فأقول :إن بوادر العصر الإسلامي الأوروبي قريبة لا محالة، وإني أعتقد أن رجلا كمحمد لو تسلم زمام الحكم المطلق في العالم بأجمعه اليوم، لتم له النجاح في حكمه، ولقاد العالم إلى الخير، وحل مشاكله على وجه يحقق للعالم كله السلام والسعادة المنشودة"ويقول" إن أتباع محمد أوفر أدبا في كلامهم عن المسيح"
يقول وليام موير المؤرخ الإنجليزي في كتابه( حياة محمد): "لقد امتاز محمد بوضوح كلامه، ويسر دينه، وقد أتم من الأعمال ما يدهش العقول، ولم يعهد التاريخ مصلحا أيقظ النفوس وأحيى الأخلاق ورفع شأن الفضيلة في زمن قصير كما فعل نبي الإسلام محمد".
يقول الشاعر الألماني يوهان غوته"يسوع كان طاهر الشعور ولم يؤمن الا بالله الواحد الأحد،ومن جعل منه إلها فقد أساء إليه وهكذا فان الحق هو ما نادى به محمد"
يقول المستشرق الأسباني جان ليك في كتابه العرب"لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله يقول {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء107 كان محمد رحمة حقيقية،واني أصلي عليه بلهفة وشوق"
يقول المستشرق النرويجي الدكتور اينربرج:"يعتبر الطفل في الإسلام مولوداً على الفطرة،أما المسيحيون فيحكمون على الطفل أنه يولد متحملا للخطيئة،وقبل مائة عام كانوا يغطسون أطفالهم في الماء حتى يطهروا من الخطيئة،فإذا ماتوا قبل الغسل لم يدفنوهم! وإنما يلقونهم في القمامة لأنهم متسخون بالخطيئة!".
68. قصيدة حوارية لشيخ الإسلام ابن القيم في كتابه"إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان":
1-أعباد المسيح لنا سؤال نريد جوابه ممن وعاه؟
2-إذا مات الإله بصنع قوم أماتوه فما هذا الإله؟
3-وهل أرضاه ما نالوه منه؟ فبشراهم إذا نالوا رضاه
4-وإن سخط الذي فعلوه فيه فقوتهم إذا أوهت قواه
5- وهل بقي الوجود بلا إله سميع يستجيب لمن دعاه ؟
6- وهل خلت الطباق السبع لما ثوى تحت التراب وقد علاه؟
7- وهل خلت العوالم من إله يدبرها وقد سمرت يداه؟
8- وكيف تخلت الأملاك عنه بنصرهم وقد سمعوا بكاه؟
9- وكيف أطاقت الخشبات حمل الإله الحق شد على قفاه؟
10- وكيف دنا الحديد إليه حتى يخالطه ويلحقه أذاه؟
11- وكيف تمكنت أيدي عداه وطالت حيث قد صفعوا قفاه ؟
12- وهل عاد المسيح إلى حياة أم المحيي له رب سواه؟
13- ويا عجبا لقبر ضم ربا وأعجب منه بطن قد حواه
14- أقام هناك تسعا من شهور لدى الظلمات من حيض غذاه
15- وشق الفرج مولودا صغيرا ضعيفا فاتحا للثدى فاه
16- ويأكل ثم يشرب ثم يأتي بلازم ذاك هل هذا إله
17- تعالى الله عن إفك النصارى سيسأل كلهم عما افتراه
18- أعباد الصليب لأي معنى يعظم أو يقبح من رماه؟
19- وهل تقضى العقول بغير كسر وإحراق له ولمن بغاه ؟
20- إذا ركب الإله عليه كرها وقد شدت لتسمير يداه
21- فذاك المركب الملعون حقا فدسه لا تبسه إذ تراه
22- يهان عليه رب الخلق طرا وتعبده فإنك من عداه
23- فإن عظمته من أجل أن قد حوى رب العباد وقد علاه
24- وقد فقد الصليب فإن رأينا له شكلا تذكرنا سناه
25- فهلا للقبور سجدت طرا لضم القبر ربك في حشاه
26- فيا عبد المسيح أفق فهذا بدايته وهذا منتهاه
69. الباحث عن الحقيقة سلمان الفارسي رضي الله عنه:
وقبل الختام لهذا المبحث النافع الماتع ان شاء الله ،إن كنت تبحث عن الحقيقة فاني أتحفك بقصة من أفنى عمره يبحث عن الحقيقة ،ولما جد واجتهد، وجد الحقيقة التي ليس غيرها، والله حقيقة واليك هذه القصة كاملة كما ذكرها الألباني في كتابه صحيح السيرة النبوية(ذكر ابن إسحاق رحمه الله إسلام الفارسي رضي الله عنه وأرضاه من حديث عبد الله بن عباس قال: حدثني سلمان الفارسي – من فيه – قال:
كُنْتُ رَجُلًا فَارِسِيًّا مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ مِنْهَا يُقَالُ لَهَا: (جَيٌّ) وَكَانَ أَبِي دِهْقَانَ قَرْيَتِهِ وَكُنْتُ أَحَبَّ خَلْقِ اللَّهِ إِلَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حُبُّهُ إِيَّايَ حَتَّى حَبَسَنِي فِي بَيْتِهِ، كَمَا تُحْبَسُ الْجَارِيَةُ.
وَأَجْهَدْتُ فِي الْمَجُوسِيَّةِ حَتَّى كُنْتُ قَطَنَ النَّارِ الَّذِي يُوقِدُهَا لَا يَتْرُكُهَا تَخْبُو سَاعَةً.
قَالَ: وَكَانَتْ لِأَبِي ضَيْعَةٌ عَظِيمَةٌ، فَشُغِلَ فِي بُنْيَانٍ لَهُ يَوْمًا، فَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ إِنِّي قَدْ شُغِلْتُ فِي بُنْيَانٍ هَذَا الْيَوْمَ عَنْ ضَيْعَتِي فَاذْهَبْ فَاطَّلِعْهَا وَأَمَرَنِي فِيهَا بِبَعْضِ مَا يُرِيدُ، ثم قال لي: ولا تحتبس عني؛ فإنك إن احتسبت عني كنتم أهم إليّ من ضيعتي، وشغلتني عن كل شيء من أمري.
فَخَرَجْتُ أُرِيدُ ضَيْعَتَهُ، فَمَرَرْتُ بِكَنِيسَةٍ مِنْ كَنَائِسِ النَّصَارَى، فَسَمِعْتُ أَصْوَاتَهُمْ فِيهَا وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَكُنْتُ لَا أَدْرِي مَا أَمْرُ النَّاسِ لِحَبْسِ أَبِي إِيَّايَ فِي بَيْتِهِ، فَلَمَّا مَرَرْتُ بِهِمْ وَسَمِعْتُ أَصْوَاتَهُمْ، دَخَلْتُ عَلَيْهِمْ أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُونَ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ أَعْجَبَنِي صَلَاتُهُمْ، وَرَغِبْتُ فِي أَمْرِهِمْ، وَقُلْتُ: هَذَا وَاللَّهِ خَيْرٌ مِنْ الدِّينِ الَّذِي نَحْنُ عَلَيْهِ. فَوَاللَّهِ مَا تَرَكْتُهُمْ حَتَّى غَرَبَتْ الشَّمْسُ، وَتَرَكْتُ ضَيْعَةَ أَبِي فَلَمْ آتِهَا، فَقُلْتُ لَهُمْ: أَيْنَ أَصْلُ هَذَا الدِّينِ؟ قَالُوا: بِالشَّامِ.
فرَجَعْتُ إلى أَبِي، وَقَدْ بَعَثَ فِي طَلَبِي وَشَغَلْتُهُ عَنْ أَمْرِهِ كُلِّهِ.
فَلَمَّا جِئْتُهُ قَالَ: أَيْ بُنَيَّّ! أَيْنَ كُنْتَ؟ أَلَمْ أَكُنْ عَهِدْتُ إِلَيْكَ مَا عَهِدْتُ؟ . قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَتِ مَرَرْتُ بِنَاسٍ يُصَلُّونَ فِي كَنِيسَةٍ لَهُمْ فَأَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْ دِينِهِمْ، فَوَاللَّهِ؛ مَازِلْتُ عِنْدَهُمْ حَتَّى غَرَبَتْ الشَّمْسُ.
قَالَ: أَيْ بُنَيَّ لَيْسَ فِي ذَلِكَ الدِّينِ خَيْرٌ، دِينُكَ وَدِينُ آبَائِكَ خَيْرٌ مِنْهُ.
قَالَ: قُلْتُ: كَلَّا وَاللَّهِ؛ إِنَّهُ خَيْرٌ مِنْ دِينِنَا.
قَالَ: فَخَافَنِي، فَجَعَلَ فِي رِجْلَيَّ قَيْدًا ثُمَّ حَبَسَنِي فِي بَيْتِهِ.
قَالَ: وَبَعَثَتْ إِلَيَّ النَّصَارَى. فَقُلْتُ لَهُمْ: إِذَا قَدِمَ عَلَيْكُمْ رَكْبٌ مِنْ الشَّامِ تُجَّارٌ مِنْ النَّصَارَى، فَأَخْبِرُونِي بِهِمْ، قَالَ: فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ رَكْبٌ مِنْ الشَّامِ تُجَّارٌ مِنْ النَّصَارَى، فَأَخْبَرُونِي بِهِمْ. فَقُلْتُ لَهُمْ: إِذَا قَضَوْا حَوَائِجَهُمْ وَأَرَادُوا الرَّجْعَةَ إلى بِلَادِهِمْ فَآذِنُونِي بِهِمْ.
قَالَ: فَلَمَّا أَرَادُوا الرَّجْعَةَ إلى بِلَادِهِمْ أَخْبَرُونِي بِهِمْ، فَأَلْقَيْتُ الْحَدِيدَ مِنْ رِجْلَيَّ، ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى قَدِمْتُ الشَّامَ، فَلَمَّا قَدِمْتُهَا قُلْتُ: مَنْ أَفْضَلُ أَهْلِ هَذَا الدِّينِ عِلْمَاً؟ قَالُوا: الْأَسْقُفُّ فِي الْكَنِيسَةِ.
قَالَ: فَجِئْتُهُ فَقُلْتُ له: إِنِّي قَدْ رَغِبْتُ فِي هَذَا الدِّينِ. وَأَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ مَعَكَ. وأَخْدُمُكَ فِي كَنِيسَتِكَ، وَأَتَعَلَّمُ مِنْكَ، وَأُصَلِّي مَعَكَ، قَالَ: ادْخُلْ.
فَدَخَلْتُ مَعَهُ، قَالَ فَكَانَ رَجُلَ سَوْءٍ؛ يَأْمُرُهُمْ بِالصَّدَقَةِ وَيُرَغِّبُهُمْ فِيهَا؛ فَإِذَا جَمَعُوا إليه مِنْهَا أَشْيَاءَ كَنَزَهُ لِنَفْسِهِ وَلَمْ يُعْطِهِ الْمَسَاكِينَ، حَتَّى جَمَعَ سَبْعَ قِلَالٍ مِنْ ذَهَبٍ وَوَرِقٍ.
قَالَ: وَأَبْغَضْتُهُ بُغْضًا شَدِيدًا لِمَا رَأَيْتُهُ يَصْنَعُ.
ثُمَّ مَاتَ، فَاجْتَمَعَتْ إليه النَّصَارَى لِيَدْفِنُوهُ، فَقُلْتُ لَهُمْ: إِنَّ هَذَا كَانَ رَجُلَ سَوْءٍ يَأْمُرُكُمْ بِالصَّدَقَةِ وَيُرَغِّبُكُمْ فِيهَا، فَإِذَا جِئْتُمُوهُ بِهَا كَنَزَهَا لِنَفْسِهِ وَلَمْ يُعْطِ الْمَسَاكِينَ مِنْهَا شَيْئًا.
قَالُوا: وَمَا عِلْمُكَ بِذَلِكَ؟ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُمْ: أَنَا أَدُلُّكُمْ عَلَى كَنْزِهِ. قَالُوا: فَدُلَّنَا. قَالَ: فَأَرَيْتُهُمْ مَوْضِعَهُ، قَالَ فَاسْتَخْرَجُوا سَبْعَ قِلَالٍ مَمْلُوءَةٍ ذَهَبًا وَوَرِقًا، قَالَ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا: وَاللَّهِ لَا نَدْفِنُهُ أَبَدًا. قَاْلَ: فَصَلَبُوهُ ورَمُوهُ بِالْحِجَارَةِ.
وجَاءُوا بِرَجُلٍ آخَرَ فَوَضَعُوهُ مَكَان. قَالَ سَلْمَانُ: فَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا لَا يُصَلِّي الْخَمْسَ أَرَى أَنَّهُ أَفْضَلُ مِنْهُ، أَزْهَدُ فِي الدُّنْيَا، وَلَا أَرْغَبُ فِي الْآخِرَةِ، وَلَا أَدْأَبُ لَيْلًا وَنَهَارًا [مِنْهُ].
قَالَ: فَأَحْبَبْتُهُ حُبًّا لَمْ أُحِبَّ شيئاً قَبْلَهُ مِثْلَهُ.
قالَ: فَأَقَمْتُ مَعَهُ زَمَانًا، ثُمَّ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي قَدْ كُنْتُ مَعَكَ وَأَحْبَبْتُكَ حُبًّا لَمْ أُحِبَّهُ شيئاً قَبْلَكَ ، وَقَدْ حَضَرَكَ مَا تَرَى مِنْ أَمْرِ اللَّهِ تعالى ، فَإلى مَنْ تُوصِي بِي؟ وبَِمَ تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ! وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ الْيَوْمَ أَحَداَ عَلَى مَا كُنْتُ عَلَيْهِ، لَقَدْ هَلَكَ النَّاسُ وَبَدَّلُوا، وَتَرَكُوا أَكْثَرَ مَا كَانُوا عَلَيْهِ؛ إِلَّا رَجُلًا بِـ(الْمَوْصِلِ)، وَهُوَ فُلَانٌ، فَهُوَ عَلَى مَا كُنْتُ عَلَيْهِ، فَالْحَقْ بِهِ.
قَالَ: فَلَمَّا مَاتَ وَغَيَّبَ لَحِقْتُ بِصَاحِبِ (الْمَوْصِلِ)، فَقُلْتُ: يَا فُلَانُ! إِنَّ فُلَانًا أَوْصَانِي عِنْدَ مَوْتِهِ أَنْ أَلْحَقَ بِكَ وَأَخْبَرَنِي أَنَّكَ عَلَى أَمْرِهِ. فَقَالَ لِي: أَقِمْ عِنْدِي.
فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ، فَوَجَدْتُهُ خَيْرَ رَجُلٍ عَلَى أَمْرِ صَاحِبِهِ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قُلْتُ لَهُ: يَا فُلَانُ! إِنَّ فُلَانًا أَوْصَى بِي إِلَيْكَ، وَأَمَرَنِي بِاللُّحُوقِ بِكَ، وَقَدْ حَضَرَكَ مِنْ اللَّهِ مَا تَرَى، فَإلى مَنْ تُوصِي بِي؟ وَبِمَ تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: يا بُنَيَّ! وَاللَّهِ؛ مَا أَعْلَمُ رَجُلًا عَلَى مِثْلِ مَا كُنَّا عَلَيْهِ إِلَّا بِـ(نَصِيبِينَ)، وَهُوَ فُلَانٌ، فَالْحَقْ بِهِ.
فَلَمَّا مَاتَ وَغُيَّبَ لَحِقْتُ بِصَاحِبِ (نَصِيبِينَ) فَجِئْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي، وَمَا أَمَرَنِي بِهِ صَاحِبِي. فَقَالَ: أَقِمْ عِنْدِي. فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ، فَوَجَدْتُهُ عَلَى أَمْرِ صَاحِبَيْهِ، فَأَقَمْتُ مَعَ خَيْرِ رَجُلٍ فَوَاللَّهِ مَا لَبِثَ أَنْ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ فَلَمَّا حَضَرَ قُلْتُ لَهُ: يَا فُلَانُ ! إِنَّ فُلَانًا كَانَ أَوْصَى بِي إلى فُلَانٍ، ثُمَّ أَوْصَى بِي فُلَانٌ إِلَيْكَ، فَإلى مَنْ تُوصِي بِي؟ وبِمَ تَأْمُرُنِي؟
قَالَ: يا بُنَيَّ! وَاللَّهِ مَا أعْلَمُ أَحَدًا بَقِيَ عَلَى أَمْرِنَا آمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَهُ إِلَّا رَجُلًا بِـ(عَمُّورِيَّةَ) فَإِنَّهُ بِمِثْلِ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ، فَإِنْ أَحْبَبْتَ فائتِهِ؛ فَإِنَّهُ عَلَى أَمْرِنَا.
قَالَ: فَلَمَّا مَاتَ وَغَيَّبَ لَحِقْتُ بِصَاحِبِ (عَمُّورِيَّةَ)، فَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي، فَقَالَ: أَقِمْ عِنْدِي. فَأَقَمْتُ عِنْدَ خير رجلٍ على هديِ أَصْحَابِهِ.
قَالَ: وَاكْتَسَبْتُ حَتَّى كَانَ لِي بَقَرَاتٌ وَغُنَيْمَةٌ.
قَالَ: ثُمَّ نَزَلَ بِهِ أَمْرُ اللَّهِ، فَلَمَّا حُضِرَ قُلْتُ لَهُ: يَا فُلَان! إِنِّي كُنْتُ مَعَ فُلَانٍ فَأَوْصَى بِي إلى فُلَانٍ، ثُمّ أَوْصَى بِي فُلَانٌ إلى فُلَانٍ، ثُمَّ أَوْصَى بِي فُلَانٌ إِلَيْكَ، فَإلى مَنْ تُوصِي بِي؟ وَبِمَ تَأْمُرُنِي؟
قَالَ: أَيْ بُنَيَّ! وَاللَّهِ؛ مَا أَعْلَمُ أَصْبَحَ أحدٌ عَلَى مثل مَا كُنَّا عَلَيْهِ مِنْ النَّاسِ آمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَهُ، وَلَكِنَّهُ قَدْ أَظَلَّكَ زَمَانُ نَبِيٍّ هُوَ مَبْعُوثٌ بِدِينِ إِبْرَاهِيمَ يَخْرُجُ بِأَرْضِ الْعَرَبِ. مُهَاجِره إلى أَرْضٍ بَيْنَ حَرَّتَيْنِ بَيْنَهُمَا نَخْلٌ، بِهِ عَلَامَاتٌ لَا تَخْفَى: يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ، وَلَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ. فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَلْحَقَ بِتِلْكَ الْبِلَادِ، فَافْعَلْ.
قَالَ: ثُمَّ مَاتَ، وَغَيَّبَ، ومَكَثْتُ بـِ(عَمُّورِيَّةَ) مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَمْكُثَ.
ثُمَّ مَرَّ بِي نَفَرٌ مِنْ كَلْبٍ تُجَّار، فَقُلْتُ لَهُمْ: احمِلُونِي إلى أَرْضِ الْعَرَبِ وَأُعْطِيكُمْ بَقَرَاتِي هَذِهِ وَغُنَيْمَتِي هَذِهِ. قَالُوا: نَعَمْ. فَأَعْطَيْتُهُمُوهَا وَحَمَلُونِي معهم، حَتَّى إِذَا بلغوا وَادِي الْقُرَى ظَلَمُونِي؛ فَبَاعُونِي مِنْ رَجُلٍ مِنْ يَهُودَ عَبْدًا فَكُنْتُ عِنْدَهُ، وَرَأَيْتُ النَّخْلَ، فَرَجَوْتُ أَنْ يكُونَ الْبَلَدَ الَّذِي وَصَفَ لِي صَاحِبِي وَلَمْ يَحِقْ فِي نَفْسِي.
فَبَيْنَمَا أَنَا عِنْدَهُ قَدِمَ عَلَيْهِ ابْنُ عَمٍّ لَهُ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ مِنْ (الْمَدِينَةِ) فَابْتَاعَنِي مِنْهُ، فَاحْتَمَلَنِي إلى (الْمَدِينَةِ)، فَوَاللَّهِ؛ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُهَا، فَعَرَفْتُهَا بِصِفَةِ صَاحِبِي لها، فَأَقَمْتُ بِهَا.
وَبُعِثَ رَسُولَُ الله صلى الله عليه وسلم، فَأَقَامَ بـ(مكة) مَا أَقَامَ، لَا أَسْمَعُ لَهُ بِذِكْرٍ مِمََّا أَنَا فِيهِ مِنْ شُغْلِ الرِّقِّ، ثُمَّ هَاجَرَ إلى (الْمَدِينَةِ).
فَوَاللَّهِ إِنِّي لَفِي رَأْسِ عَذْقٍ لِسَيِّدِي أَعْمَلُ فِيهِ بَعْضَ الْعَمَلِ، وَسَيِّدِي جَالِسٌ تحتي، إِذْ أَقْبَلَ ابْنُ عَمٍّ لَهُ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ: يا فُلَانُ قَاتَلَ اللَّهُ بَنِي قَيْلَةَ، وَاللَّهِ؛ إِنَّهُمْ لَمُجْتَمِعُونَ الْآنَ بِـ(قُبَاءَ) عَلَى رَجُلٍ قَدِمَ مِنْ (مَكَّةَ) الْيَوْمَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَبِيٌّ.
قَالَ فَلَمَّا سَمِعْتُهَا أَخَذَتْنِي الرَّعْدَةُ، حَتَّى ظَنَنْتُ ساقِطٌ عَلَى سَيِّدِي، فَنَزَلْتُ عَنْ النَّخْلَةِ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ لِابْنِ عَمِّهِ: ذَلِكَ مَاذَا تَقُولُ؟ مَاذَا تَقُولُ؟
قَالَ:فَغَضِبَ سَيِّدِي، فَلَكَمَنِي لَكْمَةً شَدِيدَةً، ثُمَّ قَالَ: مَا لَكَ وَلِهَذَا؟! أَقْبِلْ عَلَى عَمَلِكَ.
قَالَ: فقُلْتُ: لَا شَيْءَ؛ إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَسْتَثْبِتَ عَمَّا قَالَ.
قالَ: وكَانَ عِنْدِي شَيْءٌ قَدْ جَمَعْتُهُ، فَلَمَّا أَمْسَيْتُ أَخَذْتُهُ، ثُمَّ ذَهَبْتُ إلى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِـ(قُبَاءَ)، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ رَجُلٌ صَالِحٌ، وَمَعَكَ أَصْحَابٌ لَكَ غُرَبَاءُ ذَوُو حَاجَةٍ، وَهَذَا شَيْءٌ كَانَ عِنْدِي لِلصَّدَقَةِ، فَرَأَيْتُكُمْ أَحَقَّ بِهِ مِنْ غَيْرِكُمْ.
قَالَ: فَقَرَّبْتُهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((كلوا))، وَأَمْسَكَ يَدَهُ فَلَمْ يَأْكُلْ.
فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذِهِ وَاحِدَةٌ.
ثُمَّ انْصَرَفْتُ عَنْهُ، فَجَمَعْتُ شَيْئًا، وَتَحَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الْمَدِينَةِ، ثُمَّ جِئْتُه فَقُلْتُ له: إِنِّي رَأَيْتُكَ لَا تَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، وَهَذِهِ هَدِيَّةٌ أَكْرَمْتُكَ بِهَا. قَالَ: فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا، وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ فَأَكَلُوا مَعَهُ.
قَالَ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَاتَانِ اثْنَتَانِ.
قالَ: ثُمَّ جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِـ(بَقِيعِ الْغَرْقَدِ) قَدْ تَبِعَ جَنَازَةً مِنْ أَصْحَابِهِ، وعَلَيْهِ شَمْلَتَانِ، وَهُوَ جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ اسْتَدَبرْتُه أَنْظُرُ إلى ظَهْرِهِ؛ هَلْ أَرَى الْخَاتَمَ الَّذِي وَصَفَ لِي صَاحِبِي؟ فَلَمَّا رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَدبَرْتُهُ؛ عَرَفَ أَنِّي أَسْتَثْبِتُ فِي شَيْءٍ وُصِفَ لِي، فَأَلْقَى رِدَاءَهُ عَنْ ظَهْرِهِ، فَنَظَرْتُ إلى الْخَاتَمِ، فَعَرَفْتُهُ فَاكَبَبْتُ عَلَيْهِ أُقَبِّلُهُ وَأَبْكِي، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((تَحَوَّلْ))، فَتَحَوَّلْتُ بين يديه، فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ حَدِيثِي كَمَا حَدَّثْتُكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ! فَأَعْجَبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْمَعَ ذَلِكَ أَصْحَابُهُ.
ثُمَّ شَغَلَ سَلْمَانَ الرِّقُّ حَتَّى فَاتَهُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (بَدْرٌ) وَ(أُحُدٌ).
قَالَ سلمان: ثُمَّ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((كَاتِبْ يَا سَلْمَانُ!)).
فَكَاتَبْتُ صَاحِبِي عَلَى ثَلَاثِ مِائَةِ نَخْلَةٍ أُحْيِيهَا لَهُ بِالْفَقِيرِ، وأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ:
((أَعِينُوا أَخَاكُمْ)).
فَأَعَانُونِي في النَّخْلِ: الرَّجُلُ بِثَلَاثِينَ وَدِيَّةً، وَالرَّجُلُ بِعِشْرِينَ ودية، وَالرَّجُلُ بِخَمْسَ عَشْرَةَ ودية، وَالرَّجُلُ بِعَشْرة، يعين الرَّجُلُ بِقَدْرِ مَا عِنْدَهُ حَتَّى اجْتَمَعَتْ لِي ثَلَاثُ مِائَةِ وَدِيَّةٍ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((اذْهَبْ يَا سَلْمَانُ! فَفَقِّرْ لَهَا، فَإِذَا فَرَغْتَ فَأْتِنِي أَكُنُ أَنَا أَضَعُهَا بِيَدَيَّ)).
قال: فَفَقَّرْتُ، وَأَعَانَنِي أَصْحَابِي، حَتَّى إِذَا فَرَغْتُ جِئْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعِي إِلَيْهَا، فَجَعَلْنَا نُقَرِّبُ لَهُ الْوَدِيَّ، وَيَضَعُهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، حتى إذا فرغنا، فَوَالَّذِي نَفْسُ سَلْمَانَ بِيَدِهِ؛ مَا مَاتَتْ مِنْهَا وَدِيَّةٌ وَاحِدَةٌ.
فَأَدَّيْتُ النَّخْلَ وَبَقِيَ عَلَيَّ الْمَالُ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ بَيْضَةِ الدَّجَاجَةِ مِنْ ذَهَبٍ مِنْ بَعْضِ المعادن، فَقَالَ:
((مَا فَعَلَ الْفَارِسِيُّ الْمُكَاتَبُ؟)).
قَالَ: فَدُعِيتُ لَهُ، قَالَ:
((خُذْ هَذِهِ فَأَدِّ بِهَا مَا عَلَيْكَ يَا سَلْمَان!)).
فَقُلْتُ: وَأَيْنَ تَقَعُ هَذِهِ مِمَّا عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:
((خُذْهَا؛ فَإِنَّ اللَّهَ سَيُؤَدِّي بِهَا عَنْكَ)).
قَالَ: فَأَخَذْتُهَا فَوَزَنْتُ لَهُمْ مِنْهَا - وَالَّذِي نَفْسُ سَلْمَانَ بِيَدِهِ - أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً، فَأَوْفَيْتُهُمْ حَقَّهُمْ.
وَعُتِقَ سلمان. فَشَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الْخَنْدَقَ) ثُمَّ لَمْ يَفُتْنِي مَعَهُ مَشْهَدٌ.
70. والآن أما آن الأوان لتقول(أشهد أن لا اله إلا الله ،وأن محمد رسول الله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه):
القاريء الكريم /
قال رسول الله r: (ثلاثة لهم أجران: رجل من أهل الكتاب، آمن بنبيه وآمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه، ورجل كانت عنده أمة يطؤها، فأدبها فأحسن أدبها، وعلمها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها فتزوجها، فله أجران)رواه البخاري.
قال الرسول r:(من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله ، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، والجنة حق ، والنار حق ، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل ).
رواه البخاري.
القاريء الكريم/ أناديك نداء الرحمة والشفقة نداء الله الرب الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولد، قال ربي وربك ورب عيسى المسيح ورب محمد rقال الله تعالى :
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }
سورة آل عمران الآية[64].
وبالختام:
ابتهل إلى الله مولاي جل جلاله، أن يجعل هذه الكلمات خالصة لوجهه الكريم، وأرجوه وحده برها وذخرها يوم الدين (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)سورة الشعراء الآيات[88-89].
وأسأله سبحانه أن يتقبل مني هذه الكلمات ويجزل لي المثوبة وينفع بها العباد، وأسأل الله عز وجل أن يجزي خيرا كل من أعان على تعميم النفع بها، وأسأله أن يغفر لي ولوالدي في الحياة وبعد الممات،وأسأله جل في علاه باسمه الأعظم،أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، ونستغفره جل وعلا ونتوب إليه ثم نستغفره ونتوب إليه ثم نستغفره ونتوب إليه إنه هو الغفور الرحيم.
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،والحمد لله رب العالمين.
))))
(((((هذا هو نبينا محمد صلي الله عليه وسلم ،،، يا أيها الآخر
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، سيدنا محمد وعلي آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان علي ملته وسنته إلي يوم الدين .
وبعد
فيقول الله عز وجل في كتابه الكريم :
" ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هى أحسن " .
النحل 125
وإذن فهو أمرإلهي منه سبحانه وتعالي ، اشتمل علي كيفية تنفيذه ، ،
وعليه ،،
فامتثالا للأمر الإلهي ، وفي إطار ما بينه من وسيلة إلي ذلك ،، ندعوك أيها الآخر،،
هيا بنا معا نستعرض الكثير من مقاييس الكمال البشري ، وصولا إلي النماذج منها ، والمثاليات فيها ، ثم نستعرض معا سيرة النبي محمد صلي الله عليه وسلم إزاءها ، وصولا للحكم ،، أين هو منها ؟ وأين هي منه ؟
والخلاصة في النهاية ــ كما ستري ــ ستكون حقيقة ماثلة لاريب فيها ،،
الخلاصة هي أنه قد حازها جميعا ، قولا وعملا وسلوكا ودعوة إليها ، رسولا من رب العالمين ،،، مصداقا لقوله صلي الله عليه وسلم :
" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " .
الحـلـم
هو أحد مقاييس الكمال البشري ، ويمثل صفة سامية المنزلة ، عالية الرتبة ، وقد حازها رسول الله صلي الله عليه وسلم .
روي المؤرخون الثقاة أن الله تعالي لما أراد هدى زيد بن سعنة ( أحد أحبار اليهود ، وأكثرهم مالا ) ، قال زيد :
[ لم يبق من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في وجه محمد حين نظرت إليه ، إلا اثنتين لم أخبرهما منه ،، يسبق حلمه غضبه ، ولاتزيده شدة الجهل عليه إلا حلما ،،،،، فكنت أتلطف له لأن أخالطه ، فأعرف حلمه وجهله ،،،،
فابتعت ( اشتريت ) منه تمرا معلوما إلى أجل ، وأعطيته الثمن ، فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاثة ، أتيته ، فأخذت بمجامع قميصه وردائه ، ونظرت إليه بوجه غليظ ، ثم قلت له :
ألا تقضي يا محمد حقي ؟ فوالله إنكم يا بني عبد المطلب لمطل (من المماطلة) ، ولقد كان لي بمخالطتكم علم ،
فقال عمر بن الخطاب ، (وكان حاضرا) :
أي عدو الله ، أتقول لرسول الله ما أسمع ، فوالله لولا أن أحاذر فوته ، لضربت بسيفى رأسك ،
ورسول الله صلي الله عليه وسلم ينظر إلى عمر بسكون وتؤدة وتبسم ، ثم قال :
" أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا منك يا عمر ، أن تأمرنى بحسن الأداء ، وتأمره بحسن التباعة ( المطالبة )،،،، اذهب يا عمر فاقضه حقه ،، وزده عشرين صاعا مكان ما رعته ( أفزعته وأخفته ) " ،،،،،،،،،،، ففعل ،
يقول زيد :
فقلت :
يا عمر ، كل علامات النبوة قد عرفتها في وجه رسول الله صلي الله عليه وسلم حين نظرت إليه ، إلا اثنتين لم أخبرهما منه ،، يسبق حلمه غضبه ، ولاتزيده شدة الجهل عليه إلا حلما ، فقد خبرتهما ، فأشهدك أنى قد رضيت بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد نبيا ] .
رواه السيوطى فيما أخرجه الطبرانى والحاكم والبيهقي وابن حبان وأبو نعيم ، عن عبد الله بن سلام .
وإذن ،، فهيا بنا معا نستجلى بعض مدلولات هذه الواقعة ،، وما أكثرها ،
حبر من أحبار اليهود ، وهم القمة في العلم من أهل الكتاب ، ظهرت له كل
علامات النبوة في النبي محمد صلي الله عليه وسلم ، ولم تتبق إلا واحدة ، هي علامة الحلم ،
ولن يسلم إلا بعد التأكد من وجودها ، وإلا فالعلامات ناقصة ، والأدلة غير مكتملة وإذن فلابد من افتعال الوسيلة المناسبة ،،،
وينجح الحبر الكبير في استفزاز محمد صلي الله عليه وسلم بأكثر من عنصر ،،،،،
إذ يأتيه قبل حلول الأجل ،،
ويمسك بمجامع ردائه ،،
وينظر إليه بوجه غليظ ،،
ويتهم بني عبد المطلب بما ليس فيهم ( وهو المماطلة ) ،،
ويؤكد علي تهمته بأنه بناها علي كثرة المخالطة لهم !!!! .
أهناك استفزاز أكثر من هذا ؟
أهناك اختبار أحكم وأدق من هذا ؟
بالطبع لا ،،،
ولايخفاك أن محمدا صلي الله عليه وسلم في هذا الوقت هو الحاكم الأعلي في المدينة ،،
والحاكم لاتجوز مخاطبته بهذا الشكل مطلقا ، بل إن لمخاطبته الكثير من الضوابط والمعايير اللازمة ،، تأدب ، وتلطف ، واستمناح واسترضاء ،، الخ ،،،
ومع ذلك فقد تجاوز ذلك المشهد كل هذا ،
ثم إن من حق الحاكم أن يعجل سداد الدين ، أو يؤخره ، بل ومن حقه مصادرته وتأميمه إذا أراد ،،
إن أيا من هذا لم يحدث من النبي صلي الله عليه وسلم ،،
بل إنه لم يستنكر علي الحبر شيئا ( قولا أو عملا ) ،
ولم يحاول أن يخلص قميصه من يد الرجل ،
زد علي هذا أنه لم يتجبر في الرد ، مع أن الحق معه ( إذ الأجل لم يحل بعد ) ،،
ولم يتهدد ،
ولم يتوعد ،
وانتظر ريثما يفرغ الحبر من كلامه ، ،
ثم إنه وجد عمر يسمع ويشاهد ما حدث ، وأنه علي استعداد لتجريد السيف مصرحا بذلك ،،،،
فماذا فعل النبي صلي الله عليه وسلم ؟
انظر معنا إلي التصرف السليم القويم ، الأنموذج المثالي ، السوى النبوى ،،
نهى عمر عن مراده ،
وصوب رأيه ،
ووعظه أبلغ موعظة ،،، {{ تأمرنى ،،،، وتأمره }} .
اقرأها مرة أخري ،،،،
{{ تأمرنى ،،،، وتأمره }} ،
تأمرنى بحسن الأداء ، وتأمره بحسن التباعة .
ليس هذا فحسب ،،،،،،،
بل هناك أمر هام آخر وجب استيفاؤه ، ولايمكن أن يغيب عن النبي متمم مكارم الأخلاق صلي الله عليه وسلم ،،،
إنه العدل ،،،
إذ روع عمر الرجل ، فوجب له تسكينه ،، استيفاء للحقوق كاملة تماما ،
" يا عمر ، اقضه حقه ، وزده عشرين صاعا مكان ما رعته " ،
يا أيها الآخر ،،،،
هذه واقعة حقيقية ، ليست من قبيل تأليف القصص ، أوحبك الروايات ، أواختلاق الأحداث ،،،،
نعم ،، هي واقعة سجلها التاريخ الصادق بدقة محكمة ،،
فلعلها تجسد لبصيرتك إحدي مثاليات الكمال البشري ، التى حباها الخالق لعبده ورسوله وصفوته من خلقه أجمعين ، محمد خاتم الأنبياء والمرسلين ، المتمم لمكارم الأخلاق صلي الله عليه وسلم ،،
يا أيها الآخر ،،،،
لاتغلق عينــيك دون النور، ،،،،،، واقـرأ ما ســطره الدكتـور نظـمى لوقا فـــي كتـابـــه ( محمد الرسالة والرسول ) :
من يغلق عينيه دون النور ، يضير عينيه ولا يضير النور ، ومن يغلق قلبه وضميره دون الحق ، يضير عقله وضميره ، ولايضير الحق .
يا أيها الآخر ،،،،
اقرأ إن شئت قول الشاعر :
ساءت ظنون الناس حتى أحدثوا *** للشك في النور المبين مجالا
والظن يأخذ في ضميرك مأخذا *** حتي يريـك المسـتقـيم محالا
وسنواليك تباعا في مقالات قادمة مماثلة ، بما يوفق إليه الله تعالي ويأذن به ويشاء ،
ثم ،،،،،،،،،،،
صلاة وسلاما دائمين متلازمين من عند الله تعالي عليك يا سيدي يا رسول الله ، في الأولين وفي الآخرين ، وفي كل وقت وحين إلي يوم الدين ،،،،،،،،،
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
صلاح جاد سلام?????اهــداء لكل زوج ..
تفضل و تعلّم من معلمنا و حبيبنا و قدوتنا ..
مما قرأتُـه عن نبي البشرية وسيد الخلق
:
الجانب العاطفي فى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم الزوجية .
ان الناظر الى سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم يجد ان رسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم كان يقدر المرأة (الزوجة) ويوليها عناية فائقة...ومحبة لائقة.
ولقد ضرب أمثلة رائعة من خلال حياته اليومية .. فتجده أول من يواسيها..يكفكف دموعها ...يقدر مشاعرها...
لايهزأ بكلماتها...يسمع شكواها... ويخفف أحزانها ...
ولعل الكثير يتفقون معي ان الكتب الأجنبية الحديثة التي تعنى في الحياة الزوجية ,
تخلو من الأمثلة الحقيقية , ولا تعدو ان تكون شعارات على الورق!!
وتعجز أكثر الكتب مبيعاً في هذا الشأن ان تبلغ ما بلغه نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم ,
فهاك شيئاً من هذه الدرر .. :
• الشرب والأكل في موضع واحد:
لحديث عائشة : كنت أشرب فأناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ,
واتعرق العرق فيضع فاه على موضع فيّ . رواه مسلم
• الإتكاء على الزوجة:
لقول عائشة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكئ في حجري وأنا حائض. رواه مسلم
• تمشيط شعره , وتقليم أظافره:
لقول عائشة رضي الله عنها :ليدخل علىّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه وهو في المسجد فأرجّله.
رواه مسلم
• التنزه مع الزوجة ليلاً:
كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث . رواه البخارى
• الضحك من نكاتها وفكاهتها:
وعن عائشة – رضي الله عنها- قالت: قلتُ: يا رسول الله ! أرأيت لو نزلت وادياً وفيه شجرة أُكل منها،
ووجدت شجراً لم يؤكل منها، في أيّها كنت تُرْتِعُ بعيرك؟ قال: "في التي لم يُرْتعْ فيها
:تعني أن رسول الله لم يتزوج بكراً غيرها .أخرجه البخاري .
• مساعدتها في أعباء المنزل:
سئلت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟
قالت: كان في مهنة أهله . رواه البخارى
• يهدي لأحبتها:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا ذبح شاة يقول : أرسلوا بـها الى أصدقاء خديجة . رواه مسلم.
• يمتدحها :
لقوله : ان فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام . رواه مسلم
• يسرّ اذا اجتمعت بصويحباتها:
قالت عائشة :كانت تأتيني صواحبي فكن ينقمعن (يتغيبن) من رسول الله صلى الله عليه وسلم
فكان يُسربـهن إلى(يرسلهن الى ) . رواه مسلم
• يعلن حبها :
قوله صلى الله عليه وسلم عن خديجة "أنى رزقت حُبها ". رواه مسلم
• ينظر الى محاسنها:
لقوله صلى الله عليه وسلم "لايفرك مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقا رضي منها آخر . رواه مسلم
• اذا رأى امرأة يأت أهله ليرد ما في نفسه:
لقوله " اذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله فان ذلك يرد ما في نفسه" رواه مسلم
• لا ينشر خصوصياتها:
قال صلى الله عليه وسلم: ان من أشر الناس عند الله منزله يوم القيامة الرجل يفضى الى امرأته وتفضي اليه
ثم ينشر سرها . رواه مسلم
• التقبيل:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبـّـل وهو صائم . رواه مسلم
• التطيب في كل حال :
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كأني انظر الى وبيص المسك في مفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم . رواه مسلم
• يرضى لها بالهدايا:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: ان الناس كانوا يتحرون بـهداياهم يوم عائشة
يبتغون بذلك مرضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه مسلم
• يعرف مشاعرها:
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة : أنى لأعلم اذا كنت عنى راضية واذا كنت عنى غضبى ..
أما اذا كنت عنى راضية فانك تقولين لا ورب محمد ., واذا كنت عنى غضبى قلت : لا ورب ابراهيم؟؟ رواه مسلم
• يحتمل صدودها :
عن عمر بن الخطاب قال : صخبت علىّ امرأتي فراجعتني , فأنكرت ان تراجعني!
قالت : ولم تنكر ان أراجعك؟ فوالله ان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه,
وان أحداهن لتهجره اليوم حتى الليل. رواه البخارى
• لايضربها:
قالت عائشة رضي الله عنها : ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة له قط" رواه النسائي
• يواسيها عند بكائها:
كانت صفية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر , وكان ذلك يومها, فأبطت في المسير ,
فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى تبكى, وتقول حملتني على بعير بطيء,
فجعل رسول الله يمسح بيديه عينيها , ويسكتها,.."رواه النسائي
• يرفع اللقمة الى فمها:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : انك لن تنفق نفقة الا أجرت عليها حتى اللقمة ترفعها الى في امرأتك"
رواه البخارى
• إحضار متطلباتها :
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : أطعم اذا طعمت وأكس اذا اكتسيت" رواه الحاكم وصححه الألباني
• الثقة بها:
نـهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يطرق الرجل أهله ليلاً , ان يخونـهم , أو يلتمس عثراتـهم. رواه مسلم
• المبالغة في حديث المشاعر:
للحديث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرخص في شيء من الكذب الا في ثلاث منها:
الرجل يحدث امرأته, والمرأة تحدث زوجها. رواه النسائي
• العدل مع نساءه :
من كان له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى , جاء يوم القيامة أحد شقيه مائل"
رواه الترمذي وصححه الألباني
• يتفقد الزوجة في كل حين:
عن أنس رضي الله عنه قال " كان صلى الله عليه وسلم يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار.
رواه البخارى
• لايهجر زوجته أثناء الحيض:
عن ميمونة رضي الله عنها قالت: كان صلى الله عليه وسلميباشر نساءه فوق الإزار وهن حُيّضٌ. رواه البخارى
• يتفكه من خصام زوجاته:
قالت عائشة :دخلت علىّ زينب وهى غضبى فقال رسول الله دونك فانتصري ,
فأقبلت عليها حتى رأيتها قد يبست ريقها في فيها فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل"
رواه ابن ماجه
• يصطحب زوجته في السفر:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا أراد سفراً أقرع بين نسائه, فآيتهن خرج سهمها خرج بـها.
متفق عليه
• مسابقته لزوجه:
عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لى : تعالى أسابقك, فسابقته, فسبقته على رجلي "
وسابقني بعد ان حملت اللحم وبدنت فسبقني وجعل يضحك وقال هذه بتلك! رواه ابو داود
• تكنيته لها:
ان عائشة قالت يارسول الله صلى الله عليه وسلم كل نسائك لها كنية غيري فكناها "أم عبد الله"
رواه احمد
• يروى لها القصص:
كحديث أم زرع. رواه البخارى
• يشاركها المناسبات السعيدة : قالت عائشة - رضي الله عنها " مررت ورسول الله صلى الله عليه وسلم
بقوم من الحبشة يلعبون بالحراب، فوقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينظر إليهم،
ووقفت خلفه فكنت إذا أعييت جلست، وإذا قمت أتقي برسول الله . أخرجه البخاري
• لايستخدم الألفاظ الجارحة:
وقال أنس رضي الله عنه خدمت رسول الله عشر سنوات ، فما قال لي لشئ فعلته ، لمَ فعلته .
رواه الدارمى
• احترام هواياتها وعدم التقليل من شأنها:
عن عائشة رضي الله عنها -" كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان لي صواحب يلعبن معي،
فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل ينقمعن منه فيسر بـهن فيلعبن معي " الأدب المفرد
• إضفاء روح المرح في جو الأسرة:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: زارتنا سوده يومًا فجلس رسول الله بيني وبينها ,
إحدى رجليه في حجري , والأخرى في حجرها , فعملت لها حريرة فقلت : كلي !
فأبت فقلت : لتأكلي , أو لألطخن وجهك, فأبت فأخذت من القصعة شيئاً فلطخت به وجهها ,
فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجله من حجرها لتستقيد منى ,
فأخذت من القصعة شيئاً فلطخت به وجهي , ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك.
رواه النسائي
إشاعة الدفء :
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قلّ يوم إلا وهو يطوف على نسائه فيدنو من أهله فيضع يده, ويقبل كل امرأة من نسائه حتى يأتي على آخرهن فإن كان يومها قعد عندها .
طبقات ابن سعد ج 8 / 170
• لا ينتقصها أثناء المشكلة:
عن عائشة رضي الله عنها تحكى عن حادثة الأفك قالت: إلا أني قد أنكرت من رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعض لطفه بي ، كنت إذا اشتكيت رحمني ، ولطف بي ، فلم يفعل ذلك بي في شكواي تلك
فأنكرت ذلك منه كان إذا دخل علي وعندي أمي تمرضني
قال: كيف تيكم ! لا يزيد على ذلك .رواه البخارى
• يرقيها في حال مرضها :
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان صلى الله عليه وسلم اذا مرض أحدٌ من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات .
رواه مسلم
• يمتدح من يحسن لأهله:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم :خياركم خيارُكم لنسائهم. رواه الترمذي وصححه الألباني
• يمهلها حتى تتزين له:
عن جابر قال " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر , فلما رجعنا ذهبنا لندخل, فقال :
" أمهلوا حتى ندخل ليلا اى : عشاء" حتى تمتشط الشعثة , وتستحد المغيبة" رواه النسائي.
:
انتهى ..
" وإنك لعلى خلق ٌ عظيم " ..
اللهم صل و سلم وبارك على سيدنا محمد ..
سيرة عطرة تجف الأقلام وهي تكتب عنهـا ..
اللهم ارزقنا صحبة نبيك في الجنة وارزقنا شربة من حوضه لا نظمأ بعدها ابدا ً
منقوووووووووووووووووووووووووووول?انظر الى هذا النبي ... نبي الاسلام .. كم كان قاسيا ... لا رحمة في قلبه..
قبََّل رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد أبناء فاطمة وكان عنده رجل من الأعراب فقال تقبلون أبناءكم ؟! إن عندي عشرة من الولد ما قبلت منهم واحداً فقال صلى الله عليه وسلم وما يدرني لعل الله قد نزع من قلبك الرحمة .
لم يكن رحيما فقط .. بل انكر و بقسوة على الناس قسوة قلوبهم ......
عن أنس رضي الله عنه عنه : (( أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ ابنه إبراهيم فقبَّله وشمه )) البخاري
و الله حتى بعض الامهات لا يشمن اطفالهن و ربما لا يقبلنهم..
ولما كانت عيناه صلى الله عليه وسلم تفيض لموت اصحابه و جنوده في المعارك سأله سعد بن عبادة رضي الله عنه : يا رسول الله ما هذا؟ فيقول صلى الله عليه وسلم : " هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء " البخاري
و من يحزن لموت اخرين في سبيل ان يكون عظيما.. و سيدا و الها؟؟
بل ان القادة و الجنود اليوم يدربون على ان الموت و الصراخ و ووجود الجرحى هو امر لا يجب ان نحزن عليه فهو الطبيعي في ارض المعركة
و ان من القادة من لا يعرف عدد قتلاه في الحرب و لا يهتز له طرف لموتهم..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لأدخل في الصلاة وإني أريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم لوجد أمه ببكائه " ابن ماجه.
و من يأبه؟!! .. الطفل سيبكي و يسكت .. و الله لو كان من كان ما فكر بهذه الطريقة ...
قصر الصلاة لله لخوفه و معرفته بوجد و ألم و حزن الام على بكاء طفلها- السليم –
لا يمكن ان يكون هناك من هو اقسى و اظلم .... اليس كذلك؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
كان صلى الله عليه وسلم إذا مر بهم ( الصبية و الاطفال) وهم يلعبون سلم عليهم و مازحهم ، وإذا مر بهم على بغلته أركبهم معه .
المفروض ان يختبئ الاطفال خوفا من هذا القاسي .. و ان يرتعبوا لمرور العظيم و من يسمي نفسه الها ___ اليس هذا ما تعتقده عزيزي المسيحي؟؟
تخيل ان نبي الاسلام محمد صلى الله عليه و سلم اذا صعد طفل على ظهره و هو يصلي ما قام حتى ينزل الطفل خوفا عليه ان يقع ..........." في الواقع اخبرني انت اي طفل يتجرأ ان يصعد على ظهر اله عظيم و ملك جبار ؟؟ !!!"
لا اريد ردا.. فكر لوحدك و اجب نفسك التي تصر على انها ولدت على الدين الصحيح ............ ليتنا ولدنا جميعا على الدين الصحيح .. لكن صدقني بالسذاجة التي يتعامل بها الناس عادة فانهم سيتركون عقولهم و يصدقوا ابائهم .. حتى لو كانوا على الخطأ .. ؟؟
فكر و ابحث و انج بنفسك..
انظر هنا كيف كان نبي الاسلام يعامل خدمه :
يقول احد الخدم
" خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط ، وما قال لي لشئ صنعته لِمَ صنعته ؟ ولا لشئ تركته " مسلم
و في الحقيقة الخدم كانوا منتشرين في ذلك الوقت فليس محمد فقط من كان لديه خدم و لم يكن افضل ممن حوله بل كان ربما من افقرهم .. عدا ان هناك من تبرع ان يكون خادما له عليه الصلاة و السلام .. و مع هذا لا تعتقد انه كان يلبسه حذائه و يقلم له اظافره !!!
انظر الى قوله عن الخدم
يقول صلى الله عليه وسلم : " هم إخوانكم ، جعلهم الله تحت أيديكم ، فأطعموهم مما تأكلون ، وألبسوهم مما تلبسون ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم " مسلم .
هذا هو محمد - الذي تعتقد انت اخي المسيحي- انه قاس و ظالم .. و متسلط
هذا هو محمد المحتال المخادع الذي اضاع نصف البشرية و ظلمها ليكون ملكا و الها و عظيما..
اليس هذا ما تعتقده انت ..
اذا اقرأ التاريخ و قرر لوحدك .. ليكن لك كيانك و لو لمرة ..
صلى الله على محمد ..
(((ساره)))
01-01-2008, 10:18 PM
و الله يا أختي ليت كل مخدوع يعلم بالحقيقة .. ليت كل مسيحي يرى بعينه هو يفكر بعقله هو ..
لا أعلم لماذا لا يعرفون سيدنا وحبيبنا محمد (صلى الله عليه وسلم ) على حقيقته أولاً ثم يقرروا قرارهم بحبه أو لا ..
بارك الله فيك أختي وأنتظر منك المزيد ..
believer
01-02-2008, 11:34 AM
بواسطة نور الامل
المفروض ان يختبئ الاطفال خوفا من هذا القاسي .. و ان يرتعبوا لمرور العظيم و من يسمي نفسه الها ___ اليس هذا ما تعتقده عزيزي المسيحي؟؟
تخيل ان نبي الاسلام محمد صلى الله عليه و سلم اذا صعد طفل على ظهره و هو يصلي ما قام حتى ينزل الطفل خوفا عليه ان يقع ..........." في الواقع اخبرني انت اي طفل يتجرأ ان يصعد على ظهر اله عظيم و ملك جبار ؟؟ !!!"
بسم الله الرحمن الرحيم
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ
و قال تعالى
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً{45} وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً{46} وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً{47} وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً
الازهرى المصرى
01-02-2008, 11:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله موضوع ممتاز جدا
ويستخدم نظام الصدمات ... يا من تقولون بان محمد عليه افضل الصلاة والسلام كان بلا رحمة تعالوا نرى بالادله والواقع ما كان عليه سيد الخلق محمد عليه افضل الصلاة والسلام
لو تكلمنا على اخلاقه وعطفه على الاطفال كما قالت اختنا الكريمه
فأن هذه الرحمه لم تقتصر فقط على اطفال المسلمين بل انها تعدتهم الى غير المسلمين
ولنرى ماذا حدث فى رحلة الطائف عند امر سفهاء الطائف الاطفال ان ياذوا سيد الخلق محمد عليه افضل الصلاة والسلام .... واصيب سيد الخلق وارهق من الاذية وجاءه ملك الجبال وقال له يا محمد ان الله امرنى ان اتيك فلو اردت ان اطبق عليهم الاخشبين لفعلت ؟
فماذا كان رد هذا النبى الكريم الذى تم اذيته فى الحال الان انت يا رسول الله مصاب ومرهق هل تنتقم ولو انتقمت فهذا ليس عيب لانك ترد على الاذى ولكن الذى بقلبه ( رحمه تملأ العالم )
قال : لا .. أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يوحد الله"
وهذا الرسول الكريم
يرى طفل يهودى مريض فى اقبال على الموت فيتلهف النبى عليه يتمنى ان ينقذه من النار
ورد في صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: "كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقعد عند رأسه، فقال له: "أسلِم". فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال له: أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم، فأسلم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "الحمد لله الذي أنقذه من النار".
وهذا الذى تصفونه بانه غير رحيم .. هو من فتح مكه المكرمه وكان هناك مئات الاسرى
فسألهم : ما تظنون انى فاعل
فرد عليهم سيد الخلق وامام الرحماء :اذهبوا فانتم الطلقاء
ويسال انسان فيقول اليس هؤلاء الطلقاء هم من حبسوه
اليسوا من طردوه
اليسوا من قتلوا اصحابه وعمه واتباعه
ولكن لم يكن سيد الخلق يجازى الا بالحسنى وصدق من قال عنه (وانك لعلى خلق عظيم )
والامثلة كثيرة
فاين العقلاء من غير المسلمين ليحكموا الحقيقه والواقع
ولا يتركوا انفسهم وعقولهم لاناس لا يريدون منهم سوى ان يدخلوهم الجحيم
ومن سيدخل الجحيم لا يحب من يدعوا الى الجنه
وهذا سبب العداء
سيد الخلق محمد عاش ليبلغ دعوته الى العالم اجمعه لينقذهم من الظلمات الى النور وينور طريقهم الى الجنه ... ولكن الشيطان واعوانه لا يحبون ذلك
((((((((معجزات حسية للنبي صلي الله علي وسلم)))))إن من أعظم دلائل النبوة ما يؤتيه الله أنبياءه من خوارق العادات التي يعجز عن فعلها سائر الناس، وتمكينهم من هذه الخوارق إنما هو بفعل الله، وهو دليل رضا الله وتأييدِه لهذا الذي يدعي النبوة والرسالة، ولا يمكن أن يؤيد الله بعونه وتوفيقه من يدعي الكذب عليه ويُضل الناسَ باسمه.
ومن هذه المعجزات التي أوتيها الأنبياء؛ حبس الله الشمس عن الغروب لنبيه يوشع بن نون، قال e : ((غزا نبي من الأنبياء .. فأدنى للقرية حين صلاة العصر أو قريباً من ذلك، فقال للشمس: أنتِ مأمورة، وأنا مأمور، اللهم احبسها عليّ شيئاً، فحبست عليه حتى فتح الله عليه )). لقد خرق الله سنته في جريان الشمس إكراماً لنبي الله يوشع، واستجابة لدعائه لله.
وبمثله أيد الله موسى عليه السلام، فقد شقّ الله له البحر لما ضربه بعصاه، فصار طرقاً ممهدة يمشي بنو إسرائيل عليها في دعة وسكينة.
وبمثل هذه المعجزات أيدالله نبيه محمداً e، فرأى مشركو مكة منه الكثير من دلائل النبوة الدالة على نبوته e، لكنهم لم يؤمنوا ولم يذعنوا للحق، بل طلبوا على سبيل العناد المزيد من الآيات } وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً % أو تكون لك جنةٌ من نخيلٍ وعنبٍ فتفجر الأنهار خلالها تفجيراً % أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً أو تأتي بالله والملائكة قبيلاً % أو يكون لك بيتٌ من زخرفٍ أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتاباً نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولاً{ (الإسراء:90-93).
وحتى يقيم الله حجته على قريش فإنه آتى نبيه e معجزة من جنس ما طلبوه على سبيل التعجيز، إلا وهي انشقاق القمر، وهو حدث عظيم لا يقع إلا بتقدير العزيز العليم.
فقد روى الشيخان وغيرهما من حديث ابن مسعود t أنه قال: انشق القمر على عهد رسول الله e فرقتين: فرقة فوق الجبل، وفرقة دونه, فقال رسول الله e : ((اشهدوا)).
قال الخطابي: "انشقاق القمر آية عظيمة لا يكاد يعدلها شيء من آيات الأنبياء، وذلك أنه ظهر في ملكوت السماء خارجاً من جبلة طباع ما في هذا العالم، فليس مما يطمع في الوصول إليه بحيلة، فلذلك صار البرهان به أظهر".
قال ابن كثير بعد أن ساق روايات عدة لحادثة انشقاق القمر: "فهذه طرق عن هؤلاء الجماعة من الصحابة، وشهرة هذا الأمر تغني عن إسناده مع وروده في الكتاب العزيز .. والقمر في حال انشقاقه لم يزايل السماء، بل انفرق باثنتين، وسارت إحداهما حتى صارت وراء جبل حراء، والأخرى من الناحية الأخرى، وصار الجبل بينهما، وكلتا الفرقتين في السماء، وأهل مكة ينظرون إلى ذلك، وظن كثير من جهلتهم أن هذا شيء سحرت به أبصارهم، فسألوا من قدم عليهم من المسافرين، فأخبروهم بنظير ما شاهدوه، فعلموا صحة ذلك وتيقنوه".
وهذا الذي حكاه الله بقوله: } اقتربت الساعة وانشق القمر % وإن يروا آيةً يعرضوا ويقولوا سحرٌ مستمر % وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمرٍ مستقر { (القمر: 1-3)، فلم يجدوا أمام هذه الآية الباهرة إلا أن يتهموا نبي الله e بالسحر.
واليوم في عصر العلم والمعرفة تتجدد هذه الآية العظيمة، فقد نشرت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا في موقعها على شبكة الإنترنت صورة للقمر، وقد اخترطه خط طويل من أقصاه إلى أقصاه، ويعتقد العلماء أنه أثر لانشقاق حصل في القمر قديماً.
وصدق الله وهو يقول : } سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيءٍ شهيدٌ { (فصلت: 53).
ومن خوارق العادات المعجزة التي آتاها الله نبيه e ما أعطاه من استجابة الجماد لأمره، والمعهود فيه خلاف ذلك، فقد أتى النبيَ e رجل من بني عامر، فقال له رسول الله e : ((ألا أريك آية؟)) قال: بلى. فنظر إلى نخلة، فقال (العامري للنبي e): ادع ذلك العذق!
قال: فدعاه، فجاء ينقز حتى قام بين يديه فقال له رسول الله e: ((ارجع)) فرجع إلى مكانه.
فقال العامري: يا آل بني عامر، ما رأيت كاليوم رجلاً أسحر.
وفي رواية لابن حبان أن العامري قال: "والله لا أكذبك بشيء تقوله أبداً"، ثم قال: "يا آل عامر ابن صعصعة، والله لا أكذبه بشيء يقوله".
إن تحرك الشجرة من مكانها وذهابها ومجيئها لهو آية معجزة وبرهان دامغ على صدقه ونبوته e.
ويروي الإمام مسلم نحو هذه المعجزة من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، يقول: سرنا مع رسول الله e حتى نزلنا واديا أفيح (واسعاً) فذهب رسول الله e يقضي حاجته فاتبعته بإداوة من ماء فنظر رسول الله e، فلم ير شيئا يستتر به، فإذا شجرتان بشاطئ الوادي.
فانطلق رسول الله e إلى إحداهما، فأخذ بغصن من أغصانها، فقال: ((انقادي علي بإذن الله)) فانقادت معه كالبعير المخشوش [المربوط بالحبل] الذي يصانع قائده، حتى أتى الشجرة الأخرى، فأخذ بغصن من أغصانها، فقال: ((انقادي علي بإذن الله)) فانقادت معه كذلك حتى إذا كان بالمنصف مما بينهما لأم بينهما، يعني جمعهما فقال: ((التئما علي بإذن الله)) فالتأمتا.
ثم يمضي جابر في حديثه ويخبرنا بعود الشجرتين إلى حالهما بعد قضاء النبي e حاجته، يقول: فإذا أنا برسول الله e مقبلاً، وإذا الشجرتان قد افترقتا، فقامت كل واحدة منهما على ساق".
قال الإمام أحمد: "في الحديث آيات من دلائل نبوة النبي e منها: انقلاع الشجرتين واجتماعهما، ثم افتراقهما".
وفي جنبات مكة ثبت الله قلب حبيبه e في مواجهة المحن بآية من هذا الجنس، فقد جاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله e، وهو حزين قد خضب وجهه بالدماء، قد ضربه بعض أهل مكة، فقال: مالك؟ فقال: ((فعل بي هؤلاء، وفعلوا)) فقال جبريل: أتحب أن أريك آية؟ قال: ((نعم أرني)).
فنظر إلى شجرة من وراء الوادي، قال: ادع تلك الشجرة، فدعاها، فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه، قال: قل لها فلترجع، فقال لها: فرجعت، حتى عادت إلى مكانها، فقال رسول الله e : ((حَسْبي)). إنه دليل آخر من دلائل نبوته e.
ومن معجزات الأنبياء ما أعطاه اللهُ داودَ عليه السلام، ذلك النبي الأواب الذي كان يسبح الله، فتجيبه الجبال الرواسي والطيور مسبحة الله تعالى معه } وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين { (الأنبياء: 79). } ولقد آتينا داود منا فضلاً يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد { (سبأ: 10).
وبمثل هذه المعجزات العظيمة أيد الله نبيه محمداً e ، فسبح للهِ بين يديه الجمادُ ، وشهد له بالنبوة والرسالة.
يقول ابن مسعود t: لقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يُؤكل. أي بين يدي النبي e.
ويقول أبو ذر t: إني شاهد عند النبي r في حَلْقَة، وفي يده حصى، فسبّحنَ في يده. وفينا أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، فسمع تسبيحَهن مَنْ في الحَلْقَة، ثم دفعهنّ النبي r إلى عمر، فسبحن في يده، وسمع تسبيحهنّ مَنْ في الحلقة، ثم دفعهن النبي r إلى عثمان بن عفان، فسبّحن في يده، ثم دفعهن إلينا، فلم يسبّحن مع أحدٍ منا.
ويقارن ابن كثير بين هذه المعجزة ومعجزة نبي الله داود عليهما السلام، فيقول: "ولا شك أن صدور التسبيح من الحصى الصغار الصمّ التي لا تجاويف فيها؛ أعجب من صدور ذلك من الجبال؛ لما فيها من التجاويف والكهوف، فإنها وما شاكلَها تردِّدُ صدى الأصوات العالية غالباً .. ولكن من غير تسبيح؛ فإن ذلك (أي تِردادَها بالتسبيح) من معجزات داود عليه السلام، ومع هذا كان تسبيح الحصى في كف رسول الله r وأبي بكر وعمر وعثمان أعجب".
وصدق الشاعر وهو يقول:
لئن سبحت صم الجبال مجيبة لداود أو لان الحديد المصفح
فإن الصخور الصم لانت بكفه وإن الحصا في كفه ليسبح
وإن من معجزاته e العظيمة نطقُ الجمادات بين يديه، فالجمادات لا تعقل ولا تنطق، فإذا أنطقها الله بتصديقه، فهو دليل رضاهُ عن النبي في قوله بنبوة نفسه وصدقه حين قال بإرسال الله إياه.
وقد بدئ e بآية من هذا النوع قبل نبوته ، فكان الحجر يسلم عليه، يقول رسول الله e: ((إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن)).
قال النووي: "فيه معجزة لرسول الله r".
وبعد البعثة رأى الصحابة ذلك، يقول علي t: (كنا مع رسول الله e بمكة، فخرج في بعض نواحيها، فما استقبله شجر ولا جبل إلا قال: السلام عليك يا رسول الله).
ولم تتوقف هذه الآيات والمعجزات عند السلام عليه e والتسبيح بين يديه وأيدي أصحابه، بل أنطقها الله بالشهادة له e بالنبوة والرسالة.
يقول ابن عمر رضي الله عنهما: كنا مع النبي e في سفر فأقبل أعرابي، فلما دنا منه قال له رسول الله e : ((أين تريد؟)) قال: إلى أهلي، قال: ((هل لك في خير؟)) قال: وما هو؟ قال: ((تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله)).
قال الأعرابي: ومن يشهد على ما تقول؟ فأشار النبي إلى شجرة، وقال: ((هذه السلَمَة))، فدعاها رسول الله e وهي بشاطئ الوادي، فأقبلت تَخُدُّ الأرض خداً حتى قامت بين يديه, فاستشهدها ثلاثاً، فشهدت ثلاثاً أنه كما قال.
ثم رجعت إلى منبَتها، ورجع الأعرابي إلى قومه، وقال: إن اتبعوني أتيتُكَ بهم، وإلا رجعتُ فكنتُ معك.
ومن عظيم خوارق العادات التي أوتيها النبي r حنين الجذع الذي كان يخطب عليه في يوم الجمعة، وهي قصة مشهورة شهدها الكثير من أصحاب النبي r، يقول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: كان النبي e يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة، فقالت امرأة من الأنصار: يا رسول الله، ألا نجعل لك منبراً؟ قال: ((إن شئتم)). فجعلوا له منبراً.
فلما كان يوم الجمعة دُفِعَ إلى المنبر، فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النبي e، فضمها إليه، تئن أنين الصبي الذي يُسكَّن، قال جابر: كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها.
قال ابن حجر: "إن حنين الجذع وانشقاق القمر نقل كلٌ منهما نقلاً مستفيضاً، يفيد القطع عند من يطلع على طرق ذلك من أئمة الحديث ".
قال البيهقي : "قصة حنين الجذع من الأمور الظاهرة التي حملها الخلف عن السلف , ورواية الأخبار الخاصة فيها كالتكلف". أي لشهرتها وذيوع أمرها.
قال الشافعي: ما أعطى الله نبياً ما أعطى محمدًا , فقال له عمرو بن سواد: أعطى عيسى إحياء الموتى؟ قال: أعطى محمداً حنينَ الجِذعِ حتى سمع صوته , فهذا أكبر من ذلك".
قال ابن كثير: "وإنما قال: فهذا أكبر منه؛ لأن الجذع ليس محلاً للحياة، ومع هذا حصل له شعور ووجد لما تحوّل عنه إلى المنبر، فأنّ وحنّ حنين العِشار [أي الناقة الحامل]، حتى نزل إليه رسول الله e ، فاحتضنه.. "؟؟؟؟((((((((((((((قال الفيلسوف والمؤرخ ( ويل ديورانت ) في كتاب قصة الحضارة:
" وإذا حكمنا على العظمة, بما كان للعظيم من أثر على الناس, قلنا بأن محمدا كان من أعظم عظماء التاريخ, فقد أخذ على نفسه أن يرفع المستوى الروحي والأخلاقي, في شعب ألقت به دياجير الهمجية, حرارة الجو, وجدب الصحراء, وقد نجح في تحقيق هذا الغرض نجاحا لم يدانيه فيه أي قائد آخر في التاريخ كله "
قال الفيلسوف الإنجليزي ( برناردشو (
" إن العالم هو أحوج ما يكون إلى رجل في تفكير محمد, هذا النبي الذي أحل دينه في موضع الاحترام والإجلال, فإنه أقوى دين على هضم جميع المدنيات, خالد خلود الأبد, وإني أرى كثيرا من بني قومي قد دخلوا في الدين على بينة, وسيجد ه ذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة ( أوربا ) وإذا أراد العالم النجاة من شروره, فعليه بهذا الدين, إنه دين السلام والعدالة والسعادة, في ضل شريعة متمدينة محكمة. لم تنس أمرا أمور الدنيا إلا رسمته, ووزنته بميزان لا يخطي أبدا... "
وقال أيضا:
" إن محمدا يجب إن يدعى منقذ الإنسانية, إنني اعتقد لو تولى رجل مثله زعامة العالم الحديث, لنجح في حل مشاكله بطريقة تجلب إلى العالم السلام والسعادة, إن محمدا هو أكمل البشر من الغابرين والحاضرين, ولا يتصور وجود مثله في الآتيين " .
وقال العالم الفرنسي ( مارتين (
" إن حياة مثل حياة محمد, وقوة كقوة تأمله, وتفكيره وجهاده, ووثبته على خرافات أمته, وجاهلية شعبه, وبأسه في ما لقيه من عبدت الأوثان وإيمانه بالظفر, وإعلاء كلمته, ورباطة جأشه لتثبيت أركان العقيدة الإسلامية, أن كل ذلك أدلة على إنه لم يكن ليضمر لأحد أذى , أو يعيش على باطل , فهو فيلسوف وخطيب , ورسول ومشرع , وهاد للإنسان إلى العقل , وناشر للعقائد المعقولة الموافقة للذهن واللب , وهو مؤسس دين لا فرية فيه , ولا صورة فيه , ومنشئ عشرين دولة في الأرض وفاتح دولة في السماء من ناحية الروح والفؤاد , فأي رجل أدرك من العظمة الإنسانية مثلما أدرك ,أي أفاق بلغ أي إنسان من مراتب الكمال ما بلغ محمد "
وقال الأديب الروسي( توليستوي(
" لا ريب أن هذا النبي من كبار الرجال المصلحين, الذين خدموا الهيئة الاجتماعية خدمة جليلة, ويكفيه فخرا أنه فتح لها طريق التقدم والرقي, وهذا عمل عظيم لا يفوز به إلا شخص أوتي قوة وحكمة وعلما. ورجل مثله جدير بالإجلال والاحترام "
يقول الأستاذ / نيللينو المستشرق الإيطالي
" لقد أسس محمد في وقت واحد دينا ودولة ، وكانت حدودهما متطابقة طول حياته " .
تقول موسوعة بريتانسيا في المجلد 12 أن محمد ”كان رجلا صادقا وأمينا“
يقول مايكل هارت في كتابه: ال 100: تصنيف أكثر ألأفراد تأثيرا في التاريخ :
” كان سبب اختياري أن يكون محمد على قمة قائمة المائة شخص ذو التأثير في التاريخ هو أنه كان ناجحا على كلى الصعيدين الدنيوي والديني“
يقول شندا شارما: "لقد كان محمد يمثل روح الطيبة"
مأخوذ من موقع التالي مع التعديل
؟؟؟؟؟؟((((ملخص لمائة خصلة انفرد بها صلى الله عليه وسلم
عن بقية الأنبياء السابقين عليهم السلام
للدكتور /خليل إبراهيم ملا خاطر
أستاذ مشارك في المعهد العالي للدعوة الإسلامية بالمدينة النبوية
لخصها إبراهيم الحدادي
ما أكرمه الله تعالى به لذاته في الدنيا
1. أخذ الله له العهد على جميع الأنبياء ، صلى الله عليه وسلم .
2. كان عند أهل الكتاب علم تام به صلى الله عليه وسلم .
3. كان نبيا وآدم منجدل في طينته صلى الله عليه وسلم .
4. هو أول المسلمين صلى الله عليه وسلم .
5. هو خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم .
6. هو نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم .
7. هو أولى بالأنبياء من أممهم صلى الله عليه وسلم .
8. هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وأزواجه أمهاتهم صلى الله عليه وسلم .
9. كونه منة يمتن الله بها على عباده .
10. كونه خيرة الخلق ، وسيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم .
11. طاعته ومبايعته هي عين طاعة الله ومبايعته .
12. الإيمان به مقرون بالإيمان بالله تعالى .
13. هو رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم .
14. هو أمنة لأمته صلى الله عليه وسلم .
15. عموم رسالته صلى الله عليه وسلم .
16. تكفل المولى بحفظه وعصمته صلى الله عليه وسلم .
17. التكفل بحفظ دينه صلى الله عليه وسلم .
18. القسم بحياته صلى الله عليه وسلم .
19. القسم ببلده صلى الله عليه وسلم .
20. القسم له صلى الله عليه وسلم .
21. لم يناده باسمه صلى الله عليه وسلم .
22. ذكر في أول من ذكر من الأنبياء .
23. النهي عن مناداته باسمه صلى الله عليه وسلم .
24. لا يرفع صوت فوق صوته صلى الله عليه وسلم .
25. تقديم الصدقة بين يدي مناجاتهم له ( ثم نسخ ذلك ).
26. جعله الله نورا صلى الله عليه وسلم .
27. فرض بعض شرعه في السماء صلى الله عليه وسلم .
28. تولى الإجابة عنه صلى الله عليه وسلم .
29. استمرار الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم .
30. الإسراء والمعراج به صلى الله عليه وسلم .
31. معجزاته صلى الله عليه وسلم .
32. غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر صلى الله عليه وسلم .
33. تأخير دعوته المستجابة ليوم القيامة صلى الله عليه وسلم .
34. أعطي جوامع الكلم صلى الله عليه وسلم .
35. أعطي مفاتيح خزائن الأرض صلى الله عليه وسلم .
36. إسلام قرينه من الجن صلى الله عليه وسلم .
37. نصره بالرعب مسيرة شهر صلى الله عليه وسلم .
38. شهادة الله وملائكته له صلى الله عليه وسلم .
39. إمامته بالأنبياء في بيت المقدس صلى الله عليه وسلم .
40. قرنه خير قرون بني آدم صلى الله عليه وسلم .
41. ما بين بيته ومنبره روضة من رياض الجنة صلى الله عليه وسلم .
42. أعطي انشقاق القمر صلى الله عليه وسلم .
43. يرى من وراء ظهره صلى الله عليه وسلم .
44. رؤيته في المنام حق صلى الله عليه وسلم .
45. عرض الأنبياء مع أممهم عليه صلى الله عليه وسلم .
46. جعل خاتم النبوة بين كتفيه صلى الله عليه وسلم .
47. اطلاعه على المغيبات صلى الله عليه وسلم .
ما أكرمه الله تعالى به في الآخرة
48- وصفه بالشهادة صلى الله عليه وسلم .
49- ما أعطي من الشفاعات صلى الله عليه وسلم .
50- هو أول من يبعث صلى الله عليه وسلم .
51-هو إمام الأنبياء وخطيبهم صلى الله عليه وسلم .
52- كل الأنبياء تحت لوائه صلى الله عليه وسلم .
53- هو أول من يجوز على الصراط صلى الله عليه وسلم .
54- هو أول من يقرع باب الجنة صلى الله عليه وسلم .
55- هو أول من يدخل الجنة صلى الله عليه وسلم .
56-إعطاؤه الوسيلة والفضيلة صلى الله عليه وسلم .( الوسيلة : اعلى منزلة في الجنة ).
57-إعطاؤه المقام المحمود صلى الله عليه وسلم .( وهي الشفاعة العظمى ).
58- إعطاؤه الكوثر صلى الله عليه وسلم .( وهو نهر في الجنة ).
59- إعطاؤه لواء الحمد صلى الله عليه وسلم .
60-يكون له كرسي عن يمين العرش صلى الله عليه وسلم .
61-هو أكثر الأنبياء تبعا صلى الله عليه وسلم .
62- هو سيد الأولين والآخرين يوم القيامة صلى الله عليه وسلم .
63- هو أول شافع ومشفع صلى الله عليه وسلم .
64- هو مبشر الناس يوم يفزع إليه الأنبياء صلى الله عليه وسلم .
65- ما يوحى إليه في سجوده تحت العرش مما لم يفتح على غيره من قبل ومن بعد صلى الله عليه وسلم .
66- منبره على حوضه صلى الله عليه وسلم .
ما أكرمه الله به في أمته في الدنيا
67- جعلت خير الأمم .
68- سماهم الله تعالى المسلمين ، وخصهم بالإسلام .
69- أكمل الله لها الدين ، وأتم عليها النعمة .
70- ما حطه الله لها عنها من الاصر والاغلال .
71- صلاة المسيح خلف إمام المسلمين .
72- أحلت لها الغنائم .
73- جعلت صفوفها كصفوف الملائكة .
74- التيمم والصلاة على الأرض .
75- خصهم بيوم الجمعة .
76- خصهم بساعة الإجابة يوم الجمعة .
77- خصهم بليلة القدر .
78- هذه الأمة هي شهداء الله في الأرض .
79- مثلها في الكتب السابقة ( ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل ).
80- لن تهلك بجوع ، ولا يسلط عليها عدو من غيرها فيستأصلها .
81- خصت بصلاة العشاء .
82- تؤمن بجميع الأنبياء .
83- حفظها من التنقص في حق ربها عز وجل .
84- لا تزال طائفة منها على الحق منصورة .
ما أكرمه الله تعالى به في أمته في الآخرة
85- هي شاهدة للأنبياء على أممهم .
86- هي أول من يجتاز الصراط .
87- هي أول من يدخل الجنة ،وهي محرمة على الناس حتى تدخلها .
88- انفرادها بدخول الباب الأيمن من الجنة .
89- سيفديها بغير من الأمم .
90- تأتي غرا محجلين من آثار الوضوء .
91- هي أكثر أهل الجنة .
92- سيرضي الله نبيه صلى الله عليه وسلم فيها .
93- زيادة الثواب مع قلة العمل .
94- كلها تدخل الجنة إلا من أبى بمعصيته لله ورسوله للحديث الذي رواه البخاري .
95- كثرة الشفاعات في أمته .
96- تمني الكفار لو كانوا مسلمين .
97- هم الآخرون في الدنيا السابقون يوم القيامة .
98- دخول العدد الكثير منها الجنة بغير حساب .
99- لها علامة تعرف بها ربها عز وجل وهو الساق .
100- فيها سادات أهل الجنة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
المرجع كتاب /تذكير المسلمين باتباع سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم
المؤلف /عبد الله بن جار الله؟؟؟؟؟((((
))))))))))))))واجبتا نحو الرسول)))))))))))))))((((((((((((((((((((((بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, الرحمن الرحيم, مالك يوم الدين,الحمد لله القائل في محكم التنزيل
الأنبياء: ١٠٧
والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد ولد آدم, المبعوث رحمة للعالمين والقائل :(أنا سيِّدُ ولدِ آدم يوم القيامة، وأوّلُ مَن تنشَقُّ عنه الأرض، وأولُ شافع ومُشفَّع). «رواه مسلم»
صلاة وسلاما متعاقبين متلازمين إلى يوم الدين .. وبعد ,,
فواجبنا نحو النبي ﷺ يتمثل في الإيمان به وبما جاء به من القرآن الكريم والسنة الصحيحة , وتطبيق ذلك في حياتنا .
ورغبة مني في توعية اخواني واخواتي من المسلمين والمسلمات بهذا الواجب جمعت هذه الوريقات التي تشتمل على:
1. واجبنا نحو الرسول ﷺ .
2. حقوق النبي ﷺ على أمته.
3. الرسول ﷺ كأنك تراه.
4. من فضائل الرسول ﷺ.
5. من أخلاق الرسول ﷺ.
6. من أحاديث النبي ﷺ في الأخلاق.
7. التحلي بأخلاق الرسول ﷺ .
أسأل الله تعالى أن ينفع بها كل من قرأها أو سمعها أو أفاد منها أو طبعها ونشرها ووزعها بين المسلمين, وأتمنى أن يكون هناك من يعمل على ترجمتها والدلالة عليها, ولن يحرموا الأجر ـ إن شاء الله ـ فقد قال المصطفى ﷺ:(الدال على الخير كفاعله ).
هذا وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ,,
وكتبه
عبد الله بن أحمد ال علاف الغامدي
الطائف ــ وادي وج
الجمعة : 21 / 1 /1428 هـ
واجـبنا نحـو الرسـول ﷺ
إن للرسول ﷺ حقوقاً وواجبات إذا أدّاها المسلم نفعه الله به ، وأسعده بشفاعته ، وأكرمه بوُرود حوضه ، وسقاه مِن ماء كَوثره .
1ـ محبة الرسول ﷺ ، أكثر مِن النفس والأهل والمال والولد.
2ـ طاعته في كل ما أمر به مِن دعاء الله وحده ، والاستعانة به، والصدق والأمانة ، وحُسن الخلق ، وغير ذلك مما جاء في القرآن وأحاديثه الصحيحة .
3ـ التحذير مِن الشرك الذي حذَّر منه الرسول ﷺ ، وهو صَرفُ العبادة لغير الله ، كدعاء الأنبياء والأولياء وطلب المدد والعون منهم ، فقد قال ﷺ : ( مَن ماتَ وهوَ يدعو مِن دونِ الله نِدّاً دخلَ النار ) . [النِّد : الـمِثل والشريك] « رواه البخاري »
4ـ أن نؤمن بما أخبر به القرآن والرسول ﷺ ، مِن الصفات ، كَعُلُو الله على عرشه ، تحقيقاً لقوله تعالى:﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾« الأعلى : 1 » وقوله ﷺ : (إنَّ اللهَ كتبَ كتاباً فهو عِندهُ فوقَ العرش).« متفق عليه »
وأن الله مع عباده يَسمعهم ويراهم ويعلم أحوالهم لقوله تعالى :
﴿ قَالَ لَا تَـخَافَا إِنَّنِـي مَعَكُـمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ﴾« طٰه : 46 »
5ـ إنَّ مِن واجب المسلمين أن يشكروا الله على بعثة ومولد الرسول الكريم ﷺ ، فيتمسكوا بسُنته ، ومنها صيام يوم الاثنين الذي سُئل عن صومه فقال : ( ذاك يوم وُلدت فيه، وفيه بُعثت ، وعليّ أُنزل ). [ أي القرآن ] . « رواه مسلم »
6ـ أمّا الاحتفال بيوم مولده ﷺ ، الذي أَحدثه المتأخرون ، فلم يَعرفه الرسول والصحابة والتابعون ولو كان الاحتفال خيراً لسبقونا إليه ، وأرشدنا إليه الرسول ﷺ ، كما أرشدنا في الحديث السابق إلى صوم يوم الاثنين الذي وُلد فيه ، علماً بأن الرسول ﷺ ، مات يوم الاثنين ، فليس الفرح بأولى مِن الـحُزن على موته ﷺ .
7ـ إن الأموال التي تُنفق في الاحتفالات ، لو أُنفقت في بيان شمائل الرسول ﷺ ، وسيرته ، وأخلاقه ، وأدبه ، وتواضعه ، ومعجزاته، وأحاديثه ، ودعوته للتوحيد التي بدأ بها رسالته وغيرها من الأمور النافعة ، لو فعل ذلك المسلمون لنصرهم الله كما نصر رسوله ﷺ .
8ـ إن المحـب الصادق للرسول ﷺ ، يهمه اِتباع أوامره ، والعمل بسُنته ، والحكم بقرآنه والإكثار مِن الصلاة عليه ﷺ .
حقوق النبي على أمته
للنبي الكريم صلّى الله عليه وسلّم حقوق على أمته وهي كثيرة, منها:
أولًا: الإيمان الصادق به صلّى الله عليه وسلّم، وتصديقه فيما أتى به:
قال تعالى:{فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }[ سورة التغابن]. وقال تعالى:{فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}[سورة الأعراف].
وقال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[سورة الحديد]. وقال تعالى:{وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا }[سورة الفتح].
وقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيُؤْمِنُوا بِي وَبِمَا جِئْتُ بِهِ] رواه مسلم.
والإيمان به صلّى الله عليه وسلّم هو: تصديق نبوته, وأن الله أرسله للجن والإنس, وتصديقه في جميع ما جاء به وقاله, ومطابقة تصديق القلب بذلك شهادة اللسان, بأنه رسول الله, فإذا اجتمع التصديق به بالقلب والنطق بالشهادة باللسان، ثم تطبيق ذلك العمل بما جاء به؛ تمَّ الإيمان به صلّى الله عليه وسلّم.
ثانيًا: وجوب طاعته صلّى الله عليه وسلّم، والحذر من معصيته:
فإذا وجب الإيمان به وتصديقه فيما جاء به وجبت طاعته؛ لأن ذلك مما أتى به, قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ }[سورة الأنفال].
وقال تعالى:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا... }[سورة الحشر].
وقال تعالى:{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }[سورة النور].
وقال تعالى:{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ}
[سورة النساء].
وعَنْ أَبَي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ]رواه البخاري ومسلم. وعَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [ كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى] قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَأْبَى قَالَ: [مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى] رواه البخاري.
ثالثًا: اتباعه صلّى الله عليه وسلّم، واتخاذه قدوة في جميع الأمور، والاقتداء بهديه:
قال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }[سورة آل عمران].
وقال تعالى: {وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }[سورة الأعراف].
فيجب السير على هديه والتزام سنته، والحذر من مخالفته, قال صلّى الله عليه وسلّم: [مَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي]
رواه البخاري ومسلم
رابعًا: محبته صلّى الله عليه وسلّم أكثر من الأهل والولد، والوالد، والناس أجمعين:
قال تعالى:{قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }
[سورة التوبة].
وعَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ] متفق عليه
وقد ثبت في الحديث أن من ثواب محبته الاجتماع معه في الجنة:
وذلك عندما سأله رجل عن الساعة فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَا أَعْدَدْتَ لَهَا] قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَعْدَدْتُ لَهَا كَبِيرَ صَلَاةٍ وَلَا صِيَامٍ وَلَا صَدَقَةٍ وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ قَالَ: [فَأَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ] رواه البخاري ومسلم.
ولما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:' يَا رَسُولَ اللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي' فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ] فَقَالَ لَهُ عُمَرُ:'فَإِنَّهُ الْآنَ وَاللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي' فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [الْآنَ يَا عُمَرُ]رواه البخاري.
و قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ] رواه البخاري ومسلم.
ولاشك أن من وفَّقه الله تعالى لذلك ذاق طعم الإيمان ووجد حلاوته, فيستلذ الطاعة ويتحمل المشاقّ في رضى الله عز وجل، ورسوله صلّى الله عليه وسلّم, ولا يسلك إلا ما يوافق شريعة محمد صلّى الله عليه وسلّم؛ لأنه رضي به رسولاً, وأحبه، ومن أحبه من قلبه صدقاً أطاعه صلّى الله عليه وسلّم؛ ولهذا قال القائل:
تعصي الإله وأنت تُظْهر حُبَّهُ *** هذا لعمري في القياسِ بديعُ
لو كان حُبَّكَ صادقاً لأطعته *** إن المُحبَّ لمن يُحِبُّ مُطيعُ
وعلامات محبته صلّى الله عليه وسلّم تظهر في الاقتداء به صلّى الله عليه وسلّم, واتباع سنته, وامتثال أوامره, واجتناب نواهيه, والتأدب بآدابه, في الشدة والرخاء, وفي العسر واليسر, ولا شك أن من أحب شيئاً آثره, وآثر موافقته, وإلا لم يكن صادقاً في حبه ويكون مدّعياً.
ولا شك أن من علامات محبته: النصيحة له؛ لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [الدِّينُ النَّصِيحَةُ] قُلْنَا لِمَنْ قَالَ: [لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ ] رواه مسلم. والنصيحة لرسوله صلّى الله عليه وسلّم: التصديق بنبوته, وطاعته فيما أمر به, واجتناب ما نهى عنه, ومُؤازرته, ونصرته وحمايته حياً وميتاً, وإحياء سنته والعمل بها وتعلمها, وتعليمها والذب عنها, ونشرها, والتخلق بأخلاقه الكريمة, وآدابه الجميلة.
خامسًا: احترامه، وتوقيره، ونصرته:
كما قال تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ...}[سورة الفتح]. وقال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }[سورة الحجرات].
وقال تعالى:{لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضًا... }[سورة النور]. وحرمة النبي صلّى الله عليه وسلّم بعد موته, وتوقيره لازم كحال حياته وذلك عند ذكر حديثه, وسنته, وسماع اسمه وسيرته, وتعلم سنته, والدعوة إليها, ونصرتها.
سادسًا:الصلاة عليه صلّى الله عليه وسلّم:
قال الله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }[سورة الأحزاب]. وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا] رواه مسلم.
وقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا وَلَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا وَصَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ]رواه أبوداود وأحمد. وقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [الْبَخِيلُ الَّذِي مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ]رواه الترمذي وأحمد.
و قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ] رواه الترمذي وأحمد. وقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ] رواه الترمذي وأحمد .
من مواطن الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم:
وللصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم مواطن كثيرة ذكر منها الإمام ابن القيم رحمه لله في كتابه 'جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام ' واحداً وأربعين موطناً، منها على سبيل المثال: الصلاة عليه صلّى الله عليه وسلّم عند دخول المسجد, وعند الخروج منه, وبعد إجابة المؤذن, وعند الإقامة, وعند الدعاء, وفي التشهد في الصلاة، وفي صلاة الجنازة، وفي الصباح والمساء، وفي يوم الجمعة, وعند اجتماع القوم قبل تفرقهم, وفي الخطب: كخطبتي صلاة الجمعة, وعند كتابة اسمه, وفي أثناء صلاة العيدين بين التكبيرات, وآخر دعاء القنوت, وعلى الصفا والمروة, وعند الوقوف على قبره, وعند الهم والشدائد وطلب المغفرة, وعقب الذنب إذا أراد أن يكفر عنه, وغير ذلك من المواطن التي ذكرها رحمه الله في كتابه.
ولو لم يرد في فضل الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم إلا هذا الحديث لكفى، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ وَحُطَّتْ عَنْهُ عَشْرُ خَطِيئَاتٍ وَرُفِعَتْ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ]رواه النسائي وأحمد.
سابعًا: وجوب التحاكم إليه، والرضي بحكمه صلّى الله عليه وسلّم:
قال الله تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }[سورة النساء].
{ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }[سورة النساء].
ويكون التحاكم إلى سنته وشريعته بعده صلّى الله عليه وسلّم.
ثامنًا: إنزاله مكانته صلّى الله عليه وسلّم بلا غلو ولا تقصير:
فهو عبد لله ورسوله, وهو أفضل الأنبياء والمرسلين, وهو سيد الأولين والآخرين, وهو صاحب المقام المحمود، والحوض المورود, ولكنه مع ذلك بشر لا يملك لنفسه ولا لغيره ضراً ولا نفعاً إلا ما شاء الله كما قال تعالى: {قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ...}[سورة الأنعام]. وقال تعالى:{قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }[سورة الأعراف]. وقال تعالى:{ قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا * قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا }[سورة الجن].
وقد مات صلّى الله عليه وسلّم كغيره من الأنبياء، ولكن دينه باقٍ إلى يوم القيام { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}[سورة الزمر]. وبهذا يعلم أنه لا يستحق العبادة إلا الله وحده لا شريك له { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ }[سورة الأنعام].
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه
الرسـول كأنك تراه ﷺ
1ـ كان رسول الله ﷺ أحسنَ الناس وجهاً وأحسنهم خَلقاً ، ليس بالطويل البائن ولا القصير . « متفق عليه »
2ـ كان الرسول ﷺ ، أبيضَ مليحَ الوجه . « رواه مسلم »
3ـ كان رسول الله ﷺ ، مربوعاً ، عريض ما بين المنكبين ، كثَّ اللحية ، تعلوه حُمرة ، جُـمَّـتُه إلى شحمة أُذنيه ، لقد رأيته في حُلَّةٍ حمراء ، ما رأيت أحسنَ منه . « رواه البخاري »
[ مربوعاً : ليس بالطويل ولا القصير ] [ كثَّ اللحية : كثير الشعر ] [ جُمته : شعره ] .
4ـ كان رسولُ الله ﷺ ضخمَ الرأس واليدين والقدمين ، حسنَ الوجه ، لم أرَ قبله ولا بعده مِثلَه . « رواه البخاري »
5ـ كان وجهه مِثلَ الشمس والقمر وكان مُستديراً . « رواه مسلم »
6ـ كان رسول الله ﷺ إذا سُرَّ استنـار وجهُه ، حتى كأن وجهَه قطعةُ قمر ، وكُنا نعرف ذلك . « متفق عليه »
7ـ كان الرسول ﷺ لا يضحك إلا تبسماً ، وكنتَ إذا نظرتَ إليه قُلتَ أكحلَ العينين وليس بأكحل . « حسن رواه الترمذي »
8ـ وعن عائشة قالت : ما رأيت رسول الله ﷺ مُستجمِعاً قط ضاحكاً ، حتى أرى منه لَـهَواته ، إنما كان ضَحِكه التَّبسم .
« رواه البخاري »
[ لَـهَواته : أقصى حَلقه ] .
9ـ وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال :
( رأيت رسول الله ﷺ في ليلة إضحيانٍ فجعلتُ أنظر إلى رسول الله ﷺ وإلى القمر، وعليه حُلَّة حمراء ، فإذا هو عندي أحسنُ مِن القمر ) « رواه الترمذي وقال :حديث غريب , وصححه الحاكم ووافقه الذهبي »
[ إضحيان : مضيئة مقمرة ] .
10ـ وما أحسن مَن قال في وصف الرسول ﷺ :
وأبيضُ يُستَسقى الغمام بوَجهه ثِمالُ اليتامى عِصـمةٌ للأرامل
هٰذا الشعر مِن كلام أبي طالب أنشده ابن عمر وغيره ، لما أصاب المسلمين قحط ، فدعا لهم الرسول ﷺ قائلاً :
( اللهمَّ اسقِنا ) فنزل المطر . « رواه البخاري »
[ ثِمال : مُطعم ، عِصمة : مانع من ظلمهم ] .
والمعنى أن رسول الله ﷺ المنعوت بالبياض يسأله الناس أن يتوجه إلى الله بوجهه الكريم ودعائه أن يُنزل عليهم المطر وذلك في حال حياته ﷺ ، أما بعد مماته فقد توسل الخليفة عمر بالعباس أن يدعوَ لهم بنزول المطر ولم يتوسل بالرسول ﷺ :
وأنشد رَجل مِن كِنانة فقال :
لك الحمد والحمد مِمن شكر سُــقينا بوجـه النبـي الـمــطر دعـا اللهَ خـالـقَه دعــوة إلـيه وأشـخـصَ مـنه البـصــر
فـلم يك إلا كإلـقاء الـرداء وأســرع حـتى رأيـنا الــدُّرَر
وكـان كمـا قـال لـه عَـمـه أبـو طـالـب أبيـضُ ذو غُـــرَر
به الله يسقي صوبَ الغمـام وهٰـذا الـعـيان لـذاك الخـــبـر
فمَن يشـكر الله يلقَ الـمزيد ومَـن يكـفر الله يلـقَ الـغِـــيَـر
« نقلاً من كتاب منال الطالب لابن الأثير , ص 106 »
مِـن فضـائل الرسول ﷺ
1ـ قال الله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى الله بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً * وَبَشِّرِ الـمُؤْمِنِيـنَ بِأَنَّ لَـهُم مِّنَ الله فَضْلاً كَبِيراً ﴾ . « الأحزاب : 45-47 »
2ـ ﴿ ما كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ الله وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ﴾ . « الأحزاب : 40 »
3ـ ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْـمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾ . « الأنبياء : 107 »
4ـ وقال ﷺ : ( أنا أكثرُ الأنبياءِ تبعاً يومَ القيامةِ ، وأنا أوَّلُ مَن يقرعُ بابَ الجنةِ ) . « رواه مسلم »
5ـ وقال ﷺ : ( أنا أولُ شفيعٍ في الجنةِ ، لم يُصدَّق نبيٌّ مِن الأنبياءِ ما صُدِّقت ، وإنَّ نبيّاً مِن الأنبياءِ ما صدَّقه مِن أُمته إلا رجلٌ واحد )
« رواه مسلم »
6ـ وقال ﷺ : ( سألتُ ربي ثلاثاً ، فأعطاني ثِنتين ، ومنعَني واحدة : سألتُ ربّي ألا يُهلك أُمتي بالسَّنة ، فأعطانيها ، وسألتُه أنْ لا يُهلك أُمتي بالغرقِ فأعطانيها ، وسألتُه أنْ لا يجعلَ بأسَهم بينهم فمنعَنيها ). [ السَّنة : القحط ] . « رواه مسلم »
وفي رواية: (فسألتُه أنْ لا يُسَلِّط عليهم عدواً مِن غيرهم فأعطانيها) « رواه الترمذي والنسائي وصحح الألباني سنده »
7ـ قال أنس بن مالك في حديث الإسراء وفيه :
( والنبي ﷺ ، نائمة عيناه ، ولا ينام قلبه ) . « رواه البخاري »
8ـ وقال رسول الله ﷺ : ( أنا سيدُ ولد آدم يومَ القيامة ، وأولُ مَن تنشَقُّ عنه الأرض ، شافِع ومُشفَّع ) . « رواه مسلم »
9ـ وقال رسول الله ﷺ : ( فُضِّلتُ على الأنبياء بِسِتٍّ :
أُعطيتُ جوامعَ الكَلِم ، ونُصرتُ بالرُّعب ، وَأُحِلَّت ليَ الغنائمُ ، وجُعلَت ليَ الأرضُ مسجداً وطهوراً ، وأُرسلتُ إلى الخلقِ كافةً ، وخُتم بي النَّبيون ) . « رواه مسلم »
10ـ وقال رسول الله ﷺ : ( بُعثتُ مِن خيرِ قُرونِ بني آدم قرناً فقرناً، حتىٰ كنتُ مِن القرن الذي كنتُ منه ) . « أخرجه البخاري »
11ـ وقال رسول الله ﷺ : ( إن مَثَلي ومَثل الأنبياء قبلي ، كمثل رجل بنى بنياناً فأحسَنه وأجملَه ، إلا موضِع لَبنة مِن زاويةٍ مِن زواياه ، فجعلَ الناسُ يَطوفون به ويَعجبون لـه ، ويقولون : هلّا وُضِعَتْ هذه اللّبنَة ؟! قال : فأنا اللّبنَة ، وأنا خاتمُ النّبيين).
« أخرجه البخاري »
12ـ وقال رسول الله ﷺ : ( إنّي عندَ الله مكتوبٌ خاتمُ النّبيين ، وإنَّ آدم لَـمُنجَدِلٌ في طِينته ، وسأُخبركم بأوَّل أمري : دعوة إبراهيم ، وبشارة عيسى ، ورُؤيا أُمي التي رأتْ حين وضَعَتني ، وقدْ خرجَ لها نورٌ أضاءتْ لها منهُ قصورُ الشام ). [ لَمنجَدِل : مُلقى على الأرض ]. « صححه الحاكم ووافقه الذهبي , وصححه الألباني في المشكاة »
13ـ جاءَ الملَك جبريل إلى رسول الله ﷺ في غار حراء فقال :﴿ اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذي خَلَق ﴾ فرجع بها رسول الله ﷺ ، يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد وأخبرها :
لقد خشيتُ على نفسي .
فقالت خديجة : كلّا والله ما يُخزيك الله أبداً ، إنك لَتصِل الرَّحِم ، وتحمِل الكَلَّ ، وتكسِب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتُعين على نوائب الحق .
فانطلقتْ به خديجة إلى ورقة بن نوفل .
فقالت له خديجة : يا ابن عمّ : اسمع مِن ابن أخيك ، فأخبرَه رسول الله ﷺ ، خبر ما رأى ؛ فقال له ورقة : هٰذا الناموس الذي نزَّل الله على موسى ، يا ليتني فيها جَذعاً ، ليتني أكون حياً إذ يُخرجك قومك ، فقال رسول الله ﷺ :
أوَ مُخرجِيَّ هم ؟
قال : نعم ، لم يأتِ رجل قط بمثل ما جئتَ به إلا عُودي ، وإن يُدركني يومك أنصُرك نَصراً مُؤَزَّراً . « رواه البخاري كتاب بدء الوحي »
[ الكَلّ : اليتيم , الناموس : صاحب السِر وهو جبريل عليه السلام ]
مِـن أخـلاق الرسـول ﷺ
1ـ قال الله تعالى : ﴿ فَبِمَا رَحْـمَةٍ مِّنَ اللّه لِنتَ لَـهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَـهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى الله إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الـمُتَوَكِّلِينَ ﴾ . « آل عمران : 159 »
2ـ وقال الله تعالى : ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ . « القلم : 4 »
3ـ كان ﷺ ، خُلُقُه القرآن . « رواه مسلم »
4ـ كان أبغض الخلُق إليه الكذب . « صحيح رواه البيهقي »
5ـ لم يكن رسول الله ﷺ فاحشاً ولا متفحشاً ، ولا لعاناً وكان يقول: ( إنَّ مِن خِياركم أحسَنكم أخلاقاً ) . « متفق عليه »
6ـ وعن أنس قال : لم يكن رسول الله ﷺ فاحشاً ولا لعاناً ولا سَباباً ، وكان يقول عند المعتبة [ المعاتبة ] : مالَـهُ تَرِبَ جَبينُه ؟!
[ ترب جبينه : كلمة تقال عند التعجب ]. « رواه البخاري »
7ـ كان رسول الله ﷺ ، أحسنَ الناس وجهاً ، وأحسنَهم خُلُقاً .
« رواه البخاري »
8ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قيل يا رسول الله : اُدع على المشركين، قال: ( إنّي لم أُبعثْ لَعّاناً ، وإنما بُعثتُ رحمة ).
« رواه مسلم »
9ـ كان يتفاءل ولا يتطير [ يتشاءم ] ، ويُعجبه الاسم الحسن .
« صحيح رواه أحمد »
10ـ عن عمرو بن العاص قال : كان رسول الله يُقبل بوجهه وحديثه عليّ ، حتى ظننت أني خير القوم .
عمر بن العاص : يا رسول الله ، أنا خير ، أو أبو بكر ؟ .
الرســـول ﷺ : أبو بكر .
عمرو بن العاص : يا رسول الله أنا خير أو عمر ؟ .
الرســــول ﷺ : عمر .
عمر بن العاص : يا رسول الله أنا خير أو عثمان ؟ .
الرســـول ﷺ : عثمان .
عمرو بن العاص : فلمّا سألت رسول الله صدقني ، فَلَوَدِدْتُ أني لم أكن أسأله . « رواه الترمذي وحسنه الألباني »
11ـ وعن عطاء بن يسار قال : لقيتُ عبدالله بن عمـرو بن العاص رضي الله عنه فقلت : أخبرني عن صفة رسـول الله ﷺ في التّوراة ، فقال : أجلْ ، والله إنه لمَوصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن : ﴿ يَا أَيـُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً ﴾ وحِرزاً للأُميّين أنتَ عَبدي وَرَسولي ، سَمَّيتُك المتوكِّل ، ليسَ بفظٍّ ولا غليظٍ ، ولا سَخَّابٍ في الأسواقِ ، ولا يدفـعُ السـيئةَ بالسـيئةِ ، ولٰـكن يَعفو ويَصفح ، ولن يقبضَهُ اللهُ حتىٰ يُقيمَ به الـمِلَّةَ العَوجاء ، بأن يقولوا : لا إلٰه إلا اللهُ ، ويفتح به أعيُناً عُمياً , وآذاناً صُمّاً ، وقلوباً غُلفاً . « رواه البخاري »
12ـ وعن عائشة رضي الله عنه قالت : ما خُيِّـرَ رسول الله ﷺ بين أمرين قط، إلا اختار أيسرَهما، ما لم يكن إثماً ، فإنْ كان إثماً كان أبعد الناس منه ، وما انتقم رسول الله ﷺ ، لنفسه في شيء قط إلا أنْ تُنتَهَك حُرمة الله ، فينتقم لله بها . « متفق عليه »
13ـ وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ما ضرب رسول الله ﷺ ، شيئاً قط بيده ، ولا امرأة ، ولا خادماً ، إلّا أن يجاهد في سبيل الله، وما نِيلَ منه شيء قط ، فينتقم مِن صاحبه ، إلا أن يُنتهَك شيء مِن محارم الله فينتقم لله . « رواه مسلم »
14ـ وكان ﷺ ، إذا أتاه السائل ، أو صاحب الحاجة قال : (اِشفعوا تُؤجَروا، ويقضي اللهُ على لسانِ رسولِه ما شاء).«متفق عليه »
15ـ وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رسول الله ﷺ مِن أحسن الناس خُلُقاً ، فأرسلني يوماً لحاجة ، فقلت :
والله لا أذهب ، وفي نفسي أن أذهب لِـما أمرنـي به نبي الله ﷺ ، فخرجت حتى أمُـرَّ على صبيان ، وهم يلعبون في السوق ، فإذا برسول الله ﷺ ، بقفاي مِن ورائي ، فنظرت إليه وهو يضحك .
الرسول ﷺ : يا أُنَيس ذهبتَ حيثُ أمرتُك ؟ .
أنس بن مالك : أنا أذهب يا رسول الله .
قال أنس : والله لقد خدمته تسع سنين ما علِمْتُه قال لشيء صنعتُه : لمَ فعلتَ كذا وكذا ؟ ولا عاب عليّ شيئاً قط ، والله ما قال لي أفّ قط . « رواه مسلم »
16ـ أسَر الصحابةُ سيداً اسمه [ثمامة] وربطوه بسارية المسجد ، فخرج إليه رسول الله ﷺ ، فقال : ( ماذا عِندك يا ثمامة ) ؟ فقال : عندي يا محمد خير ، إنْ تقتل تقتل ذا دَم ، وإن تُنعِم تُنعِم على شاكر ، وإن كنت تريد المال فسَلْ تُعطَ منه ما شئتَ ، فقال رسول الله ﷺ : (أطلِقُوا ثمامة) . فانطلق ثمـامة فاغتسل ثم دخل المسجد فقال : أشهد أن لا إلٰه إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، يا محمد والله ما كان على الأرض وَجْهٌ أبغضَ إليَّ مِن وجهِك ، فقد أصبح وجهُك أحبَّ الوجوهِ كلها إليَّ ، وما كان مِن دِين أبغضَ إليَّ مِن دِينك ، فأصبحَ دينُك أحبَّ الدِّين كله إليَّ ، والله ما كان مِن بلد أبغضَ إليَّ من بلدك ، فأصبح بلدُك أحبَّ البلاد كلها إليَّ ، ولما قدم مكة قال له قائل : أَصَبَوت ؟
قال : لا ولكني أسلمت . « متفق عليه واللفظ لمسلم باختصار »
أحـاديث في الأخـلاق
قال رسول الله ﷺ :
1ـ ( إنَّ مِن خِيارِكم أحاسِنكم أخلاقاً ) . « متفق عليه »
2ـ ( إنَّ مِن أحبكُم إلـيَّ أحسَنكم أخلاقاً ) . « رواه البخاري »
3ـ ( أكملُ المؤمنين إيماناً،أحسنُهم خُلقاً، وخيارُكم خيارُكم لنسائهم )« رواه الترمذي وقال حسن صحيح »
4ـ ( إنَّ لِكلِّ دِينٍ خُلُقاً،وإنَّ خُلُق الإسلامِ الحياء ).
«حسن رواه ابن ماجه»
5ـ ( إنَّ المؤمنَ لَيُدركُ بحُسنِ خُلُقه درجة الصائمِ القائمِ ) .
« صحيح رواه أبو داود »
6ـ ( إنَّ مِن أكمل المؤمنينَ إيماناً أحسنهم أخلاقاً ، وألطفهم بأهله ) .
« رواه الترمذي وحسنه »
7ـ ( ما مِن شيءٍ أثقلُ في ميزان المؤمن يومَ القيامة مِن خُلُقٍ حسنٍ، وإنَّ اللهَ يبغضُ الفاحشَ البذيء ).
« رواه أبو داود والترمذي , وقال حسن صحيح »
8ـ ( إنَّ مِن أحبِّكُم إلـيَّ وأقربكُم مِني مجلساً يومَ القيامةِ أحاسِنكُم أخلاقاً ، وإنَّ أبغضـكم إلـيَّ وأبعـدكم مني مـجلساً يومَ القيامةِ الثرثارون ، والمتشدِّقـون والمتفَيهقون ، قالـوا : يا رسول الله ما المتفيهقـون ؟ قال : المُتكَبِّرون ). « حسن رواه الترمذي »
[ الثرثارون : المكثرون من الكلام تَكلُّفاً ] .
[ المتشدِّقون : المتكلمون تفاصحاً وتعظيماً لنُطقهم ] .
9ـ ( البِرُّ حُسن الخُلق ) . « رواه مسلم »
10ـ ( اِتقِ اللهَ حيثُما كنتَ ، وأتبِـعِ السيئةَ الحسنةَ تمحُها ، وخالِقِ الناسَ بِخُلُقٍ حسَن ) . « رواه الترمذي وحسنه »
11ـ ( إنما بُعثتُ لأُتـمم صالحَ الأخلاقِ ) . « صححه الحاكم ووافقه الذهبي »
12ـ ( ألا أُخبرُكم بمَن يَحرمُ على النارِ ، أو بمَن تحرمُ عليه النارُ ؟ على كلِّ قريبٍ سهلٍ ليِّن ) . « رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني بشواهده »
13ـ ( أحبُّ عبادِ الله إلى الله أحسَنُهم خُلُقاً ). «رواه الحاكم وصححه الألباني»
14ـ ( أكملُ المؤمنين إيماناً أحسَنُهم خُلُقاً ، الموطَّئون أكنافاً ، الذين يألَفُون ، ويُؤلَفون ، ولا خيرَ فيمَن لا يألَفُ ولا يُؤلَف ) .
« رواه الطبراني وحسنه الألباني »
15ـ سُئل ﷺ ، عن أكثر ما يُدخل الناس الجنة فقال :
( تَقوى الله وحُسنُ الخُلُق ) .
« رواه الترمذي وهو صحيح بشواهده عند محقق جامع الأصول »
16ـ ( المؤمنُ غِرٌّ كريم ، والفاجرُ خِبٌّ لَئيم ) .
« رواه أحمد وغيره وحسنه الألباني »
17ـ ( المؤمنون هيِّنون لَيِّنون كالجمَل الأنِف، إنْ قِيدَ انقادَ، وإنْ أُنيخَ على صخرةٍ اسْتَناخ ). « رواه الترمذي وذكر الألباني في المشكاة أنه حسن لغيره »
18ـ ( المؤمنُ الذي يُخالِطُ الناسَ ويصبرُ على أذاهُم خَيرٌ مِن المؤمنِ الذي لا يُخالِطُ الناسَ ولا يصبرُ على أذاهُم ).
« رواه أحمد وحسنه الحافظ في الفتح »
19ـ ( ألا أُنبئكم بخِيارِكم ؟ قالوا : بلى ، قال : خِيارُكم أطولُكم أعماراً وأحسَنُكم أخلاقاً ) . « رواه أحمد وقال الألباني حسن لغيره »
20ـ ( أربعٌ إذا كنَّ فيكَ ، فلا عليكَ ما فاتكَ مِن الدنيا، صِدقُ الحديثِ ، وحِفظُ الأمانةِ ، وحُسنُ الخُلُقِ ، وعِفَّةُ مَطْعَمٍ ) .
« رواه أحمد وغيره وحسنه الألباني في السلسلة »
21ـ ( إنَّ الله لم يَبعثني مُعنِّتاً ولا مُتعنِّتاً ، ولٰكنْ بعثني مُعلماً ومُيَسِّراً ) .
[ المُعنِّت : مَن يشق على الناس، المتعنِّت : طالب المشقة ].
« رواه مسلم »
22ـ ( أنا زعيمُ بيتٍ في ربَضِ الجنة لِـمَن تركَ الـمِراءَ وإنْ كانَ مُحِقاً ، وبيتٍ في وسطِ الجنةِ لِـمَن تركَ الكذبَ وإنْ كانَ مازحاً ، وبيتٍ في أعلى الجنةِ لِـمَن حَسُنَ خُلُقه ) . رواه أبو داود وحسنه الألباني
[ رَبض : أسفل ، الـمِراء : الجدال ] .
التحلي بأخلاق الرسول ﷺ
إذا كنت محبَّاً صادقاً لرسول الله فتخلَّق بأخلاقه:
1- اترك الفحش، وهو كل ما قبح وساء من قول أو فعل.
2- اخفض صوتك، واغضض منه إذا نطقت، وخاصة في المجمعات العامة، كالأسواق والمساجد والحفلات وغيرها، ما لم تكن خطيباً أو واعظاً.
3- ادفع السيئة التي قد تصيبك من أحد بالحسنة، بأن تعفو عن المسيء، فلا تؤاخذه، وتصفح عنه بأن لا تعاقبه ولا تهجره.
4- ترك التأنيب والتعنيف لخادمك، أو زميلك، أو ولدك، أو تلميذك، أو زوجتك، إذا قصّر في خدمتك.
5- لا تقصّر في واجبك، ولا تبخس حق غيرك، حتى لا تضطره إلى أن يقول لك: لمَ فعلت كذا؟ أو لمَ لا تفعل كذا؟ لائماً عليك، أو عاتباً لك.
6- اترك الضحك إلا قليلاً، وليكن جُلَّ ضحكك التبسم.
7- لا تتأخر عن قضاء حاجة الضعيف والمسكين والمرأة، والمشي معهم في غير تكبر ولا استنكاف.
8- مساعدة أهل البيت على شؤون البيت، ولو كان حلب شاة، أو طهي طعام، أو غيره.
9- البس أحسن الثياب التي عندك، لا سيَّما وقت الصلاة والأعياد والحفلات.
10- لا تتكبر عن الأكل على الأرض، وأكل ما وُجدَ من الطعام، والاكتفاء بقليل الطعام.
11- العمل ومشاركة العاملين، ولو بحفر الأرض ونقل التراب، والسرور بذلك إظهاراً لعدم التكبُّر.
12- عدم الرضا بالمدح الزائد، والإطراء المبالغ فيه، والاكتفاء بما هو ثابت للعبد، وبما قام به من صفات الكمال والفضل والخير.
13- لا تنطق ببذاء ولا جفاء، ولا كلام فاحش ولو مازحاً.
14- لا تقل سوءاً ولا تفعله.
15- لا تواجه أحداً من إخوانك بمكروه.
16- لازم سلامة النطق، وحلو الكلام.
[هذه الفقرات مأخوذة بتصرف من كتاب العلم والعلماء، للشيخ أبي بكر الجزائري، المدرس في المدينة المنورة].
17- لا تكثر المزاح ولا تقل إلا الصدق.
18- ارحم الإنسان والحيوان حتى يرحمك الله.
19- احذر البخل، فهو مكروهٌ من الله والناس.
20- نم باكراً واستيقظ باكراً للعبادة والاجتهاد والعمل.
21- لا تتأخر عن صلاة الجماعة في المسجد.
22- احذر الغضب وما ينتج عنه، وإذا غضبت فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم.
23- الزم الصمت، ولا تكثر الكلام فهو مُسجَّل عليك.
24- اقرأ القرآن بفهم وتدبّر واسمعه من غيرك.
25- لا ترُدَّ الطيب، واستعمله دائماً، لا سيما عند الصلاة.
26- استعمل السِّواك، فهو مفيد جداً لا سيما عند الصلاة.
27- كن شجاعاً، وقل الحق ولو على نفسك.
28- اقبل النصيحة من كل إنسان، واحذر ردَّها.
29- اعدل بين زوجاتك، وأولادك، وفي كل أعمالك.
30- اصبر على أذى الناس، وسامحهم حتى يسامحك الله.
31- أحب للناس ما تحب لنفسك.
32- أكثر من السلام عند الدخول، والخروج، واللقاء، وفي الأسواق.
33- تقيّد بلفظ السلام الوارد في السنة وهو: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)، ولا يُغني عنه كلمة صباح الخير أو مساء الخير أو أهلاً أو مرحباً، ويمكن قولها بعد السلام.
34- كن نظيفاً في مظهرك ولباسك.
35- غيّر شيبك بالأصفر أو الأحمر، واحذر السواد امتثالاً لأمر الرسول ﷺ.
36- تمسّك بسنن الرسول ﷺ حتى تدخل في قوله ﷺ:
(إنَّ من ورائكم أيامَ الصبر، للمتمسك فيهن بما أنتم عليه أجر خمسين منكم، قالوا: يا نبيَّ الله أو منهم؟ قال: بل منكم). «أخرجه ابن نصر في السنة، وصححه الألباني بشواهده»
37- اللهم ارزقنا العمل بكتابك، وسنَّة نبيِّك، وارزقنا حبَّه واتباعه وشفاعته.؟؟؟؟
(((((((((((((((((((يوم مع حبيبك ))))))))))
الحمد لله الذي جعل سبيل محبته جل جلاله متعلقاً باتباع خليله المصطفى محمد ] وصيّر الإيمان منتفياً عَمّن قدّم حب أحد من الخلق على حب حبيبه فقال رسول الله (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)(1) والصلاة والسلام الأتمَّان الأكملان على النبي المصطفى والهادي المجتبى والسراج المنير، والداعي البشير ، والرحمة المهداة والنعمة المسداة ، صلى الله وسلم عليه ما تعاقب الليل والنهار ، وصلى الله عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار ، وصلى الله عليه عدد قطر الأمطار ، وورق الأشجار، وحب الرمل والأحجار ، وعلى آله الأطهار، وعلى المهاجرين والأنصار، والتابعين بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد..
فإن المسلم الحق ليشتاق إلى حبيبه محمد ويتمنى لو كان من أصحابه، يجلس إلى المصطفى ويملأ عينيه من نور وجهه الشريف ويسمع حديثه العذب، ويرى خُلقه الذي يسلب القلب، ويقف على عبادته للرب، ولو بذل لذلك كل ما يملك تحقيقاً لقول الحبيب (من أشد أمتي لي حباً ناسٌ يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله)(2) لذلك كانت حال التابعين على ذلك:
قال ابن سيرين لعبيدة بن عمرو رحمهما الله (عندنا من شعر النبي شيئاً من قِبَل أنس بن مالك. فقال عبيدة : لأن تكون عندي شعرة منه أحب إلي من الدنيا وما فيها)(1) قال الذهبي معلقاً (ومثل هذا يقوله هذا الإمام بعد النبي بخمسين سنة !! فما الذي نقولـه نحن في وقتنا لو وجدنا بعض شعره بإسناد ثابت؟..) ودون إثبات ذلك خرط القتاد، وقال الذهبي أيضاً (وقد ثبت أنه لما حلق رأسه فرّق شعره المطهَّر على أصحابه إكراماً لهم بذلك(2). فوالهفي على تقبيل شعرة منها)
قال جبير بن نفيل رحمه الله (جلسنا إلى المقداد بن الأسود رضي الله عنه يوماً فمر به رجل فقال:طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله لوددنا أننا رأينا ما رأيت وشهدنا ما شهدت)
كان ثابت البناني رحمه الله إذا رأى أنس بن مالك خادم النبي أقبل على أنس وقبَّل يده ويقول: إنها يد مست يد رسول الله , وكذلك فعل يحيى بن الحارث رحمه الله مع واثلة بن الأسقع رضي الله عنه وبعض التابعين مع سلمة بن الأكوع رضي الله عنه فقبّلوا اليد التي بايعت رسول الله .
كان الحسن البصري رحمه الله يحدِّث بقصة الجذع الذي كان يخطب رسول الله عليه ثم تركه واتخذ المنبر فحنَّ الجذع وسُمِع له صوت كصوت العِشار ـ كحنين الناقة التي يُنتزع منها ولدها ـ حتى سمعه كل من في المسجد فجاء النبي فوضع يده عليه فسكن(1) فكان إذا حدّث بهذا الحديث يقول(يا معشر المسلمين.. الخشبة تحِنُ إلى رسول الله شوقاً إلى لقائه فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه)
ولم يقف أمرهم على مجرد المحبة له والشوق إليه فحسب بل تعدَى إلى العمل بسنته والتأسي به حتى يدركوا ما فاتهم من رسول الله يقول أبو مسلم الخولاني سيد التابعين رحمه الله (أيظن أصحاب محمد أن يستأثروا به دوننا، فوالله لنزاحمنهم عليه زحاماً حتى يعلموا أنهم قد خلفوا ورائهم رجالاً) لقد رفض أبو مسلم أن يستأثر الصحابة الكرام ـ رضى الله عنهم أجمعين ــ برسول الله ، وأراد أن يزاحمهم في محبتهم لـه صلوات الله وسلامه عليه ، لقد أدرك معنى المنافسة الشريفة وأنه لا إيثار في القرب والطاعات، وأن السبق سبق الفضل والصفات، وأن من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه، وكما قالوا: إذا رأيت الرجل ينافسك في الدنيا، فنافسه في الآخرة، وإن استطعت ألا يسبقك إلى الله أحد فافعل.
وكان السلف من بعدهم حريصين على اقتفاء السنة في كل صغير وكبير فهذا الإمام أحمد رحمه الله يقول (ما كتبت حديثاً إلا وقد عملت به حتى مرَّ بي أن النبي احتجم وأعطى أبا طيبة ديناراً فأعطيت الحجَّام ديناراً حين احتجمت) وقال رحمه الله (إن استطعت أن لا تحك شعرة إلا بأثر فافعل) وما ذلك إلا لكماله البشري في كل شيء كما قال النووي رحمه الله (فإن نظرت إلى وصف هيئته فجمال ما بعده جمال، وإن نظرت إلى أخلاقه وخلاله فكمال ما بعده كمال، وإن نظرت إلى إحسانه وفضله على الناس جميعاً وعلى المسلمين خصوصاً فوفاء ما بعده وفاء) ولا شك أن من أعظم النعم أن يرزق العبد محبته عليه الصلاة والسلام كما قال ابن القيم رحمه الله (فإذا صدق في ذلك ـ أي العبد بجميع خواطره وحديث نفسه على إرادة ربه ـ رُزِق محبة الرسول واستولت روحانيته على قلبه فجعله إمامه ومعلمه وأستاذه وشيخه وقدوته كما جعله الله نبيه ورسوله وهادياً إليه ، فيطالع سيرته ومبادئ أمره وكيفية نزول الوحي عليه ويعرف صفاته وأخلاقه وآدابه في حركاته وسكونه، ويقظته ومنامه، وعبادته، ومعاشرته لأهله وأصحابه حتى يصير كأنه معه من بعض أصحابه) مدارج السالكين(3/268) .
قلت (من فاتته صحبة المصطفى e فلا تفته صحبة سنته) .
وما أجمل أن تعيش يوماً مع حبيبك e تقتدي به في كل ما يقول ويفعل وتتبع هديه في كل شيء، وستشعر بسعادة تغمرك.. كيف لا ؟؟ وأنت تقتدي بخير الخلق وتأتسي به كأنك تراه أمامك.. جرِّب .. وسترى ذلك ، وأتمنى أن تكون أيامك بعد ذلك كلها مع حبيبك محمد e .
تنبيه : لا يجوز تخصيص يوم لاعتقاد فضل فيه خاص لم يرد في النصوص ولكن اختر أي يوم ليكون بداية الصحبة إن شاء الله.
وقبل أن نمضي مع يومه عليه الصلاة والسلام لا بد أن نتعرف على صفة خَلْقه e.
صفة خَلْقه صلى الله عليه وآله وسلم
كان رسول الله مربوعاً بعيد ما بين المنكبين لـه شعر يبلغ شحمة أذنيه وكان أحسن الناس وجهاً وأحسنهم خُلقاً(1) ليس بالطويل البائن ولا بالقصير، وليس بالأبيض الأمهق"الشديد" وليس بالآدم"شديد السمرة" وشعره ليس بالجَعد القَطِطِ "شديد الجعودة" ولا بالسَّبط"الشعر المسترسل"(1)، وكان أحسن الناس وجهاً وكان أبيض مليح الوجه(2) كأنما صيغ من فضة ، (الصحيحة للألباني) وكان أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ(2) ، وكان كثير شعر اللحية(2)، وسُئل جابر بن سمرة رضي الله عنه: هل وجهه مثل السيف؟ فقال:(بل كان مثل الشمس والقمر وكان مستديراً)(2)، وكان عظيم الفم طويل شِق العين قليل لحم العَقِب(2) وكان أبيض مليحاً مُقصِّداً (2)"لا بجسيم ولا نحيل ولا طويل ولا قصير"، وكان ضخم اليدين والقدمين وكان بسط الكفين(1)، قال أنس رضي الله عنه(ما مسست حريراً ولا ديباجاً ألين من كفِّ النبي ولا شممت مسكاً ولا عنبراً أطيب من رائحة رسول الله )(2)، وكان عرقه يُسلَت ويوضع في قارورة ليكون من أطيب الطيب(2).
وهذا أوان الشروع في يومه عليه الصلاة والسلام على سبيل الاختصار معتمداً على الصحيح عند محدث العصر الإمام محمد ناصر الدين الألباني مقتصراً على كتب السُنَّة الستة إلا ما ندر للحاجة.
هديه في استيقاظه ووضوئه وقيامه
كان رسول الله إذا استيقظ من نومه قال : ( الحمد الله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور )(2) ويبدأ بالسواك (1) وربما قرأإلى خاتمة سورة آل عمران (1) ثم يتوضأ وضوءاً حسناً (1) وكان إذا دخل الخلاء قال ( اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ) (1) وإذا خرج قال ( غفرانك )(6) وكان يستنجي بالماء تارة(1) ويستجمر بثلاثة أحجار تارة (1) ويجمع بينهما تارة وكان يستتر ولا يبول قائماً (4) إلا نادراً (2) .
وكان إذا توضأ اقتصد في ماء وضوءه ويبدأ بغسل يديه ثلاثاً (1) ثم يتمضمض ويستنشق ثلاثاً بثلاث غرفات كل غرفة نصفها للفم ونصفها للأنف (1) ويستنشق بيده اليمنى ويستنثر باليسرى وأمر بالمبالغة في الاستنشاق ما لم يكن صائماً (3) ثم يغسل وجهه ثلاثاً(1) من منابت شعر رأسه إلى لحيته ويخللها أحياناً (4) ثم يغسل يديه من أطراف أصابعه إلى المرافق ثلاثاً(1) وندب إلى تخليل الأصابع (3) ثم يمسح رأسه بيديه فيبدأ بمقدم رأسه حتى يذهب بهما إلى قفاه ثم يردهما إلى المكان الذي بدأ منه (1) ثم يمسح أذنيه ظاهرهما وباطنهما (3) ثم يغسل رجليه إلى الكعبين ثلاثاً(1)، وقال عليه الصلاة والسلام (ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إلا فتحت لـه أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء) (2) ويزيد عليها قولـه : ( اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين)(4).
قال رسول الله ( إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وَجْهه ، خرج من وَجْهه كل خطيئةٍ نظر إليها بعينيه مع الماء ، أو مع آخرِ قَطْرِ الماء ، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئةٍ كان بَطَشَتها يداهُ مع الماء، أو مع آخرِ قَطْرِ الماء، فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئةٍ مَشَتها رِجْلاهُ مع الماء، أو مع آخرِ قَطْرِ الماء، حتى يخرُجَ نقــيّاً من الذنوب ) (2)
وكان عليه الصلاة والسلام يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة يصلي أربعاً فلا تسأل عن طولهن وحسنهن ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن طولهن وحسنهن ثم يوتر بثلاث (1) وتارة يصلي ثلاث عشرة ركعة (1) ثم يضطجع حتى يأتيه المؤذن فيقوم فيصلي ركعتين خفيفتين هما ركعتا الفجر (1) وكان يقرأ فيهما بسورة الكافرون والإخلاص (2) وتارة يجعل الاضطجاع على شقه الأيمن بعد ركعتي الفجر(1).
وكان إذا سمع المؤذن قال مثل ما يقول حتى إذا بلغ (حي على الصلاة ، حي على الفلاح) قال ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) (الصحيحة) وأخبر بأن من قال ذلك من قلبه دخل الجنة (2)، وأمر بالصلاة عليه بعد الأذان (2) ، وقال رسول الله (من قال حين يسمع النداء : اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته ؛ حلت له شفاعتي يوم القيامة)(1) وقال عليه الصلاة والسلام ( من قال حين يسمع المؤذن أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه وأن محمداً عبده ورسوله رضيت بالله رباً وبمحمد رسولاً وبالإسلام ديناً غفـــر له ذنبه )(2).
ثم يخرج إلى الصلاة وكان يقول عند ذهابه للمسجد ( اللهم اجعل في قلبي نوراً وفي لساني نوراً وفي سمعي نوراً وفي بصري نوراً ومن فوقي نوراً ومن تحتي نوراً وعن يميني نوراً وعن شمالي نوراً ومن أمامي نوراً ومن خلفي نوراً وعظّم لي نوراً ) (2) وقال عليه الصلاة والسلام (بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة) (3).
وكان رسول الله إذا دخل المسجد بدأ برجله اليمنى ثم قال (أعوذ بالله العظيم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم ) (3) وكان إذا دخل المسجد يقول (بسم الله والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك) وإذا خرج قال (بسم الله والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك)(6)(5) وندب عند الخروج من المسجد إلى قول (اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم)(6)
هديه صلى الله عليه وآله وسلم في الصلاة
كانت الصلاة قرة عينه وراحته ومفزعه عند الملمات (1) وكان رسول الله إذا قام إلى الصلاة يشوص فاه بالسواك(1) ويصلي إلى سترة ويدنو منها (2) وكان يضع الحربة بين يديه كالسترة فيصلي إليها (2) وأمر المصلي بأن لا يدع أحداً يمر بين يديه وأن يدافِعه (2) وكان يستقبل القبلة ثم يقول (الله أكبر) (2) رافعاً يديه ممدودة الأصابع إلى فروع أذنيه محاذياً منكبيه مستقبلاً بها القبلة(1) ثم يضع كفه اليمنى على ظهر اليسرى على صدره(3) وينظر إلى موضع سجوده ولا يخلف بصره موضع سجوده حتى يخرج من الصلاة (رواه البيهقي والحاكم وصححه الألباني) ثم يستفتح قائلاً (اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد ، اللهم نقني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس) (1) وكان يستعيذ بالله فيقول (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه) (3) ثم يقرأ (بسم الله الرحمن الرحيم) ولا يجهر بها (1) وكان إذا قرأ الفاتحة يقّطعها آية آية فيقول (الحمد لله رب العالمين) ثم يقف ثم يقول (الرحمن الرحيم) ثم يقف ثم يقول (مالك يوم الدين) وهكذا إلى آخر السورة ، وكذلك كانت قراءته كلها يقف على رؤوس الآي لا يصلها بما بعدها (3) وكان في قراءته يمدّ مداً (1) فإذا انتهى من قراءة الفاتحة قال (آمين) يجهر بها ويمد بها صوته (1) وأخبر بأن من وافق تأمينَه تأمين الملائكة غفر لـه ما تقدم من ذنبه(1) وكان يقرأ بعد الفاتحة في الفجر من طوال المفصل (5) (من سورة ق إلى المرسلات) ويقرأ فيها بالستين إلى المائة آية (1) وأحياناً يقرأ فيها من غير المفصل (2) وفي فجر الجمعة يقرأ في الركعة الأولى بسورة أ̃لم تنزيل السجدة وفي الثانية بسورة هل أتى على الإنسان (1) وفي صلاة الظهر كان يقرأ في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر ثلاثين آية وفي الأخريين قدر خمسة عشر آية أو نصف ذلك وفي العصر في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر قراءة خمس عشرة آية وفي الأخريين قدر نصف ذلك(2) وتارة يقتصر في الركعتين الأخيرتين من الظهر والعصر على الفاتحة (1) وأحياناً يسمعهم الآيات(1) وأما المغرب فكان يقرأ فيها تارة بقصار المفصل (5) ( من سورة الضحى إلى الناس ) وتارة من غير قصار المفصل كالطور والأعراف(1) وكان يقرأ في صلاة العشاء من أواسط المفصل(5).
وكان إذا فرغ من القراءة رفع يديه وكبر وركع (1) وكان يضع كفيه على ركبتيه (1) كأنه قابض عليها (3) ويفرج بين أصابعه(3) ويجافي مرفقيه عن جنبيه (3) ويبسط ظهره ويسوّيه (1) ولم يشخص رأسه ولم يُصوّبه ولكن بين ذلك (2) وكان يقول ( سبحان ربي العظيم ) ثلاث مرات (6) وأحياناً يكررها أكثر من ذلك وتارة يزيد فيقول (سبوح قدوس رب الملائكة والروح )(2) ويقول(سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم أغفر لي) (1) وكان يكثر منه في ركوعه وسجوده وقد قال عليه الصلاة والسلام ( ألا وإني نهيت أن أقرأ القران راكعاً أو ساجداً فأما الركوع فعظّموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقَمِنٌ أن يستجاب لكم ) (2.).
ثم كان يرفع صلبه من الركوع قائلاً ( سمع الله لمن حمده ) ويرفع يديه عند اعتداله ويقول وهو قائم ( ربنا ولك الحمد ) (1) وتارة بدون الواو وتارة يسبقها ( اللهم ) بالواو وبدونها (1) وقال عليه الصلاة والسلام ( إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا : اللهم ربنا لك الحمد فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ) (1) وأقرَّ من قال بعدها ( حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ) وقال ( رأيت بضعةً وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيهم يكتبها أولاً)(1) وتارة كان يزيد ( ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيءٍ بعد ) (2) .
ثم كان يكبر ويهوي ساجداً (1) وكان يُمكِّن أنفه وجبهته من الأرض (3) ويعتمد على كفيه ويبسطهما (3) ويضم أصابعهما ويوجهها تجاه القبلة (3) ويجعلها حذو منكبيه (3) وأحياناً حذو أذنيه (5) وكان يمكّن ركبتيه وأطراف قدميه( رواه البيهقي وصححه الألباني ) ويستقبل بأطراف أصابعهما القبلة (1) وكان يجافي بين فخذيه وساقيه وبين فخذيه وبطنه ويبعد ذراعيه عن جنبيه حتى يبدو بياض أبطيه من ورائه (1) (2) وكان يقول في سجوده (سبحان ربي الأعلى) ثلاث مرات (6) وأحياناً يكررها أكثر من ذلك ، ويذكر ما ذكرنا في أذكار الركوع ،وكان يدعو ويقول ( اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وأخره وعلانيته وسره ) (2) ويقول (اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت, سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره فتبارك الله أحسن الخالقين) (2) ويقول ( اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) (2) وقال عليه الصلاة والسلام ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء )(2) .
ثم كان يرفع رأسه من السجود مكبّراً(1)حتى يستوي قاعداً ويفرش رجله اليسرى فيقعد عليها وينصب رجله اليمنى ويستقبل بأصابعها القبلة (5) ويضع كفيه على فخذيه أو ركبتيه(2) وكان يقول ( رب اغفر لي وارحمني واجبرني وارفعني واهدني وعافني وارزقني)(3)(4) وتارة يقول ( رب اغفر لي رب اغفر لي )(6) وكان يطيل الجلسة بين السجدتين حتى تكون قريباً من سجدته (1) (2) ثم يسجد ويصنع فيها مثل ما صنع في الأولى ثم يقوم إلى الركعة الثانية.
وأما جلوسه للتشهد فكان يضع كفه اليمنى على فخذه أو ركبته اليمنى ويشير بأُصبعه التي تلي الإبهام إلى القبلة (2) ويحركها يدعو بها (5) ويرمي بصره إليها (2) ويقبض بقية أصابع كفه اليمنى كلها(2) أو يُحلِّق بين الإبهام والوسطى(5) ويضع كفه اليسرى على فخذه أو ركبته اليسرى باسطها عليها (2) . وكان يقول التشهد بصيغه المتعددة ومنها (التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله)(1) ثم يصلي على نفسه بالصيغ التي وردت ومنها ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد)(1)
وكان عليه الصلاة والسلام إذا قام إلى ركعة ثالثة كبّر ورفع يديه (1) ، وكان إذا جلس للتشهد الأخير صنع فيه ما كان يصنع في التشهد الأول إلا أنه كان يقعد متوركاً فينصب رجله اليمنى (1) ويجعل رجله اليسرى تحت فخذه وساقه اليمنى (2) وكان يقول (إذا فرغ أحدكم من التشهد فليستعذ بالله من أربع يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال(2)، ثم يدعو لنفسه بما بدا له)(5) وعلّم أبا بكر رضي الله عنه أن يقول (اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم)(1) وأوصى معاذاً رضي الله عنه أن يقول في دبر كل صلاة )اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)(3) وكان آخر ما يقول عليه الصلاة والسلام بين التشهد والتسليم (اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت)(2) ثم كان عليه الصلاة والسلام يسلم عن يمينه بلفظ (السلام عليكم ورحمة الله) حتى يُرى بياض خده الأيمن وعن يساره (السلام عليكم ورحمة الله) حتى يُرى بياض خده الأيسر (2) .
وكان إذا سلم من صلاته قال (أستغفر الله) ثلاثاً ثم يقول (اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام)(2) ثم يقول(لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك ولـه الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجَدّ منك الجَدّ)(1)(لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك ولـه الحمد وهو على كل شيء قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل ولـه الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين لـه الدين ولو كره الكافرون)(2) ويقول (رب قني عذابك يوم تبعث عبادك)(2) وندب أمته إلى أن يقولوا في دبر كل صلاة: سبحان الله ثلاثاً وثلاثين والحمد لله كذلك والله أكبر كذلك وتمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ولـه الحمد وهو على كل شيء قدير وأخبر بأن جزاءه (غُفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)(2)وكان يرفع صوته بالذكر(1) ويعقد التسبيح بيده(4) وأخبر بأنه(من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت)(صححه الألباني في صحيح الجامع) وأمر بقراءة المعوذات دبر كل صلاة(3) .
وكان يقول إذا صلى الصبح حين يسلم (اللهم إني أسألك علماً نافعاً ورزقاً طيباً وعملاً متقبلاً)(6) وقال عليه الصلاة والسلام (من قال قبل أن ينصرف و يثني رجليه من صلاة المغرب و الصبح : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، و له الحمد، يحي و يميت، و هو على كل شيء قدير، عشر مرات، كتب الله له بكل واحدة عشر حسنات، و محا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، و كانت حرزاً من كل مكروه، و حرزاً من الشيطان الرجيم، و لم يحل لذنب أن يدركه إلا الشرك، و كان من أفضل الناس عملا، إلا رجلا يفضله، يقول أفضل مما قال) (حسنه لغيره الألباني في صحيح الترغيب).
وكان رسول الله محافظاً على الصلوات الخمس وقد أخبر أن الله عز وجل كتبهن على عباده في اليوم والليلة(3) وأخبر أن الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا (1) وأن من أداها محسناً لوضوئها وخشوعها وركوعها كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤتَ كبيرة (2) وأخبر أن من ترك الصلاة فقد كفر (5).
ورغّب في صلاة الجماعة في المسجد فقال (صلاة الرجل في الجماعة تُضعَّف على صلاته في بيته وفي سوقه خمساً وعشرين درجة, وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخطُ خطوة إلا رُفعت لـه بها درجة وحُطَّ عنه بها خطيئة, فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه: اللهم اغفر لـه,اللهم ارحمه, ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة) (1)(2). وهمَّ بإحراق بيوت من لا يشهدون الجماعة في المسجد (2) وقال عليه الصلاة والسلام (من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله)(2). وأخبر بأن من صلى العصر والفجر دخل الجنة (1).
وكان عليه الصلاة والسلام يحافظ على السنن الرواتب قال ابن عمر رضي الله عنه(حفظت من النبي عشر ركعات : ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب في بيته، وركعتين بعد العشاء في بيته، وركعتين قبل صلاة الصبح)(1) وتارة يصلي قبل الظهر أربع ركعات في بيته(1) وكان يقرأ في سنة المغرب بسورة الكافرون والإخلاص (4) وفي سنة الفجر يقرأ بهما تارة (2) وتارة في الركعة الأولى بآية (آل عمران:64)(2)
وكان يصلي الضحى (2)(4) ، وأوصى بها أبا هريرة (1) وأخبر بأنها تجزئ عن ما على مفاصل البدن من صدقات يومية (2) أي: أنها تعدل 360 صدقة ، وكان عليه الصلاة والسلام يصلي قبل العصر أربعاً يفصل بين كل ركعتين (4) وقال ( رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعاً )(3).؟؟؟؟؟؟؟
المقدمة
الحمد لله الذي بعث رسوله بالهدى ودين الحق، والصلاة والسلام على إمام المرسلين المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن غالب الناس في هذا الزمن بين غالٍ وجافٍ، فمنهم من غلا في الرسول حتى وصل به الأمر إلى الشرك -والعياذ بالله- من دعا الرسول والاستغاثة به، وفيهم من غفل عن اتباع هديه وسيرته فلم يتخذها نبراسًا لحياته ومعلمًا لطريقه.
ورغبة في تقريب سيرته ودقائق حياته إلى عامة الناس بأسلوب سهل ميسر كانت هذه الورقات القليلة التي لا تفي بكل ذلك. لكنها وقفات ومقتطفات من صفات النبي وشمائله، ولم أستقصها، بل اقتصرت على ما أراه قد تفلت من حياة الناس، مكتفيًا عند كل خصلة ومنقبة بحديثين أو ثلاثة، فقد كانت حياته حياة أمة وقيام دعوة ومنهاج حياة.. وهو عليه الصلاة والسلام أمة في الطاعة والعبادة، وكرم الخلق وحسن المعاملة، وشرف المقام، ويكفي ثناء الله عز وجل عليه: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ.
وأهل السنة والجماعة ينزلون الرسول منزلته التي أنزله الله إياها، فهو عبد الله ورسوله وخليله وصفيه، يحبونه أكثر من أولادهم وآبائهم بل أكثر من أنفسهم لكنهم لا يغلون فيه ولا يطرونه وحسبه تلك المنزلة.
ونحن على هذا الأمر سائرون فلا نبتدع الموالد ولا نقيم الاحتفالات، بل نحبه كما أمر ونطيعه فيما أمر، ونجتنب ما نهى عنه وزجر.
فمبلغ العلم فيه أنه بشر
وأنه خير خلق الله كلهم
أغر عليه للنبوة خاتم
من نور يلوح ويشهد
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه
إذا قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق له من اسمه ليجله
فذو العرش محمود وهذا أحمد
وإن فاتنا في هذه الدنيا رؤية الحبيب وتباعدت بيننا الأيام.. فأدعو الله عز وجل أن نكون ممن قال فيهم الرسول : «وددت أنا قد رأينا إخواننا» قالوا: ألسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: «أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد» فقالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله؟ فقال: «أرأيت لو أن رجلاً له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم ألا يعرف خيله»؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «فإنهم يأتون غرًا محجلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض...»( ).
أدعو الله عز وجل أن يجعلنا ممن يتلمس أثره ويقتفي سيرته وينهل من سنته كما أدعو الله عز وجل أن يجمعنا معه في جنات عدن، وأن يجزيه الجزاء الأوفى جزاء ما قدم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
عبد الملك بن محمد بن عبد الرحمن القاسم
الزيارة
سنعود قرونًا خلت ونقلب صفحات مضت، نقرأ فيها ونتأمل سطورها، ونقوم بزيارة لرسول الله في بيته عبر الحروف والكلمات.. سندخل بيته ونرى حاله وواقعه ونسمع حديثه، نعيش في البيت النبوي يومًا واحدًا فحسب، نستلهم الدروس والعبر ونستنير بالقول والفعل.
لقد تفتحت معارف الناس وكثرت قراءتهم وأخذوا يزورون الشرق والغرب عبر الكتب والرسائل وعبر الأفلام والوثائق، ونحن أحق منهم بزيارة شرعية لبيت الرسول نطل على واقعه جادين في تطبيق ما نراه ونعرفه، ولضيق المقام نعرج على مواقف معينة في بيته، علنا نربي أنفسنا ونطبق ذلك في بيوتنا.
أخي المسلم:
نحن لا نعود سنوات مضت وقرونًا خلت لنستمتع بما غاب عن أعيننا ونرى حال من سبقنا فحسب، بل نحن نتعبد لله عز وجل بقراءة سيرته واتباع سنته والسير على نهجه وطريقه، امتثالاً لأمر الله عز وجل لنا بوجوب محبة رسوله الكريم، ومن أهم علامات محبته طاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر.
يقول الله عز وجل عن وجوب طاعته وامتثال أمره وجعله إمامًا وقدوة: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ( ).
وقال تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا( ).
وقد ذكر الله طاعة الرسول واتباعه في نحو من أربعين موضعًا في القرآن( ) ولا سعادة للعباد، ولا نجاة في المعاد إلا باتباع رسوله، وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ.
وجعل الرسول حبه من أسباب الحصول على حلاوة الإيمان فقال عليه الصلاة والسلام: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما...»( ).
وقال عليه الصلاة والسلام: «فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده»( ).
وسيرة الرسول سيرة عطرة زكية منها نتعلم وعلى هديها نسير.
الرحلة
الرحلة إلى حيث بيت الرسول ورؤية دقائق حياته وأسلوب معاملته أمر مشوق للغاية كيف إذا احتسبنا فيه الأجر والمثوبة. إنها عظة وعبرة، وسيرة وقدوة، واتباع واقتداء، وهذه الرحلة رحلة بين الكتب ورواية على ألسنة الصحابة، وإلا فلا يجوز شد الرحال إلى قبر ولا بيت الرسول ولا إلى غيره، سوى لثلاثة مساجد ذكرها الرسول بقوله: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى»( ).
ويجب أن نمتثل أمر الرسول فلا نشد الرحال إلا لهذه المساجد الثلاثة والله عز وجل يقول: وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا.
ونحن لا نتتبع آثار النبي ، قال ابن وضاح: «أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقطع الشجرة التي بويع تحتها النبي فقطعها لأن الناس كانوا يذهبون فيصلون تحتها، فخاف عليهم الفتنة»( ).
وقال ابن تيمية رحمه الله عن غار حراء: وكان النبي قبل النبوة يتحنث فيه، وفيه نزل عليه الوحي أولاً، لكن من حين نزل عليه الوحي ما صعد إليه بعد ذلك، ولا قربه، لا هو ولا أصحابه، وقد أقام بمكة بعد النبوة بضع عشرة سنة لم يزره ولم يصعد إليه، وكذلك المؤمنون معه بمكة، وبعد الهجرة أتى مكة مرارًا في عمرة الحديبية، وعام الفتح، وأقام بها قريبًا من عشرين يومًا وفي عمرة الجعرانة، ولم يأت غار حراء ولا زاره..»( ).
ها نحن نطل على المدينة النبوية وهذا أكبر معالمها البارزة بدأ يظهر أمامنا، إنه جبل أحد الذي قال عنه الرسول : «هذا جبل يحبنا ونحبه»( ).
وقبل أن نلج بيت الرسول ونرى بناءه وهيكله، لا نتعجب إن رأينا المسكن الصغير والفراش المتواضع فإن الرسول أزهد الناس في الدنيا وكان متقللاً منها، لا ينظر إلى زخارفها وأموالها: «بل جعلت قرة عينه في الصلاة»( ).
وقد قال عن الدنيا: «مالي وللدنيا، ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف، فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار، ثم راح وتركها»( ).
وقد أقبلنا على بيت الرسول ونحن نستحث الخطى سائرين في طرق المدينة، هاهي قد بدت حجر أزواج رسول الله مبنية من جريد عليه طين، بعضها من حجارة مرضومة( ) وسقوفها كلها من جريد.
وكان الحسن يقول: كنت أدخل بيوت أزواج النبي في خلافة عثمان بن عفان فأتناول سقفها بيدي( ).
إنه بيت متواضع وحجر صغيرة لكنها عامرة بالإيمان والطاعة وبالوحي والرسالة!
***
صفة الرسول
ونحن نقترب من بيت النبوة ونطرق بابه استئذانًا.. لندع الخيال يسير مع من رأى النبي يصفه لنا كأننا نراه، لكي نتعرف على طلعته الشريفة ومحياه الباسم.
عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: «كان النبي أحسن الناس وجهًا، وأحسنهم خلقًا، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير»( ).
وعنه رضي الله عنه قال: «كان النبي مربوعًا بعيد ما بين المنكبين، له شعر يبلغ شحمة أذنيه، رأيته في حلة حمراء لم أر شيئًا قط أحسن منه»( ).
وعن أبي إسحاق السبيعي قال: «سأل رجل البراء بن عازب: أكان وجه رسول الله مثل السيف؟ قال: لا بل مثل القمر»( ).
وعن أنس رضي الله عنه قال: «ما مسست بيدي ديباجًا ولا حريرًا، ولا شيئًا ألين من كف رسول الله ، ولا شممت رائحة أطيب من ريح رسول الله »( ).
ومن صفاته عليه الصلاة والسلام الحياء حتى قال عنه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: «كان أشد حياء من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئًا يكرهه عرفناه في وجهه»( ).
إنها صفات موجزة في وصف خلقة الرسول وخلقه وقد أكمل له الله عز وجل الخلق والخلق بأبي هو وأمي .
كلام الرسول
أما وقد رأينا الرسول وبعض صفاته، لنرا حديثه وكلامه، وما هي صفته وكيف هي طريقته لنستمع قبل أن يتحدث عليه الصلاة والسلام.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «ما كان رسول الله يسرد سردكم هذا، ولكنه كان يتكلم بكلام بين، فصل، يحفظه من جلس إليه»( ).
وكان هينًا لينًا يحب أن يفهم كلمه، ومن حرصه على أمته كان يراعي الفوارق بين الناس، ودرجات فهمهم واستيعابهم، وهذا يستوجب أن يكون حليمًا صبورًا.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان كلام رسول الله كلامًا فصلاً يفهمه كل من يسمعه»( ).
وتأمل رفق الرسول وسعة صدره ورحابته وهو يعيد كلامه ليُفهم.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كان رسول الله يعيد الكلمة ثلاثًا لتعقل عنه»( ).
وكان يلاطف الناس ويهدئ من روعهم، فالبعض تأخذه المهابة والخوف.
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: أتى النبي رجل فكلمه فجعل يرعد فرائصه فقال له : «هون عليك فإني لست بملك، إنما أنا ابن امرأة تأكل القديد»( ).
***
داخل البيت
أذن لنا واستقر بنا المقام في وسط بيت نبي هذه الأمة عليه الصلاة والسلام، لنجيل النظر وينقل لنا الصحابة واقع هذا البيت من فرش وأثاث وأدوات وغيرها.
ونحن نعلم أن لا ينبغي إطلاق النظر في الحجر والدور، ولكن للتأسي والقدوة نرى بعضًا مما في هذا البيت الشريف، إنه بيت أساسه التواضع ورأس ماله الإيمان، ألا ترى أن جدرانه تخلو من صور ذوات الأرواح التي يعلقها كثير من الناس اليوم؟ فقد قال عليه الصلاة والسلام: «لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا تصاوير»( )، ثم أطلق بصرك لترى بعضًا مما كان الرسول يستعمله في حياته اليومية.
عن ثابت قال: أخرج إلينا أنس بن مالك قدح خشب، غليظًا مضببًا بحديد( ) فقال: يا ثابت هذا قدح رسول الله ( ).
وكان يشرب فيه الماء والنبيذ( ) والعسل واللبن( ).
وعن أنس رضي الله عنه: «أن رسول الله كان يتنفس في الشراب ثلاثًا»( ). يعني: يتنفس خارج الإناء.
ونهى عليه الصلاة والسلام «أن يتنفس في الإناء أو ينفخ فيه»( ).
أما ذلك الدرع الذي كان يلبسه رسول الله في جهاده، وفي معاركه الحربية وأيام البأس والشدة، فلربما أنه غير موجود الآن في المنزل، فقد رهنه الرسول عند يهودي في ثلاثين صاعًا من شعير اقترضها منه كما قالت ذلك عائشة( ) ومات الرسول والدرع عند اليهودي.
ولم يكن ليفجأ أهله بغتة يتخونهم، ولكن كان يدخل على أهله على علم منهم بدخوله، وكان يسلم عليهم( ).
وتأمل بعين فاحصة وقلب واع حديث الرسول : «طوبى لمن هدي إلى الإسلام، وكان عيشه كفافًا وقنع»( )، وألق بسمعك نحو الحديث الآخر العظيم «من أصبح آمنًا في سربه( ) معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها»( ).
الأقارب
لنبي الأمة من الوفاء في صلة الرحم ما لا يفي عنه الحديث؛ فهو أكمل البشر وأتمهم في ذلك، حتى مدحه كفار قريش وأثنوا عليه ووصفوه بالصادق الأمين قبل بعثته عليه الصلاة والسلام، ووصفته خديجة رضي الله عنها بقولها: «إنك لتصل الرحم وتصدق...» الحديث.
هاهو عليه الصلاة والسلام يقوم بحق من أعظم الحقوق وبواجب من أعلى الواجبات، إنه يزور أمه التي ماتت عنه وهو ابن سبع سنين.
قال أبو هريرة رضي الله عنه: زار النبي قبر أمه، فبكى وأبكى من حوله فقال: «استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يأذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور، فإنها تذكر الموت»( ).
وتأمل محبته عليه الصلاة والسلام لقرابته وحرصه على دعوتهم وهدايتهم وإنقاذهم من النار.. وتحمل المشاق والمصاعب في سبيل ذلك.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ( )، دعا رسول الله قريشًا فاجتمعوا فعمَّ وخصَّ، وقال: «يا بني عبد شمس، يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة أنقذي نفسك من النار، فإني لا أملك لكم من الله شيئًا غير أن لكم رحمًا سأبلها ببلالها( )»( ).
وها هو الحبيب لم يمل ولم يكل من دعوة عمه أبي طالب فعاود دعوته المرة بعد الأخرى، حتى إنه أتى إليه وهو في سياق الموت: «لما حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه النبي وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية فقال: «أي عم، قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله عز وجل»، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب؟ قال: فلم يزالا يكلمانه حتى قال آخر شيء كلمهم به، على ملة عبد المطلب».
فقال النبي : «لأستغفرن لك مالم أنه عنك» فنـزلت: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ( ) قال: ونزلت: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ( )»( ).
لقد دعاه الرسول في حياته مرات ومرات، وفي اللحظات الأخيرة عند موته، ثم أتبعه الاستغفار له برًا به ورحمة حتى نزلت الآية، فسمع وأطاع عليه الصلاة والسلام وتوقف عن الدعاء للمشركين من قراباته، وهذه صورة عظيمة من صور الرحمة للأمة ثم هي في النهاية صورة من صور الولاء لهذا الدين والبراء من الكفار والمشركين حتى وإن كانوا قرابة وذوى رحم.
نبي أتانا بعد يأس وفترة
من الرسل، والأوثان في الأرض تعبد
فأمسى سراجًا مستنيرًا وهاديًا
يلوح كما لاح الصقيل المهند
وأنذرنا نارًا وبشر جنة
وعلمنا الإسلام فلله نحمد
الرسول في بيته
بيت الإنسان هو محكه الحقيقي الذي يبين حسن خلقه، وكمال أدبه، وطيب معشره، وصفاء معدنه، فهو خلف الغرف والجدران لا يراه أحد من البشر وهو مع مملوكه أو خادمه أو زوجته يتصرف على السجية وفي تواضع جم دون تصنع ولا مجاملات مع أنه السيد الآمر الناهي في هذا البيت وكل من تحت يده ضعفاء، لنتأمل في حال رسول هذه الأمة وقائدها ومعلمها كيف هو في بيته مع هذه المنزلة العظيمة والدرجة الرفيعة! «قيل لعائشة: ماذا كان يعمل رسول الله في بيته؟ قالت: كان بشرًا من البشر: يفلي ثوبه ويحلب شاته، ويخدم نفسه»( ).
إنه نموذج للتواضع وعدم الكبر وتكليف الغير، إنه شريف المشاركة ونبيل الإعانة، وصفوة ولد آدم يقوم بكل ذلك، وهو في هذا البيت المبارك الذي شع منه نور هذا الدين لا يجد ما يملأ بطنه عليه الصلاة والسلام.
قال: النعمان بن بشير رضي الله عنه وهو يذكر حال النبي عليه أتم الصلاة وأزكى التسليم: «لقد رأيت نبيكم وما يجد من الدقل( ) ما يملأ بطنه»( ).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «إن كنا آل محمد نمكث شهرًا ما نستوقد بنار إن هو إلا التمر والماء»( ).
ولم يكن هناك ما يشغل النبي عن العبادة والطاعة.. فإذا سمع حي على الصلاة حي على الفلاح لبى النداء مسرعًا وترك الدنيا خلفه.
عن الأسود بن يزيد قال: سألت عائشة رضي الله عنها، ما كان النبي يصنع في البيت؟ قالت: «كان يكون في مهن أهله، فإذا سمع بالأذان خرج»( ).
ولم يؤثر عنه أنه صلى الفريضة في منزله ألبتة، إلا عندما مرض واشتدت عليه وطأة الحمى، وصعب عليه الخروج وذلك في مرض موته .
ومع رحمته لأمته وشفقته عليهم إلا أنه أغلظ على من ترك الصلاة مع الجماعة فقال : «لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلاً أن يصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم»( ).
وما ذاك إلا من أهمية الصلاة في الجماعة وعظم أمرها. قال : «من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر»( )، والعذر خوف أو مرض.
فأين المصلون اليوم؟ بجوار زوجاتهم وقد تركوا المساجد!!! أين عذر المرض أو الخوف!!!
هديه وسمته
حركة الإنسان وسكنته علامة على عقله ومفتاح لمعرفة قلبه.
وعائشة أم المؤمنين ابنة الصديق رضي الله عنهما خير من يعرف خلق النبي ، وأدق من يصف حاله عليه الصلاة والسلام فهي القريبة منه في النوم واليقظة والمرض والصحة، والغضب والرضا.
تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «لم يكن رسول
الله فاحشًا ولا متفحشًا، ولا صخابًا في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح»( ).
وهذا خلق نبي الأمة الرحمة المهداة والنعمة المسداة عليه الصلاة والسلام يصف لنا سبطه الحسين رضي الله عنه بعضًا من هديه حيث قال: سألت أبي عن سير النبي في جلسائه، فقال: «كان النبي دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ غليظ ولا صخاب، ولا عياب، ولا مشاح، يتغافل عما لا يشتهي، ولا يؤيس منه راجيه، ولا يخيب فيه، قد ترك نفسه من ثلاث: الرياء، والإكثار، وما لا يعنيه، وترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحدًا ولا يعيبه، ولا يطلب عورته، ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه، وإذا تكلم أطرق جلساؤه، كأنما على رءوسهم الطير، فإذا سكت تكلموا، لا يتنازعون عنده الحديث، من تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرغ حديثهم عنده حديث أولهم، يضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته حتى إن كان أصحابه ليستجلبونهم، ويقول: «إذا رأيتم طالب حاجة يطلبها فأرفدوه»( )، ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ، ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام»( ).
تأمل في سجايا وخصال نبي هذه الأمة واحدة تلو الأخرى.. وأمسك منها بطرف وجاهد نفسك للأخذ منها بسهم فإنها جماع الخير!
وكان من هديه تعليم جلسائه أمور دينهم.. ومن ذلك
أنه قال: «من مات وهو يدعو من دون الله ندًا دخل النار»( ).
ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه»( ).
وقوله : «بشروا المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة»( ).
وقوله عليه الصلاة والسلام: «جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم»( ).
وعنه : أنه قال: « إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب»( ).
وقال : «إني لم أبعث لعانًا، وإنما بعثت رحمة»( ).
وعن عمر رضي الله عنه أن رسول الله قال: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم»( ). والإطراء: هو مجاوزة الحد في المدح.
وعن جندب بن عبد الله قال: سمعت النبي قبل أن يموت بخمس وهو يقول: «إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل فإن الله قد اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً ولو كنت متخذًا من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك»( ).
وعلى هذا فلا تجوز الصلاة في المساجد التي فيها قبر أو قبور.
بناته
كانت ولادة الأنثى في الجاهلية يومًا أسود في حياة الوالدين، بل وفي حياة الأسرة والقبيلة، وسار الحل بهذا المجتمع إلى وأد البنات وهن أحياء خوف العار والفضيحة، وكان الوأد يتم في صور بشعة، قاسية ليس فها للرحمة موطن ولا للمحبة مكان، فكانت البنت تدفن حية، وكانوا يتفننون في تلك الجريمة فمنهم من إذا ولدت له بنت تركها حتى تكون في السادسة من عمرها، ثم يقول لأمها: طيبيها وزينيها حتى أذهب بها إلى أحمائها، وقد حفر لها بئرًا في الصحراء فيبلغ بها البئر، فيقول لها: انظري فيها، ثم يدفعها دفعًا ويهيل عليها التراب بوحشية وقسوة.
وفي وسط هذا المجتمع الجاهلي خرج الرسول بهذا الدين العظيم الذي أكرم المرأة أمًا وزوجة وبنتًا وأختًا وعمة، وقد حظيت البنات بحب رسول الله فقد كان إذا دخلت عليه فاطمة ابنته قام إليها فأخذ بيدها فقبلها وأجلسها مجلسه، وكان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبلته وأجلسته في مجلسها( ).
ومع محبة النبي عليه الصلاة والسلام لبناته وإكرامه لهن إلا أنه رضي بطلاق ابنتيه أم كلثوم ورقية صابرًا محتسبًا من عتبة وعتيبة ابني أبي لهب بعد أن أنزل الله فيه تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَب، وأبى أن يترك أمر الدعوة أو أن يتراجع فإن قريشًا هددت وتوعدت حتى طلقت بنتي الرسول عليه الصلاة والسلام وهو ثابت صابر لا يتزعزع عن الدعوة لهذا الدين.
ومن صور الترحيب والبشاشة لابنته ما روته عائشة رضي الله عنها حيث قالت: كن أزواج النبي عنده، فأقبلت فاطمة رضي الله عنها تمشي ما تخطيء مشيتها من مشية رسول الله شيئًا فلما رآها رحب بها وقال: «مرحبًا بابنتي» ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله( ).
ومن عطفه ومحبته لبناته زيارتهن وتفقد أحوالهن وحل مشاكلهن.. أتت فاطمة رضي الله عنها النبي تشكو إليه ما تلقى في يديها من الرحى وتسأله خادمًا، فلم تجده، فذكرت ذلك لعائشة رضي الله عنها فلما جاء الرسول أخبرته قال علي رضي الله عنه: فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبنا نقوم، فقال: «مكانكما» فجاء فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، فقال: « ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أويتما إلى فراشكما، أو أخذتما مضاجعكما، فكبرا أربعًا وثلاثين وسبحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين فهذا خير لكما من خادم»( ).
ولنا في رسول الله أسوة حسنة في صبره وعدم جزعه فقد توفي جميع أبنائه وبناته في حياته -عدا فاطمة رضي الله عنها- ومع هذا فلم يلطم خدًا ولم يشق ثوبًا ولم يقم المآدب وسرادقات التعزية، بل كان عليه الصلاة والسلام صابرًا محتسبًا راضيًا بقضاء الله وقدره.
وقد عهد إلينا بوصية عظيمة وأحاديث جليلة هي سلوة للمحزون وتنفيس للمكروب، منها قوله : «إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها، إلا أخلف الله له خيرًا منها»( ) . وقد جعل الله عز وجل كلمات الاسترجاع وهي قول المصاب: «إنا لله وإنا إليه راجعون» ملاذًا وملجأ لذوي المصائب، واجزل المثوبة للصابرين وبشرهم بثواب من عنده تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ.
***
معاملة الزوجة
في دوحة الأسرة الصغيرة تبقى الزوجة مربط الفرس وجذع النخلة والسكن والقرب.
يقول الرسول : «الدنيا كلها متاع، وخير متاع الدنيا الزوجة الصالحة»( ).
ومن حسن خلقه وطيب معشره عليه الصلاة والسلام، نجده ينادي أم المؤمنين بترخيم اسمها ويخبرها خبرًا تطير له القلوب والأفئدة!
قالت عائشة رضي الله عنها: قال رسول الله يومًا: « يا عائش! هذا جبريل يقرئك السلام»( ).
بل هذا نبي الأمة وأكملها خلقًا وأعظمها منزلة، يضرب صورًا رائعة في حسن العشرة ولين الجانب ومعرفة الرغبات العاطفية والنفسية لزوجته، وينزلها المنزلة التي تحبها كل أنثى وامرأة لكي تكون محظية عند زوجها!
قالت عائشة رضي الله عنها: « كنت أشرب وأنا حائض، فأناوله النبي ، فيضع فاه على موضع في فيشرب، وأتعرق العرق( ) فيتناوله ويضع فاه على موضع في»( ).
ولم يكن كما زعم المنافقون واتهمه المستشرقون بتهم زائفة وادعاءات باطلة.. بل ها هو يتلمس أجمل طرق العشر الزوجية وأسهلها.
عن عائشة رضي الله عنها: «إن النبي قبل امرأة من نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ»( ).
والرسول في مواطن عدة يوضح بجلاء مكانة المرأة السامية لديه وأن لهن المكانة العظيمة والمنزلة الرفيعة، ها هو يجيب على سؤال عمرو بن العاص رضي الله عنه ويعلمه أن محبة الزوجة لا تخجل الرجل الناضج السوي القويم.
عن عمرو بن العاص أنه قال لرسول الله : أي الناس أحب إليك؟ قال: «عائشة»( ).
ولمن أراد بعث السعادة الزوجية في حياته عليه أن يتأمل حديث أم المؤمنين رضي الله عنها وكيف كان عليه الصلاة والسلام يفعل معها.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كنت أغتسل أنا ورسول الله من إناء واحد»( ).
ونبي هذه الأمة لا يترك مناسبة إلا استفاد منها لإدخال السرور على زوجته وإسعادها بكل أمر مباح.
تقول عائشة رضي الله عنها: خرجت مع رسول الله في بعض أسفاره، وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن، فقال للناس: «تقدموا» فتقدموا ثم قال: «تعالي حتى أسابقك» فسابقته فسبقته، فسكت عني حتى حملت اللحم، وبدنت وسمنت وخرجت معه في بعض أسفاره فقال للناس «تقدموا» ثم قال: «تعالي أسابقك» فسبقني، فجعل يضحك ويقول: «هذه بتلك»( ).
إنها مداعبة لطيفة واهتمام بالغ، يأمر القوم أن يتقدموا لكي يسابق زوجته، ويدخل السرور على قلبها، ثم ها هو يجمع لها دعابة ماضية وأخرى حاضرة، ويقول: «هذه بتلك»!
ومن ضرب في أرض الله الواسعة اليوم وتأمل حال علية القوم ليعجب من فعله وهو نبي كريم وقائد مظفر وسليل قريش وبني هاشم، في يوم من أيام النصر قافلاً عائدًا منتصرًا يقود جيشًا عظيمًا، ومع هذا فهو الرجل الودود اللين الجانب مع زوجاته أمهات المؤمنين، لم تنسه قيادة الجيش ولا طول الطريق ولا الانتصار في المعركة أن معه زوجات ضعيفات يحتجن منه إلى لمسة حانية وهمسة صادقة تمسح مشقة الطريق وتزيل تعب السفر!
روى البخاري أنه لما رجع من غزوة خيبر وتزوج صفية بنت حيي رضي الله عنها كان يدير كساء حول البعير الذي تركبه يسترها به، ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته فتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب.
كان هذا المشهد مؤثرًا يدل على تواضعه ، لقد كان وهو القائد المنتصر والنبي المرسل يعلم أمته أنه لا ينقص من قدره ومن مكانته أن يوطئ أكنافه لأهله وأن يتواضع لزوجته، وأن يعينها ويسعدها.
ومن وصاياه عليه الصلاة والسلام لأمته: «ألا واستوصوا بالنساء خيرًا»( ).
تعدد الزوجات
تزوج رسول الله إحدى عشرة امرأة، تدثرن باسم أمهات المؤمنين، ومات عن تسع نساء وياله من شرف عظيم ومنزلة رفيعة حظيت بها تلك النساء الكريمات، ولقد تزوج الرسول المرأة الكبيرة، والأرملة والمطلقة والضعيفة، ولم يكن بين تلك الزوجات بكرًا إلا عائشة رضي الله عنها.
تزوج الرسول أمهات المؤمنين وجمع بينهن فكان مثالاً في العدل والقسمة، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول لله إذا أراد سفرًا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه، وكان يقسم لكل امرأة منهن يومها وليلتها»( ).
ومن صور العدل ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه:
«كان للنبي تسع نسوة، فكان إذا قسم بينهن لا ينتمي إلى المرأة الأولى إلا في تسع فكن يجتمعن كل ليلة في بيت التي يأتيها، فكان في بيت عائشة فجاءت زينب فمد يده إليها فقالت عائشة: هذه زينب، فكف النبي يده»( ).
وهذا البيت النبوي العظيم لم يكن كذلك لولا ما كان لرسول الله من توفيق ربه وإلهامه إياه.
وها هو يشكر ربه قولاً وفعلاً كان يحث نساءه على العبادة ويعينهن على ذلك امتثالاً لأمر الله عز وجل:وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى( ).
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان النبي يصلي وأنا راقدة معترضة على فراشه فإذا أراد أن يوتر أيقظني»( ).
وقد حث النبي على أمر قيام الليل وإعانة الزوج والزوجة لبعضهما حتى تأخذ منحى جميلاً في نضح الماء من الزوج أو الزوجة لا فرق. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فصلى فإن أبى نضحت في وجهه الماء»( ).
ومن كمال المسلم والتزامه بدينه، اعتناؤه بمظهره الخارجي إتمامًا لصفاء داخله ونقائه.
كان عليه الصلاة والسلام طاهر القلب نظيف البدن طيب الرائحة يجب السواك ويأمر به قال : «لو لا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة»( ).
وعن حذيفة رضي الله عنه قال: كان رسول الله إذا قام من النوم يشوص( )، فاه بالسواك( ).
وعن شريح بن هاني قال: قلت لعائشة رضي الله عنها: بأي شيء كان يبدأ النبي إذا دخل بيته؟ قالت: بالسواك( ).
فما أجملها من نظافة واستعداد لاستقبال أهل البيت!
وكان يقول عند دخول المنزل: «بسم الله ولجنا، وبسم الله خرجنا، وعلى ربنا توكلنا، ثم يسلم على أهله»( ).
وليهنأ أهل بيتك بالدخول بالنظافة والبدء بالسلام، ولا تكن أخي المسلم ممن استبدل هذا بالعتاب واللوم والتقريع.
مزاح رسول الله
النبي القائد مهموم بأمر أمته، وبجيوشه، وقواده، وبأهل بيته، وبالوحي تارة وبالعبادة أخرى، وهناك هموم أخرى، إنها أعمال عظيمة تجعل أي رجل عاجزًا عن الوفاء بمتطلبات الحياة وبث الروح فيها، ولكنه عليه الصلاة والسلام أعطى كل ذي حق حقه فلم يقصر في حق على حساب آخر وفي جانب دون غيره، فهو مع كثرة أعبائه وأعماله جعل للصغار في قلبه مكانًا، فقد كان عليه الصلاة والسلام يداعب الصغار ويمازحهم ويتقرب إلى قلوبهم ويدخل السرور على نفوسهم كما يمازح الكبار أحيانًا.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قالوا يا رسول الله: إنك تداعبنا( )، قال: «نعم. غير أني لا أقول إلا حقًا»( ).
ومن مزاحه ما رواه أنس بن مالك قال: «إن النبي قال له: يا ذا الأذنين»( ).
وعن أنس رضي الله عنه قال: «كان ابن لأم سليم يقال له أبو عمير كان النبي ربما مازحه إذا جاء فدخل يومًا يمازحه، فوجده حزينًا، فقال: «مالي أرى أبا عمير حزينًا» فقالوا: يا رسول الله مات نغره الذي كان يلعب به، فجعل يناديه: «يا أبا عمير، ما فعل النغير؟»( ).
ومع الكبار كان للرسول مواقف يروي أحدها أنس بن مالك رضي الله عنه فيقول: إن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهر بن حرام، قال: وكان النبي يحبه وكان دميمًا، فأتاه النبي يومًا يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصر: فقال: أرسلني، من هذا؟ فالتفت فعرف النبي فجعل لا يألو ما ألزق ظهره بصدر النبي حين عرفه، وجعل النبي يقول: «من يشتري العبد» فقال: يا رسول الله إذا والله تجدني كاسدًا، فقال النبي: «لكن عند الله أنت غال»( ).
إنه حسن خلق من كريم سجاياه وشريف خصاله عليه الصلاة والسلام.
ومع تبسط الرسول مع أهله وقومه فإن لضحكه حدًا فلا تراه إلا مبتسمًا كما قالت عائشة رضي الله عنها: «ما رأيت رسول الله مستجمعًا قط ضاحكًا حتى ترى منه لهواته( )، وإنما كان يبتسم»( ).
ومع هذه البشاشة وطيب المعشر إلا أنه يتمعر وجهه إذا انتهكت محارم الله قالت عائشة رضي الله عنها: قدم رسول الله من سفر، وقد سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل، فلما رآه رسول الله هتكه وتلون وجهه وقال: «يا عائشة: أشد الناس عذابًا عند الله يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله»( ).
فدل هذا على تحريم اتخاذ الصور في البيت إذا كانت بارزة، وأشد منه تحريمًا الصور المعلقة في الجدار أو التماثيل المنصوبة في الأركان وعلى الأرفف والمناضيد، فإن ذلك مع الإثم المترتب عليه يحرم أهل البيت من دخول ملائكة الرحمة في ذلك البيت.
نوم النبي
عن أبي رضي الله عنه أن رسول الله قال: «إذا أوى أحدكم إلى فراشه، فليأخذ داخلة إزاره -أي طرفه- فلينفض بها فراشه وليسم الله، فإنه لا يعلم ما خلفه بعده على فراشه، فإذا أراد أن يضطجع فليضطجع على شقه الأيمن، وليقل: سبحانك اللهم ربي بك وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفس فاغفر لها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين»( ).
وكان من توجيهه لكل مسلم ومسلمة: « إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن»( ).
وعن عائشة قالت: «كان رسول الله إذا أوى إلى فراشه كل ليلة، جمع كفيه فنفث فيهما، وقرأ فيهما: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ثم مسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يصنع ذلك ثلاث مرات»( ).
عن أنس بن مالك: أن رسول الله كان إذا أوى إلى فراشه قال: «الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي»( ).
وعن أبي قتادة: «إن النبي كان إذا عرس( ) بليل اضطجع على شقه الأيمن، وإذا عرس قبيل الصبح نصب ذراعه ووضع رأسه على كفه»( ).
ومع نعم الله عز وجل التي أغدقها علينا، تأمل أخي الحبيب في فراش سيد المرسلين وخاتم النبيين وأفضل الخلق أجمعين خير من وطأت قدمه الثرى.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «إنما كان فراش رسول
الله الذي ينام عليه من أدم حشوه ليف»( ).
ودخل عليه نفر من أصحابه ودخل عمر، فانحرف رسول الله فلم ير عمر بين جنبيه وبين الشريط ثوبًا، وقد أثر الشريط بجنب رسول الله فبكى عمر، فقال له النبي : «ما يبكيك يا عمر»؟ قال: والله إلا أن أكون أعلم أنك أكرم على الله عز وجل من كسرى وقيصر، وهما يعبثان في الدنيا فيما يعبثان فيه، وأنت رسول الله بالمكان الذي أرى! فقال النبي : «أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة»؟ قال عمر: بلى، قال: «فإنه كذلك»( ).
قيام الليل
قد أقبل ليل المدينة وخيم بسواده عليها، لكن الرسول أضاء جوانحه بالصلاة وذكر الله وقام ليله يتهجد ويناجي رب الأرض والسموات ويدعو من بيده مقاليد الأمور استجابة لأمر خالقه وبارئه يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا( ).
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله يقوم يصلي حتى تنتفخ قدماه، فيقال له: يا رسول الله تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: «أفلا أكون عبدًا شكورًا؟»( ).
وعن الأسود بن يزيد قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن صلاة رسول الله بالليل فقالت: «كان ينام أول الليل ثم يقوم فإذا كان له حاجة ألم بأهله، فإذا سمع الأذان وثب، فإن كان جنبًا أفاض عليه من الماء وإلا توضأ وخرج إلى الصلاة»( ).
وصلاة الرسول بالليل فيها من العجب ما يجعلنا نتأمل في طولها ونتخذها قدوة وأسوة.
عن أبي عبد الله حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: «صليت مع النبي ليلة فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى، ثم افتتح آل عمران فقرأها، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، يقرأ مترسلاً( )، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع فجعل يقول: سبحان ربي العظيم، فكان ركوعه نحوًا من قيامه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد، ثم قام طويلاً قريبًا مما ركع، ثم سجد فقال: سبحان ربي الأعلى، فكان سجوده قريبًا من قيامه»( ).
***
بعد الفجر
بعد هدوء ليل المدينة ومع إشراقات الفجر حيث تم أداء صلاة الفجر مع الجماعة في المسجد كان عليه الصلاة والسلام يجلس بعد صلاة الفجر لذكر الله حتى تطلع الشمس ثم يصلي ركعتين،
عن جابر بن سمرة رضي الله عنه: «أن النبي كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسنًا»( ).
وقد حث عليه الصلاة والسلام على الإتيان بهذه السنة العظيمة وذكر بما فيها من الأجر والمثوبة.
عن أنس رضي الله عنه قال: قال عليه الصلاة والسلام: «من صلى الفجر في جماعة،ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة، تامة، تامة، تامة»( ).
صلاة الضحى
قد انتصف النهار واشتدت حرارة الشمس، وأقبلت السموم الحارقة تلفح الوجوه، إنها فترة الضحى، وقت عمل وقضاء حوائج، ومع كثرة أعباء الرسالة ومقابلة الوفود، وتعليم الصحابة، وحقوق الأهل، فقد كان يتعبد الله عز وجل.
قالت معاذة: قلت لعائشة رضي الله عنها: أكان النبي يصلي الضحى؟ قالت: «نعم أربع ركعات ويزيد ما شاء الله عز وجل»( ).
وقد أوصى بها فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «أوصاني خليلي بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أرقد»( ).
صلاة النوافل في البيت
هذا البيت العامر بالإيمان، المليء بالعبادة والذكر، يوصي النبي أن يكون لبيوتنا مثل ذلك، فيقول : «اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبورًا»( ).
قال ابن القيم رحمه الله: وكان يصلي عامة السنن والتطوع الذي لا سبب له في بيته، لاسيما سنة المغرب فإنه لم ينقل عنه أنه فعلها في المسجد ألبتة، ولصلاة النوافل في البيت فوائد منها: اتباع سنة النبي ، وتعليم النساء والأطفال كيفية الصلاة، وطرد الشياطين منه بسبب الذكر والقراءة وأدعى للإخلاص والبعد عن الرياء.
بكاء النبي
كثير من الرجال والنساء يبكون لكن يا ترى كيف يكون البكاء ولمن يكون؟! نبينا عليه الصلاة والسلام كان يبكي مع أن الدنيا في يده لو أرادها، والجنة أمامه وهو في أعلى منازلها، نعم كان يبكي عليه الصلاة والسلام ولكنه بكاء العباد، كان يبكي وهو يناجي ربه في الصلاة وعند سماع القرآن وما ذاك إلا من رقة القلب وصلاح السريرة، ومعرفة عظمة الله عز وجـل وخشيـة منـه
سبحانه.
عن مطرف -وهو ابن عبد الله بن الشخير- عن أبيه قال: «أتيت رسول الله وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء»( ).
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «قال لي رسول الله : «اقرأ علي» فقلت: يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: «إني أحب أن أسمعه من غيري» فقرأت سورة النساء حتى بلغت وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا قال: «فرأيت عيني رسول الله تهملان»( ).
بل تأمل في شعرات بيض تعلو مفرق رسول الله وما يقارب من ثمانية عشر شيبة في لحيته الشريفة، وارع قلبك لتسمع من لسانه الشريف سبب تلك الشعيرات البيض: قال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله قد شبت! قال : «شيبتني هود والواقعة والمرسلات، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت( ).
تواضعه
كان عليه الصلاة والسلام أحسن الناس خلقًا وأكملهم قدرًا فخلقه القرآن كما قالت عائشة رضي الله عنها: «كان خلقه القرآن»( ) ولقد قال عليه الصلاة والسلام: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»( ).
ومن تواضعه عليه الصلاة والسلام عدم محبته للمدح والثناء والإطراء.
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله»( ).
وعن أنس رضي الله عنه: أن ناسًا قالوا: يا رسول الله يا خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا، فقال: «يا أيها الناس، قولوا بقولكم، ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد عبد الله ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل»( ).
وبعض الناس يطري النبي غاية الإطراء فيعتقد أنه يعلم الغيب أو أن بيده الضر والنفع ويجيب الحوائج ويشفي المرضى، والله عز وجل نفى ذلك كله فقال تعالى: قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ.
وهذا النبي المرسل خير من أقلته الغبراء وأظلته الخضراء، دائم الإخبات والإنابة إلى ربه، لا يحب الكبر، بل هو رأس المتواضعين وسيد المنكسرين لربه.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله قال: وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهته لذلك»( ).
وألق بطرفك لنبي الأمة عليه الصلاة والسلام في تواضع عجيب وحسن خلق نادر يتواضع فيه للمرأة المسكينة ويمنحها من وقته المليء بالأعمال.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: إن امرأة جاءت إلى النبي فقالت له: إن لي إليك حاجة، فقال: «اجلسي في أي طريق المدينة شئت أجلس إليك»( ).
يروح بأرواح المحامد حسنها
فيرقى بها في ساميات المفاخر
وإن فض في الأكوان مسك ختامها
تعطر منها كل نجد وغائر
وكان عليه السلام رأس أهل التواضع وعلمهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال: «لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت، ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت»( ).
وللمتكبرين في كل عصر وحين يبقى حديث الرسول حاجزًا لهم ورادعًا لكبرهم واستعلائهم.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي قال: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر»( ).
والكبر طريق إلى النار والعياذ بالله، حتى وإن كان مثقال ذرة، وتأمل في عقوبة متكبر يختال في مشيته، كيف سخط الله عز وجل عليه وأنزل به غضبه وأليم عقابه.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: «بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه، مرجل رأسه( ) يختال في مشيته، إذ خسف الله به، فهو يتجلجل( ) في الأرض إلى يوم القيامة»( ).
خادمه
هذا الخادم المسكين الضعيف أنزله الرسول منزلة تليق به، قياسًا على دينه وتقواه لا على عمله وضعفه قال عليه السلام والصلاة عن الخدم والأجراء: «هم إخوانكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فأطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تلبسون، ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم»( ).
ثم تأمل في خادم يروي عن سيده كلامًا عجيبًا وشهادة مقبولة وثناء عطرًا وهل رأيت خادمًا يثني على سيده مثل ما قال خادم رسول الله .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: خدمت رسول
الله .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «خدمت رسول
الله عشر سنين فما قال لي أف قط، وما قال لي لشيء صنعته [لم صنعته؟] ولا لشيء تركته لم تركته؟»( ).
عشر سنوات كاملة ليست أيامًا أو شهورًا إنه عمر طويل فيه الفرح والترح، والحزن والغضب وتقلبات النفس واضطرابها وفقرها وغناها، ومع هذا فلم ينهره ولم يأمره -بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام- بل ويكافئه ويطيب خاطر خادمه ويلبي حاجته وحاجة أهله ويدعو لهم.
قال أنس رضي الله عنه: قالت أمي: يا رسول الله خادمك ادع الله له، قال: «اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيما أعطيته»( ).
ومع شجاعته عليه الصلاة والسلام فإنه لم يهن ولم يضرب إلا في حق، ولم يقس على الضعفاء الذين تحت يده من زوجة وخادم.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما ضرب رسول الله بيده شيئًا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله ولا ضرب خادمًا ولا امرأة»( ).
بل ها هي أم المؤمنين رضي الله عنها تكرر الشهادة لخير الخلق وصفوة الناس أجمعين وقد سارت الركبان بالحديث عن حسن سيرته ونبل معشره حتى شهد له كفار قريش.
تقول رضي الله عنها: «ما رأيت رسول الله منتصرًا من مظلمة ظلمها قط ما لم ينتهك من محارم الله تعالى شيء، فإذا انتهك من محارم الله تعالى شيء، كان من أشدهم في ذلك غضبًا، وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن مأثمًا»( ).
وكان ينادي بالرفق والأناة قال عليه الصلاة والسلام: « إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله»( ).
الهدية والضيف
في حياة البشر حاجات عاطفية ودخائل نفسية تظهر الحاجة إليها دومًا في المجتمع والأسرة والبيت، ومن الأمور التي تقرب القلوب وتذيب إحن النفوس الهدية، عن عائشة رضي الله عنها: «أن النبي كان يقبل الهدية ويثيب عليها»( ) وهذا الإهداء والشكر من كرم النفوس وصفاء الصدور.
وخلق الكرم من أخلاق الأنبياء وسنن المرسلين، ولرسولنا قصب السبق والقدح المعلى في ذلك أليس هو القائل: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته يوم وليلة، والضيافة ثلاثة أيام فما بعد ذلك فهو صدقة ولا يحل له أن يثوي عنده حتى يحرجه؟»( ).
ووالله لم تشهد الغبراء ولا وهادها ولم ير الحجاز ولا الجزيرة، بل ولا الخافقين أنبل أخلاقًا وأكرم صفاتٍ منه كحل عينيك -أيها القارئ- لترى موقفاً من مواقفه العظيمة بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام!!
عن سهل بن سعد رضي الله عنه: أن امرأة جاءت إلى رسول الله ببردة منسوجة فقالت: نسجتها بيدي لأكسوكها، فأخذها النبي محتاجًا إليها، فخرج إلينا وإنها لإزاره فقال فلان: اكسنيها ما أحسنها فقال: «نعم» فجلس النبي في المجلس، ثم رجع فطواها، ثم أرسل بها إليه فقال له القوم: ما أحسنت، لبسها النبي محتاجًا إليها، ثم سألته، وعلمت أنه لا يرد سائلاً، فقال: إني والله ما سألته لألبسها، إنما سألته لتكون كفني قال سهل: فكانت كفنه»( ).
ولا تعجب من خلق من اصطفاه الله عز وجل ورباه على عينه وجعله القدوة، رسول الله يضرب أروع الأمثلة في السخاء والجود، عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: سألت رسول الله فأعطاني ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال: «يا حكيم، إن هذا المال خضر حلو، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى»( ).
وصدق الشاعر:
وله كمال الدين أعلى همة
يعلو ويسمو أن يقاس بثاني
لما أضاء على البرية زانها
وعلا بها فإذا هو الثقلان
فوجدت كل الصيد في جوف الفرا
ولقيت كل الناس في إنسان
عن جابر رضي الله عنه قال:ما سئل النبي عن شيء قط فقال، لا( ).
ومع هذا العطاء والسخاء في اليد إلا أن سخاءه منقطع النظير في الجود والبذل وطيب النفس وحسن المعاشرة وصدق المحبة.
كان من عادته أن يبش (يبتسم) إلى كل من يجلس إليه، حتى يظن أنه أحب أصحابه إلى قلبه.
عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: «ما حجبني رسول الله ولا رآني منذ أسلمت إلا تبسم»( ).
ولك في وصف شاهد كفاية وعبر.
وعن عبد الله بن الحارث قال: «مارأيت أحدًا أكثر تبسمًا من رسول الله »( ).
ولماذا تعجب أيها الحبيب وهو القائل عليه الصلاة والسلام: «وتبسمك في وجه أخيك صدقة»( ).
أما خادم رسول الله أنس رضي الله عنه فقد وصف رسول الله بصفات عظيمة قل أن تجد بعضها في رجل أو أن تجتمع في أناس، كان رسول الله أشد الناس لطفًا فما سأله سائل قط إلا أصغى إليه فلا ينصرف رسول الله حتى يكون السائل هو الذي ينصرف وما تناول أحد يده قط إلا ناوله إياها فلا ينزع يده حتى يكون الرجل هو الذي ينزعها منها»( ).
مع إكرامه لضيفه والتطلف معه إلا أنه كان رءوفًا بأمته، ولذا فهو ينكر المنكر ولا يقبله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله رأى خاتمًا من ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه، وقال: «يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده»( ).
الرحمة بالأطفال
أهل القلوب القاسية لا يعرف الرحمة وليس للعاطفة في صدورهم مكان إنهم كالحجارة الصماء، جفاف في العطاء والأخذ، وبخل بأرق المشاعر والعوطف الإنسانية أما من منحه الله عز وجل قلبًا رقيقًا وحنانًا دافقًا فهو صاحب القلب المثالي الحنون، تكسوه الرحمة وتحركه العاطفة.
عن أنس رضي الله عنه: «أن النبي أخذ ولده إبراهيم فقبله وشمه»( ).
وهذه الرحمة ليست خاصة لأقاربه فحسب بل عامة لأبناء المسلمين، قالت أسماء بنت عميس زوجة جعفر رضي الله عنها: دخل علي رسول الله فدعا بني جعفر فرأيته شمهم، وذرفت عيناه، فقلت: يا رسول الله، أبلغك عن جعفر شيء؟ قال: «نعم، قتل اليوم» فقمنا نبكي ورجع فقال: «اصنعوا لآل جعفر طعامًا فإنه قد جاء ما يشغلهم»( ).
ولما كانت عيناه تفيض لموتهم سأله سعد بن عبادة رضي الله عنه: يا رسول الله ما هذا؟ فيقول : «هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء»( ).
وعندما ذرفت عيناه لوفاة ابنه إبراهيم قال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: «وأنت يا رسول الله »؟ فقال: «يا ابن عوف، إنها رحمة ثم أتبعها بأخرى» وقال: إن العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزنون»( ).
وخلق الرسول العظيم مدعاة إلى الأخذ به والسير على خطاه فنحن في زمن فقدنا فيه الإحساس بمحبة الصغار وإنزالهم منزلتهم فهم الآباء غدا وهم رجال الأمة وفجرها المنتظر بلغ بنا الجهل والكبر وقلة الرأي وقصر النظر إلى أن تركنا مفتاح القلوب مغلقًا ومضيعًا مع الأطفال والناشئة، أما الرسول فإن المفتاح بيده وعلى لسانه، هاهو يجعل الصبي يحبه ويجعله ويقدره وهو ينزل الناشئ منزلة رفيعة.
كان أنس رضي الله عنه إذا مر على صبيان سلم عليهم وقال: «كان النبي يفعله»( ).
وكما أن للأطفال مشقتهم وتعبهم وكثرة حركتهم إلا أن رسول الله لا يغضب ولا ينهر الصغير ولا يعاتبه، كان يأخذ بمجامع الرفق وبخطام وزمام السكينة.
عن عائشة رضي الله عنها: قالت: «كان النبي يؤتى بالصبيان فيدعو لهم فأتي بصبي فبال على ثوبه فدعا بماء فأتبعه إياه ولم يغسله»( ).
أما خطر في بالك أيها القارئ وأنت تتشرف بالجلوس في بيت النبوة أن تداعب صغارك وتمازح أبناءك وتسمع ضحكاتهم وجميل عباراتهم؟ كان نبي الأمة يفعل ذلك كله بأبي هو وأمي .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «كان رسول الله ليدلع لسانه للحسن بن علي، فيرى الصبي حمرة لسانه، فيهش له»( ).
وعن أنس رضي الله عنه قال: «كان رسول الله يلاعب زينب بنت أم سلمة، وهو يقول: يا زوينب، يا زوينب، مرارًا»( ).
ورحمته تطال الصغار حتى وهو في عبادة عظيمة «فقد كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله لأبي العاص بن الربيع، فإذا قام حملها، وإذا سجد وضعها»( ).
وعن محمود بن الربيع رضي الله عنه قال: «عقلت من رسول الله مجة مجها في وجهي من دلو، من بئر كانت في دارنا، وأنا ابن خمس سنين»( ).
وهو عليه الصلاة والسلام يعلم الكبير والصغير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي يومًا فقال: « يا غلام، إني أعلمك كلمات:احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله»( ).
بعد أن عشنا مع بعض شمائله الكريمة وسيرته العطرة لعلنا نحيي بها القلوب ونقتفي خلفها الأثر في مسيرة الحياة، فبيوتنا تزهر بالصغار، والأطفال الذين يحتاجون إلى حنان الأبوة وعاطفة الأمومة وإدخال السرور على قلوبهم الصغيرة، فينشأ سوي العاطفة سوي الخلق يقود الأمة رجلاً صنعه الرجال والأمهات بعد توفيق الله عز وجل.
الحلم والرفق والصبر
البطش وأخذ الحقوق قهرًا وجبرًا من سمات الظلمة وأهل الجور ونبينا عليه أفضل الصلاة والسلام أرسى قواعد العدل والنصرة لكل صاحب حق حتى ينال حقه ويأخذه، وقد سير ما منحه الله عز وجل من أمر ونهي للخير وفي سبيل الخير، فنحن لا نخشى في بيته مظلمة ولا بطشًا، ولا تعديًا ولا نهبًا.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «ما ضرب رسول الله شيئًا قط بيده، ولا امرأة ولا خادمًا إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله تعالى فينتقم لله تعالى»( ).
وعن أنس رضي الله عنه قال: كنت أمشي مع رسول الله وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي، فجبذه بردائه جبذة شديدة، فنظرت إلى صفحة عاتق النبي وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته، ثم قال: «يا محمد، مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه، فضحك ثم أمر له بعطاء»( ).
ولما قفل رسول من غزوة حنين تبعه الأعراب يسألونه فالجئوه إلى شجرة فخطفت رداءه، وهو على راحلته، فقال: «ردوا علي ردائي، أتخشون علي البخل؟ فقال: فوالله لو كان لي عدد هذه العضاة( ) نعمًا لقسمته بينكم، ثم لا تجدوني بخيلاً ولا جبانًا ولا كذابًا»( ).
ومن أنصع صور التربية وجميل التعليم، الرفق في جميع الأمور ومعرفة المصالح ودرء المفاسد.
أخذت الغيرة الصحابة وهم يرون من يخطئ وتزل قدمه وسارعوا إلى الإنكار وحق لهم ذلك، ولكن الحليم الرفيق منعهم من ذلك لجهل الفاعل وللضرر المترتب فكان الأولى ما فعله
الرسول .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بال أعرابي في المسجد فقام الناس إليه ليقعوا فيه، فقال النبي : «دعوه وأريقوا على بوله سجلاً من ماء، أو ذنوبًا من ماء، فإنما بعثتم ميسرين، ولم تبعثوا معسرين»( ).
وصبر الرسول على أمر الدعوة مدعاة إلى التأسي به والسير على نهجه، وعدم الانتصار للنفس، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنبي : هل أتى عليك يوم كان أشد من أحد؟ قال: «لقد لقيت من قومك، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل عليه السلام فناداني فقال: إن الله تعالى قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك وقد بعثت إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم فناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك، فما شئت؟ إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين»( ). فقال النبي : «بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا»( ).
وبعض النفوس اليوم تتعجل أمر الدعوة وتأمل في حصد النتائج سريعًا، والانتصار للنفس قدحًا في الدعوة وإخلاصها ولهذا فشلت بعض الدعوات لفشو هذا الأمر بين أفرادها فأين الصبر والتحمل؟!
وبعد سنوات طويلة وقع ما أمله الرسول بعد معاناة وصبر وطول جهاد.
وكيف يسامى خير من وطيء الثرى
وفي كل باع عن علاه قصور
وكل شريف عنده متواضع
وكل عظيم القريتين حقير
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كأني أنظر إلى رسول الله يحكي نبيًا من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه، ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون»( ).
وذات يوم جاء إلى رسول الله وهو في جنازة مع أصحابه يهودي اسمه زيد بن سعنة، يتقاضاه دينًا، فأخذ بمجامع قميصه وردائه، ونظر إليه بوجه غليظ، وقال: يا محمد ألا تقضني حقي؟ وأغلظ في القوم، فغضب عمر بن الخطاب رضي الله عنه ونظر إلى زيد وعيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير ثم قال: يا عدو الله، أتقول لرسول الله ما أسمع، وتفعل ما أرى؟! فوالذي بعثه بالحق لو لا ما أحاذر من لومه لضربت بسيفي رأسك، ورسول الله ينظر إلى عمر في سكون وتؤدة ثم قال: «يا عمر، أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا، أن تأمرني بحسن الأداء، وتأمره بحسن التباعة، اذهب به يا عمر فأعطه حقه، وزده عشرين صاعًا من تمر».
يقول زيد اليهودي لما زاده عمر عشرين صاعًا من تمر قال: ما هذه الزيادة يا عمر؟ قال عمر: أمرني رسول الله أن أزيدك مكان نقمتك قال زيد: أتعرفني يا عمر؟ قال: لا من أنت؟ قال: زيد بن سعنة.
قال: الحبر؟" قلت: الحبر، قال: فما دعاك أن فعلت برسول الله ما فعلت، وقلت له ما قلت؟ قال زيد: يا عمر لم يكن له من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفته في وجه رسول الله حين نظرت إليه إلا اثنين لم أخبرهما منه: هل يسبق حلمه جهله، ولا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلمًا فقد اختبرتهما، فأشهدك يا عمر أني قد رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًا وأشهدك أن شطر مالي صدقة على أمة محمد فقال عمر رضي الله عنه أو على بعضهم فإنك لا تسعهم، قال زيد: أو على بعضهم فرجع زيد اليهودي إلى رسول الله فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وآمن به وصدقه( ).
ونحن نتأمل الموقف ونهايته والحوار الطويل فيه لعل لنا نصيبًا من التأسي بقدوتنا محمد عليه الصلاة والسلام، والصبر على الناس ودعوتهم برفق وحلم.
وتشجيعهم إذا أحسنوا وبث روح التفاؤل في نفوسهم عن عائشة رضي لله عنها قالت: «اعتمرت مع النبي من المدينة حتى إذا قدمت مكة، قلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله قصرت وأتممت، وأفطرت وصمت، قال: «أحسنت يا عائشة» وما عاب علي»( )
طعامه
الموائد والجفان تروح وتغدو في بيوت علية القوم وأهل الأمر والنهي فيها.. ونبي هذه الأمة تحت يده، البلاد والعباد وترد إليه الإبل محملة بالأرزاق ويفيض بين يديه الذهب والفضة، يا ترىكيف مطمعه ومشربه، أعيشة الملوك أم أرفع وأعظم؟ أطعام الأغنياء والموسرين أم أكمل وأتم؟ لا تعجب وأنت تتأمل طعام الرسول وقلته وتقشفه يحدثنا أنس رضي الله عنه حيث قال: « إن النبي لم يجتمع عنده غداء ولا عشاء من خبز ولحم إلا على ضفف»( ).
والضفف: قلة المأكول وكثرة الأكلة، والمعنى أنه لم يشبع إلا بضيق وشدة، أو ما شبع في زمن من الأزمان إلا إذا نزل به الضيوف، فيشبع حينئذ لضرورة الإيناس والمجابرة.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «ما شبع آل محمد من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض رسول الله »( ).
وفي رواية: «ما شبع آل محمد منذ قام المدينة من طعام بر ثلاث ليال تباعًا حتى قبض»( ).
بل كان عليه الصلاة والسلام لا يجد ما يأكل وينام طاويًا لا يدخل جوفه اللقمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما: « كان رسول الله يبيت الليالي المتتابعة طاويًا هو وأهله،لا يجدون عشاء، وكان أكثر خبزهم خبز الشعير»( ).
وليس الأمر من قلة وندرة، بل كانت تفيض الأموال من تحت يده وتفد إليه النجائب محملة، ولكنه الله عز وجل اختار
لنبيه الحال الأكمل والأقوم.
قال عقبة بن الحارث رضي الله عنه: صلى بنا النبي العصر فأسرع ثم دخل البيت فلم يلبث أن خرج فقلت أو قيل له فقال: «كنت خلفت في البيت تبرًا -أي ذهبًا- من الصدقة فكرهت أن أبيته فقسمته»( ).
والسخاء العجيب والعطاء المنقطع النظير هو ما يخرج من يد نبي هذه الأمة، عن أنس رضي الله عنه قال: ما سئل رسول الله على الإسلام شيئًا إلا أعطاه، ولقد جاءه رجل، فأعطاه غنمًا بين جبلين، فرجع إلى قومه فقال: «يا قوم أسلموا، فإن محمدًا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر»( ).
ومع هذا العطاء والسخاء، تأمل حال نبي هذه الأمة عن أنس رضي الله عنه قال: « لم يأكل النبي على خوان حتى مات، وما أكل خبزًا مرققًا حتى مات»( ).
وذكرت عائشة رضي الله عنها أنه كان يأتيها فيقول: «أعندك غداء»؟ فتقول: لا، فيقول: «إني صائم»( ).
وثبت عنه أنه كان يقيم الشهر والشهرين، لا يعيشه هو وآل بيته إلا الأسودان: التمر والماء( ).
ومع هذه القلة في الطعام والندرة في المأكولات فإن خلقه الرفيع وأدبه الإسلامي يدعوه إلى شكر نعمة الله ثم شكر من أعدها وعدم تعنيفه إن أخطأ، فقد اجتهد ولم يصب، ولهذا كان عليه الصلاة والسلام لا يعيب طعامًا ولا يلوم طابخًا ولا يرد موجودًا ولا يطلب مفقودًا، إنه نبي الأمة لم يكن همه بطنه ومأكله.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «ما عاب رسول الله طعامًا قط، إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه»( ).
وللأحبة الكرام من تأخذهم المآكل والمشارب أسوق قول شيخ الإسلام ابن تيمية مختصرًا:
وأما الأكل واللباس: فخير الهدي هدى محمد وكن خلقه في الأكل أن يأكل ما تيسر إذا اشتهاه، ولا يرد موجودًا، ولا يتكلف مفقودًا، فكان إذا حضر خبز ولحم أكله، وإن حضر فاكهة وخبز ولحم أكله، وإن حضر تمر وحده أو خبز وحده أكله، ولم يكن إذا حضر لونان من الطعام يقول: لا آكل لونين، ولا يمتنع من طعام لما فيه من اللذة والحلاوة، وفي الحديث : «لكني أصوم وأفطر، وأقوم وأنام، وأتزوج النساء وآكل اللحم فمن رغب عن سنتي فليس مني».
وأمر الله عز وجل بأكل الطيبات والشكر لله فمن حرم الطيبات كان معتديًا، ومن لم يشكر كان مفرطًا مضيعًا لحق الله، وطريق رسول الله هي أعدل الطرق وأقومها والانحراف عنها إلى وجهين: قوم يسرفون فيتناولون الشهوات مع إعراضهم عن القيام بالواجبات، وقوم يحرمون الطيبات ويبتدعون رهبانية لم يشرعها الله تعالى، ولا رهبانية في الإسلام.
ثم قال رحمه الله: وكل حلال طيب، وكل طيب حلال فإن الله عز وجل أحل لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث، لكن جهة طيبه كونه نافعًا لذيذًا، والله حرم علينا كل ما يضرنا، وأباح لنا كل ما ينفعنا.
ثم قال رحمه الله: والناس تتنوع أحوالهم في الطعام واللباس والجوع والشبع، والشخص الواحد يتنوع حاله، ولكن خير الأعمال ما كان لله أطوع، ولصاحبه أنفع( ).
الذب عن أعراض الآخرين
أكرم المجالس مجالس العلم والذكر، فما بالك إذا توسط صفوة ولد آدم ومعلم الأمة بحديثه وتعليمه وتوجيهه؟ كان من صفاء مجلسه ونقاء سريرته عليه الصلاة والسلام أن يرد المخطئ ويعلم الجاهل وينبه الغافل ولا يقبل في مجلسه إلا كل خير، وإن كان مستمعًا منصتًا لمحدثه إلا أنه لا يقبل غيبة ولا يرضى بنميمة ولا بهتان ولذا فهو يرد عن أعراض الآخرين.
عن عتبان بن مالك رضي الله عنه قال: قام النبي يصلي فقال: «أين مالك بن الدخشم»؟ فقال رجل: ذلك منافق لا يحب الله ولا رسوله، فقال النبي : «لا تفعل ذلك، ألا تراه قد قال لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله، وإن الله قد حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله»( ).
وكان يحذر من شهادة الزور واقتطاع الحقوق، عن أبي بكر رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر»؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: «الإشراك بالله، وعقوق الوالدين» وكان متكئًا فجلس فقال: «ألا وقول الزور» فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت»( ).
ومع محبته لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إلا أنه أنكر عليها الغيبة، وأوضح لها عظم خطرها.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت للنبي حسبك من صفية كذا وكذا، قال بعض الرواة: تعني قصرها، فقالت: «لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته»( ).
وقد بشر النبي من يذب عن أعراض إخوانه فقال : «من ذب عن عرض أخيه بالغيبة كان حقًا على الله أن يعتقه من النار»( ).
كثرة ذكر الله تعالى
للمربي الأول نبي هذه الأمة شأن عظيم مع العبادة ومواصلة القلب بالله عز وجل، فهو لا يدع وقتًا يمر دون ذكر لله عز وجل وحمده وشكره والاستغفار والإنابة، ومع أنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فهو العبد الشكور والنبي الشاكر والرسول الحامد، عرف قدر ربه فحمده ودعاه وأناب إليه وعلم قيمة زمنه فاستفاد منه وحرص أن يكون عامرًا بالطاعة والعبادة.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله يذكر الله تعالى على كل أحيانه»( ).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنا نعد لرسول الله في المجلس الواحد مائة مرة: «رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم»( ).
قال أبو هريرة رضي الله عنه: سمعت رسول الله يقول: «والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة»( ).
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنا نعد لرسول الله في المجلس الواحد مائة مرة «رب اغفر لي، وتب علي إنك أنت التواب الرحيم»( ).
وتقول أم المؤمنين أم سلمة عن أكثر دعاء رسول الله إذا كان عندها: «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك»( ).
الجار
أكرم به جوار رسول الله فقد كان الجار له منزلة عظيمة في نفس الرسول عليه الصلاة والسلام، فقد قال عليه الصلاة والسلام: «مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه»( ).
وأوصى أبا ذر رضي الله عنه بقوله: «يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك»( ).
وحذر من أذية الجار فقال عليه الصلاة والسلام: «لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه»( ).
وهنيئًا لجار قال عنه النبي : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليحسن إلى جاره»( ).
حسن المعاشرة
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان النبي إذا بلغه عن الرجل الشيء لم يقل: ما بال فلان يقول؟ ولكن يقول: ما بال أقوام كذا وكذا؟»( ).
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلاً دخل على رسول الله وعليه أثر صفرة، وكان رسول الله قل ما يواجه رجلاً في وجهه شيء يكرهه، فلما خرج قال: “لو أمرتم هذا أن يغسل ذا عنه»( ).
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «ألا أخبركم بمن يحرم على النار، أو بمن تحرم عليه النار؟ ترحم على كل قريب هين لين سهل»( ).
أداء الحقوق
الحقوق على الإنسان كثيرة، فهذا حق لله وآخر للأهل وثالث للنفس وهناك حقوق للعباد فكيف يا ترى قسم الرسول وقته واستفاد من يومه؟
عن أنس رضي الله عنه قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت النبي يسألون عن عبادته فلما أخبروا كأنهم تقالوها، وقالوا: أين نحن من النبي وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فأصلي الليل أبدًا، وقال الآخر: وأنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال الآخر: وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا، فجاء رسول الله إليهم فقال: «أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني»( ).
شجاعته وصبره
لرسول الله السهم الوافر والقدح المعلى في الشجاعة نصرة لهذا الدين وإعلاء لكلمة الله عز وجل، وجعل ما أنعم الله عليه من نعم في مكانها الصحيح فهذه عائشة رضي الله عنها تقول: «ما ضرب رسول الله بيده شيئًا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله ولا ضرب خادمًا ولا امرأة»( ).
ومن شجاعته وقوفه وحيدًا يدعو لهذا الدين أمام كفار قريش وصناديدها وثباته على هذا الدين حتى نصره الله ولم يقل ليس معي أحد، والقوم كلهم ضدي، بل اعتمد على الله عز وجل واتكل عليه وصدع بأمر الدعوة، وكان أشجع الناس وأمضاهم عزمًا وإقدامًا، كان الناس يفرون وهو ثابت.
كان النبي يتعبد في غار حراء ولم ينله أذى ولم تحاربه قريش ولم ترم أمم الكفر بسهم واحد من كنانتها إلا عندما صدع رسول الله بأمر التوحيد ووجوب إفراد العبادة لله عز وجل وتعجب الكفار بقولهم: أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا فهم يتخذون الأوثان وسائط بينهم وبين الله عزوجل كما قال تعالى عنهم: مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى وإلا فهم مقرون بتوحيد الربوبية قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ.
وتأمل أخي المسلم في الشرك الذي عم وطم في بلاد المسلمين من دعاء الأموات والتوسل بهم والنذر لهم والخوف والرجاء حتى تقطعت حبالهم مع الله عز وجل بسبب شركهم وإنزال الأموات منزلة الحي الذي لا يموت إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ.
ونطل من بيته إلى الجبل المقابل من الجهة الشمالية: إنه جبل أحد حيث الموقعة العظيمة التي تبدت فيها شجاعة الرسول وثباته وصبره على الجراح التي أصابته في تلك الموقعة العظيمة حيث أدمي وجهه الشريف وكسرت رباعيته وشج رأسه عليه الصلاة والسلام.
يحدثنا سهل بن سعد رضي الله عنه عن جرح رسول الله فيقول: «أما والله إني لأعرف من كان يغسل جرح رسول الله ، ومن كان يسكب الماء وبما دووي، قال: كانت فاطمة عليها السلام بنت رسول الله تغسله وعلي بن أبي طالب يسكب الماء بالمجن، فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخذت قطعًا من حصير وأحرقتها وألصقتها فاستمسك الدم وكسرت رباعيته وجرح وجهه وكسرت البيضة على رأسه»( ).
والعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه يقول عن رسول الله في معركة حنين: لما انطلق المسلمون مدبرين طفق رسول الله يركض بغلته نحو الكفار وأنا آخذ بلجامها أكفها إرادة ألا
تسرع، وكان يقول حينئذ: «أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد
المطلب»( ).
أما الفارس الشجاع صاحب المواقف المشهورة والوقائع المعروفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه فهو يقول عن رسول
الله : «كنا إذا احمر البأس، ولقي القوم القوم، اتقينا برسول الله ، فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه»( ).
ولصبر الرسول في أمر الدعوة مضرب المثل والقدوة الحسنة، حتى أقام الله عز وجل صروح هذا الدين وطفقت خيله تجول الجزيرة وبلاد الشام وما وراء النهر، وحتى لا يدع بيت مدر ولا وبر إلا دخله.
قال رسول الله : «لقد أخفت في الله وما يخاف أحد، ولقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد، ولقد أتت علي ثلاثون من بين يوم وليل وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواري إبط بلال»( ).
ورغم ما ورد إليه من الأموال والغنائم وما فتح الله على يديه فإنه لم يورث دينارًا ولا درهمًا إنما ورث هذا العلم وهو ميراث النبوة فمن شاء أن يأخذ من هذا الميراث فليقدم وليهنأ به من ميراث.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «ما ترك رسول الله دينارًا ولا درهمًا، ولا شاةً، ولا بعيرًا، ولا أوصى بشيء»( ).
***
دعاؤه
الدعاء عبادة عظيمة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل، والدعاء إظهار الافتقار إلى الله والتبرؤ من الحول والقوة، وهو سمة العبودية، واستشعار الذلة البشرية، وفيه معنى الثناء على الله عز وجل، وإضافة الجود والكرم إليه ولذلك قال الرسول : «الدعاء هو العبادة»( ).
وكان عليه الصلاة والسلام كثير الدعاء والتضرع وإظهار الافتقار إلى الله عز وجل يستحب جوامع الكلم والدعاء.
وكان من دعائه عليه الصلاة والسلام: «اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمر، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليه معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر»( ).
ومن دعائه عليه الصلاة والسلام: «اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض، رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه وأن أقترف على نفس سوءًا أو أجره إلى مسلم»( ).
وأيضًا من دعائه : «اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك »( ).
ومن دعائه لربه عز وجل: «اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى»( ).
وكان عليه الصلاة والسلام يدعو ربه كثيرًا في الرخاء والشدة وقد سقط رداءه من على منكبيه وهو يدعو يوم بدر بالنصر للمسلمين والهزيمة للمشركين، وكان عليه الصلاة والسلام يدعو لنفسه ولأهل بيته ولأصحابه ولعامة المسلمين.
نهاية الزيارة
بعد أن تعطرت الأسماع بذكر أحاديث الرسول وحسن سيرته وجهاده وبلائه، فإن للنبي الكريم حقوقًا يجب أن تؤدى له حتى نكون أتممنا الخير وأخذنا الطريق السوي، ومن حقوقه على أمته.:
الإيمان الصادق به قولاً وفعلاً وتصديقه في كل ما جاء به ووجوب طاعته والحذر من معصيته ، ووجوب التحاكم إليه والرضى بحكمه، وإنزاله منزلته بلا غلو ولا تقصير، واتباعه واتخاذه قدوة وأسوة في جميع الأمور، ومحبته أكثر من الناس والأهل والمال والولد والناس جميعًا، واحترامه وتوقيره ونصرة دينه والذب عن سنته وإحياؤها بين المسلمين ومحبة أصحابه الكرام والترضي عنهم والذب عنهم وقراءة سيرتهم، ومن محبته الصلاة عليه، قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا لقوله : «إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه: خلق آدم، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليَّ» فقال رجل: يا رسول الله كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ يعني بليت، قال: «إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء»( ).
وعلى أمة محمد أن لا تكون بخيلة في حق هذا النبي الكريم فقد قال عليه الصلاة والسلام: «البخيل من ذكرت عنده فلم يصل عليَّ»( ).
وقال عليه الصلاة والسلام: «ما جلس قوم مجلسًا لم يذكروا الله فيه، ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليه ترة فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم»( ).
الوداع
ونحن نغادر هذا البيت العامر بالإيمان القائم على الطاعة، تبقى لنا سنة رسول الله معلمًا لمن أراد النجاة وطريقًا لمن أراد الهداية، ولنا وقفات مع علماء السلف وحرصهم على الاتباع لهذه السنة العظيمة، لعل الله أن يرزقنا حسن التأسي وجميل الاقتداء.
قال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله: ما كتبت حديثًا إلا وقد عملت به، حتى مر بي أن النبي احتجم وأعطى أبا طيبة دينارًا، فأعطيت الحجام دينارًا حين احتجمت( ).
وقال عبد الرحمن بن مهدي: سمعت سفيان يقول:ما بلغني عن رسول الله حديث قط إلا عملت به ولو مرة.
وعن مسلم بن يسار قال: إني لأصلي في نعلي وخلعهما أهون علي، وما أطالب بذلك إلا السنة( ).
وللأخ الحبيب في الختام حديث عظيم، قال : «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى» قالوا: يا رسول الله، ومن يأبى؟ قال: «من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى»( ).
اللهم ارزقنا حب نبيك وموافقته على الطريق المستقيم، لا ضالين ولا مضلين اللهم صل على محمد ما تعاقب الليل والنهار، اللهم صل على محمد ما ذكره الذاكرون الأبرار، اللهم اجمعنا مع نبينا محمد في الفردوس الأعلى وأقر أعيننا برؤيته والشرب من حوضه شربة لا نظمأ بعدها أبدًا، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
الفهرس
المقدمة 3
الزيارة 6
الرحلة 8
صفة الرسول 11
كلام الرسول 13
داخل البيت 15
الأقارب 17
الرسول في بيته 20
هديه وسمته 23
بناته 26
معاملة الزوجة 29
تعدد الزوجات 33
مزاح رسول الله 36
نوم النبي 39
قيام الليل 41
بعد الفجر 43
صلاة الضحى 44
صلاة النوافل في البيت 45
بكاء النبي 46
تواضعه 48
خادمه 51
الهدية والضيف 54
الرحمة بالأطفال 58
الحلم والرفق والصبر 62
طعامه 67
الذب عن أعراض الآخرين 71
كثرة ذكر الله تعالى 73
الجار 75
حسن المعاشرة 76
أداء الحقوق 77
شجاعته وصبره 78
دعاؤه 82
نهاية الزيارة 84
الوداع 86
(((((((((((((((يا رسول الله !
لماذا أحبك ؟
ولماذا أصلي عليك ؟
إعداد
حسن بن عبيد باحبيشي)))))))))) قال عز وجل :
إن الله وملآئكته يصلون على النبي ،
يآ أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما
قال صلى الله عليه وآله وسلم :
إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة المقدمة
حبه .. والصلاة والسلام عليه .. ونسبه الشريف
صلى الله عليه وعلى آله وسلم
لم يحب الناس أحداً من البشر كما أحبوا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم . ولكن لماذا ؟ لقد جبلت النفوس على حب من أحسن إليها ، وعلى قدر الإحسان تكون المحبة . ولذلك كانت المحبة هنا لامتناهية وليس لها حد ، لأن الإحسان الذي تلقته من الهادي البشير صلى الله عليه وسلم إحسان إليها في كامل دنياها ودينها ، أحبته أكثر مما أحبت نفسها وأولادها ، افتدته بأرواحها وبذلت أنفسها رخيصة دفاعاً من أجل مجرد كلمة سمعتها عنه . ويحق لها ذلك ، فإن الإحسان الذي أحسنه إليها ليس أحسان بشر عادي ، صحيح أنه بشر ولكن ليس كالبشر إنه قمة القمم حيث حاز الكمال في كل الفضائل ، كما أن الشيء الذي جاء به إليها ليس إحسانا بشرياً بل سعادة الدنيا والآخرة . لذلك أحبه المسلمون ، لقد كان أفضل نبي ورسول ، وكان أفضل أب وأفضل مولود وأفضل حاكم وأفضل معلم وخير زوج وخير صهر وخير جار ، كان صلى الله عليه وسلم خير الأخيار .
إن المؤلفين عندما يكتبون عن أحد العظماء فإنهم يزيدونه عظمة ، إلا عندما تكون الكتابة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم فهنا يختلف الأمر وينعكس حيث أننا بالكتابة عن عظمته صلى الله عليه وسلم نتشرب ونقتبس جزءا قليلاً من أي عظمة من جوانب عظمته التي نكتب عنها . يصبح الكلام جميلا عندما نتكلم عن جماله الشريف ، ويصبح الكلام عذباً عندما نتكلم عن أخلاقه الطاهرة ، أما عندما نتكلم عن عبادته وعلاقته بربه فهنا يكون أعظم الكلام .
لقد استحق محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم بجدارة المنزلة العالية الرفيعة فأحب الله فاستحق حب الله سبحانه له ، وكان عبداً شكوراً ، وهذه هي السبيل لكل مسلم أن يسلكها .
ونحن المسلمين علينا أن نحمد الله سبحانه ونشكره أن جعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فالله عز وجل أرسل خير رسول لخير أمة . فعلينا بالحب الصادق له والإيمان به وطاعته واتباعه ، علينا بالشوق إليه والذكر الدائم له ، لكي يرزقنا الله جواره ورؤيته ومرافقته في الجنة ، بل إن من أعظم أمانينا أن نحلم برؤيته في المنام في الدنيا . إن حب محمد صلى الله عليه وآله وسلم من حب رب محمد عز وجل .
أما الصلاة والسلام عليه فهي من أجمل أنواع ذكره فمع أنها عبادة لله ومع فضائلها في الدين والدنيا إلا أنها لون جميل رائع من ألوان حبه ، حيث تحلو الصلاة والسلام عليه دائماً وأبدا ، في كل حين وفي كل مكان ، وإن كان في أزمنة وأمكنة معينة أكثر فضلاً . الصلاة والسلام عليه يحلو تكرارها وتردادها حتى وكأنها قد أصبحت مثل التنفس أو أعظم . صلى عليه المسلمون نثراً وشعراً ، صلوا عليه لتعطير مجلسهم ، صلوا عليه ليجلي الله همومهم وغمومهم ، صلى عليه التجار والباعة حيث لم يجدوا لترويج بضائعهم أجمل منها . صلى عليه المسلمون عند أفراحهم وأعراسهم إذ لم يجدوا أجمل ولا أحلى ولا أجلب للسعادة في ليلة العرس من التلذذ بذكره والصلاة عليه ، صلت عليه الأمهات عند ملاعبة أطفالهم ، حيث لم تجد الأم شيئاً أفضل لرضيعها ليدخل أذنه وقلبه من الصلاة والسلام على هذا الحبيب . إن الصلاة والسلام عليه هي خير ما ترنمنا وتعطرنا واحتفينا به .
أما نسبه الطاهر الشريف فخير وأعز نسب ، لم يكتب الله سبحانه لأحد من طهر النسب والعفاف ما كتب له ، وذلك ليجمع الله سبحانه له خير ما جمع لأحد من مخلوقاته من الفضل والأخلاق ومن الجمال ومن النسب . فجمع الله تعالى له جمال الباطن وجمال الظاهر وجمال النسب .
اللهم ارزقنا في الدنيا حبه ، وبلغنا زيارته ، وارزقنا في المحشر شفاعته ، وفي جنتك جواره ومرافقته . اللهم آمين .
حسن بن عبيد باحبيشي
جدة
الآيات الكريمات في فضل سيد الكائنات
صلى الله عليه وعلى آله وسلم
هذه آيات عطرة من كتابه عز وجل في المدح والثناء على خاتم الأنبياء ، عليه أفضل الصلوات وأتم التساليم والثناء . إنه سبحانه أعلم بنبيه ، وهو أحب إليه . إن كلامه عز وجل معجز في كل شيء ، ومعجز أيضاً في وصف سيد الأولين والآخرين ، صلى الله عليه وآله وسلم . إن كلامه هو الأول والآخر ، ولن نجد أي كلام آخر مهما بلغ سيوفي الحبيب المصطفى حقه من الفضل صلى الله عليه وآله وسلم .
1- ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم البقرة 129
2- قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم آل عمران 31
3- فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لا نفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين آل عمران 129
4- لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلوا عليهم ءاياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين آل عمران 164
5- فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً النساء 41
6- فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً النساء 65
7- من يطع الرسول فقد أطاع الله النساء 80
8- وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً النساء 105
9- وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون الأنفال 33
10- لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم التوبة 128
11- ولقد ءاتيناك سبعاً من المثاني والقرءان العظيم الحجر 87
12- سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا الذي باركنا حوله لنريه من ءاياتنا إنه هو السميع البصير الإسراء 1
13- عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً الإسراء 79
14- طه ما أنزلنا عليك القرءان لتشقى طه2
15- وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين الأنبياء 107
16- النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم الأحزاب 6
17- إن الله وملآئكته يصلون على النبي يأيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً الأحزاب 56
18- يس والقرءان الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم يس 4
19- إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته
عليك ويهديك صراطاً مستقيماً وينصرك الله نصراً عزيزاً الفتح 3
20- إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً الفتح 9
21- إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم الفتح 10
22- محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود الفتح 29
23- يأيها الذين ءامنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم يأيها الذين ءامنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون الحجرات 2
24- والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى النجم 4
25- يا أيها الذين ءامنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر المجادلة 12
26- وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب الحشر 7
27- هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلوا عليهم ءاياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين الجمعة 2
28- ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون وإن لك لأجراً غير ممنون وإنك لعلى خلق عظيم القلم 4
29- إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين وما صاحبكم بمجنون التكوير 22
30- والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى وللآخرة خير لك من الأولى ، ألم نشرح لك صدرك ورفعنا لك ذكرك ، إنا أعطيناك الكوثر .
الأحاديث الأربعون النبوية في فضائل خير البرية
صلى الله عليه وعلى آله وسلم
هذه أحاديث شريفة في معرفة فضله ورفعة قدره ، أعظم صلوات الله وأفضل سلامه عليه وعلى آله ، هي أكثر من أربعين . وقد جمعتها تأسياً بالسلف الصالح من أئمة الحديث الشريف ، ولكي ينضر الله سبحانه وجهي ، ولما روي عنه صلى الله عليه وسلم في فضل ذلك . هو صلى الله عليه وسلم أعرف منا بنفسه فلقد آتاه الله عز وجل القرآن الكريم والحديث الشريف . وقد ختمتها بحديثين عن رؤية وجه الله في الجنة وعن فضل ذكر الله سبحانه ، اللهم إنا نسألك النظر إلى وجهك الكريم .
1- عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ، ثم صلوا علي ، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً ، ثم سلوا الله لي الوسيلة ، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو ، فمن سأل الله لي الوسيلة حلت له الشفاعة . رواه مسلم .
2-عن أبي طلحة رضي الله عنه قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسارير وجهه تبرق ، فقلت يا رسول الله ! ما رأيت أطيب نفساً ولا أظهر بشراً منك في يومك هذا ! فقال : وما لي لا تطيب نفسي ويظهر بشري وإنما فارقني جبريل الساعة ، فقال : يا محمد من صلى عليك من أمتك صلاة كتب الله له بها عشر حسنات ، ومحا عنه عشر سيئات ، ورفعه بها عشر درجات ، وقال له الملك : مثل ما قال لك ، قلت : يا جبريل وما ذاك الملك ؟ قال : إن الله وكل بك ملكاً من لدن خلقك إلى أن بعثك ، لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا قال : وأنت صلى الله عليك . خرجه الطبراني في المعجم الكبير .
3- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة . أخرجه الترمذي .
4- عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله ، إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي ؟ قال : ما شئت ، قلت : الربع ؟ قال : ما شئت ، وإن زدت فهو خير لك ، قلت : النصف ؟ قال : ما شئت وإن زدت فهو خير لك ، قلت : الثلثين ؟ قال: ما شئت وإن زدت فهو خير لك ، قلت : أجعل لك صلاتي كلها ؟ قال : إذاً تكفى همك ويغفر لك ذنبك . رواه الترمذي .
5- عن أوس بن أوس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أفضل أيامكم يوم الجمعة ، فيه خلق آدم ، وفيه قبض ، وفيه الصعقة ، فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي ، قال : قالوا : يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت ؟ قال : يقولون : بليت ، قال : إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء . رواه أبو داوود .
6- عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي . رواه الترمذي . وفي رواية الحسين رضي الله عنه : قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من ذكرت عنده فخطئ الصلاة علي خطئ طريق الجنة . رواه الطبراني .
7- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : كنت أصلي والنبي صلى لله عليه وسلم وأبو بكر وعمر معه رضي الله عنهما ، فلما جلست بدأت بالثناء على الله تعالى ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم دعوت لنفسي ، فقال صلى الله عليه وسلم : سل تعطه ، سل تعطه . أخرجه الترمذي .
8- عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة ، فقال له بشير بن سعد : قد أمرنا الله أن نصلي عليك ، فكيف نصلي عليك ؟ قال : قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم ، والسلام كما علمتم . رواه مسلم .
9- عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال : أقبل رجل حتى جلس بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده فقال : يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا في صلاتنا صلى الله عليك ؟ قال : فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحببنا أن الرجل لم يسأله . فقال : إذا أنتم صليتم علي فقولوا : اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد والسلام كما علمتم . رواه أحمد .
10- عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : آتي باب الجنة فأستفتح فيقول الخازن من أنت ؟ فأقول : محمد ، فيقول : بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك . رواه مسلم .
11- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إبراهيم خليل الله ، وموسى نجي الله ، وعيسى روحه وكلمته ، ألا وأنا حبيب الله ولا فخر ، وأنا حامل لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر ، وأنا أول شافع وأول مشفع يوم القيامة ولا فخر ، وأنا أول من يحرك حلق الجنة فيفتح الله لي فيدخلنيها ومعي فقراء المؤمنين ولا فخر ، وأنا أكرم الأولين والآخرين ولا فخر . أخرجه الترمذي .
12- عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الله قد رفع لي الدنيا فأنا أنظر إليها وإلى ما هو كائن فيها إلى يوم القيامة كأني أنظر إلى كفي هذه . أخرجه مسلم .
13- عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أني عند الله في أم الكتاب لخاتم النبيين ، وإن آدم لمنجدل في طينته وسأخبركم في تأويل ذلك ، أنا دعوة أبي إبراهيم ، وبشارة عيسى بي ، ورؤيا أمي التي رأت حين ولدتني أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام ، وكذلك أمهات النبيين يرين . أخرجه أحمد .
14- عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لسيد الناس يوم القيامة غير فخر ولا رياء ، وما من الناس من أحد إلا وهو تحت لوائي يوم القيامة ينتظر الفرج ، وإن بيدي للواء الحمد فأمشي ويمشي الناس معي حتى آتي باب الجنة ، فأستفتح فيقال : من هذا؟ فأقول : محمد ، فيقال : مرحباً بمحمد ، فإذا رأيت ربي عز وجل خررت له ساجداً شكراً له ، فيقال : ارفع رأسك ، وقل تطاع ، واشفع تشفع ، فيخرج من النار من قد احترق برحمة الله وبشفاعتي . أخرجه الحاكم .
15- عن مالك بن صعصعة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بينما أنا نائم في الحطيم مضطجعاً ، إذ أتاني آت فقد قال وسمعته يقول : فشــق ما بين هذه إلى هذه ( قال الراوي : من ثغرة نحره إلى شعرته ) فاستخرج قلبي ، ثم أتيت بطست من ذهب مملوءة إيماناً فغسل قلبي ثم حشـي ثم أعيد ، ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض ( قال الراوي وهو البراق ) يضع خطوه عند أقصى طرفه ، فحملت عليه ، فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح ، فقيل من هذا ؟ قال جبريل . قيل ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم ، قيل مرحباً به فنعم المجيء جاء ففتح ... إلخ . رواه البخاري .
16- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فضلت على الأنبياء بستة ، أعطيت جوامع الكلم ، ونصرت بالرعب ، وأحلت لي الغنائم ، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ، وأرسلت إلى الخلق كافة ، وختم بي النبيون . أخرجه مسلم .
17- عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال لي جبريل : قلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد رجلاً أفضل من محمد ، وقلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد بني أب أفضل من بني هاشم . أخرجه الحاكم في الكنى .
18- عن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي . أخرجه الطبراني . وفي رواية المسور رضي الله عنه : فاطمة بضعة مني ، يقبضني ما يقبضها ، ويبسطني ما يبسطها ، وإن الأنساب تنقطع يوم القيامة ، غير نسبي وسببي وصهري . رواه أحمد .
19- عن أبي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مثلي في النبيين كمثل رجل بنى داراً فأحصنها وأكملها وأجملها ، وترك فيها موضع لبنة لم يضعها ، فجعل الناس يطوفون بالبنيان ويعجبون منه ، ويقولون لو ثم موضع هذه اللبنة ، فأنا في النبيين موضع تلك اللبنة . أخرجه مسلم .
20- عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا ذر أتاني ملكان وأنا ببعض بطحاء مكة فوقع أحدهما إلى الأرض ، وكان الآخر بين السماء والأرض ، فقال أحدهما لصاحبه : أهو هو ؟ قال : نعم فزنه برجل فوزنت به فوزنته ، ثم قال : زنه بعشرة فوزنت بهم فرجحتهم ، ثم قال زنه بمائة فوزنت بهم فرجحتهم ، ثم قال زنه بألف فوزنت بهم فرجحتهم ، كأني أنظر إليهم ينتثرون من خفة الميزان ، فقال أحدهما لصاحبه لو وزنته بأمته لرجحها . أخرجه الدارمي .
21- عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي التي بين جنبي ، فقال له النبي صلى الله تعالى عليه وسلم : لن يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه ، قال عمر : والذي أنزل عليك الكتاب لأنت أحب إلي من نفسي التي بين جنبي ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : الآن يا عمر . رواه البخاري .
22- عن أنس رضي الله عنه : أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : متى الساعة يا رسول الله ؟ قال : ما أعددت لها ؟ قال : ما أعددت لها من كثير صوم ولا صلاة ، ولكني أحب الله ورسوله ، قال : أنت مع من أحببت . رواه البخاري .
23- عن عائشة رضي الله عتها : أن رجلاً ( هو ثوبان رضي الله عنه ) أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله : لأنت أحب إلي من أهلي ومالي ، وإني لأذكرك فما أصبر حتى أجيء فأنظر إليك ، وإني ذكرت موتي وموتك فعرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين ، وإن دخلتها لا أراك ، فأنزل الله تعالى : ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ، فدعا به فقرأها عليه . رواه الطبراني .
24- عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله تعالى ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله تعالى ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار . متفق عليه .
25- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من أشد أمتي لي حباً ناس يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله . رواه مسلم
26- عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنشدكم الله في أهل بيتي ، أنشدكم الله في أهل بيتي ، أنشدكم الله في أهل بيتي ، بالإحسان إليهم والشفقة عليهم . رواه مسلم .
27- وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما . رواه الترمذي .
28- عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال : سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو في صلاته لم يمجد الله تعالى ، ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عجل هذا ثم دعاه فقال له أو لغيره : إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه سبحانه والثناء عليه ، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم يدع بعد بما شاء . رواه أبو داود .
29- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيما قوم جلسوا فأطالوا الجلوس ، ثم تفرقوا قبل أن يذكروا الله تعالى ، أو يصلوا على نبيه ، كانت عليهم ترة ( حسرة وندامة ) من الله ، إن شاء عذبهم ، وإن شاء غفر لهم . رواه الحاكم .
30- عن أبي بكر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أكثروا الصلاة علي ، فإن الله وكل بي ملكاً عند قبري ، فإذا صلى علي رجل من أمتي قال لي ذلك الملك : يا محمد إن فلان بن فلان صلى عليك الساعة . رواه الديلمي في مسنده .
31- عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا كان يوم القيامة كنت خطيب النبيين وإمامهم . رواه أحمد .
32- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث إلى المطاهر فيؤتى بالماء فيشربه ، يرجو بركة أيدي المسلمين . رواه الطبراني في الأوسط . وفي رواية أنس رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة ( الفجر) جاءه أهل المدينة بآنيتهم فيها الماء ، فما يؤتى بإناء إلا غمس يده فيه . رواه مسلم .
33- عن أبي بكر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعطيت سبعين ألفاً من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب وجوههم كالقمر ليلة البدر ، قلوبهم على قلب رجل واحد ، فاستزدت ربي عز وجل ، فزادني مع كل واحد سبعين ألفاً . رواه أحمد .
34- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً مخلصاً من قلبه . رواه البخاري . وفي رواية أنس رضي الله عنه : أنا أول الناس يشفع يوم القيامة ، وأنا أكثر الأنبياء تبعاً . رواه مسلم .
35- عن المطلب بن أبي وداعة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، إن الله تعالى خلق الخلق فجعلني في خيرهم ، ثم جعلهم فرقتين ، فجعلني في خيرهم فرقة ، ثم جعلهم قبائل ، فجعلني في خيرهم قبيلة ، ثم جعلهم بيوتاً ، فجعلني في خيرهم بيتاً ، فأنا خيركم بيتاً ، وأنا خيركم نفساً . رواه أحمد .
36- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي ، فإنها من أعظم المصائب . رواه ابن عدي في الكامل . وفي رواية : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليعز المسلمين في مصائبهم المصيبة في .
37- عن سمرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الأنبياء يتباهون أيهم أكثر أصحاباً من أمته ، فأرجو أن أكون يومئذ أكثرهم كلهم واردة ، وإن كل رجل منهم يومئذ قائم على حوض ملآن معه عصا يدعو من عرف من أمته ، ولكل أمة سيما يعرفهم بها نبيهم . رواه الطبراني .
38- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ، ولا يتمثل الشيطان بي . متفق عليه . وفي رواية أبي قتادة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من رآني فقد رأى الحق ، فإن الشيطان لا يتزايا بي . متفق عليه .
39- عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أدلك على ما هو أكثر من ذكرك الله الليل مع النهار ؟ تقول : الحمد لله عدد ما خلق ، الحمد لله ملء ما خلق ، الحمد لله عدد ما في السموات وما في الأرض ، الحمد لله عدد ما أحصى كتابه ، والحمد لله على ما أحصى كتابه ، والحمد لله عدد كل شيء ، والحمد لله ملء كل شيء ، وتسبح الله مثلهن ، تعلمهن وعلمهن عقبك من بعدك . رواه الطبراني في الكبير .
40- عن صهيب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا دخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، نادى مناد ، يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعداً يريد أن ينجزكموه ، فيقولون : وما هو ؟ ألم يثقل موازيننا ، ويبيض وجوهنا ، ويدخلنا الجنة ، وينجنا من النار ؟ فيكشف الحجاب ، فينظرون إليه فوالله ما أعطاهم الله شيئاً أحب إليهم من النظر إليه ولا أقر لأعينهم . رواه أحمد .
قل
إن كنتم تحبون الله
فاتبعوني يحببكم الله
ويغفر لكم ذنوبكم
آل عمران 31
النداء وأهدافه
كل مؤمن ينادي الله سبحانه وتعالى داعياً متعبداً متوسلاً ، يناديه حباً وخوفاً واستغاثة به واستعانة به لأمور دينه ودنياه ، فليس له سواه . أما الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه فنناديه نداء حب له وشوق إليه واعترافا بقدره وفضله عند الله عز وجل الذي ناداه في كتابه الكريم بأجمل وأفضل نداء وأحبه إليه ، عليه من ربه سبحانه أفضل الصلوات وأتم التساليم .
وقد جاء النداء في القرآن الكريم : للعاقل ، لغير العاقل ، لمشاهد الطبيعة ، للنفس ، للحي ، للميت ، للسماء ، الأرض ، للويل ...
أهداف النداء :
للطلب ، للرفعة ، للتعظيم ، للتحقير، للتعجب ، للتحسر، للاستغاثة ، للاختصاص ، للإغراء ، للزجر، للتوجع ، للرثاء ، للندب ...
والنداء هنا لرسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم نداء محبة وإجلال ، نداء شوق إليه ، نداء تعظيم له .
وقد سبقنا إلى هذا الفضل صحابته رضوان الله تعالى عليهم ، فنادوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته .
فهذا أبو بكر رضي الله تعالى عنه يرثي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته منادياً وهو يبكي ويقبل جبينه : وانبياه واخليلاه واصفياه يا رسول الله بأبي أنت وأمي طبت حياً وميتا ، اذكرنا يا محمد عند ربك ، ولنكن من بالك ، اللهم أبلغ نبيك عنا واحفظه فينا .
وترثيه السيدة فاطمة رضي الله تعالى عنها منادية له صلى الله عليه وسلم : يا أبتاه أجاب رباً دعاه ، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه ، يا أبتاه جنة الفردوس مأواه ، يا أبتاه من ربه ما أدناه .
وترثيه رضي الله عنها منادية له صلى الله عليه وسلم :
يا خاتم الرسل المبارك ضوؤه صلى عليك منزل الفرقان
وترثيه كذلك عمته السيدة أروى بنت عبد المطلب رضي الله تعالى عنها قائلة :
ألا يارسول الله كنت رجاءنا وكنت بنا براً ولم تك جافياً ؟؟؟
ويرثيه حسان بن ثابت رضي الله عنه قائلاً :
فبوركت ياقبر الرسول وبوركت بلاد ثوى فيها الرشيد المسدد
ويرثيه كذلك رضي الله تعالى عنه منادياً :
يابكر آمنة المبارك بكرها ولدته محصنة بسعد الأسعد
فالنداء هنا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كله نداء رثاء وندب وشوق وحب وتوجع وتفجع .
يا رسول الله ! لماذا أحبك ؟
( 30 سبباً )
قال عز وجل : يا أيها الذين آمنوا ! إذا ناجيتم الرسول ، فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ، ذلك خير لكم وأطهر .
قالَ صلى الله عليه وسلم: أَلاَ إِنّ كُلّكُمْ مُنَاجٍ رَبّهُ ، فَلاَ يَرفَعُ بَعضُكُم عَلَى بَعْضٍ في الْقِرَاءَةِ .
يا رسول الله ! هذه مناجاة ، هذا سؤال من كل مسلم ومسلمة إليك ، ياخيرة خلق الله .
النجوى : هي أن تسر وتبث بما في فؤادك من العواطف لمن تحب . صلى الله وسلم وبارك عليك وعلى آلك وصحبك .
1- أحبك يا رسول الله لأن الله تعالى يحبك ، فأنا أحبك كذلك .
2- أحبك يا رسول الله لأن حبك قربة إلى الله تعالى وعبادة لله من أفضل العبادات .
3- أحبك يا رسول الله حباً فيك واشتياقاً إليك وقرباً منك وإحساساً بك وعاطفةً مؤججةً تجاهك .
4- أحبك يا رسول الله لأني أدعو الله تعالى أن أراك في منامي.
5- أحبك يا رسول الله لكي يجمع الله تعالى بيني وبينك في الفردوس الأعلى من الجنة .
6- أحبك يا رسول الله لأن سيرتك تطبيق عملي لأحكام الدين .
7- أحبك يا رسول الله لأن سيرتك تفصيل لآيات وأحكام كتاب الله الكريم .
8- أحبك يا رسول الله لأن حياتك دين وأخلاق ، فمن تبعك أعزه الله ، ومن خالفك خذله الله .
9- أحبك يا رسول الله لأن أقوالك وأفعالك مليئة بالهدى والخير وبالنور .
10- أحبك يا رسول الله لأن أقوالك وأفعالك خير لنا في دنيانا أيضاً .
11- أحبك يا رسول الله لأنك أجهدت نفسك وتحملت كل المشاق والتعب لكي نرتاح نحن ، فإليك يرجع كل فضل علينا بعد فضل الله ، فقد بلغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت الأمة وكشف الله بك الغمة .
12- أحبك يا رسول الله لأن سيرتك كلها عبر وعظات وحكم لنا نتدبرها فنستفيد منها .
13- أحبك يا رسول الله لأن الله تعالى قال لنا بأنك أسوة لنا ، وأمرنا بالصلاة والسلام عليك .
14- أحبك يا رسول الله لأن الله تعالى جعلك لنا نوراً ، وبنا رؤوفاً رحيماً .
15- أحبك يا رسول الله لأنك شافع لنا وشاهد ومبشر ونذير وداع إلى الله بإذنه وسراج منير .
16- أحبك يا رسول الله لأن حياتك وسيرتك أجمل وأحلى وأغلى قصة في الوجود .
17- أحبك يا رسول الله لأن حياتك وسيرتك تاريخ وسجل حافل بأعظم أحداث الدنيا .
18- أحبك يا رسول الله لأن حبك وفاء وإكرام وتقدير لأعظم عظماء الأمة والتاريخ .
19- أحبك يا رسول الله لأن حبك وفاء وإكرام وتقدير للعظماء من بعدك أيضاً .
20- أحبك يا رسول الله لأن حبك فيه معرفة بمكانتك وبقدرك وبفضلك وبجاهك عند الله تعالى .
21- أحبك يا رسول الله لأن حبك فيه بيان ومعرفة فضلك على باقي الأنبياء صلوات الله وسلامه عليك وعليهم ، حيث اشتق الله سبحانه اسمك من اسمه ، وقرن اسمك الشريف مع اسمه عز وجل .
22- أحبك يا رسول الله لأنك سيد ولد آدم يوم القيامة أمام الله تعالى ، فضلاً عن هذه الدنيا الفانية .
23- أحبك يا رسول الله لأن حياتك خير لنا ، ولأن مماتك خير لنا،ولأن ذكرك والصلاة عليك خير لنا .
24- أحبك يا رسول الله لأن حياتك وسيرتك تعيننا على فهم الكتاب والسنة ، فكثير من الآيات .
والأحاديث تفسرها وتجليها الأحداث التي مرت بك يا رسول الله صلى الله عليك وعلى آلك وسلم .
25- أحبك يا رسول الله لأنك لم تترك خيراً إلا ودللتنا عليه ، ولم تترك شراً إلا وحذرتنا منه .
26- أحبك يا رسول الله لأنك أرفع وأرقى وأسمى نموذج حي ، وأجمل وأكمل صورة ، للطفل ، للشاب المسلم ، للمعلم المربي ، للزوج المثالي ، للحاكم العادل ، للقائد المحنك ، وللأب الحاني ، ... بل إنك أنت المثل لكل إنسان في كل صورك وحالاتك ، صلى الله عليك وعلى آلك وسلم وبارك .
27- أحبك يا رسول الله لكي أستطيع أن فهم شخصيتك النبوية يارسول الله ، صلى الله عليك وسلم من خلال حياتك وظروفك ، وأنك لست مجرد عبقري ، أو بطل الأبطال ، بل أنت نبي الله ورسول الله .
28- أحبك يا رسول الله لأن الحديث عن أخلاقك يعلمني الأخلاق ، ولأن الحديث عن عبادتك يعلمني كيف أعبد الله تعالى ، ولأن الحديث عن شجاعتك يحتاج إلى شجاعة ، ويعلمني الشجاعة ويزيل من عندي الخوف إلا من الله تعالى ، ولأن الحديث عن كرمك يعلمني الكرم ، ولأن الحديث عن كل صفة فيك يرزقني الله تعالى منها ويعلمني خيراً كثيراً .
29- أحبك يا رسول الله لأنك قمة القمم ، في كل شيء ، ولكل أحد ، وفي كل زمن .
30- أحبك يا رسول الله لكي أشرب من يدك الشريفة شربةً هنيئةً مريئةً لا أظمأ بعدها أبداً ، ولكي أنظر إلى وجهك الأنور وإلى جبينك الأزهر ، ولكي أجلس بجوارك وأنت الطاهر الأطهر، في جنات ونهر، عند مليك مقتدر .
اللـهم آمـين الـلـهم آمـين الـلـهم آمين .
يا رسول الله ! لماذا أصلي عليك ؟
( 50 فائدة )
الفوائد الخمسون لصلاتي وسلامي على سيد الخلق أجمعين
إن الله وملائكته يصلون على النبي ، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما
من صلى علي واحدة ، صلى الله عليه عشر صلوات ، وحط عنه عشر خطيئات ، ورفع له عشر درجات
يا رسول الله ! هذه مناجاة ، هذا سؤال من كل مسلم ومسلمة إليك ، ياخيرة خلق الله .
النجوى : هي أن تسر وتبث بما في فؤادك من العواطف لمن تحب .
صلى الله وسلم وبارك عليك وعلى آلك وصحبك وأتباعك .
1- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! أدعو وأتعبد الله سبحانه وتعالى بعبادة من خير العبادات .
2- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! أطعت وامتثلت أمر الله سبحانه وتعالى0
3- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! أعمل عملا موافقا لعمل الله سبحانه في الصلاة عليك0
4- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! أيضا أوافق ملائكة الله في ذلك 0
5- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! أحصل على عشر صلوات من الله تعالى 0
6- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! يرفع الله لي عشر درجات ، ويكتب الله لي بها عشر حسنات0
7- لأني بصلاتي وسلامي عليه يارسول الله ! يمحو الله بها لي عشر سيئات ، وبصلاتي وسلامي عليك ، يغفر الله لي بها ذنوبي .
8- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! يكون ذلك حافزا ودافعا لي في زيادة الطاعات والعبادات .
9- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! تستغفر لي الملائكة .
10- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! أرجو إجابة الله لدعائي إذا ذكرتها قبله ، ولا يبقى دعائي معلقا بين السماء والأرض0
11- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! وجبت وحقت لي شفاعتك وشهادتك .
12- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! سبب لقربي منك صلى الله عليك وسلم يوم القيامه0
13- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! تقوم صلاتي مقام تصدقي لصاحب الحاجة0
14- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله! تكون صلاتي سببا لقضاء حوائجي 0
15- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! تكون صلاتي سببا لصلاة الملائكة علي0
16- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! تكون صلاتي عليك زكاة وطهارة وسكنا لي .
17- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! تكون صلاتي عليك سبباٌ لتبشيري بالجنة قبل موتي0
18- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! تكون صلاتي سببا للنجاة من أهوال يوم القيامة0
19- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! تكون صلاتي سببا لردك الصلاة والسلام علي0
20- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! تكون صلاتي سببا لتذكري ما نسيته .
21- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! تكون صلاتي سببا لنفي الفقرعني .
22- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! تكون صلاتي سببا لطيب المجلس ، فلا يعود حسرة علي يوم القيامة0
23- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! تنفي صلاتي عليك اسم البخل عني ، إذا صليت عليك عند ذكرك صلى الله عليك وسلم0
24- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! أنجو من دعائك صلى الله عليك وسلم علي برغم أنفي إذا تركتها عند ذكرك .
25- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! تهديني الصلاة عليك إلى طريق الجنة ، وإذا تركت الصلاة عليك أخطئ طريقها0
26- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! تنجيني الصلاة عليك من نتن المجلس الذي لا يذكر فيه الله ورسوله0
27- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! تكون صلاتي عليك سببا لتمام الكلام ، الذي ابتدئ بحمد الله والصلاة عليك0
28- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! تكون صلاتي عليك سببا لزيادة نوري على الصراط 0
29- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! لا أعتبر جافيا لك .
30- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! تكون صلاتي عليك سببا لإبقاء الله سبحانه الثناء الحسن لي بين أهل السماء والأرض0
31- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! تكون صلاتي عليك سببا للبركة في ذاتي وعملي وعمري وأسباب مصالحي0
32- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! تكون صلاتي عليك سببا لأنال رحمة الله تعالى0
33- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! تكون صلاتي عليك سببا لهدايتي ولحياة قلبي0
34- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! تكون صلاتي سببا لدوام محبتي لك ، صلى الله عليك وسلم وزيادتها وتضاعفها0
35- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! تكون صلاتي عليك سببا لمحبتك لي0
36- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! تكون صلاتي عليك سببا لعرض اسمي عليك صلى الله عليك وسلم ، وذكري عندك0
37- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! تكون صلاتي عليك سببا لتثبيت قدمي على الصراط ، ومروري عليه0
38- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! تكون صلاتي عليك أداءٌ مني لأقل القليل من حقوقك علي .
39- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! تكون صلاتي عليك متضمنة لذكري لله وشكره ومعرفة إنعامه علي بإرسالك0
40- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! يكفيني الله بها هموم وغموم الدنيا والآخرة0
41- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! يرضى الله سبحانه عني ، وأدخل في ظل العرش .
42- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! يثقل ويرجح ميزاني يوم القيامة .
43- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! أرد على حوضك ، وأشرب منه شربة هنيئة مريئة وآمن من العطش .
44- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! أكون من أولى الناس بك وأحقهم بك .
45- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! أتقرب إلى الله سبحانه .
46- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! يطهر قلبي من النفاق ويزول عنه الصدأ .
47- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! تجب محبة الناس لي .
48- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! تكون سبباٌ في أن أراك في منامي .
49- لأني بصلاتي وسلامي عليك يارسول الله ! يعتقني الله سبحانه من النار .
50- لأن الصلاة والسلام عليك يارسول الله ! من أبرك الأعمال وأفضلها وأكثرها نفعاٌ في الدين والدنيا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة : هذه الفوائد أصلاٌ للإمامين ابن القيم والسخاوي رحمهما الله تعالى ولكني تصرفت فيها .
لقد من الله على المؤمنين
إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم
آل عمران 164
نسب النبي
عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم السلام
إن حب الله تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن مثل حب أي نبي أو بشر آخر ، بل أعظم منهم أجمعين ، ولذا جمع الله سبحانه له أفضلية الباطن والظاهر وأفضلية النسب الشريف ، لكي تكتمل له كل الفضائل .
الاســــــم : محـمـد ، أحمد (المصطفى ، المختار ، الحبيب ، الهادي) . اسم الأب : عـبـدالــلــه ( الذبيح) . اسم الجد : عبد المطلب (شيبة الحمد) .
اسم العائلة : بنو هاشم (عمروالعلا) .
اسم جدته : فاطمة بنت عمر . اسم عائلتها : مخزوم .
الكنية (3) : أبو القاسم ، أبو الزهراء ، أبو إبراهيم .
اللقب : الصادق الأمين . الصفة : رؤوف رحيم .
اســم الأم : آمــنــة (أفضل امرأة في قريش) .
اسم والدها : وهب . اسم والدتها : برة بنت عبدالعزى .
اسم عائلتها : بنو زهرة . اسم القبيلة : قريش(فهر) .
الجد الأعلى : اسماعيل(الذبيح) ابن ابراهيم (خليل الرحمن) .
اسم القابلة : الشفاء الزهرية(أم عبدالرحمن بن عوف) .
الحاضنة : أم أيمن(بركة الحبشية)(أم أسامة بن زيد) .
اسم المرضعة (3) : (1) ثويبة الأسلمية (2) : حليمة السعدية (أم كبشة) (3) أم أيمن (بركة الحبشية) .
الأب من الرضاعة : الحارث السعدي(أبو كبشة) .
اللون : أبيض مشرب بحمرة . العينان : سوداء .
الشعر : أسود ، متوسط النعومة ، قليل التموج .
العلامة الفارقة (3) : خاتم النبوة (قطعة لحم بارزة في ظهره) ، لحية كبيرة ، أثر خيوط عملية قلب في صدره . يوم الميلاد : فجر يوم الاثنين .
تاريخ الميلاد (هـ) : 12 ربيع الأول في عام الفيل 53 ق هـ .
تاريخ الميلاد (م) : 20/4/570م .
مدينة الميلاد : مكة المكرمة .
بلد الميلاد : الحجاز . مدينة الوفاة : المدينة المنورة .
بلد الوفاة : الحجاز . يوم الوفاة : ضحى يوم الاثنين .
شهر الوفاة : 12 ربيع الأول .
عام الوفاة : 11 للهجرة ، 64من عام الفيل .632م الديانة : مسلم . المهنة : نبي الله ورسوله . بلد الإقامة : المدينة المنورة .
مكان العمل : مكة المكرمة والكرة الأرضية .
الجنسية : عربي . المؤهل الدراسي : أمي (لا يقرأ ولا يكتب) .
الزوجات (13) : 1- خديجة بنت خويلد(الطاهرة)(أول مسلمة)(أولى الزوجات)(خير الزوجات)(أحب الزوجات)(سيدة نساء العالمين)(أم أولاده) ، 2- سودة بنت زمعة(المهاجرة الأرملة) ، 3- عائشة بنت عبدالله الصديق(حبيبة المصطفى) ، 4- حفصة بنت الفاروق(المحافظة على المصحف) ، 5- زينب بنت خزيمة(أم المساكين)(أولهن وفاة) ، 6- أم سلمة المخزومية(هند)(صاحبة الهجرتين)(آخرهن موتاً) ، 7- زينب بنت جحش(أكرمهن)(بنت عمته)(برة) ، 8- جويرية بنت الحارث(برة)(بركة قومها) ، 9- أم حبيبة بنت أبي سفيان(هند)(رملة)(المهاجرة الصابرة) ، 10- صفية بنت حيي(عقيلة بني النضير) ، 11- ميمونة بنت الحارث(برة)(آخرهن) ، 12- مارية القبطية(أم إبراهيم) ، 13- ريحانة بنت شمعون .
الأبناء (3) : القاسم ، عبدالله(الطاهر)( الطيب) ، ابراهيم .
البنات (4) : زينب(الكبرى) ، رقية(ذات الهجرتين) ، أم كلثوم ، فاطمة(الزهراء)(البتول)(أم أبيها)(سيدة نساء العالمين) .
أصهاره (3) : عثمان ، علي ، أبو العاص بن الربيع(لقيط )(القاسم) .
أحفاده (أسباطه) (6) : الحسن ، الحسين ، محسن(ابناء فاطمة) ، علي(ابن زينب) ، عبدالله(ابن رقية) .
حفيداته (4) : رقية ، زينب ، أم كلثوم(بنات فاطمة) ، أمامة(بنت زينب) .
أعمامه (12) : العباس ، حمزة ، أبو طالب(عبدمناف) ، أبو لهب(عبدالعزى) ، ضرار ، المقوم(عبد الكعبة) ، الزبير ، الحارث ، قثم ، حجل(المغيرة) ، الغيداق(نوفل) .
عماته (6) : عاتكة ، أميمة ، برة ، صفية ، أم حكيم(أم الحكم)(البيضاء) ، أروى
أخواله : عبد يغوث بن وهب . خالاته : لا يوجد .
إخوانه من الرضاعة (5) : حمزة بن عبد المطلب(عمه)(سيد الشهداء)(أسد الله ورسوله) ، أبوسفيان بن الحارث بن عبدالمطلب(ابن عمه) ، مسروح ابن ثويبة ، أبو سلمة المخزومي ، عبد الله بن الحارث السعدي(ابن حليمة السعدية) .
أخواته من الرضاعة (2) : الشيماء بنت الحارث (حذافة)(خدامة)(جذامة) ، أنيسة بنت الحارث
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر : السيرة لابن كثير ، الشجرة النبوية للمقدسي (ابن المبرد) ، جوامع السيرة لابن حزم ، شرح الشفاء للآلاني ، نور العيون لابن سيد الناس .
النبي أولى بالمؤمنين
من أنفسهم
وأزواجه أمهاتهم
الأحزاب 6
المعاني الأربعة المهمة
هذه الأربع الكلمات التي ينبغي لكل مسلم أن يحفرها في قلبه ، وأن يرددها في كل حين وان يعرف معانيها ، لارتباطها بالله سبحانه وتعالى ولارتباطها بنيه ورسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
معاني كلمة الله ( سبحانه وتعالى ) الستة :
1- الإله . 2- المعبود . 3- المحبوب . 4- المحير .
5- المحتجب . 6- المعتمد عليه .
معاني كلمة محمد ( صلى الله عليه وسلم ) التسعة :
1- صاحب الثناء الكثير . 2- صاحب الفضائل الكثيرة . 3- الممدوح كثيرا . 4- صاحب الخصال المحمودة .
5- المشكور كثيرا . 6- الذي يكرر ويعاد شكره .
7- الذي يبالغ في شكره . 8- الممجد . 9- المعظم .
معاني كلمة الصلاة الأربعة عشر :
1- الرحمة . 2- الدعاء . 3- التزكية . 4- الغفران . 5- التمجيد . 6- التبريك . 7- الثناء . 8- الحمد . 9- العبادة عموما . 10- بيت الصلاة .11- عبادة مخصوصة . 12- دخول النار . 13- إشعال النار . 14- الدخول .
معاني كلمة السلام الستة عشر :
1- اسم من اسماء الله تعالى . 2- السلامة من الآفات . 3- الاستسلام . 4- التحية . 5- الثناء . 6- الصلح . 7- الرضا . 8- السبب . 9- الطاعة والانقياد . 10- الهدوء والطمأنينة . 11- الإخراج والإعطاء . 12- الاعتراف . 13- شجر عظيم . 14- الحجارة الصلبة . 15- الدين والإخلاص . 16- الخير .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع : المفردات وقاموس القرآن ، للراغب الأصفهاني وللفقيه الدامغاني رحمهما الله .
قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : إبراهيم خليل الله ، وموسى نجي الله ، وعيسى روحه وكلمته ، ألا وأنا حبيب الله ولا فخر .
ولكن كيف تكون صلاتي عليه ؟(مقياس الحب)
الأسئلة الأربعة عشر لمقياس الحب لسيد البشر
إن كل مسلم يتمنى صادقاً أن يبلغ أعلى درجات حب النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، وعليه أن يستعين بالله سبحانه في ذلك . فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم المرء مع من أحب . رزقنا الله حبه .
صلى الله عليه وعلى آله وسلم
1- هل أشتاق إلى الصلاة عليه؟
2- هل أتلذذ عندما أصلي عليه؟
3- هل أصلي عليه في كل مجلس؟
4- هل أصلي عليه بتأن وروية؟
5- هل أصلي عليه بأدب وخشوع؟
6- هل أصلي عليه بحب وشوق؟
7- هل دمعت عيني مرة وأنا أصلي عليه؟
8- هل أشعر بأن الصلاة عليه أحب إلي وأهم من نفسي وتنفسي؟
9- هل شعرت وأنا أصلي عليه أني قريب إليه؟
10- هل أحس بأني مقصر في حقه مهما أكثرت من الصلاة عليه؟
11- هل شعرت بأن الصلاة عليه تطيب وتعطر لساني ومجلسي؟
12- هل أتلفت أو أتحرك أو ينشغل فكري بشيء آخر أثناء الصلاة عليه ؟
13- هل أكثر من الصلاة عليه ليرزقني الله رؤيته في الفردوس الأعلى؟
14- هل أكثر الصلاة عليه مساءً ليرزقني الله عز وجل رؤيته في المنام؟
أخي أيها المحب للحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم !
هذه التساؤلات لا تحتاج منك إلى إجابات ، بل تحتاج إلى أن تستعين بالله لكي تحققها .
يا رسول الله ! كيف أتأدب معك ؟
الأدب معه ، عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم السلام ( 33 طريقة )
قال عز وجل : النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم .
عن صفوان رضي الله عنه قال يا رسول الله إني أحبك ، فقال عليه الصلاة والسلام : المرء مع من أحب متفق عليه .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد ولد آدم أجمعين ، وعلى آله الطاهرين وصحابته الغر الميامين وعلى من تبعهم ووالاهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد : التأدب وحسن الخلق واجب وحق لأدنى مسلم على أخيه المسلم ، وهي من أهم ما نتعبد الله تعالى به ، فما بالك إن كان هذا المسلم هو سيد المسلمين وأعظم الأنبياء والمرسلين ، وأحب الخلائق أجمعين إلى رب العالمين .
وهذه أهم النقاط التي ندعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لها :
1. أكثر من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وآله وسلم ، تعظيماً لشأنه ومعرفة بقدره وجاهه عند الله تعالى ، وحباً فيه وشوقاً إليه .
2. أذكر الصلاة والسلام عليه كاملة ، ولا أختصرها نطقا ولا كتابة .
3. أحفظ وأنتقي أفضل الصلوات والتساليم لعظم الأجر من الله تعالى .
4. أنتقي أجمل الألفاظ والأساليب في مخاطبته والتحدث عنه صلى الله عليه وآله وسلم .
5. أن أحمد الله تعالى على نعمة التأدب العظيمة معه صلى الله عليه وآله وسلم .
6. تخطئة نفسي أنا عند عدم فهم أي قول أو فعل له صلى الله عليه وآله وسلم .
7. أحمل أي قول أو فعل له صلى الله عليه وآله وسلم ، على أفضل وأكرم معنى .
8. عدم الإكثار من النظر إليه صلى الله عليه وآله وسلم إجلالاً له .
9. عدم دعائه ومناداته صلى الله عليه وآله وسلم ، مثلما ننادي بعضنا بعضاً .
10- إكرام أهل بيته والإحسان إليهم وإجلالهم ففي ذلك إكرام له صلى الله عليه وآله وسلم .
11- إكرام زواره وجيرانه صلى الله عليه وآله وسلم من أهل المدينة المنورة .
12- إكرام زوجاته الطاهرات وصحبه ومحبتهم إكراماً له صلى الله عليه وآله وسلم .
13- التسمي باسمه وأسماء أهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم حباً فيهم .
14- التلذذ بالصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وآله وسلم .
15- الخشوع والخضوع والتوقير عند ذكره صلى الله عليه وآله وسلم .
16- استشعار عظمته وأن يمتلأ قلبي بحبه وهيبته كأني أراه ، لتكثر طاعاتي وتقل مخالفاتي .
17- أن أتأسف على فوات رؤيتي له في الدنيا صلى الله عليه وآله وسلم .
18- أن أتمنى أن يعوضني الله سبحانه وتعالى عن ذلك في الآخرة .
19- أن يكون حزني على فراقه في الدنيا أعظم من فراق أبوي وجميع أحبابي .
20- الطهارة عند قراءة حديثه وسيرته صلى الله عليه وآله وسلم .
21- لا نذكر المتخاصمين والمتنازعين بالصلاة عليه أثناء نزاعهم .
22- عدم الاتكاء على الكتب التي فيها سيرته العطرة صلى الله عليه وآله وسلم وتبجيلها .
23- عدم رفع الصوت على صوته الشريف صلى الله عليه وآله وسلم ، بل أخفضه عنه .
24- عدم رفع الصوت في مسجده الشريف وقرب قبره صلى الله عليه وآله وسلم .
25- عدم رفع الصوت عند قراءة أحديثه الشريفة أو سيرته .
26- عدم الإكثار عليه بالأسئلة صلى الله عليه وآله وسلم .
27- التشبه به في أحواله وأفعاله وأقواله صلى الله عليه وآله وسلم .
28- احترام وتبجيل كل كلمة منه صلى الله عليه وآله وسلم .
29- زيارته مسجده الشريف وقبره المنيف صلى الله عليه وآله وسلم ، وعدم إضاعة الوقت في غير الزيارات المشروعة .
30-أدعو الله تعالى وأتضرع إليه أن يرزقني الأدب معه صلى الله عليه وآله وسلم .
31- الاهتمام بنظافة مسجده الشريف ومدينته المنورة صلى الله عليه وآله وسلم .
32- أن أجدد التوبة وأن أسأل الله سبحانه أن يجعلها توبة نصوحاً ، وأكثر من والاستغفار ، وألا يكون هذا آخر العهد به صلى الله عليه وآله وسلم .
33- أن أكثر من الدعاء لله سبحانه وأن أتوسل إليه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى بأن يرزقني شفاعته ورؤيته ، وأن يميتني على سنته ومحبته ، وأن يحشرني في زمرته وأن يسقيني بيده الشريفة من حوضه .
ندعوه عز وجل وهو القائل سبحانه وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ، أن يرزقنا التأدب وحسن الخلق مع كل المسلمين عامة ، ومع الحبيب المصطفى الهادي الشفيع صلى الله عليه وآله وسلم خاصة . اللهم آمين اللهم آمين .
يا رسول الله ! يا سيد الأنام ! كيف أراك في المنام ؟
( 20طريقة )
كيفية رؤيته صلى الله عليه وآله وسلم
قال صلى الله عليه وآله وسلم :1- من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ، ولا يتمثل الشيطان بي .2- وفي رواية : من رآني فقد رأى الحق . 3- وفي رواية : من رآني في المنام فقد رآني .4- وفي رواية : فَكَأَنَّمَا رَآنِي فِي الْيَقَظَة . 5- وفي رواية : فَقَدْ رَآنِي فِي الْيَقَظَة . (في فتح الباري) . 6- وفي رواية الترمذي الصحيحة : من رآني فإني أنا هو .
اللهم لك الحمد يا من وفقتنا لأن نكون من المسلمين ، وصل اللهم وسلم على خير خلقك أجمعين ، وعلى آله وصحبه وأتباعه إلى يوم الدين وبعد :
من أهم ما يجلب السعادة والسرور ويثلج القلوب والصدور ، ومن أهم ما يزيح الغموم ويبعد الهموم ، أن يرى الإنسان من يحب ويعيش كل حياته هانئاً سعيداً منشرح الصدر مرتاح البال بقربه ، فكيف إن كان هذا الإنسان هو مصدر كل سعادة وخير وبركة في الدين والدنيا ، فإن لم نتمكن من رؤيته الآن بأعيننا فلنستعن بالله سبحانه لكي نراه في المنام أولاً ثم ندعوه عز وجل أن نراه ونرافقه ونجاوره في الفردوس الأعلى . إنه جواد كريم .
وهذه أهم النقاط التي ندعو الله أن يوفقنا لها :
1. النية والإخلاص لله في ذلك .
2. معرفة أهمية وفضل رؤيته صلى الله عليه وآله وسلم .
3. أن أحمد الله سبحانه على هذه النعمة .
4. الطهارة الدائمة ، وأن أصلي صلاة الحاجة عدة مرات ، وأتحرى الأمكنة والأزمنة والأوقات الفاضلة .
5. أنام نوم السنة .
6. التمني والدعاء والتضرع إلى الله تعالى والاستغفار الكثير .
7. قراءة الآيات الكريمات والأحاديث الشريفة والأذكار بنية ذلك ، وخاصة ما يتعلق منها بالصلاة عليه وفضائله .
8. أن أطلب الدعاء من الغير .
9- إكثار الصلاة عليه نطقاً وكتابة ، وانتقاء أفضل الصلوات صلى الله عليه وآله وسلم .
10- الصدقة بنية ذلك .
11- زيارة الأماكن التي يوجد بها شيء من أشيائه صلى الله عليه وآله وسلم .
12- زيارة مسجده النبوي وقبره الشريف والبقيع .
13- نصح الناس بالإكثار من الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم .
14- أن أزور من رآه صلى الله عليه وآله وسلم .
15- أن أتشبه به في كل أحواله صلى الله عليه وآله وسلم .
16- الإحسان إلى آل بيته صلى الله عليه وآله وسلم وإكرامهم ومعرفة حقهم .
17- قراءة سيرته صلى الله عليه وآله وسلم .
18- ألا أستعجل رؤيته في المنام مهما تأخرت .
19- أن أحب رؤيته من أعماق قلبي صلى الله عليه وآله وسلم .
20- أن أتعلم كيفية ذلك ، وأقرأ صفة خلقته الشريفة .
فإذا فعلت كل ذلك فقد يكرمني الله سبحانه وتعالى ويمن علي برؤية المصطفى المختار في المنام ، ويا لها من سعادة ما بعدها سعادة .
أما إذا لم أحظ برؤية وجه الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم ، فيكفيني فضلاً علي من الله تعالى أنه :
1- وفقني إلى ذكره وتلك الأعمال الصالحة .
2- إلى تلاوة كتابه الكريم .
3- إلى الإكثار من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وآله وسلم .
4- إلى الشوق إلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم .
5- إلى العمل بالأسباب التي تؤدي إلى رؤيته صلى الله عليه وآله وسلم .
وعلي بأن أحمد الله على كل تلك الخيرات ، فهو فضل عظيم اختصني الله سبحانه به ، وعلي اللجوء مرة أخرى إلى الله عز وجل ولكن بعزم أصدق وبابتهال إليه سبحانه . إنه سبحانه وتعالى جواد كريم رؤوف رحيم سميع عليم .
اللهم . . يا الله
- اللهم إنا نتوسل إليك بحبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن ترزقنا النظر إلى وجهك الكريم .
- اللهم إنا نتوسل إليك بحبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن تغفر لنا وترحمنا ووالدينا وكل مسلم ومسلمة .
- اللهم إنا نتوسل إليك بحبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن ترزقنا جواره في جنات النعيم .
- اللهم إنا نتوسل إليك بحبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن نشرب من يده الشريفة من حوض الكوثر شربة لا نظمأ بعدها أبداً .
رحم الله حسان بن ثابت ورضي عنه وهو القائل :
أغر عليه للنبوة خاتم
من الله من نور يلوح ويشهد
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه
إذا قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق له من اسمه ليجله
فذو العرش محمود وهذا محمد
وقال رضي الله عنه
وأفضل منك لم تر قط عين
وأجمل منك لم تلد النساء
خلقت مبرأ من كل عيب
كأنك قد خلقت كما تشاء
وقال رضي الله عنه
أطالت وقوفا تذرف العين جهدها
على طلل القبر الذي فيه أحمد
فبوركت يا قبر الرسول وبوركت
بلاد ثوى فيها الرشيد المسدد
وبورك لحد منك ضمن طيبا
عليه بناء من صفيح منضد
ورحم الله ورضي عمن قال :
بـلـغ الـعـلا بكمـاـلـه كشف الدجى بجماله
حسنت جميع خصاله صــلوا عـليـه وآلــه
وغفر الله لي ورضي عني حيث أقول :
رسول الله قد أعطاك ربي
شمائل تحتوي خير المزايا
حباك الله كل الفضل يا من
علوت وسدت يا خير البرايا
علا بك فضله فسموت قدرا
فجاءتك المحبة والعطايا
وأرسلك الإله بخير هدي
فهدي محمد خير الهدايا
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ،
أحدهما أعظم من الآخر ،
كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض
وعترتي أهل بيتي ،
ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما .
وأخيراً
فصلاتي وسلامي على الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله هي : عبادة جليلة لله وطاعة له ، هي محبة ورفعة لي عنده سبحانه، وأجر وغفران وجنة عدن ، وأمن وأمان في الدنيا والآخرة ، هي قرب منه صلى الله عليه وسلم ، وشوق إليه وحنين إليه ولهج دائم بذكره .
إن الصلاة والسلام على الهادي البشير ، على السراج المنير ، على الرحمة المهداة والنعمة المسداة ، على صاحب الجبين الأزهر والوجه الأنور ، فيها خير الدنيا والآخرة . فيها صفاء القلب وبرد اليقين وطمأنينة النفس وراحة البال ، فيها حب له وسبيل لرؤيته في الدنيا ومجاورته في الآخرة .
ولئن فاتنا لذة العيش والحياة معه حياً ونصرته ، فإن زيارته ، والإكثار من الصلاة والسلام عليه ، والإكثار من قراءة سيرته العطرة ، لهي حياة كاملة معه ورؤية لخلقته الشريفة ولأخلاقه الطاهرة .
والحذر الشديد ثم الحذر الشديد من عدم اللهج بالصلاة والسلام عليه عند ذكره صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ، أو اختصار الصلاة والسلام عليه بالرمز بالحروف بدلاً من كتابتها كاملة ، حيث أن ذلك بخل ونقص في محبته وتوقيره وتكريمه صلى الله عليه وسلم ، وحرمان للعبد من ذكر الله تعالى له .
إنه ليس جميلاً أبداً أن تفعل ذلك مع أحبابك أو مسؤوليك ، فمن باب أولى ألا تفعله مع سيد الأحباب وسيد المسؤولين ، أفضل صلوات الله تعالى وأتم تسليماته عليه ، عدد خلقه وزنة عرشه ورضا نفسه ومداد كلماته .
يا الله
اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .
اللهم صل عليه صلاة تسعد بها قلبه في مثواه ، وترضي بها روحه في علاه ، وتكرم بها آله ومن والاه .
اللهم اجعل أفضل صلواتك وخير بركاتك وأجمل تحياتك على سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين .
اللهم صل وسلم وبارك عليه كلما ذكره الذاكرون ، وصل وسلم وبارك عليه كلما غفل عن ذكره الغافلون .
اللهم
اللهم تقبل شفاعته ، وارفع درجته ، وأعل رايته ، واجزه اللهم عنا خير ما جزيت نبياً عن أمته . فنحن نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشفت به الغمة . يا أرحم الراحمين يا رب العالمين يا الله .
((((((((((ومضات من حُسن عشرة الرسول لزوجاته
إن الناظر إلى سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم يجد أن رسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم كان يقدر المرأة (الزوجة) ويوليها عناية فائقة، ومحبة لائقة.
ولقد ضرب أمثلة رائعة من خلال حياته اليومية. فتجده أول من يواسيها.. يكفكف دموعها.. يقدر مشاعرها.. لايهزأ بكلماتها.. يسمع شكواها.. ويخفف أحزانها.. ولعل الكثير يتفقون معي أن الكتب الأجنبية الحديثة التي تعنى بالحياة الزوجية تخلو من الأمثلة الحقيقية, ولا تعدو أن تكون شعارات على الورق وتعجز أكثر الكتب مبيعًا في هذا الشأن أن تبلغ ما بلغه نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم. فهاك شيئًا من هذه الدراري:
• الشرب والأكل في موضع واحد:
لحديث عائشة رضي الله عنها: كنتُ أشرب فأناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ, وأتعرق العرق فيضع فاه على موضع فيّ. رواه مسلم
• الاتكاء على الزوجة:
لقول عائشة رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكئ في حجري وأنا حائض. رواه مسلم
• تمشيط شعره:
لقول عائشة رضي الله عنها: ليدخل علىّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه وهو في المسجد فأرجّله. رواه مسلم
• التنزه مع الزوجة ليلا:
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث . رواه
البخاري
• مساعدتها في أعباء المنزل:
سئلت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان في مهنة أهله . رواه البخاري
• يهدي لأحبتها:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح شاة يقول: أرسلوا بـها إلى أصدقاء خديجة. رواه مسلم.
• يمتدحها:
لقوله صلى الله عليه وسلم: إن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام . رواه مسلم
• يسرّ إذا اجتمعت بصويحباتها:
قالت عائشة: كانت تأتيني صواحبي فكن ينقمعن (يتغيبن) من رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يُسربـهن إلي (يرسلهن إلي). رواه مسلم
• يعلن حبها:
قوله صلى الله عليه وسلم عن خديجة \"إني رزقت حُبها \". رواه مسلم
• ينظر إلى محاسنها:
لقوله صلى الله عليه وسلم: \"لايفرك مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقا رضي منها آخر.\" رواه مسلم
• إذا رأى امرأة يأت أهله ليرد ما في نفسه:
لقوله صلى الله عليه وسلم: \"إذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله فان ذلك يرد ما في نفسه\" رواه مسلم
• لا ينشر خصوصياتها حين يفضي إليها:
قال صلى الله عليه وسلم: إن من أشر الناس عند الله منزله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها. رواه مسلم
• التقبيل:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم. رواه مسلم
• التطيب في كل حال:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كأني أنظر إلى وبيص المسك في مفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم. رواه مسلم
• يرضى لها بالهدايا:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: ان الناس كانوا يتحرون بـهداياهم يوم عائشة يبتغون بذلك مرضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه مسلم
• يعرف مشاعرها:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة: انى لأعلم اذا كنت عنى راضية واذا كنت منى غضبى ..أما اذا كنت عنى راضية فانك تقولين لا ورب محمد ., واذا كنت منى غضبى قلت : لا ورب ابراهيم؟؟ رواه مسلم
• يحتمل صدودها:
عن عمر بن الخطاب قال: صخبت علىّ امرأتي فراجعتني, فأنكرت أن تراجعني! قالت: ولم تنكر أن أراجعك؟ فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه, وإن احداهن لتهجره اليوم حتى الليل. رواه البخاري
• لايضربها:
قالت عائشة رضي الله عنها: \"ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما له ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا \" صحيح ابن ماجه
• يواسيها عند بكائها:
كانت صفية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر, وكان ذلك يومها, فأبطت في المسير, فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى تبكي, وتقول حملتني على بعير بطيء, فجعل رسول الله يمسح بيديه عينيها, ويسكتها..\" رواه النسائي
• يرفع اللقمة إلى فمها:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: \"إنك لن تنفق نفقة إلا أجرت عليها حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك\" رواه البخاري
• إحضار متطلباتها:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: \"اطعم إذا طعمت واكسِ إذا اكتسيت\" رواه الحاكم وصححه الألباني
• الثقة بها:
نـهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلا, أن يخونـهم, أو يلتمس عثراتـهم رواه مسلم
• المبالغة في حديث المشاعر:
للحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث منها: الرجل يحدث امرأته, والمرأة تحدث زوجها. رواه النسائي
• العدل مع نسائه:
لحديث \" من كان له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى, جاء يوم القيامة أحد شقيه مائل\" رواه الترمذي وصححه الألباني
• يتفقد الزوجة في كل حين:
عن أنس رضي الله عنه قال \"كان صلى الله عليه وسلم يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار.\" رواه البخاري
• لايهجر زوجته أثناء الحيض:
عن ميمونة رضي الله عنها قالت: كان صلى الله عليه وسلم يباشر نساءه فوق الإزار وهن حُيّضٌ. رواه البخاري
• يتفكه من خصام زوجاته:
قالت عائشة: دخلت علىّ زينب وهي غضبى فقال رسول الله دونك فانتصري, فأقبلت عليها حتى رأيتها قد يبست ريقها في فيها فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل\" رواه ابن ماجه
• يصطحب زوجته في السفر:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا أراد سفرًا أقرع بين نسائه, فآيتهن خرج سهمها خرج بـها. متفق عليه
• مسابقته لزوجه:
عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: تعالي أسابقك, فسابقته, فسبقته على رجلي. وسابقني بعد أن حملت اللحم وبدنت فسبقني وجعل يضحك وقال هذه بتلك! رواه ابو داود
• تكنيته لها:
أن عائشة قالت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم كل نسائك لها كنية غيري فكناها \"أم عبد الله\" رواه احمد
• يروي لها القصص:
كحديث أم زرع. رواه البخاري
• يشاركها المناسبات السعيدة:
قالت عائشة - رضي الله عنها \" مررت ورسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم من الحبشة يلعبون بالحراب، فوقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينظر إليهم، ووقفت خلفه فكنت إذا أعييت جلست، وإذا قمت أتقي برسول الله صلى الله عليه وسلم\" أخرجه البخاري
• احترام هواياتها وعدم التقليل من شأنها:
عن عائشة رضي الله عنها \"كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان لي صواحب يلعبن معي، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل ينقمعن منه فيسر بـهن فيلعبن معي \" الأدب المفرد
• إضفاء روح المرح في جو الأسرة:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: زارتنا سوده يومًا فجلس رسول الله بيني وبينها , إحدى رجليه في حجري , والأخرى في حجرها , فعملت لها حريرة فقلت: كلي! فأبت فقلت: لتأكلي , أو لألطخن وجهك, فأبت فأخذت من القصعة شيئًا فلطخت به وجهها , فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجله من حجرها لتستقيد مني, فأخذت من القصعة شيئاً فلطخت به وجهي, ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك. رواه النسائي
• إشاعة الدفء:
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قلّ يوم إلا وهو يطوف على نسائه فيدنو من أهله فيضع يده, ويقبل كل امرأة من نسائه حتى يأتي على آخرهن فإن كان يومها قعد عندها. طبقات ابن سعد ج 8 / 170
• لا ينتقصها أثناء المشكلة:
عن عائشة رضي الله عنها تحكى عن حادثة الإفك قالت: إلا أني قد أنكرت من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض لطفه بي ، كنت إذا اشتكيت رحمني ، ولطف بي ، فلم يفعل ذلك بي في شكواي تلك فأنكرت ذلك منه كان إذا دخل علي وعندي أمي تمرضني قال: كيف تيكم؟ لا يزيد على ذلك. رواه البخاري
•يرقيها في حال مرضها:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان صلى الله عليه وسلم اذا مرض أحدٌ من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات. رواه مسلم
• يمتدح من يحسن لأهله:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: خياركم خيارُكم لنسائهم. رواه الترمذي وصححه الألباني
• يمهلها حتى تتزين له:
عن جابر قال \" كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر , فلما رجعنا ذهبنا
لندخل, فقال : \" أمهلوا حتى ندخل ليلا -أي: عشاء- حتى تمتشط الشعثة , وتستحد المغيبة\" رواه النسائي
(((((((مواقف بكى منها
النبي صلى الله عليه وسلم)))))))))
إعداد و تأليف
أبو إسلام أحمد بن علي
غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين أجمعين
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
وبعد :
فإن البكاء طبيعة وفطرة بشرية فطرها الله سبحانه تعالى في بني آدم ,يقول تعالى ( وأنه هو أضحك وأبكى) , وخير من بكى وأبكى هو رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولنا في سنته صلى الله عليه وسلم البرهان الواضح والجلي في البكاء الذي أمرنا صلى الله عليه وسلم أن يكون مجرداً من الجزع والصراخ والعويل وشق الجيوب وغيرها من الأعمال التي نهانا عنها نبينا صلى الله عليه وسلم .
وقد كان صلى الله عليه وسلم يبكي عند قراءة القرآن , و في الصلاة , ويبكي على الميت , و عند المريض و في مواقف أخرى كثيرة نستعرضها في كتابنا هذا .
و من أعظم البكاء , البكاء من خشية الله تعالى , وفي الحديث الشريف ( عينان لا تمسهما النار , عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله ).
و يقول الله تعالى :
ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا
و يقول تعالى :
خروا سجدا وبكيا
وفيه الدلالة على أن البكاء في الصلاة من خوف الله لا يقطع الصلاة لأن الله تعالى قد مدحهم بالبكاء في السجود.
نبتهل إلى الله تعالى أن يتقبل عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم , عسى أن ينفع به وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه , وأن نعي ونتأسى ونتبع سنة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فإنها خير الطريق إلى جنة الخلد بإذن الله تعالى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
المؤلف
أبو إسلام أحمد بن علي
1- إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب
حدثنا أصبغ عن ابن وهب قال أخبرني عمرو عن سعيد بن الحارث الأنصاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال اشتكى سعد بن عبادة شكوى له فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله ابن مسعود رضي الله عنهم فلما دخل عليه فوجده في غاشية أهله فقال قد قضى قالوا لا يا رسول الله فبكى النبي صلى الله عليه وسلم فلما رأى القوم بكاء النبي صلى الله عليه وسلم بكوا فقال ألا تسمعون إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا وأشار إلى لسانه أو يرحم وإن الميت يعذب ببكاء أهله عليه.
(صحيح البخاري ج1/ص439)
2- لقاء النبي صلى الله عليه وسلم مع الأنصار
حدثنا الحسن بن علي المعمري ثنا أيوب بن محمد الوزان ثنا عبد الله بن سليم عن رشدين بن سعد عن يونس بن يزيد وعقيل عن الزهري عن السائب بن يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم الفيء الذي أفاء الله بحنين من غنائم هوازن فأفشى القسم في أهل مكة من قريش وغيرهم فغضب الأنصار فلما سمع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم أتاهم في منازلهم ثم قال: من كان ها هنا ليس من الأنصار فليخرج إلى رحلة ثم تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمد الله عز وجل ثم قال: يا معشر الأنصار قد بلغني من حديثكم في هذه المغانم التي آثرت بها أناسا أتألفهم على الإسلام لعلهم أن يشهدوا بعد اليوم وقد أدخل الله قلوبهم الإسلام ثم قال:يا معشر الأنصار ألم يمن الله عليكم بالإيمان وخصكم بالكرامة وسماكم بأحسن الأسماء أنصار الله وأنصار رسوله ولولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار ولو سلك الناس واديا وسلكتم واديا لسلكت واديكم أفلا ترضون أن يذهب الناس بهذه الغنائم الشاة والنعم والبعير وتذهبون برسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سمعت الأنصار قول النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: رضينا فقال النبي صلى الله عليه وسلم أجيبوني فيما قلت فقالت الأنصار : يا رسول الله وجدتنا في ظلمة فأخرجنا الله بك إلى النور ووجدتنا على شفا حفرة من النار فأنقذنا الله بك ووجدتنا ضلالا فهدانا الله بك فرضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا فاصنع يا رسول الله ما شئت في أوسع الحل فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما والله لو أجبتموني بغير هذا القول لقلت صدقتم لو قلتم ألم تأتنا طريدا فآويناك ومكذبا فصدقناك ومخذولا فنصرناك وقبلنا ما رد الناس عليك لو قلتم هذا لصدقتم فقالت الأنصار بل الله ولرسوله المن والفضل علينا وعلى غيرنا ثم بكوا فكثر بكاءهم فبكى النبي صلى الله عليه وسلم معهم ورضي عنهم فكانوا بالذي قال لهم أشد اغتباطا وأفضل عندهم من كل مال.؟؟؟
(المعجم الكبير ج7/ص151)
3- نصيحة النبي صلى الله عليه وسلم
لأسامة بن زيد رضي الله عنه
حدثنا أبو الحسن بشر بن أبي بشر البصري أخبرني الوليد بن عبد الواحد الحراني ثنا حيان البصري عن إسحاق بن نوح عن محمد بن علي عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وأقبل على أسامة بن زيد فقال يا أسامة عليك بطريق الجنة وإياك أن تختلع دونها فقال يا رسول الله وما أسرع ما يقطع به ذلك الطريق قال الظمأ في الهواجر وحبس النفس عن لذة النساء يا أسامة وعليك بالصوم فإنه يقرب إلى الله انه ليس شيء أحب إلى الله من ريح فم الصائم ترك الطعام والشراب لله فإن استطعت أن يأتيك الموت وبطنك جائع وكبدك ظمآن فافعل فإنك تدرك بذلك شرف المنازل في الآخرة وتحل مع النبيين يفرح بقدوم روحك عليهم ويصلي عليك الجبار وإياك يا أسامة وكل كبد جائعة تخاصمك إلى الله يوم القيامة وإياك يا أسامة ودعاء عباد قد أذابوا اللحوم واحرقوا الجلود بالرياح والسمائم وأظمئوا الأكباد حتى غشيت أبصارهم فان الله إذا نظر إليهم سر بهم الملائكة بهم تصرف الزلازل والفتن ثم بكى النبي صلى الله عليه وسلم حتى اشتد نحيبه وهاب الناس أن يكلموه حتى ظنوا أن أمرا قد حدث بهم من السماء ثم سكت فقال ويح لهذه الأمة ما يلقى منهم من أطاع ربه منهم كيف يقتلونه ويكذبونه من أجل أنهم أطاعوا الله فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله والناس يومئذ على الإسلام قال نعم قال ففيم إذا يقتلون من أطاع الله وأمرهم بطاعته فقال يا عمر ترك القوم الطريق وركبوا الدواب ولبسوا الين الثياب وخدمتهم أبناء فارس يتزين منهم تزين المرأة لزوجها وتبرج النساء زيهم زي الملوك ودينهم دين كسرى وهرمز يسمنون ما يعود بالجشا واللباس.
(مسند الحارث (زوائدالهيثمي) ج1/ص430-431)
4- أمسك يا ابن مسعود
عن أبي حنيفة عن عبد الأعلى القاص عمن اخبره عن ابن مسعود رضى الله عنه انه قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرأ سورة الفرائض فقرأ النساء حتى إذا بلغ (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) فقال له بيده أمسك أمسك قال فبكى النبي صلى الله عليه وسلم فأكثر البكاء وامسك ثم قال أعد فقرأها من أولها حتى إذا بلغ هذه الآية بكى أيضا وامسك عبدالله حتى فعل ثلاث مرات .
(كتاب الآثار ج1/ص46)
5- الشفاعة بالنبي صلى الله عليه وسلم للاستسقاء
روي أنه صلى الله عليه وسلم صلى الجمعة فقام رجل فقال يا رسول الله أجدبت الأرض وهلكت المواشي فاسق لنا الغيث فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه إلى السماء ودعا فما ضم يديه حتى مطرت السماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله در أبي طالب لو كان في الأحياء لقرت عيناه فقال علي رضي الله عنه تعني يا رسول الله قوله وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل فقال صلى الله عليه وسلم أجل وفي بعض الروايات قام ذلك الأعرابي وأنشد فقال:
أتيناك والعذراء يدمى لبانها وقد شغلت أم الصبي عن الطفل
وقال في آخره:
وليس لنا إلا إليـــــك فرارنا وليس فرار الناس إلا إلى الرسل
فبكى النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخضلت لحيته الشريفة ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ورفع يديه إلى السماء وقال اللهم اسقنا غيثا مغيثا عذبا طيبا نافعا غير ضار عاجلا غير آجل فما رد رسول الله صلى الله عليه وسلم يده إلى صدره حتى مطرت السماء.
(بدائع الصنائع ج1/ص283)
تعليق :
يقول الله تعالى في سورة الذاريات-آية 50- (ففروا إلى الله ), ويقصد الشاعر الفرار للرسل في حال وجودهم أحياء مع أقوامهم وذلك شفاعة إلى الله تعالى للسقيا , ولكن بعد موت الرسل لا ينفع شفاعتهم ولكن الشفاعة تحدث حال كونهم أحياء .
6- لماذا بكى النبي صلى الله علية وسلم عند قبر أمه
حدثنا محمد بن علي المروزي حدثنا أبو الدرداء عبد العزيز بن منيب حدثنا إسحاق بن عبد الله بن كيسان عن أبيه عن عكرمة عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أقبل من غزوة تبوك واعتمر فلما هبط من ثنية عسفان أمر أصحابه أن استندوا إلى العقبة حتى أرجع إليكم فذهب فنزل على قبر أمه فناجى ربه طويلا ثم إنه بكى فاشتد بكاؤه وبكى هؤلاء لبكائه وقالوا مابكى نبي الله بهذا المكان إلا وقد أحدث الله في أمته شيئا لا تطيقه فلما بكى هؤلاء قام فرجع إليهم فقال ما يبكيكم قالوا يا نبي الله بكينا لبكائك فقلنا لعله أحدث في أمتك شيء لا تطيقه قال لا وقد كان بعضه ولكن نزلت على قبر أمي فسألت الله أن يأذن لي في شفاعتها يوم القيامة فأبى الله أن يأذن لي فرحمتها وهي أمي فبكيت , ثم جاءني جبريل عليه السلام فقال وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه فتبرأ أنت من أمك كما تبرأ إبراهيم من أبيه فرحمتها وهي أمي ودعوت ربي أن يرفع عن أمتي أربعا فرفع عنهم اثنتين وأبى أن يرفع عنهم اثنتين دعوت ربي أن يرفع عنهم الرجم من السماء والغرق من الأرض وأن لا يلبسهم شيعا وأن لا يذيق بعضهم بأس بعض فرفع الله عنهم الرجم من السماء والغرق من الأرض وأبى الله أن يرفع عنهم اثنتين القتل والهرج .
(تفسير ابن كثير ج2/ص394)
7- فزوروا القبور فإنها تذكر الموت
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ وأبو الفضل الحسن بن يعقوب قالا ثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء أنبأ يعلى بن عبيد ثنا أبو منين يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال زار رسول الله صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله ثم قال استأذنت ربي أن أزور قبرها فأذن لي واستأذنته أن أستغفر لها فلم يأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكر الموت.
(سنن البيهقي الكبرى ج4:ص70)
8- ألقيتها في البئر
وروي أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يزال مغتما بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لك تكون محزونا فقال يا رسول الله إن أذنبت ذنبا في الجاهلية فأخاف ألا يغفره الله لي وإن أسلمت فقال له أخبرني عن ذنبك فقال يا رسول الله إن كنت من الذين يقتلون بناتهم فولدت لي بنت فتشفعت إلي امرأتي أن أتركها فتركتها حتى كبرت وأدركت وصارت من أجمل النساء فخطبوها فدخلتني الحمية ولم يحتمل قلبي أن أزوجها أو أتركها في البيت بغير زوج فقلت للمرأة إني أريد أن أذهب إلى قبيلة كذا وكذا في زيارة أقربائي فابعثيها معي فسرت بذلك وزينتها بالثياب والحلي وأخذت على المواثيق بألا أخونها فذهبت بها إلى رأس بئر فنظرت في البئر ففطنت الجارية أني أريد أن ألقيها في البئر فالتزمتني وجعلت تبكي وتقول يا أبت ماذا تريد أن تفعل بي فرحمتها ثم نظرت في البئر فدخلت علي الحمية ثم التزمتني وجعلت تقول يا أبت لا تضيع أمانة أمي فجعلت مرة أنظر في البئر ومرة أنظر إليها فأرحمها حتى غلبني الشيطان فأخذتها وألقيتها في البئر منكوسة وهي تنادي في البئر يا أبت قتلتني فمكثت هناك حتى انقطع صوتها فرجعت فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وقال لو أمرت أن أعاقب أحدا بما فعل في الجاهلية لعاقبتك.
(تفسير القرطبي ج7/ص97)
9- فلتصبر ولتحتسب
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا عاصم عن أبي عثمان عن أسامة قال كان ابن لبعض بنات النبي صلى الله عليه وسلم يقضي فأرسلت إليه أن يأتيها فأرسل إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل إلى أجل مسمى فلتصبر ولتحتسب فأرسلت إليه فأقسمت عليه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقمت معه ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وعبادة بن الصامت فلما دخلنا ناولوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبي ونفسه تقلقل في صدره حسبته قال كأنها شنة فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سعد بن عبادة أتبكي فقال إنما يرحم الله من عباده الرحماء.
(صحيح البخاري ج6/ص2711)
10- وأنذر عشيرتك الأقربين
وأخبرنا أبو الوفاء محمود بن أبي القاسم بن عمر يعرف بحكما سبط محمد بن أبي سعد البغدادي في كتابه من أصبهان أن أبا العلاء محمد بن عبد الجبار بن محمد الفرساني أخبرهم سنة خمس وتسعين وأربعمائة أبنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن عمر ثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الحسن بن عمر بن بشير الثقفي ثنا الحسن بن سهل ثنا سهل بن بكار ثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس قال لما نزلت(وأنذر عشيرتك الأقربين) بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جمع أهله فقال يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار ثم التفت إلى فاطمة فقال يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار لا أغني عنكم من الله شيئا غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها.
(الأحاديث المختارة ج7/ص113- 114)
11- تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب
حدثنا سويد بن سعيد ثنا يحيى بن سليم عن بن خيثم عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد قالت لما توفي ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له المعزي إما أبو بكر وإما عمر أنت أحق من عظم الله حقه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب لولا أنه وعد صادق وموعود جامع وأن الآخر تابع للأول لوجدنا عليك يا إبراهيم أفضل مما وجدنا وإنا بك لمحزونون.
(سنن ابن ماجه ج1/ص506)
12- لم أبطأت عنا ثم جئت تحزننا
عبد الرزاق عن بن عيينة عن إسماعيل عن قيس عن بن مسعود قال لما قتل زيد بن حارثة أبطأ أسامة عن النبي صلى الله عليه وسلم فلم يأته ثم جاءه بعد ذلك فقام بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فدمعت عيناه فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما نزفت عبرته قال النبي صلى الله عليه وسلم لم أبطأت عنا ثم جئت تحزننا قال :فلما كان الغد جاءه فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم مقبلا قال إني للاق منك اليوم ما لقيت منك أمس فلما دنا دمعت عينه فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(مصنف عبد الرزاق ج3/ص563)
13- فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبكى جبريل عليه السلام
حدثنا أبو مسلم قال حدثنا الحكم بن مروان الكوفي قال حدثنا سلام الطويل عن الأجلح بن عبد الله الكندي عن عدي بن عدي الكندي قال:قال عمر بن الخطاب جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حين غير حينه الذي كان يأتيه فيه فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا جبريل ما لي أراك متغير اللون فقال ما جئتك حتى أمر الله عز وجل بمفاتيح النار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جبريل صف لي النار وانعت لي جهنم فقال جبريل إن الله تبارك وتعالى أمر بجهنم فأوقد عليها ألف عام حتى ابيضت ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى اسودت فهي سوداء ومظلمة لا يضيء شررها ولا يطفأ لهبها والذي بعثك بالحق لو أن قدر ثقب إبرة فتح من جهنم لمات من في الأرض كلهم جميعا من حره والذي بعثك بالحق لو أن ثوبا من ثياب النار علق بين السماء والأرض لمات من في الأرض جميعا من حره والذي بعثك بالحق لو أن خازنا من خزنة جهنم برز إلى أهل الدنيا فنظروا إليه لمات من في الأرض كلهم من قبح وجهه ومن نتن ريحه والذي بعثك بالحق لو أن حلقة من حلقة سلسلة أهل النار التي نعت الله في كتابه وضعت على جبال الدنيا لارفضت وما تقاربت حتى تنتهي إلى الأرض السفلى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حسبي يا جبريل لا ينصدع قلبي فأموت قال فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل وهو يبكي فقال تبكي يا جبريل وأنت من الله بالمكان الذي أنت به قال وما لي لا أبكي أنا أحق بالبكاء لعلي أن أكون في علم الله على غير الحال التي أنا عليها وما أدري لعلي أبتلى بمثل ما ابتلي به إبليس فقد كان من الملائكة وما يدريني لعلي ابتلى بمثل ما ابتلى به هاروت وماروت قال فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكى جبريل عليه السلام فما زالا يبكيان حتى نوديا أن يا جبريل ويا محمد إن الله عز وجل قد أمنكما أن تعصياه فارتفع جبريل عليه السلام وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر بقوم من الأنصار يضحكون ويلعبون فقال أتضحكون ووراؤكم جهنم فلو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ولما أسفتم الطعام والشراب ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عز وجل فنودي يا محمد لا تقنط عبادي إنما بعثتك ميسرا ولم أبعثك معسرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سددوا وقاربوا.
(المعجم الأوسط ج3/ص89-90-91)
14- ويح كرب وبلاء
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني عباد بن زياد الأسدي ثنا عمرو بن ثابت عن الأعمش عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن أم سلمة قالت كان الحسن والحسين رضي الله عنهما يلعبان بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي فنزل جبريل عليه السلام فقال يا محمد إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك فأومأ بيده إلى الحسين فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وضمه إلى صدره ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وديعة عندك هذه التربة فشمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ويح كرب وبلاء قالت وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أم سلمة إذا تحولت هذه التربة دما فاعلمي أن ابني قد قتل قال فجعلتها أم سلمة في قارورة ثم جعلت تنظر إليها كل يوم وتقول إن يوما تحولين دما ليوم عظيم.
(المعجم الكبير ج3/ص108)
15- خلق الجنة والنار قبل خلق الخلق
حدثنا أبو مسلم الكشي ثنا حجاج بن نصير ثنا حسان بن إبراهيم الكرماني عم عطية بن عطية عن عطاء بن أبي رباح عن عمرو بن شعيب قال كنت عند سعيد بن المسيب جالسا فذكروا أن أقواما يقولون قدر الله كل شيء ما خلا الأعمال قال فوالله ما رأيت سعيد بن المسيب غضب غضبا أشد منه حتى هم بالقيام ثم سكن فقال تكلموا به أما والله لقد سمعت فيهم حديثا كفاهم به شرا ويحهم أو يعلمون فقلت يرحمك الله يا أبا محمد وما هو قال فنظر إلي وقد سكن بعض غضبه فقال حدثني رافع بن خديج أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون قوم من أمتي يكفرون بالله وبالقرآن وهم لا يشعرون كما كفرت اليهود والنصارى قال قلت جعلت فداك يا رسول الله وكيف ذاك قال يقرون ببعض القدر ويكفرون ببعضه قال قلت ثم ما يقولون قال يقولون الخير من الله والشر من إبليس فيقرون على ذلك كتاب الله ويكفرون بالقرآن بعد الإيمان والمعرفة فما يلقى أمتي منهم من العداوة والبغضاء والجدال أولئك زنادقة هذه الأمة في زمانهم يكون ظلم السلطان فيالهم من ظلم وحيف وأثرة ثم يبعث الله عز وجل طاعونا فيفني عامتهم ثم يكون الخسف فما أقل ما ينجو منهم المؤمن يومئذ قليل فرحه شديد غمه ثم يكون المسخ فيمسخ الله عز وجل عامة أولئك قردة وخنازير ثم يخرج الدجال على أثر ذلك قريبا ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بكينا لبكائه قلنا ما يبكيك قال رحمة لهم الأشقياء لأن فيهم المتعبد ومنهم المجتهد مع أنهم ليسوا بأول من سبق إلى هذا القول وضاق بحمله ذرعا إن عامة من هلك من بني إسرائيل بالتكذيب بالقدر قلت جعلت فداك يا رسول الله فقل لي كيف الإيمان بالقدر قال تؤمن بالله وحده وإنه لا يملك معه أحد ضرا ولا نفعا وتؤمن بالجنة والنار وتعلم أن الله عز وجل خالقهما قبل خلق الخلق ثم خلق خلقه فجعلهم من شاء منهم للجنة ومن شاء منهم للنار عدلا ذلك منه وكل يعمل لما فرغ له وهو صائر إلى ما فرغ منه قلت صدق الله ورسوله.
(المعجم الكبير ج4/ص245)
16- مصعب بن عمير رضي الله عنه
قال البراء أول من قدم علينا مصعب بن عمير وبن أم مكتوم وكانا يقرئان القرآن أخرجه المصنف في أوائل الهجرة وذكر بن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسله مع أهل العقبة الأولى يقرئهم ويعلمهم وكان مصعب وهو بمكة في ثروة ونعمة فلما هاجر صار في قلة فأخرج الترمذي من طريق محمد بن كعب حدثني من سمع عليا يقول بينما نحن في المسجد إذ دخل علينا مصعب بن عمير وما عليه إلا بردة له مرقوعة بفروة فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رآه للذي كان فيه من النعم والذي هو فيه اليوم .
(فتح الباري ج11/ص278-279)
17- أنت ومالك لأبيك
أخرجه الطبراني في معجمه الصغير والبيهقي في دلائل النبوة عن عبيد بن خلصة ثنا عبد الله بن عمر المدني عن المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أبيه يريد أن يأخذ ماليه فقال عليه السلام أدعه ليه فما جاء قال له عليه السلام إن ابنك يزعم أنك تأخذ ماله فقال سله هل هو إلا عماته أو قراباته أو ما أنفقه على نفسي وعيالي فقال فهبط جبرائيل عليه السلام فقال يا رسول الله إن الشيخ قال في نفسه شعرا لم تسمعه أذناه فقال له عليه السلام قلت في نفسك شعرا لم تسمعه أذناك فهاته فقال لا يزال يزيدنا الله تعالى بك بصيرة ويقينا ثم أنشأ يقول:
غذوتك مولــودا ومنـــتك يافعـا تعل بما أحنى عليك وتنهـــــل
إذا ليلة ضافتك بالســــقم لم أبت لسقـــمك إلا ســاهرا أتمــلمــل
تخاف الردى نفسي عليك وإنها لتعلم أن المـــوت حتم موكـــل
كأني أنا المـطروق دونك بالذي طرقت به دوني فعينى تهـــمل
فلما بلغت الســـن والغـاية التي إليها مدى ما فيك كنـــت أؤمل
جعلت جزائي غلظة وفظاظــة كأنك أنت المنعم المتفضــــــل
فليتـــك إذ لم ترع حــق أبوتـي فعلت كما الجار المجاور يفعل
قال فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أخذ بمنكب ابنه وقال له اذهب فأنت ومالك لأبيك .
(نصب الراية ج3/ص338)
18- واليوم أنا ضعيف وهو قوي
وروي أن رجلا شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أباه وأنه يأخذ ماله فدعاه فإذا هو شيخ يتوكأ على عصا فسأله فقال إنه كان ضعيفا وأنا قوي وفقيرا وأنا غني فكنت لا أمنعه شيئا من مالي واليوم أنا ضعيف وهو قوي وأنا فقير وهو غني ويبخل علي بماله فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ما من حجر ولا مدر يسمع بهذا إلا بكى ثم قال للولد أنت ومالك لأبيك.
(إعانة الطالبين ج4/ص279)
19- سيدة نساء العالمين
حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد الزعفراني ثنا يوسف بن محمد بن صاعد ثنا ليث بن داود القيسي وكان يقال فيه خيرا أنبأ المبارك ابن فضالة عن الحسن قال: قال عمران بن حصين خرجت يوما فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم قائم فقال لي يا عمران فاطمة مريضة فهل لك أن تعودها قال قلت فداك أبى وأمي وأي شرف أشرف من هذا فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت معه حتى أتى الباب فقال السلام عليكم أأدخل قالت وعليكم ادخل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا ومن معي قالت والذي بعثك بالحق ما على إلا هذه العباءة قال ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم ملاءة خلقة فرمى بها إليها فقال شدي بها على رأسك ففعلت ثم قالت ادخل فدخل ودخلت معه فقعد عند رأسها وقعدت قريبا منه فقال أي بنية كيف تجدك قالت والله يا رسول الله إنى لوجعة وإني ليزيدني وجعا إلى وجعي أن ليس عندي ما آكل قال فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكت وبكيت معهما فقال لها أي بنية اصبري مرتين أو ثلاثة ثم قال لها يا بنية أما ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين قالت يا ليتها ماتت فأين مريم بنت عمران قال لها أي بنية تلك سيدة نساء عالمها وأنت سيدة نساء عالمك والذي بعثني بالحق لقد زوجتك سيدا في الدنيا وسيدا في الآخرة لا يبغضه إلا كل منافق.
(جزء فضائل فاطمة ج1/ص24)
20- بعير يتكلم
قال الشيخ أبو محمد عبد الله بن حامد الفقيه في كتابه دلائل النبوة وهو مجلد كبير حافل كثير الفوائد أخبرني أبو علي الفوارسي حدثنا أبو سعيد عن عبد العزيز بن شهلان القواس حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن خالد الراسبي حدثنا عبد الرحمن بن علي البصري حدثنا سلامة ابن سعيد بن زياد بن أبي هند الرازي حدثني أبي عن أبيه عن جده حدثنا غنيم بن أوس يعني الرازي قال كنا جلوسا مع رسول الله إذ أقبل بعير يعدو حتى وقف على رسول الله فزعا فقال رسول الله أيها البعير اسكن فان تك صادقا فلك صدقك وإن تك كاذبا فعليك كذبك مع أن الله تعالى قد أمن عائذنا ولا يخاف لائذنا قلنا يا رسول الله ما يقول هذا البعير قال هذا بعير هم أهله بنحره فهرب منهم فاستغاث بنبيكم فبينا نحن كذلك إذ أقبل أصحابه يتعادون فلما نظر إليهم البعير عاد إلى هامة رسول الله فقالوا يا رسول الله هذا بعيرنا هرب منا منذ ثلاثة أيام فلم نلقه إلا بين يديك فقال رسول الله يشكو مر الشكاية فقالوا يا رسول الله ما يقول قال يقول إنه ربي في إبلكم جوارا وكنتم تحملون عليه في الصيف إلى موضع الكلأ فإذا كان الشتاء رحلتم إلى موضع الدفء فقالوا قد كان ذلك يا رسول الله فقال ما جزاء العبد الصالح من مواليه قالوا يا رسول الله فإنا لا نبيعه ولا ننحره قال فقد استغاث فلم تغيثوه وأنا أولى بالرحمة منكم لأن الله نزع الرحمة من قلوب المنافقين وأسكنها في قلوب المؤمنين فاشتراه النبي بمائة درهم ثم قال أيها البعير انطلق فأنت حر لوجه الله فرغا على هامة رسول الله فقال رسول الله آمين ثم رغا الثانية فقال آمين ثم رغا الثلاثة فقال آمين ثم رغا الرابعة فبكى رسول الله فقلنا يا رسول الله ما يقول هذا البعير قال يقول جزاك الله أيها النبي عن الإسلام والقرآن خيرا قلت آمين قال سكن الله رعب أمتك يوم القيامة كما سكنت رعبي قلت آمين قال حقن الله دماء أمتك من أعدائها كما حقنت دمي قلت آمين قال لا جعل الله بأسها بينها فبكيت وقلت هذه خصال سألت ربي فأعطانيها ومنعني واحدة وأخبرني جبريل عن الله أن فناء أمتك بالسيف فجرى القلم بما هو كائن .
قلت هذا الحديث غريب جدا لم أر أحدا من هؤلاء المصنفين في الدلائل أورده سوى هذا المصنف وفيه غرابة ونكارة في إسناده ومتنه أيضا والله أعلم .
(البداية والنهاية ج6/ص142-143)
21- لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري
قال ابن إسحاق ولما نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه بالإسلام لم يردوا عليه كل الرد حتى ذكر آلهتهم وعابها فلما فعل ذلك نادوه واجتمعوا على خلافه ومنعه عمه أبو طالب فمضى إلى أبي طالب رجال من أشرافهم كعتبة وشيبة وأبي جهل فقالوا يا أبا طالب إن ابن أخيك قد سب آلهتنا وعاب ديننا وسفه أحلامنا وضلل آباءنا فإما أن تكفه عنا وإما أن تخلي بيننا وبينه فإنك على مثل ما نحن عليه من خلافه فنكفيكه فقال لهم أبو طالب قولا رقيقا وردهم ردا جميلا فانصرفوا عنه ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما هو عليه يظهر دين الله ويدعو إليه ثم شرى الأمر بينه وبينهم حتى تباعد الرجال وتضاغنوا فأكثرت قريش ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بينها وحض بعضهم بعضا عليه ثم مشوا إلى أبي طالب مرة أخرى فقالوا يا أبا طالب إن لك نسبا وشرفا ومنزلة فينا وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا وإنا والله لا نصبر على شتم آبائنا وسفه أحلامنا وعيب آلهتنا حتى نكفه عنا أو ننازله وإياك في ذلك حتى يهلك أحد الفريقين ثم انصرفوا عنه فعظم على أبي طالب فراق قومه وعداوتهم ولم يطب نفسا بإسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم ولا خذلانه إلا أنه قال له يا بن أخي إن قومك جاءوني فقالوا لي كذا وكذا فأبق علي وعلى نفسك ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق فظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عمه خاذله ومسلمه وأنه قد ضعف عن نصرته فقال والله يا عماه لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام فلما ولى ناداه أبو طالب فقال أقبل يا بن أخي فاقبل فقال اذهب فقل ما أحببت فوالله لا أسلمك لشيء أبدا.
(المنتظم ج2/ص368)
22- صفوان بن المعطل
صفوان بن المعطل بن رحضة بن المؤمل بن خزاعي أبو عمرو أسلم قبل غزاة المريسيع وشهدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يومئذ على ساقة الناس من ورائهم واتفق أن عقد عائشة ضاع فأقامت على التماسه فرحل القوم فجاء صفوان فرآها فأناخ بعيره فركبت فلحق بها الجيش فتكلم أهل الإفك فحلف صفوان لئن أنزل الله عذره ليضربن حسان بن ثابت بالسيف فلما نزل العذر ضرب حسان بن ثابت بالسيف على كتفه فأخذه قوم حسان وأتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعه إليهم ليقتصوا منه فلما أدبروا بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل لهم هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي فترك حسان ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي عليه السلام دعوا حسان فإنه يحب الله ورسوله وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم حسانا شبرين عوضا ثم شهد صفوان الخندق والمشاهد بعدها وكان مع كرز بن جابر في طلب العرنيين الذين أغاروا على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي بشمشاط في هذه السنة .
(المنتظم ج5/ص330)
23- الله أرحم بعباده
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجتاز في بعض سكك المدينة مع أصحابه فأقسمت عليه امرأة أن يدخلوا منزلها فدخلوا فرأوا نارا مضرمة وأولاد المرأة يلعبون حولها فقالت يا نبي الله الله أرحم بعباده أم أنا بأولادي فقال بل الله أرحم فإنه أرحم الراحمين فقالت يا رسول الله أتراني أحب أن القي ولدي في النار قال لا قالت فكيف يلقي الله عباده فيها وهو أرحم بهم قال الراوي فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هكذا أوحي إلي.
(التعريفات ج1/ص124)
24- البكاء عند استلام الحجر الأسود
حدثنا سلمة بن شيب نا يعلي بن عبيد حدثنا محمد بن عون عن نافع عن بن عمر قال استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجر فاستلمه ثم وضع شفتيه عليه يبكي طويلا فالتفت فإذا هو بعمر يبكي فقال يا عمر ها هنا تسكب العبرات .
(صحيح ابن خزيمة ج4:ص212)
25- البكاء والدعاء في السجود في صلاة الكسوف
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا يوسف بن موسى ثنا جرير عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال انكسفت الشمس يوما على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي فقام حتى لم يكد أن يركع ثم ركع حتى لم يكد يرفع رأسه ثم رفع رأسه فلم يكد أن يسجد ثم سجد فلم يكد أن يرفع رأسه فجعل ينفخ ويبكي ويقول رب ألم تعدني أن لا تعذبهم وأنا فيهم رب ألم تعدني أن لا تعذبهم ونحن نستغفرك فلما صلى ركعتين انجلت الشمس فقام فحمد الله وأثنى عليه وقال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله فإذا انكسفا فافزعوا إلى ذكر الله ثم قال لقد عرضت علي الجنة حتى لو شئت تعاطيت قطفا من قطوفها وعرضت علي النار فجعلت أنفخها فخفت أن يغشاكم فجعلت أقول رب ألم تعدني أن لا تعذبهم وأنا فيهم رب ألم تعدني ألا تعذبهم وهم يستغفرون قال فرأيت فيها الحميرية السوداء الطويلة صاحبة الهرة كانت تحبسها فلم تطعمها ولم تسقها ولا تتركها تأكل من حشاش الأرض فرأيتها كلما أدبرت نهشتها وكلما أقبلت نهشتها في النار ورأيت صاحب السبتيتين أخا بني دعدع يدفع في النار بعصا ذي شعبتين ورأيت صاحب المحجن في النار الذي كان يسرق الحاج بمحجنه ويقول إني لا أسرق إنما يسرق المحجن فرأيته في النار متكئا على محجنه.
(صحيح ابن خزيمة ج2:ص322)
26- تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم
أخبرنا عمران بن موسى حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن زكريا بن إبراهيم بن سويد النخعي حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء قال دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة فقالت لعبيد بن عمير قد آن لك أن تزور فقال أقول يا أمة كما قال الأول زر غبا تزدد حبا قال فقالت دعونا من بطالتكم هذه قال ابن عمير أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فسكتت ثم قالت لما كان ليلة من الليالي قال يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي قلت والله إني لأحب قربك وأحب ما يسرك قالت فقام فتطهر ثم قام يصلي قالت فلم يزل يبكي حتى بل حجره قالت وكان جالسا فلم يزل يبكي صلى الله عليه وسلم حتى بل لحيته قالت ثم بكى حتى بل الأرض فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال يا رسول الله تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم .
(موارد الظمآن ج1:ص139)
27- أزيز كأزيز المرجل
أنبأ سويد بن نضر قال أنبأ عبد الله هو بن المبارك عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن مطرف عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل يعني يبكي .
(سنن النسائي الكبرى ج1:ص195)
28- المؤمن بخير على كل حال
أنبأ هناد بن السري قال حدثنا أبو الأحوص عن عطاء بن السائب عن عكرمة عن بن عباس قال حضرت ابنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم صغيرة فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم فضمها إلى صدره ثم وضع يده عليها فقبضت وهي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت أم أيمن فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أم أيمن أتبكين ورسول الله صلى الله عليه وسلم عندك فقالت ما لي لا أبكي ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لست أبكي ولكنها رحمة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن بخير على كل حال تنزع نفسه من بين جنبيه وهو يحمد الله .
(سنن النسائي الكبرى ج1:ص605)
29- البكاء على المنبر
وعن معاذ بن رفاعة عن أبيه قال قام أبو بكر الصديق على المنبر ثم بكى فقال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عام أول على المنبر ثم بكى فقال سلوا الله العفو والعافية فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية .
(رواه الترمذي)
تم الانتهاء من هذا الكتاب بإذن الله تعالى ومشيئته
يوم الاثنين 27/10/1429هـ الموافق 27/10/2008م
---------------------------
ahmedaly240@hotmail.com
ahmedaly2407@gmail.com
100 ضحكة وابتسامة
للنبي
صلى الله عليه وسلم
تأليف
أبو إسلام أحمد بن علي
غفر الله تعالى له ولوالديه ولزوجته ولأولاده وللمسلمين أجمعين
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
وبعد :؟
هذا الكتاب عبارة عن عرض لضحكات الرسول صلى الله عليه وسلم وابتساماته مع الصحابة ومع أزواجه ومع الآخرين , وقد رصدنا أكثر من 100 موقف ضحك أو ابتسم فيها النبي صلى الله عليه وسلم , وعندما تقرأ في هذا الكتاب ترى كثيراً من أخلاق الرسول الكريمة من التسامح والشفقة والرحمة والحلم وتعليمه للأمة وتفكهه في كثير من المواقف مع الصحابة , وقد صدق الله العظيم في كتابه الكريم عندما تكلم عن ((( النبي محمد صلى الله عليه وسلم ))) فقال تعالى :
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }آل عمران159
نبتهل إلى الله تعالى أن يتقبل عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم , عسى أن ينفع به وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه , وأن نعي ونتأسى ونتبع سنة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فإنها خير الطريق إلى جنة الخلد بإذن الله تعالى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
المؤلف
أبو إسلام أحمد بن علي
1- الاقتراع على الغلام
لما كان علي باليمن أتاه ثلاثة نفر يختصمون في غلام فقال كل منهم هو ابني فأقرع بينهم فجعل الولد للقارع وجعل عليه للرجلين الآخرين ثلثي الدية فبلغ ذلك النبي فضحك حتى بدت نواجذه من قضاء علي .
( أضواء البيان ج4/ص194)
2- صليت بأصحابك وأنت جنب
روى أبو داؤد والدارقطني عن يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب عن عمران بن أبي أنس عن عبد الرحمن بن جبير عن عمرو بن العاص قال احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك فتيممت ثم صليت بأصحابي الصبح فذكروا ذلك لرسول الله فقال يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال وقلت إني سمعت الله عز وجل يقول( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ) فضحك نبي الله ولم يقل شيئا فدل هذا الحديث على إباحة التيمم مع الخوف لا مع اليقين.
(تفسير القرطبي ج5/ص217)
3- فتمرغت في التراب
عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن عبد الرحمن بن أبزى قال كنا عند عمر فأتاه رجل فقال يا أمير المؤمنين إنما نمكث الشهر والشهرين ولا نجد الماء فقال عمر أما أنا فإذا لم أجد الماء لم أكن لأصلي حتى أجد الماء فقال عمار بن ياسر أتذكر يا أمير المؤمنين حيث كنت بمكان كذا وكذا ونحن نرعى الإبل فتعلم أنا أجنبنا قال نعم فأما أنا فتمرغت في التراب فأتيت النبي فضحك وقال إن كان الصعيد لكافيك وضرب بكفيه إلى الأرض ثم نفخ فيهما ثم مسح وجهه وبعض ذراعيه قال اتق الله يا عمار قال يا أمير المؤمنين إن شئت لم أذكره قال لا ولكن نوليك من ذلك ما توليت .
(سنن النسائي الكبرى ج1/ص133)
4- كلمات تذهب السقم والضر
عن أبي هريرة قال خرجت أنا ورسول الله ويده في يدي أو يدي في يده فأتى على رجل رث الهيئة فقال أي فلان ما بلغ بك ما أرى قال السقم والضر يا رسول الله قال ألا أعلمك كلمات تذهب عنك السقم والضر قال لي ما يسرني أن شهدت بها معك بدرا أو أحدا قال فضحك رسول الله وقال وهل يدرك أهل بدر وأهل أحد ما يدرك الفقير القانع قال فقال أبو هريرة يا رسول الله إياي فعلمني قال فقل يا أبا هريرة (توكلت على الحي الذي لا يموت الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا ) قال فأتى علي رسول الله وقد حسنت حالي قال: فقال لي مهيم قال: قلت يا رسول الله لم أزل أقول الكلمات التي علمتني. (تفسير ابن كثير ج3/ص71)
5- فتبارك الله أحسن الخالقين
وعن عامر الشعبي عن زيد بن ثابت الأنصاري قال أملى علي رسول الله هذه الآية ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ... إلى قوله خلقا آخر ) فقال معاذ فتبارك الله أحسن الخالقين فضحك رسول الله فقال له معاذ مم تضحك يا رسول الله فقال بها ختمت فتبارك الله أحسن الخالقين . (تفسير ابن كثير ج3/ص242)
6- فعنكن كنت أناضل
روى مسلم والنسائي عن أنس بن مالك قال كنا عند النبي فضحك حتى بدت نواجذه ثم قال أتدرون مم أضحك قلنا الله ورسوله أعلم قال من مجادلة العبد لربه يقول يارب ألم تجرني من الظلم فيقول بلى فيقول لا أجيز علي إلا شاهدا من نفسي فيقول كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا وبالكرام عليك شهودا فيختم على فيه ويقال لأركانه انطقي فتنطق بعمله ثم يخلى بينه وبين الكلام فيقول بعداً لكن وسحقاً فعنكن كنت أناضل . (تفسير ابن كثير ج3/ص278)
6- نحوا عنه كبار ذنوبه
قال الإمام أحمد حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن المعرور بن سويد عن أبي ذر قال قال رسول الله إني لأعرف آخر أهل النار خروجا من النار وآخر أهل الجنة دخولا إلى الجنة يؤتى برجل فيقول نحوا عنه كبار ذنوبه وسلوه عن صغارها قال فيقال له عملت يوم كذا كذا وكذا وعملت يوم كذا كذا وكذا فيقول نعم لا يستطيع أن ينكر من ذلك شيئا فيقال فإن لك بكل سيئة حسنة فيقول يا رب عملت أشياء لا أراها ها هنا قال فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه (أخرجه مسلم).
(تفسير ابن كثير ج3/ص328)
7- أتستهزئ مني وأنت رب العالمين
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت عن أنس عن بن مسعود أن رسول الله قال آخر من يدخل الجنة رجل فهو يمشي مرة ويكبو مرة وتسفعه النار مرة فإذا ما جاوزها التفت إليها فقال تبارك الذي نجاني منك لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين والآخرين فترفع له شجرة فيقول أي رب أدنني من هذه الشجرة فلأستظل بظلها وأشرب من مائها فيقول الله عز وجل يا بن آدم لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها فيقول لا يا رب ويعاهده أن لا يسأله غيرها وربه يعذره لأنه يرى مالا صبر له عليه فيدنيه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى فيقول أي رب أدنني من هذه لأشرب من مائها وأستظل بظلها لا أسألك غيرها فيقول يا بن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها فيقول لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها فيعاهده أن لا يسأله غيرها وربه يعذره لأنه يرى مالا صبر له عليه فيدنيه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين فيقول أي رب أدنني من هذه لأستظل بظلها وأشرب من مائها لا أسألك غيرها فيقول يا بن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها قال بلى يا رب هذه لا أسألك غيرها وربه يعذره لأنه يرى مالا صبر له عليها فيدنيه منها فإذا أدناه منها فيسمع أصوات أهل الجنة فيقول أي رب أدخلنيها فيقول يا بن آدم ما يصريني منك أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها قال يا رب أتستهزئ مني وأنت رب العالمين فضحك بن مسعود فقال ألا تسألوني مم أضحك فقالوا مم تضحك قال هكذا ضحك رسول الله فقالوا مم تضحك يا رسول الله قال من ضحك رب العالمين حين قال أتستهزئ مني وأنت رب العالمين فيقول إني لا أستهزئ منك ولكني على ما أشاء قادر.
(صحيح مسلم ج1/ص174)
8- ولكن الله يهدي من يشاء
وقال بن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أبو سلمة حدثنا حماد بن سلمة حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن أبي راشد قال كان رسول قيصر جاء إلي قال كتب معي قيصر إلى رسول الله كتابا فأتيته فدفعت الكتاب فوضعه في حجره ثم قال ممن الرجل قلت من تنوخ قال هل لك في دين أبيك إبراهيم الحنيفية قلت إني رسول قوم وعلى دينهم حتى أرجع إليهم فضحك رسول الله ونظر إلى أصحابه وقال إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء. (تفسير ابن كثير ج3/ص396)
9- فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة
وعن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت لما نزلت آية التخيير بدأ بي رسول الله فقال يا عائشة إني عارض عليك أمرا فلا تفتاتي فيه بشيء حتى تعرضيه على أبويك أبي بكر وأم رومان رضي الله عنهما فقلت يا رسول الله وما هو قال: قال: الله عز وجل (يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما) قالت : فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة ولا أؤامر في ذلك أبوي أبا بكر وأم رومان رضي الله عنهما فضحك رسول الله ثم استقرأ الحجر فقال إن عائشة رضي الله عنها قالت كذا وكذا فقلن ونحن نقول مثل ما قالت عائشة رضي الله عنهن كلهن . (تفسير ابن كثير ج3/ص481)
10- المرآتان اللتان تظاهرتا على النبي
عن بن عباس رضي الله عنهما قال لبثت سنة وأنا أريد أن أسأل عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا على النبي فجعلت أهابه فنزل يوما منزلا فدخل الأراك فلما خرج سألته فقال عائشة وحفصة ثم قال كنا في الجاهلية لا نعد النساء شيئا فلما جاء الإسلام وذكرهن الله رأينا لهن بذلك علينا حقا من غير أن يدخلهن في شيء من أمورنا وكان بيني وبين امرأتي كلام فأغلظت لي فقلت لها وإنك لهناك قالت تقول هذا لي وابنتك تؤذي النبي فأتيت حفصة فقلت لها إني أحذرك أن تعصي الله ورسوله وتقدمت إليها في أذاه فأتيت أم سلمة فقلت لها فقالت أعجب منك يا عمر قد دخلت في أمورنا فلم يبق إلا أن تدخل بين رسول الله وأزواجه فرددت وكان رجل من الأنصار إذا غاب عن رسول الله وشهدته أتيته بما يكون وإذا غبت عن رسول الله وشهد أتاني بما يكون من رسول الله وكان من حول رسول الله قد استقام له فلم يبق إلا ملك غسان بالشام كنا نخاف أن يأتينا فما شعرت إلا بالأنصاري وهو يقول إنه قد حدث أمر قلت له وما هو أجاء الغساني قال أعظم من ذاك طلق رسول الله نساءه فجئت فإذا البكاء من حجرهن كلها وإذا النبي قد صعد في مشربة له وعلى باب المشربة وصيف فأتيته فقلت استأذن لي فأذن لي فدخلت فإذا النبي على حصير قد أثر في جنبه وتحت رأسه مرفقة من آدم حشوها ليف وإذا أهب معلقة وقرظ فذكرت الذي قلت لحفصة وأم سلمة والذي ردت علي أم سلمة فضحك رسول الله فلبث تسعا وعشرين ليلة ثم نزل .
(صحيح البخاري ج5/ص2197)
11- هن حولي يسألنني النفقة
عن جابر قال أقبل أبو بكر يستأذن على رسول الله والناس ببابه جلوس والنبي جالس فلم يؤذن له ثم أقبل عمر فاستأذن فلم يؤذن له ثم أذن لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما فدخلا والنبي جالس وحوله نساؤه وهو ساكت فقال عنه لأكلمن النبي لعله يضحك فقال عمر يا رسول الله لو رأيت ابنة زيد امرأة عمر سألتني النفقة آنفا فوجأت عنقها فضحك النبي حتى بدت نواجذه وقال هن حولي يسألنني النفقة فقام أبو بكر إلى عائشة ليضربها وقام عمر إلى حفصة كلاهما يقولان تسألان النبي ما ليس عنده فنهاهما رسول الله فقلن والله لا نسأل رسول الله بعد هذا المجلس ما ليس عنده.
(تفسير ابن كثير ج3/ص482)
12- ابن الذبيحين
حدثني عبد الله بن سعيد عن الصنابحي قال كنا عند معاوية بن أبي سفيان فذكروا الذبيح إسماعيل أو إسحاق فقال على الخبير سقطتم كنا عند رسول الله فجاءه رجل فقال يا رسول الله عد علي مما أفاء الله عليك يا بن الذبيحين فضحك رسول الله فقيل له يا أمير المؤمنين وما الذبيحان فقال إن عبد المطلب لما أمر بحفر زمزم نذر لله إن سهل الله له أمرها عليه ليذبحن أحد ولده قال فخرج السهم على عبد الله فمنعه أخواله وقالوا افد ابنك بمائة من الإبل ففداه بمائة من الإبل والثاني إسماعيل ( تفسير ابن كثير ج4/ص19)
13- فرس له جناحان
حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا يحيى بن أيوب حدثني عمارة بن غزية إن محمد بن إبراهيم حدثه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها قالت قدم رسول الله من غزوة تبوك أو خيبر وفي سهوتها ستر فهبت الريح فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة رضي الله عنها لعب فقال ماهذا يا عائشة قالت رضي الله عنها بناتي ورأى بينهن فرسا له جناحان من رقاع فقال ماهذا الذي أرى وسطهن قالت رضي الله عنها فرس قال رسول الله ما هذا الذي عليه قالت رضي الله عنها جناحان قال عليه وسلم فرس له جناحان قالت رضي الله عنها أما سمعت أن سليمان عليه الصلاة والسلام كانت له خيل لها أجنحة قالت رضي الله عنها فضحك حتى رأيت نواجذه (تفسير ابن كثير ج4/ص34)
14- والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة
عن عبد الله بن مسعود قال جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله فقال يا محمد إنا نجد أن الله عز وجل يجعل السماوات على أصبع و الأرضين على إصبع والشجر على إصبع والماء والثرى على أصبع وسائر الخلق على أصبع فيقول أنا الملك فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ثم قرأ رسول الله (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة ) .
(تفسير ابن كثير ج4/ص63)
15- ركوب الدابة
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: إن رسول الله أردفه على دابته فلما استوى عليها كبر رسول الله ثلاثا وحمد ثلاثا وسبح ثلاثا وهلل الله واحدة ثم استلقى عليه وضحك ثم أقبل عليه فقال: ما من امرئ مسلم يركب دابة فيصنع كما صنعت إلا أقبل الله عز وجل عليه فضحك إليه كما ضحكت إليك .
(تفسير ابن كثير ج4/ص125)
16- سبحان الذي سخر لنا هذا
عن المنهال بن عمرو عن علي بن ربيعة أنه كان ردفا لعلي فلما وضع رجله في الركاب قال بسم الله فلما استوى على ظهر الدابة قال الحمد لله ثلاثا والله أكبر ثلاثا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين الآية ثم قال لا إله إلا أنت سبحانك إني قد ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ثم مال إلى أحد شقيه فضحك فقلت يا أمير المؤمنين ما يضحكك قال أني كنت ردف النبي فصنع رسول الله كما صنعت فسألته كما سألتني فقال رسول الله إن الله ليعجب إلى العبد إذا قال لا إله إلا أنت أني قد ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت قال عبدي عرف أن له ربا يغفر ويعاقب(صحيح مسلم).
(المستدرك على الصحيحين ج2/ص108)
17- حكاية سواد بن قارب
عن البراء قال بينما عمر بن الخطاب يخطب الناس على منبر رسول الله إذ قال أيها الناس أفيكم سواد بن قارب قال: فلم يجبه أحد تلك السنة فلما كانت السنة المقبلة قال أيها الناس أفيكم سواد بن قارب قال :فقلت يا أمير المؤمنين وما سواد بن قارب قال: فقال له عمر رضي الله عنه إن سواد بن قارب كان بدء إسلامه شيئا عجيبا قال فبينما نحن كذلك إذ طلع سواد بن قارب قال فقال له عمر يا سواد حدثنا ببدء إسلامك كيف كان قال سواد فإني كنت نازلا بالهند وكان لي رئي من الجن قال فبينا أنا ذات ليلة نائم إذ جاءني في منامي ذلك قال قم فافهم واعقل إن كنت تعقل قد بعث رسول من لؤي بن غالب ثم أنشأ يقول :
عجبت للجن وتحساسها وشدها العيس بأحلاسها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى ما خير الجن كأنحاسها
فانهض إلى الصفوة من هاشم واسم بعينيك إلى رأسها
قال : ثم أنبهني فأفزعني وقال يا سواد بن قارب إن الله عز وجل بعث نبيا فانهض إليه تهتد وترشد فلما كان من الليلة الثانية أتاني فانبهني ثم أنشأ يقول :
عجبت للجن وتطلابها وشدها العيس بأقتابها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى ليس قداماها كأذنابها
فانهض إلى الصفوة من هاشم واسم بعينيك إلى قابها
فلما كان في الليلة الثالثة أتاني فأنبهني ثم قال:
عجبت للجن وتخبارها وشدها العيس بأكوارها
تهوى إلى مكة تبغي الهدى ليس ذوو الشر كأخيارها
فانهض إلى الصفوة من هاشم ما مؤمنو الجن ككفارها
قال: فلما سمعته تكرر ليلة بعد ليلة وقع في قلبي حب الإسلام من أمر رسول الله ما شاء الله قال فانطلقت إلى رحلي فشددته على راحلتي فما حللت تسعة ولا عقدت أخرى حتى أتيت رسول الله فإذا هو بالمدينة يعني مكة والناس عليه كعرف الفرس فلما رآني النبي قال مرحبا بك يا سواد بن قارب قد علمنا ما جاء بك قال قلت يا رسول الله قد قلت شعرا فاسمعه مني قال قل يا سواد فقلت :
أتاني رئي بعد ليل وهجعة ولم يك فيما قد بلوت بكاذب
ثلاث ليال قوله كل ليلة أتاك رسول من لؤي بن غالب
فشمرت عن ساقي الإزار ووسطت بي الدعلب الوجناء بين السباسب
فأشهد أن الله لا رب غيره وأنك مأمون على كل غائب
وأنك أدنى المرسلين وسيل إلى الله يا بن الأكرمين الأطايب
فمرنا بما يأتيك يا خير مرسل وإن كان فيما جاء شيب الذوائب
وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة سواك بمغن عن سواد بن قارب
قال فضحك النبي حتى بدت نواجذه وقال لي أفلحت يا سواد فقال له عمر هل يأتيك رئيك الآن فقال منذ قرأت القرآن لم يأتني ونعم العوض كتاب الله عز وجل من الجن. (تفسير ابن كثير ج4/ص169)
18- ألا تبايع يا سلمة
حدثنا عبد الملك بن عمرو حدثنا عكرمة بن عمار اليمامي عن إياس بن سلمة عن أبيه سلمة بن الأكوع قال قدمنا الحديبية مع رسول الله ونحن أربع عشرة مئة وعليها خمسون شاة لا ترويها فقعد رسول الله على جباها يعني الركى فإما دعا وإما بصق فيها فجاشت فسقينا واستقينا قال ثم إن رسول الله دعا إلى البيعة في أصل الشجرة فبايعته أول الناس ثم بايع وبايع حتى إذا كان في وسط الناس قال بايعني يا سلمة قال: قلت يا رسول الله قد بايعتك في أول الناس قال وأيضا قال ورآني رسول الله عزلا فأعطاني حجفة أو درقة ثم بايع حتى إذا كان في آخر الناس قال ألا تبايع يا سلمة قال: قلت يا رسول الله قد بايعتك في أول الناس وأوسطهم قال : وأيضا فبايعته الثالثة فقال رسول الله يا سلمة أين حجفتك أو درقتك التي أعطيتك قال قلت يا رسول الله لقيني عامر عزلا فأعطيتها إياه فضحك رسول الله ثم قال إنك كالذي قال الأول اللهم أبغني حبيبا هو أحب إلي من نفسي. (تفسير ابن كثير ج4/ص188)
19- بيعة النساء
وعن عبادة بن الصامت قال كنت فيمن حضر العقبة الأولى وكنا اثني عشر رجلا فبايعنا رسول الله على بيعة النساء- وذلك قبل أن يفرض الحرب- على أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف وقال فإن وفيتم فلكم الجنة رواه بن أبي حاتم وقد روى بن جرير من طريق العوفي عن بن عباس أن رسول الله أمر عمر بن الخطاب فقال :قل لهن أن رسول الله يبايعكن على أن لا تشركن بالله شيئا وكانت هند بنت عتبة بن ربيعة التي شقت بطن حمزة متنكرة في النساء فقالت إني إن أتكلم يعرفني وإن عرفني قتلني وإنما تنكرت فرقا من رسول الله فسكت النسوة اللاتي مع هند وأبين أن يتكلمن فقالت هند وهي متنكرة كيف تقبل من النساء شيئا لم تقبله من الرجال فنظر إليها رسول الله وقال لعمر قل لهن ولا يسرقن قالت هند والله إني لأصيب من أبي سفيان الهنات ما أدري أيحلهن لي أم لا قال أبو سفيان ما أصبت من شيء مضى أو قد بقي فهو لك حلال فضحك رسول الله وعرفها فدعاها فأخذت بيده فعاذت به فقال أنت هند قالت عفا الله عما سلف فصرف عنها رسول الله فقال ولا يزنين فقالت يا رسول الله وهل تزني امرأة حرة قال لا والله ما تزني الحرة قال ولا يقتلن أولادهن قالت هند أنت قتلتهم يوم بدر فأنت وهم أبصر قال ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن قال ولا يعصينك في معروف قال منعهن أن ينحن وكان أهل الجاهلية يمزقن الثياب ويخدشن الوجوه ويقطعن الشعور ويدعون بالويل والثبور . (تفسير ابن كثير ج4/ص354)
20- الخيط الأبيض من الخيط الأسود
حدثنا أبو كريب قال ثنا بن نمير وعبد الرحيم بن سليمان عن مجالد عن سعيد عن عامر عن عدي بن حاتم قال أتيت رسول الله فعلمني الإسلام ونعت لي الصلوات كيف أصلي كل صلاة لوقتها ثم قال إذا جاء رمضان فكل واشرب حتى يتبين لك الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتم الصيام إلى الليل ولم أدر ما هو ففتلت خيطين من أبيض وأسود فنظرت فيهما عند الفجر فرأيتهما سواء فأتيت رسول الله فقلت يا رسول الله كل شيء أوصيتني قد حفظت غير الخيط الأبيض من الخيط الأسود قال وما منعك يا بن حاتم وتبسم كأنه قد علم ما فعلت قلت فتلت خيطين من أبيض وأسود فنظرت فيهما من الليل فوجدتهما سواء فضحك رسول الله حتى رئي نواجذه ثم قال ألم أقل لك من الفجر إنما هو ضوء النهار وظلمة الليل.
(تفسير الطبري ج2/ص172)
21- إبليس يضع التراب على رأسه
وعن العباس بن مرداس السلمي قال :قال رسول الله دعوت الله يوم عرفة أن يغفر لأمتي ذنوبها فأجابني أن قد غفرت إلا ذنوبها بينها وبين خلقي فأعدت الدعاء يومئذ فلم أجب بشيء فلما كان غداة المزدلفة قلت يا رب إنك قادر أن تعوض هذا المظلوم من ظلامته وتغفر لهذا الظالم فأجابني أن قد غفرت قال فضحك رسول الله قال فقلنا يا رسول الله رأيناك تضحك في يوم لم تكن تضحك فيه قال ضحكت من عدو الله إبليس لما سمع بما سمع إذا هو يدعو بالويل والثبور ويضع التراب على رأسه .
(تفسير الطبري ج2/ص294)
22- آمنت بالله وكذبت البصر
وروى عن عكرمة قال كان ابن رواحة مضطجعا إلى جنب امرأته فقام إلى جارية له في ناحية الحجرة فوقع عليها وفزعت امرأته فلم تجده في مضجعه فقامت فخرجت فرأته على جاريته فرجعت إلى البيت فأخذت الشفرة ثم خرجت وفرغ فقام فلقيها تحمل الشفرة فقال مهيم قالت مهيم لو أدركتك حيث رأيتك لوجأت بين كتفيك بهذه الشفرة قال وأين رأيتني قالت رأيتك على الجارية فقال ما رأيتني وقد نهى رسول الله أن يقرأ أحدنا القرآن وهو جنب قالت فاقرأ وكانت لا تقرأ القرآن فقال أتانا رسول الله يتلو كتابه كما لاح مشهور من الفجر ساطع أتى بالهدى بعد العمى فقلوبنا به موقنات أن ما قال واقع يبيت يجافي جنبه عن فراشه إذا استثقلت بالمشركين المضاجع فقالت : آمنت بالله وكذبت البصر ثم غدا على رسول الله فأخبره فضحك حتى بدت نواجذه . (تفسير القرطبي ج5/ص209)
23- ثلاث من كن فيه فهو منافق
عن سعيد بن جبير عن بن عمر وبن عباس قالا أتينا رسول الله في أناس من أصحابه فقلنا يا رسول الله إنك قلت ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صام وصلى وزعم أنه مؤمن إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان ومن كانت فيه خصلة منهن ففيه ثلث النفاق فظننا أنا لم نسلم منهن أو من بعضهن ولم يسلم منهن كثير من الناس قال فضحك رسول الله وقال ما لكم ولهن إنما خصصت بهن المنافقين كما خصهم الله في كتابه أما قولي إذا حدث كذب فذلك قوله عز وجل إذا جاءك المنافقون الآية أفأنتم تفسير كذلك ؟ قلنا :لا قال: لا عليكم أنتم من ذلك براء وأما قولي إذا وعد أخلف فذلك فيما أنزل الله علي ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله الآيات الثلاث أفأنتم كذلك ؟ قلنا لا والله لو عاهدنا الله على شيء أوفينا به قال: لا عليكم أنتم من ذلك برآء وأما قولي إذا اؤتمن خان فذلك فيما أنزل الله علي إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال الآية فكل إنسان مؤتمن على دينه فالمؤمن يغتسل من الجنابة في السر والعلانية والمنافق لا يفعل ذلك إلا في العلانية أفأنتم كذلك ؟ قلنا لا قال لا عليكم أنتم من ذلك برآء. (تفسير القرطبي ج8/ص213)
24- أرم فداك أبي وأمي
عن جابر بن سمرة وقيل له أكنت تجالس النبي قال نعم كثيرا كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح أو الغداة حتى تطلع الشمس فإذا طلعت قام وكانوا يتحدثون ويأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويتبسم وفيه عن سعد قال كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين فقال له النبي أرم فداك أبي وأمي قال فنزعت له بسهم ليس فيه نصل فأصبت جنبه فسقط فانكشفت عورته فضحك رسول الله حتى نظرت إلى نواجذه فكان عليه السلام في أكثر أحواله يتبسم وكان أيضا يضحك في أحوال أخر ضحكا أعلى من التبسم وأقل من الاستغراق الذي تبدو فيه اللهوات وكان في النادر عند إفراط تعجبه ربما ضحك حتى بدت نواجذه .
(من تفسير القرطبي ج13/ص175)
25- رأيت بياض خلخالها
روى جماعة من الأئمة منهم بن ماجة والنسائي عن بن عباس أن رجلا ظاهر من امرأته فغشيها قبل أن يكفّر فأتى النبي فذكر ذلك له فقال ما حملك على ذلك فقال يا رسول الله رأيت بياض خلخالها في ضوء القمر فلم أملك نفسي أن وقعت عليها فضحك النبي وأمره ألا يقربها حتى يكفّر.
(تفسير القرطبي ج17/ص277)
26- يا رسول الله هلكت
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال بينما نحن جلوس عند النبي إذ جاءه رجل فقال يا رسول الله هلكت قال ما لك قال وقعت على امرأتي وأنا صائم فقال رسول الله هل تجد رقبة تعتقها قال لا قال فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين قال لا فقال فهل تجد إطعام ستين مسكينا قال لا قال فمكث النبي فبينا نحن على ذلك أتي النبي بعرق فيه تمر والعرق المكتل قال أين السائل فقال أنا قال خذ هذا فتصدق به فقال الرجل أعلى أفقر مني يا رسول الله فوالله ما بين لابتيها- يريد الحرتين- أهل بيت أفقر من أهل بيتي فضحك النبي حتى بدت أنيابه ثم قال أطعمه أهلك .
(صحيح البخاري ج2/ص684)
27- اضربوا لي معكم بسهم
عن أبي سعيد قال انطلق نفر من أصحاب النبي في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم فلُدِغ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء فقال بعضهم لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعله أن يكون عند بعضهم شيء فأتوهم فقالوا يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ وسعينا له بكل شيء لا ينفعه فهل عند أحد منكم من شيء فقال بعضهم نعم والله إني لأرقي ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا فصالحوهم على قطيع من الغنم فانطلق يتفل عليه ويقرأ الحمد لله رب العالمين فكأنما نشط من عقال فانطلق يمشي وما به قلبة قال :فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه فقال :بعضهم اقسموا فقال:الذي رقى لا تفعلوا حتى نأتي النبي فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا فقدموا على رسول الله فذكروا له فقال وما يدريك أنها رقية ثم قال قد أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم سهما فضحك رسول الله .
(صحيح البخاري ج2/ص795)
28- وأما نحن فلسنا بأصحاب زرع
عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة أن النبي كان يوما يحدث وعنده رجل من أهل البادية , أن رجلا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع فقال له: ألست فيما شئت قال :بلى ولكني أحب أن أزرع قال :فبذر فبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده فكان أمثال الجبال فيقول الله دونك يا بن آدم فإنه لا يشبعك شيء , فقال الأعرابي: والله لا تجده إلا قرشيا أو أنصاريا فإنهم أصحاب زرع وأما نحن فلسنا بأصحاب زرع فضحك النبي .
(صحيح البخاري ج2/ص826)
29- وفاء الدين ببركة الرسول
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال توفي أبي وعليه دين فعرضت على غرمائه أن يأخذوا التمر بما عليه فأبوا ولم يروا أن فيه وفاء فأتيت النبي فذكرت ذلك له فقال إذا جددته فوضعته في المربد آذنت رسول الله فجاء ومعه أبو بكر وعمر فجلس عليه ودعا بالبركة ثم قال ادع غرماءك فأوفهم فما تركت أحدا له على أبي دين إلا قضيته وفضل ثلاثة عشر وسقا سبعة عجوة وستة لون أو ستة عجوة وسبعة لون فوافيت مع رسول الله المغرب فذكرت ذلك له فضحك فقال ائت أبا بكر وعمر فأخبرهما فقالا لقد علمنا إذ صنع رسول الله ما صنع أن سيكون ذلك .
(صحيح البخاري ج2/ص964)
30- أدع الله أن يجعلني منهم
عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري قال سمعت أنسا يقول دخل رسول الله على ابنه ملحان فاتكأ عندها ثم ضحك فقالت لم تضحك يا رسول الله فقال ناس من أمتي يركبون البحر الأخضر في سبيل الله مثلهم مثل الملوك على الأسرة فقالت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال اللهم اجعلها منهم ثم عاد فضحك فقالت له مثل أو مم ذلك فقال لها مثل ذلك فقالت ادع الله أن يجعلني منهم قال أنت من الأولين ولست من الآخرين قال قال أنس فتزوجت عبادة بن الصامت فركبت البحر مع بنت قرظه فلما قفلت ركبت دابتها فوقصت بها فسقطت عنها فماتت .
(صحيح البخاري ج3/ص1055)
31- غلظ الأعرابي وحلم الرسول
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا مالك عن إسحاق بن عبد الله عن أنس بن مالك قال كنت أمشي مع النبي وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجذبه جذبه شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق النبي قد أثرت به حاشية الرداء من شدة جذبته ثم قال مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء.
( صحيح البخاري ج3/ص1148)
32- إنا قافلون غدا إن شاء الله
عن عبد الله بن عمر قال: لما حاصر رسول الله الطائف فلم ينل منهم شيئا قال: إنا قافلون إن شاء الله فثقل عليهم وقالوا :نذهب ولا نفتحه وقال مرة نقفل فقال: اغدوا على القتال فغدوا فأصابهم جراح فقال: إنا قافلون غدا إن شاء الله فأعجبهم فضحك النبي وقال سفيان مرة فتبسم.
(صحيح البخاري ج4/ص1572)
33- استسقاء النبي
عن قتادة عن أنس أن رجلا جاء إلى النبي يوم الجمعة وهو يخطب بالمدينة فقال قحط المطر فاستسق ربك فنظر إلى السماء وما نرى من سحاب فاستسقى فنشأ السحاب بعضه إلى بعض ثم مطروا حتى سألت مثاعب المدينة فما زالت إلى الجمعة المقبلة ما تقلع ثم قام ذلك الرجل أو غيره والنبي يخطب فقال غرقنا فادع ربك يحبسها عنا فضحك ثم قال اللهم حوالينا ولا علينا مرتين أو ثلاثا فجعل السحاب يتصدع عن المدينة يمينا وشمالا يمطر ما حوالينا ولا يمطر منها شيء يريهم الله كرامة نبيه وإجابة دعوته.
( صحيح البخاري ج5/ص2261)
34- أرضعيه
حدثنا عمرو الناقد وبن أبي عمر قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاءت سهلة بنت سهيل إلى النبي فقالت يا رسول الله إني أري في وجه أبي حذيفة من دخول سالم وهو حليفه فقال النبي ارضعيه قالت وكيف أرضعه وهو رجل كبير فتبسم رسول الله وقال قد علمت أنه رجل كبير زاد عمرو في حديثه وكان قد شهد بدرا وفي رواية بن أبي عمر فضحك رسول الله . (صحيح مسلم ج2/ص1076)
- وعن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت :جاءت سهلة بنت سهيل بن عمرو إلى رسول الله فقالت :إني أرى في وجه أبي حذيفة من دخول سالم علي قال: أرضعيه قالت :وهو رجل كبير فضحك وقال: ألست أعلم أنه رجل كبير قالت: فأتته بعد وقالت ما رأيت في وجه أبي حذيفة بعد شيئا أكرهه . فقد رواه عروة بن الزبير عن عائشة وقال في الحديث فقال: رسول الله أرضعيه فأرضعته خمس رضعات وكان بمنزلة ولدها من الرضاعة فبذلك كانت عائشة تقول وأبت أم سلمة وسائر أزواج النبي أن يدخلن عليهن الناس بتلك الرضاعة حتى يرضعهن في المهد وقلن لعائشة والله ما ندري لعلها رخصة لسالم .
( السنن الصغرى للبيهقي (نسخة الأعظمي) ج6/ص514)
35- بايع يا سلمة
حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي وهذا حديثه أخبرنا أبو علي الحنفي عبيد الله بن عبد المجيد حدثنا عكرمة وهو بن عمار حدثني إياس بن سلمة حدثني أبي قال قدمنا الحديبية مع رسول الله ونحن أربع عشرة مائة وعليها خمسون شاة لا ترويها قال فقعد رسول الله على جبا الركية فإما دعا وإما بصق فيها قال فجاشت فسقينا واستقينا قال ثم إن رسول الله دعانا للبيعة في أصل الشجرة قال فبايعته أول الناس ثم بايع وبايع حتى إذا كان في وسط من الناس قال بايع يا سلمة قال: قلت قد بايعتك يا رسول الله في أول الناس قال وأيضا قال: ورآني رسول الله عزلا يعني ليس معه سلاح قال فأعطاني رسول الله حجفة أو درقة ثم بايع حتى إذا كان في آخر الناس قال ألا تبايعني يا سلمة قال: قلت قد بايعتك يا رسول الله في أول الناس وفي أوسط الناس قال وأيضا قال فبايعته الثالثة ثم قال لي يا سلمة أين حجفتك أو درقتك التي أعطيتك قال قلت يا رسول الله لقيني عمي عامر عزلا فأعطيته إياها قال فضحك رسول الله وقال: إنك كالذي قال الأول اللهم أبغني حبيبا هو أحب إلي من نفسي . (صحيح مسلم ج3/ص1433)
36- سلمة بن الأكوع
قلت أنا سلمة بن الأكوع والذي كرم وجه محمد لا أطلب رجلا منكم إلا أدركته ولا يطلبني رجل منكم فيدركني قال: أحدهم أنا أظن قال فرجعوا فما برحت مكاني حتى رأيت فوارس رسول الله يتخللون الشجر قال: فإذا أولهم الأخرم الأسدي على إثره أبو قتادة الأنصاري وعلى إثره المقداد بن الأسود الكندي قال: فأخذت بعنان الأخرم قال :فولوا مدبرين قلت: يا أخرم أحذرهم لا يقتطعوك حتى يلحق رسول الله وأصحابه قال: يا سلمة إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر وتعلم أن الجنة حق والنار حق فلا تحل بيني وبين الشهادة قال فخليته فالتقى هو وعبد الرحمن قال فعقر بعبد الرحمن فرسه وطعنه عبد الرحمن فقتله وتحول على فرسه ولحق أبو قتادة فارس رسول الله بعبد الرحمن فطعنه فقتله فو الذي كرم وجه محمد لتبعتهم أعدو على رجلي حتى ما أرى ورائي من أصحاب محمد ولا غبارهم شيئا حتى يعدلوا قبل غروب الشمس إلى شعب فيه ماء يقال له ذا قرد ليشربوا منه وهم عطاش قال فنظروا إلى أعدو وراءهم فخليتهم عنه يعني أجليتهم عنه فما ذاقوا منه قطرة قال ويخرجون فيشتدون في ثنية قال فأعدو فألحق رجلا منهم فأصكه بسهم في نغض كتفه قال قلت:
خذها وأنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع
قال :يا ثكلته أمه أكوعه بكرة قال: قلت نعم يا عدو نفسه أكوعك بكرة قال: وأردوا فرسين على ثنية قال: فجئت بهما أسوقهما إلى رسول الله قال ولحقني عامر بسطيحة فيها مذقة من لبن وسطيحة فيها ماء فتوضأت وشربت ثم أتيت رسول الله وهو على الماء الذي كلأتهم عنه فإذا رسول الله قد أخذ تلك الإبل وكل شيء استنقذته من المشركين وكل رمح وبردة وإذا بلال نحر ناقة من الإبل الذي استنقذت من القوم وإذا هو يشوي لرسول الله من كبدها وسنامها قال قلت يا رسول الله خلني فأنتخب من القوم مائة رجل فأتبع القوم فلا يبقى منهم مخبر إلا قتلته قال: فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه في ضوء النار فقال يا سلمة أتراك كنت فاعلا قلت نعم والذي أكرمك فقال إنهم الآن ليقرون في أرض غطفان قال فجاء رجل من غطفان فقال: نحر لهم فلان جزورا فلما كشفوا جلدها رأوا غبارا فقالوا أتاكم القوم فخرجوا هاربين فلما أصبحنا قال:رسول الله كان خير فرساننا اليوم أبو قتادة وخير رجالتنا سلمة قال: ثم أعطاني رسول الله سهمين سهم الفارس وسهم الراجل فجمعهما لي جميعا ثم أردفني رسول الله وراءه على العضباء راجعين إلى المدينة قال فبينما نحن نسير قال وكان رجل من الأنصار لا يسبق شدا قال فجعل يقول ألا مسابق إلى المدينة هل من مسابق فجعل يعيد ذلك قال فلما سمعت كلامه قلت أما تكرم كريما ولا تهاب شريفا قال لا إلا أن يكون رسول الله قال :قلت يا رسول الله بأبي وأمي ذرني فلأسابق الرجل قال إن شئت قال: قلت اذهب إليك وثنيت رجلي فطفرت فعدوت قال: فربطت عليه شرفا أو شرفين أستبقي نفسي ثم عدوت في إثره حتى ألحقه. (صحيح مسلم ج3/ص1437)
37- رأيت كأن رأسي قطع
حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال جاء رجل إلى النبي فقال يا رسول الله رأيت في المنام كأن رأسي قطع قال: فضحك النبي وقال إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يحدث به الناس . (صحيح مسلم ج4/ص1777)
38- فداك أبي وأمي
حدثنا محمد بن عباد حدثنا حاتم يعنى بن إسماعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد عن أبيه أن النبي جمع لسعد بن أبي وقاص أبويه يوم أحد قال: كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين فقال له النبي ارم فداك أبي وأمي قال فنزعت له بسهم ليس فيه نصل فأصبت جنبه فسقط فانكشفت عورته فضحك رسول الله حتى نظرت إلى نواجذه.
(صحيح مسلم ج4/ص1876)
39- لا كبر سنك
حدثني زهير بن حرب وأبو مغن الرقاشي واللفظ لزهير قالا حدثنا عمر بن يونس حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا إسحاق بن أبي طلحة حدثني أنس بن مالك قال كانت عند أم سليم يتيمة وهي أم أنس فرأى رسول الله اليتيمة فقال آنت هيه لقد كبرت لا كبر سنك فرجعت اليتيمة إلى أم سليم تبكي فقالت أم سليم ما لك يا بنية قالت الجارية دعا على نبي الله أن لا يكبر سني فالآن لا يكبر سني أبدا أو قالت قرني فخرجت أم سليم مستعجلة تلوث خمارها حتى لقيت رسول الله فقال لها رسول الله ما لك يا أم سليم فقالت يا نبي الله أدعوت على يتيمتي قال وما ذاك يا أم سليم قالت زعمت أنك دعوت أن لا يكبر سنها ولا يكبر قرنها قال فضحك رسول الله ثم قال يا أم سليم أما تعلمين أن شرطي على ربي أنى اشترطت على ربي فقلت إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن تجعلها له طهورا وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم القيامة. (صحيح مسلم ج4/ص2009)
40- بسم الله في أوله وفي آخره
عن ابن صبح عن المثنى بن عبد الرحمن الخزاعي عن عمه أمية بن مخشي وكان قد صحب النبي قال كان رجل يأكل والنبي جالس فلم يسم فجعل الشيطان يأكل معه فلما لم يبق من طعامه إلا لقمة قال بسم الله في أوله وفي آخره قال فضحك النبي فقال إن هذا لم يزل الشيطان يأكل معه فلما ذكر الله استقاء الشيطان ما في بطنه.
(الأحاديث المختارة ج4/ص342)
41- أمضغ من الجانب الآخر
قال ثنا ابن المبارك قال حدثني عبدا لحميد بن يزيد بن صيفي بن صهيب عن أبيه عن جده عن صهيب قال أتيت النبي وبين يديه تمر يأكل فقال أصب من هذا الطعام فجعلت آكل من التمر فقال: تأكل من التمر وأنت رمد فقلت إنما أمضغ من الجانب الآخر فضحك رسول الله .
(الأحاديث المختارة ج8/ص68)
42- عمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي
عن ابن عباس قال أراد رسول الله الحج فقالت امرأة لزوجها احججني مع رسول الله فقال ما عندي ما أحجك به عليه قالت أحججني على جملك فلان فقال ذاك حبيس في سبيل الله قالت أحججني على ناضحك قال ذاك نعتقبه أنا وأنت قالت فبع ثمرتك قال ذاك قوتي وقوتك فلما قدم رسول الله أرسلت زوجها إليه فقالت أقرءه السلام ورحمة الله وسله ما يعدل حجة معك فأتى رسول الله فقال يا رسول الله امرأتي تقرأ عليك السلام ورحمة الله وأنها كانت سألتني الحج معك فقلت ما عندي ما أحجك عليه فقالت أحجني على جملك فلان فقلت ذاك حبيس في سبيل الله قال أما أنك لو أحججتها عليه كانت في سبيل الله قالت فأحجني على ناضحك قلت ذاك نعتقبه أنا وأنت قالت فبع ثمرتك قلت ذاك قوتي وقوتك فضحك رسول الله من حرصها على الحج قال فإنها أمرتني أن أسألك ما يجزئ حجة معك فقال رسول الله أقرءها السلام ورحمة الله وأخبرها أنه تعدل حجة معي عمرة في رمضان (رواه أبو داود) .
(الأحاديث المختارة ج9/ص513)
43- إن الله لم يبعث نبيا إلا أعطاه دعوة
عن عبد الرحمن بن علقمة الثقفي عن عبد الرحمن بن أبي عقيل الثقفي قال قدمت على رسول الله في وفد ثقيف فعلقنا طريقا من طرق المدينة حتى أنخنا بالباب وما في الناس رجل أبغض إلينا من رجل نلج عليه منه فدخلنا وسلمنا وبايعنا فما خرجنا من عنده حتى ما في الناس رجل أحب إلينا من رجل خرجنا من عنده فقلت يا رسول الله ألا سألت ربك ملكا كملك سليمان فضحك وقال لعل لصاحبكم عند الله أفضل من ملك سليمان إن الله لم يبعث نبيا إلا أعطاه دعوة فمنهم من اتخذ بها دنيا فأعطيها ومنهم من دعا بها على قومه فأهلكوا بها وإن الله أعطاني دعوة فاختبأتها عند ربي شفاعة لأمتي يوم القيامة .
(المستدرك على الصحيحين ج1/ص138)
44- والله لا يفيء الله على أسد من أسده
عن أنس بن مالك أن هوازن جاءت يوم حنين بالنساء والصبيان والإبل والغنم فصفوهم صفوفا ليكثروا على رسول الله فالتقى المسلمون والمشركون فولى المسلمون مدبرين كما قال الله تعالى فقال رسول الله أنا عبد الله ورسوله وقال يا معشر الأنصار أنا عبد الله ورسوله فهزم الله المشركين ولم يطعن برمح ولم يضرب بسيف فقال النبي يومئذ من قتل كافرا فله سلبه فقتل أبو قتادة يومئذ عشرين رجلا وأخذ أسلابهم فقال أبو قتادة يا رسول الله ضربت رجلا على حبل العاتق وعليه درع له فأعجلت عنه أن آخذ سلبه فانظر من هو يا رسول الله فقال رجل يا رسول الله أنا أخذتها فأرضه منها فأعطنيها فسكت النبي وكان لا يُسئل شيئا إلا أعطاه أو سكت فقال عمر لا والله لا يفيء الله على أسد من أسده و يعطيكها فضحك رسول الله .
( المستدرك على الصحيحين ج2/ص142)
45- بركة رسول الله
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا أحمد بن عيسى اللخمي حدثنا عمرو بن أبي سلمة عن الأوزاعي قال حدثني المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي قال حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري حدثني أبي قال كنا مع رسول الله في غزوة فأصاب الناس مخمصة فاستأذن الناس رسول الله في نحر بعض ظهورهم وقالوا يبلغنا الله بهم فلما رأى عمر بن الخطاب رسول الله قد هم بأن يأذن لهم في نحر بعض ظهورهم قال يا رسول الله كيف بنا إذا نحن لقينا العدو غدا جياعا رجالا ولكن إن رأيت يا رسول الله أن تدعو الناس ببقايا أزوادهم فجعل الناس يجيئون بالحفنة من الطعام وفوق ذلك فكان أعلاهم من جاء بصاع من تمر فجمعها ثم قام فدعا بما شاء الله أن يدعو ثم دعا الجيش بأوعيتهم ثم أمرهم أن يجيشوا ما بقي من الجيش فما تركوا وعاء إلا ملئوه وبقي مثله فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أني رسول الله لا يلقى الله عبد مؤمن بها إلا حجب عن النار. (المستدرك على الصحيحين ج2/ص675)
46- أبو أيوب على باب النبي
أنبأ خالد الحذاء عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة قال لما دخل رسول الله بصفية بات أبو أيوب على باب النبي فلما أصبح فرأى رسول الله كبر ومع أبي أيوب السيف فقال يا رسول الله كانت جارية حديثة عهد بعرس وكنت قتلت أباها وأخاها وزوجها فلم آمنها عليك فضحك رسول الله وقال له خيرا . ( المستدرك على الصحيحين ج4/ص30)
47- أما إنك لا يفجع بطنك بعده أبدا
عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن أم أيمن رضي الله عنها قالت قام النبي من الليل إلي فخارة من جانب البيت فبال فيها فقمت من الليل وأنا عطشى فشربت ما في الفخارة وأنا لا أشعر فلما أصبح النبي قال يا أم أيمن قومي إلى تلك الفخارة فأهريقي ما فيها قلت قد والله شربت ما فيها قال فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه ثم قال أما إنك لا يفجع بطنك بعده أبدا .
(المستدرك على الصحيحين ج4/ص70)
48- حد شرب الخمر
أخبرني محمد بن علي بن ركانة أخبرني عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله لم يوقت في الخمر حدا قال بن عباس: شرب رجل فسكر فثمل في الفج فانطلقنا به إلى النبي فلما حاذى بدار العباس انفلت فدخل على العباس فالتزمه فذكر ذلك للنبي فضحك وقال أفعلها ولم يأمر فيه بشيء .
(المستدرك على الصحيحين ج4/ص415)
49- مفاتيح الغيب
عن عبد الله بن حاجب بن عامر عن أبيه عن عمه لقيط بن عامر أنه خرج وافدا إلى النبي ومعه نهيك بن عاصم بن مالك بن المنتفق قال فقدمنا المدينة لانسلاخ رجب فصلينا معه صلاة الغداة فقام رسول الله في الناس خطيبا فقال يا أيها الناس أني قد خبأت لكم صوتي منذ أربعة أيام لأسمعكم فهل من امرئ بعثه قومه ؟ قالوا أعلم لنا ما يقول رسول الله ثم لعله أن يلهيه حديث نفسه أو حديث صاحبه أو يلهيه الضلال ألا أني مسؤول هل بلغت ألا فأسمعوا تعيشوا ألا فأسمعوا تعيشوا ألا اجلسوا فجلس الناس وقمت أنا وصاحبي حتى إذا فرغ لنا فؤاده وبصره قلت يا رسول الله أني أسألك عن حاجتي فلا تعجلن علي قال سل عما شئت قلت يا رسول الله هل عندك من علم الغيب فضحك لعمر الله وهز رأسه وعلم أني أبتغي بسقطة فقال ضن ربك بمفاتيح خمس من الغيب لا يعلمهن إلا الله وأشار بيده فقلت وما هن يا رسول الله قال علم المنية قد علم متى منية أحدكم ولا تعلمونه وعلم يوم الغيث يشرف عليكم آزلين مشفقين فظل يضحك وقد علم أن فرجكم قريب قال لقيط قلت يا رسول الله لن نعدم من رب يضحك خيرا وعلم ما في غد وقد علم ما أنت طاعم في غد ولا تعلمه وعلم يوم الساعة قال وأحسبه ذكر ما في الأرحام .
( المستدرك على الصحيحين ج4/ص605)
50- ماذا فعل النبي مع الأعرابي الذي بال في المسجد
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال دخل أعرابي على رسول الله المسجد وهو جالس فقال اللهم اغفر لي ولمحمد ولا تغفر لأحد معنا قال فضحك رسول الله ثم قال لقد احتظرت واسعا ثم ولى الأعرابي حتى إذا كان في ناحية المسجد فحج ليبول فقال الأعرابي بعد أن فقه في الإسلام فقام إلي رسول الله فلم يؤنبني ولم يسبني وقال إنما بني هذا المسجد لذكر الله والصلاة وإنه لا يبال فيه ثم دعا بسجل من ماء فأفرغه عليه . (صحيح ابن حبان ج3/ص265)
51- يوم وفاة النبي
أخبرنا معمر ويونس عن الزهري قال وأخبرني أنس بن مالك إن المسلمين بينا هم في صلاة الفجر يوم الاثنين وأبو بكر يصلي بهم لم يفجأهم إلا رسول الله وقد كشف ستر حجرة عائشة فنظر إليهم وهم صفوف في صلاتهم ثم تبسم فضحك فنكص أبو بكر على عقبه ليصل الصف وظن أن رسول الله يريد أن يخرج إلى الصلاة قال أنس وهم المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم فرحا برسول الله حين رأوه فأشار إليهم رسول الله أن اقضوا صلاتكم ثم دخل الحجرة وأرخى الستر بينه وبينهم وتوفي ذلك اليوم. (صحيح ابن حبان ج14/ص587)
52- ما لقيك الشيطان سالكا فجاً إلا سلك فجاً غير فجك
عن الزهري عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أنه قال دخل عمر بن الخطاب علي رسول الله وعنده نسوة من قريش يسلنه ويستكثرنه رافعات أصواتهن فلما سمعن صوت عمر انقمعن وسكتن فضحك رسول الله فقال عمر : يا عديات أنفسهن تهبنني ولا تهبن رسول الله فقال رسول الله يا عمر ما لقيك الشيطان سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك .
(صحيح ابن حبان ج15/ص316)
53- حتى يذوق عسيلتك وتذوقي عسيلته
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن راهويه قال أنبأنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت جاءت امرأة رفاعة إلى رسول الله فقالت إن رفاعة طلقني فأبت طلاقي وإني تزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير وما معه إلا مثل هدية الثوب فضحك رسول الله وقال لعلك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة , لا ,حتى يذوق عسيلتك وتذوقي عسيلته . (سنن النسائي الكبرى ج3/ص323)
54- عرق الرسول
أخبرنا محمد بن معمر قال حدثنا محمد بن عمر بن أبي الوزير أبو مطرف قال حدثنا محمد بن موسى عن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أن النبي اضطجع على نطع فعرق فقامت أم سليم إلى عرقه فنشفته فجعلته في قارورة فرآها النبي قال ما هذا الذي تصنعين يا أم سليم قالت أجعل عرقك في طيبي فضحك النبي .
(سنن النسائي الكبرى ج5/ص506)
55- لعن الله اليهود
عن ابن عباس قال رأيت رسول الله جالسا عند الركن قال فرفع بصره إلى السماء فضحك فقال لعن الله اليهود ثلاثا إن الله حرم عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها وإن الله إذا حرم على قوم أكل شيء حرم عليهم ثمنه .
( سنن أبي داود ج3/ص280)
56- لماذا يحثو إبليس التراب على رأسه
حدثنا أيوب بن محمد الهاشمي ثنا عبد القاهر بن السري السلمي ثنا عبد الله بن كنانة بن عباس بن مرداس السلمي أن أباه أخبره عن أبيه أن النبي دعا لأمته عشية عرفة بالمغفرة فأجيب إني قد غفرت لهم ما خلا الظالم فإني آخذ للمظلوم منه قال أي رب إن شئت أعطيت المظلوم من الجنة وغفرت للظالم فلم يجب عشيته فلما أصبح بالمزدلفة أعاد الدعاء فأجيب إلى ما سأل قال فضحك رسول الله أو قال تبسم فقال له أبو بكر وعمر بأبي أنت وأمي إن هذه لساعة ما كنت تضحك فيها فما الذي أضحكك أضحك الله سنك قال إن عدو الله إبليس لما علم أن الله عز وجل قد استجاب دعائي وغفر لأمتي أخذ التراب فجعل يحثوه على رأسه ويدعو بالويل والثبور فأضحكني ما رأيت من جزعه. ( سنن ابن ماجه ج2/ص1002)
57- مزح الصحابي سويبط بن حرملة مع نعيمان رضي الله عنهما
عن عبد الله بن وهب بن زمعة عن أم سلمة قالت خرج أبو بكر في تجارة إلى بصرى قبل موت النبي بعام ومعه نعيمان وسويبط بن حرملة وكانا شهدا بدرا وكان نعيمان على الزاد وكان سويبط رجلا مزاحا فقال لنعيمان أطعمني قال حتى يجيء أبو بكر قال فلأغيظنك قال فمروا بقوم فقال لهم سويبط تشترون مني عبدا لي قالوا نعم قال إنه عبد له كلام وهو قائل لكم إني حر فإن كنتم إذا قال لكم هذه المقالة تركتموه فلا تفسدوا علي عبدي قالوا لا بل نشتريه منك فاشتروه منه بعشر قلائص ثم أتوه فوضعوا في عنقه عمامة أو حبلا فقال نعيمان إن هذا يستهزئ بكم وإني حر لست بعبد فقالوا قد أخبرنا خبرك فانطلقوا به فجاء أبو بكر فأخبروه بذلك قال فاتبع القوم ورد عليهم القلائص وأخذ نعيمان قال فلما قدموا على النبي وأخبروه قال فضحك النبي وأصحابه منه حولا. ( سنن ابن ماجه ج2/ص1225)
58- الملاك ميكائيل يضحك للرسول
عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كنا نصلي مع رسول الله في غزوة إذ تبسم في صلاته فلما قضى صلاته قلنا يا رسول الله رأيناك تبسمت قال مر بي ميكائيل وعلى جناحه أثر غبار وهو راجع من طلب القوم فضحك إلي فتبسمت إليه.
(سنن البيهقي الكبرى ج2/ص252)
59- يوم يؤخذ للمظلوم من الظالم
عن محارب عن بن بريدة عن أبيه قال لما قدم جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة لقيه النبي فقال أخبرني بأعجب شيء رأيته بأرض الحبشة قال مرت امرأة على رأسها مكتل فيه طعام فمر بها رجل على فرس فأصابها فرمى به فجعلت أنظر إليها وهي تعيده في مكتلها وهي تقول ويل لك يوم يضع الملك كرسيه فيأخذ للمظلوم من الظالم فضحك النبي حتى بدت نواجذه فقال كيف تقدس أمة لا تأخذ لضعيفها من شديدها حقه وهو غير متعتع.
(سنن البيهقي الكبرى ج6/ص95)
60- شَرِبَ دم النبي
أخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار وإبراهيم بن أسباط قالا ثنا سريج بن يونس ثنا بن أبي فديك ثنا برية بن عمر بن سفينة عن جده قال احتجم النبي ثم قال لي خذ هذا الدم فادفنه من الدواب والطير أو قال الناس والدواب شك بن أبي فديك قال فتغيبت به فشربته قال ثم سألني فأخبرته أني شربته فضحك .
(سنن البيهقي الكبرى ج7/ص67)
61- الدجال
حدثنا محمد بن بشار حدثنا معاذ بن هشام حدثنا أبي عن قتادة عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس أن نبي الله صعد المنبر فضحك فقال إن تميما الداري حدثني بحديث ففرحت فأحببت أن أحدثكم حدثني أن ناسا من أهل فلسطين ركبوا سفينة في البحر فجالت بهم حتى قذفتهم في جزيرة من جزائر البحر فإذا هم بدابة لباسه ناشرة شعرها فقالوا ما أنت قالت أنا الجساسة قالوا فأخبرينا قالت لا أخبركم ولا استخبركم ولكن ائتوا أقصى القرية فإن ثم من يخبركم ويستخبركم فأتينا أقصى القرية فإذا رجل موثق بسلسلة فقال أخبروني عن عين زغر قلنا ملأى تدفق قال أخبروني عن البحيرة قلنا ملأى تدفق قال أخبروني عن نخل بيسان الذي بين الأردن وفلسطين هل أطعم قلنا نعم قال أخبروني عن النبي هل بعث قلنا نعم قال أخبروني كيف الناس إليه قلنا سراع قال فنز نزوة حتى كاد قلنا فما أنت قال إنه الدجال وإنه يدخل الأمصار كلها إلا طيبة وطيبة المدينة . (سنن الترمذي ج4/ص521)
62- لئن صدق ليدخلن الجنة
أخبرنا محمد بن يزيد ثنا بن فضيل ثنا عطاء بن السائب عن سالم بن أبي الجعد عن بن عباس قال جاء أعرابي إلى النبي فقال السلام عليك يا غلام بني عبد المطلب فقال عليك وقال إني رجل من أخوالك من بني سعد بن بكر وأنا رسول قومي إليك ووافدهم وأني سائلك فمشدد مسألتي إليك ومناشدك فمشدد مناشدتي إياك قال خذ عنك يا أخا بني سعد قال: من خلقك وخلق من قبلك ومن هو خالق من بعدك قال: الله قال: فنشدتك بذلك أهو أرسلك قال :نعم قال من خلق السماوات السبع والأرضين السبع وأجرى بينهن الرزق قال: الله قال فنشدتك بذلك هو أرسلك قال: نعم قال: إنا وجدنا في كتابك وأمرتنا رسلك أن نصلي في اليوم والليلة خمس صلوات لمواقيتها فنشدتك بذلك أهو أمرك قال: نعم قال: فإنا وجدنا في كتابك وأمرتنا رسلك أن نأخذ من حواشي أموالنا فنردها على فقرائنا فنشدتك بذلك أهو أمرك بذلك قال: نعم ثم قال أما الخامسة فلست بسائلك عنها ولا أرب لي فيها ثم قال: أما والذي بعثك بالحق لأعملن بها ومن أطاعني من قومي ثم رجع فضحك النبي حتى بدت نواجذه ثم قال والذي نفسي بيده لئن صدق ليدخلن الجنة.
(سنن الدارمي ج1/ص172)
63- هل نتوضأ من ماء شربت منه امرأة حائض
حدثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن كثير بن شنظير عن الحسن انه سئل عن امرأة حائض شربت من ماء أيتوضأ به فضحك وقال نعم.
(سنن الدارمي ج1/ص265)
64- من أراد الله به خيرا أبقى في قلبه لا إله إلا الله
قال عبد الله بن عمر خرج النبي وهو معصوب الرأس من وجع فضحك فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس ما هذه الكتب التي تكتبون أكتاب غير كتاب الله يوشك أن يغضب الله لكتابه فلا يدع ورقا ولا قلبا إلا أخذ منه قالوا يا رسول الله فكيف بالمؤمنين والمؤمنات يومئذ قال من أراد الله به خيرا أبقى في قلبه لا إله إلا الله .
(تفسير القرطبي ج10/ص326)
65- رأيت في المنام
أخبرنا محمد بن المثنى قال حدثنا أبو أحمد الزبيري قال حدثنا عمر بن سعيد عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى النبي فقال رأيت رأسي في المنام ضرب فرأيته يتدهده فضحك وقال يعمد الشيطان إلى أحدكم فيتهوله ثم يغدو ويخبر به الناس.
(سنن النسائي الكبرى ج6/ص227)
66- أنفست ؟
حدثنا أحمد قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال أخبرنا سالم بن نوح عن عمر بن عامر عن قتادة عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة قالت بينما أنا مع رسول الله في الخميلة إذ حضت فانسللت آخذ ثياب حيضتي فضحك رسول الله وقال: أنفست قلت :نعم قالت :وكان النبي يقبل وهو صائم ويغتسلان من إناء واحد .
(المعجم الأوسط ج2/ص195)
67- اكتبوا لعبدي عمله الذي كان يعمل في يومه وليلته
حدثنا يحيى بن أبي الحجاج البصري عن محمد بن أبي حميد عن عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن أبيه عن جده قال قال رسول الله عجب للمؤمن وجزعه من السقم ولو يعلم ما له في السقم أحب أن يكون سقيما الدهر ثم إن رسول الله رفع رأسه إلى السماء فضحك فقيل يا رسول الله مم رفعت رأسك إلى السماء فضحكت فقال رسول الله عجبت من ملكين كانا يلتمسان عبدا في مصلى كان فيه ولم يجداه فرجعا فقالا يا ربنا عبدك فلان كنا نكتب له في يومه وليلته عمله الذي كان يعمل فوجدناه قد حبسته في حبالك فقال الله تبارك وتعالى اكتبوا لعبدي عمله الذي كان يعمل في يومه وليلته ولا تنقصوا منه شيئا وعلي أجر ما حبسته وله أجر ما كان يعمل .
(المعجم الأوسط ج3/ص14)
68- الشاتان
عن أبي ذر أن رسول الله كان جالسا وشاتان تعتلفان فنطحت إحداهما الأخرى فأجهضتها فضحك رسول الله فقيل له ما يضحكك فقال عجبت لها والذي نفسي بيده ليقادن لها يوم القيامة .
(المعجم الأوسط ج6/ص173)
69- الخمر حرام شراؤها وثمنها
حدثنا أحمد بن زهير التستري ثنا زيد بن أخزم ثنا أبو بكر الحنفي ثنا عبد الحميد بن جعفر حدثني شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن تميم الداري إنه كان يهدي إلى النبي كل عام راوية خمر فلما كان عام حرمت أهدي له راوية فضحك النبي فقال إنها قد حرمت قال فأبيعها قال إنه حرام شراؤها وثمنها.
( المعجم الكبير ج2/ص57)
70- كيف وجدت الإمارة
حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو كريب ثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن عطاء بن السائب عن مالك بن الحارث عن رجل قال الحضرمي في كتاب أبي كريب عن حميد قال عن رجل فقال استعمل النبيرجلا على سرية فلما مضى ورجع إليه قال له كيف وجدت الإمارة فقال كنت كبعض القوم كنت إذا ركبت ركبوا وإذا نزلت نزلوا فقال رسول الله إن صاحب السلطان على باب عنت إلا من عصم الله عز وجل فقال الرجل والله لا أعمل لك ولا لغيرك أبدا فضحك النبي حتى بدت نواجذه.
(المعجم الكبير ج4/ص47)
71- يساقون إلى الجنة وهم كارهون
حدثنا عبدان بن أحمد ثنا محمد بن عبد الله بن بزيع ثنا فضيل بن سليمان ثنا محمد بن يحيى الأسلمي عن العباس بن سهل عن أبيه سهل قال كنت مع النبي بالخندق فأخذ الكرزين فحفر به فصادف حجرا فضحك فقيل ما يضحكك يا رسول الله قال ضحكت من ناس يأتونكم من قبل المشرق ويساقون إلى الجنة وهم كارهون.
(المعجم الكبير ج6/ص128)
72- من جمعهن دخل الجنة
عن أبي أمامة أن رسول الله قال يوما لأصحابه هل أصبح منكم اليوم صائما فسكتوا فقال أبو بكر أنا يا رسول الله ثم قال هل عاد أحد منكم اليوم مريضا فسكتوا فقال أبو بكر أنا يا رسول الله ثم قال هل تصدق أحد منكم اليوم بصدقة فسكتوا فقال أبو بكر أنا يا رسول الله فضحك رسول الله حتى استعلى به الضحك ثم قال والذي نفسي بيده ما جمعهن في يوم واحد إلا مؤمن وإلا دخل بهن الجنة . ( المعجم الكبير ج8/ص204)
73- إن الحسنات يذهبن السيئات
حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا حجاج بن المنهال ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن بن عباس أن رجلا أتى عمر بن الخطاب فقال إن امرأة أتتني أبايعها فأدخلتها الدولج فضربت بيدي إليها وراودتها وصنعت بها كل شيء غير الجماع فقال له عمر ويحك لعلها مغيب قال: نعم قال ائت أبا بكر فسله فأتاه فقال له ما قال لعمر فقال: ويحك لعلها مغيب فأتى رسول الله فقال له مثل ما قال لأبي بكر وعمر فقال له رسول الله ويحك لعلها مغيب في سبيل الله قال أجل فسكت رسول الله ونزل القرآن (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ) إلى آخر الآية فقال الرجل يا رسول الله لي خاصة أم للناس عامة فرفع عمر يده فضرب صدره فقال لا والله ولا كرامة ولكن للناس عامة فضحك رسول الله وقال صدق عمر. (المعجم الكبير ج12/ص215)
74- مبايعة أهل المدينة للرسول
حدثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني ثنا أبي ثنا بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير قال وكان أول من بايع رسول الله يوم العقبة أبو الهيثم بن التيهان وقال: يا رسول الله إن بيننا وبين الناس حبالا والحبال الحلف والمواثيق فلعلنا نقطعها ثم ترجع إلى قومك وقد قطعنا الحبال وحاربنا الناس قال فضحك رسول الله من قوله وقال الدم الدم الهدم الهدم فلما رضي أبو الهيثم بما رجع إليه رسول الله من قوله أقبل على قومه فقال يا قوم هذا رسول الله أشهد أنه لصادق وإنه اليوم في حرم الله وأمنه وبين ظهري قومه وعشيرته فاعلموا أنكم إن تخرجوه برتكم العرب عن قوس واحدة فإن كانت طابت أنفسكم بالقتال في سبيل الله وذهاب الأموال والأولاد فادعوه إلى أرضكم فإنه رسول الله حقا وإن خفتم خذلانا فمن الآن فقال عبد الله قبلنا عن الله وعن رسوله ما أعطانا وقد أعطيناك من أنفسنا الذي سألتنا يا رسول الله فخل بيننا يا أبا الهيثم وبين رسول الله فلنبايعه فقال أبو الهيثم أنا أول من بايع ثم تبايعوا كلهم وصاح الشيطان من رأس الجبل فقال يا معشر قريش هذه الخزرج والأوس تحالف محمدا على قتالكم ففزعوا عند ذلك وراعهم فقال رسول الله لا يرعكم هذا الصوت فإنما هو عدو الله إبليس ليس يسمعه أحد ممن تخافون وقام رسول الله فصرخ بالشيطان فقال يا بن أرب هذا عملك فسأفرغ لك
(المعجم الكبير ج19/ص250)
75- ابني والله حقا
حدثنا محمد بن العباس الأخرم الأصبهاني ثنا عبيد الله بن الحجاج بن المنهال حدثني أبي عن يزيد بن إبراهيم عن صدقة بن أبي عمران عن إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال انطلقت أنا وأبي قبل رسول الله فلما كان في بعض الطريق تلقاني فقال أبي تدري من هذا قلت لا قال هذا رسول الله وكنت أحسب أن رسول الله لا يشبه الناس قال وإذا رجل ذو وفرة بها ردع من حناء عليه بردان أخضران فكأني أنظر إلى بريق ساقيه فقال لأبي من هذا الذي معك قال ابني والله حقا فضحك رسول الله بحلف أبي علي ثم قال صدقت أما أنه لا يجني عليك ولا تجني عليه وتلا رسول الله هذه الآية (ولا تزر وازرة وزر أخرى).
( المعجم الكبير ج22/ص282)
76- حديث الإفك
حدثنا عبدان بن أحمد ثنا زيد بن الحريش ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي ثنا أبو سعد البقال عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه الأسود قال :قلت يا أم المؤمنين أو يا أمتاه ألا تحدثيني كيف كان يعني أمر الإفك قالت تزوجني رسول الله وأنا أخوض المطر بمكة وما عندي ما يرغب فيه الرجال وأنا بنت ست سنين فلما بلغني أنه تزوجني ألقى الله علي الحياء ثم أن رسول الله هاجر وأنا معه فاحتملت إليه وقد جاءني وأنا بنت تسع سنين فسار رسول الله مسيرا فخرج بي معه وكنت خفيفة في حدجة لي عليها ستور فإذا ارتحلوا جلست عليها واحتملوا وأنا فيها فشدوها على ظهر البعير فنزلوا منزلا وخرجت لحاجتي فرجعت وقد بادروا بالرحيل فجلست في الحداجة وقد رأوني حين حركت الستور فلما جلست فيها ضربت بيدي على صدري فإذا قد نسيت قلادة كانت معي فخرجت مسرعة أطلبها فرجعت فإذا القوم قد ساروا فإذا أنا لا أرى إلا الغبار من بعيد فإذا هم قد وضعوا الحداجة على ظهر البعير لا يروني إلا أني فيها لما رأوا من خفتي فإذا رجل آخذ برأس بعيره فقلت من الرجل قال صفوان بن المعطل السلمي , أم المؤمنين أنت قلت : نعم قال: إنا لله وإنا إليه راجعون قلت :أدر عني وجهك وضع رجلك على ذراع بعيرك قال أفعل ونعمة عين وكرامة قالت: فأدركت الناس حين نزلوا فذهب فوضعني عند الحداجة فنظر إلي الناس ولا أشعر قالت: وأنكرت لطف أبوي وأنكرت رسول الله ولا أعلم ما قد كان قيل حتى دخلت خادمتي أو ربيبتي فقالت كذا قالت وقال لي رجل من المهاجرين ما أغفلك فأخذتني حمى نافض فأخذت أمي كل ثوب في البيت فألقته علي فاستشار رسول الله أناسا من أصحابه فقال ما ترون فقال بعضهم ما أكثر النساء وتقدر على البدل وقال بعضهم أنت رسول الله وعليك ينزل الوحي وأمرنا لأمرك تبع وقال بعضهم والله ليبيننه الله فلا تعجل قالت وقد صار وجه أبي كأنه صب عليه الزرنيخ قالت فدخل علي رسول الله فرأى ما بي قال ما لهذه قالت أمي مما لهذه مما قلتم وقيل فلم يتكلم ولم يقل شيئا قالت فزادني ذلك على ما عندي قالت وأتاني فقال اتقي الله يا عائشة وإن كنت قارفت من هذا شيئا فتوبي إلى الله فإن الله يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات قالت :وطلبت اسم يعقوب فلم أقدر عليه فقلت غير أني أقول كما قال أبو يوسف فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون قالت فبينا رسول الله مع أصحابه ووجهه كأنما ذيب عليه الزرنيخ حتى نزل عليه الوحي وكان إذا أوحي إليه لم يطرف فعرف أصحابه أنه يوحى إليه وجعلوا ينظرون إلى وجهه وهو يتهلل ويسفر فلما قضي الوحي قال أبشر يا أبا بكر قد أنزل الله عذر ابنتك وبراءتها فانطلق إليها فبشرها قالت وقرأ عليه ما نزل في قالت وأقبل أبو بكر مسرعا يكاد أن ينكب قالت فقلت بحمد الله لا بحمد صاحبك الذي جئت من عنده فجاء رسول الله فجلس عند رأسي فأخذ بكفي فانتزعت يدي منه فضربني أبو بكر وقال أتنزعين كفك من رسول الله أو برسول الله تفعلين هذا فضحك رسول الله قالت: فهذا كان أمري.
(المعجم الكبير ج23/ص118)
77- لتأكلن أو لألطخن وجهك
حدثنا إبراهيم حدثنا حماد عن محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب أن عائشة قالت أتيت النبي بخزيرة قد طبختها له فقلت لسودة والنبي بيني وبينها كلي فأبت فقلت لتأكلن أو لألطخن وجهك فأبت فوضعت يدي في الخزيرة فطليت وجهها فضحك النبي فوضع بيده لها وقال لها ألطخي وجهها فضحك النبي لها فمر عمر فقال يا عبد الله يا عبد الله فظن أنه سيدخل فقال قوما فاغسلا وجوهكما فقالت عائشة فما زلت أهاب عمر لهيبة رسول الله .
(مسند أبي يعلى ج7/ص449)
78- ما يضحكك يا رسول الله
أخبرنا عبد الرزاق ثنا بكار بن عبد الله بن وائل قال سمعت بن أبي مليكة يقول سمعت عائشة تقول كانت عندي امرأة تسمعني فدخل رسول الله على تلك الحال ثم
دخل عمر فقعدت فضحك رسول الله فقال عمر ما يضحكك يا رسول الله فحدثه فقال والله لا أبرح حتى أسمع رسول الله فأمرها فأسمعته.
(مسند إسحاق بن راهويه ج3/ص664)
79- كنت رجلا مذاءً
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أسود بن عامر ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن على قال كنت رجلا مذاء فإذا أمذيت اغتسلت فأمرت المقداد فسأل النبي فضحك وقال فيه الوضوء.
( مسند أحمد بن حنبل ج1/ص108)
80- هكذا يسفل الترس
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا روح ثنا بن عون عن محمد بن محمد بن الأسود عن عامر بن سعد عن أبيه قال لما كان يوم الخندق ورجل يترس جعل يقول بالترس هكذا فوضعه فوق أنفه ثم يقول هكذا يسفله بعد قال فأهويت إلى كنانتي فأخرجت منها سهما مدما فوضعته في كبد القوس فلما قال هكذا يسفل الترس رميت فما نسيت وقع القدح على كذا وكذا من الترس قال وسقط فقال برجله فضحك نبي الله أحسبه قال حتى بدت نواجذه قال قلت لم قال لفعل الرجل.
(مسند أحمد بن حنبل ج1/ص186)
81- رفقاً بالقوارير
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن ثابت قال سمعت أنس بن مالك يقول بينما رسول الله يسير , وحاد يحدو بنسائه فضحك رسول الله فإذا هو قد تنحى بهن قال فقال: يا أنجشة ويحك ارفق بالقوارير.
( مسند أحمد بن حنبل ج3/ص172)
82- سواران من نار
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الوهاب بن عطاء عن شهر بن حوشب أن أسماء بنت يزيد كانت تخدم النبي قالت فبينما أنا عنده إذ جاءته خالتي قالت فجعلت تسائله وعليها سواران من ذهب فقال لها النبي أيسرك أن عليك سوارين من نار قالت قلت يا خالتي إنما يعنى سواريك هذين قالت فألقتهما قالت يا نبي الله إنهن إذا لم يتحلين صلفن عند أزواجهن فضحك رسول الله وقال أما تستطيع إحداكن أن تجعل طوقا من فضة وجمانة من فضة ثم تخلقه بزعفران فيكون كأنه من ذهب فان من تحلى وزن عين جرادة من ذهب أوجر بصيصه كوى بها يوم القيامة.
(مسند أحمد بن حنبل ج6/ص459)
83- اللهم اغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب غيرك
حدثنا محمد بن معمر قال ثنا أبو عاصم قال ثنا إسماعيل بن عبد الملك قال أخبرني علي بن ربيعة قال أردفني على خلفه ثم سار في جبانة الكوفة ثم رفع رأسه إلى السماء فقال اللهم اغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب غيرك ثم التفت إلي فضحك فقلت ما هذا فقال أردفني رسول الله خلفه ثم رفع رأسه فقال اغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب غيرك ثم التفت إلي فضحك فقلت يا رسول الله استغفارك ربك والتفاتك إلي تضحك فقال ضحكت من ضحك ربي تبارك وتعالى بعبده إنه علم أنه لا يغفر الذنوب غيره.
(مسند البزار ج3/ص23)
84- أم مبشر الأنصارية
عن محمد بن عبد الرحمن بن خلاد الأنصاري عن أم مبشر الأنصارية عن النبي قال لها وهي في بعض حالاتها وكانت امرأة البراء بن معرور فتوفي عنها فقال أن زيد بن حارثة قد مات أهله ولن آلو أن أختار له امرأة فقد اخترتك له فقالت يا رسول الله أني حلفت للبراء أن لا أتزوج بعده رجلا فقال رسول الله أترغبين عنه قالت أفأرغب عنه وقد أنزله الله بالمنزلة منك إنما هي غيره قالت: فالأمر إليك قال: فزوجها من زيد بن حارثة ونقلها إلى نسائه فكانت اللقاح تجيء فتحلب فيناولها الحلاب فتشرب ثم يناوله من أراد من نسائه قالت: فدخل على وأنا عند عائشة فوضع يده على ركبتها وأسر إليها شيئا دوني فقالت بيدها في صدر رسول الله تدفعه عن نفسها فقلت مالك تصنعين هذا برسول الله فضحك رسول الله وجعل يقول رسول الله دعيها فإنها تصنع هذا وأشد من هذا.
(التاريخ الكبير ج8/ص285)
85- حدود طاعة الأمير
ما روى أن رسول الله استعمل علقمة بن مجزز المدلجي على جيش فبعث سرية واستعمل عليهم عبد الله بن حذافة السهمي وكان رجلا فيه دعابة وبين أيديهم نار قد أججت فقال لأصحابه أليست طاعتي عليكم واجبة فقالوا بلى قال فاقتحموا هذه النار فقام رجل فاحتجز حتى يدخلها فضحك وقال إنما كنت ألعب فبلغ ذلك رسول الله فضحك فقال أو قد فعلوا هذا فلا تطيعوهم في معصية الله عز وجل فلما أخرج من ذلك طاعتهم في المعصية دل على أن طاعتهم فيما ليست بمعصية واجبة عليهم .
(معتصر المختصر ج2/ص15)
86- فضالة بن عمير
أن فضالة بن عمير بن الملوح يعني الليثي أراد قتل النبي وهو يطوف بالبيت عام الفتح فلما دنا منه قال رسول الله أفضالة قال نعم فضالة يا رسول الله قال ماذا كنت تحدث به نفسك قال لا شيء كنت أذكر الله قال :فضحك النبي ثم قال استغفر الله ثم وضع يده على صدره فسكن قلبه فكان فضالة يقول والله ما رفع يده عن صدري حتى ما من خلق الله شيء أحب إلي منه قال فضالة فرجعت إلى أهلي فمررت بامرأة كنت أتحدث إليها فقالت :هلم إلى الحديث فقال: لا وانبعث فضالة يقول :
يأبى عليك الله والإسلام
أو ما رأيت محمدا و قبيله
بالفتح يوم تكسر الأصنام
لرأيت دين الله أضحى بينا
والشرك يغشى وجهه الإظلام
( البداية والنهاية ج4/ص308)
87- وما عليك لو مت قبلي فوليت أمرك
عن عائشة قالت دخل علي رسول الله وهو يصدع وأنا أشتكي رأسي فقلت وارأساه فقال بل أنا والله يا عائشة وارأساه ثم قال وما عليك لو مت قبلي فوليت أمرك وصليت عليك وواريتك فقلت والله إني لأحسب لو كان ذلك لقد خلوت ببعض نسائك في بيتي من آخر النهار فضحك رسول الله .
(البداية والنهاية ج5/ص225)
88- وفد بني فزارة وطلب السقيا
عن عبد الله بن محمد بن عمر بن حاطب الجمحي عن أبي وجرة يزيد بن عبيد السلمي قال لما قفل رسول الله من غزوة تبوك أتاه وفد بني فزارة فيهم بضعة عشر رجلا فيهم خارجة بن الحصين والحر بن قيس وهو أصغرهم ابن أخي عيينة بن حصن فنزلوا في دار رملة بنت الحارث من الأنصار وقدموا على إبل ضعاف عجاف وهم مسنون فأتوا رسول الله مقرين بالإسلام فسألهم رسول الله عن بلادهم قالوا يا رسول الله أسنتت بلادنا وأجدبت أحياؤنا وعريت عيالنا وهلكت مواشينا فادع ربك أن يغيثنا وتشفع لنا إلى ربك ويشفع ربك إليك فقال رسول الله سبحان الله ويلك هذا ما شفعت إلى ربي فمن ذا الذي يشفع ربنا إليه لا إله إلا الله وسع كرسيه السموات والأرض وهو يئط من عظمته وجلاله كما يئط الرجل الجديد قال رسول الله إن الله يضحك من شفقتكم وأزلكم وقرب غياثكم فقال الأعرابي ويضحك ربنا يا رسول الله قال نعم فقال الأعرابي لن نعدم يا رسول الله من رب يضحك خيرا فضحك رسول الله من قوله فقام رسول الله فصعد المنبر وتكلم بكلام ورفع يديه وكان رسول الله لا يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا في الاستسقاء ورفع يديه حتى رئي بياض إبطيه وكان مما حفظ من دعائه اللهم اسق بلدك وبهائمك وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا مريعا طبقا واسعا عاجلا غير آجل نافعا غير ضار اللهم سقيا رحمة ولا سقيا عذاب ولا هدم ولا غرق ولا محق اللهم اسقنا الغيث وانصرنا على الأعداء فقام أبو لبابة بن عبد المنذر فقال يا رسول الله إن التمر في المرابد فقال رسول الله اللهم اسقنا فقال أبو لبابة التمر في المرابد ثلاث مرات فقال رسول الله اللهم اسقنا حتى يقوم أبو لبابة عريانا فيسد ثعلب مربده بإزاره قال فلا والله ما في السماء من قزعة ولا سحاب وما بين المسجد وسلع من بناء ولا دار فطلعت من وراء سلع سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت وهم ينظرون ثم أمطرت فوالله ما رأوا الشمس ستا وقام أبو لبابة عريانا يسد ثعلب مربده بإزاره لئلا يخرج التمر منه فقال رجل يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فصعد النبي المنبر فدعا ورفع يديه حتى رئي بياض إبطيه ثم قال اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر فانجابت السحابة عن المدينة كانجياب الثوب.
(البداية والنهاية ج6/ص91)
89- فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة
عن ابن عباس عن أخيه الفضل بن العباس قال جاءني رسول الله فخرجت إليه فوجدته موعوكاً قد عصب رأسه فقال خذ بيدي فضل فأخذت بيده فانطلق حتى جلس على المنبر ثم قال ناد في الناس فلما اجتمعوا إليه حمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد أيها الناس فإنه قد دنا مني حقوق من بين أظهركم من كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليستقد منه ومن كنت أخذت له مالا فهذا مالي فليأخذه ومن كنت شتمت له عرضا فهذا عرضي فليستقد منه ولا يقولن أحد إني أخشى الشحناء من رسول الله ألا وإن الشحناء ليست من طبيعتي ولا من شأني ألا وإن أحبكم إلي من أخذ شيئا كان له أو حللني فلقيت الله وأنا طيب النفس وإني أرى أن هذا غير مغن عني حتى أقوم فيكم مرارا ثم نزل فصلى الظهر ثم جلس على المنبر فعاد لمقالته الأولى في الشحناء وغيرها فقام رجل فقال إذن والله لي عندك ثلاثة دراهم فقال أما أنا لا نكذب قائلا ولا نستحلف فبم كانت لك عندي فقال يا رسول الله تذكر يوم مر بك المسكين فأمرتني فأعطيته ثلاثة دراهم قال أعطه يا فضل فأمر به فجلس ثم قال أيها الناس من كان عليه شيء فليؤده فلا يقولن رجل فضوح الدنيا فإن فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة فقام رجل فقال يا رسول الله عندي ثلاثة دراهم غللتها في سبيل الله قال ولم غللتها قال كنت محتاجا قال خذها منه يا فضل ثم قال رسول الله أيها الناس من خشي من نفسه شيئا فليقم فلندع له فقام رجل فقال والله يا رسول الله إني لكذاب إني لفاحش وإني لنوام فقال اللهم ارزقه صدقا وأذهب عنه النوم إذا أراد ثم قام آخر فقال والله يا رسول الله إني لكذاب وإني لمنافق وما من شيء من الأشياء إلا وقد جنيته قال عمر فضحت نفسك أيها الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يابن الخطاب فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة ثم قال اللهم ارزقه صدقا وإيمانا وصير أمره إلى خير قال فتكلم عمر رضي الله عنه بكلام فضحك رسول الله وقال عمر معي وأنا مع عمر والحق مع عمر حيث كان .
(المنتظم ج4/ص29)
90- ثاني اثنين
أخبرنا أبو القاسم الحريري أخبرنا أبو إسحاق البرمكي أخبرنا ابن حيوية أخبرنا أبو محمد المدائني حدثنا أبو بكر بن أبي النضر حدثنا شبابة قال حدثني أبو العطوف قال سمعت الزهري يقول :قال رسول الله لحسان بن ثابت هل قلت في أبي بكر شيئا فقال نعم فقال قل وأنا أسمع فقال :
وثاني اثنين في الغار المنيف وقد
طاف العدو به إذ صعد الجبلا
وكان ردف رسول الله قد علموا
من البرية لم يعدل به رجلا
فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه ثم قال صدقت يا حسان هو كما قلت.
(المنتظم ج4/ص57)
91- أبو بكر الصديق لا يدخل بطنه إلا طيبا
حدثنا علي بن الجعد قال حدثنا المسعودي عن القاسم قال كان لأبي بكر غلام يأتيه بكسبه كل ليلة ويسأله من أين أصبت فيقول أصبت من كذا فأتاه ذات ليلة بكسبه وأبو بكر قد ظل صائما فنسي أن يسأله فوضع يده فأكل فقال الغلام يا أبا بكر كنت تسئلني كل ليلة عن كسبي إذا جئتك فلم أرك سألتني عنه الليلة قال فأخبرني من أين هو قال تكهنت لقوم في الجاهلية فلم يعطوني أجري حتى كان اليوم فأعطوني وإنما كانت كذبة فادخل أبو بكر في حلقه فجعل يتقيأ فذهب الغلام فأتى النبي فأخبره فقال إني كذبت أبا بكر فضحك النبي أحسبه قال ضحكا شديدا وقال إن أبا بكر يكره أن يدخل بطنه إلا طيبا.
(الورع لابن أبي الدنيا ج1/ص84)
92- من كنز الرحمن تحت العرش
أخبرنا الحسن بن الجهم أخبرنا إسماعيل بن عمرو أخبرنا بن مريم حدثني يوسف بن أبي الحجاج عن سعيد عن بن عباس قال كان رسول الله إذا قرأ آخر سورة البقرة وآية الكرسي ضحك وقال إنهما من كنز الرحمن تحت العرش وإذا قرأ من يعمل سوءا يجز به وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى استرجع واستكان. (تفسير ابن كثير ج1/ص342)
93- خذ بيد أخيك فادخلا الجنة
عن أنس رضي الله عنه قال بينا رسول الله جالس إذ رأيناه ضحك حتى بدت ثناياه فقال عمر ما أضحكك يا رسول الله بأبي أنت وأمي فقال رجلان من أمتي جثيا بين يدي رب العزة تبارك وتعالى فقال أحدهما يارب خذ لي مظلمتي من أخي قال الله تعالى أعط أخاك مظلمته قال يارب لم يبق من حسناتي شيء قال رب فليحمل عني من أوزاري قال ففاضت عينا رسول الله بالبكاء ثم قال إن ذلك ليوم عظيم يوم يحتاج الناس إلى من يتحمل عنهم من أوزارهم فقال الله تعالى للطالب ارفع بصرك وانظر في الجنان فرفع رأسه فقال يارب أرى مدائن من فضة وقصورا من ذهب مكللة باللؤلؤ لأي نبي هذا لأي صديق هذا لأي شهيد هذا قال هذا لمن أعطى ثمنه قال رب ومن يملك ثمنه قال أنت تملكه قال ماذا يارب قال تعفو عن أخيك قال يارب فإني قد عفوت عنه قال الله تعالى خذ بيد أخيك فادخلا الجنة ثم قال رسول الله فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فإن الله تعالى يصلح بين المؤمنين يوم القيامة.
(تفسير ابن كثير ج2/ص286)
94- الأرض يوم القيامة
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن خالد عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال النبي تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يتكفؤها الجبار بيده كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر نزلا لأهل الجنة فأتى رجل من اليهود فقال بارك الرحمن عليك يا أبا القاسم ألا أخبرك بنزل أهل الجنة يوم القيامة قال بلى قال تكون الأرض خبزة واحدة كما قال النبي فنظر النبي إلينا ثم ضحك حتى بدت نواجذه ثم قال ألا أخبرك بإدامهم قال إدامهم بالأم ونون قالوا وما هذا قال ثور ونون يأكل من زائدة كبدهما سبعون ألفا.
(صحيح البخاري ج5/ص2389)
95- عرض علي ما هو كائن من أمر الدنيا والآخرة
عن حذيفة عن أبي بكر الصديق قال أصبح رسول الله ذات يوم فصلى الغداة ثم جلس حتى إذا كان من الضحى ضحك رسول الله ثم جلس مكانه حتى إذا صلى الأولى والعصر والمغرب كل ذلك لا يتكلم حتى صلى العشاء الآخرة ثم قام إلى أهله فقال الناس لأبي بكر سل رسول الله ما شأنه صنع اليوم شيئا لم يصنعه قط فسأله فقال نعم عرض علي ما هو كائن من أمر الدنيا والآخرة.
(الأحاديث المختارة ج1/ص121)
96- غنيمة المسلمين غداً
حدثنا معاوية يعني بن سلام عن زيد يعني بن سلام أنه سمع بن سلام قال حدثني السلولي أنه حدثه سهل بن الحنظلية أنهم ساروا مع رسول الله يوم حنين حتى كانت عشية فحضرت الصلاة مع رسول الله فجاء رجل فارس فقال يا رسول الله إني انطلقت بين أيديكم حتى طلعت جبل كذا وكذا فإذا أنا بهوازن على بكرة أبيهم بظعنهم ونعمهم وشياههم فتبسم النبي وقال تلك غنيمة المسلمين غدا إن شاء الله.
( تفسير ابن كثير ج1/ص447)
97- أو في شك أنت يا بن الخطاب
قال عمر بن الخطاب فجئت الغلام فقلت له استأذن لعمر , فلما وليت منصرفا فإذا الغلام يدعوني قال أذن لك رسول الله فدخلت عليه فإذا هو مضطجع على رمال حصير ليس بينه وبينه فراش قد أثر الرمال بجنبه متكئ على وسادة من آدم حشوها ليف فسلمت عليه ثم قلت وأنا قائم طلقت نساءك فرفع بصره إلي فقال لا ثم قلت وأنا قائم أستأنس يا رسول الله لو رأيتني وكنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا على قوم تغلبهم نساؤهم فذكره فتبسم النبي ثم قلت لو رأيتني ودخلت على حفصة فقلت لا يغرنك أن كانت جارتك هي أوضأ منك وأحب إلى النبي يريد عائشة فتبسم أخرى فجلست حين رأيته تبسم ثم رفعت بصري في بيته فوالله ما رأيت فيه شيئا يرد البصر غير أهبة ثلاثة فقلت ادع الله فليوسع على أمتك فإن فارس والروم وسع عليهم وأعطوا الدنيا وهم لا يعبدون الله وكان متكئا فقال أو في شك أنت يا بن الخطاب أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا فقلت يا رسول الله استغفر لي. (صحيح البخاري ج2/ص872)
98- هذه لله فما لي
عن ثابت عن أنس قال جاء أعرابي إلى النبي فقال يا رسول الله علمني خيرا فأخذ النبي بيده فقال قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر قال فعقد الأعرابي على يده ثم مضى فتفكر ثم رجع فتبسم النبي وقال تفكر البائس فجاء فقال يا رسول الله سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر هذه لله فما لي فقال النبي يا أعرابي إذا قلت سبحان الله قال الله صدقت وإذا قلت الحمد لله قال الله صدقت وإذا قلت لا إله إلا الله قال الله صدقت وإذا قلت الله أكبر قال الله صدقت فإذا قلت اللهم اغفر لي قال الله فعلت فإذا قلت اللهم ارحمني قال الله فعلت وإذا قلت اللهم ارزقني قال الله قد فعلت قال فعقد الأعرابي على سبع في يده ثم ولى.
(الأحاديث المختارة ج5/ص12)
99- أول من ولد في الإسلام بالمدينة
أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني ثنا جدي ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثني عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير حدثني هشام بن عروة عن أبيه قال خرجت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما حين هاجرت إلى رسول الله وهي حامل بعبد الله بن الزبير فنفسته فأتت به النبي ليحنكه فأخذه رسول الله فوضعه في حجره وأتي بتمرة فمصها ثم مضغها ثم وضعها في فيه فحنكه بها فكان أول شيء دخل بطنه ريق رسول الله قالت ثم مسحه رسول الله وسماه عبد الله ثم جاء بعد وهو بن سبع سنين أو بن ثمان سنين ليبايع النبي أمره الزبير بذلك فتبسم النبي حين رآه مقبلا وبايعه وكان أول من ولد في الإسلام بالمدينة مقدم رسول الله وكانت اليهود تقول قد أخذناهم فلا يولد لهم بالمدينة ولد ذكر فكبر أصحاب رسول الله حين ولد عبد الله وقال عبد الله بن عمر بن الخطاب حين سمع تكبير أهل الشام وقد قتلوا عبد الله بن الزبير الذين كبروا على مولده خير من الذين كبروا على قتله .
(المستدرك على الصحيحين ج3/ص632)
100- صوما يوما مكانه.
عن عائشة قالت أصبحت أنا وحفصة صائمتين فأهدي لنا طعام والطعام محروص عليه فأكلنا منه ودخل علينا النبي فابتدرتني حفصة وكانت بنت أبيها فقالت يا رسول الله أصبحنا صائمتين فأهدي لنا طعام فأكلنا منه فتبسم النبي وقال صوما يوما مكانه.
(سنن البيهقي الكبرى ج4/ص280)
101- إنها ابنة أبي بكر
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو اليمان قال أنا شعيب عن الزهري قال أخبرني محمد بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام أن عائشة زوج النبي قالت أرسل أزواج النبي فاطمة بنت النبي فاستأذنت والنبي مع عائشة في مرطها فأذن لها فدخلت عليه فقالت يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة فقال النبي أي بنية ألست تحبين ما أحب فقالت بلى فقال فأحبي هذه لعائشة قالت فقامت فاطمة فخرجت فجاءت أزواج النبي فحدثتهن بما قالت وبما قال لها فقلن لها ما أغنيت عنا من شيء فارجعي إلى النبي فقالت فاطمة عليها السلام والله لا أكلمه فيها أبدا فأرسل أزواج النبي زينب بنت جحش فاستأذنت فأذن لها فدخلت فقالت يا رسول الله أرسلني إليك أزواجك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة قالت عائشة ثم وقعت بي زينب قالت عائشة فطفقت انظر إلى النبي متى يأذن لي فيها فلم أزل حتى عرفت أن النبي لا يكره أن أنتصر قالت فوقعت بزينب فلم أنشبها إن أفحمتها فتبسم النبي ثم قال إنها ابنة أبي بكر.
(مسند أحمد بن حنبل ج6/ص88)
102- فأعط ولا تخش من ذي العرش إقلالا
جاء رجل إلى النبي فسأله فقال ما عندي شيء أعطيك ولكن استقرض حتى يأتينا شيء فنعطيك فقال عمر ما كلفك الله هذا أعطيت ما عندك فإذا لم يكن عندك فلا تكلف قال فكره رسول الله قول عمر حتى عرف في وجهه فقال الرجل يا رسول الله بأبي وأمي أنت فأعط ولا تخش من ذي العرش إقلالا قال فتبسم النبي وقال بهذا أمرت.
(مسند البزار ج1/ص396)
تم الانتهاء من هذا الكتاب بإذن الله تعالى ومشيئته
يوم الاثنين 22/4/1429هـ الموافق 28/4/2008م
---------------------------
ahmedaly240@hotmail.com
ahmedaly2407@gmail.com
(((((((((((التوازن النفسي والسلوكي في شخصية رسول الله – صلى الله عليه وسلم –))))))))))))))))))
الدارس لشخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ يستلف نظره ذلك التوازن الدقيق بين معالمها:
التوازن النفسي في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم: فكان ذو نفس سوية، فما كان صلى الله عليه وسلم بالكئيب العبوس الذي تنفر منه الطباع، ولا بالكثير الضحك الهزلي الذي تسقط مهابته من العيون.
وحزنه وبكاؤه في غير إفراط ولا إسراف:
وفي ذلك يقول ابن القيم:'وأما بكاؤه صلى الله عليه وسلم، فلم يكن بشهيق ورفع صوت، ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهملا، ويسمع لصدره أزيز، وكان بكاؤه تارةً رحمة للميت، و تارةً خوفًا على أمته وشفقة عليها، وتارةً من خشية الله، وتارةً عند سماع القرآن- وهو بكاء اشتياق ومحبة وإجلال مصاحب للخوف والخشية- ولما مات ابنه إبراهيم دمعت عيناه وبكى رحمة له ..
وبكى لما شاهد إحدى بناته ونفسها تفيض، وبكى لما قرأ عليه ابن مسعود سورة النساء وانتهى فيها إلى قوله تعالى: { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا[41]}[سورة النساء]. وبكى لما مات عثمان بن مظعون، وبكى لما جلس على قبر إحدى بناته، وكان يبكى أحيانًا في صلاة الليل'.
أما ضحكه صلى الله عليه وسلم:
فكان يضحك مما يُتعجب من مثله، ويستغرب وقوعه ويستندر، كما كان يداعب أصحابه. فَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلًا اسْتَحْمَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: [إِنِّي حَامِلُكَ عَلَى وَلَدِ النَّاقَةِ] فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَصْنَعُ بِوَلَدِ النَّاقَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ وَهَلْ تَلِدُ الْإِبِلَ إِلَّا النُّوقُ]رواه أبو داود والترمذي وأحمد .
التوازن السلوكي في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم:
وهو أحد دلائل نبوته، فلقد جعل هذا التوازن من رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة العليا التي تمثلت فيها كل جوانب الحياة، وإليك بعض مظاهر هذا التوازن السلوكي:
[أ] التوازن النبوي بين القول والفعل:
وظهور هذا التوازن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم العملية كان على أعلى ما يخطر بقلب بشر، فهو العابد والزاهد، والمجاهد والزوج... وما كان يأمر بخير إلا كان أول آخذ به، ولا ينهى عن شر إلا كان أول تارك له.
فعن عبادته: فَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُومُ مِنْ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ فَقَالَتْ عَائِشَةُ لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ: [أَفَلَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا] رواه البخاري ومسلم . وعَنْ حُمَيْدٍ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:' كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفْطِرُ مِنْ الشَّهْرِ حَتَّى نَظُنَّ أَنْ لَا يَصُومَ مِنْهُ وَيَصُومُ حَتَّى نَظُنَّ أَنْ لَا يُفْطِرَ مِنْهُ شَيْئًا وَكَانَ لَا تَشَاءُ أَنْ تَرَاهُ مِنْ اللَّيْلِ مُصَلِّيًا إِلَّا رَأَيْتَهُ وَلَا نَائِمًا إِلَّا رَأَيْتَهُ' رواه البخاري ومسلم-مختصرا-.
وعن زهده: قالت عَائِشَةُ: دَخَلَتْ عَلَيَّ اِمْرَأَة فَرَأَتْ فِرَاش النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبَاءَة مَثْنِيَّة , فَبَعَثَتْ إِلَيَّ بِفِرَاشٍ حَشْوه صُوف , فَدَخَلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَآهُ فَقَالَ: [ رُدِّيهِ يَا عَائِشَة , وَاَللَّه لَوْ شِئْتُ أَجْرَى اللَّه مَعِي جِبَال الذَّهَب وَالْفِضَّة]رواه البيهقي في دلائل النبوة.
وهو إمام الزاهدين الذي ما أكل على خوان قط، وما رأى شاة سميطاً قط، وما رأى منخلًا، منذ أن بعثه الله إلى يوم قبض ما أخذ من الدنيا شيئًا ولا أخذت منه شيئًا، وصدق صلى الله عليه وسلم؛ إذ يقول: [مَا لِي وَمَا لِلدُّنْيَا مَا أَنَا فِي الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا] رواه الترمذي وابن ماجة وأحمد .
وأما عن شجاعته وجهاده:
فيروى أنس رضي الله عنه قال:كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ وَأَجْوَدَ النَّاسِ وَأَشْجَعَ النَّاسِ وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَانْطَلَقَ النَّاسُ قِبَلَ الصَّوْتِ فَاسْتَقْبَلَهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ سَبَقَ النَّاسَ إِلَى الصَّوْتِ وَهُوَ يَقُولُ: [لَنْ تُرَاعُوا لَنْ تُرَاعُوا] وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ مَا عَلَيْهِ سَرْجٌ فِي عُنُقِهِ سَيْفٌ فَقَالَ: لَقَدْ وَجَدْتُهُ بَحْرًا أَوْ إِنَّهُ لَبَحْرٌ. رواه البخاري ومسلم .
وعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:' كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى مِنْ الْقَوْمِ مِنْهُ'رواه أحمد. ولولا خوف الإطالة؛ لسردنا شمائله صلى الله عليه وسلم التي نادى بها، وعلّمها أمته ،وكان أول الممارسين العمليين لها.
[ب] الصدق النبوي في الجد والدعابة:
لقد كان الصدق من أوضح السمات في شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكفي دلالة على هذا الصدق أن قومه لقبوه بالصادق الأمين، بل إن أول انطباع يرسخ في نفس من يراه لأول مرة أنه من الصديقين، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَقِيلَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ فَلَمَّا اسْتَثْبَتُّ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ وَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ: [أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلَامَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ] رواه الترمذي وابن ماجة والدارمي وأحمد.
فهو الصادق في وعده وعهده، وما حدث أن وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو عاهد فأخلف، أو غدر، ولا يحيد عن الصدق مجاملة لأحد . وحتى في أوقات الدعابة والمرح حيث يتخفف الكثيرون من قواعد الانضباط كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق في مزاحه، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا قَالَ: [إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا] رواه الترمذي وأحمد.
[جـ] التوازن الأخلاقي في شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من أبلغ وأجمع الكلمات التي وصفت أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قالته عائشة رضي الله عنه :'كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ' رواه مسلم. ولقد كانت هذه الأخلاق من السمو والتوازن ما جعل تواضعه لا يغلب حلمه، ولا يغلب حلمه بره وكرمه، ولا يغلب بره وكرمه صبره… وهكذا في كل شمائله صلوات الله عليه- هذا مع انعدام التصرفات الغير أخلاقية في حياته.
فعن تواضعه: يروى أبو نعيم في 'دلائل النبوة' عن أنس رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ لطفًا وَاللهِ مَا كَانَ يَمْتَنِعُ فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ مِنْ عَبْدٍ، وَلَا مِنْ أَمَةٍ، وَلَا صَبيّ أَنْ يَأْتِيَهُ بِالمَاءِ فَيَغْسِلَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ، وَمَا سَأَلَهُ سَائِلٌ قَطُّ إِلَّا أَصْغَى إِلَيْهِ أُذُنَهُ فَلَمْ يَنْصَرِفْ حَتَّى يَكُونَ هُو الَّذِي يَنْصَرِفُ عَنْهُ، وَمَا تَنَاوَلَ أَحَدٌ بِيَدِهِ إِلَّا نَاوَلَهُ إِيَّاهَا، فَلَمْ يَنْزَعْ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَنْزِعُهَا مِنْهُ'.
وعن حلمه: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ آثَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُنَاسًا فِي الْقِسْمَةِ ... قَالَ رَجُلٌ وَاللَّهِ إِنَّ هَذِهِ الْقِسْمَةَ مَا عُدِلَ فِيهَا وَمَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ فَقُلْتُ وَاللَّهِ لَأُخْبِرَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: [فَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ يَعْدِلْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ رَحِمَ اللَّهُ مُوسَى قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ]رواه البخاري ومسلم.
وعن كرمه: قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:' مَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ فَقَالَ لَا' رواه البخاري ومسلم. وعَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْإِسْلَامِ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ قَالَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَأَعْطَاهُ غَنَمًا بَيْنَ جَبَلَيْنِ فَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ أَسْلِمُوا فَإِنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءً لَا يَخْشَى الْفَاقَةَ' رواه مسلم .
[د] التوازن النبوي بين الحزم واللين:
فرغم ما حباه الله به من الحلم والرأفة إلا أنه الحلم والرأفة التي لا تجاوز حدها، فكان صلى الله عليه وسلم يغضب للحق إذا انتهكت حرمات الله، فإذا غضب؛ فلا يقوم لغضبه شيء حتى يهدم الباطل وينتهي، وفيما عدا ذلك فهو أحلم الناس عن جاهل لا يعرف أدب الخطاب، أو مسيء للأدب، فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:'مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ وَلَا امْرَأَةً وَلَا خَادِمًا إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ إِلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ' رواه البخاري ومسلم .
ولما نكث بنو قريظة العهد وتحالفوا مع الأحزاب على حرب المسلمين ثم رد الله كيدهم في نحورهم وأمكن الله رسوله منهم رضوا بحكم سعد بن معاذ كما رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحكم سعد أن تقتل رجالهم، وتسبى نساؤهم وزراريهم، فتهلل وجه الرسول، وقال: [ لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ الْمَلِكِ]رواه البخاري ومسلم . فقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم في يوم واحد أربعمائة رجل صبرًا.
و عَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ إِنَّ عَلِيًّا خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ فَسَمِعَتْ بِذَلِكَ فَاطِمَةُ فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّكَ لَا تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ وَهَذَا عَلِيٌّ نَاكِحٌ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ يَقُولُ:[أَمَّا بَعْدُ أَنْكَحْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ فَحَدَّثَنِي وَصَدَقَنِي وَإِنَّ فَاطِمَةَ بَضْعَةٌ مِنِّي وَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَسُوءَهَا وَاللَّهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَتَرَكَ عَلِيٌّ الْخِطْبَةَ]رواه البخاري ومسلم.
إنه اللين الذي لا يعرف الخور، والحزم الذي به تكون الرجال فصلوات الله وسلامه عليه.
لقد سجل لنا التاريخ سير آلاف المصلحين، ولكن لم تجتمع كل المبادئ الطيبة إلا في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم: في البيت، والقيادة، والأخلاق، والعبادة، والكثير من أوجه الحياة التي استنارت بمبعثه، فصلوات الله عليه في الأولين والآخرين.
من:' التوازن النفسي والسلوكي في شخصية رسول الله – صلى الله عليه وسلم '
د. خالد سعد النجار؟؟؟؟؟؟؟؟؟
(((((((((((إبطال الرسول لدين النصارى))))))))))))))))))))))))))))))))))
من أعظم أدلة نبوته
إن ما جـاء به القرآن الكريم في إبطال دين النصرانية، وفساد عقائدهم لهو من أعظم الأدلة على أن محمداً صلى الله عليه وسلم هو رسول الله حقاً وصدقاً، فقد كان حظ العرب المشركون من فهم عقائد النصارى أن اعتقدوا أن آلهتهم خير من المسيح بن مريم!! كما قال تعالى عنهم: { وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58) } سورة الزخرف.
وأما القرآن فإنه دحض جميع حجج النصارى، وبين كذبهم وفساد معتقدهم في عيسى عليه السلام، وأنه لم يصلب ولم يقتل، وأنه لم يكن إلا عبداً صالحاً ورسولاً كريماً أعلن عبوديته منذ ولادته: { قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) } سورة مريم.
وفي هذا أعظـم رد على الذين قالوا إنه إله من إله، وأنه هو خالق للسماوات والأرض، لأنه ليس من شأن الإله الخالق أن يولد ويموت، وتكون له والدة، وليس من شأن الإله أن يصلي!! ولا أن يزكي ولا أن يعلم كتاباً!!
وكان في كل أدوار حياته يعلن بشريته وعبوديته لإلهه ومولاه الذي في السماء { لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ } سورة المائدة آية 72
وفي الإنجيل: "أبانا الذي في السماء نقدس اسمك"
وجاء القرآن ليعلن كفر من اعتقد أن عيسى عليه السلام إلهاً خالقاً رازقاً فقال: { لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } سورة المائدة آية 17.
وقال جل وعلا أيضاً: { لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (72) لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (74) مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76)} سورة المائدة.
وفي هذه الآيـات من الدلالات الواضحات على إبطال دين النصرانية ما لا يتسع لشرحه المقام، فقد أعلن أولاً كفر من زعم أن عيسى عليه السلام هو الله، ومن جعله ثالث ثلاثة، وبين أن عيسى وأمه كنا يأكلان الطعام وهذا دليل حاجة، وللطعام ضرورته المعروفة، وفضلاته التي لا تليق بالإله!!
وفي الآيـات أن الإله لا يكون إلا واحداً لأن الإله هو من يملك نفع عبده وضره ومن هو خالقه ورازقه، وعيسى لم يكن كذلك فلم يكن خالقاً ولا رازقاً للبشر، وهو لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً فضلاً أن يملكه لعابده، ولما كان الخلق واحداً فإن الخالق لا بد وأن يكون واحداً بالضرورة ولو كانـوا ثلاثة لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض!! { قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً }سورة الإسراء آية 42 ( أي لمغالبته ).
وقال تعالى: { لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ } سورة الأنبياء آية 22
وقال تعالى: { بَلْ أَتَيْنَاهُم بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (90) مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) } سورة المؤمنون.
وهذه قضية عقلية لا يماري فيها عاقل، وقد كان البشر جميعاً وقت نزول الوحي على غير ذلك تماماً فقد اعتقد كل منهم بإله غير الله خالق السموات والأرض وعبدوا بشراً وملائكة وجناً وشمساً وقمراً، وحجراً وشجراً... الخ عبادة ذل وخضوع وتقرب ومحبة!
وجـاء الرسول الأمي صلي الله عليه وسلم ليعلن لهؤلاء جميعاً أن الإله لا يكون إلا واحداً وذلك لأن الإله الحق من خلق ورزق، ومن يدبر السماوات والأرض، ومن يتصرف في الملك كله، وليس هذا إلا لخالق السماوات والأرض وحده سبحانه وتعالى... وأنه لو كان معه إله آخر لفسد الكون واضطـرب، وتنازع الآلهة الخلق ولعلا بعضهم على بعض وأنى لرجل أمي لم يقرأ ولم يكتب، ولم يطالع ما عند الأمم من العقائد أن يعلم عقائد الجميع بل أسرار عقائدهم وحقيقة قولهم، ثم ينكر على هذه العقائد فيبطلها بالحجة الدامغة، والقول الذي لا يمكن أن يعارض.
أليس هذا من أعظم الأدلة على أن محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم هو رسول الله حقاً وصدقاً.
إرسال تعليق