١٢‏/٠٣‏/٢٠٠٩

بلاغ للنائب العام يتهم البابا شنودة و حبيب العادلي بالمشاركة في تسليم مسيحيات أشهرن إسلامهن للكنيسة !

كتب: يوسف المصري :: جريدة بر مصر
تقدم نبيه الوحش المحامي بالنقض والدستورية العليا ببلاغ للنائب العام ضد البابا شنودة الثالث بطريرك الأقباط الأرثوذكس وحبيب العادلي وزير الداخلية المصري طالب فيه بالتحقيق معهما في وقائع تسليم الأمن لعدد من الفتيات القبطيات اللاتي أشهرن إسلامهن للكنيسة مرة أخرى
وأكد الوحش في بلاغه أن هذه الوقائع تنذر بوجود مؤامرة مؤامرة على السلم الاجتماعي ، لصالح منظمات غربية مشبوهة تهدف لزرع فتيل الفتنة لضرب الوحدة الوطنية .
وفرق الوحش بين التبشير الذي دعا إليه السيد المسيح ( عليه السلام ) للأماكن التي ليست بها ديانة ، والتنصير الذي تقوم به الكنيسة بشكل يكدر السلم الاجتماعي ويزعزع الاستقرار لصالح منظمات غربية مشبوهة تمول بوتيكات حقوق الإنسان بمصر على حد قوله .
واتهم البلاغ الدولة بإتباع سياسة الكيل بمكيالين وقال:"إذا أسلمت قبطية قامت الدنيا حتى يتدخل المشكو في حقه الأول ( شنودة الثالث ) الذي لا يهدأ له بال إلا بعد أن يتم تسليمها له مشيرا إلي أن حالة وفاء قسطنطين أصبحت قاعدة
وأضاف :" على الجانب الآخر عندما تتنصر أحد الفتيات أو الشباب -فى إشارة لمحمد حجازي وزوجته- عجزت كل مؤسسات الدولة عن إرجاعهم لدينهم الأصلي وهو الإسلام وهو ما يعد عجزاً شديد من جانب المشكو في حقه الثاني ( وزير الداخلية ) يستوجب التحقيق معه" .

هناك ٥٠ تعليقًا:

غير معرف يقول...

(((((((((((((قصيدة وفاء قسطنطين(((((((((((((

سمـتْ والله للعليـا وفاءُ ** فكان لها من الحـقِّ الوفاءُ
ألا يا أمَّة الإسلام حيُّــوا ** وفاءً فـي الوفاءِ لها اعتلاءُ
وفَتْ للدِّين ثبَّتـَها يقيـنٌ ** فهانتْ فـي تصبِّرها الدّماءُ
لها في موتها هذا خُلـُـودٌ ** جنـانٌ لايزال بهـا بقـاءُ
قضت في ديرِ(نطرونَ)النصارى** لهم في قتلها ظُلماً شقاءُ *
لهم في قتلها ظُلما حِسابٌ ** بهذا العـدلِ قد نزلَ القضـاءُ
ألا يامفترينَ بلا عقــولٍ ** بكم من كفر دينكـُمُ عَماءُ
وياعجباً عجبتُ من النصارى** بهـم من سوُء مُعتقدٍ غباءُ
فقد جعلوا الإله له وليـدٌ! ** ووالده لــه فيـه افتداءُ
فقدمه ليُصلبَ فـي صليبٍ** وخلَّى الإبـن يُهلكه البلاءُ
وهل للواحـد الديَّان إبنٌ؟! ** تعـالى الله ، بلْ هذا افتراءُ
إلا يا مسلمينَ أرى وفاءً ** إلى الشهـداءِ صار لهـا سَناءُ
فسمُّوا من بناتكُمُ وفـاءً ** لذكْرِ وفاءَ ، فـي هذا العزاءُ
لنا بثباتها شَرَفٌ عظيـمٌ ** وأمَّـا القاتلــونَ لهـم جزاءُ
بثأر الله لن يُثنيـهِ شـيءٌ ** وفـي ربِّ المسيحِ لنـا رجاءُ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

غير معرف يقول...

هروب زكريا بطرس وفضائية الحياة من مواجهة محمود القاعود

بقلم / محمود القاعود

نصرخ منذ مدة طويلة : يا جناب القُمص زكريا بطرس : لماذا لا تقبل المناظرة ؟؟

طابور طويل من العلماء والشيوخ يتحدى زكريا بطرس ليقبل المناظرة لكنه يُصر على السب والشتم من داخل جحره .. يتحجج بأنه لو قبل المناظرة سيتم اغتياله على يد الإرهابيين الإسلاميين !! ولو صدق لقال أنه سيتم اغتيال فكره المنحرف القائم على السب والهروب من التناظر والجدال وسيتم تعريته أمام جميع الناس ..

كنت قد كتبت لـ زكريا بطرس أطالبه بعمل مناظرة حول إثبات نبوة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ، وليس شرطاً أن أكون أنا المناظر ، فهناك من هم أفضل منى بكثير .. وله أن يُحدد الموضوع .. والمكان .. والزمان .. بشرط واحد فقط أن تكون المناظرة على الهواء مباشرة وأن يكون المراقب أجنبى يتحدث الإنجليزية ، ذلك أن عقلية الأجانب تختلف كلية عن عقلية الأعباط والسفهاء الذين يدعون أنهم تنصروا .

لكن زكريا بطرس لم يرد على الإطلاق ، مثلما لم يرد على آلاف الطلبات التى عرضها غيرى ، وفضل أن يلعب دور العاهرة التى تتهم العفيفية الشريفة بالزنا .. وكلما طالبتها العفيفة بأن تتناظر معها أمام الناس .. ترفض العاهرة بحجج واهية لا مسوغ لها .

وفى الحلقة 47 من برنامج ” سؤال جرئ ” الذى يُبث عبر فضائية ” الحياة ” التنصيرية ” اتصل أخ مغربى فاضل يُدعى ” أحمد ” بالمذيع النصرانى المدعو ” رشيد ” الذى يدعى أنه تنصر ، وقال له :

” لى تعليق يا أخ رشيد ويا أخ أحمد لم تقم ببرنامج حول معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم عندما هرب وهو فى الغار .. لم تقم أنت وزكريا بطرس وسؤالى .. ألو .. أريد أن اقول لك يا أخ رشيد أن هناك قناة اسمها الأمة تتصدى لقناة الحياة وهناك أخ متصدى محمد قاعود فى عرب تايمز إنه يتصدى بشكل جيد وكل نصوصه صحيحة ، استضيفوه سوف يُبين لكم حقيقة الإسلام .. ” أ.هـ

وجاء الرد من المدعو ” رشيد ” والنصرانى المصرى الذى يدعى كذباً أن اسمه أحمد :

” المدعو رشيد : أنا مضطر أن أترجم لأن حتى المخرج يقول لي لم نفهم أي شئ الأخ يقول لماذا لم نتطرق إلى معجزات محمد منها عندما ذهب إلى الغار وكان هناك بمعجزة يعني حماه الله في الغار وأيضاً لماذا لا نستضيف شخص مثل محمود القاعود كما يقول وأيضاً لماذا لا نقوم بحلقات عن الإعجاز العلمي للقرآن طيب أنا أجيب من السؤال الجرئ وربما الأخ احمد أيضا يضيف للموضوع نحن في طور إعداد لحلقات خاصة عن الإعجاز العلمي من القرآن وربما بعدها نتطرق إلى معجزات محمد أيضا من ناحية علمية ونقدية وربما الأخ احمد إن كانت لديه مشاريع في المستقبل لا ادري ربما هو الآخر لديه إفادة بخصوص هذا الإطار
المدعو أحمد : الرب يتمجد بس بعد إذنك إحنا الأول نمد إيدينا للأستاذ محمود القاعود إنه يتصل بنا وحضرتك موجود وبسعة صدرك تقبله في البرنامج ويكون محاور معك
المدعو رشيد : بصراحة يعني بيني وبينك السيد محمود القاعود مع احترامي له ألفاظه بذيئة جدا و دون مستوى النقاش وممكن لأي مشاهد أن يقوم على السيد جوجل ويعمل محمود القاعود وسيرى مستوى ألفاظه المتدني جدا البعيد عن أى أخلاق حوارية عندما يحسن قاموسه ومصطلاحاته أهلاً وسهلا به ويناقش على الرحب والسعة لكن إذا ألتزم بنفس المصطلحات أنا لا استطيع شخصيا
المدعو أحمد : يبقى كده إديناهم أول رد ” أ.هـ

انقر على الفيديو لتشاهد :





وأقول :

أولاً : أشكر للأخ المغربى الفاضل أحمد وجميع الإخوة حسن ظنهم بى واسأل الله أن يغفر لى ما لا يعلمون وأن يجمع كلمتنا حول حب رسوله الأعظم صلى الله عليه وسلم ونصرة الإسلام العظيم .

ثانياً : النصرانى الكذاب المدعو رشيد عبارة عن مهرج فقط لا غير … لا توجد لديه أدنى ذرة من ثقافة أو علم .. حتى وهو يدعى أنه ارتد عن الإسلام يبدو مضحكاً للغاية من القصص الواهية التى يسردها ، ومثله القبطى الكذاب الذى يدعى أن اسمه ” أحمد ” ولو كان لدى هؤلاء السفهاء مثقال ذرة من المصداقية لقال كل واحد فيهم اسمه الحقيقى واسم والده وأهله وأين كان يسكن ليتسنى للناس التأكد من صحة أقوالهم .. أما أن يخرج كل وضيع ليدعى أنه تنصر واسمه الأخ محمد والأخ حسين والأخ حسنين والأخ عوضين .. فهذا هراء لا يقبل به إلا كل مخبول .. وانظروا كيف يفعل من يشهر إسلامه عندما يدلى بكامل بياناته وكيف كان يحيا على دين النصرانية وأين ولد ونشأ .. لكن ماذا نفعل مع ديانة تقوم على هذه الفقرة التى قالها بولس :

” إن كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا أدان أنا بعد كخاطئ ” ( رومية 3 : 7 ) .

فالنصارى يعتقدون أن الكذب هو أسهل طريقة لدخول الملكوت ، لذلك تجدهم يمارسون الكذب يمنتهى الصفاقة والوقاحة دون أن تهتز لأيا منهم شعرة فى رأسه .

ثالثاً : جميع ما يُبث من خلال برنامج المدعو رشيد عبارة عن اعتراض فارغ ثم إسقاط سمج .. بمعنى أنه يعترض من أجل المعارضة .. وقد بينت عوار فكره وتهافته فى مقالى المعنون بـ “ عشر كلمات أعجزت الإنس والجن ” وكيف كان هذا الجهول يفترى على القرآن الكريم وإعجازه البلاغى بطريقة سخيفة للغاية .. ثم هو يمارس الإسقاط بحيث يأتى بعيوب كتاب المقدس ويلصقها بـ القرآن الكريم .. القرآن الكريم يثبت صدقه كل يوم وعلى يد علماء الغرب أنفسهم ، فيخرج المدعو رشيد ليقول أنه لا يوجد إعجاز بالقرآن الكريم وأن عالم اسمه كذا قال كذا !! معارضة سخيفة وسمجة لا تقوم على أى دليل .. كأن يرى جميع الناس الشمس ساطعة ، فيأتى سفيه أفاق ويقول : لا .. الشمس غير موجودة وغير ساطعة وقد قال العالم الفلانى كذا !! وهذا منطق لعمر الله لا يرضى به إلا شذاذ الآفاق من المرتزقة الذين لا يهمهم سوى جمع الأموال الحرام على حساب بسطاء النصارى الذين يُصدقون هذا الهراء .

رابعاً : يقول المدعو ” رشيد ” أن ألفاظى بذيئة جداً ودون مستوى النقاش ” بل ويدعونى أن أحسن قاموسى ومصطلحاتى !!

والحق أقول : أنى أوافقه مليون بالمائة فيما قاله ، فبالفعل ألفاظى فى منتهى البذاءة والفُحش والإنحطاط والعهر وتخدش حياء الناس ، لأنى دائماً ما أتحدث عما جاء فى الكتاب المقدس من عينة :

(( وكبرت وبلغت زينة الأزيان . نهد ثدياك ونبت شعر عانتك وقد كنت عُريانة وعارية )) ( حزقيال 16 : 7 ) .
(( في رأس كل طريق بنيت مرتفعتك ورجّست جمالك وفتحتِ رجليكِ لكل عابر وأكثرت زناك. وزنيت مع جيرانك بني مصر الغلاظ اللحم وزدت في زناك لاغاظتي )) ( حزقيال 16 : 25-26 ) .
” لذلك هاأنذا اجمع جميع محبيك الذين لذذت لهم وكل الذين أحببتهم مع كل الذين أبغضتهم فاجمعهم عليك من حولك واكشف عورتك لهم لينظروا كل عورتك . وأسلمك ليدهم فيهدمون قبتك ويهدمون مرتفعاتك وينزعون عنك ثيابك ويأخذون أدوات زينتك ويتركونك عريانة وعارية ” ( حزقيال 37:16، 39 ) .
” ليُقبلنى بقبلات فمه .. حبيبى لى بين ثديى يبيت . ها أنت جميل يا حبيبى وحلو وسريرنا أخضر .. شماله تحت رأسى ويمينه تعانقنى . إن وجدتن حبيبى أن تخبرنه بأنى مريضة حباً دوائر فخذيك مثل الحلى . سُرتك كأس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج . بطنك صبرة حنطة مسيحة بالسوسن . ثدياك كخشفتى ظبية ” ( نشيد الإنشاد ) .

” كان امرأتان ابنتا أم واحدة وزنتا بمصر.في صباهما زنتا.هناك دغدغت ثديّهما وهناك تزغزغت ترائب عذرتهما. ” ( حزقيال : 23 )

” لأنهم ضاجعوها في صباها وزغزغوا ترائب عذرتها وسكبوا عليها زناهم ” ( حزقيال 23 )

” وعشقت معشوقيهم الذين لحمهم كلحم الحمير ومنيّهم كمنيّ الخيل “ ( حزقيال : 23 )

” و متى اضطجع فاعلمي المكان الذي يضطجع فيه و ادخلي و اكشفي ناحية رجليه و اضطجعي و هو يخبرك بما تعملين فقالت لها كل ما قلت اصنع ” ( راعوث ص 3 : 1- 5 )
” فقال يهوذا لأُونان ادخل على امرأة أخيك و تزوج بها و أقم نسلا لأخيك فعلم أونان أن النسل لا يكون له فكان إذ دخل على امرأة أخيه أنه أفسد على الأرض لكيلا يعطي نسلا لأخيه فقبح في عيني الرب ما فعله فأماته أيضا ” ( تكوين ص 38: 8 - 10 ) .

” فحمي غضب شاول على يوناثان و قال له يا ابن المتعوجة المتمردة أما علمت أنك قد اخترت ابن يسى لخزيك و خزي عورة أُمك “( صموئيل الأول 20 : 30 ) وخزى عورة أمك : أى وخزى كُـــ …. أُمك

” هكذا يسوق ملك أشور سبي مصر وجلاء كوش الفتيان والشيوخ عراة وحفاة ومكشوفي الأستاه ” ( إشعياء 20 : 4 ) مكشوفى الأستاه : مكشوفى المؤخرات

” وتأكل كعكا من الشعير على الخرء الذي يخرج من الإنسان تخبزه أمام عيونهم ” ( حزقيال 4: 12) .

نعم يا سيد رشيد .. ألفاظى فى منتهى البذاءة .. وأحاول جاهداً أن أغير قاموسى ومصطلحاتى .. لكنى لا أقدر .. فأنتم تقولون عن هذا الكلام البذئ أنه وحى من الله – وتعالى عن ذلك علواً كبيراً . فرجاء يا سيد رشيد أن تحذف هذا الكلام من كتابك المقدس ، ووقتها ستجد مصطلحاتى قد تغيرت أتوماتيكياً .

خامساً : ما زلت تهرب أنت ووالدك زكريا بطرس من المناظرة وجميع الناس يعلمون أن فضائية الحياة التنصيرية بجميع من يعملون فيها لا تقوى على مناظرة طفل مسلم لا عالم أو شيخ أو طالب علم ، فأرجوك لا تدعى بطولة زائفة كذباً وبهتاناً .. وإن كانت لديك نية صادقة فى إقامة مناظرة فأهلا وسهلاً .. ودع عنك قصة “ عبر الهاتف ” و ” نعتذر عن رداءة الصوت ” و ” يبدو أننا فقدنا الاتصال ” و ” سنحاول الاتصال مرة أخرى ” … إلخ المبررات السخيفة .. فهذا الموضوع غير مقبول بالمرة .. إن لم تكن المناظرة وجهاً لوجه فلا داعى لها أبداً .. فهل تجرؤ يا سيد رشيد أن تقنع والدك زكريا بطرس بهذا ؟؟

فإن لم تفعل ولن تفعل ؛ فلا تثرثر كثيراً .. وأولى لك أن تتبرأ من ألفاظ كتابك الموغلة فى البذاءة والإنحطاط والفُحش قبل أن تتهمنا بهذا .. وليتك يا سيد رشيد تخبرنا : هل تقبل أن تقرأ هذه النصوص أمام أمك أو أختك أو ابنتك ؟؟ إن كان جوابك نعم .. فقد علمت الآن أنك لا تنتمى للجنس البشرى .. وإن كان جوابك لا .. فقد علمت الآن أنك تؤمن بكتاب تخجل منه ، وفى الحالتين أنت مدان وكذاب .

ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين .

غير معرف يقول...

ولا الابن إلا الآب !!





جاء في مرقس [ 13 : 32 ] أن المسيح بعدما سئل عن موعد الساعة قال : (( وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْرِفُهُمَا أَحَدٌ، لاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ الاِبْنُ، إِلاَّ الآبُ.))

ونحن نسأل :

إذا كان الإبن هو الاقنوم الثاني من الثالوث حسبما يعتقد المسيحيون فكيف ينفي الابن عن نفسه العلم بموعد الساعة ويثبته للأب فقط ؟! ولا يصح أن يقال ان هذا من جهة ناسوته لأن النفي جاء عن الابن مطلقاً واثبت العلم بالموعد للأب فقط . وان تخصيص العلم بموعد الساعة للأب فقط هو دليل على بطلان ألوهية الروح القدس . وأن لا مساواة بين الاقانيم المزعومة .

يقول القمص تادرس يعقوب ملطي :

قبل أن يختم حديثه بالدعوة للسهر أراد أن يوجه أنظار تلاميذه إلى عدم الانشغال بمعرفة الأزمنة والأوقات، إنما بالاستعداد بالسهر المستمر وترقب مجيئه، لهذا قال: "وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بها أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الآب".

وللرد عليه نقول :

لا يحق لك أيها القمص الفاضل ان تتهم المسيح بالكذب .. من أجل ماذا ؟؟ حتى لا يشتغل تلاميذه بالأوقات ؟؟

هل عندما أوجهك إلى عدم الاشتغال بشيء أكذب عليك وأقول لا أعرفه ؟ أم أن الأصح أقول لك لا تشتغل به لأنك لن تعرفه !

عندما سأل أحدهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : متى الساعة ؟ فقال صلى الله عليه وسلم - : وماذا أعددت لها ؟ دون أن يلجأ إلى الكذب لصرف الرجل إلى الأهم وهو الإعداد لها .

يقول الأب ثيؤفلاكتيوس : [ لو قال لهم أنني أعرف الساعة لكنني لا أعلنها لكم لأحزنهم إلى وقت ليس بقليل لكنه بحكمة منعهم من التساؤل في هذا الأمر.]

لقد أبرز هذا التفسير أن الابن منفصل عن الآب ... إذ أن المسيح كما يقول الأب ثيؤفلاكتيوس لم يعلن أنه يعرف الساعة حتى لا يحزن من معه ، ولكن يجب ان ننتبه ، لو كان المسيح هو الله ولو كان هو والآب واحد فعلاً ، لكانت فكرة أنه لن يقول لهم لكي لا يحزنوا فكرة ساقطة لأنه قال لهم بعدها أن الآب يعلمها وسيستنتجون أنه هو يعلمها وسيحزنون قطعاً ، لكن هذا لم يحدث ، إذ لو كان التلاميذ يصدقون أنه والآب واحد أي أنه يعلمها لحزنوا بأي حال من الأحوال ولأصبحت محاولة المسيح - وحاشاه - فاشلة ، لكنهم لم يحزنوا ، لأنهم قد فهموا معنى قوله أنا والآب واحد فهماً صحيحاً ولقد قبلوا الحقيقة الوحيدة أنه لا يعلم لأنه ليس الأب...


منقول عن موقع المسيحية فى الميزان
????????????الفرق بين الله ويسوع





ان احد الاستنتاجات الواضحة من العلاقة بين الرب والمسيح ، نجدها في تيموثاوس [ 2 : 5 ] فهو يقول : (( لأنه يوجد اله واحد ووسيط واحد بين الله والإنسان يسوع المسيح ))

ان التمعن في هذه الكلمات المشار إليها أعلاه ، يوصلنا إلى الاستنتاجات التالية:-

لانه يوجد إله واحد فقط ، فلا يمكن ان يكون المسيح إله . وإذا كان الأب هو الرب ، والمسيح هو رب أيضا، فسوف نكون أمام إلهين . (( لكن لنا إله واحد وهو الأب )) [ الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس 8 : 6 ]. لذلك كان من غير المعقول ان يكون هناك كيان آخر ، يسمى ( الله الابن ) كما يزعم أصحاب مقولة الثالوث الكاذبة. (( أليس لنا أب واحد لكلنا ، أليس إله واحد خلقنا )) سفر ملاخي [ 2 : 10 ]

ونجد في العهد القديم أيضاً وصف مماثل ( ليهوه ) بأنه رب واحد وهو الأب : اشعياء [ 63 : 16 ، 64 : 8 ].

فبالاضافة الى هذا الرب الواحد ، يوجد وسيط . انه الرجل يسوع المسيح ((...و وسيط واحد...)) و لاحظ عزيزي القارىء أن حرف الواو ( و ) يشير إلى ان المسيح يختلف عن الرب .

وأن المقصود بـ (( الوسيط )) هو ان المسيح يتوسط بين الانسان والرب . ولا يعقل ان يكون الرب وسيطاً وانما يجب ان يكون انساناً ذو طبيعة انسانية . وان قول بولس : (( الانسان يسوع المسيح )) لا يترك مجالا للشك في صحة هذا التفسير.

ورغم ان المسيح كان (( ابن انسان )) . وقد جاء في العهد الجديد ذكره مرارا بـ : (( الانسان يسوع المسيح )) . الا انه سمي (( ابن العلي )) [ انجيل لوقا 32:1 ] و بما ان الله هو (( العلي )) فتكون له وحده العلياء الاختياري . وبما ان يسوع هو (( ابن العلي )) فهذ يعني انه لا يمكن أن يكون الرب بذاته. وان الاستعمال اللغوي للاب والابن عن الرب وعن المسيح ، يوضح انهما ليسا ذات الكيان. في حين يتشابه الابن مع أباه الا انهما لا يمكن أن يكونا ذاتاً واحدة .

وقد جاءت في الاناجيل فروق واضحة بين الله والمسيح ، وهذه الفروقات تظهر بكل وضوح بأن يسوع لم يكن الرب بذاته :-

_ كتب يوحنا في [ 3 : 35 ] : (( الآب يحب الابن وقد دفع كل شيء في يده ))

فلا يمكن أن يكون الابن إله أزلي مساوي للآب في كل شيء والآب هو الذي دفع بيد الابن كل شيء.

_ وجاء في يوحنا كذلك الاصحاح الخامس قول المسيح : (( الحق أقول لكم ، لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئاً إلا ما ينظر الآب يعمل )) وهنا نجد ان الابن لا يقدر ان يعمل من نفسه شيئاً .

_ وأورد يوحنا في [12 : 49 ] قول المسيح : (( لم أتكلم من نفسي ، لكن الأب الذي أرسلني ، هو أعطاني وصية ماذا أقول ، وبماذا أتكلم )) وهنا يصرح الابن بأنه لا يتكلم من نفسه بل الآب الذي أرسله هو الذي أعطاه الكلام وأوصاه ماذا يقول !

ونجد الابن نفسه يصرح قائلاً : (( والكلام الذي تسمعونه ، ليس لي ، بل للأب الذي أرسلني )) يوحنا [ 12 : 24 ]

فأي عاقل يقول بعد هذا ان الابن مساوي للأب ؟

_ وقد جاء في أعمال الرسل [ 1 : 7 ] : قول المسيح (( ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والاوقات التي جعلها الآب في سلطانه ))

فقد نفى الابن عن نفسه السلطان وأثبته للآب !

_ (( لأن الله غير مجرب )) [رسالة يعقوب 1: 13 ] و المسيح (( مجرب في كل شيء مثلنا )) [االعبرانيين 4 : 15 ].

_ الله لا يمكنه ان يموت والمسيح مات ثلاثة ايام كما يزعمون .

_ ولا يمكن للناس ان يشاهدوا الرب (( الله لم ينظره أحد قط )) يوحنا [ 1 : 18 ] وقد شاهد الناس المسيح .

_ قال بولس عن يسوع المسيح في رسالته إلى العبرانيين [ 1 : 4 ] : (( بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا ، جلس في يمين العظمة في الأعالي ، صائراً أعظم من الملائكة بمقدار ما ورث اسماً أفضل منهم ))

وهنا نسأل أليس في قول بولس أن المسيح صار أعظم من الملائكة دليل على أن المسيح لم يكن أعظم منهم ثم صار أعظم منهم ؟ فلو كان يسوع المسيح هو الله ، فكيف يصير أعظم من الملائكة ؟


منقول من موقع المسيحية فى الميزان
???????????????العلاقة بين الله ويسوع





ان الله سبحانه وتعالى مذكور مراراً على انه رب المسيح و إلهه ، وان الله سبحانه وتعالى موصوف بـ : (( الله ابـو ربنا يسوع المسيح )) [ رسالة بطرس الاولى 1 : 3 ] وكذلك في [ الرسالة إلى اهل افسس 1 : 17 ] : نجد ان الله موصوف بـ (( إلـه ربنا يسوع المسيح )) .

هذا وعلينا ان نعلم ان كلمة ( رب ) الموصوف بها المسيح لا تعني الإله المعبود بحق ، إنها تعني ( معلم ) وهذا هو تفسير يوحنا نفسه كاتب الانجيل فقد تكفل يوحنا بتفسير كلمة رب الموصوف بها المسيح وذلك في الاصحاح الأول من إنجيلية العدد 38 : (( وَالْتَفَتَ يَسُوعُ فَرَآهُمَا يَتْبَعَانِهِ، فَسَأَلَهُمَا: مَاذَا تُرِيدَانِ؟ فَقَالاَ: رَابِّي ، أَيْ يَامُعَلِّمُ ، أَيْنَ تُقِيمُ؟ )) ومرة ثانية يورد يوحنا في [ 20 : 16 ، 17 ] حواراً بين المسيح ومريم المجدلية ، تطلق فيه مريم المجدلية على المسيح لفظ ( رب ) ويحرص يوحنا على تفسير اللفظ خلال الحديث بمعنى معلم : (( قال لها يسوع يا مريم فالتفتت تلك وقالت له : ربوئي الذي تفسيره يا معلم ، قال لها يسوع : لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلي أبي ، ولكن اذهبي إلي اخوتي وقولي لهم إني اصعد إلي أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم ))

ورغم ان العهد الجديد قد كتب بعد سنين من صعود المسيح إلى السماء فانه يؤكد على ان الله هو رب المسيح وأبيه ، والمسيح ينظر إلى الاب على انه ربه .

ان رؤيا يوحنا وهو الكتاب الأخير من العهد الجديد ، يصف الله سبحانه وتعالى بأنه إله المسيح وربه : (( لإلهه وأبيه [ المسيح ] )) [ رؤيا يوحنا 1 : 6 ] .

وفي الإصحاح الثالث العدد 12 يقول المسيح عن الهيكل : (( هيكل إلهي… اسم إلهي… مدينة إلهي )) وهذا يثبت انه حتى الآن مازال المسيح ينظر إلى الآب على انه ربه وإلهه ولذلك فان [ يسوع ] ليس هو الإله المعبود بحق .

وفي أثناء حياته على الأرض تطلع يسوع لأبيه بما شابه ذلك . ولقد تكلم عن الصعود قائلاً : (( إلى أبي وأبيكم والهي والهكم )) [ يوحنا 20 : 17 ] .

والبعض من المحترفين للوضائف الكنسية يدعون إدعاءً سخيفاً لا اساس له وهو أن ألوهية المسيح تختلف عن ألوهية باقي البشر وذلك عندما قال : (( إلهي وإلهكم )) فهذه الإلوهية ليست كألوهية البشر !! وكأن المسيح لم يقل للسائل الذي طلب منه أول الوصايا وأعظمها : (( اسمع يا اسرائيل الرب إلهنا رب واحد ))

وقد أعلن يسوع المسيح بأن العظمة لله وان الآب أعظم منه وهذا واضح من قوله الوارد في يوحنا [ 14 : 28 ] : (( أبي أعظــم منـــي )) وفي قوله الوارد في لوقا [ 22 : 42 ] : (( لتكن لا إرادتـي ، بل إرادتك )) نجد فرق واضح وفصل بين إرادة يسوع الناصري وبين إرادة الله ، فرق بين إرادة المخلوق والخالق .

وتتجلى المغايرة بين الله وبين يسوع الناصري عندما قال المسيح :

(( وَأَنَا لاَ يُمْكِنُ أَنْ أَفْعَلَ من نفسي شيئاً ، بَلْ أَحْكُمُ حَسْبَمَا أَسْمَع ُ، وَحُكْمِي عَادِل ٌ، لأَنِّي لاَ أَسْعَى لِتَحْقِيقِ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَةِ الَّذِي أَرْسَلَنِي. )) يوحنا [ 5 : 30 ] .

ونجده يقول وهو على الصليب المزعوم : (( إلهي إلهي لماذا تركتني )) [ متى 27 : 46 ] وليس بالامكان فهم مثل هذه الكلمات لو كان المتكلم هو المسيح المتحد مع الرب والذي صار بالاتحاد شيىء واحد .

عزيزي المتصفح :

ان كون المسيح قد صلى للرب (( بصراخ شديد ودموع وتضرعات )) هذا بحد ذاته يشير الى طبيعة العلاقة بينهما . [ الرسالة الى العبرانيين 5 : 7 ] . و قد كتب لوقا في [ 6 : 12 ] ما نصه : (( وفي تلك الأيام خرج إلي الجبل ليصلي ، وقضى الليل كله في الصلاة لله )) وهذا واضح ان الرب لا يمكنه ان يصلي لنفسه طوال الليل كله منفردأ .

وحتى الان ، ما زال المسيح يصلي لله من أجل المؤمنين . الرسالة الى اهل رومية [ 8 : 26 ، 27 ] .

ان علاقة المسيح بالرب أثناء حياته ، لا تختلف باساسها مما هي عليه اليوم ، لقد تعامل المسيح مع الله على انه أباه وربه ، وصلى له ، وانه ما زال في نفس المرتبة التي كان عليها خلال حياته على الارض

لقد كان المسيح عبداً لله وهذا ما نجده في اعمال الرسل [ 3 : 13 ، 26 ] : (( إن إله ابراهيم وإسحاق ويعقوب ، إله آبائنا ، قد مجد عبده يسوع . . . )) ( العهد الجديد المطبعة الكاثوليكية )

وفي اشعياء [ 42 : 1 ] : (( هوذا عبدي اعضده )) والعبد يعمل بإرادة سيده ، وهو لا يقترن بأي حال من الأحوال مع سيده وهذا قاله المسيح وأكده : (( الحق الحق أقول لكم : ما كان الخادم أعظم من سيده ولا كان الرسول أعظم من مرسله )) [ يوحنا 13 : 16 ] و الكل يعلم ان الابن مرسل من الآب ولاشك ان الرسول ليس بأعظم من مرسله باقرار المسيح نفسه : (( ولا كان الرسول أعظم من مرسله )) .

غير معرف يقول...

(((((((((((((((((هل قال محمد r عن نفسه أنه النبي المنتظر؟))))))))))))))

رأينا أن المسيح عليه السلام لم يدع أنه النبي المنتظر، فهل أخبر محمد  أنه ذلك النبي الموعود، الذي بشرت به الأنبياء؟
إن وجود البشارة بالنبي  في كتب الأنبياء من أهم ما أكدت عليه النصوص القرآنية والنبوية، التي أخبرت أنه ما من نبي إلا وذكّر أمته بأمر هذا النبي، وأخذ عليهم في ذلك الميثاق لئن بعث محمد  ليؤمنن به، قال تعالى: } وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين { (آل عمران: 81) وقال علي رضي الله عنه: ( ما بعث الله نبياً آدم فمن دونه إلا أخذ عليه الميثاق: لئن بعث محمد  وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه وليتبعنه). ( ).
ومن هؤلاء الأنبياء المبشرين بالنبي القادم النبي إبراهيم عليه السلام، حيث دعا } ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم { (البقرة: 129).
ومنهم عيسى عليه السلام } وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد { (الصف: 6).
وقد قال : ((إني عند الله لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأخبركم بأول أمري: أنا دعوة إبراهيم، وبشارة عيسى، ورؤيا أمي التي رأت حين وضعتني وقد خرج منها نور ساطع أضاءت منه قصور الشام )). ( )
ولما كان اهتمام الأنبياء بالنبي الخاتم بالغاً كان من الطبيعي أن تتحدث كتبهم عنه وعن صفاته وأحواله.
وقد أكد القرآن الكريم على وجود البشارة بنبينا في كتب اليهود والنصارى فقال: } الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم { (الأعراف: 157).
وقال الله تعالى مخبراً وجود النبوءات عن النبي محمد  وعن أمته وأصحابه في التوراة والإنجيل: } محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً { (الفتح: 29)
ولم يخبر القرآن الكريم- بالتفاصيل - عن صفات رسول الله وأحواله المذكورة في كتب أهل الكتاب، لكنه أخبر عن حقيقة مهمة، وهي أن أهل الكتاب يعرفون رسول الله  معرفتهم أبناءهم، لكثرة ما حدثتهم الأنبياء والكتب عنه  } الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون { (الأنعام:20)
وهذه المعرفة ولا ريب تصدر عن كثرة أو وضوح البشارات الواردة في كتبهم عنه عليه الصلاة والسلام.
وسنحاول خلال الصفحات القادمة تلمس بعض هذه النبوءات، راجين أن نوفق في إزالة الكثير مما أصابها من غبار التحريف، محترزين عن الكثير من سوء الفهم الذي وقع فيه النصارى في فهم هذه النبوءات.

ذرية إسماعيل المباركة

خرج إبراهيم عليه السلام من أرض العراق واتجه إلى الأرض المباركة، أرض فلسطين، وتذكر التوراة أن عمره حينذاك الخامسة والسبعين، ولما يولد له ولد، وخرج بعد أن بشره الله بأن قال: "أجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظم اسمك وتكون بركة ... وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض" (التكوين 12/2 - 3).
وفي أرض فلسطين حملت هاجر - مولاة سارة - بابنها إسماعيل u، وتذكر التوراة غِيرة سارة من هاجر وقد أضحى لها ذرية، فيما حرمت سارة الولد والذرية حتى ذلك الحين.
عندها أذلت سارة هاجر، فهربت هاجر من وجه مولاتها " فقال لها ملاك الرب: ارجعي إلى مولاتك واخضعي تحت يديها. وقال لها ملاك الرب: تكثيراً أكثر نسلك فلا يعد من الكثرة، وقال لها ملاك الرب: ها أنت حبلى فتلدين ابناً، وتدعين اسمه: إسماعيل، لأن الرب قد سمع لمذلتك، وإنه يكون إنساناً وحشياً( )، يده على كل واحد، ويد كل واحد عليه، وأمام جميع إخوته يسكن " (التكوين 16/11 - 12)، لقد بشرها الملاك بابن عظيم يسود على كل أحد، لكنه أحياناً يكون على خلاف ذلك، فيتسلط عليه كل أحد.
وولدت هاجر ابنها إسماعيل u، فكان بكراً لإبراهيم u، "وكان أبرام ابن ست وثمانين سنة لما ولدت هاجر إسماعيل" (التكوين 16/16).
ولما بلغ إبراهيم التاسعة والتسعين تجددت البركة من الله لإبراهيم " قال له: أنا الله القدير. سر أمامي وكن كاملاً، فأجعل عهدي بيني وبينك، وأكثرك كثيراً جداً .. أجعلك أباً لجمهور من الأمم، وأثمرك كثيراً جداً، وأجعلك أمماً، وملوك منك يخرجون، وأقيم عهدي بيني وبينك وبين نسلك من بعدك في أجيالهم عهداً أبدياً ... " (التكوين 17/1 - 8).
وابتلى الله إبراهيم u، فأمره بذبح ابنه الوحيد يومذاك، إسماعيل، فاستجاب وابنه، وامتثلا لأمر الله، وحينها "نادى ملاك الرب إبراهيم ثانية من السماء، وقال: بذاتي أقسمت، يقول الرب: إني من أجل أنك فعلت هذا الأمر ولم تمسك ابنك وحيدك، أباركك مباركة وأكثر نسلك تكثيراً، كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر، ويرث نسلك باب أعدائه" (التكوين 22/1-17).
وطلب إبراهيم u من الله الصلاح في ابنه إسماعيل: " قال إبراهيم لله: ليت إسماعيل يعيش أمامك" (التكوين 17/18).
فاستجاب الله له وبشره بالبركة فيه وفي ابن آخر يهبه الله له، فقد بشره بميلاد إسحاق من زوجه سارة فقال: " وأباركها وأعطيك أيضاً منها ابناً، أباركها فتكون أمماً، وملوك شعوب منها يكونون ... وتدعو اسمه إسحاق، وأقيم عهدي معه عهداً أبدياً لنسله من بعده.
وأما إسماعيل فقد سمعت لك فيه، ها أنا أباركه وأثمره، وأكثره كثيراً جداً، اثني عشر رئيساً يلد، وأجعله أمة كبيرة " (التكوين 17/16 - 20).
وقد كان إسحاق u أصغر من إسماعيل u بأربعة عشر سنة "وكان إبراهيم ابن مائة سنة حين ولد له إسحاق ابنه" (التكوين 21/5).
وقد ولد لإبراهيم أبناء آخرون من زوجته قطورة، لكن الله لم يعده بالبركة فيهم "عاد إبراهيم فأخذ زوجة اسمها قطورة، فولدت له زمران ويقشان ومدان ومديان ويشباق وشوحا" (التكوين 25/1-2)، ولم يخرج من نسلهم أنبياء لعدم الوعد فيهم بالبركة.
وهذا الذي تذكره التوراة يتفق إلى حد كبير مع ما يقوله القرآن، فالقرآن يقرر بركة وعهداً لإبراهيم في صالحي ذريته من ابنيه المباركين إسماعيل وإسحاق، حيث يقول: } وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين { (البقرة: 124).
وذكر الله بركة الابنين وأن من ذريتهما صالح مستحق للعهد، وظالم ليس له من العهد شيء فقال عن إسماعيل: } وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين { (الصافات: 113).
وهذا يتفق مع ما جاء في التوراة التي نصت على أن العهد والاصطفاء مشروط بالعمل الصالح، والبركة التي أُعطيها إبراهيم إنما هي بسبب عمله الصالح، "تتبارك في نسلك جميع أمم الأرض، من أجل أن إبراهيم سمع لقولي، وحفظ ما يحفظ لي أوامري وفرائضي وشرائعي" (التكوين 26/4).
وتتوالى البركة في ذريته وفق هذا الشرط "سر أمامي وكن كاملاً فأجعل عهدي .. " (التكوين 17/1 - 2)، وكما قال عنه وعن ذريته المباركة: " إبراهيم يكون أمة كبيرة وقوية، ويتبارك به جميع أمم الأرض، لأني عرفته، لكي يوصي بنيه وبيته من بعده أن يحفظوا طريق الرب، ليعملوا براً وعدلاً، لكي يأتي الرب لإبراهيم بما تكلم به " (التكوين 18/18 – 19)، فالعمل بوصايا الله هو سبب هذه البركة، وقد قال الله لإبراهيم: "ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض، من أجل أنك سمعت لقولي" (التكوين 22/18).
ووفق هذا الشرط كانت البركة والعهد لأبناء لاوي " إني أرسلت إليكم هذه الوصية، لكون عهدي مع لاوي قال رب الجنود. كان عهدي معه للحياة والسلام، وأعطيته إياهما للتقوى، فاتقاني، ومن اسمي ارتاع هو، شريعة الحق كانت في فيه، وإثم لم يوجد في شفتيه، سلك معي في السلام والاستقامة، وأرجع كثيرين عن الإثم " (ملاخي 2/4-7).
فبركة الله إنما تكون للصالحين، ولعنته هي نصيب الكافرين، كما قال الله لموسى: " انظر. أنا واضع أمامكم اليوم بركة ولعنة، البركة إذا سمعتم لوصايا الرب إلهكم التي أنا أوصيكم بها اليوم، واللعنة إذا لم تسمعوا لوصايا الرب إلهكم وزغتم عن الطريق التي أنا أوصيكم بها اليوم، لتذهبوا وراء آلهة أخرى لم تعرفوها" (التثنية 11/26-28).
كما قال الله له أيضاً: "فاحفظ الوصايا والفرائض والأحكام التي أنا أوصيك اليوم لتعملها، ومن أجل أنكم تسمعون هذه الأحكام وتحفظون وتعملونها، يحفظ لك الرب إلهك العهد والإحسان اللذين أقسم لآبائك، ويحبك ويباركك ويكثرك، ويبارك ثمرة بطنك وثمرة أرضك " (التثنية 7/11-13)، و(انظر: التثنية 28/1-68) وهكذا فالبركة مشروطة بطاعة الله والاستقامة على دينه، فإذا ما نكَل بنو إسرائيل عنها حاقت عليهم اللعنة والبوار.
وبالفعل بدأت بركة إبراهيم بابنه الثاني إسحاق، وذلك لا يعني حرمان إسماعيل من نصيبه من البركة "ولكن عهدي أقيمه مع إسحاق، الذي تلده لك سارة في هذا الوقت، في السنة الآتية " (التكوين 17/21).
وتذكر التوراة أنه بعد فطام إسحاق، هاجرت هاجر وابنها وأنها " مضت وتاهت في برية بئر سبع، ولما فرغ الماء من القربة طرحت الولد تحت إحدى الأشجار .. ونادى ملاك الله هاجر.. قومي احملي الغلام، وشدي يدك به، لأني سأجعله أمة عظيمة، وفتح الله عينيها فأبصرت بئر ماء .. وكان الله مع الغلام فكبر، وسكن في البرية، وكان ينمو رامي قوس، وسكن في برية فاران، وأخذت له أمه زوجة من أرض مصر " (التكوين 21/17-21).
ويتجاهل النص التوراتي خصوصية إسماعيل في نبع ماء زمزم المبارك في مكة المكرمة، ويرى قصة الهجرة في صحراء بئر سبع جنوب فلسطين، ثم يسميها برية فاران. ( )
ونعود للبركة الموعودة في ابني إبراهيم، فما هي البركة التي جعلها الله في إسحاق وإسماعيل؟ هي بلا ريب بركة النبوة والكتاب والملك بأمر الله والظهور باسمه } ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين { (الجاثية: 16).
ويعتبر اليهود والنصارى من بعدهم أن الوعد في إسحاق وعد أبدي لن ينتقل إلى غيرهم، فقد قيل: "فقال الله: بل سارة امرأتك تلد لك ابناً، وتدعو اسمه إسحاق. وأقيم عهدي معه عهداً أبدياً، لنسله من بعده ... ولكن عهدي أقيمه مع إسحق الذي تلده لك سارة في هذا الوقت في السنة الآتية" (التكوين 17/19-21)، فقد فهموا من كلمة (أبدياً) أن العهد لبني إسرائيل إلى يوم القيامة، وأنه غير مشروط ولا متعلق بصلاحهم وانقيادهم لأمر الله.
لكن كلمة الأبد لا تعني بالضرورة الاستمرار إلى قيام الساعة، بل تعني طول الفترة فحسب، ومثل هذا الاستخدام معهود في التوراة، يقول سفر الملوك: "فبرص نعمان يلصق بك وبنسلك إلى الأبد" (الملوك (2) 5/27)، فالأبدية هنا غير مقصودة، وإلا لزم أن نرى ذريته اليوم أمة كبيرة تتوالد مصابة بالبرص.
وفي سفر الأيام "وقال لي: إن سليمان ابنك، هو يبني بيتي ودياري، لأني اخترته لي ابناً، وأنا أكون له أباً، وأثبت مملكته إلى الأبد" (الأيام (1) 28/6)، وقد انتهت مملكتهم منذ ما يربو على ألفين وخمسمائة سنة على يد بختنصر البابلي، فالمراد بالأبدية الوقت الطويل فحسب.
ووقتَّ سفر التثنية الأبدية بما يساوي عشرة أجيال، فقال: "لا يدخل عموني ولا موآبي في جماعة الرب، حتى الجيل العاشر، لا يدخل منهم أحد في جماعة الرب إلى الأبد، من أجل أنهم لم يلاقوكم بالخبز والماء" (التثنية 33/3-4)، فالجيل الحادي عشر للمؤابي غير محروم من جماعة الرب، وهو دون الأبد والقيامة.
ومثله قول دانيال لنبوخذ نصر: "فتكلم دانيال مع الملك: يا أيها الملك عش إلى الأبد" (دانيال 6/21)، أي عش طويلاً.
نعم لقد استبدلت البركة باللعن والطرد، فقد رذلهم الله واستبدلهم بغيرهم بعد أن تنكروا لشرعه ودينه " والآن إليكم هذه الوصية أيها الكهنة، إن كنتم لا تسمعون ولا تجعلون في القلب لتعطوا مجداً لاسمي، قال رب الجنود: فإني أرسل عليكم اللعن، وألعن بركاتكم، بل قد لعنتها لأنكم لستم جاعلين في القلب، ها أنا ذا أنتهر لكم الزرع، وأمدّ الفرث على وجوهكم" (ملاخي 2/1-3).
وعليه نقول: إن العهد قد بدأ بإسحاق u، وهو وعد أبدي متطاول إلى أجيال بعيدة، وهو ما تم حين بعث الله النبيين في بني إسرائيل، وأرسل إليهم الكتب، وأيدهم بسلطانه وغلبته على الأمم التي جاورتهم، وأقام لهم مملكة ظافرة إلى حين.
ويتفق اليهود والنصارى مع المسلمين في أن بركة إسحاق u أثمرت النبوة والملك والكتاب والكثرة والغلبة، لكنهم يعتبرون وعد إسماعيل u وبركته أثمر الكثرة فقط، " وأما إسماعيل فقد سمعت لك فيه. ها أنا أباركه وأثمره، وأكثره كثيراً جداً، اثني عشر رئيساً يلد، وأجعله أمة كبيرة " (التكوين 17/20).
وهذا التفريق أيضاً بخلاف ما جاء في النصوص التي لم تفرق بالألفاظ والمعاني بين الأخوين المباركين، وعليه فبركة إسماعيل هي كبركة إسحاق: نبوة وكتاب وحكم وكثرة. فمتى تحقق ذلك لإسماعيل؟ متى اجتمع له ذلك؟
نقول: لم يجتمع له ذلك إلا في بعثة نبينا  من ذريته، فتحولت قبائل بنيه المتفرقة الضعيفة إلى ملك عظيم ساد الدنيا، واجتمع إلى كثرتهم النبوة والكتاب، فتحقق ما وعد الله إبراهيم وهاجر في ابنهما إسماعيل.
وإلا فأين تحققت البركة في إسماعيل u الذي أخبر النص عن حاله، فقال: " يكون إنساناً وحشياً، يده على كل واحد، ويد كل واحد عليه " (التكوين 6/12) أي أنه يغلب تارة فيسود الجميع كما يسود الجميع عليه تارة أخرى.
وقد ساد العرب المسلمون الأمم برسول الله ودولته، وفيما عدا ذلك كانوا أذل الأمم وأضعفها وأبعدها عن أن يكونوا محلاً لبركة الله، إذ لا بركة في قبائل وثنية تكاثرت على عبادة الأوثان والظلم، فمثل هؤلاء لا يكونون في بركة الله.
وإذا عدنا إلى النصوص العبرية القديمة التي تحدثت عن إسماعيل نجد النص كالتالي " وأما إسماعيل فقد سمعت لك فيه. ها أنا أباركه وأثمره وأكثره كثيراً جداً (بماد ماد) اثني عشر رئيساً يلد، وأجعله أمة كبيرة (لجوى جدول)" (التكوين 12/2) فكلمتي (ماد ماد) و (لجوى جدول) هما رمزان وضعا بدل اسم النبي  ، فكلمة (ماد ماد) - حسب حساب الجمّل ( ) الذي يهتم به اليهود ويرمزون به في كتبهم ونبوءاتهم تساوي 92، ومثله كلمة " لجوى جدول " وهو ما يساوي كلمة " محمد ".
وكان السمؤل أحد أحبار اليهود المهتدين إلى الإسلام قد نبه إلى ذلك، ومثله فعل الحبر المهتدي عبد السلام في رسالته " الرسالة الهادية" .
ونقول: إن ما جاء في سفر التكوين عن وجود بركة في العرب تمثلت بنبوة وملك يقيمهم الله في العرب هو النقطة الأساس التي يخالفنا فيها أهل الكتاب، وهي المدخل الأهم لنبوءات الكتاب المقدس، إذ أن كثيراً مما يذكره المسلمون من نصوص توراتية يرونها نبوءات بالرسول ، كثير من هذه النصوص يراها النصارى أيضاً نبوءات بالمسيح أو غيره من أنبياء اليهود، ويمنعون أن تخرج هذه النبوءات عن بني إسرائيل.

من هو الذبيح المبارك؟ وأين هي الأرض المباركة؟
تتحدث التوراة عن قصة أمر الله إبراهيم بذبح ابنه الوحيد ، وبدلاً من أن تسميه إسماعيل، فإنها أسمته إسحاق، وطبقاً لهذا التغيير تغير الزمان والمكان الذي جرت به القصة.
ومما جاء في القصة التوراتية " خذ ابنك وحيدك الذي تحبه إسحاق، واذهب به إلى أرض المريا... فلما أتيا الموضع ... لا تمد يدك إلى الغلام، ولا تفعل به شيئاً، لأني الله علمت أنك خائف الله فلم تمسك ابنك وحيدك عني ... فدعا إبراهيم ذلك الموضع: "يهوه يراه" حتى إنه يقال اليوم: في جبل الرب يرى ... يقول الرب: إني من أجل أنك فعلت هذا الأمر ولم تمسك ابنك وحيدك أباركك مباركة ... " (التكوين 22/1 - 18).
وفيما تقدم عدة بشارات تبشر بمجيء النبي  ، ونرى يد التحريف والعنصرية تحاول طمس هذه البشارات.
فمن التحريف البين إدراج اسم إسحاق الذي لم يكن وحيداً لإبراهيم قط، وقد تكرر وصف الذبيح بالوحيد ثلاث مرات، وقد رأينا أن إسماعيل كان وحيداً لإبراهيم أربع عشرة سنة.
والبكورية لإسماعيل محفوظة وإن كان ابن هاجر - مولاة سارة - التي اتخذها زوجة فيما بعد، فمنزلة الأم لا تؤثر في بكورية الابن ولا منزلته، وقد جاء في التوراة: " إذا كان لرجل امرأتان إحداهما محبوبة، والأخرى مكروهة، فإن كان الابن البكر للمكروهة، فيوم يقسم لبنيه ما كان له لا يحل له أن يقدم ابن المحبوبة بكراً على ابن المكروهة البكر. بل يعرف ابن المكروهة بكراً ليعطيه نصيب اثنين في كل ما يوجد عنده، لأنه هو أول قدرته له حق البكورية " (التثنية 21/15 - 17)، فهذا الأمر الإلهي لبني إسرائيل يعبر عن عدل الله، وهو به أولى، فهل تراه أجحف بحق إسماعيل ابن الجارية، وخالف ما سيشرعه لعباده من العدل.
ومما يبطل أن يكون الذبيح إسحاق أن إبراهيم قد وعد فيه بالبركة والذرية منه قبل ولادته، وأنه سيكون كعدد نجوم السماء. (انظر التكوين 17/21) فالأمر بذبحه لا ابتلاء فيه، لأنه يعلم أنه سيكون لهذا الابن نسل مبارك....
وهو ما صرح به المسيح حسب إنجيل برنابا الذي نذكر الاستشهاد به استئناساً فقط، فقد قال له التلاميذ: "يا معلم هكذا كتب في كتاب موسى: إن العهد صنع بإسحاق؟ أجاب يسوع متأوهاً: هذا هو المكتوب، ولكن موسى لم يكتبه ولا يشوع، بل أحبارنا الذين لا يخافون الله. الحق أقول لكم: إنكم إذا أكملتم النظر في كلام الملاك جبريل تعلمون خبث كتبتنا وفقهائنا .. كيف يكون إسحاق البكر وهو لما ولد كان إسماعيل ابن سبع سنين" (برنابا 44/1 - 11)، وفي التوراة المتداولة أن بينهما أربعة عشرة سنة (انظر التكوين 16/16، 21/5).
ومن ذلك كله فالذبيح هو إسماعيل، وجبل الرب في الأرض التي عاش فيها، والبركة لإبراهيم في ذريته محفوظة له بعد أن قام بالاستسلام لأمر الله، وهمّ بذبح ابنه الوحيد.
فقد حرف أهل الكتاب اسم الذبيح، وحرفوا اسم المكان المعظم الذي جرت فيه أحداث القصة، فسمتها التوراة السامرية " الأرض المرشدة ". فيما سمته التوراة العبرانية " المريا "، ولعله تحريف لكلمة " المروة "، وهو اسم لجبل يقع داخل المسجد الحرام في مكة المكرمة ، أي في المكان الذي درج فيه إسماعيل.
وقد اتفق النصان العبري والسامري على تسمية ذلك الموضع "جبل الله "، ولم يكن هذا الاسم مستخدماً لبقعة معينة حينذاك، لذا اختلف اليهود في تحديد مكانه اختلافاً بيناً، فقال السامريون: هو جبل جرزيم. وقال العبرانيون: بل هو جبل أورشليم الذي بني عليه الهيكل بعد القصة بعدة قرون (الأيام (2) 3/1).
يقول الدكتور بوست في قاموس الكتاب المقدس: "يظن الأكثرون أن موضع الهيكل هو نفس الموضع الذي فيه أمر إبراهيم أن يستعد لتقديم إسحاق، غير أن التقليد السامري يقول: إن موضع الذبح لإسحاق كان على جبل جرزيم، وبعض العلماء يوافقونهم".
ويقول محققو نسخة الرهبانية اليسوعية : "يطابق سفر الأخبار الثاني (3/1) بين موريّا وبين الرابية التي سيشاد عليها هيكل أورشليم .. غير أن النص يشير إلى أرض باسم موريّا لا يأتي ذكرها في مكان آخر، ويبقى مكان الذبيحة مجهولاً".
والحق أن المكان معروف غير مجهول، لأن قصة الذبح جرت في الأرض المرشدة، وهي أرض العبادة، وهي مكة أو بلاد فاران، واختلافهم دليل على صحة ذلك، واتفاقهم على اسم المكان بجبل الرب صحيح، لكنهم اختلفوا في تحديده لرجمهم بالظنون، وقد ربطوه بتسميات ظهرت بعد الحادثة بقرون عدة، وتجاهلوا البيت المعظم الذي بني في تلك البقعة حينذاك، ويسمى بيت الله، كما سمي الجبل الذي في تلك البقعة جبل الله.
وبقي هذا الاختلاف من أهم الاختلافات التي تفرق السامريين عن العبرانيين، وقد أدرك المسيح هذا الخلاف، فذات مرة دخلت عليه امرأة سامرية، وسألته عن المكان الحقيقي المعد للعبادة، فأفصح لها المسيح أن المكان ليس جبل جرزيم السامري، ولا جبل عيبال العبراني الذي بني عليه الهيكل، " قالت له المرأة: يا سيد أرى أنك نبي، آباؤنا سجدوا في هذا الجبل، وأنتم تقولون أن في أورشليم الموضع الذي ينبغي أن يسجد فيه، قال لها يسوع: يا امرأة صدقيني، إنه تأتي ساعة لا في هذا الجبل ولا في أورشليم تسجدون للآب، أنتم تسجدون لما لستم تعلمون، أما نحن فنسجد لما نعلم، لأن الخلاص هو من اليهود.
ولكن تأتي ساعة، وهي الآن، حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق، لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له، الله روح، والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا" (يوحنا 4/19-24).
فمن هم الساجدون الحقيقيون الذين يسجدون في غير قبلة السامريين والعبرانيين، إنهم الأمة الجديدة التي تولد بعد حين، إذ لم تدع أمة قداسة قبلتها سوى أمة الإسلام التي يفد إليها ملايين المسلمين سنوياً في مكة المكرمة.
وقوله عن ساعة قدوم الساجدين الحقيقيين " ولكن تأتي ساعة وهي الآن"، يفيد اقترابها لا حلولها، كما في متى: " أقول لكم: من الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة، وآتياً على سحاب السماء" (متى 26/64)، وقد مات المخاطبون وفنوا، ولم يروه آتياً على سحاب السماء.
ومثله قول المسيح: "وقال له: الحق الحق أقول لكم، من الآن ترون السماء مفتوحة، وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان" (يوحنا 1/51) ، (وانظر صموئيل (1) 15/28).
وقد قال ميخا النبي عن مكة والبيت الحرام وعن إتيان الناس للحج عند جبل عرفات: " يكون في آخر الأيام بيت الرب مبنياً على قلل الجبال، وفي أرفع رؤوس العوالي يأتين جميع الأمم، ويقولون: تعالوا نطلع إلى جبل الرب" (ميخا 4/1-2).
كما رمز النبي إشعيا لمكة في نص آخر بالعاقر، وتحدث عن الجموع الكثيرة التي تأتي إليها، ويعدها بالأمان والبركة والعز، فقال: " ترنمي أيتها العاقر التي لم تلد، أشيدي بالترنم أيتها التي لم تمخض، لأن بني المستوحشة أكثر من بني ذات البعل، قال الرب: أوسعي مكان خيمتك ولتبسط شقق مساكنك، لا تمسكي، أطيلي أطنابك وشددي أوتادك، لأنك تمتدين إلى اليمين والى اليسار، ويرث نسلك أمماً، ويعمر مدناً خربة، لا تخافي لأنك لا تخزين، ولا تخجلي لأنك لا تستحين، فإنك تنسين خزي صباك، وعار ترملك لا تذكرينه بعد..
قال راحمك الرب: أيتها الذليلة المضطربة غير المتعزية، هانذا أبني بالإثمد حجارتك، وبالياقوت الأزرق أؤسسك، وأجعل شرفك ياقوتاً، وأبوابك حجارة بهرمانية، وكل تخومك حجارة كريمة، وكل بنيك تلاميذ الرب، وسلام بنيك كثيراً، بالبر تثبتين بعيدة عن الظلم فلا تخافين، وعن الارتعاب فلا يدنو منك، ها إنهم يجتمعون اجتماعاً ليس من عندي، من اجتمع عليك فإليك يسقط، هانذا قد خلقت الحداد الذي ينفخ الفحم في النار ويخرج آلة لعمله، وأنا خلقت المهلك ليخرب كل آلة صورت ضدك لا تنجح، وكل لسان يقوم عليك في القضاء تحكمين عليه، هذا هو ميراث عبيد الرب وبرهم من عندي" (إشعيا 54/1-17).
في النص مقارنة لمكة بأورشليم، فسمى مكة بالعاقر لأنها لم تلد قبل محمد النبي ، ولا يجوز أن يريد بالعاقر بيت المقدس، لأنه بيت الأنبياء ومعدن الوحي، وقد يشكل هنا أن نبوة إسماعيل كانت في مكة، فلا تسمى حينذاك عاقراً، لكن المراد منه مقارنة نسبية مع أنبياء أورشليم.
وقوله: "لأن بني المستوحشة أكثر من بني ذات البعل"، يقصد فيه أن زوارها أو أبناءها أكثر من زوار أورشليم التي يسميها ذات البعل، ولفظة بنو المستوحشة يراد منها ذرية إسماعيل، الذي وصفته التوراة - كما سبق- بأنه وحشي " وقال لها ملاك الرب: ها أنت حبلى فتلدين ابناً وتدعين اسمه: إسماعيل، لأن الرب قد سمع لمذلتك، وإنه يكون إنساناً وحشياً، يده على كل واحد، ويد كل واحد عليه" (التكوين 16/11 - 12).
كما تحدثت المزامير عن مدينة المسيح المخلص، المدينة المباركة التي فيها بيت الله، والتي تتضاعف فيها الحسنات، فالعمل فيها يعدل الألوف في سواها، وقد سماها باسمها (بكة)، فجاء فيها: " طوبى للساكنين في بيتك أبداً يسبحونك، سلاه، طوبى لأناس عزهم بك، طرق بيتك في قلوبهم، عابرين في وادي البكاء (في الترجمة الإنجليزية: "through the valley of Ba'ca make it a well" فذكر أن اسمها بكة، وترجمته إلى وادي البكاء صورة من التحريف كما أسلفنا) يصيرونه ينبوعاً، أيضاً ببركات يغطون مورة، يذهبون من قوة إلى قوة، يرون قدام الله في صهيون، يا رب إله الجنود اسمع صلاتي وأصغ يا إله يعقوب، سلاه، يا مجننا انظر يا الله والتفت إلى وجه مسيحك، لأن يوماً واحداً في ديارك خير من ألف، اخترت الوقوف على العتبة في بيت إلهي على السكن في خيام الأشرار " (المزمور 84/4-10).
وقد سماها النص العبري بكة، فقال: [בְּעֵמֶק הַבָּכָא]، وتقرأ : (بعيمق هبكا)، أي وادي بكة.
والنص كما جاء في ترجمة الكاثوليك كالتالي: "يجتازون في وادي البكاء، فيجعلونه ينابيع ماء، لأن المشترع يغمرهم ببركاته، فينطلقون من قوة إلى قوة، إلى أن يتجلى لهم إله الآلهة في صهيون" (83/7-8).
وهذا الاسم العظيم (بكة) هو اسم بلد محمد  ، الاسم الذي سمّى القرآن الكريم به مكة البلد الحرام} إن أول بيتٍ وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدىً للعالمين { (آل عمران: 96)، وبركة هذا البيت بما جعل الله لقاطنيه وقاصديه من مضاعفة الحسنات عنده، فصلاة فيه كما أخبر نبينا  تعدل أكثر من ألف صلاة فيما سواه ( )، فصدق فيه قول المزمور: "لأن يوماً واحداً في ديارك خير من

غير معرف يقول...

هل شهد القرآن بصحة العهدين بوضعهما الحالي

للسيد رشيد رضا

لو أراد الإنسان أن يناقش هؤلاء المسيحيين الذين يؤلفون الكتب في دعوة المسلمين إلى النصرانية، ويحكم العلم في مصنفاتهم ، فيرد على كل خطأ يجب رده لاحتاج أن يكتب على كل صحيفة من صحائفهم السوداء كتابًا مستقلاًّ ؛ لأنهم يرمون الكلام على عَوَاهنه فيخطئون من حيث يدرون ومن حيث لا يدرون ، ويتعمدون الإيهام والتغرير لأنهم يكتبون للعامة الذين لا يدققون .

يقول صاحب كتاب ( أبحاث ) الجدليين لا ( المجتهدين ) في الفصل الأول من البحث الأول إنه يثبت صحة التوراة والإنجيل ( بالحجة الدامغة والبرهان المنطقي ) ثم يورد الآيات القرآنية وهي عنده جدلية لا منطقية ويحرفها عن معناها كما حرَّف هو وسلفه التوراة والإنجيل ، وقد بيَّنا من قبل معنى التوراة والإنجيل وإثبات القرآن لهما ، وكون هذا الإثبات لا ينافي إرسال نبي آخر بشريعة جديدة أكمل منها ، وبيَّنا أيضًا وجه كون الديانة الإسلامية أصلح لحال البشر وأهدى لسعادتهم ، بل وبيَّنا كيف أبطل بولس شريعة التوراة والإنجيل وجعل المسيحية إباحية لا قيمة فيها للعمل الصالح ؛ وإنما العمدة فيها على الإيمان بأن المسيح جاء ليخلص العالم .

فكيف جاز عند محبينا من دعاة المسيحيين أن يبطل هذا الرجل اليهودي بذلاقة لسانه وخلابته شريعة موسى و عيسى عليهما الصلاة والسلام ، ولا يجوز في نظرهم أن يرسل الله محمدًا عليه أفضل الصلاة والسلام بالبراهين العقلية فيصدق المرسلين ، ويقضي على المارقين ، ويؤنب المحرِّفين ، ويبين الحق في اختلاف المختلفين ، ويخاطب اليهود والمسيحيين ، بمثل ما خاطب عيسى الكتبة والفريسيين بأنهم لم يقيموا الكتاب ، بل أخذوا بالقشر وتركوا اللباب ، وأنهم لو أقاموه لما ساءت حالهم ، ولما وجب خزيهم ونكالهم ؛ ولكن اليهود والنصارى كانوا في زمن البعثة في أشد الخزي والنكال ، وعند آخر طرف من الغواية والضلال ؛ ولذلك تقلص بشمس الإسلام ظل سلطانهم بعد حين [ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ المُؤْمِنِينَ ]( الروم : 47 ) .

أورد صاحب الأبحاث سبع آيات من القرآن المجيد، وقال إن الآية الأولى تفيد أن الله تعالى أنزل التوراة والإنجيل هدى للناس، نعم وقد اهتدى بهما من قبل أقوام فسعدوا، ثم حرَّفوا وفسقوا، وانحرفوا فشقوا ، حتى جاء الإسلام بالهداية الكبرى ، والحجة العظمى ، فاهتدى به بعضهم فسعدوا وسادوا على الآخرين ، وكانوا مع أهله الأعلين ما كانوا به مهتدين .

وقال إن الآية الثانية وهي : [ يَا أَهْلَ الكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ ]( المائدة : 68 ) تبين صحتهما، وهو كذلك ولكن للآية تتمة لم يذكرها المصنف ؛ لأنه غير منصف وهي قوله : [ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ ]( المائدة : 68 ) فكأنه يأمرنا أن نؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعض كما فعل هو ومن على شاكلته بالتوراة ، والمراد بما أُنزل إليهم من ربهم القرآن ؛ فإنه لم ينزل بعد التوراة والإنجيل غيره ، فالله تعالى يأمر أهل الكتاب بأن يكونوا مسلمين يؤمنون بالكتب كلها ، ويبين أن تعللهم واحتجاجهم على عدم اتِّباع القرآن بأنهم أصحاب كتاب سماوي لا حاجة لهم بغيره احتجاج باطل وتعلل كاذب ؛ لأنهم لم يقيموا التوراة والإنجيل وأوضح هذا بالآيات الأخرى الناطقة بأنهم حرَّفوا ، وبأنهم نسوا حظًّا مما ذُكِّروا به ، وأنهم لو أقاموهما لما حل بهم الخزي والنكال [ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ]( المائدة : 66 ) وكذلك وقع لإخوانهم الذين أسلموا فقد فازوا ببركات السماء والأرض ، وتتمة الآية التي نحن بصددها [ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى القَوْمِ الكَافِرِينَ ]( المائدة : 68 ) وهذه الحجة قائمة عليهم إلى يوم القيامة ؛ فإن هؤلاء الدعاة يخدعون عوام المسلمين بوجوب اتِّباع التوراة ويوهمونهم أنهم متبعون لها ، ويقول صاحب الأبحاث أن محمدًا يطلب إقامة حدودها ، ولا يوجد في الدنيا نصراني يقيم حدًّا من حدود التوراة أو يعمل بأحكامها في العبادات والمعاملات ، فما لهم يشفقون على المسلمين وينصحون لهم بإقامة هذه الحدود ولا ينصحون لأنفسهم ولا يشفقون عليها ؟ وقال : والثالثة تبين أن الإنجيل مُنَزَّل من عند الله ، وأن محمدًا راضخ لأحكامه ، والآية الثالثة هي قوله تعالى : [ وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ ]( المائدة : 47 ) وليس فيها إخبار بأن محمدًا عليه الصلاة والسلام راضخ لأحكامه ؛ ولكن هؤلاء الناس يستبيحون أن يُحَمِّلوا الآيات ما لا تحمله لتأييد أهوائهم ، وبذلك أفسدوا كتبهم وجاءوا يفسدون علينا كتابنا ؛ ولكن الله حفظه من التحريف والتبديل، في الآية قراءتان إحداهما بكسر لام ( وليحكم ) وهي متعلقة بقوله تعالى قبلها : [ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ ]( المائدة : 46 ) أي أعطينا عيسى الإنجيل ليحكم أهله فيه ، وأهله هم بنو إسرائيل لأن القرآن أخبرنا بأنه أرسل إلى بني إسرائيل فعرف أنهم أهله ، وكذلك الإنجيل الذي عندهم الآن يقول إن المسيح قال : ( لم أبعث إلا إلى خراف إسرائيل الضالة ) .

والقراءة الثانية بسكون اللام ، وهي حكاية للأمر السابق عند الإتيان ، أي آتيناه الإنجيل وأمرنا من أرسل إليهم بالعمل به ، ويحتمل اللفظ أن يكون أمرًا مبتدأ ورد على سبيل الاحتجاج على النصارى بعدم العمل بالإنجيل المُصَدِّق للتوارة والمقتضي للعمل بها على ما تقدم بيانه آنفًا ، وإذا جاز لدعاة المسيحيين اليوم أن يحتجوا على المسلمين بأن القرآن يأمرهم بالإيمان والعمل بالتوراة والإنجيل ولا يرون هذا الاحتجاج مقتضيًا لإيمانهم بالقرآن ، فكيف يدعون أن أمر محمد صلى الله عليه وسلم لهم بالحكم بالإنجيل يستلزم أن يكون هو راضخًا لأحكامه .?????????هل شهد القرآن بصحة العهدين بوضعهما الحالي

للسيد رشيد رضا

ذكرنا في المقال السابق أن صاحب كتاب( أبحاث المجتهدين )أورد سبع آيات من القرآن العزيز وحرَّفها عن مواضعها لإثبات كتب اليهود والنصارى ، وإلزام المسلمين باعتقادها والأخذ بها ، وبيَّنّا فيها تحريفه وكون الآيات حجة للمسلمين على اليهود والنصارى لا العكس بالكلام على ثبوت آيات منها ، وفي هذه النبذة نتكلم على باقيها .

قال : ( والرابعة تحكم بضلال المسلم الذي لا يؤمن بالتوراة والإنجيل إيمانه بالقرآن ) ونقول : إن الآية الرابعة هي قوله تعالى : [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ ]( النساء : 136 ) والمسلمون يعتقدون أن نبيهم جاء بالحق وصدَّق المرسلين ، وأمرنا بأن نؤمن برسل الله وكتبه السابقة ؛ ولكن لم يكلفنا بالعمل بتلك الكتب لأنه أغنانا عنها بكتاب أهدى منها لا نحار في روايته ، ولا نضل في درايته ، مشتمل على جميع ما فيها من صحيح الاعتقاد ، معصوم من التحريف والتبديل ، محفوظ من الضياع والنسيان ، حاوٍ لما لا يوجد فيها من المعارف الإلهية كما سنبينه بعد إن شاء الله تعالى ، خالٍ من الإضافات التاريخية والآراء البشرية التي ألحقت بما بقي من الكتب السماوية .

على أن هذه الآية قد اختلف المفسرون في المخاطبين بها ، فقيل هم المنافقون المؤمنون في الظاهر ، المرتابون أو الجاحدون في الباطن ، كأنه يقول لهم أيها المدَّعون الإيمان بالله وكتابه ورسوله وسائر كتبه ورسله بأفواههم وظواهرهم ، عليكم أن تؤمنوا بقلوبكم وتطابقوا بين ظواهركم وبواطنكم ، وقيل : هم مؤمنو أهل الكتاب لما روي من أن ابن سلام وأصحابه قالوا : يا رسول الله إنا نؤمن بك وبكتابك وبموسى والتوراة و عزير ونكفر بما سواه فنزلت الآية ، وقيل : هم المسلمون مطلقًا ولا يَعْتَدُّ المسلمون بإيمان مسلم إذا أنكر الإيمان بالأنبياء السابقين أو كذَّب كتبهم ؛ ولكنهم لا يكلفونه بالبحث عنها والعمل بها ؛ لأن الله تعالى أغنانا كما قلنا ولأنه قد ضاع بعضها ونسي كما قال تعالى : [ فَنَسُوا حَظاًّ مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ]( المائدة : 14 ) وحرّف بعضها كما قال سبحانه : [ يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ]( المائدة : 41 ) وكيف نأخذ بكتاب نسي حظ عظيم منه ، ربما كان مبينًا ومفسرًا للباقي ، أو فيه ما ليس فيه مما لا بد منه فيكون أخذنا به على غير وجهه ، أو يكون ديننا ناقصًا ويصدق علينا قوله تعالى في أهل الكتاب : [ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ]( البقرة : 85 ) الآية ؟ ونكتفي هنا بالاستدلال على نسيان أهل الكتاب حظًّا منه بالقرآن الكريم ؛ لأن كلامنا مع الخصم في دلالة القرآن على صدق الكتب ، وسنثبته بعد بشهادة تلك الكتب وأقوال رؤساء الديانة النصرانية .

قال : ( والخامسة تبيّن أن أهل مكة كانوا يعرفون التوراة والإنجيل كما كانوا يعرفون القرآن ) ونقول إن هذه الآية هي قوله تعالى : [ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَذَا القُرْآنِ وَلاَ بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ]( سبأ : 31 ) ولا دلالة فيها على ما ذكر حتى على تقدير أن المراد بالذي بين يديه الكتب المتقدمة ؛ لأن سبب رفضهم الإيمان هو دعوة القرآن ومن جاء به إلى ذلك الإيمان ، أي أنهم قالوا : إننا لا نؤمن بالكتاب الذي جئت به يا محمد وقلت إنه من عند الله ، ولا نؤمن بالكتب التي قلت إنها جاءت قبلك من عند الله ، فأين الدليل في هذا على أن أهل مكة كانوا يعرفون التوراة والإنجيل بذاتهما ويتدارسونهما وهم أميون لا يوجد فيهم ، بل ولا في العرب كافة من يكتب إلا أفراد لا يبلغون طرف جمع القلة - قيل إنهم كانوا ستة نفر - والوجه الثاني في تفسير قوله تعالى : [ وَلاَ بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ]( سبأ : 31 ) أنه يوم القيامة وما يتلوه من الثواب والعقاب وهو الأظهر .

قال : ( والسادسة تبين إقرار محمد بصحة الكتاب ومساواته إياه بالقرآن ) ونقول إنه أورد الآية السادسة هكذا : ( قل فأتوا بكتاب هو أهدى منهما - القرآن والإنجيل - أتبعه ) فانظروا أيها المنصفون إلى أمانة هؤلاء الناس في النقل ، وإلى تحريفهم في المعنى وهم يخاطبون المسلمين ويعرفون حرصهم على القرآن العظيم وقد أنزل الله تعالى الآية هكذا : [ قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ]( القصص : 49 ) أي أهدى من القرآن والتوراة لا الإنجيل كما زعم مصنف كتاب الأبحاث ، والدليل على ذلك قوله تعالى قبل هذه الآية : [ وَلَوْلا أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ * فَلَمَّا جَاءَهُمُ الحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَ لَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِن قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ ]( القصص : 47-48 ) ( وفي قراءة ساحران ) وحكمة إسناد الكفر بموسى إليهم بيان طبائع الأمم وتشابه أطوار البشر حتى كأن الحاضر عين الماضي ، ولذلك قال الحكماء : التاريخ يعيد نفسه ، والآيات حجة على المكابرين وبرهان قاطع لألسنة المعاندين ، وليس فيها ما يدل على المساواة بين القرآن والتوراة في كل شيء فإن تعجيز المشركين بالإتيان بكتاب من عند الله أهدى مما جاء به موسى ومما جاء به محمد لا يقتضي أن ما جاء به أحدهما مساوٍ لما جاء به الآخر ، أرأيت لو قيل لجاهل بعلم المنطق ينكر على علمائه وكتبه : ألف لي كتابًا فيه يكون خيرًا من كتاب إيساغوجي وكتاب ( البصائر النصيرية ) أتقول : إن هذا القول يدل على أن الكتابين متساويين من كل وجه ؟ قال : ( والسابعة تبيّن الإقرار الصريح على أن التوراة صحيحة سالمة فيها حكم الله ، وأن متبعها ليس في حاجة إلى أن يُحكِّم أحدًا سواها ) ، ونقول : إن الآية السابعة هي قوله تعالى : [ وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ]( المائدة : 43 ) هذا ما أورده المصنف منها وتتمتها [ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ]( المائدة : 43 ) وهي لا تدل على ما قاله لما نبينه هنا تبيينًا .

الآية واردة في التعجيب من حال اليهود الذين يحكِّمون النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في بعض أمرهم ، وهم غير مؤمنين به كالذين طلبوا حكمه فيمن زنى من أشرافهم ، وقالوا : إن حكم بالجلد أخذنا بحكمه ، وإن حكم بالرجم فلا نأخذ به .

مع أن حكم الزاني منصوص عندهم في التوراة ؛ ولكنهم يريدون اتباع الأسهل والأخف ووجه التعجيب أن هؤلاء القوم ليس لهم ثقة بدينهم ولا إذعان لكتابهم ، فهم يحكِّمون صاحب شريعة غير شريعتهم ، وشريعتهم التي يقولون إنها من عند الله وفيها حكمه بين أيديهم ، ومن العجيب أنهم لا يقبلون حكمه إذا هو وافق ما عندهم ، وهذا نهاية البعد عن الإيمان الصحيح الخالص بكتابهم ، ولذلك قال تعالى بعد استفهام التعجب من تحكيمهم [ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ]( المائدة : 43 ) أي ليس إيمانهم بكتابهم صحيحًا لأنهم أعرضوا عنه أولاً فتحاكموا إليك يا محمد ، ثم أعرضوا عن حكمك الموافق له ثانيًا ، أو النفي لصفة الإيمان عنهم بالإطلاق ، فيدخل فيها ما ذكر ويدخل فيها الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم وما جاء به ، أي أنهم فسدت نفوسهم وبطلت ثقتهم بالدين مطلقًا حتى لا يرجى منهم أبدًا .

وظاهر أن القول بوجود حكم لله أو أحكام متعددة في كتاب الله لا يقتضي أن يكون ذلك الكتاب كله صحيحًا سالمًا من التحريف ، مشتملاً على جميع ما أنزله الله تعالى ، فإنني أقول إن كتاب السيرة الحلبية مثلاً فيه حكم الله ، ولا أعتقد أن كل ما فيه من الله تعالى ، وأنه سالم من التحريف ولا حاجة لغيره ، بل أعتقد مع هذا أن فيه أقوالاً اجتهادية وآراء للمؤلف ونقولاً لا تصح ، وإننا في حاجة إلى غيره .

________________________

المنار ???????????????? هل دل العقل على حصر الحق والشريعة في التوراة والإنجيل

للسيد رشيد رضا

جعل مؤلف كتاب ( أبحاث المجتهدين ) الفصل الثاني من البحث الأول في إثبات صحة التوراة والإنجيل عقليًّا ، وتقرير هذا الدليل أن الله قادر حكيم فلا بد أن يضع دستورًا ويكتب شريعة لمخلوقاته العاقلة ، كي تعلم نسبتها إلى خالقها وواجباتها نحوه ، وواجبات بعضها نحو بعض ، وتعرف مصير العالمين وقصاص العصاة وثواب الطائعين المؤمنين لئلا يكونوا فوضى لا وازع لهم ولا مشترع كالأنعام يدوس بعضهم بعضًا ، وكالأسماك يأكل صغيرَها كبيرُها ، ويفني الناس بعضهم بعضًا وتستوي الفضيلة والرذيلة ، وهذا ما لا يرضى به القادر الحكيم ، ثم قال : ( فإذا لم يكن ذلك الدستور وتلك الشريعة هما التوراة والإنجيل، فقل لي بعيشك ما هما، هل يوجد كتاب قديم مقدس يفي بالغرض المقصود كالتوراة والانجيل ؟ كلا لعمري ) .

( المنار ) إننا لا نؤاخذ المؤلف على تقصيره في تقرير وجه الحاجة إلى الشريعة ، إذ يعرف القراء هذا التقصير بمقابلته بما كتبناه وما سنكتبه في بيان الحاجة إلى الوحي من دروس الأمالي الدينية ؛ ولكننا نذكِّره بأمور إذا تأملها ظهر له أن حجته داحضة .

( 1و2 ) لماذا ترك الله البشر قبل التوراة ألوفًا من السنين لا نعلم عددها من غير شريعة إذا كان ذلك لا يرضيه ؟ ولماذا لم تظهر حكمته هذه إلا في بني إسرائيل من عهد قريب ، وكل الناس عبيده والعلة تقتضي العموم ؟ هذان السؤالان يردان عليه ، وعلى جميع اليهود والنصارى القائلين بقوله ولا يردان على المسلمين ؛ لأن القرآن حل هذا الإشكال بقوله تعالى في الرسل : [ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ]( غافر : 78 ) فنحن نعتقد أن الله أرسل رسلاً في جميع الأمم التي استعدت بترقيها إلى فهم توحيده لا يعلم عددهم غيره تعالى .

( 3 ) هل كان أهل الصين كالأنعام يدوس بعضهم بعضًا ، أو كالسمك يأكل كبيرهم صغيرهم بلا وازع ولا رادع ، أم كانوا أولي مدنية وفضائل قبل وجود بني إسرائيل وبعدهم ؟ والتاريخ يدلنا على أنهم كانوا أرقى من بني إسرائيل في العلوم والمعارف والمدنية والنظام الذي تُحتاج الشريعة لأجلها ، وكانوا أرقى من النصارى أيام لم يكن عند هؤلاء إلا الديانة التي بثها فيهم مقدسهم بولس ، فما زادتهم إلا عداوة وبغضًا واختلافًا وتنازعًا وحربًا واغتيالاً في تلك العصور التي يسمونها المظلمة ، وكان الصينيون في هدوء وسلام ووفاق ووئام ، ما قيل في الصينيين يقال نحوه في الهنود ، ولا يرد مثل هذا الإشكال على المسلمين ؛ لأنهم بمقتضى هدى القرآن يجوزون أن يكون الله تعالى بعث في الصين والهند أنبياء أرشدوهم إلى ما كانوا فيه من السعادة ، ثم طال عليهم الأمد ، فمزجوا ديانتهم بالنزغات الوثنية الموروثة حتى حوَّلوها عن وجهها تحويلاً ، كما نعتقد مثل ذلك في النصارى إذ لا شك أن ديانتهم في الأصل سماوية توحيدية ، ثم حوَّلوها إلى عبادة البشر من المسيح وأمه وغيرهما .

( 4 ) إن الأوروبيين قد استغنوا بالقوانين الوضعية عن شريعة التوراة ، وبالآداب الفلسفية عن آدابها وآداب الإنجيل فطرحوا الزهادة ، ونفضوا عن رؤوسهم غبار الذل ، وقد نجحوا بهذا وارتقوا عما كانوا عليه أيام كانوا متمسكين بهذا الكتاب الذي يسمى ( المقدَّس ) فكيف تقول إنه لا يوجد غيره لهداية البشرية وتهذيب أخلاقهم ، وهذا الواقع على خلافه ، وهذا الإشكال لا يرد أيضًا على المسلمين ؛ لأنهم يعتقدون أن اليهود والنصارى نسوا حظًّا مما ذُكِّروا به في الوحي وطرأ على الباقي التحريف والنسخ ، فلم يعد صالحًا لهداية البشر ، ويعتقدون أن الأوربيين أقرب الناس إلى دين الإسلام في أخلاقهم الحسنة كعزة النفس ، وعلو الهمة والجد في العمل والصدق والأمانة والاهتداء بسنن الكون والاسترشاد بنواميس الفطرة ، والأخذ بالدليل وغير ذلك ، وأنهم كما اهتدوا إلى هذا بالبحث والتوسع في العلم سيهتدون كذلك إلى سائر ما جاء به الإسلام من العقائد والأخلاق والفضائل والأعمال .

( 5 ) إن المسلمين قد ظهر فيهم كل ما ذكره في وجه الحاجة إلى الشريعة على أكمل وجه لم يعرف مثله في الكمال عند اليهود والنصارى ، فعرفوا ما يجب لله تعالى ، وما يجب من حقوق العباد وصلح بالدين حالهم ، واجتمعت كلمتهم وتهذبت أخلاقهم ، وسمت مدنيتهم في كل عصر بقدر تمسكهم به ، والتاريخ شاهد عدل .

( 6 ) إذا كانت التوراة قد بيَّنت كل ما ذكره من حاجة البشر إلى الشريعة فلماذا وُجد الإنجيل ؟ وإذا كانت ناقصة فلماذا جعلها الله ناقصة لا تفي بالحاجة ، وكيف يتم له الدليل بناء على هذا القول على إثبات التوراة والإنجيل بالعقل ؟ وهذا الإشكال لا يرد على المسلمين المعتقدين بصحة أصل التوراة والإنجيل ؛ لأنهم يقولون : إن كلاًّ منهما كان نافعًا في وقته ، ثم عدت عواد اجتماعية ذهبت بالنفع والفائدة ، فساءت حال القوم المنتمين إلى الكتابين ، فجدَّد الله الشريعة بالإسلام على وجه فيه الإصلاح العام ، فانقشع بنوره كل ظلام ، وحفظ الله كتابه من التحريف والتبديل ليرجع إليه الذين يضلون السبيل .

( 7 ) إذا كانت التوراة مشتملة على ما ذكره - كما تقدم - فلماذا تركها المسيحيون فعطلوا شرائعها ، وضيَّعوا حدودها كما بيناه في بعض نبذ الرد السابقة .

( 8 ) إذا كانت كتب العهد العتيق والعهد الجديد إلهية حقيقية ، فلماذا وُجد فيها الاختلاف والتناقض والتهاتر ومصادمة العقل الذي لا يُفهم الدين ولا يُعرف إلا به، وقد تكلمنا على مصادمتها للعقل قليلاً في بعض النبذ الماضية، وسنبين بعد كل ما ادعيناه هنا تبيينًا .

( 9 ) إذا كانت هذه الكتب إلهية وافية بما ذكره المصنِّف من حاجة الناس للشرائع، فلماذا وُجد فيها ما يُخل بذلك أصوله وفروعه ، كتشبيه الله بخلقه ونسبة الفواحش إلى الأنبياء الذين هم أحق الناس وأولاهم بالاهتداء بالدين الذي تلقوه عنه سبحانه وتعالى، وغير ذلك مما ينافي الآداب الصحيحة كما ألمعنا من قبل، وسنزيد ذلك بيانًا، ونكتفي الآن بإشارات من لامية البوصيري رحمه الله تعالى ، قال في شأن العهد العتيق وأهله :

وكفاهم أن مثَّلوا معبودهم سبحانه بعباده تمثيلا

وبأنهم دخلوا له في قبة إذ أزمعوا نحو الشام رحيلا

وبأن (إسرائيل) صارع ربه فرمى به شكرًا لإسرائيلا

وبأنهم سمعوا كلام إلههم وسبيلهم أن يسمعوا منقولا

وبأنهم ضربوا ليسمع ربهم في الحرب بوقات لهم وطبولا

وبأنه من أجل آدم وابنه ضرب اليدين ندامة وذهولا

وبأن رب العالمين بدا له في خلق آدم يا له تجهيلا

وبدا له في قوم نوح وانثنى أسِفًا يعضُّ بنانه مذهولا[1]

وبأن إبراهيم حاول أكله خبزًا ورام لرجله تغسيلا[2]

وبأن أموال الطوائف حُللت لهموا ربًا وخيانة وغلولا

وبأنهم لم يخرجوا من أرضهم فكأنما حسبوا الخروج دخولا

لم ينتهوا عن قذف داود ولا لوط فكيف بقذفهم روبيلا[3]

وعزوا إلى يعقوب من أولاده ذكرًا من الفعل القبيح مهولا

وإلى المسيح وأمه وكفى بها صدِّيقة حلت به وبتولا

وأبيك ما أعطى يهوذا خاتمًا لزنى بمحصنة ولا منديلا[4]

لوَّوا بغير الحق ألسنة بما قالوه في (ليَّا) وفي راحيلا [5]

ودعوا سليمان النبي بكافر واستهونوا إفكًا عليه مقولا[6]

وجنوا على هارون بالعجل الذي نسبوا له تصويره تضليلا[7]

إلى أن قال :

الله أكبر إن دين محمد وكتابه أقوى وأقوم قيلا

طلعت به شمس الهداية للورى وأبى لها وصف الكمال أُفُولا

والحق أبلج في شريعته التي جمعت فروعًا للهدى وأصولا

لا تذكروا الكتب السوالف عنده طلع الصباح فأطفئ القنديلا

درست معالمها ألا فاستخبروا عنها رسومًا قد عفت وطلولا

________________________

(1) بدا له ، في البيت وما قبله ، أي : ظهر له فيه رأي جديد ، وفي سفر التكوين (6 : 6) أن الرب حزن وتأسف ؛ لأنه خلق آدم ، ويلزمه البداء والجهل ، وكذلك في نوح وقومه .

(2) راجع (18 تك) .

(3) يريد رمي داود بالزنا بامرأة أوريا (11 صموئيل 2) ولوط ببناته راجع (19تك) وأما روبيل فيسمونه رؤبين راجع قصة قذفه في (35 تك) .

(4) في (38 تك) أن يهوذا زنى بكنته ظنًّا أنها بغي ، ووعدها بجدي وأعطاها خاتمه وعصابته وعصاه رهنًا على ذلك ، وجاءت منه بتوأم .

(5) القصة في (29 و30 تك) .

(6) في (11 الملوك الأول) أن النساء أملن سليمان لعبادة الأوثان (برأه الله) .

(7) راجع (32 خروج) .

ــــــــــــــــــــ

???????????????اعتراض الفلاسفة والعلماء والمؤرخين على كتب النصارى

للسيد رشيد رضا

ان عقائد المسيحيين التي هم عليها من عهد بعيد مأخوذة من عقائد الوثنيين ، و الكتب التي يُسمَّى مجموعها عند اليهود والنصارى التوراة ، ليست هي التوراة التي شهد لها القرآن الشريف ؛ وإنما توراة القرآن هي الأحكام التي جاء بها موسى عليه السلام وتوجد فيما عدا سفر التكوين من الأسفار الخمسة المنسوبة إلى موسى ، وفيها تاريخه وذكر وفاته ،و أنه لا سبيل إلى هروب أهل الكتاب من اعتراض الفلاسفة والعلماء والمؤرخين على كتبهم إلا بالاتفاق مع المسلمين على هذا الاعتقاد .

ونذكر الآن كلام بعض فلاسفة فرنسا في الطعن بالديانتين اليهودية والنصرانية ، وكتبهما نقلاً عن كتاب ( علم الدين ) الذي ألَّفَه الخالد الذكر علي باشا مبارك ناظر المعارف سابقًا ، قال في المسامرة الرابعة والتسعين حكاية عن الإنكليزي الناقل كلام الفيلسوف الفرنساوي بعد كلام ، ما نصه : ( ويقول : إن التوراة كتاب مؤلَّف وليس من الكتب السماوية متكئًا في ذلك على قول ماري أغسطس : إنه لا يصح بقاء الإصحاحات الثلاثة الأولى على ما هي عليه ، وعلى قول أويجين بأن ما في التوراة مما يتعلق بخلق العالم أمور خرافية بدليل أن كلمة ( بَرَّاه ) العبرانية وهي بفتح الباء وتشديد الراء وسكون الهاء معناه رتب ونظم ، ولا يرتب أحد شيئًا وينظمه إلا إذا كان موجودًا من قبل ، فاستعمال هذه الكلمة في خلق العالم يقتضي أن مادة العالم كانت موجودة من قبل ، فتكون أزلية ويكون ملازمها وهو الزمان والمكان أزليين ، وحيث إنهم قالوا: إن المادة ذات حياة ، فتكون الروح أيضًا أزلية ؛ لأنها هي التي بها الحياة ، وبما أن المادة هي النور والحرارة والقوة والحركة والجذب والقوانين والتوازن ، فتكون الحياة والمادة كالشيء الواحد لا يمكن انفصالهما وجميع ذلك يخالف ما في التوراة .

ويقول أيضًا : إن الستة الأيام التي ذكرها موسى لخلق العالم هي الأزمان الستة التي ذكرها الهنود ، والجنبهارات الستة التي ذكرها زروطشت للمجوس ، وأن الفردوس الذي كان فيه آدم إنما هو بستان الهيسبرويو الذي كان يخفره التنين ، وأن آدم هو آديمو المذكور في أزورويدام ، وأن نوحًا وأهله هو الملك دوقاليون وزوجته بيرا وهكذا .

ويبالغ في القدح في التوراة ، ويقول : إنها مبتدأة بقتل الأخ أخاه ، واغتصاب الفروج وتزوج ذوي الأرحام - بل البهائم - وذكر النهب والسلب والقتل والزناء ونحو ذلك من الأمور التي لا يليق أن تنسب لمن اصطفاه الله تعالى وجعله أمينًا على أسراره الإلهية ، فانظر إلى اجتراء هذا الرجل على نبي الله موسى عليه السلام ، وعلى كتاب الله التوراة ، مع أن التوراة هي أساس الإنجيل ، فما يقال فيها يقال في الإنجيل[1] ؛ ولذلك يقولون : إن رسالة عيسى قد نبَّهت عليها اليهود من قبل بقولهم إنه سيجيء إليهم مسيح ، وكلمة مسيح ككلمة مسايس ، ومسايس لقب شريف باللغة العبرانية ، وقد لُقِّب به إشعيا كيروس ملك الفرس كما في الإصحاح الخامس والخمسين ، ولُقِّب به حزقيال النبي ملك مدينة صور ، ومع ذلك فلم يلتفت هذا الرجل إلى شيء من ذلك فقال ما قال .

ومن اعتقادات النصارى أيضًا أن الله تجسد في صورة عيسى ، وأنه هو الإله وليسوا أول قائل بهذا التجسد ، بل قيل قبلهم في جزاكا و برهمة بقدس الهند وقيل في ويشنو أنه تجسد خمسمائة مرة ، وقال سكان البيرو من أمريكا أن الإله الحق تجسد في إلههم أودين ، وإن ولادة عيسى من بكر بتول فتح روح القدس يشبه قول أهل الصين أن إلههم فُوَيْه ولدته بنت بكر حملت به من أشعة الشمس ، وكان المصريون يعتقدون أن أوزوريس ولد من غير مباشرة أحد لأمه .

وقول النصارى : إن عيسى مات ودفن ، ثم بُعِثَ ورُفِعَ إلى السماء حيًّا ، قال بمثله قبلهم المصريون في أوزوريس المصري ، وفي أورنيس من أهالي فينكيه وفي أوتيس من أهالي فريجيه ، إلا أنهم لم يقولوا برفعه إلى السماء ، وكما قيل إن أودين كان قد بذل نفسه وقتلها باختياره بأن رمى نفسه في نار عظيمة حتى احترق ، وفعل ذلك لأجل نجاة عباده وأحزابه ، فكذلك النصارى يعتقدون أن حلول الإله في عيسى وإرساله وموته إنما كان لأجل فداء الجنس البشري وتخليصه من ذنب الخطيئة الأولى ، خطيئة آدم و حواء ، وأما إدريس النبي قد رفع إلى السماء بدون أن تكفر عنه الخطيئة ، ولا شك أن هذا خرافة ، ولهم كلام كثير من هذا القبيل يطول شرحه ، ولا فائدة في ذكره ) اهـ .

( المنار ) لهذه الشبهات بل الحجج على عقائد المسيحيين واليهود ترك علماء أوربا الدين المسيحي ، فبعضهم صرح بتركه ، بل وبعض حكوماتهم ؛ فإن الحكومة الفرنسوية أعلنت إعلانًا رسميًّا بأنه لا دين لها ، وطاردت رجال الدين واضطهدتهم ، ومن بقي يتظاهر بالدين من عظمائهم فإنما هو لأجل السياسة ، ولذلك ترى الفلاسفة والعلماء الذين يعبأون بالسياسة يصرِّحون بعدم الاعتقاد بالوحي مع اعتقادهم بأن الدين ضروري للبشر ؛ ولكنهم لم يجدوا في الدين الذي عندهم غناء ، ودين الفطرة محجوب عنهم ؛ فإنهم ترجموا القرآن الكريم ترجمة فاسدة لم يفهموا منها حقيقة الإسلام ، أذكر من ترجمة إنكليزية قول المترجم لسورة العصر ( إن الإنسان يكون بعد الظهر بثلاث ساعات رديئًا أو قبيحًا ) ولو فهم فلاسفة أوربا هذه السورة لجزموا بأنها على اختصارها تغني عن جميع ما يعرفون من كتب سائر الأديان ، وهو مفهوم في الجملة لمن له أدنى إلمام باللغة العربية وهي [ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ]( وَالعصر : 1-3 ) .

إذ يعلم أن المراد بصيغة القسم التأكيد ، ويعلم أن المراد بالإنسان الجنس ، وأن الصالحات ما يصلح بها حال الإنسان في روحه وجسده في أفراده ومجموعه ، وأن التواصي بالحق هو من التعاون على الأخذ به والثبات عليه ، وأن الحق هو الشيء الثابت المتحقق ، وثبوت كل شيء بحسبه ، وأن الصبر يشمل الصبر عن الشيء القبيح كالمعاصي والشهوات الضارة ، والصبر في الشيء الذي يشق احتماله كالمدافعة عن الحق والمصائب .

كان أهل روسيا وأهل أسبانيا أشد أهل أوربا تمسكًا بالمسيحية ، ثم ظهر أخيرًا من اضطهاد الإسبانيين لرجال الدين ما طيَّر خبره البرق إلى جميع الأقطار ، واشتغلت به الجرائد في جميع البلاد ، ولما قام الفيلسوف تولستوي الروسي يفند تعاليم الكنيسة الأرثوذكسية ، ويبين بطلان الديانة المسيحية - انتصر له المتعلمون للعلوم والفنون حتى تلامذة المدارس وتلميذاتها ، فهذا هو شأن الديانة المسيحية كلما ازداد المرء علمًا ازداد عنها بعدًا ؛ وإنما كانت أوربا مسيحية أيام كانت في ظلمات الجهل والغباوة ، وبعكسها الديانة الإسلامية هي حليفة العلوم ، وقد كانت أمتها في عصور المدنية والعلم أشد تمسكًا بالدين ، وصارت تبعد عن الدين كلما بعدت عن العلم .

أما الآن فإننا لا ننكر أن بعض المتعلمين على الطريقة الأوربية قد وقعوا في بعض الشبهات ، وبعضهم أنكر الدين تبعًا للأوربيين الذين أخذ عنهم ؛ ولكن السبب في هذا أنه لم يعرف الإسلام ولم يتعلمه قبل العلم الأوربي ولا بعده ، ولهذا نطالب علماء ديننا بأن يجتهدوا في جعل زمام تعليم العلوم الكونية بأيديهم ؛ لأننا نثق أتم الثقة بأنه لا يمكن أن يرجع عن الإسلام من عرفه ، وكيف يختار الظلمة من عاش في النور ، وإن لنا لَعودة إلى الموضوع إن شاء الله تعالى .
________________________

(1) المنار - هذه الجملة وما بعدها من كلام الإنكليزي ، ولا شك أن إبطال التوارة يستلزم إبطال الإنجيل كما قال ، ولا يمكن التخلص من ذلك إلا بالإسلام .

المجلد الرابع الجزء الثاني عشر الصفحة448

غير معرف يقول...

هـل
بشَّر الكتاب المقدس
بمـحـمـّد
صلى الله علـيه وسلم؟

د. منقذ بن محمود السقار


مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسل الله أجمعين، عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وبعد:
لا ريب أن نبوة نبينا محمد  أحد أهم مسألتين يحملهما المسلم إلى العالمين.
فالمسلمون يرون في إثبات نبوته  تمام الأصل الأول من أصول دينهم، لذا كان لزاماً عليهم أن يدفعوا بحجتهم وبرهانهم في إثبات نبوته عليه الصلاة والسلام.
والحق أن طرق إثبات نبوته  كثيرة ومتنوعة، ومن أهم هذه الطرق: البشارات التي صدرت عن الأنبياء السابقين، وهي تبشر بمقدم نبي خاتم يؤسس دين الله الذي ارتضاه إلى قيام الساعة ديناً.
وتأتي أهمية هذا الطريق - الذي حرص المسلمون على الاهتمام به - في كونه يقيم الحجة على أهل الكتاب بما يعتقدونه من الكتب التي أشارت إلى مبعث هذا النبي قبل قرون متفاوتة في البعد.
وأهل الكتاب من يهود ونصارى مقرون بوجود هذه البشارات، ومقرون بدلالتها على النبي الخاتم أو النبي العظيم القادم، لكنهم يصرون على أنه رجل من بني إسرائيل، يزعم النصارى أنه عيسى ابن مريم u، بينما ما زال اليهود ينتظرونه، ونهدف هنا إلى إثبات أن هذا النبي المنتظر هو محمد صلى الله عليه وسلم، وليس غيره من الأنبياء الكرام.
أما الكتب التي وردت بها هذه البشارات فقد سبق لنا التعريف بحالها، واستشهادنا بها ليس تزكية لها، إنما هو غوص وتنقيب عن القليل من أثارة النبوة في سطورها، هذا القليل نؤمن به ولا نكذبه، إذ هو مصدق لما بين أيدينا، وقد قال  مثبتاً وجود حق في هذه الكتب: (( لا تسألوهم عن شيء، فيخبروكم بحق فتكذبوا به، أو بباطل فتصدقوا به ".( )
فإذا جاء في هذه الكتب ما تشهد له آيات القرآن ونصوص السنة، فهذا شهادة بأن ذا قد سلم من التحريف أو سلم من كثير منه } ويقول الذين كفروا لست مرسلاً قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب { (الرعد: 43).
وقد حوى الكتاب المقدس - رغم ما تعرض له من العبث والتحريف - الكثير من النبوءات المبشرة بالنبي الخاتم، والتي لم تتحقق، ونتساءل متى ستتحقق، وقد مرّ على مقدم المسيح u زهاء ألفي سنة من غير أن تتحقق هذه النبوءات؟ إن دعوى عدم تحقق هذه النبوءات مع تطاول الأيام يزري بالكتاب المقدس عند قارئيه.
لذا فإننا نوجه دعوة صادقة للتمعن في نبوءات الكتاب وقراءتها قراءة جديدة في ضوء ظهور الإسلام ونبيه، ونحن على ثقة بأن ذلك سيفضي إلى كشف الحقيقة والإيمان بنبوة نبينا محمد .
ولا نقول ذلك رجماً بالغيب، بل هي الحقيقة التاريخية التي أعلن عنها كل من تبصر في أمر هذا النبي وأحواله، فقد شهد هرقل ملك الروم برسالته حين جاءه كتاب النبي فأرسل إلى روما يسأل عن خبر النبي الخاتم، فلما جاءه الرد قال لقومه: "يا معشر الروم: إني قد جمعتكم لخير، إنه قد أتاني كتاب من هذا الرجل يدعوني إلى دينه، وإنه والله للنبي الذي كنا ننتظره، ونحن نجده في كتبنا، فهلموا نتبعه ونصدقه، فتسلم لنا دنيانا وآخرتنا".
وفي رواية البخاري أنه قال: " يا معشر الروم، هل لكم في الفلاح والرشد وأن يثبت ملككم فتبايعوا هذا النبي" فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب، فوجدوها قد غلقت، فلما رأى هرقل نفرتهم، وأيس من الإيمان. قال: "ردوهم علي"، وقال لهم: "إني قلت مقالتي آنفاً أختبر بها شدتكم على دينكم، فقد رأيتُ" فسجدوا له ورضوا عنه .( )
ولئن كان هرقل قد نكل عن مقتضيات شهادته فلم يدخل في الإسلام – كحال الكثيرين ممن يعرفون الحق فيصمّون عن اتباعه – فإن النجاشي ملك الحبشة قد آمن بالنبي ، وقال لاحبار مملكته: "يا معشر القسيسين والرهبان، ما يزيد ما يقول هؤلاء على ما تقولون في ابن مريم ما يزن هذه، مرحباً بكم وبمن جئتم من عنده، فأنا أشهد أنه رسول الله، والذي بشّر به عيسى ابن مريم، ولو لا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أحمل نعليه".( )
وأكد سطوع البشارة به  في كتب أهل الكتاب إسلام العشرات المعتبرين من أهل الكتاب كالحسن بن أيوب والترجمان وزيادة النصب الراسي والقس عبد الأحد داود، وإبراهيم خليل، وموريس بوكاي وغيرهم كثير.....
ولسوف نسمي النبي القادم المبشر به في كثير من المواضع في بحثنا بالنبي المنتظر، أو المسيح المنتظر متابعة للأستاذ الدكتور أحمد حجازي السقا صاحب السبق في معالجة هذا الموضوع، وجرياً على المصطلح الذي درج اليهود على استعماله، للدلالة على هذا النبي الموعود.
واللهَ نسأل أن يشرح صدورنا لمعرفة هذا النبي، وأن يرزقنا الإيمان به، وأن يحشرنا يوم القيامة في لوائه، إنه ولي ذلك والقادر عليه . د. منقذ بن محمود السقار
مكة المكرمة – محرم - 1425هـ mongiz@maktoob.com
مدخل إلى نبوءات الكتاب المقدس

تطلق الأسفار المقدسة على النبي القادم أسماء شتى ، فتسميه تارة الملك، وأخرى النبي، وتارة تلقبه بالمسِيّا وأخرى بالمسيح، بمعنى المخلص، فكل هذه الأسماء مترادفات تدل على النبي القادم، وهي في ذات الوقت أوصاف لهذا النبي العظيم.
لكن يبقى تسميته بالمسيح أشهرها لما لهذا اللقب من أهمية عند بني إسرائيل.
وقد يتمسك بعضهم بأحقية عيسى عليه السلام بهذا الاسم من غيره، حيث لقب به عليه الصلاة والسلام، فنقول: إن تسمية عيسى عليه السلام بالمسيح تسمية اصطلاحية ليست خاصة به، حيث كان اليهود يسمون أنبياءهم وملوكهم، بل وملوك غيرهم بهذا الاسم، لعادتهم في مسح ملوكهم وأنبيائهم بالزيت، ثم اعتادوا تسميتهم بالمسيح، ولو لم يمسحوا.
وقد سمي كورش ملك فارس مسيحاً " يقول الرب لمسيحه لكورش " (إشعيا 1/45).
وكذا داود كانا مسيحاً "والصانع رحمة لمسيحه لداود" (المزمور 18/50).
وشاول الملك سمي مسيحاً، إذ لما أراد أبيشاي قتل شاول وهو نائم نهاه داود " فقال داود لأبيشاي: لا تهلكه فمن الذي يمد يده إلى مسيح الرب ويتبرّأ" (صموئيل (1) 26/7-9).
وكذلك جاء في سفر المزامير "لا تمسوا مسحائي، ولا تسيئوا إلى أنبيائي" (المزمور 105/15). وانظر حديث سفر الملوك عن الكهنة المسحاء. (انظر الملوك (2) 1/10).
فهذا اللقب الشريف ليس خاصاً بالمسيح عيسى ابن مريم عليه صلوات الله وسلامه، بل هو لقب يستحقه النبي القادم لما يؤتيه الله من الملك والظفر والبركة التي فاقت بركة الممسوحين بالزيت من ملوك بني إسرائيل.
والمسيح لقب للنبي القادم الذي كانت تنتظره بنو إسرائيل، لذا تساءل اليهود لما رأوا يوحنا المعمدان إن كان هو المسيح القادم " فاعترف ولم ينكر، وأقر: إني لست المسيح. فسألوه إذاً ماذا؟ إيّليا أنت؟ " (يوحنا 1/21 – 22).
كما استخدم هذا الاسم جموعُ اليهود حين رأوا معجزات عيسى عليه السلام، فقالوا: " ألعل المسيح (أي القادم) متى جاء يعمل آيات أكثر من هذه التي عملها هذا! " (يوحنا 7/30 - 31).
كما يطلق على النبي القادم المسِيّا، وهو لقب مرادف للفظة المسيح، فقد جاء في بيان ذلك في إنجيل يوحنا " مسِيّا الذي تفسيره: المسيح " (يوحنا 1/41)، فالكلمة السريانية: "ماشيح "، تنطق في اللغات التي ليس فيها حرف الحاء يسمى: "المسيّا" .
ولعل البعض يهتف مطالباً بالكشف عن النص الصريح الذي يبشر بمحمد ، ويبين بجلاء اسمه وصفته التي لا ينازعه فيها أحد، وحُق له ذلك.
لكن يحول دون تحقيقه أمران متعلقان بالكتاب المقدس وتراجمه، وهما لا يعزبان عن فهم المتضلعين في كتب القوم المقدسة، الذين يدركون السبب الذي أضاع أو أغمض كثيراً من البشارات الكتابية.
أولهما: أن لأهل الكتاب عادة في ترجمة الأسماء إلى معانيها، فيوردون في الترجمة المعنى دون الاسم، وقد يزيدون تفسيراً للعبارة، ويقحمونه في النص.
ولكم ضاع بسبب هذا الصنيع من دلالات واضحات، منها نبوءة المسيح عن البارقليط، والذي تسميه التراجم الحديثة: المعزي، ومنها بشارة النبي حجي بمقدم (محماد) التي ترجمها المترجمون بمشتهى، فضاعت الكثير من دلالات قول النبي حجي: "ويأتي مشتهى كل الأمم" (حجي 2/7).
ونحوه ما جاء في المزامير (84/6) عندما ذكرت المزامير اسم مدينة المسيح القادم، أسمتها: وادي بكة [בְּעֵמֶק הַבָּכָא]، وتقرأ : (بعيمق هبكا)، فترجمها المترجمون إلى العربية إلى وادي البكاء ، وترجمتها نسخة الرهبانية اليسوعية إلى "وادي البَلَسان"؛ لتضيع دلالتها على كل عربي يعرف أن بكة هي بلد محمد  } إن أول بيتٍ وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدًى للعالمين { (آل عمران: 96).
وضرب رحمة الله الهندي في كتابه الماتع "إظهار الحق" لهذا الصنيع من المترجمين ثلاثة عشر مثالاً قارن فيها بين طبعات مختلفة للكتاب المقدس، ليقف منها على أثر هذا الصنيع في ضياع دلالات النصوص، منها:
أنه جاء في الطبعة العربية (1811م) " سمى إبراهيم اسم الموضع: مكان يرحم الله زائره " (انظر التكوين 22/14) فاسم المكان العبراني أبدله المترجم بمعناه، وفي طبعة (1844م) العربية قال: " دعا اسم ذلك الموضع:" الرب يرى"، وبذلك ضاع الاسم الصحيح، واختلفت المعاني، ومثله كثير.. ثم يقول رحمة الله الهندي: " فهؤلاء المترجمون لو بدلوا في البشارات المحمدية لفظ رسول الله بلفظ آخر، فلا استبعاد منهم ".
وفي هذا الصدد نقل العلامة رحمة الله الهندي أيضاً عن حيدر القرشي صاحب كتاب " خلاصة سيف المسلمين " قوله: " إن القسيس أوسكان الأرمني ترجم كتاب إشعياء باللسان الأرمني في سنة ألف وستمائة وست وستين، وطبعت هذه الترجمة في سنة ألف وسبعمائة وثلاث وثلاثين في مطبعة أنتوني بورتولي، ويوجد في هذه الترجمة في الباب الثاني والأربعين هذه الفقرة: " سبحوا الله تسبيحاً جديداً، وأثر سلطنته على ظهره، واسمه أحمد " (إشعيا 42/10 – 11). ( )
ثانيهما: الكتاب المقدس كثير الاستعارات، تكثر فيه الرموز والإشارات خاصة فيما يتعلق بالمستقبل، يقول صاحب كتاب " مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين ": " وأما اصطلاح الكتاب المقدس فإنه ذو استعارات وافرة غامضة وخاصة العهد العتيق ".
ويقول أيضاً: " واصطلاح العهد الجديد أيضاً هو استعاري جداً، وخاصة مسامرات مخلصنا، وقد اشتهرت آراء كثيرة فاسدة لكون بعض معلمي النصارى شرحوها شرحاً حرفياً... ".( )
لذا ينبغي أن يدرك القارئ المشاق التي سنعانيها ونحن نبحث عن الكلمة الأصلية أو الاسم الذي أضاعه المترجمون، كما سيدرك القارئ - بثاقب فكره - طبيعة الكتاب المقدس في التعبير عن الحقائق عن طريق الاستعارة والإلغاز.
هذه الصعوبة لن يشعر بها أولئك الذين يتفاخرون بأن كتابهم قد حوى الكثير من النبوءات التي تحققت فيما بعد كقيام الاتحاد السوفيتي وإسرائيل وحتى شخص كسينجر، وذلك كله عن طريق الإلغاز أو بحساب الجمّل أو سوى ذلك، ويقولون أيضاً بورود مئات النبوءات التي تشير إلى السيد المسيح، فإن النصارى يرون أن في العهد القديم ألف نبوءة عن المسيح.
وهنا نتساءل هل من المعقول أن يخلو الكتاب المقدس من نبوءة عن ذلك الرجل الذي غيّر مسار التاريخ باسم الله، أما كان ينبغي أن يكون له في هذه النبوءات نصيب، ولو نبوءة واحدة تحذر من حاله ودعوته أو تبشر بها؟!
والإجابة عن هذا السؤال صمت مطبق من أولئك الذين يدعون أنهم الوحيدون المؤهلون لحل ألغاز ورموز هذا الكتاب واستخراج نبوءاته وفهم مراميه.
لكن ظهور كلمة النبي  ودينه، يعتبر المفتاح الذي نلج به إلى نبوءات العهد القديم والجديد، ففي طيات أسفار التوارة نبوءة وميزان يكشف الدعي الكاذب، ويجليه بوصفه وحاله، يقول سفر التثنية " وأما النبي الذي يطغى فيتكلم باسمي كلاماً لم أوصه ... فيموت ذلك النبي ... فلا تخف منه" (التثنية 18/20 - 22).
وقد قال غملائيل الفريسي كلمة حق: "والآن أقول لكم: تنحوا عن هؤلاء الناس واتركوهم، لأنه إن كان هذا الرأي أو هذا العمل من الناس فسوف ينتقض، وإن كان من الله فلا تقدرون أن تنقضوه، لئلا توجدوا محاربين لله أيضاً " (أعمال 5/38-39)، ودعوة نبينا لم تنتقض، بل ملأت الخافقين، وسادت الدنيا قروناً طوالاً.
فسلامته  من القتل، وانتصاره على عدوه، وانتشار دعوته ودينه، دليل وبرهان على صدقه ورسالته " لأن الرب يعرف طريق الصديقين، وطريق المنافقين تهلك " (المزمور 1/6).
وكذا قال: " وتهلك كل الذين يتكلمون بالكذب، الرجل السافك الدماء والغاش يرذله الرب" (المزمور 5/6).
ويقول: " الرب يعضد الصديقين ... أما الخطاة فيهلكون، وأعداء الرب جميعاً.. وكالدخان يفنون " (المزمور 3/17 - 20).
لقد دلت هذه النصوص على صدق رسول الله  في نبوته ورسالته، لسلامته من الأذى وتمام أمره ودينه وانتشار دعوته في العالمين.


الملك المنتظر

في عام 63 ق. م وقعت القدس وفلسطين بيد الرومان الوثنيين، ليبدأ - من جديد - اضطهاد آخر عانى منه بنو إسرائيل، بنو إسرائيل الذين كانوا يترقبون مخلصاً عظيماً يرد إليهم الملك الضائع والسؤدد الذي طال لهفهم وشوقهم إليه.
لقد كانوا ينتظرون تحقق بشارة يعقوب وموسى وداود وغيرهم من الأنبياء بالقادم المنتظر، فهم لا يمارون ولا يشكون في مقدم النبي الملك الظافر الذي يقود أتباعه إلى عز الدنيا وسعادة الآخرة، لذا لما بُعث المسيح العظيم، ورأوا ما أعطاه الله من المعجزات تعلق الكثيرون منهم بشخص المسيح، راجين أن يكون هو النبي المظفر العظيم، النبي المخلص، وهذا أمر يراه بجلاء الذي يتتبع أقوال معاصري المسيح من اليهود.
وتنقل لنا الأسفار المقدسة قصص بعض أولئك الذين كانوا يترقبون الملك المظفر المنتظر، من هؤلاء سمعان، الذي وصفه لوقا: "كان الرجل في أورشليم اسمه سمعان، وهذا الرجل كان باراً تقياً ينتظر تعزية إسرائيل، والروح القدس كان عليه" (لوقا 2/25)، فسمعان هذا أحد منتظري الخلاص.
ومنهم نثنائيل الذي صارح المسيح بشعوره وظنه " أجاب نثنائيل وقال له: يا معلّم أنت ابن الله؟ أنت ملك إسرائيل؟ أجاب يسوع وقال له: هل آمنت لأني قلت لك.. " (يوحنا 1/49-50).
ولما أشيع أن المسيح صلب حزن بعضهم لتخلف الخلاص المنشود في شخص المسيح، إذ تعرض المسيح بعد القيامة لتلميذين وهو متنكر "فقال لهما: ما هذا الكلام الذي تتطارحان به وأنتما ماشيان عابسين، فأجاب أحدهما - الذي اسمه كليوباس - وقال له: هل أنت متغرب وحدك في أورشليم ولم تعلم الأمور التي حدثت فيها في هذه الأيام، فقال لهما: وما هي؟ فقالا: المختصة بيسوع الناصري الذي كان إنساناً نبياً مقتدراً في الفعل والقول أمام الله وجميع الشعب، كيف أسلمه رؤساء الكهنة وحكامنا لقضاء الموت، وصلبوه، ونحن كنا نرجو أنه هو المزمع أن يفدي إسرائيل، ولكن مع هذا كله اليوم له ثلاثة أيام منذ حدث ذلك" (لوقا 24/17-21). لقد كانوا ينتظرون الخلاص على يديه كما كانت قد وعدت النصوص التوراتية بمقدم الملك الظافر الذي يخلص شعبه ويقودهم للنصر على الأمم، إذا بهم يسمعون بقتله وصلبه.
وقال له التلاميذ بعد القيامة: " يا رب هل في هذا الوقت ترد الملك إلى إسرائيل؟ فقال لهم: ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التي جعلها الآب في سلطانه" (أعمال 1/6-7). أي أن هذا ليس هو وقت الملك المنتظر.
يقول عوض سمعان: " إن المتفحصين لعلاقة الرسل والحواريين بالمسيح يجد أنهم لم ينظروا إليه إلا على أنه إنسان … كانوا ينتظرون المسيّا، لكن المسيّا بالنسبة إلى أفكارهم التي توارثوها عن أجدادهم لم يكن سوى رسول ممتاز يأتي من عند الله ".( )
وقد سبق أن ظن شعب إسرائيل - المتلهف لظهور النبي العظيم المظفر - أن يوحنا المعمدان هو المسيح المنتظر "إذ كان الشعب ينتظر، والجميع يفكرون في قلوبهم عن يوحنا، لعله المسيح" (لوقا 3/15).
وهذه الجموع المتربصة للخلاص لما رأت المسيح قالوا فيه ما قالوه من قبل عن يوحنا المعمدان "قالوا للمرأة: إننا لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن، لأننا نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلّص العالم" (يوحنا 4/42).
وأندرواس قال لأخيه سمعان مبشراً: " قد وجدنا مسِيّا، الذي تفسيره المسيح" (يوحنا 1/41).
والمراة السامرية لما رأته أعاجيبه " قالت له المرأة: أنا أعلم أن مسيّا - الذي يقال له المسيح - يأتي، فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء" (يوحنا 4/25-30).
وشاع هذا الخبر في بني إسرائيل حتى خشي رؤساء الكهنة من بطش الرومان إن عرفوا أن المسيح المنتظر العظيم المظفر قد ظهر في شخص عيسى، فسارعوا إلى الإيقاع به، متهمين إياه بإفساد الأمة وادعاء أنه المخلص المنتظر، " فجمع رؤساء الكهنة والفريسيون مجمعاً، وقالوا: ماذا نصنع، فإن هذا الإنسان يعمل آيات كثيرة، إن تركناه هكذا يؤمن الجميع به، فيأتي الرومانيون ويأخذون موضعنا وأمّتنا؟
فقال لهم واحد منهم، وهو قيافا، كان رئيساً للكهنة في تلك السنة: أنتم لستم تعرفون شيئاً، ولا تفكرون، إنه خير لنا أن يموت إنسان واحد عن الشعب، ولا تهلك الأمة كلها " (يوحنا 11/47-50). فقالوا لبيلاطس: " إننا وجدنا هذا يفسد الأمة، ويمنع أن تعطى جزية لقيصر قائلاً: إنه هو مسيح ملك، فسأله بيلاطس قائلاً: أنت ملك اليهود؟ فأجابه وقال: أنت تقول، فقال بيلاطس لرؤساء الكهنة والجموع: إني لا أجد علّة في هذا الإنسان" (لوقا 23/2-4)، فقد ثبت لبيلاطس براءته مما اتهموه، إذ هو لم يدع أنه ملك اليهود المنتظر.


عدم فهم التلاميذ لنبوءات المسيح

شغف كتاب الأناجيل بالنبوءات التوراتية، وعمدوا في تكلف ظاهر إلى تحريف معاني الكثير من النصوص التوراتية، ليجعلوا منها نبوءات عن المسيح، إن محبتهم للمسيح أو امتهانهم للتحريف قد جعلهم يخطئون في فهم كثير من النبوءات التي تحدثت عن المسيّا المنتظر.
ومن صور ذلك أنه جاء في المزامير عن النبي القادم "قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك" (المزمور 110/1)، وهذه النبوءة بالمسيح المنتظر لا يراد منها المسيح ابن مريم بحال من الأحوال.
وقد أخطأ بطرس – أو من نسبه إلى بطرس - حين فسرها بذلك، فقال: " لأن داود لم يصعد إلى السموات، وهو نفسه يقول: قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك، فليعلم يقيناً جميع بيت إسرائيل أن الله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه أنتم رباً ومسيحاً " (أعمال 2/29-37).
ودليل الخطأ في فهم بطرس، وكذا فهم النصارى من بعده أن المسيح u أنكر أن يكون هو المسيح الموعود على لسان داود، "فيما كان الفريسيون مجتمعين سألهم يسوع قائلاً: ماذا تظنون في المسيح، ابن من هو؟ قالوا له: ابن داود، قال لهم: فكيف يدعوه داود بالروح رباً قائلاً: قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك؟ فإن كان داود يدعوه رباً فكيف يكون ابنه؟ فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة، ومن ذلك اليوم لم يجسر أحد أن يسأله بتة" (متى 22/41-46) لقد كان جواب المسيح مسكتاً، إن القادم ليس من ذرية داود بدليل أن داود جعله سيده، والأب لا يقول ذلك عن ابنه.
فالمسيح u سأل اليهود عن المسيح المنتظر الذي بشر به داود وغيره من الأنبياء: "ماذا تظنون في المسيح؟ ابن من هو؟" فأجابوه: "ابن داود"، فخطأهم وقال: " فإن كان داود يدعوه رباً، فكيف يكون ابنه! "، فالمسيح القادم ليس من أبناء داود الذي وصفه بقوله: ربي أو سيدي.
ومن المعلوم أن المسيح - حسب متى ولوقا هو من ذرية النبي داود -، وكثيراً ما نودي "يا ابن داود" (انظر متى1/1، 9/27، ولوقا 19/38)
وفي مرقس أن المسيح u قال: " كيف يقول الكتبة: إن المسيح ابن داود؟ لأن داود نفسه قال بالروح القدس: قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك، فداود نفسه يدعوه رباً، فمن أين هو ابنه؟! " (مرقس 12/37).
وهو ما ذكره لوقا أيضاً " وقال لهم: كيف يقولون: إن المسيح ابن داود، وداود نفسه يقول في كتاب المزامير: قال الرب لربي: اجلس عن يميني، حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك، فإذا داود يدعوه رباً فكيف يكون ابنه" (لوقا 20/40-44)، ورغم هذا البيان يصر النصارى إلى يومنا هذا أن المسيح عيسى عليه السلام هو من بشر به داود في نبوءته مع قولهم بأنه ابن داود!
ونقل بولس (أو بالأحرى الكاتب المجهول للرسالة) في الرسالة إلى العبرانيين بشارة الله لداود بابنه سليمان، وجعلها نبوءة بالمسيح عليه السلام، فيقول: "كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه الذي جعله وارثاً لكل شيء .. صائراً أعظم من الملائكة، بمقدار ما ورث اسماً أفضل منهم، لأنه لمن مِن الملائكة قال قط: أنت ابني، أنا اليوم ولدتك، وأيضاً أنا أكون له أباً، وهو يكون لي ابناً" (عبرانيين 1/5).
وقد اقتبس الكاتب العبارة الواردة في سفر صموئيل الثاني (7/14)، وجعلها نبوءة عن المسيح، ففيه: "أنا أكون له أباً، وهو يكون لي ابناً " فقد ظن كاتب أن هذه العبارة نبوءة عن المسيح عليه السلام، فنقلها في رسالته.
إلا أن هذا الاقتباس غير صحيح، فالنص جاء في سياق الحديث إلى داود، فقد أمر الله النبي ناثان أن يقول لداود: "فهكذا تقول لعبدي داود ... متى كملت أيامك واضطجعت مع آبائك أقيم نسلك الذي يخرج من أحشائك، وأثبت مملكته، هو يبني بيتاً لاسمي، وأنا أثبت كرسي مملكته إلى الأبد، أنا أكون له أباً، وهو يكون لي ابناً، وإن تعوج أودبه بقضيب الناس وبضربات بني آدم ... كذلك كلم ناثان داود" (صموئيل (2) 7/8-17).
فالمتنبئ عنه يخرج من أحشاء داود، وليس من أحفاده، وهو يملك على بني إسرائيل بعد اضطجاع داود مع آبائه أي موته، وهو باني بيت الله، وهو متوعد بالعذاب إن مال عن دين الله، وكل هذا قد تحقق في سليمان كما تذكر التوراة.
إن أياً من تلك المواعيد لم يتحقق في المسيح عليه السلام، فهو عندهم إله لا يصح أن يتوعد بالعذاب من الله، لأنه لا يخطئ أصلاً، كما أنه لم يبن لله بيتاً، ولم يملك على بني إسرائيل يوماً واحداً، ولم يثبت كرسي مملكته، لأنه لا مملكة له أصلاً في هذا العالم، كما أخبر هو، فقال: "أجاب يسوع: مملكتي ليست من هذا العالم، لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا أسلّم إلى اليهود، ولكن الآن ليست مملكتي من هنا" (يوحنا 18/36).
كما وقد جاء في سفر أخبار الأيام الأول أن اسم صاحب النبوءة يكون سليمان، فقد قال لداود: "هوذا يولد لك ابن، يكون صاحب راحة، وأريحه من جميع أعدائه حواليه، لأن اسمه يكون سليمان، فأجعل سلاماً وسكينة في إسرائيل في أيامه، هو يبني بيتاً لاسمي، وهو يكون لي ابناً، وأنا له أباً، وأثبت كرسي ملكه على إسرائيل إلى الأبد" (الأيام (1) 22/9).
ومن تحريف الإنجيليين لنبوءات التوراة أو خطئهم في فهمها ما صنعه متى في قوله عن المسيح وعودته من مصر إبان طفولته: " كان هناك إلى وفاة هيرودس، لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل: من مصر دعوتُ ابني " (متى 2/14-15)، فقد زعم أن ذلك يحقق النبوءة التوراتية التي في سفر هوشع (11/1-2).
لكن النص الذي في هوشع لا علاقة له بالمسيح، فالنص يتحدث عن عودة شعب إسرائيل من مصر مع موسى، والحديث في أصل السياق عن يعقوب، ثم ينتقل للحديث عن أبنائه وعودتهم من مصر ثم عبادتهم للأوثان بعد ذلك وإعراضهم عن دعوات الله لهم، فيقول: " لما كان إسرائيل غلاماً أحببته، ومن مصر دعوت ابني، كلما دعوا ولوا وجوههم، وذبحوا لبعاليم، وقربوا للأصنام" (هوشع 11/1-2).
فالنص لا علاقة له بالمسيح u، فعبادة الأصنام التي يتحدث عنها النص حصلت قبل المسيح، ولا تنطبق على معاصري المسيح، لأن اليهود تابوا عن عبادة الأوثان قبل ميلاد المسيح بقرون، بعدما أطلقوا من أسر بابل، ثم لم يعودوا إليها بعد تلك التوبة كما هو معلوم في كتب التاريخ.
واستخدام هذه الصيغة (ابني) في شعب بني إسرائيل معهود في التوارة، فقد جاء فيها: "عندما تذهب لترجع إلى مصر ... فتقول لفرعون: هكذا يقول الرب: إسرائيل ابني البكر، قلت لك: أطلق ابني ليعبدني " (الخروج 4/21 - 23).
لقد عانى المسيح u طويلاً من سوء فهم التلاميذ لكلامه، وإبان حياته صحح لهم مراراً الكثير من أخطائهم في فهم النبوءات، بل وسائر الكلام. لقد عجزوا عن فهم البسيط من كلامه، فأنى لهم أن يفهموا النبوءات؟
فذات مرة " أوصاهم قائلاً: انظروا وتحرزوا من خمير الفريسيين وخمير هيرودس، ففكروا قائلين بعضهم لبعض: ليس عندنا خبز. فعلم يسوع، وقال لهم: لماذا تفكرون أن ليس عندكم خبز؟ ألا تشعرون بعد ولا تفهمون؟ أحتى الآن قلوبكم غليظة؟ ألكم أعين ولا تبصرون؟ ولكم آذان ولا تسمعون ولا تذكرون؟" (مرقس 8/15-18)، كيف لا تفهمون أني ما عنيت الخبز الحقيقي بكلامي؟
وفي مرة أخرى كلمهم، فلم يفهموه " فقال كثيرون من تلاميذه إذ سمعوا: إن هذا الكلام صعب، من يقدر أن يسمعه؟" (يوحنا 6/60).
لقد كانوا يسيئون فهم البسيط من كلامه ، ثم يستنكفون عن سؤاله عما أعجم عليهم، من ذلك ما زعمه مرقس حين قال: "كان يعلّم تلاميذه ويقول لهم: إن ابن الإنسان يسلم إلى أيدي الناس، فيقتلونه، وبعد أن يقتل يقوم في اليوم الثالث، وأما هم فلم يفهموا القول، وخافوا أن يسألوه" (مرقس 9/31-32).
ويمتد سوء الفهم وغلظة الذهن في فهم كلام الناموس حتى إلى أولئك المتعلمين والصفوة من بني إسرائيل، فها هو نيقوديموس يسيء فهم كلام المسيح u حين قال له: " الحق الحق أقول لك، إن كان أحد لا يولد من فوق، لا يقدر أن يرى ملكوت الله. قال له نيقوديموس: كيف يمكن الإنسان أن يولد وهو شيخ؟ ألعله يقدر أن يدخل بطن أمه ثانية ويولد؟.. أجاب يسوع وقال له: أنت معلّم إسرائيل ولست تعلم هذا!" (يوحنا 3/3-10)، لم يفهم معنى الولادة الروحية الجديدة وظن أن الولادة من فوق تقتضي أن يدخل الرجل مرة أخرى في بطن أمه!
فلئن كان هذا حال معلم إسرائيل فماذا عساه يكون حال متى العشار أو يوحنا صياد السمك وبطرس، وهما تلميذان عاميان عديما العلم، كما شهد بذلك سفر أعمال الرسل " فلما رأوا مجاهرة بطرس ويوحنا، ووجدوا أنهما إنسانان عديما العلم وعاميان تعجبوا " ( أعمال 4/13 )، فإن تلاميذ المسيح جهال العالم كما أخبر بولس عن المسيح "يختار جهال العالم ليخزي الحكماء" (كورنثوس (1) 1/27).
وكثير من كلام المسيح u وأفعاله لم يفهم التلاميذ - إبان حياة المسيح - صلته بالنبوءات التوراتية، ثم ظنوا بعد رفعه أنه كان نبوءات عن المسيح "ووجد يسوع جحشاً، فجلس عليه كما هو مكتوب: لا تخافي يا ابنة صهيون، هوذا ملكك يأتي جالساً على جحش أتان، وهذه الأمور لم يفهمها تلاميذه أولاً، ولكن لما تمجد يسوع حينئذ تذكروا أن هذه كانت مكتوبة عنه، وأنهم صنعوا هذه له" (يوحنا 12/14-16).
فقد غلب على كثير من بني إسرائيل لفرط شوقهم إلى المخلص الغالب المظفر، غلب على ظنهم أنه المسيح عيسى عليه السلام، "فكثيرون من الجمع لما سمعوا هذا الكلام قالوا: هذا بالحقيقة هو النبي، آخرون قالوا: هذا هو المسيح، وآخرون قالوا: ألعل المسيح من الجليل يأتي؟ ألم يقل الكتاب: إنه من نسل داود ومن بيت لحم القرية التي كان داود فيها يأتي المسيح؟" (يوحنا 7/38-41).
فالجموع أيضاً على اختلاف ثقافاتها كانت تحاول البحث عن الخلاص من خلال المسيح عليه السلام "أما أنت يا بيت لحم أفراتة وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا، فمنك يخرج لي، الذي يكون متسلطاً على إسرائيل، ومخارجه منذ القديم، منذ أيام الأزل، لذلك يسلّمهم إلي حينما تكون قد ولدت والدة، ثم ترجع بقية إخوته إلى بني إسرائيل، ويقف ويرعى بقدرة الرب بعظمة اسم الرب إلهه ويثبتون، لأنه الآن يتعظم إلى أقاصي الأرض، ويكون هذا سلاماً، إذا دخل أشور في أرضنا، وإذا داس في قصورنا نقيم عليه سبعة رعاة وثمانية من أمراء الناس، فيرعون أرض أشور بالسيف وأرض نمرود في أبوابها، فينقذ من أشور إذا دخل أرضنا وإذا داس تخومنا" (ميخا 5/2-6).
ومن المعلوم أن المسيح u لم يحقق هذه النبوءة التي كانوا يريدون، فقد كانوا يبحثون عمن يملك عليهم وينتقم ويخلص شعبه من الأشوريين، ويحل السلام في ربوع اليهود.
يقول بري عن المسيح عليه السلام- فيما نقله عنه أحمد شلبي -: واستطاع بفصاحته أن يجذب له كثيراً من أتباعه (الذين هم في الأصل يهوداً ينتظرون المسيح)، وهم منحوه هذا اللقب.
لقد منحوه من عندياتهم ما لم يقله، كما سيمر معنا في حينه.

هل ادعى المسيح عيسى u أنه المسيح المنتظر؟

وإذا كان هؤلاء جميعاً ادعوا أن عيسى عليه السلام هو المنتظر، كما قالوا من قبل عن يوحنا المعمدان، فهل ادعى عيسى أو قال لتلاميذه أنه المنتظر، وهل حقق عليه السلام نبوءات المسيح المنتظر؟
ذات يوم سأل تلاميذه عما يقوله الناس عنه، ثم سألهم " فقال لهم: وأنتم من تقولون إني أنا؟ فأجاب بطرس وقال له: أنت المسيح، فانتهرهم كي لا يقولوا لأحد عنه، وابتدأ يعلّمهم أن ابن الإنسان ينبغي أن يتألم كثيراً، ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل" (مرقس 8/29-31)، لقد نهرهم ونهاهم أن يقولوا ذلك عنه، وأخبرهم بأنه سيتعرض للمؤامرة والقتل، وهي بلا ريب عكس ما يتوقع من المسيح الظافر. أي أنه أفهمهم أنه ليس هو المسيح المنتصر الذي تنتظرون، والذي يوقنون أن من صفاته الغلبة والظفر والديمومة، لا الألم والموت، لذا "أجابه الجمع: نحن سمعنا من الناموس أن المسيح يبقى إلى الأبد، فكيف تقول أنت: إنه ينبغي أن يرتفع ابن الإنسان، من هو هذا ابن الإنسان" (يوحنا 12/34).
وفي رواية لوقا تأكيد ذلك "فأجاب بطرس وقال: مسيح الله، فانتهرهم، وأوصى أن لا يقولوا ذلك لأحد، قائلاً: إنه ينبغي أن ابن الإنسان يتألم" (لوقا 9/20-21)، وانتهاره التلاميذ ونهيهم عن إطلاق اللقب عليه ليس خوفاً من اليهود، فقد أخبر تلاميذه عن تحقق وقوع المؤامرة والألم، وعليه فلا فائدة من إنكار حقيقته لو كان هو المسيح المنتظر، لكنه منعهم لأن ما يقولونه ليس هو الحقيقة.
وهو عليه السلام حرص على نفي هذه الفكرة مرة بعد مرة "فلما رأى الناس الآية التي صنعها يسوع قالوا: إن هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم، وأما يسوع فإذ علم أنهم مزمعون أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكاً انصرف أيضاً إلى الجبل وحده" (يوحنا 6/14-15). لماذا هرب؟ لأنه ليس الملك المنتظر، وهم مصرون على تمليكه لما يرونه من معجزاته عليه السلام، ولما يجدونه من شوق وأمل بالخلاص من ظلم الرومان.
وذات مرة قال فيلبس لصديقه نثنائيل: "وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة".
فجاء نثنائيل إلى المسيح عليه السلام وسأله " وقال له: يا معلّم أنت ابن الله؟ أنت ملك إسرائيل؟ أجاب يسوع وقال له: هل آمنت لأني قلت لك: إني رأيتك تحت التينة، سوف ترى أعظم من هذا" (يوحنا 1/45-50)، فقد أجابه بسؤال، وأعلمه أنه سيرى المزيد من المعجزات، ولم يصرح له أنه الملك المنتظر.
وفي بلاط بيلاطس نفى أن يكون الملك المنتظر لليهود، كما زعموا وأشاعوا "أجاب يسوع: مملكتي ليست من هذا العالم، لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا أسلّم إلى اليهود، ولكن الآن ليست مملكتي من هنا" (يوحنا 18/36)، فمملكته روحانية، في الجنة، وليست مملكة اليهود المنتظرة، المملكة الزمانية المادية، التي يخشاها الرومان.
لذلك ثبتت براءته من هذه التهمة في بلاط بيلاطس الذي سأله قائلاً ": أنت ملك اليهود؟ فأجابه وقال: أنت تقول، فقال بيلاطس لرؤساء الكهنة والجموع: إني لا أجد علّة في هذا الإنسان" (لوقا 23/2-4)، فجوابه لا يمكن اعتباره بحال من الأحوال إقراراً، فهو يقول له: أنت الذي تقول ذلك، ولست أنا.
وثمة آخرون أدركوا أنه ليس المسيح المنتظر مستدلين بمعرفتهم بأصل المسيح عيسى ونسبه وقومه، بينما المنتظر القادم غريب لا يعرفه اليهود "قال قوم من أهل أورشليم: أليس هذا هو الذي يطلبون أن يقتلوه، وها هو يتكلم جهاراً، ولا يقولون له شيئاً، ألعل الرؤساء عرفوا يقيناً أن هذا هو المسيح حقاً؟ ولكن هذا نعلم من أين هو، وأما المسيح فمتى جاء لا يعرف أحد من أين هو" (يوحنا 7/25-27)، ذلك أن المسيح غريب عن بني إسرائيل.
وقد أكد المسيح صدق العلامة التي ذكروها للمسيح الغائب، فقال في نفس السياق: "فنادى يسوع وهو يعلّم في الهيكل قائلاً: تعرفونني، وتعرفون من أين أنا، ومن نفسي لم آت، بل الذي أرسلني هو حق، الذي أنتم لستم تعرفونه، أنا أعرفه لأني منه وهو أرسلني ... فآمن به كثيرون من الجمع وقالوا: ألعل المسيح متى جاء يعمل آيات أكثر من هذه التي عملها هذا!" (يوحنا 7/25-31)، فذكر المسيح أنه رسول من عند الله، وأنه ليس الذي ينتظرونه، فذاك لا يعرفونه.
وقد آمن به الذين كلمهم، وفهموا أنه ليس المسيح المنتظر، فتأمل قول يوحنا: " فآمن به كثيرون من الجمع وقالوا: ألعل المسيح متى جاء يعمل آيات أكثر من هذه التي عملها هذا؟" (يوحنا 7/30-31).
وعيسى عليه السلام هو ابن داود كما في نسبه الذي ذكره متى ولوقا، وقد دعي مراراً " يا يسوع ابن داود" (مرقس 10/47)، (وانظر متى 1/1، 20/31، ولوقا 18/28، وغيرها).
أما المسيح المنتظر، الملك القادم فليس من ذرية داود، كما شهد المسيح بذلك "فيما كان الفريسيون مجتمعين سألهم يسوع قائلاً: ماذا تظنون في المسيح، ابن من هو؟ قالوا له: ابن داود، قال لهم: فكيف يدعوه داود بالروح رباً قائلاً: قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك؟ فإن كان داود يدعوه رباً فكيف يكون ابنه؟ فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة، ومن ذلك اليوم لم يجسر أحد أن يسأله بتة" (متى 22/41-46).فالمسيح u يشهد بصراحة أنه ليس المسيح المنتظر.
والمسيح u لا يمكن أن يحقق النبوءات المبشرة بالملك العظيم القادم ، ولا يمكن أن يصبح ملكاً على كرسي داود وغيره، لأنه من ذرية الملك الفاسق يهوياقيم بن يوشيا، أحد أجداد المسيح كما في سفر الأيام الأول " بنو يوشيا: البكر يوحانان، الثاني يهوياقيم، الثالث صدقيا، الرابع شلّوم. وابنا يهوياقيم: يكنيا ابنه، وصدقيا ابنه" (الأيام (1) 3/14-15)، فيهوياقيم جد للمسيح (حسب روايات الكتاب المقدس)، واسم يهوياقيم أسقطه متى من نسبه المزعوم للمسيح، بين يوشيا وحفيده يكنيا.
وقد حرم الله الملك على ذريته كما ذكرت التوراة " قال الرب عن يهوياقيم ملك يهوذا: لا يكون له جالس على كرسي داود، وتكون جثته مطروحة للحر نهاراً وللبرد ليلاً ... " (إرميا 36/30)، فكيف يقول النصارى - الذين يزعمون أن المسيح من ذرية يكينيا ابن الفاسق يهوياقيم - بأن الذي سيملك ويحقق النبوءات هو المسيح؟!
ثم إن التأمل في سيرة المسيح u وأقواله وأحواله يمنع أن يكون هو الملك القادم، الملك المنتظر، فالمسيح لم يملك على بني إسرائيل يوماً واحداً، وما حملت رسالته أي خلاص دنيوي لبني إسرائيل، كذاك النبي الذي ينتظرونه، بل كثيراً ما هرب المسيح خوفاً من بطش اليهود، فأين هو من الملك الظافر الذي يوطِئه الله هامات أعدائه، وتدين الأرض له ولأمته.
فالنبي الآتي يسحق ملوك وشعوب زمانه كما أخبر يعقوب "يأتي شيلون، وله يكون خضوع شعوب" (التكوين 49/10)، وقال عنه داود: "تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار، جلالك وبهاءك، وبجلالك اقتحم. اركب من أجل الحق والدعة والبر، فتريك يمينك مخاوف، نبلك المسنونة في قلب أعداء الملك، شعوب تحتك يسقطون. كرسيك يا الله إلى دهر الدهور، قضيب استقامة قضيب ملكك " (المزمور 45/1 - 6).
أما المسيح عيسى عليه السلام فكان يدفع الجزية للرومان "ولما جاءوا إلى كفر ناحوم تقدم الذين يأخذون الدرهمين إلى بطرس وقالوا: أما يوفي معلمكم الدرهمين؟ قال: بلى، فلما دخل البيت سبقه يسوع قائلاً: ماذا تظن يا سمعان، ممن يأخذ ملوك الأرض الجباية أو الجزية أمن بنيهم أم من الأجانب؟ قال له بطرس: من الأجانب، قال له يسوع: فإذاً البنون أحرار، ولكن لئلا نعثرهم اذهب إلى البحر، وألق صنارة، والسمكة التي تطلع أولاً خذها، ومتى فتحت فاها تجد أستاراً، فخذه وأعطهم عني وعنك" (متى 17/24-27)، فأين حال دافع الجزية من الملك الذي تسقط تحت قدميه شعوب خاضعة ذليلة لسلطانه.
والمسيح عليه السلام رفض أن يكون قاضياً بين اثنين يختصمان، فهل تراه يدعي الملك والسلطان، "قال له واحد من الجمع: يا معلّم، قل لأخي أن يقاسمني الميراث، فقال له: يا إنسان من أقامني عليكما قاضياً أو مقسّماً!؟" (لوقا 12/13-14).
ولئن أصر النصارى على مخالفة الكتاب فقالوا: المسيح هو الملك الموعود الظافر الذي تخضع له الشعوب، وأن ذلك سيحققه حال عودته الثانية، فإن ذلك مما تدحضه النبوءة التي ذكرها الملاك لمريم، حيث أخبرها أن المسيح سيملك على بيت يعقوب فحسب، فغاية ما يمكن أن يملك عليه هو شعب إسرائيل، فقد قال لها الملاك: " ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ولا يكون لملكه نهاية" (لوقا 1/33)، فيما المسيح الموعود "له يكون خضوع شعوب" (التكوين 49/10)، و " شعوب تحتك يسقطون " (المزمور 45/5)، فملكه أعظم من مملكة بني إسرائيل.
ويجدر هنا أن ننبه إلى أن وعد الله لبني إسرائيل بالملك القادم على كرسي داود وعد مشروط بطاعتهم لله وعملهم وفق مشيئته، كما أخبرهم الله بقوله: " إن نقضتم عهدي .. فإن عهدي مع داود عبدي يُنقض ، فلا يكون له ابن مالكاً على كرسيه " ( إرميا 33/20 - 21 )، فهل تراهم نقضوا وهم يحاولون قتل المسيح أم كانوا على الوعد والعهد العظيم.
لقد نقضه القوم مراراً وتكراراً فرفضهم الله إلى الأبد "لماذا رفضتنا يا الله إلى الأبد! لماذا يدخن غضبك على غنم مرعاك! اذكر جماعتك التي اقتنيتها منذ القدم وفديتها " (المزمور 74/1-2)، لقد رفض الله هذه الأمة العاتية القاسية، وكان رفضه لها أبدياً، فلن يكون لهم الملك الموعود ، لأنهم لم يوفوا بشرط وميثاق الله العظيم.
وقد يشكل في هذا الباب ما جاء في قصة المرأة السامرية التي أتت المسيح ورأت أعاجيبه وآياته، فأخبرته بإيمانها بمجيء المسيا، فكان جوابه لها أنه هو المسيا، " قالت له المرأة: أنا أعلم أن مسيا الذي يقال له المسيح يأتي، فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء، قال لها يسوع: أنا الذي أكلمك هو" (يوحنا 4/25-26).
ولست أشك في وقوع التحريف في هذه العبارة، بدليل أن هذا النص يخالف ما عهدناه من المسيح، وبدليل أن أحداً من التلاميذ - بما فيهم يوحنا كاتب القصة - لم يكن يسمع حديثه، وهو يتحدث مع المرأة، فلا يعرفون عن موضوع الحديث بينهما " قال لها يسوع: أنا الذي أكلمك هو، وعند ذلك جاء تلاميذه وكانوا يتعجبون أنه يتكلم مع امرأة. ولكن لم يقل أحد: ماذا تطلب؟ أو لماذا تتكلم معها " (يوحنا 4/26-27)، فهم لم يسمعوا حديثهما ولم يسألوه عما جرى بينهما.
وأوضح الأدلة على وقوع التحريف في هذه القصة أن المرأة التي رأت أعاجيبه، وقال لها هذا القول المدعى، لم تكن تؤمن أنه المسيح المنتظر، لأنها لم تسمع منه ذلك، ولو سمعته لآمنت وصدقت، فقد انطلقت تبشر به، وهي غير متيقنة أنه المسيح المنتظر "فتركت المرأة جرتها، ومضت إلى المدينة وقالت للناس: هلموا انظروا إنساناً قال لي كل ما فعلت، ألعل هذا هو المسيح؟" (يوحنا 4/28-29).
ومما تقدم ظهر جلياً أن المسيح u لم يدع أنه المسيح الذي تنتظره اليهود، وإن زعم ذلك بعض معاصريه، الذين كانوا يتوقون للمخلص العظيم الذي يسلطه الله على أعدائه.
وقد صدق شارل جنيبر حين قال: "والنتيجة الأكيدة لدراسات الباحثين، هي : أن المسيح لم يدع قط أنه هو المسيح المنتظر، ولم يقل عن نفسه إنه ابن الله... فتلك لغة لم يبدأ في استخدامها سوى المسيحيين الذين تأثروا بالثقافة اليونانية".( )

غير معرف يقول...

نماذج من السلوكيات الإسلامية.


من النماذج السلوكيات التي دعا إليها الإسلام:
السلوك المفروض على المسلم
من يراجع كتب السير والتاريخ، سيرى كيف كان الرسول () يطلب من يريد الدخول في الإسلام سلوكاً إنسانياً رفيعاً يقوم على مرتكزات أخلاقية عليا في معاملته لنفسه وأسرته ومجتمعه ومحيطه من المسلمين وغيرهم؟
ومن يطلع على كيفية مبايعة الرسول () من قبل من أراد الدخول في الإسلام فسيرى أنها تبدأ في الإقرار بعدم الشرك بالله أي بالاعتراف بوحدانية الله. وهذا الاعتراف يفرض عليه اتباع سلوكيات أخلاقية عالية، كما وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. ومن السلوكيات التي كان يصر عليها الرسول في البيعة نذكر منها:
ـ عدم السرقة وهي جريمة كبيرة على صغرها، فهي تورع بيوت آمنة، وتأخذ أموال تعب وكدّ صاحبها. وقد تؤدي السرقة إلى إزهاق أرواح بريئة، وجرائم السرقة في العالم تدل على عواقبها السيئة.
ـ وأن لا يزنوا والزنى فاحشة تدمر مؤسسة الأسرة، وتنشر كل أشكال الفساد، وتدمر بنيان المجتمع.
ـ ولا يقتلوا أولادهم والقتل هنا من خشية الفقر أو بسبب عدم القدرة على تربيتهم فقتل الأطفال من الجرائم البشعة والمحرمة في الإسلام.
ـ ويمتنعون عن قول الزّور والكذب والدّس وغيرها.
ـ والعمل بالأمر بالمعروف وهو خلق من أجمل الأخلاق.
ـ والدعوة إلى الفضيلة والبر والإحسان وغيرها من مكارم الأخلاق. كما وردت في الحديث النبوي التالي: [عن عبادة بن الصامت رضي الله قال: بايعت رسول الله () في رهط فقال: [أبايعكم على أن لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوني في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئاً فأخذ به في الدنيا فهو كفارة لـه وطهور، ومن ستره الله، فذلك إلى الله، إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له].(30)
السلوك الإسلامي في الحروب
من وصايا الرسول () لأمراء الجيوش وهم زاحفين للحروب جاء في مختار مسلم ما يلي:
[كان رسول الله () إذا أمر أميراً على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيراً. ثم قال: "اغزوا باسم الله في سبيل الله. قاتلوا من كفر بالله. اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليداً. وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال، فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم، وكف عنهم. ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين، فإن أبوا أن يتحولوا منها، فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين، ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء. إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا، فسلهم الجزية. فإن هم أجابوك، فاقبل منهم، وكف عنهم، فإن هم أبوا، فاستعن الله وقاتلهم".
"وإذا حاصرت أهل حصن، فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله ولا ذمة نبيه، ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك، فإنكم إن تخفروا ذممكم وذمم أصحابكم أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة نبيه".
"وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزل على حكم الله، فلا تنزلهم على حكم الله، ولكن أنزلهم على حكمك، فأنت لا تدري أتصيب حكم الله فيهم
أم لا").(31)


هذا هو السلوك الإسلامي الداعي إلى مجتمع الفضيلةوالنقاء والسلام، وذاك السلوك الغربي الداعي للنهب والهيمنة واستعباد الشعوب، ومن هنا يكون الصدام في سلوك الثقافات الناتجة عن الحضارات. ولا يوجد صدام الحضارات كما يدعي بعض كتّاب الغرب.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لماذا يصنع الإرهاب الإسلامي؟


ظاهرة ما يسمى بالإرهاب الإسلامي، التي اخترعت منذ ما يزيد على عقد من الزمان، وأمست بعد أحداث الحادي عشر من أيلول 2001 مركز اهتمام الدوائر السياسية والأمنية والإعلامية في العالم، وتحتل تلك الظاهرة أبرز فقرات الخطب الرئيسية لقادة دول العالم الغربي والشرقي، وتكاد لا تخلو منه صحيفة أو نشرة أخبار في أية وسيلة إعلامية في كل أنحاء المعمورة، وترتفع أطنان من أوراق البحوث والدراسات عن تلك الظاهرة وخطورتها على تقدم وحضارة العالم، كما تتواجد الكثير من المواقع على الانترنيت المتحدثة عن تلك الظاهرة.
وبالعودة إلى جذور تكوين ظاهرة ما يسمى بالإرهاب الإسلامي، سيجد الباحث أو القارئ إن جذوره كانت صناعة غربية. وأن للولايات المتحدة الريادة في تصنيعه منذ أكثر من خمسين عاماً، لمواجهة حركة النهوض القومي العربي التحرري في بداية الخمسينات من القرن الماضي وخاصة في منطقة وادي النيل والمشرق العربي، بغية إجهاضه، ومنعه من تحقيق أهدافه التي تتصادم مع المشروعين الغربي الأمريكي والصهيوني العالمي. ومن أجل خدمة مصالح الولايات المتحدة وعلى رأسها استمرارية الهيمنة على النفط والمواقع الاستراتيجية في الشرق الأوسط، ومنع الخصم السوفيتي من الدخول إلى المنطقة، والهدف الرئيسي الثاني حماية الكيان الصهيوني، الذي يعتبر الولاية الأمريكية المدللة في الشرق الأوسط.
ففي عقد الخمسينيات من القرن الماضي تم من قبل الولايات المتحدة استخدام الإسلام شعاراً تضليلاً في مواجهة المدّ القومي التحرري للهيمنة الإمبريالية، والذي رفع شعار بناء وحدة الأمة العربية، وتحرير الثروة العربية من الاستغلال النهبوي من الشركات الغربية، وبالعمل لبناء قوة عربية تواجه التحدي الصهيوني المدمر للنهوض والتحرر العربيين.
فشجعت تنظيمات وحركات ذات شعارات إسلامية، ودعمت، وحمت أنظمة موالية لها، ترفع شعار الإسلام، وحرضت تلك التنظيمات والدول على الدخول في صراع مرير مع أنظمة وأحزاب قومية حاكمة، لأشغالها ومنعها من تحقيق أي من أهدافها، التي أشرنا إليها. ومع الأسف كانت بعض تلك الصراعات والمواجهات عدائية ودامية أحياناً مع قوى ودول وتنظيمات قومية وماركسية وعلمانية تحت شعارات التكفير والإلحاد. حتى غدا الصراع مع العدو الصهيوني الرئيس ثانوياً أمام تلك الصراعات، التي استمرت ما يقارب من نصف قرن، ولم تدرك القوى الوطنية والقومية والإسلامية مدى المخطط الأمريكي في تأجيج هذا الصراع إلا في وقت متأخر مما أضاع من العديد من الفرص لصالح الوطن والأمة.
ورفعت الولايات المتحدة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية شعارات مضللة خدمة في صراعها مع المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفييتي، ومنها التحالف من أجل مواجهة (الشيوعية أو المدّ القومي أو المدّ السوفيتي)، وغيرها من الشعارات التي تدعو إلى تحالف مع القوى الإسلامية ضد الشيوعية الملحدة في مرحلة الخمسينات، أو التحالف أو التعاون لإسقاط الحكومات القومية كالناصرية والبعثية، واستمرت تلك الشعارات حتى بعد سقوط المدّ القومي التحرري بعد هزيمة 1967 وحتى عام 1990. وإلى عام 1991 بعد سقوط الاتحاد السوفيتي.
ونتج عن ذلك الصراع إخفاقات كبيرة للمشروع القومي العربي النهضوي، وانتكاسات كبيرة في الخطط التنموية لمعظم البلدان المناوئة للولايات المتحدة، ونشر الثقافات التصارعية بين المذاهب والأديان، مما خلق خلخلة في النسيج القومي، الذي تشكل خلال النضال القومي والوطني الشعبي من أجل الإسقاط القطري، أو النضال من أجل التوحد القومي في الصراع مع الصهيونية ومشروعها الاستيطاني في فلسطين، وما يشكله من خطر كبير على الأمة العربية ونسجيها الاجتماعي.
* خلفية صناعة الإرهاب الإسلامي
من ينظر اليوم إلى خارطة العالم، ويدقق في مناطق بؤر التوتر والحروب والدمار، يجد معظمها في المناطق التي يسكنها المسلمون بدءاً من الصحراء في المغرب العربي والجزائر غرباً، وانتهاء بإندونيسيا شرقاً، مروراً طبعاً بالسودان وفلسطين والصومال والعراق والباكستان والبوسنة وكوسوفو وألبانيا والشيشان ومناطق الاتحاد السوفييتي السابق وأفغانستان وكشمير. ويتساءل لماذا؟
ومن بحث من خلال الأبواب الخلفية عن أسباب وغايات هذا التوتر، سيجد أولى تلك المسببات حرب الهيمنة على ثروات تلك البلدان وفي مقدمتها النفط والغاز والموقع الاستراتيجي. ويعرف أن الأصابع الأمريكية، هي التي تحرك أدوات الصراع كدمى مسرح العرائس. ويتخذ هذا الصراع ألواناً بين قوميات مختلفة، أو ديانتين، أو نزاع حول حدود، أو نزاع بين قوى علمانية وقوى دينية، أو صراع عشائري، أو حركة ضد نظام حكم..إلخ من أشكال الصراع.
لكن بعض مفكري الغرب المؤمنين بصدام الحضارات، يعزون أن تلك الصراعات هي في جوهر الإسلام، الذي يرفض الآخر ولا يستطيع العيش معه بسلام. يقول المفكر الغربي صموئيل هنتغتون مروج نظرية صدام الحضارات: (في كل هذه المناطق العلاقات بين جماعات المسلمين وشعوب حضارات أخرى –الكاثوليك، البروتستانت، الأرثوذكس، الهندوس، الصينيين، البوذية، اليهودية- كانت عامة علاقات عدائية معظم هذه العلاقات كانت علاقات عنيفة إلى حد كبير في الماضي، والعديد منها كانت علاقات عنيفة في التسعينيات. وعلى طول محيط الإسلام، المسلمون لديهم مشاكل للعيش بسلام مع جيرانهم(7).
وقد برهنت الأحداث التي جرت في ساحات إسلامية وعربية أكذوبة الصدام فقط بين الإسلام والمسيحية على أسس ثقافية دينية، فكثير من الصراعات كانت بين أبناء ديانة واحدة ومذهب واحد خدمة لمصالح الداخل والخارج معاً. فالصراع الدامي منذ عام 1991 في الجزائر، بين أبناء وطن واحد، وديانة واحدة، وحتى مذهب ديني واحد، هذا الصراع الذي ألبس لباساً إسلامياً، من يراجع ملفاته وأسراره، سيجد خلفه الولايات المتحدة، التي سعت منذ استقلال الجزائر إلى طرد فرنسا من منابع الغاز الجزائري.
وتلعب المخابرات المركزية دوراً خفياً في تحريك اللعبة الدامية في الجزائر، وليس غريباً إن وجدنا أصابع للموساد الصهيوني، يشارك في تلك اللعبة القذرة بهدف النيل من الكعكة النفطية الجزائرية، وإلى تصفية الحساب مع الجزائر، التي شكلت ثقلاً هاماً في الصراع العربي/ الصهيوني منذ استقلال الجزائر في الستينيات والسبعينيات وحتى الثمانينات مغربياً. ومثل بسيط نسوقه هو ما حدث في الجزائر بتفجير سيارة مفخخة في حي شعبي في العاصمة الجزائرية قبل عيد الفطر السعيد، وذهب ضحيته العشرات من المدنيين البسطاء دون أي ذنب. لإلباس الإسلام جريمة الحدث، فكيف يتبنى الحادث أنور هدام باسم جبهة الإنقاذ الإسلامية، في بيان يصدر من الولايات المتحدة، حيث هو يقيم لاجئاً؟ في حين تنفيه قيادة الجبهة في الجزائر. وحين تبحث عن شكل الانفجار وطريقة تنفيذه، لوجدته لا يختلف عن الانفجار الذي قامت به المخابرات المركزية في بيروت في الحي الشعبي في بئر العبد في بيروت قبل شهر من الحادثة المذكورة!!(8).
* الصناعة والتدريب والتمويل للإرهاب.
لعبت المخابرات المركزية دوراً هاماً في تصنيع ما تسميه الإرهابيين الإسلاميين في أفغانستان، سواء من تنظيمات أمراء الحرب في الحقبة السوفيتية، أو في عهد الرئيس الأسبق نجيب الله الشيوعي، وحتى بعد انتهاء الحكم الشيوعي، كان للولايات المتحدة وجهازها المخابرات سي. آي. أى لـه الدور في بناء تلك التنظيمات، وتدريبها وتسليحها، بما فيها ما يسمى بتنظيم القاعدة. ويقول نعوم تشومسكي عن التنظيمات التي تشكلت أثناء الاحتلال السوفييتي لأفغانستان، والتي أطلق عليها (المجاهدون المسلمون): (أنني لم أشك لحظة، في أن هذه المجموعات نُظمت بواسطة المخابرات المركزية والمخابرات الباكستانية والمصرية وحلفاء آخرين للولايات المتحدة. وهم منظمون ومجتهدون ومدربون ومسلحون لخوض معركة مقدسة ضد الروس، والتي خاضوها بالفعل. ولكنهم بدؤوا مباشرة بأعمال إرهابية منذ 20 سنة، حين قاموا باغتيال الرئيس المصري. ومنذ ذلك الحين هم يقومون بأعمال إرهابية. وإن المجموعة التي نظمتها المخابرات المركزية، تم تشكيلها من المجموعات الإسلامية المتطرفة الراديكالية، والتي كان لديهم أعمال خاصة بهم. قاموا بما طلبته منهم وكالة المخابرات المركزية(9).
ويذكر الصحفي الفرنسي تيري ميسان أن ضابطاً مصرياً يدعى (علي محمد) انضم إلى الجيش الأمريكي، كلف من قبل المخابرات الأمريكية بتدريب تنظيم القاعدة ما بين أعوام 1988 و1998. وكان في نفس الوقت يأتي إلى الولايات المتحدة، ويقوم بتدريب الأعضاء الأكثر سرية في شبكات الظل، وضباط القوات الأمريكية الخاصة.. ويقول أن أسامة بن لادن كان مستمراً في العمل لحساب السي. آي. أى حتى العام 1998)(10).
ويذكر مايكل واينز أن المخابرات المركزية الأمريكية بقيت على علاقات مع بن لادن وتنظيمه تنظيم القاعدة حتى بعد أحداث 11 أيلول 2001، حين استخدم هذا التنظيم في مواجهة وتدمير الروح المعنوية للجيش الروسي من خلال إلحاق الخسائر به، وأهانته، حتى تشرين الثاني 2001. كما أن تنظيم بن لادن (تنظيم القاعدة) استخدم من قبل المخابرات المركزية في عام 1999 في مساندة ثوار كوسوفو ضد دكتاتور الصرب(11).
وأسامة بن لادن ابن أكبر الأثرياء السعوديين، وهو من أصول يمنية، بعد مقتل والده بحادث طائرات عام 1988، تم توزيع ثروته على أولاده، فكان نصيب ابنه أسامة ما يقدر ب(300) مليون دولار(12). وظفها في إنشاء عدة مصارف وشركات زراعية وأعمال مختلفة كالمقاولات وبعض الصناعات مثل مصنع الأدوية، الذي ضربته الطائرات الأمريكية في السودان. كما وظف مع أخوته أموالهم في شركات كمجموعة كارليل في الولايات المتحدة، والتي أسست عام 1987. ويبلغ رأسمالها(12) مليار دولار، وتدير شركات سفن آب، وهي تحتل المرتبة الحادية عشرة بين شركات التسليح الأمريكية. وساندت حملة بوش الأب في عام 1990 في حملته الانتخابية الرئاسية. ولها علاقات واسعة مع أسرة بوش، التي تملك شركات نفطية في تكساس. وهذا يبين مدى العلاقات الحميمة السابقة بين الطرفين، قبل الافتراق الذي بدأ بعد الغزو العراقي للكويت في 2 آب عام 1990، كما تتحدث بعض المصادر.

غير معرف يقول...

((((((((((((((((((((((((((((((((مشكلة الزواج .. خطر يتهدد الأمن القومى المصرى)))))))))))))

بقلم / محمود القاعود

تنشغل الحكومة المصرية بتوافه الأمور ، وتترك المجتمع يموج فى مشكلات قد تؤدى إلى كوارث وفتن يصعب السيطرة عليها أو احتوائها ..

تنشغل الحكومة المصرية بسن قوانين ما أنزل الله بها من سلطان وفقاً لرغبات هوانم جاردن سيتى وسيدات الصالونات وبنات الذوات .. بينما تترك مصر تصرخ وتشكى إلى الله ظلم وتخاذل الحكومة لأبنائها البؤساء .

تعكف الحكومة حالياً على قانون يجرم تعدد الزوجات ، وكأن الزواج متاح لجميع الشباب ، وكأن 13 مليون أعزب و عانس من الجنسين قد تزوجوا ، وجارى البحث عن الزوجة الثانية !!

أبسط وصف لما يجرى فى مصر الآن ، هو أن الدولة كلها فى حالة ” استهبال ” تحولت إلى حالة ” استظراف ” ستؤدى حتماً إلى كارثة لا يتوقعها مخلوق .

معروف أنه فى مصر مشكلة كبرى تأبى على الحل ، وهى مشكلة ” الزواج ” التى أدت وتؤدى إلى أخطار رهيبة نحصد نتائجها يومياً فى صفحات الحوادث ..

عدم الزواج يعنى :

انتشار الاغتصاب

اغتصاب الأطفال

التحرش الجنسى

إدمان الحشيش والمخدرات

ارتكاب جرائم القتل

شيوع الفاحشة والزنا

زنا المحارم

أطفال الشوارع الذين ينتجون عن علاقات محرمة

انتشار الشذوذ الجنسى ( لواط وسحاق )

الخيانة الزوجية ( إذ أن الشاب الأعزب الذى فشل فى الزواج سينظر إلى زوجات جيرانه ليُقيم معهن العلاقات الجنسية )

اغتصاب الأطفال

السرقة

الاكتئاب

الجنون

عدم الزواج يعنى مخالفة الفطرة ومحاربة الله عز وجل والعمل ضد سنة الله فى خلقه وحكمته

عدم الزواج مخالفة لغريزة لا يُمكن مخالفتها مهما كانت الأسباب ..

عدم الزواج إفساد فى الأرض ..

باتت مشكلة الزواج الآن أخطر قضية فى مصر ، فالأمر ليس بالهين كما قد يتصور البعض .. ولكنه كارثة بكل المقاييس ، وفى ظل موجة الإباحية القادمة عبر الإنترنيت والأقراص المدمجة وتقنية البلوتوث التى مكنت الأطفال أبناء الخامسة من العمر من مشاهدة أفلام جنسية صريحة عبر هواتفهم المحمولة ..

ويبدو أن الحكومة المصرية وجدت أن أفضل حل للزيادة السكانية هو تعجيز الشباب عن الزواج ، متجاهلة بذلك كم الأخطار التى تنتج عن العنوسة وأمراض العنوسة .. فى مقابل أن تخفض عدد السكان الذى بدأ يزحف نحو 90 مليون مصرى .

لقد تحدثت العديد من الآيات الكريمات عن الزواج .. يقول الحق سبحانه وتعالى :

” وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً .. ” ( الرعد : 38 ) .

“ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ ” ( النحل : 72 ) .

“ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ” ( الفرقان : 74 ) .

ويقول سبحانه وتعالى على لسان نبيه لوط عليه السلام ، موبخاً قومه الذين مارسوا الشذوذ الجنسى :

” أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ” ( الشعراء : 165 – 166 ) .

ويقول سبحانه وتعالى :

” وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ” ( الروم : 21 ) .

أى أنه من آيات ربنا سبحانه وتعالى أن خلق الأزواج وجعل بينها المودة والسكن والرحمة . وأى تمرّد على آية الزواج – كما غيرها من آيات الله – مصيره الخسران المبين .

“ وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ” ( فاطر : 11 ) .

” وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا ” ( النبأ : 8 ) .

ولقد حث الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ، على الزواج لعلمه أن فى الزواج استقرار لأمن وسلامة المجتمع :” يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ” .. ولكن الاستطاعة فى زماننا هذا باتت لها مقاييس ومعايير ، جعلت الزواج أول المستحيلات والصوم رابع المستحيلات !

فإن أردت الزواج فعليك بالشقة الفاخرة والراتب الكبير الذى يتماشى مع ارتفاع الأسعار ومتطلبات الحياة ، وعليك بالتكاليف الباهظة بداية من الخطوبة وحتى عقد القران ، وعليك أن تسافر إلى إيطاليا أو هولندا أو النمسا لتواجه الموت غرقاً ومن ثم لتحصل على الإقامة فى أى بلد لتجلب منه اليوروات التى تساعدك على شراء السيارة وشراء شبكة تتجاوز الخمسين ألف جنيه وكتابة مؤخر يُقارب ربع مليون جنيه و” قايمة ” تتجاوز المائة ألف جنيه ، بل وربما تجد نفسك تمضى شيكا على بياض ، تحت ضغط من والد العروس الذى يُقابلك بابتسامة صفيقة ويقول لك : ” طالما انت شارى البنت امضيلى على الشيك ده ” فإن طلبت أن تمضى البنت لك مثلما مضيت لها شيكا على بياض يقول لك والدها : ” الخوف من الراجل مش من الست ” !!

مهازل فوق الحصر تحتاج إلى وقفة حازمة ورادعة وقوية من قبل الحكومة المصرية ، وبرأيى هذه هى إحدى التصورات :

* سن قانون خاص بالزواج ينص على الآتى :

- تجريم ما يُسمى بـ ” المواسم ” أثناء فترة الخطوبة ( المولد النبوى – الإسراء والمعراج – النصف من شعبان – أول رمضان – عيد الفطر – عيد الأضحى – رأس السنة الهجرية – رأس السنة الميلادية – شم النسيم ) .

- ألا يزيد ثمن الشبكة على ألف جنيه فى جميع الأحوال والظروف ، حتى وإن كانت الدبلة الذهبية بالألف جنيه ، والتنبيه على محلات الصاغة بالإبلاغ الفورى عن أى مشتر دفع أكثر من ألف جنيه ، ليتم التحقيق معه من قبل مباحث أمن الدولة . والصائغ الذى يخالف الأوامر وتثبت التحريات أنه حرر فواتير بما يتجاوز هذا المبلغ يُعرض نفسه للسجن لمدة ستة شهور مع الشغل والنفاذ .

- التنبيه على كل مأذون ألا يكتب مُؤخراً يزيد عن الخمسة آلاف من الجنيهات ، والمأذون الذى يكتب أكثر من هذا الملبغ يعرض نفسه للسجن ودفع الغرامة والإيقاف عن العمل ..

- التنبيه على المأذون ألا يعقد القران إلا إذا تأكد من بساطة ما يُسمونه ” العفش ” ويعرف أن قيمته لا تتجاوز عدة آلاف وليس مئات الآلاف كما هو شائع .

- سجن كل والد فتاة يثبت أنه قام بإكراه زوجها على إمضاء شيكات أو أوراق ، لمدة خمس سنوات مع الشغل والنفاذ .

- التنبيه على المأذون ألا يعقد القران إلا إذا تأكد أن العريس مقيم فى نفس بلده ، وذلك منعاً لابتزاز أهل العروس ، الذين يُطالبون بشقة فى أحياء راقية بعيدة عن موطن العريس .

- إعطاء المأذون الحرية كاملة فى الاختلاء بالعروس بوجود شاهد عدل لمعرفة رأيها فى العريس وهل هى مجبرة على الزواج أم لا ، وبدوره إن وجد المأذون شبهة غصب يقوم بإبلاغ الشرطة التى تقوم بدورها بحبس والدها ومعاقبته بالسجن لمدة عام مع الشغل والنفاذ .

- ألا يزيد ثمن ” القايمة ” عن عشرين ألف جنيه ، مهما جلبت العروس إلى عريسها ، وذلك للحد من مهازل ” القايمة ” وارتكاب جرائم قتل عديدة عند كتابتها والاختلاف حول سعرها ، وهل هذه الملعقة صينى أم تايونى ؟! وهل هذا البراد ماليزى ؟! أم كورى ؟! ولماذا وضعت العروس أمام ثمن مفرش السرير صفرا ، ليتحول المبلغ من 50 إلى 500 ؟! لابد لهذا الهراء أن ينتهى بتحديد ثمن ” القايمة ” قانوناً . ومن يزد عن هذا الثمن يعرض نفسه للسجن لمدة ثلاث سنوات مع الشغل والنفاذ .

- يتم عقد القران فى المسجد قبل الدخلة بخمس ساعات ، ويذهب العريس وعروسه إلى شقتهما بهدوء بعيداً عن صخب المسارح وابتذال الراقصات وضجيج الميكروفونات والتكلفة الباهظة لهذه الليلة التى يبدأونها بالفواحش والمسكرات والحشيش والبيرة والفودكا وإطلاق الرصاص فى الهواء الذى يُصيب الناس فى بيوتهم .

- يُعاقب بالسجن كل من يُقيم مسرحاً لزفافه يجلب فيه الغوانى والراقصات ويستخدم فيه الميكروفونات ، لمدة ثلاث سنوات مع الشغل والنفاذ .

- إغلاق جميع محلات ” الكوافير ” التى يتم التشاجر أمامها بالسواطير والسنج والمطاوى لأن شقيق العريس وطأ سهواً ذيل فستان العروس ، فيخرج شقيق العروس مطواة ليطعن بها شقيق العريس !

- إلزام جميع الفتيات بارتداء زى موحد ليلة الزفاف ، وتعاقب بالحبس لمدة ستة شهور كل فتاة ترتدى فستاناً شفافاً أو بدون أذرع ( كت ) .

- تجريم ما يُسمى بـ ” ليلة الحنة ” سواء ما يُسمونها ” الكدابة ” أو ” الصادقة ” والقبض على الشاب الذى يعمل فى مهنة ” دى جى ” ويقوم بإزعاج الهاجعين والمرضى ، بآلاته الصاخبة وأغانيه الأجنبية المستفزة التى تعتمد على الدق والزعيق .

- إلزام التلفزيون المصرى ببث برامج عديدة متنوعة لتوعية أولياء الأمور بمخاطر العنوسة ، وحثهم على القبول بالإنسان المؤدب المتدين ، بعيداً عن الذى فى إيطاليا والذى فى النرويج .

- إلزام خطباء المساجد بالتحدث عن العادات الخاطئة التى تتنافى مع الإسلام ، ويخصون بالذكر منها المغالاة فى المهور والذهب وشتى مظاهر الزواج .

- غلق جميع صالات الأفراح وتحويلها إلى أندية رياضية أو مساكن للشباب الفقير ، وذلك حتى لا يُفكر أى شاب فى إقامة حفل زفاف فى أى هذه القاعات باهظة التكاليف ، وليتم الزفاف وفق الشرع وبعيداً عن إزعاج الناس .

- أن تحدد الحكومة المصرية المطلوب من العروس والمطلوب من العريس ، بحيث لا نجد من يقول الثلاجة عليا أنا .. ومن تقول : أكواب الشاى عليك أنت .. فتضع الحكومة قائمة بالطلبات التى يجب على العروس إحضارها مراعية فى ذلك ثمن شقة العريس .

- تجريم ما يُسمى بـ ” الصباحية ” وذهاب أهل العروس للعريس ، تفادياً لحدوث المشاكل والكلام الفارغ ، ومن يثبت ذهابه ثانى أيام الزفاف يعرض نفسه للسجن لمدة ستة شهور مع الشغل والنفاذ .

- أن تصدر وزارة الأوقاف كتيبات تحث على الزواج ، بدلاً من تفرغها لإصدار الكتب التى تحرم النقاب وتدعو لحوار الأديان وتحرم تعدد الزوجات .

هذه بعض التصورات للقانون الذى نتمنى أن تصدره الحكومة المصرية ، لتحل مشكلة العصر التى تهدد مصر .

قد يختلف معى البعض حول هذه التصوّرات ، لكنى أعتقد أن هذه التصورات كفيلة بالقضاء على مشكلة الزواج من جذورها ، فحينما تكون المشكلة بهذا الحجم من الخطورة والسوء ، لابد من مواجهتها بحسم وقوة وشدة ، ولابد أن تكون الحكومة المصرية هى المواجهة لهذه المشكلة ..فالكلام وحده لن ينفع .. وبدلاً من أن تسن الحكومة قوانين تجرم تعدد الزوجات ، أفضل لها أن تبحث عن حل لمواجهة مشكلة انعدام الزوجات .. أو مشكلة الزواج التى لا يعرف فيها 13 مليون شاب وشابة الزواج لمرة واحدة ، وليس للتعدد كما تزعم هوانم جاردن سيتى .

هذا جرس إنذار للحكومة المصرية .. مشكلة الزواج خطر يتهدد الأمن القومى المصرى .. وعدم حلها يعنى استمرار الاغتصاب ، واستمرار التحرش الجنسى أو ما يُسمونه السعار الجنسى والتحرش بالسائحات الأجنبيات وتشويه صورة مصر فى شتى المحافل الدولية ، وتفاقم مشكلة أطفال الشوارع ، وتزايد الخيانة الزوجية ، وانتشار الإدمان والشذوذ الجنسى ، وانتشار الجرائم الغامضة كحوادث بنى مزار وسفاح المعادى وغيرها ..

قد يقول البعض : وهل الزواج يمنع من ارتكاب الجرائم ؟؟ ألا تقرأ فى الحوادث عن رب أسرة قاتل أو لص أو داعر … إلخ ؟؟

أقول : نعم أقرأ .. ولكن هذه النماذج الشائهة تمثل استثناءًا .. ولكن الغالبية العظمى من الأزواج لا هم لهم إلا تربية الأولاد وقضاء احتياجات الأسرة بعيداً عن الجرائم والمشاكل .

نرجو حل مشكلة الزواج يا حكومتنا المصرية .. فإن لم يكن من أجل الشباب المصرى البائس وحماية المجتمع من الأخطار الداهمة ، فمن أجل القضاء على التحرش الجنسى بالسائحات الأجنبيات ، وما يترتب على ذلك من فضائح تضر بسمعة البلاد والعباد .. الزواج يا حكومتنا أغض للبصر وأحصن للفرج .

ولله الأمر من قبل ومن بعد .

غير معرف يقول...

لماذا تم تصنيع أحداث الحادي عشر من أيلول؟


أولاً ـ الحدث يولد المشاعر العدائية ضد المعتدي المفترض، فتتوفر الذريعة الضرورية لشن الحرب بسرعة، فتكون أولاً تنفيساً لمشاعر العداء، وثانياً تخلصاً من حالة الذعر الذي خلقه الحدث، وأججته الإدارة الأمريكية ووسائل إعلامها. كما تتوفر أجواء عدائية تجعل من كتاب وصحفيين وإعلاميين يدعون الإدارة الأمريكية للانتقام، ومن ثم يسمح لأمثال برجنسكي وكيسنجر وبعض الاستراتيجيين الأمريكيين، يدعون إلى ضرورة شن حرب يلهي الشعب الأمريكي عن تساؤلاته للإدارة عن تقصيرها، وعن عدم قدرتها على إيقاف الحدث قبل وقوعه.
ثانياً ـ كما تم استغلال الحدث للخروج من المأزق الاقتصادي، الذي وصل إليه الاقتصاد الأمريكي قبل الأحداث، حيث بدأ التراجع الاقتصادي يبرز جلياً في مؤشرات البطالة، التي وصلت في الثامن من أيلول 2001 إلى
(3.35) مليون شخص. كما انخفضت مؤشرات الإنتاج الصناعي، ففي شهر آب 2001 فقد انخفض قطاع المعادن والمرافق إلى 0.8% عن الشهر الذي سبقه. وانخفضت السلعة التشغيلية إلى 76.2% وهو أدنى انخفاض منذ تموز 1983. وهبط مؤشر داو جونز إلى 800 نقطة(31).
ثالثاً ـ الاستجابة للضغط المتلاحق من قبل شركات النفط لاحتلال أفغانستان، لتأمين الخطوط القادرة على نقل النفط عبرها، لأن الأرباح الهائلة التي سيقدمها النفط القزويني تثير شهية شركات النفط، والتي انبثقت منها إدارة (بوش ـ وتشيني). إضافة أنها تخرج الاقتصاد الأمريكي من أزمته. فقد كان هناك إلحاحاً من قبل شركات لإزالة حكومة الطالبان كونها العائق في استغلال الثروة الهائلة من الكنز النفطي القزويني، كما قال خبير النفط الأمريكي /جيمس دوربان/: (إن هؤلاء الذين يسيطرون في الطرق النفطية لوسط آسيا، سيؤثرون في الاتجاه المستقبلي، وكميات تدفق، وتوزيع الإيرادات من موارد النفط والغاز).(32)
ومن يعرف الثروات الهائلة التي ستحققها الولايات المتحدة من نفط بحر قزوين، سيتعرف على الدافع الحقيقي وراء الحرب التي شنتها على أفغانستان، فيقول إسماعيل الشطي الكاتب وعضو مجلس النواب الكويتي (يقدر ما يختزنه حوض بحر قزوين بخمسة تريليون دولار من موارد النفط والغاز، وفي أقل تقدير بحوالي أربعة تريليون دولار.. بالإضافة إلى كميات ضخمة من الموارد البترولية غير المطورة في آسيا الوسطى تقدر بـ6.6 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي و10 مليارات برميل من احتياطات النفط غير المطورة)(33)
رابعاً ـ من الأرباح التي أفرزتها أحداث الحادي عشر من أيلول، هو تصفية حسابات مع أعداء سابقين، يسمح للولايات المتحدة الظرف الزمني والدولي باعتبارها سيدة العالم اليوم بتحقيق انتصارات عليهم، فيقول غور فيدال: (إن عصبة تشيني ـ بوش تريد حرباً للسيطرة على أفغانستان. وإنشاء خط للأنابيب، والتحكم في بترول ستانات أوراسيا لصالح شركائها في الأعمال، وكذلك إنزال أكبر قدر من الدمار بالعراق وإيران بدعوى أن هذين البلدين الشريرين، ربما ينشران فوق القمح الذهبي لدينا بودرة الجمرة الخبيثة أو شيئاً كهذا)(34)
ومن تصفية الحسابات فقد كشفت وسائل الإعلام الغربية، أن رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي طلب الأعداد للهجوم على العراق بعد ثلاث ساعات فقط من أحداث 11/ أيلول. كما خرج الرئيس جورج بوش بإطلاق الحملات الرهيبة على العديد من البلدان تحت ذريعة الإرهاب باسم محور الشر والدول الشريرة وغيرها من الألقاب.
* استراتيجية الهيمنة على العالم
أعطت أحداث الحادي عشر من أيلول الفرصة الذهبية للولايات المتحدة في فرض هيمنتها على ثروات العالم، وفرض أنماطها السياسية والسلوكية على العالم أجمع. من خلال ما أطلق عليه استراتيجية الأمن القومي للرئيس جورج بوش الابن، والذي أعلنها في 17/9/2002. وأشار إليها الرئيس بوش في خطاب الرئاسة في 1/6/2002 حين حدد تلك الاستراتيجية بثلاثة مهمات هي:
ـ (سندافع عن السلام بمحاربة الإرهاب والطغاة.
ـ سنحافظ على السلام ببناء العلاقات الجيدة بين القوى العظمى.
ـ سنوسع السلام بتشجيع المجتمعات الحرة والمنفتحة على امتداد القارات.)(35)
وهذه الاستراتيجية كما يبدو تختلف عن سابقاتها من الاستراتيجيات، التي وضعتها الإدارات السابقة الأمريكية بما فيه الإدارة السابقة للرئيس بيل كلينتون، والتي تعتمد على تقوية أمن أمريكا، ودعم الازدهار الاقتصادي الأمريكي، ودعم الديمقراطية وحقوق الإنسان في الخارج.
فالملاحظ أن بوش قد وضع استراتيجية مختلفة وخاصة عن الحرب وبما يعرف (الحرب على ما أسماهم بالطغاة)، حيث اعتبرهم مصدر الخطر على الولايات المتحدة وعلى العالم الديمقراطي. وضع نظرية افتراضية تقول: بإمكان هؤلاء الطغاة تزويد منظمات الإرهاب بالأسلحة الكيماوية أو ذات التدمير الشامل، مما يهدد الولايات المتحدة والنظام العالمي.
علماً أن الولايات المتحدة هي التي فرضت تلك الأنظمة الديكتاتورية ضد رغبات شعوبها، وحمت الكثير منهم من غضب تلك الشعوب، ووفرت لهم الدعم المادي والسياسي خدمة لمصالحها. يقول جون لويس غاديس عن سبب محاربة إدارة بوش الابن لهؤلاء الطغاة: (لقد لاحظ بوش أن الاستراتيجية الأمريكية ركزت في الماضي على الدفاع ضد الحكام الطغاة، وهؤلاء الخصوم يحتاجون "لجيوش عظيمة وقدرات صناعية كبيرة" كي لا يهددوا المصالح الأمريكية، وهذه الإمكانيات لا يمكن تأمينها إلا عبر مؤسسات الدول)(36)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الحرب على العراق لأجل النفط


كما أشرنا من قبل، أن وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد أعلن بعد ثلاث ساعات فقط من تفجير البرجين في نيويورك بضرورة الحرب على العراق، محملاً إياه مسؤولية دعم الإرهاب، وأهم دول محور الشر كما صنفه القاموس السياسي لإدارة بوش، وهي العراق وإيران وكوريا الشمالية. ووضع العراق على قائمة الدول التي يجب أن تتحمل مسؤولية ما حدث في الحادي عشر من أيلول، على الرغم من عدم توفر أي دليل يربط العراق بما حدث، ولا بأية علاقة بينية بين أسامة بن لادن وتنظيمه تنظيم (القاعدة). فلا يمكن أن يوجد تعاون بين الطرفين لاختلاف العقائد والأهداف بين الحزب الحاكم في العراق برئاسة صدام حسين، الذي يتبنى العلمانية، وبين تنظيم ديني متطرف كتنظيم القاعدة.
إلا أن الرئيس بوش الابن وإداراته، كانوا قد وضعوا قبل الأحداث كما أشرناه أعلاه، استراتيجية تقوم على فرض السيطرة على مصادر الطاقة النفطية في العالم كرهاً أو طوعاً، تطبيقاً لطروحات بعض ما يسمى بالصقور من اليمين الأمريكي، والتي ترى ضرورة السيطرة على النفط، طالما نملك اليوم قوة عسكرية لا منافس لها في العالم. هذه الاستراتيجية بدأ تنفيذها أولاً في احتلال أفغانستان لمد أنابيب نفط بحر قزوين كما أشرنا. أما نفط الخليج من المعروف أنه منذ سنين تحت الهيمنة الأمريكية، وأصبح بعد غزو الكويت تحت حماية عسكرة القوات الأمريكية المباشرة، لترهب من يحاول أن ينزع منها تلك الهيمنة سواء من الداخل أو من الخارج، ولم يبق إلا النفط العراقي والإيراني خارج الهيمنة المطلقة.
لهذا تم وضع العراق وإيران ضمن قائمة دول محور الشر، التي ترى فيها الإدارة الأمريكية وفق زعمها خطراً يهددها. وطبعاً كان لا بد من أن يكون العراق التالي بعد أفغانستان، فأمريكا تتدرج بالأخذ بالدول بدء من الضعيف، حتى تنتهي إلى الأقوى. فكانت أفغانستان الأولى، ثم من بعدها العراق، ومن ثم ستأتي حتماً إيران من بعد الانتهاء من العراق.
وهكذا انطلقت الحملة الأمريكية ضد العراق، ما أن انتهت ترتيبات مدّ الخطوط لنفط بحر قزوين عبر أفغانستان، وتوفرت الحماية لهذا الخطوط من قبل تواجد عسكري أمريكي مدعوم من قوات أوربية من دول الحلف الأطلسي. فقد بدأت مسألة التحضير لشن حرب على العراق من خلال جملة من التهديدات للنظام العراقي، تدعوه لنزع أسلحته وتدميرها، وتغيير نظامه السياسي، وترحيل صدام حسين وحاشيته عن العراق.
ولتغطية الحملة الاستعمارية الجديدة بغطاء دولي، تم استصدار قرار من مجلس الأمن في تشرين الأول عام 2002 تحت رقم 1441. والقاضي بإعادة فرق التفتيش للعراق، لنزع وتدمير أسلحته الكيماوية والجرثومية. بدعوى أن العراق اخترق الحظر الدولي عليه، والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي بتدمير أسلحته الجرثومية والكيماوية وصواريخه بعيدة المدى. وادعت الولايات المتحدة، أن العراق يقوم بإعادة تصنيع أسلحة التدمير الشامل المحظورة عليه منذ عام 1991 بعد الانتهاء من حرب الخليج الثانية، وانتهاء الاحتلال العراقي للكويت.
وعلى الرغم من معرفة الإدارة الأمريكية ودول العالم، أن لجان التفتيش السابقة (أونسكوم)، قامت بتفكيك وتدمير معظم أسلحة العراق المحرمة، وفق قرارات مجلس الأمن الدولي خلال ست سنوات من عملها في العراق في عقد التسعينات. ويقول تقرير أعده منتدى الحرية الرابع، ومعهد ب. كروك لدراسات السلام الدولي بجامعة نوتردام:
(إن أونسكوم ووكالة الطاقة الذرية الدولية كانتا فعالتين في كشف كثير من عناصر برامج أسلحة العراق المحرمة وتدميرها.. إن معظم برامج الأسلحة المحرمة العراقية تمت إزالته. وقد أعلنت وكالة الطاقة الذرية الدولية في عام 1998 أنه "ليس هناك من مؤشر إلى أن العراق يملك أسلحة نووية أو أية مقادير ذات مغزى من مادة يمكن استخدامها في صنع أسلحة نووية،" ومن بين 819 صاروخاً من طراز سكود كان معروفاً أنها موجودة لديه في بداية حرب الخليج، عثرت أونسكوم عليها جميعاً عدا صاروخين اثنين. ولم تعثر أونسكوم على تطوير ناجح لصاروخ وطني، ولا على مؤشرات إلى اختبار صاروخ محظور. كذلك ذكرت أونسكوم أنها حققت تقدماً كبيراً في تدمير مخزونات الأسلحة الكيميائية ومنشآت إنتاجها، لكن مفتشي الأمم المتحدة كانوا أقل نجاحاً في إزالة قدرات الأسلحة البيولوجية)(37)
وهكذا نرى أن معظم أسلحة العراق الكيميائية والبيولوجية والجرثومية والصواريخ بعيدة المدى، قد دمر معظمها على يد لجنة التفتيش (أونسكوم)، والتي رحلت عن العراق في عام 1996 بضغط أمريكي، كما كشف أحد أعضاء تلك اللجنة بأن البعض منهم كان يتجسس على العراق لصالح المخابرات المركزية والموساد الصهيوني. فلم تكن عمليات التفتيش الجديدة إلا لخلق الذرائع لضرب العراق، ووضعه تحت الهيمنة الأمريكية، وفق استراتيجيتها الجديدة التي أشرنا إليها.
* النظام العراقي من حليف إلى عدو
النظام العراقي الذي وضع على لائحة الأنظمة الخارجة على القانون بالعرف الأمريكي بعد الغزو العراقي للكويت، هو نفس النظام الذي كان الصديق الحميم أثناء حربه على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ما بين أعوام 1980-1988. فالعلاقات الحميمية التي كانت بين الطرفين أثناء تلك الحرب، كانت تستند على أن الحرب التي قامت بين العراق وإيران كانت تخدم الهدف الاستراتيجي الأمريكي في المنطقة، الذي يهدف إلى إبقاء منابع النفط تحت المظلة الأمريكية.
فكان أمل الولايات المتحدة من تلك الحرب، أن تستعيد إيران بنفطها وموقعها الاستراتيجي من حكومة إسلامية متحررة، أخرجت إيران من تبعية الولايات المتحدة، وأزالت قواعدها، واستولت على سفارتها، واعتقلت موظفيها. ولم تقف عند هذا الحد، بل رفعت شعارات معادية للوجود الأمريكي بالكامل في منطقة الخليج. وأظهرت الثورة الإسلامية في أيامها الأولى عداوة للولايات المتحدة لحمايتها لنظام الشاه السابق، وأطلقت على الولايات المتحدة اسم (الشيطان الأكبر).
ولم تكن خطيئة الثورة العداء لأمريكا فقط، وإنما رؤيتها للكيان الصهيوني بأنه كيان استعماري استيطاني مغتصب لأرض إسلامية مقدسة. وكان من إجراءاتها الأولى تحويل سفارة الكيان الصهيوني إلى سفارة فلسطين، وقطع العلاقة التوحيدية بين المخابرات الإيرانية (السافاك) والمخابرات الصهيونية (الموساد). كما اعتبرت مسألة تحرير البيت المقدس إلزام لكل المسلمين. وهنا وقعت الثورة في المحظور الأمريكي المتصهين، فكان لا بد من إجهاض الثورة الإسلامية في إيران من قبل الدوائر الأمريكية والصهيونية. فاستخدم النظام العراقي لهذه المهمة، فشن حرباً دامت سنوات ثمان، كانت نتائجها لصالح أمريكا والصهيونية، وخسارة للعرب والمسلمين عامة وللعراق وإيران خاصة.
ومن يتتبع سير الأحداث أثناء اشتعال الثورة الإيرانية ضد نظام الشاه الوكيل للمصالح الأمريكية، والشرطي الأمريكي في الخليج، والراعي الذي يحمي مصالحها في المنطقة، والظهير المساند للكيان الصهيوني ضد الأمة العربية. يقول المفكر والكاتب الأمريكي نعوم تشومسكي: (حاولت إدارة كارتر تبني انقلاب عسكري لإعادة الشاه، وأرسل قائد الناتو (NATO)، ولكنه فشل في مهمته، لم يستطع كسب دعم عملاء أمريكا في الجيش الإيراني. بعدها مباشرة انضمت السعودية وإسرائيل (الداعمتان الباقيتان) للجهود الرامية لتجهيز انقلاب يعيد التركيبة السابقة بوسائل عادية، ومنها بعث جيوش. تم إحباط المحاولة التي كانت معروفة تماماً.
وصل النذر اليسير من المعلومات للناس هنا، وذلك عندما لم يعد بالإمكان إخفاء الحقائق. وسمي عندها حرب الرهائن (أزمة الرهائن) التي كان لها وقع إنساني مؤثر لدى الشعب الأمريكي.
كان "الريغانيون" يبحثون عن إطلاق الرهائن المختطفين في لبنان. أرسلت الولايات المتحدة قوات إلى إيران (مجموعات عسكرية خاصة) عبر إسرائيل كان لها صلات وثيقة بعناصر من الجيش الإيراني وممولة من قبل السعودية. ولم تكن هذه القوات مرسلة للتفاوض من أجل الرهائن لسبب بسيط، هو أنه لم يكن هناك رهائن أصلاً!! أولاً "الرهائن" أخذوا من لبنان فيما بعد، وصادف أنهم إيرانيون! إن ذلك إجراء طبيعي اتخذته إيران)(38)
وحين فشلت المحاولة الانقلابية بعد اكتشاف الحكومة الإيرانية الإسلامية لها. كما فشل أيضاً الغزو العسكري الأمريكي الليلي لإيران، الذي أرسل لفك الرهائن الأمريكيين، الذين أسروا في السفارة الأمريكية في طهران من قبل طلبة الثورة، فغرقت القوات الأمريكية في رمال صحراء طبس، حين تصادمت الطائرات الأمريكية بسبب العواصف الرملية، التي ثارت فجأة وكأنها تدافع عن ثورتها الإسلامية. وتحطمت بعض الطائرات، وعادت البقية خائبة دون أن تحقق أي من أهدافها. ولم تجد الولايات طريقة لإعادة هيمنتها على إيران إلا بالتحريض على شن حرب خارجية من دول الجوار، وكان العراق الدولة الوحيدة، التي تتوفر فيها عوامل الصراع مع النظام الإيراني الجديد، فبدأت بتحريض العراق على شن حرب لإسقاط الحكومة الثورية الإيرانية المعادية للولايات المتحدة. فشن النظام العراقي الحرب على إيران، وكانت الحسابات أن تدوم أياماً، وإذا بها تمتد أكثر من ثمانية أعوام.
وخلال سنوات الحرب قُدمت للنظام العراقي كل مستلزمات القوة لتحقيق النصر، وتم التجاوز عن تصرفات عراقية تعتبر كفراً في القاموس الأمريكي، حين هاجمت الطائرات العراقية سفينة أمريكية وقتلت /37/ بحاراً أمريكياً. ولم توجه الولايات المتحدة للقوات العراقية أية ضربة انتقامية، بل اعتبرت خطأً فنياً. بل انتقمت أمريكا من طائرة تجارية إيرانية في عام 1988، كانت تحلق في الأجواء الإيرانية، فقتلت /290/ مدنياً إيرانياً بريئاً بصاروخ من مدمرة أمريكية، كانت متواجدة في المياه الإقليمية لإيران.
وكان لهذا الحدث دوره الكبير في إنهاء الحرب لصالح صدام حسين، فقد شعر الإيرانيون أن الولايات الأمريكية وضعت ثقلها العسكري بشكل كامل إلى جانبه، بعد أن كانت تقدم لـه فقط الدعم اللوجستي والعسكري، وترسل لـه الصور الملتقطة من طائرات التجسس الأمريكية على المواقع الإيرانية.
وينسى وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد اليوم، أنه كان في العراق ضيفاً على صدام حسين في عام 1986، يقدم الخدمات لصدام حسين في حربه ضد إيران، والأدهى أنه لم ينطق بأية كلمة عن القنابل الكيماوية، التي صبت على أهالي حلبجة في حينها، التي يتباكى عليها في هذه الأيام.
واستخدام جريمة حلبجة مثلاً على جرائم صدام، من قبل إدارة بوش من أجل ضحاياها، وليس على حدّة الجريمة وقسوتها، وهي مرفوضة حتماً من كل إنسان يملك وازعاً أخلاقياً، بل من أجل خلق ذرائع تبرر حرب على العراق. ونتذكر جميعاً وكل من كان يتابع مجريات الحرب العراقية الإيرانية، أن الإدارة الأمريكية كانت أثناء الحرب تتهم إيران بما جرى في حلبجة وليست العراق يومها.
ومن هنا نجد تلون السياسة الأمريكية، وتقلباتها الحادة فحين كانت الحرب التي يخوضها النظام العراقي مع إيران، تصب في خدمة الأهداف الاستراتيجية للمصالح الأمريكية، كان يحصل على البراءة والتقدير. وحين يصبح نفس النظام عائقاً لمصالحها وأهدافها الاستراتيجية، تشوه صورته في المحافل الدولية وأمام الرأي العام العالمي، وتوضع الذرائع لشن الحرب عليه.
من المعروف تاريخياً أن الولايات المتحدة تقلب ظهر المجن بسرعة تتجاوز سرعة البرق لحلفائها وأصدقائها من الأنظمة الحاكمة، أن شكلت تلك الأنظمة عائقاً لمصالحها، وتتخلى عن أشد حلفائها إخلاصاً أمام مصالحها. وفي مثال شاه إيران وماركوس الفلبين وسهارتو إندونيسيا وغيرهم عبرة لمن لا يعتبر من حلفاء أمريكا اليوم.
بل هي لا تتورع عن التآمر على كل من كان يوماً في زمرة من عملوا في أحضان المخابرات المركزية مثل أورتيغا في بنما، الذي غزت بلاده القوات الأمريكية، واعتقلته حين أصبح يشكل تهديداً لمصالحها. بعد أن عمل زمناً طويلاً في خدمة مخابراتها المركزية، وشارك حتى في عملياتها القذرة بتجارة المخدرات. وثم تولى رئاسة البلاد. وحين اصطدمت مصالح أمريكا مع بعض المصالح الوطنية لبلاده، وأراد أن يبيض وجهه أمام شعبه، كانت نتيجته كما أسلفنا، ولا يزال إلى يومنا هذا يقبع في سجونها، دون أن يجد رحمة من أسياده السابقين. فلا وفاء للولايات المتحدة لكل من تحالف معها، وارتمى في أحضانها، فهي كالعقرب تلسع صاحبها في أي وقت تشاء.
* الحجج الأمريكية الواهية لشن الحرب على العراق
أما الحجة الكاذبة بأن النظام العراقي قد أعاد ترسانته من أسلحة التدمير الشامل وخاصة الكيماوي والبيولوجي، وأنه أعاد برنامجه النووي، مجرد أكذوبة مفضوحة تعرفها الإدارة الأمريكية قبل غيرها، فهي تعرف أن العراق لا يملك شيئاً مما تدعيه من الأسلحة، وتعرف بها الدوائر البحثية والاستراتيجية الأمريكية نفسها. ونقتطف بعض من التقرير، الذي تقدم به منتدى الحرية الرابعة ومعهد جوان ب. كروك لدراسات السلام الدولي بجامعة نوتردام الأمريكية فيقول:
(لقد عرقلت عقوبات الأمم المتحدة المستمرة ضد العراق مقدرة النظام على إعادة بناء قدرته في مجال الأسلحة، وعلى الرغم من أن العقوبات لم تكن ناجحة في إقناع حكومة بغداد بالالتزام بقرارات الأمم المتحدة، فإنها كانت وسيلة فعالة كوسيلة للاحتواء العسكري.
لقد منعت العقوبات حكومة بغداد من كسب سبيل للوصول إلى إيراداتها النفطية الضخمة، فالأمم المتحدة ـ وليس حكومة بغداد ـ هي التي تسيطر على معظم الدخل المستمد من مبيعات النفط العراقي. ومنذ العقوبات يقدر أن حكومة بغداد قد حرمت من أكثر من 150 مليار دولار من إيرادات النفط. ونتيجة لهذا فإن العراق عجز عن شراء ما يكفي من أسلحة وبضائع ذات صبغة عسكرية، لكي يعيد بناء قواته المسلحة ويحدثها.
إن العجز المتراكم بالنسبة إلى العراق عن استيراد الأسلحة منذ عام 1990 يربو عن 50 مليار دولار. هذا هو المبلغ من النقود الذي كان العراق سينفقه على استيراد الأسلحة، لو أنه استمر في شراء الأسلحة بالمعدل الذي سار أثناء عقد الثمانينات الماضي. وعلى الرغم من أن العراق يكسب بعض إيراد لا قيود عليه عن طريق التهريب أو الصفقات السرية (يقدر ما بين 1.5 مليار و3 مليارات دولار سنوياً) إلا أن هذا الدخل ليس كافياً لتمويل برنامج تطور عسكري واسع النطاق. ونتيجة لهذا تقلصت مقدرة العراق على إنتاج أسلحة للدمار الشامل ووسائل إطلاقها)(39).
ومن يراجع تاريخ التهديدات الأمريكية للعراق بالاجتياح والتهديد تحت ذريعة تهديده لجيرانه، وضرورة نزع سلاحه. فهذه التهديدات انطلقت موجتها الأخيرة بعد ثلاث ساعات من أحداث الحادي عشر من أيلول عام 2001 كما أشرنا سابقاً من قبل وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد. على الرغم من انتفاء كل الدلائل على تورط العراق ونظامه بتلك الأحداث. وهذا ما يدل على توفر نية احتلال العراق مبيتة قبل الضربة.
وتكشف بعض الوثائق أن عملية احتلال العراق والهيمنة على نفطه من قبل صناع القرار الأمريكي في عهد بوش الابن، ليست مرتبطة بأحداث الحادي عشر من أيلول، بل قبل الحدث بسنوات، حيث قام هؤلاء بتقديم مذكرة إلى الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون عام 1998، تدعوه إلى بناء وجود عسكري قوي في الخليج، والعمل على حماية مصالح الولايات المتحدة الحيوية عند الضرورة، ولو تطلب قلب النظام الحاكم في العراق. وكان من بين الموقعين عليها (دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الحالي، ونائبه بول وولفوتيز، وجون بولتون، وريتشارد بيرل، وجميعهم من المؤيدين لإسرائيل، كما وقع عليها إيليوت أبراهام الصديق لرئيس وزراء الكيان الصهيوني)(40).
وكما أشرنا أن نفط العراق يلعب دوراً رئيسياً في تلك الحرب أعدتها الولايات المتحدة والصهيونية العالمية ضد العراق، فاحتلال منابع النفط العراقية يزيد من امتلاك الولايات المتحدة لنفط العالم، خاصة أن المصادر النفطية تشير إلى قرب نضوب الكثير من آبار النفط الأمريكية. وقد أعلنت وزارة الطاقة الأمريكية في بداية عام 2003 (أنه بحلول عام 2025 فإن مستوردات الولايات المتحدة من النفط ستزيد لتصبح حوالي 70% من إنتاجها النفطي).(41)
لهذا إذا تمت السيطرة على النفط العراقي، فإن الولايات المتحدة تكون قادرة على سد تلك الاحتياجات، يقول الصحفي البريطاني "روبرت منسيك": (إذا ما تحقق الغزو، وتم تعيين نظام حكم موال لأمريكا فإن الأمريكيين سيسيطرون بذلك على فائض نفطي يصل إلى 112 مليار برميل من النفط. وإذا ما أضفنا الاحتياطي المؤكد من النفط العراقي، فإن الأمريكيين يكونون قد سيطروا ربما على ربع احتياطات العالم النفطية)(42)
* الحرب على العراق بداية إمبراطورية أمريكية
والأخطر من احتلال النفط هو ما يرسم في الدوائر الأمريكية المتصهينة والدوائر الصهيونية، هو إعادة رسم الخارطة السياسية في العالمين العربي والإسلامي، والذي يستهدف تقسيم العرب والمسلمين وإذلالهم وإضعافهم، وإعادة تقسيمهم أجزاء طائفية وقطرية وعشائرية، وغيرها من التقسيمات التي تسهل نهب ثروات المنطقة وأولاها النفط، وسيطرة كاملة للولايات المتحدة على الأرض والثروة، وحماية الكيان الصهيوني بما يحقق المشروع الصهيوني في المنطقة.
وتبرهن الأحداث التي تلت الحادي عشر من أيلول، إن الإدارة الأمريكية التي يغلب على منشأ معظم زعمائها من شركات النفط، أن الولايات المتحدة رأت في مستقبلها الاقتصادي، واستمرارها في الهيمنة على العالم، والتفرد بزعامته يكمن في السيطرة على مصادر الطاقة، الذي يلعب النفط الدور الرئيسي فيه. فالنمو الاقتصادي لبعض الدول كالصين واليابان ومنظومة السوق الأوربية كلها، تهدد تلك الزعامة الدولية لها، واقتصادها مهما بلغ من النمو والتنوع غير قادر في المستقبل على المواجهة الاقتصادية لتلك الدول والتجمعات، كما أن هناك دول قد تظهر فجأة تملك القوة الاقتصادية والعسكرية مما يربك وضعها. فوجدت أن سيطرتها على النفط، يعطيها استمرارية القوة بالتحكم بعصب الحياة للصناعة الدولية. وإمكانية فرض الهيمنة على اقتصاد العالم، وتسييره وفق أجندة خاصة بالولايات المتحدة.
وفي عودة إلى مبدأ كارتر الذي صدر في 24 نيسان عام 1980، وكانت منطقة الخليج ملتهبة في نذر حرب بين العراق وإيران، والذي تضمن الكفالة المسلحة الأمريكية لحماية مصالحها النفطية، فيقول المبدأ: (إن كل محاولة تقوم بها قوى خارجية. بهدف السيطرة على الخليج، ستعتبر انتهاكاً للمصالح الحيوية لأمن الولايات المتحدة الأمريكية. وبصفتها تلك ستلقى الصد بكل الوسائل الممكنة، بما في ذلك استخدام القوة المسلحة)(43)
وترى الولايات المتحدة بترسانتها العسكرية الجبارة اليوم، يمكنها تحقيق ما تريد، دون أن تجد رادعاً عسكرياً دولياً في مواجهتها. وهذه فرصة تاريخية نادرة قد تفلت منها بمرور الزمن. كما أن الوضع الدولي بعد أحداث 11 أيلول يعطيها فرصة السيطرة على قرارات الهيئة الدولية ومجلس الأمن. فسعت إلى إطلاق شعار محاربة الإرهاب، ووضعت ما يزيد على ستين بلداً في تلك اللائحة، وأولها العراق وإيران ودول في منطقة الخليج للسيطرة على النفط. وشددت من تهديداتها على العراق بعد ضمان خط النفط المار بأفغانستان.
ومن المفارقات التي تكشف أهداف الولايات المتحدة الخفية التي أشرنا إليها، سكوتها المفاجئ عن ابن لادن والملا عمر وتنظيما القاعدة وطالبان، ليصبح صدام حسين ونظامه بدلاً عنهما المهدد الرئيسي للولايات المتحدة ولمصالحها. وأنه يمكن أن تلحق صواريخه أضراراً بالولايات المتحدة، على الرغم من التقرير الذي أشرنا إليه سابقاً بأن العراق لم يعد يملك من صواريخه القصيرة المدى سوى اثنين، ولم تجدهما لجنة التفتيش أنسكوم ولا الحكومة العراقية. ولعل بوش يرعب شعبه من الصاروخين المفقودين، إن وجدهما صدام حسين. هل هناك استخفاف بالعقل البشري أكثر من ذلك؟.
وكما أشرنا أن النفط هو الغاية في الحرب على العراق والتخطيط لاحتلاله فالدلائل واضحة وجلية، عندما نراجع خلفية بعض صناع القرار في الإدارة الأمريكية، فكما أشرنا سابقاً معظمها من العاملين في شركات النفط:
ـ فالرئيس جورج بوش الابن ينحدر من عائلة تملك شركات نفطية كبيرة معروفة في تكساس.
ـ وديك تشيني نائب الرئيس كان رئيساً لشركة هاليبرتون في دالاس، وهي من أهم شركات الخدمات النفطية في العالم. و(قد بلغ دخل تشيني منها عام 2000 فقط 36 مليون دولار).
ـ ومستشارة الأمن القومي المعادية للعرب والمسلمين غونداليزا رايس، كانت تعمل عضوة في مجلس إدارة شركة شيفرون النفطية من عام 1991 إلى عام 2000. ومن ابتهاج الشركة على تعيينها في هذا المنصب الرفيع، أطلقت اسمها على إحدى ناقلاتها البترولية.
ـ وغايل نورتون وزير الداخلية كانت تعمل في مركز أبحاث محافظ تموله شركات نفطية.
ـ ووزير التجارة (دون إيفانز) كان رئيساً لشركة توم براون إنكربوريشن النفطية المعروفة في تكساس حتى عام 2000، وكان يتولى إدارة (تي. أم. بي. آر) شارب للتنقيب عن النفط.
ـ ووزير شؤون الجيش توماس دايت كان نائباً لرئيس خدمات إيزون للطاقة.
ـ ونائب وزير الداخلية (ستيفن غريلز) أحد شخصيات مؤسسة بيئية تمولها الصناعات النفطية والكيميائية.
ـ ونائب وزير الطاقة (فرانسيس بلايك) كان نائباً للرئيس الأول لشركة كروبوريت بزنس النفطية.
ـ ونائبة وزير التجارة للشؤون الاقتصادية (كاتلين كوبر) مديرة سابقة في شركة إيكسون موبيل كوربوريشن.
ـ ومساعد وزير الطاقة (دان بروليت) لـه حصص في مجموعة شركات الباين النفطية.(44)
علماً أن ديك تشيني نائب الرئيس حصل من خلال صفقات بترولية، قام بها مع العراق لصالح شركته النفطية هاليبرتون من خلال ما أطلق عليه النفط مقابل الغذاء، على ما يقارب 36 مليون دولار عمولة (بزنس)، لجهوده في الحصول على تلك الصفقة البترولية الكبيرة مع العراق(45).
فيتضح أن هذه الإدارة المنبثقة عن شركات النفط عدا وزير الخارجية كولن باول، إدارة تبحث عن السيطرة على النفط من جانب، ولزيادة ثروتها الشخصية من خلال عمولتها من الصفقات، وتوفير مصادر النفط للشركات البترولية العالمية.
فالحرب التي أعلنت على الإرهاب التي أعلنها الرئيس الأمريكي جورج بوش وإدارته، كما نرى بعد مضي أشهر قليلة أصبحت حرباً من أجل الاستيلاء على نفط الشعوب ونهبها. وليس غريباً أن يدلي كولن باول وزير الخارجية الأمريكي يوم الأربعاء 22/1/2003، أن البترول العراقي سيكون أمانة بيد الجيش الأمريكي.(46)
فاللص والمغتصب أصبح الأمين على ثروات الشعوب، ولكن الشعب العراقي الذي مات منه ما يقارب المليون إنسانا خلال عشر سنوات من الحصار، ومن قصف الطائرات الأمريكية والبريطانية، والتي تجوب أجواء العراق جنوباً وشمالاً، تقصف وتقتل ما تشاء من المدنيين، هل يملك هذا الجيش المحتل أي صفة من صفات الأمانة؟
* شعوب العالم ترفض الحرب القذرة على العراق
أظهرت ردود الفعل الدولية وخاصة الشعبية منها على الحشد الأمريكي العسكري لشن حرب على العراق، قدرة تلك الشعوب من خلال حثها على اكتشافها لأهداف تلك الحرب وغايتها غير الشريفة، فهي ليست كما تدعي الإدارة الأمريكية بأن الحرب على العراق من أجل تخليص الشعب العراقي من دكتاتورية صدام حسين، ولا من أجل أمن وحماية دول الجوار العراقي من شروره، ولا من الخوف على أراضي الولايات المتحدة من صواريخ صدام. بل هي استراتيجية بعيدة للولايات المتحدة للهيمنة على ثروات العالم، ويقوم الرئيس بوش وإدارته اليمينية بتنفيذها، من خلال حروب تنسف الاستقرار والسلم الدوليين.
هذا ما أعلنته الشعوب في الكرة الأرضية من اليابان وإندونيسيا شرقاً مروراً بالشعوب الآسيوية والأفريقية والأمريكية اللاتينية غرباً، وكذلك الشعوب الأوربية، التي خرجت بالملايين، وكذلك قطاع واسع من شعب الولايات المتحدة، وحتى أهالي ضحايا 11/أيلول ذهبوا إلى العراق، ووقفوا يعارضون الحرب على شعب محاصر وجائع.
وتشكلت حركة أمريكية مناوئة للحرب مع العراق، ولتوجهات إدارة بوش العدوانية أسمت نفسها (ليس باسمنا). وأخرجت أولى تظاهراتها ضد الحرب يوم الأحد 6/10/2002 في الساحة المركزية في نيويورك، وكان من بينهم أقارب ضحايا الحادي عشر من أيلول احتجاجاً على الحرب ضد العراق، ورفعت لافتات تطالب بتغيير النظام في واشنطن، ووصفت الرئيس جورج بوش الابن (الإمبراطور جورج المجنون)(47).
واتخذت بعض المعارضات أشكال منها عرائض حملت مئات التواقيع من العاملين في الإبداع والبحث والفكر والفن في الولايات المتحدة الأمريكية، ونذكر هنا المذكرة الغاضبة التي أرسلتها النجمة والناشطة السياسية الأمريكية (باربرا سترايسند) إلى الزعيم الديمقراطي (ريتشارد غيبهارت)، طالبة منه بالانتقال من المواقع الدفاعية إلى الهجوم لوقف التهديدات بالحرب، التي يشنها الرئيس بوش، وبعدم (تجاهل التأثير الواضح على إدارة بوش لمصالح صناعة النفط والشركات وشركات الكيماويات وصناعة الأخشاب على سبيل المثال لا الحصر). وقالت: (من الواضح أن العديد من هذه الصناعات التي يديرها مانحون جمهوريون كبار ومقربون من الحزب الجمهوري، ستحقق مكاسب كبيرة، إذا خضنا حرباً ضد العراق)
وحثت (سترايسند) الديمقراطيين، على عدم السماح لبوش باستخدام الحرب لصرف الأنظار عن سياساته الداخلية والاقتصادية، وفشله في تفكيك شبكة القاعدة الإرهابية بالكامل. وكتبت (سترايسند) في مذكرتها: (صدام لم يفجر مركز التجارة العالمي). وأضافت أن على الحزب الديمقراطي أن (ينقل علناً هذه الرسالة إلى الشعب الأمريكي).(48)
ورغم معارضة تلك الملايين من شعوب الأرض الرافضة لتوجهات الحرب، التي تعدها الولايات المتحدة ضد العراق، بل استمرت في تحدي إرادة تلك الشعوب، وحشدت ما يقارب ربع مليون عسكري، مسلحون بكل أنواع الأسلحة الحديثة، لشن حرب تدميرية على العراق. ضاربة عرض الحائط شعاراتها حول الديمقراطية، والانصياع لإرادة الشعوب.
* أوربا والخوف من الهيمنة الأمريكية على مصادر الطاقة
إن المؤشرات الاقتصادية للولايات المتحدة تؤكد قابليتها لأزمة اقتصادية كبيرة خلال السنوات العشرين، فقد بدأت بعض شركاتها العملاقة تتعرض للانهيار، وهذا ما ينبأ عن انهيار اقتصادي ضخم للولايات المتحدة. لم يجد خبراؤها الاستراتيجيين من حل سوى الاستيلاء على منابع الطاقة، والتحكم بها لمواجهة هذا الانهيار، مستخدمة كل ما لديها من قوة عسكرية. إلا أن هذا الحل الاستراتيجي البعيد المدى لحل الأزمة الاقتصادية الأمريكية الحالية، التي بدأت تتفاقم. بعد أن أشارت بعض المصادر إلى إفلاس وخسائر لشركات أمريكية بلغ تعدادها المليون ونصف بين شركة كبيرة وصغيرة أمريكية(49). أوجد الحل الاقتصادي بالاستيلاء على مصادر الطاقة في العالم، إلى حالات من الشرخ في العلاقات بين الولايات المتحدة حلفائها الأوربيين وخاصة ألمانيا وفرنسا، اللتان شعرتا بخطورة الاستيلاء الأمريكي على منابع الطاقة، وانفراد الولايات المتحدة بها. مما يزعزع الاقتصاد العالمي ككل، ويهدد الصناعة الأوربية بشكل خاص، حيث يضعها تحت رحمة الولايات المتحدة.
فلم يخف وزير خارجية الولايات المتحدة كولن باول في تقريره أمام الكونغرس في 9/2/2003. أن يعلن بصراحة أن الولايات المتحدة بعد احتلالها للعراق، ستقوم بإعادة ترتيب المنطقة وفق المصالح الأمريكية وشروط السلام الصهيوني. أي أن تصبح المنطقة العربية في ظل هيمنة أمريكية صهيونية.
ومن هنا جاءت معارضة فرنسا وألمانيا لشن حرب على العراق. مما أحدث انقساماً حاداً في اجتماع وزراء دفاع الأطلسي (الناتو) يوم الأربعاء 5/2/2003، حين عارضت كل من ألمانيا وفرنسا وبلجيكا اقتراحاً أمريكياً بدعم الحلف لتركيا، إذا خاضت الحرب مع العراق. فكان الرفض الثلاثي صفعة حادة للولايات المتحدة، التي تحاول توفير حشد أوربي وعالمي لحربها مع العراق، وتعثرت العديد من الاجتماعات المتتالية لرأب الصدع داخل الحلف حتى خرجوا بعد صيغة توفيقية، لم تحضرها فرنسا.
إن التمرد الفرنسي والألماني يشكل أولاً البدايات بعد انتهاء الحرب الباردة، لتفرد الولايات المتحدة في إدارة الأزمات الدولية، ووقف حالة الطاعة للسيد الأمريكي، وإلى بذور توجهات نحو تعددية قطبية، تخلق نوعاً من التوازن الدولي. هذا التوجه الجديد لفرنسا وألمانيا، أوجد لهم من يساندونهم في مواقفهم كالروس والصينيين. وهذا ما اتضح في الدعوات للدول الأربع في منع الحرب على العراق، مع الاتفاق على نزع أسلحة العراق، ولكن بطريقة سلمية بعيدة عن الحروب.
* الذرائع الواهية لشن الحرب على العراق
من الغباء السياسي الأمريكي البريطاني لشن الحرب على العراق، هو استغباء الآخرين. من خلال ما يطرحونه من أدلة غالبها ملفق على العراق، فسرعان ما تكشفها الأوساط العلمية والإعلامية. وتصنيع ذرائع واهية لإيجاد المبرر للحرب على العراق، حتى ولو كان كذباً. وهذا ما أفقد مصداقية إدارتي بوش وبلير في الولايات المتحدة وبريطانيا، حتى عند شعبيهما. ففي استطلاع جرى في بريطانيا ونشرته كافة وسائل الإعلام يوم الثلاثاء 11/2/2003، يشير إلى أن غالبية البريطانيين العظمى ترفض الحرب، ووصلت نسبة الرافضين للحرب من الشعب البريطاني إلى 80%.
وكذلك في الولايات المتحدة فإن الغالبية العظمى ترفض تلك الحرب، رغم أن الإعلام الذي تتحكم به القوى الصهيونية واليمينية الداعمة للحرب، يحاول أن يزيف رفض الشارع الأمريكي لتلك الحرب. فذكر أحد الباحثين أن الصحافة الشعبية الأمريكية، تبين الغالبية العظمى من الشعب الأمريكي ترفض الحرب، إلا أنها تُزوّر من قبل الصحافة الأمريكية الكبيرة. وذكر أن سيدة أمريكية، ذكرت أنها كانت تريد أن تعبر عن رأيها عن رفضها للحرب، ولكنها لم يسمح لها، حتى اتصلت في إحدى القنوات، وسئلت قبل أن تظهر على الهواء مباشرة، فقالت إنها مؤيدة، ولكنها مجرد أن أصبحت على الهواء، عبرت عن رفضها للحرب، فقطع الإرسال مباشرة(50). وهذا ما يدل على تزوير كثير من الاستطلاعات، التي تجريها صحف أمريكية متصهينة، يظهر أن غالبية الشعب الأمريكي مع الحرب على العراق.
ومن دلائل تزوير وتلفيق ذرائع الحرب على العراق، هو ما كشفته الصحافة البريطانية. فقد قدمت الحكومة البريطانية تقريراً وزع على أعضاء مجلس الأمن، قبل أن يلقي الوزير كولن باول تقريره ضد العراق في يوم الأربعاء 5/2/2003. بينت فيه أن العراق خرق قرارات الأمم المتحدة، وأشاد به باول في جلسة الأربعاء المذكورة.(51)
ولكن تبين أنه نقل أربع صفحات منه من رسالة لطالب أمريكي من أصل عراقي يدعى /إبراهيم مرعشي/، أما باقي التقرير نسخ من رسائل جامعية، كما قال /غلين رانجوالا/ الاختصاصي بالشؤون العراقية في جامعة كامبردج: (إن أحد عشر صفحة من صفحات التقرير التسع عشرة أخذت بالكامل من رسائل أكاديمية) وعقب بقوله: (إذا كان طبيعة "معلومات" الاستخبارات هي في الواقع مجرد بحث عبر الأنترنيت فإنها تثير الشك حول درجة الإقناع في مزاعم الحكومة السابقة).(52)
وفضحت القناة الرابعة في التلفزيون البريطاني يوم الخميس 6/2/2003 أصل هذا التقرير البريطاني، فقالت (إن مقالة نشرها إبراهيم المرعشي في مجلة "ميدل إيست ريفيو أوف إنترناشيونال أفيرز" شكلت أربع صفحات من الملف، أما محتوى أكثر من ست صفحات من الصفحات الباقية، فقد اعتمد على مقالات كتبها شون بوين وكين جوس، وظهرت في نشرة "جينز أنتليجنس ريفيو" في تشرين الثاني من العام 1997).(53)
وهذا يدلل على ضعف المبررات لشن حرب على العراق. ثم أطلقت الولايات المتحدة ذريعة أخرى للحرب بربط العراق بتنظيم القاعدة، والذي نفاه أسامة بن لادن في الشريط الذي عرضته قناة الجزيرة مساء الأربعاء 12/2/2003، بل كفر النظام. إلا أن الولايات المتحدة وبريطانيا اعتبراه رغم النفي، أن هناك علاقات بين النظام وتنظيم القاعدة. كل ذلك يبين مدى تفاهة المبررات أمام الإصرار على تنفيذ مخطط رهيب يبدأ في العراق وينتهي غرباً في طنجة وشرقاً في جاكارتا.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ التهيئة الأمريكية البريطانية للعالم
لاحتلال العراق


بدأت الحملة الأمريكية لاحتلال العراق كما أشرنا بعد الساعات الأولى لانتهاء أحداث نيويورك وواشنطن، ثم أخذت تستعر بشدة من قبل الإدارة الأمريكية وحليفها رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لتحضير العالم وتهيئته للقيام بعمل عسكري مشترك بينهما ضد العراق ونظامه، من خلال تضخيم دعاية بأن العراق يملك أسلحة دمار شامل، وأنه يطور أسلحته الكيماوية والجرثومية، ويسعى لإعادة العمل بمشروعه النووي. واعتبرت الدولتان العراق يقوم باختراق لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تحظر عليه امتلاك أو تطوير أسلحة الدمار الشامل والصواريخ التي تتجاوز الخمسين كيلو متراً، ومنعه من إعادة بناء مشروعه النووي، وتدمير كل ما لديه من تلك الأسلحة، وبضرورة عودة المفتشين الدوليين للعراق للتفتيش عن تلك الأسلحة.
وتم تضخيم القدرات العراقية العسكرية لتصور للغرب عامة والشعب الأمريكي خاصة، بأنها تشكل تهديداً خطيراً للأمن القومي للولايات المتحدة. وهي أكذوبة يعلم مطلقيها قبل غيرهم إن العراق كما أشرنا في فصل سابق قد دمرت أسلحته على يدي مفتشي (أنسكوم)، استمرت سبع سنوات منذ انتهاء حرب الخليج الثانية. وهذا ما أثبتته لجان التفتيش الدولية التي انبثقت عن قرار مجلس الأمن رقم (1441)، سواء مفتشو الأسلحة النووية التابعون لوكالة الطاقة النووية برئاسة محمود البرادعي. أو مفتشو الأسلحة الجرثومية والكيماوية والصاروخية برئاسة هانز بليكس، حيث لم تعثر على تلك الأسلحة المزعومة.
وفي الأشهر الأخيرة التي سبقت الحرب، وسعت الحملة الأمريكية والبريطانية دائرة الذرائع لتبرير الحرب، لتشمل ضرورة تغيير النظام في العراق إضافة لنزع أسلحة العراق. تحت ذريعة الخطر الذي يشكله صدام حسين على الأمن القومي للشعب الأمريكي. لأن هناك تعاوناً بينه وبين منظمات إرهابية، منها تنظيم القاعدة ضد الولايات المتحدة ومصالحها، حتى وصل الأمر بالحملة الدعائية الأمريكية ضد العراق بالتأكيد على وجود علاقة بين صدام ونظامه في أحداث الحادي عشر من أيلول.
وقبل الحرب بأيام، حاولت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا وإسبانيا الحصول على موافقة دولية لشن حرب على العراق، لكنها فشلت بسبب المعارضة الدولية للحرب، والتي تزعمتها روسيا وفرنسا وألمانيا. وللتأكيد على موقف الدول الثلاث المعارضة للحرب أصدروا بياناً مشتركاً في 5/آذار/2003، طالبوا فيه بضرورة إعطاء فرصة للمفتشين مدة زمنية لاستكمال مهمتهم. بعد أن وافق العراق على عودتهم، وتعاون معهم إلى أقصى حدود التعاون، حتى أنه باشر بتدمير صواريخ (الصمود) القصيرة المدى بناء على طلب لجان التفتيش. (نص البيان الثلاثي في الملحق)
ورغم ما قدمه كل من البرادعي وبليكس من تقارير، يبينان فيه عدم عثور المفتشين على أي من أسلحة الدمار الشامل أو استئناف البرنامج النووي لدى العراق، إلا أن كلاً من الولايات المتحدة وبريطانيا استمرتا في حملتهما الدعائية ضد العراق. ومن ثم بدأ الحشد العسكري الأمريكي والبريطاني والأسترالي في الخليج لشن حرب على العراق. بذريعة أن صدام ونظامه يشكل خطراً على المجتمع الدولي وعلى جيرانه وشعبه، ولا بد من تحرير العراق منه وإرساء الديمقراطية وفق النموذج الأمريكي.
* مبررات الرئيس جورج بوش لشن الحرب على العراق
وضع الرئيس جورج بوش قبل أيام من شن الحرب على العراق مبررات ومسوغات تلك الحرب، من خلال خطاب ألقاه في 27/شباط/2003 في مؤسسة الأبحاث (أمريكان إنتربرايز)، ورغم ما جاء فيه من مبررات ثبت بعد الحرب بطلانها، إلا أننا رأينا تقديمها للقارئ كوثيقة من وثائق تلك الحرب الظالمة، نبرز من خلالها جبروت وطغيان القوة الأمريكية تجاه البلدان الضعيفة.
ونذكر مما جاء في هذا الخطاب التالي:
ـ أضاف إلى المبررات السابقة لشن الحرب على العراق، ضرورة تغيير نظامه السياسي بالقوة، حفاظاً على أرواح الأمريكيين من خطر أسلحة صدام حسين عليهم، ومن أجل ما أسماه تحسين فرص السلام ما بين العرب والكيان الصهيوني، وكأن النظام العراقي يملك صواريخ عابرة للقارات تهدد القارة الأمريكية، وأنه يمنع عملية السلام التي لم تنفذ إسرائيل أي منها، فقال: (إن إنهاء هذا الخطر المباشر والمتنامي أمر ضروري لحماية سلامة الأمريكيين، وسيمهد الطريق لمرحلة جديدة للسلام في الشرق الأوسط).
ـ أكد في خطابه على الخطر الذي تشكله الأسلحة العراقية على العالم، لأنها بيد ديكتاتور لا يعيش إلا بالدماء، وأن هناك علاقات بين نظام صدام حسين والمنظمات الإرهابية في العالم، فقال إن في العراق: (دكتاتوراً يبني ويخفي أسلحة تسمح لـه بالسيطرة على الشرق الأوسط، وترهب العالم المتحضر، ونحن لن نسمح بذلك. ولهذا الدكتاتور علاقات وثيقة مع التنظيمات الإرهابية، ويمكن أن يزودها بالأسلحة الرهيبة لضرب هذه البلاد، وأمريكا لن تسمح لـه بذلك...)
ـ أتهم النظام العراقي بزرع الفتن بين الدول، وقدم الشكل الجديد للعراق وفق المنظور الأمريكي بعد احتلاله قائلاً: (النظام العراقي أظهر قوة الطغيان في نشر الخلافات والعنف في الشرق الأوسط. والعراق المحرر سيظهر قوة الحرية في تحويل هذه المنطقة الحيوية من خلال جلب الأمل والتقدم لحياة الملايين. مصالح أمريكا وأمنها وإيمان أمريكا بالحرية كلها، توصل الاتجاه ذاته: إلى عراق حرّ مسالم).
ـ تعهد في حال استخدام القوة مساعدة العراق بالإمدادات الضرورية، كما تعهد بتوفير الأمن ضد الذين يسعون للانتقام، وتهديد وحدة التراب العراقي، وحول النظام الجديد في العراق بعد نظام صدام حسين قال: (لا تنوي الولايات المتحدة تقرير طبيعة وشكل الحكومة العراقية الجديدة، فهذا خيار للشعب العراقي. ولكننا سنضمن عدم استبدال ديكتاتور قاس بآخر، يجب أن يكون هناك صوت لجميع العراقيين في الحكومة الجديدة، ويجب حماية حقوق جميع المواطنين).
ـ وعن مدة الاحتلال لم يضع مدة زمنية لفترة الاحتلال بل قال: (وسنبقى في العراق طالما دعت الضرورة، ولكن ليس يوماً أكثر من اللازم). وبرر أن من أهداف شن الحرب ما أسماه نشر الديمقراطية في العراق، وأشار إلى تجارب الاحتلال الأمريكي في اليابان وألمانيا، حيث أرسى الاحتلال الديمقراطية في البلدين، وهذا ما سيجري على العراق، فقال: (إن الكثيرين يشككون بقدرة اليابان وألمانيا على صيانة قيم الديمقراطية، ولكنهم أخطئوا.. والبعض يقول الشيء ذاته حول العراق، وهم مخطئون أيضاً).
ـ وأدعى أن تغيير النظام في العراق سيحل مشكلة الشرق الأوسط أي الصراع الصهيوني الفلسطيني، ويجفف التمويل والدعم للمنظمات الفلسطينية المقاومة للاحتلال الصهيوني فقال: (إن النجاح في العراق سيبدأ مرحلة جديدة للسلام في الشرق الأوسط، ويبدأ بعملية التقدم باتجاه دولة فلسطين الديمقراطية، وسيحرم شبكات الإرهاب من راع ثري يمول تدريب الإرهابيين، ويقدم المكافآت لعائلات الانتحاريين).
ـ ووجه تحذيراً لأعضاء مجلس الأمن الرافضين إعطاء الولايات المتحدة وبريطانيا قراراً بشن الحرب على العراق وقال: (إنه خلال المواجهة مع العراق كانت الولايات المتحدة تؤكد التزامها بالمؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة.. وإن أمريكا تؤمن بمجلس الأمن، ولذلك تريد أن تكون لقراراته معنى) أي أن يؤيده باستخدام القوة ضد العراق.(54).

غير معرف يقول...

(((((((((((((((((1+1+1=1======================1(((((((((((((((((((((((((((((((السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم ,اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى اله ابراهيم ,ربنا افتح بيننا وبين اقوامنا بالحق انت خير الفاتحين

في اخر حواراتي , ومتابعاتي مع المسيحيين , وجدت بعض منهم يثبت عقيدة التثليث عندما يسألهم المسلمون كيف يستقيم ان يكون الاب و الابن و الروح القدس هي اله واحد ..

فيقول المسلم محتج على المسيحي بانه لا يمكن ان يكون
1+1+1=1

لان النتيجه الرياضيه المعروفه هي 3

1+1+1=3

..وهذا غير صحيح اطلاقا , وبناء على القواعد الرياضيه البسيطه التى تدرس في الابتدائيه فإن معنى :

الاب و الابن و الروح القدس =3
الاب + الابن + الروح القدس =3


ويحتج المسيحيين بانه لا يتم تمثيل الثالثوث بهذا الشكل , انما يتم تغيير الجمع الى عملية ضرب بحيث تكون كتالي :
1×1×1=1 وهذا غير صحيح لاستدلال به على عقيدة الثالوث
لان العملية الرياضية بعلامة الضرب تنتج لنا النص التالي /

الاب او الابن او الروح القدس = 1
وهذا يعني انه لا يمكن ان يكون ثلاث آلهات , بل اله واحد فقط لان علامة الضرب تعني "أو" وليس "و"


ونضرب مثال اخر :


الحاله الاولى/
عندما اقول :

ذهب احمد و علي و خالد

كم واحد ذهب ؟
الجواب : ثلاث اشخاص ذهبوا


الحالة الثانية /
ذهب احمد او علي او خالد

كم واحد ذهب ؟
الجواب : واحد فقط ذهب , وتحتار احدهم اما احمد او علي او خالد



وهكذا نقول ان قال المسيحي ان الاب و الابن و الروح القدس =1
نقول انت في حالتين

اما جاهل لا تعلم الرياضيات

او متجاهل على حساب دينك واخرتك


لان الاب و الابن و الروح القدس =3 وهذا يعني ان المسيحي له ثلاث آلهات وهو ما يرفضه المسيحي حسب قوله الامنطقي.

واذا استمر في العناد فعليه ان يغير الكلام الى

الاب او الابن او الروح القدس
وعند ذلك يكون ربه هو واحد فقط


والله اعلم???????????===================================================) (((((((((((((((((ظهور مريم العذراء للبابا شنودة وإبلاغه أنه سيموت في سن الـ 117 عامًا)))))))))))

القاهرة - دنيا الوطن

تتردد شائعات على نطاق واسع في ردهات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تزعم ظهور السيدة مريم العذراء للبابا شنودة الثالث- الذي يعاني من متاعب صحية- في رؤية بالمنام تسوق له نبوءة، أنه لن يموت إلا إذا تجاوز عدد بطاركة الكنيسة الأرثوذكسية السابقين عليه، بما يعني أنه سيتوفى وعمره 117 عاما.

ولم يصدر تعليق رسمي من الكنيسة تؤكد أو تنفي الشائعة، لكن مصادر كنسية، اعتبرتها تعكس حالة من الارتباط الروحي بين البابا ورعايا الكنيسة ورجال الدين المسيحي، آملين أن يعيش لأطول فترة ممكنة، وفي ضوء الدور المتنامي الذي باتت تتمتع به الكنيسة، بعد أن فرضت نفسها كمتحدث بالنيابة عن الأقباط، وتجاوزت دورها إلى الانخراط في العمل السياسي بشكل ملفت.

ويرفض البابا شنودة الذي عاد إلى القاهرة الأسبوع بعد رحلة علاجية بالولايات المتحدة، الاستعانة بأي من الأساقفة المقربين منه للقيام بمهامه، في ظل ظروفه الصحية، وهو ما يفسره منتقدون برفضه التخلي عن سلطاته، وإضعاف قبضته على مقاليد الأمور في الكنيسة.

في الوقت الذي تتردد فيه العديد من الأسماء كأبرز المرشحين لخلافته، أبرزها الأنبا بيشوي، سكرتير المجمع المقدس، والأنبا موسى أسقف الشباب.

والمعروف أن مرض البابا شنودة يرجع إلى سنوات رهبنته في دير السريان خلال الفترة من عام 1954 إلى 1961، بسبب إصراره على العزلة وإقامته في مغارة ضيقة خارج الدير والنوم على الزلط والرمل، بالإضافة إلى تأدية تدريبات قاسية للسجود أثناء الصلاة.

وسبق له أن سافر لألمانيا عام 2003 لعلاج فقرات العمود الفقري، إلا أنه رفض آنذاك إجراء أية عملية جراحية، مفضلاً الخضوع للعلاج الطبيعي بسبب تقدمه في السن.. وفي عام 2004 أجرى البابا في الولايات المتحدة جراحة ناجحة بعينه اليمنى، ثم اضطر بعدها بشهر لإجراء جراحة أخرى بالعين اليسرى إثر إصابته بمياه زرقاء في العينين.

وفي أواخر صيف 2005، أجرى البابا جراحة أخرى في عينه نتيجة إصابته بمياه بيضاء، وهي العملية التي تأجلت لأسباب سياسية، بسبب اضطراره للعودة إلى مصر بعد إجراء الفحوص للمشاركة في انتخابات الرئاسة المصرية وإعلان تأييده للرئيس مبارك.

وقام بثلاث رحلات علاجية إلى الولايات المتحدة في يوليو وأغسطس وأكتوبر ونوفمبر من العام قبل الماضي، واعترف على إثر عودته بإصابته بفشل كلوي، وقد عاد الأسبوع الماضي من أحدث رحلات علاجه بالخارج.

من جهة أخرى، نفت مصادر الكنيسة ما تردد من أنباء عن تشكيل لجنة كنسية لمراجعة مشاكل القساوسة المشلوحين في الآونة الأخيرة، وإعادة بعضهم إلى عمله، مؤكدة أن القرارات بهذا الشأن لا يصدر إلا عن البابا شنودة نفسه ولا يمكن لأحد أن يراجعه بذلك، إضافة إلى أن قرار الشلح لا يأتي إلا بعد محاكمات كنسية مستفيضة ومتأنية تثبت تورط القسيس في مخالفات مالية أو أخلاقية.


http://www.alwatanvoice.com/arabic/content-135336.html??????????????[QUOTE] تزعم ظهور السيدة مريم العذراء للبابا شنودة الثالث- الذي يعاني من متاعب صحية- في رؤية بالمنام تسوق له نبوءة، أنه لن يموت إلا إذا تجاوز عدد بطاركة الكنيسة الأرثوذكسية السابقين عليه، بما يعني أنه سيتوفى وعمره 117 عاما.
[/quote]
لا يعلم الغيب الا الله
اقتباس


ولم يصدر تعليق رسمي من الكنيسة تؤكد أو تنفي الشائعة،


لا صوت يعلو فوق صوت البابا
اقتباس


وهو ما يفسره منتقدون برفضه التخلي عن سلطاته، وإضعاف قبضته على مقاليد الأمور في الكنيسة.

ولو

اقتباس

سافر لألمانيا عام 2003 لعلاج فقرات العمود الفقري


اقتباس


وفي عام 2004 أجرى البابا في الولايات المتحدة جراحة ناجحة بعينه اليمنى، ثم اضطر بعدها بشهر لإجراء جراحة أخرى بالعين اليسرى إثر إصابته بمياه زرقاء في العينين.


اقتباس

واعترف على إثر عودته بإصابته بفشل كلوي،

كل هذة الامراض
والسيدة العذراء بتعمل عمليات جراحية فى المنام
والست تماف ايرينى ذات الفاعلية العالية راحت فين
وبركات البابا كيرلس
مفيش حد منهم عارف يعمل حاجة
طب يتفقوا مع بعض ويعملوا حاجة للبابا الغلبان دة
اخيرا
ربنا يشفيك من كل داء ياتيك
وتشهد بالحق الواضح المبين?????????????بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تبقى الحكاية صح لو قالت 117 الساعة كام لان الوقت مهم عند البابا وممكن يكون عندة شوية علاج لسة مخلصهوش??????????

غير معرف يقول...

(((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((راسبوتين الثالث وتزييف حقائق التاريخ )))))))))))))))))))))



بقلم / محمود القاعود



مذ أن جلس الطاغوت الصليبى ” راسبوتين الثالث ” على كرسى ” مار مرقص ” ليُصبح بابا النصارى الأرثوذكس من العام 1971م وحتى الآن .. منذ هذه اللحظة وراسبوتين يُزيّف حقائق التاريخ ويُزين لأتباعه فكرة استرداد مصر من العرب الذين احتلوها كما يُصوّر له خياله المريض ..

الطاغوت الصليبى النازى راسبوتين الثالث يُزور حقائق التاريخ بمنتهى الصفاقة والوقاحة وليردد من خلفه طابور طويل من الكلاب النابحة التى تدعى أن العرب احتلوا مصر وأن النصارى ” أصحاب البلد ” وأنهم أصحاب ” الحضارة والتاريخ والجغرافيا ” وأنهم ” أشرف الناس وأشجع الناس وأكرم الناس ” !!

الشحن المستمر من قبل الطاغوت الصليبى لأتباعه جعل الكثير منهم يؤمن بضرورة طرد المسلمين من مصر وإقامة الوطن الصليبى بعد 1400 عام من الاضطهاد المزعوم ، وقامت مجموعات نصرانية بتصميم ما أسموه ” العلم القبطى ” استعداداً لإعلان دولتهم التى لن تقوم لها قائمة بمشيئة الله رب العالمين ..

الطاغوت الصليبى راسبوتين الثالث يعتقد أن حقائق التاريخ يُمكن تزويرها بمنتهى البساطة من أجل أغراضه الخبيثة الخسيسة الرخيصة .. متجاهلاً أن حقائق التاريخ لا يُمكن تزويرها عبر مجموعة من الكلاب النابحة التى تنهش وتعض كل من يعترض على الكذب والافتراء ..

يقول شيخ المؤرخين فى العصر الحديث ” عبدالرحمن الرافعى ” فى كتابه ” تاريخ الحركة القومية فى مصر القديمة من فجر التاريخ حتى الفتح العربى ” ص 244 :

” شن ( دقلديانوس ) على المسيحيين ” الأقباط ” اضطهاداً دام نحو عشرين عاماً قاست فيها مصر الشدائد والأهوال ، واستشهد خلالها الألوف من المصريين المسيحيين ” الأقباط ” ، وقد اشتهر عهد ( دقلديانوس ) باضطهاد المسيحيين الأقباط على نحو فاق كل ما أصابهم من قبل ، وسمى عهده باسم ” عصر الشهداء ” لكثرة من استشهد فيه من المصريين المعتنقين للمسيحية ، وقد جعل الأقباط بداية التقويم القبطى سنة 284 م ، وهى السنة التى بدأ فيها حكم ( دقلديانوس ) ، وسمى عصره بحق ” عصر الشهداء ” وتخليداً لذكرى أولئك الشهداء جعلوا التقويم القبطى يبدأ بالسنة التى بدأ فيها الاضطهاد الشديد وقد كان تمسك المصريين المسيحيين الأقباط بعقيدتهم من ضروب المقاومة الوطنية ضد الاحتلال الرومانى ” .أ.هـ

ويقول المؤرخ الشهير ” المقريزى ” عن اضطهاد نصارى مصر على يد دقلديانوس قبل دخول الإسلام العظيم:

” إنه أوقع بالنصارى فاستباح دماءهم وغلق كنائسهم ومنع من دين النصارى وحمل الناس على عبادة الأصنام ، وبالغ فى الإسراف فى قتل النصارى ، وكان لا يفتر يوماً واحداً يحرق كنائسهم ويعذب رجالهم ويطلب من استتر منهم أو هرب ، يُريد بذلك قطع أثر النصارى وإبطال دين النصرانية من الأرض ، فلهذا اتخذوا ابتداء دقلديانوس تاريخاً ” أ.هـ ( المواعظ والاعتبار فى ذكر الخطط والآثار ) .

إذاً اضطهاد النصارى على يد الرومان حقيقة لا ينكرها إلا كل حاقد زنيم .. ولقد بلغ من شدة الاضطهاد آنذاك أن قام الأنبا “ بنيامين ” بطريرك النصارى بالاختباء عشر سنوات قبل الفتح الإسلامى المجيد .. حتى جاء الفارس العظيم ” عمرو بن العاص “- الذى يطعن صبيان شنودة فى عرضه وعرض أمه - وصحبه الكرام البررة رضى الله عنهم أجمعين ، حاملاً راية : لا إله إلا الله محمد رسول الله .. وليُؤمّن الأنبا بنيامين على حياته وليمنحه الحرية ، ولينهى عصور الاضطهاد الإجرامية التى عاشها نصارى مصر تحت حكم الرومان ..

يقول أحد أكبر علماء النصارى الإنجليز الدكتور ” الفرد بتلر ” عن الفتح الإسلامى لمصر :

” إن القبط نالوا فى أول الفتح العربى كل ما يتصوره العقل ويُبيحه من الحرية .

كان العرب على ما يلوح لنا أخف وطأة من الرومان فى جباية الأموال ، إذ كان مقدار الجزية والضرائب الذى اتفقوا عليه فى عهد الصلح أخف حملاً على الناس وأقل إحراجاً لهم .

قال الأب بنيامين بطريرك المسيحيين بعد الفتح الإسلامى ولقائه بعمرو بن العاص : ” كنت فى بلدى وهو الإسكندرية ، فوجدت بها أمناً من الخوف ، واطمئناناً بعد البلاء ، وقد صرف الله عنا اضطهاد الكفرة وبأسهم ” والكفرة هنا هم الرومان المسيحيون الذين اضطهدوا المسيحيين المصريين …

يقول بتلر عن موقف الأقباط بعد فتح العرب لمصر : إذن فما كان أعظم ابتهاج القبط بخلاصهم مما كانوا فيه ، فقد خرجوا من عهد ظلم وعسف تطاول بهم ، وهوت بهم إليه حماقة البيزنطيين ، وآل أمرهم بعد خروجهم منه إلى عهد من السلام والطمأنينة هو عهد العرب ، وكانوا من قبل تحت نيرين من ظلم حكام الدنيا واضطهاد أهل الدين ، فأصبحوا وقد فك من قيدهم فى أمور الدنيا ، وأرخى من عنانهم ، وأما دينهم فقد صاروا فيه إلأى تنفس حر وأمر طليق .

وقد يُقال إن حكامهم الجدد – أى العرب – قد أدخلوا إلى الأرض ديناً غريباً غير دين المسيح ، وهذا حق ، غير أنهم لم يروا فى ذلك إلا عدلاً من الله ، إذ جمع الناس على قول واحد ، فقالوا : ما خرج الروم من الأرض وانتصر عليهم المسلمون إلا لما ارتكبه هرقل من الكبائر ، وما أنزله بالقبط وملتهم ، فقد كا هذا سبب ضياع أمر الروم وفتح المسلمين لبلاد مصر ” أ. هـ ( الفتح العربى لمصر – الدكتور الفريد بتلر ، ترجمة : محمد فريد أبو حديد ) .

وشهد شاهد من أهلها .. نصارى الغرب يعترفون بأفضال الإسلام على مصر ونصارى مصر .. ولكن المجرم راسبوتين الثالث يرد الجميل بتحريض النصارى على شتم وسب ولعن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم والدعوة لطرد المسلمين من وطنهم وبلدهم مصر ..

يُصور الطاغوت الصليبىراسبوتين الثالث لأتباعه أن 80 مليون مسلم مصرى الآن جميعهم جاء من الجزيرة العربية !! وهذا لعمر الله سخف وكذب ودجل وافتراء على العقل والمنطق …

إن من دخلوا مصر مع سيدنا عمرو بن العاص لا يتجاوزن بضعة آلاف .. فكيف لهؤلاء أن يتحولوا إلى 80 مليون !؟

الواقع يقول أن النصارى دخلوا فى الإسلام أفواجاً وبمحض إرادتهم .. فالنصارى الذين قاوموا الرومان وقُتل منهم الآلاف على يد دقلديانوس .. ما كان لهم ليعتنقوا الإسلام تحت وطأة التعذيب أو الاضطهاد أو ما يُسميها صبيان شنودة بـ ” الأسلمة ” … هؤلاء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل دينهم النصرانى لم يكن ليرهبهم العرب .. كما لم يرهبوا الرومان .. ولكنهم عرفوا الحق واتبعوه .. وبقيت القلة الضئيلة العابثة على دينها النصرانى دون أن يمسسها سوء ..

المصريون أكثر الشعوب على وجه الأرض تديناً .. قلنا هذا الكلام قبل صدور الدراسات الحديثة التى تؤكد هذا الأمر .. منذ أيام الفراعنة وحتى يومنا هذا والدين فى مصر أهم شئ فى الحياة .. حتى اللص عندما يذهب للسرقة يقول ” استرها يارب ” !!

والشاهد أن شعب بهذا التدين لا يتخلى عن دينه بسهولة إلا إذا تأكد من حقيقة الإسلام وعلم أنه الدين الحق الذى بشر به عيسى بن مريم عليه السلام .. لا يمكن أن للتعذيب والترهيب والغصب أن يُحول الشعب المصرى إلى دين آخر مهما حدث ..

يقول رجاء النقاش فى كتابه ” الانعزاليون فى مصر .. رد على لويس عوض وتوفيق الحكيم وآخرين ” ، عن أكذوبة احتلال مصر من قبل العرب :

” أما حكاية الاستعمار الاستيطانى فهى تحتاج إلى وقفة علمية متأنية . إن الحكم على العصور القديمة بمنطق العصر الحديث غير سليم ، ففى العصر الذى دخل العرب فيه مصر بل وبعد ذلك بقرون عديدة ، كانت شعوب العالم كلها تمتزج وتختلط ببعضها البعض عن طريق سلمى تارة ، وعن طريق الحرب والعنف تارة أخرى . فتاريخ الأمة الإنجليزية الحديثة مثلاً يتكون من الاختلاط العنيف القاسى بين شعوب متعددة منها البريطانيون الأوائل ، ثم القبائل الجرمانية وأهمها قبائل الإنجليز والسكسون ثم النورمان ، الذين أغاروا منذ تسعمائة سنة على إنجلترا . وكان الاختلاط والتفاعل بين هذه العناصر قاسياً عنيفاً شهد الكثير من الحروب والمذابح والمصادمات المريرة ، حتى انتهى بتكوين الأمة الإنجليزية الحديثة . ولذلك لم يكن غريباً فى عصر الفتح العربى لمصر ، أن يمتزج شعب مصر الأصلى بشعب آخر هو شعب الجزيرة العربية ، ليخرج من هذا الامتزاج شعب جديد هو شعب مصر العربى الحالى ، فذلك كان هو منطق التاريخ فى تلك الفترة ، وكان صورة من التفاعلات الاجتماعية فى العالم كله ، وقد ظل هذا النوع من التفاعل قائماً فى المجتمعات الإنسانية إلى ما بعد دخول العرب مصر بقرون عديدة . وليس فى امتزاج العرب بالمصريين ما يسمح لنا علمياً بتشبيهه بالاستعمار الاستيطانى كما رأيناه فى أحدث نماذجه مجسداً فى إسرائيل . فالاستعمار الاستيطانى يقوم على أساس طرد شعب من أرضه والحلول محله كما فعل اليهود مع شعب فلسطين ، وهذا ما لم يقم به العرب ولا بما يشبهه على الإطلاق . بل لقد عاش العرب مع المصريين وامتزجوا بهم امتزاجاً طبيعياً عميقاً ” أ.هـ ص 130 – 131 ط 1981م

هذه هى حقائق التاريخ التى يأبى الطاغوت الصليبى راسبوتين الثالث إلا أن يُزيفها ويُحرفها من أجل نفسه الخبيثة المتمردة التى تُريد الخراب والدمار لمصر الإسلام والعروبة ..

حقائق التاريخ تثبت بكل وضوح – وباعتراف النصارى العرب والأجانب – أن الإسلام هو الذى خلّص النصارى من الاكتواء بنيران الرومان .. الإسلام هو الذى وضع حداً للإبادة الجماعية التى شنها الرومان ضد النصارى .. الإسلام هو الذى أمّن النصارى على أرواحهم وممتلكاتهم .. الإسلام هو الذى نشر الأمن والأمان فى مصر .. الإسلام هو الذى صحح الأخطاء وأقام العدل ونشر السلام .

ولكنه من المحزن أن يكون رد الجميل من المجرم الرعديد راسبوتين الثالث أن يأمر بسب الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم فى جميع الكنائس ، وفى 25 فضائية تبث على القمر الاصطناعى ” هوت بيرد ” وفى مئات المواقع الإليكترونية .. من المحزن أن يكون رد الجميل من راسبوتين الثالث هو مطالبته بحذف آيات من القرآن الكريم .. من المؤلم أن يطالب النذل راسبوتين الثالث بطرد المسلمين من مصر .. من المفجع أن يخطط راسبوتين الثالث لإقامة دولة نصرانية فى مصر ..

إنه لمن الغريب أن نجد الصحافة المصرية عاجزة عن توجيه كلمة لوم أو عتاب لـ راسبوتين الثالث على جرائمه العددية المتنوعة ، بينما نجد هذه الصحافة لا هم لها إلا سب الإسلام والتشنيع على أهله ..

لتعلم يا راسبوتين الثالث أن التاريخ سيبقى كما هو وأن أساليبك الإرهابية الشيطانية لن تغير التاريخ الذى يعرفه جميع الناس

غير معرف يقول...

د. جمال الحسيني أبوفرحة
أستاذ الدراسات الإسلامية المساعد بجامعة طيبة بالمدينة المنورة
gamalabufarha@yahoo.comEmail:

- كيف يكون لرسولنا– صلى الله عليه وسلم- أكثر من اسم؟!

- ولما كانت بشارة عيسى عليه السلام بأحمد لا بمحمد؟!

فلقد سمي رسولنا – صلى الله عليه وسلم- أربع مرات في القرآن الكريم بـ "محمد" في كل من: سورة آل عمران:144، والأحزاب:40، ومحمد:2، والفتح:29؛ وسمي مرة واحدة بـ "أحمد" في سورة الصف:6، على لسان المسيح عليه السلام في قوله تعالى: "ومبشرًا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد".

وقبل الإجابة عن هذين السؤالين نتوقف قليلا أمام هذين الاسمين لنتعرف على معناهما والفرق بينهما.

فـ "محمد": اسم مفعول من الفعل الرباعي (حمّد)- بتشديد الميم- والذي يدل على التكثير والمبالغة في الحمد.

أما "أحمد": فيأتي على ثلاثة معان:

الأول: فعل مضارع؛ والفعل المضارع يدل على الاستمرار والتجدد.

الثاني: أفعل تفضيل في كونه محمودًا: بمعنى أنه الأحق بأن يكون محمودًا.

الثالث: أفعل تفضيل في كونه حامدًا: بمعنى أنه الأكثر حمدًا.

ومن هنا يمكننا أن نقول إن اختيار المسيح عليه السلام لهذا الاسم "أحمد" دون اسم "محمد" الذي اشتهر به النبي - صلى الله عليه وسلم- قبل البعثة وبعدها له وجاهته من الناحية اللغوية؛ وإن كان هذا الجانب وحده لا يكفي.

وتتعزز تلك الوجاهة إذا علمنا أن المسيح عليه السلام كان من المعروف عنه – كما تروي الأناجيل- محبة تلقيب أحبابه بألقاب جديدة يرى فيها دلالة صادقة على صفات تميزهم عن غيرهم؛ فها هو عليه السلام كما يحكي مرقس في إنجيله "جعل لسمعان اسم بطرس – أي: الصخر- ويعقوب بن زبدي ويوحنا أخا يعقوب ....جعل لهما اسم بوانرجس- أي: ابني الرعد".

أضف إلى ذلك أنه كان من المعتاد قديمًا قبل أن يكون هناك ما يسمى بشهادة الميلاد التي يسجل بها اسم المولود الذي قد يكتسب اسمًا آخر بعد ذلك ؛ فيسمى الأول "اسمه الحقيقي" ويسمى الثاني"اسم الشهرة" – في تصوري- كان يمكن للشخص أن يطغى اسم شهرته حتى يتلاشى اسمه الأول أو يضعف، كما أنه لا مانع من أن يكون للشخص الواحد اسمان ؛ وخاصة إذا اقتربا من بعضهما في اللفظ والمعنى كأحمد ومحمد، وخاصة في ظل مثل تلك البيئة البدوية الأمية.

ومن اللافت للنظر هنا، والذي يجعل الأمر يخرج من دائرة رد الشبه إلى الحديث عن دلائل نبوته – صلى الله عليه وسلم- أن المسيح عليه السلام كما يحكي "إنجيل يوحنا" كان آخر ما أوصى به تلامذته في نهاية العشاء الأخير – الإيمان بالبراقليطوس أو البريقليطوس؛ على ما بين علماء المسيحية وعلماء الإسلام من خلاف حول تهجئة هذه الكلمة؛ فرأى علماء المسلمين أنها "البريقليطوس" وهي كلمة يونانية معناها: "أحمد"؛ أما الأصل العبري أو الآرامي الذي نطق به المسيح – عليه السلام- فضاع؛ ورأى علماء المسيحية أنها البراقليطوس وهي كلمة يونانية معناها: المواسي أو المعزي؛ أي رأوها صفة لمنتظر لا اسمًا لشخص، ولكن بقاء هذا اللفظ اليوناني كما هو دون ترجمة له في كثير من التراجم عن اليونانية إلى غيرها من لغات العالم فإنما يدل على أن أصحاب هذه الترجمات فهموا أن المقصود بهذا اللفظ اسم شخص لا صفة له؛ أضف إلى ذلك أن بقية الأوصاف التي ذكرها المسيح عليه السلام للبريقليطوس والتي لا يتسع مقامنا هنا للحديث عنها لا تنطبق تاريخيًا إلا على محمد– صلى الله عليه وسلم؛ راجع: إنجيل يوحنا الأصحاح الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر، وانظر في تفصيلات ذلك كتابنا "النبي الخاتم..هل وجد؟..ومن يكون؟.

ومن الجدير بالذكر هنا أن وصية المسيح هذه بالإيمان بالبريقليطوس فهمها كثير من رجال الدين المسيحي كما فهمها علماء الإسلام، وكانت سببًا في إسلامهم، نذكر من هؤلاء قديمًا القس "إنسلم تورسيدا" في القرن الخامس عشر الميلادي والذي تسمى بعبد الله الترجمان، وحديثًا القس "دافيد بنجامين كلداني" – رئيس الكنيسة الكلدانية سابقًا- والذي تسمى بعبد الأحد داود وألف كتابًا من عيون كتب البشارات سماه "محمد كما ورد في كتاب اليهود والنصارى".

ومن هنا يتبين لنا اتفاق القرآن الكريم الذي استخدم اسم"أحمد" على لسان المسيح، مع طبيعة شخصية المسيح عليه السلام الذي أثر عنه محبة تلقيب أحبابه بألقاب جديدة كما سبق بيانه، مع اختيار علماء المسلمين لتهجئة كلمة البريقليطوس التي تعني "أحمد" والتي أوصى المسيح عليه السلام وأكد بنص إنجيل يوحنا على الإيمان بمن تشير إليه هذه الكلمة، مع طبيعة البيئة البدوية الأمية التي لا تمانع في أن يكون للشخص الواحد أكثر من اسم.

ولقد كانت هذه البشارة منطلقًا للعديد من المزاعم الكاذبة والادعاءات الباطلة؛ فقد تلقفها جل من تسمى بأحمد من أدعياء النبوة داخل مجتمعاتنا الإسلامية وادعى أنه هو المقصود بالبشارة.

ولعل أشهر هؤلاء الأدعياء كان"ميرزا غلام أحمد القادياني" مؤسس الديانة القاديانية في الهند، ومن قبله ادعى ذلك قديمًا "أحمد بن فانوس" وغير هذين الدعيين هناك كثيرون لا يتسع لذكرهم مقامنا.

وكأني بهؤلاء الأدعياء يتناسون أنهم يستشهدون على مزاعمهم تلك بالقرآن الكريم الناص على عقيدة ختم النبوة بالنبوة المحمدية في العديد من الآيات القرآنية كقوله تعالى "ولكن رسول الله وخاتم النبيين" الأحزاب:40، وقوله "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا" المائدة:3؛ - والنازل على محمد – صلى الله عليه وسلم- الذي أكد على تلك العقيدة في كثير من الأحاديث الصحيحة الصريحة؛ كقوله – صلى الله عليه وسلم- "إن الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي ولا نبي" رواه الترمذي وأحمد، وكقوله "لا نبي بعدي" رواه البخاري ومسلم وغيرهما؛ والذي بين في أكثر من حديث أن من أسمائه– صلى الله عليه وسلم- أحمد؛ كقوله – صلى الله عليه وسلم- "أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي ....الخ" رواه البخاري ومسلم وغيرهما ، كما بين أنه عليه الصلاة والسلام هو بشارة عيسى عليه السلام؛ كما في قوله – صلى الله عليه وسلم- "أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى قومه، ورؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام" رواه الحاكم في المستدرك وأحمد في المسند.
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
-------------------------------------------------------------
المملكة العربية السعودية- المدينة المنورة- جامعة طيبة- كلية المجتمع- ص.ب:2898 ت:0508628894

غير معرف يقول...

جلده ام لم يجلده دلوني بالله عليكم

جلده ام لم يجلده

بيلاطس غسل يديه من دم المسيح ثم جلده وسلمه لهم (متى 23:27-31)

بيلاطس جلده وسلمه لهم ليرضيهم (مرقس 14:15-20)

بيلاطس لم يجلده بل سلمه لهم ليرضيهم (لوقا 8:23-12)

بيلاطس جلده وساهم في اعداده للصلب (يوحنا1:19-3)

بالله عليكم جلده ام لم يجلده
لنرى ارائكم جلده ام لم يجلده يجب من كل واحد ان يخمن وانا اولكم انا اخمن انه لم يجلده فماذا تقولون يا اخوان ?????????دعْ ما ادعتْهُ النصارى في نبيهم ... واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم

وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف ... وانسب إلى قدره ما شئت من عظمِ

فإن فضل رسول الله ليس لــــه ... حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفــــــمِ

لو ناسبت قدرَه آياتُه عظمــــاً ... أحيا اسمُه حين يدعى دارسَ الرممِ

لم يمتحنا بما تعيا العقولُ بـــه ... حرصاً علينا فلم نرْتبْ ولم نهـــمِ

أعيا الورى فهمُ معناه فليس يُرى ... في القرب والبعد فيه غير مُنْفحـمِ

كالشمس تظهر للعينين من بعُـدٍ ... صغيرةً وتُكلُّ الطرفَ من أمَـــمِ

وكيف يُدْرِكُ في الدنيا حقيقتـَه ... قومٌ نيامٌ تسلوا عنه بالحُلُــــــمِ

فمبلغ العلمِ فيه أنه بشــــــرٌ ... وأنه خيرُ خلقِ الله كلهــــــمِ???????????جاء في تفسيرات القمص تادرس يوسف ملطي : كان للتينة ورقها الجذّاب، يأتي إليها الجائع ظنًا أنه يجد ثمرًا، لكنّه يرجع جائعًا.فوقف السيِّد أمام شجرة التين العقيمة فجفَّت بكلمةٍ من فيهِ، وكما يقول القدّيس جيروم: [تبدَّدت ظلمة الليل بأشعة ضوء الصباح.].. ويُعلّق القدّيس أغسطينوس على لَعن شجرة التين، بقوله: [أدرك الرب يسوع أن شجرة معيّنة تستحق أن تصير يابسة، إذ لها الورق دون الثمر] .. [إننا نجد شجرة التين تُلعن لأن لها ورق بلا ثمر، ففي بداية الجنس البشري لذ أخطأ آدم وحواء صنعا لنفسيهما إزاريْن من أوراق التين (تك3: 7)، هذه التي تُشير إلى الخطايا]... يقول القدّيس أغسطينوس: [إنه قد جفَّت تينة اليهود التي رفضت أن تحمل المسيح فيها ثمرًا حيًا]


التعليق :

يسوع يفضح نفسه علناً

لوقا 13: 6
و قال هذا المثل كانت لواحد شجرة تين مغروسة في كرمه فاتى يطلب فيها ثمرا و لم يجد 7 فقال للكرام هوذا ثلاثة سنين اتي اطلب ثمرا في هذه التينة و لم اجد اقطعها لماذا تبطل الارض ايضا 8 فاجاب و قال له يا سيد اتركها هذه السنة ايضا حتى انقب حولها و اضع زبلا 9 فان صنعت ثمرا و الا ففيما بعد تقطعها

ولكن يسوع دمر شجرة التين من أول وهلة

مت 21:19
فنظر شجرة تين على الطريق وجاء اليها فلم يجد فيها شيئا الا ورقا فقط . فقال لها لا يكون منك ثمر بعد الى الابد . فيبست التينة في الحال

علماً بانه كان يعرف أنه ليس موسم التين ولكنه طمع (لعله يجد فيها شيء) .

مرقس 11: 13
فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق و جاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء اليها لم يجد شيئا الا ورقا لانه لم يكن وقت التين


وعلماً بأنه يعرف أن موسم جني الثمار في الصيف بقوله :

لوقا 21: 29
و قال لهم مثلا انظروا الى شجرة التين و كل الاشجار 30 متى افرخت تنظرون و تعلمون من انفسكم ان الصيف قد قرب .

فهل هذا جهل من يسوع أم إتلاف في نعم الله ؟ الكبرياء ياسادة يولد الكفر .

معلش أصل برستيج يسوع إتبهدل فلم يجد شيء يحفظ ماء وجهه إلا إفساد وتخريب الطبيعة ، لعلها كانت قد تفيد فقيراً أو عابر سبيل في موسم إثمارها ولكن ليسوع رأي آخر ... ولا حول ولا قوة إلا بالله .


كلام العقلاء :-
إن كان يسوع هو الله (حاشا لله) كما يدعي اهل الكنيسة .. فكيف جهل يسوع عندما جاع بأن شجرة التين ليس بها ثمار لأنه ليس وقت إثمارها قبل أن يذهب إليها؟ وهل شهوة الأكل وحالة الجوع التي تُصيب يسوع تدفعه إلى تدمير الأشجار المثمرة لمجرد أن طبيعتها الكونية لا تسمح لها ولا لأي شجرة مثمرة اخرى أن تُثمر في غير وقت إثمارها ؟ أليس يسوع واللاهوت المتجسد به يعلم بان هذا الوقت ليس وقت الإثمار لها ؟ أليس من الأفضل والأصح أن يقدم لنا يسوع معجزة ويجعل الشجرة تثمر في غير وقت إثمارها بدل من إتلافها ؟

أظن أن ما فعله يسوع يدل على أنه شخص مريض نفسي كان يحتاج لعلاج نفسي .. وقريباً هناك موضوع اعد له حالياً يحلل حالة يسوع النفسية والأمراض التي اصابته من خلال ما جاء عنه بالعهد الجديد .????????????????كلام العقلاء :-
إن كان يسوع هو الله (حاشا لله) كما يدعي اهل الكنيسة .. فكيف جهل يسوع عندما جاع بأن شجرة التين ليس بها ثمار لأنه ليس وقت إثمارها قبل أن يذهب إليها؟ وهل شهوة الأكل وحالة الجوع التي تُصيب يسوع تدفعه إلى تدمير الأشجار المثمرة لمجرد أن طبيعتها الكونية لا تسمح لها ولا لأي شجرة مثمرة اخرى أن تُثمر في غير وقت إثمارها ؟ أليس يسوع واللاهوت المتجسد به يعلم بان هذا الوقت ليس وقت الإثمار لها ؟ أليس من الأفضل والأصح أن يقدم لنا يسوع معجزة ويجعل الشجرة تثمر في غير وقت إثمارها بدل من إتلافها ؟

أظن أن ما فعله يسوع يدل على أنه شخص مريض نفسي كان يحتاج لعلاج نفسي .. وقريباً هناك موضوع اعد له حالياً يحلل حالة يسوع النفسية والأمراض التي اصابته من خلال ما جاء عنه بالعهد الجديد .????????????????أليس من الأفضل والأصح أن يقدم لنا يسوع معجزة ويجعل الشجرة تثمر في غير وقت إثمارها بدل من إتلافها ؟



نعم والله ....

كان من الأفضل أن يصنع معجزة ويثمر الشجرة بدلاً من إهلاكها وهى لا ذنب لها لأنه ليس وقت

الإثمار .....ثم إنه أهلكها ولم يستفد منها ولم يتركها لغيره لعله يستفيد منها


إله يهلك شجرة لأنه لم يجد فيها طعاماً له ...!!!! شيئ عجيب والله

( 34لا تظنوا أني جئت لألقي سلاما على الأرض . ما جئت لألقي سلاما بل سيفاً (مت 10 : 34))


جزاك الله خيراً أستاذنا السيف البتار????????????????
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم اجعل هذا العمل خالصاً لوجهك الكريم
اذا نظرنا الي هذه القصه سنجد فيها ما يدمر العقيده النصرانيه كامله
ولنراجعها معنا فقرة فقرة
في إنجيل مرقس 11
العدد 12
خرج يسوع مع تلاميذه ثم جاع ( سبحان الله هل عندهم الاله يجوع)
العدد 13
نظر يسوع لشجرة تين من بعيد ولكنه لم يكن يعرف أن كان فيها ثمار ام لا فهو يجهل بما يخلق إله عجيب
ولكن يسوع كان نظره ضعيف فتحتم عليه الذهاب الي الشجره لكي يري إن كان بها ثمار أم لا
وبالفعل ذهب ولم يجد بها ثمار فغضب ( أصل الجوع كافر ) فلعن الشجره و قال لها
لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَرًا بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ
وكان ذلك علي مرئي و مسمع من التلاميذ
وفي العدد 20 و 21
تموت الشجره و يسوع يتلقى ذلك الخبر من أحد تلاميذه
العدد 22
يسوع يقول لِيَكُنْ لَكُمْ إِيمَانٌ بِاللهِ.
يعني شدو حلكوا و خليكوا مؤمنين كلنا هنموت
وفي العدد 23 و24
يذكر يسوع الحكمة من هذا الموقف هو انك ان كنت تؤمن بالاب الذي في السماء تستطيع ان تفعل اي شئ و لقد اعطاهم بالفعل الدليل على ايمانه انه عندما قال للشجرة موتي ماتت
ولكن لنا هنا تسائل لماذا لم يعطيهم يسوع نفس المثال ولكن بطريقه تعميريه و ليست تخربيه
علي سبيل المثال كان يقول للشجره أنبتي فتنبت ثمار و يأكل يسوع و التلاميذ و يقول لهم نفس الكلام من يؤمن بالاب الذي في السماء يستطيع ان يفعل اي شئ وهذا هو الدليل
من هذه القصه نتيقن ان إله النصارى
يجوع
يخلق و ينسي ما يخلق
نظره ضعيف
يميل الي العنف و التخريب أكثر من الرحمة و التعمير
ولكن نحن أولى بسيدنا عيسى عليه السلام منهم
هذه الصفات الذميمه من المستحيل ان تكون في سيدنا عيسى عليه السلام
ومن حق سيدنا عيسى عليه السلام علينا أن ندافع عنه و نثبت ان هذا الموقف لا يَمت له باي صله و بالادله القاطعه ولكي نثبت ذلك يجب أن نأخد بعض الادله الاخرى من كتابهم لإثبات أن هذا الموقف لا علاقه له علي الاطلاق بسيدنا عيسى عليه السلام
ففي إنجيل لوقا الاصحاح الاول العدد 1 مكتوب الاتي
1: 1 اذ كان كثيرون قد اخذوا بتاليف قصة في الامور المتيقنة عندنا
1: 2 كما سلمها الينا الذين كانوا منذ البدء معاينين و خداما للكلمة
1: 3 رايت انا ايضا اذ قد تتبعت كل شيء من الاول بتدقيق ان اكتب على التوالي اليك ايها العزيز ثاوفيلس
ماذا يقول لوقا يقول ان الكثيرون قد ألفوا قصص عن حياة المسيح في الامور التي يعرفونها بتيقن و درجه كبيره من الصحه وهذه الامور هم ورثوها من أجدادهم الذين كانوا قبلهم و لكنهم ألفوا قصصا لكي تكون أكثر تشويق و إثاره و ممتعه للناس
وهذا هو الحق
الغرض من قصه شجرة التين هو أن من يؤمن بالله الواحد الاحد الذي في السماء سبحانه و تعالى يستطيع بهذا الايمان أن يفعل أي شئ ما دام عنده يقين بالله و هذا الامر مٌسَلم به في كل الديانات السماويه و معروف عند كل أتباع الديانات السماويه
وهذه هي التعاليم التي نُقلت من تلاميذ سيدنا عيسى عليه السلام الي التابعين و تابعيهم
وغيرها مثل السرقه محرمه و شرب الخمر محرم
و يجب علي الناس أن ترحم بعضهم و ان يحبوا بعضهم
وهذه هي التعاليم التي أخذ الكثيرون يؤلفون حولها القصص لكي تكون أكثر متعه و تشويق و تجذب الناس أكثر فأكثر و هذا هو سبب أختلاف الأناجيل فالفكره واحد ولكن كل إنجيل منهم تم تأليفه بواسطة شخص مختلف وفي بلد مختلف و في زمن مختلف الفكره واحد ولكن القصه مختلفة التفاصيل و الاحداث
فهذا الكلام ليس من عند الله سبحانه و تعالي ولكن الاناجيل الاربعه مجرد قصص من خيال المؤلفين لها و ليست وحي من الله على الاطلاق
ولنعود الي قصة شجرة التين
الغرض من هذه القصه كما ذكرنا هو أن من يؤمن بالله يستطيع ان يفعل أي شئ فحاول مرقس و هو يؤلف كتابه أن يؤلف قصه حول هذه الحكمة فألف قصه شجرة التين و جعل دليل الايمان أن يسوع كان يؤمن بالله سبحانه و تعالى الذي في السماء و بهذا الايمان إستطاع أن يُمِت الشجرة عندما قال لها مُوتي
و لم يكن يعرف أنه بهذه القصه الهزليه يسيئ الي سيدنا عيسى عليه السلام و يققل من شئنه بين الناس
ولكن هذا الموقف لم يحدث على الاطلاق و الدليل ان ما حدث ليس من أخلاق الانبياء و الرسل و لا حتي من أخلاق المؤمنين بالله سبحانه و تعالى
و سيدنا عيسى عليه السلام بريئ من هذه القصه و من هذا الفعل المشين الذي لم يحدث من الاصل و انما هو مجرد قصه غبيه من خيال رجل حاول إضافة بعض الاثاره و التشويق علي التعاليم الدينيه ولكن كان ذلك بإسلوب ضعيف و غبي و غير مدروس يسئ للشخص اكثر مما يمدح في محاسنه
وبهذا نكون قد دافعنا عن سيالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو اجابتى على احد الاجوبة الموجهة الي من احد النصارى و التى قال فيها انها دليل الوهية المسيح و هو:
متى 18 :20
لانه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم دنا عيسى عليه السلام و أزلنا عنه الشبهات فالتعاليم تعاليمه فعلاً من يؤمن بالله يستطيع ان يفعل بهذا الايمان كل شئ??????????السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو اجابتى على احد الاجوبة الموجهة الي من احد النصارى و التى قال فيها انها دليل الوهية المسيح و هو:
متى 18 :20
لانه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم??????????

غير معرف يقول...

((((((((((((((((((((((((((((جزارة المعلم راسبوتين الثالث وأولاده))))))))))))))))))

بقلم / محمود القاعود

توحشت الكنيسة الأرثوذكسية المصرية بصورة غير متوقعة ، جعلتها تتحول إلى جزارة بقيادة المعلم ” راسبوتين الثالث ” وأولاده .. صارت الكنيسة الأرثوذكسية المصرية مذبحا وسلخانة للتعذيب والإرهاب .. وهذا ما يُثير ملايين الأسئلة عن سر الصمت الرهيب من قبل الحكومة المصرية تجاه المعلم شنودة الثالث وأولاده .. وكيف صارت الجزارة الأرثوذكسية تقوم بتوصيل طلبات الذبح والسلخ إلى المنازل ( ديلفرى ) ، كما قام أحد أبناء راسبوتين ، وهو المجرم السفاح ” رامى عاطف نخلة ” بقتل شقيقته - التى أشهرت إسلامها- فى أكتوبر 2008م بمنطقة الأميرية بالقاهرة ..

الجزارة الأرثوذكسية تعمل بمنتهى الدقة وكذلك بمنتهى الإرهاب ..

الجزارة الأرثوذكسية أعلنتها بكل وضوح وصراحة : من يشهر إسلامه من الأقباط سيتم قتله وذبحه أو خطفه وسجنه فى أحد الأديرة وعلى المتضرر اللجوء إلى القضاء الذى هو فى إجازة من أجلنا ويسوع يحبكم جميعاً !

الجزارة مهنة رئيسية ، عمل بها من قبل المعلم شنودة ، يسوع نفسه :

(( أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي )) ( لوقا 19 : 27 ) .

الجزارة الأرثوذكسية اتخذت هدفاً واضحا لا حياد عنه أبداً من أجل منع انقراض النصارى ، فمن ناحية تقوم بقتل من يشهر إسلامه عملاً بالمثل الشعبى ” اضرب المربوط يخاف السايب ” فمن كان يفكر فى إشهار إسلامه سيُفضل البقاء على النصرانية شكلاً حتى لا يفقد حياته ، ومن ناحية أخرى تقول الجزارة الأرثوذكسية أنها المتحكمة والمسيطرة وأنها لا تخضع لقانون أو دستور .

لم تكن ” وفاء قسطنطين ” أول ضحايا المعلم راسبوتين الثالث ، الذى اعتكف وأصر على خطف وفاء بقوة الساطور الكنسى والسيف اليسوعى ، حتى تم له ما أراد .. فالضحايا فوق الحصر قبل وفاء وبعد وفاء .. وما خفى كان أعظم

تحولت الكنائس الأرثوذكسية فى مصر إلى قلاع وحصون تحوطها الأسوار العالية ، الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود .. صارت الكنائس مستودعاً لأحدث أنواع الأسلحة وأشدها فتكاً .. كان البعض يُقسم لى أنه يرى طائرات داخل الأديرة والكنائس .. وكنت لا أصدق .. اعتقاداً منى أن الدولة بها قانون ودستور يمنع مثل هذه المؤامرات .. وكان يأتينى الرد : ماذا تتوقع من دير مساحته ثلاثة آلاف فدان ومحاط بأكمله بأسوار خرسانية ارتفاعها عشرة أمتار .. إن مطار القاهرة الدولى ليس بهذه المساحة ، فهل تستغرب أن تكون هناك طائرات ودبّابات داخل هذه الأديرة وتلك الكنائس ؟؟

جميع الشواهد والأدلة تؤكد أن المعلم راسبوتين الثالث يضع حجر أساس دولة جنوب مصر القبطية التى يراها فى منامه .. ويبدو أنه رجل واقعى يُريد تحويل الحلم إلى حقيقة .. فلا وقت لديه لإشهار الإسلام .. فسيفه يلوح فى الأفق لكل من يريد إشهار إسلامه ..

بالأمس القريب وفى أواخر فبراير 2009م ، قام أولاد المعلم راسبوتين الثالث بإثارة بلبلة وفوضى من أجل فتاة نصرانية أشهرت إسلامها دون أى ضغوظ .. كانت ” عبير ناجح إبراهيم ” الساكنة فى ” ملوى ” التابعة لمحافظة المنيا قد اشهرت إسلامها منذ مدة ، وأرادت أن تتزوج وتعيش بعيداً عن الحياة النصرانية الكئيبة ، وبعيداً عن الكتاب الذى يخدش حياء من لا حياء له .. لم يرق الأمر للقائمين على أمر الجزارة الأرثوذكسية .. مظاهرات .. اعتصامات .. هتافات تنادى على أمريكا وإسرائيل .. إدعاء سافل بالخطف والاغتصاب .. تقبض المباحث على الفتاة وتقول الفتاة لوكيل النيابة أنها لم تُخطف ولم تُغتصب .. وأنها أسلمت بمحض إرادتها وأنها لا تريد العودة لأهلها لعلمها أن الكنيسة ستقتلها .. وكيل النيابة يُصرّح للصحف أنه فى قمة الإحراج لأنه لا يستطيع الدفاع عن الفتاة ويخشى على حياتها .. واستلمت الشرطة ” عبير ” – لا أعلم هل ما زالت على قيد الحياة أم أن المعلم شنودة قد أمر بسلخها – وسلمتها للجزارة الأرثوذكسية .. ومن ثم ورّدتها الجزارة لإحدى السلخانات التى ُتسمى “ دير ” ومن ثم أيضاً لتنضم عبير للطابور الطويل الذى قضى نحبه بين جدران الجزارة الأرثوذكسية .

إن ما يحدث فى مصر الآن من قبل الجزارة الأرثوذكسية ، فوضى لم تشهدها مصر منذ عهد الأسرة الفرعونية السادسة .. لم نر ما يحدث الآن فى مصر يحدث فى أى دولة من دول العالم .. لم نر نظام حاكم يخضع لابتزاز جزار مجرم سفاح قاتل إرهابى مثلما يخضع النظام المصرى للمعلم راسبوتين الثالث ..

وإن كان قانون الطوارئ بجبروته وقوته يقف عاجزاً أمام المعلم راسبوتين الثالث .. فما هى فائدة هذا القانون الذى يُخول للحكومة فعل أى شئ مهما كان هذا الشئ ؟؟

إلى متى تظل الدولة عاجزة عن حماية مواطنيها الذين اختاروا الإسلام بمحض إرادتهم ؟؟

متى تنتهى مهزلة تسليم النصارى الذين أسلموا إلى الجزارة الأرثوذكسية ؟؟

أين ليبراليو قوم لوط الذين يهبون كالكلاب المسعورة للدفاع عن نكرة زنيم أعلن أنه تنصر ؟؟

أين كلاب الجزارة الأرثوذكسية الذين يقتاتون على العظام التى ترميها لهم جزارة المعلم راسبوتين ؟؟

أين الصعاليك الشواذ جنسياً من إرهاب الجزارة الأرثوذكسية الذين ما فتئوا يسبوا الرسول الأعظم ويسخرون من الحجاب وتعدد الزوجات ويدعون لحذف آيات قرآنية كريمة ؟؟

يا كلاب الكنيسة الأرثوذكسية يا من تغضون الطرف عن إرهاب راسبوتين الثالث وزبانيته بينما تكيلون السباب المقذع فى صحفكم الصفراء للإسلام ورسول الإسلام وعلماء الإسلام ، وها أنتم ترون كيف يأمر شنودة بخطف كل من يشهر إسلامه وسلخه .. وها أنتم ترون كيف يعادى القانون والدستور ويتحدى النظام ويُثير الفتن والقلاقل ويزعزع الأمن ويفتت الوحدة الوطنية ، ورغم ذلك تنادونه بـ صاحب القداسة .. أقول لكم إزاء محنة الأخوات المسلمات التى كانت أحدثهن – وليست آخرهن – عبير :

أين ألسنتكم النجسة … ما أخرسكم ؟؟

أين آذانكم القذرة .. ما أصمكم ؟؟

أين أبصاركم الشائهة .. ما أعماكم ؟؟

أين مواطنتكم المزعومة ؟؟

أين حقوق الإنسان ؟؟

أين دفاعكم عن كل كلب زنيم مريض نفسياً يتنصر ؟؟

أين تنديدكم ؟؟

أين برامجكم التلفزيونية ومانشيتاتكم المثيرة التى تخصصونها لقذف الإسلام ؟؟

أين الفاجرات العاهرات الطاعنات فى السن اللائى تفرغن لسب الإسلام والدعوة لحذف آيات قرآنية كريمة والسماح بالسحاق والدفاع عن النصارى بالباطل ؟؟

أين أنتم يا أولاد الأفاعى من مسلسل ذبح وسلخ كل نصرانى يُشهر إسلامه ؟؟

أين أنتم أيها المراؤون الأفاقون المنافقون يا من تفرغتم للإفك والضلال ؟؟

لا سامحكم الله يا فاعلى الإثم ..

الحق أقول : ستختصمكم عبير ووفاء ومارى وغيرهن يوم القيامة .. ووقتها اعتذروا لربكم بالمواطنة والليبرالية وقبول الآخر ..

” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ” ( التحريم : 7 ) .

وحسبى الله ونعم الوكيل

غير معرف يقول...

توبة فتاة نصرانية



سناء فتاة مصرية نصرانية، كتب الله لها الهداية واعتناق الدين الحق بعد رحلة طويلة من الشك والمعاناة، تروي قصة هدايتها فتقول



نشأت كأي فتاة نصرانية مصرية على التعصب للدين النصراني، وحرص والدي على اصطحابي معهما إلى الكنيسة صباح كل يوم أحد لأقبل يد القس، وأتلو خلفه التراتيل الكنسية، وأستمع إليه وهو يخاطب الجمع ملقنا إياهم عقيدة التثليث، ومؤكدا عليهم بأغلظ الأيمان أن غير المسيحيين مهما فعلوا من خير فهم مغضوب عليهم من الرب، لأنهم – حسب زعمه- كفرة ملاحدة. كنت أستمع إلى أقوال القس دون أن أستوعبها، شأني شأن غيره من الأطفال، وحينما أخرج من الكنيسة أهرع إلى صديقتي المسلمة لألعب معها، فالطفولة لا تعرف الحقد الذي يزرعه القسيس في قلوب الناس.



كبرت قليلا، ودخلت المدرسة، وبدأت بتكوين صداقات مع زميلاتي في مدرستي الكائنة بمحافظة السويس.. وفي المدرسة بدأت عيناي تتفتحان على الخصال الطيبة التي تتحلى بها زميلاتي المسلمات، فهن يعاملنني معاملة الأخت، ولا ينظرن إلى اختلاف ديني عن دينهن، وقد فهمت فيما بعد أن القرآن الكريم حث على معاملة الكفار – غير المحاربين – معاملة طيبة طمعا في إسلامهم وإنقاذهم من الكفر، قال تعلى : (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين). إحدى زميلاتي المسلمات ربطتني بها على وجه الخصوص صداقة متينة، فكنت لا أفارقها إلا في حصص التربية الدينية، إذ كنت – كما جرى النظام أدرس مع طالبات المدرسة النصرانيات مبادئ الدين النصراني على يد معلمة نصرانية.



كنت أريد أن أسأل معلمتي كيف يمكن أن يكون المسلمون – حسب افتراضات المسيحيين – غير مؤمنين وهم على مثل هذا الخلق الكريم وطيب المعشر؟ لكني لم أجرؤ على السؤال خشية إغضاب المعلمة حتى تجرأت يوما وسألت، فجاء سؤالي مفاجأة للمعلمة التي حاولت كظم غيظها، وافتعلت ابتسامة صفراء رسمتها على شفتيها وخاطبتني قائلة: " إنك ما زلت صغيرة ولم تفهمي الدنيا بعد، فلا تجعلي هذه المظاهر البسيطة تخدعك عن حقيقة المسلمين كما نعرفها نحن الكبار..". صمت على مضض على الرغم من رفضي لإجابتها غير الموضوعية، وغير المنطقية. وتنتقل أسرة أعز صديقاتي إلى القاهرة، ويومها بكينا لألم الفراق، وتبادلنا الهدايا والتذكارات ، ولم تجد صديقتي المسلمة هدية تعبر بها عن عمق وقوة صداقتها لي سوى مصحف شريف في علبة قطيفة أنيقة صغيرة، قدمتها لي قائلة:" لقد فكرت في هدية غالية لأعطيك إياها ذكرى صداقة وعمر عشناه سويا فلم أجد إلى هذا المصحف الشريف الذي يحتوي على كلام الله". تقبلت هدية صديقتي المسلمة شاكرة فرحة، وحرصت على إخفائها عن أعين أسرتي التي ما كانت لتقبل أن تحمل ابنتهم المصحف الشريف.



وبعد أن رحلت صديقتي المسلمة، كنت كلما تناهى إلي صوت المؤذن، مناديا للصلاة، وداعيا المسلمين إلى المساجد، أعمد إلى إخراج هدية صديقتي وأقبلها وأنا أنظر حولي متوجسة أن يفاجأني أحد أفراد الأسرة، فيحدث لي مالا تحمد عقباه. ومرت الأيام وتزوجت من "شماس" كنيسة العذارء مريم، ومع متعلقاتي الشخصية، حملت هدية صديقتي المسلمة "المصحف الشريف" وأخفيته بعيدا عن عيني زوجي، الذي عشت معه كأي امرأة شرقية وفية ومخلصة وأنجبت منه ثلاثة أطفال. وتوظفت في ديوان عام المحافظة، وهناك التقيت بزميلات مسلمات متحجبات، ذكرنني بصديقتي الأثيرة، وكنت كلما علا صوت الأذان من المسجد المجاور، يتملكني إحساس خفي يخفق له قلبي، دون أن أدري لذلك سببا محددا، إذ كنت لا أزال غير مسلمة، ومتزوجة من شخص ينتمي إلى الكنيسة بوظيفة يقتات منها، ومن مالها يطعم أسرته.



وبمرور الوقت، وبمحاورة زميلات وجارات مسلمات على دين وخلق بدأت أفكر في حقيقة الإسلام والمسيحية، وأوازن بين ما أسمعه في الكنيسة عن الإسلام والمسلمين، وبين ما أراه وألمسه بنفسي، وهو ما يتناقض مع أقوال القسس والمتعصبين النصارى. بدأت أحاول التعرف على حقيقة الإسلام، وأنتهز فرصة غياب زوجي لأستمع إلى أحاديث المشايخ عبر الإذاعة والتلفاز، علي أجد الجواب الشافي لما يعتمل في صدري من تساؤلات حيرى، وجذبتني تلاوة الشيخ محمد رفعت، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد للقرآن الكريم، وأحسست وأنا أستمع إلى تسجيلاتهم عبر المذياع أن ما يرتلانه لا يمكن أن يكون كلام بشر، بل هو وحي إلهي.



وعمدت يوما أثناء وجود زوجي في الكنيسة إلى دولابي، وبيد مرتعشة أخرجت كنزي الغالي "المصحف الشريف" فتحته وأنا مرتبكة، فوقعت عيناي على قوله تعالى: ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) . ارتعشت يدي أكثر وصببت وجهي عرقا، وسرت في جسمي قشعريرة، وتعجبت لأني سبق أن استمعت إلى القرآن كثير في الشارع والتلفاز والإذاعة، وعند صديقات المسلمات، لكني لم أشعر بمثل هذه القشعريرة التي شعرت بها وأنا أقرأ من المصحف الشريف مباشرة بنفسي. هممت أن أواصل القراءة إلا أن صوت أزيز مفاتح زوجي وهو يفتح باب الشقة حال دون ذلك، فأسرعت وأخفيت المصحف الشريف في مكانه الأمين، وهرعت لأستقبل زوجي.



وفي اليوم التالي لهذه الحادثة ذهبت إلى عملي، وفي رأسي ألف سؤال حائر، إذ كانت الآية الكريمة التي قرأتها قد وضعت الحد الفاصل لما كان يؤرقني حول طبيعة عيسى عليه السلام، أهو ابن الله كما يزعم القسيس – تعلى الله عما يقولون- أم أنه نبي كريم كما يقول القرآن؟ فجاءت الآية لتقطع الشك باليقين، معلنة أن عيسى، عليه السلام، من صلب آدم، فهو إذن ليس ابن الله، فالله تعلى : ( لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد). تساءلت في نفسي عن الحل وقد عرفت الحقيقة الخالدة، حقيقة أن "لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله". أيمكن أن أشهر إسلامي؟ وما موقف أهلي مني، بل ما موقف زوجي ومصير أبنائي؟ طافت بي كل هذه التساؤلات وغيرها وأنا جالسة على مكتبي أحاول أن أودي عملي لكني لم أستطع، فالتفكير كاد يقتلني، واتخاذ الخطوة الأولى أرى أنها ستعرضني لأخطار جمة أقلها قتلي بواسطة الأهل أو الزوج والكنيسة. ولأسابيع ظللت مع نفسي بين دهشة زميلاتي اللاتي لم يصارحنني بشيء، إذ تعودنني عاملة نشيطة، لكني من ذلك اليوم لم أعد أستطيع أن أنجز عملا إلا بشق الأنفس.



وجاء اليوم الموعود، اليوم الذي تخلصت فيه من كل شك وخوف وانتقلت فيه من ظلام الكفر إلى نور الإيمان، فبينما كنت جالسة ساهمة الفكر، شاردة الذهن، أفكر فيما عقدت العزم عليه، تناهي إلى سمعي صوت الأذان من المسجد القريب داعيا المسلمين إلى لقاء ربهم وأداء صلاة الظهر، تغلغل صوت الأذان داخل نفسي، فشعرت بالراحة النفسية التي أبحث عنها، وأحسست بضخامة ذنبي لبقائي على الكفر على الرغم من عظمة نداء الإيمان الذي كان يسري في كل جوانحي، فوقفت بلا مقدمات لأهتف بصوت عال بين ذهول زميلاتي: "أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله"، فاقبل علي زميلات وقد تحيرن من ذهولهن، مهنئات باكيات بكاء الفرح، وانخرطت أنا أيضا معهن في البكاء، سائلة الله أن يغفر لي ما مضى من حياتي، وأن يرضى علي في حياتي الجديدة. كان طبيعيا أن ينتشر خبر إسلامي في ديوان المحافظة، وأن يصل إلى أسماع زملائي وزميلاتي النصارى، اللواتي تكفلن- بين مشاعر سخطهن- بسرعة إيصاله إلى أسرتي وزوجي، وبدأن يرددن عني مدعين أن وراء القرار أسباب لا تخفى.



لم آبه لأقوالهن الحاقدة، فالأمر الأكثر أهمية عندي من تلك التخرصات: أن أشهر إسلامي بصورة رسمية، كي يصبح إسلامي علنا، وبالفعل توجهت إلى مديرية الأمن حيث أنهيت الإجراءات اللامة لإشهار إسلامي. وعدت إلى بيتي لأكتشف أن زوجي ما إن علم بالخبر حتى جاء بأقاربه وأحرق جميع ملابسي، واستولى على ما كان لدي من مجوهرات ومال وأثاث، فلم يؤلمني ذلك، وإنما تألمت لخطف أطفالي من قبل زوجي ليتخذ منهم وسيلة للضغط علي للعودة إلى ظلام الكفر.. آلمني مصير أولادي، وخفت عليهم أن يتربوا بين جدران الكنائس على عقيدة التثليث، ويكون مصيرهم كأبيهم في سقر.. رفعت ما اعتمل في نفسي بالدعاء إلى الله أن يعيد إلي أبنائي لتربيتهم تربية إسلامية، فاستجاب الله دعائي، إذ تطوع عدد من المسلمين بإرشادي للحصول على حكم قضائي بحضانة الأطفال باعتبارهم مسلمين، فذهبت إلى المحكمة ومعي شهادة إشهار إسلامي، فوقفت المحكمة مع الحق، فخيرت زوجي بين الدخول في الإسلام أو التفريق بينه وبيني، فقد أصبحت بدخولي في الإسلام لا أحل لغير مسلم، فابى واستكبر أن يدخل في دين الحق، فحكمت المحكمة بالتفريق بيني وبينه، وقضت بحقي في حضانة أطفالي باعتبارهم مسلمين، لكونهم لم يبلغوا الحلم، ومن ثم يلتحفون بالمسلم من الوالدين.



حسبت أن مشكلاتي قد انتهت عند هذا الحد، لكني فوجئت بمطاردة زوجي وأهلي أيضا، بالإشاعات والأقاويل بهدف تحطيم معنويات ونفسيتي، وقاطعتني الأسر النصرانية التي كنت أعرفها، وزادت على ذلك بأن سعت هذه الأسر إلى بث الإشاعات حولي بهدف تلويث سمعتي، وتخويف الأسر المسلمة من مساعدتي لقطع صلتهن بي. وبالرغم من كل المضايقات ظللت قوية متماسكة، مستمسكة بإيماني، رافضة كل المحاولات الرامية إلى ردتي عن دين الحق، ورفعت يدي بالدعاء إلى مالك الأرض والسماء، أن يمنحني القوة لأصمد في وجه كل ما يشاع حولي، وأن يفرج كربي. فاستجاب الله دعائي وهو القريب المجيب، وجاءني الفرج من خلال أرملة مسلمة، فقيرة المال، غنية النفس، لها أربع بنات يتامى وابن وحيد بعد وفاة زوجها، تأثرت هذه الأرملة المسلمة للظروف النفسية التي أحياها، وتملكها الإعجاب والإكبار لصمودي، فعرضت علي أن تزوجني بابنها الوحيد "محمد" لأعيش وأطفالي معها ومع بناتها الأربع، وبعد تفكير لم يدم طويلا وافقت، وتزوجت محمدا ابن الأرملة المسلمة الطيبة. وأنا الآن أعيش مع زوجي المسلم "محمد" وأولادي ، وأهل الزوج في سعادة ورضا وراحة بال، على الرغم مما نعانية من شظف العيش، وما نلاقيه من حقد زوجي السابق، ومعاملة أسرتي المسيحية. ولا أزال بالرغم مما فعلته عائلتي معي أدعو الله أن يهديهم إلى دين الحق ويشملهم برحمته مثلما هداني وشملني برحمته، وما ذلك عليه – سبحانه وتعالى – بعزيز.

غير معرف يقول...

تعدد الزوجات قبل الإسلام

لم يبتكر الإسلام نظام التعدد .. فالثابت تاريخياً أن تعدد الزوجات ظاهرة عرفتها البشرية منذ أقدم العصور ، وهاهم أنبياء الله الكرام ، يذكر عنهم الكتاب المقدس الآتي :

أولاً : زوجات نبي الله داود عليه السلام :

1- ميكال ابنة شاول (صموئيل الأول 18: 20-27)
2- أبيجال أرملة نابال (صموئيل الأول 25: 42)
3- أخينوعيم اليزرعيلية (صموئيل الأول 25: 43)
4- معكة ابنت تلماى ملك جشور (صموئيل الثانى 3: 2-5)
5- حجيث (صموئيل الثانى 3: 2-5)
6- أبيطال (صموئيل الثانى 3: 2-5)
7- عجلة (صموئيل الثانى 3: 2-5)
8- بثشبع أرملة أوريا الحثى (صموئيل الثانى 11: 27)
9- أبيشج الشونمية (ملوك الأول 1: 1-4)

علماً بأن الله سبحانه وتعالى لم ينكر هذا التعدد على داود - عليه السلام - ولم يعتبره خطيئة في حقه ، حتى ان كاتب سفر الملوك الأول 15 : 5 قال عن داود الآتي :

" لأَنَّ دَاوُدَ عَمِلَ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ وَلَمْ يَحِدْ عَنْ شَيْءٍ مِمَّا أَوْصَاهُ بِهِ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ، إِلاَّ فِي قَضِيَّةِ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ ". ( ترجمة فاندايك )

ثانياً : زوجات نبي الله إبراهيم عليه السلام :
1- سارة (تكوين 20: 12)
2- هاجر (تكوين 16: 15)
3- قطورة (تكوين 25: 1)
4- مجموعة من السراري (تكوين 25 : 6)

وهنا أيضاً لم ينكر الله سبحانه وتعالى هذا التعدد على إبراهيم - عليه السلام - ولم يعتبره خطيئة في حقه - عليه السلام - بل ان الله سبحانه وتعالى جعل إبراهيم خليله ( اش 41 : 8 ) وانه - عليه السلام - مات بشيبة صالحة ( تكوين 25 : 8 ) .

ثالثاً : زوجات نبي الله يعقوب عليه السلام :
1- ليئة ( تكوين 35 : 23 )
2- راحيل ( تكوين 35 : 24 )
3- بلهة ( تكوين 35 : 25 )
4- زلفة ( تكوين 35 : 26 )

هل حسب الله على يعقوب هذا التعدد خطيئة ؟ أين الدليل ؟

ثالثاً : زوجات نبي الله موسى عليه السلام :
1- صفورة ( خروج 2 : 21 )
2- امرأة كوشية ( عدد 12 : 1 )

هل حسب الله على موسى هذا التعدد خطيئة ؟ أين الدليل ؟

هذا والدارس للعهد الجديد يجد نصوصاً يستشف منها القارىء ما يبيح التعدد في الزوجات كالنص الوارد في رسالة بولس الاولى الي تيموثاوس 3 : 2 : (( فعلى الاسقف أن يكون منزها عن اللوم ، زوج امرأة واحدة )) . وهذا يعني أن اللوم على اكثر من واحدة خاص بالاسقف فلا يشمل كل الرعية والناس .

وكذلك ما جاء في نفس الرسالة [ 3 : 12 ] : (( ليكن الشمامسة كل بعل امرأة واحدة مدبرين اولادهم وبيوتهم حسنا )) . وفي ترجمة كتاب الحياة : (( كما يجب أن يكون كل مُدَبِّرٍ زوجاً لامْرَأَةٍ واحدة ، يُحْسِنُ تدبير أولاده و بيته )) . وبهذا نستشف ان التعدد غير مباح للشماس أو المدبر في الكنيسة فلا يشمل بقية الناس والرعية .

والمسيح نفسه ضرب مثلاً في متى 25 : 1 - 11 بعشرة من العذراى كن في انتظار العريس وأنهن لجهالة بعضهن لم يستطعن الدخول معه فأغلق الباب دون هذا البعض لأنهن لم يكن قد أعددن ما يلزم - فلو أن التعدد كان غير جائز عنده ما ضرب المثل بالعذراى العشر اللائي ينتظرن عريساً واحداً .

وكم طالبنا النصارى أن يأتوا بدليل واحد على لسان المسيح يمنع فيه التعدد فعجزوا ، وكل ما يستدلوا به إنما هو تمويه وليس فيه ما يصلح للإحتجاج فنراهم يستدلون بما جاء في متى ( 19 : 3 و 4 و 5 ) :

(( وجاء اليه الفريسيون ليجربوه قائلين له هل يحل للرجل ان يطلق امرأته لكل سبب . فاجاب وقال لهم أما قرأتم ان الذي خلق من البدء خلقهما ذكرا وانثى وقال .من اجل هذا يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدا واحدا )) .

في الحقيقة هذه العبارات ليس فيها منع التعدد ، ولا نجد جملة واحدة تقول ممنوع التعدد او لا يجوز الزواج بأكثر من واحدة ، وغاية الكلام هنا هو منع الطلاق وليس غير ، وهذا ما سأله الفريسيون من البداية وهذا ما عناه المسيح عليه السلام .

و قولهم أنّ عبارة ( ويكون الأثنان جسدا واحدا ) تعني عدم السماح بالتعدد فخطأ ، وهذا تحميل للمعنى فوق ما يحتمل ، والرد عليه بغاية السهولة ، فنقول :

إذا كان الرجل مع إمرأءة ما جسداً واحداً ، لا يمنع أن يكون مع إمرأءة اخرى جسداً واحداً ايضاً ، وأضرب مثالاً آخر لتبسيط الفكرة :

إذا كان يُشكّل زيد مع عمر يداً واحدة للرد على شبهات النصارى في هذا الموقع ، فهذا لا يمنع أن يُشكّل زيد مع شخص آخر يداً واحدة للرد على شبه النصارى في موقع آخر وفي نفس الوقت .

أرجوا ان تدقق في هذا المثل عزيزي القارئ بعين حيادية وباحثة عن الحقيقة . . *

هذا ولقد كان تعدد الزوجات منتشرا في جزيرة العرب قبل الإسلام أيضا .. وكان مطلقا بلا أية حدود أو ضوابط أو قيود .. لم يكن هناك حد أقصى لعدد الزوجات أو المحظيات .. ولم يكن هناك اشتراط على الزوج أن يعدل بين زوجاته ، أو يقسم بينهن بالسوية – كما أمر بذلك الإسلام ..

أفإذا أمر الإسلام العظيم بالرحمة والعدل والمساواة بين الزوجات ، وتحديد الحد الأقصى بأربع زوجات ، وحظر التعدد إذا خشي الزوج ألا يعدل – يأتي نفر من الجهلة والمتنطعين ليعترضوا ؟! هل من المعقول أن تأتينا الرحمة من السماء فنردها على الرحمن الرحيم ؟!

لقد كانت المجتمعات الجاهلية – قبل الإسلام – تموج بألوان شتى من الظلم والجرائم والفواحش ما ظهر منها وما بطن ..

وكانت المرأة بالذات هي الضحية والمجني عليها على الدوام ، وفى كل المجتمعات كان الزوج يقضى معظم أوقاته في أحضان صاحبات الرايات الحمراء ، ولا يعود إلى بيته إلا مكدودا منهك القوى خالي الوفاض من المال والعافية !!

وما كانت المرأة تجرؤ على الإنكار أو الاعتراض عليه !! وكان آخر يمضى الشهر تلو الشهر عند الزوجة الجميلة ، ويؤثر أولاده منها بالهدايا والأموال الطائلة ، ولا تجرؤ الأخرى أو الأخريات ولا أولادهن على النطق بكلمة واحدة إزاء هذا الظلم الفادح ..

فهل إذا جاء الإسلام واشترط تحقيق العدالة والرحمة و البر والإكرام لكل الزوجات والأولاد على قدم المساواة .. هل إذا جاءت مثل هذه الضوابط نرفضها ، ونتطاول على التشريع الإلهي وعلى النبي وعلى الدين كله ؟!

إنها حقا لا تعمى الأبصار .. ولكن تعمى القلوب التي في الصدور السوداء !!

.................................................

* كتبه الأخ بلال ?????????لرد على شبهة أن الإسلام انتشر بالسيف ، ويحبذ العنف






الرد على الشبهة:
وهى من أكثر الشبه انتشارًا ، ونرد عليها بالتفصيل حتى نوضح الأمر حولها:
يقول الله تعالى مخاطباً نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) (1).
إن هذا البيان القرآنى بإطاره الواسع الكبير ، الذى يشمل المكان كله فلا يختص بمكان دون مكان ، والزمان بأطواره المختلفة وأجياله المتعاقبة فلا يختص بزمان دون زمان ، والحالات كلها سلمها وحربها فلا يختص بحالة دون حالة ، والناس أجمعين مؤمنهم وكافرهم عربهم وعجمهم فلا يختص بفئة دون فئة ؛ ليجعل الإنسان مشدوها متأملاً فى عظمة التوصيف القرآنى لحقيقة نبوة سيد الأولين والآخرين ، (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) رحمة عامة شاملة ، تجلت مظاهرها فى كل موقف لرسول الله صلى الله عليه وسلم تجاه الكون والناس من حوله.
والجهاد فى الإسلام حرب مشروعة عند كل العقلاء من بنى البشر ، وهى من أنقى أنواع الحروب من جميع الجهات:
1- من ناحية الهدف.
2- من ناحية الأسلوب.
3- من ناحية الشروط والضوابط.
4- من ناحية الإنهاء والإيقاف.
5- من ناحية الآثار أو ما يترتب على هذه الحرب من نتائج.
وهذا الأمر واضح تمام الوضوح فى جانبى التنظير والتطبيق فى دين الإسلام وعند المسلمين.
وبالرغم من الوضوح الشديد لهذه الحقيقة ، إلا أن التعصب والتجاهل بحقيقة الدين الإسلامى الحنيف ، والإصرار على جعله طرفاً فى الصراع وموضوعاً للمحاربة ، أحدث لبساً شديداً فى هذا المفهوم ـ مفهوم الجهاد ـ عند المسلمين ، حتى شاع أن الإسلام قد انتشر بالسيف ، وأنه يدعو إلى الحرب وإلى العنف ، ويكفى فى الرد على هذه الحالة من الافتراء ، ما أمر الله به من العدل والإنصاف ، وعدم خلط الأوراق ، والبحث عن الحقيقة كما هى ، وعدم الافتراء على الآخرين ، حيث قال سبحانه فى كتابه العزيز: (لِمَ تَلبِسُونَ الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون ) (2).
ولقد فطن لبطلان هذا الادعاء كاتب غربى كبير هو توماس كارليل ، حيث قال فى كتابه " الأبطال وعبادة البطولة " ما ترجمته: " إن اتهامه ـ أى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ـ بالتعويل على السيف فى حمل الناس على الاستجابة لدعوته سخف غير مفهوم ؛ إذ ليس مما يجوز فى الفهم أن يشهر رجل فرد سيفه ليقتل به الناس ، أو يستجيبوا له ، فإذا آمن به من يقدرون على حرب خصومهم ، فقد آمنوا به طائعين مصدقين ، وتعرضوا للحرب من غيرهم قبل أن يقدروا عليها " (3).
ويقول المؤرخ الفرنسى غوستاف لوبون فى كتابه " حضارة العرب " وهو يتحدث عن سر انتشار الإسلام فى عهده صلى الله عليه وسلم وفى عصور الفتوحات من بعده ـ: " قد أثبت التاريخ أن الأديان لا تفرض بالقوة ، ولم ينتشر الإسلام إذن بالسيف بل انتشر بالدعوة وحدها ، وبالدعوة وحدها اعتنقته الشعوب التى قهرت العرب مؤخراً كالترك والمغول ، وبلغ القرآن من الانتشار فى الهند ـ التى لم يكن العرب فيها غير عابرى سبيل ـ ما زاد عدد المسلمين إلى خمسين مليون نفس فيها.. ولم يكن الإسلام أقل انتشاراً فى الصين التى لم يفتح العرب أى جزء منها قط ، وسترى فى فصل آخر سرعة الدعوة فيها ، ويزيد عدد مسلميها على عشرين مليونا فى الوقت الحاضر " (4).
هذا وقد مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاثة عشر عاماً ، يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، وقد كان نتاج هذه المرحلة أن دخل فى الإسلام خيار المسلمين من الأشراف وغيرهم ، وكان الداخلون أغلبهم من الفقراء ، ولم يكن لدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثروة عظيمة يغرى بها هؤلاء الداخلين ، ولم يكن إلا الدعوة ، والدعوة وحدها ، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تحمَّل المسلمون ـ لاسيما الفقراء والعبيد ومن لا عصبية له منهم ـ من صنوف العذاب وألوان البلاء ما تعجز الجبال الرواسى عن تحمله ، فما صرفهم ذلك عن دينهم وما تزعزعت عقيدتهم ، بل زادهم ذلك صلابة فى الحق ، وصمدوا صمود الأبطال مع قلتهم وفقرهم ، وما سمعنا أن أحداً منهم ارتدّ سخطاً عن دينه ، أو أغرته مغريات المشركين فى النكوص عنه ، وإنما كانوا كالذهب الإبريز لا تزيده النار إلا صفاء ونقاء ، وسنتكلم هنا على الجانبين التنظيرى والتطبيقى ، ونقصد بالتنظيرى ما ورد فى مصادر الإسلام (الكتاب والسنة) ، ونعنى بالتطبيقى ما حدث عبر القرون ابتداء من الحروب التى شارك فيها النبى صلى الله عليه وسلم ، وانتهاء بعصرنا الحاضر ، ثم نختم ببيان هذه النقاط الخمسة التى ذكرناها سابقاً.
أولاً: الجانب التنظيرى
ورد فى القرآن الكريم وفى السنة النبوية آيات وأحاديث تبين شأن الجهاد فى الإسلام ، ويرى المطالع لهذه الآيات والأحاديث ، أن المجاهد فى سبيل الله ، هو ذلك الفارس النبيل الأخلاقى المدرب على أخلاق الفروسية العالية الراقية ؛ حتى يستطيع أن يمتثل إلى الأوامر والنواهى الربانية التى تأمره بضبط النفس قبل المعركة وأثناء المعركة وبعد المعركة ، فقبل المعركة يجب عليه أن يحرر نفسه من كل الأطماع ، وألا يخرج مقاتلا من أجل أى مصلحة شخصية ، سواء كانت تلك المصلحة من أجل نفسه أو من أجل الطائفة التى ينتمى إليها ، أو من أجل أى عرض دنيوى آخر ، وينبغى أن يتقيد بالشروط التى أحل الله فيها الجهاد ، وأن يجعل ذلك لوجه الله تعالى ، ومعنى هذا أنه سوف يلتزم بأوامر الله ، ويستعد لإنهاء الحرب فوراً ، إذا ما فقدت الحرب شرطاً من شروط حلها أو سبباً من أسباب استمرارها ، وسواء أكان ذلك الفارس منتصراً ، أو أصابه الأذى من عدوه ، فإن الله يأمره بضبط النفس ، وعدم تركها للانتقام ، والتأكيد على الالتزام بالمعانى العليا ، وكذلك الحال بعد القتال ، فإنه يجب عليه أن يجاهد نفسه الجهاد الأكبر ؛ حتى لا يتحول الفارس المجاهد إلى شخصٍ مؤذٍ لمجتمعه أو لجماعته أو للآخرين ، وبالرغم من أن لفظة الجهاد إذا أطلقت انصرف الذهن إلى معنى القتال فى سبيل الله. إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أسماه بالجهاد الأصغر ، وسمى الجهاد المستمر بعد القتال بالجهاد الأكبر ؛ لأن القتال يستمر ساعات أو أيام ، وما بعد القتال يستغرق عمر الإنسان كله.
وفيما يلى نورد الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التى تحدثت عن هذه القضية ، ثم بعد ذلك نستخرج منها الأهداف والشروط والضوابط والأساليب ، ونعرف منها متى تنتهى الحرب ، والآثار المترتبة على ذلك:
أولاً: القرآن الكريم:
1- (وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين * واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين) (5).
2- (فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم * وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين) (6).
3- (كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) (7).
4- (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ) (8).
5- (وكأين من نبى قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم فى سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين ) (9).
6- (ولا تحسبن الذين قُتِلُوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يُرْزَقُون ) (10).
7- (فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا فى سبيلى وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ) (11).
8- (فليقاتل فى سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل فى سبيل الله فيُقتل أو يَغِلب فسوف نؤتيه أجرا عظيماً ) (12).
9- (وما لكم لا تقاتلون فى سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيراً ) (13).
10- (فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلاً ) (14).
11- (وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين * ليحق الحق ويبطل الباطل ولوكره المجرمون ) (15).
12- (فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) (16).
13- (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير) (17).
14 (ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط) (18).
15- (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم ) (19).
16- (يا أيها النبى قل لمن فى أيديكم من الأسرى إن يعلم الله فى قلوبكم خيرا يؤتكم خيراً مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم ) (20).
17- (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم * وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون ) (21).
18- (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى سبيل الله فَيَقتُلُون وَيُقتَلُون ) (22).
19- (أُذِنَ للذين يُقَاتَلُون بأنهم ظُلِمُوا وإن الله على نصرهم لقدير * الذين أُخْرِجُوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا رَبُّنَا الله) (23).
ثانياً: الأحاديث النبوية الشريفة:
1- عن أبى هريرة ـ رضى الله عنه ـ عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: " تكفل الله لمن جاهد فى سبيله لا يخرجه من بيته إلا جهاد فى سبيله وتصديق كلمته بأن يدخله الجنة أو يرجعه إلى مسكنه الذى خرج منه مع ما نال من أجر أو غنيمة " (24).
2- عن وهب بن منبه ، قال: سألت جابراً عن شأن ثقيف إذ بايعت ، قال: اشترطت على النبى صلى الله عليه وسلم أن لا صدقة عليها ولا جهاد ، وأنه سمع النبى صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يقول: " سيتصدقون ويجاهدون إذا أسلموا " (25).
3- عن سعد بن زيد بن سعد الأشهلى أنه أهدى إلى رسول صلى الله عليه وسلم سيفاً من نجران فلما قدم عليه أعطاه محمد بن مسلمة ، وقال: " جاهد بهذا فى سبيل الله فإذا اختلفت أعناق الناس فاضرب به الحجر ، ثم ادخل بيتك وكن حلساً ملقى حتى تقتلك يد خاطئة أو تأتيك منية قاضية. قال الحاكم: فبهذه الأسباب وما جانسها كان اعتزال من اعتزل عن القتال مع على ـ رضى الله عنه ـ وقتال من قاتله " (26).
4- عن سعيد بن جبير قال: " خرج علينا أو إلينا ابن عمر فقال رجل كيف ترى فى قتال الفتنة فقال وهل تدرى ما الفتنة كان محمد صلى الله عليه وسلم يقاتل المشركين وكان الدخول عليهم فتنة وليس كقتالكم على الملك " (27).
5- عن عبد الله بن عمرو ـ رضى الله عنهما ـ قال: جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: إنى أريد الجهاد فقال: " أحى والداك ؟ قال: نعم. قال: ففيهما فجاهد " (28).
ويتضح من هذه الآيات والأحاديث أن هدف الحرب فى الإسلام يتمثل فى الآتى:
1- رد العدوان والدفاع عن النفس.
2- تأمين الدعوة إلى الله وإتاحة الفرصة للضعفاء الذين يريدون اعتناقها.
3- المطالبة بالحقوق السليبة.
4- نصرة الحق والعدل.
ويتضح لنا أيضا أن من شروط وضوابط الحرب:
(1) النبل والوضوح فى الوسيلة والهدف.
(2) لا قتال إلا مع المقاتلين ولا عدوان على المدنيين.
(3) إذا جنحوا للسلم وانتهوا عن القتال فلا عدوان إلا على الظالمين.
(4) المحافظة على الأسرى ومعاملتهم المعاملة الحسنة التى تليق بالإنسان.
(5) المحافظة على البيئة ويدخل فى ذلك النهى عن قتل الحيوان لغير مصلحة وتحريق الأشجار ، وإفساد الزروع والثمار ، والمياه ، وتلويث الآبار ، وهدم البيوت.
(6) المحافظة على الحرية الدينية لأصحاب الصوامع والرهبان وعدم التعرض لهم.
الآثار المترتبة على الجهاد
يتضح لنا مما سبق أن الجهاد فى الإسلام قد اتسم بنبل الغاية والوسيلة معا ، فلا غرو أن تكون الآثار والثمار المتولدة عن هذا الجهاد متناسقة تماما فى هذا السياق من النبل والوضوح ؛ لأن النتائج فرع عن المقدمات ، ونلخص هذه الآثار فى النقاط التالية:
(1) تربية النفس على الشهامة والنجدة والفروسية.
(2) إزالة الطواغيت الجاثمة فوق صدور الناس ، وهو الشر الذى يؤدى إلى الإفساد فى الأرض بعد إصلاحها.
(3) إقرار العدل والحرية لجميع الناس مهما كانت عقائدهم.
(4) تقديم القضايا العامة على المصلحة الشخصية.
(5) تحقيق قوة ردع مناسبة لتأمين الناس فى أوطانهم.
يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة الحج:
(الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز ) (29).
قال الإمام القرطبى عند تفسيره لهذه الآية:
(ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض) أى لولا ما شرعه الله تعالى للأنبياء والمؤمنين من قتال الأعداء ، لاستولى أهل الشرك وعطلوا ما بينته أرباب الديانات من مواضع العبادات ، ولكنه دفع بأن أوجب القتال ليتفرغ أهل الدين للعبادة. فالجهاد أمر متقدم فى الأمم ، وبه صلحت الشرائع واجتمعت المتعبدات ؛ فكأنه قال: أذن فى القتال ، فليقاتل المؤمنون. ثم قوى هذا الأمر فى القتال بقوله: (ولولا دفع الله الناس) الآية ؛ أى لولا القتال والجهاد لتغلب على الحق فى كل أمة. فمن استشبع من النصارى والصابئين الجهاد فهو مناقض لمذهبه ؛ إذ لولا القتال لما بقى الدين الذى يذب عنه. وأيضاً هذه المواضع التى اتخذت قبل تحريفهم وتبديلهم وقبل نسخ تلك الملل بالإسلام إنما ذكرت لهذا المعنى ؛ أى لولا هذا الدفع لهُدمت فى زمن موسى الكنائس ، وفى زمن عيسى الصوامع والبيع ، وفى زمن محمد صلى الله عليه وسلم المساجد. " لهدمت " من هدمت البناء أى نقضته فانهدم. قال ابن عطية: هذا أصوب ما قيل فى تأويل الآية " (30).
ثانياً: الناحية التطبيقية
(1) حروب النبى صلى الله عليه وسلم:
(أ) الحرب ظاهرة اجتماعية:
الحرب ظاهرة

الحرب فى العهد القديم:
وردت أسباب الحرب فى ست وثلاثين آية تقع فى ثمانية أسفار من أسفار العهد القديم هى: (التكوين ـ العدد ـ التثنية ـ يوشع ـ القضاة ـ صموئيل الأول ـ الملوك الثانى ـ حزقيال).
(1) ففى سفر العدد ـ الإصحاح الثالث عشر ، ورد ما يفيد أن موسى ـ عليه السلام ـ بعد خروجه بقومه من مصر بعث رسلا يتحسسون أمر أرض كنعان ـ فلسطين ـ ليستقروا فيها:
" فساروا حتى أتوا موسى وهارون وكل جماعة بنى إسرائيل إلى برية فاران إلى قادش ، وردوا إليهما خبرًا وإلى كل الجماعة ، وأروهم ثمر الأرض وأخبروه ، وقالوا: قد ذهبنا إلى الأرض التى أرسلتنا إليها وحقا إنها تفيض لبناً وعسلاً وهذا ثمرها غير أن الشعب الساكن فى الأرض معتز والمدن حصينة عظيمة جداً وأيضا قد رأينا بنى عناق هناك " (32).
(2) وجاء فى سفر صموئيل الأول ـ الإصحاح الخامس والعشرون:
" فأجاب نابال عبيد داود وقال: من هو داود ومن هو ابن يسى قد كثر اليوم العبيد الذين يقحصون كل واحد من أمام سيده ، أآخذ خبزى ومائى وذبيحى الذى ذبحت لجارى وأعطيه لقوم لا أعلم من أين هم ؟ فتحول غلمان داود إلى طريقهم ورجعوا وجاءوا وأخبروه حسب كل هذا الكلام ، فقال داود لرجاله: ليتقلد كل واحد منكم سيفه وتقلد داود سيفه وصعد وراء داود نحو أربعمائة رجل ومكث مائتان مع الأمتعة " (33).
(3) وفى سفر الملوك الثانى ـ الإصحاح الثالث:
" وكان ميشع ملك موآب الثانى صاحب مواش ، فأدى لملك إسرائيل مائة ألف خروف ومائة ألف كبش بصوفها ، وعند موت آخاب عصى ملك موآب على ملك إسرائيل وخرج الملك يهورام فى ذلك اليوم من السامرة وعد كل إسرائيل وذهب وأرسل إلى يهو شافاط ملك يهوذا يقول: قد عصى على ملك موآب ، فهل تذهب معى إلى موآب للحرب ؟ " (34).
(4) جاء فى حزقيال الإصحاح الواحد والعشرون:
" وكان إلى كلام الرب قائلا: يا ابن آدم اجعل وجهك نحو أورشليم وتكلم على المقادس وتنبأ على أرض إسرائيل وقل لأرض إسرائيل هكذا قال الرب هأنذا عليك وأستل سيفى من غمده فأقطع منه الصديق والشرير من حيث إنى أقطع منك الصديق والشرير فلذلك يخرج سيفى من غمده على كل بشر من الجنوب إلى الشمال فيعلم كل بشر أنى أنا الرب سللت سيفى من غمده لا يرجع أيضاً " (35).
(5) وجاء فى سفر يوشع الإصحاح الثالث والعشرون:
" وأنتم قد رأيتم كل ما عمل الرب إلهكم هو المحارب عنكم انظروا: قد قسمت لكم بالقرعة هؤلاء الشعوب الباقين ملكاً حسب أسباطكم من الأردن وجميع الشعوب التى قرضتها والبحر العظيم نحو غروب الشمس والرب إلهكم هو ينفيهم من أمامكم ويطردهم من قدامكم فتملكون أرضهم كما كلمكم الرب إلهكم " (36).
(6) وجاء فى سفر القضاة الإصحاح الأول:
" وحارب بنو يهوذا أورشليم وأخذوها وضربوا بحد السيف وأشعلوا المدينة بالنار وبعد ذلك نزل بنو يهوذا لمحاربة الكنعانيين سكان الجبل وسكان الجنوب والسهل ".
(7) وفى سفر القضاة الإصحاح الثامن عشر:
" فأما هم فقد أخذوا ما صنع ميخاً والكاهن الذى له وجاءوا إلى لايش إلى شعب مستريح مطمئن فضربوهم بحد السيف وأحرقوا المدينة بالنار ولم يكن مَنْ ينقذ لأنها بعيدة عن صيدون ولم يكن لهم أمر مع إنسان وهى فى الوادى الذى لبيت رحوب فبنوا المدينة وسكنوا بها ودعوا اسم المدينة دان باسم دان أبيهم الذى ولد لإسرائيل ولكن اسم المدينة أولا: لايش " (37).
(8) وفى صموئيل الأول الإصحاح الرابع:
" وخرج إسرائيل للقاء الفلسطينيين للحرب ونزلوا عند حجر المعونة ، وأما الفلسطينيون فنزلوا فى أفيق واصطف الفلسطينيون للقاء إسرائيل واشتبكت الحرب فانكسر إسرائيل أمام الفلسطينيين وضربوا من الصف فى الحقل نحو أربعة آلاف رجل " (38).
(9) وفى التكوين الإصحاح الرابع والثلاثون: " فحدث فى اليوم الثالث إذ كانوا متوجعين أن ابنى يعقوب شمعون ولاوى أخوى دينة أخذ كل واحد منهما سيفه وأتيا على المدينة بأمن وقتلا كل ذكر وقتلا حمور وشكيم ابنه بحد السيف لأنهم بخسوا أختهم ، غنمهم وبقرهم وكل ما فى المدينة وما فى الحقل أخذوه وسبوا ونهبوا كل ثروتهم وكل أطفالهم ونسائهم وكل ما فى البيوت " (39).
(10) وفى سفر التكوين الإصحاح الرابع عشر:
" فلما سمع إبرام أن أخاه سبى جر غلمانه المتمرنين ولدان بيته ثلاثمائة وثمانية عشر وتبعهم إلى دان وانقسم عليهم ليلاً هو وعبيده فكسرهم وتبعهم إلى حوبة التى من شمال دمشق واسترجع كل الأملاك واسترجع لوطاً أخاه أيضاً وأملاكه والنساء أيضاً والشعب " (40).
(11) وفى سفر العدد الإصحاح الواحد والعشرون:
" فقال الرب لموسى لا تخف منه لأنى قد دفعته إلى يدك مع جميع قومه وأرضه فتفعل به كما فعلت بسيحون ملك الأموريين الساكن فى حبشون فضربوه وبنيه وجميع قومه حتى لم يبق لهم شارد وملكوا أرضه " (41)
(12) وفى سفر العدد الإصحاح الخامس والعشرون:
" ثم كلم الرب موسى قائلا ضايقوا المديانيين واضربوهم لأنهم ضايقوكم بمكايدهم التى كادوكم بها " (42).
(13) وفى سفر العدد الإصحاح الثالث والثلاثون:
تطالعنا التوراة ، أن الله قد أمر موسى ـ عليه السلام ـ أن يشن حرباً على أقوام قد عبدوا غير الله ـ سبحانه وتعالى ـ: " وكلم الرب موسى فى عربات مو آب على أردن أريحا قائلا: " كلم بنى إسرائيل وقل لهم: إنكم عابرون الأردن إلى أرض كنعان فتطردون كل سكان الأرض من أمامكم وتمحون جميع تصاويرهم وتبيدون كل أصنامهم المسبوكة وتخربون جميع مرتفعاتهم " (43).
(14) وشبيه به ما ورد فى سفر صموئيل الإصحاح السابع عشر آية 45: 47
" فقال داود للفلسطينى: أنت تأتى إلى بسيف وبرمح وبترس ، وأنا آتى إليك باسم رب الجنود إله صفوف إسرائيل الذين عيرتهم 000 فتعلم كل الأرض أنه يوجد إله لإسرائيل " (44).
(15) وفى سفر صموئيل الأول الإصحاح الثالث والعشرون:
" فذهب داود ورجاله إلى قعيلة وحارب الفلسطينيين وساق مواشيهم وضربهم ضربة عظيمة وخلص داود سكان قعيلة " (45).
(16) فى سفر المزامير المزمور الثامن عشر:
يسبح داود الرب ويمجده لأنه يعطيه القوة على محاربة أعدائه: " الذى يعلم يدى القتال فتحنى بذراعى قوس من نحاس.. أتبع أعدائى فأدركهم ولا أرجع حتى أفنيهم أسحقهم فلا يستطيعون القيام ، يسقطون تحت رجلى تمنطقنى بقوة للقتال تصرع تحتى القائمين على وتعطينى أقفية أعدائى ومبغضى أفنيهم " (46).
هذه بعض من حروب بنى إسرائيل التى سجلتها نصوص كتبهم وأسفارهم ، فمفهوم الحرب والقتال ، ليس مفهوماً كريهاً من وجهة النظر التوراتية ، وكأنها حروب مستمدة من الشريعة الدينية التوراتية ، وهى كانت دائما تتم بمباركة الرب ومعونته وكأن الرب ـ حسب تعبير التوراة ـ قد استل سيفه من غمده فلا يرجع (47).
الحرب فى العهد الجديد:
كذلك نرى الإنجيل لم يهمل الكلام عن الحروب بالكلية ، بل جاء نص واضح صريح ، لا يحتمل التأويل ولا التحريف يقرر أن المسيحية على الرغم من وداعتها وسماحتها التى تمثلت فى النص الشهير " من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر " ـ إلا أنها تشير إلى أن السيد المسيح ـ عليه السلام ـ قد يحمل السيف ويخوض غمار القتال إذا دعته الظروف لذلك ؛ فجاء فى الإنجيل على لسان السيد المسيح:
" لا تظنوا أنى جئت لأرسى سلاماً على الأرض ، ما جئت لأرسى سلاماً ، بل سيفاً ، فإنى جئت لأجعل الإنسان على خلاف مع أبيه ، والبنت مع أمها والكنة مع حماتها وهكذا يصير أعداء الإنسان أهل بيته " (48).
ولعلنا نلاحظ التشابه الكبير بين هذه المقولة وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: [ بعثت بالسيف بين يدى الساعة حتى يعبد الله وحده ] (49).
مما سبق يتبين لنا واضحاً وجليا أن الحرب والقتال سنة كونية سرت فى الأمم جميعاً، ولم نر فى تاريخ الأمم أمة خلت من حروب وقتال ، ورأينا من استعراض الكتب المقدسة ـ التوراة والإنجيل ـ أنه سنة شرعية لم تخل شريعة من الشرائع السماوية السابقة على الإسلام من تقريره والقيام به كما مر.
لقد كان هذا القدر كافيا فى إثبات أن محمداً صلى الله عليه وسلم سائر على سنن من سبقه من الأنبياء ، وأن الجهاد لتقرير الحق والعدل مما يمدح به الإسلام ؛ لا مما به يشان ، وأن ما هو جواب لهم فى تبرير هذه الحروب وسفك الدماء كان جواباً لنا فى مشروعية ما قام به النبى صلى الله عليه وسلم من القتال والجهاد.
ولنشرع الآن فى تتميم بقية جوانب البحث مما يزيل الشبهة ويقيم الحجة ويقطع الطريق على المشككين ، فنتكلم عن غزوات النبى صلى الله عليه وسلم ، ممهدين لذلك بالحالة التى كانت عليها الجزيرة العربية من حروب وقتال وسفك للدماء لأتفه الأسباب وأقلها شأناً ، حتى يبدو للناظر أن القتال كان غريزة متأصلة فى نفوس هؤلاء لا تحتاج إلى قوة إقناع أو استنفار.
الحرب عند العرب قبل الإسلام سجلت كتب التاريخ والأدب العربى ما اشتهر وعرف بأيام العرب ، وهى عبارة عن مجموعة من الملاحم القتالية التى نشبت بين العرب قبل مبعث النبى صلى الله عليه وسلم ، وليس يعنينا سرد هذه الملاحم وتفاصيلها ولكن الذى يعنينا هنا أن نقف على بعض الجوانب التى تصلح للمقارنة (الأسباب ـ الزمن المستغرق ـ الآثار التى خلفتها هذه الحروب).
قال العلامة محمد أمين البغدادى: " اعلم أن الحروب الواقعة بين العرب فى الجاهلية أكثر من أن تحصر ، ومنها عدة وقائع مشهورة لا يتسع هذا الموضع لذكرها ولنذكر بعضاً منها على سبيل الإجمال " (50).
وقد ذكرت كتب التواريخ أياماً كثيرة للعرب (البسوس ـ وداحس والغبراء ـ يوم النسار ـ يوم الجفار ـ يوم الفجار ـ يوم ذى قار ـ يوم شعب جبلة ـ يوم رحرحان 000 إلخ) والمتأمل فى هذه الملاحم والأيام يرى أن الحماسة الشديدة والعصبية العمياء وعدم الاكتراث بعواقب الأمور والشجاعة المتهورة التى لا تتسم بالعقل ، كانت هى الوقود المحرك لهذه الحروب ، هذا فضلاً عن تفاهة الأسباب التى قامت من أجلها هذه المجازر ، والمدة الزمنية الطويلة التى استمرت فى بعضها عشرات السنين ، والآثار الرهيبة التى خلفتها هذه الحروب ، وعلى الرغم من أننا لم نقف على إحصاء دقيق لما خلفته هذه الحروب إلا أن الكلمات التى قيلت فى وصف آثارها من الفناء والخراب وتيتم الأطفال وترمل النساء 000 إلخ لتوقفنا على مدى ما أحدثته الحرب فى نفوس الناس من اليأس والشؤم ، ويصف لنا الشاعر زهير بن أبى سلمى طرفاً من ذلك فى معلقته المشهورة وهو يخاطب الساعين للسلام بين عبس وذبيان:
تداركتما عبسا وذبيان بعدما تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم
فهو يقول للساعين للسلام: إنكما بتحملكما ديات الحرب من مالكما ، أنقذتما عبسا وذبيان بعدما يأسوا ، ودقوا بينهما عطر منشم ، ومنشم هو اسم لامرأة كانت تبيع العطر يضرب بها المثل فى التشاؤم ، دليل على عظم اليأس الذى أصاب نفوس الناس من انتهاء هذه الحرب (51).
هذه إطلالة سريعة ومختصرة على الحروب وأسبابها لدى العرب قبل الإسلام والآن نشرع فى الكلام على تشريع الجهاد فى الإسلام ثم نتبع ذلك بتحليل موثق لغزوات النبى صلى الله عليه وسلم.
الجهاد فى شرعة الإسلام:
لما استقر النبى صلى الله عليه وسلم بالمدينة وأسس حكومته النبوية بها ، بعد ثلاثة عشر عاماً من الدعوة إلى الله وتحمل الأذى والعذاب فى سبيل ذلك تخللتها ثلاث هجرات جماعية كبيرة ـ هاجت ثائرة قريش وحقدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أحرزه من استقرار ونجاح لهذه الدولة الوليدة ـ دون ظلم أو استبداد أو سفك للدماء ـ ولذلك فقد كان صلى الله عليه وسلم مقصوداً بالقتل ، إذ ليس معقولاً أن تنام أعينهم على هذا التقدم والنمو ، ومصالحهم قائمة على الزعامة الدينية فى جزيرة العرب ، وهذه الدولة الجديدة قائمة على أساس دينى ربما يكون سبباً فى زوال هذه الزعامة الدينية الوثنية الموروثة. وإذا كان الإسلام ديناً بلغت الميول السلمية فيه مداها فى قوله تعالى: (فاصفح عنهم وقل سلام ) (53) إلا أن الميول السلمية لا تتسع لمنع القائمين بهذا الدين الجديد من الدفاع عن أنفسهم وعن دينهم الذى أنزله الله للإنسانية كافة ، فى عالم يضيع فيه الحق والعدل إن لم يكن لهما قوة تحميهما، فكان لا مناص من السماح للمسلمين بحماية أنفسهم ودينهم بالسلاح الذى يشهره خصومهم فى وجوههم ، ولذلك كان التعبير بقوله تعالى:(أُذِنَ للذين يُقَاتَلُونَ بأنهم ظُلِمُوا وإن الله على نصرهم لقدير * الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز ) (53).
أقول: كان التعبير بالإذن الذى يدل على المنع قبل نزول الآية يدل على طروء القتال فى الإسلام وأنه ظل ممنوعاً طيلة العهد المكى وبعضاً من العهد المدنى.
" هذا ولم يغفل الإسلام حتى فى هذا الموطن ـ موطن الدفاع عن النفس والدين ـ أن ينصح لأتباعه بعدم العدوان ؛ لأن الموضوع حماية حق لا موضوع انتقام ولا شفاء حزازات الصدور ، وهذا من مميزات الحكومة النبوية ، فإن القائم عليها من نبى يكون كالجراح يضع مشرطه حيث يوجد الداء لاستئصاله ، مع عدم المساس بالأعضاء السليمة ، ومقصده استبقاء حياة المريض لا قتله ، والعالم كله فى نظر الحكومة النبوية شخص مريض تعمل لاستدامة وجوده سليماً قوياً.. إن طبيعة هذا العالم مبنية على التدافع والتغالب ليس فيما بين الناس فحسب ، ولكن فيما بينهم وبين الوجود المحيط بهم ، وبين كل فرد والعوامل المتسلطة عليه من نفسه ، ولا أظن أن قارئاً من قرائنا يجهل الناموس الذى اكتشفه دارون وروسل ولاس ودعوه ناموس تنازع البقاء وبنوا عليه كل تطور أصاب الأنواع النباتية والحيوانية والإنسان أيضاً " (54).
" ألم تر كيف تصدى خصوم الدين النصرانى للمسيح ، وما كان يدعو إلا للصلاح والسلام حتى إنهم استصدروا أمراً بصلبه فنجاه الله منهم ، وما زالوا بالذين اتبعوه يضطهدونهم ويقتلونهم حتى مضت ثلاثة قرون وهم مشردون فى الأرض لا تجمعهم جامعة ، إلى أن حماهم من أعدائهم السيف على يد الإمبراطور قسطنطين الذى أعمل السيف فى الوثنيين من أعدائهم.. أفيريد مثيرو هذه الشبهة أن يقوم دين على غير السنن الطبيعية فى عالم مبنى على سنن التدافع والتنازع واستخدام القوة الحيوانية لطمس معالم الحق ودك صروح العدل " ؟
" يقول المعترضون: وماذا أعددتم من حجة حين تجمع الأمم على إبطال الحروب وحسم منازعاتها عن طريق التحكيم ، وهذا قرآنكم يدعوكم إلى الجهاد وحثكم على الاستبسال فيه ؟
نقول: أعددنا لهذا العهد قوله تعالى: (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم) (55).
" هذه حكمة بالغة من القرآن ، بل هذه معجزة من معجزاته الخالدة ، وهى أدل دليل على أنه لم يشرع الحرب لذاتها ، ولكن لأنها من عوامل الاجتماع التى لابد منها ما دام الإنسان فى عقليته ونفسيته المأثورتين عنه ، غير أنه لم ينف أن يحدث تطور عالمى يتفق فيه على إبطال الحرب فصرح بهذا الحكم قبل حدوثه ليكون حُجة لأهله من ناحية ، وليدل على أنه لا يريد الحرب لذاتها من ناحية أخرى ، ولو كان يريدها لذاتها لما نوه لهذا الحكم " ?????????
إذا تتبعنا هذه الغزوات وقسمناها حسب الطوائف التى ضمتها ، أمكننا التعرف على القبائل التى حدثت معها هذه المعارك وهى كالآتى:
(1) قريش مكة:
وهى القبيلة التى ينتمى إليها النبى صلى الله عليه وسلم ، حيث أن قريش هو فهر بن مالك ، وقيل النضر بن كنانة ، وعلى كلا القولين فقريش جد للنبى صلى الله عليه وسلم ، وكانت معهم الغزوات: سيف البحر ـ الرابغ ـ ضرار ـ بواط ـ سفوان ـ ذو العشيرة ـ السويق ـ ذو قردة ـ أحد ـ حمراء الأسد ـ بدر الآخرة ـ الأحزاب ـ سرية العيص ـ سرية عمرو بن أمية ـ الحديبية ـ سيف البحر الثانية 8هـ ـ فتح مكة.
(2) قبيلة بنو غطفان وأنمار:
غطفان من مضر ، قال السويدى: " بنو غطفان بطن من قيس ابن عيلان بن مضر ، قال فى العبر: وهم بطن متسع كثير الشعوب والبطون " (57) ، قال ابن حجر فى فتح البارى: " تميم وأسد وغطفان وهوازن جميعهم من مضر بالاتفاق " (58) ، أما أنمار فهم يشتركون فى نفس النسب مع غطفان ، قال ابن حجر: " وسيأتى بعد باب أن أنمار فى قبائل منهم بطن من غطفان " (59) ، أى أن أنمار ينتسبون إلى مضر أيضاً ونسبهم كالتالى: أنمار بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر (60).
والغزوات التى ضمتها هى: قرقرة الكدر ـ ذى أمر ـ دومة الجندل ـ بنى المصطلق ـ الغابة ـ وادى القرى ـ سرية كرز بن جابر ـ ذات الرقاع ـ تربة ـ الميفعة ـ الخربة ـ سرية أبى قتادة ـ عبد الله بن حذافة (61).
(3) بنو سليم:
قال السويدى: " بضم السين المهملة قبيلة عظيمة من قيس عيلان والنسبة إليهم سلمى ، وسليم من أولاد خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر (62) ، والغزوات التى خاضها صلى الله عليه وسلم مع بنى سليم هى: بئر معونة ـ جموم ـ سرية أبى العوجاء ـ غزوة بنى ملوح وبنى سليم (63).
(4) بنو ثعلبة:
ثعلبة هو ابن سعد بن ضبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر (64) ، نسبه الدكتور على الجندى إلى مر بن أد هكذا: ثعلبة بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر (65) ، والغزوات التى غزاها صلى الله عليه وسلم معهم هى: غزوة ذى القصة ـ غزوة بنى ثعلبة ـ غزوة طرف ـ سرية الحسمى (66).
(5) بنو فزارة وعذرة:
قال فى سبائك الذهب: " بنو فزارة بطن من ذبيان من غطفان ، قال فى العبر: وكانت منازل فزارة بنجد ووادى القرى ، ونسب فزارة: فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر.
أما بنو عذرة: بنوه بطن من قضاعة ، ونسبهم هكذا: عذرة بن سعد بن جهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحافى بن قضاعة (67). ونسبهم إلى قضاعة أيضاً الدكتور على الجندى معتمداً على أنساب ابن حزم هكذا: عذرة بن سعد بن أسلم بن عمران بن الحافى بن قضاعة (68) ، وعلى هذا فبنو عذرة ليسو من مضر وإنما كانوا موالين لبنى فزارة وهم من مضر. وكان معهما الغزوات والسرايا الآتية:
سرية أبى بكر الصديق ـ سرية فدك ـ سرية بشير بن سعد ـ غزوة ذات أطلح (69).
(6) بنو كلاب وبنو مرة:
أما بنو كلاب فهم: بنو كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر ، وبنو مرة هم أبناء كعب بن لؤى فيكون كلاب بطن من مرة ، وهذه نفس سلسلة النسب التى ذكرها الدكتور على الجندى معتمداً على أنساب ابن حزم (70) ، والغزوات التى كانت معهم: غزوة قريظة ـ غزوة بنى كلاب ـ غزوة بنى مرة ـ سرية ضحاك (71).
(7) عضل والقارة:
قال فى سبائك الذهب: "عضل بطن من بنى الهون من مضر" ، ونسبهم هكذا: عضل بن الهون بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر ، وأما القارة فلم يذكرها السويدى فى السبائك ولا الدكتور الجندى ، إلا أن الأستاذ الشيخ محمد الخضرى نسبها إلى خزيمة بن مدركة ، وذكر الفارة بالفاء الموحدة لا بالقاف المثناة (72) وقد غزاهم النبى صلى الله عليه وسلم غزوة واحدة هى غزوة الرجيع (73).
(8) بنو أسد:
قال السويدى: " بنو أسد حى من بنى خزيمة ، ونسبهم هكذا: أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر (74) ، والغزوات التى غزاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هى: سرية قطن ـ سرية عمر مرزوق ـ غزوة ذات السلاسل (75).
(9) بنو ذكوان: قال السويدى: " بنو ذكوان بطن من بهتة من سليم ، وهم من الذين مكث النبى صلى الله عليه وسلم شهراً يقنت فى الصلاة يدعو عليهم وعلى رعل (76) ونسبهم هكذا: ذكوان بن بهتة بن سليم بن منصور بن عكرمة خصفة بن قيس عيلان بن مضر (77) ، ولم يغزهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا غزوة واحدة هى غزوة بئر معونة.
(10) بنو لحيان:
من المعروف أن بنى لحيان من هذيل ، وهذيل هو: ابن مدركة بن مضر(78)، وغزاهم النبى صلى الله عليه وسلم غزوة واحدة هى:غزوة بنى لحيان (79).
(11) بنو سعد بن بكر:
نسبهم: سعد بن بكر بن هوازن بن سليم بن منصور بن عكرمة ابن خصفة بن قيس عيلان بن مضر (80) ، وقد أرسل لهم النبى صلى الله عليه وسلم سرية واحدة هى سرية فدك.
(12) بنو هوازن:
بنو هوازن بطن من قيس عيلان ، ونسبهم هكذا: هوازن بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر (81)، وقد غزاهم صلى الله عليه وسلم غزوة ذات عرق.
(13) بنو تميم:
بنو بطن من طابخة ، قال فى العبر: " وكانت منازلهم بأرض نجد دائرة من هنالك على البصرة واليمن ، ونسبهم هكذا: تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر " (82).
(14) بنو ثقيف:
بنو ثقيف بطن من هوازن اشتهروا باسم أبيهم ثقيف ، ونسبهم: ثقيف بن منبه بن بكر بن بهتة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر (83) ، وقد غزاهم النبى صلى الله عليه وسلم غزوتين هما: غزوة حنين ـ غزوة الطائف.
ونستطيع من خلال هذا التتبع أن نقول: إن هذه القبائل كانت جميعها تنتسب إلى مضر وهو جد النبى صلى الله عليه وسلم أو من والاهم ، وبالمعنى الأدق كانت نتيجة غضب إخوته من أجداده ، أما اليهود فقد كانوا مع قريش حسب معاهدتهم معهم ، وبذلك ظهر جلياً أن الغزوات والسرايا التى خاضها أو أرسلها النبى صلى الله عليه وسلم ، كانت موجهة فى نطاق ضيق هو نسل مضر ، فلا يمكن أن يقال حينئذ: أن النبى صلى الله عليه وسلم قد أشعل نار الحرب ضد العرب جميعاً ، أو أنه خاض الحروب لإكراه الناس على اعتناق الإسلام ، ولو كان الأمر كما يقولون لوقعت حرب عدوانية أو دفاعية ضد أى قبيلة من مئات القبائل العربية ، وهذه الحقيقة تحتاج إلى مزيد من التعمق والتحليل فى بعض خصائص القبائل العربية ؛ إذ قد يقول قائل أو يعترض معترض: إن هذا الذى توصلنا إليه بالبحث ـ ألا وهو انحصار القتال مع المضريين ـ لم يحدث إلا اتفاقاً ، والأمور الاتفاقية لا تدل على شىء ولا يستخرج منها قانون كلى نحكم به على جهاد النبى صلى الله عليه وسلم ، إذ كان من الممكن أن يقاتل النبى صلى الله عليه وسلم ربيعة بدلاً من مضر ، أو يقاتل ربيعة ومضر معاً ، أو يقاتل القحطانية بدلاً من العدنانية أو يقاتلهما معاً ، وهكذا.
ذلك المتوقع أن تزيد الألفة والمودة بين أفراد وقبائل الجد الواحد لا أن تشتعل نار الحرب والقتال بينهم ، فما الذى عكس هذا التوقع وقلب الأمر رأساً على عقب ؟!
وللإجابة على هذه الشبهة نقول:
كان من أشهر الأمثلة العربية المثل المشهور " انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً " وقد كان العرب يطبقون هذا المثل تطبيقاً حرفياً ـ دون هذا التعديل الذى أضافه الإسلام عليه ـ فكانوا ينصرون إخوانهم وبنى أعمامهم نصراً حقيقياً على كل حال فى صوابهم وخطئهم وعدلهم وظلمهم ، وإذا دخلت قبيلتان منهم فى حلف كان لكل فرد من أفراد القبيلتين النصرة على أفراد القبيلة الأخرى ، وهذا الحلف قد يعقده الأفراد وقد يعقده رؤساء القبائل والأمر واحد فى الحالين.
بينما هم كذلك فى بنى أبيهم وفى حلفائهم ، إذ بك تراهم حينما تتشعب البطون قد نافس بعضهم بعضاً فى الشرف والثروة ، فنجد القبائل التى يجمعها أب واحد كل واحدة قد وقفت لأختها بالمرصاد تنتهز الفرصة للغض منها والاستيلاء على موارد رزقها ، وترى العداء قد بلغ منها الدرجة التى لا تطاق ، كما كان بين بطنى الأوس والخزرج ، وبين عبس وذبيان ، وبين بكر وتغلب ابنى وائل ، وبين عبد شمس وهاشم ، 000 إلخ ، فكانت روح الاجتماع سائدة بين القبيلة الواحدة ، تزيدها العصبية حياة ونمواً ، وكانت مفقودة تماماً بين القبائل المختلفة ؛ فكانت قواهم متفانية فى قتالهم وحروبهم ونزاعاتهم.
وقد علل الشيخ محمد الخضرى بك هذه الحقيقة العجيبة بأمرين:
الأمر الأول:
التنافس فى مادة الحياة بين بنى الأب الواحد ، إذ أن حياتهم كانت قائمة على المراعى التى يسيمون فيها أنعامهم ، والمناهل التى منها يشربون.
الأمر الثانى:
تنازع الشرف والرياسة ، وأكثر ما يكون ذلك إذا مات أكبر الإخوة وله ولد صالح لأن يكون موضع أبيه ، فينازع أعمامه رياسة العشيرة ولا يسلم أحد منهما للآخر ، وقد يفارق رئيس أحد البيتين الديار مضمراً فى نفسه ما فيها من العداوة والبغضاء ، وقد يبقيا متجاورين ، وفى هذه الحالة يكون التنافر أشد كما كان الحال بين الأوس والخزرج من المدينة ، وبين هاشم وأمية من مكة ، وبين عبس وذبيان من قيس ، وبين بكر وتغلب من ربيعة. ومتى وجد النفور بين جماعتين أو بين شخصين لا يحتاج شبوب نار الحرب بينهما إلى أسباب قوية ، بل إن أيسر النزاع كاف لنشوب نار الحرب وتيتم الأطفال وتأيم النساء ؛ لذلك كانت الجزيرة العربية دائمة الحروب والمنازعات (84).
هذه الحقيقة التى توصلنا إليها ـ وهى أن نار الحرب سريعة النشوب بين أبناء الأب أو الجد الواحد ـ تدعم ما توصلنا إليه من أن الحرب إنما كانت نتيجة غضب إخوته من أجداده ، وإذا كان الخلاف محصوراً فى السببين السابقين ، فأى سبب هو الذى أجج نار الغيرة والحقد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ هل السبب هو التنافس فى مادة الحياة الدنيا ، أم الخوف من انتزاع الشرف والسيادة التى تؤول إلى النبى صلى الله عليه وسلم إذ هم أذعنوا له بالرسالة والنبوة ؟
أما عن السبب الأول فليس وارداً على الإطلاق ، فلقد ضرب كفار مكة حصاراً تجويعياً على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى بنى هاشم وبنى عبد المطلب ، فانحازوا إلى شعب أبى طالب ثلاث سنوات كاملة ، عاشوا فيها الجوع والحرمان ما لا يخطر ببال ، حتى إنهم من شدة الجوع قد أكلوا ورق الشجر وكان يسمع من بعيد بكاء أطفالهم وأنين شيوخهم ، ومع ذلك فقد التزم النبى صلى الله عليه وسلم الصبر والثبات ، ولم يأمر أصحابه أن يشنوا حرباً أو قتالاً لفك هذا الحصار ، والخبير يعلم ما الذى يمكن أن يفعله الجوع بالنفس البشرية ، إن لم يصحبها نور من وحى أو ثبات من إيمان.
كان السبب الثانى إذن كفيلاً بإشعال هذه النار فى قلوب هؤلاء وعلى حد تعبير الأستاذ العلامة محمد فريد وجدى: " كان مقصوداً بالقتل من قريش ، وليس يعقل أن تغمض قريش عينها ، ومصلحتها الحيوية قائمة على زعامة الدين فى البلاد العربية ، وعن قيام زعامة أخرى فى البلاد كيثرب يصبح منافساً لأم القرى ، وربما بزها سلطاناً على العقول ، وكر على قريش فأباد خضراءها وسلبها حقها الموروث " (85) ، والذى يؤيد هذا ويقويه ذلك الحوار الذى دار بين الأخنس بن شريق وبين أبى جهل ؛ إذ قال له الأخنس: يا أبا الحكم ما رأيك فيما سمعت من محمد ؟ ـ يعنى القرآن ـ فقال ما سمعت ؟ تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف ، أطعموا فأطعمنا ، وحملوا فحملنا ، وأعطوا فأعطينا ، حتى إذا تجاثينا على الركب ، وكنا كفرسى رهان قالوا منا نبى يأتيه الوحى من السماء ، فمتى ندرك هذا ؟! والله لا نؤمن به أبداً ولا نصدقه.
ليست الصدفة إذن ولا محض الاتفاق هما اللذان دفعا النبى صلى الله عليه وسلم لقتال أبناء أجداده من مضر دون ربيعة أو غيرها من العرب ، بل الطبيعة العربية المتوثبة دائماً ، لمن ينازعها الشرف والسيادة من أبناء الأب الواحد ـ على ما بيناه آنفاً ـ كانت هى السبب الرئيسى لاشتعال هذه الحروب ولولاها لما اضطر صلى الله عليه وسلم للقتال بعد ثلاثة عشر عاماً من الدعوة والصبر تخللها من المشاق والعنت ما الله به عليم ، ومع ذلك فقد كان هجيراه ـ بأبى هو وأمى ـ " اللهم اهد قومى فإنهم لا يعلمون ".
وثمة أمر آخر ينبغى الإشارة إليه ، يتعلق بالآثار الناجمة عن هذا القتال ، من حيث أعداد القتلى التى نجمت عن هذه الغزوات والجدول الآتى يعطينا صورة بيانية عن هذه الآثار كالآتى:
الغزوة / شهداء المسلمين / قتلى المشركين / الملاحظة
بـدر / 14 / 70 /
أُحـد / 70 / 22 /
الخندق / 6 / 3 /
بنو المصطلق / ـ / 3 /
خيبر / 19 / لم يدخل اليهود فى هذه الإحصائية لأن لهم حكم آخر بسبب خيانتهم ، فهم قُتلوا بناء على حكم قضائى ، بسبب الحرب.
بئر مونة 69 / ـ /
مؤتـة / 14 / 14 /
حنيـن / 4 / 71 /
الطائف / 13 / ـ /
معارك أخرى / 118 / 256 /
المجموع / 317 / 439 / 756 من الجانبين.
وبعد فقد بدا للناظرين واضحًا وجليًا أن الإسلام متمثلاً فى شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم أبعد ما يكون عن حمل الناس على اعتناق الإسلام بالسيف ، وهو الذى قال صلى الله عليه وسلم لأعدائه بعدما قدر عليهم: " اذهبوا فأنتم الطلقاء " هكذا دون شرط أو قيد ، أقول حتى دون اشتراط الإسلام.
والنتائج الحقيقية:
(1) تحويل العرب الوحوش إلى عرب متحضرين ، والعرب الملحدين الوثنيين إلى عرب مسلمين موحدين.
(2) القضاء على أحداث السلب والنهب وتعزيز الأمن العام فى بلاد تفوق مساحتها مساحة فرنسا بضعفين.
(3) إحلال الأخوة والروحانية محل العداوة والبغضاء.
(4) إثبات الشورى مكان الاستبداد (86).
هذا وقد وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم ضوابط وقيود كان من شأنها أن تحدد وظيفة الجهاد فى نشر الإسلام فى ربوع المعمورة ، دون سفك للدماء ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً .

ومن هذه الضوابط قوله تعالى: (وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين ) (87).
فإن كان بين المسلمين والكفار عهد أو أمان فلا يجوز للمسلمين الغدر حتى ينقضى الأمد ، فإن خاف المسلمون من أعدائهم خيانة بأن ظهر من قرائن أحوالهم ما يدل على خيانتهم من غير تصريح منهم ، فحينئذ يخبرهم المسلمون أنه لا عهد بيننا وبينكم حتى يستوى علم المسلمين وعلم أعدائهم بذلك.
ودلت الآية على أنه إذا وجدت الخيانة المحققة من الأعداء لم يحتج أن ينبذ إليهم عهدهم ، لأنه لم يخف منهم بل علم ذلك.
ودل مفهوم الآية أيضاً على أنه إذا لم يخف منهم خيانة بأن يوجد منهم ما يدل على عدم الخيانة ، أنه لا يجوز نبذ العهد إليهم ، بل يجب الوفاء إلى أن تتم مدته (88).


انتشار الإسلام
أ ـ معدلات انتشار الإسلام:
الذى يؤكد على الحقيقة التى توصلنا إليها ـ وهى أن انتشار الإسلام كان بالدعوة لا بالسيف ـ أن انتشار الإسلام فى الجزيرة العربية وخارجها ، كان وفق معدلات متناسبة تماماً من الناحيتين الكمية والكيفية ، مع التطور الطبيعى لحركة الدعوة الإسلامية ، ولا يوجد فى هذه المعدلات نسب غير طبيعية أو طفرات تدل على عكس هذه الحقيقة ، والجدول الآتى يوضح هذه النسب:
السنوات بالهجرى / فارس / العراق / سورية / مصر / الأندلس
نسبة المسلمين مع نهاية أول مائة عام / 5%/ 3%/ 2%/ 2%/أقل من 1%
السنوات التى صارت النسبة فيها 25% من السكان/ 185/ 225/ 275/ 275/ 295
السنوات التى صارت النسبة فيها 50% من السكان/ 235/ 280/ 330/ 330/ 355
السنوات التى صارت النسبة فيها 75% من السكان/ 280/ 320/ 385/ 385/ 400
* حسبت السنوات منذ عام 13 قبل الهجرة عندما بدأ تنزيل القرآن الكريم.
وتوضح معلومات أخرى أن شعب شبه الجزيرة العربية كان الشعب الأول فى الدخول فى الإسلام ، وقد أصبح معظمهم مسلمين فى العقود الأولى بعد تنزيل القرآن الكريم.
وهكذا كان عدد العرب المسلمين يفوق عدد المسلمين من غير العرب فى البداية ، ومهدوا الطريق للتثاقف الإسلامى والتعريب من أجل المسلمين غير العرب ، ولم يمض وقت على هؤلاء فى أصولهم من أديان ومذاهب متعددة من كل الأمم والحضارات السابقة.
كان على هؤلاء جميعاً أن يوظفوا بشكل موحد عمليات توأمية للتقليد والابتكار فى وقت واحد وذلك حسب خلفياتهم الأصلية تحت التأثير الثورى والمتحول الأكثر عمقاً للفكر الإسلامى ومؤسساته ، وقاموا عن طريق عملية التنسيق المزدوجة بتنقية تراثهم من علوم وتكنولوجيا وفلسفات عصر ما قبل القرآن الكريم وذلك إما بالقبول الجزئى أو الرفض الجزئى ، وقاموا كذلك بالابتكار من خلال انطلاقهم من أنظمتهم الفكرية الحسية وتراثهم فى ضوء القرآن الكريم والسنة.
ومن هنا ولدت العلوم الإسلامية والتكنولوجيا الإسلامية والحضارة الإسلامية الحديثة متناسبة مع الأيدولوجية والرؤية الإسلامية الشاملة (89).
خصائص ذلك الانتشار:
ـ عدم إبادة الشعوب.
ـ جعلوا العبيد حكاماً.
ـ لم يفتحوا محاكم تفتيش.
ـ ظل اليهود والنصارى والهندوك فى بلادهم.
ـ تزاوجوا من أهل تلك البلاد وبنوا أُسراً وعائلات على مر التاريخ.
ـ ظل إقليم الحجاز ـ مصدر الدعوة الإسلامية ـ فقيراً إلى عصر البترول فى الوقت الذى كانت الدول الاستعمارية تجلب خيرات البلاد المستعمرة إلى مراكزها.
ـ تعرضت بلاد المسلمين لشتى أنواع الاعتداءات (الحروب الصليبية ـ الاستعباد فى غرب إفريقيا ـ إخراج المسلمين من ديارهم فى الأندلس وتعذيب من بقى منهم فى محاكم التفتيش) ونخلص من هذا كله أن تاريخ المسلمين نظيف وأنهم يطالبون خصومهم بالإنصاف والاعتذار ، وأنهم لم يفعلوا شيئاً يستوجب ذلك الاعتذار حتى التاريخ المعاصر.
1 ـ سرية سيف البحر ـ رمضان 1 هجرية ـ 30 راكب ـ حمزة بن عبد المطلب ـ 300أبو جهل ـ انصرف المسلمون بدون قتال ـ بعثت هذه السرية لدراسة أحوال مكة ووجد الأعداء أن المسلمين منتبهون فانصرفوا عنهم.
2 ـ سرية الرابغ ـ شوال سنة 1 هجرية ـ 60 ـ عبيدة بن الحارث ـ 200 عكرمة بن أبى جهل أو أبو صيان ـ انصرف المسلمون بدون قتال ـ بعثت هذه السرية لتفقد أحوال أهل مكة فرأت جمعاً عظيماً من قريش بأسفل ثنية المرة.
3 ـ سرية ضرار ـ فى ذى القعدة سنة 1 هجرية ـ 80 سعد بن أبى وقاص ـ خرج حتى بلغ الجحفة ثم رجع ولم يلق كيداً.
4 ـ غزوة ودان وهى غزوة الأبواب ـ صفر 2 هجرية ـ 70 ـ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ـ عاهد عمرو بن مخثى الضمرى على ألا يعين قريش ولا المسلمين.
5 ـ غزوة بواط ـ ربيع الأول 2 هجرية ـ 200 ـ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ـ 100 ـ أمية بن خلف ـ بلغ إلى بواط ناحية رضوى ثم رجع إلى المدينة لقى فى الطريق قريشاً وأمية ـ رضوى اسم جبل بالقرب من ينبع.
6 ـ غزوة صفوان أو بدر الأولى ـ ربيع الأول 2 هجرية ـ 70 ـ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ـ كرز بن جابر الفهرى ـ خرج فى طلب العدو حتى بلغ صفوان فلم يدركه ـ كان كرز بن جابر قد أغار على مواشى لأهل المدينة.
7 ـ غزوة ذى العشيرة ـ جمادى الآخرة 2 هجرية ـ 150 ـ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ـ وادع بنى مذلج وحلفائهم من بنى ضمرة ـ ذو العشيرة موضع بين مكة والمدينة من بطن ينبع.
8 ـ سرية النخلة ـ فى رجب 2 هجرية ـ 12 ـ عبد الله بن جحش ـ قافلة تحت قيادة بنى أمية ـ أطلق الأسيران وودى القتيل ـ أرسلوا لاستطلاعن قريش فوقع الصدام.
9 ـ غزوة بدر الكبرى ـ رمضان 2 هجرية ـ 313 ـ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ـ 1000 ـ أبو جهل ـ 22 ـ 70 ـ 70 ـ انتصر المسلمون على العدو ـ بين بدر ومكة سبعة منازل وبين بدر والمدينة ثلاثة منازل لما علم بخروج قريش إلى المدينة ارتحل دفاعاً عن المسلمين.
10 ـ سرية عمير بن العدى الخطمى ـ فى رمضان 2 هجرية ـ 1 ـ عمير ـ 1 ـ عصماء بن مروان ـ 1 ـ قتل عمير اخته التى كانت تحض قومها على الحرب ضد المسلمين.
11 ـ سرية سالم بن عمير الأنصارى ـ فى شوال 2 هجرية ـ 1 ـ سالم ـ 1 ـ الخطمية أبو عكفة ـ كان أبو عكفة اليهودى يستفز اليهود على المسلمين فقتله سالم.
12 ـ غزوة بنى قينقاع ـ فى شوال 2 هجرية ـ النبى صلى الله عليه وسلم ـ قبيلة بنى قينقاع ـ تم إجلائهم ـ أتوا بالشر فى المدينة حين كان المسلمون فى بدر فأجلوا لذلك.
13 ـ غزوة السويق ـ فى ذى الحجة 2 هجرية ـ 200 ـ النبى صلى الله عليه وسلم ـ 200 ـ أبو سفيان ـ خرج النبى صلى الله عليه وسلم فى طلبه فلم يدركه ـ بعث أبو سفيان من قريش إلى المدينة فأتوا ناحية منها فحرقوا فى أسوال من نخل ووجدوا بها رجلين فقتلوهما.
14 ـ غزوة قرقرة الكدر أو غزوة بنى سليم ـ محرم 2 هجرية ـ 70 ـ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ـ كرز بن جابر الفهرى ـ 1 ـ خرج العدو يغزو المدينة فانصرف حين رأى جمعاً من المسلمين ـ أسر عبد اسمه يسار فأطلق سراحه.
15 ـ سرية قررة الكدر ـ 2 هجرية ـ 1 ـ غالب بن عبد الله الليثى ـ قبيلة بنى غطفان وبنى سليم ـ 3 ـ قتل من الأعداء وفر الباقون ـ بعثت هذه السرية إكمالاً إذ اجتمع الأعداء مرة أخرى.
16 ـ سرية محمد بن مسلمة ـ ربيع الأول ـ 3 هجرية ـ محمد بن مسلمة الأنصارى الخزرجى ـ 1 ـ كعب بن الأشرف اليهودى ـ 1 ـ 1 ـ كان كعب بن الأشرف يحرض القبائل من اليهود ضد المسلمين ودعا قريشاً للحرب فوقعت غزوة أحد.
17 ـ غزوة ذى أمر أو غزوة غطفان أو أنمار ـ فى ربيع سنة 3 هجرية ـ 450 ـ النبى صلى الله عليه وسلم ـ بنو ثعلبة وبنو محارب ـ اجتمعت بنو ثعلبة وبنو محارب للإغارة على المدينة فانصرفوا حين رأوا جمعاً من المسلمين ـ خرج النبى صلى الله عليه وسلم فى أصحابه حتى بلغ نجد وهنا أسلم وعثود الذى هم بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
18 ـ سرية قردة ـ فى جمادى الآخرة سنة 3 هجرية ـ 100 ـ زيد بن حارثة ـ أبو سفيان ـ 1 ـ خرج زيد بن حارثة فى بعث فتلقى قريشاً فى طريقهم إلى العراق ـ أسر فراء بن سفيان دليل القافلة التجارية فأسلم.
19 ـ غزوة أُحد ـ شوال 3 هجرية ـ 650 راجل ـ النبى صلى الله عليه وسلم ـ 2800 راجل ـ 200 راكب أبو سفيان الأموى ـ 40 ـ 70 ـ 30 ـ لحقت خسارة فادحة بالمسلمين ولكن فشل الكفار نتيجة لرعب أصابهم ـ بين أحد والمدينة ثلاثة أيمال كانوا الأعداء زحفوا من مكة إلى أُحد.
ـ غزوة حمراء الأسد ـ فى 7 من شوال المكرم سنة 3 هجرية ـ 540 ـ النبى صلى الله عليه وسلم ـ 2790 ـ أبو سفيان ـ 2 أبو عزة ومعاوية بن المغيرة ـ خرج النبى صلى الله عليه وسلم مرعباً للعدو ـ لما آن الغد من يوم أُحد خرج المسلمون إلى معسكر العدو لئلا يغير عليهم ثانية ظاناً بهم ضعفاً ، أسر رجلان ، وقتل أبو عزة الشاعر لأن كان وعد فى بدر بأنه لا يظاهر أبداً على المسلمين ثم نقض عهده وحث المشركين على المسلمين.
21 ـ سرية قطن أو سرية أبى سلمة المخزومى ـ فى غرة محرم الحرام سنة 4 هجرية ـ 150 أبو سلمة المخزومى ـ طلحة وسلمة ـ لم يتمكنوا من الإغارة على المدينة بمظاهرة قام بها المسلمون ـ هو رئشيس قطاع الطريق أراد الإغارة على المدينة ولكن المسلمين تظاهروا فوصلوا إلى قطن وهو مسكنه فتفرق جمعه.
22 ـ سرية عبد الله بن أنيس ـ فى 5 من محرم الحرام سنة 4 هجرية ـ 1 ـ عبد الله بن أنيس الجهنى الأنصارى ـ 1 ـ سفيان الهذيلى ـ 1 ـ سمع عبد الله بأن سفيان استنفر قوماً ضد المسلمين بعرفى فوصل عليها وقتل بها أبا سفينان.
23 ـ سرية الرجيع ـ فى صفر 4 هجرية ـ 10 عاصم بن ثابت ـ 100 ـ من عضل والقارة ـ 10 ـ استشهاد عشرة قراء.
24 ـ سرية بئر معونة ـ 70 ـ منذر بن عمر ـ جماعة كبيرة ـ عامر بن مالك ـ 1 ـ 69.
25 ـ سرية عمر بن أمية الضميرى ـ ربيع الأول 4 هجرية ـ 1 ـ عمر بن أمية الضمرى ـ 2 قبيلة بنى كلاب.
26 ـ غزوة بنى النضير ـ ربيع أول 4 هجرية ـ النبى صلى الله عليه وسلم ـ قبيلة النضير ـ تم إجلائهم بأنهم هموا بقتل الرسول صلى الله عليه وسلم.
27 ـ غزوة بدر الأخرى ـ ذى القعدة 4 هجرية ـ 1510 النبى صلى الله عليه وسلم ـ 2050 أبو سفيان ـ لم تحدث مواجهة ـ خرج أبو سفيان فى أهل مكة حتى نزل بناحية الظهران أو عسفان ولما علم النبى صلى الله عليه وسلم خرج إليه فرجع أبو سفينان رجع النبى أيضاً.
28 ـ غزوة دومة الجندل ـ سنة 5 هجرية ـ 1000 النبى صلى الله عليه وسلم ـ أهل الدومة ـ رجع الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يصل إليها ولم يلق كيداً.
29 ـ غزوة بنى المصطلق ـ 2 شعبان 5 هجرية ـ النبى صلى الله عليه وسلم ـ الحارث بن ضرار سيد بنى المصطلق ـ 19 ـ 10 ـ انهزم العدو وأطلق الأسرى كلهم.
30 ـ غزوة الأحزاب أو الخندق ـ شوال 5 هجرية ـ 3000 ـ النبى صلى الله عليه وسلم ـ 10000 أبو سفيان ـ 6 ـ 10 ـ انقلب العدو خاسراً.
31 ـ سرية عبد الله بن عتيك ـ ذى القعدة 5 هجرية ـ 5 ـ عبد الله بن عتيك الأنصارى ـ 1 ـ سلام بن أبى الحقيق ـ 1.
32 ـ غزوة بنى قريظة ـ النبى صلى الله عليه وسلم ـ بنو قريظة ـ 4 ـ 200 ـ 400 ـ من الأعداء من قتل ومنهم من أسر ـ قتلهم كان حكماً قضائياً بسبب الخيانة وكان هذا الحكم موافقاً لنصوص التوراة التى كانوا يؤمنون بها.
33 ـ سرية الرقطاء ـ 30 ـ محمد بن مسلمة ـ 30 ـ ثمامة بن آثال ـ 1 ـ أثر ثمالة فأطلقه رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ كان ثمامة سيد نجد ، وأسلم بعد أن أطلق سراحه من الأسر.
34 ـ غزوة بنى لحيان ـ 6 هجرية ـ 200 ـ النبى صلى الله عليه وسلم ـ بنو لحيا من بطون هذيل ـ تفرق العدو حين علم بمقدم المسلمون إليه ـ كانت الغزوة لتأديب أهل الرجيع الذين قتلوا عشرة من القراء.
35 ـ غزوة ذى قردة ـ 6 هجرية ـ 500 ـ النبى صلى الله عليه وسلم ـ خيل من غطفن تحت قيادة عيينة الفزارى ـ امرأة واحدة ـ 3 ـ 1 ـ أغاروا على لقاح لرسول الله فخرج المسلمون ولحقوا بهم.
36 ـ سرية عكاشة محصن ـ 40 ـ عكاشة بن محصن الأسدى ـ بنو أسد ـ تفرق الأعداء ولم تحدث مواجهة ـ كان بنو أسد قد أجمعوا الإغارة على المدينة فبعثت إليهم هذه السرية.
37 ـ سرية ذى القصة ـ 6 هجرية ـ 10 ـ محمد بن مسلمة ـ 100 بنو ثعلبة ـ 1 جريح ـ 9 ـ استشهد تسعة من الدعاة وأصيب محمد بن مسلمة بجرح ـ كان عشرة من القراء ذهبوا للدعوة وبينما هم نائمون قتلهم بنو ثعلبة وذو القصة اسم موضع.
38 ـ سرية بنى ثعلبة ـ 6 هجرية ـ 40 ـ أبو عبيدة بن الجراح ـ بنو ثعلبة ـ 1 ـ انصرف العدو وغنم المسلمون ما كان لهم من متاع.
39 ـ سرية الجموم ـ 6 هجرية ـ زيد بن حارثة ـ بنو سليم ـ 10 ـ أسر مجموعة رجال وأطلقهم النبى صلى الله عليه وسلم.
40 ـ سرية الطرف أو الطرق ـ 6 هجرية ـ 15 ـ زيد بن حارثة ـ بنو ثعلبة ـ هرب الأعداء وأصاب المسلمون عشرين بعيراً ـ بعثت هذه السرية لمعاقبة المجرمين بذى القصة.
41 ـ سرية وادى القرى ـ 12 ـ زيد بن حارثة ـ سكان وادى القرى ـ 1 جريح ـ 9 ـ قتل من المسلمين تسعة رجال وجرح واحد ـ كان زيداً ذاهباً للجولة فحملوا عليه وعلى أصحابه.
42 ـ دومة الجندل ـ 6 هجرية ـ عبد الرحمن بن عوف ـ قبيلة بنى كلب ـ الأصبغ بن عمرو ـ تحقق نجاح ملموس فى مجال الدعوة ـ أسلم الأصبغ بن عمرو وكان نصرانياً وأسلم معه كثير من قومه.
43 ـ سرية فداك ـ 6 هجرية ـ 200 ـ على بن أبى طالب ـ بنو سعد بن بكر ـ هربت بنو سعد وأصاب المسلمون مائة بعير وألفى شاة ـ بلغ النبى صلى الله عليه وسلم أنهم يريدون أن يمدوا يهود خيبر فقام علىّ رضى الله الله عنه بالمظاهرة عليهم.
44 ـ سرية أم فرقة ـ 7 هجرية ـ أبو بكر الصديق رضى الله عنه ـ بنو فزارة تحت قيادة أم قرفة ـ 2 ـ انهزم العدو ـ كانت بنو فزارة قد أغاروا على قافلة زيد بن حارثة.
45 ـ سرية عبد الله بن رواحة ـ 6 هجرية ـ 30 ـ عبد الله بن رواحة ـ 30 ـ أسير بن رزام اليهودى ـ 1 ـ 30 ـ وقع اشتباك لسوء فهم الفريقين فقتل اليهود جميعاً.
46 ـ سرية العرنيين ـ 6 هجرية ـ 20 ـ كرز بن جابر الفهرى ـ رجال من عكل وعريننة ـ 1 ـ 8 ـ قتلوا الراعى واستاقوا الإبل فأسروا ومثل بهم ـ استوخموا المدينة فشربوا من ألبان الإبل وأبوالها فصحوا ثم قتلوا يسارا راعى النبى صلى الله عليه وسلم واستاقوا الإبل.
47 ـ سرية عمرو بن أمية الضمرى ـ 6 هجرية ـ 1 ـ عمرو بن أمية الضمرى ـ كان عمرو قد جاء إلى مكة ليقتل النبى صلى الله عليه وسلم ثم أسلم من حسن خلقه الشريف ثم ذهب إلى مكة يدعو أهلها.
48 ـ غزوة الحديبية ـ 6 هجرية ـ 1400 ـ النبى صلى الله عليه وسلم ـ أهل مكة ـ سهيل بن عمرو القرشى ـ تم الصلح بين النبى صلى الله عليه وسلم وبين ريش عشر سنوات ـ كان النبى قد خرج معتمراً فصدته قريش عن البيت فى الحديبية.
49 ـ غزوة خيبر 7 هجرية ـ 100 ـ النبى صلى الله عليه وسلم ـ 10000 ـ يهود خيبر كنانة بن أبى الحقيق ـ 50 جريحاً ـ 18 ـ 93 ـ فتح الله للمسلمين فتحاً مبيناً ـ كان اليهود قد قاتلوا المسلمين فى أُحد والأحزاب ونقضوا عهدهم مع النبى صلى الله عليه وسلم فأفسد خططهم العدوانية.
50 ـ غزوة وادى القرى ـ المحرم 6 هجرية ـ 1382 ـ النبى صلى الله عليه وسلم ـ اليهود من وادى القرى.
51 ـ غزوة ذات الرقاع ـ 7 هجرية ـ 400 ـ النبى صلى الله عليه وسلم ـ بنو غطفان وبنو محارب وبنو ثعلبة وبنو أنمار ـ تفرق العدو ـ كانت بنو عطفان قد جمعوا جموعاً من القبائل للإغارة على المسلمين فلما قام المسلمون بحشودهم تفرقوا جميعاً.
52 ـ سرية عيص ـ فى صفر 7 هجرية ـ 72 ـ أبو جندل وأبو بصير ـ قافلة قريش ـ 9 ـ أخذ أموال العدو ثم ردها إليهم بأمر النبى صلى الله عليه وسلم.
53 ـ سرية الكديد ـ صفر 7 هجرية ـ 60 ـ غالب بن عبد الله الليثى ـ بنو الملوح ـ 1 ـ وقع اشتباك ـ كانت بنو الملوح قد قتلوا أصحاب بشير بن سويد فبعثت إليهم هذه السرية للتوبيخ.
54 ـ سرية فدك ـ فى صفر سنة 7 هجرية ـ غالب بن عبد الله الليثى ـ أهل فدك ـ قتل ناس من العدو.
55 ـ سرية حسمى ـ فى جمادى الآخرة 7 هجرية ـ 500 ـ زيد بن حارثة ـ 102 ـ الهنيد بن عوض الجزرى ـ 100 ـ 2 ـ انتصر المسلمون وقتل الهنيد مع ابنه وأطلق الباقون بعد توبتهم ـ كان دحية الكلبى محملاً ببعض الهدايا من قيصر فقابله الهنيد فى ناس وقطع عليه الطريق.
56 ـ سرية تربة ـ فى شعبان سنة 7 هجرية ـ عمر بن الخطاب ـ أهل تربة ـ تفرق العدو ـ بين تربة ومكة منزلان كان أهل تربة قد اصطلحوا مع بنى غطفان فقام المسلمون بالمظاهرة فى محالهم.
57 ـ سرية بنى كلاب ـ فى شعبان 7 هجرية ـ أبو بكر الصديق رضى الله عنه ـ بنو كلاب ـ انتصر المسلمون سبى من الأعداء جماعة وقتل آخرون ـ كانوا أجمعوا الهجوم على المسلمين مع بنى محارب وبنى أنمار.
58 ـ سرية الميفعة ـ رمضان 7 هجرية ـ غالب بن عبد الله الليثى ـ أهل الميفعة ـ وقع اشتباك ـ كانوا حلفاء أهل خيبر.
59 ـ سرية خربة ـ فى رمضان 7 هجرية ـ أسامة بن زيد ـ أهل خربة ـ بينما أسامة وأصحابه يمشون فى الطريق إذ هبط إليهم رجل من الجبل فقتله أسامة بعد أن قال لا إله إلا الله.
60 ـ سرية بنى مرة ـ شوال 7 هجرية ـ 30 بشير بن سعد ـ بنو مرة بالقرب من فدك ـ وقع اشتباك كانوا حلفاء أهل خيبر.
61 ـ سرية بشير بن سعد الأنصارى ـ فى شوال 7 هجرية ـ 30 بشير بن سعد ـ بنو فزارة وعذرة ـ جرح جميع المسلمين وأسر منهم رجلان ـ كانت بنو فزارة وعذرة قد ساعدوا اليهود فى خيبر فبعثت إليهم هذه السرية للترويع.
62 ـ سرية ابن أبى العوجاء ـ 7 هجرية ـ 50 ـ ابن أبى العوجاء ـ بنو سليم ـ 1 ـ 49 ـ أصيب ابن أبى العوجاء بجرح واستشهد الباقون ـ قام المسلمون بحشد قواهم فى محالهم لأنهم كانوا يجمعون للإغارة على المدينة.
63 ـ سرية ذات أطلح ـ 8 هجرية ـ 15 ـ كعب بن عمير الأنصارى ـ أهالى ذات أطلح بنو قضاعة ـ 14 ـ استشهد المسلمون جميعاً وبرأ واحد منهم ـ كانوا يجمعون فى عدد كبير للإغارة على المسلمين فبعث إليهم كتيبة لتخوفيهم فاستشهد المسلمون جميعاً.
64 ـ سرية ذات عرق ـ فى ربيع الأول 8 هجرية ـ 25 ـ شجاع بن وهب الأسدى ـ بنو هوازن أهالى ذا عرق ـ كانت هوازن قد مدّوا يد المعونة لأعداء المسلمين مراراً ثم اجتمعوا على مشارف المدينة فاحتشد المسلمون لتخويفهم.
65 ـ سرية مؤنة ـ فى جمادى الأولى سنة 8 هجرية ـ 3000 ـ زيد بن حارثة ـ مائة ألف ـ شرحبيل الغسانى ـ 12 ـ لم نعرف عدد المفقودين ـ انتصر المسلمون ـ كان شرحبيل قد قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقعت لذلك الحرب وهزم ثلاثة آلاف مائة ألف.
66 ـ سرية ذات السلاسل ـ جمادى الآخرة 8 هجرية ـ 500 ـ عمرو بن العاص القرشى ـ بنو قضاعة ساكنوا السلاسل ـ هرب الأعداء بمظاهرة المسلمين ـ كانت قضاعة قد تجمعت للإغارة على المدينة.
67 ـ سرية سيف البحر ـ فى رجب 8 هجرية ـ 300 ـ أبو عبيدة ـ قريش ـ أقام المسلمون على الساحل أياماً ثم انصرفوا ـ كان الغرض من هذه السرية تشتيت همم قريش.
68 ـ سرية محارب ـ فى شعبان 8 هجرية ـ 15 ـ أبو قتادة الأنصارى ـ بنو غطفان ـ هرب العدو خائفاً وأصاب المسلمون أنعاماً ـ تجمع بنو غطفان بخضرة فأرسلت إليهم سرية مكونة من خمسة عشر رجلاً للاستطلاع.
69 ـ غزوة فتح مكة ـ رمضان 8 هجرية ـ 10000 ـ النبى صلى الله عليه وسلم ـ قريش مكة ـ 2 ـ 12 ـ انتصر المسلمون ـ لم يتعرض للمسلمين أحد إلا كتيبة واحدة ثم دخل النبى صلى الله عليه وسلم مكة وجعل الناس كلهم طلقاء ولا تثريب عليهم.
70 ـ سرية خالد ـ فى رمضان 8 هجرية ـ خالد بن الوليد ـ الصنم العزى ـ كانت العزى صنم بنى كنانة فحطمها خالد رضى الله عنه.
71 ـ سرية عمرو بن العاص ـ 8 هجرية ـ عمرو بن العاس ـ الصنم سواع ـ كانت سواع صنم بنى هذيل فحطمها عمرو بن العاص رضى الله عنه.
72 ـ سرية سعد الأشهلى ـ رمضان 8 هجرية ـ سعد بن زيد الأشهلى الأنصارى ـ الصنم مناة ـ كانت مناة صنماً للأوس والخزرج فهدمها سعد الأشهلى رضى الله عنه.
73 ـ سرية خالد بن الوليد ـ شوال 8 هجرية ـ 350 ـ خالد بن الوليد ـ بنو جذيمة ـ 95 ـ قتل خمسة وتسعون رجلاً من بنى جذيمة ممن كانوا أسلموا فكره الرسول صلى الله عليه وسلم قتلهم وودى بهم الدية ـ كان خالد بن الوليد بعث داعياً وكانت بنو جذيمة قد أسلموا من قبل فشك خالد فى إسلامهم وقتل منهم رجالاً.
74 ـ غزوة حنين أو أوطاس أو هوازن ـ شوال 8 هجرية ـ 12000 ـ النبى صلى الله عليه وسلم ـ بنو ثقيف وبنو هوازن وبنو معز وبنو أحسم ـ 6 ـ 6000 ـ 71 ـ انتصر المسلمون ـ أطلق النبى صلى الله عليه وسلم سراح جميع الأسرى وأعطاهم الكسوة كذلك.
75 ـ غزوة الطائف ـ شوال 8 هجرية ـ 12000 ـ النبى صلى الله عليه وسلم ـ بنو ثقيف ـ جمع كثير ـ 13 ـ جمع كثير ـ رجع النبى صلى الله عليه وسلم بعد محاصرة دامت شهراً ـ لما رفع النبى صلى الله عليه وسلم عنهم الحصار قدموا عليه وأسلموا.
76 ـ سرية عيينة بن حصن ـ فى محرم 9 هجرية ـ 150 ـ عيينى بن حصن الفزارى ـ قبيلة بنى تميم ـ 62 ـ تم القضاء على الثورة ـ قامت هذه القبيلة بإغراء القبائل التابعة لها ومنعتها عن أداء الجزية ولما خرج إليهم عيينى أسر منهم 11 رجلاً و21 امرأة و 20 ولداً فأطلقهم النبى صلى الله عليه وسلم حين قدم عليه سيدهم.
77 ـ سرية قطبة بن عامر ـ فى صفر 9 هجرية ـ 20 ـ قطبة بن عامر ـ قبيلة خثم ـ أكثر من النصف ـ أكرهم ـ تفرقوا وانتشروا ـ كانوا يدبرون مؤامرة ضد المسلمين فجاء قطبة ببعضهم أسيراً فأطلقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
78 ـ سرية الضحاك ابن سفيان الكلابى ـ ربيع أول 9 هجرية ـ الضحاك رضى الله عنه ـ قبيلة بنى كلاب ـ بعث المسلمون إلى بنى كلاب داعين فاعترض لهم الكفار فوقع اشتباك.
79 ـ سرية عبد الله بن حذافة ـ ربيع أول 9 هجرية ـ 300 ـ عبد الله بن حذافة القرشى السهمى ـ القراصنة من الخثعميين ـ هربوا ـ كانوا قد اجتمعوا فى ساحل جدة يريدون الإغارة على مكة فتفرقوا حين رأوا هذه السرية.
80 ـ سرية بن طىء ـ 9 هجرية ـ 150 ـ على رضى الله عنه ـ بنى طىء ـ أسرت سفانة بنت حاتم وغيرها من الناس.
81 ـ غزوة تبوك ـ 9 هجرية ـ 3000 ـ الرسول صلى الله عليه وسلم ـ هرقل قيصر الروم ـ قام النبى صلى الله عليه وسلم بالتجمع مع أصحابه وأرهب الأعداء ثم رجع إلى المدينة.
82 ـ سرية دومة الجندل ـ 420 ـ خالد بن الوليد ـ أكيدر أمير دومة الجندل ـ أسر أكيدر وقتل أخوه ـ أطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم سراح أكيدر وعقد الحلف مع حكومات نصرانية أخرى.

غير معرف يقول...

تحرير المرأة الحقيقي في الإسلام


أسقط الإسلام القيود التي كانت تفرضها بعض العادات القبلية السيئة مثل زواج الولد لامرأة أبيه، وحرمه لما فيه من إساءة الولد لأبيه الميت، وفيه تقزز للنفس البشرية، قال تعالى: ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتاً وساء سبيلاً(32). وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: "كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته؛ إن شاء بعضهم تزوجها، وإن شاءوا زوجوها، وإن شاءوا لم يزوجوها، فهم أحق بها من أهلها، فنزلت هذه الآية في ذلك قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهاً(33).
ووضع قواعد أخلاقية عليا في مسألة الزواج، حين حرم، ومنع الزواج من الأقارب الأصول قال تعالى: حرمت عليكم أمهاتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم الاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم الاتي في جحوركم من نسائكم الاتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف وإن الله كان غفوراً رحيماً(34).
وأسقط عادة أخذ مال المهر من الزوجة بعد طلاقها، وبذلك فك القيد الاستغلالي من الحاجة إلى تسديد المهر من امرأة لم يعد لها أي وارد مالي إلا ما يحسن فيه إليها ذويها، وكانت رهينة لقيد سداد المهر، الذي أعطي لها حين تزوجت، وقد تكون قد تصرفت به، ولم يبق منه شيئاً، قال تعالى: وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وأتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً أتأخذونه بهتاناً وإثماً مبيناً(20) كيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً(21)(35).
وحرر الإسلام المرأة من أغلال أعراف سيئة، كان يمارسها العرب في الجاهلية، وهي دونية المرأة في مجتمعها، الذي كان يرى السيادة والعز والفخار فقط في الذكورية، وأن العار المستقبلي والمحتمل في المرأة. ولهذا أوجدوا عرفاً، يقوم على وأد البنات، الذي يعتبر من أبشع الأعراف القبلية، التي عرفها تاريخ الجزيرة العربية ما قبل الإسلام. وصور القرآن الكريم حالة الرجل الذي يبشر بمولدة لـه أنثى، وكيف يشعر بالحرج والخجل بتلقي النبأ في مجلس وبين أصحابه؟ وكيفية ردة فعله تجاه هذا النبأ؟ فيقول الله عز وجل: وإذا بُشِّرَ أحدهم بالأنثى ظلَّ وجهه مسوداً وهو كظيم(58) يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون(59)(36).
لو تمعنا في هذه الصورة القرآنية الكريمة، لظهر لنا مشهد الرجل، وكيف يتلقى نبأ ولادة زوجته بنتاً له؟ فتصوره غاضباً وقد اسود وجهه من هذا النبأ، وكيف يحاول التخفي من الإحراج والتهكم والسخرية من قبل قومه لمولودته الأنثى، ومن ثم يزداد إحراجاً في القرار الذي يتطلب منه اتخاذه، فهو حائر بين أمرين، يجب أن يقرر إحداهما، هل يتركها تعيش مع عائلته، أم يقتلها حية وذلك يدفنها في التراب؟
وقد تحدثت بعض المصادر التاريخية عن جرائم وأد البنات في الجاهلية، ومنها القصة الذي ذكرها سيدنا عمر بن الخطاب حين ضحك وبكى مرة فسئل من قبل الحاضرين لماذا فعل ذلك؟ ذكر أنه ضحك حين كان يعبد صنماً من التمر، ويطلب منه المساعدة والعون، ولكنه حين يجوع يقوم بأكله، فيقول أنه ضحك كيف يعبد إلهاً ثم يقوم بأكله، ويرى إلى أي مدى وصل عقل الإنسان من الانحدار، بعدمية الإدراك والتمييز العقلي.
وذكر أنه بكى حين أخذ ابنته الصغيرة لوأدها إلى الصحراء، وأنه قام بحفر حفرة لدفنها فيها، وكيف كانت الطفلة الصغيرة تنفض الغبار المتطاير من الحفرة عن لحيته؟ ورغم هذا الفعل النبيل من تلك الطفلة، لم يرق لها قلبه، الذي كان جافاً بسبب جاهليته، بل دفنها وهي تسأله لماذا؟. لهذا بكى عمر بحرقة للقلب القاسي في الجاهلية، وكيف استطاع الإسلام أن يحوله إلى أرق القلوب الإنسانية التي عرفها تاريخ البشرية.
وهكذا كان حال البنات الصغيرات ما قبل الإسلام، يقتلن بدون ذنب ارتكب، ويدفن أحياء دون أي رادع خلقي وإنساني، فجاء الإسلام ليسقط هذا العرف القبلي الجائر، ويحرر البنت من جريمة لم ترتكبها، ويعيد لها مكانتها الاجتماعية والثقافية أسوة بالرجل. وشدد القرآن الكريم على عقوبة من يقوم بهذا الفعل الشنيع في قوله تعالى: وإذا الموءودة سئلت(8) بأي ذنب قتلت(9)(37).
جاء الإسلام ليعيد المرأة إلى مكانتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. قال تعالى: للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن(38). وحتى في الحروب كان للمرأة المشاركة فيها جنباً إلى جنب مع الرجل، ويذكر التاريخ العديد من النساء في هذا المجال بدءاً من أم عمارة مروراً بصفية عمة رسول الله وحتى الخنساء وخولة بنت الأزور وغيرها.
هذه المرأة المسلمة التي حررت من خلال تعاليم الإسلام منذ أربعة عشر قرناً، كانت المرأة في الغرب حتى قرون قريبة في وضع مزدرى ودونيّ عن الرجل، ونذكر قول لعباس محمود العقاد قال فيه: (ولقد تقدم الزمن في الغرب من العصور المظلمة إلى عصور الفروسية إلى ما بعدها من طلائع العصر الحديث، ولما تبرح المرأة في منزلة مسفهة لا تفضل ما كانت عليه في الجاهلية العربية، وقد تفضلها منزلة المرأة في الجاهلية.
ففي سنة 1790، بيعت امرأة في أسواق إنجلترا بشلنين لأنها ثقلت بتكاليف معيشتها على الكنيسة التي كانت تؤويها..
وبقيت المرأة إلى سنة 1882، محرومة من حقها الكامل في ملك العقار، وحرية المقاضاة.
وكان تعلم المرأة سبّة، تشمئز منها النساء قبل الرجال، فلما كانت اليصابات بلا كويل تتعلم في جامعة جنيف سنة 1849-وهي أول طبيبة في العالم-كان النسوة المقيمات معها يقاطعنها، ويأبين أن يكلمنها، ويزوين ذيولهن من طريقها احتقاراً لها، كأنهن متحرزات من نجاسة يتقين مساسها..
ولما اجتهد بعضهم في إقامة معهد يعلم النساء الطب بمدينة فلادليفيا الأمريكية، أعلنت الجماعة الطبية بالمدينة، أنها تصادر كل طبيب يقبل التعليم بالمعهد، وتصادر كل من يستشير أولئك الأطباء.

وهكذا تقدم الغرب إلى أوائل عصرنا الحديث، ولم تتقدم المرأة فيه تقدماً يرفعها من مراوغة الاستعباد، التي استقرت فيها من قبل الجاهلية العربية..
فماذا صنع محمد؟ وماذا صنعت رسالة محمد؟
حكم واحد من أحكام القرآن أعطى المرأة من الحقوق كفاء ما فرض عليها: ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف(39).
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟الإسلام وتحرير العبيد من الرّق.


كثيرة هي الاتهامات ضد الإسلام من قبل كتاب وباحثي الغرب، ومنها أن الإسلام يؤيد استمرارية الرّق، ويشجعه. وهذا كذب وافتراء وتزوير ضد الإسلام، الذي جاء ليحرر الإنسان من الظلم والعبودية على مختلف أشكالها، كما بيّنا في بدايات هذا الفصل.
الإسلام ظهر ومجتمع الرّق يسود العالم قانوناً وعرفاً، فجاءت رسالة الإسلام حينئذ لتطرح مسألة المساواة بين مختلف أبناء البشر، على اعتبارهم يعودون جميعاً إلى أصل واحد، وأب واحد وأم واحدة، هما آدم وحواء عليهما السلام.
كما قال تعالى: خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها..(40)، وما جاء على لسان رسول الله محمد: [كلكم لآدم وآدم من تراب].
واعتبرت رسالة الإسلام، أن التفاوت بين البشر ليس بألوانهم وأصولهم وانتماءاتهم الطبقي، بل من خلال ما يقدم المرء من عمل صالح لنفسه ولمجتمعه ولدينه وللبشرية جمعاء. كما جاء في الحديث الشريف: [الناس سواسية كأسنان المشط، لا فرق بين عربي وأعجمي، ولا أسود ولا أبيض إلا بالتقوى].
لهذا كان الإقبال الأول على اعتناق الدعوة الإسلامية غالبيتهم من العبيد والضعفاء والمساكين، في نفس الوقت كانت تلاقي الرفض والعداء من أغنياء قريش وسادتها، لرفضهم المساواة بينهم وبين هذه الطبقة الضعيفة، وذكر القرآن الكريم أن المقاومة للدعوة السماوية دائماً تكون من قبل الأغنياء والسادة قال تعالى: وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مُترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون(34) وقالوا نحن أكثر أموالاً وما نحن بمعذبين(35)(41).
ودللت القصص الواردة في القرآن الكريم، أن معظم الرسل والأنبياء يكون أتباعهم من الفقراء والعبيد. لأن في دعوة السماء الخلاص والتحرر من كل الأغلال، التي فرضتها قوانين الاستغلال والرق والعبودية. وخير مثل على ذلك ما جاء في الحوار بين سيدنا نوح عليه السلام والأغنياء من قومه، كما أورده القرآن الكريم: ولقد أرسلنا إلى نوحاً إلى قومه إني نذير مبين(25) أن لا تبعدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم(26) فقال الملأ الذين كفروا من قومه وما نراك إلا بشراً مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين(27) قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وأتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون(28) ويا قومي لا أسألكم عليه مالاً إن أجري إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقوا ربهم ولكني أراكم قوماً تجهلون(29) ويا قومي من ينصرني من الله أن طردتهم أفلا تذكرون(30)(42).
حاول أغنياء قريش ووجهائهم من المناهضين للدعوة الإسلامية، أن يبعدوا هؤلاء الفقراء والعبيد من حول الرسول، ففاوضوه على طردهم، ليتسنى لهم التفكير بقبول الدعوة. فجاءت الآية القرآنية محذرة من هذه المؤامرة الخبيثة، التي حاكها قادة الكفر في قريش، قال تعالى: ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين(52) وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهولاء منّ الله عليهم من بيننا أليس الله أعلم بالشاكرين(53)(43).
وفشلت تلك المحاولات، لهذا لقي أتباع الرسول محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام الظلم الشديد من أسيادهم. وتذكر كتب التاريخ العديد من أشكال تلك المعاناة، التي لقيها العبيد وفقراء المسلمين في بدايات الدعوة، وشكل البعض منهم أمثال بلال الحبشي رضي الله عنه وصهيب الرومي وياسر وزوجته سمية وابنهم عمار نماذج في التضحية والفداء في سبيل الإسلام. وليس صدفة أن يكون أول من استشهد في سبيل الدعوة الإسلامية من الرقيق هي سمية أم عمار بن ياسر على أيدي الطغاة من قريش.
فالدعوة الإسلامية كانت تحريراً لهؤلاء الفقراء والعبيد من الظلم والقهر، وليس فقط رفع الظلم الاجتماعي والاقتصادي عنهم، وإلى نقلهم من الطبقة الدونية المسحوقة إلى السيادة والقيادة، قال تعالى: ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين(44).
لذلك حظي هؤلاء الضعفاء المتحررين من العبودية مكانة متقدمة في المجتمع الإسلامي، سواء كان في عهد الرسول في المدينة أو في الخلافتين الراشدية والأموية. وقد تولى سلمان الفارسي إمارة خراسان تقديراً لمكانته الرفيعة في الإسلام. وارتفعت مكانة سالم مولى أبي حنيفة، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين أصحاب النبي في مسجد قباء وفيهم أبو بكر وعمر وأبو سلمة وزيد وعمر بن ربيعة(45).
وكان لزيد بن حارثة مكانة عالية في الإسلام، ولم يعامله رسول الله معاملة العبد، بل عامله كولد لـه وتبناه، وأشهر رسول الله تبنيه لزيد لقريش. لهذا كان أهل مكة يطلقون عليه اسم زيد بن محمد، وبقي يحمل هذا الاسم، حتى نزلت آية من الله عز وجل، تطلب أن ينسب العبد أو المتبنى إلى والده الحقيقي، قال تعالى: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وما جعل أزواجكم الائي تظاهرون منهم أمهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق ويهدي السبيل(4) أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفوراً رحيماً(5)(46). فأعاد الرسول نسبه إلى أبيه حارثة، وكان من أقرب الناس له. حتى أنه زوجه من ابنة عمته زينب بنت جحش، وهي من حرائر قريش، دلالة على عدم التفريق بين العبد والحر في الإسلام. وقد نصت الآية سابقة على المساواة، حين قالت: أخوان في الدين.
وقلد الرسول زيداً قيادة الجيش في غزوة مؤتة، وهي مرتبة يتنافس عليها قادة المسلمين. كما حظي ولده أسامة مكانة عالية في جهاز الدولة الإسلامية من بعد استشهاد أبيه، وقلده الرسول قبل وفاته قيادة جيش معدّ للزحف على تبوك، وكان فيه شيوخ الإسلام ورموزه مثل أبي بكر وعمر بن الخطاب.
كثيراً ما ظهرت العديد من الدراسات والأبحاث والمقالات الغربية، التي تتهم الإسلام كذباً وافتراءً بأنه يقف مع العبودية، ويحبذ الاسترقاق. بل وصلت الدعاية الغربية في تزويرها وكذبها، بأن اتهمت المسلمين بأنهم كانوا وراء تجارة الرقيق في أفريقيا في القرن السادس عشر وبعده.
في حين كل الدلائل التاريخية الموثقة تثبت أن تلك التجارة، كان يقوم بها الأوربيون والأمريكيون، وكانوا يستخدمون وسائل قذرة في عملية الاستعباد، من خلال السرقة واصطياد الأفارقة، وتحويلهم إلى عبيد، ثم إرسالهم إلى أمريكا، وهناك يستخدمونهم في مزارع القطن في جنوب الولايات المتحدة. إنما استهداف الإسلام كان للتشويه ولخلق حالة من العداء والكراهية بين الإسلام والأفارقة سواء في القارة أو في الولايات المتحدة وبقية القارة الأمريكية، خاصة بعد أن رأى الحاقدين على الإسلام من الغربيين الإقبال الكبير على الدخول بالإسلام من قبل هؤلاء. فظهرت حملات تشويه الإسلام، وتبرئة الغرب من هذه الجريمة الإنسانية، وإلصاقها بالإسلام والمسلمين.
إن الإسلام كما أشرنا سابقاً، ظهر في عزّ مرحلة الرقّ، التي كان تاريخ البشرية يمر بها. لهذا عمل على التخلص التدريجي من حالة الاسترقاق، حيث بدأ في فك مسألة التحرير من العبودية على أشكال مختلفة منها:
1-التشجيع على تحرير العبيد الذين أسلموا.
2-فرض عملية تصحيح الأخطاء في الحقوق الشخصية والاجتماعية والدّين، وغيرها من الخطايا والآثام والذنوب، في عتق العبد وتحريره.
3-جعل على رأس أعمال البرّ والصدقات والتقرب إلى الله عز وجل، تحرير العبيد وتكريمه.
4-منع استرقاق الناس سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين من رعايا الدولة الإسلامية، وأيضاً من رعايا دول أخرى إلا من كانت في حالة حرب مع الدولة الإسلامية. حيث كان رقّ الأسرى بحالة الحرب في تلك المرحلة الزمنية (القرون الوسطى) قانون دولي متعارف عليه بين الدول، فعلى الدولة الإسلامية في حالة الحرب عليها أن تعامل الدولة التي تحاربها بالمثل في استرقاق رعاياها. حيث يتم تبادل الأسرى بعد انتهاء الحرب، والفداء عنهم بالمال وتحريرهم. إلا أن الإسلام دعا إلى إطلاق سراحهم، حتى لو لم يتم التبادل مع الدولة المحاربة على قاعدة إسلامية تقول: (فإما منّاً وإما فداء).
5-وسن قانوناً جديداً يعطي للرقيق تحرير نفسه بالمقاضاة مع سيده، إذا تمكن من ذلك.
لهذا نرى منذ البدايات الأولى للدعوة الإسلامية، تم تشجيع الأغنياء من المسلمين للقيام بعملية تحرير العبيد، وخاصة من الذين أسلموا من باب التقرب إلى الله، ولرفع الظلم الشديد الذي يلاقونه من قبل سادتهم من كفار قريش. وبين الله عز وجل الإيمان الحقيقي وأوجه البرّ في أمور عديدة ومنها عتق العبيد وتحريرهم من العبودية قال تعالى: ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وأتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وأتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون(47).
حيث حثّ الله عز وجل على عتق العبيد، بقوله وفي الرقاب، واعتبره بمرتبة واحدة مع الصدقات والزكاة والصلاة، ومن أفضل الأعمال قربى إلى الله عز وجل، والتي يسعى الإنسان المسلم لأدائها.
وحض رسول الله  على عتق العبيد المسلمين، ورغب فيه، واعتبره عملاً هاماً من أعمال نيل رضى الله عز وجل. بل فيه الكثير من الحسنات، التي تنجي صاحبها من عذاب يوم القيامة. قال رسول الله : [أيما رجل أعتق امرأ مسلماً، استنقذ الله بكل عضو منه عضواً منه من النار](48).
وكانت تعاليم الإسلام تطلب من مالكي العبيد، أن يعاملوا العبيد المعاملة الحسنة، ويقدموا لهم الرعاية السليمة، التي تحفظ لهم كرامتهم وإنسانيتهم. وشدد الإسلام على المساواة بين العبد وسيده في المأكل والملبس قال رسول الله : [أطعموهم مما تأكلون وأكسوهم مما تلبسون](49).
ودعا رسول الله  إلى التعامل النديّ بين السيد والرقيق، واعتباره أخ له، لا عبداً مملوكاً فقط وحرمانه من إنسانيته، حيث قال عليه الصلاة والسلام: [هم إخوانكم وخولكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده، فليطعمه مما يأكل، ويلبسه مما يلبس، ولا تكلفونهم ما يغلبون، فإن كلفتموهم فأعينوهم](50).
من ينظر إلى حديث رسول الله  هذا، يجد السلوك الإنساني السامي في معاملة الرقيق، حيث ليست المساواة في الأكل والملبس فقط، بل حتى في عدم التكليف بالعمل الصعب وغير المطاق من قبل الرقيق. فإن كان العمل من الصعوبة لا طاقة للعبد القيام به، ومن الضرورة تنفيذه، فعلى المالك تقديم المساعدة والمساندة لـه في التنفيذ.
من يقرأ هذا من العلماء والمهتمين في التاريخ، ويقارنون ما حاق بهذه الطبقة من تعسف وظلم، وانتهاك لإنسانيتها عبر مراحل التاريخ، ومنذ ظهور الرقّ، حتماً إن كان يملك ضميراً ووجداناً، سيقول: إن الإسلام أول من قام بتحرير الرقيق، وأول من سعى إلى رفع القيود عنهم، وإلى إعادة إنسانية الرقيق له. وليس غريباً أن يوصي رسول الله  بالرقيق حين يقول: (اتقوا الله في الضعيفين النساء والرقيق)(51)
وشهد بداية الدعوة الإسلامية في مكة، أولى عملية التحرير من قبل أبو بكر الصديق رضي الله عنه، حيث قام بشراء عدد من العبيد، وحررهم من العبودية. وقلده العديد من أغنياء المسلمين في عتق رقاب الكثير من العبيد المسلمين، وتحريرهم تقرباً إلى الله عز وجل، وتنفيذاً لرغبات الإسلام في عتق الرقاب المؤمنة.
وأمر الرسول  بأن يتم تغيير اسم العبيد إلى اسم (فتيان وفتيات)، لهذا أصبح يقال: فتيانكم وفتياتكم. وهذا التغيير في الاسم والمعاملة كان لـه الأثر الكبير في إحداث نقلة نوعية في تحطيم كثير من القيود، التي كانت يكبل بها العبيد.
ولكن الأهم في عملية كسر أغلال العبودية، كان في المساواة السريعة بين السادة والعبيد المحررين في الحقوق والواجبات والتكاليف تجاه الدين والمجتمع والدولة. ولم تذكر كتب التاريخ أي حالة من نقص في تلك المساواة، بل وردت حادثة أثناء فتح مكة، أن بعض سادة قريش حاول النيل من بعض الأرقاء السابقين مثل بلال وصهيب، فغضب رسول الله ، وزجرهم حين اعتبرهم أفضل منهم، لأسبقيتهم، وأنهم في مكانة متقدمة عليهم في الإسلام.
ونذكر من الأعمال التدريجية التي استخدمها الإسلام لتحرير العبيد، اعتبار تحرير العبد من الأعمال التي تنجي العبد من نار جهنم، قال تعالى: فلا أقتحم العقبة(11) وما أدراك ما العقبة(2) فك رقبة(13) (سورة البلد).
ووضع الإسلام إحدى مصارف الزكاة، هي تحرير العبيد قال تعالى: إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل والله حكيم عليم(52).
كما وضع الإسلام من كفارات بعض الخطايا والذنوب تحرير العبيد، وعتقهم، ومنها كفارة القتل بالخطأ، قال تعالى: ما كان لمؤمن أن يقتل مؤمناً إلا خطأ ومن قتل مؤمناً خطأ فتحرير رقبة مؤمنة وديّة مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وأن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليماً حكيماً(53).
وفرض الإسلام عتق العبد وتحريره من العبودية في مسألة (الظهار)، وهي عادة جاهلية يقوم بها الرجال، لفك العلاقة الزوجية بين الزوج وزوجته. حيث يقول لها (أنت علي كظهر أمي)، فتحرم عليه، كما حرمت عليه أمه الحقيقية، فأبطل الإسلام هذه العادة السيئة، مؤكداً أن الأم هي الأم الحقيقية، التي ولدته، ولن تكون زوجته مهما قال. لهذا فرض على الزوج، الذي استخدم مسألة الظهار قبل أن يراجع زوجته، أن يقوم بعتق عبد، وتحريره من العبودية قال تعالى: والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير(54).
ومن المشجعات ما أمر النبي  المسلمين بتحرير العبيد حين كسوف الشمس قالت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما: (أمر النبي  بالعتاقة في كسوف الشمس)(55).
ودعا النبي  إلى تشجيع الزواج من العبيد، وعتقهن. عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله  (أيما رجل كانت لـه جارية فأدبها فأحسن تأديبها واعتقها وتزوجها فله أجران)(56).
فالإسلام إذن كان منذ بدايات دعوته في مكة المكرمة، يدعو إلى تحرير العبيد، ولكن استخدم عمليات التدرج في التحرير كما بينا، حيث كانت الظروف الدولية آنذاك، وما صاحب الدعوة من عمليات حربية دفاعاً عن نفسها، في مواجهة أكبر دولتين في العالم آنذاك الفرس والروم إضافة إلى العرب المناوئين لها، كانت تتطلب التدرج؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

غير معرف يقول...

بشارة يعقوب عليه السلام بشيلون

وقد توالى الأنبياء وهم يبشرون بمقدم نبي آخر الزمان، ويذكرون صفاته وأحواله والتي من أهمها أنه ليس من بني إسرائيل كما أنه صاحب شريعة تدوم إلى الأبد، يسحق أعداءه، ودعوتُه تكون لخير جميع الأمم.
وهذه الصفات لم تتوافر في أحد ادعى النبوة سواه، ولا يمكن للنصارى حمل تلك النبوءات التي يقرون في أنها نبوءات، لا يمكن لهم أن يحملوها على غيره r، إذ موسى وعيسى كانا نبيين إلى بني إسرائيل فقط، وكان موسى صاحب شريعة انتصر أتباعه على أعدائهم، وأما عيسى فلم ينزل بشريعة مستقلة، إذ هو نزل بشريعة موسى وبتكميلها، فهو القائل: "لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء، ما جئت لأنقض بل لأكمل" (متى 5/17)، ولم يقيض له أن ينتصر على أعدائه، بل تزعم النصارى أنهم تمكنوا منه وصلبوه. فكيف يقال بأنه المختار الذي يسحق أعداءه وتترقبه الأمم؟
وأقدم النبوءات الكتابية الصريحة التي تحدثت عن النبي الخاتم جاءت في وصية يعقوب لبنيه قبل وفاته حين قال لهم: "ودعا يعقوب بنيه، وقال: اجتمعوا لأنبئكم بما يصيبكم في آخر الأيام، اجتمعوا واسمعوا يا بني يعقوب، وأصغوا إلى إسرائيل أبيكم ... لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتي شيلون، وله يكون خضوع شعوب " (التكوين 49/10)، فهو يخبرهم عن وقت زوال الملك والشريعة عنهم في آخر الأيام.
وأما نسخة الرهبانية اليسوعية، فالنص فيها: "لا يزول الصولجان من يهوذا، ولا عصا القيادة من بين قدميه؛ إلا أن يأتي صاحبها وتطيعه الشعوب".
والنص حسب ترجوم يوناثان أوضح، وفيه: "لا يتوقف الملوك والحكام من عائلة يهوذا، ولا يتوقف معلمو الشريعة من نسله حتى يجيء الملك المسيا أصغر أبنائه".( )
وتختلف التراجم في ثلاث من كلمات النص، فقد أبدل البعض كلمة "قضيب" بالملك أو الصولجان، وكلها بمعنى واحد، وكذا أبدلت كلمة "مشترع" بالراسم والمدبر أو عصا القيادة، وهي متقاربة بمعنى صاحب الشريعة مدبر قومه.
وأما الاختلاف الأهم فكان في كلمة "شيلون" التي أبقتها معجم الترجمات على حالها، وفي تراجم عبرانية أخرى قيل: " إلى أن يأتي المسيح "، وقد فسر القس إبراهيم لوقا "شيلون" بالمسيح، واعتبرها ترجمة صحيحة لكلمة " شيلوه " العبرية، ففيه [שִׁילֹה]، وذكرت الطبعة الأمريكية للكتاب المقدس في هامشها أن كلمة " شيلون " تعني: الأمان، أو: الذي له.
فما هو المعنى الدقيق للكلمة (شيلون) التي تدور حولها النبوءة؟
في الإجابة عن هذا السؤال يرى القس السابق والخبير في اللغات القديمة عبد الأحد داود أن كلمة " شيلون " لا تخرج في أصلها العبري عن معان، أهمها:-
1) أن تكون من الكلمة سريانية مكونة من كلمتي "بشيتا" و "لوه"، ومعنى الأولى منهما: "هو" أو "الذي"، والثانية (لوه) معناها " له "، ويصبح معنى النبوءة حسب ترجمته المفسرة: " إن الطابع الملكي المتنبئ لن ينقطع من يهوذا إلى أن يجيء الشخص الذي يخصه هذا الطابع، ويكون له خضوع الشعوب ".
2) أن تكون الكلمة محرفة من كلمة " شيلواح " ومعناها: " رسول الله " كما يعبر بالكلمة مجازاً عن الزوجة المطلقة لأنها ترسل بعيداً، وتفسير الكلمة بالرسالة مال إليه القديس جيروم، فترجم العبارة " ذلك الذي أرسل ".( )
وأياً كان المعنى فإن النبوءة تتحدث عن شخص تدعوه: شيلون. وليس عن المكان المسمى "شيلون" كما ادعى بعض المفسرين، فمن هو شيلون؟
وليس المقصود بزوال الملك زواله حقيقة، بل زوال أحقيته وموجبه من قبل الله، لأن زوال الملك من اليهود لم يوافق ظهور نبي، أياً كان هذا النبي، فالمقصود زوال الاصطفاء والبركة.
ولا يمكن القول بأن شيلون هو موسى، لأن ملوك يهوذا كانوا بعده بقرون، ولا يمكن القول بأنه سليمان، لأن الملك دام بعده في ذريته ولم ترفع به الشريعة، كما لم ترفع بالمسيح الذي ما جاء لنقض الناموس ولم تخضع له شعوب، بل ولا شعب اليهودية الذين بعث إليهم فقال: " لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة " (متى 15 / 24).
والمسيح عليه الصلاة والسلام لم يملك على بني إسرائيل يوماً واحداً، بل هرب منهم لما أرادوا تمليكه عليهم " لما علم أنهم مزمعون أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكاً، انصرف أيضاً إلى الجبل وحده " (يوحنا 6/15).
ولما ادعى عليه اليهود عند بيلاطس أنه يقول عن نفسه بأنه ملك نفى ذلك، وتحدث عن مملكة روحية مجازية غير حقيقية فقال: " مملكتي ليست من هذا العالم، لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا أسلم إلى اليهود " (يوحنا 18/36).
ولا يمكن أن يكون هذا النبي من بني إسرائيل، لأن مبعثه يقطع صولجان وشريعة إسرائيل كما يفهم من النص، فمن ذا يكون شيلون؟
إنه النبي الذي بشرت به هاجر وإبراهيم " يده على كل واحد " (التكوين 16/12)، والذي قال عنه النبي حزقيال: " يأتي الذي له الحكم فأعطيه إياه " (حزقيال 21/27).
وقد قال المسيح مبشراً بالذي ينسخ الشرائع بشريعته: "لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء، ما جئت لأنقض بل لأكمل، فإني الحق أقول لكم: إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل" (متى 5/17-18). هذا "الذي له الكل"، هو " الذي له الحكم ".
وهو النبي الذي يسميه بولس بالكامل، ومجيئه فقط يبطل الشريعة وينسخها "وأما النبوات فستبطل، والألسنة فستنتهي، والعلم فسيبطل، لأننا نعلم بعض العلم، ونتنبأ بعض التنبؤ، ولكن متى جاء الكامل، فحينئذ يبطل ما هو بعض" (كورنثوس (1) 12/8-10).


موسى عليه السلام يبشر بظهور نبي ورسول مثله

وينـزل موسى عليه السلام عن جبل الطور بعد ما كلمه ربه، فيقول مخاطباً بني إسرائيل: "قال لي الرب: قد أحسنوا في ما تكلموا، أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك، وأجعل كلامي في فمه، فيكلمهم بكل ما أوصيه به، ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه، وأما النبي الذي يطغى، فيتكلم باسمي كلاماً لم أوصه أن يتكلم به، أو الذي يتكلم باسم آلهة أخرى، فيموت ذلك النبي.
وإن قلت في قلبك: كيف نعرف الكلام الذي لم يتكلم به الرب؟ فما تكلم به النبي باسم الرب ولم يحدث ولم يصِر، فهو الكلام الذي لم يتكلم به الرب، بل بطغيان تكلم به النبي، فلا تخف منه " (التثنية 18 / 17 - 22).
والنص كما هو واضح يتحدث عن نبي عظيم يأتي بعد موسى عليه السلام، ويذكر صفات هذا النبي، والتي نستطيع من خلالها معرفة من يكون.
ويزعم النصارى أن هذا النبي قد جاء، وهو عيسى عليه السلام، فقد قال بطرس في سياق حديثه عن المسيح " فإن موسى قال للآباء: إن نبياً مثلي سيقيم لكم الرب إلهكم من إخوتكم، له تسمعون في كل ما يكلمكم به، ويكون أن كل نفس لا تسمع لذلك النبي تباد من الشعب، وجميع الأنبياء أيضاً من صموئيل فما بعده، جميع الذين تكلموا سبقوا وأنبأوا بهذه الأيام " (أعمال 3/22 - 26)، فبطرس يرى نبوءة موسى متحققة في شخص المسيح.
لكن النص دال على نبينا  ، إذ لا دليل عند النصارى على تخصيصه بالمسيح، بينما يظهر في النص عند تحليله أدلة كُثر تشهد بأن المقصود به هو نبينا . إذ يذكر النص التوراتي أوصاف هذا المبعوث المبشر به:
1) أنه نبي " أقيم لهم نبياً "، والنصارى يدعون للمسيح الإلهية، بل يدعي الأرثوذكس أنه الله نفسه، فكيف يقول لهم: أقيم نبياً، ولا يقول: أقيم نفسي، أو أقيم إلهاً.
2) أنه من غير بني إسرائيل، بل هو من بين إخوتهم أي أبناء عمومتهم "من وسط إخوتهم"، وعمومة بني إسرائيل هم بنو عيسو بن إسحاق، وبنو إسماعيل بن إبراهيم.
ومن المعهود في التوراة إطلاق لفظ " الأخ " على ابن العم، ومن ذلك قول موسى لبني إسرائيل: " أنتم مارون بتخم إخوتكم بنو عيسو " (التثنية 2/4)، وبنو عيسو بن إسحاق - كما سلف - هم أبناء عمومة لبني إسرائيل، وجاء نحوه في وصف أدوم، وهو من ذرية عيسو "وأرسل موسى رسلاً من قادش إلى ملك أدوم، هكذا يقول أخوك إسرائيل: قد عرفت كل المشقة التي أصابتنا" (العدد20/14)، وفي موضع آخر "لا تكره أدومياً لأنه أخوك" (التثنية 23/7). فسماه أخاً، وأراد أنه من أبناء عمومة إسرائيل.
ومثله سمى سفر الأيام الملك صدقيا أخاً للملك يهوياكين، فقال: "أرسل الملك نبوخذ ناصّر فأتى به (أي الملك يهوياكين) إلى بابل مع آنية بيت الرب الثمينة، وملك صدقيا أخاه على يهوذا وأورشليم" (الأيام (2) 36/10)، وهو في الحقيقة عمه، كما نص عليه سفر الملوك، فقال: "ملّك ملك بابل متّنيا عمه عوضاً عنه، وغيّر اسمه إلى صدقيا" (الملوك (2) 24/ 17-18)، فاستخدم لفظ الأخ، ومراده العم، مما يؤكد صحة هذا الاستخدام في قوله: "إخوتهم"، ومراده أبناء عمومتهم.
وعليه فهذا النبي يحتمل أن يكون من العرب تحقيقاً للبركة الموعودة في نسل إسماعيل، وقد يكون من بني عيسو بكر إسحاق. لكن أحداً من بني عيسو لم يدع أنه النبي المنتظر.
3) هذا النبي من خصائصه أنه مثل لموسى الذي لم يقم في بني إسرائيل نبي مثله "ولم يقم بعد نبي في إسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجها لوجه" (التثنية: 34/10)، وقد جاء في النسخة السامرية من التوراة ما تعريبه: "ولا يقوم أيضاً نبي في بني إسرائيل كموسى الذي ناجاه الله" (التثنية 34/10).
وهذه الخصلة، أي المثلية لموسى متحققة في نبينا ، ممتنعة في أخيهما المسيح عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه، حيث نرى الكثير من أمثلة التشابه بين موسى ومحمد ، والتي لا نجدها في المسيح، من ذلك ميلادهما الطبيعي، وزواجهما، وكونهما صاحبا شريعة، وكل منهما بعث بالسيف على عدوه، وكلاهما قاد أمته، وملك عليها، وكلاهما بشر، بينما تزعم النصارى بأن المسيح إله، وهذا ينقض كل مثل لو كان.
وقد وصف المسيحُ النبيَ القادم بمثلية موسى، صارفاً إياه عن نفسه فقال: " لا تظنوا أني أشكوكم إلى الآب، يوجد الذي يشكوكم، وهو موسى الذي عليه رجاؤكم، لأنكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني، لأنه هو كتب عني، فإن كنتم لستم تصدقون كتب ذاك فكيف تصدقون كلامي" (يوحنا 5/45-47)، فسماه موسى المرجو أو المنتظر، لمشابهته له.
وعن هذا الذي يشكو بني إسرائيل يقول المسيح: " أجاب يسوع: أنا ليس بي شيطان، لكني أكرم أبي وأنتم تهينونني، أنا لست أطلب مجدي، يوجد من يطلب ويدين" (يوحنا 8/49-50).
4) من صفات هذا النبي أنه أمي لا يقرأ ولا يكتب، والوحي الذي يأتيه وحي شفاهي، يغاير ما جاء الأنبياء قبله من صحف مكتوبة " وأجعل كلامي في فمه "، وقد كان المسيح عليه السلام قارئاً (انظر لوقا 4/16-18).
5) أنه يتمكن من بلاغ كامل دينه، فهو " يكلمهم بكل ما أوصيه به ". وهو وصف منطبق على محمد ، فقد كان من أواخر ما نزل من القرآن عليه  قوله تعالى: } اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً { (المائدة: 3).
وقد وصفه المسيح في نبوءة البارقليط، التي يأتي شرحها، فقال: " وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي، فهو يعلّمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم" (يوحنا 14/26).
ولا يمكن أن يكون المسيح عليه السلام هو ذلك النبي الذي يبلغ كل ما يوصيه به ربه، فقد رفع المسيح عليه السلام، ولديه الكثير مما يود أن يبلغه إلى تلاميذه، لكنه لم يتمكن من بلاغه، لكنه بشرهم بالقادم الذي سيخبرهم بكل الحق، لأنه النبي الذي تكمل رسالته، ولا يحول دون بلاغها قتله أو إيذاء قومه، يقول عليه السلام: " إن لي أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم، ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن، وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به" (يوحنا 16/12-13).
6) أن الذي لا يسمع لكلام هذا النبي فإن الله يعاقبه، " ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي، أنا أطالبه "، وقد فسرها بطرس، فقال: " ويكون أن كل نفس لا تسمع لذلك النبي تباد من الشعب "، فهو نبي واجب السمع والطاعة على كل أحد. ومن لم يسمع له تعرض لعقوبة الله، وهو ما حاق بجميع أعداء النبي  ، حيث انتقم الله من كل من كذبه من مشركي العرب والعجم، وقد قال المسيح عنه في نبوءة الكرامين - ويأتي شرحها-: "ومن سقط على هذا الحجر يترضض، ومن سقط هو عليه يسحقه " (متى 21/44)، فهو الحجر الصلب الذي يفني أعداءه العصاة، والذي بشر بمقدمه النبي دانيال "وفي أيام هؤلاء الملوك يقيم إله السماوات مملكة لن تنقرض أبداً، ومَلِكها لا يُترك لشعب آخر، وتسحق وتفني كل هذه الممالك، وهي تثبت إلى الأبد، لأنك رأيت أنه قد قطع حجر من جبل لا بيدين، فسحق الحديد والنحاس والخزف والفضة والذهب" (دانيال 2/21 - 45).
وأما المسيح عليه السلام فلم يكن له هذه القوة وتلك المنعة، ولم يتوعد حتى قاتليه، فكيف بأولئك الذين لم يسمعوا كلامه، فقد قال لوقا في سياق قصة الصلب " فقال يسوع: يا أبتاه اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لوقا 23/34)، فأين هو من خبر ذاك " الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه".
7) من صفات هذا النبي أنه لا يقتل، بل يعصم الله دمه عن أن يتسلط عليه السفهاء بالقتل، فالنبي الكذاب عاقبته "يموت ذلك النبي"، أي يقتل، فالقتل نوع منه، ولأن كل أحد يموت، وهنا يزعم النصارى بأن المسيح قتل، فلا يمكن أن يكون هو النبي الموعود.
وبالرجوع إلى التراجم القديمة للنص نرى أن ثمة تحريفاً وقع في الترجمة ، فقد جاء في طبعة 1844م " فليقتل ذلك النبي "، ولا يخفى سبب هذا التحريف.
8) يتحدث عن الغيوب ويصدق الواقع كلامه، وهذا النوع من المعجزات يكثر في القرآن والسنة - مما يطول المقام بذكره -، ويكفي هنا أن أورد نبوءة واحدة مما تنبأ به  ، فكان كما أخبر.
ففي عام 617 م كادت دولة الفرس أن تزيل الإمبرطورية الرومانية من خارطة الدنيا، فقد وصلت جيوش كسرى أبرويز الثاني إلى وادي النيل، ودانت له أجزاء عظيمة من مملكة الرومان، ففي سنوات معدودة تمكن جيش الفرس من السيطرة على بلاد الشام وبعض مصر، واحتلت جيوشهم أنطاكيا شمالاً، مما يؤذن بنهاية وشيكة للإمبرطورية الرومانية، وأراد هرقل أن يهرب من القسطنطينية، لولا أن كبير أساقفة الروم أقنعه بالصمود وطلب الصلح الذليل من الفرس.
ووسط هذه الأحداث، وخلافاً لكل التوقعات أعلن النبي  أن الروم سينتصرون على الفرس في بضع سنين، أي فيما لا يزيد عن تسع سنين، فقد نزل عليه قوله: غلبت الروم  في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون  في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذٍ يفرح المؤمنون  بنصر الله (الروم: 2-5).
وكان كما تنبأ ، ففي عام 623، 624، 625م استطاع هرقل أن يتخلص من لهوه ومجونه، وشن ثلاث حملات ناجحة أخرجت الفرس من بلاد الشام، وفي عام 627م واصل الرومان زحفهم حتى وصلوا إلى ضفاف دجلة داخل حدود الدولة الفارسية، واضطر الفرس لطلب الصلح مع الرومان، وأعادوا لهم الصليب المقدس الذي كان قد وقع بأيديهم، فمن ذا الذي أخبر محمداً  بهذه النبوءة العظيمة؟ إنه النبي الذي تنبأ عنه موسى عليه السلام.
يقول المؤرخ إدوار جِبن في كتابه "تاريخ سقوط وانحدار الإمبراطورية الرومانية": "في ذلك الوقت، حين تنبأ القرآن بهذه النبوءة، لم تكن أية نبوءة أبعد منها وقوعاً، لأن السنين الاثنتي عشر الأولى من حكومة هرقل كانت تؤذن بانتهاء الإمبرطورية الرومانية".
روى الترمذي عن ابن عباس في قول الله تعالى: غلبت الروم  في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون  في بضع سنين  قال: كان المشركون يحبون أن يظهر أهل فارس على الروم، لأنهم وإياهم أهل الأوثان، وكان المسلمون يحبون أن يظهر الروم على فارس لأنهم أهل الكتاب، فذكروه لأبي بكر، فذكره أبو بكر لرسول الله  قال: أما إنهم سيغلبون، فذكره أبو بكر لهم، فقالوا: اجعل بيننا وبينك أجلاً، فإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا، وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا، فجعل أجلاً خمس سنين، فلم يظهروا، فذكروا ذلك للنبي  فقال: ألا جعلته إلى دون العشر.
قال أبو سعيد: والبضع ما دون العشر.
قال: ثم ظهرت الروم بعد، قال: فذلك قوله تعالى: غلبت الروم  في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون  في بضع سنين .( )
وهكذا ظهر لكل ناظر منصف أن النبي الذي تنبأ عنه موسى لم تتحقق أوصافه في المسيح العظيم عليه الصلاة والسلام، وتحققت في أخيه محمد صلى الله عليهما وسلم تسليماً كثيراً.
ومما يؤكد ذلك أنه هذه الصفات مجتمعة لم تتوافر في غيره من الأنبياء، فإن اليهود لا يقولون بمجيء هذا المسيح فيما سبق، بل مازالوا ينتظرونه.
إذ لما بعث يحيى عليه السلام ظنه اليهود النبي الموعود، وأقبلوا عليه يسألونه " النبي أنت؟ فأجابهم: لا " (يوحنا 1/21)، أي لست النبي الذي تنتظره اليهود.
ثم أراد تلاميذ المسيح أن تتحقق النبوءة في المسيح، فذات مرة لما رأوا معجزاته " قالوا: إن هذا بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم.
وأما يسوع فإذ علم أنهم مزمعون أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكاً، انصرف أيضاً إلى الجبل وحده " (يوحنا 6/14 - 15)، فقد أراد تلاميذ المسيح تنصيبه ملكاً ليحققوا النبوءة الموجودة لديهم عن النبي المنتظر الذي يملك ويحقق النصر لشعبه، فلما علم المسيح عليه السلام أنه ليس النبي الموعود هرب من بين أيديهم.
ويرى النصارى أن ثمة إشكالاً في النص التوراتي (التثنية 18/17-22) يمنع قول المسلمين، فقد جاء في مقدمة سياق النص أن الله لما كلم موسى قال: " يقيم لك الرب إلهك نبياً من وسطك من إخوتك مثلي ... قد أحسنوا في ما تكلموا: أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك " (التثنية 18/15 - 18)، فقد وصفت النبي بأنه "من وسطك" أي من بني إسرائيل، ولذا ينبغي حمل المقطع الثاني من النص على ما جاء في المقطع الأول، فالنبي " من وسطك " أو كما جاء في بعض التراجم "من بينك" أي أنه إسرائيلي.
لكن التحقيق يرد هذه الزيادة التي يراها المحققون تحريفاً، بدليل أن موسى لم يذكرها، وهو يعيد خبر النبي على مسامع بني إسرائيل، فقال: " قال لي الرب قد أحسنوا فيما تكلموا، أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك " (التثنية 18/17-18)، ولو كانت من كلام الله لما صح أن يهملها.
كما أن هذه الزيادة لم ترد في اقتباس بطرس واستفانوس للنص كما جاء في أعمال الرسل قال بطرس: "فإن موسى قال للآباء: إن نبياً مثلي سيقيم لكم الرب إلهكم من إخوتكم، له تسمعون في كل ما يكلمكم به" (أعمال 3/22).
وقال استفانوس: "هذا هو موسى الذي قال لبني إسرائيل: نبياً مثلي سيقيم لكم الرب إلهكم من إخوتكم، له تسمعون" (أعمال 7/37)، فلم يذكرا تلك الزيادة، ولو كانت أصلية لذكرت في سائر المواضع.


نبوءة موسى عن البركة الموعودة في أرض فاران

وقبيل وفاة موسى عليه السلام ساق لبني إسرائيل خبراً مباركاً ، فقد جاء في سفر التثنية: "هذه البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني إسرائيل قبل موته، فقال: جاء الرب من سيناء، وأشرق لهم من سعير، وتلألأ من جبل فاران، وأتى من ربوات القدس، وعن يمينه نار شريعة، فأحب الشعب، جميع قديسيه في يدك، وهم جالسون عند قدمك، يتقبلون من أقوالك" (التثنية 33/1-3).
وأكد هذه النبوءة النبي حبقوق، حيث ذكر خبراً أفزعه، لأنه يشير إلى انتقال النبوة بعيداً عن قومه بني إسرائيل، يقول: "يا رب قد سمعت خبرك، فجزعت، يا رب عملك في وسط السنين أحْيِه، في وسط السنين عرّف، في الغضب اذكر الرحمة، الله جاء من تيمان، والقدوس من جبل فاران. سلاه. جلاله غطى السماوات، والأرض امتلأت من تسبيحه، وكان لمعان كالنور. له من يده شعاع، وهناك استتار قدرته، قدامه ذهب الوبأ، وعند رجليه خرجت الحمى، وقف وقاس الأرض، نظر فرجف الأمم .... " (حبقوق 3/3 - 6).
وقبل أن نمضي في تحليل النص نتوقف مع الاختلاف الكبير الذي تعرض له هذا النص في الترجمات المختلفة.
فقد جاء في الترجمة السبعينية: "واستعلن من جبل فاران، ومعه ربوة من أطهار الملائكة عن يمينه، فوهب لهم وأحبهم، ورحم شعبهم، وباركهم وبارك على أظهاره، وهم يدركون آثار رجليك، ويقبلون من كلماتك. أسلم لنا موسى مثله، وأعطاهم ميراثاً لجماعة يعقوب ".
وفي ترجمة الآباء اليسوعيين: "وتجلى من جبل فاران، وأتى من رُبى القدس، وعن يمينه قبس شريعة لهم" .
وفي ترجمة 1622م العربية: " شرف من جبل فاران، وجاء مع ربوات القدس، من يمينه الشريعة "، ومعنى ربوات القدس أي ألوف القديسين الأطهار، كما في ترجمة 1841م " واستعلن من جبل فاران، ومعه ألوف الأطهار، في يمينه سنة من نار ".
واستخدام ربوات بمعنى ألوف أو الجماعات الكثيرة معهود في الكتاب المقدس "ألوف ألوف تخدمه، وربوات ربوات وقوف قدامه" (دانيال 7/10)، ومثله قوله: "كان يقول: ارجع يا رب إلى ربوات ألوف إسرائيل" (العدد 10/36)، فالربوات القادمين من فاران هم الجماعات الكثيرة من القديسين، الآتين مع قدوسهم الذي تلألأ في فاران.
والنص التوراتي يتحدث عن ثلاثة أماكن تخرج منها البركة، أولها: جبل سيناء حيث كلم الله موسى. وثانيها: ساعير، وهو جبل يقع في أرض يهوذا. (انظر يشوع 15/10)، وثالثها: هو جبل فاران.
وتنبئ المواضع التي ورد فيها ذكر " فاران " في الكتاب المقدس أنها تقع في صحراء فلسطين في جنوبها.
لكن تذكر التوراة أيضاً أن إسماعيل قد نشأ في برية فاران. (انظر التكوين 21/21)، ومن المعلوم تاريخياً أنه نشأ في مكة المكرمة في الحجاز.
ويرى المسلمون أن النص نبوءة عن ظهور عيسى عليه السلام في سعير في فلسطين، ثم محمد صلى الله عليه وسلم في جبل فاران، حيث يأتي ومعه الآلاف من الأطهار مؤيدين بالشريعة من الله عز وجل.
وذلك متحقق في رسول الله لأمور:
1) أن جبل فاران هو جبل مكة، حيث سكن إسماعيل، تقول التوراة عن إسماعيل: " كان الله مع الغلام فكبر، وسكن في البرية، وكان ينمو رامي قوس، وسكن في برية فاران، وأخذت له أمه زوجة من أرض مصر " (التكوين 21/20-21).
وقد انتشر أبناؤه في هذه المنطقة، فتقول التوراة: " هؤلاء هم بنو إسماعيل ... وسكنوا من حويلة إلى شور " (التكوين 25/16 - 18)، وحويلة كما جاء في قاموس الكتاب المقدس منطقة في شمال أرض اليمن، بينما شور في جنوب فلسطين. ( )
وعليه فإن إسماعيل وأبناءه سكنوا هذه البلاد الممتدة جنوب الحجاز وشماله، وهو يشمل أرض فاران التي سكنها إسماعيل.
كما وقد قامت الأدلة التاريخية على أن فاران هي الحجاز، حيث بنى إسماعيل وأبوه الكعبة، وحيث تفجر زمزم تحت قدميه، وهو ما اعترف به عدد من المؤرخين كما نقل عنهم المؤرخ الهندي مولانا عبد الحق فدرياتي في كتابه " محمد في الأسفار الدينية العالمية" ومن هؤلاء المؤرخين المؤرخ جيروم واللاهوتي يوسبيوس فقالا بأن فاران هي مكة. ( ) وجاء في قاموس Strong's Hebrew Bible Dictionary ان فاران في صحراء العرب، حيث يقول: " Paran, a desert of Arabia".
2) أن وجود منطقة اسمها فاران في جنوب سيناء لا يمنع من وجود فاران أخرى، هي تلك التي سكنها إسماعيل، فقد ورد مثلاً إطلاق اسم سعير على المنطقة التي تقع في أرض أدوم والتي هي حالياً في الأردن، وتكرر ذلك الإطلاق في مواضع عديدة في الكتاب، ولم تمنع كثرتها أن يطلق ذات الاسم على جبل في وسط فلسطين غربي القدس في أرض سبط يهوذا. (انظر يشوع 15/10).
ولنا أن نسأل أولئك الذين يصرون على أن فاران هي فاران سيناء: من هو القدوس الذي تلألأ من ذلكم الجبل الذي لا يرتبط بأدنى علاقة بأي من أحداث الإنسانية المهمة، فمن الذي تلألأ عليه؟
3) لا يقبل قول القائل بأن النص يحكي عن أمر ماضٍ، إذ التعبير عن الأمور المستقبلة بصيغة الماضي معهود في لغة الكتاب المقدس. يقول اسبينوزا: " أقدم الكتاب استعملوا الزمن المستقبل للدلالة على الحاضر، وعلى الماضي بلا تمييز كما استعملوا الماضي للدلالة على المستقبل... فنتج عن ذلك كثير من المتشابهات".
4) ونقول: لم خص جبل فاران بالذكر دون سائر الجبال لو كان الأمر مجرد إشارة إلى انتشار مجد الله كما زعم بعض كتاب اليهود، فإن مجد الله لم يتوقف عند حدود فارن أو جبل سعير.
5) ومما يؤكد أن الأمر متعلق بنبوءة الحديث عن آلاف القديسين، والذين تسميهم بعض التراجم " أطهار الملائكة " أي أطهار الأتباع، إذ يطلق هذا اللفظ ويراد به: الأتباع، كما جاء في سفر الرؤيا أن " ميخائيل وملائكته حاربوا التنين، وحارب التنينُ وملائكتُه ..." (الرؤيا 12/7).
فمتى شهدت فاران مثل هذه الألوف من الأطهار إلا عند ظهور محمد r وأصحابه؟
6) وما جاء في سفر حبقوق يؤيد قول المسلمين حيث يقول: " الله جاء من تيمان، والقدوس من جبل فاران. سلاه. جلاله غطى السماوات، والأرض امتلأت من تسبيحه، وكان لمعان كالنور. له من يده شعاع، وهناك استتار قدرته، قدامه ذهب الوبأ، وعند رجليه خرجت الحمى، وقف وقاس الأرض، نظر فرجف الأمم ... " (حبقوق 3/3 - 6).
فالنص شاهد على أنه ثمة نبوة قاهرة تلمع كالنور، ويملأ الآفاق دوي أذان هذا النبي بالتسبيح.
وتيمان كما يذكر محررو الكتاب المقدس هي كلمة عبرية معناها: " الجنوب "، لذا يقول النص الكاثوليكي للتوراة: "الله يأتي من الجنوب، والقدوس من جبل فاران"، ولما كان المخاطبون في فلسطين فإن الوحي المبشر به يأتي من جهة الجنوب أي من جزيرة العرب، فالقدوس سيبعث في جبل فاران.
ومن هذا كله فالقدوس المتلألئ في جبال فاران هو نبي الإسلام، فكل الصفات المذكورة لنبي فاران متحققة فيه، ولا تتحقق في سواه من الأنبياء الكرام.
المزامير تبشر بصفات نبي آخر الزمان

وها هي المزامير تبشر بالنبي الخاتم، ويصفه أحد مزاميرها، فيقول مخاطباً إياه باسم الملك: "فاض قلبي بكلام صالح، متكلم أنا بإنشائي للملك، لساني قلم كاتب ماهر: أنت أبرع جمالاً من بني البشر، انسكبت النعمة على شفتيك، لذلك باركك الله إلى الأبد.
تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار جلالك وبهاءك، وبجلالك اقتحم. اركب من أجل الحق والدعة والبر، فتريك يمينك مخاوف، نُبُلُك المسنونة في قلب أعداء الملك، شعوبٌ تحتك يسقطون. كرسيك يا الله إلى دهر الدهور، قضيب استقامة قضيب ملكك. أحببت البر وأبغضت الإثم.
من أجل ذلك مسحك إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك ... بنات ملوك بين حظياتك، جعلت الملكة عن يمينك بذهب أوفير.
اسمعي يا بنت وانظري، وأميلي أذنك، انسي شعبك وبيت أبيك، فيشتهي الملك حسنك، لأنه هو سيدك فاسجدي له ... عوضاً عن آبائك يكون بنوك، تقيمهم رؤساء في كل الأرض، أذكر اسمك في كل دور فدور. من أجل ذلك تحمدك الشعوب إلى الدهر والأبد " (المزمور 45/1 - 17).
ويسلم النصارى بأن النص نبوءة بالنبي الآتي، ويزعمون أنه عيسى عليه السلام، فيما يرى المسلمون أن الصفات التي رمزت في النص إنما تعود إلى محمد  ، وتمنع أن يكون المعني به عيسى أو غيره من الأنبياء الكرام، ففي النص تسع أوصاف لهذا النبي، وهي:
1) كونه صاحب حسن لا يعدل في البشر " بهي في الحسن أفضل من بني البشر "، ولا يجوز للنصارى القول بأنه المسيح، وهم الذين يقولون: تحققت في المسيح نبوة إشعيا، وفيها أن المتنبئ به "لا صورة له ولا جمال فننظر إليه، ولا منظر فنشتهيه " (إشعيا 52/2)، وهذا المعنى الذي لا نوافقهم عليه ( ) أكده علماؤهم، فقال كليمندوس الإسكندراني: " إن جماله كان في روحه وفي أعماله، وأما منظره فكان حقيراً " وقال ترتليان: " أما شكله فكان عديم الحسن الجسماني، وبالحري كان بعيداً عن أي مجد جسدي " ومثله قال مارتير وأوريجانوس وغيرهما. ( )
فمن كان هذا قوله بالمسيح لا يحق له أن يقول بأنه أيضاً:" أبرع جمالاً من بني البشر ".
وقد جاءت الآثار تتحدث عن حسن نبينا وفيض جماله بعد أن كساه الله بلباس النبوة، فلم ير أجمل منه. ففي الأثر الصحيح يقول البراء بن مالك: (كان رسول الله  أحسن الناس وجهاً، وأحسنه خَلْقاً، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير). ( )
2) أن النبوة وكلامها يخرج من شفتيه "انسكبت النعمة على شفتيك"، فقد كان أمياً، ووحيه غير مكتوب، فيما كانت لإبراهيم وموسى صحفاً، كما كان عيسى قارئاً. (انظر لوقا 4/16).
وقد جاءت نصوص كتابية عدة تؤكد أمية النبي القادم منها ما سبق في سفر التثنية " أجعل كلامي في فمه " (التثنية 18/18)، وما جاء في إشعيا " أو يدفع الكتاب لمن لا يعرف القراءة، فيقال له: اقرأ، فيقول: لا أعرف الكتابة " (إشعيا 29/12).
وفي غير الترجمة العربية المتداولة " لا أعرف القراءة " وهي تماثل - كما سبق - قول النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء: (( ما أنا بقارئ )).
3) كونه مبارك إلى الأبد، صاحب رسالة خالدة " باركك الله إلى الأبد ... كرسيك يا الله إلى دهر الدهور ".
4) كونه صاحب سيف يقهر به أعداءه لإقامة الحق والعدل " تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار ... بجلالك اقتحم. من أجل الحق والدعة والبر، فتريك يمينك مخاوف. نُبُلك المسنونة في قلب أعداء الملك، شعوب تحتك يسقطون ".
والمسيح عليه السلام لم يحمل سيفاً ولا أسقط أعداءه، ولا صوب نبله في قلوب أعدائه لنشر دعوة الحق، كما لم يكن ملكاً في قومه.
5) وهذا النبي محب للخير، مبغض للإثم كحال جميع الأنبياء، لكن الله فضله عليهم " مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك ".
6) يؤتى لهذا النبي بالهدايا لعزه، وبنات الملوك يكن في خدمته أو في نسائه " بنات ملوك بين حظياتك.. بنت صور أغنى الشعوب تترضى وجهك بهدية .. ".
وقد تزوج النبي بصفية بنت حيي بن أخطب سيد قومه، كما أهديت إليه مارية القبطية، وكانت شهربانو بنت يزدجر ملك فارس تحت ابنه الحسين t.
7) تدين له الأمم بالخضوع، وتدخل الأمم في دينه بفرح وابتهاج " بملابس مطرزة وتحضر إلى الملك، في إثرها عذارى صاحباتها، مقدمات إليك، يحضرن بفرح وابتهاج يدخلن إلى قصر الملك".
8) يستبدل قومه بالعز بعد الذل " عوضاً عن آبائك يكون بنوك، تقيمهم رؤساء في كل الأرض".
9) يكتب له الذكر الحميد سائر الدهر " أذكر اسمك دور فدور، من أجل ذلك تحمدك الشعوب إلى الدهر والأبد " فهو أحمد ومحمد صلى الله عليه وسلم.

داود عليه السلام يبشر بنبي من غير ذريته
ويتحدث داود عن النبي القادم فيقول: " قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك، يرسل الرب قضيب عزك من صهيون، تسلط في وسط أعدائك شعبك، فتدب في يوم قوتك في زينة مقدسة .. أقسم الرب ولن يندم: أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق. الرب عن يمينك، يحطم في يوم رجزه ملوكاً يدين بين الأمم، ملأ جثثاً، أرضاً واسعة سحق رؤوسها.." (المزمور 110/1-6).
ويرى اليهود والنصارى في النص نبوءة بالمسيح القادم من ذرية داود من اليهود.
وقد أبطل المسيح لليهود قولهم، وأفهمهم أن القادم لن يكون من ذرية داود، ففي متى " كان الفريسيون مجتمعين، سألهم يسوع: ماذا تظنون في المسيح؟ ابن من هو؟ قالو له: ابن داود. قال لهم: فكيف يدعوه داود بالروح رباً قائلاً: قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك، فإن كان داود يدعوه رباً فكيف يكون ابنه؟ فلم يستطع أحد أن يجيب بكلمة " (متى 22/41 - 46) وفي مرقس " فداود نفسه يدعوه رباً. فمن أين هو ابنه " (مرقس 12/37) و(انظر لوقا 20/41 – 44).
وتسمية عيسى عليه السلام للنبي بالمسيح سبق التنبيه عليها.
فلقب "المسيح المنتظر" يتعلق بمسيح يملك ويسحق أعداءه، وهو ما رأينا تنكر المسيح عليه السلام له في مواطن عديدة، منها أنه قال لبيلاطس: " مملكتي ليست في هذا العالم " (يوحنا 18/36)، أي أنها مملكة روحية.
وهي غير المملكة التي يبشر بها داود في مزاميره، حيث قال: "أضع أعداءك موطئاً لقدميك، يرسل الرب قضيب عزك من صهيون، تسلط في وسط أعدائك شعبَك .. يحطم في يوم رجزه ملوكاً يدين بين الأمم، ملأ جثثاً، أرضاً واسعة سحق رؤوسها ..".
وهو الذي قال عنه يعقوب: " له خضوع شعوب " (التكوين 49/10).
وينقل القس الدكتور فهيم عزيز عميد كلية اللاهوت للبروتستانت في مصر عن علماء الغرب إنكارهم " أن يسوع كان يتصرف ويتكلم كمسيح لليهود أو المسيا الذي كان ينتظره العهد القديم".
وقد تنبأ وبشر سليمان أيضاً في المزامير بالنبي الملك، صلى الله عليه وسلم، فقال: " ويملك من البحر إلى البحر، ومن النهر إلى أقاصي الأرض، أمامه تجثو أهل البرية، وأعداؤه يلحسون التراب، ملوك ترشيش والجزائر يرسلون تقدمة، ملوك شبا وسبإ يقدمون هدية، ويسجد له كل الملوك، كل الأمم تتعبد له، لأنه ينجي الفقير المستغيث والمسكين إذ لا معين له، يشفق على المسكين والبائس ويخلص أنفس الفقراء، من الظلم والخطف يفدي أنفسهم، ويكرم دمهم في عينيه، ويعيش ويعطيه من ذهب شبا، ويصلّي لأجله دائماً، اليوم كله يباركه، تكون حفنة بر في الأرض في رؤوس الجبال، تتمايل مثل لبنان ثمرتها ويزهرون من المدينة مثل عشب الأرض.
يكون اسمه إلى الدهر، قدام الشمس يمتد اسمه، ويتباركون به، كل أمم الأرض يطوّبونه، مبارك الرب الله إله إسرائيل الصانع العجائب وحده، ومبارك اسم مجده إلى الدهر ولتمتلئ الأرض كلها من مجده، آمين ثم آمين " (المزمور 72/8-19)، فمن هو الذي سجدت وأذعنت وذلت له الملوك، ومجده الله في كل الدهور؟ لا ريب أنه محمد ، الذي دانت لسلطانه أعظم ممالك عصره، الروم والفرس.


البشارة بالملكوت

ومن الألقاب التي أعطيت للدين الجديد وأتباعه في الكتاب المقدس " الملكوت " أو " ملكوت السماوات "، الذي أنبأ المسيح عن انتقاله عن أمة اليهود إلى أمة أخرى، فقال: " إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره " (متى 21/43).
هذا الملكوت تقاطرت الأنبياء على البشارة به " كان الناموس والأنبياء إلى يوحنا، ومن ذلك الوقت يبشر بملكوت الله ، وكل واحد يغتصب نفسه إليه " (لوقا 16/16-17).
والملكوت قد بشر باقتراب عصره النبي يوحنا المعمدان، يقول متى: " جاء يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهودية قائلاً: توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات " (متى 3/1 - 2).
وتحدث المعمدان عن الملكوت القادم فقال لليهود متوعداً: " يا أولاد الأفاعي من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي ... والآن قد وضعت الفأس على أصل الشجر، فكل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تقطع وتلقى في النار، أنا أعمدكم بماء التوبة، ولكن الذي يأتي بعدي هو أقوى مني، الذي لست أهلاً أن أحمل حذاءه، هو سيعمدكم بالروح القدس ونار، الذي رفشه في يده، وسينقي بيدره ويجمع قمحه إلى المخزن، وأما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ. حينئذ جاء يسوع من الجليل إلى الأردن إلى يوحنا ليتعمد منه.... " (متى 3/1 - 13).
ولنتوقف سريعاً مع الصفات التي ذكرها يوحنا المعمدان لصاحب الملكوت.
فأولها: أنه يأتي بعده، فلا يمكن أن يكون هذا الآتي بعده هو المسيح الذي أتى في أيام يوحنا المعمدان.
وثانيها: أنه قوي، وقوته تفوق قوة يوحنا المعمدان، ومثل هذا الوصف لا ينطبق على المسيح الذي يزعم النصارى مصرعه على الصليب قريباً مما جرى ليوحنا المعمدان، وأنى هذا من غلبة رسول الله  على سائر أعدائه! ثم بلغ من القوة أنه طهر الأرض من رجس الوثنية بالروح والنار أي بدعوته العظيمة وقوته القاهرة، وكل ما تقدم لا ينطبق على أحد سوى رسول الله .
وبعد وفاة يوحنا المعمدان جدد يسوع البشارة باقتراب الملكوت، " ابتدأ يسوع يكرز ويقول: توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات " (متى 4/17)، " وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم، ويكرز ببشارة الملكوت " (متى 4/23)، " كان يسير في مدينة وقرية يكرز ويبشر بملكوت الله، ومعه الإثنا عشر" (لوقا 8/1).
وقد اعتبر المسيح عليه السلام البشارة بالملكوت مهمته الأولى، بل الوحيدة، فقال: " فقال لهم: إنه ينبغي لي أن أبشر المدن الأخر أيضاً بملكوت الله، لأني لهذا قد أرسلت" (لوقا 4/34).
وأمر تلاميذه بأن يبشروا باقتراب الملكوت فقال: " اكرزوا قائلين: إنه قد اقترب ملكوت السماوات " (متى 10/7).
ثم علم المسيح تلاميذه أن يقولوا في صلاتهم تلك العبارة التي ما يزال النصارى يرددونها إلى اليوم " أبانا الذي في السماوات.. ليأت ملكوتك " (لوقا 10/2).
ومن خلال هذا كله نستطيع أن نقول بأن رسالة عيسى كانت بشارة بالملكوت الذي بشر به يوحنا المعمدان، ووصفا بعض ما يكتنفه، وهذا الملكوت هو بعد المسيح في أمة تعمل أثماره، ولا تضيعه كما أضاعه اليهود.
فما هو هذا الملكوت؟
يجيب النصارى بأن الملكوت "شيوع الملة المسيحية في جميع العالم وإحاطتها كل الدنيا بعد نزول المسيح"، وفسره آخرون بأنه انتصار الكنيسة على الملحدينن وفسره آخرون بأنه البشارة بالخلاص بدم المسيح، يقول القمص تادرس يعقوب ملطي في تفسيره لإنجيل متى: "فإن الملكوت الذي أعلنه السيد المسيح هو "بشارة الملكوت" أو "إنجيل الملكوت"... تعبر عن اخبار الخلاص المفرحة التي قدمها لنا الله في ابنه يسوع".
ويعجب المسلمون لانصراف النصارى عن معنى الملكوت وتعلقهم بما لا طائل وراءه، فلقد انتصرت الكنيسة وحكمت أوربا قروناً عدة، ولم نر ما يستحق أن يكون أمراً يبشر به المعمدان والمسيح والتلاميذ.
وكذلك فإن أخبار الخلاص المزعوم لا يمكن أن تكون هي البشارة التي كان المسيح يطوف مبشراً بها في المدن والقرى، فأقرب تلاميذه لم يفهموا هذا المعنى، ومنهم التلميذان المنطلقان لعمواس بعد حادثة الصلب، فقد كانا يبكيان لفوات الخلاص بموت المسيح " فقال لهما: ما هذا الكلام الذي تتطارحان به وأنتما ماشيان عابسين ...كيف أسلمه رؤساء الكهنة وحكامنا لقضاء الموت وصلبوه، ونحن كنا نرجو أنه هو المزمع أن يفدي إسرائيل، ولكن مع هذا كله اليوم له ثلاثة أيام منذ حدث ذلك " ( لوقا 24/17-21 ). لقد جهل التلميذان موضوع الخلاص بموت المسيح، فهما يبحثان عن خلاص آخر، وهو الخلاص الدنيوي الذي ينتظره بنو إسرائيل.
وأيضاً جهلت الجموع المؤمنة التي شهدت الصلب أن الصلب هو البشارة المفرحة التي كان يبشر بها المسيح فرجعوا وهم يبكون وينوحون " وكل الجموع الذين كانوا مجتمعين لهذا المنظر لما أبصروا ما كان، رجعوا وهم يقرعون صدورهم " ( لوقا 23/48 - 49 ).
ولا يمكن أن يكون الملكوت الموعود هو الخلاص بدم المسيح لأن النصوص ذكرت أموراً تحدث قبل مجيء الملكوت، فهي علامات تتحقق قبل حلول الملكوت، ومن بينها قيام أمة جديدة ومملكة جديدة، وهو ما لم يتحقق قبل انتشار المسيحية في العالم، ولا حين صلب المسيح ، يقول متى: "فسألوه قائلين: يا معلّم متى يكون هذا؟ وما هي العلامة عندما يصير هذا؟
فقال: انظروا لا تضلوا، فإن كثيرين سيأتون باسمي قائلين: إني أنا هو، والزمان قد قرب، فلا تذهبوا وراءهم، فإذا سمعتم بحروب وقلاقل فلا تجزعوا، لأنه لا بد أن يكون هذا أولاً، ولكن لا يكون المنتهى سريعاً.
ثم قال لهم: تقوم أمة على أمة، ومملكة على مملكة، وتكون زلازل عظيمة في أماكن ومجاعات وأوبئة، وتكون مخاوف وعلامات عظيمة من السماء ..
وقال لهم مثلاً: انظروا إلى شجرة التين وكل الأشجار، متى أفرخت تنظرون وتعلمون من أنفسكم أن الصيف قد قرب، هكذا أنتم أيضاً، متى رأيتم هذه الأشياء صائرة، فاعلموا أن ملكوت الله قريب ..
الحق أقول لكم: إنه لا يمضي هذا الجيل حتى يكون الكل، السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول، فاحترزوا لأنفسكم لئلا تثقل قلوبكم في خمار وسكر وهموم الحياة، فيصادفكم ذلك اليوم بغتة، لأنه كالفخ يأتي على جميع الجالسين على وجه كل الأرض، اسهروا إذاً وتضرعوا في كل حين، لكي تحسبوا أهلاً للنجاة من جميع هذا المزمع أن يكون، وتقفوا قدام ابن الإنسان" (لوقا 21/6-36).
وفي قوله:" وتقفوا قدام ابن الإنسان" ما يربط الملكوت بشخص ابن الإنسان القادم، فهو لا يتحدث عن انتشار المسيحية، بل يتحدث عن ظهور النبي الخاتم ابن الإنسان، ويدعوهم للاستعداد للقائه.
فالملكوت هو أمة تعمل وفق إرادة ورضاء صاحب الملكوت جل جلاله.
يقول وليم باركلي في تفسيره لسفر الأعمال: "الملكوت هو مجتمع على الأرض، تُنفَّذُ فيه إرادة الله تماماً كما في السماء".
وفي أحد تشبيهات المسيح للملكوت أبان لتلاميذه عن سبب انتقاله عن بني إسرائيل فقال: "اسمعوا مثلاً آخر، كان إنسان رب بيت، غرس كرماً، وأحاطه بسياج، وحفر فيه معصرة وبنى برجاً، وسلمه إلى كرامين وسافر.
ولما قرب وقت الإثمار أرسل عبيده إلى الكرامين ليأخذ أثماره، فأخذ الكرامون عبيده، وجلدوا بعضاً وقتلوا بعضاً ورجموا بعضاً، ثم أرسل إليهم أيضاً عبيداً آخرين أكثر من الأولين، ففعلوا بهم كذلك.
فأخيراً أرسل إليهم ابنه قائلاً: يهابون ابني، وأما الكرامون فلما رأوا الابن قالوا فيما بينهم: هذا هو الوارث، هلموا نقتله ونأخذ ميراثه، فأخذوه وأخرجوه خارج الكرم، وقتلوه.
فمتى جاء صاحب الكرم ماذا يفعل بأولئك الكرامين؟ قالوا له: أولئك الأردياء يهلكهم هلاكاً ردياً، ويسلم الكرم إلى كرامين آخرين يعطون الأثمار في أوقاتها.
قال لهم يسوع: أما قرأتم قط في الكتب: الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية، من قبل الرب كان هذا، وهو عجيب في أعيننا، لذلك أقول لكم: إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره، ومن سقط على هذا الحجر يترضض، ومن سقط هو عليه يسحقه.
ولما سمع رؤساء الكهنة والفريسيون أمثاله عرفوا أنه تكلم عليهم " (متى 21/33 - 45)، (وانظر لوقا 20/9 - 19)، فمن تراه تكون الأمة العظيمة التي إذا غزت أمة سحقتها، وإذا أرادتها أمة نكصت على عقبيها؟ لا ريب أنها الأمة التي هزمت أعظم دولتين في عصرها: الروم والفرس، وانساحت في الأرض، وملكت خلال قرن واحد ما بين الصين وفرنسا، إنها أمة الإسلام.
ونبوءة متى السالفة تحيل على نبوءة في كتب الأنبياء، وهي ما جاء في مزامير داود عن الآتي باسم الرب "أحمدك لأنك استجبت لي، وصرت لي خلاصاً، الحجر الذي رفضه البناؤون قد صار رأس الزاوية، من قبل الرب كان هذا، وهو عجيب في أعيننا، هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، نبتهج ونفرح فيه، آه يا رب خلّص، آه يا رب أنقذ، مبارك الآتي باسم الرب" (المزمور 118/21-25).
وقد قال : ((مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل ابتنى بيوتاً، فأحسنها وأجملها وأكملها إلا موضع لبنة من زاوية من زواياها، فجعل الناس يطوفون ويعجبهم البنيان فيقولون: ألا وضعت هاهنا لبِنة، فيتم بنيانك، فقال : فكنت أنا اللبِنة)).( ) إنه الحجر الذي تمت به النبوات.
وقبل أن نتقل إلى شرح النبوءة يحسن بنا أن ننوه إلى الخطأ الذي وقع فيه بطرس حين زعم أن المسيح هو الحجر الذي رفضه البناؤون ، فقال: "يسوع الناصري الذي صلبتموه أنتم ... هذا هو الحجر الذي احتقرتموه أيها البناؤون، الذي صار رأس الزاوية، وليس بأحد غيره الخلاص، لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص" (أعمال 4/10-12)، مع أن الحجر الذي أخبر عنه داود ثم المسيح نبوة غالبة، وأمة ظافرة، وهذه النبوة ليست في بني إسرائيل كما شهد المسيح عليه السلام .
ولبطرس عذر في خطئه، فهو إنسان عامي عديم العلم كما شهد له أولئك الذين استمعوا لحديثه وتعجبوا من المعجزات التي صنعها، فقد قال في ذات السياق: " فلما رأوا مجاهرة بطرس ويوحنا، ووجدوا أنهما إنسانان عديما العلم وعاميان، تعجبوا " ( أعمال 4/13 ).
وهذا المثل العجيب من المسيح (مثل الكرامين) يحكي تنكر اليهود لنعم الله واصطفائه لهم بقتلهم أنبياءه وهجر شريعته، ويحكي انتقال الملكوت إلى أمة تقوم بأمر الله تعالى وتقوى على أعدائها وتسحقهم.
وهذه الأمة مرذولة محتقرة "الحجر الذي رفضه البناؤون قد صار رأس الزاوية"، لكن الله اختارها رغم عجب اليهود من تحول الملكوت إلى هذه الأمة المرذولة، لكنه قدر الله العظيم "من قبل الرب كان هذا، وهو عجيب في أعيننا"..
فمن تكون هذه الأمة المرذولة؟ إنها أمة العرب، أبناء الجارية هاجر، التي يزدريها الكتاب المقدس، فقد قالت سارة: "اطرد هذه الجارية وابنها، لأن ابن الجارية لا يرث مع ابني إسحاق " (التكوين 21/10).
وقال بولس مفتخراً على العرب محتقراً لهم: " ماذا يقول الكتاب؟ اطرد الجارية وابنها، لأنه لا يرث ابن الجارية مع ابن الحرة، إذاً أيها الإخوة: لسنا أولاد جارية، بل أولاد الحرة " (غلاطية 4/30 - 31).
وقد ضرب المسيح المزيد من الأمثال للملكوت القادم، فبيّن في مثل آخر أنه ليس في بني إسرائيل، الأمة التي لم تستحق اصطفاء الله لها، يقول متى: "جعل يسوع يكلمهم أيضاً بأمثال قائلاً: يشبه ملكوت السموات إنساناً ملكاً صنع عرساً لابنه، وأرسل عبيده ليدعوا المدعوين إلى العرس، فلم يريدوا أن يأتوا، فأرسل أيضاً عبيداً آخرين قائلاً: قولوا للمدعوين: هوذا غذائي أعددته، ثيراني ومسمناتي قد ذبحت، وكل شيء معد، تعالوا إلى العرس.
ولكنهم تهاونوا ومضوا، واحد إلى حقله، وآخر إلى تجارته، والباقون أمسكوا عبيده وشتموهم وقتلوهم.
فلما سمع الملك غضب وأرسل جنوده، وأهلك أولئك القاتلين وأحرق مدينتهم، ثم قال لعبيده: أما العرس فمستعد، وأما المدعوون فلم يكونوا مستحقين، فاذهبوا إلى مفارق الطرق، وكل من وجدتموه فادعوه إلى العرس.
فخرج أولئك العبيد إلى الطرق، وجمعوا كل الذين وجدوهم أشراراً وصالحين، فامتلأ العرس من المتكئين، فلما دخل الملك لينظر المتكئين رأى هناك إنساناً لم يكن لابساً لباس العرس، فقال له: يا صاحب كيف دخلت إلى هنا وليس عليك لباس العرس؟ فسكت، حينئذ قال الملك للخدام: اربطوا رجليه ويديه وخذوه، واطرحوه في الظلمة الخارجية، هناك يكون البكاء وصرير الأسنان، لأن كثيرين يدعون، وقليلين ينتخبون" (متى 22/1-14).
وفي مثل آخر بين لهم أنواع الناس في قبول الملكوت والإذعان له، ودعاهم لقبوله والإذعان له، فقال: "فكلهم كثيراً بأمثال قائلاً: هوذا الزارع قد خرج ليزرع، وفيما هو يزرع سقط بعض على الطريق، فجاءت الطيور وأكلته.
وسقط آخر على الأماكن المحجرة، حيث لم تكن له تربة كثيرة، فنبت حالاً، إذ لم يكن له عمق أرض، ولكن لما أشرقت الشمس احترق، وإذ لم يكن له أصل جف.
وسقط آخر على الشوك فطلع الشوك وخنقه.
وسقط آخر على الأرض الجيدة، فأعطى ثمراً، بعض مائة، وآخر ستين، وآخر ثلاثين، من له أذنان للسمع فليسمع ...
فاسمعوا أنتم مثل الزارع، كل من يسمع كلمة الملكوت ولا يفهم، فيأتي الشرير ويخطف ما قد زرع في قلبه، هذا هو المزروع على الطريق.
والمزروع على الأماكن المحجرة هو الذي يسمع الكلمة وحالاً يقبلها بفرح، ولكن ليس له أصل في ذاته بل هو إلى حين، فإذا حدث ضيق أو اضطهاد من أجل الكلمة فحالاً يعثر.
والمزروع بين الشوك هو الذي يسمع الكلمة، وهم هذا العالم وغرور الغنى يخنقان الكلمة، فيصير بلا ثمر.
وأما المزروع على الأرض الجيدة فهو الذي يسمع الكلمة ويفهم، وهو الذي يأتي بثمر فيصنع بعض مائة وآخر ستين وآخر ثلاثين" (متى 13/1-23).
ويتطابق هذا المثل الإنجيلي مع المثل الذي ضربه النبي  لأحوال الناس مع دعوته، حيث قال: ((مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً، فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس، فشربوا وسقوا، وزرعوا وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به)). ( )
وحدث المسيح تلاميذه عن انتشار الملكوت الذي هو أصغر البذور، لكنه أعظمها انتشاراً ، يقول متى: "قدم لهم مثلاً آخر قائلاً: يشبه ملكوت السموات حبة خردل، أخذها إنسان، وزرعها في حقله، وهي أصغر جميع البذور، لكن متى نمت فهي أكبر البقول، وتصير شجرة، حتى إن طيور السماء تأتي وتتآوى في أغصانها.
قال لهم مثلاً آخر: يشبه ملكوت السموات خميرة أخذتها امرأة وخبأتها في ثلاثة أكيال دقيق حتى اختمر الجميع، هذا كله كلم به يسوع الجموع بأمثال، وبدون مثل لم يكن يكلمهم" (متى 13/31-34). (انظر مرقس 4/30-32).
يقول الأنبا أثناسيوس في تفسيره لإنجيل يوحنا: "لكل مثل من أمثلة السيد المسيح درس، فمثل الزوان يعلمنا عن حروب العدو لأبناء الملكوت، وحبة الخردل يعلمنا عن نمو الملكوت..".
وفي نص آخر يتحدث عن هيمنة الشريعة الجديدة على سائر الشرائع السابقة ونسخها لها، فيقول: " أيضاً يشبه ملكوت السموات كنزاً مخفياً في حقل وجده إنسان، فأخفاه، ومن فرحه مضى وباع كل ما كان له واشترى ذلك الحقل.
أيضاً يشبه ملكوت السموات إنساناً تاجراً يطلب لآلئ حسنة، فلما وجد لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن، مضى وباع كل ما كان له، واشتراها" (متى 13/44-46).
وقد قال المسيح مبشراً بالقادم الذي ينسخ الشرائع بشريعته: "لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء، ما جئت لأنقض بل لأكمل، فإني الحق أقول لكم: إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل" (متى 5/17-18)، فمن هو هذا الذي له الكل، إنه ذات النبي الذي يسميه بولس بالكامل، ومجيئه فقط يبطل الشريعة وينسخها "وأما النبوات فستبطل، والألسنة فستنتهي، والعلم فسيبطل، لأننا نعلم بعض العلم، ونتنبأ بعض التنبؤ، ولكن متى جاء الكامل فحينئذ يبطل ما هو بعض" (كورنثوس (1) 12/8-10).
وكما تحدث المسيح عن هذا النبي تحدث عن تأخر زمان ظهوره عن النبوات السابقة، لكن ذلك لن يمنع عظيم الأجر والثواب لأمته، فضرب هذا المثل وقال: " فإن ملكوت السماوات يشبه رجلاً رب بيت خرج مع الصبح ليستأجر فَعَلة لكرمه، فاتفق مع الفعلة على دينار في اليوم وأرسلهم إلى كرمه، ثم خرج نحو الساعة الثالثة، ورأى آخرين قياماً في السوق بطالين، فقال لهم: اذهبوا أنتم أيضاً إلى الكرم فأعطيكم ما يحق لكم، فمضوا.
وخرج أيضاً نحو الساعة السادسة والتاسعة وفعل ذلك.
ثم نحو الساعة الحادية عشرة خرج ووجد آخرين قياماً بطالين، فقال لهم: لماذا وقفتم ههنا، كلَّ النهار بطالين؟
قالوا له: لأنه لم يستأجرنا أحد. قال لهم: اذهبوا أنتم أيضاً إلى الكرم فتأخذوا ما يحق لكم.
فلما كان المساء قال صاحب الكرم لوكيله: ادع الفعلة وأعطهم الأجرة مبتدئاً من الآخرين إلى الأولين.
فجاء أصحاب الساعة الحادية عشرة وأخذوا ديناراً ديناراً، فلما جاء الأولون ظنوا أنهم يأخذون أكثر، فأخذوا هم أيضاً ديناراً ديناراً، وفيما هم يأخذون تذمروا على رب البيت قائلين: هؤلاء الآخرون عملوا ساعة واحدة، وقد ساويتهم بنا نحن الذين احتملنا ثقل النهار والحر.
فأجاب وقال لواحد منهم: يا صاحب ما ظلمتك، أما اتفقت معي على دينار؟ فخذ الذي لك واذهب، فإني أريد أن أعطي هذا الأخير مثلك. أو ما يحل لي أن أفعل ما أريد بمالي أم عينك شريرة لأني أنا صالح!
هكذا يكون الآخرون أولين، والأولون آخرين، لأن كثيرين يُدعَون، وقليلون ينتخبون " (متى 20/1 - 16).وهكذا فاز الآخرون بالأجر والثواب.
فالآخرون هم الأولون السابقون كما قال المسيح وأكده رسول الله r بقوله: ((نحن الآخرون السابقون)) ( )، وقوله: ((مثلكم ومثل أهل الكتابين كمثل رجل استأجر أجراء فقال: من يعمل لي غدوة إلى نصف النهار على قيراط؟ فعملت اليهود، ثم قال: من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط، فعملت النصارى، ثم قال من يعمل لي من العصر إلى أن تغيب الشمس على قيراطين؟ فأنتم هم. فغضبت اليهود والنصارى فقالوا: مالنا أكثر عملاً وأقل عطاءً؟ قال: هل نقصتكم من حقكم؟ قالوا: لا. قال: فذلك فضلي أوتيه من أشاء)). ( )

غير معرف يقول...

بحث عن الروح القدس التى تسمى الاقنوم الثالث

هذا بحث عن الروح القدس الاقنوم الثالث عند النصارى

لنبدأ ببعض الاسئلة اعتبرها دعوة للتفكير بطريقة علمية منطقية بعيدا عن الموروثات التى عفا عليها الزمن و اصبحت لا تصمد امام اى مناقشة علمية و الله المستعان وحده ..........

السؤال الاول :

لماذا لا يذكر بولس الروح القدس فى مقدمة اى رسالة من رسائله ؟؟؟؟

هل من الطبيعى ذلك لم يذكرها و لا مرة واحدة و ذكر الاب و يسوع فقط فى جميع المرات بلا استثناء واحد و اليكم مثل واحد للتوضيح :

1بُولُسُ لْمَدْعُوُّ رَسُولاً لِيَسُوعَ لْمَسِيحِ بِمَشِيئَةِ للهِ وَسُوسْتَانِيسُ لأَخُ 2إِلَى كَنِيسَةِ للهِ لَّتِي فِي كُورِنْثُوسَ لْمُقَدَّسِينَ فِي لْمَسِيحِ يَسُوعَ لْمَدْعُوِّينَ قِدِّيسِينَ مَعَ جَمِيعِ لَّذِينَ يَدْعُونَ بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ لْمَسِيحِ فِي كُلِّ مَكَانٍ لَهُمْ وَلَنَا. 3نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ للهِ أَبِينَا وَلرَّبِّ يَسُوعَ لْمَسِيحِ.

كما ترى لو راجعت النصوص فى بدايات كل رسائل بولس لن تجد اى اثر للروح القدس الا يحتاج هذا الى تفسير لماذا تعامل الروح القدس كانها اقل درجة من بقية الاقانيم و لم تذكر و لو مرة واحدة فى بداية الرسائل ؟؟؟؟؟؟ اريد تفسير منطقى عقلى ............

و لماذا ايضا لا يذكر اى كاتب من الاباء الاوائل اى شىء عن الوهية الروح القدس حتى بداية القرن الرابع

السؤال الثانى :

هناك نصوص متعددة تذكر ان يسوع سوف يجلس فى النهاية على يمين الاب وله مكان او عرش اخر بجوار الاب ولا يوجد اى ذكر لمكان الروح القدس على يمين الله مثلا مثل يسوع لا نعرف لها موقع محدد او مكان محجوز لها مثل يسوع راجع اعمال 7 : 55 و كولوسى 3 : 1 و رؤية يوحنا 5 : 1 و 7 : 10 .

هل من سبب لذلك غير ان بولس لا يفهم انها اقنوم اساسى فى التثليث و هل تستطيع احد ان يحدد موقعها هل هى على يمين العرش ام يساره ام خلفه ام اين مكانها بالضبط و اين ستجلس اليست مساوية لبقية الاقانيم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.

و اليك مثال واحد رؤية 7 : 10

10وَهُمْ يَصْرُخُونَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلِينَ: «الْخَلاَصُ لِإِلَهِنَا لْجَالِسِ عَلَى لْعَرْشِ وَلِلْخروف».

اين الروح القدس اليس لها خلاص هى ايضا لماذا يتجاهلها الجميع لماذا لا يصرخ الجميع بصوت عظيم لخلاص الروح القدس هل هى اقل درجة من بقية الاقانيم ؟؟؟؟؟؟؟؟. انها حتى لا تساوى الخروف .........

حتى لو اعتبرنا الجلوس على يمين الاب رمز لماذا اختفى هذا الرمز مع الروح القدس ؟؟؟؟؟.

السؤال الثالث :

فى 1 كورنثوس

3وَلَكِنْ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُلٍ هُوَ لْمَسِيحُ. وَأَمَّا رَأْسُ لْمَرْأَةِ فَهُوَ لرَّجُلُ. وَرَأْسُ لْمَسِيحِ هُوَ للهُ.

اين الروح القدس هنا اين مكانها فى هذه الرؤوس المتبادلة لا ذكر لها اطلاقا .................... هل تعتبر راس يسوع ام راس الرب ام هناك من هو راسها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

السؤال 4

افسس 5 : 5

5فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ هَذَا أَنَّ كُلَّ زَانٍ أَوْ نَجِسٍ أَوْ طَمَّاعٍ، لَّذِي هُوَ عَابِدٌ لِلأَوْثَانِ لَيْسَ لَهُ مِيرَاثٌ فِي مَلَكُوتِ لْمَسِيحِ وََللهِ.

كما ترى ملكوت المسيح و الله فقط لا يوجد ملكوت للروح القدس هل يعترض احد على ذلك ......... هل هناك تفسير لهذا التجاهل .؟؟؟؟؟

هل يريد بولس ان يعقد الامور يجب ان ندرك انه من اهم شروط العقيدة الالهية الصحيحة ان تكون واضحة و مفهومة لكل البشر حتى البسطاء منهم و لا نبحث عن نصوص نأولها لاثبات ما نريد و نهمل النصوص التى لا تثبت ما نريده ؟؟؟؟.

السؤال الخامس :

الاب و يسوع يتحدثا مع بعضهما هل تحدث احد منهم مع الروح القدس هل نادى مثلا يسوع و هو على الصليب الروح القدس و سالها لماذا تركته الا تساوى الاب لماذا لم يطلب منها المساعدة على الصليب ؟؟؟؟؟؟؟





السؤال السادس :

هناك بعض الصفات الموجوة فى الروح القدس ليست موجودة فى يسوع مثل انها تستطيع ان تملا الناس انظر اعمال 2 : 4

4وَامْتَلأَ لْجَمِيعُ مِنَ لرُّوحِ لْقُدُسِ وَبْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ لرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا.



اذا كانت الروح القدس مساوية للاب و يسوع هل يستطيع يسوع ان يملا الناس و يجعل الناس تنطق بلغات اخرى ؟

و كذلك النص فى اعمال 2 : 17

17يَقُولُ للهُ: وَيَكُونُ فِي لأَيَّامِ لأَخِيرَةِ أَنِّي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤىً وَيَحْلُمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَماً. 18وَعَلَى عَبِيدِي أَيْضاً وَإِمَائِي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي فِي تِلْكَ لأَيَّامِ فَيَتَنَبَّأُونَ.

و هذا النص السابق يدل على ان الاب له الفعل و الروح القدس عليها التنفيذ و لكن الا ترى ان تفسير النص السابق هو ان هذه الروح هى قوة الرب او تاييده للبشر ما الخطأ فى هذا التفسير ؟؟؟؟؟؟؟؟

نفس الشىء و نفس التعليق فى هذا النص الذى يحدد ان الروح القدس ممكن ان نشربها

13لأَنَّنَا جَمِيعَنَا بِرُوحٍ وَاحِدٍ أَيْضاً عْتَمَدْنَا إِلَى جَسَدٍ وَاحِدٍ يَهُوداً كُنَّا أَمْ يُونَانِيِّينَ عَبِيداً أَمْ أَحْرَاراً. وَجَمِيعُنَا سُقِينَا رُوحاً وَاحِداً

و اذا اعتبرت هذا على سبيل المجاز او الرمز يكون لى الحق ان اعتبر ذلك فى اى نص اختاره و يكون المعنى المراد هنا ايضا هو قوة من الرب او تاييد منه للبشر .

و كذلك هذا النص

22الَّذِي خَتَمَنَا أَيْضاً، وَأَعْطَى عَرْبُونَ لرُّوحِ فِي قُلُوبِنَا

ما هو العربون او مقدم الاتعاب هذا هل هو اله منفصل او اقنوم من الاقانيم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

و هذا النص ايضا :

3ظَاهِرِينَ أَنَّكُمْ رِسَالَةُ لْمَسِيحِ، مَخْدُومَةً مِنَّا، مَكْتُوبَةً لاَ بِحِبْرٍ بَلْ بِرُوحِ للهِ لْحَيِّ، لاَ فِي أَلْوَاحٍ حَجَرِيَّةٍ بَلْ فِي أَلْوَاحِ قَلْبٍ لَحْمِيَّةٍ.

و كل النصوص السابقة لا يفعلها يسوع و ممكن تفسيرها بكل وضوح انها قوة الرب و تاييده

و اليك هذا النص لتوضيح كل ما سبق

9وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي لْجَسَدِ بَلْ فِي لرُّوحِ إِنْ كَانَ رُوحُ للهِ سَاكِناً فِيكُمْ. وَلَكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ لْمَسِيحِ فَذَلِكَ لَيْسَ لَهُ. 10وَإِنْ كَانَ لْمَسِيحُ فِيكُمْ فَالْجَسَدُ مَيِّتٌ بِسَبَبِ لْخَطِيَّةِ وَأَمَّا لرُّوحُ فَحَيَاةٌ بِسَبَبِ لْبِرِّ.

ما هو التفسير للاعداد السابقة فى العدد الثامن روح المسيح فيهم و فى العدد التاسع المسيح نفسه فيهم و نفس الشىء فى روح الرب انها الهام الرب و تاييده و ليست اله منفصل و هذا ما يفهم من هذا العدد

و هذا النص :

34لأَنَّ لَّذِي أَرْسَلَهُ للَّهُ يَتَكَلَّمُ بِكلاَمِ للَّهِ. لأَنَّهُ لَيْسَ بِكَيْلٍ يُعْطِي للَّهُ لرُّوحَ.

هذا النص يوضح ان الرب اعطى يسوع الروح القدس هل هذا يعنى انها كانت غير موجودة عنده اليس هو مساوى للاب هل يستقيم هذا النص مع تصور ان الروح القدس اله مساو للاب و الابن ؟؟؟؟؟

و هذا النص

«وَمَتَى جَاءَ لْمُعَزِّي لَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ لآبِ رُوحُ لْحَقِّ لَّذِي مِنْ عِنْدِ لآبِ يَنْبَثِقُ فَهُوَ يَشْهَدُ لِي. 27وَتَشْهَدُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً لأَنَّكُمْ مَعِي مِنَ لاِبْتِدَاءِ».

يثبت اتحاد الاب و الابن لارسال الروح القدس و لكن يسوع يستدرك انه رغم اشتراكه فى الارسال الا ان روح الحق من عند الاب .............................................!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

السؤال السابع :

ما هو موقف الروح القدس من هذا النص ؟؟؟؟؟؟؟؟

35اَلآبُ يُحِبُّ لاِبْنَ وَقَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي يَدِهِ. 36اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ للَّهِ»

هنا اهمال كامل للروح القدس لماذا لا يوجد اى نص يثبت ان الاب يحب الروح القدس و ان من يؤمن بها له الحياة الابدية مثل من يؤمن بيسوع و لم يدفع الاب اى شىء فى يديها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.

السؤال الثامن :

يلجأ النصارى للتفسير الحرفى حين يفيد و تلجأ للتاويل و الرمز حين لا ينفع الحرف ساوضح بمثال

انظر هذا النص من رومية

11لأَنَّ لْخَطِيَّةَ وَهِيَ مُتَّخِذَةٌ فُرْصَةً بِالْوَصِيَّةِ خَدَعَتْنِي بِهَا وَقَتَلَتْنِي.

بولس يتحدث عن الخطية و يقول انها خدعته هل الخطية شخص يخدع هذا يسمى مجاز اذكر القاعدة التى تتبعها فى المجاز و متى تلجأ له و متى تلجأ للتفسير الحرفى ؟؟؟؟؟؟؟. و نطبق هذا على النصوص الخاصة بالروح القدس ...........

السؤال التاسع :

لغويا هل الروح القدس مؤنث ام مذكر ام لا جنس لها بديهى انا اريد الاجابة من النصوص الاصلية اليونانية و العبرية .

و فى اليونانية باركيليتوس مذكر و لكن بينوما لا جنس لها اى تاخذ الضمير

It فى الانجليزية

انظر طبعة الملك جيمس رومية 8 : 16

The Spirit itself beareth witness with our spirit, that we are the children of God

الروح هنا لا جنس لها و يستعمل الضمير المناسب لذلك طبعا المشكلة غير متواجدة فى اللغة العربية التى تنص على :

16اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضاً يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ للهِ.

و هنا نقطة فرعية للتامل اذا نظرت لكتاب المقدس طبعة كتاب الحياة تجد النص تحول الى

16فَالرُّوحُ نَفْسُهُ يَشْهَدُ مَعَ أَرْوَاحِنَا بِأَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ

هل الروح يشهد لاروحنا حسب نص فان دايك ام يشهد مع اروحنا حسب نص كتاب الحياة .!!!!!!!!.

و لا يزال التحريف مستمرا ............................. و لكن هذه قصة اخرى

انظر النص فى يوحنا 14 : 17

Even the Spirit of truth; whom the world cannot receive, because it seeth him not, neither knoweth him: but ye know him; for he dwelleth with you, and shall be in you.

هنا يعتبر الروح مذكر هل عندك تفسير ام هى كالعادة مجرد اختلاف ترجمة و لكن الاصل اليونانى لكملة روح المستخدمة فى هذا النص لا جنس لها و الدليل من الانجيل الامريكى الكاثوليكى الجديد يعترف بخصوص العدد 14 : 17 فى يوحنا الكلمة اليونانية الروح لا جنس لها و استعمال الضمائر الشخصية معها خطأ .

و هذا النص من الملك جيمس يستعمل ضمير غير العاقل او ما لا جنس له منسوبا الى الروح يوحنا 3 : 8

The wind bloweth where it listeth

بعكس هذا النص

But when the Comforter is come, whom I will send unto you from the Father, even the Spirit of truth, which proceedeth from the Father, he shall testify of me:

يعتبر الروح شخص عاقل ......



السؤال العاشر

يقول يسوع فى يوحنا 13 : 16

16اَلْحَقَّ لْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.

هل توافق على قول يسوع هنا اذن كيف تفسر هذا النص ؟؟؟؟؟ فى يوحنا ايضا

26وَأَمَّا لْمُعَزِّي لرُّوحُ لْقُدُسُ لَّذِي سَيُرْسِلُهُ لآبُ بِاسْمِي فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.

الاب يرسل الروح القدس اذن الاب اعظم من الروح القدس اذن الروح القدس لا تساوى الاب ما رايكم فى هذا المنطق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

السؤال الحادى عشر

الاب و الابن و الروح القدس فى اعتقاد النصارى اله واحد هل نطمع فى ان نعرف ما اسم هذا الاله الواحد الذى لا يتغير بمرور الوقت او اختلاف اللغات هذا السؤال يستحق موضوع منفرد اذا لم يجب عليه احد ساضعه فى موضوع منفرد ..................

و نكتفى بهذه الاسئلة و اضع الان بعض النصوص التى تثبت ان الروح القدس هى قوة الله و تاييده و ليست اله او اقنوم منفصل .............. و هى القوة التى اقام بها ابنه على حسب اعتقادكم من الاموات .............

رومية 8 : 11

11وَإِنْ كَانَ رُوحُ لَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ لأَمْوَاتِ سَاكِناً فِيكُمْ فَالَّذِي أَقَامَ لْمَسِيحَ مِنَ لأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ لْمَائِتَةَ أَيْضاً بِرُوحِهِ لسَّاكِنِ فِيكُمْ.

1 كورونثوس 6 : 14

14وَاللَّهُ قَدْ أَقَامَ لرَّبَّ وَسَيُقِيمُنَا نَحْنُ أَيْضاً بِقُوَّتِهِ

افسس 1 : 19

19وَمَا هِيَ عَظَمَةُ قُدْرَتِهِ لْفَائِقَةُ نَحْوَنَا نَحْنُ لْمُؤْمِنِينَ، حَسَبَ عَمَلِ شِدَّةِ قُوَّتِهِ 20الَّذِي عَمِلَهُ فِي لْمَسِيحِ، إِذْ أَقَامَهُ مِنَ لأَمْوَاتِ، وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي لسَّمَاوِيَّاتِ،

افسس 3 : 20

20وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ أَكْثَرَ جِدّاً مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ لْقُوَّةِ لَّتِي تَعْمَلُ فِينَا،

ما هى القوة التى تعمل فينا اليست هى المعروفة بالروح القدس من النصوص السابقة اذن هى قوة الرب التى تعمل فينا .....................

لوقا 1 : 35

35فَأَجَابَ لْمَلاَكُ: «اَلرُّوحُ لْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ لْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً لْقُدُّوسُ لْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى بْنَ للهِ.

هذا مثل واضح ان الروح القدس هو قوة الرب او العلى كما فى النص . و اى تفسير اخر يدخلنا فى متاهة نحن فى غنى عنها تماما

و هذا النص ايضا يذكر قوة من الاعالى ....

لوقا 24 : 49

49وَهَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ مَوْعِدَ أَبِي. فَأَقِيمُوا فِي مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ لأَعَالِي».

انها قوة الروح القدس التى تعمل فيكم حسب اعتقادكم .....


الخلاصة :

الروح القدس ليست اقنوم ثالث و كلمة اقنوم التى اختارها شخص ما فى اللغة العربية لتساعد على اظهار المعنى و هى طبعا غير موجودة فى اى نص فى الكتاب المقدس و لكن اذا كنا نتحدث بالانجليزية سيكون التعبير كلمة شخص و لى الحق ان استخدم كلمة شخص و لك الحق ان تستخدم كلمة اقنوم التى ليس لها اى اساس فى الكتاب المقدس .

اذن الروح القدس ليست شخص قائم بذاته منفصل و مساو للاب و الابن انها على اقصى تقدير قوة الرب او منحة الهية منه و ليست مساوية له النصوص تثبت ذلك .....

و الان نناقش ما ذكره احد المحاورين من نصوص لاثبات الوهية الروح القدس و الله المستعان :

النص الاول متى 10 : 20

20لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ لْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ لَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ.

بديهى بعد العرض السابق هذه ليست الا قوة الرب او تاييده للمتكلمين هنا ......

النص الثانى غلاطية 4 : 6

6ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ للهُ رُوحَ بْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخاً: «يَا أَبَا لآبُ»

نفس الشىء بل ان النصين معا يثبتوا ان الروح اقل درجة من الاب و من الابن لان الاب هو الذى يرسل راجع ما سبق ان ذكرته .....

1 بطرس 1 : 11



11 بَاحِثِينَ أَيُّ وَقْتٍ أَوْ مَا لْوَقْتُ لَّذِي كَانَ يَدُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ لْمَسِيحِ لَّذِي فِيهِمْ، إِذْ سَبَقَ فَشَهِدَ بِالآلاَمِ لَّتِي لِلْمَسِيحِ وَلأَمْجَادِ لَّتِي بَعْدَهَا.

لاحظ فى هذه الترجمة الروح مذكر فيقول سبق فشهد

نفس النص من طبعة الملك جيمس يستعمل الضمير غير العاقل

Searching what, or what manner of time the Spirit of Christ which was in them did signify, when it testified beforehand the sufferings of Christ, and the glory that should follow.

و بديهى هذا تناقض يجب تفسيره و الامر معقد لا ينفع فيه التبسيط او التسطيح .

و ملخص الكلام فىا لنصوص السابقة

تارة يقول الكتاب ان روح الله الآب يسكن في المؤمنين ، وتارة اخرى روح الابن يسكن في المؤمنين

هل تريد ان تقول اذا كان روح الاب يسكن و روح الابن يسكن اذن الروح تساوى الاب و تساوى الابن اذن هى اله او اقنوم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ اقول هذا بعيد جدا و لا يعتبر اكثر من راى و الراى المضاد له نفس واجهته ان لم يكن اقوى مع الشواهد الاخرى ....................

لنستمر مع النصوص التى تذكر لاثبات الوهية الروح القدس :

كورنثوس 6 : 19

19أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ لْقُدُسِ لَّذِي فِيكُمُ لَّذِي لَكُمْ مِنَ للهِ وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟

اول ملاحظة كون الروح القدس من الله ينفى الوهيتها على حسب القاعدة التى قالها المسيح نفسه كما سبق و لان الله هو الذى اعطاهم هذه الروح .

ثانيا راجع النص من اوله يثبت لك ان الموضوع كله مجاز لتنفير الناس من ارتكاب الزنا .

2 كورنثوس 6 : 16

من طبعة فان دايك

16وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ للهِ مَعَ لأَوْثَانِ؟ فَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ هَيْكَلُ للهِ لْحَيِّ، كَمَا قَالَ للهُ: «إِنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً.

من طبعة كتاب الحياة

16وَأَيُّ وِفَاقٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَصْنَامِ؟ فَإِنَّنَا نَحْنُ هَيْكَلُ اللهِ الْحَيِّ، وَفْقاً لِمَا قَالَهُ اللهُ : «سَأَسْكُنُ فِي وَسَطِهِمْ، وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ إِلهَهُمْ وَهُمْ يَكُونُونَ شَعْباً لِي.

هل لاحظت الاختلاف الطبعة الاولى تقول انتم هيكل الله الحى و الطبعة الثانية تقول نحن هيكل الله الحى .

ساترك التعليق على التحريف هنا

و الاختلاف الثانى القاتل النص الاول يقول ساسكن فيهم و النص الثانى يقول ساسكن فى وسطهم

هذا اولا اما ثانيا هذه اشارة للمذكور فى اللويين 26 : 12

11وَأَجْعَلُ مَسْكَنِي فِي وَسَطِكُمْ وَلاَ تَرْذُلُكُمْ نَفْسِي. 12وَأَسِيرُ بَيْنَكُمْ وَأَكُونُ لَكُمْ إِلَهاً وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي شَعْباً.

و النص هنا يؤكد انه يسكن فى وسطهم و ليس يسكن فيهم كما فى طبعة فان دايك ................ و الفرق كبير بين التعبير الاول و التعبير الثانى

رومية 8 : 9 يذكر النصارى جزء من النص

و لكن هذا هو النص كاملا

9وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي لْجَسَدِ بَلْ فِي لرُّوحِ إِنْ كَانَ رُوحُ للهِ سَاكِناً فِيكُمْ. وَلَكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ لْمَسِيحِ فَذَلِكَ لَيْسَ لَهُ. 10وَإِنْ كَانَ لْمَسِيحُ فِيكُمْ فَالْجَسَدُ مَيِّتٌ بِسَبَبِ لْخَطِيَّةِ وَأَمَّا لرُّوحُ فَحَيَاةٌ بِسَبَبِ لْبِرِّ. 11وَإِنْ كَانَ رُوحُ لَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ لأَمْوَاتِ سَاكِناً فِيكُمْ فَالَّذِي أَقَامَ لْمَسِيحَ مِنَ لأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ لْمَائِتَةَ أَيْضاً بِرُوحِهِ لسَّاكِنِ فِيكُمْ.

باختصار هذا النص يثبت اختلاف روح المسيح عن روح الرب لانه هو الذى اقامه من الاموات حسب اعتقادك و هذا بالمناسبة يثبت ايضا عدم الوهية يسوع و لكن هذا امر لم يحن وقته بعد ..... ...........

يوحنا 6 : 63

63اَلرُّوحُ هُوَ لَّذِي يُحْيِي. أَمَّا لْجَسَدُ فلاَ يُفِيدُ شَيْئاً. اَلْكلاَمُ لَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ

هل توضح مرة اخرى ماذا يثبت هذا النص فى التثليث او حتى فى الوهية الروح القدس ؟؟؟؟ هذا النص لا يثبت اى شىء

و هذا بحث فى نص موجود فى رسالة بطرس الاولى 4: 14

14 إِنْ عُيِّرْتُمْ بِاسْمِ لْمَسِيحِ فَطُوبَى لَكُمْ، لأَنَّ رُوحَ لْمَجْدِ وَللهِ يَحِلُّ عَلَيْكُمْ.

التى يقول احد الزملاء انها تثبت ان الروح القدس اله لان النص يقول روح المجد و ليس مجيد الا الله و يستنج بالتالى ان الروح القدس اله ......!!!!!!!!!

و هذا هو الرد على بعون الله و توفيقه :

اقرا النص فى طبعة فان دايك : و ارجو ان تلاحظ انى لابد ان اشير الى الطبعة التى ارجع اليها حتى لا تحدث لخبطة كما سترى بعد قليل ..........

14 إِنْ عُيِّرْتُمْ بِاسْمِ لْمَسِيحِ فَطُوبَى لَكُمْ، لأَنَّ رُوحَ لْمَجْدِ وَللهِ يَحِلُّ عَلَيْكُمْ.

هنا شخصيتان منفصلتان روح المجد و الله و لانه حسب كلامك ليس مجيد الا الله اذن روح المجد هى ايضا اله رغم انك لم توضح كيف عرفت ان روح المجد هى الروح القدس ؟؟؟؟؟؟ ام ذكر اى روح فى الكتاب المقدس يعتبر ذكر للروح القدس ........سنتحدث عن هذه النقطة لاحقا رغم ان الاجابة واضحة .....

تقول ليس مجيدا الا الله هل الكنيسة اله ؟؟؟؟؟ اقرا النص

Eph:5:27:

27 لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن او شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب. (SVD)

هنا الكنيسة مجيدة هل ممكن ان نضيف الكنيسة كاقنوم جديد !!!!!!!!! (حقوق الاكتشاف محفوظة) ....

و هذا سليمان ممكن ان ينضم الى القائمة :

Mt:6:29:

29 ولكن اقول لكم انه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها. (SVD)

قد تقول ان مجد سليمان هنا اقل درجة من مجد الله و بالتالى كيف عرفت ان روح المجد مساو للاب فى المجد و ليس اقل او اكثر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

و هنا مجد الاب منفصل و استعاره الابن منه :

Mt:16:27:

27 فان ابن الانسان سوف يأتي في مجد ابيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله. (SVD)

لماذا قيل مجد ابيه لم يقال مجد ابن الانسان ..........!!!!!! اسئلة كثيرة .

و هذا النص و يحتاج توضيح منهم عن المجد و الامجاد :

Hb:2:16:

16 قد شبعت خزيا عوضا عن المجد.فاشرب انت ايضا واكشف غرلتك.تدور اليك كاس يمين الرب.وقياء الخزي على مجدك. (SVD)



و هذا ملك بشرى اخر :

Dn:4:30:

30 واجاب الملك فقال أليست هذه بابل العظيمة التي بنيتها لبيت الملك بقوة اقتداري ولجلال مجدي. (SVD)

اذن حكاية ليس مجيد الا الله غير مقنعة ......

طبعة فان دايك السابقة تقول روح المجد و الله كما سبق

انظر هذه الطبعة :

روح المجد و روح الله اى روح المجد مضافة الى روح الله

New International Version (NIV)

1 Peter 4

14If you are insulted because of the name of Christ, you are blessed, for the Spirit of glory and of God rests on you.



و هذه الطبعة :

تقول روح الله و مجده

The Message (MSG)

1 Peter 4

14If you're abused because of Christ, count yourself fortunate. It's the Spirit of God and his glory in you that brought you to the notice of others.

و هذه الطبعة :

روح الله المجيدة بدون حرف عطف اى اقنوم واحد فقط ؟؟؟؟

New Living Translation (NLT)

1 Peter 4

14Be happy if you are insulted for being a Christian, for then the glorious Spirit of God will come upon you.



و هذه الطبعة :

روح المجد و روح الله

King James Version (KJV

1 Peter 4

14 If ye be reproached for the name of Christ, happy are ye; for the spirit of glory and of God resteth upon you: on their part he is evil spoken of, but on your part he is glorified.



وهذه الطبعة :

روح المجد و روح الله مثل النص السابق و لكن تعجب معى ماذا كتب فى هامش هذه الطبعة :

بعض النسخ الاصلية تضيف روح القوة ؟؟؟؟ اى النص هكذا روح المجد و روح الله و روح القوة ؟؟؟؟؟؟

هل هذه هى الثلاثة اقانيم التى تبحث عنها و لماذا مذكورة فى بعض المخطوطات و غير مذكورة فى الاخرى ؟؟

English Standard Version (ESV

1 Peter 4

14If you are insulted for the name of Christ, you are blessed, because the Spirit of glory[1] and of God rests upon you.

Footnotes

1. Some manuscripts insert and of power

و هذه الطبعة :

تضع كلمة روح بين قوسين اى هى غير موجودة فى الاصل .......

:: Darby Translation (DARBY)

1 Peter 4

14 If ye are reproached in [the] name of Christ, blessed [are ye]; for the [Spirit] of glory and the Spirit of God rests upon you: [on their part he is blasphemed, but on your part he is glorified.]



و هذه الطبعة :

و الجديد فى هذه الطبعة انها تقول ان بقية العدد محذوفة فى احدى النسخ الاصلية :

New King James Version (NKJV)

1 Peter 4

14If you are reproached for the name of Christ, blessed are you, for the Spirit of glory and of God rests upon you.[1] On their part He is blasphemed, but on your part He is glorified.

Footnotes

1. 4:14 NU-Text omits the rest of this verse.

و اليك بعض النصوص من المخطوطات الاصلية و ساذكر اختصار للمخطوطة و اذا شئت التفصيل اهلا و سهلا

النص الاول

"the Spirit of glory and of God rests"

روح المجد و روح الله

موجود فى المخطوطات الاتية

p72 B K Psi some Byz

النص الثانى :

"the Spirit of glory and of power and of God rests"

روح المجد وروح القوة وروح الله ...

موجود فى المخطوطات الاتية و هى اكثر من السابقة و هى الموجودة فى احدث طبعة من النسخة القياسية المعتمدة :

S A P 33 81 104 945 1241 1739 1881 some Byz Lect four lat cop(north)

النص الثالث :

"the Spirit of glory and of the power of God rests"

روح المجد و روح قوة الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

موجود فى النصوص الاتية :

614 630 2495 one lat syr(h) cop(south)



النص الرابع :

"the Spirit of the glory of God rests"

روح مجد الله !!!!!!!!!!!

موجودة فى النصوص الاتية :

three lat earlier vg syr(p)

باختصار نصوص متعارضة غير دقيقة لايسع الشخص العاقل الا اهمالها من حسابه

هل يستطيع احد ان يخبرنا ماذا يقول النص الاصلى ام نحذف هذا النص ايضا من القائمة و نستمر فى رحلة البحث عن الاقانيم ...................

...................................................................

اخوكم eeww2000

غير معرف يقول...

أولى حرية الإنسان في الإسلام كرامته.


كرم الله عز وجل الإنسان على سائر مخلوقاته في الأرض، ورفعه إلى مكانة عالية رفيعة، حين جعله خليفة في الأرض كما قال تعالى: وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة..(10)، وزيادة في التكريم أمر الملائكة في السجود له. هذه المكانة العالية المعطاة من الله عز وجل دليل على تكريم الإنسان من قبله عز وجل، وإلى الاحترام الذي يحمله الإسلام لإنسانية الإنسان، بما تحمل من قيم وسلوكيات يجب احترامها وتعزيزها.
قال تعالى: ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا(11).
واحترم الإسلام العقل، واعتبر التفكير والعمل هي الأداة الأساسية لمعرفة الخالق عز وجل ومخلوقاته في السماوات والأرض، حيث قال الله عز وجل: إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب(12).
فالعلم الذي غرسه الرحمن عز وجل في الإنسان سواء في بداية خلقه لآدم، كما قال تعالى: وعلم آدم الأسماء كلها..(13). أو في الأجيال المتلاحقة من البشر، حيث علم الإنسان من بعد ذلك العلوم والمعارف، وهداه لتعلم الكتابة، التي تعتبر أهم تحول تاريخي في حياة البشرية، قال تعالى: اقرأ باسم ربك الذي خلق(1) خلق الإنسان من علق(2) اقرأ وربك الأكرم(3) الذي علم بالقلم(4) علم الإنسان ما لم يعلم(5)(14).
فالعلم والتفكير العقلي من أهم الميزات التي ميز الرحمن عز وجل الإنسان على سائر مخلوقاته، وقد رعى الإسلام المعرفة وأصحابها، ووضع لها احتراماً خاصاً في سلوكيات اتباعه، الذين حضهم على المعرفة والبحث العلمي والفكري وسائر فنون المعرفة، حتى أنه رفض المساواة بين العلم والجهل رفضاً مطلقاً، قال الله عز وجل: .. قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب(15).
ومن خلال امتلاك الإنسان للعقل والتفكير، ترك الإسلام للإنسان حرية الاختيار بين الإيمان بوحدانية الله عز وجل واتباع تعاليمه، أو اختيار طريق الكفر والإلحاد، ولكنه وضع نتائج لذلك الاختيار، بين الفوز بالجنة أو الدخول إلى جهنم وبأس المصير، قال تعالى: قل الله أعبد مخلصاً لـه ديني(14) فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين(15)(16).
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الإســــلام
أعطى الإنسان حرية الاعتقاد والاختيار


الحرية في الاعتقاد والاختيار هي الأساس الأول الذي قامت عليه رسالة الإسلام، فرفض الإسلام الإكراه والقسر في دخول الناس في الدّين. بل وضع مبدأ الاختيار الارادي أساساً في الدخول فيه، بعد أن يتمّ تبيان دعوته ورسالته، والأسس التي تقوم عليها لكافة الناس.
وأوضحت عدة آيات في القرآن الكريم مبدأ حرية الاعتقاد، وعدم إكراه الناس ليؤمنوا بالإسلام، نذكر منها قوله تعالى: لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم(17). فأمر الله عز وجل واضح في هذه الآية الكريمة، فبعد أن اتضح مفهوم الإسلام وأهدافه للبشرية أجمع على مرّ الدهور والعصور، دعا الرحمن عز وجل أن يترك للإنسان حرية الاختيار بين طريق السلامة والأمن والاستقامة والراحة المادية والمعنوية في الدنيا والآخرة، وبين طريق الهلاك والآلام والندامة والحسرة والتيه والضلال، وبذلك تقع على الإنسان عاقبة هذا الاختيار ونتائجه، فإن أحسن نجا، وإن أساء هلك. وتعددت الآيات الكريمة، التي تحض على ترك حرية الاختيار الإرادي للإنسان في الدخول في الإسلام أو عدمه، ومن الآيات الكريمة التي بينت حرية الاختيار الإرادي قولـه تعالى: قل يا أيها الناس قد جاءكم الحقّ من ربّكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضلّ فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل(18).
أمر الله عز وجل رسوله الكريم محمد، أن يبلغ الناس كافة حقيقة الدعوة الإسلامية وأهدافها السامية العليا. ومن ثم ترك الأمر للإنسان بحرية قبولها أو رفضها، فهو حر في اختيار الهدى أو الضلالة، وليس الرسول مسؤولاً عن هذا الاختيار، بل تقع نتيجة الاختيار على الإنسان نفسه. قال تعالى: وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون(19).
وقال تعالى: وأن اتلوا القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضلّ فقل إنما أنا من المنذرين(20). وهذه الآية تطلب من الرسول، أن يقرأ على الناس القرآن، ويفسره، ويبين ما فيه من أحكام وسلوكيات، ووحدانية الله عز وجل، ويوم الحساب وغيرها من العقائد المختلفة، التي جاءت بها الرسالة المحمدية للبشرية جمعاء، وتترك بعد ذلك للإنسان حرية الاعتقاد والاختيار.
وما مهمة الرسول إلا التبليغ والتذكير والتنبيه والإنذار من عواقب الشرك والفساد وعدم الإيمان بوحدانية الله عز وجل وبيوم الحساب، كما كلفه بها الله عز وجل، وهذه مهمة كافة الرسل الذين أرسلهم الله عز وجل لكافة البشر، قال تعالى: وما نرسل المُرسلين إلا مبشرين ومنذرين...(21). يبشروا بضرورة الخلاص من الشرك والإلحاد، وبالرسالة السماوية المتسمة بالعدل والحق، وباليوم الآخر الذي ينصف فيه الأبرار من المؤمنين وذوي السلوك الحسن، وينال فيه كل حق حقه، وترد فيه المظالم، ويعاقب الظالم والمتجبر والفاسد والملحد وغيرهم، ممن زرعوا الأرض فساداً.
إن الله عز وجل أرسل الرسل عليهم الصلاة والسلام إلى الناس كافة، حتى يكون حجة عليهم، ويدحض أي ادعاء بأنهم لم يبلغوا، وأنهم لا يعلمون، قال تعالى: رُسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس حُجة بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيماً(22).
وقال تعالى: يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربّكم فآمنوا خيراً لكم وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات والأرض وكان الله عليماً حكيماً(23).
وهكذا يظهر لنا الإسلام دين آمن بحرية اختيارات العقل للإنسان، مما يكذب كل ادعاء المستشرقين، الذين حاولوا أن يصوروا الفتوحات الإسلامية على أنها كانت لإكراه الناس بالدخول بالإسلام بحد السيف. ومن يراجع تاريخ الفتوحات الإسلامية شرقاً وغرباً، سيجد أن المسلمين لم يرغموا مسيحياً أو يهودياً على الدخول بالإسلام، والشواهد على محافظتهم على أماكن العبادة لليهود والنصارى، وسيجد حتى الوثنين من البوذيين والهندوس والسيخ وغيرهم، تركت معابدهم وهي شاهدة اليوم على ذلك رغم السيادة الإسلامية على تلك البلاد. وهذا ما يكذب ادعاء من قال عن الإكراه في دخول الإسلام، ويثبت على محافظة الإسلام على تطبيق مبدأ حرية الاختيار.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الإســــلام
جاء لتحرير الإنسان من أغلال العبودية.


جاء الدين الإسلامي كما قلنا سابقاً من أجل تحرير الإنسان من رق العبودية للطاغوت البشري أو الحجري وغيره، وإطلاقه إلى أفق مجتمع العدل والمساواة، الذي يتساوى فيه الغني والفقير في الحقوق والواجبات، وتكون فيه التكاليف على حسب القدرة والاستطاعة، وتحفظ للإنسان الكرامة والأمن على نفسه وماله وعرضه ودينه، ويرفض الإسلام من أين كان المساس بها إلا بالحق. وما قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفة الراشدي الثاني: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً) إلا انعكاساً لتعاليم الإسلام بضرورة صون حرية الإنسان، وواجب الدولة والمجتمع المحافظة عليها وحمايتها.
جاءت رسالة الإسلام لتحطم الأغلال التي قيدت بها العديد من المجتمعات، ومنها أغلال الرذيلة والفساد والعدوان وكافة الخبائث التي تعيث فساداً في الأرض. وليدعوا إلى مجتمع إنساني يتحلى بالقيم الإنسانية الرفيعة العالية. وقد أوضحت الآية الكريمة التالية معنى تلك الحرية، قال تعالى: الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعززوه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون(24).
وتوجهت رسالة الإسلام من الجزيرة العربية إلى بقاع العالم شرقاً وغرباً، تحمل أهم مضمون لها، وأولى أهدافها الدعوة إلى التوحيد في عبادة الله عز وجل، ورفض عبادة البشر والأصنام وغيرها، التي تتنافى مع العقل البشري.
والهدف الثاني هو تحرير الإنسان من العبودية، التي فرضها الطغاة من حكامه عليه، تلك رسالة الإسلام في شقيها التوحيدي والتحريري، التي كانت مهمة الفتح تبليغها للناس كافة.
ومن الشواهد التاريخية على ذلك، ما قاله زُهرة بن عبد الله بن قتادة بن الحويّة للقائد الفارسي الشهير رستم، وهو ينقل إليه رسالة الإسلام وغاية الفتح، فحين سأله رستم عن هذا الإسلام الذي يقاتل العرب من أجله فقال: (هو دين الحقّ لا يرغب عنه أحد إلا ذلّ، ولا يعتصم به أحد إلا عزّ) فقال رستم: ما هو؟ قال: أما عموده الذي لا يصلح إلا به فشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله. قال: وأي شيء أيضاً؟ قال زُهرة: وإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله، والناس بنو آدم وحواء وأخوة لأب وأم. قال رستم: ما أحسن هذا)(25).
ولزيادة المعرفة برسالة الإسلام طلب رستم من قائد الجيش الإسلامي سعد بن أبي وقاص مبعوثاً من قبله، فأرسل إليه ربعي عامر وكان جندياً بسيطاً فحين سأله رستم: ما جاء بكم؟ قال ربعي: الله جاء بنا، وهو بعثنا، لنُخرج من يشاء من عباده من ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام. فأرسلنا بدينه إلى خلقه، فمن قبله، قبلنا منه، ورجعنا عنه، وتركنا أرضه دوننا، ومن أبى قاتلناه حتى نُفضي إلى الجنة أو الظفر)(26).
* تحرير الإنسان من رق الدّين
حارب الإسلام الربّا حرباً ضارية كونها تضع الأغلال في أيدي العديد من الفقراء والمحتاجين، وكان الناس يسترقون بسبب عدم القدرة على دفع الدين المتراكم من الربّا، حيث يتحولون من أحرار إلى عبيد، بسبب عسرتهم عن دفع ما ترتب عليهم من أموال الربّا.
وكانت لهذه الحرب التي شنها الإسلام ولا زال على الرّبا، لها الأثر الفعال في تحطيم قيود عبودية الرّبا، وفك رقاب العديد من الناس من الرقّ والتسول والإذلال، الذي يلاقونه من المرابي بسبب عدم قدرتهم على دفع المبالغ المدانين بها، أو الأقساط الواجب دفعها، أو الفائدة التي تتضاعف بسبب عدم القدرة على السداد.
وكم من أعراض انتهكت بسبب الرّبا؟ وكم من جريمة ارتكبت بسببها؟. وقصص العالم لا تزال تروي لهذا اليوم مآسي الرّبا، الذي حطمت بيوت كرماء، وأذلت أعزاء في قومهم، وخربت بيوت أغنياء، واستباحت دم الفقراء.
وكانت الرّبا ولا زالت من أهم الخبائث، التي تقيد العديد من المجتمعات في العالم.
وبسبب ما ترتكبه من جرائم شدّد الإسلام على إنهاء الربا، وحاربها محاربة عنيفة للقضاء والحد من شرورها، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الرّبا إن كنتم مؤمنين(278) فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تُظلَمون(279)(27).
لقد استهدف الإسلام من محاربة الرّبا تحرير الإنسان من أغلال دين مال الرّبا، وإطلاقه من قيوده، وأعاد لـه كرامته ووجوده في عزّ وكرامة، وفرض على الأغنياء كفاية الفقراء من خلال أموال الزكاة المفروضة والصدقات، وحض الإسلام على الإنفاق، وآيات الزكاة والصداقات والإنفاق على الفقراء كثيرة هي القرآن الكريم، والتي وعدت المنفق دون منّة أو رياء الناس بالفوز بالجنة. وتعتبر الزكاة ركناً أساسياً من أركان الإسلام، ومن قرأ التاريخ يعرف السبب الرئيسي لحروب الردة، وهي إلى الامتناع عن دفع الزكاة، حين شن الخليفة الراشدي الأول أبو بكر الصديق حرباً ضروساً على الممتنعين عن دفع الزكاة.
* التحرير من أغلال الهوى القاتل والعدوان والأعراف والعادات السيئة.
جاء الإسلام أيضاً ليحرر الإنسان من قيود الشهوات المادية والعدوانية، ومن الأعراف السيئة التي فرضتها القبائل البدوية المتخلفة على أبنائها. فالإسلام رفض اغتصاب أموال الناس بدون حق، وحرم الرشوة للحكام لأكل أموال الناس بالباطل قال تعالى: ولا تأكلوا أموالكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقاً من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون(28).
ووضع قواعد للتعامل المالي برفض أكل الأموال عن طريق الخداع والنصب والسرقة والاغتصاب، وحبب التعامل في التجارة على قاعدة التراضي، وحرر الإنسان من قتل نفسه بانصرافه الكلي خلال حياته على جمع المال، وعدم الالتفاف إلى نفسه وصحته وأسرته، بل كرس حياته فقط لجمع المال من أي طريق كان، دون أن يعطي لنفسه حقها الاجتماعي والثقافي والروحي، أو قتل النفس كالانتحار وغيرها من الطرق الأخرى المؤدية إلى قتل النفس. قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً(29).
وحرر الإسلام أموال اليتامى والفقراء من الاغتصاب والنهب والسرقة من قبل الأغنياء والأوصياء، حيث كانت أموالهم مستباحة من قبل الأقوياء لمعرفتهم بضعف اليتيم، وعدم قدرته عن انتزاع حقه منهم، فشدد الإسلام على ضرورة إعادة أموال اليتامى إليهم، وحرم تحريماً مطلقاً أكل أموالهم بالباطل، وأنذرهم عذاباً شديداً، قال تعالى: إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم سعيراً(30).
وطالب الأوصياء عليهم بإعادة أموالهم إليهم، وعدم اقتطاع أي مال منه إلا للضرورات في رعاية اليتيم، ومنع أخذ المال كاملاً، قال تعالى: وأتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حُوباً كبيراً(31).
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ تحرير المرأة الحقيقي في الإسلام


أسقط الإسلام القيود التي كانت تفرضها بعض العادات القبلية السيئة مثل زواج الولد لامرأة أبيه، وحرمه لما فيه من إساءة الولد لأبيه الميت، وفيه تقزز للنفس البشرية، قال تعالى: ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتاً وساء سبيلاً(32). وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: "كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته؛ إن شاء بعضهم تزوجها، وإن شاءوا زوجوها، وإن شاءوا لم يزوجوها، فهم أحق بها من أهلها، فنزلت هذه الآية في ذلك قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهاً(33).
ووضع قواعد أخلاقية عليا في مسألة الزواج، حين حرم، ومنع الزواج من الأقارب الأصول قال تعالى: حرمت عليكم أمهاتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم الاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم الاتي في جحوركم من نسائكم الاتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف وإن الله كان غفوراً رحيماً(34).
وأسقط عادة أخذ مال المهر من الزوجة بعد طلاقها، وبذلك فك القيد الاستغلالي من الحاجة إلى تسديد المهر من امرأة لم يعد لها أي وارد مالي إلا ما يحسن فيه إليها ذويها، وكانت رهينة لقيد سداد المهر، الذي أعطي لها حين تزوجت، وقد تكون قد تصرفت به، ولم يبق منه شيئاً، قال تعالى: وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وأتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً أتأخذونه بهتاناً وإثماً مبيناً(20) كيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً(21)(35).
وحرر الإسلام المرأة من أغلال أعراف سيئة، كان يمارسها العرب في الجاهلية، وهي دونية المرأة في مجتمعها، الذي كان يرى السيادة والعز والفخار فقط في الذكورية، وأن العار المستقبلي والمحتمل في المرأة. ولهذا أوجدوا عرفاً، يقوم على وأد البنات، الذي يعتبر من أبشع الأعراف القبلية، التي عرفها تاريخ الجزيرة العربية ما قبل الإسلام. وصور القرآن الكريم حالة الرجل الذي يبشر بمولدة لـه أنثى، وكيف يشعر بالحرج والخجل بتلقي النبأ في مجلس وبين أصحابه؟ وكيفية ردة فعله تجاه هذا النبأ؟ فيقول الله عز وجل: وإذا بُشِّرَ أحدهم بالأنثى ظلَّ وجهه مسوداً وهو كظيم(58) يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون(59)(36).
لو تمعنا في هذه الصورة القرآنية الكريمة، لظهر لنا مشهد الرجل، وكيف يتلقى نبأ ولادة زوجته بنتاً له؟ فتصوره غاضباً وقد اسود وجهه من هذا النبأ، وكيف يحاول التخفي من الإحراج والتهكم والسخرية من قبل قومه لمولودته الأنثى، ومن ثم يزداد إحراجاً في القرار الذي يتطلب منه اتخاذه، فهو حائر بين أمرين، يجب أن يقرر إحداهما، هل يتركها تعيش مع عائلته، أم يقتلها حية وذلك يدفنها في التراب؟
وقد تحدثت بعض المصادر التاريخية عن جرائم وأد البنات في الجاهلية، ومنها القصة الذي ذكرها سيدنا عمر بن الخطاب حين ضحك وبكى مرة فسئل من قبل الحاضرين لماذا فعل ذلك؟ ذكر أنه ضحك حين كان يعبد صنماً من التمر، ويطلب منه المساعدة والعون، ولكنه حين يجوع يقوم بأكله، فيقول أنه ضحك كيف يعبد إلهاً ثم يقوم بأكله، ويرى إلى أي مدى وصل عقل الإنسان من الانحدار، بعدمية الإدراك والتمييز العقلي.
وذكر أنه بكى حين أخذ ابنته الصغيرة لوأدها إلى الصحراء، وأنه قام بحفر حفرة لدفنها فيها، وكيف كانت الطفلة الصغيرة تنفض الغبار المتطاير من الحفرة عن لحيته؟ ورغم هذا الفعل النبيل من تلك الطفلة، لم يرق لها قلبه، الذي كان جافاً بسبب جاهليته، بل دفنها وهي تسأله لماذا؟. لهذا بكى عمر بحرقة للقلب القاسي في الجاهلية، وكيف استطاع الإسلام أن يحوله إلى أرق القلوب الإنسانية التي عرفها تاريخ البشرية.
وهكذا كان حال البنات الصغيرات ما قبل الإسلام، يقتلن بدون ذنب ارتكب، ويدفن أحياء دون أي رادع خلقي وإنساني، فجاء الإسلام ليسقط هذا العرف القبلي الجائر، ويحرر البنت من جريمة لم ترتكبها، ويعيد لها مكانتها الاجتماعية والثقافية أسوة بالرجل. وشدد القرآن الكريم على عقوبة من يقوم بهذا الفعل الشنيع في قوله تعالى: وإذا الموءودة سئلت(8) بأي ذنب قتلت(9)(37).
جاء الإسلام ليعيد المرأة إلى مكانتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. قال تعالى: للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن(38). وحتى في الحروب كان للمرأة المشاركة فيها جنباً إلى جنب مع الرجل، ويذكر التاريخ العديد من النساء في هذا المجال بدءاً من أم عمارة مروراً بصفية عمة رسول الله وحتى الخنساء وخولة بنت الأزور وغيرها.
هذه المرأة المسلمة التي حررت من خلال تعاليم الإسلام منذ أربعة عشر قرناً، كانت المرأة في الغرب حتى قرون قريبة في وضع مزدرى ودونيّ عن الرجل، ونذكر قول لعباس محمود العقاد قال فيه: (ولقد تقدم الزمن في الغرب من العصور المظلمة إلى عصور الفروسية إلى ما بعدها من طلائع العصر الحديث، ولما تبرح المرأة في منزلة مسفهة لا تفضل ما كانت عليه في الجاهلية العربية، وقد تفضلها منزلة المرأة في الجاهلية.
ففي سنة 1790، بيعت امرأة في أسواق إنجلترا بشلنين لأنها ثقلت بتكاليف معيشتها على الكنيسة التي كانت تؤويها..
وبقيت المرأة إلى سنة 1882، محرومة من حقها الكامل في ملك العقار، وحرية المقاضاة.
وكان تعلم المرأة سبّة، تشمئز منها النساء قبل الرجال، فلما كانت اليصابات بلا كويل تتعلم في جامعة جنيف سنة 1849-وهي أول طبيبة في العالم-كان النسوة المقيمات معها يقاطعنها، ويأبين أن يكلمنها، ويزوين ذيولهن من طريقها احتقاراً لها، كأنهن متحرزات من نجاسة يتقين مساسها..
ولما اجتهد بعضهم في إقامة معهد يعلم النساء الطب بمدينة فلادليفيا الأمريكية، أعلنت الجماعة الطبية بالمدينة، أنها تصادر كل طبيب يقبل التعليم بالمعهد، وتصادر كل من يستشير أولئك الأطباء.

وهكذا تقدم الغرب إلى أوائل عصرنا الحديث، ولم تتقدم المرأة فيه تقدماً يرفعها من مراوغة الاستعباد، التي استقرت فيها من قبل الجاهلية العربية..
فماذا صنع محمد؟ وماذا صنعت رسالة محمد؟
حكم واحد من أحكام القرآن أعطى المرأة من الحقوق كفاء ما فرض عليها: ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف(39).
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الإسلام وتحرير العبيد من الرّق.


كثيرة هي الاتهامات ضد الإسلام من قبل كتاب وباحثي الغرب، ومنها أن الإسلام يؤيد استمرارية الرّق، ويشجعه. وهذا كذب وافتراء وتزوير ضد الإسلام، الذي جاء ليحرر الإنسان من الظلم والعبودية على مختلف أشكالها، كما بيّنا في بدايات هذا الفصل.
الإسلام ظهر ومجتمع الرّق يسود العالم قانوناً وعرفاً، فجاءت رسالة الإسلام حينئذ لتطرح مسألة المساواة بين مختلف أبناء البشر، على اعتبارهم يعودون جميعاً إلى أصل واحد، وأب واحد وأم واحدة، هما آدم وحواء عليهما السلام.
كما قال تعالى: خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها..(40)، وما جاء على لسان رسول الله محمد: [كلكم لآدم وآدم من تراب].
واعتبرت رسالة الإسلام، أن التفاوت بين البشر ليس بألوانهم وأصولهم وانتماءاتهم الطبقي، بل من خلال ما يقدم المرء من عمل صالح لنفسه ولمجتمعه ولدينه وللبشرية جمعاء. كما جاء في الحديث الشريف: [الناس سواسية كأسنان المشط، لا فرق بين عربي وأعجمي، ولا أسود ولا أبيض إلا بالتقوى].
لهذا كان الإقبال الأول على اعتناق الدعوة الإسلامية غالبيتهم من العبيد والضعفاء والمساكين، في نفس الوقت كانت تلاقي الرفض والعداء من أغنياء قريش وسادتها، لرفضهم المساواة بينهم وبين هذه الطبقة الضعيفة، وذكر القرآن الكريم أن المقاومة للدعوة السماوية دائماً تكون من قبل الأغنياء والسادة قال تعالى: وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مُترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون(34) وقالوا نحن أكثر أموالاً وما نحن بمعذبين(35)(41).
ودللت القصص الواردة في القرآن الكريم، أن معظم الرسل والأنبياء يكون أتباعهم من الفقراء والعبيد. لأن في دعوة السماء الخلاص والتحرر من كل الأغلال، التي فرضتها قوانين الاستغلال والرق والعبودية. وخير مثل على ذلك ما جاء في الحوار بين سيدنا نوح عليه السلام والأغنياء من قومه، كما أورده القرآن الكريم: ولقد أرسلنا إلى نوحاً إلى قومه إني نذير مبين(25) أن لا تبعدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم(26) فقال الملأ الذين كفروا من قومه وما نراك إلا بشراً مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين(27) قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وأتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون(28) ويا قومي لا أسألكم عليه مالاً إن أجري إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقوا ربهم ولكني أراكم قوماً تجهلون(29) ويا قومي من ينصرني من الله أن طردتهم أفلا تذكرون(30)(42).
حاول أغنياء قريش ووجهائهم من المناهضين للدعوة الإسلامية، أن يبعدوا هؤلاء الفقراء والعبيد من حول الرسول، ففاوضوه على طردهم، ليتسنى لهم التفكير بقبول الدعوة. فجاءت الآية القرآنية محذرة من هذه المؤامرة الخبيثة، التي حاكها قادة الكفر في قريش، قال تعالى: ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين(52) وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهولاء منّ الله عليهم من بيننا أليس الله أعلم بالشاكرين(53)(43).
وفشلت تلك المحاولات، لهذا لقي أتباع الرسول محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام الظلم الشديد من أسيادهم. وتذكر كتب التاريخ العديد من أشكال تلك المعاناة، التي لقيها العبيد وفقراء المسلمين في بدايات الدعوة، وشكل البعض منهم أمثال بلال الحبشي رضي الله عنه وصهيب الرومي وياسر وزوجته سمية وابنهم عمار نماذج في التضحية والفداء في سبيل الإسلام. وليس صدفة أن يكون أول من استشهد في سبيل الدعوة الإسلامية من الرقيق هي سمية أم عمار بن ياسر على أيدي الطغاة من قريش.
فالدعوة الإسلامية كانت تحريراً لهؤلاء الفقراء والعبيد من الظلم والقهر، وليس فقط رفع الظلم الاجتماعي والاقتصادي عنهم، وإلى نقلهم من الطبقة الدونية المسحوقة إلى السيادة والقيادة، قال تعالى: ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين(44).
لذلك حظي هؤلاء الضعفاء المتحررين من العبودية مكانة متقدمة في المجتمع الإسلامي، سواء كان في عهد الرسول في المدينة أو في الخلافتين الراشدية والأموية. وقد تولى سلمان الفارسي إمارة خراسان تقديراً لمكانته الرفيعة في الإسلام. وارتفعت مكانة سالم مولى أبي حنيفة، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين أصحاب النبي في مسجد قباء وفيهم أبو بكر وعمر وأبو سلمة وزيد وعمر بن ربيعة(45).
وكان لزيد بن حارثة مكانة عالية في الإسلام، ولم يعامله رسول الله معاملة العبد، بل عامله كولد لـه وتبناه، وأشهر رسول الله تبنيه لزيد لقريش. لهذا كان أهل مكة يطلقون عليه اسم زيد بن محمد، وبقي يحمل هذا الاسم، حتى نزلت آية من الله عز وجل، تطلب أن ينسب العبد أو المتبنى إلى والده الحقيقي، قال تعالى: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وما جعل أزواجكم الائي تظاهرون منهم أمهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق ويهدي السبيل(4) أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفوراً رحيماً(5)(46). فأعاد الرسول نسبه إلى أبيه حارثة، وكان من أقرب الناس له. حتى أنه زوجه من ابنة عمته زينب بنت جحش، وهي من حرائر قريش، دلالة على عدم التفريق بين العبد والحر في الإسلام. وقد نصت الآية سابقة على المساواة، حين قالت: أخوان في الدين.
وقلد الرسول زيداً قيادة الجيش في غزوة مؤتة، وهي مرتبة يتنافس عليها قادة المسلمين. كما حظي ولده أسامة مكانة عالية في جهاز الدولة الإسلامية من بعد استشهاد أبيه، وقلده الرسول قبل وفاته قيادة جيش معدّ للزحف على تبوك، وكان فيه شيوخ الإسلام ورموزه مثل أبي بكر وعمر بن الخطاب.
كثيراً ما ظهرت العديد من الدراسات والأبحاث والمقالات الغربية، التي تتهم الإسلام كذباً وافتراءً بأنه يقف مع العبودية، ويحبذ الاسترقاق. بل وصلت الدعاية الغربية في تزويرها وكذبها، بأن اتهمت المسلمين بأنهم كانوا وراء تجارة الرقيق في أفريقيا في القرن السادس عشر وبعده.
في حين كل الدلائل التاريخية الموثقة تثبت أن تلك التجارة، كان يقوم بها الأوربيون والأمريكيون، وكانوا يستخدمون وسائل قذرة في عملية الاستعباد، من خلال السرقة واصطياد الأفارقة، وتحويلهم إلى عبيد، ثم إرسالهم إلى أمريكا، وهناك يستخدمونهم في مزارع القطن في جنوب الولايات المتحدة. إنما استهداف الإسلام كان للتشويه ولخلق حالة من العداء والكراهية بين الإسلام والأفارقة سواء في القارة أو في الولايات المتحدة وبقية القارة الأمريكية، خاصة بعد أن رأى الحاقدين على الإسلام من الغربيين الإقبال الكبير على الدخول بالإسلام من قبل هؤلاء. فظهرت حملات تشويه الإسلام، وتبرئة الغرب من هذه الجريمة الإنسانية، وإلصاقها بالإسلام والمسلمين.
إن الإسلام كما أشرنا سابقاً، ظهر في عزّ مرحلة الرقّ، التي كان تاريخ البشرية يمر بها. لهذا عمل على التخلص التدريجي من حالة الاسترقاق، حيث بدأ في فك مسألة التحرير من العبودية على أشكال مختلفة منها:
1-التشجيع على تحرير العبيد الذين أسلموا.
2-فرض عملية تصحيح الأخطاء في الحقوق الشخصية والاجتماعية والدّين، وغيرها من الخطايا والآثام والذنوب، في عتق العبد وتحريره.
3-جعل على رأس أعمال البرّ والصدقات والتقرب إلى الله عز وجل، تحرير العبيد وتكريمه.
4-منع استرقاق الناس سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين من رعايا الدولة الإسلامية، وأيضاً من رعايا دول أخرى إلا من كانت في حالة حرب مع الدولة الإسلامية. حيث كان رقّ الأسرى بحالة الحرب في تلك المرحلة الزمنية (القرون الوسطى) قانون دولي متعارف عليه بين الدول، فعلى الدولة الإسلامية في حالة الحرب عليها أن تعامل الدولة التي تحاربها بالمثل في استرقاق رعاياها. حيث يتم تبادل الأسرى بعد انتهاء الحرب، والفداء عنهم بالمال وتحريرهم. إلا أن الإسلام دعا إلى إطلاق سراحهم، حتى لو لم يتم التبادل مع الدولة المحاربة على قاعدة إسلامية تقول: (فإما منّاً وإما فداء).
5-وسن قانوناً جديداً يعطي للرقيق تحرير نفسه بالمقاضاة مع سيده، إذا تمكن من ذلك.
لهذا نرى منذ البدايات الأولى للدعوة الإسلامية، تم تشجيع الأغنياء من المسلمين للقيام بعملية تحرير العبيد، وخاصة من الذين أسلموا من باب التقرب إلى الله، ولرفع الظلم الشديد الذي يلاقونه من قبل سادتهم من كفار قريش. وبين الله عز وجل الإيمان الحقيقي وأوجه البرّ في أمور عديدة ومنها عتق العبيد وتحريرهم من العبودية قال تعالى: ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وأتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وأتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون(47).
حيث حثّ الله عز وجل على عتق العبيد، بقوله وفي الرقاب، واعتبره بمرتبة واحدة مع الصدقات والزكاة والصلاة، ومن أفضل الأعمال قربى إلى الله عز وجل، والتي يسعى الإنسان المسلم لأدائها.
وحض رسول الله  على عتق العبيد المسلمين، ورغب فيه، واعتبره عملاً هاماً من أعمال نيل رضى الله عز وجل. بل فيه الكثير من الحسنات، التي تنجي صاحبها من عذاب يوم القيامة. قال رسول الله : [أيما رجل أعتق امرأ مسلماً، استنقذ الله بكل عضو منه عضواً منه من النار](48).
وكانت تعاليم الإسلام تطلب من مالكي العبيد، أن يعاملوا العبيد المعاملة الحسنة، ويقدموا لهم الرعاية السليمة، التي تحفظ لهم كرامتهم وإنسانيتهم. وشدد الإسلام على المساواة بين العبد وسيده في المأكل والملبس قال رسول الله : [أطعموهم مما تأكلون وأكسوهم مما تلبسون](49).
ودعا رسول الله  إلى التعامل النديّ بين السيد والرقيق، واعتباره أخ له، لا عبداً مملوكاً فقط وحرمانه من إنسانيته، حيث قال عليه الصلاة والسلام: [هم إخوانكم وخولكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده، فليطعمه مما يأكل، ويلبسه مما يلبس، ولا تكلفونهم ما يغلبون، فإن كلفتموهم فأعينوهم](50).
من ينظر إلى حديث رسول الله  هذا، يجد السلوك الإنساني السامي في معاملة الرقيق، حيث ليست المساواة في الأكل والملبس فقط، بل حتى في عدم التكليف بالعمل الصعب وغير المطاق من قبل الرقيق. فإن كان العمل من الصعوبة لا طاقة للعبد القيام به، ومن الضرورة تنفيذه، فعلى المالك تقديم المساعدة والمساندة لـه في التنفيذ.
من يقرأ هذا من العلماء والمهتمين في التاريخ، ويقارنون ما حاق بهذه الطبقة من تعسف وظلم، وانتهاك لإنسانيتها عبر مراحل التاريخ، ومنذ ظهور الرقّ، حتماً إن كان يملك ضميراً ووجداناً، سيقول: إن الإسلام أول من قام بتحرير الرقيق، وأول من سعى إلى رفع القيود عنهم، وإلى إعادة إنسانية الرقيق له. وليس غريباً أن يوصي رسول الله  بالرقيق حين يقول: (اتقوا الله في الضعيفين النساء والرقيق)(51)
وشهد بداية الدعوة الإسلامية في مكة، أولى عملية التحرير من قبل أبو بكر الصديق رضي الله عنه، حيث قام بشراء عدد من العبيد، وحررهم من العبودية. وقلده العديد من أغنياء المسلمين في عتق رقاب الكثير من العبيد المسلمين، وتحريرهم تقرباً إلى الله عز وجل، وتنفيذاً لرغبات الإسلام في عتق الرقاب المؤمنة.
وأمر الرسول  بأن يتم تغيير اسم العبيد إلى اسم (فتيان وفتيات)، لهذا أصبح يقال: فتيانكم وفتياتكم. وهذا التغيير في الاسم والمعاملة كان لـه الأثر الكبير في إحداث نقلة نوعية في تحطيم كثير من القيود، التي كانت يكبل بها العبيد.
ولكن الأهم في عملية كسر أغلال العبودية، كان في المساواة السريعة بين السادة والعبيد المحررين في الحقوق والواجبات والتكاليف تجاه الدين والمجتمع والدولة. ولم تذكر كتب التاريخ أي حالة من نقص في تلك المساواة، بل وردت حادثة أثناء فتح مكة، أن بعض سادة قريش حاول النيل من بعض الأرقاء السابقين مثل بلال وصهيب، فغضب رسول الله ، وزجرهم حين اعتبرهم أفضل منهم، لأسبقيتهم، وأنهم في مكانة متقدمة عليهم في الإسلام.
ونذكر من الأعمال التدريجية التي استخدمها الإسلام لتحرير العبيد، اعتبار تحرير العبد من الأعمال التي تنجي العبد من نار جهنم، قال تعالى: فلا أقتحم العقبة(11) وما أدراك ما العقبة(2) فك رقبة(13) (سورة البلد).
ووضع الإسلام إحدى مصارف الزكاة، هي تحرير العبيد قال تعالى: إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل والله حكيم عليم(52).
كما وضع الإسلام من كفارات بعض الخطايا والذنوب تحرير العبيد، وعتقهم، ومنها كفارة القتل بالخطأ، قال تعالى: ما كان لمؤمن أن يقتل مؤمناً إلا خطأ ومن قتل مؤمناً خطأ فتحرير رقبة مؤمنة وديّة مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وأن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليماً حكيماً(53).
وفرض الإسلام عتق العبد وتحريره من العبودية في مسألة (الظهار)، وهي عادة جاهلية يقوم بها الرجال، لفك العلاقة الزوجية بين الزوج وزوجته. حيث يقول لها (أنت علي كظهر أمي)، فتحرم عليه، كما حرمت عليه أمه الحقيقية، فأبطل الإسلام هذه العادة السيئة، مؤكداً أن الأم هي الأم الحقيقية، التي ولدته، ولن تكون زوجته مهما قال. لهذا فرض على الزوج، الذي استخدم مسألة الظهار قبل أن يراجع زوجته، أن يقوم بعتق عبد، وتحريره من العبودية قال تعالى: والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير(54).
ومن المشجعات ما أمر النبي  المسلمين بتحرير العبيد حين كسوف الشمس قالت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما: (أمر النبي  بالعتاقة في كسوف الشمس)(55).
ودعا النبي  إلى تشجيع الزواج من العبيد، وعتقهن. عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله  (أيما رجل كانت لـه جارية فأدبها فأحسن تأديبها واعتقها وتزوجها فله أجران)(56).
فالإسلام إذن كان منذ بدايات دعوته في مكة المكرمة، يدعو إلى تحرير العبيد، ولكن استخدم عمليات التدرج في التحرير كما بينا، حيث كانت الظروف الدولية آنذاك، وما صاحب الدعوة من عمليات حربية دفاعاً عن نفسها، في مواجهة أكبر دولتين في العالم آنذاك الفرس والروم إضافة إلى العرب المناوئين لها، كانت تتطلب التدرج.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الشورى جوهر النظام الإسلامي


كثيراً ما اتهم الإسلام ظلماً وزوراً برفضه للديمقراطية، واتصافه بالاستبداد من قبل الكثير من كتاب الغرب والشرق معاً، علماً إن الإسلام جاء لينهي أنظمة الاستعباد والمؤلهة لنفسها، والتي تترفع على رعيتها، وتقسم مجتمعها إلى طبقات هرمية، تكون الطبقة الحاكمة أعلاها، وتليها طبقة النبلاء ثم التجار فالفلاحين وبقية الرعية، وأدناها طبقة العبيد التي لا تملك حتى قرار نفسها. ولا تقرب الطبقة الحاكمة إلا حاشية تتكون من النبلاء والأثرياء من علية القوم، الذين يكونون مؤسسات الحكم والمشورة. وحتى البرلمانات التي تشكلت في روما، كانت مقصورة فقط على النبلاء والأثرياء. أما بقية الطبقات في المجتمع كانت معدومة الرأي والاختيار لنظمها ولحكامها، فالمؤسسات الديمقراطية المزعومة أثناء ظهور الإسلام سواء في بيزنطة وروما وفارس كانت فقط لحاشية الحاكم والطبقة النبيلة.
في حين أحدث الإسلام نظام الشورى كأول أسلوب ديمقراطي في القرون الوسطى، وفق ما طلب الله عز وجل من الرسول : [.. وشاورهم في الأمر..](57). وأحدث قانون البيعة العامة للخليفة بعد ذلك، والتي تشارك فيها كافة طبقات المجتمع دون استثناء ولا تخصيص، وأحدث مجلساً مصغراً لأهل العقد والحل، ليمثلوا عامة الناس في ترشيح الخليفة.
أما الشورى في الإسلام فلا تمييز بين غني وفقير، فهي لعامة المسلمين، كما قال تعالى: والذين استجابوا لربّهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون(58). فلم تستثنِ الآية الكريمة أحد من المسلمين في مسألة الشورى بل هي للجميع. وهنا تتجلى الحرية في أجمل صورها في الاختيار الإرادي للمسلم عبر الشورى.
والشورى هي كما وردت في الآيات الكريمة هي فريضة واجبة، وليست فقط حقاً من حقوق الأمة، ويقول الدكتور محمد عمارة: (لم يقف الإسلام من الشورى عند حد اعتبارها "حقاً" من حقوق الإنسان.. وإنما ذهب فيها كما هي عادته مع ما اعتبر في الحضارات الأخرى مجرد حقوق- ذهب فيها إلى حدّ جعلها "فريضة شرعية واجبة" على كافة الأمة وفي كل مناحي السلوك الإنساني)(59).
ويرى الدكتور محمد عمارة، أن الشورى الإسلامية تقوم على الأسس التالية:
* الأمة فيها وبها، هي مصدر السلطات وصاحبة السلطان في سياسة الدولة وتنظيم المجتمع وتنمية العمران.
* وهذه الأمة تختار ممثليها العارفين بالواقع وبالشريعة معاً... وهم أهل الاختيار، الذين يختارون رأس الدولة الإسلامية... وكذلك أهل العقد والحل، الذين يحافظون على اتساق "الواقع" مع "الشريعة" ويطورون "التشريع" ليلائم الواقع الجديد.
* وهذه الأمة، من وراء ممثليها، عليها وعليهم فريضة مراقبة حكومتها.. ومحاسبتها.. والأخذ على يديها.. ولها –بل عليها- فريضة تغيير هذه الحكومة، إن هي فسقت، أو جارت، أو ضعفت عن النهوض، بما فوضت إليها من مهام! –تصنع ذلك بالسلم إن أمكن.. وبالثورة إن لم يكن بد من ذلك!..
أما حدود الشريعة والأطر التي حددها الدين ورسمها. فإنها لا تمثل انتقاصاً من حق الأمة في أن تكون، في شؤون دنياها. مصدر للسلطة والسلطان.. لأن هذه الحدود والأطر هي الثوابت الكافلة لتحقيق مصالح مجموع الأمة وأفرادها.. ومن ثم فإن حرية الأمة –بواسطة ممثليها- في التشريع عندما تقف عند الحدود التي لا يجوز تجاوزها.
وهي إبقاء الحرام حراماً والحلال حلالاً، فليس في ذلك انتقاص من حرية الأمة. وإنما هو التزام بالأطر الدينية المحققة لمصلحة الأمة كما رآها الشارع سبحانه وتعالى..)(60).
ويرى رجاء (روجيه) غارودي في السلطة السياسية التي أقيمت في المدينة المنورة في عهد رسول الله  وسلم وخلفائه الراشدين: (أنه بفضل مبدأين أساسيين وهما: المبدأ القائل بأن السلطة لله وحده، وكل سلطة اجتماعية يجب أن يعاد فيها النظر. ومبدأ (الشورى) الذي ينفي كل واسطة بين الله والشعب. بفضل هذين المبدأين، تم إبعاد كل طغيان مطلق يخلع سلطانه صفة القداسة، ويجعل من الحاكم إلهاً على الأرض. كما تم استبعاد أية (ديمقراطية) من طراز غربي، أي تلك التي تتصف بالفردية، وتغليب الكم على الكيف، وبالجمود والوصاية واستلاب الإنسان، فالحرية ليست سلبية واعتزالاً بل هي إتمام لمشيئة الله)(61).
* النظام الراشدي أنموذجاً
لقد أوجد الرسول  أنموذجاً فريداً في الحكم، في زمن كان يسود العالم القهر والظلم على يدي أباطرة وملوك وحكام، حيث كان البعض منهم يعتبر نفسه أنه إله في الأرض، لا يمكن مساءلته أو محاسبته من أي سلطة كانت، فهو صانع السلطات التنفيذية والتشريعية، وهو فوقها جميعاً، يحاسبها متى شاء، ويبقيها ويزيلها متى شاء، مجرد دمية يحركها كما يريد، والرعية في مفهومه هم جزء من ممتلكاته.
فأقام الرسول عليه الصلاة والسلام أول دولة في العالم، مؤسسة على المساواة بين الحاكم والرعية، ينصف فيها الجميع دون استثناء. وقد يقول قائل كان في أثينا دولة ديمقراطية، نقول نعم، ولكن كانت فقط لرجال أثينا من طبقة الأحرار، أما بقية الناس ليس لهم أية حقوق. في حين الإسلام ساوى بين الحر والعبد والرجل والمرأة، والكل تحت قاعدة قانونية حددها رسول الله  (الناس سواسية كأسنان المشط لا فرق بين أبيض وأسود إلا بالتقوى).
وكذلك كافة الرعية أمام القضاء متساوون لا فرق بين الجميع حاكم ومحكوم، يقف أمام القاضي الشاكي والمشتكى مهما كانت مرتبته الحكومية حتى وإن كان رئيس الدولة. ولا يفرق قانون الشريعة الإسلامية بين العبد وسيده. فالحقوق القانونية مضمونة لكافة الناس.
وتعتبر خزينة الدولة (بيت مال المسلمين) هي ملكية عامة لكافة المسلمين دون استثناء، لا يستطيع الحاكم التصرف بها، إلا وفق قواعد محددة في الشريعة، وللجميع حصة في تلك الخزينة.
وأهم ما اتسمت به الدولة العدل، والذي يعتبر أساس الحرية وضمان الحقوق، فسيادة القانون على كافة أفراد المجتمع، تطبق على الجميع، فكثيراً ما وقف بعض الخلفاء أمام القاضي في قضية مثارة عليهم من أحد الرعية سواء أكان مسلماً أو من أهل الكتاب، وعومل الحاكم المدعى عليه مع المدعي من الرعية على قدم المساواة أمام القضاء.
وضمنت الدولة الحرية الاقتصادية، واعتبرت قانون التراضي شرطاً في البيع قال تعالى: إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم(62). ووضع على التجارة سواء البيع الفردي أو الإجمالي رقابة تموينية سميت (بالحسبة) تمنعها من الاستغلال والفساد والغش، ووضعت الدولة على الناتج الاقتصادي الزراعي والتجاري والرعوي رسوماً سواء في الزكاة أو غيرها من الرسوم، لتصرف مع بقية ما يأخذ من زكاة من رؤوس الأموال على كافة أفراد الشعب واحتياجات الدولة العسكرية والإدارية.
وفي النظام السياسي تم تأسيس أول دولة رئاسية جمهورية في التاريخ، لا تعتمد اختيارات حكامها على النسب والعشيرة والمال والوراثة والقوة العسكرية، بل اعتمدت على التقوى، والحكمة، والأسبقية في الإسلام، وصلاحية سيرة الحاكم الذاتية، والقدرة على إدارة الأزمات، وعلى ملكاته الشخصية في الإمساك بزمام الأمور، وعلى ما يملك من إمكانات معرفية عالية في الدين والشريعة، وهذا ما تم فعلاً في العهد الراشدي.
فالاختيارات التي تمت للخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم على قاعدة ما أشرنا إليه. وقد يدعي بعض أعداء الإسلام من الذين يحاولون الولوج إلى ثغرة من الثغرات لنقد النظام الإسلامي ومنها الخلافة الراشدية، فيدعي أنها لم تكن نظاماً تشاورياً وباختيارات ديمقراطية، ويضرب مثلاً على اختيار أبي بكر الصديق رضي الله عنه لعمر بن الخطاب رضي الله عنه لخلافته. فحتماً أنه سيكون جاهلاً بالواقع التاريخي لعملية الاختيار. فأبو بكر رضي الله عنه قد أشار أهل العقد والحل في عملية الاستخلاف، فالحقيقة التاريخية تقول: (فجمع إليه نخبة من أهل الرأي وقال لهم فيما قال: ".. قد أطلق الله أيمانكم من بيعتي، وحل عنكم عقدتي، ورد عليكم أمركم، فأمروا عليكم من أحببتم، فإنكم إن أمرّتم في حياة مني كان أجدر ألا تختلفوا بعدي".
فلم يستقم لهم أمر، كما جاء في رواية الحسن البصري، ورجعوا إليه يقولون "إن الرأي يا خليفة رسول الله رأيك" فاستمهلهم حتى "ينظر لله ولدينه ولعباده". ثم استقر رأيه على استخلاف عمر بعد مشاورة عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان وسعيد بن زيد وأسيد بن الخضير. وسأل عليّاً فقال: "عمر عند ظنك به، ورأيك فيه، إن وليته –مع أنه كان والياً معك- نحظى برأيه ونأخذ منه، فامض لما تريد، ودع مخاطبة الرجل، فإن يكن ما ظننت إن شاء الله فله عمدت، وإن يكن ما لا تظن لم ترد إلا الخير".
وأملى أبو بكر كتاب العهد على عثمان بن عفان، فكتبه، وختمه، وخرج به مختوماً، ونادى بالناس: "أتبايعون لمن في هذا الكتاب؟". وقيل أن أبا بكر أشرف على الملأ من كوة في غرفته، فقال: "يا أيها الناس! إني عهدت عهداً أفترضونه؟ "فقالوا" رضينا يا خليفة رسول الله". وقام عليّ كرم الله وجهه فقال "لا نرضى إلا أن يكون عمر". ثم كانت البيعة التي أجمع عليها المسلمون(63).
لهذا يعتبر فترة الرسول  والفترة الراشدية النموذج الحقيقي للنظام الإسلامي.
* شكل الحكومة الراشدية الأولى
كتب محمود عباس العقاد حول الحكومة الراشدية يقول: (فأي حكومة هي حكومة الصديق أو حكومة الإسلام في عهده؟. وأي عناوين الحكم في هذا العصر الحديث؟.
الديمقراطية –ولا ريب- هي أقرب النظم إلى نظام الحكم في عهد الصديق. ولكن الديمقراطية أشكال تختلف في العصر الواحد بين أمة وأمة، ولها قواعد دستورية ومقدمات تاريخية من العسير، أن نوحد بينها وبين قواعد الخلافة ومقدماتها، ومن السهل جداً مع هذا نصدُف عن هذا التوحيد دون نُغِض من نوع الحكومة في صدر الإسلام.
فليس من المحقق أن حكومة الإسلام يومئذ توصف بالديمقراطية على المعنى الذي نفهمه من هذه الكلمة هذه الأيام.
ولكن من المحقق أن الحكومة الإسلامية على النحو الذي جاء به القرآن الكريم، واتفق عليه المسلمون كانت بعيدة كل البعد عن جميع أنواع الحكومات المعيبة أو جميع المبادئ التي تستند في تقرير حكم الشعوب على أساس معيب.
فإذا كانت حكومة الخلافة لم تقرر الديمقراطية على أساسها العصري المعروف بيننا فهي –بلا ريب- قد أبعدت مبادئ الأوتوقراطية، ومبادئ الثيوقراطية ومبادئ الأليجاركية، ومبادئ حكومة الغوغاء، وسائر المبادئ التي لا تستقيم مع حرية الفرد ومع الفطرة السليمة).
وعدد عباس محمود العقاد أشكال تلك النماذج من الحكومات وبين أن الإسلام يرفضها قائلاً: (فالأتوقراطية وهي حكومة الفردي المستبد ممنوعة في الإسلام، لأن القرآن الكريم يأمر النبي () أن يشاورهم في الأمر، وينص على أن (أمرهم شورى بينهم). وإذا كان النبي () الذي يتلقى الوحي الإلهي لا يَجِل عن مشاورة أتباعه، والرجوع إلى رأيهم في سياسته، فغيره من ولاة الأمر أولى أن يتقيد بالشورى، ويتجنب حكومة الطغيان. والثيوقراطية وهي حكومة التي يدعي فيها الحاكمون صفة إلهية ممنوعة كذلك في الإسلام. لأن القرآن الكريم يعلم المسلمين أن النبي () بشر مثلهم، ويبطل الكهانة والوساطة بين الإنسان وربه، وقد نهى النبي () ولاته وأمراء جيشه، أن يبرموا العهود باسم الله أو باسم رسوله...
والأليجاركية وهي حكومة الفئة القليلة من الأعيان والثروات ممنوعة كذلك من المسلمين، لأن بيعة الخاصة في الإسلام لا تغني عن بيعة العامة، وليس في الإسلام سادة نسب كما جاء في الحديث الشريف: "اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة".
وحكومة الأهواء سواء كانت أهواء الوجوه أو أهواء السواد ممنوعة كما منعت الحكومات التي أسلفناها، فليست أهواء المحكومين مُغنية عن أصول الحق والعدل، ودستور الشريعة والنظام، وفي ذلك يقول القرآن الكريم: فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق، لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً(64).
* النص العقدي بين الأمة والخليفة
ومن يقرأ خطبة الخليفة الراشدي الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه، يجد فيها العلاقة العقدية، التي تفرض إقامتها بين الحاكم والأمة، والمبنية على أسس البناء العادل في النظام الإسلامي، وهي الطاعة للحاكم ما دام ملتزماً بالشريعة الإسلامية ونصوص هذا التعاقد، فإن تمت المخالفة لهذه الأسس العقدية، طلب من الأمة إجراء التقويم المطلوب للحاكم عما خالف وشذ عنه. فالخليفة في بداية البيان السلطوي الأول، يذكر أن الاختيار الذي تم لـه من قبل الأمة ليس لكونه أفضلهم، ولكنه جاء باختيارات الأمة ومبايعته لـه (فإني وليت عليكم، ولست بخيركم). ولهذا وضع ميثاقاً عقدياً بين الأمة والحاكم، ويعتبر هذا العقد هو من صلب روح الإسلام في تحديد سلطات الأمة والحاكم.
ولهذا نرى ما جاء في هذا الميثاق الذي طرحه الخليفة الأول، ووافقت عليه الأمة التالي:
1- القرآن الكريم والسنة مصدر التشريع والدستور الناظم للدولة، وتجري محاسبة الخليفة عند مخالفتهما أو تجاوزهما من قبل الأمة أو ممثليها من أهل الحل والعقد، حيث يفقد الطاعة الشرعية، وهذا ما نص عليه البيان: (أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم..)
2- ممثلو الأمة هم الذين يختارون الخليفة وهم أهل الاختيار وهم من فقهاء الأمة وعلمائها.
3- الأمة مصدر السلطة وتملك سلطة المحاسبة والعزل، وتمت الإشارة إليها في الكلمة بقوله: (فإن أحسنت فأعينوني، وأن أسأت فقوموني).
4- أن يكون الحاكم صادقاً مع أمته، وإن كذب عليها فقد خانها (الصدق أمانة، والكذب خيانة).
5- المساواة والإنصاف بين الجميع دون النظر للضعف والقوة (الضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوي منكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله).
6- الحاكم بشر كأي فرد من أفراد الأمة، وليس معصوماً عن الخطأ، لذا لا بد من التصحيح لـه في حال وقوعه في الخطأ (أيها الناس أنا مثلكم، وإني لا أدري لعلكم ستكلفونني ما كان رسول الله  يطيق، إن الله اصطفى محمداً على العالمين، وعصمه من الآفات، فإنما أنا متبع، ولست بمبتدع، فإن استقمت فاتبعوني، وإن زغت فقوموني) فكم نرى اليوم بعد مرور ألف وأربعمائة عام من حكام على الأرض، يدّعون أنهم أنصاف آلهة، لا يخطئون أبداً، بل كل ما يقولون ويعملون لـه مرتبة القداسة؟.
7- الحاكم كونه من البشر، فإنه يصاب في الغرور، وتزيين العمل من قبل وساوس الشيطان وهوى النفس (ألا وإنما لي شيطان يعتريني، فإذا أتاني فاجتنبوني)(النص في الملحق).
* الصفات المطلوبة في الحاكم المسلم
يعتبر وجود حاكم يرأس الدولة ضرورة أساسية في هيكلية الدولة الإسلامية، وهي فرض كفاية. ويتم اختياره من أهل الاجتهاد الذين تتوفر فيهم ثلاث شروط هي:
1-العدالة.
2-العلم الذي يتوصل به إلى معرفة من يستحق الإمامة.
3-أن يكونوا من أهل الرأي والتدبير، المؤديين إلى اختيار من هو للإمامة أصلح(65).
وجاء في حديث لرسول الله  شروطاً للحاكم المسلم ومنها:
1-أن يكون من قريش.
2-أن يتصف بالعدل والرحمة والوفاء بالعهد. قال رسول الله : (الملك في قريش لهم عليكم، ولكم عليهم مثله، ما حكموا فعدلوا، واسترحموا فرحموا، وعاهدوا فوفوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين)(66)
وجاء في فقه أحمد بن حنبل صفات الإمام ما يلي:
-بالغاً عاقلاً، لأن غير البالغ يحتاج إلى ما يلي أمره، فلا يلي أمره غيره.
-سميعاً بصيراً ناطقاً، لأن غير المتصف بهذه الصفات لا يصلح للسياسة.
-حراً لا عبداً، لأن الإمام ذا الولاية العامة لا يكون ولياً عليه غيره.
-ذكراً.
-عدلاً وقال هنا ابن حنبل حول موضوع العدالة، تشترط في ولاية القضاء، ولكنها لا تشترط في رأيه في الحاكم وأن اغتصب السلطة، بل واقر في إمامة مغتصب السلطة، وعدم مخالفته، فهو يقول: (وهي دون الإمامة العظمى فإن قَهَر الناس غير عدل فهو إمام)(67).
ولكن في رأيي المتواضع والله أعلم، أن اغتصاب السلطة، وقهر الناس على مبايعته، فهي إكراه، ومبايعة المكره كما أرى باطلة، ومن هنا تبطل ولاية المغتصب والله أعلم.
-غير عاجز (معاق). وذهاب اليدين والرجلين يمنع ابتداءها واستدامتها.
ومن الصفات التي يراها ابن حنبل أن لا يعزل الحاكم لفسقه، بل يعزل فيها القاضي تحت تبرير (لما فيه من المفسدة) ويستند لحديث (...إلاَّ تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان)(68).
وأرى والله أعلم، أن الفاسق لا يمكن أن ظهر فسقه الاستمرارية في الحكم، لما فيه المفسدة للأمة والدين. والحديث الذي يورده الإمام أحمد جاء من رواية عبادة بن الصامت حول مبايعة الرسول ، وهي بيعة للرسول عليه الصلاة والسلام، والبيعة لمن أمر بإقامة العدل والإنصاف. وكان خير حكام الأرض جميعاً في تطبيق العدالة والمساواة، والمثل الأعلى في السلوك الإنساني المبني على قيم العدالة. أرى ليس من الأنصاف مساواة رسول الله  ببقية الحكام المسلمين وغيرهم. واعتبارهم واحداً من حيث الطاعة. فكم من حاكم على مرور الأربعة عشر قرناً على ظهور الإسلام كاد ظلمه وجوره، يتجاوز فرعون المثل في الطغيان والظلم؟ وكم حاكم مستبد ضيع الأمة والدين، بإعلان فسقه وجوره، فدمر الأمة، وشوه صورة الدّين؟
إن البيعة على عدم المنازعة والسمع والطاعة، كما ورد في حديث رسول الله ، كانت على ما أوتي به من ربّه، وما سنن من الشرائع، وعدم المعارضة والتغيير بالقوة لنظام فاسد تحت ذريعة السمع والطاعة خوفاً من مفسدة وفتنة، سيكون كما الساكت عن الحق أي شيطان أخرس كما ورد في الحديث الشريف.
بل الرسول الأعظم  أبطل صلاة الإمام المكروه من المأمومين، وبين عباس العقاد أن (قوام الرئاسة والإمامة عنده (ويقصد هنا رسول الله) شرطان هما: جماع الشروط في كل رئاسة، وهما الكفاءة والحب: "أيما رجل استعمل رجلاً على عشرة أنفس علم أن في العشرة أفضل ممن استعمل فقد غش الله وغش رسوله وغش المسلمين" وقال "أيما رجل أمَّ قوماً وهم كارهون لم تجز صلاته أذنيه"(69).

فالقرآن الكريم الذي حذر من خطورة الفاسق، من أن يأتي بنبأ كاذب، فيه هلاك إنسان أو أمة أو فيه هلاك للمال والعرض والنفس، وطلب أن يتم تدقيق أقواله والتأكد منها قبل اتخاذ القرار، كما قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين(70). فكيف يكون إذا كان الفاسق هو صاحب القرار في مصير الأمة والعباد؟
وتلك مصيبة كبرى حين يتولى هذا الفاسق أمر الأمة، والتاريخ مليء بالتبريرات لمستبدين اغتصبوا السلطة من قبل فقهاء السلطة. وبرروا جورهم وظلمهم وفسادهم. يقول الدكتور محمد عمارة: (.. لكن مظالم التفرد والفردية والاستبداد التي جنحت بعيداً عن هذه الفلسفة للحكم، قد أثمرت عصورها المظلمة وتطبيقاتها الظالمة فكراً هزيلاً، حاول أصحابه تزوير نسبه إلى الإسلام، ليضيفوا عليه شرعية الدين ومشروعيته.. فزعموا أن الشورى غير ملزمة للحاكم.. فعليه أن يستشير، ثم بعد ذلك يمضي ما رآه، حتى لو خالف الأمة جمعاء‍.. ولقد تجاهل هذا النفر من فقهاء الملوك والأمراء والسلاطين ما عناه ويعنيه قول الرسول : "إن أمتي لا تجتمع على ضلالة". ما يعنيه هذا الحديث من "عصمة الأمة" التي يتجسد اجتهادها، ويتمثل في الصفوة الجامعة لقدرات المشورة وإمكانات الاجتهاد.. فرأيناهم يرجحون كفة "الفرد الحاكم" على كفة "المشيرين".
ولقد حاول هذا النفر من فقهاء السلاطين تزوير نسب هذا الفكر الشائه إلى الإسلام.. فقالوا: إن هذا هو ما يعنيه قول الله سبحانه في هذه الآية فإذا عزمت فتوكل على الله.. فإذا استشار الحاكم كان قد أدى ما عليه.. وله بعد ذلك أن يعزم، أي يقرر ما يشاء.. ونسوا أن هذا "العزم" –القرار- هو- في سياق الآية- ثمرة الشورى..
فالشورى إذا جردت من ثمرتها، وهو القرار –العزم-كانت عقيماً.. بل "مسرحية عبثية" يجب أن يتنزه عنها الفكر الذي يعرض لآيات الله، سبحانه بالنظر والتفسير..)(71).
وقد رفض عدد من خيرة صحابة رسول الله  الظلم والجور والاستبداد للحاكم، ومنهم من تخرج من مدرسته الجليلة الثرية بعلوم الدين والمعرفة مثل الحسين بن علي رضي الله عنهما سبط رسول الله ، وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهما الذي عاش في بيت خالته عائشة رضي الله عنها. وغيرهم من تبعوهم من خيرة الصحابة والتابعين لهي دلالات على ضرورة مواجهة الاستبداد والظلم والجور، الذي يمارسه الحكام من الطغاة. وقد قال
رسول الله عن هؤلاء (عن حذيفة عن النبي  أنه قال: إنها ستكون عليكم أمراء يَظلمون ويَكذبون فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني، ولست منه، ولن يَردَ على الحوض. ومن لم يصدقهم بكذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه، وسيرد على الحوض)(72).
وقيادة الحكم مسؤولية خطيرة في الإسلام، فهي الخط المستقيم في العدل والإنصاف والرحمة والمساواة بين الرعية، والحفاظ على حدود الدولة وأمن الأمة. وبهذا قال رسول الله : (السلطان ظل الله في الأرض، يأوي إليه كل مظلوم من عباده، فإن عدل كان لـه الأجر –وكان- يعني على الرعية الشكر. وإن جار أو حاف أو ظلم كان عليه الوزر، وكان على الرعية الصبر، وإن جار الولاة /قحطت/ السماء، وإذا منعت الزكاة، هلكت المواشي، وإذا ظهر الزنا ظهر الفقر والمسكنة. وإذا خفرت الذمة أويل الكفار أو كلمة نحوه)(73).
والإمامة ليست مكسباً، بل هي مغرماً، لأن فيها وِزّر الأمة كلها، يحمله الحاكم يوم القيامة. عن عوف بن مالك قال: قال رسول الله : (إن شئتم أنبأتكم عن الإمارة وما هي؟) فناديت بأعلى صوتي ثلاث مرات ما هي يا رسول الله؟ قال: أولها ملامة، وثانيها ندامة، وثالثها: عذاب يوم القيامة إلا من عدل، وكيف يعدل مع أقربيه)(74). لهذا كان الأتقياء من المسلمين يبتعدون عنها لما فيها من حمل ثقيل تجاه أمته وربه ودينه.
من مواصفات الحاكم المسلم التواضع والمشاركة والحب المتبادل بينه وبين رعيته، فإذا كان الإمام في الصلاة تبطل صلاته، إن كان أمَّ أناس كارهون له، فكيف بالحاكم؟ والمطلوب منه التبادل في مشاعر الحبّ بينه وبين شعبه.
ونذكر حادثة من السيرة النبوية الشريفة هنا، أن الرسول  كان يشارك أصحابه في السفر في الأعمال واحتياجات السفر، ونذكر قوله لأصحابه الذين توزعوا العمل: (وعليّ جمع الحطب). وحين قالوا له: يا رسول الله نكفيك العمل، قال: (علمت أنكم تكفونني، ولكن أكره أن أتميز عليكم، إن الله سبحانه وتعالى يكره من عبده أن يراه متميزاً بين أصحابه).

وشارك رسول الله  في حفر الخندق بيديه الشريفتين أثناء غزوة الخندق المشهورة. وكان الرسول  المثل الأعلى للحاكم المتواضع والمحبوب من قبل رعيته. وكان كذلك أصحابه من بعده أثناء خلافته أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم.
* المؤتمر الشعبي الأول في الإسلام (اجتماع السقيفة)
مؤتمر السقيفة الذي عقد بعد وفاة الرسول ، على الرغم من كثير من الملاحظات عليه، والدراسات التي تناولته من إيجابيات وسلبيات، إلا أنه يشكل أولى مقدمات البحث عن دور الأمة في اختيار السلطة. وإن كانت ممثلة في شريحة معينه. ومن خلال المناقشات التي جرت في هذا المؤتمر أو الاجتماع تبرز ظاهر الديمقراطية والحرية في أجمل صورها، من خلال الحوار حول مواصفات الحاكم المطلوبة الذي يخلف رسول الله .
كما ظهرت المعارضة وشرعيتها في المؤتمر، ولم تشر كتب التاريخ إنها حوسبت على اعتراضها واختياراتها، بعد أن أصبحت أقلية وتمت المبايعة للخليفة الأول من قبل أكثرية الأمة. وقد استمرت المعارضة ممثلة بسعد بن عبادة للخليفة أبي بكر الصديق ومن بعده عمر بن الخطاب وحتى وفاته، ولم تجر لـه أية مساءلة على رفضه للبيعة، بل بقيت لـه مكانته في الدولة من الاحترام والمكانة الرفيعة فيها، كونه من أصحاب رسول الله  ومن أوائل الأنصار. كما لم تقم السلطة بمحاسبة من اعترض على البيعة في المؤتمر.
ومن يقرأ ما أعقب مؤتمر السقيفة من معارضات لكبار الصحابة، ومنهم العشرة المبشرين في الجنة، يدرك أن الإسلام قبل المعارضة للحاكم، ولكن ليست المعارضة التي تؤدي لتدمير الوطن، والأمن القومي والاجتماعي إلى الخطر الذي يهدد بنيان الدولة. لهذا رأينا امتناع سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن المبايعة أشهراً حتى وفاة سيدتنا فاطمة رضي الله عنها، وكانت مبايعته حين رأى اشتداد أزمة المرتدين، التي أصبحت تهدد وجود الإسلام والدولة الإسلامية. فتوحد الجميع في وجه الخطر.
كما امتنع في البدايات نفر من الأمويين على مبايعة أبي بكر رضي الله عنه، والتفوا حول عثمان بن عفان، وآخرون حول سعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن ابن عوف من بني زهرة. وهذه دلالة على أن المعارضة والرأي الآخر موجود في البذور الأولى للدولة الإسلامية. ولم يُكفر هؤلاء، بل أن المعارضين هم أكثر علماء الأرض بعد الرسول ، وبينوا للأجيال القادمة أن عملهم هذا، ليس خروجاً عن تعاليم الإسلام، كما يدعي البعض من كتاب وفقهاء السلطة(75).
وحول ما يقوله بعض العلماء: من مات، ولم تكن في عنقه بيعة للإمام، مات ميتة الجاهلية، يقول الدكتور محمد عمارة: (في المأثورات النبوية الشريفة أحاديث يرددها ويذيعها كثير من "أمراء" الجماعات الإسلامية الجديدة، تحكم بالجاهلية على من فارق الجماعة، وعلى من مات وليس في عنقه بيعة للإمام.. وهم بترديدهم هذه الأحاديث يوجبون الطاعة (للأمراء) على الكافة، ويحرمون "المعارضة، ويجعلونها إثماً دينياً وخطيئة ترتد بأصحابها إلى الجاهلية بعد الإسلام؟‍!
فأين يقف الإسلام الحق في هذه القضية؟! وما قوله الفصل في هذا الإشكال؟! إنه صحيح، وحق، وصدق أن رسول الله ، قد قال –فيما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "من خلع يداً من طاعة، لقي الله يوم القيامة لا حجة له. ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة الجاهلية".
لكن الأمر الذي يغفله –أو يتغافل عنه- هؤلاء "الأمراء" أن هذه البيعة، التي يتحدث عنها الحديث النبوي الشريف كانت بيعة الذين آمنوا للرسول ، الذي دعاهم إلى الإيمان.. فهي البيعة لـه بالنبوة، وموضوعها التوحيد والإسلام.. إنها البيعة التي خرجوا بها من الجاهلية إلى الإسلام، ومن ثم فإن خلعها والخروج من طاعتها، هي –بالقطع- عودة إلى الجاهلية مرة أخرى.. فهي لم تكن بيعة من "الرعية السياسية" لمحمد  برئاسة "الدولة"، لأن هذه الرئاسة قد جاءت تبعاً، كضرورة اقتضتها "الدولة" التي تأسست لسياسة الرعية وحماية الدين، وإنما كانت بيعة من "المؤمنين" للنبي الرسول عليه الصلاة والسلام.. فبيعة الرسول، هذه وحدها، دون أية بيعة أخرى لأي خليفة أو حاكم أو أمير، هي التي توصف بأنها هي "الإسلام"، وهي التدين بالدين الإسلامي.. إنها في الحقيقة: بيعة الله سبحانه وتعالى. التي قال عنها لنبيه ك [إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله] (الفتح-10) كما قال أيضاً [من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً] (النساء-80)..
وليست كذلك بيعة أمراء السياسة والولاة والخلفاء والرؤساء في دولة الإسلام... فمعارضة هؤلاء الأمراء، ورفض البيعة لهم، لاختلاف منهجهم السياسي وسبيلهم في سياسة المجتمع وحكم الأمة عن منهج المعارضين لهم. لا يعني الانتقال بالمعارضين من معسكر الإسلام والإيمان إلى معسكر الجاهلية بأي حال من الأحوال.
إن الذين يرددون هذه المأثورات النبوية، موظفين لها في غير موضعها وإطارها، إنما يرتكبون خطأ سياسياً فاحشاً، عندما يجتهدون لإسلاس قيادة الأمة –كل الأمة –للأمراء، كل الأمراء.. ويرتكبون خطيئة دينية، عندما يذهبون فيسخرون المأثورات الدينية والأحاديث النبوية الشريفة في غير السياق الذي قيلت ورويت فيه.. وذلك باب واسع لشر مستطير شاع ويشيع في كتابات العديد من الإسلاميين) (76).
مُسَاءلة الحاكم
كما ظهر في فترة الرسول  والخلفاء الراشدين مسألة (مساءلة الحاكم)، ليس فقط من قبل أهل العقد والحل، بل من قبل عامة الناس. فقد تمت مساءلة الرسول من إعرابي في توزيع الغنائم بعد غزوة حنين، ورفضت امرأة تحديد المهر، الذي أشار إليه الخليفة عمر بن الخطاب. واحتج إعرابي على توزيع الثياب حين وجد أن ثوب الخليفة عمر أطول من ثوبه، وهناك الكثير من كتب السير وتاريخ الفترة الراشدية تظهر قانون المساءلة، وحتى في حضور الخليفة شخصياً أمام القاضي من شكوى لمواطن أقام عليه دعوة في القضاء.
وكان الإسلام لكثير من الشعوب والطبقات الفقيرة المخلص المنتظر من الظلم والحيف والقهر والعبودية، فحرر الإسلام الفلاحين (الأقنان) عبيد الأرض في الأندلس (أسبانيا) حين دخلوها، وحرروا ملايين المستضعفين في بلاد الشام وفارس وآسيا. وبشهادة كافة المؤرخين إن الفاتحين العرب كانوا مباشرة يتساوون في الحقوق والواجبات بعد فتح أي مدينة وبلد بعد إسلامها، أو دفعها للجزية. ومن هنا كان قول المؤرخ الأوربي (لم يعرف التاريخ فاتحاً أرحم من العرب) والرحمة كانت ليس من انتماء القوم للعروبة، بل السلوك في الذي فرضه الإسلام على أتباعه.
* المساواة أساس الحرية في الإسلام
الحرية أساسها المساواة بين الرعية جميعاً دون أي تفريق بين غني وفقير وعبد وسيد وحاكم ومحكوم، وانتفاء الظلم والقهر من أي مصدر مالي أو سلطوي، لهذا كانت أولى توجهات الرسالة الإسلامية هي، تحقيق المساواة بين الناس أمام قوانين الشريعة، قال رسول الله : (الناس سواسية كأسنان المشط، ولا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى).
ولا فروق في الإسلام بين المستويات الاجتماعية والاقتصادية في الرعية، وحتى بين البشر جميعاً من سكان الأرض، إنما الفرق الوحيد بينهم هو في التقوى، والتي تتضمن كل أشكال الطهر والاستقامة والعمل الصالح، كما قال تعالى: يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير (77).
وفي الختام أورد عن الحرية في الإسلام ما قاله المغيرة بن شعبة لرستم قائد جيش فارس: (إننا معشر العرب لا نستعبد بعضنا بعضاً، فظننت أنكم تداسون قوتكم كما نتواسى، فكان أحسن من الذي صنعتم أن تخبروني أن بعضكم أرباب لبعض) فقال الدهاقين: والله لقد رمى بكلام لا تزال عبيدنا ينتزعون إليه، قاتل أوّلينا حين كان يصغرون أمر هذه الأمة. (78)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الإســـلام والعــدل
مقدمة
مما تضمنته الحملة الظالمة على الإسلام بعد أحداث الحادي عشر من أيلول عام 2001، اتهامه زوراً وبهتناً بأنه يدعو إلى الظلم، ويشجع على الاستبداد، وبربري لا يتسم بالعدل بل بالتخلف والجهل. وإن كانت الحملة الغربية الصهيونية على العروبة والإسلام اليوم، ليست بالجديدة. إنما جزء من حملات بدأت من البعثة المحمدية، وسوف تتلون بأشكال مختلفة وفق أزمنتها. لها هدف واحد هو نشر الأضاليل الكاذبة والمشوهة لحقيقة رسالة الإسلام الحنيف، الذي يدعو لخلق مجتمع بشري يسوده العدل والمساواة، ينتفي منه الظلم والاستبداد والطغيان.
ومن أهداف الحملة إقناع الشارع الأوربي والأمريكي، بأن الحضارة الإسلامية متدنية عن الحضارة الغربية كما عبر عن ذلك رئيس وزراء إيطاليا سليفيو برلوسكوني. وتطاول البعض على رسالة الإسلام، حين كتبت الكاتبة الإيطالية أورينا بلاتشي تقول: (إذا كان القرآن عادلاً، لماذا يعد العين بالعين والسن بالسن؟). ودعت الشباب الغربي لحرب دينية ضد الإسلام قائلة: (انهضوا أيها الشباب.. أنكم أمام حرب دينية) (1) ووصفت المسلمين بالفئران التي تحيطهم القاذورات.
وفي الحملة الظالمة التي يقودها بعض أعضاء الكنيسة الصهيونية أمثال القس جيري فالويل والقس بات روبرتسون ضد الإسلام اتهموا رسوله الكريم في التطرف والإرهاب فيقول القس جبري فالويل في مقابلة تلفزيونية مع محطة /سي. بي. أس /يوم الأحد 6 /10/ 2003: (أنا أعتقد إن محمد كان إرهابياً. لقد قرأت كتابات مسلمين وغير مسلمين، لكي أقرر أنه كان رجلاً عنيفاً، رجل حرب). أما القس روبرتسون كان قد سبقه بالتناول من شخصية النبي في مقابلة تلفزيونية قال فيها: كان مجرد متطرف، لقد كان سارقاً وقاطع طريق) (2).
هكذا هي بعض الصور القليلة التي يبثها الحاقدون من الغربيين المتصهينين إضافة إلى الصهاينة أنفسهم، الذين لم يتركوا وسيلة إلا وحاولوا تزوير حقيقة الإسلام الباحث عن السلام ونشر العدل في العالم كله، لـه ولكل البشرية جمعاء.
حتى في فتوحاته التي قام بها لنشر العدل والمساواة، قال مؤرخ غربي (لم يعرف التاريخ فاتحاً أرحم من العرب). والحقيقة لم ترَ البشرية دّيناً كالإسلام، يشدد على إقامة العدل بين الناس على مختلف انتماءاتهم وعقائدهم وألوانهم وقومياتهم، دون النظر إن كانوا من اتباعه أو من اتباع ديانة أخرى، فالمساواة والعدل من صلب رسالته إلى البشرية، لأنه دين الحقّ قال تعالى: وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشراً ونذيراً (3).
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ رسالة الإسلام نشر العدل على الأرض


فكانت من أهم مهام أمة الإسلام نشر الدعوة إلى الحق، وإقامة العدل بين الناس قال تعالى: وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون (4). والعدل صفة من صفات الإسلام، وسمة من سماته. تعرفت عليه من خلاله شعوب الأرض، فآمن به الكثير منهم، لما اتصف به من عدل ومقاومة للظلم بكل صوره وأشكاله.
والتاريخ حافل بالحوادث والقصص، التي تظهر العدل الذي مارسه المسلمون تطبيقاً لتعاليم الإسلام، التي وردت في القرآن الكريم والسنة الشريفة. فكانت تلك الممارسات خلال العهود الإسلامية قمة في السلوك الإنساني في تطبيق القانون، دون النظر إلى المستوى الطبقي أو الاجتماعي.
ويقدم التاريخ أمثلة حسية على ممارسات العدل، ويظهر محاكمات لرأس الدولة (الخليفة) مع أحد أفراد الشعب العاديين على قضية خلافية أمام القضاء، والبعض منها كان بينه وبين مواطن من أهل الكتاب. وقد قضى بعض القضاة حكماً على رأس الدولة لصالح لهذا المواطن من أفراد الشعب ضد الخليفة. وهذا السلوك الدقيق في تطبيق القانون، لا يزال إلى هذا اليوم أمنية وهدفاً، تناضل من أجل تحقيقه كافة بشعوب الأرض. بل من حلم الإنسانية، أن يقوم بناء نظام دولي مؤسس على العدل والمساواة. وهذا ما جاء به الإسلام، وسعى إليه، وفرضه على اتباعه، ودعا العالم لتطبيقه.
ولا غرابة في ذلك، فإقامة العدل بين الناس من الفرائض الأساسية، التي جاء بها الدين الإسلامي، وأحد أهم مرتكزات نظامه القانوني والسياسي. فالعدل أمر من الله عز وجل مفروض على أية سلطة إسلامية إقامته، وكافة الشرائع السماوية السابقة يا داود إنّا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله وإن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب (5).
والعدل بين الناس مطالب بتنفيذه كل أفراد الأمة الإسلامية حكاماً ومحكومين، وتطبيق المساواة الكاملة أمام القانون الإسلامي لكافة الرعية في الدولة، وإلا أصيبت بالإثم الأمة كلها بسبب عدم التطبيق، وابتليت بالظلم والجور والفساد من حكامها، قال تعالى: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله سميعاً بصيراً (6).
ومن يقرأ الآية السابقة، يجد أن الله عز وجل، يأمر المسلمين بإقامة العدل بين كافة الناس دون تخصيص. والأمر هنا يعتبر في الإسلام، كما قلنا فريضة كما هي فرائض الصلاة والزكاة وصوم رمضان وحج البيت. لذلك فإن المسلم مطالب بالرضوخ لقرارات وأحكام العدل وتنفيذ الحكم القضائي المستند على أسس القانون السماوي. وليس لـه الخيار في القبول أو الرفض بطاعة القانون الإسلامي في حال صدوره، بل الإذعان لـه وتنفيذه. قال تعالى: إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون (51) ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقيه فأولئك هم الفائزون (52) (7).
ومن أوامر الله عز وجل على الحاكم المسلم أو القاضي أو أي مسلم مكلف بالفصل في قضية ما، أن يحكم بالعدل والإنصاف، وأن يبتعد عن أي هوى شخصي في تطبيق العدل، ولا يتأثر بمؤثرات صلات القرابة، في أن يقضي بالعدل، حتى لو كان أحد الخصمين أخوه أو أبوه أو قريبه من عشيرته، فعليه أن يقضي بالعدل، ويحق الحقّ، ليفوز برضى الله عز وجل، تطبيقاً لقوله تعالى: وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى (8).
وعلى القاضي أن يرفض أية ضغط عليه لينحرف عن العدل، سواء من سلطة أعلى منه، أو تحقيقاً لرغبات قريب أو بعيد، أو خوف من قوة مهما كانت، ولا يخشى أي تهديد، يمنعه من إقامة العدل. وعليه أن يتخذ قرار حكمه القضائي مبنياً على تحرياته عن الحقيقة، ووفق البينة والدلائل والمعطيات، التي توفرت لـه من وقائع وشهود إثبات وغيرها من الأدلة المادية والحسية، فقد قال رسول الله : [إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض، فأقضي على نحو ما أسمع، فمن قضيت لـه من حق أخيه شيئاً فلا يأخذه، فإنما أقطع لـه قطعة من النار] (9) وأن يحكم بما أنزل الله عز وجل، وليس برأيه الشخصي، لاستقامة العدل وفق القانون الإلهي الواحد للجميع، حيث يلقى عليه تبعات هذا الحكم، فإن أحسن أثيب، وإن أخطأ فقد ارتكب ذنباً أمام الله. قال تعالى: وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم وأحذرهم أن يفتنوك بما أنزل الله إليك (10).
وأكد الله عز وجل في القرآن الكريم على إقامة العدل بين الناس، دون النظر إلى الطرفين المتخاصمين وإلى انتماءاتهم الدينية أو العرقية. فالعدل يجب أن يقام، حتى وإن كان ينفذ على أقرب الناس للقاضي أو الحاكم أو الشخص الذي يفصل في قضية ما، فالمطلوب من القاضي هدف محدد، هو إقامة العدل دون النظر إلى النتائج، التي ستعقب صدور هذا الحكم، حتى وأن أدى قرار الحكم إلى عزله أو إغضاب ولاة الأمور، وحتى وأن خسر نفسه. فالله عز وجل يطلب ويأمر بالعدل، ويجزي القاضي الذي يقضي به، قال تعالى: وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله يعظكم به إن الله كان سميعاً بصيراً (11).
فالعدل كما أشرنا سابقاً أمر من الله عز وجل، فرضه جل جلاله على الحكام المسلمين وعلى كل أفراد المجتمع الإسلامي بإقامته بين الناس، لأنه أحد ركائز أركان النظام الإسلامي، ومن أهم أسس بنيانه الداخلي، قال تعالى: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي ويعظكم لعلكم تذكرون (12). كما يأتي ضمن قوانين السلوك المأمور المسلم بتطبيقها، فلا يمكن أن يبنى مجتمع مسلم سليم دون إقامة العدل، لأن فيه سعادة المجتمع وتطوره وأمنه.
وليس هناك للمسلم في الاختيار بين العدل والظلم، أو القبول أو الرفض لشرع الله ورسوله ، لأن العدل والرضوخ لقراراته من صلب الإيمان، والاعتقاد بالدين الإسلامي. فطاعة الله عز وجل ورسوله فرض، وخلافها فسوق وكفر، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيراً وأحسن تأويلاً (13).
فالقبول بالحكم، والتقاضي بالشريعة الإسلامية الغراء، هو أمر من
الله عز وجل.بل المطلوب من المسلم القبول بما يحكم به القضاء الإسلامي المستند على أحكام صادرة من التشريع الإسلامي العادل، وليس المطلوب من المسلم القبول فقط بتنفيذ الحكم كونه حكماً، بل القبول به برحابة صدر، والرضا به روحياً ومادياً، قال تعالى: فلا وربك لا يؤمنون حتى يُحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدون في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً) (14) فمن سياق الآية الكريم يتبين للقارئ مدى ما وصل إليه الإسلام في تنفيذ العدالة، فلا يقبل الإسلام من المسلم فقط تنفيذ الحكم، بل الرضا به معنوياً، حتى لا يبق في نفس المحكوم شيئاً من التنفيذ بالإكراه، بل القبول به من أعماق قلبه، لأنه من صلب الإيمان، وأن يستسلم لهذا الحكم بكل جوارحه.
كما أن الحكم الذي يقضي به القاضي، يجب أن يستند على الشريعة الإسلامية لقوله تعالى: إنّا أنزلنا إليك الكتاب بالحقّ لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيماً والتي انبثقت من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه، فالأحكام والأوامر والواجبات والسنن، التي قالها الرسول ، الاحتكام بها أيضاً، أمراً من الله عز وجل الذي قال :يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم فآمنوا خيراً لكم وأن تكفروا فإن لله ما في السماوات والأرض وكان الله عليماً حكيماً (160) حتى يكون القبول به برضاً روحي، تتلقاه النفس بسرور وطمأنينة، كونه يكسب رضا الرحمن عز وجل، وفيه الثواب الطيب في الدنيا والآخرة.
والمطلوب من المسلم أن يحتكم إلى القضاء في أية قضية خلافية بينه وبين شخص آخر، أو في أية مظلمة ظلم بها، ويمتنع أن يستخدم قوته الشخصية أو عشيرته أو جماعته أو نفوذه في تنفيذ حُكمٍ، حَكم به شخصياً على آخر، كونه يرى أنه صاحب حق في اتخاذ قرار يحكم به على الآخرين، أو أنه هو على صواب. فالواجب على المسلم أن يرفع مظلمته أو قضيته للقضاء ليفصل فيها. قال تعالى: وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب (17). ومن هذه الرؤيا القرآنية الكريمة، يتبين لنا ما وصل إليه لإسلام من المدنيّة، في بناء المؤسسات الحضارية المتقدمة، والمبنية على سيادة القانون، ورفض القانون العشائري والأعراف القبلية المبنية في كثير منها على الجهل والظلم. وذلك منذ أربعة عشر قرناً من الزمان.
فالإسلام بدأ منذ الأيام الأولى بعد هجرة الرسول  إلى المدينة المنورة في تأسيس دولة القانون، ومارس تطبيقه على جميع رعايا الدولة، سواء أكانوا مسلمين أو من أهل الكتاب من خلال إقامة شرع الله عز وجل، وفق ما أنزل الله عز وجل في كتابه الكريم من أحكام وحدود. فكان القرآن الكريم دستوراً، تشرع منه القوانين، فهو حكم الله عز وجل وما ورد في القرآن من أحكام وقوانين، ورد معظمها في التوراة والإنجيل والزبور وتعاليم الأنبياء جميعاً، لذلك لا يوجد في كتب الله عز وجل السماوية اختلاف أو تناقض، وهذا ما يعرفه أهل الكتاب، ويعلمون أن ما شرع الله وعز وجل في القرآن الكريم هو حق، فما أنزل في القرآن من أحكام وحدود، هي ما أنزل عليهم من قبل قال تعالى: أفغيرَ الله أبتغي حَكَماً وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلاً والذين أتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربّك بالحق فلا تكونن من الممترين (18).
والعدل مطلب واجب تطبيقه بأمر من الله عز وجل، وقد جاء في كل رسالات الله عز وجل للبشرية جمعاء على لسان رسله عليهم الصلاة والسلام، فأمرهم بالدعوة إليه بين الناس، وأن تطبقه كل النظم الحاكمة على مختلف أشكالها وانتماءاتها القومية والدينية. وفرضت الكتب والتعاليم السماوية عليهم وعلى أتباعهم بإقامته في حال وصولهم إلى الحكم، أو تولي أمور الناس، وهذا ما أمر به داود عليه السلام حين استلم الحكم، وأصبح ملكاً على بني إسرائيل، قال تعالى: يا داود إنّا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب (19).
إضافة إلى ما جاء في كتاب الله عز وجل من قوانين وتشريعات أي الأحكام والحدود، أضيفت إلى القانون الإسلامي ما سنه رسول الله  من أحكام وتشريعات وممارسات قضائية تطبيقاً لقوله تعالى: وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب (20). والتي استكملت بعدها مصادر التشريع الإسلامي بعد وفاة الرسول  من اجتهادات الخلفاء الراشدين وعلماء الفقه الإسلامي على مذاهبهم المعروفة.
إضافة إلى تلك المصادر أضيف القياس، فأصبحت مصادر التشريع الإسلامي أربع القرآن الكريم والسنة الشريفة والاجتهاد والقياس.
ومن هنا كان بنيان دولة الإسلام، كما قلنا مؤسسة على العدل من خلال سيادة القانون على الجميع دون استثناء، وبنى المسلمون أسس دولتهم على شعار خالد يقول: (العدل أساس الملك). وفي هذا البناء الحقوقي السماوي العادل، قام الإسلام بنسف البناء القانوني المستند على القبلية الجاهلية المتخلفة، الذي بنيت مؤسساته على الظلم والطبقية وعدم المساواة، والتفريق بين الناس على قواعد المال الجاه.
فساد العدل في جميع أركان الدولة الإسلامية في عهد رسول الله  وخلفاءه الراشدين من بعده، وكذلك مورس في فترات مختلفة من العهود الإسلامية، التي أعقبت العهد الراشدي، من قبل قلة من حُكامٍ اتقوا الله عز وجل فحكموا بالعدل والقسط. حيث أقيمت المساواة الحقوقية بين الرعية جميعاً، فانتفت المظالم، وتحققت لأول مرة دولة القانون والحق في جزيرة العرب والعالم الإسلامي، لا تفرق بين سيد وعبد ولا رئيس ولا مرؤوس.
العدل كما أشرنا مؤسس على تعاليم الخالق عز وجل. ومن هو أعدل من الله عز وجل!!؟ فالله عز وجل هو العدل المطلق. وهو البصير بعباده، والأكثر خبرة ومعرفة في مكوناتهم الروحية والمادية. لهذا كانت تعاليم الإسلام التي يحتكم بها المسلمون في قضاياهم وفق كتاب الله وشريعته الغراء، إنما تنفيذاً لقوله تعالى: وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب (21). ومن يراجع ببصيرة خالية من كل ريب ما احتوى كتاب الله من إحكام وتشريعات سيجدها حتماً قمة في العدل والقسط.
وأين العدل اليوم الذي يتساوى فيه الناس كأسنان المشط؟ وأين العدل الذي يقتص من خليفة، يحكم نصف الأرض لمواطن فقير إذا ظلمه؟ فكم من قضية اليوم ذهب ضحيتها مئات أو آلاف الأبرياء نتيجة نزوة أو طيش حاكم، أو قرار دولي تجافى عن العدل، ونفذ لرغبات دولة مستبدة؟. وكم من قضية فصل بها قضاء ظالم، أدت أحكامه إلى خراب أسر ومجتمعات وأفراد!؟. فالعدل حين يكون سيد قوانين وسلوك وتطبيقات أمة من الأمم، فسيحل الأمن والرخاء والسعادة على مجتمعها. لذا أكد الإسلام على أن بناء المجتمع النظيف، يتم من خلال ممارسة العدل دون تمييز بين أفراده وبقية المجتمعات الأخرى.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

غير معرف يقول...

(((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((الثالوث أأأأه يانافوخيييييي؟؟؟))))))))))))))))))))))



ان موضوع الثالوث في العقيدة المسيحية لهو موضوع ذو أهمية وخطورة بالغة، ذلك لأن قول الكنيسة بوحدانية الله، وامتياز الأقانيم أحدها عن الآخر، ومساواتها في الجوهر، ونسبة أحدها إلى الآخر، كل ذلك لم يرد فيه جملة واحدة بالتصريح في الكتاب المقدس ، وفي الحقيقة نحن كمسلمين نعجب كيف يؤمن المسيحيون بعقيدة تعتبر لبّها ومحورها الأساسي ولا نرى لها نصاً صريحاً في الكتاب المقدس ؟!
هناك بعض النصوص الواردة في الكتاب المقدس، يريد المسيحيون أن يتخذوها سنداً في دعواهم للتثليث بالمفهوم الذي أشرنا إليه آنفاً، وسوف نذكر هذه النصوص ثم نبين بطلان الاستدلال بها بعون من الله الواحد الأحد وتوفيقه :



النص الأول : من إنجيل متى 28 : 19 " فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ ".



الــرد :



أولاً : هذا النص يتحدث عن ثلاث ذوات متغايرة قرن بينها بواو عاطفة دلت على المغايرة ... نعم لقد ذكر النص ثلاثة عناصر، لكنه لم يجمعهم إلى واحد.

وهنا، أوجه انتباهك أخي القارىء إلى ذكر عنصرين منهم ( في موضع آخر ) مجموعين إلى ثالث مختلف :
1تيموثاوس 5 : 21 " أُنَاشِدُكَ أَمَامَ اللهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَالْمَلاَئِكَةِ الْمُخْتَارِينَ .. ". ( طبعة فانديك )
فلو كان ذكر العناصر سوية يعني الوحدة في الجوهر أو الشخص، لكان الله بذلك أصبح ليس فقط ثلاثة بل ملايين (مجموعاً إلى الملائكة) بحسب النص السالف.

ثانياً : لو طلبت من شخص أو أشخاص أن يذهبوا إلى منتدى الدعوة مثلاً و يدعوا أعضائه باسم زيد وعمر ومروان للانضمام إلى منتدى الأديان، هل معنى ذلك أن هؤلاء الثلاثة واحد؟؟؟ طبعاً الإجابة بالنفي لأنهم ثلاثة مختلفين لكنهم متحدين في الهدف ووحدة الهدف لا تتطلب اتحاد الأشخاص ، فلو قال مثلاً شخص : ( باسم زيد وعمر وسعيد وفريد ) ، هل يُفهم منه أن هؤلاء الأربعة أشخاص هم شخص أو شئ واحد ؟! نعم قد نرى وحدة في الهدف والأمر الذي اجتمعوا عليه ولكن ليست الوحدة في الجوهر والذات ، فزيد هو زيد وليس عمر ، وعمر هو عمر وليس سعيد ، وسعيد هو سعيد وليس فريد وهكذا ..

ثالثاً : النص المذكور في متى هو في أحسن أوضاعه صيغة للتعميد لا علاقة لها بالتثليث على الإطلاق ولا تدل على اى طبيعة للإله واقانيمه المزعومة و علاقتها ببعضها البعض .

رابعاً : يقول القمص زكريا بطرس في كتابه "الله واحد في ثالوث" :

" ان الوحدانية واضحة من قوله عمدوهم باسم و لم يقل بأسماء لأننا لا نؤمن بثلاثة آلهة لها ثلاثة أسماء" .

ويكرر معظم المسيحيون نفس الكلام بأن السيد المسيح قال باسم ( مفرد ) و ليس بأسماء ( جمع ) مما يؤكد أن الله واحد و ليس متعدد. وللرد عليهم نقول :

بل أن الصحيح أن يقول متى ( باسم ) ولو قال ( بأسماء ) لكان خطأ ، لأن معنى عبارة متى هو : ( بإسم الآب وبإسم الابن وبإسم الروح القدس ) ، ولتحاشي التكرار يختصر المرء ويقول بإسم ، و المقصود "باسم كل منهم" .
والعبارة على ذلك لا تفيد أدنى دلالة على فهم القمص زكريا بطرس من أن الآب والابن والروح القدس إله واحد في ثالوث ، بل هي صريحة فى ان كل واحد من هذه الثلاثة هو غير الآخر تماماً لان العطف هنا يفيد المغايرة كما أسلفنا .

وإذا بحثنا فى الكتاب المقدس سنجد ان كلام القمص زكريا بطرس لا قيمة له البتة، فعلى سبيل المثال :

1 - ورد في سفر التكوين 48 : 6 " وَأَمَّا أَوْلاَدُكَ الَّذِينَ تَلِدُ بَعْدَهُمَا فَيَكُونُونَ لَكَ. عَلَى اسْمِ أَخَوَيْهِمْ يُسَمُّونَ فِي نَصِيبِهِمْ ".

نلاحظ هنا ان كلمة ( اسم ) وردت مفردة وهي منسوبة إلى اخوين فهل يعني ذلك اى وحدة بين هذين الأخوين ؟!

2- وورد في سفر التثنية 7 : 24 " وَيَدْفَعُ مُلُوكَهُمْ إِلى يَدِكَ فَتَمْحُو اسْمَهُمْ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. لا يَقِفُ إِنْسَانٌ فِي وَجْهِكَ حَتَّى تُفْنِيَهُمْ ".

نلاحظ هنا ان النص لم يقل ( اسمائهم ) بل قال ( اسمهم ) بالمفرد ، هل معنى ذلك ان هؤلاء الملوك واحد لان النص يقول اسمهم ؟ طبعا كلا هذه أقوال مخادعين و لا يصدقهم الا مخدوعين سذج .

3- وورد في سفر التثنية 9 : 14 " أُتْرُكْنِي فَأُبِيدَهُمْ وَأَمْحُوَ اسْمَهُمْ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ وَأَجْعَلكَ شَعْباً أَعْظَمَ وَأَكْثَرَ مِنْهُمْ ".

نلاحظ هنا ان الحديث عن شعب كامل و لكن النص يذكر اسمهم بالمفرد و ليس اسمائهم . هل معنى هذا ان الشعب واحد فى شعب و شعب فى واحد ؟!

4- وورد في سفر يشوع 23 : 7 " حَتَّى لاَ تَدْخُلُوا إِلَى هَؤُلاَءِ الشُّعُوبِ أُولَئِكَ الْبَاقِينَ مَعَكُمْ, وَلاَ تَذْكُرُوا اسْمَ آلِهَتِهِمْ وَلاَ تَحْلِفُوا بِهَا وَلاَ تَعْبُدُوهَا وَلاَ تَسْجُدُوا لَهَا ".

هنا الكارثة الكبرى آلهة كثيرة يعبدها كفار يذكر النص اسمهم بصيغة المفرد لو طبقنا قاعدة القمص فهذا النص دليل على وحدانية هذه الالهة النص يقول اسم الهتهم و ليس اسمائهم ؟؟!

إذن النصوص كثيرة لإثبات تهافت استشهاد القمص زكريا بطرس بكلمة اسم المفردة لإثبات وحدانية الثالوث...



ومع هذا نحن نسأل :

هل ما جاء في متى 28 : 19 هو تعليم بوحدانية الله ، وامتياز الأقانيم أحدها عن الآخر ، ومساواتها في الجوهر ، ونسبة أحدها إلى الآخر كما يؤمن المسيحيون ؟

الجواب كلا ثم كلا . . .

النص الثاني : رسالة يوحنا الأولى 5 : 7 " فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ ".
وهذا النص كثيراً ما يستشهد به المسيحيون ومنهم القمص زكريا بطرس في كتابه المذكور، دون أن يدققوا النظر في مصداقيته وقانونيته .
فقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا النص دخيل وغير موجود في الاصول المعول عليها ، كما قرر ذلك الكثير من العلماء اللاهوتيين القائمين على وضع التراجم الغربية والعربية للكتاب المقدس ، وقد قام بحذف هذا النص كل من :

1 - الترجمة الكاثوليكية الحديثة أو الرهبانية اليسوعية ( منشورات دار المشرق - بيروت )

2 - وحذفته الترجمة العربية المشتركة .

3 - ووضعته الترجمة التفسيرية للكتاب المقدس - ( كتاب الحياة ) - بين قوسين هكذا [ فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ ] وهذا معناه أنه كشرح وليس من النص الاصلي كما نوهت بذلك في المقدمة .



وهذه أسماء بعض الترجمات الانكليزية للكتاب المقدس التي حذفت هذه الزيادة :

1 - The Bible in Basic English

2 - The Darby Translation

3 - Weymouth's New Testament

4 - Holy Bible: Easy-to-Read Version

5 - Contemporary English Version

6 - The American Standard Version

7 - The New Revised Standard Version

8 - GOD'S WORD translation

9 - The New Living Translation

10 - The New American Standard Bible

11 - The Revised Standard Version

12 - World English Bible

13 - Hebrew Names Version of World English Bible

14 - International Standard Version



النص الثالث : ورد في رسالة بولس الثانية إلى أهل كورنثوس [ 13 : 14 ] قول بولس ونصه : " نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَمَحَبَّةُ اللهِ، وَشَرِكَةُ الرُّوحِ الْقُدُسِ مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمِينَ ".

ويستخلص النصارى من هذا النص برهاناً دالاً على صحة التثليث وتساوي الأقانيم الثلاثة .



الــرد :



أولاً : لو أنني قلت " لتكن عبقرية آينشتاين وفلسفة ديكارت وقوة شوارزينجر معكم جميعاً " فهل يتطلب ذلك أن الثلاثة يندمجون في "ثالوث" ؟ هل يتطلب ذلك أن يكون آينشتاين هو ديكارت ( أو وجهاً آخر من ديكارت ) ؟ هل يتطلب ذلك أن يكون ديكارت هو شوارزينجر ( أو وجهاً آخر من شوارزينجر ) ؟

من الواضح أن النص لا يوجد ما يستدل به على أن " الله والمسيح والروح القدس هم إله واحد" !!
فإذا قال أحد القادة للجنود الذاهبين إلى الحرب " أما أنتم يا أيها الأبطال فابنوا أنفسكم على الواجب والثقة بالنفس ، مطيعين أوامر رؤسائكم، و احفظوا أنفسكم في محبة وطنكم، منتظرين رحمة الله "
هل يمكننا أن نقول أن هذا البيان يتطلب دمج الواجب مع الرؤساء مع الوطن مع محبة الله في واحد.!!؟
أو إن قال أحد للاعبي فريق كرة القدم " فليكن معكم روح الفريق و قوة المحارب و جهد الحصان وبركة الدعاء" فيكون ما سبق واحد في أربعة !؟



ثانياً : إن عبارة بولس السابق الإشارة إليها مبنية على الاعتقاد بالثالوث وليس الاعتقاد بالثالوث صادراً عنها وعن أمثالها ، بل تقرر بموجب مجمع عقد في الربع الأول من القرن الرابع الميلادي .

ثالثاً : إن لفظ كلمة ( رَبِّنَا ) الوارد ذكرها في عبارة بولس سالفة الذكر ليس معناها الإله الحقيقي حتى يكون ثاني الأقانيم الثلاثة بل هي مترجمة عن الكلمة اليونانية Kurios = كيريوس ، وهي لفظة كثيراً ما تُطلق في الكتاب المقدس على غير الله سبحانه وتعالى من البشر والملائكة ، وذلك دلالة على الاعتبار والاكرام والتوقير ، فعلى سبيل المثال :

1 - جاء في سفر الاعمال 16 : 30 أن ضابط السجن خاطب بولس ورفيقه ، بكلمة : " سَيِّدَيَّ " وكلمة سَيِّدَيَّ مترجمة عن نفس الكلمة اليونانية Kurios المستخدمة في النص السابق ... فهل هذا دليل على ألوهية بولس ورفيقه ؟؟

2 - يقول فستوس في حديثه عن بولس وهو يخاطب الملك أغريباس بحسب اعمال 25 : 26 : " ولَيسَ لَدَيَّ شَيءٌ أَكيدٌ في شأنِه فأَكتُبَ بِه إِلى السَّيِّد ، ( أي القيصر ) فأَحضَرتُه أَمامَكم وأَمامَكَ خُصوصًا، أَيُّها المَلِكُ أَغْريبَّا، لأَحصُلَ بَعدَ استِجْوابِه على شَيءٍ أَكتُبُه .. " ( الترجمة الكاثوليكية - دار المشرق - 1994)

كلمة " السَّيِّد " هنا مترجمة أيضاً عن نفس الكلمة اليونانية كيريوس ... فهل هذا دليل على ألوهية جلالة القيصر ؟؟

3 - ويقول بولس في رسالته الى روما 14 : 4 : " مَن أَنتَ لِتَدينَ خادِمَ غَيرِكَ؟ أَثَبَتَ أَم سَقَط، فهذا أَمْرٌ يَعودُ إِلى سَيِّدِه = Kurios " . ( الترجمة الكاثوليكية - دار المشرق - 1994)

4 - جاء في إنجيل يوحنا 4 : 19 عن المرأة السامرية التي طلب منها المسيح عليه السلام أن تسقيه ، مما أثار تعجبها ، فقالت للمسيح : " يا ربّ، أَرى أَنَّكَ نَبِيّ " ( الترجمة الكاثوليكية - دار المشرق - 1994)

فالمرأة هنا لا تعرف المسيح ولا تؤمن به بل هي تشك حتى في مجرد أن يكون نبي ، ورغم ذلك تقول له ( يا رب ) مما يفيد ان لفظ كلمة ( رب ) كانت تستعمل في ذلك الوقت مع البشر على سبيل الاحترام .

5 - جاء في انجيل يوحنا 20 : 14 : حكاية عن مريم : " ثُمَّ التَفَتَت إِلى الوَراء، فرأَت يسوعَ واقِفاً، ولَم تَعلَمْ أَنَّه يَسوع. فقالَ لَها يسوع: لِماذا تَبْكينَ، أَيَّتُها المَرأَة، وعَمَّن تَبحَثين؟ فظَنَّت أَنَّه البُستانيّ فقالَت له: سيّدي، إِذا كُنتَ أَنتَ قد ذَهَبتَ بِه، فقُلْ لي أَينَ وَضَعتَه، وأَنا آخُذُه ..." ( الترجمة الكاثوليكية - دار المشرق - 1994)

وهنا مريم تقول للمسيح : "سيّدي " ، وهي نفس الكلمة " كيريوس" اليونانية ، فهل تقصد مخاطبته كإله ؟؟؟؟؟
بالطبع لا ... لأن مريم هنا تخاطبه وهي تظن أنه البستاني ، فهل من المعقول أنها تعتقد أن البستاني إله ، لذلك خاطبته على هذا الأساس ؟؟؟ ... بالطبع لا ..

6 - ويقول بولس عن قصة اهتدائه وهو في الطريق الى دمشق بحسب سفر اعمال الرسل 22 : 6 : " وبَينما أَنا سائرٌ وقَدِ اقتَرَبتُ مِن دِمَشق، إِذا نورٌ باهِرٌ مِنَ السَّماءِ قد سَطَعَ حَولي نَحوَ الظُّهْر، فسَقَطتُ إِلى الأَرض، وسَمِعتُ صَوتًا يَقولُ لي: شاوُل، شاوُل، لِماذا تَضطَهِدُني؟ فأَجَبتُ: مَن أَنتَ، يا رَبّ؟ فقالَ لي: أَنا يَسوعُ النَّاصِريُّ الَّذي أَنتَ تَضطَهِدُه " . ( الترجمة الكاثوليكية - دار المشرق - 1994)

فبولس أثناء هذا الموقف لم يكن يؤمن بالمسيح ولم يكن يعرف صوت الذي يناديه ، ورغم ذلك أجاب قائلاً : " مَن أَنتَ، يا رَبّ؟ ". مما يدل على ان هذه اللفظة كانت تستعمل كصيغة للتأدب في المخاطبة .

7 - ومما يؤكد ما قلناه أيضاً هو قول المسيح نفسه لتلميذين من تلاميذه بحسب لوقا 19 : 31 عندما طلب منهما احضار الحمار أو الجحش له : " فإِن سأَلَكما سائِل: لِمَ تَحُلاَّنِ رِباطَه ؟ فقولا: لأَنَّ الرَّبَّ مُحتاجٌ إِليه " . ( الترجمة الكاثوليكية - دار المشرق - 1994)

والآن لو كان المسيح رب بمعنى الإله المعبود بحق ، فهل يقول لتلميذيه قولا لمن يسألكما ان الرب محتاج ؟؟؟ وكيف سيصدق الناس ان الرب يحتاج ان لم تكن لفظة الرب هنا لا يراد منها الاله المعبود بحق كما اوضحنا ...

الى آخر الأمثلة الكثيرة الموجودة في الكتاب المقدس ...

رابعاً : إن لفظ ( يسوع ) الوارد في قول بولس السابق الإشارة إليه ليس اسماً للألقنوم اللاهوتي بل هو اسم للناسوت أي أنه اسم للطبيعة الإنسانية.

كذلك لفظ ( المسيح ) الوارد في النص المذكور هو أيضاً اسم للناسوت لأنه سمي مسيحاً لكون الله تعالى مسحه بالروح القدس ، طبقاً لما هو وارد في سفر أعمال الرسل [ 10 : 38 ] ومما لا جدال فيه أن من يحتاج أن يمسح بالروح القدس هو الناسوت ، أي المسمى بالانسان المركب من جسم وروح مخلوقين ، أما أقنوم الابن فغني عن المسح لأنه ليس أقل من الأقنوم الثالث حتى يمسح به .

خامساً: إن لفظ الروح القدس في قول بولس ليس معناه الإله حتى يكون الأقنوم الثالث ، بل يعني الموهبة القدسية ، وهي الوارد ذكرها في الأسفار الآتية :

أ - مزمور 51 : 10 : ( قلباً نقياً أخلق في يالله روحاً مستقيماً جدد في داخلي )

ب - سفر حزقيال 11 : 19 : ( وأعطيهم قلباً واحداً وأجعل في داخلكم روحاً جديداً )

ج - سفر الملوك الثاني 2 : 9 : ( فقال إليشع ليكن نصيب اثنين من روحك علي )

د - سفر دانيال 5 : 11 : ( يوجد في مملكتك رجل فيه روح الآلهة القدوسين )

وهذه الروح هي التي امتلأ منها الآتي ذكرهم :

أ - يوحنا المعمدان كما هو وارد في إنجيل لوقا 1 : 15 : ( ومن بطن أمه يمتلىء من الروح القدس )

ب - كما امتلاً منها أبوه زكريا طبقاً لما ذكره إنجيل لوقا 1 : 67 .

ج - كما امتلأت منها أمه اليصابات طبقاً لما هو وارد في إنجيل لوقت [ 1 : 41 ]

د - وكان استفانوس مملوءاً منها كما حكاه سفر أعمال الرسل [ 6 : 5 ] و [ 7 : 55 ] .

وغيرهم كثير . . .

النتيجة :

إن ما قاله بولس ليس من البراهين على صحة التثليث ولا على تساوي الأقانيم الثلاثة .

إذ ليس فيها ذكر للأقانيم الثلاثة .

وأما المسيح فإنما ذكر بمعنى الإنسان الاعتيادي .

وأما لفظ الروح القدس فقد ذكر بمعنى الموهبة القدسية للعلة وطبقاً للنقول السابقة الاشارة إليها .



ومع هذا نحن نسأل :

هل نجد فيما قاله بولس تعليم بوحدانية الله ، وامتياز الأقانيم أحدها عن الآخر ، ومساواتها في الجوهر ، ونسبة أحدها إلى الآخر كما يؤمن المسيحيون ؟

الجواب كلا ثم كلا . . .


وأما زعم المسيحيون بأن الكتاب المقدس يعلمهم في موضع بأن الآب إله وفي موضع آخر أن الإبن إله وفي موضع آخر ان الروح القدس إله فيكون هذا دليل على الثالوث فنقول هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين ثم نقول لهم انه بهذه الطريقة سيكون المجموع لديكم ثلاثة آلهة لثلاثة جواهر وهذا تعليم مرفوض بتاتاً . . . .

والحق كل الحق : ان التثليث بهذا المفهوم وهو وحدانية الله ، وامتياز الأقانيم أحدها عن الآخر ، ومساواتها في الجوهر ، ونسبة أحدها إلى الآخر، هو مفهوم لا وجود له في العهد القديم ولا الجديد بتاتاً، بل كان تقريره بهذا المفهوم نتيجة أفهام بعض رؤساء النصرانية غير المعصومين عن الخطأ في الفهم، فالتثليث هي عقيدة اجتهادية بحتة مصدرها فهم بعض الرؤساء في المسيحية، بعد ذهاب المسيح عليه السلام بمئات السنين، وكان ذلك في سنة 325 ميلادية .

وللتذكرة فإن المسيحيون يتهومننا بعدم فهم الثالوث ونوع الوحدانية التي يؤمنون بها وهذا كلام باطل فنحن المسلمون نبحث عن نص من الكتاب المقدس يثبت هذا التثليث بهذه الوحدانية وهذا المفهوم، مع ايماننا بأن هذا المفهوم لا يصمد أمام البحث والتمحيص ، ونحن قبل كل شىء أمة الدليل والبرهان الرباني . لا أمة الوحي الفلسفي الافلاطوني . .

إن ذات الله وصفاته الكمالية أزلية غير متأثرة بالزمان والمكان والأشخاص . . فقد أرسل الرب موسى وأعطاه شريعة عظيمة ومع هذا لا يوجد فيها ذكر لهذا الثالوث، وقد أرسل الرب سليمان الحكيم وأعطاه الكتاب ومع هذا لايوجد فيه ذكر لهذا الثالوث ، وقد أرسل داود وأعطاه المزامير ومع هذا لا يوجد فيه ذكر لهذا الثالوث الخ . . .

فصل :

اثبات تحريف العدد 28 : 19 من إنجيل متى وبطلان الاستشهاد به :


لا يعرف أي احد من الحواريين و التلاميذ حتى بولس نفسه هذه الصيغة بل الصيغة الواردة فى اعمال الرسل 2 : 38 هي هكذا :
(( فقال لهم بطرس توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس. ))
و كذلك فى اعمال 8 : 16 :
(( لانه لم يكن قد حل بعد على احد منهم. غير انهم كانوا معتمدين باسم الرب يسوع. ))
و الصيغة فى مرقص 16 : 15 على سبيل المثال ايضاً لا تذكر الثلاثة اقانيم المزعومة :
(( وقال لهم اذهبوا الى العالم اجمع واكرزوا بالانجيل للخليقة كلها .))


والمسيح على زعمهم قال النص الوارد في متى 28 : 19 أمام الاحد عشر تلميذ على الجبل فيما يمكن ان نسميه خطبة الوداع او آخر ما قاله المسيح على زعم كاتب انجيل متى و من الصعب ان نتخيل ان الاحد عشر تلميذ نسوا هذا القول المهم و الاساسى و لم يذكره احد بالمرة بعد ذلك اطلاقا .
هل تصدق جملة واحدة لم يستطع التلاميذ حفظها بل اهم جملة و آخر ما نطق به المسيح و لم ينفذها اياً تلاميذه اطلاقا ؟! .
و الخلاصة الصيغة لا تظهر فى العهد الجديد كله ابداً وكل كتبة الاناجيل والرسائل واعمال الرسل ليس عندهم علم بهذه الصيغة و لا توجد هذه الصيغة الا فى انجيل متى فقط مقحمة على السياق كما وضحت .
والكنيسة الاولى فى القرن الاول و حتى نهاية القرن الثانى لم تستعمل هذه الصيغة فى التعميد ابداً بل كان التعميد باسم المسيح فقط .
وفى كتاب ( تعليقات بيك على الانجيل ) و هو من اشهر كتب الشروح عندهم يقول بالحرف الواحد ما معناه : معظم المعلقين يشكوا ان صيغة التثليث هذه كانت اصلية عند هذه النقطة فى انجيل متى حيث انها لاتوجد فى اى مكان اخر من العهد الجديد الذى لا يعرف هذه الصيغة و يصف التعميد انه يتم باسم المسيح . كما فى اعمال 2 : 38 و 8 : 16 .
و هناك ادلة كثيرة لاقوال علماء كثيرين موجودة واقوال العلماء هذه ليست من فراغ لكن لها دراسة مستفيضة سنذكرها بايجاز فى السطور القادمة .

عندما قال بطرس فى اعمال الرسل تعمدوا باسم يسوع المسيح مباشرة بعد صعود المسيح هل نسى الصيغة التى قالها المسيح امامهم جميعاً قبل صعوده؟ بالطبع لا فهذا لا يمكن قبوله اطلاقاً فى أمر اساسى فى العقيدة مثل التعميد ولا يمكن ان يتجاهله الحواريون بعد ان سمعوه من المسيح و لا ينفذوا امره بالتعميد باسم الثالوث و يعمدوا الناس ومن بعدهم الى اكثر من قرنين باسم يسوع فقط .
ولنا ان نسأل ببساطة شديدة ايهما يجب ان يتبع النصارى فى التعميد صيغة المسيح ام صيغة بطرس و مرقص السابق ذكرهما ولا حظ ان موضوع التثليث توارى قليلاً لان كل هذه النصوص لا تثبت شيئا او تنفيه فى موضوع التثليث هذا و لاحظ ان مرقص هوالذى يعتبر المرجع لمتى من هنا ترجحت صيغة مرقص التى لا هذا النص . و حتى تزيد - اللخبطة - تأمل النص التالى من كولوسى 3 : 17 :
(( وكل ما عملتم بقول او فعل فاعملوا الكل باسم الرب يسوع شاكرين الله والآب به ))
هل فهمت شيئا العمل باسم يسوع الرب شاكرين الله و الاب به هل الله هو الاب ام الرب يسوع ام كلاهما و اين الورح القدس التى دائما مهملة لاهوتيا اريد من يفسر لى عبارة شاكرين الله و الاب من هما و لاحظ ان الجملة بها ثلاثة الهة الرب يسوع و الله و الاب يعنى ثلاثة اخرى غير المعتادة هل من مفسر ؟؟؟

و اليك _ أيها المتصفح الكريم _ اقوى دليل على ان هذه الصيغة مقحمة على النص الاصلى و يسمى دليل يوسيبيوس :
من هو يوسيبيوس ؟

الجواب هو ابو المؤرخين النصارى و اهمهم على الاطلاق ولد حوالى 260 و مات 340 و و كان فى قيصرية التى بها اعظم مكتبة مسيحية فى ذلك العصر التى جمعها اورجانيوس (اوريجين ) و بامفيلس و فى هذه المكتبة تحت يد يوسيبيوس كان هناك نسخ من الاناجيل اقدم بمئتى عام عن الموجود عندنا الان و يقال انه كان بها النص الاصلى للانجيل المنسوب الى متى و قرأ يوسيبيوس العدد فى متى 28 : 19 و استشهد به فى كتبه الكثيرة التى كتبها فى الفترة من 300 الى 336 و منها تعليقات و شروح على المزامير و على اشعيا و كتابه الشهير تاريخ الكنيسة و كتابه فى مدح الامبراطور قسطنطين اقول ذكر يوسيبيوس هذا العدد فى متى اكثر من مرة و للدقة ذكره 18 مرة و فى كل هذه المرات كان النص كالتالى :
" فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسمى " و لم يذكر الصيغة الثلاثية و لا مرة واحدة بل لم يتكتفى بالاستشهاد فقط بل وضح فى كتابه الذى يسمى : Demonstratio Evangelica
و شرح فيه كيف انه لم يطلب منهم فقط ان يتلمذوا جميع الامم و يعمدوهم بل باسمه و يشرح معنى وجود اسمه فى هذه العبارة . ومن الواضح بلا جدال ان كل النسخ الموجودة و التى كانت فى متناول يد يوسيبيوس و كلها غير موجودة الان لا يوجد بها الصيغة الثلاثية التى اضيفت فيما بعد .
و بالنسبة الى اوريجين و كليمنت لا يوجد اى اشارة لصيغة التثليث ايضا و الغريب ان هذا المقطع عند اوريجين كان يتوقف دائما عند كلمة الامم !!
و المرة الوحيدة التى ذكر فيها نص متى الثالوثى فى اعمال كليمنت السكندرى و لكن ليس كنص من الانجيل بل كقول قاله مبتدع روحى اسمه ثيودوتس و لا يشير الى النص القانونى و ربما ببحث اكثر يتضح ان ثيودوتس هذا هو الذى اخترع النص و بدأ ياخذ طريقه حتى وصل الى الكتاب المقدس .
و هناك شاهد اخر ليس بقوة الشهود السابقين و لكنه يدعم الفكرة انه افراتيز الاب السريانى وكتب بين اعوام 337 و 345 و كان نص متى عنده كالتالى : " فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وسوف يؤمنوا بى " و هذا قرينة اخرى تضاف للدلائل التى ذكرتها .
و الان ماذا يوجد فى التفسير الحديث للكتاب المقدس طبعة دار الثقافة يقول فى تفسير انجيل متى صفحة 462 يقول بالحرف" ان المعمودية فى عصور العهد الجديد بحسب ما جاء فى مصادرنا كانت تمارس باسم يسوع و هو امر غريب اذ ان يسوع وضع لنا صيغة ثالوث واضحة قبل صعوده .... و قيل ان هذه الكلمات لم تكن اساساً جزء من النص الاصلى لانجيل متى لان يوسيبيوس اعتاد فى كتاباته ان يقتبس متى 28 : 19 فى صيغتها المختصرة اذهبوا و تلمذوا جميع الامم باسمى "
اى ان تفسيرهم لعدم وجود النص فى كتابات يوسيبيوس انه يقول صيغة مختصرة و هذا غير منطقى لانها صيغة لا يجوز اختصارها من اى شخص حتى لو كان يوسيبيوس هذا .
و الان اليك - أيها القارىء الكريم - بعض الاقوال والادلة من العلماء الغربيين ضد هذا العدد فى متى 28 : 19 ترجمها الاخ الصارم بارك الله فيه فى منتدى الدعوة .
مجموعة من الأدلة ضد النص التراثي لمتى 28 - 19.- كتبه ( كلينتون دي ويليس )
{متى 28: 19 فاذهبوا وتلمذوا (وعمدوا) جميع الامم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس.}
- موسوعة الأديان والأخلاق :
قالت الموسوعة على ما جاء في متى 28: 19:
إنه الدليل المركزي على وجهة النظر التراثية للتثليث.
إن كان غير مشكوك، لكان بالطبع دليلاً حاسماً، ولكن كونه موثوقاً أمر مطعون فيه على خلفيات نقد النصوص والنقد الأدبي والتاريخي.
ونفس الموسوعة أفادت أن :
إن التفسير الواضح لصمت العهد الجديد عن اسم الثالوث واستخدام صيغة أخرى (بإسم المسيح في أعمال الرسل وكتابات بولس، هو (أي التفسير) أن هذه الصيغة كانت متأخرة، وأن صيغة التثليث كانت إضافة لاحقة.
{ يشير الكاتب إلي الصيغة التي وردت في أعمال الرسل ورسائل بولس ومن مثلها :
(أعمال 8)12 ولكن لما صدقوا فيلبس وهو يبشر بالامور المختصة بملكوت الله "وباسم يسوع المسيح اعتمدوا" رجالا ونساء.
(كورنثوس1 1)2 الى كنيسة الله التي في كورنثوس المقدسين في المسيح يسوع المدعوين قديسين مع جميع الذين يدعون "باسم ربنا يسوع المسيح" في كل مكان لهم ولنا. وغيرها ولا وجود إطلاقاً لصيغة التثليث في متى}.

- إدموند شلنك، مبدأ (عقيدة) التعميد (صفحة 28) :
صيغة الأمر بالتعميد الوارد بمتى 28: 19 لا يمكن أن يكون الأصل التاريخي للتعميد المسيحي. وعلى أقل تقدير، يجب أن يفترض أن هذا النص نـُـقِـلَ عن الشكل الذي نشرته الكنيسة الكاثوليكية.

- تفسير العهد الجديد لتيندال،( الجزء الأول، صـ 275):
إن من المؤكد أن الكلمات "باسم الأب والإبن والروح القدس" ليست النص الحرفي لما قال عيسى، ولكن ... إضافة دينية لاحقة.

- المسيحية، لويلهيلم بويست و كيريوس(صـ 295) :
إن الشهادة للإنتشار الواسع للصيغة التعميدية البسيطة [باسم المسيح] حتى القرن الميلادي الثاني، كان كاسحاً جداً برغم وجود صيغة متى 28: 19 لتثبت أن الصيغة التثليثية أقحمت لاحقاً.

- الموسوعة الكاثوليكية، (المجلد الثاني، صـ 236) :
إن الصيغة التعميدية قد غيرتها الكنيسة الكاثوليكية في القرن الثاني من باسم يسوع{عيسى} المسيح لتصبح باسم الأب والإبن والروح القدس.

- قاموس الكتاب المقدس لهاستينج،(طبعة 1963، صـ 1015):
الثالوث. - ... غير قابل للإثبات المنطقي أو بالأدلة النصية {لا معقول ولا منقول}، ... كان ثيوفيلوس الأنطاكي (180م) هو أول من استخدم المصطلح "ثلاثي"، ... (المصطلح ثالوث) غير موجود في النصوص.
النص التثليثي الرئيسي في العهد الجديد هو الصيغة التعميدية في متى 28: 19 ... هذا القول المتأخر فيما بعد القيامة غير موجود في أي من الأناجيل الأخرى أو في أي مكان آخر في العهد الجديد، هذا وقد رآه بعض العلماء كنص موضوع في متى. وقد وضح أيضاً أن فكرة الحواريين مستمرين في تعليمهم، حتى أن الإشارة المتأخرة للتعميد بصيغتها التثليثية لربما كانت إقحام لاحق في الكلام.
أخيراً، صيغة إيسوبيوس للنص (القديم) كان ("باسمي" بدلاً من اسم الثالوث) لها بعض المحامين.(بالرغم من وجود صيغة التثليث الآن في الطبعات الحديثة لكتاب متى) فهذا لا يضمن أن مصدرها هو من التعليم التاريخي ليسوع. والأفضل بلا شك النظر لصيغة التثليث هذه على أنها مستمدة من الطقس التعميدي للمسيحيين الكاثوليكيين الأوائل ربما السوريون أو الفلسطينيون، وعلى أنها تلخيص موجز للتعاليم الكنسية الكاثوليكية عن الآب والإبن والروح... .

- موسوعة شاف هيرزوج للعلوم الدينية:
لا يمكن أن يكون يسوع قد أعطى الحواريين هذا التعميد الثالوثي بعد قيامته - فالعهد الجديد يعرف صيغة واحدة فقط للتعميد باسم المسيح(أعمال 2: 38، 8: 16، 10: 43، 19: 5 وأيضاً في غلاطية 3: 27، رومية 6: 3, كورنثوس1 1: 13-15)، والتي بقيت موجودة حتى في القرنين الثاني والثالث بينما الصيغة التثليثية موجودة في متى 28: 19 فقط، وبعد هذا فقط في ديداش 7: 1، وفي جوستين و أبو1 1: 16.... أخيراً, الطبيعة الطقسية الواضحة لهذه الصيغة ... غريبة، وهذه ليست طريقة يسوع في عمل مثل هذه الصياغات ... وبالتالي فالثقة التقليدية في صحة (أو أصالة) متى 28: 19 يجب أن تناقش.( صـ 435).

- كتاب جيروزاليم المقدس، عمل كاثوليكي علمي، قرر أن:
من المحتمل أن هذه الصيغة، ( الثالوثية بمتى 28: 19) بكمال تعبيرها واستغراقها، هي انعكاس للإستخدام الطقسي (فعل بشري) الذي تقرر لاحقاً في الجماعة (الكاثوليكية) الأولى. سيبقى مذكوراً أن الأعمال {أعمال الرسل} تتكلم عن التعميد "باسم يسوع،"... .
- الموسوعة الدولية للكتاب المقدس، المجلد الرابع، صفحة 2637، وتحت عنوان "العماد{Baptism}" قالت:
ماجاء في متى 28: 19 كان تقنيناً {أو ترسيخاً} لموقف كنسي متأخر، فشموليته تتضاد مع الحقائق التاريخية المسيحية، بل والصيغة التثليثية غريبة على كلام يسوع.

- جاء في الإصدار المحقق الجديد للكتاب المقدس (NRSV) حول متى 28: 19 :
يدعي النقاد المعاصرين أن هذه الصيغة نسبت زوراً ليسوع وأنها تمثل تقليداً متأخراً من تقاليد الكنيسة (الكاثوليكية)، لأنه لا يوجد مكان في كتاب أعمال الرسل (أو أي مكان آخر في الكتاب المقدس) تم التعميد باسم الثالوث... .

- ترجمة العهد الجديد لجيمس موفيت:
في الهامش السفلي صفحة 64 تعليقاً على متى 28: 19 قرر المترجم أن:
من المحتمل أن هذه الصيغة، ( الثالوثية بمتى 28: 19) بكمال تعبيرها واستغراقها، هي انعكاس للإستخدام الطقسي (فعل بشري) الذي تقرر لاحقاً في الجماعة (الكاثوليكية) الأولى. سيبقى مذكوراً أن الأعمال {أعمال الرسل} تتكلم عن التعميد "باسم يسوع، راجع أعمال الرسل 1: 5 ".

- توم هاربر:
توم هاربر، الكاتب الديني في تورنتو ستار {لا أدري إن كانت مجلة أو جريدة أو ...} وفي عموده "لأجل المسيح" صفحة 103 يخبرنا بهذه الحقائق:
كل العلماء ما عدا المحافظين يتفقون على أن الجزء الأخير من هذه الوصية [الجزء التثليثي بمتى 28: 19 ] قد أقحم لاحقاً. الصيغة[التثليثية] لا توجد في أي مكان آخر في العهد الجديد، ونحن نعرف من الدليل الوحيد المتاح [باقي العهد الجديد] أن الكنيسة الأولى لم تـُـعـَـمـِّـد الناس باستخدام هذه الكلمات ("باسم الآب والإبن والروح القدس")، وكان التعميد "باسم يسوع مفرداً". وبناءاً على هذا فقد طـُـرِحَ أن الأصل كان "عمدوهم باسمي" وفيما بعد مـُـدِّدَت [غـُـيّـِـرَت] لتلائم العقيدة [التثليث الكاثوليكي المتأخر]. في الحقيقة، إن التصور الأول الذي وضعه علماء النقد الألمان و الموحدون أيضاً في القرن التاسع عشر قد تقررت وقـُـبـِلـَت كخط رئيسي لرأي العلماء منذ 1919 عندما نـُـشِرَ تفسير بيك {Peake}:"الكنيسة الأولى (33 م) لم تلاحظ الصيغة المنتشرة للتثليث برغم أنهم عرفوها. إن الأمر بالتعميد باسم الثلاثة [الثالوث] كان توسيعاً {تحريفاً} مذهبياً متأخراً".

- تفسير الكتاب المقدس 1919 صفحة 723:
قالها الدكتور بيك {Peake} واضحة:
إن الأمر بالتعميد باسم الثلاثة كان توسيعاً {تحريفاً} مذهبياً متأخراً. وبدلاَ من كلمات التعميد باسم الب والإبن والروح القدس، فإنه من الأفضل أن نقرأها ببساطة - "بإسمي.".

- كتاب اللاهوت في العهد الجديد أو لاهوت العهد الجديد:
تأليف آر بولتمان، 1951، صفحة 133، تحت عنوان كيريجما الكنيسة الهلينستية والأسرار المقدسة. الحقيقة التاريخية أن العدد متى 28: 19 قد تم تبديله بشكل واضح وصريح. "لأن شعيرة التعميد قد تمت بالتغطيس حيث يـُـغـَـطـَس الشخص المراد تعميده في حمام، أو في مجرى مائي كما في يظهر من سفر الأعمال 8: 36، والرسالة للعبرانيين 10: 22، .. والتي تسمح لنا بالإستنتاج، وكذا ما جاء في كتاب ديداش 7: 1-3 تحديداً، إعتماداً على النص الأخير [النص الكاثوليكي الأبوكريفي] أنه يكفي في حال الحاجة سكب الماء ثلاث مرات [ تعليم الرش الكاثوليكي المزيف] على الرأس. والشخص المـُـعـَـمِّـد يسمي على الشخص الجاري تعميده باسم الرب يسوع المسيح، " وقد وسعت [بُـدِّلـَـت] بعد هذا لتكون باسم الأب والإبن والروح القدس.".

- كتاب عقائد وممارسات الكنيسة الأولى:
تأليف دكتور. ستيوارت ج هال 1992، صفحة 20 - 21. ألأستاذ{بروفيسر} هال كان رسمياً أستاذاً لتاريخ الكنيسة بكلية كينجز، لندن انجلترا. دكتور هال قال بعبارة واقعية أن التعميد التثليثي الكاثوليكي لم يكن الشكل الأصلي لتعميد المسيحيين، والأصل كان معمودية اسم المسيح. " باسم الأب والإبن والروح القدس "

- الجامعة الكاثوليكية الأمريكية بواشنطن، 1923، دراسات في العهد الجديد رقم 5:
الأمر الإلهي بالتعميد تحقيق نقدي تاريخي. كتبه هنري كونيو صـ 27.:
"إن الرحلات في سفر الأعمال و رسائل القديس بولس هذه الرحلات تشير لوجود صيغة مبكرة للتعميد باسم الرب {المسيح }". ونجد أيضاً:"هل من الممكن التوفيق بين هذه الحقائق والإيمان بأن امسيح أمر تلاميذه أن يعمدوا بالصيغة التثليثية؟ لو أعطى المسيح مثل هذا الأمر، لكانت يجب على الكنيسة الرسولية تتبعه، ولكنا نستطيع تتبع أثر هذه الطاعة في العهد الجديد. ومثل هذا الأثر لم يوجد. والتفسير الوحيد لهذا الصمت، وبناءاً على نظرة غير متقيدة بالتقليد، أن الصيغة المختصرة باسم المسيح كانت الأصلية، وأن الصيغة المطولة التثليثية كانت تطوراً لاحقاً".

الشهادات التى لم أترجمها هي للمصادر التالية وهي لا تضيف للحجج الماضية شيئاً:
1- A History of The Christian Church:
1953 by Williston Walker former Professor of Ecclesiastical History at Yale University
2- Catholic Cardinal Joseph Ratzinger:
3- "The Demonstratio Evangelica" by Eusebius:
Eusebius was the Church historian and Bishop of Caesarea




وصلي اللهم على عبدك ورسولك محمد خاتم الرسل . . .???=============================================================================?((((((( التثليث وثلاثيات الطبيعة))))))))))))))))))))))



بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن والاه وبعد :

فإن بعض المفكرين المسيحيين يحاولون الاستدلال على صحة التثليث من خلال الاستشهاد بما في الطبيعة من ثلاثيات ، فمثلا نجدهم يقولون :

- المادة غازية وسائلة وصلبة ، المادة واحدة والموجودة ثلاث أحوال .

- الشمس واحدة ، تعطي ضوءاً ودفئاً وحرارة .

- للإنسان عقل وروح وجسد .

- الزمن واحد ولكن بثلاثة أحوال ، ماضي وحاضر ومستقبل .

- مراحل العمر ثلاثة : طفولة وشباب وشيخوخة .

- عظام الإصبع ثلاثة والإصبع واحد .

أليست هذه الثلاثيات المتكررة دليلاً على ثالوث الله الواحد متمثلاً في الطبيعة ؟

وللأسف فإن هذا خداع وتضليل منهم للعوام البسطاء ، ويكفي للرد عليهم ان نقول :

- الأسبوع سبعة أيام .

- مدارات الذرة سبعة .

- البحور سبعة .

- السموات سبع .

- ألوان الطيف سبعة.

- عظام الرقبة سبعة

- السلم الموسيقي سبع نغمات .

- واسرار الكنيسة سبعة ... الخ

فهل يدل هذا على أن الله الواحد ذو سبعة أقانيم ؟

لقد كان العدد ( سبعة ) عددا مقدساً عند جميع الشعوب السامية ، وخاصة عند العبرانيين . وكان يرمز إلى التمام والكمال ، فعدد أيام الأسبوع سبع . وحذر الله نوحا قبل الطوفان ، ثم قبل نزول المطر بسبعة أيام . (تكوين 7 : 4 : و8 : 10 و12) وكان عدد الحيوانات الطاهرة التي دخلت الفلك سبعة (تكوين 7 : 2) وأول يوم أشرق بالصحو هو اليوم السابع ، وفي حلم فرعون الذي فسّره يوسف كان عدد البقرات والسنابل سبعة. (تكوين41 : 2 – 7) . وكان اليهود يحتفلون باليوم السابع للعبادة ، وبالسنة السابعة . وكانت سنة اليوبيل عندهم سبع سنين سبع مرات. وكانت أعياد الفطير والمظال تدوم سبعة أيام ، وكانت الذبائح فيها سبعة . وكذلك كانت تدوم حفلات الزواج والمآتم سبعة أيام . وكتب يوحنا اللاهوتي في سفر الرؤيا إلى سبع كنائس ، ورأى سبع منائر ، وسبعة أرواح ، وسبعة ختوم ، وسبعة أبواق ، وسبعة رعود ، وسبع جامات ..

هل يعقل أن نفكر بمثل هذا المستوى ؟!

على كل حال :

ليست مواد الطبيعة كلها ثلاثية الأحوال ، فالشمس تعطي ضوءاً ودفئاً فقط ، والحرارة ماهي إلا مقياس لدرجة الدفء ، ثم ألم يخطر ببال هؤلاء لماذا لا تضيء الشمس الكون ما بين الشمس والأرض ، ولماذا الحرارة في مناطق أقرب للشمس من الأرض تكون تحت تجمد الماء بخمسين درجة ، أين فاعلية الشمس هناك ؟ أن الموضوع ليس بالبساطة المطروحة .



ـ وعن تقسيمهم للزمن ، أما سمعوا عن أشخاص يعيشون حاضرهم فقط ، وليس في حسبانهم ماض ولا مستقبل ، أو يعيشون الماضي فقط ، فهل لدي هؤلاء ثلاثة مراحل للزمن .

حتى أن بعض الفلاسفة ينكرون الزمن الحاضر ، ويفسرون ذلك بقولهم إننا عندما نقول : إننا نفعل الآن شيئاَ ما ، نكون في الحقيقة متكلمين عن فعل إما انتهى زمنه منذ زمن قصير جداً ، أو إننا سنتابع فعله بعد الانتهاء من الكلام ، لذلك نعدُّ الزمن المستقبل ، ملتقيا بالزمن الماضي في لحظة طولها يتناهي إلي الصفر ، نسميها جدلاً الزمن الحاضر .

ـ هل تجمع الطفولة والشباب والشيخوخة في شخص واحد في آن معا ؟ فكيف يُضرب هذا مثلاً ليكون برهاناً على قولهم إن الأقانيم الثلاثة موجودة في آن واحد ، في وحدة توحيدية واحدة ؟

ـ هل الماء نفسه صلب وسائل وبخار ، في آنٍ واحدٍ كما يقولون عن الأب والابن والروح القدس ؟ .

ـ مثال الإصبع والعظام الثلاثة ، العظام أجزاء الإصبع الواحد ، فهل الأب والابن والروح القدس أجزاء للجوهر الواحد كما يقولون ؟.

ألا ترى أخي القارىء ان ما يقوله هؤلاء هي محاولة للتلاعب بالكلام فقط لاجتذاب العاطفيين من المؤمنين ؟

ـ الم تبدأ (سيمفونية بيتهوفن) الخامسة (القدر) بثلاثة ضربات صدى ؟

هل هذا دليل تثليث موحّدٌ بالصدى ؟

ـ الا يقول المثل : "الثالثة ثابتة" .

هل هذا دليل تثليث أقانيم الله ؟



أليست مثل هذه الأدلة والأدلة المعاكسة أبعد ما تكون عن العلم والمنطق؟

يقول الدكتور القس فايز فارس مأكداً رفضه لكل هذه التشبيهات التي أوردها بعض المسيحيين ويقرر بطلانها : (( حاول البعض أن يقربوا إلي الاذهان فكرة الثالوث مع الوحدانية باستخدام تشبيهات بشرية فقالوا على سبيل المثال : إننا نتحدث عن الشمس فنصف قرص الشمس البعيد عنا بأنه ( شمس ) ونصف نور الشمس الذي يدخل إلي بيوتنا بأنه ( شمس ) ونصف حرارة الشمس التي تدفئنا بأنها ( شمس ) ومع ذلك فالشمس واحدة لا تتجزأ وهذا عند الشارحين يماثل الأب الذي لم يره أحد قط والابن الذي هو النور الذي أرسله الأب إلي العالم ، والروح القدس الذي يلهب حياتنا ويدفئنا بحياة جديدة . وقال آخرون : إن الثالوث يشبه الإنسان المركب من جسد ونفس وروح ومع ذلك فهو واحد ، والشجرة وهي ذات أصل وساق وزهر . على أن كل هذه الأمثلة لا يمكن أن تفي بالغرض بل إنها أحياناً تعطي صورة خاطئة عن حقيقة اللاهوت . فالتشبيه الأول الخاص بالشمس لايعبر عن الثالوث لأن النور والحرارة ليست شخصيات متميزة عن الشمس ، والإنسان وإن صح أنه مركب من نفس وجسد وروح لأن الرأي الأغلب هو أنه من نفس وجسد فقط وتشمل النفس الإنسانية ما يطلق عليه الروح وعلى افتراض أنه ثلاثي التركيب فإن هذه الثلاثة ليست جوهراً واحداً بل ثلاثة جواهر . وفي المثال الثالث فإن الأصل والساق والزهر هي ثلاثة أجزاء لشيء واحـد )) أ. هـ

التثليث من الناحية المنطقية :



1- مفهوم التثليث الأساسي :

يقول المثلثون : إن المسيطر على الكون هو واحد يتكون من ثلاثة أقانيم ، هي أقنوم الأب وأقنوم الابن وأقنوم الروح القدس ، إله واحد من جوهر واحد ، وطبيعة واحدة أزلية أبدية .

وبما أن الأب أقنوم أزلي واجب الوجود ، ما وجد زمان لم يكن فيه الأب ، ولن يكون زمان لن يكون فيه الأب ، ولهذا يلزم قبول الصفات نفسها للابن ، ومثلها للروح القدس ، ويلزم قبول القول بأن الأقانيم الثلاثة واجبة الوجود ، أزلية ، ما وجد زمان لم تكن فيه ، ولن يكون زمان لن تكون فيه.

ونحن نسألهم : كيف استطعتم تمييز الأب عن الابن وعن الروح القدس .

فيقول أحدهم : بالصفات ، فالأب هو المفكر ، والابن هو المنفذ الخالق ، والروح القدس هو الجامع الهادم .

فنقول : ولكن أية صفة موجودة في الابن والروح القدس ، وغير موجودة في الأب ، هي انتقاص لإطلاق صفات الأب ، وهذا مرفوض فتسقط التجزئة .

فيقول القائل : ولكنهم في الوقت نفسه مجتمعون ببعض ، يشكلون وحدة واحدة هو الله الواحد .

فنقول : أي إن الأب هو جزء من الواحد .

فإن قال : لا ، هو الكل . يكون قد ناقض نفسه .

وإن قال : نعم . يكون قد ناقض إطلاق الصفات الإلهية ، فيسقط التثليث .

ويصل بنا إلي طريق مسدود ، فتسقط التجزئة أيضاً ويبقي الله الواحد ، ويكون ما سُميّ الابن (الخالق) وما سُميّ الروح القدس (الجامع الهادم) ما هي إلا صفة من الصفات الإلهية ، فالله الأول المنفذ الخالق والله الحافظ والله الجامع الهادم والله الهادم والله القادر المبدع والعليم والله الغفور… إلخ

2- الانبثاق والمساواة :

نطرح المناقشة بطريقةٍ أخرى فنقول: إن إطلاق الأب لا نقاش فيه فيبقى الابن والروح القدس ، ولنناقش الابن :

أ‌- إما أن يكون الابن مساوياً للأب .

فنقول : لكن هذا يلزم وجوب وجوده ، فينتج عنه أكثر من واجب وجود واحد وهذا مرفوض ، فتسقط المساواة .

ب‌- أو يكون منبثقا عن الأب كما تنبثق الشعلة عن الشعلة فلا ينقصه .

فنقول وهذا يلزم تخلف الابن عن الأب بالرتية . فيسقط التساوي .

ثم ما أدراهم أيهما الأصل بعد الانبثاق ، إذا كانت الشعلة كالشعلة ؟ فيسقط التمييز .

وكيف يعرفون أيهما الأب وأيهما الابن ، إذا كانت الشعلة كالشعلة . فيسقط التعدد .

إذن سقط التساوي الزمني ، وسقطت المساواة وسقط الانبثاق ، وسقط التمييز ، وسقط التعدد ، فسوف يسقط (مسمى الابن) ، ويبقى (معنى الابن) بصفته ، حيث قيل إن به خُلقت الأشياء ، فتكون صفة الخلق هي إحدى صفات الله ، وتعدد الصفات لا يلزمه تعدد الأقانيم ، وإلا كانت الأقانيم بعدد الصفات وليست ثلاثة فقط .

فتبقي الذات الإلهية الواحدة ، بصفات إلهية متعددة متحدة اتحاداً لا امتزاج فيه ، ولا خلط ، فالخلق يصدر عن حكمة ورأفة وشدة … إلخ ، والشدة إن صدرت فعن رحمة وحكمة .. إلخ ، وهكذا ، فمجموع الصفات الإلهية مع الذات الإلهية : هو الله الواحد الأحد ، الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد .

3 - المشيئة والتثليث:

كما يمكننا مناقشة إمكانية التثليث من ناحية المشيئة أيضاً . فنقول :

أ- إما أن يكون الانبثاق علّةً بالطبع (أي دون إرادة) ، فيكون الابن مساوياً زمنياً للأب ومن جوهره أيضاً ، وهذا ينفي صفة الإرادة والمشيئة عن الله ، وهو أمر مرفوض .فيسقط الانبثاق بعلّة الطبع،ويسقط التثليث .

ب- أو أن يكون الانبثاق عن مشيئة وإرادةٍ ، عندما يكون الابن ممكن الوجود وليس واجب الوجود ، أي وُجد زمانٌ لم يكون فيه الابن ثم كان . أي أن الابن مخلوق ، ومنه لا يمكن أن يتساوى المخلوق والخالق ، فيسقط الانبثاق عن مشيئة وإرادة ، ويسقط التثليث .

4- الروح القدس والتثليث:

أ‌- يقولون : الروح القدس مساوي للأب ومنبثق عنه .

فنقول : نحيلكم إلي مناقشة مساوية لمناقشة الابن ، ونضيف : إن هذا الانبثاق يجعله في رتبة الابن ، الذي (انبثق) أيضاً عن الأب – كما يقولون – وهناك احتمالان :

أ / 1- إما أن الانبثاق عن الأب حصل بعد تراخ زمني ، فيكون الأب متقدماً بالرتبة ، وهذا مرفوض على واجبي الوجود ، فيسقط التساوي ، وهذا مرفوض . ويسقط الانبثاق مع التراخ الزمني . فيسقط التثليث .

أ / 2 _ أو أن انبثاق الروح عن الأب حصل دون تراخٍ زمني ، عندها تكون المشكلة أكبر ، إذ يلزم من ذلك وجود واجبي وجود ، وهذا مرفوض فيسقط الانبثاق دون تراخٍ زمني ، ويسقط التثليث

ب‌- ويقولون : أن الروح القدس أنبثق عن الأب والابن معاً .

فنقول : وهل الروح القدس أجزاء ، انبثق بعضها عن الأب وبعضها عن الابن ؟ فإن قالوا : نعم . تسقط عنه الألوهية ، لأن الإله لا يتجزأ .

وإن قالوا : لا

نتساءل كيف ينبثق الواحد الكل عن مصدرين ؟ فيسقط الانبثاق .

فإذا اضفنا إلي ما سبق سقوط التساوي الزمني للروح القدس ، حسب مناقشةٍ مماثلة للابن ، فتسقط أًُلوهية الروح القدس ، وتبقى المخلوقية ، فيسقط التثليث .

وأن قالوا : لا . لم ينبثق عن الاثنين .

نقول : ناقضتم أنفسكم إذ تقولون أن الابن انبثق عن الأقنوم الثالث (الروح القدس) فيسقط التثليث ، وينتصر التوحيد .

5- الجوهر والأقنوم في التثليث:

يقولون في التثليث: الأب والابن والروح القدس جوهر واحد وثلاثة أقانيم.

فنقول : هذا يعني أن الجوهر غير الأقنوم ، وفيه ما ليس في الأقنوم ، وهذا يعني تجزئة الواحد إلي اجزاء متغايرة ، وهو يعارض إطلاق الألوهية ، وتوحيدها ، فيسقط التثليث .

إن قال أحدهم : أن الجوهر هو الأقنوم .

فنقول إذن سيكون التثليث :

ـ إما ثلاثة جواهر وثلاثة أقانيم ، وهذا مخالف للتعريف ، وبالتالي فهو مرفوض ، لأنكم تقولون : الله جوهر واحد .

ـ أو جوهر واحد وأقنوم واحد ، فيسقط التثليث .

6- العلة والمعلول في التثليث:

مقولة أن الأب والابن والروح القدس ، هي مقولة مرفوضة . لأنه معلوم أن العلة تظهر بمعلولها (فلا مرض دون مريض ، ولاحرارة دون مادة) ، أي إن المعلولين هما المظهران للعلة . كما أن تلازم العلة والمعلول يلزم قدم الأب والابن والروح القدس ، أي ثلاثة واجبوا الوجود . وهذا مرفوض للأسباب ناقشناها سابقا .

وإن قالوا : كان واجب وجود واحد هو الله ، ولم يكن الابن ولا الروح القدس ، ثم انبثقنا عن الأب القديم مباشرة .

نقول : إذن يسقط التساوي ، ويسقط التثليث .

ونقول أيضاً : إن ما تقولونه يعني أن القديم قابل للحدوث عليه ، وهذا مرفوض ، فيسقط التثليث .

7- الانبثاق على سبيل الفعلية أو على غير سبب الفعلية:

لا بُدَّ من أن يكون الانبثاق :

أ- إما على سبيل الفعلية (أي أنهما فعلان) ، وهذا يثبت كونهما حادثين من جملة حوادث العالم ، أي هما مخلوقان . فيسقط التثليث.

ب- أو على غير سبب الفعلية ، وهذا يعني القول بالأزلية ، فنعود لثلاثة كلٌ منهم واجب الوجود ، وهذا سبق مناقشته وهو مرفوض ، فيسقط التثليث .







ويبقى الله الواحد الأحد الفرد الصمد ..



من كتاب البحث عن الحقيقة للمهندس / محمد عصام بتصرف

غير معرف يقول...

((((((((((((((((((((((((النبي دانيال يتنبأ بزمان الملكوت )))))))))))

وقد نقل الكتاب المقدس بعض نبوءات الأنبياء عن زمن ظهور هذا الملكوت، ومن ذلك أن بختنصر رأى رؤيا أفزعته ولم يعرف العرافون ولا المنجمون تعبيرها، ففسرها له النبي دانيال فقال: "أنت أيها الملك كنت تنظر وإذا بتمثال عظيم، هذا التمثال العظيم البهي جداً وقف قبالتك، ومنظره هائل، رأس هذا التمثال من ذهب جيد، وصدره وذراعاه من فضة، بطنه وفخذاه من نحاس، ساقاه من حديد، قدماه بعضها من حديد والبعض من خزف.
كنت تنظر إليه إلى أن قطع حجر بغير يدين، فضرب التمثال على قدميه اللتين من حديد وخزف فسحقهما، فانسحق حينئذ الحديد والخزف والنحاس والفضة والذهب معاً، وصارت كعصافة البيدر في الصيف، فحملتها الريح فلم يوجد لها مكان.
أنت أيها الملك ملك ملوك، لأن إله السماوات أعطاك مملكة واقتداراً وسلطاناً وفخراً، وحيثما يسكن بنو البشر ووحوش البر وطيور السماء... فأنت هذا الرأس من ذهب.
وبعدك تقوم مملكة أخرى أصغر منك، ومملكة ثالثة أخرى من نحاس فتتسلط على كل الأرض، وتكون مملكة رابعة صلبة كالحديد، لأن الحديد يسحق كل شيء، وكالحديد الذي يكسر تسحق وتكسر كل هؤلاء، وبما رأيت القدمين والأصابع بعضها من خزف والبعض من حديد، فبعض المملكة يكون قوياً والبعض قصماً، وبما رأيت الحديد مختلطاً بخزف الطين فإنهم يختلطون بنسل الناس.....
وفي أيام هؤلاء الملوك يقيم إله السماوات مملكة لن تنقرض أبداً، ومَلِكها لا يُترك لشعب آخر، وتسحق وتفنى كل هذه الممالك، وهي تثبت إلى الأبد، لأنك رأيت أنه قد قطع حجر من جبل لا بيدين، فسحق الحديد والنحاس والخز ف والفضة والذهب. الله العظيم قد عرف الملك ما سيأتي بعد هذا. الحلم حق وتعبيره يقين " (دانيال 2/21 - 45).
يقول هودجكن في كتابه "المسيح في كل الكتب" : وأما الحجر الذي قطع بغير يدين ويسحق التمثال العظيم فكناية عن مملكة "المسيا": أي المسيح المنتظر.
وفي التفسير التطبيقي: "وأما الحجر المقطوع من الجبل فيشير إلى ملكوت الله الذي يحكمه المسِيّا ملك الملوك إلى الأبد ". ( )
فالرؤيا كما يظهر هي عن الممالك التي ستقوم بين يدي بني الملكوت، فأولها مملكة بابل التي يرأسها بختنصر، والتي يرمز لها في الحلم بالرأس الذهبي.
ثم مملكة فارس التي قامت أقامها خسرو، وتسلط ملكها قورش على بابل سنة (593 ق.م)، ورمز لها في المنام بالصدر والذراعين من فضة.
ثم تلتها مملكة مقدونية والتي قضت على مملكة الفرس، وأسسها الاسكندر المقدوني (336 ق.م)، ويرمز لها في المنام بالبطن والفخذين من النحاس.
ثم تلتها امبراطورية الرومان والتي أسسها الأمبرطور بوفبيوس (63 ق.م)، ورمز لها في المنام بساقين من حديد وقدمين إحداهما من خزف وأخرى من حديد، ولعله أراد دولتي فارس والروم أو انقسام الأمبراطورية الرومانية . ( )
"وفي أيام هؤلاء الملوك يقيم إله السماوات مملكة لن تنقرض أبداً "، فقد جاء الحجر الذي رذله البناؤون وقد قطع بغير يدين، إذ جاء من السماء ليقضي على الفرس والروم، وأقام الملكوت الموعود في الدنيا قروناً طويلة، ولم ينقطع بأس هذه الأمة إلا في هذا القرن الأخير.
ولعل في هذه النبوءة ما يبشر بكون هذا الكسوف عرضاً زائلاً ما يلبث أن يزول، فتشرق شمس أمة الإسلام من جديد.
وقريباً من رؤيا بختنصر رأى دانيال رؤيا الحيوانات الأربع "قال: كنت أرى في رؤياي ليلاً، وإذا بأربع رياح السماء هجمت على البحر الكبير، وصعد من البحر أربعة حيوانات عظيمة هذا مخالف ذاك، الأول كالأسد ... وإذا بحيوان آخر ثان شبيه بالدب ... وإذا بآخر مثل النمر ... وإذا بحيوان رابع هائل وقوي وشديد جداً، وله أسنان من حديد كبيرة، أكل وسحق وداس الباقي برجليه، وكان مخالفاً لكل الحيوانات الذين قبله وله عشرة قرون ...
كنت أرى في رؤى الليل، وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتى، وجاء إلى القديم الأيام، فقربوه قدامه، فأعطي سلطاناً ومجداً وملكوتاً، لتتعبّد له كل الشعوب والأمم والألسنة، سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول، وملكوته ما لا ينقرض" (دانيال 7/3-18).
ويوافق النصارى على أن الممالك الأربعة هي البابلية ثم الفارسية ثم اليونانية ثم الرومانية، ويرون الملكوت متحققاً في ظهور دين المسيح وتأسيس الكنيسة في يوم الخمسين عندما نزل الروح القدس على التلاميذ المجتمعين في أورشليم.
لكن المملكة الروحية التي أسسها الحواريون لا يمكن أن تكون الملكوت الموعود، لأن دانيال يتحدث عن أربع ممالك حقيقية، سحق آخرَها ملكٌ حقيقي، لا روحي " وفي أيام هؤلاء الملوك يقيم إله السموات مملكة لن تنقرض أبداً، وملكها لا يترك لشعب آخر، وتسحق وتفني كل هذه الممالك" (دانيال 2/44).
وقال عن المملكة ونبيها: " لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة " (دانيال 7/14).
وقد فهم التلاميذ من المسيح أن هذه المملكة القادمة زمنية لا روحية، فسألوه وهم يظنون أنها تقوم على يديه: " هل في هذا الوقت ترد الملك إلى إسرائيل؟ " (أعمال 1/6)، وقد اجتهد المسيح في إفهامهم أن مملكته روحية، بينما المملكة القادمة مملكة حقيقية.
ثم إن مملكة التلاميذ لم تقهر الدولة الرومانية، بل إن الرومان قهروا المسيحية بعد حين، حين أدخلوا وثنياتهم فيها.
وكيف للنصارى أن يقولوا بقهر الرومان، وهم يزعمون أن المسيح مات على أعواد صليب روماني.
أما المسلمون فهم الذين قضوا على الدولة الرومانية، واقتلعوها من أرض فلسطين، ثم بقية بلاد الشام ومصر، ثم أضحت عاصمتها القسطنطينية عاصمة للإسلام دين الملكوت..



البشارة بـ(محماد) مشتهى الأمم

وبعد عودة بني إسرائيل من السبي، وتخفيفاً لأحزانهم، ساق لهم النبي حجي بشارة من الله فيها: "لا تخافوا، لأنه هكذا قال رب الجنود، هي مرة بعد قليل، فأزلزل السماوات والأرض والبحر واليابسة، وأنزل كل الأمم، ويأتي مشتهى كل الأمم، فأملأ هذا البيت مجداً قال رب الجنود.... مجد هذا البيت الأخير يكون أعظم من مجد الأول قال رب الجنود، وفي هذا المكان أعطي السلام يقول رب الجنود" (حجي 2/6 - 9).
وهذه النبوءة لا ريب تتحدث عن القادم الذي وعد به إبراهيم ، وبشر به يعقوب وموسى ثم داود عليهم الصلاة والسلام.
وقبل أن نلج في تحديد شخصية هذا المشتهى من كل الأمم نتوقف مع القس السابق عبد الأحد داود، وهو الخبير باللغات القديمة، إذ يسوق لنا النص بالعبرانية: " لسوف أزلزل كل الأرض، وسوف يأتي (محماد) لكل الأمم ... وفي هذا المكان أعطي السلام "، فقد جاء في العبرية لفظة "محماد " أو " حمدت " كما في قراءة أخرى حديثة، ولفظة " محِمْادْ " في العبرانية تستعمل عادة لتعني: " الأمنية الكبيرة " أو "المشتهى"، والنص حسب الترجمة العبرانية المتداولة : (فباؤا حمدات كول هاجوييم).
لكن لو أبقينا الاسم على حاله دون ترجمة، كما ينبغي أن يكون في الأسماء ، فإنا واجدون لفظة " محماد " هي الصيغة العبرية لاسم أحمد، والذي أضاعها المترجمون عندما ترجموا الأسماء أيضاً.
وجاء في تمام النبوءة الحديث عن البيت الأخير لله، والذي هو أعظم مجداً من البيت الأول، ثم يقول: " في هذا المكان أعطي السلام "، وقد استخدمت الترجمة العبرية لفظة "شالوم " والتي من الممكن أن تعني الإسلام، فالسلام والإسلام مشتقان من لفظة واحدة. ( )
وقوله: " في هذا المكان أعطي السلام "، قد تتحدث عن عقد الأمان الذي عم تلك الأرض والذي أعطاه عمر بن الخطاب لأهل القدس عندما فتحها، فتكون النبوءة عن إعطاء السلام ولم تنسبه إلى المشتهى، ذلك أن الأمر تم بعد وفاته في أتباعه وأصحابه الكرام.
ولا ريب أن البنوءة لا تتحدث عن المسيح، إذ لا تقارب بين ألفاظ النبوءة واسمه، أو بين معانيه وما عهد عنه عليه السلام، إذ لم يستتب الأمن في القدس حال بعثته، بل بشر اليهود بخراب هيكلهم بعد حين، كما كان رسولاً إلى بني إسرائيل فحسب، وليس لكل الأمم، والقادم هو مشتهى الأمم جميعاً، وليس خاصاً ببيت يعقوب كما جاء في وصف المسيح مراراً.
وهذا الاستعمال لكلمة " السلام " بمعنى " الإسلام " يراه عبد الأحد داود لازماً في موضع آخر من الكتاب المقدس، فقد جاء في إنجيل لوقا أن الملائكة ترنموا عند ميلاد المسيح قائلين: " المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة " (لوقا 2/14).
ويتساءل القس السابق عبد الأحد داود أي سلام حلَّ على الأرض بعد ميلاد المسيح، فقد تتابع القتل والحروب ما تزال تطحن، وإلى قيام الساعة، ولذلك فإن الترجمة الصحيحة لكلمة "إيرينا " اليونانية في العبرانية: " شالوم "، وهي في العربية " الإسلام " كما " السلام ".
وإن أصر النصارى على تفسير كلمة " إيرينا " بالسلام، فقد جعلوا من عيسى مناقضاً لنفسه، إذ قال: " جئت لألقي ناراً على الأرض ... أتظنون أني جئت لأعطي سلاماً على الأرض. كلا أقول لكم، بل انقساماً ... " (لوقا 12/49 - 51)، وفي متى: " لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض، ما جئت لألقي سلاماً، بل سيفاً " (متى 10/34).
وتبعاً لهذا يرى عبد الأحد داود أن صانعي السلام هم المسلمون، وذلك في قول المسيح: "طوبى لصانعي السلام، لأنهم يدعون أبناء الله " (متى 5/9)، فيرى أن الترجمة الدقيقة هي " طوبى للمسلمين "، وليس صانعي السلام الخيالي، الذي لم ولن يوجد على الأرض.
كما لا يستطيع أحد ينتمي إلى فرق النصارى المختلفة والمتباغضة طوال تاريخ النصرانية، لا يستطيع أن يقول بأن السلام قد تحقق في نفوس المؤمنين، إذ الأحقاد المتطاولة بينهم تكذب ذلك كله.
وجاء في تمام الأنشودة المزعومة للملائكة: " وبالناس المسرة "، واستخدم النص اليوناني كلمة "يودكيا " وهي كلمة مشتقة من الفعل اليوناني " دوكيو "، ومعناها كما في القاموس الإغريقي: "لطيف، محسن، دمث... " ومن معانيها أيضاً السرور - المحبة - الرضا - الرغبة، الشهرة...
فكل هذه الإطلاقات تصح في ترجمة كلمة " يودوكيا " التي يصح أيضاً أن تترجم في العبرانية إلى (محماد، ما حامود) المشتقة من الفعل " حمد " ومعناه: المرغوب فيه جداً، أو البهيج، أو الرائع أو المحبوب أو اللطيف، وهذا كله يتفق مع المعاني التي تفيدها كلمة محمد وأحمد، واللتان تقاربان في الاشتقاق كلمتي (حمدا و محماد) العبرانيتين، ومثل هذا التقارب يدل على أن لهما أساس واحد مشترك كما هو الحال في كثير من كلمات اللغات السامية.
وينبه الأب السابق عبد الأحد داود إلى وجود هذا النص في إنجيل لوقا اليوناني، في الوقت الذي كانت فيه العبارات سريانية حين مقالها، ولا يمكن - حتى مع بذل الجهد وفرض الأمانة في الترجمة - أن تترجم كلمة ما من لغة إلى أخرى، وتفيد نفس المعاني الأصلية للكلمة. ومع ضياع الأصول لا يمكن التحقق من دقة هذه الترجمة.
والترجمة الصحيحة للترنيمة كما يرى عبد الأحد داود هي: " الحمد لله في الأعالي، وعلى الأرض إسلام، وللناس أحمد ". ( )

غير معرف يقول...

أمريكا مؤسسة الإرهاب في العصر الحديث


لا نريد البحث عن تاريخ الإرهاب منذ أن تشكلت الدول في بداية التاريخ الإنساني، فهذا يحتاج إلى كتاب أو مجلد خاص، بل نريد فقط دراسة موجزة لتاريخ الممارسات الإرهابية، التي قادتها الولايات المتحدة في العالم كدولة ضد كل مناوئيها من الدول أو التنظيمات أو الأشخاص المدافعين عن مصالح بلادهم. فسنجد أن الولايات المتحدة الأمريكية هي المؤسس الرئيسي للإرهاب في العالم.
لقد مارست الولايات المتحدة الإرهاب منذ دخول مؤسسيها إلى أرض القارة الجديدة في نهاية القرن الخامس عشر، وبعد استقلالها مارست كل أشكال الإرهاب المنظم ضد شعوب دول العالم شرقاً وغرباً، مارسته من خلال جيوشها باحتلال أو تدخل، ومن خلال جهازها سيئ الصيت المخابرات المركزية (CIA) في صناعة المؤامرات والانقلابات وتخريب الذمم، ونشر الجواسيس والفساد، وحياكة الاضطرابات ضد الأنظمة الوطنية والمتحررة، كما قامت بتشكيل وتدريب وتمويل وتسليح مجموعات إرهابية على مستوى العالم خدمة لمصالحها ومصالح الشركات الإمبريالية المستغلة.
من يستطلع ممارسات الإرهاب في العصر الحديث، يجد أن أقسى أشكال ممارسات الإرهاب قد ظهرت بعد اكتشاف القارة الأمريكية مباشرة، حين بدأ الغزو الجماعي الاستيطاني البربري لأرض القارة الجديدة. حيث بدأت عمليات مسح الشعب الأصلي للبلاد المكتشفة عن خارطة الوجود الكوني. فجرت على أرضهم، وأرض أجدادهم عمليات التطهير العرقي بأبشع صوره، عبر عمليات إرهابية لا تزال تسود صفحات تاريخ القارة الأمريكية من شدة مآسيها الرهيبة.
لقد كان القسم الأعظم من المهاجرين الأوائل من الأوربيين من عتاة المجرمين وأصحاب السوابق، أخرج البعض منهم من السجون التي كانوا يقضون فيها أحكاماً قضائية تصل البعض منهم إلى حكم المؤبد، وأرسلوا إلى استعمار القارة الجديدة، وممارسة الإرهاب ضد السكان الأصليين. ومن عجائب الدنيا أن يدعي هؤلاء كما تم إفهامهم من الذين أرسلوهم، بأنهم شعب الله المختار على تلك الأرض الجديدة، فمن واجبهم تطهيرها من أصحابها الحقيقيين. وهذا الزعم الكاذب نراه الآن في ادعاءات الصهاينة في فلسطين بأنهم شعب الله المختار، وعليهم تطهيرها من سكانها الأصليين.
هذا الشعب الأوروبي المختار من الله زيفاً، قام بمجازر تقشعر لها الأبدان بحق شعب آمن ومسالم، لم يعتدِ يوماً على أي بلد أوروبي. حتى يمكن خلق المبررات الأخلاقية لتلك الإفادة، بل تمت إبادتهم، واستعبادهم، واسترقاقهم دون أي ذنب ارتكبوه. فكانت تباد قراهم وتجمعاتهم السكنية وتحرق بيوتهم ومزارعهم دون أي سبب ارتكبوه. لقد مورست تلك الأعمال الإرهابية ليس لحاجة المهاجر الأمريكي لأرض ومزارع تلك القرى والتجمعات فقط، بل لإشباع رغبات وحشية في داخل نفس هذا المستوطن، وإرضاء لشهواته الذاتية التواقة للتلذذ بممارسة القتل من أجل القتل، والترويع لخلق حالة من الرعب والإرهاب ضد الآخر.
ووضع المستوطن الأمريكي الجديد، الذي يتشدق اليوم أحفاده بالديمقراطية وحقوق الإنسان قانوناً من أبشع القوانين الإرهابية الظالمة في التاريخ البشري، حيث سنت السلطات الأمريكية مكافآت مالية، لمن يقتل هندياً، ويسلخ فروته، ويقدمها للسلطات الأمريكية. وكانت المكافآت تتوزع على المجرمين وفق التعريفة التالية:
المستوطن الذي يأتي بقروة الرأس لـه (50) جنيهاً. والجندي (10) جنيهات، ورجل الحرس (20) جنيهاً، ثم ارتفعت فاتورة الشراء عام 1704 إلى (100) جنيه لكل فروة رأس هندية.
وكان الأمريكيون الأجداد الأوائل يتباهون بين بعضهم البعض بالملابس والأحذية المصنوعة من جلود الهنود، بل كانت المباهاة الأكثر بين الطبقة النبيلة هي في أكياس التبغ المصنوعة من عظام الهنود(3).
لقد دمر الأوربيون المؤسسون لأمريكا حضارات الهنود، التي كانت سائدة آنذاك في القارة الأمريكية. فقد كان الهنود (الأزتيك) أشادوا حضارة كبيرة لا تزال إلى يومنا هذا شاهدة على عظمة تلك الحضارة الراقية، ودللت من خلال أهراماتها ومعابدها وقبورها ومنحوتاتها والأبنية الضخمة، واستخدام الصناعة الفنية وأدوات البناء مثل السيراميك وغيرها على مدى التقدم الهندسي الراقي.
كانت الإبادة الكاملة لشعب الأزتيك من قبل المؤسسين الأمريكيين قتلاً وسلخاً وذبحاً وتدميراً عن وجه الأرض من الجرائم التي تقشعر لها الأبدان، وما تم تدميره لشعب الأرتيك وحضارته، تكرر أيضاً من خلال تدمير حضارة هندية أخرى، هي حضارة دولة الأنكا في البيرو.
تلك أولى ممارسات الإرهاب الأمريكي في العصر الحديث، بأبشع صوره وأشكاله، والمتمثل بالإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، وطرد الناس سكان الأرض الأصليين من بيوتهم ومزارعهم، وإحلال أناس غرباء جدد بدلاً عنهم، ليس لهم علاقة بالأرض والوطن.
وقد شعر بعض الكتاب الأمريكيين، ممن استيقظت ضمائرهم اليوم بالعار من هذه الصور الإرهابية البشعة، التي مارسها أجدادهم الغزاة بحق أناس مسالمين متحضرين، فكتبت هيلين جاكسون كتاباً عن تلك الممارسات الرهيبة أسمته (عصر العار)، كتب في مقدمة الكتاب أسقف مينيسوتا هـ. ب. وايبل (إن الكشف الحزين عن الوعود التي نكث بها، والعقود المنتهكة وأعمال العنف اللاإنسانية تسبب حمرة الخجل لدى الذين يحبون بلدهم)(4).
ومن جرائم الإرهاب الأمريكي الأخرى، استرقاق عشرات الآلاف من الأفارقة بوسائل إرهابية شنيعة، حيث كانوا يصطادون الأفارقة في مزارعهم وبيوتهم وفي الغابات كالحيوانات، أو يشترونهم من تجار الرقيق بأبخس الأثمان، ويعبئون في سفن بريطانية وأمريكية من سواحل أفريقية الغربية، ويكدسونهم في تلك السفن كالساردين، والبعض مكبلين بالحديد والحبال، يقضون أشهر في البحر إلى أن يصلوا الشواطئ الأمريكية، ولم يتبق إلا نصفهم إن لم يكن أقل من ذلك، في حين يكون الآخرون قد لاقوا حتفهم قبل أن يصلوا إلى الشاطئ، وتبدأ مأساة الأحياء من الأفارقة من خلال استعبادهم، واستخدامهم تحت ظروف قاسية بالعمل في مزارع القطن الأمريكية.
ومن إرهاب الولايات المتحدة الأمريكية العالمي، نذكر أنها أول دولة في العالم استخدمت القنابل النووية ضد مجموعات بشرية حين ألقت قنابلها النووية ضد مدينتي هروشيما وناغازاكي اليابانيتين قبل نهاية الحرب العالمية الأولى من أقسى أشكال الإرهاب في تاريخ العالم. حيث حصدت مئات الألوف من الناس المدنيين الأبرياء بدون تفريق بين رضيع وشيخ وشاب، وكانت كل الدلائل تشير آنذاك إلى قرب قبول اليابان بوقف إطلاق النار.
ورغم كل الادعاءات الأمريكية بأن استخدام تلك القنابل، كان للضرورة، حتى تتوقف اليابان عن الحرب. إلا أن الحقيقة كان الهدف من إلقاء القنابل النووية، هو إشعار العالم بقدرات الولايات المتحدة التسليحية، التي لا تضاهى، وخلق حالة الرهبة والخوف عند دول العالم بعدم التصدي لإطماعها المستقبلية، ولزرع شعور آخر من الخوف في قلوب البشرية جمعاء، بأنها لا تتورع باستخدام كل ما لديها من أسلحة تدميرية بحق من يقف أمام مصالحها وأهدافها في المستقبل، وأنها تدوس على كل شعاراتها التي تطلقها في السلام وحقوق الإنسان وحق تقرير المصير وغيرها أمام أطماعها ورغباتها.
* صور من الإرهاب الأمريكي ضد العالم
نذكر فقط بعض العمليات الإرهابية، التي مارستها الولايات المتحدة في المنتصف الثاني من القرن العشرين. فمن أعمال الإرهاب الأمريكي في القرن العشرين، محاولة غزو كوبا، فقد شكلت المخابرات المركزية الأمريكية عصابات من المرتزقة الكوبيين، ودربتها على الأسلحة، وقدمت لها كل الدعم، لتقوم بغزو كوبا، وإسقاط نظام كاسترو فيها. وفعلاً في 17 نيسان 1961، قامت تلك العصابات بغزو الجزيرة الكوبية، وخاضت مع القوات الكوبية المدافعة معركة كبيرة، سميت يومها معركة خليج الخنازير، حيث فشلت تلك المحاولة الإرهابية، وأسر فيها ما يقارب 1500 أسير.
كما قامت القوات الأمريكية بغزو جزيرة غرينادا في عام 1983، تحت ذريعة قيام حكومة موالية للسوفيت وكوبا فيها، بعد أن كانت الجماهير أفشلت الانقلاب، الذي أعدته المخابرات المركزية الأمريكية ضد رئيس حكومتها موريس بيشوب في 12/10/1983، وأطلقت الجماهير رئيسها من قبضة الانقلابيين. فدخلت القوات الأمريكية المسلحة بعد فشل الانقلاب إلى الجزيرة لتغير حكومة منتخبة من الشعب بالرعب والإرهاب، ومن ثم تقوم بإعدام زعماء السلطة التشريعية في عام 1985، لتنهي أي أمل للشعب بالحرية، ولتحكم قبضتها الإرهابية على هذه الدولة الصغيرة.
وعملت الولايات المتحدة بكل الوسائل التأمرية والتخريبية من أجل إسقاط أنظمة ديمقراطية أو أنظمة اشتراكية في العالم عامة وأمريكا اللاتينية خاصة، من خلال مساندة ودعم انقلابات عسكرية، أوجدت حكاماً ديكتاتوريين، عاثوا في بلادهم فساداً وإرهاباً وقتلاً. ومن الأمثلة على ذلك تدخلها العسكري في الدومينيكان في 28 نيسان عام 1965 لمنع القوى الاشتراكية من استلام السلطة. وساهمت بشكل فعال في إسقاط الحكومة الشعبية في تشيلي، وكانت وراء مقتل مئات المناضلين من التشيليين ومصرع الرئيس التشيلي المنتخب سلفادور اللندي، ودعمت بقوة النظام العسكري الاستبدادي في ذلك البلد. وساندت ودربت وسلحت عصابات إرهابية في أمريكا الوسطى مثل عصابات الكونترا لإسقاط الحكومة الثورية في نيكاراغوا، وغزت بنما وألقت القبض على رئيسها نوريغا وأودعته في سجونها.
وفي حربها البشعة في فيتنام، والتي امتدت من أواسط الستينات في القرن العشرين وحتى نهايات السبعينات منه، فقد مارست كل أشكال العنف والإرهاب بحق الشعب الفيتنامي، الذي قاتل من أجل الحرية وتوحيد البلاد، وتحرير جنوب البلاد من الغزاة الأمريكيين. فاستخدمت الولايات المتحدة كل ما تملك من أسلحة ضد هذا الشعب العظيم المكافح، لمنعه من تحقيق أهدافه المشروعة. وألقت قنابلها بمختلف أنواعها على كل جزء من فيتنام الشمالية، وقدرت كمية ما ألقي عليها بحوالي طن من القنابل على كل دونم من أرض فيتنام.
ولم تتورع من استخدام القنابل الكيماوية والجرثومية والنابالم وكل الأسلحة المحظورة في العالم في حربها ضد بلد صغير كفيتنام محدود الموارد، حين حرقت مئات الآلاف من الهكتارات المزروعة بالأرز والمواد الغذائية، وهوجمت قرى صغيرة وآمنة، وأبيدت على بكرة أبيها دون ذنب يذكر، وتم ذلك من أجل خلق حالة من الإرهاب والرعب والخوف في قلوب الفيتناميين المناضلين لتحرير بلادهم من سيطرتها.
وخلال حرب الخليج الأولى أسقطت قواتها البحرية طائرة إيرانية مدنية عام 1988 في مياه الخليج دون أي سبب يبرر تلك الجريمة، فقتلت العشرات من ركابها. وقصفت بطائرتها الحربية القصر الرئاسي الليبي في بنغازي. وساندت ولا زالت حركة التمرد في السودان أمثلة لها كثيرة في العالم.
وردت الولايات المتحدة على أحداث نيويورك وواشنطن بحملة ضد العرب والمسلمين، أسمتها في البداية الحملة الصليبية على الإرهاب، كما ورد على لسان جورج بوش الابن، ثم تغيرت العدالة المطلقة أو غيرها من التسميات الأخرى، ولم يخف السيد كولن باول وزير الخارجية عن مخطط استعماري جديد للمنطقة، حين أعلن يوم الجمعة 7/2/2003 أمام الكونغرس (أن بعد الحرب على العراق، سنعيد ترتيب منطقة الشرق الأوسط وفق مصالحنا)(5).
ومن الإرهاب الممارس كانت ضرورات المصالح في أفغانستان تتطلب إزهاق أرواح مئات الأفغان الأبرياء ومن جنسيات أخرى، وفق العرف الأمريكي، ومورس الإرهاب بشكل تعجز عنه عصابات المافيا، كما حدث في قلعة جانجي قرب مدينة مزار الشريف الأفغانية، فتم ذبح أكثر من خمسمائة أفغاني وعربي وباكستاني وشيشاني خلال ثلاثة أيام (26 و27 و28 تشرين الثاني 2001) من خلال القصف الجوي للطائرات الأمريكية، وقصف أرضي مع وإدخال جيش الشمال المتحالف مع الولايات المتحدة وبريطانيا بقيادة إرهابي كبير الجنرال الأمي دوستم.
والإرهاب الأكبر كان وما زال هو ما تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية من دعم مطلق مادياً وعسكرياً وسياسياً للكيان الصهيوني، الذي يقود إرهاباً منظماً تحت أبصار العالم وأسماعه ضد العرب عامة والفلسطينيين خاصة، وهذا الدعم كان منذ أن تواجدت عصابات الصهاينة على أرض فلسطين. فإن صناعة ودعم الإرهاب الصهيوني بدعم الغرب عامة والولايات المتحدة خاصة، وحده يحتاج إلى كتاب ذو مجلدات ضخمة.
الولايات المتحدة دولة الإرهاب المنظم، منذ النشأة الأولى وحتى تشكلها واستقلالها، ولا تزال منذ بداية القرن التاسع عشر، تنشر الخوف والتسلط في العالم، وتنهب وتسرق ثروات الشعوب، وتغتصب أراضيهم، وتصادر حرياتهم، وإرادتهم في تقرير مصيرهم، وتوجيه قدراتهم. فهل هناك إرهاباً أشد من إرهاب أمريكيا وأبشع!؟.
كتب ستيفان فاخوفياك الكاتب البولوني في مجلة (بجاسك) البولونية: (الولايات المتحدة مافيا كبيرة تنفذ منذ قيامها، أي أكثر من قرنين خططها المتزايدة العدوانية والناجمة عن مذاهب مصممة بهدف غزو العالم: إمبراطورية عالمية يحكمها مختارون عمليون من (بناة العالم)(6).
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لماذا يصنع الإرهاب الإسلامي؟


ظاهرة ما يسمى بالإرهاب الإسلامي، التي اخترعت منذ ما يزيد على عقد من الزمان، وأمست بعد أحداث الحادي عشر من أيلول 2001 مركز اهتمام الدوائر السياسية والأمنية والإعلامية في العالم، وتحتل تلك الظاهرة أبرز فقرات الخطب الرئيسية لقادة دول العالم الغربي والشرقي، وتكاد لا تخلو منه صحيفة أو نشرة أخبار في أية وسيلة إعلامية في كل أنحاء المعمورة، وترتفع أطنان من أوراق البحوث والدراسات عن تلك الظاهرة وخطورتها على تقدم وحضارة العالم، كما تتواجد الكثير من المواقع على الانترنيت المتحدثة عن تلك الظاهرة.
وبالعودة إلى جذور تكوين ظاهرة ما يسمى بالإرهاب الإسلامي، سيجد الباحث أو القارئ إن جذوره كانت صناعة غربية. وأن للولايات المتحدة الريادة في تصنيعه منذ أكثر من خمسين عاماً، لمواجهة حركة النهوض القومي العربي التحرري في بداية الخمسينات من القرن الماضي وخاصة في منطقة وادي النيل والمشرق العربي، بغية إجهاضه، ومنعه من تحقيق أهدافه التي تتصادم مع المشروعين الغربي الأمريكي والصهيوني العالمي. ومن أجل خدمة مصالح الولايات المتحدة وعلى رأسها استمرارية الهيمنة على النفط والمواقع الاستراتيجية في الشرق الأوسط، ومنع الخصم السوفيتي من الدخول إلى المنطقة، والهدف الرئيسي الثاني حماية الكيان الصهيوني، الذي يعتبر الولاية الأمريكية المدللة في الشرق الأوسط.
ففي عقد الخمسينيات من القرن الماضي تم من قبل الولايات المتحدة استخدام الإسلام شعاراً تضليلاً في مواجهة المدّ القومي التحرري للهيمنة الإمبريالية، والذي رفع شعار بناء وحدة الأمة العربية، وتحرير الثروة العربية من الاستغلال النهبوي من الشركات الغربية، وبالعمل لبناء قوة عربية تواجه التحدي الصهيوني المدمر للنهوض والتحرر العربيين.
فشجعت تنظيمات وحركات ذات شعارات إسلامية، ودعمت، وحمت أنظمة موالية لها، ترفع شعار الإسلام، وحرضت تلك التنظيمات والدول على الدخول في صراع مرير مع أنظمة وأحزاب قومية حاكمة، لأشغالها ومنعها من تحقيق أي من أهدافها، التي أشرنا إليها. ومع الأسف كانت بعض تلك الصراعات والمواجهات عدائية ودامية أحياناً مع قوى ودول وتنظيمات قومية وماركسية وعلمانية تحت شعارات التكفير والإلحاد. حتى غدا الصراع مع العدو الصهيوني الرئيس ثانوياً أمام تلك الصراعات، التي استمرت ما يقارب من نصف قرن، ولم تدرك القوى الوطنية والقومية والإسلامية مدى المخطط الأمريكي في تأجيج هذا الصراع إلا في وقت متأخر مما أضاع من العديد من الفرص لصالح الوطن والأمة.
ورفعت الولايات المتحدة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية شعارات مضللة خدمة في صراعها مع المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفييتي، ومنها التحالف من أجل مواجهة (الشيوعية أو المدّ القومي أو المدّ السوفيتي)، وغيرها من الشعارات التي تدعو إلى تحالف مع القوى الإسلامية ضد الشيوعية الملحدة في مرحلة الخمسينات، أو التحالف أو التعاون لإسقاط الحكومات القومية كالناصرية والبعثية، واستمرت تلك الشعارات حتى بعد سقوط المدّ القومي التحرري بعد هزيمة 1967 وحتى عام 1990. وإلى عام 1991 بعد سقوط الاتحاد السوفيتي.
ونتج عن ذلك الصراع إخفاقات كبيرة للمشروع القومي العربي النهضوي، وانتكاسات كبيرة في الخطط التنموية لمعظم البلدان المناوئة للولايات المتحدة، ونشر الثقافات التصارعية بين المذاهب والأديان، مما خلق خلخلة في النسيج القومي، الذي تشكل خلال النضال القومي والوطني الشعبي من أجل الإسقاط القطري، أو النضال من أجل التوحد القومي في الصراع مع الصهيونية ومشروعها الاستيطاني في فلسطين، وما يشكله من خطر كبير على الأمة العربية ونسجيها الاجتماعي.
* خلفية صناعة الإرهاب الإسلامي
من ينظر اليوم إلى خارطة العالم، ويدقق في مناطق بؤر التوتر والحروب والدمار، يجد معظمها في المناطق التي يسكنها المسلمون بدءاً من الصحراء في المغرب العربي والجزائر غرباً، وانتهاء بإندونيسيا شرقاً، مروراً طبعاً بالسودان وفلسطين والصومال والعراق والباكستان والبوسنة وكوسوفو وألبانيا والشيشان ومناطق الاتحاد السوفييتي السابق وأفغانستان وكشمير. ويتساءل لماذا؟
ومن بحث من خلال الأبواب الخلفية عن أسباب وغايات هذا التوتر، سيجد أولى تلك المسببات حرب الهيمنة على ثروات تلك البلدان وفي مقدمتها النفط والغاز والموقع الاستراتيجي. ويعرف أن الأصابع الأمريكية، هي التي تحرك أدوات الصراع كدمى مسرح العرائس. ويتخذ هذا الصراع ألواناً بين قوميات مختلفة، أو ديانتين، أو نزاع حول حدود، أو نزاع بين قوى علمانية وقوى دينية، أو صراع عشائري، أو حركة ضد نظام حكم..إلخ من أشكال الصراع.
لكن بعض مفكري الغرب المؤمنين بصدام الحضارات، يعزون أن تلك الصراعات هي في جوهر الإسلام، الذي يرفض الآخر ولا يستطيع العيش معه بسلام. يقول المفكر الغربي صموئيل هنتغتون مروج نظرية صدام الحضارات: (في كل هذه المناطق العلاقات بين جماعات المسلمين وشعوب حضارات أخرى –الكاثوليك، البروتستانت، الأرثوذكس، الهندوس، الصينيين، البوذية، اليهودية- كانت عامة علاقات عدائية معظم هذه العلاقات كانت علاقات عنيفة إلى حد كبير في الماضي، والعديد منها كانت علاقات عنيفة في التسعينيات. وعلى طول محيط الإسلام، المسلمون لديهم مشاكل للعيش بسلام مع جيرانهم(7).
وقد برهنت الأحداث التي جرت في ساحات إسلامية وعربية أكذوبة الصدام فقط بين الإسلام والمسيحية على أسس ثقافية دينية، فكثير من الصراعات كانت بين أبناء ديانة واحدة ومذهب واحد خدمة لمصالح الداخل والخارج معاً. فالصراع الدامي منذ عام 1991 في الجزائر، بين أبناء وطن واحد، وديانة واحدة، وحتى مذهب ديني واحد، هذا الصراع الذي ألبس لباساً إسلامياً، من يراجع ملفاته وأسراره، سيجد خلفه الولايات المتحدة، التي سعت منذ استقلال الجزائر إلى طرد فرنسا من منابع الغاز الجزائري.
وتلعب المخابرات المركزية دوراً خفياً في تحريك اللعبة الدامية في الجزائر، وليس غريباً إن وجدنا أصابع للموساد الصهيوني، يشارك في تلك اللعبة القذرة بهدف النيل من الكعكة النفطية الجزائرية، وإلى تصفية الحساب مع الجزائر، التي شكلت ثقلاً هاماً في الصراع العربي/ الصهيوني منذ استقلال الجزائر في الستينيات والسبعينيات وحتى الثمانينات مغربياً. ومثل بسيط نسوقه هو ما حدث في الجزائر بتفجير سيارة مفخخة في حي شعبي في العاصمة الجزائرية قبل عيد الفطر السعيد، وذهب ضحيته العشرات من المدنيين البسطاء دون أي ذنب. لإلباس الإسلام جريمة الحدث، فكيف يتبنى الحادث أنور هدام باسم جبهة الإنقاذ الإسلامية، في بيان يصدر من الولايات المتحدة، حيث هو يقيم لاجئاً؟ في حين تنفيه قيادة الجبهة في الجزائر. وحين تبحث عن شكل الانفجار وطريقة تنفيذه، لوجدته لا يختلف عن الانفجار الذي قامت به المخابرات المركزية في بيروت في الحي الشعبي في بئر العبد في بيروت قبل شهر من الحادثة المذكورة!!(8).
* الصناعة والتدريب والتمويل للإرهاب.
لعبت المخابرات المركزية دوراً هاماً في تصنيع ما تسميه الإرهابيين الإسلاميين في أفغانستان، سواء من تنظيمات أمراء الحرب في الحقبة السوفيتية، أو في عهد الرئيس الأسبق نجيب الله الشيوعي، وحتى بعد انتهاء الحكم الشيوعي، كان للولايات المتحدة وجهازها المخابرات سي. آي. أى لـه الدور في بناء تلك التنظيمات، وتدريبها وتسليحها، بما فيها ما يسمى بتنظيم القاعدة. ويقول نعوم تشومسكي عن التنظيمات التي تشكلت أثناء الاحتلال السوفييتي لأفغانستان، والتي أطلق عليها (المجاهدون المسلمون): (أنني لم أشك لحظة، في أن هذه المجموعات نُظمت بواسطة المخابرات المركزية والمخابرات الباكستانية والمصرية وحلفاء آخرين للولايات المتحدة. وهم منظمون ومجتهدون ومدربون ومسلحون لخوض معركة مقدسة ضد الروس، والتي خاضوها بالفعل. ولكنهم بدؤوا مباشرة بأعمال إرهابية منذ 20 سنة، حين قاموا باغتيال الرئيس المصري. ومنذ ذلك الحين هم يقومون بأعمال إرهابية. وإن المجموعة التي نظمتها المخابرات المركزية، تم تشكيلها من المجموعات الإسلامية المتطرفة الراديكالية، والتي كان لديهم أعمال خاصة بهم. قاموا بما طلبته منهم وكالة المخابرات المركزية(9).
ويذكر الصحفي الفرنسي تيري ميسان أن ضابطاً مصرياً يدعى (علي محمد) انضم إلى الجيش الأمريكي، كلف من قبل المخابرات الأمريكية بتدريب تنظيم القاعدة ما بين أعوام 1988 و1998. وكان في نفس الوقت يأتي إلى الولايات المتحدة، ويقوم بتدريب الأعضاء الأكثر سرية في شبكات الظل، وضباط القوات الأمريكية الخاصة.. ويقول أن أسامة بن لادن كان مستمراً في العمل لحساب السي. آي. أى حتى العام 1998)(10).
ويذكر مايكل واينز أن المخابرات المركزية الأمريكية بقيت على علاقات مع بن لادن وتنظيمه تنظيم القاعدة حتى بعد أحداث 11 أيلول 2001، حين استخدم هذا التنظيم في مواجهة وتدمير الروح المعنوية للجيش الروسي من خلال إلحاق الخسائر به، وأهانته، حتى تشرين الثاني 2001. كما أن تنظيم بن لادن (تنظيم القاعدة) استخدم من قبل المخابرات المركزية في عام 1999 في مساندة ثوار كوسوفو ضد دكتاتور الصرب(11).
وأسامة بن لادن ابن أكبر الأثرياء السعوديين، وهو من أصول يمنية، بعد مقتل والده بحادث طائرات عام 1988، تم توزيع ثروته على أولاده، فكان نصيب ابنه أسامة ما يقدر ب(300) مليون دولار(12). وظفها في إنشاء عدة مصارف وشركات زراعية وأعمال مختلفة كالمقاولات وبعض الصناعات مثل مصنع الأدوية، الذي ضربته الطائرات الأمريكية في السودان. كما وظف مع أخوته أموالهم في شركات كمجموعة كارليل في الولايات المتحدة، والتي أسست عام 1987. ويبلغ رأسمالها(12) مليار دولار، وتدير شركات سفن آب، وهي تحتل المرتبة الحادية عشرة بين شركات التسليح الأمريكية. وساندت حملة بوش الأب في عام 1990 في حملته الانتخابية الرئاسية. ولها علاقات واسعة مع أسرة بوش، التي تملك شركات نفطية في تكساس. وهذا يبين مدى العلاقات الحميمة السابقة بين الطرفين، قبل الافتراق الذي بدأ بعد الغزو العراقي للكويت في 2 آب عام 1990، كما تتحدث بعض المصادر.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

غير معرف يقول...

القضــاء والإســلام


إن مهمة القاضي من أصعب المهام في الإسلام، لما تتطلب منه الدقة والفصاحة، وأن تتوفر لديه كل الإمكانات المعرفية في الشريعة، ومع القدرة الشخصية في امتلاك البصيرة، والدقة في الأمر، لإنصاف الناس، وإرساء العدل بينهم. ومن أبرز الصفات التي يجب أن يتحلى بها القاضي التالي:
- قال الحسن البصري: أخذ الله على الحكام أن لا يتبعوا الهوى، ولا يخشوا الناس، ولا يشتروا بآياته ثمناً قليلاً. (22)
- وقال مزاحم بن زفر: قال لنا عمر بن عبد العزيز: خمس إذا أخطأ القاضي منهن خطة، كانت فيه وصمة: أن يكون فهيماً، حليماً، عفيفاً، صَلِيباً، عَالِماً سؤولاً عن العلم. (23).
- الحلم، وأن لا يقضي وهو غضبان. عن أبي بكرة أنه كتب لأبنه عبد الرحمن بن أبي بكرة (وكان بسجستان بأن لا تقضي بين اثنين وأنت غضبان، فإني سمعت النبي  يقول: [لا يقضين حَكَمٌ بين اثنين وهو غضبان] (24).
لذلك كان العلماء وفقهاء المسلمين الكبار يتهربون من مهمة القضاء خشية الوقوع في خطأ يغضب الله عز وجل، فيكون مصيره النار. ونذكر منها أن أمير المؤمنين عثمان بن عفان، طلب من عبد الله بن عمر بن الخطاب، أن يتولى القضاء بين الناس، فرفض. فقال عبد الله بن عمر: لا أقض بين رجلين ما بقيت. فرد عليه عثمان رضي الله عنه: لتفعلن فإن أباك كان يقضي، فقال لـه عبد الله: كان أبي أعلم مني وأتقى.
وتعرض أبو حنيفة الإمام الفقيه المجتهد للتعذيب، حين رفض طلب الخليفة المنصور بتولي القضاء في ولاية الكوفة. وسجنه الخليفة أحد عشر يوماً، وكان كل يوم يجلد عشرة جلدات بالسوط في سجنه، فتحمل العذاب على تولي القضاء. وحين قابل الخليفة، فطلب منه تولي القضاء، فقال له: أتق الله ولا ترع في أمانتك إلا من يخاف الله.. أنني لا أصلح لذلك.
قال الخليفة المنصور: كذبت! أنت تصلح. فوجدها أبو حنيفة مخرجاً له، فقال: لقد حكمت لي على نفسك، كيف يحل لك أن تولي قاضياً على أمانتك وهو كذاب؟. فسكت عنه الخليفة وتركه.
* الشهادة فرض لضرورة العدل
والإسلام كما أنه يرفض مطلقاً أن لا يحكم إلا بالعدل، كذلك أيضاً يطلب بناء الأحكام القضائية على الأدلة والبينة. وتأتي شهادة الشاهد على ما رأى، ولمس، وعرف باليقين الكامل البعيد عن الافتراء والتلفيق والتزوير والكذب من أولى مقومات النطق بالحكم، ومن أسس بناء قرار القاضي.
الشهادة في الإسلام هي فرض على المسلم، عليه الإدلاء بها أمام القاضي، إن طلبت منه، أو لم تطلب منه. وخاصة أن عرف بأن ظلماً قد وقع على بريء، وهو يعلم بذلك. فعليه الإدلاء بها، وإن كان القاضي لم يستدعيه، أو يجهل بأنه يعلمها. فهي في القرآن شهادة لله عز وجل. لذا طلب الله عز وجل من المسلمين، أن يقضوا بين الناس بالعدل، ويشهدوا بالحق. حتى وإن كانت هناك عداوة بينهم وبين أخوان لهم من المسلمين، أو بينهم وبين غير المسلمين.
فالعدل فرض وواجب إقامته، وكذلك الشهادة هي فرض وواجب الإدلاء بها، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبيراً بما تعملون (25).
لأن الشهادة هي إحدى أركان البينة، ومن أسس إقامة مدلولات الحكم، والمستند الرئيسي للقاضي في فصل القضية.
والإسلام فرض الشهادة على اتباعه، ودعاهم إلى تقديمها لتبيان الحقيقة.
وأولى تلك الشهادات هي الشهادة بوحدانية الله عز وجل، وهي حق على كافة أتباع الديانات السماوية، وعدم كتمان شهادة مبينة من حقوق الله عز وجل قال تعالى: قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ أأنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى قل لا أشهد إنما هو إله واحد وأنني بريء مما تشركون (19) الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون (20) ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بآياته إنه لا يفلح الظالمون (21) (26).
وأشد الناس ظلماً من كتم شهادة عنده لله في وحدانيته، أو إخفاء ما جاء في كتبه المقدسة من حقائق المعرفة، أو كتم شهادة يعلمها في حق الله عز وجل، طلبت منه في مجلس أو مجمع للناس، أو غيرها من مجالس العلم والدين والتذاكر، أو كتمها بغية مجاملة لوجيه، أو ذو منصب، أو لمدارة فاسق، أو غيره من الطغاة والظلام من أجل محاباته، أو الخوف منه، أو لغاية أخرى قال تعالى: .. ومن أظلم من كتم شهادة عنده من الله.. (27).
ثم تأتى الشهادة بين الناس في المرتبة الثانية، التي أكد الله عز وجل على ضرورة الإدلاء بها، وعدم كتمانها، قال تعالى: ... ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه إثم قلبه والله بما تعملون عليم). (28). ففيها تبيان لحقوق الفرد والمجتمع، وفيها يتضح العدل، ويستطيع القاضي أو الحاكم رؤية حقيقة الذنب أو القضية من خلال الشهود والبينة، ويقضي بها.
والشهادة يجب أن يدلى بها بصورتها الواقعية دون زيادة أو نقصان، حتى وإن كانت تلك الشهادة على الوالدين أو الابن أو من ذوي القربى، وأن لا يخشى إلا الله عز وجل في قول الحق بشهادته، سواء كان المتضرر حاكماً أو غنياً أو فقيراً أو قريباً أو بعيداً، حتى وإن كان عدواً. قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً (29).
والشهادة كما العدل هي فرض من الله عز وجل على المسلم الإدلاء بها، كما هي في حقيقتها بما رأى باليقين وبالحقّ كما أشرنا سابقاً، والإدلاء بالشهادة، هي من صفات وسمات الإيمان في الإسلام، قال تعالى في وصفه للمؤمنين المصلين الدائمين على صلاتهم في سورة المعارج: والذين هم بشهاداتهم قائمون(30). وذكرت الشهادة هنا من ضمن سلسلة من الصفات الكريمة التي يجب أن يتحلى بها المصلي الدائم.
وأن تتسم تلك الشهادة بالحق، دون أن تأخذه عاطفة القربى أو الروابط العائلية أو الحزبية أو القومية أو غيرها من الروابط الأخرى المختلفة، قال تعالى: وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى(31).
وشدد الإسلام على محاربة شهادة الزّور في الدنيا والآخرة، واعتبرها من أكبر الكبائر. قال رسول الله (): [ألا أنبئكم بأكبر الكبائر. قلنا: بلى يا رسول الله. قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئاً فقال: ألا قول الزّور وشهادة الزّور، ألا قول الزور وشهادة الزّور. فما زال يقولها حتى قلت لا يسكت](32).
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ صـــور من العـــدل:


رفض الإسلام أن يقوم الناس أو مجموعة منهم أو أفراداً، مهما كانت صفتهم، أن يقوموا بالقصاص من الجاني. مهما كانت جريمته، إلا عبر محاكمة عادلة، يقضي بها قاض، يصدر عنه حكماً، وتقوم بتنفيذها السلطات الحاكمة.
وتذكر بعض السير وكتب التاريخ عن قصاص، نفذ من قبل أفراد في عهد رسول الله ()، فرفضها رسول الله () لمخالفتها أهم شروط أسس العدل التي أشرنا إليها. ومن تلك الحوادث ما قام به نفر من مسلمي خزاعة بعد فتح مكة، حين قتلوا مشركاً، فرفض رسول الله () هذا العمل وقال: [.. فمن قال لكم أن رسول الله قد قاتل فيها فقولوا إن الله قد أحلها لرسوله ولم يحللها لكم يا معشر خزاعة].(33).
وفي العدل كان لعمر بن الخطاب الباع الطويل في إقامته على حرفيته، فسمي بالفاروق لعدله الحرفي بين رعيته والآخرين، حيث لم يكن يفرق في إقامة الحدّ، بين ابنه وبين بقية رعاياه. فالعدل يطبق على الجميع، ودون النظر إلى النتائج، ونذكر هنا قصة إقامة الحدّ على ولده عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب. التي يرويها عمرو بن العاص والي مصر أيام الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
(.. دخلا "عبد الرحمن بن عمر وأبو سروعة"، وهما منكسران، فقالا: أقم علينا حدّ الله، فإننا أصبنا البارحة شراباً فسكرنا، فزبرتهما وطردتهما. فقال عبد الرحمن: إن لم تفعل أخبرت أبي اذا أقدمت عليه.. فحضرني رأي وعلمت أني إن لم أقم عليها الحدّ غضب عليّ عمر في ذلك، وعزلني، وخالفه ما صنعت، فنحن على ما نحن عليه، إذ دخل عبد الله بن عمر، فقمت إليه، فرحبت به، وأردت أن أجلسه في صدر مجلسي، فأبى عليَّ، وقال: أبي نهاني أن أدخل عليك إلا أن أجد من ذلك بداً. "إن أخي لا يحلق على رؤوس الناس، فأما الضرب، فاصنع ما بدا لك".قال عمرو بن العاص: وكانوا يحلقون مع الحدّ، فأخرجتهما إلى صحن الدار، فضربتهما الحدّ، ودخل ابن عمر بأخيه إلى بيت الدار، فحلق رأسه ورأس أبو سروعة. فو الله ما كتب إلى عمر بشيء مما كان حتى إذا تجنبت كتابه إذا هو نظم فيه: "بسم الله الرحمن الرحيم: من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى العاصي بن العاصي:
".. عجبت لك يابن العاص ولجرأتك على خلاف عهدي.. فما أراني إلا عازلك . تضرب عبد الرحمن في بيتك؛ وقد عرفت أن هذا يخالفني؟.. إنما عبد الرحمن رجل من رعيتك، تصنع به ما تصنع بغيره من المسلمين. ولكن قلت هو ولد أمير المؤمنين، وقد عرفت ألا هوادة لأحد من الناس عندي في حق يجب لله عليه، فإذا جاءك كتابي هذا، فابعث به في عباءة على قتب، حتى يعرف سوء ما صنع"..
قال: "فبعثت به كما قال أبوه، وأقرأت ابن عمر كتاب أبيه، وكتبت إلى عمر كتاباً أعتذر فيه، وأخبره أني ضربته في صحن داري ,بالله الذي لا يحلف بأعظم منه آتي الحدود في صحن داري على الذمي والمسلم، وبعثت بالكتاب مع عبد الله بن عمر".
قال أسلم: "فقدم عبد الرحمن على أبيه، فدخل عليه وعليه عباءة، ولا يستطيع المشي من مركبه. فقال: يا عبد الرحمن فعلت كذا؟ فكلمه عبد الرحمن بن عوف وقال: يا أمير المؤمنين قد أقيم الحدّ عليه مرة. فلم يلتفت إلى هذا عمر وزبره. فجعل عبد الرحمن يصيح: أنا مريض وأنت قاتلي! فضربه وحبسه، ثم مرض فمات رحمه الله).(34).
ورغم أن عمر بن الخطاب شديد في إقامة الحد حتى على نفسه، فأنه كان يرفض الغلو في أخذ الحدود، فقد غضب من أبي موسى الأشعري، وهو من كبار ولاته، لأنه غالى في جلد شارب خمر، وحلق شعره، وسوّد وجهه، ونادى في الناس ألا يجالسوه ولا يؤاكلوه.
فاشتكى هذا الرجل إلى عمر بن الخطاب أمير المؤمنين، فأعطاه عمر مائتي درهم، وكتب إلى أبي موسى الأشعري: (لئن عدت لسودنَّ وجهك، ولأطوفن بك في الناس). وأمره أن يسحب أمره ليجالسه الناس ويأكلوا معه، وأن يمهله ليتوب، ويقبل شهادته إن تاب.(35).
وعدل عمر لم يقف عند طبقة معينة، فقد كانت لا تأخذه في الله عز وجل لومة لائم، فالجميع لديه في سوية واحدة أمام العدل والقضاء به. وهذا تطبيق عملي لأحد أهم مرتكزات الإسلام، وهو إقامة العدل على الجميع دون تمييز، مهما كانت مكانة الشخص المدان ومرتبة، بل أن يقام العدل، حتى وإن كانت نتائجه بتوقعات الآخرين خطيرة على أمن الدولة نفسها، أو قد يؤدي تطبيقه إلى اضطرابات داخلية فيها.
فحين عزل عمر بن الخطاب رضي الله عنه قائد الجيش خالد بن الوليد رضي الله عنه، وهو المحبوب من جنده، وقائد الانتصارات العظيمة والباهرة على الفرس والروم، لم يلتفت إلى النتائج التي قد تنتج عنه من عصيان عسكري، أو امتناع القائد المعزز بقواته عن تنفيذه، أو استغلال من قبل العدو لانقسام قد يحدث في الجيش.
والسبب أن عمر رضي الله عنه أحصى عليه بعض المآخذ، ومنها إنفاقه من بيت المال في غير ما يرضاه، فأمر به أن يحاكم في مجلس عام، كما يحاكم أصغر الجند. وعزله عن قيادة الجيش، بعد مقاسمته فيما يملك من نقد ومتاع..)(36).
فالعدل كله واجب التطبيق في نظر عمر رضي الله عنه مهما كانت النتائج. ونفذ خالد بن الوليد رضي الله عنه قرار الخليفة برضى وطاعة، وقبل المحاكمة. والتحق بعدها بالجيش جندياً عادياً، ولم تؤثر عليه القضية برمتها، فكان باسلاً في المعارك كقائد وجندي، يؤدي رسالة الإسلام الهادفة لإقامة العدل في كل أنحاء الأرض.
ومن صور العدل والمساواة في الحق بين الأمير والمواطن العادي في الإسلام، ومن الأشكال التي تم تطبيقها في العهد الراشدي، نذكر هنا أيضاً كيف وقف عمر بن الخطاب مطبقاً للعدل، منتصفاً لأعرابي بسيط، لطمه الأمير جبلة بن الأيهم أمير الغساسنة وزعيمهم، فاشتكى لعمر من عمل الأمير، فحكم للأعرابي بلطم جبلة الأمير أمام الناس كما لطمه. فغضب جبلة بن الأيهم من هذا الحكم، فلم يستوعب أنّ أعرابي بسيط يقتص من أمير، ولم يدرك أن الإسلام ساوى في الحقوق بين الأمير والفقير في الحقوق، فلا تزال الأعراف الطبقية تعشش في ذهنه، فهرب إلى الروم، حين عرف أن الحكم لابد، أن ينفذ. ولم يتأثر الإسلام حين ارتد جبلة وهرب إلى الروم خوفاً من إقامة العدل، ولم يتهاوى الإسلام بهروبه، بل سجل التاريخ أن الإسلام يقيم العدالة على الأرض دون تمييز أو استثناء.
وكان من عدل عمر رضي الله عنه فيما ترد كل الروايات التاريخية، أنه كان يطوف في المدينة ليلاً، يتفقد أحوال رعيته، فيعالج أوضاع الناس من عوز وجور وظلم. فكان يجلب الدقيق على ظهره لأم وصبية جياع، ويقوم كل الليل من أجل توفير احتياجات امرأة تولد، وليس لها أحد يرعاها، ويسمع لامرأة تصحح لـه أمراً، أراد إصداره في تخفيض المهور، ويضع راتباً لكل يهودي ومسيحي عاجز مع خادم يخدمه. وتطول الروايات عن عدل عمر، ويمكن للقارئ أن يعود إلى العديد من مصادر التاريخ، ليعرف عن عدل هذا الخليفة العظيم.
ومن عدل الإسلام ما ردّ به الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه على من عاتبه في مساواته بين الناس في العطاء، فقال: (اتأمُرونّي أن أطلب النصر بالجور فيمن وليت عليه، والله لا أطور به ما سَمَر سمير، وما أمّ نجم في السماء نجماً، ولو كان المال لي لسويت بينهم، فكيف وإنما المال مال الله) (37).
ومن كلام أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه في طلبه من رعيته بالعون على إقامة العدل، بإنصاف المظلوم، والأخذ على يد الظالم، قال: (لم تكُن بيعتكم إياي فلتة، وليس أمري وأمركم واحداً، إنّي أريدكم لله. وأنتم تريدوني لأنفسكمّ! أيها الناس أعينوني على أنفسكم، وأيم الله لأنصفن المظلوم، ولأقودن الظالم بخزامته حتى أورده منهل الحق، وإن كان كارهاً).(38).
ومن أروع النصائح ما كان يوصي به الإمام علي رضي الله عنه ولاته في الأمصار، وفيما كتبه إلى الأشتر النخعي لما ولاه مصر وأعمالها. ونقتطف بعض ما جاء في هذا الكتاب الجامع، الذي تضمن شروط الوالي العادل، والتي جاء فيها ما يلي: (فليكن أحب الذخائر إليك ذخيرة العمل الصالح، فاملك هواك، وشحّ بنفسك عما لا يحل لك، فإن الشح بالنفس الإنصاف منها فيما أحبت أو كرهت، وأشعر قلبك الرحمة بالرعية، والمحبة لهم واللطف بهم، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان إما أخ لك في الدين، وإما نظير لك في الخَلق...).
وقال له: (أنصف الله، وأنصف الناس من نفسك، ومن خاصة أهلك، ومن لك فيه هوى من رعيتك، فإنك إلا تفعل تَظلم! ومن ظلم عباد الله، كان الله خصمه دون عباده، ومن خاصمه الله أدحض حُجته، وكان لله حرباً حتى ينزع ويتوب، وليس شيء أدعى إلى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته من إقامة (على ظلم، فإن الله يسمع دعوة المضطهدين، وهو للظالمين بالمرصاد). وليكن أحب الأمور إليك أوسطها في الحق، وأعمها في العدل، وأجمعها لرضى الرعية..)(39).
وسئل الإمام علي كرم الله وجهه: أيهما أفضل: العدل أو الجود؟ فقال رضي الله عنه: (العدل يضعُ الأمور مواضِعها، والجود يخرجها عن جَهتِها. والعدل سائس عام، والجود عارض خاص، فالعدل أشرفهما وأفضلهما).(40).
وسئل الإمام علي كرم الله وجهه عن العدل، فقال: (والعدل منها أربع شعبٍ: على غائِصِ الفَهمِ، وغَورِ العلم، وزهرةِ الحُكُمِ، ورِساخَةِ الحِلمِ، فمن فهِمَ عَلِمَ غور العلم، ومن علم غور العلم صدر عن شرائع الحكم، ومن حلم لم يفرط في أمره، وعاش في الناس حميداً.(41).
تلك صور من عدالة الإسلام، ومن دعوته الدائمة للعدل والمساواة، وسيادة القانون على الجميع دون استثناء، وأن يطبق على الحاكم والمحكوم، بل الإسلام لم يفرق في تطبيق العدل على المسلم وغير المسلم، فالعدل هو هدف في مكنوناته ملزم من اعتنق الإسلام، أن يطبق على نفسه وعلى غيره، وفق نظام مؤسسات الدولة، هذا هو الإسلام الذي يحاول المتصهينون في الغرب تشويه صورته، كما جاء في مقدمة البحث.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟* الملحق رقم (1)
الإعلان المشترك الفرنسي ـ الروسي ـ الألماني
حول العراق في 5/3/2003


النص الكامل للإعلان المشترك الصادر عن فرنسا وروسيا وألمانيا حول العراق الذي نشر في باريس في 5/3/2003 عقب اجتماع وزراء خارجية الدول الثلاث (دومينيك دوفيلبان وزير خارجية فرنسا ـ ايغور ايفانوف وزير خارجية روسيا ـ يوشكا فيشر وزير خارجية ألمانيا):

إن هدفنا المشترك يبقى نزع سلاح العراق الفعلي والكامل وفقاً للقرار /1441/.
نعتبر أن هذا الهدف يمكن بلوغه سلمياً عبر عمليات التفتيش. ونلاحظ أن هذه العمليات تعطي نتائج مشجعة أكثر فأكثر:
ـ تدمير صواريخ صمود /2/ قد بدأ ويتقدم.
ـ العراقيون يقدمون معلومات في المجال البيولوجي والكيميائي.
ـ مقابلة العلماء العراقيين تتواصل.
إن روسيا وألمانيا وفرنسا يعلنون دعمهم الحازم للسيد هانس بليكس ومحمد البرادعي كبيري المفتشين الدوليين، ويعتبرون اجتماع مجلس الأمن الدولي في السابع من آذار مرحلة مهمة في العملية القائمة.
ندعو بحزم السلطات العراقية للتعاون بفعالية أكبر مع المفتشين على طريق إزالة الأسلحة بشكل كامل في بلادها.
إن عمليات التفتيش هذه لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية.
ونود بالتالي أن تجري بوتيرة سريعة من الآن وصاعداً في إطار المقترحات الواردة في المذكرة، التي قدمتها دولنا الثلاث إلى مجلس الأمن الدولي. نحن نرغب في :
ـ توضيح المسائل العالقة وإدراجها بالتسلسل برنامجاً بعد برنامج.
ـ في المقابل وضع جدول استحقاقات مفصل.
وانطلاقاً، من هذا النهج سيتمكن المفتشون من أن يقترحوا بدون إبطاء برنامج عمل مرفق بتقارير مرحلية منتظمة إلى مجلس الأمن الدولي، ويمكن أن يتضمن هذا البرنامج بنداً يتعلق بتحديد موعد للسماح لمجلس الأمن بتقويم النتائج الكاملة لهذه العملية، في هذا الإطار لن ندع مشروع قرار يجيز اللجوء إلى القوة يمر في مجلس الأمن.
إن روسيا وفرنسا بصفتهما عضوين دائمين في مجلس الأمن ستتحملان كامل المسؤولية الملقاة على عاتقهما بخصوص هذه النقطة.
لقد وصلنا إلى منعطف، وبما أن هدفنا إزالة الأسلحة العراقية سلمياً وبشكل تام، لدينا اليوم إمكانية التوصل عبر السبل السلمية إلى تسوية شاملة في الشرق الأوسط، بدءاً من إحراز تقدم في عملية السلام، وذلك عبر نشر وتنفيذ خارطة الطريق. وتحديد إطار عام للشرق الأوسط يركز على الأمن والاستقرار، والتخلي عن مبدأ القوة ومراقبة التسلح، واتخاذ تدابير لإرساء الثقة.








* ملحق رقم
نص خطبة الخليفة الراشدي الأول
(أبو بكر الصديق رضي الله عنه).


(أما بعد، أيها الناس، فإني وليت عليكم، ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة. والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح(1) عليه حقه إن شاء الله، والقوي منكم الضعيف عندي، حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله، فإنه لا يدعه قوم إلا وضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمهم الله بالبلاء. أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم.. أيها الناس، إنما أنا مثلكم، وإني لا أدري لعلكم ستكلفونني ماكان رسول الله() يطيق، إن الله اصطفى محمداً على العالمين، وعصمه من الآفات، فإنما أنا متبع ولست بمبتدع، فإن استقمت فاتبعوني، وإن زغت فقوموني. وإن رسول الله() قبض، وليس أحد من هذه الأمة يطلبه بمظلمة، ضربة سوط فيما دونها، ألا وإنما لي شيطان يعتريني، فإذا أتاني فاجتنبوني، لا أوثر في أشعاركم وأبشاركم(2)، وإنكم تغدون وتروحون في أجل قد غيِّب عنكم علمه، فإن استطعتم ألا يمضي هذا الأجل إلا وأنتم في عمل صالح فافعلوا، ولن تستطيعوا ذلك إلا بالله. فسابقوا في مهل آجالكم من قبل أن تسلمكم آجالكم إلى انقطاع الأعمال، فإن قوماً نسوا آجالهم، وجعلوا أعمالهم لغيرهم، فإنها كما أن تكونوا أمثالهم، الجدّ الجدّ، والوحَى الوحَى(3)، والنجاة النجاة، وإن وراءكم طالباً حثيثاً، أجلاً مره سريع، واحذروا الموت، واعتبروا بالآباء والأبناء والإخوان، ولا تغبطوا الأحياء إلا بما تغبط به الأموات.

إن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما أريد وجهه، فأريدوا الله بأعمالكم واعلموا أن ما أخلصتم لله من أعمالكم، فطاعة أتيتموها، وحظ ظفرتم به، وضرائب أديتموها، وسلف قدمتموه من أيام فانية لأخرى باقية، لحين فقركم وحاجتكم، واعتبروا يا عباد الله بمن مات منكم، وفكروا فيمن كان قبلكم.
أين كان أمس؟ وأين هم اليوم؟ أين الجبارون الذين كان لهم ذكر القتال والغلبة ومواطن الحروب؟ قد تضعضع بهم الدهر وصار رميماً، قد تركت عليهم القالات، الخبيثات للخبيثين، والخبيثون للخبيثات. وأين الملوك الذين أثاروا الأرض وعمروها، قد بعدوا، ونسي ذكرهم، وصاروا كـ"لا شيء".ألا إن الله قد أبقى عليهم التبعات، وقطع عنهم الشهوات، ومضوا والأعمال أعماله، والدنيا دنيا غيرهم، وبقينا خلفاً بعدهم، فإن نحن اعتبرنا بهم نجونا. أين الوضاء الحسنة وجوههم، المعجبون بشبابهم؟ صاروا تراباً، وصار ما فرطوا فيه حسرة عليهم.
أين الذين بنوا المدائن، وحصنوها بالحوائط، وجعلوا فيها الأعاجيب؟ وقد تركوها لمن خلفهم، فتلك مساكنهم خاوية وهم في ظلمات القبور، هل تحس منهم من أحد، أو تسمع لهم ركزا(4)؟ أين ما تعرفون من أبنائكم وإخوانكم.؟ قد انتهت بهم آجالهم، فوردوا على ما قدموا، فحلوا عليه، وأقاموا للشقوة أو السعادة فيما بعد الموت، ألا إن الله لا شريك له، ليس بينه وبين أحد من خلقه سبب يعطيه به خيراً، ولا يصرف به عنه شراً إلا بطاعته واتباع أمره، واعلموا أنكم عبيد مذنبون، وأن ما عنده لا يدرك إلا بطاعته.
ألا وإنه لا خير بخير بعده النار، ولا شر بشر بعده الجنة، والله سبحانه وتعالى أعلم.

غير معرف يقول...

(((((((((((((((((((((((((((((((الغلط فين .. تحدي لعباد و عابدات يسوع .. ))))))))))))))))
بسم الله الرحمن الرحيم


الإخوة المسلمون جميعا .. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


ترددت كثيرا في كتابة هذا الموضوع فلست أنا و الله بالفاحش و لا بالبذيئ .. و لكن الحق أحق أن يتبع .. و حتى لا أطيل عليكم نتكلم في الموضوع مباشرة .. و أرجو منكم عدم الضحك .. و من ابتسم بإذن الله فأنا أسامحه


1- ذات يوم أحبت ميكال ابنة النبي شاول .. داود بن يسي .. فما كان من داود إلا أن ذهب و قتل مائتين من الفلسطينيين و أتى بغلفتهم "أي غرلتهم .. و هى قطعة الجلد التي تزال عند الختان في الذكور" .. فيخبرنا كاتب سفر صموئيل الأول بالقصة قائلا "قام داود وذهب هو ورجاله وقتل من الفلسطينيين مئتي رجل واتى داود بغلفهم فاكملوها للملك لمصاهرة الملك. فاعطاه شاول ميكال ابنته امرأة" صموئيل 1 27:18.. أي أن داود تزوج ميكال ابنة شاول


الترجمة الانجليزية:
David and his men went out and killed two hundred Philistines. He brought their foreskins and presented the full number to the king so that he might become the king's son-in-law


و تمر الأيام و تحدث الخلافات بين داود و بين حماه .. و يأخذ شاول ابنته من داود و يزوجها لرجل آخر هو فلطي بن لايش صموئيل1 44:25 .. و تمر أياما أخرى و يخبرنا كاتب سفر صموئيل الثاني أن داود قد نسي عدد الغرلات التي خطب بها ميكال فيرسل إلى أخو ميكال قائلا "وارسل داود رسلا الى ايشبوشث بن شاول يقول اعطني امرأتي ميكال التي خطبتها لنفسي بمئة غلفة من الفلسطينيين" صموئيل 2 14:3


و سؤالي الآن الذي أوجهه لعباد يسوع .. أين الغلط في القصة السابقة .. هل هو في كلام داود؟ .. أم كاتب سفر صموئيل الأول .. أم كاتب سفر صموئيل الثاني .. أم في عدم الحياء عند اليهود؟


السؤال الثاني .. إلى عابدات يسوع .. هل تقبلن غرلات الرجال كمهر يعطيك إياه عبد من عباد يسوع .. و ماذا ستفعلين بهم؟???????????????=================================================================((((((((( الفحام يؤكد كذب أهل الضلال قبل وفاته رحمه الله)))))))))))))

لن نطيل أكثرعلى هذاالنكرة فالمقصود من كل هذا ليس هذا التافه من الذين اشتهروا بالسب و الكذب و أنما هى كشف الفتنة و لفت الانظارالى محاولات تثبيت المعتقد المهترئ للنصارى المخدوعين و الذى لا يقنع طفل يملك قليل من العقل فضلا عن رجل كبير عاقل وليس عاقلا فحسب بل حاصل على شهادات علمية مرموقة و شيخا للأزهر ولذلك نجد أغلب النصارى لا يعلموا عن كتبهم شيئا أو مراجعهم شئ بل لا تجد نصرانى واحد يحفظ الانجيل الا من مقتطفات بسيطة لا تعنى له أكثر من المعنى الذى يلقنوه لهم فى الكنائس بل و قد تجد قساوسة أنفسهم لايعلموا ما تحوى كتبهم وقد تجد من الكهنة من لايقرأ ولايكتب من الأصل كما أكد " حبيب بابوى " من قبل فى احد لقاءاته فى تعليقه على وضع الأقباط فى مصر .

قساوسة أهل الصليب فى حقيقتهم ما هم الا أبتلاء لزرع الفتن و زرع من الشوك ينقض به ثوب الأيمان و لا يهم بالنسبة لهم ان كان كذب أو صدق ولا يهم أن تعرف حقيقتهم أم لا فالمهم عندهم الفتن و التفنن فى زرعها فى القلوب بأى وسيلة كانت أو لم تكن .


وجدير بالذكر أن خرجت هذه الفرية القذرة قبل ذلك عن "الشيخ كشك " رحمه الله , ؟!! فقط بسبب غياب الشيخ كشك عن خطبة الجمعة لمرض شديد ألم به والذى لم يمض لأكثر من أسبوع لتخرج الأشاعة بأنه لم يحضر الخطبة لأنه تنصر!!!!!!!!! ولكن كان هناك خطأ بسيط فى أن الشيخ كشك لم توافيه المنية ليعود فى الخطبة التى تلتها ليكذب هذه الفرية بقوله لو ظهر له عيسى لشهد بنبوة محمد ولو كان القدر سابقه لكان الشيخ كشك بطل هذا التخريف وليس الفحام !! ولكن مازال الأمرقائما أقرأ لتسمع الشيخ الفحام وهو يقول هذا بنفسه رحمة الله بعد ان لقى وجه ربه :

تحقيق محمود عبد البارى

حوار صريح مع الدكتور الفحام

دور الأسلام فى مقومة التبشير

أهم العقبات فى طريق الازهر

التنازع على السلطات و الهروب من المسؤلية عند المساءلة !

يجب ألا يخضع منصب شيخ الأزهر للتيارات المختلفة


فى هذه الظروف التى تمر بها الدعوة الاسلامية بمرحلة من أدق المراحل حيث السهام المصوبة اليها من كل مكان . قرب هذا المكان أم ابعد . و منكل يد مسلمة كانت هذه اليدأم غير مسلمة ؛و حيث الأفتراءات الهادفة و التى تبث سمومها لهز الثقة و زعزعة الأيمان و تمييع العقيدة .

فى هذه الآونة الأخيرة قامت الدعوة بأجراء حوار صريح مع فضيلة الدكتور محمد الفحام شيخ الازهر السابق
مساهمة منها فى دعم ركب الأيمان و تثبيت قواعد العقيدة الأسلامية فى كل نفس عرفت طريق الأسلام فأخذت وجهتها اليه و أنتظمت خطاها على دربه


المحاور:
ماهو دور الأسلام فى مقاومة التبشير و اساليبه المتعددة؟

الشيخ الفحام:
أن الديانات السماوية ما جائت الا لأصلاح البشر و هداية النفوس عن طريق أقتناع العقل بأقامة الحجة البالغة ؛و القولة الصادقة و القدوة الحسنة . ومن هنا حدد القرآن الكريم منهج الدعوة فى الأسلام حيث يقول سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم : ( أدع الى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتى هى أحسن أن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله و هو أعلم بالمهتدين ) .
ولقد سلك المصطفى صلى الله عليه وسلم هذا المنهج القويم فدعا الى ربه بلين القول وصدقة ز و كان لعمله و خلقه الأثر البالغ فى أقناع الناس بدينه و الأيمان به حيث كان فيهم الأسوة الحسنة و القدوة الصالحة , قال تعالى : (فبما رحمة من الله لنت لهم و لو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك : فأعنف عنهم و استغفر لهم و شاورهم فى الأمر فاذا عزمت فتوكل على الله أن الله يحب المتوكلين ) كما أقام صلوات الله و سلامه عليه الحجة البالغة فى دعوة أهل الكتاب الى الأسلام و دعاهم بالحسنى الى دين الله الذى ارتضاه للناس كافة كما أمره ربه سبحانه وتعالى فى قوله : ( ولا تجادلوا الا بالتى هى أحسن ) و قوله : ( قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا و بينكم الا نعبد الا الله و لا نشرك به شيئا و لا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله فأن تولوا فقولوا أشهد بأنا مسلمون ) .

و الدعوة يجب أن تكون واضحة الهدف بينة الغرض ؛ فلقد كانت دعوة الاسلام كذلك هدفها هداية الخلق الى ربهم و عقد الصلة بين الناس و رب الناس ؛ و تحديد العلاقة بين العبد و ربه ؛ وبين المخلوق و خالقه يقول سبحانه على لسان رسوله صلى الله عليه و سلم : ( قل انما أنا بشر مثلكم يوحى الى أنما الهكم اله واحد فأستقيموا اليه و استغفروه وويل للمشركين ) . هذا هو منهج الدعوة الى الله

المحاور :
من أهم وسائل أعداء الاسلام بلبلة أفكار المسلمين ؛ و تمييع العقيدة فى نفوسهم و زعزعة الثقة فيما بينهم كما كان يفعل اليهود أيام رسول الله صلى الله عليه و سلم فهل وضع الأزهر خطة للقضاء على هذه الوسائل؟


الشيخ الفحام :

أن الصراع بين الحق و الباطل و الهدى و الضلال قائم ما بقيت الحياة ليميزالله الخبيث من الطيب ؛ و شأن اعداء الأسلام قديما و حديثا بعد أن عجزوا عن ان يزحزحوا المسلمين عن عقيدتهم سلكوا مسلكا رخيصا آخر فى محاربة الاسلام و هو الحرب النفسية عن طريق بلبلة الأفكار و نشر الشائعات قصدا الى تمييع العقيدة فى نفوس المسلمين و زعزعة الثقة فيما بينهم أنى لهم ذلك ؟ فقد حذرنا الله من مكرهم حيث يقول : ( يا ايها الذين آمنوا أن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد ايمانكم كافرين ؛ و كيف تكفرون و انتم تتلى عليكم آيات الله و فيكم رسوله ؛ ومن يعتصم بالله فقد هدى الى صراط مستقيم ) .

رحمك الله شيخ فحام رحمة واسعة و كأنك بيننا وكنت تعلم ما سيقوله السفهاء و تفند ما سيقولوه قبل أن يفعلوا!!!!!!!!!

المحاور :
بحكم وضعك السابق كشيخ للأزهر ؛ ما هى الأهداف التى كلنت تأمل ان تتحققها للأسلام من خلال منصبك هذا و لم تتحقق وما الوسيلة التى تراها لتحقيقها ؟

الشيخ الفحام :
لقد كان من أهم أهدافى التى بذلت فيها الجهد الكبير للعمل على تحقيقها ؛ هو تطبيق أحكام الشريعة الاسلامية و العمل بها ليتحقق العدل و الاخاء و المساواة بين الناس ؛ و لقد خاطبت المسؤليين رسميا فى هذا الشأن ؛ و كان موضع دراسة لديهم لم تر نتيجتها نور الحياة بعد ؛ و اليوم آمل أن يتحقق ما بداته حتى نأخذ مسارنا الطبيعى فى طريق الفلاح و النجاح الذى حدده خالق الوجود (( وان عذا صراطى مستقيما مستقيما فأتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) .


ثانيا : نشر اللغة العربية التى هى لغة القرآن ؛ و بتعليمها للشعوب الأفريقية و الأسيوية و الأوربية ينتشر الأسلام ؛ و كثيرا ما لمست فى بعض البلاد التى زرتها رغبة الكثير من أهلها تعلم اللغة العربية فكان من هدفى تخقيق ذلك .

ثالثا : أعدا مبعوث الازهر للخارج خلقيا و علميا ليكون صورة حقيقية للاسلام فيؤثر فيمن حوله ؛ كما أود ان يحيط مبعوث الأزهر بلغة البلاد التى يذهب اليها .

المحاور :
ما أهم العقبات التى كانت تعترض طريقك للأصلاح و البناء و انت شيخ للازهر ؛ و هل ترى بحساسيتك انها انتهت او مازالت موجودة؟

الشيخ الفحام :
لقد كانت من أهم العقبات التى صادفتها هو تنازع السلطات من جهة ؛ و الهروب من المسئولية عند المساءلة



المحاور :
تجتاح البلاد موجة عارمة من الانحلال فى الوقت الذى بدات فيه موجات أخرى من التدين تسرى فى صفوف بعض الشباب بنوعيه ؛ فما هى الوسيلة فى رأيك فى الحد من موجة الانحلال و دعم موجات التدين و تدعيم مسارها ؟

الشيخ الفحام :
معالجة الشباب المنحل يجب أن تكون بعرض مفاهيم الأسلام و بيان تعاليمه لهم عرضا ميسرا سهلا لا تشدد فيه ولا تعقيد ؛ و أرشادهم الى الصور المشرفة التى تجلت فى أخلاق المسلمين الأوائل . وكذلك تزويد المجتمعات المختلفة بالدعاة و الوعاظ فى المساجد و بيوت الثقافة و بين شباب الجامعات و المدارس ؛ و لقد سررت كثيرا حين ألتقيت ببعض شباب الجامعات فى ندوة دينية لهم ؛ فقد سررت من اتجاههم الدينى و رغبة الكثير منهم فى التزود من الثقافة الاسلامية و الوقوف على أسرار هذا الدين ؛ و حرصهم على حضور هذه الندوة بهذا العدد الكثير ؛ كما للأعلام دوره فىتربية شبابنا و الأتجاه بافكاره الى الصواب و الطريق المستقيم .
و لذلك يجب تنقية وسائل الأعلام من الصور الخليعة التى تثير الغرائز ؛ و منع الأفلام الرخيصة من دور العرض و التلفزيون.

المحاور:
ما رأيكم فى قانون تطوير الازهر و كيف يعالج وضع الأزهر ليعود لأصالته اذا كان هذا القانون قد عجز عن اداء الأصلاح المنشود.

الشيخ الفحام :

يهمنى أن أوضح أن الأزهر يجب أن يحتفظ بطابعه و بمستواه العلمى اللأئق به حتى تظل ثقة العالم فى الداخل و الخارج به كما هى ؛ ففى المراحل الأولى بالمعاهد الازهرية يجب أن يكون الطالب حافظا للقرآن الكريم كله
- كما كان قبل ذلك ؛ وان يكون الطالب على مستوى لائق بالاخلاق الأزهرية ؛ أما فى الكليات فيجب كذلك أن نحفظ الأزهر فى كلياته الثلاثة – اللغة العربية ؛ أصول الدين؛ و الشريعة ؛ وان نطبع كلياته الاخرى بطابع الأزهر ؛ و ذلك بتزويد طلابها بقدر لائق من العلوم الأسلامية بجانب علومهم التخصصية .

المحاور :
هيئة كبار العلماء كان لها دور ولو أنه كان محدودا – الا أنه كان افضل فى نظر الكثيرين من دور مجمع البحوث : هل من الممكن صياغة هيئة كبار العلماء من جديد على نسق يخدم الأسلام فقط و لا تكون أداة فى يد الحكام .

الشيخ الفحام :
يهمنى أن يمكن العلماء من أداء رسالتهم و ابداء ىرائهم فى أى صورة كانوا عليها دون تسلط من أحد عليهم.


المحاور :
ما رأيكم فى منصب شيخ الأزهر هل بقاؤه بالتعيين أفضل أم يجرى أنتخابه من العلماء ؟


الشيخ الفحام :

ان منصب شيخ الأزهر له جلاله و أحترامه و مكانته ؛ فيجب ألا يخضع للتيارات المختلفة و التى يكون لها أثرها على هذا المنصب و الواجب على علماء الأزهر الا يجعلوا هذا المنصب مركزا يتسابق عليه ؛ فالمسؤلية كبيرة و التبعية ثقيلة.


المحاور :
مرت على البلاد فترة سمح فيها للمبادئ الهدامة بالأنتشار و بالعمل ؛ بينما منع الدعاة الى الأسلام ح بل و عذبوا و امتهنوا ووقف الأزهر وقفة أقل بكثير مما كان ينتظر منه ؛ بل كان من علمائه من ساند الظلم و أفتى بشرعية أفعاله .

الشيخ الفحام :

الواجب على كل مسلم فى كل عهد و فى كل زمن أن يقول كلمة الحق و لا يخشى فى لومة لائم ؛ و أن ينفذ تعاليم الأسلام فى القضاء على الظلم و انكار المنكر ؛ لإان أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ؛ و يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (( من رأى منكم منكرا فليغيره بيديه ؛ فأن لم يستطع فبلسانه ؛ فأن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الايمان ؛ و لقد هلكت المجتمعات اليهودية و غيرها لأنهم (( كانو لايتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون )) وان مما خص الله به المؤمنين أنهم يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر .

المحاور :

نظم الحكم القائمة الآن فى العالم الأسلامى قائمة على القوانين و المبادئ المستوردة ما رأيكم ؛ و كيف نعيدها الى الطريق السوى؟

الشيخ الفحام :

أذا أردنا السلامة و أقامة العدل بين الناس فعلينا بكتاب الله و سنة رسوله نحتكم اليهما ففيهما الخير كل الخير للناس أجمعين قال صلى الله عليه و سلم : (( تركت فيكم ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدى ابدا كتاب الله و سنتى )) و يقول سبحانه (( وان هذا صراطى مستقيما فأتبعوه و لاتتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون )) . و الرأى فى هذه القضية هو العودة لكتاب الله و سنة رسوله .




وبعد رغم فضح كل مايطلقوه من أكاذيب بلا حياء مدعين الصدق ,لا نملك الا حسبى الله ونعم الوكيل , صدقت شيخ الفحام فيما أسلفت ذكرا , لايملك أعداء الاسلام الا هذا المسلك الرخيص و الدنئ لزرع الفتن لنشر عقائدهم الفاسدة و لو كان لهم منهج صادق لأتبعوه, واللهم أشهد بأنا مسلمون.

غير معرف يقول...

الفصل الأول: النبي في الفكر الغربي
"إن كان لهذه الأمة ولنبيها  عدو من المجرمين في زماننا هذا كما أخبرت الآية، فمن يمكن أن يكون هذا العدو غير الغرب؟!"؟؟؟؟؟؟ النبي في الفكر الغربي
شهدت الفترة الماضية ارتفاع نبرة المواجهة مرة أخرى بين العالم الإسلامي من ناحية، وبين أوروبا وأمريكا من ناحية أخرى فيما يتعلق بالهجوم على شخص النبي محمد . ورغم أن هذا الهجوم تكرر كثيراً خلال الأعوام الماضية، وبصور متعددة، إلا أنَّ العالم العربي والإسلامي لا يزال مصراً على التعامل مع كل حالة من تلك الحالات التي يهاجم فيها خير البشر، وكأنها حالة منعزلة وفردية، ويجب أن تعامل في هذا السياق. يغيب عن الكثير من أبناء الأمة أن الموقف الفكري الغربي من النبي - صلوات ربي وسلامه عليه - كان دائماً موقفاً عدائياً، وإن اختلفت صور التعبير عن هذا العداء.
إن مـن يهاجـمون النبي  لا يجهـلون مـن هو، بل يعرفونه حق المعرفة. ألم يخبرنا الحق - سبحانه وتعالى - أنهم يعرفونه كما يعرفون أولادهم؟ ألا نقرأ في القرآن {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}؟ [البقرة: 146]، وهي تدل بوضوح أن علماء وقادة أهل الكتاب يعرفون محمداً  وهي معرفة حقيقية ومستمرة كما تدل الآية الكريمة. أخبرنا - سبحانه وتعالى - كذلك أن هذه المعرفة جاءت من كتبهم وليس فقط من اطلاعهم على أحداث العالم أو اهتمامهم بالإسلام، فقد قال - تعالى - : {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ} [الأعراف: 157 ]. ولا شك أنهم يعرفون النبي وهم يهاجمونه.
فليس من المتوقع أن البابا مثلاً لا يعرف من هو محمداً. إننا نفترض أنه إِنْ كان البابا (بينديكيت) السادس عشر الذي هاجم نبي الإسلام مؤخراً في شهر سبتمبر من عام 2006م مطلعاً على الإنجيل، ومهتماً بالحوار بين الثقافات والأديان، ومعاصراً لزماننا ... وهو بلا شك كل ذلك، فهو يعرف محمداً  حق المعرفة، ولا يُعذر بجهل أو بخطأ، ومثله الكثير ممن تهجموا على نبينا طوال الأعوام الماضية.
هل حقاً يكرهون النبي؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ إن الهجوم على شخص النبي  لا يعني بالضرورة كراهيته. ولكننا في حالة الموقف الغربي من رسول الله نلاحظ أنَّ الكراهية هي سمْتُ الكثير من المواقف التي تصدر عن المفكرين ورجال الدين الغربيين؛ بل والسياسيين والإعلاميين أيضاً في الآونة الأخيرة. {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [الصف: 8 ].
إن أدلة الكراهية في المواقف الغربية كثيرة. فهذا الكاتب الأمريكي (جورج بوش)، وهو جد الرئيس الأمريكي الحالي يقول في كتابه المعني (حياة محمد مؤسس الدين الإسلامي ومؤسس إمبراطورية المسلمين)، وهو - كما يقول ناشره -: كتاب يقرب من أن يكون وثيقة، ويمثل واحداً من أهم مصادر الكراهية الأمريكية للإسلام، التي يغذيها تيار أصولي قديم النشأة، يدعي أن العرب مجرد أعراق منحطة ومتوحشة، يستحقون الإبادة كما حدث للهنود الحمر. يقول المؤلف في الكتاب: ما لم يتم تدمير إمبراطورية السارزن (أي: المسلمين)، فلن يتمجد الرب بعودة اليهود إلى وطن آبائهم وأجدادهم( ). يرى هذا المؤلف الإسلامَ مجرد بلاء جاء به (الدعي) محمد، ساعد الرب على انتشاره، عقاباً للكنيسة التي مزقتها خلافات البابوات بهرطقاتهم التي بدأت في القرن الرابع الميلادي.
ومن الأساطير التي نشرت عن النبي محمد (في القرون الوسطى) تلك القائلة: إنه ساحر كبير، استطاع عن طريق السحر والخداع تحطيم الكنيسة في أفريقيا وفي الشرق، وأنه سمح بالدعارة والفسق، لكسب مزيد من الأتباع( ).
موقف الحضارات الأخرى:
اهتمت حضارات العالم بمعرفة أحوال المسلمين، وأخبار نبيهم، وفتوحاتهم، لما لهذه الأخبار من آثار على الواقع العالمي منذ انتشر الإسلام. واتخذت بعض هذه الحضارات مواقف متعاطفة مع الإسلام كما حدث مع نجاشي الحبشة، بينما اتخذت حضارات أخرى كالصين والهند مواقف محايدة في ذلك الوقت، وتبنّى الفرس والروم والبيزنطيون فكرة المواجهة مع العالم الإسلامي.
ورغم أن بعض الحضارات حاربت المسلمين، إلاّ أنّ معظم تلك الحضارات لم تحتفظ بتراث من الكراهية تجاه نبي الإسلام مثلما احتفظت به دويلات أوروبا وكنائسها. إن مـن الملفـت للنـظر أن العـداء المسـيحي للإسـلام وللنـبي  خـارج أوروبـا الغربية لم يتحول إلى كراهية تاريخية، يتم الاحتفاء بها وتأكيدها في المناسبات الدينية وعلى حوائط الكنائس والأديرة، كما حدث في أوروبا الغربية.
فلم تنتـشر في أديـرة الكـنائس الأورثوذوكسـية مـثلاً رسـوم تبث كراهـية الإسلام أو نبيه ، ولا نجد في التراث المكتوب لهذه المذاهب الكنسية هذا الكم الملحوظ من الكراهية للنبي الذي نجده فيما دُوِّن في أوروبا الغربية من كتابات.
ولم تهتم الحضارة الإسلامية طوال فترات ازدهارها أو حتى خلال فترات انحطاطها بكراهية أية رموز لأديان أو حضارات أخرى، ولا يوجد في التراث الإسلامي أية كتابات كراهية عن رموز الأديان الأخرى كما نجد في التراث الغربي المتوفر. بل إن الغريب أن التراث الغربي لا يوجد به أمثلة أخرى من الاحتفاء بكراهية أي شخص على مر القرون العشر الماضية بخلاف النبي الكريم .
إن ما حدث في الغرب على مدى الألف عام الماضية من الاحتفاء بكراهية خير خلق الله هو ظاهرة مرضية، لم يشارك الغربَ فيها أيُّ من الحضارات التي تواجدت خلال الفترة الزمنية نفسها، وهي ظاهرة تستحق التوقف عندها وتحليلها اجتماعياً وفكرياً للوقوف على أسبابها، ووضع السبل الكفيلة بالحد منها وعلاجها.
قصور في الفهم:
يلقي البعض اللوم على الأمة الإسلامية لتخاذلها وضعفها من ناحية، أو لتكرار حوادث العــنف التي تتـبناها بعض فصائل الأمة تجاه الغرب. يرى البعض أن ما يسمى بـ (الإرهاب الإسلامي) هو سبب هجوم الغرب على الإسلام وعلى نبي الإسلام.
نسأل هؤلاء: وهل كان الغرب يمدح النبي ، أو حتى يسكت عن إيذاء شخصه الكريم وإهانته، عندما كانت الأمة الإسلامية في حالة وفاق وسلام تام مع دول الغرب؟ إن الغرب لم يتـوقف عـن الهـجوم على رسول الإسلام طوال القرون الماضية، وهو موقف عام لم يشذ عنه إلا القليل من المفكرين والمتدينين.
يرى البعض الآخر أن الهجوم على الإسلام أو على نبيه الكريم ليس إلا حالات فردية لمن يبتغون الشهرة، أو من يحملون أحقاداً على الإسلام. ويقوم هؤلاء بسرد بعض النقولات التاريخية أو المعاصرة لمفكرين غربيين يمدحون شخص النبي، ويعتبرون أن وجود هؤلاء يقدح في فكرة وجود عداء فكري عام في الغرب تجاه الإسلام، أو شخص الرسول الكريم.
الحقيقة أن الاستشهاد ببعض الأقوال - مع حذف السياق التاريخي لها - يمكن أن يكون مقنعاً بوجود إعجاب من بعض المفكرين الغربيين بشخصية النبي .
لكن ما يغيب عن هذه الرؤية، ويعيبها أيضاً، أن الفكر الغربي يتحرك وفق مجموعة من المسلَّمات الأساسية التي تخالف بقوة الدعوة المحمدية في المبادئ والمسلَّمات، وبالتالي فإن الأصل في العلاقة الفكرية بين الغرب وبين الإسلام لم يكن يوماً مّا التوافق؛ وإنما كانت العلاقة دائماً من النواحي الفكرية تميل إلى المواجهة وعدم الاتفاق. ويجب هنا أن نفصل بين أمرين: الأول: هو العلاقات بين الشعوب، والتي كانت في كثير من الأحيان تميل إلى السلام والوئام، وكذلك العلاقات السياسية التي تتبدل وتتغير وفق المصالح.
أما الأمر الثاني: فهو الرؤى الفكرية تجاه النبي، والتي لم تتغير كثيراً في الغرب منذ بعثة النبي  وحتى التاريخ المعاصر، وكانت في مجملها رؤى ومواقف معادية وصدامية.
إن الأحكام الفكرية لا بد أن تنطلق من الرؤى المشتركة والمستمرة عبر فترات زمنية طويلة، ولا تقاس على ما شذ من الأقوال أو الأفكار. والغرب عبر تاريخه الطويل من المواجهة الفكرية والدينية مع العالم الإسلامي كان دائماً يميل إلى الطعن في شخص النبي، وهو ما لم يتغير عبر قرون طويلة من العلاقة مع الغرب، ولذلك أسباب سيأتي بيانها في هذا الكتاب.
الغرب كيان فكري واحد:
إن من المهم قبل دراسة الموقف الفكري الغربي من النبي  أنْ نؤكد أنّ الغرب ليس كياناً واحداً فيما يتعلق بالسياسات وطبائع الشعوب، ومواقف الدول من العالم العربي والإسلامي. كما أن الغرب ليس كياناً واحداً فيما يتعلق باهتماماته الدينية ومدى اقترابه أو ابتعاده عن دعوة ورسالة نبي الله عيسى - عليه السلام -. فليس كل الغرب متديناً وليس كل الغرب علمانياً أيضاً، وهناك فوارق كبيرة بين المدارس والمذاهب الدينية المختلفة داخل المسيحية في الغرب. كما أننا ندرك أن المتدينين في أمريكا وأوروبا ليسوا جميعاً من أتباع كنيسة بعينها، أو من أتباع الدين المسيحي بالضرورة.
لقد أظهر التاريخ والنقولات عن فلاسفة الغرب ومفكريه أحياناً، تبايناً في المواقف والرؤى حول نبي الإسلام ، وحول دور الإسلام في الحضارة البشرية. بعض هذه الأقوال والأفكار كان إيجابياً للغاية، وبعضها الآخر كان يعبر عن كراهية لا حد لها. والأمثلة في ذلك كثيرة.
ففي نظرة المفكر الألماني (هيجل) للإسلام مثلاً، في كتابه المتميز (دروس في فلسفة التاريخ)، يصف الإسلام بعبارات شاعرية رقيقة كان منها: الإسلام هو: "ثورة الشرق التي حطمت كل خصوصية وتبعية، تنير وتطهِّر الروح، جاعلة من الواحد الأحد شيئاً مطلقاً، ومن الوعي الذاتي الصافي، ومن علم هذا الواحد الأحد النهاية الوحيدة للحقيقة. إن حماسة المسلمين هذه كانت قادرة أيضاً على كل نوع من السمو. وهذا السمو المحرر من كل الحسابات الدنيئة ممزوج بكل فضائل كبر النفس والبسالة"( ).
في المقابل، وبناءً على الدراسة التي قامت بها الباحثة (مارلين نصر) عن صورة العرب والإسلام في الكتب المدرسية الفرنسية، الصادرة عن مركز دراسات الوحدة العربية عام 1995م، نجد أن المناهج التربوية الفرنسية تقدم العرب والمسلمين باعتبارهم المتمردين والنهّابين والمخربين والسفاحين ، ولا تأتي على ذكر أية صفة من صفاتهم الإيجابية المعروفة.
وفي الأدب الفرنسي مثلاً... نرى أن صفات العرب تظهر في العصور الوسطى باعتبارهم كفاراً وأعداءً وخونةً وغزاة، وفي الأدب الاستشراقي نجدهم يسرقون التجار، وكثيراً ما يقتلونهم ، و هم في الأدب المعاصر أذلاء خائفون ومتّهمون بالتأخر( ).
إننا لا ننكر هذا التباين الفكري أحياناً، ولا نحاول أن نغفله من هذه الدراسة، ولكننا نبحث عن السمات المشتركة والمتكررة في هذا الفكر عبر تاريخ العلاقة الذي تجاوز الألف عام. فرغم كل هذا التباين والاختلاف في السياسات والطبائع والتوجهات، إلاَّ أن الغرب على مر تاريخه يكاد يكون كياناً واحداً، عندما يتعلق الأمر بالجوانب الفكرية المتعلقة بعلاقاته مع الحضارات الأخرى والديانات التي تختلف عن ديانات الغرب.
فرغم تعدد المدارس الفلسفية والفكرية في الغرب، إلا أن هناك قدراً مشتركاً وواضحاً من المفاهيم الفكرية الأساسية عندما يتعلق الأمر بالرؤى المقابلة حول مستقبل البشرية وهدف الإنسان من الحياة على الأرض. لذلك فإن من الممكن أنْ يتم الحديث عن الغرب بوصفه كياناً واحداً عندما يتعلق الأمر بالرؤى الفكرية الغربية حول العلاقة مع الحضارات الأخرى.
وسوف تتعامل هذه الدراسة مع الغرب ككيان فكري واحد من ناحية المنطلقات الأساسية للحضارة الغربية وعلاقتها بالحضارات والأديان الأخرى، والمبادئ التي قامت هذه الحضارة عليها، وعلاقة ذلك بموقف الغرب من النبي .
عدواً من المجرمين:
يكاد الغرب فكرياً أن يجمع على موقف موحد من نبي الإسلام، وهو موقف ليس إيجابياً بل هو موقف معادٍ بالمجمل، ولا يمكن تفسيره إلا من خلال تجديد النظرة وطرق البحث عن أسباب ذلك العداء الـْمَرَضي غير المبرر.
إن استقراء ومتابعة التاريخ يؤكد وجود تراث يقارب ألف عام من العداء بين الغرب، ونعني به هنا الكنيسة الأوروبية الغربية وصناع القرار وكذلك التيارات الفكرية غير الدينية، وبين الإسلام والمسلمين، ونبيهم . فلم يحدث في تاريخ البشرية، وفي الغرب تحديداً، أنْ استمرّ العداء تجاه أي شخص بمثل هذه الحماسة والاستمرار المتجدد، والصور المختلفة الملفتة للنظر.
لماذا يكرهون محمداً - صلوات ربي وسلامه عليه - إلى هذه الدرجة؟ سؤال يشغل أذهان الكثيرين من أبناء الأمة، وهم يستمعون مؤخراً إلى بابا الكنيسة الكاثوليكية وهو يجدد الهجوم على شخص النبي، مستهلاً بذلك فترة رئاسته لكرسي البابوية، ومحدداً من خلال كلماته النهج الذي يمكن أن نتوقعه من هذا الرجل خلال الأعوام المقبلة، فيما يتعلق بعلاقة الكنيسة الكاثوليكية مع العالم الإسلامي والشعوب المسلمة.
لقد أخبر الله - تعالى - في كتابه العزيز أن سنته الماضية أن يُخرِجَ لكل نبي عدواً من المجرمين، يقاوم دعوة ذلك النبي ويحاربها.
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً} [الفرقان : 31 ].
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} [الأنعام : 112].
وقد حدث هذا مع كل الأنبياء الذين أَطَلعنا الله - تبارك وتعالى - على سيرهم، وما تعرضوا له من ابتلاءات، وكذلك كان الأمر في حياة نبي الأمة - صلوات الله وسلامه عليه -.
وبما أن دعوة المصطفى  باقية ما بقي الليل والنهار، ومتجددة مع كل إشراقة شمس، فليس من الغريب أن يكون عدو هذا النبي الكريم ممتداً أيضاً ومستمراً. ومن يتابع تاريخ الإسلام وعلاقات الأمة الإسلامية الدولية يلحظ أن عداء الكنيسة الأوروبية للنبي  استمر منذ بداية الدعوة، وحتى أيامنا هذه.
الغريب أن هذا العداء متجدد، ويزداد كراهية وعنصرية حتى مع اهتمام المسلمين بالحوار والتوازن مع الآخرين. فهل من الممكن أن يكون السياق القرآني الوارد في الآية الكريمة {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً} [الفرقان: 31] منطبقاً على تلك الكنيسة وعلى الغرب بوجه عام بصفته العدو المستمر لهذا الدين المستمر أيضاً؟
إنْ كان لهذه الأمة ولنبيها عدوٌ من المجرمين - كما أخبرت الآية - في زماننا هذا، فمن يمكن أن يكون هذا العدو غير الغرب؟ لا أقصد هنا بالضرورة شعوب الغرب، ولكنني أقصد تحديداً طائفة صناع القرار، والكثير من القيادات الدينية المتطرفة في الغرب، والعديد من وسائل الإعلام غير الموضوعية وغير المحايدة.
فعلى المستوى الديني، لم يبلغ الفكر المتزمت في أي دين من الأديان إطلاقاً درجة التنظيم والاضطهاد التي عرفتها محاكم التفتيش الأوروبية الكنسية في مواجهة الإسلام. وقد أظهر هذا التزمت نفسه من خلال الإصرار على معاداة نبي الله بكل الصور الفكرية والثقافية الممكنة. إن اللوحات التي تزين الأديرة والكنائس الأوروبية القديمة التي تصور العداء لنبي الإسلام، إنما تعكس امتداد هذا التزمت والعداء الفكري إلى درجة الاحتفاء به، والتعبير عنه في أكثر الأماكن قداسة في نظر أنصار ذلك الفكر، وهي الأديرة والكنائس. إن طبيعة تجدد العداء من الغرب تجاه نبي الإسلام توحي أن هذا العداء يعبر عن نوع من الإجرام الحقيقي في مواجهة أمة الإسلام. وإلا فكيف يمكن أن يفسر أن تزين بعض كنائس أوروبا بلوحات ورسومات لنبينا محمد وهو - كما يدعون - يعذب في نار جهنم، وأن تبقى هذه اللوحات في مكانها في أكثر من كنيسة خاضعة لسلطة الفاتيكان، ولم تلمسها يد، ولم يحاول تغيير ذلك أحد من دعاة التسامح والحوار طوال عشرات السنين، وحتى الآن؟
كيف يُفسَّر أن يُوضَع في كنيسة أوروبية في عاصمة الاتحاد الأوروبي تمثال مهين لنبي الأمة وهو مطروح أرضاً، تدوسه أقدام ملائكة تعلن انتصار المسيحية على الإسلام؟ وكيف إذا كان هذا التمثال ليس في الكنيسة فقط بل هو في محرابها؟ أيْ أنه يُرى ويُشاهَد من كل من يزور الكنيسة للعبادة أو السياحة أو غيرهما. ألا يدل هذا على الإجرام الذي وصفته الآية في الحديث عمّن يعادون نبي الأمة؟
إن نوع الاتهامات والإهانات المتكررة التي تلصق بنبي الله  من قبل الحمقى من الغرب لا تدل إلاَّ على صفة واحدة في هؤلاء، وهي الصفة التي وصفهم بها رب العزة والجلال؛ إنها صفة الإجرام. ومن المهم أن نسميَ الأشياء بمسمياتها الصحيحة والحقيقية لننجح في الحوار والتعايش مع الآخرين.
إنهم لا يعتذرون !
عندما أساء البابا (بينديكت) السادس عشر مؤخراً للعالم الإسلامي أجمع بإهانته لرسول الله، طالبه الجميع بالاعتذار. حتى بعض وسائل الإعلام الغربية التي لم يعرف عنها التعاطف مع الإسلام طالبته بالاعتذار.
لقد كتبت صحيفة (نيويورك تايمز) في افتتاحية عدد يوم السبت 16 سبتمبر 2006م مطالبة البابا باعتذار وصفته بأنه يجب أن يكون: "عميقاً ومقنعاً". وعقبت قائلة في نفس الافتتاحية: "إن العالم يستمع باهتمام لكلمات أي بابا، وإنه من الخطير والمؤلم أن ينشر أحد مّا الألم، سواء عامداًَ أو غير مكترثٍ. إن البابا بحاجة إلى أن يقدم اعتذاراً عميقاً ومقنعاً ليبين أن الكلمات يمكن أيضا أن تشفي الجراح". فهل اعتذر البابا؟
نقلت قناة (البي بي سي BCC) عبر موقعها الإلكتروني البيان الذي أصدره البابا (بينديكت) السادس عشر، والذي يقول فيه بالحرف الواحد: "إن البابا المقدس (آسفٌ جداً) أنّ بعض فقرات خطابه قد بدت وكأنها تهاجم مشاعر المسلمين". وعقّب قائلاً: "إنه يحترم الإسلام ويأمل أن يتفهم المسلمون المعنى الحقيقي لكلماته". لم يعتذر البابا، وإنما اتهمنا نحن بقلة الفهم؛ بل ويطالبنا أن نقبل بما قال! وذكر أنه يحترم الإسلام، ولكنه بالمقابل لم يذكر نبي الإسلام، أو يعتذر عما قاله في حقه ، بل تعمد تجاهل إهانته للنبي بكلماته الجارحة على مسمع من العالم أجمع، فأين هو الاعتذار؟
إن البابا يقول: إنه (آسفٌ جدَّاً) أن عباراته بدت وكأنها هجومية، ولكنه لم يعتذر عن هذه العبارات، أو يشرح لنا كيف يمكن ألا تكون هجومية؟! هو فقط آسف جداً لما حدث! فأين الاعتذار؟ ومن قال أننا - في هذا المقام -: نهتم لمشاعره، أو نعيرها أدنى اهـتمام؟! إن البـابا يسـتخدم حِـيل الإعـلام المعروفـة في التـهرب مـن مـواجـهـة النفس، أو مواجهة من أساء إليهم بطرق إعلامية ملتوية وعبارات فضفاضة، ولا يليق برجل دين في مكانته وقدره لمن يعتنقون دينه أن يفعل ذلك. إن كان قد أخطأ في وصف نبي الأمة الإسلامية بأنه لا يأتِ إلا بالشر، فلماذا لم يعتذر عن ذلك بوضوح؟ إنه يعالج الإهانة الأولى التي جرحت كرامة كل مسلم بإهانة ثانية تفترض في كل المسلمين الغباء أيضاً.
إن هذا الأمر متكرر في المواقف الغربية تجاه العالم الإسلامي. فبعد أزمة الرسوم المسيئة عن نبي الإسلام، ومطالبة الجميع لرئيس الوزراء الدانماركي بالاعتذار باسم الحكومة الدانماركية وعدم الإصرار على تصعيد الأزمة، حاور رئيس تحرير صحيفة (الأهرام ويكلي Ahram weekly) المصرية التي تصدر باللغة الإنجليزية رئيس الوزراء الدانماركي، وحثه على الاعتذار لإنهاء الأزمة، فما كان من رئيس الوزراء إلا أن رد قائلاً: "يسعدني أن أقدم هذا التصريح بشكل مكتوب إلى قرائكم، ولكنك تدرك بلا شـك أنه لا الحكومة ولا شعب الدانمارك يمكن اعتبارهم مسئولين عمّا تم نشره".
إننا لا يجب أن نستجدي أو نطالب ذلك الشخص أو هذا البابا أو غيرهم أن يعتذروا، فهم يتحدثون بما يجول في خاطرهم، ويؤكدون مواقفهم التي تكررت طوال الأعوام الماضية في الهجوم على الإسلام . إننا فقط نطالبهم ألا يستغفلوا أو يستهينوا بهذه الأمة، فهي تنهض من جديد، وهم يلعبون بالنار، ولن يشادَّ هذا الدين أحدٌ إلا غلبه، والله غالب على أمره، ولو كره البابا ومن هم على شاكلته.
إننا نطلب من قادة الغرب أيضاً، سواء من مفكرين أو علماء دين أو ساسة أو مثقفين، أنْ يكفوا شرورهم وألسنتهم عن أمتنا إن أرادوا لهذا العالم القليل الباقيَ من السلام والتعايش، أما استثارة هذه الأمة بهذا الشكل المتكرر فإن نتائجه ستكون وخيمة على الجميع، وأول من سيعاني منها هم من اختاروا الاستهزاء بنبي الأمة، رمز عزتها وطهارتها وحبها للسلام.

غير معرف يقول...

((((((((((((((((((((((((((((((((((((((الصلاة المسيحية)))))))))))))))))

يوسف عبد الرحمن

أخي القارىء الكريم ان من يتأمل في صلوات المسيحيين التي يؤدونها في كنائسهم سيجد أنهم فيها ليسوا على شيىء من دين المسيح ألبته طبقاً للآتي :

أولاً: لا يشترطون الطهارة في الصلاة :

مع ان الاغتسال والوضوء للصلاة هي من العبادات الواردة في كتابهم المقدس كما في [ سفر الخروج 40 : 30 ] إلا انهم لا يفعلونها ، فلا حرج على المسيحي ان يصلي لله ويتجه إليه بالنجاسة والجنابة .

ثانيا : يتجهون في صلاتهم إلى جهة المشرق :

من المعلوم ان الأمة المسيحية وعلى الأخص منهم الأرثوذكس تصلي إلى مشرق الشمس وهي تعلم أن المسيح عليه السلام لم يصل إلى المشرق أصلاً ، وإنما كان يصلي إلى قبلة بيت المقدس ، وهي قبلة الأنبياء قبله ، وبعد المسيح بزمن طويل حول النصارى جهات كنائسهم نحو المشرق بدعوى أن المشرق مصدرالنور ! تماماً كما يفعل بعض الوثنيين ، ولأن المسيح عليه السلام سوف ينزل من جهة المشرق . . إلى غير ذلك من التعليلات الواهية .

ثالثاً : التصليب عند بدء الصلاة :

نجدهم يصلبون على وجوهم وصدورهم عند الدخول في الصلاة والمسيح عليه السلام بريء من ذلك ولم يفعل هذا الأمر بتاتاً وإلا فليأتوا لنا بنص شرعي من الاناجيل الاربعة ان المسيح كان يصلب على وجهه عند دخول الصلاة !

رابعا : عدم السجود لله في الصلاة :

من المعلوم أن السجود هو عبادة لله سبحانه وتعالى والسجود من سنن الأنبياء الكرام بمن فيهم المسيح عليه السلام . . .

والدليل على ذلك [ المزامير 59 : 6 ] ، [ سفر يوشع 5 : 14 ] ، [ الملوك الأول 18 : 42 ] ، [ العدد 20 : 6 ] ، [ التكوين 17 : 3 ] ، [ تكوين 22 : 5 ] ، [ رؤيا 19 : 4 ] ، [ متى 26 : 39 ] ، [ متى 4 : 10 ] إلا ان الأمة المسيحية لا تفعل هذه العبادة العظيمة لله سبحانه وتعالى الواردة في كتابهم المقدس ، بل نجدهم يضعون الكراسي للمصلين في كنائسهم وكأنهم في مسرح للسينما ، وهذا من تلاعب الشيطان والعياذ بالله .

خامساً : رفع الصور والاتجاه إلى تمثال المسيح وأمه أثناء الصلاة :

وهذا الأمر هو تماماً كما يفعله الوثنيون في صلواتهم . والعياذ بالله فإنك لاتجد ديراً أو كنيسة من كنائسهم تخلوا من صورة أو تمثال لمريم والمسيح عليهما السلام .

وإذا زرت كاتدرائية القديس بولس في لندن أو كنيسة القديس بطرس في روما ، فإنك لا تكاد تفرق بينهما وبين معبد ( سومناث ) في الهند من كثرة التماثيل !

سادسا : لا يخلعون احذيتهم وهم يؤدون الصلاة في الكنائس مع أن الأمر بخلع الحذاء أو النعال في المكان المقدس قد ورد في سفر الخروج [ 3 : 5 ] .

سابعاً : نجد أن نساؤهم يصلين في الكنائس وهن مكشوفات الرأس مع أن الأمر بتغطية الرأس أثناء الصلاة قد ورد في كتابهم المقدس في الرسالة الاولى إلى كورنثوس [ 11 : 5 ] : (( كل امرأة تصلي أو تتنبأ ورأسها غير مغطى فتشين رأسها لأنها والمحلوقة شيىء واحد بعينه . إذ المرأة إن كانت لا تتغطى فليقص شعرها . . . )) ( ترجمة فاندايك )

وفي الرسالة الأولى إلى كورنثوس أيضاً [ 11 : 13 ] : (( أحكموا في أنفسكم : هل يليق بالمرأة أن تصلي إلى الله وهي غير مغطاه ؟! )) . ( ترجمة فاندايك )

ثامناً : نجد أن نساؤهم في الكنائس يرفعون اصواتهم بالغناء والترانيم والصلاة الجماعية مع أن الأمر بالصمت والسكوت لهن في الكنائس قد جاء في الرسالة الأولى إلى كورنثوس [ 14 : 34 ] :

(( لتصمت نساؤكم في الكنائس لانه ليس مأذونا لهنّ ان يتكلمن بل يخضعن كما يقول الناموس أيضا. ولكن ان كنّ يردن ان يتعلمن شيئا فليسألن رجالهنّ في البيت لانه قبيح بالنساء ان تتكلم في كنيسة )) . ( ترجمة فاندايك ) ، وبحسب ترجمة كتاب الحياة : (( عار على المرأة أن تتكلم في الجماعة )) .

وقد قال لي أحد النصارى أن هذا الأمر كان لأهل كورنثوس فقط فقلت له إذن موعظة الجبل كانت للحواريين فقط !

ولا تجدي تبريرات النصارى في هذا النص الواضح لأنه : (( عار على المرأة أن تتكلم في الجماعة )) . ولأن الأمر في النص لجميع كنائس القديسين فهو يقول بحسب الترجمة الكاثوليكية : (( ولتصمت النساء في الجماعات ، شأنها في جميع كنائس القديسين ، فإنه لا يؤذن لهن بالتكلم . وعليهن أن يخضعن كما تقول الشريعة أيضاً )) . ( الترجمة الكاثوليكية / دار المشرق / طبعة ثالثة 1994 )

تاسعا : يصلون ويتعبدون لله بالآلآت الموسيقية مع انه لا يوجد بالإنجيل ان المسيح وتلامذته فعلوا هذا الأمر ، بل هي بدعة دسها بولس في رسالته إلى أهل أفسوس 5/19، "بمزامير وتسابيح وأغاني روحية مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب " فالمسيح لم يصلِ لا بمزامير ولا بأغاني ولا بتراتيل، ولا بأي آلة طرب .

ان الصلاة المسيحية لا تعدو أن تكون مجرد تراتيل وأناشيد وضعت من أناس غير معصومين ، لم يضع فيها المسيح حرفاً واحداً، يرتلونها وقوفاً على أنغام آلات الطرب مثل البيانو أو الأورج الذي لم يكن معروفاً البتة لدى المسيح !

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ،،???????????????????==================================================================((((((((((((((((??مكانة المرأة في الكتاب المقدس))))))))))))))

يوسف عبد الرحمن

1كورنثوس 14 : 34 " لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُوناً لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضاً. وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئاً فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ ". ( ترجمة فاندايك )

وفي الترجمة الكاثوليكية هكذا النص : " ولْتَصمُتِ النِّساءُ في الجَماعات، شَأنَها في جَميعِ كَنائِسِ القِدِّيسين، فإِنَّه لا يُؤذَنُ لَهُنَّ بِالتَّكلُّم. وعلَيهنَّ أَن يَخضَعْنَ كما تَقولُ الشَّريعةُ أَيضًا .فإِن رَغِبْنَ في تَعَلُّمِ شَيء، فلْيَسأَلْنَ أَزواجَهُنَّ في البَيت، لأَنَّه مِن غَير اللاَّئِقِ لِلمَرأةِ أَن تَتَكلَّمَ في الجَماعة ".

والمقصود بعبارة : (( كما تقول الشريعة )) أو (( كما يقول الناموس )) هو ما جاء في تكوين 3 : 16 من ان الرب جعل الرجل متسلطاً على المرأة فقال : " وَقَالَ لِلْمَرْاةِ : تَكْثِيرا اكَثِّرُ اتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ اوْلادا. وَالَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ ". أي يتسلط عليك .

وعبارة : " شَأنَها في جَميعِ كَنائِسِ القِدِّيسين ". تفيد عمومية الطلب خلافاً لما ذهب إليه البعض من أن هذه الأوامر هي للمؤمنين في كورنثوس فقط ..

وفي1تيموثاوس 2 : 12 _ 14: " وَلَكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ، لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلاً ثُمَّ حَوَّاءُ، وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي ". ( ترجمة فاندايك )

في هذا النص يؤكد بولس على سكوت المرأة وخضوعها وعدم قيامها بالتعليم لعدة أساب :

1) لأن آدم جبل أولا ثم حواء أي السيادة للرجل وليس للمرأة .

2) لأن المرأة أغويت أولا من قبل الشيطان ، فالمرأة تستطيع بمشاعرها أن تعلم تعاليم خاطئة إذ تستطيع استمالة الرجال أيضاً وهذا ما حدث في كنيسة ثياتيرا ( رؤيا يوحنا 20:2 ) وكما حدث مع ألن هوايت نبيّة السبتيين .

3) لأن مجال المرأة هو في تعليم أولادها في البيت أو في مدارس الأحد ( التعليم المسيحي للأطفال) 1 تيموثاوس 15:2 .

ويأكد المفسر المسيحي متى هنري هذا المعنى في تفسيره لما جاء في 1 كورنثوس 14 : 34 فيقول :

هنا يلزم الرسول النساء بالآتي :

1) أن يصمتن في الاجتماعات العامة ، إذ لا يجب أن يسألن عن أي معلومة في الكنيسة بل يسألن أزواجهن في البيت . ويعد هذا حقيقته إشارة إلى أن النساء كن يصلين ويتنبأن أحياناً في اجتماعات الكنيسة ( 1 كو 11 : 5 ) . ولكنه هنا يمنعهن عن أي عمل عام ، حيث أنه غير مسموح لهن أن يتكلمن في الكنيسة (عدد 34 ) ، كما لا يجب السماح لهن بأن يعلمن في الجماعة ، ولا حتى يسألن أسئلة في الكنيسة ، بل يتعلمن في صمت .

أما إذا واجهتهن الصعوبات (( فليسألن رجالهن في البيت )) . وكما أن واجب المراة ان تتعلم في خضوع ، فمن واجب الرجل أيضاً أن يمارس سلطانه ، بأن يكون قادراً على تعليمها ، فإن كان قبيحاً بها أن تتكلم في الكنيسة ، حيث يجب أن تصمت ، فقبيح بالرجل أن يصمت حينما يكون من واجبه أن يتكلم ، عندما تسأله في البيت .

2) يختم الرسول بأنه قبيح بالمرأة أن تتكلم في الكنيسة فالقباحة أو العار هنا انعكاس غير مريح للذهن على شيء تم فعله بدون لياقة ، وأي شيء لا يليق أكثر من أن تترك المرأة مكانها ، إذ أنها خلقت لتخضع للرجل ، وعليها الاحتفاظ بمكانها وترضى به . انتهى كلامه .

يقول الدكتور. كـ كامبل :

" في الكتاب المقدس ستة وستون سفراً جميعها كتبت بواسطة رجال. والله لم يختر امرأة واحدة لكتابة جزء واحد من فصول هذا الكتاب. كذلك لم يسمح لامرأة من سبط لاوي أن تتقلد كهنوتية للخدمة في خيمة الاجتماع أو في الهيكل في العهد القديم. أيضاً لم يختر الرب امرأة واحدة بين الإثني عشر رسولاً الذين كانوا جميعاً رجالاً. وبالإضافة إلى هؤلاء الإثني عشر أرسل الرب سبعين آخرين ولم نسمع عن أي منهم كان من النساء. وفي أعمال 6 انتخب سبعة رجال مشهوداً لهم ومملوئين من الروح القدس والحكمة لأجل خدمة الموائد وحاجات الأرامل وليس بينهم امرأة واحدة. وفي 1 كورنثوس 15 ذكر شهود كثيرون لتثبيت قيامة الرب وسميت أسماء رجال كثيرين ليس من بينهم اسم امرأة واحدة. وهذا له معناه الخصوصي، لأن مريم وهي أول من رأي الرب المقام والتي أرسلت منه بأول بشارة عن القيامة، ولكن حذف اسمها ضمن قائمة الشهود، أليس هذا دليلاً قوياً على أن الكتاب لا يعطي المرأة مكاناً في الشهادة العلنية؟

وفي الكنيسة الأولى ذكر عن إقامة أساقفة وشمامسة وشيوخ على التفصيل الوارد في رسالتي تيموثاوس الأولى ورسالة تيطس وجميع هؤلاء كانوا رجالاً ليس بينهم امرأة واحدة. كما أننا لا نقرأ عن امرأة مبشرة أو راعية أو معلمة بالمعنى العام المعروف في العهد الجديد. كذلك ولا امرأة واحدة ورد اسمها بين من صنعوا المعجزات العلنية. وفي رؤيا 11 نقرأ عن شاهدين نبيين من الرجال، وليست نبيتين، ولا نبي ونبية، بل إثنين من الرجال. " اهـ .

المرأة ليست مجد الله وهي دون الرجل !!

قال بولس في رسالته الأولى إلى كورنثوس [ 11 : 3 _ 9 ] :

" وَلَكِنْ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُلٍ هُوَ الْمَسِيحُ. وَأَمَّا رَأْسُ الْمَرْأَةِ فَهُوَ الرَّجُلُ. وَرَأْسُ الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ .... الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ. لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ. وَلأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ الرَّجُلِ ". ( ترجمة فاندايك )

المرأة المطلقة لا تتزوج !!

جاء في إنجيل متى [ 5 : 31 _ 32 ] :

" وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَقٍ وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي ". ( ترجمة فاندايك )

لقد أثبت الواقع استحالة الاستغناء عن الطلاق ، بدليل أن الغرب المسيحي نفسه قد سن قوانين تبيح الطلاق ، ثم هل من مصلحة المرأة المطلقة ألا تتزوج ؟!! فأين إنسانية المطلقة؟ أين حقها الطبيعى فى الحياة ؟ لماذا تعيش منبوذة جائعة متشوقة للزواج ولا تستطيعه؟

أحكام الحائض في الكتاب المقدس :

يقول كاتب سفر اللاويين [ 15 : 19 ] :

" وَإِذَا حَاضَتِ الْمَرْأَةُ فَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا، وَكُلُّ مَنْ يَلْمِسُهَا يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. كُلُّ مَا تَنَامُ عَلَيْهِ فِي أَثْنَاءِ حَيْضِهَا أَوْ تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً، وَكُلُّ مَنْ يَلْمِسُ فِرَاشَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. وَكُلُّ مَنْ مَسَّ مَتَاعاً تَجْلِسُ عَلَيْهِ، يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. وَكُلُّ مَنْ يَلَمِسُ شَيْئاً كَانَ مَوْجُوداً عَلَى الْفِرَاشِ أَوْ عَلَى الْمَتَاعِ الَّذِي تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. وَإِنْ عَاشَرَهَا رَجُلٌ وَأَصَابَهُ شَيْءٌ مِنْ طَمْثِهَا، يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَكُلُّ فِرَاشٍ يَنَامُ عَلَيْهِ يُصْبِحُ نَجِساً ". ( ترجمة كتاب الحياة )

والأغرب من هذا انها حتى تتخلص من نجاستها ، عليها ان تذهب إلى الكاهن بفرخي حمام !!

يقول كاتب سفر اللاويين [ 15 : 29 ، 30 ] :

" وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ تَجِيءُ بِيَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ إِلَى الْكَاهِنِ إِلَى مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، فَيُقَدِّمُ الْكَاهِنُ أَحَدَهُمَا ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ، وَالآخَرَ مُحْرَقَةً. وَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَنْهَا فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ مِنْ نَزْفِ نَجَاسَتِهَا ". ( ترجمة كتاب الحياة )

تصور عزيزي القارىء هذا المشهد مع ما فيه من احراج للمرأة وهي ذاهبة الى الكاهن وبيدها فرخي حمام ، فكل من يراها سيعلم انها في ايام طمثها ، فتخيلوا كم سيكون موقفها محرج والناس ترمقها بنظراتها المسمومة وما اظن ان اي امرأة عندها ذرة من الحياء الا وتتمنى ان تبتلعها الأرض في هذا الموقف الحرج ، اللهم الا اذا اراد الكتاب المقدس قتل حيائها. والمدهش ان هذا الحيض الذي يأتيها من عند الله ، (وهذا تكوين وخَلق الأنثى) تكون خاطئة بسببه وعليها أن تتطهر من ذنبها !!!!

فلك أن تتخيل المرأة يأتيها الطمث لمدة سبعة أيام تكون فيها نجسة ومنبوذة من الآخرين ثم تستمر فترة نجاستها أسبوع آخر: أى نصف الشهر وهذا يعنى نصف السنة ونصف عمرها تكون نجسة منبوذة !

نجاسة الأنثى ضعف نجاسة الذكر في الكتاب المقدس :

يقول كاتب سفر اللاويين [ 12 : 1 _ 5 ] :

" إِذَا حَبِلَتِ امْرَأَةٌ وَوَلَدَتْ ذَكَراً تَكُونُ نَجِسَةً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. كَمَا فِي أَيَّامِ طَمْثِ عِلَّتِهَا تَكُونُ نَجِسَةً. وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يُخْتَنُ لَحْمُ غُرْلَتِهِ. ثُمَّ تُقِيمُ ثَلاَثَةً وَثَلاَثِينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا. كُلَّ شَيْءٍ مُقَدَّسٍ لاَ تَمَسَّ وَإِلَى الْمَقْدِسِ لاَ تَجِئْ حَتَّى تَكْمُلَ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا. وَإِنْ وَلَدَتْ أُنْثَى تَكُونُ نَجِسَةً أُسْبُوعَيْنِ كَمَا فِي طَمْثِهَا. ثُمَّ تُقِيمُ سِتَّةً وَسِتِّينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا ". ( ترجمة فاندايك )

المرأة النَّفساء فى الكتاب المقدس مخطئة ولابد لها من كَفّارة لتتوب عما لم تقترفه !!!!

يقول كاتب سفر اللاويين [ 12 : 6 ] :

" وَمَتَى كَمِلَتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا لأَجْلِ ابْنٍ أَوِ ابْنَةٍ تَأْتِي بِخَرُوفٍ حَوْلِيٍّ مُحْرَقَةً وَفَرْخِ حَمَامَةٍ أَوْ يَمَامَةٍ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ إِلَى الْكَاهِنِ فَيُقَدِّمُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ وَيُكَفِّرُ عَنْهَا فَتَطْهَرُ مِنْ يَنْبُوعِ دَمِهَا. هَذِهِ شَرِيعَةُ الَّتِي تَلِدُ ذَكَراً أَوْ أُنْثَى. وَإِنْ لَمْ تَنَلْ يَدُهَا كِفَايَةً لِشَاةٍ تَأْخُذُ يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ الْوَاحِدَ مُحْرَقَةً وَالْآخَرَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ فَيُكَفِّرُ عَنْهَا الْكَاهِنُ فَتَطْهُرُ ". ( ترجمة فاندايك )

أحكام مضاجعة المرأة :

يقول كاتب سفر اللاويين [ 15 : 18 ] :

" وَالْمَرْاةُ الَّتِي يَضْطَجِعُ مَعَهَا رَجُلٌ اضْطِجَاعَ زَرْعٍ يَسْتَحِمَّانِ بِمَاءٍ وَيَكُونَانِ نَجِسَيْنِ الَى الْمَسَاءِ ". ( ترجمة فاندايك ) والنص بحسب ترجمة كتاب الحياة هو هكذا : " وَإِذَا عَاشَرَ رَجُلٌ زَوْجَتَهُ يَسْتَحِمَّانِ كِلاهُمَا بِمَاءٍ وَيَكُونَانِ نَجِسَيْنِ إِلَى الْمَسَاءِ ".

الحكمة من وراء آلام الولادة :

جاء في سفر التكوين [ 3 : 16 ] قول الرب لحواء حين أغوت آدم :

" قَالَ لِلْمَرْاةِ: تَكْثِيرا اكَثِّرُ اتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أولادا. وَالَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ ". ( ترجمة فاندايك ) وبحسب ترجمة كتاب الحياة : " وَهُوَ يَتَسَلَّطُ عَلَيْكِ ".

صمت المرأة !!

قال بولس في رسالته الأولى إلى كورنثوس [ 14 : 34 ] :

" لِتَصْمُتْ النِّسَاءُ فِي الْكَنَائِسِ، فَلَيْسَ مَسْمُوحاً لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ، بَلْ عَلَيْهِنَّ أَنْ يَكُنَّ خَاضِعَاتٍ، عَلَى حَدِّ ما تُوصِي بِهِ الشَّرِيعَةُ أَيْضاً. وَلَكِنْ، إِذَا رَغِبْنَ فِي تَعَلُّمِ شَيْءٍ مَا، فَلْيَسْأَلْنَ أَزْوَاجَهُنَّ فِي الْبَيْتِ، لأَنَّهُ عَارٌ عَلَى الْمَرْأَةِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي الْجَمَاعَةِ " .

فالرجل هو وحده المُعلِّم كما مر في بداية المقال ، وهو الذي يفهم ، وهو الذي عليه أن يتكلم ، أما الخادمة زوجته فتفعل فقط ما يمليها عليها زوجها ، وتَعلم فقط ما علمه وفهمه زوجها . . . ونحن نسأل هل التزمت الكنيسة بهذه التعاليم ؟

إننا نجد المرأة تتكلم بل تغني وبصوت مرتفع في الكنائس ، فلماذا تخالف الكنيسة تعاليم بولس وتسمح للمرأة أن تتكلم وتغني في الكنيسة ؟

عليها ان تلزم بيتها وتخضع لزوجها :



يتحدث بولس في الرسالة إلى تيطس 2 : 5 عن واجبات النساء قائلاً : " مُتَعَقِّلاَتٍ، عَفِيفَاتٍ، مُلاَزِمَاتٍ بُيُوتَهُنَّ، صَالِحَاتٍ، خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِهِنَّ، لِكَيْ لاَ يُجَدَّفَ عَلَى كَلِمَةِ الله ". ( ترجمة فاندايك )

ابن البكورية يأخذ نصيب اثنين في الميراث :

يقول كاتب سفر التثنية [ 21 : 15 _ 17 ] :

" إِنْ كَانَ رَجُلٌ مُتَزَوِّجاً مِنِ امْرَأَتَيْنِ، يُؤْثِرُ إِحْدَاهُمَا وَيَنْفُرُ مِنَ الأُخْرَى، فَوَلَدَتْ كِلْتَاهُمَا لَهُ أَبْنَاءً، وَكَانَ الابْنُ الْبِكْرُ مِنْ إِنْجَابِ الْمَكْرُوهَةِ، فَحِينَ يُوَزِّعُ مِيرَاثَهُ عَلَى أَبْنَائِهِ، لاَ يَحِلُّ لَهُ أَنْ يُقَدِّمَ ابْنَ الزَّوْجَةِ الأَثِيرَةِ لِيَجْعَلَهُ بِكْرَهُ فِي الْمِيرَاثِ عَلَى بِكْرِهِ ابْنِ الزَّوْجَةِ الْمَكْرُوهَةِ. بَلْ عَلَيْهِ أَنْ يَعْتَرِفَ بِبَكُورِيَّةِ ابْنِ الْمَكْرُوهَةِ، وَيُعْطِيَهُ نَصِيبَ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ مَا يَمْلِكُهُ، لأَنَّهُ هُوَ أَوَّلُ مَظْهَرِ قُدْرَتِهِ، وَلَهُ حَقُّ الْبَكُورِيَّةِ ". ( ترجمة كتاب الحياة )

الأنثى لا ترث إلا عند فقد الذكور في الكتاب المقدس :

جاء في سفر العدد [ 27 : 1 _ 11 ] :

" وَأَقْبَلَتْ بَنَاتُ صَلُفْحَادَ . . . وَوَقَفْنَ أَمَامَ مُوسَى وَأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ، وَأَمَامَ الْقَادَةِ وَالشَّعْبِ، عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَقُلْنَ: لَقَدْ مَاتَ أَبُونَا فِي الصَّحْرَاءِ، وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ اجْتَمَعُوا مَعَ قُورَحَ وَتَمَرَّدُوا ضِدَّ الرَّبِّ، بَلْ بِخَطِيئَتِهِ مَاتَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُعْقِبَ بَنِينَ. فَلِمَاذَا يَسْقُطُ اسْمُ أَبِينَا مِنْ بَيْنِ عَشِيرَتِهِ لأَنَّهُ لَمْ يُخْلِفِ ابْناً؟ أَعْطِنَا مُلْكاً بَيْنَ أَعْمَامِنَا». فَرَفَعَ مُوسَى قَضِيَّتَهُنَّ أَمَامَ الرَّبِّ. فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: إِنَّ بَنَاتَ صَلُفْحَادَ قَدْ نَطَقْنَ بِحَقٍّ، فَأَعْطِهِنَّ نَصِيباً مُلْكاً لَهُنَّ بَيْنَ أَعْمَامِهِنَّ. انْقُلْ إِلَيْهِنَّ نَصِيبَ أَبِيهِنَّ. وَأَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّ أَيَّ رَجُلٍ يَمُوتُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُخْلِفَ ابْناً، تَنْقُلُونَ مُلْكَهُ إِلَى ابْنَتِهِ. وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ ابْنَةٌ تُعْطُونَ مُلْكَهُ لإِخْوَتِهِ. وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِخْوَةٌ، فَأَعْطُوا مُلْكَهُ لأَعْمَامِهِ. وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَامٌ، فَأَعْطُوا مُلْكَهُ لأَقْرَبِ أَقْرِبَائِهِ مِنْ عَشِيرَتِهِ، فَيَرِثَهُ. وَلْتَكُنْ هَذِهِ فَرِيضَةَ قَضَاءٍ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى ". ( ترجمة كتاب الحياة )

الكتاب المقدس يعطي للرجل الحق في أن يبيع ابنته !

قال الرب في سفر الخروج [ 21 : 7 ] :

" إِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابنته كَأَمَةٍ، فَإِنَّهَا لاَ تُطْلَقُ حُرَّةً كَمَا يُطْلَقُ اْلعَبْدُ ". ( ترجمة كتاب الحياة )

الكتاب المقدس يفرض على المرأة أن تتزوج أخو زوجها إذا مات زوجها !!

يقول كاتب سفر التثنية [ 25: 5-10 ] :

" إِذَا سَكَنَ إِخْوَةٌ مَعاً وَمَاتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَليْسَ لهُ ابْنٌ فَلا تَصِرِ امْرَأَةُ المَيِّتِ إِلى خَارِجٍ لِرَجُلٍ أَجْنَبِيٍّ. أَخُو زَوْجِهَا يَدْخُلُ عَليْهَا وَيَتَّخِذُهَا لِنَفْسِهِ زَوْجَةً وَيَقُومُ لهَا بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. وَالبِكْرُ الذِي تَلِدُهُ يَقُومُ بِاسْمِ أَخِيهِ المَيِّتِ لِئَلا يُمْحَى اسْمُهُ مِنْ إِسْرَائِيل. «وَإِنْ لمْ يَرْضَ الرَّجُلُ أَنْ يَأْخُذَ امْرَأَةَ أَخِيهِ تَصْعَدُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِلى البَابِ إِلى الشُّيُوخِ وَتَقُولُ: قَدْ أَبَى أَخُو زَوْجِي أَنْ يُقِيمَ لأَخِيهِ اسْماً فِي إِسْرَائِيل. لمْ يَشَأْ أَنْ يَقُومَ لِي بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. فَيَدْعُوهُ شُيُوخُ مَدِينَتِهِ وَيَتَكَلمُونَ مَعَهُ. فَإِنْ أَصَرَّ وَقَال: لا أَرْضَى أَنْ أَتَّخِذَهَا تَتَقَدَّمُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِليْهِ أَمَامَ أَعْيُنِ الشُّيُوخِ وَتَخْلعُ نَعْلهُ مِنْ رِجْلِهِ وَتَبْصُقُ فِي وَجْهِهِ وَتَقُولُ: هَكَذَا يُفْعَلُ بِالرَّجُلِ الذِي لا يَبْنِي بَيْتَ أَخِيهِ. فَيُدْعَى اسْمُهُ فِي إِسْرَائِيل بَيْتَ مَخْلُوعِ النَّعْلِ ". ( ترجمة فاندايك )

عقوبات خاصة بالنساء على صفحات الكتاب المقدس :

_ قطع يد المرأة : " إذا تَخَاصَمَ رَجُلانِ رَجُلٌ وَأَخُوهُ وَتَقَدَّمَتِ امْرَأَةُ أَحَدِهِمَا لِتُخَلِّصَ رَجُلهَا مِنْ يَدِ ضَارِبِهِ وَمَدَّتْ يَدَهَا وَأَمْسَكَتْ بِعَوْرَتِهِ فَاقْطَعْ يَدَهَا وَلا تُشْفِقْ عَيْنُكَ ". [ تثنية 25 : 11 _ 12 ]

_حرق المرأة بالنار : " وَاذَا تَدَنَّسَتِ ابْنَةُ كَاهِنٍ بِالزِّنَى فَقَدْ دَنَّسَتْ ابَاهَا. بِالنَّارِ تُحْرَقُ " [ لاويين 21 : 9 ]

هذا ولا يحل للمرأة في الكنيسة القبطية أن تكون حاضرة بتاتا أثناء قيام الكاهن بإعداد القربان المقدس. هذا القربان لا يقوم بإعداده سوى كاهن أو راهب بعد غروب الشمس عشية السبت السابق للقداس ولا يحل للمرأة الحائض أن تتناول من هذا القربان المقدس بل ولا أن تدخل الكنيسة كما هو معروف ومتبع لديهم ، وقد نقل ابن العسال في المجموع الصفوي نص القانون الصادر في مجمع نيقية في ذلك وهو : " لا تدخل الحائض الكنيسة ولا تتقرب إلى أن تنقضي أيام حيضتها ولو كانت من نساء الملوك وان تعدى على ذلك كاهن فليسقط " . [ المجموع الصفوي ص 44 مؤسسة مينا للطباعه رقم الإيداع 7333 / 1991 ]

ومن الأمور المحرمة على المرأة المسيحية هي دخولها للهيكل عامةً، وهذا المنع كان ضمن القوانين التي صدرت في المجمع الثامن في اللاذقية وقد أصدر هذا المجمع 59 قانونا من بينها تحريم دخول النساء الهيكل ، كما هو مذكور في كتاب ( مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة ) للعالم النصراني إبن كبر من علماء القرن الرابع عشر [ الجزء الأول - نشر مؤسسة مينا للطباعه في مصر رقم ايداع 1992 / 1480 ]

ولا ندري كيف يتفق كل هذا مع قولهم إنه لا ذكر أو أنثى في المسيح بل الجميع واحد و بالمسيح وللمسيح ؟!

وأخيراً ننقل لك - عزيزي القارىء - ماذكره المفسر المسيحي وليم باركلي عن المرأة ومنزلتها بحسب النظرة اليهودية فيقول :

بحسب الناموس اليهودي كانت المرأة تعتبر أقل من الرجل بكثير . فقد خلقت من ضلع من أضلاع آدم ( تكوين 2 : 22 و 23 ) ، وخلقت لأجل الرجل لتكون معيناً له ورفيقاً ( تكوين 2 : 18 ) . ويصور التلمود ، تفسيراً لذلك ، فيقول والكلام للمفسر المسيحي وليم باركلي : (( إن الله لم يخلق المرأة من رأس الرجل لئلا تتكبر وتتفاخر عليه ، ولا من عينه لئلا تحقد وتحسد ، ولا من يده لئلا تصبح طماعة جشعة ، ولا من قدمه لئلا تصبح مجرد جسم هائم على وجهه ، ولكنه خلقها من ضلع من أضلاعة . والضلع دائماً مغطى ، ولذلك فالتواضع ينبغي أن يكون صفتها الأولى )) . ومن الحقائق التعسة أن المرأة بحسب الناموس اليهودي كانت تعتبر شيئاً ، وجزءاً من ممتلكات زوجها ، له عليها السلطان الكامل وحق التصرف المطلق .

وفي السنهدريم مثلاً ، لم يكن للنساء أي حق في المشاركة في العبادة ، ولكنهن كن يعزلن تماماً عن الرجال في رواق خاص يغلق عليهن في أي جزء من المبنى . ولم يكن يخطر بالبال ، بحسب الناموس والتقليد اليهودي ، أن النساء يمكن أن يطالبن بأي نوع من المساوة مع الرجال .

و في 1كورنثوس 11 : 10 نجد عبارة غريبة وهي أن النساء يجب ان تتغطي (( من أجل الملائكة )) . ولسنا نستطيع أن نحدد ما تعنيه هذه العبارة على وجه التأكيد ، ولكن من المحتمل جداً أنها تحمل المعنى عينه الذي ورد في القصة القديمة الغريبة الواردة في تكوين 6 : 21 التي تحكي لنا كيف وقع الملائكة في شرك فتنة النساء الحسنات وهكذا أخطأوا . فربما تكون الفكرة أن السيدة غير المغطاة تكون تجربة وفخاً حتى بالنسبة للملائكة ، لأن تقليداً تلمودياً قديماً يقول إن الذي أغوى الملائكة كان جمال شعر النساء الطويل . ( نقلاًعن تفسير الدكتور وليم باركلي للعهد الجديد )

وأخيراً :

وبعد كل هذا هل سيستمر البعض من المبشرين المتعصبين بإثارة الشبهات الزائفة والأكاذيب الباطلة حول وضع المرأة في الاسلام ؟

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، ، ??????????????????===============================================================((((((((((((((((((??أخلاق المسيح بحسب الاناجيل))))))))))))))))

من المدهش أن الاناجيل المحرفة تظهر لنا المسيح عليه السلام وهو يشتم الكثيرين ، والادهش من ذلك أن بولس قد صرح في رسالته الأولى الي كورنثوس 6 : 10 بأن الشتامون لا يرثون ملكوت الله !!!

ونرجو من اصدقاؤنا المسيحيون ان تتسع صدورهم لهذا الإدعاء فلدينا الدليل والبرهان على صحته طبقاً للآتي :

ليس حسناً أن يأخذ خبز البنين ويرمى للكلاب !!

متى [ 15 : 26 ] : " ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَانْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَاءَ. وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ: ارْحَمْنِي يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ. ابْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدّاً. فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: اصْرِفْهَا لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا! فَأَجَابَ: لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ. فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً : يَا سَيِّدُ أَعِنِّي! فَأَجَابَ: لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ ". ( ترجمة فاندايك )

والآن - أخي القارىء - إذا كنا لا نريد أن نساعد الآخرين لأي سبب كان ، فهل نصفهم بالكلاب ؟!

والأهم من ذلك كيف يصدر هذا التعبير القاسى جداً من إله المحبة !

هذا وبعدما أراقت هذه المرأة المسكينة آخر نقطة من ماء الكرامة الإنسانية وأقامت الحجة بقولها للمسيح : " وَالْكِلاَبُ أَيْضاً تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا ". حقق لها أملها وشفيت ابنتها.

لا تعطوا القدس للكلاب ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير !!

مرة أخرى يصف المسيح البعض بالكلاب بل وبالخنازير ، فيقول بحسب متى [ 7 : 6 ] : " لاَ تُعْطُوا الْمُقَدَّسَ لِلْكِلاَبِ وَلاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الْخَنَازِيرِ لِئَلا تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُمْ " ( ترجمة فاندايك )

ما يهمنا هو كيف تصدر مثل هذه الكلمات من إله المحبة المزعوم ؟!

جميع الانبياء السابقين سراق ولصوص !!

نسب يوحنا 10 : 8 للمسيح قوله : "جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ ". ( ترجمة فاندايك ) ونحن لا نصدق مطلقاً أن المسيح كان يقول إن " جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ " وإلا فهل يتصور عاقل أن الرسل والأنبياء من عهد آدم إلي موسى وأنبياء بني اسرائيل أجداد المسيح كانوا سراقاً ولصوصاً ؟!

أين هي محبة الأعداء والإحسان إليهم ؟

لوقا ينسب للمسيح - عليه السلام - انه شتم أحد الذين استضافوه ليتغدى عنده في بيته :

لوقا 11 : 37 : " وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ سَأَلَهُ فَرِّيسِيٌّ أَنْ يَتَغَدَّى عِنْدَهُ فَدَخَلَ وَاتَّكَأَ. وَأَمَّا الْفَرِّيسِيُّ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ تَعَجَّبَ أَنَّهُ لَمْ يَغْتَسِلْ أَوَّلاً قَبْلَ الْغَدَاءِ. فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: أَنْتُمُ الآنَ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالْقَصْعَةِ وَأَمَّا بَاطِنُكُمْ فَمَمْلُوءٌ اخْتِطَافاً وَخُبْثاً. يَا أَغْبِيَاءُ أَلَيْسَ الَّذِي صَنَعَ الْخَارِجَ صَنَعَ الدَّاخِلَ أَيْضاً؟ ... فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ النَّامُوسِيِّينَ: يَا مُعَلِّمُ حِينَ تَقُولُ هَذَا تَشْتِمُنَا نَحْنُ أَيْضاً. فَقَالَ : وَوَيْلٌ لَكُمْ أَنْتُمْ أَيُّهَا النَّامُوسِيُّونَ ". ( ترجمة فاندايك )

ان أي انسان يحترم عقله يستطيع أن يدرك أن كلمة " يَا أَغْبِيَاءُ "التي قالها المسيح لمعلموا الشريعة وما جاء بعدها من كلمات ، انما هي شتيمة واضحة ، بدليل ان واحد من الناموسيين قد فهم تلقائيا ان ما كان يقوله المسيح لم يكن الا شتماً ، حتى انه قال للمسيح : " يَا مُعَلِّمُ حِينَ تَقُولُ هَذَا تَشْتِمُنَا نَحْنُ أَيْضاً ". ولم ينكر المسيح عليه فهمه ..

ويستمر يسوع " المحبة " بإرسال الشتائم والويلات والمهالك إلى الناموسيين وغيرهم طبقاً لما يلي :

خاطب معلموا الشريعة بقوله لهم : " يا أولاد الافاعي " متى [ 3 : 7 ] وقال لهم في موضع آخر : " أيها الجهال العميان " متى [ 23 : 17 ] و قال لبطرس كبير الحواريين : " يا شيطان " متى [ 16 : 23 ] وقال لآخرين منهم : " أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان " لوقا [ 24 : 25 ] مع انه هو نفسه الذي قال لهم قد أعطى لكم أن تفهموا أسرار ملكوت الله !! لوقا [ 8 : 10 ] وقال ليهيرودس : " قولوا لهذا الثعلب " لوقا [ 13 : 32 ] وخاطب أمه مستهتراً ذات مرة بقوله لها : " مالي ولك يا إمرأة ! " يوحنا [ 2 : 4 ] ومن أخلاقه أنه يطلب من تلاميذه عدم إفشاء السلام في الطريق. لوقا [ 10 : 4 ]

المسيح يكذب على إخوتـه :

فقد ورد في إنجيل يوحنا [ 7 : 8 ] ان إخوة المسيح طلبوا منه أن يصعد إلي عيد المظال عند اليهود فرد عليهم قائلاً : " اِصْعَدُوا أَنْتُمْ إِلَى هَذَا الْعِيدِ. أَنَا لَسْتُ أَصْعَدُ بَعْدُ إِلَى هَذَا الْعِيدِ لأَنَّ وَقْتِي لَمْ يُكْمَلْ بَعْدُ .. وَلَمَّا كَانَ إِخْوَتُهُ قَدْ صَعِدُوا حِينَئِذٍ صَعِدَ هُوَ أَيْضاً إِلَى الْعِيدِ لاَ ظَاهِراً بَلْ كَأَنَّهُ فِي الْخَفَاءِ ". ( ترجمة فاندايك )

رئيس السلام يطلب إحضار معارضيه لذبحهم بالسيف أمامه :

وهذا طبقاً لما ورد في لوقا [ 19 : 27 ] :

يقول المسيح : " أَمَّا أَعْدَائِي، أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ، فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي ". ( ترجمة فاندايك )

ويحاول المسيحيين الهروب من قسوة هذا النص بشتى المحاولات فتارة يقولون ان هذا سيكون يوم القيامة مع ان النص واضح فالمسيح يقول : (( فأتوا بهم إلى هنا )) وليس فيه أي اشارة ليوم القيامة وتارة يقولون ان هذا ( مثل ) ونحن نقول ان المثل انتهى عند الفقرة 26 من نفس الاصحاح ثم وإن كان هذا مثل أليس هو مثلاً قاسياً يتناقض مع محبة الأعداء التي أمر بها المسيح ؟

أمير السلام يلعن شجرة مسكينة لا ذنب لها !

وهذا طبقاً لما ورد في مرقس [ 11 : 12 ] :

" وَفِي الْغَدِ، بَعْدَمَا غَادَرُوا بَيْتَ عَنْيَا، جَاعَ. وَإِذْ رَأَى مِنْ بَعِيدٍ شَجَرَةَ تِينٍ مُورِقَةً، تَوَجَّهَ إِلَيْهَا لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا بَعْضَ الثَّمَرِ. فَلَمَّا وَصَلَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ فِيهَا إِلاَّ الْوَرَقَ، لأَنَّهُ لَيْسَ أَوَانُ التِّينِ. فَتَكَلَّمَ وَقَالَ لَهَا: لاَ يَأْكُلَنَّ أَحَدٌ ثَمَراً مِنْكِ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ! "

ونحن نسأل :

كيف يصف النصارى المسيح بأنه إله محبة ورحمــة والإنجيل يقول انه أتلف وأمات شجرة كانت تنفع الناس بثمرها الذي كان يخرج في وقته ؟

رئيس السلام يصنع سوطاً من الحبال :

رئيس السلام يصنع سوطاً من الحبال ويدخل به الهيكل ويطرد جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون فيه ويكب و يبعثر دراهمهم ويقلب موائدهم بكــل محبة !!

وهذا طبقاً لما جاء في يوحنا [ 2 : 14 ] :

" وَإِذِ اقْتَرَبَ عِيدُ الْفِصْحِ الْيَهُودِيُّ، صَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، فَوَجَدَ فِي الْهَيْكَلِ بَاعَةَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالْحَمَامِ، وَالصَّيَارِفَةَ جَالِسِينَ إِلَى مَوَائِدِهِمْ، فَجَدَلَ سَوْطاً مِنْ حِبَالٍ، وَطَرَدَهُمْ جَمِيعاً مِنَ الْهَيْكَلِ، مَعَ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ، وَبَعْثَرَ نُقُودَ الصَّيَارِفَةِ وَقَلَبَ مَنَاضِدَهُمْ "

لماذا هذا العنف والغضب من يسوع المحبة ؟

إله المحبة يتسبب بمقتل ألفين حيوان :

طبقاً لما ورد في مرقس [ 5 : 11 ] :

" وَكَانَ هُنَاكَ قَطِيعٌ كَبِيرٌ مِنَ الْخَنَازِيرِ يَرْعَى عِنْدَ الْجَبَلِ، فَتَوَسَّلَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلَةً: أَرْسِلْنَا إِلَى الْخَنَازِيرِ لِنَدْخُلَ فِيهَا! فَأَذِنَ لَهَا بِذَلِكَ. فَخَرَجَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ وَدَخَلَتْ فِي الْخَنَازِيرِ، فَانْدَفَعَ قَطِيعُ الْخَنَازِيرِ مِنْ عَلَى حَافَةِ الْجَبَلِ إِلَى الْبُحَيْرَةِ، فَغَرِقَ فِيهَا. وَكَانَ عَدَدُهُ نَحْوَ أَلْفَيْنِ ".

ونحن نسأل :

ما ذنب الخنازير وصاحب الخنازير ، حين أراد إخراج الشياطين من المجنون ؟

أما كان يمكن إخراج الشياطين دون الإضرار بالخنازير ؟!

ثم ما هو رأي جمعيات الرفق بالحيوان المنتشرة بالعالم ؟

وبلغة اليوم أليس هذا تخريباً اقتصادياً ؟!

إله المحبة يطلب من الانسان أن يكره نفسه و أباه وأمه وزوجته .. حتى يكون له تلميذا !!

وهذا طبقاً لما ورد في لوقا [ 14 : 26 ] :

فيقول المسيح : " إِنْ جَاءَ إِلَيَّ أَحَدٌ، وَلَمْ يُبْغِضْ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَزَوْجَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وأَخَوَاتِهِ، بَلْ نَفْسَهُ أَيْضاً، فَلاَ يُمْكِنُهُ أَنْ يَكُونَ تِلْمِيذاً لِي ". ( ترجمة فاندايك )

ان الذي يتمعن في هذا النص جيداً سيجد أن الكراهية هي أساس الايمان لدي يسوع المسيح . . .فهو يطلب من الشخص أن يكره نفسه وأباه وأمه وزوجته . . . إلخ في سبيل الإيمان .

ان هذا التعليم المنسوب ليسوع الناصري يتناقض مع الحقيقة والمعقولية ، فنحن لا نجوز صدور هذا القول من رجل عادي وصف بالتقى والصلاح ، فكيف ينسب إلي نبي كريم . . فلا يمكن للأنسان أن يكره نفسه وأباه وأمه . . وهو يتناقض مع نص انجيل متى الذي يحث على إكرام الوالدين ويحكم على من يشتمهما بأنه يستحق الموت [ متى 15 : 4 ]
ويحاول بعض النصارى التعليل لهذا التناقض فيقولون ان المقصود بكلمة البغض أي محبة أقل ! ولكنهم لم يوفقوا في تعليلهم ، فاللفظ الذي قد تضمنه النص السابق واضح في معناه ، فالبغض بمعنى الكراهية ، ولن يكون بمعنى (( الاقل


محبة )) . وان كان المعنى فرضاً هو محبة أقل فهو يتناقض مع وصية المسيح : (( تحب قريبك كنفسك )) [ مرقس 12 : 31 ]

رئيس السلام يعلن أنه لم يأتي من أجل السلام :

رئيس السلام يعلن أنه لم يأتي من أجل السلام بل جاء بالسيف لكي يفكك الأسر ويحدث الصراعات بين الاسرة الواحدة !!!

وهذا طبقاً لما ورد في متى [ 10 : 34 ] :

قال المسيح : " لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لألقي سَلاماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لألقي سَلاَماً، بَلْ سَيْفاً.فَإِنِّي جِئْتُ لأَجْعَلَ الإِنْسَانَ عَلَى خِلاَفٍ مَعَ أَبِيهِ، وَالْبِنْتَ مَعَ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ مَعَ حَمَاتِهَا ". ( ترجمة فاندايك )

إله المحبة جاء ليلقي ناراً على الارض !!!

قال المسيح : " جِئْتُ لأُلْقِيَ عَلَى الأَرْضِ نَاراً، فَلَكَمْ أَوَدُّ أَنْ تَكُونَ قَدِ اشْتَعَلَتْ؟ " [ لوقا 12 : 49 ]

هل هذا الانقسام الذي سيحدثه داخل الأسرة والنار التى يُلقيها على الأرض من أجزاء محبته؟ وكيف تُعمَّر الأرض بهذه الطريقة؟

إله المحبة يقتل الأطفال الأبرياء !!!

جاء في سفر الرؤيا [ 2 : 21 _ 23 ] أن مسيح المحبة قال عن إمرأة اسمها إيزابل كانت تدعي انها نبية :

(( فإني سألقيها على فراش وأبتلي الزانين معها بمحنة شديدة . . وأولادها اقتلهم بالموت فستعرف جميع الكنائس اني انا هو الفاحص الكلى والقلوب وأجازي كل واحد منكم بحسب أعماله ))

ونحن نسأل : أين الرحمة في قتل هؤلاء الاطفال الابرياء دون أي ذنب ارتكبوه ؟

من أخلاق الرب أنه كان عرياناً !!

من أخلاق الرب كذلك أنه كان عرياناً مجرَّداً من الملابس أمام تلاميذه ومريم المجدلية فى العشاء الأخير. فماذا أراد أن يعلمكم الكتاب بهذه الواقعة؟ " قَامَ عَنِ الْعَشَاءِ وَخَلَعَ ثِيَابَهُ وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَلٍ وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِراً بِهَا ". [يوحنا 13: 4-5]

الرب عريان أمام اليهود !!

قال كاتب إنجيل متى [ 27 : 28 ] : " فَأَخَذَ عَسْكَرُ الْوَالِي يَسُوعَ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَجَمَعُوا عَلَيْهِ كُلَّ الْكَتِيبَةِ فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً ". ( ترجمة فاندايك )

عزيزي القارىء :

ان هذا العرض الموجز لأخلاق المسيح _ بحسب الأناجيل المحرفة _ يلفت نظرنا إلي شيء مهم وهو أن المسيح لم يلتزم بتعاليمه الأخلاقية وأيضاً صار من الشتامون الذين قال عنهم بولس (( لا يرثون ملكوت الله )) !!!

حاشا وكلا لنبي الله عيسى عليه السلام أن يكون كذلك . . .

...................................................

منقول عن موقع المسيحية فى الميزان?????????????=================================================================((((((((((((((((((حجاب ولباس النساء بين القرآن والكتاب المقدس))))))))))))))

هناك بعض من النصارى الحاقدين يحاولون مهاجمة المرأة المسلمة من خلال حديثهم عن لباسها المحتشم وحجابها الذي أوجبه الاسلام عليها .

ولهؤلاء الحاقدين نقول :

ان اللباس المحتشم الذي لا يظهر تفاصيل جسد المرأة ولا يتسبب بفتنة الرجال وإغوائهم لا شك بأنه مطلب وأمر إلهي ، يقول الله سبحانه وتعالى : { وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ . . . . وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [ سورة النور : 31 ]

ولكن السؤال الأبرز هل يوافق كتابكم المقدس على هذا اللباس المحتشم الذي تهاجمون المرأة المسلمة من خلاله ؟

الجواب :

لنقرأ ما جاء في رسالة بطرس الأولى [ 3 : 1 ] :

(( كَذَلِكَ، أَيَّتُهَا النساء، اخْضَعْنَ لأَزْوَاجِكُنَّ. حَتَّى وَإِنْ كَانَ الزَّوْجُ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بِالْكَلِمَةِ، تَجْذِبُهُ زَوْجَتُهُ إِلَى الإِيمَانِ، بِتَصَرُّفِهَا اللاَّئِقِ دُونَ كَلاَمٍ، 2وَذَلِكَ حِينَ يُلاَحِظُ سُلُوكَهَا الطَّاهِرَ وَوَقَارَهَا. 3وَعَلَى الْمَرْأَةِ أَلاَّ تَعْتَمِدَ الزِّينَةَ الْخَارِجِيَّةَ لإِظْهَارِ جَمَالِهَا، بِضَفْرِ الشَّعْرِ وَالتَّحَلِّي بِالذَّهَبِ وَلُبْسِ الثِّيَابِ الْفَاخِرَةِ. وَإِنَّمَا لِتَعْتَمِدِ الزِّينَةَ الدَّاخِلِيَّةَ، لِيَكُونَ قَلْبُهَا مُتَزَيِّناً بِرُوحِ الْوَدَاعَةِ وَالْهُدُوءِ. هَذِهِ هِيَ الزِّينَةُ الَّتِي لاَ تَفْنَى، وَهِيَ غَالِيَةُ الثَّمَنِ فِي نَظَرِ اللهِ! 5وَبِهَا كَانَتْ تَتَزَيَّنُ النِّسَاءُ التَّقِيَّاتُ قَدِيماً، فَكَانَتِ الْوَاحِدَةُ مِنْهُنَّ تَتَّكِلُ عَلَى اللهِ وَتَخْضَعُ لِزَوْجِهَا )) . [ ترجمة كتاب الحياة ]

نعم فلا يجوز للمؤمنات من أتباع الكتاب المقدس بأن يتزينوا لغير أزواجهن ويرتدون اللباس الكاشف ليتسببن بفتنة وإغواء الرجال وقد جاء شبيه هذا التحذير في الرسالة الأولى إلى تيموثاوس [ 2 : 9 ] :

(( كَمَا أُرِيدُ أَيْضاً، أَنْ تَظْهَرَ النِّسَاءُ بِمَظْهَرٍ لاَئِقٍ مَحْشُومِ اللِّبَاسِ، مُتَزَيِّنَاتٍ بِالْحَيَاءِ وَالرَّزَانَةِ، غَيْرَ مُتَحَلِّيَاتٍ بِالْجَدَائِلِ وَالذَّهَبِ وَاللَّالِيءِ وَالْحُلَلِ الْغَالِيَةِ الثَّمَنِ، 10بَلْ بِمَا يَلِيقُ بِنِسَاءٍ يَعْتَرِفْنَ عَلَناً بِأَنَّهُنَّ يَعِشْنَ فِي تَقْوَى اللهِ، بِالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ ! )) . [ ترجمة كتاب الحياة ]

والسؤال هو ماذا تكسب المرأة المسيحية التي تظهر محاسنها ومفاتنها للآخرين ؟

وهل تصيبها خسارة ما إذا أخفت هذه المحاسن والمفاتن ؟

قطعاً لا . بل انها تكسب الانصياع لمشيئة الله المدونه في كتابها المقدس ، ولكن قد تقول إحداهن أنا أريد أن يمدح الآخرين جمالي . نقول : جمال المرأة الذي يستحق المدح ليس في جسدها حيث نقرأ في سفر الأمثال [ 31 : 30 ] :

(( الْحُسْنُ غِشٌّ وَالْجَمَالُ بَاطِلٌ، أَمَّا الْمَرْأَةُ الْمُتَّقِيَّةُ الرَّبَّ فَهِيَ الَّتِي تُمْدَحُ. أَعْطُوهَا مِنْ ثَمَرِ يَدَيْهَا، وَلْتَكُنْ أَعْمَالُهَا مَصْدَرَ الثَّنَاءِ عَلَيْهَا )) . [ ترجمة كتاب الحياة ]

وعليه فإننا نقول لهؤلاء الحاقدين ان كتابكم يوافق الإسلام وكتابه في هذه المسألة (اللباس المحتشم) .

وإليكم هذه النصوص أيضاً والتي تأمر المرأة بأن تغطي رأسها :

جاء في الرسالة الأولى إلى كورنثوس [ 11 : 5 ] ما يلي :

(( وَأَمَّا كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِّي أَوْ تَتَنَبَّأُ وَرَأْسُهَا غَيْرُ مُغَطّىً فَتَشِينُ رَأْسَهَا لأَنَّهَا وَالْمَحْلُوقَةَ شَيْءٌ وَاحِدٌ بِعَيْنِهِ. إِذِ الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحاً بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ فَلْتَتَغَطَّ )) . [ ترجمة فاندايك ]

وجاء في نفس الرسالة أيضاَ [ 11 : 13 ] :

(( احْكُمُوا فِي أَنْفُسِكُمْ: هَلْ يَلِيقُ بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُصَلِّيَ إِلَى اللهِ وَهِيَ غَيْرُ مُغَطَّاةٍ؟ )) . [ ترجمة فاندايك ]

إن المرأة المسلمة المحجبة هي أقرب في حجابها إلى مريم العذراء من النصارى الذين يكرهون المسلمة المحجبة في حين تمتلىء بيوتهم وكنائسهم بصور مريم وهي تبدو في الصورة محجبة بنفس الحجاب الذي تلبسه المسلمة .

لقد تمسك أحد المتعصبين بأن النص يأمر بالحجاب في الكنيسة وليس في غيرها من الأماكن . ولكن : هل العفة مطلوبة في الكنيسة فقط ؟ أم أن الحاجة إلى العفة والحجاب أولى في أماكن أخرى غير الكنيسة كالسوق والشارع . ثم أليس من النفاق أن تغطي رأسها في الكنيسة ثم إذا خرجت كشفت عن أفخاذها وصدرها ؟!

ها هو الحجاب واللباس المحتشم الذي يعيرنا به بعض المبشرين الحاقدين نجده معترف به في العهد الجديد بل وفي العهد القديم أيضاً ، ففي الإصحاح الرابع والعشرين من سفر التكوين العدد 63 : (( وَخَرَجَ إِسْحَاقُ لِيَتَأَمَّلَ فِي الْحَقْلِ عِنْدَ إِقْبَالِ الْمَسَاءِ فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا جِمَالٌ مُقْبِلَةٌ. 64وَرَفَعَتْ رِفْقَةُ عَيْنَيْهَا فَرَأَتْ إِسْحَاقَ فَنَزَلَتْ عَنِ الْجَمَلِ. 65وَقَالَتْ لِلْعَبْدِ: «مَنْ هَذَا الرَّجُلُ الْمَاشِي فِي الْحَقْلِ لِلِقَائِنَا؟» فَقَالَ الْعَبْدُ: هُوَ سَيِّدِي. فَأَخَذَتِ الْبُرْقُعَ وَتَغَطَّتْ )) . [ ترجمة فاندايك ]

لقد جاء الإسلام والحجاب موجود في كل مكان فتصرف معه كما تصرف في غيره من التقاليد والعادات بما يلائم مصلحة الإنسان والمثل العليا فلم يجعله عنواناً لإتهام المرأة ، أو عنواناً لسيطرة الرجل واعتبارها جزءاً من ممتلكاته يتصرف فيها كما يشاء تبعاً لهواه ومصلحته . بل جعله أدباً خلقياً واجب الاحترام والالتزام .

وعليه نقول :

انه ينبغي على المرأة المسيحية أن تغطي رأسها بحجاب يخفي شعرها وبلباس محتشم لا يظهر تفاصيل جسدها بحيث لا يتسبب هذا اللباس بفتنة الرجال الغرباء وليس هذا تخلفاً كما يزعم هؤلاء الجهلة بل امتثال للأوامر المدونة في كتابها المقدس . وأي محاولة للهروب من هذا الواقع يعتبر تهربا وتقصيراً تجاه الدين .

والواجب على هؤلاء المسيحيون الحاقدون أن ينشروا هذا التعليم بين النساء المسيحيات لا أن يهاجموا المرأة المسلمة من خلاله .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

وصلي اللهم وسلم على عبدك ورسولك محمد

............................................................................

منقول من موقع المسيحية فى الميزان

غير معرف يقول...

الشورى جوهر النظام الإسلامي


كثيراً ما اتهم الإسلام ظلماً وزوراً برفضه للديمقراطية، واتصافه بالاستبداد من قبل الكثير من كتاب الغرب والشرق معاً، علماً إن الإسلام جاء لينهي أنظمة الاستعباد والمؤلهة لنفسها، والتي تترفع على رعيتها، وتقسم مجتمعها إلى طبقات هرمية، تكون الطبقة الحاكمة أعلاها، وتليها طبقة النبلاء ثم التجار فالفلاحين وبقية الرعية، وأدناها طبقة العبيد التي لا تملك حتى قرار نفسها. ولا تقرب الطبقة الحاكمة إلا حاشية تتكون من النبلاء والأثرياء من علية القوم، الذين يكونون مؤسسات الحكم والمشورة. وحتى البرلمانات التي تشكلت في روما، كانت مقصورة فقط على النبلاء والأثرياء. أما بقية الطبقات في المجتمع كانت معدومة الرأي والاختيار لنظمها ولحكامها، فالمؤسسات الديمقراطية المزعومة أثناء ظهور الإسلام سواء في بيزنطة وروما وفارس كانت فقط لحاشية الحاكم والطبقة النبيلة.
في حين أحدث الإسلام نظام الشورى كأول أسلوب ديمقراطي في القرون الوسطى، وفق ما طلب الله عز وجل من الرسول : [.. وشاورهم في الأمر..](57). وأحدث قانون البيعة العامة للخليفة بعد ذلك، والتي تشارك فيها كافة طبقات المجتمع دون استثناء ولا تخصيص، وأحدث مجلساً مصغراً لأهل العقد والحل، ليمثلوا عامة الناس في ترشيح الخليفة.
أما الشورى في الإسلام فلا تمييز بين غني وفقير، فهي لعامة المسلمين، كما قال تعالى: والذين استجابوا لربّهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون(58). فلم تستثنِ الآية الكريمة أحد من المسلمين في مسألة الشورى بل هي للجميع. وهنا تتجلى الحرية في أجمل صورها في الاختيار الإرادي للمسلم عبر الشورى.
والشورى هي كما وردت في الآيات الكريمة هي فريضة واجبة، وليست فقط حقاً من حقوق الأمة، ويقول الدكتور محمد عمارة: (لم يقف الإسلام من الشورى عند حد اعتبارها "حقاً" من حقوق الإنسان.. وإنما ذهب فيها كما هي عادته مع ما اعتبر في الحضارات الأخرى مجرد حقوق- ذهب فيها إلى حدّ جعلها "فريضة شرعية واجبة" على كافة الأمة وفي كل مناحي السلوك الإنساني)(59).
ويرى الدكتور محمد عمارة، أن الشورى الإسلامية تقوم على الأسس التالية:
* الأمة فيها وبها، هي مصدر السلطات وصاحبة السلطان في سياسة الدولة وتنظيم المجتمع وتنمية العمران.
* وهذه الأمة تختار ممثليها العارفين بالواقع وبالشريعة معاً... وهم أهل الاختيار، الذين يختارون رأس الدولة الإسلامية... وكذلك أهل العقد والحل، الذين يحافظون على اتساق "الواقع" مع "الشريعة" ويطورون "التشريع" ليلائم الواقع الجديد.
* وهذه الأمة، من وراء ممثليها، عليها وعليهم فريضة مراقبة حكومتها.. ومحاسبتها.. والأخذ على يديها.. ولها –بل عليها- فريضة تغيير هذه الحكومة، إن هي فسقت، أو جارت، أو ضعفت عن النهوض، بما فوضت إليها من مهام! –تصنع ذلك بالسلم إن أمكن.. وبالثورة إن لم يكن بد من ذلك!..
أما حدود الشريعة والأطر التي حددها الدين ورسمها. فإنها لا تمثل انتقاصاً من حق الأمة في أن تكون، في شؤون دنياها. مصدر للسلطة والسلطان.. لأن هذه الحدود والأطر هي الثوابت الكافلة لتحقيق مصالح مجموع الأمة وأفرادها.. ومن ثم فإن حرية الأمة –بواسطة ممثليها- في التشريع عندما تقف عند الحدود التي لا يجوز تجاوزها.
وهي إبقاء الحرام حراماً والحلال حلالاً، فليس في ذلك انتقاص من حرية الأمة. وإنما هو التزام بالأطر الدينية المحققة لمصلحة الأمة كما رآها الشارع سبحانه وتعالى..)(60).
ويرى رجاء (روجيه) غارودي في السلطة السياسية التي أقيمت في المدينة المنورة في عهد رسول الله  وسلم وخلفائه الراشدين: (أنه بفضل مبدأين أساسيين وهما: المبدأ القائل بأن السلطة لله وحده، وكل سلطة اجتماعية يجب أن يعاد فيها النظر. ومبدأ (الشورى) الذي ينفي كل واسطة بين الله والشعب. بفضل هذين المبدأين، تم إبعاد كل طغيان مطلق يخلع سلطانه صفة القداسة، ويجعل من الحاكم إلهاً على الأرض. كما تم استبعاد أية (ديمقراطية) من طراز غربي، أي تلك التي تتصف بالفردية، وتغليب الكم على الكيف، وبالجمود والوصاية واستلاب الإنسان، فالحرية ليست سلبية واعتزالاً بل هي إتمام لمشيئة الله)(61).
* النظام الراشدي أنموذجاً
لقد أوجد الرسول  أنموذجاً فريداً في الحكم، في زمن كان يسود العالم القهر والظلم على يدي أباطرة وملوك وحكام، حيث كان البعض منهم يعتبر نفسه أنه إله في الأرض، لا يمكن مساءلته أو محاسبته من أي سلطة كانت، فهو صانع السلطات التنفيذية والتشريعية، وهو فوقها جميعاً، يحاسبها متى شاء، ويبقيها ويزيلها متى شاء، مجرد دمية يحركها كما يريد، والرعية في مفهومه هم جزء من ممتلكاته.
فأقام الرسول عليه الصلاة والسلام أول دولة في العالم، مؤسسة على المساواة بين الحاكم والرعية، ينصف فيها الجميع دون استثناء. وقد يقول قائل كان في أثينا دولة ديمقراطية، نقول نعم، ولكن كانت فقط لرجال أثينا من طبقة الأحرار، أما بقية الناس ليس لهم أية حقوق. في حين الإسلام ساوى بين الحر والعبد والرجل والمرأة، والكل تحت قاعدة قانونية حددها رسول الله  (الناس سواسية كأسنان المشط لا فرق بين أبيض وأسود إلا بالتقوى).
وكذلك كافة الرعية أمام القضاء متساوون لا فرق بين الجميع حاكم ومحكوم، يقف أمام القاضي الشاكي والمشتكى مهما كانت مرتبته الحكومية حتى وإن كان رئيس الدولة. ولا يفرق قانون الشريعة الإسلامية بين العبد وسيده. فالحقوق القانونية مضمونة لكافة الناس.
وتعتبر خزينة الدولة (بيت مال المسلمين) هي ملكية عامة لكافة المسلمين دون استثناء، لا يستطيع الحاكم التصرف بها، إلا وفق قواعد محددة في الشريعة، وللجميع حصة في تلك الخزينة.
وأهم ما اتسمت به الدولة العدل، والذي يعتبر أساس الحرية وضمان الحقوق، فسيادة القانون على كافة أفراد المجتمع، تطبق على الجميع، فكثيراً ما وقف بعض الخلفاء أمام القاضي في قضية مثارة عليهم من أحد الرعية سواء أكان مسلماً أو من أهل الكتاب، وعومل الحاكم المدعى عليه مع المدعي من الرعية على قدم المساواة أمام القضاء.
وضمنت الدولة الحرية الاقتصادية، واعتبرت قانون التراضي شرطاً في البيع قال تعالى: إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم(62). ووضع على التجارة سواء البيع الفردي أو الإجمالي رقابة تموينية سميت (بالحسبة) تمنعها من الاستغلال والفساد والغش، ووضعت الدولة على الناتج الاقتصادي الزراعي والتجاري والرعوي رسوماً سواء في الزكاة أو غيرها من الرسوم، لتصرف مع بقية ما يأخذ من زكاة من رؤوس الأموال على كافة أفراد الشعب واحتياجات الدولة العسكرية والإدارية.
وفي النظام السياسي تم تأسيس أول دولة رئاسية جمهورية في التاريخ، لا تعتمد اختيارات حكامها على النسب والعشيرة والمال والوراثة والقوة العسكرية، بل اعتمدت على التقوى، والحكمة، والأسبقية في الإسلام، وصلاحية سيرة الحاكم الذاتية، والقدرة على إدارة الأزمات، وعلى ملكاته الشخصية في الإمساك بزمام الأمور، وعلى ما يملك من إمكانات معرفية عالية في الدين والشريعة، وهذا ما تم فعلاً في العهد الراشدي.
فالاختيارات التي تمت للخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم على قاعدة ما أشرنا إليه. وقد يدعي بعض أعداء الإسلام من الذين يحاولون الولوج إلى ثغرة من الثغرات لنقد النظام الإسلامي ومنها الخلافة الراشدية، فيدعي أنها لم تكن نظاماً تشاورياً وباختيارات ديمقراطية، ويضرب مثلاً على اختيار أبي بكر الصديق رضي الله عنه لعمر بن الخطاب رضي الله عنه لخلافته. فحتماً أنه سيكون جاهلاً بالواقع التاريخي لعملية الاختيار. فأبو بكر رضي الله عنه قد أشار أهل العقد والحل في عملية الاستخلاف، فالحقيقة التاريخية تقول: (فجمع إليه نخبة من أهل الرأي وقال لهم فيما قال: ".. قد أطلق الله أيمانكم من بيعتي، وحل عنكم عقدتي، ورد عليكم أمركم، فأمروا عليكم من أحببتم، فإنكم إن أمرّتم في حياة مني كان أجدر ألا تختلفوا بعدي".
فلم يستقم لهم أمر، كما جاء في رواية الحسن البصري، ورجعوا إليه يقولون "إن الرأي يا خليفة رسول الله رأيك" فاستمهلهم حتى "ينظر لله ولدينه ولعباده". ثم استقر رأيه على استخلاف عمر بعد مشاورة عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان وسعيد بن زيد وأسيد بن الخضير. وسأل عليّاً فقال: "عمر عند ظنك به، ورأيك فيه، إن وليته –مع أنه كان والياً معك- نحظى برأيه ونأخذ منه، فامض لما تريد، ودع مخاطبة الرجل، فإن يكن ما ظننت إن شاء الله فله عمدت، وإن يكن ما لا تظن لم ترد إلا الخير".
وأملى أبو بكر كتاب العهد على عثمان بن عفان، فكتبه، وختمه، وخرج به مختوماً، ونادى بالناس: "أتبايعون لمن في هذا الكتاب؟". وقيل أن أبا بكر أشرف على الملأ من كوة في غرفته، فقال: "يا أيها الناس! إني عهدت عهداً أفترضونه؟ "فقالوا" رضينا يا خليفة رسول الله". وقام عليّ كرم الله وجهه فقال "لا نرضى إلا أن يكون عمر". ثم كانت البيعة التي أجمع عليها المسلمون(63).
لهذا يعتبر فترة الرسول  والفترة الراشدية النموذج الحقيقي للنظام الإسلامي.
* شكل الحكومة الراشدية الأولى
كتب محمود عباس العقاد حول الحكومة الراشدية يقول: (فأي حكومة هي حكومة الصديق أو حكومة الإسلام في عهده؟. وأي عناوين الحكم في هذا العصر الحديث؟.
الديمقراطية –ولا ريب- هي أقرب النظم إلى نظام الحكم في عهد الصديق. ولكن الديمقراطية أشكال تختلف في العصر الواحد بين أمة وأمة، ولها قواعد دستورية ومقدمات تاريخية من العسير، أن نوحد بينها وبين قواعد الخلافة ومقدماتها، ومن السهل جداً مع هذا نصدُف عن هذا التوحيد دون نُغِض من نوع الحكومة في صدر الإسلام.
فليس من المحقق أن حكومة الإسلام يومئذ توصف بالديمقراطية على المعنى الذي نفهمه من هذه الكلمة هذه الأيام.
ولكن من المحقق أن الحكومة الإسلامية على النحو الذي جاء به القرآن الكريم، واتفق عليه المسلمون كانت بعيدة كل البعد عن جميع أنواع الحكومات المعيبة أو جميع المبادئ التي تستند في تقرير حكم الشعوب على أساس معيب.
فإذا كانت حكومة الخلافة لم تقرر الديمقراطية على أساسها العصري المعروف بيننا فهي –بلا ريب- قد أبعدت مبادئ الأوتوقراطية، ومبادئ الثيوقراطية ومبادئ الأليجاركية، ومبادئ حكومة الغوغاء، وسائر المبادئ التي لا تستقيم مع حرية الفرد ومع الفطرة السليمة).
وعدد عباس محمود العقاد أشكال تلك النماذج من الحكومات وبين أن الإسلام يرفضها قائلاً: (فالأتوقراطية وهي حكومة الفردي المستبد ممنوعة في الإسلام، لأن القرآن الكريم يأمر النبي () أن يشاورهم في الأمر، وينص على أن (أمرهم شورى بينهم). وإذا كان النبي () الذي يتلقى الوحي الإلهي لا يَجِل عن مشاورة أتباعه، والرجوع إلى رأيهم في سياسته، فغيره من ولاة الأمر أولى أن يتقيد بالشورى، ويتجنب حكومة الطغيان. والثيوقراطية وهي حكومة التي يدعي فيها الحاكمون صفة إلهية ممنوعة كذلك في الإسلام. لأن القرآن الكريم يعلم المسلمين أن النبي () بشر مثلهم، ويبطل الكهانة والوساطة بين الإنسان وربه، وقد نهى النبي () ولاته وأمراء جيشه، أن يبرموا العهود باسم الله أو باسم رسوله...
والأليجاركية وهي حكومة الفئة القليلة من الأعيان والثروات ممنوعة كذلك من المسلمين، لأن بيعة الخاصة في الإسلام لا تغني عن بيعة العامة، وليس في الإسلام سادة نسب كما جاء في الحديث الشريف: "اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة".
وحكومة الأهواء سواء كانت أهواء الوجوه أو أهواء السواد ممنوعة كما منعت الحكومات التي أسلفناها، فليست أهواء المحكومين مُغنية عن أصول الحق والعدل، ودستور الشريعة والنظام، وفي ذلك يقول القرآن الكريم: فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق، لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً(64).
* النص العقدي بين الأمة والخليفة
ومن يقرأ خطبة الخليفة الراشدي الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه، يجد فيها العلاقة العقدية، التي تفرض إقامتها بين الحاكم والأمة، والمبنية على أسس البناء العادل في النظام الإسلامي، وهي الطاعة للحاكم ما دام ملتزماً بالشريعة الإسلامية ونصوص هذا التعاقد، فإن تمت المخالفة لهذه الأسس العقدية، طلب من الأمة إجراء التقويم المطلوب للحاكم عما خالف وشذ عنه. فالخليفة في بداية البيان السلطوي الأول، يذكر أن الاختيار الذي تم لـه من قبل الأمة ليس لكونه أفضلهم، ولكنه جاء باختيارات الأمة ومبايعته لـه (فإني وليت عليكم، ولست بخيركم). ولهذا وضع ميثاقاً عقدياً بين الأمة والحاكم، ويعتبر هذا العقد هو من صلب روح الإسلام في تحديد سلطات الأمة والحاكم.
ولهذا نرى ما جاء في هذا الميثاق الذي طرحه الخليفة الأول، ووافقت عليه الأمة التالي:
1- القرآن الكريم والسنة مصدر التشريع والدستور الناظم للدولة، وتجري محاسبة الخليفة عند مخالفتهما أو تجاوزهما من قبل الأمة أو ممثليها من أهل الحل والعقد، حيث يفقد الطاعة الشرعية، وهذا ما نص عليه البيان: (أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم..)
2- ممثلو الأمة هم الذين يختارون الخليفة وهم أهل الاختيار وهم من فقهاء الأمة وعلمائها.
3- الأمة مصدر السلطة وتملك سلطة المحاسبة والعزل، وتمت الإشارة إليها في الكلمة بقوله: (فإن أحسنت فأعينوني، وأن أسأت فقوموني).
4- أن يكون الحاكم صادقاً مع أمته، وإن كذب عليها فقد خانها (الصدق أمانة، والكذب خيانة).
5- المساواة والإنصاف بين الجميع دون النظر للضعف والقوة (الضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوي منكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله).
6- الحاكم بشر كأي فرد من أفراد الأمة، وليس معصوماً عن الخطأ، لذا لا بد من التصحيح لـه في حال وقوعه في الخطأ (أيها الناس أنا مثلكم، وإني لا أدري لعلكم ستكلفونني ما كان رسول الله  يطيق، إن الله اصطفى محمداً على العالمين، وعصمه من الآفات، فإنما أنا متبع، ولست بمبتدع، فإن استقمت فاتبعوني، وإن زغت فقوموني) فكم نرى اليوم بعد مرور ألف وأربعمائة عام من حكام على الأرض، يدّعون أنهم أنصاف آلهة، لا يخطئون أبداً، بل كل ما يقولون ويعملون لـه مرتبة القداسة؟.
7- الحاكم كونه من البشر، فإنه يصاب في الغرور، وتزيين العمل من قبل وساوس الشيطان وهوى النفس (ألا وإنما لي شيطان يعتريني، فإذا أتاني فاجتنبوني)(النص في الملحق).
* الصفات المطلوبة في الحاكم المسلم
يعتبر وجود حاكم يرأس الدولة ضرورة أساسية في هيكلية الدولة الإسلامية، وهي فرض كفاية. ويتم اختياره من أهل الاجتهاد الذين تتوفر فيهم ثلاث شروط هي:
1-العدالة.
2-العلم الذي يتوصل به إلى معرفة من يستحق الإمامة.
3-أن يكونوا من أهل الرأي والتدبير، المؤديين إلى اختيار من هو للإمامة أصلح(65).
وجاء في حديث لرسول الله  شروطاً للحاكم المسلم ومنها:
1-أن يكون من قريش.
2-أن يتصف بالعدل والرحمة والوفاء بالعهد. قال رسول الله : (الملك في قريش لهم عليكم، ولكم عليهم مثله، ما حكموا فعدلوا، واسترحموا فرحموا، وعاهدوا فوفوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين)(66)
وجاء في فقه أحمد بن حنبل صفات الإمام ما يلي:
-بالغاً عاقلاً، لأن غير البالغ يحتاج إلى ما يلي أمره، فلا يلي أمره غيره.
-سميعاً بصيراً ناطقاً، لأن غير المتصف بهذه الصفات لا يصلح للسياسة.
-حراً لا عبداً، لأن الإمام ذا الولاية العامة لا يكون ولياً عليه غيره.
-ذكراً.
-عدلاً وقال هنا ابن حنبل حول موضوع العدالة، تشترط في ولاية القضاء، ولكنها لا تشترط في رأيه في الحاكم وأن اغتصب السلطة، بل واقر في إمامة مغتصب السلطة، وعدم مخالفته، فهو يقول: (وهي دون الإمامة العظمى فإن قَهَر الناس غير عدل فهو إمام)(67).
ولكن في رأيي المتواضع والله أعلم، أن اغتصاب السلطة، وقهر الناس على مبايعته، فهي إكراه، ومبايعة المكره كما أرى باطلة، ومن هنا تبطل ولاية المغتصب والله أعلم.
-غير عاجز (معاق). وذهاب اليدين والرجلين يمنع ابتداءها واستدامتها.
ومن الصفات التي يراها ابن حنبل أن لا يعزل الحاكم لفسقه، بل يعزل فيها القاضي تحت تبرير (لما فيه من المفسدة) ويستند لحديث (...إلاَّ تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان)(68).
وأرى والله أعلم، أن الفاسق لا يمكن أن ظهر فسقه الاستمرارية في الحكم، لما فيه المفسدة للأمة والدين. والحديث الذي يورده الإمام أحمد جاء من رواية عبادة بن الصامت حول مبايعة الرسول ، وهي بيعة للرسول عليه الصلاة والسلام، والبيعة لمن أمر بإقامة العدل والإنصاف. وكان خير حكام الأرض جميعاً في تطبيق العدالة والمساواة، والمثل الأعلى في السلوك الإنساني المبني على قيم العدالة. أرى ليس من الأنصاف مساواة رسول الله  ببقية الحكام المسلمين وغيرهم. واعتبارهم واحداً من حيث الطاعة. فكم من حاكم على مرور الأربعة عشر قرناً على ظهور الإسلام كاد ظلمه وجوره، يتجاوز فرعون المثل في الطغيان والظلم؟ وكم حاكم مستبد ضيع الأمة والدين، بإعلان فسقه وجوره، فدمر الأمة، وشوه صورة الدّين؟
إن البيعة على عدم المنازعة والسمع والطاعة، كما ورد في حديث رسول الله ، كانت على ما أوتي به من ربّه، وما سنن من الشرائع، وعدم المعارضة والتغيير بالقوة لنظام فاسد تحت ذريعة السمع والطاعة خوفاً من مفسدة وفتنة، سيكون كما الساكت عن الحق أي شيطان أخرس كما ورد في الحديث الشريف.
بل الرسول الأعظم  أبطل صلاة الإمام المكروه من المأمومين، وبين عباس العقاد أن (قوام الرئاسة والإمامة عنده (ويقصد هنا رسول الله) شرطان هما: جماع الشروط في كل رئاسة، وهما الكفاءة والحب: "أيما رجل استعمل رجلاً على عشرة أنفس علم أن في العشرة أفضل ممن استعمل فقد غش الله وغش رسوله وغش المسلمين" وقال "أيما رجل أمَّ قوماً وهم كارهون لم تجز صلاته أذنيه"(69).

فالقرآن الكريم الذي حذر من خطورة الفاسق، من أن يأتي بنبأ كاذب، فيه هلاك إنسان أو أمة أو فيه هلاك للمال والعرض والنفس، وطلب أن يتم تدقيق أقواله والتأكد منها قبل اتخاذ القرار، كما قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين(70). فكيف يكون إذا كان الفاسق هو صاحب القرار في مصير الأمة والعباد؟
وتلك مصيبة كبرى حين يتولى هذا الفاسق أمر الأمة، والتاريخ مليء بالتبريرات لمستبدين اغتصبوا السلطة من قبل فقهاء السلطة. وبرروا جورهم وظلمهم وفسادهم. يقول الدكتور محمد عمارة: (.. لكن مظالم التفرد والفردية والاستبداد التي جنحت بعيداً عن هذه الفلسفة للحكم، قد أثمرت عصورها المظلمة وتطبيقاتها الظالمة فكراً هزيلاً، حاول أصحابه تزوير نسبه إلى الإسلام، ليضيفوا عليه شرعية الدين ومشروعيته.. فزعموا أن الشورى غير ملزمة للحاكم.. فعليه أن يستشير، ثم بعد ذلك يمضي ما رآه، حتى لو خالف الأمة جمعاء‍.. ولقد تجاهل هذا النفر من فقهاء الملوك والأمراء والسلاطين ما عناه ويعنيه قول الرسول : "إن أمتي لا تجتمع على ضلالة". ما يعنيه هذا الحديث من "عصمة الأمة" التي يتجسد اجتهادها، ويتمثل في الصفوة الجامعة لقدرات المشورة وإمكانات الاجتهاد.. فرأيناهم يرجحون كفة "الفرد الحاكم" على كفة "المشيرين".
ولقد حاول هذا النفر من فقهاء السلاطين تزوير نسب هذا الفكر الشائه إلى الإسلام.. فقالوا: إن هذا هو ما يعنيه قول الله سبحانه في هذه الآية فإذا عزمت فتوكل على الله.. فإذا استشار الحاكم كان قد أدى ما عليه.. وله بعد ذلك أن يعزم، أي يقرر ما يشاء.. ونسوا أن هذا "العزم" –القرار- هو- في سياق الآية- ثمرة الشورى..
فالشورى إذا جردت من ثمرتها، وهو القرار –العزم-كانت عقيماً.. بل "مسرحية عبثية" يجب أن يتنزه عنها الفكر الذي يعرض لآيات الله، سبحانه بالنظر والتفسير..)(71).
وقد رفض عدد من خيرة صحابة رسول الله  الظلم والجور والاستبداد للحاكم، ومنهم من تخرج من مدرسته الجليلة الثرية بعلوم الدين والمعرفة مثل الحسين بن علي رضي الله عنهما سبط رسول الله ، وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهما الذي عاش في بيت خالته عائشة رضي الله عنها. وغيرهم من تبعوهم من خيرة الصحابة والتابعين لهي دلالات على ضرورة مواجهة الاستبداد والظلم والجور، الذي يمارسه الحكام من الطغاة. وقد قال
رسول الله عن هؤلاء (عن حذيفة عن النبي  أنه قال: إنها ستكون عليكم أمراء يَظلمون ويَكذبون فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني، ولست منه، ولن يَردَ على الحوض. ومن لم يصدقهم بكذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه، وسيرد على الحوض)(72).
وقيادة الحكم مسؤولية خطيرة في الإسلام، فهي الخط المستقيم في العدل والإنصاف والرحمة والمساواة بين الرعية، والحفاظ على حدود الدولة وأمن الأمة. وبهذا قال رسول الله : (السلطان ظل الله في الأرض، يأوي إليه كل مظلوم من عباده، فإن عدل كان لـه الأجر –وكان- يعني على الرعية الشكر. وإن جار أو حاف أو ظلم كان عليه الوزر، وكان على الرعية الصبر، وإن جار الولاة /قحطت/ السماء، وإذا منعت الزكاة، هلكت المواشي، وإذا ظهر الزنا ظهر الفقر والمسكنة. وإذا خفرت الذمة أويل الكفار أو كلمة نحوه)(73).
والإمامة ليست مكسباً، بل هي مغرماً، لأن فيها وِزّر الأمة كلها، يحمله الحاكم يوم القيامة. عن عوف بن مالك قال: قال رسول الله : (إن شئتم أنبأتكم عن الإمارة وما هي؟) فناديت بأعلى صوتي ثلاث مرات ما هي يا رسول الله؟ قال: أولها ملامة، وثانيها ندامة، وثالثها: عذاب يوم القيامة إلا من عدل، وكيف يعدل مع أقربيه)(74). لهذا كان الأتقياء من المسلمين يبتعدون عنها لما فيها من حمل ثقيل تجاه أمته وربه ودينه.
من مواصفات الحاكم المسلم التواضع والمشاركة والحب المتبادل بينه وبين رعيته، فإذا كان الإمام في الصلاة تبطل صلاته، إن كان أمَّ أناس كارهون له، فكيف بالحاكم؟ والمطلوب منه التبادل في مشاعر الحبّ بينه وبين شعبه.
ونذكر حادثة من السيرة النبوية الشريفة هنا، أن الرسول  كان يشارك أصحابه في السفر في الأعمال واحتياجات السفر، ونذكر قوله لأصحابه الذين توزعوا العمل: (وعليّ جمع الحطب). وحين قالوا له: يا رسول الله نكفيك العمل، قال: (علمت أنكم تكفونني، ولكن أكره أن أتميز عليكم، إن الله سبحانه وتعالى يكره من عبده أن يراه متميزاً بين أصحابه).

وشارك رسول الله  في حفر الخندق بيديه الشريفتين أثناء غزوة الخندق المشهورة. وكان الرسول  المثل الأعلى للحاكم المتواضع والمحبوب من قبل رعيته. وكان كذلك أصحابه من بعده أثناء خلافته أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم.
* المؤتمر الشعبي الأول في الإسلام (اجتماع السقيفة)
مؤتمر السقيفة الذي عقد بعد وفاة الرسول ، على الرغم من كثير من الملاحظات عليه، والدراسات التي تناولته من إيجابيات وسلبيات، إلا أنه يشكل أولى مقدمات البحث عن دور الأمة في اختيار السلطة. وإن كانت ممثلة في شريحة معينه. ومن خلال المناقشات التي جرت في هذا المؤتمر أو الاجتماع تبرز ظاهر الديمقراطية والحرية في أجمل صورها، من خلال الحوار حول مواصفات الحاكم المطلوبة الذي يخلف رسول الله .
كما ظهرت المعارضة وشرعيتها في المؤتمر، ولم تشر كتب التاريخ إنها حوسبت على اعتراضها واختياراتها، بعد أن أصبحت أقلية وتمت المبايعة للخليفة الأول من قبل أكثرية الأمة. وقد استمرت المعارضة ممثلة بسعد بن عبادة للخليفة أبي بكر الصديق ومن بعده عمر بن الخطاب وحتى وفاته، ولم تجر لـه أية مساءلة على رفضه للبيعة، بل بقيت لـه مكانته في الدولة من الاحترام والمكانة الرفيعة فيها، كونه من أصحاب رسول الله  ومن أوائل الأنصار. كما لم تقم السلطة بمحاسبة من اعترض على البيعة في المؤتمر.
ومن يقرأ ما أعقب مؤتمر السقيفة من معارضات لكبار الصحابة، ومنهم العشرة المبشرين في الجنة، يدرك أن الإسلام قبل المعارضة للحاكم، ولكن ليست المعارضة التي تؤدي لتدمير الوطن، والأمن القومي والاجتماعي إلى الخطر الذي يهدد بنيان الدولة. لهذا رأينا امتناع سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن المبايعة أشهراً حتى وفاة سيدتنا فاطمة رضي الله عنها، وكانت مبايعته حين رأى اشتداد أزمة المرتدين، التي أصبحت تهدد وجود الإسلام والدولة الإسلامية. فتوحد الجميع في وجه الخطر.
كما امتنع في البدايات نفر من الأمويين على مبايعة أبي بكر رضي الله عنه، والتفوا حول عثمان بن عفان، وآخرون حول سعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن ابن عوف من بني زهرة. وهذه دلالة على أن المعارضة والرأي الآخر موجود في البذور الأولى للدولة الإسلامية. ولم يُكفر هؤلاء، بل أن المعارضين هم أكثر علماء الأرض بعد الرسول ، وبينوا للأجيال القادمة أن عملهم هذا، ليس خروجاً عن تعاليم الإسلام، كما يدعي البعض من كتاب وفقهاء السلطة(75).
وحول ما يقوله بعض العلماء: من مات، ولم تكن في عنقه بيعة للإمام، مات ميتة الجاهلية، يقول الدكتور محمد عمارة: (في المأثورات النبوية الشريفة أحاديث يرددها ويذيعها كثير من "أمراء" الجماعات الإسلامية الجديدة، تحكم بالجاهلية على من فارق الجماعة، وعلى من مات وليس في عنقه بيعة للإمام.. وهم بترديدهم هذه الأحاديث يوجبون الطاعة (للأمراء) على الكافة، ويحرمون "المعارضة، ويجعلونها إثماً دينياً وخطيئة ترتد بأصحابها إلى الجاهلية بعد الإسلام؟‍!
فأين يقف الإسلام الحق في هذه القضية؟! وما قوله الفصل في هذا الإشكال؟! إنه صحيح، وحق، وصدق أن رسول الله ، قد قال –فيما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "من خلع يداً من طاعة، لقي الله يوم القيامة لا حجة له. ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة الجاهلية".
لكن الأمر الذي يغفله –أو يتغافل عنه- هؤلاء "الأمراء" أن هذه البيعة، التي يتحدث عنها الحديث النبوي الشريف كانت بيعة الذين آمنوا للرسول ، الذي دعاهم إلى الإيمان.. فهي البيعة لـه بالنبوة، وموضوعها التوحيد والإسلام.. إنها البيعة التي خرجوا بها من الجاهلية إلى الإسلام، ومن ثم فإن خلعها والخروج من طاعتها، هي –بالقطع- عودة إلى الجاهلية مرة أخرى.. فهي لم تكن بيعة من "الرعية السياسية" لمحمد  برئاسة "الدولة"، لأن هذه الرئاسة قد جاءت تبعاً، كضرورة اقتضتها "الدولة" التي تأسست لسياسة الرعية وحماية الدين، وإنما كانت بيعة من "المؤمنين" للنبي الرسول عليه الصلاة والسلام.. فبيعة الرسول، هذه وحدها، دون أية بيعة أخرى لأي خليفة أو حاكم أو أمير، هي التي توصف بأنها هي "الإسلام"، وهي التدين بالدين الإسلامي.. إنها في الحقيقة: بيعة الله سبحانه وتعالى. التي قال عنها لنبيه ك [إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله] (الفتح-10) كما قال أيضاً [من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً] (النساء-80)..
وليست كذلك بيعة أمراء السياسة والولاة والخلفاء والرؤساء في دولة الإسلام... فمعارضة هؤلاء الأمراء، ورفض البيعة لهم، لاختلاف منهجهم السياسي وسبيلهم في سياسة المجتمع وحكم الأمة عن منهج المعارضين لهم. لا يعني الانتقال بالمعارضين من معسكر الإسلام والإيمان إلى معسكر الجاهلية بأي حال من الأحوال.
إن الذين يرددون هذه المأثورات النبوية، موظفين لها في غير موضعها وإطارها، إنما يرتكبون خطأ سياسياً فاحشاً، عندما يجتهدون لإسلاس قيادة الأمة –كل الأمة –للأمراء، كل الأمراء.. ويرتكبون خطيئة دينية، عندما يذهبون فيسخرون المأثورات الدينية والأحاديث النبوية الشريفة في غير السياق الذي قيلت ورويت فيه.. وذلك باب واسع لشر مستطير شاع ويشيع في كتابات العديد من الإسلاميين) (76).
مُسَاءلة الحاكم
كما ظهر في فترة الرسول  والخلفاء الراشدين مسألة (مساءلة الحاكم)، ليس فقط من قبل أهل العقد والحل، بل من قبل عامة الناس. فقد تمت مساءلة الرسول من إعرابي في توزيع الغنائم بعد غزوة حنين، ورفضت امرأة تحديد المهر، الذي أشار إليه الخليفة عمر بن الخطاب. واحتج إعرابي على توزيع الثياب حين وجد أن ثوب الخليفة عمر أطول من ثوبه، وهناك الكثير من كتب السير وتاريخ الفترة الراشدية تظهر قانون المساءلة، وحتى في حضور الخليفة شخصياً أمام القاضي من شكوى لمواطن أقام عليه دعوة في القضاء.
وكان الإسلام لكثير من الشعوب والطبقات الفقيرة المخلص المنتظر من الظلم والحيف والقهر والعبودية، فحرر الإسلام الفلاحين (الأقنان) عبيد الأرض في الأندلس (أسبانيا) حين دخلوها، وحرروا ملايين المستضعفين في بلاد الشام وفارس وآسيا. وبشهادة كافة المؤرخين إن الفاتحين العرب كانوا مباشرة يتساوون في الحقوق والواجبات بعد فتح أي مدينة وبلد بعد إسلامها، أو دفعها للجزية. ومن هنا كان قول المؤرخ الأوربي (لم يعرف التاريخ فاتحاً أرحم من العرب) والرحمة كانت ليس من انتماء القوم للعروبة، بل السلوك في الذي فرضه الإسلام على أتباعه.
* المساواة أساس الحرية في الإسلام
الحرية أساسها المساواة بين الرعية جميعاً دون أي تفريق بين غني وفقير وعبد وسيد وحاكم ومحكوم، وانتفاء الظلم والقهر من أي مصدر مالي أو سلطوي، لهذا كانت أولى توجهات الرسالة الإسلامية هي، تحقيق المساواة بين الناس أمام قوانين الشريعة، قال رسول الله : (الناس سواسية كأسنان المشط، ولا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى).
ولا فروق في الإسلام بين المستويات الاجتماعية والاقتصادية في الرعية، وحتى بين البشر جميعاً من سكان الأرض، إنما الفرق الوحيد بينهم هو في التقوى، والتي تتضمن كل أشكال الطهر والاستقامة والعمل الصالح، كما قال تعالى: يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير (77).
وفي الختام أورد عن الحرية في الإسلام ما قاله المغيرة بن شعبة لرستم قائد جيش فارس: (إننا معشر العرب لا نستعبد بعضنا بعضاً، فظننت أنكم تداسون قوتكم كما نتواسى، فكان أحسن من الذي صنعتم أن تخبروني أن بعضكم أرباب لبعض) فقال الدهاقين: والله لقد رمى بكلام لا تزال عبيدنا ينتزعون إليه، قاتل أوّلينا حين كان يصغرون أمر هذه الأمة. (78)

غير معرف يقول...

(((((((((((((((((((((((((((((((((((((الزوج الوفي المحب صلى الله عليه وسلم)))))))))))))
الزوج الوفي المحب صلى الله عليه وسلم
عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت : (( لم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم على خديجة حتى ماتت )) (1).

هكذا استطاعت خديجة رضي الله عنها أن تملأ على زوجها حياته وقلبه وبيته حتى لا يفكر في امرأة أخرى ، وفرت له الراحة والطمأنينة والسكينة في نفسه وفي بيته وحياته .

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أتى جبريل النبي عليه الصلاة والسلام فقال : (( يا رسول الله هذه خديجة قد أتتك معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب ، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب )) (2)

قال السهيلي : ( مناسبة نفي هاتين الصفتين ، أعني المنازعة والتعب أنه صلى الله عليه وسلم لما دعا إلى الإسلام أجابت خديجة طوعاً ، فلم تحوجه إلى رفع صوت ولا منازعة ولا تعب في ذلك ، بل أزالت عنه كل نصب وآنسته من كل وحشة ، وهونت عليه كل عسير ، فناسب أن يكون منزلها الذي بشرها به ربها بالصفة المقابلة لفعلها ) (3) .

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : (( ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة وما رأيتها ، ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها وربما ذبح الشاة ثم يُقطعها أعضاء ، ثم يبعثها في صدائق خديجة ، فربما قلت له : كأنه لم يبق في الدنيا امرأة إلا خديجة ؟! فيقول : (( إنها كانت وكانت ، وكان لي منها ولد ))(4) .

وعنها أيضاً قالت : (( استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف استئذان خديجة فارتاع لذلك فقال : (( اللهم .. هالة )) قالت : فغرتُ فقلت : ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر ، قد أبدلك الله خيراً منها )) (5) .

قال ابن حجر : ( وفيه دليل عظيم على عظم قدرها عنده وعلى مزيد فضلها ، لأنها أغنته عن غيرها ، واختصت به بقدر ما اشترك فيه غيرها مرتين ، لأنه صلى الله عليه وسلم عاش بعد أن تزوجها ثمانية وثلاثين عاماً ، انفردت خديجة منها بخمسة وعشرين عاماً ، وهي نحو الثلثين من المجموع فصان قلبها مع طول المدة من الغيرة ، ومن نكد الضرائر الذي ربما حصل له منه ما يشوش عليه بذلك ، وهي فضيلة لم يشاركها فيها غيرها ) (6) .

وقال النووي : ( في هذه الأحاديث دلالة لحسن العهد وحفظ الود ورعاية حرمة الصاحب والمعاشر حياً وميتاً ، وإكرام معارف ذلك الصاحب ) (7) .؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟=======================================================================((((((((((حسن المعاشرة مع الأهل)))))))
كان صلى الله عليه وسلم حسن المعاشرة مع أهله يحادثهن ويسامرهن ويلاعبهن ويتقرب إليهن بكل ما يدخل السرورإلى قلوبهن، وهو رجل الدولة وسيّد المرسلين .. ونبي هذه الأمة.
روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت:(( كان الحَبش يلعبون بحرابهم فسترني رسول الله وأنا أنظر، فما زلت أنظر حتى كنت أنا أنصرف، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن تسمع اللهو )).

وفي رواية أخرى : (( وكان يوم عيد يلعب فيه السودان بالدَرق والحراب ، فإما سَألت النبي صلى الله عليه وسلم وإما قال :تشتهين تنظرين ؟فقلت : نعم فأقامني وراءه خدي على خده وهو يقول : دونكم يا بني أرفدة. حتى إذا مَللت قال :حَسْبُكِ؟ قلت : نعم قال :فاذهبي)).
وفي رواية عند النسائي يقول : (( أما شبعت، أما شبعت ؟قالت : فجعلت أقول: لا، لأنظرمنزلتي عنده )) .
وفي رواية البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : (( وما بي حب النظر إليهم ولكن أحببت أن يبلغ
النساء مقامه لي ومكاني منه )) . ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟================================================================؟هكذا كان بيته صلى الله عليه وسلم في رمضـــان

هكذا كان بيته صلى الله عليه وسلم في رمضـــان

كان السرور يعم طيبة و بيوت النبي صلى الله عليه وسلم بدخول شهر رمضان ، فهاهو رسول الله يبشر أهله وأصحابه بدخول الشهر بقوله ( أتاكم رمضان ، شهر مبارك ، فرض الله عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب السماء ، وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتُغل فيه مردة الشياطين ، لله فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حُرم خيرها فقد حُرم )(1).
فتتهيأ بيوته وأصحابه للاجتهاد في هذا الشهر ، شهر الصيام والقيام وقراءة القرآن ، ويظل رسول الله صلى الله عليه وسلم يشحذ هممهم ويشدّ عزيمتهم لاغتنام دقائق هذا الشهر الغالية حتى ينقضي ، حرصاً عليهم وخشية أن يفوتهم شيء من الخير !
فهاهو عليه الصلاة والسلام يحثّ أصحابه وأهله على الخير والإكثار من أعمال البر في هذا الشهر المبارك ، فقال لهم في شأن الصيام ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه ( كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، قال الله عز وجل : إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ؛ يدع شهوته وطعامه من أجلي ، للصائم فرحتان : فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ، ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك )(2)
وقال لهم مرشداً إلى صيانة صيامهم وحفظ مقاصده ( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه )(3)
وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام ( رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ، ورب قائم حظه من قيامه السهر )(4)
وقال ( الصيام جنة ، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل ، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم –مرتين- )(5)
وبذلك أدرك الصحابة رضي الله عنهم مقاصد الصيام والغاية منه – ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) - فكان جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول : [ إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمأثم ، ودع أذى الخادم –الجار- وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك ، ولا تجعل يوم فطرك ويوم صيامك سواء ](6)

وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول :[ الغيبة تخرق الصوم والاستغفار يرقعه ، فمن استطاع منكم أن يجيء غداً بصومه مرقعاً فليفعل ](7)
وقال أبو ذر رضي الله عنه :[ إذا صمت فتحفّظ ما استطعت ] (8).

وقال لهم صلى الله عليه وسلم في شأن الصلاة والحفاظ على إقامتها بخشوع وطمأنينة ما رواه ابن عمر رضي الله عنه قال ( اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الأواخر من رمضان ، فاتخذ له فيه بيت من سعف ، قال : فأخرج رأسه ذات يوم ، فقال : إن المصلي يناجي ربه عز وجل ؛ فلينظر أحدكم بما يناجي ربه ، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة )(9).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة ، فيقول : من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )(10) .

وكان عليه الصلاة والسلام يتحرّى ليلة القدر ليدلّ أمته عليها فيقوموها عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إني اعتكفت العشر الأول ألتمس هذه الليلة ، ثم اعتكفت العشر الأوسط ثم أُتيت فقيل لي : إنها في العشر الأواخر ؛ فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف . فاعتكف الناس معه )(11)

وعن عائشة رضي الله عنها قالت :( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان ، ويقول تحرّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان )(12)
وكان يحثهم على الإكثار من الدعاء فقال ( إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة ، وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة )(13)
وقال لهم في شأن العمرة ( عمرة في رمضان تقضي حجة معي )(14).
وكان عليه الصلاة والسلام قدوة لهم في ذلك كله.
فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت - حين سئلت : كيف كانت صلاة رسول الله في رمضان ؟ - ( ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة ؛ يصلي أربعاً فلا تسل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي أربعاً فلا تسل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي ثلاثاً )(15)

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة )(16).

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام ، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً )(17)

وكان عليه الصلاة والسلام حريصاً على أهله يعلمهم الخير ويحثهم عليه ، فلا يدع أحداً من أهله يطيق القيام إلا أقامه ، فعن زينب ابنة أم سلمة رضي الله عنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بقي من الشهر عشرة أيام لم يذر أحداً من أهله يطيق القيام إلا أقامه )(18)
وقد كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين فرض الصيام دون الحادية عشرة وكانت تقوم معه الليل وكذلك بقية أزواجه ، فعنها رضي الله عنها أنها قالت ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شدّ مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله )(19)

وعن علي رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان )(20)

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : ( صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يقم بنا شيئاً من الشهر حتى بقي سبع فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل ، فلما كانت السادسة لم يقم بنا ، فلم كانت الخامسة قام بنا حتى ذهب شطر الليل ، فقلت : يا رسول الله ! لو نفلتنا قيام هذه الليلة ؟ قال : فقال : ( إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام ليلة ، قال : فلما كانت الرابعة لم يقم ، فلما كانت الثالثة جمع أهله ونساءه والناس ، فقام بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح ، قال : قلت : وما الفلاح ؟ قال : السحور ، ثم لم يقم بقية الشهر )(21)

وكذلك تعتكف على صغر سنها وكذا غيرها من أزواجه عليه الصلاة والسلام ، فعنها رضي الله عنها أنها قالت ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر أن يعتكف العشر الأواخر من رمضان ، فاستأذنته عائشة فأذن لها ، وسألت حفصة عائشة أن تستأذن لها ففعلت ...)(22) .

وعن عائشة رضي الله عنها أيضاً قالت : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف معه بعض نسائه وهي مستحاضة ترى الدم ، فربما وضعت الطست تحتها من الدم )(23).
بل حرصاً منها على إدراك ليلة القدر سألته رضي الله عنها : يا رسول الله ! أ رأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر.. ما أقول فيها ؟ قال قولي ( اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني ) .

وقد بلغ من حرص أهله عليه الصلاة والسلام على القيام إيقاظهم له بالليل لصلاة القيام ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أُريت ليلة القدر ، ثم أيقظني بعض أهلي فنسيتها ، فالتمسوها في العشر الغوابر )(24)

وقد استقر في أذهان أهله وأصحابه أن هذا الشهر هو شهر الصيام والقيام وقراءة القرآن ، لا سيما وهم يرون حرص النبي صلى الله عليه وسلم على التعبد فيه وبعده عن التكلف في الطعام والشراب اغتناماً للوقت وتوفيراً للجهد .

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات ، فإن لم تكن رطبات فتميرات ، فإن لم تكن تميرات حسا حَسَوات من ماء )(25).

وعن أنس رضي الله عنه قال ( ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قط صلى المغرب حتى يفطر ، ولو على شربة ماء )(26)

وقال أيضاً ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - وذلك عند السحور – يا أنس إني أريد الصيام ؛ أطعمني شيئاً ! فأتيته بتمر وإناء فيه ماء وذلك بعدما أذن بلال )(27).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( نعم سحور المؤمن التمر )(28)
فهلا اتبعنا هدي نبينا صلى الله عليه وسلم واغتنمنا شهرنا في الطاعات حتى نفوز بأعلى الجنات
د. إلهام بدر الجابري ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟========================================================================؟إشراقات من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
إشراقات من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
مع عائشة

روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : (( جلس إحدى عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أسرار أزواجهن شيئاً .

قالت الأولى : زوجي لحم جمل غثّ على رأس جبل ، لا سهل فيُرتقى ،ولا سمين فينتقى .
قالت الثانية : زوجي لا أبث خبره ، إني أخاف أن لا أَذَره ، إن أذكره أذكر عُجَره وبُجَره .
قالت الثالثة : زوجي العُشنَّق ، إن أنطق أطلق ، وإن أسكت أعلق .

قالت الرابعة : زوجي كليل تهامة لا حر ولا قرُ ولا مخافة ولا سآمة .

قالت الخامسة : زوجي إذا دخل فهد وإن خرج أسد ولا يسأل عما عَهد .

قالت السادسة : زوجي إن أكل لفّ ، وإن شرب اشتف ، وإن اضجع التف ، ولا يولج الكف ليعلم البثّ . قالت السابعة : زوجي غياياء - أو عياياء – طباقاء ، كل داء له دواء ، شجَّك أو فلَّك أو جمع كلا لك .

قالت الثامنة : زوجي المس مسُ أرنب ، والريح ريح زرنب . قالت التاسعة : زوجي رفيع العماد ، طويل النجاد ، عظيم الرماد ، قريب البيت من الناد .

قالت العاشرة : زوجي مالك وما مالك ؟! مالكٌ خير من ذلك ، له إبل كثيرات المبارك ، قليلات المسارح ، وإذا سمعن صوت المِزْهر أيقن أنهن هوالك .

قالت الحادية عشر : زوجي أبو زرع فما أبو زرع ، أناس من حليِّ أذني ، وملأ من شحمٍ عُضديِّ ، وبجحنّي فَبَجِحَتْ إليّ نفسي ، وجدني في أهل غُنيمة بشق ، فجعلني في أهل صهيل وأطيط ، ودائس ومُنَقٍ ، فعنده أقول فلا أقبح ، وأرقد فأتصبح ، وأشرب فأتقمح . أم أبي زرع ، فما أم أبي زرع ؟! عُكومها رداح ، وبيتها فساح . وابن أبي زرع ، فما ابن أبي زرع ؟! مضجعه كمسلِّ شطبة ، ويشبعه ذراع الجفرة . وبنت أبي زرع فما بنت أبي زرع ؟! طوع أبيها وطوع أمها وملء كسائها وغيظ جارتها .

جارية أبي زرع فما جارية أبي زرع ؟! لا تبثُّ حديثنا تبثيثاً ، ولا تُنقّث ميرتنا تنقيثا ، ولا تملأ بيتنا تعشيشاً .
قالت : خرج أبو زرع والأوطاب تمخض ، فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين يلعبان من تحت خصرها برمانتين ، فطلقني ونكحها ، فنكحت بعده رجلاً سرياً ، ركب شريا ، وأخذ خطِّيا ، وأراح عليّ نعما ثريا ، وأعطاني من كل رائحة زوجاً ، وقال : كلي أم زرع وميري أهلك ، قالت : فلو جمعت كل شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع ...
قالت عائشة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( كنت لكِ كأبي زرع لأم زرع )) .
من فوائد الحديث (1) :

1. حُسن عشرة المرء أهله بالتأنيس والمحادثة بالأمور المباحة مالم يفض ذلك إلى ما يمنع .

2. المزاح أحياناً وبسط النفس به ومداعبة الرجل أهله وإعلامه بمحبته لها مالم يؤد ذلك إلى مفسدة .

3. إخبار الرجل أهله بصورة حاله معهم وتذكيرهم بذلك لاسيما عند وجود ما طبعن عليه من كفر الإحسان .

4. إكرام الرجل بعض نسائه بحضور ضرائرها بما يخصها به من قول أو فعل ، ومحله عند السلامة من الميل المفضي إلى الجور .

5. جواز تحدث الرجل مع زوجته في غير نوبتها .

6. جواز الانبساط بذكر طُرف الأخبار ومستطابات النوادر تنشيطاً للنفوس .

7. حث النساء على الوفاء لبعولتهن وقصر الطرف عليهم والشكر لجميلهم ، ووصف المرأة زوجها بما تعرفه من حسن وسوء .؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟=================================================================إشراقات من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم مع عائشة
إشراقات من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم مع عائشة


عن عائشة رضي الله عنها قالت : (( خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره ، وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن ، فقال للناس : تقدموا فتقدموا ، ثم قال لي : تعالي حتى أسابقك فسابقته ، فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت خرجت معه في بعض أسفاره ، فقال للناس : تقدموا فتقدموا ، ثم قال لي : تعالي أسابقك فسابقته فسبقني ، فجعل يضحك وهو يقول : هذه بتلك )) (1) .

فما أعظم الخُلق ، وما أطيب التعامل ، وما أجمل الأدب ، النبي المصطفى ، والهادي المجتبى ، مبلغ الوحي وصاحب الرسالة ، وهادي الأمة ، ومع كل ما يحمل من هم الدعوة ، وإقامة الجهاد ، ونشر التوحيد ، ومحاربة الشرك وتعليم الأمة ، مع ذلك كله يجعل جزءاً من وقته لملاطفة نسائه ، فيقيم هذه المسابقة لا ليزجي بها الوقت ويقضي بها الفراغ ، بل ليؤدي واجب الزوجية ، ويعمق روابط المحبة ، ويلبي رغبات النفوس ، ويراعي ميول الفطرة ، في جو من الملاطفة والمداعبة والمضاحكة والممازحة ) (2) .

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : (( كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم ، وكانت لي صواحب يلعبن معي ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل يتقمعن منه ، فيُسربهن إلي فيلعبن معي )) (3) .

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : (( قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أو خيبر ، وفي سهوتها ستر فهبت ريح فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة لعب ، فقال : ما هذا ياعائشة ؟ قالت : بناتي . ورأى بينهن فرساً له جناحان من رقاع ، فقال : ما هذا الذي أرى وسطهن ؟ قالت : فرس ، قال : ما هذا الذي عليه ؟ قالت : جناحان ، قال : فرس له جناحان ؟ قالت : أما سمعت أن لسليمان خيلاً لها أجنحة ؟ قالت : فضحك حتى رأيت نواجذه )) (4) .

هكذا كان رفق النبي صلى الله عليه وسلم بزوجه ، ومراعاته لمشاعرها وحرصه عليها ، وحسن التعامل معهن والصبر عليها ، ومراعاة هواها وموافقتها في غير محظور ، وهذا إكرام بالمرأة ليس له مثيل ، ورفق نبوي فريد .

قال ابن حجر : ( استدل بهذا الحديث على جواز اتخاذ صور البنات واللعَب من أجل لعب البنات بهن ، وخص ذلك من عموم النهي عن اتخاذ الصور ، وبه جزم القاضي عياض ونقله عن الجمهور ، وأنهم أجازوا بيع اللعب للبنات لتدريبهن من صغرهن على أمر بيوتهن وأولادهن ) (5) .

ويجوز اتخاذ لعب الصبيان ولكن شريطة أن تكون من جنس لُعب عائشة رضي الله عنها وهي المصنوعة من العهن والرقاع والخِرَق ونحو ذلك (6) .؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟===============================================================================؟ومن حسن عشرته -صلى الله عليه وسلم- لأهله، تعاهده لهن، وزيارتهن، والسؤال عن...
ومن حسن عشرته -صلى الله عليه وسلم- لأهله، تعاهده لهن، وزيارتهن، والسؤال عن أحوالهن



- روى البخاري عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (( أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- كان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة وله يومئذ تسع نسوة)).
- وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت : (( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا انصرف من العصر دخل على نسائه فيدنو من إحداهن، فدخل على حفصة فاحتبس أكثر ما كان يحتبس )) .

ومن ذلك أنه كان يتلمس أجمل طرق العشرة الزوجية وأسهلها:
- قالت عائشة : (( كنت أشرب وأنا حائض فأناوله - النبي صلى الله عليه وسلم- فيضع فاه على فيَّ ، وأتعرَّق العَرْق فيتناوله ويضع فاه في موضع فيّ))(1).

- وعنها -رضي الله عنها- قالت : (( أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قبَّل امرأة من نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ )) (2) .

- وعن عمرو بن العاص أنه قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (( أي الناس أحبُ إليك ؟ قال : عائشة )) (3) .

- وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (( كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد )) (4) .

- وروى البخاري أنه - صلى الله عليه وسلم- "لما رجع من غزوة خيبر وتزوج صفية بنت حيي - رضي الله عنها- كان يدير كساءً حول البعير الذي تركبه يسترها به ، ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته، فتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب" .

كان هذا المشهد مؤثراً يدل على تواضعه - عليه الصلاة والسلام- وهو القائد المنتصر، والنبي المرسل ، يعلم أمته أنه لا ينقص من قدره ومن مكانته أن يسابق زوجته، أو يقبلها، أو يغتسل معها، أو يُوطيء أكنافه لأهله، وأن يتواضع لزوجته، وأن يُعِينها ويسعدها .؟؟؟؟؟؟؟؟

غير معرف يقول...

((((((((((الحملة الجديدة على الإسلام)))))))))


الحملة الغربية الصهيونية بزعامة الولايات المتحدة اليوم على الإسلام بأبعادها العسكرية والسياسية والثقافية، هي بدء انطلاقة لحرب إبادة، وتدمير، وترويع، وتخويف، لا يسلم منها أي مسلم في أية بقعة على الأرض، سواء أكان سكن في بلاد المسلمين أو في بلاد الغرب نفسه. ولن ينجو منها أي قطر حتى وإن كان تابعاً، فهدف الحملة الاستراتيجي هو الخضوع الكامل والتسليم للإرادة الأمريكية، لتتحول البلدان العربية والإسلامية إلى نماذج ممسوخة، قد تم تصنيعها في المختبرات الأمريكية على يدي مهندسين صهاينة.
وإن كانت الحملة عسكرية قد احتلت أفغانستان، وفي طريقها لاحتلال العراق. وما يجري من إبادة مريعة بوحشية بربرية، لم ير العالم مثيلاً لها على الأرض الفلسطينية المحتلة. وإرسال الإنذارات ورسائل التهديد والوعيد للدول المسماة من قبل الولايات المتحدة بالدول الداعمة للإرهاب كسورية والسودان وليبيا وإيران، فإنها مغلفة بتهديد من لون آخر للسعودية واليمن ومصر وغيرها من الأقطار العربية والإسلامية. وما تم رصده من بضع دولارات لما يسمى بالتأهيل للديمقراطية، وإعادة البناء التعليمي وفق المزاج الأمريكي. وما دعوة وفود نسائية وشبابية إلى الولايات المتحدة عام 2002 بحجة التأهيل الديمقراطي إلا بداية مخطط رهيب، يهدف إلى هيمنة كاملة للمشروع الصهيوني الأمريكي الغربي على العالمين العربي والإسلامي.
هذه الحملة التي انطلقت شرارتها الفكرية بطرح ما يسمى ب (صدام الحضارات) لدى العديد من مفكري الغرب، واشتهرت بأطروحة للكاتب الأمريكي صومائيل هنتغتون، الذي يعتبر من أهم مفكري الغرب والولايات المتحدة، والأستاذ في جامعة هارفرد، والباحث في العلوم السياسية والدراسات الاستراتيجية. والذي أصدر كتاباً تحت عنوان (صدام الحضارات وإعادة النظام العالمي). وقد ترجم إلى العديد من اللغات الحية في العالم.
وهذا الكتاب، يرى أن الصراع، لن يكون إيديولوجيا كما كان في السابق، أيام الحرب الباردة بين المعسكرين الشيوعي والرأسمالي، ولن يكون الصراع طبقياً بين الفقراء والأغنياء كما كان في القرن الماضي، ولا اقتصادياً أو اجتماعياً بل صراعاً ثقافياً.
وفي رأيه أن هذا الصراع يتطلب من كل أمة من الأمم أن تبحث عن هويتها الثقافية. وقسم العالم إلى ثمان مجموعات ثقافية حضارية هي: الحضارة الغربية وتضم أمريكا وأوروبا وأستراليا، والحضارة الصينية والمستمدة من تعاليم كونفوشيس، والحضارة الإسلامية، والحضارة الهندية، والحضارة اليابانية، والحضارة السلافية الأرثوذكسية، والحضارة الأمريكية اللاتينية، والحضارة الأفريقية.(8).
اعتبر هنتغتون بموجب هذا الانتماء الجديد للهوية الثقافية، أن الإسلام سيعتبر العدو الرئيسي للحضارة الغربية، كونه يرفض ما أسماه (بالغربنة). لأن المسلمين يرون في الإسلام الحل لكافة قضاياهم، ويرفضون الحضارة الغربية بديلاً عنه.
فكتب يقول حول ما أسماه بالانبعاث الإسلامي (.. الانبعاث الإسلامي أو الصحوة الإسلامية في مداه وعمقه هو آخر مظهر في تكييف الحضارة الإسلامية مع الغرب، إنه مجهود لإيجاد "حل" ليس في الإيديولوجيات الغربية، ولكن في الإسلام، إنه يجسد قبول الحداثة ورفض الغربنة، واستعادة الالتزام بالإسلام كمرشد في الحياة في العالم المعاصر).(9)
أما ما يقلقه ويقلق مفكري الغرب وساستهم هو الانبعاث الإسلامي أو الصحوة الإسلامية، ويعتبر الأصولية هي وجهها السياسي فيقول: (إن الانبعاث الإسلامي هو مجهود يقوم به المسلمون لتحقيق هذا الهدف. إنه حركة ثقافية فكرية واجتماعية وسياسية عريضة تعمُّ أرجاء الإسلام.
الأصولية التي تفهم عادة بأنها الإسلام السياسي، هي فقط عنصر واحد من إحياء أكثر شمولاً للأفكار والممارسات والعلوم الإسلامية، ولتكريم الإسلام من قبل المسلمين. الانبعاث هو التيار الرئيسي ليس متطرفاً، هو منتشر
وليس معزولاً)(10)
ولكن لو عدنا إلى الشكل العملي لهذا الانبعاث، لوجدناه يعتمد على قائمة أعدها مفكر غربي يدعى (جون. ل. إرسبوزنيو) الذي وضع قائمة للصحوة الإسلامية في الحياة الشخصية للمسلم: (الاهتمام المتزايد بالشعائر الدينية (التردد على المسجد. الصلاة. الصيام) تعدد البرامج والمطبوعات الدينية، التركيز الأكثر على الزيّ الإسلامي والقيم الإسلامية، وإعادة الصوفية).(11)
وفي رأي هنتغتون أسباب عودة المسلمين إلى هويتهم الثقافية أي الإسلام، يعود إلى انتشار الفساد في المؤسسات، إضافة إلى الركود الاقتصادي، وانتشار ظاهرة الفقر بشكل واسع بين الطبقات الشعبية. فوجد المسلمون في عودتهم إلى دينهم الذي يطرح قيم وسلوكيات عالية، هو العلاج لكل ظواهر الفساد والفقر.
اعتبر هنتغتون الحضارة الإسلامية من الحضارات المتحدية للغرب مع الحضارة الصينية، كونهما رافضتا قبول هيمنة الحضارة الغربية عليهما كبقية الحضارات الأخرى الضعيفة والمتأرجحة، وتعتزان بحضارتهما.
وتوقع صراعاً قادماً بين الغرب والإسلام بسبب عدم القدرة على التوافق فيقول: (أربعة عشر قرناً.. أثبتت أن العلاقات بين الإسلام والمسيحية كانت غالباً عاصفة، كل واحد نقيض للآخر).(12)
أما عوامل الصدام القادم بين الغرب والإسلام، بعد أن يقوم بتشويه حقائق التاريخ والعوامل الموضوعية في ماهية الصراع، فيدعي أن عوامل مختلطة مشابهة زادت من الصراع بين الإسلام والغرب في القرن العشرين:
1 ـ النمو السكاني للمسلمين خلق بطالة لعدد كبير، وهؤلاء الساخطون من الشبان الذين جندوا للأهداف الإسلامية، ومارسوا ضغوطاً على المجتمعات المجاورة، وهاجروا إلى الغرب.
2 ـ الإحياء الإسلامي أعطى للمسلمين إعادة الثقة في أهمية حضارتهم وقيمهم، مقارنة بتلك التي في الغرب.
3 ـ جهود الغرب في جعل قيمهم ومؤسساتهم عالمية، والمحافظة على تفوقهم العسكري، والتدخل في صراعات العالم الإسلامي، خلقت ازدراء شديداً بين المسلمين.
4 ـ انهيار الشيوعية حوّلت العدو المشترك للغرب وللإسلام، وترك كل واحد، يرى الآخر مصدر تهديد له.
5 ـ الاتصال المتزايد بين المسلمين والغربيين، ولّد في كل واحد منهما شعوراً جديداً بهويتهم، وكيف أن هذه الهوية مختلفة عن الآخر. التفاعل والتمازج فاقم الاختلافات حول حقوق أعضاء الحضارة الواحدة في بلاد يسيطر عليها أعضاء من الحضارة الأخرى. وفي كلِّ من المجتمعين المسلم والمسيحي انحدر التسامح مع الآخر بشكل حاد في الثمانينات والتسعينات).(13)
ويتحدث هنتغتون عن أن أسباب تجدد الصراع بين الإسلام والغرب اليوم (يكمن في التساؤلات الأساسية للقوة والثقافة. من الذي يحكم؟ القضية الأساسية حددها لينين، هي في جذور الصراع بين الإسلام والغرب. ولكن هناك صراع إضافي يعتبره لينين غير ذي معنى، بين رؤيتين مختلفتين لما هو الصح، وما هو الخطأ. وحيث إن الإسلام يبقى إسلاماً (سيبقى)، والغرب سيبقى غرباً (مشكوك فيه) هذا الصراع الأساسي بين حضارتين عظيمتين سيستمر، لتحديد علاقاتهما في المستقبل مثلما في السابق خلال الأربعة عشر قرناً).(14)
ومن مسببات الصراع القادم بين الحضارتين يقول هنتغتون: (المشكلة في الغرب ليس هي الأصولية الإسلامية، المشكلة الإسلام، حضارة مختلفة وشعوبها مقتنعة بتفوقها الثقافي وواعية بدونيّة موقعها. المشكلة بالنسبة للإسلام ليست المخابرات الأمريكية أو وزارة الدفاع أو الخارجية الأمريكية. المشكلة للغرب حضارة مختلفة، شعوبها مقتنعة بعالمية ثقافتها، واعتقاد هذه الشعوب بتفوقها. القوة تجبرهم بالالتزام لتوسيع تلك الثقافة من خلال العالم. هذه هي المكونات الأساسية والتي تشغل الصراع بين الإسلام والغرب).(15)
وينسى هنتغتون أن الغرب بحضارته، كان وراء تدمير معظم الشعوب الإسلامية اقتصادياً واجتماعياً، حين استعمر بلادهم ونهب خيراتهم، وبدّد ثرواتهم، ولا زالت شركاته تسرق بترولهم، وأساطيله الحربية تحتل بحارهم، وقواتهم تحمي أنظمة مرفوضة من شعوبها. وارتكب جريمة في حق الإسلام والعروبة، حين زرع كياناً استيطانياً، سلّحه بأقوى الأسلحة، ودعمه. ليمارس التدمير والقتل والتشريد، واستنزاف مداخيل الدول المجاورة له، والتي كان لها أن تعود بتنمية شعوبهم ورفاهيتها، لولا وجود هذا الصراع مع الكيان الصهيوني.
وخلال الوجود الاستعماري في القرنين التاسع عشر والعشرين، كان التركيز الثقافي والسياسي الاستعماري يعمل على فصل الدول العربية والإسلامية عن موروثها من القيم والسلوكيات والثقافات، التي أنتجتها من خلال زرع القيم والسلوكيات الغربية. كما هي اليوم فرض النمط السلوكي الغربي على البلاد العربية والإسلامية.
ونورد هنا لقول وزير فرنسي في عام 1900، يتفاخر بفصل تونس عن باقي شقيقاتها من البلدان الإسلامية والعربية من خلال فرض النمط الغربي عليها فيقول: (تمكنا بواسطة ما أدخلناه من التعديلات الطفيفة شيئاً فشيئاً، وأجريناه من المراقبة على شؤون الأمور الإدارية والسياسية من التداخل في شؤون البلاد والقبض على أزمتها بدون شعور أهلها. تم هذا الانقلاب بسرعة ولين فلم يتألم منه الأهلون، ولم تنخدش لـه احساساتهم..) ويقول: (وجملة القول أن انقلاباً عظيماً حدث بدون أن يجر وراءه ألماً أو توجعاً أو شكوى، بحيث وطدت الآن دعائم السلطة المدنية من غير أن يلحق بالدين مساس، وتسربت الأفكار الأوروبية بين السكان بدون أن يتألم منها الإيمان المحمدي، واقترنت السلطة الفرنسية بالسلطة الوطنية اقتراناً لم تغشه سحابة كدر.
إذن يوجد الآن بلد من بلاد الإسلام قد ارتخى، بل انفصم الحبل بينه وبين البلاد الإسلامية الأخرى الشديد الاتصال بعضها ببعض. إذن توجد أرض تنفلت شيئاً فشيئاً من مكة ومن الماضي الآسيوي. أرض نشأت فيها نشأة جديدة، أنبتت قضائها وإدارتها وعاداتها وأخلاقها، أرض يصح أن تتخذ مثلاً يقاس عليه، ألا وهي البلاد التونسية).(16)
وينسى أن الغرب وحضارته، كان وراء تدمير المشروع العربي القومي النهضوي منذ مائة عام، وحارب مشاريع وحدوية وساعد في تدمير نهضته الثقافية والاقتصادية والسياسية. ولا زال الغرب يحارب أي مشروع وحدوي، ويفكك أي تجمع إقليمي عربي، ويسعى لإفشاله.
ويحذر هنتغتون من تطور القوى العسكرية الإسلامية والصينية وهما الحضارتان المتحديتان للغرب، بل يحذر من تعاون أكيد بين الإسلام والصين لمواجهة الحضارة الغربية، علماً أنها أكذوبة يسوقها هنتغتون للجمهور الغربي لخلق حالة من الهلع والخوف المستقبلي من تلك الحضارتين. فالإسلام لا يشكل دولة كالصين، بل دول متعددة الأشكال والأنظمة السياسية، وينتهج معظمها النمط الغربي سياسياً وتشريعياً. أما الدول التي تتبع الشريعة الإسلامية فهي لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة. وهذا ما ينسف كل مقولة هنتغتون في التحالف الإسلامي الصيني المستقبلي. كما أن الصين تنتهج النظام الشيوعي، ولا يقوم نظامها السياسي على تعاليم كونفوشيس.
وأخطر ما تحمل أفكار هنتغتون هو تحذيره للغرب من النمو الديمغرافي للمسلمين، وفي رأيه هذا سيؤدي بالشباب المسلم نتيجة البطالة إلى تكوين مجموعات متمردة وعنيفة داخل مجتمعاتها. كما يدفع هؤلاء إلى الهجرة إلى بلاد الغرب الأوربي والأمريكي، وهنا تكمن الخطورة على الغرب من هذه الهجرة. فالإسلام كما يصوره هنتغتون يحرض على العنف وسفك الدماء، وأن المسلمين متورطون في أعمال العنف أكثر من كل شعوب الحضارات الأخرى. والسبب كما يدعي هي صعوبة اندماجهم مع شعوب الحضارات الأخرى. لهذا فالإسلام مصدر عدم الاستقرار في العالم.
ولا غرابة أن يتوافق طرح هنتغتون مع ما كتب وبشر به نتنياهو في كتبه الثلاث:
1 ـ الإرهاب الدولي.
2 ـ الإرهاب كيف يمكن للغرب أن ينتصر؟
3 ـ محاربة الإرهاب كيف تستطيع الديمقراطيات هزيمة الإرهابيين المحليين والدوليين؟
والتي تضمنت خوفه على الغرب وحضارته من الإسلام، الذي يشكل في رأيه إرهاباً خطيراً في العالم، بما يحمل من وسائل دمار وعدوان وحقد على حضارة الغرب وديمقراطيته. ويدعو قادة الغرب إلى مواجهة الهجرة الإسلامية، وإلى أسلمة بعض الغربيين. معتبراً الهجرة الإسلامية مقتل الغرب، لما يحمل المهاجرون المسلمون من تعاليم مدمرة لديمقراطية الغرب وحضارته.
وليس هنتغتون ونتنياهو فقط في هذه الزفة، فظاهرة اليمين المتطرف المعادي للمهاجرين المسلمين في الغرب، تطالب هي الأخرى بطرد المهاجرين، وإعادتهم إلى بلادهم. مع العلم أن إحصائيات الأمم المتحدة تدعو إلى الهجرة إلى الشمال الأوروبي بسبب التناقص السكاني في أوروبا. وما ظاهرة جان ماري لوبان في فرنسا ودعواته المعادية للمهاجرين، إلا شاهداً على العداء المشترك ضد الإسلام والمهاجرين بين الصهيونية واليمين المتطرف وأنصار الصهيونية في الكنيسة البروستانية الأمريكية.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ صدام سلوكيات لا صدام حضارات


الحضارة هي إنتاج إنساني لأمة معينة، ومظهر لرقيّها الفكري والفني. ولم يتحدث التاريخ عن أمة حجبت حضارتها عن الأمم الأخرى، إلا لفترة معينة من الزمن، أو لظرف يستحيل بها الوصول إلى الآخرين. كما هي حضارات الهنود الحمر بسبب عدمية وسائل المواصلات آنذاك. ولكن الآن بدأ العالم يتواصل معها بتعرفه على تلك الحضارة من خلال المكتشفات الآثرية لأوابدها. أي أن الحضارات تتمازج وتتواصل ولا تتصادم، بل أن معظم الحضارات القديمة والحديثة أثرت وتأثرت بالمجتمع الإنساني كله.
فالحضارة الإغريقية تناقلت إنتاجها الفكري والفني حضارات مختلفة، وأسهمت الحضارة الإسلامية بإعادة إنتاجها من جديد، وقدمتها للإنسانية أجمع، لا تزال تؤثر إلى يومنا في فكر الشعوب. وكذلك الحضارات القديمة في بلاد الرافدين ووادي النيل وفارس والرومان، والحضارة العربية الإسلامية والهندية والصينية وصولاً إلى الحضارة الغربية الحالية، فهي بعد إنتاجها تعود ملكيتها للإنسانية وعلى مر العصور.
والصدام بين الحضارات كما يطرحه بعض مفكري الغرب وساستهم والصهاينة اليوم، هو أكذوبة على التاريخ والعقل. فالشاهد التاريخي يكذب ذلك، والعقل بما يحس ويلمس يستنكره أيضاً. إذاً أي صدام يريدون؟ إنه صدام سلوكيات ثقافية التي أنتجتها الحضارات، وهذا ما يحدث حقاً اليوم. حين تحاول أمة أو دولة فرض سلوكياتها، وأنماط حياتها على شعوب وأمم أخرى. وليس صدام حضارات.
أنتجت الحضارة الإسلامية سلوكاً ثقافياً يتباين بما أنتجته الحضارة الغربية من سلوك ثقافي، ولكن قد تتلاقى في البعض، إلا أنها تختلف في الكثير. فالإسلام طرح قيماً وسلوكيات عالية القيمة في الشكل والمضمون. فأقر حرية الإنسان في الاختيار بدءاً من الدّين وانتهاء بأبسط أشكال الحياة. ففي حرية المعتقد ينطلق الإسلام من قوله تعالى لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغيّ.. وصولاً إلى حرية اختيار السكن والموطن والزوجة والعمل وغيرها من الاختيارات الأخرى. إلا أنه وضع ضوابط لهذه الحرية بحيث لا تهدد المجتمع، ولا ركائز الدين، وأوجد مجموعة من المثوبات والعقوبات في الدنيا والآخرة، لمن يحسن السلوك ولمن يسيء إليه.
في حين أنتجت الحضارة الغربية سلوكاً محموداً كالديمقراطية وحقوق الإنسان إلا أنها في جانب آخر أطلقت العنان للرغبات الفردية دون أي ضابط، حتى لو أدت إلى تدمير المجتمع. وباحت للحرية الفردية أن تقوم باستغلال الآخرين بما فيهم الشعوب. هذا نتاج السلوك الثقافي للحضارة الغربية، فالاستغلال سمة الحضارة الرأسمالية الغربية.
وكذلك الحضارة الإسلامية جمعت في إطارها الثقافي بين المادة والروح، بينما ركز السلوك الغربي على المادة في معظم العلاقات الإنسانية. والإسلام أعطى للأسرة منزلة عالية في العلاقات الزوجية، وعلاقات الولد بأبيه وأمه، أو في علاقة الأب والأم بالأبناء حيث جعل بينهما مودّة ورحمة. فرفض أية علاقة جنسية خارج إطار الأسرة، وحارب الإباحية، وشدّد العقاب عليها في الدنيا والآخرة. ورفض ولادة أبناء خارج السير الزوجي الشرعي من باب حماية المجتمع والفرد معاً. ووجد في الشذوذ الجنسي خروجاً عن مسار الطبيعية البشرية، واعتبره جريمة كبرى، ومن الكبائر في الدنيا والآخرة.
أما الحضارة الغربية أباحت سوكاً متبايناً مع الإسلام، فهي أطلقت الإباحة الجنسية إلى حدّ الغلو. فعلى فراش المرأة تجد أولاداً غير شرعيين من أكثر من رجل واحد. وقد يمضي الرجل والمرأة سنين طويلة في علاقات جنسية، ينتج عنها ولادة أطفال، دون أن يثبّتا عقد زواج بينهما، ويبقى الأطفال غير شرعيين، ينسبون في أكثر الأحيان إلى عائلة الأم. وأعطيت الفتاة حرية في بناء علاقات جنسية منذ بلوغها الثامنة عشر، فلا يستغرب الأب، أن تنام في بيته ابنته وصديقها (بوي فرند)، ويمارسان أمامه علاقات غرامية.
وقد وصل إلى رئاسة الولايات المتحدة عدد من الرؤساء، تمّ تبنيهم من آخرين غير آبائهم الحقيقيين، مثل رونالد ريغن وبيل كلنتون. وهذه العلاقة طبيعية في السلوك الثقافي الغربي ومباح بها، في حين هي من أشد المحرمات في الإسلام.
والسلوك الغربي أباح للشاذين إقامة علاقات علنية، وسمح لهم بالزواج الشاذ في الكنيسة، وتم تقليدهم مناصب رفيعة في الدولة فمنهم وزراء وسفراء وأعضاء في البرلمانات الغربية، وسنّت تشريعات بحماية الشاذين والشاذات. وقد أقر البرلمان البلجيكي يوم الجمعة في 31/1/2003 بالغالبية (91 نائباً ومعارضة 22 نائباً وامتناع 9 أعضاء) مشروع قانون يسمح بالزواج بين شخصين من الجنس نفسه، وأعطي اللوطيين والسحاقيات الحقوق نفسها التي يتمتع بها الأزواج الآخرون، خصوصاً في ما يتعلق بالملكية والإرث. وعلق وزير العدل البلجيكي (مارك فيروبلغهن) على ما أقره برلمانه من السماح بممارسة الشذوذ علناً قائلاً: (العقليات تطورت وبالتالي ما من سبب لعدم السماح لزوجين من الجنس نفسه بالزواج)(17) ويعتبر البرلمان البلجيكي الثاني بعد البرلمان الهولندي والحبل على الجرار.
ولفرض هذا السلوك الشائن على المجتمع العربي والإسلامي والذي تحاربه كل المعتقدات الروحية، ويعتبره الإسلام من أكبر الجرائم التي تنافي السلوك البشري وتدمير قيم المجتمع وتنشر الفساد والرذيلة والانحطاط الاجتماعي. فقد بدأت الضغوط تمارس على بعض البلدان الإسلامية التي تكافح هذه الرذيلة، وتعمل على ردع اتباعها.
وأثناء محاكمة هؤلاء الشواذ في مصر، فوجئت المحكمة بحضور مندوبين عن سفارات كل من فرنسا والولايات المتحدة وكندا والدانمارك وسويسرا في القاهرة للمحاكمة، والأغرب من ذلك، قيام سفير الدانمارك بزيارتهم في السجن، وعرض عليهم اللجوء ليمارسوا حريتهم في اللواطة في بلاده. كما خرجت مظاهرات في كل من الولايات المتحدة وأوربا، تندد بمصر لاعتقالها تلك الخلية الفاسدة.(18)
ولنشر هذا السلوك الفاسد في البلدان العربية والإسلامية، تم الإعلام عن تنظيم للشواذ الجنسي في المغرب بدعم غربي، بل تمت الدعوة لعقد مؤتمر للشواذ في مراكش في شباط 2003، تكريساً لإفساد المجتمع المغربي العربي المسلم. وتم عرض فيلم مغربي بعنوان "لحظة ظلام" تصور فيه مشاهد للشذوذ الجنسي تشجيعاً لممارسته علانية في المغرب. كما تم إحداث تنظيمات من نفس النوع بأسماء عربية وإسلامية في الولايات المتحدة تحت مثل (الفاتحة) و(السواسية) و(الكلمة)(19). إنها حرب بين سلوك الفضيلة الذي يدعو لـه الإسلام، وسلوك الانحطاط والرذيلة الذي يدعو لـه الغرب.
وفرض الإسلام سلوكاً على الجار تجاه جاره، وطلب منه أن يؤدي لـه الرعاية والاحترام مع التواصل والزيارة. وبالغ الإسلام في العناية بالجار، وضرورة تفقد أحواله، إلى حدود ربط إيمان الفرد في علاقته الحسنة مع جاره. كما جاء في قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [والله لا يؤمن من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم]. ولم يحدد رسول الله () دين الجار ومذهبه. بل يكفي أن يكون جاراً سواء أكان مسلماً أو مسيحياً أو يهودياً، فالسلوك الإسلامي المطلوب تقديم الرعاية والمودة والإحسان. أما في الغرب قال أحد ساسته: (لقد استطعنا أن نوصل الإنسان إلى القمر ولم نتمكن من إيجاد علاقة بين الجار وجاره).
إن السلوك الحضاري الإسلامي حافظ على البناء الاجتماعي بغية التماسك، وخلق مجتمع تكافلي تضامني. بنيت أسسه على الزكاة، والإحسان، والصدقة، وطاعة الوالدين وأولوا الأمر ما داموا يقيمون شريعة الله، وإغاثة الملهوف، ورعاية اليتيم وتقديم الدعم المادي والمعنوي للفقير والمسكين، والقول الحسن للناس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومحاربة المخدرات والخمر والقمار، والإسراف والبخل، ورفض التعامل بالرّبا والتشديد على محاربته، كل ذلك من أجل بناء سلوك ثقافي أنتجته الحضارة الإسلامية.
وفي العلاقات الدولية أظهرت الحضارة رفضها لسلوك العدوان، واغتصاب أراض أو حرية الغير، وبناء أفضل العلاقات الإنسانية والاقتصادية مع دول العالم، ورفضت أي اعتداء على أراضيها ومواطنيها وحدودها، وجعلت من السلوك الدفاع عن الوطن والأمة، بل من السلوك مساندة الشعوب المناهضة للاستعمار والاستبداد.
وأنتجت الحضارة الإسلامية سلوكاً خاصاً في الحروب، بحيث لا تعتدي الدولة الإسلامية كما أسفلنا، بل ترد العدوان، ولا تستخدم الإبادة الكلية للخصم، فمن وصية أبي بكر لجيشه بعدم الترويع والإسراف في القتل، والابتعاد عن الشيوخ والنساء والأطفال ورفض هدم المعابد والبيوت للخصم، أو قطع أشجاره، وتدمير بيوته. ومن السلوك الإحسان للأسرى وضرورة حسن معاملتهم، والحفاظ عليهم.
في حين أنتجت الأنظمة الغربية سلوك العدوان والاغتصاب، وأوجدت ظاهرة الاستعمار والهيمنة، واستخدمت الإبادة الجماعية، ولا يزال كتّاب الغرب أنفسهم، يتحدثون عن سلوكهم الدموي الذي مارسه جنودهم وغزاتهم. ومن شواهد التاريخ على السلوك البربري، المذبحة التي قام بها الصليبيون حين دخلوا مدينة القدس العربية في عام 1099م.
وهذه وثيقة كتبها أحدهم عن تلك المذبحة: (بعد أن سقطت المدينة وقعت المذبحة، إذ ذبح كل المسلمين ـ رجالاً ونساء وأطفالاً ـ فيما عدا الحاكم وحرسه الذين تمكنوا من افتداء أنفسهم بالمال، وتم اصطحابهم إلى خارج المدينة. وفي معبد سليمان وحوله "خاضت الجياد في الدم حتى الركب بل وحتى اللجام. إن حكم الله عادلاً ورائعاً. إن هذا المكان نفسه، الذي ارتفعت خلاله هرطقات هؤلاء المجدفين في حق الله، هو الذي يتلقى الله دماءهم فيه الآن". أما بالنسبة ليهود القدس فحين اجتمعوا في معبدهم الرئيسي أضرمت فيه النيران وحرقوا جميعاً أحياء.
وقد سار الصليبيون في مواكب النصر إلى كنيسة القبر المقدس، وهم يبكون فرحاً، ويغنون أغاني الشكر لله: "أيها اليوم الجديد، أيها اليوم الجديد، أيتها البهجة، أيتها البهجة، أيها الفرح الجديد الدائم.. ذلك اليوم، خالدة ذاكراه طوال القرون الآتية، حوّل كل عذابنا ومصاعبنا إلى فرح وبهجة، ذلك اليوم: تثبيت أكيد للمسيحية، ومحق للوثنية، وتجديد لإيماننا).(20)
ويذكر الكاتب الأمريكي كافين رايلي، إن الصليبيين الذين "حكموا القدس من 1099 إلى 1185، أدركوا أن المسلمين أشد منهم تسامحاً بكثير. ويروي أسراهم عن السلوك الإسلامي المغاير لسلوك الصليبيين، فيحكي أحد الأسرى، واسمه (أوليفروس المدرسي (عن كرم السلطان الملك الكامل الذي هزم جيشاً من جيوش الصليبيين الغازية المتأخرة، ثم أعطى الناجين منهم الطعام: "من يمكن أن يشك في أن مثل هذا العمل الطيب والصداقة والأريحية هو من عند الله؟ إن الرجال الذين قتلنا آباءهم وأبناءهم وبناتهم وأخواتهم، وقضوا نحبهم يتعذبون، والذين استولينا على أراضيهم، والذين سقناهم عرايا من بيوتهم، أعطونا من طعامهم، وأبقوا على حياتنا عندما كنا نتضور جوعاً، وغمرونا بعطفهم حتى ونحن تحت رحمتهم).(21)
ويذكر الكاتب الأمريكي كيف عامل صلاح الدين الأيوبي الأسرى من الصليبيين حين استعاد القدس في عام 1187م من الاحتلال الصليبي فيقول: (فإن صلاح الدين عامل ذراري الصليبيين الأوائل في القدس بسخاء عظيم، فسمح للقادرين منهم بشراء حرياتهم، وأعتق فقراءهم بدون مقابل. بل إن صلاح الدين أمر بعد ذلك بتوزيع تركته بين فقراء المسلمين واليهود والمسيحيين على السواء).(22)
ورغم هذا السلوك الإنساني العالي من القيم الرفيعة المبني على تعاليم الإسلام الذي قام به صلاح الدين، فإنه لم يغير من سلوك الوحشية والبربرية، الذي اتسم به الغرب. فقد قام ريتشارد الأول (قلب الأسد) ملك إنجلترا أثناء حملته لاستعادة القدس بجرائم تقشعر لها الأبدان، فقد أمر بذبح وقتل ما بين ألفين وثلاثة آلاف من أسرى المسلمين، والغريب أنه قام ببقر أجسامهم بحثاً عن الذهب، الذي ظن أن بعضهم ابتلعه، ثم أمر بإحراق جثثهم، ثم البحث بين الرماد عن الذهب).(33)
وقد اعترف عدد من كتّاب الغرب بتأثر الغرب بالسلوك الإنساني الروحاني ذو القيم الرفيعة، من خلال الاحتكاك الذي حدث بين الطرفين العربي الإسلامي والغربي في الحروب الصليبية. فكتب ستاندال في كتابه (في الحب) يقول: (لقد كنا ـ نحن الغربيين ـ برابرة في نظر الشرق، حينما أزعجناه في حملاتنا الصليبية، ولذا نحن مدينون إلى الصليبيين وعرب أسبانيا بكل ما هو نبيل في عاداتنا وتقاليدنا).(24)
ومن السلوك البربري والوحشي الممتد من تلك الحقبة هو ما تقوم به الولايات المتحدة، بإبادة شعوب ضعيفة فلم تتورع في استخدام أسلحة الدمار الشامل بغية تحقيق أهدافها، دون أن يردعها أي وازع ديني أو أخلاقي. وهناك الكثير من الشواهد في فيتنام وفلسطين والجزائر واليابان وكوريا وأفغانستان وغيرها. بل من السلوك الأمريكي أن يوصف شارون مرتكب جرائم قبية وصبرا وشاتيلا وجنين وطولكرم وغزة وغيرها، ومحترف التدمير الشمولي من قبل أكبر رئيس دولة غربية بأنه رجل سلام، في حين يعتبر المقاوم الفلسطيني إرهابي. ويطالب الفلسطيني المدافع عن نفسه وأرضه بوقف إطلاق النار، وهو لا يملك إلا سلاحاً فردياً، ويبارك العسكري الصهيوني بقتله الفلسطينيين بدم بارد، ويقتلع الأشجار، ويهدم البيوت على رؤوس أصحابها، ولم تسلم من شره حتى سيارات الإسعاف، أو ترك الجرحى ينزفون حتى الموت. وأن تستخدم كل الأسلحة المتطورة ضد الفلسطينيين.
وظهر السلوك الحضاري الغربي مؤخراً في الحرب التي تشنها الولايات المتحدة في أفغانستان، فتم استخدام قنابل تحمل عشرات الأطنان من المتفجرات، رميت بها قرى أفغانية آمنة، قتل فيها كل ذي روح، وهدمت بيوت فقيرة من الطين واللبن على رؤوس أصحابها.
وشهد العالم من خلال وسائل الإعلام المرئية كيف كانت الأنظمة الغربية وخاصة الأمريكية في معاملتها لأسرى مقيدون بالسلاسل، وبسجون مغلقة عليهم الأبواب وحشروا كالحيوانات في قلعة (جانجي). وكيف قصفوا بالطائرات والمدافع دون رحمة ولا شفقة، وأبيد في ساعات ما يقارب خمسمائة أسير. تلك هي الحضارة الغربية المدمرة وساحقة لكل القيم والشرائع، وحتى بقوانين، هي وضعتها كقوانين جنيف التي تحمي الأسير من المعاملة السيئة.
وشهد صحفي بريطاني شهير (روبرت فيسك) على تلك المذبحة البربرية، التي يخجل منها المغول في حروبهم. فكتب في صحيفة (الانديبندت البريطانية): (إن الغرب بدأ يتحول إلى مجرم حرب. والدليل على ما فعلته الولايات المتحدة بالسجناء في قلعة قرب مزار الشريف). وتابع يقول في وصف تلك المذبحة: إن الطائرات الأمريكية قصفت مزار الشريف لتمهيد الطريق أمام قوات تحالف المعارضة الشمالية، ليقوموا بقتل نحو ثلاثمائة أسير حرب من الطالبان في القلعة التي حوصروا فيها) ثم ردد مبررات القوات الأمريكية لذبح الأسرى بحجة التمرد. تمردوا.. وهم مقيدون بالسلاسل كما وجدت جثثهم وصورت بوسائل الإعلام، أو البعض منهم في زنزانات السجن فقال: (إن القوات الأمريكية والجنود البريطانيين ساعدوا تحالف المعارضة الشمالية في قمع تمرد الأسرى الطالبان بقتلهم جميعاً).
ثم يعود الصحفي البريطاني لضميره فيقول: (ليس هناك أي مبرر للولايات المتحدة لتساعد على تنفيذ تلك المجزرة) وأشار إلى امتناع مراسلي التلفزيونات الغربية عن عرض صور كافية للمجزرة، واللجوء بدلاً من ذلك إلى عرض الأحاديث بين الجنود الأمريكيين ومقاتلي تحالف الشمال الأفغانية للتغطية على مشاهد المجزرة الرهيبة).(25)
ومن السلوك الغربي المتحضر الذي يبشر به العالم، فقد رفض وزير الخارجية البريطاني إجراء أي تحقيق في مجزرة جانجي. كما طلبت منظمة العفو الدولية. وقال إن الحكومة البريطانية لا ترى حاجة لإجراء مثل هذا التحقيق. (وكالات الأنباء يوم الجمعة 30/11/2001). وأدانت منظمة العفو الدولية بشدة في بيان لها صدر يوم السبت 1/12/2001، رفض بريطانيا إجراء تحقيقات في مجزرة جانجي، التي راح ضحيتها أكثر من خمسمائة أسير أفغاني. وقالت المنظمة إن رفض بريطانيا إجراء هذا التحقيق، يضع المملكة المتحدة أمام تساؤلات حول التزامها بالقانون الدولي.
ولتعرية القيم غير الحضارية التي يتشدق بها كتاب الغرب أمثال هنتغتون وفوكوياما، فقد رفض القائمون على تلك السلوكيات الحضارية للغرب التحقيق بهذه الجريمة. على الرغم من كل الطلبات التي قامت بها منظمة العفو الدولية، وكذلك مطالبة مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان السيدة (ماري روبنسون) في 1/12/2001 بضرورة فتح تحقيق في المذبحة الوحشية. وكان جواب الإدارة الأمريكية التي تتشدق باستمرار في إعلامها الرسمي بحقوق الإنسان الرفض وعدم الاستجابة للنداءات الدولية. فقلل وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد من أهمية المطالبة بفتح تحقيق دولي حول المجزرة، بل أبدى استغرابه وامتعاضه من فتح مثل هذا التحقيق(26). فالقتلى في نظره هم أقل من الحشرات ولا يستحقون أن يسأل عن أسباب ذبحهم وإبادتهم، تلك هي إنسانية حضارة الغرب المتغطرس الذي يملأ الدنيا يومياً صريخاً بحقوق الإنسان وتطبيق القرارات الدولية حول ذلك.
وتمثل السلوك الوحشي بمعاملة الأسرى في غوانتنامو حين نقلتهم مصفدي الأقدام والأيدي بالطائرات إلى هذا المعتقل الرهيب، ثم وضعوا في أقفاص لا توضع فيها الحيوانات الشرسة، وتتم معاملتهم بما دون الحيوان. لماذا غوانتنامو وليست سجون الولايات المتحدة. حتى لا يستفيد الأسير من حقوق الأسر والمحاكمة العادلة، بل حتى لا تطبق عليه اتفاقية جنيف التي تحمي أسرى الحرب من هذه المعاملة غير الإنسانية. ولم تعر الإدارة الأمريكية أي اهتمام للنداءات التي وجهتها المنظمات الدولية للمعاملة وفق اتفاقية جنيف الدولية.
وليس غريباً هذا السلوك الأمريكي تجاه من يرفض هيمنتها وسيطرتها واحتلالها، فقد تم بهذا تطبيق هذا السلوك على فيتنام حين تمت إبادة الأرض والإنسان معاً، حيث قدر خبراء الحرب أن الولايات المتحدة ألقت طن من الديناميت على كل دونم من الأرض في فيتنام، كما ذبح عشرات الألوف من أبناء فيتنام فقط لأنه قاوموا الاحتلال الأمريكي، وأيضاً استخدمت الولايات المتحدة أقفاص الحيوانات للأسرى الفيتناميين.
ونذكر هنا السلوك الأمريكي المتشدق بالحرية كيف مات ما يزيد على مليون طفل عراقي بسبب الحصار الذي فرضته أمريكا على شعب العراق. ثم أكملته بقتلها عشرات الألوف من العراقيين حين احتلت العراق، واعتقلت باعترافها ما بين الثلاثة آلاف والأربعة آلاف من أبناء الشعب العراقي، وعاملتهم معاملة لا تليق بالحيوان ولا بالإنسان، حين داهمت بيوتهم في منتصف الليالي، ووضعت على رؤوسهم أكياس سوداء، وصفدت أياديهم، واستخدمت التعذيب والإذلال معهم، ولم يسلم من شر هذا السلوك العدواني لا شيخاً ولا طفلاً ولا امرأة.

غير معرف يقول...

((((((((((((التصوير المشوه للإسلام))))))))))


إن الهجوم الإعلامي الغربي والشرقي المكثف على الإسلام والمسلمين في كل أنحاء العالم وفي الغرب بخاصة، بغية خلق صورة مشوهة في أذهان العالم أنظمة وشعوب عن الإسلام على أنه فكر جامد، رافض للحضارة والتقدم التكنولوجي والتطور العلمي، يقوم على الاستبداد، ويعادي الديمقراطية، يحبذ الرق، واضطهاد المرأة، فيمنعها من المشاركة في الحياة المدنية والسياسية والإدارية، ويسلبها حرية القرار والاختيار.
وإن الدين الإسلامي يحرض على القتل والإرهاب والتدمير، واستباحة دماء من يخالفونه. ويصور المسلمين على أنهم ينشئون في بيئة جاهلة عنيفة، تقوم على حب القتل، وتصدير الإرهاب، ومعاداة الحداثة والتطور. وكراهية الغرب لديمقراطيته، ولما وصل إليه من حضارة وازدهار اقتصادي واجتماعي.
تلك هي صورة الإسلام التي تقدمها وسائل الإعلام الغربي الصهيوني للفرد الغربي في أمريكا وأوربا من قبل أعداء الإسلام. ولا بد من سؤال يدور في ذهن كل عربي ومسلم، لماذا هذه الحرب التشويهية على الإسلام؟.
وللإجابة على هذا السؤال يجب أن نتعرف على أغراض وأهداف وغايات مطلقي هذا الافتراء البشع على الإسلام. فنرى إن الغرب والصهيونية هما اللذان يقودان الحملة العدائية على الإسلام، والسبب أن لكل منهما تصفية حساب مع الإسلام والعروبة. فالمشروعان الصهيوني والغربي الإمبريالي في المنطقة العربية، يلقيان مقاومة عنيفة من قبل العروبة والإسلام، وصعوبة في نهب الثروة والأرض والحقوق من قبلهما، إذن لا بد من محاربتهما، وتشويه صورتهما في العالم، بغية خلق جبهة من قوى عالمية لها مصالح في المنطقة ضد العروبة والإسلام. والتشويه إحدى الأسلحة المضادة للعروبة والإسلام.
فالتشويه بدأ منذ عام 1991 بصورة لا سابقة لها. وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي مباشرة، حين ظهر ساسة ومفكرين غربيين وخاصة في الولايات المتحدة حين قال الرئيس جورج بوش بعد سقوط الاتحاد السوفيتي: (إن خطر الشيوعية سقط ولم يبق إلا الإسلام الخطر على الغرب). وتداعت بعد ذلك الأقلام الصهيونية والمتصهينة في حملة عنيفة على الإسلام كرمز للإرهاب ومستودع له.
والحرب على الإسلام هو حرب على العروبة وكل المنتمين إليها مسلمين ومسيحيين، فالإسلام إلى جانب كونه دين سماوي توحيدي، فإنه للعرب كان مشروعاً نهضوياً لاستعادة الحرية وتحرير الأرض العربية من الاستعمار الروماني والفارسي والحبشي، وبناء دولة عظمى لهم، امتدت من أسوار الصين إلى تخوم باريس في القرون الوسطى.
والإسلام بقي الوعاء الفكري والتراثي والتاريخي، الذي حفظ الأمة العربية من الاندثار والتلاشي أمام اندفاعات الاستعمارية العسكرية والسياسية والفكرية كالصليبيين والمغول والترك والبريطانيين والفرنسيين والإيطاليين والصهاينة. فحافظ على اللغة العربية أمام تلك المحن القاسية، وأبقى روح النضال والمقاومة في نفوس العرب لمواجهة الغزاة والطامعين، واستمر يحرض على العلم والمعرفة على مدى الزمن رغم التجهيل المقصود من قبل المستعمرين.
إن الحملة الراهنة التي تشن على الإسلام تشوبهاً وافتراءً، ضمن مخطط معاد للإسلام والعروبة معاً، يرسم هذه الخطط أعداء لكليهما، سواء أكانوا حكومات أو مؤسسات غربية وصهيونية. وأن كان لكل واحد أهدافه وغاياته، وأن كان هناك اختلافاً في الصور والأشكال، إلا أنها واحدة في المضمون. ويكاد يجعهم سقف دائرة تأمرية واحد في المشاركة والتنفيذ.
مع العلم أن العداء وحملات الافتراء على الإسلام والعروبة، ليست وليدة هذه الأيام، بل بدأت منذ الأيام الأولى للدعوة الإسلامية. ومنذ أن بشر، ودعا إليها الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام في مكة المكرمة، واستمرت إلى يومنا هذا. وستبقى الحملات العدائية والمغرضة مستمرة، ما دام الإسلام قائماً، من قبل كل المتضررين من فكره وعقيدته ومنهجه، والسلوكيات التي يدعو لها.
* نظرية صدام الحضارات والإسلام.
منذ الصدام الأول في القرن السابع الميلادي بين الإسلام والإمبراطورية البيزنطية في البدايات الأولى لظهور الإسلام، يلاحظ استمرارية الحملات الفكرية والإعلامية والعسكرية الغريبة على الإسلام حتى يومنا هذا. على الرغم من المحاولات المتكررة للحوار والتبادل الثقافي بين الإسلام والغرب، التي بدأت في عهد هارون الرشيد في رسالة الحوار مع الإمبراطور شارلمان، وإن كانت متقطعة في أثناء الوجود العربي في الأندلس، أو من خلال المبادلات الثقافية منذ القرن التاسع عشر إلى يومنا هذا.
إلا أن عقلية العداء للإسلام لا زالت تبرز جلية عند أول اختلاف بين العرب والمسلمين من جهة، والغرب الأوربي والأمريكي من جهة أخرى، أو ظهور تباين في المصالح والأهداف. حتى تكاد أن تتشكل لدى العديد من المثقفين العرب والمسلمين قناعة، بأن الغرب وقادته على مر العصور، لا يمكنهم أن يروا الإسلام على حقيقته، كداعية للسلام والأمن والمساواة والتعاون بين الشعوب والأفراد، أو بوجهه الحضاري من خلال القيم والسلوكيات ينادي بها، ويفرضها على اتباعه.
ولا أريد في هذه الدراسة استعراض كافة الحملات المعادية للإسلام، بل نستعرض الشكل العدائي الجديد بما يسمى (صدام الحضارات. وتأتي في مقدمتها أطروحة (صدام الحضارات) لصموئيل هنتغتون المفكر اليهودي الأمريكي، الذي يحتل مكانة رفيعة في مجال العلوم السياسية والدراسات الاستراتيجية في أمريكا والغرب. حيث أحدثت هذه الأطروحة ضجة واسعة في الوسط الفكري العالمي، ومنها الوسط الفكري العربي والإسلامي. لما حملته من أفكار وأراء تجاه حضارات العالم، ومواقفها المستقبلية من الحضارة الغربية المتمثلة بوجهها الأمريكي.
حيث اعتبر هانتغتون في أطروحته، أن السياسة بعد انتهاء الحرب الباردة بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي، ارتبطت بالثقافة. وإن الخلافات القادمة لن تكون إيديولوجية واقتصادية بل ثقافية. لأن شعوب العالم بعد سقوط الإيديولوجيات حسب اعتقاده، ستبحث عن انتمائها الحضاري التاريخي، كهوية لها.
وبسبب هذا الانتماء للماضي الحضاري، يعتقد هانتغتون أن السياسة الدولية ستشهد صراعاً حضارياً، بين حضارات ثمان هي في اعتقاده ينقسم العالم حولها، وهي حضارات: الغربية والصينية والإسلامية والهندية واليابانية والسلافية الأرثوذكسية والأمريكية اللاتينية والأفريقية.
وما يهمنا ما كتب عن الإسلام وحضارته واحتمالات الصراع معه، فيرى هانتغتون أن أسباب ظهور الصحوة الإسلامية، تعود إلى جملة من الأسباب الداخلية والخارجية. وأهمها هو تأكيد الذات، من خلال أخذ المسلمين بالحداثة، ورفض الثقافة الغربية، واعتبار الدين من خلال سلوكياته وقيمه هو الموجه للحياة.
ويرجع أسباب عودة المسلمين إلى دينهم إلى الفساد المنتشر في المؤسسات والركود الاقتصادي، وبروز الفقر. فالدين من خلال ما يطرح من قيم سلوكية عالية، سيؤدي إلى معالجة تلك الأسباب.
ويبين في أطروحته أن الشعوب الإسلامية والآسيوية هي أكثر عداوة للغرب، طبعاً لا يتحدث عن جذور هذا العداء ومنشئه التاريخي، وعن الظلم الذي حاق بالمسلمين والآسيويين نتيجة القهر والاستبداد الاستعماري الأوربي والأمريكي. ولا إلى التدمير الثقافي والاقتصادي، وزرع الكيان الصهيوني السرطاني، الذي يستنزف كل قواتهم المادية والروحية، بل يعود به إلى الثقة بالنفس، والقيم لدى الشعوب الإسلامية والآسيوية. لهذا يحذر الغرب من خطر التنامي العسكري المتطور لدى الصين والبلدان الإسلامية عليه، بل يحذر من تعاون أكيد بين الحضارتين الإسلامية والكونفوشيسية ضد الحضارة الغربية.
وبعد أن يحذر من النمو الديمغرافي للمسلمين، الذي سيؤدي بالشباب إلى تكوين مجموعات عنيفة ومتمردة، يقوم بتحذير الغرب من هذا الخطر الديمغرافي، الذي سيدفع بالشباب المسلم إلى الهجرة إلى بلاد الغرب الأوربي والأمريكي، والخطورة على حضارة الغرب هنا، هو ما يحملونه من قيم حضارة إسلامية معادية لتلك الحضارة.
ويسوق هانتغتون جملة من الأكاذيب والافتراءات، فيدعي أن الإسلام محرض للعنف وسفك الدماء. ومن هذه القاعدة الكاذبة، اعتبر المسلمين متورطين في أعمال العنف أكثر من كل شعوب الحضارات الأخرى. ويسوق تبريراً كاذباً لمسببات وجود العنف والإرهاب لدى المسلمين، هي صعوبة اندماجهم مع شعوب الحضارات الأخرى، وإلى التزايد السكاني الكبير. وعلى هذا يبني مقولته بأن الإسلام مصدر عدم الاستقرار في العالم.
ويشارك هانتغتون في الزفة الإعلامية الكبرى المضادة للإسلام، عدد كبير من المفكرين والسياسيين الغربيين، ويجري استخدام معظم وسائل الإعلام في الغرب والكيان الصهيوني، ترتكز على تخويف الغرب شعوباً وأنظمة من إرهاب إسلامي محتمل مستقبلاً. على اعتبار أن الإسلام دين عنيف، يصدر الإرهاب والرعب. لهذا لا يمكن التعايش معه، ومع المنتمين إليه سواء كانوا في بلاد الإسلام، أو من هاجر منهم إلى الغرب.
ونستعرض آراء مفكر غربي آخر يدعى الدكتور جاك أتالي، وهو عالم اقتصاد ومفكر فرنسي معروف، حيث يرى أنه لا زالت أوربا منغلقة على الإسلام، على اعتبارها نادياً مسيحياً يهودياً.
والسبب أن الأوربيين لا يزالون يجدون صعوبة شاقة في معرفة الإسلام، على الرغم من وضوح الإسلام، وليس لديه أسرار كهنوتية، أو طلاسم تقتصر معرفتها على حفنة من رجال الدين، كما هي بعض الأديان، فقرآن الإسلام، وأحاديث نبيه عليه الصلاة والسلام، واجتهادات فقهائه منشورة، إلا أننا نرى هذا الباحث والمفكر يعتبر معرفة الإسلام كمن يكتشف قارة كأمريكا مثلاً. حيث يقول: (وما زلنا في أوربا نحاول اكتشاف الإسلام، كما فعلنا مع أمريكا. واكتشاف الإسلام يضاهي اكتشاف أمريكا في صعوبته).
بل ويؤكد أن اندماج المسلمين الفرنسيين والمهاجرين المسلمين ممن يحملون الجنسية الفرنسية بالفرنسيين من المسيحيين وغيرهم، لا تزال صعبة وشبه مستحيلة فيقول: (.. هذا الاندماج مسألة صعبة للغاية.. بل شبه مستحيلة.. هذا واقع.. فعلى حد علمي لا يوجد مسلم واحد من الحكومة الفرنسية، ولا يوجد مسلم في البرلمان الفرنسي، ولا يوجد مدير شرطة مسلم، وأن كان هناك بعض المديرين من أبناء المهاجرين الجزائريين الذين انضموا إلى الجيش الفرنسي. كما لا يوجد في فرنسا مسلم رئيساً لجامعة أو مركز أبحاث كبير. وهكذا يتضح أن المدينة الفاضلة هي كذبة على النطاق الدولي)(11).
ولا يعالج السبب الحقيقي في عدم وصول مسلم فرنسي في الحكومة أو البرلمان، فهو يعلم أن حرباً ضروساً ضد المسلمين سواء من كانوا من الفرنسيين أو المهاجرين المتفرنسين. رغم أن عددهم يسمح لهم بأن ينالوا ربع المقاعد، وأن يمثلوا في البرلمان. إلا أن الحرب المكشوفة ضد الإسلام والمسلمين تمنع ذلك، فما معنى محاولة سجن روجيه غارودي، ومضايقة وعزل المطران الفرنسي الذي ناصره.
ويبين جاك أتالي أكذوبة الادعاء الأوربي عامة والفرنسي خاصة، بأن الغرب واحة الديمقراطية، فيوضح بأنه لا يزال المسلمون في فرنسا، يعيشون في ضواحي المدن، التي لا تتوفر فيها المدارس الكبيرة، ولهذا تقل فرص التعليم لأطفال العائلات المسلمة، التي تسكن الضواحي عن غيرهم في المدن 22 مرة. ويقول أيضاً أنه لا زالت هناك صعوبة كبيرة لاندماج المرأة المسلمة في فرنسا.
ويشير المفكر الفرنسي جاك أتالي إلى نظرية أنجلوساكسونية، التي تؤكد ما جاء به صموئيل هانتغتون، فهذه النظرية: (تدعو إلى رؤية العالم بعد نصف قرن من الزمان. إن أوربا تشكل اليوم 4% من سكان الأرض، وعدد سكان الولايات المتحدة الأمريكية لا يزيد عن ذلك. إذن فإن عدد سكان أوربا وأمريكا معاً أقل من 10% من سكان كوكب الأرض. بينما يمثل عدد سكان الصين من 10 إلى 15% من سكان الكوكب. وطبقاً لحسابات التعداد يتراوح عدد المسلمين ما بين 20 إلى 45% أي حوالي ثلث سكان الأرض. وهذه النسبة ستكون خطرة على الغرب أن تمكنوا من التحالف مع الصينيين ليشكلوا بعدها الغالبية السكانية في العالم.
لذلك يدعو علماء المستقبل في الولايات المتحدة وأوربا إلى ضرورة التحالف اليهودي المسيحي، ويستنكر هؤلاء العلماء الوحدة السياسية الأوربية، لأن الوحدة بالنسبة لهم، هي وحدة العالم الغربي كله.
.. ويؤكد هؤلاء العلماء، على ضرورة أن يعمل الأوربيون والأمريكيون معاً في هذا الإطار، من أجل التصدي لهذا التهديد الخارجي، ويصبح بذلك العدو هو تحالف الإسلام والصين كقوة عظمى..)(12).
هذه النظرية المعادية للإسلام في المحتوى والشكل مؤسسة على الكذب والتحريض، فصناعها يعلمون علم اليقين، أن الإسلام لا يشكل كتلة واحدة داخل دولة أو إمبراطورية واحدة كالأمة الصينية، والمسلمون يتواجدون في كل أنحاء العالم. وتختلف نسبة وجودهم في تلك الدول ما بين الغالبية المطلقة إلى مجموعة من الأقليات. والغالبية العظمى من الدول ذات الغالبية السكانية من المسلمين دول علمانية، لا تشرع دساتيرها وفق الشريعة الإسلامية، والنظام القائم فيها نظام علماني، بل دول تسير وفق التقليد المنهجي السياسي والقانوني الغربي.
فأين الخوف الذي يأتي من الإسلام على الغرب كما يدعي صناع صدام الحضارات؟
وما يطرحونه من خطورة الإسلام على الغرب، ما هو في حقيقة الأمر لا يعدو إلا مخيل وهمي زرعته القوى المعادية للإسلام وفي مقدمتها الصهيونية، تستهدف منه نشر الخوف والرعب لدى الغربيين من عدو تم تحضيره من بطون تاريخ القرون الوسطى، ليسهل هضمه وتسويقه إلى الشعوب الغربية، بعد أن تمت صناعته في مطابخ دوائر مؤسسات بحثية غربية متصهينة، تغذيها مادياً الصهيونية لأهداف معادية للإسلام وعقيدته.
* من أين يأتي الخوف من الإسلام؟
يأتي الخوف من الإسلام كما تصوره الدوائر المتصهينة من ازدياد انتشاره في الغرب على أيدي المهاجرين المسلمين، والذين يحتكون بالشباب الغربي فيؤثرون عليهم بسلوكهم، مما يؤدي إلى اعتناق العديد منهم للدين الإسلامي. وفي ازدياد اتباع الديانة الإسلامية في الغرب، تحرض الصهيونية والمؤسسات المتصهينة الغرب بخطورة أسلمة العديد من الشباب الغربي. وهذا ما يقرأ من خلال الأبحاث التي يطرحها صناع صدام الحضارات، لنرى ما يقوله هنتغتون من الخوف على الغرب من الإسلام من خلال المهاجرين من أتباعه: (الثقافة الغربية تتحداها جماعات في المجتمعات الغربية، ومن أحد هذه التحديات يأتي من المهاجرين من حضارات أخرى، والذين يرفضون ومستمرون في الارتباط مع قيم وعادات وثقافات مجتمعاتهم، هذه الظاهرة أكثر وضوحاً بين المسلمين في أوربا، وكذلك تظهر بدرجة أقل بين الأسبان في الولايات المتحدة والذين يشكلون أقلية واسعة، إذا فشل الاحتواء، في هذه الحالة الولايات المتحدة ستصبح دولة متصدعة، بكل إمكانية الحرب الأهلية والذي سيتوالى فيما بعد. في أوربا الحضارة الغربية يمكن أن تقوض بإضعاف مكونها الرئيسي المسيحية(13).
* لماذا التحريض على الإسلام والمهاجرين المسلمين؟
يأتي من التغيير المحتمل، فالغرب الذي أفلس روحياً، وانتشرت فيه ثقافة السوق والديمقراطية ذات النمط الرأسمالي، التي تعتمد على الاحتكار، والغنى الفاحش لطبقات رأسمالية محدودة العدد تملك ثروات هائلة، مع ازدياد عدد الفقراء والمتشردين، وارتفاع أعداد العاطلين عن العمل نتيجة السماح للقوى الرأسمالية بتراكم الثروة لديها، من خلال السلوك الاستغلالي لشعوبهم تحت ذريعة الحرية الفردية المطلقة، وعبر نهب الشعوب في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
فماذا كانت نتائج تلك الثقافة المبنية على الاستغلال سوى ثقافة اللهو، والغناء والرقص، والإباحية والشذوذ، والانتحار وغيرها؟ والتي أنتجت فراغاً روحياً. بدأ الشباب الأوربي يبحث عن إملائه، ووجد الكثير منهم في الإسلام ضالته، فبدأت حركة وأن كانت بطيئة من اعتناق الدين الإسلامي، فظهرت في مدن غربية عدة المساجد والمراكز الإسلامية، وبدا تتشكل المجتمعات الإسلامية في أوربا وأمريكا، وأن كان اعتناق الإسلام من قبل الأوربيين قليل جداً، إلا أنه بدأ يؤرق مفكري وسياسي الولايات المتحدة وأوربا. فبدأت أجراس التحريض اليومي للمؤسسات المتصهينة لمنع انتشار الإسلام.
لهذا تشكل نوع من التحالف بين الساسة وعدد كبير من مفكري الغرب المتصهينين على معاداة الإسلام، إضافة إلى أنصار من اتباع المذهب الإنجليكي المتصهين والمؤسسة السياسية والعسكرية اليمنية الأمريكية، والتي تمثلها اليوم إدارة الرئيس جورج الابن وديك تشيني وكوندليزا رايس ورامسفيلد وغيرهم من مالكي القرار السياسي الأمريكي.
كما أن خلق عدو جديد للغرب هو الإسلام، في تصور المؤسسة اليمنية في الولايات المتحدة، يؤدي إلى استمرارية قيادة أمريكا للعالم الغربي، ويبقي هيمنتها على شعوب العالم، وانفرادها كالدولة الأعظم في العالم، الذي تُرضخ السياسة الدولية وفق نهجها وإرادتها.
فبعد انهيار الاتحاد السوفييتي ومعسكره، الذي كان يوحد قوى الغرب خلف الولايات المتحدة، وجدت الولايات المتحدة نفسها بحاجة ماسة لعدو بديل للمعسكر السوفيتي، يبقي الغرب موحداً خلفها. لهذا خلقوا كذباً وافتراءً فكرة الخطر الإسلامي على الغرب، فلا بد من استمرارية التوحد لمواجهته. وجاء هذا الاختيار متوافقاً مع أهداف المشروع الصهيوني العنصري الاستيطاني، الذي يرى في العروبة والإسلام القوة الحقيقية في التصدي لـه وإجهاضه. فتوحد الصهاينة والمؤسسات الغربية فكرية وسياسية في صناعة ما يسمى بالإرهاب الإسلامي كل حسب ما يخدم أهدافه.
وهذا ما عبر عنه جورج بوش الأب في عام 1991 وكلا من المستشار الألماني ورئيس الوزراء الفرنسي مع سكرتير حلف شمال الأطلسي في عام 1995 بأن الأصولية الإسلامية خطيرة مثلما كانت الشيوعية للغرب. وعضو في إدارة كلينتون أشار للإسلام بأنه خصم عالمي للغرب(14).؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الصهيونية وحملة الافتراء.


ليس غريباً على اليهود بشكل عام، والحركة الصهيونية بشكل خاص أن يعاديا العروبة والإسلام، وذلك مصداقية لقوله تعالى: لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا... بل الغرابة ستكون أن كان العكس من ذلك، فحينها لا بد من مراجعة. فإن مديح الصهاينة لهما يعني أنهما في وضع خاطئ، ولا بد من التصحيح. أما استمرارية حالة العداء، وشن حملات التشهير ضد الإسلام والعروبة من قبل اليهود والصهاينة، يعني أن الإسلام والعروبة هما في خير وعلى صواب.
وتعود أسباب الحالة العدائية إلى اختلاف وتصادم الأهداف والغايات بين الإسلام والعروبة من جهة، وبين اليهودية والمشروع الصهيوني من جهة أخرى.
فالشريعة اليهودية من خلال توراتها وتلمودها، تعتبر كل البشر عدا اليهود هم بمستوى الحيوانات، إن لم يكن أقل. لهذا أباحت تلك الشريعة استباح أموال غير اليهود وأرضهم وأجسادهم وأرواحهم. بل من الواجب تنفيذ الاستباحة، بموجب قانون الاصطفاء الإلهي لهم من دون البشر، الذين اصطنعوه لأنفسهم من قبل إلههم، حين اختارهم شعباً خاصاً لـه من دون مخلوقاته.
وتم البناء السلوكي والإيديولوجي للمكون الثقافي والسيكولوجي للفرد اليهودي على مر التاريخ على قاعدة الاصطفاء والاختيار الإلهي. وجاءت الصهيونية كحركة عنصرية، لتترجم هذه القاعدة عسكرياً وسياسياً وثقافياً، في أبشع أشكال العنصرية المقيتة في حق الأمة العربية عامة والشعب العربي الفلسطيني خاصة.
وليس العالم اليوم بحاجة إلى إيراد الشواهد على هذا القول، فكل يوماً تنقل وسائل الإعلام شواهد حية من تلك الممارسات العنصرية الإرهابية، التي تعطي أبشع الصور للحقد والتسلط والتعالي والسحق المادي والمعنوي للإنسان الفلسطيني، دون أي رادع أخلاقي وقانوني وإنساني.
في حين أن الإسلام مغاير لهذه العقائد والسلوكيات، فهو يدعو إلى المساواة المطلقة بين البشر، دون النظر إلى الجنس أو العرق أو القومية على قاعدة القانون الإسلامي (لا فرق بين عربي وعجمي ولا أبيض ولا أسود ولا أحمر إلا بالتقوى). ومن مقولة خالدة لرسول الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام: [الناس سواسية كأسنان المشط]. ويهدف إلى بناء عالم بشري أرضي، يسوده الحق والعدل والسلام، وعدم الإكراه في الاعتقاد الديني والمذهبي، وإلى التعايش المشترك وفق أداء الحقوق والواجبات على الفرد.
* بنيامين نتنياهو يكتب عن الإرهاب الإسلامي!!!
نورد هنا نموذجاً من الحملات التي شنتها الحركة الصهيونية على الإسلام، هو ما كتبه زعيم إرهابي ورئيس وزراء للكيان الصهيوني الأسبق بنيامين نتنياهو، وهو صاحب المجازر المعروفة عما أسماه الإرهاب الإسلامي، حيث ألف ثلاث كتب حول هذا الموضوع وهي:
- الإرهاب الدولي: تحد واستجابة، وقائع مؤتمر القدس حول الإرهاب الدولي. والذي صدر في عام 1981.
- الإرهاب: كيف يمكن للغرب أن ينتصر؟. وصدر عام 1986.
- محاربة الإرهاب: كيف تستطيع الديمقراطيات هزيمة الإرهابيين المحليين والدوليين؟ وصدر عام 1995.
ومعظم ما جاء في تلك الكتب كان تحريضاً واضحاً للحكومات الغربية على الإسلام والعروبة، من خطر الإرهاب الإسلامي على أنظمتها الديمقراطية، وشعوبها، ومصالحها، لما يحمل من وسائل دمار وسلوكيات عدوانية وحقد حضاري.
ويقدم نتنياهو في كتبه مجموعة من النصائح والوسائل لمواجهة ما زعمه من خطر الإرهاب الإسلامي. فهو يدعو الولايات المتحدة الأمريكية إلى قيادة العالم الغربي، لشن حرب ضارية ضد المسلمين، ودعاها إلى استخدام قوتها العسكرية والاقتصادية والسياسية ضد المسلمين، إلى أن يرضخوا ويستسلموا لاتباع النمط السلوكي والثقافي والاجتماعي الأمريكي الصهيوني.
ودعا نتنياهو الولايات المتحدة والدول الغربية إلى أن تشمل تلك الحرب المسلمين في أوربا وأمريكا. فهم في رأيه بؤرة خطرة لنمو الإرهاب ضد حضارة الغرب وأمريكا، وأن تركوا سيفسدون تلك الحضارة والديمقراطية التي أنتجتها بزرعهم في داخلها مبادئ الإسلام وأفكاره الرافضة والمعادية لتلك الحضارة والديمقراطية.
ولا حاجة أن نقول أن ما أورده نتنياهو في كتبه من أكاذيب وتزوير وقلب للحقيقة، بغية خداع العقل الفردي للإنسان الغربي مهما كانت مواقعه، قالباً للحقائق، بحيث يغدو الضحية قاتلاً، والمجرم الإرهابي الحقيقي ضحية، فبنيامين نتنياهو من زعماء التطرف اليمني الصهيوني ومن أشد زعماء الليكود عداءً للعرب والمسلمين وجرائمه معروفة ضد الفلسطينيين، حتى أن الشارع الصهيوني أسقطه في انتخابات 1999 نتيجة عدم القدرة على تحمل الرأي العام الدولي لسلوكه ضد السلام والفلسطينيين.
وما كتب نتنياهو إلا جزء صغير من الحرب الصهيونية ضد العرب والإسلام، لطمس جريمة اغتصاب فلسطين، واقتلاع شعب من وطنه وأرضه، واستبداله بمجرمين صهاينة يهود من كل أنحاء العالم. وخلق ثكنة في المنطقة العربية مدججة بالمرتزقة والقتلة والسفاحين والمزودين بأحدث الأسلحة والمدعومين من النظام الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، لتحقيق مصالح المشروعين الصهيوني والغربي.
وفي العودة إلى كتب نتنياهو نجد فيها أيضاً تحريضاً خبيثاً للكامن التاريخي في عقل الفرد الغربي من الموروث المعادي للإسلام، وتقديم الإسلام بصورة العدو الدائم للغرب وحضارته. وأن عدم اجتثاثه من خلال توجيه ضربة قاصمة لـه، سيكون الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة في دائرة الخطر المميت، وسيكون الخطر الداهم أيضاً على مصالحه في منطقة الشرق الأوسط والعالم. ولا ينسى أن يلعب بمشاعره في الخطورة على مصالحه الحيوية، وخاصة النفط الذي يعتبر عصب الحياة للصناعة في الغرب.
ومن الكذب والتزوير الذي أورده نتنياهو ضد الإسلام في كتبه، ادعاؤه أن الإسلام يحمل إيديولوجية غير عقلانية، كالشيوعية التي تحمل إيديولوجية غير عقلانية. ولكن الاختلاف بينهما، أن الشيوعية ذات أسلوب عقلاني، في حين الإسلام ذا أسلوب غير عقلاني.
ولا بد من يتساءل لماذا التشبيه بين الإسلام والشيوعية؟ وكيف يكون أسلوب الشيوعية عقلاني، في حين ، الإسلام ذو أسلوب غير عقلاني؟.
إنه الخبث الصهيوني التحريضي المضاد للإسلام، حيث يعلم أن الغرب الرأسمالي وخاصة الولايات المتحدة، لا زال يحمل ثقافة العداء للشيوعية، التي خاض معها صراعاً عنيفاً امتد ثمانين عاماً في القرن العشرين، وانتهى الصراع بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ومعسكره الاشتراكي، وبما سمي بنهاية الحرب الباردة عام 1991.
فالشيوعية خطر على النظام الرأسمالي، لما تحمله من عقيدة تغيرية شمولية لهذا النظام، فهي تدعو إلى إسقاطه وإبداله بالنظام الاشتراكي، الذي ينزع الملكية الخاصة لتتحول إلى ملكية عامة. وتختلف الأساليب في التغيير لدى المنظومات الشيوعية من واحدة إلى أخرى. فمنها من يدعو إلى التغيير عن طريق الثورة أو الانقلاب المسلح العسكري أم المدني أو البرلمان أو التحالف.. إلى آخره من الأساليب والوسائل التغيرية المختلفة.
فالشيوعية نظام وعقيدة مادية دنيوية، في حين الإسلام دين توحيدي سماوي، يحمل عقيدة شمولية روحية ومادية، من قاعدة قوله تعالى: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. ومن قانون: (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لأخرتك كأنك تموت غداً).
عقيدة حملت في طياتها العدل والحق والتسامح والإنصاف، ونصرة المظلوم، وإشباع الجائع، ورد المظالم، والإحسان وحتمية زوال الإنسان عن الدنيا والمال والجاه والبدن والنعمة، لهذا قرن بين الإيمان والعمل الصالح في معظم آيات القرآن الكريم، وسيكون هناك الحساب والجزاء في الآخرة، فلا يضيع عند الله عز وجل مثقال ذرة كانت خيراً أم شراً.
وفي الإسلام مبدأ السواسية بين كل البشر في العمل والتعامل مبدأ أساسي ورئيسي، إضافة إلى المودة والرحمة، وإغاثة الملهوف، واحترام الجار وتكريمه، دون النظر إلى انتمائه الديني أو القومي أو العرقي. وأقر الإسلام الملكية الفردية، وحض على كل معاني الخير والصلاح في الدنيا والآخرة. ونقتبس هنا قولاً للقائد الخالد حافظ الأسد: (الإسلام دين الحق والعدالة والمساواة بين البشر، وهو تكميل للديانات السماوية، ونبراس للفلسفات الكبرى المطالبة بالعدالة للبشر جمعاء).
أما ما يقوله بنيامين نتنياهو، بأن الإسلام ذو أسلوب غير عقلاني فهو الكذب بعينه، وافتراء بين لا يحتاج إلى دلائل. ويقصد في هذا القول، إن الإسلام يتبع وسائل الإرهاب والترويع والتخويف في نشر عقيدته، أو في مواجهته بما أسماه الديمقراطية الغربية على اعتبار الإسلام غير ديمقراطي.
فالرد عليه إن الإسلام هو الدين والعقيدة الرافضة للإكراه، وفرض القبول بالدعوة لها، وهناك العديد من آيات القرآن الكريم التي تبين هذه المسألة، ونذكر منها قوله تعالى: لا إكراه في الدين لقد تبين الرشد من الغي. ويقول الرحمن عز وجل: إنك لا تهدي من أحببت إن الله يهدي من يشاء. وعديدة هي الآيات الكريمة التي ترفض الإكراه في دخول الإسلام.
فالأسلوب الذي يرتضيه الإسلام، ويؤكد عليه هو الإقناع والحوار الديمقراطي من قاعدة قوله تعالى: وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة.
ويدعو إلى أسلوب اللطف والسماحة والتسامح من قاعدة ولا تستوي الحسنة والسيئة. ادفع بالتي هي أحسن. فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم(15).
ويرفض الإسلام بشدة قتل إنسان وزهق روحه، بدون سبب موجب لـه وهو المحدد في النص القرآني، فقتل إنسان مهما كانت ديانته وعقيدته جريمة عظيمة عند الله عز وجل، كما ورد في التنزيل الكريم: .. من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً. ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً..(16).
الدين السماوي الذي يرفض أن يقتل حيوان بدون مبرر، أو صيد حيوانات دون الحاجة لها، ويعلن رسوله عليه الصلاة والسلام عن امرأة دخلت النار بسبب هرة، فقط لأنها حبستها وماتت. وعن رجل دخل الجنة لسقايته كلباً عطشاناً. كيف يكون دين قتل وإرهاب وسفك دماء؟.
ونعود إلى كتب نتنياهو التي لاقت ترحيباً من السلطة الأمريكية، فيذكر في كتابه أنه استطاع يقنع الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان بخطورة الإرهاب الإسلامي على الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الأوربي. ويذكر إن الرئيس رونالد ريغان قرأ كتابه الإرهاب: كيف يمكن للغرب أن ينتصر؟. عندما كان في طريقه لحضور قمة طوكيو حول الإرهاب. وبناء على توصياته تم اتخاذ إجراءات عسكرية ضد الدول الإرهابية، ومنها ضرب ليبيا عام
1986. وكانت حسرة نتنياهو جاءت من انفلات سوريا وإيران من العقاب الأمريكي بسبب حرب الخليج الثانية عام 1990.
ويقدم نتنياهو للغرب وصايا عشرة لمواجهة الإرهاب الإسلامي والحكومات الإسلامية الإرهابية. كما رسمت في عقل نتنياهو الصهيوني الحاقد وطبعاً هي سوريا وإيران وليبيا والسودان، ولا غرابة أن تورد سنوياً هذه الدول في لائحة الأمريكية تحت اسم دول داعمة للإرهاب. –وتم تطبيقها حرفياً من قبل إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن، بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر عام 2001- أما الوصايا العشر التي قدمها نتنياهو للغرب فهي:
1-فرض عقوبات على الدول التي تزود الدول الإرهابية الإسلامية بالأسلحة والتقنية النووية.
2-فرض عقوبات اقتصادية وعسكرية دبلوماسية على الدول الإرهابية.
3-تحييد معاقل الإرهاب.
4-تجميد الأرصدة المالية الموجودة في الغرب للمنظمات والأنظمة الإرهابية.
5-تبادل المعلومات الاستخبارية.
6-مراجعة التشريعات لإتاحة حرية أكبر للعمل ضد المنظمات الإرهابية.
7-المتابعة النشطة للإرهابيين.
8-عدم إطلاق سراح هؤلاء الإرهابيين.
9-تدريب قوات خاصة لمحاربة الإرهاب.
10-تدريب وتنوير وتوعية المواطنين بهذا الخصوص(17).

غير معرف يقول...

((((((((((((((((((((((((((((البشارة بإيلياء))))))))))))

ومن الأسماء التي رمز الكتاب المقدس بها إلى النبي r " إيلياء " وهي وفق حساب الجمّل اليهودي تساوي 53 ( )
وهو أيضاً اسم لنبي عظيم أرسله الله عز وجل إلى بني إسرائيل، وكان ذلك في القرن التاسع قبل الميلاد، وهو الذي يسميه القرآن إلياس.
وفي آخر أسفار التوراة العبرانية يتحدث النبي ملاخي في سفره القصير عن عصيان بني إسرائيل وعن إيليا أو إيلياء القادم الجديد، وهو غير إلياس الذي كان قد توفي منذ سبعة قرون، فيقول ملاخي بأن الله يقول: " هأنذا أرسل ملاكي، فيهيء الطريق أمامي، ويأتي بغتة إلى هيكله السيدُ الذي تطلبونه، وملاك العهد الذي تسرون به، هو ذا يأتي، قال رب الجنود.
من يحتمل يوم مجيئه، ومن يثبت عند ظهوره، لأنه مثل نار الممحص، ومثل أشنان القصار ... (ملاخي 3/1 - 2).
فالنص في سفر النبي ملاخي يتحدث عن اثنين، أحدهما الذي يهيئ الطريق أمام القادم من عند الرب.
والثاني هو الذي يأتي بغتة إلى الهيكل، ويسميه: السيد، وملاك العهد. وهو الذي يطلبه بنو إسرائيل وينتظرونه.
وفي آخر سفره يقول ملاخي، وحديثه مازال متصلاً عن هذا القادم وعن تبديل بني إسرائيل وكفرهم فيقول: " اذكروا شريعة موسى عبدي التي أمرته بها في حوريب على كل إسرائيل الفرائض والأحكام. هأنذا أرسل إليكم إيّليا النبي قبل مجيء يوم الرب اليوم العظيم والمخوف، فيرد قلب الآباء على الأبناء وقلب الأبناء على آبائهم، لئلا آتي وأضرب الأرض بلعن " (ملاخي 4/4 - 5).
فقد سمى ملاخي النبي القادم إيليا بعد أن ذكرهم بوصية موسى على جبل حوريب والتي ذكر فيها موسى النبي القادم مثله من بين إخوة بني إسرائيل، قال المفسر صاحب "تحفة الجيل": " إن إيلياء الرسول المذكور في آخر سفر ملاخي هو ملغوز، وهذا هو حبر العالم الذي يأتي في آخر الزمان ".( )
ويرى النصارى أن النبي الذي يمهد الطريق هو يوحنا المعمدان المسمى بإيليا في النص يقول مرقس: " كما هو مكتوب في الأنبياء ها أنا أرسل ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك .. كان يوحنا المعمدان يعمد في البرية ... وكان يكرز قائلاً: يأتي بعدي من أقوى مني، الذي لست أهلاً أن أنحني وأحل سيور حذائه، أنا عمدتكم بالماء، وأما هو فسيعمدكم بالروح القدس، وفي تلك الأيام جاء يسوع.. " (مرقس 1/2 - 9)، وهو ما نقله لوقا عن لسان المسيح: " بل ماذا خرجتم لتنظروا، أنبياً؟ نعم أقول لكم: وأفضل من نبي، هذا هو الذي كتب عنه: ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك، لأني أقول لكم: إنه بين المولودين من النساء ليس نبي أعظم من يوحنا المعمدان، ولكن الأصغر في ملكوت الله أعظم منه" (لوقا 7/26).
فالممهِد للطريق- حسب رأي النصارى- هو يوحنا المعمدان، والممهد له المنتظر هو عيسى عليه السلام.
ويعتبرون الأول إيليا لقول متى على لسان المسيح في سياق حديثه عن يوحنا المعمدان: " ماذا خرجتم لتنظروا. أنبياً؟ نعم أقول لكم وأفضل من نبي، فإن هذا هو الذي كتب عنه: ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك. الحق أقول لكم: لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان، ولكن الأصغر في ملكوت السماوات أعظم منه ... لأن جميع الأنبياء والناموس إلى يوحنا تنبئوا. وإن أردتم أن تقبلوا فهذا هو إيليا المزمع أن يأتي، من له أذنان للسمع فليسمع " (متى 11/9 - 15).
ويذكر متى أيضاً بأن المسيح قال: " إن إيليا يأتي أولاً ويرد كل شيء، ولكني أقول لكم: إن إيليا قد جاء ولم يعرفوه ... حينئذ فهم التلاميذ أنه قال لهم عن يوحنا المعمدان " (متى 17/10 - 13).
وهكذا يرى النصارى أن المبشِر الممهد للطريق هو يوحنا (إيليا)، والمبشَر به هو المسيح. والصحيح أن إيليا رمز للنبي القادم، وليس للنبي الممهد لطريقه.
وقبل أن نلج لفهم حقيقة هذه النبوءة نرى لزاماً أن ننبه ببعض ما تعرضت له هذه النصوص من تحريف، ففي ملاخي " ملاك العهد "، وهو في الترجمات القديمة: "رسول الختان"، وفي الترجمة الحديثة يقول: "أرسل ملاكي"، وفي القديمة: " أرسل رسولي "، وفي بعض الطبعات: " يأتي السيد " وفي بعضها: " الولي "، وفي أخرى: " إيليا ".
وفي نصوص الأناجيل تحريف للاقتباس من ملاخي الذي استعمل ضمير المتكلم " الطريق أمامي"، وفي الأناجيل أصبح الضمير راجعاً على المسيح " يهيئ طريقك قدامك ".
كما نرى يد التحريف قد طالت كلام المسيح والمعمدان حين زعم الإنجيليون أن المسيح اعتبر المعمدان هو الممهد لدعوته "هذا هو الذي كتب عنه: ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك " (لوقا 7/26)، وأنه سماه إيليا المنتظر "ولكني أقول لكم: إن إيليا قد جاء ولم يعرفوه ... حينئذ فهم التلاميذ أنه قال لهم عن يوحنا المعمدان " (متى 17/12 - 13).
ومن التحريف قولهم أن المعمدان أخبر أن القوي الذي بشر بقدومه بعده هو المسيح "ولكن في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه، هو الذي يأتي بعدي الذي صار قدامي، الذي لست بمستحق أن أحل سيور حذائه .. وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلاً إليه فقال: هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم، هذا هو الذي قلت عنه: يأتي بعدي رجل صار قدامي، لأنه كان قبلي" (يوحنا 1/26-40).
ودعوانا التحريف ليس مردها عدم اتفاق هذه النصوص مع المسألة التي نحن بصدد إثباتها، بل مرده أن يوحنا المعمدان أنكر أن يكون هو النبي إيليا الممهد بين يدي السيد القادم، فقد نفى هو ذلك عن نفسه لما جاءه رسل اليهود من الكهنة واللاويين " ليسألوه من أنت؟ فاعترف ولم ينكر، وأقر: إني لست أنا المسيح.
فسألوه إذاً ماذا؟ إيليا أنت؟ فقال: لست أنا. النبي أنت؟ فأجاب: لا " (يوحنا 1/19 - 21)، فهذا نص صريح ينكر فيه يوحنا أنه إيليا الممهد للطريق ، كما هو ليس المسيح المنتظر أو النبي القادم.
ويلزم من قول المعمدان تكذيب المسيح في قوله بأن إيليا قد جاء أو أن يكون المعمدان كاذباً حين أنكر أنه إيليا، أو يلزم القول بأن التلاميذ لم يفهموا كلام المسيح، وهذا الأخير هو الأولى، فقد أخطأ متى حين قال: " حينئذ فهم التلاميذ أنه قال لهم عن يوحنا المعمدان "، لقد ظنوا أنهم فهموا، بينما الحقيقة أنهم لم يفهموا، لقد كان يحدثهم عن نفسه، فهو النبي القادم الذي يهيئ الطريق للقادم المنتظر " هأنذا أرسل ملاكي، فيهيء الطريق أمامي، ويأتي بغتة إلى هيكله السيدُ الذي تطلبونه، وملاك العهد الذي تسرون به، هو ذا يأتي، قال رب الجنود".
ثم إن صفات إيليا لا تنطبق على المعمدان، لأنه يأتي بعد المسيح، فقد قال المسيح عنه: " إيليا المزمع أن يأتي" والمسيح والمعمدان متعاصران.
وعندما يأتي إيليا فإنه " يرد كل شيء "، و " فيرد قلب الآباء على الأبناء، وقلب الأبناء على آبائهم "، ومثل هذا لم ينقل عن المعمدان الذي عاش في الصحراء، طعامه الجراد والعسل، ولباسه وبر الإبل، وغاية ما صنعه تعميد من جاءه تائباً. (انظر متى 3/1 - 5).
ولا يمكن التسليم بأن المعمدان كان تمهيداً للمسيح، إذ كيف يقال ذلك، والمعمدان قبيل مقتله - حسب الأناجيل - لا يعرف حقيقة المسيح، ويرسل تلاميذه ليسألوا المسيح " أنت هو الآتي أم ننتظر غيرك؟ " (متى 11/3).
فكيف يقال بأنه أرسل بين يديه، وهو لم يعرف حقيقته؟ ثم ماذا صنع يوحنا بين يدي مقدم المسيح؟ هل صنع شيئاً يتعلق بالمهمة التي تزعمها الأناجيل له؟
لم يرد عنه سوى البشارة بالملكوت كما بشر به المسيح بعده. (انظر متى 3/1) كما كان يعمد الذين يأتونه معترفين بخطاياهم. (انظر متى 3/6)، وهذا الذي صنعه المسيح أيضاً، وهو ما يؤكد أن دعوتهما واحدة، ألا وهي البشارة بالنبي  نبي الملكوت، كما قال: " فقال لهم: إنه ينبغي لي أن أبشر المدن الأخر أيضاً بملكوت الله، لأني لهذا قد أرسلت" (لوقا 4/34)، فقد أرسل للبشارة بالملكوت القادم، فهو ممهد ومبشر بين يديه.
والحق أن المعمدان وعيسى صاحبا دعوة واحدة، أي كلاهما بعث مبشراً بالنبي الخاتم، فهما المبشِران بالنبي الخاتم، والذي أسماه متى بملكوت السماوات، فقد بشر باقتراب عصره النبي يوحنا المعمدان، " جاء يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهودية قائلاً: توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات " (متى 3/1 - 2).
وبعد وفاة يوحنا المعمدان جدد يسوع البشارة بالملكوت، " ابتدأ يسوع يكرز ويقول: توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات " (متى 4/17)، " وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت " (متى 4/23).
وأمر تلاميذه بأن يبشروا باقتراب الملكوت فقال: " اكرزوا قائلين: إنه قد اقترب ملكوت السماوات " (متى 10/7)، لقد كانت دعوتهما واحدة، وهي البشارة والتمهيد للنبي القادم.
وكما لم يتحقق في المعمدان صفات الممهد للنبي القادم، فإن الصفات التي ذكرها يوحنا المعمدان للآتي بعده لم تتحقق في المسيح، فقد قال المعمدان: " أنا أعمدكم بماء التوبة، ولكن الذي يأتي بعدي هو أقوى مني، الذي لست أهلاً أن أحمل حذاءه، هو سيعمدكم بالروح القدس ونار، الذي رفشه في يده، وسينقي بيدره، ويجمع قمحه إلى المخزن، وأما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ، حينئذٍ جاء يسوع من الجليل إلى الأردن إلى يوحنا ليعتمد منه " (متى 3/11 - 13).
فقد وصف المعمدان النبي القادم بعده بأنه " أقوى مني"، وليس في دعوة المسيح أو حياته الشخصية ما يشير إلى هذه القوة، فكلاهما لم يبعث بشرع جديد، كما لم يملك على قومه، ولم يكن لأي منهما نفوذ أو سلطان، بل تزعم النصارى - باطلاً - أن كلاً منهما مات مقتولاً! فأين القوة التي ذكرها المعمدان؟
وذكر المعمدان أن الآتي بعده يعمد بالروح والنار، أي يملك سلطان الدين والدنيا لتغيير المنكر والحفز على التوبة، فهو لا يتوقف عن حدود الطهارة الظاهرية للجسد بالاغتسال بالماء، بل يهتم بطهارة الباطن، ووسيلته ما يأتي به روح القدس (جبريل) من وحي وبلاغ وبيان، كما قام بتطهير كثير من الأرض من الوثنية بالنار.
ومثل هذه المعمودية لم يفعلها المسيح الذي عمد تلاميذه بالماء، وكانت بشارته استمراراً لمعمودية المعمدان، وهي البشارة بالتوبة ومغفرة الخطايا فإن المسيح دعا - بعد حادثة الصلب والقيامة - كل واحد من تلاميذه "أن يُكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا" (لوقا 24/47)، فلم تختلف معموديته  عن معمودية المعمدان في شيء. (انظر يوحنا 3/22 – 23).
واستمر تلاميذه بعده يعمدون بالماء كما كان المعمدان يعمد، ولما جاء بولس إلى جاء إلى أفسس، فإذ وجد تلاميذ قال لهم: هل قبلتم الروح القدس لما آمنتم. قالوا له: ولا سمعنا أنه يوجد الروح القدس. فقال لهم: فبماذا اعتمدتم؟ فقالوا: بمعمودية يوحنا. فقال بولس: إن يوحنا عمد بمعمودية التوبة قائلاً للشعب أن يؤمنوا بالذي يأتي بعده، أي بالمسيح يسوع، فلما سمعوا اعتمدوا باسم الرب يسوع" (أعمال 19/1-5)، ولو كان للمسيح  تعميد يخالف ما عليه تعميد المعمدان  لعرف بين التلاميذ وشاع.
كما لم يحقق المسيح قول المعمدان عن النبي الآتي: "رفشه في يده، وسينقي بيدره، ويجمع قمحه إلى المخزن، وأما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ " وهذه كناية يفسرها الدكتور وليم أدي بقوله: " كناية عن نهاية العمل كله، ويمكن أن يكون القصد من هذا التشبيه: الإشارة إلى تأديب الله للناس وقصاصه لهم في هذه الحياة"، بل هو كناية أبعد من ذلك، إذ تبين سلطانه الذي ينقي الأصل الذي أنـزله الله على أنبيائه مما علق فيه، فيحذف الترهات الدخيلة ويزيفها.
وعليه فالآتي المبشر به هو محمد ، وهو فقط الذي أتى إلى أرض القدس والهيكل بغتة يوم أسري به إلى بيت المقدس، بينما نشأ المسيح ويوحنا في ربوع الهيكل.
وهو النبي الذي سمته بعض الترجمات برسول الختان، إذ كان قد دعا إليه ونبه إلى أنه من سنن الهدى، والتزمه المسلمون بعده.

الأصغر في ملكوت الله

وثمة بشارة أخرى جاءت على لسان المسيح تبشر بالمسيح المنتظر ، وتؤكد أنه أعظم الأنبياء، وأنه النبي المسمى إيليّا، وأنه الذي تقاطرت النبوات على البشارة به ، يقول المسيح: " الحق الحق أقول لكم: لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان، ولكن الأصغر في ملكوت السماوات أعظم منه .. لأن جميع الأنبياء والناموس إلى يوحنا تنبؤوا، وإن أردتم أن تقبلوا فهذا هو إيليا المزمع أن يأتي، من له أذنان للسمع فليسمع " (متى 11/11 - 15)، فالأصغر في ملكوت السماوات هو إيلياء المزمع أن يأتي، الذي تنبأ به الأنبياء، نبياً تلو نبي، وكان آخرهم يوحنا المعمدان.
فمن هو إيليّا، الأصغر في ملكوت السماوات؟ إنه محمد رسول الله r الذي صغر بتأخره في الزمان عن سائر الأنبياء، لكنه فاقهم جميعاً باكتمال رسالته ورضا الله بدينه ديناً خاتماً إلى قيام الساعة، فإن لم يكن محمداً r فمن ذا يكون؟
ولا يمكن لنصراني أن يدعي بأن عيسى هو آخر الرسل والأنبياء لإيمانهم برسالة تلاميذه بل وغيرهم كبولس، كما لم تكمل رسالته عليه السلام بدليل التعديل والنسخ الذي أجراه الحواريون عليها في المجمع الأورشليمي الأول بزعم التيسير على المتنصرين، فأبطلوا الختان، وأحلوا بعض محرمات التوراة.
وعليه فلا تصدق على المسيح  كلمة " الأصغر "، لأنه ليس آخر الأنبياء، كما أنه لم يصرح ولا يفهم أنه كان يتحدث عن نفسه حين قال: " ولكن الأصغر في ملكوت السماوات أعظم منه .. لأن جميع الأنبياء والناموس إلى يوحنا تنبؤوا، وإن أردتم أن تقبلوا فهذا هو إيليّا المزمع أن يأتي، من له أذنان للسمع فليسمع " (متى 11/11 - 15).
وهذا الأصغر إنما يأتي في ملكوت السماوات التي لم تكن قد قامت يومذاك، وهو مزمع أن يأتي ولما يأت بعد، إنه محمد r.

المسيح يبشر بالبارقليط

لكن أعظم بشارات العهد الجديد بالنبي الخاتم هي نبوءات المسيح  عن مجيء البارقليط رئيس هذا العالم، وحسب نسخة الرهبانية اليسوعية "سيد هذا العالم".
وينفرد يوحنا في إنجيله بذكر هذه البشارات المتوالية من المسيح بهذا النبي المنتظر، حيث يقول المسيح موصياً تلاميذه: " إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي، وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر، ليمكث معكم إلى الأبد، روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله، لأنه لا يراه ولا يعرفه، وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم، ويكون فيكم ... إن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي وإليه نأتي، وعنده نصنع منـزلاً.
الذي لا يحبني لا يحفظ كلامي، والكلام الذي تسمعونه ليس لي، بل للآب الذي أرسلني، بهذا كلمتكم وأنا عندكم، وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم …. قلت لكم الآن قبل أن يكون، حتى متى كان تؤمنون، لا أتكلم أيضاً معكم كثيراً، لأن رئيس هذا العالم يأتي، وليس له فيّ شيء " (يوحنا 14/15 – 30).
وفي الإصحاح الذي يليه يعظ المسيح  تلاميذه طالباً منهم حفظ وصاياه، ثم يقول: " متى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق الذي من عند الآب ينبثق، فهو يشهد لي، وتشهدون أنتم أيضاً لأنكم معي في الابتداء.
قد كلمتكم بهذا لكي لا تعثروا، سيخرجونكم من المجامع، بل تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله ... قد ملأ الحزن قلوبكم، لكني أقول لكم الحق: إنه خير لكم أن أنطلق، لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم.
ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة، أما على خطية فلأنهم لا يؤمنون بي، وأما على بر فلأني ذاهب إلى أبي ولا ترونني أيضاً، وأما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين.
إن لي أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم، ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن، وأما متى جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به، ويخبركم بأمور آتية، ذاك يمجدني، لأنه يأخذ مما لي ويخبركم" (يوحنا 15/26 - 16/14).
ففي هذه النصوص يتحدث المسيح  عن صفات الآتي بعده، فمن هو هذا الآتي؟


البارقليط عند النصارى

يجيب النصارى بأن الآتي هو روح القدس الذي نزل على التلاميذ يوم الخمسين ليعزيهم في فقدهم للسيد المسيح، وهناك " صار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة، وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين، وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار، واستقرت على كل واحد منهم، وامتلأ الجميع من الروح القدس، وابتدءوا يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا " (أعمال 2/1 - 4).
ولا تذكر أسفار العهد الجديد شيئاً - سوى ما سبق - عن هذا الذي حصل يوم الخمسين من قيامة المسيح.
يقول الأنبا أثناسيوس في تفسيره لإنجيل يوحنا: " البارقليط هو روح الله القدوس نفسه المعزي، البارقليط: المعزي " الروح القدس الذي يرسله الأب باسمي " (يوحنا 14/26)، وهو الذي نزل عليهم يوم الخمسين (أعمال 2/1 - 4) فامتلأوا به وخرجوا للتبشير، وهو مع الكنيسة وفي المؤمنين، وهو هبة ملازمة للإيمان والعماد ".

البارقليط عند المسلمين
ويعتقد المسلمون أن ما جاء في يوحنا عن المعزي رئيس هذا العالم الآتي، إنما هو بشارة من المسيح بنبينا ، وذلك يظهر من أمور:
منها أن لفظة " المعزي " لفظة حديثة استبدلتها التراجم الجديدة للعهد الجديد، فيما كانت التراجم العربية القديمة (1820م، 1831م، 1844م) تضع الكلمة اليونانية (البارقليط) كما هي، وهو ما تصنعه كثير من التراجم العالمية.
وفي تفسير كلمة " بارقليط " اليوناني نقول: إن هذا اللفظ اليوناني الأصل، لا يخلو من أحد حالين، الأول أنه "باراكلي توس". فيكون حسب قول النصارى بمعنى: المعزي والمعين والوكيل.
والثاني أنه " بيروكلوتوس "، فيكون قريباً من معنى: محمد وأحمد.
ويقول أسقف بني سويف الأنبا أثناسيوس في تفسيره لإنجيل يوحنا: " إن لفظ بارقليط إذا حرف نطقه قليلاً يصير "بيركليت"، ومعناه: الحمد أو الشكر، وهو قريب من لفظ أحمد".
ويسأل عبد الوهاب النجار الدكتور كارلو نيلنو - الحاصل على الدكتوراه في آداب اليهود اليونانية القديمة - عن معنى كلمة " بيركلوتس " فيقول: " الذي له حمد كثير ".
ومما يؤكد خطأ الترجمة أن اللفظة اليونانية (بيركلوتس ) اسم لا صفة، فقد كان من عادة اليونانيين زيادة السين في آخر الأسماء، وهو ما لا يصنعونه في الصفات.
ويرى عبد الأحد داود أن تفسير الكنيسة للبارقليط بأنه " شخص يدعى للمساعدة أو شفيع أو محام أو وسيط " غير صحيح، فإن كلمة بارقليط اليونانية لا تفيد أياً من هذه المعاني، فالمعزي في اليونانية يدعى (باراكالون أو باريجوريتس)، والمحامي تعريب للفظة (سانجرس)، وأما الوسيط أو الشفيع فتستعمل له لفظة " ميديتيا "، وعليه فعزوف الكنيسة عن معنى الحمد إلى أي من هذه المعاني إنما هو نوع من التحريف.
ويوافقه الدكتور سميسون في كتاب "الروح القدس أو قوة في الأعالي"، فيقول: "الاسم المعزي ليس ترجمة دقيقة جداً".
ومما سبق يتضح أن ثمة خلافاً بين المسلمين والنصارى في الأصل اليوناني لكلمة " بارقليط " حيث يعتقد المسلمون أن أصلها " بيركلوتوس " وأن ثمة تحريفاً قام به النصارى لإخفاء دلالة الكلمة على اسم النبي r أحمد: الذي له حمد كثير.
ومثل هذا التحريف لا يستغرب وقوعه في كتب القوم، ففيها من الطوام مما يجعل تحريف كلمة " البيرقليط " من السهل الهين.
كما أن وقوع التصحيف والتغير في الأسماء كثير عند الترجمة بين اللغات وفي الطبعات، فاسم "بارباس" في الترجمة البروتستانتية هو في نسخة الكاثوليك " بارابا "، وكذا (المسيا، ماشيح) و(شيلون، شيلوه) وسوى ذلك، وكلمة " البارقليط " مترجمة عن السريانية لغة المسيح الأصلية فلا يبعد أن يقع مثل هذا التحوير حين الترجمة.
ولجلاء التحريف في هذه الفقرة فإن أدوين جونس في كتابه " نشأة الديانة المسيحية " يعترف بأن معنى البارقليط: محمد، لكنه يطمس اعترافه بكذبة وطامّة لا تنطلي على أهل العلم والتحقيق، فيقول بأن المسيحيين أدخلوا هذا الاسم في إنجيل يوحنا جهلاً منهم بعد ظهور الإسلام وتأثرهم بالثقافة الدينية للمسلمين.

البارقليط بشر نبي، وليس روح القدس
وأياً كان المعنى للبارقليط: أحمد أو المعزي فإن الأوصاف والمقدمات التي ذكرها المسيح للبارقليط تمنع أن يكون المقصود به روح القدس، وتؤكد أنه كائن بشري يعطيه الله النبوة. وذلك واضح من خلال التأمل في نصوص يوحنا عن البارقليط.
- فإن يوحنا استعمل في حديثه عن البارقليط أفعالاً حسية (الكلام، والسمع، والتوبيخ) في قوله: " كل ما يسمع يتكلم به " وهذه الصفات لا تنطبق على الألسنة النارية التي هبت على التلاميذ يوم الخمسين، إذ لم ينقل أن الألسنة النارية تكلمت يومذاك بشيء، وأما الروح فغاية ما يصنعه إنما هو الإلهام القلبي، وأما الكلام فهو صفة بشرية، لا روحية.
وقد فهم أوائل النصارى قول يوحنا بأنه بشارة بكائن بشري، وادعى مونتنوس في القرن الثاني (187م) أنه البارقليط القادم، ومثله صنع ماني في القرن الرابع فادعى أنه البارقليط، وتشبه بالمسيح فاختار اثنا عشر تلميذاً وسبعون أسقفاً أرسلهم إلى بلاد المشرق، ولو كان فهمهم للبارقليط أنه الأقنوم الثالث لما تجرؤوا على هذه الدعوى. ( )
- ومن صفات الآتي أنه يجيء بعد ذهاب المسيح من الدنيا، فالمسيح وذلك الرسول المعزي لا يجتمعان في الدنيا، وهذا ما يؤكد مرة أخرى أن المعزى لا يمكن أن يكون الروح القدس الذي أيد المسيح طيلة حياته، بينما المعزي لا يأتي الدنيا والمسيح فيها " إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي".
وروح القدس سابق في الوجود على المسيح، وموجود في التلاميذ من قبل ذهاب المسيح، فقد كان شاهداً عند خلق السماوات والأرض. (انظر التكوين 1/2)، وكان مع بني إسرائيل طويلاً "أين الذي جعل في وسطهم روح قدسه" (إشعيا 63/11).
وكان لروح القدس دور في ولادة عيسى، حيث أن أمه " وجدت حبلى من الروح القدس " (متى 1/18)، فدل ذلك على وجوده.
كما اجتمعا سوياً يوم تعميد المسيح، حين "نـزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة" (لوقا 3/22)، فالروح القدس موجود مع المسيح وقبله، وأما المعزي " إن لم أنطلق لا يأتيكم "، فهو ليس الروح القدس. والقادم المنتظر سيد هذا العالم لم يأت بعد، ففي الرهبانية اليسوعية : "لأن سيد هذا العالم آت، وليس له يد علي".
- ومما يدل على بشرية الروح القدس أنه من نفس نوع المسيح، والمسيح كان بشراً، وهو يقول عنه: "وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر"، وهنا يستخدم النص اليوناني كلمة (allon) وهي تستخدم للدلالة على الآخر من نفس النوع، فيما تستخدم كلمة (hetenos) للدلالة على آخر من نوع مغاير. وإذا قلنا إن المقصود من ذلك رسول آخر أصبح كلامنا معقولاً، ونفتقد هذه المعقولية إذا قلنا: إن المقصود هو روح القدس الآخر، لأن روح القدس واحد وغير متعدد.
- ثم إن الآتي عرضة للتكذيب من قبل اليهود والتلاميذ، لذا فإن المسيح يكثر من الوصية بالإيمان به وأتباعه، فيقول لهم: " إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي "، ويقول: " قلت لكم قبل أن يكون، حتى إذا كان تؤمنوا "، ويؤكد على صدقه فيقول: " لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به".
وهذه الوصاة لا معنى لها إن كان الآتي هو الروح القدس، حيث نزل على شكل ألسنة نارية، فكان أثرها في نفوسهم معرفتهم للغات مختلفة، فمثل هذا لا يحتاج إلى وصية للإيمان به والتأكيد على صدقه، لأنه يقوم في القلب من غير حاجة لرده أو قدرة على تكذيبه.
- كما أن الروح القدس أحد أطراف الثالوث، وينبغي وفق عقيدة النصارى أن يكون التلاميذ مؤمنين به، فلم أوصاهم بالإيمان به؟
- وروح القدس وفق كلام النصارى إله مساو للآب في ألوهيته، وعليه فهو يقدر أن يتكلم من عند نفسه، وروح الحق الآتي " لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به".
- ودل نص يوحنا على تأخر زمن إتيان البارقليط، فقد قال المسيح لهم: " إن لي أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم، ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن، وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق "، فثمة أمور يخبر بها هذا النبي لا يستطيع التلاميذ إدراكها، لأن البشرية لم تصل لحالة الرشد التام في فهم هذا الدين الكامل الذي يشمل مناحي الحياة المختلفة، ومن غير المعقول أن تكون إدراكات التلاميذ قد اختلفت خلال عشرة أيام من صعود المسيح إلى السماء، وليس في النصوص ما يدل على مثل هذا التغيير.
بل إن النصارى ينقلون عنهم أنهم بعد نزول الروح عليهم قد أسقطوا كثيراً من أحكام الشريعة وأحلوا المحرمات، فسقوط الأحكام عندهم أهون من زيادةٍ ما كانوا ليحتملوها أو يطيقوها زمن المسيح. فالبارقليط يأتي بشريعة ذات أحكام تثقل على المكلفين الضعفاء، كما قال الله: } إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً { (المزمل: 5).
- كما أن المسيح أخبر أنه قبل أن يأتي البارقليط ستقع أحداث هامة وبارزة " سيخرجونكم من المجامع، بل تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله"، وهذا الأمر إنما حصل بعد الخمسين، بل بعد قرون من رفع المسيح، فالنص لا يتحدث عن اضطهاد الرومان أو اليهود لأتباع المسيح، وإنما يتحدث عن اضطهاد رجالات الكنيسة لأتباع المسيح الموحدين، وهم - أي رجال الكهنوت - يظنون أنهم بذلك يحسنون صنعاً، ويقدمون خدمة لله ودينه، فقررت مجامعهم طرد آريوس والموحدين، وأخرجوهم من المجامع الكنسية ، وحكموا عليهم بالحرمان والاضطهاد، واستمر الاضطهاد بأتباع المسيح حتى ندر الموحدون قبيل ظهور الإسلام.
- وذكر يوحنا أن المسيح خبّر تلاميذه بأوصاف البارقليط، والتي لم تتمثل بالروح القدس الحال على التلاميذ يوم الخمسين، فهو شاهد تنضاف شهادته إلى شهادة التلاميذ في المسيح " فهو يشهد لي، وتشهدون أنتم أيضاً " فأين شهد الروح القدس للمسيح؟ وبم شهد؟
بينا نجد أن رسول الله  شهد للمسيح بالبراءة من الكفر وادعاء الألوهية والبنوة لله، كما شهد ببراءة أمه مما رماها به اليهود } وبكفرهم وقولهم على مريم بهتاناً عظيماً {(النساء: 156).
- وأخبر المسيح عن تمجيد الآتي له، فقال: "ذاك يمجدني، لأنه يأخذ مما لي ويخبركم" ولم يمجد المسـيح أحد ظـهر بعده كما مجده نبي الإسلام ، فقد أثنى عليه، وبيّن فضله على سائر العالمين.
في حين أنه لم ينقل لنا أي من أسفار العهد الجديد أن روح القدس أثنى على المسيح أو مجده يوم الخمسين، حين نزل على شكل ألسنة نارية.
- وأخبر المسيح أن البارقليط يمكث إلى الأبد، أي دينه وشريعته، بينا نجد أن ما أعطيه التلاميذ من قدرات يوم الخمسين - إن صح - اختفت بوفاتهم، ولم ينقل مثله عن رجالات الكنيسة بعدهم. وأما رسولنا  فيمكث إلى الأبد بهديه ورسالته، وإذ لا نبي بعده ولا رسالة.
- كما أن البارقليط " يذكركم بكل ما قلته لكم " وليس من حاجة بعد رفعه بعشرة أيام إلى مثل هذا التذكير، ولم ينقل العهد الجديد أن روح القدس ذكرهم بشيء، بل إنا نجد كتاباتهم ورسائلهم فيها ما يدل على تقادم الزمن ونسيان الكاتب لبعض التفاصيل التي يذكرها غيره، بينما ذكر رسول الله  بكل ما غفلت عنه البشرية من أوامر الله التي أنزلها على أنبيائه ومنهم المسيح عليه السلام.
- والبارقليط له مهمات لم يقم بها الروح القدس يوم الخمسين فهو " متى جاء ذاك يبكت العالم على خطية، وعلى بر، وعلى دينونة " ولم يوبخ الروح القدس أحداً يوم الخمسين، بل هذا هو صنيع رسول الله  مع البشرية الكافرة.
ويرى عبد الأحد داود أن التوبيخ على البر قد فسره المسيح بقوله بعده: " وأما على بر فلأني ذاهب إلى أبي ولا ترونني "، ومعناه أنه سيوبخ القائلين بصلبه، المنكرين لنجاته من كيد أعدائه، وقد أخبرهم أنه سيطلبونه ولن يجدوه، لأنه سيصعد إلى السماء، " يا أولادي أنا معكم زماناً قليلاً بعد، ستطلبونني، وكما قلت لليهود حيث أذهب أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا، أقول لكم أنتم الآن ..." (يوحنا 13/32).
كما سيوبخ النبي الآتي الشيطان ويدينه بما يبثه من هدي ووحي "وأما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين".( )
وصفة التوبيخ لا تناسب من سمي بالمعزي، وقيل بأنه جاء إلى التلاميذ يعزيهم بفقد سيدهم ونبيهم.
ثم العزاء إنما يكون في المصائب، والمسيح كان يبشرهم بذهابه ومجيء الآتي بعده.
كما أن العزاء إنما يكون حين المصيبة وبعدها بقليل، وليس بعد عشرة أيام (موعد نزول الروح القدس على التلاميذ)، ثم لماذا لم يقدم المعزي القادم العزاء لأم المسيح، فقد كانت أولى به.
ثم لا يجوز للنصارى أن يعتبروا قتل المسيح على الصليب مصيبة تستوجب العزاء، إذ هو برأيهم سبب الخلاص والسعادة الأبدية للبشرية، فوقوعه فرحة ما بعدها فرحة، وإصرار النصارى على أن التلاميذ احتاجوا لعزاء الروح القدس يبطل عقيدة الفداء والخلاص.
ومن استعراض ما سبق ثبت بأن روح القدس ليس هو البارقليط، فكل صفات البارقليط صفات لنبي يأتي بعد عيسى، وهو النبي الذي بشر به موسى عليه السلام، فالبارقليط " لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به "، وكذا الذي بشر به موسى " أجعل كلامي في فمه، فيكلمهم بكل ما أوصيه به "، وهو وصف النبي r كما قال الله } وما ينطق عن الهوى  إن هو إلا وحي يوحى  علمه شديد القوى { (النجم: 3 - 5).
بل كل ما ذكر عن البارقليط له شواهد في القرآن والسنة تقول بأن الرسول  هو صاحب هذه النبوءة، إذ هو الشاهد للمسيح، وهو المخبر بالغيوب، الذي لا نبي بعده، وقد ارتضى الله دينه إلى قيام الساعة ديناً..

اعتراضات القس فندر وردود العلامة الهندي عليها
ويثير القس فندر في وجه المسلمين أسئلة يراها تمنع من صرف البارقليط إلى النبي محمد r.
أولها: أنه ورد في البارقليط أنه روح الحق ثلاث مرات، وفي مرة رابعة ورد أنه روح القدس( ) وهي كما يقول القس فندر ألفاظ مترادفة تدل على الروح القدس.
والعلامة رحمة الله الهندي في كتابه العظيم "إظهار الحق" يسلم بترادف هذه الألفاظ، ويؤكد أن لفظة (روح الله) دالة على الأنبياء أيضاً، كما جاء في رسالة يوحنا الأولى: "فلا تؤمنوا أيها الأحباء بكل روح من الأرواح، بل امتحنوا الأرواح حتى تعلموا هل هي من عند الله أم لا ؟ لأن كثيرين من الأنبياء الكذبة برزوا إلى هذا العالم " ( يوحنا (1) 4/1-2 )، فالأنبياء الصادقون هم روح الله، والأنبياء الكذبة هم روح الشيطان.
وبين يوحنا كيفية معرفة روح الحق من روح الضلال، أي معرفة الأنبياء الصادقين وتمييزهم عن الأنبياء الكذبة، فقال: " بهذا تعرفون روح الله: كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهو من الله، وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فليس من الله، وهذا هو روح ضد المسيح الذي سمعتم أنه يأتي، والآن هو في العالم" (يوحنا (1) 4/2 - 6).
ورسولنا هو روح الحق بدليل قول يوحنا، لأنه يعترف بالمسيح أنه رسول من عند الله، وأنه جسد، وأنه من الله كما سائر الناس هم من الله، أي أن الله خلقهم. وبولس هو روح الضلال الذي يعتبر المسيح إلهاً، وهو الموجود في العالم حينذاك.
ثانيها: أن الخطاب في إنجيل يوحنا توجه للحواريين كما في قوله " يعلمكم " و " أرسله إليكم".... وعليه فينبغي أن يوجد البارقليط في زمنهم.
ويمنع رحمة الله الهندي هذا الفهم، بل المراد: النصارى بعدهم. وأقامهم المسيح مقام التلاميذ، وهو أمر معهود في أسفار العهد الجديد، فقد جاء في متى في خطاب رؤساء الكهنة والشيوخ والمجمع " أقول لكم: من الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة، وآتياً على سحاب السماء" (متى 26/64)، وقد مات المخاطبون وفنوا، ولم يروه آتياً على سحاب السماء.
ومثله قول المسيح: "وقال له: الحق الحق أقول لكم: من الآن ترون السماء مفتوحة، وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان" (يوحنا 1/51).
ثالثها: أن البارقليط لا يراه العالم ولا يعرفه، فقد جاء "لا يستطيع العالم أن يقبله، لأنه لا يراه ولا يعرفه، وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم، ويكون فيكم" بينما محمد r قد عرفه الناس ورأوه.
ويرد العلامة رحمة الله الهندي بأن هذا ليس بشيء، لأن روح القدس عندهم هو الله أو روح الله، والعالم يعرف ربه أكثر من معرفته بمحمد، فهي لا تصدق على تأويلهم بحال.
ويرى رحمة الله الهندي أن المقصود بالنص هو أن العالم لا يعرف هذا النبي المعرفة الحقيقية (أي نبوته) أما أنتم واليهود فتعرفونه، لإخبار المسيح والأنبياء لكم عنه.
وأما سائر الناس فهم كما قال المسيح: " لأنهم مبصرين لا يبصرون، وسامعين لا يسمعون ولا يفهمون " (متى 13/13). ( )
وليس المقصود بقوله: " لا يستطيع العالم أن يقبله، لأنه لا يراه ولا يعرفه، وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم" ليس مقصوداً الرؤية البصرية والمعرفة الحسية، بل المعرفة الإيمانية. ومثله ما جاء في يوحنا "أجاب يسوع: لستم تعرفونني أنا، ولا أبي، لو عرفتموني لعرفتم أبي أيضاً" (يوحنا 8/19) ومثله في الأناجيل كثير. يقول متى هنري في تفسيره لإنجيل يوحنا: إن كلمة (يرى) في النص اليوناني لا تفيد رؤية العين، بل رؤية البصيرة.
ولربما كان عدم معرفتهم بالمنتظر القادم أنه غريب وليس من اليهود " وأما المسيح فمتى جاء لا يعرف أحد من أين هو" (يوحنا 7/27).
رابعها: جاء في وصف البارقليط أنه " مقيم عندكم وثابت فيكم"، فدل - حسب رأي القس فندر - على وجوده مع الحواريين، ولا يصدق هذا على محمد .
ويرى رحمة الله الهندي أن النص في تراجم وطبعات أخرى: " مستقر معكم وسيكون فيكم"، وفي غيرها: " ماكث معكم ويكون فيكم ".
والمعنى في ذلك كله الاستقبال وليس الآنية، بمعنى أنه سيقيم عندكم أو يمكث عندكم. ذلك أن النص دل على ذلك، فهو يقول بعدم وجوده بينهم ذلك الوقت " قد قلت لكم قبل أن يكون، حتى متى إذا كان تؤمنوا "، و " إن لم أنطلق لم يأتكم البارقليط ". وهو ما يقوله النصارى حين يؤمنون أن مجيئه وحلوله كان في يوم الخمسين.
ومثله أخبر حزقيال عن خروج يأجوج ومأجوج بصيغة الحاضر، وهم لم يخرجوا بعد فقال: "ها هو قد جاء وصار، يقول الرب: هذا هو اليوم الذي قلت عنه " (حزقيال 39/8)، ومثله في (يوحنا 5/25).
خامسها: جاء في كتاب الأعمال: " وفيما هو مجتمع معهم أوصاهم أن لا يبرحوا من أورشليم بل ينتظروا موعد الأب الذي سمعتموه مني، لأن يوحنا عمد الماء، وأما أنتم فستتعمدون بالروح القدس، ليس بعد هذه الأيام بكثير " (أعمال 1/4 - 5)، ويرى فندر أن هذا " يدل على أن بارقليط هو الروح النازل يوم الدار، لأن المراد بموعد الآب هو بارقليط ".
وفي رده يبين رحمة الله الهندي أن ما جاء في الأعمال وعد آخر لا علاقة له بالبارقليط الذي تحدث عنه يوحنا فحسب، فقد وعدوا بمجيء الروح القدس في وعد آخر، وتحقق الموعود بما ذكر لوقا في الأعمال. أما ما ذكره يوحنا عن مجيء البارقليط فلا صلة له بهذه المسألة.
كما اعترض آخرون من النصارى على انطباق هذه النبوءة على نبينا  لأن البارقليط سيرسله المسيح " ولكن إن ذهبت أرسله إليكم"، ومثله في قوله: "المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب"، في حين أن محمداً رسول الله لا المسيح.
وقد تغافل القائل عن قول الله: "المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب"، فهو رسول الآب، ونسبة الإرسال إلى المسيح مجازية غير حقيقية، ومثلها في قوله : " قال لها ملاك الرب: تكثيراً أكثر نسلك، فلا يعد من الكثرة " (التكوين 16/10)، والمكثِّر المبارك لنسل هاجر وغيرها هو الله، وليس ملاكه، لكن لما كان الملاك هو واسطة الإخبار نسب الفعل إلى نفسه.
ونحو هذا الصنيع وقع في سفر الملوك، فقد نسب النبي إيليا إلى نفسه العقوبة الإلهية التي سيعاقب بها الربُ الملكَ اخآب، فقد " قال اخآب لايليا: هل وجدتني يا عدوي؟ فقال: قد وجدتك، لأنك قد بعتَ نفسك لعمل الشر في عيني الرب، هانذا أجلب عليك شراً، وأبيد نسلك، وأقطع لاخآب كل بائل بحائط ومحجوز ومطلق في إسرائيل" (الملوك (1) 21/20-21)، فقد نسب النبي إيليا إلى نفسه ما هو في الحقيقة صنيع الله وعقوبته، وهذه النسبة غير حقيقية، ولكنه استحقها لكونه المبلِغ عن الله لهذه العقوبة.
ومثله سواء بسواء ما قاله المسيح في نبوءته عن البارقليط.
وبذلك فإننا نرى في البارقليط النبوءة التي ذكرها القرآن الكريم } وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد { (الصف: 6).

غير معرف يقول...

((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((الاعتراف)))))))))))))))))))))))))

الاسم: القس إسحق هلال مسيحه .
المهنة: راعي كنيسة المثال المسيحي ورئيس فخري لجمعيات خلاص النفوس المصرية بإفريقيا وغرب آسيا. مواليد: 3/5/1953-المنيا-جمهورية مصر العربية. ولدت في قرية البياضية مركز ملوي محافظة المنيا من والدين نصرانيين أرثوذكس زرعا في نفوسنا - ونحن صغار - الحقد ضد الإسلام والمسلمين.
حين بدأت أدرس حياة الأنبياء بدأ الصراع الفكري في داخلي وكانت أسئلتي تثير المشاكل في أوساط الطلبة مما جعل البابا (شنودة) الذي تولّى بعد وفاة البابا (كيربس) يصدر قراراً بتعييني قسيساً قبل موعد التنصيب بعامين كاملين- لإغرائي وإسكاتي فقد كانوا يشعرون بمناصرتي للإسلام - مع أنه كان مقرراً ألا يتم التنصيب إلا بعد مرور 9 سنوات من بداية الدراسة اللاهوتية. ثم عيّنت رئيساً لكنيسة المثال المسيحي بسوهاج ورئيساً فخرياً لجمعيّات خلاق النفوس المصريّة (وهي جمعيّة تنصيريّة قويّة جدّاً ولها جذور في كثير من البلدان العربية وبالأخص دول الخليج) وكان البابا يغدق عليّ الأموال حتّى لا أعود لمناقشة مثل تلك الأفكار لكنّي مع هذا كنت حريصاً على معرفة حقيقة الإسلام ولم يخبو النور الإسلامي الذي أنار قلبي فرحاً بمنصبي الجديد بل زاد، وبدأت علاقتي مع بعض المسلمين سراً وبدأت أدرس وأقرأ عن الإسلام. وطُلب منّي إعداد رسالة الماجستير حول مقارنة الأديان وأشرف على الرسالة أسقف البحث العلمي في مصر سنة 1975، واستغرقت في إعدادها أربع سنوات وكان المشرف يعترض على ما جاء في الرسالة حول صدق نبوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأميته وتبشير المسيح بمجيئه. وأخيراً تمّت مناقشة الرّسالة في الكنيسة الإنكليكيّة بالقاهرة واستغرقت المناقشة تسع ساعات وتركزت حول قضيّة النّبوّة والنّبي صلى الله عليه وسلم علماً بأن الآيات صريحة في الإشارة إلى نبوّته وختم النّبوّة به. وفي النهاية صدر قرار البابا بسحب الرسالة منّي وعدم الاعتراف بها. أخذت أفكر في أمر الإسلام تفكيراً عميقاً حتّى تكون هدايتي عن يقين تام ولكن لم أكن أستطيع الحصول على الكتب الإسلامية فقد شدّد البابا الحراسة عليّ وعلى مكتبتي الخاصّة.
ولهدايتي قصة
في اليوم السادس من الشهر الثامن من عام 1978م كنت ذاهباً لإحياء مولد العذراء بالإسكندريّة أخذت قطار الساعة الثالثة وعشر دقائق الذي يتحرك من محطة أسيوط متجهاً إلى القاهرة وبعد وصول القطار في حوالي الساعة التاسعة والنصف تقريباً ركبت الحافلة من محطة العتبة رقم 64 المتجهة إلى العباسيّة وأثناء ركوبي في الحافلة بملابسي الكهنوتية وصليب يزن ربع كيلو من الذهب الخالص وعصاي الكرير صعد صبيّ في الحادية عشر من عمره يبيع كتيبات صغيرة فوزعها على كلّ الركّاب ماعدا أنا، وهنا صار في نفسي هاجس لم كل الركاب إلا أنا، فانتظرته حتّى انتهى من التوزيع والجمع فباع ما باع وجمع الباقي قلت له: "يا بنيّ لماذا أعطيت الجميع بالحافلة إلا أنا". فقال: "لا يا أبونا أنت قسيس". وهنا شعرت وكأنّني لست أهلاً لحمل هذه الكتيّبات مع صغر حجمها (لا يمسّه إلاّ المطهرون). ألححت عليه ليبيعني منهم فقال: "لا دي كتب إسلاميّة" ونزل، وبنزول هذا الصّبي من الحافلة شعرت وكأنّني جوعان وفي هذه الكتب شبعي وكأنّني عطشان وفيها شربي. نزلت خلفه فجرى خائفاً منّي فنسيت من أنا وجريت وراءه حتّى حصلت على كتابين. عندما وصلت إلى الكنيسة الكبرى بالعبّاسيّة (الكاتدرائيّة المرقسيّة) ودخلت إلى غرفة النّوم المخصّصة بالمدعوّين رسميّاً كنت مرهقاً من السفر، ولكن عندما أخرجت أحد الكتابين وهو (جزء عم) وفتحته وقع بصري على سورة الإخلاص فأيقظت عقلي وهزت كياني. بدأت أرددها حتى حفظتها وكنت أجد في قراءتها راحة نفسية واطمئناناً قلبياً وسعادة روحية، وبينا أنا كذلك إذ دخل عليّ أحد القساوسة وناداني: "أبونا إسحاق" ،فخرجت وأنا أصيح في وجهه: (قل هو الله أحد) دون شعور منّي.
على كرسي الاعتراف
بعد ذلك ذهبت إلى الإسكندريّة لإحياء أسبوع مولد العذراء يوم الأحد أثناء صلاة القداس المعتاد وفي فترة الراحة ذهبت إلى كرسي الاعتراف لكي أسمع اعترافات الشعب الجاهل الذي يؤمن بأن القسيس بيده غفران الخطايا.
جاءتني امرأة تعض أصابع الندم. قالت: "أني انحرفت ثلاث مرات وأنا أمام قداستك الآن أعترف لك رجاء أن تغفر لي وأعاهدك ألا أعود لذلك أبداً ". ومن العادة المتبعة أن يقوم الكاهن برفع الصليب في وجه المعترف ويغفر له خطاياه. وما كدت أرفع الصليب لأغفر لها حتى وقع ذهني على العبارة القرآنية الجميلة (قل هو الله أحد) فعجز لساني عن النطق وبكيت بكاءً حارّاً وقلت: "هذه جاءت لتنال غفران خطاياها منّي فمن يغفر لي خطاياي يوم الحساب والعقاب". هنا أدركت أن هناك كبير أكبر من كل كبير، إله واحدٌ لا معبود سواه. ذهبت على الفور للقاء الأسقف وقلت له: "أنا أغفر الخطايا لعامة الناس فمن يغفر لي خطاياي" . فأجاب دون اكتراث: "البابا". فسألته: "ومن يغفر للبابا"، فانتفض جسمه ووقف صارخاً وقال: "أنت قسيس مجنون واللي أمر بتنصيبك مجنون حتّى وإن كان البابا لأنّنا قلنا له لا تنصّبه لئلاّ يفسد الشعب بإسلاميّاته وفكره المنحل". بعد ذلك صدر قرار البابا بحبسي في دير (ماري مينا) بوادي النطرون.
كبير الرهبان يصلّي
أخذوني معصوب العينين وهناك استقبلني الرهبان استقبالاً عجيباً كادوا لي فيه صنوف العذاب علماً بأنّني حتّى تلك اللحظة لم أسلم، كل منهم يحمل عصا يضربني بها وهو يقول: "هذا ما يصنع ببائع دينه وكنيسته". استعملوا معي كل أساليب التعذيب الذي لا تزال آثاره موجودةً على جسدي وهي خير شاهدٍ على صحّة كلامي حتّى أنّه وصلت بهم أخلاقهم اللاإنسانيّة أنهم كانوا يدخلون عصا المقشّة في دبري يوميّاً سبع مرّات في مواقيت صلاة الرهبان لمدّة سبعة وتسعين يوماً، وأمروني بأن أرعى الخنازير. وبعد ثلاثة أشهر أخذوني إلى كبير الرهبان لتأديبي دينياً وتقديم النصيحة لي فقال: "يا بنيّ . . إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، اصبر واحتسب. ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب".قلت في نفسي ليس هذا الكلام من الكتاب المقدس ولا من أقوال القديسين. وما زلت في ذهولي بسبب هذا الكلام حتى رأيته يزيدني ذهولاً على ذهول بقوله: "يا بنيّ نصيحتي لك السر والكتمان إلى أن يعلن الحق مهما طال الزمان" تُرى ماذا يعني بهذا الكلام وهو كبير الرهبان. ولم يطل بي الوقت حتى فهمت تفسير هذا الكلام المحيّر. فقد دخلت عليه ذات صباح لأوقظه فتأخر في فتح الباب، فدفعته ودخلت وكانت المفاجأة الكبرى التي كانت نوراً لهدايتي لهذا الدين الحق دين الوحدانيّة عندما شاهدت رجلاً كبيراً في السنّ ذا لحية بيضاء وكان في عامة الخامس والستّين وإذا به قائماً يصلي صلاة المسلمين (صلاة الفجر). تسمرتُ في مكاني أمام هذا المشهد الذي أراه ولكنّي انتبهت بسرعة عندما خشيت أن يراه أحد من الرهبان فأغلقت الباب. جاءني بعد ذلك وهو يقول: "يا بنيّ استر عليّ ربّنا يستر عليك". أنا منذ 23 سنة على هذا الحال-غذائي القرآن وأنيس وحدتي توحيد الرحمن ومؤنس وحشتي عبادة الواحد القهّار الحقّ أحقّ أن يتّبع يا بنيّ".
بعد أيّام صدر أمر البابا برجوعي لكنيستي بعد نقلي من سوهاج إلى أسيوط لكن الأشياء التي حدثت مع سورة الإخلاص وكرسي الاعتراف والراهب المتمسّك بإسلامه جعلت في نفسي أثراً كبيراً لكن ماذا أفعل وأنا محاصر من الأهل والأقارب والزوجة وممنوع من الخروج من الكنيسة بأمر شنودة.
رحلة تنصيريّة
بعد مرور عام جاءني خطاب والمودع بالملف الخاص بإشهار إسلامي بمديرية أمن الشرقيّة-ج.م.ع يأمرني فيه بالذهاب كرئيس للّجنة المغادرة إلى السودان في رحلة تنصيريّة فذهبنا إلى السودان في الأوّل من سبتمبر 1979م وجلسنا به ثلاثة شهور وحسب التعليمات البابويّة بأن كلّ من تقوم اللجنة بتنصيره يسلّم مبلغ 35 ألف جنيه مصريّ بخلاف المساعدات العينيّة فكانت حصيلة الذين غرّرت بهم اللجنة تحت ضغط الحاجة والحرمان خمسة وثلاثين سودانيّاً من منطقة واو في جنوب السودان. وبعد أن سلّمتُهم أموال المنحة البابويّة اتّصلت بالبابا من مطرانيّة أمدرمان فقال: "خذوهم ليروا المقدسات المسيحيّة بمصر (الأديرة)" وتم خروجهم من السودان على أساس عمّال بعقود للعمل بالأديرة لرعي الإبل والغنم والخنازير وتم عمل عقود صوريّة حتّى تتمكّن لجنة التنصير من إخراجهم إلى مصر.
بعد نهاية الرحلة وأثناء رجوعنا بالباخرة (مارينا) في النّيل قمت أتفقّد المتنصرين الجدد وعندما فتحت باب الكابينة 14 بالمفتاح الخاص بالطاقم العامل على الباخرة فوجئت بأن المتنصر الجديد عبد المسيح (وكان اسمه محمّد آدم) يصلّي صلاة المسلمين. تحدّثت إليه فوجدته متمسّكاً بعقيدته الإسلاميّة فلم يغريه المال ولم يؤثّر فيه بريق الدنيا الزائل . خرجت منه وبعد حوالي الساعة أرسلت له أحد المنصّرين فحضر لي بالجناح رقم 3 وبعد أن خرج المنصّر قلت له: "يا عبد المسيح لماذا تصلّي صلاة المسلمين بعد تنصّرك"، فقال: "بعت لكم جسدي بأموالكم، أمّا قلبي وروحي وعقلي فملك الله الواحد القهّار لا أبيعهم بكنوز الدنيا وأنا أشهد أمامك بأن لا إله إلا الله وأنّ محمّد رسول الله".
بعد هذه الأحداث التي أنارت لي طريق الإيمان وهدتني لأعتنق الدين الإسلامي وجدت صعوبات كثيرة في إشهار إسلامي نظراً لأنّني قس كبير ورئيس لجنة التنصير في أفريقيا وقد حاولوا منع ذلك بكل الطرق لأنه فضيحة كبيرة لهم. ذهبت لأكثر من مديريّة أمن لأشهر إسلامي وخوفاً على الوحدة الوطنيّة أحضرتْ لي مديريّة الشرقيّة فريقاً من القساوسة والمطارنة للجلوس معي وهو المتّبع بمصر لكل من يريد اعتناق الإسلام. هدّدتني اللجنة المكلّفة من 4 قساوسة و 3 مطارنة بأنها ستأخذ كلّ أموالي وممتلكاتي المنقولة والمحمولة والموجودة في البنك الأهلي المصري-فرع سوهاج وأسيوط والتي كانت تقدّر بحوالي 4 مليون جنيه مصريّ وثلاثة محلات ذهب وورشة لتصنيع الذهب بحارة اليهود وعمارة مكوّنة من أحد عشر طابق رقم 499 شارع بور سعيد بالقاهرة فتنازلت لهم عنها كلّها فلا شئ يعدل لحظة الندم التي شعرت بها وأنا على كرسي الاعتراف. بعدها كادت لي الكنيسة العداء وأهدرت دمي فتعرضت لثلاث محاولات اغتيال من أخي وأولاد عمّي، فقاما بإطلاق النّار عليّ في القاهرة وأصابوني في كليتي اليسرى والّتي تم استئصالها في 7/1/1987م في مستشفى القصر العيني والحادث قيّد بالمحضر رقم 1762/1986 بقسم قصر النّيل مديريّة أمن القاهرة بتاريخ 11/11/1986م.
أصبحت بكلية واحدة وهي اليمنى ويوجد بها ضيق الحالب بعد التضخم الذي حصل لها بقدرة الخالق الذي جعلها عوضاً عن كليتين. ولكن للظروف الصعبة الّتي أمر بها بعد أن جرّدتني الكنيسة من كل شئ والتقارير الطبّيّة التي تفيد احتياجي لعملية تجميل لحوض الكلية وتوسيع للحالب. ولأني لا أملك تكاليفها الكبيرة، أجريت لي أكثر من خمس عشرة عملية جراحيّة من بينها البروستات ولم تنجح واحدة منها لأنها ليست العملية المطلوب إجراؤها حسب التقارير التي أحملها، ولما علم أبواي بإسلامي أقدما على الانتحار فأحرقا نفسيهما والله المستعان
مصدر القصة :_www.islamicwep.com

غير معرف يقول...

الإســـلام والعــدل مما تضمنته الحملة الظالمة على الإسلام بعد أحداث الحادي عشر من أيلول عام 2001، اتهامه زوراً وبهتناً بأنه يدعو إلى الظلم، ويشجع على الاستبداد، وبربري لا يتسم بالعدل بل بالتخلف والجهل. وإن كانت الحملة الغربية الصهيونية على العروبة والإسلام اليوم، ليست بالجديدة. إنما جزء من حملات بدأت من البعثة المحمدية، وسوف تتلون بأشكال مختلفة وفق أزمنتها. لها هدف واحد هو نشر الأضاليل الكاذبة والمشوهة لحقيقة رسالة الإسلام الحنيف، الذي يدعو لخلق مجتمع بشري يسوده العدل والمساواة، ينتفي منه الظلم والاستبداد والطغيان.
ومن أهداف الحملة إقناع الشارع الأوربي والأمريكي، بأن الحضارة الإسلامية متدنية عن الحضارة الغربية كما عبر عن ذلك رئيس وزراء إيطاليا سليفيو برلوسكوني. وتطاول البعض على رسالة الإسلام، حين كتبت الكاتبة الإيطالية أورينا بلاتشي تقول: (إذا كان القرآن عادلاً، لماذا يعد العين بالعين والسن بالسن؟). ودعت الشباب الغربي لحرب دينية ضد الإسلام قائلة: (انهضوا أيها الشباب.. أنكم أمام حرب دينية) (1) ووصفت المسلمين بالفئران التي تحيطهم القاذورات.
وفي الحملة الظالمة التي يقودها بعض أعضاء الكنيسة الصهيونية أمثال القس جيري فالويل والقس بات روبرتسون ضد الإسلام اتهموا رسوله الكريم في التطرف والإرهاب فيقول القس جبري فالويل في مقابلة تلفزيونية مع محطة /سي. بي. أس /يوم الأحد 6 /10/ 2003: (أنا أعتقد إن محمد كان إرهابياً. لقد قرأت كتابات مسلمين وغير مسلمين، لكي أقرر أنه كان رجلاً عنيفاً، رجل حرب). أما القس روبرتسون كان قد سبقه بالتناول من شخصية النبي في مقابلة تلفزيونية قال فيها: كان مجرد متطرف، لقد كان سارقاً وقاطع طريق) (2).
هكذا هي بعض الصور القليلة التي يبثها الحاقدون من الغربيين المتصهينين إضافة إلى الصهاينة أنفسهم، الذين لم يتركوا وسيلة إلا وحاولوا تزوير حقيقة الإسلام الباحث عن السلام ونشر العدل في العالم كله، لـه ولكل البشرية جمعاء.
حتى في فتوحاته التي قام بها لنشر العدل والمساواة، قال مؤرخ غربي (لم يعرف التاريخ فاتحاً أرحم من العرب). والحقيقة لم ترَ البشرية دّيناً كالإسلام، يشدد على إقامة العدل بين الناس على مختلف انتماءاتهم وعقائدهم وألوانهم وقومياتهم، دون النظر إن كانوا من اتباعه أو من اتباع ديانة أخرى، فالمساواة والعدل من صلب رسالته إلى البشرية، لأنه دين الحقّ قال تعالى: وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشراً ونذيراً (3).
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ رسالة الإسلام نشر العدل على الأرض


فكانت من أهم مهام أمة الإسلام نشر الدعوة إلى الحق، وإقامة العدل بين الناس قال تعالى: وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون (4). والعدل صفة من صفات الإسلام، وسمة من سماته. تعرفت عليه من خلاله شعوب الأرض، فآمن به الكثير منهم، لما اتصف به من عدل ومقاومة للظلم بكل صوره وأشكاله.
والتاريخ حافل بالحوادث والقصص، التي تظهر العدل الذي مارسه المسلمون تطبيقاً لتعاليم الإسلام، التي وردت في القرآن الكريم والسنة الشريفة. فكانت تلك الممارسات خلال العهود الإسلامية قمة في السلوك الإنساني في تطبيق القانون، دون النظر إلى المستوى الطبقي أو الاجتماعي.
ويقدم التاريخ أمثلة حسية على ممارسات العدل، ويظهر محاكمات لرأس الدولة (الخليفة) مع أحد أفراد الشعب العاديين على قضية خلافية أمام القضاء، والبعض منها كان بينه وبين مواطن من أهل الكتاب. وقد قضى بعض القضاة حكماً على رأس الدولة لصالح لهذا المواطن من أفراد الشعب ضد الخليفة. وهذا السلوك الدقيق في تطبيق القانون، لا يزال إلى هذا اليوم أمنية وهدفاً، تناضل من أجل تحقيقه كافة بشعوب الأرض. بل من حلم الإنسانية، أن يقوم بناء نظام دولي مؤسس على العدل والمساواة. وهذا ما جاء به الإسلام، وسعى إليه، وفرضه على اتباعه، ودعا العالم لتطبيقه.
ولا غرابة في ذلك، فإقامة العدل بين الناس من الفرائض الأساسية، التي جاء بها الدين الإسلامي، وأحد أهم مرتكزات نظامه القانوني والسياسي. فالعدل أمر من الله عز وجل مفروض على أية سلطة إسلامية إقامته، وكافة الشرائع السماوية السابقة يا داود إنّا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله وإن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب (5).
والعدل بين الناس مطالب بتنفيذه كل أفراد الأمة الإسلامية حكاماً ومحكومين، وتطبيق المساواة الكاملة أمام القانون الإسلامي لكافة الرعية في الدولة، وإلا أصيبت بالإثم الأمة كلها بسبب عدم التطبيق، وابتليت بالظلم والجور والفساد من حكامها، قال تعالى: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله سميعاً بصيراً (6).
ومن يقرأ الآية السابقة، يجد أن الله عز وجل، يأمر المسلمين بإقامة العدل بين كافة الناس دون تخصيص. والأمر هنا يعتبر في الإسلام، كما قلنا فريضة كما هي فرائض الصلاة والزكاة وصوم رمضان وحج البيت. لذلك فإن المسلم مطالب بالرضوخ لقرارات وأحكام العدل وتنفيذ الحكم القضائي المستند على أسس القانون السماوي. وليس لـه الخيار في القبول أو الرفض بطاعة القانون الإسلامي في حال صدوره، بل الإذعان لـه وتنفيذه. قال تعالى: إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون (51) ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقيه فأولئك هم الفائزون (52) (7).
ومن أوامر الله عز وجل على الحاكم المسلم أو القاضي أو أي مسلم مكلف بالفصل في قضية ما، أن يحكم بالعدل والإنصاف، وأن يبتعد عن أي هوى شخصي في تطبيق العدل، ولا يتأثر بمؤثرات صلات القرابة، في أن يقضي بالعدل، حتى لو كان أحد الخصمين أخوه أو أبوه أو قريبه من عشيرته، فعليه أن يقضي بالعدل، ويحق الحقّ، ليفوز برضى الله عز وجل، تطبيقاً لقوله تعالى: وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى (8).
وعلى القاضي أن يرفض أية ضغط عليه لينحرف عن العدل، سواء من سلطة أعلى منه، أو تحقيقاً لرغبات قريب أو بعيد، أو خوف من قوة مهما كانت، ولا يخشى أي تهديد، يمنعه من إقامة العدل. وعليه أن يتخذ قرار حكمه القضائي مبنياً على تحرياته عن الحقيقة، ووفق البينة والدلائل والمعطيات، التي توفرت لـه من وقائع وشهود إثبات وغيرها من الأدلة المادية والحسية، فقد قال رسول الله : [إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض، فأقضي على نحو ما أسمع، فمن قضيت لـه من حق أخيه شيئاً فلا يأخذه، فإنما أقطع لـه قطعة من النار] (9) وأن يحكم بما أنزل الله عز وجل، وليس برأيه الشخصي، لاستقامة العدل وفق القانون الإلهي الواحد للجميع، حيث يلقى عليه تبعات هذا الحكم، فإن أحسن أثيب، وإن أخطأ فقد ارتكب ذنباً أمام الله. قال تعالى: وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم وأحذرهم أن يفتنوك بما أنزل الله إليك (10).
وأكد الله عز وجل في القرآن الكريم على إقامة العدل بين الناس، دون النظر إلى الطرفين المتخاصمين وإلى انتماءاتهم الدينية أو العرقية. فالعدل يجب أن يقام، حتى وإن كان ينفذ على أقرب الناس للقاضي أو الحاكم أو الشخص الذي يفصل في قضية ما، فالمطلوب من القاضي هدف محدد، هو إقامة العدل دون النظر إلى النتائج، التي ستعقب صدور هذا الحكم، حتى وأن أدى قرار الحكم إلى عزله أو إغضاب ولاة الأمور، وحتى وأن خسر نفسه. فالله عز وجل يطلب ويأمر بالعدل، ويجزي القاضي الذي يقضي به، قال تعالى: وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله يعظكم به إن الله كان سميعاً بصيراً (11).
فالعدل كما أشرنا سابقاً أمر من الله عز وجل، فرضه جل جلاله على الحكام المسلمين وعلى كل أفراد المجتمع الإسلامي بإقامته بين الناس، لأنه أحد ركائز أركان النظام الإسلامي، ومن أهم أسس بنيانه الداخلي، قال تعالى: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي ويعظكم لعلكم تذكرون (12). كما يأتي ضمن قوانين السلوك المأمور المسلم بتطبيقها، فلا يمكن أن يبنى مجتمع مسلم سليم دون إقامة العدل، لأن فيه سعادة المجتمع وتطوره وأمنه.
وليس هناك للمسلم في الاختيار بين العدل والظلم، أو القبول أو الرفض لشرع الله ورسوله ، لأن العدل والرضوخ لقراراته من صلب الإيمان، والاعتقاد بالدين الإسلامي. فطاعة الله عز وجل ورسوله فرض، وخلافها فسوق وكفر، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيراً وأحسن تأويلاً (13).
فالقبول بالحكم، والتقاضي بالشريعة الإسلامية الغراء، هو أمر من
الله عز وجل.بل المطلوب من المسلم القبول بما يحكم به القضاء الإسلامي المستند على أحكام صادرة من التشريع الإسلامي العادل، وليس المطلوب من المسلم القبول فقط بتنفيذ الحكم كونه حكماً، بل القبول به برحابة صدر، والرضا به روحياً ومادياً، قال تعالى: فلا وربك لا يؤمنون حتى يُحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدون في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً) (14) فمن سياق الآية الكريم يتبين للقارئ مدى ما وصل إليه الإسلام في تنفيذ العدالة، فلا يقبل الإسلام من المسلم فقط تنفيذ الحكم، بل الرضا به معنوياً، حتى لا يبق في نفس المحكوم شيئاً من التنفيذ بالإكراه، بل القبول به من أعماق قلبه، لأنه من صلب الإيمان، وأن يستسلم لهذا الحكم بكل جوارحه.
كما أن الحكم الذي يقضي به القاضي، يجب أن يستند على الشريعة الإسلامية لقوله تعالى: إنّا أنزلنا إليك الكتاب بالحقّ لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيماً والتي انبثقت من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه، فالأحكام والأوامر والواجبات والسنن، التي قالها الرسول ، الاحتكام بها أيضاً، أمراً من الله عز وجل الذي قال :يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم فآمنوا خيراً لكم وأن تكفروا فإن لله ما في السماوات والأرض وكان الله عليماً حكيماً (160) حتى يكون القبول به برضاً روحي، تتلقاه النفس بسرور وطمأنينة، كونه يكسب رضا الرحمن عز وجل، وفيه الثواب الطيب في الدنيا والآخرة.
والمطلوب من المسلم أن يحتكم إلى القضاء في أية قضية خلافية بينه وبين شخص آخر، أو في أية مظلمة ظلم بها، ويمتنع أن يستخدم قوته الشخصية أو عشيرته أو جماعته أو نفوذه في تنفيذ حُكمٍ، حَكم به شخصياً على آخر، كونه يرى أنه صاحب حق في اتخاذ قرار يحكم به على الآخرين، أو أنه هو على صواب. فالواجب على المسلم أن يرفع مظلمته أو قضيته للقضاء ليفصل فيها. قال تعالى: وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب (17). ومن هذه الرؤيا القرآنية الكريمة، يتبين لنا ما وصل إليه لإسلام من المدنيّة، في بناء المؤسسات الحضارية المتقدمة، والمبنية على سيادة القانون، ورفض القانون العشائري والأعراف القبلية المبنية في كثير منها على الجهل والظلم. وذلك منذ أربعة عشر قرناً من الزمان.
فالإسلام بدأ منذ الأيام الأولى بعد هجرة الرسول  إلى المدينة المنورة في تأسيس دولة القانون، ومارس تطبيقه على جميع رعايا الدولة، سواء أكانوا مسلمين أو من أهل الكتاب من خلال إقامة شرع الله عز وجل، وفق ما أنزل الله عز وجل في كتابه الكريم من أحكام وحدود. فكان القرآن الكريم دستوراً، تشرع منه القوانين، فهو حكم الله عز وجل وما ورد في القرآن من أحكام وقوانين، ورد معظمها في التوراة والإنجيل والزبور وتعاليم الأنبياء جميعاً، لذلك لا يوجد في كتب الله عز وجل السماوية اختلاف أو تناقض، وهذا ما يعرفه أهل الكتاب، ويعلمون أن ما شرع الله وعز وجل في القرآن الكريم هو حق، فما أنزل في القرآن من أحكام وحدود، هي ما أنزل عليهم من قبل قال تعالى: أفغيرَ الله أبتغي حَكَماً وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلاً والذين أتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربّك بالحق فلا تكونن من الممترين (18).
والعدل مطلب واجب تطبيقه بأمر من الله عز وجل، وقد جاء في كل رسالات الله عز وجل للبشرية جمعاء على لسان رسله عليهم الصلاة والسلام، فأمرهم بالدعوة إليه بين الناس، وأن تطبقه كل النظم الحاكمة على مختلف أشكالها وانتماءاتها القومية والدينية. وفرضت الكتب والتعاليم السماوية عليهم وعلى أتباعهم بإقامته في حال وصولهم إلى الحكم، أو تولي أمور الناس، وهذا ما أمر به داود عليه السلام حين استلم الحكم، وأصبح ملكاً على بني إسرائيل، قال تعالى: يا داود إنّا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب (19).
إضافة إلى ما جاء في كتاب الله عز وجل من قوانين وتشريعات أي الأحكام والحدود، أضيفت إلى القانون الإسلامي ما سنه رسول الله  من أحكام وتشريعات وممارسات قضائية تطبيقاً لقوله تعالى: وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب (20). والتي استكملت بعدها مصادر التشريع الإسلامي بعد وفاة الرسول  من اجتهادات الخلفاء الراشدين وعلماء الفقه الإسلامي على مذاهبهم المعروفة.
إضافة إلى تلك المصادر أضيف القياس، فأصبحت مصادر التشريع الإسلامي أربع القرآن الكريم والسنة الشريفة والاجتهاد والقياس.
ومن هنا كان بنيان دولة الإسلام، كما قلنا مؤسسة على العدل من خلال سيادة القانون على الجميع دون استثناء، وبنى المسلمون أسس دولتهم على شعار خالد يقول: (العدل أساس الملك). وفي هذا البناء الحقوقي السماوي العادل، قام الإسلام بنسف البناء القانوني المستند على القبلية الجاهلية المتخلفة، الذي بنيت مؤسساته على الظلم والطبقية وعدم المساواة، والتفريق بين الناس على قواعد المال الجاه.
فساد العدل في جميع أركان الدولة الإسلامية في عهد رسول الله  وخلفاءه الراشدين من بعده، وكذلك مورس في فترات مختلفة من العهود الإسلامية، التي أعقبت العهد الراشدي، من قبل قلة من حُكامٍ اتقوا الله عز وجل فحكموا بالعدل والقسط. حيث أقيمت المساواة الحقوقية بين الرعية جميعاً، فانتفت المظالم، وتحققت لأول مرة دولة القانون والحق في جزيرة العرب والعالم الإسلامي، لا تفرق بين سيد وعبد ولا رئيس ولا مرؤوس.
العدل كما أشرنا مؤسس على تعاليم الخالق عز وجل. ومن هو أعدل من الله عز وجل!!؟ فالله عز وجل هو العدل المطلق. وهو البصير بعباده، والأكثر خبرة ومعرفة في مكوناتهم الروحية والمادية. لهذا كانت تعاليم الإسلام التي يحتكم بها المسلمون في قضاياهم وفق كتاب الله وشريعته الغراء، إنما تنفيذاً لقوله تعالى: وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب (21). ومن يراجع ببصيرة خالية من كل ريب ما احتوى كتاب الله من إحكام وتشريعات سيجدها حتماً قمة في العدل والقسط.
وأين العدل اليوم الذي يتساوى فيه الناس كأسنان المشط؟ وأين العدل الذي يقتص من خليفة، يحكم نصف الأرض لمواطن فقير إذا ظلمه؟ فكم من قضية اليوم ذهب ضحيتها مئات أو آلاف الأبرياء نتيجة نزوة أو طيش حاكم، أو قرار دولي تجافى عن العدل، ونفذ لرغبات دولة مستبدة؟. وكم من قضية فصل بها قضاء ظالم، أدت أحكامه إلى خراب أسر ومجتمعات وأفراد!؟. فالعدل حين يكون سيد قوانين وسلوك وتطبيقات أمة من الأمم، فسيحل الأمن والرخاء والسعادة على مجتمعها. لذا أكد الإسلام على أن بناء المجتمع النظيف، يتم من خلال ممارسة العدل دون تمييز بين أفراده وبقية المجتمعات الأخرى.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ القضــاء والإســلام


إن مهمة القاضي من أصعب المهام في الإسلام، لما تتطلب منه الدقة والفصاحة، وأن تتوفر لديه كل الإمكانات المعرفية في الشريعة، ومع القدرة الشخصية في امتلاك البصيرة، والدقة في الأمر، لإنصاف الناس، وإرساء العدل بينهم. ومن أبرز الصفات التي يجب أن يتحلى بها القاضي التالي:
- قال الحسن البصري: أخذ الله على الحكام أن لا يتبعوا الهوى، ولا يخشوا الناس، ولا يشتروا بآياته ثمناً قليلاً. (22)
- وقال مزاحم بن زفر: قال لنا عمر بن عبد العزيز: خمس إذا أخطأ القاضي منهن خطة، كانت فيه وصمة: أن يكون فهيماً، حليماً، عفيفاً، صَلِيباً، عَالِماً سؤولاً عن العلم. (23).
- الحلم، وأن لا يقضي وهو غضبان. عن أبي بكرة أنه كتب لأبنه عبد الرحمن بن أبي بكرة (وكان بسجستان بأن لا تقضي بين اثنين وأنت غضبان، فإني سمعت النبي  يقول: [لا يقضين حَكَمٌ بين اثنين وهو غضبان] (24).
لذلك كان العلماء وفقهاء المسلمين الكبار يتهربون من مهمة القضاء خشية الوقوع في خطأ يغضب الله عز وجل، فيكون مصيره النار. ونذكر منها أن أمير المؤمنين عثمان بن عفان، طلب من عبد الله بن عمر بن الخطاب، أن يتولى القضاء بين الناس، فرفض. فقال عبد الله بن عمر: لا أقض بين رجلين ما بقيت. فرد عليه عثمان رضي الله عنه: لتفعلن فإن أباك كان يقضي، فقال لـه عبد الله: كان أبي أعلم مني وأتقى.
وتعرض أبو حنيفة الإمام الفقيه المجتهد للتعذيب، حين رفض طلب الخليفة المنصور بتولي القضاء في ولاية الكوفة. وسجنه الخليفة أحد عشر يوماً، وكان كل يوم يجلد عشرة جلدات بالسوط في سجنه، فتحمل العذاب على تولي القضاء. وحين قابل الخليفة، فطلب منه تولي القضاء، فقال له: أتق الله ولا ترع في أمانتك إلا من يخاف الله.. أنني لا أصلح لذلك.
قال الخليفة المنصور: كذبت! أنت تصلح. فوجدها أبو حنيفة مخرجاً له، فقال: لقد حكمت لي على نفسك، كيف يحل لك أن تولي قاضياً على أمانتك وهو كذاب؟. فسكت عنه الخليفة وتركه.
* الشهادة فرض لضرورة العدل
والإسلام كما أنه يرفض مطلقاً أن لا يحكم إلا بالعدل، كذلك أيضاً يطلب بناء الأحكام القضائية على الأدلة والبينة. وتأتي شهادة الشاهد على ما رأى، ولمس، وعرف باليقين الكامل البعيد عن الافتراء والتلفيق والتزوير والكذب من أولى مقومات النطق بالحكم، ومن أسس بناء قرار القاضي.
الشهادة في الإسلام هي فرض على المسلم، عليه الإدلاء بها أمام القاضي، إن طلبت منه، أو لم تطلب منه. وخاصة أن عرف بأن ظلماً قد وقع على بريء، وهو يعلم بذلك. فعليه الإدلاء بها، وإن كان القاضي لم يستدعيه، أو يجهل بأنه يعلمها. فهي في القرآن شهادة لله عز وجل. لذا طلب الله عز وجل من المسلمين، أن يقضوا بين الناس بالعدل، ويشهدوا بالحق. حتى وإن كانت هناك عداوة بينهم وبين أخوان لهم من المسلمين، أو بينهم وبين غير المسلمين.
فالعدل فرض وواجب إقامته، وكذلك الشهادة هي فرض وواجب الإدلاء بها، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبيراً بما تعملون (25).
لأن الشهادة هي إحدى أركان البينة، ومن أسس إقامة مدلولات الحكم، والمستند الرئيسي للقاضي في فصل القضية.
والإسلام فرض الشهادة على اتباعه، ودعاهم إلى تقديمها لتبيان الحقيقة.
وأولى تلك الشهادات هي الشهادة بوحدانية الله عز وجل، وهي حق على كافة أتباع الديانات السماوية، وعدم كتمان شهادة مبينة من حقوق الله عز وجل قال تعالى: قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ أأنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى قل لا أشهد إنما هو إله واحد وأنني بريء مما تشركون (19) الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون (20) ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بآياته إنه لا يفلح الظالمون (21) (26).
وأشد الناس ظلماً من كتم شهادة عنده لله في وحدانيته، أو إخفاء ما جاء في كتبه المقدسة من حقائق المعرفة، أو كتم شهادة يعلمها في حق الله عز وجل، طلبت منه في مجلس أو مجمع للناس، أو غيرها من مجالس العلم والدين والتذاكر، أو كتمها بغية مجاملة لوجيه، أو ذو منصب، أو لمدارة فاسق، أو غيره من الطغاة والظلام من أجل محاباته، أو الخوف منه، أو لغاية أخرى قال تعالى: .. ومن أظلم من كتم شهادة عنده من الله.. (27).
ثم تأتى الشهادة بين الناس في المرتبة الثانية، التي أكد الله عز وجل على ضرورة الإدلاء بها، وعدم كتمانها، قال تعالى: ... ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه إثم قلبه والله بما تعملون عليم). (28). ففيها تبيان لحقوق الفرد والمجتمع، وفيها يتضح العدل، ويستطيع القاضي أو الحاكم رؤية حقيقة الذنب أو القضية من خلال الشهود والبينة، ويقضي بها.
والشهادة يجب أن يدلى بها بصورتها الواقعية دون زيادة أو نقصان، حتى وإن كانت تلك الشهادة على الوالدين أو الابن أو من ذوي القربى، وأن لا يخشى إلا الله عز وجل في قول الحق بشهادته، سواء كان المتضرر حاكماً أو غنياً أو فقيراً أو قريباً أو بعيداً، حتى وإن كان عدواً. قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً (29).
والشهادة كما العدل هي فرض من الله عز وجل على المسلم الإدلاء بها، كما هي في حقيقتها بما رأى باليقين وبالحقّ كما أشرنا سابقاً، والإدلاء بالشهادة، هي من صفات وسمات الإيمان في الإسلام، قال تعالى في وصفه للمؤمنين المصلين الدائمين على صلاتهم في سورة المعارج: والذين هم بشهاداتهم قائمون(30). وذكرت الشهادة هنا من ضمن سلسلة من الصفات الكريمة التي يجب أن يتحلى بها المصلي الدائم.
وأن تتسم تلك الشهادة بالحق، دون أن تأخذه عاطفة القربى أو الروابط العائلية أو الحزبية أو القومية أو غيرها من الروابط الأخرى المختلفة، قال تعالى: وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى(31).
وشدد الإسلام على محاربة شهادة الزّور في الدنيا والآخرة، واعتبرها من أكبر الكبائر. قال رسول الله (): [ألا أنبئكم بأكبر الكبائر. قلنا: بلى يا رسول الله. قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئاً فقال: ألا قول الزّور؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ صـــور من العـــدل:


رفض الإسلام أن يقوم الناس أو مجموعة منهم أو أفراداً، مهما كانت صفتهم، أن يقوموا بالقصاص من الجاني. مهما كانت جريمته، إلا عبر محاكمة عادلة، يقضي بها قاض، يصدر عنه حكماً، وتقوم بتنفيذها السلطات الحاكمة.
وتذكر بعض السير وكتب التاريخ عن قصاص، نفذ من قبل أفراد في عهد رسول الله ()، فرفضها رسول الله () لمخالفتها أهم شروط أسس العدل التي أشرنا إليها. ومن تلك الحوادث ما قام به نفر من مسلمي خزاعة بعد فتح مكة، حين قتلوا مشركاً، فرفض رسول الله () هذا العمل وقال: [.. فمن قال لكم أن رسول الله قد قاتل فيها فقولوا إن الله قد أحلها لرسوله ولم يحللها لكم يا معشر خزاعة].(33).
وفي العدل كان لعمر بن الخطاب الباع الطويل في إقامته على حرفيته، فسمي بالفاروق لعدله الحرفي بين رعيته والآخرين، حيث لم يكن يفرق في إقامة الحدّ، بين ابنه وبين بقية رعاياه. فالعدل يطبق على الجميع، ودون النظر إلى النتائج، ونذكر هنا قصة إقامة الحدّ على ولده عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب. التي يرويها عمرو بن العاص والي مصر أيام الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
(.. دخلا "عبد الرحمن بن عمر وأبو سروعة"، وهما منكسران، فقالا: أقم علينا حدّ الله، فإننا أصبنا البارحة شراباً فسكرنا، فزبرتهما وطردتهما. فقال عبد الرحمن: إن لم تفعل أخبرت أبي اذا أقدمت عليه.. فحضرني رأي وعلمت أني إن لم أقم عليها الحدّ غضب عليّ عمر في ذلك، وعزلني، وخالفه ما صنعت، فنحن على ما نحن عليه، إذ دخل عبد الله بن عمر، فقمت إليه، فرحبت به، وأردت أن أجلسه في صدر مجلسي، فأبى عليَّ، وقال: أبي نهاني أن أدخل عليك إلا أن أجد من ذلك بداً. "إن أخي لا يحلق على رؤوس الناس، فأما الضرب، فاصنع ما بدا لك".قال عمرو بن العاص: وكانوا يحلقون مع الحدّ، فأخرجتهما إلى صحن الدار، فضربتهما الحدّ، ودخل ابن عمر بأخيه إلى بيت الدار، فحلق رأسه ورأس أبو سروعة. فو الله ما كتب إلى عمر بشيء مما كان حتى إذا تجنبت كتابه إذا هو نظم فيه: "بسم الله الرحمن الرحيم: من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى العاصي بن العاصي:
".. عجبت لك يابن العاص ولجرأتك على خلاف عهدي.. فما أراني إلا عازلك . تضرب عبد الرحمن في بيتك؛ وقد عرفت أن هذا يخالفني؟.. إنما عبد الرحمن رجل من رعيتك، تصنع به ما تصنع بغيره من المسلمين. ولكن قلت هو ولد أمير المؤمنين، وقد عرفت ألا هوادة لأحد من الناس عندي في حق يجب لله عليه، فإذا جاءك كتابي هذا، فابعث به في عباءة على قتب، حتى يعرف سوء ما صنع"..
قال: "فبعثت به كما قال أبوه، وأقرأت ابن عمر كتاب أبيه، وكتبت إلى عمر كتاباً أعتذر فيه، وأخبره أني ضربته في صحن داري ,بالله الذي لا يحلف بأعظم منه آتي الحدود في صحن داري على الذمي والمسلم، وبعثت بالكتاب مع عبد الله بن عمر".
قال أسلم: "فقدم عبد الرحمن على أبيه، فدخل عليه وعليه عباءة، ولا يستطيع المشي من مركبه. فقال: يا عبد الرحمن فعلت كذا؟ فكلمه عبد الرحمن بن عوف وقال: يا أمير المؤمنين قد أقيم الحدّ عليه مرة. فلم يلتفت إلى هذا عمر وزبره. فجعل عبد الرحمن يصيح: أنا مريض وأنت قاتلي! فضربه وحبسه، ثم مرض فمات رحمه الله).(34).
ورغم أن عمر بن الخطاب شديد في إقامة الحد حتى على نفسه، فأنه كان يرفض الغلو في أخذ الحدود، فقد غضب من أبي موسى الأشعري، وهو من كبار ولاته، لأنه غالى في جلد شارب خمر، وحلق شعره، وسوّد وجهه، ونادى في الناس ألا يجالسوه ولا يؤاكلوه.
فاشتكى هذا الرجل إلى عمر بن الخطاب أمير المؤمنين، فأعطاه عمر مائتي درهم، وكتب إلى أبي موسى الأشعري: (لئن عدت لسودنَّ وجهك، ولأطوفن بك في الناس). وأمره أن يسحب أمره ليجالسه الناس ويأكلوا معه، وأن يمهله ليتوب، ويقبل شهادته إن تاب.(35).
وعدل عمر لم يقف عند طبقة معينة، فقد كانت لا تأخذه في الله عز وجل لومة لائم، فالجميع لديه في سوية واحدة أمام العدل والقضاء به. وهذا تطبيق عملي لأحد أهم مرتكزات الإسلام، وهو إقامة العدل على الجميع دون تمييز، مهما كانت مكانة الشخص المدان ومرتبة، بل أن يقام العدل، حتى وإن كانت نتائجه بتوقعات الآخرين خطيرة على أمن الدولة نفسها، أو قد يؤدي تطبيقه إلى اضطرابات داخلية فيها.
فحين عزل عمر بن الخطاب رضي الله عنه قائد الجيش خالد بن الوليد رضي الله عنه، وهو المحبوب من جنده، وقائد الانتصارات العظيمة والباهرة على الفرس والروم، لم يلتفت إلى النتائج التي قد تنتج عنه من عصيان عسكري، أو امتناع القائد المعزز بقواته عن تنفيذه، أو استغلال من قبل العدو لانقسام قد يحدث في الجيش.
والسبب أن عمر رضي الله عنه أحصى عليه بعض المآخذ، ومنها إنفاقه من بيت المال في غير ما يرضاه، فأمر به أن يحاكم في مجلس عام، كما يحاكم أصغر الجند. وعزله عن قيادة الجيش، بعد مقاسمته فيما يملك من نقد ومتاع..)(36).
فالعدل كله واجب التطبيق في نظر عمر رضي الله عنه مهما كانت النتائج. ونفذ خالد بن الوليد رضي الله عنه قرار الخليفة برضى وطاعة، وقبل المحاكمة. والتحق بعدها بالجيش جندياً عادياً، ولم تؤثر عليه القضية برمتها، فكان باسلاً في المعارك كقائد وجندي، يؤدي رسالة الإسلام الهادفة لإقامة العدل في كل أنحاء الأرض.
ومن صور العدل والمساواة في الحق بين الأمير والمواطن العادي في الإسلام، ومن الأشكال التي تم تطبيقها في العهد الراشدي، نذكر هنا أيضاً كيف وقف عمر بن الخطاب مطبقاً للعدل، منتصفاً لأعرابي بسيط، لطمه الأمير جبلة بن الأيهم أمير الغساسنة وزعيمهم، فاشتكى لعمر من عمل الأمير، فحكم للأعرابي بلطم جبلة الأمير أمام الناس كما لطمه. فغضب جبلة بن الأيهم من هذا الحكم، فلم يستوعب أنّ أعرابي بسيط يقتص من أمير، ولم يدرك أن الإسلام ساوى في الحقوق بين الأمير والفقير في الحقوق، فلا تزال الأعراف الطبقية تعشش في ذهنه، فهرب إلى الروم، حين عرف أن الحكم لابد، أن ينفذ. ولم يتأثر الإسلام حين ارتد جبلة وهرب إلى الروم خوفاً من إقامة العدل، ولم يتهاوى الإسلام بهروبه، بل سجل التاريخ أن الإسلام يقيم العدالة على الأرض دون تمييز أو استثناء.
وكان من عدل عمر رضي الله عنه فيما ترد كل الروايات التاريخية، أنه كان يطوف في المدينة ليلاً، يتفقد أحوال رعيته، فيعالج أوضاع الناس من عوز وجور وظلم. فكان يجلب الدقيق على ظهره لأم وصبية جياع، ويقوم كل الليل من أجل توفير احتياجات امرأة تولد، وليس لها أحد يرعاها، ويسمع لامرأة تصحح لـه أمراً، أراد إصداره في تخفيض المهور، ويضع راتباً لكل يهودي ومسيحي عاجز مع خادم يخدمه. وتطول الروايات عن عدل عمر، ويمكن للقارئ أن يعود إلى العديد من مصادر التاريخ، ليعرف عن عدل هذا الخليفة العظيم.
ومن عدل الإسلام ما ردّ به الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه على من عاتبه في مساواته بين الناس في العطاء، فقال: (اتأمُرونّي أن أطلب النصر بالجور فيمن وليت عليه، والله لا أطور به ما سَمَر سمير، وما أمّ نجم في السماء نجماً، ولو كان المال لي لسويت بينهم، فكيف وإنما المال مال الله) (37).
ومن كلام أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه في طلبه من رعيته بالعون على إقامة العدل، بإنصاف المظلوم، والأخذ على يد الظالم، قال: (لم تكُن بيعتكم إياي فلتة، وليس أمري وأمركم واحداً، إنّي أريدكم لله. وأنتم تريدوني لأنفسكمّ! أيها الناس أعينوني على أنفسكم، وأيم الله لأنصفن المظلوم، ولأقودن الظالم بخزامته حتى أورده منهل الحق، وإن كان كارهاً).(38).
ومن أروع النصائح ما كان يوصي به الإمام علي رضي الله عنه ولاته في الأمصار، وفيما كتبه إلى الأشتر النخعي لما ولاه مصر وأعمالها. ونقتطف بعض ما جاء في هذا الكتاب الجامع، الذي تضمن شروط الوالي العادل، والتي جاء فيها ما يلي: (فليكن أحب الذخائر إليك ذخيرة العمل الصالح، فاملك هواك، وشحّ بنفسك عما لا يحل لك، فإن الشح بالنفس الإنصاف منها فيما أحبت أو كرهت، وأشعر قلبك الرحمة بالرعية، والمحبة لهم واللطف بهم، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان إما أخ لك في الدين، وإما نظير لك في الخَلق...).
وقال له: (أنصف الله، وأنصف الناس من نفسك، ومن خاصة أهلك، ومن لك فيه هوى من رعيتك، فإنك إلا تفعل تَظلم! ومن ظلم عباد الله، كان الله خصمه دون عباده، ومن خاصمه الله أدحض حُجته، وكان لله حرباً حتى ينزع ويتوب، وليس شيء أدعى إلى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته من إقامة (على ظلم، فإن الله يسمع دعوة المضطهدين، وهو للظالمين بالمرصاد). وليكن أحب الأمور إليك أوسطها في الحق، وأعمها في العدل، وأجمعها لرضى الرعية..)(39).
وسئل الإمام علي كرم الله وجهه: أيهما أفضل: العدل أو الجود؟ فقال رضي الله عنه: (العدل يضعُ الأمور مواضِعها، والجود يخرجها عن جَهتِها. والعدل سائس عام، والجود عارض خاص، فالعدل أشرفهما وأفضلهما).(40).
وسئل الإمام علي كرم الله وجهه عن العدل، فقال: (والعدل منها أربع شعبٍ: على غائِصِ الفَهمِ، وغَورِ العلم، وزهرةِ الحُكُمِ، ورِساخَةِ الحِلمِ، فمن فهِمَ عَلِمَ غور العلم، ومن علم غور العلم صدر عن شرائع الحكم، ومن حلم لم يفرط في أمره، وعاش في الناس حميداً.(41).
تلك صور من عدالة الإسلام، ومن دعوته الدائمة للعدل والمساواة، وسيادة القانون على الجميع دون استثناء، وأن يطبق على الحاكم والمحكوم، بل الإسلام لم يفرق في تطبيق العدل على المسلم وغير المسلم، فالعدل هو هدف في مكنوناته ملزم من اعتنق الإسلام، أن يطبق على نفسه وعلى غيره، وفق نظام مؤسسات الدولة، هذا هو الإسلام الذي يحاول المتصهينون في الغرب تشويه صورته، كما جاء في مقدمة البحث.

غير معرف يقول...

ذ((((((((((((((((((((((((((((الإسلام والصفوة في بريطانيا)))))))))))


نقلاً عن موقع BBC :

قالت الصنداي تايمز إن 14 ألف بريطاني أبيض، وبعضهم من صفوة المجتمع ومن الطبقات المثقفة والعليا، قد اعتنقوا الدين الإسلامي.

ويقول المقال الذي كتبه نيكولاس هيلين وكريستوفر مورجان، إن بعض هؤلاء من كبار ملاك الأرض أو من المشاهير أو من الأثرياء.

ويقول المقال إن أغلب هؤلاء قد تأثروا بكتابات تشالز لو جاي إيتون الذي كان دبلوماسيا وكتب كتابا بعنوان "الإسلام وقدر الإنسان".

ويقول إيتون في كتابه "إن المسيحية اليوم قدمت تنازلات أمام هجوم المدنية الكاسح وصار الكثير من مسيحيي الغرب يشعرون إنها لا تقدم الخلاص الروحي المطلوب، أما الإسلام فلم يقدم تلك التنازلات".

وقام يحيى بيرت (الذي كان اسمه جوناثان بيرت في السابق) مدير عام بي بي سي الأسبق، بدراسة حول التحول من المسيحية إلى الإسلام بين البريطانيين البيض???????????????????آلهة لم تعرفها وتعبدها

يوسف عبد الرحمن

من سفر التثنية 13 :
1 اذا قام في وسطك نبي او حالم حلما واعطاك آية او اعجوبة
2 ولو حدثت الآية او الاعجوبة التي كلمك عنها قائلا لنذهب وراء آلهة اخرى لم تعرفها ونعبدها 3 فلا تسمع لكلام ذلك النبي ..."

ما يهمني في النص انه يدعو الي عدم الذهاب وراء آلهه لم اعرفها واعبدها وهذا الكلام قيل لبني اسرائيل قبل مجيىء المسيح - عليه السلام - فكيف يمكن دعوة بني اسرائيل لعبادة المسيح - والعياذ بالله - ولديهم نص ينهاهم عن الذهاب وراء آلهه لم يعرفوها ويعبدوها ؟

ستقول الكنيسة ان المسيح في العهد الجديد هو نفسه إله اليهود فسأقول : وهل عرف اليهود المسيح وعبدوه قبل ان يأتي ؟ أم ان دعوة عبادة المسيح هي جديدة عليهم ؟ هل عرف اليهود عبادة الثالوث أم انها دعوة جديدة عليهم ؟

لا شك ان الشعب اليهودي لم يعتقد أبداً بالتثليث ولم يعرف شيئاً عن عبادة المسيح ... فالكنيسة إذن تدعو الى عبادة إله لم يعرفه اليهود ولا أي مؤمن بالله فيالمسيح إنسان ليس أكثر


هنالك الكثير من الادله التي يعرضها الانجيل حول الطبيعة البشرية للمسيح ، حين يذكر بأنه منهمك ، وكان عليه أن يجلس لكي يشرب من البئر [ انجيل يوحنا 4 : 6 ] ونجده يبكي بموت لعازر [انجيل يوحنا 11 : 35 ]. وفوق كل هذا هنالك الوصف لمعاناته في النهاية : (( الآن نفسي قد اضطربت )) ونجده يشكر ويصلي للرب لكي ينقذه من حتمية الموت [انجيل يوحنا 12 : 27 ] : (( وكان يصلي قائلا يا ابتاه ان امكن فلتعبر عني هذه الكاس. ولكن ليس كما اريد انا بل كما تريد انت )) [انجيل متى 39:26] . وهذا يشير الى ان ( آراء ) المسيح وتطلعاته لم تكن مثلما هو عند الرب .

ونجد ان إرادته كانت مخضوعه لله فهو يقول : (( انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا. كما اسمع ادين ودينونتي عادلة لأني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الاب الذي ارسلني )) [انجيل يوحنا 30:5].

إن الاختلاف بين ارادة المسيح وارادة الرب ، هو دليل على ان يسوع لم يكن إله.

ونجد ايضا أن يسوع لم تكن له معرفة كاملة عن الرب منذ ولادته (( واما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس )) [انجيل لوقا 2 : 52]. (( وكان الصبي ينمو ويتقوى بالروح )) [انجيل لوقا 2 : 40 ] ان كلا الفقرتين تصفان نمو المسيح الجسدي بموازاة مع نموه الروحاني. واذا كان (( الابن هو الله )) كما يعتقد اثنازيوس والتيار الذي يتزعمه بالنسبة للثالوث فإن هذا الاعتقاد غير ممكن . وحتى في آخر حياته ، اعترف يسوع بأنه لا يعرف موعد رجوعه الثاني ، على الرغم من ان أبيه قد عرف ذلك [ انجيل مرقس 13 : 32 ].

وان حقيقة توسل المسيح من الرب لكي يخلصه من الموت تتعارض مع الفكرة بانه إله بذاته : (( اذ قدم بصراخ شديدة ودموع طلبات وتضرعات للقادر ان يخلصه من الموت وسمع له من اجل تقواه )) [الرسالة الى العبرانيين 5 : 7 ].

نلاحظ هنا أن المسيح قدم صراخ شديد ودموع للقادر !! فمن هو القادر ومن هو المقدور له وإذا كان المسيح ليست له القدره ويطلبها من الله القادر فلماذا يعبده النصارى ؟!

هذا وان الكثير من المزامير هي بمثابة نبوءات عن يسوع. وبما ان العهد الجديد يقتبس عدد من فقرات المزامير عن المسيح فقد جاءت في هذه المزامير الكثير من المناسبات التي تؤكد على حاجة المسيح لان يخلصه الرب:-

- مزامير [ 91 : 11 ، 12 ] نراها مقتبسة في انجيل متى [ 6:4 ] في الحديث عن يسوع. وفي المزامير [ 91 : 16 ] تكمن النبوءة عن تخليص يسوع: (( من طول الايام [ أي حياة ابدية ] اشبعه واريه خلاصي )).

- مزامير [ 69 : 1 ، 18 ، 21 ، 29 ] : (( خلصني يا الله... اقترب الى نفسي بسبب اعدائي أفدني ...يجعلون في طعامي علقماً ، وفي عطشي يسقونني خلاً . . . خلاصك يا الله فليرفعني ))

- مزامير 89 هي تأويل لوعود الرب لداوود عن المسيح. وفي مزامير 89 : 26 يتنبأ عن المسيح : (( هو يدعوني [الرب] ابي انت. الهي وصخرة خلاصي )) .

لقد سمع الرب صلوات المسيح وإنجاه من الصلب وذلك من اجل روحانيته وليس لموضعه في الثالوث المكذوب . . . لقد انجا الله يسوع ومجده واعترف يسوع بهذا حين طلب من الرب ان يمجده : [انجيل يوحنا 17 : 5 ] ، [ 13 : 32 ] ، [ 8 : 54 ].

والحقيقة ان الله رفع من شأن المسيح ، وهذا يدل على تفوق الله عليه ، وعلى الفارق بين الله وبين يسوع. ولا يمكن للمسيح ان يكون باي شكل من الاشكال (( الله في الصميم. وخالد [مع] طبيعتين إلهية وبشرية )) وهذا ما يظهر في البند الاول من 39 بندا التي اقرتها الكنيسة الاتجليكانية. ومن تفسير كلمة كيان يمكن ان تكون طبيعة واحدة فقط. وتقول الكنيسة الدليل على ذلك بان المسيح كان من طبيعتنا البشرية.

وصدق الله العظيم إذ يقول :

(( فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ )) سورة مريم الآية : 37

ذلك الوقت ...

ان الكنيسة تدعو إلى أمر يصطدم بشدة مع وصية الرب لليهود بأن لا يذهبوا وراء آلهة أخرى لم يعرفوها ويعبدوها ... وبالتالي يجب على كل مسيحي ألا يسمع لكلام الكنيسة مرددا قول الرب : " ولو حدثت الآية او الاعجوبة التي كلمك عنها قائلا لنذهب وراء آلهة اخرى لم تعرفها ونعبدها 3 فلا تسمع لكلام ذلك النبي?????????

غير معرف يقول...

الإســـلام والحــرية
برزت بعد أحداث الحادي عشر من أيلول 2001 دعوات مشبوهة من دوائر غريبة متصهينة، تدعو إلى ضرورة إجراء تغيير شمولي في البلاد العربية والإسلامية، تشمل كافة أنماطها السياسية والثقافية والاجتماعية، وفق ما ترسمه الإدارة الأمريكية. لإرساء الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، التي تفتقدها الدول العربية والإسلامية، مدعية إن سبب فقدان الحرية والديمقراطية في تلك يعود إلى الإسلام. فهو وفق رؤيتها دين يرتكز على الاستبداد والقهر، وبما أنه المصدر الرئيسي والشرعي لتلك الأنظمة، لهذا تتصف بالاستبداد وقمع الحريات.
ومن تلك الدعوات الأمريكية، ما ذكرته مستشارة الأمن القومي الأمريكي كونداليسا رايس عن مخطط الإدارة الأمريكية، الذي يسعى إلى فرض الحرية والديمقراطية على تلك الأنظمة في العالمين العربي والإسلامي. وقالت أن واشنطن ستعمل على: (وضع العالم الإسلامي على طريق الديمقراطية ومسيرة الحرية). معتبرة أن القيم الأمريكية من الحرية والديمقراطية، يمكن أن تسري على الإسلام أيضاً(1).
ونذكر من الافتراءات والأكاذيب، التي صدّرها مجموعة من المفكرين والسياسيين والإعلاميين في الغرب عبر وسائل الإعلام المختلفة، بغية تشويه رسالة الإسلام السامية للبشرية جمعاء، واتهامه باتهامات باطلة وكاذبة، ومنها الظلامية أي معاداة الحرية والديمقراطية. وهذا ما كتبه صموئيل هنتغتون فقال: (إن الإسلام قوة الظلام في العالم، بسبب نزوع المسلمين نحو الصراع العنيف)(2).
وما قاله الروائي الفرنسي ميشال ويلبيك ضد الإسلام في حديث لـه لمجلة (لير) الشهرية الصادر في أيلول 2001: (إن أكثر الأديان غباء هو الدين الإسلامي) وأضاف: (لقد أصبت بانهيار حقيقي عندما قرأت القرآن) وخلص إلى القول: (إن الإسلام ديانة خطيرة منذ ظهورها). وحين اعترض عليه المسلمون في فرنسا، وأقاموا دعوة قضائية ضده بسبب الإهانة العنصرية والتحريض الديني، كرر قوله المعادي للإسلام أمام محكمة الجنح في باريس يوم الثلاثاء 18/9/2002 بقوله: (أنا لا أكره الإسلام بل أزدريه).
إن الحرية أهم أهداف رسالة الإسلام إلى البشرية على مر العصور والدهور، ولكن الحرية بمفهومها القيميّ، فالإسلام يعني بالحرية (تحرير الإنسان من الرقّ الخارجي)، المتمثل في عبوديته للطاغوت كالإنسان المؤله، والحجر ومكونات الطبيعة وغيرها من مخلوقات الله عز وجل، التي تجعله مستعبداً ذليلاً، مسلوب العقل والإرادة، خاضع لنزوات وإرادة الطاغوت.
والحرية أيضاً بتحرير الإنسان من (الرقّ الداخلي)، المتمثل بأهواء النفس الطامعة بكل ما حولها من ماديات، والمندفعة نحو شهوة الغرائز، التي ليس لها حدود، والتي تنزع من الإنسان إنسانيته ومُثُله، والقيم الأخلاقية الاجتماعية التي فطر عليها. والتي تحوله إلى وحش كاسر، يفسد في الأرض بلا حدود، دون أي رادع قيمي أو أخلاقي، يعيد لـه فطرته وإنسانيته والسلوك العالي القيم التي دعا إليها الله عز وجل في كتبه المقدسة.
كما يهدف الإسلام إلى نقل الإنسان من واقع الذلّ والخنوع للقوى الظالمة، وانتشاله من قاع الفساد والتعسف والظلام إلى رحاب جنّة الحرية الحقيقية المتمثلة في مجتمع النور، الذي يسوده العدل والإنصاف والحياة الكريمة، وحرية العقل في الاختيار في مجتمع الشورى. مصداقية لقوله تعالى: الله وليّ الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون(3).
أي نقل الإنسان إلى الحرية الحقيقية، التي تطلق الإنسان إلى الإبداع، من خلال توفر أهم عامل للإبداع الأمن الداخلي والخارجي. فالأمن الداخلي يبرز جلياً بالطمأنينة الذاتية من خلال التحرر من عبودية الطاغوت إلى عبادة الخالق عز وجل الواحد الأحد المتصف بالرحمة والعدل والإنصاف والقدرة والحكمة والعلم والمعرفة المطلقة، وعبادته وحده فقط دون أي شريك كان، وإسقاط كل الآلهة المصطنعة، التي تتسم بالظلم والقهر والجور. هذا الأمن الداخلي لا يعرفه إلا المؤمن المستسلم لله عز وجل، وهذا ما يوفره الإسلام. قال تعالى:
الذين آمنوا تطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب(4).
يسعى الإسلام لتحرير الإنسان من عبودية الدنيا، التي يسودها الطمع المادي والمعنوي، والصراع الدامي على ماديتها الفانية، وتحريره من أجواء الفساد الذي تعيش في أحواضه الآسنة كل قوى الشر، لينقله إلى رحاب نور الروح الطاهرة والمادة النظيفة والعلاقات الاجتماعية والثقافية، التي تتسم بالمودة والرحمة والإخاء والتعاضد والإحسان والبر والتعاون والمحبة. كما جاء في قوله تعالى: وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون
(11) ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون(12)(5).
فالطواغيت من البشر المؤلهة لنفسها، تسعى لاحتكار الإنسان روحاً وعقلاً، ليكون عبداً لها ولمصالحها الدنيوية، فتسلب منه الإرادة والتفكير، وتوهمه بأنها تملك قدرات خارقة، ليظل تحت سلطانها ورهبتها والخشية منها، مستفيدة من استخدام ما تملك من سلطان الجاه والمال والمنصب في زرع الرعب والخوف في نفسه، فيبقى أسير هواها ومشيئتها، التي تعارض فطرته الإنسانية المنفطرة على الحرية والاجتماع.
وفي حقيقتها غير قادرة على دفع الضرر عن نفسها، إذا أراد الله عز وجل شيئاً، قال تعالى: واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ولا يملكون موتاً ولا حياة ولا نشوراً(6). وما يملك الطاغية المؤله في الحقيقة إلا وسائل التهديد والترهيب والوعيد بالقتل والتعذيب، كما جاء في قول فرعون لموسى عليه السلام، حسب ما أوردته الآية الكريمة: لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنك من المسجونين(7).
فالله عز وجل الذي خلق الإنسان ضعيفاً، يتحول إلى طاغية متجبر على الأرض، حين يتولى ويتحكم بشؤون الآخرين من خلال رزقهم ومعيشتهم، وتزداد حالة الطغيان لديه، إذا أصبح حاكماً مطلقاً. فتتحلق حوله حاشية تزيف لـه أعماله، وتزين لـه أعماله، فتحول كلماته المبهمة إلى كتاب مقدس، وأفعاله إلى منهج، وكل ما يقوم به ويفعله نبراس يحتذى به. فيتمكن منه الغرور حتى يصدق كل أكاذيبه. ومع الأيام يصبح إلهاً على الرعية أن تقوم بعبادته.
وشهدت الأرض نماذج من هذا النوع في الماضي والحاضر. فرئيس كان في هايبتي في الستينات من القرن الماضي، يقول لشعبه: أمكم مريم العذراء وأنا أبوكم. وفي تركمانستان الرئيس صابر مراد نيازوف يدعي أن الوحي يأتيه، وكتب كتاباً أسماه (روناما) قال عنه: (أنه يعوض أوجه القصور في كل من القرآن والإنجيل) ومن سخريات القدر أنه فرض ليكون الكتاب حجر الزاوية في النظام التعليمي في كافة البلاد، وجوهر التعليم في حد ذاته(8) فتدهور التعليم بكل درجاته حتى الجامعي.
وأمثال هذا الطاغية وغيره كثر في عالمنا اليوم، ويدرك هو وغيره أنه أضعف مخلوقات الأرض، لا يقدر على خلق بعوضة، أو منعها إن آذته أو سلبت منه شيئاً، كما جاء في المثل الذي ضربه الله عز وجل عن زيف قدرات الحاكم المؤله لنفسه الخارقة، قال تعالى: يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا لـه إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا لـه وأن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه ضعف الطالب والمطلوب(9).؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أولى حرية الإنسان في الإسلام كرامته.


كرم الله عز وجل الإنسان على سائر مخلوقاته في الأرض، ورفعه إلى مكانة عالية رفيعة، حين جعله خليفة في الأرض كما قال تعالى: وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة..(10)، وزيادة في التكريم أمر الملائكة في السجود له. هذه المكانة العالية المعطاة من الله عز وجل دليل على تكريم الإنسان من قبله عز وجل، وإلى الاحترام الذي يحمله الإسلام لإنسانية الإنسان، بما تحمل من قيم وسلوكيات يجب احترامها وتعزيزها.
قال تعالى: ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا(11).
واحترم الإسلام العقل، واعتبر التفكير والعمل هي الأداة الأساسية لمعرفة الخالق عز وجل ومخلوقاته في السماوات والأرض، حيث قال الله عز وجل: إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب(12).
فالعلم الذي غرسه الرحمن عز وجل في الإنسان سواء في بداية خلقه لآدم، كما قال تعالى: وعلم آدم الأسماء كلها..(13). أو في الأجيال المتلاحقة من البشر، حيث علم الإنسان من بعد ذلك العلوم والمعارف، وهداه لتعلم الكتابة، التي تعتبر أهم تحول تاريخي في حياة البشرية، قال تعالى: اقرأ باسم ربك الذي خلق(1) خلق الإنسان من علق(2) اقرأ وربك الأكرم(3) الذي علم بالقلم(4) علم الإنسان ما لم يعلم(5)(14).
فالعلم والتفكير العقلي من أهم الميزات التي ميز الرحمن عز وجل الإنسان على سائر مخلوقاته، وقد رعى الإسلام المعرفة وأصحابها، ووضع لها احتراماً خاصاً في سلوكيات اتباعه، الذين حضهم على المعرفة والبحث العلمي والفكري وسائر فنون المعرفة، حتى أنه رفض المساواة بين العلم والجهل رفضاً مطلقاً، قال الله عز وجل: .. قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب(15).
ومن خلال امتلاك الإنسان للعقل والتفكير، ترك الإسلام للإنسان حرية الاختيار بين الإيمان بوحدانية الله عز وجل واتباع تعاليمه، أو اختيار طريق الكفر والإلحاد، ولكنه وضع نتائج لذلك الاختيار، بين الفوز بالجنة أو الدخول إلى جهنم وبأس المصير، قال تعالى: قل الله أعبد مخلصاً لـه ديني(14) فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين(15)(16).
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الإســــلام
أعطى الإنسان حرية الاعتقاد والاختيار


الحرية في الاعتقاد والاختيار هي الأساس الأول الذي قامت عليه رسالة الإسلام، فرفض الإسلام الإكراه والقسر في دخول الناس في الدّين. بل وضع مبدأ الاختيار الارادي أساساً في الدخول فيه، بعد أن يتمّ تبيان دعوته ورسالته، والأسس التي تقوم عليها لكافة الناس.
وأوضحت عدة آيات في القرآن الكريم مبدأ حرية الاعتقاد، وعدم إكراه الناس ليؤمنوا بالإسلام، نذكر منها قوله تعالى: لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم(17). فأمر الله عز وجل واضح في هذه الآية الكريمة، فبعد أن اتضح مفهوم الإسلام وأهدافه للبشرية أجمع على مرّ الدهور والعصور، دعا الرحمن عز وجل أن يترك للإنسان حرية الاختيار بين طريق السلامة والأمن والاستقامة والراحة المادية والمعنوية في الدنيا والآخرة، وبين طريق الهلاك والآلام والندامة والحسرة والتيه والضلال، وبذلك تقع على الإنسان عاقبة هذا الاختيار ونتائجه، فإن أحسن نجا، وإن أساء هلك. وتعددت الآيات الكريمة، التي تحض على ترك حرية الاختيار الإرادي للإنسان في الدخول في الإسلام أو عدمه، ومن الآيات الكريمة التي بينت حرية الاختيار الإرادي قولـه تعالى: قل يا أيها الناس قد جاءكم الحقّ من ربّكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضلّ فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل(18).
أمر الله عز وجل رسوله الكريم محمد، أن يبلغ الناس كافة حقيقة الدعوة الإسلامية وأهدافها السامية العليا. ومن ثم ترك الأمر للإنسان بحرية قبولها أو رفضها، فهو حر في اختيار الهدى أو الضلالة، وليس الرسول مسؤولاً عن هذا الاختيار، بل تقع نتيجة الاختيار على الإنسان نفسه. قال تعالى: وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون(19).
وقال تعالى: وأن اتلوا القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضلّ فقل إنما أنا من المنذرين(20). وهذه الآية تطلب من الرسول، أن يقرأ على الناس القرآن، ويفسره، ويبين ما فيه من أحكام وسلوكيات، ووحدانية الله عز وجل، ويوم الحساب وغيرها من العقائد المختلفة، التي جاءت بها الرسالة المحمدية للبشرية جمعاء، وتترك بعد ذلك للإنسان حرية الاعتقاد والاختيار.
وما مهمة الرسول إلا التبليغ والتذكير والتنبيه والإنذار من عواقب الشرك والفساد وعدم الإيمان بوحدانية الله عز وجل وبيوم الحساب، كما كلفه بها الله عز وجل، وهذه مهمة كافة الرسل الذين أرسلهم الله عز وجل لكافة البشر، قال تعالى: وما نرسل المُرسلين إلا مبشرين ومنذرين...(21). يبشروا بضرورة الخلاص من الشرك والإلحاد، وبالرسالة السماوية المتسمة بالعدل والحق، وباليوم الآخر الذي ينصف فيه الأبرار من المؤمنين وذوي السلوك الحسن، وينال فيه كل حق حقه، وترد فيه المظالم، ويعاقب الظالم والمتجبر والفاسد والملحد وغيرهم، ممن زرعوا الأرض فساداً.
إن الله عز وجل أرسل الرسل عليهم الصلاة والسلام إلى الناس كافة، حتى يكون حجة عليهم، ويدحض أي ادعاء بأنهم لم يبلغوا، وأنهم لا يعلمون، قال تعالى: رُسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس حُجة بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيماً(22).
وقال تعالى: يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربّكم فآمنوا خيراً لكم وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات والأرض وكان الله عليماً حكيماً(23).
وهكذا يظهر لنا الإسلام دين آمن بحرية اختيارات العقل للإنسان، مما يكذب كل ادعاء المستشرقين، الذين حاولوا أن يصوروا الفتوحات الإسلامية على أنها كانت لإكراه الناس بالدخول بالإسلام بحد السيف. ومن يراجع تاريخ الفتوحات الإسلامية شرقاً وغرباً، سيجد أن المسلمين لم يرغموا مسيحياً أو يهودياً على الدخول بالإسلام، والشواهد على محافظتهم على أماكن العبادة لليهود والنصارى، وسيجد حتى الوثنين من البوذيين والهندوس والسيخ وغيرهم، تركت معابدهم وهي شاهدة اليوم على ذلك رغم السيادة الإسلامية على تلك البلاد. وهذا ما يكذب ادعاء من قال عن الإكراه في دخول الإسلام، ويثبت على محافظة الإسلام على تطبيق مبدأ حرية الاختيار.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الإســــلام
جاء لتحرير الإنسان من أغلال العبودية.


جاء الدين الإسلامي كما قلنا سابقاً من أجل تحرير الإنسان من رق العبودية للطاغوت البشري أو الحجري وغيره، وإطلاقه إلى أفق مجتمع العدل والمساواة، الذي يتساوى فيه الغني والفقير في الحقوق والواجبات، وتكون فيه التكاليف على حسب القدرة والاستطاعة، وتحفظ للإنسان الكرامة والأمن على نفسه وماله وعرضه ودينه، ويرفض الإسلام من أين كان المساس بها إلا بالحق. وما قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفة الراشدي الثاني: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً) إلا انعكاساً لتعاليم الإسلام بضرورة صون حرية الإنسان، وواجب الدولة والمجتمع المحافظة عليها وحمايتها.
جاءت رسالة الإسلام لتحطم الأغلال التي قيدت بها العديد من المجتمعات، ومنها أغلال الرذيلة والفساد والعدوان وكافة الخبائث التي تعيث فساداً في الأرض. وليدعوا إلى مجتمع إنساني يتحلى بالقيم الإنسانية الرفيعة العالية. وقد أوضحت الآية الكريمة التالية معنى تلك الحرية، قال تعالى: الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعززوه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون(24).
وتوجهت رسالة الإسلام من الجزيرة العربية إلى بقاع العالم شرقاً وغرباً، تحمل أهم مضمون لها، وأولى أهدافها الدعوة إلى التوحيد في عبادة الله عز وجل، ورفض عبادة البشر والأصنام وغيرها، التي تتنافى مع العقل البشري.
والهدف الثاني هو تحرير الإنسان من العبودية، التي فرضها الطغاة من حكامه عليه، تلك رسالة الإسلام في شقيها التوحيدي والتحريري، التي كانت مهمة الفتح تبليغها للناس كافة.
ومن الشواهد التاريخية على ذلك، ما قاله زُهرة بن عبد الله بن قتادة بن الحويّة للقائد الفارسي الشهير رستم، وهو ينقل إليه رسالة الإسلام وغاية الفتح، فحين سأله رستم عن هذا الإسلام الذي يقاتل العرب من أجله فقال: (هو دين الحقّ لا يرغب عنه أحد إلا ذلّ، ولا يعتصم به أحد إلا عزّ) فقال رستم: ما هو؟ قال: أما عموده الذي لا يصلح إلا به فشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله. قال: وأي شيء أيضاً؟ قال زُهرة: وإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله، والناس بنو آدم وحواء وأخوة لأب وأم. قال رستم: ما أحسن هذا)(25).
ولزيادة المعرفة برسالة الإسلام طلب رستم من قائد الجيش الإسلامي سعد بن أبي وقاص مبعوثاً من قبله، فأرسل إليه ربعي عامر وكان جندياً بسيطاً فحين سأله رستم: ما جاء بكم؟ قال ربعي: الله جاء بنا، وهو بعثنا، لنُخرج من يشاء من عباده من ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام. فأرسلنا بدينه إلى خلقه، فمن قبله، قبلنا منه، ورجعنا عنه، وتركنا أرضه دوننا، ومن أبى قاتلناه حتى نُفضي إلى الجنة أو الظفر)(26).
* تحرير الإنسان من رق الدّين
حارب الإسلام الربّا حرباً ضارية كونها تضع الأغلال في أيدي العديد من الفقراء والمحتاجين، وكان الناس يسترقون بسبب عدم القدرة على دفع الدين المتراكم من الربّا، حيث يتحولون من أحرار إلى عبيد، بسبب عسرتهم عن دفع ما ترتب عليهم من أموال الربّا.
وكانت لهذه الحرب التي شنها الإسلام ولا زال على الرّبا، لها الأثر الفعال في تحطيم قيود عبودية الرّبا، وفك رقاب العديد من الناس من الرقّ والتسول والإذلال، الذي يلاقونه من المرابي بسبب عدم قدرتهم على دفع المبالغ المدانين بها، أو الأقساط الواجب دفعها، أو الفائدة التي تتضاعف بسبب عدم القدرة على السداد.
وكم من أعراض انتهكت بسبب الرّبا؟ وكم من جريمة ارتكبت بسببها؟. وقصص العالم لا تزال تروي لهذا اليوم مآسي الرّبا، الذي حطمت بيوت كرماء، وأذلت أعزاء في قومهم، وخربت بيوت أغنياء، واستباحت دم الفقراء.
وكانت الرّبا ولا زالت من أهم الخبائث، التي تقيد العديد من المجتمعات في العالم.
وبسبب ما ترتكبه من جرائم شدّد الإسلام على إنهاء الربا، وحاربها محاربة عنيفة للقضاء والحد من شرورها، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الرّبا إن كنتم مؤمنين(278) فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تُظلَمون(279)(27).
لقد استهدف الإسلام من محاربة الرّبا تحرير الإنسان من أغلال دين مال الرّبا، وإطلاقه من قيوده، وأعاد لـه كرامته ووجوده في عزّ وكرامة، وفرض على الأغنياء كفاية الفقراء من خلال أموال الزكاة المفروضة والصدقات، وحض الإسلام على الإنفاق، وآيات الزكاة والصداقات والإنفاق على الفقراء كثيرة هي القرآن الكريم، والتي وعدت المنفق دون منّة أو رياء الناس بالفوز بالجنة. وتعتبر الزكاة ركناً أساسياً من أركان الإسلام، ومن قرأ التاريخ يعرف السبب الرئيسي لحروب الردة، وهي إلى الامتناع عن دفع الزكاة، حين شن الخليفة الراشدي الأول أبو بكر الصديق حرباً ضروساً على الممتنعين عن دفع الزكاة.
* التحرير من أغلال الهوى القاتل والعدوان والأعراف والعادات السيئة.
جاء الإسلام أيضاً ليحرر الإنسان من قيود الشهوات المادية والعدوانية، ومن الأعراف السيئة التي فرضتها القبائل البدوية المتخلفة على أبنائها. فالإسلام رفض اغتصاب أموال الناس بدون حق، وحرم الرشوة للحكام لأكل أموال الناس بالباطل قال تعالى: ولا تأكلوا أموالكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقاً من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون(28).
ووضع قواعد للتعامل المالي برفض أكل الأموال عن طريق الخداع والنصب والسرقة والاغتصاب، وحبب التعامل في التجارة على قاعدة التراضي، وحرر الإنسان من قتل نفسه بانصرافه الكلي خلال حياته على جمع المال، وعدم الالتفاف إلى نفسه وصحته وأسرته، بل كرس حياته فقط لجمع المال من أي طريق كان، دون أن يعطي لنفسه حقها الاجتماعي والثقافي والروحي، أو قتل النفس كالانتحار وغيرها من الطرق الأخرى المؤدية إلى قتل النفس. قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً(29).
وحرر الإسلام أموال اليتامى والفقراء من الاغتصاب والنهب والسرقة من قبل الأغنياء والأوصياء، حيث كانت أموالهم مستباحة من قبل الأقوياء لمعرفتهم بضعف اليتيم، وعدم قدرته عن انتزاع حقه منهم، فشدد الإسلام على ضرورة إعادة أموال اليتامى إليهم، وحرم تحريماً مطلقاً أكل أموالهم بالباطل، وأنذرهم عذاباً شديداً، قال تعالى: إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم سعيراً(30).
وطالب الأوصياء عليهم بإعادة أموالهم إليهم، وعدم اقتطاع أي مال منه إلا للضرورات في رعاية اليتيم، ومنع أخذ المال كاملاً، قال تعالى: وأتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حُوباً كبيراً(31).

غير معرف يقول...

((((((((((((إفتحــــــوا مستشفى المجـــانين فوراً)))))))))))))))
الحمد لله على نعمة العقل ندعوا الله أن يديمها علينا , بالطبع العنوان ملفت للنظر وستجد السبب أدناه ؟
لكن يجب أن أضع القاعدة قبل أن نبدأ فلمتفق عليه أن النصارى يقولون أن الله هو المسيح وأن المسيح هو الإبن وهو الله وان الروح القدس أيضا هو الله , والآب هو إله كامل والمسيح إله كامل والروح القدس إله كامل , وهم ليسوا ثلاثة آلهة كما هو واضح ولكنهم إله واحد , وإذا كان هذا قولهم فأقول :
أولاًً : النصارى يقولون أن الله تجسد ليكفر عن خطيئة آدم , وأن الله مات على الصليب ليحمل عنا خطيئة آدم , والنصارى كلهم مجتمعين على هذا الرأي فيكون الموضوع كالتالي :
الله أرسل الله ليموت الله على الصليب ليغفر للبشر خطيئة لم يرتكبوها في حق الله !!!
أو بصيغة أخرى : الله قتل الله ليرضي الله !!! شئ عجيب حقاًالله يريد أن يغفر للبشر خطيئة إرتكبها آدم فأرسل الله الله ليقتل الله على الصليب ليسامح الله البشر عن خطيئة إرتكبها أحد البشر في حق الله , فالله الله على العقل الذي يقبل بذلك .
اللـــــه قتل اللــــه ليرضي اللـــــه !!!!!
ونقطة اخرى: أن الله الذي نزل من عرشه وتجسد في الله (اليسوع) ومات الله ودُفن الله .. فمن الذي أحياه من الموت ؟
!!!الله أحيا الله
ثانياً : النصارى مجتمعين على أن يسوع هو بن الله , وهو الله نفسه , وأن الروح القدس أيضاً هو الله , وأن يسوع الناصري الذي هو بن الله وهو الله في نفس الوقت قد ولد من مريم العذراء بالروح القدس فيكون الموضوع كالتالي :
الله حبل مريم العذراء لتلد الله !!!
فالله هو أبو نفسه وإبن نفسه وهو الذي حبل مريم العذراء لتلد نفسه !!!
وبصيغة أخرى : الله أبو الله بن الله , ماشاء الله على العقول .!!!
ثالثاً : الكتاب المقدس يقول في أعمال الرسل 10/38 هكذا :
Acts:10:38: يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة الذي جال يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم ابليس لان الله كان معه. (SVD)
كما ترى الفقرة تقول يسوع الذي مسحه الله بالروح القدس وبما أن النصارى يعتقدون قطعاً أن الروح القدس هو إله كامل وأن المسيح هو إله كامل فيكون الموضوع كالآتي :
اللـــه مســح اللــه باللــــه !!!!
ماشاء الله على العقول , إذا كان المسيح هو الله والروح القدس هو الله والله هو الله فيكون الله مسح الله بالله وسلمولي على بريسكليا وإستيفانوس وقبلوا بعضكم بقبلة مقدسة , لا تتعجل إنتظر
رابعاً : في قصة التعميد جاء في إنجيل لوقا 3/22 هكذا :
Lk:3:22 ونزل عليه ( أي المسيح ) الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة وكان صوت من السماء قائلا انت ابني الحبيب بك سررت (SVD) !!!
فيكون الموضوع كالتالي : يوحنا أثناء تعميده لله نزل الله على الله في شكل حمامة !!!!
لكن هنا كارثة فالنص يقول وكان صوت من السماء قائلاً ( أنت ابني الحبيب بك سررت !!! ) طبعاما كان فيه علامات تعجب بعد الصوت علامات التعجب دي من عندي أنا !!!!
الكارثة هنا أنه من المستحيل أن يسمع البشر صوت الله لأن يوحنا يقول في إنجيله 5/37 هكذا :
Jn:5:37: والآب نفسه الذي ارسلني يشهد لي.لم تسمعوا صوته قط ولا ابصرتم هيئته. (SVD)
إذا فالصوت الذي قال ( أنت ابني الحبيب بك سررت ) لم يكن صوت الله ولا صوت المسيح ولا صوت الروح القدس ( الحمامة ) , فصوت من هذا ؟
والله لم يجب أحد على ذلك !!!!
خامساً : جاء في إنجيل يوحنا 1/1 هكذا :
Jn1: في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. (SVD)
فيكون المعنى هكذا : في البدء كان الله وكان الله عند الله وكان الله الله !!!!
فتحياتي لعباد الصليب , وأنصح كل من يؤمن بهكذا كلام أن يراجع أي طبيب نفسي في أقرب فرصة,, أهذا ما تريدون أن يؤمن الناس به ؟؟؟ أقول :
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ... وأخو الجهالة بالشقاة ينعم
كتبة الاخ:ayoop2
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
إفتحــــــوا مستشفى المجـــانين فوراً
الحمد لله على نعمة العقل ندعوا الله أن يديمها علينا , بالطبع العنوان ملفت للنظر وستجد السبب أدناه ؟
لكن يجب أن أضع القاعدة قبل أن نبدأ فلمتفق عليه أن النصارى يقولون أن الله هو المسيح وأن المسيح هو الإبن وهو الله وان الروح القدس أيضا هو الله , والآب هو إله كامل والمسيح إله كامل والروح القدس إله كامل , وهم ليسوا ثلاثة آلهة كما هو واضح ولكنهم إله واحد , وإذا كان هذا قولهم فأقول :
أولاًً : النصارى يقولون أن الله تجسد ليكفر عن خطيئة آدم , وأن الله مات على الصليب ليحمل عنا خطيئة آدم , والنصارى كلهم مجتمعين على هذا الرأي فيكون الموضوع كالتالي :
الله أرسل الله ليموت الله على الصليب ليغفر للبشر خطيئة لم يرتكبوها في حق الله !!!
أو بصيغة أخرى : الله قتل الله ليرضي الله !!! شئ عجيب حقاًالله يريد أن يغفر للبشر خطيئة إرتكبها آدم فأرسل الله الله ليقتل الله على الصليب ليسامح الله البشر عن خطيئة إرتكبها أحد البشر في حق الله , فالله الله على العقل الذي يقبل بذلك .
اللـــــه قتل اللــــه ليرضي اللـــــه !!!!!
ونقطة اخرى: أن الله الذي نزل من عرشه وتجسد في الله (اليسوع) ومات الله ودُفن الله .. فمن الذي أحياه من الموت ؟
!!!الله أحيا الله
ثانياً : النصارى مجتمعين على أن يسوع هو بن الله , وهو الله نفسه , وأن الروح القدس أيضاً هو الله , وأن يسوع الناصري الذي هو بن الله وهو الله في نفس الوقت قد ولد من مريم العذراء بالروح القدس فيكون الموضوع كالتالي :
الله حبل مريم العذراء لتلد الله !!!
فالله هو أبو نفسه وإبن نفسه وهو الذي حبل مريم العذراء لتلد نفسه !!!
وبصيغة أخرى : الله أبو الله بن الله , ماشاء الله على العقول .!!!
ثالثاً : الكتاب المقدس يقول في أعمال الرسل 10/38 هكذا :
Acts:10:38: يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة الذي جال يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم ابليس لان الله كان معه. (SVD)
كما ترى الفقرة تقول يسوع الذي مسحه الله بالروح القدس وبما أن النصارى يعتقدون قطعاً أن الروح القدس هو إله كامل وأن المسيح هو إله كامل فيكون الموضوع كالآتي :
اللـــه مســح اللــه باللــــه !!!!
ماشاء الله على العقول , إذا كان المسيح هو الله والروح القدس هو الله والله هو الله فيكون الله مسح الله بالله وسلمولي على بريسكليا وإستيفانوس وقبلوا بعضكم بقبلة مقدسة , لا تتعجل إنتظر
رابعاً : في قصة التعميد جاء في إنجيل لوقا 3/22 هكذا :
Lk:3:22 ونزل عليه ( أي المسيح ) الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة وكان صوت من السماء قائلا انت ابني الحبيب بك سررت (SVD) !!!
فيكون الموضوع كالتالي : يوحنا أثناء تعميده لله نزل الله على الله في شكل حمامة !!!!
لكن هنا كارثة فالنص يقول وكان صوت من السماء قائلاً ( أنت ابني الحبيب بك سررت !!! ) طبعاما كان فيه علامات تعجب بعد الصوت علامات التعجب دي من عندي أنا !!!!
الكارثة هنا أنه من المستحيل أن يسمع البشر صوت الله لأن يوحنا يقول في إنجيله 5/37 هكذا :
Jn:5:37: والآب نفسه الذي ارسلني يشهد لي.لم تسمعوا صوته قط ولا ابصرتم هيئته. (SVD)
إذا فالصوت الذي قال ( أنت ابني الحبيب بك سررت ) لم يكن صوت الله ولا صوت المسيح ولا صوت الروح القدس ( الحمامة ) , فصوت من هذا ؟
والله لم يجب أحد على ذلك !!!!
خامساً : جاء في إنجيل يوحنا 1/1 هكذا :
Jn1: في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. (SVD)
فيكون المعنى هكذا : في البدء كان الله وكان الله عند الله وكان الله الله !!!!
فتحياتي لعباد الصليب , وأنصح كل من يؤمن بهكذا كلام أن يراجع أي طبيب نفسي في أقرب فرصة,, أهذا ما تريدون أن يؤمن الناس به ؟؟؟ أقول :
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ... وأخو الجهالة بالشقاة ينعم
كتبة الاخ:ayoop2
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
====================================================================(((((((((((((هل "يهوه" هو اسم الله الأعظم ؟؟؟
يدعي النصارى من شهود يهوه على موقعهم باللغة العربية الآتي :
ولكن، هنالك اسم اعظم من ايّ اسم آخر — الاسم الاعظم. وهذا الاسم ترتبط به كل روائع الماضي والحاضر في الكون بكامله. وبه يتعلق رجاء الجنس البشري بحياة مديدة وسعيدة.
....
يتكلم القرآن عن شخص «عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ.» (سورة النمل 27: 40) وفي شرح هذه الآية¡ يقول تعليق معروف بـ تفسير الجلالَين: «آصف بن برخيا كان صدّيقا يعلم اسم الله الاعظم الذي اذا دعا به أُجيب.» * ويذكِّرنا ذلك بأحد كتبة الكتاب المقدس، آساف، الذي كتب المزمور (الزبور) 83: 18. تقول هذه الآية: «ويعلموا انك اسمك يهوه وحدك العليّ على كل الارض.»
سورة النمل
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
" قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) "
أولا : أحب أن أسجل أنه إذا كان وزير سليمان عليه السلام أو مستشاره في هذه الآية هو نفسه أساف بن برخيا المذكور في العهد القديم , فأنا غير معترض , فنحن لا يضيرنا أن يكون لنا صديقيين و أنبياء و رسل مشتركين مع اليهود و النصارى
ثانيا : أرى أن يكون البحث في هذه المقولة (التي لم أتبين بعد إذا كانت شبهه أو حقيقة)
على ثلاثة محاور
1- هل المعني بالآية اسمه أساف بن برخيا أو آصف بن برخيا ؟
2- (كما يحدث في علم الرجال"الحديث" ) هل عاصر أساف بن برخيا , سليمان عليه السلام أم لا ؟
3- هل "يهوه" اسم الله الأعظم , و ذلك بالبحث في كل ما قاله رسول الله صلى الله علية وسلم من أحاديث خاصة بهذا الاسم
*** هل المعني بالآية اسمه أساف بن برخيا أو آصف بن برخيا ؟
ذكر في تفسير الجلالين
قال الذي عنده علم من الكتاب أي المنزل وهو آصف بن برخيا كان صديقاً يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا دعا به أجيب
ذكر في تفسير فتح القدير
قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك قال أكثر المفسرين: اسم هذا الذي عنده علم من الكتاب آصف بن برخيا، وهو من بني إسرائيل، وكان وزيراً لسليمان، وكان يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب،
ذكر في تفسير البغوي
قال الذي عنده علم من الكتاب /، واختلفوا فيه فقال بعضهم: هو جبريل: وقيل: هو ملك من الملائكة أيد الله به نبيه سليمان عليه السلام.
وقال أكثر المفسرين: هو آصف بن برخيا، وكان صديقاً يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى.
ذكر في الوجير في تفسير القرآن العزيز
قال الذي عنده علم من الكتاب وهو آصف بن برخيا
ذكر في الجامع لأحكام القرآن، الإصدار 2.02 - للإمام القرطبي
الجزء 13 من الطبعة >> سورة النمل >> الآيات: 36 - 40
فـ "قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك" أكثر المفسرين على أن الذي عنده علم من الكتاب آصف بن برخيا وهو من بني إسرائيل، وكان صديقا يحفظ اسم الله الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب. وقالت عائشة رضي الله عنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن اسم الله الأعظم الذي دعا به آصف بن برخيا يا حي يا قيوم) قيل: وهو بلسانهم، أهيا شراهيا وقال الزهري: دعاء الذي عنده اسم الله الأعظم يا إلهنا وإله كل شيء إلها واحدا لا إله إلا أنت ايتني بعرشها فمثل بين يديه. وقال مجاهد: دعا فقال: يا إلهنا وإله كل شيء يا ذا الجلال والإكرام. قال السهيلي: الذي عنده علم من الكتاب هو آصف بن برخيا ابن خالة سليمان، وكان عنده اسم الله الأعظم من أسماء الله تعالى. وقيل: هو سليمان نفسه ولا يصح في سياق الكلام مثل هذا التأويل. قال ابن عطية: وقالت فرقة هو سليمان عليه السلام،
ذكر في جامع البيان عن تأويل آي القرآن. الإصدار 1.13 - للإمام الطبري
الجزء 19 >> سورة النمل >> القول في تأويل قوله تعالى: {قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين}
20547- حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق: {قال عفريت} لسليمان {أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك، وإني عليه لقوي أمين} فزعموا أن سليمان بن داود قال: أبتغي أعجل من هذا، فقال آصف بن برخيا، وكان صديقا يعلم الاسم الأعظم الذي إذا دعي الله به أجاب، وإذا سئل به أعطى: {أنا} يا نبي الله {آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك}.
ذكر في فتح الباري، شرح صحيح البخاري، الإصدار 2.05 - للإمام ابن حجر العسقلاني
المجلد السادس >> كِتَاب أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ >> باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ الرَّاجِعُ الْمُنِيبُ
الذي عنده علم من الكتاب، وهو آصف بالمد وكسر المهملة بعدها فاء ابن برخيا بفتح الموحدة وسكون الراء وكسر المعجمة بعدها تحتانية.
*** 2- هل عاصر أساف بن برخيا , سليمان عليه السلام أم لا ؟
سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ
اَلأَصْحَاحُ السَّادِسُ
بَنَى سُلَيْمَانُ بَيْتَ الرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ, فَقَامُوا عَلَى خِدْمَتِهِمْ حَسَبَ تَرْتِيبِهِمْ. 33وَهَؤُلاَءِ هُمُ الْقَائِمُونَ مَعَ بَنِيهِمْ. مِنْ بَنِي الْقَهَاتِيِّينَ: هَيْمَانُ الْمُغَنِّي ابْنُ يُوئِيلَ بْنِ صَمُوئِيلَ.................................................. ...............
39وَأَخُوهُ آسَافُ الْوَاقِفُ عَنْ يَمِينِهِ. آسَافُ بْنُ بَرَخْيَا بْنِ شَمْعِي ................................
و بذلك يصدق من فسر من مفسري القرآن أن "آصف" أو"أساف" كان معاصر لنبي الله سليمان عليه السلام
3- هل "يهوه" اسم الله الأعظم؟
الجامع الصغير. الإصدار 3,22 - لجلال الدين السيوطي
المجلد الأول >> باب: حرف الألف
1031- اسم الله الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، في ثلاث سور من القرآن: في البقرة، و آل عمران، وطه
التخريج (مفصلا): ابن ماجة والطبراني في الكبير والحاكم في المستدرك عن أبي أمامة
تصحيح السيوطي: صحيح
زيادة الجامع الصغير، والدرر المنتثرة، الإصدار 2.05 - للإمام السيوطي
كتاب "زيادة الجامع الصغير"، للسيوطي >> حرف الهمزة
777- اسم الله الأعظم في ست آيات من آخر سورة الحشر.
(فر) عن ابن عباس.
***
المستدرك على الصحيحين،الإصدار 2.02 - للإمام محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري.
المجلد الأول >> - 17- كتاب: الدعاء، والتكبير، والتهليل، والتسبيح، والذكر

1861 / 61 - أخبرني أحمد بن محمد بن إسماعيل بن مهران، ثنا هشام بن عمار، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا عبد الله بن العلاء قال:
سمعت القاسم يحدث عن أبي أمامة:
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن اسم الله الأعظم في ثلاث سور من القرآن، في: سورة البقرة، وآل عمران، وطه).
قال القاسم: فالتمستها، إنه الحي القيوم.
***
المستدرك على الصحيحين،الإصدار 2.02 - للإمام محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري.
المجلد الأول >> - 17- كتاب: الدعاء، والتكبير، والتهليل، والتسبيح، والذكر
1865 / 65 - حدثنا الزبير بن عبد الواحد الحافظ، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، ثنا أحمد بن عمرو بن بكر السكسكي، حدثني أبي، عن محمد بن يزيد، عن سعد بن المسيب، عن سعد بن مالك - رضي الله تعالى عنه - قال:
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يقول: (هل أدلكم على اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى؟ الدعوة التي دعا بها يونس حيث ناداه في الظلمات الثلاث:
لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين).
فقال رجل: يا رسول الله، هل كانت ليونس خاصة أم للمؤمنين عامة؟
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ألا تسمع قول الله - عز وجل -: {ونجيناه من الغم، وكذلك ننجي المؤمنين}[الأنبياء: 88].
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أيما مسلم دعا بها في مرضه أربعين مرة، فمات في مرضه ذلك أعطي أجر شهيد، وإن برأ برأ، وقد غفر له جميع ذنوبه). (ج/ص: 1/ 686)
***
المستدرك على الصحيحين،الإصدار 2.02 - للإمام محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري.
المجلد الأول >> - 17- كتاب: الدعاء، والتكبير، والتهليل، والتسبيح، والذكر
1866 / 66 - أخبرنا أبو عبد الله الصفار، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني عمار بن نصر، ثنا الوليد بن مسلم، حدثني عبد الله بن العلاء بن زبر، ثنا القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة - رضي الله تعالى عنه -:
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن اسم الله الأعظم لفي ثلاث سور من القرآن: في سورة البقرة، وآل عمران، وطه).
فالتمستها فوجدت في سورة البقرة آية الكرسي: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}، وفي سورة آل عمران: {ألم، الله لا إله إلا هو الحي القيوم}، وفي سورة طه: {وعنت الوجوه للحي القيوم}.
خلاصة القول يا أخوة
اسم الله الأعظم موجود في الجمل الآتية :
* لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين
* الله لا إله إلا هو الحي القيوم
* ألم، الله لا إله إلا هو الحي القيوم
* وعنت الوجوه للحي القيوم
إذن مما هو واضح أنه لا توجد كلمة "يهوه" و احدة بالجمل السابقة
سنفرض جدلا أن النصارى يتحدثون عن "احرف" الكلمة و ليس الكلمة نفسها
إذن نطابق أحرف كلمة "يهوه" مع كل الجمل و نرى هل هي بحق تتكرر بينهم أم لا
لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين ( يـ هـ فقط )
* الله لا إله إلا هو الحي القيوم (يـ هـ و ه موجودة )
* ألم، الله لا إله إلا هو الحي القيوم (يـ هـ و ه موجودة )
* وعنت الوجوه للحي القيوم
( الكل موجود ما عدا الهاء الثانية)
و عليه فإنه يتبين مما سبق أن أحرف كلمة "يهوه" غير مشتركة بين الجمل التي يجب أن يكون فيها اسم الله الأعظم
و عليه فإنني أقول أنه ليس كلما تطابقت تفصيلية في قصة بين القرآن و كتابهم المقدس , يشترطت أن تتطابق كل تفاصيل القصة
و خلاصة القول , نحن نؤمن بأن وزير سليمان اسمه آصف بن برخيا و لكن لا نؤمن بأن اسم الله الأعظم هو "يهوه"
...........................................
كتبة الاخ: سعد
=====================================================================((((((((نزول المسيح وقت الفتنة)))))))))))))) د. جمال الحسيني أبوفرحة
أستاذ الدراسات الإسلامية المساعد بجامعة طيبة بالمدينة المنورة
malabufarha@yahoo.com

لقد جاء في نزول المسيح عليه السلام في آخر الزمان أحاديث تصل في مجموعها إلى حد التواتر؛ حتى إن النووي في شرحه على صحيح مسلم بوّب لأحاديث مسلم في ذلك بابين: بابًا بعنوان: "باب بيان نزول عيسى بن مريم حاكمًا بشريعة نبينا"، وبابًا بعنوان: "باب ذكر المسيح بن مريم والمسيح الدجال".
وهذه الأحاديث تصف المسيح عليه السلام في شكله، وفي طريقة نزوله إلى الأرض، وفي سلوكه في بعض المواقف التي يتعرض لها، وفي وظيفته عليه السلام على الأرض، وبأنه تابع لشريعة الإسلام: لا يحكم بشريعته التي كان عليها من قبل، ولا يأتي بشرع جديد؛ مما يحول دون الخلط بينه عليه السلام وبين المسحاء الكذبة الذين تبلى بهم البشرية في كل عصر ومصر منذ رفعه عليه السلام وحتى نزوله في آخر الزمان؛ كما يحول دون محاولات تأويل نزوله عليه السلام بغلبة روحه وسر رسالته على الناس؛ وهو ما ذهب إليه غلام أحمد القادياني في رسالته إلى صلحاء العرب، ومحمد عبده في تفسير المنار.
وعقيدة نزول المسيح عليه السلام لم يختص بها المسلمون فقط؛ بل هي متواترة عند المسيحيين أيضًا؛ ففي إنجيل "متى" يسأل الحواريون المسيح عليه السلام: "قل لنا متى تكون هذه الأمور وما علامة مجيئك ونهاية العالم؟". . وفي سفر أعمال الرسل من الكتاب المقدس: "إن يسوع – أي المسيح - هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقًا إلى السماء".
وكثيرًا ما يثار تساؤل هنا عن الحكمة في نزول عيسى عليه السلام دون غيره من الأنبياء في آخر الزمان.
وأرى أن من حكم ذلك إقامة الحجة على اليهود والنصارى، وإتمام المنة والكرامة على عيسى عليه السلام، ومحمد صلى الله عليه وسلم وأمته.
ذلك أن في نزوله عليه السلام ردًا على اليهود في زعمهم أنهم قتلوه؛ فيتبين كذبهم وأنه عليه السلام هو قاتلهم . . ثم إن اليهود كانوا ولا يزالون ينتظرون منتظرًا لقبته كتبهم المقدسة بالمسيح، فإذا جاء الدجال آخر الزمان اتبعوه على أنه هو مسيحهم المنتظر، ولقبوه بالمسيح؛ فكان نزول عيسى عليه السلام بالذات ليتبين مسيح الهدى من مسيح الضلال.
وفي نزوله عليه السلام كذلك رد على النصارى الذين يزعمون إلوهيته عليه السلام؛ فيكذبهم الله بنزوله وإعلانه بشريته؛ بل وإسلامه وكسره الصليب.
أضف إلى ذلك أن نزوله عليه السلام هو من إكرام الله تعالى له بأن جعله من أمة الإسلام (خير أمة أخرجت للناس) آل عمران:110.
كما أنه من إكرام الله تعالى لرسوله محمد – صلى الله عليه وسلم- أن جعل من أمته وأتباعه نبيًا مرسلا.
كما أنه من إكرام الله تعالى لأمة محمد – صلى الله عليه وسلم- أن جعل فيهم نبيًا كحاكم مقسط في أشد أوقات محنتها وفتنتها مع المسيح الدجال.
تلك الفتنة التي قال فيها النبي – صلى الله عليه وسلم- : "من سمع بالدجال فلينأ عنه؛ فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات" رواه أبو داود وأحمد. وقال فيها: "ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجال" رواه مسلم. وفي رواية: " ....فتنة أكبر من فتنة الدجال" رواه أحمد. وقال: "إنه لم تكن فتنة في الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال، وإن الله لم يبعث نبيًا إلا حذر أمته الدجال" رواه ابن ماجه.
وصدق رسول الله– صلى الله عليه وسلم- فها هو إنجيل مرقس من العهد الجديد يحذر على لسان المسيح عليه السلام من تلك الفتنة قائلا:
"وإذا رأيتم المخرب الشنيع قائمًا . . . فستكون تلك الأيام أيام شدة لم يحدث مثلها منذ بدء الخليقة التي خلقها الله إلى اليوم ولن يحدث، ولو لم يقصر الله تلك الأيام لما نجا أحد من البشر؛ ولكن من أجل المختارين الذين اختارهم قصر تلك الأيام، وعندئذ إذا قال لكم أحد من الناس: ها هو المسيح هنا، ها هو ذا هناك فلا تصدقوه؛ فسيظهر مسحاء دجالون، وأنبياء كذابون، يأتون بآيات وعجائب ليضلوا المختارين لو أمكن الأمر؛ أما أنتم فاحذروا فقد أنبأتكم بكل شيء . . . وحينئذ يرى الناس ابن الإنسان – أي المسيح- آتيًا في الغمام في تمام العزة والجلال".
وها هو سفر دانيال من العهد القديم يحذر على لسان دانيال عليه السلام من تلك الفتنة واصفًا إياها بأنها: "ضيق لم يكن له مثيل منذ أن وجدت أمة حتى ذلك الزمان".
أعاذنا الله من تلك الفتنة، وله الحمد منا، والمنة علينا، إنه لطيف خبير.
-------------------------------------------------
عنوان المراسلات:المملكة العربية السعودية - المدينة المنورة – جامعة طيبة – كلية المجتمع – ص.ب: (2898) ت: 0508628894=====================================================((((((((((((((الرد على الأخطاء اللغوية المزعومة حول القرآن الكريم

يتهجم المنصرون والمستشرقون وجهلة اللغة العربية على بعض الصور النحوية أو البلاغية التى لا يفهمونها فى القرآن الكريم ، سواء أكان هذا عن عمد أم عن جهل، فهو نفس حال الذى يريد أن يخبأ نور الشمس بمنديل يمسكه فى يديه.
1 - رفع المعطوف على المنصوب

س 106: جاء في سورة المائدة 5: 69 (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ). وكان يجب أن ينصب المعطوف على اسم إن فيقول والصابئين كما فعل هذا في سورة البقرة 2: 62 والحج 22: 17.

الجواب : لو كان في الجملة اسم موصول واحد لحق لك أن تنكر ذلك ، لكن لا يلزم للاسم الموصول الثاني أن يكون تابعا لإنَّ. فالواو هنا استئنافية من باب إضافة الجُملة للجملة ، وليست عطفا على الجملة الأولى.

لذلك رُفِعَ ( والصابئون ) للإستئناف ( اسم مبتدأ ) وخبره محذوف تقديره والصابئون كذلك أى فى حكمهم. والفائدة من عدم عطفهم على مَن قبلهم هو أن الصابئين أشد الفرق المذكورين فى هذه الآية ضلالاً ، فكأنه قيل: كل هؤلاء الفرق إن آمنوا وعملوا الصالحات قَبِلَ اللهُ تَوْبتهم وأزال ذنبهم ، حتى الصابئون فإنهم إن آمنوا كانوا أيضاً كذلك.
و هذا التعبير ليس غريبا في اللغة العربية، بل هو مستعمل فيها كقول بشر بن أبي خازم الأسدي الذي قال :
إذا جزت نواصي آل بدر فأدوها وأسرى في الوثاق *** وإلا فاعلموا أنــا وأنـتم بغـاة ، ما بقـينا في شـقاق
والشاهد في البيت الثاني ، حيث ( أن ) حرف مشبه بالفعل، ( نا ) اسمها في محل نصب، و( أنتم ) الواو عاطفة وأنتم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ، وبغاة خبر أن ( أو أنتم ) مرفوع، والخبر الثاني محذوف، وكان يمكن أن يقول فاعلموا أنا بغاة وأنتم بغاة، لكنه عطف مع التقديم وحذف الخبر ، تنبيها على أن المخاطبين أكثر اتصافا بالبغي من قومه هو ، فقدم ذكرهم قبل إتمام الخبر لئلا يدخل قومه في البغي ــ وهم الأقل فيه ــ قبل الآخرين
ونظيره أيضا الشاهد المشهور لضابئ بن الحارث البرجمي :
فمن يك أمسى في المدينة رحله *** فإني وقـيار بها لغريب
وقيار هو جمله ، معطوف على اسم إن منصوب بها
أراد ان يقول : إني بها لغريب ، وقيار كذلك غريب
ومثله أيضا قول قيس بن الخطيم: نحن بما عندنا وأنت بما عندك راضِ والرأي مختلف
وقيل فيه أيضاً: إنَّ لفظ إنَّ ينصب المبتدأ لفظا ويبقى مرفوعا محلا، فيصح لغة أن تكون ( والصابئون ) معطوفة على محل اسم إن سواء كان ذلك قبل مجيء الخبر أو بعده ، أو هي معطوفة على المضمر في ( هادوا ).

2 - نصب الفاعل
س 107: جاء في سورة البقرة 2: 124 (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ). وكان يجب أن يرفع الفاعل فيقول الظالمون .
الجواب : ينال فعل متعدى بمعنى (يشمل أو يَعُم) كما فى الآية أى لا يشمل عهدى الظالمين، فعهدى هنا فاعل، والظالمين مفعول به.
مثال لذلك لقد ناله ظلماً، وأسفنا لما ناله من إهانة.
والإمامة والعهد بالإمامة هنا معناه النبوة، وبذلك تكون جواباً من الله على طلب نبينا إبراهيم أن يجعل النبوة فى ذريته فوافقه الله إلا أنه استثنى الظالمين، كما لو أنه أراد قول (إلا الظالمين من ذريتك).
وتجىء أيضاً بمعنى حصل على مثل: نال الظالم جزاءه.
ومن مصادر اللغة , المعجمات القديمة التي جمعها (لسان العرب) وها هو يقول: والعرب تقول: "نالني من فلان معروف ينالني أي وصل إلي منه معروف" لسان العرب 11/685
3- جعل الضمير العائد على المفرد جمعاً
س 113: جاء في سورة البقرة 2: 17 (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ) . وكان يجب أن يجعل الضمير العائد على المفرد مفرداً فيقول ذهب الله بنوره .
الجواب : فهو هنا لم يشبه الجماعة بالواحد وإنما شبهت قصتهم بقصة المستوقد. ومثال ذلك قوله: (مثل الذين حُمِّلوا التوراة ثمَّ لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا) [الجمعة 5]. فلما أضاءت ما حوله أضاءت أيضاً للآخرين ، فكان عقاب الله أنها ذهبت بأبصارهم جميعاً، لاحظ أن الله يضرب المثل بقوم استوقد أحدهم ناراً فلمَّا أضاءت ما حول فاعل هذه النار أضاءت أيضاً حول ذهب الله بأبصار هذا القوم.
ونلاحظ أنه قال (ذهب) وهى أبلغ من أذهب لأن ذهب بالشىء اسطحبه ومضى به معه، فكأنما أراد الله أن يذكرهم أنه يرون بنور الله وفى معيته، وحيث أنهم اختاروا طريق الظلمة فقد أخذ الله نوره وتركهم فى ظلمات أنفسهم التى اختاروا البقاء فيها.
4 - تذكير خبر الاسم المؤنث
س 108: جاء في سورة الأعراف 7: 56 (وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِين).
وكان يجب أن يتبع خبر إن اسمها في التأنيث فيقول قريبة .
الجواب : إن كلمة قريب على وزن فعيل، وصيغة فعيل يستوى فيها المذكر والمؤنث.
5 - تأنيث العدد وجمع المعدود
س 109: جاء في سورة الأعراف 7: 160 (وَقَطَّعْنَاهُمْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً) . وكان يجب أن يذكر العدد ويأتي بمفرد المعدود فيقول اثني عشر سبطاً .
الجواب : لأن تمييز (اثنتي عشرة) ليس هو (أسباطا) [لأن تمييز الأعداد من 11 إلى 99 مفرد منصوب] بل هو مفهوم من قوله تعالى (و قطعناهم)، والمعنى اثنتي عشرة قطعة أي فرقة، وهذا التركيب في الذروة العليا من البلاغة، حيث حذف التمييز لدلالة قوله (وقطعناهم) عليه ، وذكر وصفا ملازما لفرق بني إسرائيل وهم الأسباط بدلا من التمييز. وعند القرطبي أنه لما جاء بعد السبط (أمما) ذهب التأنيث إلى الأمم ، وكلمة (أسباطا) بدل من (اثنتي عشرة)، وكلمة (أمما) نعت للأسباط. وأسباط يعقوب من تناسلوا من أبنائه ، ولو جعل الأسباط تمييزه فقال: اثني عشر سبطا، لكان الكلام ناقصا لا يصح في كتاب بليغ؟ لأن السبط يصدق على الواحد، فيكون أسباط يعقوب اثني عشر رجلا فقط، ولهذا جمع الأسباط و قال بعدها (أمما) لأن الأمة هي الجماعة الكثيرة، وقد كانت كل فرقة من أسباط يعقوب جماعة كبيرة. [واثنتى هنا مفعول به ثانى ، والمفعول به الأول (هم)].
6 - جمع الضمير العائد على المثنى
س 110:جاء في سورة الحج 22: 19(هذانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ). وكان يجب أن يثنّي الضمير العائد على المثنّى فيقول خصمان اختصما في ربهما.

الجواب : الجملة في الآية مستأنفة مسوقة لسرد قصة المتبارزين يوم بدر وهم حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث وعتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة. التقدير هؤلاء القوم صاروا في خصومتهم على نوعين. وينضوي تحت كل نوع جماعة كبيرة من البشر. نوع موحدون يسجدون لله وقسم آخر حق عليه العذاب كما نصت عليه الآية التي قبلها.
7 - أتى باسم الموصول العائد على الجمع مفرداً
س 111: جاء في سورة التوبة 9: 69 (وَخُضْتُمْ كَالذِي خَاضُوا). وكان يجب أن يجمع الاسم الموصول العائد على ضمير الجمع فيقول خضتم كالذين خاضوا.
الجواب : المتعلق (الجار والمجرور) محذوف تقديره كالحديث الذى خاضوا فيه. كأنه أراد أن يقول وخضتم فى الحديث الذى خاضوا هم فيه.
8 - جزم الفعل المعطوف على المنصوب
س 112: جاء في سورة المنافقون 63: 10 (وَأَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلاَ أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ) وكان يجب أن ينصب الفعل المعطوف على المنصوب فأَصدق وأَكون .
الجواب : وفي النقطة الخامسة يقال : إن الكلمة (وأكن) تقرأ بالنصب والجزم ، أما النصب فظاهر لأنها معطوفة على (فأُصدق) المنصوب لفظا في جواب (لولا)، وأما الجزم فلأن كلمة (فأصدق ) وإن كانت منصوبة لفظا لكنها مجزومة محلا بشرط مفهوم من قوله (لولا أخرتني)،حيث إن قوله (فأصدق) مترتب على قوله (أخرتني)، فكأنه قال: إن أخرتني أصدق وأكن. وقد وضع العلماء قاعدة فقالوا: إن العطف على المحل المجزوم بالشرط المفهوم مما قبله جائز عند العرب ، ولو لم تكن الفاء لكانت كلمة أصدق مجزومة، فجاز العطف على موضع الفاء.
[فالواو هنا من باب عطف الجملة على الجملة وليست من باب عطف الفعل على الفعل ، وهو مجزوم فى باب الطلب (الأمر) لأن الطلب كالشرط.]
دهم ناراً فلمَّا أضاءت ما حول فاعل هذه النار أضاءت أيضاً حول ذهب الله بأبصار هذا القوم.
9 - جعل الضمير العائد على المفرد جمعاً
س 113: جاء في سورة البقرة 2: 17 (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ) . وكان يجب أن يجعل الضمير العائد على المفرد مفرداً فيقول ذهب الله بنوره .
الجواب : فهو هنا لم يشبه الجماعة بالواحد وإنما شبهت قصتهم بقصة المستوقد. ومثال ذلك قوله: (مثل الذين حُمِّلوا التوراة ثمَّ لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا) [الجمعة 5]. فلما أضاءت ما حوله أضاءت أيضاً للآخرين ، فكان عقاب الله أنها ذهبت بأبصارهم جميعاً، لاحظ أن الله يضرب المثل بقوم استوقد أحدهم ناراً فلمَّا أضاءت ما حول فاعل هذه النار أضاءت أيضاً حول ذهب الله بأبصار هذا القوم.
ونلاحظ أنه قال (ذهب) وهى أبلغ من أذهب لأن ذهب بالشىء اصطحبه ومضى به معه، فكأنما أراد الله أن يذكرهم أنه يرون بنور الله وفى معيته، وحيث أنهم اختاروا طريق الظلمة فقد أخذ الله نوره وتركهم فى ظلمات أنفسهم التى اختاروا البقاء فيها.
10 - نصب المعطوف على المرفوع
س 114: جاء في سورة النساء 4: 162 (لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ مِنْهُمْ وَالمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالمُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً). وكان يجب أن يرفع المعطوف على المرفوع فيقول والمقيمون الصلاة .
الجواب : (والمقيمين الصلاة) أي وأمدح المقيمين الصلاة، وفي هذا مزيد العناية بهم، فالكلمة منصوبة على المدح.
[هذه جملة اعتراضية بمعنى (وأخص وأمدح) وهى مفعول به لفعل محذوف تقديره (وأمدح) لمنزلة الصلاة ، فهى أول ما سيحاسب عليه المرء يوم القيامة. وفيها جمال بلاغى حيث يلفت فيها آذان السامعين لأهمية ما قيل.
أما (والمؤتون) بعدها على الرفع فهى معطوفة على الجملة التى قبلها.]

11- نصب المضاف إليه
س 115: جاء في سورة هود 11: 10 (وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ). وكان يجب أن يجرَّ المضاف إليه فيقول بعد ضراءِ .
الجواب : يعرف دارسى اللغة العربية أن علامات جر الاسم هى (الكسرة أو الياء أو الفتحة فى الممنوع من الصرف): فيجر الاسم بالفتحة فى المفرد وجمع التكسير إذا كانت مجردة من ال والإضافة وتُجَر الأسماء الممنوعة من الصرف بالفتحة حتى لو كانت مضافة ، ولا يلحق آخرها تنوين.
وتسمى الكسرة علامة الجر الأصلية، وتسمى الياء والفتحة علامتى الجر الفرعيتين.
ويمنع من الصرف إذا كان على وزن صيغة منتهى الجموع أى على وزن (أفاعل – أفاعيل – فعائل – مفاعل – مفاعيل – فواعل – فعاليل) مثل: أفاضل – أناشيد – رسائل – مدارس – مفاتيح – شوارع – عصافير.
والاسم المؤنث الذى ينتهى بألف التأنيث المقصورة (نحو: سلوى و نجوى) أو بألف التأنيث الممدودة (نحو: حمراء – صحراء – أصدقاء) سواء أكان علماً أم صفة أم اسماً ، وسواء أدلَّ على مفرد أم دلَّ على جمع.
لذلك فتح ضرَّاءَ لأنه اسم معتل آخره ألف تأنيث ممدودة وهى ممنوعة من الصرف.
وما يُمنع من الصرف تكون علامة جره الفتحة عوضا عن الكسرة ما لم يضف أو يعرف بـ(أل) التعريف .
12- أتى بجمع كثرة حيث أريد القلة
س 116: جاء في سورة البقرة 2: 80(لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً).وكان يجب أن يجمعها جمع قلة حيث أنهم أراد القلة فيقول أياماً معدودات .
الجواب : ورد فى القرآن: (إلاَّ أياماً معدودات) [آل عمران 24] و (فى أيَّامٍ معدودات) [البقرة 203] و (فى أيامٍ معلومات) [الحج 28].
إذا كان الاسم مذكراً فالأصل فى صفة جمعه التاء: رجال مؤمنة ، كيزان مكسورة ، ثياب مقطوعة ؛ وإن كان مؤنثاً كان الأصل فى صفة جمعه الألف والتاء: نساء مؤمنات ، جِرارٌ مكسورات.
إلا أنه قد يوجد نادراً الجمع بالألف والتاء مع الاسم المذكر مثل: حمَّام حمَّامات.
فالله تعالى تكلم فى سورة البقرة بما هو الأصل وهو قوله تعالى (أياماً معدودة) وفى آل عمران بما هو الفرع.
وعلى ذلك يجوز فى جمع التكسير لغير العاقل أن ينعت بالمفرد المؤنث أو الجمع، فنقول: جبال شامخة وجبال شامخات ، ورود حمراء وورود حمراوات. وفى رأى آخر أنها تعنى أياماً قليلة مثل (دراهم معدودة). ولكن الأكثر أن (معدودة) في الكثرة ، و(معدودات) في القلة (فهي ثلاثة أيام المبيت في منى) وهي قليلة العدد.
13- أتى بجمع قلة حيث أريد الكثرة
س 117: جاء في سورة البقرة 2: 183 و184 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَات). وكان يجب أن يجمعها جمع كثرة حيث أن المراد جمع كثرة عدته 30 يوماً فيقول أياماً معدودة .
الجواب : (أياماً معدودات) أى مقدورات بعدد معلوم ، أو قلائل ، فكأنما يريد الله أن يقول: إنى رحمتكم وخففت عنكم حين لم أفرض عليكم صيام الدهر كله ، ولا صيام أكثره ، ولو شئت لفعلت ذلك ولكنى رحمتكم وما أوجبت الصوم عليكم إلا فى أيام قليلة.

ويجوز فى جمع التكسير لغير العاقل أن ينعت بالمفرد المؤنث أو الجمع، فنقول: جبال شامخة وجبال شامخات ، ورود حمراء وورود حمراوات.
14- جمع اسم علم حيث يجب إفراده
س 118: جاء في سورة الصافات 37: 123-132 (وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ... سَلاَمٌ عَلَى إِلْيَاسِينَ ... إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المُؤْمِنِين). فلماذا قال إلياسين بالجمع عن إلياس المفرد؟ فمن الخطا لغوياً تغيير اسم العلَم حباً في السجع المتكلَّف.
وجاء في سورة التين 95: 1-3 وَالتِّينِ وَالزَيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا البَلَدِ الأَمِينِ . فلماذا قال سينين بالجمع عن سيناء؟ فمن الخطأ لغوياً تغيير اسم العلَم حباً في السجع المتكلف.
الجواب : إن اسم إلياس معرب عن العبرية ، فهو اسم علم أعجمي ، مثل إبراهيم وأبرام ، فيصح لفظه إلياس و إلياسين ، وهما إسمان لنبي واحد ، ومهما أتى بلفظ فإنه لا يعني مخالفة لغة العرب ، ولا يعترض على أهل اللغة بما اصطلحوا على النطق به بوجه أو بأكثر. فالاسم ليس من الأسماء العربية حتى يقال هذا مخالف للغة العرب، وكذلك لفظ سيناء يطلق سينين وسَيْنين وسيناء بفتح السين وكسرها فيهما. ومن باب تسمية الشيء الواحد بتسميات متشابهة أيضاً كتسمية مكة بكة.
15- أتى باسم الفاعل بدل المصدر
س 119: جاء في سورة البقرة 2: 177 (لَيْسَ َالبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ وَلَكِنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَالمَلائِكَةِ وَالكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ). والصواب أن يُقال ولكن البر أن تؤمنوا بالله لأن البر هو الإيمان لا المؤمن.
الجواب : يقول الأمام الرازى أنه حذف فى هذه الآية المضاف كما لو أراد قول (ولكن البر كل البر الذى يؤدى إلى الثواب العظيم بر من آمن بالله. وشبيه ذلك الآية (أجعلتم سقاية الحاجِّ ... كَمَنْ ءامَنَ) [التوبة 19] وتقديره: أجعلتم أهل سقاية الحاج كمن آمن؟ ، أو أجعلتم سقاية الحاج كإيمان من آمن؟ ليقع التمثيل بين مصدرين أو بين فاعلين، إذ لا يقع التمثيل بين مصدر وفاعل.
وقد يُقصدً بها الشخص نفسه فتكون كلمة (البرَّ) هنا معناها البار مثل الآية (والعاقبة للتقوى) [طه 132] أى للمتقين ، ومثله قول الله تعالى (أرأيتم إن أصبح ماءُكم غوراً) [المُلك 30] أى غائراً.
وقد يكون معناها ولكنَّ ذا البر ، كقوله: (هم درجات عند ربهم) [آل عمران 163] أى ذو درجات.

وكأن السائل بولسيّ المنهج الذي يرى الإيمان شيئا غير العمل. ولهذا لاحظ فيها مخالفة لمنهجه فقال: لأن البر هو الإيمان. كما قال بولس من قبله: (إذ نحسب أن الانسان يتبرر بالإيمان بدون أعمال الناموس) رومية 3: 28 فليذهب وليقرأ سفر يعقوب المناقض لعقيدة بولس مخالفا كل نص العهد القديم والجديد. (10لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِماً فِي الْكُلِّ. 11لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ» قَالَ أَيْضاً: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلَكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّياً النَّامُوسَ.) يعقوب 2: 10-11 و (18لَكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: «أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ!» أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي. 19أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ! 20وَلَكِنْ هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَعْلَمَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الْبَاطِلُ أَنَّ الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ؟ 21أَلَمْ يَتَبَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَدَّمَ إِسْحَاقَ [وهذا خطأ من الكاتب إذ أنه إسماعيل] ابْنَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ؟ 22فَتَرَى أَنَّ الإِيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَبِالأَعْمَالِ أُكْمِلَ الإِيمَانُ،) يعقوب 2: 18-22
ويقول العهد القديم: قال موسى وهارون لله: («اللهُمَّ إِلهَ أَرْوَاحِ جَمِيعِ البَشَرِ هَل يُخْطِئُ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَتَسْخَطَ عَلى كُلِّ الجَمَاعَةِ؟») (العدد 16 : 22)
(16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) (التثنية 24 : 16)
( 19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟ ) (حزقيال 18 : 19- 23)
والصحيح أن الإيمان عمل. إذن فالبر هو عمل المؤمن. فيصير معنى الآية ولكن البر هو أن يعمل الإنسان كذا وكذا ، فالإيمان بالله من الأعمال الإيمانية وتتضمن أعمالا للقلب تبعث على عمل الجوارح كالخشية والخضوع والتوكل والخوف والرجاء. وهذه كلها تبعث على العمل الصالح.
16- نصب المعطوف على المرفوع
س 120: جاء في سورة البقرة 2: 177 (وَالمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي البَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ البَأْسِ). وكان يجب أن يرفع المعطوف على المرفوع فيقول والموفون... والصابرون .
الجواب : الصابرين هنا مفعولاً به لفعل محذوف تقديره وأخص بالمدح الصابرين، والعطف هنا من باب عطف الجملة على الجملة.
17- وضع الفعل المضارع بدل الماضي
س 121: جاء في سورة آل عمران 3: 59 (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُون) . وكان يجب أن يعتبر المقام الذي يقتضي صيغة الماضي لا المضارع فيقول قال له كن فكان .
19- أتى بتركيب يؤدي إلى اضطراب المعنى
س 123: جاء في سورة الفتح 48: 8 و9(إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيرا لتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً). وهنا ترى اضطراباً في المعنى بسبب الالتفات من خطاب محمد إلى خطاب غيره. ولأن الضمير المنصوب في قوله تعزّروه وتوقروه عائد على الرسول المذكور آخراً وفي قوله تسبحوه عائد على اسم الجلالة المذكور أولاً. هذا ما يقتضيه المعنى. وليس في اللفظ ما يعينه تعييناً يزيل اللبس. فإن كان القول تعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً عائداً على الرسول يكون كفراً، لأن التسبيح لله فقط. وإن كان القول تعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً عائداً على الله يكون كفراً، لأنه تعالى لا يحتاج لمن يعزره ويقويه!!
الجواب : نعم. فإن كان القول تعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً عائداً على الرسول يكون كفراً، لأن التسبيح لله فقط.
بعد أن قال تعالى (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيرا) فقد بيَّنَ فائدة وأسباب الإرسال المرتبطة بلام التعليل ليعلم الرسول والناس كلهم السبب من إرساله لذلك قال (لتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً).
والخطاب هنا للرسول فى الإرسال ، ثم توجه للمؤمنين به ليبين لهم أسباب إرساله لهذا الرسول. كما لو خاطب المدرس أحد تلاميذه أمام باقى تلاميذ الفصل، فقال له: لقد أرسلتك إلى زملائك لتعلموا كلكم بموعد الإمتحان.
20- نوَّن الممنوع من الصرف
س 124: وجاء في سورة الإنسان 76: 4 (إِنَّا أَعْتَدْنَال للْكَافِرِينَ سَلاَسِلاً وَأَغْلاَلاً وَسَعِيراً). فلماذا قال سلاسلاً بالتنوين مع أنها لا تُنوَّن لامتناعها من الصرف؟
الجواب : سلاسلاً ليست من أوزان الأسماء الممنوعة من الصرف الخاصة بصيغة منتهى الجموع. وأوزان الأسماء التى على صيغة منتهى الحموع هى:
(أفاعل – أفاعيل – فعائل – مفاعل – مفاعيل – فواعل – فعاليل) مثل: أفاضل – أناشيد – رسائل – مدارس – مفاتيح – شوارع – عصافير.
ويمنع الاسم من الصرف فى صيغة منتهى الجموع بشرط أن يكون بعد ألف الجمع حرفين ، أو ثلاثة أوسطهم ساكن:
1- مساجد: تمنع من الصرف لأنها على وزن مفاعل (صيغة منتهى الجموع) ولأن بعد الألف حرفان.
2- مصابيح: تمنع من الصرف لأنها على وزن مفاعيل (صيغة منتهى الجموع) ولأن بعد الألف ثلاثة أحرف أوسطهم ساكن.
وقد قرأت سلاسلَ بدون تنوين على لغة من لغات أهل العرب التى تصرِّف كل الأسماء الممنوعة من الصرف فى النثر. أو أن تكون الألف المنونة فى سلاسلاً بدلاً من حرف الإطلاق. (الكشاف للزمخشرى ج 4 ص 167)
وكذلك جاء في سورة الإنسان 76: 15 (وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا) بالتنوين مع أنها لا تُنّوَن لامتناعها عن الصرف؟ إنها على وزن مصابيح.
الجواب : لو رجعتم للمصحف لعرفتم أن قواريرا غير منونة ، فهى غير منونة على قراءة عاصم وكثيرين غيره، ولكن قرأ الإمامان النحويان الكسائى الكوفى، ونافع المدنى قواريراً منصرفة ، وهذا جائز فى اللغة العربية لتناسب الفواصل فى الآيات.
21- تذكير خبر الاسم المؤنث
س 125: جاء في سورة الشورى 42: 17 (اللهُ الذِي أَنْزَلَ الكِتَابَ بِالحَقِّ وَالمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ). فلماذا لم يتبع خبر لعل اسمها في التأنيث فيقول قريبة؟
الجواب : خبر لعل هنا محذوف لظهوره البيَّن تقديره لعل حدوث الساعة قريب.
وفيه أيضا فائدة وهي أن الرحمة والرحم عند العرب واحد فحملوا الخبر على المعنى. ومثله قول القائل: إمرأة قتيل. ويؤيده قوله تعالى: (هذا رحمة من ربي) فأتى اسم الإشارة مذكرا. ومثله قوله تعالى: (والملائكة بعد ذلك ظهير).
وقد جهل المعترض بأنه المذكر والمؤنث يستويان في أوزان خمسة :
1 – (فعول): كرجل صبور وامرأة صبور.
2 – (فعيل): كرجل جريح وامرأة جريح.
3 – (مفعال): كرجل منحار وامرأة منحار أي كثير النحر.
4 – (فعيل): بكسر الميم مثل مسكين، فنقول رجل مسكين، وامرأة مسكين.
5 – (مِفعَل): بكسر الميم وفتح العين. كمغشم وهو الذي لا ينتهي عما يريده ويهواه من شجاعته. ومدعس من الدعس وهو الطعن.
22- أتى بتوضيح الواضح
س 126: جاء في سورة البقرة 2: 196 (فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَاِملَةٌ) . فلماذا لم يقل تلك عشرة مع حذف كلمة كاملة تلافيا لإيضاح الواضح، لأنه من يظن العشرة تسعة؟
الجواب : إن التوكيد طريقة مشهورة فى كلام العرب ، كقوله تعالى: (ولكن تَعْمَى القلوب التى فى الصدور) [الحج 46] ، وقوله تعالى: (ولا طائرٌ يطير بجناحيه) [الأنعام 38] ، أو يقول قائل سمعته بأذني ورأيته بعيني ، والفائدة فيه أن الكلام الذى يعبر عنه بالعبارات الكثيرة ويعرف بالصفات الكثيرة، أبعد عن السهو والنسيان من الكلام الذى يعبَّر عنه بالعبارة الواحدة ، وإذا كان التوكيد مشتملاً على هذه الحكمة كان ذكره فى هذا الموضع دلالة على أن رعاية العدد فى هذا الصوم من المهمات التى لا يجوز إهمالها ألبتة.

وقيل أيضاً إن الله أتى بكلمة (كاملة) لبيان الكمال من ثلاثة أوجه: أنها كلمة فى البدل عن الهَدىْ قائمة مقامه ، وثانيهما أنها كاملة فى أن ثواب صاحبه كامل مثل ثواب من يأتى بالهَدىْ من القادرين عليه ، وثالثهما أنها كاملة فى أن حج المتمتع إذا أتى بهذا الصيام يكون كاملاً ، مثل حج من لم يأت بهذا التمتع.
وذهب الإمام الطبري إلى أن المعنى « تلك عشرة فرضنا إكمالها عليكم، إكمال صومها لمتعتكم بالعمرة إلى الحج، فأخرج ذلك مخرج الخبر.
23- أتى بضمير فاعل مع وجود فاعل

س 127: جاء في سورة الأنبياء 21: 3 (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الذِينَ ظَلَمُوا) مع حذف ضمير الفاعل في أسرّوا لوجود الفاعل ظاهراً وهو الذين .
الجواب : وفي هذه النقطة يقال : إن التركيب مطابق لقواعد اللغة العربية باتفاق علماء اللغة وإن اختلفوا في الفاعل الذي أسنِدَ إليه الفعل، والجمهور على أنه مسند للضمير، والاسم الظاهر بدل منه.
ووجود علامة التثنية والجمع فى الفعل قبل الفاعل لغة طىء وأزد شنوءة، وقلنا من قبل إن القرآن نزل بلغات غير لغة قريش ، وهذا أمر كان لا بد منه ، ومع هذا جاء هذا التعبير فى لغة قريش ، ومنه قول عبد الله بن قيس بن الرقيات يرثى مصعب بن الزبير:
تولى قتال المارقين بنفسه *** وقد أسلماه مبعد وحميم
وقول محمد بن عبد الله العتبى من ولد عتبة بن أبى سفيان الأموى القرشى:
رأين الغوانى الشيب لاح بعارضى *** فأعرضن عنى بالخدود النواضر
[الذين ظلموا ليست هنا فاعلاً مكرراً ، فكلمة أسر هى الفعل ، والواو فاعله، والنجوى مفعول به، والذين نعت صفاتهم بأنهم ظلموا]
24- الالتفات من المخاطب إلى الغائب قبل إتمام المعنى
س 128: جاء في سورة يونس 10: 22 (حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ). فلماذا التفت عن المخاطب إلى الغائب قبل تمام المعنى؟ والأصحّ أن يستمر على خطاب المخاطب.
الجواب : 1- المقصود هو المبالغة كأنه تعالى يذكر حالهم لغيرهم لتعجيبهم منها ، ويستدعى منهم مزيد الإنكار والتقبيح. فالغرض هنا بلاغى لإثارة الذهن والإلتفات لما سيفعله هؤلاء المُبعدين من نكران لصنيع الله بهم.
2- إن مخاطبته تعالى لعباده، هى على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم، فهى بمنزلة الخبر عن الغائب ، وكل من أقام الغائب مقام المخاطب ، حسن منه أن يرده مرة أخرى إلى الغائب.
3- إن الإنتقال فى الكلام من لفظ الغيبة إلى الحضور هو من باب التقرب والإكرام كقوله تعالى: (الحمد لله ربَّ العالمين * الرحمن الرحيم) [الفاتحة 2-3] وكله مقام الغيب ، ثم انتقل منها إلى قوله تعالى: (إيَّاكَ نعبدُ وإيَّاكَ نستعين) [الفاتحة 5] ، وهذا يدل على أن العبد كأنه انتقلَ من مقام الغيبة إلى مقام الحضور ، وهو يوجب علو الدرجة ، وكمال القرب من خدمة رب العالمين.
أما إذا انتقل الخطاب من الحضور إلى الغيب وهو من أعظم أنواع البلاغة كقوله: (هو الذى يُسَيَّركم) ينطوي على الامتنان وإظهار نعمة المخاطبين، (حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الفُلْكِ) (وَجَرَيْنَ بِهِمْ) ولما كان المسيرون في البر والبحر مؤمنين وكفارا والخطاب شامل لهم جميعا حسن الخطاب بذلك ليستديم الصالح الشكر، ولعل الطالح يتذكر هذه النعمة فيتهيأ قلبه لتذكر وشكر مسديها.
ولما كان في آخر الآية ما يقتضي أنهم إذا نجوا بغوا في الأرض، عدل عن خطابهم بذلك إلى الغيبة، لئلا يخاطب المؤمنين بما لا يليق صدوره منهم وهو البغي بغير الحق.، فهذا يدل على المقت والتبعيد والطرد ، وهو اللائق بحال هؤلاء ، لأن من كان صفته أنه يقابل إحسان الله تعالى إليه بالكفران، كان اللائق به ماذُكِرَ. ففيها فائدتان: المبالغة والمقت أوالتبعيد.
25- أتى بضمير المفرد للعائد على المثنى
س 129: جاء في سورة التوبة 9: 62 (وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ). فلماذا لم يثنّ الضمير العائد على الاثنين اسم الجلالة ورسوله فيقول أن يرضوهما؟
الجواب : 1- لا يُثنَّى مع الله أحدٌ ، ولا يُذكر الله تعالى مع غيره بالذكر المُجْمَل ، بل يجب أن يفرد بالذكر تعظيماً له.
2- ثم إن المقصود بجميع الطاعات والعبادات هو الله ، فاقتصر على ذكره.
3- ويجوز أن يكون المراد يرضوهما فاكتفى بذكر الواحد كقوله: نحن بما عندنا وأنت بما عندك راضٍ والرأى مختلفُ أى نحن بما عندنا راضون.
4- أن العالم بالأسرار والضمائر هو الله تعالى ، وإخلاص القلب لا يعلمه إلا الله ، فلهذا السبب خصَّ الله تعالى نفسه بالذكر.
5- كما أن رضا الرسول من رضا الله وحصول المخالفة بينهما ممتنع فهو تابع لرضاء ربه ، لذلك اكتفى بذكر أحدهما كما يقال: إحسان زيد وإجماله نعشنى وجبرنى. وقد قال أهل العلم: إن إفراد الضمير لتلازم الرضاءين.
6- أو على تقدير: والله أحق أن يرضُوه ورسوله كذلك، كما قال سيبويه: فهما جملتان حذف خبر إحداهما لدلالة الثاني عليه والتقدير: والله أحق أن يرضوه ورسوله كذلك.
26- أتى باسم جمع بدل المثنى
س 130: جاء في سورة التحريم 66: 4 (إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا). والخطاب (كما يقول البيضاوي). موجّه لحفصة وعائشة. فلماذا لم يقل صغا قلباكما بدل صغت قلوبكما إذ أنه ليس للاثنتين أكثر من قلبين؟
الجواب : القلب متغير فهو لا يثبت على حال واحدة ، فلذلك جمعه فصار قلب الإنسان قلوب ، فالحواس كلها تُفرَد ما عدا القلب: ومثل ذلك (وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة) [النحل 78] ، ولعل المراد به هو جمع بناء على القلة تنبيهاً على هناك الكثير من يسمع الحق بل ويراه ، لكن هناك قلة من القلوب التى تستجيب وتخشع لله.
أن الله قد أتى بالجمع في قوله (قلوبكما) وساغ ذلك لإضافته إلى مثنى وهو ضميراهما. والجمع في مثل هذا أكثر استعمالا من المثنى. فإن العرب كرهوا اجتماع تَثْنيَيْن فعدلوا إلى الجمع لأن التثنية جمع في المعنى والإفراد.
ولا يجوز عند البصريين إلا في الشعر كقوله: حمامة بطن الواديين ترنمي سقاك من العز الفوادي مطيرها.

27- رفع القرآن اسم إنْ
س ...: جاء فى سورة طه الآية 63 (إنْ هذانِ لَساحِرَانِ) وكان يجب أن يقول: إنْ هذين لساحرين
الجواب : إنْ بالسكون وهى مخففة من ان ، وإنْ المخففة تكون مهملة وجوباً إذا جاء بعدها فعل ، أما إذا جاء بعدها اسم فالغالب هو الإهمال نحو: (إنْ زيدٌ لكريم) ومتى أُهمِلَت أ يقترن خبرها باللام المفتوحة وجوباً للتفرقة بينها وبين إنْ النافية كى لا يقع اللّبس. واسمها دائماً ضمير محذوف يُسمَّى ضمير (الشأن) وخبرها جملة ، وهى هنا (هذان ساحران
كتبة الاخ :الوليد
====================================================================((((((((((((((لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى
أراد الله عز وجل أن يصلنا به وصل العبادية التي تجعلنا نعلن والولاء لله في كل يوم ، خمس مرات ، وسبحانه يريدنا أن نُقبل عليه بجماع عقولنا وفكرنا وروحنا بحيث لا يغيب منا شيء .

هو سبحانه يقول (( لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى )) ولم يقل : لا تصلوا وأنتم سكارى ؟ أي لا تقاربوا الصلاة ولا تقوموا إليها واجتنبوها ، وفيه إشارة إلى ترك المسكرات ، فما معنى ((لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى)) ؟

معنى ذلك أنهم إذا كانوا لا يقربون الصلاة إذا ما شربوا الخمر ، فيكون تحريم المسكرات لم يأت به التشريع بعد ، فقد مر هذا الأمر على مراحل ، لأن الدين حينما جاء ليواجه أمة كانت على فترة من الرسل أي بعدت صلتها بالرسل ، فيجيء إلى أمر العقائد فيتكلم فيها كلاماً حاسماً باتَّا لا مرحلية فيه ، فالإيمان بإله واحد وعدم الشرك بالله هذه أمور ليس فيها مراحل ، ولا هوادة فيها .
ولكن المسائل التي تتعلق بإلف العادة ، فقد جاءت الأوامر فيها مرحلية .
فلا نقسر ولا نكره العادة على غير معتادها بل نحاول أن نتدرج في المسائل الخاضعة للعادة ما دام هناك شيء يقود إلى التعود .

إن الله سبحانه وتعالى من رحمته بمن يشرع لهم جعل في مسائل العادة والرتابة مرحليات ، فهذه مرحلة من المراحل : (( لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى )) ، والصلاة هي : الأقوال والأفعال المعرفة المبدوءة بالتكبير والمنتهية بالتسليم بشرائطها الخاصة ، هذه هي الصلاة ، اصطلاحياً في الإسلام وإن كانت الصلاة في المعنى اللغوي العام هو مطلق الدعاء .
و{ سًكارى } جمع ( سكران ) وهو من شرب ما يستر عقله ، وأصل المسألة مأخوذة من السَّكرْ ما سد به النهر ، فالماء حين ينساب يضعون سداً ، هذا السد يمنع تدفق الماء ، وكذلك الخمر ساعة يشربها تمنع تدفق الفكر والعقل ، فأخذ من هذا المعنى ، (( لا تقربوا الصلاة الصلاة وأنتم سكارى )) المفهوم أن الصلاة تأخذهم خمسة أوقات للقاء الله ، والسكر والخُمار ، وهو ما يمكث من أثر المسْكِر في النفس ، ومادام لن يقرب الصلاة وهو سكران فيمتنع في الأوقات المتقاربة . إذن فقد حملهم على أن يخرقوا العادة بأوقات يطول فيها أمد الابتعاد عن السُكر .
وماداموا قد اعتادوا أن يتركوها طوال النهار وحتى العشاء ، فسيصلي الواحد منهم ثم يشرب وينام .
إذن فقد مكث طوال النهار لم يشرب ، هذه مرحلة من المراحل ، وأوجد الحق سبحانه وتعالى في هذه المسألة مرحليات تتقلبها النفس البشرية . فاول ما جاء ليتكلم عن الخمر قال :
سورة النحل 67
وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ

ويلاحظ هنا أن ( السُكر ) مقدم ، على الرزق الموصوف بالحسن ، ففيه سكر وفيه رزق . كأنهم عندما كانوا يألون العنب أو البلح فهذا رزق ، ووصف الله الرزق بأنه حسن . ولكنهم كانوا أيضاً ياخذون العنب ويصنعون منه خمراً ، فقدم ربنا (السُكرَ) لأنهم يفعلون ذلك فيه ، ولكنه لم يصفه بالحسن ، بل قال : (( تتخذون منه سكراً )) لكن كلمة رزق وُصف بالحسن .
بالله عندما نسمع ((سكَراً ورزقاً حسناً )) ألا نفهم أن كونه سكراً يعني غير حسن ، لأن مقابل الحسن : قبيح . وكأنه قال : ومن ثمرات النخل والأعناب تتخذون منه سكراً أي شراباً قبيحاً ورزقاً حسناً ، ولاهتمامكم أنتم بالسكر ، قدمه ، وبعد ذلك ماذا حدث ؟
عندما يريد الحق سبحانه وتعالى أن يأتي بحكم تكون المقدمة له مثل النصيحة ، فالنصيحة ليست حكماً شرعياً ، والنصيحة أن يبين لك وأنت تختار ، يقول الحق : البقرة 219
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ
هو سبحانه شرح القضية فقط وأنت حر في أن تختار فقال : (( قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس )) ولكن الإثم أكبر من النفع ، فهل قال لنا ماذا نفعل ؟ لا
لأنه يريد أن يستأنس العقول لترجح من نفسها الحكم ، وأن يصل الإنسان إلى الحكم بنفسه ، فسبحانه قال : (( وإثمهما أكبر من نفعهما )) فمادام الإثم أكبر من النفع فما مرجحات البدائل ؟ مرجحات البدائل تظهر لك حين تقارن بين بديلين ثم تعرف أقل البديلين شراً وأكثر البديلين خيراً .
فحين يقول الحق : (( فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما )) إذن فهذه نصيحة ، ومادامت نصيحة فالخير أن يتبعها الإنسان ويستأمن الله على نصيحته . لكن لا حكم هنا ، فظل هناك ناس يشربون وناس لا يشربون ، وبعد ذلك حدثت قصة من جاء يصلي وقرأ سورة الكافرون ، ولأن عقله قد سد قال : قل ياأيها الكافرون أعبد ما تعبدون .... فوصلت المسألة ذروتها وهنا جاء الحكم فنحن لا نتدخل معك سواء سكرت أم لا ، لكن سكرك لا يصح أن يؤدي بك أن نكفر في الصلاة ، فلا تقرب الصلاة وأنت مخمور . هذا نهي ، وأمر ، وتكليف .
(( لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى)) ومادام لا نقرب الصلاة ونحن سكارى فسنأخذ وقتاً نتمتع فيه ، إذن ففيه إلف بالترك ، وبعد ذلك حدثت الحكاية التي طلبوا فيها أن يفتي الرسول صلى الله عليه وسلم في أمر الخمر ، فقالوا للنبي : بين لنا في الخمر بياناً شافياً ، فنزل قوله الحق :
المائدة 90
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
إذن فقوله : (( ياأيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم السكارى)) مرحلة من مراحل التلطيف في تحريم الخمر ، فحرمها زمناً ، هذا الزمن هو الوقت الذي يلقى الإنسان فيه ربه ، إنه أوضح لك : اعملها بعيداً ، لكن عندما تأتي فعليك أن تأتي بجماع فكرك وجماع عقلك ، (( حتى تعلموا ما تقولون)) فكأن هذه أعطتنا حكماً : أن الذي يسكر لا يعرف ماذا يقول ، إنما في العبادة وفي القرآن فلا يصح أن يصل إلى هذا الحد ، وعندما تصل إلى هذا الحد يتدخل ربنا فيقول : (( لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون )) .

ثم جاء بحكم آخر . (( ولا جنباً إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا )) ومعروف ما هي الجنابة : إنها الأثر الناتج من التقاء الرجل بالمرأة . وليس لأحد شأن بهذه المسألة مادامت تتم في ضوء شريعة الله وشأننا في ذلك أن ناتمر بأمر ربنا ونغتسل من الجنابة سواء فهمنا الحكمة من وراء ذلك أو لم نفهم .
(( ولا جنباً إلا عابري سبيل )) ، فلا تقربوا الصلاة ، بالسكر أو بالجنابة ولم يقل : (( لا تصلوا )) . والصلاة مكانها المسجد ، فقول : (( لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتي تعلموا ما تقولون ولا جنباً )) ، أي لا تقربوا الصلاة ، والقرب عرضة أن يكون ذهاباً للمسجد ، فكأنه يقول : لا تذهب إلا إذا كان المسجد لا طريق للماء إلا منه .
وربنا سبحانه وتعالى يقول : (( أو جاء أحد منكم من الغائط أو لمستم النساء فلم تجدوا ماءً فتيمموا صعيداً طيباً )) ومن رحمة الله بأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، ومن لطف الحق بها أن التشريع جاء ليقبل عليه الإنسان ، لأنه تشريع فلا تقل لي مثلاً : أنا أتوضأ لكي أنظف نفسي ولكننا نقول لك : هل تتوضأ لتنظف نفسك وعندما تفقد الماء تأتي بتراب لتضعه على وجهك ؟ فلا تقل لي النظافة أو كذا ، إنه استجابة الصلاة بالشيء الذي فرضه الله ، فقال لي : توضأ فإن لم تجد ماءً فتيمم ، أينقلني من الماء الذي ينظف إلى أن أمسح كَفَّيَّ بالتراب ثم ألمس بهما وجهي ؟ نعم ؛ لأن المسألة أمر من الله فُهمت علته أم لم تُفهم ؛ ولذلك فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول :
(( أعطيت خمساً لم يُعطهن أحد من الأنبياء قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر وجُعلت لي الأرض مسجداً طهوراً فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي وأعطيت الشفاعة وكان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة )) رواه البخاري ومسلم والنسائي عن جابر .
(( فتيمموا صعيداً طيباً )) أي تكون واثقاً أنه ليس عليه نجاسة ، (( فامسحوا بوجوهكم وأيديكم )) ، المسألة فيها (( جنب)) وفيها كذا وكذا ... (( تيمم )) ، إذن فكلمة (( فامسحوا بوجوهكم وأيديكم )) ليس ذلك معناه أن التيمم خَلَف وبديل عن الوضوء فحسب ، ففي الوضوء كنت أتمضمض ، وكنت أستنشق ، وكنت أغسل الوجه ، وكنت أغسل اليدين ، وأمسح الرأس والأذنين ... مثلاً ، وأنا أتكلم عن الأركان والسنن .
وفي هذه الاية يوضح الحق : مادامت المسألة بصعيد طيب وتراب فذلك يصح سواء أكانت للحدث الأصغر أم للجنابة ، إذن فيكفي أن تمسح بالوجه واليدين .
ولماذا قال الحق في ذلك : (( إن الله غفواً غفوراً )) ، لأنه غفر وستر علينا في المشقة في ضرورة البحث عن الماء ويسر ورخص لنا في التيمم .

والله أعلم

اللهم تقبل منا صالح الأعمال
من خواطر الإمام المرحوم / الشعراوي========================================================(((((((((((((رد على من انكر تحريم الخمر
قال تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون)
لماذا لم يرد نص بتحريم الخمر ؟ مثال : ماهي الحكمة في عدم بداية الآية بكلمة حرم عليكم الخمر ؟ مثل حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ؟ هل هذا يعني أن الله سبحانه يعلم مسبقا بأن كثيرا من المسلمين سيشرب الخمر وسيلعب الميسر ولو من باب الاطلاع والمعرفه أو التجربه ؟ أرجو وأتمنى أن أحصل على إجابة وافية ومفصلة لأن هذا السؤال مهم بالنسبة لي . وجزاكم الله خيراً .لا مانع من نشر السؤال كي تعم الفائدة . تحياتي
الرد : فتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن مما يسعى إليه أعداء الإسلام تشكيك المسلمين في دينهم عن طريق تشويه الإسلام، تارة وقدف الشبهات تارة، وجعل الأمور القطعية خاضعة للأخذ والرد والنقاش.
ونحن لا نعجب أن يكون هذا التشكيك والتشويه هو عمل أعداء الإسلام من اليهود والنصارى والوثنيين، لأن الله تعالى يقول: (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا) [البقرة:217] لكن الذي نعجب له هو أن ينساق وراء هذه الدعاوى الهدامة قوم من بني جلدتنا يتكلمون بألسنتنا.
وننبه قبل الجواب إلى أن حرمة الخمر معلومة من دين الإسلام بالضرورة، من أنكرها كفر، وخرج من ملة الإسلام، وعلى الحاكم المسلم أن يستتيبه ثلاثة أيام، فإن تاب وإلا قتل.
وإليك أدلة تحريم الخمر في الكتاب والسنة والإجماع:
أما الكتاب: فيقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون* إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون) [المائدة:90-91] وقد بينت هاتان الآيتان حرمة الخمر أعظم بيان، وذلك من وجوه:
الأول: أن الله قرن الخمر بالأنصاب والأزلام والتي قال الله تعالى عنها في آية أخرى:(ذلكم فسق) [المائدة:4] وقد فهم هذا المعنى الصحابة رضي الله عنهم، قال ابن عباس : لما حرمت الخمر مشى رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضهم إلى بعض، وقالوا: حرمت الخمر، وجعلت عدلاً للشرك: (أي معادلة ومساوية للشرك). رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، وجاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مدمن الخمر إن مات لقي الله كعابد وثن" .
الثاني: حكم الله على الخمر وما ذكر معها بأنه رجس، ولفظ الرجس لم يطلق في القرآن إلا على الأوثان ولحم الخنزير، وهو يدل على التنفير، والزجر الشديد.
الرابع: تعقيب الله تعالى على ذلك بقوله: (فاجتنبوه لعلكم تفلحون) والأمر بالاجتناب لفظ استخدم في الزجر عن الأوثان وعبادتها، فقال تعالى: (فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور) [الحج:30] وقال: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) [النحل:36] وقال: (والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها) [الزمر:17]. كما استخدم لفظ الاجتناب في ترك كبائر الذنوب والآثام، قال تعالى: (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم) [النساء:31] وقال تعالى: (الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم) [النجم:32]
الخامس: أن الله رتب على هذا الاجتناب الفلاح بقوله: (لعلكم تفلحون) وتحصيل أسباب الفلاح واجب لازم.
السادس: أن الخمرة سبب للعداء والبغضاء بين المسلمين، قال تعالى: (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر)
السابع: أن الخمرة سبب يقطع عن الله تعالى وعبادته وذكره، قال تعالى: (ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة)
الثامن: ختم الآية بقوله: (فهل أنتم منتهون) أي: بعد ذكر هذه الحجج كلها هل أنتم منتهون مقلعون؟! ولذا لما سمعها المؤمنون قالوا: قد انتهينا يا رب، قد انتهينا يا رب.
والذين ناقشوا في دلالة الآية على تحريم الخمر إنما أوقعهم في ذلك جهلهم المطبق باللغة والشرع معاً، وظنوا ظناً فاسداً أن التحريم لا يستفاد إلا من لفظ: حرم ويحرم، وهذا باطل، بل التحريم تدل عليه ألفاظ كثيرة: كلعن فاعله، أو الوعيد على فعله بالنار، أو ذكر أنه من الكبائر، أو الإخبار بأنه رجس… إلخ.
ثم إن القرآن نص على تحريم الخمر بلفظ التحريم، قال تعالى: (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق) [الأعراف:33] فالإثم حرام، والله تعالى يقول عن الخمر: (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير) [البقرة:219] فإذا كان الإثم حراماً، وكان في الخمر إثم كبير، كانت النتيجة أن الخمر حرام، وهذا واضح، كما هو مصرح به في الآيتين.
أما أدلة التحريم من السنة: فهي كثيرة فمنها: ما رواه مسلم عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام" .
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن"
وفي مسند أحمد بإسناد صحيح عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أتاني جبريل فقال: (يا محمد، إن الله لعن الخمر، وعاصرها، ومعتصرها، وشاربها، والمحمولة إليه، وبائعها، ومبتاعها، وساقيها، ومسقاها)"
وضرر الخمر على الفرد في دينه وجسمه وعقله ونفسه وماله مما لا ريب فيه، وكذلك ضررها على المجتمع والأسرة. ذلك كاف في تحريمها.
والله أعلم.
د. .عبدالله الفقيه

غير معرف يقول...

أسهل طريقة لمعرفة تعداد نصارى مصر .

بقلم / محمود القاعود



يعجب الإنسان من مقدار الصفاقة والوقاحة وقلة الذوق الذى يتمتع به راسبوتين وصبيانه من خنازير المهجر ، فى معرض الحديث عن عدد نصارى مصر ..

فقبل فتح المزاد العلنى عددهم الحقيقى والفعلى 4 ( فقط أربعة ) مليون على أقصى تقدير ، مع الأخذ فى الاعتبار الذين يعتنقون الإسلام ويظلون على النصرانية شكلاً ، خوفاً من القتل أو التقطيع داخل الأديرة على يد صبيان المعلم شنودة الثالث . طبعا هو ممكن يزعل من عدم ذكر البابا ؟؟؟طبعا بابا مين وممن اخذ اللقب ؟ هل من يسوع ؟طبعا يسوع لم يلقب أحد بالبابا ولم يدخل كنيسة ولم يأمر ببناء كنيسة أو دير ولم يحمل الصليب ولم يأمر أحد بحمله بل أقوال مشكوك فيها فبركها أصحاب المصلحة في السيطرة علي الوثنيين الذين أرعبهم قسطنطين القاتل؟يسوع لم يبني دير ولم يسرق أرض الدولة الرومانية ولم يشتغل بالسياسة بل كان مجرد عبد يدفع الجزية لآسياده الرومان؟ من أين أتي شنودة بتدخله في شئون الدولة المصرية التي تئويه وأتباعه ويخلق لها المشاكل وويحرض عليها الدول الغربية ويستقوي بهم؟؟؟هل من العقل الاستقواء بدولة أجنبية علي الشعب الاغلبيةالمسلم والذي لا يكن الا الحب للآخوة المسيحيين الذين زرع بذور الكراهية ضد المسلمين منذ جاء ؟؟؟

ولما فُتح المزاد بعد احتلال أفغانستان والعراق والصومال ، واستعداد راسبوتين لإقامة دولة جنوب مصر القبطية :

ألا أونا .. 8 مليون قبطى .. مين يزوّد ؟؟

10 مليون قبطى .. حد عاوز يزوّد ؟؟

11 مليون قبطى .. حد عاوز يزوّد ؟؟

بالقطع دخلت كلاب الحراسة الكنسية إلى المزاد بكامل الحشيش الذى تتعاطاه :

15 مليون قبطى ..

حد عاوز يزوّد ؟؟

خنازير المهجر لهم رأى جديد يتماشى مع الكحوليات التى يتعاطونها :

18 مليون قبطى ..

حد عاوز يزوّد ؟؟

20 مليون قبطى ..

ويدخل على الخط ” ليبراليو قوم لوط ” :

عشان خاطرنا يا حضرات الأقباط .. يا أشقاء العقيدة والوطن والرغيف والعيش والملح خلّوها 16 مليون ..

شنودة الثالث يدخل المزاد : 12 مليون قبطى ..

تدخل وكالات الأنباء المزاد

رويترز : 7 مليون قبطى

العربية نت : 11 مليون قبطى

بى بى سى : 10 مليون قبطى

الجزيرة نت : من 8 – 10 مليون قبطى

يورو نيوز : 8 مليون قبطى

الغريب أنه وقت فتح المزاد ، يتحدث الأمريكان عن انقراض نصارى مصر للأبد بمشيئة الله تعالى خلال عشرات السنوات القادمة .. ولكن أهل المزاد لا يريدون الكف عن عبثهم وسخفهم ..

وإليكم أسهل طريقة لمعرفة تعداد نصارى مصر الحقيقى ، بعيداً عن مجاملة الحكومة المصرية للنصارى بإخفاء الرقم الحقيقى ، وبعيداً عن هلوسات شنودة وخنازير المهجر وهرطقات وكالات الأنباء .

86 % من النساء المصريات ( مسلمات محجبات )

7 % من النساء المصريات ( مسلمات منتقبات )

3 % من النساء المصريات ( مسلمات سافرات )

أى 96 % من المصريات مسلمات يقابلهن أزواج وأبناء وأشقاء وآباء مسلمين ..

أى أن 96 % من الشعب المصرى على الإسلام والنسبة الباقية تشترك فيها القلة العابثة مع اليهود والبهائيين والملاحدة .

الغريب أن ليبراليو قوم لوط الذين يقولون أن تعداد نصارى مصر 16 مليون قبطى ، هم الذين يذكرون إحصائيات الحجاب والنقاب لتحريض الحكومة المصرية على مظاهر التدين !! فعندما يتزلفون إلى أسيادهم فى زيورخ وشيكاغو يذكرون العدد الخرافى اللا منطقى للنصارى ، وعندما يُريدون الكيد للإسلام بتحريض السلطات المصرية لتجريم الحجاب والنقاب يتحدثون عن العدد الحقيقى ويُثبتون بغبائهم الفطرى أنهم كذبة سفلة يعملون عند خنازير المهجر الذين لا عمل لهم إلا سب الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم وتحريض أمريكا لغزو مصر الإسلام والعروبة .

وعود على بدء : مين يزوّد ؟؟ 20 ميون قبطى ؟؟ حد عاوز يزوّد ؟؟

ألا أونا .. ألا دو .. ألا ترى .

غير معرف يقول...

الجنس والفُحش فى كتاب النصارى المُدنس



بقلم / محمود القاعود



ودت الزانية لو أن كل النساء زوانى .. هذه هى القاعدة التى تحكم سلوك وتصرفات النصارى حينما يعارضون الإسلام العظيم والرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ..
كتابهم ينضح بالعهر والفسق والفجور والشذوذ والبذاءة والسفالة والقذارة والكلام الفاضح الذى لا يقبله إلا كل قواد زنيم ، ورغم ذلك تأتيهم جرأة غريبة ليقذفوا الإسلام بما فى كتابهم المدنس ، عملاً بالمثل المصرى " كلم القحبة تلهيك اللى فيها تجيبه فيك " أو بالمثل العربى " رمتنى بدائها وانسلت " ..
وفى معرض رمى القرآن الكريم بما فى كتابهم المدنس لا يجدون سوى كلمة فرج !!
يقول الحق سبحانه وتعالى : " وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا " ( التحريم : 12 ) فيتساءل النصارى السخفاء الرقعاء عن كيفية النفخ فى الفرج ، وهل هذا كلام يليق ؟!
وأقول : إننا لا نذهب إلى لعبة الرموز والروحانيات ولن نتهمهم بالتفكير الجسدى ، بل ماذا فى هذه الآية ؟؟ هل تفهمون يا نصارى النفخ بأنه يُشبه طفل ينفخ فى زمارته !! لا .. بل هذا النفخ مثله مثلما قال الله عز وجل عن حال آدم عليه السلام : " فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ " ( الحجر : 29 ) فكيف نفخ الله فى آدم ؟؟!! ومثلما كان النفخ فى آدم كان النفخ فى عيسى : " إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ " ( آل عمران : 59 ) .
والآية تتحدث عن مريم ابنة عمران وكيف صانت شرفها وعرضها المشار إليه بـ الفرج ، ونتيجة لهذا الصون والعفاف نفخ الله من روحه فى عيسى عليه السلام لتدب فيه الحياة " فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا " ، وإن اعترض النصارى وقالوا أن النفخ فى الفرج نفسه ! فكيف بالله تستنكرون أن يُنفخ فى الفرج ولا تستنكرون أن ينزل الإله من الفرج كما تؤمنون ؟! وغير ذلك الآية لا تتحدث بإباحية مبتذلة كالقول " وفتحتِ رجليكِ لكل عابر " مما يصور للقارئ أنه أمام فيلم جنسى وأمام امرأة تفتح رجليها لشخص جاء يُضاجعها …..! بل الآية تتحدث عن البتول التى صانت فرجها الذى هو مكان العفة ، مكذبةً اليهود الذين رموها بالإفك والبهتان ، ومبينةً أن الله قد نفخ من روحه فى عيسى عليه السلام .
وأما لفظة النكاح وقول النصارى إذا كانت بمعنى الزواج لماذا لم يضع الله مكانها كلمة الزواج ؟ فلنأخذ إحدى الآيات التى وردت فيها كلمة الزواج ونرى كيف ستكون إذا وضعنا مكانها كلمة النكاح " فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ "(الأحزاب: 37) ؛ فهل يصح أن نضع مكانها كلمة "نكحناكها" بدلاً من زوجناكها ؟؟!! ويقول تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا" (الأحزاب: 49) فهل ياترى إذا كان النكاح بمعنى الجماع، فكيف سيكون جماع دون مس النساء ؟! أم أنه جماع عبر الـ SMS ؟!
ويقول تعالى أيضاً" قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ" (القصص : 27) وإذا كان معنى النكاح الجماع فهل سيقول شخص لآخر: إنى أريد أن أجامعك إحدى ابنتى ؟!
يتضح لنا إذاً أن النكاح تعنى عقد الزواج وليس الجماع كما يروج الأعباط الذين عبدوا الخروف من دون الله .
القرآن الكريم كاملاً بجميع كلماته وحروفه لا يوجد به ما يجعل الإنسان يشعر بالخجل على الإطلاق أبداً ، وتعالى الله عن الألفاظ البذيئة النابية التى وردت فى كتابهم المدنس :
لننظر فى كتابهم المدنس الذى يخرج من أجله صبى داعر فاجر تافه ليقول بكل بساطة وصفاقة أنى اعترض على ألفاظ ( عورة - استاء - اضطجعي - ثدياك ) وكأن العبطى المتخلف يرى أن هذه الكلمات مذكورة وحدها دون كلام فاحش قبلها أو بعدها ، حتى من تخلفه وجهله كما هو حال قساوسته وقمامصته وأساقفته ، يقول على الأستاه " أستاء " بالهمزة .. أرأيتم جهل الأعباط الذين يعارضون القرآن الكريم .. لا يحسنون كتابة جملة مفيدة ..
إليكم حديث خروفهم عن الجنس :
(( وكبرت وبلغت زينة الأزيان . نهد ثدياك ونبت شعر عانتك وقد كنت عُريانة وعارية )) ( حزقيال 16 : 7 ) .
بالله عليكم هل هناك إله يتحدث عن شعر عانة المرأة ؟؟ وإن كان قد تحدث فلماذا لم يشر إلى طريقة لإزالة هذا الشعر .. هل تتم إزالته بالسكر والليمون أم بالحلاوة أم بالليزر ؟! لماذا لم يذكر الخروف طريقة لإزالة شعر العانة طالما هو مغرم ومعجب بشعر العانة ويوحى لرسله أن يتغزّلوا فى الثدى وشعر العانة ؟!
ماذا لو وقف أسقف فى الكنيسة يخطب فى النساء وقال لهم : ربنا بيقول فى سفر حزقيال : نهد ثدياك ونبت شعر عانتك ؟؟ بماذا ستشعر النساء ؟؟؟
(( في رأس كل طريق بنيت مرتفعتك ورجّست جمالك وفتحتِ رجليكِ لكل عابر وأكثرت زناك. وزنيت مع جيرانك بني مصر الغلاظ اللحم وزدت في زناك لاغاظتي )) ( حزقيال 16 : 25-26 ) .
إله يتغزل فى أيور المصريين ….
إله يقول : وفتحتى رجليك لكل عابر ..
يُحكى أن أحد الأعباط سألته ابنته الصغيرة : بابا يعنى إيه وفتحتى رجليك لكل عابر ؟؟ فقال لها يعنى تفهمى كل حاجة !!
" لأنهم ضاجعوها في صباها وزغزغوا ترائب عذرتها وسكبوا عليها زناهم " ( حزقيال 23 )
إله يحفظ تاريخ امرأة ويتكلم فى الماضى ! ضاجعوها فى صباها .. وزغزغوا ترائب عذرتها وسكبوا عليها زناهم .. بدأت أشك أن هذا الإله هو رئيس تحرير البلاى بوى !
" وعشقت معشوقيهم الذين لحمهم كلحم الحمير ومنيّهم كمنيّ الخيل " ( حزقيال : 23 )
يشبه أيور الرجال بأيور الحمير ومنيهم بمنى الخيول .. animal sex .. هل علمتم لماذا انتشر سكس الحيوانات والكلاب .. إنه الكتاب المقدس - جداً - الذى تسبب فى ذلك .
" و متى اضطجع فاعلمي المكان الذي يضطجع فيه و ادخلي و اكشفي ناحية رجليه و اضطجعي و هو يخبرك بما تعملين فقالت لها كل ما قلت اصنع " ( راعوث ص 3 : 1- 5 )
اكشفى ناحية رجليه واضطجعى .. أول كتاب فى التاريخ يدعو لمص القضيب .. هل علمتم من الذى تسبب فى انتشار الجنس الفموى ؟؟
" هكذا يسوق ملك أشور سبي مصر وجلاء كوش الفتيان والشيوخ عراة وحفاة ومكشوفي الأستاه " ( إشعياء 20 : 4 ) مكشوفى الأستاه : مكشوفى المؤخرات
إله يتلذذ بمنظر المؤخرات العارية .. anal sex .
أما نشيد الإنشاد فحكايته حكاية ..
" ليُقبلنى بقبلات فمه .. حبيبى لى بين ثديى يبيت . ها أنت جميل يا حبيبى وحلو وسريرنا أخضر .. شماله تحت رأسى ويمينه تعانقنى . إن وجدتن حبيبى أن تخبرنه بأنى مريضة حباً دوائر فخذيك مثل الحلى . سُرتك كأس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج . بطنك صبرة حنطة مسيحة بالسوسن . ثدياك كخشفتى ظبية " ( نشيد الإنشاد ) .
بين ثديى يبيت .. أول كتاب فى العالم يشير لوضع القضيب بين ثديى المرأة .. شماله تحت رأسى ويمينه تعانقنى .. حذف المترجمون " وإيره فى حرى " .. إنى مريضة حبا .. الحب فى الغرب هو السكس .. ومريضة الحب هى مريضة السكس أو المرض الذى يُسمى علميا بـ " السودة " وهو أخطر مرض جنسى يجعل المرأة أشد خطراً من المدمن فى سبيل إقامة علاقة جنسية ، لشعورها الشديد بالهياج المستمر .. وتكون فى هذه الحالة على استعداد أن تمارس الجنس مع كلب أو حمار أو امرأة مثلها .. وهذا من إعجاز الكتاب المقدس .. إذ ذكر مرض الحب .. وياله من إعجاز !
دوائر فخذيك .. أى دوائر طــ …. ونعم الأخلاق !
سُرتك .. وهذه هى الصاعقة .. فباعتراف علماء لاهوت أجانب أن سرتك هى تحريف لما فى النص العبرى الذى يذكر ما تحت السرة ..فما هو الذى تحت السرة عند المرأة يا أعباط ؟؟
انقر على الفيديو لتشاهد :



إن الكتاب المقدس يصلح أن يكون كتاب جنسى بحت يوضع فى بيوت الدعارة للزبائن الجُدد ..
وكما نرى فإن هذا المستنقع النجس من الألفاظ النابية البذيئة لا يوجد له مثيل على الإطلاق فى أى كتاب أخلاق لا كتاب يدعى أتباعه أنه من الله تعالى – وحاشاه .
وإذا كان الحال كذلك فأولى بالأعباط أن يخرسوا ويخجلوا ويستحوا على دمائهم الغبية التى يبدو أن بها نسبة عالية من الخراء نتيجة أكل الكعك المخبوز بالخراء : " وتأكل كعكا من الشعير على الخرء الذي يخرج من الإنسان تخبزه أمام عيونهم " ( حزقيال 4: 12) .

ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين
أضف الى مفضلتك

* del.icio.us
* Digg
* Facebook
* Google
* LinkedIn
* Live
* MySpace
* StumbleUpon
* Technorati
* TwitThis
* YahooMyWeb


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التصنيفات : الجنس والفُحش فى كتاب النصارى المٌقدس | السمات:الجنس والفُحش فى كتاب النصارى المٌقدس


2 تعليق على “الجنس والفُحش فى كتاب النصارى المُدنس”

1.
friend قال:


نصيحة:
يا أخ قاعود, الصف غير صحيح في المقال المنشور في عرب تايمز, بعض الجمل تظهر بأحرف كبيرة بينما تظهر أحرف أخرى بأحرف صغيرة, هذا يعود ربما الى اعتمادك على برنامج وورد للكتابة. وهو يعمل جيدا عند الكتابة من أجل المدونة. أما بورتل عرب تايمز فمختلف لأنه يعيد برمجة النص بلغة أخرى..
باختصار.. أنصحك بالطباعة على برنامج نشر الكتروني وأفضلها هنا برنامج فرونت بيج frontpage من مايكروسوفت.
ان طبعت الموضوع هناك, ثم قص وألصف كامل النص الى البورتل تماما كما تفعل في وورد وسترى النص تماما كما تطبعه دون أي أخطاء. وستتفادى خطأ أخر يظهر أحيانا عندما تظهر نصف صفحة فقط في بورتل عرب تايمز.. وهذا يحدث عندما يكون هناك خطأ في برمجة لغة النشر. وشكرا لك.
2.
أبو الفرقد قال:


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ، وبعد….. مقاطعة الصهاينة أكبر ثوابا الإخوة و الأخوات السلام عليكم و رحمة الله و بركاته….. يتصاعد العدوان الذي قتل زهاء مليوني مسلم أو عربي في فلسطين والعراق و السودان
سيقتلونك فلا تستحسر و لا تستهتر

دعاء منتشر أتركوه لدعاء أفضل

ذلك الدعاء هو اللهم { خذ من دمائنا و أرواحنا حتى ترضى } الله لا يرضى عن القتل ظلما فضلا عن قتل المسلم ظلما و إن كان كل شيئ لا يكون إلا بمشيئة الله تعالى … و مشيئة الله تعالى ليست رضاه و الخوض في هذه المسائل ليس من السنة و الدعاء الذي في القرآن { وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين ‏.‏ وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ‏.‏ فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين ‏} فسألوا الله العافية كما في دعاء الصباح و المساء و ساهموا في الدعوة إلى مقاطعة الصهاينة

غير معرف يقول...

ولد الهُدى فالكائنات ضياء

بقلم / محمود القاعود

12 ربيع أول ..

وُلدنا يوم جئت إلى الدنيا يا أشرف خلق الله ..

… يوم أن خلقك رب العزة سبحانه وتعالى .. أراد لنا الخير والصلاح .. أراد لنا التقوى والهدى .. أراد لنا الخروج من الظلمات إلى النور .. أراد لنا أن نعود إلى الفطرة النقية .. أراد لنا كل ما فيه سعادة البشرية .. فكنت أنت يا نور العيون ودواء القلوب ..

أقسم بالذى بعثك بالحق يا رسول الله أنى لا أجد ما يُعبر عما بداخلى إزاء ذكرى قدومك إلى الدنيا ..

ماذا أقول .. ؟؟

ترى هل يكفي لو ظللت أمدحك حتى قيام الساعة ؟؟

ترى هل يكفي أن أعلن كل يوم أن نفسى وأهلى ومن فى الأرض جميعاً فداك يا رسول الله ؟؟

ترى هل يكفي أن أصلى واسلم عليك فى كل وقت وحين ؟؟

ترى هل يكفى …..

لا شئ يكفى يا رسول الله …

مُحمد .. ما أجمل هذه الكلمة .. وما أجملك يا أشرف خلق الله ..

كم كنت أود أن أراك يا رسول الله .. كم كنت أود أن أدافعك عنك وأموت دونك وأفديك بنفسى وما أملك .. لكنها إرادة الله .. إذا آمنا بك وصدقناك أيها الصادق الأمين ، ونحن فى عصور بعيدة ..

وتبقى الأمانى والأحلام .. وابتهال إلى الله أن يجمعنا بك فى مستقر رحمته .. وأن نراك ونتحدث إليك ..
لكم كانت عظمة والدتك السيدة ” آمنة بنت وهب ” التى حملتك يا رسول الله .. ولكم كان رائعاً والدك سيدنا ” عبدالله بن عبدالمُطلب ” .. أنت سليل الأطهار الأشراف .. أنت النور الذى جاء من نور .. أنت الذى جئت من أصلاب الطيبين وأرحام الطاهرات ..

يا أشرف خلق الله .. يا أيها الهادى البشير .. نزداد حباً لك وتمسكاً بدينك .. كلما زاد عباد الصليب من سبك وشتمك .. نعلم أن رسالتك هى التى وضحت إفك معتقداتهم الغبية .. ونعلم أنهم يُحاربونك بهذه الخسة لأنهم على الباطل .. ذلك أن المجرم فى كل زمان ومكان يخشى الحقيقة .

حملات صليبية عاتية .. رسوم كاريكاتيرية .. أفلام بذيئة .. استهزاء لم يسبق له مثيل .. سباب قذر وفاحش .. ولو ذبحونا أو حرّقونا أو صلبونا .. فلن نتراجع عن حبك وإتباعك أبداً .. ستبقى أنت النور .. ستبقى الهدى .. ستبقى الرحمة .. ستبقى الحب .. ستبقى السلام ..

فعلت من أجلنا ما لا يتصوره عقل يا رسول الله .. فتهون أرواحنا لأجلك يا حبيب الله .. ومهما فعلنا فلن نوفيك حقك ..

السلام عليك يا رسول الله .. اللهم صلى وسلم على محمد وآل محمد وأصحاب محمد وزوجات محمد وأنصار محمد ، واغفر يارب لمن يحبون محمد ..

ولد الهُدى فالكائنات ضياء … لله درك أحمد شوقى .. إذ مدحت أشرف خلق الله صلى الله عليه وسلم :



يا مَن لَهُ الأَخلاقُ ما تَهوى العُلا مِنها وَما يَتَعَشَّقُ الكُبَراءُ
لَو لَم تُقِم دينًا لَقامَت وَحدَها دينًا تُضيءُ بِنورِهِ الآناءُ
زانَتكَ في الخُلُقِ العَظيمِ شَمائِلٌ يُغرى بِهِنَّ وَيولَعُ الكُرَماءُ
أَمّا الجَمالُ فَأَنتَ شَمسُ سَمائِهِ وَمَلاحَةُ الصِدّيقِ مِنكَ أَياءُ
وَالحُسنُ مِن كَرَمِ الوُجوهِ وَخَيرُهُ ما أوتِيَ القُوّادُ وَالزُعَماءُ
فَإِذا سَخَوتَ بَلَغتَ بِالجودِ المَدى وَفَعَلتَ ما لا تَفعَلُ الأَنواءُ
وَإِذا عَفَوتَ فَقادِرًا وَمُقَدَّرًا لا يَستَهينُ بِعَفوِكَ الجُهَلاءُ
وَإِذا رَحِمتَ فَأَنتَ أُمٌّ أَو أَبٌ هَذانِ في الدُنيا هُما الرُحَماءُ
وَإِذا غَضِبتَ فَإِنَّما هِيَ غَضبَةٌ في الحَقِّ لا ضِغنٌ وَلا بَغضاءُ
وَإِذا رَضيتَ فَذاكَ في مَرضاتِهِ وَرِضا الكَثيرِ تَحَلُّمٌ وَرِياءُ
وَإِذا خَطَبتَ فَلِلمَنابِرِ هِزَّةٌ تَعرو النَدِيَّ وَلِلقُلوبِ بُكاءُ
وَإِذا قَضَيتَ فَلا ارتِيابَ كَأَنَّما جاءَ الخُصومَ مِنَ السَماءِ قَضاءُ
وَإِذا حَمَيتَ الماءَ لَم يورَد وَلَو أَنَّ القَياصِرَ وَالمُلوكَ ظِماءُ
وَإِذا أَجَرتَ فَأَنتَ بَيتُ اللهِ لَم يَدخُل عَلَيهِ المُستَجيرَ عَداءُ
وَإِذا مَلَكتَ النَفسَ قُمتَ بِبِرِّها وَلَوَ اَنَّ ما مَلَكَت يَداكَ الشاءُ
وَإِذا بَنَيتَ فَخَيرُ زَوجٍ عِشرَةً وَإِذا ابتَنَيتَ فَدونَكَ الآباءُ
وَإِذا صَحِبتَ رَأى الوَفاءَ مُجَسَّمًا في بُردِكَ الأَصحابُ وَالخُلَطاءُ
وَإِذا أَخَذتَ العَهدَ أَو أَعطَيتَهُ فَجَميعُ عَهدِكَ ذِمَّةٌ وَوَفاءُ
وَإِذا مَشَيتَ إِلى العِدا فَغَضَنفَرٌ وَإِذا جَرَيتَ فَإِنَّكَ النَكباءُ
وَتَمُدُّ حِلمَكَ لِلسَفيهِ مُدارِيًا حَتّى يَضيقَ بِعَرضِكَ السُفَهاءُ
في كُلِّ نَفسٍ مِن سُطاكَ مَهابَةٌ وَلِكُلِّ نَفسٍ في نَداكَ رَجاءُ
وَالرَأيُ لَم يُنضَ المُهَنَّدُ دونَهُ كَالسَيفِ لَم تَضرِب بِهِ الآراءُ
يأَيُّها الأُمِيُّ حَسبُكَ رُتبَةً في العِلمِ أَن دانَت بِكَ العُلَماءُ
الذِكرُ آيَةُ رَبِّكَ الكُبرى الَّتي فيها لِباغي المُعجِزاتِ غَناءُ
صَدرُ البَيانِ لَهُ إِذا التَقَتِ اللُغى وَتَقَدَّمَ البُلَغاءُ وَالفُصَحاءُ
نُسِخَت بِهِ التَوراةُ وَهيَ وَضيئَةٌ وَتَخَلَّفَ الإِنجيلُ وَهوَ ذُكاءُ
لَمّا تَمَشّى في الحِجازِ حَكيمُهُ فُضَّت عُكاظُ بِهِ وَقامَ حِراءُ
أَزرى بِمَنطِقِ أَهلِهِ وَبَيانِهِمْ وَحيٌ يُقَصِّرُ دونَهُ البُلَغاءُ
حَسَدوا فَقالوا شاعِرٌ أَو ساحِرٌ وَمِنَ الحَسودِ يَكونُ الاستِهزاءُ
قَد نالَ بِالهادي الكَريمِ وَبِالهُدى ما لَم تَنَل مِن سُؤدُدٍ سيناءُ
أَمسى كَأَنَّكَ مِن جَلالِكَ أُمَّةٌ وَكَأَنَّهُ مِن أُنسِهِ بَيداءُ
يوحى إِلَيكَ الفَوزُ في ظُلُماتِهِ مُتَتابِعًا تُجلى بِهِ الظَلماءُ
دينٌ يُشَيَّدُ آيَةً في آيَةٍ لَبِناتُهُ السوراتُ وَالأَدواءُ
الحَقُّ فيهِ هُوَ الأَساسُ وَكَيفَ لا وَاللهُ جَلَّ جَلالُهُ البَنّاءُ
أَمّا حَديثُكَ في العُقولِ فَمَشرَعٌ وَالعِلمُ وَالحِكَمُ الغَوالي الماءُ
هُوَ صِبغَةُ الفُرقانِ نَفحَةُ قُدسِهِ وَالسينُ مِن سَوراتِهِ وَالراءُ
جَرَتِ الفَصاحَةُ مِن يَنابيعَ النُهى مِن دَوحِهِ وَتَفَجَّرَ الإِنشاءُ
في بَحرِهِ لِلسابِحينَ بِهِ عَلى أَدَبِ الحَياةِ وَعِلمِها إِرساءُ
أَتَتِ الدُهورُ عَلى سُلافَتِهِ وَلَم تَفنَ السُلافُ وَلا سَلا النُدَماءُ
بِكَ يا ابنَ عَبدِ اللهِ قامَت سَمحَةٌ بِالحَقِّ مِن مَلَلِ الهُدى غَرّاءُ
بُنِيَت عَلى التَوحيدِ وَهيَ حَقيقَةٌ نادى بِها سُقراطُ وَالقُدَماءُ
وَجَدَ الزُعافَ مِنَ السُمومِ لِأَجلِها كَالشَهدِ ثُمَّ تَتابَعَ الشُهَداءُ
وَمَشى عَلى وَجهِ الزَمانِ بِنورِها كُهّانُ وادي النيلِ وَالعُرَفاءُ
إيزيسُ ذاتُ المُلكِ حينَ تَوَحَّدَت أَخَذَت قِوامَ أُمورِها الأَشياءُ
لَمّا دَعَوتَ الناسَ لَبّى عاقِلٌ وَأَصَمَّ مِنكَ الجاهِلينَ نِداءُ
أَبَوا الخُروجَ إِلَيكَ مِن أَوهامِهِمْ وَالناسُ في أَوهامِهِمْ سُجَناءُ
وَمِنَ العُقولِ جَداوِلٌ وَجَلامِدٌ وَمِنَ النُفوسِ حَرائِرٌ وَإِماءُ
داءُ الجَماعَةِ مِن أَرِسطاليسَ لَم يوصَف لَهُ حَتّى أَتَيتَ دَواءُ
فَرَسَمتَ بَعدَكَ لِلعِبادِ حُكومَةً لا سوقَةٌ فيها وَلا أُمَراءُ
اللهُ فَوقَ الخَلقِ فيها وَحدَهُ وَالناسُ تَحتَ لِوائِها أَكفاءُ
وَالدينُ يُسرٌ وَالخِلافَةُ بَيعَةٌ وَالأَمرُ شورى وَالحُقوقُ قَضاءُ
الإِشتِراكِيّونَ أَنتَ إِمامُهُمْ لَولا دَعاوي القَومِ وَالغُلَواءُ
داوَيتَ مُتَّئِدًا وَداوَوا ظَفرَةً وَأَخَفُّ مِن بَعضِ الدَواءِ الداءُ
الحَربُ في حَقٍّ لَدَيكَ شَريعَةٌ وَمِنَ السُمومِ الناقِعاتِ دَواءُ
وَالبِرُّ عِندَكَ ذِمَّةٌ وَفَريضَةٌ لا مِنَّةٌ مَمنونَةٌ وَجَباءُ
جاءَت فَوَحَّدَتِ الزَكاةُ سَبيلَهُ حَتّى التَقى الكُرَماءُ وَالبُخَلاءُ
أَنصَفَت أَهلَ الفَقرِ مِن أَهلِ الغِنى فَالكُلُّ في حَقِّ الحَياةِ سَواءُ
فَلَوَ اَنَّ إِنسانًا تَخَيَّرَ مِلَّةً ما اختارَ إِلّا دينَكَ الفُقَراءُ
يأَيُّها المُسرى بِهِ شَرَفًا إِلى ما لا تَنالُ الشَمسُ وَالجَوزاءُ
يَتَساءَلونَ وَأَنتَ أَطهَرُ هَيكَلٍ بِالروحِ أَم بِالهَيكَلِ الإِسراءُ
بِهِما سَمَوتَ مُطَهَّرَينِ كِلاهُما نورٌ وَرَيحانِيَّةٌ وَبَهاءُ
فَضلٌ عَلَيكَ لِذي الجَلالِ وَمِنَّةٌ وَاللهُ يَفعَلُ ما يَرى وَيَشاءُ
تَغشى الغُيوبَ مِنَ العَوالِمِ كُلَّما طُوِيَت سَماءٌ قُلِّدَتكَ سَماءُ
في كُلِّ مِنطَقَةٍ حَواشي نورُها نونٌ وَأَنتَ النُقطَةُ الزَهراءُ
أَنتَ الجَمالُ بِها وَأَنتَ المُجتَلى وَالكَفُّ وَالمِرآةُ وَالحَسناءُ
اللهُ هَيَّأَ مِن حَظيرَةِ قُدسِهِ نَزُلًا لِذاتِكَ لَم يَجُزهُ عَلاءُ
العَرشُ تَحتَكَ سُدَّةً وَقَوائِمًا وَمَناكِبُ الروحِ الأَمينِ وِطاءُ
وَالرُسلُ دونَ العَرشِ لَم يُؤذَن لَهُمْ حاشا لِغَيرِكَ مَوعِدٌ وَلِقاءُ
الخَيلُ تَأبى غَيرَ أَحمَدَ حامِيًا وَبِها إِذا ذُكِرَ اسمُهُ خُيَلاءُ
شَيخُ الفَوارِسِ يَعلَمونَ مَكانَهُ إِن هَيَّجَت آسادَها الهَيجاءُ
وَإِذا تَصَدّى لِلظُبا فَمُهَنَّدٌ أَو لِلرِماحِ فَصَعدَةٌ سَمراءُ
وَإِذا رَمى عَن قَوسِهِ فَيَمينُهُ قَدَرٌ وَما تُرمى اليَمينُ قَضاءُ
مِن كُلِّ داعي الحَقِّ هِمَّةُ سَيفِهِ فَلِسَيفِهِ في الراسِياتِ مَضاءُ
ساقي الجَريحِ وَمُطعِمُ الأَسرى وَمَن أَمِنَت سَنابِكَ خَيلِهِ الأَشلاءُ
إِنَّ الشَجاعَةَ في الرِجالِ غَلاظَةٌ ما لَم تَزِنها رَأفَةٌ وَسَخاءُ
وَالحَربُ مِن شَرَفِ الشُعوبِ فَإِن بَغَوا فَالمَجدُ مِمّا يَدَّعونَ بَراءُ
وَالحَربُ يَبعَثُها القَوِيُّ تَجَبُّرًا وَيَنوءُ تَحتَ بَلائِها الضُعَفاءُ
كَم مِن غُزاةٍ لِلرَسولِ كَريمَةٍ فيها رِضىً لِلحَقِّ أَو إِعلاءُ
كانَت لِجُندِ اللهِ فيها شِدَّةٌ في إِثرِها لِلعالَمينَ رَخاءُ
ضَرَبوا الضَلالَةَ ضَربَةٌ ذَهَبَت بِها فَعَلى الجَهالَةِ وَالضَلالِ عَفاءُ
دَعَموا عَلى الحَربِ السَلامَ وَطالَما حَقَنَت دِماءً في الزَمانِ دِماءُ
الحَقُّ عِرضُ اللهِ كلُّ أَبِيَّةٍ بَينَ النُفوسِ حِمىً لَهُ وَوِقارُ
هَل كانَ حَولَ مُحَمَّدٍ مِن قَومِهِ إِلا صَبِيٌّ واحِدٌ وَنِساءُ
فَدَعا فَلَبّى في القَبائِلِ عُصبَةٌ مُستَضعَفونَ قَلائِلٌ أَنضاءُ
رَدّوا بِبَأسِ العَزمِ عَنهُ مِنَ الأَذى ما لا تَرُدُّ الصَخرَةُ الصَمّاءُ
وَالحَقُّ وَالإيمانُ إِن صُبّا عَلى بُردٍ فَفيهِ كَتيبَةٌ خَرساءُ
نَسَفوا بِناءَ الشِركِ فَهوَ خَرائِبٌ وَاستَأصَلوا الأَصنامَ فَهيَ هَباءُ
يَمشونَ تُغضي الأَرضُ مِنهُمْ هَيبَةً وَبِهِمْ حِيالَ نَعيمِها إِغضاءُ
حَتّى إِذا فُتِحَت لَهُمْ أَطرافُها لَم يُطغِهِمْ تَرَفٌ وَلا نَعماءُ
يا مَن لَهُ عِزُّ الشَفاعَةِ وَحدَهُ وَهوَ المُنَزَّهُ ما لَهُ شُفَعاءُ
عَرشُ القِيامَةِ أَنتَ تَحتَ لِوائِهِ وَالحَوضُ أَنتَ حِيالَهُ السَقاءُ
تَروي وَتَسقي الصالِحينَ ثَوابَهُمْ وَالصالِحاتُ ذَخائِرٌ وَجَزاءُ
أَلِمِثلِ هَذا ذُقتَ في الدُنيا الطَوى وَانشَقَّ مِن خَلَقٍ عَلَيكَ رِداءُ
لي في مَديحِكَ يا رَسولُ عَرائِسٌ تُيِّمنَ فيكَ وَشاقَهُنَّ جَلاءُ
هُنَّ الحِسانُ فَإِن قَبِلتَ تَكَرُّمًا فَمُهورُهُنَّ شَفاعَةٌ حَسناءُ
أَنتَ الَّذي نَظَمَ البَرِيَّةَ دينُهُ ماذا يَقولُ وَيَنظُمُ الشُعَراءُ
المُصلِحونَ أَصابِعٌ جُمِعَت يَدًا هِيَ أَنتَ بَل أَنتَ اليَدُ البَيضاءُ
ما جِئتُ بابَكَ مادِحًا بَل داعِيًا وَمِنَ المَديحِ تَضَرُّعٌ وَدُعاءُ
أَدعوكَ عَن قَومي الضِعافِ لِأَزمَةٍ في مِثلِها يُلقى عَلَيكَ رَجاءُ
أَدرى رَسولُ اللهِ أَنَّ نُفوسَهُمْ رَكِبَت هَواها وَالقُلوبُ هَواءُ
مُتَفَكِّكونَ فَما تَضُمُّ نُفوسَهُمْ ثِقَةٌ وَلا جَمَعَ القُلوبَ صَفاءُ
رَقَدوا وَغَرَّهُمُ نَعيمٌ باطِلٌ وَنَعيمُ قَومٍ في القُيودِ بَلاءُ
ظَلَموا شَريعَتَكَ الَّتي نِلنا بِها ما لَم يَنَل في رومَةَ الفُقَهاءُ
مَشَتِ الحَضارَةُ في سَناها وَاهتَدى في الدينِ وَالدُنيا بِها السُعَداءُ
صَلّى عَلَيكَ اللهُ ما صَحِبَ الدُجى حادٍ وَحَنَّت بِالفَلا وَجناءُ
وَاستَقبَلَ الرِضوانَ في غُرُفاتِهِمْ بِجِنانِ عَدنٍ آلُكَ السُمَحاءُ
خَيرُ الوَسائِلِ مَن يَقَع مِنهُم عَلى سَبَبٍ إِلَيكَ فَحَسبِيَ الزَهراءُ

غير معرف يقول...

جمال سلطان (المصريون) : بتاريخ 9 - 3 - 2009
في الأسابيع الأخيرة وقعت أكثر من حادثة متصلة بموضوع تغيير الديانة ، من فتيات أو سيدات قبطيات تحولن إلى الإسلام ، وثار جدل وتوتر طائفي في مناطق إقامتهن ، تنهيه الجهات الأمنية بالشكل الذي أصبح نمطيا وتقليديا رغم خطورته ، وهو تسليم المواطنات إلى ممثل الكنيسة حيث يتم نقلهن إلى أحد الأديرة المجهولة ، فتنقطع أخبارهن وتنتشر الأخبار حول مصيرهن ، بعضها يصل إلى حد تأكيد مصرعهن داخل الأديرة بعد خضوعهن لعملية إذلال وتعذيب نفسي وحرمان من الرعاية الطبية ، على النحو الذي حدث مع السيدة وفاء قسطنطين التي أكدت مراجع دينية وسياسية عديدة أنها قتلت بالفعل داخل دير وادي النطرون ، وهي التقارير التي أحرجت الكنيسة المصرية فأعلنت نفيها لتلك الأخبار وأكدت على أنها سوف تظهرها عبر شاشات بعض الفضائيات لتنفي بنفسها هذه الأنباء ، وأن ذلك تم بتوصية من البابا نفسه ، ثم تم التراجع بعد ذلك عن هذا الكلام ، والتأكيد على أنها لن تظهر للإعلام ، الأسبوع الماضي انتشر الجدل مجددا خاصة عبر شبكة الانترنت حول اختفاء الفتاة "كريستين صديق قليني" من ضاحية عين شمس بالقاهرة ، ونشرت أشرطة فيديو مصورة لها تؤكد فيها أنها أسلمت بمحض إرادتها وأنه لم يضغط عليها أحد أو يجبرها أحد ، قبل أن يتم القبض على الفتاة وتسليمها إلى ممثل الكنيسة القبطية حيث اختفت من يومها واختفت أخبارها تماما ، هذه وقائع مقلقة جدا ، خاصة عندما يستمر المسلسل على هذا النحو في وقائع متعددة ومتجددة ، وفي تصوري أن السلوك الأمني الغريب والمثير جدا الذي درج على تسليم الفتيات أو السيدات اللاتي أسلمن إلى الكنيسة سلوك معيب ويمثل تحريضا على الفتنة وإشعال الحرائق الطائفية ، لأنه يعني تنازل الدولة عن وجودها وعن واجبها والتزاماتها القانونية والدستورية بحماية المواطنين ورعايتهم وحماية حقهن في الاعتقاد وفي الحرية ، كما أنه يرسخ الاعتقاد الذي ينتشر بأن الحكومة المصرية تتعامل مع الكنيسة كدولة ذات سيادة أو حكم ذاتي حقيقي ، وفي تصوري أن الأمور إذا استمرت على هذا النحو سوف تفضي إلى كارثة ، وأنا مندهش جدا من صمت المؤسسات البرلمانية والأحزاب والجميعات الحقوقية تجاه هذا الملف الخطير ، وكأن تلك الوقائع تحدث في بلاد أخرى ، لماذا لا يتم تفكيكه وإدارة حوار وطني حوله لنزع فتيل الأزمة وإزالة الاحتقان الطائفي الخطير الذي يولده ، أعرف أن هناك أكثر من ثمانين عضوا في البرلمان يعبرون عن تيار الإخوان المسلمين ، هل يعقل أن عضوا واحدا منهم لم يفكر في أن يطرح سؤالا أو طلب إحاطة لوزير الداخلية عن هذه الوقائع وعن سلوك الجهاز الأمني المتكرر بتسليم مواطنين إلى الكنيسة وإخفائهم عن الجهات الرسمية قضائية وأمنية وحقوقية واجتماعية ناهيك عن طلب التحقيق في الاتهامات العلنية بمقتل مواطنات داخل الأديرة ، هل هناك قرار مركزي مثلا من قيادة الجماعة أو مكتب الإرشاد بتجاهل هذه الوقائع على خلفية حسابات سياسية معينة ، إن المئات من الأسئلة وطلبات الإحاطة التي قدمها نواب الإخوان في البرلمان طوال الفترة الماضية كانت هامشية جدا وحتى تافهة إذا قورنت بتلك القضية التي تشغل بال ملايين المصريين الآن ، فلماذا يتجاهل أعضاء الإخوان هذا الموضوع ، اللافت أيضا أن المراكز الحقوقية التي أنشأها الإخوان مثل مركز سواسية أيضا تتعمد تجاهل هذه القضية بشكل تام ، مع أنها في صلب عملها ومجال نشاطها الذي قامت من أجله ، أنا لا ألوم المنظمات الحقوقية الأخرى لأنه أصبح معلوما من القاصي والداني أنها تتلقى تمويلا من جهات أجنبية لتغطية نشاطاتها ، وبالتالي فأجندتها ليست متصلة بالوطن والمواطن ، إلا بالقدر الذي يبحث عنه "الممول" ، وبالتأكيد مسألة اختطاف السيدات أو الفتيات القبطيات اللاتي أسلمن لا تدخل ولن تدخل في اهتمامات "جهات التمويل" ، ولكن الموقف الذي يتخذه الإخوان سواء في البرلمان أو مراكزهم الحقوقية أو مقالاتهم الصحفية تجاه هذه القضية يحتاج إلى تفسير بالفعل .
gamal@almesryoon.com

المصدر: المصريون

غير معرف يقول...

وفاء قسطنطين .. مرة اخري ـ أسامة حافظ url
مرسل بواسطة: islamegy
Mon, 2 March 2009 17:34:03 -0600

أسامة حافظ (المصريون) : بتاريخ 2 - 3 - 2009
مشهد من مشاهد الطفولة لازال قابعاً في ذاكرتي لم يندثر مع مااندثر من ذكريات رغم كر الأيام فقد كانت المرة الاولي التي اذهب فيها إلي المسلخ "يسمونه السلخانة" لأشهد ذبح الأضحية وكانت الذبيحة معقولة علي باب المجزر تلهو بأكل بعض الأعشاب وكانت تتقافز قي مرح وهي لاتدري مايخبا لها فلما حان دورها في الذبح ساق بعض الأهل الذين قدموا لها الطعام من قبل الذبيحة إلي العنبر للذبح.

ونظرت إلي عينيها لأشهد نظرات الفرحة والمرح تتحول إلي نظرات من الرعب والفزع بعد أن أدركت المصير الذي ينتظرها لما رات الجزارين يحملون في ايديهم السكاكين الملوثة بدماء الذين سبقوها الي الذبح وأخذت تنقل نظراتها مذعورة بين أولئك الذين جاءوا بها غدراً إلي هذا المكان وبين أولئك الذين استقبلوها وفي أيديهم نهايتها البائسة تلتمس بين الجميع من يرثي لحالها ويسعي لإنقاذها ولكنها أدركت عبث ما تخيلت حين أسقطوها أرضاً لتتحول نظرات الحيوية والحياة في عينيها إلي نظرات الموت الجامدة.

لا أدري ما الذي أعاد هذا المشهد إلي مخيلتي وأنا أقرأ قصة وفاء قسطنطين المغدور بها ..لقد كانت في ذلك اليوم صائمة ..وجلست تتناول افطارها وقد وقفوا حولها ينتظرون ان تنتهي منه ثم انطلقت معهم وهي تسير مطمئنة وقد افهموها انهم ذاهبون لجلسة المناصحة - وهو لقاء صوري جري العرف ان يتم مع احد القسس قبل اجراءات اشهار الاسلام - كانت سعيدة مستبشرة وهي لا تدري ما يراد بها لتفاجأ بهم يذهبون بها إلي فيلا في طريق موحش ينتظرها فيه حشد من القسس.

تخيلت عينيها تدوران بين أولئك الذين ساقوها غدراً إلي هناك وأولئك الذين انتظروها تبحث بينهم عمن تستجير به .. وشعرت أن العينين هما نفس العينين والذعر والخوف هما نفس الذعر والخوف.

لا أدري ماهي مشاعر أولئك الذين كلفوا بمهمة الغدر بها و ساقوها إلي هذه النهاية لعل بعضهم أشاح بوجهه ليخفي دمعة حزينة سبقت الي وجنتيه قبل ان يدركها بالمنع أو لعل آخرين شعروا بالخزي والقهر والهوان وهم يرون أنفسهم أضعف وأجبن من أن يهبوا لمناصرتها أو لعل بعضهم لم يشغله كثيراً هذا الأمر ولا تلك النهاية ولم يشعر تجاهها بشيء وهز كتفيه غير مبال بشئ ولكن المؤكد أن الجميع قد نفذ الأمر وانصرف حزيناً كان أم غير حزين .. وهكذا غابت وفاء قسطنطين منذ سنوات

أيه يا وفاء أين أنت الآن وأي جدران تلك التي تحجبك عنا وتحجبنا عنك؟

هل هي جدران قبو في قاع دير من تلك الاديرة ذات الاسوار العالية اتخذوه سجناً لك تذوقين فيه طعم الذلة والهوان أكثر مما تلقين من عناء الجسد .. أم هي جدران قبر استرحت في أحضانه من خسة المنافقين وذلة المخلصين وجبروت الطغاة المتجبرين ..انها محاكم التفتيش عادت من جديد لتنتصب من تحت ركام الزمن في اديرة وكنائس مصر.

أين هذه الملايين من المسلمين وأين أصواتهم الهادرة التي نسمعها في مباريات الكرة وأفلام السينما وفي المراقص والملاهي ومواخيرالخنا ألم تسمعوا عن وفاء قسطنطين ألم تسألوا أين غابت أو كيف اختفت.

أين منظمات نسوان ختان الإناث والمرأة المعنفة وحرية الشذوذ والفجور ألم تسمع ضمائركم الميتة أنات المرأة المسكينة خلف الجدران .. الم تشغلكم تلك النهاية المفجعة للمرأة المسكينة وفاء.

يا اكشاك حقوق الانسان التى ملات اسواق الاسترزاق فى بلادنا وصدعت رؤسنا بحقوق البشر فى المعاملة الكريمة وحمايته من الاعتداء عليه ، الم يخبركم احد بوفاء قسطنطين وما وقع عليها من انتهاكات ...ام ان حقوق الانسان عندكم تنحصر فى حقوق الشواذ والبهائيين والافاقين .

يا رجال الدين والقانون الم يبلغكم احد ان هناك جريمة بل جرائم تحدث خلف هذه الاسوار العالية لا يسمع بها احد ولا يراها

الا يوجد عندكم فى الدين او فى القانون مواد تحمى هؤلاء المساكين ، تبحث عنهم وتتاكد من سلامتهم وتعاقب من ارتكب جريمة فى حقهم هل تستطيع مؤسسة من مؤسساتكم ان تتعرض للمتنصرين الذين يخرجون لنا السنتهم ويشاغبون اغلبيتنا المسلمة في قاعات المحاكم ويسرقون ابناءنا ليبيعونهم للاجانب بابخس الاثمان.

لقد ظننت ان الجرح العميق قد اندمل بمرور الايام ولكنه عاد ليفتح بقسوة هذه الايام مع تكرار الحادثة مع الشابة الغضة عبير في ملوي بصعيد مصر نفس ماحدث مع وفاء وستذهب بل قل ذهبت لتلحق بوفاء وراء الشمس .. هكذا سلموها بمنتهي البساطة للكنيسة لتختفي في احد الاديرة مثلها ..ماهذا الذي يجري ؟ ايبال هكذا في حلوقنا ونحن مكتوفوا الايدي لانملك حراكا ولادفعا ..اي قانون او اي عرف او اي دين يسمح بذلك الم يان الاوان لتتحرك حكومتنا لتضع حدا لهذا الاذلال وهذا الابتزاز ام ينتظرون حتي تشتعل النيران فتحرق الاخضر واليابس حسبنا الله ونعم الوكيل .

المصدر: المصريون

غير معرف يقول...

دفاع عن أبو هريرة url
مرسل بواسطة: islamegy
Sun, 8 March 2009 04:47:32 -0500

محسن نبيل (المصريون) : بتاريخ 7 - 3 - 2009
عفا الله عن رجال يتكلمون في أبي هريرة رضي الله عنه وارضاه وعن روايته للحديث فهم يغمزون ويلمزون ويتكلمون عن كثرة روايته، مع انه صحابي جليل شهد له رسول الله ص بالصدق، ودعا له، وكان رجلا قد هاجر الى الله ورسوله وكان من الزم الصحابة له وكان يدور معه حيث دار حرصا على الحديث وروايته، ويأخذ عنه ويروي عنه بكل أمانة وصدق.
والحديث عن صحابة رسول الله ص (ومنهم أبو هريرة رضي الله عنه) لا بد ان يكون بأدب وعلى علم واسس صحيحة لا يخدش صحابيا ولا يغمز بأحد منهم، لأن النبي ص حذرنا من ذلك عندما قال: «الله الله في اصحابي، فلو انفق احدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد حدهم ولا نصيفه» وقد لاحظت بكل أسف ان هناك احاديث تدور عن روايته للحديث وكثرتها ولو ردها هؤلاء الى علماء الحديث ورجاله لعلموا الحقيقة وعرفوا صدق الصحابة وأمانتهم في الرواية، لأنهم تربوا على يد رسول الله ص وسمعوا منه، واخذوا عنه، وتعلموا منه أهمية الصدق، وقد حذرهم من الكذب عليه حين قال: «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار».
وعلينا ان نعلم ان أبا هريرة صحابي جليل، صحب رسول الله ص، وكان قريبا منه، وقد احبه رسول الله ص، ودعا له بالحفظ، وكان رضي الله عنه زاهدا في الدنيا، ومن أهل الصفة، وكان حريصا على سماع الحديث من النبي ص، وكثيرا ما كان يتحمل آلام الجوع حتى لا يفوته شيء من الحديث النبوي الشريف.
وقد صحب النبي ص وحفظ الكثير من احاديثه، وآتاه الله قلبا واعيا، وحفظا دقيقا، وعرف بالصدق والايمان والتقوى، والمروءة، والاخلاق، ولهذا فإنه أمر مؤسف ان نلاحظ بين وقت وآخر تهجم بعض المستشرقين، فقد حذا بعض من لا علم له بالحديث حذو هؤلاء المستشرقين، وصدقوا أقوالهم في الطعن في الصحابة الكرام، والطعن في الحديث الشريف، والتشكيك في روايته، وكثير من هؤلاء الطاعنين من المسلمين الذين لم يدرسوا حياة هذا الصحابي الجليل دراسة صحيحة، ولم يعرفوا حقائق ناصعة عن روايته ودقته، ولهذا فقد أخذوا بكل أسف يغمزون ويلمزون، وهذا
أمر خطير لأن رسول الله ص قال: «من آذى اصحابي فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله... الحديث» ومن هنا فإننا نلاحظ ان بعض هؤلاء الطاعنين قد اسرفوا على أنفسهم وعمدوا الى اتهام أبي هريرة رضي الله عنه بالاكثار في رواية الحديث النبوي، وانه قد روى الآلاف من الاحاديث عن رسول الله ص، واتهامه بأنه اسرف في الحديث، وهذا أمر غير صحيح، بل هو تزوير وتدليس على هذا الصحابي الجليل الذي خدم الحديث النبوي وأخلص في روايته، وانقطع له، وصحب رسول الله ص، وكان يتحمل ألم الجوع حتى لا يفوته شيء من حديث رسول الله ص، وقد اخرج البخاري عنه انه قال: «والله الذي لا اله الا هو ان كنت لاعتمد على الأرض بكبدي من الجوع، وأشد الحجر على بطني».
لقد كان رضي الله عنه حريصا على العلم، وشهد له النبي ص، فقد روى ابن كثير في البداية والنهاية ان النبي ص قال له: «الا تسألني من هذه الغنائم التي سألني أصحابك؟»: فقلت له اسألك ان تعلمني مما علمك الله.
وكان كثير الحفظ لا ينسى، فقد دعا الله فقال: اللهم اني اسألك علما لا ينسى وقد أمن الرسول ص على دعائه. وروى البخاري ومسلم، قال أبو هريرة: قلت يا رسول الله اني لأسمع منك حديثا كثيرا أنساه. قال ص: «ابسط رداءك» فبسطته، ثم قال: ضمه الى صدرك» فضممته، فما نسيت شيئا بعد ذلك.
«وهذه ميزة مهمة لهذا الصحابي الجليل فقد روى ابن حجر في الاصابة: أنه جاء رجل الى زيد بن ثابت رضي الله عنه فسأله، فقال له زيد: عليك بأبي هريرة، فإني بينما أنا وأبو هريرة وفلان في المسجد ندعو الله ونذكره، اذ خرج علينا رسول الله ص حتى جلس إلينا فقال: عودوا للذي كنتم فيه، قال زيد: فدعوت أنا وصاحبي فجعل رسول الله ص يؤمن على دعائنا، دعا أبو هريرة فقال: اللهم إني أسألك مثل ما سأل صاحباي وأسألك علما لا ينسى، فقال رسول الله ص: آمين..
فقال زيد وصاحبه: ونحن يا رسول الله نسأل علما لا ينسى... فقال سبقكم بها الغلام الدوسي. (يعني أبا هريرة). فأبو هريرة إذن محفوف بالعناية الإلهية، والدعوات النبوية، فإذا أضفنا الى ذلك ما رواه البخاري عن أبي هريرة في الدلالة على حبه لرسول الله ص، وحرصه على نوال شفاعته الخاصة التي لا ينالها إلا الذين سبقت لهم الحسنى من الله فكانوا أسعد الناس بهذه الشفاعة، وهم الذين تكون شفاعته ص بهم شفاعة تشريف وتكريم وعلو درجات، وقرب من رسول الله ص، وليست شفاعة من ذنوب أو شفاعة من كبيرة أو كبائر وقد كان جواب النبي ص شهادة عظيمة منه لأبي هريرة رضي الله عنه.
والسبب في اكثاره من الحديث وعدم نسيانه طول الصحبة، وملازمته لرسول الله ص وتأمين الرسول ص على دعائه ودعاء الرسول له ص. فقد روى البخاري ومسلم عن ابي هريرة انه قال: انكم تزعمون ان أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله ص والله الموعد، اني كنت امرءا مسكينا اصحب الرسول على ملء بطني.
«ولو حسبنا عدد أيام صحبته للنبي ص لوجدنا أنها تبلغ أكثر من ألف وأربعمائة وستين يوما ولو قسمنا ما روي عنه من الأحاديث الشريفة على هذه الأيام وجدنا أنه يروي كل يوم ما يقارب ثلاثة أحاديث ونصفا، وفي كل مائة يوم 367 حديثا أو أنه كان يحفظ مائة حديث في كل سبعة وعشرين يوما، فهل يستغرب أن يحفظ أبو هريرة رضي الله عنه كل يوم أربعة أحاديث مع ما رأينا من قصة الكساء، وقصة الدعاء، وما رأينا من حرصه على العلم، وحرصه على حفظ الأحاديث الشريفة، ومع ما رأينا من انقطاعه لخدمة النبي ص وسماع أقواله، وزهده في الدنيا، وعيشه مع أهل الصفة، وصبره على الجوع في سبيل ذلك.
وعندما قمت بنفسي بالتحقق من هذه المسألة بواسطة فريق مختص في الحاسب الآلي ظهرت لنا حقائق مهمة عن روايات أبي هريرة، فعندما تتبعنا رواياته وجدنا ان هناك ما يزيد عن ثمانمائة صحابي وتابعي رووا عنه الحديث وكلهم ثقات، لكن القضية الاساسية التي افادتنا عند استخدام الحاسب الآلي هي انه عندما ادخلت هذه الاحاديث المروية في كتب الحديث الستة وجدنا ان احاديث ابي هريرة بلغت 5374، ثم وجدنا بعد الدراسة بواسطة الكومبيوتر ان المكرر منها هو 4074 وعلى هذا يبقى العدد غير المكرر 1300 وهذا العدد تتبعناه فوجدنا ان العديد من الصحابة قد رووا نفس هذه الاحاديث من غير طريق ابي هريرة هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى وبعد ان قمنا بحذف الاحاديث التي رويت من غير طريق ابي هريرة في كتب الصحاح الستة وجدنا ان ما انفرد به ابو هريرة ولم يروه اي صحابي آخر هو
اقل من عشرة احاديث.
ومن هذا يظهر امانته وصدقه في رواية الحديث الشريف، ويبريء ذمته رضي الله عنه مما اتهم به، وقد ساهم في هذه الدراسة رجال خدموا سيرة ابي هريرة ومنهم محمد ضياء الدين الاعطى الذي قام بعمل دراسات دقيقة وبذل جهودا تستحق التقدير وقد ساعدني في هذا الموضوع.
ثم شاء الله ان نطور العمل في احاديث ابي هريرة فانتقلنا من الكتب الستة الى الكتب التسعة وقد لاحظنا ان الاحاديث في الكتب التسعة المنسوبة الى ابي هريرة هي 8960 حديثا، منها 8510 بسند متصل و450 حديثا بسند منقطع وبعد التدقيق انتهينا الى ان الاحاديث التي رواها ابو هريرة في كل هذه الكتب التسعة بعد حذف المكرر هي 1475 حديثا، وقد اشترك في روايتها معه عدد من الصحابة. وعندما حذفت الاحاديث التي رويت عن طريق صحابة آخرين وصلنا الى حقيقة مهمة وهي ان ما اتى به ابو هريرة مع المكررات في كتب الحديث التسعة هي 253 حديثا، ثم ان الاحاديث التي انفرد بها ابو هريرة بدون تكرار ولم يروها احد غيره في الكتب التسعة هي 42 حديثا، وما زلنا نواصل البحث، لكن هذه الامور وهذه الحقائق ازالت كل تلك الشبه والتهم العقيمة والمغرضة التي كانت تلصق بأبي هريرة ويتهمونه فيها بالاكثار ويقولون عنه رضي الله عنه انه روى 8000 حديث بمفرده.. وبعضهم يقول انه روى 5000 حديث بمفرده.. هكذا دون روية او تدقيق او تمحيص.
ولذا فاني استغرب من الذين يطعنون في هذا الصحابي الجليل كيف يطعن بمن وثقه النبي ص وشهد له بالحرص على الحديث، ووثقه صحابة النبي ص، وقال طلحة بن عبيد الله «أحد العشرة المبشرين بالجنة والملقب: طلحة الخير»: لا اشك بان ابا هريرة سمع من رسول الله ص ما لم نسمع، ولا نجد أحدا فيه خير يقول على رسول الله ص ما لم يقل.
وشهد له عبد الله بن عمر فيقول: يا أبا هريرة أنت كنت ألزمنا لرسول الله ص واحفظنا لحديثه. وحذيفة ابن اليمان يوثقه ويزكيه وينقل تزكية ابن عمر له وقال رجل لابن عمر: ان ابا هريرة يكثر الحديث. فقال ابن عمر: أعيذك بالله ان تكون في شك مما يجيء به، لكنه اجترأ وجبنا.
واعتمده ابو بكر رضي الله عنه بتبليغ الحديث لما كان أميرا على الحج: ان لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ووثقه كثير من الصحابة ورووا عنه وكثير من التابعين رووا عنه كذلك حتى قال البخاري: روى عنه الثمانمائة من كبار اهل العلم من الصحابة والتابعين وكان احفظ من روى الحديث في عصره.
ولا بد ان نعلم انه رضي الله عنه قد حرص على تدوين الحديث وكتابته في آخر ايامه وكان يرجع اليه كلما سأله سائل، وقد روى الحاكم والامام احمد ما يدل ان الحديث كان مكتوبا عند ابي هريرة قال ابن حجر: لا يلزم من وجود الحديث مكتوبا عنده ان يكون بخطه فقد ثبت انه لم يكتب فتعين ان يكون المكتوب عنده بخط غيره، وكان يرجع في آخر ايامه الى ما كتب من الحديث.
وقال الشافعي عنه: ابو هريرة احفظ من روى الحديث في عصره، ومن هنا فاني احذر الذين يطعنون في هذا الصحابي بأن الطعن بأبي هريرة طعن بالنبي ص الذي وثقه، وطعن بكبار الصحابة والتابعين الذين رووا عنه ووثقوه، وتطاول على السنة الشريفة.
وقد حرص بعض اعداء الاسلام من الذين اثاروا الشبهة حول كثرة روايات ابي هريرة بقصد الطعن في رواية الحديث وكان هدفهم التشكيك في السنة النبوية الشريفة والتشكيك في الاسلام، فالذي يطعن بأبي هريرة يطعن بثمانمائة من الصحابة وكبار العلماء من التابعين، والامر اكبر من ذلك بكثير عند اهل العلم، لانه يستهدف السنة النبوية.
وقد بين الامام القرطبي رضي الله عنه ان الطاعن في رواية هذا الصحابي طاعن في الدين خارج عن الشريعة مبطل للقرآن، بل قال بعض السلف: اجلال ابي هريرة اجلال للنبي ص، واتهام ابي هريرة فيما يرويه عنه زدراء على رسول الله ص وعلى ما جاء به.
وختاما فاني اضع هذه المعلومات بين يدي القاريء الكريم حتى يتبين له الحق، ويعلم خطأ الذين يتهمون هذا الصحابي الذي صدقه رسول الله ص، وقربه وصحبه ودعا له، ولو لم يعلم فيه خيرا لما فعل كل ذلك.
والقضية ليست قضية عاطفة وانما حقائق نضعها امام القارىء ولا املك الا ان اقول اتقوا الله في صحابة رسول الله ص ولا تتجرأوا ولا تتهموا ولا تلقوا القول على عواهنه بغير علم ولا هدى، فان الله عز وجل يقول: «ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا»

المصدر: المصريون

غير معرف يقول...

جارة الرقيق! url
مرسل بواسطة: islamegy
Mon, 2 March 2009 17:35:26 -0600

محمود سلطان (المصريون) : بتاريخ 2 - 3 - 2009
توجد الآن "هوجة" بين بعض المثقفين المصريين، تبرر بيع أطفال مصر للأجانب!
واللافت أنها، تأتي بالتزامن، مع ضبط "مافيا" لتجارة الرقيق ـ أطفال السفاح واليتامى ـ لأمريكيين نظير مبالغ مالية باهظة.
الهوجة يفتعلها اليوم، مثقفون مرتبطون بعلاقات وصداقات، مع الكنيسة المصرية، وهو منحى لافت، سيما وأن التشكيل العصابي مُشكل من أقباط، بينهم راهبات وكنائس وأديرة مصرية، ما يضع هذه "الهوجة" موضع التساؤلات بشأن معناها ومغزاها وما تستهدفه من النفخ فيها.
الكنيسة التزمت الصمت، رغم تحقيقات النيابة التي كشفت تورط أطراف تابعة لها في الاتجار بأطفال مصر، وكنت أتوقع أن تصدر بيانا تبرئ ساحتها من هذه العمليات "القذرة"، غير أن صمتها من ناحية، وتصريحات الأستاذ ممدوح نخلة المحامي لـ"المصريون" يوم 28 فبراير 2009، والتي دافع فيها عن بيع الأطفال لأسر أمريكية وتأكيده أنهم جاءوا ثمار زواج عرفي بين مسلمين ومسيحيات، كانت صادمة، خاصة وأن الأستاذ نخلة ـ من جهة ـ يرتبط بعلاقات وثيقة بالكنيسة في الداخل، وبرموز وبقوى مهجرية صاخبة في الخارج، ومن جهة أخرى، جاء دفاعه متسقا، مع التسريبات التي زعمت أن قيادة كنيسة كبرى، أوصت الأقباط بالدفاع عن بيع الأطفال وتفسيره بأنه من قبيل "الاضطرار"، تخلصا من أطفال سفاح جاءوا ثمرة اغتصاب مسلمين لفتيات مسيحيات!
لم أكن أتوقع أن تصدر مثل هذه التصريحات من الأستاذ ممدوح نخلة، خاصة وهو محام كبير مرموق وذي خبرة، وبالتأكيد قد اطلع على "المصريون" قبل ذلك بيوم وقرأ هذه التسريبات التي نشرتها الجريدة، في صفحة "دفتر أحوال الوطن"، بلغة لم تقطع بصحتها، غير أن تصريحاته في اليوم التالي، كفت الرأي العام مؤنة البحث عن صحة الخبر!
أنا لست مرتاحا، لهذا التوجه، الذي يبرر بيع أطفال مصر، الذي يحاول أن يبدو ظاهريا، وكأنه مستقل، عن الفضيحة التي كشفتها السفارة الأمريكية، وحتى إذا افترضنا "سلامة النية" فيما كتب من تبريرات، فإن الجريمة ينبغي أولا إدانتها، وإظهار جانبها الخطير على الأمن القومي المصري من جهة، وتهديده للسلام الاجتماعي من جهة أخرى، سيما وأن "الكنيسة" ـ حتى لو كانت العمليات تجري من وراء ظهرها ـ ظهرت في صدارة المشهد، كـ"متهم" أو "كـ"متواطئ".
ويبدو لي أن الذين كتبوا عن الفضيحة، باعتبارها "حلا" لأطفال الشوارع، قد كتبوا ما كتبوه "مجاملة" لـ كاتدرائية العباسية، وليس دفاعا عن أطفال الشوارع، إذ ما كُتب كان لـ"الشوشرة" أو تجميلا لعلميات استقرت في الضمير الإنساني العالمي بأنها عمليات قذرة، تعود بنا إلى عصر العبيد والاستعباد والاتجار في البشر وكأنهم حيوانات، وما كان ينبغي أن يُكتب مثل هذا الكلام، فيما تجري النيابة العامة تحقيقاتها مع المتهمين، بل كان من المفترض أن تطالب الكنيسة بتوضيح موقفها منها، وما إذا كانت عاقبت الراهبات و القساوسة والأديرة التي تورطت فيها، إبراءا لذمتها أمام رأي عام، غاضب من بيع "فلذات الأكباد" للأمريكيين بطرق رخيصة وغير أخلاقة.
sultan@almesryoon.com

المصدر: المصريون?????????????????وفاء قسطنطين .. مرة اخري ـ أسامة حافظ url
مرسل بواسطة: islamegy
Mon, 2 March 2009 17:34:03 -0600

أسامة حافظ (المصريون) : بتاريخ 2 - 3 - 2009
مشهد من مشاهد الطفولة لازال قابعاً في ذاكرتي لم يندثر مع مااندثر من ذكريات رغم كر الأيام فقد كانت المرة الاولي التي اذهب فيها إلي المسلخ "يسمونه السلخانة" لأشهد ذبح الأضحية وكانت الذبيحة معقولة علي باب المجزر تلهو بأكل بعض الأعشاب وكانت تتقافز قي مرح وهي لاتدري مايخبا لها فلما حان دورها في الذبح ساق بعض الأهل الذين قدموا لها الطعام من قبل الذبيحة إلي العنبر للذبح.

ونظرت إلي عينيها لأشهد نظرات الفرحة والمرح تتحول إلي نظرات من الرعب والفزع بعد أن أدركت المصير الذي ينتظرها لما رات الجزارين يحملون في ايديهم السكاكين الملوثة بدماء الذين سبقوها الي الذبح وأخذت تنقل نظراتها مذعورة بين أولئك الذين جاءوا بها غدراً إلي هذا المكان وبين أولئك الذين استقبلوها وفي أيديهم نهايتها البائسة تلتمس بين الجميع من يرثي لحالها ويسعي لإنقاذها ولكنها أدركت عبث ما تخيلت حين أسقطوها أرضاً لتتحول نظرات الحيوية والحياة في عينيها إلي نظرات الموت الجامدة.

لا أدري ما الذي أعاد هذا المشهد إلي مخيلتي وأنا أقرأ قصة وفاء قسطنطين المغدور بها ..لقد كانت في ذلك اليوم صائمة ..وجلست تتناول افطارها وقد وقفوا حولها ينتظرون ان تنتهي منه ثم انطلقت معهم وهي تسير مطمئنة وقد افهموها انهم ذاهبون لجلسة المناصحة - وهو لقاء صوري جري العرف ان يتم مع احد القسس قبل اجراءات اشهار الاسلام - كانت سعيدة مستبشرة وهي لا تدري ما يراد بها لتفاجأ بهم يذهبون بها إلي فيلا في طريق موحش ينتظرها فيه حشد من القسس.

تخيلت عينيها تدوران بين أولئك الذين ساقوها غدراً إلي هناك وأولئك الذين انتظروها تبحث بينهم عمن تستجير به .. وشعرت أن العينين هما نفس العينين والذعر والخوف هما نفس الذعر والخوف.

لا أدري ماهي مشاعر أولئك الذين كلفوا بمهمة الغدر بها و ساقوها إلي هذه النهاية لعل بعضهم أشاح بوجهه ليخفي دمعة حزينة سبقت الي وجنتيه قبل ان يدركها بالمنع أو لعل آخرين شعروا بالخزي والقهر والهوان وهم يرون أنفسهم أضعف وأجبن من أن يهبوا لمناصرتها أو لعل بعضهم لم يشغله كثيراً هذا الأمر ولا تلك النهاية ولم يشعر تجاهها بشيء وهز كتفيه غير مبال بشئ ولكن المؤكد أن الجميع قد نفذ الأمر وانصرف حزيناً كان أم غير حزين .. وهكذا غابت وفاء قسطنطين منذ سنوات

أيه يا وفاء أين أنت الآن وأي جدران تلك التي تحجبك عنا وتحجبنا عنك؟

هل هي جدران قبو في قاع دير من تلك الاديرة ذات الاسوار العالية اتخذوه سجناً لك تذوقين فيه طعم الذلة والهوان أكثر مما تلقين من عناء الجسد .. أم هي جدران قبر استرحت في أحضانه من خسة المنافقين وذلة المخلصين وجبروت الطغاة المتجبرين ..انها محاكم التفتيش عادت من جديد لتنتصب من تحت ركام الزمن في اديرة وكنائس مصر.

أين هذه الملايين من المسلمين وأين أصواتهم الهادرة التي نسمعها في مباريات الكرة وأفلام السينما وفي المراقص والملاهي ومواخيرالخنا ألم تسمعوا عن وفاء قسطنطين ألم تسألوا أين غابت أو كيف اختفت.

أين منظمات نسوان ختان الإناث والمرأة المعنفة وحرية الشذوذ والفجور ألم تسمع ضمائركم الميتة أنات المرأة المسكينة خلف الجدران .. الم تشغلكم تلك النهاية المفجعة للمرأة المسكينة وفاء.

يا اكشاك حقوق الانسان التى ملات اسواق الاسترزاق فى بلادنا وصدعت رؤسنا بحقوق البشر فى المعاملة الكريمة وحمايته من الاعتداء عليه ، الم يخبركم احد بوفاء قسطنطين وما وقع عليها من انتهاكات ...ام ان حقوق الانسان عندكم تنحصر فى حقوق الشواذ والبهائيين والافاقين .

يا رجال الدين والقانون الم يبلغكم احد ان هناك جريمة بل جرائم تحدث خلف هذه الاسوار العالية لا يسمع بها احد ولا يراها

الا يوجد عندكم فى الدين او فى القانون مواد تحمى هؤلاء المساكين ، تبحث عنهم وتتاكد من سلامتهم وتعاقب من ارتكب جريمة فى حقهم هل تستطيع مؤسسة من مؤسساتكم ان تتعرض للمتنصرين الذين يخرجون لنا السنتهم ويشاغبون اغلبيتنا المسلمة في قاعات المحاكم ويسرقون ابناءنا ليبيعونهم للاجانب بابخس الاثمان.

لقد ظننت ان الجرح العميق قد اندمل بمرور الايام ولكنه عاد ليفتح بقسوة هذه الايام مع تكرار الحادثة مع الشابة الغضة عبير في ملوي بصعيد مصر نفس ماحدث مع وفاء وستذهب بل قل ذهبت لتلحق بوفاء وراء الشمس .. هكذا سلموها بمنتهي البساطة للكنيسة لتختفي في احد الاديرة مثلها ..ماهذا الذي يجري ؟ ايبال هكذا في حلوقنا ونحن مكتوفوا الايدي لانملك حراكا ولادفعا ..اي قانون او اي عرف او اي دين يسمح بذلك الم يان الاوان لتتحرك حكومتنا لتضع حدا لهذا الاذلال وهذا الابتزاز ام ينتظرون حتي تشتعل النيران فتحرق الاخضر واليابس حسبنا الله ونعم الوكيل .

المصدر: المصريون???????????????قال إن المسيحية لا تُحرِّم التبني.. ممدوح نخلة يدافع عن بيع أطفال لأسر أمريكية ويؤكد أنهم جاءوا ثمار زواج عرفي بين مسلمين ومسيحيات url
مرسل بواسطة: islamegy
Sat, 28 February 2009 15:46:51 -0600
كتب عمر القليوبي (المصريون): : بتاريخ 28 - 2 - 2009
أضفى صمت الكنيسة على تورط بعض رعاة الكنائس ومسئولي الأديرة في عمليات خطف أطفال الشوارع ولقطاء لبيعهم لأسر أمريكية، غموضا حول موقفها، خاصة في ضوء عدم صدور بيان رسمي عنها، تتبرأ فيها من تلك الممارسات غير الأخلاقية.
ومن المقرر أن تبدأ محكمة الجنايات في 14 مارس القادم، محاكمة التشكيل العصابي المكون من ١٠ أقباط وموظف مسلم, بتهمة شراء الأطفال لتبنيهم بطريقة غير مشروعة والتلاعب والتزوير في أوراق رسمية وأخرى عرفية.
ويشمل قرار الاتهام أسرتين أمريكتين، كما وجه الاتهام إلى أسرة أمريكية ثالثة بالحصول على شهادة ميلاد مزورة ومحاولة استخدامها في الحصول على تأشيرة دخول للولايات المتحدة.
ودافع ممدوح نخلة المحامي القبطي عن قيام جمعيات أهلية قبطية بتسهيل سفر الأطفال الرضع، باعتبارهم "ثمار زواج عرفي بين مسلمين ومسيحيات ولم يستمر طويلا وانتهى بقيام أطرافه بتمزيق ورقة الزواج"، مشددا على أن الأطفال الذين تبنتهم أسرا أمريكية ليسوا مسلمين بل مسيحيين، على حد قوله.
وأبدى تفهمه حيال موقف الكنيسة، "لأن التبني غير محظور في الديانة المسيحية"، مشبها الأمر بعدم حظر القانون على المسيحي الجمع بين زوجتين، بينما تحظر الكنيسة هذا الأمر، ويتعرض من يتورط لعقوبة الحبس إذا ما اتهمته زوجته بارتكاب جريمة الزنا.
واعتبر نخلة أن تبني الأسر الأمريكية لهؤلاء الأطفال وضمان حياة كريمة لهم أفضل من بقائهم في مصر وهو أمر أيده مفكرون وصحفيون مسلمون، على حد قوله.
لكن المفكر والكاتب جمال أسعد خالفه الرأي، معتبرا أن هذه الجريمة مرفوضة شكلا وموضوعا وتحمل تأثيرات مدمرة على الأمن القومي، ويعني استمرارها أن مصر تحولت لدولة مصدرة لأطفال وتزعم تنازلهم عن الجنسية المصرية، معتبرا أن المجتمع المصري وليس الأمريكي هو المسئول عن رعاية هؤلاء الأطفال وانتشالهم من الفقر.
وانتقد أسعد بشدة حالة الصمت الكنسي حيال تورط مؤسسات قبطية وقساوسة ورعاة أديرة في هذه الجريمة، لافتا إلى أن هذا الصمت يفتح الباب أمام تساؤلات عن إمكانية موافقة الكنيسة الضمنية عليها، رغم أن الكنيسة الرسمية قد لا تدرك شيئا عن هذا الموضوع الخطير ولم يتورط فيه من قريب أو بعيد.
ودعا الكنيسة إلى اتخاذ موقف واضح نحو المتورطين في هذه الجريمة، لحسم الجدل حول رأيها، وحتى تقضي الكنيسة على أي شبهات في تورطها في الجريمة.
ووفقا للائحة الاتهام، فإن القضية الحالية تتعلق بأربعة أطفال رضع، وتم الكشف عنها بعد أن اتصلت زوجة مصرية وزوجها الأمريكي بالسفارة الأمريكية في القاهرة للترتيب لاصطحاب طفلين خارج مصر.
وقالت إن الزوجين اتفقا مع موظف في ملجأ للأيتام "لشراء طفلين رضيعين حديثي الولادة أنثى وذكر مقابل 26 ألف جنيه" وإنهما حصلا على وثائق مزورة تتعلق بالرضيعين، ووجه الاتهام إلى زوجين آخرين بالتزوير ودفع عشرة آلاف جنيه مقابل الحصول على طفلة رضيعة.
وجاء في لائحة الاتهام أن أسرة ثالثة اتهمت بالحصول على شهادة ميلاد مزورة لطفل ذكر لاصطحابه إلى الولايات المتحدة.

المصدر: المصريون?????????«المصرى اليوم» تواصل نشر تحقيقات قضية بيع الأطفال الحلقة الأخيرة..مذكرة تحريات الأمن: المتهمون لجأوا إلى دور رعاية مسيحية وأديرة وكنائس فى ٥ محافظات بحثاً عن أطفال url
مرسل بواسطة: islamegy
Sat, 28 February 2009 03:07:08 -0600
٢٨/ ٢/ ٢٠٠٩

تنشر «المصرى اليوم» تفاصيل مذكرة تحريات قطاع مصلحة الأمن العام فى قضية بيع الأطفال، التى أحال المستشار عبدالمجيد محمود، النائب العام، ١١ متهمًا فيها إلى محكمة جنايات القاهرة.

جاء فى مذكرة الأمن العام أنه بتاريخ ٢٧ ديسمبر ٢٠٠٨ صدر قرار النيابة العامة بمناسبة التحقيقات التى يجريها المكتب الفنى للنائب العام فى القضية رقم ٧٣٧٤ إدارى قسم قصر النيل، تطلب تحريات المباحث حول جميع الوقائع المثارة بالقضية وظروف ارتكابها وملابساتها ودور كل متهم فى ارتكابها وأغراض المتهمين من ارتكاب الأفعال المادية فيها وبيان ما إذا كانت توجد جماعة إجرامية منظمة عابرة للحدود الوطنية ضالعة فى ارتكاب تلك الوقائع، وبيان ما إذا كانت ثمة متحصلات أو عوائد مالية أو مادية متحصلة من ارتكاب تلك الجرائم.

وتخلص ظروف ملابسات القضية المشار إليها فيما أبلغ به «محمد عبيد» ضابط أمن السفارة الأمريكية لقسم شرطة قصر النيل من وقائع خلال شهر ديسمبر عام ٢٠٠٨ بتواريخ متعاقبة، منها إبلاغه بالواقعة الأولى تليفونيًا بتاريخ ٢ ديسمبر ٢٠٠٨ بحضور إيريس نبيل عبدالمسيح بطرس إلى السفارة وتقدمها بطلب لحصول طفليها «فيكتوريا» و«ألكسندر» على تأشيرة دخول لأمريكا لكون زوجها لويس كونستنتين أندروس، أمريكى الجنسية وقدمت جوازى سفر للطفلين صادرين من جوازات الأميرية وشهادتى ميلاد اشتبه فى تزويرهما، بسؤالها اعترفت بعدم صحة الأوراق المقدمة منها للسفارة.

من بينها إخطار ولادة صادر من الطبيب جورج سعد لويس يتضمن نسب الطفلين إليها وزوجها المذكور وأنها حصلت على الطفلين من مريم راغب مشرقى، التى تعمل بإحدى دور الخدمات الاجتماعية بالاشتراك مع جميل خليل بخيت جادالله مقابل مبلغ مالى قدره ستة وعشرون ألف جنيه لرغبتها وزوجها فى تبنى الطفلين.. وتحرر عن ذلك المحضر المشار إليه، وبعرض المذكورة وزوجها على النيابة العامة قررت حبسهما أربعة أيام على ذمة التحقيق وضبط وإحضار كل من «مريم راغب مشرقى» و«جميل خليل بخيت جادالله».

و«جورج سعد لويس»، والطفلين المذكورين وضبط شهادات الميلاد وجوازى السفر الخاصين بهما بإرشادها.. وبضبط المذكورين وعرضهم قررت استمرار حبسهم على ذمة التحقيقات وإيداع الطفلين بدار الأورمان للأيتام.

وبجمع المعلومات وإجراء التحريات حول الواقعة تبين أن «إيريس» متزوجة من أمريكى الجنسية «لويس» - منذ ١٢ عامًا- وتقيم بصحبته بالولايات المتحدة الأمريكية، ونظرًا لعدم إنجابهما ورغبتهما فى التبنى وعدم تمكنهما من تحقيق ذلك بأمريكا عرضت عليها إحدى صديقاتها مصرية الجنسية المقيمة بأمريكا مساعدتها واتصلت الأخيرة تليفونيًا بصديقة لها بالقاهرة وزوجها طارق وطلبت منهما مساعدتها فى ذلك حيث لجأ طارق إلى جميل خليل بخيت المحاسب ببنك مصر «فرع شريف» لارتباطه بعلاقة صداقة معه من خلال تردده عليه بالبنك كعميل منذ عمله بفرع التوفيقية الذى أبدى استعداده لمساعدته مستغلاً ظروف عمله أمين صندوق بدار طوبيا للخدمات الاجتماعية، التى تعمل به مريم راغب مشرقى «مشرفة» وقامت بإجراء اتصالات تليفونية مع المتهمة راغبة التبنى حال تواجدها بأمريكا إلى أن أبلغتها بالعثور على طفلين «ولد وبنت» فحضرت وزوجها للبلاد لإتمام الاتفاق.

وأكدت التحريات وجود علاقة سابقة بين مريم «مشرفة الدار»، والطبيب جورج لسابقة إجرائه جراحة لها بالمستشفى القبطى واتفاقها معه على إحضار طفل وطفلة مقابل مبلغ نقدى لحاجتها لهما من خلال إجرائه عمليات الولادة للسيدات الحاملات سفاحا، حيث قام بتسليمها الطفلة أولاً وبعد عشرة أيام تقريبًا سلمها الطفل بعد قيامه بإجراء عمليات توليد لاثنتين من النساء لم تتوصل التحريات إلى تحديدهما وقامت بإيوائهما بدار طوبيا.

وتتلخص ظروف الواقعة الثانية، فيما أبلغ به موظف السفارة المذكور تليفونيًا بتاريخ ١٥ ديسمبر ٢٠٠٨ بسابقة تقدم حالتين للسفارة الأمريكية بطلبات استخراج جوازات سفر أمريكية لأطفالهما بمستندات اشتبه فى تزويرها.. الأولى تقدم بها مدحت متياس بسادة يوسف «مصرى» وزوجته «سوزان جين هاجلوف» أمريكية الجنسية وتحمل جواز سفر أمريكيًا بشهادة ميلاد لطفل يدعى «ماركو» صادر مكتب صحة الزهراء، ثابت بها أنه نجلهما، وإخطار ولادة صادر من مستشفى الأندلس التخصصى بمعرفة الدكتور جورج سعد لويس «المحبوس احتياطيًا فى الواقعة الأولى» تحت إشراف الطبيب رأفت عطاالله - بذات المستشفى وشهادة ميلاد «كمبيوتر» لذات الطفل..

والحالة الثانية تقدم بها عاطف رشدى أمين حنا - «مصرى حاصل على الجنسية الأمريكية وزوجته جوزفين القس أمين - مصرية حاصلة على الجنسية الأمريكية بطلب للحصول على جواز سفر أمريكى لنجلتهم «مريم» وقدما إخطار ولادة صادرًا من الطبيب أشرف حسن مصطفى يتضمن أن المولود أنثى ووالديه هما السابق ذكرهما - تحرر عن ذلك المحضر اللازم وبالعرض على النيابة العامة قررت ضبط واحضار المتهمين، وضبط الطفلين ماركو ومريم وجميع المحررات المزورة المتعلقة بالحالتين حيث تم ضبط الأول وزوجته والطفل ماركو..

وتردد سفر الثانى وزوجته إلى الولايات المتحدة الأمريكية وعثر على الطفلة مريم - طرف أقارب الهاربين وبعرض المتهمين المضبوطين على النيابة العامة قررت حبسهم على ذمة التحقيقات وإيداع الطفلين بدار الأورمان للأيتام.

بإجراء التحريات حول الحالة الأولى الخاصة بالطفل ماركو تبين أن الزوجين قاما باللجوء إلى بعض دور الرعاية الاجتماعية المسيحية والأديرة والكنائس بالقاهرة ومرسى مطروح وبنى سويف بحثًا عن طفل يحقق رغبتهما حتى تمكنا من العثور عليه بإحدى دور الرعاية الاجتماعية بمنطقة مصر الجديدة لم تتوصل التحريات إلى تحديده وتمكنا من استخراج شهادة ميلاد له صادرة من مكتب صحة الزهراء بعين شمس.

وأشارت التحريات حول الحالة الثانية الخاصة بالطفلة مريم إلى أن الزوجين الهاربين قدما مستندات عبارة عن إخطار ولادة محرر بمعرفة الطبيب المحبوس احتياطيًا لاشتراكه فى الواقعة الأولى يفيد بقيامه بتوليد الزوجة بمسكنها بروض الفرج على غير الحقيقة وصورة شهادة ميلاد صادرة من مكتب صحة روض الفرج ثابت بها أنها نجلتهما حيث قامت السفارة بالإبلاغ عن الحالتين للشك فى صحة المستندات، ولم تتوصل التحريات إلى المكان الذى تم إحضار الطفلة منه نظرًا لعدم استجواب المتهمين لهروبهما خارج مصر.

وتخلص ظروف الواقعة الخاصة بالطفل مينا حيث تقدم الزوجان «نادى وسوزان» بطلب للسفارة للحصول على جواز سفر لنجلهما (مينا)، وقدما إخطار ولادة صادرًا من الطبيب (يوسف وهيب مسيحة) وشهادة ميلاد للطفل صادرة من مكتب صحة المنيا ثان برقم ٤٠٦ وفى نفس اليوم تقدم ماجد فتحى لفار بشاى مدير مشتريات بالشركة العالمية للعطور مصرى حاصل على الجنسية الأمريكية وزوجته أولجا كمال مقار مصرية حاصلة على الجنسية الأمريكية بطلب الحصول على جواز سفر لطفلتهما (مريم) وقدما شهادة ميلاد صادرة من مكتب صحة الجمالية برقم ٢٤٨ تفيد بأنها نجلتهما وإخطار ولادة صادر من الطبيب (يوسف وهيب مسيحة) يتضمن أن المولود أنثى ووالداها هما السابق ذكرهما - تحرر عن ذلك المحضر اللازم وبالعرض على النيابة قررت ضبط وإحضار المتهمين والطفلين حيث تبين عدم تواجد المتهمين فى الحالة الثانية الخاصة بالطفلة مريم بالعناوين المشار إليها وكذلك الطفلة (مريم) والطبيب (يوسف وهيب مسيحة) - وجار البحث لضبطهم تنفيذًا لقرار النيابة العامة وأمكن ضبط المدعو (نادى) وزوجته (سوزان) والطفل (مينا) والأوراق الخاصة به وبالعرض على النيابة العامة قررت إخلاء سبيلهما بضمان مالى قدره ١٠٠٠ لكل منهما وتسليمهما الطفل عقب تعهدهما برعايته.

وأكدت التحريات قيام المتهمين فى الوقائع المشار إليها باشتراكهم فى تزوير محررات رسمية تتضمن نسب الأطفال المذكورين إلى الزوج والزوجة فى كل حالة على غير الحقيقة مستغلين فى ذلك رغبتهم فى التبنى مقابل المنفعة المادية - وأكدت أن مصدر الأطفال محل تلك الوقائع من سيدات حملن سفاحًا ولم يستدل على بلاغات بحالات خطف لأطفال حديثى الولادة فى أوقات معاصرة للأطفال المذكورين.

وكشفت أوراق القضية عن أن مذكرة مصلحة الأمن العام لم تشر فى تحرياتها إلى ما اعترف به المتهمون فى تحقيقات النيابة فى واقعة الطفل «مينا»، حيث اعترف الزوجان بأن أحد القساوسة وذكرا اسمه بالتحديد هو الذى ساعدهما فى الحصول على الطفل، كما لم تتضمن المذكرة ما قاله باقى المتهمين من أنهم سألوا عددًا كبيرًا من القساوسة ومسؤولين فى كنائس مختلفة وهم الذين ساعدوهم على فكرة التبنى.

طالع المزيد
النيابة تعاين «الدار» والأطفال الأربعة

المصدر: المصرى اليوم????????النيابة تعاين «الدار» والأطفال الأربعة url
مرسل بواسطة: islamegy
Sat, 28 February 2009 03:06:04 -0600
كتب أحمد عبداللطيف ٢٨/ ٢/ ٢٠٠٩

انتقلت النيابة إلى مقر دار الأورمان لرعاية الأيتام وذوى الاحتياجات الخاصة لمناظرة الأطفال الأربعة (ماركو ومريم وألكسندر وفيكتوريا) المودعين بالدار، وانتقل هانى جورج ومحمد خلف رئيسا النيابة بالمكتب الفنى للنائب العام..

كان الطفل «ماركو» داخل غرفة بالطابق الثانى بالدار وبها ٨ أطفال آخرين، وأكدت الموظفة أن الغرفة مخصصة للأطفال من عمر ٧ أشهر حتى ٤ سنوات، وبمناظرة الطفل تبين أن عمره عام تقريباً قمحى اللون ذو شعر أسود ويرتدى قميصاً أصفر و«بنطلون» أزرق.

وأرشدته الموظفة عن تواجد باقى الأطفال بالدور الثالث المخصص للأطفال من عمر يوم حتى ٦ أشهر، وتمت مناظرة الطفلة «مريم» وتبين أنها تبلغ من العمر شهرين تقريباً، قمحية اللون وذات شعر أسود وتضع حلقاً طبياً بأذنيها، وتبين أنها بصحة جيدة ولا توجد بها أى إصابات ظاهرية..

وبمناظرة الطفل ألكسندر تبين أنه يبلغ من العمر شهرين تقريباً، قمحى البشرة ذو شعر بنى ويرتدى «سالوبيت» أبيض.. وبمناظرة الطفلة فيكتوريا تبين أنها تبلغ من العمر شهرين تقريباً قمحية اللون ذات شعر بنى وترتدى «سالوبيت»..

وتبين للنيابة أن الطفلين (فيكتوريا وألكسندر) متواجدان بسرير واحد، وبسؤال المشرفة رضا محمد أكدت أنهما توأم على حد علمها، وأنها تتولى رعايتهما.

المصدر: المصرى اليوم

غير معرف يقول...

«المصرى اليوم» تواصل نشر التحقيقات فى قضية بيع الأطفال «٤» .. مفتش المباحث الجنائية: المتهمون نظموا عصابة عابرة للحدود url
مرسل بواسطة: islamegy
Sat, 28 February 2009 03:04:43 -0600
كتب أحمد شلبى ومصطفى المرصفاوى ٢٧/ ٢/ ٢٠٠٩

كشف العميد جمال محمود عبدالعال، مفتش مباحث بالإدارة العامة للمباحث الجنائية، عن تفاصيل جديدة فى قضية بيع الأطفال، واستمعت النيابة لأقواله فى التحقيقات.

قال العميد جمال محمود عبدالعال إنه بدأ فى إجراء التحريات منذ وصول قرار النيابة له فى ٢٧ ديسمبر ٢٠٠٨، وبصفته الوظيفية أشرف على أعمال البحث الجنائى بمنطقة غرب القاهرة، ومن بينها قسم شرطة قصر النيل، وتم إجراء التحريات وجمع المعلومات بالاشتراك والتنسيق مع الإدارة العامة لمباحث القاهرة فى هذا الموضوع.

وأضاف: قمت بأعمال التحرى وجمع المعلومات على النحو المعتاد فى جميع القضايا بالتنسيق مع المقدم حاتم البيبانى والإدارة العامة لمباحث القاهرة من خلال جمع جميع المعلومات المتاحة عن الواقعة والاستعلام من مصلحة الجوازات عن المتهمين وتحركاتهم.

وتابع مفتش المباحث: استعلامات مصلحة الجوازات أشارت إلى أن بعض المتهمين غادروا البلاد وتأكد لنا صحتها فى ضوء رد الجوازات، وكذا الرجوع إلى وزارة التضامن الاجتماعى للاستعلام عن لائحة النظام الأساسى ووثيقة تأسيس «بيت طوبيا» للخدمات الاجتماعية وأسماء مجلس الإدارة، وتمكنا من الحصول على صورة من لائحة النظام الأساسى للبيت وتأسيسه وأسمائهم وموضح بها نشاط الجمعية.

وسألت النيابة: ما هو مضمون ما انتهيت إليه من تحريات بشأن الواقعة محل التحقيق؟ فأجاب: فى ضوء ما سبق وما أقر به المتهمون فى اعترافات فى محاضر الشرطة عند سؤالهم، تأكد لى بالنسبة لما تبلغ به من السفارة الأمريكية بشأن تقدم السيدة إيريس نبيل عبدالمسيح إلى السفارة بطلب الحصول لنجليها فيكتوريا وألكسندر على تأشيرة دخول لأمريكا لكونها زوجة لويس كونستنتين ـ أمريكى الجنسية ـ وقدمت المستندات الموجودة بالأوراق.

ولكون زوجها أمريكياً طلب منها المسؤولون بالسفارة إحضار إخطار الولادة الخاص بالطفلين، خصوصاً أنها حضرت للبلاد بتاريخ ٢٧ أكتوبر ٢٠٠٨ قبل الولادة الثابتة بالأوراق فى ٣١ أكتوبر ٢٠٠٨ أى ٤ أيام فقط، مما أدى إلى شك المسؤولين بالسفارة الأمريكية وتم الاتصال بالطبيب للتأكد من قيامه بإجراء عملية الولادة، فنفى ذلك وأقر لهم شفاهية عبر التليفزيون أنه حرر إخطار الولادة للطفلين فقط، ولم يجر عملية التوليد فعلياً على إثر ذلك قام المسؤولون بالسفارة بالإبلاغ وبسؤالها اعترفت بأن الطفلين ليسا نجليها.

وسألت النيابة المفتش: ما هى طبيعة العلاقة بين المتهمة «مريم» والمتهمين جورج سعد وجميل خليل، وفقاً لما انتهت إليه تحرياتك؟

فأجاب: تحرياتى أكدت وجود علاقة سابقة بين المتهمة مريم، مشرفة بيت طوبيا، والطبيب جورج سعد الذى سبق له إجراء جراحة لها بالمستشفى القبطى محل عمله، حيث أكدت التحريات أنهما اتفقا على إحضار الدكتور جورج سعد طفلاً وطفلة مقابل مبلغ نقدى لحاجة المتهمة مريم لهما فى عملية تبنى وذلك من خلال إجرائه عمليات الولادة للسيدات اللاتى يحملن سفاحا، حيث قام المتهم جورج بتسليم مريم مشرفة بيت طوبيا الطفلة الأنثى، وبعد حوالى ١٠ أيام سلمها الطفل الذكر بعد إجرائه عمليات توليد لاثنتين من النساء ولم تتوصل التحريات إلى تحديد شخصية السيدتين، وتوصلت التحريات أيضاً إلى قيام المتهمة مريم بإيواء الطفلين بدار طوبيا للخدمات الاجتماعية محل عملها.

وبالاتصال هاتفياً بالمتهمة إيريس تنفيذاً للاتفاق السابق بينهما، حيث استمرت المتهمة مريم فى إيواء الطفلين لحين وصول إيريس إلى البلاد، هذا وقد أكدت التحريات أن المتهمين مريم وجميل خليل وجورج سعد يشكلون جماعة إجرامية منظمة عابرة للحدود الوطنية، حيث تستغل المتهمة مريم عملها كمشرفة بدار طوبيا ويستغل المتهم جميل جاد عمله كأمين صندوق بالدار وكذلك المتهم جورج سعد الذى يستغل عمله كطبيب ويقوم الثلاثة بالاتجار فى الأطفال حديثى الولادة مستغلين حاجة الأسر التى لا يمكنها الإنجاب بغرض الحصول على منافع مادية وربح مالى من وراء تلك التجارة غير المشروعة والمحرمة دولياً، حيث أكدت التحريات قيام كل من المتهمة مريم بالاشتراك مع جميل فى استغلال مكان عملهما بدار طوبيا فى هذا النشاط الإجرامى.

سألت النيابة مفتش المباحث: وما هو مضمون التحريات التى توصلت إليها بشأن بلاغ السفارة الأمريكية يوم ١٥ ديسمبر ٢٠٠٨ فى حالتين أخريين؟

قال: أما عن البلاغ الخاص بالطفلين «ماركو» و«مريم» فقد أسفرت التحريات بشأن واقعة الطفل الأول أن المدعو مدحت متياس تزوج من أمريكية الجنسية تدعى «سوزان» أثناء تواجده فى أمريكا وعقب ذلك فى غضون عام ٢٠٠٣ حضر للمعيشة فى مصر، ونظراً لعدم قدرتهما على الإنجاب ورغبتهما الشديدة فى التبنى تترددا على بعض دور الرعاية الاجتماعية المسيحية فى محاولة منهما للعثور على طفل حديث الولادة وتبنيه، حتى تمكنا من العثور عليه بإحدى دور الرعاية المسيحية بمنطقة مصر الجديدة، ولم تتوصل التحريات إلى تحديدها.

وعقب ذلك تمكن الزوجان من استخراج شهادة ميلاد بعد استخراج إخطار ولادة من مستشفى الأندلس التخصصى بمعرفة الطبيب جورج سعد بتاريخ ٩ مارس ٢٠٠٨ وتقدما بتلك المستندات للسفارة الأمريكية بالقاهرة لاستخراج جواز سفر للطفل.

أما الحالة الثانية التى شملها بلاغ السفارة الأمريكية فى ١٥ ديسمبر ٢٠٠٨ فكانت بشأن تقدم كل من عاطف رشدى وزوجته جوزفين للحصول على جواز سفر أمريكى لابنتهما مريم بتاريخ ميلاد ٥ سبتمبر ٢٠٠٨، وقدما إخطار ولادة للسفارة الأمريكية منسوباً صدوره للطبيب أشرف حسن مصطفى، ثابتاً به أنه قام بتوليدها وأن المولودة أنثى كما تقدما للسفارة بصورة شهادة ميلاد صادرة من مكتب صحة روض الفرج بذات البيانات.

ونظرًا لتكرار اسم الطبيب القائم بالتوليد أشرف حسن، وما تبين لهما من خلال الواقعة الأولى التى أقر فيها لمسؤولى السفارة عن عدم قيامه بتوليد السيدة إيريس، شك مسؤولو السفارة فى صحة المستندات المقدمة من عاطف وزوجته وباستكمال التحريات بحثًا عن الزوج والزوجة المذكورين تبين مغادرتهما البلاد حيث أمكن التوصل إلى أن طفلتهما موجودة طرف قريبة لهما، أقرت بوجود الطفلة على سبيل الرعاية، لحين عودة جوزفين وزوجها من الخارج.

وقالت إنها كانت تحتفظ بالطفلة فى مدينة ١٥ مايو وسلمتها، وأسفرت التحريات فى هذا الشأن عن مغادرة المتهم عاطف رشدى البلاد بتاريخ ٢٣ أغسطس ٢٠٠٧، إلى فرنسا عبر ميناء القاهرة الجوى، ولم يستدل على عودته، كما تبين مغادرة زوجته البلاد بتاريخ ٢٢ سبتمبر ٢٠٠٨ إلى أمريكا عبر ميناء القاهرة الجوى، وتأكد ذلك بالرجوع إلى مصلحة الجوازات والهجرة والجنسية وإدارة المراقبة والتسجيل.

ووجهت له النيابة سؤالاً حول سبب عدم توصل التحريات إلى دار الرعاية الاجتماعية بمنطقة مصر الجديدة.

فأجاب: لم تتوصل التحريات بشكل جازم إلى تحديد دار الرعاية الاجتماعية التى تم من خلالها تبنى الطفل «ماركو» بشكل غير مشروع نظرًا لتعدد دور الرعاية وعدم تحديد المتهم أى عناوين أو بيانات بالأوراق تمكننا من الوصول إلى تلك الدار وتحديدها على وجه القطع.

وبسؤاله: هل توصلت التحريات إلى كيفية تبنى المتهمين «عاطف» وزوجته «جوزفين» للطفلة «مريم» وكيفية الحصول عليها؟

قال: لا لم تتوصل التحريات إلى المكان الذى تم الحصول منه على الطفلة مريم، ولا كيفية إعداد وتجهيز الأوراق الخاصة بها، وكل ما توصلت إليه التحريات فى هذا الشأن أنه تم تقديم الأوراق للسفارة الأمريكية للحصول على جواز سفر للطفلة «مريم» بدعوى أنها ابنتها وقدما مستندات عبارة عن إخطار ولادة محرر بمعرفة الطبيب أشرف حسن، يفيد قيامه بتوليدها بمسكنها بروض الفرج، وأن المتهمين تركا الطفلة «مريم» عند ابنة شقيقة الزوجة، وقالت ابنة الشقيقة إنهم اشتروا الطفلة من دير راهبات بمنطقة عزبة النخل وأنهم دفعوا لإحدى الراهبات بالدير مبلغ ١٠ آلاف جنيه، إلا أن التحريات لم تتوصل إلى تأكيد صحة ما ذكرته المذكورة بمحضر الشرطة المؤرخ فى ١٦ ديسمبر ٢٠٠٨.

س: وما الذى توصلت إليه تحريات المباحث بشأن بلاغ السفارة الأمريكية فى ٣ ديسمبر ٢٠٠٨ بشـأن تشكك مسؤولى السفارة عن حالتين أخريين تقدمتا للسفارة للحصول على جوازات سفر أمريكية

ج: تخلص ظروف الواقعة الثالثة فيما أبلغ به موظف السفارة تليفونياً والإبلاغ عن سابقة تقدم حالتين بطلبات لاستخراج جوازات سفر أمريكية لأطفالهما بمستندات اشتبه فى تزويرها من قبل مسؤولى السفارة، منها الحالة الأولى وهى عبارة عن سابقة تقدم المدعو نادى عياد جورجى وزوجته سوزان فوزى عبده، للحصول على جواز سفر لنجلهما مينا مواليد ٢٥ مايو ٢٠٠٢ بناء على إخطار ولادة منسوب صدوره لطبيب يدعى يوسف وهيب مسيحة، وشهادة ميلاد للطفل صادرة من مكتب صحة المنيا ثانى، وفى هذا الشأن.

أشارت التحريات إلى أن المذكور وزوجته كانا يقيمان بمدينة المنيا وتعرضت زوجته أثناء ولادتها إلى خطأ مهنى من طبيب أدى إلى عدم قدرتها على الإنجاب، وسافرا إلى أمريكا فى محاولة للإنجاب عن طريق الأنابيب وفشلا فعادا إلى مصر ولرغبتهما الملحة فى طفل أو طفلة، بدآ البحث عن ذلك عن طريق التبنى، وتمكنا من خلال الطبيب يوسف وهيب مسيحة من العثور على طفل، حيث حرر لهما إخطاراً بالولادة وبمقتضاه استخرج شهادة ميلاد وجواز سفر للطفل من قسم جوازات المنيا، وتقدم بالطلب للسفارة للحصول على تأشيرة له لأمريكا أو جواز سفر أمريكى ولم يستمرا فى الإجراءات.

أما بشأن الحالة الثانية، بشأن تقدم ماجد فتحى وزوجته أولجا كمال، بطلب للحصول على جواز سفر لطفلتهما مريم بناء على شهادة ميلاد صادرة من مكتب صحة الجمالية، تفيد بأنها نجلتهما بناءً على إخطار ولادة من الطبيب يوسف وهيب مسيحة يتضمن أن المولود أنثى وأن المذكورين والداها.

وقد أشارت التحريات فى هذا الشأن إلى عدم صحة الأوراق وعدم نسب المذكورة لهما، وأنهما غادرا البلاد حيث قمت بالاستعلام هاتفياً من مصلحة الجوازات والهجرة والجنسية وتبين أن ماجد فتحى غادر البلاد بتاريخ ٢٢ مارس ٩٦ إلى أمريكا عبر ميناء القاهرة الجوى ولم يستدل له على عودة وأن زوجته غادرت البلاد فى ٣٠ سبتمبر ٢٠٠٨ إلى أمريكا عبر ميناء القاهرة الجوى، ولم تتوصل التحريات حتى تاريخه إلى مكان مريم ماجد فتحى، وسيتم الرجوع فى هذا الشأن لمصلحة الجوازات للوقوف على ما إذا كان قد تم تسفيرها للخارج من عدمه.

س: هل توصلت التحريات إلى مكان تواجد يوسف وهيب مسيحة، الطبيب المنسوب إليه إخطارات الولادة الخاصة بالحالتين المبلغ عنهما فى محضر الشرطة بتاريخ ٢٣ ديسمبر ٢٠٠٨؟

ج: تبين عدم تواجد الطبيب بالعيادة الخاصة به بمنطقة الجمالية، وجار البحث عنه ولم يتم ضبطه حتى تاريخه.

س: وهل توصلت التحريات إلى تحديد هوية السيدتين اللتين قام الطبيب جورج سعد بتوليدهما وتسليم الطفلين محل الولادة للمتهمة مريم راغب مشرقى؟

ج: لا لم تتوصل التحريات إلى تحديد شخصية السيدتين اللتين قام الدكتور جورج بتوليدهما سفاحاً، وأنه قام بتسليم الطفلة أولاً للمتهمة مريم ثم بعد عشرة أيام تقريباً قام بتسليم الطفل بعد قيامه بإجراء عمليات توليد لاثنتين من النساء لم تتوصل التحريات إلى تحديد شخصيتهما، وقد أشارت التحريات إلى أنه يتردد عنه أنه يستغل النساء الحاملات سفاحاً ويولدهن.

المصدر: المصرى اليوم

غير معرف يقول...

الأسقف بيشوي واسترجاع عصر الشهداء ـ بقلم: جمال أسعد url
مرسل بواسطة: islamegy
Tue, 3 June 2008 15:05:06 -0500
بقلم: جمال أسعد : بتاريخ 3 - 6 - 2008

النظام الطائفي.. نظام بغيض ذلك لأن النظم الطائفية بالرغم من وجود دستور يحدد الشكل والنسبة بين الطوائف، إلا أن الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي المتحرك لكل طائفة يجعل الدستور والقانون مجرد شكل نظري لا علاقة له بالواقع والسياسة، ولذا يتجدد الصراع الطائفي كل فترة حتى يتم تقنين المتغير على كل طائفة لكي تحصل على مكاسب تمثل قوتها على أرض الواقع.

فالنظام الطائفي إذن نظام هش متغير غير ثابت لا أمن له ولا أمان. والنموذج اللبناني بجوارنا وماثل أمام ناظرينا، إذ أن هناك بعض الطائفيين الذين لا يرون غير ذواتهم، والذين لا يعنيهم سوي مصالحهم الضيقة والبعض منهم يسعى لتحقيق مخططات ومصالح لدول وقوي استعمارية تمسح عقولهم بحجة الدفاع عنهم وحل مشاكلهم ناهيك عن تلك الشرذمة التي تعمل وفق أي أجندة بالمقابل المادي وكله مكسب وتقليب عيش وإذا كانت مشاكل الأقباط هي التكأة التي يستغلها هؤلاء في الداخل والخارج، فإن أحدا لا ينكر أن هناك مشاكل لابد من حلها في إطار الجماعة الوطنية.

ولكن خطورة الموقف المتصاعد الآن هو ذلك الاتجاه الواضح في بعض أقباط المهجر وبمساعدة وفي إطار أجندة أمريكية تعمل وفق خطة إعادة تقسيم المنطقة على أسس طائفية ترويجا للنموذج اللبناني. إضافة لهؤلاء المنغلقين من أقباط الداخل حول فكرة الطرح الطائفي والحل الطائفي متأثرين بثلة أقباط المهجر ودورهم الطائفي والذي يتم ترويجه من خلال جريدة يتم توزيعها عن طريق الكنائس وداخلها مما يعطي لتلك الأفكار مصداقية كاذبة بين الأقباط. أما الفصيل الأهم والأخطر هم هؤلاء من بعض رجال الدين داخل الكنيسة والذين تربطهم علاقة ما ليس بالضرورة أن تكون معلنه مع ذلك المخطط سواء بشكل مباشر أو عن طريق علاقات متعددة مع منظمات أهلية عالمية وعلى رأس تلك المنظمات "بيت الحرية الأمريكي" وخطورة الفصيل الأخير في أنه يستغل ضعف النظام السياسي وتحلل الدولة والحالة التي وصل إليها تطبيق القوانين إضافة إلى مغازلة الأسرة الحاكمة للخارج خاصة أمريكا بورقة الديمقراطية وضغوط الأقليات. يتم استغلال تلك الحالة لفرض وجهات نظر وأحيانا كسر ولي ذراع النظام مستغلين بعض الأحداث الطائفية. وذلك بهدف تكريس فكرة تمثيل الكنيسة للأقباط وأن الكنيسة هي بديل للدولة .. وأن البابا هو القائد السياسي وليس الديني للاقباط. ذلك الواقع الذي جعل كثيرا من هؤلاء يدلون بأحاديث وتصريحات تتناقض مع دورهم الديني والكنسي بل تدخل في صميم العمل السياسي الذي لا يحولهم قانونيا ودستوريا, وكنسيا ومسيحيا، ولكن ماذا نفعل والخضوع والخنوع هما شعار المرحلة لكل ما يمت لأمريكا بصلة!. الشئ الذي يفرز خطابا دينيا متعاليا ينضح تعاليا وتجبرا على الآخر مما يراكم مشاعر واستفزازات طائفية لا يعلم غير الله ما سيحدث عندما تخرج تلك التراكمات في أي شكل من الأشكال.

وهنا كان هذا النموذج من الأحاديث الصحفية للأنبا بيشوي في المصري اليوم يوم السبت 24/5/2008 وهذا الرجل يتخيل أنه الرجل القوي داخل الكنيسة، وذلك من خلال استغلاله ثقة البابا التي استغلها أسوء استغلال في محاكم رجال الدين حتي أصبح من أهم الشخصيات المكروهين داخل الكنيسة بل خارجها أيضا لتصريحاته التي يكفر فيها الجميع وهو في حالة نرجسية ذاتية تحتاج إلي علاج فوري فماذا قال: "البابا قال لا طلاق إلا لعلة الزنا" ."الطامة الكبرى هي إلغاء المجالس الملية ولابد من رجوعها". "ولو الدولة فاكره أن البابا هو العقبة الوحيدة اللي في طريقهم فهذا غير صحيح. فهناك80 أسقف يمثلون ألغاما من الصمود والتصدي" مهددا بعودة عصور الاستشهاد المسيحي. "لو أنصفنا القضاء وأثبت أنا ما حدث في قنا خطأ وأن المحافظ هدم الدير دون وجه حق سيكون من رشحه قد خدع الرئيس ووقتها نطالب بإقالة المحافظ المسيحي دون انتظار حركة محافظين جدد.

وقد طالب بتعيين 40 قبطيا في مجلس الشعب تماشيا مع نسبتهم. كما أصر على ترشيح جمال مبارك رئيسا وقال: "اللي موش عاجبه هو حر ولكني سأكون سعيدا إذا تجاوب الأقباط مع رأيي". وأعلن عن برنامج لربط الابارشيات لعمل تعداد للمسيحيين في مصر. وهنا نقول أين تفعيل النص الدستوري الذي لا يجيز خلط الدين بالسياسة، وهل هناك خلط أسوء وأخطر من هذا.

ونقول للمارشال الأسقف بيشوي هل عندما يقول البابا لا طلاق لابد أن يخضع الجميع وأن يطيع الكل؟ هل أصبح كلام البابا بديلا لكلام الإنجيل؟ أما عودة مقاضاة الأقباط أمام المجلس الملي فهذه عودة للوراء يا أسقف. فهل تريد أن تعيد الفصل بين المصريين مثل ما كان يحدث أثناء الاحتلال؟ وهل معني حكم المسيحيين بشريعتهم هو أن يحكم القاضي بنصوص الإنجيل التي تقر بها حكما عليكم. أم أن القانون المطابق للنص هو الذي يحكم به القاضي وليس أنت وأمثالك من رجال الاستبداد الكنسي. أما حكاية الألغام هذه فهل يمكن أن نطلق عليك الآن الأنبا لغم، وأن نطلق على المجمع المقدس مجمع الألغام؟ ما هذا الانفلات. ومن يوافق على تلك النيران وذلك الاستعلاء وهذا التهديد الذي تجاوز كل الحدود. وما هي حكاية عصر الشهداء الذي صدعتم رؤوسنا به. الشهداء كانوا دفاعا عن دينهم والشهادة واستعادتها لن تكون دفاعا عن منافع الأشخاص يستغلون مواقفهم لفرض مزيد من الاستبداد الديني ومن الذي سيقوم بعملية قتل الشهداء، ولأي الأسباب، وما هي الحكمة من التلويح بنا الآن؟.

أما حكاية المحافظ المسيحي اللواء مجدي أيوب فالغريب أن البابا عند تعيين المحافظ أبدي عدم ارتياح، وبيشوي أيضا يسير في نفس الاتجاه. ولكن الأنبا "لغم" أفصح وأوضح أن المشكلة في الاختيار ومن الواضح أن القيادة لم تستشر الكنيسة في تعيين مجدي أيوب. لذا فهم يختلقون ويدّعون ويرهبون .. يا سبحان الله .. والسور الذي هدم هو سور حديثة باسم سائق أسقف قنا. والقرار من مديرية الزراعة. فما علاقة مجدي أيوب بهذا وما هي قدراتك الدستورية أن تطلب عزل محافظ قبل الحركة لمجرد هدم سور مخالف على أرض زراعية لسائق أحد الألغام المقدسة؟ هذه شهادة لمجدي أيوب المواطن المصري فقط. أما المطالبة بحصة 40 عضو بمجلس الشعب فهذا جهل سياسي وفعل طائفي لا تعلم مداه ولا تدرك نتائجه، أم تريد أن تكون الكنيسة وصية على هؤلاء مثل ما تريدون فرض وصايتكم على مجدي أيوب. مصر ليست لبنان ولن تكون، وإلزم حدودك.

أما أن يكون رأيك في جمال مبارك هاديا للأقباط فهذا تدخل في السياسة واستغلال للدين يجب محاكمتك عليه إلا إذا كنت تريد مغازلة النظام حتى تثبت أنك المخلص الأمين حتي تحفظ طموحاتك في أن تكون بطريرك. فهذا لن يكون إن شاء الله لأنك صاحب أكبر مشاكل، وأنك الشخصية الأولي المرفوضة جماهيريا فكيف تكون بطريركا. لأنه لا يصلح "اللغم" أن يكون بطريركا إلا إذا تم تعديل اللائحة بذلك، أما الحديث عن عمل تعداد للأقباط فهذا تأكيد على الإصرار بقيام الكنيسة بدور ليس دورها، وهذا تمهيد لتكريس مناخ طائفي. لن يكون في صالح أحد والكنيسة والأقباط أول المتضررين. كفي تعاليا، وليلزم الجميع مواقعهم الروحية حتي تستعيد الكنيسة دورها الروحي بعدما فقدته. حيث أن الكنيسة لا دور لها غير الدور الروحي يا نيافة الأسقف اللغم.

المصدر: المصريون

غير معرف يقول...

الأقلية الكاسحة.. هل تبتلع الدولة ؟ url
مرسل بواسطة: islamegy
Sun, 25 May 2008 20:03:27 -0500
أشرف فوزى السيد : بتاريخ 25 - 5 - 2008

كيف اتفق الكثير من رجال الكنيسة المصرية الكبار مع جمعية أحباء ساويرس الليبرالية العلمانية الرأسمالية المصرية الأمريكية؟! ومع جماعة أتباع أبادير القبطية المهجرية الأمريكية؟! ومع الكثير من المثقفين المسيحيين الكبار؟! ومع الكثير من رجال الكهنوت العلمانى الكبار، ومعهم ومنهم الكثير من الليبراليين واليساريين والشيوعيين واللادينيين والطائفيين الكبار!!، وجماعة «اللا ثوابت» الثابتة المصرية، والكثير من رجال الانتهازية السياسية والنفاق الطائفى فى الداخل والخارج؟!.

كيف توافق المتخالفون، وائتلف المتفرقون، وتقارب المتباعدون! وانطلقوا يتآزرون وهم يجاهرون ويتخافتون! يريدون دون تراجع بإصرار ودأب مطلبا محددا عَدُّوه دون غيره «مقدَّسا»؛ حتى لا نكاد نجد وسيلة أو نشاطا أو شكلا اتصاليا يهيمنون عليه إلا وتم تلغيمه برسائل صريحة، وضمنية ظاهرة وخفية، بمناسبة وبدون مناسبة، على استحياء أو بمنتهى البجاحة!! تهدف إلى تحقيق هذا المطلب: سلخ الإسلام من الدستور أولا، ثم سلخه عن مؤسسات الدولة ثانيا، ثم سلخه عن المجتمع ثالثا، دون اعتبار لعشرات الملايين من " الخيول التى لا تصهل " ـ بتعبيرالأستاذ فهمى هويدى ـ من مواطنيها المسلمين، الذين أهدرت حياتهم بإهدار شريعتهم دون أدنى نظر أو اعتبار لرأى أو مشاعر الأغلبية الكسيحة! وذلك من أجل إرضاء وتهدئة خواطر جماعة الأقلية الكاسحة، التى إن كانت قد غابت عنها بعض حقوقها فبسبب غياب التفعيل الشامل والكامل لشريعة الإسلام لو كانوا يفقهون!.

كيف تم هذا التوافق والإجماع مع أن المنطلقات الفكرية والأيديولوجية للبعض من المفروض أن تكون محض دينية ـ فهم رجال دين ـ فى حين أنه من المفروض أن المنطلقات الفكرية والأيديولوجية للآخرين هى محض دنيوية؛ فهم رجال دنيا!.

كيف اعتمد كل فريق من هؤلاء وجهة نظر الفريق الآخر ـ والعكس ـ وتوافقوا جميعا على أن القول بأن «الإسلام دين الدولة الرسمى» واعتبار أن «مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر للتشريع»، هو اختصام للملايين من مسيحى الوطن والمواطنة؟!.

ولماذا يظاهر كل فريق منهم الفريق الآخر فيما يتعلق بهذا المطلب تحديدا دون غيره؟! ويدعمه ويستشهد بمأثوره ويبارك مجهوده ويعتمد شعاراته ومفردات خطابه ومصطلحاته الحقوقية والديمقراطية والعدلية؛ ويستضيفه فى المحافل والمؤتمرات والندوات، وكافة المناسبات المحلية والدولية بمختلف الوسائل والقنوات، ولماذا ركب بعضهم طريق التدليس وتلبيس الحق بالباطل وإثارة الفتنة؟! حتى زايد أحدهم وهدد برفع شعار «الإنجيل هو الحل» أو «المسيح هو الحل» فى مواجهة شعار «الإسلام هو الحل» فى مساواة كاذبة خاطئة، وماكرة جائرة فى حق كل من الشعارين من حيث المضامين والمؤيدين.

كيف اتفق أولئك مع هؤلاء فى كل من المكون السلوكى والوجدانى فى التوجه القوى والإيجابى ناحية سلخ الشريعة الإسلامية من حياة المسلمين وفى كافة المجالات، وذلك رغم الاختلاف العميق والجذرى فى المكونات الفكرية لتوجهات كل منهم ؟! كيف التف السلوك بالسلوك، واستند الوجدان إلى الوجدان لتحقيق هذا المطلب تحديدا: فصل الإسلام عن الدستور، بل سلخ الإسلام عن الدولة فى كافة المجالات؟! بل إن بعض القنوات الفضائية التابعة لهؤلاء على اختلافهم تعمل على نزع الإسلام من الحياة الشخصية والعامة للمسلمين، ويستوى فى هذا المطلب تحديدا وفى مفارقة مثيرة للدهشة قناة «otv» الساويرسية التنويرية المتحللة، مع قناة «الحياة» البطرسية التبشيرية المتطرفة!!.

كيف يتفق الأنبا «مرقص» المتحدث باسم الكنيسة المصرية، مع «بطرس» رجل الدين المسيحى المتطرف، مع «أبادير» مع «ساويرس» الرأسمالى الليبرالى العلمانى ، مع «رفعت السعيد» الشيوعى ، مع سيد القمنى اللادينى، و...و... إلى آخر ألوان الطيف السياسى والأيديولوجى؟! كيف اجتمع هؤلاء يظاهر بعضهم بعضا ويشد بعضهم أزر بعض فى تحقيق الغاية العزيزة والحلم الغالى ضد رغبة الوجدان الجمعى الإسلامى الطاغى فى مصر المحروسة!.

ولا مجال للقول بأن المطلب هو فصل الدين بصفة عامة ـ مسيحية أو إسلام ـ عن الدولة؛ لأن المسيحية بطبيعتها مفصولة عن الدولة منذ اللحظة التى نزل فيها الإنجيل على سيدنا عيسى عليه السلام تبغى خلاص الروح، وتقيم مملكة المسيح التى ليست فى هذا العالم، وإنما هى فى السماء، والتى تتخذ من قول المسيح عليه السلام: «اعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله» شعارا حاكما وقولا فاصلا، والتى استقت العلمانية منه بدورها شعارها الأثير «لا دين فى السياسة ولا سياسة فى الدين» لإلزام بابوات الكنيسة الغربية ـ والذين تزيّدوا على رسالة المسيح عليه السلام ـ بحدود أدوارهم الدينية اللاهوتية الكنسية.

فالمسيحيةلم تدخل مصر إلا دينا لاهوتيا تعلقت به الأرواح وسمت؛ فكان من مصر أول راهب فى التاريخ، وأول سائح دينى, وأول دير، كما هيمن التشريع الكنسى لكنيسة الإسكندرية وهى مستعمرة رومانية على التشريع الكنسى لعاصمة الإمبراطورية الرومانية.

وكان بديهيا وقد تعلقت الأرواح بالمسيحية أن تنـزع روح المسيحى دون أن ينـزع دينه؛ فكان تقويم الشهداء رمزا بالغا وبليغا على مدى وعمق ترسخ المسيحية «الدين» فى وجدان المسيحى، ويكفى أن حرصه على خلاص روحه تلاشى معه بالخوف من نزع روحه أمام وحشية الوثنية والاضطهاد الرومانى البشع.

إننا سمعنا فى مصر المسيحية عن شهداء قدموا أرواحهم قبل أن ينـزع دينهم، إلا أننالم نسمع عن نشاط عسكرى لمصر المسيحية فى الدفاع عن الحدود أو التخوم أو تأمين العمق الاستراتيجى لمصر، أو عن نشاط مدنى لتنظيم مجتمع أو حفر الترع أو بناء القناطر أو إقامة الجسور أو ما يتعلق بتنظيم دولة، حتى لم نسمع عن جهد أو جهاد يذكر لوقف استنـزاف الاقتصاد المصرى من خلال «الشحنة السعيدة» من القمح التى كانت ترسل إلى القسطنطينية بصفة دورية, ولكن سمعنا عن تفوق وتميز فى نظم الرهبنة وتنظيم الأديار والتشريع الكنسى، ورعاية روح شعب الكنيسة.

كما لم نسمع عن قائد عسكرى أو ميدانى مسيحى فى مصر المسيحية بقدر ما سمعنا عن «راهب» أو «دَيَّار» أو «بابا» أو«قديس» عظيم.

فإن قال أحدهم: «إن المسيحيين هم أصحاب البلد»، فعليه أن يعطينا «أمارة» ـ أولا ـ, وأن يفسر لنا ـ ثانيا ـ كيف ابتلع ضميره إرث وميراث الغالبية الكاسحة من المسلمين؟! والذين هم أحفاد غالبية الأجداد المسيحيين؟! وكيف طوعت له نفسه ـ ثالثا ـ أن يجحد بالثراء الحضارى للإسلام والمسلمين, والذى لا تخطئه عين بها رمد؟! وكيف استساغ وعيه ـ رابعا ـ التفسير الغلط للتراكم التاريخى والجغرافى والحضارى الذى نحت الدنيا فى الوعى الجمعى الإنسانى على ما هى عليه الآن من دول إسلامية لها منظمة، ومصر عضو من أعضائها، إلى نادى مسيحى أوروبى، إلى دول بوذية وأخرى سيخية... إلخ؟!!.

إنه إن كانت المسيحية بطبيعتها منـزوعة الوصل بالدنيا ومستلزمات إعمارها، وموصولة بالروح ومستلزمات خلاصها والآخرة ومستلزمات إعمارها، فقد جاء الإسلام بشريعته ملتحما بالدنيا ومستلزمات إعمارها وإصلاحها، كما جاء ملتحما بكل من الروح والآخرة، ومستلزما النقاء والأثر الطيب وحسن المنقلب، فهو يخاطب الروح والمادة، وهو دين ودولة، وعقيدة وشريعة، قرآن وجهاد.

فالإسلام جاء إلى مصر دينا ودولة، جاء دينا فى صدور رجال ينتظمون جيشا جاهد طواغيت الرومان فردهم مهزومين إلى ديارهم، وأوقف استنـزاف «الشحنة السعيدة»، واستوعب أغلبية الشعب المسيحى ـ طواعية ـ بالتوحيد، ولم يكره أحدا؛ والدليل من بقى من المسيحيين على مسيحيته حتى الآن على حد قول الدكتور ميلاد حنا، صاحب كتاب «الأعمدة السبعة للشخصية المصرية»، والذى يقرر أن: «الغالبية العظمى من مسلمى اليوم فى الأغلب الأعم هم أحفاد لأجدادهم المسيحيين»؛ الأمر الذى يبرز فحش وطائفية القول بأن المسيحيين الحاليين هم أصحاب البلد! والذى يبرر للأقلية الكاسحة ـ بدعم الخارج والداخل ـ التى بقيت على المسيحية كما بقى أجدادها ابتلاع حق الأغلبية الكسيحة ـ بضرب الخارج والداخل ـ التى بقيت على الإسلام الذى تحول إليه الأجداد المسيحيون.

فالقول بأن المسيحيين هم أصحاب البلد، والذى قال به المتحدث الرسمى باسم الكنيسة المصرية الأرثوذكسية، معناه: تسويغ لاهوتى للحرام وهو: أن تصادر القلة المسيحية حق الكثرة من الأجداد المسيحيين الذين دخلوا طواعية دون إكراه فى الإسلام؛ فيعاقب المسلمين الحاليين بالافتئات على حق ملكيتهم لبلدهم مرتين مرة؛ لأن أجدادهم اعتنقوا الإسلام، ومرة لأنهم أحبوا إسلامهم واختاروا البقاء عليه والاستمساك به، رغم الحملات والإغراءات التبشيرية المحمومة والمدعومة ماديا ومعنويا وعسكريا من القوى العظمى فى العالم، فضلا عما ينطوى عليه هذا القول من إهدار للتاريخ والجغرافيا والتراكم الحضارى كما تبين.

فكما استوعبت المسيحية الشعب المصرى دينيا، جاء بعدها الإسلام واستوعب الجميع دينيا وحضاريا، وهضم الشعب والإقليم والسلطة داخل نظام الخلافة، وبنيت فى رحابه مدينة القاهرة التى تحولت إلى قلعة من قلاعه ورمزا من رموزه، وفى رحابه تأسس الأزهر الذى كان جامعا وجامعة ومركزا للتنوير الحضارى، وفى رحابه كانت دولة المماليك والدولة الطولونية، والدولة الإخشيدية، ودولة محمد على الحديثة، وفى رحابه تخلقت الملاحم: حطين, وعين جالوت, المنصورة, والعاشر من رمضان، وفى رحابه تشكل من الشعب والإقليم درعا يحمى الإنسانية من تغول كل من الرومان والتتار والصليبيين والصهاينة، بقيادة بيبرس وسيف الدين قطز وصلاح الدين وسعد الدين الشاذلى وعبد الغنى الجمسى، وهو فى كل ذلك ـ وأثناء ذلك ـ يستوعب المسيحية والمسيحيين وفق عقد يصون الحقوق يستمد قوته من قوة الشريعة، وليت كل مسيحى يعلم أن حفظ حقوقه مرهون بالحفاظ على الإسلام فعالا وحيًّا فى دنيا المسلمين وليس بإبعاده عن حياتهم أو إبعاد حياتهم عنه.

كيف إذن تجرأ هؤلاء وطالبوا بفصل الدين عن الدولة؟! كيف وهم يعلمون أن فصل الإسلام عن الدولة هو عين المقصود بفصل الدين عن الدولة؟! إن الدين الحاضر فى عقل وقلب الدولة المصرية بمقتضى التراكم التاريخى والواقع الجغرافى وكافة العلوم الإنسانية والاجتماعية هو الإسلام؛ وعليه فإن فصل الدين عن الدولة هو المرادف المباشر لفصل الإسلام عن الدولة، ومن ثم فصله عن الحياة دون استفتاء معتنقيه.

فرجال الكنيسة إذن يدركون أكثر من غيرهم أن المسيحية بصفة عامة والأرثوذكسية بصفة خاصة روحية لاهوتية كنسية، فهم آمنون ومطمئنون أن هذا المطلب ـ فصل الإسلام عن الدولة أو فصل الدين عن الدولة ـ لا خوف منه على المسيحية فى شىء، بل هو مطلب مسيحى فى جوهره، يتوافق وينسجم مع طبيعة الدين المسيحى وطبيعة التصور المسيحى.

وعليه فإنه يكون نوعا من الاستخفاف أن يبرر أحدهم بذكاء لا يخلو من دهاء فى معرض دفعه لشعار الإسلام هو الحل: أننى لا أقبل أن أرفع شعار «المسيحية هى الحل» لو كانت الأغلبية للمسيحيين، ويقول آخر: إننى لا أقبل لو أننى فى دولة ذات أكثرية مسيحية أن ينص دستورها «على أن الشريعة المسيحية مصدر من مصادر التشريع»؛ ذلك لأن القياس هنا قياس فاسد ومضلل إلى أبعد الحدود، فمن ناحية فإن الإسلام ليس هو المسيحية والمسيحية ليست هى الإسلام، وتلك مسلَّمة تقرها البحوث والدراسات المقارنة للأديان، ومن ناحية ثانية فإن المسيحية فى ذاتها وفى جوهرها هى التى ترفض هذا، ترفض أن تكون حلا لأمور الدنيا لأنها جاءت حلا لأمور الروح والآخرة، وفى حين يتعبد المسيحى بإبعاد المسيحية عن شؤون الدنيا فإن المسلم يتعبد إلى الله بأسلمة الدنيا، ثم إنه ليس من المفترض أن يقبل أحد فى دينه ما يقبله آخر فى دينه، ومن ناحية ثالثة فإنه لا وجه للمقارنة بين عدد من يدينون بالإسلام وعدد من يدينون بالمسيحية، ومن ناحية رابعة فإن دين الأغلبية يستوعب بشريعته دين وأتباع الأقلية فى حين أن العكس ليس صحيحا!!

المصدر: المصريون

غير معرف يقول...

هل الطابع الديني حلال عليهم حرام علينا ؟ ـ د. زكريا سليمان بيومي url
مرسل بواسطة: islamegy
Tue, 24 June 2008 01:21:39 -0500
د. زكريا سليمان بيومي : بتاريخ 23 - 6 - 2008
غريب أمر عالمنا المعاصر فالموازين مقلوبة والمبررات تصيب بالذهول ، فزعيم أكبر دولة في العالم جورج بوش يعلن باسم الدين حربه علي المسلمين وأنه في ذلك ملهم من الله . وملهموه يطرحون فكر الصراع الحضاري الحتمي مع المسلمين كبديل عن الشيوعية التي توارت ، وتابعوه يشاركونه الإلهام ، فبيرلسكوني يساير نفس النهج ، وبلير يخفي أنه قد شارك في حرب العراق من منطلق ديني ، والدانماركيون والهولنديون يعربون عن نهج الإلهام بمحاولة الإساءة لنبي الإسلام ، وفرنسا والعلمانيون في تركيا يعربون عن نفس النهج تحت ستار الحجاب ، الكل أصبح ملهما من الله لحرب الإسلام والمسلمين ، الجميع تخلي عن ادعاء الحرية والمساواة والإخاء وحقوق الإنسان .
بل والأشد عجبا أن الجميع جاءوا ليقروا ويباركوا الطابع الديني للدولة الصهيونية متنكرين لأقوال السيد المسيح عليه السلام في أن أورشليم قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين ، ومتناسين وهم يتمنون المباركة بستين سنة أخري دعوة السيد المسيح عليها بالخراب ولن يبقي فيها حجر علي حجر إلا وينقض .
جاء بوش ، ثم ساركوزي ليبارك الطابع الديني لدولة الاغتصاب التي بنيت علي متناقضات ومذاهب وديانات وأجناس وأعراق مختلفة كما هي دولهم تحتوي علي أعراق وأجناس وديانات ومذاهب ، بل وبارك كل منهم توجههم الديني والكل يعلم أنهم مدعون .
لكن الأكثر غرابة هو أمر بعض المسلمين الذين سايروا هذا الركب المدعي خوفا وطمعا ، واندفعوا لمحاصرة وتشويه أغلب الذين يدعون إلي إحياء المنهج الإسلامي المعتدل في أصله ، وشاركوا في وصف المسلمين بالإرهاب والتطرف ، بل وتعاونوا علي تحجيم أو إنهاء دوره .
صحيح أن بعض الجماعات التي حملت إسم الإسلام قد حادت عن الجادة وبعدت عن طبيعة المنهج ، وتجاوزت إلي الحد الذي أسهم في الإساءة وإثارة المخاوف ، لكن هذا ليس هو أصل المنهج الإسلامي ، كما أن الكثيرين لم يقدر دوافعهم في الرد علي تجاوزات زمنية طويلة من الاستعمار والاستعباد والاستغلال طالت أمتهم وانتهت بإيجاد كيان كاره غاصب معتدي مثلته الدولة الصهيونية .
إن ما تحتويه كتب مدارسنا يمتلئ برصيد تاريخي وثقافي يؤكد أننا بالدين ، والدين وحده ، استطعنا أن نرد المعتدين علينا وأن نحافظ علي وجودنا واستمرار هويتنا . فصلاح الدين الكردي قاد أمته باسم الدين وانتصر علي أدعياء الصليب في حطين ، وقطز المملوكي تزعم الأمة باسم الدين وهزم المغول في عين جالوت ، ويوسف بن تاشفين تزعم المسلمين وانتصر في الزلاقة ، ومحمد الفاتح فتح القسطنطينية باسم الدين ، وأنور السادات انتصر في العاشر من رمضان تحت شعار الله أكبر .
أما فترات التمزق والاختلاف القومي والعرقي فكلها فترات انكسار وانهيار منذ دويلات الطوائف في الأندلس حتى نكسة 1967 م وحربي الخليج ، ومع هذا فمازال بعضنا يتمحور في دائرة التلاقي القومي الذي لن يزيدنا إلا انكسارا وانهيارا .
وتاريخنا الإسلامي الطويل يشير إلي ما يؤكد نقاء منهجنا وطبيعة حضارتنا ، فعاش بين المسلمين اليهود والمسيحيون مشاركين في صنع هذه الحضارة وفي إطار من التسامح والحفاظ علي الحقوق دونما اضطهاد أو إهدار لحق . أما أسبانيا التي تعد في قلب حضارة الغرب ومن أسبقها فلم تبق مسلما في أراضيها فإما الموت أو تغيير الملة أو الطرد ، ومازالت تحتفظ بسبتة ومليلية كدليل علي طبيعة هذه الحضارة .
والعثمانيون الذين امتلأت الكتب باتهامهم بكل الصفات السلبية حكموا شرق أوربا حتى وسطها ما يقرب من خمسة قرون أو يزيد دون أن يجبروا أحدا علي اعتناق الإسلام ، ولم يعتنقه سوي أقل من 10 في المائة من مجموع السكان ، أليسٍ في ذلك دلالة علي الفارق الحضاري ؟ .
لقد حذر المستشرق اليهودي البريطاني الجنسية برنارد لويس في كثير من مؤلفاته بأنه لا بد من محاصرة أي صحوة إسلامية مؤكدا أن ذلك كفيل بإنهاء كافة مخططاتهم معتبرا بالتاريخ حيث يري أن الإسلام في أوله قد خرج من بيئة ضعيفة لا تمتلك مقومات حضارة فجعلها تتسيد الأرض بمنهجه في أقل من خمسين عاما ، فلابد أن يظل في القمقم الذي حوصر فيه .
ولعل ما يؤكد ذلك هو قدر القلق الذي يحيط بالقوي الغربية واليهود قبلهم في ظهور أي تنظيم يرفع راية الإسلام بغض النظر عن مشروعيته أو صحة منهجه ، فأسامة بن لادن والملا عمر وأحمدي نجاد وحسن نصر الله وأتباع أحمد ياسين وتلاميذ حسن البنا كلهم في نظر الغرب واليهود إرهابيون . ومع الخشية من بعض هؤلاء وأغراضهم وأهدافهم إلا أنه من الواجب أن تتاح الفرصة في الدول الإسلامية لتيار ديني معتدل ومستنير يتبنى ثقافة التصدي والمقاومة والسماحة والتحاور والاختلاف حيث ما زال الكثير يري أن في ذلك وحده خلاص الأمة من سطوة الاستعمار الحديث وأطماع اليهود الصهاينة ، وأن يسمح بقيام أحزاب سياسية دينية ومؤسسات تحيي هذا التيار إذا كنا راغبين في الحفاظ علي وجودنا وهويتنا الحضارية وألا نصبح تابعين وذيول في قائمة حضارة العولمة .
لا بد أن نعلن ونباهي بأننا أمة التوحيد وأن نحيي منهجنا الصحيح الذي سيكون فيه إسهام في خلاص البشرية من التوجه المادي المدمر الذي يقودنا إليه الملهمون المعاصرون ، ولا بد أن يعلو منهجنا المتسامح الذي يحمل الخير للبشرية كل البشرية ويخلو من الإلهام للعدوان واغتصاب حرية وحقوق الشعوب.

المصدر: المصريون

غير معرف يقول...

الأقلية الكاسحة.. هل تبتلع الدولة؟!! 2 من 2 ـ أشرف فوزي السيد url
مرسل بواسطة: islamegy
Wed, 11 June 2008 16:16:38 -0500
أشرف فوزي السيد : بتاريخ 11 - 6 - 2008

العلمانية وفق مفهومها العلمانى: «الإيمان بإمكانية إصلاح حال الإنسان بالطرق المادية دون التصدى للإيمان بالقبول أو الرفض» هى صيغة إصلاحية لحياة الإنسان الغربى ودنياه التى أقحم فيها رجال المسيحية أنفسهم باسم المسيح ـ ولا أقول رجال الدين باسم الدين ـ والمسيحية فيما ليس من شأنهم أو شأنها.

والعلمانية بتبنيها مفهوم «لا دين فى السياسة ولا سياسة فى الدين» والذى هو الترجمة العلمانية الاستعمارية الإرهابية المحرفة للنص العملى المحلى الأصلى :«لا مسيحية فى السياسة ولا سياسة فى المسيحية» والذى هو الترجمة الدنيوية لقول المسيح عليه السلام: «اعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله».

بهذا تكون العلمانية صيغة تصالحية للكنيسة الغربية التى خرجت عن رسالتها الروحية، وهيمنت على شؤون الدنيا واستبدت بها وبخلق الله أيما استبداد، وهى أيضا صيغة تصالحية مع الكنيسة الشرقية وفى القلب منها الكنيسة المصرية، التى لم تتمرد يوما على رسالتها الروحية الأصيلة بمثل هذه الصورة التى هى عليها الآن، وخاصة خلال حقبة البابا شنودة أو نظير جيد المناضل المسيحى الكبير من أجل حقوق مسيحيى مصر المهضومة على يد المسلمين الإرهابيين!!.

فشعار «لا دين فى السياسة ولا سياسة فى الدين» الذى هو دستور العلمانيين هو أحد الصيغ التفسيرية لشعار الكنيسة «اعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله»، وهو إفراز طبيعى لرغبة العلمانيين لإعادة الكنيسة فى الغرب إلى دورها الطبيعى؛ ولم تكن الكنيسة لتعود إلى دورها الأصيل إلا بتذكيرها برسالتها وشعارها، وهو ما نجحت فيه العلمانية والمتصالحة مع الكنيسة فى الغرب إلى الحد الذى جعل الدكتور «محمد عمارة» يطلق عليها «العلمانية الصليبية» والتى باركت كنيسة الغرب فتوحاتها فى بلاد المسلمين وفى الشرق على السواء.

وقد اكتسحت العلمانية دنيا الغرب كصيغة إصلاحية للممارسات الغلط للكنيسة هناك, وكصيغة تصالحية مع شعار المسيحية ورسالتها، إلا أنها اصطدمت بصخرة الإسلام الذى يختلف عن المسيحية كما تبين؛ لأنه دين ودولة، جاء لينتظم كل شؤون الدنيا والآخرة، فتحول الإسلام بطبيعته إلى عقبة أبطلت مسيرة العلمانية فى حين استسلمت المسيحية بطبيعتها للمد العلمانى الجارف.

فكان من الطبيعى أن تتآلف العلمانية بطوائفها الصليبية واللادينية الجزئية والكلية المعتدلة والمتطرفة، مع المسيحية العالمية والمحلية من أجل إبعاد الإسلام الذى يشكل وعى ممانعة متين ودقيق لتطلعات جمع ذوى عقول وقلوب شتى ترفع شعار: «فصل الدين عن الدولة» والذى هو تورُّم غير حميد لشعار «فصل المسيحية عن الدولة» ورفع شعار «لا سياسة فى الدين ولا دين فى السياسة» والذى هو بدوره تورُّم غير حميد لشعار «لا مسيحية فى السياسة ولا سياسة فى المسيحية».

العلمانية بمفهوم فصل الدين عن الدولة هى ابن شرعى ـ بالمفهوم المسيحى ـ للممارسات غير الشرعية ـ بالمفهوم المسيحى ـ لكنيسة العصور الوسطى، أو بمعنى أوضح كنيسة محاكم التفتيش عن النوايا والحرمان من الجنة وصكوك الغفران التى كانت تمنح المغفرة لصاحبها.

فالعلمانية ـ بمفهومها الجزئى خاصة ـ هى صيغة مسيحية لإصلاح ممارسات غير مسيحية للكنيسة التى أقحمت نفسها على النوايا ودهاليز النفوس، فالعلمانية بمعنى فصل الدين عن الدولة هى بالأساس رد فعل مسيحى مشروع على فعل مسيحى غير مشروع، هى صيغة إصلاح مسيحية تعتمد قول المسيح عليه السلام: «دع ما لقيصر لقيصر ودع ما لله لله» خاصة أن المسيحية لا تمتلك تشريعا ابتداء وابتناء يمكنها من إدارة دنيا الناس، فى حين أنها تمتلك لاهوتا ونظاما روحيا يدير آخرتهم كما أسلفنا.

وما يقال عن علاقة التوافق على مطلب فصل الإسلام عن الدنيا بين العلمانية والمسيحية، يقال مثله أو نحوه فى علاقات التوافق على ذات المطلب بين بقية التيارات السياسية والأيديولوجية؛ فالإسلام عقبة على طريق تخريب وعى المسلمين أمام الجميع، وإبعاده مطلب وجود ونمو وتحقيق مصالح الجميع، فى حين أنه يمثل شروعا فى قتل هوية المصريين مع سبق الإصرار والترصد.

إن أى ادعاء أو إجراء يُخْضِع الإسلام والمسلمين لمبدأ فصل الدين عن الدولة والذى أفرزته الممارسات الغلط لرجال الدين المسيحى فى أوروبا، والذى يربح من ورائه الجميع سوى الإسلام والمسلمين، أى ادعاء أو إجراء على هذا النحو ينطوى على غبن وجور واستبداد دينى وسياسى فى أقبح صوره؛ لأنه يشبه الشروع فى فصل عشرة أطباء من عملهم لأن بعضهم أو أحدهم أقحم نفسه فى غير تخصصه ففشل، أو منع مرور عشرة مسافرين؛ لأن أحدهم أو بعضهم لم يحصل على «تأشيرة» فى حين حصل عليها الباقون.

كما أن أى ادعاء أو إجراء من هذا القبيل معناه الشروع فى إخضاع دين ودولة ومصالح تيار الأغلبية المستضعفة، والتى تتشكل من أكثر من تسعين فى المائة من المصريين إلى مبادئ وأيديولوجيات ومطالب ومصالح تيار الأقلية الكاسحة، التى تمثلها جماعات الضغط والنفوذ المسيحى والعلمانى والليبرالى والرأسمالى والشيوعى، والذين يغطى ظهورهم وأرصدتهم قوى عالمية عظمى، فى حين أنها فى مجموعها لا تمثل أكثر من عشرة فى المائة من المصريين.

وهو فى النهاية مجهود ـ وإن تعددت من ورائه الأغراض ـ ينسجم تماما مع مطلب المسيحية من دنيا الناس، وهو بالتالى تفعيل قسرى عملى لشعار «المسيحية هى الحل» والذى لا يدعمه تشريع وتقف وراءه أقلية كاسحة،وذلك فى مواجهة شعار «الإسلام هو الحل» الذى يسنده تشريع تقف وراءه الأغلبية المستضعفة، وهو أمر لا يمكن أن يقبل به مسلم تتدفق فى عروقه دماء من أية فصيلة!.

فعندما يهيمن تصور أقلية لا تشريع لديها تحت أى زعم أو مبرر على أغلبية تمتلك تشريعا غنيا وثريا ومرنا بشهادة خبراء دوليين تحت أى زعم أو مبرر، فإننا نكون بصدد من الاستهانة والاستبداد لا يقبل به إلا من قبل أن يعطى الدنية فى دينه ودنياه على السواء!.

وإذا رُفع الشعاران وجها لوجه، فالإنصاف الطبيعى والعدالة الإنسانية تقتضى تقديم من يمتلك تشريعا يستوعب الآخر وتريده الأغلبية الساحقة.

إن مستقبل مصر والمصريين مرهون بالبحث عن صيغة للتعايش داخل إطار التشريع الإسلامى، وهو بها غنى وثرى، وليست أبدا فى البحث داخل إطار اللا تشريع المسيحى، أو داخل إطار الكهنوت العلمانى أو دين الليبراليين الجدد, وإلا سيصبح الجمع يوما وهو يقلب كفيه على ما صرنا إليه؛ جراء الاستجابة لما يتنادى به الجمع المختلف المتآلف من لاهوتيين غير أمناء ، ورجال أعمال ذوو أهواء ، وكتاب وسياسيون مرتزقة، يهيئون الوعى الجمعى للجماهير المصرية لعملية غير شرعية، يتم بمقتضاها توسيع التجويف البطنى للأقلية الكاسحة؛ لكى تتمكن من ابتلاع دين ودولة الأغلبية الساحقة، ومن يدرى؟ فقد نصبح يوما وقد تحول السعى من أجل تثبيت المادة اليتيمة فى دستور البلاد، إلى سعى من أجل استخلاص دولتنا ومعها هويتنا من فم الهجين !

المصدر: المصريون

غير معرف يقول...

يا شنودة)))))))))))))))))))))

محمد جلال القصاص

ما يحدث الآن من النصارى في مصر ليست حالة فردية ، ولا حدثٌ عابر نغضُّ عنه الطرف ليمضي ونمضي .!! ما نراه الآن من النصارى في مصر هو قمة بركان يغلي تحت أرجلنا ، وغداً يقذف بمن يطؤه اليوم بقدميه متغافلاً أو مستخفاً . ما يحدث الآن هو ثمرة لصراعٍ ضارٍ يدور على أرض مصر منذ سيطر على الكنيسة ( جماعة الأمة القبطية ) في منتصف القرن الماضي (1).

نصارى مصر بقيادة ( جماعة الأمة القبطية ) ليس عندهم خيارات ولا أهداف قريبة ، هو خيار واحد وهدف واحد ، ما عندهم هو السيطرة على أرض مصر ، وأن تقام على أرض مصر وما حواليها ( كنيسة الرب ) لينزل عليها المسيح في آخر الزمان . بزعمهم . وهم كاذبون خاطئون وعما قريب سيعلمون ويندمون بحول ربي وقوته .

والنصارى الآن في مصر مُمَكنون ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، هذه هي الحقيقة . أمارةُ ذلك أننا نُرجع لهم المسلمات المتزوجات ، فيفسخن زواجهن ، وربما يزوجهن من الكافرين .. ينكح الكافر المؤمنة ، وتجبر التقية على ما لا تريد .. على ما لا يحل .. أو يقتلهن .ونحن شهود .. ونحن رُكَّعٌ سجود !!
ومن الشواهد على تمكينهم أنهم كمموا أفواه ( أهل العلم ) بل جعلوهم يحرفون الكلم عن مواضعه ، فسمعنا من ( الشيوخ ) من يقول ـ دون أن يستفتيه أحد .. دون أن يسأله أحد .. بمبادرةٍ ذاتية من نفسه ـ أن نصارى مصر أهل ذمة ، ويقسم بربه على أنه لا يريد غير وجه الله بهذا الكلام .!!
أهل ذمة وقد سبوا الدين وسيد المرسلين ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؟!
أهل ذمة وهم يدعون المسلمين إلى كفرهم ؟!
أهل ذمة وهم إن يقولوا يُسْمع لقولهم ؟!!
أهل ذمة ولا شريعة تجمعنا ؟!
إن إرهاب النصارى بعد تغلغل في العقل الباطن !! لا أفهم من مثل هذه الفتاوى غير هذا .

وبعضهم وكأنه ـ هو ومَن حوله من زبانيته ( تلاميذه ) ـ لا يرى ولا يسمع حين يكون الكلام على النصارى ، وحين يكون الكلام عليه أو على من بين يديه من مريديه تجده أسد الشرى !!
وهي حالة ظهرت وانتفخت بفعل سيطرة الكفر والنفاق وغداً تغسلها الأيام . وفتاوى هؤلاء لا نتكئ عليها بل ولا ننظر إليها .

أيكتمون إيمانهم ؟

مَن تُسلِم الآن من الفتيات خاصة تعود إلى الكفر أو التعذيب حتى الموت ، والشواهد كثيرة ، وليس ثم راد للنصارى في القريب على الأقل . فهل تصبح هذه الضرورة مدعاة للفتوى بكتمان الإيمان من باب دفع شر الشرين ؟
يحتاج الأمر إلى العلماء الربانيين ، مع الأخذ في الاعتبار أن وجود مسلمين مختفين في المجتمعات النصرانية له آثار دعوية إيجابية ، فهؤلاء يتحركون جيداً بالدعوة داخل الصفوف ، كالمرجفين في المدينة عندنا ، مع الفارق الكبير ، وكثرة هؤلاء الكاتمين لإيمانهم تجعل المجتمع النصراني ينهار بسرعة شديدة حينما تبدو الهزيمة أو حين يبدأ التراجع.فكثرة الساخطين على الأوضاع الداخلية هي السبب الرئيس في الانهيار السريع، وهي السبب في الترحيب بالغريب أيا كان وجهه فضلا عن إن كان معروفاً عدله.

لو أنني أهل للفتوى لأذنت لهم كما أذن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لنعيم بن مسعود يوم الأحزاب .
فإن رد المجتمع المسلم لهؤلاء قد يجعل بينهم أبا بصيرٍ أو نعيماً ، ومن جهل حال الرجلين ممن يقرأالآن ، فقصة نعيم بن مسعود الأشجعي موجودة في السيرة النبوية في غزوة الأحزاب وقصة أبي بصير موجودة فيما بعد صلح الحديبية من أحداث .

حالي كعمر مع أبي جندل يوم الحديبية .. عيني تبحث عن أبي جندل وأبي بصير ونعيم بن مسعود.. عن رجلٍ تتحرك الغيرة في عروقة فيعزم عزمة لا ينثني بعدها . فهل ثمَّ ؟!

غباء مفيد

قسوة الكنيسة وإصرارها الغبي على إرجاع كل من يتنصر بهذه الفضيحة العلنية فيه فائدة ، أنها ترهب قوماً عن الخروج من ظلمات النصرانية إلى نور الإسلام ، والدين لا يُكبت ، لا يُحَبُّ الحبيب ويُسجدَ للصليب ، لا يجتمعان عبادة الرحمن وعبادة الصلبان ، ووجود من يكتم إيمانه بداخل صفوف الكافرين يحدث بلبلة ، وخاصة إن كان ذكياً يعرف أين يذهب . وخاصة إن مد الجسور مع العاملين للدين من المسلمين .وكل العاملين اليوم في مواجهة التنصير من الشباب المتحمسين ، ولم يعد الأمر يحتاج للالتقاء المباشر على أرض الواقع ، فالآن مواقع الانترنت كثيرة وآمنة ، يلتقي فيها الجميع ويغرف منها الجميع .

والجلبة والصياح التي تصاحب كل حالة تُسلم وتعود ، لهذه الجلبة أثر حميد ، فهي نوع من الدعاية المجانية القوية لهذا الدين ، وخاصة أن من يسلم لا يُجدي معه شيء حتى الموت .

ولهذه الجلبة أثر في نفوس الطيبين ، فلسنا من نُرجع المؤمنات إلى الكفار ، بل لسنا من يرضى بذلك ، فهي تزيد النار المؤججة في الصدور ، وتوثِّق عزماً لن ينفك ـ بحول الله وقوته ـ حتى يدرك حاجته .

وهذه الجلبة المصاحبة لكل حالة تُسلم تقدم برهاناً على تسلط الكنيسة على العباد والبلاد للغافلين والمنشغلين ، فهي استنفار جيد للعامة والخاصة نرضى به مرحلياً ، ونسأل الله المزيد .
وتحدث أثراً داخلياً على المترددين من النصارى فإن الثبات عند الفتن ـ أعني ثبات الأخوات المسلمات كوفاء قسطنطين وماريان وغيرهن ـ دعوة عملية . أصدق وأقوى وأنفذ من ملايين الكلمات .

لن يكونوا عقلاء

كأني ببعض القراء يحسب أنها رسالة تهديد ضمنية للكنيسة المصرية ، كي يكفوا عن استلام المسلمات أو مطاردة من يريد الإسلام . وحقيقة وددت ذلك ، ولكن نفضت يدي منه ، فهؤلاء القوم لا يجدي معهم التهديد !!
هذه حقيقة .
وليست شجاعة فيهم . لا .
تاريخ نصارى مصر يقول أنهم يثورون من وقت لآخر ولا يرجعون إلا بعد مقتلة ترجعهم إلى قرنين من الزمان . هذه الحقيقة ماثلة قبل دخول الإسلام مصر وبعد دخول الإسلام إلى مصر .
وواقع النصارى اليوم يقول أنهم على قلب رجل واحد ، ويسيرون إلى هدفٍ واحد ، الواقع يقول أن القوم ثائرون ، أنها حالة من الحماسة غيبت العقول وجمَّعت السفهاء . أمارةُ ذلك أنك لا تجد بين الأقباط مخالفا لشنودة إلا في تفاصيل .
وهؤلاء الذين على رأس الكنيسة قتلة . ولن يرجعوا بقليل .ولذا لا أستجديهم ـ ولا تستجديهم ـ فلن يكفوا عن استرجاع وتعذيب المؤمنات . ، فهم صم بكم عمي لا يبصرون ، أو حقد يغلي في الصدور ، ونفوس شريرة ترتاح للنتن ويزكم أنفها الطيب .

أختي يا شنودة !

رباط الدين أقوى من رباط النسب ، إي والله ، أجد هذا في صدري ، وأعرفه من غيري ، وبه أمرنا ، وأقول للاتي أجبرن على الكفر ـ بعد الإيمان أو قبله ـ جرت عليكن الدموع ووالله الدم أهون من الدمع ، ولكن ما بأيدينا !! . مصابنا بكم أشد من مصابكم بأنفسكم . فصبراً .
إحَنٌ تكوي الضلوع ، وعيون أجهدها السهر تدور في محاجرها تبحث عن مخرجٍ ، وربك عليم ، وربك قدير ، وعزم لن ينفض بحول ربي وقوته حتى يأتيكن .
وأقول لشنودة ومَن حوله : ، مَن عندك هؤلاء أخواتنا فأفعل ما شئت فإنك عما قريب ملاقيه ، فو الله قادمون أدركناك أو مَنْ بعدك من أعوانك الآن . فمن ينظر في مآلات الأمور يرى أن الدولة للموحدين ، وأن ربك أذن بالتمكين ، وها هو الثمن يسدد .

دولة الكفر تلفظ أنفاسها الأخيرة . إننا قبل الفجر بساعة ، وهي ساعة تقبل فيها الدعوات وتنزل فيه الرحمات من رب الأرض والسموات ، ساعة شديدة الظلام ،يستقيظ فيها الفاجر والتقي ، والعامة نائمون .
النور على مرمى البصر .
تراه ؟!
أراه يزيح بيديه تيك الظلام .

محمد جلال القصاص
فجر السبت
11/ 2/1430هـ
7/3/2009م

موضوع ذا صلة

الكذاب اللئيم زكريا بطرس
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=4911

==============================
(1) لتفاصيل عن جماعة الأمة القبطية راجع إن شئت : http://saaid.net/book/open.php?cat=89&book=3751

تم تحرير المشاركة بواسطة فارس: اليوم, 06:05