هذه رسالة أوجهها لجناب القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير أستاذ اللاهوت الدفاعي وراعي كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد . ومفادها أنني أطلب منه أن يتقدم باستقالته كقمص في الكنيسة المصرية ، وأن يخلع عنه هذا الرداء الأسود أو الرداء الكهنوتي ، وبعدها يقوم بالانضمام لصفوف العلمانيين أو يحاول الانضمام لصفوف الحزب الوطني مدافعاً عن حقوق الشعب أو حتى يقوم بإنشاء حزب سياسي ويطلق تصريحاته السياسية وقتها كيفما أراد . والسبب من مطالبتي له هذا المطلب هو أني قرأت له ذاك الحديث الذي أدلى به لجريدة صوت الأمة الأسبوع الماضي ، والذي قال فيه كلاماً في منتهى العجب والتناقض .في صدر صفحتها التاسعة نشرت جريدة صوت الأمة في العدد الصادر يوم الاثنين 23/2/2009 مانشيتا عريضا يقول : ( فيلسوف الكنيسة عبد المسيح بسيط يفجر قنبلة :أؤيد جمال مبارك لحكم مصر وأيمن نور خان حزبه وتحالف مع الأخوان) ، بسيط في تصريحاته الصحفية صال وجال في السياسة وكأنه رجل سياسي لا يشق له غبار في شارع السياسة ، ويمارس السياسة من عشرات السنين لا رجل دين مسيحي ومدرس اللاهوت الدفاعي وقمص يعمل في الكنيسة المصرية راعياً لأحد كنائسها وليته تكلم كلاماً مقبولاً . أولا من حق جناب القمص أن يؤيد من يريد أن يؤيده صالحاً لحكم مصر من وجهة نظره فهذا شئ لا يعنينا ونحن لا نتدخل في اختياره ولكن يا جناب القمص من العيب أن تتهم كل أحزاب المعارضة بأنها مجموعة من المغمورين تريد إحراق مصر !!!لقد قال بالحرف أن جميع الأحزاب تريد أن تحرق البلد وأنهم مجموعة مغامرين وأنا بدوري أسأله أين دليلك على هذا الكلام وهذه الاتهامات البشعة في حق كل أحزاب المعارضة المصرية ؟؟؟ وأيضاً اتهم أيمن نور بأنه خائن لحزبه ولم يتهمه بالخيانة فحسب بل أنه قال أن أيمن نور اتبع مبدأ تشرشل وهو أن يتحالف مع الشيطان في سبيل النصر . لماذا يريد جناب القمص تهييج الشعب المسيحي على كل طوائف المعارضة بجميع أشكالها في البلد ، الغريب أن بسيط قال لن يترك المسيحيون مصر مهما اشتد الهجوم عليهم وكأن المسيحيين في مصر يتعرضون للقتل والإبادة ليل نهار من الإرهابيين المسلمين ، استحلفكم بالله هل البلاد تحديداً في هذا التوقيت في حاجة لمثل هذه التصريحات التي تزيد الفتن بين المسلمين والمسيحين ؟ ليس هذا الذي أثار استغرابي الشديد من أستاذ اللاهوت الدفاعي عبد المسيح بسيط فحسب ولكنه فضلاً عن ذلك اتهم على حد زعمه أحد الشيوخ الكبار في محافظة البحيرة بأنه يحرض المسيحيات على الأسلمة ومنهن الأخت وفاء قسطنطين وهذا بعلم الدولة يعني يقصد أنه تحت سمع وبصر المسئولين . جناب القمص يحاول إقناع الناس أن هناك أحد الشيوخ الكبار يقوم بخطف الفتيات وأسلمتهن ليس بمفرده طبعاً فهذا الأمر يحتاج لإمكانيات عالية وترتيبات وحركات لابد من مساعدة الأمن والمسئولين له أو على الأقل أن يغضوا السمع والبصر عن تصرفاته ، والعجيب أن جناب القمص لم يذكر اسم الشيخ المعروف في البحيرة الذي يقوم بأسلمة الفتيات ، كما لم يوضح أو يعرض لنا حالة واحدة من هذه الحالات ويقدمها للصحافة وللرأي العام كواحدة من ضحايا الإرهاب الإسلامي . على مدار تاريخها كله لا تترك الكنيسة المصرية فرصةً تتملك فيه فرداً خلع عن كاهله رداء المسيحية واعتنق الإسلام ، فإنها لو تملكت منه واستحوذت عليه فمصيره معروف واسألوا جدران الأديرة .عملية خطف البنات المسيحيات أو أسلمتهن من قبل الشيخ بعلم المسئولين الذي ذكره بسيط في تصريحه كلام ليس له أي أساس من الصحة .معقولة هل فات القمص بسيط وهو من المقربين من السلطة العليا للكنيسة الأرثوذكسية ومن المجمع المقدس مؤتمرات تثبيت العقيدة التي تعقدها الكنيسة المصرية بصفة دورية تحت إشراف المجمع المقدس وبرئاسة الأنبا بيشوي ولا سيما الذي عقد العام قبل الماضي في محافظة الفيوم والذي خرج بتوصيات في منتهى الخطورة أجملها ولخصها الأنبا بخوميوس في نهاية المؤتمر في التصريح الأخطر على مستوى هذه المؤتمرات من أول نشأتها ، وهو الذي قال فيه بالحرف الواحد : ( مفيش حاجه اسمها المسلمين بيخطفوا بناتنا محدش يعرف يخطف قطة دلوقت ) وقال أنه ( من 80 إلى 200 حالة بيدخلوا الإسلام يومياً وبيشهروا إسلامهم بكامل إرادتهم ) وقال بخوميوس ( إنه وعلى نفس هذه المتوالية الحسابية سيكون خلال مائتين أو ثلاثمائة سنة لا وجود لنا !! ) وهو نفسه التسجيل المشهور الذي أراد القس المعارض مكسيموس عرضه في قناة الجزيرة وقت استضافة أحمد منصور له في برنامج بلا حدود ولكنهم رفضوا إذاعة التسجيل وعلى الرغم من ذلك أكد مكسيموس في البرنامج أن مليون و 800 ألف قبطي إعتنقوا الإسلام في عهد البابا شنودة . وهذا التسجيل مشهور جدا على الإنترنت باسم تسجيل الانقراض تستطيع البحث عنه إن كنت لا تعرفه . جناب القمص عبد المسيح بسيط يقول أنه لا توجد حالة واحدة من حالات الفتيات التي أسلمن موجودة في الدير وحالة وفاء قسطنطين هي حالة خاصة وقال أن الموضوع أنها لم تسلم بل كانت على خلافات شديدة بينها وبين زوجها الكاهن الذي كان مريضاً ، ووجدت ضالتها في الإسلام وذهبت لهذا الشيخ الكبير الذي يأخذ الفتيات النصرانيات عنده ويؤثر عليهن والمحافظ يعلم هذا جيداً . بالله عليكم من يريد أن يخدع جناب القمص ، هل يخدع نفسه ، أم يخدع شعب الكنيسة بهذه التصريحات ، أم يخدع المسلمين ، وهل السيدة المهندسة وفاء قسطنطين طفلة مراهقة حتى يقنعها أي شخص بترك دينها فتتركه ؟؟ من العيب على أستاذ اللاهوت الدفاعي أن يسئ لرجل دين وقس مثله وزميل له تابع أيضاً للكنيسة المصرية ويتهمه هذه الاتهامات بالمرض وما إلى ذلك ليبرر على حد زعمه طفشان السيدة وفاء قسطنطين منه والذهاب إلى الإسلام هروباً من مشاكلها العائلية . وقال جناب القمص أنها ذهبت بعد ذلك إلى نيابة عين شمس وقالت بحضور اثنين من الآباء الكهنة أنها ولدت مسيحية وستعيش مسيحية وستموت مسيحية ، وبعدها برر بسيط وجود وفاء قسطنطين في الدير أن ذلك لحمايتها من الاغتيال من الجماعات الإرهابية . يبدو أن جناب القمص لا يعلم أن الأخت وفاء قسطنطين قبل أسرها في الدير كانت قد أتمت حفظ سبعة عشر جزءً من كتاب الله تبارك وتعالى ، وكانت وقت الكذب عليها وتضليلها وإفهامها أنهم ذاهبين بها لجلسة النصح والإرشاد صائمة فضلاً عن أنها كانت تتقرب إلى الله كثيراً بالنوافل فكيف يا جناب القمص امرأة وصلت لهذه الدرجة العالية من الإيمان والفهم والثقافة الإسلامية تقول مثل هذا الكلام لمجرد فقط أنها رأت اثنين من الآباء الكهنة . وقال عبد المسيح بسيط ما يجعل الفرد منا ينفجر من الضحك قال هذه هي الحالة الوحيدة التي تدعون أنها أسلمت وقد بينا فيها الحقائق ، لا يا جناب القمص وأقسم لك أنها ليست الحالة الأولى ولا الأخيرة بل كان قبلها الكثير وبعدها كان الكثير ولو كنت لا تعرف أنا أقول لك . سجل عندك يا جناب القمص1 – السيدة وفاء قسطنطين زوجة كاهن كنيسة السيدة العذراء بأبو المطامير في محافظة البحيرة ، قام الآلاف من النصارى بالتظاهر أمام الكاتدرائية المرقصية بالعباسية وتم الاعتداء على رجال الأمن ورشقهم بالحجارة وقام شنودة بالاعتصام في أحد الأديرة حتى يتم تسليم وفاء للكنيسة وفور تسلمها تم إيداعها دير وادي النطرون ومن ثم قتلها ورغم نفي الكنيسة وتصريح شنودة أنها سوف تظهر في أحد الفضائيات المسيحية ولكن هذا لم يحدث .2 – السيدة ماري عبد الله زكي زوجة كاهن كنيسة الزاوية الحمراء في القاهرة والتي طلبت إشهار إسلامها أمام شيخ الأزهر ، ولكن يبدوا أن شيخ الأزهر الرجل الحبوب المسالم الذي يكره موت المشاكل قد سلمها للكنيسة لأنها اختفت بعد ذلك وعلم أنها نقلت إلى الدير نفسه ، ولا يعرف أحد طريقها. 3- الأخت تريزا إبراهيم 26 سنة خريجة كلية الطب أشهرت إسلامها رسمياً في الأول من مارس من العام 2005 وقامت المظاهرات أمام مديرية أمن الفيوم حتى الصباح وتسلمتها الكنيسة وأودعتها أحد الأديرة بعد حلق رأسها تماماً ولا يعرف طريقها حتى الآن.4- الأخت ماريان عياد 27 سنة خريجة كلية الطب وهي زميلة الأولى وأعلنت إسلامها معها في نفس التوقيت وتسلمتها الكنيسة مع صاحبتها وحالها كحالها .5- عبير ناجح إبراهيم من ملوي المنيا وقامت المظاهرات وطالبت إما قتلها أو تسليمها للكنيسة واقتحم عشرات النصارى قسم شرطة ملوي وقام الأمن بتسليم عبير للكنيسة التي بدورها سلمتها لأحد الأديرة ومصيرها سيكون كسابقيهاأقسم بالله العلي العظيم أن هذه النماذج الخمسة قليلة جدا قياساً بالواقع الفعلي وبالأعداد الحقيقية داخل جدران الأديرة المحصنة ولا يستطيع مخلوق اختراق هذه الحصون ، ليس هذا فقط يا جناب القمص ولكن هناك عشرات النماذج من مسلمات تم تنصيرهن من قبل الكنيسة وتسفيرهن خارج مصر بعد إغراءهن بالمال بل منهن من كن يقمن في الأديرة بعد تنصره ومنهن الأخت زينب عصام التي أقامت في أحد الأديرة التابعة للكنيسة المصرية ثمانية أشهر كاملةً وعادت إلى الإسلام بفضل الله عليها ، ومنهن من يتم تهريبهن خارج الوطن مثل أسماء الخولي التي تم تسفيرها إلى كندا وتزويجها من شاب مسيحي طبعاً أسماء لديها القدرات الخارقة التي بموجبه تستطيع الحصول على التأشيرة الكندية ، وهناك أيضاً زينب عبد العزيز التي قبض عليها في مطار القاهرة وهي في طريقها إلى استراليا بجواز سفر مزور باسم ميرثا ميخائيل ، طبعاً السادة الآباء الكهنة ليس لهم أي علاقة بكل هذه الأمور ولا بجرائم التزوير ولا لهم علاقة بكل هذه الأمور والقس المزور متاؤوس المحبوس على ذمة قضية تزوير شهيرة لمتنصرة مظلوم وليس له علاقة بأي شيء ، أرجوووووك يا جناب القمص انزع هناك هذا الرداء الذي تلبسه وارحم مصر من الفتن يكفي ما هي فيه .....
هناك ٤١ تعليقًا:
.?????????????=================================================================(((((((((((((((الأُسقف والمُطلّقة))))))))))))))))))
( قصة قصيرة )
بقلم / محمود القاعود
اليوم هو الثالث من شهر أمشير ، الجو شديد البرودة ، الشوارع خالية من المارة ، السماء ملبدة بالغيوم ، السحب تكاد تنفجر من شدة ما تحمله من أمطار ، تمشى تريزا بخطوات سريعة ، صوت حذاءها يرج الشارع العتيق ، الرياح تطير خصلات شعرها الذهبية ، ترتدى جاكت فرو أزرق ، تحاول قفل أزراره من شدة الرياح ، تسرع فى الخطوات وتمسك بسلسلتها الذهبية التى يتدلى منها صليب ذهبى وتتوسط صدرها ، تحاول أن تضع السلسلة على الجاكت بعدما قفلت الأزرار ، بُخار كثيف يتصاعد من فمها كأنها تدخن .. ترتدى قفازاً رمادياً اضطرت لخلعه قبل أن تفتح حقيبة يدها .. أمسكت بالموبايل .. ووضعته على أذنها :
- أيوة يا سيدنا أنا لسه شايفة الرنة دلوقتى .. خلا ص يا سيدنا دقيقتين وهكون عندك .. معلهش عشان خاطرى مش قادرة أستحمل تأخير .. سلام رب المجد .. باى باى .
كان الأسقف الوقور يلقى عظته فى مقر الكاتدرائية ، الحضور ينصت باهتمام .. أوشك الأسقف على الانتهاء .. الجمهور يرسل أوراقا هائلة بها أسئلة عديدة .. يعتذر الأسقف بأن صحته اليوم على غير ما يُرام وأنه شاكر لهم تفهمهم .. يُقابل الأسقف بعاصفة من التصفيق كتعبير عن تضامن الجمهور مع صحته التى يسألون يسوع أن يدميها عليه وأن يحفظه لهم من كل سوء ..
يُهرول الحراس خلف الأسقف ليمنعوا الجمهور عنه وليركب سيارته بسلام .. كان الأسقف يُحاول التلكؤ قدر الإمكان حتى تحضر تريزا .. فجأة التفت الأسقف على صراخ : أبونا .. أبونا .. سيدنا .. أنا تريزا ..
الحراس يمنعون تريزا من الاقتراب من الأسقف وهى تصرخ فيهم .. وبإشارة واحدة – كان فيها شئ من التوبيخ للحراس - من الأسقف .. ابتعد عنها الحراس ، بل وزاد أحدهم أن أخذ بيدها لتصعد السلم الذى يؤدى إلى المسرح الذى يلقى الأسقف من عليه الوعظة ، وليهمس فى أذنها : آسف جداً يا مدام .. آسف !
انطلقت تريزا لتصافح الأسقف .. ينظر لها الأسقف بإشفاق : هى الدنيا بتشتى ؟؟
- أيوة يا ابونا .. لولا خوفى على زعل قُدسك كنت قعدت فى البيت ..
يبتسم الأسقف فى خبث : خوفك على زعلى ولا مشكلتك ؟؟
تضحك تريزا بمرارة : الاتنين يا ابونا !
يصل الأسقف إلى غرفته الخاصة بالكاتدرائية .. الحضور ينصرف .. لم يبق إلا الحراس الذين ذهبوا إلى أماكنهم حول الكاتدرائية وفى الشوارع المحيطة بها .. يضيئ الأسقف الغرفة تدخل تريزا .. يجلس الأسقف على كرسيه الذهبى .. يضع عصاه التى يتوكأ عليها خلف الباب .. يغلق الباب .. ويجلس على المكتب ويوقد شموع عديدة .. يخلع عمامته الكبيرة السوداء ..
تجلس تريزا أمامه وكأنها فى مكتب التحقيقات الفيدرالية .. تخشى أن تتحدث لئلا تغضبه .. فهى فى انتظار أن يبدأ هو بالكلام ثم ترد هى .. يطرق الأسقف رأسه فى الأرض ويصمت لعدة دقائق .. ثم يتنهد بصوت مرتفع ..
ويقول :
- خير يابنتى ؟ كلمنى المستشار جرجس عشر مرات بخصوصك وقاللى إن عندك مشكلة كبيرة .. وأصر إنى أسجل رقمك عندى عشان أعرفك لما تتصلى .. فى إيه ..
تشعر تريزا برهبة وترد بسرعة :
- خير يا أبونا .. أنا مشكلتى فى الدنيا كلها إنى كرهت حياتى بسبب جوزى ومش طايقة أعيش معاه .. كأننا اتنين مطلقين بس عايشين فى بيت واحد ..
- وعايزانى أعمل إيه ؟؟
- عاوزة أطلق منه يا أبونا !
- إنتى بتستهبلى يابنتى .. إنتى عارفة إنو لا طلاق إلا لعلة الزنا .. وما يجمعه الله لا يفرقه الإنسان .. ثم حتى لو اتطلقتى مش هينفع تجوزى .. ومن يتزوج مطلقة فإنه يزنى !
- آسفة يا أبونا .. بس أنا جاية عند قدسك عشان تحل المشكلة ، ولكنى لا يمكن أعيش بالطريقة دى مع واحد مش بحبه …
- قوليلى بصراحة يابنتى إنتى فى حد فى حياتك ؟؟
تطرق تريزا رأسها فى الأرض .. تتنهد .. يحمر وجهها .. تدخل فى حالة من الصمت ..
يبدو على الأسقف الضيق والغضب : ردى عليا يابنتى أنا مش طبيب نفسانى .. مش فاضى للكلام ده ..
تمر دقائق وتريزا ما زالت فى صمتها الرهيب .. تضع وجهها بين كفيها ..
يخبط الأسقف بيده على المكتب بشدة ويقول لها : إنتى محتاجة تروحى مصحة نفسية .. يللا يا مدام اتفضلى واما تروحى حاولى تصلحى علاقتك بجوزك .. اللى بتطلبيه مستحيل .. مستحيل .. مستحيل .
فجأة .. أفاقت تريزا على كلمة ” مستحيل ” رفعت رأسها .. نظرت للأسقف بغضب شديد وحدة أكثر شدة .. عيناها تلمعان من ضوء الشموع .. تصرخ بأعلى صوتها .. لا تتوقف عن الصراخ .. الأسقف يُصاب بحالة دهشة كبيرة .. تلطم تريزا خديها .. وتمزق شعر رأسها بيديها .. تخلع قفازها وكذا الجاكت الفرو .. ينهض الأسقف مسرعاً نحوها .. يمسك بها .. وما زالت تصرخ .. يلطمها الأسقف على وجهها .. ولكنها تصرخ بصوت يرج الكاتدرائية كلها .. فينهال الأسقف صفعاً على وجهها .. حتى تخور قواها وتسقط على الأرض .. شعر الأسقف بأنه تحول من رجل دين كبير إلى مجرد بلطجى لا يستطع حل مشاكل رعاياه .. بل حتى أن يصبح مثل الطبيب النفسى الذى يسمع مرضاه بجميع جرائمهم وفضائحهم ومشاكلهم دون أن يوبخهم أو يمد يده على أى فرد منهم .
يصب الأسقف بعض الماء فوق وجه تريزا .. تفتح عينيها بضعف شديد .. تنظر بحذر .. فتجد الأسقف يبتسم لها ، ولحيته الطويلة تحك فى صدرها .. يضع الأسقف يده اليمنى تحت ظهرها ، واليسرى تحت رأسها .. يحاول أن يرفعها من الأرض .. لكن صحته لم تساعده .. يرتطم الصليب الذهبى الكبير الذى يعلقه فى صدره بوجه تريزا .. تصرخ تريزا .. يتحسس الأسقف مكان الارتطام بوجهها :
باسم الصليب .. آسف .. معلهش ..
يخلع القمص الصليب من عنقه ويقذفه بعيداً .. يقترب بوجهه من تريزا يضع رأسها على حجره .. يمسح لها وجهها بمنديل .. يسوى شعر رأسها بيده .. يتأمل فى وجهها ينظر إلى ثديها .. تبدو رائعة الجمال .. يضمها الأسقف إلى صدره .. يحاول أن يسبغ على هذا العمل شئ من الشرعية ، فيقول لها وهو يحتضنها :
سامحينى يابنتى ! إنت أعصابك كانت تعبانة جداًً .. وبعدين مينفعش أسيبك تصرخى حد يسمع يفتكر إنى بعمل شئ بطال !
ترد تريزا بدلال وصوت خفيض :
- ولا يهمك يا أبونا .. خلاص سامحت قُدسك !
- الرب يبارك حياتك .. يا بنتى .. يا حبيبتى !
ينظر الأسقف إلى عيون تريزا .. تتأمل هى فى وجهه ولحيته الطويلة غير المهذبة تضع يدها على رأس الأسقف .. يقول لها :
- أول مرة فى حياتى واحدة تحط إيديها على شعرى يا تريزا ..
تبتسم تريزا .. وتتحس رأس الأسقف ..
يقترب الأسقف من وجهها .. عيناه فوق عينيها .. تكاد شفتاه تلامسان شفتيها .. يسألها الأسقف :
- مُصرة على الطلاق ؟!
ترد تريزا بغنج :
طبعا يا أبونا ..
فجأة .. تلتقى العيون بقوة .. ثم الشفاه .... تتبادل معه القبلات..
تريزا تقول للأسقف بدلع :
اهدى شوية يا أبونا ..
لا يُجيبها الأسقف .. يرفع رأسه قليلاً .. تصطدم عيناه بصورة يسوع وأمه .. يبعد نظره عن الصورة على الفور.. يبدو مضحكاً بلحيته المقززة الطويلة جدا وهو عارى تماماً..
علمت تريزا أن الأسقف مريض..فقالت بتهكم
- إنت طلعت منهم يا أبونا ..؟!
بدا الأسقف محرجاً للغاية ، وبدا عليه الإرهاق .. وإمعاناً فى إذلاله قالت له تريزا :
أبونا .. فى الكتاب بيقول : وهناك خصيان خصوا أنفسهم من أجل ملكوت السماوات .. ليه قدسك معملتش كده
الأسقف فى أسى ومرارة :
يا ريت يابنتى يا حبيبتى .. الرب يبارك حياتك ..
تبتسم تريزا ويرتدى الأسقف جلبابه الأسود .
النّصرانيّة وإلغاء العقل
منذ سنوات طويلة وأنا عاكف على قراءة بعض كتب النّصارى، وما يتعلّق بالدّيانة النّصرانيّة من أناجيل وما كُتب عنها، مدحًا أو قدحًا، وخلال تلك الفترة اتّصلت بعشرات القساوسة ورجال الدّين والأشخاص العاديّين من الذين يدينون بهذا الدّين، فخرجت من تلك التّجربة بعدّة إشكاليات وتساؤلات محيّرة ومربكة، بحثت لها عن أجوبة في الكتب فلم أعثر لها على جواب فتوجّهت إلى الكنائس لعلّي أجد ما يشفي غليلي، ويزيل عن عقلي تلك الغشاوات الكثيفة من التّساؤلات المحيّرة، حول كلّ آية أو إصحاح أو سفر من أسفار الكتاب المقدّس، لكنّني ككلّ مرّة كنت أعود بخفي حنين، فلم يزدني رجال الدّين وأجوبتهم إلاّ حيرة وغشاوة على غشاوة، ومن الطّريف أنّ تلك الأجوبة التي تلقّيتها من بعضهم كانت تعقد المسائل أكثر فأكثر، فأضحت بذلك قواعد لتساؤلات أكثر وأشدّ خطورة وحيرة، لأنّها كانت أجوبة دفاعيّة متعصّبة، لا تستند إلى الحقّ بقدر ما هي محاولات فاشلة وهزيلة للدّفاع العشوائيّ المتخبّط.
في تلك الفترة دخل عقلي معركة محتدمة مع نفسه فكلّما بدأ يستخدم آليّات الفهم في تفكيك ألغاز الكتاب المقدّس وأسراره تعطّلت تلك الآليّات عند أوّل وهلة، وأصابها الشّلل في بداية الطّريق، إذ لا يمكن لأيّ عقل مهما أُوتي من علم وذكاء إدراك كنه وجوهر النّصوص "المقدّسة" التي يتعاطاها.
لم يكن عقلي قادرًا على السّباحة في بحر الألغاز والأسرار الكنسيّة المقدّسة، فقد كانت أمواج التثّليث والكفارة والخطيئة وألوهيّة المسيح وبنوّته وصلب الله وغيرها تقذف بعقلي مدًّا وجزرًا هنا وهناك دون الوصول إلى الشّاطئ.
كنت كلّما عثرت على رجل دين نصرانيّ (من جميع الطّوائف والرّتب العالية من الأكليريوس) أطلب منه تفسيرًا أو إيضاحًا أو بيانًا لما لا أفهمه أو أدركه امتنع عن مخاطبة عقلي وهرع إلى إثارة عاطفتي، كان كلّ واحد منهم يقول ويكرّر حين يواجه بسؤال عن تلك العقائد: »لكن الله مات من أجلك، الله نزل بنفسه ليصلب عن خطاياك، الله محبّة، الله بذل ابنه الوحيد لتعيش أنت، الله سفك دم ابنه لتدخل الملكوت...« وغير ذلك من الكلام العاطفي الذي يلفظه العقل ( ).
وثمّة وصفة سحريّة تقدّمها الكنيسة لكلّ من يريد الالتحاق بالنّصرانيّة أو التمسّك بأهدابها أو البقاء عليها، وتتضمّن تلك الوصفة خطوات بسيطة لا تكلّف المريد أكثر من تنفيذها بحرفيّة ليدخل ملكوت الله وينال الخلاص وتتلخّص في البنود التّالية:
ألغ عقلك وانس أنّك تملك أداة للفهم والإدراك.
آمن بكلّ ما يأمرك به القسّ في الكنيسة.
لا تناقش، لا تجادل، لا تعترض، لا تبحث.
لا تسأل غير القسّ ولا تأخذ الجواب من سواه.
كلّ ما لا تفهمه أو تدركه أو يستسيغه عقلك فهو سرّ إلهيّ
ولغز كنسيّ مقدّس.
وإذا ما طبّقت هذه البنود الخمسة، فقد انضممت إلى سلك النصارى، وأصبحت في شركة المسيح، وخروفًا من خرفانه التي ترعاها الكنيسة وتسوقها إلى الحياة الأبديّة، وكلّ من يخلّ بأحد هذه البنود فهو زنديق، مهرطق، ملعون، ابن الشّيطان، تحت سلطة الخطيّة، لن ينال الكفّارة من الذّبيحة الإلهيّة التي سفكت على الصّليب من أجله !
بل أكثر من ذلك فإنّ الذي يخلص لتلك "الوصايا الخمس" سوف ينال الجهالة التي تقوده إلى القداسة، ألم يكن القدّيس أوغسطين يقول »إنّ الجهلاء هم الذين يحظون بملكوت السّماء « !
يقول محمّد قطب في كتابه ( مذاهب فكريّة معاصرة ) منتقدًا هذا الأسلوب الذي تمارسه الكنيسة: »إنّ ادّعاء الكنيسة أنّ العقل لا ينبغي له أن يسأل وأن يناقش في أمر العقيدة، وإنّما عليه أن يسلم تسليمًا أعمى، ويترك الأمر للوجدان، هو ادّعاء ليس من طبيعة الدّين كما أنزله الله، إنّما كان هذا من مستلزمات الأديان الوثنيّة التي تحوي أوهامًا لا يمكن أن يستسيغها العقل لو فكّر فيها، فتُسكت صوت العقل وتمنعه من التّفكير بالسّحر تارة وبالتّهديد بغضب الآلهة المدعاة تارات !
وإذا كان هذا الأمر، وهو إسكات صوت العقل ومنعه من التّفكير، غير مستساغ حتّى في بداوة الإنسان أو ضلالة البشريّة، فهو من باب أولى غير مستساغ في دين تزعم الكنيسة أنّه الدّين المنزّل من عند الله، وأنّه يمثّل مرحلة راشدة في تاريخ البشريّة، ولو كانت هذه الأسرار من الدّين حقًّا، ومن أمور العقيدة التي يلزم الإيمان بها، ما منع الله النّاس أن يناقشوها بعقولهم ليتبيّنوا ما فيها من الحقّ ويؤمنوا به !فإنّ الله لا يقول للنّاس – في وحيه المنزّل – آمنوا بي دون أن تفكّروا وتعقلوا، ولا يقول لهم: إنّي سأضع لكم الألغاز التي لا تستسيغها عقولكم ثمّ أطالبكم أن تخرّوا عليها صمًّا وعميانًا لا تتفكّروا وإلاّ طردتكم من رحمتي «.
ولا يتحرّج النّصارى وقساوستهم أبدًا من عدم فهم هذه الأفكار والعقائد فهم يعتقدون ببساطة – فرارًا من تفسيرها– أنّها أسرار إلهيّة مقدّسة !!
نعم، يجب على كلّ نصرانيّ أن يؤمن بكلّ شيء تقرّره الكنيسة، وإذا لم يفهم شيئًا وطلب توضيحًا أو بيانًا قيل له: ألغ عقلك فهذا سرّ من الأسرار الإلهيّة التي لا يليق ولا يجوز السّؤال عنها أو البحث فيها !
ولمّا كانت كلّ تلك العقائد مناقضة للمنطق ومصادمة له، كانت كلّ تلك العقائد والأفكار أسرارا مقدّسة، فهناك قائمة طويلة منها سرّ المعموديّة، سرّ التّثبيت، سرّ القربان المقدّس، سرّ التّوبة والاعتراف للكاهن، سرّ المسحة، سرّ الزّواج، سرّ الكهنوت، سرّ حقائق الإيمان، سرّ الصلب، سرّ التّثليث، سرّ العشاء الربّاني، سرّ القيامة، سرّ الكفارة، سرّ الخطيئة، سرّ اللاّهوت، سرّ الناسوت، سرّ التجسّد، والحبل على الجرار !
وإذا كانت كلّ هذه أسرارًا - وغيرها كثير - فليت شعري ماذا بقي للنصراني ليعرفه ويطّلع على حقيقته وهو ليس بسرّ، وهكذا فكلّ سؤال لا يجد له رجال الكنيسة جوابًا يُحال إلى قائمة الأسرار السماويّة، ويعترف القساوسة بعجزهم عن فهم هذه الأسرار وحلّ إشكالاتها، ويدعون المتديّن السّاذج إلى التّسليم بتلك المستحيلات العقليّة والإيمان بها، دون اعتراض وإلاّ ناله العقاب والطرد من ملكوت الله تماشيًا مع قاعدة الصّوفيّة: » من اعترض انطرد « .
يقول زكيّ شنودة صاحب كتاب (تاريخ الأقباط) عن هذه الأسرار: »وهذه حقيقة تفوق الإدراك البشريّ « .
ويقول القسّ توفيق جِيد في كتابه (سرّ الأزل) عن سرّ الثّالوث: »إنّ الثّالوث سرّ يصعب فهمه وإدراكه، وإن من يحاول إدراك سرّ الثّالوث تمام الإدراك كمن يحاول وضع مياه المحيط كلّها في كفّه« .
ولئن كان ما قاله القسّ توفيق خاصًّا بسرّ الثّالوث لكنّه ينطبق على الأسرار الأخرى كافّة، إلاّ أنّ سرّ الثّالوث هو أكثر الأسرار غرابة وإثارة للعجب، يقول بازيليوس إسحاق في كتابه (الحقّ):» إنّ هذا التّعليم عن التّثليث فوق إدراكنا ولكن عدم إدراكه لا يبطله«، فيا له من فهم غريب!
ولم يتوقّف الأمر – كما قلنا سابقًا – عند اعتبار الأمر سرًّا، بل تجاوزه إلى حجر العقول عن التّفكير فيها ومحاولة تبسيطها، وإلاّ فكيف نفهم قول القسّ توفيق حين يقول في كتابه (سرّ الأزل):» إنّ تسمية الثّالوث باسم الأب والابن وروح القدس تعتبر أعماقًا إلهيّة وأسرارًا سماويّة لا يجوز لنا أن نتفلسف في تفكيكها وتحليلها ونلصق بها أفكارًا من عنديّاتنا«، وهـذا ما يدعى في الأدب المعاصر: بـ" الإرهاب الفكريّ "، ثمّ إنّ الذين ضربوا بكلام هذا القسّ عرض الحائط، وحاولوا التفلسف في فهم تلك العقائد أخفقوا ولم تغنهم فلسفتهم شيئًا.
ويقرّر ذلك الأستاذ النّصرانيّ عوض سمعان في كتابه (الله ذاته ونوع وحدانيّته): » إنّنا لا ننكر أنّ التّثليث فوق العقل والإدراك، ولقد حاول كثيرون من رجال الفلسفة توضيح إعلانات الكتاب المقدّس عن ذات الله، أو بالأحرى عن ثالوثه ووحدانيّته فلم يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً « ، ويعلّق الأستاذ محمّد مجدي مرجان – وهو رجل دين نصرانيّ أسلم – وقد نقل بعض هذه الاعترافات في كتابه البديع (الله واحد أم ثالوث) فيقول: » تُرى إذا كان الفلاسفة والعلماء قد عجزوا عن فهم الثّالوث، فمن يا ترى يستطيع فهمه؟ وما موقف البسطاء والعامّة إذا ما حاولوا الفهم، وإذا لم نستطع إدراك عقائدنا الدّينيّة بعقولنا وأفهامنا فبماذا يمكن إدراكها؟ وإذا كنّا نحن وهم لا ندرك هذا الثّالوث فكيف يمكن لكلٍّ منّا أن يتّبعه أو يسير عليه !؟ «( ).
ويقول أحد القسس لرعاياه عندما يكثرون من الأسئلة حول ما لا يستطيع الإجابة عنه، وذلك في إذاعة مونت كارلو: » علينا ألاّ نناقش، ولكن علينا أن نؤمن فقط بكلّ ما في الكتاب المقدّس وإلاّ فإيماننا باطل«.
أمّا القدّيس سانت أغسطين، أكبر منظّر عرفته النّصرانيّة، فقد كان يعلن قائلاً بصراحة متناهيّة عندما يريد قطع مناقشة المشكّكين في النّصرانيّة: » أنا مؤمن لأنّ ذلك لا يتّفق مع العقل !«.
وفي مناظرة بين باحثة يابانيّة ورجل دين من الكنيسة الإنجليزيّة يُدعى الأب جيمس، سألت الباحثة القسّ أن يفسّر لها بعض العقائد التي لم تتمكّن من الإحاطة بها، أو حتّى فهم ظاهرها، فردّ الأب جيمس:» إنّ هذا سرّ لاهوتي فوق عقول البشر، وليس من الممكن تفسيره حسب تفسير وتصوّر هؤلاء البشر! «
فردّت الباحثة اليابانيّة: » كيف تدعون النّاس إلى عقيدة لا يفهمها هؤلاء البشر؟ وما مهمّة الرّسل والأنبياء.. إن لم يبيّنوا ما أمروا بتبليغه من قبل الخالق إلى هؤلاء البشر؟
.. لقد كنت بوذيّة من قبل .. غير أنّ السّلبيّة، التي تتّسم بها هذه العقيدة جعلتني أبحث عن غيرها بين الدّيانات والملل، وقد اخترت في دراستي التخصّص في مقارنة الأديان، وقد جئت إلى بريطانيا من أجل هذا الهدف، ويبدو أنّني لن أصل إلى غايتي وسط هذه الظّلمات المتراكم بعضها فوق بعض، فإذا حاولت التعرّف على الحقيقة وقف "الأكليريوس" أو "الكهنوت" في وجهي بقوانين الحظر والادّعاء بأنّ هذه القضايا أسرار لاهوتيّة فوق العقل،. أنا لن أسألك عن هذه الأسرار التي أرفضها كلّها...! ذلك لأنّ الدّين .. أي دين يجب أن يكون واضحًا، وألاّ ينطوي على أسرار وخفايا، وإلاّ فلماذا جاء الدّين أصلاً إن لم يكن واضحًا في عقول كلّ الرّعايا !؟ «
وبعد احتدام المناظرة قال الدّكتور عبد الودود شلبي( ) ، وهو أحد المشاركين في ذلك النّقـاش، موجّهًا تعليقًا لاذعًا للقسّ جيمــس: » لو أتينا بكلّ علماء الرّياضيات وبُعث " آينشتاين " مرّة ثانية إلى الحياة، وعقدنا له امتحانًا في حلّ هذه الطّلاسم والألغاز لما حصل هذا العلاّمة إلاّ على صفر في هذا الامتحان، ولكن لحسن الحظّ أنّ "آينشتاين" لم يكن مسيحيًّا وإلاّ ما سمع أحد بنظريّته النّسبيّة التي تفوّق بها على علماء الرّياضيّات«.
وهنا قال الأب جيمس: » إنّ مفهوم البساطة ليس له مجال في فهم العقيدة المسيحيّة، كما لا يجب أن توزن به هذه العقيدة، لأنّ العقيدة المسيحيّة تعلو على فهم العقل« !!.
فردّ عبد الودود شلبي بقوله: » إذا كانت المسيحيّة ليست بهذه البساطة فمعنى هذا أنّها دين خاصّ للفلاسفة، وبالتّالي فلا شأن لهذا الدّين بالبسطاء من النّاس وهم الأغلبيّة السّاحقة، وإذا كان كما تقول بأنّها عقيدة تعلو على فهم العقل، فذلك يعني أيضًا إخراج كلّ عاقل ومفكّر عن دائرة الإيمان الذي لا يقبله العقل ولا الفكر، فإذا كان البسطاء وعامّة النّاس، وإذا كان العقلاء والمفكّرون لا يفهمون هذه العقيدة فإنّي استحلفك بالله ربّي وربّك لم جاءت هذه العقيدة إذن، ولمن جاءت !؟«.
جاء في المانيفستو " البيان " الكاثوليكي لاتّباع الكنيسة: إنّنا لا نستطيع فهم هذه العقيدة لأنّها سرّ غيبيّ، وفي الآخرة سيكون هناك فهم أكثر لهذه الأسرار، ولكن لن يكون فهمًا تامًّا وأبديًّا !
ولذلك فلا يطمع أحد أن يطّلع على تلك الأسرار، لأنّ عقله قاصر في الدّنيا وسيبقى كذلك في الآخرة، وهكذا يكون البشر قد خُلقوا وهم جاهلون بربّهم ودينهم وسيموتون على ذلك الجهل، وسيولدون لحياة أخرويّة لا تختلف كثيرًا عن حياتهم الأولى، إذ سيكون الجهل بالعقيدة سمة رئيسة للعباد في ملكوت الله !! أليس من حقّنا أن نتساءل هل بلغ بالله – جلّ شأنه – الضّعف العلميّ والمعرفيّ حتّى إنّه عجز عن التّعريف بنفسه ومخاطبة النّاس على قدر عقولهم وأفهامهم ومداركهم !؟ وإذا كان الله على كلّ شيء قدير، ألم يكن من الواجب عليه تزويدنا بعقول أكثر نضجًا وقدرة على استقبال رسالاته السّماويّة دون كلّ هذا العناء في فهم آية واحدة فضلاً عن الكتاب المقدّس كلّه !؟
وإذا كانت كلّ هذه الأسرار صعبة الإدراك فلماذا يخاطبنا الله بها؟ وإذا كانت سرًّا فما الحكمة من تكليفنا بالعمل بالأسرار والألغاز، كأنّنا دمى صغيرة يتسلّى الله بنا عندما يشاهدنا نكابد من أجل حلّها والتّفكير فيها !، وإذا كانت تلك الأسرار فوق عقولنا فالتّبليغ بها ضرب من العبث وتضييع للوقت والجهد، لأنّ الألغاز والأسرار التي لا حلّ لها لا تعود على البشر بفائدة عمليّة وظيفيّة، دينيّة كانت أو دنيويّة، أم إنّ الله يحبّ أن يرانا منشغلين بها، يتلذّذ ونحن نتألّم في البحث فيها، و يستمتع حين نتعذّب نفسيًّا وعقليًّا في محاولاتنا المتكرّرة والمريرة عبر القرون الطّويلة للوصول إلى الحقيقة السّهلة والبسيطة والواضحة، أليس هذا نوعًا من "السادية " التي يوصف بها الله - شئنا أم أبينا – تعالى الله عن ذلك( ).
وإنّ إلهًا مثل هذا الإله الذي تؤمن به النّصارى هو إله لا يستحقّ العبادة ولا التّقديس، طالما لم يتمكّن من إثبات ألوهيّته وقدسيّته بتوضيح ما يريده في كتابه المنزّل: " الكتاب المقدّس "، وهنا أذكر أنّي منذ بدأت البحث في مقارنة الأديان وبالتّحديد دراسة إيمان النّصارى واعتقادهم وأنا أشفق، لا على النّصارى الذين يعانون الأمرّين في فهم اعتقادهم، وإنّما على هذا الإله الذي عجز عن التّعريف بنفسه، فقد أعوزته البلاغة في التّعبير عن ذاته، إنّني أشفق على هذا الإله الذي لم يجد الكلمات السّهلة والتّعبيرات الواضحة للإفصاح عن ماهيته وطبيعته.
والذي أراه أنّ عدم القدرة على الإفصاح عن تلك الطّبيعة وبيان تلك العقائد كان سببها بولس الذي تولّى صناعتها و ترويجها، وقد كان النّاس في زمانه يجدون استحالة في فهمها، مثل ما نجد نحن، فخاطبهم في رسالة كورنثوس زاعمًا بقوله (كلامي وتبشيري لا يعتمدان على أساليب الحكمة البشريّة في الإقناع، بل على ما يظهره روح الله وقوّته، حتّى يستند إيمانكم إلى قدرة الله، لا حكمة البشر)( ).
لقد جمعت عقيدة النّصارى من المتناقضات و المستحيلات العقليّة ما جعل الأمم تسخر من تلك العقائد وتنتقدها، وعلى الرّغم من انحرافات مثيلة في بعض الأديان الوثنيّة، كالبوذيّة والبراهميّة والمتراسية واليهودية .. إلاّ أنّ عقيدة النّصارى فاقتها بكثير، وفي هذا يقول شيخ الإسلام بن تيميّة – رحمه الله – في كتابه (الجواب الصّحيح لمن بدّل دين المسيح ): » قالت طائفة من العقلاء في وصف عقيدة النّصارى: إنّ عامّة مقالات النّاس في عقائدهم يمكن تصوّرها إلاّ مقالة النّصارى، وذلك أنّ الذين وضعوها لم يتصوّروا ما قالوا، بل تكلّموا بجهل وجمعوا في كلامهم بين النّقيضين، ولهذا قال بعضهم لو اجتمع عشرة نصارى لتفرّقوا عن أحد عشر قولاً وقال آخر: لو سألت بعض النّصارى وامرأته وابنه وخادمه عن توحيدهم لقال الرّجل قولاً، وامرأته قولاً آخر وابنه قولاً ثالثًا وخادمه قولاً مخالفًا لسابقيه«.
أمّا ابن القيّم – رحمه الله – فيذكر في كتابه ( إغاثة اللّهفان ) عن ملك من ملوك الهند أنّه قال عندما ذُكرت له الأديان الثّلاثة المشهورة "اليهوديّة والنّصرانيّة والإسلام" :» أمّا النّصارى فإن كان محاربوهم من أهل الملل يحاربونهم بحكم شرعيّ، فإنّي أرى ذلك بحكم عقليّ، وإن كنّا لا نرى بحكم عقولنا قتالاً ولكن أستثني هؤلاء القـوم – النّصارى – من بين جميع العوالم، لأنّهم قصدوا، بعقيدتهم و إيمانهم مضادة العقل وناصبوه العداوة وحلّوا ببيت الاستحالات، وحادوا عن المسلك الذي انتهجه غيرهم من أهل الشّرائع، فشذّوا عن جميع مناهج العالم الصّالحة العقليّة والشّرعيّة، واعتقدوا كلّ مستحيل ممكنًا، وبنوا على ذلك شريعة لا تؤدّي البتّة إلى صلاح نوع من أنواع العالم، إلاّ أنّها تُصَيِّر العاقل إذا تشرّع بها أخرق والرّشيد سفيهًا والمحسن مسيئًا«.
ربّ قائل: إنّ أكثر الأمم تقدّمًا وازدهارًا اليوم هي تلك التي تعتنق النّصرانيّة، أي أوروبا الغربيّة وأمريكا الشّماليّة .. وهذه مغالطة صريحة والشّواهد على ذلك متوافرة؛ فالتّاريخ يحدّثنا أنّ النصارى لم يعرفوا طريق الحضارة والتقدّم إلاّ عندما تخلّوا عن نصرانيّتهم المحرّفة ونبذوا أحكام الكنيسة وراء ظهورهم، فلقد عاش الغرب في ظلمات حالكة إبّان سيطرة البابوات على مصائرهم في القرون الوسطى، حتى قامت حركات النهضة والتنوير والثورة ضدّ مؤسّسات الكنيسة والإنجيل، فقام الغرب من رقدته ونهض من سُباته العميق فاستحالت إلى ما هي عليه اليوم – على الرّغم من السّلبيّات والعورات الكثيرة التي يعاني منها الغرب الآن – ذلك أنّ طغيان الكنيسة وتعاليمها دفعه إلى طغيان الإلحاد واللاّدينيّة، وتطرّف رجال الدّين قاد الغرب إلى التطرّف ضدّ الله وضدّ فطرة التديّن.
إنّ نصارى الغرب اليوم لا يعرفون من النّصرانيّة إلاّ خرافاتها وألغازها وبعض طقوسها، ولا يتعدّى من يذهبون إلى الكنيسة يوم الأحد إلاّ القليل لأسباب كثيرة، ليست بالضّرورة دينيّة، أمّا خارج جدران الكنيسة فمفاهيم الدّين النّصرانيّ ملغاة ولا يكاد يوجد لها ذكر، وهذا يعود بنا إلى موضوعنا؛ إذ إنّ الغرب بعد ظهور عصر العقلانيّة والتّنوير لم يعد يصدّق بخرافات الكنيسة وعقائدها الباطلة المضادة للعقل، وزاد نفور الغرب من الدّين تصرّف رجال الكنيسة المشين، وقد سجّل لنا التّاريخ الأحداث المرعبة للعصور المظلمة في أوروبا Dark Ages وكيف سامت الكنيسة العلماء أشدّ العذاب، فحرقت المفكّرين والمخترعين والمبدعين بحجّة الخروج عن الدّين، وحرّمت قراءة أو اقتناء كتب العلم، لأنّها زندقة وهرطقة.
تقول زيغريد هونكه في كتابها (شمس العرب تسطع على الغرب): » … والضّلال عند الكنيسة هو البحث عن الحقيقة في غير الكتاب المقدّس«، وكانت الكنيسة ترى أنّ الكتب المقدّسة تحتوي على كلّ أنواع العلوم، وأنّها المصدر الوحيد للمعرفة، وأنّ أيّ قول أو نتيجة تأتي خلافًا لما جاءت به تلك النّصوص المقدّسة يعتبر كفرًا وإلحادًا، وفي هذا يقول القدّيس ترتوليان: » إنّ أساس كلّ علم هو الكتاب المقدّس وتقاليد الكنيسة، وإنّ الله لم يقصر تعليمنا بالوحي على الهداية إلى الدّين فقط، بل علمنا بالوحي كلّ ما أراد أن نعلمه من الكون؛ فالكتاب المقدّس يحتوي من العرفان على المقدار الذي قدّر للبشر أن ينالوه فجميع ما جاء في الكتب السّماويّة من وصف السّماء والأرض وما فيهما، وتاريخ الأمم ممّا يجب التّسليم به مهما عارض العقل، أو خالف الحسّ، فعلى النّاس أن يؤمنوا به أوّلاً ثمّ يجتهدوا ثانيًا في حمل أنفسهم على فهمه أي على التّسليم به «.
ولمّا بلغ الاضطهاد الذي مارسته الكنيسة ضدّ العقل والعلم ذروته بدأت بوادر التذمّر والاحتجاج تظهر هنا وهناك؛ فظهرت حركة الإصلاح البروتستانتيّة، التي قامت ضدّ الكنيسة الكاثوليكيّة، لكنّها اقتصرت على نقد تصرّفات البابا وبعض التّفسيرات الخاطئة للكتب المقدّسة، ولم يختلف البروتستانت عن غيرهم في محاربتهم للعقل والعلم وتعصّبهم للعقائد الموروثة غير المعقولة، بل يذكر المؤرّخون أنّ البروتستانت عادوا العقل والعلم أكثر من الكاثوليك والأرثودكس، يقول مثلاً وول ديورانت في كتابه (قصّة الحضارة): » إنّ موقف البروتستانت من العقل كان في غاية الاستخفاف، ويذكر عن مارثن لوثر قوله: أنت لا تستطيع أن تقبل كلاًّ من الإنجيل والعقل فأحدهما يجب أن يفسح الطّريق للآخر«، وقد اختار لوثر إفساح الطّريق أمام الإنجيل بإلغاء عقله ودفنه حيًّا حتّى لا يزاحم قداسة الكتب لذلك نراه يقول: » إنّ العقل هو أكبر عدوٍّ للدّين … وإنّه كلّما دقّ العقل واحتدّ كان حيوانًا سامًّا برؤوس سعلاة، وكان ضدّ الله وضدّ ما خلق«.
ولمّا كان موقف البروتستانت وزعماء الإصلاح الديني كمن سبقهم في محاربة العلم والعقل لم يشفع لهم " إصلاحهم " في بعض الميادين أمام زحف العقليّين والملاحدة والعلمانيّين الذين هبّوا في كلّ مكان يطالبون بإقصاء الدّين عن الحياة وإغلاق المؤسّسة الدّينيّة وطبعها بالشّمع الأحمر، بل وصل بعضهم إلى الاستهزاء والسّخريّة من الله وجميع مظاهر وجوده.
ولقد كانت عقائد النّصرانيّة المحرّفة، والمضادّة للعقل سببًا رئيسًا في ظهور الإلحاد بجميع أنواعه كالشّيوعيّة والعلمانيّة والبرجماتيّة والوجوديّة .. إلخ.
يقول ابن القيّم – رحمه الله – وقد عاش قبل ظهور هذه المذاهب في كتابه (إغاثة اللّهفان): » وهؤلاء النّصارى هم الذين أوجبوا لأعداء الرّسل من الفلاسفة والملاحدة أن يتمسّكوا بما هم عليه، فإنّهم شرحوا لهم دينهم الذي جاء به المسيح على هذا الوجه المحرّف، ولا ريب أنّ هذا دين لا يقبله عاقل فتواصى أولئك بينهم أن يتمسّكوا بما هم عليه وساءت ظنونهم بالرّسل والكتب، ورأوا ما هم عليه من الآراء أقرب إلى المعقول من هذا الدّين، وقال لهم هؤلاء النّصارى الضُّلال إنّ هذا هو الحقّ الذي جاء به المسيح فترتّب من هذين الظّنّين الفاسدين إساءة الظنّ بالرّسل، وإحسان الظنّ بما هم عليه«.
وفي نهاية هذا المدخل أقول: إنّ هذا الكتاب قد يثير اندفاع بعض الدّوائر النّصرانيّة للردّ علينا بأنواع شتّى من الرّدود، التي لا يعلمها إلاّ الله، ولا سيّما الرّدود العاطفيّة التي ذكرتها آنفًا كقولهم حين قراءة بعض حقائق هذا الكتاب " لكن الله مات من أجلك، الله بذل ابنه الوحيد لخلاصك، الله سفك دمه على الصّليب لفدائك " وغير ذلك من تلك الرّدود التي تسمع عند كلّ مناظرة لا يقدر النّصارى الإجابة فيها بما يقنع العقول، والرّدود العاطفيّة لا تملك قدرة على الإقناع بإيمان خرافيّ واعتقاد باطل وفاسد، خصوصـًا إذا علمنا أنّها صادرة من أناس لا يفهمونها، وغير مقتنعين بها، وصدق أبيلار Abelard أحد رجالات الكنيسة ومنظريها في القرون الوسطى حين يقول » إنّ من المضحك أن نعظ الآخرين بما لا نستطيع أن نُفهِمهم إيّاه ولا نفهمه نحن «.
الخطيــئـة الأصـليّـــة
يمكننا اعتبار مفهوم الخطيئة المفهوم الرّئيس والأساس في الإيمان النّصرانيّ كلّه، إذ إنّ هذا المفهوم يرتبط بجميع العقائد الأخرى: كالكفارة والصّلب والتّثليث والقيامة … وبدون الخطيئة لن يعود للنّصرانيّة مسوغ وجود أصلاً، ويُجمِع الباحثون الموضوعيّون قديمًا وحديثًا، النّصارى والمسلمون واللاّدينيّون، على أنّ مفهوم الخطيئة الأصليّة من الأمور التي لا يقبلها العقل، ولا يُسلّم بها المنطق، وذلك لأسباب عدّة يأتي بيانها بعد حين.
في البداية نتساءل ما هي الخطيئة التي يتحدّث كلّ نصرانيّ وتُروِّج لها كلّ كنيسة؟ إنّ الخطيئة الأصليّة التي لُعن من أجلها جنس البشريّة هي تلك " الغلطة " التي اقترفها آدم، أبو البشريّة قبل آلاف السّنين، عندما كان في الجنّة ومدّ يده إلى شجرة، فقطف ثمرة وأكلها هو و زوجته حوّاء، وكان من المطلوب ألاّ يفعل ذلك، لأنّ الله أباح له الأكل من جميع ثمار الجنّة إلاّ من تلك الشّجرة بعينها، لكن آدم خالف أمر الله فوقع في المحظور وجلب على نفسه وأبنائه اللّعنة والخسارة الأبديّة - على حدّ تعبيرهم - ! !
جاء في العهد القديم: ( وأوصى الربّ الإله آدم قائلاً: من جميع شجر الجنّة تأكل أكلاً، وأمّا شجرة معرفة الخير والشرّ فلا تأكل منها، لأنّك يوم تأكل منها موتًا تموت )( )، هذه هي البداية؛ فالله تعالى خلق آدم، ولم يعطه الحقّ في الأكل من شجرة المعرفة، فكأنما يريد أن يبقيه جاهلاً، وماذا يضرّ الله لو عرف آدم الخير والشرّ ! !؟ والرّواية القرآنيّة لهذه الأحداث لم تذكر نوع الشّجرة وسبب المنع، الذي هو امتحان وليس حسدًا من الله لجنس البشر، كما يُفهم من الرّواية التّوراتيّة !
ورد في الكتاب المقدَّس قصة التهام التفاحة ونيل اللعنة كما يلي (وكانت الحيّة أحْيلَ جميع حيوانات البرّيّة التي عملها الربّ الإله، فقالت للمرأة أحقًّا قال الله لا تأكل من كلّ شجر الجنّة؟، فقالت المرأة للحيّة من ثمر الجنّة نأكل، وأمّا ثمر الشّجرة التي في وسط الجنّة فقال الله لا تأكلا منه، ولا تمسّاه لئلاّ تموتا، فقالت الحيّة للمرأة لن تموتا، بل الله عالم أنّه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما، وتكونان كالله عارفين الخير والشرّ، فرأت المرأة أنّ الشّجرة جيّدة للأكل، وأنّها بهجة للعيون، وأنّ الشّجرة شهيّة للنّظر فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضًا معها فأكل، فانفتحت أعينهما وعلما أنّهما عريانان، فخاطا أوراق تين ووضعا لأنفسهما مآزر، وسمعا صوت الربّ الإله ماشيًا في الجنّة عند هبوب ريح النّهار فاختبأ آدم وامرأته من وجه الربّ الإله في وسط شجر الجنّة، فنادى الإله آدم، وقال له أين أنت! ؟ فقال سمعت صوتك في الجنّة، فخشيت لأنّي عريان فاختبأت، فقال من أعلمك أنّك عريان، هل أكلت من الشّجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها! ؟)( ).
إنّ كاتب هذا السّفر يصوّر الله كأنّه رجل يتجوّل في حديقته، ويحدّث صوتًا بأقدامه التي تدوس التّراب والحشيش، ثمّ ينادي الربّ آدم (آدم .. آدم .. أين أنت ! ؟) و هو سؤال الجاهل بمكان مخلوقه .. ثمّ يسأله مَن أعلمك أنّك عريان، هل أكلت من الشّجرة …؟ أسئلة وأسئلة تدلّ على أنّ الكاتب لهذه الرّواية لا يستطيع أن يتصوّر الله إلاّ بتصوّر البشر الذي يعتريه الجهل والغفلة والحيرة والعي، فلذلك حاك هذه المسرحيّة بأبطالها، لكنّها مسرحيّة فاشلة بجميع مقاييس البشر فضلاً عن مقاييس الإله، ثمّ يستمرّ سفر التّكوين في هذه المشاهد المسرحيّة ! ( فقال آدم: المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشّجرة فأكلت، فقال الربّ للمرأة: ما هذا الذي فعلت، فقالت المرأة: الحيّة غرّتني فأكلت)( )، والحمد للّه أنّ القصّة كما جاءت في القرآن لم تذكر البادئ بالأكل أهو المرأة أم الرّجل بعكس الرّوايتين التّوراتيّة والإنجيليّة، فقد ذهبتا إلى حدّ الحطّ من المرأة وجعلها منشأ شقاء البشريّة وسبب غواية آدم.
جاء في الإنجيل في رسالة بولس الأولى لتيموثاوس ( وعلى المرأة أن تتعلّم بصمت وخضوع تامّ، ولا أجيز للمرأة أن تُعلِّم ولا أن تتسلّط على الرّجل، بل عليها أن تلزم الهدوء، لأنّ آدم خلقه الله أوّلاً ثمّ حوّاء وما أغوى الشّريرُ آدمَ، بل أغوى المرأة فوقعت في المعصية …)( )، والذي يقرأ عن مكانة المرأة في الكتاب المقدّس، وفي كتابات قساوسة النّصارى يرى مدى الاحتقار والحيف الذي تعرّضت له المرأة بسبب تلك التّهمة؛ فقد وصف العهد القديم المرأة [ بأنّها أمَرُّ من الموت ]، ويقول قدّيس النّصارى ترتوليان: » إنّ المرأة مدخل الشّيطان إلى نفس الإنسان، ناقِضة لنواميس الله، مشوّهة لصورة الله«، وقال القدّيس سوستام: » إنّها شرّ لا بدّ منه، آفة مرغوب فيها، وخطر على الأسرة والبيت، ومحبوبة فتّاكة، ومصيبة مطلية مسموم«، وأعلن البابا أينوسنتوس الثّامن » إنّ الكائن البشريّ والمرأة يبدوان نقيضين عـنيدين «.
وأكبر دليل على تخبّط النّصارى في تقييم المرأة هو عقد مؤتمر ماكون في القرن الخامس الميلادي، الذي بحث موضوع "هل المرأة مجرّد جسم لا روح فيه أم لها روح ! ؟ "، ومؤتمر فرنسا في القرن السّادس الذي بحث موضوع " هل المرأة إنسان أم غير إنسان !؟ "، وقد سبق جميع القدّيسين في احتقار المرأة القدّيس بولس صاحب الرّسائل التي أُدخلت في الإنجيل، والذي أزرى بالمرأة أيّما زراية، فجعلها بسبب الخطيئة مخلوقًا من الدّرجة الثّانية أو الثّالثة!
ونعود إلى الخطيئة، فإذا كان النبيّ محمّد يقول: » إنّ العلماء ورثة الأنبياء وإنّ الأنبياء لم يورثوا درهمًا ولا دينارًا، وإنّما ورٌثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافر « وإذا كان النّاس يرون أنّهم يرثون عن آبائهم وأجدادهم الأموال والثّروات والعقارات … فإنّ النّصارى ترى أنّ آدم أورث أبناءه وأحفاده ذنوبه وآثامه التي اقترفها في الجنّة، ولا سيّما الخطيئة العظيمة، عندما أكل من الشّجرة الممنوعة ! !.
إنّ منطق الكنيسة يقول: إنّ البشريّة كلّها تلوّثت بدنس الخطيئة، وبفعل ناموس العدل استحقّت الهلاك الأبديّ والطّرد من الرّحمة الإلهيّة، وانتُزعت منها إرادة فعل الخير ! فقد جاء في العهد الجديد (بإنسان واحد دخلت الخطيئة إلى العالم وبالخطيئة الموت، وهكذا اجتاز الموتُ إلى جميع النّاس إذ أخطأ الجميع)( ).
أيّها القارئ لو كان أبي سارقًا فهل من العدل أن تحكم عليّ محكمة أرضيّة بأنّي مذنب لمجرّد كوني ابنا لأب سارق!؟ ويبدو أنّ المحكمة الإلهيّة عند النّصارى لها معايير قضائيّة أخرى، فهي تجعل بلايين البشر مذنبين بسبب ذنب لم يقترفوه ولم يعلموا عنه شيئًا، فهل المحاكم الأرضيّة أرحم و ألطف من المحاكم السّماويّة !؟
ويصرّ رجال الكنيسة على هذا المنطق المقلوب، ويستميتون دفاعًا عنه، وفي هذا الصّدد يقول جان كالفين، زعيم البروتستانتيّة: » حينما يقال إنّنا استحققنا العقاب الإلهيّ من أجل خطيئة آدم، فليس يعني ذلك أنّنا بدورنا كنّا معصومين أبرياء، وقد حملنا – ظلمًا – ذنب آدم .. الحقيقة أنّنا لم نتوارث من آدم " العقاب " فقط، بل الحقّ أنّ وباء الخطيئة مستقرّ في أعماقنا، تلك الخطيئة التي تعدت إلينا من آدم، والتي من أجلها قد استحققنا العقاب على سبيل الإنصاف الكامل، وكذلك الطّفل الرّضيع تضعه أمّه مستحقًّا للعقاب، وهذا العقاب يرجع إلى ذنبه هو، وليس من ذنب أحدٍ غيره«.
ويقول سانت أغسطين: » وكان الواقع أنّ جميع أفراد الإنسان الذين تلوّثوا بالخطيئة الأصليّة، إنّما وُلدوا من آدم و تلك المرأة التي أوقعت آدم في الخطيئة والتي شاركت آدم نيْل العقاب«، ويصرّح الإنجيل في عدّة آيات (بالخطيئة حَملت بنا أمّهاتنا)، وتنتقل الخطيئة عبر الرّوح من الأجداد إلى الأحفاد، كما يقرّر ذلك القدّيس توماس الإكويني حين يقول: » ومثل ذلك أنّ الذنب في الواقع تقترفه الرّوح، ولكنّه بالتّالي ينتقل إلى أعضاء وجوارح في الجسم «.
وكأنّ كاتب الآيات التي تحمِّل الإنسانيّة ذنب أبيها آدم نسي الفصول التي كتبها من مسرحيّته، والتي تناقض تمامًا العقاب الجماعيّ للمذنبين وغير المذنبين، وكذلك يتناسى قساوسة النّصرانيّة تلك الآيات العديدة في العهدين القديم والجديد، التي تحكم على عقيدة وراثة الخطيئة بالبطلان والفساد .. وتعالوا ننظر سويًّا في بعض تلك الآيات التي وردت في أسفار العهد القديم ومنها: ( لا يُقتل الأباء عن الأولاد، ولا يُقتل الأولاد عن الآباء، كلّ إنسان بخطيئته يُقتل )( )، فهل هذه الآية من سفر التّثنية منسوخة أم ملغاة!؟ وماذا يقول رجال الكنيسة في قول العهد القديم (.. وأنتم تقولون لماذا لا يحمل الابن من إثم الأب، أمّا الابن فقد فعل حقًّا وعدلاً وحفظ جميع فرائضي وعمل بها فحياة يحيا، النّفس التي تخطئ هي تموت، الابن لا يحمل من إثم الأب، والأب لا يحـمل من إثم الابن، بـرُّ البار عليه يكون وشرُّ الشرّير عليه يـكون )( ).
وهذه الآية من سفر حزقيال هل هي من الأسفار غير القانونيّة "الأبوكريفا " أم من الأناجيل التي لا تعترف بها المجاميع المسكونيّة!؟ فلماذا تتجاهلونها !؟ ثمّ هل من العدل أن يعاقب البريء بجريرة المذنب، كيف يعاقب من لم يرتكب ذنبًا؟ إنّ قوانين العقل والمنطق وجميع الأديان السّماويّة والوضعيّة تأخذ بمبدأ [ كلّ فرد بريء حتّى تثبت إدانته ]، فلماذا خالفت النّصرانيّة هذا المبدأ وضربت به عرض الحائط، وجعلت البشريّة كلّها مذنبة حتّى تُثبِت براءتها !!؟ وأين قول الكتاب المقدّس (فتقدّم إبراهيم وقال: أفتُهلك البارّ مع الأثيم؟، عسى أن يكون خمسون بارًّا في المدينة، أفتُهلك المكان ولا تصفح عنه من أجل الخمسين بارًّا الذين فيه؟، حاشا لك أن تفعل مثل هذا الأمر، أن تميت البارّ مع الأثيم فيكون البارّ كالأثيم، حاشا لك، أديّان كلّ الأرض لا يصنع عدلاً !؟ فقال الربّ: إن وجدتُ في سدوم خمسين بارًّا في المدينة فإنّي أصفح عن المكان كلّه من أجلهم)( )، وأين قوله (في تلك الأيّام لا يقولون بعدُ الآباء أكلوا حصرمًا وأسنان الأبناء ضرست، بل كلّ واحد يموت بذنبه، كلّ إنسان يأكل الحصرم تضرّس أسنانه)( )، وقوله (سيجازي كلّ واحد حسب أعماله)( ).
وبعد صفحات سنرى أنّ الله نفسه – في زعم النّصارى – أضاف إلى هذه المحاكمة الجائرة ظلمًا آخر حين أراد التخلّص من الخطيئة بصلب إنسان بريء، وتعذيبه أشدّ العذاب على يد اليهود والرّومان، إنّ منهج القرآن الكريم يختلف جذريًّا عن هذا الظّلم الشّديد الذي وقع على الإنسان واقرأوا إن شئتم آيات الله تعالى في القرآن: لا يجزي والدٌ عن ولده، ولا مولود هو جاز عن والده شيئًا لقمان 33.
من عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربّك بظلاّم للعبيد فصّلت 46.
ألاّ تزر وازرة وزر أخرى وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى النّجم 38.
فأيّ هذه الآيات هي أقرب إلى العقل، والمنطق، أهذه التي تحمِّل الفرد وحده مسؤوليّة أفعاله الخيّرة والشرّيرة، أم تلك الآيات الإنجيليّة المقدّسة، التي تجعل الجنين والرّضيع مجرمين ملعونين هالكين مطرودين من ملكوت السّموات … !
وثمّة مسألة أخرى هامّة تعصف بمفهوم الخطيئة، وهي أنّ الله عاقب البشريّة عقوبات عديدة شديدة لم يكن من العدل بعدها لعن الجنس البشريّ، ونزع إرادته على فعل الخير، ولم تكن هناك حاجة للتّكفير عن الخطيئة الأصليّة بصلب المسيح..
جاء في سفر التّكوين (وقال الربُّ الإله للحيّة لأنّك فعلت هذا ملعونة أنت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرّيّة، على بطنك تسعين وترابًا تأكلين كلّ أيّام حياتك، وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلها، هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه، وقال للمرأة تكثيرًا أُكثر أتعاب حبلك، بالوجع تلدين أولادًا( ) وإلى رجُلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك، وقال لآدم لأنّك سمعت لقول امرأتك وأكلت من الشّجرة التي أوصيتك قائلاً لا تأكل منها، ملعونة الأرض بسببك، بالتّعب تأكل منها كلّ أيّام حياتك، وشوكًا وحَسَكًا تُنبت لك وتأكل عشب الحقل، بعرق وجهك تأكل خبزًا حتّى تعود إلى الأرض التي أخذت منها، لأنّك من تراب وإلى تراب تعود)( ).
فسبحان الله من هذا الإله !كيف يعاقب بكلّ هذه العقوبات القاسية المتتالية؛ عقوبات خاصّة بالحيّة وبالمرأة وبالرّجل، ثمّ لم يكتف بذلك فلعن الأرض كذلك، ولا أدري ما ذنبها! ثمّ واصل سلسلة العقوبات بطرد الإنسان من الجنّة خوفًا من أن يأكل من شجرة الخلد فيبقى هنالك في ملكوته ! يقول سفر التّكوين: (وقال الربّ الإله هو ذا الإنسان قد صار كواحدٍ منّا عارفًا الخير والشرّ، والآن لعلّه يمدّ يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضًا، ويأكل ويحيا إلى الأبد، فأخرجه الربّ الإله من جنّة عدن ليعمل الأرض التي أُخذ منها، فطرد الإنسان وأقام شرقي جنّة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلّب لحراسة طريق شجرة الحياة)( ).
أليست كلّ هذه العقوبات كافية لتحقيق ناموس العدل!؟ فهل من العدل أن يُضيف إلى تلك القائمة الطّويلة عقوبة الخطيئة المميتة !؟
إنّ هذا المنطق الغريب الذي يصوّر الله بهذا الحقد والجبروت هو الذي دفع أحد الغربيّين إلى السّخريّة بقوله: » إنّ الله أنانيّ وقاس جدًّا، فلقد لعن البشريّة كلّها وطردها من رحمته، وحكم عليها بالشّقاء المؤبّد لمجرّد أنّ فردًا واحدًا منها تجرّأ على أكل تُفّاحة من حديقته ! «.
وثمّة ملاحظات أخرى وأخرى فقوله: ( لعلّه يمدّ يده ..) دليل على عدم تأكّد الله من أنّ آدم سيفعل ذلك أصلاً، لكنّه هذه المرّة لم يشأ أن يراهن كما فعل مع شجرة المعرفة؛ لذلك أخذ التّدابير والاحتياطات اللاّزمة لقطع الطّريق على آدم حتّى لا يصل إلى شجرة الخلد !، إنّ الله تعلّم درسًا في السّابق فلا يريد أن يُلدغ من جحر مرّتين، فطرد آدم من الجنّة حماية لمكتسباته لئلاّ يتطلّع إلى الأكل من شجرة الخلد في غفلة من الله – ! جلّ شأنه وتعالى عمّا يقولون – فيصبح آدم كالله تمامًا !
إنّ هذه الاستنتاجات نوردها إلزامًا فقط، وليس اعتقادًا منّا بها، والقارئ العاديّ لهذه الأسفار يشمّ رائحة كاتب يهوديّ عاجز عن تصوّر الذّات الإلهيّة بصفاتها العليا المنزّهة عن مشابهة الخلق، فتراه يصف ويصوّر الله كأنّه إنسان يحسد آدم، ويتحرّك بموجب غريزة التملّك والبقاء والسّيطرة ليحيك المؤامرات خشية على ذهاب عرشه ومصالحه الشّخصيّة المهدّدة بظهور منافس محتمل، وأتساءل: ما هي الحكمة من خلق شجرة الحياة هذه! هل لمجرّد استمتاع الله برؤيتها عند تجوّله في حديقته!؟
إنّ أهمّ أساس في الإيمان النّصرانيّ هو الخطيئة الأصليّة، وإنّ اعتقادًا كهذا يجرّنا إلى سلسلة طويلة من التّساؤلات، يقول سفر التّكوين: إنّ الحيّة هي التي أغوت المرأة والرّجل، فلماذا لم يكتف الله بمعاقبة الحيّة وقد كانت الرّأس المدبّر للجريمة والسّبب في جميع ذنوب بني آدم !؟
لماذا لم يتكلّم الأنبياء والرّسل الذين ذُكروا في التّوراة والعهد القديم عن هذه العقيدة "الخطيئة " !؟ لماذا لم يُشر إليها نوح، إبراهيم، إسحاق، يعقوب، داود .. بل حتّى موسى أعظم نبيّ في بني إسرائيل لم يُلمِّح إلى الخطيئة من قريب ولا من بعيد، كيف يمكن لأنبياء عظماء مثل هؤلاء أن يتجاهلوا هذه العقيدة؟ هل كانوا جاهلين بها؟ وهي أخطر عقيدة في الملكوت، هل كتموا خبرها عن النّاس وأبقوها سرًّا بينهم؟ لماذا لم يرفعوا أيديهم إلى السّماء ليدعوا ويتوسّلوا إلى الله ليرفعها عن الإنسانيّة؟ أتعرف لماذا لم يفعلوا ذلك؟ لأنّهم ببساطة لم يكونوا يؤمنون بوجود خطيئة ما، بل كانوا يؤمنون بقول الكتاب المقدّس (برُّ البارّ عليه يكون وشرّ الشرّير عليه يكون)( ).
ثمّ هل كان هؤلاء الأنبياء كنوح وإبراهيم وموسى وداود وسليمان .. أجداد المسيح خطاة ومدنّسين بالخطيئة الأصليّة التي ارتكبها أبوهم آدم؟ فإذا كانوا كذلك لماذا اختارهم الله لهداية البشر، وهم لا يختلفون عن غيرهم لكونهم منغمسين في الخطيئة كباقي أفراد جنسهم؟، لماذا كان "يهو" jeovah وهو الله في العهد القديم – راضيًا عن أنبيائه؛ فكان يدعو بعضهم بالرّجل البارّ، ورجل الله، والصّالح، يقول الكتاب المقدّس (كان نوح رجلاً بارًّا كاملاً في أجياله وسار نوح مع الله)( )، (وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأنّ الله أخذه)( )، بل إنّ العهد الجديد يجزم بأنّ أولئك الأنبياء الذين سبقوا المسيح كانوا كاملين في إيمانهم، ولم يكونوا خطاة، ولم تكن تنقصهم عقائد التّثليث والفداء والكفّارة، جاء في رسالة يعقوب في العهد الجديد (أنظر إلى أبينا إبراهيم أما برره الله بالأعمال، حين قدّم ابنه إسحاق على المذبح، فأنت ترى أنّ إيمانه وافق أعماله فصار إيمانه كاملاً بالأعمال، فتمّ قول الكتاب آمن إبراهيم بالله فبرّره الله لإيمانه ودُعي خليل الله)( ).
كيف وُفّق الأنبياء إلى فعل الخير وجميع الطّوائف النّصرانيّة ترى بموجب الخطيئة أنّ الله نزع من بني الإنسان إرادة فعل الخير، وإنّ ما يعمله الإنسان هو شرّ، وذلك رغم اعتراف المسيح بوجود أبرار على الأرض، فعندما لام أناس المسيح على دعوته الأشرار والخطاة، ردّ المسيح عليهم قائلاً: (لأنّي لم آت لأدعو أبرارًا بل خطاة إلى التّوبة)( ).
وأخيرًا لماذا كتم الله سرّ الخطيئة فلم يبده لعباده إلاّ بعد قصّة صلب المسيح، إنّ المدّة الزّمنيّة التي تفصل بين آدم والمسيح ليست بالقصيرة، فأين كان مفهوم الخطيئة خلال تلك القرون الطّويلة؟.
يقول عبد الأحد داود – رأس الكنيسة الكلدانية وقد أسلم – في كتابه (الإنجيل والصّليب): » إنّ من العجب أن يعتقد المسيحيّون أنّ هذا السرّ اللاّهوتيّ، وهو خطيئة آدم وغضب الله على الجنس البشريّ بسببها ظلّ مكتومًا عن كلّ الأنبياء السّابقين، ولم تكتشفه إلاّ الكنيسة بعد حادثة الصّلب« ويقرّر الكاتب أنّ هذه المسألة هي من المسائل التي حملته على ترك النّصرانيّة واعتناق الإسلام لأنّها أمرته بما لا يستسيغه عقله.
ومن أغرب العجائب أنّ أسفار العهد القديم لم تدع جزئيّة من الجزئيّات التّافهة كأعداد قبائل بني إسرائيل وأسمائهم، وطول وعرض ووزن الأشياء في أسفار اللاوين والتثنية والعدد، وأكاذيب زنا داود بحليلة جاره، وزواج سليمان بـ 1000 امرأة، وزنا لوط بابنتيه !.. كلّ هذه التّفاصيل سُردت في أكثر من 1200 صفحة بتفصيل مملّ، ومقزز يدعو للغثيان؛ في حين أنّ الخطيئة التي هي أهمّ عقائد النّصرانيّة على الإطلاق لا تجد لها مكانًا بين ذلك الرّكام لا تلميحًا ولا تصريحًا!
أليس هذا الأمر محيّرًا ؟ بلى.
أليس هذا الأمر غير معقول ؟، بلى.
إنّ أكثر التّحليلات العلميّة للدّيانة النّصرانيّة تُرجع منبت هذه العقائد المنحرفة عن العقل والدّين "كالخطيئة " إلى الجهود المشبوهة التي قام بها أعداء التّوحيد في تدمير الدّين وتحريفه، وعلى رأس أولئك جميعًا بولس "شاؤول " الذي يعتقد النّصارى أنّه رسول المسيح، لقد لعب بولس دورًا خطيرًا في الهدم من الدّاخل، كان يصعب – إنّ لم يكن من المستحيل – فعله من الخارج، ولقد كان ذكيًّا – بل خبيثًا – عندما لم يخترع ديانة جديدة من عنده، إنّما عمد إلى عقائد فاسدة كانت موجودة في أديان الوثنيّين " البوذيّة، البراهميّة، المتراسيّة، المصريّة القديمة، وفلسفة الإغريق والرّومان ..الخ " فأخذ من هنا وهناك أشياء كانت شائعة في ذلك الزّمان، ثمّ ألصقها بالدّيانة النّصرانيّة الجديدة في غفلة من أهل العلم، وقد تزامن ذلك مع حملة اليهود والرّومان الشّرسة على الحواريّين وتلاميذ المسيح، فضاع الحقّ وأخذ مكانه الباطل المزخرف، الذي دعّمته فيما بعد سلطة الدّولة الرّومانيّة لما تنصرت.
وبخصوص الخطيئة يذكر علماء تاريخ الأديان وجود فكرة الخطيئة في أكثر الأديان الوثنيّة التي سبقت النّصرانيّة، يقول م. ويليام في كتابه (الهندوسيّة): »يعتقد الهنود الوثنيّون بالخطيئة الأصليّة، وممّا يدلّ على ذلك ما جاء في تضرّعاتهم التي يتوسّلون بها بعد "الكياتري" وهي: إنّي مذنب، ومرتكب للخطيئة، وطبيعتي شرّيرة، وحملتني أمّي بالإثم، فخلّصني يا ذا العين الحندقوقيّة، يا مخلّص الخاطئين يا مزيل الآثام والذّنوب«، ويقول هوك في كتابه (رحلة هوك): »يعتقد الهنود الوثنيّون بتجسّد أحد الآلهة وتقديم نفسه ذبيحة فداء عن النّاس والخطيئة« ويقول »ومن الألقاب التي يُدعى بها كرشنا: الغافر من الخطايا، والمخلص من أفعى الموت«.
وختامًا فإنّ الإيمان بالخطيئة ولّد عند الإنسانيّة كثيرًا من الآلام، والعقد النّفسيّة، يحدّثنا عن بعضها، كاتب نصرانيّ ما يزال على نصرانيّته ألّف كتابًا بعنوان (محمّد الرّسالة والرّسول) أنصف فيه الإسلام ونبيّه وانتقد بشدّة فكرة الخطيئة والعقائد النّصرانيّة.
يقول الدّكتور نظمي لوقا: » وإنّ أنسى لا أنسى ما ركبني صغيرًا من الفزع والهول من جرّاء تلك الخطيئة الأولى، وما سيقت فيه من سياق مروّع، يقترن بوصف جهنّم، ذلك الوصف المثير لمخيّلة الأطفال، وكيف تتجدّد فيها الجلود كلّما أكلتها النّيران، جزاء وفاقًا على خطيئة آدم بإيعاز من حوّاء، وأنّه لولا النّجاة على يد المسيح الذي فدى البشر بدمه الطّهور، لكان مصير البشريّة كلّها الهلاك المبين، وإن أنسى لا أنسى القلق الذي ساورني وشغل خاطري عن ملايين البشر قبل المسيح أين هم؟ وما ذنبهم حتّى يهلكوا بغير فرصة للنّجاة ؟ فكان لا بدّ من عقيدة ترفع عن كاهل البشر هذه اللّعنة، وتطمئنهم إلى العدالة التي لا تأخذ البريء بالمجرم، أو تزر الولد بوزر الوالد، وتجعل للبشريّة كرامة مصونة، ويحسم القرآن( ) هذا الأمر، حيث يتعرّض لقصّة آدم، وما يُروى فيها من أكل الثّمرة؛ فيقول وعصى آدم ربَّه فغوى، ثمّ اجتباه ربُّه فتاب عليه وهدى طه 121 – 122… والحقُّ أنّه لا يمكن أن يقدِّر قيمة عقيدة خالية من الخطيئة الأولى الموروثة إلاّ من نشأ في ظلّ تلك الفكرة القاتمة التي تصبغ بصبغة الخجل والتأثّم كلّ أفعال المرء، فيمضي في حياته مضيّ المريب المتردّد، ولا يُقبِل عليها إقبال الواثق بسبب ما أنقض ظهره من الوزر الموروث.
إنّ تلك الفكرة القاسية – الخطيئة الأولى وفداءها – تُسمّم ينابيع الحياة كلّها، ورفعُها عن كاهل الإنسان منّة عظمى، بمثابة نفخ نسمة حياة جديدة فيه، بل هو ولادة جديدة حقًّا، وردٌّ اعتبار لا شكّ فيه، إنّه تمزيق صحيفة السّوابق، ووضع زمام كلّ إنسان بيد نفسه«.
قطعت جهيزة قول كلّ خطيب، يعجبني الإنصاف من أمثال الدّكتور نظمي لوقا، وهو المتبحّر في دراسة الإنجيل والكتب السّماويّة، وأين هو ممّن ادّعوا اعتناق النّصرانيّة في بعض البلاد الإسلاميّة – كبعض البربر مثلاً عندنا في الجزائر – الذين ناقشت بعضهم فوجدتهم لم يقرأوا شيئًا عن الإنجيل ولا يعرفون نصوص الكتاب المقدّس، وعند التّحقيق اكتشفت أنّ اعتناق النّصرانيّة عند أكثرهم – إن لم أقل كلّهم – كان مطيّة للحصول على تأشيرات سفر إلى أوروبا وأموال وامتيازات أخرى من جمعيّات وهيئات وسفارات غربيّة مشبوهة !!
الفــــداء والكفّــــارة
ترتبط عقيدة الكفارة بعقيدة الخطيئة ارتباط اليد بالمعصم، فالمقصود بالكفارة هو رفع الخطيئة الأصليّة وتكفيرها عن كاهل البشريّة لإنقاذها من الموت الأبديّ، الذي أصابها جرّاء أكل آدم من الشّجرة.. ويُعتبر علماء الأديان قاطبة أنّ الكفّارة أُسّ الدّين النّصرانيّ، ومركز الدّائرة ونقطة التقاء جميع العقائد النّصرانيّة الأخرى، فهي ذات علاقة بالخطيئة من حيث إنّ هذه الأخيرة سبب لها وذات علاقة بالتجسّد والصّلب والقيامة .. من حيث كون هذه العقائد نتيجة حتميّة للكفّارة، وهي في الواقع أكثر تعقيدًا والتواءً، الأمر الذي أضنى الدّارسين والباحثين في أعماقها، وأحرج الكنيسة ورجالها، وأعجزهم عن الإجابة عن التّساؤلات العديدة حولها، لذا تراهم يأمرون أتباعهم بالإيمان بها دون البحث في جوهرها و ماهيّتها.
كيف نشأت فكرة الكفّارة ؟
نشأت هذه الفكرة بعد نزاع مرير بين صفتين من صفات الله تعالى، وهما صفة العدل وصفة الرّحمة، فإذا عدنا إلى الوراء قليلاً نجد أنّ الله حذّر آدم من الأكل من الشّجرة بقوله: (يوم تأكل منها موتًا تموت)( )، فهذا الحكم بالإعدام – على آدم وذرّيته – نافذ وغير قابل للاستئناف أو الطّعن أو التّخفيف؛ لأنّ مقتضى العدل عند الله أن ينفّذ وعده بمعاقبة المسيء بالموت، وقانون العدل الإلهيّ يُلزم الله بعدم التّساهل والتّراخي في تطبيق العقوبة.
وحتّى لا يوصف الله بالجور وعدم الإنصاف أو بالإخلال بقانون العدل بدأ بتنفيذ سلسلة العقوبات التي ذكرناها سابقًا، وكان آخرها طرد الإنسان من الجنّة والحكم عليه باللّعنة وإلصاق الخطــيئة برقبته إلى الأبد – وفي زعم النّصارى – يكون الله قد حقّق العدل بهذه الخطوات !!
واستمرّ الوضع على ما هو عليه دهرًا، وفجأة ظهرت صفة أخرى من صفات الله، وهي الرّحمة، فراودت الله على غفران خطيئة الإنسان؛ لأنّ من رحمة الله بالنّاس ومحبّته لهم ألاّ يتركهم على هذه الحالة التّعيسة؛ فكان على الله بمقتضى هذه الصّفة أن يعفو عن البشر ويغفر لهم ويرفع عنهم اللّعنة والشّقاء !
إنّ هذا المنطق الكنسيّ يبرز الله حائرًا بين صفتين من صفاته، أيّهما يغلب على الأخرى؟، فكلّما أراد الإماتة واللّعنة بمقتضى العدل عاقته الرّحمة، وكلّما أراد رحمة خلقه والمغفرة لهم وقفت صفة العدل بالمرصاد !إنّه خيار صعب بين طرفين أحلاهما مرّ، فإلى ماذا سيؤول نزاع الصّفتين وكيف يوفّق الله بينهما لحلّ المشكلة التي أوقع نفسه فيها وتورّط في براثنها ؟!( ) ولا ندري كيف يمتلك رجال الكنيسة الجرأة بمنطقهم هذا ليلزموا الله بإلزامات كهذه !فكان لزامًا – إذن – على الله أن يصل إلى حلّ وسط ينال بموجبه العدل حقّه وتأخذ الرّحمة مكانها، فما السّبيل لذلك الحلّ السّحريّ ؟
وبما أنّنا، الآن، نكتب بمنطق النّصارى فلنترك أكبر ممثّل للفكر النّصرانيّ بولس "شاؤول" يبيّن لنا السّبيل لحلّ أزمة "العدل والرّحمة"، ولا سيّما أنّ بولس أكبر مدافع عن عقيدة الكفّارة، إن لم يكن هو مخترعها، يقول في العهد الجديد: (لا يوجد مغفرة بدون سفك دم)( )، ويبدو أنّ بولس ما يزال متأثّرًا بيهوديّته؛ إذ إنّ الإله "يهو" في العهد القديم كان مغرمًا بدم القرابين، فلم يكن يرضى عن بني إسرائيل إلاّ حين يشمّ رائحة مشاوي ودم الذّبائح التي يقدّمها كهنة اليهود، حين يسترضون ربّهم عند غضبه بذبيحة ليغفر لهم موبقاتهم.
كذلك كانت عقيدة سفك الدّم من أجل المغفرة والخلاص سائدة في العديد من الدّيانات الوثنيّة القديمة، لدى المصريّين والبوذيّين والإغريق والهنود.. فقد كانت تلك الأقوام تدفع للمذابح الرّجال والنّساء والأطفال والحيوانات بل والآلهة وأبناء الآلهة قربانًا إلى الله، فركِب بولس الموجة وسار مع التيار فاستعار الفكرة، أو قل سرقها وطبّقها على النّصرانيّة، ونسبها إلى تعاليم المسيح فأضلّ بها خلقًا عظيمًا إلى أيّامنا هذه، وسنعود بعد صفحات إلى شهادات علماء الأديان لنطّلع على عقيدة الكفّارة والفداء في الوثنيّة التي سبقت مولد المسيح بآلاف السّنين.
لا بدّ من سفك دم!! ولكن ما هو حجم الذّبائح التي يقبلها الله لفداء البشر، كم مترًا مكعّبًا من الدّماء تكفي لغسل خطيئة الأكل من تفّاحة الجنّة، من يتبرّع ليكون فاديًا، وما نوع الذّبيحة المناسبة !؟، أيكون حيوانًا؟( )؛ لا يقدر حيوان على فداء إنسان لفرق القيمة، أو ملَكًا؟؛ الملائكة لم تشارك في الخطيئة وربّما لا تملك دمًا، أو إنسانًا؟، كلّ النّاس تدنّسوا بالخطيئة، ولا يصلح أن يكون فاديًا إلاّ طاهرٌ، أو إلها؟؛ أغلق بولس جميع منافذ الفداء إلاّ هذا المنفذ، فالفادي يجب أن يكون طاهرًا ولا طاهر إلاّ الله، إذن الفادي هو الله لا غيره ! !وكيف يكون الله فدية، هل ينتحر أو يزهق روحه أو يتركها تقتل على أيدٍ، أيًّا كانت، فيبقى العالم بدون إله!؟
دبّر الله حيلة التجسّد – وهو اختراع آخر لبولس – والتجسّد متاهة لا يُعرف لها مدخل من مخرج، سنحاول إلقاء بعض الضّوء عليها بعد قليل، وإن كان كلّ ضوء الدّنيا لا يقدر على إنارة ظلمتها، فقد خرج بولس بلازمة أنّ حلّ أزمة الخطيئة لا يتحقّق إلاّ أن يفدي اللّه بنفسه البشريّة، لأنّه طاهر من الخطيئة الأصليّة، و ذلك قادر على التجسّد، بأخذ جسم إنسان، حتّى ينوب عن الإنسان المخطئ، ومفاد "حيلة" التجسّد أنّ الله نزل من عليائه حاملاً معه صفات الألوهيّة، ثمّ دخل رحم العذراء مريم ومكث هناك تسعة أشهر كما يمكث أيّ جنين في بطن أمّه، ثمّ خرج إلى الوجود بالولادة عن الطّريق المعهود، فاختلط الإله المولود بدم الحيض والنّفاس، واستقبلته الأيدي ووضعته في القماط، وناولته أمّه ثديها ترضعه وتعطف عليه عطف الأمّ على ولدها.
لقد أصبح الإله إنسانًا وصار واحدًا منّا، فهو إله كامل وإنسان كامل، وتتّفق جميع الطّوائف النّصرانيّة على هذه العقيدة، وقد وردت في قانون الإيمان كالآتي: [.. الذي لأجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السّماء وتجسّد من الرّوح القدس ومن مريم العذراء، وتأنّس وصُلِب عنّا على عهد بيلاطس البنطي..].
وسنشفق على القارئ فلا ندخله في صراعات الطّوائف النّصرانيّة التي دارت حول طبيعة المولود، هل هو الأب أم ابنه أم الثّالوث؟، هل ولدت مريم الله أم المسيح؟ هل المولود هو اللاّهوت أم النّاسوت.. إلخ !؟
وسنشير إلى بعض ذلك فيما بعد، ولا ننصح أحدًا بالبحث فيها؛ لأنّه حينها تفنى الأعمار ولا يخرج المرء بنتيجة تذكر، اللهمّ إلاّ الشكّ والحيرة وربّما الإعاقة النّفسيّة والعقليّة والوقاية خير من العلاج فتنبّه !
كبُر المولود الذي دعي المسيح، وتقدّم في السنّ، وبدأ بدعوته بين اليهود في فلسطين، وكانت دعوته كلّها تنصبّ على عبادة الله وحده لا شريك له، والاستمساك بالتّوراة الموسويّة ، ولم يذكر المسيح في حياته نصًّا عن الخطيئة أو الكفّارة أو الصّلب أو الثّالوث، فتلك عقائد طبخها بولس والقساوسة بعد رفع المسيح .. واستمرّ المسيح يدعو إلى تطبيق شريعة العهد القديم، وكان هو نفسه يعمل بمقتضاها ويسير على هداها؛ قال المسيح: (لا تظنّوا أنّي جئت لأبطل الشّريعة وتعاليم الأنبياء، ما جئت لأبطل بل لأكمل)( )، لكن اليهود خافوا على مصالحهم ومكتسباتهم بعد أن هدّدهم المسيح وفضحهم على رؤوس الأشهاد، فتآمروا وخطّطوا فأُلقي القبض عليه، فحاكموه وأهانوه، ثمّ قدّموه إلى الصّليب فصلبوه – حسب الأناجيل – وبعدما صُلب زعم النّصارى أنّ صلبه كان تكفيرًا وفداء لخطيئة آدم و تخليصًا للبشريّة من اللّعنة التي أصابتها منذ فجر التّاريخ، ويجمــع النّصارى – على اختلاف مللهم ونحلهم – على أنّ المسيح صلب من أجل خطايا البشر بإرادته وطواعيته، وبموته رُفعت الخطيئة الأبديّة واسترجع الإنسان حرّيته، وغفرت لبني آدم جميع زلاّتهم وسيّئاتهم، واستحقّ المسيح أن يلقّب بالمخلّص لأنّه خلّص البشر من عبوديّة الشّيطان.
وأكثر الآيات الإنجيليّة التي تقرّر عقيدة الكفّارة والفداء توجد في الرّسائل الأربع عشرة لبولس، الذي كان متحمّسًا تحمّسًا مريبًا لهذه الفكرة، حتّى إنّه لم يكن مستعدًّا لقبول فكرة أخرى غيرها إلاّ تلك، يقول بولس (إنّي لم أعزم أن أعرف شيئًا بينكم إلاّ يسوع المسيح وإيّاه مصلوبًا)( )، ويقول بولس مروّجًا سلعة الفداء (المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب)( )، ولا أدري ما هي الكتب التي يقصدها بولس !؟، وللملاحظة فكثيرًا ما نجد في العهد الجديد إحالات مبهمة كهذه دون ذكر الكتب بأسمائها وأسفارها، لتعويم القارئ وإيهامه بصدق الإحالة دون إعطائه فرصة الاطّلاع عليها، وقد اكتشف العديد من الباحثين عدم صدق الكثير من تلك الإحالات فتنبّه، ويقول بولس: (الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا)( )، وجاء في رؤيا يوحنا (الذي أحبّنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه)( ).
أمّا أشهر آية إنجيليّة في هذا الباب والتي يفتخر رعاة الكنائس بترديدها في كلّ صلاة وقدّاس فهي (هكذا أحبّ الله العالم حتّى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كلّ من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبديّة)( )، إنّ الكنيسة برجالها وأناجيلها تقرّر أنّ المسيح وُلد ليموت ونزل من السّماء ليُقتل، إنّه عطيّة الله للنّاس، لم يأت المسيح ليعيش بل جاء ليموت عن آخرين، أرسل الله المسيح ليغسل بدمه خطيئة آدم، وبذلك يمحو جميع الخطايا التي ورثناها بفعل الخطيئة الأصليّة، ويفهم من عقيدة النّصارى أنّ المسيح حضر إلى الأرض لأداء مهمّة "الانتحار" على يد اليهود والرّومان !
وقد يُصدّق بعض من لا يقرأ الأناجيل بتلك المسرحيّة المحبوكة، لكن من يتمعّن قليلاً في نصوص العهد الجديد يستغرب أشدّ الاستغراب من استماتة المسيح في الدّفاع عن نفسه، ورفضه للموت وحرصه على البقاء حيًّا، وليس من العجب أن نراه يقوم بجميع المحاولات للنّجاة بنفسه من أعدائه، لقد كان المسيح إنسانًا يحبّ الحياة، لقد جاء ليعيش، وهذا حقّه الطّبيعيّ، على الرّغم من المحاولات الفاشلة للأناجيل وشرّاحها الذين أرادوا إجبار المسيح على الموت رغم أنفه، ونرى أنّ رجال الكنيسة إذا أرادوا إقناع النّاس بقصّة الفداء يستدلّون بأقوال المسيح في التّنبّؤ بآلامه ومنها قوله (.. كيف هو مكتوب عن ابن الإنسان أن يتألّم كثيرًا ويُرذل)( ).
وقوله: (كذلك ابن الإنسان أيضًا سوف يتألّم منهم)( ) فهل هذه أدلّة يُركن إليها وأين الفداء و الخلاص و الصّلب من هذه الأقوال…؟، إنّ ما فعله المسيح بأقواله هذه هو تحضير أصحابه إلى الآلام التي يعانيها كلّ صاحب دعوة، فالطّريق وعرة ومحفوفة بالمخاطر، ومنهج الأنبياء مليء بالعقبات والأشواك، وقد أصابت تلك الاضطهادات المؤلمة الدّعاة إلى الله منذ فجر التّاريخ وما تزال، قال محمّد رسول الله : "الأنبياء أشدّ بلاء ثمّ الأمثل فالأمثل".
لكن البوْن شاسع بين أن يتعرّض الدّاعية لاضطهاد الكفّار والمجرمين وأن يستسلم للموت كالنّعجة طواعية وعن اختيار !وقد استبعد المسيح فكرة الموت الاختياري والفداء بلسان حاله ومقاله، ونستشفّ ذلك من عدّة آيات إنجيليّة: (أجابهم يسوع وقال تعليمي ليس لي بل للذي أرسلني .. أليس موسى قد أعطاكم النّاموس، وليس أحدٌ منكم يعمل بالنّاموس، لماذا تطلبون أن تقتلوني؟)( )، (أنا عالم أنّكم ذريّة إبراهيم، لكنّكم تطلبون أن تقتلوني، لأنّ كلامي لا موضع له فيكم.. لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم، ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني وأنا إنسان قد حدّثكم بالحقّ الذي سمعه من الله، هذا لم يفعله إبراهيم)( )، حاول المسيح بهذه الكلمات العاطفيّة إقناع اليهود بأنّه نبيّ مرسل يتكلّم بالحقّ من عند الله، وأعلّمهم بأنّ أيّ مؤامرة لقتله ستكون ظلمًا وعدوانًا على الكتب السّماويّة وتعاليم الأنبياء، ثمّ عزف المسيح على وتر العاطفة حين ذكّرهم بإبراهيم، فقد كان اليهود يفتخرون به ويحبّون الانتساب إليه، محاولة منه لحماية نفسه من شرّهم، وجاء في الإنجيل: (.. وجاءوا إلى حافّة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه حتّى يطرحوه أسفل، أمّا هو "المسيح" فجاز في وسطهم ومضى)( )، وفي مرّة أخرى (فلمّا خرج الفريسيّون تشاوروا عليه لكي يهلكوه، فعلم يسوع وانصرف من هناك)( )، ومرة ثالثة (فرفعوا حجارة ليرجموه أمّا يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازًا في وسطهم ومضى)( )، (كان يسوع يتردّد بعد هذا في الجليل؛ لأنّه لم يرد أن يتردّد في اليهوديّة لأنّ اليهود كانوا يطلبون أن يقتلوه)( )، (فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه، فلم يكن يسوع أيضًا يمشي بين اليهود علانية بل مضى من هناك إلى الكورة القريبة من البرّيّة)( ).
هل هذه تصرّفات من يريد الموت أو من جاء ليصلب لخلاص البشريّة!؟، لماذا المماطلة، لماذا التخفّي عن أعين اليهود والهرب من وجه الأعداء خوفًا من أذيّتهم، لقد حاولوا قتله كما نرى عدّة مرّات، وطلبوا إزهاق روحه في عدّة مناسبات، فلماذا لم يُسلّم نفسه لهم منذ البداية !؟ لماذا هذا التّأخير الذي يكلّف الإنسانيّة العناء الشّديد، لماذا أصرّ المسيح على إطالة معاناة البشريّة التي تنتظر فداءها بفارغ الصّبر، فهلاّ أسرع في إنقاذها بقوله لليهود: "من فضلكم خذوني وارجموني واصلبوني من أجلكم أيّها الخاطئون ثقيلو الأحمال !" لكن نرى المسيح في الإنجيل، من خلال تلك الآيات كأنّه يريد ترك الفداء البطوليّ إلى آخر الفيلم، وما فائدة فيلم يموت البطل في أوّله !، لقد أصرّ المسيح على اللّعب مع اليهود لعبة 'السّارق و الشّرطيّ' وتقاعس عن أداء واجبه الذي كلّف به !؟
سيجيب أيّ قسّ عن هذا المنطق بأنّ ساعة المسيح لم تكن قد حانت بعد، فعندما تأتي ساعته يسلّم نفسه لليهود والرّومان بكلّ هدوء وبرودة أعصاب وبلا خوف ولا وجل من رعب الصّلب وأفعى الموت !.. فهل حدث هذا، وهل جاءت تلك السّاعة!؟
رغم أنّ النّصارى يقولون بحدوث ذلك ومجيء تلك السّاعة، إلاّ أنّ روايات الأناجيل عن آخر ساعات المسيح على هذه الأرض تعصف بفكرة الفداء وتجعلها قاعًا صفصفًا، وتحكم على الكفّارة بالخرافة المحضة، وتعال – أيّها القارئ الموضوعيّ – نتابع سلوك رجل يريد أن يموت بكلّ قواه من أجل الآخرين في آخر لحظات حياته كما ترويها الأناجيل الأربعة.
عندما اقتربت ساعة القبض على المسيح قال لتلاميذه: (عندما أرسلتكم بلا مال ولا كيس ولا حذاء هل احتجتم إلى شيء؟ قالوا: لا، فقال لهم: أمّا الآن فمن عنده مال فليأخذه، أو كيس فليحمله، ومن لا سيف عنده فليبع ثوبه ويشتر سيفًا… فقالوا: يا ربّ معنا هنا سيفان، فأجابهم يكفي)( ).
يأمر المسيح تلاميذه بالتزوّد بالمال، وبيع ثيابهم لشراء السّيوف، فالمال قد يساعدهم في التسلّح والدّعم اللّوجيستي، وفعلاً امتلك التّلاميذ سيفين، ولو كان باستطاعتهم اقتناء أكثر من ذلك لفعلوا، ولو كان المسيح في عصرنا لأمر أتباعه بشراء القنابل والبنادق الرشّاشة… وما فائدة السّيوف يا ترى التي يأمر المسيح باقتنائها، هل هي سيوف للزّينة والدّيكور، أم كما يقول أحمد ديدات لنزع قشر الموز والبرتقال!!
السّيوف لم تصنع لذلك، فقد كانت الدّعوة لاقتنائها استنفارًا عامًّا قبل أن يداهم اليهود التّلاميذ، وقد ظنّ المسيح أنّ التّلاميذ الأحد عشر الأقوياء الأشاوس – مزوّدين بالسّيفين والعصيّ – قادرون على ردّ عدوان شرذمة من حرس اليهود، فلم يكن المسيح عالمًا بأنّ اليهود سيستعينون بجنود الرّومان.
وما يزال السّؤال مطروحًا، الذي يأتي حقًّا لتسليم نفسه للموت كالنّعجة المسالمة والخروف الوديع ماذا عساه أن يفعل بالسّيوف، أجيبوا أيّها القساوسة !؟.
(ثمّ جاء يسوع مع تلاميذه إلى موضع اسمه جتسماني فقال لهم: اقعدوا هنا حتّى أذهب وأصلّي هناك وأخذ معه بطرس وابني زبدي.. ثمّ قال لهم: انتظروا هنا واسهروا معي)( ).
يقول أحمد ديدات في تعليقه على هذه الآيات في كتابه (مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والخيال): » ولستَ بحاجة إلى عبقريّة عسكريّة، لكي تدرك أنّ المسيح يوزّع قوّاته كأستاذ في فنّ التّكتيك… والسّؤال الذي يفرض نفسه على أيّ مفكّر هو لماذا ذهبوا جميعًا إلى ذلك البستان؟ ألكي يصلّوا؟ ألم يكونوا يستطيعون الصّلاة في تلك الحجرة( )؟ ألم يكونوا يستطيعون الذّهاب إلى هيكل سليمان، ولقد كان على مرمى حجر منهم وذلك لو كانت الصّلاة هي هدفهم؟ كلاّ ! لقد ذهبوا إلى البستان ليكونوا في موقف أفضل بالنّسبة لموضوع الدّفاع عن أنفسهم!. ولاحظ أيضًا أنّ المسيح لم يأخذ الثّمانية لكي يصلّوا معه إنّه يضعهم بطريقة استراتيجيّة في مدخل البستان، مدجّجين بالسّلاح كما يقتضي موقف الدّفاع والكفاح.. لقد وزّع ثمانية لدى مدخل البستان، والآن على أولئك الشّجعان الأشاوس الثّلاثة – مسلّحين بالسّيفين – أن يتربّصوا ويراقبوا ويقوموا بالحراسة!، الصّورة هكذا مفعمة بالحيويّة، إنّ يسوع لا يدع شيئًا نُعمل فيه خيالنا«.
ويستمرّ الإنجيل في سرده آخر تفاصيل حياة المسيح فيذكر عن ملابسات اعتقاله (وأخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنّا، وبدأ يشعر بالرّهبة والكآبة، فقال لهم: نفسي حزينة حتّى الموت انتظروا هنا واسهروا! وابتعد قليلاً ووقع إلى الأرض يصلّي حتّى تعبر عنه ساعة الألم إن كان ممكنًا فقال أبي، يا أبي ! أنت قادر على كلّ شيء، فابعد عنّي هذه الكأس، ولكن لا كما أنا أريد بل كما أنت تريد)( )، ويقول متّى إنّ المسيح صلّى تلك الصّلاة المفعمة بالعواطف ثلاث مرّات، في حين يضيف لوقا بعض التّفاصيل الدراميّة في هذا المشهد؛ فيقول: (وابتعد عنهم مسافة رمية حجر ووقع على ركبتيه وصلّى فقال: يا أبي، إن شئت، فأبعد عنّي هذه الكأس !، ولكن لتكن إرادتك لا إرادتي، وظهر له ملاك من السّماء يقوّيه، ووقع في ضيق فأجهد نفسه في الصّلاة، وكان عرقه مثل قطرات دم تتساقط على الأرض)( ).
يا له من موقف تتقطّع له الأكباد حزنًا وضحكًا، لم أعد أفهم شيئًا، أين سيصنف نقّاد أفلام السّينما هذا المشهد، مع المشاهد الدّراميّة أم الكوميديّة!؟ فإنّ من المفترض أنّ المسيح ُقدّر له بقضاء الله قبل ميلاد آدم صاحب الخطيئة أن يموت من أجل البشريّة طواعية، وكان من المتّفق أن يتأنّس الله وينزل إلينا ويصبح واحدًا منّا ليُسلّم نفسه فيموت عنّا، لكنّ المسيح يفاجئ الجميع في هذه الآيات عندما يدعو الله أن يجيز عنه تلك الكأس، ويطمع أن يعفيه الله من تلك الآلام ومن تلك المهمّة، إن كان ممكنًا، لقد وقّع المسيح على صفقة إعدامه قبل آلاف السّنين، فلماذا يراوغ الآن ويحاول التهرّب من تنفيذ الصّفقة – طبعًا إن كان ممكنًا – هل أدرك المسيح أنّ هذه الصّفقة كانت خاسرة، أم أنّ الله جعله يوقّع على بياض ثمّ …؟ أم أنّ المسيح الذي وظّفه الله لتلك المهمّة الفدائيّة لم يكن مطّلعًا على تعليمات الوظيفة التي تقلّدها؟ فبماذا يمكن تفسير الحزن والكآبة والرهبة، وقطرات عرق كالدم، والبكاء، والصّلاة، والدّعاء بالنّجاة…؟
إنّ الأقنوم( ) الثّاني "المسيح" كان له رأي آخر مخالف لرأي الأقنوم الأوّل "الأب" في معالجة قضيّة الخطيئة، لكن يبدو أنّ الأقنوم الأوّل فرض رأيه ونفذ إرادته بلا مشاورة الأقنوم الثّاني، وأتساءل لماذا يكفِّر الله خطيئة البشر بتقديم غيره كفداء؟
إنّ المسيح كغيره من الأنبياء لم يكن يؤمن بعقيدة الخطيئة، ولا بحاجة البشريّة لتكفيرها، فقد رفض بتصرّفاته الفداء، فلماذا يجبره الله على فعل شيء لا يريده؟ لماذا لم يقدّم الأب حينها نفسه للفداء بدل ابنه؟ فما ذنب المسيح حتّى يقاسي كلّ تلك الآلام وهو يصرخ ويصيح ويتألّم؟ في حين أنّ آدم الذي أكل من الشّجرة يتنعّم في الجنّة بعد رفع الخطيئة عنه.
نعود مرّة أخرى للسّاعات الأخيرة للمسيح على الأرض، لقد صوّرت الأناجيل المسيح المخلّص بصفات مزرية، وهي لا تشرّفه، بل هي عارٌ وعيب في حقّ المجاهدين والأبطال، الذين يصلّون ويدعون الله أن ينالوا الشّهادة في سبيله، وكم من مسلم يتمنّى الشّهادة، وعندما يلقاها يحسده عليها المخلصون من أصحابه ويتمنّون لو كانوا مكانه، أمّا المسيح هنا فهو يبكي كالمرأة الضّعيفة، ويدعو ويصلّي حتّى ينقذه الله من أيدي اليهود، أي منطق هذا؟ لماذا يصرّ الله على تعذيب المسيح بتخويفه وإرهابه، ألا يقدر الله على إرسال رجل !؟ ألم يكن قادرًا على فداء النّاس بفاد أكثر عزيمة وأقوى شكيمة بدل هذا الجبان البكّاء( ).
ويعلّق أحمد ديدات على هذا الوضع المؤسف للمسيح إزاء الكفّارة في الكتاب السّابق تحت عنوان "مضحٍّ على الرّغم منه ": » لو كانت تلك هي خطّة الله في التّكفير عن خطايا البشر "موت المسيح" فإنّ الله – وحاشا لله – يكون – وفق النّصارى – قد تنكب الصّواب، إنّ الممثّل الشّخصيّ للّه كان حريصًا على ألاّ يموت، فهو يصرخ ! يتباكى ! يعرق !يجأر بالشّكوى !على النّقيض من أشخاص مثل القائد الإنجليزيّ لورد نلسون، بطل الحرب الذي قال لشبح الموت – فيما يروي -: "شكرًا لله، لقد أديّت واجبي" .. لقد كان يسوع – كما يصوّره النّصارى – ضحيّة راغبة عن التّضحية، ولو كانت تلك هي خطة الله أو مشيئته من أجل الخلاص، فإنّها إذن خطّة أو مشيئة لا قلب لها، كانت عمليّة اغتيال بالدّرجة الأولى، ولم تكن خلاصًا قائمًا على أساس من تضحية تطوّعيّة«.
ومن محاولات المسيح كذلك للنّجاة من الموت أنّه حاول الهرب من أيدي أعدائه، ومغادرة المكان الذي حاصره فيه اليهود ليلة القبض عليه إذ يذكر عن المسيح قوله: ( قوموا ننصرف اقترب الذي يسلّمني)( ).
ولمّا رأى المسيح أنّ قوى اليهود كانت أكبر ممّا توقّع أعرض عن فكرة المقاومة، وطلب من تلاميذه مغادرة المكان، لكنّ اليهود باغتوهم في آخر لحظة، وحدثت مناوشات (وكان سمعان بطرس يحمل سيفًا، فاستلّه وضرب خادم رئيس الكهنة فقطع أذنه اليمنى …)( )، والسّؤال المطروح لماذا أحضر المسيح معه تلاميذه الأحد عشر إلى البستان فلقد كان عازمًا على الاستسلام، فلماذا لم يذهب وحده !! ؟
نعود إلى صراخ المسيح في تلك اللّيلة الرّهيبة، وإلى تضرّعاته وصلواته حتّى يصرف الله عنه تلك السّاعة العصيبة، يقول لوقا على لسان المسيح: (قال يا أبي، إن شئت فأبعد عنّي هذه الكأس! ولكن لتكن إرادتك لا إرادتي، وظهر له ملاك من السّماء يقوّيه)( )، فما هو دور هذا الملاك الذي ظهر فجأة ليقوّي المسيح، وبماذا يقوّيه ولماذا؟، هل يحتاج الإله المتجسّد إلى دعم من ملاك مخلوق، أم أنّ هذا الملاك جاء لإقناع المسيح بنبل عمله البطوليّ، وتذكيره بواجبه!؟
نحن لا نفهم هذه الآية بهذه الطّريقة، لقد كان المسيح نبيًّا من الأنبياء، دعا الله في حالة الشدّة، فأرسل الله إليه ملاكًا يرشده إلى الصّبر ويعدّه بالنّصر، ويبشّره بالنّجاة من الموت، وقد نجّاه لتقواه ولكونه من عباد الله الصّالحين؛ قال تعالى: كتب الله لأغلبنّ أنا ورسلي إنّ الله قويّ عزيز المجادلة 21، وجاء هذا المعنى بشكل واضح في رسالة بولس للعبرانيّين، الذي ذكر أنّ الله سمع للمسيح دعاءه وأنقذه في ساعة المحنة لتقواه، قال بولس: (وهو الذي في أيّام حياته البشريّة رفع الصّلوات والتضرّعات بصراخ شديد، ودموع إلى الله القادر أن يخلّصه من الموت، فاستجاب له لتقواه)( )، وهذا دليل آخر على نجاة المسيح من الصّلب، وأنّه لم يأت للانتحار بسبب تفّاحة أكلت قبل آلاف السّنين، قال الله تعالى وقولهم إنّا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبّه لهم، وإنّ الذين اختلفوا فيه لفي شكّ منه، ما لهم به من علم إلاّ إتباع الظنّ وما قتلوه يقينًا، بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزًا حكيمًا النّساء 157 – 158.
ورنّم داود في المزامير: ( الآن عرفت أنّ الربّ مخلص مسيحه يستجيب له من سماء قدسه بجبروته خلاص يمينه )( ).
وبعد اعتقال المسيح، قُدّم للمحاكمة في عدّة مجالس عند اليهود والرّومان، ويتناقض روّاة الأناجيل الأربعة تناقضًا خطيرًا في وصف المحاكمات، فبينما يعمل متّى على إبراز المسيح في تلك المحاكمات كنعجة مستسلمة، وخروف وديع، لا يدافع عن نفسه، ولا يُعارض أعداءه اليهود فيما ينسبونه إليه من زوّر و بهتان، ولا ينبس ببنت شفة، حين يُضرب ويُجلد، ويصدر عليه حكم الإعدام، استنادًا لبشارة إشعياء (و لم يفتح فاه كشاة تساق إلى الذّبح وكنعجة صامتة أمام جازريها فلم يفتح فاه)( )، قال متّى: (وكان رؤساء الكهنة والشّيوخ يتّهمونه، فلا يجيب بشيء، فقال بيلاطس أما تسمع ما يشهدون به عليك؟ فما أجابه يسوع عن شيء، حتّى تعجّب الحاكم كثيرًا)( ).
ويفاجئنا مرقس ولوقا ويوحنّا برواية تفاصيل أخرى، مخالفة لرواية متّى، فجعلوا المسيح يدافع عن نفسه ببراعة فائقة؛ قال مرقس: (فقام رئيس الكهنة في وسط المجلس وسأل يسوع: أما تجيب بشيء؟ ما هذا الذي يشهدون به عليك؟ فظلّ ساكتًا لا يقول كلمة، فسأله رئيس الكهنة أيضًا، وقال له أأنت المسيح ابن المبارك؟، فقال يسوع أنا هو، وسوف تبصرون ابن الإنسان جالسًا عن يمين القوّة وآتيا في سحاب السّماء)( )، وقال لوقا عن أحداث المحاكمة: (وقالوا له إن كنت المسيح، فقل لنا، فأجابهم إن قلت لكم لا تصدّقون، وإن سألتكم لا تجيبون ولا تخلون سبيلي، لكنّ ابن الإنسان سيجلس بعد اليوم عن يمين الله، فقالوا كلّهم أأنت ابن الله !؟ فأجابهم: أنتم تقولون إنّي أنا هو، فقالوا أنحتاج بعد إلى شهود؟ ونحن بأنفسنا سمعنا كلامه من فمه)( ).
فاليهود يرفضون الحقّ مهما كان جواب المسيح، لذا لا فائدة من أن يجيب المسيح الذي يعرف موقف اليهود منه مسبقًا، ولم يخف اعتقاده بتعصّبهم ضدّه وحرصهم على إيذائه، أمّا يوحنّا فهو يقدّم تفاصيل أكثر إثارة في دفاع المسيح عن نفسه في أثناء المحاكمات، ويستحقّ المسيح أن يصنّف في سلك المحامين البارزين لو كان في عصرنا.
وتأمّل معي هذا النصّ بكامله: (وسأل رئيس الكهنة يسوع عن تلاميذه وتعليمه، فأجابه يسوع: كلمتُ الناس علانية وعلّمت دائمًا في المجامع وفي الهيكل حيث يجتمع اليهود كلّهم، وما قلت شيئًا واحدًا في الخفية، فلماذا تسألني؟ إسأل الذين سمعوني عمّا كلّمتهم به، فهم يعرفون ما قلت، فلما قال يسوع هذا الكلام، لطمه واحدٌ من الحرس كان بجانبه وقال له: أهكذا تجيب رئيس الكهنة؟ فأجابه يسوع: إن كنتُ أخطأت في الكلام، فقل لي أين الخطأ؟ وإن كنت أصبت، فلماذا تضربني ؟)( ).
لقد فتح المسيح فاه مرات ومرات ودافع عن نفسه بجدارة فبطلت نبوة اشعياء وبطل استشهاد متى بها.
إنّ دفاع المسيح عن نفسه في هذا النصّ يعصف بادّعاءات متّى وإشعياء، فيما إذا كان المسيح فتح فاه أو لا، ودافع عن نفسه أم بقي ساكتًا !، ألم يطّلع متّى على تلك الكلمات، أم أنّها وردت من المسيح كتابيًّا، وليس شفهيًّا ليقال إنّه لم يفتح فاه !؟
ولنتأمّل حجج المسيح في دفاعه عن نفسه، إنّه يخبر رئيس الكهنة بأنّه ليس عنده ما يخيفه، لأنّ دعوته واضحة ومعلنة، فهو يدعو النّاس للعمل بالنّاموس وعبادة الله لا شريك له، فأيّ محاولة لإيذائه ستكون بلا ريب محاربة للدّين وعدوانًا على الله، وعندما لطمه ذلك الجنديّ دافع المسيح عن ذاته ورفض أن يُضرب من غير ذنب، وإذا كان المسيح يعلم أنّه سيموت ويعدم، فما فائدة العناء في الردّ على لطمة جنديّ؟.
إنّ المسيح رجل يحبّ الحياة، كما نحبّها، وتأخذه الغيرة على نفسه ويتأثّر نفسيًّا ووجدانيًّا للطمة فضلاً عن صلب وإعدام، ولا غرابة في ذلك لمن علم أنّ المسيح رجل أرسله الله لهداية البشريّة يصيبه ما يصيب النّاس، ويتألّم كما يتألّم النّاس، وليس إلهًا يتلقّى اللكلمات واللّطمات من جنديّ حقير.
وفي مشهد آخر داخل محكمة أخرى لدى بيلاطس، فتح المسيح فاه مرّات ومرّات مدافعًا عن حقّه في الحياة، واعتبر نفسه بريئًا من كلّ تهمة ألصقت به (فعاد بيلاطس إلى قصر الحاكم ودعا يسوع وقال له: أأنت ملك اليهود؟ فأجابه يسوع: هذا من عندك، أم قاله لك آخرون، فقال بيلاطس: أيهوديّ أنا !؟ شعبك ورؤساء الكهنة أسلموك إليّ فماذا فعلت؟ أجابه يسوع ما مملكتي من هذا العالم، لو كانت مملكتي من هذا العالم، لدافع عنّي أتباعي حتّى لا أسلَّم إلى اليهود، لا، ما مملكتي من هنا، فقال بيلاطس: أملِك أنت، إذن؟ أجابه يسوع: أنت تقول إنّي ملك، أنا وُلدت وجئت إلى العالم حتّى أشهد للحقّ، فمن كان من أبناء الحقّ يستمع إلى صوتي، فقال له بيلاطس: ما هو الحقّ؟، قال هذا وخرج ثانية إلى اليهود وقال لهم: لا أجد سببًا للحكم عليه)( ).
وعلى الرّغم أنّ اليهود ورؤساءهم اتّهموا المسيح بتهم سياسيّة باطلة وأحضروا شهود زور، وأوغروا صدر بيلاطس عليه، وورّطوه بتهم تتعلّق بأمن الدّولة، مثل ادّعائه الملك على اليهود، ومحاولته التمرّد على السّلطة الرّومانيّة، والثّورة على الأوضاع في فلسطين، وهي تُهم يعاقب بها السّلاطين والملوك عادة بالإعدام أو السّجن المؤبّد على الأقلّ، إلاّ أنّنا نرى بيلاطس ينصت إلى دفاع المتّهم، وينظر في حججه فيقتنع مرّة بعد مرّة ببراءته، حتّى إنّه رفض بشدّة صلب المسيح (ها أنا أخرجه إليكم لتعرفوا أنّي ما وجدت شيئًا للحكم عليه)( )، وإضافة إلى تلك التّهم الخطيرة زادوا عليها تهمًا دينيّة كادّعاء المسيح الألوهيّة أو بنوّة الله، أو التّجديف على الله .. إلخ، ولكنّ المسيح أقنع بيلاطس مرّة تلو أخرى ببراءته من تلك الاتّهامات الملفّقة، فقال بيلاطس: (أي شرّ فعل هذا الرّجل لا أجد عليه ما يستوجب الموت فسأجلده وأخلي سبيله)( )، لكنّ اليهود رفضوا، وأبوا إلاّ أن يصلب (فلمّا رأى بيلاطس أنّه ما استفاد شيئًا، بل اشتدّ الاضطراب أخذ ماءً و غسل يديه أمام الجموع وقال: أنا بريء من دم هذا الرّجل الصّالح !دبّروا أنتم أمره)( ).
لو كان المسيح ساكنًا صامتًا مغلق الفم، فهل تراه يقنع سكوته بيلاطس! لقد دافع المسيح عن نفسه وردّ التّهم جميعها، ممّا جعل بيلاطس يقتنع تمام الاقتناع بصلاحه، وكونه ضحيّة لليهود، فحاول إنقاذه عدّة مرّات، ولو كان المسيح يريد حقيقة الموت على يد بيلاطس بإيعاز من اليهود، فلماذا لم يسكت في تلك المحاكمات، ولماذا يدافع ويتكلّم، ولماذا لم يقرّ بالتّهم فيريح ويستريح!؟
لماذا لم يقلها مدويّة لبيلاطس، 'نعم أنا ملك اليهود جئت لأخلّص الشّعب الإسرائيليّ من اضطهاد الرّومان، نحن لا نريدكم في بلادنا، عودوا من حيث جئتم أيّها الرّومان الكفّار المستعمرون'، فحينها سيأمر بيلاطس بإحضار المقصلة ليرى رأس المسيح يطير في الهواء بلا انتظار ولا تضييع وقت، لكنّ المسيح أخفى تلك التّهم، التي كان بعضها صحيحًا – في زعم الأناجيل –( ) ويستمرّ في إصراره على لعب لعبة "السّارق والشّرطيّ ".
لقد بدأت أشعر أنّ الحديث عن الكفّارة طال عمّا توقّعته وما يزال في جعبتي الكثير، لكن سأعمل على اختصار ما تبقّى، وأنتقل مباشرة إلى يوم "الجمعة الحزين"، وإلى المسيح وهو على الصّليب، في تلك اللّحظات المثيرة، في آخر السّاعات بل الدّقائق بل الثّواني يتلفّظ المسيح بكلمات قليلة أثبت فيها أنّه ضحيّة مؤامرة شارك فيها الثّالوث 'الله واليهود والرّومان' وليس للمسيح فيها ناقة ولا جمل.
كلمات عصفت بالخطيئة والكفّارة والفداء والتجسّد.
كلمات كشفت أدران القساوسة.
كلمات فضحت تعاليم الإنجيل والكنيسة.
فما هي تلك الكلمات؟
قال متّى: (وعند الظّهر خيّم على الأرض كلّها ظلام حتّى السّاعة الثّالثة، ونحو السّاعة الثّالثة صرخ يسوع بصوت عظيم: إيلي، إيلي لماذا شبقتني؟ أي إلهي، إلهي لماذا تركتني؟)( )، في حزن وكآبة وضجر يصرخ المسيح بصوت عظيم قائلاً لماذا تركتني !؟
إلهي لماذا تركتني أموت !؟
لماذا تركتني أقتل على يد اليهود، أنا الذي لم أعمل خطيئة !؟
لماذا تركتني لهذا المصير، وتلك النّهاية!؟
لماذا تركتني وحدي أتعذّب وأتألّم، أنا الذي مجّدتك !؟
لماذا تركتني، أنا ابنك الوحيد، فأين رحمتك بابنك !؟
لماذا تركتني أصلب بغير ذنب ارتكبته !؟
لماذا تركتني أُقتل، لا أريد أن أموت من أجل أحد ولا كفّارةً
عن أحد.
أريد أن أعيش، أريد أن أعيش …
"إلهي لماذا تركتني" كلمات تتحدّث بنفسها عن نفسها لتخبرنا بأنّ "صلب المسيح كفّارة عن خطيئة البشريّة" أكبر أكذوبة في التّاريخ، وأخطر خرافة أضلّت الملايين من البشر بدل إنقاذهم من الشرّ.
(وعند الظّهر خيّم على الأرض كلّها ظلام حتّى السّاعة الثّالثة)( )، ثمّ (انشق حجاب الهيكل شطرين من أعلى إلى أسفل، وتزلزلت الأرض وتشقّقت الصّخور وانفتحت القبور، فقامت أجساد كثير من القدّيسين الرّاقدين، وبعد قيامة يسوع، خرجوا من القبور ودخلوا إلى المدينة المقدّسة وظهروا لكثير من النّاس)( )، لقد ختمت الظّلمة وانشقاق الهيكل والزّلزال… مشهد الصّلب وكأنّ هذه الأحداث المريعة جاءت لتعبّر عن فرحة وسرور ورضى الله بموت ابنه الوحيد، وتُعدّ الفرحة الغامرة بالزّلازل والظّلمة وانشقاق الصّخور، بدل تفتح الورود وزقزقة العصافير، ونسيم فجر جديد .. سابقة في عالم السّرور والرّضى! و راح التّلاميذ والنّساء يعبّرون عن فرحتهم بإنقاذ البشريّة بتلك السّابقة على غرار فرحة ربّهم ! يقول الكتاب المقدّس: (وتبعه جمهور كبير من الشّعب ومن نساء كنّ يلطمن صدورهنّ وينحن عليه)( )، (وبعدما قام يسوع في صباح الأحد، ظهر أوّلاً لمريم المجدليّة( ) التي أخرج منها سبعة شياطين، فذهبت وأخبرت تلاميذه وكانوا ينوحون ويبكون)( )، ويبدو أنّ النّساء والتّلاميذ لم يكونوا قد علموا بضرورة موت المسيح، وقتل المسيح على يد الرّومان بإيعاز من اليهود، هؤلاء الذين يحار المرء أين يضعهم، في زمرة القتلة والمجرمين والكفّار الطّالحين، لصلبهم المسيح ظلمًا وعدوانًا أم في زمرة المتّقين الصّالحين لتنفيذهم أمر الله ومراده !
لقد يسّر اليهود خلاص العالم ونفّذوا خطّة الله الأزليّة في صلب المسيح، فهل يا ترى كان الله راضيًا عنهم أم ناقمًا؟ لا شكّ أنّه لا بدّ من تقديم الشّكر لهم على هذه الخدمة الجليلة التي أسدوها للإنسانيّة، لكنّ النّصارى ينسون هذا الجميل ويُصرّون على لعن اليهود وتحميلهم جريمة اغتيال المسيح !؟
عجبًا للمسيح بين النّصارى
أسلموه إلى اليهود وقالوا
فإذا كان ما يقولون حقًّا
حين خلى ابنه رهين الأعادي
فلئن كان راضيًا بأذاهم
وإذا كان ساخطًا فاتركوه
وإلى أيّ والد نسبوه
إنّهم بعد قتله صلبوه
فسلوهم أين كان أبوه ؟
أتراهم أرضوه، أم أغضبوه !
فاشكروهم لأجل ما فعلوه
واعبدوهم لأنّهم غلبوه
أمّا نصوص الإنجيل فهي تنطق بالحقد والضّغينة واللّعنة على أولئك الذين أسلموا المسيح للموت؛ يقول المسيح: (ويل لذلك الرّجل الذي به يُسلم ابن الإنسان، كان خيرًا له لو لم يولد)( ).
أيّها المسيح أتدري أنّه لو لم يولد يهوذا الإسخريوطي الذي أسلمك لليهود من أجل ثلاثين من الفضّة، فمن يسلمك إذن للموت عنّا وعن خطايانا؟، أيّها المسيح أتدري ما معنى قولك عن يهوذا "الويل له"؟، لقد سهّل وصولك للصّليب لفدائنا، ألم يكن من المناسب شكره لفضله علينا؟ فإذا كان الخير ليهوذا ألاّ يولد، أليس من الخير أن يسلمك من أجلنا، فأيّ خير أفضل من الثّاني ! !؟، لماذا تحمل – أيّها المسيح – يهوذا الإسخريوطي كلّ هذا الوزر وهو "أداة خلاصنا"، هل يعقل أن يلعن المريض الدّواء المرّ، ويقول خيرًا له لو لم يخترع !؟، ثمّ ما معنى قولك لبيلاطس: (أمّا الذي أسلمني إليك فخطيئته أعظم من خطيئتك) ؟( ).
لم أعد – أيّها المسيح – أفهمك، فمرّة تريد أن تموت من أجلنا ثمّ تخطئ من يعين على موتك لأجلنا، كيف أوفّق بين الأمرين، رويدًا ارفق بعقلي، الذي يلهث وراء تساؤلاتي العديدة ولا يكاد يدركها.
أيّها المسيح، ألم يكن الله قادرًا على صلبك دون توريط اليهود والرّومان ويهوذا الإسخريوطي، الذي تلقّى العقاب بدل الإحسان من جانبك؛ إذ (إنّه وقع على رأسه وانشقّ من وسطه واندلقت أمعاؤه كلّها…)( )*.
لقد كلَّ عقلي عن مجاراة البحث في متاهات الكفّارة والفداء، وبدأت أشعر أنّ الموضوع يحتاج إلى مجلّد أو أكثر، وأعمل على اختصار بعض ما تبقّى من الملاحظات وليس كلّها.
إنّ الله تجسّد في المسيح، فأصبح المسيح أقنومًا من الأقانيم الثّلاثة التي تُدعى الثّالوث، وإن المسيح إله كامل وإنسان كامل… فعلى أيّ أقنوم من الثّالوث وقع الصّلب: على الأب، أم الابن أم الرّوح القدس!؟ سيقول النّصارى: إنّ الصّلب وقع على الأقنوم الثّاني وهو المسيح ابن الله، لكن الابن "المسيح" جزء من الثّالوث الذي لا ينفصل عن الأقنومين الآخرين، وبموت الأقنوم الثّاني يموت الجميع، أي يموت الثّالوث كلّه، وسيقول بعض النّصارى أنّ للمسيح طبيعتين لاهوتيّة وناسوتيّة، والصّلب وقع على الجانب النّاسوتيّ، وهذا الذي أريد الوصول إليه.
ما معنى الجانب النّاسوتيّ؟ فالمسيح كان إلهًا تامًّا وإنسانًا تامًّا، والصّلب وقع على المسيح باعتباره إنسانًا تامًّا، وكان من المفترض، حتّى لا ننسى، أن يكون الفادي إلهًا طاهرًا من الخطيئة الأصليّة، لكنّ الله فشل عندما صلب ناسوت المسيح "الإنسان التّامّ والكامل "، ويكمن وجه الفشل في كون هذا الإنسان مدنّسًا بالخطيئة؛ لأنّها انتقلت إليه من أمّه مريم، فيكون بذلك قد مات إنسان من أجل إنسان وهذا مرفوض، ولم يكن هناك داع للتجسّد فقتلت المسألة نفسها بنفسها، ونستنتج أنّ خطايانا للأسف لم ترفع، واللعنة باقية في أعناقنا، لأنّ الذي مات من أجلنا كان مخطئًا حسب الجسد مثلنا، وكنّا نأمل بموت الله الطّاهر، وليس الجسد، ناموس الله، الإنسان التّامّ المدنّس بالخطيئة كبقيّة أبناء جنسه، مما يعني أن المسيح مات عبثا.
ويقول بعضهم إنّ الله طهّر مريم من الخطيئة الأصليّة قبل إرسال المسيح إلى رحمها ! ولا دليل على هذا التّطهير، ثمّ لو كان الله قادرًا على تطهير بعض خلقه كما فعل مع مريم، بلا كفّارة ولا صلب ولا دم، فلماذا لم يفعل ذلك مع بقيّة البشريّة!؟
ونصيحتي لقساوسة النّصارى أن يعترفوا بأخطائهم، ويُذعنوا للحقّ بدل أن يتخبّطوا في الدّفاع والردّ بأيّ كلام، ممّا يجعل دفاعاتهم وردودهم تنقلب عليهم، وتكون حجّة أخرى على ضلالهم وتهرّبهم من سلطان العقل وقانون المنطق.
- أين ذهب المسيح بعدما صُلب؟
يجيبنا الإنجيل بجواب مذهل ومحيّر يدلّ على خبث بولس والمحرّفين لكلمة الله، يقول بولس: (المسيح افتدانا من لعنة النّاموس، إذ صار لعنة لأجلنا لأنّه مكتوب ملعون كلّ من عُلّق على خشبة)( ).
قال القسّ جواد بن ساباط: »كما أنّ المسيح مات لأجلنا ودفن، فلا بدّ أن يعتقد أنّه دخل جهنّم«، وزاد الرّاهب فيلبس كودانوس: »يسوع الذي تألّم لخلاصنا و هبط إلى الجحيم ثمّ في اليوم الثّالث قام من بين الأموات«.
ويذكر القساوسة استنادًا لرسالة بطرس في قوله: (الذي فيه أيضًا ذهب ليكرّز للأرواح التي في السّجن)( )، أنّ المسيح مكث في جهنّم ثلاثة أيّام، استغلّ فيها فرصة وجوده هناك ليدعو الذين ماتوا ودخلوا جهنّم ولم يكونوا قد آمنوا به ! !
ويقول القدّيس كريستوم: »لا ينكر نزول المسيح إلى الجحيم إلاّ الكافر«، فهل وصلت الجرأة بالنّصارى أن يؤمنوا بلعن المسيح "ربّهم ومخلصهم"، وإدخاله جهنّم إلى جوار فرعون والكفّار الآخرين!؟ نحن لا نؤمن بذلك، لأنّ المسيح من الصّالحين الذين وعدهم الله بالجنّة، وإذا كان الفادي المخلص ملعونًا فليت شعري كيف يقدر ملعون أن يفدي غيره من الملاعين !؟، وببساطة فإن بولس في هذه الآية يقول صراحة إنّ الله ملعون.
- من العادة أنّنا نقول عن الكريم إنّه كريم إذا قدّم أمواله وخدماته وضيافته للنّاس بمحض إرادته وعن طواعية، أمّا إذا أُخذ المال منه بالقوّة فهل يقال عنه كريم!؟ كذلك حتّى يقال عن صلب المسيح إنّه كان تضحية فلا بدّ أن يكون في موضع قوّة، لا أن يُجبر على التّضحيّة وهو راغب عنها؛ جاء في الإنجيل (لأنّه وإن كان صلب المسيح عن ضعف …)( )، فالذي يصلب عن ضعف أيحقّ أن يقال عنه بذل، وأعطى، وضحّى، لقد صلب المسيح وفق هذا النصّ الإنجيليّ حين ضعفه، رغم أنفه، فكيف يمكن التّوفيق بين الصّلب فداء والصّلب قسرًا !؟
- إذا كان الله يريد أن يخلّص البشريّة بكفّارة، فلماذا لم يبذل نفسه فدية، بتقديم الأقنوم الأوّل "الأب" إلى الصّلب بدلاً من إجبار الأقنوم الثّاني "الابن" على تلك الكفّارة التي رفضها، لقد كانت قضيّة الكفّارة محلّ اختلاف بين الأقنوم الأوّل والثاني، ممّا جعل الثّالوث في حيرة من أمره، فالأقنوم الأوّل "الأب" قاتل والأقنوم الثّاني "الابن" ضحيّة والأقنوم الثّالث "الرّوح القدس" أطرش في الزفّة !( ).
- إنّ المدّة الزّمنيّة بين آدم والمسيح ليست بالقصيرة، وقد عاش خلالها ملايين البشر على أقلّ تقدير، فأين كانت رحمة الله خلال تلك المرحلة الطّويلة، لماذا تركهم بلا فداء ولا خلاص، هل كانت هذه الفترة فترة حيرة بين العدل والرّحمة عند الله أم فترة تفكير في إيجاد مخرج للأزمة بينه وبين الإنسان!؟
- لقد رفع المسيح الخطيئة الحقيرة "الأكل من الشّجرة" فكيف بالأخطاء الأخطر والأعظم: كالإلحاد وسبّ الإله، والإشراك به وعدم التّصديق بوجوده، وقتل ابن الله… كيف تكفّر خطايا الزّندقة والهرطقة، وهي كما ترى أعظم بكثير من أكل ثمرة من شجرة ممنوعة، كيف تكفّر خطايا الزنا، والشّذوذ والاغتصاب والقتل والاختلاس والاستعمار والإمبريالية والعنصريّة، التي يضرب نصارى الغرب بها الرّقم القياسيّ !؟
- إذا كانت هذه الخطايا كلّها قد غفرت بموت المسيح على الصّليب فما فائدة المعموديّة، وسرّ الاعتراف للقسّ بالآثام والأخطاء، وما فائدة صلاة النّصارى إلى اليوم في كلّ مجلس " أبانا الذي في السّماء … اغفر لنا ذنوبنا " ؟.
- ألم يكن من الأفضل والأعقل والأقرب إلى الأفهام أن يقول الله – والله محبّة – إلى عباده: اذهبوا فقد غفرت لكم على نحو ما جاء في القرآن: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنّ الله يغفر الذّنوب جميعًا إنّه هو الغفور الرّحيم الزّمر 53.
لقد رفع الله – بزعم النّصارى – الخطيئة عن البشريّة بصلب المسيح، والحقّ أنّه أوقعها في خطيئة أعظم، فالدّعوة للإيمان بالخطيئة الأصليّة، خطيئة في حدّ ذاتها لا تقلّ ضررًا عن سابقتها، وجعل الإيمان بموت المسيح أو الله أو أحد أجزائه، كفّارة عن تلك الخطيئة الأسطوريّة، خطيئة أخرى تحتاج إلى كفّارة أعظم!!.
التّثـليــــــث
رغبة في الاختصار ونفورًا من التّطويل لم أشأ الدّخول في متاهات شديدة الوعورة والظّلمة ترتبط بموضوع التّثليث، ومن تلك المتاهات ألوهيّة المسيح وبنوّته، وطبيعة الله اللاّهوتيّة والنّاسوتيّة .. إلخ، رغم أهمّيّة تلك المواضيع وعلاقتها الوطيدة بعقيدة التّثليث، وعدم رغبتي في دخول تلك المتاهات هو لشعوري أنّ البحث حينها سيطول جدًّا، وسيتشعّب ممّا يخرجه عن الهدف من وضعه؛ ذلك أنّ الهدف من كتابي ليس أن يصنّف ضمن الدّراسات العلميّة المتقدّمة، فيكون في متناول الباحثين المتخصّصين فقط، وإنّما الغاية منه أن يكون رسالة إعلاميّة سريعة يصل إليها النّصرانيّ العاديّ، ورجل الشّارع، دون أن يثقل كاهله كتابي إضافة إلى مشاغله اليوميّة، ومن ثمّ فضّلت التّعبير عن مناقضة التّثليث للعقل ومصادمته لكلّ منطق وعلم وتفكير بشريّ ببعض هذه الخواطر، وأعترف للقارئ أنّي وجدت صعوبة بالغة في اختياري النّقطة التي أنطلق منها في حديثي عن التّثليث، فمن أين أبدأ؟
التّثليث أهمّ اعتقاد يؤمن به النّصارى، فلا خلاص ولا غفران ولا دخول للجنّة إلاّ بالإيمان بأنّ الله هو ثلاثة أقانيم: الأب، الابن، الرّوح القدس، وهؤلاء الثّلاثة – في نظر النّصارى – ليسوا ثلاثة بل هم واحد، فالأب إله تامّ، والابن إله تامّ، و الرّوح القدس إله تامّ، لكنّ هؤلاء الآلهة التّامين ليسوا ثلاثة آلهة بل هم إله واحد تامّ!!
أنا أعلم أنّك – أيّها القارئ – لا تفهم شيئًا ممّا أقوله، لكن اعذرني فهذا قول القساوسة، هم ثلاثة آلهة… لكن يستدركون فيقولون لكنّهم واحد، وهو إله واحد، لكن يستدركون فيقولون لكنّهم ثلاثة آلهة، ثلاثة في الواحد وواحد في الثّلاثة!
وإذا كان من واجبي كباحث في هذا الموضوع أن أشرح لك هذا الكلام، فأعتذر إليك مسبقًا بقولي: "إنّ فاقد الشّيء لا يعطيه"؛ لأنّي كسائر علماء اللاّهوت ورجال الدّين والفلاسفة والمفكّرين لم أصل لغاية السّاعة لشرح أو فهم لذلك الكلام !
والتّثليث عند المسلمين كفر بالله لقد كفر الذين قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة وما من إله إلاّ إله واحد وإن لم ينتهوا عمّا يقولون ليمسّنّ الذين كفروا منهم عذاب أليم المائدة 73.
وهي عند الفلاسفة والمفكّرين أكبر خرافة في هذا الكون، جاء في مجلّة التّايم عدد 4 سنة 1966، ص 57، "إنّ الكتاب المقدّس – بما فيه من خطيئة وكفّارة وتثليث – هو أكبر مجموعة من الخرافات في تاريخ الحضارة الغربيّة ".
وهي عند المؤرّخين وعلماء مقارنة الأديان حلقة من حلقات الوثنيّة التي بدأت منذ فجر التّاريخ.
أمّا عند القساوسة والكنيسة فهي سرّ ولغز مقدّس! لا يمكن فهمه في هذه الدّنيا ولا تصوّره على حقيقته، جاء في أحد المجامع الكنسيّة، وهو مجمّع لاتيران، الذي عقد سنة 1315 م [ إنّنا نؤمن إيمانًا جازمًا من أعماق قلوبنا بأنّ هناك إلهًا واحدًا خالدًا لا نهائيًّا لا يحول ولا يزول، إلهًا لا نفهمه، عظيمًا لا يمكن التّعبير عنه: الأب والابن وروح القدس ..] ويقول القسّ بوطر بعد استعراضه عقــيدة التّثليث: » قد فهمنا ذلك على قدر طاقة عقولنا ونرجو أن نفهمه فهمًا أكثر جلاء في المستقبل، حيث ينكشف لنا الحجاب عن كلّ ما في السماوات والأرض، وأمّا في الوقت الحاضر ففي القدر الذي فهمناه الكفاية«.
ولننتقل الآن إلى تعريفات النّصارى للثّالوث وما هو المفهوم الذي يولونه لهذا المصطلح؛ يقول القسّ سامي حنا غابريال في كتابه (الله واحد أم ثالوث؟): » المسيحيّة تعلم أنّ الله الذي لا شريك له هو واحد في الجوهر موجود بذاته، ناطق بكلمته، حيّ بروحه، و يمكن أن نقول إنّ الله واحد في ثلاثة أقانيم والثّلاثة هم واحد، هم الله، دون انفصال أو تركيب، متساوون، إنّهم جميعًا الله، وكلّ أقنوم منهم هو الله، وهو ما تعلنه المسيحيّة بوضوح، الله موجود بذاته "الأب"، الله ناطق بكلمته "الابن" الله حيّ بروحه "الرّوح القدس"… والأقانيم الثّلاثة: الأب والابن والرّوح القدس واحد في الجوهر متساوون في كل شيء، في السرمدية ( الأزلية والأبدية ) وفي القدرة وفي كل ما يخص الله الواحد«.
يقول الأب بولس إلياس اليسوعي في كتابه ( يسوع المسيح ): من الناس من يقولون لماذا يا ترى إله واحد في ثلاثة أقانيم؟ أليس من الأفضل أن يقال إله واحد وحسب؟ لكننا إذا اطلعنا على كنه الله لا يسعنا إلا القول بالتثليث، وكنه الله محبة، ولا يمكن إلا أن يكون محبة، ليكون الله سعيدا، فالمحبة هي مصدر سعادة الله، ومن طبع المحبة أن تفيض وتنتشر على شخص آخر فيضان الماء وانتشار النور، فهي إذن تفترض وجود شخصين على الأقل يتحابان، وتفترض مع ذلك وحدة تامة بينهما، وليكون الله سعيدا، ولا معنى لإله غير سعيد، وإلا انتفت عنه الألوهية، كان عليه أن يهب ذاته شخصا آخر يجد فيه سعادته ومنتهى رغباته، ويكون بالتالي صورة ناطقة له.
ولهذا ولد اللهُ الابن منذ الأزل نتيجة لحبه إياه ووهبه ذاته، ووجد فيه سعادته ومنتهى رغباته وبادل الابنُ الأب هذه المحبة ووجد فيه هو أيضا سعادته ومنتهى رغباته، وثمرة هذه المحبة المتبادلة بين الأب والابن كانت الروح القدس، هو الحب إذن يجعل الله ثالوثا وواحدا معا…ولا يصح أن يكون هذا الكائن الذي حبس اللهُ الأبُ محبته عليه إلا الابن، ولو كان غير الابن، ولو كان خليقة غير محدودة، بشرا أو ملاكا، لكان الله بحاجة إلى من دونه كمالاً، وعُدّ ذلك نقصًا في الله والله منزّه عن النّقص، فتحتّم إذًا على الله والحالة هذه أن يحبس محبّته على ذاته فيجد فيها سعادته؛ لهذا يقول بولس الرّسول: إنّ الابن هو صورة الله غير المنظور… ليس الله إذًا كائنًا تائهًا في الفضاء، منعزلاً في السّماء، لكنّه أسرة مؤلّفة من أقانيم ثلاثة تسودها المحبّة، وتفيض منها على كلّ الكون براءته، وهكذا يمكننا أن نقول إنّ كنه الله يفرض هذا التّثليث «.
إنّ هذا التّفكير وإن كان يثير السّخريّة إلاّ أنّه منتشر جدًّا بين رجال الكنيسة، فهم يرون أنّ الله يجب أن يكون كائنًا مركّبًا حتّى يستطيع ممارسة صفاته الأزليّة كالسّمع والبصر والمحبّة وغيرها؛ أي أنّ الله قبل خلق العالم لم تكن صفاته معطّلة، لأنّه كان يمارس تلك الصّفات مع نفسه أو مع ابنه، لذلك وُجد الثّالوث كضرورة، لأنّه لو قلنا إنّ الله لم يكن يمارس صفاته وأفعاله قبل خلق العالم ثمّ مارسها بعد خلق العالم لحكمنا على صفات الله وأفعاله بأنّها كانت معطّلة، وعلى الله بالتغيّر من حالة إلى حالة، وهذا مستحيل لأنّ الله لا يتغيّر.
يقول القسّ سامي غابريال: » إذا كان الله محبًّا، سميعًا، عليمًا.. ناطقًا.. وأنّه غير متغيّر فماذا عن قبل الخلق؟ هل كانت صفات الله موجودة؟ نعم فهو غير متغيّر … وإن كان الله ناطقًا محبًّا، قبل أن يخلق.. فمع من كان يمارس صفاته وأعماله؟ هل كانت عاطلة… قبل خلق العالم… ثمّ صارت عاملة بعد الخلق؟ كلاّ و لو أنّ الله مطلق الوحدانيّة في الجوهر؛ فقبل أن يخلق ما معنى إذا سميع.. ناطق.. محبّ.. إذًا لا يمكن أن تكون وحدانيّة الله وحدانيّة مطلقة، مجرّدة، بل لا بدّ أن يكون الله الواحد في الجوهر جامعًا في وحدانيته، وبذلك يمارس صفاته بينه وبين نفسه لا بالوحدانيّة المجرّدة بل بوحدانيّته الجامعة الشّاملة الواحدة، وحيث أنّ صفات الله لا يمكن أن تكون قائمة في ممارستها إلاّ بين كائنين، أو أكثر أو بين عاقلين أو أكثر… وبما أنّ الله مع وحدانيّته وتفرّده بالأزليّة وعدم وجود تركيب فيه… كان يمارس الصّفات الإلهيّة بينه وبين ذاته… إذًا فوحدانيّة الله مع عدم وجود تركيب فيها هي وحدانيّة ليست مجرّدة، بل وحدانيّة من نوع لا مثيل لها في الوجود يمكن أن نسمّيها الوحدانيّة الشّاملة أو الجامعة «. وهي ما دعاها هذا القسّ وسمّتها الكنيسة وحدانيّة الثّالوث.
لقد أوردت كلام القساوسة السّابقين على طوله ليعرف النّصارى وغيرهم مقدار تفكير القسس والحجج التي يستندون إليها لتجويز الاعتقاد بالثّالوث، وإنّ هذا الاحتجاج السّخيف جدًّا ينقلب ضدّ القسس وضدّ الكنيسة وضدّ عقيدة التّثليث؛ إذ لو اعتقدنا أنّ صفات الله وأفعاله يجب أن تكون موجودة قبل خلق العالم وأنّ تلك الصّفات تمارس بين الأقانيم الثّلاثة وجب علينا إذًا أن لا نقتصر على الأمثلة التي يضربها القساوسة عن الصّفات الإلهيّة بل وجب التّعميم على جميع الصّفات والأفعال الإلهيّة، وهنا أتساءل أليست من صفات وأفعال الله الخلق وأنّ الله خالق؟ ستقولون بلى، وأقول هل كانت صفة الخلق معطّلة قبل خلق العالم ؟، ستقولون كلاّ.
وسأقول فإذن مع من كان يمارس صفة الخلق؟
لا شكّ وفق تفكيركم السّابق أنّ الله كان يمارسها مع نفسه أو ابنه أو مع الثّالوث 'الوحدانيّة الشّاملة كما يسمّيها القسّ غابريال'، فهل يمكن أن تشرحوا لنا كيف كان يمارس الله صفة وفعل الخلق مع نفسه أو ابنه أو ثالوثه، هل كان الله يخلق ذاته؟ فإذًا الله مخلوق ! هل خلق الله الابن؟!، لكنّ الكتاب المقدّس يقول عن الابن مولود غير مخلوق !، ماذا كان الله يخلق قبل خلق العالم حتّى يقال عنه خالق، وإنّه يملك صفة الخلق العاملة المعطّلة! ؟ أرأيتم أنّكم أيّها القساوسة تتورّطون في دفاعات متخبّطة عشوائيّة توقعكم في ورطات لا مخرج منها؟ وهذا مثال واحد عن صفة واحدة ضربته لكم فكيف بعشرات، بل بمئات الصّفات والأفعال التي تُنسب إلى الله؟
نعود الآن إلى الأقانيم الثّلاثة، ما معنى كلمة أقنوم؟
يقول النّصارى إنّ "الأقنوم" كلمة سريانيّة تعني كلّ ما تميّز عن سواه دون استقلال، وفي موضوع الثّالوث تعني وجود ثلاثة أشخاص متّحدين دون امتزاج ومتميّزين دون انفصال.
نسأل النّصارى هل لكم أن تضربوا لنا مثالاً واحدًا في هذا الكون "غير الثّالوث" يصدق عليه مصطلح الأقنوم،… لن تستطيعوا ذلك لأنّ المعنى 'المفبرك' الذي أضفيتموه على مصطلح الأقنوم لا تقبله العقول؛ لذا لا يصدق على أيّ مثال واقعيّ مادّيّ أو معنويّ، ثمّ لماذا يرد هذا المصطلح الفريد من نوعه بالسّريانيّة دون اللّغات الأخرى كالعبريّة مثلاً وقد كانت لغة العهد القديم؟ ألم يكن لذلك المصطلح وجود حينها؟ ثمّ لماذا لم يرد هذا المصطلح في العهد الجديد؟!
وأخاطب الآن نصارى العرب، ما هي ترجمة مصطلح أقنوم إلى العربيّة؟ ستقولون عجزت اللّغة عن إيجاد مصطلح مطابق للمعنى الذي ورد بالسّريانيّة، فيا سبحان الله ! اللغة العربيّة الغنيّة بمصطلحاتها والثّريّة بمترادفتها تعجز أمام السّريانيّة !، اللغة العربيّة التي تحتوي على عشرات المفردات المترادفة لمعنى واحد عاجزة أن تجد كلمة تعبّر بها عن أهمّ شيء في هذا الكون وهو الله أو أحد أجزائه !
مع ذلك نرى في بعض كتب النّصارى محاولات لترجمة قريبة، مع كونها منتقدة من النّصارى أنفسهم لإيحائها بالشّرك؛ فممّا قيل عن الأقانيم أنّها: خواصّ، صفات، أجزاء، أشخاص، أعضاء، أطراف، أقسام، أشياء، عناصر، تعينات … إلخ.
ولمّا استعصى فهم مصطلح الأقانيم راح رجال الكنيسة يضربون للثّالوث الأمثال ليقربوا معناه للأفهام، فقال بعضهم إنّ الثّالوث كالشّمس متكوّنة من ثلاثة أجزاء: القرص، الحرارة، الشعاع، لكن هل القرص هو الشعاع؟ وهل القرص هو الحرارة ؟ و هل الشّعاع هو الحرارة؟ فالمثال لا ينطبق على الثّالوث لأنّ الأب هو الابن، والابن هو ذاته الرّوح القدس، والأب هو عينه روح القدس، وبعضهم يمثّل الثّالوث بالتفّاحة، لأنّها متكوّنة من شكل وطعم ورائحة، وهل الرّائحة هي التفّاحة كاملة، وهل الشّكل هو التفّاحة كاملة، وهل الطّعم هو التفّاحة كاملة؟ ولا شكّ أنّ هذا المثال يلحق بسابقه.
ويضرب سانت أغسطين مثالاً معقّدًا، وهو 'أنّ الثّالوث يشبه الدّماغ، فالدّماغ يعلم بوجود ذاته، وأداة العلم هي الدّماغ نفسه، فالعلم هو الدّماغ، والمعلوم هي الدّماغ، وأداة العلم هي الدّماغ فهي إذن ثلاث صفات لشيء واحد، لكن لا يقال إنّ الدّماغ ثلاثة'، وهذا المثال لا يستقيم؛ لأنّ الدّماغ المذكور واحد في الحقيقة وتثليثه اعتباريّ ليس حقيقيًّا، في حين أنّ النّصارى يؤمنون في الإله بالتّوحيد الحقيقيّ والتّثليث الحقيقيّ، والدّماغ كعالم ليس كائنًا متميّزًا ولا منفصلاً ولا مستقلاً عن الدّماغ كمعلوم، ولا عن الدّماغ كأداة علم؛ في حين أن أقانيم الثّالوث منفصلة عن بعضها، فالأب كائن متميّز ومستقلّ عن الابن، والابن كائن متميّز ومستقلّ عن الرّوح القدس، وروح القدس كائن متميّز ومستقلّ عن سابقيه.
وقد انتقد بعض رجال الكنيسة كلّ هذه التّمثيلات والتّشبيهات، وقالوا بعدم جواز ضرب الأمثال مهما كانت، لأنّ تلك الأمثال مخلوقة يمكن إدراكها بالعقل، أمّا الثّالوث فهو كائن غير مخلوق لذا لا يمكن إدراكه بالعقل، وأيّ تمثيل أو تشبيه هو تمثيل وتشبيه مع الفارق.
قال البوصيريّ في فضح التّثليث:
ليت شعري هل الثّلاثة في الوا
أإله مركّب!، وما سمعنا
أتراهم لحاجة واضطرار
أهو الرّاكب الحمار فيا عجز
أم جميع على الحمار لقد جلّ
أم سواهم هو الإله فما نسبة
أم أردتم بها الصّفات فلمّا
أم هو ابن الإله ما شاركته
قتلته اليهود فيما زعمتم
حدّ نقص في عدّكم أم نماء؟
بإله، لذاته أجزاء
خلطوها وما بغى الخلطاء
إله يمسّه الإعياء
حمار يجمعهم مشّاء
عيسى إليه والانتماء؟
خُصّت ثلاث بوصفه وثناء؟
في معاني النبوّة الأنبياء
ولأمواتكم به إحياء
هل ورد ذكر الثّالوث والأقانيم الثّلاثة في العهد القديم، أو على لسان الأنبياء و الرّسل الذين سبقوا المسيح؟
لم يحدث ذلك إطلاقًا ! فأسفار العهد القديم خالية من أيّ تثليث ولم تشر إلى أنّ الله مكوّن من ثلاثة أقانيم أو أجزاء، ولم يُعلم أو يُسمع أنّ الله أخبر نوحًا أو إبراهيم أو موسى أو داود أنّه إله واحد في ثلاثة آلهة؛ وإذا تصفّحت بإمعان أسفار العهد القديم فلا يمكن أبدًا أن تقع عينك على كلمة ثالوث أو على صيغة الأب والابن والرّوح القدس، كما يعتقد بها النّصارى اليوم، أليس غريبًا حقًّا ! أنّ عقيدة مثل هذه، وبهذه الأهمّيّة والخطورة، يتوقّف عليها هلاك النّاس أو نجاتهم لا نرى لها أيّ إشارة في التّوراة وكتب الأنبياء لا تصريحًا ولا تلميحًا، فلماذا؟
ألم يكن الله قد قرّرّ بعد إخبار البشر بها، أم أنّ البشر لم يكونوا في ذلك الوقت قادرين على استيعابها وإدراكها مثلما لم يستوعبها أحد حتّى الآن !؟
وإنّ الإنسان ليزداد حيرة وتعجّبًا إذا وقعت عيناه في أسفار العهد القديم المقدّسة على تفاصيل زنى داود بزوجة قائد جيشه، وتفاصيل زنى لوط بابنتيه، وتفاصيل جسد المرأة في نشيد الإنشاد لسليمان، وزنى يهوذا بكنته، وإنّ الإنسان ليملّ من تفاصيل الأعداد والأرقام والأحجام والأوزان والمسافات التي تقدّمها أسفار العهد القديم عن قبائل اليهود وأنسابهم وأملاكهم وأحصنتهم وحميرهم، ثمّ تفاصيل أبعاد هيكل سليمان.. حتّى إنّك إذا اطّلعت على بعض الأسفار وجدتها أقرب إلى دفتر الحسابات منها إلى كتاب هداية، كلّ هذه التّفاصيل ذكرت حسب النّسخة الموجودة عندي الآن في 1358 صفحة، وضاق العهد القديم فلم يفسح مجالاً لجملة واحدة عن الثّالوث يقول فيها الله مثلاً: 'أنا ثالوث مكوّن من ثلاثة أقانيم: أب وابن و روح قدس'، أليس هذا غريبًا حقًّا !؟
وفي مقابل ذلك نعثر على مئات الآيات في العهد القديم التي تصف الله بالوحدانيّة وتقرّر تفرّده بالألوهيّة والرّبوبيّة.
(اسمع يا إسرائيل الربّ إلهنا ربّ واحد)( ).
(فاعلم اليوم وردّد في قلبك أنّ الربّ هو الإله في السّماء من فوق وعلى الأرض من أسفل ليس سواه)( ).
(انظروا الآن أنا أنا هو وليس إله معي)( ).
(أنا الربّ وليس آخر، لا إله سواي)( ).
(أليس أنا الربّ ولا إله آخر غيري، إله بارّ ومخلص ليس سواي التفتوا إلي وأخلصوا يا جميع أقاصي الأرض لأنّي أنا الله وليس آخر)( ).
والآيات كثيرة وكلّها تتّفق على وحدانيّة الله، بلا ثالوثيّة أو أقنوميّة، أمّا ما يذهب إليه بعض رجال الدّين بأنّ العهد القديم لمّح إلى التّثليث في بعض الآيات فهو غير صحيح، وما يفعلونه هو لَيُّ أعناق الآيات لتطابق هواهم، لكن هيهات هيهات، وأكبر دليل على غياب التّثليث في العهد القديم هو موقف اليهود – أصحاب العهد القديم- من المسيح إذ اعتبروا أقوال المسيح الغامضة حول البنوّة والألوهيّة تجديفًا وكفرا ولذلك عارضوه أشدّ المعارضة فصلبوه في زعم الإنجيل.
أمّا في العهد الجديد فالآيات التي ذكرت عن الثّالوث قليلة جدًّا جدًّا خاصّة في الأناجيل الأربعة، ولعلّ أكثر الآيات المصرّحة بالتّثليث، والتي يعتمدها القساوسة كأساس لذلك الاعتقاد هو ما جاء في رسالة يوحنّا الأولى (فإنّ الذين يشهدون في السّماء هم ثلاثة الأب والكلمة والرّوح القدس، وهؤلاء الثّلاثة هم واحد، والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة الرّوح والماء والدم والثّلاثة هم في الواحد)( ).
إنّ هذه الآية لغز غامض! هل تعلم أيّها القارئ النّصرانيّ أنّ هذه الآية مزيّفة 'مفبركة' ملحقة بالنصّ الإنجيليّ، الأصلي وليست منه، فقد حكم كبار علماء النّصارى على هذه الآية بأنّها إلحاقيّة منهم هورن وجامعو تفسير هنري وسكات وآدم كلارك في تفسيره وغيرهم، والأسباب هي:
- أنّها لا توجد في نسخة من النّسخ اليونانيّة التي كُتبت قبل القرن
السّادس عشر للميلاد.
- أنّها لا توجد في أيّ ترجمة من التّراجم القديمة غير اللاّتينيّة.
- أنّها لا توجد في معظم النّسخ القديمة اللاّتينيّة.
- لم يتمسّك بها أحد من القدماء ومؤرّخي الكنيسة.
- إنّ البروتستانت أسقطوا الآية من كتبهم ووضعوا عليها علامة
الشكّ.
- إنّ الكاثوليك والأرثودكس بدأوا ينزعونها من الإنجيل شيئًا فشيئًا.
ولذلك اختلفت طبعات الكتاب المقدّس حول إثبات أو حذف هذه الآية فبعضها يثبتها والبعض الآخر يحذفها، نجد الآية مثلاً في الكتاب المقدّس، طبعة دار الكتاب المقدّس بالقاهرة سنة 1970: (فإنّ الذين يشهدون في السّماء هم ثلاثة: الأب والكلمة والرّوح القدس وهؤلاء الثّلاثة هم واحد)، وجاء في الكتاب المقدّس، طبعة دار الكتاب المقدّس في الشّرق الأوسط سنة 1988، (فإنّ الذين يشهدون في السّماء هم ثلاثة: الأب والكلمة والرّوح القدس وهؤلاء الثّلاثة هم واحد).
والآية ذكرت في طبعة العهد الجديد الثّانية 1980 والثّالثة 1984، وعلى طاولتي الآن ثلاث طبعات أخرى للعهد الجديد حُذفت منها الآية المذكورة منها الطّبعة الرّابعة للعهد الجديد إصدار اتّحاد جمعيّات الكتاب المقدّس سنة 1993، وكذلك طبعة 1994، للنّاشر نفسه حيث جاء في الآية: (والذين يشهدون هم ثلاثة الرّوح والماء والدم وهؤلاء الثّلاثة هم في واحد)، ونلاحظ هنا – أخي القارئ – أنّ اتّحاد جمعيّات الكتاب المقدّس الذي أشرف على طباعة العهد الجديد، وحذف الآية الدّالّة على التّثليث هو نفسه الذي أشرف على الطّبعات السّابقة التي وردت فيها الآية !.
جاء في الكتاب المقدّس العهد الجديد، منشورات دار المشرق، بيروت، الطّبعة الحادية عشرة: وهي نسخة كاثوليكيّة (والذين يشهدون ثلاثة: الرّوح والماء والدم وهؤلاء متّفقون)، وورد تعليقً على ذلك في هامش الصّفحة في بعض الأصول ما يلي: "الأب والكلمة والرّوح القدس، وهؤلاء الثّلاثة هم واحد، لم يرد ذلك في الأصول اليونانيّة المعوّل عليها، والأرجح أنّه شرح أُدخل إلى المتن في بعض النّسخ، والرّوح: الرّوح القدس، والماء: المعموديّة، الدم: دم المسيح ".
وجاء في طبعة الإنجيل كتاب الحياة ترجمة تفسيريّة للعهد الجديد، صدرت سنة 1973، (فإنّ هنالك ثلاثة شهود: الرّوح والماء والدم وهؤلاء الثّلاثة هم في الواحد)، وهناك طبعات عديدة للبروتستانت تضع الآية المذكورة بين هلالين موضّحة أنّ ما داخل الهلالين غير موجود في الأصل.
وبين يديّ الآن نسخة للكتاب المقدّس باللّغة الفرنسيّة من منشورات الاتّحاد العالميّ للكتاب المقدّس، 1982 ورد في الصّفحة الأولى لهذه الطّبعة ما يلي: Traduction oecumenique de la bible.
وفي مقدّمة هذه النّسخة جاء فيها شرح كلمة oecumenique بأنّها تعني نسخة متّفق عليها من قبل الكاثوليك والأرثودكس والبروتستانت، وقد اطّلع على النّسخة قبل طبعها عشرات المتخصّصين من الطّوائف الثّلاثة وأقرّوا جميع ما فيها، وعند بحثنا عن الآية التي نحن بصددها في رسالة يوحنّا الأولى 5: 7 نجدها قد حُذفت، وباتّفاق الطّوائف الثّلاثة وحُذفت كذلك في النّسخة الأخيرة باللّغة الإنجليزيّة!
وإن تعجب فعجبك من طبعة جديدة للإنجيل باللّغتين العربيّة والفرنسيّة، نُشرت سنة 1995، وطُبعت بحيث تكون كلّ آية باللّغة العربيّة تقابل أختها بالفرنسيّة، إلاّ أنّني ذهلت عندما وجدت الآية "المشكلة" أُثبتت بالعربيّة بين هلالين [ ] في حين لم أجد ما يقابلها بالفرنسيّة، أي حُذفت بالمرّة، فلو كان القارئ لا يفهم اللّغتين المذكورتين لما تنبّه لذلك، ولتتأكّد بنفسك أضع لك صورة عن تلك الآية المحيّرة!
وضعت الآية بين هلالين دلالة على عدم وجودها في الأصول، و الغريب أنّها في التّرجمة المقابلة بالفرنسيّة محذوفة نهائيا.
هكذا بعد قرون طويلة، بعدما كانت هذه الآية تُقرأ كجزء مُوحي به من الله يتّفق رجال الكنيسة على حذفها من الكتاب المقدّس!، إنّها أهمّ آية في التّثليث، ومع ذلك فقد توصّل الجميع إلى الاتّفاق على حذفها، ألم يقل بولس في رسالته إلى تيموثاوس (كلّ الكتاب موحى به من الله)( )، لقد تبين لكل ذي عقل أنه ليس كل الكتاب موحى به من الله، والآن بعد حذفها، هل الله هو الذي أمر بذلك! ؟.
هل الله هو الذي أمر بوضعها بين قوسين أو هلالين !؟.
هل الله هو الذي أمر بوضع الحواشي والهوامش التي تشير إلى إلحاقيّتها و"فبركتها " !؟.
ويتساءل أستاذنا أحمد عبد الوهّاب البهيدي عن المسؤول عن مصائر الملايين من النّصارى الذين هلكوا، وهم يعتقدون أنّ عقيدة التّثليث التي تعلموها تقوم على نصّ صريح في كتابهم المقدّس، بينما هو نصّ زائف دخيل؟!.
وإذا طالعنا أسفار العهد الجديد نجد عوض التّثليث عدّة آيات صريحة واضحة تقرّر وحدانيّة الله في ذاته وصفاته وأفعاله منها: (لا تدعوا لكم أبًا على الأرض لأنّ أباكم واحد الذي في السّماوات)( ).
(اذهب يا شيطان لأنّه مكتوب للربّ إلهك تسجد وإيّاه وحده تعبد)( )، وفي آية تُصرح بدخول المسيح تحت مسمى الرسالة والعبودية قول الكتاب المقدس (وهذه هي الحياة الأبديّة أن يعرفوك أنت الإله الحقيقيّ وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته)( )، ومعنى هذه الآية لا إله إلاّ الله والمسيح رسول الله، وورد كذلك (نعلم أنّه ليس وثن في العالم وأن ليس إله آخر إلاّ واحد)( )، (لكنّ الله واحد)( )، (أنت تؤمن أنّ الله واحد حسنًا تفعل)( ).
وغيرها من الآيات المتواترة، وكما نرى فإنّ آيات التّوحيد كثيرة وصريحة الدّلالة وجليّة المعنى، بينما شبهات التّثليث تكاد تكون معدومة، والموجود منها إمّا غير صريح أو أنّه 'مفبرك' لا أصل له. ودعونا الآن ننتقل إلى نقاط تالية مختصرين.
يرى النّصارى أنّ المسيح "ابن الله" أحد الأقانيم الثّلاثة المكوّنة لله، لذلك فهم يثبتون للمسيح الألوهيّة، مع أنّ أسفار العهد الجديد تتحدّث عن المسيح بأنّه وُلد من بطن مريم، اختتن، جاع، بكى، خاف، لُطم، صلّى، تألّم، صُلب، وأخيرًا مات… وغيرها ممّا لا يحدث لإله، فهل يُعقل أن يختتن الإله أو يُبصق في وجهه أو يموت ويُدفن ؟!
أعبّاد عيسى لنا عندكم
إذا كان بزعمكم إلهًا
فكيف اعتقدتم أنّ اليهود
وكيف اعتقدتم أنّ الإله
سؤال عجيب فهل من جواب؟
قديرًا عزيزًا يُهاب
أذاقوه بالصّلب مُرّ العذاب؟
يموت ويُدفن تحت التّراب؟
ولله درّ من قال:
أعبّاد المسيح لنا سؤال
إذا مات الإله بصنع قوم
وهل أرضاه ما نالوه منه؟
وإن سخط بالذي فعلوه فيه
وهل بقي الوجود بلا إله
وهل خلت الطّباق السّبع لما
وهل خلت العوالم من إله
وكيف تخلّت الأفلاك عنه
وكيف أطاقت الخشبات حمل
وكيف دنا الحديد إليه حتّى
وكيف تمكّنت أيدي عداه
وهل عاد المسيح إلى حياة
ويا عجبًا لقبرٍ ضمّ ربًّا
أقام هناك تسعًا من شهور
وشقّ الفرج مولودًا صغيرًا
ويأكل، ثمّ يشرب، ثمّ يأتي
تعالى الله عن إفك النّصارى
أعبّاد الصّليب، لأيّ معنى
وهل تقضي العقول بغير كسر
إذا ركب الإله عليه كرهًا
فذاك المركب الملعون حقًّا
يُهان عليه ربُّ الخلق طُرا
فإن عظمته من أجل أن قد
وقد فُقد الصّليب، فإن رأينا
فهلاّ للقبور سجدت طُرا
فيا عبد المسيح أفِق، فهذا
نريد جوابه ممّن وعاه
أماتوه فما هذا الإله؟
فبشراهم إذا نالوا رضاه
فقوّتهم إذا أوهت قواه
سميع يستجيب لمن دعاه؟
ثوى تحت التّراب وقد علاه؟
يدّبرها، وقد سُمرت يداه؟
بنصرهم، وقد سمعوا بكاه؟
الإله الحقّ مشدودًا قفاه؟
يخالطه، ويلحقه أذاه؟
وطالت حيث قد صفعوا قفاه؟
أم المحيي له ربّ سواه؟
وأعجب منه بطن قد حواه
لدى الظّلمات من حيض غذّاه
ضعيفًا، فاتحًا للثّدي فاه
بلازمِ ذلك، هل هذا إله؟
سيسأل كلّهم عمّا افتراه
يعظم أو يقبح من رماه؟
وإحراق له، ولمن بغاه؟
وقد شدّت لتسمير يداه
فدسّه، لا تبسّه إذ تراه
وتعبُدُه ! فإنّك من عداه
حوى ربّ العباد وقد علاه
له شكلاً تذكرنا سناه
لضمّ القبر ربّك في حشاه؟
بدايته وهذا منتهاهُ
لكنّ المشكلة أنّ النّصارى يلعبون على حبلي اللاّهوت والنّاسوت فإذا قيل لهم: المسيح إنسان، قالوا كيف يكون إنسانًا؟ ألا ترون ميلاده العجيب ومعجزاته الباهرة…؟ لا يمكن لإنسان أن يفعل ذلك إنّه إله، وإذا قيل لهم: ألا ترون كيف إختتن وضًرب وقُتل، هل يحدث ذلك لإله !؟ قالوا: إنّ ذلك وقع على النّاسوت لا اللاّهوت! وهكذا فالمسيح يظهر كمهرّج سرك بقبّعتين يضع الواحدة فيصبح إلهًا جليلاً، ثمّ يضع الأخرى فيصير في الحال إنسانًا ذليلاً !.
وإذا كان النّصارى يؤمنون بألوهيّة المسيح فإنّ الإنجيل يطفح بالآيات التي ترفض هذه الفكرة فلا تكاد تقرأ في آيات إنجيليّة إلاّ وجدتها تجعل من المسيح ابنا للإنسان، ونبيًّا مرسلاً وعبدًا لله، ولنتأمّل بعض هذه الآيات، (صعد يسوع إلى الهيكل وكان يُعلم فتعجب اليهود قائلين كيف هذا يعرف الكتب وهو لم يتعلّم أجابهم يسوع وقال: تعليمي ليس لي، بل للذي أرسلني، إن شاء أحد أن يعمل مشيئته يعرف هل هو من الله أم أتكلّم أنا من نفسي)( ).
(لم أتكلّم من نفسي لكنّ الذي أرسلني هو أعطاني وصيّة ماذا أقول وبماذا أتكلّم، وأنا أعلم أنّ وصاياه هي حياة أبديّة فما أتكلّم أنا به، فكما قال لي الأب هكذا أتكلّم)( )، لو كان المسيح هو الله أو أحد الأقانيم الثّلاثة فلماذا يعزو رسالته إذن للذي أرسله ولم يعزها لنفسه!؟ (لو كنتم تحبّونني لكنتم تفرحون لأنّي قلت أمضي إلى الأب لأنّ الأب أعظم منّي)( ).
إنّ هذه الآية ظاهرة في أنّ المسيح الابن 'الأقنوم الثّاني' أضعف من الأب، والأب أعظم من الابن بصريح العبارة، فكيف تقول الكنيسة إنّ الابن هو الأب، وإنّ أقنوم الابن يساوي أقنوم الأب؟، وهذا غير صحيح بشهادة المسيح نفسه، ألاّ ترون أنّ الأقنوم الثّاني يخبركم أنّ الأقنوم الأوّل أعظم منه، والأعظم هو دائمًا الله وما دونه في العظمة لا يستحقّ أن يًعبد أو يؤلّه.
(وسأله رئيس قائلاً: أيّها المعلّم الصّالح ما أعمل لأرث الحياة الأبديّة، فقال له يسوع: لماذا تدعوني صالحًا ؟ ليس أحد صالحًا إلاّ واحد وهو الله) ( )، قبل أن يجيب المسيح السّائل صحح له معتقدًا هامًّا وهو أنّ الصّلاح الكامل صفة للّه لا يشاركه فيها النّاس حتّى المسيح نفسه، ولو كان المسيح هو الله أو أحد الأقانيم الثّلاثة لما كان هناك مسوّغ لإنكار صلاحه.
(أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئًا، كما أسمع أدين ودينونتي عادلة، لأنّي لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الأب الذي أرسلني)( )، فالمسيح ينفي قدرته على فعل شيء من تلقاء نفسه، فهل تختلف مشيئة الأقنوم الأوّل عن الثّاني، ولماذا مشيئة الأقنوم الثّاني تابعة لمشيئة الأقنوم الأوّل وليس العكس ؟!.
(لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئًا إلاّ ما ينظر الأب يعمل؛ لأنّ الأب يحبّ الابن ويريه جميع ما هو يعمل)( ).
(من قبلني فليس يقبلني أنا بل الذي أرسلني)( )، فالله هو مصدر الرّسالة وليس المسيح وما المسيح، إلاّ رسول من عند الله.
(ذلك اليوم وتلك السّاعة فلا يعلم بها أحد ولا الملائكة الذين في السّماء ولا الابن إلاّ الأب)( )، الآية واضحة جدًّا في أنّ المسيح ابن الله الأقنوم الثّاني للثّالوث يجهل، ويجهل شيئًا هامًّا جدًّا، وهو ساعة انتهاء العالم أو يوم القيامة، وهذه معلومة لا يجوز بحال من الأحوال أن يجهلها الله أو أحد أقانيمه الثّلاثة، والجاهل بالشّيء لا يمكن أن يرتقي إلى مصاف الآلهة! أيّها النّصارى!.
جاء في العهد الجديد (الله لم يره أحد قطّ)( )، فلماذا يُصرّ النّصارى على أنّ الله تأنّس وعاش بين النّاس، والعهد القديم يصرّ في عدّة آيات على أنّ الله لا يُرى وغير منظور؟، فكيف نؤمن بإله عاش بين النّاس أزيد من ثلاثين سنة يرونه صباح مساء!؟
(في تلك الأيّام خرج إلى الجبل ليصلّي وقضى اللّيل كلّه للصّلاة للّه)( )، هل كان الله يصلّي لنفسه، وهل كان الأقنوم الثّاني يصلّي للأقنوم الأوّل، والعجيب أنّ الأقنوم الثّالث لا دور له في اللّعبة، فهو دائمًا ذو الدّور الهامشيّ مقارنة بالأوّل والثّاني !!
وثمة آيات كثيرة تُظهر المسيح بمظهر العابد الخاضع لله وحده لا شريك له، من استعانة واستغاثة ورجاء، ممّا لم نذكره في هذه العجالة، حتّى المعجزات التي كان يفعلها المسيح لم تكن بحوله وقوّته، بل بقدرة الله الذي منحنه إيّاها، وقد سبق للأنبياء والصّالحين أن أظهروا معجزات أعظم في العهد القديم، فلا داعي لتأليه كلّ من يظهر معجزة وإلاّ للزمنا تأليه العشرات من الأنبياء أصحاب المعجزات، والمسيح الذي جرت المعجزات على يده لم يدّع أنّها من فعله فنراه قبل كلّ معجزة يرفع رأسه إلى السّماء فيدعو الله ويستعين به، وبعد حدوث المعجزة يرفع رأسه مرّة أخرى فيحمد الله على إجابة دعوته، جاء في الإنجيل على سبيل المثال: (ورفع يسوع عينيه إلى فوق وقال: أيّها الأب، أشكرك لأنّك سمعتني وأنا علمت أنّك في كلّ حين تسمعني ولكن لأجل هذا الجمع الواقف قلت ليؤمنوا أنّك أرسلتني)( ).
إنّ بشريّة المسيح ودخوله في عبوديّة الله لم يعد يشكّ فيها أحد ممّن يحترم عقله ودينه، وأيّ إخراج للمسيح من زمرة الأنبياء الصّالحين إلى أعلى من ذلك فهو تعدٍّ سافرٍ على المسيح وتعاليمه.
وأذكر هنا أنّ الأناجيل ذكرت من معجزات المسيح في صباه وفي حياته ما لذّ وطاب: كإحياء الموتى وشفاء المرضى وإطعام آلاف النّاس بقليل الخبز و السّمك… خلا معجزة واحدة أشار إليها القرآن، وعزفت الكتب المقدّسة عن الإشارة إليها وتجاهلتها، ألا وهي تكليم المسيح للنّاس في المهد صبيًّا، فلماذا؟
يقول الله سبحانه و تعالى في القرآن على لسان المسيح ابن مريم وهو في المهد: فأشارت إليه قالوا كيف نكلّم من كان في المهد صبيّا قال إنّي عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيًّا وجعلني مباركًا أينما كنت وأوصاني بالصّلاة والزّكاة ما دمت حيًّا وبَرًّا بوالدتي ولم يجعلني جبّارًا شقيّا والسّلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيّا، ذلك عيسى ابن مريم قول الحقّ الذي فيه يمترون ما كان لله أن يتّخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمرًا فإنّما يقول له كن فيكون، وإنّ الله ربّي وربّكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم مريم 29 – 36.
ولا يمكن لأنصار التّثليث المؤلّهين للمسيح قبول معجزة يعترف المسيح فيها بأنّه عبد الله ونبيّه، مأمور بالصّلاة والزّكاة كغيره من البشر، وأنّه ليس الله ولا ابنه ولا أحد الأقانيم الثّلاثة للإله المثلّث.
لقد جنت الكنيسة على نفسها أعظم جناية عندما آمنت بالثّالوث؛ فعندما تؤمن الكنيسة بذلك الاعتقاد فإنّها تكفر بكلّ آيات الكتاب المقدّس بعهديه التي ترفض الثّالوث، ولمّا لم يسع رجال الدّين العمل بنصوص كتابهم الصّريحة الثّابتة في دخول المسيح في العبوديّة، ووحدانيّة الله بلا أقانيم ولا شريك، عاقبهم الله بالعيِّ والحيرة والتخبّط، ووصفهم القرآن بالضّالّين، لأنّهم يعبدون الله على جهل وفق عقيدة مستحيلة التّصديق، عديمة المعنى، تجعل المؤمن أهوج، فاقد العقل، بليدًا، عديم الوعي، وهذا جزاء من كفر بالعقل السّليم والنّقل الصّحيح وآمن بعقل الشّيطان وردّ وحي الله وقبل بوحي بولس وإبليس.
وثـنيّــة التّـثـليـث
لو يعلم نصارى الغرب اليوم أنّهم لم يعرفوا دين المسيح قطّ لأصابتهم الصدّمة، وإنّما كانوا وثنيّين وبقوا على وثنيّتهم إلى ساعتنا هذه، يقول شارل جان بيير: » إنّ الغربيّين لم يكونوا مسيحيّين قطّ في يوم من الأيّام«
نعم، لم يعرف الغــــرب النّصرانيّة؛ لأنّ أسلافهم الرّومان – الممثّلون للغرب آنذاك – لم يتنصروا ولم يسلكوا النّصرانيّة الحقيقيّة، بل العكس هو الذي حدث فالثلّة القليلة التي كانت على دين المسيح هي التي تروّمت واعتنقت وثنيّة الرّومان، وتركت دينها بسبب الاضطهاد السّياسيّ، والهدم من الدّاخل الذي باشره بولس وتابعه المنافقون من بعده، وكذلك بفعل قرارات المجاميع المسكونيّة التي كانت تصنع الآلهة كما تُصنع علب 'الكوكا كولا'.
إنّ النّصرانيّة الحقيقيّة جاءت بدين خال من الفلسفة اليونانيّة والغنوصيّة والأفلاطونيّة وخرافات الوثنيّين، لقد جاءت بالتّوحيد الخالص لله وبعبوديّة المسيح له، وكلّ ما عدا ذلك من خرافات الصّلب والفداء والكفّارة والتجسّد والتّثليث وغيرها من الأسرار الكنسيّة المقدّسة هي امتداد تاريخيّ للوثنيّة، التي وقع فيها الإنسان منذ مئات القرون.
يقول أرنست رينان: »إنّ الدّراسات التّاريخيّة للمسيحيّة وأصولها تثبت أنّ كلّ ما ليس له أصل في الإنجيل مقتبس من أسرار الوثنيّة«.
ويقول مؤرّخ الأديان أندريه نايتن في كتابه (المفاتيح الوثنيّة للمسيحيّة): » إنّنا لا نستطيع أن نفهم مسيحيّتنا حقّ الفهم إذا لم نعرف جذورها الوثنيّة، فقد كان للوثنيّة قسط وافر في تطوّر الدّين المسيحيّ… ونحن لا نبالغ إذا قلنا إنّ ما ُيعرف بالأسرار الدّينيّة في المسيحيّة مستوحى من الأديان الوثنيّة القديمة… ودراسة المسيحيّة تُثبت أنّ الآلهة الوثنيّة لم تمت بعد، ولا شكّ في أنّ الكاتب "كومون " قد عنى ذلك حين عنون كتابه الشّهير حول تاريخ المسيحيّة بعنوان: (لا جديد تحت الشّمس).
وينبغي لنا الآن توضيح السّبل التي سلكتها المسيحيّة والتي أتاحت للوثنيّة بأن تسهم هذه المساهمة الكبيرة في تأسيس أركانها، إنّ أصحاب النّقل المباشر وغير المباشر عن الوثنيّة معروفون، ويجب علينا أن نتذكّر دائمًا أنّ معظم الذين آمنوا بالمسيحيّة في بدايتها لم يكونوا يهودًا بل كانوا عبدة أصنام، ولا بدّ من الإشارة أيضًا إلى أنّ هؤلاء المؤمنين شهدوا فترة عصيبة محتدمة تساعد على تلفيقات كثيرة، وممّا لا شكّ فيه أنّ هذه المسيحيّة وضعت المؤمنين بها على دروب الوثنيّة القديمة… إنّ الكنيسة ابتلعت بعض العناصر الوثنيّة، لكنّها أضفت عليها طابعها الخاصّ، لاستقطاب ما يمكن استقطابه من عبدة الأصنام، وكذلك أرادت تعزيز نفسها وابتلاع العقائد القديمة المترسّخة، وهذا ما أدّى إلى دخول عناصر وثنيّة جديدة على المسيحيّة«.
وممّا يؤكّد هذه الحقيقة أنّ بولس قبِل كثيرًا من العقائد الوثنيّة ليقرّب بين أتباع هذه العقائد والدّيانة النّصرانيّة فيقول في كورنثوس الأولى: (استعبدت نفسي للجميع لكي أربح الكثيرين فصرت لليهود كيهوديّ، لكي أربح اليهوديّ، وللذين تحت النّاموس كأنّي تحت النّاموس، لأربح الذين تحت النّاموس، وللذين بلا ناموس كأنّي بلا ناموس، لأربح الذين بلا ناموس، صرت للكلّ كلّ شيء لأخلّص على كلّ حال قومًا)( ).
إنّه بدلاً من أن يغيّرهم فهو يتغيّر من أجلهم، بل و يغيّر التّعاليم وفق أديانهم وأهوائهم ليربحهم كما يزعم، ولا شكّ أنّ هذه الطّريقة تسبّبت في خلط التّعاليم الصّحيحة بالتّعاليم السّقيمة وهذا منشأ الخلل.
يقول العالم الألمانيّ جاكوبسون في كتابه: (دراسة العقائد الدّينيّة عند ملوك مصر) وذلك بعد إظهاره أوجه الشّبه بين عقائد النّصارى وعقائد المصريّين القدماء: »لا بدّ من القول إنّه لا صحّة لما يقول اللاّهوتيّون المسيحيّون المعاصرون حين يزعمون أنّ مصر القديمة لم يكن لها أثر في قيام الأفكار والعقائد المسيحيّة… وإنّني لا أفهم كيف أنّ البروتستانت يعملون المستحيل لإقناعنا بأنّ الأفكار المسيحيّة الحاليّة هبطت من السّماء ولم تتأثّر بشيء قبلها«.
ويقول غوستاف كارل يونغ عالم النّفس المشهور في كتابه (علم النّفس والدّيانة الغربيّة): » من الواضح أنّ كلّ اللاّهوت الذي سبق المسيحيّة وكلّ لاهوت الغنوصيّة في منطقة الشّرق الأوسط، بل اللاّهوت الذي تضرب جذوره في أعمق أعماق التّاريخ قد حجب المسيح الحقّ عنّا، وجعله مجرّد شكل عقائديّ لا يحتاج معه إلى أساس تاريخيّ، ففي مرحلة مبكّرة جدًّا يختفي الحقّ وراء المشاعر والإسقاطات التي حامت حوله وانهالت من القريب والبعيد، وهكذا سرعان ما تمّ ابتلاعه من قبل الأنظمة الدّينيّة المجاورة "الوثنيّة"، كما تمّت صياغته من جديد وفقًا لأساطيرهم الأساسيّة، بذلك صار المسيح الصّورة الجماعيّة الملفّقة التي كان ينتظرها لاوعي المعاصرين له، وبذلك صار السّؤال عن حقيقته سؤالاً بدون جواب«.
وفيما يخصّ موضوع التّثليث الذي نحن بصدده فلم يعد يخفى على المنصفين من العلماء والباحثين أنّه، بالإضافة إلى الأساطير الأخرى، التي ذكرناها آنفًا، عقيدة وثنيّة محضة ابتكرها الإنسان المنحرف عن دين "التّوحيد"، وبقيت منتشرة في العديد من الأقوام الوثنيّة، وقد كشف الله تلك الحقيقة بقوله تعالى في القرآن مخبرًا عن النّصارى:
يضاهئون قول الذين كفروا من قبل التّوبة 30، ومعنى ذلك أنّهم يقولون بقول الوثنيّين الكفّار، الذين افتروا تلك العقائد الباطلة وتديّنوا بها، ثمّ جاء علماء الغرب في هذا القرن ليقيموا دراساتهم المعمّقة على هذا الأساس وليتوصّلوا إلى ما أقرّه القرآن قبل أربعة عشر قرنًا.
يقول يونغ: » إنّ عقيدة التّثليث أو الآلهة المثلّثة ظهرت مبكّرًا وعلى مستوى بدائيّ، إنّ التّثليث في الأديان القديمة، وفي الشّرق بشكل خاصّ مسألة منتشرة وشائعة إلى الحدود التي لا نستطيع أن نحصيها أو نذكرها جميعًا، ولعلّ تنظيم الآلهة المثلّثة من أبرز الظّواهر في تاريخ الأديان، ولا شكّ أنّ هذا النّموذج الدّينيّ القديم قد كان وراء عقيدة التّثليث في الدّيانة المسيحيّة… لقد ثبت أنّ الآلهة المثلّثة كانت عقيدة لاهوتيّة أكثر ممّا كانت قوّة حيّة، والواقع أنّ التّثليث أقدم المعتقدات الدّينيّة الوثنيّة وأعرقها… ولقد رافقت عقيدة التّثليث الفكر الإنسانيّ وصارت جزءًا منه، صحيح أنّها تختفي فترة لكنّها ما تلبث أن تظهر هنا حينًا وهنالك أحيانًا بأشكال مختلفة«.
ونشير إلى أنّ الدّراسات الأركيولوجيّة والأنثروبولوجيّة والتّاريخيّة كلّها تجزم بوجود أسطورة الثّالوث، ليس في منطقة الشّرق الأوسط فحسب بل حتّى في آسيا وأمريكا، ولقد بلغت الآلهة المثلّثة من الكثرة ما لا يمكن عدّها أو حصرها.
يقول إدغار ويند، أستاذ التّاريخ الفنّيّ في جامعة أكسفورد في كتابه (الأسرار الوثنيّة في عصر النّهضة): »تنتمي عقيدة التّثليث إلى الأسرار التّأويليّة الخفيّة، وهي الأسرار التي يتشاطرها المسيحيّون وعبدة الأصنام… وقد أقرّ المسيحيّون في عصر النّهضة ما جاء في كتب القدّيس أوغسطين وبركلوس عن أنّ التّثليث المقدّس كان معروفًا لدى الوثنيّين… وانطلاقًا من هذه القناعة تمّ الكشف عن عدد هائل من الآلهة المثلّثة "بالمئات" في الكتب الوثنيّة القديمة وكان الباحث الألمانيّ المعاصر أوزينير قد جرّد أكثر من 120 إلهًا مثلّثًا في الأديان الوثنيّة القديمة«.
يقول بريتشارد في كتابه (خرافات المصريّين الوثنيّين):» لا تخلو كافّة الأبحاث الدّينيّة المأخوذة عن مصادر شرقيّة من ذكر أحد أنواع التّثليث أو التولّد الثّلاثيّ، أيّ الأب والابن والرّوح القدس«.
ويقول موريس في كتابه (Indian antiquites): » كان عند أكثر الأمم البائدة الوثنيّة تعاليم دينيّة جاء فيها القول باللاّهوت الثّالوثيّ أي أنّ الإله ذو ثلاثة أقانيم«.
ويقول دوان في كتابه: (Bible myths and their parallels religions) » إذا نظرنا نحو الهند نرى أنّ أعظم وأشهر عباداتهم اللاّهوتيّة هو التّثليث… ويدعون هذا التّثليث "ترمورتي" وهي جملة مركّبة من 'تري' ومعناها ثلاثة و'مورتي' ومعناها هيئات أو أقانيم«.
ويذكر ألن في كتابه: (India : ancient and modern) قصّة عن ظهور الآلهة الثّلاثة البراهميّة ومخاطبتها أحد العبّاد بقولها: اعلم أيّها العابد أنّه لا يوجد فرق حقيقيّ بيننا وبين ما تراه من ثلاثة، فما هو إلاّ بالشّبه أو بالشّكل، والكائن الواحد الظّاهر بالأقانيم الثّلاثة واحد بالذّات.
ويقــول فابر في كتابه: ( Idolatry origin of heathen): » وكما نجد عند الهنود ثالوثًا مؤلّفًا من براهما وفشنو وسيفا، نجد ذلك عند البوذيّين، فإنّهم يقولون: إنّ بوذا إله ويقولون بأقانيمه الثّلاثة«.
ويقول هليسلي في كتابه: (Development of religion and thought in ancient egypt) » يعتقد الهنود بإله مثلّث الأقانيم… ويقولون إنّ هذا الثّالوث المقدّس حاضر في كلّ مكان بالرّوح والقدرة«.
ويقول فسك في كتابه (Myth and myth makers): » كان الرّومانيّون الوثنيّون القدماء يعتقدون بالتّثليث، هو أوّلاً الله، ثمّ الكلمة، ثمّ الرّوح«.
ويقول نيت في كتابه: (The symbolical language of ancient art and mythology) » إنّ سكّان الجزر في المحيط عبدوا إلهًا مثلّث الأقانيم فيقولون: الإله الأب، والإله الابن، والإله روح القدس، ويصوّرون روح القدس بهيئة الطّير– مثلما صُوّر في الإنجـيل «.
و قال كينغسبورو في كتابه (Antiquities of Mexico): » المكسيكيّون يعبدون إلهًا مثلّث الأقانيم يسمونه تزكتليبوكا«.
ويقول سكير في كتابه: (The serpent symbol) » الهندوس الكنديّون يعبدون إلهًا مثلّث الأقانيم ويصوّرونه بشكل صنم له ثلاثة رؤوس على جسد واحد، ويقولون إنّه ذو ثلاثة أشخاص بقلب واحد وإرادة واحدة«.
في الختام نذكر شهادة أندريه نايتن في كتابه (المفاتيح الوثنيّة للمسيحيّة) إذ يقول: » إنّنا نعثر على هذه المجموعات "الآلهة المثلّثة" في مختلف البلدان الوثنيّة القديمة، ففي مصر: بتاح، توت، حورس، وفي الهند: ميترا، فارونا، أريامان، وفي إيران: أهورا مازدة، أناهيتا، ميترا، وفي بابل: سين، شمس، عشتار، وفي اليونان: زيوس، هيرا، ديوفيزوس، وعند الرّومان: جوبيتر، جنون، مينرفا… وهي لائحة طويلة جدًّا من الآلهة المثلّثة عند الشّعوب القديمة، وهذا يعني أنّ التّثليث المسيحيّ لم يولد من عدم، وأنّه لا بدّ قد استوحى ما ذكرناه«.
إنّ هذه النّقولات التي ذكرتها باختصار ليست صادرة من مسلمين أو يهود أو وثنيّين، بل هي من علماء غربيّين، بعضهم ملتزم بالنّصرانيّة، كما أنّهم ليسوا كتّابًا عاديّين، بل هم من كبار الباحثين والمتخصّصين في تاريخ الأديان والأنثروبولوجيّة والأركيولوجيّة وغيرها من التخصّصات الدّقيقة ذات العلاقة، والتي تستند إلى الدّراسة المتفحّصة الميدانيّة، وهذا غيض من فيض ومن أراد المزيد فما عليه إلاّ الاطّلاع على المؤلّفات التي ذكرناها آنفًا.
وبعد هذا العرض الوجيز لعقيدة التّثليث وبيان بطلانها من المنقول عنهم، وفسادها على ضوء التّوراة والإنجيل، ننتقل إلى نقد عقليّ للتّثليث في هذه النّقط المختصرة والمركّزة:
- يؤمن النّصارى بثلاثة أقانيم متّحدة في إله واحد، ونعلم أنّ الأقنوم الثّاني مات على الصّليب فيلزم من ذلك موت الثّالوث كلّه، وإلاّ فأخبرونا على من وقع الصّلب، هل وقع على الأقنوم الثّاني كإله أم على ابن الله أم على الكلمة أم على الثّالوث أم على الله أم على ماذا؟
وهنا تحضرني قصّة طريفة رواها علماؤنا قديمًا حيث تنصّر ثلاثة أشخاص وعلّمهم أحد القسس العقائد الضّروريّة، ولا سيّما عقيدة التّثليث أيضًا وكانوا في خدمته، فجاء محبّ من أحبّاء هذا القسّيس، وسأله عمّن تنصّر فقال: ثلاثة أشخاص تنصّروا، فقال هذا المحبّ: وهل تعلموا شيئًا من العقائد الضّروريّة؟، قال: نعم، وطلب واحدًا منهم فسأله عن عقيدة التّثليث، فقال: إنّك علّمتني أنّ الآلهة ثلاثة أحدهم الذي هو في السّماء، والثّاني تولد من بطن مريم العذراء، والثّالث الذي نزل في صورة الحمام على الإله الثّاني بعدما صار ابن ثلاثين سنة، فغضب القسّ وطرده وقال: هذا مجهول، ثمّ طلب الثّاني منهم وسأله، فقال: إنّك علّمتني أنّ الآلهة كانوا ثلاثة وصُلب واحد منهم فالباقي إلهان، فغضب عليه القسّ أيضًا وطرده، ثمّ طلب الثّالث وكان ذكيًّا بالنّسبة للأوّلين وحريصًا في حفظ العقائد فسأله فأجاب: يا مولاي حفظت ممّا علّمتني حفظًا جيّدًا وفهمت فهمًا كاملاً بفضل الربّ المسيح أنّ الواحد ثلاثة والثّلاثة واحد، وصُلب واحد منهم ومات، فمات الكلّ لأجل الاتّحاد ولا إله الآن وإلاّ يلزم نفي الاتّحاد.
- عندما مات الإله على الصّليب، كيف بقيت الحياة والكون دون مدبّر !؟، ولمّا قام المسيح بعد ثلاثة أيّام هل أحياه الأب أم الثّالوث أم هو أحيا نفسه، كما تقول الكنيسة، والحقيقة أنّ الميّت لا يستطيع إقامة نفسه إلاّ إّذا كان ميّتًا ميتة سرّيّة مقدّسة!
- إذا كان النّصارى يؤمنون بالثّالوث على أساس مساواة الأب بالابن وبالرّوح القدس، فهذا يعني الاتّحاد الكامل الذي يسمح بتغيير الأدوار والوظائف والصّفات بين الأقانيم الثّلاثة، فيلزم من ذلك جواز قولنا إنّ الأب مولود غير مخلوق والرّوح القدس ابن الله الوحيد، والمسيح نزل على هيئة حمامة، لأنّه لا فرق بين الثّلاثة وكلّهم واحد، أليس كذلك؟ ! ونستطيع أن نقول: الأب هو المخلّص والمسيح هو معطي الحياة والرّوح القدس هو مكوّن الكائنات، ونستطيع أن نقول للمساواة المطلقة إنّ الرّوح القدس ولدَ الأب، والابن انبثق من الرّوح القدس على أساس التّساوي !، ثمّ إذا نظرنا لصيغة التّثليث نجدها مقيّدة بترتيب معيّن وهو الأب والابن والرّوح القدس، فلا أخال إلاّ أنّ هناك سببًا في تقديم الأب على الابن ثمّ الرّوح القدس، فتقديم الأب ليس عبثًا أو صدفة إنّما لفضل لا يملكه الأقنوم الثّاني والثّالث، وإذا كان للأب فضل لا يملكه الآخران فيعني ذلك أنّهم أقلّ مرتبة منه، وإلاّ لماذا لا يبدأ رجال الدّين الموعظة أو القُداس بصيغ مثل "باسم الابن والرّوح القدس والأب" أو "باسم الرّوح القدس والأب والابن"،؟ أعلم يقينًا أنّ من يفعل ذلك ربّما يتّهم بالهرطقة، وهذا دليل آخر على فساد فكرة الأقانيم المتساوية مساواة تامّة.
- تحكي الأناجيل أنّ المسيح 'الأقنوم الثّاني' بعد قيامته صعد إلى السّماء وجلس عن يمين الأب 'الأقنوم الأوّل'، فدعونا نحلّق بخيالنا بعيدًا في السّماء لنتخيّل الابن جالسًا عن يمين الأب، فما معنى الجلوس عن اليمين، فهل إذا جلس زيد عن يمين عمرو نستطيع أن نقول إنّ زيدًا هو عمرو!؟ كيف نقول ثلاثة آلهة لكنّهم إله واحد، ثلاثة أقانيم غير منفصلة ولا مستقلّة ولا متميّزة عن بعضها بعض، ثمّ يجلس أقنوم عن يمين الثّاني وبينهما مسافة سّنتيمترات أو أمتار !…؟ وإلاّ ما معنى اليمين في جميع لغات العالم ؟ وبأيّ لغة يتحدّث الإنجيل؟
إنّ جميع لغات العالم تفهم اليمين كما نفهمه نحن، وإنّ اللّغة كما يُعرّفها علماء الاتّصال هي جملة من الرّموز المتعارف عليها، والتي تعبّر عن معان مشتركة بين المرسل والمستقبل، لكنّ الدّارس لكلمات الإنجيل لا يمكنه فهم شيء، لأنّ الرّموز موجودة، لكنّها لا تدلّ على المعاني المتعارف عليها، فما العمل !؟ وما فائدة مخاطبة الله للبشر برموز يعرفونها تحمل معان لا يعرفونها ولا يفهمونها، لأنّها غير مشتركة !؟ فالمستقبل الذي يتلقّى الرّسالة الإنجيليّة ويجد أنّ أقنوم الأب هو نفسه أقنوم الابن ثمّ يقرأ في الإنجيل أنّ الابن جلس عن يمين الأب يقع في حيرة من أمره، هل يرفض هذه الرّسالة الإنجيليّة أم يقبلها بعد إلغاء عقله؟ ولا عذر للنّصارى في الاحتجاج بقصّة اللاّهوت والنّاسوت، لأنّه لا يمكن أن يجلس ناسوت المسيح عن يمين الله ولاهوته داخل الله ! ! خاصّة إذا عرفنا أنّ ناسوت المسيح صُلب ومات وانتهى دوره على الأرض.
- إذا تحدّثنا عن النّاحية الزّمنيّة فمن الأسبق الأب أو الابن أو الرّوح القدس!؟ فإذا لم يكن الأب هو السابق للابن فما معنى قولكم عن المسيح مولود غير مخلوق؟ ما معنى مولود أخبرونا؟، وإذا كان الرّوح القدس موجودًا غير مسبوق بالأب والابن فما معنى قولكم عنه إنّه منبثق من الأب فقط حسب الكاثوليك؟ ومنبثق من الأب فقط حسب قول الأرثودكس؟ ما معنى قولكم منبثق أخبرونا؟، هل مضى زمن لم يكن ثمّة ولادة ولا انبثاق؟ ستقولون لم يمض، فسنقول إذن هاتان الكلمتان عبث لا فائدة منهما، وسفسطة لا جدوى منها، ثمّ إنّكم تقولون عن الابن مولود غير مخلوق وعن الرّوح القدس منبثق غير مخلوق فهل شرحتم لنا ما الفرق بين الولادة والانبثاق هنا ؟
والغريب كذلك أنّ الأرثودكس يؤمنون بالثّالوث المقدّس المتساوي الأقانيم، إلاّ أنّهم انشقّوا عن الكنيسة الكاثوليكيّة لقولهم إنّ الرّوح القدس منبثق من الأب دون الابن وهذا يعني أنّ الأب ليس الابن، ومع ذلك فما يزالون يؤمنون بالثّالوث والجنون فنون!
- يعتقد النّصارى أنّ الله تجسّد ونزل إلى الأرض في شكل الأقنوم الثّاني وهو الله، ويلزم من ذلك أنّ النّاس رأوا الله على الأرض، وهذا مخالف للكتب حيث جاء في سفر الخروج (لا تقدر أن ترى وجهي لأنّ الإنسان لا يراني ويعيش)( ).
ويقول يوحنّا (الله لم يره أحد)( )، وفي تيموثاوس (الله لم يره أحد من النّاس ولا يقدر أن يراه)( ).
يقول الأستاذ عوض سمعان في كتابه (الله طرق إعلانه عن ذاته): »إنّ المتفحّص لعلاقة الرّسل والحواريّين بالمسيح يجد أنّهم لم ينظروا إليه إلاّ على أنّه إنسان، ولم يتصوّروا على الإطلاق أنّه إله، ولكن لماذا، لأنّهم – أي الرّسل والحواريّين – كيهود كانوا يعلمون تمام العلم أنّ الاعتراف بأنّ إنسانًا هو الله يعتبر تجديفًا يستحقّ الرّجم في الحال، ولأنّهم كيهود أيضًا كانوا يستبعدون أن يظهر الله في هيئة إنسان، نعم، كانوا ينتظرون المسيا لكنّ المسيا بالنّسبة إلى أفكارهم التي توارثوها عن أجدادهم لم يكن سوى رسول ممتاز يأتي من عند الله، وليس هو ذات الله«.
ومع أنّ الثّالوث ومنه التجسّد قصّة خرافيّة إلاّ أنّ التعصّب النّصرانيّ للباطل لا يكاد ينقضي، فهذا القسّ وهيب عطا الله يصرّح في كتابه (طبيعة السيّد المسيح): »إنّ التجسّد قضيّة فيها تناقض مع العقل والمنطق والحسّ والمادّة والمصطلحات الفلسفيّة، ولكنّنا نصدّق ونؤمن أنّ هذا ممكن حتّى ولو لم يكن معقولاً«.ويقول الدّكتور الخوري جورجس فرج: »لا تقل في قلبك كيف يمكن أن يتجسّد الله ويصير إنسانًا، فدع ذلك لأنّه من شأنه الخاصّ«.
هناك دليل صريح على أنّ الابن ليس الأب، ونستنتج ذلك من قول المسيح للفريسيّين (في ناموسكم مكتوب أنّ شهادة رجلين حقّ، أنا هو الشّاهد لنفسي ويشهد لي الأب الذي أرسلني)( )، ومعنى ذلك أنّ المسيح ذات، وأنّ الأب ذات أخرى، فهما اثنان متغايران وشهادة المسيح حقّ لشهادة اثنين عليها "الله والمسيح "، ولو كان المسيح هو الله؛ أي أنّ المسيح والله ذات واحدة، لمّا كانت شهادته كافية؛ لأنّها ستصبح بمثابة شهادة واحدة.
- نعلم جميعًا أنّ عقيدة الثّالوث لم تكن معلومة ولا منتشرة بين النّصارى في القرون الأربعة الأولى، وإنّما فُرض جزء منها في مجمّع نيقية بقوّة الإمبراطور قسطنطين، فعندما نطّلع عـلى قرارات مجمّع نيقيّة في سنة 325 م نجد أنّ المجمّع قرّر تأليه الأب والابن فقط؛ أي أنّ الإله كان حينها ثنائيًّا، وبعد عشرات السّنين وبالضّبط في مجمّع القسطنطينيّة سنة 381 م تمّ إعلان عن صنع إله ثالث وهو الرّوح القدس، فاكتمل الثّالوث، وهذا دليل تاريخيّ على أنّ الثّالوث كما هو معروف، الآن، لم يكن معروفًا ولا مكتملاً قبل سنة 381 م، فهل كان السّابقون لهذا التّاريخ يعبدون إلهًا ثنائيًا ناقصًا، أو جزءًا من إله!؟
وفي نهاية المطاف نخلص إلى القول: لم يعد من المقبول لدى الجميع الزّعم بوجود طلسم التّثليث، أو الإيمان بأنّه حقيقة فوق العقول، وأنّه سرّ إلهيّ مقدّس، ولن يجدي نفعًا كلّ هذا التهرّب من مواجهة الحقيقة، وسيكشف العلم والتّاريخ، والله تعالى، أنّ الكنيسة كانت تحمل أكبر عقيدة منافية لكلّ وحي سماويّ وتفكير أرضيّ، أمّا النّصارى البسطاء فما عليهم إلاّ الإذعان للحقّ، فهو سبيل النّجاة بدل القبول باغتيال العقول من أجل كذبة ابتكرها بولس وروّجتها الكنيسة فيما بعد تحت غطاء الأسرار المقدّسة !.
يقول يونغ: »وكان لزامًا عليّ أن أُسائل نفسي مساءلة جادّة عمّا إذا لم يكن أضرّ وأخطر أن تقضي الأسرار المسيحيّة عن حيّز التّفكير الجادّ، وأن نكتفي بنبذها إلى حيّز الألغاز المقدّسة المحرّمة، إنّ هذه الأسرار المسيحيّة قد تشتط في شطحاتها ممّا يحيل لاعقلانيّتها إلى هراء وتخريف، إنّ الإيمان المسيحي ليس مشاعًا لكلّ النّاس غير أنّ كلّ النّاس يملكون موهبة التّفكير التي تجهد للوصول إلى أعمق الأمور…
إنّ الذين يؤمنون ولا يفكّرون، إنّما يتناسون أنّهم يعرّضون أنفسهم لأخطر أعدائهم وأعني الشكّ، أمّا الذين يفكّرون فيرحّبون بالشكّ لأنّه أداتهم إلى معرفة أفضل، وعلى المسيحيّين أن يكونوا أكثر تسامحًا ممّا هم عليه تجاه التّفكير«.
وعلى الرّغم من كلّ ما قيل عن عقيدة الثّالوث والإيمان النّصرانيّ فإنّ القساوسة يستميتون في الدّفاع لآخر رمق؛ يقول القسّ حبيب سعيد: »إنّ الإنسان لن يبلغ هذا الإيمان عن طريق المطارحات النّظريّة، بل بإلهام من الله وإعلان منه«، أمّا القسّ ناشد حنا فيقول في كتابه (الإيمان المسيحيّ هل هو معقول؟): » إنّنا نعرف الله بموجب الإعلان الإلهيّ، ونؤمن به بالقلب، أمّا العقل فينحني خاشعًا للإعلان الإلهي ولا يستطيع أن يعترض عليه، لأنّه ليس ضدّ العقل بل هو أكبر منه ويسمو فوقه«.
ويضيف: »ليس الإيمان الحقيقيّ اقتناعًا عقليًّا بمبادئ صحيحة، والاعتراف بها، والدّفاع عنها، بل هو الثّقة التامّة بإعلان الله عن ذاته وطبيعته في كلمته«، وأمّا عن الثّالوث فيزعم ناشد حنا أنّ لامعقوليّته وعدم موافقته للمنطق والفهم البشريّ هو الدّليل على صحّته!!
وإليك زعمه: »تبدو هذه الحقيقة "الثّالوث" معقّدة فعلاً وصعبة الاستيعاب، ولكن أليس هذا دليلاً واضحًا على صحّتها وعلى أنّ الله نفسه هو الذي أعلن ذاته بها؟ لأنّ الإنسان إذا أراد أن يزيّف إيمانًا أو يصنعه فإنّه يصنعه وفق الفطرة البشريّة وفي مستوى العقل ليسهّل قبوله واستيعابه، أمّا إذا كان الأمر خاصًّا بحقيقة الله غير المحدود فلا بدّ أن يكون الإعلان كبيرًا فوق الفهم الطّبيعيّ وأسمى من العقل..« !!!
فهل يمكننا الموافقة على هذا المنطق !؟ لا والله، لأنّه إذا كان الإيمان النّصرانيّ صحيحًا لكونه فوق الإدراك ومخالفًا للعقل والمنطق، للزمنا الإيمان بعشرات الأديان والعقائد التي لا تستند لأيّ ذرّة من عقل بشريّ، كعبادة البقر أو تلك العبادة الشّهوانيّة لفرج المرأة والرّجل مثلما هو واقع في بعض البلدان الآسيويّة .. !؟
يقول يونغ في كتابه (علم النّفس والدّيانة الغربيّة): »لقد ظلّ الإنسان على مدى القرون الطّويلة محيرًا بالتّثليث، مضطرًّا إلى أن يعمل فكره بحماسة شديدة جدًّا ليهتمّ بقضايا ومسائل غريبة تبدو لنا الآن غامضة مبهمة إن لم تكن عبثيّة، ولا بدّ لنا من القول أوّل كلّ شيء أنّه يصعب علينا أن نفهم ما يعنيه التّثليث لنا، سواء على المستوى العمليّ أو المستوى الأخلاقيّ أو الرّمزيّ، إنّ اللاّهوتيّين أنفسهم يشعرون أحيانًا بأنّ المناقشات حول هذه القضيّة تظهر وكأنّها نوع من أنواع الشّعوذة الفارغة وغير المجدية، وكان الباحث الألمانيّ د. ف ستراوس قد كتب يقول:"الحقيقة أنّ كلّ من يعلن إيمانه بهذه العقيدة إنما يعلن تخليه عن قوانين التّفكير البشريّ "، ولا شكّ في أنّ الإنسان الوحيد القادر على مثل هذا القول هو الإنسان الذي نزع القداسة عن هذه الأفكار واستعاد نشاطه الذّهنيّ … ولا شكّ أنّ كلّ من يحاول التعرّض لمسألة التّثليث من وجهة نظر فكريّة أو عقلانيّة سيضطرّ إلى الجدل والخصام والتعرّض لغوغائيّة آباء الكنيسة الفارغة المعنى«.
ويضيف »إنّ عودة الإنسان، وخصوصًا رجل اللاّهوت إلى العقل والمنطق وأشباههما يدلّ على أنّ كلّ الجهود التي بذلتها المجامع المسيحيّة واللاّهوت قد فشلت، ولم تستطع أن تقدّم للأجيال تصوّرًا فكريًّا لهذه العقيدة يجعلهم يدعمونها أو يتعاطفون معها على الأقلّ، وهنا لا يبقى إلاّ الإذعان للإيمان والإقلاع عن الفهم، فالإيمان هنا كما دلّت التّجربة يفوز، لكنّه يخلي مكانه للنّقد الذي قد لا يكون جديرًا بالتعرّض لموضوع الإيمان، وهذا النّقد غالبًا ما ينشر مناخًا تنويريًّا عقليًّا، ولكن لم يخطر ببال أحد من هؤلاء النقّاد أنّ طريقة معالجة هذا الموضوع خاطئة وأنّها لا تتناسب معه أبدًا، إنّهم يعتقدون أنّهم يعالجون حقائق عقليّة ويتناسون أنّ هذه المسألة كانت دائمًا ظاهرة نفسيّة لاعقلانيّة«.
هذه خلاصة بعض تلك العقائد العليلة الهزيلة، ولم يكن هدفي التعمّق في غياهبها، والولوج في مجاهلها، إنّما حسبي أنّني أثرت تساؤلات عدّة تضع رجال الدّين في زاوية ضيّقة، لا يخرجون منها إلاّ بالاعتراف ببطلان تلك العقائد ممّا سيكون تمهيدًا لاعتناقهم الحقّ، فإن أبوا إلاّ المكابرة، فنقول لهم: قد علمتم الحقّ وعرفتم الصّواب، فلا حجّة لكم عند الله يوم القيامة، ولكن ليقضي الله أمرًا كان مفعولا ليهلك من هلك عن بيّنة ويحي من حي عن بيّنة وإنّ الله لـــسميع عليم الأنفال 42.
فشل الإقناع بالبيان واللّجوء إلى الحيلة
والاستهواء
في تحقيق إذاعيّ عن النّصرانيّة قبل سنوات وصفت إذاعة فرنسا الدّوليّة RFI الكنائس "الخالية" في إسبانيا بأنّها صحراويّة désertique، رغم ما عرف الإسبانيون به من التديّن، أكثر من الشّعوب الأوروبيّة الأخرى … وفي سنة 2002 ذكرت دراسة سويديّة أنّ الكنائس السّويديّة أصبحت خاوية على عروشها، خصوصًا من الذين يدفعون اشتراكات للكنيسة، لذلك بدأت الكنائس السّويديّة تبحث عن مصادر تمويل أخرى، لقد هجر النّصارى دينهم وكنيستهم منذ زمن بعيد لكنّهم لم يكونوا قادرين على التّعبير عن ذلك؛ لما كانت تتمتّع به الكنيسة من نفوذ وإرهاب دينيّ وسلطة مطلقة.
وقـد جاءت الثّورة الفرنسيّة لتقضي على التّحــالف 'الكنسيّ – الملكيّ'، فأَمِنَ النّاس من الخوف، وخرجت جحافل الثّائرين إلى شوارع باريس تصيح وراء ميرابو "لنشنق آخر ملك بأمعاء آخر قسّيس"، وكان ذلك إعلانًا صريحًا – ليس في فرنسا فحسب بل في أوروبا كلّها – عن المفاصلة بين الكنيسة والمجتمع، فبرزت عشرات المذاهب الإلحاديّة التي وقفت في وجه رجال الكنيسة وأفكارها، بل ذهبت إلى حدّ الكفر بالدّين والاستهزاء به ونقده بعلم وبغير علم، والسّؤال لماذا حدث كلّ هذا؟ والجواب طويل سنحاول اختصاره.
قد يقول قائل: إنّ الفرار الجماعيّ من الكنيسة كان نتيجة الطّغيان الرّوحيّ والعقليّ والسّياسيّ والماليّ … الذي مارسه رجال الكنيسة طيلة قرون على الشّعب، ولن نخالف من يقول ذلك، بل نجزم به، ولكن لم يكن ذلك الطّغيان هو السّبب الوحيد، إنّما السّبب الأساسيّ لذلك النّزوح عن النّصرانيّة هو عدم اقتناع الأفراد بها والتّصديق بفلسفتها، وقد عاش معتنقو هذه الدّيانة في حيرة وارتباك وصراع بين العقيدة والعقل، ولم تكن عقيدة غامضة ومستحيلة ومضطربة كتلك لتشبع غريزتهم الدّينيّة وحاجاتهم الرّوحيّة وتوائم فطرتهم البشريّة.
وهناك بعض النّظريّات في علم النّفس مفادها أنّ الإنسان بطبعه يبحث عن التّوازن النّفسيّ والدّاخليّ في حياته ولا يهدأ حتّى يبلغ حالة يقضي فيها على التوتّر الذي يكتنفه ويُخلّ بتوازنه، فلهذا يحاول الفرد أن يزيل هذا التّأثير الخارجيّ أو الدّاخليّ ليجد الرّاحة النّفسيّة التي يرجوها، وانطلاقًا من هذا المبدأ فإنّ كثيرًا من النّصارى لجأوا إلى إزالة هذا التوتّر، الذي أقحمتهم فيه الكنيسة وورثوه عن آبائهم وأجدادهم؛ فمنهم من ترك النّصرانيّة إلى الإلحاد واللاّدينيّة وتبنى مناهج شتّى في التّعبير عن سخطه على الدّين، ومنهم من ذهب يتلمّس الحقيقة في أديان الهند والصّين الشاذّة، وبعضهم انغمس في المسكّرات والمخدّرات والشّهوات الماليّة والجنسيّة وفي كلّ الملهيّات التي تنسيه معاناته الرّوحيّة، وأمّا أسعد النّاس منهم فهم أولئك الذين اعتنقوا الإسلام فوجدوا ضالّتهم، ولله الحمد والمنّة.
حاول رجال الكنيسة استرجاع النّصارى المتفلتين إلى حظيرة الكنيسة، لا حرصًا منهم على هدايتهم ولكن طمعًا في عودة نفوذهم الضّائع، ولقد فشلوا فشلاً ذريعًا في ترويج عقيدتهم والدّعاية للإيمان بأسرارها والتّبشير بألغازها؛ إذ لم تعد الخطب الرنّانة والعظات في يوم الأحد تجدي نفعًا، الأمر الذي دفع الكنيسة وسدنتها إلى ابتكار طرق عديدة واختراع أساليب أعظم إثارة وأكثر جاذبيّة؛ ففتحوا بابًا واسعًا من التّلاعب بالعقول والخداع باستخدام الحيل المختلفة.
وليست بوادر تلك التّلاعبات حديثة؛ فقد وجدت منذ البداية عندما حوّل القساوسة النّصرانيّة إلى مجموعة من المعجزات والخوارق، التي أجراها الله تعالى على يد المسيح فأضحت بذلك تلك الخوارق غاية، وليست وسيلة لإحقاق الحقّ، وفي غمار ذلك تناسى الجميع الأصل، وهو التّعليمات والتّوجيهات في العقيدة والشّريعة والأخلاق المسطرة في الإنجيل، فلا تكاد تسمع الآن تلك النّصوص الهادية، بينما كلّ حين وكلّ وقت تكرّر عليك قائمة كاملة من الخوارق كإحياء الموتى، شفاء المرضى، المشي على الماء، إطعام الآلاف بقليل السّمك والخبز… فأصبحت هذه الطّريقة الدّعائيّة رائجة، مع أنّ الله تعالى أجراها على أيدي أنبيائه للحاجة ولإقامة الحجّة، ومساندة شريعة وعقيدة واضحة سهلة خالية من التّعقيد، تتفيّأ ظلالها الربّانيّة والهداية الإلهيّة، لذلك كانت أعظم المعجزات الإسلاميّة هي بلاغة القرآن، وقوّة الحجّة والبيان بدل إحياء الموتى وإبراء المرضى.. إلاّ فيما ندر.
وبعد رفع المسيح استغلّ القساوسة هذا الأسلوب وادّعوا في كلّ مكان أنّ لهم قدرات وخوارق، ونفّذوا بعضها بطرق ملتوية، ولكن هذه الأشياء يحسنها كلّ واحد حتّى البوذيّون والهندوس وسحرة "السيرك"، وهل ذلك كافٍ ليشفع لهم أمام بساط العلم والعقل والحقيقة !!؟ بل عمد رجال الكنيسة إلى الحيل الكاذبة والخداع المموّه ومن أمثلتها:
تلفيق تمثال للعذراء مريم يدرّ اللّبن، انخدع به العديد من النّاس، وتبيّن وجود شمّاس وراء الجدار يصبّ اللّبن عبر أنبوب موصول بالثّدي!!، أو تلك الكنيسة التي زعم النّاس أنّ في المواسم تنزل نار من السّماء فتضيء الشّموع، وتبيّن كذلك أنّ المسؤولين في الكنيسة ركّبوا سلكًا مطليًّا بمواد قابلة للاشتعال يقوم الشمّاس بإشعال الفتيلة خفية عند السّاعة المطلوبة!!
وتجاوزوا في عصرنا تلك الأساليب البالية إلى استغلال الاختراعات الإلكترونيّة والتكنولوجية، لإحداث بعض الظّواهر الإعجازيّة في الكنائس ثمّ نسبتها إلى روح القدس، كما حدث في بعض الكنائس بمصر، والقصص في ذلك كثيرة اكتشفت بعضها وما يزال الكثير!، وأين كلّ هذا من التّعاليم والمبادئ السّامية والأخلاق التي جاء بها المسيح ؟!
وكان من الحيل وأساليب الجذب الأكثر استخدامًا التّنصير بوسائل غير أخلاقيّة؛ كاستغلال الفقر والجوع والمرض والجهل والعوز، فانظر – رحمك الله – إلى المنصّرين كيف يصطادون في الماء العكر؛ إذ لا توجد بقعة في العالم يعاني فيها البشر من ظروف المعيشة الصّعبة "فقر، جوع، مرض، جهل" أو يصارعون الموت في الحروب والكوارث الطّبيعيّة إلاّ ووجدت "خدّام الكلمة" يحومون حولهم، يحملون في أيديهم الدّواء والقوت والمال، وفي اليد الأخرى الإنجيل والصّليب، وتحت تلك الضّغوط القاسية والمحن الشّديدة يستسلم المساكين لأولئك المنصّرين، لا طمعًا في ملكوتهم السّماويّ، ولا في حياتهم الأبديّة ولكن طمعًا في دفع المرض وسدّ الرّمق، وهنا نتساءل هل هذه طرق ووسائل تحترم الإنسان وحقوقه، وتقدر النّفس البشريّة وتعرف الضّمير والأخلاق؟ ثمّ تفتخر بعدها الكاثوليكيّة بإنجازاتها الهائلة في أدغال إفريقيا!!؛ في حين يعظم البروتستانت "إنتاجيّتهم" المكتسبة في الأمازون وللّه في خلقه شؤون!!.
ولا حيلة "لخدّام الكلمة" المتنافسين إلاّ تلك الطّريقة؛ لأنّهم حين يتبنّون الإقناع بالبرهان والدّليل يفشلون عند أوّل وهلة ويتعثّرون في أوّل الطّريق، لأنّهم في هذا المجال خواء وبلقع وفاقد الشّيء لا يعطيه.
وأذكر قصّة سمعتها من أحد كبار المنصّرين في الشّرق الأوسط، وقد أسلم وفضح أساليب المنصّرين والإرساليّات، في محاضرة له قال: »كنت أدفع "33 " ألف جنيه مصريّ لكلّ من يتنصّر في قرى السّودان، وكان أن تنصّر أحد الذين أقعدهم الفقر والجوع مقابل ذلك المبلغ، وسافر معي في الباخرة فدخلت عليه الغرفة فجأة فوجدته يصلّي صلاة المسلمين، فقلت له كيف تصلّي هذه الصّلاة، وقـد أخذت "33 " ألف جنيه لدخول النّصرانيّة؟ فقال لي: لقد بعت لك جسدي بـ "33 " ألف جنيه أمّا روحي فهي لله والإسلام ولا يمكنني بيعها لأحد«.
وتتواتر حلقات الابتكار عند المنصرين وتزداد تفنّنًا، فكان من آخرها ولوج باب التّبشير بالفنّ والموسيقى والرّقص والنّساء، وتكاد تكون هذه الوسيلة أنجحها في استقطاب الهاربين من الكنيسة؛ فقد نظر خدّام الكلمة إلى المجتمع فألفوا النّاس يقدّسون الفنّ وتنشرح صدورهم الخاوية للغناء والموسيقى واللّهو، ووجدوا عبوديّة الجنس والهيام بالأضواء والأنوار والألوان والأصوات الصّاخبة، وباختصار كلّ مظاهر الجمال والزّينة والدّيكور .. وكلّ الملهيّات والملذّات، فقالوا في أنفسهم ولماذا لا ننقل هذه الأشياء كلّها إلى ساحة الكنائس، فلن نخسر شيئًا أكثر ممّا خسرنا، بل سنعيد مجدنا التليد ونفوذنا وغفران المسيح المصلوب، وأمّا الوسيلة لذلك فلا تزعجنا، إذا كانت النّتيجة ترضي المسيح؛ فالغاية تبرّر الوسيلة والعبرة بالمقاصد !.
وشيّدت الكنائس والكاتدرائيّات بهندسة حديثة، وأبدع المعماريّون في الدّيكور والزّخارف والأشكال والألوان.. وحلّت محلّ تلك الكنائس الموحشة، المغبّرة، المخيفة، العتيقة كنائس أشبه بالمسارح وقاعات العرض واللّهو.. جدران زجاجيّة، أضواء حمراء، وخضراء، وزرقاء.. أثاث عصريّ، ورود وأزهار، صور وتماثيل… وتقلّصت المساحة الزّمنيّة للعظات المملّة والخطب الجامدة ومُلئت الأوقات ببرامج مغرية… وبأمسيات الشّاي والكعك وحفلات التّعارف والسّهرات الموسيقيّة، وكثر المرنّمون وارتفعت أصوات التّرانيم المصحوبة بالسّنفونيّات وأحيانًا بموسيقى الجاز والبلوز والروك والهيب هوب والجوسبل، وشهد نشاط الكنيسة كثافة خلال الأسبوع كلّه لا الأحد فقط، وتعدّدت أعياد القدّيسين( ) وتنوّعت المناسبات الدّينيّة والكرنفالات، فسقط كثير من هوّاة الملهيّات في شراك خدّام الكلمة فرجع بعضهم إلى أماكن العبادة، عفوًا اللّهو !!
وصدق عليهم قول ابن القيّم – رحمه الله – في كتابه (إغاثة اللّهفان من مصائد الشّيطان): »ولمّا علمت الرّهبان والمطارنة والأساقفة، أنّ مثل هذا الدّين تنفر عنه العقول أعظم نفرة، شدّوه بالحيل والصّور في الحيطان بالذّهب والأزورد والزّنجفر والأرغل "آلة موسيقيّة " وبالأعياد المحدثة، ونحو ذلك ممّا يروج على السّفهاء وضعفاء العقول والبصائر «.
هذا كلّه يحدث داخل جدران الكنيسة أمّا المهرجانات والتجمّعات والاحتفالات والرّحلات التّرفيهيّة التي تنظّمها النّوادي الكنسيّة، والتي تجري في البرّ والخلاء فالله أعلم بما فيها من أسرار تبشيريّة لاهوتيّة مقدّسة، وهكذا التّبليغ والتّبشير وإلاّ فلا!
وهذا الإنجلوكاثوليكيّ الإنجليزيّ B. Devis يقول: » إنّ كثيرًا من النّاس أخذ يفلت من قبضة المسيحيّة ولا سيّما الجيل النّاشئ، فبدت الكنيسة عاجزة عن التصرّف مع الوضع الحالي المتأزّم فحاولت استهواء أتباعها بالبخور المعطّر والأضواء، وملابس الكهنوت الملوّنة، وبالصّلوات والتّراتيل المطوّلة للقدّيسين، وبكثير من وسائل الاستهواء«.
وعلى نفس النّغمة برز توجّه قويّ لاستغلال هذه المغريات في وسائل الإعلام التّنصيريّة، كالإذاعات ومحطّات التّلفزيّون، وأكبر دليل على ذلك تلفزيون الشّرق الأوسط التّنصيريّ، الذي يبثّ يوميًّا برامج ببراعة إعلاميّة فائقة توظّف فيها أحدث التّقنيّات الاتّصاليّة، وأشهر البرامج المبثوثة برنامج 'نادي 700' '700 CLUB ' الذي يستضيف طابورا من الممثّلين والمغنّين، والمخرجين والكتّاب ولاعبي كرة السلّة، والبيزبول "Base ball " والملاكمة وغيرهم من المشاهير، وتعرض لقطات من الألعاب والسكتشات والتّمثيليّات المحبوكة بإتقان، والموسيقى والتّرانيم، ويجري البرنامج مقابلات مع أصحاب السّوابق التّائبين بعدما عرفوا طريق الكنيسة، ومرضى السّرطان والسكّريّ والعلل الغريبة الذين شفوا منها بمعجزة يسوعيّة خارقة!! أو أولئك الذين يأتون لحكاية قصصهم العائليّة والحوادث والمصائب التي تجاوزوها أو نجوا منها بأعجوبة وببركة الإنجيل طبعًا !!
هذا باختصار شديد وصف هذه الظّاهرة الإعلاميّة الفريدة، لكن لا يفوتني أن أذكر اللّسان المعسول، وبراعة الكلام التي يمتلكها مقدّمو البرنامج "باث روبرتسون" والقسّيسة خادمة الكلمة! " تيري ميوسن" هذه المبشّرة البروتستانتيّة، التي لا يقلّ دورها عن زميليها "باث" و"بن كينشو"، بل يتجاوزه إلى تزيين المجلس والشّاشة بضحكاتها وشعرها الأشقر وأحيانًا كثيرة بساقيها "الجميلتين" عندما يرتفع الثّوب القصير فوق الرّكبة، وهي من مستلزمات أسرار التّبشير، طبعًا!، وأتساءل هل كانت هذه الثّياب المغرية التي ترتديها القسّيسة!؟ وزميلاتها في برامج التّنصير تشبه تلك التي ارتدتها سارة زوجة إبراهيم أو رفقة زوجة إسحاق أو مريم أم المسيح !؟ مع العلم أنّ ثمّة ثلاث آيات في العهد القديم و ثلاث أخرى في الجديد تدعو للتستّر وتمنع الزّينة والتبرّج، لكن من يسمع !؟، فإدخال المسلمين في النّصرانيّة هو أولى الأولويّات عندهم، وقد أشغلهم هذا العمل النّبيل عن الالتفات لأنفسهم وستر عوراتهم.!
والمرأة الآن في المجتمع الكنسيّ شبكة صيد لا مثيل لها، يجلب بها الشّباب "الضالّ" إلى الكنيسة، فلا يكاد يخلو برنامج تلفزيونيّ تنصيريّ من الشّابات الجميلات والفتيات المتغنجات، وفي الكنائس من المرنّمات المراهقات الفاتنات بألبسة وأثواب مغرية تأخذ الألباب، وتنظّم حفلات مختلطة بين الجنسين في قاعات جانبيّة داخل كلّ كنيسة، يختلط فيها الحابل بالنّابل ويترك الحبل على الغارب.
وتجد الفتيات النّصرانيّات – وأكثرهنّ من الطّالبات – الكنيسة مكانًا ملائمًا للالتقاء بالزّملاء والأصدقاء، خاصّة في مجتمعنا الشّرقيّ، الذي تخشى الفتاة فيه الخروج إلى الشّوارع والملاهي مـع صديقها، خوفًا من كلام النّاس! أمّا الشّباب فلماذا لا يـذهب إلى دار "اللّهو والعبادة "! و هو يعلم أنّ ثمّة ما يثلج صدره من جلسات ووقفات وحركات… مع الأجساد الملتهبة، والأبدان المثيرة، والابتسامات، والنّظرات… إلخ.
كنت أظنّ أنّ هذه الأمور تحدث في كنائس الغرب فقط، ولكن عندما دخلت عدّة كنائس في بلدان عربيّة شرقيّة، رأيت بعيني ما يشيب الرّأس ويحيّر العقل، دخلت يومًا كنيسة معمدانيّة في الأردن، كنت وقتها طالبًا في قسم الصّحافة، وكان عندي موعد مع القسّ فواز، فوجدت حفلة مختلطة مريبة فحاول القسّ إغرائي بالحضور والمشاركة؛ فقال: "يوجد طالبات من جامعتك" واعترضني أحد المعمدانيّين داخل الكنيسة ودعاني للدّخول في الحفلة فقلت: "لكن أنا مسلم "فقال: "نعم وأنت كذلك أخونا في الربّ " !، إنّها أساليب ميكيافيليّة لست أدري ماذا يكون ردّ فعل المسيح أو أحد حواريّيه لو سمعوا بمثلها !؟
لقد بلغ حجم اختراق العلمانيّة واللاّدينيّة الكنيسة إلى أكثر من ذلك، فيقول علي جريشة في كتابه (الإعلام والدّعوة الإسلاميّة): »وامتدّت العلمانيّة داخل الكنيسة نفسها، حتّى إنّ بعض رجال الدّين لم يجدوا بدًّا للتّرويج لبضائعهم إلاّ بالتّرويج الجنسيّ للفتيان والفتيات؛ فشرّعوا حفلات رقص تعقب الصّلوات، التي تؤدّى في الكنائس تحت رعاية رجال الدّين وتشجيعهم«.
وأنقل تجربة حيّة وواقعيّة من إحدى مقالات سيّد قطب – رحمه الله – وكتبها فور رجوعه من أمريكا، وقد كان في الأربعينات من هذا القرن مقيمًا فيها، وعضوًا في عدّة نواد كنسيّة فإليك كلامه على طوله: »إذا كانت الكنيسة مكانًا للعبادة في العالم المسيحيّ كلّه، فإنّها في أمريكا مكان لكلّ شيء إلاّ العبادة، وإنّه ليـصعب عليك أن تفرّق بينها وبين أيّ مكان آخر مـعدّ للّهو والتّسلية، أو ما يسمّونه بلغـتهم الـ Fun ومعظم قصّادها إنّما يعدّونها تقليدًا اجتماعيًّا ضروريًّا، ومكانًا للّقاء والأنس، ولتمضية وقت طيّب، وليس هذا شعور الجمهور وحده، ولكنّه كذلك شعور سدنة الكنيسة ورعاتها.
ولمعظم الكنائس ناد يتألّف من الجنسين، ويجتهد راعي كلّ كنيسة أن يلتحق بالكنيسة أكبر عدد ممكن، وبخاصّة أنّ هناك تنافسًا كبيرًا بين الكنائس المختلفة المذاهب؛ ولهذا تتسابق جميعًا في الإعلان عن نفسها بالنّشرات المكتوبة وبالأنوار الملوّنة على الأبواب والجدران للفت الأنظار، وبتقديم البرامج اللّذيذة المشوّقة لجلب الجماهير، بنفس الطّريقة التي تتبعها المتاجر ودور العرض والتّمثيل، وليس هناك من بأس في استخدام أجمل فتيات المدينة وأرشقهنّ، وأبرعهنّ في الغناء والرّقص والتّرويح، وهذه مثلاً محتويات إعلان عن حفلة كنسيّة، كانت ملصقة في قاعة اجتماع الطّلبة في إحدى الكلّيّات: "يوم الأحد أوّل أكتوبر – في السّاعة السّادسة مساء – عشاء خفيف، ألعاب سحريّة، ألغاز، مسابقات، تسلية.. ".
وليس في هذا أيّة غرابة، لأنّ راعي الكنيسة لا يحسّ أنّ عمله يختلف في شيء عن عمل مدير المسرح، أو مدير المتجر، النّجاح يعود عليه بنتائجه الطيّبة: المال والجاه، فكلّما كثر عدد الملتحقين بكنيسته عظم دخله، وزاد كذلك احترامه ونفوذه في بلده؛ لأنّ الأمريكيّ بطبيعته يؤخذ بالفخامة في الحجم أو العدد، وهي مقياسه الأوّل في الشّعور والتّقدير.
كنت ليلة في إحدى الكنائس ببلدة جريلي بولاية كولورادو – فقد كنت عضوًا في ناديها، كما كنت عضوًا في عدّة نوادٍ كنسيّة في كلّ جهة عشت فيها؛ إذ كانت هذه ناحية هامّة من نواحي المجتمع تستحقّ الدّراسة عن كثب، ومن الدّاخل – وبعد أن انتهت الخدمة اللّيليّة في الكنيسة، واشترك في التّراتيل فتية وفتيات من الأعضاء، وأدّى الآخرون الصّلاة، دلفنا من باب جانبيّ إلى ساحة الرّقص، الملاصقة لقاعة الصّلاة، يصل بينهما الباب، وصعد "الأب" إلى مكتبه وأخذ كلّ فتى بيد فتاة، وبينهم وبينهنّ أولئك الذين واللّواتي كانوا وكنّ يقومون بالتّرتيل ويقمن!.
وكانت ساحة الرّقص مضاءة بالأنوار الحمراء والصّفراء والزّرقاء، وبقليل من المصابيح البيض، وحمي الرّقص على أنغام "الجراموفون" وسالت السّاحة بالأقدام والسّيقان الفاتنة، التفت الأذرع بالخصور، والتقت الشّفاه بالصّدور.. وكان الجوّ كلّه غرامًا حينما هبط "الأب" من مكتبه، وألقى نظرة فاحصة على المكان ومن في المكان، وشجّع الجالسين والجالسات ممّن لم يشتركوا في الحلبة على أن ينهضوا فيشاركوا، وكأنّما لاحظ أنّ المصابيح البيض تفسد ذلك الجوّ "الرّومانتيكيّ" الحالم، فراح في رشاقة الأمريكانيّ وخفّته يطفئها واحدًا واحدًا، وهو يتحاشى أن يعطّل حركة الرّقص، أو يصدم زوجًا من الرّاقصين في السّاحة، وبدا المكان بالفعل أكثر "رومانتيكيّة" وغرامًا، ثمّ تقدّم إلى "الجراموفون" ليختار أغنية تناسب الجوّ، وتشجّع القاعدين والقاعدات على المشاركة فيه.
واختار.. اختار أغنية أمريكيّة مشهورة اسمها: 'But baby it is cold out side '، 'ولكنّها يا صغيرتي باردة في الخارج'، و هي تتضمّن حوارًا بين فتى وفتاة عائدين من سهرتهما، وقد احتجزها الفتى في داره، وهي تدعوه أن يطلق سراحها لتعود إلى دارها فقد أمسى الوقت، وأمّها تنتظر.. وكلّما تذرّعت بحجّة أجابها بتلك اللاّزمة: "ولكنّها يا صغيرتي باردة في الخارج! " وانتظر الأب حتّى رأى خطوات بناته وبنيه، على موسيقى تلك الأغنية المثيرة، وبدا راضيًا مغتبطًا، وغادر ساحة الرّقص إلى داره، تاركًا لهم ولهنّ إتمام هذه السّهرة اللّذيذة .. البريئة!.
وأب آخر يتحدّث إلى صاحب لي عراقي، فقد توثّقت بينهما عرى الصّداقة، فسأله عن "ماري" زميلته في الجامعة: "لم لا تحـضر الآن إلى الكنيسة؟" ويبدو أنّه لا يعنيه أن تغيب الفتيات جميعًا وتحضر "ماري "، وحين يسأله الشّابّ عن سرّ هذه اللّهفة يجيب: "إنّها جذّابة، وإنّ معظم الشبّان إنّما يحضرون وراءها! ".
ويحدّثني شابّ من شياطين الشبّان العرب الذين يدرسون في أمريكا، وكنّا نطلق عليه اسم "أبو العتاهية " – وما أدري إن كان ذلك يغضب الشّاعر القديم أو يرضيه! – فيقول لي عن فتاته – ولكلّ فتى فتاة في أمريكا – إنّها كانت تنتزع نفسها من بين أحضانه أحيانًا؛ لأنّها ذاهبة للتّرتيل في الكنيسة، وكانت إذا تأخّرت لم تنج من إشارات "الأب" وتلميحاته إلى جريرة "أبي العتاهية" في تأخيرها عن حضور الصّلاة ! هذا إذا حضرت ودها من دونه، فأمّا إذا استطاعت أن تجرّه وراءها، فلا لوم عليها ولا تثريب!.
ويقول لك هؤلاء الآباء: إنّنا لا نستطيع أن نجتذب الشّباب إلاّ بهذه الوسائل!، ولكنّ أحدًا منهم لا يسأل نفسه: وما قيمة اجتذابهم إلى الكنيسة، وهم يخوضون إليها مثل هذا الطّريق، ويقضون ساعاتهم فيه؟ أهو الذّهاب إلى الكنيسة هدف في ذاته، أم آثاره التّهذيبيّة في الشّعور والسّلوك؟، ومن وجهة نظر "الآباء" التي أوضحتها فيما سلف، مجرّد الذّهاب هو الهدف، وهو وضع لمن يعيش في أمريكا مفهوم« !.
هذا غيض من فيض، ممّا لا يمكن حصره في هذه العجالة، وتسعى الكنائس الآن إلى تفادي مناقشة المواضيع المتعلّقة بالأسرار الإلهيّة، وعدم طرحها في الكنيسة، خصوصًا على الشّباب؛ لأنّها تعلم أنّ تلك القضايا "مشكلات" تنفّرهم من الكنيسة، وتجعل الكثير منهم يعتنقون الإسلام، إذ إنّ نسبة النّصارى الذين يعتنقون الإسلام في العالم يتجاوز عشرات الآلاف كلّ سنة، أغلبهم من الشّباب والمثقّفين والجامعيّين.
شهادات نصارى اعتنقوا الإسلام
يحوي هذا الفصل شهادات مثيرة ورائعة لمجموعة من النّصارى الذين اعتنقوا الإسلام، ورضوا به عقيدة وشريعة، وكلّ واحد من هؤلاء كانت له أسبابه الخاصّة لهذا التحوّل، بيد أنّهم أجمعوا على أنّ أهمّ الأسباب التي جعلتهم ينفرون من النّصرانيّة هو عدم اقتناعهم بها؛ لأنّ الإيمان النّصرانيّ يصادم الفطرة البشريّة، ويدخل في نزاع مع العقل والمنطق، الأمر الذي قلب حياة معتنقيها إلى صراع دائم بين عقولهم وعواطفهم، هذا الصّراع الدّاخليّ أزعجهم وقضّ مضاجعهم، كيف ينامون وتقر أعينهم !؟ وهم يؤمنون بعقيدة غامضة، صعبة غير مقتنعين بها ولا مصدّقين بأسرارها التي يتلقّونها كلّ يوم "أحد" من أفواه رجال الكنيسة، والأمر ليس هيّنًا بل هو عظيم يتعلّق بحياتهم الدّنيويّة، وبعدها بمصيرهم الأبديّ، فبدأوا بالتّفكير والبحث، وإعمال العقل فاهتدوا إلى دين الإسلام، الذي أقر أعينهم ومنحهم الرّاحة النّفسيّة وسينالون الفوز في الآخرة، إن شاء الله.
وكلّهم يشهدون للإسلام: لا أسرار، ولا مستحيلات عقليّة، ولا إلغاء للعقل، ولا خرافات، ولا تجديف على الله، ولا رجال دين، ولا طاعة عمياء، ولا إتباع بدون دليل، ولا إيمان بلا تدبّر وتفكّر.
فالعقيدة الإسلاميّة واضحة وضوح الشّمس، والشّريعة جليّة للعيان، فشتّان بين النّصرانيّة والإسلام وكلّ إناء بما فيه ينضح، وتأتي هذه الشّهادات للتّمثيل لا الحصر من علماء وأطبّاء وأساتذة جامعيين وباحثين وسياسيّين بل من قساوسة ورجال دين.
1
1. محمّد فؤاد الهاشميّ
أبدأ هذا الفصل بشهادة مطوّلة لأحد الشّمامسة( ) العرب، الذين عرفوا النّصرانيّة عن كثب، ثمّ تحوّلوا إلى الإسلام؛ فقد كتب الأستاذ محمّد فؤاد الهاشميّ هذه الكلمات التي نقلتها رغم طولها من كتابه (سرّ إسلاميّ) يقـــول: » أثناء دراستي للدّين المسيحيّ، وتعمّقي في جنباته صادفتني مشاكل عقليّة متعدّدة؛ كنت في البداية أطرحها جانبًا إلى حين، ثمّ أعاود الرّجوع إليها فيكون نصيبها التّأجيل كالمرّة الأولى، وكلّ يوم تزداد المشاكل عن ذي قبل، حتّى كوّنت عندي ما يشبه العقد، وولّدت عندي اليأس من فهم تلك المشاكل المعقّدة.
بعد الدّرس كنت أخلد أحيانًا إلى نفسي؛ محاولة منّي لإيجاد الحلول للمسائل المعقّدة، وكانت توجد حلول، لكنّها حلول لا ترضي العقل ولا يستريح بها الضّمير إلاّ مؤقّتًا؛ طمعًا في أنّي يومًا ما ربّما تكون قد اتّسعت مداركي واستطعت حلّها، و لكن بعد سنوات الدّراسة الثّلاث في اللاّهوت لم أجد البياض النّاصع الذي يعتبر أساسًا للدّين، ولم أعثر على الوضوح والبساطة، الذي يجب أن تتحلّى بها العقيدة، إنّما كنت أجد بقعًا عديدة من الأصباغ ظننتها بادئ ذي بدء زينة الدّين، ولكنّي كلّما تعمّقت واستعملت العقل وذهبت بالفكر؛ أي مذهب بين الكتب والمتون والشّروح، أعود إلى النّقطة التي بدأت منها دون الخروج بأيّ جواب شاف عن أسئلة العقل المتلاحقة بغير هوادة، وشككت في عقلي، واتّهمت ملَكة فهمي بالضّعف، وأيقنت أنّ ذلك تصوّر منّي وربّما وجدت المخرج عند أساتذتي الكهنة والقساوسة والدّعاة الأكليريكيّين.
كان كلّ منهم يريد أن يظهر قدرته ومدى مساهمته في هذا الدّين، فحمّلوا الدّين ما لا يُطيق من الإضافات والتّفسيرات، ووصل الحال في بعضها إلى أن أصبحت هذه الإضافات والتّعليقات هي الأصل، والدّين ذاته في المرتبة الثّانية من حيث الأهمّيّة، ويبدو أنّ أدعياء الدّين أو محترفيه لم تعجبهم بساطته وأرادوا له أن يكون معقّدًا؛ لأنّه كلّما كان معقّدًا اتّجه النّاس إليهم يسألونهم تفسيرًا لكلّ ما يحويه من ألغاز، على أن تظلّ شوكتهم قويّة ويبقى سلطانهم راسخًا، فمن جهة المتديّنين فرضوا لهم طقوسًا، ورسموا طرقًا، وابتدعوا احتفالات، وصمّموا ملابس، وألّفوا ترانيم وصلوات، وتفنّنوا في خزعبلات، واستغلّوا مجريات الأمور لأنفسهم فجعلوا مصائر النّاس في أيديهم؛ ليظلّوا المهيمنين عليهم والمرشدين لهم.
أمّا من جهة خالقهم فأرادوا أن يزيدوا في درجة احترامه سبحانه وتعالى، فابتدعوا له مؤنسًا في وحدته زوجة ثمّ ابنًا، ثمّ قالوا عن الابن: إنّه هو الإله ثمّ احتاروا فقسّموا بين الأب والابن السّلطات ورسموا لهما الأقانيم، ممّا سبق لم أجد جواب الأساتذة إلاّ كجواب الكتب أو أشدّ تعقيدًا، وعسير على العقل المتحرّر أن يقبل أجوبة على علّتها، كما قال بعضهم قولتهم المشهورة: " أدّ الطّقوس التي تعلّمتها كما تعلّمتها ولا تتعب عقلك، فقد تعب قبلك كثيرون و باءوا بالخسران المبين، وطُردوا من ملكوت السّموات".
من هنا بدأ شكّي وفقدت الثّقة واستولى علي عدم الإيمان، فيما أدرس لا فيما أدين؛ لأنّ المسيحيّة دين سماويّ أتى به المسيح، وبشّر به من سبقه من الأنبياء واعترف به من بعده، ولذا بدأت أبحث وأنقّب مصمّمًا على أن لا ألغي عقلي لأنّه عسير على العقل الواعيّ أن يأخذ الأمور على علالتها، كما أنّه من العسير على إنسان وُهب شيئًا من حرّيّة الفكر أن يصمّ أذنيه عن النّداء المنبعث من وحي العقل والضّمير، واثقًا أنّي لن أطرد من ملكوت، بل هدفي أن أدخل الملكوت ومن سار على الدّرب وصل، ومن جدّ وجد؛ لأنّه من العبث ألاّ يبحث أيّ إنسان أمر دينه حتّى يؤمن إيمانًا صحيحًا، أو يترك ما لم يستطع عقله وعقول أساتذته إلى ما يفهمه العامّة، قبل الخاصّة حتّى يستريح الضّمير، ويكون ذلك دين القيمة، وإلى القارئ أقدّم بحثي الذي انتهى بي إلى الإيمان بدين القيمة – الإسلام -«.
2. حسين رؤوف (إنجلترا) Hussain Rofe
» … دفعتني فطرتي إلى البحث عن دين يروي غليلي فلسفيًّا واجتماعيًّا، فلم يكن منّي إلاّ أن قرّرت أن أفحص بدقّة كلّ الدّيانات الرّئيسيّة المعروفة في العالم… نشأت في ظلّ تقليد الكنيسة الإنجليزيّة.. وبدأت في سنّ مبكّرة أعقد المقارنات بين العقائد والطّقوس في كلٍّ من اليهوديّة والمسيحيّة، ودفعتني فطرتي إلى رفض عقيدتيْ تجسيد الإله وتكفيره لذنوب البشر، كما أنّ عقلي لم يستطع قبول تعدّد الأناجيل ونصوصها، أو الإيمان بعقيدة لا ترتكز على منطق العقل، كما هي التّقاليد المرعية في الكنيسة الإنجليزيّة.
ورغم أنّني كنت أشهد الصّلوات المسيحيّة في الكنيسة الإنجليزيّة، كما أحضرها في الكنيس اليهوديّ، وأشارك في كليهما، إلاّ أنّني في الواقع لم أكن أدين بأيّ من الدّيانتين ورأيت في الكاثوليكيّة الرّومانيّة كثيرًا من الغموض، ومن الخضوع لسلطة البشر، وأنّها تصمّ البشريّة بالنّقص بعكس ما تنسبه إلى البابا وأتباعه من تقديس يكاد يرقى بهم إلى شبه الألوهيّة«.
3. سيسيليا محمودة كانولي (أستراليا) Cecilia Mahmuda Canoolly
»لماذا أسلمت؟ أوّلاً وقبل كلّ شيء، أودّ أن أقول إنّني أسلمت لأنّني كنت في قرارة نفسي مسلمة دون أن أعلم ذلك من حداثة سنّي؛ كنت قد فقدت الإيمان بالمسيحيّة لأسباب كثيرة أهمّها: أنّني ما سألت مسيحيًّا سواء كان ممّن يقال عنهم رجال الكهنوت والأسرار المقدّسة، أو من العامّة، عن أيّ شيء يبدو لي غامضًا في تعاليم الكنيسة، إلاّ تلقّيت الجواب التّقليديّ: "ليس لك أن تناقشي تعاليم الكنيسة، ويجب أن تؤمني بها فقط"، وفي ذلك الوقت لم تكن عندي الشّجاعة الكافية لأقول لهم: "إنّني لا أستطيع الإيمان بشيء لا أعقله".
وتعلّمت من خلال تجاربي أنّ غالبيّة الذين يسمّون أنفسهم مسيحيّين لا يجدون هذه الشّجاعة كذلك… كان كلّ ما فعلته أنّي هجرت الكنيسة "الرّومانيّة الكاثوليكيّة" وتعاليمها، وركّزت إيماني في الإله الواحد الحقّ؛ لأنّ الإيمان به أيسر على النّفس من الإيمان بثلاثة آلهة كما تقول الكنيسة، وعلى النّقيض من التّعاليم الكنسيّة الغامضة البعيدة عن الإدراك، بدأت أرى الحياة أوسع وأرحب طليقة من الطّقوس والفلسفات، فكنت حيثما وجّهت وجهي أجد آيات الله… حتّى الطفل الوليد، أصبحت أحسّ أنّه معجزة رائعة جميلة، وليس كما كانت الكنيسة تصوّره لنا، تذكّرت كيف أنّني في صغري إذا نظرت إلى طفل حديث الولادة تصوّرته "مغطّى بسواد الخطيئة الموروثة"، أمّا الآن فلم يعد للقبح مكان في خيالي، بل لقد أصبح كلّ شيء أمامي جميلاً، وهنا أيضًا تهتّكت الأستار التي كانت تحد ما بيني وبين الإسلام، فما خطر لي من سؤال إلاّ كنت أتلقّى عنه الجواب المقنع الدّقيق، على النّقيض تمامًا من ذلك الهراء، الذي كنت أسمعه حينما كنت أناقش المسيحيّة «.
4. محمّد ألكسندر راسيل (الولايات المتّحدة) Mohamed Alexander Russel
(كنت لحسن حظّي ذا عقليّة فاحصة، أميل إلى أن أتحرّى الأمور، وأن أجد لكلّ شيء علّة وسببًا، ووجدت أنّ النّاس بين علمانيّين، ورجال دين – المسيحيّ – عجزوا عن إقناعي بوسائل عقليّة ومنطقيّة بحقيقة هذه العقيدة، ولكن كلا الفريقين كانوا يقولون: إنّ هذه أمور غامضة وخفيّة، أو يقولون إنّها مسائل فوق مستوى إدراكي، وأودّ أن أقرّر هنا بأنّني عندما كنت صبيًّا كانت تنقصني الحماسة الدّينيّة، التي تبدو على كثير من الصّبيان بالفطرة، ولمّا بلغت العشرين عامًا وأصبحت حر التصرّف في نفسي، ضاق صدري بجمود الكنيسة وكآبتها فهجرتها إلى غير رجعة«.
5. عبد الله أرشبالد هاملتون (إنجلترا) Abdullah Archibal Hamilton رجل دولة و بارون
» ما كدت أبلغ سنّ الإدراك والتّمييز، حتّى راود قلبي جمال الإسلام وبساطته ونقاؤه، ورغم أنّني وُلدت ونشأت مسيحيًّا، فإنّني لم أستطع مطلقًا أن أؤمن بالعقائد التي تسلّم بها الكنيسة وتفرضها، وكنت دائمًا أجعل العقل والإدراك فوق الإيمان الأعمى، ومع مرور الزّمن أردت أن أحيا وفق مشيئة خالقي، لكنّني وجدت كلاّ من كنيسة روما والكنيسة الإنجليزيّة لا يقدّمان لي ما يروي غليلي، وما كان اعتناقي للإسلام إلاّ تلبية لنداء ضميري، ومنذ تلك اللّحظة بدأت أشعر أنّني أصبحت أقرب إلى الإنسانيّة الصّحيحة«.
6. ديفيس وارنجتون – فراي (أستراليا) Devis Warrington – Fry
» حقًّا لقد انساب الإسلام في نفسي انسياب الرّبيع المشرق إلى الأرض الباردة في أعقاب شتاء مظلم، فأشاع الدّفء في روحي، وغمرني بما في تعاليمه من روعة وجمال، وكم فيها من روعة وكم فيها من جمال، كم فيها من وضوح في بنائها المنطقيّ الرّصين: "لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله". أيمكن أن يكون هناك ما هو أسمى من ذلك وأنقى؟ أين هذا من غموض عقيدة "الأب والابن والرّوح القدس"، التي قد تشيع الرّهبة في القلوب، ولكنّها لا تكاد تقنع العقل الواعي«.
7. جلال الدّين لودر برنتون (إنجلترا) Jalaluddin Louder Brunton رجل دولة وبارون
»يقولون: إنّ العقائد المسيحيّة تستند إلى الإنجيل ولكنّني وجدتها متنافرة، متضاربة، فهل من الممكن أن يكون الإنجيل وتعاليم المسيح قد أصابها التّحريف؟ عدت ثانيًا إلى الإنجيل أوليه دراسة دقيقة، فشعرت أنّ هناك نقصًا لم أستطع تحديده«.
8. إبراهيم فو (الملايو) Ibrahim Voo
» قبل إسلامي كنت كاثوليكيًّا رومانيًّا، ومع أنّي لم أكن مقتنعًا بعقائد التّثليث والعشاء الربّانيّ المقدّس والتّكريس والتّقديس وما إلى ذلك من الأمور الغامضة، إلاّ أنّني لم أفقد إيماني بالله، ولم يكن في استطاعة أي قسّيس كاثوليكيّ أن يقنعني منطقيًّا بهذه العقائد الغامضة وكان قولهم التّقليديّ: "إنّها أسرار وستبقى أسرارًا، إنّ عيسى هو خاتم الأنبياء، وما محمّد إلاّ دجّالاً".
لقد تضاءل إيماني بذلك الدّين، إلى أن خالطت كثيرين من مسلمي الملايو، وتحدّثت معهم عن الدّين، وكان الجدل يحتدم بيننا في بعض الأحيان، وبمرور الزّمن ازداد اقتناعي بأنّ الإسلام هو دين العقل والحقّ، العبادة فيه لله دون سواه، فلا ترى في المساجد صورًا أو تماثيل أو لوحات«.
9. ت. هـ. مكباركلي (أيرلندة) T.H. Mc Barklie
نشأت على المذهب البروتستانتي، وكنت منذ حداثة سنّي غير مقتنع بالتّعاليم المسيحيّة، فلمّا انتهيت من المدرسة والتحقت بالجامعة، أضحى هذا الشكّ يقينًا، فالكنيسة المسيحيّة – كما رأيتها – لم تكن تعني عندي شيئًا مذكورًا، وكنت في حالة يأس من أن أجد عقيدة قائمة تتضمّن كلّ ما كنت أتصوّره من مقوّمات، ولقد ذهلت للوهلة الأولى عند مقارنة التّسامح الإسلاميّ بتعصّب المذاهب المسيحيّة، وعلمت أنّ البلاد الإسلاميّة في العصور الوسطى كانت مشرقة بالعلم والحضارة، في الوقت الذي كان الجهل مطبقًا والخرافات سائدة في غيرها من البلاد، كما أقنعتني نظريّة الإسلام المنطقيّة في الجزاء بعكس نظريّة الفداء في المسيحيّة«.
10. توماس ارفنج (كندا) Thomas Irving
»عندما كنت في السّنة الأولى في دراسات الآداب الشّرقيّة، قرأت عن تطوّر الفكر البشريّ في محاولاته لمعرفة الله، وقد تبلورت رسالة المسيح في تصويره بأنّه ربّ ودود، لكنّ هذا التصوّر يضيع وسط سحب من صلوات غير مفهومة وطقوس وثنيّة، وتختفي صفات الرّحمة والجود وراء تصويره في ذات الوقت ربًّا متعاليًا لا يمكن الوصول إليه إلاّ من خلال وسيط شفيع«.
11. مسعودة ستينمان (إنجلترا) Massudah Steinman
»لا أعرف دينًا آخر – غير الإسلام – يقبله العقل ويجذب النّاس إليه، وله من المؤمنين به مثل هذه الجموع الضّخمة، ويبدو لي أنّه ما من طريق أقرب منه إلى الاقتناع العقليّ والرضا في الحياة، ولا أعظم منه أملاً للنّجاة في الحياة الآخرة… والمسيحيّة تولي جلّ اهتمامها للجانب الرّوحيّ من الحياة، فتدعو إلى نوع من المحبّة يثقل كاهل المسيحيّ بالمسؤوليّات، ودعوى المحبّة مقضي عليها بالفشل، إذ كان الوصول إليها خارجًا عن حدود طبيعة البشر، وتتعارض مع إدراكه ومفاهيمه، ولا يستطيع أحد أن يداني ذلك المستوى المثاليّ للمحبّة، كما تدعو إليه المسيحيّة إلاّ أن يؤتى حظًّا موفورًا من معرفة النّوازع البشريّة المتباينة، وأن يتّصف مع هذه المعرفة بالعطف والإدراك السّليم، مع الشّعور بالمسؤوليّة، وحتّى في هذه الحالة، فإنّ على مثل هذا الإنسان أن يتخلّى عن عقله في سبيل هذه المحبّة.
ويقول س.ت. كوليردج S.T. Coleridge في كتابه (Aids reflection): "إنّ الذي يبدأ بحبّ المسيحيّة أكثر من حبّه للحقّ سيقوده ذلك إلى حبّ طائفته أو كنيسته أكثر من حبّه للمسيحيّة، ثمّ ينتهي به الأمر إلى حبّ نفسه أكثر من أيّ شيء آخر"، وفي ذات الوقت يدعونا إلى تقديس الله، وأن نخضع لشريعته، ويشجّعنا على استعمال العقل مع مراعاة عواطف الحبّ، والتّفاهم جنبًا إلى جنب..«.
12. هـ. ف. فيلوز (إنجلترا) H. F. Fellowes
»كنت دائمًا أتصوّر الربّ هاديًا للبشر، ومتّصفًا بالعفو والرّحمة والعدل، وعلى هذا يستطيع الإنسان أن يطمئنّ إلى عدالة حسابه وإلى رحمته ومراعاة ظروفه المحيطة به… أنت مسؤول في حياتك عن أعمالك وسلوكك شخصيًّا، فإذا كنت تعمل محاسبًا ودلّست في حسابات مخدومك، فإنّ مكانك إلى السّجن لا محالة، وإذا كنت تقود سيّارة بسرعة زائدة في طريق منعرج منزلق فإنّك لا شكّ معرّض للحوادث، هذه أخطاؤك أنت وأنت الذي ارتكبتها، ومن الجبن أن تلقي بالمسؤوليّة على الآخرين، ولا أعتقد أنّنا ولدنا آثمين تعساء، فهذا ينافي العاطفة النقيّة نحو الأطفال الأبرياء، لقد علّمتني الأيّام أنّ من طبيعة البشر إدخال السّرور إلى قلوب الآخرين ما لم يكن الآخرون من الأشرار، وعلى هذا القياس، نرى أنّ عقيدة تحمّل المسيح خطايا البشر، عقيدة مضطربة لا تقبلها العقول.
لقد بدأنا نقرأ في الصّحف في الآونة الأخيرة أقوالاً لفلاسفة وكتّاب، مؤدّاها أنّ الأديان الحالية أصبحت عتيقة بالية، وأعتقد أنّ هذه الأقوال تعكس على مرآتها مدى تشكّك الغربيّين وارتيابهم في المفاهيم المعقّدة والغامضة في الدّين المسيحيّ، وهؤلاء الذين ينادون – في زعمهم – إلى الإصلاح والتّجديد إنّما يقعون في الخطأ نفسه، الذي وقع فيه قبلهم مارتن لوثر لأنّ الإسلام، وهو الدّين الذي يحقّق كلّ هذه الرّغبات في الإصلاح قائم فعلاً بين أيدينا«.
13. أمينة موسلر (ألمانيا) Amina Mosler
»سمعت ولدي يتوسّل إليّ وفي عينيه دموع: "يا أمّي لا أريد أن أبقى مسيحيًّا بعد الآن، إنّني أريد أن أكون مسلمًا، وأنت أيضًا يا أمّي، يجب أن تنضمّي معي إلى هذا الدّين الجديد"، فما لبثت أن اقتنعت أنّ الإسلام هو الدّين الحقّ الذي أرتضيه، كان الإيمان بالثّالوث الذي تدعو إليه المسيحيّة أمرًا مستحيلاً بالنّسبة لي، حتّى عندما كنت شابّة في العشرين من عمري، وبعد دراسة الإسلام رأيتني أيضًا لا أقرّ بالاعتراف ولا تقديس البابا، أو الاعتراف بسلطاته العليا، ولا عمليّة التّعميد المسيحيّة وما شاكل ذلك من عقائد«.
14. إيفلين زينب كوبولد (إنجلترا) Evelyn Zeinab Cobbold
»كثيرًا ما سُئلت: متى ولماذا أسلمت؟… وقد صدق أحد علماء الغرب إذ يقول "الإسلام دين العقل والفطرة"، وكلّما زادت دراستي وقراءتي عن الإسلام، زاد يقيني في تميّزه عن الأديان الأخرى، بأنّه أكثرها ملاءمة للحياة العمليّة، وأقدرها على حلّ مشكلات العالم العديدة والمعضلة، وعلى أنّ يسلك بالبشريّة سبل السّعادة والسّلام، لهذا لم أتردّد في الإيمان بأنّ الله واحد، وبأنّ موسى وعيسى ومحمّدًا – عليهم صلوات الله – ومن سبقهم كانوا أنبياء أوحي إليهم من ربّهم، لكلّ أمّة رسول، وبأنّنا لم نولد في الخطيئة، وبأنّنا لا نحتاج إلى من يحمل عنّا خطايانا، أو يتوسّط بيننا وبين الله، وفي وسعنا أن نصل أرواحنا به في أيّ وقت نشاء، وبأنّه حتّى محمّد أو عيسى – صلوات الله عليهما – لا يملك أحدهما لنا من الله شيئًا، وبأنّ نجاتنا إنّما هي وقف على سلوكنا وأعمالنا …والإسلام يقوم على وحدانيّة الله وليس على اللاّهوتيّة المعقّدة الثّقيلة، وفي مقدّمة كلّ مميّزاته أنه عقيدة إيجابيّة دافعة«.
15. إسماعيل ويسلو زيجريسكي (بولندا) Ismail Weislaw Zejerski عالم اجتماع
»عندما كنت مراهقًا في السّادسة عشرة من عمري كنت كثير الرّيب في العقائد المختلفة، التي تدعو إليها الكنيسة الرّومانيّة الكاثوليكيّة "التي لا تخطئ" فلم يكن في استطاعتي أن أؤمن بالثّالوث المقدّس، ولا بتحويل القربان إلى لحم ودم المسيح، ولا في وساطة القساوسة بين النّاس والله، أو بين الله والنّاس، ولا في تنزيه البابا عن الخطايا، ولا في فاعليّة الكلمات والإشارات التي يؤدّيها القساوسة في الكنيسة.
لم أكن أستسيغ عبادة السيّدة مريم أو القدّيسين أو التّماثيل والصّور والآثار وما إليها، وانتهى بي الأمر إلى إنكار ما كنت أؤمن به، وإلى عدم الاكتراث بأمور الدّين، بيْد أنّ الإنسان في عصرنا هذا لا يمكنه بأيّ حال أن يؤمن بدين كلّ عقائده وطقوسه تأباها عقول المفكّرين، وأدركت كذلك أنّ الدّين الذي يقدّم للبشريّة تشريعًا كاملاً وشاملاً وينظّم حياة الفرد و حياة الجماعة هو وحده القادر على أن يقود البشريّة ويهديها سواء السّبيل، وأخيرًا اكتشفت الإسلام«.
16. ج.و. لوفجروف (إنجلترا) J.W. Lovegrove
»لا نعلم إلاّ القليل النّادر عن الدّيانات الأخرى، من حيث تعاليمها الأصليّة؛ إذ لم يصلنا عنها إلاّ روايات متناثرة تضمّ قليلاً من المبادئ الأخلاقيّة، وهي مبادئ أصليّة لا يصحّ الاعتراض عليها، وسيرة أصحاب هذه الرّسالات يكتنفها كثير من الغموض، ممّا لا يساعدنا على استقراء تعاليمهم، على ضوء أعمالهم و تصرّفاتهم… كنت أبحث عن دين عملي بسيط، وخال من الفلسفات المعقّدة ويقنعني دون إلغاء عقلي، أنّ أداء حقّ الله هو ولا شـــكّ – يجب أن يكون – الهدف الأوّل لجميع الأديان، ولكنّ الإسلام هو الذي وضع هذا المبدأ موضع التّطبيق العمليّ «.
17. محمود جونار إيركسون (السّويد) Mahmud Gunnar Erikson
» إنّ ما أعجبني في الإسلام – وما زال يعجبني – هو أسلوبه المنطقيّ، فلا يطلب إليك الإيمان بشيء قبل أن تدركه وتعرف أسبابه، وناحية أخرى في الإسلام أعجبتني، هي عالميّته، فالقرآن الكريم لا يحدّثنا عن الله على أنّه ربّ العرب، أو أي شعب بذاته بين الشّعوب كلاّ، بل وليس على أنّه ربّ هذه الدّنيا، ولكن على أنّه ربّ العالمين، بينما تتحدّث الكتب السّابقة عن إله بني إسرائيل( ) «.
18. مافيز. ب. جولي (إنجلترا) Mavis. B. Jolly
»كان مولدي في بيئة مسيحيّة، وتعميدي في الكنيسة الإنجليزيّة، ثمّ التحقت بمدرسة تابعة للكنيسة، وقرأت في سنّ مبكّرة قصّة المسيح، كما جاءت في الإنجيل.. وأعتقد أنّني كنت في تلك السّنوات القليلة، مسيحيّة متحمّسة، ومع تقدّمي في الدّراسة واستمرار اتّصالي بالإنجيل وكلّ ما يتعلّق بالمسيحيّة اتّسعت أمامي فرصة التّفكير فيما قرأت وشاهدت وفيما مارست من عبادة وعقيدة، وسرعان ما وجدتني أمام أشياء كثيرة لا أستطيع الاقتناع بها، وما إن وصلت إلى نهاية هذه المرحلة الدّراسيّة حتّى أصبحت ملحدة لا أؤمن بالدّين ثمّ شرعت أدرس الأديان الرّئيسيّة الأخرى في العالم، "اليهوديّة والبوذيّة ثمّ الإسلام"، ومن ثمّ بدأت نفسي تطمئنّ إلى الحقّ الذي جاءت به تعاليم الإسلام فأعلنت إيماني به واعتناقي إيّاه، ليس عن عاطفة خاطفة مؤقّتة إلى حين، إنّما عن اقتناع كامل ودراسة واعية طويلة وتفكير دائب قرابة عامين، ولم أجد أمامي إلاّ أن أسلك هذا السّبيل، طارحة كلّ العواطف الأخرى التي كانت تشدّني إلى الطّريق المضاد«.
19. علي سلمان بنوا (فرنسا) Ali Selman Benoit طبيب
»أنا دكتور في الطبّ وأنتمي إلى أسرة فرنسيّة كاثوليكيّة، وقد كان اختياري لهذه المهنة أثره في انطباعي بطابع الثّقافة العلميّة البحتة، وهي لا تؤهّلني كثيرًا للنّاحية الرّوحيّة، ولا يعني هذا أنّني لم أكن أعتقد في وجود إله، إلاّ أنّني أقصد أنّ الطّقوس الدّينيّة المسيحيّة عمومًا والكاثوليكيّة بصفة خاصّة، لم تكن تبعث في نفسي الإحساس بوجوده، وعلى ذلك فقد كان شعوري الفطريّ بوحدانيّة الله يحول بيني وبين الإيمان بعقيدة التّثليث، وبالتّالي بعقيدة تأليه عيسى المسيح؛ لهذا فإنّني أعتبر أنّ الإيمان بعالم الغيب وما وراء المادّة هو الذي جعلني أدين بالإسلام، على أنّ هناك أسبابًا أخرى حفّزتني لذلك أيضًا، منها مثلاً، أنّني كنت لا أستسيغ دعوى القساوسة الكاثوليك أنّ من سلطانهم مغفرة ذنوب البشر نيابة عن الله، ومنها أنّني لا أصدّق مطلقًا ذلك الطّقس الكاثوليكيّ عن العشاء الربّاني والخبز المقدّس، الذي يمثّل جسد المسيح عيسى، ذلك الطقس الطّوطميّ الذي يماثل ما كانت تؤمن به العصور الأولى البدائيّة، حيث كانوا يتّخذون لهم شعارًا مقدّسًا يحرم عليهم الاقتراب منه ثمّ يلتهمون جسد هذا الطقس بعد موته حتّى تسري فيهم روحه«.
20. مؤمن عبد الرزّاق صلاح (سيلان) Mumin Abdul – Razzaque Salah
»أشعر بمحبّة الإسلام، لما لمست فيه من استقامة نبيلة وخلّوه من الغموض، إنّه دين النّظافة واليسر.. قرأت شيئًا من سور القرآن الكريم، فإذا العجب يتملّكني، كنت فيما مضى أرى أنّه لا شيء يداني الإنجيل، فإذا بي أراني كنت على خطأ عظيم، ليس من شكّ في أنّ القرآن الكريم يشعّ فيه الحقّ، وأنّ تعاليمه إيجابيّة عمليّة، وخالية من الطّقوس والعقائد الغامضة… وقد أقنعني بالإسلام فوق ذلك خلّوه من التّعقيدات فهو مثاليّ وعمليّ، وهو دين العقل والقدرة على التطوّر، وهو كذلك مثاليّ في عقيدة وحدانية الله وفي نواحيه الرّوحيّة، وبهذا فهو الدّين الوحيد الذي تصلح به البشريّة جميعًا؛ لأنّه عمليّ في نظريّاته ومعتقداته، ولأنّه منطقيّ ومتجدّد تجدّد الحياة«.
21. عبد الله يومورا (اليابان) Abdulah Uemura
»كنت أبحث عن الحقيقة فوجدت ضالّتي في الإسلام، أما المسيحيّة أو بالأحرى أناجيلها – بوضعها الرّاهن – فليست على نفس نقائها الذي نزلت عليه من عند الله، بل تعرّضت للتّبديل مرّة تلو أخرى… وأكثر الأمور ارتباكًا في المسيحيّة هي عقيدة التّثليث التي يجب الإيمان بها دون إدراك ماهيّتها؛ لأنّها ليس لها تفسير تقبله العقول.
ومن المستغرب – إلى جوار ذلك – أن نسمع أنّ جزاء الآثمين هو الموت الأبديّ، ويدخل في ذلك غير المسيحيّين بطبيعة الحال؛ لأنّهم في نظر المسيحيّة الآثمون بعدم إيمانهم بتعاليمها، ولو أنّ الآثمين اقتنعوا بأبديّة موتهم لكان ردّ الفعل الطّبيعيّ عندهم أن ينغمسوا في رذائلهم، وملذّاتهم إمعانًا في إرضاء شهواتهم، قبل انتهاء أجلهم، لأنّ الموت في نظرهم هو نهاية النّهاية«.
هذه بعض الشّهادات التي اخترتها، والتي دار حديث أصحابها في معظمه حول النّصرانيّة ومصادمتها للعقل والمنطق، واقتناعهم بالإسلام الواضح والخالي من جميع التّعقيدات والمستحيلات العقليّة، وقد وردت أكثر التّصريحات التي نقلتها في الكتب والمقالات والمقابلات التي كتبها أصحاب هذه الشّهادات، وجُمع بعضها في كتاب (لماذا أسلمنا؟).
فهل تسير على هدي هؤلاء الذين نجوا من الضّلال والحيرة، أم أنّك تصرّ على إلغاء عقلك وتعيش بين الإيمان والإلحاد حائرًا، شاكًّا، إلى أن يدركك الموت؟.
خـــاتمة
ثمّة قضيّة أرى من الضّروريّ التّنبيه عليها في هذه الخاتمة، وهي أنّ رجال الدّين النّصارى كثيرًا ما يقولون عقب حديثهم عن الثّالوث والخطيئة والكفّارة وموت الإله وقيامته وصلبه.. إنّها حقائق لا يستطيع العقل البشريّ إدراكها، لأنّها تتجاوز قدرته على ذلك، وعدم إدراكه لها لا ينفي صحّتها وصدقها!
وهذا المنطق الكنسيّ لا يستقيم؛ إذ يجب التّفريق بين "ما لا يدركه العقل"، و"ما لا يقبله العقل"، وهما أمران مختلفان تمامًا، فإذا كنّا نسلّم أنّ العقل البشريّ محدود فإنّه لا يكفر بما هو غير مدرك وغير ممتنع عقلاً، فمثلاً قد نؤمن بوجود ملائكة أو جنّة أو نار مع أنّنا لا ندركها بحواسّنا وعقولنا، والسّبب أنّ تلك الأمور ممّا لا يمتنع وجوده، فهو يدخل في باب الجائز عقلاً وشرعًا، لكن هل ينطبق ذلك على عقائد غيبيّة غير مدركة وممتنعة عقلاً وشرعًا كتلك التي تقول إنّ الإله مات ! أو أنّه واحد وثلاث ! أو إنّ الله يلعن البشريّة جميعًا لذنب لم تقترفه، أو إنّ اليهود صلبوا أحد الأقانيم، أو إنّ الربّ القاهر تلقّى اللّكمات والبصقات والإهانات!!
لا شكّ أنّ هذا كلّه ممتنع في العقول، لأنّ تلك العقول لها منطق يقرّر أنّ الله واحد، عادل، عظيم، قاهر، قويّ، جبّار… لا يصلح ولا يمكن ولا ينبغي ومن المستحيل أن يهان أو يقتل أو يسفك دمه على أيد رخيصة، فالمنطق العقليّ قد يقبل ما هو جائز حدوثه في عالم الغيبيّات، لكنّه يمتنع عن التّصديق بالممنوع حدوثه، وذلك المنطق العقليّ السّليم مغروز في فطرة كلّ إنسان.
ثمّ إنّ الزّعم بأنّ الشّرع لا يفهم بالعقل بل بالتّسليم له دون إعمال العقل لإدراكه والوصول إلى مراد الله به، زعم باطل، لأنّ الله لا يكلّف النّاس الإيمان بما هو خارج عمّا يقدر العقل على استيعابه، والله لا يكلّف النّفس إلاّ وسعها، والتّكليف مناط بالاستطاعة سواء كان التّكليف بالعبادات البدنيّة أو الرّوحيّة أو العقليّة.
كما أنّ الله لا يكلّف الإنسان صيام الشّهور دون إفطار، أو القيام والصّلاة دون نوم ولا انقطاع لعدم قدرة البشر على تحمل ذلك، فمن باب أولى أنّه لا يكلّفه التّصديق بما لا يصدّق أو الاعتقاد بما لا يدخل في دائرة التصوّر والخيال فضلاً عن دائرة الوجود والواقع، خصوصًا إذا كان ما أمر الإيمان به يناقض الكتب السّماويّة والمراجع الدّينيّة.
أمّا الذين يتبعون الهوى بعد كلّ هذا، ويصرّون على إلغاء عقولهم فكأنّما يتراجعون إلى مستويات أدنى من الإنسانيّة، ولننظر إلى حكمة الله في إسقاط التّكليف عن المجنون والنّائم والصبيّ الصّغير… إنّ هؤلاء جميعًا – وبالأخصّ المجنون – لا يملكون أدوات التلقّي التي يستقبلون بها رسالة الله المتمثّلة في تعاليمه، ومن – ثمّ بلا شكّ – لا يستطيعون إدراكها وفهمها والعمل بمقتضاها، ولذلك انتفى عنهم التّكليف لانتفاء العقل كلّيًّا أو جزئيًّا، وحين يلغي العاقل عقله، فكأنّما يخرج نفسه من زمرة العقلاء إلى زمرة غير العقلاء من أمثال المجانين والمهابيل والصّبيان الرضّع!!.
والذي يجب معرفته وعدم الغفلة عنه، هو أنّ الأديان السّماويّة جميعها اتّفقت على تمجيد العلم والإعلاء من شأنه، ودعوة الأديان إلى العلم والحرص على تحصيله يتنافى مع الأسرار والألغاز؛ فليس من المقبول الآن أن يدّعي القساوسة – أدعياء العلم – أنّ الجهل هو السّبيل الوحيد لدرء الهلاك الأبديّ عن البشر.
وها هو الإسلام يرفع من قيمة العلم والعلماء ومن الفكر والمفكّرين، ويجعل التأمّل في النّفس والكون والتّاريخ وملكوت الله عبادة يؤجر عليها الأفراد، وكم هي كثيرة مصطلحات العلم ومشتقّاته في القرآن الكريم، وما أكثر مفاهيم البحث والنّظر "يعقلون، يتدبّرون، ينظرون، يتفكّرون، يفقهون… إلخ"، فشتّان بين دين يدعو إلى احترام العلم والعمليّات العقليّة، ودين يقتل الفكر ويرفع شعار "الجهالة أم التّقوى" و"الغباوة أم اليقين".
لا شكّ أنّك أيّها القارئ الفطن، لاحظت فيما قرأت في هذا الكتيّب المتواضع جدًّا، كثرة النّقول من الكتاب المقدّس بعهديه القديم والجديد، ووفرة الاقتباسات من الأدبيّات الغربيّة، والعديد من تلك الأدبيّات يرجع أصلها إلى كٌتّاب نصارى، أو ممّن خبروها وتخلّوا عنها، وإنّ هذا المسلك الذي تبنيّته في إقامة الحجّة ينطبق تمامًا على قول المسيح : (من فمك أدينك)، فلم أعتمد في دراستي على القرآن الكريم أو أركن لرأي علماء الإسلام إلاّ على سبيل الاستئناس، لا الاعتضاد والاستدلال، توخيًّا للموضوعيّة وابتعادًا عن الذّاتيّة، وهذا المنهج في عرض الحقائق لا يدع مجالاً للقارئ النّصرانيّ الموضوعي أن يتهرب أو يُغمض عينيه أمام هذا الكم الهائل من الأدلّة والبراهين، أو على الأقلّ التّساؤلات والإشكاليّات المطروحة في ثنايا هذا البحث، والتي تثبت بالنّقل والعقل أنّ الأناجيل الحاليّة و النّصرانيّة المعاصرة، التي يدعو إليها المبشّرون ويتحمّس لها المنصّرون، لا تتّفق مع الدّين الصّحيح الذي أُنزل على المسيح قبل ألفي عام.
إنّ كلّ ما في الأمر أنّ عقائد النّصرانيّة من تثليث، وخطيئة، وكفّارة، وصلب الإله، وقيامته...، هي من اختلاق الوثنيّين الأوائل الذين دخلوا في النّصرانيّة - أمثال بولس - وما لبثت أن قاومتها عقول البشر وفطر النّاس، لكن تدخّل أباطرة الرّومان وكيد المنافقين جعلها المنتصرة على الحقّ إلى أن ظهر الإسلام فكشف زيفها وفضح انحرافها واعوجاجها، فلله الحمد والمنّة.
ونعود ونقول بعد هذا، لم يعد مقبولاً لدى كلّ من يفكّر أو يعقل، القول بأنّ النّصرانيّة - بما تتضمّنه من عقائد لا تمّت إلى الحقّ والصّواب والمنطق بصلة - ديانة موحى بها من الله، ولا يمكن البتّة الإيمان بدين 99% منه أسرار وألغاز؛ لأنّ الدّين أيًّا كان يجب أن يكون – بل محكوم عليه أن يكون – واضحًا وضوح، وإلاّ كان عدمه أفضل من وجوده؛ ذلك أنّ الإنسان منذ أن وُجد على ظهر هذا الكوكب وهو يبحث عن ماهيّته وجوهره ومصيره، ويروم الإجابة عن أسئلة طالما حيّرته.. من أين جاء؟ ولماذا جاء؟ وكيف جاء؟ وإلى أين مصيره بعد الموت؟.. إنّها حقًّا أسئلة كبيرة، ومحيّرة ومقلقة، تحتاج إلى قوّة عظمى تملك الإجابة الشّافية عنها… فهل قدّمت النّصرانيّة تلك الأجوبة المنشودة!؟.
لا أظنّ ذلك، بل العكس هو الذي حدث، فجميع الذين علّقوا آمالهم عليها ومنحوا ثقتهم العمياء لها رجعوا بخفّي حنين، عادوا أشدّ حيرة وقلقًا ممّا كانوا عليه، من جهة بسبب ما طرحته تلك الدّيانة من تعاليم غامضة، ومن جهة أخرى بما أحدثته من شرخ في البناء الفطريّ والفكريّ للإنسان.
لقد آن الأوان لتعود فلول النّصارى إلى رشدها وتصحّح مسيرتها وتعتنق الفطرة، وتصالحها بعدما جافتها وعادتها كلّ هذه المدّة.
فطرة الله التي فطر النّاس عليها لا تبديل لخلق الله الرّوم 30.
إنّي وجّهت وجهي للذي فطر السّماوات والأرض حنيفًا وما أنا من المشركين الأنعام 79.
ومالي لا أعــبد الذي فطرني وإلـــيه ترجعـــون يس 22.
قل يا أهل الكتـاب تعالوا إلى كلمة ســـواء بيننا وبينكم ألاّ نعــبد إلاّ الله ولا نشرك به شيئًا ولا يتّـــخذ بعضنا بعضًا أربابًا مـن دون الله فإن تولّوا فقـولوا اشهدوا بأنّا مسلمـــون آل عمـران 64.
وبعد، فلقد حاولت أن أقدّم صورة واضحة عن مغالطات النّصارى وبعض معتقداتهم، وأرجو من الله أن أكون وفّقت في مقصدي، فإن كان هذا فللّه وحده الحمد والمنّة، وإن كانت الأخرى فحسبي أنّي قدّمت جهدي – وهو جهد المقلّ – ولم أدّخر منه شيئًا، وجزى الله كلّ من ساهم معي في إخراج هذا الكتيّب إلى حيز الوجود، وحتّى لا أتشبّع بما لم أعط أقول جزى الله كذلك كلّ من استفدت من كتاباته باقتباس أو نقل ولم أشر إلى مرجعه.
وسبحانك اللّهمّ و بحمدك أشهد ألاّ إله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك.
إعداد يزيد حمزاوي
Y_hamzaoui@hotmail.com
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم
((((((((((((((((((((((((((((((((((((((زكريا بطرس ما الذي جرأك ؟!)))))))))))))))))
محمد جلال القصاص
بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بين ظهراني يهود، يهود كلُّها كانت في المدينة ( قينقاع والنضير وقريظة ) و حولها ( خيبر ووادي القرى وفَدَك )، وبين ظهراني النصارى إذ كانوا في نجران ـ ووفدوا عليه في مكة وفي المدينة ـ وفي طيئ ( شمال شرق الجزيرة العربية ) والشام، وكانت الدنيا كلّها كافرة بربّها عدا بضع مئات مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت الدنيا كلها حربٌ على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع كل هؤلاء الأعداء، ومع شدة العداوة وتنوعها حتى وصلت للقتال ما سمعنا أحدا تكلم في خُلُقِهِ بشيء، مضى الجيل الذي عاصر النبي صلى الله عليه وسلم وهو يشهد له بحسن الخلق وهو يصفه بالصادق الأمين .
وبعد ألف وأربعمائة عام من وفاته صلى الله عليه وسلم خرج علينا أحد النصارى يُدعى ( زكريا بطرس ) يطعن في نسب الرسول صلى الله عليه وسلم وفي أخلاقه، يقول: ما كانت العرب تحفظ أنسابها ولا تدري آبائها ولا أبناءها .وما كان محمد صلى الله عليه وسلم ابن أبيه !! . . حَمَـلَتْ آمنة من غير عبد الله !!
وَيِّ ... ويّ . . . يطعن في القرشي الهاشمي سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام ؟!
يطعن في نسب العرب وأحسابها، وقد كانت ـ ولا زالت ـ لا تحرص على شيء قدر حرصها على النسب والشرف، وقد كانت ولا زالت لا تفخر بشيء قدر فخرها بمن ولدها ومن ولدته ؟!!
جلس هذا الوضيع السفيه للرسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس عنده قضية أخرى غير رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو المستنقع الآسن العفن الذي يغرف منه كل من يتطاول على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
يكذب كذبا مكشوفا رخيصا، ويحتمي وراء شاشات التليفزيون، يجعجع ويدعي العِلمية والعقلانية، ولا علمية ولا عقلانية، وقد دعاه أكثر من واحد من علمائنا وشيوخنا إلى حوارٍ مباشر على الهواء مباشرة على ملأ من النّاس فخَنَسَ وما خرج. ولو كان منصفا .. ولو كان عاقلا . . ولو كان صاحب حق لخرج وما تردد .
( زكريا بطرس ) ليس فردا واحدا وإنّما ظاهرة تكررت في أكثر من مكان في غرف البالتوك وفي مواقع الإنترنت وفي خلايا التنصير التي انتشرت بين الشباب في الجامعات وبدأت تعلن عن نفسها بجرأة عجيبة مريبة. ويسألُ كلُّ ذي عقل :
ما الذي جرأ هؤلاء الأراذل على السب والشتم وهم قلة وهم في بلد مسلمة شعبا وحكومة ؟!
ألأنَّ الكفر أصبح قوة عظمى فحمى أولياءه ؟
أم لأنَّ العلماء غفلوا عن جناب النبي صلى الله عليه وسلم يقينا منهم أن ليس هناك من يصل إلى هذه الدرجة من السفالة وسوء الخلق ؟
أم انتشرت الشهوات فركبتها الشبهات ودخلت معها البيوت والقلوب فرحَبَ بها كلُّ جهولٍ
ضعيفٍ مهزومٍ خلِيٍّ من العلم الشرعي الصحيح ؟
هو كل ذلك.
الكفر يحمي أولياءه، فهو الذي أعطى لزكريا بطرس وأمثاله مساحة يستهزئ فيها ويسخر، وهو الذي وقف في وجه من أراد التصدي له، وعلمائنا ـ حفظهم الله جميعا ـ في غفلة عجيبة عن هذا الوضيع الحقير، ويحار العقل حين يفكر في هذا الأمر. أين أهل الحديث ؟! أين أهل السير والتاريخ ؟! أين أهل الوعظ والزهد ؟! أين أهل الغيرة والجهاد ؟! أين أحباء الحبيب صلى الله عليه وسلم ؟! ولا نظن بهم إلّا خيرا، ولكن يبدوا أنّهم يستخفون بالأمر. وقد ( شبَّ عمرو عن الطوق ). وإنّ الشبهات التي يلقيها ذاعت وشاعت، واكتوى العامَّة بنارها، والمجالس عقدت وطرحت فيها الشبهات، وقد أثمرت ثمارا خبيثة فانقلب بعضهم منها كافرا، ووقف بعضهم متحيرا بين هذا وذاك. وكثيرون جاءوا يهرعون . . . يسألون ويلحون في السؤال عن صدق ما يردده النصارى. وإن الشهوات قد انتشرت .. وإن الفقر والعَوَز قد أصاب فئاما من النّاس. فكانت فرصة لعباد الصليب .
لم أكتب لتهييج العوام، فهو طريق أخير، والعوام لا يأتون لشبكة الإنترنت، وإنّما كتبت تبصرة وذكرى لكل عبد منيب، يخاف الوقوف بين يدي الله عز وجل، والسؤال عن هذا المنكر . . . معذرة إلى ربّي ولعلّهم يتقون، أمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر .
وأنت أخي القارئ تستيطع عمل الكثير في التصدي لهذا المجرم الآفاك ومن معه بالرد على الشبهات إن كنت من أهل ذلك أو تدل على من يرد على الشبهات .. أشخاص أو مواقع أو غرف بالتوك وهي كثيرة ولله الحمد على الشبكة العنكبوتية، فلا تستخف بهذا فربّما دللت ذا عزيمة وهمة فنفع الله به ويكون لك مثله أجره. فلا تجلس وتقول هي منوطة بالعلماء .
فإنّ زكريا بطرس جرذ ( فأر ) لم يخرج من جحره إلّا حين غفل أهل البيت أو خرجوا، فعودوا إلى بيوتكم ودمدموا عليه بأرجلكم .
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يمكن لدينه وعباده الصالحين، وأن يهدي زكريا بطرس للإسلام فهذ أحب إلينا
، أو ينتقم منه، ويرينا فيه عجائب قدرته . إنّه ولي ذلك والقادر عليه .
محمد جلال القصاص?????????قراءة هادئة في كبرى قضايا زكريا بطرس
محمد جلال القصاص
mgelkassas@hotmail.com
آخية زكريا بطرس التي يدور حولها هي نفي نبوة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا هو قطب الرحى الذي يدور حوله . وحين ترصد كلامه عن الوحي الإلهي ومحاولة صرف النبوة عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، تجد أنه كغيره ممن تكلم في هذه القضية يُكذِّب نفسه ولا يملك حقيقة يعطيها للناس ، وحين أردت أن أسرد أقوال زكريا بطرس في نفي نبوة النبي صلى الله عليه وسلم ـ وأنه لم يكن يتنزل عليه وحي من عند الله وبالتالي أرد عليها وجدت أن أفضل رد عليه هو أن أضع أقواله فقط أمام القارئ ، وما أن تتجاور أقواله حتى يظهر عورها وسوء حالها ، ويكذب بعضها بعض ، وهذه أقوال في نفي الوحي عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع قليل من التعليق .
ـ مرة يقول أن السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ هي التي أعدت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للنبوة ، يقول : كانت ذات مال .. ثرية وتريد مَلِكا كي يؤمن لها طريق التجارة (1)
قلتُ : ما كان هناك مَنْ ولا ما يخيف السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ على مالِها كي تبحث عن مَنْ يؤمنه لها ، قد كانت شريفة نسيبة حسيبه ، ولم يكن أحد من العرب ولا العجم يتجرأ على تجارة قريش كلها ، كانت القوافل تسير إلى الشام وإلى اليمن آمنة من جوع وآمنة من خوف .
ثم لم تكن البعثة النبوية سببا في حصول أمنها ونماء مالها بل أكسدت تجارتها وذهبت بمالها وجلبت عليها الهموم والأحزان فيما يبدوا للناس ؛ فقد انشغل القائم على تجارتها أعني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحاصرت قريشٌ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن تبعه ومن ناصره ـ ومنهم السيدة خديجة رضي الله عنها ـ فلم تَشْتر منهم ولم تبع لهم ، واضطرتهم إلى وديان مكة بين الجبال على الحصى في شعب من شعاب حتى أكلوا ورق الشجر من الجوع ومصّوا الحجر من العطش ، ثم تركوا ديارهم وأموالهم وخرجوا من مكة كلها ، وقد كانت السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ تشجع على هذا كله .
ـ ومرةَ يقول أنه شيطان تلبس به ؛ ويؤكد لمن يسمعه أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان مستيقنا بأن الذي خرج له في الغار شيطان ، وأن خديجة هي التي أقنعته بأنه وحي لا شيطان وأنه هو نبي هذه الأمة واختبرت له الوحي وأقنعته بذلك (2)
وأخوه ـ في الكفر والصد عن سبيل الله ـ يُكذِّبُه ووجهه في وجهه إذ يقول الدكتور رأفت العماري بأن السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ كانت قد تزوجت (نباش ) وكانت الجنُّ قد لبََسَته وراحت من خلاله ـ أي الجن ـ تتعامل مع الناس ، فقدم عليه الناس في بيته ـ بيت خديجة ـ وعمَّروا البيت ليلا ونهارا ، وبعد وفاة ( نبّاش ) استوحشت خديجة ـ ورضي الله عن السيدة خديجة ولعن الله هذا الأفاك الأثيم ـ من قلة الزائرين وأرادت أن تعيد هذه الحياة الموجودة في بيتها عن طريق زوجها الجديد محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ (3)
وفي ذات الحلقة يقول هذا ( البكَّاش ) (4)بأن الوحي كان ترتيبا بين خديجة وأبي بكر ـ لاحظ وليس ورقة وليست السيدة خديجة وحدها ـ ودليل ذلك ـ هذا قوله ـ أن الوحي لم يأت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا في لحاف عائشة(5)
وهو ( بكاش ) نضحك من كلامه ونطويه ولا نرويه .
ـ ومرة يقول بطرس ومن معه بأن ورقة بن نوفل كان يبحث عن بديل له .. خليفة يخلفه في القيام بالنصرانية بمكة هو وبنت أخيه خديجة ولذا علَّم محمد ودرّبه وبعد وفاته هو وخديجة تمرد محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وخرج على الناس بالإسلام بعد وفاة خديجة (6)
ولا تضحك ، ليست مزحة والله ، بل كلام يدعون أنه علمي أتى به البحث ( النـزيه ) ( المجرد ) ، وهناك من يصدق هذا الكلام !!
ونقول : ما كانت خديجة ـ رضي الله عنها ـ نصرانية ، ولا كان ورقة يبحث عن أتباع فضلا عن خليفة يخلفه في أتباعه ، كان فردا يعبد ربه سرا ، يذكي نفسه وربما تحدث بشيء إلى ضيفه ، ولم يحمل لواء دعوة إلى الله ، ولم يجلس لقريش في ناديها يقول لهم أعبدوا الله ما لكم من إله غيره ، كان وحيدا يحدث نفسه . وما كانت خديجة نصرانية ولا كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ نصرانيا قبل البعثة . ولا كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل البعثة يدري ما الكتاب ولا الإيمان ، ما عنده علم بشيء من أخبار السابقين ولا المعاصرين ، كان في غفلة عن هذا كله . هذا ما نقرأه في كتبنا .
ـ ومرة يقول أحدهم بأن شيئا من هذا لم يحدث ، لم ينزل عليه ملك ، وهي قصة ملفقه ، يستدل هذا الجهول (7)بأن الذي ظهر للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الغار قال له اقرأ فقرأ ، ويتساءل ـ وكأني به يضع أصبعه على رأسه عجبا بعقله إذ أتى بغريبة عجيبة لم يفطن إليها غيره ، وهي النملة تفرد ساقيها بين بني النمل فرحا بقوتها ـ مدللا كيف يقول له اقرأ وليس معه صحف يقرأ منها ؟ إذا القصة ملفقة وما كان وحيا يوحى .!!
ويهش ويبش الكذاب اللئيم زكريا بطرس لهذا الرأي ويسكت تأيدا؟
ويجلس أحدنا أمام شيخه في الكتَّاب ـ ومصر كلها كتاتيب إلى اليوم ـ أو في المسجد فيناديه إقرأ من أول كذا ، فيقرأ بلا مصحف ؟
وتُتَمتم بشفتيك فيراك قريب منك فيناديك أشيء يا أبا فلان ؟ فتقول : لا إنما أقرأ من القرآن .
قراءة القرآن لا تعني فتح المصحف والنظر فيه ، وإنما تلاوته بمصحف أو غيبا بلا مصحف . فما العجب إذا أن يقول له إقرأ ويقرأ ؟
? ومرة يقول كان جدّه عبد المطلب ملكا وجد أبيه قصي كان ملكا وخرج في الناس يطلب ملك أبيه ، ويصرح بأنها كان هاشمية تطلب الملك على العرب (8)
وهذا كلام ، كل أخبار السيرة تكذبه .
فلم يخرج في قريش ملكٌ منذ ظهرت قريش ، لا عبد المطلب ولا قصي ولا غيرهما ، بل لم تلد مُضر كلها مَلِكا تملك عليها في الجاهلية .
وأول من تصدى للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو عمّه أبو لهب بن عبد المطلب ، وكان ابن عمه وأخوه في الرضاعة أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب من أشد الناس عليه وعلى أصحابه ، وحين دعاهم وأبلغهم دعوة ربه سخروا واستهزءوا ، ولم يسلم معه من بني هاشم إلا صبيان ( علي وجعفر ) ابنا أبي طالب .ثم نفر أو نفران بعد سنين طويلة من الدعوة ، وفي أول معركة أسر العباس بن عبد المطلب ، وعقيل ابن أبي طالب ، وبالكاد فرّ أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب . وكانت ثاني الغزوات بعد غزوة بدر الكبرى مع حلفاء بني هاشم وأخوالهم وهم بنو سُلَيم (9) ، بل كانت الحرب كلها مع قريش أبناء عمومته ، ومع مُضر ( غطفان وسليم وهوازن وثقيف ) وهم الدائرة الثانية من حيث القرابة .
والدعوة قامت على سواعد قبيلتين غير قريش وليسوا من مضر كلها ولا من عدنان كلها . . الأوس والخزرج (10)فكيف يقال كانت هاشمية أو قرشية ؟!
ألا لعنة الله على الكذّابين .
ـ ومرة يقول ـ قبحه الله ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ظهر في فترة كثر فيها من ادعى النبوة وأن ذلك من تأثير حكايات يهود (11)
وكالعادة يكذب ، فقبل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يدَّع أحد النبوة قط ، ولم يفكر أحد في ذلك ، بل غاية ما هنالك أن اعتزل نفرٌ ما كانت عليه العرب من شرك ، وهم الحنفاء وكانوا يُعدون على أصابع اليد كما تقدم ، أما الذين ادعوا النبوة فقد جاءوا في نهاية بعثة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل وفاته ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعام تقريبا ، ولم تكن لهم دعوة ولا كتاب كالقرآن ، ولا تبعهم أحد غير قومهم ، ولم تتحرك دعوتهم خارج ديارهم .. جميعهم قتلوا على يد المسلمين فيما يعرف تاريخيا بحروب الردَّة ، ولم يكتب لهم نصر في هذه الحياة ، وهذه أمارة أخرى على نبوة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ أن الأدعياء الكذبة يموتون قتلى ولا يكتب لهم نصر في هذه الحياة كما ينص الكتاب ( المقدس ) .
وكانت يهود بين ظهراني العرب من مئات السنين قبل بعثة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولم يخرج أحد يدعي النبوة لا من يهود ولا من العرب قاطبة حتى جاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأين كانت ثقافة يهود ؟!
وكل الذين ادعوا النبوة بعد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جاءوا بعد العام الثاني والعشرين من البعثة النبوية أي بعد ثلاث سنوات من القضاء على يهود وإخراجهم جميعهم من الجزيرة العربية إلا نفر يثيرون الأرض ويسقون الحرث. ولم يتكلم أحد منهم بأن يهود ثقفته .
قد كانت يهود تبشر بمقدم نبي ، وأنه سيهاجر إلى يثرب ( المدينة المنورة ) ، وكانت تخوف به جيرانها من الأوس والخزرج وغطفان ، تقول لهم (إنه قد تقارب زمان نبي يبعث الآن نقتلكم معه قتل عاد وإرم )، كانت في المدينة وأجوارها تنتظر ظهور هذا النبي العظيم ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم لما جاءهم ما عرفوا كفروا به (12) وهذا قول الله تعالى : { وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ }[ البقرة : 89].
لم يكن ليهود أحاديث وثقافات تبثها بين العرب عن مُلك يؤخذ بنبوة ، بل إن يهود لا تقول عن داود عليه السلام أنه نبي ، فهو عندها ملك وليس نبي ، وإنما تكلمت يهود عن نبي واحد يبعث ويهاجر إلى يثرب وزعمت أنها تتبعه وتقتل به العرب والعجم . هذا هو حديث يهود في الجاهلية لم نسمع غيره . اللهم أكاذيب زكريا بطرس التي يرويها عن إخوانه من الكافرين والمنافقين .
? ومرة يقول علّمه بحيرى الراهب لينشر المذهب النسطوري في الجزيرة العربية .
وهو يقر ويعترف بأن كتب المسلمين لم تتكلم أن بحيرى جلس للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتعلم منه ، وإنما التقاه مرة وهو صبي وتعرف عليه وذكر أنه سيكون نبيا ، والثانية أشار إليه من بعيد ولم يجلسا سويا ، وما بعد ذلك مما يقال عن تعليم بحيرى للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو من أقوال النصارى . يتكلمون من أم رأسهم بما يحلو لهم . وكله كذب .
? ويهود تقول علمه الحاخام اليهودي ( ألفونسو ) ، ولا أدري من ألفونسو هذا ؛ ولا أين التقى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعلمه وهو لم يخرج من شعاب مكة إلا مرتين وكان بين أهل مكة لم يفارقهم ساعة ؟
لا أدري شيئا عن ألفونسو ولا أخالهم يدرون شيئا عنه ، وإنما كلام يقذفون به كـ ( تحديف ) الصبية بالطوب (13).
? وبعض المستشرقين ممن يسمون باحثين في التراث الإسلامي يقولون بأن محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ تعلم القرآن من نساءه وأصحابه (14). ومن ثم خلط شيئا من النصرانية بشيء من اليهودية بشيء من الوثنية فخرج بالإسلام .
قلت ُ : في القرآن الكريم ذم للنصارى والنصرانية واليهود واليهودية . فمَن كتب هذا بحيرة أم ألفونسو ؟!
وفي القرآن الكريم والسنة النبوية إجاباتٌ عن أشياءَ كانت تحدث ، ورصد لحوارات كانت بين النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه وبينه وبين أعدائه ، بل إن القرآنَ الكريم كلَّه مرتبط بالحدث ، مثلا ما نزل في أسئلة المشركين للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو في مكة وإجابته عليها ، وما نزل في أمر الهجرة ، وما نزل في غزوة بدر ، وما نزل في غزوة أحد والأحزاب وخيبر والحديبية وفتح مكة وحنين .
أخي القارئ !
القرآنُ كلُّه حتى التشريعي منه مرتبط بالحدث ، لم ينزل جملة واحدة ، بمعنى أن القرآن الكريم كان مع الأحداث ونزل جزءا جزءا . " وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلنا تنزيلا "
إمرأة تجادل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أمر حدث بينها وبين زوجها .. تجادله سرا لا يسمعها من في البيت ، وينزل القرآن ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله .. الآيات ) . أين بحيرى من هذه ؟
والمنافقون يجلسون في ناحية من المسجد يغمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فينزل القرآن يتحدث بحالهم وما تكنه صدورهم . أين بحيرى من هذا ؟
والمنافقون يتناجون سرا ( يعدنا كنوز كسرى وقيصر وأحدنا لا يأمن على نفسه أن يقضي حاجته ) وينزل القرآن يكشف أمرهم ويزيع في الناس قولهم . أين بحيرى من هذا ؟
وأحيانا كان يُسأل النبيَ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلا يجب ، يسكت حتى يأتيه الوحي . وأحيانا كان يفعل ويأتي الوحي يخطئه ويعقب عليه ويصوب له .
فهل يعقل أن يكون بحيرة الراهب درى بذلك ورتبه وأعطاه للنبي ، وإن كان فلم كان يسكت حين يسأل ؟ ولم كان يخطئ ويأتيه التصويب من السماء ؟
بل لِمَ لَمْ يكن بحيرة نفسَه أو ورقةَ أو الفونسو أو من سمّوا من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو نساءه لم لم يكونوا أنبياء ويتكلمون هم بأنفسهم ؟!.
وكيف عرفوا ذلك وهو ليس في كتبنا . من أين لهم بهذا ؟
لم ينتبه إليه كفار قريش واليهود والنصارى ... نصارى نجران والشام وطيء ( حي من أحياء العرب منهم عدي بن حاتم الطائي التقى النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم ) كيف لم ينتبهو إلى هذا وانتبهوا هم إليه ؟
ثم : النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ تزوج السيدة صفية بنت حيي بن أخطب سيد يهود في العام السابع من الهجرة ... في نهايته . أي بعد عشرين عاما من الدعوة . وجاءته ماريةُ القبطية ـ رضي الله عنها ـ أيضا بعد عشرين عاما من الدعوة . فكيف يكون قد تعلم من هذه وتلك ؟
أمر عجيب !!
ومَن من أصحاب النبي كان له علم بالكتاب ؟
يقولون تعلم من صهيب الرومي . ومن سلمان الفارسي ، وصهيبٌ رومي . . أعجمي .. لا ينطق العربية .. . بالكاد يُبين . فأنى له بمثل هذا ؟
وسلمانٌ فارسي أعجمي أسلم في المدينة ... وما درى برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا بعد ثلاثة عشر عاما من هجرته صلى الله عليه وسلم .
وهم يستأنسون بأن القرآن وافق النصرانية واليهودية أو وافق كتابهم بعهديه القديم والحديث في بعض الأمور .
أقول : وفي هذا يكذبون أيضا ، فحتى الأشياء التي وافقت فيها الشريعة الإسلامية كتاب النصارى في عهده القديم أو الجديد ، لم توافقها من حيث المضمون .
مثلا القرآن العظيم تكلم عن نوح إبراهيم وموسى وعيسى وسليمان وداود ولوط عليهم وعلى نبينا صلوات ربي وتسليماته .ولكن هل ما تلكم به القرآن عن أنبياء الله هو هو الذي تكلمت به النصرانية عن كتاب الله ؟
كلام القرآن عن الله سبحانه وتعالى الكبير المتعال ، الواحد الماجد الصمد ، هو ككلام كتاب النصارى عن الله ؟
أبدا . وما عندهم عن الله ورسله يستحى من ذكره .
ثم إن القرآن العظيم معجز في ذاته وبألفاظه ينادي على الجميع من يوم نزل : فأتوا بمثله ... فأتوا بعشر سور من مثله . . . فاتو بسورة من مثله ... أي سورة وإن كانت سطرا واحدا .
وقد حاول كثيرون ، وما استطاعوا .
? ومرة يقول بأنه دعى إلى الحنيفية التي كانت منتشرة قبل بعثته ولذا لم تجد الدعوة صدا من الناس في أول الأمر (15) !!
? ومرة يقول علمه بشر ويستدل على ذلك بقول الله تعالى : {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ }[ النحل : 103] وقراءة الآية بتمامها يكذبه {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ }[ النحل: 103] فهو قول الكفار ينفيه القرآن ويرد عليه .
?ومرة يقول كتب القرآن نقلا عن شعراء عصره ، ويعد شعراءً جاءوا بعده ، وليس القرآن شعرا (16)
? ومرة يقول تعلم من يهود (17) ويهود كانت في المدينة والقرآن نزل كثير منه في مكة ، ويهود كانت تقاتل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أول يوم ، ولم توافقه في أي شيء ، وهو لم يوافقها في أي شيء ، بل كان يؤمر بمخالفتها حتى في المظهر .
? ومرة يقول اتخذ الأتباع عن طريق المال(18)
? ومرة يقول لا دليل على النبوة إلا شهادة خديجة(19).
? ومرة يقول لا دليل على النبوة إلا خاتم النبوة الذي بين كتفيه.
? ومرة يقول أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ اتبع ملة آبائه والدليل على ذلك من القرآن في سورة يوسف واتبعت ملة آبائي إبراهيم واسحق يوسف الآية 38 .(20) وآية تتكلم عن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ـ عليهم السلام ـ وليس عن محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وآباء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانوا على الشرك كما كان أبو إبراهيم ـ عليه السلام ـ وكان يقول عنهم ( عبد المطلب في النار ) و ( أبي وأبيك في النار )
والمقصود أنني أردت أن أعرض على حضراتكم تفسيرات الكذّاب اللئيم زكريا بطرس للوحي وكيف يصرف النبوة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وهي أقوال متضاربة لا يمكن أن تجتمع ، وكل واحدة منها كذب في نفسها ، وكل واحدة منها تكذبها أختها .
فهل كان ملكا يطلب ملك قريش وقريش لم يكن لها مُلك كي يُطلب ؟!
أم كان ملكا هاشميا يطلب مُلك عبد المطلب وهاشم على قريش والعرب . وما كان عبد المطلب ولا هاشم ولا قصي ملوكا ؟!
أم كان صنعة زوجته الثرية كي تأمن به على تجارتها ولم يكن هناك من ولا ما يخيفها على مالها ؟! أم كان صنعة ورقه الذي لم يجلس له إلا دقائق ؟!
أم كان صنعة بحيرى الراهب الذي لم يلقاه إلا وهو صبي في الثانية عشر من عمره ولدقائق معدودة ؟!
أم علّمه غلمان مكة وعبيدها الذين لا ينطقون العربية أصلا ؟!
أم علّمه أصحابه وأتباعه الذين تبعهوه بعد سنين من البعثة ؟! أم علمته زوجته صفية وسريته مارية القبطية وقد دخلتا بيته بعد عشرين عاما تقريبا من البعثة ؟!
أم كان مسحورا تلبسته الجن فأوحت إليه وهو أعقل الناس دانت له العرب وخافته العجم وأسس أكبر دولة في التاريخ كله ؟!
أم كانت أساطير الأولين اكتتبها وجاء يرويها وقد كان أمّيا لا يكتب ولا يقرأ ؟!
أم شعرا نقله عن شعراء عصره .علما بأن كثيرا ممن يُسمونهم جاءوا بعده ؟!
هم يقولون بكل ذلك ، وأيُّ ذلك لا يصح ، وكل ذلك لا يجتمع .
إنها نفسية مريضة حقودة تتكلم من أم رأسها . ليس برأسها سوى أنها تريد أن تضل الناس بغير حق ، فكذبت وافترت .
وهي حائرة تستغل جهالة المتلقي وقلة اطلاعه .
والحقيقة أن هذا الأمر ليس بجديد ـ من حيث الجملة ـ فقد كانت قريش في ذات الحيرة التي فيها الكذاب اللئيم زكريا بطرس اليوم .مرة تقول أساطير الأولين ، ومرة تقول ساحر ، ومرة تقول شاعر ، ومرة تقول يعلمه بشر ، ومرة تقول أضغاث أحلام . تقول هذا لعامة الناس ، وبينها وبين أنفسها تصدقه وتقسم على صدقه .
ويبقى السؤال : ما هي الأمارة على نبوة رسول الله محمدٍ بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؟
هي أمارات وليست أمارة ، وأجيب عليها في االفقرة التالية بحول الله وقوته .
يمكنكم متابعة البقية في كتاب الأستاذ / محمد جلال القصاص من هنا:
الكذاب اللئيم زكريا بطرس( دراسة تحليلية نقدية لمصادرة التي يعتمد عليها وأكاذيبة/???????????????===============================================?((((((((((((((((((((((((((كيف يستدل زكريا بطرس بالمصادر الصحيحة ؟)))))))
بقلم / محمد جلال القصاص
mgelkassas@hotmail.com
يستدل زكريا بطرس ببعض المصادر الإسلامية الصحيحة مثل القرآن الكريم وكتب السنة الصحيحة مثل البخاري ومسلم ومسند أحمد وكتب التفسير مثل القرطبي وغير ذلك من المصادر الصحيحة . ويتكلم صراحة بأن هذا قول البخاري ومسلم وأحمد وابن كثير (1)..ولا يخفى أن هذا من شأنه أن يجعل المستمع أو القارئ يسلم ولا يناقش ، ولا أريد أن أستبق الأحداث ، سأعرض عليك أخي القارئ بعض الأمثلة لاستدلالاته لتتبين لك الصورة على حقيقتها ، وتعلم أي كذوب هذا .
المثال الأول :
ـ وهو يتكلم عن موسم الحج في الجاهلية وأنه كان موسم إخصاب وتجارة ، وأن الأمر لم يتغير في الإسلام يقول نصا : (( محمد ـ وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ـ أباح جواز المتعة في الحج ، وهذا الكلام في تفسير القرطبي سورة النساء آية 24 { فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن } يقول أبو ذر كانت المتعة لنا في الحج خاصة) وأخرجه مسلم )) ويتساءل لماذا؟ ويجيب نفسه لأنه نفس النظام ويشير بيده بما يفهم منه التكرار ، أي تكرار ما كانت عليه الجاهلية من الاجتماع في الحج من أجل الزنى والتجارة(2)!!
انظر ماذا يفعل لتعلم أنه كذّاب لئيم يتعمد الكذب .
نعم الحديث صحيح عند مسلم(3)، والمتعة هنا التي يتكلم عنها أبو ذر ـ رضي الله عنه ـ هي إحدى نسك الحج الثلاث المشهورة ( الإفراد والتمتع والقران ) وتعني كما يقول النووي في شرح الحديث ( أن فسخ الحج إلى العمرة كان للصحابة في تلك السنة ) ويوضح هذا ما جاء في سنن النسائي حديث ( 2762) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ قَالَ كُنْتُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ فَقُلْتُ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَجْمَعَ الْعَامَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لَوْ كَانَ أَبُوكَ لَمْ يَهُمَّ بِذَلِكَ قَالَ وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ إِنَّمَا كَانَتْ الْمُتْعَةُ لَنَا خَاصَّةً . فالمتعة هنا هي التمتع .. هي الفصل بين الحج والعمرة .. هي تحويل الحج إلى عمرة لمن أهلَّ بالحج ثم يهل بالحج بعد ذلك من مكة في يوم التروية . . هذا يسمى التمتع بالحج ، لا أنها الزواج المؤقت الذي حرمه الشرع كما يدعي هذا المفتري .
وينقل هذا الحديث أيضا عن القرطبي في آية { فما استمتعتم به منهن }ليوهم القارئ بأن المعنى المقصود هو نكاح المتعة .. أقول العجيب أنه بالرجوع لما كتبه القرطبي في تفسير هذه الآية من سورة النساء تجد أنه يتكلم عن تحريم جواز المتعة في الإسلام يقول القرطبي (( ولا يجوز أن تحمل الآية على جواز المتعة ؛ لأن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهى عن نكاح المتعة وحرمه )).
وبالرجوع إلى تفسير القرطبي عند الآية التي ذكرها هو لا تجد ذِكْرٌ لحديث أبي ذر هناك أبدا .
فانظر كيف يكذب . وانظر كيف يدلس على مستمعيه .
وكرر الاستدلال بهذه الآية مرة ثانية على إباحة جواز المتعة في الإسلام(4) مع أن الآية ليست دليل على ذلك ومع أن القرطبي ينفي هذا الاستدلال بشدة ويورد من أحاديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقول الصحابة والسلف ما ينفي ذلك بشدة ، ومع أنه يذكر أنه قرأ تفسير الآية عند القرطبي .
هكذا يستدل بالمصادر الصحيحة الكتاب والسنة ، ويخرج القارئ الطيب من أمامه وهو يظن أن الرجل يستمد أقواله من الكتاب والسنة بفهم المشهورين من علماء المسلمين ( القرطبي هنا ).
وشيء آخر موسم الحج تحديدا يحضره ثلاثة ملايين كل عام . هل قال أحد أن المتعة تباح في الحج ؟!. هل تكلم أحد بأن الحج موسم إخصاب وتجارة ؟! هل تكلم أحد أن النساء يمسسن الحجر الأسود بدم الحيض ؟!
يكذب في أمر يشهده ثلاثة ملايين كل عام ، والعجيب أنه يجد من يصدقه !
المثال الثاني :
ـ وهو يتكلم عن أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليس ابن أبيه عبد الله ، يقول وقبحه الله بما يقول : (( وهذا الكلام موجود في كتب المسلمين ( التراث ) في البداية والنهاية لابن كثير باب تزويج عبد المطلب لابنه عبد الله جزء 2 / 316 بلغ النبي أن رجالا من كِنْده يزعمون أن محمدا منهم وهم منه .فقال حين علم أن رجالا يقولون أنه من كِنْدَة وليس من قريش .. مش من عبد الله ـ هذا قوله ـ : ( إنا لن ننتفي من آبائنا نحن بني النضر ابن كنانة ) ، ويعلق قائلا باللهجة العامية : (بيعترف )(5) انتهى كلامه قبّحه الله .
وانظر كيف يكذب هذا اللئيم .
أولا : الكلام الذي نقله من البداية والنهاية لابن كثير ليس تحت الباب الذي ذكره ( باب تزويج عبد المطلب لابنه عبد الله ) . وإنما في الباب الذي يليه وهو بعنوان ((كتاب سيرة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وذكر أيامه وغزواته وسراياه والوفود إليه وشمائله وفضائله ودلائله الدالة عليه ـ باب ذكر نسبه الشريف وطيب أصله المنيف ))
فعدل عن اسم الباب الحقيقي عند ابن كثير وهو ( ذكر نسبه الشريف وطيب أصله المنيف ) . ولو ذكره لبان كذبه قبل أن يتكلم.
ثانيا : بَتَرَ الحديث الذي جاء به ، والنص كاملا .. من ابن كثير الذي ينقل عنه وليس من مكان آخر . يقول ابن كثير : (( وقد ورد حديثٌ في انتسابه عليه السلام إلى عدنان ، وهو على المنبر ولكن الله أعلم بصحته كما قال الحافظ أبو بكر البيهقي : ... عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال : بلغ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن رجالا من كندة يزعمون أنهم منه ، وأنه منهم فقال : إنما كان يقول ذلك العباس وأبو سفيان بن حرب ليأمنا بذلك ، وإنا لن ننتفي من آبائنا نحن بنو النضر بن كنانة قال : وخطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نذار ، وما افترق الناس فرقتين إلا جعلني الله في خيرها ، فأخْرجت من بين أبوي فلم يصبني شيء من عهر الجاهلية ، وخرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبي وأمي ، فأنا خيركم نفسا وخيركم أبا "
يقول ابن كثيرا متابعا :
وهذا حديث غريب جدا من حديث مالك تفرد به القدامى وهو ضعيف ، ولكن سنذكر له شواهد من وجوه أخر ، فمن ذلك قوله ( خرجت من نكاح لا من سفاح ) قال عبد الرزاق : عن جعفر بن محمد عن أبيه أبي جعفر الباقر في قوله تعالى( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ) قال : لم يصبه شيء من ولادة الجاهلية قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم( إني خرجت من نكاح ، ولم أخرج من سفاح ) وهذا مرسل جيد . وهكذا رواه البيهقي عن جعفر بن محمد عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله أخرجني من النكاح ولم يخرجني من السفاح ).
فابن كثير يتكلم عن النسب الشريف وطيب الأصل المنيف .
وابن كثير يتكلم بأنه حديث ضعيف (وهذا حديث غريب جدا من حديث مالك تفرد به القدامى وهو ضعيف ).
وعلى فرض صحة الحديث فالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ينفي ما تكلم به رجالُ كندة ، ويذكر نسبه إلى أبيه عبد الله بن عبد المطلب ، وأنه ولد من نكاح وليس من سفاح
وابن كثير بعد تضعيفه للحديث يذكر شواهد على ما صح منه وهو أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولد من نكاح وليس من سفاح وأنه ابن أبيه .
وسأعود لقضية النسب الشريف لسيد ولد آدم محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد ذلك تحت عنوان منفصل ، وفقط أردت هنا بيان كيف يستدل زكريا بطرس بالمصادر الإسلامية الصحيحة مثل ابن كثير . فهو ـ زكريا بطرس ـ يكذب كذبا رخيصا مكشوفا حين يستدل بالمصادر الصحيحة التي يعترف بها المسلمون .
المثال الثالث :
يستدل من مسند الإمام أحمد ويقول على لسان الإمام أحمد ( عن ابن عباس قال وكان الرسول يطوف حول الحجر سبع لفات ثلاثة منها قافزا كالظباء وأربعة منها ماشيا في احترام للحجر المقدس من مسند أحمد الحديث2835 ) (6)
وسياق كلامه على أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان على ذات النُّسك التي كانت عليها الجاهلية من تقديس الأصنام وهي هنا الحجر الأسود على حد قوله قبَّحه الله .
وانظر أخي كيف يكذب كذبا مركبا مكشوفا .
الحديث بتمامه عند أحمد : عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ لَمَّا نَزَلَ مَرَّ الظَّهْرَانِ فِي عُمْرَتِهِ بَلَغَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أَنَّ قُرَيْشًا تَقُولُ مَا يَتَبَاعَثُونَ مِنْ الْعَجَفَِ فقَالَ أَصْحَابُهُ لَوْ انْتَحَرْنَا مِنْ ظَهْرِنَا فَأَكَلْنَا مِنْ لَحْمِهِ وَحَسَوْنَا مِنْ مَرَقِهِ أَصْبَحْنَا غَدًا حِينَ نَدْخُلُ عَلَى الْقَوْمِ وَبِنَا جَمَامَةٌ قَالَ لَا تَفْعَلُوا وَلَكِنْ اجْمَعُوا لِي مِنْ أَزْوَادِكُمْ فَجَمَعُوا لَهُ وَبَسَطُوا الْأَنْطَاعَ فَأَكَلُوا حَتَّى تَوَلَّوْا وَحَثَا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي جِرَابِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَقَعَدَتْ قُرَيْشٌ نَحْوَ الْحِجْرِ فَاضْطَبَعَ بِرِدَائِهِ ثُمَّ قَالَ لَا يَرَى الْقَوْمُ فِيكُمْ غَمِيزَةً (7) فَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ ثُمَّ دَخَلَ حَتَّى إِذَا تَغَيَّبَ بِالرُّكْنِ الْيَمَانِي مَشَى إِلَى الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ فَقَالَتْ قُرَيْشٌ مَا يَرْضَوْنَ بِالْمَشْيِ أَنَّهُمْ لَيَنْقُزُونَ نَقْزَ الظِّبَاءِ فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ فَكَانَتْ سُنَّةً قَالَ أَبُو الطُّفَيْلِ وَأَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ ذَلِكَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ "
ـ هل في الحديث شيء مما قاله بطرس ؛ اللهم قَوْلَةَ قريش ( تقافز الظباء ) التي كذب وادعى أنها قولة ابن عباس ، وقريش قالتها على سبيل المدح .. تتكلم بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحابته في قوتهم يمشون كما تمشي الظباء أو الغزلان ـ في رواية أبي داود (8)ـ وقد كانت تحسب أنهم يمتون من العَجَفْ ؟!
ـ وفي الحديث واحدة من معجزات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي مباركة الأكل للصحابة رضوان الله عليهم ، حتى أكلوا وملئوا جرابهم من الطعام ولم ينفد ، وهي معجزة تكررت كثيرا ،عمى عنها زكريا بطرس .. مر عليها وكأنه لا يراها ولابد أنه رآها ولكن { فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }[ الحج : 46]
ـ والحديث ليس بذات الرقم الذي ذكره بطرس ، وإنما برقم آخر (2646) فربما ينقل عن كذابٍ آخر ، وهي كذبة أخرى إذ أنه يدعي البحث وأن ما يتكلم به اطلع عليه بنفسه.
المثال الرابع :
بعد ذكر هذا الجزء من الآية :103 من سورة النحل {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ }. يقول مستدلا : هناك شخصيات كان يحوم حولها الشبهة أنها كانت تعلم محمد ـ وصلى الله على محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم ـ ويذكر من هؤلاء بلعام ، وعياش مولى عتبة بن أبي ربيعه وسلمان الفارسي وعدّاس و ميسرة ، يقول نصا ( دول كلهم كان يشار إليهم أنهم كلهم كانوا يملون عليه الكلام ده )(9) يعني القرآن .
ويكرر ذات الكلمات في مكان آخر قائلا جاء في كتب التفاسير . . القرطبي والطبري وابن كثير والنسفي والنيسابوري والبضاوي ـ ويعد على أصابعه بما يعني الكثرة ـ أن معارضي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانوا يشيرون إلى عبد رومي .اسمه بلعام أو يعيش ... وهذا اعتراف من علماء المسلمين بأن محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانت له علاقات مع علماء النصارى يجتمع معهم ويسمع منهم.(10)
وهذا كذب هزيل قبيح .
ـ الآية بتمامها تقول : {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ }[ النحل : 103]
فهي تحكي قول قريش .. إنما يعلمه بشر ، وترد عليه وتنفيه وتتعجب منه ، إذ أن الذين سمّت قريش عجم لا يتكلمون العربية وهذا القرآن بلسان عربي مبين عجز الفصحاء والبلغاء من العرب أن يأتوا بمثله { لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ }[ النحل : 103]
ـ والمفسرون يقولون ( وكانوا إذا سمعوا من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما مضى وما هو آتٍ مع أنه أمي لم يقرأ قالوا : إنما يعلمه ( جبر ) وهو أعجميُّ ؛ فقال الله تعالى : " لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين " أي كيف يعلمه ( جبر ) وهو أعجمي هذا الكلام الذي لا يستطيع الإنس والجن أن يعارضوا منه سورة واحدة فما فوقها ) القرطبي عند تفسير الآية.
وابن كثير يقول : يقول تعالى مخبرا عن المشركين ما كانوا يقولونه من الكذب والافتراء والبهت أن محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنما يعلمه هذا الذي يتلوه علينا من القرآن بَشر ويشيرون إلى رجل أعجمي كان بين أظهرهم غلام لبعض بطون قريش وكان بياعا يبيع عند الصفا وربما كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجلس إليه ويكلمه بعض الشيء وذاك كان أعجمي اللسان لا يعرف العربية أو أنه كان يعرف الشيء اليسير بقدر ما يردّ جواب الخطاب فيما لا بد منه فلهذا قال الله تعالى ردا عليهم في افترائهم ذلك " لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين " .
ويقول الطبري " يقول تعالى ذكره : ولقد نعلم أن هؤلاء المشركين يقولون جهلا منهم : إنما يُعلم محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا الذي يتلوهُ بشر من بني آدم ، وما هو من عند الله . يقول الله تعالى ذكره مكذبهم في قيلهم ذلك : ألا تعلمون كذب ما تقولون ؟ إن لسان الذي تلحدون إليه ، يقول تميلون إليه . بأنه يُعلم محمدا ، أعجمي . وذلك أنهم فيما ذُكر كانوا يزعمون أن الذي يُعلم محمدا هذا القرآن عبد رومي فذلك قول الله تعالى { لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ }
المثال الخامس
وانظر هذه ، ولا أحسبك ستنصت له بعدها .
ـ يقول : النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ اتبع ملة آبائه والدليل على ذلك من القرآن في سورة يوسف واتبعت ملة آبائي إبراهيم واسحق يوسف الآية 38 .(11)
والآية تتكلم على لسان يوسف ـ عليه السلام ـ وهذا هو السياق كاملا : { وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ . قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ . وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ . يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ . مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ . يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَان . وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ}[ يوسف :36ـ42]
الآية تتكلم عن يوسف عليه السلام ، وآبائه إبراهيم وإسحاق أنبياء ، يستدل بها ليوهم القارئ بأن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بادئ أمره لم يأت بجديد وكان على ذات الوثنية التي كان عليها قومه . ????????((((((((((((((((((((((((((((بعض أكاذيب زكريا بطرس والرد عليها ( 1))))))))))))
بقلم / محمد جلال القصاص
mgelkassas@hotmail.com
سأعرض ـ بحول الله وقوته ـ بعض أكاذيب زكريا بطرس موثقه بالدقيقة من حلقاته ، وأقوم بالرد عليها . ومن أراد مزيد بيان يراسلني . أرمي إلى إثبات كذب هذا الخبيث المهين ، وكذا أدفع أكاذيبة عن النبي وآل النبي صلى الله عليه وسلم ـ وعن الدين . والله أسأل أن يبارك في هذه الكلمات وأن ينفع بها .
============(1 ) =============
يقول في القرآن ( لا تكذبوا على الله وروحي )(1) يعني بروحي المسيح عليه السلام .
وهذه من عنده وليست في كتاب الله . والذي عندنا في كتاب ربنا القرآن المجيد {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ }[ المائدة :111]
بي وبرسولي ، وليس بروحي . أم يحسب أنه كتابه ( المقدس ) يضع فيه ويحذف كما يحب .
===============(2)=====================
يقول : في صحيح البخاري أن الحجر الأسود نزل أبيضا واسود من دم حيض النساء(2).هكذا يتكلم دون أن يذكر رقم حديث ولا صفحة ، وهذا كذب يتكلم به من عند نفسه . لم يتكلم به لا البخاري ولا أي من رواة الأحاديث ولا كل من كتب بيده من المسلمين .
==============(3) =======================
يقول : الحج كان يقام في موسم جني البلح(3
وهذا كذب يعرفه الجاهل والعالم ، فالحج مرتبط بشهر ذي الحجة ، وهو شهر عربي يتنقل بين الشتاء والصيف كما هو الحال مع رمضان مثلا .وجني البلح ثابت في الصيف
=================(4) ====================
يقول : في صحيح البخاري أن الحجر الأسود نزل أبيضا واسود من دم حيض النساء(4).
هكذا يتكلم دون أن يذكر رقم حديث ولا صفحة ، وهذا كذب يتكلم به من عند نفسه . لم يتكلم به لا البخاري ولا أي من رواة الأحاديث ولا كل من كتب بيده من المسلمين .
================(5)=====================
ـ يقول أن الحجر الأسود عبارة عن حجر اسطواني طويل يستخدم في الاحتكاك ؟(5)
كذبٌ وخسةٌ . . كذب من أردئ أنواع الكذب ، وخسَّة فوقها الجعلان ، يقول هذا ليقول لمن يستمعه أن النساء يستعملن الحجر الأسود في حك فروجهن به .
والحجر الأسود يراه كل عام فوق تسعة ملايين فرد ـ حجاج ومعتمرين ـ ، ويصور بكمرات التلفاز ، وهو بعيد تماما عن هذا الوصف ، ومع ذلك يكذب بطرس ولا يتحرج من الكذب في هذا الأمر . ألا لعنة الله على الكاذبين ، والأعجب من هذا أن هناك من يصدقه . ألا هدى الله الغافلين .
ـ يقول على لسان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن العرب لا تعرف الشهر أوله من آخره لأنهم بادية وأن بحيرى هو الذي علمه أن يبدأ الشهر بالهلال(6)
وهو يكذب فما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ شيء من هذا ؛ والأشهر تعرفها العرب قبل أن يولد بحيرى نفسه ، فليس بحيرى هو الذي علمها للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن ثم علمها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للعرب ، وهذه من أمارة كذبه في أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ التقى بحيرى وتعلم منه .
===============(6) ======================
يقول في صحيح البخاري عمر يقول : ما لنا وللرمل إنما كنا نرائي به المشركين وقد أهلكهم الله؟!
وهذه أيضا من عنده ، ما تكلم بها أمير المؤمنين عمر ـ رضي الله عنه ـ لا في البخاري ولا في غيره .
==============(7) ======================
يقول أن كل طقوس الحج في الجاهلية نقلت للإسلام(7) يقصد بذلك طواف الرجال والنساء بالبيت وهم عراة .. الرجال والنساء ، وتلطيخ النساء الحجر الأسود بدماء الحيض ، والزنا الجماعي في مِنى .
وهذه من أم رأسه ، فلا كان في الجاهلية زنى جماعي ولا كانت منى من مني الرجال ، ولا هي في الإسلام من يوم كان ، ويحج كل عام أكثر من مليوني مسلم كلهم يشهدون على كذبه .
===============(8)===================
يقول : نساء النبي ستة وستون ( 66 ) امرأة غير سيدات المتعة(8) ولا أدري من أين أتى بهذه .
===============(9)===================
يقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ التقى المهرطقين في اليمن(9). ولم نعرف من قبل أن نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ التقى أحدا من النصارى وجلس إليه وتعلم منه ، ولا أنه سافر لليمن قبل البعثة أو بعدها . وإنما هذا من جملة كذبه .
==============(10)====================
يقول أن الجزيرة العربية كانت مأوى للمهرطقين(10). ويذكر منهم بحيرى الراهب .
وهذا من الكذب البين ، فالنصرانية لم تكن ديانة معروفة في الجزيرة العربية قبل الإسلام ، وإنما كان هناك أفراد ، ومن أمرات كذبه أن بحيرى الراهب لم يكن بالجزيرة العربية وإنما ببلاد الشام وهو أقر بذلك في عدة أماكن .
ألا لعنة الله على الكاذبين .
==============(11)====================
أن عثمان حرق القراءات الستة(11)
والقراءات سبع وليست ست كما يقول ، ولا زالت موجودة إلى اليوم ، وعثمان حرَّق المصاحف ولم يحرق القرآن ولا القراءات . وزكريا كذاب لئيم .
=============(12)=====================
ويسأل : لماذا قرآن عثمان ؟ أين مصحف محمد ؟(12)
وهذا كذب رخيص . يعتمد على جهالة المتلقي . فليس لعثمان ـ رضي الله عنه ـ قرآن وإنما مصحف ، ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم ينزل عليه مصحف وإنما قرآن .. كلام يتلى نأخذه بالفم كابرا عن كابرا ثم دون في المصحف ..أي في الورق .
===============(13)======================
يقول قتلوا عثمان لأنه حرق كتاب الله(13)
والحقيقة أن زكريا بطرس هو أول من يقول أن سبب قتل عثمان هو حرقه للمصاحف . بل كانوا كلهم معه على حرقها .
==============(14)=======================
ويقول أن الإسلام هو الذي نشر الوثنية في الجزيرة العربية وغيرها(14) .
وهذا من الكذب الفاحش ، فالإسلام حارب الوثنية وهدم أصنامها ، وقضى عليها في الجزيرة العربية كلها ، وكانت الحرب بين الرسول صلى الله عليه وسلم وعبّاد الأصنام حتى قضى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزال أصنامهم ، وأقام شرائع الإسلام على أنقاضها ، ثم زحف للفرس فقضى على وثنيتهم والهند وأفريقيا . فالإسلام هو الذي حارب الوثنية وزكريا بطرس كذاب لئيم .
===============(15)===================
ـ ذكره أن التسليم في الصلاة عند المسلمين ثلاثة مرات يمين ويسار ووسط ، وأن هذه تعليمات بحيرى له ليشبه الثالثوث(15)
قلت : يصلي مليار ونصف مسلم كل يوم خمس مرات تقريبا ولا يسلم أحد منهم ثلاث مرات ، بل مرتين يمين ويسار . وهذا من كذبه .
وإن كانت هذه تعليمات بحيرى فلم يفعلها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفي هذا دليل على أن بحيرى لم يعلم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ شيئا .
==============(16)====================
يقول : أن موسى عليه السلام سجد لله حين تجلى في الجبل(16)يستدل على ذلك بآية من القرآن هي { وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ } [ الأعراف : 143]
طلب موسى عليه السلام رؤية ربه ، فأجابه الله بأنك لا تتحمل رؤيتي ، وأعطاه أمارة على ذلك ، طلب منه أن ينظر للجبل ، وتجلى الله للجبل . وليس تجلى في الجبل ، هناك فرق كبير ، فاندك الجبل من عظمة الله ، وأغمى على موسى عليه السلام من مشهد دك الجبل ، فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المسلمين .
فلم يتجلى الله في الجبل ، ولم يسجد موسى لله حين تجلى في الجبل . وبطرس يكذب .
=============(17)=====================
يقول عن عائشة رضي الله عنها سئل النبي كيف يأتيك الوحي ؟
قال أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي فأغيب عن الوعي وأحيانا يتمثل لي الملاك رجلا (17)
وهو يكذب . يزيد في الحديث جمل من عنده بما يتوافق وكذبه . والحديث عند مسلم وكل من روى الحديث ليس فيه ( فأغيب عن وعي ) ، وهذا نص الحديث عند مسلم ـ الذي ينقل عنه ـ يقول : عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ فَقَالَ أَحْيَانًا يَأْتِينِي فِي مِثْلِ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ ثُمَّ يَفْصِمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُهُ وَأَحْيَانًا مَلَكٌ فِي مِثْلِ صُورَةِ الرَّجُلِ فَأَعِي مَا يَقُولُ(18)
أضاف كلمة أغيب عن وعي من عنده ثم يبني عليها استشهاده من الحديث . يقول كان يغيب عن وعيه أي يصرع كما يصرع الملبوس بالجن .
==============(18)====================
ويقول : قالت عائشة ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيغيب عن وعيه ويتفصد جبينه عرقا .
وهذا نص الحديث عند مسلم ـ الذي ينقل عنه ـ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ إِنْ كَانَ لَيُنْزَلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْغَدَاةِ الْبَارِدَةِ ثُمَّ تَفِيضُ جَبْهَتُهُ عَرَقًا(19)
والعجيب أنه لا يكتفي بهذه الكذبة فقط بل يضيف عليها أيضا أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يرغي ويذبد(20). كي يقول أنه كان مجنونا يصرع كما يصرع المجنون . وهذا كله من عنده . يكذب فيه . ونبينا أعقل الناس وأكملهم . ونبينا أهم حدث في تاريخ البشرية لا زال يدوي إلى اليوم ، وأكبر شخص حاطت به هالة إعلامية .
والذي في الحديث بهذا الشأن هو أن النبي كان إذا جاءه الوحي تسكن جوارحه حتى أنه ينكس رأسه ويكف عن الحديث ، ويحمر وجهه ويغطّ ، والغطُّ هو النفخ البسيط..دخول وخروج النفس يشيء من الجهد كما يفعل النائم حين يدخل في النوم يقال فلان يغط غطيطا ، وكان يعرق ويتصبب جبينه عرقا .
هذا هو الوصف الذي جاء في الأحاديث ، وهي حالة من يثقل بشيء كأنه يحمله بكل جوارحه ، وهذا نعرفه ، قال الله { إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً }[ المزمل :5] . أما الذي ننكره ولا نجده في كتاب ربنا ولا في أي ممن كتب حديث رسولنا ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ هو أنه كان يزبد ويلقى على الأرض ويغمى عليه .. هذه كلها من أكاذيب الكذاب اللئيم بطرس .
===============(19)===================
يقول : ليس في القرآن آية تدل على تحريف النصارى للكتابهم (21)
وهذه بعض الآيات التي في كتاب الله تنطق صراحة بتحريف كتاب النصارى بعهديه القديم والحديث {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }[ آل عمران : 78]
{أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }[ البقرة : 75]
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ }[ المائدة : 15]
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }[ آل عمران:71]
==========(20)==============
يعدد من المصاحف التي حرقها عثمان ، فيذكر : مصحف عطاء بن رباح ومصحف عكرمة ومصحف مجاهد ، وسعيد بن جبير ، والأسود بن يزيد وعلقمة بن قيس ، وطالح بن قيسان ، والحجاج بن يوسف الثقفي (22)
وهؤلاء كلهم جاءوا بعد عثمان ـ رضي الله عنه ـ .. كلهم من التابعين وليسوا من الصحابة . وكثير منهم ولد بعد موت عثمان .
فتدبر كيف يكذب .
ـ يدعي أن القرآن العظيم لا يقول بأن النصارى كفار أو مشركون ، وأن القرآن يشهد لهم بالوحدانية ، وأن السبب في القول بكفر النصارى هو جهل المسلمين بالقرآن(23)
وهو يكذب .
وأنا أعرض على حضراتكم بعض الأيات من كتاب الله التي تتكلم عن أهل الكتاب والتي نزلت في نصارى نجران وهم كانوا يتكلمون بذات الأباطيل التي يتكلم بها الكذاب اللئيم زكريا بطرس اليوم .
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ }[ آل عمران :70 ]
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ }[ آل عمران : 98]
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }[
آل عمران : 71 ]
{لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ }[ البينة : 1]
وهذه الآية صريحة جدا في كفر بطرس ومن على مذهبه :
{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ }[ المائدة :72]
وقال تعالى :{ لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }[ المائدة : 17]
{لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }[ المائدة : 73 ]
هذا من ناحية النص القرآني ، ومن ناحية سياق الدعوة ، فقد واجه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نصارى نجران ودعاهم للإسلام ، وخرج للروم يوم تبوك يقاتلهم على الإسلام ، وشرع في ديننا قتال أهل الكتاب حتى يسلموا أو يعطوا الجزية عن يد وهو صاغرون ن ومعلوم أن من كانوا على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانوا على ذات المذهب الذي عليه بطرس اليوم .
ولا أدري كيف يقال بعد ذلك أن القرآن لا يكفر النصارى ؟!!
إنه كذاب لئيم .
===============(21) ===================
يقول الطعن في الكتاب المقدس طعن في القرآن ، ذلك أن القرآن يقول عن التوراة والإنجيل { قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [ القصص : 49] وقول الله تعالى : ويستدل بقول الله تعالى : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }[ الحجر : 9](24)
وهذا من الكذب .. وهذا من تحريف الكلم عن مواضعه .. وهذا من التدليس على المستمعين ببتر النص من سياقه ليتكلم بغير ما أريد له .. وهذا من الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعضه { أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }[ البقرة من الآية 85]
الذكر في آية الحجر { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }[ الحجر : 9]هو القرآن ، والسياق جازم بذلك ، فقبلها بقليل ( وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر ) [ الحجر الآية :6 ] . والله ـسبحانه وتعالى ـ استحفظ اليهود والنصارى على كتباهم ولم يتعهد هو بحفظه { بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء }[ المائدة :44] .. وأنهم لم يحفظوه بل كتبوا فيه بأيديهم وقالوا هو من عند الله وما هو من عند الله {ف َوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ }[ البقرة :79] ،وقال تعالى : { وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }[ آل عمران : 78] وقال تعالى : {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }[ المائدة : 13] هذا في اليهود والنصارى مثلهم قال الله تعالى : { وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ }[ المائدة : 14] . هذا ما نجده في كتابنا
ولذا خاطبهم القرآن جميعا بقوله تعالى : { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }[آل عمران:71]
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ }[ آل عمران :70]
{ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }[ آل عمران : 99]
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ }[ المائدة:77]
يقول الدكتور منقذ السقار : ( ووضح هذا المعتقد النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: ((إن بني إسرائيل كتبوا كتاباً، فاتبعوه، وتركوا التوراة )). (رواه الدارمي ح480، والطبراني في الأوسط ح5548، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ح2832 ).
واستقر هذا المعنى في نفوس الصحابة والمؤمنين بعدهم، يقول ابن عباس رضي الله عنهما: (كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء، وكتابكم الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدث تقرءونه محضاً لم يشب، وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا: هو من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً). (رواه البخاري ح7363).
ولا يمنع هذا من صحة بعض مواضع التوراة، لما فيها من آثار الأنبياء، ففي التوراة حق وباطل كما أخبر الله ورسوله، ومن النصوص التي أشارت إلى وجود شيء من الحق في كتبهم ألبسوه بالباطل والزور قوله تعالى: {يا أهل الكتاب لم تلبسون الحقّ بالباطل وتكتمون الحقّ وأنتم تعلمون } (آل عمران: 71)، وكذا قوله: {وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله} (المائدة:43)، وذلك في مسألة رجم الزاني، وهو مذكور في سفر التثنية، حيث يقول: " إذا كانت فتاة عذراء مخطوبة لرجل، فوجدها رجل في المدينة واضطجع معها، فأخرجوهما كليهما إلى باب تلك المدينة، وارجموهما بالحجارة حتى يموتا، الفتاة من أجل أنها لم تصرخ في المدينة، والرجل من أجل أنه أذل امرأة صاحبه، فتنزع الشر من وسطك" (التثنية 22/22-23).
وفي صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم )). وعلل سبب عدم التكذيب بوجود حق في كتبهم، حيث قال كما في رواية أبي داود : (( ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا آمنا بالله ورسله، فإن كان باطلاً لم تصدقوه، وإن كان حقاً لم تكذبوه)).
وعليه فنحن نؤمن بتوراة موسى كل الإيمان، ونؤمن بأنها حرفت ولم تحفظ، وأن القوم أخفوا شيئاً، وكتبوا أشياء، وضاع منهم الكثير، وما بين يديهم لا يخلو من بعض الحق) (25)أ . هـ .
وخلاصة الكلام أن بطرس كذاب في الاستدلال على عدم تحريف ما في يده من كتاب بالقرآن
================( 22 )==================
يقول نصا : وفي كتاب دلائل النبوة للأصبهاني ( يا رسول الله إن قريشا جلسوا فتذاكروا أحسابهم وأنسابهم فجعلوا مثلك مثل نخلة في ربوة [ أي مش في مزرعة بتاع ناس معروفين يعني واحد حطها كده ومشي محدش عارف مين اللي حطها .. كلام صعب ]. فغضب رسول الله .
وفي المرجع نفسه(26) بلغ الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قول العباس يا رسول الله إن قريشا إذا التقوا لاقى بعضهم بعضا بالبشاشة ، وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها .فغضب رسول الله غضبا شديدا . انتهى كلامه قبحه الله .
هذا نص كلامه والسياق العام الذي يتكلم فيه هو نفي أن يكون النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ابن أبيه . وهو يكذب على مستمعيه بحذف جزء من الحديث وبإدخال بعض الجمل التوضيحية ضمن السياق يُغَيِّر بها المعنى ؛ والنص كاملا هو(27): " عن العباس بن عبد المطلب قال : قلت : يا رسول الله إن قريشا إذا التقوا لقي بعضهم بعضا بالبشاشة وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك غضبا شديدا ثم قال : والذي نفس محمد بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله . فقلت : يا رسول الله إن قريشا جلسوا ، فتذاكروا أحسابهم ، فجعلوا مثلك كمثل نخلة في كبوة من الأرض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله يوم خلق الخلق جعلني في خيرهم ثم لما فرقهم قبائل جعلني في خيرهم قبيلة ، ثم حين جعل البيوت جعلني في خير بيوتهم ، فأنا خيرهم نفسا وخيرهم بيتا "
ـ ولاحظ أن الحديث في كتاب ( دلائل النبوة ) ، وعند ابن كثير في باب ( ذكر النسب الشريف وطيب الأصل المنيف ) وفي الحديث تأكيد على شرف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في نسبه ، وهو يستدل به على أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليس ابن أبيه وأنه لم يكن شريفا في نسبه. ألا قبحه الله.
والعباس يشتكي من حالة التنكر التي تبديها قريش لبني هاشم أبناء عمومة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى أنهم يقابلون العباس وبني هاشم عموما بوجوه لم يعرفوها من قبل ، قلت ولو أن بطرس يعقل ما تكلم بهذا التدليس والكذب ، فهو دائما يتكلم بأن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ جاء ليقيم ملكا قرشيا عربيا ، وهذا الحديث في أمارة على أن قريش كانت تخالفه وتتنكر له هو ومن معه .. هو وقرابته.
================( 23)==================
في سياق تدليله على أن صيام رمضان كان موجودا قبل الإسلام والإسلامُ فقط أخذه من النصارى والحنفاء يدلل على ذلك قائلا : في تفسير الطبري للآية 183 من سورة البقرة ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم .. الآية ) عن الشعبي أن النصارى فرض عليهم شهر رمضان كما فرض عليهم ولم يزل المسلمون على ذلك يصنعون كما تصنع النصارى(28) .أ . هـ .
والنص كامل هو من نفس المكان الذي ينقل عنه عن الشعبي قال : لَوْ صُمْتُ السَّنَة كُلّهَا لَأَفْطَرْتُ الْيَوْم الَّذِي يُشَكّ فِيهِ فَيُقَال مِنْ شَعْبَان وَيُقَال مِنْ رَمَضَان , وَذَلِكَ أَنَّ النَّصَارَى فُرِضَ عَلَيْهِمْ شَهْر رَمَضَان كَمَا فُرِضَ عَلَيْنَا فَحَوَّلُوهُ إلَى الْفَصْل , وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا رُبَّمَا صَامُوهُ فِي الْقَيْظ يَعُدُّونَ ثَلَاثِينَ يَوْمًا , ثُمَّ جَاءَ بَعْدهمْ قَرْن فَأَخَذُوا بِالثِّقَةِ مِنْ أَنْفُسهمْ فَصَامُوا قَبْل الثَّلَاثِينَ يَوْمًا وَبَعْدهَا يَوْمًا , ثُمَّ لَمْ يَزَلْ الْآخَر يَسْتَنّ سُنَّة الْقَرْن الَّذِي قَبْله حَتَّى صَارَتْ إلَى خَمْسِينَ , فَذَلِكَ قَوْله :{ كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَام كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلكُمْ }
وذكر الطبري بعد هذا رواية أخرى تبين المراد من قول الله تعالى { كما كتب على الذين من قبلكم } يقول : " أَمَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلنَا فَالنَّصَارَى , كُتِبَ عَلَيْهِمْ رَمَضَان , وَكُتِبَ عَلَيْهِمْ أَنْ لَا يَأْكُلُوا وَلَا يَشْرَبُوا بَعْد النَّوْم , وَلَا يَنْكِحُوا النِّسَاء شَهْر رَمَضَان . فَاشْتَدَّ عَلَى النَّصَارَى صِيَام رَمَضَان , وَجَعَلَ يُقَلِّب عَلَيْهِمْ فِي الشِّتَاء وَالصَّيْف ; فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ اجْتَمَعُوا فَجَعَلُوا صِيَامًا فِي الْفَصْل بَيْن الشِّتَاء وَالصَّيْف , وَقَالُوا : نَزِيد عِشْرِينَ يَوْمًا نُكَفِّر بِهَا مَا صَنَعْنَا . فَجَعَلُوا صِيَامهمْ خَمْسِينَ , فَلَمْ يَزَلْ الْمُسْلِمُونَ عَلَى ذَلِكَ يَصْنَعُونَ كَمَا تَصْنَع النَّصَارَى , حَتَّى كَانَ مِنْ أَمْر أَبِي قَيْس بْن صِرْمَة وَعُمَر بْن الْخَطَّاب مَا كَانَ فَأَحَلَّ اللَّه لَهُمْ الْأَكْل وَالشُّرْب وَالْجِمَاع إلَى طُلُوع الْفَجْر .أ . هـ.
هل في كلام بطرس شيء مما ذكره الطبري ؟!
يكذب ليفتري على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه أخذ شعيرة الصيام من النصارى ـ وهو لا يعترف أنهم المسحيون اليوم ـ وأنها لم تفرض بوحي من الله وإنما بتقليدٍ للأمم الأخرى نصارى وصابئة ومانوية ..الخ ثم يقول أستدل بكتب المسلمين . ألا لعنة الله على الكاذبين .
الإســـــلام
وأحــداث الحـادي عشــر
مــن أيلــول 2001
المقدمة
منذ أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر عام 2001 على نيويورك وواشنطن والحملة الهوجاء الظالمة المعادية للعروبة والإسلام من قبل القوى الفاعلة في الولايات المتحدة وحليفاتها في الغرب مستعرة بكل أبعادها السياسية والثقافية والعسكرية والاقتصادية، تستهدف تدمير مرتكزات الإسلام والعروبة من قيم ومبادئ. تسعى للهيمنة على الأرض وثرواتها، واستعباد الإنسان، وفرض هيمنة استعمارية على المنطقة، بما يخدم المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة وشريكاتها، ويحقق طموحات وأهداف الشريك الأهم في المنطقة المشرع الصهيوني الاستيطاني.
هذه الحملة الضارية قد جرى التمهيد لها قبل أحداث الحادي عشر من أيلول بسنين عديدة عبر نظريات فكرية، قدمت صوراً مشوهة عن الإسلام، واعتبرته الخطر الأكبر على الحضارة الغربية، وما أنتجته من أنماط سياسية وثقافية واجتماعية خاصة منها الديمقراطية وحقوق الإنسان. واستهدفت تلك الحملة تقديم صورة مغايرة لحقيقة الإسلام للرأي العام الغربي، من خلال تصويره كدين للإرهاب والحروب والقتل والعبودية، ويرفض الديمقراطية، ويقمع الحرية، ويحمل في ثناياه الشر بكل أنواعه للغرب ولحضارته.
فأنتج المعادون للإسلام من أصحاب تلك الحملة وعلى رأسهم القوى الصهيونية ذات التأثير السياسي والإعلامي والاقتصادي في الولايات المتحدة وأوربا مبدأً سياسياً جديداً، يقوم على ضرورة إشاعة الديمقراطية والحرية وفق الرؤيا الأمريكية والمتصهينة منها في العالم الإسلامي عامة والوطن العربي والشرق الأوسط خاصة. وذلك باستخدام كل أوراق الضغط على الأنظمة والشعوب معاً، وإن تطلب الأمر استخدام القوة العسكرية لفرضها، فعلى الولايات المتحدة وحلفائها أن لا تتوان في استخدامها، دون أن تهتم بالمعارضة الدولية والمحلية.
وترى تلك المجموعات المعادية للإسلام أن غياب الديمقراطية والحرية في تلك البلدان، هو السبب الرئيسي في نمو ظاهرة الإرهاب في العالم، والتي باتت تشكل خطراً على الأمن القومي في الغرب والولايات المتحدة بالتحديد مع النماذج الديمقراطية في العالم وفي مقدمتها الكيان الصهيوني. كما أن ظاهرة الإرهاب تهدد مصالح الغرب في العالم وخاصة الشرق الأوسط.
وربط أصحاب هذا الرأي بين غياب الديمقراطية ورفضها، وتنامي ظاهرة الإرهاب في العالم الإسلامي، والشعور بالحقد والكراهية للولايات المتحدة والغرب والكيان الصهيوني وبين الحضارة الإسلامية، لهذا قالوا: لم يعد الصراع الدولي اليوم صراع إيديولوجيات، بل هو صراع حضارات. فأطلقوا نظرية صدام الحضارات المؤسسة على التصادم الحتمي بين الغرب والإسلام، بسبب ما تحمل كل حضارة من ثقافات متعارضة مع الأخرى. وجرى تعبئة إعلامية وثقافية من قبل القوى المعادية للعرب والمسلمين، لتشن حملة من التحريض المنظم في وسط الرأي العام الغربي على الإسلام وحضارته ومرتكزاته الفكرية والثقافية وبناه التعليمية. وليس من الغرابة بمكان، أن يكون مبشرو هذه النظرية من غلاة الصهاينة واليهود المعادين للعروبة والإسلام معاً، أمثال بنيامين نتنياهو وصموئيل هنتغتون إضافة إلى القوى المتصهينة المؤثرة على السياسة الأمريكية أمثال ريتشارد بيرل ووليفز وارمتاج وغيرهم.
حيث بدأ نتنياهو قبل عشرين عاماً من أحداث نيويورك وواشنطن من خلال كتبه، بالتحريض على العرب والمسلمين في الغرب، ويفتخر بأنه كان وراء إقناع الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان بضرب ليبيا في الثمانينات، وتحسر كثيراً لفوات فرصة ضرب سورية، بعد أن كان أقنع القيادة الأمريكية آنذاك على ضربها، إلا أن اندلاع أحداث الخليج عام 1990 منع من تحقيق ذلك.
واحتوت كتابات نتنياهو والتي سبقت نظرية صدام الحضارات لصموئيل هنتغتون بعشر سنوات سموماً ضد الإسلام والعروبة، وتحريضاً على مواجهة المسلمين في بلادهم وبلاد الغرب. فكتب عما أسماه بالإرهاب الإسلامي، الذي اعتبره خطراً على ديمقراطية الغرب. وقدم للدول الغربية عشرة وصايا لمحاربة ذلك الإرهاب. وطلب تحجيم القوة العسكرية في البلاد العربية والإسلامية، حتى لا تهدد الغرب والكيان الصهيوني. وفرض حصار على دول كسورية والعراق وإيران وغيرها من الدول الرافضة للمشروع الصهيوني والمناصرة للحق الفلسطيني، على اعتبارها دولاً داعمة للإرهاب.
وحذر أيضاً كما يحذر هنتغتون في كتابه صدام الحضارات من تنامي الهجرة الإسلامية إلى بلاد الغرب، واعتبرها قنبلة موقوتة ستدمر حضارة الغرب، ودعا إلى إعادة هؤلاء المهاجرين إلى بلادهم، حتى لا يؤثروا بالمجتمع الأوربي والأمريكي، ويبدلوا أنماط حياتهم الاجتماعية والثقافية والسياسية. وأكد أن الخطورة في الهجرة ستكون من خلال ازدياد أعداد المهاجرين المسلمين، الذين سيشكلون في المستقبل قوة تأثير في القرار السياسي الأوربي والأمريكي (لوبي)، فيتحكمون بالقرار الغربي.
ثم جاء يهودي آخر صموئيل هنتغتون، ليجمع أفكار نتنياهو المعادية للعروبة والإسلام، ويصيغ بها نظرية جديدة سميت بـ (صدام الحضارات). التي لا يختلف مضمونها عن أفكار نتنياهو السابقة. حيث قسم العالم إلى حضارات ثمان، تنتمي كل واحدة منها إلى دين معين لا إلى أوطانها. ولم يذكر من بين تلك الديانات الديانة اليهودية، هذا الإغفال بالطبع لمعرفته الأكيدة بعدم وجود حضارة يهودية، كما أنه أراد بخبث واضح تحييد اليهود من صراع الحضارات، ليستفيدوا من تلك الحضارات جميعاً، دون أن يخسروا شيئاً.
نظرية صدام الحضارات التي طرحها هنتغتون، استهدفت قبل وقوع أحداث الحادي عشر من أيلول تهيئة الرأي العام العالمي عامة والغرب خاصة ذهنياً لوقائع قادمة ضد الغرب من قبل المسلمين. لهذا جرى قبل الأحداث تحويل النظرية إلى أشكال من الممارسة والتطبيق، بغية ترسيخ فكرة العداء الإسلامي للغرب، من خلال تصنيع مجموعات وتنظيمات إرهابية في دوائر المخابرات الأمريكية والموساد، تلبس لبوس الإسلام، لأن أفرادها ينتمون إلى الإسلام، لتقوم بممارسة الإرهاب البشع والمرفوض إنسانياً وليس إسلامياً فقط، حتى تكتمل الصورة المشوهة عن العروبة والإسلام لدى الرأي العام الغربي.
حيث مارست تلك التنظيمات الإرهابية المصنعة في بلدان عربية وإسلامية كمصر والجزائر وأفغانستان وغيرها من البلدان أبشع الجرائم من قتل وذبح ضد المدنيين العزل، وإلحاق الأذى والتدمير بالمؤسسات الثقافية والمدنية والسياحية، تلك الجرائم التي يدينها الإسلام، الذي جاء لمحاربتها أصلاً. كانت الهدف منها كما أرادت دوائر الموساد والمخابرات الأمريكية، تقديم نموذجاً عما أسموه بالإرهاب الإسلامي للعالم عامة وللرأي الغرب خاصة، فيكون العالم مهيأ نفسياً لحدث أكبر، يكون فيه المتهم جاهزاً.
وهكذا تمت التهيئة لصناعة حدث خطير وجريمة كبرى كما حدث في الحادي عشر من أيلول عام 2001 في نيويورك وواشنطن. حتى إذا ما وقع حدث جلل ضد الغرب والولايات المتحدة، سيصدق الرأي العام العالمي عامة والأمريكي خاصة، بأنها من صنع المسلمين وأعمالهم الإرهابية. فيتم بسببها تحقيق أهداف استراتيجية أمريكية وصهيونية، دون النظر إلى الأرواح التي ستزهق من هذا الحدث، ما دام يحقق لها أغراضها وأهدافها. ثم يلبس العرب والمسلمون جريمة الحدث، في حين يصبح المجرم الحقيقي بريئاً ومعتدى عليه.
وهكذا تم تصنيع أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، ليبدأ الغزاة صانعوا الحدث من جني ثماره، قبل أن تكشف الحقائق، ويظهر المجرم الحقيقي. فأمام قرع طبول الحرب وأصوات الطائرات والدبابات والبوارج وحاملات الطائرات، يختفي صوت الحقيقة، ويضيع ويتبدد أمام قرقعة السلاح. هذا إذا علمنا أن من يرفع صوت الحقيقة، ومن يحمل وزر الجريمة، هو أضعف من أن يرد الذباب عن وجهه.
فالجنود في المعسكرين الأمريكي والصهيوني يعيثون فساداً في الأرض تحت ذريعة أحداث هم صانعوها. فمن ذرائعها يتم تحقيق استراتيجية الهيمنة والتقسيم للبلاد العربية والإسلامية، عبر سلسلة من الحروب بدأت في أفغانستان والعراق، وستنتهي بالسيطرة الشمولية على الأرض والإنسان والثروة، وتحقيق أحلام صهيون والإدارة الأمريكية اليمينية بتدمير العروبة والإسلام.
هذا الكتاب يسلط الضوء على أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001. ويجيب على أسئلة كثيرة تدور في الساحتين العربية والدولية، ويرد على نظرية صدام الحضارات. ويؤكد أن الصراع لم يكن يوماً بين الحضارات، بل صراعاً في السلوك والغايات والأهداف وبالناتج الثقافي لتلك الحضارات.
وبقدم الكتاب عرضاً مستفيضاً عن الغايات والأهداف التي من أجلها تمت صناعة أحداث الحادي عشر من أيلول، وما تبعها من نتائج مأساوية وكارثية أصابت العالم العربي والإسلامي. ويبين الكتاب الأسباب الحقيقية وراء احتلال كل من أفغانستان والعراق واستمرار التهديد لسورية وإيران.
وفي الباب الثاني من الكتاب نوضح بجلاء إن الإسلام هو دين الحضارة والعلم، ويقبل الحضارات الأخرى ويقدم لها ويأخذ منها، ولم يكن يوماً محارباً لمعتقدات الآخرين الدينية، بل كان ولا زال يوجب على أتباعه احترام معتقدات الآخرين منطلقاً من قاعدة قوله تعالى: لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغيّ. وليس هناك صدام حضارات بل صدام بين السلوكيات الثقافية المنتجة بين حضارة وأخرى.
ويقدم الكتاب الدلائل على أن ما يسمى بالإرهاب الإسلامي إنما هو صناعة صهيونية وأمريكية، لتخدم أهداف بعيدة للمشروعين الأمريكي والصهيوني، والمعارض والمتصادم مع المشروع العربي النهضوي منذ بداية القرن العشرين.
كما أن هذا الكتاب في بابه الرابع يرد على الاتهامات الأمريكية والصهيونية للإسلام واتهامه بالظلامية، ورفض الحرية، وأنه دين الاستبداد. ويوضح رؤية الإسلام للحرية، ويبرهن أن الإسلام جاء بالأساس لتحرير الإنسان من كل أشكال الرقّ. ويوضح مفهوم الشورى في الإسلام مع الدلائل.
ويبحث الباب الخامس من الكتاب موقف الإسلام من العدل رداً على بعض السياسيين والمفكرين والصحفيين المتصهينين الذين اتهموا الإسلام بالجور والظلم.
إن هذا الكتاب يأتي في زمن تتسارع الأحداث، التي تستهدف المنطقة العربية والإسلامية، يجيب عن بعض أسباب هذه الأحداث ليكون عوناً للقارئ العربي والمسلم في فهم جزء من الحقيقة عن الهجمة الأمريكية والصهيونية ومن تحالف معهما ضد العرب والمسلمين في الوقت الراهن.
راجياً من الله العزيز القدير أن أكون قد أسهمت في الدفاع عن العروبة والإسلام أمام هذه الحرب الظالمة، التي تقودها القوى المتصهينة في الولايات المتحدة والغرب والكيان الصهيوني.
زبير سلطان قدوري
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الباب الأول
أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر
صناعة وأهداف
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ بعد مضي عام ونصف على أحداث الحادي عشر من أيلول عام 2001 في نيويورك، لا بد من وقفة يسترجع فيها المشاهد تلك الأحداث، ليقوم بتقييم لها، ويتعرف على بعض حقائق مسبباتها، وعلى بعض من أسرارها، التي تحصلت لديه من الأبحاث والدراسات الإقليمية والدولية التي نشرت عنها. كما يتطلب منه استخدام تفكيره في فك بعض من رموزها، لعله يصل إلى بعض النتائج، التي توصله إلى القليل من الحقيقة، التي ستغيب عن العالم سنوات قد تمتد عشرات السنين أو أكثر.
فالحقيقة الكاملة لا تظهر إلا بعد مرور زمن طويل، وقد لا تظهر مطلقاً، حيث ستبقى في عالم الغيب، وسراً من أسرار صناع الحدث، قد يكونون في هرم السلطة وطبعاً مع أجهزتهم الأمنية المتعددة الأغراض في صناعة أحداث نيويورك وواشنطن في الحادي عشر من أيلول 2001.
فليست كل الظواهر التي تنشأ مع الحدث مباشرة حقائق، بل هي ظواهر تخفي في طياتها ما هو أدهى وأمر، مما ظهر للرائي أو المستمع أثناء وقوع الحدث، فكثيراً من وظائف وأهداف الحدث الآنية توظف بعد وقوع الحدث، لتحقيق الهدف الرئيسي من صناعته. ثم تبقى بعد ذلك حقيقة صناعته وشخوصه وطرائق تنفيذه سراً، قلنا إما تكتشف أجزاء منه، أو لا تكتشف، إلا إذا حدث تصدع أو تمرد بين مجموعة صانعيه، فيمكن معرفة الحقيقة أو جزء منها.
إلا أن حدث هاماً في تاريخ العالم، كالذي حدث في نيويورك وواشنطن، أدى إلى حدوث تغيرات في مجرى تاريخ الأمم، يتطلب من كل باحث أو محلل أو مهتم بعلم تاريخ الشعوب، أن يتقصى الحدث بكل أبعاده، ليتمكن من الوصول إلى معرفة الحقيقة أو جزء منها. وأن يقوم بالتقاط أجزاء من هنا أو هناك مما حدث، حتى يتمكن من رسم الشكل الأولي للصورة المقاربة لبعض من الحقيقة، ريثما يظهر الزمن الحقيقة كاملة أو القسم الأعظم منها.
ولقد علمنا التاريخ أيضاً، أن كثيراً من المؤامرات والجرائم، التي تحيكها، وترتكبها دول طامعة في ثروة أو أرض أو فرض هيمنة على بلد آخر، تقوم بنسج خيوطها، وتنفذها، وتتهم الآخرين بها، سواء أكانوا دولاً أو أحزاباً ومنظمات أو جماعات من المعادين لها. حتى وأن ضحت بجزء من مواطنيها أو جنودها أو عتادها، أو حتى تضحي بقسم من منشآتها في سبيل هدف ترمي لتحقيقه. وبعد تقوم بحسابات التوازن بين الربح والخسارة. وتاريخ الإدارات الأمريكية وأجهزتها الأمنية، وحليفتها الحركة الصهيونية وجهازها السيئ الصيت الموساد حافل بتلك المؤامرات القذرة.
وفي هذه القراءة الأولية، نسعى للبحث عن الجزء اليسير من معرفة الحقيقة، من خلال ما توفر لدينا من معلومات عما حدث في الحادي عشر من أيلول 2001 في الولايات المتحدة. حتى نتمكن من تحليل بسيط لخلفيات هذا الحدث، وعن المستفيد منه، والتوظيفات التي تمت لاستثماره من قبل القوى الإقليمية والدولية، ولتحويله إلى رأس مال تباع وتشترى من خلاله الكثير من القضايا الدولية، وفي مقدمتها قضايا العرب والمسلمين.
فالحدث من حيث الشكل الذي تم به، وبهذا الحجم والدقة في الإصابة لأهدافه ليس بالأمر السهل، وتنفيذه بما خطط ورسم له، يصعب على دول كبرى القيام به. فمكان الحدث هو الولايات المتحدة، وهي أقوى دول العالم مالياً وعسكرياً واقتصادياً، والتي تملك أرقى وأحدث وسائل المراقبة والتجسس الجوية والأرضية، مما يسمح لها بالتجسس على العالم كله. إضافة إلى أن لديها شبكات من الجواسيس والعملاء، تعم المعمورة براً وبحراً وجواً، وهي تفتخر بأن لديها مخابرات مركزية (سي. آي. أى) يحيط بعملائه وأجهزته كل دول العالم. وهي تملك تاريخاً بصناعة المؤامرات من تغيير أنظمة، وتنصيب أخرى على السلطة، وتدرب جيوش من التنظيمات في مختلف القارات، لتحقيق أهدافها من تفجير الصراعات العرقية والطائفية والقومية، وتدبر الاغتيالات السياسية لكبار المسؤولين في العالم، وتصنع الحروب وبؤر التوتر في أنحاء المعمورة، وتتنصت على غرف نوم قادة وزعماء حكومات، وتشارك في كل الخبائث، ولديها من وسائل المراقبة والرصد والتجسس، مما يسمح لها أن تعرف ما يجري في العالم كله.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ من صنع أحداث الحادي عشر من أيلول/
سبتمبر 2001؟
في مقابلة صحفية تمت للرئيس السابق للمخابرات الألمانية (إيكهارت فرتباخ)، عن رؤيته عما حدث في نيويورك وواشنطن، وتحليله لقدرة مجموعة صغيرة من تنظيم القاعدة التابع لأسامة بن لادن في صناعة هذه الأحداث الضخمة. استبعد أن يقوم بها أي تنظيم، بل في رأيه لا يمكن أن تنفذه إلا دول متقدمة ومتطورة، وقال (إن هجمات 11/9 كانت تحتاج إلى سنوات من التخطيط. وحجمها يبين أنها نتيجة لأعمال تنظمها دول)(1)
فالاختراق للولايات المتحدة بهذا الحجم الضخم، ليس من السهولة بمكان، وخاصة لتنظيم كتنظيم القاعدة، كما تدعي الولايات المتحدة وأجهزتها الأمنية، أو كما يدعي قادة القاعدة عبر أشرطة فيديو، تبث من قناة الجزيرة القطرية. فتنظيم القاعدة لا يضاهي لا في الشكل ولا في المضمون أجهزتها الأمنية، سواء أكان في الحجم أو الإمكانات أو القدرات المادية والتقنية وغيرها، فلا توجد مقارنة ولا بأي نسبة كانت.
إضافة أن الموقع الجغرافي للولايات المتحدة المطوق بالمحيطات، لا يسمح بهذا الاختراق السهل. وهذا الموقع المحصن جغرافياً أفشل محاولات أعدائها من الدول العظمى في الحربين العالميتين الأولى والثانية من الوصول إلى برها. وطالما تغني الأمريكيون بالأمن من خلال موقعهم الجغرافي. الذي صعب حتى على هتلر اختراقه في الحرب العالمية الثانية، أو حتى الوصول إلى شواطئها. كان ولا زال سوراً أمنياً مانعاً، يحمي الولايات المتحدة من أي هجوم بري محتمل.
كما إن قواعدها العسكرية مزروعة في دول عدة على امتداد المعمورة، لا يسمح بحدوث ما حدث، إلا عبر تقنيات متقدمة جداً، وخدمات لوجستية ومخابراتية هائلة، سواء في داخل الولايات المتحدة وخارجها، حتى يتم تنفيذ عمليات بهذا الحجم الضخم، الذي حدث في الحادي عشر من أيلول.
وبما أن ما حدث في الحادي عشر من أيلول لا تستطيع القيام به أي دولة من الدول المتقدمة اليوم، والتي تناطح الولايات المتحدة بامتلاكها القدرات العسكرية والاقتصادية والمخابراتية. فكيف بابن لادن وإمكانياته المتواضعة أمام الولايات المتحدة ومن خلفها الحلف الأطلسي بإمكاناته الهائلة، يقوم بهذا العمل دون غطاء داخلي، وتسهيلات من أجهزة الرصد الاستخباراتي للولايات المتحدة؟.
وللدلالة على توفر غطاء مخابراتي من قبل أجهزة أمنية أمريكية وغيرها، أو من أجهزة استخباراتية دولية تعمل في الولايات المتحدة عدم استغلال عامل الزمن لمنع مسلسل الأحداث. حيث نرى أن فارقاً زمنياً بين الطائرتين اللتان اصطدمتا في مركز التجارة الدولية في نيويورك يزيد على ثلث الساعة، ووجود فترة زمنية ثانية، بين الطائرة الثانية التي صدمت برج مركز التجارة الدولية، وارتطام الطائرة الثالثة بالبنتاغون في واشنطن المحصن تحصيناً بالغاً.
فأين غابت تلك القوة الهائلة من القوات المسلحة والأجهزة الأمنية المكلفة برصد الخطر عن بلادها عن منع بقية الطائرات من التنفيذ بعد ارتطام الطائرة الأولى بمركز التجارة الدولية؟ وكيف لم تستغل القوات المسلحة والأمنية هذا الوقت في درء الخطر بعد الضربة الجوية الأولى؟ ولماذا ترك هذا الزمن لتنفيذ مخطط الجريمة؟.
والسؤال الآخر الذي يخطر على البال اليوم بعد مضي أكثر من عام، أين الصناديق السوداء لتلك الطائرات، التي قامت بضرب مركز التجارة العالمي والبنتاغون؟ فمن المعروف لدى الجميع أن تلك الصناديق لا تتأثر لا بحريق أو ماء بحر أو غيرها. لماذا لم يعلن عن وجودها؟ وما هي المعلومات التي احتوتها أشرطتها.؟ فحتى تاريخ هذا اليوم لم تعلن الولايات عن اكتشاف تلك الصناديق السوداء، بل لم تقل شيئاً!!. فما مصير تلك الصناديق؟ وأين هي الآن؟ ولماذا التكتم عليها من قبل الإدارة الأمريكية؟.
* الحدث فوق طاقة تنظيم القاعدة أو غيره
إن ما حدث في الحادي عشر من أيلول في نيويورك وواشنطن، حسب كل الخبراء من عسكريين واستراتيجيين وباحثين في كل أنحاء العالم، يستغرق إعداده عدة سنوات. فكيف لم يكتشف خلال الإعداد له، الذي قدر بعدة سنوات؟ وكيف يكتشف بعد التنفيذ مباشرة وبساعات قليلة؟ حيث اتهمت الإدارة الأمريكية بعد ساعات من الحدث تنظيم القاعدة وزعيمه أسامة بن لادن، بالهجمات التي أصابت برجي مركز التجارة العالمي ووزارة الدفاع (البنتاغون).
فالذي يتمكن من معرفة القائم بالعملية خلال ساعات، ويمتلك القدرة الدقيقة في معرفة الفاعل، وبسرعة مذهلة! أليس بالأحرى أن يكتشف عمليات التخطيط له، الذي استغرق سنوات؟.
أليس من الغريب أيضاً أن يطلب وزير الدفاع رامسفيلد من الإدارة العسكرية بعد خمس ساعات من الأحداث، وضع خطة لضرب العراق(2)، وكأن وزير الدفاع يترقب هذا الحدث، فيسرع بالاستفادة الفورية من نتائجه، فيضع جدولاً لتوظيف الحدث تنظيم القاعدة وأفغانستان ومن ثم العراق!!
ولماذا أطلقت على دول معينة العراق وإيران وكوريا الشمالية دول محور الشر؟ وهؤلاء ليس لهم أية علاقة بين الحدث لا من قريب أو بعيد، كما نشرت السلطات الأمنية الأمريكية عن مرتكبي الحادث، إلا لنوايا مبيتة ومرسومة مسبقاً، ثم تختار سبع دول أخرى أسماها الرئيس الأمريكي بالدول المارقة وهي (العراق وسوريا وإيران وليبيا والسودان وإيران وكوبا وكوريا الشمالية) بذريعة أنها تهدد الولايات المتحدة على زعمه، هل جاءت التسمية عبثاً أم لتصفية حسابات من دول نهجت نهجاً وطنياً مستقلاً غير تابع لها؟.
وعقب الحدث شنت وسائل الإعلام الغربية المشبوهة حملة على الإسلام، تتهمه بأنه مستودع يفرخ الإرهابيين، وبأنه يعلم اتباعه كراهية الغرب، وأنه خطر على ديمقراطية الغرب.
ولكن لمعرفة المجرم الحقيقي صانع الحدث، لا بد من العودة إلى بدهيات قانون اكتشاف الجرائم، الذي يقول (لمعرفة الجرائم ابحث عن المستفيد). فمن هو المستفيد من نتائج هذه الأحداث سوى الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني!!.؟ فالإسلام المتهم، لم يستفد منه، بل تمت محاصرته، وأخذت بلدانه على حين غرة.
وقد فوجئت به كافة الدول الإسلامية بما فيها حكومة طالبان في أفغانستان، التي يتواجد فيها أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة. والمتابع لسير التداعيات العسكرية والسياسية بعد الأحداث، قد شاهد أن الاستغراب والاستنكار لما حدث، كان بادياً على جميع تلك الدول والمؤسسات الروحية والمدنية الإسلامية، لما جرى في نيويورك وواشنطن.
وهذا ينفي التهمة عن الإسلام والمسلمين. وإن كان تنظيم القاعدة بزعامة ابن لادن تورط به، كما تدعي أشرطة قناة الجزيرة القطرية على لسان أسامة بن لادن وكبار تنظيم القاعدة، أو أشرطة بعض المنفذين/ وحتى وأن كانت ملفقة، فالتقنيات الحديثة في علم الصوتيات والتصوير قادر على خلق مثل هذه الأشرطة/ فمن المؤكد أنه تم استغلال القاعدة لتنفيذ الحدث، سواء علمت، أو لم تعلم بهذا الاستغلال. وإنها كانت تقوم بهذا الحدث برعاية وتسهيلات ومراقبة أجهزة الأمن الأمريكي والصهيوني.
فالمستفيد كما أشرنا، وسنبنيه فيما بعد هو الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، وفق معادلة قانون الربح والخسارة لدى الرأسماليين والتجار والحركات العنصرية وسياسي الغرب. فبالنسبة للولايات المتحدة الربح أكبر وأعظم من خسارة برجين وقسم من البنتاغون. أما عن الضحايا لا يهتم بهم من صنع، وشارك، وغطى الحدث، أما تحقيق أرباح سياسية وعسكرية واقتصادية وثقافية.
والمستفيد الرئيسي الثاني من الحدث الكيان الصهيوني، فقد عادت لـه الأحداث بمكاسب كبيرة، سواء بتغطيتها للجرائم الهائلة، التي يرتكبها بحق الشعب العربي الفلسطيني وأرضه، أم في صرف أنظار الرأي العالمي عن هذه الجرائم. كما أتاحت لـه فرصة لصق تهمة الإرهاب بالمقاومة الفلسطينية.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ دروس من تاريخ الولايات المتحدة
في صناعة أحداث لتستفيد منها.
والتاريخ كما قلنا أعلاه علمنا الكثير حول صناعة المؤامرات والجرائم، التي يرتكبها وتحيكها الدول الكبرى الطامعة بثروات غيرها، ومن ثم إلصاقها بالآخر. وتاريخ المخابرات المركزية الأمريكية أو الموساد الصهيوني حافل بمثل تلك الجرائم، ومن ثم إلصاقها بالعرب وغيرهم من الشعوب المناهضة للهيمنة والمشروع الصهيوني. ففي مسألة الربح والخسارة يدقق كلاهما في المسألة، وحين يتبين لهما أن الربح كبير، فلا يمتنعان عن تنفيذ أي جريمة أو مؤامرة، وإن كانت تتطلب التضحية بجنودهما أو مواطنيهما.
فالولايات المتحدة لها باع طويل في صناعة مؤامرات وأحداث، واتهام الخصوم بها، فالتاريخ يتحدث عن قصص حدثت من قبل، جرى فيها قتل وحرق وتدمير لمنشآت وآلات حربية من قبلها، ومن ثم تقوم باتهام الآخرين بها. فمنذ النشأة الأولى لها، تمت إبادة الهنود الحمر تحت ذرائع واهية كاذبة. كما قام بعض البحارة الأمريكيون في عام 1898 بحرق سفينة الماين، وقتل 266 بحاراً فيها من زملائهم البحارة الأمريكيين، واتهموا الأسبان بها بغية إشعال حرب معهم للسيطرة على الجزيرة الكوبية، التي كانت مستعمرة من قبل أسبانيا وفرض الحماية الأمريكية عليها.
وحروب السنوات الأربع في بداية القرن التاسع عشر مع دول المغرب العربي، تمت هي الأخرى بنفس الطريقة، والقصص كثيرة عن ممارسات الولايات المتحدة في صنع جرائم واتهام الآخرين، بغية هدف رسمته، لتحقق من خلاله أرباحاً تعادل عشرات المرات من خسارتها. وكذلك الحركة الصهيونية فتاريخها حافل بمثل تلك الجرائم، واتهام الآخرين بها، حتى وإن كانت تلك الجرائم تودي بحياة المئات من اليهود.
* من الشواهد على تصنيع الحدث
ومن الدلائل القليلة التي توفرت بعد عام من أحداث أيلول 2001، قد اعترفت الإدارة الأمريكية يوم الخميس 19 أيلول 2002 في ردها على الكونغرس الأمريكي، بأنها كانت على علم بالتهديدات التي يشكلها أسامة بن لادن قبل 11 أيلول عام 2001. وادعت أنها لم تكن تملك ما يكفي من المعلومات الاستخباراتية الدقيقة للحؤول دون وقوع الهجمات على نيويورك وواشنطن.
واعترفت في ردها، أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تلقت عشرات التحذيرات، بشأن إمكانية حصول هجوم، لكنها تجاهلتها. وهذا ما أكده ريتشارد ارميتاج نائب وزير الخارجية في شهادته المكتوبة أمام اللجنة المؤلفة من مجلس الشيوخ والنواب، واعترف أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تلقت العشرات من التحذيرات، تشير إلى إمكانية استخدام الطائرات كسلاح.
وبرر عدم اتخاذ الإجراءات الأمنية المطلوبة، قائلاً: (لكن أياً من تلك التحذيرات لم يتنبأ بهجمات الحادي عشر من أيلول). وادعى (أن ما لم نعلمه كان على المستوى التكتيكي، لم نكن نعلم ما هي الأهداف التي ينوي تنظيم القاعدة مهاجمتها، ومتى وكيف؟).(3)
وكانت السيدة إليانور هيل رئيس لجنة التحقيق الذي يجريه الكونغرس حول إخفاقات أجهزة الاستخبارات، قد قدمت تقريراً للجنة يوم الأربعاء 18 أيلول 2002 من ثلاثين صفحة، أكدت فيه أن هذه الأجهزة، كانت على علم بخطر وقوع هجمات، تستخدم فيها طائرات مدنية قبل هجمات 11 أيلول
2001. لكنها اعتبرت تلك الأجهزة أن هذا الخطر ليس كبيراً.
ومن المعلومات المثيرة التي أوردتها السيدة هيل في تقريرها، أن المعلومات الأولية حول احتمال شن هجمات بالطائرات، يعود إلى عام 1994، حين خطف مسلحون جزائريون طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية، وهددوا بتفجيرها في برج إيفل. وقالت إنه في عام 1995 داهمت الشرطة الفيلبينية شقة في مانيلا، وعثرت على وثائق تفيد عن مؤامرة لصدم طائرة في المركز الرئيسي لوكالة الاستخبارات المركزية قرب واشنطن. وأحد واضعي الخطة كان رمزي يوسف الذي اعتقل وأدين في تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993. أما الثاني فهو خالد الشيخ محمد، الذي يعتقد المسؤولون الأمريكيون أنه العقل المدبر لهجمات 11 أيلول.
وجاء في التقرير أن أجهزة الاستخبارات تلقت تقريراً في كانون الثاني عام 1996 من مصادر يعتد بها، يفيد عن تخطيط تنظيم القاعدة لعملية تقضي بانطلاق طائرة من أفغانستان إلى الولايات المتحدة، وتصطدم بالبيت الأبيض. وفي عام 1997 تلقت أيضاً تقريراً بأن مجموعات إرهابية اشترت طائرات، لتضرب بها مبان في الولايات المتحدة. وفي آب 1998 تلقت تقريراً يفيد بأن نشطاء عرب، يخططون لقيادة طائرة محملة بالمتفجرات من بلد أجنبي، وصدمها بمركز التجارة الدولي. وفي أيلول من نفس العام علمت الأجهزة أن ابن لادن، يخطط لتفجير طائرة في إحدى المطارات الأمريكية. وبعد أسابيع وردت معلومات، تفيد أن ابن لادن سيستهدف مركز التجارة الدولي.
وفي شباط 2001 وردت معلومات جميعها تؤكد أن ابن لادن سيضرب في الأشهر المقبلة، وأن الهجوم سيكون في نيويورك وكاليفورنيا. وفي نيسان 2001 وردت معلومات أن ابن لادن مهتم باستخدام طائرات تجارية للقيام بهجمات في الولايات المتحدة. وفي أيار وحزيران من العام نفسه ورد /23/ تقريراً، أفادت أن الهجوم وشيكاً. وفي نهاية صيف عام 2001 أكدت معلومات للمخابرات الأمريكية المركزية أن تنظيم القاعدة، يستعد لشن هجوم في الولايات المتحدة. وفي 10 أيلول 2001 رصدت أجهزة الاستخبارات مكالمتين هاتفيتين تتحدثان عن هجوم وشيك، ولم تترجم المكالمتين إلى اللغة الإنكليزية إلا في 12 أيلول 2001)(4)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ روايات تحمل الكثير من الثغرات
عن دور تنظيم القاعدة في صناعة الحدث
من المفارقات التي تدعو إلى إعادة صياغة الأحداث بشكل تسلسلي، حتى يتبين للباحث أن أصابع المخابرات المركزية غير بعيدة عن صناعة الأحداث، من خلال المشاركة والتسهيلات اللوجستية، وغض الطرف والحماية، وعدم منع الحدث قبل وقوعه. فمن بعض المواقف التي تدعو للشك، فنرى أن زياد الجراح أحد المتهمين في تنفيذ هجمات 11 أيلول هو من المطلوبين من قبل الأجهزة الأمنية الأمريكية، يتم توقيفه بناء على طلب تلك الأجهزة في مطار دبي عام 1998، وهو في طريقه إلى لبنان، ومن ثم يسمح لـه بالسفر بعد اتصال مسؤول أمريكي في المخابرات المركزية.
أما خالد المحدار أحد أبرز منفذي الأحداث، فقد عممت الأجهزة الأمنية الأمريكية على مطاراتها وحدودها وسفاراتها، بأنه رجل خطر على الولايات المتحدة الأمريكية، فإذا به يدخل إلى الولايات المتحدة بتأشيرة دخول أمريكية، ويتم التغاضي عنه في المطار، وتم ذلك قبل وقوع الأحداث بثلاثة أسابيع. وادعت المخابرات المركزية الأمريكية أنها علمت به، ولكنه فر عن مراقبتها.
وزكريا الموسوي الفرنسي الجنسية المغربي الأصل، تعلم المخابرات المركزية بأنه حسب ما توفر لديها من معلومات من قبل الأجهزة الأمنية الفرنسية والغربية، بأنه كان يعد لعمل ضد المصالح الأمريكية. لكنه يدخل للولايات الأمريكية بأمان، وحين تطلب بعض الأجهزة الأمنية من إدارتها تفتيش جهازه الحاسوب (الكومبيوتر)، تتدخل الإدارة الأعلى في الأجهزة، وتمنعها من التفتيش.(5)
ومن الدلائل على صناعة الحدث من قبل الأجهزة الأمنية، أن عميلاً للمخابرات يدعى (فينكس) يعمل في ولاية أريزونا، قدم مذكرة إلى المخابرات المركزية، بين فيها ازدياد العرب الذين يدرسون الطيران. وتقدم بتقرير في 2 تموز من عام 2001 حذر المباحث الفدرالية من حملة هجومية جوية على أمريكا. كما حذرت المخابرات المركزية في 6 آب 2001 من هجمة على الولايات المتحدة ستتم لها علاقة بالطيران.
ومن السخرية أن يبرر أحد المسؤولين في المخابرات المركزية مرور المكلف بحمل السكاكين إلى الطائرة المختطفة من بوابة التفتيش، التي تنذر لوجود إبرة لا سكين من دقتها، دون أن يتم تفتيشه، ومن ثم إيقافه من قبل رجال الأمن في المطار. فيبرر هذا المسؤول عملية المرور دون تفتيش قائلاً: لقد أنذرت أجهزة التفتيش عند مرور حامل السكاكين البوابة، إلا أن مرور فتاة جميلة في نفس اللحظة، سحرت عينا الحارس وبقي ملتفتاً عليها، مما جعلته يسمح لـه بالدخول دون تفتيش، وبركوب الطائرة. هل هذا معقول؟(6). إلا في العرف الأمريكي، الذي يجد مبررات له، وإن كانت تافهة.
الاكتشاف الأول عقب الحدث مباشرة عن علاقة القاعدة بهذا الحدث من قبل إف. بي. آي، يذكر بدخول عملاء من شبكة ابن لادن للولايات المتحدة الأمريكية، وأنهم تدربوا على قيادة الطائرات بصورة سريعة، وأنهم خطفوا الطائرات بعد أن تقسموا إلى مجموعات.
وفي 14/9/2001 أعلنت أسماء تسعة عشر بادعاء أنهم قاموا بعملية الخطف: 1ـ خالد المحدار (سعودي الجنسية). 2ـ ماجد مقعد (سعودي). 3ـ نواف الحازمي (سعودي) 4ـ سالم الحازمي (سعودي). 5ـ هاني حنجور. 6ـ سطام السقامي (سعودي). 7ـ وليد الشهري (سعودي). 8ـ وائل الشهري (سعودي). 9ـ محمد عطا (مصري). 10ـ عبد العزيز العمري (سعودي). 11ـ مروان الشحي. 12ـ فايز رشيد أحمد القعدي بني حماد. 13ـ أحمد الغامدي (سعودي). 14ـ حمزة الغامدي (سعودي). 15ـ سعيد الغامدي (سعودي). 16ـ أحمد إبراهيم الحزناوي (سعودي). 17ـ أحمد النعمي. 18ـ زياد الجراح.
وكذبت السفارة السعودية في واشنطن هذا النبأ، فقالت أن خمسة من هؤلاء هم أحياء، يقيم أربعة منهم في وطنهم، وهم:
عبد العزيز العمري ومهند الشهري وسالم الحازمي وسعيد الغامدي، والخامس يعمل طيار في خطوط الجوية المغربية وهو وليد الشهري يقيم في الدار البيضاء. ونفى الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية وجود أي دليل قدمته الولايات المتحدة عن علاقة السعوديين بهذا الحادث.
ويسأل تيري ميسان كيف تم اكتشاف أسماء هؤلاء الانتحاريين؟ قائلاً: (وإذا ما راجعنا اللوائح بأسماء الضحايا المنشورة من قبل شركات الطيران بتاريخ 13 أيلول، نفاجأ بعدم إدراج أسماء القراصنة عليها.)(7) فكيف عرفت إذاً تلك الأسماء، إن لم تكن مدرجة مع أسماء الضحايا؟. أليس هذا الأمر مسبق الصنع؟.
وذكر كل من وزير العدل جون أشكروفت ومدير جهاز أف. بي. آي روبرت مويلر في 28/9/2001، بأنه وجدت رسائل تتضمن تعليمات للانتحاريين في حقيبة، قد تركها أبرز قادتهم محمد عطا، ليتمكن من صعود الطائرة. وفق أقوال جهاز أف. بي. آي.
وقالوا أنهم وجدوا أيضاً نسخة مماثلة في حقيبة نواف الحازمي، تركها في مطار دالس، أما الأغرب ما تم ادعاؤه، هو أنهم وجدوا نسخة في بقايا الطائرة، التي تفجرت فوق ستوني كريك تانوتشيب في بنسلفانيا. والغرابة تأتي كيف تصمد ورقة تعليمات من الحريق، الذي أصاب الطائرة، في حين صهر الحريق الصندوق الأسود الذي لا يتأثر بالنيران!!؟.
أكذوبة من أكاذيب الأجهزة الأمنية الأمريكية والإدارة أيضاً، كما ادعت من قبل أنها وجدت جواز سفر محمد عطا بين أنقاض برج التجارة الدولية، فكيف تنصهر الطائرة، والفولاذ الذي بني به البرجين، وبقي جواز سفر محمد عطا سالماً!!؟ من أي نوع صنع هذا الجواز!!؟ قد يكون صنع من مواد قد جلبت من الشمس لا ندري!!.
لنرى ماذا في تلك الورقة كما تدعي وزارة العدل وجهاز أف. بي. آي؟ فقد تضمنت التالي:
(1ـ عاهد نفسك على الاستشهاد وجدد نيتك به. احلق جسدك وطهره بماء الكولونيا. واستحم.
2ـ تأكد من حسن اطلاعك على جميع تفاصيل الخطة وكن مستعداً للرد المعاكس ورد فعل العدو.
3ـ اقرأ سورتي التوبة والأنفال تمعن بمضمونهما وفكر بكل ما وعد الله به الشهداء.).(8)
* القاعدة وفق الإعلام القطري والغربي تتبنى أحداث 11 أيلول 2001
وفق الإعلام القطري (قناة الجزيرة) والإعلام الغربي الأمريكي، تم الادعاء بأن تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن قد تبنى هجمات الحادي عشر من أيلول على نيويورك وواشنطن. هذا التبني وعلى الرغم من الأشرطة المفبركة والمصنعة، لا يزال موضع شك لدى معظم المحللين العسكريين الاستراتيجيين والمراقبين للأحداث العالمية، بسبب ضخامة الحدث، والمتطلبات التقنية العالية لتصنيعه، وضرورات توفر إمكانات هائلة لتنفيذه بهذه الدقة كما بينا أعلاه.
وعلى الرغم من أكذوبة البنتاغون، الذي نشر شريط الاعترافات، التي قيل أن أسامة بن لادن أدلى بها في 13/12/2001. فقد جاء بث الشريط بعد إلحاح داخلي ودولي على الإدارة الأمريكية، لتقديم الأدلة عن تورط ابن لادن وتنظيم القاعدة بأحداث نيويورك وواشنطن. ومما يبين حالة التزوير والتلفيق للشريط، فقد جاء متطابقاً تماماً مع كل أكاذيب وزيف الإدارة الأمريكية وأجهزتها الأمنية، التي أعلنت عنها عقب الأحداث مباشرة، وكأن الإف. بي. أي. أو السي. آى. أي قد قامت بتلقين ابن لادن ما يقول في الشريط.
ثم تتالت الأشرطة التلفزيونية المسجلة لابن لادن وبعض من قيادة التنظيم ولأحد المنفذين في قناة الجزيرة القطرية عبر أشرطة مشكوك في مصدرها، وقيل أن مؤسسة تدعى (السحاب)، هي التي تقوم بالتسجيل والتصوير، ثم تقوم بإرسالها إلى قناة الجزيرة القطرية. لماذا قناة الجزيرة؟
والجواب لتنفي الإدارة الأمريكية عن نفسها عملية التزوير، وتقول إن مصدرها جاء من قناة عربية، ومن المعروف أن تنظيم القاعدة في غالبيته من العرب وخاصة من أبناء الجزيرة العربية والخليج، ورأس التنظيم سعودي الجنسية، فتكون بذلك مصداقيتها لدى الرأي العام الغربي أكثر تصديقاً، من أن هي التي أذاعتها أو مصدرها الوحيد.
وكما قلنا لقد قدمت الأشرطة معلومات كل ما جاء فيها، كان متطابقاً مع الرواية الأمريكية تماماً. لتؤكد مصداقية ادعاءاتها باتهام تنظيم القاعدة بالمسؤولية عن أحداث الحادي عشر من أيلول. وكما أشرنا إن تقنيات العصر في صناعة وسائل التزييف والتحوير لتلك الأشرطة ممكنة لدول وأشخاص من هم أقل من إمكانيات الولايات المتحدة.
علماً أن أجهزة المخابرات المركزية بارعة في صناعة الأشرطة التلفزيونية المزيفة. فقد لعبت الأشرطة المزيفة دوراً هاماً في إثارة الرأي العام في رومانيا على تشاوشيسكو، حين أظهرت صوراً لجثث ضحايا، ادعت أنهم قتلوا على يد مخابرات تشاوشيسكو، ثم تبينت بعد تغيير النظام في رومانيا وإعدام تشاوشيسكو، أنها كانت ملفقة ومزورة. وكذلك تمت صناعة شريط من قبل المخابرات المركزية تصور صدام حسين يرقص مع الممثلة الأمريكية مادونا.
ومن أشكال التزوير الإعلامي ما حدث في حرب الخليج، حين تم عرض شريط تلفزيوني يعرض جنوداً عراقيين يقومون بإلقاء الأطفال حديثي الولادة في حاضناتهم من نوافذ مستشفى كويتي. ويعرض أيضاً فتاة كويتية تبكي وهي تروي كيف يقوم الجيش العراقي بهذه الأعمال الوحشية في الكويت؟. وتبين بعد ذلك أن الفتاة كانت تعيش في لندن مع أبيها سفير الكويت في واشنطن، ولم تكن في الكويت أثناء الاحتلال العراقي للكويت. كما صورت المخابرات المركزية فلماً لابن لادن نفسه وهو يقطع رؤوس معارضيه.(9)
ويقول تيري ميسان الصحفي الفرنسي في كتابه (التضليل الشيطاني) عن شريط الاعتراف الذي أذيع لابن لادن: (إن عميل ابن لادن لم يعمد فقط إلى تدعيم الأكذوبة القائلة أن انهيار البرجين تم بفعل الاحتراق، وأكذوبة سقوط الطائرة على البنتاغون، بل حرص على مجافاة البداهة. حقاً فإن الشريط ينتهي بهذا التعليق: "كانوا (أي الأمريكيون) مذعورين، وقد ظنوا أن الأمر يتعلق بانقلاب سياسي." (صدق) عدو الولايات المتحدة رقم (1) هو الذي يؤكد ذلك).(10)
وقد شكك ونفى الرئيس الباكستاني برويز مشرف في نيويورك، أثناء زيارة لها، إمكانية تنفيذ مثل هذا الحدث من قبل تنظيم القاعدة، لافتقار تنظيم القاعدة القدرة على تنفيذه، فقال أنه غير مقتنع بأن أسامة بن لادن، هو الذي كان وراء أحداث الحادي عشر من أيلول. وأكد لا يمكن لابن لادن، أن يكون قادراً على فعل هذا الأمر.(11)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ دلائل على أصابع الموساد
لعب الكيان الصهيوني دوراً بارزاً في صناعة أحداث نيويورك وواشنطن. فقد كشفت بعض المعلومات التي أعقبت الأحداث مباشرة، عن اعتقال الشرطة الفيدرالية الأمريكية (أف. بي. أي) لخمسة من الإسرائيليين في مدينة نيوجرسي القريبة من نيويورك، للاشتباه بعلاقتهم بالتفجيرات التي جرت في الحادي عشر من أيلول 2001. واعترفت صحيفة هاآرتس الصهيونية أن الخمسة المشتبه بهم بالتورط بالانفجار، تم اعتقالهم بعد أربع ساعات من وقوع التفجير في نيويورك، أثناء قيامهم بالتصوير على سطح بناية الشركة، التي يعملون بها، بالتعاون مع صاحب الشركة الإسرائيلي أيضاً.
ونقلت الصحيفة عن أحد المعتقلين قوله: إن الشرطة الفيدرالية الأمريكية استجوبتهم لمدة ثلاثة أيام. في حين حققت معه شخصياً لمدة أربع عشرة ساعة متواصلة، خصوصاً عن انتمائه لجهاز الموساد الإسرائيلي، بعد أن تبين أن لديه الجنسية الإسرائيلية.
وأكدت هاآرتس نقلاً عن مصادر الخارجية الإسرائيلية، أن القنصلية الإسرائيلية في نيويورك، تلقت معلومات من مكتب التحقيقات الفدرالية الأمريكية (أف. بي. أي)، حول ظروف الحادث، كما تستنكر السلوك الغريب بعد تفجير نيويورك، من قيام الإسرائيليين بالرقص والقهقهة ابتهاجاً بالانفجار المدمر. وأبلغ مكتب التحقيقات الأمريكية القنصلية الإسرائيلية، أنه سيتم طرد هؤلاء الإسرائيليين الخمسة من الولايات المتحدة، لتواجدهم فيها بشكل غير قانوني، ولعدم حصولهم على تصاريح عمل.(12)
وكشفت صحيفة الوطن العمانية أن أكثر من أربعة آلاف إسرائيلي، يعملون في مركز التجارة الدولية، تغيبوا عن عملهم يوم الاعتداء على المركز، بناء على إيعاز من الحكومة الإسرائيلية. ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية غربية قولها إن عدم التحاق الإسرائيليين بأعمالهم يوم الهجوم، أثار شكوكاً لدى المسؤولين في الحكومة الأمريكية، الذين يحاولون معرفة كيف علمت الحكومة الإسرائيلية بخبر الهجمات بشكل مسبق، وإخفاء تلك المعلومات عن الحكومة الأمريكية.
وأكدت مصادر صحفية، أن التقارير الإخبارية الأولى التي وصلت من نيويورك، عقب الهجوم، أشارت أن عدداً كبيراً من الإسرائيليين واليهود، يعملون في مركز التجارة العالمي، ولكن لم تذكر أية أخبار لاحقة شيئاً عن وجود إصابات بين الإسرائيليين واليهود. وهذا ما يثير الشكوك بشأن دور إسرائيلي في أحداث نيويورك وواشنطن.(13)
وكشفت صحيفة ألمانية تصدر من هامبورغ تسمى (دي تسايت) في 2/10/2002 في تقرير لها من أربع صفحات عن ملف للمخابرات الفرنسية، أن الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) حذرت مسبقاً الولايات المتحدة بشأن مخططي هجمات 11 أيلول 2001. ويظهر من الملف الفرنسي أن الموساد كان يتتبع الخطوات العملية لتنفيذ هجمات الحادي عشر من أيلول. حيث قام باستئجار إحدى الشقق في بلدة هوليوود في ولاية فلوريدا لفريق من الموساد على مقربة من شقة محمد عطا ومروان الشحي، ومن المعروف أن العطا هو أبرز المتهمين في قيادة الهجوم الجوي على مركز التجارة الدولية وكان رئيس الفريق المخابراتي الصهيوني يدعى (حنان سيرفاتي)، كان يقيم قرب مركز البريد في هوليوود، حيث استأجرت مجموعة عطا صندوق بريد لها.
ومن القراءة الأولية لمجريات الأحداث يظهر دوراً جلياً للموساد الصهيوني في صناعة الحدث والمشاركة فيه. ثم انتظار وقوعه في وقته الزمني، وإلا لماذا تواجد خمسة من الموساد الصهيوني على إحدى البنايات لتصوير الحدث قبل وقوعه. وانتشار ما يقارب المائة والخمسون من الموساد في أماكن الأحداث؟ ألا هذا يدل على امتلاك الكيان الصهيوني لمعلومات عن الحدث قبل وقوعه؟. هذا إن لم يكن مشاركاً فيه، أو من صنعه؟. ولماذا بعد ساعات قليلة تم اكتشاف اسم الفاعل (ابن لادن)؟.
وتقول المخابرات الفرنسية في تقريرها: أن تلك الحقائق توحي بأن الموساد كان يراقب المجموعة، وأن الإسرائيليين قدموا للأمريكيين قبل أسابيع عدة لوقوع الهجمات لائحة بأسماء أشخاص موجودين في الولايات المتحدة، يشتبه في أنهم يعدون لهجوم إرهابي.
كما أكد الأمريكيون عن وجود شبكة تجسس تابعة للموساد، كانت تضم 120 عميلاً، في 30 نيسان 2001، كانت تتابع تلك المجموعة، وأنها قامت باعتقالهم واستجوابهم قبل طردهم.(14)
ومن الملاحظات التي تؤكد ضلوع الكيان الصهيوني في أحداث الحادي عشر من أيلول عام 2001، عن تأجيل زيارة كانت مقررة لرئيس وزراء الكيان الصهيوني قبل يومين من الأحداث. وكذلك تأجلت زيارة وزير الدفاع الصهيوني كانت هي أيضاً مقررة للولايات المتحدة قبل الحدث بيومين. في حين نجد أن الوزير الصهيوني السابق أفرام سنيه، الذي كان في الولايات المتحدة وقت الأحداث، أقام غرفة عمليات في نيويورك بعد الأحداث، وهذا مخالف لكل الأعراف الدولية.
ومن الملاحظات الأخرى قيام عدد كبير من اليهود في الكيان الصهيوني ببيع أسهمهم من شركات الطيران الأمريكية قبل الأحداث بستة أيام، وقد جنوا بعدها أرباحاً هائلة بملايين الدولارات(15).
وكشفت صحيفة هاآرتس عن تلقي مؤسسة (أوديجو) الصهيونية، وهي مؤسسة تعمل في مجال البريد الإلكتروني إنذاراً بقيام هجوم على مركز التجارة الدولية في نيويورك قبل ساعتين من حصول الهجوم، وقد اعترف مدير المؤسسة (ميشا ماكوفر) بحصول مؤسسته على مثل هذا الإنذار(16).
ومن الأبحاث الجديدة لبعض خبراء حوادث الطيران حول أحداث الحادي عشر من أيلول. فقد رأى بعض الباحثين المصريين ومنهم المستشار الدكتور حسن أحمد عمر الرئيس السابق في محاكم الاستئناف المصرية، أن هناك تشابهاً بين الانفجار الذي حدث انفجار الطائرة الإسرائيلية في أمستردام الهولندية يوم الأحد 4/11/1994، والتي كانت تحمل غازاً ساماً منقولة من نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية إلى مطار تل أبيب في الكيان الصهيوني. حيث وقفت تلك الطائرة في مطار أمستردام للتزود بالوقود، وحين إقلاعها انفجرت، وسقطت على حي سكني في العاصمة الهولندية، أدى الحادث إلى مقتل (250) شخصاً من أهالي الحي المذكور، إضافة إلى ركاب الطائرة. وبقي الأمر غير معروف حتى كشفته الصحف الأوربية والصهيونية، وبينت أن الطائرة محملة بالغاز السام (أويسيد فلوفستاتنيك).
والعلاقة ما بين حوادث نيويورك وأمستردام، هو التشابه في الاحتراق الكامل للطائرة. حيث أن الغاز المذكور الذي كانت تحمله الطائرة الصهيونية، يذيب الألمنيوم الذي صنعت منه الطائرة، والفولاذ أيضاً، بسبب الحرارة الشديدة التي يطلقها الغاز بعد الانفجار، فهو يصهر الطائرة بالكامل.
فالطائرات التي أذيع بأنها قامت بعمليات التفجير على مبنيي التجارة الدولية في نيويورك، ومبنى البنتاغون في واشنطن، والتي أسقطت في بنسلفانيا قد احترقت بالكامل. فلو فرضنا أن الطائرات التي ارتطمت بمركزي التجارة الدولية والبنتاغون، تمت إذابتها بفعل الاصطدام، فالطائرة التي سقطت في بنسلفانيا لماذا احترقت وذابت؟ إن لم يكن قد حملت هي والطائرات بالغاز السام الذي حملت به الطائرة الصهيونية، التي سقطت على حي في أمستردام، مع العلم لا يوجد هذا الغاز إلا في الولايات المتحدة، ولم يسمح ببيعه إلا للكيان الصهيوني.
ومن المشاهدات لبعض المحللين، أن الانفجار ولَّد سحابة غبارية، كما تظهر الصور التي التقطت لها، وهي عبارة عن تفاعل البنزين الذي في الطائرة مع الكيماوي المحملة به. كما ظهر في الصور التي صورت السحابة الغبارية، التي ظهرت مع انفجار طائرة أمستردام طبق الأصل. وبذلك نرى تطابقاً ما بين ما حدث في أمستردام ونيويورك، والمفجر والمخطط والمنفذ واحد من حيث التشابه والتطابق، وهذا يوضح أن الذي حَمَلَ الطائرات بالغاز السام واحد في أمستردام ونيويورك وواشنطن وبنسلفانيا. في حين نجد الرواية الرئيسية الأمريكية التي تستهزئ بعقول الناس، تقول إن الإرهابيين الذين فجروا الطائرات، بعد أن سيطروا عليها بالسكاكين، التي حملوها معهم بالطائرات.
أما عن عملية السيطرة على الطائرة، وتوجيهها، وحرفها عن مسارها بواسطة السكاكين، رواية أمريكية تتضمن الكثير من الكذب، لاستحالة الأمر مع وجود هذا الجمع في الطائرة. ولكن الذي يمكن تصديقه، هو السيطرة على الطائرة من خلال الطيار الآلي، والتحكم به عن بعد، وتوجيهه أرضياً من قبل القوى المستفيدة من هذا الحدث.
وبذلك تكتمل لنا الصورة، لنؤكد أن تعاوناً تم ما بين المخابرات المركزية والموساد وباطلاع الإدارتين الصهيونية والأمريكية، لصناعة الحدث، لتحقيق أهداف استراتيجية على مستوى العالم.
وإن كان لتنظيم القاعدة دور في التنفيذ، فقد تم تسهيل ركوب عدد من تنظيم القاعدة في الطائرات، وزودت الطائرات بالغاز السام، الذي يبعث حرارة عالية تصهر الطائرة، بحيث تختفي كل معالم الجريمة، بما فيها الصناديق السوداء، وجرى التحكم بالطائرات عن طريق الطيار الآلي، وتوجيهها نحو أهدافها المحددة، وفجرت بعد ذلك، وتم إلصاقها بالعرب والمسلمين لتحقيق أرباحاً جمة تعادل آلاف ما تم خسارته.
ومن شاهد الفيلم السينمائي (القبلة الطويلة)، الذي أنتج قبل الأحداث، يبين كيف تصنع المخابرات المركزية والموساد عملية انفجار مركز التجارة الدولي، ومن ثم تتهم به المسلمين.
وليس المحللين العرب وبعض الأوربيين يؤكدون ما قلناه، بل هناك العديد من المحللين الأمريكيين الموضوعيين، يؤكدون أن ما جرى هو من صنع المخابرات المركزية والموساد الصهيوني. وآخر من تحدث بذلك أمير شعراء نيوجرسي/ أميري باراكا/ الذي اتهم اليهود بالتفجيرات التي حدثت في نيويورك وواشنطن حيث جاء في قصيدة لـه بعض التساؤلات قال فيها:
ـ من كان يعلم أن مركز التجارة العالمي سينسف؟
ـ من أخبر أربعة آلاف إسرائيلي يعملون في البرجين أن يلتزموا منازلهم في ذلك اليوم؟
ـ ولماذا بقي شارون بعيداً؟
وعلى الرغم من احتجاجات منظمة يهودية على قصيدته، تحت ذريعة أنها تشوه سمعة اليهود، وتؤذي مشاعرهم. وطالبت من حاكم ولاية نيوجرسي بسحب لقب أمير شعراء نيوجرسي عنه. إلا أن باركا رفض سحب القصيدة، وقال لصحيفة نيويورك تايمز: أنه مقتنع أن إسرائيل كانت على علم مسبق بهجمات الحادي عشر من أيلول، وأنه مستعد للدفاع عن رأيه، وأنه لا يعتزم الاستقالة عن إمارة الشعر.
ومضى يقول للصحيفة: (من الواضح أن الإسرائيليين كانوا على علم بهجمات الحادي عشر من أيلول، شأنهم شأن الرئيس الأمريكي جورج بوش. وأن السماح بوقوع الهجمات خدم البيت الأبيض في أفغانستان والعراق وبقية الشرق الأوسط.)(17)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الحدث يكذب الرواية الأمريكية
كتب الصحفي الفرنسي (تيري ميسان) كتاباً سمي بـ(الخديعة الكبرى) كما ترجم للعربية، أو (التضليل الشيطاني) الصادر عن دار الوطنية الجديدة بدمشق عام 2002. يفضح فيه الإدارة الأمريكية ومحاولاتها في تضليل الرأي العام الأمريكي والدولي عن حقائق الحدث ووقائعه، ويؤكد أن هذا التضليل تم في صناعة أكذوبة ارتطام طائرة بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ويقول: (الحاصل: إن هذه الخرافة المريبة بُنيت تدريجياً الكذبة تلو الكذبة، فإذا ما عدتم إلى بيان البنتاغون الأول.. سوف يتبين لكم أن لا ذكر لطائرة البوينغ فيه. لم تظهر نظرية (الطائرة الانتحارية) إلا بعد مضي نصف ساعة، كما أن مسألة مطاردة الطائرة الشبح لا أثر لها في الإفادة التي أدلى بها قائد الأركان العامة، ولم يتم اختلاق قصة ضلال الطائرات الـ ف ـ 16 من قبل NORAD إلا بعد مرور يومين.
إن الرواية الرسمية محض دعاية. ويبقى أن 125 شخصاً لقوا حتفهم في البنتاغون، واختفت طائرة تقل 64 راكباً؟ ما هو مصير الرحلة 77 للخطوط الأمريكية (AA)؟ هل لقي ركابها حتفهم؟ إذا كان الرد بالإيجاب، من قتلهم ولماذا؟ وفي حال العكس، فأين هم؟ تلك مجموعة من الأسئلة التي يتوجب على الإدارة الأمريكية الإجابة عنها.)(18)
وعن الدقة اللامتناهية في إصابة البرجين من قبل طائرتين مدنيتين، فيقول تيري ميسان: (إن عرض كل من البرجين لا يتجاوز 63,70 متراً، وأكبر عرض لطائرة البوينغ 47.60 متراً. وقد لاحظنا على أشرطة الفيديو كيف أن الطائرتين قد ضربتا الهدف بدقة في وسطه، ولو أن أياً من الطائرتين انحرف عن مسارها مسافة 55.65 متراً لكانتا أخطأتا الهدف كلياً. كم يلزم ثلاثة أعشار الثانية لقطع مثل هذه المسافة بسرعة متوسطة مقدارها (700 كلم/ ساعة). وتلك تجربة يستلزم تنفيذها من المهارة مستوى لا يتمتع به سوى طيارين أفذاذ، ذلك نظراً لقدرة هذه الأجهزة المحدودة على المناورة، فكيف إذا كان القبطان من الهواة؟.)(19)
وتحدث تيري ميسان عن استخدام منارة إلكترونية لبلوغ الطائرتين الدقة في الهدف، تصدر عنها (إشارة صادرة من نقطة الهدف كفيلة بتوجيه الطائرة إليها آلياً). وقال أن وجود مثل هذه الإشارة كانت موجودة في مركز التجارة الدولية، وقد التقطها بواسطة إذاعات لهواة الراديو، وسجلوها لأنها تقاطعت مع بث هوائيات التلفزة المنصوبة على سطح البرجين.(20)
ومن مجريات تنفيذ الحدث، نتبين أن صناعته فوق طاقة هؤلاء الطيارين حديثي المهارة في الطيران، غير قادرين على توجيه الطائرات بهذه الدقة والسرعة والقدرة على المناورة، ما ظهر في الاستدارة للطائرة الثانية التي اصطدمت في برج التجارة الدولية. فإن كانت الطائرة استطاعت الثبات على مسارها لأنها في اتجاه الريح. فإن الطائرة الثانية كانت مضطرة للقيام بمناورة التفاف معقدة لأنها بعكس اتجاه الريح، فكيف استطاعت الارتطام بوسط البرج أفقياً كالطائرة الأولى؟ ويعجز عنه طيارين محترفين وذوي خبرة عالية!!.
يقول ميسان: (.. في كل الأحوال كان لا بد من وجود من يساعد على الأرض. فإن تأمن ذلك لا يعود ضرورياً وجود قراصنة كثر على متن الطائرة، ذلك يكفي وجود فريق صغير لوصول الطائرة بالطيار الآلي. ومن ناحية أخرى إن صعود قرصنة على الرحلة ليس ضرورياً على الإطلاق، لأن العملية لم تعد لخطف الركاب، يكفي قرصنة برامج حاسوب الطائرة قبل الإقلاع، حتى يصبح التحكم بالطائرة ممكناً، وهي في الجو بواسطة تكنولوجية (الغلوبال هوك) التي ابتكرتها وزارة الدفاع الأمريكية. وبكلام آخر يمكن بفضل هذه التقنية التحكم بطائرة البوينغ عن بعد، بحيث تصبح طائرة شبيهة بطائرات التجسس التي لا قائد على متنها.(21)
وأكد تيري ميسان بوجود متفجرات داخل المبنى، حيث أن اتحادات إطفائي نيويورك، رفضوا نظرية انهيار البرجين نتيجة إحراق وقود الطائرتين، وأن الانهيار تم من خلال الحرارة التي ولدهما مخزونا الطائرتين من الوقود، الذي تسبب بضعف الهيكل المعدني المركزي للمبنيين.
فأكد اتحاد الإطفائيين إن الهيكل يتحمل الحرارة. وقال رجال الإطفاء أنهم سمعوا أصوات انفجارات في أسفل الأبنية، وطالبوا بتحقيق مستقل، وقال ميسان (كما أكد فان رومير وهو خبير شهير من معهد نيو مكسيكو للمناجم، أن الانهيار لم يكن ممكناً إلا بواسطة متفجرات. ولكنه تراجع عن رأيه هذا أمام الضغوط الرسمية التي تعرض لها).(22)
ويستشهد تيري ميسان من إجابة الرئيس الأمريكي جورج بوش على إحدى التساؤلات الصحفية بعلم المخابرات وإداراته بهذه الهجمات. وهذا يرشح الرأي بأن المخابرات المركزية لم تقدم التسهيلات فقط، بل كانت مشاركة في صنعها، فيقول: (لنصغ الآن إلى هذا الاعتراف الغريب، الذي أدلى به الرئيس جورج دبليو بوش، وكان ذلك بمناسبة مهرجان نظم في أورلاندو بتاريخ 4 كانون2001.
سؤال: ما أود قوله بداية سيدي الرئيس هو أنه لا يمكن تقدير كم هو مهم ما فعلتموه من أجل بلدنا. والشيء الآخر هو التالي: ماذا كان شعوركم عندما علمتم بالهجوم الإرهابي؟
الرئيس جورج دبليو بوش: شكراً يا جوردان، أنت تعلم يا جوردان، وسوف لن تصدق، إن قلت لك في أية حال أوقعني هذا الهجوم الإرهابي. كنت في فلوريدا، وسكرتيري العام أندي كارد، في الواقع كنا في قاعة للدروس، أتحدث بشأن برنامج بالغ الفعالية للتدريب على القراءة. كنت جالساً خارج القاعة بانتظار لحظة الدخول، فرأيت طائرة تصطدم بالبرج ـ كان التلفاز مشتعلاً ـ وبما أني كنت أنا نفسي قبطاناً. قلت: يا لهذا القبطان المرعب، ثم قلت: ربما كان ذلك حادثاً مخيفاً. ولكن قادوني [حينئذ إلى الصف]، ولم يتسن لي الوقت الكافي للتفكير في الأمر.
كنت جالساً في الصف وسكرتيري العام أندي كارد، الذي تراه جالساً هناك، دخل وقال لي: "طائرة ثانية ارتطمت بالبرج، إن أمريكا تتعرض للهجوم".
في الواقع يا جوردان بداية لم أكن أدري ماذا أقول ماذا سمعت. أنت تعلم أنني ترعرعت في فترة لم يخطر لي فيها أن أمريكا قد تتعرض لهجوم ـ ربما والدك أو والدتك كانا يفكران مثلي آنذاك ـ في تلك البرهة رحت أفكر ملياً في معنى أن ترى نفسك مهاجماً. وكنت أعرف أنني في حال تجمعت كل الدلائل المؤكدة على أننا تعرضنا لهجوم، سأجعل الجحيم جزاء الذي تجاسر على مهاجمة أمريكا (تصفيق).
هكذا إذن وحسب ما صُرِّح به، شاهد الرئيس مشاهد أول اصطدام قبل حدوث الثاني. هذه المشاهد لا يمكن أن تكون تلك التي سجلها الأخوان جول وجدعون نوديه صدفة، بالفعل كان الأخوان نوديه قد أمضيا يومهما بالكامل، وهما يصوران في موقع مركز التجارة العالمي. ولم تبث وكالة غاما شريطهما للفيديو إلا بعد انقضاء 13 ساعة. إن الموضوع يتعلق إذاً بمشاهد سرية نقلت إليه دون تأخير إلى قاعة).(23)
شكل الرئيس الأمريكي لجنة مستقلة للتحقيق بأحداث الحادي عشر من أيلول برئاسة هنري كسينجر في 27/11/2002، وتضم عشرة من الديمقراطيين والجمهوريين، وتملك تفويضاً واسعاً. وتستند في أعمالها على التحقيقات المحددة، التي أجرتها لجنتا الاستخبارات في مجلسي الشيوخ والنواب. ومنحت اللجنة ثمانية عشر شهراً لدراسة قضايا مثل أمن الملاحة الجوية، ومشاكل الحدود بالتوازي مع الاستخبارات، ودراسة زيادة كبيرة في الإنفاق الاستخباراتي، لكشف الضعف في مجال مكافحة الإرهاب.(24)
فاختياره كان لصالح القوى الصهيونية الفاعلة في الإدارة الأمريكية ومراكز تأثيرها في المخابرات المركزية ووزارة الدفاع ووزارة الخارجية، وهي طبعاً ستكون نتائجها لغير صالح العرب والمسلمين طبعاً. وستتم تغطية مساهمات الموساد والمخابرات المركزية الأمريكية، التي يسيطر عليها اليهود الصهاينة من رئيسها اليهودي جورج تنت إلى بقية قيادة هذا الجهاد الخطير على الدول العربية والإسلامية. فهنري كيسنجر معروف بعدائه للعرب وللمسلمين، وهو اليهودي الذي خدم الصهيونية في مواقعه السابقة في عهد نيكسون كمستشار للأمن القومي أو وزيراً للخارجية، وسيبقى يدافع ويعمل لصالح المشروع الصهيوني المعادي للعروبة والإسلام.
إلا أن كيسنجر استقال من رئاسة الهيئة بعد شهر من تكليفه برئاسة اللجنة، والسبب مطالبة لجنة الأخلاقيات في الكونغرس بالإفصاح عن علاقاته المالية،(25) وهكذا يتم تمييع عمليات التحقيق، بانتظار من يرأس اللجنة ويصدق على ما وصلت إليه إدارة بوش الابن وأجهزته الأمنية من نتائج، تم تحريف وتزوير وتلفيق معظمها.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ توظيف البترول القزويني
لصالح أحداث أيلول/ سبتمبر.
يقول كاتب أمريكي يدعى (غور فيدال): (وقد ثبت فيما بعد أن غزو أفغانستان لم تكن لـه صلة بأسامة بن لادن، وإنما كان أسامة مجرد ذريعة لاستبدال الطالبان بحكومة أكثر استقراراً، تستطيع أن تسمح لشركة /Union Oil of California/ بمد خط الأنابيب، الذي يحقق الأرباح لعصبة تشيني ـ بوش ضمن أطراف أخرى)(26).
ويورد الكاتب معلومات هامة حول هذا الخط، والمباحثات التي أجرتها رئاسة شركة يونوكال مع ممثلي حكومة طالبان في كانون الثاني عام 1997 في شوجرلاند بتكساس، وكيف قامت تلك الشركة بتدريب عناصر أفغانية لمد خط الأنابيب بموافقة الحكومة الأمريكية.
فقد استضافت الشركة المذكورة وفداً من حكومة طالبان، وللبحث في كيفية مد خط أنابيب لبترول وغاز نفط قزوين من الحقول إلى شواطئ الباكستان، وقد أوردت محطة بي. بي. سي في 4 كانون الأول 1997 خبراً عن تلك المباحثات، وقالت المحطة: (أن متحدثاً باسم شركة يونوكال ذكر أن من المتوقع أن يقضي رجال الطالبان بضعة أيام في المقر الرئيسي للشركة) وذكر مراسل المحطة، إن اقتراح إنشاء خط للأنابيب عبر أفغانستان، هو جزء من مشروع دولي للاستفادة من تنمية موارد الطاقة الغنية في بحر قزوين.
وهذا يوضح أن لبترول قزوين دوراً رئيسياً في شن الحرب على حكومة الطالبان، والتي أعقبت أحداث الحادي عشر من أيلول، وليست مسألة محاربة الإرهاب إلا الوجه الظاهر لتلك الحرب. ويتساءل المرء لماذا كانت حكومة طالبان جيدة، وتمنح من الحكومة الأمريكية أربعين مليون دولار تحت ذريعة محاربتها لزراعة الحشيش؟ وذلك عندما كانت تتعاون مع شركة يونوكال وبقية الشركات المرشحة لإنشاء خط الأنابيب، الذي يمتد من تركمنستان إلى الباكستان عبر أفغانستان بما فيها شركة شيفرون، التي كانت في السابق إحدى موظفاتها كوندوليزا رايس مستشارة الأمن القومي اليوم، وحين فشلت المباحثات تغير الأمر مائة وتسعين درجة حين اصطدمت المصالح النفطية الأمريكية مع طالبان، وأصبحوا في ليلة وضحاها إرهابيين ويؤون منظمات إرهابية، وكانت المدائح تُكال إلى طالبان، واعتبارها القوة الوحيدة القادرة على توفير الاستقرار والسلام في أفغانستان، كما تشهد جريدة (وول ستريت جورنال) الأمريكية بقولها: (سواء شئنا أم أبينا، فإن طالبان هي القادرة على تحقيق السلام في أفغانستان في اللحظة التاريخية).(27)
بل كانت الولايات المتحدة تطرح في عام 1997 بإمكانية تحول حكومة الطالبان إلى دولة حليفة لها في مواجهة إيران وروسيا تحقيقاً لمصالحها البترولية، وهذا ما أشارت إليه صحيفة (نيويورك تايمز) عندما قالت: (إن حكومة كلينتون أخذت بالرأي القائل بأن انتصار الطالبان سوف يجد قوة موازنة لإيران. ويفتح الباب أمام سبل جديدة للتجارة، يمكن أن تضعف نفوذ روسيا وإيران في المنطقة).(28)
إلا أن هذه الحسابات الأمريكية لم تجد لها آنذاك في كابول من يستمع إليها. وفشلت الولايات المتحدة بتحويل حكومة طالبان إلى تنظيم عميل يخدم مصالحها. فبعد هذا الفشل تغير المزاج السياسي الأمريكي تجاه حكومة طالبان رأساً على عقب، وذلك منذ أواسط عام 2000، وعقب فشل المباحثات النفطية بين حكومة الطالبان والشركات النفطية الأمريكية.
وازدادت حالة العداء من خلال حملات إعلامية مكثفة على حكومة الطالبان خاصة بعد نجاح بوش في انتخابات الرئاسة، فقد أصبحت حكومة الطالبان عقبة كبيرة أمام مصالحها البترولية. فكتب السيد /فردريك ستار/ رئيس "معهد آسيا الوسطى بجامعة جون هويكنز" في صحيفة (الواشنطن بوست) يقول: (لقد بدأت الولايات المتحدة بهدوء بالوقوف إلى جانب من يدعون في الحكومة الروسية إلى القيام بعمل عسكري ضد أفغانستان، وأنها تناقش فكرة شن غارة جديدة للقضاء على ابن لادن).(29)
وليس غريباً لإتمام الصفقة البترولية، أن يؤتى بالسيد حميد قرضاي رئيساً لحكومة أفغانستان بعد الإطاحة بحكومة طالبان، وهو الذي كان يعمل في شركة يونوكال الأمريكية، التي كانت تفاوض حكومة الطالبان على مد أنبوب البترول من تركمانستان إلى الباكستان عبر أفغانستان، وذو العلاقة القوية مع المخابرات المركزية الأمريكية.
ولم نعد نسمع في الخطاب الأمريكي بعد مرور سنة على الغزو المسلح لأفغانستان ضرورة استمرارية البحث عن ابن لادن والملا عمر، بل كل ما نسمعه هو تحويل صدام حسين إلى ابن لادن، وقرع طبول الحرب على العراق. فتم السكوت عن ابن لادن بسبب تحقيق الهدف الرئيسي من الحرب على حكومة الطالبان، وهو إبرام عقد مدّ لأنابيب بين الدول الثلاث أفغانستان وتركمانستان والباكستان لاستثمار نفط بحر قزوين في 27/12/2002 في عشق آباد عاصمة تركمانستان، بين الرئيس التركماني صابر مراد نيازوف، والرئيس الأفغاني حميد قرضاي، ورئيس وزراء باكستان ظفر الله جمالي.
وتضمن العقد مدّ أنبوب غاز من بحر قزوين إلى المحيط الهندي، حيث سيربط حقل دولت آباد (جنوب شرق تركمانستان) بالمرافئ الباكستانية على المحيط الهندي عن طريق جبال أفغانستان. ويبلغ طول الأنبوب 1500 كيلو متر، وتقدر تكاليفه بملياري دولار.(30)
وهكذا بدأت ثمار الغزو الأمريكي على أفغانستان تنضج، ليتناوله الغزاة الذين تستروا بما يسمى مكافحة الإرهاب، والذي ثبتت الأيام أنه صناعة الأمريكية الصهيونية. ولم تكن في الحقيقة أحداث الحادي عشر من أيلول 2001 كما أشرنا سبباً لغزو أفغانستان وفق ادعاءات الإدارة الأمريكية، بل إن مخطط الغزو كان جاهزاً قبل تلك الأحداث. ولم تكن الأحداث سوى مبرر في تنفيذه.
الإســـلام والحــرية
برزت بعد أحداث الحادي عشر من أيلول 2001 دعوات مشبوهة من دوائر غريبة متصهينة، تدعو إلى ضرورة إجراء تغيير شمولي في البلاد العربية والإسلامية، تشمل كافة أنماطها السياسية والثقافية والاجتماعية، وفق ما ترسمه الإدارة الأمريكية. لإرساء الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، التي تفتقدها الدول العربية والإسلامية، مدعية إن سبب فقدان الحرية والديمقراطية في تلك يعود إلى الإسلام. فهو وفق رؤيتها دين يرتكز على الاستبداد والقهر، وبما أنه المصدر الرئيسي والشرعي لتلك الأنظمة، لهذا تتصف بالاستبداد وقمع الحريات.
ومن تلك الدعوات الأمريكية، ما ذكرته مستشارة الأمن القومي الأمريكي كونداليسا رايس عن مخطط الإدارة الأمريكية، الذي يسعى إلى فرض الحرية والديمقراطية على تلك الأنظمة في العالمين العربي والإسلامي. وقالت أن واشنطن ستعمل على: (وضع العالم الإسلامي على طريق الديمقراطية ومسيرة الحرية). معتبرة أن القيم الأمريكية من الحرية والديمقراطية، يمكن أن تسري على الإسلام أيضاً(1).
ونذكر من الافتراءات والأكاذيب، التي صدّرها مجموعة من المفكرين والسياسيين والإعلاميين في الغرب عبر وسائل الإعلام المختلفة، بغية تشويه رسالة الإسلام السامية للبشرية جمعاء، واتهامه باتهامات باطلة وكاذبة، ومنها الظلامية أي معاداة الحرية والديمقراطية. وهذا ما كتبه صموئيل هنتغتون فقال: (إن الإسلام قوة الظلام في العالم، بسبب نزوع المسلمين نحو الصراع العنيف)(2).
وما قاله الروائي الفرنسي ميشال ويلبيك ضد الإسلام في حديث لـه لمجلة (لير) الشهرية الصادر في أيلول 2001: (إن أكثر الأديان غباء هو الدين الإسلامي) وأضاف: (لقد أصبت بانهيار حقيقي عندما قرأت القرآن) وخلص إلى القول: (إن الإسلام ديانة خطيرة منذ ظهورها). وحين اعترض عليه المسلمون في فرنسا، وأقاموا دعوة قضائية ضده بسبب الإهانة العنصرية والتحريض الديني، كرر قوله المعادي للإسلام أمام محكمة الجنح في باريس يوم الثلاثاء 18/9/2002 بقوله: (أنا لا أكره الإسلام بل أزدريه).
إن الحرية أهم أهداف رسالة الإسلام إلى البشرية على مر العصور والدهور، ولكن الحرية بمفهومها القيميّ، فالإسلام يعني بالحرية (تحرير الإنسان من الرقّ الخارجي)، المتمثل في عبوديته للطاغوت كالإنسان المؤله، والحجر ومكونات الطبيعة وغيرها من مخلوقات الله عز وجل، التي تجعله مستعبداً ذليلاً، مسلوب العقل والإرادة، خاضع لنزوات وإرادة الطاغوت.
والحرية أيضاً بتحرير الإنسان من (الرقّ الداخلي)، المتمثل بأهواء النفس الطامعة بكل ما حولها من ماديات، والمندفعة نحو شهوة الغرائز، التي ليس لها حدود، والتي تنزع من الإنسان إنسانيته ومُثُله، والقيم الأخلاقية الاجتماعية التي فطر عليها. والتي تحوله إلى وحش كاسر، يفسد في الأرض بلا حدود، دون أي رادع قيمي أو أخلاقي، يعيد لـه فطرته وإنسانيته والسلوك العالي القيم التي دعا إليها الله عز وجل في كتبه المقدسة.
كما يهدف الإسلام إلى نقل الإنسان من واقع الذلّ والخنوع للقوى الظالمة، وانتشاله من قاع الفساد والتعسف والظلام إلى رحاب جنّة الحرية الحقيقية المتمثلة في مجتمع النور، الذي يسوده العدل والإنصاف والحياة الكريمة، وحرية العقل في الاختيار في مجتمع الشورى. مصداقية لقوله تعالى: الله وليّ الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون(3).
أي نقل الإنسان إلى الحرية الحقيقية، التي تطلق الإنسان إلى الإبداع، من خلال توفر أهم عامل للإبداع الأمن الداخلي والخارجي. فالأمن الداخلي يبرز جلياً بالطمأنينة الذاتية من خلال التحرر من عبودية الطاغوت إلى عبادة الخالق عز وجل الواحد الأحد المتصف بالرحمة والعدل والإنصاف والقدرة والحكمة والعلم والمعرفة المطلقة، وعبادته وحده فقط دون أي شريك كان، وإسقاط كل الآلهة المصطنعة، التي تتسم بالظلم والقهر والجور. هذا الأمن الداخلي لا يعرفه إلا المؤمن المستسلم لله عز وجل، وهذا ما يوفره الإسلام. قال تعالى:
الذين آمنوا تطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب(4).
يسعى الإسلام لتحرير الإنسان من عبودية الدنيا، التي يسودها الطمع المادي والمعنوي، والصراع الدامي على ماديتها الفانية، وتحريره من أجواء الفساد الذي تعيش في أحواضه الآسنة كل قوى الشر، لينقله إلى رحاب نور الروح الطاهرة والمادة النظيفة والعلاقات الاجتماعية والثقافية، التي تتسم بالمودة والرحمة والإخاء والتعاضد والإحسان والبر والتعاون والمحبة. كما جاء في قوله تعالى: وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون
(11) ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون(12)(5).
فالطواغيت من البشر المؤلهة لنفسها، تسعى لاحتكار الإنسان روحاً وعقلاً، ليكون عبداً لها ولمصالحها الدنيوية، فتسلب منه الإرادة والتفكير، وتوهمه بأنها تملك قدرات خارقة، ليظل تحت سلطانها ورهبتها والخشية منها، مستفيدة من استخدام ما تملك من سلطان الجاه والمال والمنصب في زرع الرعب والخوف في نفسه، فيبقى أسير هواها ومشيئتها، التي تعارض فطرته الإنسانية المنفطرة على الحرية والاجتماع.
وفي حقيقتها غير قادرة على دفع الضرر عن نفسها، إذا أراد الله عز وجل شيئاً، قال تعالى: واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ولا يملكون موتاً ولا حياة ولا نشوراً(6). وما يملك الطاغية المؤله في الحقيقة إلا وسائل التهديد والترهيب والوعيد بالقتل والتعذيب، كما جاء في قول فرعون لموسى عليه السلام، حسب ما أوردته الآية الكريمة: لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنك من المسجونين(7).
فالله عز وجل الذي خلق الإنسان ضعيفاً، يتحول إلى طاغية متجبر على الأرض، حين يتولى ويتحكم بشؤون الآخرين من خلال رزقهم ومعيشتهم، وتزداد حالة الطغيان لديه، إذا أصبح حاكماً مطلقاً. فتتحلق حوله حاشية تزيف لـه أعماله، وتزين لـه أعماله، فتحول كلماته المبهمة إلى كتاب مقدس، وأفعاله إلى منهج، وكل ما يقوم به ويفعله نبراس يحتذى به. فيتمكن منه الغرور حتى يصدق كل أكاذيبه. ومع الأيام يصبح إلهاً على الرعية أن تقوم بعبادته.
وشهدت الأرض نماذج من هذا النوع في الماضي والحاضر. فرئيس كان في هايبتي في الستينات من القرن الماضي، يقول لشعبه: أمكم مريم العذراء وأنا أبوكم. وفي تركمانستان الرئيس صابر مراد نيازوف يدعي أن الوحي يأتيه، وكتب كتاباً أسماه (روناما) قال عنه: (أنه يعوض أوجه القصور في كل من القرآن والإنجيل) ومن سخريات القدر أنه فرض ليكون الكتاب حجر الزاوية في النظام التعليمي في كافة البلاد، وجوهر التعليم في حد ذاته(8) فتدهور التعليم بكل درجاته حتى الجامعي.
وأمثال هذا الطاغية وغيره كثر في عالمنا اليوم، ويدرك هو وغيره أنه أضعف مخلوقات الأرض، لا يقدر على خلق بعوضة، أو منعها إن آذته أو سلبت منه شيئاً، كما جاء في المثل الذي ضربه الله عز وجل عن زيف قدرات الحاكم المؤله لنفسه الخارقة، قال تعالى: يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا لـه إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا لـه وأن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه ضعف الطالب والمطلوب(9).؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أولى حرية الإنسان في الإسلام كرامته.
كرم الله عز وجل الإنسان على سائر مخلوقاته في الأرض، ورفعه إلى مكانة عالية رفيعة، حين جعله خليفة في الأرض كما قال تعالى: وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة..(10)، وزيادة في التكريم أمر الملائكة في السجود له. هذه المكانة العالية المعطاة من الله عز وجل دليل على تكريم الإنسان من قبله عز وجل، وإلى الاحترام الذي يحمله الإسلام لإنسانية الإنسان، بما تحمل من قيم وسلوكيات يجب احترامها وتعزيزها.
قال تعالى: ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا(11).
واحترم الإسلام العقل، واعتبر التفكير والعمل هي الأداة الأساسية لمعرفة الخالق عز وجل ومخلوقاته في السماوات والأرض، حيث قال الله عز وجل: إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب(12).
فالعلم الذي غرسه الرحمن عز وجل في الإنسان سواء في بداية خلقه لآدم، كما قال تعالى: وعلم آدم الأسماء كلها..(13). أو في الأجيال المتلاحقة من البشر، حيث علم الإنسان من بعد ذلك العلوم والمعارف، وهداه لتعلم الكتابة، التي تعتبر أهم تحول تاريخي في حياة البشرية، قال تعالى: اقرأ باسم ربك الذي خلق(1) خلق الإنسان من علق(2) اقرأ وربك الأكرم(3) الذي علم بالقلم(4) علم الإنسان ما لم يعلم(5)(14).
فالعلم والتفكير العقلي من أهم الميزات التي ميز الرحمن عز وجل الإنسان على سائر مخلوقاته، وقد رعى الإسلام المعرفة وأصحابها، ووضع لها احتراماً خاصاً في سلوكيات اتباعه، الذين حضهم على المعرفة والبحث العلمي والفكري وسائر فنون المعرفة، حتى أنه رفض المساواة بين العلم والجهل رفضاً مطلقاً، قال الله عز وجل: .. قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب(15).
ومن خلال امتلاك الإنسان للعقل والتفكير، ترك الإسلام للإنسان حرية الاختيار بين الإيمان بوحدانية الله عز وجل واتباع تعاليمه، أو اختيار طريق الكفر والإلحاد، ولكنه وضع نتائج لذلك الاختيار، بين الفوز بالجنة أو الدخول إلى جهنم وبأس المصير، قال تعالى: قل الله أعبد مخلصاً لـه ديني(14) فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين(15)(16).
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الإســــلام
أعطى الإنسان حرية الاعتقاد والاختيار
الحرية في الاعتقاد والاختيار هي الأساس الأول الذي قامت عليه رسالة الإسلام، فرفض الإسلام الإكراه والقسر في دخول الناس في الدّين. بل وضع مبدأ الاختيار الارادي أساساً في الدخول فيه، بعد أن يتمّ تبيان دعوته ورسالته، والأسس التي تقوم عليها لكافة الناس.
وأوضحت عدة آيات في القرآن الكريم مبدأ حرية الاعتقاد، وعدم إكراه الناس ليؤمنوا بالإسلام، نذكر منها قوله تعالى: لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم(17). فأمر الله عز وجل واضح في هذه الآية الكريمة، فبعد أن اتضح مفهوم الإسلام وأهدافه للبشرية أجمع على مرّ الدهور والعصور، دعا الرحمن عز وجل أن يترك للإنسان حرية الاختيار بين طريق السلامة والأمن والاستقامة والراحة المادية والمعنوية في الدنيا والآخرة، وبين طريق الهلاك والآلام والندامة والحسرة والتيه والضلال، وبذلك تقع على الإنسان عاقبة هذا الاختيار ونتائجه، فإن أحسن نجا، وإن أساء هلك. وتعددت الآيات الكريمة، التي تحض على ترك حرية الاختيار الإرادي للإنسان في الدخول في الإسلام أو عدمه، ومن الآيات الكريمة التي بينت حرية الاختيار الإرادي قولـه تعالى: قل يا أيها الناس قد جاءكم الحقّ من ربّكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضلّ فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل(18).
أمر الله عز وجل رسوله الكريم محمد، أن يبلغ الناس كافة حقيقة الدعوة الإسلامية وأهدافها السامية العليا. ومن ثم ترك الأمر للإنسان بحرية قبولها أو رفضها، فهو حر في اختيار الهدى أو الضلالة، وليس الرسول مسؤولاً عن هذا الاختيار، بل تقع نتيجة الاختيار على الإنسان نفسه. قال تعالى: وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون(19).
وقال تعالى: وأن اتلوا القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضلّ فقل إنما أنا من المنذرين(20). وهذه الآية تطلب من الرسول، أن يقرأ على الناس القرآن، ويفسره، ويبين ما فيه من أحكام وسلوكيات، ووحدانية الله عز وجل، ويوم الحساب وغيرها من العقائد المختلفة، التي جاءت بها الرسالة المحمدية للبشرية جمعاء، وتترك بعد ذلك للإنسان حرية الاعتقاد والاختيار.
وما مهمة الرسول إلا التبليغ والتذكير والتنبيه والإنذار من عواقب الشرك والفساد وعدم الإيمان بوحدانية الله عز وجل وبيوم الحساب، كما كلفه بها الله عز وجل، وهذه مهمة كافة الرسل الذين أرسلهم الله عز وجل لكافة البشر، قال تعالى: وما نرسل المُرسلين إلا مبشرين ومنذرين...(21). يبشروا بضرورة الخلاص من الشرك والإلحاد، وبالرسالة السماوية المتسمة بالعدل والحق، وباليوم الآخر الذي ينصف فيه الأبرار من المؤمنين وذوي السلوك الحسن، وينال فيه كل حق حقه، وترد فيه المظالم، ويعاقب الظالم والمتجبر والفاسد والملحد وغيرهم، ممن زرعوا الأرض فساداً.
إن الله عز وجل أرسل الرسل عليهم الصلاة والسلام إلى الناس كافة، حتى يكون حجة عليهم، ويدحض أي ادعاء بأنهم لم يبلغوا، وأنهم لا يعلمون، قال تعالى: رُسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس حُجة بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيماً(22).
وقال تعالى: يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربّكم فآمنوا خيراً لكم وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات والأرض وكان الله عليماً حكيماً(23).
وهكذا يظهر لنا الإسلام دين آمن بحرية اختيارات العقل للإنسان، مما يكذب كل ادعاء المستشرقين، الذين حاولوا أن يصوروا الفتوحات الإسلامية على أنها كانت لإكراه الناس بالدخول بالإسلام بحد السيف. ومن يراجع تاريخ الفتوحات الإسلامية شرقاً وغرباً، سيجد أن المسلمين لم يرغموا مسيحياً أو يهودياً على الدخول بالإسلام، والشواهد على محافظتهم على أماكن العبادة لليهود والنصارى، وسيجد حتى الوثنين من البوذيين والهندوس والسيخ وغيرهم، تركت معابدهم وهي شاهدة اليوم على ذلك رغم السيادة الإسلامية على تلك البلاد. وهذا ما يكذب ادعاء من قال عن الإكراه في دخول الإسلام، ويثبت على محافظة الإسلام على تطبيق مبدأ حرية الاختيار.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الإســــلام
جاء لتحرير الإنسان من أغلال العبودية.
جاء الدين الإسلامي كما قلنا سابقاً من أجل تحرير الإنسان من رق العبودية للطاغوت البشري أو الحجري وغيره، وإطلاقه إلى أفق مجتمع العدل والمساواة، الذي يتساوى فيه الغني والفقير في الحقوق والواجبات، وتكون فيه التكاليف على حسب القدرة والاستطاعة، وتحفظ للإنسان الكرامة والأمن على نفسه وماله وعرضه ودينه، ويرفض الإسلام من أين كان المساس بها إلا بالحق. وما قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفة الراشدي الثاني: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً) إلا انعكاساً لتعاليم الإسلام بضرورة صون حرية الإنسان، وواجب الدولة والمجتمع المحافظة عليها وحمايتها.
جاءت رسالة الإسلام لتحطم الأغلال التي قيدت بها العديد من المجتمعات، ومنها أغلال الرذيلة والفساد والعدوان وكافة الخبائث التي تعيث فساداً في الأرض. وليدعوا إلى مجتمع إنساني يتحلى بالقيم الإنسانية الرفيعة العالية. وقد أوضحت الآية الكريمة التالية معنى تلك الحرية، قال تعالى: الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعززوه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون(24).
وتوجهت رسالة الإسلام من الجزيرة العربية إلى بقاع العالم شرقاً وغرباً، تحمل أهم مضمون لها، وأولى أهدافها الدعوة إلى التوحيد في عبادة الله عز وجل، ورفض عبادة البشر والأصنام وغيرها، التي تتنافى مع العقل البشري.
والهدف الثاني هو تحرير الإنسان من العبودية، التي فرضها الطغاة من حكامه عليه، تلك رسالة الإسلام في شقيها التوحيدي والتحريري، التي كانت مهمة الفتح تبليغها للناس كافة.
ومن الشواهد التاريخية على ذلك، ما قاله زُهرة بن عبد الله بن قتادة بن الحويّة للقائد الفارسي الشهير رستم، وهو ينقل إليه رسالة الإسلام وغاية الفتح، فحين سأله رستم عن هذا الإسلام الذي يقاتل العرب من أجله فقال: (هو دين الحقّ لا يرغب عنه أحد إلا ذلّ، ولا يعتصم به أحد إلا عزّ) فقال رستم: ما هو؟ قال: أما عموده الذي لا يصلح إلا به فشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله. قال: وأي شيء أيضاً؟ قال زُهرة: وإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله، والناس بنو آدم وحواء وأخوة لأب وأم. قال رستم: ما أحسن هذا)(25).
ولزيادة المعرفة برسالة الإسلام طلب رستم من قائد الجيش الإسلامي سعد بن أبي وقاص مبعوثاً من قبله، فأرسل إليه ربعي عامر وكان جندياً بسيطاً فحين سأله رستم: ما جاء بكم؟ قال ربعي: الله جاء بنا، وهو بعثنا، لنُخرج من يشاء من عباده من ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام. فأرسلنا بدينه إلى خلقه، فمن قبله، قبلنا منه، ورجعنا عنه، وتركنا أرضه دوننا، ومن أبى قاتلناه حتى نُفضي إلى الجنة أو الظفر)(26).
* تحرير الإنسان من رق الدّين
حارب الإسلام الربّا حرباً ضارية كونها تضع الأغلال في أيدي العديد من الفقراء والمحتاجين، وكان الناس يسترقون بسبب عدم القدرة على دفع الدين المتراكم من الربّا، حيث يتحولون من أحرار إلى عبيد، بسبب عسرتهم عن دفع ما ترتب عليهم من أموال الربّا.
وكانت لهذه الحرب التي شنها الإسلام ولا زال على الرّبا، لها الأثر الفعال في تحطيم قيود عبودية الرّبا، وفك رقاب العديد من الناس من الرقّ والتسول والإذلال، الذي يلاقونه من المرابي بسبب عدم قدرتهم على دفع المبالغ المدانين بها، أو الأقساط الواجب دفعها، أو الفائدة التي تتضاعف بسبب عدم القدرة على السداد.
وكم من أعراض انتهكت بسبب الرّبا؟ وكم من جريمة ارتكبت بسببها؟. وقصص العالم لا تزال تروي لهذا اليوم مآسي الرّبا، الذي حطمت بيوت كرماء، وأذلت أعزاء في قومهم، وخربت بيوت أغنياء، واستباحت دم الفقراء.
وكانت الرّبا ولا زالت من أهم الخبائث، التي تقيد العديد من المجتمعات في العالم.
وبسبب ما ترتكبه من جرائم شدّد الإسلام على إنهاء الربا، وحاربها محاربة عنيفة للقضاء والحد من شرورها، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الرّبا إن كنتم مؤمنين(278) فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تُظلَمون(279)(27).
لقد استهدف الإسلام من محاربة الرّبا تحرير الإنسان من أغلال دين مال الرّبا، وإطلاقه من قيوده، وأعاد لـه كرامته ووجوده في عزّ وكرامة، وفرض على الأغنياء كفاية الفقراء من خلال أموال الزكاة المفروضة والصدقات، وحض الإسلام على الإنفاق، وآيات الزكاة والصداقات والإنفاق على الفقراء كثيرة هي القرآن الكريم، والتي وعدت المنفق دون منّة أو رياء الناس بالفوز بالجنة. وتعتبر الزكاة ركناً أساسياً من أركان الإسلام، ومن قرأ التاريخ يعرف السبب الرئيسي لحروب الردة، وهي إلى الامتناع عن دفع الزكاة، حين شن الخليفة الراشدي الأول أبو بكر الصديق حرباً ضروساً على الممتنعين عن دفع الزكاة.
* التحرير من أغلال الهوى القاتل والعدوان والأعراف والعادات السيئة.
جاء الإسلام أيضاً ليحرر الإنسان من قيود الشهوات المادية والعدوانية، ومن الأعراف السيئة التي فرضتها القبائل البدوية المتخلفة على أبنائها. فالإسلام رفض اغتصاب أموال الناس بدون حق، وحرم الرشوة للحكام لأكل أموال الناس بالباطل قال تعالى: ولا تأكلوا أموالكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقاً من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون(28).
ووضع قواعد للتعامل المالي برفض أكل الأموال عن طريق الخداع والنصب والسرقة والاغتصاب، وحبب التعامل في التجارة على قاعدة التراضي، وحرر الإنسان من قتل نفسه بانصرافه الكلي خلال حياته على جمع المال، وعدم الالتفاف إلى نفسه وصحته وأسرته، بل كرس حياته فقط لجمع المال من أي طريق كان، دون أن يعطي لنفسه حقها الاجتماعي والثقافي والروحي، أو قتل النفس كالانتحار وغيرها من الطرق الأخرى المؤدية إلى قتل النفس. قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً(29).
وحرر الإسلام أموال اليتامى والفقراء من الاغتصاب والنهب والسرقة من قبل الأغنياء والأوصياء، حيث كانت أموالهم مستباحة من قبل الأقوياء لمعرفتهم بضعف اليتيم، وعدم قدرته عن انتزاع حقه منهم، فشدد الإسلام على ضرورة إعادة أموال اليتامى إليهم، وحرم تحريماً مطلقاً أكل أموالهم بالباطل، وأنذرهم عذاباً شديداً، قال تعالى: إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم سعيراً(30).
وطالب الأوصياء عليهم بإعادة أموالهم إليهم، وعدم اقتطاع أي مال منه إلا للضرورات في رعاية اليتيم، ومنع أخذ المال كاملاً، قال تعالى: وأتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حُوباً كبيراً(31).
التصوير المشوه للإسلام
إن الهجوم الإعلامي الغربي والشرقي المكثف على الإسلام والمسلمين في كل أنحاء العالم وفي الغرب بخاصة، بغية خلق صورة مشوهة في أذهان العالم أنظمة وشعوب عن الإسلام على أنه فكر جامد، رافض للحضارة والتقدم التكنولوجي والتطور العلمي، يقوم على الاستبداد، ويعادي الديمقراطية، يحبذ الرق، واضطهاد المرأة، فيمنعها من المشاركة في الحياة المدنية والسياسية والإدارية، ويسلبها حرية القرار والاختيار.
وإن الدين الإسلامي يحرض على القتل والإرهاب والتدمير، واستباحة دماء من يخالفونه. ويصور المسلمين على أنهم ينشئون في بيئة جاهلة عنيفة، تقوم على حب القتل، وتصدير الإرهاب، ومعاداة الحداثة والتطور. وكراهية الغرب لديمقراطيته، ولما وصل إليه من حضارة وازدهار اقتصادي واجتماعي.
تلك هي صورة الإسلام التي تقدمها وسائل الإعلام الغربي الصهيوني للفرد الغربي في أمريكا وأوربا من قبل أعداء الإسلام. ولا بد من سؤال يدور في ذهن كل عربي ومسلم، لماذا هذه الحرب التشويهية على الإسلام؟.
وللإجابة على هذا السؤال يجب أن نتعرف على أغراض وأهداف وغايات مطلقي هذا الافتراء البشع على الإسلام. فنرى إن الغرب والصهيونية هما اللذان يقودان الحملة العدائية على الإسلام، والسبب أن لكل منهما تصفية حساب مع الإسلام والعروبة. فالمشروعان الصهيوني والغربي الإمبريالي في المنطقة العربية، يلقيان مقاومة عنيفة من قبل العروبة والإسلام، وصعوبة في نهب الثروة والأرض والحقوق من قبلهما، إذن لا بد من محاربتهما، وتشويه صورتهما في العالم، بغية خلق جبهة من قوى عالمية لها مصالح في المنطقة ضد العروبة والإسلام. والتشويه إحدى الأسلحة المضادة للعروبة والإسلام.
فالتشويه بدأ منذ عام 1991 بصورة لا سابقة لها. وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي مباشرة، حين ظهر ساسة ومفكرين غربيين وخاصة في الولايات المتحدة حين قال الرئيس جورج بوش بعد سقوط الاتحاد السوفيتي: (إن خطر الشيوعية سقط ولم يبق إلا الإسلام الخطر على الغرب). وتداعت بعد ذلك الأقلام الصهيونية والمتصهينة في حملة عنيفة على الإسلام كرمز للإرهاب ومستودع له.
والحرب على الإسلام هو حرب على العروبة وكل المنتمين إليها مسلمين ومسيحيين، فالإسلام إلى جانب كونه دين سماوي توحيدي، فإنه للعرب كان مشروعاً نهضوياً لاستعادة الحرية وتحرير الأرض العربية من الاستعمار الروماني والفارسي والحبشي، وبناء دولة عظمى لهم، امتدت من أسوار الصين إلى تخوم باريس في القرون الوسطى.
والإسلام بقي الوعاء الفكري والتراثي والتاريخي، الذي حفظ الأمة العربية من الاندثار والتلاشي أمام اندفاعات الاستعمارية العسكرية والسياسية والفكرية كالصليبيين والمغول والترك والبريطانيين والفرنسيين والإيطاليين والصهاينة. فحافظ على اللغة العربية أمام تلك المحن القاسية، وأبقى روح النضال والمقاومة في نفوس العرب لمواجهة الغزاة والطامعين، واستمر يحرض على العلم والمعرفة على مدى الزمن رغم التجهيل المقصود من قبل المستعمرين.
إن الحملة الراهنة التي تشن على الإسلام تشوبهاً وافتراءً، ضمن مخطط معاد للإسلام والعروبة معاً، يرسم هذه الخطط أعداء لكليهما، سواء أكانوا حكومات أو مؤسسات غربية وصهيونية. وأن كان لكل واحد أهدافه وغاياته، وأن كان هناك اختلافاً في الصور والأشكال، إلا أنها واحدة في المضمون. ويكاد يجعهم سقف دائرة تأمرية واحد في المشاركة والتنفيذ.
مع العلم أن العداء وحملات الافتراء على الإسلام والعروبة، ليست وليدة هذه الأيام، بل بدأت منذ الأيام الأولى للدعوة الإسلامية. ومنذ أن بشر، ودعا إليها الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام في مكة المكرمة، واستمرت إلى يومنا هذا. وستبقى الحملات العدائية والمغرضة مستمرة، ما دام الإسلام قائماً، من قبل كل المتضررين من فكره وعقيدته ومنهجه، والسلوكيات التي يدعو لها.
* نظرية صدام الحضارات والإسلام.
منذ الصدام الأول في القرن السابع الميلادي بين الإسلام والإمبراطورية البيزنطية في البدايات الأولى لظهور الإسلام، يلاحظ استمرارية الحملات الفكرية والإعلامية والعسكرية الغريبة على الإسلام حتى يومنا هذا. على الرغم من المحاولات المتكررة للحوار والتبادل الثقافي بين الإسلام والغرب، التي بدأت في عهد هارون الرشيد في رسالة الحوار مع الإمبراطور شارلمان، وإن كانت متقطعة في أثناء الوجود العربي في الأندلس، أو من خلال المبادلات الثقافية منذ القرن التاسع عشر إلى يومنا هذا.
إلا أن عقلية العداء للإسلام لا زالت تبرز جلية عند أول اختلاف بين العرب والمسلمين من جهة، والغرب الأوربي والأمريكي من جهة أخرى، أو ظهور تباين في المصالح والأهداف. حتى تكاد أن تتشكل لدى العديد من المثقفين العرب والمسلمين قناعة، بأن الغرب وقادته على مر العصور، لا يمكنهم أن يروا الإسلام على حقيقته، كداعية للسلام والأمن والمساواة والتعاون بين الشعوب والأفراد، أو بوجهه الحضاري من خلال القيم والسلوكيات ينادي بها، ويفرضها على اتباعه.
ولا أريد في هذه الدراسة استعراض كافة الحملات المعادية للإسلام، بل نستعرض الشكل العدائي الجديد بما يسمى (صدام الحضارات. وتأتي في مقدمتها أطروحة (صدام الحضارات) لصموئيل هنتغتون المفكر اليهودي الأمريكي، الذي يحتل مكانة رفيعة في مجال العلوم السياسية والدراسات الاستراتيجية في أمريكا والغرب. حيث أحدثت هذه الأطروحة ضجة واسعة في الوسط الفكري العالمي، ومنها الوسط الفكري العربي والإسلامي. لما حملته من أفكار وأراء تجاه حضارات العالم، ومواقفها المستقبلية من الحضارة الغربية المتمثلة بوجهها الأمريكي.
حيث اعتبر هانتغتون في أطروحته، أن السياسة بعد انتهاء الحرب الباردة بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي، ارتبطت بالثقافة. وإن الخلافات القادمة لن تكون إيديولوجية واقتصادية بل ثقافية. لأن شعوب العالم بعد سقوط الإيديولوجيات حسب اعتقاده، ستبحث عن انتمائها الحضاري التاريخي، كهوية لها.
وبسبب هذا الانتماء للماضي الحضاري، يعتقد هانتغتون أن السياسة الدولية ستشهد صراعاً حضارياً، بين حضارات ثمان هي في اعتقاده ينقسم العالم حولها، وهي حضارات: الغربية والصينية والإسلامية والهندية واليابانية والسلافية الأرثوذكسية والأمريكية اللاتينية والأفريقية.
وما يهمنا ما كتب عن الإسلام وحضارته واحتمالات الصراع معه، فيرى هانتغتون أن أسباب ظهور الصحوة الإسلامية، تعود إلى جملة من الأسباب الداخلية والخارجية. وأهمها هو تأكيد الذات، من خلال أخذ المسلمين بالحداثة، ورفض الثقافة الغربية، واعتبار الدين من خلال سلوكياته وقيمه هو الموجه للحياة.
ويرجع أسباب عودة المسلمين إلى دينهم إلى الفساد المنتشر في المؤسسات والركود الاقتصادي، وبروز الفقر. فالدين من خلال ما يطرح من قيم سلوكية عالية، سيؤدي إلى معالجة تلك الأسباب.
ويبين في أطروحته أن الشعوب الإسلامية والآسيوية هي أكثر عداوة للغرب، طبعاً لا يتحدث عن جذور هذا العداء ومنشئه التاريخي، وعن الظلم الذي حاق بالمسلمين والآسيويين نتيجة القهر والاستبداد الاستعماري الأوربي والأمريكي. ولا إلى التدمير الثقافي والاقتصادي، وزرع الكيان الصهيوني السرطاني، الذي يستنزف كل قواتهم المادية والروحية، بل يعود به إلى الثقة بالنفس، والقيم لدى الشعوب الإسلامية والآسيوية. لهذا يحذر الغرب من خطر التنامي العسكري المتطور لدى الصين والبلدان الإسلامية عليه، بل يحذر من تعاون أكيد بين الحضارتين الإسلامية والكونفوشيسية ضد الحضارة الغربية.
وبعد أن يحذر من النمو الديمغرافي للمسلمين، الذي سيؤدي بالشباب إلى تكوين مجموعات عنيفة ومتمردة، يقوم بتحذير الغرب من هذا الخطر الديمغرافي، الذي سيدفع بالشباب المسلم إلى الهجرة إلى بلاد الغرب الأوربي والأمريكي، والخطورة على حضارة الغرب هنا، هو ما يحملونه من قيم حضارة إسلامية معادية لتلك الحضارة.
ويسوق هانتغتون جملة من الأكاذيب والافتراءات، فيدعي أن الإسلام محرض للعنف وسفك الدماء. ومن هذه القاعدة الكاذبة، اعتبر المسلمين متورطين في أعمال العنف أكثر من كل شعوب الحضارات الأخرى. ويسوق تبريراً كاذباً لمسببات وجود العنف والإرهاب لدى المسلمين، هي صعوبة اندماجهم مع شعوب الحضارات الأخرى، وإلى التزايد السكاني الكبير. وعلى هذا يبني مقولته بأن الإسلام مصدر عدم الاستقرار في العالم.
ويشارك هانتغتون في الزفة الإعلامية الكبرى المضادة للإسلام، عدد كبير من المفكرين والسياسيين الغربيين، ويجري استخدام معظم وسائل الإعلام في الغرب والكيان الصهيوني، ترتكز على تخويف الغرب شعوباً وأنظمة من إرهاب إسلامي محتمل مستقبلاً. على اعتبار أن الإسلام دين عنيف، يصدر الإرهاب والرعب. لهذا لا يمكن التعايش معه، ومع المنتمين إليه سواء كانوا في بلاد الإسلام، أو من هاجر منهم إلى الغرب.
ونستعرض آراء مفكر غربي آخر يدعى الدكتور جاك أتالي، وهو عالم اقتصاد ومفكر فرنسي معروف، حيث يرى أنه لا زالت أوربا منغلقة على الإسلام، على اعتبارها نادياً مسيحياً يهودياً.
والسبب أن الأوربيين لا يزالون يجدون صعوبة شاقة في معرفة الإسلام، على الرغم من وضوح الإسلام، وليس لديه أسرار كهنوتية، أو طلاسم تقتصر معرفتها على حفنة من رجال الدين، كما هي بعض الأديان، فقرآن الإسلام، وأحاديث نبيه عليه الصلاة والسلام، واجتهادات فقهائه منشورة، إلا أننا نرى هذا الباحث والمفكر يعتبر معرفة الإسلام كمن يكتشف قارة كأمريكا مثلاً. حيث يقول: (وما زلنا في أوربا نحاول اكتشاف الإسلام، كما فعلنا مع أمريكا. واكتشاف الإسلام يضاهي اكتشاف أمريكا في صعوبته).
بل ويؤكد أن اندماج المسلمين الفرنسيين والمهاجرين المسلمين ممن يحملون الجنسية الفرنسية بالفرنسيين من المسيحيين وغيرهم، لا تزال صعبة وشبه مستحيلة فيقول: (.. هذا الاندماج مسألة صعبة للغاية.. بل شبه مستحيلة.. هذا واقع.. فعلى حد علمي لا يوجد مسلم واحد من الحكومة الفرنسية، ولا يوجد مسلم في البرلمان الفرنسي، ولا يوجد مدير شرطة مسلم، وأن كان هناك بعض المديرين من أبناء المهاجرين الجزائريين الذين انضموا إلى الجيش الفرنسي. كما لا يوجد في فرنسا مسلم رئيساً لجامعة أو مركز أبحاث كبير. وهكذا يتضح أن المدينة الفاضلة هي كذبة على النطاق الدولي)(11).
ولا يعالج السبب الحقيقي في عدم وصول مسلم فرنسي في الحكومة أو البرلمان، فهو يعلم أن حرباً ضروساً ضد المسلمين سواء من كانوا من الفرنسيين أو المهاجرين المتفرنسين. رغم أن عددهم يسمح لهم بأن ينالوا ربع المقاعد، وأن يمثلوا في البرلمان. إلا أن الحرب المكشوفة ضد الإسلام والمسلمين تمنع ذلك، فما معنى محاولة سجن روجيه غارودي، ومضايقة وعزل المطران الفرنسي الذي ناصره.
ويبين جاك أتالي أكذوبة الادعاء الأوربي عامة والفرنسي خاصة، بأن الغرب واحة الديمقراطية، فيوضح بأنه لا يزال المسلمون في فرنسا، يعيشون في ضواحي المدن، التي لا تتوفر فيها المدارس الكبيرة، ولهذا تقل فرص التعليم لأطفال العائلات المسلمة، التي تسكن الضواحي عن غيرهم في المدن 22 مرة. ويقول أيضاً أنه لا زالت هناك صعوبة كبيرة لاندماج المرأة المسلمة في فرنسا.
ويشير المفكر الفرنسي جاك أتالي إلى نظرية أنجلوساكسونية، التي تؤكد ما جاء به صموئيل هانتغتون، فهذه النظرية: (تدعو إلى رؤية العالم بعد نصف قرن من الزمان. إن أوربا تشكل اليوم 4% من سكان الأرض، وعدد سكان الولايات المتحدة الأمريكية لا يزيد عن ذلك. إذن فإن عدد سكان أوربا وأمريكا معاً أقل من 10% من سكان كوكب الأرض. بينما يمثل عدد سكان الصين من 10 إلى 15% من سكان الكوكب. وطبقاً لحسابات التعداد يتراوح عدد المسلمين ما بين 20 إلى 45% أي حوالي ثلث سكان الأرض. وهذه النسبة ستكون خطرة على الغرب أن تمكنوا من التحالف مع الصينيين ليشكلوا بعدها الغالبية السكانية في العالم.
لذلك يدعو علماء المستقبل في الولايات المتحدة وأوربا إلى ضرورة التحالف اليهودي المسيحي، ويستنكر هؤلاء العلماء الوحدة السياسية الأوربية، لأن الوحدة بالنسبة لهم، هي وحدة العالم الغربي كله.
.. ويؤكد هؤلاء العلماء، على ضرورة أن يعمل الأوربيون والأمريكيون معاً في هذا الإطار، من أجل التصدي لهذا التهديد الخارجي، ويصبح بذلك العدو هو تحالف الإسلام والصين كقوة عظمى..)(12).
هذه النظرية المعادية للإسلام في المحتوى والشكل مؤسسة على الكذب والتحريض، فصناعها يعلمون علم اليقين، أن الإسلام لا يشكل كتلة واحدة داخل دولة أو إمبراطورية واحدة كالأمة الصينية، والمسلمون يتواجدون في كل أنحاء العالم. وتختلف نسبة وجودهم في تلك الدول ما بين الغالبية المطلقة إلى مجموعة من الأقليات. والغالبية العظمى من الدول ذات الغالبية السكانية من المسلمين دول علمانية، لا تشرع دساتيرها وفق الشريعة الإسلامية، والنظام القائم فيها نظام علماني، بل دول تسير وفق التقليد المنهجي السياسي والقانوني الغربي.
فأين الخوف الذي يأتي من الإسلام على الغرب كما يدعي صناع صدام الحضارات؟
وما يطرحونه من خطورة الإسلام على الغرب، ما هو في حقيقة الأمر لا يعدو إلا مخيل وهمي زرعته القوى المعادية للإسلام وفي مقدمتها الصهيونية، تستهدف منه نشر الخوف والرعب لدى الغربيين من عدو تم تحضيره من بطون تاريخ القرون الوسطى، ليسهل هضمه وتسويقه إلى الشعوب الغربية، بعد أن تمت صناعته في مطابخ دوائر مؤسسات بحثية غربية متصهينة، تغذيها مادياً الصهيونية لأهداف معادية للإسلام وعقيدته.
* من أين يأتي الخوف من الإسلام؟
يأتي الخوف من الإسلام كما تصوره الدوائر المتصهينة من ازدياد انتشاره في الغرب على أيدي المهاجرين المسلمين، والذين يحتكون بالشباب الغربي فيؤثرون عليهم بسلوكهم، مما يؤدي إلى اعتناق العديد منهم للدين الإسلامي. وفي ازدياد اتباع الديانة الإسلامية في الغرب، تحرض الصهيونية والمؤسسات المتصهينة الغرب بخطورة أسلمة العديد من الشباب الغربي. وهذا ما يقرأ من خلال الأبحاث التي يطرحها صناع صدام الحضارات، لنرى ما يقوله هنتغتون من الخوف على الغرب من الإسلام من خلال المهاجرين من أتباعه: (الثقافة الغربية تتحداها جماعات في المجتمعات الغربية، ومن أحد هذه التحديات يأتي من المهاجرين من حضارات أخرى، والذين يرفضون ومستمرون في الارتباط مع قيم وعادات وثقافات مجتمعاتهم، هذه الظاهرة أكثر وضوحاً بين المسلمين في أوربا، وكذلك تظهر بدرجة أقل بين الأسبان في الولايات المتحدة والذين يشكلون أقلية واسعة، إذا فشل الاحتواء، في هذه الحالة الولايات المتحدة ستصبح دولة متصدعة، بكل إمكانية الحرب الأهلية والذي سيتوالى فيما بعد. في أوربا الحضارة الغربية يمكن أن تقوض بإضعاف مكونها الرئيسي المسيحية(13).
* لماذا التحريض على الإسلام والمهاجرين المسلمين؟
يأتي من التغيير المحتمل، فالغرب الذي أفلس روحياً، وانتشرت فيه ثقافة السوق والديمقراطية ذات النمط الرأسمالي، التي تعتمد على الاحتكار، والغنى الفاحش لطبقات رأسمالية محدودة العدد تملك ثروات هائلة، مع ازدياد عدد الفقراء والمتشردين، وارتفاع أعداد العاطلين عن العمل نتيجة السماح للقوى الرأسمالية بتراكم الثروة لديها، من خلال السلوك الاستغلالي لشعوبهم تحت ذريعة الحرية الفردية المطلقة، وعبر نهب الشعوب في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
فماذا كانت نتائج تلك الثقافة المبنية على الاستغلال سوى ثقافة اللهو، والغناء والرقص، والإباحية والشذوذ، والانتحار وغيرها؟ والتي أنتجت فراغاً روحياً. بدأ الشباب الأوربي يبحث عن إملائه، ووجد الكثير منهم في الإسلام ضالته، فبدأت حركة وأن كانت بطيئة من اعتناق الدين الإسلامي، فظهرت في مدن غربية عدة المساجد والمراكز الإسلامية، وبدا تتشكل المجتمعات الإسلامية في أوربا وأمريكا، وأن كان اعتناق الإسلام من قبل الأوربيين قليل جداً، إلا أنه بدأ يؤرق مفكري وسياسي الولايات المتحدة وأوربا. فبدأت أجراس التحريض اليومي للمؤسسات المتصهينة لمنع انتشار الإسلام.
لهذا تشكل نوع من التحالف بين الساسة وعدد كبير من مفكري الغرب المتصهينين على معاداة الإسلام، إضافة إلى أنصار من اتباع المذهب الإنجليكي المتصهين والمؤسسة السياسية والعسكرية اليمنية الأمريكية، والتي تمثلها اليوم إدارة الرئيس جورج الابن وديك تشيني وكوندليزا رايس ورامسفيلد وغيرهم من مالكي القرار السياسي الأمريكي.
كما أن خلق عدو جديد للغرب هو الإسلام، في تصور المؤسسة اليمنية في الولايات المتحدة، يؤدي إلى استمرارية قيادة أمريكا للعالم الغربي، ويبقي هيمنتها على شعوب العالم، وانفرادها كالدولة الأعظم في العالم، الذي تُرضخ السياسة الدولية وفق نهجها وإرادتها.
فبعد انهيار الاتحاد السوفييتي ومعسكره، الذي كان يوحد قوى الغرب خلف الولايات المتحدة، وجدت الولايات المتحدة نفسها بحاجة ماسة لعدو بديل للمعسكر السوفيتي، يبقي الغرب موحداً خلفها. لهذا خلقوا كذباً وافتراءً فكرة الخطر الإسلامي على الغرب، فلا بد من استمرارية التوحد لمواجهته. وجاء هذا الاختيار متوافقاً مع أهداف المشروع الصهيوني العنصري الاستيطاني، الذي يرى في العروبة والإسلام القوة الحقيقية في التصدي لـه وإجهاضه. فتوحد الصهاينة والمؤسسات الغربية فكرية وسياسية في صناعة ما يسمى بالإرهاب الإسلامي كل حسب ما يخدم أهدافه.
وهذا ما عبر عنه جورج بوش الأب في عام 1991 وكلا من المستشار الألماني ورئيس الوزراء الفرنسي مع سكرتير حلف شمال الأطلسي في عام 1995 بأن الأصولية الإسلامية خطيرة مثلما كانت الشيوعية للغرب. وعضو في إدارة كلينتون أشار للإسلام بأنه خصم عالمي للغرب(14).؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الصهيونية وحملة الافتراء.
ليس غريباً على اليهود بشكل عام، والحركة الصهيونية بشكل خاص أن يعاديا العروبة والإسلام، وذلك مصداقية لقوله تعالى: لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا... بل الغرابة ستكون أن كان العكس من ذلك، فحينها لا بد من مراجعة. فإن مديح الصهاينة لهما يعني أنهما في وضع خاطئ، ولا بد من التصحيح. أما استمرارية حالة العداء، وشن حملات التشهير ضد الإسلام والعروبة من قبل اليهود والصهاينة، يعني أن الإسلام والعروبة هما في خير وعلى صواب.
وتعود أسباب الحالة العدائية إلى اختلاف وتصادم الأهداف والغايات بين الإسلام والعروبة من جهة، وبين اليهودية والمشروع الصهيوني من جهة أخرى.
فالشريعة اليهودية من خلال توراتها وتلمودها، تعتبر كل البشر عدا اليهود هم بمستوى الحيوانات، إن لم يكن أقل. لهذا أباحت تلك الشريعة استباح أموال غير اليهود وأرضهم وأجسادهم وأرواحهم. بل من الواجب تنفيذ الاستباحة، بموجب قانون الاصطفاء الإلهي لهم من دون البشر، الذين اصطنعوه لأنفسهم من قبل إلههم، حين اختارهم شعباً خاصاً لـه من دون مخلوقاته.
وتم البناء السلوكي والإيديولوجي للمكون الثقافي والسيكولوجي للفرد اليهودي على مر التاريخ على قاعدة الاصطفاء والاختيار الإلهي. وجاءت الصهيونية كحركة عنصرية، لتترجم هذه القاعدة عسكرياً وسياسياً وثقافياً، في أبشع أشكال العنصرية المقيتة في حق الأمة العربية عامة والشعب العربي الفلسطيني خاصة.
وليس العالم اليوم بحاجة إلى إيراد الشواهد على هذا القول، فكل يوماً تنقل وسائل الإعلام شواهد حية من تلك الممارسات العنصرية الإرهابية، التي تعطي أبشع الصور للحقد والتسلط والتعالي والسحق المادي والمعنوي للإنسان الفلسطيني، دون أي رادع أخلاقي وقانوني وإنساني.
في حين أن الإسلام مغاير لهذه العقائد والسلوكيات، فهو يدعو إلى المساواة المطلقة بين البشر، دون النظر إلى الجنس أو العرق أو القومية على قاعدة القانون الإسلامي (لا فرق بين عربي وعجمي ولا أبيض ولا أسود ولا أحمر إلا بالتقوى). ومن مقولة خالدة لرسول الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام: [الناس سواسية كأسنان المشط]. ويهدف إلى بناء عالم بشري أرضي، يسوده الحق والعدل والسلام، وعدم الإكراه في الاعتقاد الديني والمذهبي، وإلى التعايش المشترك وفق أداء الحقوق والواجبات على الفرد.
* بنيامين نتنياهو يكتب عن الإرهاب الإسلامي!!!
نورد هنا نموذجاً من الحملات التي شنتها الحركة الصهيونية على الإسلام، هو ما كتبه زعيم إرهابي ورئيس وزراء للكيان الصهيوني الأسبق بنيامين نتنياهو، وهو صاحب المجازر المعروفة عما أسماه الإرهاب الإسلامي، حيث ألف ثلاث كتب حول هذا الموضوع وهي:
- الإرهاب الدولي: تحد واستجابة، وقائع مؤتمر القدس حول الإرهاب الدولي. والذي صدر في عام 1981.
- الإرهاب: كيف يمكن للغرب أن ينتصر؟. وصدر عام 1986.
- محاربة الإرهاب: كيف تستطيع الديمقراطيات هزيمة الإرهابيين المحليين والدوليين؟ وصدر عام 1995.
ومعظم ما جاء في تلك الكتب كان تحريضاً واضحاً للحكومات الغربية على الإسلام والعروبة، من خطر الإرهاب الإسلامي على أنظمتها الديمقراطية، وشعوبها، ومصالحها، لما يحمل من وسائل دمار وسلوكيات عدوانية وحقد حضاري.
ويقدم نتنياهو في كتبه مجموعة من النصائح والوسائل لمواجهة ما زعمه من خطر الإرهاب الإسلامي. فهو يدعو الولايات المتحدة الأمريكية إلى قيادة العالم الغربي، لشن حرب ضارية ضد المسلمين، ودعاها إلى استخدام قوتها العسكرية والاقتصادية والسياسية ضد المسلمين، إلى أن يرضخوا ويستسلموا لاتباع النمط السلوكي والثقافي والاجتماعي الأمريكي الصهيوني.
ودعا نتنياهو الولايات المتحدة والدول الغربية إلى أن تشمل تلك الحرب المسلمين في أوربا وأمريكا. فهم في رأيه بؤرة خطرة لنمو الإرهاب ضد حضارة الغرب وأمريكا، وأن تركوا سيفسدون تلك الحضارة والديمقراطية التي أنتجتها بزرعهم في داخلها مبادئ الإسلام وأفكاره الرافضة والمعادية لتلك الحضارة والديمقراطية.
ولا حاجة أن نقول أن ما أورده نتنياهو في كتبه من أكاذيب وتزوير وقلب للحقيقة، بغية خداع العقل الفردي للإنسان الغربي مهما كانت مواقعه، قالباً للحقائق، بحيث يغدو الضحية قاتلاً، والمجرم الإرهابي الحقيقي ضحية، فبنيامين نتنياهو من زعماء التطرف اليمني الصهيوني ومن أشد زعماء الليكود عداءً للعرب والمسلمين وجرائمه معروفة ضد الفلسطينيين، حتى أن الشارع الصهيوني أسقطه في انتخابات 1999 نتيجة عدم القدرة على تحمل الرأي العام الدولي لسلوكه ضد السلام والفلسطينيين.
وما كتب نتنياهو إلا جزء صغير من الحرب الصهيونية ضد العرب والإسلام، لطمس جريمة اغتصاب فلسطين، واقتلاع شعب من وطنه وأرضه، واستبداله بمجرمين صهاينة يهود من كل أنحاء العالم. وخلق ثكنة في المنطقة العربية مدججة بالمرتزقة والقتلة والسفاحين والمزودين بأحدث الأسلحة والمدعومين من النظام الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، لتحقيق مصالح المشروعين الصهيوني والغربي.
وفي العودة إلى كتب نتنياهو نجد فيها أيضاً تحريضاً خبيثاً للكامن التاريخي في عقل الفرد الغربي من الموروث المعادي للإسلام، وتقديم الإسلام بصورة العدو الدائم للغرب وحضارته. وأن عدم اجتثاثه من خلال توجيه ضربة قاصمة لـه، سيكون الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة في دائرة الخطر المميت، وسيكون الخطر الداهم أيضاً على مصالحه في منطقة الشرق الأوسط والعالم. ولا ينسى أن يلعب بمشاعره في الخطورة على مصالحه الحيوية، وخاصة النفط الذي يعتبر عصب الحياة للصناعة في الغرب.
ومن الكذب والتزوير الذي أورده نتنياهو ضد الإسلام في كتبه، ادعاؤه أن الإسلام يحمل إيديولوجية غير عقلانية، كالشيوعية التي تحمل إيديولوجية غير عقلانية. ولكن الاختلاف بينهما، أن الشيوعية ذات أسلوب عقلاني، في حين الإسلام ذا أسلوب غير عقلاني.
ولا بد من يتساءل لماذا التشبيه بين الإسلام والشيوعية؟ وكيف يكون أسلوب الشيوعية عقلاني، في حين ، الإسلام ذو أسلوب غير عقلاني؟.
إنه الخبث الصهيوني التحريضي المضاد للإسلام، حيث يعلم أن الغرب الرأسمالي وخاصة الولايات المتحدة، لا زال يحمل ثقافة العداء للشيوعية، التي خاض معها صراعاً عنيفاً امتد ثمانين عاماً في القرن العشرين، وانتهى الصراع بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ومعسكره الاشتراكي، وبما سمي بنهاية الحرب الباردة عام 1991.
فالشيوعية خطر على النظام الرأسمالي، لما تحمله من عقيدة تغيرية شمولية لهذا النظام، فهي تدعو إلى إسقاطه وإبداله بالنظام الاشتراكي، الذي ينزع الملكية الخاصة لتتحول إلى ملكية عامة. وتختلف الأساليب في التغيير لدى المنظومات الشيوعية من واحدة إلى أخرى. فمنها من يدعو إلى التغيير عن طريق الثورة أو الانقلاب المسلح العسكري أم المدني أو البرلمان أو التحالف.. إلى آخره من الأساليب والوسائل التغيرية المختلفة.
فالشيوعية نظام وعقيدة مادية دنيوية، في حين الإسلام دين توحيدي سماوي، يحمل عقيدة شمولية روحية ومادية، من قاعدة قوله تعالى: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. ومن قانون: (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لأخرتك كأنك تموت غداً).
عقيدة حملت في طياتها العدل والحق والتسامح والإنصاف، ونصرة المظلوم، وإشباع الجائع، ورد المظالم، والإحسان وحتمية زوال الإنسان عن الدنيا والمال والجاه والبدن والنعمة، لهذا قرن بين الإيمان والعمل الصالح في معظم آيات القرآن الكريم، وسيكون هناك الحساب والجزاء في الآخرة، فلا يضيع عند الله عز وجل مثقال ذرة كانت خيراً أم شراً.
وفي الإسلام مبدأ السواسية بين كل البشر في العمل والتعامل مبدأ أساسي ورئيسي، إضافة إلى المودة والرحمة، وإغاثة الملهوف، واحترام الجار وتكريمه، دون النظر إلى انتمائه الديني أو القومي أو العرقي. وأقر الإسلام الملكية الفردية، وحض على كل معاني الخير والصلاح في الدنيا والآخرة. ونقتبس هنا قولاً للقائد الخالد حافظ الأسد: (الإسلام دين الحق والعدالة والمساواة بين البشر، وهو تكميل للديانات السماوية، ونبراس للفلسفات الكبرى المطالبة بالعدالة للبشر جمعاء).
أما ما يقوله بنيامين نتنياهو، بأن الإسلام ذو أسلوب غير عقلاني فهو الكذب بعينه، وافتراء بين لا يحتاج إلى دلائل. ويقصد في هذا القول، إن الإسلام يتبع وسائل الإرهاب والترويع والتخويف في نشر عقيدته، أو في مواجهته بما أسماه الديمقراطية الغربية على اعتبار الإسلام غير ديمقراطي.
فالرد عليه إن الإسلام هو الدين والعقيدة الرافضة للإكراه، وفرض القبول بالدعوة لها، وهناك العديد من آيات القرآن الكريم التي تبين هذه المسألة، ونذكر منها قوله تعالى: لا إكراه في الدين لقد تبين الرشد من الغي. ويقول الرحمن عز وجل: إنك لا تهدي من أحببت إن الله يهدي من يشاء. وعديدة هي الآيات الكريمة التي ترفض الإكراه في دخول الإسلام.
فالأسلوب الذي يرتضيه الإسلام، ويؤكد عليه هو الإقناع والحوار الديمقراطي من قاعدة قوله تعالى: وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة.
ويدعو إلى أسلوب اللطف والسماحة والتسامح من قاعدة ولا تستوي الحسنة والسيئة. ادفع بالتي هي أحسن. فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم(15).
ويرفض الإسلام بشدة قتل إنسان وزهق روحه، بدون سبب موجب لـه وهو المحدد في النص القرآني، فقتل إنسان مهما كانت ديانته وعقيدته جريمة عظيمة عند الله عز وجل، كما ورد في التنزيل الكريم: .. من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً. ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً..(16).
الدين السماوي الذي يرفض أن يقتل حيوان بدون مبرر، أو صيد حيوانات دون الحاجة لها، ويعلن رسوله عليه الصلاة والسلام عن امرأة دخلت النار بسبب هرة، فقط لأنها حبستها وماتت. وعن رجل دخل الجنة لسقايته كلباً عطشاناً. كيف يكون دين قتل وإرهاب وسفك دماء؟.
ونعود إلى كتب نتنياهو التي لاقت ترحيباً من السلطة الأمريكية، فيذكر في كتابه أنه استطاع يقنع الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان بخطورة الإرهاب الإسلامي على الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الأوربي. ويذكر إن الرئيس رونالد ريغان قرأ كتابه الإرهاب: كيف يمكن للغرب أن ينتصر؟. عندما كان في طريقه لحضور قمة طوكيو حول الإرهاب. وبناء على توصياته تم اتخاذ إجراءات عسكرية ضد الدول الإرهابية، ومنها ضرب ليبيا عام
1986. وكانت حسرة نتنياهو جاءت من انفلات سوريا وإيران من العقاب الأمريكي بسبب حرب الخليج الثانية عام 1990.
ويقدم نتنياهو للغرب وصايا عشرة لمواجهة الإرهاب الإسلامي والحكومات الإسلامية الإرهابية. كما رسمت في عقل نتنياهو الصهيوني الحاقد وطبعاً هي سوريا وإيران وليبيا والسودان، ولا غرابة أن تورد سنوياً هذه الدول في لائحة الأمريكية تحت اسم دول داعمة للإرهاب. –وتم تطبيقها حرفياً من قبل إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن، بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر عام 2001- أما الوصايا العشر التي قدمها نتنياهو للغرب فهي:
1-فرض عقوبات على الدول التي تزود الدول الإرهابية الإسلامية بالأسلحة والتقنية النووية.
2-فرض عقوبات اقتصادية وعسكرية دبلوماسية على الدول الإرهابية.
3-تحييد معاقل الإرهاب.
4-تجميد الأرصدة المالية الموجودة في الغرب للمنظمات والأنظمة الإرهابية.
5-تبادل المعلومات الاستخبارية.
6-مراجعة التشريعات لإتاحة حرية أكبر للعمل ضد المنظمات الإرهابية.
7-المتابعة النشطة للإرهابيين.
8-عدم إطلاق سراح هؤلاء الإرهابيين.
9-تدريب قوات خاصة لمحاربة الإرهاب.
10-تدريب وتنوير وتوعية المواطنين بهذا الخصوص(17).
الإســـلام والعــدل مما تضمنته الحملة الظالمة على الإسلام بعد أحداث الحادي عشر من أيلول عام 2001، اتهامه زوراً وبهتناً بأنه يدعو إلى الظلم، ويشجع على الاستبداد، وبربري لا يتسم بالعدل بل بالتخلف والجهل. وإن كانت الحملة الغربية الصهيونية على العروبة والإسلام اليوم، ليست بالجديدة. إنما جزء من حملات بدأت من البعثة المحمدية، وسوف تتلون بأشكال مختلفة وفق أزمنتها. لها هدف واحد هو نشر الأضاليل الكاذبة والمشوهة لحقيقة رسالة الإسلام الحنيف، الذي يدعو لخلق مجتمع بشري يسوده العدل والمساواة، ينتفي منه الظلم والاستبداد والطغيان.
ومن أهداف الحملة إقناع الشارع الأوربي والأمريكي، بأن الحضارة الإسلامية متدنية عن الحضارة الغربية كما عبر عن ذلك رئيس وزراء إيطاليا سليفيو برلوسكوني. وتطاول البعض على رسالة الإسلام، حين كتبت الكاتبة الإيطالية أورينا بلاتشي تقول: (إذا كان القرآن عادلاً، لماذا يعد العين بالعين والسن بالسن؟). ودعت الشباب الغربي لحرب دينية ضد الإسلام قائلة: (انهضوا أيها الشباب.. أنكم أمام حرب دينية) (1) ووصفت المسلمين بالفئران التي تحيطهم القاذورات.
وفي الحملة الظالمة التي يقودها بعض أعضاء الكنيسة الصهيونية أمثال القس جيري فالويل والقس بات روبرتسون ضد الإسلام اتهموا رسوله الكريم في التطرف والإرهاب فيقول القس جبري فالويل في مقابلة تلفزيونية مع محطة /سي. بي. أس /يوم الأحد 6 /10/ 2003: (أنا أعتقد إن محمد كان إرهابياً. لقد قرأت كتابات مسلمين وغير مسلمين، لكي أقرر أنه كان رجلاً عنيفاً، رجل حرب). أما القس روبرتسون كان قد سبقه بالتناول من شخصية النبي في مقابلة تلفزيونية قال فيها: كان مجرد متطرف، لقد كان سارقاً وقاطع طريق) (2).
هكذا هي بعض الصور القليلة التي يبثها الحاقدون من الغربيين المتصهينين إضافة إلى الصهاينة أنفسهم، الذين لم يتركوا وسيلة إلا وحاولوا تزوير حقيقة الإسلام الباحث عن السلام ونشر العدل في العالم كله، لـه ولكل البشرية جمعاء.
حتى في فتوحاته التي قام بها لنشر العدل والمساواة، قال مؤرخ غربي (لم يعرف التاريخ فاتحاً أرحم من العرب). والحقيقة لم ترَ البشرية دّيناً كالإسلام، يشدد على إقامة العدل بين الناس على مختلف انتماءاتهم وعقائدهم وألوانهم وقومياتهم، دون النظر إن كانوا من اتباعه أو من اتباع ديانة أخرى، فالمساواة والعدل من صلب رسالته إلى البشرية، لأنه دين الحقّ قال تعالى: وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشراً ونذيراً (3).
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ رسالة الإسلام نشر العدل على الأرض
فكانت من أهم مهام أمة الإسلام نشر الدعوة إلى الحق، وإقامة العدل بين الناس قال تعالى: وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون (4). والعدل صفة من صفات الإسلام، وسمة من سماته. تعرفت عليه من خلاله شعوب الأرض، فآمن به الكثير منهم، لما اتصف به من عدل ومقاومة للظلم بكل صوره وأشكاله.
والتاريخ حافل بالحوادث والقصص، التي تظهر العدل الذي مارسه المسلمون تطبيقاً لتعاليم الإسلام، التي وردت في القرآن الكريم والسنة الشريفة. فكانت تلك الممارسات خلال العهود الإسلامية قمة في السلوك الإنساني في تطبيق القانون، دون النظر إلى المستوى الطبقي أو الاجتماعي.
ويقدم التاريخ أمثلة حسية على ممارسات العدل، ويظهر محاكمات لرأس الدولة (الخليفة) مع أحد أفراد الشعب العاديين على قضية خلافية أمام القضاء، والبعض منها كان بينه وبين مواطن من أهل الكتاب. وقد قضى بعض القضاة حكماً على رأس الدولة لصالح لهذا المواطن من أفراد الشعب ضد الخليفة. وهذا السلوك الدقيق في تطبيق القانون، لا يزال إلى هذا اليوم أمنية وهدفاً، تناضل من أجل تحقيقه كافة بشعوب الأرض. بل من حلم الإنسانية، أن يقوم بناء نظام دولي مؤسس على العدل والمساواة. وهذا ما جاء به الإسلام، وسعى إليه، وفرضه على اتباعه، ودعا العالم لتطبيقه.
ولا غرابة في ذلك، فإقامة العدل بين الناس من الفرائض الأساسية، التي جاء بها الدين الإسلامي، وأحد أهم مرتكزات نظامه القانوني والسياسي. فالعدل أمر من الله عز وجل مفروض على أية سلطة إسلامية إقامته، وكافة الشرائع السماوية السابقة يا داود إنّا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله وإن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب (5).
والعدل بين الناس مطالب بتنفيذه كل أفراد الأمة الإسلامية حكاماً ومحكومين، وتطبيق المساواة الكاملة أمام القانون الإسلامي لكافة الرعية في الدولة، وإلا أصيبت بالإثم الأمة كلها بسبب عدم التطبيق، وابتليت بالظلم والجور والفساد من حكامها، قال تعالى: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله سميعاً بصيراً (6).
ومن يقرأ الآية السابقة، يجد أن الله عز وجل، يأمر المسلمين بإقامة العدل بين كافة الناس دون تخصيص. والأمر هنا يعتبر في الإسلام، كما قلنا فريضة كما هي فرائض الصلاة والزكاة وصوم رمضان وحج البيت. لذلك فإن المسلم مطالب بالرضوخ لقرارات وأحكام العدل وتنفيذ الحكم القضائي المستند على أسس القانون السماوي. وليس لـه الخيار في القبول أو الرفض بطاعة القانون الإسلامي في حال صدوره، بل الإذعان لـه وتنفيذه. قال تعالى: إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون (51) ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقيه فأولئك هم الفائزون (52) (7).
ومن أوامر الله عز وجل على الحاكم المسلم أو القاضي أو أي مسلم مكلف بالفصل في قضية ما، أن يحكم بالعدل والإنصاف، وأن يبتعد عن أي هوى شخصي في تطبيق العدل، ولا يتأثر بمؤثرات صلات القرابة، في أن يقضي بالعدل، حتى لو كان أحد الخصمين أخوه أو أبوه أو قريبه من عشيرته، فعليه أن يقضي بالعدل، ويحق الحقّ، ليفوز برضى الله عز وجل، تطبيقاً لقوله تعالى: وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى (8).
وعلى القاضي أن يرفض أية ضغط عليه لينحرف عن العدل، سواء من سلطة أعلى منه، أو تحقيقاً لرغبات قريب أو بعيد، أو خوف من قوة مهما كانت، ولا يخشى أي تهديد، يمنعه من إقامة العدل. وعليه أن يتخذ قرار حكمه القضائي مبنياً على تحرياته عن الحقيقة، ووفق البينة والدلائل والمعطيات، التي توفرت لـه من وقائع وشهود إثبات وغيرها من الأدلة المادية والحسية، فقد قال رسول الله : [إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض، فأقضي على نحو ما أسمع، فمن قضيت لـه من حق أخيه شيئاً فلا يأخذه، فإنما أقطع لـه قطعة من النار] (9) وأن يحكم بما أنزل الله عز وجل، وليس برأيه الشخصي، لاستقامة العدل وفق القانون الإلهي الواحد للجميع، حيث يلقى عليه تبعات هذا الحكم، فإن أحسن أثيب، وإن أخطأ فقد ارتكب ذنباً أمام الله. قال تعالى: وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم وأحذرهم أن يفتنوك بما أنزل الله إليك (10).
وأكد الله عز وجل في القرآن الكريم على إقامة العدل بين الناس، دون النظر إلى الطرفين المتخاصمين وإلى انتماءاتهم الدينية أو العرقية. فالعدل يجب أن يقام، حتى وإن كان ينفذ على أقرب الناس للقاضي أو الحاكم أو الشخص الذي يفصل في قضية ما، فالمطلوب من القاضي هدف محدد، هو إقامة العدل دون النظر إلى النتائج، التي ستعقب صدور هذا الحكم، حتى وأن أدى قرار الحكم إلى عزله أو إغضاب ولاة الأمور، وحتى وأن خسر نفسه. فالله عز وجل يطلب ويأمر بالعدل، ويجزي القاضي الذي يقضي به، قال تعالى: وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله يعظكم به إن الله كان سميعاً بصيراً (11).
فالعدل كما أشرنا سابقاً أمر من الله عز وجل، فرضه جل جلاله على الحكام المسلمين وعلى كل أفراد المجتمع الإسلامي بإقامته بين الناس، لأنه أحد ركائز أركان النظام الإسلامي، ومن أهم أسس بنيانه الداخلي، قال تعالى: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي ويعظكم لعلكم تذكرون (12). كما يأتي ضمن قوانين السلوك المأمور المسلم بتطبيقها، فلا يمكن أن يبنى مجتمع مسلم سليم دون إقامة العدل، لأن فيه سعادة المجتمع وتطوره وأمنه.
وليس هناك للمسلم في الاختيار بين العدل والظلم، أو القبول أو الرفض لشرع الله ورسوله ، لأن العدل والرضوخ لقراراته من صلب الإيمان، والاعتقاد بالدين الإسلامي. فطاعة الله عز وجل ورسوله فرض، وخلافها فسوق وكفر، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيراً وأحسن تأويلاً (13).
فالقبول بالحكم، والتقاضي بالشريعة الإسلامية الغراء، هو أمر من
الله عز وجل.بل المطلوب من المسلم القبول بما يحكم به القضاء الإسلامي المستند على أحكام صادرة من التشريع الإسلامي العادل، وليس المطلوب من المسلم القبول فقط بتنفيذ الحكم كونه حكماً، بل القبول به برحابة صدر، والرضا به روحياً ومادياً، قال تعالى: فلا وربك لا يؤمنون حتى يُحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدون في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً) (14) فمن سياق الآية الكريم يتبين للقارئ مدى ما وصل إليه الإسلام في تنفيذ العدالة، فلا يقبل الإسلام من المسلم فقط تنفيذ الحكم، بل الرضا به معنوياً، حتى لا يبق في نفس المحكوم شيئاً من التنفيذ بالإكراه، بل القبول به من أعماق قلبه، لأنه من صلب الإيمان، وأن يستسلم لهذا الحكم بكل جوارحه.
كما أن الحكم الذي يقضي به القاضي، يجب أن يستند على الشريعة الإسلامية لقوله تعالى: إنّا أنزلنا إليك الكتاب بالحقّ لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيماً والتي انبثقت من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه، فالأحكام والأوامر والواجبات والسنن، التي قالها الرسول ، الاحتكام بها أيضاً، أمراً من الله عز وجل الذي قال :يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم فآمنوا خيراً لكم وأن تكفروا فإن لله ما في السماوات والأرض وكان الله عليماً حكيماً (160) حتى يكون القبول به برضاً روحي، تتلقاه النفس بسرور وطمأنينة، كونه يكسب رضا الرحمن عز وجل، وفيه الثواب الطيب في الدنيا والآخرة.
والمطلوب من المسلم أن يحتكم إلى القضاء في أية قضية خلافية بينه وبين شخص آخر، أو في أية مظلمة ظلم بها، ويمتنع أن يستخدم قوته الشخصية أو عشيرته أو جماعته أو نفوذه في تنفيذ حُكمٍ، حَكم به شخصياً على آخر، كونه يرى أنه صاحب حق في اتخاذ قرار يحكم به على الآخرين، أو أنه هو على صواب. فالواجب على المسلم أن يرفع مظلمته أو قضيته للقضاء ليفصل فيها. قال تعالى: وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب (17). ومن هذه الرؤيا القرآنية الكريمة، يتبين لنا ما وصل إليه لإسلام من المدنيّة، في بناء المؤسسات الحضارية المتقدمة، والمبنية على سيادة القانون، ورفض القانون العشائري والأعراف القبلية المبنية في كثير منها على الجهل والظلم. وذلك منذ أربعة عشر قرناً من الزمان.
فالإسلام بدأ منذ الأيام الأولى بعد هجرة الرسول إلى المدينة المنورة في تأسيس دولة القانون، ومارس تطبيقه على جميع رعايا الدولة، سواء أكانوا مسلمين أو من أهل الكتاب من خلال إقامة شرع الله عز وجل، وفق ما أنزل الله عز وجل في كتابه الكريم من أحكام وحدود. فكان القرآن الكريم دستوراً، تشرع منه القوانين، فهو حكم الله عز وجل وما ورد في القرآن من أحكام وقوانين، ورد معظمها في التوراة والإنجيل والزبور وتعاليم الأنبياء جميعاً، لذلك لا يوجد في كتب الله عز وجل السماوية اختلاف أو تناقض، وهذا ما يعرفه أهل الكتاب، ويعلمون أن ما شرع الله وعز وجل في القرآن الكريم هو حق، فما أنزل في القرآن من أحكام وحدود، هي ما أنزل عليهم من قبل قال تعالى: أفغيرَ الله أبتغي حَكَماً وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلاً والذين أتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربّك بالحق فلا تكونن من الممترين (18).
والعدل مطلب واجب تطبيقه بأمر من الله عز وجل، وقد جاء في كل رسالات الله عز وجل للبشرية جمعاء على لسان رسله عليهم الصلاة والسلام، فأمرهم بالدعوة إليه بين الناس، وأن تطبقه كل النظم الحاكمة على مختلف أشكالها وانتماءاتها القومية والدينية. وفرضت الكتب والتعاليم السماوية عليهم وعلى أتباعهم بإقامته في حال وصولهم إلى الحكم، أو تولي أمور الناس، وهذا ما أمر به داود عليه السلام حين استلم الحكم، وأصبح ملكاً على بني إسرائيل، قال تعالى: يا داود إنّا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب (19).
إضافة إلى ما جاء في كتاب الله عز وجل من قوانين وتشريعات أي الأحكام والحدود، أضيفت إلى القانون الإسلامي ما سنه رسول الله من أحكام وتشريعات وممارسات قضائية تطبيقاً لقوله تعالى: وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب (20). والتي استكملت بعدها مصادر التشريع الإسلامي بعد وفاة الرسول من اجتهادات الخلفاء الراشدين وعلماء الفقه الإسلامي على مذاهبهم المعروفة.
إضافة إلى تلك المصادر أضيف القياس، فأصبحت مصادر التشريع الإسلامي أربع القرآن الكريم والسنة الشريفة والاجتهاد والقياس.
ومن هنا كان بنيان دولة الإسلام، كما قلنا مؤسسة على العدل من خلال سيادة القانون على الجميع دون استثناء، وبنى المسلمون أسس دولتهم على شعار خالد يقول: (العدل أساس الملك). وفي هذا البناء الحقوقي السماوي العادل، قام الإسلام بنسف البناء القانوني المستند على القبلية الجاهلية المتخلفة، الذي بنيت مؤسساته على الظلم والطبقية وعدم المساواة، والتفريق بين الناس على قواعد المال الجاه.
فساد العدل في جميع أركان الدولة الإسلامية في عهد رسول الله وخلفاءه الراشدين من بعده، وكذلك مورس في فترات مختلفة من العهود الإسلامية، التي أعقبت العهد الراشدي، من قبل قلة من حُكامٍ اتقوا الله عز وجل فحكموا بالعدل والقسط. حيث أقيمت المساواة الحقوقية بين الرعية جميعاً، فانتفت المظالم، وتحققت لأول مرة دولة القانون والحق في جزيرة العرب والعالم الإسلامي، لا تفرق بين سيد وعبد ولا رئيس ولا مرؤوس.
العدل كما أشرنا مؤسس على تعاليم الخالق عز وجل. ومن هو أعدل من الله عز وجل!!؟ فالله عز وجل هو العدل المطلق. وهو البصير بعباده، والأكثر خبرة ومعرفة في مكوناتهم الروحية والمادية. لهذا كانت تعاليم الإسلام التي يحتكم بها المسلمون في قضاياهم وفق كتاب الله وشريعته الغراء، إنما تنفيذاً لقوله تعالى: وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب (21). ومن يراجع ببصيرة خالية من كل ريب ما احتوى كتاب الله من إحكام وتشريعات سيجدها حتماً قمة في العدل والقسط.
وأين العدل اليوم الذي يتساوى فيه الناس كأسنان المشط؟ وأين العدل الذي يقتص من خليفة، يحكم نصف الأرض لمواطن فقير إذا ظلمه؟ فكم من قضية اليوم ذهب ضحيتها مئات أو آلاف الأبرياء نتيجة نزوة أو طيش حاكم، أو قرار دولي تجافى عن العدل، ونفذ لرغبات دولة مستبدة؟. وكم من قضية فصل بها قضاء ظالم، أدت أحكامه إلى خراب أسر ومجتمعات وأفراد!؟. فالعدل حين يكون سيد قوانين وسلوك وتطبيقات أمة من الأمم، فسيحل الأمن والرخاء والسعادة على مجتمعها. لذا أكد الإسلام على أن بناء المجتمع النظيف، يتم من خلال ممارسة العدل دون تمييز بين أفراده وبقية المجتمعات الأخرى.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ القضــاء والإســلام
إن مهمة القاضي من أصعب المهام في الإسلام، لما تتطلب منه الدقة والفصاحة، وأن تتوفر لديه كل الإمكانات المعرفية في الشريعة، ومع القدرة الشخصية في امتلاك البصيرة، والدقة في الأمر، لإنصاف الناس، وإرساء العدل بينهم. ومن أبرز الصفات التي يجب أن يتحلى بها القاضي التالي:
- قال الحسن البصري: أخذ الله على الحكام أن لا يتبعوا الهوى، ولا يخشوا الناس، ولا يشتروا بآياته ثمناً قليلاً. (22)
- وقال مزاحم بن زفر: قال لنا عمر بن عبد العزيز: خمس إذا أخطأ القاضي منهن خطة، كانت فيه وصمة: أن يكون فهيماً، حليماً، عفيفاً، صَلِيباً، عَالِماً سؤولاً عن العلم. (23).
- الحلم، وأن لا يقضي وهو غضبان. عن أبي بكرة أنه كتب لأبنه عبد الرحمن بن أبي بكرة (وكان بسجستان بأن لا تقضي بين اثنين وأنت غضبان، فإني سمعت النبي يقول: [لا يقضين حَكَمٌ بين اثنين وهو غضبان] (24).
لذلك كان العلماء وفقهاء المسلمين الكبار يتهربون من مهمة القضاء خشية الوقوع في خطأ يغضب الله عز وجل، فيكون مصيره النار. ونذكر منها أن أمير المؤمنين عثمان بن عفان، طلب من عبد الله بن عمر بن الخطاب، أن يتولى القضاء بين الناس، فرفض. فقال عبد الله بن عمر: لا أقض بين رجلين ما بقيت. فرد عليه عثمان رضي الله عنه: لتفعلن فإن أباك كان يقضي، فقال لـه عبد الله: كان أبي أعلم مني وأتقى.
وتعرض أبو حنيفة الإمام الفقيه المجتهد للتعذيب، حين رفض طلب الخليفة المنصور بتولي القضاء في ولاية الكوفة. وسجنه الخليفة أحد عشر يوماً، وكان كل يوم يجلد عشرة جلدات بالسوط في سجنه، فتحمل العذاب على تولي القضاء. وحين قابل الخليفة، فطلب منه تولي القضاء، فقال له: أتق الله ولا ترع في أمانتك إلا من يخاف الله.. أنني لا أصلح لذلك.
قال الخليفة المنصور: كذبت! أنت تصلح. فوجدها أبو حنيفة مخرجاً له، فقال: لقد حكمت لي على نفسك، كيف يحل لك أن تولي قاضياً على أمانتك وهو كذاب؟. فسكت عنه الخليفة وتركه.
* الشهادة فرض لضرورة العدل
والإسلام كما أنه يرفض مطلقاً أن لا يحكم إلا بالعدل، كذلك أيضاً يطلب بناء الأحكام القضائية على الأدلة والبينة. وتأتي شهادة الشاهد على ما رأى، ولمس، وعرف باليقين الكامل البعيد عن الافتراء والتلفيق والتزوير والكذب من أولى مقومات النطق بالحكم، ومن أسس بناء قرار القاضي.
الشهادة في الإسلام هي فرض على المسلم، عليه الإدلاء بها أمام القاضي، إن طلبت منه، أو لم تطلب منه. وخاصة أن عرف بأن ظلماً قد وقع على بريء، وهو يعلم بذلك. فعليه الإدلاء بها، وإن كان القاضي لم يستدعيه، أو يجهل بأنه يعلمها. فهي في القرآن شهادة لله عز وجل. لذا طلب الله عز وجل من المسلمين، أن يقضوا بين الناس بالعدل، ويشهدوا بالحق. حتى وإن كانت هناك عداوة بينهم وبين أخوان لهم من المسلمين، أو بينهم وبين غير المسلمين.
فالعدل فرض وواجب إقامته، وكذلك الشهادة هي فرض وواجب الإدلاء بها، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبيراً بما تعملون (25).
لأن الشهادة هي إحدى أركان البينة، ومن أسس إقامة مدلولات الحكم، والمستند الرئيسي للقاضي في فصل القضية.
والإسلام فرض الشهادة على اتباعه، ودعاهم إلى تقديمها لتبيان الحقيقة.
وأولى تلك الشهادات هي الشهادة بوحدانية الله عز وجل، وهي حق على كافة أتباع الديانات السماوية، وعدم كتمان شهادة مبينة من حقوق الله عز وجل قال تعالى: قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ أأنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى قل لا أشهد إنما هو إله واحد وأنني بريء مما تشركون (19) الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون (20) ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بآياته إنه لا يفلح الظالمون (21) (26).
وأشد الناس ظلماً من كتم شهادة عنده لله في وحدانيته، أو إخفاء ما جاء في كتبه المقدسة من حقائق المعرفة، أو كتم شهادة يعلمها في حق الله عز وجل، طلبت منه في مجلس أو مجمع للناس، أو غيرها من مجالس العلم والدين والتذاكر، أو كتمها بغية مجاملة لوجيه، أو ذو منصب، أو لمدارة فاسق، أو غيره من الطغاة والظلام من أجل محاباته، أو الخوف منه، أو لغاية أخرى قال تعالى: .. ومن أظلم من كتم شهادة عنده من الله.. (27).
ثم تأتى الشهادة بين الناس في المرتبة الثانية، التي أكد الله عز وجل على ضرورة الإدلاء بها، وعدم كتمانها، قال تعالى: ... ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه إثم قلبه والله بما تعملون عليم). (28). ففيها تبيان لحقوق الفرد والمجتمع، وفيها يتضح العدل، ويستطيع القاضي أو الحاكم رؤية حقيقة الذنب أو القضية من خلال الشهود والبينة، ويقضي بها.
والشهادة يجب أن يدلى بها بصورتها الواقعية دون زيادة أو نقصان، حتى وإن كانت تلك الشهادة على الوالدين أو الابن أو من ذوي القربى، وأن لا يخشى إلا الله عز وجل في قول الحق بشهادته، سواء كان المتضرر حاكماً أو غنياً أو فقيراً أو قريباً أو بعيداً، حتى وإن كان عدواً. قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً (29).
والشهادة كما العدل هي فرض من الله عز وجل على المسلم الإدلاء بها، كما هي في حقيقتها بما رأى باليقين وبالحقّ كما أشرنا سابقاً، والإدلاء بالشهادة، هي من صفات وسمات الإيمان في الإسلام، قال تعالى في وصفه للمؤمنين المصلين الدائمين على صلاتهم في سورة المعارج: والذين هم بشهاداتهم قائمون(30). وذكرت الشهادة هنا من ضمن سلسلة من الصفات الكريمة التي يجب أن يتحلى بها المصلي الدائم.
وأن تتسم تلك الشهادة بالحق، دون أن تأخذه عاطفة القربى أو الروابط العائلية أو الحزبية أو القومية أو غيرها من الروابط الأخرى المختلفة، قال تعالى: وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى(31).
وشدد الإسلام على محاربة شهادة الزّور في الدنيا والآخرة، واعتبرها من أكبر الكبائر. قال رسول الله (): [ألا أنبئكم بأكبر الكبائر. قلنا: بلى يا رسول الله. قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئاً فقال: ألا قول الزّور؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ صـــور من العـــدل:
رفض الإسلام أن يقوم الناس أو مجموعة منهم أو أفراداً، مهما كانت صفتهم، أن يقوموا بالقصاص من الجاني. مهما كانت جريمته، إلا عبر محاكمة عادلة، يقضي بها قاض، يصدر عنه حكماً، وتقوم بتنفيذها السلطات الحاكمة.
وتذكر بعض السير وكتب التاريخ عن قصاص، نفذ من قبل أفراد في عهد رسول الله ()، فرفضها رسول الله () لمخالفتها أهم شروط أسس العدل التي أشرنا إليها. ومن تلك الحوادث ما قام به نفر من مسلمي خزاعة بعد فتح مكة، حين قتلوا مشركاً، فرفض رسول الله () هذا العمل وقال: [.. فمن قال لكم أن رسول الله قد قاتل فيها فقولوا إن الله قد أحلها لرسوله ولم يحللها لكم يا معشر خزاعة].(33).
وفي العدل كان لعمر بن الخطاب الباع الطويل في إقامته على حرفيته، فسمي بالفاروق لعدله الحرفي بين رعيته والآخرين، حيث لم يكن يفرق في إقامة الحدّ، بين ابنه وبين بقية رعاياه. فالعدل يطبق على الجميع، ودون النظر إلى النتائج، ونذكر هنا قصة إقامة الحدّ على ولده عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب. التي يرويها عمرو بن العاص والي مصر أيام الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
(.. دخلا "عبد الرحمن بن عمر وأبو سروعة"، وهما منكسران، فقالا: أقم علينا حدّ الله، فإننا أصبنا البارحة شراباً فسكرنا، فزبرتهما وطردتهما. فقال عبد الرحمن: إن لم تفعل أخبرت أبي اذا أقدمت عليه.. فحضرني رأي وعلمت أني إن لم أقم عليها الحدّ غضب عليّ عمر في ذلك، وعزلني، وخالفه ما صنعت، فنحن على ما نحن عليه، إذ دخل عبد الله بن عمر، فقمت إليه، فرحبت به، وأردت أن أجلسه في صدر مجلسي، فأبى عليَّ، وقال: أبي نهاني أن أدخل عليك إلا أن أجد من ذلك بداً. "إن أخي لا يحلق على رؤوس الناس، فأما الضرب، فاصنع ما بدا لك".قال عمرو بن العاص: وكانوا يحلقون مع الحدّ، فأخرجتهما إلى صحن الدار، فضربتهما الحدّ، ودخل ابن عمر بأخيه إلى بيت الدار، فحلق رأسه ورأس أبو سروعة. فو الله ما كتب إلى عمر بشيء مما كان حتى إذا تجنبت كتابه إذا هو نظم فيه: "بسم الله الرحمن الرحيم: من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى العاصي بن العاصي:
".. عجبت لك يابن العاص ولجرأتك على خلاف عهدي.. فما أراني إلا عازلك . تضرب عبد الرحمن في بيتك؛ وقد عرفت أن هذا يخالفني؟.. إنما عبد الرحمن رجل من رعيتك، تصنع به ما تصنع بغيره من المسلمين. ولكن قلت هو ولد أمير المؤمنين، وقد عرفت ألا هوادة لأحد من الناس عندي في حق يجب لله عليه، فإذا جاءك كتابي هذا، فابعث به في عباءة على قتب، حتى يعرف سوء ما صنع"..
قال: "فبعثت به كما قال أبوه، وأقرأت ابن عمر كتاب أبيه، وكتبت إلى عمر كتاباً أعتذر فيه، وأخبره أني ضربته في صحن داري ,بالله الذي لا يحلف بأعظم منه آتي الحدود في صحن داري على الذمي والمسلم، وبعثت بالكتاب مع عبد الله بن عمر".
قال أسلم: "فقدم عبد الرحمن على أبيه، فدخل عليه وعليه عباءة، ولا يستطيع المشي من مركبه. فقال: يا عبد الرحمن فعلت كذا؟ فكلمه عبد الرحمن بن عوف وقال: يا أمير المؤمنين قد أقيم الحدّ عليه مرة. فلم يلتفت إلى هذا عمر وزبره. فجعل عبد الرحمن يصيح: أنا مريض وأنت قاتلي! فضربه وحبسه، ثم مرض فمات رحمه الله).(34).
ورغم أن عمر بن الخطاب شديد في إقامة الحد حتى على نفسه، فأنه كان يرفض الغلو في أخذ الحدود، فقد غضب من أبي موسى الأشعري، وهو من كبار ولاته، لأنه غالى في جلد شارب خمر، وحلق شعره، وسوّد وجهه، ونادى في الناس ألا يجالسوه ولا يؤاكلوه.
فاشتكى هذا الرجل إلى عمر بن الخطاب أمير المؤمنين، فأعطاه عمر مائتي درهم، وكتب إلى أبي موسى الأشعري: (لئن عدت لسودنَّ وجهك، ولأطوفن بك في الناس). وأمره أن يسحب أمره ليجالسه الناس ويأكلوا معه، وأن يمهله ليتوب، ويقبل شهادته إن تاب.(35).
وعدل عمر لم يقف عند طبقة معينة، فقد كانت لا تأخذه في الله عز وجل لومة لائم، فالجميع لديه في سوية واحدة أمام العدل والقضاء به. وهذا تطبيق عملي لأحد أهم مرتكزات الإسلام، وهو إقامة العدل على الجميع دون تمييز، مهما كانت مكانة الشخص المدان ومرتبة، بل أن يقام العدل، حتى وإن كانت نتائجه بتوقعات الآخرين خطيرة على أمن الدولة نفسها، أو قد يؤدي تطبيقه إلى اضطرابات داخلية فيها.
فحين عزل عمر بن الخطاب رضي الله عنه قائد الجيش خالد بن الوليد رضي الله عنه، وهو المحبوب من جنده، وقائد الانتصارات العظيمة والباهرة على الفرس والروم، لم يلتفت إلى النتائج التي قد تنتج عنه من عصيان عسكري، أو امتناع القائد المعزز بقواته عن تنفيذه، أو استغلال من قبل العدو لانقسام قد يحدث في الجيش.
والسبب أن عمر رضي الله عنه أحصى عليه بعض المآخذ، ومنها إنفاقه من بيت المال في غير ما يرضاه، فأمر به أن يحاكم في مجلس عام، كما يحاكم أصغر الجند. وعزله عن قيادة الجيش، بعد مقاسمته فيما يملك من نقد ومتاع..)(36).
فالعدل كله واجب التطبيق في نظر عمر رضي الله عنه مهما كانت النتائج. ونفذ خالد بن الوليد رضي الله عنه قرار الخليفة برضى وطاعة، وقبل المحاكمة. والتحق بعدها بالجيش جندياً عادياً، ولم تؤثر عليه القضية برمتها، فكان باسلاً في المعارك كقائد وجندي، يؤدي رسالة الإسلام الهادفة لإقامة العدل في كل أنحاء الأرض.
ومن صور العدل والمساواة في الحق بين الأمير والمواطن العادي في الإسلام، ومن الأشكال التي تم تطبيقها في العهد الراشدي، نذكر هنا أيضاً كيف وقف عمر بن الخطاب مطبقاً للعدل، منتصفاً لأعرابي بسيط، لطمه الأمير جبلة بن الأيهم أمير الغساسنة وزعيمهم، فاشتكى لعمر من عمل الأمير، فحكم للأعرابي بلطم جبلة الأمير أمام الناس كما لطمه. فغضب جبلة بن الأيهم من هذا الحكم، فلم يستوعب أنّ أعرابي بسيط يقتص من أمير، ولم يدرك أن الإسلام ساوى في الحقوق بين الأمير والفقير في الحقوق، فلا تزال الأعراف الطبقية تعشش في ذهنه، فهرب إلى الروم، حين عرف أن الحكم لابد، أن ينفذ. ولم يتأثر الإسلام حين ارتد جبلة وهرب إلى الروم خوفاً من إقامة العدل، ولم يتهاوى الإسلام بهروبه، بل سجل التاريخ أن الإسلام يقيم العدالة على الأرض دون تمييز أو استثناء.
وكان من عدل عمر رضي الله عنه فيما ترد كل الروايات التاريخية، أنه كان يطوف في المدينة ليلاً، يتفقد أحوال رعيته، فيعالج أوضاع الناس من عوز وجور وظلم. فكان يجلب الدقيق على ظهره لأم وصبية جياع، ويقوم كل الليل من أجل توفير احتياجات امرأة تولد، وليس لها أحد يرعاها، ويسمع لامرأة تصحح لـه أمراً، أراد إصداره في تخفيض المهور، ويضع راتباً لكل يهودي ومسيحي عاجز مع خادم يخدمه. وتطول الروايات عن عدل عمر، ويمكن للقارئ أن يعود إلى العديد من مصادر التاريخ، ليعرف عن عدل هذا الخليفة العظيم.
ومن عدل الإسلام ما ردّ به الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه على من عاتبه في مساواته بين الناس في العطاء، فقال: (اتأمُرونّي أن أطلب النصر بالجور فيمن وليت عليه، والله لا أطور به ما سَمَر سمير، وما أمّ نجم في السماء نجماً، ولو كان المال لي لسويت بينهم، فكيف وإنما المال مال الله) (37).
ومن كلام أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه في طلبه من رعيته بالعون على إقامة العدل، بإنصاف المظلوم، والأخذ على يد الظالم، قال: (لم تكُن بيعتكم إياي فلتة، وليس أمري وأمركم واحداً، إنّي أريدكم لله. وأنتم تريدوني لأنفسكمّ! أيها الناس أعينوني على أنفسكم، وأيم الله لأنصفن المظلوم، ولأقودن الظالم بخزامته حتى أورده منهل الحق، وإن كان كارهاً).(38).
ومن أروع النصائح ما كان يوصي به الإمام علي رضي الله عنه ولاته في الأمصار، وفيما كتبه إلى الأشتر النخعي لما ولاه مصر وأعمالها. ونقتطف بعض ما جاء في هذا الكتاب الجامع، الذي تضمن شروط الوالي العادل، والتي جاء فيها ما يلي: (فليكن أحب الذخائر إليك ذخيرة العمل الصالح، فاملك هواك، وشحّ بنفسك عما لا يحل لك، فإن الشح بالنفس الإنصاف منها فيما أحبت أو كرهت، وأشعر قلبك الرحمة بالرعية، والمحبة لهم واللطف بهم، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان إما أخ لك في الدين، وإما نظير لك في الخَلق...).
وقال له: (أنصف الله، وأنصف الناس من نفسك، ومن خاصة أهلك، ومن لك فيه هوى من رعيتك، فإنك إلا تفعل تَظلم! ومن ظلم عباد الله، كان الله خصمه دون عباده، ومن خاصمه الله أدحض حُجته، وكان لله حرباً حتى ينزع ويتوب، وليس شيء أدعى إلى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته من إقامة (على ظلم، فإن الله يسمع دعوة المضطهدين، وهو للظالمين بالمرصاد). وليكن أحب الأمور إليك أوسطها في الحق، وأعمها في العدل، وأجمعها لرضى الرعية..)(39).
وسئل الإمام علي كرم الله وجهه: أيهما أفضل: العدل أو الجود؟ فقال رضي الله عنه: (العدل يضعُ الأمور مواضِعها، والجود يخرجها عن جَهتِها. والعدل سائس عام، والجود عارض خاص، فالعدل أشرفهما وأفضلهما).(40).
وسئل الإمام علي كرم الله وجهه عن العدل، فقال: (والعدل منها أربع شعبٍ: على غائِصِ الفَهمِ، وغَورِ العلم، وزهرةِ الحُكُمِ، ورِساخَةِ الحِلمِ، فمن فهِمَ عَلِمَ غور العلم، ومن علم غور العلم صدر عن شرائع الحكم، ومن حلم لم يفرط في أمره، وعاش في الناس حميداً.(41).
تلك صور من عدالة الإسلام، ومن دعوته الدائمة للعدل والمساواة، وسيادة القانون على الجميع دون استثناء، وأن يطبق على الحاكم والمحكوم، بل الإسلام لم يفرق في تطبيق العدل على المسلم وغير المسلم، فالعدل هو هدف في مكنوناته ملزم من اعتنق الإسلام، أن يطبق على نفسه وعلى غيره، وفق نظام مؤسسات الدولة، هذا هو الإسلام الذي يحاول المتصهينون في الغرب تشويه صورته، كما جاء في مقدمة البحث.
الزوج الوفي المحب صلى الله عليه وسلم
الزوج الوفي المحب صلى الله عليه وسلم
عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت : (( لم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم على خديجة حتى ماتت )) (1).
هكذا استطاعت خديجة رضي الله عنها أن تملأ على زوجها حياته وقلبه وبيته حتى لا يفكر في امرأة أخرى ، وفرت له الراحة والطمأنينة والسكينة في نفسه وفي بيته وحياته .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أتى جبريل النبي عليه الصلاة والسلام فقال : (( يا رسول الله هذه خديجة قد أتتك معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب ، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب )) (2)
قال السهيلي : ( مناسبة نفي هاتين الصفتين ، أعني المنازعة والتعب أنه صلى الله عليه وسلم لما دعا إلى الإسلام أجابت خديجة طوعاً ، فلم تحوجه إلى رفع صوت ولا منازعة ولا تعب في ذلك ، بل أزالت عنه كل نصب وآنسته من كل وحشة ، وهونت عليه كل عسير ، فناسب أن يكون منزلها الذي بشرها به ربها بالصفة المقابلة لفعلها ) (3) .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : (( ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة وما رأيتها ، ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها وربما ذبح الشاة ثم يُقطعها أعضاء ، ثم يبعثها في صدائق خديجة ، فربما قلت له : كأنه لم يبق في الدنيا امرأة إلا خديجة ؟! فيقول : (( إنها كانت وكانت ، وكان لي منها ولد ))(4) .
وعنها أيضاً قالت : (( استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف استئذان خديجة فارتاع لذلك فقال : (( اللهم .. هالة )) قالت : فغرتُ فقلت : ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر ، قد أبدلك الله خيراً منها )) (5) .
قال ابن حجر : ( وفيه دليل عظيم على عظم قدرها عنده وعلى مزيد فضلها ، لأنها أغنته عن غيرها ، واختصت به بقدر ما اشترك فيه غيرها مرتين ، لأنه صلى الله عليه وسلم عاش بعد أن تزوجها ثمانية وثلاثين عاماً ، انفردت خديجة منها بخمسة وعشرين عاماً ، وهي نحو الثلثين من المجموع فصان قلبها مع طول المدة من الغيرة ، ومن نكد الضرائر الذي ربما حصل له منه ما يشوش عليه بذلك ، وهي فضيلة لم يشاركها فيها غيرها ) (6) .
وقال النووي : ( في هذه الأحاديث دلالة لحسن العهد وحفظ الود ورعاية حرمة الصاحب والمعاشر حياً وميتاً ، وإكرام معارف ذلك الصاحب ) (7) .؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟حسن المعاشرة مع الأهل
كان صلى الله عليه وسلم حسن المعاشرة مع أهله يحادثهن ويسامرهن ويلاعبهن ويتقرب إليهن بكل ما يدخل السرورإلى قلوبهن، وهو رجل الدولة وسيّد المرسلين .. ونبي هذه الأمة.
روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت:(( كان الحَبش يلعبون بحرابهم فسترني رسول الله وأنا أنظر، فما زلت أنظر حتى كنت أنا أنصرف، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن تسمع اللهو )).
وفي رواية أخرى : (( وكان يوم عيد يلعب فيه السودان بالدَرق والحراب ، فإما سَألت النبي صلى الله عليه وسلم وإما قال :تشتهين تنظرين ؟فقلت : نعم فأقامني وراءه خدي على خده وهو يقول : دونكم يا بني أرفدة. حتى إذا مَللت قال :حَسْبُكِ؟ قلت : نعم قال :فاذهبي)).
وفي رواية عند النسائي يقول : (( أما شبعت، أما شبعت ؟قالت : فجعلت أقول: لا، لأنظرمنزلتي عنده )) .
وفي رواية البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : (( وما بي حب النظر إليهم ولكن أحببت أن يبلغ
النساء مقامه لي ومكاني منه )) . ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟هكذا كان بيته صلى الله عليه وسلم في رمضـــان
هكذا كان بيته صلى الله عليه وسلم في رمضـــان
كان السرور يعم طيبة و بيوت النبي صلى الله عليه وسلم بدخول شهر رمضان ، فهاهو رسول الله يبشر أهله وأصحابه بدخول الشهر بقوله ( أتاكم رمضان ، شهر مبارك ، فرض الله عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب السماء ، وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتُغل فيه مردة الشياطين ، لله فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حُرم خيرها فقد حُرم )(1).
فتتهيأ بيوته وأصحابه للاجتهاد في هذا الشهر ، شهر الصيام والقيام وقراءة القرآن ، ويظل رسول الله صلى الله عليه وسلم يشحذ هممهم ويشدّ عزيمتهم لاغتنام دقائق هذا الشهر الغالية حتى ينقضي ، حرصاً عليهم وخشية أن يفوتهم شيء من الخير !
فهاهو عليه الصلاة والسلام يحثّ أصحابه وأهله على الخير والإكثار من أعمال البر في هذا الشهر المبارك ، فقال لهم في شأن الصيام ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه ( كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، قال الله عز وجل : إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ؛ يدع شهوته وطعامه من أجلي ، للصائم فرحتان : فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ، ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك )(2)
وقال لهم مرشداً إلى صيانة صيامهم وحفظ مقاصده ( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه )(3)
وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام ( رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ، ورب قائم حظه من قيامه السهر )(4)
وقال ( الصيام جنة ، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل ، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم –مرتين- )(5)
وبذلك أدرك الصحابة رضي الله عنهم مقاصد الصيام والغاية منه – ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) - فكان جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول : [ إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمأثم ، ودع أذى الخادم –الجار- وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك ، ولا تجعل يوم فطرك ويوم صيامك سواء ](6)
وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول :[ الغيبة تخرق الصوم والاستغفار يرقعه ، فمن استطاع منكم أن يجيء غداً بصومه مرقعاً فليفعل ](7)
وقال أبو ذر رضي الله عنه :[ إذا صمت فتحفّظ ما استطعت ] (8).
وقال لهم صلى الله عليه وسلم في شأن الصلاة والحفاظ على إقامتها بخشوع وطمأنينة ما رواه ابن عمر رضي الله عنه قال ( اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الأواخر من رمضان ، فاتخذ له فيه بيت من سعف ، قال : فأخرج رأسه ذات يوم ، فقال : إن المصلي يناجي ربه عز وجل ؛ فلينظر أحدكم بما يناجي ربه ، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة )(9).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة ، فيقول : من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )(10) .
وكان عليه الصلاة والسلام يتحرّى ليلة القدر ليدلّ أمته عليها فيقوموها عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إني اعتكفت العشر الأول ألتمس هذه الليلة ، ثم اعتكفت العشر الأوسط ثم أُتيت فقيل لي : إنها في العشر الأواخر ؛ فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف . فاعتكف الناس معه )(11)
وعن عائشة رضي الله عنها قالت :( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان ، ويقول تحرّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان )(12)
وكان يحثهم على الإكثار من الدعاء فقال ( إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة ، وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة )(13)
وقال لهم في شأن العمرة ( عمرة في رمضان تقضي حجة معي )(14).
وكان عليه الصلاة والسلام قدوة لهم في ذلك كله.
فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت - حين سئلت : كيف كانت صلاة رسول الله في رمضان ؟ - ( ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة ؛ يصلي أربعاً فلا تسل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي أربعاً فلا تسل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي ثلاثاً )(15)
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة )(16).
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام ، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً )(17)
وكان عليه الصلاة والسلام حريصاً على أهله يعلمهم الخير ويحثهم عليه ، فلا يدع أحداً من أهله يطيق القيام إلا أقامه ، فعن زينب ابنة أم سلمة رضي الله عنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بقي من الشهر عشرة أيام لم يذر أحداً من أهله يطيق القيام إلا أقامه )(18)
وقد كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين فرض الصيام دون الحادية عشرة وكانت تقوم معه الليل وكذلك بقية أزواجه ، فعنها رضي الله عنها أنها قالت ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شدّ مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله )(19)
وعن علي رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان )(20)
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : ( صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يقم بنا شيئاً من الشهر حتى بقي سبع فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل ، فلما كانت السادسة لم يقم بنا ، فلم كانت الخامسة قام بنا حتى ذهب شطر الليل ، فقلت : يا رسول الله ! لو نفلتنا قيام هذه الليلة ؟ قال : فقال : ( إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام ليلة ، قال : فلما كانت الرابعة لم يقم ، فلما كانت الثالثة جمع أهله ونساءه والناس ، فقام بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح ، قال : قلت : وما الفلاح ؟ قال : السحور ، ثم لم يقم بقية الشهر )(21)
وكذلك تعتكف على صغر سنها وكذا غيرها من أزواجه عليه الصلاة والسلام ، فعنها رضي الله عنها أنها قالت ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر أن يعتكف العشر الأواخر من رمضان ، فاستأذنته عائشة فأذن لها ، وسألت حفصة عائشة أن تستأذن لها ففعلت ...)(22) .
وعن عائشة رضي الله عنها أيضاً قالت : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف معه بعض نسائه وهي مستحاضة ترى الدم ، فربما وضعت الطست تحتها من الدم )(23).
بل حرصاً منها على إدراك ليلة القدر سألته رضي الله عنها : يا رسول الله ! أ رأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر.. ما أقول فيها ؟ قال قولي ( اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني ) .
وقد بلغ من حرص أهله عليه الصلاة والسلام على القيام إيقاظهم له بالليل لصلاة القيام ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أُريت ليلة القدر ، ثم أيقظني بعض أهلي فنسيتها ، فالتمسوها في العشر الغوابر )(24)
وقد استقر في أذهان أهله وأصحابه أن هذا الشهر هو شهر الصيام والقيام وقراءة القرآن ، لا سيما وهم يرون حرص النبي صلى الله عليه وسلم على التعبد فيه وبعده عن التكلف في الطعام والشراب اغتناماً للوقت وتوفيراً للجهد .
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات ، فإن لم تكن رطبات فتميرات ، فإن لم تكن تميرات حسا حَسَوات من ماء )(25).
وعن أنس رضي الله عنه قال ( ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قط صلى المغرب حتى يفطر ، ولو على شربة ماء )(26)
وقال أيضاً ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - وذلك عند السحور – يا أنس إني أريد الصيام ؛ أطعمني شيئاً ! فأتيته بتمر وإناء فيه ماء وذلك بعدما أذن بلال )(27).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( نعم سحور المؤمن التمر )(28)
فهلا اتبعنا هدي نبينا صلى الله عليه وسلم واغتنمنا شهرنا في الطاعات حتى نفوز بأعلى الجنات
د. إلهام بدر الجابري ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟إشراقات من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
إشراقات من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
مع عائشة
روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : (( جلس إحدى عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أسرار أزواجهن شيئاً .
قالت الأولى : زوجي لحم جمل غثّ على رأس جبل ، لا سهل فيُرتقى ،ولا سمين فينتقى .
قالت الثانية : زوجي لا أبث خبره ، إني أخاف أن لا أَذَره ، إن أذكره أذكر عُجَره وبُجَره .
قالت الثالثة : زوجي العُشنَّق ، إن أنطق أطلق ، وإن أسكت أعلق .
قالت الرابعة : زوجي كليل تهامة لا حر ولا قرُ ولا مخافة ولا سآمة .
قالت الخامسة : زوجي إذا دخل فهد وإن خرج أسد ولا يسأل عما عَهد .
قالت السادسة : زوجي إن أكل لفّ ، وإن شرب اشتف ، وإن اضجع التف ، ولا يولج الكف ليعلم البثّ . قالت السابعة : زوجي غياياء - أو عياياء – طباقاء ، كل داء له دواء ، شجَّك أو فلَّك أو جمع كلا لك .
قالت الثامنة : زوجي المس مسُ أرنب ، والريح ريح زرنب . قالت التاسعة : زوجي رفيع العماد ، طويل النجاد ، عظيم الرماد ، قريب البيت من الناد .
قالت العاشرة : زوجي مالك وما مالك ؟! مالكٌ خير من ذلك ، له إبل كثيرات المبارك ، قليلات المسارح ، وإذا سمعن صوت المِزْهر أيقن أنهن هوالك .
قالت الحادية عشر : زوجي أبو زرع فما أبو زرع ، أناس من حليِّ أذني ، وملأ من شحمٍ عُضديِّ ، وبجحنّي فَبَجِحَتْ إليّ نفسي ، وجدني في أهل غُنيمة بشق ، فجعلني في أهل صهيل وأطيط ، ودائس ومُنَقٍ ، فعنده أقول فلا أقبح ، وأرقد فأتصبح ، وأشرب فأتقمح . أم أبي زرع ، فما أم أبي زرع ؟! عُكومها رداح ، وبيتها فساح . وابن أبي زرع ، فما ابن أبي زرع ؟! مضجعه كمسلِّ شطبة ، ويشبعه ذراع الجفرة . وبنت أبي زرع فما بنت أبي زرع ؟! طوع أبيها وطوع أمها وملء كسائها وغيظ جارتها .
جارية أبي زرع فما جارية أبي زرع ؟! لا تبثُّ حديثنا تبثيثاً ، ولا تُنقّث ميرتنا تنقيثا ، ولا تملأ بيتنا تعشيشاً .
قالت : خرج أبو زرع والأوطاب تمخض ، فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين يلعبان من تحت خصرها برمانتين ، فطلقني ونكحها ، فنكحت بعده رجلاً سرياً ، ركب شريا ، وأخذ خطِّيا ، وأراح عليّ نعما ثريا ، وأعطاني من كل رائحة زوجاً ، وقال : كلي أم زرع وميري أهلك ، قالت : فلو جمعت كل شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع ...
قالت عائشة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( كنت لكِ كأبي زرع لأم زرع )) .
من فوائد الحديث (1) :
1. حُسن عشرة المرء أهله بالتأنيس والمحادثة بالأمور المباحة مالم يفض ذلك إلى ما يمنع .
2. المزاح أحياناً وبسط النفس به ومداعبة الرجل أهله وإعلامه بمحبته لها مالم يؤد ذلك إلى مفسدة .
3. إخبار الرجل أهله بصورة حاله معهم وتذكيرهم بذلك لاسيما عند وجود ما طبعن عليه من كفر الإحسان .
4. إكرام الرجل بعض نسائه بحضور ضرائرها بما يخصها به من قول أو فعل ، ومحله عند السلامة من الميل المفضي إلى الجور .
5. جواز تحدث الرجل مع زوجته في غير نوبتها .
6. جواز الانبساط بذكر طُرف الأخبار ومستطابات النوادر تنشيطاً للنفوس .
7. حث النساء على الوفاء لبعولتهن وقصر الطرف عليهم والشكر لجميلهم ، ووصف المرأة زوجها بما تعرفه من حسن وسوء .؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟إشراقات من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم مع عائشة
إشراقات من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم مع عائشة
عن عائشة رضي الله عنها قالت : (( خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره ، وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن ، فقال للناس : تقدموا فتقدموا ، ثم قال لي : تعالي حتى أسابقك فسابقته ، فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت خرجت معه في بعض أسفاره ، فقال للناس : تقدموا فتقدموا ، ثم قال لي : تعالي أسابقك فسابقته فسبقني ، فجعل يضحك وهو يقول : هذه بتلك )) (1) .
فما أعظم الخُلق ، وما أطيب التعامل ، وما أجمل الأدب ، النبي المصطفى ، والهادي المجتبى ، مبلغ الوحي وصاحب الرسالة ، وهادي الأمة ، ومع كل ما يحمل من هم الدعوة ، وإقامة الجهاد ، ونشر التوحيد ، ومحاربة الشرك وتعليم الأمة ، مع ذلك كله يجعل جزءاً من وقته لملاطفة نسائه ، فيقيم هذه المسابقة لا ليزجي بها الوقت ويقضي بها الفراغ ، بل ليؤدي واجب الزوجية ، ويعمق روابط المحبة ، ويلبي رغبات النفوس ، ويراعي ميول الفطرة ، في جو من الملاطفة والمداعبة والمضاحكة والممازحة ) (2) .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : (( كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم ، وكانت لي صواحب يلعبن معي ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل يتقمعن منه ، فيُسربهن إلي فيلعبن معي )) (3) .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : (( قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أو خيبر ، وفي سهوتها ستر فهبت ريح فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة لعب ، فقال : ما هذا ياعائشة ؟ قالت : بناتي . ورأى بينهن فرساً له جناحان من رقاع ، فقال : ما هذا الذي أرى وسطهن ؟ قالت : فرس ، قال : ما هذا الذي عليه ؟ قالت : جناحان ، قال : فرس له جناحان ؟ قالت : أما سمعت أن لسليمان خيلاً لها أجنحة ؟ قالت : فضحك حتى رأيت نواجذه )) (4) .
هكذا كان رفق النبي صلى الله عليه وسلم بزوجه ، ومراعاته لمشاعرها وحرصه عليها ، وحسن التعامل معهن والصبر عليها ، ومراعاة هواها وموافقتها في غير محظور ، وهذا إكرام بالمرأة ليس له مثيل ، ورفق نبوي فريد .
قال ابن حجر : ( استدل بهذا الحديث على جواز اتخاذ صور البنات واللعَب من أجل لعب البنات بهن ، وخص ذلك من عموم النهي عن اتخاذ الصور ، وبه جزم القاضي عياض ونقله عن الجمهور ، وأنهم أجازوا بيع اللعب للبنات لتدريبهن من صغرهن على أمر بيوتهن وأولادهن ) (5) .
ويجوز اتخاذ لعب الصبيان ولكن شريطة أن تكون من جنس لُعب عائشة رضي الله عنها وهي المصنوعة من العهن والرقاع والخِرَق ونحو ذلك (6) .؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ومن حسن عشرته -صلى الله عليه وسلم- لأهله، تعاهده لهن، وزيارتهن، والسؤال عن...
ومن حسن عشرته -صلى الله عليه وسلم- لأهله، تعاهده لهن، وزيارتهن، والسؤال عن أحوالهن
- روى البخاري عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (( أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- كان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة وله يومئذ تسع نسوة)).
- وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت : (( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا انصرف من العصر دخل على نسائه فيدنو من إحداهن، فدخل على حفصة فاحتبس أكثر ما كان يحتبس )) .
ومن ذلك أنه كان يتلمس أجمل طرق العشرة الزوجية وأسهلها:
- قالت عائشة : (( كنت أشرب وأنا حائض فأناوله - النبي صلى الله عليه وسلم- فيضع فاه على فيَّ ، وأتعرَّق العَرْق فيتناوله ويضع فاه في موضع فيّ))(1).
- وعنها -رضي الله عنها- قالت : (( أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قبَّل امرأة من نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ )) (2) .
- وعن عمرو بن العاص أنه قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (( أي الناس أحبُ إليك ؟ قال : عائشة )) (3) .
- وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (( كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد )) (4) .
- وروى البخاري أنه - صلى الله عليه وسلم- "لما رجع من غزوة خيبر وتزوج صفية بنت حيي - رضي الله عنها- كان يدير كساءً حول البعير الذي تركبه يسترها به ، ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته، فتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب" .
كان هذا المشهد مؤثراً يدل على تواضعه - عليه الصلاة والسلام- وهو القائد المنتصر، والنبي المرسل ، يعلم أمته أنه لا ينقص من قدره ومن مكانته أن يسابق زوجته، أو يقبلها، أو يغتسل معها، أو يُوطيء أكنافه لأهله، وأن يتواضع لزوجته، وأن يُعِينها ويسعدها .؟؟؟؟؟؟؟؟
الحملة الجديدة على الإسلام
الحملة الغربية الصهيونية بزعامة الولايات المتحدة اليوم على الإسلام بأبعادها العسكرية والسياسية والثقافية، هي بدء انطلاقة لحرب إبادة، وتدمير، وترويع، وتخويف، لا يسلم منها أي مسلم في أية بقعة على الأرض، سواء أكان سكن في بلاد المسلمين أو في بلاد الغرب نفسه. ولن ينجو منها أي قطر حتى وإن كان تابعاً، فهدف الحملة الاستراتيجي هو الخضوع الكامل والتسليم للإرادة الأمريكية، لتتحول البلدان العربية والإسلامية إلى نماذج ممسوخة، قد تم تصنيعها في المختبرات الأمريكية على يدي مهندسين صهاينة.
وإن كانت الحملة عسكرية قد احتلت أفغانستان، وفي طريقها لاحتلال العراق. وما يجري من إبادة مريعة بوحشية بربرية، لم ير العالم مثيلاً لها على الأرض الفلسطينية المحتلة. وإرسال الإنذارات ورسائل التهديد والوعيد للدول المسماة من قبل الولايات المتحدة بالدول الداعمة للإرهاب كسورية والسودان وليبيا وإيران، فإنها مغلفة بتهديد من لون آخر للسعودية واليمن ومصر وغيرها من الأقطار العربية والإسلامية. وما تم رصده من بضع دولارات لما يسمى بالتأهيل للديمقراطية، وإعادة البناء التعليمي وفق المزاج الأمريكي. وما دعوة وفود نسائية وشبابية إلى الولايات المتحدة عام 2002 بحجة التأهيل الديمقراطي إلا بداية مخطط رهيب، يهدف إلى هيمنة كاملة للمشروع الصهيوني الأمريكي الغربي على العالمين العربي والإسلامي.
هذه الحملة التي انطلقت شرارتها الفكرية بطرح ما يسمى ب (صدام الحضارات) لدى العديد من مفكري الغرب، واشتهرت بأطروحة للكاتب الأمريكي صومائيل هنتغتون، الذي يعتبر من أهم مفكري الغرب والولايات المتحدة، والأستاذ في جامعة هارفرد، والباحث في العلوم السياسية والدراسات الاستراتيجية. والذي أصدر كتاباً تحت عنوان (صدام الحضارات وإعادة النظام العالمي). وقد ترجم إلى العديد من اللغات الحية في العالم.
وهذا الكتاب، يرى أن الصراع، لن يكون إيديولوجيا كما كان في السابق، أيام الحرب الباردة بين المعسكرين الشيوعي والرأسمالي، ولن يكون الصراع طبقياً بين الفقراء والأغنياء كما كان في القرن الماضي، ولا اقتصادياً أو اجتماعياً بل صراعاً ثقافياً.
وفي رأيه أن هذا الصراع يتطلب من كل أمة من الأمم أن تبحث عن هويتها الثقافية. وقسم العالم إلى ثمان مجموعات ثقافية حضارية هي: الحضارة الغربية وتضم أمريكا وأوروبا وأستراليا، والحضارة الصينية والمستمدة من تعاليم كونفوشيس، والحضارة الإسلامية، والحضارة الهندية، والحضارة اليابانية، والحضارة السلافية الأرثوذكسية، والحضارة الأمريكية اللاتينية، والحضارة الأفريقية.(8).
اعتبر هنتغتون بموجب هذا الانتماء الجديد للهوية الثقافية، أن الإسلام سيعتبر العدو الرئيسي للحضارة الغربية، كونه يرفض ما أسماه (بالغربنة). لأن المسلمين يرون في الإسلام الحل لكافة قضاياهم، ويرفضون الحضارة الغربية بديلاً عنه.
فكتب يقول حول ما أسماه بالانبعاث الإسلامي (.. الانبعاث الإسلامي أو الصحوة الإسلامية في مداه وعمقه هو آخر مظهر في تكييف الحضارة الإسلامية مع الغرب، إنه مجهود لإيجاد "حل" ليس في الإيديولوجيات الغربية، ولكن في الإسلام، إنه يجسد قبول الحداثة ورفض الغربنة، واستعادة الالتزام بالإسلام كمرشد في الحياة في العالم المعاصر).(9)
أما ما يقلقه ويقلق مفكري الغرب وساستهم هو الانبعاث الإسلامي أو الصحوة الإسلامية، ويعتبر الأصولية هي وجهها السياسي فيقول: (إن الانبعاث الإسلامي هو مجهود يقوم به المسلمون لتحقيق هذا الهدف. إنه حركة ثقافية فكرية واجتماعية وسياسية عريضة تعمُّ أرجاء الإسلام.
الأصولية التي تفهم عادة بأنها الإسلام السياسي، هي فقط عنصر واحد من إحياء أكثر شمولاً للأفكار والممارسات والعلوم الإسلامية، ولتكريم الإسلام من قبل المسلمين. الانبعاث هو التيار الرئيسي ليس متطرفاً، هو منتشر
وليس معزولاً)(10)
ولكن لو عدنا إلى الشكل العملي لهذا الانبعاث، لوجدناه يعتمد على قائمة أعدها مفكر غربي يدعى (جون. ل. إرسبوزنيو) الذي وضع قائمة للصحوة الإسلامية في الحياة الشخصية للمسلم: (الاهتمام المتزايد بالشعائر الدينية (التردد على المسجد. الصلاة. الصيام) تعدد البرامج والمطبوعات الدينية، التركيز الأكثر على الزيّ الإسلامي والقيم الإسلامية، وإعادة الصوفية).(11)
وفي رأي هنتغتون أسباب عودة المسلمين إلى هويتهم الثقافية أي الإسلام، يعود إلى انتشار الفساد في المؤسسات، إضافة إلى الركود الاقتصادي، وانتشار ظاهرة الفقر بشكل واسع بين الطبقات الشعبية. فوجد المسلمون في عودتهم إلى دينهم الذي يطرح قيم وسلوكيات عالية، هو العلاج لكل ظواهر الفساد والفقر.
اعتبر هنتغتون الحضارة الإسلامية من الحضارات المتحدية للغرب مع الحضارة الصينية، كونهما رافضتا قبول هيمنة الحضارة الغربية عليهما كبقية الحضارات الأخرى الضعيفة والمتأرجحة، وتعتزان بحضارتهما.
وتوقع صراعاً قادماً بين الغرب والإسلام بسبب عدم القدرة على التوافق فيقول: (أربعة عشر قرناً.. أثبتت أن العلاقات بين الإسلام والمسيحية كانت غالباً عاصفة، كل واحد نقيض للآخر).(12)
أما عوامل الصدام القادم بين الغرب والإسلام، بعد أن يقوم بتشويه حقائق التاريخ والعوامل الموضوعية في ماهية الصراع، فيدعي أن عوامل مختلطة مشابهة زادت من الصراع بين الإسلام والغرب في القرن العشرين:
1 ـ النمو السكاني للمسلمين خلق بطالة لعدد كبير، وهؤلاء الساخطون من الشبان الذين جندوا للأهداف الإسلامية، ومارسوا ضغوطاً على المجتمعات المجاورة، وهاجروا إلى الغرب.
2 ـ الإحياء الإسلامي أعطى للمسلمين إعادة الثقة في أهمية حضارتهم وقيمهم، مقارنة بتلك التي في الغرب.
3 ـ جهود الغرب في جعل قيمهم ومؤسساتهم عالمية، والمحافظة على تفوقهم العسكري، والتدخل في صراعات العالم الإسلامي، خلقت ازدراء شديداً بين المسلمين.
4 ـ انهيار الشيوعية حوّلت العدو المشترك للغرب وللإسلام، وترك كل واحد، يرى الآخر مصدر تهديد له.
5 ـ الاتصال المتزايد بين المسلمين والغربيين، ولّد في كل واحد منهما شعوراً جديداً بهويتهم، وكيف أن هذه الهوية مختلفة عن الآخر. التفاعل والتمازج فاقم الاختلافات حول حقوق أعضاء الحضارة الواحدة في بلاد يسيطر عليها أعضاء من الحضارة الأخرى. وفي كلِّ من المجتمعين المسلم والمسيحي انحدر التسامح مع الآخر بشكل حاد في الثمانينات والتسعينات).(13)
ويتحدث هنتغتون عن أن أسباب تجدد الصراع بين الإسلام والغرب اليوم (يكمن في التساؤلات الأساسية للقوة والثقافة. من الذي يحكم؟ القضية الأساسية حددها لينين، هي في جذور الصراع بين الإسلام والغرب. ولكن هناك صراع إضافي يعتبره لينين غير ذي معنى، بين رؤيتين مختلفتين لما هو الصح، وما هو الخطأ. وحيث إن الإسلام يبقى إسلاماً (سيبقى)، والغرب سيبقى غرباً (مشكوك فيه) هذا الصراع الأساسي بين حضارتين عظيمتين سيستمر، لتحديد علاقاتهما في المستقبل مثلما في السابق خلال الأربعة عشر قرناً).(14)
ومن مسببات الصراع القادم بين الحضارتين يقول هنتغتون: (المشكلة في الغرب ليس هي الأصولية الإسلامية، المشكلة الإسلام، حضارة مختلفة وشعوبها مقتنعة بتفوقها الثقافي وواعية بدونيّة موقعها. المشكلة بالنسبة للإسلام ليست المخابرات الأمريكية أو وزارة الدفاع أو الخارجية الأمريكية. المشكلة للغرب حضارة مختلفة، شعوبها مقتنعة بعالمية ثقافتها، واعتقاد هذه الشعوب بتفوقها. القوة تجبرهم بالالتزام لتوسيع تلك الثقافة من خلال العالم. هذه هي المكونات الأساسية والتي تشغل الصراع بين الإسلام والغرب).(15)
وينسى هنتغتون أن الغرب بحضارته، كان وراء تدمير معظم الشعوب الإسلامية اقتصادياً واجتماعياً، حين استعمر بلادهم ونهب خيراتهم، وبدّد ثرواتهم، ولا زالت شركاته تسرق بترولهم، وأساطيله الحربية تحتل بحارهم، وقواتهم تحمي أنظمة مرفوضة من شعوبها. وارتكب جريمة في حق الإسلام والعروبة، حين زرع كياناً استيطانياً، سلّحه بأقوى الأسلحة، ودعمه. ليمارس التدمير والقتل والتشريد، واستنزاف مداخيل الدول المجاورة له، والتي كان لها أن تعود بتنمية شعوبهم ورفاهيتها، لولا وجود هذا الصراع مع الكيان الصهيوني.
وخلال الوجود الاستعماري في القرنين التاسع عشر والعشرين، كان التركيز الثقافي والسياسي الاستعماري يعمل على فصل الدول العربية والإسلامية عن موروثها من القيم والسلوكيات والثقافات، التي أنتجتها من خلال زرع القيم والسلوكيات الغربية. كما هي اليوم فرض النمط السلوكي الغربي على البلاد العربية والإسلامية.
ونورد هنا لقول وزير فرنسي في عام 1900، يتفاخر بفصل تونس عن باقي شقيقاتها من البلدان الإسلامية والعربية من خلال فرض النمط الغربي عليها فيقول: (تمكنا بواسطة ما أدخلناه من التعديلات الطفيفة شيئاً فشيئاً، وأجريناه من المراقبة على شؤون الأمور الإدارية والسياسية من التداخل في شؤون البلاد والقبض على أزمتها بدون شعور أهلها. تم هذا الانقلاب بسرعة ولين فلم يتألم منه الأهلون، ولم تنخدش لـه احساساتهم..) ويقول: (وجملة القول أن انقلاباً عظيماً حدث بدون أن يجر وراءه ألماً أو توجعاً أو شكوى، بحيث وطدت الآن دعائم السلطة المدنية من غير أن يلحق بالدين مساس، وتسربت الأفكار الأوروبية بين السكان بدون أن يتألم منها الإيمان المحمدي، واقترنت السلطة الفرنسية بالسلطة الوطنية اقتراناً لم تغشه سحابة كدر.
إذن يوجد الآن بلد من بلاد الإسلام قد ارتخى، بل انفصم الحبل بينه وبين البلاد الإسلامية الأخرى الشديد الاتصال بعضها ببعض. إذن توجد أرض تنفلت شيئاً فشيئاً من مكة ومن الماضي الآسيوي. أرض نشأت فيها نشأة جديدة، أنبتت قضائها وإدارتها وعاداتها وأخلاقها، أرض يصح أن تتخذ مثلاً يقاس عليه، ألا وهي البلاد التونسية).(16)
وينسى أن الغرب وحضارته، كان وراء تدمير المشروع العربي القومي النهضوي منذ مائة عام، وحارب مشاريع وحدوية وساعد في تدمير نهضته الثقافية والاقتصادية والسياسية. ولا زال الغرب يحارب أي مشروع وحدوي، ويفكك أي تجمع إقليمي عربي، ويسعى لإفشاله.
ويحذر هنتغتون من تطور القوى العسكرية الإسلامية والصينية وهما الحضارتان المتحديتان للغرب، بل يحذر من تعاون أكيد بين الإسلام والصين لمواجهة الحضارة الغربية، علماً أنها أكذوبة يسوقها هنتغتون للجمهور الغربي لخلق حالة من الهلع والخوف المستقبلي من تلك الحضارتين. فالإسلام لا يشكل دولة كالصين، بل دول متعددة الأشكال والأنظمة السياسية، وينتهج معظمها النمط الغربي سياسياً وتشريعياً. أما الدول التي تتبع الشريعة الإسلامية فهي لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة. وهذا ما ينسف كل مقولة هنتغتون في التحالف الإسلامي الصيني المستقبلي. كما أن الصين تنتهج النظام الشيوعي، ولا يقوم نظامها السياسي على تعاليم كونفوشيس.
وأخطر ما تحمل أفكار هنتغتون هو تحذيره للغرب من النمو الديمغرافي للمسلمين، وفي رأيه هذا سيؤدي بالشباب المسلم نتيجة البطالة إلى تكوين مجموعات متمردة وعنيفة داخل مجتمعاتها. كما يدفع هؤلاء إلى الهجرة إلى بلاد الغرب الأوربي والأمريكي، وهنا تكمن الخطورة على الغرب من هذه الهجرة. فالإسلام كما يصوره هنتغتون يحرض على العنف وسفك الدماء، وأن المسلمين متورطون في أعمال العنف أكثر من كل شعوب الحضارات الأخرى. والسبب كما يدعي هي صعوبة اندماجهم مع شعوب الحضارات الأخرى. لهذا فالإسلام مصدر عدم الاستقرار في العالم.
ولا غرابة أن يتوافق طرح هنتغتون مع ما كتب وبشر به نتنياهو في كتبه الثلاث:
1 ـ الإرهاب الدولي.
2 ـ الإرهاب كيف يمكن للغرب أن ينتصر؟
3 ـ محاربة الإرهاب كيف تستطيع الديمقراطيات هزيمة الإرهابيين المحليين والدوليين؟
والتي تضمنت خوفه على الغرب وحضارته من الإسلام، الذي يشكل في رأيه إرهاباً خطيراً في العالم، بما يحمل من وسائل دمار وعدوان وحقد على حضارة الغرب وديمقراطيته. ويدعو قادة الغرب إلى مواجهة الهجرة الإسلامية، وإلى أسلمة بعض الغربيين. معتبراً الهجرة الإسلامية مقتل الغرب، لما يحمل المهاجرون المسلمون من تعاليم مدمرة لديمقراطية الغرب وحضارته.
وليس هنتغتون ونتنياهو فقط في هذه الزفة، فظاهرة اليمين المتطرف المعادي للمهاجرين المسلمين في الغرب، تطالب هي الأخرى بطرد المهاجرين، وإعادتهم إلى بلادهم. مع العلم أن إحصائيات الأمم المتحدة تدعو إلى الهجرة إلى الشمال الأوروبي بسبب التناقص السكاني في أوروبا. وما ظاهرة جان ماري لوبان في فرنسا ودعواته المعادية للمهاجرين، إلا شاهداً على العداء المشترك ضد الإسلام والمهاجرين بين الصهيونية واليمين المتطرف وأنصار الصهيونية في الكنيسة البروستانية الأمريكية.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ صدام سلوكيات لا صدام حضارات
الحضارة هي إنتاج إنساني لأمة معينة، ومظهر لرقيّها الفكري والفني. ولم يتحدث التاريخ عن أمة حجبت حضارتها عن الأمم الأخرى، إلا لفترة معينة من الزمن، أو لظرف يستحيل بها الوصول إلى الآخرين. كما هي حضارات الهنود الحمر بسبب عدمية وسائل المواصلات آنذاك. ولكن الآن بدأ العالم يتواصل معها بتعرفه على تلك الحضارة من خلال المكتشفات الآثرية لأوابدها. أي أن الحضارات تتمازج وتتواصل ولا تتصادم، بل أن معظم الحضارات القديمة والحديثة أثرت وتأثرت بالمجتمع الإنساني كله.
فالحضارة الإغريقية تناقلت إنتاجها الفكري والفني حضارات مختلفة، وأسهمت الحضارة الإسلامية بإعادة إنتاجها من جديد، وقدمتها للإنسانية أجمع، لا تزال تؤثر إلى يومنا في فكر الشعوب. وكذلك الحضارات القديمة في بلاد الرافدين ووادي النيل وفارس والرومان، والحضارة العربية الإسلامية والهندية والصينية وصولاً إلى الحضارة الغربية الحالية، فهي بعد إنتاجها تعود ملكيتها للإنسانية وعلى مر العصور.
والصدام بين الحضارات كما يطرحه بعض مفكري الغرب وساستهم والصهاينة اليوم، هو أكذوبة على التاريخ والعقل. فالشاهد التاريخي يكذب ذلك، والعقل بما يحس ويلمس يستنكره أيضاً. إذاً أي صدام يريدون؟ إنه صدام سلوكيات ثقافية التي أنتجتها الحضارات، وهذا ما يحدث حقاً اليوم. حين تحاول أمة أو دولة فرض سلوكياتها، وأنماط حياتها على شعوب وأمم أخرى. وليس صدام حضارات.
أنتجت الحضارة الإسلامية سلوكاً ثقافياً يتباين بما أنتجته الحضارة الغربية من سلوك ثقافي، ولكن قد تتلاقى في البعض، إلا أنها تختلف في الكثير. فالإسلام طرح قيماً وسلوكيات عالية القيمة في الشكل والمضمون. فأقر حرية الإنسان في الاختيار بدءاً من الدّين وانتهاء بأبسط أشكال الحياة. ففي حرية المعتقد ينطلق الإسلام من قوله تعالى لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغيّ.. وصولاً إلى حرية اختيار السكن والموطن والزوجة والعمل وغيرها من الاختيارات الأخرى. إلا أنه وضع ضوابط لهذه الحرية بحيث لا تهدد المجتمع، ولا ركائز الدين، وأوجد مجموعة من المثوبات والعقوبات في الدنيا والآخرة، لمن يحسن السلوك ولمن يسيء إليه.
في حين أنتجت الحضارة الغربية سلوكاً محموداً كالديمقراطية وحقوق الإنسان إلا أنها في جانب آخر أطلقت العنان للرغبات الفردية دون أي ضابط، حتى لو أدت إلى تدمير المجتمع. وباحت للحرية الفردية أن تقوم باستغلال الآخرين بما فيهم الشعوب. هذا نتاج السلوك الثقافي للحضارة الغربية، فالاستغلال سمة الحضارة الرأسمالية الغربية.
وكذلك الحضارة الإسلامية جمعت في إطارها الثقافي بين المادة والروح، بينما ركز السلوك الغربي على المادة في معظم العلاقات الإنسانية. والإسلام أعطى للأسرة منزلة عالية في العلاقات الزوجية، وعلاقات الولد بأبيه وأمه، أو في علاقة الأب والأم بالأبناء حيث جعل بينهما مودّة ورحمة. فرفض أية علاقة جنسية خارج إطار الأسرة، وحارب الإباحية، وشدّد العقاب عليها في الدنيا والآخرة. ورفض ولادة أبناء خارج السير الزوجي الشرعي من باب حماية المجتمع والفرد معاً. ووجد في الشذوذ الجنسي خروجاً عن مسار الطبيعية البشرية، واعتبره جريمة كبرى، ومن الكبائر في الدنيا والآخرة.
أما الحضارة الغربية أباحت سوكاً متبايناً مع الإسلام، فهي أطلقت الإباحة الجنسية إلى حدّ الغلو. فعلى فراش المرأة تجد أولاداً غير شرعيين من أكثر من رجل واحد. وقد يمضي الرجل والمرأة سنين طويلة في علاقات جنسية، ينتج عنها ولادة أطفال، دون أن يثبّتا عقد زواج بينهما، ويبقى الأطفال غير شرعيين، ينسبون في أكثر الأحيان إلى عائلة الأم. وأعطيت الفتاة حرية في بناء علاقات جنسية منذ بلوغها الثامنة عشر، فلا يستغرب الأب، أن تنام في بيته ابنته وصديقها (بوي فرند)، ويمارسان أمامه علاقات غرامية.
وقد وصل إلى رئاسة الولايات المتحدة عدد من الرؤساء، تمّ تبنيهم من آخرين غير آبائهم الحقيقيين، مثل رونالد ريغن وبيل كلنتون. وهذه العلاقة طبيعية في السلوك الثقافي الغربي ومباح بها، في حين هي من أشد المحرمات في الإسلام.
والسلوك الغربي أباح للشاذين إقامة علاقات علنية، وسمح لهم بالزواج الشاذ في الكنيسة، وتم تقليدهم مناصب رفيعة في الدولة فمنهم وزراء وسفراء وأعضاء في البرلمانات الغربية، وسنّت تشريعات بحماية الشاذين والشاذات. وقد أقر البرلمان البلجيكي يوم الجمعة في 31/1/2003 بالغالبية (91 نائباً ومعارضة 22 نائباً وامتناع 9 أعضاء) مشروع قانون يسمح بالزواج بين شخصين من الجنس نفسه، وأعطي اللوطيين والسحاقيات الحقوق نفسها التي يتمتع بها الأزواج الآخرون، خصوصاً في ما يتعلق بالملكية والإرث. وعلق وزير العدل البلجيكي (مارك فيروبلغهن) على ما أقره برلمانه من السماح بممارسة الشذوذ علناً قائلاً: (العقليات تطورت وبالتالي ما من سبب لعدم السماح لزوجين من الجنس نفسه بالزواج)(17) ويعتبر البرلمان البلجيكي الثاني بعد البرلمان الهولندي والحبل على الجرار.
ولفرض هذا السلوك الشائن على المجتمع العربي والإسلامي والذي تحاربه كل المعتقدات الروحية، ويعتبره الإسلام من أكبر الجرائم التي تنافي السلوك البشري وتدمير قيم المجتمع وتنشر الفساد والرذيلة والانحطاط الاجتماعي. فقد بدأت الضغوط تمارس على بعض البلدان الإسلامية التي تكافح هذه الرذيلة، وتعمل على ردع اتباعها.
وأثناء محاكمة هؤلاء الشواذ في مصر، فوجئت المحكمة بحضور مندوبين عن سفارات كل من فرنسا والولايات المتحدة وكندا والدانمارك وسويسرا في القاهرة للمحاكمة، والأغرب من ذلك، قيام سفير الدانمارك بزيارتهم في السجن، وعرض عليهم اللجوء ليمارسوا حريتهم في اللواطة في بلاده. كما خرجت مظاهرات في كل من الولايات المتحدة وأوربا، تندد بمصر لاعتقالها تلك الخلية الفاسدة.(18)
ولنشر هذا السلوك الفاسد في البلدان العربية والإسلامية، تم الإعلام عن تنظيم للشواذ الجنسي في المغرب بدعم غربي، بل تمت الدعوة لعقد مؤتمر للشواذ في مراكش في شباط 2003، تكريساً لإفساد المجتمع المغربي العربي المسلم. وتم عرض فيلم مغربي بعنوان "لحظة ظلام" تصور فيه مشاهد للشذوذ الجنسي تشجيعاً لممارسته علانية في المغرب. كما تم إحداث تنظيمات من نفس النوع بأسماء عربية وإسلامية في الولايات المتحدة تحت مثل (الفاتحة) و(السواسية) و(الكلمة)(19). إنها حرب بين سلوك الفضيلة الذي يدعو لـه الإسلام، وسلوك الانحطاط والرذيلة الذي يدعو لـه الغرب.
وفرض الإسلام سلوكاً على الجار تجاه جاره، وطلب منه أن يؤدي لـه الرعاية والاحترام مع التواصل والزيارة. وبالغ الإسلام في العناية بالجار، وضرورة تفقد أحواله، إلى حدود ربط إيمان الفرد في علاقته الحسنة مع جاره. كما جاء في قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [والله لا يؤمن من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم]. ولم يحدد رسول الله () دين الجار ومذهبه. بل يكفي أن يكون جاراً سواء أكان مسلماً أو مسيحياً أو يهودياً، فالسلوك الإسلامي المطلوب تقديم الرعاية والمودة والإحسان. أما في الغرب قال أحد ساسته: (لقد استطعنا أن نوصل الإنسان إلى القمر ولم نتمكن من إيجاد علاقة بين الجار وجاره).
إن السلوك الحضاري الإسلامي حافظ على البناء الاجتماعي بغية التماسك، وخلق مجتمع تكافلي تضامني. بنيت أسسه على الزكاة، والإحسان، والصدقة، وطاعة الوالدين وأولوا الأمر ما داموا يقيمون شريعة الله، وإغاثة الملهوف، ورعاية اليتيم وتقديم الدعم المادي والمعنوي للفقير والمسكين، والقول الحسن للناس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومحاربة المخدرات والخمر والقمار، والإسراف والبخل، ورفض التعامل بالرّبا والتشديد على محاربته، كل ذلك من أجل بناء سلوك ثقافي أنتجته الحضارة الإسلامية.
وفي العلاقات الدولية أظهرت الحضارة رفضها لسلوك العدوان، واغتصاب أراض أو حرية الغير، وبناء أفضل العلاقات الإنسانية والاقتصادية مع دول العالم، ورفضت أي اعتداء على أراضيها ومواطنيها وحدودها، وجعلت من السلوك الدفاع عن الوطن والأمة، بل من السلوك مساندة الشعوب المناهضة للاستعمار والاستبداد.
وأنتجت الحضارة الإسلامية سلوكاً خاصاً في الحروب، بحيث لا تعتدي الدولة الإسلامية كما أسفلنا، بل ترد العدوان، ولا تستخدم الإبادة الكلية للخصم، فمن وصية أبي بكر لجيشه بعدم الترويع والإسراف في القتل، والابتعاد عن الشيوخ والنساء والأطفال ورفض هدم المعابد والبيوت للخصم، أو قطع أشجاره، وتدمير بيوته. ومن السلوك الإحسان للأسرى وضرورة حسن معاملتهم، والحفاظ عليهم.
في حين أنتجت الأنظمة الغربية سلوك العدوان والاغتصاب، وأوجدت ظاهرة الاستعمار والهيمنة، واستخدمت الإبادة الجماعية، ولا يزال كتّاب الغرب أنفسهم، يتحدثون عن سلوكهم الدموي الذي مارسه جنودهم وغزاتهم. ومن شواهد التاريخ على السلوك البربري، المذبحة التي قام بها الصليبيون حين دخلوا مدينة القدس العربية في عام 1099م.
وهذه وثيقة كتبها أحدهم عن تلك المذبحة: (بعد أن سقطت المدينة وقعت المذبحة، إذ ذبح كل المسلمين ـ رجالاً ونساء وأطفالاً ـ فيما عدا الحاكم وحرسه الذين تمكنوا من افتداء أنفسهم بالمال، وتم اصطحابهم إلى خارج المدينة. وفي معبد سليمان وحوله "خاضت الجياد في الدم حتى الركب بل وحتى اللجام. إن حكم الله عادلاً ورائعاً. إن هذا المكان نفسه، الذي ارتفعت خلاله هرطقات هؤلاء المجدفين في حق الله، هو الذي يتلقى الله دماءهم فيه الآن". أما بالنسبة ليهود القدس فحين اجتمعوا في معبدهم الرئيسي أضرمت فيه النيران وحرقوا جميعاً أحياء.
وقد سار الصليبيون في مواكب النصر إلى كنيسة القبر المقدس، وهم يبكون فرحاً، ويغنون أغاني الشكر لله: "أيها اليوم الجديد، أيها اليوم الجديد، أيتها البهجة، أيتها البهجة، أيها الفرح الجديد الدائم.. ذلك اليوم، خالدة ذاكراه طوال القرون الآتية، حوّل كل عذابنا ومصاعبنا إلى فرح وبهجة، ذلك اليوم: تثبيت أكيد للمسيحية، ومحق للوثنية، وتجديد لإيماننا).(20)
ويذكر الكاتب الأمريكي كافين رايلي، إن الصليبيين الذين "حكموا القدس من 1099 إلى 1185، أدركوا أن المسلمين أشد منهم تسامحاً بكثير. ويروي أسراهم عن السلوك الإسلامي المغاير لسلوك الصليبيين، فيحكي أحد الأسرى، واسمه (أوليفروس المدرسي (عن كرم السلطان الملك الكامل الذي هزم جيشاً من جيوش الصليبيين الغازية المتأخرة، ثم أعطى الناجين منهم الطعام: "من يمكن أن يشك في أن مثل هذا العمل الطيب والصداقة والأريحية هو من عند الله؟ إن الرجال الذين قتلنا آباءهم وأبناءهم وبناتهم وأخواتهم، وقضوا نحبهم يتعذبون، والذين استولينا على أراضيهم، والذين سقناهم عرايا من بيوتهم، أعطونا من طعامهم، وأبقوا على حياتنا عندما كنا نتضور جوعاً، وغمرونا بعطفهم حتى ونحن تحت رحمتهم).(21)
ويذكر الكاتب الأمريكي كيف عامل صلاح الدين الأيوبي الأسرى من الصليبيين حين استعاد القدس في عام 1187م من الاحتلال الصليبي فيقول: (فإن صلاح الدين عامل ذراري الصليبيين الأوائل في القدس بسخاء عظيم، فسمح للقادرين منهم بشراء حرياتهم، وأعتق فقراءهم بدون مقابل. بل إن صلاح الدين أمر بعد ذلك بتوزيع تركته بين فقراء المسلمين واليهود والمسيحيين على السواء).(22)
ورغم هذا السلوك الإنساني العالي من القيم الرفيعة المبني على تعاليم الإسلام الذي قام به صلاح الدين، فإنه لم يغير من سلوك الوحشية والبربرية، الذي اتسم به الغرب. فقد قام ريتشارد الأول (قلب الأسد) ملك إنجلترا أثناء حملته لاستعادة القدس بجرائم تقشعر لها الأبدان، فقد أمر بذبح وقتل ما بين ألفين وثلاثة آلاف من أسرى المسلمين، والغريب أنه قام ببقر أجسامهم بحثاً عن الذهب، الذي ظن أن بعضهم ابتلعه، ثم أمر بإحراق جثثهم، ثم البحث بين الرماد عن الذهب).(33)
وقد اعترف عدد من كتّاب الغرب بتأثر الغرب بالسلوك الإنساني الروحاني ذو القيم الرفيعة، من خلال الاحتكاك الذي حدث بين الطرفين العربي الإسلامي والغربي في الحروب الصليبية. فكتب ستاندال في كتابه (في الحب) يقول: (لقد كنا ـ نحن الغربيين ـ برابرة في نظر الشرق، حينما أزعجناه في حملاتنا الصليبية، ولذا نحن مدينون إلى الصليبيين وعرب أسبانيا بكل ما هو نبيل في عاداتنا وتقاليدنا).(24)
ومن السلوك البربري والوحشي الممتد من تلك الحقبة هو ما تقوم به الولايات المتحدة، بإبادة شعوب ضعيفة فلم تتورع في استخدام أسلحة الدمار الشامل بغية تحقيق أهدافها، دون أن يردعها أي وازع ديني أو أخلاقي. وهناك الكثير من الشواهد في فيتنام وفلسطين والجزائر واليابان وكوريا وأفغانستان وغيرها. بل من السلوك الأمريكي أن يوصف شارون مرتكب جرائم قبية وصبرا وشاتيلا وجنين وطولكرم وغزة وغيرها، ومحترف التدمير الشمولي من قبل أكبر رئيس دولة غربية بأنه رجل سلام، في حين يعتبر المقاوم الفلسطيني إرهابي. ويطالب الفلسطيني المدافع عن نفسه وأرضه بوقف إطلاق النار، وهو لا يملك إلا سلاحاً فردياً، ويبارك العسكري الصهيوني بقتله الفلسطينيين بدم بارد، ويقتلع الأشجار، ويهدم البيوت على رؤوس أصحابها، ولم تسلم من شره حتى سيارات الإسعاف، أو ترك الجرحى ينزفون حتى الموت. وأن تستخدم كل الأسلحة المتطورة ضد الفلسطينيين.
وظهر السلوك الحضاري الغربي مؤخراً في الحرب التي تشنها الولايات المتحدة في أفغانستان، فتم استخدام قنابل تحمل عشرات الأطنان من المتفجرات، رميت بها قرى أفغانية آمنة، قتل فيها كل ذي روح، وهدمت بيوت فقيرة من الطين واللبن على رؤوس أصحابها.
وشهد العالم من خلال وسائل الإعلام المرئية كيف كانت الأنظمة الغربية وخاصة الأمريكية في معاملتها لأسرى مقيدون بالسلاسل، وبسجون مغلقة عليهم الأبواب وحشروا كالحيوانات في قلعة (جانجي). وكيف قصفوا بالطائرات والمدافع دون رحمة ولا شفقة، وأبيد في ساعات ما يقارب خمسمائة أسير. تلك هي الحضارة الغربية المدمرة وساحقة لكل القيم والشرائع، وحتى بقوانين، هي وضعتها كقوانين جنيف التي تحمي الأسير من المعاملة السيئة.
وشهد صحفي بريطاني شهير (روبرت فيسك) على تلك المذبحة البربرية، التي يخجل منها المغول في حروبهم. فكتب في صحيفة (الانديبندت البريطانية): (إن الغرب بدأ يتحول إلى مجرم حرب. والدليل على ما فعلته الولايات المتحدة بالسجناء في قلعة قرب مزار الشريف). وتابع يقول في وصف تلك المذبحة: إن الطائرات الأمريكية قصفت مزار الشريف لتمهيد الطريق أمام قوات تحالف المعارضة الشمالية، ليقوموا بقتل نحو ثلاثمائة أسير حرب من الطالبان في القلعة التي حوصروا فيها) ثم ردد مبررات القوات الأمريكية لذبح الأسرى بحجة التمرد. تمردوا.. وهم مقيدون بالسلاسل كما وجدت جثثهم وصورت بوسائل الإعلام، أو البعض منهم في زنزانات السجن فقال: (إن القوات الأمريكية والجنود البريطانيين ساعدوا تحالف المعارضة الشمالية في قمع تمرد الأسرى الطالبان بقتلهم جميعاً).
ثم يعود الصحفي البريطاني لضميره فيقول: (ليس هناك أي مبرر للولايات المتحدة لتساعد على تنفيذ تلك المجزرة) وأشار إلى امتناع مراسلي التلفزيونات الغربية عن عرض صور كافية للمجزرة، واللجوء بدلاً من ذلك إلى عرض الأحاديث بين الجنود الأمريكيين ومقاتلي تحالف الشمال الأفغانية للتغطية على مشاهد المجزرة الرهيبة).(25)
ومن السلوك الغربي المتحضر الذي يبشر به العالم، فقد رفض وزير الخارجية البريطاني إجراء أي تحقيق في مجزرة جانجي. كما طلبت منظمة العفو الدولية. وقال إن الحكومة البريطانية لا ترى حاجة لإجراء مثل هذا التحقيق. (وكالات الأنباء يوم الجمعة 30/11/2001). وأدانت منظمة العفو الدولية بشدة في بيان لها صدر يوم السبت 1/12/2001، رفض بريطانيا إجراء تحقيقات في مجزرة جانجي، التي راح ضحيتها أكثر من خمسمائة أسير أفغاني. وقالت المنظمة إن رفض بريطانيا إجراء هذا التحقيق، يضع المملكة المتحدة أمام تساؤلات حول التزامها بالقانون الدولي.
ولتعرية القيم غير الحضارية التي يتشدق بها كتاب الغرب أمثال هنتغتون وفوكوياما، فقد رفض القائمون على تلك السلوكيات الحضارية للغرب التحقيق بهذه الجريمة. على الرغم من كل الطلبات التي قامت بها منظمة العفو الدولية، وكذلك مطالبة مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان السيدة (ماري روبنسون) في 1/12/2001 بضرورة فتح تحقيق في المذبحة الوحشية. وكان جواب الإدارة الأمريكية التي تتشدق باستمرار في إعلامها الرسمي بحقوق الإنسان الرفض وعدم الاستجابة للنداءات الدولية. فقلل وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد من أهمية المطالبة بفتح تحقيق دولي حول المجزرة، بل أبدى استغرابه وامتعاضه من فتح مثل هذا التحقيق(26). فالقتلى في نظره هم أقل من الحشرات ولا يستحقون أن يسأل عن أسباب ذبحهم وإبادتهم، تلك هي إنسانية حضارة الغرب المتغطرس الذي يملأ الدنيا يومياً صريخاً بحقوق الإنسان وتطبيق القرارات الدولية حول ذلك.
وتمثل السلوك الوحشي بمعاملة الأسرى في غوانتنامو حين نقلتهم مصفدي الأقدام والأيدي بالطائرات إلى هذا المعتقل الرهيب، ثم وضعوا في أقفاص لا توضع فيها الحيوانات الشرسة، وتتم معاملتهم بما دون الحيوان. لماذا غوانتنامو وليست سجون الولايات المتحدة. حتى لا يستفيد الأسير من حقوق الأسر والمحاكمة العادلة، بل حتى لا تطبق عليه اتفاقية جنيف التي تحمي أسرى الحرب من هذه المعاملة غير الإنسانية. ولم تعر الإدارة الأمريكية أي اهتمام للنداءات التي وجهتها المنظمات الدولية للمعاملة وفق اتفاقية جنيف الدولية.
وليس غريباً هذا السلوك الأمريكي تجاه من يرفض هيمنتها وسيطرتها واحتلالها، فقد تم بهذا تطبيق هذا السلوك على فيتنام حين تمت إبادة الأرض والإنسان معاً، حيث قدر خبراء الحرب أن الولايات المتحدة ألقت طن من الديناميت على كل دونم من الأرض في فيتنام، كما ذبح عشرات الألوف من أبناء فيتنام فقط لأنه قاوموا الاحتلال الأمريكي، وأيضاً استخدمت الولايات المتحدة أقفاص الحيوانات للأسرى الفيتناميين.
ونذكر هنا السلوك الأمريكي المتشدق بالحرية كيف مات ما يزيد على مليون طفل عراقي بسبب الحصار الذي فرضته أمريكا على شعب العراق. ثم أكملته بقتلها عشرات الألوف من العراقيين حين احتلت العراق، واعتقلت باعترافها ما بين الثلاثة آلاف والأربعة آلاف من أبناء الشعب العراقي، وعاملتهم معاملة لا تليق بالحيوان ولا بالإنسان، حين داهمت بيوتهم في منتصف الليالي، ووضعت على رؤوسهم أكياس سوداء، وصفدت أياديهم، واستخدمت التعذيب والإذلال معهم، ولم يسلم من شر هذا السلوك العدواني لا شيخاً ولا طفلاً ولا امرأة.
السلوك الأمريكي التصادمي
مع العروبة والإسلام
يذكر الكاتب الأمريكي كافين رايلي في كتابه (الغرب والعالم)، إن الولايات المتحدة الأمريكية تتسم بميل خاص إلى العنف والنمو الأشد تطرفاً للحضارة الغربية الأوربية. ويعيد أسباب ذلك إلى الجذور، التي ينحدر منها الأمريكيون. حيث يؤكد انحدار الأمريكيين من البرابرة عشاق الدماء فيقول: (لقد انحدر جميع الأمريكيين البيض (في جانب كبير على الأقل) من القبائل البربرية التي اجتاحت روما وأوروبا من سهوب آسيا. وقد كان أسلافنا هؤلاء جحافل جامحة).(27) ويقول: (إن الأسلاف القبليين كانوا دون شك ـ من "برابرة" وهذه الكلمة ملائمة، فقد كانوا همجاً بالمعنى الذي يستعمله اليونان والرومان).(28)
ولقد ذكرنا في مطلع البحث أن الولايات المتحدة الأمريكية بعد بضع سنين على استقلالها، هاجمت الشمال الأفريقي العربي، دون مبررات لـه سوى توفير حرية الملاحة لسفن كانت تحمل الأفيون لتجار بوسطن. ولتؤكد على جذرها البربري التاريخي الذي أشار إليه الكاتب الأمريكي كافين رايلي؛ لا زال نشيد بحريتها يمجد تلك الحروب على قذارة أسبابها، وبدون خجل، من أنها قامت من أجل تجارة الأفيون.
ومن الجرائم التي ارتكبتها الولايات المتحدة بحق العرب والمسلمين، هو دعمها المطلق بدون حدود للكيان الصهيوني، ولممارسات حكامه في القتل والتشريد والطرد والإذلال اليومي للفلسطينيين؟ فمنذ بدء المؤامرة الصهيونية في القرن الماضي، ساندت بقوة إقامة كيان صهيوني سرطاني في قلب الأمتين العربية والإسلامية، حين مارست ضغطاً هائلاً على الحكومة البريطانية، من أجل الإسراع بإصدار وعد منها لإقامة كيان صهيوني في فلسطين قبل نهاية الحرب العالمية الأولى. وقدمت للكيان كل مستلزمات النشوء حين ظهر في عام 1948، وقدمت لـه كل متطلبات القوة، ليغدو قوة ضاربة. التي ترهب المنطقة، وجعلته مخفراً متقدماً لرعاية مصالحها، ولا تزال تقدم كل أشكال الرعاية والحماية لـه إلى يومنا هذا. وهي تبارك عدوانه وقتله واغتصابه.
هذا السلوك الغربي الحضاري أدى إلى إخراج الملايين من أراضيهم، وتشريدهم في بقاع العالم، وإحلال بدلاً عنهم غرباء تم جمعهم من أنحاء الأرض.
وعلى مرأى العالم تساند جرائمه الدموية، بالرغم من نقل تلك الجرائم على شبكات تلفاز العالم، ضاربة عرض الحائط كل القرارات الدولية، حتى لجنة التحقيق الدولية المشكلة من الأمين العام للأمم المتحدة حول كارثة جنين، وقفت إلى جانب الكيان الصهيوني، بمنعها من الوصول إلى جنين، وكانت وراء حلها دون أن تمارس عملها.
إن السلوك الثقافي للولايات المتحدة في قضية الصراع العربي/ الصهيوني وحده دليل على أنه سلوك بربري، لا يحمل في ثناياه أي جانب إنساني، فشعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان تسقطها أمريكا في هذه القضية، حين ترعى العدوان، وتناصر الباطل، وتحمي المجرم، وتدافع عن السفاح.
الإسلام والحرب الجديدة عليه
حين كانت الشيوعية العدو الأول للولايات المتحدة، أرادت أمريكا استخدام الإسلام، ليكون شريكاً لها في حملتها على الشيوعية، فأنشأت المخابرات المركزية الأمريكية في بداية الثمانينات دائرة خاصة بها أطلقت عليها (الدائرة الإسلامية). وزادت من قواتها المسلحة على حدود بلدان آسيا الجنوبية الغربية وأفريقيا الشمالية، وعززت تواجدها في البحر الأحمر والخليج العربي والبحر الأبيض المتوسط، وبدأت تثير المشاعر الدينية الإسلامية ضد الشيوعية، وقدمت دعماً لا محدوداً لما يطلقه عليه آنذاك المجاهدين في أفغانستان، فمولتهم بالسلاح والمال والدعاية والإعلام والتدريب، وكتبت نعوم تشومسكي: (أن المخابرات المركزية دعمت في أفغانستان أكثر المقاتلين تعصباً من بين الذين أمكنها تعبئتهم ضد السوفييت، ولكن عدداً قليلاً من الناس يعلم أن واشنطن، استمرت في تقديم الدعم العسكري للمشاركين في حرب العصابات، بعد انسحاب السوفييت من أفغانستان في شباط عام 1989. وكان هدفها تنسيق عملية إسقاط حكومة نجيب الله الاشتراكية. وقدمت للمجاهدين بعد جلاء الروس عبر باكستان إمدادات أنظمة نزع الألغام (لايتفوت) وصواريخ (ستينغر) المضادة للطائرات، ومدافع هاون إسبانية 120 مم وأسلحة أخرى). هذا حين كان المجاهدون المسلمون يخدمون مصالحها. ولكن الأمر اختلف حين تصادمت المصالح بين الطرفين، وأصبح تعارضاً في التوجهات متعاكسة، غدا المجاهدون إرهابيين في نظر الولايات المتحدة.
ووجهت دعايتها في الثمانينات للاحترام المخلص للحضارة الإسلامية ولثقافتها، وشن مدراء الجامعات والوزراء والعلماء في الغرب والولايات المتحدة خاصة حملة لإقناع ملايين المسلمين بخطورة الشيوعية وضرورة تحالف الغرب بزعامة أمريكا ضد العدو المشترك. وفي حزيران 1982 أطلق الرئيس الأمريكي حملة ضد الشيوعية تحت عنوان (حملة صليبية على الشيوعية).
ولكن في بداية القرن الحالي قلبت أمريكا ظهر المجن فأصبح الشعار (حملة صليبية ضد الإسلام). لماذا؟
فقد انتهت الشيوعية ولم يبق إلا الإسلام كما قال جورج بوش الأب في عام 1991. فبعد هذا العام يجب أن يتغير النمط السلوكي في العالم وفق نمط ورغبات الولايات المتحدة. إلا أن الإسلام باعتباره يملك سلوكاً ثقافياً عالياً وغير قابل للتغير وفق الأهواء الأمريكية بدأت حالة التصادم.
فشنت الحملات والافتراءات على الإسلام واتهامه برفضه للتقدم والتطور، ومصدر للإرهاب الدولي. ولم تترك الحملة جانباً إلا وحاربت فيه الإسلام، فاعتبرت المدارس الدينية مدارس إرهاب، ودعت إلى إغلاقها. وطلب من وزير التعليم في السعودية تغيير المناهج الدينية، بما يتلاءم والنمط الأمريكي. أي ليصبح تعليماً دينياً أمريكياً. يحذف ما يريد من آيات القرآن، ويراد أن يكتب القرآن وفق المزاج الأمريكي. وكذلك يقتصر تلاوته في البيوت والمساجد فقط. وقد يقترح بدائل عن آيات قرآنية خاصة منها، التي تكشف سلوك اليهود المتصف بقتل الأنبياء والخداع والتضليل والكذب أو الداعية للجهاد ضد الطغاة والمستعمرين، بآيات أخرى توافق السلوك الأمريكي الصهيوني.
وبضغط كبير وشديد من الرئيس جورج بوش الابن على الحكومة الباكستانية، لتغيير مناهج التعليم الديني، وضبط المساجد فيها بما يخدم المصالح والسلوكيات للولايات المتحدة. وجّه الرئيس برويز مشرف كلمة لشعبه في 1/1/2002 بمناسبة العام الجديد تضمنت تطبيق التعليمات الأمريكية حول المنظمات الإسلامية والتعليم الديني والمساجد ومنها:
1 ـ حظر التنظيمات الإسلامية التي تقاتل الهند من أجل تقرير المصير للشعب الكشميري أمثال جيش محمد والحزب الجعفري من العمل في الأراضي الباكستانية وتقييد حريتها.
2 ـ سيطرة الدولة على التعليم الديني بالكامل، ومنع الجمعيات وغيرها من فتح مدارس التعليم الديني إلا بإشراف الدولة، ومنع أي تعليم ديني مشبوه على حد قوله يدعو إلى الإرهاب.
3 ـ تحديد عمل مكبرات الصوت في المساجد بحيث تصبح فقط للآذان وخطبة الجمعة، وأن توضع تحت رقابة الدولة.
4 ـ الإشراف على المدارس الدينية وخاصة مدارس تحفيظ القرآن الكريم. وعدم فتح أي مدرسة لتحفيظ القرآن إلا برخصة من قبل الدولة.
5 ـ حصر الطلاب الأجانب الذين يتعلمون في المدارس الدينية، وأن يكون وجودهم برخصة من قبل الدولة.(29)
وتم تجميد أموال العشرات من الجمعيات الخيرية في أمريكا، تحت ذريعة دعم الإرهاب. وهذه الأموال ما هي إلا أموال زكاة وصدقات للفقراء والمساكين ولبيوت الله ودور العجزة والأيتام. ومن السلوك الأمريكي سجن المئات من المسلمين في الولايات المتحدة دون أي اتهام موجه لـه فقط لأنه مسلم.
وهكذا بدأ الصدام بين سلوكيتين إحداهما تدعو للفضيلةـ وأخرى تدعو للطغيان والظلم والهيمنة. ولكن هذا الصراع مهما طال سيكون خيراً على العرب والمسلمين، ليستيقظوا من سبات عميق، ويواجهوا عدواً يريد تمزيقهم، واغتصاب أراضيهم، ونهب ثرواتهم. كما قال سمسون وزير المال الأمريكي الأسبق: (البترول لنا، وما العرب إلا يرقدون عليه). فالأمة العربية والإسلامية مدعوة اليوم إلى اليقظة من مؤامرات صهيونية غربية قادمة تريد حصاد الأخضر واليابس.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نماذج من السلوكيات الإسلامية.
من النماذج السلوكيات التي دعا إليها الإسلام:
السلوك المفروض على المسلم
من يراجع كتب السير والتاريخ، سيرى كيف كان الرسول () يطلب من يريد الدخول في الإسلام سلوكاً إنسانياً رفيعاً يقوم على مرتكزات أخلاقية عليا في معاملته لنفسه وأسرته ومجتمعه ومحيطه من المسلمين وغيرهم؟
ومن يطلع على كيفية مبايعة الرسول () من قبل من أراد الدخول في الإسلام فسيرى أنها تبدأ في الإقرار بعدم الشرك بالله أي بالاعتراف بوحدانية الله. وهذا الاعتراف يفرض عليه اتباع سلوكيات أخلاقية عالية، كما وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. ومن السلوكيات التي كان يصر عليها الرسول في البيعة نذكر منها:
ـ عدم السرقة وهي جريمة كبيرة على صغرها، فهي تورع بيوت آمنة، وتأخذ أموال تعب وكدّ صاحبها. وقد تؤدي السرقة إلى إزهاق أرواح بريئة، وجرائم السرقة في العالم تدل على عواقبها السيئة.
ـ وأن لا يزنوا والزنى فاحشة تدمر مؤسسة الأسرة، وتنشر كل أشكال الفساد، وتدمر بنيان المجتمع.
ـ ولا يقتلوا أولادهم والقتل هنا من خشية الفقر أو بسبب عدم القدرة على تربيتهم فقتل الأطفال من الجرائم البشعة والمحرمة في الإسلام.
ـ ويمتنعون عن قول الزّور والكذب والدّس وغيرها.
ـ والعمل بالأمر بالمعروف وهو خلق من أجمل الأخلاق.
ـ والدعوة إلى الفضيلة والبر والإحسان وغيرها من مكارم الأخلاق. كما وردت في الحديث النبوي التالي: [عن عبادة بن الصامت رضي الله قال: بايعت رسول الله () في رهط فقال: [أبايعكم على أن لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوني في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئاً فأخذ به في الدنيا فهو كفارة لـه وطهور، ومن ستره الله، فذلك إلى الله، إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له].(30)
السلوك الإسلامي في الحروب
من وصايا الرسول () لأمراء الجيوش وهم زاحفين للحروب جاء في مختار مسلم ما يلي:
[كان رسول الله () إذا أمر أميراً على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيراً. ثم قال: "اغزوا باسم الله في سبيل الله. قاتلوا من كفر بالله. اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليداً. وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال، فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم، وكف عنهم. ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين، فإن أبوا أن يتحولوا منها، فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين، ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء. إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا، فسلهم الجزية. فإن هم أجابوك، فاقبل منهم، وكف عنهم، فإن هم أبوا، فاستعن الله وقاتلهم".
"وإذا حاصرت أهل حصن، فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله ولا ذمة نبيه، ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك، فإنكم إن تخفروا ذممكم وذمم أصحابكم أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة نبيه".
"وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزل على حكم الله، فلا تنزلهم على حكم الله، ولكن أنزلهم على حكمك، فأنت لا تدري أتصيب حكم الله فيهم
أم لا").(31)
هذا هو السلوك الإسلامي الداعي إلى مجتمع الفضيلةوالنقاء والسلام، وذاك السلوك الغربي الداعي للنهب والهيمنة واستعباد الشعوب، ومن هنا يكون الصدام في سلوك الثقافات الناتجة عن الحضارات. ولا يوجد صدام الحضارات كما يدعي بعض كتّاب الغرب.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الشورى جوهر النظام الإسلامي
كثيراً ما اتهم الإسلام ظلماً وزوراً برفضه للديمقراطية، واتصافه بالاستبداد من قبل الكثير من كتاب الغرب والشرق معاً، علماً إن الإسلام جاء لينهي أنظمة الاستعباد والمؤلهة لنفسها، والتي تترفع على رعيتها، وتقسم مجتمعها إلى طبقات هرمية، تكون الطبقة الحاكمة أعلاها، وتليها طبقة النبلاء ثم التجار فالفلاحين وبقية الرعية، وأدناها طبقة العبيد التي لا تملك حتى قرار نفسها. ولا تقرب الطبقة الحاكمة إلا حاشية تتكون من النبلاء والأثرياء من علية القوم، الذين يكونون مؤسسات الحكم والمشورة. وحتى البرلمانات التي تشكلت في روما، كانت مقصورة فقط على النبلاء والأثرياء. أما بقية الطبقات في المجتمع كانت معدومة الرأي والاختيار لنظمها ولحكامها، فالمؤسسات الديمقراطية المزعومة أثناء ظهور الإسلام سواء في بيزنطة وروما وفارس كانت فقط لحاشية الحاكم والطبقة النبيلة.
في حين أحدث الإسلام نظام الشورى كأول أسلوب ديمقراطي في القرون الوسطى، وفق ما طلب الله عز وجل من الرسول : [.. وشاورهم في الأمر..](57). وأحدث قانون البيعة العامة للخليفة بعد ذلك، والتي تشارك فيها كافة طبقات المجتمع دون استثناء ولا تخصيص، وأحدث مجلساً مصغراً لأهل العقد والحل، ليمثلوا عامة الناس في ترشيح الخليفة.
أما الشورى في الإسلام فلا تمييز بين غني وفقير، فهي لعامة المسلمين، كما قال تعالى: والذين استجابوا لربّهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون(58). فلم تستثنِ الآية الكريمة أحد من المسلمين في مسألة الشورى بل هي للجميع. وهنا تتجلى الحرية في أجمل صورها في الاختيار الإرادي للمسلم عبر الشورى.
والشورى هي كما وردت في الآيات الكريمة هي فريضة واجبة، وليست فقط حقاً من حقوق الأمة، ويقول الدكتور محمد عمارة: (لم يقف الإسلام من الشورى عند حد اعتبارها "حقاً" من حقوق الإنسان.. وإنما ذهب فيها كما هي عادته مع ما اعتبر في الحضارات الأخرى مجرد حقوق- ذهب فيها إلى حدّ جعلها "فريضة شرعية واجبة" على كافة الأمة وفي كل مناحي السلوك الإنساني)(59).
ويرى الدكتور محمد عمارة، أن الشورى الإسلامية تقوم على الأسس التالية:
* الأمة فيها وبها، هي مصدر السلطات وصاحبة السلطان في سياسة الدولة وتنظيم المجتمع وتنمية العمران.
* وهذه الأمة تختار ممثليها العارفين بالواقع وبالشريعة معاً... وهم أهل الاختيار، الذين يختارون رأس الدولة الإسلامية... وكذلك أهل العقد والحل، الذين يحافظون على اتساق "الواقع" مع "الشريعة" ويطورون "التشريع" ليلائم الواقع الجديد.
* وهذه الأمة، من وراء ممثليها، عليها وعليهم فريضة مراقبة حكومتها.. ومحاسبتها.. والأخذ على يديها.. ولها –بل عليها- فريضة تغيير هذه الحكومة، إن هي فسقت، أو جارت، أو ضعفت عن النهوض، بما فوضت إليها من مهام! –تصنع ذلك بالسلم إن أمكن.. وبالثورة إن لم يكن بد من ذلك!..
أما حدود الشريعة والأطر التي حددها الدين ورسمها. فإنها لا تمثل انتقاصاً من حق الأمة في أن تكون، في شؤون دنياها. مصدر للسلطة والسلطان.. لأن هذه الحدود والأطر هي الثوابت الكافلة لتحقيق مصالح مجموع الأمة وأفرادها.. ومن ثم فإن حرية الأمة –بواسطة ممثليها- في التشريع عندما تقف عند الحدود التي لا يجوز تجاوزها.
وهي إبقاء الحرام حراماً والحلال حلالاً، فليس في ذلك انتقاص من حرية الأمة. وإنما هو التزام بالأطر الدينية المحققة لمصلحة الأمة كما رآها الشارع سبحانه وتعالى..)(60).
ويرى رجاء (روجيه) غارودي في السلطة السياسية التي أقيمت في المدينة المنورة في عهد رسول الله وسلم وخلفائه الراشدين: (أنه بفضل مبدأين أساسيين وهما: المبدأ القائل بأن السلطة لله وحده، وكل سلطة اجتماعية يجب أن يعاد فيها النظر. ومبدأ (الشورى) الذي ينفي كل واسطة بين الله والشعب. بفضل هذين المبدأين، تم إبعاد كل طغيان مطلق يخلع سلطانه صفة القداسة، ويجعل من الحاكم إلهاً على الأرض. كما تم استبعاد أية (ديمقراطية) من طراز غربي، أي تلك التي تتصف بالفردية، وتغليب الكم على الكيف، وبالجمود والوصاية واستلاب الإنسان، فالحرية ليست سلبية واعتزالاً بل هي إتمام لمشيئة الله)(61).
* النظام الراشدي أنموذجاً
لقد أوجد الرسول أنموذجاً فريداً في الحكم، في زمن كان يسود العالم القهر والظلم على يدي أباطرة وملوك وحكام، حيث كان البعض منهم يعتبر نفسه أنه إله في الأرض، لا يمكن مساءلته أو محاسبته من أي سلطة كانت، فهو صانع السلطات التنفيذية والتشريعية، وهو فوقها جميعاً، يحاسبها متى شاء، ويبقيها ويزيلها متى شاء، مجرد دمية يحركها كما يريد، والرعية في مفهومه هم جزء من ممتلكاته.
فأقام الرسول عليه الصلاة والسلام أول دولة في العالم، مؤسسة على المساواة بين الحاكم والرعية، ينصف فيها الجميع دون استثناء. وقد يقول قائل كان في أثينا دولة ديمقراطية، نقول نعم، ولكن كانت فقط لرجال أثينا من طبقة الأحرار، أما بقية الناس ليس لهم أية حقوق. في حين الإسلام ساوى بين الحر والعبد والرجل والمرأة، والكل تحت قاعدة قانونية حددها رسول الله (الناس سواسية كأسنان المشط لا فرق بين أبيض وأسود إلا بالتقوى).
وكذلك كافة الرعية أمام القضاء متساوون لا فرق بين الجميع حاكم ومحكوم، يقف أمام القاضي الشاكي والمشتكى مهما كانت مرتبته الحكومية حتى وإن كان رئيس الدولة. ولا يفرق قانون الشريعة الإسلامية بين العبد وسيده. فالحقوق القانونية مضمونة لكافة الناس.
وتعتبر خزينة الدولة (بيت مال المسلمين) هي ملكية عامة لكافة المسلمين دون استثناء، لا يستطيع الحاكم التصرف بها، إلا وفق قواعد محددة في الشريعة، وللجميع حصة في تلك الخزينة.
وأهم ما اتسمت به الدولة العدل، والذي يعتبر أساس الحرية وضمان الحقوق، فسيادة القانون على كافة أفراد المجتمع، تطبق على الجميع، فكثيراً ما وقف بعض الخلفاء أمام القاضي في قضية مثارة عليهم من أحد الرعية سواء أكان مسلماً أو من أهل الكتاب، وعومل الحاكم المدعى عليه مع المدعي من الرعية على قدم المساواة أمام القضاء.
وضمنت الدولة الحرية الاقتصادية، واعتبرت قانون التراضي شرطاً في البيع قال تعالى: إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم(62). ووضع على التجارة سواء البيع الفردي أو الإجمالي رقابة تموينية سميت (بالحسبة) تمنعها من الاستغلال والفساد والغش، ووضعت الدولة على الناتج الاقتصادي الزراعي والتجاري والرعوي رسوماً سواء في الزكاة أو غيرها من الرسوم، لتصرف مع بقية ما يأخذ من زكاة من رؤوس الأموال على كافة أفراد الشعب واحتياجات الدولة العسكرية والإدارية.
وفي النظام السياسي تم تأسيس أول دولة رئاسية جمهورية في التاريخ، لا تعتمد اختيارات حكامها على النسب والعشيرة والمال والوراثة والقوة العسكرية، بل اعتمدت على التقوى، والحكمة، والأسبقية في الإسلام، وصلاحية سيرة الحاكم الذاتية، والقدرة على إدارة الأزمات، وعلى ملكاته الشخصية في الإمساك بزمام الأمور، وعلى ما يملك من إمكانات معرفية عالية في الدين والشريعة، وهذا ما تم فعلاً في العهد الراشدي.
فالاختيارات التي تمت للخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم على قاعدة ما أشرنا إليه. وقد يدعي بعض أعداء الإسلام من الذين يحاولون الولوج إلى ثغرة من الثغرات لنقد النظام الإسلامي ومنها الخلافة الراشدية، فيدعي أنها لم تكن نظاماً تشاورياً وباختيارات ديمقراطية، ويضرب مثلاً على اختيار أبي بكر الصديق رضي الله عنه لعمر بن الخطاب رضي الله عنه لخلافته. فحتماً أنه سيكون جاهلاً بالواقع التاريخي لعملية الاختيار. فأبو بكر رضي الله عنه قد أشار أهل العقد والحل في عملية الاستخلاف، فالحقيقة التاريخية تقول: (فجمع إليه نخبة من أهل الرأي وقال لهم فيما قال: ".. قد أطلق الله أيمانكم من بيعتي، وحل عنكم عقدتي، ورد عليكم أمركم، فأمروا عليكم من أحببتم، فإنكم إن أمرّتم في حياة مني كان أجدر ألا تختلفوا بعدي".
فلم يستقم لهم أمر، كما جاء في رواية الحسن البصري، ورجعوا إليه يقولون "إن الرأي يا خليفة رسول الله رأيك" فاستمهلهم حتى "ينظر لله ولدينه ولعباده". ثم استقر رأيه على استخلاف عمر بعد مشاورة عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان وسعيد بن زيد وأسيد بن الخضير. وسأل عليّاً فقال: "عمر عند ظنك به، ورأيك فيه، إن وليته –مع أنه كان والياً معك- نحظى برأيه ونأخذ منه، فامض لما تريد، ودع مخاطبة الرجل، فإن يكن ما ظننت إن شاء الله فله عمدت، وإن يكن ما لا تظن لم ترد إلا الخير".
وأملى أبو بكر كتاب العهد على عثمان بن عفان، فكتبه، وختمه، وخرج به مختوماً، ونادى بالناس: "أتبايعون لمن في هذا الكتاب؟". وقيل أن أبا بكر أشرف على الملأ من كوة في غرفته، فقال: "يا أيها الناس! إني عهدت عهداً أفترضونه؟ "فقالوا" رضينا يا خليفة رسول الله". وقام عليّ كرم الله وجهه فقال "لا نرضى إلا أن يكون عمر". ثم كانت البيعة التي أجمع عليها المسلمون(63).
لهذا يعتبر فترة الرسول والفترة الراشدية النموذج الحقيقي للنظام الإسلامي.
* شكل الحكومة الراشدية الأولى
كتب محمود عباس العقاد حول الحكومة الراشدية يقول: (فأي حكومة هي حكومة الصديق أو حكومة الإسلام في عهده؟. وأي عناوين الحكم في هذا العصر الحديث؟.
الديمقراطية –ولا ريب- هي أقرب النظم إلى نظام الحكم في عهد الصديق. ولكن الديمقراطية أشكال تختلف في العصر الواحد بين أمة وأمة، ولها قواعد دستورية ومقدمات تاريخية من العسير، أن نوحد بينها وبين قواعد الخلافة ومقدماتها، ومن السهل جداً مع هذا نصدُف عن هذا التوحيد دون نُغِض من نوع الحكومة في صدر الإسلام.
فليس من المحقق أن حكومة الإسلام يومئذ توصف بالديمقراطية على المعنى الذي نفهمه من هذه الكلمة هذه الأيام.
ولكن من المحقق أن الحكومة الإسلامية على النحو الذي جاء به القرآن الكريم، واتفق عليه المسلمون كانت بعيدة كل البعد عن جميع أنواع الحكومات المعيبة أو جميع المبادئ التي تستند في تقرير حكم الشعوب على أساس معيب.
فإذا كانت حكومة الخلافة لم تقرر الديمقراطية على أساسها العصري المعروف بيننا فهي –بلا ريب- قد أبعدت مبادئ الأوتوقراطية، ومبادئ الثيوقراطية ومبادئ الأليجاركية، ومبادئ حكومة الغوغاء، وسائر المبادئ التي لا تستقيم مع حرية الفرد ومع الفطرة السليمة).
وعدد عباس محمود العقاد أشكال تلك النماذج من الحكومات وبين أن الإسلام يرفضها قائلاً: (فالأتوقراطية وهي حكومة الفردي المستبد ممنوعة في الإسلام، لأن القرآن الكريم يأمر النبي () أن يشاورهم في الأمر، وينص على أن (أمرهم شورى بينهم). وإذا كان النبي () الذي يتلقى الوحي الإلهي لا يَجِل عن مشاورة أتباعه، والرجوع إلى رأيهم في سياسته، فغيره من ولاة الأمر أولى أن يتقيد بالشورى، ويتجنب حكومة الطغيان. والثيوقراطية وهي حكومة التي يدعي فيها الحاكمون صفة إلهية ممنوعة كذلك في الإسلام. لأن القرآن الكريم يعلم المسلمين أن النبي () بشر مثلهم، ويبطل الكهانة والوساطة بين الإنسان وربه، وقد نهى النبي () ولاته وأمراء جيشه، أن يبرموا العهود باسم الله أو باسم رسوله...
والأليجاركية وهي حكومة الفئة القليلة من الأعيان والثروات ممنوعة كذلك من المسلمين، لأن بيعة الخاصة في الإسلام لا تغني عن بيعة العامة، وليس في الإسلام سادة نسب كما جاء في الحديث الشريف: "اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة".
وحكومة الأهواء سواء كانت أهواء الوجوه أو أهواء السواد ممنوعة كما منعت الحكومات التي أسلفناها، فليست أهواء المحكومين مُغنية عن أصول الحق والعدل، ودستور الشريعة والنظام، وفي ذلك يقول القرآن الكريم: فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق، لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً(64).
* النص العقدي بين الأمة والخليفة
ومن يقرأ خطبة الخليفة الراشدي الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه، يجد فيها العلاقة العقدية، التي تفرض إقامتها بين الحاكم والأمة، والمبنية على أسس البناء العادل في النظام الإسلامي، وهي الطاعة للحاكم ما دام ملتزماً بالشريعة الإسلامية ونصوص هذا التعاقد، فإن تمت المخالفة لهذه الأسس العقدية، طلب من الأمة إجراء التقويم المطلوب للحاكم عما خالف وشذ عنه. فالخليفة في بداية البيان السلطوي الأول، يذكر أن الاختيار الذي تم لـه من قبل الأمة ليس لكونه أفضلهم، ولكنه جاء باختيارات الأمة ومبايعته لـه (فإني وليت عليكم، ولست بخيركم). ولهذا وضع ميثاقاً عقدياً بين الأمة والحاكم، ويعتبر هذا العقد هو من صلب روح الإسلام في تحديد سلطات الأمة والحاكم.
ولهذا نرى ما جاء في هذا الميثاق الذي طرحه الخليفة الأول، ووافقت عليه الأمة التالي:
1- القرآن الكريم والسنة مصدر التشريع والدستور الناظم للدولة، وتجري محاسبة الخليفة عند مخالفتهما أو تجاوزهما من قبل الأمة أو ممثليها من أهل الحل والعقد، حيث يفقد الطاعة الشرعية، وهذا ما نص عليه البيان: (أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم..)
2- ممثلو الأمة هم الذين يختارون الخليفة وهم أهل الاختيار وهم من فقهاء الأمة وعلمائها.
3- الأمة مصدر السلطة وتملك سلطة المحاسبة والعزل، وتمت الإشارة إليها في الكلمة بقوله: (فإن أحسنت فأعينوني، وأن أسأت فقوموني).
4- أن يكون الحاكم صادقاً مع أمته، وإن كذب عليها فقد خانها (الصدق أمانة، والكذب خيانة).
5- المساواة والإنصاف بين الجميع دون النظر للضعف والقوة (الضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوي منكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله).
6- الحاكم بشر كأي فرد من أفراد الأمة، وليس معصوماً عن الخطأ، لذا لا بد من التصحيح لـه في حال وقوعه في الخطأ (أيها الناس أنا مثلكم، وإني لا أدري لعلكم ستكلفونني ما كان رسول الله يطيق، إن الله اصطفى محمداً على العالمين، وعصمه من الآفات، فإنما أنا متبع، ولست بمبتدع، فإن استقمت فاتبعوني، وإن زغت فقوموني) فكم نرى اليوم بعد مرور ألف وأربعمائة عام من حكام على الأرض، يدّعون أنهم أنصاف آلهة، لا يخطئون أبداً، بل كل ما يقولون ويعملون لـه مرتبة القداسة؟.
7- الحاكم كونه من البشر، فإنه يصاب في الغرور، وتزيين العمل من قبل وساوس الشيطان وهوى النفس (ألا وإنما لي شيطان يعتريني، فإذا أتاني فاجتنبوني)(النص في الملحق).
* الصفات المطلوبة في الحاكم المسلم
يعتبر وجود حاكم يرأس الدولة ضرورة أساسية في هيكلية الدولة الإسلامية، وهي فرض كفاية. ويتم اختياره من أهل الاجتهاد الذين تتوفر فيهم ثلاث شروط هي:
1-العدالة.
2-العلم الذي يتوصل به إلى معرفة من يستحق الإمامة.
3-أن يكونوا من أهل الرأي والتدبير، المؤديين إلى اختيار من هو للإمامة أصلح(65).
وجاء في حديث لرسول الله شروطاً للحاكم المسلم ومنها:
1-أن يكون من قريش.
2-أن يتصف بالعدل والرحمة والوفاء بالعهد. قال رسول الله : (الملك في قريش لهم عليكم، ولكم عليهم مثله، ما حكموا فعدلوا، واسترحموا فرحموا، وعاهدوا فوفوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين)(66)
وجاء في فقه أحمد بن حنبل صفات الإمام ما يلي:
-بالغاً عاقلاً، لأن غير البالغ يحتاج إلى ما يلي أمره، فلا يلي أمره غيره.
-سميعاً بصيراً ناطقاً، لأن غير المتصف بهذه الصفات لا يصلح للسياسة.
-حراً لا عبداً، لأن الإمام ذا الولاية العامة لا يكون ولياً عليه غيره.
-ذكراً.
-عدلاً وقال هنا ابن حنبل حول موضوع العدالة، تشترط في ولاية القضاء، ولكنها لا تشترط في رأيه في الحاكم وأن اغتصب السلطة، بل واقر في إمامة مغتصب السلطة، وعدم مخالفته، فهو يقول: (وهي دون الإمامة العظمى فإن قَهَر الناس غير عدل فهو إمام)(67).
ولكن في رأيي المتواضع والله أعلم، أن اغتصاب السلطة، وقهر الناس على مبايعته، فهي إكراه، ومبايعة المكره كما أرى باطلة، ومن هنا تبطل ولاية المغتصب والله أعلم.
-غير عاجز (معاق). وذهاب اليدين والرجلين يمنع ابتداءها واستدامتها.
ومن الصفات التي يراها ابن حنبل أن لا يعزل الحاكم لفسقه، بل يعزل فيها القاضي تحت تبرير (لما فيه من المفسدة) ويستند لحديث (...إلاَّ تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان)(68).
وأرى والله أعلم، أن الفاسق لا يمكن أن ظهر فسقه الاستمرارية في الحكم، لما فيه المفسدة للأمة والدين. والحديث الذي يورده الإمام أحمد جاء من رواية عبادة بن الصامت حول مبايعة الرسول ، وهي بيعة للرسول عليه الصلاة والسلام، والبيعة لمن أمر بإقامة العدل والإنصاف. وكان خير حكام الأرض جميعاً في تطبيق العدالة والمساواة، والمثل الأعلى في السلوك الإنساني المبني على قيم العدالة. أرى ليس من الأنصاف مساواة رسول الله ببقية الحكام المسلمين وغيرهم. واعتبارهم واحداً من حيث الطاعة. فكم من حاكم على مرور الأربعة عشر قرناً على ظهور الإسلام كاد ظلمه وجوره، يتجاوز فرعون المثل في الطغيان والظلم؟ وكم حاكم مستبد ضيع الأمة والدين، بإعلان فسقه وجوره، فدمر الأمة، وشوه صورة الدّين؟
إن البيعة على عدم المنازعة والسمع والطاعة، كما ورد في حديث رسول الله ، كانت على ما أوتي به من ربّه، وما سنن من الشرائع، وعدم المعارضة والتغيير بالقوة لنظام فاسد تحت ذريعة السمع والطاعة خوفاً من مفسدة وفتنة، سيكون كما الساكت عن الحق أي شيطان أخرس كما ورد في الحديث الشريف.
بل الرسول الأعظم أبطل صلاة الإمام المكروه من المأمومين، وبين عباس العقاد أن (قوام الرئاسة والإمامة عنده (ويقصد هنا رسول الله) شرطان هما: جماع الشروط في كل رئاسة، وهما الكفاءة والحب: "أيما رجل استعمل رجلاً على عشرة أنفس علم أن في العشرة أفضل ممن استعمل فقد غش الله وغش رسوله وغش المسلمين" وقال "أيما رجل أمَّ قوماً وهم كارهون لم تجز صلاته أذنيه"(69).
فالقرآن الكريم الذي حذر من خطورة الفاسق، من أن يأتي بنبأ كاذب، فيه هلاك إنسان أو أمة أو فيه هلاك للمال والعرض والنفس، وطلب أن يتم تدقيق أقواله والتأكد منها قبل اتخاذ القرار، كما قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين(70). فكيف يكون إذا كان الفاسق هو صاحب القرار في مصير الأمة والعباد؟
وتلك مصيبة كبرى حين يتولى هذا الفاسق أمر الأمة، والتاريخ مليء بالتبريرات لمستبدين اغتصبوا السلطة من قبل فقهاء السلطة. وبرروا جورهم وظلمهم وفسادهم. يقول الدكتور محمد عمارة: (.. لكن مظالم التفرد والفردية والاستبداد التي جنحت بعيداً عن هذه الفلسفة للحكم، قد أثمرت عصورها المظلمة وتطبيقاتها الظالمة فكراً هزيلاً، حاول أصحابه تزوير نسبه إلى الإسلام، ليضيفوا عليه شرعية الدين ومشروعيته.. فزعموا أن الشورى غير ملزمة للحاكم.. فعليه أن يستشير، ثم بعد ذلك يمضي ما رآه، حتى لو خالف الأمة جمعاء.. ولقد تجاهل هذا النفر من فقهاء الملوك والأمراء والسلاطين ما عناه ويعنيه قول الرسول : "إن أمتي لا تجتمع على ضلالة". ما يعنيه هذا الحديث من "عصمة الأمة" التي يتجسد اجتهادها، ويتمثل في الصفوة الجامعة لقدرات المشورة وإمكانات الاجتهاد.. فرأيناهم يرجحون كفة "الفرد الحاكم" على كفة "المشيرين".
ولقد حاول هذا النفر من فقهاء السلاطين تزوير نسب هذا الفكر الشائه إلى الإسلام.. فقالوا: إن هذا هو ما يعنيه قول الله سبحانه في هذه الآية فإذا عزمت فتوكل على الله.. فإذا استشار الحاكم كان قد أدى ما عليه.. وله بعد ذلك أن يعزم، أي يقرر ما يشاء.. ونسوا أن هذا "العزم" –القرار- هو- في سياق الآية- ثمرة الشورى..
فالشورى إذا جردت من ثمرتها، وهو القرار –العزم-كانت عقيماً.. بل "مسرحية عبثية" يجب أن يتنزه عنها الفكر الذي يعرض لآيات الله، سبحانه بالنظر والتفسير..)(71).
وقد رفض عدد من خيرة صحابة رسول الله الظلم والجور والاستبداد للحاكم، ومنهم من تخرج من مدرسته الجليلة الثرية بعلوم الدين والمعرفة مثل الحسين بن علي رضي الله عنهما سبط رسول الله ، وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهما الذي عاش في بيت خالته عائشة رضي الله عنها. وغيرهم من تبعوهم من خيرة الصحابة والتابعين لهي دلالات على ضرورة مواجهة الاستبداد والظلم والجور، الذي يمارسه الحكام من الطغاة. وقد قال
رسول الله عن هؤلاء (عن حذيفة عن النبي أنه قال: إنها ستكون عليكم أمراء يَظلمون ويَكذبون فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني، ولست منه، ولن يَردَ على الحوض. ومن لم يصدقهم بكذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه، وسيرد على الحوض)(72).
وقيادة الحكم مسؤولية خطيرة في الإسلام، فهي الخط المستقيم في العدل والإنصاف والرحمة والمساواة بين الرعية، والحفاظ على حدود الدولة وأمن الأمة. وبهذا قال رسول الله : (السلطان ظل الله في الأرض، يأوي إليه كل مظلوم من عباده، فإن عدل كان لـه الأجر –وكان- يعني على الرعية الشكر. وإن جار أو حاف أو ظلم كان عليه الوزر، وكان على الرعية الصبر، وإن جار الولاة /قحطت/ السماء، وإذا منعت الزكاة، هلكت المواشي، وإذا ظهر الزنا ظهر الفقر والمسكنة. وإذا خفرت الذمة أويل الكفار أو كلمة نحوه)(73).
والإمامة ليست مكسباً، بل هي مغرماً، لأن فيها وِزّر الأمة كلها، يحمله الحاكم يوم القيامة. عن عوف بن مالك قال: قال رسول الله : (إن شئتم أنبأتكم عن الإمارة وما هي؟) فناديت بأعلى صوتي ثلاث مرات ما هي يا رسول الله؟ قال: أولها ملامة، وثانيها ندامة، وثالثها: عذاب يوم القيامة إلا من عدل، وكيف يعدل مع أقربيه)(74). لهذا كان الأتقياء من المسلمين يبتعدون عنها لما فيها من حمل ثقيل تجاه أمته وربه ودينه.
من مواصفات الحاكم المسلم التواضع والمشاركة والحب المتبادل بينه وبين رعيته، فإذا كان الإمام في الصلاة تبطل صلاته، إن كان أمَّ أناس كارهون له، فكيف بالحاكم؟ والمطلوب منه التبادل في مشاعر الحبّ بينه وبين شعبه.
ونذكر حادثة من السيرة النبوية الشريفة هنا، أن الرسول كان يشارك أصحابه في السفر في الأعمال واحتياجات السفر، ونذكر قوله لأصحابه الذين توزعوا العمل: (وعليّ جمع الحطب). وحين قالوا له: يا رسول الله نكفيك العمل، قال: (علمت أنكم تكفونني، ولكن أكره أن أتميز عليكم، إن الله سبحانه وتعالى يكره من عبده أن يراه متميزاً بين أصحابه).
وشارك رسول الله في حفر الخندق بيديه الشريفتين أثناء غزوة الخندق المشهورة. وكان الرسول المثل الأعلى للحاكم المتواضع والمحبوب من قبل رعيته. وكان كذلك أصحابه من بعده أثناء خلافته أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم.
* المؤتمر الشعبي الأول في الإسلام (اجتماع السقيفة)
مؤتمر السقيفة الذي عقد بعد وفاة الرسول ، على الرغم من كثير من الملاحظات عليه، والدراسات التي تناولته من إيجابيات وسلبيات، إلا أنه يشكل أولى مقدمات البحث عن دور الأمة في اختيار السلطة. وإن كانت ممثلة في شريحة معينه. ومن خلال المناقشات التي جرت في هذا المؤتمر أو الاجتماع تبرز ظاهر الديمقراطية والحرية في أجمل صورها، من خلال الحوار حول مواصفات الحاكم المطلوبة الذي يخلف رسول الله .
كما ظهرت المعارضة وشرعيتها في المؤتمر، ولم تشر كتب التاريخ إنها حوسبت على اعتراضها واختياراتها، بعد أن أصبحت أقلية وتمت المبايعة للخليفة الأول من قبل أكثرية الأمة. وقد استمرت المعارضة ممثلة بسعد بن عبادة للخليفة أبي بكر الصديق ومن بعده عمر بن الخطاب وحتى وفاته، ولم تجر لـه أية مساءلة على رفضه للبيعة، بل بقيت لـه مكانته في الدولة من الاحترام والمكانة الرفيعة فيها، كونه من أصحاب رسول الله ومن أوائل الأنصار. كما لم تقم السلطة بمحاسبة من اعترض على البيعة في المؤتمر.
ومن يقرأ ما أعقب مؤتمر السقيفة من معارضات لكبار الصحابة، ومنهم العشرة المبشرين في الجنة، يدرك أن الإسلام قبل المعارضة للحاكم، ولكن ليست المعارضة التي تؤدي لتدمير الوطن، والأمن القومي والاجتماعي إلى الخطر الذي يهدد بنيان الدولة. لهذا رأينا امتناع سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن المبايعة أشهراً حتى وفاة سيدتنا فاطمة رضي الله عنها، وكانت مبايعته حين رأى اشتداد أزمة المرتدين، التي أصبحت تهدد وجود الإسلام والدولة الإسلامية. فتوحد الجميع في وجه الخطر.
كما امتنع في البدايات نفر من الأمويين على مبايعة أبي بكر رضي الله عنه، والتفوا حول عثمان بن عفان، وآخرون حول سعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن ابن عوف من بني زهرة. وهذه دلالة على أن المعارضة والرأي الآخر موجود في البذور الأولى للدولة الإسلامية. ولم يُكفر هؤلاء، بل أن المعارضين هم أكثر علماء الأرض بعد الرسول ، وبينوا للأجيال القادمة أن عملهم هذا، ليس خروجاً عن تعاليم الإسلام، كما يدعي البعض من كتاب وفقهاء السلطة(75).
وحول ما يقوله بعض العلماء: من مات، ولم تكن في عنقه بيعة للإمام، مات ميتة الجاهلية، يقول الدكتور محمد عمارة: (في المأثورات النبوية الشريفة أحاديث يرددها ويذيعها كثير من "أمراء" الجماعات الإسلامية الجديدة، تحكم بالجاهلية على من فارق الجماعة، وعلى من مات وليس في عنقه بيعة للإمام.. وهم بترديدهم هذه الأحاديث يوجبون الطاعة (للأمراء) على الكافة، ويحرمون "المعارضة، ويجعلونها إثماً دينياً وخطيئة ترتد بأصحابها إلى الجاهلية بعد الإسلام؟!
فأين يقف الإسلام الحق في هذه القضية؟! وما قوله الفصل في هذا الإشكال؟! إنه صحيح، وحق، وصدق أن رسول الله ، قد قال –فيما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "من خلع يداً من طاعة، لقي الله يوم القيامة لا حجة له. ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة الجاهلية".
لكن الأمر الذي يغفله –أو يتغافل عنه- هؤلاء "الأمراء" أن هذه البيعة، التي يتحدث عنها الحديث النبوي الشريف كانت بيعة الذين آمنوا للرسول ، الذي دعاهم إلى الإيمان.. فهي البيعة لـه بالنبوة، وموضوعها التوحيد والإسلام.. إنها البيعة التي خرجوا بها من الجاهلية إلى الإسلام، ومن ثم فإن خلعها والخروج من طاعتها، هي –بالقطع- عودة إلى الجاهلية مرة أخرى.. فهي لم تكن بيعة من "الرعية السياسية" لمحمد برئاسة "الدولة"، لأن هذه الرئاسة قد جاءت تبعاً، كضرورة اقتضتها "الدولة" التي تأسست لسياسة الرعية وحماية الدين، وإنما كانت بيعة من "المؤمنين" للنبي الرسول عليه الصلاة والسلام.. فبيعة الرسول، هذه وحدها، دون أية بيعة أخرى لأي خليفة أو حاكم أو أمير، هي التي توصف بأنها هي "الإسلام"، وهي التدين بالدين الإسلامي.. إنها في الحقيقة: بيعة الله سبحانه وتعالى. التي قال عنها لنبيه ك [إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله] (الفتح-10) كما قال أيضاً [من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً] (النساء-80)..
وليست كذلك بيعة أمراء السياسة والولاة والخلفاء والرؤساء في دولة الإسلام... فمعارضة هؤلاء الأمراء، ورفض البيعة لهم، لاختلاف منهجهم السياسي وسبيلهم في سياسة المجتمع وحكم الأمة عن منهج المعارضين لهم. لا يعني الانتقال بالمعارضين من معسكر الإسلام والإيمان إلى معسكر الجاهلية بأي حال من الأحوال.
إن الذين يرددون هذه المأثورات النبوية، موظفين لها في غير موضعها وإطارها، إنما يرتكبون خطأ سياسياً فاحشاً، عندما يجتهدون لإسلاس قيادة الأمة –كل الأمة –للأمراء، كل الأمراء.. ويرتكبون خطيئة دينية، عندما يذهبون فيسخرون المأثورات الدينية والأحاديث النبوية الشريفة في غير السياق الذي قيلت ورويت فيه.. وذلك باب واسع لشر مستطير شاع ويشيع في كتابات العديد من الإسلاميين) (76).
مُسَاءلة الحاكم
كما ظهر في فترة الرسول والخلفاء الراشدين مسألة (مساءلة الحاكم)، ليس فقط من قبل أهل العقد والحل، بل من قبل عامة الناس. فقد تمت مساءلة الرسول من إعرابي في توزيع الغنائم بعد غزوة حنين، ورفضت امرأة تحديد المهر، الذي أشار إليه الخليفة عمر بن الخطاب. واحتج إعرابي على توزيع الثياب حين وجد أن ثوب الخليفة عمر أطول من ثوبه، وهناك الكثير من كتب السير وتاريخ الفترة الراشدية تظهر قانون المساءلة، وحتى في حضور الخليفة شخصياً أمام القاضي من شكوى لمواطن أقام عليه دعوة في القضاء.
وكان الإسلام لكثير من الشعوب والطبقات الفقيرة المخلص المنتظر من الظلم والحيف والقهر والعبودية، فحرر الإسلام الفلاحين (الأقنان) عبيد الأرض في الأندلس (أسبانيا) حين دخلوها، وحرروا ملايين المستضعفين في بلاد الشام وفارس وآسيا. وبشهادة كافة المؤرخين إن الفاتحين العرب كانوا مباشرة يتساوون في الحقوق والواجبات بعد فتح أي مدينة وبلد بعد إسلامها، أو دفعها للجزية. ومن هنا كان قول المؤرخ الأوربي (لم يعرف التاريخ فاتحاً أرحم من العرب) والرحمة كانت ليس من انتماء القوم للعروبة، بل السلوك في الذي فرضه الإسلام على أتباعه.
* المساواة أساس الحرية في الإسلام
الحرية أساسها المساواة بين الرعية جميعاً دون أي تفريق بين غني وفقير وعبد وسيد وحاكم ومحكوم، وانتفاء الظلم والقهر من أي مصدر مالي أو سلطوي، لهذا كانت أولى توجهات الرسالة الإسلامية هي، تحقيق المساواة بين الناس أمام قوانين الشريعة، قال رسول الله : (الناس سواسية كأسنان المشط، ولا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى).
ولا فروق في الإسلام بين المستويات الاجتماعية والاقتصادية في الرعية، وحتى بين البشر جميعاً من سكان الأرض، إنما الفرق الوحيد بينهم هو في التقوى، والتي تتضمن كل أشكال الطهر والاستقامة والعمل الصالح، كما قال تعالى: يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير (77).
وفي الختام أورد عن الحرية في الإسلام ما قاله المغيرة بن شعبة لرستم قائد جيش فارس: (إننا معشر العرب لا نستعبد بعضنا بعضاً، فظننت أنكم تداسون قوتكم كما نتواسى، فكان أحسن من الذي صنعتم أن تخبروني أن بعضكم أرباب لبعض) فقال الدهاقين: والله لقد رمى بكلام لا تزال عبيدنا ينتزعون إليه، قاتل أوّلينا حين كان يصغرون أمر هذه الأمة. (78)
الفصل الأول: النبي في الفكر الغربي
"إن كان لهذه الأمة ولنبيها عدو من المجرمين في زماننا هذا كما أخبرت الآية، فمن يمكن أن يكون هذا العدو غير الغرب؟!"؟؟؟؟؟؟ النبي في الفكر الغربي
شهدت الفترة الماضية ارتفاع نبرة المواجهة مرة أخرى بين العالم الإسلامي من ناحية، وبين أوروبا وأمريكا من ناحية أخرى فيما يتعلق بالهجوم على شخص النبي محمد . ورغم أن هذا الهجوم تكرر كثيراً خلال الأعوام الماضية، وبصور متعددة، إلا أنَّ العالم العربي والإسلامي لا يزال مصراً على التعامل مع كل حالة من تلك الحالات التي يهاجم فيها خير البشر، وكأنها حالة منعزلة وفردية، ويجب أن تعامل في هذا السياق. يغيب عن الكثير من أبناء الأمة أن الموقف الفكري الغربي من النبي - صلوات ربي وسلامه عليه - كان دائماً موقفاً عدائياً، وإن اختلفت صور التعبير عن هذا العداء.
إن مـن يهاجـمون النبي لا يجهـلون مـن هو، بل يعرفونه حق المعرفة. ألم يخبرنا الحق - سبحانه وتعالى - أنهم يعرفونه كما يعرفون أولادهم؟ ألا نقرأ في القرآن {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}؟ [البقرة: 146]، وهي تدل بوضوح أن علماء وقادة أهل الكتاب يعرفون محمداً وهي معرفة حقيقية ومستمرة كما تدل الآية الكريمة. أخبرنا - سبحانه وتعالى - كذلك أن هذه المعرفة جاءت من كتبهم وليس فقط من اطلاعهم على أحداث العالم أو اهتمامهم بالإسلام، فقد قال - تعالى - : {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ} [الأعراف: 157 ]. ولا شك أنهم يعرفون النبي وهم يهاجمونه.
فليس من المتوقع أن البابا مثلاً لا يعرف من هو محمداً. إننا نفترض أنه إِنْ كان البابا (بينديكيت) السادس عشر الذي هاجم نبي الإسلام مؤخراً في شهر سبتمبر من عام 2006م مطلعاً على الإنجيل، ومهتماً بالحوار بين الثقافات والأديان، ومعاصراً لزماننا ... وهو بلا شك كل ذلك، فهو يعرف محمداً حق المعرفة، ولا يُعذر بجهل أو بخطأ، ومثله الكثير ممن تهجموا على نبينا طوال الأعوام الماضية.
هل حقاً يكرهون النبي؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ إن الهجوم على شخص النبي لا يعني بالضرورة كراهيته. ولكننا في حالة الموقف الغربي من رسول الله نلاحظ أنَّ الكراهية هي سمْتُ الكثير من المواقف التي تصدر عن المفكرين ورجال الدين الغربيين؛ بل والسياسيين والإعلاميين أيضاً في الآونة الأخيرة. {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [الصف: 8 ].
إن أدلة الكراهية في المواقف الغربية كثيرة. فهذا الكاتب الأمريكي (جورج بوش)، وهو جد الرئيس الأمريكي الحالي يقول في كتابه المعني (حياة محمد مؤسس الدين الإسلامي ومؤسس إمبراطورية المسلمين)، وهو - كما يقول ناشره -: كتاب يقرب من أن يكون وثيقة، ويمثل واحداً من أهم مصادر الكراهية الأمريكية للإسلام، التي يغذيها تيار أصولي قديم النشأة، يدعي أن العرب مجرد أعراق منحطة ومتوحشة، يستحقون الإبادة كما حدث للهنود الحمر. يقول المؤلف في الكتاب: ما لم يتم تدمير إمبراطورية السارزن (أي: المسلمين)، فلن يتمجد الرب بعودة اليهود إلى وطن آبائهم وأجدادهم( ). يرى هذا المؤلف الإسلامَ مجرد بلاء جاء به (الدعي) محمد، ساعد الرب على انتشاره، عقاباً للكنيسة التي مزقتها خلافات البابوات بهرطقاتهم التي بدأت في القرن الرابع الميلادي.
ومن الأساطير التي نشرت عن النبي محمد (في القرون الوسطى) تلك القائلة: إنه ساحر كبير، استطاع عن طريق السحر والخداع تحطيم الكنيسة في أفريقيا وفي الشرق، وأنه سمح بالدعارة والفسق، لكسب مزيد من الأتباع( ).
موقف الحضارات الأخرى:
اهتمت حضارات العالم بمعرفة أحوال المسلمين، وأخبار نبيهم، وفتوحاتهم، لما لهذه الأخبار من آثار على الواقع العالمي منذ انتشر الإسلام. واتخذت بعض هذه الحضارات مواقف متعاطفة مع الإسلام كما حدث مع نجاشي الحبشة، بينما اتخذت حضارات أخرى كالصين والهند مواقف محايدة في ذلك الوقت، وتبنّى الفرس والروم والبيزنطيون فكرة المواجهة مع العالم الإسلامي.
ورغم أن بعض الحضارات حاربت المسلمين، إلاّ أنّ معظم تلك الحضارات لم تحتفظ بتراث من الكراهية تجاه نبي الإسلام مثلما احتفظت به دويلات أوروبا وكنائسها. إن مـن الملفـت للنـظر أن العـداء المسـيحي للإسـلام وللنـبي خـارج أوروبـا الغربية لم يتحول إلى كراهية تاريخية، يتم الاحتفاء بها وتأكيدها في المناسبات الدينية وعلى حوائط الكنائس والأديرة، كما حدث في أوروبا الغربية.
فلم تنتـشر في أديـرة الكـنائس الأورثوذوكسـية مـثلاً رسـوم تبث كراهـية الإسلام أو نبيه ، ولا نجد في التراث المكتوب لهذه المذاهب الكنسية هذا الكم الملحوظ من الكراهية للنبي الذي نجده فيما دُوِّن في أوروبا الغربية من كتابات.
ولم تهتم الحضارة الإسلامية طوال فترات ازدهارها أو حتى خلال فترات انحطاطها بكراهية أية رموز لأديان أو حضارات أخرى، ولا يوجد في التراث الإسلامي أية كتابات كراهية عن رموز الأديان الأخرى كما نجد في التراث الغربي المتوفر. بل إن الغريب أن التراث الغربي لا يوجد به أمثلة أخرى من الاحتفاء بكراهية أي شخص على مر القرون العشر الماضية بخلاف النبي الكريم .
إن ما حدث في الغرب على مدى الألف عام الماضية من الاحتفاء بكراهية خير خلق الله هو ظاهرة مرضية، لم يشارك الغربَ فيها أيُّ من الحضارات التي تواجدت خلال الفترة الزمنية نفسها، وهي ظاهرة تستحق التوقف عندها وتحليلها اجتماعياً وفكرياً للوقوف على أسبابها، ووضع السبل الكفيلة بالحد منها وعلاجها.
قصور في الفهم:
يلقي البعض اللوم على الأمة الإسلامية لتخاذلها وضعفها من ناحية، أو لتكرار حوادث العــنف التي تتـبناها بعض فصائل الأمة تجاه الغرب. يرى البعض أن ما يسمى بـ (الإرهاب الإسلامي) هو سبب هجوم الغرب على الإسلام وعلى نبي الإسلام.
نسأل هؤلاء: وهل كان الغرب يمدح النبي ، أو حتى يسكت عن إيذاء شخصه الكريم وإهانته، عندما كانت الأمة الإسلامية في حالة وفاق وسلام تام مع دول الغرب؟ إن الغرب لم يتـوقف عـن الهـجوم على رسول الإسلام طوال القرون الماضية، وهو موقف عام لم يشذ عنه إلا القليل من المفكرين والمتدينين.
يرى البعض الآخر أن الهجوم على الإسلام أو على نبيه الكريم ليس إلا حالات فردية لمن يبتغون الشهرة، أو من يحملون أحقاداً على الإسلام. ويقوم هؤلاء بسرد بعض النقولات التاريخية أو المعاصرة لمفكرين غربيين يمدحون شخص النبي، ويعتبرون أن وجود هؤلاء يقدح في فكرة وجود عداء فكري عام في الغرب تجاه الإسلام، أو شخص الرسول الكريم.
الحقيقة أن الاستشهاد ببعض الأقوال - مع حذف السياق التاريخي لها - يمكن أن يكون مقنعاً بوجود إعجاب من بعض المفكرين الغربيين بشخصية النبي .
لكن ما يغيب عن هذه الرؤية، ويعيبها أيضاً، أن الفكر الغربي يتحرك وفق مجموعة من المسلَّمات الأساسية التي تخالف بقوة الدعوة المحمدية في المبادئ والمسلَّمات، وبالتالي فإن الأصل في العلاقة الفكرية بين الغرب وبين الإسلام لم يكن يوماً مّا التوافق؛ وإنما كانت العلاقة دائماً من النواحي الفكرية تميل إلى المواجهة وعدم الاتفاق. ويجب هنا أن نفصل بين أمرين: الأول: هو العلاقات بين الشعوب، والتي كانت في كثير من الأحيان تميل إلى السلام والوئام، وكذلك العلاقات السياسية التي تتبدل وتتغير وفق المصالح.
أما الأمر الثاني: فهو الرؤى الفكرية تجاه النبي، والتي لم تتغير كثيراً في الغرب منذ بعثة النبي وحتى التاريخ المعاصر، وكانت في مجملها رؤى ومواقف معادية وصدامية.
إن الأحكام الفكرية لا بد أن تنطلق من الرؤى المشتركة والمستمرة عبر فترات زمنية طويلة، ولا تقاس على ما شذ من الأقوال أو الأفكار. والغرب عبر تاريخه الطويل من المواجهة الفكرية والدينية مع العالم الإسلامي كان دائماً يميل إلى الطعن في شخص النبي، وهو ما لم يتغير عبر قرون طويلة من العلاقة مع الغرب، ولذلك أسباب سيأتي بيانها في هذا الكتاب.
الغرب كيان فكري واحد:
إن من المهم قبل دراسة الموقف الفكري الغربي من النبي أنْ نؤكد أنّ الغرب ليس كياناً واحداً فيما يتعلق بالسياسات وطبائع الشعوب، ومواقف الدول من العالم العربي والإسلامي. كما أن الغرب ليس كياناً واحداً فيما يتعلق باهتماماته الدينية ومدى اقترابه أو ابتعاده عن دعوة ورسالة نبي الله عيسى - عليه السلام -. فليس كل الغرب متديناً وليس كل الغرب علمانياً أيضاً، وهناك فوارق كبيرة بين المدارس والمذاهب الدينية المختلفة داخل المسيحية في الغرب. كما أننا ندرك أن المتدينين في أمريكا وأوروبا ليسوا جميعاً من أتباع كنيسة بعينها، أو من أتباع الدين المسيحي بالضرورة.
لقد أظهر التاريخ والنقولات عن فلاسفة الغرب ومفكريه أحياناً، تبايناً في المواقف والرؤى حول نبي الإسلام ، وحول دور الإسلام في الحضارة البشرية. بعض هذه الأقوال والأفكار كان إيجابياً للغاية، وبعضها الآخر كان يعبر عن كراهية لا حد لها. والأمثلة في ذلك كثيرة.
ففي نظرة المفكر الألماني (هيجل) للإسلام مثلاً، في كتابه المتميز (دروس في فلسفة التاريخ)، يصف الإسلام بعبارات شاعرية رقيقة كان منها: الإسلام هو: "ثورة الشرق التي حطمت كل خصوصية وتبعية، تنير وتطهِّر الروح، جاعلة من الواحد الأحد شيئاً مطلقاً، ومن الوعي الذاتي الصافي، ومن علم هذا الواحد الأحد النهاية الوحيدة للحقيقة. إن حماسة المسلمين هذه كانت قادرة أيضاً على كل نوع من السمو. وهذا السمو المحرر من كل الحسابات الدنيئة ممزوج بكل فضائل كبر النفس والبسالة"( ).
في المقابل، وبناءً على الدراسة التي قامت بها الباحثة (مارلين نصر) عن صورة العرب والإسلام في الكتب المدرسية الفرنسية، الصادرة عن مركز دراسات الوحدة العربية عام 1995م، نجد أن المناهج التربوية الفرنسية تقدم العرب والمسلمين باعتبارهم المتمردين والنهّابين والمخربين والسفاحين ، ولا تأتي على ذكر أية صفة من صفاتهم الإيجابية المعروفة.
وفي الأدب الفرنسي مثلاً... نرى أن صفات العرب تظهر في العصور الوسطى باعتبارهم كفاراً وأعداءً وخونةً وغزاة، وفي الأدب الاستشراقي نجدهم يسرقون التجار، وكثيراً ما يقتلونهم ، و هم في الأدب المعاصر أذلاء خائفون ومتّهمون بالتأخر( ).
إننا لا ننكر هذا التباين الفكري أحياناً، ولا نحاول أن نغفله من هذه الدراسة، ولكننا نبحث عن السمات المشتركة والمتكررة في هذا الفكر عبر تاريخ العلاقة الذي تجاوز الألف عام. فرغم كل هذا التباين والاختلاف في السياسات والطبائع والتوجهات، إلاَّ أن الغرب على مر تاريخه يكاد يكون كياناً واحداً، عندما يتعلق الأمر بالجوانب الفكرية المتعلقة بعلاقاته مع الحضارات الأخرى والديانات التي تختلف عن ديانات الغرب.
فرغم تعدد المدارس الفلسفية والفكرية في الغرب، إلا أن هناك قدراً مشتركاً وواضحاً من المفاهيم الفكرية الأساسية عندما يتعلق الأمر بالرؤى المقابلة حول مستقبل البشرية وهدف الإنسان من الحياة على الأرض. لذلك فإن من الممكن أنْ يتم الحديث عن الغرب بوصفه كياناً واحداً عندما يتعلق الأمر بالرؤى الفكرية الغربية حول العلاقة مع الحضارات الأخرى.
وسوف تتعامل هذه الدراسة مع الغرب ككيان فكري واحد من ناحية المنطلقات الأساسية للحضارة الغربية وعلاقتها بالحضارات والأديان الأخرى، والمبادئ التي قامت هذه الحضارة عليها، وعلاقة ذلك بموقف الغرب من النبي .
عدواً من المجرمين:
يكاد الغرب فكرياً أن يجمع على موقف موحد من نبي الإسلام، وهو موقف ليس إيجابياً بل هو موقف معادٍ بالمجمل، ولا يمكن تفسيره إلا من خلال تجديد النظرة وطرق البحث عن أسباب ذلك العداء الـْمَرَضي غير المبرر.
إن استقراء ومتابعة التاريخ يؤكد وجود تراث يقارب ألف عام من العداء بين الغرب، ونعني به هنا الكنيسة الأوروبية الغربية وصناع القرار وكذلك التيارات الفكرية غير الدينية، وبين الإسلام والمسلمين، ونبيهم . فلم يحدث في تاريخ البشرية، وفي الغرب تحديداً، أنْ استمرّ العداء تجاه أي شخص بمثل هذه الحماسة والاستمرار المتجدد، والصور المختلفة الملفتة للنظر.
لماذا يكرهون محمداً - صلوات ربي وسلامه عليه - إلى هذه الدرجة؟ سؤال يشغل أذهان الكثيرين من أبناء الأمة، وهم يستمعون مؤخراً إلى بابا الكنيسة الكاثوليكية وهو يجدد الهجوم على شخص النبي، مستهلاً بذلك فترة رئاسته لكرسي البابوية، ومحدداً من خلال كلماته النهج الذي يمكن أن نتوقعه من هذا الرجل خلال الأعوام المقبلة، فيما يتعلق بعلاقة الكنيسة الكاثوليكية مع العالم الإسلامي والشعوب المسلمة.
لقد أخبر الله - تعالى - في كتابه العزيز أن سنته الماضية أن يُخرِجَ لكل نبي عدواً من المجرمين، يقاوم دعوة ذلك النبي ويحاربها.
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً} [الفرقان : 31 ].
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} [الأنعام : 112].
وقد حدث هذا مع كل الأنبياء الذين أَطَلعنا الله - تبارك وتعالى - على سيرهم، وما تعرضوا له من ابتلاءات، وكذلك كان الأمر في حياة نبي الأمة - صلوات الله وسلامه عليه -.
وبما أن دعوة المصطفى باقية ما بقي الليل والنهار، ومتجددة مع كل إشراقة شمس، فليس من الغريب أن يكون عدو هذا النبي الكريم ممتداً أيضاً ومستمراً. ومن يتابع تاريخ الإسلام وعلاقات الأمة الإسلامية الدولية يلحظ أن عداء الكنيسة الأوروبية للنبي استمر منذ بداية الدعوة، وحتى أيامنا هذه.
الغريب أن هذا العداء متجدد، ويزداد كراهية وعنصرية حتى مع اهتمام المسلمين بالحوار والتوازن مع الآخرين. فهل من الممكن أن يكون السياق القرآني الوارد في الآية الكريمة {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً} [الفرقان: 31] منطبقاً على تلك الكنيسة وعلى الغرب بوجه عام بصفته العدو المستمر لهذا الدين المستمر أيضاً؟
إنْ كان لهذه الأمة ولنبيها عدوٌ من المجرمين - كما أخبرت الآية - في زماننا هذا، فمن يمكن أن يكون هذا العدو غير الغرب؟ لا أقصد هنا بالضرورة شعوب الغرب، ولكنني أقصد تحديداً طائفة صناع القرار، والكثير من القيادات الدينية المتطرفة في الغرب، والعديد من وسائل الإعلام غير الموضوعية وغير المحايدة.
فعلى المستوى الديني، لم يبلغ الفكر المتزمت في أي دين من الأديان إطلاقاً درجة التنظيم والاضطهاد التي عرفتها محاكم التفتيش الأوروبية الكنسية في مواجهة الإسلام. وقد أظهر هذا التزمت نفسه من خلال الإصرار على معاداة نبي الله بكل الصور الفكرية والثقافية الممكنة. إن اللوحات التي تزين الأديرة والكنائس الأوروبية القديمة التي تصور العداء لنبي الإسلام، إنما تعكس امتداد هذا التزمت والعداء الفكري إلى درجة الاحتفاء به، والتعبير عنه في أكثر الأماكن قداسة في نظر أنصار ذلك الفكر، وهي الأديرة والكنائس. إن طبيعة تجدد العداء من الغرب تجاه نبي الإسلام توحي أن هذا العداء يعبر عن نوع من الإجرام الحقيقي في مواجهة أمة الإسلام. وإلا فكيف يمكن أن يفسر أن تزين بعض كنائس أوروبا بلوحات ورسومات لنبينا محمد وهو - كما يدعون - يعذب في نار جهنم، وأن تبقى هذه اللوحات في مكانها في أكثر من كنيسة خاضعة لسلطة الفاتيكان، ولم تلمسها يد، ولم يحاول تغيير ذلك أحد من دعاة التسامح والحوار طوال عشرات السنين، وحتى الآن؟
كيف يُفسَّر أن يُوضَع في كنيسة أوروبية في عاصمة الاتحاد الأوروبي تمثال مهين لنبي الأمة وهو مطروح أرضاً، تدوسه أقدام ملائكة تعلن انتصار المسيحية على الإسلام؟ وكيف إذا كان هذا التمثال ليس في الكنيسة فقط بل هو في محرابها؟ أيْ أنه يُرى ويُشاهَد من كل من يزور الكنيسة للعبادة أو السياحة أو غيرهما. ألا يدل هذا على الإجرام الذي وصفته الآية في الحديث عمّن يعادون نبي الأمة؟
إن نوع الاتهامات والإهانات المتكررة التي تلصق بنبي الله من قبل الحمقى من الغرب لا تدل إلاَّ على صفة واحدة في هؤلاء، وهي الصفة التي وصفهم بها رب العزة والجلال؛ إنها صفة الإجرام. ومن المهم أن نسميَ الأشياء بمسمياتها الصحيحة والحقيقية لننجح في الحوار والتعايش مع الآخرين.
إنهم لا يعتذرون !
عندما أساء البابا (بينديكت) السادس عشر مؤخراً للعالم الإسلامي أجمع بإهانته لرسول الله، طالبه الجميع بالاعتذار. حتى بعض وسائل الإعلام الغربية التي لم يعرف عنها التعاطف مع الإسلام طالبته بالاعتذار.
لقد كتبت صحيفة (نيويورك تايمز) في افتتاحية عدد يوم السبت 16 سبتمبر 2006م مطالبة البابا باعتذار وصفته بأنه يجب أن يكون: "عميقاً ومقنعاً". وعقبت قائلة في نفس الافتتاحية: "إن العالم يستمع باهتمام لكلمات أي بابا، وإنه من الخطير والمؤلم أن ينشر أحد مّا الألم، سواء عامداًَ أو غير مكترثٍ. إن البابا بحاجة إلى أن يقدم اعتذاراً عميقاً ومقنعاً ليبين أن الكلمات يمكن أيضا أن تشفي الجراح". فهل اعتذر البابا؟
نقلت قناة (البي بي سي BCC) عبر موقعها الإلكتروني البيان الذي أصدره البابا (بينديكت) السادس عشر، والذي يقول فيه بالحرف الواحد: "إن البابا المقدس (آسفٌ جداً) أنّ بعض فقرات خطابه قد بدت وكأنها تهاجم مشاعر المسلمين". وعقّب قائلاً: "إنه يحترم الإسلام ويأمل أن يتفهم المسلمون المعنى الحقيقي لكلماته". لم يعتذر البابا، وإنما اتهمنا نحن بقلة الفهم؛ بل ويطالبنا أن نقبل بما قال! وذكر أنه يحترم الإسلام، ولكنه بالمقابل لم يذكر نبي الإسلام، أو يعتذر عما قاله في حقه ، بل تعمد تجاهل إهانته للنبي بكلماته الجارحة على مسمع من العالم أجمع، فأين هو الاعتذار؟
إن البابا يقول: إنه (آسفٌ جدَّاً) أن عباراته بدت وكأنها هجومية، ولكنه لم يعتذر عن هذه العبارات، أو يشرح لنا كيف يمكن ألا تكون هجومية؟! هو فقط آسف جداً لما حدث! فأين الاعتذار؟ ومن قال أننا - في هذا المقام -: نهتم لمشاعره، أو نعيرها أدنى اهـتمام؟! إن البـابا يسـتخدم حِـيل الإعـلام المعروفـة في التـهرب مـن مـواجـهـة النفس، أو مواجهة من أساء إليهم بطرق إعلامية ملتوية وعبارات فضفاضة، ولا يليق برجل دين في مكانته وقدره لمن يعتنقون دينه أن يفعل ذلك. إن كان قد أخطأ في وصف نبي الأمة الإسلامية بأنه لا يأتِ إلا بالشر، فلماذا لم يعتذر عن ذلك بوضوح؟ إنه يعالج الإهانة الأولى التي جرحت كرامة كل مسلم بإهانة ثانية تفترض في كل المسلمين الغباء أيضاً.
إن هذا الأمر متكرر في المواقف الغربية تجاه العالم الإسلامي. فبعد أزمة الرسوم المسيئة عن نبي الإسلام، ومطالبة الجميع لرئيس الوزراء الدانماركي بالاعتذار باسم الحكومة الدانماركية وعدم الإصرار على تصعيد الأزمة، حاور رئيس تحرير صحيفة (الأهرام ويكلي Ahram weekly) المصرية التي تصدر باللغة الإنجليزية رئيس الوزراء الدانماركي، وحثه على الاعتذار لإنهاء الأزمة، فما كان من رئيس الوزراء إلا أن رد قائلاً: "يسعدني أن أقدم هذا التصريح بشكل مكتوب إلى قرائكم، ولكنك تدرك بلا شـك أنه لا الحكومة ولا شعب الدانمارك يمكن اعتبارهم مسئولين عمّا تم نشره".
إننا لا يجب أن نستجدي أو نطالب ذلك الشخص أو هذا البابا أو غيرهم أن يعتذروا، فهم يتحدثون بما يجول في خاطرهم، ويؤكدون مواقفهم التي تكررت طوال الأعوام الماضية في الهجوم على الإسلام . إننا فقط نطالبهم ألا يستغفلوا أو يستهينوا بهذه الأمة، فهي تنهض من جديد، وهم يلعبون بالنار، ولن يشادَّ هذا الدين أحدٌ إلا غلبه، والله غالب على أمره، ولو كره البابا ومن هم على شاكلته.
إننا نطلب من قادة الغرب أيضاً، سواء من مفكرين أو علماء دين أو ساسة أو مثقفين، أنْ يكفوا شرورهم وألسنتهم عن أمتنا إن أرادوا لهذا العالم القليل الباقيَ من السلام والتعايش، أما استثارة هذه الأمة بهذا الشكل المتكرر فإن نتائجه ستكون وخيمة على الجميع، وأول من سيعاني منها هم من اختاروا الاستهزاء بنبي الأمة، رمز عزتها وطهارتها وحبها للسلام.
المرأة على مر العصور (بحث قيم جدا)
بواسطة م /الدخاخني
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين
وبعـــــــــــــــــد
هذا بحث قيم منقول من منتدي الفرقان نقلته لنا الأخت الفاضلة / mariem
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين
أما بعد
• حقــــــــــــائــــــــــــق *
الحق أن هذه المرأة عانت معاناة كثيرة ، بل كانت ضحية كل نظام ، وحسرة كل زمان ، صفحات الحرمان ، ومنابع الأحزان ، ظلمت ظلماً ، وهضمت هضماً ، لم تشهد البشرية مثله أبداً
• صفحــــات من العـــــار *
إن من صفحات العار على البشرية ، أن تعامل المرأة على أنها ليست من البشر ، لم تمر حضارة من الحضارات الغابرة ، إلا وسقت هذه المرأة ألوان العذاب ، وأصناف الظلم والقهر
فعند الإغريقيين قالوا عنها : شجرة مسمومة ، وقالوا هي رجس من عمل الشيطان ، وتباع كأي سلعة متاع
وعند الرومان قالوا عنها : ليس لها روح ، وكان من صور عذابها أن يصب عليها الزيت الحار ، وتسحب بالخيول حتى الموت
وعند الصينيين قالوا عنها : مياه مؤلمة تغسل السعادة ، وللصيني الحق أن يدفن زوجته حية ، وإذا مات حُق لأهله أن يرثوه فيها
وعند الهنود قالوا عنها : ليس الموت ، والجحيم ، والسم ، والأفاعي ، والنار ، أسوأ من المرأة ، بل وليس للمرأة الحق عند الهنود أن تعيش بعد ممات زوجها ، بل يجب أن تحرق معه
وعند الفرس : أباحوا الزواج من المحرمات دون استثناء ، ويجوز للفارسي أن يحكم على زوجته بالموت
وعند اليهود : قالوا عنها : لعنة لأنها سبب الغواية ، ونجسة في حال حيضها ، ويجوز لأبيها بيعها
وعند النصارى : عقد الفرنسيون في عام 586م مؤتمراً للبحث: هل تعد المرأة إنساناً أم غير إنسان؟ ! وهل لها روح أم ليست لها روح؟ وإذا كانت لها روح فهل هي روح حيوانية أم روح إنسانية؟ وإذا كانت روحاً إنسانية فهل هي على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيراً" قرروا أنَّها إنسان ، ولكنها خلقت لخدمة الرجل فحسب". وأصدر البرلمان الإنكليزي قراراً في عصر هنري الثامن ملك إنكلترا يحظر على المرأة أن تقرأ كتاب (العهد الجديد) أي الإنجيل(المحرف)؛ لأنَّها تعتبر نجسة
وعند العرب قبل الإسلام : تبغض بغض الموت ، بل يؤدي الحال إلى وأدها ، أي دفنها حية أو قذفها في بئر بصورة تذيب القلوب الميتة
تحــــــــرير المـــــــــرأة
ثم جاءت رحمة الله المهداة إلى البشرية جمعاء ، بصفات غيرت وجه التاريخ القبيح ، لتخلق حياة لم تعهدها البشرية في حضاراتها أبداً
جاء الإسلام ليقول (( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْــــــــــــــــــرُوف ))
جاء الإسلام ليقول ((ٍ وَعَاشِــــــــــــــــرُوهُــنَّ بِالْمَعْــــــــــــــــــرُوفِ))
جاء الإسلام ليقول (( فَـــلا تَعْضُــــــــــلـُـــــــــــــــــوهُـــــــــــ ـــــــنَّ ))
جاء الإسلام ليقول (( وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَـدَرُهُ))
جاء الإسلام ليقول (( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْــثُ سَكَنْتُــمْ مِنْ وُجْدِكُــــــــــمْ ))
جاء الإسلام ليقول (( وَلا تُضَــــــــارُّوهُنَّ لِتُضــــَيِّقُــوا عَلَيْهِــــــــــنَّ ))
جاء الإسلام ليقول (( فَآتُـــوهُنَّ أُجُـــــورَهُنَّ فَــرِيضَـــــــــــــــــــــــة ))
جاء الإسلام ليقول ((وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُــــونَ ))
جاء الإسلام ليقول (( وَلِلنِّسَــــاءِ نَصِيــــــبٌ مِمَّا اكْتَسَبْـــــــــــــــــنَ ))
جاء الإسلام ليقول (( وَآتُوهُـــــمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُــــــــــــــــــم ))
جاء الإسلام ليقول (( وَأَنْتُــــــــــــمْ لِبَــــــــــــــــاسٌ لَهُـــــــــــــــــنّ ))
جاء الإسلام ليقول (( هَـــــؤُلاءِ بَنَـــــاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُــــــــــــــــــــمْ ))
جاء الإسلام ليقول (( فَلا تَبْغُـــــــــوا عَلَيْهِــــنَّ سَبِيــــــــــــــــــــــلاً ))
جاء الإسلام ليقول (( لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهـــــــــــــــــــاً ))
جاء الإسلام ليقول (( وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُــــن ))
جاء الإسلام ليقول ((ِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيــــحٌ بِإِحْسَــــــــــانٍ ))
وجاء الرسول الكريم ليبين لنا مكانة المرأة فسئل صلى الله عليه وسلم من أحب الناس إليك ؟ قال : " عائشة "
وكان يؤتى صلى الله عليه وسلم بالهدية ، فيقول : " اذهبوا بها على فلانة ، فإنها كانت صديقة لخديجة "
وهو القائل : (( استوصــــــــــــــوابالنســــــــــــاء خيــــــــــــــــــــــــراً ))
وهو القائل : (( لا يفرك مؤمن مؤمنه إن كره منها خلقا رضى منها آخـر ))
وهو القائل : (( إنما النـســـــــــــاء شقـــــــــــائق الرجــــــــــــــــــــــال ))
وهو القائل : (( خيركم خيركم لأهــــــله وأنا خيركــــــــــــم لأهــــــــــلي ))
وهو القائل : (( ولهن عليـــكم رزقهــــن وكسوتهـــــن بالمعــــــــــروف ))
وهو القائل : (( أعظمها أجرا الدينـار الذي تنفقــــــه علـــــــــــى أهــــلك ))
وهو القائل : (( من سعــــــــــادة بن آدم المــــــــــرأة الصــالحـــــــــــــة ))
ومن هديه : ((عن عائشة قالت كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد ))
وهو القائل : (( وإنك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة حتى اللقمة التي ترفعها إلى في امرأتك ))
ومن مشكاته : (( أن امرأة قالت يا رسول الله صل علي وعلى زوجي فقال صلى الله عليه وسلم صلى الله عليك وعلى زوجك ))
وهناك الكثير والكثير من الأدلة والبراهين ، على أن الإسلام هو المحرر الحقيقي لعبودية المرأة ، وحتى يُعلم هذا الأمر بصورة أو ضح ، سأبين حفظ حقوق المرأة في الإسلام وهي جنين في بطن أمها إلى أن تنزل قبرها
.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*
بيانـــــــــات وآيــــــــات
1. حفظ الإسلام حق المرأة :- وهي في بطن أمها ، فإن طُلقت أمها وهي حامل بها ، أوجب الإسلام على الأب أن ينفق على الأم فترة الحمل بها (( وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُن))
2. حفظ الإسلام حق المرأة :- بحيث لا يُقام على أمها الحد ، حتى لا تتأثر وهي في بطن أمها (( ولما جاءت الغامدية وقالت يا رسول الله طهرني فقال لها : حتى تضعي ما في بطنك ))
3. حفظ الإسلام حق المرأة :- راضعة ؛ فلما وضعت الغامدية ولدها ، وطلبت إقامة الحد قال صلى الله عليه وسلم (( اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه ))
4. حفظ الإسلام حق المرأة :- مولودة من حيث النفقة والكسوة (( وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوف ))
5. حفظ الإسلام حق المرأة :- في فترة الحضانة التي تمتد إلى بضع سنين ، وأوجب على الأب النفقة عليها في هذه الفترة لعموم أدلة النفقة على الأبناء
6. حفظ الإسلام حق المرأة :- في الميراث عموماً ، صغيرة كانت أو كبيرة قال الله (( فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ ))
7. حفظ الإسلام حق المرأة :- في اختيار الزوج المناسب ، ولها أحقية القبول أو الرد إذا كانت ثيباً لقوله عليه الصلاة والسلام (( لا تنكح الأيم حتى تستأمر ))
8. حفظ الإسلام حق المرأة :- إذا كانت بكراً فلا تزوج إلا بإذنها لقولهعليه الصلاة والسلام (( ولا تنكح البكر حتى تستأذن ))
9. حفظ الإسلام حق المرأة :- في صداقها ، وأوجب لها المهر (( فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ))
10. حفظ الإسلام حق المرأة :- مختلعة ، إذا بدَّ لها عدم الرغبة في زوجها أن تخالع مقابل الفداء لقوله عليه الصلاة والسلام (( أقبل الحديقة وطلقها ))
11. حفظ الإسلام حق المرأة :- مطلقة ، (( وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ))
12. حفظ الإسلام حق المرأة :- أرملة ، وجعل لها حقاً في تركة زوجها ، قال الله (( وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ ))
13. حفظ الإسلام حق المرأة :- في الطلاق قبل الدخول ، وذلك في عدم العدة ، قال الله (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ))
14. حفظ الإسلام حق المرأة :- يتيمة ، وجعل لها من المغانم نصيباً ، قال الله (( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى )) وجعل لها من بيت المال نصيباً قال الله (( مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى)) وجعل لها في القسمة نصيباً (( وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى )) وجعل لها في النفقة نصيباً (( قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى ))
15. حفظ الإسلام حق المرأة :- في حياتها الاجتماعية ، وحافظ على سلامة صدرها ، ووحدة صفها مع أقاربها ، فحرم الجمع بينها وبين أختها ، وعمتها ، وخالتها ، كما في الآية ، والحديث المتواتر
16. حفظ الإسلام حق المرأة :- في صيانة عرضها ، فحرم النظر إليها (( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ))
17. حفظ الإسلام حق المرأة :- في معاقبة من رماها بالفاحشة ، من غير بينة بالجلد (( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً ))
18. حفظ الإسلام حق المرأة :- إذا كانت أماً ، أوجب لها الإحسان ، والبر ، وحذر من كلمة أف في حقها
19. حفظ الإسلام حق المرأة :- مُرضِعة ، فجعل لها أجراً ، وهو حق مشترك بين الراضعة والمرضعة (( فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ))
20. حفظ الإسلام حق المرأة :- حاملاً ، وهو حق مشترك بينها وبين المحمول (( وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ))
21. حفظ الإسلام حق المرأة :- في السكنى (( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ ))
22. حفظ الإسلام حق المرأة :- في صحتها فأسقط عنها الصيام إذا كانت مرضع أو حبلى
23. حفظ الإسلام حق المرأة :- في الوصية ، فلها أن توصي لِما بعد موتها (( مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ ))
24. حفظ الإسلام حق المرأة :- في جسدها بعد موتها ، وهذا يشترك فيه الرجل مع المرأة لقوله صلى الله عليه وسلم (( كسر عظم الميت ككسره حيا ))
25. حفظ الإسلام حق المرأة :- وهي في قبرها ، وهذا يشترك فيه الرجل مع المرأة لقوله صلى الله عليه وسلم (( لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلي جلده خير له من أن يجلس على قبر ))
والحق أنني لا أستطيع أن أجمل حقوق المرأة في الإسلام فضلاً عن تفصيلها
.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*
الحضــــارة الغربيــــــة
والسؤال هنا لأي شيءٍ دعت الحضارة المدنية اليوم ؟ وماهي الحقوق التي ضمنتها للمرأة ؟
1. أجمل لك القول أن الحضارة الغربية اليوم هي : ضمان للمارسة قتل هوية المرأة ، وهضم لأدنى حقوقها .
2. المرأة الغربية حياتها منذ الصغر نظر إلى مستقبل في صورة شبح قاتل ، لا تقوى على صراعه ، فهي منذ أن تبلغ السادسة عشرة تطرد من بيتها ، لتُسلِم أُنوثتها مخالب الشهوات الباطشة ، وأنياب الاستغلال العابثة ، أوساط الرجال
3. فما إن تدخل زحمة الأوهام الحضارية ، وإذا بأعين الناس تطاردها بمعاول النظر التي تحبل منها العذارى
4. تتوجه نحوها الكلمات الفاسدة ، وكأنها لكمات قاتلات ، تبلد من الحياء ، وتفقدها أغلى صفة ميزها الله بها ، هي : " حلاوة أنوثتها " التي هي أخص خصائصها ، ورمز هويتها
5. تُستغل أحوالها المادية ، فتدعى لكل رذيلة ، حتى تصبح كأي سلعة ، تداولها أيدي تجار الأخلاق ، وبأبخس الأثمان ، فإذا فقدت شرفها ، وهان الإثم عندها ، هان عليها ممارسته
6. يخلق النظام الأخلاقي الغربي اليوم في المجتمعات ثمرات سامة لكل مقومات الحياة ، أولها الحكم على هوية المرأة بالإعدام السريع ، على بوابة شهوات العالم الليبرالي ، الديمقراطي ، والرأسمالي
7. فالمرأة اليوم أسوأ حالاً مما مضى ، كانوا من قبل يقتلون المرأة ، فاليوم يجعلون المرأة هي التي تقوم بقتل نفسها
.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*
• شهـــــادات الأعــــــداء *
شهد القوم على فساد نهجهم
• تقول " هيليسيان ستانسيري " امنعوا الاختلاط ، وقيِّدوا حرية الفتاة، بل ارجعوا إلى عصر الحجاب ، فهذا خير لكم من إباحية وانطلاق ومجون أوربا ، وأمريكا
• وتقول " بيرية الفرنسية " وهي تخاطب بنات الإسلام " لا تأخذنَّ من العائلة الأوربية مثالاً لكُنَّ ، لأن عائلاتها هي أُنموذج رديء لا يصلح مثالاً يحتذى
• وتقول الممثلة الشهيرة "مارلين مونرو" التي كتبت قبيل انتحارها نصيحة لبنات جنسها تقول فيها : " إحذري المجد …إحذري من كل من يخدعك بالأضواء …إنى أتعس امرأة على هذه الأرض… لم أستطع أن أكون أما … إني امرأة أفضل البيت … الحياة العائلية الشريفة على كل شيء … إن سعادة المرأة الحقيقية في الحياة العائلية الشريفة الطاهرة بل إن هذه الحياة العائلية لهي رمز سعادة المرأة بل الإنسانية " وتقول في النهاية " لقد ظلمني كل الناس … وأن العمل في السينما يجعل من المرأة سلعة رخيصة تافهة مهما نالت من المجد والشهرة الزائفة " .
• وتقول وتقول الكاتبة " اللادى كوك " أيضا : " إن الاختلاط يألفه الرجال ، ولهذا طمعت المرأة بما يخالف فطرتها ، وعلى قدر الاختلاط تكون كثرة أولاد الزنا ، ولا يخفى ما فى هذا من البلاء العظيم عن المرأة ، فيه أيها الآباء لا يغرونكم بعض دريهمات تكسبها بناتكم باشتغالهن فى المعامل ونحوها ومصيرهن إلى ما ذكرنا فعلموهن الابتعاد عن الرجال ، إذا دلنا الإحصاء على أن البلاء الناتج عن الزنا يعظم ويتفاقم حيث يكثر الاختلاط بين الرجال والنساء . ألم تروا أن أكثر أولاد الزنا أمهاتهن من المشتغلات فى المعامل ومن الخادمات فى البيوت ومن أكثر السيدات المعرضات للأنظار .. ولولا الأطباء الذين يعطون الأدوية للإسقاط لرأينا أضعاف مما نرى الآن ، ولقد أدت بنا الحال إلى حد من الدناءة لم يكن تصوره فى الإمكان حتى أصبح رجال مقاطعات فى بلادنا لا يقبلون البنت ما لم تكن مجربة ، أعنى عندها أولاد من الزنا ، فينتفع بشغلهم وهذا غاية الهبوط فى المدينة ، فكم قاست هذه المرأة من مرارة الحياة .
• وتقول . تقول الكاتبة الإنجليزية " أنى رود " عن ذلك : " إذا اشتغلت بناتنا فى البيوت خوادم أو كالخوادم خير وأخف بلاء من اشتغالهن فى المعامل حيث تصبح البنت ملوثة بأدران تذهب برونق حياتها إلى الأبد ... أياليت بلادنا كبلاد المسلمين حيث فيها الحشمة والعفاف والطهارة رداء الخادمة والرقيق اللذين يتنعمان بأرغد عيش ويعاملان معاملة أولاد رب البيت ولا يمس عرضهما بسوء . نعم إنه عار على بلاد الإنكليز أن تجعل بناتها مثل للرذائل بكثرة مخالطتهن للرجال ، فما بالنا لا نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل ما يوافق فطرتها الطبيعية كما قضت بذلك الديانة السماوية وترك أعمال الرجال للرجال سلامة لشرفها
• نشرت صحيفة الأخبار المصرية ( في عددها الصادر في 20/10/1972م ، ص 4) : أنه قد أقيمت في هذا الأسبوع الحفلة السنوية لسيدة العام وحضرها عدد كبير من السيدات على اختلاف مهنهن .. وكان موضوع الحديث والخطب التي ألقيت في حضور الأميرة ( آن ) البريطانية هو حرية المرأة وماذا تطلب المرأة .. وحصلت على تأييد الاجتماع الشامل فتاة عمرها 17 عاماً رفضت رفضاً باتاً حركة التحرير النسائية وقالت أنها تريد أن تظل لها أنوثتها ولا تريد أن ترتدي البنطلون بمعنى تحدي الرجل . وأنها تريد أن تكون امرأة وتريد زوجها أن يكون رجلاً . وصفق لها الجميع وعلى رأسهن الأميرة ( آن ) ( كتاب المرأة العربية المعاصرة إلى أين ؟! ص 50 ) .
• ومن هذا صرح الدكتور " جون كيشلر " أحد علماء النفس الأمريكيين في شيكاغو ( أن 90% من الأمريكيات مصابات بالبرود الجنسي وأن 40% من الرجال مصابون بالعقم ، وقال الدكتور أن الإعلانات التي تعتمد على صور الفتيات العارية هي السبب في هبوط المستوى الجنسي للشعب الأمريكي . ومن شاء المزيد فليرجع الى تقرير لجنة الكونجرس الأمريكية لتحقيق جرائم الأحداث في أمريكا تحت عنوان ( أخلاق المجتمع الأمريكي المنهارة ) . ( المجتمع العاري بالوثائق والأرقام ، ص 11) .
.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*
• خاتمــــــــــــــــــــــــــــة *
يتضح لنا جلياً مما مضى أن الَّذين يدعون لتحرير المرأة من تعاليم الإسلام ينقسمون إلى ثلاثة أقسام
1- إما أن يكونوا أعداءً للإسلام وأهله ، ممَّن لم يدينوا بالملة السمحة ، ولزموا الكفر ، وهنا ليس بعد الكفر ذنب كما يقال .
2- وإما أن يكونوا تحت مسمى الإسلام من المنافقيين ، والعلمانيين ، لكنهم عملاء يتاجرون بالديانة ، ولا يرقبون في مخلوقٍ إلاً ولا ذمة .
3- أن يكون مسلماً لكنه جاهل لا يعرف الإسلام ولا أحكامه ولا يعرف معنى الحضارة القائمة اليوم ملبس عليه .
ولكن كيف يصل هذا البيان إلى نساء أهل الإسلام ، ليعلمنَ أنهنَ أضعنَ جوهرة الحياة ، ودرة الوجود ، ومنبع السعادة ، وروح السرور ، ونكهة اللذائذ ، عندما تركنَ تعاليم هذا الدين
ومن يخبر المسلمة ان الكافرات يتمنين أن يعشنَ حياتهنَ على منهج أهل الإسلام ؟*
من يقنع المسلمات اليوم أن الحضارة الغربية هي :- الحكم السريع بالإعدام على هوية المرأة
__________________
لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله
اللهم نجنا من القوم الظالمين والقوم الكافرين
_____________________________
أرحب بتعليقاتكم علي المقال في المنتدي علي هذا الرابط
http://www.imanway1.com/horras/showthread.php?t=3608
القضــاء والإســلام
إن مهمة القاضي من أصعب المهام في الإسلام، لما تتطلب منه الدقة والفصاحة، وأن تتوفر لديه كل الإمكانات المعرفية في الشريعة، ومع القدرة الشخصية في امتلاك البصيرة، والدقة في الأمر، لإنصاف الناس، وإرساء العدل بينهم. ومن أبرز الصفات التي يجب أن يتحلى بها القاضي التالي:
- قال الحسن البصري: أخذ الله على الحكام أن لا يتبعوا الهوى، ولا يخشوا الناس، ولا يشتروا بآياته ثمناً قليلاً. (22)
- وقال مزاحم بن زفر: قال لنا عمر بن عبد العزيز: خمس إذا أخطأ القاضي منهن خطة، كانت فيه وصمة: أن يكون فهيماً، حليماً، عفيفاً، صَلِيباً، عَالِماً سؤولاً عن العلم. (23).
- الحلم، وأن لا يقضي وهو غضبان. عن أبي بكرة أنه كتب لأبنه عبد الرحمن بن أبي بكرة (وكان بسجستان بأن لا تقضي بين اثنين وأنت غضبان، فإني سمعت النبي يقول: [لا يقضين حَكَمٌ بين اثنين وهو غضبان] (24).
لذلك كان العلماء وفقهاء المسلمين الكبار يتهربون من مهمة القضاء خشية الوقوع في خطأ يغضب الله عز وجل، فيكون مصيره النار. ونذكر منها أن أمير المؤمنين عثمان بن عفان، طلب من عبد الله بن عمر بن الخطاب، أن يتولى القضاء بين الناس، فرفض. فقال عبد الله بن عمر: لا أقض بين رجلين ما بقيت. فرد عليه عثمان رضي الله عنه: لتفعلن فإن أباك كان يقضي، فقال لـه عبد الله: كان أبي أعلم مني وأتقى.
وتعرض أبو حنيفة الإمام الفقيه المجتهد للتعذيب، حين رفض طلب الخليفة المنصور بتولي القضاء في ولاية الكوفة. وسجنه الخليفة أحد عشر يوماً، وكان كل يوم يجلد عشرة جلدات بالسوط في سجنه، فتحمل العذاب على تولي القضاء. وحين قابل الخليفة، فطلب منه تولي القضاء، فقال له: أتق الله ولا ترع في أمانتك إلا من يخاف الله.. أنني لا أصلح لذلك.
قال الخليفة المنصور: كذبت! أنت تصلح. فوجدها أبو حنيفة مخرجاً له، فقال: لقد حكمت لي على نفسك، كيف يحل لك أن تولي قاضياً على أمانتك وهو كذاب؟. فسكت عنه الخليفة وتركه.
* الشهادة فرض لضرورة العدل
والإسلام كما أنه يرفض مطلقاً أن لا يحكم إلا بالعدل، كذلك أيضاً يطلب بناء الأحكام القضائية على الأدلة والبينة. وتأتي شهادة الشاهد على ما رأى، ولمس، وعرف باليقين الكامل البعيد عن الافتراء والتلفيق والتزوير والكذب من أولى مقومات النطق بالحكم، ومن أسس بناء قرار القاضي.
الشهادة في الإسلام هي فرض على المسلم، عليه الإدلاء بها أمام القاضي، إن طلبت منه، أو لم تطلب منه. وخاصة أن عرف بأن ظلماً قد وقع على بريء، وهو يعلم بذلك. فعليه الإدلاء بها، وإن كان القاضي لم يستدعيه، أو يجهل بأنه يعلمها. فهي في القرآن شهادة لله عز وجل. لذا طلب الله عز وجل من المسلمين، أن يقضوا بين الناس بالعدل، ويشهدوا بالحق. حتى وإن كانت هناك عداوة بينهم وبين أخوان لهم من المسلمين، أو بينهم وبين غير المسلمين.
فالعدل فرض وواجب إقامته، وكذلك الشهادة هي فرض وواجب الإدلاء بها، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبيراً بما تعملون (25).
لأن الشهادة هي إحدى أركان البينة، ومن أسس إقامة مدلولات الحكم، والمستند الرئيسي للقاضي في فصل القضية.
والإسلام فرض الشهادة على اتباعه، ودعاهم إلى تقديمها لتبيان الحقيقة.
وأولى تلك الشهادات هي الشهادة بوحدانية الله عز وجل، وهي حق على كافة أتباع الديانات السماوية، وعدم كتمان شهادة مبينة من حقوق الله عز وجل قال تعالى: قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ أأنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى قل لا أشهد إنما هو إله واحد وأنني بريء مما تشركون (19) الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون (20) ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بآياته إنه لا يفلح الظالمون (21) (26).
وأشد الناس ظلماً من كتم شهادة عنده لله في وحدانيته، أو إخفاء ما جاء في كتبه المقدسة من حقائق المعرفة، أو كتم شهادة يعلمها في حق الله عز وجل، طلبت منه في مجلس أو مجمع للناس، أو غيرها من مجالس العلم والدين والتذاكر، أو كتمها بغية مجاملة لوجيه، أو ذو منصب، أو لمدارة فاسق، أو غيره من الطغاة والظلام من أجل محاباته، أو الخوف منه، أو لغاية أخرى قال تعالى: .. ومن أظلم من كتم شهادة عنده من الله.. (27).
ثم تأتى الشهادة بين الناس في المرتبة الثانية، التي أكد الله عز وجل على ضرورة الإدلاء بها، وعدم كتمانها، قال تعالى: ... ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه إثم قلبه والله بما تعملون عليم). (28). ففيها تبيان لحقوق الفرد والمجتمع، وفيها يتضح العدل، ويستطيع القاضي أو الحاكم رؤية حقيقة الذنب أو القضية من خلال الشهود والبينة، ويقضي بها.
والشهادة يجب أن يدلى بها بصورتها الواقعية دون زيادة أو نقصان، حتى وإن كانت تلك الشهادة على الوالدين أو الابن أو من ذوي القربى، وأن لا يخشى إلا الله عز وجل في قول الحق بشهادته، سواء كان المتضرر حاكماً أو غنياً أو فقيراً أو قريباً أو بعيداً، حتى وإن كان عدواً. قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً (29).
والشهادة كما العدل هي فرض من الله عز وجل على المسلم الإدلاء بها، كما هي في حقيقتها بما رأى باليقين وبالحقّ كما أشرنا سابقاً، والإدلاء بالشهادة، هي من صفات وسمات الإيمان في الإسلام، قال تعالى في وصفه للمؤمنين المصلين الدائمين على صلاتهم في سورة المعارج: والذين هم بشهاداتهم قائمون(30). وذكرت الشهادة هنا من ضمن سلسلة من الصفات الكريمة التي يجب أن يتحلى بها المصلي الدائم.
وأن تتسم تلك الشهادة بالحق، دون أن تأخذه عاطفة القربى أو الروابط العائلية أو الحزبية أو القومية أو غيرها من الروابط الأخرى المختلفة، قال تعالى: وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى(31).
وشدد الإسلام على محاربة شهادة الزّور في الدنيا والآخرة، واعتبرها من أكبر الكبائر. قال رسول الله (): [ألا أنبئكم بأكبر الكبائر. قلنا: بلى يا رسول الله. قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئاً فقال: ألا قول الزّور وشهادة الزّور، ألا قول الزور وشهادة الزّور. فما زال يقولها حتى قلت لا يسكت](32).
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ صـــور من العـــدل:
رفض الإسلام أن يقوم الناس أو مجموعة منهم أو أفراداً، مهما كانت صفتهم، أن يقوموا بالقصاص من الجاني. مهما كانت جريمته، إلا عبر محاكمة عادلة، يقضي بها قاض، يصدر عنه حكماً، وتقوم بتنفيذها السلطات الحاكمة.
وتذكر بعض السير وكتب التاريخ عن قصاص، نفذ من قبل أفراد في عهد رسول الله ()، فرفضها رسول الله () لمخالفتها أهم شروط أسس العدل التي أشرنا إليها. ومن تلك الحوادث ما قام به نفر من مسلمي خزاعة بعد فتح مكة، حين قتلوا مشركاً، فرفض رسول الله () هذا العمل وقال: [.. فمن قال لكم أن رسول الله قد قاتل فيها فقولوا إن الله قد أحلها لرسوله ولم يحللها لكم يا معشر خزاعة].(33).
وفي العدل كان لعمر بن الخطاب الباع الطويل في إقامته على حرفيته، فسمي بالفاروق لعدله الحرفي بين رعيته والآخرين، حيث لم يكن يفرق في إقامة الحدّ، بين ابنه وبين بقية رعاياه. فالعدل يطبق على الجميع، ودون النظر إلى النتائج، ونذكر هنا قصة إقامة الحدّ على ولده عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب. التي يرويها عمرو بن العاص والي مصر أيام الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
(.. دخلا "عبد الرحمن بن عمر وأبو سروعة"، وهما منكسران، فقالا: أقم علينا حدّ الله، فإننا أصبنا البارحة شراباً فسكرنا، فزبرتهما وطردتهما. فقال عبد الرحمن: إن لم تفعل أخبرت أبي اذا أقدمت عليه.. فحضرني رأي وعلمت أني إن لم أقم عليها الحدّ غضب عليّ عمر في ذلك، وعزلني، وخالفه ما صنعت، فنحن على ما نحن عليه، إذ دخل عبد الله بن عمر، فقمت إليه، فرحبت به، وأردت أن أجلسه في صدر مجلسي، فأبى عليَّ، وقال: أبي نهاني أن أدخل عليك إلا أن أجد من ذلك بداً. "إن أخي لا يحلق على رؤوس الناس، فأما الضرب، فاصنع ما بدا لك".قال عمرو بن العاص: وكانوا يحلقون مع الحدّ، فأخرجتهما إلى صحن الدار، فضربتهما الحدّ، ودخل ابن عمر بأخيه إلى بيت الدار، فحلق رأسه ورأس أبو سروعة. فو الله ما كتب إلى عمر بشيء مما كان حتى إذا تجنبت كتابه إذا هو نظم فيه: "بسم الله الرحمن الرحيم: من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى العاصي بن العاصي:
".. عجبت لك يابن العاص ولجرأتك على خلاف عهدي.. فما أراني إلا عازلك . تضرب عبد الرحمن في بيتك؛ وقد عرفت أن هذا يخالفني؟.. إنما عبد الرحمن رجل من رعيتك، تصنع به ما تصنع بغيره من المسلمين. ولكن قلت هو ولد أمير المؤمنين، وقد عرفت ألا هوادة لأحد من الناس عندي في حق يجب لله عليه، فإذا جاءك كتابي هذا، فابعث به في عباءة على قتب، حتى يعرف سوء ما صنع"..
قال: "فبعثت به كما قال أبوه، وأقرأت ابن عمر كتاب أبيه، وكتبت إلى عمر كتاباً أعتذر فيه، وأخبره أني ضربته في صحن داري ,بالله الذي لا يحلف بأعظم منه آتي الحدود في صحن داري على الذمي والمسلم، وبعثت بالكتاب مع عبد الله بن عمر".
قال أسلم: "فقدم عبد الرحمن على أبيه، فدخل عليه وعليه عباءة، ولا يستطيع المشي من مركبه. فقال: يا عبد الرحمن فعلت كذا؟ فكلمه عبد الرحمن بن عوف وقال: يا أمير المؤمنين قد أقيم الحدّ عليه مرة. فلم يلتفت إلى هذا عمر وزبره. فجعل عبد الرحمن يصيح: أنا مريض وأنت قاتلي! فضربه وحبسه، ثم مرض فمات رحمه الله).(34).
ورغم أن عمر بن الخطاب شديد في إقامة الحد حتى على نفسه، فأنه كان يرفض الغلو في أخذ الحدود، فقد غضب من أبي موسى الأشعري، وهو من كبار ولاته، لأنه غالى في جلد شارب خمر، وحلق شعره، وسوّد وجهه، ونادى في الناس ألا يجالسوه ولا يؤاكلوه.
فاشتكى هذا الرجل إلى عمر بن الخطاب أمير المؤمنين، فأعطاه عمر مائتي درهم، وكتب إلى أبي موسى الأشعري: (لئن عدت لسودنَّ وجهك، ولأطوفن بك في الناس). وأمره أن يسحب أمره ليجالسه الناس ويأكلوا معه، وأن يمهله ليتوب، ويقبل شهادته إن تاب.(35).
وعدل عمر لم يقف عند طبقة معينة، فقد كانت لا تأخذه في الله عز وجل لومة لائم، فالجميع لديه في سوية واحدة أمام العدل والقضاء به. وهذا تطبيق عملي لأحد أهم مرتكزات الإسلام، وهو إقامة العدل على الجميع دون تمييز، مهما كانت مكانة الشخص المدان ومرتبة، بل أن يقام العدل، حتى وإن كانت نتائجه بتوقعات الآخرين خطيرة على أمن الدولة نفسها، أو قد يؤدي تطبيقه إلى اضطرابات داخلية فيها.
فحين عزل عمر بن الخطاب رضي الله عنه قائد الجيش خالد بن الوليد رضي الله عنه، وهو المحبوب من جنده، وقائد الانتصارات العظيمة والباهرة على الفرس والروم، لم يلتفت إلى النتائج التي قد تنتج عنه من عصيان عسكري، أو امتناع القائد المعزز بقواته عن تنفيذه، أو استغلال من قبل العدو لانقسام قد يحدث في الجيش.
والسبب أن عمر رضي الله عنه أحصى عليه بعض المآخذ، ومنها إنفاقه من بيت المال في غير ما يرضاه، فأمر به أن يحاكم في مجلس عام، كما يحاكم أصغر الجند. وعزله عن قيادة الجيش، بعد مقاسمته فيما يملك من نقد ومتاع..)(36).
فالعدل كله واجب التطبيق في نظر عمر رضي الله عنه مهما كانت النتائج. ونفذ خالد بن الوليد رضي الله عنه قرار الخليفة برضى وطاعة، وقبل المحاكمة. والتحق بعدها بالجيش جندياً عادياً، ولم تؤثر عليه القضية برمتها، فكان باسلاً في المعارك كقائد وجندي، يؤدي رسالة الإسلام الهادفة لإقامة العدل في كل أنحاء الأرض.
ومن صور العدل والمساواة في الحق بين الأمير والمواطن العادي في الإسلام، ومن الأشكال التي تم تطبيقها في العهد الراشدي، نذكر هنا أيضاً كيف وقف عمر بن الخطاب مطبقاً للعدل، منتصفاً لأعرابي بسيط، لطمه الأمير جبلة بن الأيهم أمير الغساسنة وزعيمهم، فاشتكى لعمر من عمل الأمير، فحكم للأعرابي بلطم جبلة الأمير أمام الناس كما لطمه. فغضب جبلة بن الأيهم من هذا الحكم، فلم يستوعب أنّ أعرابي بسيط يقتص من أمير، ولم يدرك أن الإسلام ساوى في الحقوق بين الأمير والفقير في الحقوق، فلا تزال الأعراف الطبقية تعشش في ذهنه، فهرب إلى الروم، حين عرف أن الحكم لابد، أن ينفذ. ولم يتأثر الإسلام حين ارتد جبلة وهرب إلى الروم خوفاً من إقامة العدل، ولم يتهاوى الإسلام بهروبه، بل سجل التاريخ أن الإسلام يقيم العدالة على الأرض دون تمييز أو استثناء.
وكان من عدل عمر رضي الله عنه فيما ترد كل الروايات التاريخية، أنه كان يطوف في المدينة ليلاً، يتفقد أحوال رعيته، فيعالج أوضاع الناس من عوز وجور وظلم. فكان يجلب الدقيق على ظهره لأم وصبية جياع، ويقوم كل الليل من أجل توفير احتياجات امرأة تولد، وليس لها أحد يرعاها، ويسمع لامرأة تصحح لـه أمراً، أراد إصداره في تخفيض المهور، ويضع راتباً لكل يهودي ومسيحي عاجز مع خادم يخدمه. وتطول الروايات عن عدل عمر، ويمكن للقارئ أن يعود إلى العديد من مصادر التاريخ، ليعرف عن عدل هذا الخليفة العظيم.
ومن عدل الإسلام ما ردّ به الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه على من عاتبه في مساواته بين الناس في العطاء، فقال: (اتأمُرونّي أن أطلب النصر بالجور فيمن وليت عليه، والله لا أطور به ما سَمَر سمير، وما أمّ نجم في السماء نجماً، ولو كان المال لي لسويت بينهم، فكيف وإنما المال مال الله) (37).
ومن كلام أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه في طلبه من رعيته بالعون على إقامة العدل، بإنصاف المظلوم، والأخذ على يد الظالم، قال: (لم تكُن بيعتكم إياي فلتة، وليس أمري وأمركم واحداً، إنّي أريدكم لله. وأنتم تريدوني لأنفسكمّ! أيها الناس أعينوني على أنفسكم، وأيم الله لأنصفن المظلوم، ولأقودن الظالم بخزامته حتى أورده منهل الحق، وإن كان كارهاً).(38).
ومن أروع النصائح ما كان يوصي به الإمام علي رضي الله عنه ولاته في الأمصار، وفيما كتبه إلى الأشتر النخعي لما ولاه مصر وأعمالها. ونقتطف بعض ما جاء في هذا الكتاب الجامع، الذي تضمن شروط الوالي العادل، والتي جاء فيها ما يلي: (فليكن أحب الذخائر إليك ذخيرة العمل الصالح، فاملك هواك، وشحّ بنفسك عما لا يحل لك، فإن الشح بالنفس الإنصاف منها فيما أحبت أو كرهت، وأشعر قلبك الرحمة بالرعية، والمحبة لهم واللطف بهم، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان إما أخ لك في الدين، وإما نظير لك في الخَلق...).
وقال له: (أنصف الله، وأنصف الناس من نفسك، ومن خاصة أهلك، ومن لك فيه هوى من رعيتك، فإنك إلا تفعل تَظلم! ومن ظلم عباد الله، كان الله خصمه دون عباده، ومن خاصمه الله أدحض حُجته، وكان لله حرباً حتى ينزع ويتوب، وليس شيء أدعى إلى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته من إقامة (على ظلم، فإن الله يسمع دعوة المضطهدين، وهو للظالمين بالمرصاد). وليكن أحب الأمور إليك أوسطها في الحق، وأعمها في العدل، وأجمعها لرضى الرعية..)(39).
وسئل الإمام علي كرم الله وجهه: أيهما أفضل: العدل أو الجود؟ فقال رضي الله عنه: (العدل يضعُ الأمور مواضِعها، والجود يخرجها عن جَهتِها. والعدل سائس عام، والجود عارض خاص، فالعدل أشرفهما وأفضلهما).(40).
وسئل الإمام علي كرم الله وجهه عن العدل، فقال: (والعدل منها أربع شعبٍ: على غائِصِ الفَهمِ، وغَورِ العلم، وزهرةِ الحُكُمِ، ورِساخَةِ الحِلمِ، فمن فهِمَ عَلِمَ غور العلم، ومن علم غور العلم صدر عن شرائع الحكم، ومن حلم لم يفرط في أمره، وعاش في الناس حميداً.(41).
تلك صور من عدالة الإسلام، ومن دعوته الدائمة للعدل والمساواة، وسيادة القانون على الجميع دون استثناء، وأن يطبق على الحاكم والمحكوم، بل الإسلام لم يفرق في تطبيق العدل على المسلم وغير المسلم، فالعدل هو هدف في مكنوناته ملزم من اعتنق الإسلام، أن يطبق على نفسه وعلى غيره، وفق نظام مؤسسات الدولة، هذا هو الإسلام الذي يحاول المتصهينون في الغرب تشويه صورته، كما جاء في مقدمة البحث.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟* الملحق رقم (1)
الإعلان المشترك الفرنسي ـ الروسي ـ الألماني
حول العراق في 5/3/2003
النص الكامل للإعلان المشترك الصادر عن فرنسا وروسيا وألمانيا حول العراق الذي نشر في باريس في 5/3/2003 عقب اجتماع وزراء خارجية الدول الثلاث (دومينيك دوفيلبان وزير خارجية فرنسا ـ ايغور ايفانوف وزير خارجية روسيا ـ يوشكا فيشر وزير خارجية ألمانيا):
إن هدفنا المشترك يبقى نزع سلاح العراق الفعلي والكامل وفقاً للقرار /1441/.
نعتبر أن هذا الهدف يمكن بلوغه سلمياً عبر عمليات التفتيش. ونلاحظ أن هذه العمليات تعطي نتائج مشجعة أكثر فأكثر:
ـ تدمير صواريخ صمود /2/ قد بدأ ويتقدم.
ـ العراقيون يقدمون معلومات في المجال البيولوجي والكيميائي.
ـ مقابلة العلماء العراقيين تتواصل.
إن روسيا وألمانيا وفرنسا يعلنون دعمهم الحازم للسيد هانس بليكس ومحمد البرادعي كبيري المفتشين الدوليين، ويعتبرون اجتماع مجلس الأمن الدولي في السابع من آذار مرحلة مهمة في العملية القائمة.
ندعو بحزم السلطات العراقية للتعاون بفعالية أكبر مع المفتشين على طريق إزالة الأسلحة بشكل كامل في بلادها.
إن عمليات التفتيش هذه لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية.
ونود بالتالي أن تجري بوتيرة سريعة من الآن وصاعداً في إطار المقترحات الواردة في المذكرة، التي قدمتها دولنا الثلاث إلى مجلس الأمن الدولي. نحن نرغب في :
ـ توضيح المسائل العالقة وإدراجها بالتسلسل برنامجاً بعد برنامج.
ـ في المقابل وضع جدول استحقاقات مفصل.
وانطلاقاً، من هذا النهج سيتمكن المفتشون من أن يقترحوا بدون إبطاء برنامج عمل مرفق بتقارير مرحلية منتظمة إلى مجلس الأمن الدولي، ويمكن أن يتضمن هذا البرنامج بنداً يتعلق بتحديد موعد للسماح لمجلس الأمن بتقويم النتائج الكاملة لهذه العملية، في هذا الإطار لن ندع مشروع قرار يجيز اللجوء إلى القوة يمر في مجلس الأمن.
إن روسيا وفرنسا بصفتهما عضوين دائمين في مجلس الأمن ستتحملان كامل المسؤولية الملقاة على عاتقهما بخصوص هذه النقطة.
لقد وصلنا إلى منعطف، وبما أن هدفنا إزالة الأسلحة العراقية سلمياً وبشكل تام، لدينا اليوم إمكانية التوصل عبر السبل السلمية إلى تسوية شاملة في الشرق الأوسط، بدءاً من إحراز تقدم في عملية السلام، وذلك عبر نشر وتنفيذ خارطة الطريق. وتحديد إطار عام للشرق الأوسط يركز على الأمن والاستقرار، والتخلي عن مبدأ القوة ومراقبة التسلح، واتخاذ تدابير لإرساء الثقة.
* ملحق رقم
نص خطبة الخليفة الراشدي الأول
(أبو بكر الصديق رضي الله عنه).
(أما بعد، أيها الناس، فإني وليت عليكم، ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة. والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح(1) عليه حقه إن شاء الله، والقوي منكم الضعيف عندي، حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله، فإنه لا يدعه قوم إلا وضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمهم الله بالبلاء. أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم.. أيها الناس، إنما أنا مثلكم، وإني لا أدري لعلكم ستكلفونني ماكان رسول الله() يطيق، إن الله اصطفى محمداً على العالمين، وعصمه من الآفات، فإنما أنا متبع ولست بمبتدع، فإن استقمت فاتبعوني، وإن زغت فقوموني. وإن رسول الله() قبض، وليس أحد من هذه الأمة يطلبه بمظلمة، ضربة سوط فيما دونها، ألا وإنما لي شيطان يعتريني، فإذا أتاني فاجتنبوني، لا أوثر في أشعاركم وأبشاركم(2)، وإنكم تغدون وتروحون في أجل قد غيِّب عنكم علمه، فإن استطعتم ألا يمضي هذا الأجل إلا وأنتم في عمل صالح فافعلوا، ولن تستطيعوا ذلك إلا بالله. فسابقوا في مهل آجالكم من قبل أن تسلمكم آجالكم إلى انقطاع الأعمال، فإن قوماً نسوا آجالهم، وجعلوا أعمالهم لغيرهم، فإنها كما أن تكونوا أمثالهم، الجدّ الجدّ، والوحَى الوحَى(3)، والنجاة النجاة، وإن وراءكم طالباً حثيثاً، أجلاً مره سريع، واحذروا الموت، واعتبروا بالآباء والأبناء والإخوان، ولا تغبطوا الأحياء إلا بما تغبط به الأموات.
إن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما أريد وجهه، فأريدوا الله بأعمالكم واعلموا أن ما أخلصتم لله من أعمالكم، فطاعة أتيتموها، وحظ ظفرتم به، وضرائب أديتموها، وسلف قدمتموه من أيام فانية لأخرى باقية، لحين فقركم وحاجتكم، واعتبروا يا عباد الله بمن مات منكم، وفكروا فيمن كان قبلكم.
أين كان أمس؟ وأين هم اليوم؟ أين الجبارون الذين كان لهم ذكر القتال والغلبة ومواطن الحروب؟ قد تضعضع بهم الدهر وصار رميماً، قد تركت عليهم القالات، الخبيثات للخبيثين، والخبيثون للخبيثات. وأين الملوك الذين أثاروا الأرض وعمروها، قد بعدوا، ونسي ذكرهم، وصاروا كـ"لا شيء".ألا إن الله قد أبقى عليهم التبعات، وقطع عنهم الشهوات، ومضوا والأعمال أعماله، والدنيا دنيا غيرهم، وبقينا خلفاً بعدهم، فإن نحن اعتبرنا بهم نجونا. أين الوضاء الحسنة وجوههم، المعجبون بشبابهم؟ صاروا تراباً، وصار ما فرطوا فيه حسرة عليهم.
أين الذين بنوا المدائن، وحصنوها بالحوائط، وجعلوا فيها الأعاجيب؟ وقد تركوها لمن خلفهم، فتلك مساكنهم خاوية وهم في ظلمات القبور، هل تحس منهم من أحد، أو تسمع لهم ركزا(4)؟ أين ما تعرفون من أبنائكم وإخوانكم.؟ قد انتهت بهم آجالهم، فوردوا على ما قدموا، فحلوا عليه، وأقاموا للشقوة أو السعادة فيما بعد الموت، ألا إن الله لا شريك له، ليس بينه وبين أحد من خلقه سبب يعطيه به خيراً، ولا يصرف به عنه شراً إلا بطاعته واتباع أمره، واعلموا أنكم عبيد مذنبون، وأن ما عنده لا يدرك إلا بطاعته.
ألا وإنه لا خير بخير بعده النار، ولا شر بشر بعده الجنة، والله سبحانه وتعالى أعلم.
أولى حرية الإنسان في الإسلام كرامته.
كرم الله عز وجل الإنسان على سائر مخلوقاته في الأرض، ورفعه إلى مكانة عالية رفيعة، حين جعله خليفة في الأرض كما قال تعالى: وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة..(10)، وزيادة في التكريم أمر الملائكة في السجود له. هذه المكانة العالية المعطاة من الله عز وجل دليل على تكريم الإنسان من قبله عز وجل، وإلى الاحترام الذي يحمله الإسلام لإنسانية الإنسان، بما تحمل من قيم وسلوكيات يجب احترامها وتعزيزها.
قال تعالى: ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا(11).
واحترم الإسلام العقل، واعتبر التفكير والعمل هي الأداة الأساسية لمعرفة الخالق عز وجل ومخلوقاته في السماوات والأرض، حيث قال الله عز وجل: إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب(12).
فالعلم الذي غرسه الرحمن عز وجل في الإنسان سواء في بداية خلقه لآدم، كما قال تعالى: وعلم آدم الأسماء كلها..(13). أو في الأجيال المتلاحقة من البشر، حيث علم الإنسان من بعد ذلك العلوم والمعارف، وهداه لتعلم الكتابة، التي تعتبر أهم تحول تاريخي في حياة البشرية، قال تعالى: اقرأ باسم ربك الذي خلق(1) خلق الإنسان من علق(2) اقرأ وربك الأكرم(3) الذي علم بالقلم(4) علم الإنسان ما لم يعلم(5)(14).
فالعلم والتفكير العقلي من أهم الميزات التي ميز الرحمن عز وجل الإنسان على سائر مخلوقاته، وقد رعى الإسلام المعرفة وأصحابها، ووضع لها احتراماً خاصاً في سلوكيات اتباعه، الذين حضهم على المعرفة والبحث العلمي والفكري وسائر فنون المعرفة، حتى أنه رفض المساواة بين العلم والجهل رفضاً مطلقاً، قال الله عز وجل: .. قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب(15).
ومن خلال امتلاك الإنسان للعقل والتفكير، ترك الإسلام للإنسان حرية الاختيار بين الإيمان بوحدانية الله عز وجل واتباع تعاليمه، أو اختيار طريق الكفر والإلحاد، ولكنه وضع نتائج لذلك الاختيار، بين الفوز بالجنة أو الدخول إلى جهنم وبأس المصير، قال تعالى: قل الله أعبد مخلصاً لـه ديني(14) فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين(15)(16).
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الإســــلام
أعطى الإنسان حرية الاعتقاد والاختيار
الحرية في الاعتقاد والاختيار هي الأساس الأول الذي قامت عليه رسالة الإسلام، فرفض الإسلام الإكراه والقسر في دخول الناس في الدّين. بل وضع مبدأ الاختيار الارادي أساساً في الدخول فيه، بعد أن يتمّ تبيان دعوته ورسالته، والأسس التي تقوم عليها لكافة الناس.
وأوضحت عدة آيات في القرآن الكريم مبدأ حرية الاعتقاد، وعدم إكراه الناس ليؤمنوا بالإسلام، نذكر منها قوله تعالى: لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم(17). فأمر الله عز وجل واضح في هذه الآية الكريمة، فبعد أن اتضح مفهوم الإسلام وأهدافه للبشرية أجمع على مرّ الدهور والعصور، دعا الرحمن عز وجل أن يترك للإنسان حرية الاختيار بين طريق السلامة والأمن والاستقامة والراحة المادية والمعنوية في الدنيا والآخرة، وبين طريق الهلاك والآلام والندامة والحسرة والتيه والضلال، وبذلك تقع على الإنسان عاقبة هذا الاختيار ونتائجه، فإن أحسن نجا، وإن أساء هلك. وتعددت الآيات الكريمة، التي تحض على ترك حرية الاختيار الإرادي للإنسان في الدخول في الإسلام أو عدمه، ومن الآيات الكريمة التي بينت حرية الاختيار الإرادي قولـه تعالى: قل يا أيها الناس قد جاءكم الحقّ من ربّكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضلّ فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل(18).
أمر الله عز وجل رسوله الكريم محمد، أن يبلغ الناس كافة حقيقة الدعوة الإسلامية وأهدافها السامية العليا. ومن ثم ترك الأمر للإنسان بحرية قبولها أو رفضها، فهو حر في اختيار الهدى أو الضلالة، وليس الرسول مسؤولاً عن هذا الاختيار، بل تقع نتيجة الاختيار على الإنسان نفسه. قال تعالى: وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون(19).
وقال تعالى: وأن اتلوا القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضلّ فقل إنما أنا من المنذرين(20). وهذه الآية تطلب من الرسول، أن يقرأ على الناس القرآن، ويفسره، ويبين ما فيه من أحكام وسلوكيات، ووحدانية الله عز وجل، ويوم الحساب وغيرها من العقائد المختلفة، التي جاءت بها الرسالة المحمدية للبشرية جمعاء، وتترك بعد ذلك للإنسان حرية الاعتقاد والاختيار.
وما مهمة الرسول إلا التبليغ والتذكير والتنبيه والإنذار من عواقب الشرك والفساد وعدم الإيمان بوحدانية الله عز وجل وبيوم الحساب، كما كلفه بها الله عز وجل، وهذه مهمة كافة الرسل الذين أرسلهم الله عز وجل لكافة البشر، قال تعالى: وما نرسل المُرسلين إلا مبشرين ومنذرين...(21). يبشروا بضرورة الخلاص من الشرك والإلحاد، وبالرسالة السماوية المتسمة بالعدل والحق، وباليوم الآخر الذي ينصف فيه الأبرار من المؤمنين وذوي السلوك الحسن، وينال فيه كل حق حقه، وترد فيه المظالم، ويعاقب الظالم والمتجبر والفاسد والملحد وغيرهم، ممن زرعوا الأرض فساداً.
إن الله عز وجل أرسل الرسل عليهم الصلاة والسلام إلى الناس كافة، حتى يكون حجة عليهم، ويدحض أي ادعاء بأنهم لم يبلغوا، وأنهم لا يعلمون، قال تعالى: رُسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس حُجة بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيماً(22).
وقال تعالى: يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربّكم فآمنوا خيراً لكم وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات والأرض وكان الله عليماً حكيماً(23).
وهكذا يظهر لنا الإسلام دين آمن بحرية اختيارات العقل للإنسان، مما يكذب كل ادعاء المستشرقين، الذين حاولوا أن يصوروا الفتوحات الإسلامية على أنها كانت لإكراه الناس بالدخول بالإسلام بحد السيف. ومن يراجع تاريخ الفتوحات الإسلامية شرقاً وغرباً، سيجد أن المسلمين لم يرغموا مسيحياً أو يهودياً على الدخول بالإسلام، والشواهد على محافظتهم على أماكن العبادة لليهود والنصارى، وسيجد حتى الوثنين من البوذيين والهندوس والسيخ وغيرهم، تركت معابدهم وهي شاهدة اليوم على ذلك رغم السيادة الإسلامية على تلك البلاد. وهذا ما يكذب ادعاء من قال عن الإكراه في دخول الإسلام، ويثبت على محافظة الإسلام على تطبيق مبدأ حرية الاختيار.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الإســــلام
جاء لتحرير الإنسان من أغلال العبودية.
جاء الدين الإسلامي كما قلنا سابقاً من أجل تحرير الإنسان من رق العبودية للطاغوت البشري أو الحجري وغيره، وإطلاقه إلى أفق مجتمع العدل والمساواة، الذي يتساوى فيه الغني والفقير في الحقوق والواجبات، وتكون فيه التكاليف على حسب القدرة والاستطاعة، وتحفظ للإنسان الكرامة والأمن على نفسه وماله وعرضه ودينه، ويرفض الإسلام من أين كان المساس بها إلا بالحق. وما قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفة الراشدي الثاني: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً) إلا انعكاساً لتعاليم الإسلام بضرورة صون حرية الإنسان، وواجب الدولة والمجتمع المحافظة عليها وحمايتها.
جاءت رسالة الإسلام لتحطم الأغلال التي قيدت بها العديد من المجتمعات، ومنها أغلال الرذيلة والفساد والعدوان وكافة الخبائث التي تعيث فساداً في الأرض. وليدعوا إلى مجتمع إنساني يتحلى بالقيم الإنسانية الرفيعة العالية. وقد أوضحت الآية الكريمة التالية معنى تلك الحرية، قال تعالى: الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعززوه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون(24).
وتوجهت رسالة الإسلام من الجزيرة العربية إلى بقاع العالم شرقاً وغرباً، تحمل أهم مضمون لها، وأولى أهدافها الدعوة إلى التوحيد في عبادة الله عز وجل، ورفض عبادة البشر والأصنام وغيرها، التي تتنافى مع العقل البشري.
والهدف الثاني هو تحرير الإنسان من العبودية، التي فرضها الطغاة من حكامه عليه، تلك رسالة الإسلام في شقيها التوحيدي والتحريري، التي كانت مهمة الفتح تبليغها للناس كافة.
ومن الشواهد التاريخية على ذلك، ما قاله زُهرة بن عبد الله بن قتادة بن الحويّة للقائد الفارسي الشهير رستم، وهو ينقل إليه رسالة الإسلام وغاية الفتح، فحين سأله رستم عن هذا الإسلام الذي يقاتل العرب من أجله فقال: (هو دين الحقّ لا يرغب عنه أحد إلا ذلّ، ولا يعتصم به أحد إلا عزّ) فقال رستم: ما هو؟ قال: أما عموده الذي لا يصلح إلا به فشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله. قال: وأي شيء أيضاً؟ قال زُهرة: وإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله، والناس بنو آدم وحواء وأخوة لأب وأم. قال رستم: ما أحسن هذا)(25).
ولزيادة المعرفة برسالة الإسلام طلب رستم من قائد الجيش الإسلامي سعد بن أبي وقاص مبعوثاً من قبله، فأرسل إليه ربعي عامر وكان جندياً بسيطاً فحين سأله رستم: ما جاء بكم؟ قال ربعي: الله جاء بنا، وهو بعثنا، لنُخرج من يشاء من عباده من ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام. فأرسلنا بدينه إلى خلقه، فمن قبله، قبلنا منه، ورجعنا عنه، وتركنا أرضه دوننا، ومن أبى قاتلناه حتى نُفضي إلى الجنة أو الظفر)(26).
* تحرير الإنسان من رق الدّين
حارب الإسلام الربّا حرباً ضارية كونها تضع الأغلال في أيدي العديد من الفقراء والمحتاجين، وكان الناس يسترقون بسبب عدم القدرة على دفع الدين المتراكم من الربّا، حيث يتحولون من أحرار إلى عبيد، بسبب عسرتهم عن دفع ما ترتب عليهم من أموال الربّا.
وكانت لهذه الحرب التي شنها الإسلام ولا زال على الرّبا، لها الأثر الفعال في تحطيم قيود عبودية الرّبا، وفك رقاب العديد من الناس من الرقّ والتسول والإذلال، الذي يلاقونه من المرابي بسبب عدم قدرتهم على دفع المبالغ المدانين بها، أو الأقساط الواجب دفعها، أو الفائدة التي تتضاعف بسبب عدم القدرة على السداد.
وكم من أعراض انتهكت بسبب الرّبا؟ وكم من جريمة ارتكبت بسببها؟. وقصص العالم لا تزال تروي لهذا اليوم مآسي الرّبا، الذي حطمت بيوت كرماء، وأذلت أعزاء في قومهم، وخربت بيوت أغنياء، واستباحت دم الفقراء.
وكانت الرّبا ولا زالت من أهم الخبائث، التي تقيد العديد من المجتمعات في العالم.
وبسبب ما ترتكبه من جرائم شدّد الإسلام على إنهاء الربا، وحاربها محاربة عنيفة للقضاء والحد من شرورها، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الرّبا إن كنتم مؤمنين(278) فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تُظلَمون(279)(27).
لقد استهدف الإسلام من محاربة الرّبا تحرير الإنسان من أغلال دين مال الرّبا، وإطلاقه من قيوده، وأعاد لـه كرامته ووجوده في عزّ وكرامة، وفرض على الأغنياء كفاية الفقراء من خلال أموال الزكاة المفروضة والصدقات، وحض الإسلام على الإنفاق، وآيات الزكاة والصداقات والإنفاق على الفقراء كثيرة هي القرآن الكريم، والتي وعدت المنفق دون منّة أو رياء الناس بالفوز بالجنة. وتعتبر الزكاة ركناً أساسياً من أركان الإسلام، ومن قرأ التاريخ يعرف السبب الرئيسي لحروب الردة، وهي إلى الامتناع عن دفع الزكاة، حين شن الخليفة الراشدي الأول أبو بكر الصديق حرباً ضروساً على الممتنعين عن دفع الزكاة.
* التحرير من أغلال الهوى القاتل والعدوان والأعراف والعادات السيئة.
جاء الإسلام أيضاً ليحرر الإنسان من قيود الشهوات المادية والعدوانية، ومن الأعراف السيئة التي فرضتها القبائل البدوية المتخلفة على أبنائها. فالإسلام رفض اغتصاب أموال الناس بدون حق، وحرم الرشوة للحكام لأكل أموال الناس بالباطل قال تعالى: ولا تأكلوا أموالكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقاً من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون(28).
ووضع قواعد للتعامل المالي برفض أكل الأموال عن طريق الخداع والنصب والسرقة والاغتصاب، وحبب التعامل في التجارة على قاعدة التراضي، وحرر الإنسان من قتل نفسه بانصرافه الكلي خلال حياته على جمع المال، وعدم الالتفاف إلى نفسه وصحته وأسرته، بل كرس حياته فقط لجمع المال من أي طريق كان، دون أن يعطي لنفسه حقها الاجتماعي والثقافي والروحي، أو قتل النفس كالانتحار وغيرها من الطرق الأخرى المؤدية إلى قتل النفس. قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً(29).
وحرر الإسلام أموال اليتامى والفقراء من الاغتصاب والنهب والسرقة من قبل الأغنياء والأوصياء، حيث كانت أموالهم مستباحة من قبل الأقوياء لمعرفتهم بضعف اليتيم، وعدم قدرته عن انتزاع حقه منهم، فشدد الإسلام على ضرورة إعادة أموال اليتامى إليهم، وحرم تحريماً مطلقاً أكل أموالهم بالباطل، وأنذرهم عذاباً شديداً، قال تعالى: إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم سعيراً(30).
وطالب الأوصياء عليهم بإعادة أموالهم إليهم، وعدم اقتطاع أي مال منه إلا للضرورات في رعاية اليتيم، ومنع أخذ المال كاملاً، قال تعالى: وأتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حُوباً كبيراً(31).
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ تحرير المرأة الحقيقي في الإسلام
أسقط الإسلام القيود التي كانت تفرضها بعض العادات القبلية السيئة مثل زواج الولد لامرأة أبيه، وحرمه لما فيه من إساءة الولد لأبيه الميت، وفيه تقزز للنفس البشرية، قال تعالى: ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتاً وساء سبيلاً(32). وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: "كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته؛ إن شاء بعضهم تزوجها، وإن شاءوا زوجوها، وإن شاءوا لم يزوجوها، فهم أحق بها من أهلها، فنزلت هذه الآية في ذلك قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهاً(33).
ووضع قواعد أخلاقية عليا في مسألة الزواج، حين حرم، ومنع الزواج من الأقارب الأصول قال تعالى: حرمت عليكم أمهاتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم الاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم الاتي في جحوركم من نسائكم الاتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف وإن الله كان غفوراً رحيماً(34).
وأسقط عادة أخذ مال المهر من الزوجة بعد طلاقها، وبذلك فك القيد الاستغلالي من الحاجة إلى تسديد المهر من امرأة لم يعد لها أي وارد مالي إلا ما يحسن فيه إليها ذويها، وكانت رهينة لقيد سداد المهر، الذي أعطي لها حين تزوجت، وقد تكون قد تصرفت به، ولم يبق منه شيئاً، قال تعالى: وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وأتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً أتأخذونه بهتاناً وإثماً مبيناً(20) كيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً(21)(35).
وحرر الإسلام المرأة من أغلال أعراف سيئة، كان يمارسها العرب في الجاهلية، وهي دونية المرأة في مجتمعها، الذي كان يرى السيادة والعز والفخار فقط في الذكورية، وأن العار المستقبلي والمحتمل في المرأة. ولهذا أوجدوا عرفاً، يقوم على وأد البنات، الذي يعتبر من أبشع الأعراف القبلية، التي عرفها تاريخ الجزيرة العربية ما قبل الإسلام. وصور القرآن الكريم حالة الرجل الذي يبشر بمولدة لـه أنثى، وكيف يشعر بالحرج والخجل بتلقي النبأ في مجلس وبين أصحابه؟ وكيفية ردة فعله تجاه هذا النبأ؟ فيقول الله عز وجل: وإذا بُشِّرَ أحدهم بالأنثى ظلَّ وجهه مسوداً وهو كظيم(58) يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون(59)(36).
لو تمعنا في هذه الصورة القرآنية الكريمة، لظهر لنا مشهد الرجل، وكيف يتلقى نبأ ولادة زوجته بنتاً له؟ فتصوره غاضباً وقد اسود وجهه من هذا النبأ، وكيف يحاول التخفي من الإحراج والتهكم والسخرية من قبل قومه لمولودته الأنثى، ومن ثم يزداد إحراجاً في القرار الذي يتطلب منه اتخاذه، فهو حائر بين أمرين، يجب أن يقرر إحداهما، هل يتركها تعيش مع عائلته، أم يقتلها حية وذلك يدفنها في التراب؟
وقد تحدثت بعض المصادر التاريخية عن جرائم وأد البنات في الجاهلية، ومنها القصة الذي ذكرها سيدنا عمر بن الخطاب حين ضحك وبكى مرة فسئل من قبل الحاضرين لماذا فعل ذلك؟ ذكر أنه ضحك حين كان يعبد صنماً من التمر، ويطلب منه المساعدة والعون، ولكنه حين يجوع يقوم بأكله، فيقول أنه ضحك كيف يعبد إلهاً ثم يقوم بأكله، ويرى إلى أي مدى وصل عقل الإنسان من الانحدار، بعدمية الإدراك والتمييز العقلي.
وذكر أنه بكى حين أخذ ابنته الصغيرة لوأدها إلى الصحراء، وأنه قام بحفر حفرة لدفنها فيها، وكيف كانت الطفلة الصغيرة تنفض الغبار المتطاير من الحفرة عن لحيته؟ ورغم هذا الفعل النبيل من تلك الطفلة، لم يرق لها قلبه، الذي كان جافاً بسبب جاهليته، بل دفنها وهي تسأله لماذا؟. لهذا بكى عمر بحرقة للقلب القاسي في الجاهلية، وكيف استطاع الإسلام أن يحوله إلى أرق القلوب الإنسانية التي عرفها تاريخ البشرية.
وهكذا كان حال البنات الصغيرات ما قبل الإسلام، يقتلن بدون ذنب ارتكب، ويدفن أحياء دون أي رادع خلقي وإنساني، فجاء الإسلام ليسقط هذا العرف القبلي الجائر، ويحرر البنت من جريمة لم ترتكبها، ويعيد لها مكانتها الاجتماعية والثقافية أسوة بالرجل. وشدد القرآن الكريم على عقوبة من يقوم بهذا الفعل الشنيع في قوله تعالى: وإذا الموءودة سئلت(8) بأي ذنب قتلت(9)(37).
جاء الإسلام ليعيد المرأة إلى مكانتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. قال تعالى: للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن(38). وحتى في الحروب كان للمرأة المشاركة فيها جنباً إلى جنب مع الرجل، ويذكر التاريخ العديد من النساء في هذا المجال بدءاً من أم عمارة مروراً بصفية عمة رسول الله وحتى الخنساء وخولة بنت الأزور وغيرها.
هذه المرأة المسلمة التي حررت من خلال تعاليم الإسلام منذ أربعة عشر قرناً، كانت المرأة في الغرب حتى قرون قريبة في وضع مزدرى ودونيّ عن الرجل، ونذكر قول لعباس محمود العقاد قال فيه: (ولقد تقدم الزمن في الغرب من العصور المظلمة إلى عصور الفروسية إلى ما بعدها من طلائع العصر الحديث، ولما تبرح المرأة في منزلة مسفهة لا تفضل ما كانت عليه في الجاهلية العربية، وقد تفضلها منزلة المرأة في الجاهلية.
ففي سنة 1790، بيعت امرأة في أسواق إنجلترا بشلنين لأنها ثقلت بتكاليف معيشتها على الكنيسة التي كانت تؤويها..
وبقيت المرأة إلى سنة 1882، محرومة من حقها الكامل في ملك العقار، وحرية المقاضاة.
وكان تعلم المرأة سبّة، تشمئز منها النساء قبل الرجال، فلما كانت اليصابات بلا كويل تتعلم في جامعة جنيف سنة 1849-وهي أول طبيبة في العالم-كان النسوة المقيمات معها يقاطعنها، ويأبين أن يكلمنها، ويزوين ذيولهن من طريقها احتقاراً لها، كأنهن متحرزات من نجاسة يتقين مساسها..
ولما اجتهد بعضهم في إقامة معهد يعلم النساء الطب بمدينة فلادليفيا الأمريكية، أعلنت الجماعة الطبية بالمدينة، أنها تصادر كل طبيب يقبل التعليم بالمعهد، وتصادر كل من يستشير أولئك الأطباء.
وهكذا تقدم الغرب إلى أوائل عصرنا الحديث، ولم تتقدم المرأة فيه تقدماً يرفعها من مراوغة الاستعباد، التي استقرت فيها من قبل الجاهلية العربية..
فماذا صنع محمد؟ وماذا صنعت رسالة محمد؟
حكم واحد من أحكام القرآن أعطى المرأة من الحقوق كفاء ما فرض عليها: ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف(39).
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الإسلام وتحرير العبيد من الرّق.
كثيرة هي الاتهامات ضد الإسلام من قبل كتاب وباحثي الغرب، ومنها أن الإسلام يؤيد استمرارية الرّق، ويشجعه. وهذا كذب وافتراء وتزوير ضد الإسلام، الذي جاء ليحرر الإنسان من الظلم والعبودية على مختلف أشكالها، كما بيّنا في بدايات هذا الفصل.
الإسلام ظهر ومجتمع الرّق يسود العالم قانوناً وعرفاً، فجاءت رسالة الإسلام حينئذ لتطرح مسألة المساواة بين مختلف أبناء البشر، على اعتبارهم يعودون جميعاً إلى أصل واحد، وأب واحد وأم واحدة، هما آدم وحواء عليهما السلام.
كما قال تعالى: خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها..(40)، وما جاء على لسان رسول الله محمد: [كلكم لآدم وآدم من تراب].
واعتبرت رسالة الإسلام، أن التفاوت بين البشر ليس بألوانهم وأصولهم وانتماءاتهم الطبقي، بل من خلال ما يقدم المرء من عمل صالح لنفسه ولمجتمعه ولدينه وللبشرية جمعاء. كما جاء في الحديث الشريف: [الناس سواسية كأسنان المشط، لا فرق بين عربي وأعجمي، ولا أسود ولا أبيض إلا بالتقوى].
لهذا كان الإقبال الأول على اعتناق الدعوة الإسلامية غالبيتهم من العبيد والضعفاء والمساكين، في نفس الوقت كانت تلاقي الرفض والعداء من أغنياء قريش وسادتها، لرفضهم المساواة بينهم وبين هذه الطبقة الضعيفة، وذكر القرآن الكريم أن المقاومة للدعوة السماوية دائماً تكون من قبل الأغنياء والسادة قال تعالى: وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مُترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون(34) وقالوا نحن أكثر أموالاً وما نحن بمعذبين(35)(41).
ودللت القصص الواردة في القرآن الكريم، أن معظم الرسل والأنبياء يكون أتباعهم من الفقراء والعبيد. لأن في دعوة السماء الخلاص والتحرر من كل الأغلال، التي فرضتها قوانين الاستغلال والرق والعبودية. وخير مثل على ذلك ما جاء في الحوار بين سيدنا نوح عليه السلام والأغنياء من قومه، كما أورده القرآن الكريم: ولقد أرسلنا إلى نوحاً إلى قومه إني نذير مبين(25) أن لا تبعدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم(26) فقال الملأ الذين كفروا من قومه وما نراك إلا بشراً مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين(27) قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وأتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون(28) ويا قومي لا أسألكم عليه مالاً إن أجري إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقوا ربهم ولكني أراكم قوماً تجهلون(29) ويا قومي من ينصرني من الله أن طردتهم أفلا تذكرون(30)(42).
حاول أغنياء قريش ووجهائهم من المناهضين للدعوة الإسلامية، أن يبعدوا هؤلاء الفقراء والعبيد من حول الرسول، ففاوضوه على طردهم، ليتسنى لهم التفكير بقبول الدعوة. فجاءت الآية القرآنية محذرة من هذه المؤامرة الخبيثة، التي حاكها قادة الكفر في قريش، قال تعالى: ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين(52) وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهولاء منّ الله عليهم من بيننا أليس الله أعلم بالشاكرين(53)(43).
وفشلت تلك المحاولات، لهذا لقي أتباع الرسول محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام الظلم الشديد من أسيادهم. وتذكر كتب التاريخ العديد من أشكال تلك المعاناة، التي لقيها العبيد وفقراء المسلمين في بدايات الدعوة، وشكل البعض منهم أمثال بلال الحبشي رضي الله عنه وصهيب الرومي وياسر وزوجته سمية وابنهم عمار نماذج في التضحية والفداء في سبيل الإسلام. وليس صدفة أن يكون أول من استشهد في سبيل الدعوة الإسلامية من الرقيق هي سمية أم عمار بن ياسر على أيدي الطغاة من قريش.
فالدعوة الإسلامية كانت تحريراً لهؤلاء الفقراء والعبيد من الظلم والقهر، وليس فقط رفع الظلم الاجتماعي والاقتصادي عنهم، وإلى نقلهم من الطبقة الدونية المسحوقة إلى السيادة والقيادة، قال تعالى: ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين(44).
لذلك حظي هؤلاء الضعفاء المتحررين من العبودية مكانة متقدمة في المجتمع الإسلامي، سواء كان في عهد الرسول في المدينة أو في الخلافتين الراشدية والأموية. وقد تولى سلمان الفارسي إمارة خراسان تقديراً لمكانته الرفيعة في الإسلام. وارتفعت مكانة سالم مولى أبي حنيفة، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين أصحاب النبي في مسجد قباء وفيهم أبو بكر وعمر وأبو سلمة وزيد وعمر بن ربيعة(45).
وكان لزيد بن حارثة مكانة عالية في الإسلام، ولم يعامله رسول الله معاملة العبد، بل عامله كولد لـه وتبناه، وأشهر رسول الله تبنيه لزيد لقريش. لهذا كان أهل مكة يطلقون عليه اسم زيد بن محمد، وبقي يحمل هذا الاسم، حتى نزلت آية من الله عز وجل، تطلب أن ينسب العبد أو المتبنى إلى والده الحقيقي، قال تعالى: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وما جعل أزواجكم الائي تظاهرون منهم أمهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق ويهدي السبيل(4) أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفوراً رحيماً(5)(46). فأعاد الرسول نسبه إلى أبيه حارثة، وكان من أقرب الناس له. حتى أنه زوجه من ابنة عمته زينب بنت جحش، وهي من حرائر قريش، دلالة على عدم التفريق بين العبد والحر في الإسلام. وقد نصت الآية سابقة على المساواة، حين قالت: أخوان في الدين.
وقلد الرسول زيداً قيادة الجيش في غزوة مؤتة، وهي مرتبة يتنافس عليها قادة المسلمين. كما حظي ولده أسامة مكانة عالية في جهاز الدولة الإسلامية من بعد استشهاد أبيه، وقلده الرسول قبل وفاته قيادة جيش معدّ للزحف على تبوك، وكان فيه شيوخ الإسلام ورموزه مثل أبي بكر وعمر بن الخطاب.
كثيراً ما ظهرت العديد من الدراسات والأبحاث والمقالات الغربية، التي تتهم الإسلام كذباً وافتراءً بأنه يقف مع العبودية، ويحبذ الاسترقاق. بل وصلت الدعاية الغربية في تزويرها وكذبها، بأن اتهمت المسلمين بأنهم كانوا وراء تجارة الرقيق في أفريقيا في القرن السادس عشر وبعده.
في حين كل الدلائل التاريخية الموثقة تثبت أن تلك التجارة، كان يقوم بها الأوربيون والأمريكيون، وكانوا يستخدمون وسائل قذرة في عملية الاستعباد، من خلال السرقة واصطياد الأفارقة، وتحويلهم إلى عبيد، ثم إرسالهم إلى أمريكا، وهناك يستخدمونهم في مزارع القطن في جنوب الولايات المتحدة. إنما استهداف الإسلام كان للتشويه ولخلق حالة من العداء والكراهية بين الإسلام والأفارقة سواء في القارة أو في الولايات المتحدة وبقية القارة الأمريكية، خاصة بعد أن رأى الحاقدين على الإسلام من الغربيين الإقبال الكبير على الدخول بالإسلام من قبل هؤلاء. فظهرت حملات تشويه الإسلام، وتبرئة الغرب من هذه الجريمة الإنسانية، وإلصاقها بالإسلام والمسلمين.
إن الإسلام كما أشرنا سابقاً، ظهر في عزّ مرحلة الرقّ، التي كان تاريخ البشرية يمر بها. لهذا عمل على التخلص التدريجي من حالة الاسترقاق، حيث بدأ في فك مسألة التحرير من العبودية على أشكال مختلفة منها:
1-التشجيع على تحرير العبيد الذين أسلموا.
2-فرض عملية تصحيح الأخطاء في الحقوق الشخصية والاجتماعية والدّين، وغيرها من الخطايا والآثام والذنوب، في عتق العبد وتحريره.
3-جعل على رأس أعمال البرّ والصدقات والتقرب إلى الله عز وجل، تحرير العبيد وتكريمه.
4-منع استرقاق الناس سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين من رعايا الدولة الإسلامية، وأيضاً من رعايا دول أخرى إلا من كانت في حالة حرب مع الدولة الإسلامية. حيث كان رقّ الأسرى بحالة الحرب في تلك المرحلة الزمنية (القرون الوسطى) قانون دولي متعارف عليه بين الدول، فعلى الدولة الإسلامية في حالة الحرب عليها أن تعامل الدولة التي تحاربها بالمثل في استرقاق رعاياها. حيث يتم تبادل الأسرى بعد انتهاء الحرب، والفداء عنهم بالمال وتحريرهم. إلا أن الإسلام دعا إلى إطلاق سراحهم، حتى لو لم يتم التبادل مع الدولة المحاربة على قاعدة إسلامية تقول: (فإما منّاً وإما فداء).
5-وسن قانوناً جديداً يعطي للرقيق تحرير نفسه بالمقاضاة مع سيده، إذا تمكن من ذلك.
لهذا نرى منذ البدايات الأولى للدعوة الإسلامية، تم تشجيع الأغنياء من المسلمين للقيام بعملية تحرير العبيد، وخاصة من الذين أسلموا من باب التقرب إلى الله، ولرفع الظلم الشديد الذي يلاقونه من قبل سادتهم من كفار قريش. وبين الله عز وجل الإيمان الحقيقي وأوجه البرّ في أمور عديدة ومنها عتق العبيد وتحريرهم من العبودية قال تعالى: ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وأتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وأتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون(47).
حيث حثّ الله عز وجل على عتق العبيد، بقوله وفي الرقاب، واعتبره بمرتبة واحدة مع الصدقات والزكاة والصلاة، ومن أفضل الأعمال قربى إلى الله عز وجل، والتي يسعى الإنسان المسلم لأدائها.
وحض رسول الله على عتق العبيد المسلمين، ورغب فيه، واعتبره عملاً هاماً من أعمال نيل رضى الله عز وجل. بل فيه الكثير من الحسنات، التي تنجي صاحبها من عذاب يوم القيامة. قال رسول الله : [أيما رجل أعتق امرأ مسلماً، استنقذ الله بكل عضو منه عضواً منه من النار](48).
وكانت تعاليم الإسلام تطلب من مالكي العبيد، أن يعاملوا العبيد المعاملة الحسنة، ويقدموا لهم الرعاية السليمة، التي تحفظ لهم كرامتهم وإنسانيتهم. وشدد الإسلام على المساواة بين العبد وسيده في المأكل والملبس قال رسول الله : [أطعموهم مما تأكلون وأكسوهم مما تلبسون](49).
ودعا رسول الله إلى التعامل النديّ بين السيد والرقيق، واعتباره أخ له، لا عبداً مملوكاً فقط وحرمانه من إنسانيته، حيث قال عليه الصلاة والسلام: [هم إخوانكم وخولكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده، فليطعمه مما يأكل، ويلبسه مما يلبس، ولا تكلفونهم ما يغلبون، فإن كلفتموهم فأعينوهم](50).
من ينظر إلى حديث رسول الله هذا، يجد السلوك الإنساني السامي في معاملة الرقيق، حيث ليست المساواة في الأكل والملبس فقط، بل حتى في عدم التكليف بالعمل الصعب وغير المطاق من قبل الرقيق. فإن كان العمل من الصعوبة لا طاقة للعبد القيام به، ومن الضرورة تنفيذه، فعلى المالك تقديم المساعدة والمساندة لـه في التنفيذ.
من يقرأ هذا من العلماء والمهتمين في التاريخ، ويقارنون ما حاق بهذه الطبقة من تعسف وظلم، وانتهاك لإنسانيتها عبر مراحل التاريخ، ومنذ ظهور الرقّ، حتماً إن كان يملك ضميراً ووجداناً، سيقول: إن الإسلام أول من قام بتحرير الرقيق، وأول من سعى إلى رفع القيود عنهم، وإلى إعادة إنسانية الرقيق له. وليس غريباً أن يوصي رسول الله بالرقيق حين يقول: (اتقوا الله في الضعيفين النساء والرقيق)(51)
وشهد بداية الدعوة الإسلامية في مكة، أولى عملية التحرير من قبل أبو بكر الصديق رضي الله عنه، حيث قام بشراء عدد من العبيد، وحررهم من العبودية. وقلده العديد من أغنياء المسلمين في عتق رقاب الكثير من العبيد المسلمين، وتحريرهم تقرباً إلى الله عز وجل، وتنفيذاً لرغبات الإسلام في عتق الرقاب المؤمنة.
وأمر الرسول بأن يتم تغيير اسم العبيد إلى اسم (فتيان وفتيات)، لهذا أصبح يقال: فتيانكم وفتياتكم. وهذا التغيير في الاسم والمعاملة كان لـه الأثر الكبير في إحداث نقلة نوعية في تحطيم كثير من القيود، التي كانت يكبل بها العبيد.
ولكن الأهم في عملية كسر أغلال العبودية، كان في المساواة السريعة بين السادة والعبيد المحررين في الحقوق والواجبات والتكاليف تجاه الدين والمجتمع والدولة. ولم تذكر كتب التاريخ أي حالة من نقص في تلك المساواة، بل وردت حادثة أثناء فتح مكة، أن بعض سادة قريش حاول النيل من بعض الأرقاء السابقين مثل بلال وصهيب، فغضب رسول الله ، وزجرهم حين اعتبرهم أفضل منهم، لأسبقيتهم، وأنهم في مكانة متقدمة عليهم في الإسلام.
ونذكر من الأعمال التدريجية التي استخدمها الإسلام لتحرير العبيد، اعتبار تحرير العبد من الأعمال التي تنجي العبد من نار جهنم، قال تعالى: فلا أقتحم العقبة(11) وما أدراك ما العقبة(2) فك رقبة(13) (سورة البلد).
ووضع الإسلام إحدى مصارف الزكاة، هي تحرير العبيد قال تعالى: إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل والله حكيم عليم(52).
كما وضع الإسلام من كفارات بعض الخطايا والذنوب تحرير العبيد، وعتقهم، ومنها كفارة القتل بالخطأ، قال تعالى: ما كان لمؤمن أن يقتل مؤمناً إلا خطأ ومن قتل مؤمناً خطأ فتحرير رقبة مؤمنة وديّة مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وأن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليماً حكيماً(53).
وفرض الإسلام عتق العبد وتحريره من العبودية في مسألة (الظهار)، وهي عادة جاهلية يقوم بها الرجال، لفك العلاقة الزوجية بين الزوج وزوجته. حيث يقول لها (أنت علي كظهر أمي)، فتحرم عليه، كما حرمت عليه أمه الحقيقية، فأبطل الإسلام هذه العادة السيئة، مؤكداً أن الأم هي الأم الحقيقية، التي ولدته، ولن تكون زوجته مهما قال. لهذا فرض على الزوج، الذي استخدم مسألة الظهار قبل أن يراجع زوجته، أن يقوم بعتق عبد، وتحريره من العبودية قال تعالى: والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير(54).
ومن المشجعات ما أمر النبي المسلمين بتحرير العبيد حين كسوف الشمس قالت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما: (أمر النبي بالعتاقة في كسوف الشمس)(55).
ودعا النبي إلى تشجيع الزواج من العبيد، وعتقهن. عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله (أيما رجل كانت لـه جارية فأدبها فأحسن تأديبها واعتقها وتزوجها فله أجران)(56).
فالإسلام إذن كان منذ بدايات دعوته في مكة المكرمة، يدعو إلى تحرير العبيد، ولكن استخدم عمليات التدرج في التحرير كما بينا، حيث كانت الظروف الدولية آنذاك، وما صاحب الدعوة من عمليات حربية دفاعاً عن نفسها، في مواجهة أكبر دولتين في العالم آنذاك الفرس والروم إضافة إلى العرب المناوئين لها، كانت تتطلب التدرج.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الشورى جوهر النظام الإسلامي
كثيراً ما اتهم الإسلام ظلماً وزوراً برفضه للديمقراطية، واتصافه بالاستبداد من قبل الكثير من كتاب الغرب والشرق معاً، علماً إن الإسلام جاء لينهي أنظمة الاستعباد والمؤلهة لنفسها، والتي تترفع على رعيتها، وتقسم مجتمعها إلى طبقات هرمية، تكون الطبقة الحاكمة أعلاها، وتليها طبقة النبلاء ثم التجار فالفلاحين وبقية الرعية، وأدناها طبقة العبيد التي لا تملك حتى قرار نفسها. ولا تقرب الطبقة الحاكمة إلا حاشية تتكون من النبلاء والأثرياء من علية القوم، الذين يكونون مؤسسات الحكم والمشورة. وحتى البرلمانات التي تشكلت في روما، كانت مقصورة فقط على النبلاء والأثرياء. أما بقية الطبقات في المجتمع كانت معدومة الرأي والاختيار لنظمها ولحكامها، فالمؤسسات الديمقراطية المزعومة أثناء ظهور الإسلام سواء في بيزنطة وروما وفارس كانت فقط لحاشية الحاكم والطبقة النبيلة.
في حين أحدث الإسلام نظام الشورى كأول أسلوب ديمقراطي في القرون الوسطى، وفق ما طلب الله عز وجل من الرسول : [.. وشاورهم في الأمر..](57). وأحدث قانون البيعة العامة للخليفة بعد ذلك، والتي تشارك فيها كافة طبقات المجتمع دون استثناء ولا تخصيص، وأحدث مجلساً مصغراً لأهل العقد والحل، ليمثلوا عامة الناس في ترشيح الخليفة.
أما الشورى في الإسلام فلا تمييز بين غني وفقير، فهي لعامة المسلمين، كما قال تعالى: والذين استجابوا لربّهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون(58). فلم تستثنِ الآية الكريمة أحد من المسلمين في مسألة الشورى بل هي للجميع. وهنا تتجلى الحرية في أجمل صورها في الاختيار الإرادي للمسلم عبر الشورى.
والشورى هي كما وردت في الآيات الكريمة هي فريضة واجبة، وليست فقط حقاً من حقوق الأمة، ويقول الدكتور محمد عمارة: (لم يقف الإسلام من الشورى عند حد اعتبارها "حقاً" من حقوق الإنسان.. وإنما ذهب فيها كما هي عادته مع ما اعتبر في الحضارات الأخرى مجرد حقوق- ذهب فيها إلى حدّ جعلها "فريضة شرعية واجبة" على كافة الأمة وفي كل مناحي السلوك الإنساني)(59).
ويرى الدكتور محمد عمارة، أن الشورى الإسلامية تقوم على الأسس التالية:
* الأمة فيها وبها، هي مصدر السلطات وصاحبة السلطان في سياسة الدولة وتنظيم المجتمع وتنمية العمران.
* وهذه الأمة تختار ممثليها العارفين بالواقع وبالشريعة معاً... وهم أهل الاختيار، الذين يختارون رأس الدولة الإسلامية... وكذلك أهل العقد والحل، الذين يحافظون على اتساق "الواقع" مع "الشريعة" ويطورون "التشريع" ليلائم الواقع الجديد.
* وهذه الأمة، من وراء ممثليها، عليها وعليهم فريضة مراقبة حكومتها.. ومحاسبتها.. والأخذ على يديها.. ولها –بل عليها- فريضة تغيير هذه الحكومة، إن هي فسقت، أو جارت، أو ضعفت عن النهوض، بما فوضت إليها من مهام! –تصنع ذلك بالسلم إن أمكن.. وبالثورة إن لم يكن بد من ذلك!..
أما حدود الشريعة والأطر التي حددها الدين ورسمها. فإنها لا تمثل انتقاصاً من حق الأمة في أن تكون، في شؤون دنياها. مصدر للسلطة والسلطان.. لأن هذه الحدود والأطر هي الثوابت الكافلة لتحقيق مصالح مجموع الأمة وأفرادها.. ومن ثم فإن حرية الأمة –بواسطة ممثليها- في التشريع عندما تقف عند الحدود التي لا يجوز تجاوزها.
وهي إبقاء الحرام حراماً والحلال حلالاً، فليس في ذلك انتقاص من حرية الأمة. وإنما هو التزام بالأطر الدينية المحققة لمصلحة الأمة كما رآها الشارع سبحانه وتعالى..)(60).
ويرى رجاء (روجيه) غارودي في السلطة السياسية التي أقيمت في المدينة المنورة في عهد رسول الله وسلم وخلفائه الراشدين: (أنه بفضل مبدأين أساسيين وهما: المبدأ القائل بأن السلطة لله وحده، وكل سلطة اجتماعية يجب أن يعاد فيها النظر. ومبدأ (الشورى) الذي ينفي كل واسطة بين الله والشعب. بفضل هذين المبدأين، تم إبعاد كل طغيان مطلق يخلع سلطانه صفة القداسة، ويجعل من الحاكم إلهاً على الأرض. كما تم استبعاد أية (ديمقراطية) من طراز غربي، أي تلك التي تتصف بالفردية، وتغليب الكم على الكيف، وبالجمود والوصاية واستلاب الإنسان، فالحرية ليست سلبية واعتزالاً بل هي إتمام لمشيئة الله)(61).
* النظام الراشدي أنموذجاً
لقد أوجد الرسول أنموذجاً فريداً في الحكم، في زمن كان يسود العالم القهر والظلم على يدي أباطرة وملوك وحكام، حيث كان البعض منهم يعتبر نفسه أنه إله في الأرض، لا يمكن مساءلته أو محاسبته من أي سلطة كانت، فهو صانع السلطات التنفيذية والتشريعية، وهو فوقها جميعاً، يحاسبها متى شاء، ويبقيها ويزيلها متى شاء، مجرد دمية يحركها كما يريد، والرعية في مفهومه هم جزء من ممتلكاته.
فأقام الرسول عليه الصلاة والسلام أول دولة في العالم، مؤسسة على المساواة بين الحاكم والرعية، ينصف فيها الجميع دون استثناء. وقد يقول قائل كان في أثينا دولة ديمقراطية، نقول نعم، ولكن كانت فقط لرجال أثينا من طبقة الأحرار، أما بقية الناس ليس لهم أية حقوق. في حين الإسلام ساوى بين الحر والعبد والرجل والمرأة، والكل تحت قاعدة قانونية حددها رسول الله (الناس سواسية كأسنان المشط لا فرق بين أبيض وأسود إلا بالتقوى).
وكذلك كافة الرعية أمام القضاء متساوون لا فرق بين الجميع حاكم ومحكوم، يقف أمام القاضي الشاكي والمشتكى مهما كانت مرتبته الحكومية حتى وإن كان رئيس الدولة. ولا يفرق قانون الشريعة الإسلامية بين العبد وسيده. فالحقوق القانونية مضمونة لكافة الناس.
وتعتبر خزينة الدولة (بيت مال المسلمين) هي ملكية عامة لكافة المسلمين دون استثناء، لا يستطيع الحاكم التصرف بها، إلا وفق قواعد محددة في الشريعة، وللجميع حصة في تلك الخزينة.
وأهم ما اتسمت به الدولة العدل، والذي يعتبر أساس الحرية وضمان الحقوق، فسيادة القانون على كافة أفراد المجتمع، تطبق على الجميع، فكثيراً ما وقف بعض الخلفاء أمام القاضي في قضية مثارة عليهم من أحد الرعية سواء أكان مسلماً أو من أهل الكتاب، وعومل الحاكم المدعى عليه مع المدعي من الرعية على قدم المساواة أمام القضاء.
وضمنت الدولة الحرية الاقتصادية، واعتبرت قانون التراضي شرطاً في البيع قال تعالى: إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم(62). ووضع على التجارة سواء البيع الفردي أو الإجمالي رقابة تموينية سميت (بالحسبة) تمنعها من الاستغلال والفساد والغش، ووضعت الدولة على الناتج الاقتصادي الزراعي والتجاري والرعوي رسوماً سواء في الزكاة أو غيرها من الرسوم، لتصرف مع بقية ما يأخذ من زكاة من رؤوس الأموال على كافة أفراد الشعب واحتياجات الدولة العسكرية والإدارية.
وفي النظام السياسي تم تأسيس أول دولة رئاسية جمهورية في التاريخ، لا تعتمد اختيارات حكامها على النسب والعشيرة والمال والوراثة والقوة العسكرية، بل اعتمدت على التقوى، والحكمة، والأسبقية في الإسلام، وصلاحية سيرة الحاكم الذاتية، والقدرة على إدارة الأزمات، وعلى ملكاته الشخصية في الإمساك بزمام الأمور، وعلى ما يملك من إمكانات معرفية عالية في الدين والشريعة، وهذا ما تم فعلاً في العهد الراشدي.
فالاختيارات التي تمت للخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم على قاعدة ما أشرنا إليه. وقد يدعي بعض أعداء الإسلام من الذين يحاولون الولوج إلى ثغرة من الثغرات لنقد النظام الإسلامي ومنها الخلافة الراشدية، فيدعي أنها لم تكن نظاماً تشاورياً وباختيارات ديمقراطية، ويضرب مثلاً على اختيار أبي بكر الصديق رضي الله عنه لعمر بن الخطاب رضي الله عنه لخلافته. فحتماً أنه سيكون جاهلاً بالواقع التاريخي لعملية الاختيار. فأبو بكر رضي الله عنه قد أشار أهل العقد والحل في عملية الاستخلاف، فالحقيقة التاريخية تقول: (فجمع إليه نخبة من أهل الرأي وقال لهم فيما قال: ".. قد أطلق الله أيمانكم من بيعتي، وحل عنكم عقدتي، ورد عليكم أمركم، فأمروا عليكم من أحببتم، فإنكم إن أمرّتم في حياة مني كان أجدر ألا تختلفوا بعدي".
فلم يستقم لهم أمر، كما جاء في رواية الحسن البصري، ورجعوا إليه يقولون "إن الرأي يا خليفة رسول الله رأيك" فاستمهلهم حتى "ينظر لله ولدينه ولعباده". ثم استقر رأيه على استخلاف عمر بعد مشاورة عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان وسعيد بن زيد وأسيد بن الخضير. وسأل عليّاً فقال: "عمر عند ظنك به، ورأيك فيه، إن وليته –مع أنه كان والياً معك- نحظى برأيه ونأخذ منه، فامض لما تريد، ودع مخاطبة الرجل، فإن يكن ما ظننت إن شاء الله فله عمدت، وإن يكن ما لا تظن لم ترد إلا الخير".
وأملى أبو بكر كتاب العهد على عثمان بن عفان، فكتبه، وختمه، وخرج به مختوماً، ونادى بالناس: "أتبايعون لمن في هذا الكتاب؟". وقيل أن أبا بكر أشرف على الملأ من كوة في غرفته، فقال: "يا أيها الناس! إني عهدت عهداً أفترضونه؟ "فقالوا" رضينا يا خليفة رسول الله". وقام عليّ كرم الله وجهه فقال "لا نرضى إلا أن يكون عمر". ثم كانت البيعة التي أجمع عليها المسلمون(63).
لهذا يعتبر فترة الرسول والفترة الراشدية النموذج الحقيقي للنظام الإسلامي.
* شكل الحكومة الراشدية الأولى
كتب محمود عباس العقاد حول الحكومة الراشدية يقول: (فأي حكومة هي حكومة الصديق أو حكومة الإسلام في عهده؟. وأي عناوين الحكم في هذا العصر الحديث؟.
الديمقراطية –ولا ريب- هي أقرب النظم إلى نظام الحكم في عهد الصديق. ولكن الديمقراطية أشكال تختلف في العصر الواحد بين أمة وأمة، ولها قواعد دستورية ومقدمات تاريخية من العسير، أن نوحد بينها وبين قواعد الخلافة ومقدماتها، ومن السهل جداً مع هذا نصدُف عن هذا التوحيد دون نُغِض من نوع الحكومة في صدر الإسلام.
فليس من المحقق أن حكومة الإسلام يومئذ توصف بالديمقراطية على المعنى الذي نفهمه من هذه الكلمة هذه الأيام.
ولكن من المحقق أن الحكومة الإسلامية على النحو الذي جاء به القرآن الكريم، واتفق عليه المسلمون كانت بعيدة كل البعد عن جميع أنواع الحكومات المعيبة أو جميع المبادئ التي تستند في تقرير حكم الشعوب على أساس معيب.
فإذا كانت حكومة الخلافة لم تقرر الديمقراطية على أساسها العصري المعروف بيننا فهي –بلا ريب- قد أبعدت مبادئ الأوتوقراطية، ومبادئ الثيوقراطية ومبادئ الأليجاركية، ومبادئ حكومة الغوغاء، وسائر المبادئ التي لا تستقيم مع حرية الفرد ومع الفطرة السليمة).
وعدد عباس محمود العقاد أشكال تلك النماذج من الحكومات وبين أن الإسلام يرفضها قائلاً: (فالأتوقراطية وهي حكومة الفردي المستبد ممنوعة في الإسلام، لأن القرآن الكريم يأمر النبي () أن يشاورهم في الأمر، وينص على أن (أمرهم شورى بينهم). وإذا كان النبي () الذي يتلقى الوحي الإلهي لا يَجِل عن مشاورة أتباعه، والرجوع إلى رأيهم في سياسته، فغيره من ولاة الأمر أولى أن يتقيد بالشورى، ويتجنب حكومة الطغيان. والثيوقراطية وهي حكومة التي يدعي فيها الحاكمون صفة إلهية ممنوعة كذلك في الإسلام. لأن القرآن الكريم يعلم المسلمين أن النبي () بشر مثلهم، ويبطل الكهانة والوساطة بين الإنسان وربه، وقد نهى النبي () ولاته وأمراء جيشه، أن يبرموا العهود باسم الله أو باسم رسوله...
والأليجاركية وهي حكومة الفئة القليلة من الأعيان والثروات ممنوعة كذلك من المسلمين، لأن بيعة الخاصة في الإسلام لا تغني عن بيعة العامة، وليس في الإسلام سادة نسب كما جاء في الحديث الشريف: "اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة".
وحكومة الأهواء سواء كانت أهواء الوجوه أو أهواء السواد ممنوعة كما منعت الحكومات التي أسلفناها، فليست أهواء المحكومين مُغنية عن أصول الحق والعدل، ودستور الشريعة والنظام، وفي ذلك يقول القرآن الكريم: فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق، لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً(64).
* النص العقدي بين الأمة والخليفة
ومن يقرأ خطبة الخليفة الراشدي الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه، يجد فيها العلاقة العقدية، التي تفرض إقامتها بين الحاكم والأمة، والمبنية على أسس البناء العادل في النظام الإسلامي، وهي الطاعة للحاكم ما دام ملتزماً بالشريعة الإسلامية ونصوص هذا التعاقد، فإن تمت المخالفة لهذه الأسس العقدية، طلب من الأمة إجراء التقويم المطلوب للحاكم عما خالف وشذ عنه. فالخليفة في بداية البيان السلطوي الأول، يذكر أن الاختيار الذي تم لـه من قبل الأمة ليس لكونه أفضلهم، ولكنه جاء باختيارات الأمة ومبايعته لـه (فإني وليت عليكم، ولست بخيركم). ولهذا وضع ميثاقاً عقدياً بين الأمة والحاكم، ويعتبر هذا العقد هو من صلب روح الإسلام في تحديد سلطات الأمة والحاكم.
ولهذا نرى ما جاء في هذا الميثاق الذي طرحه الخليفة الأول، ووافقت عليه الأمة التالي:
1- القرآن الكريم والسنة مصدر التشريع والدستور الناظم للدولة، وتجري محاسبة الخليفة عند مخالفتهما أو تجاوزهما من قبل الأمة أو ممثليها من أهل الحل والعقد، حيث يفقد الطاعة الشرعية، وهذا ما نص عليه البيان: (أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم..)
2- ممثلو الأمة هم الذين يختارون الخليفة وهم أهل الاختيار وهم من فقهاء الأمة وعلمائها.
3- الأمة مصدر السلطة وتملك سلطة المحاسبة والعزل، وتمت الإشارة إليها في الكلمة بقوله: (فإن أحسنت فأعينوني، وأن أسأت فقوموني).
4- أن يكون الحاكم صادقاً مع أمته، وإن كذب عليها فقد خانها (الصدق أمانة، والكذب خيانة).
5- المساواة والإنصاف بين الجميع دون النظر للضعف والقوة (الضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوي منكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله).
6- الحاكم بشر كأي فرد من أفراد الأمة، وليس معصوماً عن الخطأ، لذا لا بد من التصحيح لـه في حال وقوعه في الخطأ (أيها الناس أنا مثلكم، وإني لا أدري لعلكم ستكلفونني ما كان رسول الله يطيق، إن الله اصطفى محمداً على العالمين، وعصمه من الآفات، فإنما أنا متبع، ولست بمبتدع، فإن استقمت فاتبعوني، وإن زغت فقوموني) فكم نرى اليوم بعد مرور ألف وأربعمائة عام من حكام على الأرض، يدّعون أنهم أنصاف آلهة، لا يخطئون أبداً، بل كل ما يقولون ويعملون لـه مرتبة القداسة؟.
7- الحاكم كونه من البشر، فإنه يصاب في الغرور، وتزيين العمل من قبل وساوس الشيطان وهوى النفس (ألا وإنما لي شيطان يعتريني، فإذا أتاني فاجتنبوني)(النص في الملحق).
* الصفات المطلوبة في الحاكم المسلم
يعتبر وجود حاكم يرأس الدولة ضرورة أساسية في هيكلية الدولة الإسلامية، وهي فرض كفاية. ويتم اختياره من أهل الاجتهاد الذين تتوفر فيهم ثلاث شروط هي:
1-العدالة.
2-العلم الذي يتوصل به إلى معرفة من يستحق الإمامة.
3-أن يكونوا من أهل الرأي والتدبير، المؤديين إلى اختيار من هو للإمامة أصلح(65).
وجاء في حديث لرسول الله شروطاً للحاكم المسلم ومنها:
1-أن يكون من قريش.
2-أن يتصف بالعدل والرحمة والوفاء بالعهد. قال رسول الله : (الملك في قريش لهم عليكم، ولكم عليهم مثله، ما حكموا فعدلوا، واسترحموا فرحموا، وعاهدوا فوفوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين)(66)
وجاء في فقه أحمد بن حنبل صفات الإمام ما يلي:
-بالغاً عاقلاً، لأن غير البالغ يحتاج إلى ما يلي أمره، فلا يلي أمره غيره.
-سميعاً بصيراً ناطقاً، لأن غير المتصف بهذه الصفات لا يصلح للسياسة.
-حراً لا عبداً، لأن الإمام ذا الولاية العامة لا يكون ولياً عليه غيره.
-ذكراً.
-عدلاً وقال هنا ابن حنبل حول موضوع العدالة، تشترط في ولاية القضاء، ولكنها لا تشترط في رأيه في الحاكم وأن اغتصب السلطة، بل واقر في إمامة مغتصب السلطة، وعدم مخالفته، فهو يقول: (وهي دون الإمامة العظمى فإن قَهَر الناس غير عدل فهو إمام)(67).
ولكن في رأيي المتواضع والله أعلم، أن اغتصاب السلطة، وقهر الناس على مبايعته، فهي إكراه، ومبايعة المكره كما أرى باطلة، ومن هنا تبطل ولاية المغتصب والله أعلم.
-غير عاجز (معاق). وذهاب اليدين والرجلين يمنع ابتداءها واستدامتها.
ومن الصفات التي يراها ابن حنبل أن لا يعزل الحاكم لفسقه، بل يعزل فيها القاضي تحت تبرير (لما فيه من المفسدة) ويستند لحديث (...إلاَّ تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان)(68).
وأرى والله أعلم، أن الفاسق لا يمكن أن ظهر فسقه الاستمرارية في الحكم، لما فيه المفسدة للأمة والدين. والحديث الذي يورده الإمام أحمد جاء من رواية عبادة بن الصامت حول مبايعة الرسول ، وهي بيعة للرسول عليه الصلاة والسلام، والبيعة لمن أمر بإقامة العدل والإنصاف. وكان خير حكام الأرض جميعاً في تطبيق العدالة والمساواة، والمثل الأعلى في السلوك الإنساني المبني على قيم العدالة. أرى ليس من الأنصاف مساواة رسول الله ببقية الحكام المسلمين وغيرهم. واعتبارهم واحداً من حيث الطاعة. فكم من حاكم على مرور الأربعة عشر قرناً على ظهور الإسلام كاد ظلمه وجوره، يتجاوز فرعون المثل في الطغيان والظلم؟ وكم حاكم مستبد ضيع الأمة والدين، بإعلان فسقه وجوره، فدمر الأمة، وشوه صورة الدّين؟
إن البيعة على عدم المنازعة والسمع والطاعة، كما ورد في حديث رسول الله ، كانت على ما أوتي به من ربّه، وما سنن من الشرائع، وعدم المعارضة والتغيير بالقوة لنظام فاسد تحت ذريعة السمع والطاعة خوفاً من مفسدة وفتنة، سيكون كما الساكت عن الحق أي شيطان أخرس كما ورد في الحديث الشريف.
بل الرسول الأعظم أبطل صلاة الإمام المكروه من المأمومين، وبين عباس العقاد أن (قوام الرئاسة والإمامة عنده (ويقصد هنا رسول الله) شرطان هما: جماع الشروط في كل رئاسة، وهما الكفاءة والحب: "أيما رجل استعمل رجلاً على عشرة أنفس علم أن في العشرة أفضل ممن استعمل فقد غش الله وغش رسوله وغش المسلمين" وقال "أيما رجل أمَّ قوماً وهم كارهون لم تجز صلاته أذنيه"(69).
فالقرآن الكريم الذي حذر من خطورة الفاسق، من أن يأتي بنبأ كاذب، فيه هلاك إنسان أو أمة أو فيه هلاك للمال والعرض والنفس، وطلب أن يتم تدقيق أقواله والتأكد منها قبل اتخاذ القرار، كما قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين(70). فكيف يكون إذا كان الفاسق هو صاحب القرار في مصير الأمة والعباد؟
وتلك مصيبة كبرى حين يتولى هذا الفاسق أمر الأمة، والتاريخ مليء بالتبريرات لمستبدين اغتصبوا السلطة من قبل فقهاء السلطة. وبرروا جورهم وظلمهم وفسادهم. يقول الدكتور محمد عمارة: (.. لكن مظالم التفرد والفردية والاستبداد التي جنحت بعيداً عن هذه الفلسفة للحكم، قد أثمرت عصورها المظلمة وتطبيقاتها الظالمة فكراً هزيلاً، حاول أصحابه تزوير نسبه إلى الإسلام، ليضيفوا عليه شرعية الدين ومشروعيته.. فزعموا أن الشورى غير ملزمة للحاكم.. فعليه أن يستشير، ثم بعد ذلك يمضي ما رآه، حتى لو خالف الأمة جمعاء.. ولقد تجاهل هذا النفر من فقهاء الملوك والأمراء والسلاطين ما عناه ويعنيه قول الرسول : "إن أمتي لا تجتمع على ضلالة". ما يعنيه هذا الحديث من "عصمة الأمة" التي يتجسد اجتهادها، ويتمثل في الصفوة الجامعة لقدرات المشورة وإمكانات الاجتهاد.. فرأيناهم يرجحون كفة "الفرد الحاكم" على كفة "المشيرين".
ولقد حاول هذا النفر من فقهاء السلاطين تزوير نسب هذا الفكر الشائه إلى الإسلام.. فقالوا: إن هذا هو ما يعنيه قول الله سبحانه في هذه الآية فإذا عزمت فتوكل على الله.. فإذا استشار الحاكم كان قد أدى ما عليه.. وله بعد ذلك أن يعزم، أي يقرر ما يشاء.. ونسوا أن هذا "العزم" –القرار- هو- في سياق الآية- ثمرة الشورى..
فالشورى إذا جردت من ثمرتها، وهو القرار –العزم-كانت عقيماً.. بل "مسرحية عبثية" يجب أن يتنزه عنها الفكر الذي يعرض لآيات الله، سبحانه بالنظر والتفسير..)(71).
وقد رفض عدد من خيرة صحابة رسول الله الظلم والجور والاستبداد للحاكم، ومنهم من تخرج من مدرسته الجليلة الثرية بعلوم الدين والمعرفة مثل الحسين بن علي رضي الله عنهما سبط رسول الله ، وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهما الذي عاش في بيت خالته عائشة رضي الله عنها. وغيرهم من تبعوهم من خيرة الصحابة والتابعين لهي دلالات على ضرورة مواجهة الاستبداد والظلم والجور، الذي يمارسه الحكام من الطغاة. وقد قال
رسول الله عن هؤلاء (عن حذيفة عن النبي أنه قال: إنها ستكون عليكم أمراء يَظلمون ويَكذبون فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني، ولست منه، ولن يَردَ على الحوض. ومن لم يصدقهم بكذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه، وسيرد على الحوض)(72).
وقيادة الحكم مسؤولية خطيرة في الإسلام، فهي الخط المستقيم في العدل والإنصاف والرحمة والمساواة بين الرعية، والحفاظ على حدود الدولة وأمن الأمة. وبهذا قال رسول الله : (السلطان ظل الله في الأرض، يأوي إليه كل مظلوم من عباده، فإن عدل كان لـه الأجر –وكان- يعني على الرعية الشكر. وإن جار أو حاف أو ظلم كان عليه الوزر، وكان على الرعية الصبر، وإن جار الولاة /قحطت/ السماء، وإذا منعت الزكاة، هلكت المواشي، وإذا ظهر الزنا ظهر الفقر والمسكنة. وإذا خفرت الذمة أويل الكفار أو كلمة نحوه)(73).
والإمامة ليست مكسباً، بل هي مغرماً، لأن فيها وِزّر الأمة كلها، يحمله الحاكم يوم القيامة. عن عوف بن مالك قال: قال رسول الله : (إن شئتم أنبأتكم عن الإمارة وما هي؟) فناديت بأعلى صوتي ثلاث مرات ما هي يا رسول الله؟ قال: أولها ملامة، وثانيها ندامة، وثالثها: عذاب يوم القيامة إلا من عدل، وكيف يعدل مع أقربيه)(74). لهذا كان الأتقياء من المسلمين يبتعدون عنها لما فيها من حمل ثقيل تجاه أمته وربه ودينه.
من مواصفات الحاكم المسلم التواضع والمشاركة والحب المتبادل بينه وبين رعيته، فإذا كان الإمام في الصلاة تبطل صلاته، إن كان أمَّ أناس كارهون له، فكيف بالحاكم؟ والمطلوب منه التبادل في مشاعر الحبّ بينه وبين شعبه.
ونذكر حادثة من السيرة النبوية الشريفة هنا، أن الرسول كان يشارك أصحابه في السفر في الأعمال واحتياجات السفر، ونذكر قوله لأصحابه الذين توزعوا العمل: (وعليّ جمع الحطب). وحين قالوا له: يا رسول الله نكفيك العمل، قال: (علمت أنكم تكفونني، ولكن أكره أن أتميز عليكم، إن الله سبحانه وتعالى يكره من عبده أن يراه متميزاً بين أصحابه).
وشارك رسول الله في حفر الخندق بيديه الشريفتين أثناء غزوة الخندق المشهورة. وكان الرسول المثل الأعلى للحاكم المتواضع والمحبوب من قبل رعيته. وكان كذلك أصحابه من بعده أثناء خلافته أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم.
* المؤتمر الشعبي الأول في الإسلام (اجتماع السقيفة)
مؤتمر السقيفة الذي عقد بعد وفاة الرسول ، على الرغم من كثير من الملاحظات عليه، والدراسات التي تناولته من إيجابيات وسلبيات، إلا أنه يشكل أولى مقدمات البحث عن دور الأمة في اختيار السلطة. وإن كانت ممثلة في شريحة معينه. ومن خلال المناقشات التي جرت في هذا المؤتمر أو الاجتماع تبرز ظاهر الديمقراطية والحرية في أجمل صورها، من خلال الحوار حول مواصفات الحاكم المطلوبة الذي يخلف رسول الله .
كما ظهرت المعارضة وشرعيتها في المؤتمر، ولم تشر كتب التاريخ إنها حوسبت على اعتراضها واختياراتها، بعد أن أصبحت أقلية وتمت المبايعة للخليفة الأول من قبل أكثرية الأمة. وقد استمرت المعارضة ممثلة بسعد بن عبادة للخليفة أبي بكر الصديق ومن بعده عمر بن الخطاب وحتى وفاته، ولم تجر لـه أية مساءلة على رفضه للبيعة، بل بقيت لـه مكانته في الدولة من الاحترام والمكانة الرفيعة فيها، كونه من أصحاب رسول الله ومن أوائل الأنصار. كما لم تقم السلطة بمحاسبة من اعترض على البيعة في المؤتمر.
ومن يقرأ ما أعقب مؤتمر السقيفة من معارضات لكبار الصحابة، ومنهم العشرة المبشرين في الجنة، يدرك أن الإسلام قبل المعارضة للحاكم، ولكن ليست المعارضة التي تؤدي لتدمير الوطن، والأمن القومي والاجتماعي إلى الخطر الذي يهدد بنيان الدولة. لهذا رأينا امتناع سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن المبايعة أشهراً حتى وفاة سيدتنا فاطمة رضي الله عنها، وكانت مبايعته حين رأى اشتداد أزمة المرتدين، التي أصبحت تهدد وجود الإسلام والدولة الإسلامية. فتوحد الجميع في وجه الخطر.
كما امتنع في البدايات نفر من الأمويين على مبايعة أبي بكر رضي الله عنه، والتفوا حول عثمان بن عفان، وآخرون حول سعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن ابن عوف من بني زهرة. وهذه دلالة على أن المعارضة والرأي الآخر موجود في البذور الأولى للدولة الإسلامية. ولم يُكفر هؤلاء، بل أن المعارضين هم أكثر علماء الأرض بعد الرسول ، وبينوا للأجيال القادمة أن عملهم هذا، ليس خروجاً عن تعاليم الإسلام، كما يدعي البعض من كتاب وفقهاء السلطة(75).
وحول ما يقوله بعض العلماء: من مات، ولم تكن في عنقه بيعة للإمام، مات ميتة الجاهلية، يقول الدكتور محمد عمارة: (في المأثورات النبوية الشريفة أحاديث يرددها ويذيعها كثير من "أمراء" الجماعات الإسلامية الجديدة، تحكم بالجاهلية على من فارق الجماعة، وعلى من مات وليس في عنقه بيعة للإمام.. وهم بترديدهم هذه الأحاديث يوجبون الطاعة (للأمراء) على الكافة، ويحرمون "المعارضة، ويجعلونها إثماً دينياً وخطيئة ترتد بأصحابها إلى الجاهلية بعد الإسلام؟!
فأين يقف الإسلام الحق في هذه القضية؟! وما قوله الفصل في هذا الإشكال؟! إنه صحيح، وحق، وصدق أن رسول الله ، قد قال –فيما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "من خلع يداً من طاعة، لقي الله يوم القيامة لا حجة له. ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة الجاهلية".
لكن الأمر الذي يغفله –أو يتغافل عنه- هؤلاء "الأمراء" أن هذه البيعة، التي يتحدث عنها الحديث النبوي الشريف كانت بيعة الذين آمنوا للرسول ، الذي دعاهم إلى الإيمان.. فهي البيعة لـه بالنبوة، وموضوعها التوحيد والإسلام.. إنها البيعة التي خرجوا بها من الجاهلية إلى الإسلام، ومن ثم فإن خلعها والخروج من طاعتها، هي –بالقطع- عودة إلى الجاهلية مرة أخرى.. فهي لم تكن بيعة من "الرعية السياسية" لمحمد برئاسة "الدولة"، لأن هذه الرئاسة قد جاءت تبعاً، كضرورة اقتضتها "الدولة" التي تأسست لسياسة الرعية وحماية الدين، وإنما كانت بيعة من "المؤمنين" للنبي الرسول عليه الصلاة والسلام.. فبيعة الرسول، هذه وحدها، دون أية بيعة أخرى لأي خليفة أو حاكم أو أمير، هي التي توصف بأنها هي "الإسلام"، وهي التدين بالدين الإسلامي.. إنها في الحقيقة: بيعة الله سبحانه وتعالى. التي قال عنها لنبيه ك [إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله] (الفتح-10) كما قال أيضاً [من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً] (النساء-80)..
وليست كذلك بيعة أمراء السياسة والولاة والخلفاء والرؤساء في دولة الإسلام... فمعارضة هؤلاء الأمراء، ورفض البيعة لهم، لاختلاف منهجهم السياسي وسبيلهم في سياسة المجتمع وحكم الأمة عن منهج المعارضين لهم. لا يعني الانتقال بالمعارضين من معسكر الإسلام والإيمان إلى معسكر الجاهلية بأي حال من الأحوال.
إن الذين يرددون هذه المأثورات النبوية، موظفين لها في غير موضعها وإطارها، إنما يرتكبون خطأ سياسياً فاحشاً، عندما يجتهدون لإسلاس قيادة الأمة –كل الأمة –للأمراء، كل الأمراء.. ويرتكبون خطيئة دينية، عندما يذهبون فيسخرون المأثورات الدينية والأحاديث النبوية الشريفة في غير السياق الذي قيلت ورويت فيه.. وذلك باب واسع لشر مستطير شاع ويشيع في كتابات العديد من الإسلاميين) (76).
مُسَاءلة الحاكم
كما ظهر في فترة الرسول والخلفاء الراشدين مسألة (مساءلة الحاكم)، ليس فقط من قبل أهل العقد والحل، بل من قبل عامة الناس. فقد تمت مساءلة الرسول من إعرابي في توزيع الغنائم بعد غزوة حنين، ورفضت امرأة تحديد المهر، الذي أشار إليه الخليفة عمر بن الخطاب. واحتج إعرابي على توزيع الثياب حين وجد أن ثوب الخليفة عمر أطول من ثوبه، وهناك الكثير من كتب السير وتاريخ الفترة الراشدية تظهر قانون المساءلة، وحتى في حضور الخليفة شخصياً أمام القاضي من شكوى لمواطن أقام عليه دعوة في القضاء.
وكان الإسلام لكثير من الشعوب والطبقات الفقيرة المخلص المنتظر من الظلم والحيف والقهر والعبودية، فحرر الإسلام الفلاحين (الأقنان) عبيد الأرض في الأندلس (أسبانيا) حين دخلوها، وحرروا ملايين المستضعفين في بلاد الشام وفارس وآسيا. وبشهادة كافة المؤرخين إن الفاتحين العرب كانوا مباشرة يتساوون في الحقوق والواجبات بعد فتح أي مدينة وبلد بعد إسلامها، أو دفعها للجزية. ومن هنا كان قول المؤرخ الأوربي (لم يعرف التاريخ فاتحاً أرحم من العرب) والرحمة كانت ليس من انتماء القوم للعروبة، بل السلوك في الذي فرضه الإسلام على أتباعه.
* المساواة أساس الحرية في الإسلام
الحرية أساسها المساواة بين الرعية جميعاً دون أي تفريق بين غني وفقير وعبد وسيد وحاكم ومحكوم، وانتفاء الظلم والقهر من أي مصدر مالي أو سلطوي، لهذا كانت أولى توجهات الرسالة الإسلامية هي، تحقيق المساواة بين الناس أمام قوانين الشريعة، قال رسول الله : (الناس سواسية كأسنان المشط، ولا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى).
ولا فروق في الإسلام بين المستويات الاجتماعية والاقتصادية في الرعية، وحتى بين البشر جميعاً من سكان الأرض، إنما الفرق الوحيد بينهم هو في التقوى، والتي تتضمن كل أشكال الطهر والاستقامة والعمل الصالح، كما قال تعالى: يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير (77).
وفي الختام أورد عن الحرية في الإسلام ما قاله المغيرة بن شعبة لرستم قائد جيش فارس: (إننا معشر العرب لا نستعبد بعضنا بعضاً، فظننت أنكم تداسون قوتكم كما نتواسى، فكان أحسن من الذي صنعتم أن تخبروني أن بعضكم أرباب لبعض) فقال الدهاقين: والله لقد رمى بكلام لا تزال عبيدنا ينتزعون إليه، قاتل أوّلينا حين كان يصغرون أمر هذه الأمة. (78)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الإســـلام والعــدل
مقدمة
مما تضمنته الحملة الظالمة على الإسلام بعد أحداث الحادي عشر من أيلول عام 2001، اتهامه زوراً وبهتناً بأنه يدعو إلى الظلم، ويشجع على الاستبداد، وبربري لا يتسم بالعدل بل بالتخلف والجهل. وإن كانت الحملة الغربية الصهيونية على العروبة والإسلام اليوم، ليست بالجديدة. إنما جزء من حملات بدأت من البعثة المحمدية، وسوف تتلون بأشكال مختلفة وفق أزمنتها. لها هدف واحد هو نشر الأضاليل الكاذبة والمشوهة لحقيقة رسالة الإسلام الحنيف، الذي يدعو لخلق مجتمع بشري يسوده العدل والمساواة، ينتفي منه الظلم والاستبداد والطغيان.
ومن أهداف الحملة إقناع الشارع الأوربي والأمريكي، بأن الحضارة الإسلامية متدنية عن الحضارة الغربية كما عبر عن ذلك رئيس وزراء إيطاليا سليفيو برلوسكوني. وتطاول البعض على رسالة الإسلام، حين كتبت الكاتبة الإيطالية أورينا بلاتشي تقول: (إذا كان القرآن عادلاً، لماذا يعد العين بالعين والسن بالسن؟). ودعت الشباب الغربي لحرب دينية ضد الإسلام قائلة: (انهضوا أيها الشباب.. أنكم أمام حرب دينية) (1) ووصفت المسلمين بالفئران التي تحيطهم القاذورات.
وفي الحملة الظالمة التي يقودها بعض أعضاء الكنيسة الصهيونية أمثال القس جيري فالويل والقس بات روبرتسون ضد الإسلام اتهموا رسوله الكريم في التطرف والإرهاب فيقول القس جبري فالويل في مقابلة تلفزيونية مع محطة /سي. بي. أس /يوم الأحد 6 /10/ 2003: (أنا أعتقد إن محمد كان إرهابياً. لقد قرأت كتابات مسلمين وغير مسلمين، لكي أقرر أنه كان رجلاً عنيفاً، رجل حرب). أما القس روبرتسون كان قد سبقه بالتناول من شخصية النبي في مقابلة تلفزيونية قال فيها: كان مجرد متطرف، لقد كان سارقاً وقاطع طريق) (2).
هكذا هي بعض الصور القليلة التي يبثها الحاقدون من الغربيين المتصهينين إضافة إلى الصهاينة أنفسهم، الذين لم يتركوا وسيلة إلا وحاولوا تزوير حقيقة الإسلام الباحث عن السلام ونشر العدل في العالم كله، لـه ولكل البشرية جمعاء.
حتى في فتوحاته التي قام بها لنشر العدل والمساواة، قال مؤرخ غربي (لم يعرف التاريخ فاتحاً أرحم من العرب). والحقيقة لم ترَ البشرية دّيناً كالإسلام، يشدد على إقامة العدل بين الناس على مختلف انتماءاتهم وعقائدهم وألوانهم وقومياتهم، دون النظر إن كانوا من اتباعه أو من اتباع ديانة أخرى، فالمساواة والعدل من صلب رسالته إلى البشرية، لأنه دين الحقّ قال تعالى: وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشراً ونذيراً (3).
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ رسالة الإسلام نشر العدل على الأرض
فكانت من أهم مهام أمة الإسلام نشر الدعوة إلى الحق، وإقامة العدل بين الناس قال تعالى: وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون (4). والعدل صفة من صفات الإسلام، وسمة من سماته. تعرفت عليه من خلاله شعوب الأرض، فآمن به الكثير منهم، لما اتصف به من عدل ومقاومة للظلم بكل صوره وأشكاله.
والتاريخ حافل بالحوادث والقصص، التي تظهر العدل الذي مارسه المسلمون تطبيقاً لتعاليم الإسلام، التي وردت في القرآن الكريم والسنة الشريفة. فكانت تلك الممارسات خلال العهود الإسلامية قمة في السلوك الإنساني في تطبيق القانون، دون النظر إلى المستوى الطبقي أو الاجتماعي.
ويقدم التاريخ أمثلة حسية على ممارسات العدل، ويظهر محاكمات لرأس الدولة (الخليفة) مع أحد أفراد الشعب العاديين على قضية خلافية أمام القضاء، والبعض منها كان بينه وبين مواطن من أهل الكتاب. وقد قضى بعض القضاة حكماً على رأس الدولة لصالح لهذا المواطن من أفراد الشعب ضد الخليفة. وهذا السلوك الدقيق في تطبيق القانون، لا يزال إلى هذا اليوم أمنية وهدفاً، تناضل من أجل تحقيقه كافة بشعوب الأرض. بل من حلم الإنسانية، أن يقوم بناء نظام دولي مؤسس على العدل والمساواة. وهذا ما جاء به الإسلام، وسعى إليه، وفرضه على اتباعه، ودعا العالم لتطبيقه.
ولا غرابة في ذلك، فإقامة العدل بين الناس من الفرائض الأساسية، التي جاء بها الدين الإسلامي، وأحد أهم مرتكزات نظامه القانوني والسياسي. فالعدل أمر من الله عز وجل مفروض على أية سلطة إسلامية إقامته، وكافة الشرائع السماوية السابقة يا داود إنّا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله وإن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب (5).
والعدل بين الناس مطالب بتنفيذه كل أفراد الأمة الإسلامية حكاماً ومحكومين، وتطبيق المساواة الكاملة أمام القانون الإسلامي لكافة الرعية في الدولة، وإلا أصيبت بالإثم الأمة كلها بسبب عدم التطبيق، وابتليت بالظلم والجور والفساد من حكامها، قال تعالى: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله سميعاً بصيراً (6).
ومن يقرأ الآية السابقة، يجد أن الله عز وجل، يأمر المسلمين بإقامة العدل بين كافة الناس دون تخصيص. والأمر هنا يعتبر في الإسلام، كما قلنا فريضة كما هي فرائض الصلاة والزكاة وصوم رمضان وحج البيت. لذلك فإن المسلم مطالب بالرضوخ لقرارات وأحكام العدل وتنفيذ الحكم القضائي المستند على أسس القانون السماوي. وليس لـه الخيار في القبول أو الرفض بطاعة القانون الإسلامي في حال صدوره، بل الإذعان لـه وتنفيذه. قال تعالى: إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون (51) ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقيه فأولئك هم الفائزون (52) (7).
ومن أوامر الله عز وجل على الحاكم المسلم أو القاضي أو أي مسلم مكلف بالفصل في قضية ما، أن يحكم بالعدل والإنصاف، وأن يبتعد عن أي هوى شخصي في تطبيق العدل، ولا يتأثر بمؤثرات صلات القرابة، في أن يقضي بالعدل، حتى لو كان أحد الخصمين أخوه أو أبوه أو قريبه من عشيرته، فعليه أن يقضي بالعدل، ويحق الحقّ، ليفوز برضى الله عز وجل، تطبيقاً لقوله تعالى: وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى (8).
وعلى القاضي أن يرفض أية ضغط عليه لينحرف عن العدل، سواء من سلطة أعلى منه، أو تحقيقاً لرغبات قريب أو بعيد، أو خوف من قوة مهما كانت، ولا يخشى أي تهديد، يمنعه من إقامة العدل. وعليه أن يتخذ قرار حكمه القضائي مبنياً على تحرياته عن الحقيقة، ووفق البينة والدلائل والمعطيات، التي توفرت لـه من وقائع وشهود إثبات وغيرها من الأدلة المادية والحسية، فقد قال رسول الله : [إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض، فأقضي على نحو ما أسمع، فمن قضيت لـه من حق أخيه شيئاً فلا يأخذه، فإنما أقطع لـه قطعة من النار] (9) وأن يحكم بما أنزل الله عز وجل، وليس برأيه الشخصي، لاستقامة العدل وفق القانون الإلهي الواحد للجميع، حيث يلقى عليه تبعات هذا الحكم، فإن أحسن أثيب، وإن أخطأ فقد ارتكب ذنباً أمام الله. قال تعالى: وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم وأحذرهم أن يفتنوك بما أنزل الله إليك (10).
وأكد الله عز وجل في القرآن الكريم على إقامة العدل بين الناس، دون النظر إلى الطرفين المتخاصمين وإلى انتماءاتهم الدينية أو العرقية. فالعدل يجب أن يقام، حتى وإن كان ينفذ على أقرب الناس للقاضي أو الحاكم أو الشخص الذي يفصل في قضية ما، فالمطلوب من القاضي هدف محدد، هو إقامة العدل دون النظر إلى النتائج، التي ستعقب صدور هذا الحكم، حتى وأن أدى قرار الحكم إلى عزله أو إغضاب ولاة الأمور، وحتى وأن خسر نفسه. فالله عز وجل يطلب ويأمر بالعدل، ويجزي القاضي الذي يقضي به، قال تعالى: وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله يعظكم به إن الله كان سميعاً بصيراً (11).
فالعدل كما أشرنا سابقاً أمر من الله عز وجل، فرضه جل جلاله على الحكام المسلمين وعلى كل أفراد المجتمع الإسلامي بإقامته بين الناس، لأنه أحد ركائز أركان النظام الإسلامي، ومن أهم أسس بنيانه الداخلي، قال تعالى: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي ويعظكم لعلكم تذكرون (12). كما يأتي ضمن قوانين السلوك المأمور المسلم بتطبيقها، فلا يمكن أن يبنى مجتمع مسلم سليم دون إقامة العدل، لأن فيه سعادة المجتمع وتطوره وأمنه.
وليس هناك للمسلم في الاختيار بين العدل والظلم، أو القبول أو الرفض لشرع الله ورسوله ، لأن العدل والرضوخ لقراراته من صلب الإيمان، والاعتقاد بالدين الإسلامي. فطاعة الله عز وجل ورسوله فرض، وخلافها فسوق وكفر، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيراً وأحسن تأويلاً (13).
فالقبول بالحكم، والتقاضي بالشريعة الإسلامية الغراء، هو أمر من
الله عز وجل.بل المطلوب من المسلم القبول بما يحكم به القضاء الإسلامي المستند على أحكام صادرة من التشريع الإسلامي العادل، وليس المطلوب من المسلم القبول فقط بتنفيذ الحكم كونه حكماً، بل القبول به برحابة صدر، والرضا به روحياً ومادياً، قال تعالى: فلا وربك لا يؤمنون حتى يُحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدون في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً) (14) فمن سياق الآية الكريم يتبين للقارئ مدى ما وصل إليه الإسلام في تنفيذ العدالة، فلا يقبل الإسلام من المسلم فقط تنفيذ الحكم، بل الرضا به معنوياً، حتى لا يبق في نفس المحكوم شيئاً من التنفيذ بالإكراه، بل القبول به من أعماق قلبه، لأنه من صلب الإيمان، وأن يستسلم لهذا الحكم بكل جوارحه.
كما أن الحكم الذي يقضي به القاضي، يجب أن يستند على الشريعة الإسلامية لقوله تعالى: إنّا أنزلنا إليك الكتاب بالحقّ لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيماً والتي انبثقت من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه، فالأحكام والأوامر والواجبات والسنن، التي قالها الرسول ، الاحتكام بها أيضاً، أمراً من الله عز وجل الذي قال :يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم فآمنوا خيراً لكم وأن تكفروا فإن لله ما في السماوات والأرض وكان الله عليماً حكيماً (160) حتى يكون القبول به برضاً روحي، تتلقاه النفس بسرور وطمأنينة، كونه يكسب رضا الرحمن عز وجل، وفيه الثواب الطيب في الدنيا والآخرة.
والمطلوب من المسلم أن يحتكم إلى القضاء في أية قضية خلافية بينه وبين شخص آخر، أو في أية مظلمة ظلم بها، ويمتنع أن يستخدم قوته الشخصية أو عشيرته أو جماعته أو نفوذه في تنفيذ حُكمٍ، حَكم به شخصياً على آخر، كونه يرى أنه صاحب حق في اتخاذ قرار يحكم به على الآخرين، أو أنه هو على صواب. فالواجب على المسلم أن يرفع مظلمته أو قضيته للقضاء ليفصل فيها. قال تعالى: وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب (17). ومن هذه الرؤيا القرآنية الكريمة، يتبين لنا ما وصل إليه لإسلام من المدنيّة، في بناء المؤسسات الحضارية المتقدمة، والمبنية على سيادة القانون، ورفض القانون العشائري والأعراف القبلية المبنية في كثير منها على الجهل والظلم. وذلك منذ أربعة عشر قرناً من الزمان.
فالإسلام بدأ منذ الأيام الأولى بعد هجرة الرسول إلى المدينة المنورة في تأسيس دولة القانون، ومارس تطبيقه على جميع رعايا الدولة، سواء أكانوا مسلمين أو من أهل الكتاب من خلال إقامة شرع الله عز وجل، وفق ما أنزل الله عز وجل في كتابه الكريم من أحكام وحدود. فكان القرآن الكريم دستوراً، تشرع منه القوانين، فهو حكم الله عز وجل وما ورد في القرآن من أحكام وقوانين، ورد معظمها في التوراة والإنجيل والزبور وتعاليم الأنبياء جميعاً، لذلك لا يوجد في كتب الله عز وجل السماوية اختلاف أو تناقض، وهذا ما يعرفه أهل الكتاب، ويعلمون أن ما شرع الله وعز وجل في القرآن الكريم هو حق، فما أنزل في القرآن من أحكام وحدود، هي ما أنزل عليهم من قبل قال تعالى: أفغيرَ الله أبتغي حَكَماً وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلاً والذين أتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربّك بالحق فلا تكونن من الممترين (18).
والعدل مطلب واجب تطبيقه بأمر من الله عز وجل، وقد جاء في كل رسالات الله عز وجل للبشرية جمعاء على لسان رسله عليهم الصلاة والسلام، فأمرهم بالدعوة إليه بين الناس، وأن تطبقه كل النظم الحاكمة على مختلف أشكالها وانتماءاتها القومية والدينية. وفرضت الكتب والتعاليم السماوية عليهم وعلى أتباعهم بإقامته في حال وصولهم إلى الحكم، أو تولي أمور الناس، وهذا ما أمر به داود عليه السلام حين استلم الحكم، وأصبح ملكاً على بني إسرائيل، قال تعالى: يا داود إنّا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب (19).
إضافة إلى ما جاء في كتاب الله عز وجل من قوانين وتشريعات أي الأحكام والحدود، أضيفت إلى القانون الإسلامي ما سنه رسول الله من أحكام وتشريعات وممارسات قضائية تطبيقاً لقوله تعالى: وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب (20). والتي استكملت بعدها مصادر التشريع الإسلامي بعد وفاة الرسول من اجتهادات الخلفاء الراشدين وعلماء الفقه الإسلامي على مذاهبهم المعروفة.
إضافة إلى تلك المصادر أضيف القياس، فأصبحت مصادر التشريع الإسلامي أربع القرآن الكريم والسنة الشريفة والاجتهاد والقياس.
ومن هنا كان بنيان دولة الإسلام، كما قلنا مؤسسة على العدل من خلال سيادة القانون على الجميع دون استثناء، وبنى المسلمون أسس دولتهم على شعار خالد يقول: (العدل أساس الملك). وفي هذا البناء الحقوقي السماوي العادل، قام الإسلام بنسف البناء القانوني المستند على القبلية الجاهلية المتخلفة، الذي بنيت مؤسساته على الظلم والطبقية وعدم المساواة، والتفريق بين الناس على قواعد المال الجاه.
فساد العدل في جميع أركان الدولة الإسلامية في عهد رسول الله وخلفاءه الراشدين من بعده، وكذلك مورس في فترات مختلفة من العهود الإسلامية، التي أعقبت العهد الراشدي، من قبل قلة من حُكامٍ اتقوا الله عز وجل فحكموا بالعدل والقسط. حيث أقيمت المساواة الحقوقية بين الرعية جميعاً، فانتفت المظالم، وتحققت لأول مرة دولة القانون والحق في جزيرة العرب والعالم الإسلامي، لا تفرق بين سيد وعبد ولا رئيس ولا مرؤوس.
العدل كما أشرنا مؤسس على تعاليم الخالق عز وجل. ومن هو أعدل من الله عز وجل!!؟ فالله عز وجل هو العدل المطلق. وهو البصير بعباده، والأكثر خبرة ومعرفة في مكوناتهم الروحية والمادية. لهذا كانت تعاليم الإسلام التي يحتكم بها المسلمون في قضاياهم وفق كتاب الله وشريعته الغراء، إنما تنفيذاً لقوله تعالى: وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب (21). ومن يراجع ببصيرة خالية من كل ريب ما احتوى كتاب الله من إحكام وتشريعات سيجدها حتماً قمة في العدل والقسط.
وأين العدل اليوم الذي يتساوى فيه الناس كأسنان المشط؟ وأين العدل الذي يقتص من خليفة، يحكم نصف الأرض لمواطن فقير إذا ظلمه؟ فكم من قضية اليوم ذهب ضحيتها مئات أو آلاف الأبرياء نتيجة نزوة أو طيش حاكم، أو قرار دولي تجافى عن العدل، ونفذ لرغبات دولة مستبدة؟. وكم من قضية فصل بها قضاء ظالم، أدت أحكامه إلى خراب أسر ومجتمعات وأفراد!؟. فالعدل حين يكون سيد قوانين وسلوك وتطبيقات أمة من الأمم، فسيحل الأمن والرخاء والسعادة على مجتمعها. لذا أكد الإسلام على أن بناء المجتمع النظيف، يتم من خلال ممارسة العدل دون تمييز بين أفراده وبقية المجتمعات الأخرى.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أمريكا مؤسسة الإرهاب في العصر الحديث
لا نريد البحث عن تاريخ الإرهاب منذ أن تشكلت الدول في بداية التاريخ الإنساني، فهذا يحتاج إلى كتاب أو مجلد خاص، بل نريد فقط دراسة موجزة لتاريخ الممارسات الإرهابية، التي قادتها الولايات المتحدة في العالم كدولة ضد كل مناوئيها من الدول أو التنظيمات أو الأشخاص المدافعين عن مصالح بلادهم. فسنجد أن الولايات المتحدة الأمريكية هي المؤسس الرئيسي للإرهاب في العالم.
لقد مارست الولايات المتحدة الإرهاب منذ دخول مؤسسيها إلى أرض القارة الجديدة في نهاية القرن الخامس عشر، وبعد استقلالها مارست كل أشكال الإرهاب المنظم ضد شعوب دول العالم شرقاً وغرباً، مارسته من خلال جيوشها باحتلال أو تدخل، ومن خلال جهازها سيئ الصيت المخابرات المركزية (CIA) في صناعة المؤامرات والانقلابات وتخريب الذمم، ونشر الجواسيس والفساد، وحياكة الاضطرابات ضد الأنظمة الوطنية والمتحررة، كما قامت بتشكيل وتدريب وتمويل وتسليح مجموعات إرهابية على مستوى العالم خدمة لمصالحها ومصالح الشركات الإمبريالية المستغلة.
من يستطلع ممارسات الإرهاب في العصر الحديث، يجد أن أقسى أشكال ممارسات الإرهاب قد ظهرت بعد اكتشاف القارة الأمريكية مباشرة، حين بدأ الغزو الجماعي الاستيطاني البربري لأرض القارة الجديدة. حيث بدأت عمليات مسح الشعب الأصلي للبلاد المكتشفة عن خارطة الوجود الكوني. فجرت على أرضهم، وأرض أجدادهم عمليات التطهير العرقي بأبشع صوره، عبر عمليات إرهابية لا تزال تسود صفحات تاريخ القارة الأمريكية من شدة مآسيها الرهيبة.
لقد كان القسم الأعظم من المهاجرين الأوائل من الأوربيين من عتاة المجرمين وأصحاب السوابق، أخرج البعض منهم من السجون التي كانوا يقضون فيها أحكاماً قضائية تصل البعض منهم إلى حكم المؤبد، وأرسلوا إلى استعمار القارة الجديدة، وممارسة الإرهاب ضد السكان الأصليين. ومن عجائب الدنيا أن يدعي هؤلاء كما تم إفهامهم من الذين أرسلوهم، بأنهم شعب الله المختار على تلك الأرض الجديدة، فمن واجبهم تطهيرها من أصحابها الحقيقيين. وهذا الزعم الكاذب نراه الآن في ادعاءات الصهاينة في فلسطين بأنهم شعب الله المختار، وعليهم تطهيرها من سكانها الأصليين.
هذا الشعب الأوروبي المختار من الله زيفاً، قام بمجازر تقشعر لها الأبدان بحق شعب آمن ومسالم، لم يعتدِ يوماً على أي بلد أوروبي. حتى يمكن خلق المبررات الأخلاقية لتلك الإفادة، بل تمت إبادتهم، واستعبادهم، واسترقاقهم دون أي ذنب ارتكبوه. فكانت تباد قراهم وتجمعاتهم السكنية وتحرق بيوتهم ومزارعهم دون أي سبب ارتكبوه. لقد مورست تلك الأعمال الإرهابية ليس لحاجة المهاجر الأمريكي لأرض ومزارع تلك القرى والتجمعات فقط، بل لإشباع رغبات وحشية في داخل نفس هذا المستوطن، وإرضاء لشهواته الذاتية التواقة للتلذذ بممارسة القتل من أجل القتل، والترويع لخلق حالة من الرعب والإرهاب ضد الآخر.
ووضع المستوطن الأمريكي الجديد، الذي يتشدق اليوم أحفاده بالديمقراطية وحقوق الإنسان قانوناً من أبشع القوانين الإرهابية الظالمة في التاريخ البشري، حيث سنت السلطات الأمريكية مكافآت مالية، لمن يقتل هندياً، ويسلخ فروته، ويقدمها للسلطات الأمريكية. وكانت المكافآت تتوزع على المجرمين وفق التعريفة التالية:
المستوطن الذي يأتي بقروة الرأس لـه (50) جنيهاً. والجندي (10) جنيهات، ورجل الحرس (20) جنيهاً، ثم ارتفعت فاتورة الشراء عام 1704 إلى (100) جنيه لكل فروة رأس هندية.
وكان الأمريكيون الأجداد الأوائل يتباهون بين بعضهم البعض بالملابس والأحذية المصنوعة من جلود الهنود، بل كانت المباهاة الأكثر بين الطبقة النبيلة هي في أكياس التبغ المصنوعة من عظام الهنود(3).
لقد دمر الأوربيون المؤسسون لأمريكا حضارات الهنود، التي كانت سائدة آنذاك في القارة الأمريكية. فقد كان الهنود (الأزتيك) أشادوا حضارة كبيرة لا تزال إلى يومنا هذا شاهدة على عظمة تلك الحضارة الراقية، ودللت من خلال أهراماتها ومعابدها وقبورها ومنحوتاتها والأبنية الضخمة، واستخدام الصناعة الفنية وأدوات البناء مثل السيراميك وغيرها على مدى التقدم الهندسي الراقي.
كانت الإبادة الكاملة لشعب الأزتيك من قبل المؤسسين الأمريكيين قتلاً وسلخاً وذبحاً وتدميراً عن وجه الأرض من الجرائم التي تقشعر لها الأبدان، وما تم تدميره لشعب الأرتيك وحضارته، تكرر أيضاً من خلال تدمير حضارة هندية أخرى، هي حضارة دولة الأنكا في البيرو.
تلك أولى ممارسات الإرهاب الأمريكي في العصر الحديث، بأبشع صوره وأشكاله، والمتمثل بالإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، وطرد الناس سكان الأرض الأصليين من بيوتهم ومزارعهم، وإحلال أناس غرباء جدد بدلاً عنهم، ليس لهم علاقة بالأرض والوطن.
وقد شعر بعض الكتاب الأمريكيين، ممن استيقظت ضمائرهم اليوم بالعار من هذه الصور الإرهابية البشعة، التي مارسها أجدادهم الغزاة بحق أناس مسالمين متحضرين، فكتبت هيلين جاكسون كتاباً عن تلك الممارسات الرهيبة أسمته (عصر العار)، كتب في مقدمة الكتاب أسقف مينيسوتا هـ. ب. وايبل (إن الكشف الحزين عن الوعود التي نكث بها، والعقود المنتهكة وأعمال العنف اللاإنسانية تسبب حمرة الخجل لدى الذين يحبون بلدهم)(4).
ومن جرائم الإرهاب الأمريكي الأخرى، استرقاق عشرات الآلاف من الأفارقة بوسائل إرهابية شنيعة، حيث كانوا يصطادون الأفارقة في مزارعهم وبيوتهم وفي الغابات كالحيوانات، أو يشترونهم من تجار الرقيق بأبخس الأثمان، ويعبئون في سفن بريطانية وأمريكية من سواحل أفريقية الغربية، ويكدسونهم في تلك السفن كالساردين، والبعض مكبلين بالحديد والحبال، يقضون أشهر في البحر إلى أن يصلوا الشواطئ الأمريكية، ولم يتبق إلا نصفهم إن لم يكن أقل من ذلك، في حين يكون الآخرون قد لاقوا حتفهم قبل أن يصلوا إلى الشاطئ، وتبدأ مأساة الأحياء من الأفارقة من خلال استعبادهم، واستخدامهم تحت ظروف قاسية بالعمل في مزارع القطن الأمريكية.
ومن إرهاب الولايات المتحدة الأمريكية العالمي، نذكر أنها أول دولة في العالم استخدمت القنابل النووية ضد مجموعات بشرية حين ألقت قنابلها النووية ضد مدينتي هروشيما وناغازاكي اليابانيتين قبل نهاية الحرب العالمية الأولى من أقسى أشكال الإرهاب في تاريخ العالم. حيث حصدت مئات الألوف من الناس المدنيين الأبرياء بدون تفريق بين رضيع وشيخ وشاب، وكانت كل الدلائل تشير آنذاك إلى قرب قبول اليابان بوقف إطلاق النار.
ورغم كل الادعاءات الأمريكية بأن استخدام تلك القنابل، كان للضرورة، حتى تتوقف اليابان عن الحرب. إلا أن الحقيقة كان الهدف من إلقاء القنابل النووية، هو إشعار العالم بقدرات الولايات المتحدة التسليحية، التي لا تضاهى، وخلق حالة الرهبة والخوف عند دول العالم بعدم التصدي لإطماعها المستقبلية، ولزرع شعور آخر من الخوف في قلوب البشرية جمعاء، بأنها لا تتورع باستخدام كل ما لديها من أسلحة تدميرية بحق من يقف أمام مصالحها وأهدافها في المستقبل، وأنها تدوس على كل شعاراتها التي تطلقها في السلام وحقوق الإنسان وحق تقرير المصير وغيرها أمام أطماعها ورغباتها.
* صور من الإرهاب الأمريكي ضد العالم
نذكر فقط بعض العمليات الإرهابية، التي مارستها الولايات المتحدة في المنتصف الثاني من القرن العشرين. فمن أعمال الإرهاب الأمريكي في القرن العشرين، محاولة غزو كوبا، فقد شكلت المخابرات المركزية الأمريكية عصابات من المرتزقة الكوبيين، ودربتها على الأسلحة، وقدمت لها كل الدعم، لتقوم بغزو كوبا، وإسقاط نظام كاسترو فيها. وفعلاً في 17 نيسان 1961، قامت تلك العصابات بغزو الجزيرة الكوبية، وخاضت مع القوات الكوبية المدافعة معركة كبيرة، سميت يومها معركة خليج الخنازير، حيث فشلت تلك المحاولة الإرهابية، وأسر فيها ما يقارب 1500 أسير.
كما قامت القوات الأمريكية بغزو جزيرة غرينادا في عام 1983، تحت ذريعة قيام حكومة موالية للسوفيت وكوبا فيها، بعد أن كانت الجماهير أفشلت الانقلاب، الذي أعدته المخابرات المركزية الأمريكية ضد رئيس حكومتها موريس بيشوب في 12/10/1983، وأطلقت الجماهير رئيسها من قبضة الانقلابيين. فدخلت القوات الأمريكية المسلحة بعد فشل الانقلاب إلى الجزيرة لتغير حكومة منتخبة من الشعب بالرعب والإرهاب، ومن ثم تقوم بإعدام زعماء السلطة التشريعية في عام 1985، لتنهي أي أمل للشعب بالحرية، ولتحكم قبضتها الإرهابية على هذه الدولة الصغيرة.
وعملت الولايات المتحدة بكل الوسائل التأمرية والتخريبية من أجل إسقاط أنظمة ديمقراطية أو أنظمة اشتراكية في العالم عامة وأمريكا اللاتينية خاصة، من خلال مساندة ودعم انقلابات عسكرية، أوجدت حكاماً ديكتاتوريين، عاثوا في بلادهم فساداً وإرهاباً وقتلاً. ومن الأمثلة على ذلك تدخلها العسكري في الدومينيكان في 28 نيسان عام 1965 لمنع القوى الاشتراكية من استلام السلطة. وساهمت بشكل فعال في إسقاط الحكومة الشعبية في تشيلي، وكانت وراء مقتل مئات المناضلين من التشيليين ومصرع الرئيس التشيلي المنتخب سلفادور اللندي، ودعمت بقوة النظام العسكري الاستبدادي في ذلك البلد. وساندت ودربت وسلحت عصابات إرهابية في أمريكا الوسطى مثل عصابات الكونترا لإسقاط الحكومة الثورية في نيكاراغوا، وغزت بنما وألقت القبض على رئيسها نوريغا وأودعته في سجونها.
وفي حربها البشعة في فيتنام، والتي امتدت من أواسط الستينات في القرن العشرين وحتى نهايات السبعينات منه، فقد مارست كل أشكال العنف والإرهاب بحق الشعب الفيتنامي، الذي قاتل من أجل الحرية وتوحيد البلاد، وتحرير جنوب البلاد من الغزاة الأمريكيين. فاستخدمت الولايات المتحدة كل ما تملك من أسلحة ضد هذا الشعب العظيم المكافح، لمنعه من تحقيق أهدافه المشروعة. وألقت قنابلها بمختلف أنواعها على كل جزء من فيتنام الشمالية، وقدرت كمية ما ألقي عليها بحوالي طن من القنابل على كل دونم من أرض فيتنام.
ولم تتورع من استخدام القنابل الكيماوية والجرثومية والنابالم وكل الأسلحة المحظورة في العالم في حربها ضد بلد صغير كفيتنام محدود الموارد، حين حرقت مئات الآلاف من الهكتارات المزروعة بالأرز والمواد الغذائية، وهوجمت قرى صغيرة وآمنة، وأبيدت على بكرة أبيها دون ذنب يذكر، وتم ذلك من أجل خلق حالة من الإرهاب والرعب والخوف في قلوب الفيتناميين المناضلين لتحرير بلادهم من سيطرتها.
وخلال حرب الخليج الأولى أسقطت قواتها البحرية طائرة إيرانية مدنية عام 1988 في مياه الخليج دون أي سبب يبرر تلك الجريمة، فقتلت العشرات من ركابها. وقصفت بطائرتها الحربية القصر الرئاسي الليبي في بنغازي. وساندت ولا زالت حركة التمرد في السودان أمثلة لها كثيرة في العالم.
وردت الولايات المتحدة على أحداث نيويورك وواشنطن بحملة ضد العرب والمسلمين، أسمتها في البداية الحملة الصليبية على الإرهاب، كما ورد على لسان جورج بوش الابن، ثم تغيرت العدالة المطلقة أو غيرها من التسميات الأخرى، ولم يخف السيد كولن باول وزير الخارجية عن مخطط استعماري جديد للمنطقة، حين أعلن يوم الجمعة 7/2/2003 أمام الكونغرس (أن بعد الحرب على العراق، سنعيد ترتيب منطقة الشرق الأوسط وفق مصالحنا)(5).
ومن الإرهاب الممارس كانت ضرورات المصالح في أفغانستان تتطلب إزهاق أرواح مئات الأفغان الأبرياء ومن جنسيات أخرى، وفق العرف الأمريكي، ومورس الإرهاب بشكل تعجز عنه عصابات المافيا، كما حدث في قلعة جانجي قرب مدينة مزار الشريف الأفغانية، فتم ذبح أكثر من خمسمائة أفغاني وعربي وباكستاني وشيشاني خلال ثلاثة أيام (26 و27 و28 تشرين الثاني 2001) من خلال القصف الجوي للطائرات الأمريكية، وقصف أرضي مع وإدخال جيش الشمال المتحالف مع الولايات المتحدة وبريطانيا بقيادة إرهابي كبير الجنرال الأمي دوستم.
والإرهاب الأكبر كان وما زال هو ما تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية من دعم مطلق مادياً وعسكرياً وسياسياً للكيان الصهيوني، الذي يقود إرهاباً منظماً تحت أبصار العالم وأسماعه ضد العرب عامة والفلسطينيين خاصة، وهذا الدعم كان منذ أن تواجدت عصابات الصهاينة على أرض فلسطين. فإن صناعة ودعم الإرهاب الصهيوني بدعم الغرب عامة والولايات المتحدة خاصة، وحده يحتاج إلى كتاب ذو مجلدات ضخمة.
الولايات المتحدة دولة الإرهاب المنظم، منذ النشأة الأولى وحتى تشكلها واستقلالها، ولا تزال منذ بداية القرن التاسع عشر، تنشر الخوف والتسلط في العالم، وتنهب وتسرق ثروات الشعوب، وتغتصب أراضيهم، وتصادر حرياتهم، وإرادتهم في تقرير مصيرهم، وتوجيه قدراتهم. فهل هناك إرهاباً أشد من إرهاب أمريكيا وأبشع!؟.
كتب ستيفان فاخوفياك الكاتب البولوني في مجلة (بجاسك) البولونية: (الولايات المتحدة مافيا كبيرة تنفذ منذ قيامها، أي أكثر من قرنين خططها المتزايدة العدوانية والناجمة عن مذاهب مصممة بهدف غزو العالم: إمبراطورية عالمية يحكمها مختارون عمليون من (بناة العالم)(6).
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لماذا يصنع الإرهاب الإسلامي؟
ظاهرة ما يسمى بالإرهاب الإسلامي، التي اخترعت منذ ما يزيد على عقد من الزمان، وأمست بعد أحداث الحادي عشر من أيلول 2001 مركز اهتمام الدوائر السياسية والأمنية والإعلامية في العالم، وتحتل تلك الظاهرة أبرز فقرات الخطب الرئيسية لقادة دول العالم الغربي والشرقي، وتكاد لا تخلو منه صحيفة أو نشرة أخبار في أية وسيلة إعلامية في كل أنحاء المعمورة، وترتفع أطنان من أوراق البحوث والدراسات عن تلك الظاهرة وخطورتها على تقدم وحضارة العالم، كما تتواجد الكثير من المواقع على الانترنيت المتحدثة عن تلك الظاهرة.
وبالعودة إلى جذور تكوين ظاهرة ما يسمى بالإرهاب الإسلامي، سيجد الباحث أو القارئ إن جذوره كانت صناعة غربية. وأن للولايات المتحدة الريادة في تصنيعه منذ أكثر من خمسين عاماً، لمواجهة حركة النهوض القومي العربي التحرري في بداية الخمسينات من القرن الماضي وخاصة في منطقة وادي النيل والمشرق العربي، بغية إجهاضه، ومنعه من تحقيق أهدافه التي تتصادم مع المشروعين الغربي الأمريكي والصهيوني العالمي. ومن أجل خدمة مصالح الولايات المتحدة وعلى رأسها استمرارية الهيمنة على النفط والمواقع الاستراتيجية في الشرق الأوسط، ومنع الخصم السوفيتي من الدخول إلى المنطقة، والهدف الرئيسي الثاني حماية الكيان الصهيوني، الذي يعتبر الولاية الأمريكية المدللة في الشرق الأوسط.
ففي عقد الخمسينيات من القرن الماضي تم من قبل الولايات المتحدة استخدام الإسلام شعاراً تضليلاً في مواجهة المدّ القومي التحرري للهيمنة الإمبريالية، والذي رفع شعار بناء وحدة الأمة العربية، وتحرير الثروة العربية من الاستغلال النهبوي من الشركات الغربية، وبالعمل لبناء قوة عربية تواجه التحدي الصهيوني المدمر للنهوض والتحرر العربيين.
فشجعت تنظيمات وحركات ذات شعارات إسلامية، ودعمت، وحمت أنظمة موالية لها، ترفع شعار الإسلام، وحرضت تلك التنظيمات والدول على الدخول في صراع مرير مع أنظمة وأحزاب قومية حاكمة، لأشغالها ومنعها من تحقيق أي من أهدافها، التي أشرنا إليها. ومع الأسف كانت بعض تلك الصراعات والمواجهات عدائية ودامية أحياناً مع قوى ودول وتنظيمات قومية وماركسية وعلمانية تحت شعارات التكفير والإلحاد. حتى غدا الصراع مع العدو الصهيوني الرئيس ثانوياً أمام تلك الصراعات، التي استمرت ما يقارب من نصف قرن، ولم تدرك القوى الوطنية والقومية والإسلامية مدى المخطط الأمريكي في تأجيج هذا الصراع إلا في وقت متأخر مما أضاع من العديد من الفرص لصالح الوطن والأمة.
ورفعت الولايات المتحدة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية شعارات مضللة خدمة في صراعها مع المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفييتي، ومنها التحالف من أجل مواجهة (الشيوعية أو المدّ القومي أو المدّ السوفيتي)، وغيرها من الشعارات التي تدعو إلى تحالف مع القوى الإسلامية ضد الشيوعية الملحدة في مرحلة الخمسينات، أو التحالف أو التعاون لإسقاط الحكومات القومية كالناصرية والبعثية، واستمرت تلك الشعارات حتى بعد سقوط المدّ القومي التحرري بعد هزيمة 1967 وحتى عام 1990. وإلى عام 1991 بعد سقوط الاتحاد السوفيتي.
ونتج عن ذلك الصراع إخفاقات كبيرة للمشروع القومي العربي النهضوي، وانتكاسات كبيرة في الخطط التنموية لمعظم البلدان المناوئة للولايات المتحدة، ونشر الثقافات التصارعية بين المذاهب والأديان، مما خلق خلخلة في النسيج القومي، الذي تشكل خلال النضال القومي والوطني الشعبي من أجل الإسقاط القطري، أو النضال من أجل التوحد القومي في الصراع مع الصهيونية ومشروعها الاستيطاني في فلسطين، وما يشكله من خطر كبير على الأمة العربية ونسجيها الاجتماعي.
* خلفية صناعة الإرهاب الإسلامي
من ينظر اليوم إلى خارطة العالم، ويدقق في مناطق بؤر التوتر والحروب والدمار، يجد معظمها في المناطق التي يسكنها المسلمون بدءاً من الصحراء في المغرب العربي والجزائر غرباً، وانتهاء بإندونيسيا شرقاً، مروراً طبعاً بالسودان وفلسطين والصومال والعراق والباكستان والبوسنة وكوسوفو وألبانيا والشيشان ومناطق الاتحاد السوفييتي السابق وأفغانستان وكشمير. ويتساءل لماذا؟
ومن بحث من خلال الأبواب الخلفية عن أسباب وغايات هذا التوتر، سيجد أولى تلك المسببات حرب الهيمنة على ثروات تلك البلدان وفي مقدمتها النفط والغاز والموقع الاستراتيجي. ويعرف أن الأصابع الأمريكية، هي التي تحرك أدوات الصراع كدمى مسرح العرائس. ويتخذ هذا الصراع ألواناً بين قوميات مختلفة، أو ديانتين، أو نزاع حول حدود، أو نزاع بين قوى علمانية وقوى دينية، أو صراع عشائري، أو حركة ضد نظام حكم..إلخ من أشكال الصراع.
لكن بعض مفكري الغرب المؤمنين بصدام الحضارات، يعزون أن تلك الصراعات هي في جوهر الإسلام، الذي يرفض الآخر ولا يستطيع العيش معه بسلام. يقول المفكر الغربي صموئيل هنتغتون مروج نظرية صدام الحضارات: (في كل هذه المناطق العلاقات بين جماعات المسلمين وشعوب حضارات أخرى –الكاثوليك، البروتستانت، الأرثوذكس، الهندوس، الصينيين، البوذية، اليهودية- كانت عامة علاقات عدائية معظم هذه العلاقات كانت علاقات عنيفة إلى حد كبير في الماضي، والعديد منها كانت علاقات عنيفة في التسعينيات. وعلى طول محيط الإسلام، المسلمون لديهم مشاكل للعيش بسلام مع جيرانهم(7).
وقد برهنت الأحداث التي جرت في ساحات إسلامية وعربية أكذوبة الصدام فقط بين الإسلام والمسيحية على أسس ثقافية دينية، فكثير من الصراعات كانت بين أبناء ديانة واحدة ومذهب واحد خدمة لمصالح الداخل والخارج معاً. فالصراع الدامي منذ عام 1991 في الجزائر، بين أبناء وطن واحد، وديانة واحدة، وحتى مذهب ديني واحد، هذا الصراع الذي ألبس لباساً إسلامياً، من يراجع ملفاته وأسراره، سيجد خلفه الولايات المتحدة، التي سعت منذ استقلال الجزائر إلى طرد فرنسا من منابع الغاز الجزائري.
وتلعب المخابرات المركزية دوراً خفياً في تحريك اللعبة الدامية في الجزائر، وليس غريباً إن وجدنا أصابع للموساد الصهيوني، يشارك في تلك اللعبة القذرة بهدف النيل من الكعكة النفطية الجزائرية، وإلى تصفية الحساب مع الجزائر، التي شكلت ثقلاً هاماً في الصراع العربي/ الصهيوني منذ استقلال الجزائر في الستينيات والسبعينيات وحتى الثمانينات مغربياً. ومثل بسيط نسوقه هو ما حدث في الجزائر بتفجير سيارة مفخخة في حي شعبي في العاصمة الجزائرية قبل عيد الفطر السعيد، وذهب ضحيته العشرات من المدنيين البسطاء دون أي ذنب. لإلباس الإسلام جريمة الحدث، فكيف يتبنى الحادث أنور هدام باسم جبهة الإنقاذ الإسلامية، في بيان يصدر من الولايات المتحدة، حيث هو يقيم لاجئاً؟ في حين تنفيه قيادة الجبهة في الجزائر. وحين تبحث عن شكل الانفجار وطريقة تنفيذه، لوجدته لا يختلف عن الانفجار الذي قامت به المخابرات المركزية في بيروت في الحي الشعبي في بئر العبد في بيروت قبل شهر من الحادثة المذكورة!!(8).
* الصناعة والتدريب والتمويل للإرهاب.
لعبت المخابرات المركزية دوراً هاماً في تصنيع ما تسميه الإرهابيين الإسلاميين في أفغانستان، سواء من تنظيمات أمراء الحرب في الحقبة السوفيتية، أو في عهد الرئيس الأسبق نجيب الله الشيوعي، وحتى بعد انتهاء الحكم الشيوعي، كان للولايات المتحدة وجهازها المخابرات سي. آي. أى لـه الدور في بناء تلك التنظيمات، وتدريبها وتسليحها، بما فيها ما يسمى بتنظيم القاعدة. ويقول نعوم تشومسكي عن التنظيمات التي تشكلت أثناء الاحتلال السوفييتي لأفغانستان، والتي أطلق عليها (المجاهدون المسلمون): (أنني لم أشك لحظة، في أن هذه المجموعات نُظمت بواسطة المخابرات المركزية والمخابرات الباكستانية والمصرية وحلفاء آخرين للولايات المتحدة. وهم منظمون ومجتهدون ومدربون ومسلحون لخوض معركة مقدسة ضد الروس، والتي خاضوها بالفعل. ولكنهم بدؤوا مباشرة بأعمال إرهابية منذ 20 سنة، حين قاموا باغتيال الرئيس المصري. ومنذ ذلك الحين هم يقومون بأعمال إرهابية. وإن المجموعة التي نظمتها المخابرات المركزية، تم تشكيلها من المجموعات الإسلامية المتطرفة الراديكالية، والتي كان لديهم أعمال خاصة بهم. قاموا بما طلبته منهم وكالة المخابرات المركزية(9).
ويذكر الصحفي الفرنسي تيري ميسان أن ضابطاً مصرياً يدعى (علي محمد) انضم إلى الجيش الأمريكي، كلف من قبل المخابرات الأمريكية بتدريب تنظيم القاعدة ما بين أعوام 1988 و1998. وكان في نفس الوقت يأتي إلى الولايات المتحدة، ويقوم بتدريب الأعضاء الأكثر سرية في شبكات الظل، وضباط القوات الأمريكية الخاصة.. ويقول أن أسامة بن لادن كان مستمراً في العمل لحساب السي. آي. أى حتى العام 1998)(10).
ويذكر مايكل واينز أن المخابرات المركزية الأمريكية بقيت على علاقات مع بن لادن وتنظيمه تنظيم القاعدة حتى بعد أحداث 11 أيلول 2001، حين استخدم هذا التنظيم في مواجهة وتدمير الروح المعنوية للجيش الروسي من خلال إلحاق الخسائر به، وأهانته، حتى تشرين الثاني 2001. كما أن تنظيم بن لادن (تنظيم القاعدة) استخدم من قبل المخابرات المركزية في عام 1999 في مساندة ثوار كوسوفو ضد دكتاتور الصرب(11).
وأسامة بن لادن ابن أكبر الأثرياء السعوديين، وهو من أصول يمنية، بعد مقتل والده بحادث طائرات عام 1988، تم توزيع ثروته على أولاده، فكان نصيب ابنه أسامة ما يقدر ب(300) مليون دولار(12). وظفها في إنشاء عدة مصارف وشركات زراعية وأعمال مختلفة كالمقاولات وبعض الصناعات مثل مصنع الأدوية، الذي ضربته الطائرات الأمريكية في السودان. كما وظف مع أخوته أموالهم في شركات كمجموعة كارليل في الولايات المتحدة، والتي أسست عام 1987. ويبلغ رأسمالها(12) مليار دولار، وتدير شركات سفن آب، وهي تحتل المرتبة الحادية عشرة بين شركات التسليح الأمريكية. وساندت حملة بوش الأب في عام 1990 في حملته الانتخابية الرئاسية. ولها علاقات واسعة مع أسرة بوش، التي تملك شركات نفطية في تكساس. وهذا يبين مدى العلاقات الحميمة السابقة بين الطرفين، قبل الافتراق الذي بدأ بعد الغزو العراقي للكويت في 2 آب عام 1990، كما تتحدث بعض المصادر.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بحث عن الروح القدس التى تسمى الاقنوم الثالث
هذا بحث عن الروح القدس الاقنوم الثالث عند النصارى
لنبدأ ببعض الاسئلة اعتبرها دعوة للتفكير بطريقة علمية منطقية بعيدا عن الموروثات التى عفا عليها الزمن و اصبحت لا تصمد امام اى مناقشة علمية و الله المستعان وحده ..........
السؤال الاول :
لماذا لا يذكر بولس الروح القدس فى مقدمة اى رسالة من رسائله ؟؟؟؟
هل من الطبيعى ذلك لم يذكرها و لا مرة واحدة و ذكر الاب و يسوع فقط فى جميع المرات بلا استثناء واحد و اليكم مثل واحد للتوضيح :
1بُولُسُ لْمَدْعُوُّ رَسُولاً لِيَسُوعَ لْمَسِيحِ بِمَشِيئَةِ للهِ وَسُوسْتَانِيسُ لأَخُ 2إِلَى كَنِيسَةِ للهِ لَّتِي فِي كُورِنْثُوسَ لْمُقَدَّسِينَ فِي لْمَسِيحِ يَسُوعَ لْمَدْعُوِّينَ قِدِّيسِينَ مَعَ جَمِيعِ لَّذِينَ يَدْعُونَ بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ لْمَسِيحِ فِي كُلِّ مَكَانٍ لَهُمْ وَلَنَا. 3نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ للهِ أَبِينَا وَلرَّبِّ يَسُوعَ لْمَسِيحِ.
كما ترى لو راجعت النصوص فى بدايات كل رسائل بولس لن تجد اى اثر للروح القدس الا يحتاج هذا الى تفسير لماذا تعامل الروح القدس كانها اقل درجة من بقية الاقانيم و لم تذكر و لو مرة واحدة فى بداية الرسائل ؟؟؟؟؟؟ اريد تفسير منطقى عقلى ............
و لماذا ايضا لا يذكر اى كاتب من الاباء الاوائل اى شىء عن الوهية الروح القدس حتى بداية القرن الرابع
السؤال الثانى :
هناك نصوص متعددة تذكر ان يسوع سوف يجلس فى النهاية على يمين الاب وله مكان او عرش اخر بجوار الاب ولا يوجد اى ذكر لمكان الروح القدس على يمين الله مثلا مثل يسوع لا نعرف لها موقع محدد او مكان محجوز لها مثل يسوع راجع اعمال 7 : 55 و كولوسى 3 : 1 و رؤية يوحنا 5 : 1 و 7 : 10 .
هل من سبب لذلك غير ان بولس لا يفهم انها اقنوم اساسى فى التثليث و هل تستطيع احد ان يحدد موقعها هل هى على يمين العرش ام يساره ام خلفه ام اين مكانها بالضبط و اين ستجلس اليست مساوية لبقية الاقانيم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
و اليك مثال واحد رؤية 7 : 10
10وَهُمْ يَصْرُخُونَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلِينَ: «الْخَلاَصُ لِإِلَهِنَا لْجَالِسِ عَلَى لْعَرْشِ وَلِلْخروف».
اين الروح القدس اليس لها خلاص هى ايضا لماذا يتجاهلها الجميع لماذا لا يصرخ الجميع بصوت عظيم لخلاص الروح القدس هل هى اقل درجة من بقية الاقانيم ؟؟؟؟؟؟؟؟. انها حتى لا تساوى الخروف .........
حتى لو اعتبرنا الجلوس على يمين الاب رمز لماذا اختفى هذا الرمز مع الروح القدس ؟؟؟؟؟.
السؤال الثالث :
فى 1 كورنثوس
3وَلَكِنْ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُلٍ هُوَ لْمَسِيحُ. وَأَمَّا رَأْسُ لْمَرْأَةِ فَهُوَ لرَّجُلُ. وَرَأْسُ لْمَسِيحِ هُوَ للهُ.
اين الروح القدس هنا اين مكانها فى هذه الرؤوس المتبادلة لا ذكر لها اطلاقا .................... هل تعتبر راس يسوع ام راس الرب ام هناك من هو راسها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
السؤال 4
افسس 5 : 5
5فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ هَذَا أَنَّ كُلَّ زَانٍ أَوْ نَجِسٍ أَوْ طَمَّاعٍ، لَّذِي هُوَ عَابِدٌ لِلأَوْثَانِ لَيْسَ لَهُ مِيرَاثٌ فِي مَلَكُوتِ لْمَسِيحِ وََللهِ.
كما ترى ملكوت المسيح و الله فقط لا يوجد ملكوت للروح القدس هل يعترض احد على ذلك ......... هل هناك تفسير لهذا التجاهل .؟؟؟؟؟
هل يريد بولس ان يعقد الامور يجب ان ندرك انه من اهم شروط العقيدة الالهية الصحيحة ان تكون واضحة و مفهومة لكل البشر حتى البسطاء منهم و لا نبحث عن نصوص نأولها لاثبات ما نريد و نهمل النصوص التى لا تثبت ما نريده ؟؟؟؟.
السؤال الخامس :
الاب و يسوع يتحدثا مع بعضهما هل تحدث احد منهم مع الروح القدس هل نادى مثلا يسوع و هو على الصليب الروح القدس و سالها لماذا تركته الا تساوى الاب لماذا لم يطلب منها المساعدة على الصليب ؟؟؟؟؟؟؟
السؤال السادس :
هناك بعض الصفات الموجوة فى الروح القدس ليست موجودة فى يسوع مثل انها تستطيع ان تملا الناس انظر اعمال 2 : 4
4وَامْتَلأَ لْجَمِيعُ مِنَ لرُّوحِ لْقُدُسِ وَبْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ لرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا.
اذا كانت الروح القدس مساوية للاب و يسوع هل يستطيع يسوع ان يملا الناس و يجعل الناس تنطق بلغات اخرى ؟
و كذلك النص فى اعمال 2 : 17
17يَقُولُ للهُ: وَيَكُونُ فِي لأَيَّامِ لأَخِيرَةِ أَنِّي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤىً وَيَحْلُمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَماً. 18وَعَلَى عَبِيدِي أَيْضاً وَإِمَائِي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي فِي تِلْكَ لأَيَّامِ فَيَتَنَبَّأُونَ.
و هذا النص السابق يدل على ان الاب له الفعل و الروح القدس عليها التنفيذ و لكن الا ترى ان تفسير النص السابق هو ان هذه الروح هى قوة الرب او تاييده للبشر ما الخطأ فى هذا التفسير ؟؟؟؟؟؟؟؟
نفس الشىء و نفس التعليق فى هذا النص الذى يحدد ان الروح القدس ممكن ان نشربها
13لأَنَّنَا جَمِيعَنَا بِرُوحٍ وَاحِدٍ أَيْضاً عْتَمَدْنَا إِلَى جَسَدٍ وَاحِدٍ يَهُوداً كُنَّا أَمْ يُونَانِيِّينَ عَبِيداً أَمْ أَحْرَاراً. وَجَمِيعُنَا سُقِينَا رُوحاً وَاحِداً
و اذا اعتبرت هذا على سبيل المجاز او الرمز يكون لى الحق ان اعتبر ذلك فى اى نص اختاره و يكون المعنى المراد هنا ايضا هو قوة من الرب او تاييد منه للبشر .
و كذلك هذا النص
22الَّذِي خَتَمَنَا أَيْضاً، وَأَعْطَى عَرْبُونَ لرُّوحِ فِي قُلُوبِنَا
ما هو العربون او مقدم الاتعاب هذا هل هو اله منفصل او اقنوم من الاقانيم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و هذا النص ايضا :
3ظَاهِرِينَ أَنَّكُمْ رِسَالَةُ لْمَسِيحِ، مَخْدُومَةً مِنَّا، مَكْتُوبَةً لاَ بِحِبْرٍ بَلْ بِرُوحِ للهِ لْحَيِّ، لاَ فِي أَلْوَاحٍ حَجَرِيَّةٍ بَلْ فِي أَلْوَاحِ قَلْبٍ لَحْمِيَّةٍ.
و كل النصوص السابقة لا يفعلها يسوع و ممكن تفسيرها بكل وضوح انها قوة الرب و تاييده
و اليك هذا النص لتوضيح كل ما سبق
9وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي لْجَسَدِ بَلْ فِي لرُّوحِ إِنْ كَانَ رُوحُ للهِ سَاكِناً فِيكُمْ. وَلَكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ لْمَسِيحِ فَذَلِكَ لَيْسَ لَهُ. 10وَإِنْ كَانَ لْمَسِيحُ فِيكُمْ فَالْجَسَدُ مَيِّتٌ بِسَبَبِ لْخَطِيَّةِ وَأَمَّا لرُّوحُ فَحَيَاةٌ بِسَبَبِ لْبِرِّ.
ما هو التفسير للاعداد السابقة فى العدد الثامن روح المسيح فيهم و فى العدد التاسع المسيح نفسه فيهم و نفس الشىء فى روح الرب انها الهام الرب و تاييده و ليست اله منفصل و هذا ما يفهم من هذا العدد
و هذا النص :
34لأَنَّ لَّذِي أَرْسَلَهُ للَّهُ يَتَكَلَّمُ بِكلاَمِ للَّهِ. لأَنَّهُ لَيْسَ بِكَيْلٍ يُعْطِي للَّهُ لرُّوحَ.
هذا النص يوضح ان الرب اعطى يسوع الروح القدس هل هذا يعنى انها كانت غير موجودة عنده اليس هو مساوى للاب هل يستقيم هذا النص مع تصور ان الروح القدس اله مساو للاب و الابن ؟؟؟؟؟
و هذا النص
«وَمَتَى جَاءَ لْمُعَزِّي لَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ لآبِ رُوحُ لْحَقِّ لَّذِي مِنْ عِنْدِ لآبِ يَنْبَثِقُ فَهُوَ يَشْهَدُ لِي. 27وَتَشْهَدُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً لأَنَّكُمْ مَعِي مِنَ لاِبْتِدَاءِ».
يثبت اتحاد الاب و الابن لارسال الروح القدس و لكن يسوع يستدرك انه رغم اشتراكه فى الارسال الا ان روح الحق من عند الاب .............................................!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
السؤال السابع :
ما هو موقف الروح القدس من هذا النص ؟؟؟؟؟؟؟؟
35اَلآبُ يُحِبُّ لاِبْنَ وَقَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي يَدِهِ. 36اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ للَّهِ»
هنا اهمال كامل للروح القدس لماذا لا يوجد اى نص يثبت ان الاب يحب الروح القدس و ان من يؤمن بها له الحياة الابدية مثل من يؤمن بيسوع و لم يدفع الاب اى شىء فى يديها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
السؤال الثامن :
يلجأ النصارى للتفسير الحرفى حين يفيد و تلجأ للتاويل و الرمز حين لا ينفع الحرف ساوضح بمثال
انظر هذا النص من رومية
11لأَنَّ لْخَطِيَّةَ وَهِيَ مُتَّخِذَةٌ فُرْصَةً بِالْوَصِيَّةِ خَدَعَتْنِي بِهَا وَقَتَلَتْنِي.
بولس يتحدث عن الخطية و يقول انها خدعته هل الخطية شخص يخدع هذا يسمى مجاز اذكر القاعدة التى تتبعها فى المجاز و متى تلجأ له و متى تلجأ للتفسير الحرفى ؟؟؟؟؟؟؟. و نطبق هذا على النصوص الخاصة بالروح القدس ...........
السؤال التاسع :
لغويا هل الروح القدس مؤنث ام مذكر ام لا جنس لها بديهى انا اريد الاجابة من النصوص الاصلية اليونانية و العبرية .
و فى اليونانية باركيليتوس مذكر و لكن بينوما لا جنس لها اى تاخذ الضمير
It فى الانجليزية
انظر طبعة الملك جيمس رومية 8 : 16
The Spirit itself beareth witness with our spirit, that we are the children of God
الروح هنا لا جنس لها و يستعمل الضمير المناسب لذلك طبعا المشكلة غير متواجدة فى اللغة العربية التى تنص على :
16اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضاً يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ للهِ.
و هنا نقطة فرعية للتامل اذا نظرت لكتاب المقدس طبعة كتاب الحياة تجد النص تحول الى
16فَالرُّوحُ نَفْسُهُ يَشْهَدُ مَعَ أَرْوَاحِنَا بِأَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ
هل الروح يشهد لاروحنا حسب نص فان دايك ام يشهد مع اروحنا حسب نص كتاب الحياة .!!!!!!!!.
و لا يزال التحريف مستمرا ............................. و لكن هذه قصة اخرى
انظر النص فى يوحنا 14 : 17
Even the Spirit of truth; whom the world cannot receive, because it seeth him not, neither knoweth him: but ye know him; for he dwelleth with you, and shall be in you.
هنا يعتبر الروح مذكر هل عندك تفسير ام هى كالعادة مجرد اختلاف ترجمة و لكن الاصل اليونانى لكملة روح المستخدمة فى هذا النص لا جنس لها و الدليل من الانجيل الامريكى الكاثوليكى الجديد يعترف بخصوص العدد 14 : 17 فى يوحنا الكلمة اليونانية الروح لا جنس لها و استعمال الضمائر الشخصية معها خطأ .
و هذا النص من الملك جيمس يستعمل ضمير غير العاقل او ما لا جنس له منسوبا الى الروح يوحنا 3 : 8
The wind bloweth where it listeth
بعكس هذا النص
But when the Comforter is come, whom I will send unto you from the Father, even the Spirit of truth, which proceedeth from the Father, he shall testify of me:
يعتبر الروح شخص عاقل ......
السؤال العاشر
يقول يسوع فى يوحنا 13 : 16
16اَلْحَقَّ لْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.
هل توافق على قول يسوع هنا اذن كيف تفسر هذا النص ؟؟؟؟؟ فى يوحنا ايضا
26وَأَمَّا لْمُعَزِّي لرُّوحُ لْقُدُسُ لَّذِي سَيُرْسِلُهُ لآبُ بِاسْمِي فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.
الاب يرسل الروح القدس اذن الاب اعظم من الروح القدس اذن الروح القدس لا تساوى الاب ما رايكم فى هذا المنطق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
السؤال الحادى عشر
الاب و الابن و الروح القدس فى اعتقاد النصارى اله واحد هل نطمع فى ان نعرف ما اسم هذا الاله الواحد الذى لا يتغير بمرور الوقت او اختلاف اللغات هذا السؤال يستحق موضوع منفرد اذا لم يجب عليه احد ساضعه فى موضوع منفرد ..................
و نكتفى بهذه الاسئلة و اضع الان بعض النصوص التى تثبت ان الروح القدس هى قوة الله و تاييده و ليست اله او اقنوم منفصل .............. و هى القوة التى اقام بها ابنه على حسب اعتقادكم من الاموات .............
رومية 8 : 11
11وَإِنْ كَانَ رُوحُ لَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ لأَمْوَاتِ سَاكِناً فِيكُمْ فَالَّذِي أَقَامَ لْمَسِيحَ مِنَ لأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ لْمَائِتَةَ أَيْضاً بِرُوحِهِ لسَّاكِنِ فِيكُمْ.
1 كورونثوس 6 : 14
14وَاللَّهُ قَدْ أَقَامَ لرَّبَّ وَسَيُقِيمُنَا نَحْنُ أَيْضاً بِقُوَّتِهِ
افسس 1 : 19
19وَمَا هِيَ عَظَمَةُ قُدْرَتِهِ لْفَائِقَةُ نَحْوَنَا نَحْنُ لْمُؤْمِنِينَ، حَسَبَ عَمَلِ شِدَّةِ قُوَّتِهِ 20الَّذِي عَمِلَهُ فِي لْمَسِيحِ، إِذْ أَقَامَهُ مِنَ لأَمْوَاتِ، وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي لسَّمَاوِيَّاتِ،
افسس 3 : 20
20وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ أَكْثَرَ جِدّاً مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ لْقُوَّةِ لَّتِي تَعْمَلُ فِينَا،
ما هى القوة التى تعمل فينا اليست هى المعروفة بالروح القدس من النصوص السابقة اذن هى قوة الرب التى تعمل فينا .....................
لوقا 1 : 35
35فَأَجَابَ لْمَلاَكُ: «اَلرُّوحُ لْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ لْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً لْقُدُّوسُ لْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى بْنَ للهِ.
هذا مثل واضح ان الروح القدس هو قوة الرب او العلى كما فى النص . و اى تفسير اخر يدخلنا فى متاهة نحن فى غنى عنها تماما
و هذا النص ايضا يذكر قوة من الاعالى ....
لوقا 24 : 49
49وَهَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ مَوْعِدَ أَبِي. فَأَقِيمُوا فِي مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ لأَعَالِي».
انها قوة الروح القدس التى تعمل فيكم حسب اعتقادكم .....
الخلاصة :
الروح القدس ليست اقنوم ثالث و كلمة اقنوم التى اختارها شخص ما فى اللغة العربية لتساعد على اظهار المعنى و هى طبعا غير موجودة فى اى نص فى الكتاب المقدس و لكن اذا كنا نتحدث بالانجليزية سيكون التعبير كلمة شخص و لى الحق ان استخدم كلمة شخص و لك الحق ان تستخدم كلمة اقنوم التى ليس لها اى اساس فى الكتاب المقدس .
اذن الروح القدس ليست شخص قائم بذاته منفصل و مساو للاب و الابن انها على اقصى تقدير قوة الرب او منحة الهية منه و ليست مساوية له النصوص تثبت ذلك .....
و الان نناقش ما ذكره احد المحاورين من نصوص لاثبات الوهية الروح القدس و الله المستعان :
النص الاول متى 10 : 20
20لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ لْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ لَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ.
بديهى بعد العرض السابق هذه ليست الا قوة الرب او تاييده للمتكلمين هنا ......
النص الثانى غلاطية 4 : 6
6ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ للهُ رُوحَ بْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخاً: «يَا أَبَا لآبُ»
نفس الشىء بل ان النصين معا يثبتوا ان الروح اقل درجة من الاب و من الابن لان الاب هو الذى يرسل راجع ما سبق ان ذكرته .....
1 بطرس 1 : 11
11 بَاحِثِينَ أَيُّ وَقْتٍ أَوْ مَا لْوَقْتُ لَّذِي كَانَ يَدُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ لْمَسِيحِ لَّذِي فِيهِمْ، إِذْ سَبَقَ فَشَهِدَ بِالآلاَمِ لَّتِي لِلْمَسِيحِ وَلأَمْجَادِ لَّتِي بَعْدَهَا.
لاحظ فى هذه الترجمة الروح مذكر فيقول سبق فشهد
نفس النص من طبعة الملك جيمس يستعمل الضمير غير العاقل
Searching what, or what manner of time the Spirit of Christ which was in them did signify, when it testified beforehand the sufferings of Christ, and the glory that should follow.
و بديهى هذا تناقض يجب تفسيره و الامر معقد لا ينفع فيه التبسيط او التسطيح .
و ملخص الكلام فىا لنصوص السابقة
تارة يقول الكتاب ان روح الله الآب يسكن في المؤمنين ، وتارة اخرى روح الابن يسكن في المؤمنين
هل تريد ان تقول اذا كان روح الاب يسكن و روح الابن يسكن اذن الروح تساوى الاب و تساوى الابن اذن هى اله او اقنوم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ اقول هذا بعيد جدا و لا يعتبر اكثر من راى و الراى المضاد له نفس واجهته ان لم يكن اقوى مع الشواهد الاخرى ....................
لنستمر مع النصوص التى تذكر لاثبات الوهية الروح القدس :
كورنثوس 6 : 19
19أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ لْقُدُسِ لَّذِي فِيكُمُ لَّذِي لَكُمْ مِنَ للهِ وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟
اول ملاحظة كون الروح القدس من الله ينفى الوهيتها على حسب القاعدة التى قالها المسيح نفسه كما سبق و لان الله هو الذى اعطاهم هذه الروح .
ثانيا راجع النص من اوله يثبت لك ان الموضوع كله مجاز لتنفير الناس من ارتكاب الزنا .
2 كورنثوس 6 : 16
من طبعة فان دايك
16وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ للهِ مَعَ لأَوْثَانِ؟ فَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ هَيْكَلُ للهِ لْحَيِّ، كَمَا قَالَ للهُ: «إِنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً.
من طبعة كتاب الحياة
16وَأَيُّ وِفَاقٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَصْنَامِ؟ فَإِنَّنَا نَحْنُ هَيْكَلُ اللهِ الْحَيِّ، وَفْقاً لِمَا قَالَهُ اللهُ : «سَأَسْكُنُ فِي وَسَطِهِمْ، وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ إِلهَهُمْ وَهُمْ يَكُونُونَ شَعْباً لِي.
هل لاحظت الاختلاف الطبعة الاولى تقول انتم هيكل الله الحى و الطبعة الثانية تقول نحن هيكل الله الحى .
ساترك التعليق على التحريف هنا
و الاختلاف الثانى القاتل النص الاول يقول ساسكن فيهم و النص الثانى يقول ساسكن فى وسطهم
هذا اولا اما ثانيا هذه اشارة للمذكور فى اللويين 26 : 12
11وَأَجْعَلُ مَسْكَنِي فِي وَسَطِكُمْ وَلاَ تَرْذُلُكُمْ نَفْسِي. 12وَأَسِيرُ بَيْنَكُمْ وَأَكُونُ لَكُمْ إِلَهاً وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي شَعْباً.
و النص هنا يؤكد انه يسكن فى وسطهم و ليس يسكن فيهم كما فى طبعة فان دايك ................ و الفرق كبير بين التعبير الاول و التعبير الثانى
رومية 8 : 9 يذكر النصارى جزء من النص
و لكن هذا هو النص كاملا
9وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي لْجَسَدِ بَلْ فِي لرُّوحِ إِنْ كَانَ رُوحُ للهِ سَاكِناً فِيكُمْ. وَلَكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ لْمَسِيحِ فَذَلِكَ لَيْسَ لَهُ. 10وَإِنْ كَانَ لْمَسِيحُ فِيكُمْ فَالْجَسَدُ مَيِّتٌ بِسَبَبِ لْخَطِيَّةِ وَأَمَّا لرُّوحُ فَحَيَاةٌ بِسَبَبِ لْبِرِّ. 11وَإِنْ كَانَ رُوحُ لَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ لأَمْوَاتِ سَاكِناً فِيكُمْ فَالَّذِي أَقَامَ لْمَسِيحَ مِنَ لأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ لْمَائِتَةَ أَيْضاً بِرُوحِهِ لسَّاكِنِ فِيكُمْ.
باختصار هذا النص يثبت اختلاف روح المسيح عن روح الرب لانه هو الذى اقامه من الاموات حسب اعتقادك و هذا بالمناسبة يثبت ايضا عدم الوهية يسوع و لكن هذا امر لم يحن وقته بعد ..... ...........
يوحنا 6 : 63
63اَلرُّوحُ هُوَ لَّذِي يُحْيِي. أَمَّا لْجَسَدُ فلاَ يُفِيدُ شَيْئاً. اَلْكلاَمُ لَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ
هل توضح مرة اخرى ماذا يثبت هذا النص فى التثليث او حتى فى الوهية الروح القدس ؟؟؟؟ هذا النص لا يثبت اى شىء
و هذا بحث فى نص موجود فى رسالة بطرس الاولى 4: 14
14 إِنْ عُيِّرْتُمْ بِاسْمِ لْمَسِيحِ فَطُوبَى لَكُمْ، لأَنَّ رُوحَ لْمَجْدِ وَللهِ يَحِلُّ عَلَيْكُمْ.
التى يقول احد الزملاء انها تثبت ان الروح القدس اله لان النص يقول روح المجد و ليس مجيد الا الله و يستنج بالتالى ان الروح القدس اله ......!!!!!!!!!
و هذا هو الرد على بعون الله و توفيقه :
اقرا النص فى طبعة فان دايك : و ارجو ان تلاحظ انى لابد ان اشير الى الطبعة التى ارجع اليها حتى لا تحدث لخبطة كما سترى بعد قليل ..........
14 إِنْ عُيِّرْتُمْ بِاسْمِ لْمَسِيحِ فَطُوبَى لَكُمْ، لأَنَّ رُوحَ لْمَجْدِ وَللهِ يَحِلُّ عَلَيْكُمْ.
هنا شخصيتان منفصلتان روح المجد و الله و لانه حسب كلامك ليس مجيد الا الله اذن روح المجد هى ايضا اله رغم انك لم توضح كيف عرفت ان روح المجد هى الروح القدس ؟؟؟؟؟؟ ام ذكر اى روح فى الكتاب المقدس يعتبر ذكر للروح القدس ........سنتحدث عن هذه النقطة لاحقا رغم ان الاجابة واضحة .....
تقول ليس مجيدا الا الله هل الكنيسة اله ؟؟؟؟؟ اقرا النص
Eph:5:27:
27 لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن او شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب. (SVD)
هنا الكنيسة مجيدة هل ممكن ان نضيف الكنيسة كاقنوم جديد !!!!!!!!! (حقوق الاكتشاف محفوظة) ....
و هذا سليمان ممكن ان ينضم الى القائمة :
Mt:6:29:
29 ولكن اقول لكم انه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها. (SVD)
قد تقول ان مجد سليمان هنا اقل درجة من مجد الله و بالتالى كيف عرفت ان روح المجد مساو للاب فى المجد و ليس اقل او اكثر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و هنا مجد الاب منفصل و استعاره الابن منه :
Mt:16:27:
27 فان ابن الانسان سوف يأتي في مجد ابيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله. (SVD)
لماذا قيل مجد ابيه لم يقال مجد ابن الانسان ..........!!!!!! اسئلة كثيرة .
و هذا النص و يحتاج توضيح منهم عن المجد و الامجاد :
Hb:2:16:
16 قد شبعت خزيا عوضا عن المجد.فاشرب انت ايضا واكشف غرلتك.تدور اليك كاس يمين الرب.وقياء الخزي على مجدك. (SVD)
و هذا ملك بشرى اخر :
Dn:4:30:
30 واجاب الملك فقال أليست هذه بابل العظيمة التي بنيتها لبيت الملك بقوة اقتداري ولجلال مجدي. (SVD)
اذن حكاية ليس مجيد الا الله غير مقنعة ......
طبعة فان دايك السابقة تقول روح المجد و الله كما سبق
انظر هذه الطبعة :
روح المجد و روح الله اى روح المجد مضافة الى روح الله
New International Version (NIV)
1 Peter 4
14If you are insulted because of the name of Christ, you are blessed, for the Spirit of glory and of God rests on you.
و هذه الطبعة :
تقول روح الله و مجده
The Message (MSG)
1 Peter 4
14If you're abused because of Christ, count yourself fortunate. It's the Spirit of God and his glory in you that brought you to the notice of others.
و هذه الطبعة :
روح الله المجيدة بدون حرف عطف اى اقنوم واحد فقط ؟؟؟؟
New Living Translation (NLT)
1 Peter 4
14Be happy if you are insulted for being a Christian, for then the glorious Spirit of God will come upon you.
و هذه الطبعة :
روح المجد و روح الله
King James Version (KJV
1 Peter 4
14 If ye be reproached for the name of Christ, happy are ye; for the spirit of glory and of God resteth upon you: on their part he is evil spoken of, but on your part he is glorified.
وهذه الطبعة :
روح المجد و روح الله مثل النص السابق و لكن تعجب معى ماذا كتب فى هامش هذه الطبعة :
بعض النسخ الاصلية تضيف روح القوة ؟؟؟؟ اى النص هكذا روح المجد و روح الله و روح القوة ؟؟؟؟؟؟
هل هذه هى الثلاثة اقانيم التى تبحث عنها و لماذا مذكورة فى بعض المخطوطات و غير مذكورة فى الاخرى ؟؟
English Standard Version (ESV
1 Peter 4
14If you are insulted for the name of Christ, you are blessed, because the Spirit of glory[1] and of God rests upon you.
Footnotes
1. Some manuscripts insert and of power
و هذه الطبعة :
تضع كلمة روح بين قوسين اى هى غير موجودة فى الاصل .......
:: Darby Translation (DARBY)
1 Peter 4
14 If ye are reproached in [the] name of Christ, blessed [are ye]; for the [Spirit] of glory and the Spirit of God rests upon you: [on their part he is blasphemed, but on your part he is glorified.]
و هذه الطبعة :
و الجديد فى هذه الطبعة انها تقول ان بقية العدد محذوفة فى احدى النسخ الاصلية :
New King James Version (NKJV)
1 Peter 4
14If you are reproached for the name of Christ, blessed are you, for the Spirit of glory and of God rests upon you.[1] On their part He is blasphemed, but on your part He is glorified.
Footnotes
1. 4:14 NU-Text omits the rest of this verse.
و اليك بعض النصوص من المخطوطات الاصلية و ساذكر اختصار للمخطوطة و اذا شئت التفصيل اهلا و سهلا
النص الاول
"the Spirit of glory and of God rests"
روح المجد و روح الله
موجود فى المخطوطات الاتية
p72 B K Psi some Byz
النص الثانى :
"the Spirit of glory and of power and of God rests"
روح المجد وروح القوة وروح الله ...
موجود فى المخطوطات الاتية و هى اكثر من السابقة و هى الموجودة فى احدث طبعة من النسخة القياسية المعتمدة :
S A P 33 81 104 945 1241 1739 1881 some Byz Lect four lat cop(north)
النص الثالث :
"the Spirit of glory and of the power of God rests"
روح المجد و روح قوة الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
موجود فى النصوص الاتية :
614 630 2495 one lat syr(h) cop(south)
النص الرابع :
"the Spirit of the glory of God rests"
روح مجد الله !!!!!!!!!!!
موجودة فى النصوص الاتية :
three lat earlier vg syr(p)
باختصار نصوص متعارضة غير دقيقة لايسع الشخص العاقل الا اهمالها من حسابه
هل يستطيع احد ان يخبرنا ماذا يقول النص الاصلى ام نحذف هذا النص ايضا من القائمة و نستمر فى رحلة البحث عن الاقانيم ...................
...................................................................
اخوكم eeww2000
تعدد الزوجات قبل الإسلام
لم يبتكر الإسلام نظام التعدد .. فالثابت تاريخياً أن تعدد الزوجات ظاهرة عرفتها البشرية منذ أقدم العصور ، وهاهم أنبياء الله الكرام ، يذكر عنهم الكتاب المقدس الآتي :
أولاً : زوجات نبي الله داود عليه السلام :
1- ميكال ابنة شاول (صموئيل الأول 18: 20-27)
2- أبيجال أرملة نابال (صموئيل الأول 25: 42)
3- أخينوعيم اليزرعيلية (صموئيل الأول 25: 43)
4- معكة ابنت تلماى ملك جشور (صموئيل الثانى 3: 2-5)
5- حجيث (صموئيل الثانى 3: 2-5)
6- أبيطال (صموئيل الثانى 3: 2-5)
7- عجلة (صموئيل الثانى 3: 2-5)
8- بثشبع أرملة أوريا الحثى (صموئيل الثانى 11: 27)
9- أبيشج الشونمية (ملوك الأول 1: 1-4)
علماً بأن الله سبحانه وتعالى لم ينكر هذا التعدد على داود - عليه السلام - ولم يعتبره خطيئة في حقه ، حتى ان كاتب سفر الملوك الأول 15 : 5 قال عن داود الآتي :
" لأَنَّ دَاوُدَ عَمِلَ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ وَلَمْ يَحِدْ عَنْ شَيْءٍ مِمَّا أَوْصَاهُ بِهِ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ، إِلاَّ فِي قَضِيَّةِ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ ". ( ترجمة فاندايك )
ثانياً : زوجات نبي الله إبراهيم عليه السلام :
1- سارة (تكوين 20: 12)
2- هاجر (تكوين 16: 15)
3- قطورة (تكوين 25: 1)
4- مجموعة من السراري (تكوين 25 : 6)
وهنا أيضاً لم ينكر الله سبحانه وتعالى هذا التعدد على إبراهيم - عليه السلام - ولم يعتبره خطيئة في حقه - عليه السلام - بل ان الله سبحانه وتعالى جعل إبراهيم خليله ( اش 41 : 8 ) وانه - عليه السلام - مات بشيبة صالحة ( تكوين 25 : 8 ) .
ثالثاً : زوجات نبي الله يعقوب عليه السلام :
1- ليئة ( تكوين 35 : 23 )
2- راحيل ( تكوين 35 : 24 )
3- بلهة ( تكوين 35 : 25 )
4- زلفة ( تكوين 35 : 26 )
هل حسب الله على يعقوب هذا التعدد خطيئة ؟ أين الدليل ؟
ثالثاً : زوجات نبي الله موسى عليه السلام :
1- صفورة ( خروج 2 : 21 )
2- امرأة كوشية ( عدد 12 : 1 )
هل حسب الله على موسى هذا التعدد خطيئة ؟ أين الدليل ؟
هذا والدارس للعهد الجديد يجد نصوصاً يستشف منها القارىء ما يبيح التعدد في الزوجات كالنص الوارد في رسالة بولس الاولى الي تيموثاوس 3 : 2 : (( فعلى الاسقف أن يكون منزها عن اللوم ، زوج امرأة واحدة )) . وهذا يعني أن اللوم على اكثر من واحدة خاص بالاسقف فلا يشمل كل الرعية والناس .
وكذلك ما جاء في نفس الرسالة [ 3 : 12 ] : (( ليكن الشمامسة كل بعل امرأة واحدة مدبرين اولادهم وبيوتهم حسنا )) . وفي ترجمة كتاب الحياة : (( كما يجب أن يكون كل مُدَبِّرٍ زوجاً لامْرَأَةٍ واحدة ، يُحْسِنُ تدبير أولاده و بيته )) . وبهذا نستشف ان التعدد غير مباح للشماس أو المدبر في الكنيسة فلا يشمل بقية الناس والرعية .
والمسيح نفسه ضرب مثلاً في متى 25 : 1 - 11 بعشرة من العذراى كن في انتظار العريس وأنهن لجهالة بعضهن لم يستطعن الدخول معه فأغلق الباب دون هذا البعض لأنهن لم يكن قد أعددن ما يلزم - فلو أن التعدد كان غير جائز عنده ما ضرب المثل بالعذراى العشر اللائي ينتظرن عريساً واحداً .
وكم طالبنا النصارى أن يأتوا بدليل واحد على لسان المسيح يمنع فيه التعدد فعجزوا ، وكل ما يستدلوا به إنما هو تمويه وليس فيه ما يصلح للإحتجاج فنراهم يستدلون بما جاء في متى ( 19 : 3 و 4 و 5 ) :
(( وجاء اليه الفريسيون ليجربوه قائلين له هل يحل للرجل ان يطلق امرأته لكل سبب . فاجاب وقال لهم أما قرأتم ان الذي خلق من البدء خلقهما ذكرا وانثى وقال .من اجل هذا يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدا واحدا )) .
في الحقيقة هذه العبارات ليس فيها منع التعدد ، ولا نجد جملة واحدة تقول ممنوع التعدد او لا يجوز الزواج بأكثر من واحدة ، وغاية الكلام هنا هو منع الطلاق وليس غير ، وهذا ما سأله الفريسيون من البداية وهذا ما عناه المسيح عليه السلام .
و قولهم أنّ عبارة ( ويكون الأثنان جسدا واحدا ) تعني عدم السماح بالتعدد فخطأ ، وهذا تحميل للمعنى فوق ما يحتمل ، والرد عليه بغاية السهولة ، فنقول :
إذا كان الرجل مع إمرأءة ما جسداً واحداً ، لا يمنع أن يكون مع إمرأءة اخرى جسداً واحداً ايضاً ، وأضرب مثالاً آخر لتبسيط الفكرة :
إذا كان يُشكّل زيد مع عمر يداً واحدة للرد على شبهات النصارى في هذا الموقع ، فهذا لا يمنع أن يُشكّل زيد مع شخص آخر يداً واحدة للرد على شبه النصارى في موقع آخر وفي نفس الوقت .
أرجوا ان تدقق في هذا المثل عزيزي القارئ بعين حيادية وباحثة عن الحقيقة . . *
هذا ولقد كان تعدد الزوجات منتشرا في جزيرة العرب قبل الإسلام أيضا .. وكان مطلقا بلا أية حدود أو ضوابط أو قيود .. لم يكن هناك حد أقصى لعدد الزوجات أو المحظيات .. ولم يكن هناك اشتراط على الزوج أن يعدل بين زوجاته ، أو يقسم بينهن بالسوية – كما أمر بذلك الإسلام ..
أفإذا أمر الإسلام العظيم بالرحمة والعدل والمساواة بين الزوجات ، وتحديد الحد الأقصى بأربع زوجات ، وحظر التعدد إذا خشي الزوج ألا يعدل – يأتي نفر من الجهلة والمتنطعين ليعترضوا ؟! هل من المعقول أن تأتينا الرحمة من السماء فنردها على الرحمن الرحيم ؟!
لقد كانت المجتمعات الجاهلية – قبل الإسلام – تموج بألوان شتى من الظلم والجرائم والفواحش ما ظهر منها وما بطن ..
وكانت المرأة بالذات هي الضحية والمجني عليها على الدوام ، وفى كل المجتمعات كان الزوج يقضى معظم أوقاته في أحضان صاحبات الرايات الحمراء ، ولا يعود إلى بيته إلا مكدودا منهك القوى خالي الوفاض من المال والعافية !!
وما كانت المرأة تجرؤ على الإنكار أو الاعتراض عليه !! وكان آخر يمضى الشهر تلو الشهر عند الزوجة الجميلة ، ويؤثر أولاده منها بالهدايا والأموال الطائلة ، ولا تجرؤ الأخرى أو الأخريات ولا أولادهن على النطق بكلمة واحدة إزاء هذا الظلم الفادح ..
فهل إذا جاء الإسلام واشترط تحقيق العدالة والرحمة و البر والإكرام لكل الزوجات والأولاد على قدم المساواة .. هل إذا جاءت مثل هذه الضوابط نرفضها ، ونتطاول على التشريع الإلهي وعلى النبي وعلى الدين كله ؟!
إنها حقا لا تعمى الأبصار .. ولكن تعمى القلوب التي في الصدور السوداء !!
.................................................
* كتبه الأخ بلال ?????????لرد على شبهة أن الإسلام انتشر بالسيف ، ويحبذ العنف
الرد على الشبهة:
وهى من أكثر الشبه انتشارًا ، ونرد عليها بالتفصيل حتى نوضح الأمر حولها:
يقول الله تعالى مخاطباً نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) (1).
إن هذا البيان القرآنى بإطاره الواسع الكبير ، الذى يشمل المكان كله فلا يختص بمكان دون مكان ، والزمان بأطواره المختلفة وأجياله المتعاقبة فلا يختص بزمان دون زمان ، والحالات كلها سلمها وحربها فلا يختص بحالة دون حالة ، والناس أجمعين مؤمنهم وكافرهم عربهم وعجمهم فلا يختص بفئة دون فئة ؛ ليجعل الإنسان مشدوها متأملاً فى عظمة التوصيف القرآنى لحقيقة نبوة سيد الأولين والآخرين ، (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) رحمة عامة شاملة ، تجلت مظاهرها فى كل موقف لرسول الله صلى الله عليه وسلم تجاه الكون والناس من حوله.
والجهاد فى الإسلام حرب مشروعة عند كل العقلاء من بنى البشر ، وهى من أنقى أنواع الحروب من جميع الجهات:
1- من ناحية الهدف.
2- من ناحية الأسلوب.
3- من ناحية الشروط والضوابط.
4- من ناحية الإنهاء والإيقاف.
5- من ناحية الآثار أو ما يترتب على هذه الحرب من نتائج.
وهذا الأمر واضح تمام الوضوح فى جانبى التنظير والتطبيق فى دين الإسلام وعند المسلمين.
وبالرغم من الوضوح الشديد لهذه الحقيقة ، إلا أن التعصب والتجاهل بحقيقة الدين الإسلامى الحنيف ، والإصرار على جعله طرفاً فى الصراع وموضوعاً للمحاربة ، أحدث لبساً شديداً فى هذا المفهوم ـ مفهوم الجهاد ـ عند المسلمين ، حتى شاع أن الإسلام قد انتشر بالسيف ، وأنه يدعو إلى الحرب وإلى العنف ، ويكفى فى الرد على هذه الحالة من الافتراء ، ما أمر الله به من العدل والإنصاف ، وعدم خلط الأوراق ، والبحث عن الحقيقة كما هى ، وعدم الافتراء على الآخرين ، حيث قال سبحانه فى كتابه العزيز: (لِمَ تَلبِسُونَ الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون ) (2).
ولقد فطن لبطلان هذا الادعاء كاتب غربى كبير هو توماس كارليل ، حيث قال فى كتابه " الأبطال وعبادة البطولة " ما ترجمته: " إن اتهامه ـ أى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ـ بالتعويل على السيف فى حمل الناس على الاستجابة لدعوته سخف غير مفهوم ؛ إذ ليس مما يجوز فى الفهم أن يشهر رجل فرد سيفه ليقتل به الناس ، أو يستجيبوا له ، فإذا آمن به من يقدرون على حرب خصومهم ، فقد آمنوا به طائعين مصدقين ، وتعرضوا للحرب من غيرهم قبل أن يقدروا عليها " (3).
ويقول المؤرخ الفرنسى غوستاف لوبون فى كتابه " حضارة العرب " وهو يتحدث عن سر انتشار الإسلام فى عهده صلى الله عليه وسلم وفى عصور الفتوحات من بعده ـ: " قد أثبت التاريخ أن الأديان لا تفرض بالقوة ، ولم ينتشر الإسلام إذن بالسيف بل انتشر بالدعوة وحدها ، وبالدعوة وحدها اعتنقته الشعوب التى قهرت العرب مؤخراً كالترك والمغول ، وبلغ القرآن من الانتشار فى الهند ـ التى لم يكن العرب فيها غير عابرى سبيل ـ ما زاد عدد المسلمين إلى خمسين مليون نفس فيها.. ولم يكن الإسلام أقل انتشاراً فى الصين التى لم يفتح العرب أى جزء منها قط ، وسترى فى فصل آخر سرعة الدعوة فيها ، ويزيد عدد مسلميها على عشرين مليونا فى الوقت الحاضر " (4).
هذا وقد مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاثة عشر عاماً ، يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، وقد كان نتاج هذه المرحلة أن دخل فى الإسلام خيار المسلمين من الأشراف وغيرهم ، وكان الداخلون أغلبهم من الفقراء ، ولم يكن لدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثروة عظيمة يغرى بها هؤلاء الداخلين ، ولم يكن إلا الدعوة ، والدعوة وحدها ، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تحمَّل المسلمون ـ لاسيما الفقراء والعبيد ومن لا عصبية له منهم ـ من صنوف العذاب وألوان البلاء ما تعجز الجبال الرواسى عن تحمله ، فما صرفهم ذلك عن دينهم وما تزعزعت عقيدتهم ، بل زادهم ذلك صلابة فى الحق ، وصمدوا صمود الأبطال مع قلتهم وفقرهم ، وما سمعنا أن أحداً منهم ارتدّ سخطاً عن دينه ، أو أغرته مغريات المشركين فى النكوص عنه ، وإنما كانوا كالذهب الإبريز لا تزيده النار إلا صفاء ونقاء ، وسنتكلم هنا على الجانبين التنظيرى والتطبيقى ، ونقصد بالتنظيرى ما ورد فى مصادر الإسلام (الكتاب والسنة) ، ونعنى بالتطبيقى ما حدث عبر القرون ابتداء من الحروب التى شارك فيها النبى صلى الله عليه وسلم ، وانتهاء بعصرنا الحاضر ، ثم نختم ببيان هذه النقاط الخمسة التى ذكرناها سابقاً.
أولاً: الجانب التنظيرى
ورد فى القرآن الكريم وفى السنة النبوية آيات وأحاديث تبين شأن الجهاد فى الإسلام ، ويرى المطالع لهذه الآيات والأحاديث ، أن المجاهد فى سبيل الله ، هو ذلك الفارس النبيل الأخلاقى المدرب على أخلاق الفروسية العالية الراقية ؛ حتى يستطيع أن يمتثل إلى الأوامر والنواهى الربانية التى تأمره بضبط النفس قبل المعركة وأثناء المعركة وبعد المعركة ، فقبل المعركة يجب عليه أن يحرر نفسه من كل الأطماع ، وألا يخرج مقاتلا من أجل أى مصلحة شخصية ، سواء كانت تلك المصلحة من أجل نفسه أو من أجل الطائفة التى ينتمى إليها ، أو من أجل أى عرض دنيوى آخر ، وينبغى أن يتقيد بالشروط التى أحل الله فيها الجهاد ، وأن يجعل ذلك لوجه الله تعالى ، ومعنى هذا أنه سوف يلتزم بأوامر الله ، ويستعد لإنهاء الحرب فوراً ، إذا ما فقدت الحرب شرطاً من شروط حلها أو سبباً من أسباب استمرارها ، وسواء أكان ذلك الفارس منتصراً ، أو أصابه الأذى من عدوه ، فإن الله يأمره بضبط النفس ، وعدم تركها للانتقام ، والتأكيد على الالتزام بالمعانى العليا ، وكذلك الحال بعد القتال ، فإنه يجب عليه أن يجاهد نفسه الجهاد الأكبر ؛ حتى لا يتحول الفارس المجاهد إلى شخصٍ مؤذٍ لمجتمعه أو لجماعته أو للآخرين ، وبالرغم من أن لفظة الجهاد إذا أطلقت انصرف الذهن إلى معنى القتال فى سبيل الله. إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أسماه بالجهاد الأصغر ، وسمى الجهاد المستمر بعد القتال بالجهاد الأكبر ؛ لأن القتال يستمر ساعات أو أيام ، وما بعد القتال يستغرق عمر الإنسان كله.
وفيما يلى نورد الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التى تحدثت عن هذه القضية ، ثم بعد ذلك نستخرج منها الأهداف والشروط والضوابط والأساليب ، ونعرف منها متى تنتهى الحرب ، والآثار المترتبة على ذلك:
أولاً: القرآن الكريم:
1- (وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين * واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين) (5).
2- (فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم * وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين) (6).
3- (كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) (7).
4- (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ) (8).
5- (وكأين من نبى قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم فى سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين ) (9).
6- (ولا تحسبن الذين قُتِلُوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يُرْزَقُون ) (10).
7- (فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا فى سبيلى وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ) (11).
8- (فليقاتل فى سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل فى سبيل الله فيُقتل أو يَغِلب فسوف نؤتيه أجرا عظيماً ) (12).
9- (وما لكم لا تقاتلون فى سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيراً ) (13).
10- (فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلاً ) (14).
11- (وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين * ليحق الحق ويبطل الباطل ولوكره المجرمون ) (15).
12- (فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) (16).
13- (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير) (17).
14 (ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط) (18).
15- (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم ) (19).
16- (يا أيها النبى قل لمن فى أيديكم من الأسرى إن يعلم الله فى قلوبكم خيرا يؤتكم خيراً مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم ) (20).
17- (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم * وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون ) (21).
18- (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى سبيل الله فَيَقتُلُون وَيُقتَلُون ) (22).
19- (أُذِنَ للذين يُقَاتَلُون بأنهم ظُلِمُوا وإن الله على نصرهم لقدير * الذين أُخْرِجُوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا رَبُّنَا الله) (23).
ثانياً: الأحاديث النبوية الشريفة:
1- عن أبى هريرة ـ رضى الله عنه ـ عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: " تكفل الله لمن جاهد فى سبيله لا يخرجه من بيته إلا جهاد فى سبيله وتصديق كلمته بأن يدخله الجنة أو يرجعه إلى مسكنه الذى خرج منه مع ما نال من أجر أو غنيمة " (24).
2- عن وهب بن منبه ، قال: سألت جابراً عن شأن ثقيف إذ بايعت ، قال: اشترطت على النبى صلى الله عليه وسلم أن لا صدقة عليها ولا جهاد ، وأنه سمع النبى صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يقول: " سيتصدقون ويجاهدون إذا أسلموا " (25).
3- عن سعد بن زيد بن سعد الأشهلى أنه أهدى إلى رسول صلى الله عليه وسلم سيفاً من نجران فلما قدم عليه أعطاه محمد بن مسلمة ، وقال: " جاهد بهذا فى سبيل الله فإذا اختلفت أعناق الناس فاضرب به الحجر ، ثم ادخل بيتك وكن حلساً ملقى حتى تقتلك يد خاطئة أو تأتيك منية قاضية. قال الحاكم: فبهذه الأسباب وما جانسها كان اعتزال من اعتزل عن القتال مع على ـ رضى الله عنه ـ وقتال من قاتله " (26).
4- عن سعيد بن جبير قال: " خرج علينا أو إلينا ابن عمر فقال رجل كيف ترى فى قتال الفتنة فقال وهل تدرى ما الفتنة كان محمد صلى الله عليه وسلم يقاتل المشركين وكان الدخول عليهم فتنة وليس كقتالكم على الملك " (27).
5- عن عبد الله بن عمرو ـ رضى الله عنهما ـ قال: جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: إنى أريد الجهاد فقال: " أحى والداك ؟ قال: نعم. قال: ففيهما فجاهد " (28).
ويتضح من هذه الآيات والأحاديث أن هدف الحرب فى الإسلام يتمثل فى الآتى:
1- رد العدوان والدفاع عن النفس.
2- تأمين الدعوة إلى الله وإتاحة الفرصة للضعفاء الذين يريدون اعتناقها.
3- المطالبة بالحقوق السليبة.
4- نصرة الحق والعدل.
ويتضح لنا أيضا أن من شروط وضوابط الحرب:
(1) النبل والوضوح فى الوسيلة والهدف.
(2) لا قتال إلا مع المقاتلين ولا عدوان على المدنيين.
(3) إذا جنحوا للسلم وانتهوا عن القتال فلا عدوان إلا على الظالمين.
(4) المحافظة على الأسرى ومعاملتهم المعاملة الحسنة التى تليق بالإنسان.
(5) المحافظة على البيئة ويدخل فى ذلك النهى عن قتل الحيوان لغير مصلحة وتحريق الأشجار ، وإفساد الزروع والثمار ، والمياه ، وتلويث الآبار ، وهدم البيوت.
(6) المحافظة على الحرية الدينية لأصحاب الصوامع والرهبان وعدم التعرض لهم.
الآثار المترتبة على الجهاد
يتضح لنا مما سبق أن الجهاد فى الإسلام قد اتسم بنبل الغاية والوسيلة معا ، فلا غرو أن تكون الآثار والثمار المتولدة عن هذا الجهاد متناسقة تماما فى هذا السياق من النبل والوضوح ؛ لأن النتائج فرع عن المقدمات ، ونلخص هذه الآثار فى النقاط التالية:
(1) تربية النفس على الشهامة والنجدة والفروسية.
(2) إزالة الطواغيت الجاثمة فوق صدور الناس ، وهو الشر الذى يؤدى إلى الإفساد فى الأرض بعد إصلاحها.
(3) إقرار العدل والحرية لجميع الناس مهما كانت عقائدهم.
(4) تقديم القضايا العامة على المصلحة الشخصية.
(5) تحقيق قوة ردع مناسبة لتأمين الناس فى أوطانهم.
يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة الحج:
(الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز ) (29).
قال الإمام القرطبى عند تفسيره لهذه الآية:
(ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض) أى لولا ما شرعه الله تعالى للأنبياء والمؤمنين من قتال الأعداء ، لاستولى أهل الشرك وعطلوا ما بينته أرباب الديانات من مواضع العبادات ، ولكنه دفع بأن أوجب القتال ليتفرغ أهل الدين للعبادة. فالجهاد أمر متقدم فى الأمم ، وبه صلحت الشرائع واجتمعت المتعبدات ؛ فكأنه قال: أذن فى القتال ، فليقاتل المؤمنون. ثم قوى هذا الأمر فى القتال بقوله: (ولولا دفع الله الناس) الآية ؛ أى لولا القتال والجهاد لتغلب على الحق فى كل أمة. فمن استشبع من النصارى والصابئين الجهاد فهو مناقض لمذهبه ؛ إذ لولا القتال لما بقى الدين الذى يذب عنه. وأيضاً هذه المواضع التى اتخذت قبل تحريفهم وتبديلهم وقبل نسخ تلك الملل بالإسلام إنما ذكرت لهذا المعنى ؛ أى لولا هذا الدفع لهُدمت فى زمن موسى الكنائس ، وفى زمن عيسى الصوامع والبيع ، وفى زمن محمد صلى الله عليه وسلم المساجد. " لهدمت " من هدمت البناء أى نقضته فانهدم. قال ابن عطية: هذا أصوب ما قيل فى تأويل الآية " (30).
ثانياً: الناحية التطبيقية
(1) حروب النبى صلى الله عليه وسلم:
(أ) الحرب ظاهرة اجتماعية:
الحرب ظاهرة
الحرب فى العهد القديم:
وردت أسباب الحرب فى ست وثلاثين آية تقع فى ثمانية أسفار من أسفار العهد القديم هى: (التكوين ـ العدد ـ التثنية ـ يوشع ـ القضاة ـ صموئيل الأول ـ الملوك الثانى ـ حزقيال).
(1) ففى سفر العدد ـ الإصحاح الثالث عشر ، ورد ما يفيد أن موسى ـ عليه السلام ـ بعد خروجه بقومه من مصر بعث رسلا يتحسسون أمر أرض كنعان ـ فلسطين ـ ليستقروا فيها:
" فساروا حتى أتوا موسى وهارون وكل جماعة بنى إسرائيل إلى برية فاران إلى قادش ، وردوا إليهما خبرًا وإلى كل الجماعة ، وأروهم ثمر الأرض وأخبروه ، وقالوا: قد ذهبنا إلى الأرض التى أرسلتنا إليها وحقا إنها تفيض لبناً وعسلاً وهذا ثمرها غير أن الشعب الساكن فى الأرض معتز والمدن حصينة عظيمة جداً وأيضا قد رأينا بنى عناق هناك " (32).
(2) وجاء فى سفر صموئيل الأول ـ الإصحاح الخامس والعشرون:
" فأجاب نابال عبيد داود وقال: من هو داود ومن هو ابن يسى قد كثر اليوم العبيد الذين يقحصون كل واحد من أمام سيده ، أآخذ خبزى ومائى وذبيحى الذى ذبحت لجارى وأعطيه لقوم لا أعلم من أين هم ؟ فتحول غلمان داود إلى طريقهم ورجعوا وجاءوا وأخبروه حسب كل هذا الكلام ، فقال داود لرجاله: ليتقلد كل واحد منكم سيفه وتقلد داود سيفه وصعد وراء داود نحو أربعمائة رجل ومكث مائتان مع الأمتعة " (33).
(3) وفى سفر الملوك الثانى ـ الإصحاح الثالث:
" وكان ميشع ملك موآب الثانى صاحب مواش ، فأدى لملك إسرائيل مائة ألف خروف ومائة ألف كبش بصوفها ، وعند موت آخاب عصى ملك موآب على ملك إسرائيل وخرج الملك يهورام فى ذلك اليوم من السامرة وعد كل إسرائيل وذهب وأرسل إلى يهو شافاط ملك يهوذا يقول: قد عصى على ملك موآب ، فهل تذهب معى إلى موآب للحرب ؟ " (34).
(4) جاء فى حزقيال الإصحاح الواحد والعشرون:
" وكان إلى كلام الرب قائلا: يا ابن آدم اجعل وجهك نحو أورشليم وتكلم على المقادس وتنبأ على أرض إسرائيل وقل لأرض إسرائيل هكذا قال الرب هأنذا عليك وأستل سيفى من غمده فأقطع منه الصديق والشرير من حيث إنى أقطع منك الصديق والشرير فلذلك يخرج سيفى من غمده على كل بشر من الجنوب إلى الشمال فيعلم كل بشر أنى أنا الرب سللت سيفى من غمده لا يرجع أيضاً " (35).
(5) وجاء فى سفر يوشع الإصحاح الثالث والعشرون:
" وأنتم قد رأيتم كل ما عمل الرب إلهكم هو المحارب عنكم انظروا: قد قسمت لكم بالقرعة هؤلاء الشعوب الباقين ملكاً حسب أسباطكم من الأردن وجميع الشعوب التى قرضتها والبحر العظيم نحو غروب الشمس والرب إلهكم هو ينفيهم من أمامكم ويطردهم من قدامكم فتملكون أرضهم كما كلمكم الرب إلهكم " (36).
(6) وجاء فى سفر القضاة الإصحاح الأول:
" وحارب بنو يهوذا أورشليم وأخذوها وضربوا بحد السيف وأشعلوا المدينة بالنار وبعد ذلك نزل بنو يهوذا لمحاربة الكنعانيين سكان الجبل وسكان الجنوب والسهل ".
(7) وفى سفر القضاة الإصحاح الثامن عشر:
" فأما هم فقد أخذوا ما صنع ميخاً والكاهن الذى له وجاءوا إلى لايش إلى شعب مستريح مطمئن فضربوهم بحد السيف وأحرقوا المدينة بالنار ولم يكن مَنْ ينقذ لأنها بعيدة عن صيدون ولم يكن لهم أمر مع إنسان وهى فى الوادى الذى لبيت رحوب فبنوا المدينة وسكنوا بها ودعوا اسم المدينة دان باسم دان أبيهم الذى ولد لإسرائيل ولكن اسم المدينة أولا: لايش " (37).
(8) وفى صموئيل الأول الإصحاح الرابع:
" وخرج إسرائيل للقاء الفلسطينيين للحرب ونزلوا عند حجر المعونة ، وأما الفلسطينيون فنزلوا فى أفيق واصطف الفلسطينيون للقاء إسرائيل واشتبكت الحرب فانكسر إسرائيل أمام الفلسطينيين وضربوا من الصف فى الحقل نحو أربعة آلاف رجل " (38).
(9) وفى التكوين الإصحاح الرابع والثلاثون: " فحدث فى اليوم الثالث إذ كانوا متوجعين أن ابنى يعقوب شمعون ولاوى أخوى دينة أخذ كل واحد منهما سيفه وأتيا على المدينة بأمن وقتلا كل ذكر وقتلا حمور وشكيم ابنه بحد السيف لأنهم بخسوا أختهم ، غنمهم وبقرهم وكل ما فى المدينة وما فى الحقل أخذوه وسبوا ونهبوا كل ثروتهم وكل أطفالهم ونسائهم وكل ما فى البيوت " (39).
(10) وفى سفر التكوين الإصحاح الرابع عشر:
" فلما سمع إبرام أن أخاه سبى جر غلمانه المتمرنين ولدان بيته ثلاثمائة وثمانية عشر وتبعهم إلى دان وانقسم عليهم ليلاً هو وعبيده فكسرهم وتبعهم إلى حوبة التى من شمال دمشق واسترجع كل الأملاك واسترجع لوطاً أخاه أيضاً وأملاكه والنساء أيضاً والشعب " (40).
(11) وفى سفر العدد الإصحاح الواحد والعشرون:
" فقال الرب لموسى لا تخف منه لأنى قد دفعته إلى يدك مع جميع قومه وأرضه فتفعل به كما فعلت بسيحون ملك الأموريين الساكن فى حبشون فضربوه وبنيه وجميع قومه حتى لم يبق لهم شارد وملكوا أرضه " (41)
(12) وفى سفر العدد الإصحاح الخامس والعشرون:
" ثم كلم الرب موسى قائلا ضايقوا المديانيين واضربوهم لأنهم ضايقوكم بمكايدهم التى كادوكم بها " (42).
(13) وفى سفر العدد الإصحاح الثالث والثلاثون:
تطالعنا التوراة ، أن الله قد أمر موسى ـ عليه السلام ـ أن يشن حرباً على أقوام قد عبدوا غير الله ـ سبحانه وتعالى ـ: " وكلم الرب موسى فى عربات مو آب على أردن أريحا قائلا: " كلم بنى إسرائيل وقل لهم: إنكم عابرون الأردن إلى أرض كنعان فتطردون كل سكان الأرض من أمامكم وتمحون جميع تصاويرهم وتبيدون كل أصنامهم المسبوكة وتخربون جميع مرتفعاتهم " (43).
(14) وشبيه به ما ورد فى سفر صموئيل الإصحاح السابع عشر آية 45: 47
" فقال داود للفلسطينى: أنت تأتى إلى بسيف وبرمح وبترس ، وأنا آتى إليك باسم رب الجنود إله صفوف إسرائيل الذين عيرتهم 000 فتعلم كل الأرض أنه يوجد إله لإسرائيل " (44).
(15) وفى سفر صموئيل الأول الإصحاح الثالث والعشرون:
" فذهب داود ورجاله إلى قعيلة وحارب الفلسطينيين وساق مواشيهم وضربهم ضربة عظيمة وخلص داود سكان قعيلة " (45).
(16) فى سفر المزامير المزمور الثامن عشر:
يسبح داود الرب ويمجده لأنه يعطيه القوة على محاربة أعدائه: " الذى يعلم يدى القتال فتحنى بذراعى قوس من نحاس.. أتبع أعدائى فأدركهم ولا أرجع حتى أفنيهم أسحقهم فلا يستطيعون القيام ، يسقطون تحت رجلى تمنطقنى بقوة للقتال تصرع تحتى القائمين على وتعطينى أقفية أعدائى ومبغضى أفنيهم " (46).
هذه بعض من حروب بنى إسرائيل التى سجلتها نصوص كتبهم وأسفارهم ، فمفهوم الحرب والقتال ، ليس مفهوماً كريهاً من وجهة النظر التوراتية ، وكأنها حروب مستمدة من الشريعة الدينية التوراتية ، وهى كانت دائما تتم بمباركة الرب ومعونته وكأن الرب ـ حسب تعبير التوراة ـ قد استل سيفه من غمده فلا يرجع (47).
الحرب فى العهد الجديد:
كذلك نرى الإنجيل لم يهمل الكلام عن الحروب بالكلية ، بل جاء نص واضح صريح ، لا يحتمل التأويل ولا التحريف يقرر أن المسيحية على الرغم من وداعتها وسماحتها التى تمثلت فى النص الشهير " من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر " ـ إلا أنها تشير إلى أن السيد المسيح ـ عليه السلام ـ قد يحمل السيف ويخوض غمار القتال إذا دعته الظروف لذلك ؛ فجاء فى الإنجيل على لسان السيد المسيح:
" لا تظنوا أنى جئت لأرسى سلاماً على الأرض ، ما جئت لأرسى سلاماً ، بل سيفاً ، فإنى جئت لأجعل الإنسان على خلاف مع أبيه ، والبنت مع أمها والكنة مع حماتها وهكذا يصير أعداء الإنسان أهل بيته " (48).
ولعلنا نلاحظ التشابه الكبير بين هذه المقولة وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: [ بعثت بالسيف بين يدى الساعة حتى يعبد الله وحده ] (49).
مما سبق يتبين لنا واضحاً وجليا أن الحرب والقتال سنة كونية سرت فى الأمم جميعاً، ولم نر فى تاريخ الأمم أمة خلت من حروب وقتال ، ورأينا من استعراض الكتب المقدسة ـ التوراة والإنجيل ـ أنه سنة شرعية لم تخل شريعة من الشرائع السماوية السابقة على الإسلام من تقريره والقيام به كما مر.
لقد كان هذا القدر كافيا فى إثبات أن محمداً صلى الله عليه وسلم سائر على سنن من سبقه من الأنبياء ، وأن الجهاد لتقرير الحق والعدل مما يمدح به الإسلام ؛ لا مما به يشان ، وأن ما هو جواب لهم فى تبرير هذه الحروب وسفك الدماء كان جواباً لنا فى مشروعية ما قام به النبى صلى الله عليه وسلم من القتال والجهاد.
ولنشرع الآن فى تتميم بقية جوانب البحث مما يزيل الشبهة ويقيم الحجة ويقطع الطريق على المشككين ، فنتكلم عن غزوات النبى صلى الله عليه وسلم ، ممهدين لذلك بالحالة التى كانت عليها الجزيرة العربية من حروب وقتال وسفك للدماء لأتفه الأسباب وأقلها شأناً ، حتى يبدو للناظر أن القتال كان غريزة متأصلة فى نفوس هؤلاء لا تحتاج إلى قوة إقناع أو استنفار.
الحرب عند العرب قبل الإسلام سجلت كتب التاريخ والأدب العربى ما اشتهر وعرف بأيام العرب ، وهى عبارة عن مجموعة من الملاحم القتالية التى نشبت بين العرب قبل مبعث النبى صلى الله عليه وسلم ، وليس يعنينا سرد هذه الملاحم وتفاصيلها ولكن الذى يعنينا هنا أن نقف على بعض الجوانب التى تصلح للمقارنة (الأسباب ـ الزمن المستغرق ـ الآثار التى خلفتها هذه الحروب).
قال العلامة محمد أمين البغدادى: " اعلم أن الحروب الواقعة بين العرب فى الجاهلية أكثر من أن تحصر ، ومنها عدة وقائع مشهورة لا يتسع هذا الموضع لذكرها ولنذكر بعضاً منها على سبيل الإجمال " (50).
وقد ذكرت كتب التواريخ أياماً كثيرة للعرب (البسوس ـ وداحس والغبراء ـ يوم النسار ـ يوم الجفار ـ يوم الفجار ـ يوم ذى قار ـ يوم شعب جبلة ـ يوم رحرحان 000 إلخ) والمتأمل فى هذه الملاحم والأيام يرى أن الحماسة الشديدة والعصبية العمياء وعدم الاكتراث بعواقب الأمور والشجاعة المتهورة التى لا تتسم بالعقل ، كانت هى الوقود المحرك لهذه الحروب ، هذا فضلاً عن تفاهة الأسباب التى قامت من أجلها هذه المجازر ، والمدة الزمنية الطويلة التى استمرت فى بعضها عشرات السنين ، والآثار الرهيبة التى خلفتها هذه الحروب ، وعلى الرغم من أننا لم نقف على إحصاء دقيق لما خلفته هذه الحروب إلا أن الكلمات التى قيلت فى وصف آثارها من الفناء والخراب وتيتم الأطفال وترمل النساء 000 إلخ لتوقفنا على مدى ما أحدثته الحرب فى نفوس الناس من اليأس والشؤم ، ويصف لنا الشاعر زهير بن أبى سلمى طرفاً من ذلك فى معلقته المشهورة وهو يخاطب الساعين للسلام بين عبس وذبيان:
تداركتما عبسا وذبيان بعدما تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم
فهو يقول للساعين للسلام: إنكما بتحملكما ديات الحرب من مالكما ، أنقذتما عبسا وذبيان بعدما يأسوا ، ودقوا بينهما عطر منشم ، ومنشم هو اسم لامرأة كانت تبيع العطر يضرب بها المثل فى التشاؤم ، دليل على عظم اليأس الذى أصاب نفوس الناس من انتهاء هذه الحرب (51).
هذه إطلالة سريعة ومختصرة على الحروب وأسبابها لدى العرب قبل الإسلام والآن نشرع فى الكلام على تشريع الجهاد فى الإسلام ثم نتبع ذلك بتحليل موثق لغزوات النبى صلى الله عليه وسلم.
الجهاد فى شرعة الإسلام:
لما استقر النبى صلى الله عليه وسلم بالمدينة وأسس حكومته النبوية بها ، بعد ثلاثة عشر عاماً من الدعوة إلى الله وتحمل الأذى والعذاب فى سبيل ذلك تخللتها ثلاث هجرات جماعية كبيرة ـ هاجت ثائرة قريش وحقدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أحرزه من استقرار ونجاح لهذه الدولة الوليدة ـ دون ظلم أو استبداد أو سفك للدماء ـ ولذلك فقد كان صلى الله عليه وسلم مقصوداً بالقتل ، إذ ليس معقولاً أن تنام أعينهم على هذا التقدم والنمو ، ومصالحهم قائمة على الزعامة الدينية فى جزيرة العرب ، وهذه الدولة الجديدة قائمة على أساس دينى ربما يكون سبباً فى زوال هذه الزعامة الدينية الوثنية الموروثة. وإذا كان الإسلام ديناً بلغت الميول السلمية فيه مداها فى قوله تعالى: (فاصفح عنهم وقل سلام ) (53) إلا أن الميول السلمية لا تتسع لمنع القائمين بهذا الدين الجديد من الدفاع عن أنفسهم وعن دينهم الذى أنزله الله للإنسانية كافة ، فى عالم يضيع فيه الحق والعدل إن لم يكن لهما قوة تحميهما، فكان لا مناص من السماح للمسلمين بحماية أنفسهم ودينهم بالسلاح الذى يشهره خصومهم فى وجوههم ، ولذلك كان التعبير بقوله تعالى:(أُذِنَ للذين يُقَاتَلُونَ بأنهم ظُلِمُوا وإن الله على نصرهم لقدير * الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز ) (53).
أقول: كان التعبير بالإذن الذى يدل على المنع قبل نزول الآية يدل على طروء القتال فى الإسلام وأنه ظل ممنوعاً طيلة العهد المكى وبعضاً من العهد المدنى.
" هذا ولم يغفل الإسلام حتى فى هذا الموطن ـ موطن الدفاع عن النفس والدين ـ أن ينصح لأتباعه بعدم العدوان ؛ لأن الموضوع حماية حق لا موضوع انتقام ولا شفاء حزازات الصدور ، وهذا من مميزات الحكومة النبوية ، فإن القائم عليها من نبى يكون كالجراح يضع مشرطه حيث يوجد الداء لاستئصاله ، مع عدم المساس بالأعضاء السليمة ، ومقصده استبقاء حياة المريض لا قتله ، والعالم كله فى نظر الحكومة النبوية شخص مريض تعمل لاستدامة وجوده سليماً قوياً.. إن طبيعة هذا العالم مبنية على التدافع والتغالب ليس فيما بين الناس فحسب ، ولكن فيما بينهم وبين الوجود المحيط بهم ، وبين كل فرد والعوامل المتسلطة عليه من نفسه ، ولا أظن أن قارئاً من قرائنا يجهل الناموس الذى اكتشفه دارون وروسل ولاس ودعوه ناموس تنازع البقاء وبنوا عليه كل تطور أصاب الأنواع النباتية والحيوانية والإنسان أيضاً " (54).
" ألم تر كيف تصدى خصوم الدين النصرانى للمسيح ، وما كان يدعو إلا للصلاح والسلام حتى إنهم استصدروا أمراً بصلبه فنجاه الله منهم ، وما زالوا بالذين اتبعوه يضطهدونهم ويقتلونهم حتى مضت ثلاثة قرون وهم مشردون فى الأرض لا تجمعهم جامعة ، إلى أن حماهم من أعدائهم السيف على يد الإمبراطور قسطنطين الذى أعمل السيف فى الوثنيين من أعدائهم.. أفيريد مثيرو هذه الشبهة أن يقوم دين على غير السنن الطبيعية فى عالم مبنى على سنن التدافع والتنازع واستخدام القوة الحيوانية لطمس معالم الحق ودك صروح العدل " ؟
" يقول المعترضون: وماذا أعددتم من حجة حين تجمع الأمم على إبطال الحروب وحسم منازعاتها عن طريق التحكيم ، وهذا قرآنكم يدعوكم إلى الجهاد وحثكم على الاستبسال فيه ؟
نقول: أعددنا لهذا العهد قوله تعالى: (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم) (55).
" هذه حكمة بالغة من القرآن ، بل هذه معجزة من معجزاته الخالدة ، وهى أدل دليل على أنه لم يشرع الحرب لذاتها ، ولكن لأنها من عوامل الاجتماع التى لابد منها ما دام الإنسان فى عقليته ونفسيته المأثورتين عنه ، غير أنه لم ينف أن يحدث تطور عالمى يتفق فيه على إبطال الحرب فصرح بهذا الحكم قبل حدوثه ليكون حُجة لأهله من ناحية ، وليدل على أنه لا يريد الحرب لذاتها من ناحية أخرى ، ولو كان يريدها لذاتها لما نوه لهذا الحكم " ?????????
إذا تتبعنا هذه الغزوات وقسمناها حسب الطوائف التى ضمتها ، أمكننا التعرف على القبائل التى حدثت معها هذه المعارك وهى كالآتى:
(1) قريش مكة:
وهى القبيلة التى ينتمى إليها النبى صلى الله عليه وسلم ، حيث أن قريش هو فهر بن مالك ، وقيل النضر بن كنانة ، وعلى كلا القولين فقريش جد للنبى صلى الله عليه وسلم ، وكانت معهم الغزوات: سيف البحر ـ الرابغ ـ ضرار ـ بواط ـ سفوان ـ ذو العشيرة ـ السويق ـ ذو قردة ـ أحد ـ حمراء الأسد ـ بدر الآخرة ـ الأحزاب ـ سرية العيص ـ سرية عمرو بن أمية ـ الحديبية ـ سيف البحر الثانية 8هـ ـ فتح مكة.
(2) قبيلة بنو غطفان وأنمار:
غطفان من مضر ، قال السويدى: " بنو غطفان بطن من قيس ابن عيلان بن مضر ، قال فى العبر: وهم بطن متسع كثير الشعوب والبطون " (57) ، قال ابن حجر فى فتح البارى: " تميم وأسد وغطفان وهوازن جميعهم من مضر بالاتفاق " (58) ، أما أنمار فهم يشتركون فى نفس النسب مع غطفان ، قال ابن حجر: " وسيأتى بعد باب أن أنمار فى قبائل منهم بطن من غطفان " (59) ، أى أن أنمار ينتسبون إلى مضر أيضاً ونسبهم كالتالى: أنمار بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر (60).
والغزوات التى ضمتها هى: قرقرة الكدر ـ ذى أمر ـ دومة الجندل ـ بنى المصطلق ـ الغابة ـ وادى القرى ـ سرية كرز بن جابر ـ ذات الرقاع ـ تربة ـ الميفعة ـ الخربة ـ سرية أبى قتادة ـ عبد الله بن حذافة (61).
(3) بنو سليم:
قال السويدى: " بضم السين المهملة قبيلة عظيمة من قيس عيلان والنسبة إليهم سلمى ، وسليم من أولاد خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر (62) ، والغزوات التى خاضها صلى الله عليه وسلم مع بنى سليم هى: بئر معونة ـ جموم ـ سرية أبى العوجاء ـ غزوة بنى ملوح وبنى سليم (63).
(4) بنو ثعلبة:
ثعلبة هو ابن سعد بن ضبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر (64) ، نسبه الدكتور على الجندى إلى مر بن أد هكذا: ثعلبة بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر (65) ، والغزوات التى غزاها صلى الله عليه وسلم معهم هى: غزوة ذى القصة ـ غزوة بنى ثعلبة ـ غزوة طرف ـ سرية الحسمى (66).
(5) بنو فزارة وعذرة:
قال فى سبائك الذهب: " بنو فزارة بطن من ذبيان من غطفان ، قال فى العبر: وكانت منازل فزارة بنجد ووادى القرى ، ونسب فزارة: فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر.
أما بنو عذرة: بنوه بطن من قضاعة ، ونسبهم هكذا: عذرة بن سعد بن جهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحافى بن قضاعة (67). ونسبهم إلى قضاعة أيضاً الدكتور على الجندى معتمداً على أنساب ابن حزم هكذا: عذرة بن سعد بن أسلم بن عمران بن الحافى بن قضاعة (68) ، وعلى هذا فبنو عذرة ليسو من مضر وإنما كانوا موالين لبنى فزارة وهم من مضر. وكان معهما الغزوات والسرايا الآتية:
سرية أبى بكر الصديق ـ سرية فدك ـ سرية بشير بن سعد ـ غزوة ذات أطلح (69).
(6) بنو كلاب وبنو مرة:
أما بنو كلاب فهم: بنو كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر ، وبنو مرة هم أبناء كعب بن لؤى فيكون كلاب بطن من مرة ، وهذه نفس سلسلة النسب التى ذكرها الدكتور على الجندى معتمداً على أنساب ابن حزم (70) ، والغزوات التى كانت معهم: غزوة قريظة ـ غزوة بنى كلاب ـ غزوة بنى مرة ـ سرية ضحاك (71).
(7) عضل والقارة:
قال فى سبائك الذهب: "عضل بطن من بنى الهون من مضر" ، ونسبهم هكذا: عضل بن الهون بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر ، وأما القارة فلم يذكرها السويدى فى السبائك ولا الدكتور الجندى ، إلا أن الأستاذ الشيخ محمد الخضرى نسبها إلى خزيمة بن مدركة ، وذكر الفارة بالفاء الموحدة لا بالقاف المثناة (72) وقد غزاهم النبى صلى الله عليه وسلم غزوة واحدة هى غزوة الرجيع (73).
(8) بنو أسد:
قال السويدى: " بنو أسد حى من بنى خزيمة ، ونسبهم هكذا: أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر (74) ، والغزوات التى غزاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هى: سرية قطن ـ سرية عمر مرزوق ـ غزوة ذات السلاسل (75).
(9) بنو ذكوان: قال السويدى: " بنو ذكوان بطن من بهتة من سليم ، وهم من الذين مكث النبى صلى الله عليه وسلم شهراً يقنت فى الصلاة يدعو عليهم وعلى رعل (76) ونسبهم هكذا: ذكوان بن بهتة بن سليم بن منصور بن عكرمة خصفة بن قيس عيلان بن مضر (77) ، ولم يغزهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا غزوة واحدة هى غزوة بئر معونة.
(10) بنو لحيان:
من المعروف أن بنى لحيان من هذيل ، وهذيل هو: ابن مدركة بن مضر(78)، وغزاهم النبى صلى الله عليه وسلم غزوة واحدة هى:غزوة بنى لحيان (79).
(11) بنو سعد بن بكر:
نسبهم: سعد بن بكر بن هوازن بن سليم بن منصور بن عكرمة ابن خصفة بن قيس عيلان بن مضر (80) ، وقد أرسل لهم النبى صلى الله عليه وسلم سرية واحدة هى سرية فدك.
(12) بنو هوازن:
بنو هوازن بطن من قيس عيلان ، ونسبهم هكذا: هوازن بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر (81)، وقد غزاهم صلى الله عليه وسلم غزوة ذات عرق.
(13) بنو تميم:
بنو بطن من طابخة ، قال فى العبر: " وكانت منازلهم بأرض نجد دائرة من هنالك على البصرة واليمن ، ونسبهم هكذا: تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر " (82).
(14) بنو ثقيف:
بنو ثقيف بطن من هوازن اشتهروا باسم أبيهم ثقيف ، ونسبهم: ثقيف بن منبه بن بكر بن بهتة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر (83) ، وقد غزاهم النبى صلى الله عليه وسلم غزوتين هما: غزوة حنين ـ غزوة الطائف.
ونستطيع من خلال هذا التتبع أن نقول: إن هذه القبائل كانت جميعها تنتسب إلى مضر وهو جد النبى صلى الله عليه وسلم أو من والاهم ، وبالمعنى الأدق كانت نتيجة غضب إخوته من أجداده ، أما اليهود فقد كانوا مع قريش حسب معاهدتهم معهم ، وبذلك ظهر جلياً أن الغزوات والسرايا التى خاضها أو أرسلها النبى صلى الله عليه وسلم ، كانت موجهة فى نطاق ضيق هو نسل مضر ، فلا يمكن أن يقال حينئذ: أن النبى صلى الله عليه وسلم قد أشعل نار الحرب ضد العرب جميعاً ، أو أنه خاض الحروب لإكراه الناس على اعتناق الإسلام ، ولو كان الأمر كما يقولون لوقعت حرب عدوانية أو دفاعية ضد أى قبيلة من مئات القبائل العربية ، وهذه الحقيقة تحتاج إلى مزيد من التعمق والتحليل فى بعض خصائص القبائل العربية ؛ إذ قد يقول قائل أو يعترض معترض: إن هذا الذى توصلنا إليه بالبحث ـ ألا وهو انحصار القتال مع المضريين ـ لم يحدث إلا اتفاقاً ، والأمور الاتفاقية لا تدل على شىء ولا يستخرج منها قانون كلى نحكم به على جهاد النبى صلى الله عليه وسلم ، إذ كان من الممكن أن يقاتل النبى صلى الله عليه وسلم ربيعة بدلاً من مضر ، أو يقاتل ربيعة ومضر معاً ، أو يقاتل القحطانية بدلاً من العدنانية أو يقاتلهما معاً ، وهكذا.
ذلك المتوقع أن تزيد الألفة والمودة بين أفراد وقبائل الجد الواحد لا أن تشتعل نار الحرب والقتال بينهم ، فما الذى عكس هذا التوقع وقلب الأمر رأساً على عقب ؟!
وللإجابة على هذه الشبهة نقول:
كان من أشهر الأمثلة العربية المثل المشهور " انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً " وقد كان العرب يطبقون هذا المثل تطبيقاً حرفياً ـ دون هذا التعديل الذى أضافه الإسلام عليه ـ فكانوا ينصرون إخوانهم وبنى أعمامهم نصراً حقيقياً على كل حال فى صوابهم وخطئهم وعدلهم وظلمهم ، وإذا دخلت قبيلتان منهم فى حلف كان لكل فرد من أفراد القبيلتين النصرة على أفراد القبيلة الأخرى ، وهذا الحلف قد يعقده الأفراد وقد يعقده رؤساء القبائل والأمر واحد فى الحالين.
بينما هم كذلك فى بنى أبيهم وفى حلفائهم ، إذ بك تراهم حينما تتشعب البطون قد نافس بعضهم بعضاً فى الشرف والثروة ، فنجد القبائل التى يجمعها أب واحد كل واحدة قد وقفت لأختها بالمرصاد تنتهز الفرصة للغض منها والاستيلاء على موارد رزقها ، وترى العداء قد بلغ منها الدرجة التى لا تطاق ، كما كان بين بطنى الأوس والخزرج ، وبين عبس وذبيان ، وبين بكر وتغلب ابنى وائل ، وبين عبد شمس وهاشم ، 000 إلخ ، فكانت روح الاجتماع سائدة بين القبيلة الواحدة ، تزيدها العصبية حياة ونمواً ، وكانت مفقودة تماماً بين القبائل المختلفة ؛ فكانت قواهم متفانية فى قتالهم وحروبهم ونزاعاتهم.
وقد علل الشيخ محمد الخضرى بك هذه الحقيقة العجيبة بأمرين:
الأمر الأول:
التنافس فى مادة الحياة بين بنى الأب الواحد ، إذ أن حياتهم كانت قائمة على المراعى التى يسيمون فيها أنعامهم ، والمناهل التى منها يشربون.
الأمر الثانى:
تنازع الشرف والرياسة ، وأكثر ما يكون ذلك إذا مات أكبر الإخوة وله ولد صالح لأن يكون موضع أبيه ، فينازع أعمامه رياسة العشيرة ولا يسلم أحد منهما للآخر ، وقد يفارق رئيس أحد البيتين الديار مضمراً فى نفسه ما فيها من العداوة والبغضاء ، وقد يبقيا متجاورين ، وفى هذه الحالة يكون التنافر أشد كما كان الحال بين الأوس والخزرج من المدينة ، وبين هاشم وأمية من مكة ، وبين عبس وذبيان من قيس ، وبين بكر وتغلب من ربيعة. ومتى وجد النفور بين جماعتين أو بين شخصين لا يحتاج شبوب نار الحرب بينهما إلى أسباب قوية ، بل إن أيسر النزاع كاف لنشوب نار الحرب وتيتم الأطفال وتأيم النساء ؛ لذلك كانت الجزيرة العربية دائمة الحروب والمنازعات (84).
هذه الحقيقة التى توصلنا إليها ـ وهى أن نار الحرب سريعة النشوب بين أبناء الأب أو الجد الواحد ـ تدعم ما توصلنا إليه من أن الحرب إنما كانت نتيجة غضب إخوته من أجداده ، وإذا كان الخلاف محصوراً فى السببين السابقين ، فأى سبب هو الذى أجج نار الغيرة والحقد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ هل السبب هو التنافس فى مادة الحياة الدنيا ، أم الخوف من انتزاع الشرف والسيادة التى تؤول إلى النبى صلى الله عليه وسلم إذ هم أذعنوا له بالرسالة والنبوة ؟
أما عن السبب الأول فليس وارداً على الإطلاق ، فلقد ضرب كفار مكة حصاراً تجويعياً على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى بنى هاشم وبنى عبد المطلب ، فانحازوا إلى شعب أبى طالب ثلاث سنوات كاملة ، عاشوا فيها الجوع والحرمان ما لا يخطر ببال ، حتى إنهم من شدة الجوع قد أكلوا ورق الشجر وكان يسمع من بعيد بكاء أطفالهم وأنين شيوخهم ، ومع ذلك فقد التزم النبى صلى الله عليه وسلم الصبر والثبات ، ولم يأمر أصحابه أن يشنوا حرباً أو قتالاً لفك هذا الحصار ، والخبير يعلم ما الذى يمكن أن يفعله الجوع بالنفس البشرية ، إن لم يصحبها نور من وحى أو ثبات من إيمان.
كان السبب الثانى إذن كفيلاً بإشعال هذه النار فى قلوب هؤلاء وعلى حد تعبير الأستاذ العلامة محمد فريد وجدى: " كان مقصوداً بالقتل من قريش ، وليس يعقل أن تغمض قريش عينها ، ومصلحتها الحيوية قائمة على زعامة الدين فى البلاد العربية ، وعن قيام زعامة أخرى فى البلاد كيثرب يصبح منافساً لأم القرى ، وربما بزها سلطاناً على العقول ، وكر على قريش فأباد خضراءها وسلبها حقها الموروث " (85) ، والذى يؤيد هذا ويقويه ذلك الحوار الذى دار بين الأخنس بن شريق وبين أبى جهل ؛ إذ قال له الأخنس: يا أبا الحكم ما رأيك فيما سمعت من محمد ؟ ـ يعنى القرآن ـ فقال ما سمعت ؟ تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف ، أطعموا فأطعمنا ، وحملوا فحملنا ، وأعطوا فأعطينا ، حتى إذا تجاثينا على الركب ، وكنا كفرسى رهان قالوا منا نبى يأتيه الوحى من السماء ، فمتى ندرك هذا ؟! والله لا نؤمن به أبداً ولا نصدقه.
ليست الصدفة إذن ولا محض الاتفاق هما اللذان دفعا النبى صلى الله عليه وسلم لقتال أبناء أجداده من مضر دون ربيعة أو غيرها من العرب ، بل الطبيعة العربية المتوثبة دائماً ، لمن ينازعها الشرف والسيادة من أبناء الأب الواحد ـ على ما بيناه آنفاً ـ كانت هى السبب الرئيسى لاشتعال هذه الحروب ولولاها لما اضطر صلى الله عليه وسلم للقتال بعد ثلاثة عشر عاماً من الدعوة والصبر تخللها من المشاق والعنت ما الله به عليم ، ومع ذلك فقد كان هجيراه ـ بأبى هو وأمى ـ " اللهم اهد قومى فإنهم لا يعلمون ".
وثمة أمر آخر ينبغى الإشارة إليه ، يتعلق بالآثار الناجمة عن هذا القتال ، من حيث أعداد القتلى التى نجمت عن هذه الغزوات والجدول الآتى يعطينا صورة بيانية عن هذه الآثار كالآتى:
الغزوة / شهداء المسلمين / قتلى المشركين / الملاحظة
بـدر / 14 / 70 /
أُحـد / 70 / 22 /
الخندق / 6 / 3 /
بنو المصطلق / ـ / 3 /
خيبر / 19 / لم يدخل اليهود فى هذه الإحصائية لأن لهم حكم آخر بسبب خيانتهم ، فهم قُتلوا بناء على حكم قضائى ، بسبب الحرب.
بئر مونة 69 / ـ /
مؤتـة / 14 / 14 /
حنيـن / 4 / 71 /
الطائف / 13 / ـ /
معارك أخرى / 118 / 256 /
المجموع / 317 / 439 / 756 من الجانبين.
وبعد فقد بدا للناظرين واضحًا وجليًا أن الإسلام متمثلاً فى شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم أبعد ما يكون عن حمل الناس على اعتناق الإسلام بالسيف ، وهو الذى قال صلى الله عليه وسلم لأعدائه بعدما قدر عليهم: " اذهبوا فأنتم الطلقاء " هكذا دون شرط أو قيد ، أقول حتى دون اشتراط الإسلام.
والنتائج الحقيقية:
(1) تحويل العرب الوحوش إلى عرب متحضرين ، والعرب الملحدين الوثنيين إلى عرب مسلمين موحدين.
(2) القضاء على أحداث السلب والنهب وتعزيز الأمن العام فى بلاد تفوق مساحتها مساحة فرنسا بضعفين.
(3) إحلال الأخوة والروحانية محل العداوة والبغضاء.
(4) إثبات الشورى مكان الاستبداد (86).
هذا وقد وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم ضوابط وقيود كان من شأنها أن تحدد وظيفة الجهاد فى نشر الإسلام فى ربوع المعمورة ، دون سفك للدماء ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً .
ومن هذه الضوابط قوله تعالى: (وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين ) (87).
فإن كان بين المسلمين والكفار عهد أو أمان فلا يجوز للمسلمين الغدر حتى ينقضى الأمد ، فإن خاف المسلمون من أعدائهم خيانة بأن ظهر من قرائن أحوالهم ما يدل على خيانتهم من غير تصريح منهم ، فحينئذ يخبرهم المسلمون أنه لا عهد بيننا وبينكم حتى يستوى علم المسلمين وعلم أعدائهم بذلك.
ودلت الآية على أنه إذا وجدت الخيانة المحققة من الأعداء لم يحتج أن ينبذ إليهم عهدهم ، لأنه لم يخف منهم بل علم ذلك.
ودل مفهوم الآية أيضاً على أنه إذا لم يخف منهم خيانة بأن يوجد منهم ما يدل على عدم الخيانة ، أنه لا يجوز نبذ العهد إليهم ، بل يجب الوفاء إلى أن تتم مدته (88).
انتشار الإسلام
أ ـ معدلات انتشار الإسلام:
الذى يؤكد على الحقيقة التى توصلنا إليها ـ وهى أن انتشار الإسلام كان بالدعوة لا بالسيف ـ أن انتشار الإسلام فى الجزيرة العربية وخارجها ، كان وفق معدلات متناسبة تماماً من الناحيتين الكمية والكيفية ، مع التطور الطبيعى لحركة الدعوة الإسلامية ، ولا يوجد فى هذه المعدلات نسب غير طبيعية أو طفرات تدل على عكس هذه الحقيقة ، والجدول الآتى يوضح هذه النسب:
السنوات بالهجرى / فارس / العراق / سورية / مصر / الأندلس
نسبة المسلمين مع نهاية أول مائة عام / 5%/ 3%/ 2%/ 2%/أقل من 1%
السنوات التى صارت النسبة فيها 25% من السكان/ 185/ 225/ 275/ 275/ 295
السنوات التى صارت النسبة فيها 50% من السكان/ 235/ 280/ 330/ 330/ 355
السنوات التى صارت النسبة فيها 75% من السكان/ 280/ 320/ 385/ 385/ 400
* حسبت السنوات منذ عام 13 قبل الهجرة عندما بدأ تنزيل القرآن الكريم.
وتوضح معلومات أخرى أن شعب شبه الجزيرة العربية كان الشعب الأول فى الدخول فى الإسلام ، وقد أصبح معظمهم مسلمين فى العقود الأولى بعد تنزيل القرآن الكريم.
وهكذا كان عدد العرب المسلمين يفوق عدد المسلمين من غير العرب فى البداية ، ومهدوا الطريق للتثاقف الإسلامى والتعريب من أجل المسلمين غير العرب ، ولم يمض وقت على هؤلاء فى أصولهم من أديان ومذاهب متعددة من كل الأمم والحضارات السابقة.
كان على هؤلاء جميعاً أن يوظفوا بشكل موحد عمليات توأمية للتقليد والابتكار فى وقت واحد وذلك حسب خلفياتهم الأصلية تحت التأثير الثورى والمتحول الأكثر عمقاً للفكر الإسلامى ومؤسساته ، وقاموا عن طريق عملية التنسيق المزدوجة بتنقية تراثهم من علوم وتكنولوجيا وفلسفات عصر ما قبل القرآن الكريم وذلك إما بالقبول الجزئى أو الرفض الجزئى ، وقاموا كذلك بالابتكار من خلال انطلاقهم من أنظمتهم الفكرية الحسية وتراثهم فى ضوء القرآن الكريم والسنة.
ومن هنا ولدت العلوم الإسلامية والتكنولوجيا الإسلامية والحضارة الإسلامية الحديثة متناسبة مع الأيدولوجية والرؤية الإسلامية الشاملة (89).
خصائص ذلك الانتشار:
ـ عدم إبادة الشعوب.
ـ جعلوا العبيد حكاماً.
ـ لم يفتحوا محاكم تفتيش.
ـ ظل اليهود والنصارى والهندوك فى بلادهم.
ـ تزاوجوا من أهل تلك البلاد وبنوا أُسراً وعائلات على مر التاريخ.
ـ ظل إقليم الحجاز ـ مصدر الدعوة الإسلامية ـ فقيراً إلى عصر البترول فى الوقت الذى كانت الدول الاستعمارية تجلب خيرات البلاد المستعمرة إلى مراكزها.
ـ تعرضت بلاد المسلمين لشتى أنواع الاعتداءات (الحروب الصليبية ـ الاستعباد فى غرب إفريقيا ـ إخراج المسلمين من ديارهم فى الأندلس وتعذيب من بقى منهم فى محاكم التفتيش) ونخلص من هذا كله أن تاريخ المسلمين نظيف وأنهم يطالبون خصومهم بالإنصاف والاعتذار ، وأنهم لم يفعلوا شيئاً يستوجب ذلك الاعتذار حتى التاريخ المعاصر.
1 ـ سرية سيف البحر ـ رمضان 1 هجرية ـ 30 راكب ـ حمزة بن عبد المطلب ـ 300أبو جهل ـ انصرف المسلمون بدون قتال ـ بعثت هذه السرية لدراسة أحوال مكة ووجد الأعداء أن المسلمين منتبهون فانصرفوا عنهم.
2 ـ سرية الرابغ ـ شوال سنة 1 هجرية ـ 60 ـ عبيدة بن الحارث ـ 200 عكرمة بن أبى جهل أو أبو صيان ـ انصرف المسلمون بدون قتال ـ بعثت هذه السرية لتفقد أحوال أهل مكة فرأت جمعاً عظيماً من قريش بأسفل ثنية المرة.
3 ـ سرية ضرار ـ فى ذى القعدة سنة 1 هجرية ـ 80 سعد بن أبى وقاص ـ خرج حتى بلغ الجحفة ثم رجع ولم يلق كيداً.
4 ـ غزوة ودان وهى غزوة الأبواب ـ صفر 2 هجرية ـ 70 ـ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ـ عاهد عمرو بن مخثى الضمرى على ألا يعين قريش ولا المسلمين.
5 ـ غزوة بواط ـ ربيع الأول 2 هجرية ـ 200 ـ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ـ 100 ـ أمية بن خلف ـ بلغ إلى بواط ناحية رضوى ثم رجع إلى المدينة لقى فى الطريق قريشاً وأمية ـ رضوى اسم جبل بالقرب من ينبع.
6 ـ غزوة صفوان أو بدر الأولى ـ ربيع الأول 2 هجرية ـ 70 ـ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ـ كرز بن جابر الفهرى ـ خرج فى طلب العدو حتى بلغ صفوان فلم يدركه ـ كان كرز بن جابر قد أغار على مواشى لأهل المدينة.
7 ـ غزوة ذى العشيرة ـ جمادى الآخرة 2 هجرية ـ 150 ـ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ـ وادع بنى مذلج وحلفائهم من بنى ضمرة ـ ذو العشيرة موضع بين مكة والمدينة من بطن ينبع.
8 ـ سرية النخلة ـ فى رجب 2 هجرية ـ 12 ـ عبد الله بن جحش ـ قافلة تحت قيادة بنى أمية ـ أطلق الأسيران وودى القتيل ـ أرسلوا لاستطلاعن قريش فوقع الصدام.
9 ـ غزوة بدر الكبرى ـ رمضان 2 هجرية ـ 313 ـ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ـ 1000 ـ أبو جهل ـ 22 ـ 70 ـ 70 ـ انتصر المسلمون على العدو ـ بين بدر ومكة سبعة منازل وبين بدر والمدينة ثلاثة منازل لما علم بخروج قريش إلى المدينة ارتحل دفاعاً عن المسلمين.
10 ـ سرية عمير بن العدى الخطمى ـ فى رمضان 2 هجرية ـ 1 ـ عمير ـ 1 ـ عصماء بن مروان ـ 1 ـ قتل عمير اخته التى كانت تحض قومها على الحرب ضد المسلمين.
11 ـ سرية سالم بن عمير الأنصارى ـ فى شوال 2 هجرية ـ 1 ـ سالم ـ 1 ـ الخطمية أبو عكفة ـ كان أبو عكفة اليهودى يستفز اليهود على المسلمين فقتله سالم.
12 ـ غزوة بنى قينقاع ـ فى شوال 2 هجرية ـ النبى صلى الله عليه وسلم ـ قبيلة بنى قينقاع ـ تم إجلائهم ـ أتوا بالشر فى المدينة حين كان المسلمون فى بدر فأجلوا لذلك.
13 ـ غزوة السويق ـ فى ذى الحجة 2 هجرية ـ 200 ـ النبى صلى الله عليه وسلم ـ 200 ـ أبو سفيان ـ خرج النبى صلى الله عليه وسلم فى طلبه فلم يدركه ـ بعث أبو سفيان من قريش إلى المدينة فأتوا ناحية منها فحرقوا فى أسوال من نخل ووجدوا بها رجلين فقتلوهما.
14 ـ غزوة قرقرة الكدر أو غزوة بنى سليم ـ محرم 2 هجرية ـ 70 ـ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ـ كرز بن جابر الفهرى ـ 1 ـ خرج العدو يغزو المدينة فانصرف حين رأى جمعاً من المسلمين ـ أسر عبد اسمه يسار فأطلق سراحه.
15 ـ سرية قررة الكدر ـ 2 هجرية ـ 1 ـ غالب بن عبد الله الليثى ـ قبيلة بنى غطفان وبنى سليم ـ 3 ـ قتل من الأعداء وفر الباقون ـ بعثت هذه السرية إكمالاً إذ اجتمع الأعداء مرة أخرى.
16 ـ سرية محمد بن مسلمة ـ ربيع الأول ـ 3 هجرية ـ محمد بن مسلمة الأنصارى الخزرجى ـ 1 ـ كعب بن الأشرف اليهودى ـ 1 ـ 1 ـ كان كعب بن الأشرف يحرض القبائل من اليهود ضد المسلمين ودعا قريشاً للحرب فوقعت غزوة أحد.
17 ـ غزوة ذى أمر أو غزوة غطفان أو أنمار ـ فى ربيع سنة 3 هجرية ـ 450 ـ النبى صلى الله عليه وسلم ـ بنو ثعلبة وبنو محارب ـ اجتمعت بنو ثعلبة وبنو محارب للإغارة على المدينة فانصرفوا حين رأوا جمعاً من المسلمين ـ خرج النبى صلى الله عليه وسلم فى أصحابه حتى بلغ نجد وهنا أسلم وعثود الذى هم بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
18 ـ سرية قردة ـ فى جمادى الآخرة سنة 3 هجرية ـ 100 ـ زيد بن حارثة ـ أبو سفيان ـ 1 ـ خرج زيد بن حارثة فى بعث فتلقى قريشاً فى طريقهم إلى العراق ـ أسر فراء بن سفيان دليل القافلة التجارية فأسلم.
19 ـ غزوة أُحد ـ شوال 3 هجرية ـ 650 راجل ـ النبى صلى الله عليه وسلم ـ 2800 راجل ـ 200 راكب أبو سفيان الأموى ـ 40 ـ 70 ـ 30 ـ لحقت خسارة فادحة بالمسلمين ولكن فشل الكفار نتيجة لرعب أصابهم ـ بين أحد والمدينة ثلاثة أيمال كانوا الأعداء زحفوا من مكة إلى أُحد.
ـ غزوة حمراء الأسد ـ فى 7 من شوال المكرم سنة 3 هجرية ـ 540 ـ النبى صلى الله عليه وسلم ـ 2790 ـ أبو سفيان ـ 2 أبو عزة ومعاوية بن المغيرة ـ خرج النبى صلى الله عليه وسلم مرعباً للعدو ـ لما آن الغد من يوم أُحد خرج المسلمون إلى معسكر العدو لئلا يغير عليهم ثانية ظاناً بهم ضعفاً ، أسر رجلان ، وقتل أبو عزة الشاعر لأن كان وعد فى بدر بأنه لا يظاهر أبداً على المسلمين ثم نقض عهده وحث المشركين على المسلمين.
21 ـ سرية قطن أو سرية أبى سلمة المخزومى ـ فى غرة محرم الحرام سنة 4 هجرية ـ 150 أبو سلمة المخزومى ـ طلحة وسلمة ـ لم يتمكنوا من الإغارة على المدينة بمظاهرة قام بها المسلمون ـ هو رئشيس قطاع الطريق أراد الإغارة على المدينة ولكن المسلمين تظاهروا فوصلوا إلى قطن وهو مسكنه فتفرق جمعه.
22 ـ سرية عبد الله بن أنيس ـ فى 5 من محرم الحرام سنة 4 هجرية ـ 1 ـ عبد الله بن أنيس الجهنى الأنصارى ـ 1 ـ سفيان الهذيلى ـ 1 ـ سمع عبد الله بأن سفيان استنفر قوماً ضد المسلمين بعرفى فوصل عليها وقتل بها أبا سفينان.
23 ـ سرية الرجيع ـ فى صفر 4 هجرية ـ 10 عاصم بن ثابت ـ 100 ـ من عضل والقارة ـ 10 ـ استشهاد عشرة قراء.
24 ـ سرية بئر معونة ـ 70 ـ منذر بن عمر ـ جماعة كبيرة ـ عامر بن مالك ـ 1 ـ 69.
25 ـ سرية عمر بن أمية الضميرى ـ ربيع الأول 4 هجرية ـ 1 ـ عمر بن أمية الضمرى ـ 2 قبيلة بنى كلاب.
26 ـ غزوة بنى النضير ـ ربيع أول 4 هجرية ـ النبى صلى الله عليه وسلم ـ قبيلة النضير ـ تم إجلائهم بأنهم هموا بقتل الرسول صلى الله عليه وسلم.
27 ـ غزوة بدر الأخرى ـ ذى القعدة 4 هجرية ـ 1510 النبى صلى الله عليه وسلم ـ 2050 أبو سفيان ـ لم تحدث مواجهة ـ خرج أبو سفيان فى أهل مكة حتى نزل بناحية الظهران أو عسفان ولما علم النبى صلى الله عليه وسلم خرج إليه فرجع أبو سفينان رجع النبى أيضاً.
28 ـ غزوة دومة الجندل ـ سنة 5 هجرية ـ 1000 النبى صلى الله عليه وسلم ـ أهل الدومة ـ رجع الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يصل إليها ولم يلق كيداً.
29 ـ غزوة بنى المصطلق ـ 2 شعبان 5 هجرية ـ النبى صلى الله عليه وسلم ـ الحارث بن ضرار سيد بنى المصطلق ـ 19 ـ 10 ـ انهزم العدو وأطلق الأسرى كلهم.
30 ـ غزوة الأحزاب أو الخندق ـ شوال 5 هجرية ـ 3000 ـ النبى صلى الله عليه وسلم ـ 10000 أبو سفيان ـ 6 ـ 10 ـ انقلب العدو خاسراً.
31 ـ سرية عبد الله بن عتيك ـ ذى القعدة 5 هجرية ـ 5 ـ عبد الله بن عتيك الأنصارى ـ 1 ـ سلام بن أبى الحقيق ـ 1.
32 ـ غزوة بنى قريظة ـ النبى صلى الله عليه وسلم ـ بنو قريظة ـ 4 ـ 200 ـ 400 ـ من الأعداء من قتل ومنهم من أسر ـ قتلهم كان حكماً قضائياً بسبب الخيانة وكان هذا الحكم موافقاً لنصوص التوراة التى كانوا يؤمنون بها.
33 ـ سرية الرقطاء ـ 30 ـ محمد بن مسلمة ـ 30 ـ ثمامة بن آثال ـ 1 ـ أثر ثمالة فأطلقه رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ كان ثمامة سيد نجد ، وأسلم بعد أن أطلق سراحه من الأسر.
34 ـ غزوة بنى لحيان ـ 6 هجرية ـ 200 ـ النبى صلى الله عليه وسلم ـ بنو لحيا من بطون هذيل ـ تفرق العدو حين علم بمقدم المسلمون إليه ـ كانت الغزوة لتأديب أهل الرجيع الذين قتلوا عشرة من القراء.
35 ـ غزوة ذى قردة ـ 6 هجرية ـ 500 ـ النبى صلى الله عليه وسلم ـ خيل من غطفن تحت قيادة عيينة الفزارى ـ امرأة واحدة ـ 3 ـ 1 ـ أغاروا على لقاح لرسول الله فخرج المسلمون ولحقوا بهم.
36 ـ سرية عكاشة محصن ـ 40 ـ عكاشة بن محصن الأسدى ـ بنو أسد ـ تفرق الأعداء ولم تحدث مواجهة ـ كان بنو أسد قد أجمعوا الإغارة على المدينة فبعثت إليهم هذه السرية.
37 ـ سرية ذى القصة ـ 6 هجرية ـ 10 ـ محمد بن مسلمة ـ 100 بنو ثعلبة ـ 1 جريح ـ 9 ـ استشهد تسعة من الدعاة وأصيب محمد بن مسلمة بجرح ـ كان عشرة من القراء ذهبوا للدعوة وبينما هم نائمون قتلهم بنو ثعلبة وذو القصة اسم موضع.
38 ـ سرية بنى ثعلبة ـ 6 هجرية ـ 40 ـ أبو عبيدة بن الجراح ـ بنو ثعلبة ـ 1 ـ انصرف العدو وغنم المسلمون ما كان لهم من متاع.
39 ـ سرية الجموم ـ 6 هجرية ـ زيد بن حارثة ـ بنو سليم ـ 10 ـ أسر مجموعة رجال وأطلقهم النبى صلى الله عليه وسلم.
40 ـ سرية الطرف أو الطرق ـ 6 هجرية ـ 15 ـ زيد بن حارثة ـ بنو ثعلبة ـ هرب الأعداء وأصاب المسلمون عشرين بعيراً ـ بعثت هذه السرية لمعاقبة المجرمين بذى القصة.
41 ـ سرية وادى القرى ـ 12 ـ زيد بن حارثة ـ سكان وادى القرى ـ 1 جريح ـ 9 ـ قتل من المسلمين تسعة رجال وجرح واحد ـ كان زيداً ذاهباً للجولة فحملوا عليه وعلى أصحابه.
42 ـ دومة الجندل ـ 6 هجرية ـ عبد الرحمن بن عوف ـ قبيلة بنى كلب ـ الأصبغ بن عمرو ـ تحقق نجاح ملموس فى مجال الدعوة ـ أسلم الأصبغ بن عمرو وكان نصرانياً وأسلم معه كثير من قومه.
43 ـ سرية فداك ـ 6 هجرية ـ 200 ـ على بن أبى طالب ـ بنو سعد بن بكر ـ هربت بنو سعد وأصاب المسلمون مائة بعير وألفى شاة ـ بلغ النبى صلى الله عليه وسلم أنهم يريدون أن يمدوا يهود خيبر فقام علىّ رضى الله الله عنه بالمظاهرة عليهم.
44 ـ سرية أم فرقة ـ 7 هجرية ـ أبو بكر الصديق رضى الله عنه ـ بنو فزارة تحت قيادة أم قرفة ـ 2 ـ انهزم العدو ـ كانت بنو فزارة قد أغاروا على قافلة زيد بن حارثة.
45 ـ سرية عبد الله بن رواحة ـ 6 هجرية ـ 30 ـ عبد الله بن رواحة ـ 30 ـ أسير بن رزام اليهودى ـ 1 ـ 30 ـ وقع اشتباك لسوء فهم الفريقين فقتل اليهود جميعاً.
46 ـ سرية العرنيين ـ 6 هجرية ـ 20 ـ كرز بن جابر الفهرى ـ رجال من عكل وعريننة ـ 1 ـ 8 ـ قتلوا الراعى واستاقوا الإبل فأسروا ومثل بهم ـ استوخموا المدينة فشربوا من ألبان الإبل وأبوالها فصحوا ثم قتلوا يسارا راعى النبى صلى الله عليه وسلم واستاقوا الإبل.
47 ـ سرية عمرو بن أمية الضمرى ـ 6 هجرية ـ 1 ـ عمرو بن أمية الضمرى ـ كان عمرو قد جاء إلى مكة ليقتل النبى صلى الله عليه وسلم ثم أسلم من حسن خلقه الشريف ثم ذهب إلى مكة يدعو أهلها.
48 ـ غزوة الحديبية ـ 6 هجرية ـ 1400 ـ النبى صلى الله عليه وسلم ـ أهل مكة ـ سهيل بن عمرو القرشى ـ تم الصلح بين النبى صلى الله عليه وسلم وبين ريش عشر سنوات ـ كان النبى قد خرج معتمراً فصدته قريش عن البيت فى الحديبية.
49 ـ غزوة خيبر 7 هجرية ـ 100 ـ النبى صلى الله عليه وسلم ـ 10000 ـ يهود خيبر كنانة بن أبى الحقيق ـ 50 جريحاً ـ 18 ـ 93 ـ فتح الله للمسلمين فتحاً مبيناً ـ كان اليهود قد قاتلوا المسلمين فى أُحد والأحزاب ونقضوا عهدهم مع النبى صلى الله عليه وسلم فأفسد خططهم العدوانية.
50 ـ غزوة وادى القرى ـ المحرم 6 هجرية ـ 1382 ـ النبى صلى الله عليه وسلم ـ اليهود من وادى القرى.
51 ـ غزوة ذات الرقاع ـ 7 هجرية ـ 400 ـ النبى صلى الله عليه وسلم ـ بنو غطفان وبنو محارب وبنو ثعلبة وبنو أنمار ـ تفرق العدو ـ كانت بنو عطفان قد جمعوا جموعاً من القبائل للإغارة على المسلمين فلما قام المسلمون بحشودهم تفرقوا جميعاً.
52 ـ سرية عيص ـ فى صفر 7 هجرية ـ 72 ـ أبو جندل وأبو بصير ـ قافلة قريش ـ 9 ـ أخذ أموال العدو ثم ردها إليهم بأمر النبى صلى الله عليه وسلم.
53 ـ سرية الكديد ـ صفر 7 هجرية ـ 60 ـ غالب بن عبد الله الليثى ـ بنو الملوح ـ 1 ـ وقع اشتباك ـ كانت بنو الملوح قد قتلوا أصحاب بشير بن سويد فبعثت إليهم هذه السرية للتوبيخ.
54 ـ سرية فدك ـ فى صفر سنة 7 هجرية ـ غالب بن عبد الله الليثى ـ أهل فدك ـ قتل ناس من العدو.
55 ـ سرية حسمى ـ فى جمادى الآخرة 7 هجرية ـ 500 ـ زيد بن حارثة ـ 102 ـ الهنيد بن عوض الجزرى ـ 100 ـ 2 ـ انتصر المسلمون وقتل الهنيد مع ابنه وأطلق الباقون بعد توبتهم ـ كان دحية الكلبى محملاً ببعض الهدايا من قيصر فقابله الهنيد فى ناس وقطع عليه الطريق.
56 ـ سرية تربة ـ فى شعبان سنة 7 هجرية ـ عمر بن الخطاب ـ أهل تربة ـ تفرق العدو ـ بين تربة ومكة منزلان كان أهل تربة قد اصطلحوا مع بنى غطفان فقام المسلمون بالمظاهرة فى محالهم.
57 ـ سرية بنى كلاب ـ فى شعبان 7 هجرية ـ أبو بكر الصديق رضى الله عنه ـ بنو كلاب ـ انتصر المسلمون سبى من الأعداء جماعة وقتل آخرون ـ كانوا أجمعوا الهجوم على المسلمين مع بنى محارب وبنى أنمار.
58 ـ سرية الميفعة ـ رمضان 7 هجرية ـ غالب بن عبد الله الليثى ـ أهل الميفعة ـ وقع اشتباك ـ كانوا حلفاء أهل خيبر.
59 ـ سرية خربة ـ فى رمضان 7 هجرية ـ أسامة بن زيد ـ أهل خربة ـ بينما أسامة وأصحابه يمشون فى الطريق إذ هبط إليهم رجل من الجبل فقتله أسامة بعد أن قال لا إله إلا الله.
60 ـ سرية بنى مرة ـ شوال 7 هجرية ـ 30 بشير بن سعد ـ بنو مرة بالقرب من فدك ـ وقع اشتباك كانوا حلفاء أهل خيبر.
61 ـ سرية بشير بن سعد الأنصارى ـ فى شوال 7 هجرية ـ 30 بشير بن سعد ـ بنو فزارة وعذرة ـ جرح جميع المسلمين وأسر منهم رجلان ـ كانت بنو فزارة وعذرة قد ساعدوا اليهود فى خيبر فبعثت إليهم هذه السرية للترويع.
62 ـ سرية ابن أبى العوجاء ـ 7 هجرية ـ 50 ـ ابن أبى العوجاء ـ بنو سليم ـ 1 ـ 49 ـ أصيب ابن أبى العوجاء بجرح واستشهد الباقون ـ قام المسلمون بحشد قواهم فى محالهم لأنهم كانوا يجمعون للإغارة على المدينة.
63 ـ سرية ذات أطلح ـ 8 هجرية ـ 15 ـ كعب بن عمير الأنصارى ـ أهالى ذات أطلح بنو قضاعة ـ 14 ـ استشهد المسلمون جميعاً وبرأ واحد منهم ـ كانوا يجمعون فى عدد كبير للإغارة على المسلمين فبعث إليهم كتيبة لتخوفيهم فاستشهد المسلمون جميعاً.
64 ـ سرية ذات عرق ـ فى ربيع الأول 8 هجرية ـ 25 ـ شجاع بن وهب الأسدى ـ بنو هوازن أهالى ذا عرق ـ كانت هوازن قد مدّوا يد المعونة لأعداء المسلمين مراراً ثم اجتمعوا على مشارف المدينة فاحتشد المسلمون لتخويفهم.
65 ـ سرية مؤنة ـ فى جمادى الأولى سنة 8 هجرية ـ 3000 ـ زيد بن حارثة ـ مائة ألف ـ شرحبيل الغسانى ـ 12 ـ لم نعرف عدد المفقودين ـ انتصر المسلمون ـ كان شرحبيل قد قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقعت لذلك الحرب وهزم ثلاثة آلاف مائة ألف.
66 ـ سرية ذات السلاسل ـ جمادى الآخرة 8 هجرية ـ 500 ـ عمرو بن العاص القرشى ـ بنو قضاعة ساكنوا السلاسل ـ هرب الأعداء بمظاهرة المسلمين ـ كانت قضاعة قد تجمعت للإغارة على المدينة.
67 ـ سرية سيف البحر ـ فى رجب 8 هجرية ـ 300 ـ أبو عبيدة ـ قريش ـ أقام المسلمون على الساحل أياماً ثم انصرفوا ـ كان الغرض من هذه السرية تشتيت همم قريش.
68 ـ سرية محارب ـ فى شعبان 8 هجرية ـ 15 ـ أبو قتادة الأنصارى ـ بنو غطفان ـ هرب العدو خائفاً وأصاب المسلمون أنعاماً ـ تجمع بنو غطفان بخضرة فأرسلت إليهم سرية مكونة من خمسة عشر رجلاً للاستطلاع.
69 ـ غزوة فتح مكة ـ رمضان 8 هجرية ـ 10000 ـ النبى صلى الله عليه وسلم ـ قريش مكة ـ 2 ـ 12 ـ انتصر المسلمون ـ لم يتعرض للمسلمين أحد إلا كتيبة واحدة ثم دخل النبى صلى الله عليه وسلم مكة وجعل الناس كلهم طلقاء ولا تثريب عليهم.
70 ـ سرية خالد ـ فى رمضان 8 هجرية ـ خالد بن الوليد ـ الصنم العزى ـ كانت العزى صنم بنى كنانة فحطمها خالد رضى الله عنه.
71 ـ سرية عمرو بن العاص ـ 8 هجرية ـ عمرو بن العاس ـ الصنم سواع ـ كانت سواع صنم بنى هذيل فحطمها عمرو بن العاص رضى الله عنه.
72 ـ سرية سعد الأشهلى ـ رمضان 8 هجرية ـ سعد بن زيد الأشهلى الأنصارى ـ الصنم مناة ـ كانت مناة صنماً للأوس والخزرج فهدمها سعد الأشهلى رضى الله عنه.
73 ـ سرية خالد بن الوليد ـ شوال 8 هجرية ـ 350 ـ خالد بن الوليد ـ بنو جذيمة ـ 95 ـ قتل خمسة وتسعون رجلاً من بنى جذيمة ممن كانوا أسلموا فكره الرسول صلى الله عليه وسلم قتلهم وودى بهم الدية ـ كان خالد بن الوليد بعث داعياً وكانت بنو جذيمة قد أسلموا من قبل فشك خالد فى إسلامهم وقتل منهم رجالاً.
74 ـ غزوة حنين أو أوطاس أو هوازن ـ شوال 8 هجرية ـ 12000 ـ النبى صلى الله عليه وسلم ـ بنو ثقيف وبنو هوازن وبنو معز وبنو أحسم ـ 6 ـ 6000 ـ 71 ـ انتصر المسلمون ـ أطلق النبى صلى الله عليه وسلم سراح جميع الأسرى وأعطاهم الكسوة كذلك.
75 ـ غزوة الطائف ـ شوال 8 هجرية ـ 12000 ـ النبى صلى الله عليه وسلم ـ بنو ثقيف ـ جمع كثير ـ 13 ـ جمع كثير ـ رجع النبى صلى الله عليه وسلم بعد محاصرة دامت شهراً ـ لما رفع النبى صلى الله عليه وسلم عنهم الحصار قدموا عليه وأسلموا.
76 ـ سرية عيينة بن حصن ـ فى محرم 9 هجرية ـ 150 ـ عيينى بن حصن الفزارى ـ قبيلة بنى تميم ـ 62 ـ تم القضاء على الثورة ـ قامت هذه القبيلة بإغراء القبائل التابعة لها ومنعتها عن أداء الجزية ولما خرج إليهم عيينى أسر منهم 11 رجلاً و21 امرأة و 20 ولداً فأطلقهم النبى صلى الله عليه وسلم حين قدم عليه سيدهم.
77 ـ سرية قطبة بن عامر ـ فى صفر 9 هجرية ـ 20 ـ قطبة بن عامر ـ قبيلة خثم ـ أكثر من النصف ـ أكرهم ـ تفرقوا وانتشروا ـ كانوا يدبرون مؤامرة ضد المسلمين فجاء قطبة ببعضهم أسيراً فأطلقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
78 ـ سرية الضحاك ابن سفيان الكلابى ـ ربيع أول 9 هجرية ـ الضحاك رضى الله عنه ـ قبيلة بنى كلاب ـ بعث المسلمون إلى بنى كلاب داعين فاعترض لهم الكفار فوقع اشتباك.
79 ـ سرية عبد الله بن حذافة ـ ربيع أول 9 هجرية ـ 300 ـ عبد الله بن حذافة القرشى السهمى ـ القراصنة من الخثعميين ـ هربوا ـ كانوا قد اجتمعوا فى ساحل جدة يريدون الإغارة على مكة فتفرقوا حين رأوا هذه السرية.
80 ـ سرية بن طىء ـ 9 هجرية ـ 150 ـ على رضى الله عنه ـ بنى طىء ـ أسرت سفانة بنت حاتم وغيرها من الناس.
81 ـ غزوة تبوك ـ 9 هجرية ـ 3000 ـ الرسول صلى الله عليه وسلم ـ هرقل قيصر الروم ـ قام النبى صلى الله عليه وسلم بالتجمع مع أصحابه وأرهب الأعداء ثم رجع إلى المدينة.
82 ـ سرية دومة الجندل ـ 420 ـ خالد بن الوليد ـ أكيدر أمير دومة الجندل ـ أسر أكيدر وقتل أخوه ـ أطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم سراح أكيدر وعقد الحلف مع حكومات نصرانية أخرى.
جلده ام لم يجلده دلوني بالله عليكم
جلده ام لم يجلده
بيلاطس غسل يديه من دم المسيح ثم جلده وسلمه لهم (متى 23:27-31)
بيلاطس جلده وسلمه لهم ليرضيهم (مرقس 14:15-20)
بيلاطس لم يجلده بل سلمه لهم ليرضيهم (لوقا 8:23-12)
بيلاطس جلده وساهم في اعداده للصلب (يوحنا1:19-3)
بالله عليكم جلده ام لم يجلده
لنرى ارائكم جلده ام لم يجلده يجب من كل واحد ان يخمن وانا اولكم انا اخمن انه لم يجلده فماذا تقولون يا اخوان ?????????دعْ ما ادعتْهُ النصارى في نبيهم ... واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف ... وانسب إلى قدره ما شئت من عظمِ
فإن فضل رسول الله ليس لــــه ... حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفــــــمِ
لو ناسبت قدرَه آياتُه عظمــــاً ... أحيا اسمُه حين يدعى دارسَ الرممِ
لم يمتحنا بما تعيا العقولُ بـــه ... حرصاً علينا فلم نرْتبْ ولم نهـــمِ
أعيا الورى فهمُ معناه فليس يُرى ... في القرب والبعد فيه غير مُنْفحـمِ
كالشمس تظهر للعينين من بعُـدٍ ... صغيرةً وتُكلُّ الطرفَ من أمَـــمِ
وكيف يُدْرِكُ في الدنيا حقيقتـَه ... قومٌ نيامٌ تسلوا عنه بالحُلُــــــمِ
فمبلغ العلمِ فيه أنه بشــــــرٌ ... وأنه خيرُ خلقِ الله كلهــــــمِ???????????جاء في تفسيرات القمص تادرس يوسف ملطي : كان للتينة ورقها الجذّاب، يأتي إليها الجائع ظنًا أنه يجد ثمرًا، لكنّه يرجع جائعًا.فوقف السيِّد أمام شجرة التين العقيمة فجفَّت بكلمةٍ من فيهِ، وكما يقول القدّيس جيروم: [تبدَّدت ظلمة الليل بأشعة ضوء الصباح.].. ويُعلّق القدّيس أغسطينوس على لَعن شجرة التين، بقوله: [أدرك الرب يسوع أن شجرة معيّنة تستحق أن تصير يابسة، إذ لها الورق دون الثمر] .. [إننا نجد شجرة التين تُلعن لأن لها ورق بلا ثمر، ففي بداية الجنس البشري لذ أخطأ آدم وحواء صنعا لنفسيهما إزاريْن من أوراق التين (تك3: 7)، هذه التي تُشير إلى الخطايا]... يقول القدّيس أغسطينوس: [إنه قد جفَّت تينة اليهود التي رفضت أن تحمل المسيح فيها ثمرًا حيًا]
التعليق :
يسوع يفضح نفسه علناً
لوقا 13: 6
و قال هذا المثل كانت لواحد شجرة تين مغروسة في كرمه فاتى يطلب فيها ثمرا و لم يجد 7 فقال للكرام هوذا ثلاثة سنين اتي اطلب ثمرا في هذه التينة و لم اجد اقطعها لماذا تبطل الارض ايضا 8 فاجاب و قال له يا سيد اتركها هذه السنة ايضا حتى انقب حولها و اضع زبلا 9 فان صنعت ثمرا و الا ففيما بعد تقطعها
ولكن يسوع دمر شجرة التين من أول وهلة
مت 21:19
فنظر شجرة تين على الطريق وجاء اليها فلم يجد فيها شيئا الا ورقا فقط . فقال لها لا يكون منك ثمر بعد الى الابد . فيبست التينة في الحال
علماً بانه كان يعرف أنه ليس موسم التين ولكنه طمع (لعله يجد فيها شيء) .
مرقس 11: 13
فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق و جاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء اليها لم يجد شيئا الا ورقا لانه لم يكن وقت التين
وعلماً بأنه يعرف أن موسم جني الثمار في الصيف بقوله :
لوقا 21: 29
و قال لهم مثلا انظروا الى شجرة التين و كل الاشجار 30 متى افرخت تنظرون و تعلمون من انفسكم ان الصيف قد قرب .
فهل هذا جهل من يسوع أم إتلاف في نعم الله ؟ الكبرياء ياسادة يولد الكفر .
معلش أصل برستيج يسوع إتبهدل فلم يجد شيء يحفظ ماء وجهه إلا إفساد وتخريب الطبيعة ، لعلها كانت قد تفيد فقيراً أو عابر سبيل في موسم إثمارها ولكن ليسوع رأي آخر ... ولا حول ولا قوة إلا بالله .
كلام العقلاء :-
إن كان يسوع هو الله (حاشا لله) كما يدعي اهل الكنيسة .. فكيف جهل يسوع عندما جاع بأن شجرة التين ليس بها ثمار لأنه ليس وقت إثمارها قبل أن يذهب إليها؟ وهل شهوة الأكل وحالة الجوع التي تُصيب يسوع تدفعه إلى تدمير الأشجار المثمرة لمجرد أن طبيعتها الكونية لا تسمح لها ولا لأي شجرة مثمرة اخرى أن تُثمر في غير وقت إثمارها ؟ أليس يسوع واللاهوت المتجسد به يعلم بان هذا الوقت ليس وقت الإثمار لها ؟ أليس من الأفضل والأصح أن يقدم لنا يسوع معجزة ويجعل الشجرة تثمر في غير وقت إثمارها بدل من إتلافها ؟
أظن أن ما فعله يسوع يدل على أنه شخص مريض نفسي كان يحتاج لعلاج نفسي .. وقريباً هناك موضوع اعد له حالياً يحلل حالة يسوع النفسية والأمراض التي اصابته من خلال ما جاء عنه بالعهد الجديد .????????????????كلام العقلاء :-
إن كان يسوع هو الله (حاشا لله) كما يدعي اهل الكنيسة .. فكيف جهل يسوع عندما جاع بأن شجرة التين ليس بها ثمار لأنه ليس وقت إثمارها قبل أن يذهب إليها؟ وهل شهوة الأكل وحالة الجوع التي تُصيب يسوع تدفعه إلى تدمير الأشجار المثمرة لمجرد أن طبيعتها الكونية لا تسمح لها ولا لأي شجرة مثمرة اخرى أن تُثمر في غير وقت إثمارها ؟ أليس يسوع واللاهوت المتجسد به يعلم بان هذا الوقت ليس وقت الإثمار لها ؟ أليس من الأفضل والأصح أن يقدم لنا يسوع معجزة ويجعل الشجرة تثمر في غير وقت إثمارها بدل من إتلافها ؟
أظن أن ما فعله يسوع يدل على أنه شخص مريض نفسي كان يحتاج لعلاج نفسي .. وقريباً هناك موضوع اعد له حالياً يحلل حالة يسوع النفسية والأمراض التي اصابته من خلال ما جاء عنه بالعهد الجديد .????????????????أليس من الأفضل والأصح أن يقدم لنا يسوع معجزة ويجعل الشجرة تثمر في غير وقت إثمارها بدل من إتلافها ؟
نعم والله ....
كان من الأفضل أن يصنع معجزة ويثمر الشجرة بدلاً من إهلاكها وهى لا ذنب لها لأنه ليس وقت
الإثمار .....ثم إنه أهلكها ولم يستفد منها ولم يتركها لغيره لعله يستفيد منها
إله يهلك شجرة لأنه لم يجد فيها طعاماً له ...!!!! شيئ عجيب والله
( 34لا تظنوا أني جئت لألقي سلاما على الأرض . ما جئت لألقي سلاما بل سيفاً (مت 10 : 34))
جزاك الله خيراً أستاذنا السيف البتار????????????????
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم اجعل هذا العمل خالصاً لوجهك الكريم
اذا نظرنا الي هذه القصه سنجد فيها ما يدمر العقيده النصرانيه كامله
ولنراجعها معنا فقرة فقرة
في إنجيل مرقس 11
العدد 12
خرج يسوع مع تلاميذه ثم جاع ( سبحان الله هل عندهم الاله يجوع)
العدد 13
نظر يسوع لشجرة تين من بعيد ولكنه لم يكن يعرف أن كان فيها ثمار ام لا فهو يجهل بما يخلق إله عجيب
ولكن يسوع كان نظره ضعيف فتحتم عليه الذهاب الي الشجره لكي يري إن كان بها ثمار أم لا
وبالفعل ذهب ولم يجد بها ثمار فغضب ( أصل الجوع كافر ) فلعن الشجره و قال لها
لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَرًا بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ
وكان ذلك علي مرئي و مسمع من التلاميذ
وفي العدد 20 و 21
تموت الشجره و يسوع يتلقى ذلك الخبر من أحد تلاميذه
العدد 22
يسوع يقول لِيَكُنْ لَكُمْ إِيمَانٌ بِاللهِ.
يعني شدو حلكوا و خليكوا مؤمنين كلنا هنموت
وفي العدد 23 و24
يذكر يسوع الحكمة من هذا الموقف هو انك ان كنت تؤمن بالاب الذي في السماء تستطيع ان تفعل اي شئ و لقد اعطاهم بالفعل الدليل على ايمانه انه عندما قال للشجرة موتي ماتت
ولكن لنا هنا تسائل لماذا لم يعطيهم يسوع نفس المثال ولكن بطريقه تعميريه و ليست تخربيه
علي سبيل المثال كان يقول للشجره أنبتي فتنبت ثمار و يأكل يسوع و التلاميذ و يقول لهم نفس الكلام من يؤمن بالاب الذي في السماء يستطيع ان يفعل اي شئ وهذا هو الدليل
من هذه القصه نتيقن ان إله النصارى
يجوع
يخلق و ينسي ما يخلق
نظره ضعيف
يميل الي العنف و التخريب أكثر من الرحمة و التعمير
ولكن نحن أولى بسيدنا عيسى عليه السلام منهم
هذه الصفات الذميمه من المستحيل ان تكون في سيدنا عيسى عليه السلام
ومن حق سيدنا عيسى عليه السلام علينا أن ندافع عنه و نثبت ان هذا الموقف لا يَمت له باي صله و بالادله القاطعه ولكي نثبت ذلك يجب أن نأخد بعض الادله الاخرى من كتابهم لإثبات أن هذا الموقف لا علاقه له علي الاطلاق بسيدنا عيسى عليه السلام
ففي إنجيل لوقا الاصحاح الاول العدد 1 مكتوب الاتي
1: 1 اذ كان كثيرون قد اخذوا بتاليف قصة في الامور المتيقنة عندنا
1: 2 كما سلمها الينا الذين كانوا منذ البدء معاينين و خداما للكلمة
1: 3 رايت انا ايضا اذ قد تتبعت كل شيء من الاول بتدقيق ان اكتب على التوالي اليك ايها العزيز ثاوفيلس
ماذا يقول لوقا يقول ان الكثيرون قد ألفوا قصص عن حياة المسيح في الامور التي يعرفونها بتيقن و درجه كبيره من الصحه وهذه الامور هم ورثوها من أجدادهم الذين كانوا قبلهم و لكنهم ألفوا قصصا لكي تكون أكثر تشويق و إثاره و ممتعه للناس
وهذا هو الحق
الغرض من قصه شجرة التين هو أن من يؤمن بالله الواحد الاحد الذي في السماء سبحانه و تعالى يستطيع بهذا الايمان أن يفعل أي شئ ما دام عنده يقين بالله و هذا الامر مٌسَلم به في كل الديانات السماويه و معروف عند كل أتباع الديانات السماويه
وهذه هي التعاليم التي نُقلت من تلاميذ سيدنا عيسى عليه السلام الي التابعين و تابعيهم
وغيرها مثل السرقه محرمه و شرب الخمر محرم
و يجب علي الناس أن ترحم بعضهم و ان يحبوا بعضهم
وهذه هي التعاليم التي أخذ الكثيرون يؤلفون حولها القصص لكي تكون أكثر متعه و تشويق و تجذب الناس أكثر فأكثر و هذا هو سبب أختلاف الأناجيل فالفكره واحد ولكن كل إنجيل منهم تم تأليفه بواسطة شخص مختلف وفي بلد مختلف و في زمن مختلف الفكره واحد ولكن القصه مختلفة التفاصيل و الاحداث
فهذا الكلام ليس من عند الله سبحانه و تعالي ولكن الاناجيل الاربعه مجرد قصص من خيال المؤلفين لها و ليست وحي من الله على الاطلاق
ولنعود الي قصة شجرة التين
الغرض من هذه القصه كما ذكرنا هو أن من يؤمن بالله يستطيع ان يفعل أي شئ فحاول مرقس و هو يؤلف كتابه أن يؤلف قصه حول هذه الحكمة فألف قصه شجرة التين و جعل دليل الايمان أن يسوع كان يؤمن بالله سبحانه و تعالى الذي في السماء و بهذا الايمان إستطاع أن يُمِت الشجرة عندما قال لها مُوتي
و لم يكن يعرف أنه بهذه القصه الهزليه يسيئ الي سيدنا عيسى عليه السلام و يققل من شئنه بين الناس
ولكن هذا الموقف لم يحدث على الاطلاق و الدليل ان ما حدث ليس من أخلاق الانبياء و الرسل و لا حتي من أخلاق المؤمنين بالله سبحانه و تعالى
و سيدنا عيسى عليه السلام بريئ من هذه القصه و من هذا الفعل المشين الذي لم يحدث من الاصل و انما هو مجرد قصه غبيه من خيال رجل حاول إضافة بعض الاثاره و التشويق علي التعاليم الدينيه ولكن كان ذلك بإسلوب ضعيف و غبي و غير مدروس يسئ للشخص اكثر مما يمدح في محاسنه
وبهذا نكون قد دافعنا عن سيالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو اجابتى على احد الاجوبة الموجهة الي من احد النصارى و التى قال فيها انها دليل الوهية المسيح و هو:
متى 18 :20
لانه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم دنا عيسى عليه السلام و أزلنا عنه الشبهات فالتعاليم تعاليمه فعلاً من يؤمن بالله يستطيع ان يفعل بهذا الايمان كل شئ??????????السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو اجابتى على احد الاجوبة الموجهة الي من احد النصارى و التى قال فيها انها دليل الوهية المسيح و هو:
متى 18 :20
لانه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم??????????
تناقضات و أغلاط في التوراة و الإنجيل
أرسلت في 20-7-1427 هـ بواسطة webmaster3
حقائق حول الأناجيل
سفر التكوين الإصحاح 1 : 3-5 خلق النور والليل والنهار في اليوم الأول
تناقض سفر التكوين الإصحاح 1 : 14 خلق النور في اليوم الرابع
-سفر التكوين الإصحاح 1 : 14-19 القمر يضيء
تناقض سفر أيوب الإصحاح 25 : 5 القمر لا يضيء
-سفر التكوين الإصحاح 1 : 17 رأى الله أن السموات حسنة
تناقض سفر أيوب الإصحاح 15 : 15 السموات غير طاهرة بعيني الله
وتناقض سفر أيوب الإصحاح 25 : 5 الكواكب غير نقية في عيني الله
-سفر التكوين الإصحاح 2 : 3 تعب الرب فاستراح في اليوم السابع
تناقض سفر اشعياء الإصحاح 40 : 28 الرب لا يكل ولا يعيا
-سفر التكوين الإصحاح 3 : 9 نادى الرب آدم وقال له أين أنت
تناقض سفر الأمثال الإصحاح 15 : 3 " في كل مكان عينا الرب مراقبتين "
-سفر التكوين الإصحاح 5 : 23-24 سار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله أخذه
وأيضاً سفر الملوك2 الإصحاح 2 : 1-11 إيليا يصعد إلى السماء
تناقضا إنجيل يوحنا الإصحاح 3 : 13 لم يصعد أحد إلا ابن الإنسان
-سفر التكوين الإصحاح 6 : 3 يكون عمر الإنسان 120 سنة
تناقض سفر التكوين الإصحاح 9 : 29 عاش نوح 950 سنة
وتناقض سفر التكوين الإصحاح 11 : 10-26 أعمارهم بمئات السنين
-سفر التكوين الإصحاح 6 : 6-7 ندم الله أن خلق الإنسان وقرر أن يمحوه عن وجه الأرض
وسفر الخروج الإصحاح 32 : 14 فندم الرب
وسفر صموئيل1 الإصحاح 15 : 35 والرب ندم
تناقض سفر العدد الإصحاح 23 : 19 ليس الله إنساناً فيكذب ولا ابن إنسان فيندم
-سفر التكوين الإصحاح 6 : 19-20 ذكر وأنثى من كل جنس دخلوا السفينة
وسفر التكوين الإصحاح 7 : 8-9 ذكر وأنثى من كل جنس دخلوا السفينة
تناقضا سفر التكوين الإصحاح 7 : 2-3 من الطاهرة سبعة ذكر وسبعة أنثى ومن غير الطاهرة ذكر وأنثى
-سفر التكوين الإصحاح 8 : 4 استقر الفلك في الشهر السابع على جبال أراراط تناقض سفر التكوين الإصحاح 8 : 5 في أول العاشر ظهرت رءوس الجبال
-سفر التكوين الإصحاح 10 : 24 أرفكشاد ولد شالح وشالح ولد عابر
وسفر التكوين الإصحاح 11 : 12-14 أرفكشاد ولد شالح وشالح ولد عابر
وأخبار الأيام الأول الإصحاح 1 : 18 أرفكشاد ولد شالح وشالح ولد عابر
تناقض إنجيل لوقا الإصحاح 3 : 36 عابر بن شالح بن قينان بن أرفكشاد
-سفر التكوين الإصحاح 11 : 5 نزل الرب لينظر المدينة والبرج
تناقض أخبار الأيام الثاني الإصحاح 16 : 9 لأن عيني الرب تجولان في كل الأرض
-سفر التكوين الإصحاح 14 : 12 لوط عليه السلام ابن أخ إبراهيم
تناقض سفر التكوين الإصحاح 14 : 14 لوط عليه السلام أخ إبراهيم
-سفر التكوين الإصحاح 15 : 13 نسل أبرام سيكون غريباً في أرض ليست لهم ويُستعبدون لهم 400 سنة
تناقض سفر الخروج الإصحاح 12 : 40 أقاموا في مصر 430 سنة
-سفر التكوين الإصحاح 17 : 8 وعد الله أرض كنعان ملكاً أبدياً لأبرام ونسله
وسفر التكوين الإصحاح 13 : 15 وعد الله أرض كنعان ملكاً أبدياً لأبرام ونسله
وسفر الخروج الإصحاح 32 : 13 وعد الله أرض كنعان ملكاً أبدياً لأبرام ونسله
تناقض سفر أعمال الرسل الإصحاح 7 : 5 " ولم يعطه فيها ميراثاً ولا وطأة قدم ولكن وعد أن يعطيها ملكاً له ولنسله من بعده ولم يكن له بعد ولد "
وتناقض سفر التكوين الإصحاح 23 : 1-20 بقي إبراهيم عليه السلام غريباً في فلسطين واشترى حقلاً وجعلها مقبرة له ولعائلته
-سفر التكوين الإصحاح 18 : 20-21 كثُر صراخ سدوم وعمورة وخطيتهم عظمت فنزل الرب ليتأكد
تناقض المزمور 139 : 3 " يا رب فهمت فكري من بعيد وكل طرقي عرفت "
-سفر التكوين الإصحاح 20 : 12 تزوج إبراهيم سارة لأنها ابنة أبيه
تناقض سفر اللاويين الإصحاح 18 : 9 تحريم ابنة أب الرجل عليه
وتناقض سفر اللاويين الإصحاح 20 : 17 عار ويقطعان أمام الناس
وتناقض سفر التثنية الإصحاح 27 : 22 ملعون من يفعل ذلك
-سفر التكوين الإصحاح 32 : 30 رأى يعقوب الله وجهاً لوجه
وسفر الخروج لإصحاح 33 : 11 موسى كلم الله وجهاً لوجه
تناقض سفر الخروج لإصحاح 33 : 20 قال الرب لموسى لا تقدر أن ترى وجهي
-سفر التكوين الإصحاح 46 : 21 بنو بنيامين 10
تناقض أخبار الأيام1 الإصحاح 7 : 6 بنو بنيامين 3
وتناقض أخبار الأيام1 الإصحاح 8 : 1-2 بنو بنيامين 5
-سفر التكوين الإصحاح 46 : 27 عددهم 70
وسفر الخروج الإصحاح 1 : 5 عددهم 70
تناقضا سفر أعمال الرسل الإصحاح 7 : 14 عددهم 75
-سفر الخروج الإصحاح 3 : 7 رأى الله مذلة شعبه في مصر فنزل لينقذهم
وسفر الخروج الإصحاح 5 : 3 قال موسى وهرون أنهما التقيا بالله
وسفر الخروج الإصحاح 11 : 2 تكلم الله في مسامع الشعب أن تستعير نساؤهم أمتعة من المصريات
وسفر الخروج الإصحاح 12 : 35 موسى قال لهم أن تستعير نساؤهم أمتعة من المصريات
تناقض سفر الأمثال الإصحاح 12 : 22 الله يكره الكذب
-سفر الخروج الإصحاح 12 : 38 عددهم 600 ألف عدا أولاد
تناقض سفر العدد الإصحاح 1 : 45-46 عددهم 603550 من سن العشرين فصاعداً
-سفر الخروج الإصحاح 15 : 3 الرب رجل الحرب
تناقض الرسالة إلى العبرانيين الإصحاح 13 : 20 الرب إله السلام
-سفر الخروج الإصحاح 20 : 1 - 18 الوصايا العشر
سفر التثنية الإصحاح 5 : 7-22 الوصايا العشر
إذا كان هذا كلام الله فلم الإختلاف بين النصين ؟
-سفر الخروج الإصحاح 20 : 3 لا يكن لك آلهة أخرى أمامي
تناقض الرسالة إلى العبرانيين الإصحاح 13 : 20 ربنا يسوع
-سفر الخروج الإصحاح 20 : 14-15 لا تزن لا تسرق
تناقض سفر زكريا الإصحاح 14 : 2 تنهب البيوت وتفضح النساء
-سفر الخروج الإصحاح 20 : 26 كيلا تنكشف عورتك
تناقض سفر إشعياء الإصحاح 3 : 17 يعري الرب عورتهن
وتناقض سفر إشعياء الإصحاح 47 : 2-3 اكشفي نقابك. شمري الذيل . اكشفي الساق
-سفر الخروج الإصحاح 20 : 5 " أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء وفي الجيل الثالث والرابع "
وسفر الخروج الإصحاح 34 : 7 " أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء وفي الجيل الثالث والرابع "
وسفر التثنية الإصحاح 5 : 9 " أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء وفي الجيل الثالث والرابع "
تناقض سفر حزقيال الإصحاح 18 : 20 الابن لا يحمل من إثم الأب والأب لا يحمل من إثم الابن
-سفر الخروج الإصحاح 24 : 3-8 أخذ نصف الدم ورش المذبح والشعب به
تناقض الرسالة إلى العبرانيين الإصحاح 9 : 19-21 أخذ الدم ورش الشعب والكتاب به
-سفر الخروج الإصحاح 24 : 9-11 رأى شيوخ بني إسرائيل الله
تناقض سفر الخروج الإصحاح 33 : 5 قال الله لموسى أن يقول لهم " إن صعدت لحظة واحدة في وسطكم أفنيتكم "
-سفر اللاويين الإصحاح 21 : 13-14 الأمر بالزواج من عذراء وليس من أرملة أو مطلقة
تناقض سفر هوشع الإصحاح 1 : 2-3 أمر الرب هوشع أن يأخذ لنفسه امرأة زنا
وتناقض سفر هوشع الإصحاح 3 : 1 أمره الرب أن يأخذ لنفسه امرأة زنا
وتناقض إنجيل متى الإصحاح 5 : 27 كل من ينظر إلى امرأة بشهوة فقد زنا
-سفر العدد الإصحاح 11 : 32-33 ضربهم الرب ضربة عظيمة جداً فماتوا
تناقض سفر التثنية الإصحاح 8 : 5 " كما يؤدب الإنسان ابنه قد أدبك الرب "
-سفر العدد الإصحاح 21 : 6 أرسل الرب على الشعب الحيات المحرقة فماتوا
وسفر يشوع الإصحاح10 : 11 رماهم الرب بحجارة عظيمة فماتوا
وسفر صموئيل الأول الإصحاح 5 : 6-12 ضربهم الرب بالبواسير
تناقض سفر مراثي إرمياء الإصحاح 3 : 33 " الرب لا يُذل ولا يُحزن بني الإنسان "
-سفر العدد الإصحاح 25 : 9 مات بالوباء 24 ألفاً
تناقض رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس الإصحاح 10 : 8 مات بالوباء 23 ألفاً
-سفر العدد الإصحاح 31 : 7-17 أفنى موسى المديانيين
تناقض سفر القضاة الإصحاح 6 : 1-6 كيف صاروا بهذه القوة في مدة قصيرة ؟
-سفر العدد الإصحاح 32 : 13 أتاههم الرب في البرية 40 سنة حتى مات الجيل الذي فعل الشر
تناقض المزمور 30 : 5 "لأن للحظة غضبه . حيوة في رضا "
-سفر التثنية الإصحاح 2 : 18-19 أمر من الله لموسى بعدم معاداة بني عمون وعدم الهجوم عليهم
تناقض سفر بشوع الإصحاح 13 : 24-25 أعطى موسى نصف أرض بني عمون لعروعير
-سفر التثنية الإصحاح 3 : 14 يائير ابن منسى
تناقض أخبار الأيام الأول الإصحاح 2 : 22 يائير ابن سجوب
-سفر التثنية الإصحاح 5 : 24 الرب نار آكلة إله غيور
تناقض سفر ميخا الإصحاح 7 : 18 إله غافر وصافح عن الذنب
-سفر التثنية الإصحاح 24 : 16 كل إنسان مسئول عن ذنبه
تناقض سفر صموئيل2 الإصحاح 21 : 6-9 سلم 7 رجال إلى الجبعونيين فصلبوهم نيابة عن بني مفيبوشث
-سفر صموئيل الأول الإصحاح 6 : 19 قتل الرب 50070 رجلاً لأنهم نظروا إلى تابوت الرب
تناقض المزمور 145 : 8 الرب حنان ورحيم طويل الروح وكثير الرحمة
-سفر صموئيل الأول الإصحاح 15 : 3 قتل جميع العماليق
تناقض المزمور 100 : 5 إلى الأبد رحمة الرب
-سفر صموئيل الأول الإصحاح 21 : 1 لم يكن مع داود أحد
تناقض إنجيل مرقس الإصحاح 2 : 25-27 " والذين معه "
-سفر صموئيل الأول الإصحاح 28 : 6 لم يجبه الرب
تناقض أخبار الأيام الأول الإصحاح 10 : 13-14 مات من أجل كلام الرب الذي لم يحفظه
-أخبار الأيام الثاني الإصحاح 6 : 36 ليس إنسان لا يخطئ
تناقض رسالة يوحنا الأولى الإصحاح 3 : 9 كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية
-أخبار الأيام الثاني الإصحاح 11 : 20 معكة بنت أبشالوم ولدت أبيا
تناقض أخبار الأيام الثاني الإصحاح 13 : 2 اسم أم أبيا ميخايا بنت أوريئيل
-أخبار الأيام الثاني الإصحاح 11 : 20 معكة بنت أبشالوم
تناقض صموئيل الثاني الإصحاح 14 : 27 لأبشالوم بنت واحدة اسمها ثامار
-أخبار الأيام الثاني الإصحاح 24 : 20 زكريا بن يهوياداع
تناقض إنجيل متى الإصحاح 23 : 35-36 زكريا بن برخيا
-أخبار الأيام الثاني الإصحاح 36 : 1 إسم الملك يهوآحاز
تناقض أخبار الأيام الثاني الإصحاح 36 : 2 إسمه يوآحاز
-أخبار الأيام الثاني الإصحاح 36 : 5-6 أُخذ يوآحاز أسيراً إلى بابل
تناقض سفر ارمياء الإصحاح 22 : 19 اسمه يهوياقيم وقد دُفن دفن حمار خارج أورشليم
-سفر عزرا الإصحاح 2 : 64 عدد المغنين والمغنيات 200
تناقض سفر نحميا الإصحاح 7 : 66 عدد المغنين والمغنيات 245
-سفر أيوب الإصحاح 23 : 3 يطلب الرب فلا يجده
تناقض سفر ارمياء الإصحاح 29 : 13 يطلب الرب فيجده
-المزمور 40 : 6-8 بذبيحة لم تسر . أذني فتحت .محرقة وذبيحة لم تطلب
تناقض الرسالة إلى العبرانيين الإصحاح10 : 5-7ذبيحة وقرباناً لم ترد ولكن هيأت لي جسداً . بمحرقات لم تسر
-سفر الأمثال الإصحاح 21 : 18 الشرير فدية الصديق ومكان المستقيمين الغادر
تناقض رسالة يوحنا الأولى الإصحاح 2 : 2 المسيح كفارة لخطايا كل العالم
-سفر إشعياء الإصحاح 64 : 4 منذ الأزل لم يسمعوا ولم يصغوا .لم تر عين إلهاً غيرك يصنع لمن ينتظره
تناقض رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس الإصحاح 2 : 9 لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان
-سفر إشعياء الإصحاح 7 : 8 ينكسر أفرايم في مدة 65 سنة
تناقض سفر الملوك الثاني الإصحاح 17 : 6 إنكسر في 3 سنين
وتناقض سفر الملوك الثاني الإصحاح 18 : 9-11 إنكسر في 3 سنين
السامرة هي أفرايم كما جاء في سفر الملوك الأول الإصحاح 12 : 25
-سفر حزقيال الإصحاح 18 : 25 يقول بنو إسرائيل ( يعقوب عليه السلام ) أن طريق الرب غير مستوية
تناقض سفر ملاخي الإصحاح 1 : 2-3 رغم ذلك فقد أحبهم الله وكره أخيه عيسو بدون سبب وجعل جباله قفراً وميراثه لذئاب البرية
-سفر حزقيال الإصحاح 18 : 25 قال بنو إسرائيل أن طريق الرب ليست مستوية
تناقض سفر ملاخي الإصحاح 1 : 2-3 أحبهم الرب
-سفر حزقيال الإصحاح20 : 25 أعطى الرب بني إسرائيل فرائض غير صالحة وأحكاماً لا يحيون بها
تناقض رؤيا يوحنا الإصحاح 15 : 3 يرتلون ترنيمة موسى قائلين عظيمة هي أعمالك أيها الرب…عادلة وحق
-سفر حزقيال الإصحاح 26 : 7 - 14 نبوخذنصر يدمر صور ولن تُبنى أبداً
تناقض سفر حزقيال الإصحاح 29 : 18 - 20 جيش نبوخذنصر يعمر صور مجاناً
-سفر هوشع الإصحاح 13 : 16 الرب يدمر السامرة ويقتل أهلها
تناقض رسالة يعقوب الإصحاح 5 : 11 الرب كثير الرحمة ورؤوف
-سفر هوشع الإصحاح 5 : 12 أنا لأفرايم كالعث ولِبيت يهوذا كالسوس
تناقض سفر هوشع الإصحاح 13 : 7 أنا لأفرايم كالأسد أرصد على الطريق كنمر
-سفر ملاخي الإصحاح 3 : 1 أرسل ملاكي فيهيء الطريق أمامي
تناقض إنجيل متى الإصحاح الإصحاح 11 : 10 أرسل أمام وجهك ملاكي الذي يهيء طريقك قدامك
وتناقض إنجيل مرقس الإصحاح 1 : 2 أرسل أمام وجهك ملاكي الذي يهيء طريقك قدامك
وتناقض إنجيل لوقا الإصحاح 7 : 27 أرسل أمام وجهك ملاكي الذي يهيء طريقك قدامك
-إنجيل متى الإصحاح 1 : 13 يكنيا ولد شألتيئل
تناقض أخبار الأيام1 الإصحاح 3 : 17-19يكنيا ولد أسير
-إنجيل متى الإصحاح 1 : 1-17 نسب المسيح عليه السلام
تناقض إنجيل لوقا الإصحاح 3 : 23-38 نسب المسيح عليه السلام اختلاف في الأسماء
-إنجيل متى الإصحاح 3 : 17 روح الله نازلة مثل حمامة وصوت من السماء قائلاً هو ذا ابني الحبيب الذي سررت به
تناقض إنجيل متى الإصحاح 17 : 5سحابة نيرة وصوت من السماء قائلاً هو ذا ابني الحبيب الذي سررت به
وإنجيل مرقس الإصحاح 9 : 7 سحابة وصوت من السحابة قائلاً هو ذا ابني الحبيب الذي سررت به
وتناقض إنجيل مرقس الإصحاح 1 : 11 الروح نازلة مثل حمامة وصوت من السماء قائلاً هو ذا ابني الحبيب الذي سررت به
وتناقض إنجيل لوقا الإصحاح 3 : 22 نزل الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة وصوت من السماء قائلاً هو ذا ابني الحبيب الذي سررت به
إنجيل لوقا الإصحاح 9 : 35 وصوت من السحابة قائلاً هو ذا ابني الحبيب الذي سررت به
-إنجيل متى الإصحاح 4 : 13 ترك المسيح الناصرة
تناقض إنجيل لوقا الإصحاح 4 : 16 ذهب المسيح للناصرة
-إنجيل متى الإصحاح 5 : 9 طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون
تناقض إنجيل متى الإصحاح 10 : 34 ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً
-إنجيل متى الإصحاح 5 : 22 كل من يغضب على أخيه باطلاً يكون مستوجب الحكم
تناقض إنجيل لوقا الإصحاح 11 : 39-40 باطنكم مملوء اختتطافاً وخبثاً . يا أغبياء
وتناقض إنجيل لوقا الإصحاح 12 : 20 يا غبي
وتناقض إنجيل لوقا الإصحاح 24 : 25 أيها الغبيان
-إنجيل متى الإصحاح 7 : 14 ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة وقليلون هم الذين يجدونه
تناقض إنجيل متى الإصحاح 11 : 30 لأن نيري هين وحملي خفيف
-إنجيل متى الإصحاح 8 : 2-4 المسيح يشفي الأبرص
تناقض إنجيل متى الإصحاح 8 : 5-15 المسيح لم يذهب وشفي المفلوج بإيمان أبيه
إنجيل لوقا الإصحاح 7 : 1-10 المسيح لم يذهب وشفي المريض
-إنجيل متى الإصحاح 8 : 18-22 هنا هذه الأحداث سبقت حادثة تغير هيئة عيسى وظهور موسى وإيليا في إنجيل متى الإصحاح 17 : 1-8
تناقض إنجيل لوقا الإصحاح 9 : 28-36 هنا تغير هيئة عيسى وظهور موسى وإيليا سبقت هذه الأحداث
-إنجيل متى الإصحاح 17 : 1 بعد ستة أيام
تناقض إنجيل لوقا الإصحاح 9 : 28 بعد ثمانية أيام
-إنجيل متى الإصحاح 8 : 28-34 مجنونان يكلما المسيح لإخراج الشياطين منهم فأخرجها ودخلت في الخنازير
تناقض إنجيل مرقس الإصحاح 5 : 1-17 مجنون واحد وقد أخرج المسيح منه 2000 شيطاناً ودخلت في 2000 خنزير
-إنجيل متى الإصحاح 9 : 9 رأى المسيح إنساناً اسمه متى عند مكان الجباية
تناقض إنجيل مرقس الإصحاح 2 : 14 رأى المسيح لاوي بن حلفى عند مكان الجباية
وتناقض إنجيل لوقا الإصحاح 5 : 27-28 رأى المسيح عشاراً اسمه لاوي عند مكان الجباية
-إنجيل متى الإصحاح 10 : 19-20 روح أبيهم يتكلم من خلالهم
وإنجيل لوقا الإصحاح 12 : 11-12 الروح القدس يعلمهم ما يقولون
وإنجيل مرقس الإصحاح 13 : 11 روح القدس يتكلم من خلالهم
تناقض أعمال الرسل الإصحاح 23 : 1-5 قال بولس لم أكن أعرف أنه رئيس الكهنة
-إنجيل متى الإصحاح 11 : 14 المسيح يقول عن يحيى أنه إيليا
وإنجيل متى الإصحاح 17 : 10-13 المسيح يقول عن يحيى أنه إيليا
تناقض إنجيل يوحنا الإصحاح 1 : 19-28 يحيى ينكر أنه إيليا
من منهما الصادق ؟ إن كلاهما صادقين وكاتب الإنجيل هو الكاذب
-إنجيل متى الإصحاح 11 : 18 يوحنا لا يأكل ولا يشرب
تناقض إنجيل مرقس الإصحاح 1 : 6 يأكل جراداً وعسلاً برياً
-إنجيل متى الإصحاح 12 : 38-40 طلب الفريسيون من المسيح آية فأعطاهم آية يونان
تناقض إنجيل مرقس الإصحاح 8 : 11-13 طلب الفريسيون من المسيح آية فرفض
وتناقض إنجيل لوقا الإصحاح 11 : 20 طلبوا من المسيح آية فأخرج الشياطين
-إنجيل متى الإصحاح 15 : 4 أكرم أباك وأمك
تناقض إنجيل لوقا الإصحاح 14 : 26 أمر ببغضهم
-إنجيل متى الإصحاح 16 : 18-19 سمى المسيح سمعان بطرس وأعطاه مفاتيح ملكوت السموات
تناقض إنجيل متى الإصحاح 16 : 23 قال له " اذهب عني يا شيطان .أنت معثرة لي"
-إنجيل متى الإصحاح 20 : 21 طلبت أم ابني زبيدي من المسيح أن يُجلس ابنيها عن يمينه وعن يساره في ملكوته
تناقض إنجيل مرقس الإصحاح 10 : 35-37 ابنا زبيدي طلبا من المسيح أن يُجلسهما عن يمينه وعن يساره في ملكوته
-إنجيل متى الإصحاح 20 : 29-34 تبعه جمع كثير وأشفى المسيح أعميان
تناقض إنجيل مرقس الإصحاح 10 : 46-52 تبعه جمع كثير وأشفى المسيح أعمى واحد
-إنجيل متى الإصحاح 21 : 18-22 جاع المسيح فرأى تينة فلم يجد ثمراً فدعا عليها فجفت
تناقض إنجيل مرقس الإصحاح 11 : 13-22 جاع المسيح فرأى تينة فلم يجد ثمراً لأنه لم يكن وقت التين فدعا عليها بألا تثمر أبداً
-إنجيل متى الإصحاح 21 : 23-27 يوحنا مثل نبي
تناقض إنجيل مرقس الإصحاح 11 : 32 يوحنا بالحقيقة نبي
-إنجيل متى الإصحاح 21 : 40-41 هذا كلامهم
تناقض إنجيل لوقا الإصحاح 20 : 15-16 هذا كلام المسيح
-إنجيل متى الإصحاح 26 : 3-13 سكبت المرأة الطيب عل رأس المسيح
وفي إنجيل مرقس الإصحاح 14 : 1-9 سكبت المرأة الطيب عل رأس المسيح
تناقض إنجيل يوحنا الإصحاح 12 : 1-8 دهنت المرأة قدمي المسيح بالطيب ومسحت قدميه بشعرها
-إنجيل متى الإصحاح 26 : 20-25 " يسلمني الذي يغمس يده معي في الصحفة "
وإنجيل مرقس الإصحاح 14 : 7-26 " يسلمني الذي يغمس معي في الصحفة "
تناقض إنجيل يوحنا الإصحاح 13 : 12-26 " هو ذاك الذي أغمس أنا اللقمة وأعطيه "
وتناقض إنجيل لوقا الإصحاح 22 : 14-23 لم يذكر من يسلمه
-إنجيل متى الإصحاح 26 : 26-29 العشاء الأخير يوم الفصح ولم يغسل أرجلهم
وإنجيل مرقس الإصحاح 14 : 7-26 العشاء الأخير يوم الفصح ولم يغسل أرجلهم
وإنجيل لوقا الإصحاح 22 : 14-23 العشاء الأخير يوم الفصح ولم يغسل أرجلهم
تناقض إنجيل يوحنا الإصحاح 13 : 1-20 العشاء الأخير قبل الفصح وقد غسل أرجلهم
-إنجيل متى الإصحاح 26 : 26-29 الخبز جسد المسيح والكأس العهد الجديد بدمه
وإنجيل مرقس الإصحاح 14 : 7-26 الخبز جسد المسيح والكأس العهد الجديد بدمه
تناقض إنجيل لوقا الإصحاح 22 : 19-24 الخبز جسد المسيح والكأس العهد الجديد بدمه
تناقض إنجيل يوحنا الإصحاح 13 : 1-20 لا ذكر للخبز والدم
-إنجيل متى الإصحاح 26 : 57-67 الكهنة حكموا أنه مستوجب الموت
تناقض إنجيل يوحنا الإصحاح 11 : 51 تنبأ قيافا أن يسوع مزمع أن يموت عن الأمة
وتناقض إنجيل يوحنا الإصحاح 18 : 14 أشار قيافا أنه خير أن يموت إنسان واحد عن الشعب
-إنجيل متى الإصحاح 26 : 69-75 تنكر بطرس للمسيح ثم صاح الديك فخرج بطرس وبكى
إنجيل مرقس الإصحاح 14 : 66-72 تنكر بطرس للمسيح ثم صاح الديك فخرج بطرس وبكى
إنجيل لوقا الإصحاح 22 : 55-62 تنكر بطرس للمسيح ثم صاح الديك فخرج بطرس وبكى
وإنجيل يوحنا الإصحاح 18 : 16-18 تنكر بطرس للمسيح
وإنجيل يوحنا الإصحاح 18 : 25-27 تنكر بطرس للمسيح ثم صاح الديك
-إنجيل متى الإصحاح 27 : 3-10 ندم يهوذا وخنق نفسه
تناقض أعمال الرسل الإصحاح 1 : 18-19 " وإذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت أحشاؤه كلها "
-إنجيل متى الإصحاح 27 : 51 انشق حجاب الهيكل إلى اثنين من فوق إلى أسفل وتزلزلت الأرض وتفتحت القبور وخرجت أجساد القديسين منها
وإنجيل مرقس الإصحاح 15 : 37-38 انشق حجاب الهيكل إلى اثنين من فوق إلى أسفل فقط
تناقض إنجيل لوقا الإصحاح 23 : 45-46 انشق حجاب الهيكل من وسطه فقط
وتناقض إنجيل يوحنا الإصحاح 19 : 30 لا ذكر لهذه الأحداث
-إنجيل متى الإصحاح 27 : 23-31 بيلاطس غسل يديه من دم المسيح ثم جلده وسلمه لهم
وإنجيل مرقس الإصحاح 15 : 14-20 بيلاطس جلده وسلمه لهم ليرضيهم
تناقض إنجيل لوقا الإصحاح 23 : 8-12 بيلاطس لم يجلده بل سلمه لهم ليرضيهم
وتناقض إنجيل يوحنا الإصحاح 19 : 1-23 بيلاطس جلده وساهم في إعداده للصلب
-إنجيل متى الإصحاح 27 : 32 سخروا سمعان القيرواني لحمل صليب المسيح
وإنجيل مرقس الإصحاح 15 : 11سخروا سمعان القيرواني لحمل صليب المسيح
وإنجيل لوقا الإصحاح 23 : 26 أمسكوا سمعان القيرواني ليحمل الصليب خلف يسوع
تناقض إنجيل يوحنا الإصحاح 19 : 16-18 المسيح حمل صليبه
-إنجيل متى الإصحاح 27 : 34 أعطوه خلاً ممزوجاً بمرارة ولما ذاق لم يرد أن يشرب
وإنجيل مرقس الإصحاح 15 : 23 أعطوه خلاً ممزوجاً بمرارة ليشرب فلم يقبل
تناقض إنجيل لوقا الإصحاح 23 : 36 قدموا له خلاً فقط
وتناقض إنجيل يوحنا الإصحاح 19 : 29-30 ملأوا إسفنجة من الخل ووضعوها على زوفا وقدموها إلى فمه فلما أخذ يسوع الخل قال قد أُكمل ومات
-إنجيل متى الإصحاح 27 : 37 وجعلوا فوق رأسه علته مكتوبة هذا هو يسوع ملك اليهود
تناقض إنجيل مرقس الإصحاح 15 : 26 وكان عنوان علته مكتوباً ملك اليهود
وتناقض إنجيل لوقا الإصحاح 23 : 38 وكان عنوان مكتوب فوقه …. ملك اليهود
وتناقض إنجيل يوحنا الإصحاح 19 : 19 وكتب بيلاطس عنواناً ووضعه على الصليب
-إنجيل متى الإصحاح 27 : 44 كان اللصان يعيرانه بقوله أنه ابن الله
وإنجيل مرقس الإصحاح 15 : 32 واللذان صلبا معه كانا يعيرانه
تناقض إنجيل لوقا الإصحاح 23 : 39-43 كان واحد منهم يعيره فانتهره الآخر
-إنجيل متى الإصحاح 27 : 45 ظلمة من الساعة 6-9
وإنجيل مرقس الإصحاح 15 : 13 ظلمة من الساعة 6-9
وإنجيل لوقا الإصحاح 23 : 44 ظلمة من الساعة 6-9
تناقض إنجيل يوحنا الإصحاح 19 : 14-16 لا ذكر للحادثة
-إنجيل متى الإصحاح 27 : 46 قال المسيح " إلهي إلهي لماذا تركتني "
وإنجيل مرقس الإصحاح 15 : 34 قال " إلهي إلهي لماذا تركتني "
تناقض إنجيل لوقا الإصحاح 23 : 46 قال " يا أبتاه في يديك أستودع روحي "
وتناقض إنجيل يوحنا الإصحاح 19 : 30 لم يقل المسيح شيئاً
-إنجيل متى الإصحاح 28 : 1-15 ذهاب مريم المجدلية ومريم الأخرى إلى القبر
وإنجيل مرقس الإصحاح 16 : 1-11 ذهاب مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة إلى القبر
وإنجيل لوقا الإصحاح 24 : 1-12 ذهاب مريم المجدلية ويونا ومريم أم يعقوب والباقيات معهن إلى القبر
وإنجيل يوحنا الإصحاح 20 : 1-18 ذهاب مريم المجدلية فقط إلى القبر
-إنجيل مرقس الإصحاح 10 : 27 لأن كل شيء مستطاع عند الله
وإنجيل متى الإصحاح 19 : 26 لأن كل شيء مستطاع عند الله
تناقض القضاة الإصحاح 1 : 19 لم يستطع الله طردهم لأن مركباتهم حديد !
-إنجيل مرقس الإصحاح 15 : 25 الساعة الثالثة صلبوه
تناقض إنجيل يوحنا الإصحاح 19 : 14-16 الساعة السادسة صلبوه
-إنجيل مرقس الإصحاح 15 : 39 قال قائد المئة إن المسيح ابن الله
تناقض إنجيل لوقا الإصحاح 23 : 47 قال إن المسيح كان إنساناً باراً
-إنجيل مرقس الإصحاح 16 : 14 ظهر للأحد عشر
تناقض الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس الإصحاح 15 : 5 ظهر لصفا ثم للاثني عشر
-إنجيل لوقا الإصحاح 1 : 32-33 يعطيه الرب كرسي أبيه داود ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد
تناقض إنجيل يوحنا الإصحاح 6 : 15 انصرف المسيح إلى الجبل حتى لا يتوجوه ملكاً
-إنجيل لوقا الإصحاح 4 : 38-39 أشفى المرأة من الحمى
تناقض إنجيل لوقا الإصحاح 5 : 12-14 أشفى الأبرص وأوصاه ألا يقول بل يذهب للكاهن ويقدم عن تطهيره كما أمر موسى
وتناقض إنجيل لوقا الإصحاح 7 : 1-10 شُفي عبد لقائد المئة دون ذهاب المسيح عنده
-إنجيل لوقا الإصحاح 5 : 1-11 معجزة الصيد حدثت قبل قيامة المسيح عليه السلام
تناقض إنجيل يوحنا الإصحاح 21 : 1-14 معجزة الصيد حدثت بعد قيامة المسيح عليه السلام
-إنجيل لوقا الإصحاح 9 : 55-56 رفض المسيح طلب يعقوب ويوحنا بإنزال نار لحرق السامريين لأنهم رفضوه
تناقض إنجيل لوقا الإصحاح 12 : 49 جئت لألقي ناراً على الأرض
-إنجيل لوقا الإصحاح 19 : 27 طلب المسيح أن يُذبح من يعارض ملكه
تناقض إنجيل يوحنا الإصحاح 6 : 15 انصرف المسيح إلى الجبل حتى لا يتوجوه ملكاً
-إنجيل لوقا الإصحاح 24 : 51 صعد المسيح إلى السماء مساء عيد الفصح
وإنجيل مرقس الإصحاح 16 : 19 صعد المسيح إلى السماء مساء عيد الفصح
تناقض أعمال الرسل الإصحاح 1 : 2-3 صعد المسيح إلى السماء بعد أربعين يوماً من قيامته
-إنجيل يوحنا الإصحاح 1 : 18 الله لم يره أحد قط
تناقض سفر الخروج الإصحاح 33 : 11 يكلم الرب موسى وجهاً لوجه
-إنجيل يوحنا الإصحاح 5 : 31 إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي ليست حقاً
تناقض إنجيل يوحنا الإصحاح 8 : 14 إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي حق
-إنجيل يوحنا الإصحاح 14 : 6 ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي
تناقض أعمال الرسل الإصحاح 10 : 34-35 " الذي يتقيه ويصنع البر مقبول عنده "
-إنجيل يوحنا الإصحاح 7 : 1 لم يذهب إلى القدس علانية لأن اليهود كانوا يطلبون أن يقتلوه
وإنجيل يوحنا الإصحاح 11 : 53-54 لم يذهب إلى القدس علانية لأن اليهود كانوا يطلبون أن يقتلوه
تناقض إنجيل يوحنا الإصحاح 12 : 12 ذهب إلى القدس
-إنجيل يوحنا الإصحاح 18 : 9 لم أهلك أحداً
تناقض إنجيل يوحنا الإصحاح 17 : 12 لم يهلك منهم إلا ابن الهلاك
-أعمال الرسل الإصحاح 9 : 7 لم ير الرجال أحداً ولكن سمعوا الصوت
تناقض أعمال الرسل الإصحاح 22 : 9 رأى الرجال النور ولم يسمعوا الصوت
وتناقض أعمال الرسل الإصحاح 26 : 14 سمع هو الصوت
-أعمال الرسل الإصحاح 9 : 6 أمره المسيح بدخول المدينة وسيجد فيها من يخبره بمهمته
وأعمال الرسل الإصحاح 22 : 10 أمره المسيح أن يذهب إلى دمشق وسيجد فيها من يخبره بمهمته
وتناقض أعمال الرسل الإصحاح 26 : 14 أخبره المسيح أنه انتخبه خادماً وشاهداً
-أعمال الرسل الإصحاح 26 : 23 المسيح أول قيامة الأموات
ورسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس الإصحاح 15 : 20 المسيح أول قيامة الأموات
ورسالة بولس إلى أهل كولوسي الإصحاح 1 : 18 المسيح أول قيامة الأموات
ورؤيا يوحنا الإصحاح 1 : 5 المسيح أول قيامة الأموات
وهي تتناقض مع حادثة قيام الصبية من الموت التي وردت في إنجيل متى الإصحاح 9 : 25 وفي إنجيل مرقس الإصحاح 5 : 42 وفي إنجيل لوقا الإصحاح 8 : 55
وتتناقض مع حادثة قيام الشاب من الموت التي وردت في إنجيل لوقا الإصحاح 7 : 11-17 وفي إنجيل يوحنا الإصحاح 11 : 1-44
-الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس الإصحاح 7 : 10-25 أوامره من الرب
تناقض الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس الإصحاح 11 : 17" الذي أتكلم به لست أتكلم به بحسب الرب بل كأنه في غباوة في حسارة الافتخار هذه "
-الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس الإصحاح 14 : 33 الله ليس إله تشويش بل إله سلام
تناقض سفر إشعياء 45 : 7 مصور النور وخالق الظلمة صانع السلام وخالق الشر
وتناقض سفر صموئيل الأول الإصحاح 16 : 14 روح رديء من قبل الرب
وتناقض الرسالة الثانية إلى أهل تسالونيكي الإصحاح 2 : 11 يرسل إليهم الله عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب
-الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس الإصحاح 11 : 5 " لأني أحسب أني لم أنقص شيئاً عن فائقي الرسل "
تناقض الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس الإصحاح 12 : 11 " قد صرت غبياً وأنا أفتخر …وإن كنت لست شيئاً"
-رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس الإصحاح 2 : 3 "لأن هذا حسن ومقبول لدى مخلصنا الله "
تناقض رسالة بولس الثانية إلى أهل تسالونيكي الإصحاح 2 : 11 يرسل إليهم الله عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب
-رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس الإصحاح 2 : 4" الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون
تناقض رسالة بولس الثانية إلى أهل تسالونيكي الإصحاح 2 : 11-12 يرسل إليهم الله عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب لكي يدان جميع الذين لم يصدقوا الحق بل سروا بالإثم
-رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس الإصحاح 6 : 16 " الذي وحده له عدم الموت ساكناً في نور لا يُدنى منه الذي لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه الذي له الكرامة والقدرة الأبدية "
تناقض رؤيا يوحنا الإصحاح 4 : 3 رأى الله شبه حجر اليشب والعقيق وحول العرش قوس قزح شبه الزمرد
وتناقض سفر الملوك الأول الإصحاح 8 : 12 قال الرب إنه يسكن في الضباب
أغلاط في سفر التكوين
-سفر التكوين 1لإصحاح 1 : 1 -2 " في البدء خلق الله السموات والأرض. وكانت الأرض خربة ….يرف على وجه المياه "
ثبت علميا أن السموات والأرض كانتا كتلة غازية تفككت بأمر الله سبحانه وتعالى على مدى 10بلايين السنين وهو ما يدعى بالانفجار الكبير ، ومنذ بضعة بلايين من السنين تكونت المجموعة الشمسية. كما أن وجود الماء في تلك المرحلة مرفوض علمياً
-سفر التكوين 1لإصحاح 1 : 3-5 " وقال الله ليكن نور فكان نور.….وكان مساء وكان صباح يوماً واحداً "
في اليوم الأول لم تخلق النجوم بما في ذلك الشمس فمن أين حصل النور والصباح والمساء واليوم ؟ إن الليل والنهار ينتجان عن دوران الأرض حول الشمس
-سفر التكوين 1لإصحاح 1 : 6 -8 "ليكن جلد في وسط المياه. وليكن فاصلاً بين مياه ومياه …ودعا الجلد سماء"
انقسام الماء إلى كتلتين لا يصح علميا
-سفر التكوين 1لإصحاح 1 : 11 " وقال الله لتنبت الأرض عشباً "
لا يمكن وجود نبات قبل الشمس
-سفر التكوين 1لإصحاح 1 : 14-19 " لتكن أنوار ….النور الأكبر لحكم النهار والنور الأصغر لحكم الليل. والنجوم …"
هذا يناقض المعلومات الأساسية عن تشكل عناصر النظام الشمسي فقد نتجت الأرض والقمر بأمر الله سبحانه وتعالى من انفصالهما عن الشمس فكيف جاءت الشمس والقمر بعد الأرض ؟
-سفر التكوين 1لإصحاح 1 : 20-23 " لتفض المياه زحافات ذات نفس حية وليطر طير فوق الأرض…. فخلق التنانين …بهائم ودبابات ووحوش ….وخلق الله الإنسان…..ذكراً وأنثى "
نظام ظهور الحيوانات الأرضية والطيور هذا مرفوض علمياً فقد جاءت الطيور من فئة خاصة من الزواحف عاشت في العصر الثاني لذا من الخطأ ظهور الحيوانات الأرضية بعدها .وقد جاء ذكر الحيوانات الأرضية في اليوم السادس
-سفر التكوين 1لإصحاح 1 : 26-27 وفي الإصحاح 5 : 1 " وخلق الله الإنسان على صورته "
هل يعني هذا أنه يصح عبادة أي شخص ما دام يشبه الله سبحانه وتعالى !
-سفر التكوين 1لإصحاح 2 : 1-3 " فأُكملت السموات والأرض وكل جندها. وفرغ الله في اليوم السابع …فاستراح "
تم تشكيل الكون على فترات طويلة جدا وليس خلال أيام كما نعرفها لذا من المرجح أن يكون الكاتب قد أدخل استراحة الله سبحانه وتعالى لحث الناس على الالتزام بالسبت . وطبعاً حاشا لله أن يتعب. جاء في سفر اشعياء الإصحاح 40 : 28 " الرب لا يكل ولا يعيا "
-سفر التكوين 1لإصحاح 2 : 4 -7 " مبادئ السموات والأرض حين خلقت…..وجبل الرب الإله آدم….ونفخ في أنفه نسمة حياة ……..وأنبت الرب الإله من الأرض كل شجرة شهية "
هذه رواية أخرى للخلق مما يدل على اختلاف الكاتب ولا تشير إلى تشكل الأرض بشكل واضح وخاص ولا إلى تشكل السماء ثم إن الأرض كانت مغمورة بالماء فما الحاجة إلى المطر ؟
لقد ظهر النبات على الأرض قبل ظهور الإنسان بفترة طويلة قد تصل إلى مئات الملايين من السنين
-سفر التكوين 1لإصحاح 2 : 17 " لأنك يوم تأكل منها تموت موتاً "
أكل آدم منها ولم يمت وكذلك حواء
-سفر التكوين 1لإصحاح 6 : 3 " تكون أيامه مئة وعشرين سنة "
كانت أعمارهم طويلة جداً
-سفر التكوين 1لإصحاح 6 : 17 " آت بطوفان الماء على الأرض لأهلك كل جسد فيه روح "
يثبت التاريخ وجود حضارات على الأرض في تلك الفترة فبالنسبة لمصر يسبق الطوفان الفترة الوسطى قبل الأسرة الحادية عشرة وأما في العراق فقد حكمت أسرة أور الثالثة ومن المعروف تاريخياً أنه لم يحدث انقطاع في هذه الحضارات مما يدل على أن الطوفان لم يشمل كل الأرض
-سفر التكوين الإصحاح 9 : 25-27 " ملعون كنعان. عبد العبيد يكون لإخوته "
نوح عليه السلام يضع الأسس لعبودية ابنه لإخوته ! لا يمكن أن يصدر ذلك عن نبي
-سفر التكوين 1لإصحاح 14 : 14 " أن أخاه سبي "
لوط عليه السلام ابن أخ إبراهيم كما في الجملة 12
-سفر التكوين 1لإصحاح 17 : 20 " اثني عشر رئيساً يلد "
هؤلاء نسل إسماعيل عليه السلام فأين هؤلاء ؟
-سفر التكوين 1لإصحاح 18 : 8 " أخذ زبداً ولبناً والعجل….فأكلوا "
الملائكة لا تأكل طعام أهل الأرض
-سفر التكوين 1لإصحاح 22 : 14 " فدعا إبراهيم اسم ذلك الموضع يهوه يرأه "
لم يطلق عليه هذا الاسم إلا بعد بناء الهيكل أي بعد 450 سنة من وفاة موسى فكيف تكون من كلامه ؟
-سفر التكوين 1لإصحاح 25 : 29 -34 وفي الإصحاح 27 إحتال يعقوب على أخيه الأكبر عيسو فباع له حق بكوريته مقابل خبز وعدس !
لا يتخذ الله سبحانه وتعالى مثل هذا نبيا ؟ وهل قضاء الله يسير حسب خطط البشر ؟
-سفر التكوين 1لإصحاح 28 :10-14 " ويكون نسلك كتراب الأرض "
إذا كان اليهود هم المقصودين بنسل يعقوب عليه السلام فهم ليسوا كتراب الأرض
-سفر التكوين 1لإصحاح 29 : 15-30 " فخدم يعقوب براحيل سبع سنين. وكانت في عينيه كأيام قليلة بسبب محبته لها "
يعقوب عليه السلام أمضى ليلة زفافه دون الانتباه إلى أن العروس ليست من خطبها رغم معرفته بها وبصوتها
-سفر التكوين 1لإصحاح 30 : 37-43 " أخذ يعقوب لنفسه قضبان خضر….وقشر فيها خطوطاً وأوقفها في مساقي الماء لتتوحم الغنم عليها وتوحمت وولدت الغنم مخطط… "
على هذا يكون لون الخراف في الربيع أخضر !
-سفر التكوين 1لإصحاح 35 : 27 والإصحاح 37 : 14 " وجاء يعقوب إلى إسحق أبيه إلى ممرا قرية أربع "
ليست من كلام موسى عليه السلام بل لشخص آخر بعد احتلال بني إسرائيل لفلسطين
-سفر التكوين 1لإصحاح 36 : 31-39 " " وهؤلاء هم الملوك الذين ملكوا في أرض أدوم "
ليست من كلام موسى عليه السلام فهو أول ملوك بني إسرائيل
أغلاط في باقي أسفار العهد القديم
-سفر الخروج الإصحاح 15 : 20 " فأخذت مريم النبية أخت هرون الدف بيدها وخرجت جميع النساء وراءها بدفوف ورقص "
نبية وتضرب بالدف وترقص ؟
-سفر اللاويين الإصحاح 13 : 46-59 " إذا كان ناتئ البضربة في صلعة الإنسان أبيض ضارب إلى الحمرة فهو نجس ويجب أن تُشق ثيابه ويُكشف رأسه ويُغطى شاربيه وينادي نجس نجس .يقيم وحده خارج المحلة "
وفي باقي الإصحاح 13 والإصحاح 14 والإصحاح 15 والإصحاح 16
أحكام عجيبة ووساوس لا تستند على علم !
-سفر اللاويين الإصحاح 25 : 46 " تستعبدونهم إلى الدهر "
لا يمكن ذلك فالله سبحانه وتعالى لا يرضى باستعباد الإنسان لأخيه الإنسان
-سفر العدد الإصحاح 1 : 45-46 " عددهم 603550 من سن العشرين فصاعداً "
لا يمكن أن يتكاثروا إلى هذا العدد في أربعة أجيال ولو كانوا كذلك لما استطاع الفرعون السيطرة عليهم والسعي لإعادتهم . وكيف يكون لمثل هذا العدد قابلتان فقط كما جاء في الخروج 1 : 15-22
-سفر العدد الإصحاح 31 : 17-18 " اقتلوا كل ذكر من الأطفال وكل امرأة…..لكن جميع الأطفال من النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر أبقوهن لكم حيات "
لا يمكن أن يصدر هذا الإرهاب عن الله سبحانه وتعالى . وكيف لهم معرفة العذراء من غيرها ؟
-سفر العدد الإصحاح 31 : 35 - 41النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر جميع النفوس 32 ألفاً ……ونفوس الناس 16 ألفاً وزكاتها للرب 32 ألفاً "
ماذا يفعل الله سبحانه وتعالى بـ 32 ألفاَ من العذارى ؟
-سفر التثنية الإصحاح 3 : 11 " إن عوج ملك باشان وحده بقي من بقية الرفائيين هو ذا سريره من حديد "
مات موسى قبل هذا بخمسة شهور وكتبت بعد الملك بمدة طويلة
-سفر التثنية الإصحاح 21 : 10-15 " إذا كان في السبي امرأة جميلة يأخذها الرجل للبيت وتحلق شعرها وتقلم أظفارها وتنزع ثياب سبيها ثم تبقى شهراً تبكي أباها وأمها ثم يتزوجها وإن لم يسر بها فعليه تسريحها "
أحكام غريبة ومضحكة !
-سفر التثنية الإصحاح 23 : 2 " لا يدخل ابن زنا في جماعة الرب حتى الجيل العاشر "
إذن لا يدخل داود عليه السلام جماعة الرب فهو-حاشاه-ولد زنا كما في التكوين 38 : 12-30
هذا أيضاً ينطبق على متى 1 : 3-6
-سفر التثنية الإصحاح 27 : 3 " تكتب على الحجارة جميع كلمات هذا الناموس "
وأيضاً في الجملة # 8 فكيف صارت التوراة بهذا الحجم ؟
هذا أيضاً ينطبق على يشوع الإصحاح 8 : 32
-سفر التثنية الإصحاح 34 : 5 " فمات هناك موسى "
وفي الجملة # 10 موسى عليه السلام كتب عن موته !
-سفر يشوع الإصحاح 10 : 12-13" يا شمس دومي على جبعون ويا قمر على وادي ايلون "
لم ترد هذه الحادثة في كتب التاريخ ثم إن الأرض تدور حول الشمس فلا فائدة من توقف الشمس
-سفر القضاة الإصحاح 1 : 19 " وكان الرب مع يهوذا فملك الجبل ولكن لم يطرد سكان الوادي لأن لهم مركبات حديد "
إن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير ولا يعجزه شيء في السموات أو في الأرض
-سفر القضاة الإصحاح 3 : 31 " ضرب من الفلسطينيين 600 رجل بمنساس البقر "
هذا هراء لا يصدقه عقل سليم !
-سفر القضاة الإصحاح 15 : 4-5 " أحضر 300 ثعلب وربطها بذيولها وجعل شعلة بين كل ذنبين في الوسط ُثم أضرم المشاعل ناراً وأطلقها بين زروع الفلسطينيين فأحرق الأكداس والزرع "
هذه ثعالب مطيعة ! هذا بزعمهم نبي فما رأي جمعيات الرفق بالحيوان ؟
وفي سفر القضاة الإصحاح 15 : 15-16 " ووجد لحي حمار طرياً فمد يده وأخذه وضرب به ألف رجل "
قتل ألفاً بعظمة فك حمار ! هذا أيضاً هراء لا يصدقه عقل سليم ! يستحيل أن يكون هذا نبياً وأن تكون هذه الأفعال معجزات أمده الله بها والسبب في سفر القضاة الإصحاح 16 : 1 " رأى هناك امرأة زانية فدخل إليها "
ما الفائدة من إيراد هذه القذارات ؟ لا يمكن أن يكون هذا وحياً من الله سبحانه وتعالى
-سفر القضاة الإصحاح 17 : 7 " من عشيرة يهوذا وهو لاوي "
لا يكون لاوياً وهو من يهوذا
-سفر صموئيل الأول الإصحاح 18 : 27 " قتل من الفلسطينيين مئتي رجل وأتى داود بغلفهم فأكملوها للملك لمصاهرة الملك "
قتلهم واستعمل غُلفهم (جزء من عضو الذكورة) كَمَهر لابنة الملك ؟ لا يليق هذا الإنحطاط بنبي
-سفر صموئيل الثاني الإصحاح 7 : 10 " وعينت مكاناً لشعبي إسرائيل وغرسته فسكن في مكانه ولا يضطرب بعد "
لقد تعرضوا للسبي البابلي ولغزو من الأشوريين ومن الفراعنة ومن تيطس
-سفر صموئيل الثاني الإصحاح 7 : 13 " هو يبني بيتاً لاسمي وأنا اثبت كرسي مملكته إلى الأبد "
لم يبن المسيح عليه السلام بيتاً باسم الله ولم يتول الحكم
-سفر صموئيل الثاني الإصحاح 7 : 14 " إن تعوج أؤدبه بقضيب الناس وبضربات بني آدم "
إن المسيح عليه السلام هو المقصود في الجملة السابقة فهذه تهديد لله أو لابنه بالعقاب !
-سفر صموئيل الثاني الإصحاح 7 : 11-17 " أرحتك من جميع أعدائك …..وأنا أثبت كرسي مملكته إلى الأبد"
زالت سلطنة آل داود وتسلط عليهم الأشوريون بقيادة سرجون الثاني سنة 722 ق . م والبابليون بقيادة بختنصر سنة 586 ق . م
هذا أيضاً ينطبق على أخبار الأيام الأول 22 : 9
-سفر صموئيل الثاني الإصحاح 7 : 1-15 الأخ يزني بأخته في عائلة داود عليه السلام !
هذه الفواحش لا تحدث في بيوت الصالحين فكيف ببيوت الأنبياء ؟
-سفر صموئيل الثاني الإصحاح 22 : 9 وفي الجملة # 11 " صعد دخان من أنفه ونار من فمه "
لا يليق بالله سبحانه وتعالى
-سفر صموئيل الثاني الإصحاح 23 : 8 " يوشيب ….هز رمحه على800 قتلهم دفعة واحدة "!!!
-سفر الملوك الأول الإصحاح 1 : 1-3 وفي الإصحاح 11 : 1-13 " ليفتشوا لسيدنا الملك على فتاة عذراء….ولتضطجع في حضنك فيدفأ سيدنا الملك "
لا يمكن أن يصدر الزنا من مؤمن فكيف بنبي ؟
-سفر الملوك الأول الإصحاح 17 : 2-6 " وقد أمرت الغربان أن تعولك ….تأتي إليه بخبز ولحم "
الغربان طيور نجسة لا تصلح لخدمة نبي .وهل تتقن الغربان مهمة العجن والخبز ؟
الأصح أنهم العرب كما جاء بهذا المعنى في أخبار الأيام الثاني الإصحاح 21 : 16 وفي سفر نحميا الإصحاح 4 : 7
-سفر الملوك الأول الإصحاح 22 : 19-23 " قد رأيت الرب ….فقال الرب من يغوي آخاب…..أخرج وأكون روح كذب في أفواه جميع أنبيائه "
كيف عرف هذا ؟ الأنبياء لا يكذبون
-سفر الملوك الثاني الإصحاح 19 هو حرفياً الإصحاح 37 في سفر اشعياء رغم اعتقاد النصارى أنهما لكاتبين مختلفين
ألا يسمى هذا سرقة أدبية ؟
-أخبار الأيام الأول الإصحاح 1 : 13 " كنعان ولد صيدون بكره وحثا واليبوسي والأموري والجرجاشي والحوي والعرقي والسيني والأروادي والصماري والحماثي "
لا توجد بعض هذه الأسماء في أجداد الفلسطينيين في كتب التاريخ
-أخبار الأيام الأول الإصحاح 11 : 20 " هز أبيشاي رمحه على 300 رجل فقتلهم "!!!
-أخبار الأيام الأول الإصحاح 22 : 9-11 " اسمه يكون سليمان …..وهو يكون لي ابناً وأنا له أباً وأثبت كرسي ملكه على إسرائيل إلى الأبد "
ملكه إلى الأبد لم يحدث .هل سليمان أخاً للمسيح عليهما السلام فهو أيضاً ابن لله !
-أخبار الأيام الثاني الإصحاح 28 : 19 آحاز ملك يهوذا وليس ملك إسرائيل كما في سفر إشعياء الإصحاح 7 : 1
-أخبار الأيام الثاني الإصحاح 33 : 12-13 ليس لإيمان الملك منسى أي مصدر في أي كتاب من كتب التوراة أو خارجها مما يدل على أن الكاتب قد اهتم بتكييف التاريخ مع الضرورات اللاهوتية
-سفر أيوب الإصحاح 14 : 14 " إن مات رجل أفيحيا "
نبي ويشك في الآخرة ؟ لا يمكن ذلك
-سفر الأمثال الإصحاح 31 : 6-7 " أعطوا مسكراً لهالك وخمراً لمري النفس .يشرب وينسى فقره "
يستحيل أن يوصي الله سبحانه وتعالى بذلك
-سفر إشعياء الإصحاح 7 : 14-16 + الإصحاح 9 : 6 " العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل "
الابن يولد قبل خراب الملك أما عيسى عليه السلام فقد ولد بعد 721 عاماً من الخراب فهو ليس عمانوئيل
-سفر إشعياء الإصحاح 7 : 18 الرب يُصَفر للنحل والذباب !
-سفر إشعياء الإصحاح 7 : 20 الرب يَحلِق شعر رأس ملك أشور وشعر الرجلين بشفرة مستعارة !
-سفر حزقيال الإصحاح 4 : 1-15 " اتكئ على جنبك اليسار وضع إثم بني إسرائيل .على عدد الأيام التي فيها تتكئ عليه تحمل إثمهم …….فاتكئ على جنبك اليمين أيضاً فتحمل إثم يهوذا أربعين يوماً ….وتأكل كعكاً من الشعير على الخُرء الذي يخرج من الإنسان تخبزه "
وكذلك في الإصحاح الخامس تعليمات عجيبة وقذارات لا يمكن أن تصدر عن الله سبحانه وتعالى !
-سفر حزقيال الإصحاح 26 : 7-14 " هأنذا أجلب على صور نبوخذراصر ….تتزلزل أسوارك عند دخوله…لا تبنين بعد "
تذكر كتب التاريخ أنه حاصرها 13 عاما ولم يتمكن من فتحها وهي موجودة الآن
-سفر دانيال الإصحاح 9 : 24 - 36 وفي الإصحاح 12 : 11-12 " سبعون أسبوعاً قضيت على شعبك وعلى مدينتك ……لختم الرؤيا والنبوة …..من خروج الأمر لتجديد أورشليم وبنائها إلى المسيح الرئيس سبعة أسابيع واثنان وستون أسبوعاً يعود ويُبنى سوق "
انتهت المدة ولم يظهر مسيح اليهود وإذا كان عيس عليه السلام هو المعني فالحواريون ليسوا أنبياء كما يدعي النصارى وسيأتي ختم النبوة بعدهم
-سفر ملاخي الإصحاح 2 : 3 " أمد الفرث على وجوهكم "
هذه القذارات يستحيل أن تكون كلام الله سبحانه وتعالى ؟
أَغلاط في الإنجيل
-إنجيل متى الإصحاح 1 : 1-16 " من داود إلى سبي بابل أربعة عشر جيلاً ومن سبي بابل إلى المسيح أربعة عشر جيلاً "
العدد من داود إلى سبي بابل 15 وليس 14
ومن السبي إلى المسيح عليه السلام 12 وليس 14
-إنجيل متى الإصحاح 2 : 1-12 " رأينا نجمه في المشرق "
تتحرك النجوم من الشمال إلى الجنوب ببطء شديد فكيف رأوه ؟
-إنجيل متى الإصحاح 2 : 18" راحيل تبكي على أولادها "
ماتت راحيل قبل ذلك فالأصح أن المقصود بختنصر الذي حاربهم زمن ارميا وقتل الكثير من أقاربها
-إنجيل متى الإصحاح 3 : 16
لم يرد انشقاق السموات في النهار في كتب التاريخ . وماذا حدث للحمامة ؟
هذا ينطبق أيضاً على إنجيل مرقس الإصحاح 1 : 10-11 وفي إنجيل لوقا الإصحاح 3 : 21-22
-إنجيل متى الإصحاح 9 : 9 " رأى إنساناً عند مكان الجباية اسمه متى "
دليل على أن متى ليس الكاتب
-إنجيل متى الإصحاح 11 : 3 " أنت هو الآتي أم ننتظر آخر "
يوحنا رسول ولا يعرف ربه ! وما فائدة رسالة يوحنا أثناء وجود المسيح عليه السلام ؟
-إنجيل متى الإصحاح 12 : 3-4 " داود…..دخل بيت الله وأكل خبز التقدمة الذي لا يحل "
لا يأكل النبي حراماً
-إنجيل متى الإصحاح 12 :40 والإصحاح 27 : 63 "يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال"
هذا خطأ فبزعمهم صلب المسيح عليه السلام ظهر الجمعة كما في متى 27 : 45-46 ووجد القبر فارغاً فجر الأحد كما في متى 28 : 6 وفي مرقس 16 : 6 ؟
-إنجيل متى الإصحاح 16 : 27-28 " إن من القيام ههنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتياً في ملكوته "
وأيضاً في إنجيل متى الإصحاح 26 : 64
ماتوا جميعاً ولم يأت المسيح عليه السلام
-إنجيل متى الإصحاح 19 : 28 " تجلسون أنتم أيضاً على اثني عشر كرسياً "
مات يهوذا مرتداً كما في متى الإصحاح 27 : 5 فصاروا 11
هذا ينطبق أيضاً على كورنثوس الأول الإصحاح 15 : 5
-إنجيل متى الإصحاح 21 : 18-22 " فنظر شجرة تين….ولم يجد فيها شيئاً إلا ورقاً "
لم يجد ثمراً فدعا عليها فجفت .لو كان إلهاً لعرف وقت الثمر ولجعل عليها ثمراً وما ذنبها حتى يدعو عليها ؟
-إنجيل متى الإصحاح 24 : 29-36 " تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السموات تتزعزع . وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء ……ويبصرون ابن الإنسان آتياً …….."
زال الجميع دون تحقيق ذلك
هذا ينطبق أيضاً على إنجيل مرقس الإصحاح 13 : 24-31 وفي إنجيل لوقا الإصحاح 21 : 25-33
-إنجيل متى الإصحاح 27 : 51-53 " وإذا حجاب الهيكل قد انشق ….والقبور تفتحت وقام كثير من أجساد القديسين ….من القبور وظهروا لكثيرين "
لو حدث هذا لآمن الناس كما في سفر أعمال الرسل 2 : 1-41 وماذا حدث للأجساد بعد ذلك ؟ كما أن هذه الحادثة لم ترد في كتب التاريخ ولا في رواية موت المسيح عليه السلام في إنجيل مرقس الإصحاح 15 :38 وإنجيل لوقا الإصحاح 23 : 45
-إنجيل متى الإصحاح 27 : 45 " ومن الساعة السادسة كانت ظلمة على كل الأرض إلى الساعة التاسعة "
لم يرد عموم الظلام للأرض نهاراً في كتب التاريخ
هذا ينطبق أيضاً على إنجيل مرقس الإصحاح 15 : 33 وفي إنجيل لوقا الإصحاح 23 : 44
-إنجيل مرقس الإصحاح 1 : 16 - 20 التعاقب الزمني للأحداث خطأ فمعجزة الصيد لم تحدث هنا
-إنجيل مرقس الإصحاح 5 : 13 " فخرجت الأرواح النجسة ودخلت في الخنازير فاندفع القطيع من على الجرف إلى البحر وكان نحو ألفين فاختنق في البحر "
ليس إلهاً فلم يملك المسيح عليه السلام القدرة على إدخالها في واحد فقط دون قتل 2000 من الخنازير تفادياً للخسارة
-إنجيل مرقس الإصحاح 10 : 29-31 "ليس أحد ترك بيتا...أو امرأة…إلا ويأخذ مئة ضعف الآن في هذا الزمان…مع اضطهادات "
أليس ممنوعاً تعدد الزوجات ؟ فما بالك بمئة ؟ وما دخل ذلك بالاضطهادات ؟
هذا ينطبق أيضاً على إنجيل لوقا الإصحاح 18 : 30
-إنجيل مرقس الإصحاح 11 : 21 " لأنه لم يكن وقت التين "
فهل اقترفت التينة ذنباً حتى تلعن ؟ ثم كيف يأكل مما لا يملك ؟ لو كان إلهاً لما جاع ولجعل عليها تيناً
-إنجيل مرقس الإصحاح 11 : 23 " من قال لهذا الجبل انتقل وانطرح في البحر ولا يشك في قلبه …..فمهما قال يكون له "
فليجرب ذلك النصارى لنرى صدق حدوثه
هذا ينطبق أيضاً على إنجيل يوحنا الإصحاح 14 : 13
-إنجيل مرقس الإصحاح 13 : 32 " ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد …..ولا الابن "
إذا كان إلهاً فكيف لا يعرف وقت القيامة ؟
-إنجيل لوقا الإصحاح 1 : 3 " رأيت أنا أيضاً ……أن أكتب "
اعتراف لوقا أنه غير ملهم
-إنجيل لوقا الإصحاح 1 : 32-33 " ابن العلي يُدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داود ….ولا يكون لملكه نهاية "
لم يجلس عيسى عليه السلام على كرسي داود عليه السلام ولا يجوز له ذلك لأنه من نسل الوثني يهوياقيم ملك يهوذا حسب ما جاء في نسبه في متى 1 : 13 فقد جاء في سفر إرمياء الإصحاح 36 : 30 " لذلك هكذا قال الرب عن يهوياقيم ملك يهوذا . لا يكون له جالس على كرسي داود …"
ولم يرأس حكومة آل يعقوب بل نفى وتهرب من أن يكون ملكاً كما في يوحنا الإصحاح 6 : 15
-إنجيل لوقا الإصحاح 3 : 23-28
يقدر العلماء المدة من آدم إلى إبراهيم عليهما السلام بحوالي 19 قرناً ويورد لوقا 20جيلاً فقط خلالها !
-إنجيل لوقا الإصحاح 6 : 40 " ليس التلميذ أفضل من معلمه "
كثير من التلاميذ تفوقوا على معلميهم
-إنجيل لوقا الإصحاح 14 : 26 " إن كان أحد يأتي ‘لي ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته ….."
يستحيل أن يصدر ذلك عن المسيح عليه السلام
-إنجيل لوقا الإصحاح 19 : 30 - 36 " تجدان جحشاً….فحُلاه وأتيا به "
وهو يركب حمارين معاً كما في إنجيل متى الإصحاح 21 : 1-7 !
لا يحتاج الله سبحانه وتعالى أو ابنه لجحش أو أي شيء
-إنجيل لوقا الإصحاح 22 : 43 " وظهر له ملاك من السماء يقويه "
تقوية الملك لعيسى عليه السلام تنافي ألوهيته
-إنجيل يوحنا الإصحاح 2 : 13 - 36 ذهب المسيح عليه السلام إلى كفر ناحوم
-إنجيل يوحنا الإصحاح 5 : 1- 47 ذهب المسيح عليه السلام إلى القدس
-إنجيل يوحنا الإصحاح 6 : 4 ذهب المسيح عليه السلام إلى الجليل
-إنجيل يوحنا الإصحاح 11 : 55 ذهب المسيح عليه السلام إلى القدس مرة أخرى
حددت الأناجيل الأخرى مدة بعثة المسيح عليه السلام بعام واحد .أما يوحنا فإنه يحاول بإيراد كثرة تنقلات المسيح عليه السلام والإحتفالات الفصحية المتعددة يحاول أن يوحي بأن مدة بعثة المسيح عليه السلام عامين فمن نصدق ؟
-إنجيل يوحنا الإصحاح 1 : 51 " من الآن ترون السماء مفتوحة وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان "
لم ير أحد ذلك
-إنجيل يوحنا الإصحاح 13 : 4-5 " خلع ثيابه وأخذ منشفة واتزر بها "
أيحتاج الشخص لأن يتعرى ليغسل أقدام غيره ؟
-إنجيل يوحنا الإصحاح 14 إلى الإصحاح 17 خطبة المسيح وإرشاداته لم ترد في الأناجيل الأخرى رغم أنها أقدم ورغم احتواء الخطبة على الوصية الروحية من المسيح عليه السلام إلى تلامذته
-إنجيل يوحنا الإصحاح 18 : 9 " لم اُهلك أحداً "
لقد هلك يهوذا الإسخريوطي
-إنجيل يوحنا الإصحاح 18 : 13-14 " وكان قيافا هو الذي أشار على اليهود أنه خير أن يموت إنسان واحد عن الشعب "
رئيس الكهنة يفتي بقتل عيسى عليه السلام الإنسان فهو ليس إلهاً !
-أعمال الرسل الإصحاح 23 : 5 " لم أكن أعرف أيها الإخوة أنه رئيس الكهنة "
ألم يخبر روح القدس بولس أن الشخص هو رئيس الكهنة ؟
-رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس الإصحاح 1:22-23 "واليونانيين يطلبون حكمة....ولليونانببن جهالة"
كان اليونانيون في قمة العلم وقتئذٍ
-رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس الإصحاح 10 : 11 " نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور "
ليسوا آخر جيل
-رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس الإصحاح 15 : 51-52 " هوذا سر أقوله لكم لا نرقد كلنا …..في طرفة عين عند البوق الأخير "
جاء هذا أيضاً في :-
رسالة بولس الأولى إلى أهل تسالونيكي الإصحاح 4 : 15-17 " نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب "
الرسالة إلى يعقوب الإصحاح 5 : 8 " لأن مجيء الرب قد اقترب "
رسالة بولس الأولى إلى بطرس الإصحاح 4 : 7 " وإنما نهاية كل شيء قد اقتربت "
رسالة يوحنا الأولى الإصحاح 2 : 18 " هي الساعة الأخيرة "
رؤيا يوحنا الإصحاح 3 : 11 " ها أنا آتي سريعاً "
رؤيا يوحنا الإصحاح 22 : 13 - 20 " وها أنا آتي سريعاً ……. أنا آتي سريعاً " "
ماتوا جميعاً ولم يأت المسيح عليه السلام ولم تقم القيامة
-رسالة بولس إلى أهل غلاطية الإصحاح 3 : 16 " وأما المواعيد فقيلت في إبراهيم وفي نسله "
أنزلت التوراة بعد إبراهيم عليه السلام بمئات السنين
-رؤيا يوحنا اللاهوتي الإصحاح 14 : 1- 5
يبلغ عدد الأطهار 144 ألفاً فقط .إذن المسيح عليه السلام وباقي الأنبياء وأتباعهم ليسوا أطهاراً ؟
-أما أطرف أخطاء العهد الجديد فهي التي وردت في الإصحاح العشرين من رؤيا يوحنا اللاهوتي الخاصة بالتنبؤات بحلول يوم القيامة عند حلول العام الأخير من الألفية الثانية وقد رأينا الضجة البهلوانية التي قاموا بها يومذاك !
1 - 10 :- " ورأيت ملاكاً نازلاً من السماء معه مفتاح الهاوية وسلسلة عظيمة على يده. فقبض على التنين….الذي هو إبليس والشيطان قيده ألف سنة وطرحه في الهاوية….حتى تتم الألف سنة وبعد ذلك لا بد أن يُحل زماناً يسيراً ورأيت عروشاً فجلسوا عليها……ورأيت نفوس الذين قُتلوا من أجل شهادة يسوع المسيح……..فعاشوا وملكوا مع المسيح ألف سنة…..وأما بقية الأموات فلم تعش حتى تتم الألف سنة. هذه هي القيامة الأولى ……..هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم ….وسيملكون معه ألف سنة. ثم متى تمت الألف السنة يُحل الشيطان من سجنه ويخرج ليضل الأمم في أربع زوايا الأرض جوج وماجوج …..وإبليس الذي كان يضلهم طُرح في بحيرة النار والكبريت ….وسيعذبون نهاراً وليلاً إلى أبد الآبدين "
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم ,اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى اله ابراهيم ,ربنا افتح بيننا وبين اقوامنا بالحق انت خير الفاتحين
في اخر حواراتي , ومتابعاتي مع المسيحيين , وجدت بعض منهم يثبت عقيدة التثليث عندما يسألهم المسلمون كيف يستقيم ان يكون الاب و الابن و الروح القدس هي اله واحد ..
فيقول المسلم محتج على المسيحي بانه لا يمكن ان يكون
1+1+1=1
لان النتيجه الرياضيه المعروفه هي 3
1+1+1=3
..وهذا غير صحيح اطلاقا , وبناء على القواعد الرياضيه البسيطه التى تدرس في الابتدائيه فإن معنى :
الاب و الابن و الروح القدس =3
الاب + الابن + الروح القدس =3
ويحتج المسيحيين بانه لا يتم تمثيل الثالثوث بهذا الشكل , انما يتم تغيير الجمع الى عملية ضرب بحيث تكون كتالي :
1×1×1=1 وهذا غير صحيح لاستدلال به على عقيدة الثالوث
لان العملية الرياضية بعلامة الضرب تنتج لنا النص التالي /
الاب او الابن او الروح القدس = 1
وهذا يعني انه لا يمكن ان يكون ثلاث آلهات , بل اله واحد فقط لان علامة الضرب تعني "أو" وليس "و"
ونضرب مثال اخر :
الحاله الاولى/
عندما اقول :
ذهب احمد و علي و خالد
كم واحد ذهب ؟
الجواب : ثلاث اشخاص ذهبوا
الحالة الثانية /
ذهب احمد او علي او خالد
كم واحد ذهب ؟
الجواب : واحد فقط ذهب , وتحتار احدهم اما احمد او علي او خالد
وهكذا نقول ان قال المسيحي ان الاب و الابن و الروح القدس =1
نقول انت في حالتين
اما جاهل لا تعلم الرياضيات
او متجاهل على حساب دينك واخرتك
لان الاب و الابن و الروح القدس =3 وهذا يعني ان المسيحي له ثلاث آلهات وهو ما يرفضه المسيحي حسب قوله الامنطقي.
واذا استمر في العناد فعليه ان يغير الكلام الى
الاب او الابن او الروح القدس
وعند ذلك يكون ربه هو واحد فقط
والله اعلم???????????===================================================) (((((((((((((((((ظهور مريم العذراء للبابا شنودة وإبلاغه أنه سيموت في سن الـ 117 عامًا)))))))))))
القاهرة - دنيا الوطن
تتردد شائعات على نطاق واسع في ردهات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تزعم ظهور السيدة مريم العذراء للبابا شنودة الثالث- الذي يعاني من متاعب صحية- في رؤية بالمنام تسوق له نبوءة، أنه لن يموت إلا إذا تجاوز عدد بطاركة الكنيسة الأرثوذكسية السابقين عليه، بما يعني أنه سيتوفى وعمره 117 عاما.
ولم يصدر تعليق رسمي من الكنيسة تؤكد أو تنفي الشائعة، لكن مصادر كنسية، اعتبرتها تعكس حالة من الارتباط الروحي بين البابا ورعايا الكنيسة ورجال الدين المسيحي، آملين أن يعيش لأطول فترة ممكنة، وفي ضوء الدور المتنامي الذي باتت تتمتع به الكنيسة، بعد أن فرضت نفسها كمتحدث بالنيابة عن الأقباط، وتجاوزت دورها إلى الانخراط في العمل السياسي بشكل ملفت.
ويرفض البابا شنودة الذي عاد إلى القاهرة الأسبوع بعد رحلة علاجية بالولايات المتحدة، الاستعانة بأي من الأساقفة المقربين منه للقيام بمهامه، في ظل ظروفه الصحية، وهو ما يفسره منتقدون برفضه التخلي عن سلطاته، وإضعاف قبضته على مقاليد الأمور في الكنيسة.
في الوقت الذي تتردد فيه العديد من الأسماء كأبرز المرشحين لخلافته، أبرزها الأنبا بيشوي، سكرتير المجمع المقدس، والأنبا موسى أسقف الشباب.
والمعروف أن مرض البابا شنودة يرجع إلى سنوات رهبنته في دير السريان خلال الفترة من عام 1954 إلى 1961، بسبب إصراره على العزلة وإقامته في مغارة ضيقة خارج الدير والنوم على الزلط والرمل، بالإضافة إلى تأدية تدريبات قاسية للسجود أثناء الصلاة.
وسبق له أن سافر لألمانيا عام 2003 لعلاج فقرات العمود الفقري، إلا أنه رفض آنذاك إجراء أية عملية جراحية، مفضلاً الخضوع للعلاج الطبيعي بسبب تقدمه في السن.. وفي عام 2004 أجرى البابا في الولايات المتحدة جراحة ناجحة بعينه اليمنى، ثم اضطر بعدها بشهر لإجراء جراحة أخرى بالعين اليسرى إثر إصابته بمياه زرقاء في العينين.
وفي أواخر صيف 2005، أجرى البابا جراحة أخرى في عينه نتيجة إصابته بمياه بيضاء، وهي العملية التي تأجلت لأسباب سياسية، بسبب اضطراره للعودة إلى مصر بعد إجراء الفحوص للمشاركة في انتخابات الرئاسة المصرية وإعلان تأييده للرئيس مبارك.
وقام بثلاث رحلات علاجية إلى الولايات المتحدة في يوليو وأغسطس وأكتوبر ونوفمبر من العام قبل الماضي، واعترف على إثر عودته بإصابته بفشل كلوي، وقد عاد الأسبوع الماضي من أحدث رحلات علاجه بالخارج.
من جهة أخرى، نفت مصادر الكنيسة ما تردد من أنباء عن تشكيل لجنة كنسية لمراجعة مشاكل القساوسة المشلوحين في الآونة الأخيرة، وإعادة بعضهم إلى عمله، مؤكدة أن القرارات بهذا الشأن لا يصدر إلا عن البابا شنودة نفسه ولا يمكن لأحد أن يراجعه بذلك، إضافة إلى أن قرار الشلح لا يأتي إلا بعد محاكمات كنسية مستفيضة ومتأنية تثبت تورط القسيس في مخالفات مالية أو أخلاقية.
http://www.alwatanvoice.com/arabic/content-135336.html??????????????[QUOTE] تزعم ظهور السيدة مريم العذراء للبابا شنودة الثالث- الذي يعاني من متاعب صحية- في رؤية بالمنام تسوق له نبوءة، أنه لن يموت إلا إذا تجاوز عدد بطاركة الكنيسة الأرثوذكسية السابقين عليه، بما يعني أنه سيتوفى وعمره 117 عاما.
[/quote]
لا يعلم الغيب الا الله
اقتباس
ولم يصدر تعليق رسمي من الكنيسة تؤكد أو تنفي الشائعة،
لا صوت يعلو فوق صوت البابا
اقتباس
وهو ما يفسره منتقدون برفضه التخلي عن سلطاته، وإضعاف قبضته على مقاليد الأمور في الكنيسة.
ولو
اقتباس
سافر لألمانيا عام 2003 لعلاج فقرات العمود الفقري
اقتباس
وفي عام 2004 أجرى البابا في الولايات المتحدة جراحة ناجحة بعينه اليمنى، ثم اضطر بعدها بشهر لإجراء جراحة أخرى بالعين اليسرى إثر إصابته بمياه زرقاء في العينين.
اقتباس
واعترف على إثر عودته بإصابته بفشل كلوي،
كل هذة الامراض
والسيدة العذراء بتعمل عمليات جراحية فى المنام
والست تماف ايرينى ذات الفاعلية العالية راحت فين
وبركات البابا كيرلس
مفيش حد منهم عارف يعمل حاجة
طب يتفقوا مع بعض ويعملوا حاجة للبابا الغلبان دة
اخيرا
ربنا يشفيك من كل داء ياتيك
وتشهد بالحق الواضح المبين?????????????بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تبقى الحكاية صح لو قالت 117 الساعة كام لان الوقت مهم عند البابا وممكن يكون عندة شوية علاج لسة مخلصهوش??????????
دار الإفتاء المصرية تصدر فتوى بتحريم التعامل ببطاقة الفيزا
السؤال:
اطلعنا على الطلب المقيد برقم 1598 لسنة 2008م المتضمن:
أمتلك بطاقتي فيزا: الأولى منهما من البنك الذي أعمل به وهذا بضمان وظيفتي ومستحقاتي لدى الإدارة، ويتم السداد خصما من راتبي الشهري بنسبة عشرة بالمائة من إجمالي المسحوبات وبفائدة قدرها واحد وعشرون بالمائة سنويا.
والبطاقة الثانية من بنك آخر بدون أي ضمانات مادية ولكن بضمان الوضع الاجتماعي الحالي، حيث إن موظف البنك يكون على درجة عالية من الثقة لدى البنوك الأخرى، ويتم السداد نقدا بنسبة خمسة بالمائة من إجمالي المسحوبات وبفائدة قدرها واحد وعشرون بالمائة سنويا.
برجاء التكرم بإفادتنا برأي سيادتكم في هذا الخصوص حيث إنني أتعامل مع مثل هذه الكروت بكثرة نظرا للغلاء المعيشي ولسد احتياجات أسرتي، ولكني أخشى على أسرتي وابني أن يكون مثل هذا التعامل حرام.
الجواب
أمانة الفتوى
بطاقات الائتمان هي: " مستندات يعطيها مصدرها (البنك المصدر) لشخص طبيعي أو اعتباري (حامل البطاقة) بناءً على عقد بينهما يمكنه من شراء السلع أو الخدمات ممن يعتمد المستند (التاجر) دون دفع الثمن حالاًّ لتضمُّنه التزام المصدر بالدفع، ويكون الدفع من حساب المصدر، ثم يعود على حاملها في مواعيد دورية، وبعضها يفرض فوائد تأخير على مجموع الرصيد غير المدفوع بعد فترة محددة من تاريخ المطالبة، وبعضها لا يفرض فوائد "، وما يأخذه البنك فيها من العميل عند الإصدار أو التجديد إنما هو عبارة عن رسوم خدمية، أما النسبة التي يأخذها البنك فهي نوع من العمولة المتفق عليها مسبقًا، وكل ذلك جائز شرعًا، لأنه من باب الصرف وليس من باب القرض ولا الربا، لكن الحرمة إنما هي في اشتراط فوائد تأخير عند تأخر السداد عن زمن معين، لأنه من قبيل بيع الكالئ بالكالئ المنهي عنه شرعًا، ومعناه: بيع الآجل بالآجل، وهذا وإن كان شرطًا فاسدًا إلا أنه لا يفسد العقد عند كثير من العلماء، فيبطل الشرط ويصح العقد، وحينئذ فلا مانع من التعامل بها وعلى العميل أن يحرص على إبطال هذا الشرط الفاسد عملاً، وذلك بعدم التأخر في السداد حتى لا يقع في فوائد التأخير.
وعليه وفي واقعة السؤال: فإن التعامل المذكور يكون منهيًّا عنه، حيث تتراكم الفوائد بعد انشغال الذمة بدين معين، فيكون من قبيل بيع الكالئ بالكالئ، وهو من باب الحرام، وهذه الفوائد تتراكم من بداية العقد والعميل ملتزم بها أصالةً، ولا يمكنه إبطالها لا عملاً ولا قضاءً، ولذلك فالتعامل المذكور حرام.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
المصدر
موقع دار الإفتاء المصرية
http://www.dar-alifta.org/ViewFatwa....=6815&LangID=1
كتب الدكتور انتى حفظه الله :
انضم الى فريق المفتش كرومبو شخصية لها عمق تأصيلى
ونفس
بحثي رائق
انه سحس بومب !
سحس بومب هذا هو اول من اكتشف ان العلاقة بين البيض
والبسطرمة علاقة قائمة على الاحترام المتبادل وليس كما
يشاع على السمن البلدي!
سحس بومب هذا هو الذى دل المفتش كرومبو على سبب
نكسة فريق الاهلى فى اليابان 2008
وكان المفتش كرومبو حزين على الاهلى بعد ان غنى له ولا
قطن ولا كتان الاهلى فى اليابان !
فلما ساله المفتش كرومبو اخذاً برأيه الرشيد عن سبب هزائم
الاهلى فى كاس العالم
قال له سحس بومب: طبعا يا اونكل كرومبو, لم يأخذوا
بنصيحتى ولم يستعينوا بكابتن ماجد ! , خلى بقا ابو تريكة
وربيع ياسين ينفعهم؟!
كرومبو مندهشا :ربيع يا سين؟!!
واستقر فى ذهن المفتش كرومبو ان سحس بومب هذا عمله
نادرة فى وقت قلت فيه العملات!
ذات يوم قبل نهاية فترة العمل كان المفتش كرومبو وسحس
بومب يراجعون الارشيف الاجرامي الجنائي لبعض القضايا
المثيرة للجدل فى العالم
وانتهزها المفتش كرومبو فرصة ان يسال سحس عن افظع
جريمة مرت عليه فى تاريخه المهني ؟!
قال له سحس :قتل حبيبة قلبي سوزان تميم
انفجر المفتش كرومبو من الضحك وقال له هو انت تعرف سوزان؟
قال له سحس:طبعا يا اونكل كرومبو ده كانت الانتيم بتاعتي!
هنا وقع المفتش كرومبو من شدة ضحكه على الارض وقام
مجمعا ملابسه ومغيرا تقاسيم وجهه وكان على شكل هذا
الرجل الذى تجده ينتقل من الهزل الى الجد ومن الضحك الى
البكاء ومن الفرح الى الحزن ومن السرور الى الاسي والشفقة
ثم قال:
إنّ افظع جريمة قرأتها كانت ما حدث لجون ويكليف!
استغرب سحس بومب من هذا الاسم فلم يكن قد سمعه من قبل
فسال وقال وده بيلعب فى اى نادي يا اونكل كرومبو؟
كرومبو:
جون ويكلف هو اول من ترجم الكتاب المقدس الى اللغة
الانجليزية من الترجمة اللاتينية الفولجات ومن كبار رجال
الاصلاح “البروتستانتي” , اطلق عليه المؤرخين اسم ”
نجمة الصباح لحركة الإصلاح The Morning Start of The reformation
“
ولد ويكلف فى القرن الرابع عشر حوالى 1330 فى قرية
بإنجلترا تدعى “Yorkshire“ , وتعلم فى اكسفورد
وحصل على درجة الدكتوراه فى اللاهوت عام 1372
وابتدأ يدرس فى نفس الجامعة وعرف كأشهر مدرسيها فى
ذلك الوقت
انتقد ويكلف التعاليم الخاطئة والمسيئة والمضلة فى الكنيسة
فى ذلك الوقت
ورفض اى تعاليم لا تأخذ سلطانها ومصداقيتها من اساس
كتابى .
*راجع مختصر تاريخ الكنيسة لاندرو ميلر من ص 387 الى
ص 394
الجريمة التى تمت فى حق جون ويكلف هى نفسها التى تمت
فى حق ويليام تيندال “صاحب اول ترجمة انجليزية للكتاب
المقدس من الاصول اليونانية والعبرية “
ولكن الفرق بينهما كان بسيطا وقياسيا !
الفرق كان فى التوقيت !
وياله من توقيت !
ويليام تندال شنق وحرق حيا طبقا لمرسوم حرق المهرطقين
لانه ترجم وطبع الكتاب القدس ..
*مختصر تاريخ الكنيسة لاندرو ميلر ص 609
وجون ويكلف صلب وحرق ميتا طبقا لمرسوم حرق
المهرطقين لانه ترجم الكتاب المقدس ونادي بالفكر الاصلاحي
وبالكفر بالفكر البابوي وصكوك الغفران والاستحالة “وما
ادراك ما الاستحالة يا سحس”؟!
سحس بومب:ايه اللى الاستحالة ده يا اونكل كرومبو؟!
كرومبو :شكلك عاوز تتحرق حي يا سحس
سحس بومب مرتعدا: لا يا اونكل شكرا مش عاوز اعرف
لكن قل لي يا اونكل ازاى حرقوه وهو ميت المسكين جون ويكلف ؟!
كرومبو :
طبقا للموسوعة الكاثوليكية على هذا الرابط
but the Council of Constance in 1415
ordered his remains to be taken up
and cast out. This was done in 1428
http://www.newadvent.org/cathen
/15722a.htm
وموسوعة الويكيبديا على هذا الرابط
In 1428 his bones were taken from the
grave in Lutterworth churchyard by
the English bishop at the command of
the Pope, his bones were crushed
then burned to ashes, and thrown
into the river Swift
http://en.wikipedia.org
/wiki/John_Wycliffe
وايضا هايج بوسمايجان فى كتابه الكتب المحروقة
burning books
ص 60
تجده على هذا الرابط
http://books.google.com.eg
/books?id=…esult#PPA60,M1
كل المصادر المذكورة وغير ها الكثير تؤكد المعلومات التالية :
•مات ويكلف فى 31 ديسمبر 1384
•وفى عام 1428 اى بعد 44 عاما من موت ويكلف
•عقد مجمع لأتهام ويكلف بالهرطقة وصدر قرار
•بنبش قبره واخراج عظامه واحراقه ورمي الرماد فى نهر
سويفت
ما كل هذه البشاعة ,ما كل هذه الهمجية,ما كل هذه البربرية
,اين احترام الموت والموتي؟!
ولكن يبدو ان الاساقفة بعد ما فشلوا فى اصدار قرار من
البرلمان الانجليزي بالقضاء على ترجمة ويكلف وكان هذا فى
حياته … حاولوا الانتقام منه ومن ترجمته بعد مماته !
*انظر اندرو ميلر مختصر تاريخ الكنيسة ص “393
السؤال الذى يطرح نفسه الان :
ما المشكلة فى نشر وترجمة الكتاب المقدس بالانجليزية بين
عموم الناطقين بها ؟
هذا السؤال طرحه كرومبوعلى نفسه كثيرا وهو سؤال يطرح
نفسه وبقوة على جميع المستويات
مثلا:ما المشكلة ان تصدر الكنيسة المصرية ترجمة عربية
للكتاب المقدس خاصة بها تعتمد على الاصول القبطية؟!
لماذا كان يتم تحريم وحرق وصلب من ينشر الكتاب المقدس
او يطبعه بين العوام؟
لماذا كان الكتاب المقدس حكرا فقط على بعض الاكليروس؟
لماذا كان كثير من الاساقفة لا يعرفون عن الكتاب المقدس الا
بعض المقتطفات الموجودة فى بعض الصلوات؟!
هل فعلا الكتاب المقدس كان منتشرا بين العوام والخواص
لدرجة يصعب فيها تحريفه او تغييره؟ يتسائل يسري فوده !
ولكن هل الكتاب المقدس كان مهما للايمان اصلا؟ام ان
الايمان متعلق بالاحبار والرهبان؟يعلق البعض الكاثوليكي!
ويقف البعض”مثل كاتب هذه السطور” مندهشا ومتسائلا ذلك
السؤال البسيط المحيي والمميت:ما هو اصلا الكتاب
المقدس؟!
كل هذه الاسئلة وغيرها ملف شائك وخطير للاسف غير معتني
به من قبل الباحثين والدراسين! الذي البعض منهم يظن ان
تاريخ كتابهم القراني مثل تاريخ كتابهم المقدس !
لكن على كل حال كرومبو عرف الاجابة على سؤال الحلقة
الرئيسي * … فهل عرفتم انتم الاجابة؟
اختار اجابة من الاتى:
1.لان نشر الكتاب المقدس يفتح باب الالحاد.
2.لان نشر الكتاب المقدس يفتح باب الهرطقة.
3.لان نشر الكتاب المقدس يفتح باب النقد النصي!
4.جميع ما سبق
كرومبو ضاحكا:هل عرفت الاجابة يا سحس
سحس بومب :طبعا يا اونكل الاجابة لان نشر الكتاب المقدس
يفتح باب الايمان بالله!
__________________________________________________ ________
*ما المشكلة فى نشر وترجمة الكتاب المقدس بالانجليزية بين
عموم الناطقين بها ؟
مراجع ومواقع مفيدة لما حدث لجون ويكلف :
http://www.wycliffe.org/Explore
/WhoW…nWycliffe.aspx
The Church expelled Wycliffe from his
teaching position at Oxford, and 44
years after he died, the Pope ordered
his bones exhumed and burned
http://www.religionfacts.com
/christi…e/wycliffe.htm
The Council of Constance declared
Wycliffe (on May 4, 1415) a stiff-
necked heretic and under the ban of
the Church. It was decreed that his
books be burned and his remains be exhumed.
The Council of Constance (1414-18)
condemned Wyclif’s writings and
ordered his books burned and his
body removed from consecrated
ground. This last order, confirmed by
Pope Martin V, was carried out in 1428.
http://plato.stanford.edu/entries
/wyclif/#5.1
http://www.allempires.com/article
/in…=john_wycliffe
http://www.williamtyndale.com
/?????????????
صدام سلوكيات لا صدام حضارات
ليست هي المرة الأولى في التاريخ بعد أحداث الحادي عشر من أيلول عام 2001 في نيويورك وواشنطن، التي تستعر فيها حملة ظالمة ضارية ضد العرب والمسلمين، تريد اجتثاث عقيدتهم وثقافاتهم المبنية على سلوكيات رفيعة القيم والمعاني والمبادئ الأخلاقية العالية، تحت أسماء وذرائع شتى من قبل الغرب. فالحملات الغربية بدأت مع تعاظم الإسلام، وانتشاره على بقاع كثيرة في المعمورة، وسوف تستمر تلك الحملة حتى قيام الساعة.
هذا الصراع والصدام إن كان في القرون الوسطى أخذ شكل الصراع الديني، فهو ليس كما يقول صموئيل هنتغتون وغيره بأنه صراع وصدام حضارات، بل هو صراع وصدام الثقافات السلوكية بين الطرفين. لما يحمل الإسلام من منهج دنيوي وديني متكامل، يسعى لبناء مجتمع إنساني متآخ متعاون متكافل متساو، يسوده السلم والعدل والرحمة. وهذا يتناقض كلياً مع الغرب بما يحمل من سلوكيات ثقافية وإيديولوجية، تقوم على نهب الآخر واستغلاله، وفرض أنماطه الاجتماعية والاقتصادية والثقافية على كل الشعوب، ولو بالقوة والقهر.
من يعود في الذاكرة التاريخية إلى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين الماضيين، ويستعرض الاستعدادات العسكرية الاستعمارية الغربية التي كانت قائمة على قدم وساق لاستكمال احتلال كامل الوطن العربي والبلاد الإسلامية من قبل القوى الاستعمارية آنذاك، سيشاهد إنها نسخة جديدة متطابقة تماماً عما يجري اليوم. من خلال الحملات السياسية والإعلامية والثقافية والعسكرية الأمريكية الصهيونية، والتي انطلقت منذ بداية القرن الحادي والعشرين بهدف الاحتلال والهيمنة على البلدان العربية والإسلامية بدءاً من العراق. والسيطرة الكاملة على ثروات العالم عامة، والبلاد العربية والإسلامية خاصة.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الإسلام السدّ الأعظم
أمام الهيمنة وقد رأى العالم كله كيف انطلقت منذ أحداث الحادي عشر من أيلول حرب ضارية، تضمنت هجوماً إعلامياً مكثفاً على الإسلام، تقوم على اعتباره العائق الأكبر في وجه مشاريع الهيمنة، وفرض الإرادة الأمريكية والصهيونية على الشعوب العربية والإسلامية، وأنه العامل الأهم في التحريض على مقاومة تلك المشاريع الشيطانية، والدافع الرئيسي للشعوب بالتمسك بالحرية ومناهضة كل أشكال الاستبداد والهيمنة والظلم والعبودية؟. وقد كتب بعض من المفكرين والسياسيين والكتاب الاستراتيجيين في الغرب والكيان الصهيوني أمثال هنتغتون وفوكوياما وميشال ويلبيك وباترسون ونتنياهو وكنداليزا رايس وغيرهم عن خطورة الإسلام على الغرب وديمقراطيته وعلى قيمه وسلوكه، ووصفوا الإسلام بالجهل والتخلف والاستبداد وإرهاب الآخرين، وأنه دين الإرهاب والقتل وغيرها من الصفات الكاذبة والملفقة. تلك الكتابات كانت قبل أحداث أيلول وبعده، ولكن ضمن نسق الحملة الأمريكية الصهيونية الغربية المتكاملة الأبعاد والأهداف هذه الكتابات التي تختزن كل أشكال الكذب والافتراء والتزييف لجوهر الإسلام وعقيدته، ليست هي الكتابات الأولى المعادية للإسلام، ولن تكون الأخيرة.
بل كتب من قبلهم مفكرون وعلماء الغرب منذ قرون عن خطورة الإسلام على الغرب، قاموا بتشويه مريع لصورة الإسلام الحقيقية. ونذكر هنا ما كتبه المسيو كيمون في كتابه (باثولوجيا الإسلام) قائلاً: (إن الديانة المحمدية جذام نشأ بين الناس، وأخذ يفتك بهم فتكاً ذريعاً، بل هي مرض مريع، وشلل عام، وجنون ذهولي يبعث الإنسان على الخمول والكسل، ولا يوقظه منهما إلا ليسفك الدماء، ويدمن على معاقرة الخمور، ويجمح في القبائح، وما قبر محمد في مكة إلا عمود كهربائي يبث الجنون في رؤوس المسلمين، ويلجئهم إلى الإتيان بمظاهر الهستيريا، والتعود على عادات تنقلب إلى طباع أصلية، ككراهية لحم الخنزير والنبيذ والموسيقى والجنون الروحاني والليمانيا أو الماليخونيا، وترتيب ما يستنبط من أفكار القسوة والفجور في اللذات...) وشبه كيمون المسلمين بالفهود والضباع. وقال من الواجب إبادة خمسهم، والحكم على الباقي بالأشغال الشاقة، وتدمير الكعبة، ووضع ضريح محمد في متحف اللوفر)(1)
وتتكامل اليوم تلك الحملات ذات الأبعاد التاريخية، من خلال الحملة الضارية التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية ومن ورائها من الحلفاء الغربيين والحركة الصهيونية وجماعات الكنيسة الأصولية الصهيونية، التي تؤثر بشكل كبير على مجمل صناعة القرارات السياسية لإدارة الرئيس جورج بوش الابن اليوم.
حرب علنية على الإسلام والمسلمين منذ أحداث أيلول 2001. تحت ذريعة محاربة الإرهاب أو كما قال الرئيس بوش (حملة صليبية على الإرهاب)، تلك الحرب التي تتكشف مضامينها يوماً بعد يوم كما أشرنا أعلاه من سيطرة سياسية وعسكرية واقتصادية، إلى حرب عسكرية وثقافية لفرض الأنماط السلوكية والثقافة الغربية على البلدان الإسلامية، لتكون نسخة مشوهة عن المجتمع الأمريكي بكل سيئاته الكثيرة، وإيجابياته القليلة.
وقد أوضح ريتشارد هاس مدير مكتب التخطيط السياسي في وزارة الخارجية الأمريكية، هدف الحملة الأمريكية على بلدان العالم الإسلامي، هو فرض الأنماط والقيم الأمريكية حتى ولو بالقوة. فقال في خطاب لـه في نيسان 2002 إن ما بعد الحرب الباردة تشكلت تحديات ما فوق القومية، ولم يعد مواجهتها بالردع والاحتواء، بل بالإدماج، وقال:
(إن الهدف الأساسي للسياسة الخارجية الأمريكية في القرن الحادي والعشرين، وهو إدماج بلدان ومنظمات أخرى في الترتيبات، التي ستدعم عالماً، يتسق مع المصالح والقيم الأمريكية. وبهذا ندعم السلام والرخاء والعدل على أوسع نطاق ممكن. إن إدماج شركاء جدد سيساعدنا على التصدي للتحديات التقليدية المتعلقة بصون السلام في مناطق مقسمة، وكذلك التصدي للأخطار عبر القومية، مثل الإرهاب الدولي وانتشار أسلحة الدمار الشامل. كما سيساعدنا على أن يجلب إلى العالم المعولم أولئك الذين كانوا استبعدوا في السابق. إن مصيرنا في هذه الحقبة يتداخل بنسيجه مع نسيج مصير الآخرين. ومن ثم يتعين أن يكون نجاحنا نجاحاً يتشارك فيه الآخرون).(2).
وحملت هذه الحرب شعارات مضللة وكاذبة ومخادعة، منها ما يتلون بلون الديمقراطية باعتبارها غائبة عن معظم البلدان الإسلامية، حيث قالت مستشارة الأمن القومي الأمريكي كونداليزا رايس، أن الهدف من حملة الولايات المتحدة على العراق: (إن الولايات المتحدة الأمريكية تهدف إلى بناء الديمقراطية في العراق بعد عمل عسكري للإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين). وأوضحت رغبة واشنطن في (وضع العالم الإسلامي على طريق الديمقراطية أو مسيرة الحرية) معتبرة أن القيم الأمريكية من الحرية والديمقراطية يمكن أن تسري على الإسلام أيضاً).(3).
هذا الإدعاء الكاذب من قبل مستشارة الأمن القومي، الذي تدعي فيه، أن الولايات المتحدة تسعى لفرض الديمقراطية والحرية في العالم العربي والإسلامي، أو لحماية الديمقراطية في الغرب كما أدعى نتنياهو وغيره. فالتاريخ يدحض هذا الكذب لأن الولايات المتحدة أكثر دول الغرب رعت وحمت النظم الاستبدادية والديكتاتورية في العالم الإسلامي منذ الثلاثينات من القرن الماضي إلى يومنا هذا.
ما دامت هذه النظم تقوم على خدمة مصالحها ومشاريعها النهبوية. بل هي التي تآمرت وشاركت وأسهمت في إسقاط العديد من نظم ديمقراطية وشعبية في العالم الإسلامي والعالم الثالث، فقط كونها كانت تسعى لامتلاك حقوقها، وتحرير إرادتها السياسية في توجيه مقدراتها بشكل مستقل، بعيداً عن الهيمنة الأمريكية والغربية.
ومن يتابع الحملة الشرسة، التي تديرها الإدارة الأمريكية والقوى المتصهينة المتحكمة في القرار السياسي الأمريكي ضد العروبة والإسلام، وهي تطلق نعوتاً على دول عربية وإسلامية، أو حتى دول مستقلة أخرى مثل كوريا الشمالية. أي الدول التي رفضت الهيمنة الأمريكية، بأسماء ذات دلالات مقيتة، لتحريض الرأي العام الأمريكي خاصة والغربي عامة، مثل /الدول المارقة/ و/دول محور الشر/ و/دول الداعمة للإرهاب/ وغيرها من الألقاب.
والباحث في التاريخ، يعرف أنها ليست المرة الأولى التي تُصدر فيها الولايات المتحدة الأمريكية نعوتاً سيئة على دول تتعارض سياساتها وسلوكياتها معها، والتي لا تنطبق في الحقيقة إلا عليها. فهي الدولة المارقة على حقوق الشعوب في تقرير مصيرها، وهي دولة الشر التي تزرع الدمار والحروب في العالم. وهي دولة الإرهاب في هيمنتها وسرقتها لثروات الشعوب، وبدعمها المطلق لكل منظمات ودول الإرهاب في العالم. وما دعمها وحمايتها لشارون وقادة الكيان الصهيوني من القتلة والإرهابيين إلا دليلاً على رعايتها للإرهاب العالم.
والولايات المتحدة اليوم هي التي تهدد العديد من الدول المستقلة وذات السيادة، بشن حروب عليها وبأشكال مختلفة تحت تلك الشعارات الزائفة. فلو بحثنا في صفحة العلاقات التاريخية العربية ـ الأمريكية، لوجدنا أن الولايات المتحدة الأمريكية بعد استقلالها بسنوات قليلة، أطلقت مثل هذه النعوت على دول عربية وهي تونس والجزائر والمغرب وليبيا، حين أسمت تلك الدول بـ (الدول الهمجية). علماً أن المغرب كان أول دولة في العالم تعترف باستقلال الولايات المتحدة عن بريطانيا، وقد خاضت مع تلك الدول حروباً بدأت عام 1801 واستمرت حتى عام 1805م.
وكشفت صفحات التاريخ، أن أسباب تلك الحروب دنيئة وقذرة فهي تدور حول تجارة الأفيون، التي كانت تقوم بها الولايات المتحدة. فقد كان التجار الأمريكيون يشترون الأفيون من أزمير وغيرها من الموانئ التركية، ويقومون بنقله عبر البحر الأبيض المتوسط إلى الصين، مروراً برأس الرجال الصالح، فالمحيط الهندي والهادي.
وكان التجار الأمريكيون يتنافسون مع زملائهم التجار الإنكليز على نقل ما بين 4 إلى 5 طن من الأفيون سنوياً إلى الصين، ويسممون بها الشعب الصيني لتخديره وتركيز الضعف في جسمه، لمنعه من مقاومة المستعمر البريطاني، الذي يستهدف احتلال أجزاء من أرضه. واشتركت إنكلترا والولايات المتحدة على نشر الأفيون بين صفوف الشعب الصيني. تلك الحرب القذرة التي أطلق عليها المؤرخون بحرب الأفيون.
كان الربح الرأسمالي وراء تجارة الأفيون أيضاً، فقط أرباح الفوائد من الرأسمال الأمريكي الموظف في تلك التجارة أكثر من 500%. مما جعل هؤلاء التجار يجنون أرباحاً قدرت بمئات الدولارات.(4)
وأثناء ذلك طالبت دول المغرب العربي الولايات المتحدة بتغيير المعاهدات القديمة الموقعة بين الطرفين، وكان حاكم المغرب قد عقد معاهدة تجارية مع الحكومة الأمريكية في عام 1786. تعهد بموجبها بحماية التجار الأمريكيين، ويعفيهم من رسوم الترانزيت مقابل مبلغ قدره /10/ آلاف دولار سنوياً.(5). وتبعه حكام الجزائر وليبيا وتونس في عقد معاهدات مماثلة مع الولايات المتحدة، مع حاكم طرابلس الغرب في 1796 وحاكم تونس في عام 1797.
ومع ازدياد العمليات التجارية الأمريكية رفع حكام المغرب وتونس والجزائر وليبيا الرسوم مقابل مرور السفن في موانئ تلك البلدان، وتزويدها بالطعام والماء، أثناء تواجدها في موانئ تلك البلدان مع ضمان سلامتها.
وحين ازدادت أعداد السفن التجارية المحملة بالأفيون بسبب كثرتها، والخدمات لبحارتها. طالب أولئك الحكام بتعديل تلك المعاهدات القديمة، مع وقف تعسف البحارة الأمريكيين مع العاملين في الموانئ، وإلى زيادة المدفوعات والإعانات. انزعج تجار الأفيون في الولايات المتحدة، والذين كان يطلق عليهم "تجار بوسطن" من تلك الطلبات، وخاصة زيادة الرسوم. وشعروا بأنهم سوف يخسرون قسماً من أرباحهم، وهذا صعب عليهم دفع قسم ضئيل من أرباحهم، طالبوا الحكومة الأمريكية أن تهددهم، وتشن حرباً عليهم، ليذعنوا لإرادتها.
مع تعاظم ثروات هؤلاء التجار في بوسطن، الذين كان يطلق عليهم آنذاك بـ (زمرة ايسكس)، تعاظم في الوقت نفسه تأثيرهم على القرار السياسي الأمريكي. ومن خلال الرشاوى، وشراء الضمائر، وتوظيف الأموال في انتخابات مجلس الشيوخ (الكونغرس). أصبحوا يشاركون في تعيين العديد من الوزراء، وفي صناعة القرار السياسي رؤساء الجمهورية.(60).
وبتوجيه وتأثير وتحريض من تجار بوسطن أعلنت حكومة الولايات المتحدة الحرب على بلدان المغرب العربي. وأطلقت عليهم اسم (الدول الهمجية)، كما تطلق اليوم على بعض الدول ألقاب المارقة أو محور الشر، أو الدول الداعمة للإرهاب، وغيرها من المسميات الأمريكية. مع العلم أن دول المغرب آنذاك، لم تطالب إلا بالقليل من حقوقها.
وشنت الولايات المتحدة على تلك البلدان حرباً بحرية ضروساً، سميت تاريخياً بحرب الخمس سنوات. والتي امتدت من عام 1801 إلى عام 1805. قصفت السفن الحربية الأمريكية خلالها الموانئ العربية الإسلامية، وتم تدمير العديد منها. وكانت تلك الحروب أولى الحروب تقوم بها الولايات المتحدة بعد استقلالها.
وانتهت تلك الحرب غير المتكافئة على إجبار حكام المغرب والجزائر وطرابلس الغرب بالتوقيع على معاهدات تجارية، سطرت وفق رغبة الولايات الأمريكية ومصالحها. وأصبحت تلك الحرب القذرة نصراً للولايات المتحدة، لا تزال تتغنى به إلى يومنا هذا، في نشيد بحريتها الوطني، ممجداً انتصارات كانت لصالح تجار الأفيون. فاحتوى النشيد العبارات التالية: (من تلال مونت يسوما إلى سواحل طرابلس. في السماء. وفي الأرض. وفي البحر. خضنا معارك الوطن).(7)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لماذا تم تصنيع أحداث الحادي عشر من أيلول؟
أولاً ـ الحدث يولد المشاعر العدائية ضد المعتدي المفترض، فتتوفر الذريعة الضرورية لشن الحرب بسرعة، فتكون أولاً تنفيساً لمشاعر العداء، وثانياً تخلصاً من حالة الذعر الذي خلقه الحدث، وأججته الإدارة الأمريكية ووسائل إعلامها. كما تتوفر أجواء عدائية تجعل من كتاب وصحفيين وإعلاميين يدعون الإدارة الأمريكية للانتقام، ومن ثم يسمح لأمثال برجنسكي وكيسنجر وبعض الاستراتيجيين الأمريكيين، يدعون إلى ضرورة شن حرب يلهي الشعب الأمريكي عن تساؤلاته للإدارة عن تقصيرها، وعن عدم قدرتها على إيقاف الحدث قبل وقوعه.
ثانياً ـ كما تم استغلال الحدث للخروج من المأزق الاقتصادي، الذي وصل إليه الاقتصاد الأمريكي قبل الأحداث، حيث بدأ التراجع الاقتصادي يبرز جلياً في مؤشرات البطالة، التي وصلت في الثامن من أيلول 2001 إلى
(3.35) مليون شخص. كما انخفضت مؤشرات الإنتاج الصناعي، ففي شهر آب 2001 فقد انخفض قطاع المعادن والمرافق إلى 0.8% عن الشهر الذي سبقه. وانخفضت السلعة التشغيلية إلى 76.2% وهو أدنى انخفاض منذ تموز 1983. وهبط مؤشر داو جونز إلى 800 نقطة(31).
ثالثاً ـ الاستجابة للضغط المتلاحق من قبل شركات النفط لاحتلال أفغانستان، لتأمين الخطوط القادرة على نقل النفط عبرها، لأن الأرباح الهائلة التي سيقدمها النفط القزويني تثير شهية شركات النفط، والتي انبثقت منها إدارة (بوش ـ وتشيني). إضافة أنها تخرج الاقتصاد الأمريكي من أزمته. فقد كان هناك إلحاحاً من قبل شركات لإزالة حكومة الطالبان كونها العائق في استغلال الثروة الهائلة من الكنز النفطي القزويني، كما قال خبير النفط الأمريكي /جيمس دوربان/: (إن هؤلاء الذين يسيطرون في الطرق النفطية لوسط آسيا، سيؤثرون في الاتجاه المستقبلي، وكميات تدفق، وتوزيع الإيرادات من موارد النفط والغاز).(32)
ومن يعرف الثروات الهائلة التي ستحققها الولايات المتحدة من نفط بحر قزوين، سيتعرف على الدافع الحقيقي وراء الحرب التي شنتها على أفغانستان، فيقول إسماعيل الشطي الكاتب وعضو مجلس النواب الكويتي (يقدر ما يختزنه حوض بحر قزوين بخمسة تريليون دولار من موارد النفط والغاز، وفي أقل تقدير بحوالي أربعة تريليون دولار.. بالإضافة إلى كميات ضخمة من الموارد البترولية غير المطورة في آسيا الوسطى تقدر بـ6.6 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي و10 مليارات برميل من احتياطات النفط غير المطورة)(33)
رابعاً ـ من الأرباح التي أفرزتها أحداث الحادي عشر من أيلول، هو تصفية حسابات مع أعداء سابقين، يسمح للولايات المتحدة الظرف الزمني والدولي باعتبارها سيدة العالم اليوم بتحقيق انتصارات عليهم، فيقول غور فيدال: (إن عصبة تشيني ـ بوش تريد حرباً للسيطرة على أفغانستان. وإنشاء خط للأنابيب، والتحكم في بترول ستانات أوراسيا لصالح شركائها في الأعمال، وكذلك إنزال أكبر قدر من الدمار بالعراق وإيران بدعوى أن هذين البلدين الشريرين، ربما ينشران فوق القمح الذهبي لدينا بودرة الجمرة الخبيثة أو شيئاً كهذا)(34)
ومن تصفية الحسابات فقد كشفت وسائل الإعلام الغربية، أن رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي طلب الأعداد للهجوم على العراق بعد ثلاث ساعات فقط من أحداث 11/ أيلول. كما خرج الرئيس جورج بوش بإطلاق الحملات الرهيبة على العديد من البلدان تحت ذريعة الإرهاب باسم محور الشر والدول الشريرة وغيرها من الألقاب.
* استراتيجية الهيمنة على العالم
أعطت أحداث الحادي عشر من أيلول الفرصة الذهبية للولايات المتحدة في فرض هيمنتها على ثروات العالم، وفرض أنماطها السياسية والسلوكية على العالم أجمع. من خلال ما أطلق عليه استراتيجية الأمن القومي للرئيس جورج بوش الابن، والذي أعلنها في 17/9/2002. وأشار إليها الرئيس بوش في خطاب الرئاسة في 1/6/2002 حين حدد تلك الاستراتيجية بثلاثة مهمات هي:
ـ (سندافع عن السلام بمحاربة الإرهاب والطغاة.
ـ سنحافظ على السلام ببناء العلاقات الجيدة بين القوى العظمى.
ـ سنوسع السلام بتشجيع المجتمعات الحرة والمنفتحة على امتداد القارات.)(35)
وهذه الاستراتيجية كما يبدو تختلف عن سابقاتها من الاستراتيجيات، التي وضعتها الإدارات السابقة الأمريكية بما فيه الإدارة السابقة للرئيس بيل كلينتون، والتي تعتمد على تقوية أمن أمريكا، ودعم الازدهار الاقتصادي الأمريكي، ودعم الديمقراطية وحقوق الإنسان في الخارج.
فالملاحظ أن بوش قد وضع استراتيجية مختلفة وخاصة عن الحرب وبما يعرف (الحرب على ما أسماهم بالطغاة)، حيث اعتبرهم مصدر الخطر على الولايات المتحدة وعلى العالم الديمقراطي. وضع نظرية افتراضية تقول: بإمكان هؤلاء الطغاة تزويد منظمات الإرهاب بالأسلحة الكيماوية أو ذات التدمير الشامل، مما يهدد الولايات المتحدة والنظام العالمي.
علماً أن الولايات المتحدة هي التي فرضت تلك الأنظمة الديكتاتورية ضد رغبات شعوبها، وحمت الكثير منهم من غضب تلك الشعوب، ووفرت لهم الدعم المادي والسياسي خدمة لمصالحها. يقول جون لويس غاديس عن سبب محاربة إدارة بوش الابن لهؤلاء الطغاة: (لقد لاحظ بوش أن الاستراتيجية الأمريكية ركزت في الماضي على الدفاع ضد الحكام الطغاة، وهؤلاء الخصوم يحتاجون "لجيوش عظيمة وقدرات صناعية كبيرة" كي لا يهددوا المصالح الأمريكية، وهذه الإمكانيات لا يمكن تأمينها إلا عبر مؤسسات الدول)(36)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الحرب على العراق لأجل النفط
كما أشرنا من قبل، أن وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد أعلن بعد ثلاث ساعات فقط من تفجير البرجين في نيويورك بضرورة الحرب على العراق، محملاً إياه مسؤولية دعم الإرهاب، وأهم دول محور الشر كما صنفه القاموس السياسي لإدارة بوش، وهي العراق وإيران وكوريا الشمالية. ووضع العراق على قائمة الدول التي يجب أن تتحمل مسؤولية ما حدث في الحادي عشر من أيلول، على الرغم من عدم توفر أي دليل يربط العراق بما حدث، ولا بأية علاقة بينية بين أسامة بن لادن وتنظيمه تنظيم (القاعدة). فلا يمكن أن يوجد تعاون بين الطرفين لاختلاف العقائد والأهداف بين الحزب الحاكم في العراق برئاسة صدام حسين، الذي يتبنى العلمانية، وبين تنظيم ديني متطرف كتنظيم القاعدة.
إلا أن الرئيس بوش الابن وإداراته، كانوا قد وضعوا قبل الأحداث كما أشرناه أعلاه، استراتيجية تقوم على فرض السيطرة على مصادر الطاقة النفطية في العالم كرهاً أو طوعاً، تطبيقاً لطروحات بعض ما يسمى بالصقور من اليمين الأمريكي، والتي ترى ضرورة السيطرة على النفط، طالما نملك اليوم قوة عسكرية لا منافس لها في العالم. هذه الاستراتيجية بدأ تنفيذها أولاً في احتلال أفغانستان لمد أنابيب نفط بحر قزوين كما أشرنا. أما نفط الخليج من المعروف أنه منذ سنين تحت الهيمنة الأمريكية، وأصبح بعد غزو الكويت تحت حماية عسكرة القوات الأمريكية المباشرة، لترهب من يحاول أن ينزع منها تلك الهيمنة سواء من الداخل أو من الخارج، ولم يبق إلا النفط العراقي والإيراني خارج الهيمنة المطلقة.
لهذا تم وضع العراق وإيران ضمن قائمة دول محور الشر، التي ترى فيها الإدارة الأمريكية وفق زعمها خطراً يهددها. وطبعاً كان لا بد من أن يكون العراق التالي بعد أفغانستان، فأمريكا تتدرج بالأخذ بالدول بدء من الضعيف، حتى تنتهي إلى الأقوى. فكانت أفغانستان الأولى، ثم من بعدها العراق، ومن ثم ستأتي حتماً إيران من بعد الانتهاء من العراق.
وهكذا انطلقت الحملة الأمريكية ضد العراق، ما أن انتهت ترتيبات مدّ الخطوط لنفط بحر قزوين عبر أفغانستان، وتوفرت الحماية لهذا الخطوط من قبل تواجد عسكري أمريكي مدعوم من قوات أوربية من دول الحلف الأطلسي. فقد بدأت مسألة التحضير لشن حرب على العراق من خلال جملة من التهديدات للنظام العراقي، تدعوه لنزع أسلحته وتدميرها، وتغيير نظامه السياسي، وترحيل صدام حسين وحاشيته عن العراق.
ولتغطية الحملة الاستعمارية الجديدة بغطاء دولي، تم استصدار قرار من مجلس الأمن في تشرين الأول عام 2002 تحت رقم 1441. والقاضي بإعادة فرق التفتيش للعراق، لنزع وتدمير أسلحته الكيماوية والجرثومية. بدعوى أن العراق اخترق الحظر الدولي عليه، والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي بتدمير أسلحته الجرثومية والكيماوية وصواريخه بعيدة المدى. وادعت الولايات المتحدة، أن العراق يقوم بإعادة تصنيع أسلحة التدمير الشامل المحظورة عليه منذ عام 1991 بعد الانتهاء من حرب الخليج الثانية، وانتهاء الاحتلال العراقي للكويت.
وعلى الرغم من معرفة الإدارة الأمريكية ودول العالم، أن لجان التفتيش السابقة (أونسكوم)، قامت بتفكيك وتدمير معظم أسلحة العراق المحرمة، وفق قرارات مجلس الأمن الدولي خلال ست سنوات من عملها في العراق في عقد التسعينات. ويقول تقرير أعده منتدى الحرية الرابع، ومعهد ب. كروك لدراسات السلام الدولي بجامعة نوتردام:
(إن أونسكوم ووكالة الطاقة الذرية الدولية كانتا فعالتين في كشف كثير من عناصر برامج أسلحة العراق المحرمة وتدميرها.. إن معظم برامج الأسلحة المحرمة العراقية تمت إزالته. وقد أعلنت وكالة الطاقة الذرية الدولية في عام 1998 أنه "ليس هناك من مؤشر إلى أن العراق يملك أسلحة نووية أو أية مقادير ذات مغزى من مادة يمكن استخدامها في صنع أسلحة نووية،" ومن بين 819 صاروخاً من طراز سكود كان معروفاً أنها موجودة لديه في بداية حرب الخليج، عثرت أونسكوم عليها جميعاً عدا صاروخين اثنين. ولم تعثر أونسكوم على تطوير ناجح لصاروخ وطني، ولا على مؤشرات إلى اختبار صاروخ محظور. كذلك ذكرت أونسكوم أنها حققت تقدماً كبيراً في تدمير مخزونات الأسلحة الكيميائية ومنشآت إنتاجها، لكن مفتشي الأمم المتحدة كانوا أقل نجاحاً في إزالة قدرات الأسلحة البيولوجية)(37)
وهكذا نرى أن معظم أسلحة العراق الكيميائية والبيولوجية والجرثومية والصواريخ بعيدة المدى، قد دمر معظمها على يد لجنة التفتيش (أونسكوم)، والتي رحلت عن العراق في عام 1996 بضغط أمريكي، كما كشف أحد أعضاء تلك اللجنة بأن البعض منهم كان يتجسس على العراق لصالح المخابرات المركزية والموساد الصهيوني. فلم تكن عمليات التفتيش الجديدة إلا لخلق الذرائع لضرب العراق، ووضعه تحت الهيمنة الأمريكية، وفق استراتيجيتها الجديدة التي أشرنا إليها.
* النظام العراقي من حليف إلى عدو
النظام العراقي الذي وضع على لائحة الأنظمة الخارجة على القانون بالعرف الأمريكي بعد الغزو العراقي للكويت، هو نفس النظام الذي كان الصديق الحميم أثناء حربه على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ما بين أعوام 1980-1988. فالعلاقات الحميمية التي كانت بين الطرفين أثناء تلك الحرب، كانت تستند على أن الحرب التي قامت بين العراق وإيران كانت تخدم الهدف الاستراتيجي الأمريكي في المنطقة، الذي يهدف إلى إبقاء منابع النفط تحت المظلة الأمريكية.
فكان أمل الولايات المتحدة من تلك الحرب، أن تستعيد إيران بنفطها وموقعها الاستراتيجي من حكومة إسلامية متحررة، أخرجت إيران من تبعية الولايات المتحدة، وأزالت قواعدها، واستولت على سفارتها، واعتقلت موظفيها. ولم تقف عند هذا الحد، بل رفعت شعارات معادية للوجود الأمريكي بالكامل في منطقة الخليج. وأظهرت الثورة الإسلامية في أيامها الأولى عداوة للولايات المتحدة لحمايتها لنظام الشاه السابق، وأطلقت على الولايات المتحدة اسم (الشيطان الأكبر).
ولم تكن خطيئة الثورة العداء لأمريكا فقط، وإنما رؤيتها للكيان الصهيوني بأنه كيان استعماري استيطاني مغتصب لأرض إسلامية مقدسة. وكان من إجراءاتها الأولى تحويل سفارة الكيان الصهيوني إلى سفارة فلسطين، وقطع العلاقة التوحيدية بين المخابرات الإيرانية (السافاك) والمخابرات الصهيونية (الموساد). كما اعتبرت مسألة تحرير البيت المقدس إلزام لكل المسلمين. وهنا وقعت الثورة في المحظور الأمريكي المتصهين، فكان لا بد من إجهاض الثورة الإسلامية في إيران من قبل الدوائر الأمريكية والصهيونية. فاستخدم النظام العراقي لهذه المهمة، فشن حرباً دامت سنوات ثمان، كانت نتائجها لصالح أمريكا والصهيونية، وخسارة للعرب والمسلمين عامة وللعراق وإيران خاصة.
ومن يتتبع سير الأحداث أثناء اشتعال الثورة الإيرانية ضد نظام الشاه الوكيل للمصالح الأمريكية، والشرطي الأمريكي في الخليج، والراعي الذي يحمي مصالحها في المنطقة، والظهير المساند للكيان الصهيوني ضد الأمة العربية. يقول المفكر والكاتب الأمريكي نعوم تشومسكي: (حاولت إدارة كارتر تبني انقلاب عسكري لإعادة الشاه، وأرسل قائد الناتو (NATO)، ولكنه فشل في مهمته، لم يستطع كسب دعم عملاء أمريكا في الجيش الإيراني. بعدها مباشرة انضمت السعودية وإسرائيل (الداعمتان الباقيتان) للجهود الرامية لتجهيز انقلاب يعيد التركيبة السابقة بوسائل عادية، ومنها بعث جيوش. تم إحباط المحاولة التي كانت معروفة تماماً.
وصل النذر اليسير من المعلومات للناس هنا، وذلك عندما لم يعد بالإمكان إخفاء الحقائق. وسمي عندها حرب الرهائن (أزمة الرهائن) التي كان لها وقع إنساني مؤثر لدى الشعب الأمريكي.
كان "الريغانيون" يبحثون عن إطلاق الرهائن المختطفين في لبنان. أرسلت الولايات المتحدة قوات إلى إيران (مجموعات عسكرية خاصة) عبر إسرائيل كان لها صلات وثيقة بعناصر من الجيش الإيراني وممولة من قبل السعودية. ولم تكن هذه القوات مرسلة للتفاوض من أجل الرهائن لسبب بسيط، هو أنه لم يكن هناك رهائن أصلاً!! أولاً "الرهائن" أخذوا من لبنان فيما بعد، وصادف أنهم إيرانيون! إن ذلك إجراء طبيعي اتخذته إيران)(38)
وحين فشلت المحاولة الانقلابية بعد اكتشاف الحكومة الإيرانية الإسلامية لها. كما فشل أيضاً الغزو العسكري الأمريكي الليلي لإيران، الذي أرسل لفك الرهائن الأمريكيين، الذين أسروا في السفارة الأمريكية في طهران من قبل طلبة الثورة، فغرقت القوات الأمريكية في رمال صحراء طبس، حين تصادمت الطائرات الأمريكية بسبب العواصف الرملية، التي ثارت فجأة وكأنها تدافع عن ثورتها الإسلامية. وتحطمت بعض الطائرات، وعادت البقية خائبة دون أن تحقق أي من أهدافها. ولم تجد الولايات طريقة لإعادة هيمنتها على إيران إلا بالتحريض على شن حرب خارجية من دول الجوار، وكان العراق الدولة الوحيدة، التي تتوفر فيها عوامل الصراع مع النظام الإيراني الجديد، فبدأت بتحريض العراق على شن حرب لإسقاط الحكومة الثورية الإيرانية المعادية للولايات المتحدة. فشن النظام العراقي الحرب على إيران، وكانت الحسابات أن تدوم أياماً، وإذا بها تمتد أكثر من ثمانية أعوام.
وخلال سنوات الحرب قُدمت للنظام العراقي كل مستلزمات القوة لتحقيق النصر، وتم التجاوز عن تصرفات عراقية تعتبر كفراً في القاموس الأمريكي، حين هاجمت الطائرات العراقية سفينة أمريكية وقتلت /37/ بحاراً أمريكياً. ولم توجه الولايات المتحدة للقوات العراقية أية ضربة انتقامية، بل اعتبرت خطأً فنياً. بل انتقمت أمريكا من طائرة تجارية إيرانية في عام 1988، كانت تحلق في الأجواء الإيرانية، فقتلت /290/ مدنياً إيرانياً بريئاً بصاروخ من مدمرة أمريكية، كانت متواجدة في المياه الإقليمية لإيران.
وكان لهذا الحدث دوره الكبير في إنهاء الحرب لصالح صدام حسين، فقد شعر الإيرانيون أن الولايات الأمريكية وضعت ثقلها العسكري بشكل كامل إلى جانبه، بعد أن كانت تقدم لـه فقط الدعم اللوجستي والعسكري، وترسل لـه الصور الملتقطة من طائرات التجسس الأمريكية على المواقع الإيرانية.
وينسى وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد اليوم، أنه كان في العراق ضيفاً على صدام حسين في عام 1986، يقدم الخدمات لصدام حسين في حربه ضد إيران، والأدهى أنه لم ينطق بأية كلمة عن القنابل الكيماوية، التي صبت على أهالي حلبجة في حينها، التي يتباكى عليها في هذه الأيام.
واستخدام جريمة حلبجة مثلاً على جرائم صدام، من قبل إدارة بوش من أجل ضحاياها، وليس على حدّة الجريمة وقسوتها، وهي مرفوضة حتماً من كل إنسان يملك وازعاً أخلاقياً، بل من أجل خلق ذرائع تبرر حرب على العراق. ونتذكر جميعاً وكل من كان يتابع مجريات الحرب العراقية الإيرانية، أن الإدارة الأمريكية كانت أثناء الحرب تتهم إيران بما جرى في حلبجة وليست العراق يومها.
ومن هنا نجد تلون السياسة الأمريكية، وتقلباتها الحادة فحين كانت الحرب التي يخوضها النظام العراقي مع إيران، تصب في خدمة الأهداف الاستراتيجية للمصالح الأمريكية، كان يحصل على البراءة والتقدير. وحين يصبح نفس النظام عائقاً لمصالحها وأهدافها الاستراتيجية، تشوه صورته في المحافل الدولية وأمام الرأي العام العالمي، وتوضع الذرائع لشن الحرب عليه.
من المعروف تاريخياً أن الولايات المتحدة تقلب ظهر المجن بسرعة تتجاوز سرعة البرق لحلفائها وأصدقائها من الأنظمة الحاكمة، أن شكلت تلك الأنظمة عائقاً لمصالحها، وتتخلى عن أشد حلفائها إخلاصاً أمام مصالحها. وفي مثال شاه إيران وماركوس الفلبين وسهارتو إندونيسيا وغيرهم عبرة لمن لا يعتبر من حلفاء أمريكا اليوم.
بل هي لا تتورع عن التآمر على كل من كان يوماً في زمرة من عملوا في أحضان المخابرات المركزية مثل أورتيغا في بنما، الذي غزت بلاده القوات الأمريكية، واعتقلته حين أصبح يشكل تهديداً لمصالحها. بعد أن عمل زمناً طويلاً في خدمة مخابراتها المركزية، وشارك حتى في عملياتها القذرة بتجارة المخدرات. وثم تولى رئاسة البلاد. وحين اصطدمت مصالح أمريكا مع بعض المصالح الوطنية لبلاده، وأراد أن يبيض وجهه أمام شعبه، كانت نتيجته كما أسلفنا، ولا يزال إلى يومنا هذا يقبع في سجونها، دون أن يجد رحمة من أسياده السابقين. فلا وفاء للولايات المتحدة لكل من تحالف معها، وارتمى في أحضانها، فهي كالعقرب تلسع صاحبها في أي وقت تشاء.
* الحجج الأمريكية الواهية لشن الحرب على العراق
أما الحجة الكاذبة بأن النظام العراقي قد أعاد ترسانته من أسلحة التدمير الشامل وخاصة الكيماوي والبيولوجي، وأنه أعاد برنامجه النووي، مجرد أكذوبة مفضوحة تعرفها الإدارة الأمريكية قبل غيرها، فهي تعرف أن العراق لا يملك شيئاً مما تدعيه من الأسلحة، وتعرف بها الدوائر البحثية والاستراتيجية الأمريكية نفسها. ونقتطف بعض من التقرير، الذي تقدم به منتدى الحرية الرابعة ومعهد جوان ب. كروك لدراسات السلام الدولي بجامعة نوتردام الأمريكية فيقول:
(لقد عرقلت عقوبات الأمم المتحدة المستمرة ضد العراق مقدرة النظام على إعادة بناء قدرته في مجال الأسلحة، وعلى الرغم من أن العقوبات لم تكن ناجحة في إقناع حكومة بغداد بالالتزام بقرارات الأمم المتحدة، فإنها كانت وسيلة فعالة كوسيلة للاحتواء العسكري.
لقد منعت العقوبات حكومة بغداد من كسب سبيل للوصول إلى إيراداتها النفطية الضخمة، فالأمم المتحدة ـ وليس حكومة بغداد ـ هي التي تسيطر على معظم الدخل المستمد من مبيعات النفط العراقي. ومنذ العقوبات يقدر أن حكومة بغداد قد حرمت من أكثر من 150 مليار دولار من إيرادات النفط. ونتيجة لهذا فإن العراق عجز عن شراء ما يكفي من أسلحة وبضائع ذات صبغة عسكرية، لكي يعيد بناء قواته المسلحة ويحدثها.
إن العجز المتراكم بالنسبة إلى العراق عن استيراد الأسلحة منذ عام 1990 يربو عن 50 مليار دولار. هذا هو المبلغ من النقود الذي كان العراق سينفقه على استيراد الأسلحة، لو أنه استمر في شراء الأسلحة بالمعدل الذي سار أثناء عقد الثمانينات الماضي. وعلى الرغم من أن العراق يكسب بعض إيراد لا قيود عليه عن طريق التهريب أو الصفقات السرية (يقدر ما بين 1.5 مليار و3 مليارات دولار سنوياً) إلا أن هذا الدخل ليس كافياً لتمويل برنامج تطور عسكري واسع النطاق. ونتيجة لهذا تقلصت مقدرة العراق على إنتاج أسلحة للدمار الشامل ووسائل إطلاقها)(39).
ومن يراجع تاريخ التهديدات الأمريكية للعراق بالاجتياح والتهديد تحت ذريعة تهديده لجيرانه، وضرورة نزع سلاحه. فهذه التهديدات انطلقت موجتها الأخيرة بعد ثلاث ساعات من أحداث الحادي عشر من أيلول عام 2001 كما أشرنا سابقاً من قبل وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد. على الرغم من انتفاء كل الدلائل على تورط العراق ونظامه بتلك الأحداث. وهذا ما يدل على توفر نية احتلال العراق مبيتة قبل الضربة.
وتكشف بعض الوثائق أن عملية احتلال العراق والهيمنة على نفطه من قبل صناع القرار الأمريكي في عهد بوش الابن، ليست مرتبطة بأحداث الحادي عشر من أيلول، بل قبل الحدث بسنوات، حيث قام هؤلاء بتقديم مذكرة إلى الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون عام 1998، تدعوه إلى بناء وجود عسكري قوي في الخليج، والعمل على حماية مصالح الولايات المتحدة الحيوية عند الضرورة، ولو تطلب قلب النظام الحاكم في العراق. وكان من بين الموقعين عليها (دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الحالي، ونائبه بول وولفوتيز، وجون بولتون، وريتشارد بيرل، وجميعهم من المؤيدين لإسرائيل، كما وقع عليها إيليوت أبراهام الصديق لرئيس وزراء الكيان الصهيوني)(40).
وكما أشرنا أن نفط العراق يلعب دوراً رئيسياً في تلك الحرب أعدتها الولايات المتحدة والصهيونية العالمية ضد العراق، فاحتلال منابع النفط العراقية يزيد من امتلاك الولايات المتحدة لنفط العالم، خاصة أن المصادر النفطية تشير إلى قرب نضوب الكثير من آبار النفط الأمريكية. وقد أعلنت وزارة الطاقة الأمريكية في بداية عام 2003 (أنه بحلول عام 2025 فإن مستوردات الولايات المتحدة من النفط ستزيد لتصبح حوالي 70% من إنتاجها النفطي).(41)
لهذا إذا تمت السيطرة على النفط العراقي، فإن الولايات المتحدة تكون قادرة على سد تلك الاحتياجات، يقول الصحفي البريطاني "روبرت منسيك": (إذا ما تحقق الغزو، وتم تعيين نظام حكم موال لأمريكا فإن الأمريكيين سيسيطرون بذلك على فائض نفطي يصل إلى 112 مليار برميل من النفط. وإذا ما أضفنا الاحتياطي المؤكد من النفط العراقي، فإن الأمريكيين يكونون قد سيطروا ربما على ربع احتياطات العالم النفطية)(42)
* الحرب على العراق بداية إمبراطورية أمريكية
والأخطر من احتلال النفط هو ما يرسم في الدوائر الأمريكية المتصهينة والدوائر الصهيونية، هو إعادة رسم الخارطة السياسية في العالمين العربي والإسلامي، والذي يستهدف تقسيم العرب والمسلمين وإذلالهم وإضعافهم، وإعادة تقسيمهم أجزاء طائفية وقطرية وعشائرية، وغيرها من التقسيمات التي تسهل نهب ثروات المنطقة وأولاها النفط، وسيطرة كاملة للولايات المتحدة على الأرض والثروة، وحماية الكيان الصهيوني بما يحقق المشروع الصهيوني في المنطقة.
وتبرهن الأحداث التي تلت الحادي عشر من أيلول، إن الإدارة الأمريكية التي يغلب على منشأ معظم زعمائها من شركات النفط، أن الولايات المتحدة رأت في مستقبلها الاقتصادي، واستمرارها في الهيمنة على العالم، والتفرد بزعامته يكمن في السيطرة على مصادر الطاقة، الذي يلعب النفط الدور الرئيسي فيه. فالنمو الاقتصادي لبعض الدول كالصين واليابان ومنظومة السوق الأوربية كلها، تهدد تلك الزعامة الدولية لها، واقتصادها مهما بلغ من النمو والتنوع غير قادر في المستقبل على المواجهة الاقتصادية لتلك الدول والتجمعات، كما أن هناك دول قد تظهر فجأة تملك القوة الاقتصادية والعسكرية مما يربك وضعها. فوجدت أن سيطرتها على النفط، يعطيها استمرارية القوة بالتحكم بعصب الحياة للصناعة الدولية. وإمكانية فرض الهيمنة على اقتصاد العالم، وتسييره وفق أجندة خاصة بالولايات المتحدة.
وفي عودة إلى مبدأ كارتر الذي صدر في 24 نيسان عام 1980، وكانت منطقة الخليج ملتهبة في نذر حرب بين العراق وإيران، والذي تضمن الكفالة المسلحة الأمريكية لحماية مصالحها النفطية، فيقول المبدأ: (إن كل محاولة تقوم بها قوى خارجية. بهدف السيطرة على الخليج، ستعتبر انتهاكاً للمصالح الحيوية لأمن الولايات المتحدة الأمريكية. وبصفتها تلك ستلقى الصد بكل الوسائل الممكنة، بما في ذلك استخدام القوة المسلحة)(43)
وترى الولايات المتحدة بترسانتها العسكرية الجبارة اليوم، يمكنها تحقيق ما تريد، دون أن تجد رادعاً عسكرياً دولياً في مواجهتها. وهذه فرصة تاريخية نادرة قد تفلت منها بمرور الزمن. كما أن الوضع الدولي بعد أحداث 11 أيلول يعطيها فرصة السيطرة على قرارات الهيئة الدولية ومجلس الأمن. فسعت إلى إطلاق شعار محاربة الإرهاب، ووضعت ما يزيد على ستين بلداً في تلك اللائحة، وأولها العراق وإيران ودول في منطقة الخليج للسيطرة على النفط. وشددت من تهديداتها على العراق بعد ضمان خط النفط المار بأفغانستان.
ومن المفارقات التي تكشف أهداف الولايات المتحدة الخفية التي أشرنا إليها، سكوتها المفاجئ عن ابن لادن والملا عمر وتنظيما القاعدة وطالبان، ليصبح صدام حسين ونظامه بدلاً عنهما المهدد الرئيسي للولايات المتحدة ولمصالحها. وأنه يمكن أن تلحق صواريخه أضراراً بالولايات المتحدة، على الرغم من التقرير الذي أشرنا إليه سابقاً بأن العراق لم يعد يملك من صواريخه القصيرة المدى سوى اثنين، ولم تجدهما لجنة التفتيش أنسكوم ولا الحكومة العراقية. ولعل بوش يرعب شعبه من الصاروخين المفقودين، إن وجدهما صدام حسين. هل هناك استخفاف بالعقل البشري أكثر من ذلك؟.
وكما أشرنا أن النفط هو الغاية في الحرب على العراق والتخطيط لاحتلاله فالدلائل واضحة وجلية، عندما نراجع خلفية بعض صناع القرار في الإدارة الأمريكية، فكما أشرنا سابقاً معظمها من العاملين في شركات النفط:
ـ فالرئيس جورج بوش الابن ينحدر من عائلة تملك شركات نفطية كبيرة معروفة في تكساس.
ـ وديك تشيني نائب الرئيس كان رئيساً لشركة هاليبرتون في دالاس، وهي من أهم شركات الخدمات النفطية في العالم. و(قد بلغ دخل تشيني منها عام 2000 فقط 36 مليون دولار).
ـ ومستشارة الأمن القومي المعادية للعرب والمسلمين غونداليزا رايس، كانت تعمل عضوة في مجلس إدارة شركة شيفرون النفطية من عام 1991 إلى عام 2000. ومن ابتهاج الشركة على تعيينها في هذا المنصب الرفيع، أطلقت اسمها على إحدى ناقلاتها البترولية.
ـ وغايل نورتون وزير الداخلية كانت تعمل في مركز أبحاث محافظ تموله شركات نفطية.
ـ ووزير التجارة (دون إيفانز) كان رئيساً لشركة توم براون إنكربوريشن النفطية المعروفة في تكساس حتى عام 2000، وكان يتولى إدارة (تي. أم. بي. آر) شارب للتنقيب عن النفط.
ـ ووزير شؤون الجيش توماس دايت كان نائباً لرئيس خدمات إيزون للطاقة.
ـ ونائب وزير الداخلية (ستيفن غريلز) أحد شخصيات مؤسسة بيئية تمولها الصناعات النفطية والكيميائية.
ـ ونائب وزير الطاقة (فرانسيس بلايك) كان نائباً للرئيس الأول لشركة كروبوريت بزنس النفطية.
ـ ونائبة وزير التجارة للشؤون الاقتصادية (كاتلين كوبر) مديرة سابقة في شركة إيكسون موبيل كوربوريشن.
ـ ومساعد وزير الطاقة (دان بروليت) لـه حصص في مجموعة شركات الباين النفطية.(44)
علماً أن ديك تشيني نائب الرئيس حصل من خلال صفقات بترولية، قام بها مع العراق لصالح شركته النفطية هاليبرتون من خلال ما أطلق عليه النفط مقابل الغذاء، على ما يقارب 36 مليون دولار عمولة (بزنس)، لجهوده في الحصول على تلك الصفقة البترولية الكبيرة مع العراق(45).
فيتضح أن هذه الإدارة المنبثقة عن شركات النفط عدا وزير الخارجية كولن باول، إدارة تبحث عن السيطرة على النفط من جانب، ولزيادة ثروتها الشخصية من خلال عمولتها من الصفقات، وتوفير مصادر النفط للشركات البترولية العالمية.
فالحرب التي أعلنت على الإرهاب التي أعلنها الرئيس الأمريكي جورج بوش وإدارته، كما نرى بعد مضي أشهر قليلة أصبحت حرباً من أجل الاستيلاء على نفط الشعوب ونهبها. وليس غريباً أن يدلي كولن باول وزير الخارجية الأمريكي يوم الأربعاء 22/1/2003، أن البترول العراقي سيكون أمانة بيد الجيش الأمريكي.(46)
فاللص والمغتصب أصبح الأمين على ثروات الشعوب، ولكن الشعب العراقي الذي مات منه ما يقارب المليون إنسانا خلال عشر سنوات من الحصار، ومن قصف الطائرات الأمريكية والبريطانية، والتي تجوب أجواء العراق جنوباً وشمالاً، تقصف وتقتل ما تشاء من المدنيين، هل يملك هذا الجيش المحتل أي صفة من صفات الأمانة؟
* شعوب العالم ترفض الحرب القذرة على العراق
أظهرت ردود الفعل الدولية وخاصة الشعبية منها على الحشد الأمريكي العسكري لشن حرب على العراق، قدرة تلك الشعوب من خلال حثها على اكتشافها لأهداف تلك الحرب وغايتها غير الشريفة، فهي ليست كما تدعي الإدارة الأمريكية بأن الحرب على العراق من أجل تخليص الشعب العراقي من دكتاتورية صدام حسين، ولا من أجل أمن وحماية دول الجوار العراقي من شروره، ولا من الخوف على أراضي الولايات المتحدة من صواريخ صدام. بل هي استراتيجية بعيدة للولايات المتحدة للهيمنة على ثروات العالم، ويقوم الرئيس بوش وإدارته اليمينية بتنفيذها، من خلال حروب تنسف الاستقرار والسلم الدوليين.
هذا ما أعلنته الشعوب في الكرة الأرضية من اليابان وإندونيسيا شرقاً مروراً بالشعوب الآسيوية والأفريقية والأمريكية اللاتينية غرباً، وكذلك الشعوب الأوربية، التي خرجت بالملايين، وكذلك قطاع واسع من شعب الولايات المتحدة، وحتى أهالي ضحايا 11/أيلول ذهبوا إلى العراق، ووقفوا يعارضون الحرب على شعب محاصر وجائع.
وتشكلت حركة أمريكية مناوئة للحرب مع العراق، ولتوجهات إدارة بوش العدوانية أسمت نفسها (ليس باسمنا). وأخرجت أولى تظاهراتها ضد الحرب يوم الأحد 6/10/2002 في الساحة المركزية في نيويورك، وكان من بينهم أقارب ضحايا الحادي عشر من أيلول احتجاجاً على الحرب ضد العراق، ورفعت لافتات تطالب بتغيير النظام في واشنطن، ووصفت الرئيس جورج بوش الابن (الإمبراطور جورج المجنون)(47).
واتخذت بعض المعارضات أشكال منها عرائض حملت مئات التواقيع من العاملين في الإبداع والبحث والفكر والفن في الولايات المتحدة الأمريكية، ونذكر هنا المذكرة الغاضبة التي أرسلتها النجمة والناشطة السياسية الأمريكية (باربرا سترايسند) إلى الزعيم الديمقراطي (ريتشارد غيبهارت)، طالبة منه بالانتقال من المواقع الدفاعية إلى الهجوم لوقف التهديدات بالحرب، التي يشنها الرئيس بوش، وبعدم (تجاهل التأثير الواضح على إدارة بوش لمصالح صناعة النفط والشركات وشركات الكيماويات وصناعة الأخشاب على سبيل المثال لا الحصر). وقالت: (من الواضح أن العديد من هذه الصناعات التي يديرها مانحون جمهوريون كبار ومقربون من الحزب الجمهوري، ستحقق مكاسب كبيرة، إذا خضنا حرباً ضد العراق)
وحثت (سترايسند) الديمقراطيين، على عدم السماح لبوش باستخدام الحرب لصرف الأنظار عن سياساته الداخلية والاقتصادية، وفشله في تفكيك شبكة القاعدة الإرهابية بالكامل. وكتبت (سترايسند) في مذكرتها: (صدام لم يفجر مركز التجارة العالمي). وأضافت أن على الحزب الديمقراطي أن (ينقل علناً هذه الرسالة إلى الشعب الأمريكي).(48)
ورغم معارضة تلك الملايين من شعوب الأرض الرافضة لتوجهات الحرب، التي تعدها الولايات المتحدة ضد العراق، بل استمرت في تحدي إرادة تلك الشعوب، وحشدت ما يقارب ربع مليون عسكري، مسلحون بكل أنواع الأسلحة الحديثة، لشن حرب تدميرية على العراق. ضاربة عرض الحائط شعاراتها حول الديمقراطية، والانصياع لإرادة الشعوب.
* أوربا والخوف من الهيمنة الأمريكية على مصادر الطاقة
إن المؤشرات الاقتصادية للولايات المتحدة تؤكد قابليتها لأزمة اقتصادية كبيرة خلال السنوات العشرين، فقد بدأت بعض شركاتها العملاقة تتعرض للانهيار، وهذا ما ينبأ عن انهيار اقتصادي ضخم للولايات المتحدة. لم يجد خبراؤها الاستراتيجيين من حل سوى الاستيلاء على منابع الطاقة، والتحكم بها لمواجهة هذا الانهيار، مستخدمة كل ما لديها من قوة عسكرية. إلا أن هذا الحل الاستراتيجي البعيد المدى لحل الأزمة الاقتصادية الأمريكية الحالية، التي بدأت تتفاقم. بعد أن أشارت بعض المصادر إلى إفلاس وخسائر لشركات أمريكية بلغ تعدادها المليون ونصف بين شركة كبيرة وصغيرة أمريكية(49). أوجد الحل الاقتصادي بالاستيلاء على مصادر الطاقة في العالم، إلى حالات من الشرخ في العلاقات بين الولايات المتحدة حلفائها الأوربيين وخاصة ألمانيا وفرنسا، اللتان شعرتا بخطورة الاستيلاء الأمريكي على منابع الطاقة، وانفراد الولايات المتحدة بها. مما يزعزع الاقتصاد العالمي ككل، ويهدد الصناعة الأوربية بشكل خاص، حيث يضعها تحت رحمة الولايات المتحدة.
فلم يخف وزير خارجية الولايات المتحدة كولن باول في تقريره أمام الكونغرس في 9/2/2003. أن يعلن بصراحة أن الولايات المتحدة بعد احتلالها للعراق، ستقوم بإعادة ترتيب المنطقة وفق المصالح الأمريكية وشروط السلام الصهيوني. أي أن تصبح المنطقة العربية في ظل هيمنة أمريكية صهيونية.
ومن هنا جاءت معارضة فرنسا وألمانيا لشن حرب على العراق. مما أحدث انقساماً حاداً في اجتماع وزراء دفاع الأطلسي (الناتو) يوم الأربعاء 5/2/2003، حين عارضت كل من ألمانيا وفرنسا وبلجيكا اقتراحاً أمريكياً بدعم الحلف لتركيا، إذا خاضت الحرب مع العراق. فكان الرفض الثلاثي صفعة حادة للولايات المتحدة، التي تحاول توفير حشد أوربي وعالمي لحربها مع العراق، وتعثرت العديد من الاجتماعات المتتالية لرأب الصدع داخل الحلف حتى خرجوا بعد صيغة توفيقية، لم تحضرها فرنسا.
إن التمرد الفرنسي والألماني يشكل أولاً البدايات بعد انتهاء الحرب الباردة، لتفرد الولايات المتحدة في إدارة الأزمات الدولية، ووقف حالة الطاعة للسيد الأمريكي، وإلى بذور توجهات نحو تعددية قطبية، تخلق نوعاً من التوازن الدولي. هذا التوجه الجديد لفرنسا وألمانيا، أوجد لهم من يساندونهم في مواقفهم كالروس والصينيين. وهذا ما اتضح في الدعوات للدول الأربع في منع الحرب على العراق، مع الاتفاق على نزع أسلحة العراق، ولكن بطريقة سلمية بعيدة عن الحروب.
* الذرائع الواهية لشن الحرب على العراق
من الغباء السياسي الأمريكي البريطاني لشن الحرب على العراق، هو استغباء الآخرين. من خلال ما يطرحونه من أدلة غالبها ملفق على العراق، فسرعان ما تكشفها الأوساط العلمية والإعلامية. وتصنيع ذرائع واهية لإيجاد المبرر للحرب على العراق، حتى ولو كان كذباً. وهذا ما أفقد مصداقية إدارتي بوش وبلير في الولايات المتحدة وبريطانيا، حتى عند شعبيهما. ففي استطلاع جرى في بريطانيا ونشرته كافة وسائل الإعلام يوم الثلاثاء 11/2/2003، يشير إلى أن غالبية البريطانيين العظمى ترفض الحرب، ووصلت نسبة الرافضين للحرب من الشعب البريطاني إلى 80%.
وكذلك في الولايات المتحدة فإن الغالبية العظمى ترفض تلك الحرب، رغم أن الإعلام الذي تتحكم به القوى الصهيونية واليمينية الداعمة للحرب، يحاول أن يزيف رفض الشارع الأمريكي لتلك الحرب. فذكر أحد الباحثين أن الصحافة الشعبية الأمريكية، تبين الغالبية العظمى من الشعب الأمريكي ترفض الحرب، إلا أنها تُزوّر من قبل الصحافة الأمريكية الكبيرة. وذكر أن سيدة أمريكية، ذكرت أنها كانت تريد أن تعبر عن رأيها عن رفضها للحرب، ولكنها لم يسمح لها، حتى اتصلت في إحدى القنوات، وسئلت قبل أن تظهر على الهواء مباشرة، فقالت إنها مؤيدة، ولكنها مجرد أن أصبحت على الهواء، عبرت عن رفضها للحرب، فقطع الإرسال مباشرة(50). وهذا ما يدل على تزوير كثير من الاستطلاعات، التي تجريها صحف أمريكية متصهينة، يظهر أن غالبية الشعب الأمريكي مع الحرب على العراق.
ومن دلائل تزوير وتلفيق ذرائع الحرب على العراق، هو ما كشفته الصحافة البريطانية. فقد قدمت الحكومة البريطانية تقريراً وزع على أعضاء مجلس الأمن، قبل أن يلقي الوزير كولن باول تقريره ضد العراق في يوم الأربعاء 5/2/2003. بينت فيه أن العراق خرق قرارات الأمم المتحدة، وأشاد به باول في جلسة الأربعاء المذكورة.(51)
ولكن تبين أنه نقل أربع صفحات منه من رسالة لطالب أمريكي من أصل عراقي يدعى /إبراهيم مرعشي/، أما باقي التقرير نسخ من رسائل جامعية، كما قال /غلين رانجوالا/ الاختصاصي بالشؤون العراقية في جامعة كامبردج: (إن أحد عشر صفحة من صفحات التقرير التسع عشرة أخذت بالكامل من رسائل أكاديمية) وعقب بقوله: (إذا كان طبيعة "معلومات" الاستخبارات هي في الواقع مجرد بحث عبر الأنترنيت فإنها تثير الشك حول درجة الإقناع في مزاعم الحكومة السابقة).(52)
وفضحت القناة الرابعة في التلفزيون البريطاني يوم الخميس 6/2/2003 أصل هذا التقرير البريطاني، فقالت (إن مقالة نشرها إبراهيم المرعشي في مجلة "ميدل إيست ريفيو أوف إنترناشيونال أفيرز" شكلت أربع صفحات من الملف، أما محتوى أكثر من ست صفحات من الصفحات الباقية، فقد اعتمد على مقالات كتبها شون بوين وكين جوس، وظهرت في نشرة "جينز أنتليجنس ريفيو" في تشرين الثاني من العام 1997).(53)
وهذا يدلل على ضعف المبررات لشن حرب على العراق. ثم أطلقت الولايات المتحدة ذريعة أخرى للحرب بربط العراق بتنظيم القاعدة، والذي نفاه أسامة بن لادن في الشريط الذي عرضته قناة الجزيرة مساء الأربعاء 12/2/2003، بل كفر النظام. إلا أن الولايات المتحدة وبريطانيا اعتبراه رغم النفي، أن هناك علاقات بين النظام وتنظيم القاعدة. كل ذلك يبين مدى تفاهة المبررات أمام الإصرار على تنفيذ مخطط رهيب يبدأ في العراق وينتهي غرباً في طنجة وشرقاً في جاكارتا.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ التهيئة الأمريكية البريطانية للعالم
لاحتلال العراق
بدأت الحملة الأمريكية لاحتلال العراق كما أشرنا بعد الساعات الأولى لانتهاء أحداث نيويورك وواشنطن، ثم أخذت تستعر بشدة من قبل الإدارة الأمريكية وحليفها رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لتحضير العالم وتهيئته للقيام بعمل عسكري مشترك بينهما ضد العراق ونظامه، من خلال تضخيم دعاية بأن العراق يملك أسلحة دمار شامل، وأنه يطور أسلحته الكيماوية والجرثومية، ويسعى لإعادة العمل بمشروعه النووي. واعتبرت الدولتان العراق يقوم باختراق لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تحظر عليه امتلاك أو تطوير أسلحة الدمار الشامل والصواريخ التي تتجاوز الخمسين كيلو متراً، ومنعه من إعادة بناء مشروعه النووي، وتدمير كل ما لديه من تلك الأسلحة، وبضرورة عودة المفتشين الدوليين للعراق للتفتيش عن تلك الأسلحة.
وتم تضخيم القدرات العراقية العسكرية لتصور للغرب عامة والشعب الأمريكي خاصة، بأنها تشكل تهديداً خطيراً للأمن القومي للولايات المتحدة. وهي أكذوبة يعلم مطلقيها قبل غيرهم إن العراق كما أشرنا في فصل سابق قد دمرت أسلحته على يدي مفتشي (أنسكوم)، استمرت سبع سنوات منذ انتهاء حرب الخليج الثانية. وهذا ما أثبتته لجان التفتيش الدولية التي انبثقت عن قرار مجلس الأمن رقم (1441)، سواء مفتشو الأسلحة النووية التابعون لوكالة الطاقة النووية برئاسة محمود البرادعي. أو مفتشو الأسلحة الجرثومية والكيماوية والصاروخية برئاسة هانز بليكس، حيث لم تعثر على تلك الأسلحة المزعومة.
وفي الأشهر الأخيرة التي سبقت الحرب، وسعت الحملة الأمريكية والبريطانية دائرة الذرائع لتبرير الحرب، لتشمل ضرورة تغيير النظام في العراق إضافة لنزع أسلحة العراق. تحت ذريعة الخطر الذي يشكله صدام حسين على الأمن القومي للشعب الأمريكي. لأن هناك تعاوناً بينه وبين منظمات إرهابية، منها تنظيم القاعدة ضد الولايات المتحدة ومصالحها، حتى وصل الأمر بالحملة الدعائية الأمريكية ضد العراق بالتأكيد على وجود علاقة بين صدام ونظامه في أحداث الحادي عشر من أيلول.
وقبل الحرب بأيام، حاولت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا وإسبانيا الحصول على موافقة دولية لشن حرب على العراق، لكنها فشلت بسبب المعارضة الدولية للحرب، والتي تزعمتها روسيا وفرنسا وألمانيا. وللتأكيد على موقف الدول الثلاث المعارضة للحرب أصدروا بياناً مشتركاً في 5/آذار/2003، طالبوا فيه بضرورة إعطاء فرصة للمفتشين مدة زمنية لاستكمال مهمتهم. بعد أن وافق العراق على عودتهم، وتعاون معهم إلى أقصى حدود التعاون، حتى أنه باشر بتدمير صواريخ (الصمود) القصيرة المدى بناء على طلب لجان التفتيش. (نص البيان الثلاثي في الملحق)
ورغم ما قدمه كل من البرادعي وبليكس من تقارير، يبينان فيه عدم عثور المفتشين على أي من أسلحة الدمار الشامل أو استئناف البرنامج النووي لدى العراق، إلا أن كلاً من الولايات المتحدة وبريطانيا استمرتا في حملتهما الدعائية ضد العراق. ومن ثم بدأ الحشد العسكري الأمريكي والبريطاني والأسترالي في الخليج لشن حرب على العراق. بذريعة أن صدام ونظامه يشكل خطراً على المجتمع الدولي وعلى جيرانه وشعبه، ولا بد من تحرير العراق منه وإرساء الديمقراطية وفق النموذج الأمريكي.
* مبررات الرئيس جورج بوش لشن الحرب على العراق
وضع الرئيس جورج بوش قبل أيام من شن الحرب على العراق مبررات ومسوغات تلك الحرب، من خلال خطاب ألقاه في 27/شباط/2003 في مؤسسة الأبحاث (أمريكان إنتربرايز)، ورغم ما جاء فيه من مبررات ثبت بعد الحرب بطلانها، إلا أننا رأينا تقديمها للقارئ كوثيقة من وثائق تلك الحرب الظالمة، نبرز من خلالها جبروت وطغيان القوة الأمريكية تجاه البلدان الضعيفة.
ونذكر مما جاء في هذا الخطاب التالي:
ـ أضاف إلى المبررات السابقة لشن الحرب على العراق، ضرورة تغيير نظامه السياسي بالقوة، حفاظاً على أرواح الأمريكيين من خطر أسلحة صدام حسين عليهم، ومن أجل ما أسماه تحسين فرص السلام ما بين العرب والكيان الصهيوني، وكأن النظام العراقي يملك صواريخ عابرة للقارات تهدد القارة الأمريكية، وأنه يمنع عملية السلام التي لم تنفذ إسرائيل أي منها، فقال: (إن إنهاء هذا الخطر المباشر والمتنامي أمر ضروري لحماية سلامة الأمريكيين، وسيمهد الطريق لمرحلة جديدة للسلام في الشرق الأوسط).
ـ أكد في خطابه على الخطر الذي تشكله الأسلحة العراقية على العالم، لأنها بيد ديكتاتور لا يعيش إلا بالدماء، وأن هناك علاقات بين نظام صدام حسين والمنظمات الإرهابية في العالم، فقال إن في العراق: (دكتاتوراً يبني ويخفي أسلحة تسمح لـه بالسيطرة على الشرق الأوسط، وترهب العالم المتحضر، ونحن لن نسمح بذلك. ولهذا الدكتاتور علاقات وثيقة مع التنظيمات الإرهابية، ويمكن أن يزودها بالأسلحة الرهيبة لضرب هذه البلاد، وأمريكا لن تسمح لـه بذلك...)
ـ أتهم النظام العراقي بزرع الفتن بين الدول، وقدم الشكل الجديد للعراق وفق المنظور الأمريكي بعد احتلاله قائلاً: (النظام العراقي أظهر قوة الطغيان في نشر الخلافات والعنف في الشرق الأوسط. والعراق المحرر سيظهر قوة الحرية في تحويل هذه المنطقة الحيوية من خلال جلب الأمل والتقدم لحياة الملايين. مصالح أمريكا وأمنها وإيمان أمريكا بالحرية كلها، توصل الاتجاه ذاته: إلى عراق حرّ مسالم).
ـ تعهد في حال استخدام القوة مساعدة العراق بالإمدادات الضرورية، كما تعهد بتوفير الأمن ضد الذين يسعون للانتقام، وتهديد وحدة التراب العراقي، وحول النظام الجديد في العراق بعد نظام صدام حسين قال: (لا تنوي الولايات المتحدة تقرير طبيعة وشكل الحكومة العراقية الجديدة، فهذا خيار للشعب العراقي. ولكننا سنضمن عدم استبدال ديكتاتور قاس بآخر، يجب أن يكون هناك صوت لجميع العراقيين في الحكومة الجديدة، ويجب حماية حقوق جميع المواطنين).
ـ وعن مدة الاحتلال لم يضع مدة زمنية لفترة الاحتلال بل قال: (وسنبقى في العراق طالما دعت الضرورة، ولكن ليس يوماً أكثر من اللازم). وبرر أن من أهداف شن الحرب ما أسماه نشر الديمقراطية في العراق، وأشار إلى تجارب الاحتلال الأمريكي في اليابان وألمانيا، حيث أرسى الاحتلال الديمقراطية في البلدين، وهذا ما سيجري على العراق، فقال: (إن الكثيرين يشككون بقدرة اليابان وألمانيا على صيانة قيم الديمقراطية، ولكنهم أخطئوا.. والبعض يقول الشيء ذاته حول العراق، وهم مخطئون أيضاً).
ـ وأدعى أن تغيير النظام في العراق سيحل مشكلة الشرق الأوسط أي الصراع الصهيوني الفلسطيني، ويجفف التمويل والدعم للمنظمات الفلسطينية المقاومة للاحتلال الصهيوني فقال: (إن النجاح في العراق سيبدأ مرحلة جديدة للسلام في الشرق الأوسط، ويبدأ بعملية التقدم باتجاه دولة فلسطين الديمقراطية، وسيحرم شبكات الإرهاب من راع ثري يمول تدريب الإرهابيين، ويقدم المكافآت لعائلات الانتحاريين).
ـ ووجه تحذيراً لأعضاء مجلس الأمن الرافضين إعطاء الولايات المتحدة وبريطانيا قراراً بشن الحرب على العراق وقال: (إنه خلال المواجهة مع العراق كانت الولايات المتحدة تؤكد التزامها بالمؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة.. وإن أمريكا تؤمن بمجلس الأمن، ولذلك تريد أن تكون لقراراته معنى) أي أن يؤيده باستخدام القوة ضد العراق.(54).
نماذج من السلوكيات الإسلامية.
من النماذج السلوكيات التي دعا إليها الإسلام:
السلوك المفروض على المسلم
من يراجع كتب السير والتاريخ، سيرى كيف كان الرسول () يطلب من يريد الدخول في الإسلام سلوكاً إنسانياً رفيعاً يقوم على مرتكزات أخلاقية عليا في معاملته لنفسه وأسرته ومجتمعه ومحيطه من المسلمين وغيرهم؟
ومن يطلع على كيفية مبايعة الرسول () من قبل من أراد الدخول في الإسلام فسيرى أنها تبدأ في الإقرار بعدم الشرك بالله أي بالاعتراف بوحدانية الله. وهذا الاعتراف يفرض عليه اتباع سلوكيات أخلاقية عالية، كما وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. ومن السلوكيات التي كان يصر عليها الرسول في البيعة نذكر منها:
ـ عدم السرقة وهي جريمة كبيرة على صغرها، فهي تورع بيوت آمنة، وتأخذ أموال تعب وكدّ صاحبها. وقد تؤدي السرقة إلى إزهاق أرواح بريئة، وجرائم السرقة في العالم تدل على عواقبها السيئة.
ـ وأن لا يزنوا والزنى فاحشة تدمر مؤسسة الأسرة، وتنشر كل أشكال الفساد، وتدمر بنيان المجتمع.
ـ ولا يقتلوا أولادهم والقتل هنا من خشية الفقر أو بسبب عدم القدرة على تربيتهم فقتل الأطفال من الجرائم البشعة والمحرمة في الإسلام.
ـ ويمتنعون عن قول الزّور والكذب والدّس وغيرها.
ـ والعمل بالأمر بالمعروف وهو خلق من أجمل الأخلاق.
ـ والدعوة إلى الفضيلة والبر والإحسان وغيرها من مكارم الأخلاق. كما وردت في الحديث النبوي التالي: [عن عبادة بن الصامت رضي الله قال: بايعت رسول الله () في رهط فقال: [أبايعكم على أن لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوني في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئاً فأخذ به في الدنيا فهو كفارة لـه وطهور، ومن ستره الله، فذلك إلى الله، إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له].(30)
السلوك الإسلامي في الحروب
من وصايا الرسول () لأمراء الجيوش وهم زاحفين للحروب جاء في مختار مسلم ما يلي:
[كان رسول الله () إذا أمر أميراً على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيراً. ثم قال: "اغزوا باسم الله في سبيل الله. قاتلوا من كفر بالله. اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليداً. وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال، فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم، وكف عنهم. ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين، فإن أبوا أن يتحولوا منها، فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين، ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء. إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا، فسلهم الجزية. فإن هم أجابوك، فاقبل منهم، وكف عنهم، فإن هم أبوا، فاستعن الله وقاتلهم".
"وإذا حاصرت أهل حصن، فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله ولا ذمة نبيه، ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك، فإنكم إن تخفروا ذممكم وذمم أصحابكم أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة نبيه".
"وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزل على حكم الله، فلا تنزلهم على حكم الله، ولكن أنزلهم على حكمك، فأنت لا تدري أتصيب حكم الله فيهم
أم لا").(31)
هذا هو السلوك الإسلامي الداعي إلى مجتمع الفضيلةوالنقاء والسلام، وذاك السلوك الغربي الداعي للنهب والهيمنة واستعباد الشعوب، ومن هنا يكون الصدام في سلوك الثقافات الناتجة عن الحضارات. ولا يوجد صدام الحضارات كما يدعي بعض كتّاب الغرب.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لماذا يصنع الإرهاب الإسلامي؟
ظاهرة ما يسمى بالإرهاب الإسلامي، التي اخترعت منذ ما يزيد على عقد من الزمان، وأمست بعد أحداث الحادي عشر من أيلول 2001 مركز اهتمام الدوائر السياسية والأمنية والإعلامية في العالم، وتحتل تلك الظاهرة أبرز فقرات الخطب الرئيسية لقادة دول العالم الغربي والشرقي، وتكاد لا تخلو منه صحيفة أو نشرة أخبار في أية وسيلة إعلامية في كل أنحاء المعمورة، وترتفع أطنان من أوراق البحوث والدراسات عن تلك الظاهرة وخطورتها على تقدم وحضارة العالم، كما تتواجد الكثير من المواقع على الانترنيت المتحدثة عن تلك الظاهرة.
وبالعودة إلى جذور تكوين ظاهرة ما يسمى بالإرهاب الإسلامي، سيجد الباحث أو القارئ إن جذوره كانت صناعة غربية. وأن للولايات المتحدة الريادة في تصنيعه منذ أكثر من خمسين عاماً، لمواجهة حركة النهوض القومي العربي التحرري في بداية الخمسينات من القرن الماضي وخاصة في منطقة وادي النيل والمشرق العربي، بغية إجهاضه، ومنعه من تحقيق أهدافه التي تتصادم مع المشروعين الغربي الأمريكي والصهيوني العالمي. ومن أجل خدمة مصالح الولايات المتحدة وعلى رأسها استمرارية الهيمنة على النفط والمواقع الاستراتيجية في الشرق الأوسط، ومنع الخصم السوفيتي من الدخول إلى المنطقة، والهدف الرئيسي الثاني حماية الكيان الصهيوني، الذي يعتبر الولاية الأمريكية المدللة في الشرق الأوسط.
ففي عقد الخمسينيات من القرن الماضي تم من قبل الولايات المتحدة استخدام الإسلام شعاراً تضليلاً في مواجهة المدّ القومي التحرري للهيمنة الإمبريالية، والذي رفع شعار بناء وحدة الأمة العربية، وتحرير الثروة العربية من الاستغلال النهبوي من الشركات الغربية، وبالعمل لبناء قوة عربية تواجه التحدي الصهيوني المدمر للنهوض والتحرر العربيين.
فشجعت تنظيمات وحركات ذات شعارات إسلامية، ودعمت، وحمت أنظمة موالية لها، ترفع شعار الإسلام، وحرضت تلك التنظيمات والدول على الدخول في صراع مرير مع أنظمة وأحزاب قومية حاكمة، لأشغالها ومنعها من تحقيق أي من أهدافها، التي أشرنا إليها. ومع الأسف كانت بعض تلك الصراعات والمواجهات عدائية ودامية أحياناً مع قوى ودول وتنظيمات قومية وماركسية وعلمانية تحت شعارات التكفير والإلحاد. حتى غدا الصراع مع العدو الصهيوني الرئيس ثانوياً أمام تلك الصراعات، التي استمرت ما يقارب من نصف قرن، ولم تدرك القوى الوطنية والقومية والإسلامية مدى المخطط الأمريكي في تأجيج هذا الصراع إلا في وقت متأخر مما أضاع من العديد من الفرص لصالح الوطن والأمة.
ورفعت الولايات المتحدة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية شعارات مضللة خدمة في صراعها مع المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفييتي، ومنها التحالف من أجل مواجهة (الشيوعية أو المدّ القومي أو المدّ السوفيتي)، وغيرها من الشعارات التي تدعو إلى تحالف مع القوى الإسلامية ضد الشيوعية الملحدة في مرحلة الخمسينات، أو التحالف أو التعاون لإسقاط الحكومات القومية كالناصرية والبعثية، واستمرت تلك الشعارات حتى بعد سقوط المدّ القومي التحرري بعد هزيمة 1967 وحتى عام 1990. وإلى عام 1991 بعد سقوط الاتحاد السوفيتي.
ونتج عن ذلك الصراع إخفاقات كبيرة للمشروع القومي العربي النهضوي، وانتكاسات كبيرة في الخطط التنموية لمعظم البلدان المناوئة للولايات المتحدة، ونشر الثقافات التصارعية بين المذاهب والأديان، مما خلق خلخلة في النسيج القومي، الذي تشكل خلال النضال القومي والوطني الشعبي من أجل الإسقاط القطري، أو النضال من أجل التوحد القومي في الصراع مع الصهيونية ومشروعها الاستيطاني في فلسطين، وما يشكله من خطر كبير على الأمة العربية ونسجيها الاجتماعي.
* خلفية صناعة الإرهاب الإسلامي
من ينظر اليوم إلى خارطة العالم، ويدقق في مناطق بؤر التوتر والحروب والدمار، يجد معظمها في المناطق التي يسكنها المسلمون بدءاً من الصحراء في المغرب العربي والجزائر غرباً، وانتهاء بإندونيسيا شرقاً، مروراً طبعاً بالسودان وفلسطين والصومال والعراق والباكستان والبوسنة وكوسوفو وألبانيا والشيشان ومناطق الاتحاد السوفييتي السابق وأفغانستان وكشمير. ويتساءل لماذا؟
ومن بحث من خلال الأبواب الخلفية عن أسباب وغايات هذا التوتر، سيجد أولى تلك المسببات حرب الهيمنة على ثروات تلك البلدان وفي مقدمتها النفط والغاز والموقع الاستراتيجي. ويعرف أن الأصابع الأمريكية، هي التي تحرك أدوات الصراع كدمى مسرح العرائس. ويتخذ هذا الصراع ألواناً بين قوميات مختلفة، أو ديانتين، أو نزاع حول حدود، أو نزاع بين قوى علمانية وقوى دينية، أو صراع عشائري، أو حركة ضد نظام حكم..إلخ من أشكال الصراع.
لكن بعض مفكري الغرب المؤمنين بصدام الحضارات، يعزون أن تلك الصراعات هي في جوهر الإسلام، الذي يرفض الآخر ولا يستطيع العيش معه بسلام. يقول المفكر الغربي صموئيل هنتغتون مروج نظرية صدام الحضارات: (في كل هذه المناطق العلاقات بين جماعات المسلمين وشعوب حضارات أخرى –الكاثوليك، البروتستانت، الأرثوذكس، الهندوس، الصينيين، البوذية، اليهودية- كانت عامة علاقات عدائية معظم هذه العلاقات كانت علاقات عنيفة إلى حد كبير في الماضي، والعديد منها كانت علاقات عنيفة في التسعينيات. وعلى طول محيط الإسلام، المسلمون لديهم مشاكل للعيش بسلام مع جيرانهم(7).
وقد برهنت الأحداث التي جرت في ساحات إسلامية وعربية أكذوبة الصدام فقط بين الإسلام والمسيحية على أسس ثقافية دينية، فكثير من الصراعات كانت بين أبناء ديانة واحدة ومذهب واحد خدمة لمصالح الداخل والخارج معاً. فالصراع الدامي منذ عام 1991 في الجزائر، بين أبناء وطن واحد، وديانة واحدة، وحتى مذهب ديني واحد، هذا الصراع الذي ألبس لباساً إسلامياً، من يراجع ملفاته وأسراره، سيجد خلفه الولايات المتحدة، التي سعت منذ استقلال الجزائر إلى طرد فرنسا من منابع الغاز الجزائري.
وتلعب المخابرات المركزية دوراً خفياً في تحريك اللعبة الدامية في الجزائر، وليس غريباً إن وجدنا أصابع للموساد الصهيوني، يشارك في تلك اللعبة القذرة بهدف النيل من الكعكة النفطية الجزائرية، وإلى تصفية الحساب مع الجزائر، التي شكلت ثقلاً هاماً في الصراع العربي/ الصهيوني منذ استقلال الجزائر في الستينيات والسبعينيات وحتى الثمانينات مغربياً. ومثل بسيط نسوقه هو ما حدث في الجزائر بتفجير سيارة مفخخة في حي شعبي في العاصمة الجزائرية قبل عيد الفطر السعيد، وذهب ضحيته العشرات من المدنيين البسطاء دون أي ذنب. لإلباس الإسلام جريمة الحدث، فكيف يتبنى الحادث أنور هدام باسم جبهة الإنقاذ الإسلامية، في بيان يصدر من الولايات المتحدة، حيث هو يقيم لاجئاً؟ في حين تنفيه قيادة الجبهة في الجزائر. وحين تبحث عن شكل الانفجار وطريقة تنفيذه، لوجدته لا يختلف عن الانفجار الذي قامت به المخابرات المركزية في بيروت في الحي الشعبي في بئر العبد في بيروت قبل شهر من الحادثة المذكورة!!(8).
* الصناعة والتدريب والتمويل للإرهاب.
لعبت المخابرات المركزية دوراً هاماً في تصنيع ما تسميه الإرهابيين الإسلاميين في أفغانستان، سواء من تنظيمات أمراء الحرب في الحقبة السوفيتية، أو في عهد الرئيس الأسبق نجيب الله الشيوعي، وحتى بعد انتهاء الحكم الشيوعي، كان للولايات المتحدة وجهازها المخابرات سي. آي. أى لـه الدور في بناء تلك التنظيمات، وتدريبها وتسليحها، بما فيها ما يسمى بتنظيم القاعدة. ويقول نعوم تشومسكي عن التنظيمات التي تشكلت أثناء الاحتلال السوفييتي لأفغانستان، والتي أطلق عليها (المجاهدون المسلمون): (أنني لم أشك لحظة، في أن هذه المجموعات نُظمت بواسطة المخابرات المركزية والمخابرات الباكستانية والمصرية وحلفاء آخرين للولايات المتحدة. وهم منظمون ومجتهدون ومدربون ومسلحون لخوض معركة مقدسة ضد الروس، والتي خاضوها بالفعل. ولكنهم بدؤوا مباشرة بأعمال إرهابية منذ 20 سنة، حين قاموا باغتيال الرئيس المصري. ومنذ ذلك الحين هم يقومون بأعمال إرهابية. وإن المجموعة التي نظمتها المخابرات المركزية، تم تشكيلها من المجموعات الإسلامية المتطرفة الراديكالية، والتي كان لديهم أعمال خاصة بهم. قاموا بما طلبته منهم وكالة المخابرات المركزية(9).
ويذكر الصحفي الفرنسي تيري ميسان أن ضابطاً مصرياً يدعى (علي محمد) انضم إلى الجيش الأمريكي، كلف من قبل المخابرات الأمريكية بتدريب تنظيم القاعدة ما بين أعوام 1988 و1998. وكان في نفس الوقت يأتي إلى الولايات المتحدة، ويقوم بتدريب الأعضاء الأكثر سرية في شبكات الظل، وضباط القوات الأمريكية الخاصة.. ويقول أن أسامة بن لادن كان مستمراً في العمل لحساب السي. آي. أى حتى العام 1998)(10).
ويذكر مايكل واينز أن المخابرات المركزية الأمريكية بقيت على علاقات مع بن لادن وتنظيمه تنظيم القاعدة حتى بعد أحداث 11 أيلول 2001، حين استخدم هذا التنظيم في مواجهة وتدمير الروح المعنوية للجيش الروسي من خلال إلحاق الخسائر به، وأهانته، حتى تشرين الثاني 2001. كما أن تنظيم بن لادن (تنظيم القاعدة) استخدم من قبل المخابرات المركزية في عام 1999 في مساندة ثوار كوسوفو ضد دكتاتور الصرب(11).
وأسامة بن لادن ابن أكبر الأثرياء السعوديين، وهو من أصول يمنية، بعد مقتل والده بحادث طائرات عام 1988، تم توزيع ثروته على أولاده، فكان نصيب ابنه أسامة ما يقدر ب(300) مليون دولار(12). وظفها في إنشاء عدة مصارف وشركات زراعية وأعمال مختلفة كالمقاولات وبعض الصناعات مثل مصنع الأدوية، الذي ضربته الطائرات الأمريكية في السودان. كما وظف مع أخوته أموالهم في شركات كمجموعة كارليل في الولايات المتحدة، والتي أسست عام 1987. ويبلغ رأسمالها(12) مليار دولار، وتدير شركات سفن آب، وهي تحتل المرتبة الحادية عشرة بين شركات التسليح الأمريكية. وساندت حملة بوش الأب في عام 1990 في حملته الانتخابية الرئاسية. ولها علاقات واسعة مع أسرة بوش، التي تملك شركات نفطية في تكساس. وهذا يبين مدى العلاقات الحميمة السابقة بين الطرفين، قبل الافتراق الذي بدأ بعد الغزو العراقي للكويت في 2 آب عام 1990، كما تتحدث بعض المصادر.
GAZA ON Fire The real Holocaust in this century
Help Gaza Now
The etiquettes of contacting (Read first)
Sign a petition
Contact elected officials
Contact the media
Rock the internet!
Encourage & Educate others.
Donat to Gaza.
Personal things you can do.
Other ways
The tragedy in Gaza Strip is a tragedy for every human being, Muslim or not. With hundreds of children, women and innocent civilians slaughtered since the beginning of the assault we have the obligation as member of the human society first, and as Muslims second to act.
What is below outlines some ways in which Muslims who live in the united states in particulate and Muslims in general can try to help the people of Gaza.
Etiquettes of Contacting:
Be polite
Introduce yourself
Be brief
Be specific on what you want
Be patient if you have to hold
Ask for a response or a returned call/letter.[*]If calling, write what you want to say and practice
first Sign a petition
CAIR petition[*]ISNA petition[*]AVAAZ
Contact elected officials:
Contact elected and other political leaders in your country to urge them to apply pressure to end the attacks. Find all your elected officials here
President George W. Bush or call 202-456-1111Obama
administration transition team or call 202-540-3000 (then press 2 to speak with a staff member).
Your U.S. Senators[*]House of Representatives[*]Secretary of State: or call 202.647.5291[*]State Governors[*]State Legislators
Contact the media:
Write letters to editors (usually 100-150 words) and longer op-eds (usually 600-800 words) for local newspapers. But also write to news departments in both print, audio, and visual media about their coverage.
Click here to contact the media outlets in your area.
Rock the internet:
Online tools are vast and many and easily accessible by anyone, use these social network online and post your comments and thoughts.
YouTube
Facebook
MySpace
Twitter
Flickr
Topix
Encourage and Educate others:
Contact your friends, colleagues, family members and ask them to contact their elected officials (each voice counts).
Gather all your family members (sons,daughters,brothers,sisters..) and tell them about the story of occupied Palestine and about Al-aqsa Masjid.
Build a Donation Box then placed in your home and call it Alaqsa box, then send the money at the end of the month to a relief rganization to help brothers and sisters in need in Palestine
Donate to Gaza:
Please note: We do not endorse or recommend specific charities but lists these for information only.
Islamic Relief
http://www.irw.org/campaigns/palestinecrisis
Baitulmaal: http://www.baitulmaal.org/us/
United Nations Relief and Works Agency (UNRWA).
http://www.un.org/unrwa/
American Task Force on Palestine:
http://www.americantaskforce.org
United Palestinian Appeal:
http://www.helpupa.com/
Palestine Red Crescent Society: http://www.palestinercs.org/news_details.aspx?
nid=39
/Personal things you can do
[Make supplications (DUAA) for Gaza in each prayer.
Pray at night ( last third ) then make sincere duaa Dedicate a fast for Gaza
Other ways
Organize and join demonstrations against the war..[*]Pass out fliers with facts and figures about Palestine and Gaza in your community (make sure also to mention its relevance to the audience: e.g, US taxpayers paying for the carnage, increase in world instability and economic uncertainty).
Put a bumper sticker on your car
]Do outreach: to neighbors, friends and the whole humanity in everyway
Start your own activist group or join other local groups.
Do a group fast for peace one day and hold it in a public place.
Express support to human rights and other groups working on the ground in Palestine.
Contact local churches, mosques, synagogues, and other houses of worship and ask them to take a moral stand and act. Call on your mosque to dedicate the Friday sermon or evening program for Gaza actions.
Write and call people in Gaza, they need to hear from the outside world. Call 011. 970828 * * * * * * ( * 6 random numbers)
Work with other groups that do not share your political views (factionalism and excessive divisions within activist communities allowed those who advocate war to succeed
The meaning of [the confession]: Lâ ilâha illallâh (The first confession of a Muslim which means: ‘None has the right to be worshipped but Allâh’) and its conditions:
The conditions of Lâ ilâha illallâh and its meaning:
Lâ ilâha illallâh is the key to Paradise, but every key should have teeth by which it opens or it would not be useful.
The conditions of Lâ ilâha illallâh are the teeth of this key, and they are:
1. Knowing its meaning, which is the negation of worship except to Allâh, then confirming it only to Him.
Allâh said, “فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ” – meaning – {Know, therefore, None has the right to be worshipped but Allâh, and ask forgiveness for your fault, and for the men and women who believed.} This means that there is no truly worshipped god in earth so is in heaven except Allâh.
And the Prophet said, “من مات وهو يعلم أنه” - meaning - “Whoever dies while he knows that there is no true god worthier to be worshipped but Allâh shall enter the Paradise”. Reported by Muslim.
2. The certainty, which negates doubt. This could be only achieved by having a certain heart, which never doubts in it.
Allâh said, “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا” - meaning – {Only those are Believers who have believed in Allâh and His Messenger, and have never since doubted in it.}
And the Prophet said, “أشهد أن لا إله إلا الله” - meaning – “Any slave who meets with Allâh, bearing witness that none has the right to be worshipped but Allâh, and that I am his Messenger, without entertaining any doubt about these (two fundamentals), will not be banished from entering Paradise”.
3. Accepting whatever this word necessitates in heart and saying, Allâh said about disbelievers: “إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ. وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ” - meaning – {For they, when they were told that none has the right to be worshipped but Allâh, would puff themselves up with Pride. And say: "What! Shall we give up our gods for the sake of a Poet possessed?’}, this means that they disobeyed to say it where believers did.
And the Prophet said, “أمرت أن أقاتل الناس” - meaning - “I have been ordered (by Allâh) to fight the people till they say, ‘None has the right to be worshipped but Allâh’, and whoever said it then he will save his life and property from me except on trespassing the law (rights and conditions for which he will be punished justly)”.
4. Submission and surrender to what it shows.
Allâh said, “وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ” - meaning – {Turn yourselves to your Lord (in repentance) and bow to His (Will)}.
5. The Truth, which negates lying. This means that one should say it truly from heart.
Allâh said, “الم. أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ. وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ” - meaning – {Alif Lam Mim. Do men think that they will be left alone on saying, "We believe," and that they will not be tested? We did test those before them, and Allâh will certainly know those who are true from those who are false (believers).}
And the Prophet said, “ما من أحد يشهد” - meaning – “If anyone testifies (sincerely from his heart) that there is no god but Allâh, and that Muhammad is His bondsman and His messenger, Allâh immunes him from Hell Fire.”
6. Loyalty, which is the purification of the deeds with the good intention from any kind of Shirk (polytheism).
Allâh said, “وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ” - meaning – {And they have been commanded no more than this: to worship Allâh, offering Him sincere devotion, being True (in faith).}
And the Prophet said, “أسعد الناس بشفاعتي” - meaning - “The luckiest person who will have my intercession on the Day of Resurrection will be the one who said, 'None has the right to be worshipped but Allâh,' sincerely from the bottom of his heart.”
And he also said, “إن الله حرم على النار من قال” - meaning – “Allâh immuned from Hell Fire whomever he said, ‘Lâ ilâha illallâh’ only aiming at the face of Allâh Glorified and Exalted (desiring His Satisfaction)”
7. Loving this pure word and loving whatever it necessitates or shows, and loving its people who perform its meaning and take it strongly with its conditions, and hate whatever may negate that.
Allâh said, “وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ” - meaning – {Yet there are men who take (for worship) others besides Allâh, as equal (with Allâh): they love them as they should love Allâh, but those of Faith are overflowing in their love for Allâh}.
And the Prophet said, “ثلاث من كن فيه” - meaning - “Whoever possesses the following three qualities will taste the sweetness of faith:
1. The one to whom Allâh and His Messenger become dearer than anything else.
2. Who loves a person and he loves him only for Allâh's sake.
3. Who hates to revert to disbelief (Atheism) after Allâh has brought (saved) him out from it, as much as he hates to be thrown in fire.”
8. To disbelieve in Tawagheet (those who are worshipped or wrongly obeyed other than Allâh). These are the worshipped gods else than Allâh. Moreover, to believe in Allâh as a Lord and a truly worshipped God.
Allâh said, “لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ” - meaning – {Let there be no compulsion in religion: Truth stands out clear from Error: whoever rejects Evil and believes in Allâh has grasped the most trustworthy hand-hold, that never breaks. And Allâh is the All-Hearer All-Knower}.
And the Prophet said, “من قال لا إله إلا الله” - meaning – “He who professed that there is no god but Allâh and made a denial of everything which the people worship besides Allâh, his property and blood became inviolable.”
The meaning of [the confession]: Muhammad-ur-Rasûl-Allâh
(The second confession of a Muslim, which means: Muhammad is the Messenger of Allâh).
The belief that he is sent from Allâh, so that we should believe him in what he has informed, and obey him in what he has ordered, and leave what he has forbade, and worship Allâh as he has decreed. Moreover, we should believe that he is the last (end) of the Prophets and that his Message (Islâm) is quite general for all mankind and jinn.
In fact, the veneration of the Prophet with his orders and prohibition and sticking to his rules are the true expression for the real meaning of this testimony (confession).
However, this is a mere submission to the orders of Allâh, who sent him to all people as a bearer of glad tidings, and a warner, and as one who invites to Allâh (Islâmic Monotheism, i.e. to worship none but Allâh Alone) by His Leave, and as a lamp spreading light (through his instructions from the Qur’ân and the Sunnah – the Legal ways of the Prophet)
Our duty towards the Prophet of Allâh .
1. Believing him.
Allâh said, “وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى” - meaning – {Nor does he say (aught) of (his own) Desire}.
2. Patterning after him.
Allâh said, “قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ” - meaning – {Say (O Muhammad ): "If you do love Allâh, then follow me: Allâh will love you and forgive you your sins’}, and He also said, “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ” - meaning – {You have indeed in the Messenger of Allâh a beautiful pattern (of conduct)}, and said, “قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِ وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ” - meaning – {Say (O Muhammad ): "O men! I am sent unto you all, as the Messenger of Allâh, to Whom the dominion of the heavens and the earth belongs: there is no worthy god to be worshipped but He: it is He Who gives both life and death. So believe in Allâh and His Messenger, the unlettered Prophet, who believed in Allâh and His Words: follow him that (so) you may be guided}.
3. Decreeing his love.
Allâh said, “قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ” - meaning – “Say (O Muhammad ): If it be that your fathers, your sons, your brothers, your mates, or your kindred; the wealth that you have gained; the commerce in which you fear a decline; or the dwellings in which you delight - are dearer to you than Allâh, Or His Messenger, or the striving in His cause - then wait until Allâh brings about His decision: and Allâh guides not the rebellious.”
And the Prophet said, “لا يؤمن أحدكم حتى” - meaning – “None amongst you is a truthful believer till he loves me more than he loves his father, his son, and all mankind.”
4. Adoration of Allâh the way he decreed.
Allâh said, “وما ينطق عن الهوى” - meaning – “Nor does he say (aught) of (his own) Desire”, and the Prophet said, “من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد” - meaning – “He who innovates things in these affairs of ours, for which there is no valid (reason), his innovations are to be rejected.”
And Allâh said also: “مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ” - meaning – {He who obeys the Messenger, has in fact obeyed Allâh.}
5. Avoiding cause harm to him.
Allâh said, “وَمِنْهُمْ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ” - meaning – {Among them are men who molest the Prophet and say, "He is (all) ear." Say (O Muhammad ), "He listens to what is best for you: he believes in Allâh, has faith in the Believers and is a Mercy to those of you who believe." But those who molest the Prophet will have a grievous punishment.}
In fact, the phrase ‘molest the Prophet’ here includes: his honorable body, what he has sent by from Allâh, his Sunnah, his family, his wives – the mothers of believers – and his honorable companions.
6. Reciting prayer and peace upon him.
Allâh said, “إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا” - meaning – {Allâh and His Angels send blessings on the Prophet: O you that believe! send you blessings on him, and salute him with all respect}, and narrated Abu Huraira that the Prophet said, “من صلى علي واحدة، صلى الله عليه عشراً” - meaning – “He who recites prayer and peace upon me once, Allâh would bless him ten times.”
How to recite prayer on the Prophet:
Narrated Kaab bin Ujrah, the Prophet said, “قولوا اللهم صل على محمد” - meaning – “Say: ‘O Allâh! Send Your Mercy on Muhammad and on the family of Muhammad , as You sent Your Mercy on Ibrahim (Abraham) and on the family of Ibrahim (Abraham), for You are the Most Praiseworthy, the Most Glorious. O Allâh! Send Your Blessings on Muhammad and the family of Muhammad , as You sent your Blessings on Ibrahim (Abraham) and on the family of Ibrahim (Abraham), for You are the Most Praiseworthy, the Most Glorious’.”
At-Tawhîd (Islâmic Monotheism)
At-Tawhîd (Islâmic Monotheism) is to consider and believe in one God, unification of Allâh is to believe in His Oneness of Rububiah (Lordship) and His Holy Names and Qualities, and to believe that He is the Owning Lord Who only deserves to be worshipped. Therefore, At-Tawhîd (Islâmic Monotheism) is to perform Monotheism Allâh in all what is specified for Him among all said and done adoration, and it is the basis of Islâm, from which its ordinances, regulations, orders and prohibitions originated.
The Surplus of At-Tawhîd (Islâmic Monotheism)
1. It is a reason for entering Paradise and get out of the Hell fire.
Allâh said, “لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ” - meaning – “They did blaspheme who said: "Allâh is Christ the son of Mary." But said Isa (Jesus): "O Children of Israel! Worship Allâh, my Lord and your Lord." Whoever joins other gods with Allâh, Allâh will forbid him the Paradise, and the Fire will be his abode. There will for the wrongdoers be no one to help.”.
Muslim (a Hadith Scholar) narrated that the Prophet said, “من لقي الله” - meaning – “He who meets with Allâh not adopting a partner with Him in worship shall enter Paradise, and he who meets Him adopting a partner with Him in worship shall enter Hell Fire.” And Utban narrated that the Prophet said, “فإن الله حرم على النار” - meaning – “..for Allâh has immuned Hell Fire from (reaching) who said, ‘Lâ ilâha illallâh’ desiring by that only the Face of Allâh (His Satisfaction).”
2. It is a condition for the acceptance of deeds, and polytheism causes them to be nullified.
Allâh said, “وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ” - meaning – {But it has already been revealed to you, - as it was to those before you - "If you were to join (gods with Allâh), truly fruitless will be your work (in life), and you will surely be in the ranks of those who lose (all spiritual good)}, and He said, “فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا” - meaning – “So, whoever expects to meet his Lord, let him work righteousness, and, in the worship of his Lord, admit no one as partner.”.
Imam Abu Abdi-llah At-Tastari (may Allâh be Merciful with him) said, “Faith is in saying, deed, intention, and Sunnah; so if there was a saying without a deed, then it is a Kufr (disbelief), or if it was a saying and a deed without an intention, then it is hypocrisy, and if it was a saying, an intention, and a deed without a Sunnah, then it is a Bid’a (novelty).”
3. It expiates sins and erases them, for Allâh says in the Qudsi Hadith (Sacred Tradition which was reported by the Prophet as the Saying of Allâh), “يا ابن آدم” - meaning – “O son of Adam, were you to come to Me with sins nearly as great as the earth and were you then to face Me, ascribing no partner to Me, I would bring you forgiveness nearly as great as your sins.”
1. Tawhîd Ar-Rububiah (Islâmic Monotheism of Allâh’s Lordship)
This is a belief that Allâh has created mankind and bestowed upon them their means of living, and can give life to them and can take it from them. Or we can say that it is the Monotheism of Allâh in His deeds, like the belief that he is the Creator and the Providor.
In fact, the earlier disbelievers have admitted this kind of belief, and so have Jewish, Nazareth, Sabians and Magans people. No body denied this Tawhîd except Dahriah in the passed time.
The Proof of Tawhîd Ar-Rububiah:
One thing can be said to these ignorant people who deny the existence of the Bountiful Lord: no rational person can accept an impact without an effect, or an action without a doer or a creation without a Creator.
Moreover, it is quite obvious that if you see a needle, you would certainly be assured that it has a Maker. So what can be said about this marvelous bright universe, which dazzle sights? Has it been created without a Creator and found without a finder? And much more, have it been organized without an organizer, and all what exists in this universe, stars, clouds, lightening, thunders, deserts, seas, day and night, dark and light, trees and roses, jinn and mankind, Angels and animals, and all sorts of uncountable creatures? Have all of these been found without a Finder Who could create them from nothing.
No one, who has a tip of rationalism, can say that.
In short, proofs of Ar-Rububiah (Lordship) of Allâh can not be counted, and He Spoke the Truth when He said, “أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ” - meaning – {Were they created of nothing, or were they themselves the creators?}, and when He said, “اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ” - meaning – {Allâh is the Creator of all things, and He is the Guardian and Disposer of all affairs}.
One of the rational evidences we were talking about is a debate between Abu Hanifah (may Allâh be Merciful with him) and a group of scholastic people who were arguing with him Tawhîd Ar-Rububiah (Islâmic Monotheism for Allâh’s Lordship). Abu Hanifah asked them, “ before we talk about this issue would you tell me about that ship in Dijlah River, which has loaded itself with food and goods, and then returned by itself, after all it anchored and emptied its goods without having someone to direct?”, “ this is quite impossible, and could not happen by any way!” they said, then Abu Hanifah told them, “what would you then say about all this upper and lower universe??” – and this story was narrated about someone other than Abu Hanifah.
The Proof that the polytheists admitted Tawhîd Ar-Rububuiah (Islâmic Monotheism for Allâh’s Lordship)
Allâh said, “وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ” - meaning – “If you ask them, who it is that created the heavens and the earth, they will certainly say, "Allâh." Say (O Muhammad ): " All Praise be to Allâh." But most of them understand not.”
And He said, “قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ. فَذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ فَأَنَّا تُصْرَفُونَ” - meaning – {Say (O Muhammad ): "Who is it that sustains you (in life) from the sky and from the earth? Or who is it that has power over hearing and sight? And who is it that brings out the living from the dead and the dead from the living? And who is it that rules and regulates all affairs?" They will soon say, "Allâh." Say (O Muhammad ), "Will you not then show piety (to Him)?" Such is Allâh, your real Cherisher and Sustainer: apart from Truth, what (remains) but error? How then are you turned away?}
And He said, “وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ” - meaning – {If you were to question them, 'Who created the heavens and the earth?' They would be sure to reply, 'They were created by (Him), the Exalted in Power, full of Knowledge.}
Remark: Tawhîd Ar-Rububiah (Islâmic Monotheism for Allâh’s Lordship) is not enough to embrace Islâm unless Tawhîd Al-Uluhiah (Islâmic Monotheism for Allâh’s Worship) is adopted too.
2- Tawhîd Al-Uluhiah (Islâmic Monotheism for Allâh’s Worship)
It is called also Tawhîd Al-Ibadah (Oneness of Worship), which means to perform Monotheism for Allâh in worship because He only deserves to be worshipped not anybody else, no matter how noble and how honorable he is.
In fact, it is the kind of Monotheism with which the Messengers of Allâh have been sent to their people. This is because the Messengers of Allâh were sent to admit Tawhîd Ar-Rububiah, which was already adopted by their people and then asked to call them believe in Tawhîd Al-Uluhiah, as Allâh told about them in His Glorified Book.
Allâh said informing about Noah, “وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ. أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ” - meaning – {We sent Nuh (Noah) to his People (with a mission): "I have come to you with a Clear Warning: "That you serve none but Allâh: verily I do fear for you the Penalty of a Grievous Day.}, and He informed about Moses in his debate with Pharaoh, “قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ. قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إنْ كُنتُمْ مُوقِنِينَ” - meaning – {Pharaoh said: "And what is the 'Lord and Cherisher of the worlds'? (Moses) said: "The Lord and Cherisher of the heavens and the earth, and all between, if you want to be quite sure."}, and Allâh told us about Jesus: “إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ” - meaning – {It is Allâh Who is my Lord and your Lord; then worship Him. This is a Way that is straight}, and Allâh has ordered His Prophet Muhammad to say to the people of the Book: “قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ” - meaning – “Say (O Muhammad ): "O People of the Book! Come to common terms as between us and you: that we worship none but Allâh; that we associate no partners with Him; that we erect not, from among ourselves, Lords and patrons other than Allâh}, and finally He said calling mankind: “يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” - meaning – {O you people! Adore your Guardian Lord, Who created you and those who came before you, that you may have the chance to learn righteousness.}
As a whole, all Messengers were sent to admit Tawhîd Al-Uluhiah (Islâmic Monotheism for Allâh’s Worship), and to call their people for the Monotheism of Allâh in worship, and avoiding worshipping Tawagheet and statues.
Likely, Allâh said, “وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ” - meaning – {For We assuredly sent amongst every People a messenger, (with the Command), "Serve Allâh, and eschew Evil}, and the call of all Allâh’s Messengers to their people was heard and understood, and the first thing they used to hear, “قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ” - meaning – {He said: "O my people! Worship Allâh! you have no other Ilah (god) but Him}.
What is worshipping?
The linguistic meaning of worship is subservience and submission. And in Shri’a (Islâmic Legislation), it is as Shiekh Al-Islâm Ibn Taimiah said, “it is the obedience of Allâh, in doing what He has ordered through His Messengers. And he said also: “worship is a collective name for all what Allâh likes and pleases at among actions, sayings and deeds apparently and concealed”. Therefore, Muslim has to admit Oneness to His Lord in all kinds of worships, and do it sincerely the way the Prophet has ruled by word and deed.
Worship comprehends the following kinds.
Be informed that worship comprehends Salat (Prayer), Tawaf (circumambulating), Hajj (Pilgrimage), Syiamm (Fasting), Nathr (Vow), Ietikaf (seclusion), Thabh (slaughtering), Sujud (prostration), Ruku (kneeling), Khawf (fear), Rahbah (awe), Raghbah (desire), Khashiah (fear causing avoidance), Tawakkul (depending), Istighathah (call upon for help), and Rajaa (hope) and many other kinds of worship which were decreed by Allâh in His Noble Book, or by His Messenger in the Sound Sunnah in word and deed. Therefore, if any of these is offered to someone besides Allâh, then this is considered Shirk (Polytheism), for Allâh says, “وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ” - meaning – {If anyone invokes, besides Allâh, any other god, he has no authority therefor; and his reckoning will be only with his Lord! And verily the Unbelievers will fail to win through!}, and He says, “وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا” - meaning – “And the places of worship are for Allâh (alone): so call not upon anyone along with Allâh;”. And “Anyone” here includes all creatures no matter if they were Messengers, Angels, or good men.
The first time Shirk (Polytheism) occurred:
If what preceded is known, then be informed that the first time Shirk has occurred was in Noah’s people, but when Allâh sent Noah to them invoke them to worship Allâh alone and leave all those worshipped statues, they resisted and insisted and opposed Noah by accusing him of lying and disbelief. Moreover, they said, as in the Qur’ân: “وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا” - meaning – “And they have said (to each other),`Abandon not your gods: abandon neither Wadd nor Suwa, neither Yaguth nor ya'uq, nor Nasr”.
Narrated in the Sahih (Al-Bukhari) that Ibn Abbass said, “All the idols which were worshipped by the people of Noah formerly belonged to some pious men of the people of Noah, and when they died Satan inspired their people to (prepare) and place idols at the places where they used to sit, and to call those idols by their names. The people did so, but the idols were not worshipped till those people (who initiated them) had died and the origin of the idols had become obscure, whereupon people began worshipping them.”
Ibn Al-Qayyim said, “More than one among the Salaf (Good Ancestors) said, ‘when they died, they went to their graves and placed idols for them, and when time passed, they worshipped them’.”
The main reason of Shirk is the extravagance in pious people
From this point we realize that Shirk happened among children of Adam because of the extravagance in pious people.
Extravagance means excessiveness in glorification in word and belief. This is why Allâh said, “يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ” - meaning – “O People of the Book! commit no excesses in your religion: nor say of Allâh aught but the truth. Isa (Jesus) the son of Mary was (no more than) A Messenger of Allâh, and His Word, which He bestowed on Mary, and a Spirit proceeding from Him”.
Furthermore, ‘Aishah said, ‘when the last moment of the life of Allâh's Messenger came, he started putting his 'Khamisa' on his face. And when he felt hot and short of breath he took it off his face and said, “لعنة الله على اليهود والنصارى” - meaning – “May Allâh curse the Jews and Christians for they built the places of worship at the graves of their Prophets.” The Prophet was warning (Muslims) of what those had done. Otherwise, he would have protruded his grave, but he feared it might be taken as places of worship’. Reported by Al-Bukhari and Muslim.
In fact, extravagance appeared mostly in poetry and prose until they allowed to call the Prophet for help and so they did for the rest of the pious people. Moreover, they claimed that he – Allâh’s Messenger – knows about Al-Ghaib (unseen world), and some of them said that he did not die before he had known all what had been and what will be, contradicting by this saying the Qur’ân: “وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ” - meaning – {With Him are the keys of the Unseen, the treasures that none knows but He}, and what Allâh said, “إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” - meaning – “Verily the knowledge of the Hour (Dooms Day) is with Allâh (alone). It is He Who sends down rain and He Who knows what is in the wombs. Nor does anyone know what it is that he will earn on the morrow; nor does anyone know in what land he is to die. Verily with Allâh is full knowledge and He is acquainted (with all things)”.
In fact, Allâh informed us that He ordered His Messenger to say, “وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنْ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِي السُّوءُ” - meaning – “If I had knowledge of the unseen, I should have multiplied all good, and no evil should have touched me”, and say: “قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ” - meaning – “Say (O Muhammad ), None in the heavens or on earth, except Allâh, knows what is hidden: nor can they perceive when they shall be raised up (for Judgment).”
Tawhîd Al-Asma’ Was-Sifat (Islâmic Monotheism of Allâh’s Names and Qualities)
Tawhîd Al-Asma’ Was-Sifat (Islâmic Monotheism of Allâh’s Names and Qualities) is to perform Monotheism for Allâh in His Names and Descriptions, and this should happen by confirming what He has confirmed among Names and Descriptions for Himself in His Book, or what His Messenger has confirmed to Him as well; without any Tahrif (distortion) or Ta’til (suspension), or Takyif (adaptation), or Tamthil (likening). And what follows are the Rules of Names and Qualities.
First Rule: Names of Allâh are all Best Names and His descriptions are all Superior and Perfect, He says, “وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأعْلَى” - meaning – “..to Allâh applies the highest similitude.”, and He says, “وَلِلَّهِ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا” - meaning – “The most beautiful Names belong to Allâh: so call on Him by them”.
Second Rule: Names and Descriptions of Allâh are all Tawkifiah (suspended in word and meaning as they were descended nothing more and nothing less), and the reference in them is just the Noble Book of Allâh and the Sunnah; and they are not limited to a certain number, but rather some of them only were known. Allâh said, “قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ” - meaning – {Say (O Muhammad ): The things that my Lord has indeed forbidden are: shameful deeds, whether open or secret; sins and trespasses against truth or reason; assigning of partners to Allâh, for which He has given no authority; and saying things about Allâh of which you have no knowledge.} And said, “ وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا” - meaning – {And pursue not that of which you has no knowledge; for every act of hearing, or of seeing, or of (feeling in) the heart will be inquired into (on the Day of Reckoning)}.
Third Rule: it is forbidden to confirm a Name or a Description to Allâh by likening, for Allâh said, “لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ” - meaning – {There is nothing whatever like unto Him, and He is the All-Seer All-Hearer)}, and He said, “فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ” - meaning – {Invent not similitudes for Allâh: for Allâh knows, and you know not}.
Likewise, it is forbidden to deny a Name or a Description to Allâh which is already found in the Qur’ân or in the Sunnah because this is Ishrak (Polytheism) with Allâh and Taateel (suspension) to His Names and Descriptions, the matter that leads to distort Divine Scriptures, or may lead to its denial and assimilation of Allâh with His creatures.
Fourth Rule: the meanings of Allâh’s Names and Descriptions are well known but no body knows their manner of action except Allâh. Allâh said, “وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا” - meaning – {But they shall not compass it with their knowledge}.
Fifth Rule: similarity of names does not mean at all the similarity of the named. This is because Allâh has named Himself with Names, which could be applied to some of His creatures, and so as to descriptions like hearing and seeing, but not the hearer is like the Hearer and not the seer is like the Perceiver.
Contradicting Aspects of Islâm
These ten are the most dangerous and widespread contradicting aspects of Islâm:
First: Shirk in worshipping Allâh, Allâh said, “إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ” - meaning – {Allâh forgives not (the sin of) joining other gods with Him; but He forgives whom He pleases other sins than this}. And He said, “إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ” - meaning – {Whoever joins other gods with Allâh, Allâh will forbid him the Paradise, and the Fire will be his abode. There will for the wrongdoers be no one to help}. Calling upon dead people, calling them for help and Nathr (Vows) and Thabh (Slaughtering) for them is considered so.
Second: taking other creatures as a means of worshipping, calling and asking them to intercede for them are considered as disbelief unanimously.
Third: who does not consider polytheist as disbelivers, or doubts in their disbelief, of tries to accept their religion is a disbeliever.
Fourth: who believes that the guidance of the Prophet is less perfect than other’s guidance, or who thinks that His Judgement is worse than other’s judgement, as those who prefer Tawagheet’s rule, is a disbeliever.
Fifth: whoever hates something of what the Prophet has been sent with, even if he applies it, is a disbeliever, for Allâh said, “ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ” - meaning – {That is because they hate the Revelation of Allâh; so He has made their deeds fruitless.}
Sixth: who mocks at something of what the Prophet has been sent with or at the Reward or the Punishments he has informed about, is a disbeliever. This is because Allâh said, “قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ. لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ” - meaning – {Say (O Muhammad ): "Was it at Allâh, and His Signs, and His Messenger, that you were mocking?" Make you no excuses: you have rejected Faith after you had accepted it}.
Seventh: Magic, including distraction and commiseration (two major kinds of magic, by which magicians can distract two people from each other of make them love each other). So whosoever does this or accepts being done is a disbeliver. Allâh said, “وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ” - meaning – {But neither of these taught anyone (such things) without saying, "We are only for trial; so do not blaspheme}.
Eighth: supporting and aiding polytheists against believers, for Allâh said, “وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ” - meaning – {And he amongst you that turns to them (for friendship) is of them. Verily Allâh guides not a people unjust}.
Ninth: whosoever thinks that he could live away from the Islâmic law is a disbeliever, for Allâh said, “وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ” - meaning – {If anyone desires a religion other than Islâm never will it be accepted of him; and in the Hereafter he will be in the ranks of those who have lost (all spiritual good)}.
Tenth: turning away from the Religion of Allâh (Islâm), not learning and not teaching it is disbelief, Allâh said, “وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنْ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ” - meaning – {And who does more wrong than one to whom are recited the Signs of his Lord, and who then turns away therefrom? Verily from those who transgress We shall exact (due) Retribution}.
All these contradictions are applicable to all people. No matter if one is serious or not, afraid or not, except those who are compelled, for Allâh said, “إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإيمَانِ” - meaning – {..Except under compulsion, his heart remaining firm in}.
All of these contradictions are the most dangerous and the most widespread phenomenon among people; therefore, Muslim has to be careful of them for the sake of himself. May Allâh protect us from what may entail His Anger, and necessitate His Punishment.
Fundamentals of Islâmic doctrine
It is well known from the sound evidence in the Book and the Sunnah that sayings and deeds are not accepted unless originate from a true doctrine. So if the doctrine is not sound then all what originates will be nullified for Allâh said, “وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ” - meaning – {If any one rejects faith, fruitless is his work, and in the Hereafter he will be in the ranks of those who have lost (all spiritual good)}.
First, the Belief in Allâh:
The belief in Allâh necessitates the belief that He is the only worthy god being worshipped for being the only Creator, Cherisher, and Provider of the creation. It is He Who can reward their pious and punish their rebellious. In fact, it is this purpose for which He created the Worlds, He said, “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِي. مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِي. إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ” - meaning – {I have only created Jinn and men, that they may serve Me. No Sustenance do I require of them, nor do I require that they should feed Me. For Allâh is He Who gives (all) Sustenance, - Lord of Power - steadfast (forever).}
Second, the belief in Angels:
This includes the belief in them specifically and as a whole. So Muslim has to believe that there exists Angels whom Allâh created and molded them to obey. They are of many types, some of them are assigned to hold the Throne (of Allâh), others are treasurers for Paradise and Hell, others are assigned to record people’s deeds. And we believe in those whom Allâh named such as Jibril (Gabriel), MiKa’el (Michael), Malek the treasurer of Hell, and Israfil the one who will blow the Sur (Trumpet). ‘Aishah narrated that the Prophet said, “خلقت الملائكة من نور وخلق الجان” - meaning – “Angels have been created (by Allâh) from light, and jinn have been created (by Allâh) from fire without smoke, and Adam has been created (by Allâh) from what was described for you (dust)”.
Third, the belief in Books:
It should be generally believed that Allâh has descended Noble Books unto His Prophets and Messengers to clarify His Right on people and invoke it. We believe specifically in those which Allâh named like the Tawrat (Torah), the Injil (Gospel), the Zabur (Psalms), and the Qua’ân. In fact, Qur'ân is the Last and the Best of them, and it is the Book which overwhelmed and confirmed what had preceded. Moreover, it is the Book to which the entire nation has to resort in judgement in addition to the sound Sunnah reported, Allâh said, “وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ” - meaning – {To you We sent the Scripture in truth, confirming the Scripture that came before it, and guarding it in safety}.
Fourth, the belief in the Messengers:
A Muslim has to believe in Messengers specifically and as a whole. So we believe that Allâh has sent to His servants warning and bearing good tidings Messengers invoking what is Truth. Consequently, he who followed their Message has won happiness, and he who left them out shall feel regret and be disappointed.
Their last and best one is our Prophet Muhammad . Allâh said, “وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ” - meaning – {For We assuredly sent amongst every People a messenger, (with the Command), "Serve Allând eschew Evil}. And He said, “مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا” - meaning – {Muhammad is not the father of any of your men, but (he is) the Messenger of Allâh, and the Seal of the Prophets}. And we believe in whom Allâh named like Nuh (Noah), Hud, Saleh, Ibrahim (Abraham), Musa (Moses), Isa (Jesus), and others may Allâh bless them all.
Fifth, the belief in the Last Day (Day of Resurrection):
This includes the belief in what Allâh has revealed and what His Messenger has informed about. These are things that shall happen after death like the grave trial and torture and ease, the Sirat (Path over Hell), Mizan (Balance of deeds), Account, Reward, and distributing books of deeds. This includes the aimed basin of the Prophet Muhammad , seeing and speaking with Allâh which are gifted only to believers.
Sixth, the belief in Allâh’s Decree and Predestination.
It is the strict dogma that Allâh has created and owned everything, and that He has preordained the destiny of everything: guidance and going astray, and that everything is under His Control.
As for the belief in Allâh’s Preordainment, it is done according to Allâh’s Knowledge which has preceded and what His Wisdom necessitates.
It includes the following: Knowledge, Writing down, Will, Creating.
(صابئين..صابئون) حرف واحد بين الشبهة والإعجاز
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى القساوسة والرهبان جهلاء النصارى
إلى كل من تسول له نفسه التقليل من شأن الإسلام
لقد جاء هذا القرآن حجة لنا لا علينا
لقد جاء هذا القرآن ليكون معجزة المعجزات
وإن حاولتم المساس بهذا القرآن-وهذا لن يكون إلا بالكذب والافتراءات – فإن هذا من شأنه أن يزيد القرآن قوة و عزة و المسلمون هدى ويقيناً، فكل افتراءاتكم على كتابنا الكريم -وأخص هنا فى مقالتى إفتراء الأخطاء البلاغية و الاعرابية- ليست إلا سراب الواهمين , بل هى دليل على إعجاز القرآن البلاغى. ولكن كيف ذلك. هذا فيما يلى بغير تطويل و تكلّف
1. إليكم المفاجأة الاولى
إن إفتراءاتكم على القرآن ما هى إلا إعجاز بلاغى ذكره المفسرون قديما وأنتم حولتموه إلى خزعبلات ولم تعرفوه من تلقاء أنفسكم وإلا لكنتم لاحظتم أن كلمة المسلمون المكتوبة أول النص باللون الأحمر بها خطأ نحوى وكان أولى أن تكون "المسلمين" لأنها معطوف على القرآن والقرآن مفعول به و أنتم لم تلاحظوا ذلك على الرغم أنى كتبتها بالون الأحمر و كمان تحتها خط
2. إليكم المفاجأة الثانية
إن كلمة المسلمون باللون الأحمر ليس بها خطأ نحوى ولا حاجة ولكن لها وجها آخر من الإعراب ولها نفس إعراب "الصابئون" فى الآية الكريمة من سورة المائدة
"إن الذين ءامنوا والذين هادوا و الصابئون والنصارى من ءامن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون" المائدة 69
لا يحق لكم أن تتحدثوا فى إعراب القرآن فأنتم أجهل الناس به
والآن سوف نقوم بتفسير الآيتين التاليتين ثم نقوم بإعرابهما فلا يستقيم إعراب بدون فهم وهذا ما وقع فيه النصارى وأرجوا أن تعوا ما كتبت لكم
والآن إلى تفسير الآيتين البقرة 62 و المائدة 69
"إن الذين ءامنوا والذين هادوا والنصارى و الصابئين من ءامن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون" البقرة 62
"إن الذين ءامنوا والذين هادوا و الصابئون والنصارى من ءامن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون" المائدة 69
بداية بسورة البقرة حسب الترتيب المصحفى المتناسق حيث نجد أن الله سبحانه وتعالى يخبرنا أن الذين آمنوا و كلا من
• الذين هادو
• النصارى
• الصابئين
الذين قضوا نحبهم قبل زمن رسولنا الحبيب لهم مكافأة إذا كانوا قد آمنوا بالله واليوم الآخر وعملوا عملاً صالحاً، ألا وهى أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
ولكن قد يسأل طالب علم نجيب الأسئلة التالية
هذا بال النصارى واليهود والذين آمنوا لأنه قد جاء لهم رسل و أنبياء فما بال الصابئين؟
هل من الصائبين من قد ينال رضا الله؟
أليسوا هم عباد الكواكب الذين بدلوا دين سيدنا نوح عليه السلام أو هم عباد الاصنام الذين بدلوا دين سيدنا ابراهيم عليه السلام وغيرهم ؟
فيرد الأستاذ عليه ويقول و الصابئون كذلك تنطبق عليهم هذه القاعدة فمنهم من حكّم عقله ومال وحنف عن هذه العبادة التى لم يقتنع بها
أليس منهم من اعتقد بالبعث بل وجهر به وهو سويد بن عامر الصطلقى
أليس منهم عامر بن الظرب العدوانى الذى قال"لو أن الذى يميت الناس الداء لكان الذى يحيهم الدواء" وهو يعنى بذلك الله عز وجل
أليس منهم زيد بن عمرو بن نوفيل الذى قال
أربا واحداً أم ألف رب أدين إذا تقسمت الإمور
أليس منهم أمية بن أبى الصلت الذى قال
الا نبى لنا منا فيخبرنا ما بعد غايتنا من رأس مجرانا
فمن أجل ذلك قد يرضى الله عنهم إذا كانوا قد أخلصوا النية لله، فلوا أنهم عاشوا حتى عاصروا رسول الله لكانوا آمنوا به بل أن بعضهم كان يخاطب من أصغره سناً ويقول له إن طالت بك الحياة حتى مجيء نبى من عند الله فأقرئه منى السلام.
فما كان من القرآن الا أن يخبرنا بكل ما سبق وبإيجاز ليس بعده إعجاز فى حرف واحد وهو الواو فى كلمة الصابئون ليحولها إلى مبتدأ فى سورة المائدة التى تلى سورة البقرة فى الترتيب المصحفى بدلا من اسم إن فى سورة البقرة
ما سبق ذكره فى سورة المائدة يسمى فى علم الإعراب "كسر الاعراب".
وكسر الاعراب لا يكون إلا لإضافة معنى جديد حتى ينبه السامع أن هناك علة يجب أن يفطن إليها وكسر الإعراب لا يكون إلا من بليغ وإلا لثار الأعراب إذا سمعوه كما ثار الأعرابى على الخليفة أبى جعفر المنصور حين صعد على المنبر وخطب ولحن فى الإعراب وللأسف أنكم لم تنتبهوا للمعنى الجميل الذى تقصده الآية وإلا لأكنتم أسلمتم أو سكتم
وإليكم الآن إعراب الآية التى هللتم وكبرتم باسم إلهكم عندما رأيتموها و هذا الإعراب ليس وليد اليوم ولا الأمس بل جاء فى كتب كثير من المفسرين كان آخرهم شيخنا الكبير محمد متولى الشعراوى منذ حوالى ربع قرن من الزمان
"إن الذين ءامنوا والذين هادوا و الصابئون والنصارى من ءامن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون" المائدة 69
الذين: إسم موصول مبنى على الفتح فى محل نصب إسم إن
آمنوا:فعل ماضى مبنى على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متتصل مبنى على السكون فى محل رفع فاعل (و الجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب)
والذين: الواو حرف عطف(الذين) إسم موصول مبنى على الفتح فى محل نصب معطوف
هادوا: فعل ماضى مبنى على الضم و الواو ضمير متصل مبنى على السكون فى محل رفع فاعل
الصابئون: الواو استئنافية (الصابئون) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو وخبره محذوف تقديره كذلك
والنصارى:الواو عرف عطف (النصارى) معطوف منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة لأنه اسم مقصور
و فى النهاية أذكر بأن قواعد الإعراب قد تم وضعها بعد نزول القرآن الكريم أو الافضل أن نقول أن قواعد الإعراب تم استخراجها من القرآن الكريم
وهناك موضع كثيرة فى القرآن الكريم تم كسر الإعراب فيها لأهداف كثيرة سوف نذكر بعض منها تباعاً فلا أحب أن يكون الموضوع طويلاً
معذرة للإطالة
م/أحمد حمدى
أرجوا كتابة مشاركاتكم سواء كانت سلباً أم ايجاباً؟؟؟؟؟؟؟؟ كسر الإعراب لقصد المدح
بسم الله الرحمن الرحيم
كنت قد وعدت بكتابة هذا الموضوع سابقاً ولكننى ترددت أكثر من مرة فى إرساله حيث وجدت أن النصارى يقومون بأخذ المقالات التى نكتبها و تفاسير العلماء المسلمين ويحرفونها.
فلو أنى قلت مثلاً أن الإعراب قد كُسر فى القرآن فى موضع كذا وكذا ولحكمة كذا و كذا لجاء النصارى فى منتدياتهم الغير أمينة وقالوا مثلاً"انظر بعينك الى إعراب القرآن ولاحظ الخطأ فى موضع كذا وكذا" وذلك ليضلوا باقى النصارى عن الحق وليحاولوا أن يشككوا المسلمين فى عقيدتهم ولا حول ولا قوة إلا بالله
"ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتى الله بأمره إن الله على كل شىء قدير" البقرة 109
فمن أجل ذلك سوف نذكر فى هذه المقالة حالة واحدة فقط من كسر الإعراب لقصد المدح
وهى الاية الكريمة فى سورة الإسراء
"وءاتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبنى إسرائيل ألا تتخذوا من دونى وكيلاً * ذريةَ من حملنا مع نوح إنه كان عبداً شكوراً * وقضينا إلى بنى إسرائيل فى الكتاب لتفسدن فى الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيراًَ"الإسراء الآية 4,3,2
قلنا فى المشاركة الأولى فى هذا الموضوع
أن هناك عدة حالات من كسر الإعراب و قلنا أن كسر الإعراب يكون لتنبيه السامع أن هناك معناً جديداً يجب أن ينتبه إليه
و من هذه المعانى قصد المدح
فإن قلنا مثلاًَ بأننى مدير عام مصنع ما وأن هذا المصنع حدث به عطل وقام الفنيون بإصلاح هذا العطل فوراً وأريد أن أمدح هؤلاء الفنيين فأقول ما يلى
"لقد عملنا هذا الشهر بمعدل إنتاج عالى ولذلك هناك علاوة سوف يأخذها مهندسو الإنتاج والخراطون واللحامون والعاملين بقسم الصيانة"
وبهذا تحولت "العاملون" الى "العاملين" وأصبح إعرابها كما يلى
الواو حرف عطف "العاملين" مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم وتقدير الجملة"و أمدح العاملين"
يعنى أن أى كسر إعراب بقصد المدح تتحول الكلمة إلى مفعول به
والآن عودة إلى آية الإسراء وإعراب الكلمة "ذرية"
الإعراب الأصلى هو (بدل من وكيلاً منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة)
ولكن من هم ذرية من حملنا مع نوح
أليسوا هم الذين آمنوا بنبوة سيدنا نوح؟
أليسوا هم من تبقى بعد الطوفان؟
أليسوا هم أتقى الناس على وجه البسيطة فى ذلك الوقت؟
بلى إنهم أفضل واطهر الناس فى هذا الوقت وجدير بهم المدح
ولذلك إذا أردنا أن نمدحهم يصبح هناك حاجة لكسر الإعراب ويصبح إعرابها كما يلى
"ذرية":مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة والجملة تقديرها"وأمدح أنا ذرية من حملنا مع نوح"
يلاحظ أن فى الحالتين الكلمة منصوبة وكان ذلك عن قصد منى لحاجة فى نفس يعقوب والقرآن به حالات كثيرة يتحول فيها الإعراب من الرفع للنصب لقصد المدح ولكن لن نذكرها الا إذا سأل النصارى عنها
وعلى الله قصد السبيل
م/أحمد حمدى؟؟؟؟؟؟؟؟السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
مقال أكثر من رائع بارك الله فيك أ/ حمدي
أخي الحبيب ... هم أهل ضلالة .... سواء نقلوا أو دلّسوا في النقل...!
فالزكاة عندهم رشوة , والدعوة للإسلام إجبار , والكرم معهم تقية , والمُدافع عن إسلامه إرهابي , والعلماني مُسلم عقلاني ...هذه نتيجة طبيعية و شيء عادي عند شخص وصل قمة الكمال الروحي عنده أن يتعبد في إله مات وقُتِل , مصلوب وملعون ..
يعني مقاييسهم مقلوبة , فشيء طبيعي جداً أن يرى و ينظر إلى من يتعبد في الإله الحي القيوم بنظرة مقلوبة وعقلية معطوبة , فيرى الحق ضلالة والضلالة حق , ويُزيف الحق ويُهينه , ويُزين الباطل ويُثني عليه ...!
فلا تكتم العلم خشية من عقولهم , فعقولهم لن تضُر إلا هم , وما شاء الله مقاليك كما سبقني الإخوة من الروائع في البلاغة القرآنية ... فوجّه حديثك في هذا المنتدى لكل مُسلم بل ولهم أيضاً فلعل يخرج من بينهم من منّ الله عليه ببصيص نور يكون له هُدى ... أكمل مقالاتك بارك الله فيكم , فنحن بحاجة للوعي والثقافة في ديننا , قبل التثقف في عقائد الوثنية ؟؟؟؟؟؟؟
اقتباس:
بواسطة د.أمير عبد الله
أكمل مقالاتك بارك الله فيكم , فنحن بحاجة للوعي والثقافة في ديننا , قبل التثقف في عقائد الوثنية .
أكمل يا أخى
فالفائدة أكثر بكثير جدا ، ان انكار الاعراب الذى يجهلوه أساسا هو امر هين بالفعل مقارنة بما يعتقدونه من ان الله تم قتله و التمثيل بجثته ؟
ان من يؤمن ان الله كان يعمل نجارا حتى وصل سنه 30 سنه و انه لم يعلن صراحة انه الله خوفا من ان يقتله اليهود - رغم انه قتل بالفعل بعد ذلك كما يعتقدون - و رغم انه نزل لكى يقتل لكى يفتدى الخطايا فالمفروض ان يسعى لاستفزازهم لكى يقتلوه بدلا من الادعاء الساذج انه لم يقل صراحة انه الله خوفا من ان يقتلوه ؟؟ و يؤكدون ان الله ثلاثى فى واحد و واحد فى ثلاثى ..أقول ان التمحك فى التشكيك فى اعراب كلمة كدليل على عدم صدق الاسلام هو امر مضحك ..و بالطبع ان ما قاله الاخ / حمدى و هو
اقتباس:
و فى النهاية أذكر بأن قواعد الإعراب قد تم وضعها بعد نزول القرآن الكريم أو الافضل أن نقول أن قواعد الإعراب تم استخراجها من القرآن الكريم
هو نقطة هامة جدا ...بمعنى أنه بفرض وجود تناقض نحوى بين كلمة ما فى القرآن و بين قواعد النحو ...يكون معناها المباشر ان قواعد النحو هى التى تحتاج الى تعديل لان القرآن هو الاصل الذى اشتق منه علم النحو ؟؟؟؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشاعر
لا يبعدون قومى الذين هم... سم العداة وآفة الجزر
النازلين بكل معترك .......والطيبون معاقد الأزر
نكمل بإذن الله تعالى كسر الإعراب لقصد المدح
والآن بعد أن فهمنا معنى الاختصاص لقصد المدح وجب علينا أن نبحث عن أسباب اختصاص الله عز و جل لبعض العبادات بالمدح ووجب علينا أن نتصف بهذه الأمور التى اختصها الله عن باقى العبادات
فهيا معاً نبحث فى الآية 177 من سور البقرة و الآية 162 من سورة النساء
"ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من ءامن بالله واليوم الآخر و الملائكة والكتاب والنبيين وءاتى المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين و فى الرقاب وأقام الصلاة وءاتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين فى البأساء و الضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون*" البقرة 177
"لكن الراسخون فى العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك و ما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجراً عظيما*"النساء 162
لماذا اختص الله عز وجل المقيمين الصلاة والصابرين فى آياته الكريمة؟؟؟؟؟
إجابة هذا السؤال سهلة جداً على المسلمين
فهناك علاقة بين جميع أنواع العبادات وبين الصلاة والصبر، فكل عمل منزوع البركة إذا لهى عن الصلاة وكل العبادات وإن كانت يسيرة تحتاج إلى الاستعانة بالصبر
وعلى سبيل المثال لا الحصر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"لا بارك الله فى عمل يلهى عن الصلاة"
وبالتالى فإن جميع العبادات المذكورة فى الايتين متضمنة
الايمان بالله واليوم الآخر و الملائكة والكتاب والنبيين, صدقة المال, إيتاء الزكاة, والوفاء بالعهد لا قيمة لها إذا كان المسلم لا يصلى
وقال الله تعالى فى الآية 153 من سورة البقرة
يأيها الذين ءامنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرينالبقرة 153
والاحاديث والآيات التى تتحدث عن مكانة الصلاة والصبر كثيرة
ولذلك إختص الله عز وجل المقيمين الصلاة والصابرين بالمدح
*********
ما رأيكم لو قرأنا الآيات من 40 إلى 45 من سورة البقرة ونقارنها بالآيتين 177 البقرة و162 النساء(لاحظ وجه الشبه فى الآيات)
ثم نجيب على الأسئلة التالية
هل الله تعالى يضع مكانة خاصة للصبر والصلاة؟؟؟
ما رأيكم فى الترتيب المصحفى؟؟؟
"يابنى إسرائيل اذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم وأوفوا بعهدى أوف بعهدكم وإيى فارهبون* وءامنوا بما أنزلت مصدقاً لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآيتى ثمناً قليلاً وإيى فاتقون * ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون * وأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين * أتأمرون الناس( بالبر وتنسون أنفسكم و أنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون* واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين*" البقرة 40 إلى 45
"ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من ءامن بالله واليوم الآخر و الملائكة والكتاب والنبيين وءاتى المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين و فى الرقاب وأقام الصلاة وءاتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدواوالصابرين فى البأساء و الضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون*" البقرة 177
"لكن الراسخون فى العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك و ما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجراً عظيما*"النساء 162
أرأيتم أهمية الصبر والصلاة
أرأيتم كيف أن الله عز وجل يبين للناس أولا كيفية أداء العبادات بالاستعانة بالصبر والصلاة ثم بعد ذلك يمدح من يقيم شعائر الله بهما
انتظروااااااااااااااا يوجد المزييييييد ؟؟؟؟؟؟؟ عودة إلى الإعراب مرة أخرى..........
ثم نجيب على السؤال التالى
هل أراد الله عز و جل تنبيه السامع إلى كسر الإعراب الموجود فى الآية التالية؟؟؟
"ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من ءامن بالله واليوم الآخر و الملائكة والكتاب والنبيين وءاتى المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين و فى الرقاب وأقام الصلاة وءاتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين فى البأساء و الضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون*" البقرة 177
أنظر يا أخى إلى إعراب هذه الكلمات
من: اسم موصولمبنى على السكون فى محل رفع خبر لكن
وءاتى: الواو حرف عطف (ءاتى) فعل ماضى مبنى على الفتح والفاعل ضمير مستتر تقديره هو
وأقام: الواو حرف عطف (أقام)فعل ماضى مبنى على الفتح والفاعل ضمير مستتر تقديره هو
وءاتى: الواو حرف عطف (ءاتى) فعل ماضى مبنى على الفتح والفاعل ضمير مستتر تقديره هو
كل هذه الكلمات السابقة الإعراب فيها غير ظاهر ولكن أتت كلمة (الموفون) لتنبه السامع أن الأصل فى الكلمات السابقة كان الرفع وأن الكلمة التى تليها (الصابرين) بها كسراً فى الإعراب لذا يجب أن تنتبهوا وتبحثوا عن سبب كسر الإعراب
والموفون: الواو حرف عطف (الموفون) معطوف مرفوع وعلامة رفعه الواو
والصابرين: الواو حرف عطف (الصابرين) مفعول به منصوب وعلامةنصبه الياء والتقدير(أمدح الصابرييييييييييييييييييييييييين)
فلو لم يكن ذلك مقصوداً لكن ترتيب الآيات مختلف وما كنا لاحظنا كسر الإعراب
أرجوا كتابة مشاركتكم سواءً سلباً أو إيجاباً
وعلى الله قصد السبيل ؟؟؟؟؟
((((((((((((((((((((((((((((((((((عمانوئيل ليس يسوع يا محترم .!))))))))))))))))))))))))
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك السموات العلى والأرض وما تحت الثري نحمده ونستعين به ونرجوا رحمته ومغفرته رجاءا لا ينقطع فلا ملجأ ولا منجى منه الا اليه ربنا انك وعدت وانت الذي لا يخلف ابدا وعده ارحمنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين أمين .
دخلت احدى المنتديات التي منعت ان ادخلها كعضو والسبب الجميع يعرفه لأنه حال كل مسلم هناك فقرأت موضوع كنت اظن ان النصارى لن ولن يحاولوا ان يفتحوا له بابا لأنه عبارة عن نبؤة مفتراه من متى أو من من كتب انجيل متى واضح فيها التلاعب وضوح الشمس تصرخ وتقول (أنه ليس من عند الله)
لكن إن لم تستحيي فافعل ما شئت !
وما سبب الكفر إلا العناد ؟
ففتحت الموضوع ووجدت المحترم غاضب جدا ومستغرب كيف لم نفهم نحن المسلمين هذه النبؤة انها تنطبق على يسوع !
وكأنه يظن اننا عبارة عن مسوقين عقليا من قبل قساوسة لا يعرفون الله ولا يخافونه .. أو اننا نقدس اولئك من يسمون انفسهم كهنة وعلماء النصارى الذين استحبوا دس رؤوسهم في التراب بدلا من المواجهة .
امثال المحترم عبد المسيح بسيط .. وزكريا بطرس (المشلوح والمصاب بجميع انواع الأمراض النفسيه) .
ولكن قبل الرد او ذكر ما قال النصراني احب ان اعرض الأعداد في متى وفي اشعيا وقول العلماء فيها ثم نرى ما كتب السيد (كنوع من الترفيه ليس إلا) فهو لم يكتب الا ما هو مضحك ودليل على المحاولة المستميتة لأخفاء الفضيحة العظمى والتي هي واحده من الكثير !!! .
حسب متى الإصحاح الأول :
الترجمة العربية المشتركة
(18وهذِهِ سيرَةُ ميلادِ يَسوعَ المَسيحِ: كانَت أُمُّهُ مَريَمُ مَخْطوبَةً ليوسفَ، فَتبيَّنَ قَبْلَ أنْ تَسْكُنَ مَعَهُ أنَّها حُبْلى مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ. 19وكانَ يوسفُ رَجُلاً صالِحًا فَما أرادَ أنْ يكْشِفَ أمْرَها، فَعزَمَ على أنْ يَترُكَها سِرًّا.20وبَينَما هوَ يُفَكِّرُ في هذا الأمْرِ، ظَهَرَ لَه مَلاكُ الرَّبِّ. في الحُلُمِ وقالَ لَه: ((يا يوسفُ اَبنَ داودَ، لا تخَفْ أنْ تأخُذَ مَرْيمَ اَمرأةً لكَ. فَهيَ حُبْلى مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ، 21وسَتَلِدُ اَبناً تُسمّيهِ يَسوعَ، لأنَّهُ يُخَلِّصُ شعْبَهُ مِنْ خَطاياهُمْ)).22حَدَثَ هذا كُلُّه لِيَتِمَّ ما قالَ الرَّبُّ بلِسانِ النَّبـيِّ: 23((سَتحْبَلُ العَذْراءُ، فتَلِدُ اَبْناً يُدْعى ((عِمّانوئيلَ))، أي اللهُ مَعَنا. 24فلمَّا قامَ يوسفُ مِنَ النَّومِ، عَمِلَ بِما أمَرَهُ مَلاكُ الرَّبِّ. فَجاءَ باَمْرَأتِهِ إلى بَيتِه، 25ولكِنَّهُ ما عَرَفَها حتّى ولَدَتِ اَبْنَها فَسَمّاهُ يَسوعَ.)
ترجمة سميث وفاندايك (البروتستانتية)
(1: 17 فجميع الاجيال من ابراهيم الى داود اربعة عشر جيلا و من داود الى سبي بابل اربعة عشر جيلا و من سبي بابل الى المسيح اربعة عشر جيلا
1: 18 اما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا لما كانت مريم امه مخطوبة ليوسف قبل ان يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس
1: 19 فيوسف رجلها اذ كان بارا و لم يشا ان يشهرها اراد تخليتها سرا
1: 20 و لكن فيما هو متفكر في هذه الامور اذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلا يا يوسف ابن داود لا تخف ان تاخذ مريم امراتك لان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس
1: 21 فستلد ابنا و تدعو اسمه يسوع لانه يخلص شعبه من خطاياهم
1: 22 و هذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل
1: 23 هوذا العذراء تحبل و تلد ابنا و يدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا )
الترجمة الكاثوليكية
(18أَمَّا أَصلُ يسوعَ المسيح فكانَ أنَّ مَريمَ أُمَّه، لَمَّا كانَت مَخْطوبةً لِيُوسُف، وُجِدَت قَبلَ أَن يَتَساكنا حامِلاً مِنَ الرُّوحِ القُدُس. 19وكان يُوسُفُ زَوجُها باراًّ، فَلَمْ يُرِدْ أَن يَشهَرَ أَمْرَها، فعزَمَ على أَن يُطلِّقَها سِرّاً.
20وما نَوى ذلك حتَّى تراءَى له مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلمِ وقالَ له: ((يا يُوسُفَ ابنَ داود، لا تَخَفْ أَن تَأتِيَ بِامرَأَتِكَ مَريمَ إِلى بَيتِكَ. فإِنَّ الَّذي كُوِّنَ فيها هوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس، 21وستَلِدُ ابناً فسَمِّهِ يسوع، لأَنَّه هوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعبَه مِن خَطاياهم )).
22وكانَ هذا كُلُّه لِيَتِمَّ ما قالَ الرَّبُّ على لِسانِ النَّبِيّ: 23 ((ها إِنَّ العَذراءَ تَحْمِلُ فتَلِدُ ابناً يُسمُّونَه عِمَّانوئيل ))أَيِ ((اللهُ معَنا )). 24فلمَّا قامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوم، فَعلَ كَما أَمرَه مَلاكُ الرَّبِّ فأَتى بِامرَأَتِه إِلى بَيتِه، 25على أَنَّه لم يَعرِفْها حتَّى ولَدَتِ ابناً فسمَّاه يسوع. )
هذا العدد في متى من عدة تراجم عربية
من الأعداد نفهم ان يوسف كان حائرا من أمر مريم عليها السلام فأراد الرب ان يخلصه من هذه الحيرة فأرسل له الروح القدس لحل هذه القضية فقال له ان مريم عليها السلام حبلى من الروح القدس وان هذا جاء عن نبؤة قديمه على لسان احد الأنبياء الا وهي علامة عمانوئيل .
وعندما قام المحققون بالبحث عن هذه النبؤة حسب قول متى وجدوها في اشعياء وهي كالأتي ولنأخذ الترجمة العربية المشتركة
(10وعادَ الرّبُّ فقالَ لآحازَ: 11((أُطلبْ لنفْسِكَ آيةً مِنْ عندِ الرّبِّ إلهِكَ، إمَّا مِنْ أعماقِ الهاويةِ وإمَّا مِنْ أعالي السَّماءِ)). 12فقالَ آحازُ: ((لا أطلُبُ ولا أُجرِّبُ الرّبَّ)).13أمَّا إشَعيا فقالَ: ((إسمَعوا يا بَيتَ داودَ! أما كفاكُم أنْ تُضْجروا النَّاسَ حتى تُضْجروا إلهي أيضًا؟ 14ولكنَّ السَّيِّدَ الرّبَّ نفْسَهُ يُعطيكُم هذِهِ الآيةَ: ها هيَ العذراءُ تحبَلُ وتلِدُ اَبنًا وتدعو اَسمَهُ عِمَّانوئيلَ. 15يأكلُ زُبْدًا وعسَلاً إلى أنْ يَعرِفَ كَيفَ يرفُضُ الشَّرَ ويختارُ الخيرَ. 16فقَبلَ أنْ يَعرِفَ الصَّبيُّ كَيفَ يرفُضُ الشَّرَ ويختارُ الخيرَ، تُهجرُ الأرضُ التي يُرعِبُكَ مَلِكاها. 17فعلى يَدِ ملِكِ أشُّورَ يَجلُبُ الرّبُّ علَيكَ وعلى شعبِكَ وعلى بَيتِ أبيكَ أيّامًا لا مثيلَ لها مِنْ يومِ اَنفصَلَت أفرايمُ عَنْ يَهوذا. 18في ذلِكَ اليومِ يصفِرُ الرّبُّ للذُّبابِ الذي في أقصى أنهارِ مِصرَ، وللنَّخلِ الذي في أرضِ أشُّورَ، 19فتأتي وتنزِلُ كُلُّها في الأوديةِ المُقفِرةِ ونخاريبِ الصَّخرِ، وفي كلِّ عُلَّيقةٍ، وفي المراعي جميعِها.20في ذلِكَ اليومِ يحلِقُ السَّيِّدُ الرّبُّ بِمُوسى مُستأجرةٍ في عَبرِ النَّهرِ، أي بمَلِكِ أشُّورَ، رأسَكَ وشَعرَ رِجلَيكَ ويَقُصُّ لِحيَتَكَ أيضًا. 21وفي ذلِكَ اليومِ يُرَبِّي واحدٌ عِجلَةً مِنَ البقَرِ وشاتَينِ، 22ولكثرَةِ اللَّبَنِ يأكلُ الزُّبْدَ، لأنَّ الزُّبْدَ والعسَلَ يأكلُهُما كُلُّ مَنْ أُبقيَ في الأرضِ.23وفي ذلِكَ اليومِ كُلُّ موضعِ فيهِ ألفُ كَرمةٍ ثمَنُها ألفٌ مِنَ الفضَّةِ يصيرُ عَوسَجا وشَوكًا. 24ولا يدخُلُ أحدٌ إلى هُناكَ إلاَ بالسِّهامِ والقَوسِ، لأنَّ الأرضَ كُلَّها تكونُ عَوسَجا وشَوكًا. 25وجميعُ الجبالِ التي كانَت تُنقَبُ بالمِعوَلِ لا يدخُلُها أحدٌ خوفًا مِنَ العوسَج والشَّوكِ، بل تكونُ مسرحًا لِلثِّيرانِ وموطِئًا للغنَمِ)).
وسبب اقتباسي من الترجمة العربية المشتركة هو ان هناك تلاعب من قبل النصارى في باقي التراجم والترجمة العربية المشتركة كانت على الأقل اكثر اعتدالا من غيرها
فمثلا حسب فاندايك
تجد العدد 14 هكذا
7: 14 و لكن يعطيكم السيد نفسه اية ها العذراء تحبل و تلد ابنا و تدعو اسمه عمانوئيل
وحسب الكاثوليكية
14فلِذلك يُؤتيكُمُ السَّيِّد نَفْسُه آيَةً: ها إِنَّ الصَّبِيَّةَ تَحمِلُ فتَلِدُ آبناً وتَدْعو آسمَه عِمَّانوئيل
فيستغل جهلاء النصارى هذه الترجمات لتلاعب بسيط بقولهم
(انه يقول يعطيكم نفسه اية أي هو بنفسه الأية أي هو الله بنفسه المولود (تعالى القدوس علوا كبيرا) ) وما قولهم هذا الا أية على افترائهم وكذبهم مع علمهم بالحق والويل لهم من عذاب اليم من رب عظيم .
قارن ايها القارئ العزيز بين متى وبين اشعيا ستجد فرق هائل جدا .
متى يذكر ان عمانوئيل هو يسوع الذي تنبأ به من قبل اشعيا
بينما في اشعيا نجدها انها علامة من الرب الى أحاز
وسبب هذه العلامة هو ان احاز كان خائفا من تأمر صَعِدَ رَصينُ ملِكُ آرامَ وفقَحُ بنُ رَمَلْيا ملِكُ إِسرائيلَ فأراد الرب ان يطمئن قلب أحاز على ان لن يقدروا على إيذائه فأرسل له اشعيا عليه السلام ليخبرة بذلك
ونفهم هذا من الأعداد الأتية في اشعيا التي تسبق علامة عمانوئيل :
7 وفي أيّامِ آحازَ بنِ يوثامَ بنِ عُزيَّا ملِكِ يَهوذا صَعِدَ رَصينُ ملِكُ آرامَ وفقَحُ بنُ رَمَلْيا ملِكُ إِسرائيلَ إلى أُورُشليمَ لمُحارَبَتِها، فما قَدِرا أنْ يستوليا علَيها.2فلمَّا وصَلَ الخبَرُ إلى بَيتِ داودَ، وقيلَ لَه إنَّ الآراميِّينَ نزَلوا في أرضِ شعبِ أفرايمَ، اَضطرَبَ قلبُهُ وقلبُ شعبِهِ اَضطِرابَ شَجرِ الغابِ في وجهِ الرِّيحِ. 3فقالَ الرّبُّ لإشَعيا: ((أُخرُج لمُلاقاةِ آحازَ، أنتَ وشآرَ ياشوب اَبنكَ، إلى آخرِ قناةِ البِرْكةِ العُليا في طريقِ حقلِ القَصَّارِ 4وقُلْ لَه: تَنَبَّهْ واَطمَئِنَّ ولا تخفْ ولا يَضعُفْ قلبُكَ. فما غضَبُ رصينَ ملِكِ آرامَ وفقَحَ بنِ رمَلْيا ملِكِ شعبِ إِسرائيلَ إلاَ كلَهَبِ ذنَبَينِ مُشتَعِلَينِ مُدخنَينِ. 5هُما وشعباهُما تآمَروا علَيكَ بالشَّرِّ وقالوا: 6نصعَدُ على يَهوذا ونُرعِبُها ونَقتَسِمُها ونُمَلِّكُ علَيها اَبنَ طَبْئيلَ)). 7وهذا ما قالَ السَّيِّدُ الرّبُّ: ((لا يحدُثُ ذلِكَ ولا يكونُ. 8فما دِمَشقُ إلاَ عاصمةَ آرامَ، وما رَصينُ إلاَ ملِكَ دِمشقَ. وبَعدَ خمسٍ وستِّينَ سنَةً ينكَسِرُ شعبُ إِسرائيلَ فلا يَبقى شعبًا. 9فما السَّامِرةُ إلاَ عاصِمةَ شعبِ إِسرائيلَ، وما اَبنُ رَمَلْيا إلاَ ملِكَ السَّامِرةِ. إنْ كُنتُم لا تُؤمِنونَ فلَنْ تأمَنوا.
فطلب الرب من أحاز أن يطلب علامة تؤكد هذا الوعد انه سيتحقق من عند الإله كما في الأعداد التي ذكرناها .
فرفض أحاز بدعوة انه لا يجرب إلهه لكن اشعياء قال :
13أمَّا إشَعيا فقالَ: ((إسمَعوا يا بَيتَ داودَ! أما كفاكُم أنْ تُضْجروا النَّاسَ حتى تُضْجروا إلهي أيضًا؟ 14ولكنَّ السَّيِّدَ الرّبَّ نفْسَهُ يُعطيكُم هذِهِ الآيةَ: ها هيَ العذراءُ تحبَلُ وتلِدُ اَبنًا وتدعو اَسمَهُ عِمَّانوئيلَ.
فعمانوئيل كان علامة للملك أحاز من الإله ليطمئنه وشعبه إن ملك آرام وحليفه لين يضروه شيئا !
كما هو واضح ولكن سبحان الله يأتي متى بعد كل هذه السنين العظيمة بينه وبين اشعيا ليقول إنها نبوءة عن يسوع ! .
أليس هذا كذب وغش وخداع وافتراء وتطاول .
أليس هذا هو التحريف بأم عينيه بل بأم أمه ! .
قول علماء النصارى في هذه النبوءة :
(حتى لا يقال انه رأي المسلمين فقط )
1_جاء في دائرة المعارف الكتابية التي كتبت تحت اشراف نخبة من علماء الكتاب المقدس كما يسمونه
في باب عمانوئيل
(جاء في نبوة إشعياء لآحاز ملك يهوذا ، كعلامة على أن الله سينقذ يهوذا من أعدائها (إش 7 : 14 ، 8 و 10) . وقد جاء في إنجيل متى أنها كانت نبوة عن " الرب يسوع المسيح " (مت 1 : 23) .)
هنا تلعب دائرة المعارف دور الصادق والمحرف.
فهي تؤكد على انها نبؤة لأحاز ان الرب سينقذه من اعداءه
وفي نفس الوقت ذكروا انها جاءت في انجيل متى انها كانت نبؤة عن يسوع
لاحظ طريقة (جاءت .. انها كانت ! )
ويحاول كتاب دائرة المعارف المسيحية كثيرا لحل هذه المشكلة التي وضعهم فيها كاتب انجيل متى ولكن لا مفر قيذكرون تارة
(إنها نبوة تشير إلى إحدى إمرأتين : إما امرأة إشعياء ، أو امرأة آحاز . وفي الحالة الأولى يكون المقصود " بعمانوئيل " هو " مهير شلال حاش بز " (إش 8 : 1-4) ، وأمه هي زوجة إشعياء الموصوفة بأنها " النبية " (إش 8 : 3) ، التي كان إشعياء على وشك الاقتران بها ، أي أنها كانت مازالت عذراء في وقت النطق بالنبوة ، ويؤيدون هذا الرأي بأن أولاد إشعياء كانوا رموزاً (انظر عب 2 : 13 مع إش 8 : 18) .)
وتارة اخرى
(أن النبوة تشير إلى المستقبل البعيد ، وبخاصة في ضوء ما جاء في إنجيل متى (1 : 23) عن العذراء مريم وابنها يسوع الذي " يُدعى اسمه عمانوئيل ، الذي تفسيره الله معنا " لأنه كان هو الله الذي " ظهر في الجسد " (1 تى 3 : 16) ، والذي " فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً " (كو 2 : 9) . ومع وأنه تفسير سليم بالنسبة لمرمى النبوة البعيد لكنه يتغاضى عن أن النبوة كانت علامة لآحاز .)
ولا استغرب فهذا هو العناد ويبقى الإعتراف انه كانت علامة لأحاز لا اكثر منهم وانه تغاضى عن كونها لأحاز.
فكيف فهموا ان هناك مرمى بعيد ومرمى قريب .
2_التفسير التطبيقي للكتاب المقدس
جاء في التفسير ما يلي
(جاءت كلمة " عذراء" ترجمة لكلمة عبرية تستخدم للدلالة على امرأة غير متزوجة، لكنهابلغت سن الزواج، أي أنها ناضجة جنسيا (ارجع إلى تك 24: 43 ؛ خر 2: 8 ؛ مز 68: 25 ؛أم 30: 19 ؛ نش 1: 3 ؛ 6: 8). ويجمع البعض بين هذه العذراء وامرأة إشعياء وابنهاالحديث الولادة (8: 1-4). ولكن هذا غير محتمل إذ كان لها ابن اسمه شآريشوب، كما لميكن اسم ابنها الثاني "عمانوئيل". ويظن البعض أن زوجة إشعياء الأولى كانت قد ماتت،وأن هذه هي زوجته الثانية. ولكن الأرجح أن هذه النبوة تمت مرتين : (1) أن فتاة منبيت آحاز لم تكن قد تزوجت بعد، ولكنها كانت ستتزوج وتلد ابنا، وقبل مضي ثلاث سنوات (سنة للحمل، وسنتين ليكبر الطفل ويستطيع الكلام) يكون الملكان الغازيان قد قضيعليهما. (2) يقتبس البشير متى في (1: 23) قول إشعياء (7: 14) ليبين إتماما آخرللنبوة في أن عذراء اسمها مريم حبلت وولدت ابنا : عمانوئيل المسيح.)
فحتى التفسير التطبيقي حاول لعب نفس الدور
لكنه جاء يكحلها عماها كغيرة
فيقول انه المرأة او العذراء قد تكون زوجة اشعيا الأولى او فتاة من بيت احاز ستتزوج وتلد هذا الولد .
لكن يذكر التفسير ان هناك اتمام اخر للنبؤوة وهذا كلام غير منطقي فالنبؤة تمت ! فأين النقص حتى يقول انها تمت مرة اخرى ولم يذكر في الكتاب ان لها اتمام أخر فهذه محاولة الصاق لا اكثر .
وطبعا يذكر هذا ليحاول تبرير جريمة متى .
ثم يعود ليناقض نفسه بذكره (ويجمع البعض بين هذه العذراء وامرأة إشعياء وابنهاالحديث الولادة (8: 1-4). ولكن هذا غير محتمل إذ كان لها ابن اسمه شآريشوب، كما لميكن اسم ابنها الثاني "عمانوئيل".)
ونسي ان يسوع لم يسمى ابدا عمانوئيل .
فكيف يحكم ؟!???=========================================================((((((((((((((((((((((((((((?مخالفة الكتاب المدعو مقدس لجميع الثوابت العلمية)))))))))))
* هل شرب الماء مضر ؟؟؟؟؟ *
رسالة بولس الأولي إلي تيموثاوس إصحاح 5 عدد 23( لا تكن في ما بعد شراب ماء بل استعمل خمراً قليلاً من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة )!!! . وقد أجاب علي هذا السؤال القس منيس عبد النور في كتابه شبهات وهمية صـ410 بالآتي:( أوضح الرسول بولس بنصيحته لتيموثاوس جواز استعمال الخمر للدواء . فالمادة في ذاتها ليست شراً . لكن استعمالها يجعل منها ضارة أو نافعة . ولا يخفي أنه يجوز تعاطي السم بنسب معينة للعلاج . وكذلك الخمر , فالإكثار منه يضر . والقليل منه يستعمل كدواء متي رأي الطبيب ذلك . )!!!
وأقول وبالله التوفيق:حاول القس ألابتعاد عن أصل السؤال و المراوغة في إجابته . [ لا تكن في ما بعد شراب ماء ] وهذا هو الشق الأول: التحذير من شرب الماء . والشق الثاني :[ بل استعمل خمراً قليلاً ] . فهل شرب الماء مضر ؟أم هذا من الأعجاز العلمي لديكم .
* وفي سفر الميكابيين الثاني إصحاح 15 عدد 39 [ الترجمة العربية المشتركة ](فكما أن شرب الخمر وحدها مضر أو شرب الماء وحدها مضر بينما الخمر ممزوجة بالماء تطيب وتلذ لشاربها , هكذا الكلام الجميل يفرح قارئيه )!!!
* (هذا الكلام الجميل يفرح قارئيه)كلام سكارى يفرح السكارى أيضا. هل أوحي الله سبحانه وتعالي لأحد أنبيائه بما يخالف شرعه ؟ وهذا هو الشق الثاني من السؤال.وأضف سؤال أخر:هل عين الرب تدمع من الخمر؟والعياذ بالله .
هل هذه الصفة تليق بجلال الله سبحانه وتعالى ؟
مزمور 78- 5( فاستيقظ الرب كنائم كجبار محيط من الخمر )!
* من الذي أوحي بالنصوص السابقة ؟ ومن الذي أوحي بالنصوص الآتية ؟ وأيهما الأصدق ؟
1- سفر القضاة 13-14( من كل ما يخرج من جفنه الخمر لا تأكل وخمراً ومسكراً لا تشرب )!
2- سفر إرمياه 6:3( فقالوا لا تشرب خمراً لان يوناداب بني ركاب أبانا أوصانا قائلاً لا تشربوا خمرا أنتم ولا بنوكم إلي الأبد ) !
3- اللاويين 10-9( خمرا ومسكرا لا تشرب أنت وبنوك معك عند دخولكم خيمة الاجتماع لكي لا تموتوا . فرضاً دهرياً في أجيالكم )!
4- سفر التثنية 39:28( كروما تغرس وتشتغل وخمرا لا تشرب ولا تجني لأن الدود يأكلها )!
* نلاحظ : تناقض غريب( هل الحكم الشرعة عند النصارى – تحريم الخمر أم الأمر بشربها لفوائدها ؟.تحرم في القضاة وارميا واللاويين والتثنية, ويؤمر بشربها في رسالة بولس ,والميكابيين ؟ ثم يأمر بهذا النص :
أمثال 21: 6-7( أعطوا مسكرا لهالك وخمرا لمري النفس .يشرب وينسى فقره ولا يذكر تعبه بعد ) . هل كلام الله يتناقض؟ أي اله تعبدون ؟
وأي وحي تتحدثون عنه ؟ أم هو الضلال والكذب على الله ؟
* أليست هذه الأسفار التي تحرم الخمر من الكتب التي تدعون أنها شريعة موسى؟ عليه الصلاة والسلام. الذي قال فيها يسوع النصارى كما يدعي كاتب رسالةالعبرانيين 10-28( من خالف ناموس موسى فعلي شاهدين أو ثلثة شهود يموت بدون رأفة )!!!!( ويتناقض هذا الكلام في نفس الرسالة وتنسخ الشريعة كاملة )رسالة العبرانيين7- 18-19(الفانديك)( فإنه يصير أبطال الوصية السابقة من أجل ضعفها وعدم نفعها . إذا الناموس لم يكمل شيئاً . ولكن يصير إدخال رجاء أفضل به يتقرب إلي الله )!!!
( الوصية ألسابقه ) هي (الشريعة)
وفى الترجمة اليسوعية الحديثة : (وهكذا نسخت الوصية السابقة لضعفها و قلة فائدتها . فالشريعة لم تبلغ شيئا إلى الكمال , وأدخل رجاء أفضل نتقرب به إلى الله)!!!
* فبما التقرب الأفضل إلى الله من الشريعة ؟ شرب الخمر ؟ وإباحة الزنا والدعوة إليه ؟ .( فهذا النص ناسخ لشريعة موسى عليه الصلاة والسلام كاملة) : بل يتناقض أيضا مع ما نسب إلي يسوع النصارى ويكذبه .
إنجيل متى 5-17-18[ لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء . ما جئت لأنقض بل لأكمل . فأني الحق أقول لكم إلي أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل . فمن نقص احدي هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا يدعي أصغر في ملكوت السموات . وأما من عمل وعلم فهذا يدعي عظيماً في ملكوت السموات ] !
وأقول وبالله التوفيق :1- الناموس: أي [ الشريعة ] ولازالت الأرض والسماء موجودة وقد نسخ النصارى شريعة موسى كاملة . وتم التحريف بالزيادةوالنقصان .( فأي النصوص أصدق من غيرها ؟ وما الدليل ؟ وما سبب هذا التضارب , والتناقض ؟ )
2- وجاء في سفر المزامير[ المنسوب إلي سيدنا داود ] عليه الصلاة والسلام.مزمور 19-8:7[ ناموس الرب كامل يرد النفس . شهادات الرب صادقة تصُيرُ الجاهل حاكماً . وصايا الرب مستقيمة تُفرح القلبأمر الرب طاهر ينير العينين ]! .
. ولكن جاء بولس بما يخالف أقوال المسيح عليه السلام وأقوال جميع الأنبياء المنسوبة إليهم بالكتاب المقدس عند النصارى . .
رسالة بولس إلي غلاطية 2-16[ إذا تعلم أن الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس بل بإيمان المسيح أمنا نحن أيضا بيسوع المسيح لنتبرر بإيمان يسوع المسيح لا بأعمال الناموس . لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر جسد ما ]!!!
أي من هذه النصوص الموحي به من عند الله ؟
... هل للأرض أربعة زوايا وللسماء أعمدة ؟ ...
يوحنا 20-8 [ فانديك ]( ويخرج ليضل الأمم الذين في أربع زوايا الأرض جوج وماجوج بجمعهم للحرب ) !
أيوب 26-11 [ فانديك ]( أعمدة السموات ترتعد وترتاع من زجره ) .
أيوب 9-6 [فانديك ]( المزعزع الأرض من مقرها فتتزلزل أعمدتها ) !
... هل الغنم تتوحم ؟ ...
تكوين 30-39:38 [ فانديك ]( وأوقف القضبان التي قشرها في الأجران في ما في الماء حيث كانت الغنم تجئ لتشرب تجاه الغنم . لتتوحم عند مجيئها . فتوحمت الغنم عند القضبان وولدت الغنم مخططات ورقطا وبلقا )!
... هل للقمر ضربة كضربة الشمس ؟ ...
مزمور 121-6 [ فانديك ]( لا تضربك الشمس في النهار ولا القمر في الليل)! .
... هل يوجد طائر له أربع أرجل ؟ ...
اللاويين 11-23 [ فانديك ]( لكن سائر دبيب الطير الذي له أربع أرجل فهو مكروه لكم ) !
الترجمة اليسوعية الحديثة : ( وأما سائر الحشرات المجنحة التي لها أربع أرجل , فهو قبيحة لكم )!...هل يوجد حشرة لها أربع أرجل ؟
... هل النعامة قاسية علي أولادها وغبية ؟ ...
أيوب 39-18:13 [ فانديك ] ( جناح النعامة يرفرف . أفهو منكب رأوف أم ريش . لأنها تترك بيضها وتحميه في التراب . وتنسي أن الرجل تضغطه أو حيوان البريدوسه . تقسو علي أولادها كأنها ليست لها. باطل تعبها بلا أسف .لأن الله قد أنساها الحكمة, ولم يقسم لها فهما عندما تحوز نفسها إلي العلاء تضحك علي الفرس وعلي راكبه )!
. هل هذا من الإعجاز العلمي في الكتاب المدعو مقدس ؟
... هل النظر إلي الشمس خير للعينين ؟ ...
سفر الجامعة إصحاح11عدد7(النور حلو وخير للعينين أن تنظرا الشمس )!
... هل الحكمة تولد الغم ؟ ...
سفر الجامعة الإصحاح الأول عدد18( ففي كثرة الحكمة كثرة الغم ومن ازداد معرفة ازداد كآبه )!
... هل الأسد يأكل تبنا ؟ ...
سفر إشعياء إصحاح 11عدد7 :( والأسد كالبقر يأكل تبناً )!
هل الأرنب يجتر ؟
سفر اللاويين إصحاح 11عدد6:( والأرنب . لأنه يجتر لكنه لا يشق ظلفاً. فهو نجس لكم )! . يجتر : أي :إعادة بعض الطعام من معدة ثم يستكمل مضغه كالجمل على سبيل المثال .( ومن الثابت علميا أن الأرنب لا يجتر )
... هل الملح يزرع ؟ ...
سفر القضاة إصحاح 45:9( وحارب إبيمالك المدينة كل ذلك اليوم وأخذ المدينة وقتل الشعب الذي بها وهدم المدينة وزرعها ملحاً )!
... هل الإله يصفر للذباب ؟ ...
سفر إشعياء إصحاح 7-18( ويكون في ذلك اليوم أن الرب يصفر للذباب الذي في أقصي ترع مصر وللنحل الذي في أرض أشور ) !
• هل الذباب يسمع ؟ وما معني أن الرب يصفر للذباب ؟
... هل الثياب تصاب بالبرص ؟ ...
سفر اللاويين 13-47( وأما الثوب فإذا كان فيه ضربة برص ثوب صوف أو ثوب كتان )!. البرص : مرض معروف يصيب الإنسان .
... تناقضات في سفر التكوين ...
تكوين 1عدد5:3( وقال الله ليكن نور فكان نور . ورأي الله النور أنه حسن وفصل الله بين النور والظلمة ودعا الله النور نهاراً والظلمة دعاها ليلاُ . وكان مساء وكان صباح يوم واحد ) !
. بناء علي هذا النص: يقول النص :أن الله خلق النهار والليل أولاً
( قبل أن يخلق الشمس ولا القمر)وبعد ذلك خلق الشمس والقمر .
تكوين 1-16( فعمل الله النورين العظيمين . النور الأكبر لحكم النهار والنور الأصغر لحكم الليل ) !
وأقول وبالله التوفيق : إذا كان من الثابت علمياً أن الليل والنهار نتيجة عن دوران الأرض حول الشمس . فكيف يكون وجود الليل والنهار قبل خلق الشمس هل هناك مصدر للضوء والحرارة خلاف الشمس ؟ ألم يكن ذلك مخالف للحقائق الثابتة في الكون ؟ومن المؤسف أن نجد الردود علي هذه الأسئلة ردود وهمية ممن يدعون العلم ولقد وجدت رد علي هذا السؤال من أحد علماء النصارى فهو لا يتردد حتى في تغيير الحقائق العلمية الثابتة كالعادة ليقنع البسطاء من النصارى أنه أجاب علي السؤال وإليك إجابته :
في كتاب شبهات وهمية للدكتور القس منيس عبد النور الطبعة الثالثة صـ53 يقول : وللردنقول:[ الشمس ليست المصدر الوحيد للنور , ولابد أنه كانت هناك أنوار كونيه قبل أن تتشكل الشمس . فكانت أضواء الغيوم السد يميه تضئ الكون . ثم خلق الله الشمس والقمر والنجوم ]!
* يقول القس في رده :[ لابد أنه كانت هناك أنوار كونيه ]!!
إذاً : فهو يستنتج دون تقديم أي دليل علي إجابته: وهل يجوز أن يتحدث إنسان علي كتاب يُدعي أنه موحي به من عند الله باستنتاج شخصي بدون دليل ؟ . مخالف لما يقوله جميع البشر مسلم وغير مسلم . وهل هناك ما يسمى بالغيوم السد يميه ؟أين الدليل على إجابة القس ؟ أم الإجابة وهمية ؟
*بذلك أردت أن أوضح لك عزيزي القارئ : نموذج أيضا من ردود علماء النصارى , وجميع الردود بنفس الأسلوب الذي لا يحترم عقل الإنسان .
وليزال السؤال مطروح ونأمل في إجابة بأدلة تحترم العقل البشري والعلوم الثابتة. مما تدعون أنه مقدس .
* سفر التكوين 1عدد27( فخلق الله الإنسان علي صورته . علي صورة الله خلقه .ذكر وأنثي خلقهم )!!!
* يفيد النص:أن الله خلق الإنسان ذكر وأنثي في وقت واحد, وكيفية واحدة. *ويتناقض هذا النص مع سفر التكوين إصحاح 2عدد22-23( فأوقع الرب الإله سباتاً علي آدم فنام. فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحماً. وبني الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة وأحضرها إلي آدم )!
* إذا يوضح النص :1 - أن الله خلق الذكر أولا: ثم خلق الأنثى.
2 - أن المرأة خلقت من ضلع آدم .
3- يوضح النصين أن كل نص يتحدث عن قصة مختلفة عن الأخرى .فهل خلق الله لآدم عليه السلام أكثر من أمرأه ؟؟؟
و التناقض بين النصين واضح وإن حاول البعض التوافق بين الروايتين كذبا بأن يقول :الأولي أختصرها الكاتب لأنها ضمن قصة الخلق أما الرواية الثانية جاءت مفصلة. نقول : أين الدليل ؟هل هذا وحي من عند الله ؟?????????========================================================================)))))))))))(((((((الوحم .. في الكتاب المقدس))))))))))))))))))))))))))))))))
بين الحقيقة والخيال
ما هو الوحم ؟
تشهد فترة الحمل حدوث تغيرات انفعالية تكون واضحة تماماً في المرحلة المبكرة منه، مثل شعور بعض السيدات بعدم القدرة على التركيز والشعور بالدوار والإغماء، كما تصاب بعضهن بنوبات من الصدام أو الاكتئاب والحزن وحدة الطبع.
وهناك من يعتقد بان الحامل لو نظرت الي شخص معين إثناء وحمها... يأتي الطفل شبه هذا الشخص ...فإذا كان ذات عيون زرق أو خضر يأتي الطفل عينه زرقاء أو خضراء ..أو إن الحامل اذا أكلت أو أكثرت من أكل طعام معين تؤثر علي لون بشرة الجنين ..أو لون عينه ....فلو أكثرت الحامل من أكل الخضروات الخضراء ...يولد المولد ذات عيون خضراء ...وهكذا
اتفاقه مع العلم
هذا الكلام لا يتفق مع العلم مطلقا
سفهذا رأي احد الأطباء
علماً بأن الجنين لا يتأثر بنوع الوحم ولا بوجوده من عدمه
سويقول اخر
وعادة ما تكون الأورام الدموية التي تصيب الجنين لا علاقة لها بما حرمت منه إلام إثناء الحمل , كما تعتقد الكثيرات , حيث تعتقد الأم ان الورم الذي يظهر على جسم المولود بسبب عدم تناولها الفراولة أو التوت الذي اشتهته في اشهر الحمل وهذا لا يوجد فيه دليل
ساما الاعتقاد بان الحامل لو نظرت الي شخص معين إثناء وحمها ... يأتي الطفل شبه هذا الشخص ...أو أكلت أكل معين يؤثر على صفات الجنين ...كل هذا يخالف العلم ....فكل هذا ينتقل عن طريق الوراثة
سالوراثة هي انتقال الصفات الوراثية من الأسلاف الى الاخلاف , وبتعبير اخر هي انتقال الخصائص البيولوجية التي تتسبب في تشابه الذرية من جيل الى جيل بواسطة عملية التناسل .
سوالثروة الوراثية تكمن عند الانسان في نواة كل خلية على شكل جسيمات تسمى الكروموسومات او الصبغيات . وعبر هذه الكروموسومات وبوسطة ما تحمله من الجينات او الموروثات او الناسلات , تنتقل الصفات الوراثية منتقاه مختارة من الاسلاف الى الاخلاف , الشئ الذي يعطي كل مخلوق خصائصه وميزاته: كالفصيلة الدموية , كلون الجلد والشعر والعينين , كطول القامة او قصرها .. , اذا فالمورثات تحكم ادق تفاصيل تخلق الانسان منذ تكونه وحتى موته .
تقول لي ما علاقة هذا بالكتاب المقدس ؟
تابع معي باذن الله .. وسف تعرف ????يعقوب ....ووحم الماشية
؟يحكى ان ....ان يعقوب عندما سرق البركة من أخيه عيسو ....هرب وسكن عند خاله لأبان
وتزوج ابنتيه {ليئة و راحيل }مقابل العمل عنده بدون اجر مدة أربع عشر عاماً عن كل بنت سبع سنوات
وبعد ان قضى هذه المدة طلب من خاله الرحيل
ولكن خاله توسل اليه ان يبقى ويأخذ ما يطلبه من أجرة
فطلب يعقوب ان يأخذ كل أشاة و ماعز { رقطاء ..وبلقاء ..وسوداء} ....من مواشي خاله ...الحالية وما سوف يولد ..
؟وتم فرز المواشي
واخذ أبناء يعقوب نصيب والدهم
وظل يعقوب يرعى غنم خاله مقابل ان يحصل على المواشي التي تولد بالمواصفات التي حددها مع خاله
{ رقطاء ..وبلقاء ..وسوداء} بالنسبة للخراف
{رقطاء ..وبلقاء } بالنسبة الي الماعز
فماذا فعل يعقوب { كما يدعي الكتاب المقدس }؟
؟احضر قطعة خضراء من أشجار { اللُّبْنَى وَاللَّوْزِ وَالدُّلْبِ} ....وقلمها بخطوط بيضاء { وذلك بتقشير جزء فيظهر البياض الذي اسفل القشرة وترك جزء بدون تقشير وهكذا }....ثم وضع هذه القطعة من الأشجار التي قام بتقليمها عند مساقي الماشية حيث تتردد الماشية ....فتتوحم عليها الماشية حين تقبل لتشرب .....فتلد غنماً { مُخَطَّطَةً وَرَقْطَاءَ وَبَلْقَاءَ}
؟ليس هذا فحسب بل كان ينتقي الماشية القوية ....فينصب أمامها قطعة الخشب المقلمة ... فتتوحم فتلد غنم قوي { مُخَطَّطَةً وَرَقْطَاءَ وَبَلْقَاءَ} والضعيفة لا ينصب أمامها الخشب المقلمة فتلد شكلها وتكون لخاله
اقتباس:
25وَعِنْدَمَا وَلَدَتْ رَاحِيلُ يُوسُفَ، قَالَ يَعْقُوبُ لِلاَبَانَ: «أَخْلِ سَبِيلِي فَأَنْطَلِقَ إِلَى بَلَدِي وَإِلَى أَرْضِي، 26وَأَعْطِنِي نِسَائِي وَأَوْلاَدِي الَّذِينَ خَدَمْتُكَ بِهِمْ، وَدَعْنِي أَمْضِي، فَأَنْتَ تُدْرِكُ أَيَّةَ خِدْمَةٍ خَدَمْتُكَ». 27فَقَالَ لَهُ لاَبَانُ: «إِنْ كُنْتُ قَدْ حَظِيتُ بِرِضَاكَ فَأَرْجُوكَ أَنْ تَمْكُثَ مَعِي، لأَنَّنِي عَرَفْتُ بِالتَّفَاؤُلِ بِالْغَيْبِ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ بَارَكَنِي بِفَضْلِكَ». 28وَأَضَافَ: «عَيِّنْ لِي أُجْرَتَكَ فَأُعْطِيَكَ إِيَّاهَا». 29فَقَالَ لَهُ يَعْقُوبُ: «أَنْتَ تَعْلَمُ كَيْفَ خَدَمْتُكَ، وَمَاذَا آلَتْ إِلَيْهِ مَوَاشِيكَ تَحْتَ رِعَايَتِي، 30فَالْقَلِيلُ الَّذِي كَانَ لَكَ قَبْلَ مَجِيئِي ازْدَادَ أَضْعَافاً كَثِيرَةً، فَبَارَكَكَ الرَّبُّ مُنْذُ أَنْ قَدِمْتُ عَلَيْكَ، وَالآنَ مَتَى أَشْرَعُ فِي تَحْصِيلِ رِزْقِ عَائِلَتِي؟» 31فَسَأَلَهُ: «مَاذَا أُعْطِيكَ؟» فَأَجَابَهُ يَعْقُوبُ: «لاَ تُعْطِنِي شَيْئاً. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ، فَاصْنَعْ لِي هَذَا الأَمْرَ الْوَاحِدَ فَأَذْهَبَ وَأَرْعَى غَنَمَكَ وَأَعْتَنِيَ بِهَا: 32دَعْنِي أَمُرُّ الْيَوْمَ بَيْنَ مَوَاشِيكَ كُلِّهَا، فَتَعْزِلَ مِنْهَا كُلَّ شَاةٍ رَقْطَاءَ وَبَلْقَاءَ وَسَوْدَاءَ مِنْ بَيْنِ الْخِرْفَانِ، وَكُلَّ بَلْقَاءَ وَرَقْطَاءَ بَيْنَ الْمِعْزَى، فَتَكُونُ هَذِهِ أُجْرَتِي. 33وَتَكُونُ أَمَانَتِي شَاهِدَةً عَلَى صِدْقِ خِدْمَتِي فِي مُسْتَقْبَلِ الأَيَّامِ. فَإِذَا جِئْتَ تَفْحَصُ أُجْرَتِي، وَوَجَدْتَ عِنْدِي مَا لَيْسَ أَرْقَطَ أَوْ أَبْلَقَ بَيْنَ الْمِعْزَى وَأَسْوَدَ بَيْنَ الْخِرْفَانِ، يَكُونُ مَسْرُوقاً عِنْدِي». 34فَقَالَ لاَبَانُ: «لِيَكُنْ وَفْقاً لِقَوْلِكَ». 35وَعَزَلَ لاَبَانُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ التُّيُوسَ الْمُخَطَّطَةَ وَالْبَلْقَاءَ، وَكُلَّ عَنْزٍ رَقْطَاءَ وَبَلْقَاءَ، كُلَّ مَا فِيهِ بَيَاضٌ وَكُلَّ خَرُوفٍ أَسْوَدَ. وَعَهِدَ بِهَا إِلَى أَبْنَاءِ يَعْقُوبَ. 36وَجَعَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَعْقُوبَ مَسَافَةَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ، وَاسْتَمَرَّ يَعْقُوبُ يَرْعَى مَوَاشِي لاَبَانَ.
37وَأَخَذَ يَعْقُوبُ قُضْبَاناً خَضْرَاءَ مِنْ أَشْجَارِ اللُّبْنَى وَاللَّوْزِ وَالدُّلْبِ وَقَلَّمَهَا بِخُطُوطٍ بَيْضَاءَ كَاشِفاً عَمَّا تَحْتَ الْقِشْرَةِ مِنْ بَيَاضٍ، 38وَنَصَبَ الْقُضْبَانَ الَّتِي قَلَّمَهَا تِجَاهَ الْغَنَمِ فِي أَجْرَانِ مَسَاقِي الْمَاءِ حَيْثُ تَرِدُ الْمَوَاشِي، فَتَتَوَحَّمُ عَلَيْهَا إِذَا مَا أَقْبَلَتْ لِتَشْرَبَ. 39فَكَانَتِ الْغَنَمُ تَتَوَحَّمُ عِنْدَ الْقُضْبَانِ، فَتَلِدُ غَنَماً مُخَطَّطَةً وَرَقْطَاءَ وَبَلْقَاءَ. 40وَفَرَزَ يَعْقُوبُ الْحُمْلاَنَ، وَجَعَلَ مُقَدِّمَةَ الْمَوَاشِي فِي مُوَاجَهَةِ كُلِّ مَا هُوَ مُخَطَّطٌ وَأَسْوَدُ مِنْ غَنَمِ لاَبَانَ، وَأَقَامَ لِنَفْسِهِ قُطْعَاناً عَلَى حِدَةٍ بِمَعْزِلٍ عَنْ غَنَمِ لاَبَانَ. 41فَكَانَ يَعْقُوبُ كُلَّمَا تَوَحَّمَتِ الْغَنَمُ الْقَوِيَّةُ يَنْصِبُ الْقُضْبَانَ أَمَامَ عُيُونِ الْمَوَاشِي فِي الأَجْرَانِ لِتَتَوَحَّمَ بَيْنَ الْقُضْبَانِ. 42وَحِينَ تَكُونُ الْغَنَمُ ضَعِيفَةً، لاَ يَضَعُ الْقُضْبَانَ أَمَامَهَا، فَصَارَتِ الضَّعِيفَةُ لِلاَبَانَ وَالْقَوِيَّةُ لِيَعْقُوبَ. 43فَاغْتَنَى الرَّجُلُ جِدّاً، وَكَثُرَتْ مَوَاشِيهِ وَجَوَارِيهِ وَعَبِيدُهُ وَجِمَالُهُ وَحَمِيرُهُ.....التكوين 30 / 25: 43
كما وضحنا سابقا .... الجنين لا يتأثر بنوع الوحم ولا بوجوده من عدمه..ولا تتأثر صفاته بما تشاهده الأم ......فالمتحكم في صفات الجنين هو عامل الوراثة ....فما قصه علينا الكتاب المقدس ليس له سند من العلم ....بل يتعارض معه??????????
ننظر للموضوع من الناحية الأخلاقية
> ما قام به يعقوب {طبقا للكتاب المقدس } يخالف الأخلاق السوية ويناقض الأمانة ....التي تعهد بها يعقوب لخاله {وَتَكُونُ أَمَانَتِي شَاهِدَةً عَلَى صِدْقِ خِدْمَتِي فِي مُسْتَقْبَلِ الأَيَّامِ }
اين هذه الأمانة ؟ > طلب ان تكون أجرته ...الغنم ذات لون معين .....فيستخدم الحيلة والغش ليجعل الغنم ينجب له هذا اللون ليستحوذ على اكبر عدد ممكن من الغنم
> كيف بنبي ابن نبي ابن نبي يفعل ذلك فهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ...عليهم السلام جميعا
بل أبو أنبياء بني إسرائيل جميعا ومنهم على سبيل المثال { يوسف ..موسى ..هارون ..يشوع ..داوود ...سليمان ....اشعياء ..زكريا ..يحيى ..عيسى } عليهم جميعا السلام
> اين القدوة .....اين اصطفاء الله تعالى ؟!!!!!!!!!!!
يعقوب عليه السلام ..برئ من هذا الافتراء كما وضحنا من ناحية العلم
يتبع بإذن الله
???????هذا كتابهم يخالف العلم ويقولون كلمة الله .....ويكذبون الرسول صلى الله عليه وسلم الصادق الذي جاء بما يتفق مع العلم
واليك هذا الموضوع المنقول
الاسس العلمية للوراثة البشرية ودلالاتها في الاسلام
: الوراثة هي انتقال الصفات الوراثية من الاسلاف الى الاخلاف , وبتعبير اخر هي انتقال الخصائص البيولوجية التي تتسبب في تشابه الذرية من جيل الى جيل بواسطة عملية التناسل .
: والثروة الوراثية تكمن عند الانسان في نواة كل خلية على شكل جسيمات تسمى الكروموسومات او الصبغيات . وعبر هذه الكروموسومات وبوسطة ما تحمله من الجينات او الموروثات او الناسلات , تنتقل الصفات الوراثية منتقاه مختارة من الاسلاف الى الاخلاف , الشئ الذي يعطي كل مخلوق خصائصه وميزاته: كالفصيلة الدموية , كلون الجلد والشعر والعينين , كطول القامة او قصرها .. , اذا فالمورثات تحكم ادق تفاصيل تخلق الانسان منذ تكونه وحتى موته .
: وتجدر الاشارة الى ان الخلية الانسانية الجسدية تحتوي على 23 زوجا من الحاملات للصفات الوراثية: منها 22 زوجا من الصبيغات الجسدية , وزوجا واحدا من الكرموسومات الجنسية س س اي XX عند الانثى او س ص اي XY عند الذكر . فالانسان من الوجهة الوراثية , ويرجع في نصف ثروته الوراثية الاخر الى الاب او الذرية القريبة او البعيدة التي انحدر منها الاب . وهكذا فكل العمليات التي تحدد خلق الانسان وتعطيه خصائصه البيولوجية منذ نشأته وحتى مماته , تحكمها هذه الثروة الوراثية المؤلفة من 23 زوجا من الصبغيات التي وضعها الله سبحانه وتعالى في نواة الزيجوت او النطفة الأمشاج , بعد اندماج البويضة او نطفة المرأة الحاملة لـ 22 صبغيا جسديا وواحد جنسيا هو س أي (X) والحيوان المنوي او نطفة الرجل الحامل لـ (22) صبغيا جسديا وواحدا جنسيا إما س اي (X) او ص اي (Y) , ليتقرر عندئذ خلق انسان جديد بوجود خلية بشرية كاملة تحمل 46 كروموسوما . فقد صدق الله تعالى حين قال في الايات 17 و18 و19 من سورة عبس: (قتل الانسان ما اكفره * من اي شئ خلقه * من نطفة خلقه فقدره) .
: وعلم الوراثة هو دراسة الآليات التي تحكم انتقال الصفات الوراثية من المخلوق الى نسله , ولم تصبح الوراثة علما بالمعنى المتعارف عليه الان الا منذ اواخر القرن التاسع عشر الميلادي ,عام 1865م على يد العالم النمساوي (جريجور جوهان مندل) الذي عاش من سنة 1822م الى سنة 1884م , حيث تمثل اعماله القاعدة التي بنيت عليها القوانين الاساسية لعلم الوراثة هذا .
: وليس المقصود من التطرق هنا الى اساسيات الوراثة البشرية , الدخول في علم الوراثة الطبي , فبابه واسع جدا وفيه مؤلفات عديدة وبلغات مختلفة , ولكن المقصود هو اظهار إعجاز ما جاء به الاسلام في مجال علم الوراثة .
(فعن ابي هريرة رضي الله عنه ان اعرابيا اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن امرأتي ولدت غلاما اسود واني انكرته ,فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل لك من إبل؟ قال: نعم . قال: فما ألوانها ؟ قال: حمر . قال: هل فيها من اورق . قال: ان فيها لورقا . قال: فأنى ترى ذلك جاءها ؟ قال: يا رسول الله عرق نزعها . قال: ولعل هذا عرق نزعه . ولم يرخص له في الانتقاء منه) .
وفي رواية اخرى (عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه اعرابي فقال: يارسول الله , ان امرأتي ولدت غلاما اسود ,فقال:هل لك من ابل ؟ قال: نعم قال: ما الوانها ؟ قال: حمر. قال: فيها من اورق؟ قال: نعم , قال: فأنى كان ذلك ؟ قال: أراه عرق نزعه. قال: فلعل ابنك هذا نزعة عرق).
: فهذا الاعرابي لما ولدت امرأته غلاما اسود , وليس السواد لونه ولا لون امه دخله الشك من زوجته ,فأتى الرسول صلى الله عليه وسلم الذي سأله عن لون ابله , فقال: حمر جمع احمر , قال صلى الله عليه وسلم: هل فيها اورق؟ اي اسمر او ما كان لونه كلون الرماد , فأجابه الاعرابي بأن فيها ورقا كثيرة جمع اورق ,قال صلى الله عليه وسلم: فمن اين ؟ قال ابو الولد لعله نزعة عرق اي جذبه لون كان في احد اصوله , فرد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم: وهذا كذلك , فمخالفة اللون لا تدل على ان الولد من الزنا فربما كان لونه في احد اصوله .
(وعن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم مسرورا تبرق اسارير وجهه فقال: ياعائشة ألم تر ان مجززا المدلجي دخل علي فرأى اسامة وزيدا وعليهما قطيفة قد غطيا رؤسهما وبدت اقدامهما , فقال: ان هذه الاقدام بعضها من بعض).
: فالسيدة عائشة زوج النبي , تقول إنه صلى الله عليه وسلم دخل عليها وهو مسرور يتهلل وجهه من الفرح فقال: اما علمت ان مجززا المدلجي , وهو شخص يعرف الشبه ويميز الاثر , رأى زيد بن حارثة وابنه اسامة مستوردين بقطيفة لكن ظهرت اقدامهما , فقال: ان هذه الاقدام بعضها من بعض , فزيد هذا كان لونه ابيض وولده اسامة كان لونه اسود لان امه بركة الحبشية كانت سوداء ,فكان بعض الناس يرتاب في نسبه لسواده وبياض ابيه , فلما قال المجزز هذه الاقدام بعضها من بعض اي فأحد هذين ولد للاخر فرح النبي صلى الله عليه وسلم لظهور الحق .
: فمن خلال ماورد في اقوال الرسول صلى الله عليه وسلم هذه , يتبين بأن الشبه بين المولود ووالديه قد يكون ظاهرا وقد يكون غير ظاهر بل بعيد كل البعد عن كلا الابوين , الشئ الذي اكده علم الوراثة حديثا . وتعليل ذلك علميا ومن الوجهة الوراثية دائما , هو انه عندما ينصهر الحيوان المنوي مع البويضة , تتكون النطفة الامشاج او الزيجوت حيث تتجمع صبغيات كل من الاب والام بما تحمله من صفات وراثية متعددة في جيناتها , هذه الجينات التي تحكم مستقبل الانسان البيولوجي اذ تمنحه الخصائص التي تميزه وتجعله يشابه تقريبا اباه جسديا او اجداده . ليس هذا فحسب بل ان هذه المورثات تعمل والى ابعد الحدود على اظهار الطباع المميزة الخاصة بالعائلة لفترة اجيال متوالية . وهكذا فتقدير صفات الانسان الوراثية وبالتالي تحديدها , منذ نشأته وحتى مماته , يعبران عن عمل الناسلات . وحسب قوانين الوراثة , فإن الصفات الوراثية عند شخص ما اما ان تكون مسيطرة او سائدة تظهر دائما في نسله المباشر , واما ان تكون منتحية او خاضعة فلا تظهر في النسل المباشر وانما بعد سلالات واجيال . ومن ثم يكون العلم الحديث قد كشف ان ضمن هذه الناسلات تكمن اسرار واسرار يظهرها الله متى يشاء , ومن ضمن تلك الاسرار الصفات والميزات الخلقية التي تعطي الفرد اوصافه وملامحه وشكله ولونه واستعداده السلوكي والعقلي , بل واستعداده لتقبل هذا الميكروب أو قدرته على مناعته وإمكانية اصابته بهذا المرض اوذاك . وهذا ما يجعل الزواج بين الاقارب من اولاد عم او خال او عمه او خالة , يظهر الصفات الوراثية المتنحية التي كانت مختفية . فالمتقاربون في النسب يحملون كثيرا من الصفات المشتركة والخاضعة التي لاتبرز عليهم , وبالزواج فإن احتمال ظهور هذه الصفات المتنحية يصبح كبيرا جدا عند بعض مولوديهم , لان الاب لن يعطي الا جينا واحدا فقط لكل صفة من الصفات , فإذا كانت هذه الصفة موجودة ايضا في البويضة , كان ذلك ايذانا بتكوين جين مكثف من كلا الوالدين , وفي هذه الحالة فقط تبرز الصفات المتنحية في الذرية التي يستلزم ظهورها وجود نفس الصفة مورثة من كلا الاب والام , وما عدا ذلك فيعتبر المولود حاملا للصفة فقط دون ان تظهر عليه هذه الاخيرة . وتجدر الاشارة الى ان الامر لا يتوقف دائما عند مجرد انتقال صفات وراثية عادية من جيل الى جيل كاللون مثلا , بل احيانا يتعداه الى انتقال امراض قد تكون خطيرة . ولمزيد من الايضاح , نستدل بشجرة النسب الاتية كنموذج , ولتكن الصفة المراد تتبع انتقالها عبر الاجيال هنا هي سواد لون الجلد .
: نلاحظ من خلال الشجرة النسب هذه , بأن الصفة المتنحية اي سواد لون الجلد عبر الجيلين الاول والثاني دون ان تظهر على احد الابناء رغم ان بعضهم يعتبر حاملا لها وهم المرقمون: 4 و8 و12 و15 و17 و20 . وبزواج صلبي بين 15 و17 برزت هذه الصفة المتنحية عند احد ابناء الجيل الثالث وهو المرقم 27 المتميز بلونه الاسود عن باقي افراد عائلته على مر ثلاثة اجيال . ونادرا جدا ما يقع زواج بين حاملي الصفة المتنحية من غير الاقارب كبين 19 و20 لنحصل على نفس النتيجة اي مولود اسود اللون وهو المرقم 30 . ومن ثم نفهم حديث الاعرابي الذي انته امراته بغلام اسود .
: فمما سبق , ندرك بأن ما جاء به الاسلام ومنذ القرن السابع الميلادي في مجال علم الوراثة البشرية يعتبر بحق اعجازا?????????????وأخيرا اليك هذه الابتسامة بخصوص موضوع الوحم
منقول
أستاذ مدرسة أجته بعثة على دول أوروبية،
فأخذ
مرته وراح ، وما في تسع شهور وإلا مرته حامل
وجابتله ولد أشقر
عيونه ملونة ، فاستغرب الاستاذ وسألها: شو
هاد.
فجاوبته:شو بدي ساوي أنت بتروح ع
المدرسة وأنا بقعد عالبلكون أوروبي رايح
وأوروبي جاية
الظاهر إني توحمت على شي أوروبي.
فهز راسه الاستاذ وقلها:ما في مشكلة إذا
هيك.
وبعد فترة أجته بعثة على دول جنوب افريقيا
وكمان
ما في تسع شهور وإلا مرته حامل وجابتله ولد
أسود
شفافه كبار
وشعره
مكزبر، نط الاستاذ وقلها: شوهاد يامرة.
قالت له: شو بدي ساوي أنت بتروح على
المدرسة وأنا بقعد بالبلكون جنوب إفريقي
رايح وجنوب
إفريقي
جاية
الظاهر إني توحمت على شي جنوب
إفريقي.
قلها إذا كان هيك ما في
مشكلة.
وبعد كل ها الشغل رجع على بلده على بيت
أهله وهونيك استقبلته أمه، واستغربت أشد
الاستغراب
وقالتله مين
هدول.
قلها:
ولادي،
قالتله:
وكيف هيك ،
فشرح
لها أن مرته مرة توحمت على أوروبي ومرة على
جنوب
إفريقي،
فهزت راسها وقالتله : بتعرف يا ابني أنا صار
هيك معي
وقت ولدتك
قلها: معقول ماما ولا مرة حكيتيلي ها
الشي.
قالتله : أبوك كان يروح على الأرض وأنا
قاعدة بأرض الدار، حمار رايح حمار جاية!!!?????هههههههههههههههههه
ملعوبة يا أبو تسنيم
طبعا وأكيد هذا الحمار تم الضحك عليه بعد أن إستشهدت حرمة المصون بنص الكتاب المقدس الذي ذكرته أخي الحبيب أبو تسنيم .
وعليه لا يحق له التشكيك في بنوة اللأولاد له وإلا يعتبر كافر بكتابه .
يعني من الآخر كده يا نصاري هذا النص في الكتاب المقدس يمكن للزانية ان تستشهد به لتخرج من ورطة الزنا .
--------------------------------------------------------------------
شوف بقي يا أخي الحبيب / أبو تسنيم :
الكلام ده ينفع نعمل بيه فيلم دعوي علمي
.
يتم فيه سرد الوقائع الأولي من قصة الحمار أقصد الأستاذ .
إلي أن نصل إلي دهشته لوجود الأولاد بهذا الشكل " الأشقر , الأسمر أبو شعر أكرد "
ثم يتغير الحوار بين شد وجذب بين الأستاذ وحرمة المصون .
فيتكلم هو بشكل علمي بحت عن العوامل الوراثية وتدخلها في شكل الجنين .
وتتكلم هي بالكتاب المقدس .
ثم ينتهي الفيلم بهذا الشريط .??????...............أيها النصاري ...............
هذا كتابكم الذي تقدســون ..............وهذا العلم الذي تدرســــــــون .
والله منحكم العقل لتفكرون ...............وبنعمة هذا العقل ستحاسبون .
وأعطاكـــم حرية الإختيــــار .............فإختاروا ماتشـــــــــــــــاؤن .
فقد إقيمت عليكم الحجــــــة .............حتـــــــــــــي لا تـــُظلمـــــون .????????بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين
وبعــــــــــــــــد
وللنصاري القراء للقصة أو المشاهدين للعرض حق الإختيار بين الحقائق العلمية والكتاب المقدس .
فمنهم من يختار طريق العقل ويعي ويفهم أن هذا الكتاب من تأليف البشر .
ومنهم من يختار الضلال ويقول كما قال علمائهم الضالين
(( أما فيما إذا كانت تعاليم الدين المسيحي تتوافق مع العلم الحديث وتؤيده نقول: "لا شك أن الدين المسيحي يتوافق مع العلم الحديث ولا ندري لماذا يعتقد البعض أن العلم والدين لا يتفقان. فالدين المسيحي مبني على كلمة الله، ونحن نعلم أن الله نفسه هو مبدع هذا الكون بما فيه علوم وفنون. فعندما نقول إن العلم والدين لا يتّفقان، فكأننا نقول بطريقة غير مباشرة إن الله يعرف أشياء دون الأخرى. وحاشا لله القادر على كل شيء والعليم بكل شيء أن يكون محدود المعرفة. ولكن ما يحدث أحياناً أن بعض الناس ينظرون إلى الكتاب المقدس ككتاب علمي ويتوقّعون أن يجدوا فيه بعض المعادلات الكيميائية، وأخبار الاكتشافات وغزو الفضاء وغيرها. وعندما لا يجدونها يعتقدون أن العلم والدين لا يتفقان وهذا خطأ. إذ أن الكتاب المقدس يحتوي على كلمة الله، ويحدثنا عن خلق الله للعالم ومحبته له وعن فدائه للبشر بواسطة المسيح، ولم يقصد به أن يكون كتاباً علمياً يتحدث به الله عن الاكتشافات والاختراعات. فكل ما يفعله الإنسان بهذا الصدد، يفعله بواسطة عقله الذي منحه إياه الله )) ?????? موضوع أكثر من رائع أخي أبوتسنيم
بارك الله فيك وفي علمك
________
يا سادة يا اهل العقل
يا أهل القرن الواحد والعشرين
فيه إله لا يعلم حقيقة ما يخلق؟!!!!
فيه إله يجهل أن الوحم لا يُورث صفة؟!!!!
______
والله يا ابوتسنيم ... نكتك وابتسامتك الأخيرة دي حثجة على كل نصراني
ويحق لكل خائة تخون زوجها أن تتعلل بانها توحمت برؤية جنوب أفريقي أو سويسري.....
أليس هذا هو العلم الإلهي التوراتي؟!!!!
لاحول ولا قوة إلا بالله
_________
بارك الله فيك ورعاك
ويعلم الله أني أحبك في الله
وأسأل الله أن يكفر كل نصراني بتلاعب الشيطان به
وأن يتوجه لله وحده بالإيمان
ولا إله إلا الله محمد رسول الله
والحمدلله على نعمة العقل
وعلى نعمة العلم ,
وعلى نعمة الإسلام.
__________________
_____________
"يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
********************************************
موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله
****
أبلغ عن موضوع مُخالف..أو أسلوب غير دعوي
****
حديث شديد اللهجة
********************************************
ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة
يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي
الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ?????? الاخ الحبيب أبوتسنيم ..و الله انها لمقالة أكثر من رائعة...انها نموذج صارخ على الهرطقات الغريبة الموجودة فى الكتاب (المقدس ).. و جزاك الله خيرا عن الوقت الذى تقضيه لقراءة هذه " المضحكات " و ايصالها لنا جاهزة بدون مجهود منا ..و لا أجد هنا الاالمقارنة ببعض مما قاله الله سبحانه و تعالى فى القرآن الكريم و هى تظهر تماما الفرق بين الشىء الحقيقى و الشىء المزور
بسم الله الرحمن الرحيم
هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
بسم الله الرحمن الرحيم
هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }الحشر
بسم الله الرحمن الرحيم
اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ??????
اقتباس:
بواسطة نور الامل
ما شاء الله و الله ان يقيني ليزداد و اني احبكم جميعا . و الله اني سعيدة . جزاكم الله الواحد الاحد الصمد الذي لا اله غيره كل الخير.
اننا نحن السعداء ، ان الذين يؤمنون بالحق و لا يخشون فى الله لومة لائم ، هم أصحاب القلوب الورعة و الضمائر الحية التى لا تخشى من اعتناق الحقيقة و لديهم الشجاعة التى يفتقدها معظم الناس ، و انت قد كسبت محمدا عليه الصلاة و السلام و لم تخسرى المسيح لان الاسلام يؤمن به ولكن بحقيقته كرسول و نبى و برسالته ( الحقيقية)، انى ادعوك لتدبر قول الله عز و جل فى كتابه الكريم :
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ{30} نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ{31} نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ{32} وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ?????
ماذا خسر العالم من وجود الكتاب المقدس؟؟
هذا البحث فى الواقع هو مرجع او خيط اساسى يجب ان يتتبع من خلاله النصارى كل أضافة لو افتراء مزيف اوجد على كتابهم .. هو سهل ويدلهم بالتحديد اين يتدارسوا المخالفات لكشف زيفها ... ما فى الكتاب من فحش وحث على الرذيله والجريمة ...الخ ، لا يتوفق ابدا مع ما نزل به الله على الرسل السابقين ..
فالمعلوم ان الله لا يامر بالفحشاء والسوء والمنكر .. وانما امر ربى ان نقيم الدين وننهى عن المنكر ونأمر بالمعروف وان ننتهى عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن ..
فكان لزاما علينا بعد ما قرأناه وعاصرناه من تطبيق لتعاليم الكتاب المقدس ، ان نبين للنصارى ، ان مايحدث ليس من شرع الله فى شىء ... وعليه ، يجب عليهم مراجعة عقائدهم وكتبهم وتصحيحها قبل فوات الآوان ...
ما شرعه الكتاب المقدس لأتباعه:
1زنى المحارم: الابن أنجب نفسه من أمه
فقد ادعى كتابكم سكر نبى الله لوط وزناه بابنتيه: (30وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. 31وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أَبُونَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ. 32هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْراً وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 33فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. 34وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْراً اللَّيْلَةَ أَيْضاً فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 35فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضاً وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا 36فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. 37فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ» -وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. 38وَالصَّغِيرَةُ أَيْضاً وَلَدَتِ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي» - وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ.) تكوين19: 30-38
وكذلك نبى الله موسى وأخوه هارون أولاد حرام (زواج غير شرعى):
يقول سفراللاويبن 18: 12 (عورة أخت أبيك لا تكشف إنها قريبة أبيك) ؛
إلا أن عمرام أبو نبى الله موسى قد تزوج عمته: (وأخذ عمرام يوكابد عمته زوجة له فولدت له هارون وموسى) الخروج 6 : 20
وكذلك نبى الله يعقوب يجمع بين الأختين: فقد تزوج ليئة وراحيل الأختين وأنجب منهما (تكوين 29: 23-30)؛ويحرم سفر اللاويين الجمع بين الأختين(لاويين18: 18)
وأيضاً نبى الله إبراهيم يتزوج من أخته لأبيه: تزوج نبى الله إبراهيم عليه السلام من سارة وهى أخته من أبيه (تكوين 20: 12) ؛ على الرغم من أن سفر اللاويين 18: 9 يحرم الزواج من الأخت للأب أو للأم!
وأيضاً نبى الله يهوذا عليه السلام يزنى بثامار زوجة ابنه: (تكوين الإصحاح 38).
وأيضاً نبى الله رأوبين يزنى بزوجة أبيه بلهة: (تكوين 35: 22 ؛ 49: 3-4)
وأيضاً الكتاب المقدس يعلمك كيف يزنى الأخ بأخته: (أمنون بن داود يزنى بأخته ثامار أخت أبشالوم بن داود) اقرأ سيناريو هذا الفيلم فى (صموئيل الثانى صح 13).
وأيضاً نبى الله حزقيال يشجع النساء على الزنى والفجور (حزقيال 16: 33-34)
2. الاستهانة بالزنى
فإذا كان أنبياء الله يزنون فكيف يكون شأن أتباع هؤلاء الأنبياء؟
نبى الله يهوذا عليه السلام يزنى بثامار زوجة ابنه: (تكوين الإصحاح 38).
نبى الله داود عليه السلام يزنى بجارته ”امرأة أوريا“ وخيانته العظمى للتخلص من زوجها وقتله: فى (صموئيل الثانى صح 11) !!!
نبى الله شاول يُزوِّج ابنته زوجة داود عليه السلام من شخص آخر وهى لم تُطلَّق من زوجها الأول: (44فَأَعْطَى شَاوُلُ مِيكَالَ ابْنَتَهُ امْرَأَةَ دَاوُدَ لِفَلْطِي بْنِ لاَيِشَ الَّذِي مِنْ جَلِّيمَ.) (صموئيل الأول 25: 44) و (14وَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً إِلَى إِيشْبُوشَثَ بْنِ شَاوُلَ يَقُولُ: «أَعْطِنِي امْرَأَتِي مِيكَالَ الَّتِي خَطَبْتُهَا لِنَفْسِي بِمِئَةِ غُلْفَةٍ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». 15فَأَرْسَلَ إِيشْبُوشَثُ وَأَخَذَهَا مِنْ عِنْدِ رَجُلِهَا، مِنْ فَلْطِيئِيلَ بْنِ لاَيِشَ. 16وَكَانَ رَجُلُهَا يَسِيرُ مَعَهَا وَيَبْكِي وَرَاءَهَا إِلَى بَحُورِيمَ. فَقَالَ لَهُ أَبْنَيْرُ: «اذْهَبِ ارْجِعْ». فَرَجَعَ.) صموئيل الثانى 3: 14-16.
نبى الله إبراهيم ضحى بشرفه وشرف زوجته سارة مرة مع فرعون (تكوين 12: 11-16) ومرة مع أبيمالك (تكوين 20: 1-12)
نبى الله داود لا ينام إلا فى حضن امرأة عذراء: ملوك الأول 1: 1-4
نبى الله شمشون ذهب إلى غزة ورأى هناك امرأة زانية فدخل إليها(قضاة 16: 1)
نبى الله حزقيال شجع النساء على الزنى والفجور (حزقيال 16: 33-34)
وإذا كان الرب نفسه يدفع النساء العفيفات للزنى انتقاماً من أزواجهن ،فكيف يكون حال أولادهم وبناتهم؟
رب الأرباب انتقم من نبيه داود عليه السلام على زناه فيسلم أهل بيته للزنى: صموئيل الثانى 12: 11-12 ،
وعلى ذلك فلابد من نساء داود أن ينفذوا وعد الله ، وعلى ذلك فإن ما يقترفنه من الزنا يكون من البر والتقوى.
أضف إلى ذلك القوانين التى تدفع النساء إلى الزنى ومنها:
الكتاب المقدس يُرغِّب الرجال فى تجنب النساء عن طريق إخصاء أنفسهم:
(12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 12
فأين حق النساء فى الزواج وهدوء النفس والمتعة الحلالإذا تتبع كل إنسان هذه التعليمات؟
وكيف يمنع الرب الزنى عن هذا الطريق؟ لقد رأينا أكبر حالات الزنى تأتى من المتبتلين أمثال برسوم وغيره الكثيرون فى كل بقاع الأرض.
وإذا كان هذا كلام الرب الذى يؤدى إلى دمار البشرية ، فلماذا تُحرِّمون تحديد النسل؟ وإذا كان هناك أناس ولدوا بعاهات بدون خصية ، فهل يُعمِّم الرب هذا التشوُّه على باقى البشر؟
فماذا يريد الرب بالضبط؟ هل يريد إفناء البشرية أم إعمارها؟
وهل تصفون هذا الرب الذى يأمر بذلك بإله المحبة؟
كما دفعهم للتبتل وعدم الزواج:
(1وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً. 2وَلَكِنْ لِسَبَبِ الزِّنَا لِيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ امْرَأَتُهُ وَلْيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ رَجُلُهَا) كورنثوس الأولى 7: 1-2
ويرى بولس أن الرب لم يوحى شيئاً عن العذارى فأكمل ما نساه الرب قائلاً: (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ. أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا: 27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً.) كورنثوس الأولى 7: 25-28
وأخذه الغرور فأكمل ما نساه الرب ، وفى النهاية تعتبروا كل هذا الكلام مقدساً من وحى الرب: (38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
ومنع المطلقة أو المطلق أن يتزوج:
(32وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي.) متى 5: 32
فما الغرض من ذلك إلا دفعهم للتحرق والانفجار ثم اقتراف الزنى ، على الأخص إذا
قرأ نصوص الجنس الفاضح التى يعج بها سفر نشيد الإنشاد:
(لاَحَظْتُ بَيْنَ الْبَنِينَ غُلاَماً عَدِيمَ الْفَهْمِ 8عَابِراً فِي الشَّارِعِ عِنْدَ زَاوِيَتِهَا وَصَاعِداً فِي طَرِيقِ بَيْتِهَا. ... 10وَإِذَا بِامْرَأَةٍ اسْتَقْبَلَتْهُ فِي زِيِّ زَانِيَةٍ ... 13فَأَمْسَكَتْهُ وَقَبَّلَتْهُ. أَوْقَحَتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ لَهُ: ... 16بِالدِّيبَاجِ فَرَشْتُ سَرِيرِي بِمُوَشَّى كَتَّانٍ مِنْ مِصْرَ. 17عَطَّرْتُ فِرَاشِي بِمُرٍّ وَعُودٍ وَقِرْفَةٍ. 18هَلُمَّ نَرْتَوِ وُدّاً إِلَى الصَّبَاحِ. نَتَلَذَّذُ بِالْحُبِّ. 19لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ فِي الْبَيْتِ. ذَهَبَ فِي طَرِيقٍ بَعِيدَةٍ. 20أَخَذَ صُرَّةَ الْفِضَّةِ بِيَدِهِ. يَوْمَ الْهِلاَلِ يَأْتِي إِلَى بَيْتِهِ». 21أَغْوَتْهُ بِكَثْرَةِ فُنُونِهَا بِمَلْثِ شَفَتَيْهَا طَوَّحَتْهُ. 22ذَهَبَ وَرَاءَهَا لِوَقْتِهِ كَثَوْرٍ يَذْهَبُ إِلَى الذَّبْحِ أَوْ كَالْغَبِيِّ إِلَى قَيْدِ الْقِصَاصِ.) (أمثال 7: 7-22)
(وَافْرَحْ بِامْرَأَةِ شَبَابِكَ 19الظَّبْيَةِ الْمَحْبُوبَةِ وَالْوَعْلَةِ الزَّهِيَّةِ. لِيُرْوِكَ ثَدْيَاهَا فِي كُلِّ وَقْتٍ وَبِمَحَبَّتِهَا اسْكَرْ دَائِماً.) (أمثال 5: 18-19)
(10مَا أَجْمَلَ خَدَّيْكِ بِسُمُوطٍ وَعُنُقَكِ بِقَلاَئِدَ! ... 13صُرَّةُ الْمُرِّ حَبِيبِي لِي. بَيْنَ ثَدْيَيَّ يَبِيتُ. ... 15هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ. عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ. 16هَا أَنْتَ جَمِيلٌ يَا حَبِيبِي وَحُلْوٌ وَسَرِيرُنَا أَخْضَرُ.) (نشيد الإنشاد 1: 10-16)
(1فِي اللَّيْلِ عَلَى فِرَاشِي طَلَبْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. 2إِنِّي أَقُومُ وَأَطُوفُ فِي الْمَدِينَةِ فِي الأَسْوَاقِ وَفِي الشَّوَارِعِ أَطْلُبُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي. طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. 3وَجَدَنِي الْحَرَسُ الطَّائِفُ فِي الْمَدِينَةِ فَقُلْتُ: «أَرَأَيْتُمْ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي؟» 4فَمَا جَاوَزْتُهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً حَتَّى وَجَدْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي فَأَمْسَكْتُهُ وَلَمْ أَرْخِهِ حَتَّى أَدْخَلْتُهُ بَيْتَ أُمِّي وَحُجْرَةَ مَنْ حَبِلَتْ بِي. 5أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ بِالظِّبَاءِ وَبِأَيَائِلِ الْحَقْلِ أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ.) نشيد الإنشاد 3: 1-5
(1هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ! عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ مِنْ تَحْتِ نَقَابِكِ. شَعْرُكِ كَقَطِيعِ مِعْزٍ رَابِضٍ عَلَى جَبَلِ جِلْعَادَ. 2أَسْنَانُكِ كَقَطِيعِ الْجَزَائِزِ الصَّادِرَةِ مِنَ الْغَسْلِ اللَّوَاتِي كُلُّ وَاحِدَةٍ مُتْئِمٌ وَلَيْسَ فِيهِنَّ عَقِيمٌ. 3شَفَتَاكِ كَسِلْكَةٍ مِنَ الْقِرْمِزِ. وَفَمُكِ حُلْوٌ. خَدُّكِ كَفِلْقَةِ رُمَّانَةٍ تَحْتَ نَقَابِكِ. 4عُنُقُكِ كَبُرْجِ دَاوُدَ الْمَبْنِيِّ لِلأَسْلِحَةِ. أَلْفُ مِجَنٍّ عُلِّقَ عَلَيْهِ كُلُّهَا أَتْرَاسُ الْجَبَابِرَةِ. 5ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْ ظَبْيَةٍ تَوْأَمَيْنِ يَرْعَيَانِ بَيْنَ السَّوْسَنِ. 6إِلَى أَنْ يَفِيحَ النَّهَارُ وَتَنْهَزِمَ الظِّلاَلُ أَذْهَبُ إِلَى جَبَلِ الْمُرِّ وَإِلَى تَلِّ اللُّبَانِ. 7كُلُّكِ جَمِيلٌ يَا حَبِيبَتِي لَيْسَ فِيكِ عَيْبَةٌ.) نشيد الإنشاد 4: 1-7
(1مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ! دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الْحَلِيِّ صَنْعَةِ يَدَيْ صَنَّاعٍ. 2سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمْزُوجٌ. بَطْنُكِ صُبْرَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسَّوْسَنِ. 3ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْنِ تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ. 4عُنُقُكِ كَبُرْجٍ مِنْ عَاجٍ. عَيْنَاكِ كَالْبِرَكِ فِي حَشْبُونَ عِنْدَ بَابِ بَثِّ رَبِّيمَ. أَنْفُكِ كَبُرْجِ لُبْنَانَ النَّاظِرِ تُجَاهَ دِمَشْقَ. ... 6مَا أَجْمَلَكِ وَمَا أَحْلاَكِ أَيَّتُهَا الْحَبِيبَةُ بِاللَّذَّاتِ! 7قَامَتُكِ هَذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ. 8قُلْتُ:«إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكُ بِعُذُوقِهَا». وَتَكُونُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ وَرَائِحَةُ أَنْفِكِ كَالتُّفَّاحِ) نشيد الإنشاد 7: 1-8
(1لَيْتَكَ كَأَخٍ لِي الرَّاضِعِ ثَدْيَيْ أُمِّي فَأَجِدَكَ فِي الْخَارِجِ وَأُقَبِّلَكَ وَلاَ يُخْزُونَنِي. 2وَأَقُودُكَ وَأَدْخُلُ بِكَ بَيْتَ أُمِّي وَهِيَ تُعَلِّمُنِي فَأَسْقِيكَ مِنَ الْخَمْرِ الْمَمْزُوجَةِ مِنْ سُلاَفِ رُمَّانِي. 3شِمَالُهُ تَحْتَ رَأْسِي وَيَمِينُهُ تُعَانِقُنِي. 4أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ.) نشيد الإنشاد 8: 1-4
(8لَنَا أُخْتٌ صَغِيرَةٌ لَيْسَ لَهَا ثَدْيَانِ. فَمَاذَا نَصْنَعُ لِأُخْتِنَا فِي يَوْمٍ تُخْطَبُ؟ 9إِنْ تَكُنْ سُوراً فَنَبْنِي عَلَيْهَا بُرْجَ فِضَّةٍ. وَإِنْ تَكُنْ بَاباً فَنَحْصُرُهَا بِأَلْوَاحِ أَرْزٍ. 10أَنَا سُورٌ وَثَدْيَايَ كَبُرْجَيْنِ. حِينَئِذٍ كُنْتُ فِي عَيْنَيْهِ كَوَاجِدَةٍ سَلاَمَةً.) نشيد الإنشاد 8: 8-10
(1وَكَـانَتْ إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ: 2[يَا ابْنَ آدَمَ, عَرِّفْ أُورُشَلِيمَ بِرَجَاسَاتِهَا .. .. 15[فَـاتَّكَلْتِ عَلَى جَمَالِكِ وَزَنَيْتِ عَلَى اسْمِكِ, وَسَكَبْتِ زِنَاكِ عَلَى كُلِّ عَابِرٍ فَكَانَ لَهُ. 16وَأَخَذْتِ مِنْ ثِيَابِكِ وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ مُرْتَفَعَاتٍ مُوَشَّاةٍ وَزَنَيْتِ عَلَيْهَا. أَمْرٌ لَمْ يَأْتِ وَلَمْ يَكُنْ. .. .. وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ صُوَرَ ذُكُورٍ وَزَنَيْتِ بِهَا. .. .. 25فِي رَأْسِ كُلِّ طَرِيقٍ بَنَيْتِ مُرْتَفَعَتَكِ وَرَجَّسْتِ جَمَالَكِ, وَفَرَّجْتِ رِجْلَيْكِ لِكُلِّ عَابِرٍ وَأَكْثَرْتِ زِنَاكِ. 26وَزَنَيْتِ مَعَ جِيرَانِكِ بَنِي مِصْرَ الْغِلاَظِ اللَّحْمِ, وَزِدْتِ فِي زِنَاكِ لإِغَاظَتِي. .. .. 33لِكُلِّ الزَّوَانِي يُعْطُونَ هَدِيَّةً, أَمَّا أَنْتِ فَقَدْ أَعْطَيْتِ كُلَّ مُحِبِّيكِ هَدَايَاكِ, وَرَشَيْتِهِمْ لِيَأْتُوكِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ لِلزِّنَا بِكِ. 34وَصَارَ فِيكِ عَكْسُ عَادَةِ النِّسَاءِ فِي زِنَاكِ, إِذْ لَمْ يُزْنَ وَرَاءَكِ, بَلْ أَنْتِ تُعْطِينَ أُجْرَةً وَلاَ أُجْرَةَ تُعْطَى لَكِ, فَصِرْتِ بِـالْعَكْس!) حزقيال 16: 1-34
3. الدياثة أسوة بنبى الله إبراهيم:
نبى الله إبراهيم لا يخشى الله ويضحى بشرفه وشرف زوجته سارة خوفاً على نفسه من القتل ولتحقيق مكاسب دنيوية، ويأمر زوجته بالكذبتكوين 12: 11-16)
نبى الله إبراهيم لا يخشى الله ويقبل التضحية بشرفه وشرف زوجته سارة، ولم يتعلم من الدرس الذى أخذه من حكايته مع فرعون: (تكوين 20: 1-12)
4 نكران الجميل: يَخلق الآب ويُعبَد غيره
فهناك العديد من النصوص التى تثبت أن عيسى عليه السلام رسول الله إلى بنى إسرائيل ، ومع ذلك تتركون الآب الذى عبده عيسى عليه السلام ، وتعبدون يسوع نفسه.
متى5: 48 (48فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ)
متى 6: 6-8 (6وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.)
متى 6: 9-15 (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ. 11خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. 12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. 13وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. 14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. 15وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً زَلَّاتِكُمْ.)
متى 10: 40-42 (40مَنْ يَقْبَلُكُمْ يَقْبَلُنِي وَمَنْ مرقس 6: 14-16 (14فَسَمِعَ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ لأَنَّ اسْمَهُ صَارَ مَشْهُوراً. وَقَالَ: «إِنَّ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانَ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ وَلِذَلِكَ تُعْمَلُ بِهِ الْقُوَّاتُ». 15قَالَ آخَرُونَ: «إِنَّهُ
إِيلِيَّا». وَقَالَ آخَرُونَ: «إِنَّهُ نَبِيٌّ أَوْ كَأَحَدِ الأَنْبِيَاءِ». 16وَلَكِنْ لَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ قَالَ: «هَذَا هُوَ يُوحَنَّا الَّذِي قَطَعْتُ أَنَا رَأْسَهُ. إِنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ!»)
متى 23: 8-10 (8وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تُدْعَوْا سَيِّدِي لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ وَأَنْتُمْ جَمِيعاً إِخْوَةٌ. 9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 10وَلاَ تُدْعَوْا مُعَلِّمِينَ لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ.)
يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
متى 24: 36 (36وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ.)
(41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».) يوحنا 11: 41-42 ، وأكَّدَ ذلك أيضاً بقوله: (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.) لوقا 11: 20 وهذه شهادة لأحد معاصريه: (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.) أعمال الرسل 2: 22 ، (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».) يوحنا 3: 1-2
يوحنا 17: 1-3 (1تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهَذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ. مَجِّدِ ابْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ابْنُكَ أَيْضاً 2إِذْ أَعْطَيْتَهُ سُلْطَاناً عَلَى كُلِّ جَسَدٍ لِيُعْطِيَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً لِكُلِّ مَنْ أَعْطَيْتَهُ. 3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
مرقس 9: 36-37 (36فَأَخَذَ وَلَداً وَأَقَامَهُ فِي وَسَطِهِمْ ثُمَّ احْتَضَنَهُ وَقَالَ لَهُمْ: 37«مَنْ قَبِلَ وَاحِداً مِنْ أَوْلاَدٍ مِثْلَ هَذَا بِاسْمِي يَقْبَلُنِي وَمَنْ قَبِلَنِي فَلَيْسَ يَقْبَلُنِي أَنَا بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي».)
يوحنا 17: 3-4 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ
وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ)
مرقس 3: 35 (لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللَّهِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».)
يوحنا 11: 33-44 (33فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ تَبْكِي وَالْيَهُودُ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَهَا يَبْكُونَ انْزَعَجَ بِالرُّوحِ وَاضْطَرَبَ 34وَقَالَ: «أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ؟» قَالُوا لَهُ: «يَا سَيِّدُ تَعَالَ وَانْظُرْ». 35بَكَى يَسُوعُ. 36فَقَالَ الْيَهُودُ: «انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ يُحِبُّهُ». 37وَقَالَ بَعْضٌ مِنْهُمْ: «أَلَمْ يَقْدِرْ هَذَا الَّذِي فَتَحَ عَيْنَيِ الأَعْمَى أَنْ يَجْعَلَ هَذَا أَيْضاً لاَ يَمُوتُ؟». 38فَانْزَعَجَ يَسُوعُ أَيْضاً فِي نَفْسِهِ وَجَاءَ إِلَى الْقَبْرِ وَكَانَ مَغَارَةً وَقَدْ وُضِعَ عَلَيْهِ حَجَرٌ. 39قَالَ يَسُوعُ: «ارْفَعُوا الْحَجَرَ». قَالَتْ لَهُ مَرْثَا أُخْتُ الْمَيْتِ: «يَا سَيِّدُ قَدْ أَنْتَنَ لأَنَّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ». 40قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَلَمْ أَقُلْ لَكِ: إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللَّهِ؟». 41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي». 43وَلَمَّا قَالَ هَذَا صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «لِعَازَرُ هَلُمَّ خَارِجاً» 44فَخَرَجَ الْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاَهُ مَرْبُوطَاتٌ بِأَقْمِطَةٍ وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيلٍ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبْ».)
يوحنا 3: 24 (24اَللَّهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا».) ، فإذا كان الله روح ، ولا يمكن أن يرى الإنسان هذا الروح فإن (اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ.) يوحنا 1: 18. فكيف يكون عيسى عليه السلام هو الله. وهل الله له جسد أو مولود من الجسد؟ لا. لأن (6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.) يوحنا 3: 6 ، وعيسى (كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ، 3وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ.) رسالة يوحنا الأولى 4: 2-3، وكان لعيسى عليه السلام جسد ، لأنه ليس للروح عظام أو لحم (فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ) لوقا 24: 39
(16وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟» 17فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا».) متى 19: 16-17 ، (16اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.) يوحنا 14: 16، (سَمِعْتُمْ أَنِّي قُلْتُ لَكُمْ أَنَا أَذْهَبُ ثُمَّ آتِي إِلَيْكُمْ. لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) يوحنا 14: 28 لكن أن تدعونه إلهاً فهذا قمة الزيغ عن الحق! فكيف يكون إلهاً ، والله لم يره أحد قط كما قال؟ (18اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ.) يوحنا 1: 18
مرقس 7: 34 (34وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَأَنَّ وَقَالَ لَهُ: «إِفَّثَا». أَيِ انْفَتِحْ.) يا ترى لماذا رفع عينيه إلى السماء؟ وماذا قال وهو يَئِنُ؟ كانوا يدعوا الآب؟ نعم. إذن فهو لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئاً. (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.) يوحنا 5: 30 ، (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ.) يوحنا 5: 20 ، فكيف تقولون بإتحاد الابن مع الآب؟ هل الإتحاد يعنى أنَّ فرد منهم فى السماء والآخر على الأرض؟ (37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ) يوحنا 5: 37
هل تريد أن تعلم ماذا كان يقول عندما رفع نظره للسماء؟ فاقرأ قوله (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ. 5وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ.
6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. كَانُوا لَكَ وَأَعْطَيْتَهُمْ لِي وَقَدْ حَفِظُوا كلاَمَكَ. 7وَالآنَ عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْ عِنْدِكَ 8لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.) يوحنا 17: 3-8
(25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.) يوحنا 17: 25
متى 26: 36-44 (36حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي فَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ: «اجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أَمْضِيَ وَأُصَلِّيَ هُنَاكَ». 37ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَابْنَيْ زَبْدِي وَابْتَدَأَ يَحْزَنُ وَيَكْتَئِبُ. 38فَقَالَ لَهُمْ: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ. امْكُثُوا هَهُنَا وَاسْهَرُوا مَعِي». 39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ». 40ثُمَّ جَاءَ إِلَى التَّلاَمِيذِ فَوَجَدَهُمْ نِيَاماً فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «أَهَكَذَا مَا قَدَرْتُمْ أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟ 41اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». 42فَمَضَى أَيْضاً ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ». 43ثُمَّ جَاءَ فَوَجَدَهُمْ أَيْضاً نِيَاماً إِذْ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ ثَقِيلَةً. 44فَتَرَكَهُمْ وَمَضَى أَيْضاً وَصَلَّى ثَالِثَةً قَائِلاً ذَلِكَ الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ.)
(10فَخَرَرْتُ أَمَامَ رِجْلَيْهِ لأَسْجُدَ لَهُ، فَقَالَ لِيَ: «انْظُرْ لاَ تَفْعَلْ! أَنَا عَبْدٌ مَعَكَ وَمَعَ إِخْوَتِكَ الَّذِينَ عِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ. اسْجُدْ لِلَّهِ. فَإِنَّ شَهَادَةَ يَسُوعَ هِيَ رُوحُ النُّبُوَّةِ».) رؤيا يوحنا 19: 10
متى 27: 43(43قَدِ اتَّكَلَ عَلَى اللَّهِ فَلْيُنْقِذْهُ الآنَ إِنْ أَرَادَهُ! لأَنَّهُ قَالَ: أَنَا ابْنُ اللَّهِ!»)
متى 27: 46 (46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي» (أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟) أيصرخ الله؟ أيخاف الله من الموت؟ أيموت الإله؟ ومن هو إله الله؟ من هو الإله الخائن الذى ضحك على الإله الطيب وتركه يُصلَب؟
(3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.) يوحنا 17: 3 ، (24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.) يوحنا 5: 24 (هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً 7وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. 8لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: …».) مرقس 7: 6-8، (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.) يوحنا 5: 30
فلو كان عيسى عليه السلام هو الله بنفسه وتجسَّدَ فى صورة بشر ونزل ليُصلَب كفارة عن خطيئة آدم ، لكان هو المسئول عن إضلال البشر الذين لم يتخذوه إلهاً. لأنه لم يأمر أتباعه ولا معاصريه بالسجود له وعبادته ، ولأنه لم يأت بنصوص واضحة تبين أنه هو الله ، وتحدد شريعته ، فهل يُعقل مثل هذا؟
لقد حدَّدَ عيسى عليه السلام أنه قد جاء لا لينقض الناموس أو الأنبياء بل ليُكمل(متى 5: 17)، فهل أكمل أم لا؟ وإذا كان قد أكمل، فما حاجتكم وحاجته هو نفسه لرسائل بولس؟
5- عدم تحملكم المسئولية وظلم الآخرين
فإيمانكم بفرية الخطيئة الأزلية ، قد جعلتكم ترضون بظلم الله ، من أجل رفع هذا الإثم عنكم ، فبذلك ظلمتم الإله.
وعلقتم ذنب آدم على البشرية كلها ، وعلى الأخص المرأة ، وهذا من الآثام ، لأنكم ظلمتم كل الأبرار الذين عاشوا وماتوا قبل صلب إلهكم ، وجعلتكم تضطهدون المرأة ، وتحرقون النساء تحت زعم أنهن السبب فى مشاكلكم ، وظناً منكم أن هذا انتصاراً لله.
وجعلتم دخولكم الجنة يتوقف على إيمانكم بيسوع كإله وإياه مصلوباً، وهو سوف يتحمل عنكم ذنوبكم كلها ، وليس من العدل أن يتوقف دخول الجنة على الإيمان فقط ، لأن هذا
يعطيكم فرصاً أكبر للإساءة وارتكاب الآثام فى حق من تخالطوهم
………………………………
كتبة الاخ :علاء ابو بكر؟؟؟؟؟ماذاخسر العالم من وجود الكتاب المقدس؟؟
6- الخروج من جماعة الرب:
فقد اخترع لكم بولس ديناً جديداً وعبادة غير التى أمر بها يسوع: وبذلك أخرجكم من جماعة الرب بطرق عديدة ، منها:
1) اخترع لهم اسم (المسيحيين) أي (عابدي المسيح) – والكنيسة:
(26فَحَدَثَ أَنَّهُمَا اجْتَمَعَا فِي الْكَنِيسَةِ سَنَةً كَامِلَةً وَعَلَّمَا جَمْعاً غَفِيراً. وَدُعِيَ التَّلاَمِيذُ «مَسِيحِيِّينَ» فِي أَنْطَاكِيَةَ أَوَّلاً.) (أعمال 11: 26)
والعجيب أن من يتابع كتاب (أعمال الرسل) سيجد أن بولس لم يدخل أي كنيسة – ولا تلاميذ المسيح.
2) اخترع لهم نظام القساوسة – وألغى النظام القديم (المشايخ):
(6فَاجْتَمَعَ الرُّسُلُ وَالْمَشَايِخُ لِيَنْظُرُوا فِي هَذَا الأَمْرِ.) أعمال الرسل 15: 6
(23وَانْتَخَبَا لَهُمْ قُسُوساً فِي كُلِّ كَنِيسَةٍ ثُمَّ صَلَّيَا بِأَصْوَامٍ وَاسْتَوْدَعَاهُمْ لِلرَّبِّ الَّذِي كَانُوا قَدْ آمَنُوا بِهِ.) أعمال الرسل 14: 23
3) اخترع (الأساقفة) أي رؤساء الكهنة بدلا من (الشيوخ):
(28اِحْتَرِزُوا اذاً لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً لِتَرْعُوا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ.) أعمال الرسل 20: 28
4) طلب من المسيحيين ألا يخالطوا الزاني والسكِّير منهم فقط ، وألا يفعلوا ذلك مع الذين لم يتنصروا:
(11وَأَمَّا الآنَ فَكَتَبْتُ إِلَيْكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ مَدْعُوٌّ أَخاً زَانِياً أَوْ طَمَّاعاً أَوْ عَابِدَ وَثَنٍ أَوْ شَتَّاماً أَوْ سِكِّيراً أَوْ خَاطِفاً أَنْ لاَ تُخَالِطُوا وَلاَ تُؤَاكِلُوا مِثْلَ هَذَا. 12لأَنَّهُ مَاذَا لِي أَنْ أَدِينَ الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ تَدِينُونَ الَّذِينَ مِنْ دَاخِلٍ. 13أَمَّا الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ فَاللَّهُ يَدِينُهُمْ. فَاعْزِلُوا الْخَبِيثَ مِنْ بَيْنِكُمْ.) كورنثوس الأولى 5: 11-13
5) دعاكم لإخصاء أنفسكم: (12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 12 ، على الرغم من الأمر الإلهى: («لا يَدْخُل مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) تثنية 23: 1
6) يشجع على الرهبنة (وهي نظام يهودي):
(1وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً.) كورنثوس الأولى 7: 1
(8وَلَكِنْ أَقُولُ لِغَيْرِ الْمُتَزَوِّجِينَ وَلِلأَرَامِلِ إِنَّهُ حَسَنٌ لَهُمْ إِذَا لَبِثُوا كَمَا أَنَا.) كورنثوس الأولى 7: 8
(37وَأَمَّا مَنْ أَقَامَ رَاسِخاً فِي قَلْبِهِ وَلَيْسَ لَهُ اضْطِرَارٌ بَلْ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى إِرَادَتِهِ وَقَدْ عَزَمَ عَلَى هَذَا فِي قَلْبِهِ أَنْ يَحْفَظَ عَذْرَاءَهُ فَحَسَناً يَفْعَلُ. 38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ.) كورنثوس الأولى 7: 37-38
وهو عكس كلامه الذى فيه يحرض الرجل على أن يعتزل زوجته ولا يمسها:
(1وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً.) كورنثوس الأولى 7: 1 (فلماذا تزوج إذاً؟
7) يرفض الأرامل صغار السن ويُحرِّض على عدم زواج الأرامل كلهن:
(11أَمَّا الأَرَامِلُ الْحَدَثَاتُ [صغار السن] فَارْفُضْهُنَّ، لأَنَّهُنَّ مَتَى بَطِرْنَ عَلَى الْمَسِيحِ يُرِدْنَ أَنْ يَتَزَوَّجْنَ، 12وَلَهُنَّ دَيْنُونَةٌ لأَنَّهُنَّ رَفَضْنَ الإِيمَانَ الأَوَّلَ. 13وَمَعَ ذَلِكَ أَيْضاً يَتَعَلَّمْنَ أَنْ يَكُنَّ بَطَّالاَتٍ، يَطُفْنَ فِي الْبُيُوتِ. وَلَسْنَ بَطَّالاَتٍ فَقَطْ بَلْ مِهْذَارَاتٌ أَيْضاً، وَفُضُولِيَّاتٌ، يَتَكَلَّمْنَ بِمَا لاَ يَجِبُ.) تيموثاوس الأولى 5: 11-13
(38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
8) يحرض على زواج المؤمنين والمؤمنات – من الكافرات والكافرين:
(12وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ فَلاَ يَتْرُكْهَا. 13وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا فَلاَ تَتْرُكْهُ.) كورنثوس الأولى 7: 12-13
9) يؤيد انفصال الزوج عن زوجته (أي الطلاق):
(27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ. وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْعَذْرَاءُ لَمْ تُخْطِئْ. وَلَكِنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ.) كورنثوس الأولى 7: 27-28
(32فَأُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا بِلاَ هَمٍّ. غَيْرُ الْمُتَزَوِّجِ يَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ كَيْفَ يُرْضِي الرَّبَّ 33وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُ فَيَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ يُرْضِي امْرَأَتَهُ. 34إِنَّ بَيْنَ الزَّوْجَةِ وَالْعَذْرَاءِ فَرْقاً: غَيْرُ الْمُتَزَوِّجَةِ تَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ لِتَكُونَ مُقَدَّسَةً جَسَداً وَرُوحاً. وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجَةُ فَتَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ تُرْضِي رَجُلَهَا.) كورنثوس الأولى 7: 32-34
10) يُحلل تعدد الزوجات وهذا عكس الكلام المنسوب للمسيح في الأناجيل تماما:
(27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ. وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْعَذْرَاءُ لَمْ تُخْطِئْ. وَلَكِنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ.) كورنثوس الأولى 7: 27-28
ولم يقصر الزواج بامرأة واحدة إلا على الأساقفة ، وهذا دليل انتشار تعدد الزوجات تبعاً لناموس موسى ، واقتداءً بسنة الأنبياء: (2فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ الأُسْقُفُ بِلاَ لَوْمٍ، بَعْلَ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ، صَاحِياً، عَاقِلاً، مُحْتَشِماً، مُضِيفاً لِلْغُرَبَاءِ، صَالِحاً لِلتَّعْلِيمِ، 3غَيْرَ مُدْمِنِ الْخَمْرِ، وَلاَ ضَرَّابٍ، وَلاَ طَامِعٍ بِالرِّبْحِ الْقَبِيحِ، بَلْ حَلِيماً، غَيْرَ مُخَاصِمٍ، وَلاَ مُحِبٍّ لِلْمَالِ، 4يُدَبِّرُ بَيْتَهُ حَسَناً، لَهُ أَوْلاَدٌ فِي الْخُضُوعِ بِكُلِّ وَقَارٍ.) تيموثاوس الأولى 3: 2
11 - أباح للمطلَّقة الزواج:
فقد تم تحريمها عند متى: (31«وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَقٍ 32وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي.)متى5: 31-32
وأباحها بولس: (27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ.) كورنثوس الأولى 7: 27-28
12 - كأس الخمر في الكنيسة هو شركة دم المسيح، والخبز هو شركة جسد المسيح (وليسا دم وجسد المسيح): (16كَأْسُ الْبَرَكَةِ الَّتِي نُبَارِكُهَا أَلَيْسَتْ هِيَ شَرِكَةَ دَمِ الْمَسِيحِ؟ الْخُبْزُ الَّذِي نَكْسِرُهُ أَلَيْسَ هُوَ شَرِكَةَ جَسَدِ الْمَسِيحِ؟ 17فَإِنَّنَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ خُبْزٌ وَاحِدٌ جَسَدٌ وَاحِدٌ لأَنَّنَا جَمِيعَنَا نَشْتَرِكُ فِي الْخُبْزِ الْوَاحِدِ.) كورنثوس الأولى 10: 16-17
13- تغطي رأسها في الصلاة فقط – لأجل الملائكة؟ والتي لا تفعل يُقَص شعرها (أى تُشوَّه):
(6إِذِ الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحاً بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ فَلْتَتَغَطَّ. 7فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ. 8لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ<
20) ألغى الصوم والأعياد: (يدعوها: عبادة الملائكة وعبادة نافلة ليس لها قيمة):
(16فَلاَ يَحْكُمْ عَلَيْكُمْ أحَدٌ فِي أكْلٍ أوْ شُرْبٍ، اوْ مِنْ جِهَةِ عِيدٍ اوْ هِلاَلٍ اوْ سَبْتٍ، 17الَّتِي هِيَ ظِلُّ الأُمُورِ الْعَتِيدَةِ، وَأَمَّا الْجَسَدُ فَلِلْمَسِيحِ. 18لاَ يُخَسِّرْكُمْ احَدٌ الْجِعَالَةَ، رَاغِباً فِي التَّوَاضُعِ وَعِبَادَةِ الْمَلاَئِكَةِ، مُتَدَاخِلاً فِي مَا لَمْ يَنْظُرْهُ، مُنْتَفِخاً بَاطِلاً مِنْ قِبَلِ ذِهْنِهِ الْجَسَدِيِّ، 19وَغَيْرَ مُتَمَسِّكٍ بِالرَّأْسِ الَّذِي مِنْهُ كُلُّ الْجَسَدِ بِمَفَاصِلَ وَرُبُطٍ، مُتَوَازِراً وَمُقْتَرِناً يَنْمُو نُمُوّاً مِنَ اللهِ. 20إِذاً انْ كُنْتُمْ قَدْ مُتُّمْ مَعَ الْمَسِيحِ عَنْ ارْكَانِ الْعَالَمِ، فَلِمَاذَا كَأَنَّكُمْ عَائِشُونَ فِي الْعَالَمِ، تُفْرَضُ عَلَيْكُمْ فَرَائِضُ: 21لاَ تَمَسَّ، وَلاَ تَذُقْ، وَلاَ تَجُسَّ؟ 22الَّتِي هِيَ جَمِيعُهَا لِلْفَنَاءِ فِي الاِسْتِعْمَالِ، حَسَبَ وَصَايَا وَتَعَالِيمِ النَّاسِ، 23الَّتِي لَهَا حِكَايَةُ حِكْمَةٍ، بِعِبَادَةٍ نَافِلَةٍ، وَتَوَاضُعٍ، وَقَهْرِ الْجَسَدِ، لَيْسَ بِقِيمَةٍ مَا مِنْ جِهَةِ اشْبَاعِ الْبَشَرِيَّةِ.) رسالة كولوسى 2: 16-23
21) يهاجم الصوم الذي يصومه المسيحيون الآن ، ويهاجم الرهبنة (لأنها كانت عبادات يهودية) ويصف من يفعل ذلك بأنهم شياطين ضالين ومضلين:
(1وَلَكِنَّ الرُّوحَ يَقُولُ صَرِيحاً: إِنَّهُ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ يَرْتَدُّ قَوْمٌ عَنِ الإِيمَانِ، تَابِعِينَ أَرْوَاحاً مُضِلَّةً وَتَعَالِيمَ شَيَاطِينَ، 2فِي رِيَاءِ أَقْوَالٍ كَاذِبَةٍ، مَوْسُومَةً ضَمَائِرُهُمْ، 3مَانِعِينَ عَنِ الزِّوَاجِ، وَآمِرِينَ أَنْ يُمْتَنَعَ عَنْ أَطْعِمَةٍ قَدْ خَلَقَهَا اللهُ لِتُتَنَاوَلَ بِالشُّكْرِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَعَارِفِي الْحَقِّ. 4لأَنَّ كُلَّ خَلِيقَةِ اللهِ جَيِّدَةٌ، وَلاَ يُرْفَضُ شَيْءٌ إِذَا أُخِذَ مَعَ الشُّكْرِ، 5لأَنَّهُ يُقَدَّسُ بِكَلِمَةِ اللهِ وَالصَّلاَةِ.) تيموثاوس الأولى 4: 1-5
22) اخترع وضع أيدي المشيخة (القساوسة) على الناس لأجل إعطائهم البركة:
(14لاَ تُهْمِلِ الْمَوْهِبَةَ الَّتِي فِيكَ الْمُعْطَاةَ لَكَ بِالنُّبُوَّةِ مَعَ وَضْعِ أَيْدِي الْمَشْيَخَةِ.) رسالة تيموثاوس الأولى 4: 14
23) الخمر يعالج أمراض المعدة والأسقام الكثيرة؟:
(23لاَ تَكُنْ فِي مَا بَعْدُ شَرَّابَ مَاءٍ، بَلِ اسْتَعْمِلْ خَمْراً قَلِيلاً مِنْ أَجْلِ مَعِدَتِكَ وَأَسْقَامِكَ الْكَثِيرَةِ.) تيموثاوس الأولى 5: 23
24) ألغى الختان:ففى الوقت الذى يتمسك فيه الله بالختان قائلاً:
(9وَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «وَأَمَّا أَنْتَ فَتَحْفَظُ عَهْدِي أَنْتَ وَنَسْلُكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ. 10هَذَا هُوَ عَهْدِي الَّذِي تَحْفَظُونَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ: يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ 11فَتُخْتَنُونَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِكُمْ فَيَكُونُ عَلاَمَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ. 12اِبْنَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ فِي أَجْيَالِكُمْ: وَلِيدُ الْبَيْتِ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّةٍ مِنْ كُلِّ ابْنِ غَرِيبٍ لَيْسَ مِنْ نَسْلِكَ. 13يُخْتَنُ خِتَاناً وَلِيدُ بَيْتِكَ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّتِكَ فَيَكُونُ عَهْدِي فِي لَحْمِكُمْ عَهْداً أَبَدِيّاً. 14وَأَمَّا الذَّكَرُ الأَغْلَفُ الَّذِي لاَ يُخْتَنُ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا. إِنَّهُ قَدْ نَكَثَ عَهْدِي».) تكوين 17: 9-14
وفى الوقت الذى خُتِنَ الإله نفسه على الأرض:
وهذا ما فعله عيسى ويوحنا المعمدان عليهما السلام (59وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ جَاءُوا لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ وَسَمَّوْهُ بِاسْمِ أَبِيهِ زَكَرِيَّا. 60فَقَالَتْ أُمُّهُ: «لاَ بَلْ يُسَمَّى يُوحَنَّا».) لوقا 1: 59-60 ، (21وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ.) لوقا 2: 21
قرَّرَ بولس من إخراجكم من عهد الرب وعنايته ، بإبطال الختان فقال:
(أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) غلاطية 5: 2
(4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.) غلاطية 5: 4-6
25) أبطل الناموس:
(18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً.) عبرانيين 7: 18-19
(13فَإِذْ قَالَ«جَدِيداً» عَتَّقَ الأَوَّلَ.وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الاِضْمِحْلاَلِ) عبرانيين8: 13
(7فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ.) عبرانيين 8: 7
(9ثُمَّ قَالَ: «هَئَنَذَا أَجِيءُ لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ». يَنْزِعُ الأَوَّلَ لِكَيْ يُثَبِّتَ الثَّانِيَ.)عبرانيين10: 9
(16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.) غلاطية 2: 16
(5وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرّاً.) رومية 4: 5
(4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.) غلاطية 5: 4-6
(20لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ. 21وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ مَشْهُوداً لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ.) رومية 3: 20-21
(27فَأَيْنَ الافْتِخَارُ؟ قَدِ انْتَفَى! بِأَيِّ نَامُوسٍ؟ أَبِنَامُوسِ الأَعْمَالِ؟ كَلاَّ! بَلْ بِنَامُوسِ الإِيمَانِ. 28إِذاً نَحْسِبُ أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ النَّامُوسِ.) رومية 3: 27-28
(20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ.) رومية 5: 20
(21لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذاً مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ.) غلاطية 2: 21
(أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ)كورنثوس الأولى15: 56
26) اخترع أسطورة الخطيئة الأزلية:
(بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
(29فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لاَ يَقُولُونَ بَعْدُ: الآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِماً وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ. 30بَلْ: كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ. كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ.) إرمياء31: 29-30
(16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية ؟؟؟؟؟:
(2لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئاً بَيْنَكُمْ إِلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوباً.) كورنثوس الأولى 2: 2
و "…... وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة " (عبرانيين 9: 22).
(8وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. 9فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ. 10لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ. 11وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً بِاللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ. 12مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ. 13فَإِنَّهُ حَتَّى النَّامُوسِ كَانَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْعَالَمِ. عَلَى أَنَّ الْخَطِيَّةَ لاَ تُحْسَبُ إِنْ لَمْ يَكُنْ نَامُوسٌ. 14لَكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى وَذَلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي. 15وَلَكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هَكَذَا أَيْضاً الْهِبَةُ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً نِعْمَةُ اللهِ وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ. 16وَلَيْسَ كَمَا بِوَاحِدٍ قَدْ أَخْطَأَ هَكَذَا الْعَطِيَّةُ. لأَنَّ الْحُكْمَ مِنْ وَاحِدٍ لِلدَّيْنُونَةِ وَأَمَّا الْهِبَةُ فَمِنْ جَرَّى خَطَايَا كَثِيرَةٍ لِلتَّبْرِيرِ. 17لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. 19لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضاً بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً. 20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ. وَلَكِنْ حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدّاً. 21حَتَّى كَمَا مَلَكَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْمَوْتِ هَكَذَا تَمْلِكُ النِّعْمَةُ بِالْبِرِّ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.) رومية 5: 8-21
(22وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!) عبرانيين 9: 22
(23إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ 24مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ 25الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ.) رومية 3: 23-25
على الرغم من مهاجمة الله لهذه الأسطورة ، وإقراره العدل:
(16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية 24 : 16
(19وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ.) حزقيال 18: 19-20
(32وَمَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ لاَ فِي هَذَا الْعَالَمِ وَلاَ فِي الآتِي.) (متى12: 32)
إذن فما أهمية الفداء إذا كان هناك حساب فى العالم الآخر على أقوالنا وأفعالنا؟)
28) اخترع كون عيسى عليه السلام المسيَّا (المسيح النبى الخاتم):
(2لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئاً بَيْنَكُمْ إِلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوباً.) كورنثوس الأولى 2:
29) اخترع أسطورة موت عيسى عليه السلام وقيامته من الأموات:
(23إِنْ يُؤَلَّمِ الْمَسِيحُ يَكُنْ هُوَ أَوَّلَ قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ مُزْمِعاً أَنْ يُنَادِيَ بِنُورٍ لِلشَّعْبِ وَلِلْأُمَمِ». 24وَبَيْنَمَا هُوَ يَحْتَجُّ بِهَذَا قَالَ فَسْتُوسُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «أَنْتَ تَهْذِي يَا بُولُسُ! الْكُتُبُ الْكَثِيرَةُ تُحَوِّلُكَ إِلَى الْهَذَيَانِ».) أعمال الرسل 26: 23-24
(18فَلَمَّا وَقَفَ الْمُشْتَكُونَ حَوْلَهُ لَمْ يَأْتُوا بِعِلَّةٍ وَاحِدَةٍ مِمَّا كُنْتُ أَظُنُّ. 19لَكِنْ كَانَ لَهُمْ عَلَيْهِ مَسَائِلُ مِنْ جِهَةِ دِيَانَتِهِمْ وَعَنْ وَاحِدٍ اسْمُهُ يَسُوعُ قَدْ مَاتَ وَكَانَ بُولُسُ يَقُولُ إِنَّهُ حَيٌّ.) أعمال الرسل 25: 18-19
(31لأَنَّهُ أَقَامَ يَوْماً هُوَ فِيهِ مُزْمِعٌ أَنْ يَدِينَ الْمَسْكُونَةَ بِالْعَدْلِ بِرَجُلٍ قَدْ عَيَّنَهُ مُقَدِّماً لِلْجَمِيعِ إِيمَاناً إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ». 32وَلَمَّا سَمِعُوا بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ كَانَ الْبَعْضُ يَسْتَهْزِئُونَ وَالْبَعْضُ يَقُولُونَ: «سَنَسْمَعُ مِنْكَ عَنْ هَذَا أَيْضاً!». 33وَهَكَذَا خَرَجَ بُولُسُ مِنْ وَسَطِهِمْ.) أعمال الرسل 17: 31-33
30) ألغى السبت وتقديسه:
تقديس السبت هو الوصية الرابعة من الوصايا العشر: (14فَتَحْفَظُونَ السَّبْتَ لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ لَكُمْ. مَنْ دَنَّسَهُ يُقْتَلُ قَتْلاً. إِنَّ كُلَّ مَنْ صَنَعَ فِيهِ عَمَلاً تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا. 15سِتَّةَ أَيَّامٍ يُصْنَعُ عَمَلٌ. وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابِعُ فَفِيهِ سَبْتُ عُطْلَةٍ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ. كُلُّ مَنْ صَنَعَ عَمَلاً فِي يَوْمِ السَّبْتِ يُقْتَلُ قَتْلاً. 16فَيَحْفَظُ بَنُو إِسْرَائِيلَ السَّبْتَ لِيَصْنَعُوا السَّبْتَ فِي أَجْيَالِهِمْ عَهْداً أَبَدِيّاً. 17هُوَ بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلاَمَةٌ إِلَى الأَبَدِ لأَنَّهُ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ اسْتَرَاحَ وَتَنَفَّسَ».) خروج 31: 14
وأمر الرب بقتل المتعدى على السبت: (35فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «قَتْلاً يُقْتَلُ الرَّجُلُ. يَرْجُمُهُ بِحِجَارَةٍ كُلُّ الجَمَاعَةِ خَارِجَ المَحَلةِ». 36فَأَخْرَجَهُ كُلُّ الجَمَاعَةِ إِلى خَارِجِ المَحَلةِ وَرَجَمُوهُ بِحِجَارَةٍ فَمَاتَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى.) عدد 15: 32-36
وأيَّدَ ذلك عيسى عليه السلام قائلاً: (27ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ.) مرقس 2: 27
وألغاه بولس:
(18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً. وَلَكِنْ يَصِيرُ إِدْخَالُ رَجَاءٍ أَفْضَلَ بِهِ نَقْتَرِبُ إِلَى اللهِ.) عبرانيين 7: 18-19
(7فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ.) عبرانيين 8: 7
(13فَإِذْ قَالَ«جَدِيداً» عَتَّقَ الأَوَّلَ. وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الاِضْمِحْلاَلِ) عبرانيين 8: 13
(9ثُمَّ قَالَ: «هَئَنَذَا أَجِيءُ لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ». يَنْزِعُ الأَوَّلَ لِكَيْ يُثَبِّتَ الثَّانِيَ.) عبرانيين 10: 9
وتقول موسوعة دائرة المعارف الكتابية ، تحت كلمة السبت (الرسول بولس والسبت):
وفى حديثه عن الناموس، لم يفرق الرسول بولس بين الناموس الأدبي والنامس الطقسي، فكلاهما جزء من العهد العتيق الذي أُبطل فى المسيح ( 2كورنثوس 3: 14). ولاشك فى أن "السبت" كان جزءاً من الصك الذى "كان علينا فى الفرائض الذي كان ضّداً لنا، وقد رفعه (الله) من الوسط مسمراً إياه بالصليب" (كولوسى 2: 14). وقد ورد ذكر السبت مع الأعياد والأهلة "التى هي ظل الأمور العتيدة" (كولوسى 2: 16و17) و "حفظ أيام وشهور وأوقات وسنين" هو استعباد " للأركان الضعيفة الفقيرة" ( غلاطية 4: 9 و 10، وانظر أيضاً كولوسى 2: 20). "فحفظ أيام" هو أحد خصائص الإنسان "الضعيف فى الإيمان" ( رومية 14: 1-5).
- 31علمكم الكذب والنفاق والتحايل فى الدعوة:
فقد كان ينافق كل طائفة حسب عقيدتها، فقام بختان تابعه (تيموثاوس) لينافق اليهود (بعد أن كان يحارب الختان) (3فَأَرَادَ بُولُسُ أَنْ يَخْرُجَ هَذَا مَعَهُ فَأَخَذَهُ وَخَتَنَهُ مِنْ أَجْلِ الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي تِلْكَ الأَمَاكِنِ .. .. ..) (أعمال 16: 3).
ثم نافق عبدة الأصنام في أثينا عندما رأى صنما مكتوبا عليه (إله مجهول) فقال لهم لقد جئتكم لأبشركم بهذا الإله؟؟ (23لأَنَّنِي بَيْنَمَا كُنْتُ أَجْتَازُ وَأَنْظُرُ إِلَى مَعْبُودَاتِكُمْ وَجَدْتُ أَيْضاً مَذْبَحاً مَكْتُوباً عَلَيْهِ: «لِإِلَهٍ مَجْهُولٍ». فَالَّذِي تَتَّقُونَهُ وَأَنْتُمْ تَجْهَلُونَهُ هَذَا أَنَا أُنَادِي لَكُمْ بِهِ.) (أعمال 17: 23)
ونافق عبدة الأصنام فى أثينا وقال مثل قولهم (نحن ذرية الله)؟ (29فَإِذْ نَحْنُ ذُرِّيَّةُ اللهِ) أعمال الرسل 17: 29
وكان هذا هو منهاج حياته الذى أقر به: (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23
والغريب أنه لا يستح من كذبه ، ويبرره بأن مجد الله ازداد بكذبه: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
والأعجب من ذلك أنه يتفاخر بذلك قائلاً: (16فَلْيَكُنْ. أَنَا لَمْ أُثَقِّلْ عَلَيْكُمْ. لَكِنْ إِذْ كُنْتُ مُحْتَالاً أَخَذْتُكُمْ بِمَكْرٍ!) كورنثوس الثانية 12: 16
32-بِمَكْرٍ!) كورنثوس الثانية 12: 16
32) اخترع الأقنوم الثالث ، وهو الروح القدس:
(فَإِذْ وَجَدَ تَلاَمِيذَ 2سَأَلَهُمْ: «هَلْ قَبِلْتُمُ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمَّا آمَنْتُمْ؟» قَالُوا لَهُ: «وَلاَ سَمِعْنَا أَنَّهُ يُوجَدُ الرُّوحُ الْقُدُسُ».) أعمال الرسل 19: 1-2
33) جعل عيسى عليه السلام ابناً لله:
(فَاللَّهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ) رومية 8: 3
(3عَنِ ابْنِهِ. الَّذِي صَارَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ مِنْ جِهَةِ الْجَسَدِ 4وَتَعَيَّنَ ابْنَ اللهِ بِقُوَّةٍ مِنْ جِهَةِ رُوحِ الْقَدَاسَةِ بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ: يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.) رومية 1: 3-4
(31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية 8: 31-32
34) رفع عيسى عليه السلام لمصاف الآلهة:
(1بُولُسُ وَتِيمُوثَاوُسُ عَبْدَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، الَّذِينَ فِي فِيلِبِّي، مَعَ أَسَاقِفَةٍ وَشَمَامِسَةٍ.) رسالة فيليبى 1: 1
(5لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، 6الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً لأَجْلِ الْجَمِيعِ، الشَّهَادَةُ فِي أَوْقَاتِهَا الْخَاصَّةِ،) تيموثاوس الأولى 2: 5-6
(12شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي اهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ، 13الَّذِي انْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ وَنَقَلَنَا الَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ، 14الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا، 15اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ. 16فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً امْ سِيَادَاتٍ امْ رِيَاسَاتٍ امْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. 17اَلَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ 18وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ. الَّذِي هُوَ الْبَدَاءَةُ، بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدِّماً فِي كُلِّ شَيْءٍ.) كولوسى 1: 12-18
35) علمكم الكبر:
(1739- علمكم استحسان الضلال والإضلال وعدم الموضوعية فى البحث العلمى:
فقد استشهد الكتاب بكتب سماوية أنزلها الله على أنبيائه ، وليس لها وجود فى الكتاب المقدس: (ومع ذلك مازلتم تعدون هذا الكتاب من وحى الله)
1- سفر حروب الرب وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في (العدد 21 : 14 ) .
2- سفر ياشر وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في ( يشوع 10 : 13 ) .
3- سفر أمور سليمان جاء ذكره في (الملوك الأول11 : 41 )
4- سفر مرثية إرميا على يوشيا ملك أورشليم وجاء ذكر هذه المرثية في(الأيام الثاني35: 25)
5- سفر أمور يوشيا (الأيام الثاني35: 25)
6- سفر مراحم يوشيا (الأيام الثاني35: 25)
7- سفر أخبار ناثان النبي (أخبار الأيام الثاني9 : 29)
8 - سفر أخيا النبي الشيلوني (أخبار الأيام الثاني9 : 29)
9 - وسفر رؤى يعدو الرائي وقد جاء ذكر هذه الاسفار في (الأيام الثاني9 : 29)
10 - سفر أخبار جاد الرائي وقد جاء ذكره في (أخبار الأيام الأول 29 : 31 )
11- سفر شريعة الله (يشوع 24: 26)
12- سفر توراة موسى (يشوع 8: 31)
13- سفر شريعة موسى (يشوع 23: 6)
1- زبور عيسى الذى كان يعلم منه 35- إنجيل الأنكرتيين
2- رسالة عيسى إلى بطرس وبولس 36- إنجيل أتباع إيصان
3- رسالة عيسى إلى أبكرس ملك أديسه 37- إنجيل عمالانيل
4- إنجيل يعقوب ويُنسب ليعقوب الحوارى 38- إنجيل الأبيونيين
5- آداب الصلاة وينسب ليعقوب الحوارى 39- إنجيل أتباع فرقة مانى
6- إنجيل الطفولة ويُنسب لمتى الحوارى 40- إنجيل أتباع مرقيون(مرسيون)
7- آداب الصلاة وينسب لمتى الحوارى 41- إنجيل الحياة (إنجيل الله الحى)
8- إنجيل توما وينسب لتوما الحوارى 42- إنجيل أبللس (تلميذ لماركيون)
9- أعمال توما وينسب لتوما الحوارى 43- إنجيل تاسينس
10- إنجيل فيليب ويُنسب لفيليب الحوارى 44- إنجيل هسيشيوس
11- أعمال فيليب وينسب لفيليب الحوارى 45- إنجيل اشتهِرَ باسم التذكرة
12- إنجيل برنابا 46- إنجيل يهوذا الإسخريوطى
13- رسالة برنابا 47- أعمال بولس
14- إنجيل برتولما ويُنسب لبرتولما الحوارى 48-أعمال بطرس وأندراوس
15- إنجيل طفولة المسيح ويُنسب لمرقس الحوارى 49- أعمال بطرس وبولس
16- إنجيل المصريين ويُنسب لمرقس الحوارى 50- رؤيا بطرس
17- إنجيل بيكوديم وينسب لنيكوديم الحوارى 51- إنجيل حواء (ذكره أبيفانوس)
18- الإنجيل الثانى ليوحنا الحوارى 52- مراعى هرماس
19- إنجيل أندريا وينسب لأندريا الحوارى 53- إنجيل يهوذا
20- إنجيل بطرس وينسب لبطرس الحوارى 54- إنجيل مريم
21- أعمال بطرس وينسب لبطرس الحوارى 55- أعمال بولس وتكلة
22- رسالة بولس الثالثة إلى أهل تسالونيكى 56- سفر الأعمال القانونى
23- رسالة بولس الثالثة إلى أهل كورنثوس 57- أعمال أندراوس
24- إنجيل الإثنى عشر رسولا 58- رسالة يسوع
25- إنجيل السبعين وينسب لتلامس 59- راعى هرماس
26- أعمال يوحنا (ذكره أوغسطينوس) 60- إنجيل متياس
27- أعمال بطرس والاثنى عشر رسولا 61- إنجيل فليمون
28- إنجيل برتولماوس 62- إنجيل كيرنثوس
29- إنجيل تداوس 63- إنجيل مولد مريم
30- إنجيل ماركيون 64- إنجيل متى المُزيَّف
31- إنجيل باسيليوس 65- إنجيل يوسف النجار
32- إنجيل العبرانيين أو الناصريين 66- إنجيل إنتقال مريم
33- إنجيل الكمال 67- إنجيل يوسيفوس
34- إنجيل الحق 68- سفر ياشر
ومن المعروف كثرة الأناجيل عندهم ، التى تُعدِّدها دائرة المعارف الكتابية (كلمة أبوكريفا) ب 280 كتاباً: (فوتيوس : أما أكمل وأهم الإشارات إلى الأعمال الأبوكريفية فهي ما جاء بكتابات فوتيوس بطريرك القسطنطينية في النصف الثاني من القرن التاسع ، ففي مؤلفه "ببليوتيكا" تقرير عن 280 كتاباً مختلفاً قرأها في أثناء إرساليته لبغداد .. .. .. لابد أن تأليف هذه الأناجيل ونشرها كانا أيسر مما عليه الحال الآن . ويبلغ عدد هذه الأناجيل نحو خمسين)
تقول دائرة المعارف الكتابية (كلمة أبوكريفا): أن هناك (رسالة مفقودة إلى الكورنثيين: ففي (1كو 5: 9) يذكر الرسول رسالة إلى الكورنثيين يبدو أنها قد فقدت. وفي القرن الخامس أدمجت بعد الرسالة الثانية لكورنثوس رسالة قصيرة من الكورنثيين إلى بولس وأخرى من بولس إلى الكورنثيين، وهما موجودتان في السريانية، ويبدو أنهما كانتا مقبولتين في دوائر كثيرة في نهاية القرن الرابع، وهما تكونان جزءً من أعمال بولس الأبوكريفية، ويرجع تاريخ كتابتهما إلى حوالي 200 م.)
ذَكَرَ الكتاب المقدس التحريف الذى وقع لكلمة الله:
1) (كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8: 8
2) وهذا كلام الله الذى يقدسه نبى الله داود ويفتخر به ، يحرفه غير المؤمنين ، ويطلبون قتله لأنه يعارضهم ويمنعهم ، ولا يبالى إن قتلوه من أجل الحق ، فهو متوكل على الله: (4اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ! 5الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي. عَلَيَّ كُلُّ أَفْكَارِهِمْ بِالشَّرِّ.) مزمور 56: 4 –5
3) (15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!) إشعياء 29: 15 – 16
4) (38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
5) (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً.) كورنثوس الأولى 7: 25
6) (2هَا أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) غلاطية 5: 2
7) (12وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ فَلاَ يَتْرُكْهَا. 13وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا فَلاَ تَتْرُكْهُ.) كورنثوس الأولى 7: 12-13
8) (36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.) إرمياء 23:
لكي ينتصر الإسلام
الخطبة الأولى :
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونتوب إليه , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه , بعثه اللهُ تعالى على حين فترةٍ من الرسل وانقطاعٍ من السبل فهدى به من الضلالة وبصر به من العمى وجمع به بعد الفرقة و أغنى به بعد العيلة , فصلوات الله وسلامه عليه ما تعاقب الليل والنهار صلاةً وتسليماً دائمين إلي يوم الدين عليه وعلى صحبه والتابعين الأبرار الأطهار .. أما بعد أيها المسلمون :
إن الله تعالى أنعم على هذه الأمة ببعثة خاتم الرسل فجعلها خاتم الأمم كما كان نبيها خاتم الرسل عليه وعليهم جميعا أفضل الصلاة والسلام . بعث الله تعالى هذا النبي المختار في أمة كان كل همها و وكدها وشغلها تتبع أصول أذناب الإبل في هذه الصحراء القاحلة , وأنها كانت تركض وراء اليرابيع و الضببة تأكل منها وتشرب من ماء هذه الصحراء ثم لا هم لها بعد ذلك غير ذلك أبدا . فصوت فيها النبي صلى الله عليه وسلم وصاح فيها بنداء لا إله إلا الله محمد رسول الله فرفعت إليه رؤوسها وفتحت له عيونها و أصاخت له آذانها فاهتدت بهداه فكانت بذلك خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله عز وجل وتجاهد في سبيله , فخرجت من هذه الصحراء القاحلة لتقول لأساتذة المدنية وشيوخ الحضارة في فارس والروم جئناكم لنخرج من شاء الله تعالى من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة العيش ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.
أيها الأحبة ..
هذا النبي الذي بُعث في هذه الأمة كان من أعظم ما أهدى لها هداية السماء ونور التوحيد الذي عرف به الإنسان معنى إنسانيته وكرامته . ذلك الإنسان الذي لم يكن له معنى في الجاهلية وكان يرضى أن يطأطئ رأسه لإله من حجرٍ أو شجرٍ أو صنمٍ فيعبد اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى بعث إليه صلى الله عليه وسلم ليعلمه ألا إله إلا الله و لا معبود بحق سواه و أنه لا يجوز أن يطأطئ رأسه إلا لله عز وجل فلا يسجد لغيره ولا يعبد سواه مخلصاً له الدين ولو كره الكافرون . فنفخ فيه روح العزة ومعنى الحمية وسر الشجاعة والإنسانية حتى علّم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الإنسان الأعزل الفقير علمه إلا يذل ويخضع لشيء من متاع الدنيا وكيف يذل لغير الله عز وجل.
تأبى عقيدتنـا ، تأبى أصالتنا *** أن يصبح العُـرب أشتاتا وقطعانا
فلا لشرقٍ ولا غربٍ نطأطئها ***** بل ترفض الجبهة الشماء إذعاناً
فأصبح هذا الأعرابي بالأمس الذي يركض وراء إبله و غنمه وكل همه من الدنيا ملبس أو مطعم أو مشرب , أصبح هذا الإنسان عزيزا مرفوع الهامة تناطح السحاب لا يذل لغير الله عز وجل وليس لديه أي استعداد أن يهادن أو يداهن في دين الله عز وجل , حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم في ضمن دروس العزة والكرامة التي ألقاها على هذه الأمة العظيمة (( من قُتل دون ماله فهو شهيد ومن قُتل دون دمه أو نفسه فهو شهيد ومن قُتل دون عرضه فهو شهيد )) فعلَّم النبي صلى الله عليه وسلم الإنسان أن يكون أبياً رفيعاً قوياً عزيزاً منيعاً وألا يكون همه هذه الحياة الدنيا . كلا , لابد أن يكون للإنسان سرٌ وراء هذه الحياة ومعنىً فوق هذه الدنيا وألا يكون الإنسان تراباً فحسب ، بل هو حفنة من التراب عانقت هدي السماء فارتفعت وسمت و سمقت وارتفعت وشمخت فأصبحت أعظم من كل معاني البشرية لأنها ارتبطت بهدي الله عز وجل ونور الوحي النازل من السماء , فأصبح الإنسان بذلك عزيزاً مرفوع الهامة شامخ الأنف لا يذل لغير الله عز وجل طرفة أو لحظة . لم يسمح النبي صلى الله عليه وسلم للقبيلة أن تهدر قيمة الفرد كما لم يسمح للفرد أن يعتدي على كرامة القبيلة أو المجتمع أو الدولة بل جعل هذه الأشياء كلها تسير جنبا إلى جنب . فلا قيمة لقبيلة أفرادها مجموعة من الضعفاء والأتباع المقهورين الأذلاء الذين لا يرون لأنفسهم قيمة ولا كرامة , ولا قيمة لفردٍ لا ينتسب لذلك المجتمع الإسلامي الكبير الذي يتعاون أفراده على البر والتقوى ولا يتعاونون على الآثم والعدوان .
لقد جاء الإسلام الذي يحمّل الإنسان -كل إنسان- مسئوليته على كافة المستويات فإن النبي صلى الله عليه وسلم جاء يخاطب الفرد ليحمّله مسئوليته على كافة الأصعدة.
مسئوليته أولاً : في تعلُمِ العلم الشرعي أصولا وفروعا عقيدة وأحكاما , فلا يكون الإنسان مقلدا أو تابعا رضي أن يهدر عقله ويهدر فهمه ويهدر إدراكه ليكونَ تابعاً ومقلداً لفلان وفلانٍ دون حجةٍ ولا بصيرةٍ ولا هدى ولا كتابٍ منيرٍ . بل إن النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر العذاب الذي يصيب الإنسان الفاجر أو الكافر في قبره بَيَّنَ أنَّ من أعظم أسباب هذا العذاب أن يكون الإنسان مقلدا في دينه لم يتعب في البحث عن الدين ولم يجهد في استخراج الحجج واستنباطها ولم يستخدم هذا العقل الذي أنعم الله تعالى به عليه في الوصول إلى الحق بالدليل الشرعي من آية أو حديث أو إجماع و إنما رضي أن يكون مجرد مقلد لفلانٍ وفلانٍ . فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن الإنسان إذا وضع في قبره أنه يُسأل من ربُك ؟ وما دينُك ؟ ومن نبيُك ؟ فأما المؤمن أو الموقن فيقول : ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم .. وحينئذ يُسأل سؤالا رابعا ما علمك؟ من أين حصلت على هذا العلم؟ هل هو بالهوى والتقليد أو حصلت علية بالبحث والاتباع ؟ فيقول المؤمن الموقن : قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت . إذا هو علمٌ مبنيٌ على التحري ومبنيٌ على الدليل ومبنيٌ على الاتباع ومبنيٌ على الحُجة من كتاب الله تعالى أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد أجهد هذا المسلم نفسه في طلب العلم وثنى ركبه في مجالس الذكر واستمع إلى قال الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعمل عقله حتى وصل إلى الهداية وظفر بها وتمسك بها وعض عليها بالنواجذ , ولهذا نجح في الاختبار العظيم الكبير يوم يُوسَد في قبره ويتخلى عنه كل أحبابه وأصحابه وأولاده وأتباعه ويبقى وحيداً إلا من عمله الصالح . أما الكافر أو المنافق الذي كان لا يعرف الدين حقيقة في هذه الدنيا أو يقلد الناس فيقول ما يقولون دون حجةٍ ودون تَبصرٍ ودون أن يستخدم هذه الجوهرة العظيمة التي أعطاه الله تعالى - العقل - في معرفة دين الله تعالى وفهم النصوص القرآنية والأحاديث النبوية والوصول إلى الحق , ولو كان يردد في هذه الدنيا العبارات والكلمات والألفاظ دون أن يعيها فإنه يُخفق في الاختبار فيقول : هاه هاه لا أدري كنت أقول ما يقول الناس . إذا هو كان يقول وكان يردد لكن دون وعي ودون بصيرة ودون أن يحرك إنسانيته أو يستخدم مواهبه , إنما كان مجرد مقلد لفلان وفلان . فيخفق ولا يتذكر ماذا كان يقول في الدنيا وينسى ما يجب أن يقول في القبر فيقول : لا أدري كنت أقول ما يقول الناس , فيقال له : لا دريت ولا تليت فيضرب بمطرقة من حديد يصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلان ولو سمعها الإنس والجن لصعقوا من هول ما يسمعون .
فيا أخي الكريم .. صور نفسك وأنت في هذا الموقع الصعب العسير وأنت تتعرض لهذا الابتلاء الكبير في ذلك الموقف الخطير الذي لن ينفعك فيه مال ولا جاه ولا سمعة ولا شهرة ولا فلان ولا علان , إنما ينفعك فقط شيءٌ واحدٌ : علمٌ نافع أو عمل صالح . فهل تلقيت دينَ الله تعالى بالحجةِ والبرهان والدليلِ أم تلقيته من فلانٍ وعلانٍ ؟ وهل اهتممت بهذا الدين وتتبعت أحكامه أم اكتفيت بالموروثات الاجتماعية ؟ هذه الموروثات التي قد تكون صواباً في بعض الأحيان وقد تكون خطأً في أحيانٍ أخرى ونحن نرى اليوم مع الأسف الشديد أن الكثير من المسلمين يتعصبون لهذه الموروثات ويتحمسون لها ويركضون وراءها و يتناصرون من أجلها أكثر مما يتحمسون لبعض الأحكام الشرعية التي يسمعونها من أفواه العلماء و الدعاة والمتحدثين . إذاً لقد جعل الله تعالى عليك أنت بالذات مسئوليةً شخصيةً في تَعَلُمِ دينِ الله تعالى ومعرفة أحكام ما أنزل الله على رسوله بالأدلة الشرعية ولا يغنيك أن تكون مجرد مقلدٍ أعمى دون أن تبحث عن دليلٍ أو حجةٍ , لا يكفي أن تكون مقلداً لما نشأت عليه في مجتمعك .
كما إن الإسلام حمّلك مسئولية شخصية في وجوب تزكية نفسك لهذا العلم . فأيُ معنى أو قيمةٍ لعلمٍ يكون محصوراً في رأسك وعقلك لم يتحول إلى علم نافع بل هو علم مجرد , وكثيراً ما نواجه في مجتمعنا وواقعنا أشخاصاً إذا تكلموا كانوا كالفلاسفة , يعرفون ويتحدثون وربما يستشهدون بالنصوص وربما يقولون قال فلان وعلان لكن إذا أتيت إلى واقعهم الشخصي في عباداتهم , في علاقاتهم بأهلهم , الوضع البيتي والمنزلي الذي يعيشون فيه , الوضع الاقتصادي , الوضع الاجتماعي , لوجدت هؤلاء الأشخاصَ أبعدَ ما يكونون عن تَمثُلِ والتزام هداية السماء في تزكية أنفسهم وتزكية من حولهم . كم من إنسان قد يتكلم بالحق في لسانه ولكنك حين تنظر إلى سلوكه الشخصي تجد شيئا آخر وحين تنظر إلى بيته تجد ألوان المعاصي والمنكرات وتجد أهله وذريته وأولاده في وادٍ آخر لم يتعاهدهم بالهداية ولم يعلمهم بل ولم يمنعهم من الحرام فأتاح لهم كل وسائل الفساد وكل وسائل الاتصال بالعالم كله وهو يقول هؤلاء على مستوى أن يميزوا الطيب من الخبيث ، نعم كانوا على مستوى أن يميزوا الطيب من الخبيث لو أنك تعاهدتهم وعلمتهم وربيتهم وهذبتهم وأدبتهم ووضعت لهم الموازين المستقيمة التي يستطيعون أن يميزوا بها بين الحق والباطل والهُدى والضلال أما أن تتركهم لعوادي الزمن وخطط الأعداء يسمع في التلفاز الكثير ويسمع في المذياع الكثير و يقرأ في الجريدة الكثير ويسمع في المدرسة ويجالس قرناء السوء وربما أتيح له كثيراً أن يشاهد أفلام الفيديو مثلاً بل أن يطلع على القنوات الفضائية التي تبث من أنحاء العالم ومنها قنوات تنصيرية ومنها قنوات جنسية ومنها قنوات تخريبيه ومنها قنوات تنقل لنا قاذورات العالم كله وما فيه من خير وشر , ثم تترك لهذا العقل الغض الطري البسيط الذي لم ينضج بعد ولم يملك إمكانية التمييز وتقول إنه قادرٌ , فإن الأمر حينئذ يكون كما قيل :
ألقاه في اليَمِ مكتوفاً وقال له ******* إياكَ إياكَ أن تبتلَ بالماءِ
أو تجد هذا الإنسان الذي قد يفهم بعض النصوص في تعاملاته التجارية قد يأكل الربا ويأكل الحرام وقد يغش وقد يخدع وقد يأخذ أموال الآخرين أو يعتدي على أراضيهم أو يأخذ مالهم بالباطل لا بالحق , ومع ذلك يلتمس لنفسه ألف عذرٍ وعذر في أن من حقه أن يفعل ذلك كله . فأين التزكية إذن ؟ً وأين العلم الذي يجيده هذا الإنسان في لسانه والله تعالى يقول {{ ونفسٍ وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها * قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها }} فلا بد أن تزكي نفسك ثانيا بهذا العلم . وهذه التزكية لا يغني فيها أحدٌ عن أحدٍ ولا ينفع فيها قريبٌ عن قريبه ولا أبٌ عن ابنه ولا زوجٌ عن زوجه {{ يوم لا يُغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون }} , {{ يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم }} .
كما إن الإسلام لم يقنع منك بهذا فحسب , فلم يقنع منك أن تكون عالماً بالشرع فقط أو أن تضيفَ إلي ذلك تزكية نفسك شخصيا وتزكية أولادك وزوجك ومن ائتمنك الله عليهم فحسب , بل لابد أن تضيف إلى هذين الأمرين أمراً ثالثاً هو عربون دينك وإيمانك وانتسابك إلى هذا الاسم الشريف العظيم " الإسلام " وإلى هذا المجتمع الكبير - المجتمع المسلم - ألا وهو أن تكون متحمساً لقضايا المسلمين , متعاطفاً مع همومهم , فلا تعتبر أن ما يصيب المسلم في المشرق والمغرب قضيةٌ خارجيةٌ لا تعنيك أو شأنٌ خاصٌ في دولةٍ من الدول , بل تعتبر أن من علامة صدق الإيمان في قلبك أن يتحرك المؤشر كلما سمعت خبراً , فإن كان الخبرُ ساراً تحرك المؤشرُ بالفرحِ والسرور وإن كان الخبرُ مزعجاً تحرك المؤشر بالحزن والتعاطفِ مع قضايا المسلمين بقدر ما تستطيع . وأنت تستطيع الكثير ولو لم تستطع إلا الكلمة الطيبة لكانت الكلمة الطيبة صدقة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم . فمن الذي يحول بينك وبين أن تتحدث عن قضايا المسلمين وهمومهم أو تشاطرهم أفراحهم وأتراحهم وأحزانهم , أو تعمل على توعية من حولك بما يعانيه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها من ألوان الاضطهاد والتنكيل التي تبدأ بمحاولة نقلهم عن دينهم إلى دين آخر , سواء كان هذا الدين هو النصرانية أو كان هذا الدين هو العلمانية أو كان هذا الدين هو الإعراض عن دين الله عز وجل والجهل به , وهو الذي نشهده في كثير من الشعوب الإسلامية التي تحمل بطاقة مسلم أو هوية مسلم ولكنك حين تسأله تجد أنه يجهل كل قضايا الإسلام , بدءاً بقضية التوحيد وشهادة أن محمداً رسولُ الله التي أصبح من المسلمين من يجهلها , وانتهاءً بالأحكام الشرعية التي لا يفهم الكثير منها إلا أقل القليل , ومرورا بتجهيل المسلمين أمور دنياهم ليصبحوا عالة على عدوهم فهم يستوردون من عدوهم كل شي ويعتمدون على عدوهم في كل شي , لا أقول في السلاح فقط بل يعتمدون على عدوهم في الثوب الذي يلبسونه والنعل الذي ينتعلون والسيارة التي يركبون والبيت الذي يسكنون والورق الذي عليه يكتبون والقلم الذي يستخدمون وكل وسائل الحياة التي يحتاجون إليها أصبحوا عالة على عدوهم فأصبح عدوهم يمسك بخناقهم . وأصبح المسلمون في كثير من البلاد يحكمهم نصراني فيجعل التعليم لأبناء النصارى ويجعل الوظائف لأبناء النصارى ويجعل البعثات العلمية لهم ويجعل المواقع الحساسة لهم , أما المسلم فأصبح حظُه فقط هو أن يكون مستهلِكا مُستَعمَرا مهجَناً ليس له من الأمر شيئٌ - قليل أو كثير - وانتهاءً باضطهاد المسلم والتضييق عليه ومحاولة تصفيته جسديا والقضاء عليهم بما يسمى بالتطهير العرقي الذي يعمد إلى القضاء على المسلم , حتى لو كان المسلم ضعيف الولاء لدينه , حتى لو كان مسلما جاهلا , حتى لو كان مسلما لا يُقدم لدينه أي شيء , أصبح الكفارُ لا يُطيقون من يحمل اسمَ محمدٍ , أو علي , أو صالحٍ , أو يحمل في هويته أنه مسلمٌ أو ينتسب إلى عُروقٍ إسلاميةٍ ولو كان لا يُمت إلى الإسلام بأدنى صلة . إنهم يقتلون المسلم اليوم بالهوية في عدد من البلاد القريبة والبعيدة .
فلا بد أن تتحدث عن هذه القضايا ولا بد أن تشاطر المسلمين همومهم بالكلمة الطيبة على أقل تقدير , والكلمة الطيبة منك لا تكفي لأنك تملك أكثر من ذلك , تملك المشاركة الحقيقية : المشاركة بالمال مثلاً في قضايا المسلمين فإذا سمعت نكبة المسلمين في الصومال التي نستطيع أن تقول أنها نكبه الغرب وأن الصومال اليوم هو أفقر بلد في العالم وأنه يعيش كارثة و أزمة لم يشهد لها التاريخ المعاصر مثيلا , تهدد بإبادة شعب بأكمله من الوجود , أتدري لماذا ؟ صحيح أن الجانب القدري في هذا واضح وهذا قضاء الله تعالى وقدره ومسألة الجفاف لا يد لأحد فيها , ولكن ثمة سبب أخر . إن أصابع النصارى واضحة فيما يبدو , فالصومال هو البلد الأفريقي الوحيد الذي يسكنه المسلمون فقط ( 100% مسلمون ) لا يوجد به نصرانيٌ واحدٌ ولم يكن به قبل بضع سنوات كنيسة واحدة , فعمل النصارى على تمزيق هذا البلد وقسموه إلى خمسة أقسام واستعمروه وحاولوا أن يسلطوا عليه الأعداء بعد الخروج منه , حتى أثاروا النعرات القبلية وما زالوا يخططون و يكيدون ويمكرون مكر الليل والنهار , حتى أصبحت الصومال تواجه هذه الأزمة الخانقة التي تعيشها اليوم , واستطاع النصارى أن يستغلوا هذه الكارثة في محاولة تنصير أعدادٍ غفيرةٍ من المسلمين رجالاً ونساءً , كباراً وصغاراً , يقول أحد المسلمين وهو يبكي : " واللهِ لقد كُنا يوما من الأيام نسأل الله تعالى ونحن في قلب الصحراء أن لا نرى بأعيننا نصرانياً أو كافراً على وجه الأرض , فإذا بنا اليوم نفرح إذا رأينا النصراني لأننا نجد عنده الطعام والشراب والغذاء والدواء والكساء . واللهِ لقد كنا يوما من الأيام إذا وجدنا إناءً شرب فيه النصراني أو أكل غسلناه سبع مرات إحداهن بالتراب كما نفعل إذا شرب فيه الكلب ، أما اليوم فقد أصبحنا نَهِشُ للنصارى ونَبِشُ ونستقبلُهم بالبشر والترحاب لأننا وجدنا عندهم الإغاثة التي لم نجدها مع الأسف عند إخواننا المسلمين " . وأصبح ما يزيد على مليوني مسلمٍ في بلاد أوروبا يتعرضون لعملية تنصيرٍ جادةٍ تستهدف تحويل الصومال إلى منطقةٍ أو دولةٍ نصرانيةٍ .
فأنت تستطيع حين تسمع هذا أن تشارك بالمال وأن تؤدي بعض شكر نعمة الله تعالى عليك بالزكاة أو غيرها من الصدقات التي قد تُطعِم بها جائعاً أو تكسو عارياً أو تروي ظمآناً أو تعالج بها مريضاً أو يهدي اللهُ تعالى بها ضالاً أو متعرضا للتنصير والتكفير . والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( تصدق رجلٌ من ديناره من درهمه من صاع بره من صاع تمره - حتى قال عليه الصلاة والسلام - ولو بشق تمره ) . إذن لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن يكون ذلك شق تمره أو ريالاً واحداً , فأنت لو تصورت أن ألف مليون مسلم اليوم أو ألفاً ومائتي مليونِ مسلمٍ , لو أن كل واحد منهم تخلى عن ريالٍ واحدٍ فقط لكان معنى ذلك أننا جمعنا في حملةٍ واحدةٍ ألف ومائتين مليون ريال !! كم سوف تنفع هذه الأموال ؟ كم سوف تدفع بإذن الله تعالى من الشرور عن المسلمين ؟ لكن المشكلة العظيمة أن الكثيرين تخلوا عن دورهم ولو كان دوراً محدوداً ولو كان دوراً قليلاً وظنوا أن المطالبةَ بالإنفاق وأن المطالبةَ بالبذل هي مسئوليةُ الأغنياءِ فقط , أو تخلوا عن دورهم في الدعوة والهِداية وظنوا أن الدعوة والهداية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي مسئولية العلماء أو مسئولية الدعاة فقط أو مسئولية الخطباء فقط ونسوا أن الله تعالى حين خلقنا جمعياً خلقنا بشراً مسئولين مكلفين , وحين أنزل الدين لم يقل أبدا إن الدين مسئولية فئة الخاصة ولا مسئولية طبقة معينة و إنما جعل مسئولية هذا الدين على عاتق كل واحد منا سواء قام بها وحفظها أم ضيعها فهو مسؤول بين يدي الله عز وجل , قال الله تعالى {{ وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون }} .
أسال الله تعالى أن يوفقني وإياكم إلي القيام بما ائتمننا عليه إنه على كل شي قدير أقول هذا القول وأستغفر اللهَ لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمد لله ..
إن من ألوان المشاركة أيها الأخ الكريم أن تشارك بنفسك فإن المسلمين اليوم يتعرضون لحملات تقتيل وتشريد في بلاد شتى وهم بأمس الحاجة إلى أن نقول لهم إننا معكم , ولكن هذه الكلمة بذاتها لا يمكن أن تنقذ إنساناً من القتل ولا يمكن أن تُخرجَه من الأزمة التي يعيشها , فلماذا لا نتبع القول بالعمل و نصدق كلامنا بأفعالنا ؟! فنعبر للمسلمين حقيقة عن تعاطفنا معهم ووقوفنا إلى جانبهم وأن مشاعر الاخوة الإسلامية التي أقامها هذا الدين لا تزال تتحرك في صدورنا ولا تزال تعتمل في نفوسنا . إن العدو قد أفلح في إقامة الحواجز بين المسلمين فأصبحنا لا نشعر بهموم المسلمين البعيدين كما نشعر بهموم من حولنا , وأصبحوا هم يشكون في صدق أخوتنا لهم ويشكون في تعاوننا معهم . لقد رأوا أن الذين يقفون إلى جانبهم في كل المواقف غالباً هم النصارى أو غير المسلمين , أما المسلمين فطالما صاحوا ثم صاحوا ثم صاحوا ولا من مجيب .
لقد أسمعت لو ناديت حياً ********** ولكن لا حياة لمن تنادي
ولـو نارا نفخت بها أضاءت ******** ولكن أنت تنفخ في رمادٍ
أنتم جمعيا سمعتم ورأيتم بعيونكم المأساة التاريخية التي يشهدها المسلمون في البوسنة والهرسك . إنها عملية إبادة تصرح وسائل الأعلام الغربية بأن القرن كله لم يشهد لها مثيل , فهل فعلا لا يستطيع المسلمون في العالم الإسلامي أن يصنعوا لإخوانهم في يوغسلافيا شيئاً ؟ نقول كلا ثم كلا . واللهِ الذي لا إله غيرُه لو أن المسلمين شعروا بالمسئولية لاستطاعوا أن يصنعوا من الهزيمة في يوغسلافيا نصراً ومن الذل عزاً ومن القهر تمرداً ليس على الصرب الملاعين والكفار فقط بل على الصليبية العالمية ممثلة في هيئة الأمم المتحدة وفى الدول الكبرى التي تقف وراءها . إن الغرب يزعجه كثيرا أن يسمع كلمة جهاد , ولو شعر الغرب أن المسلمين يتنادون إلى دعم إخوانهم في البوسنة والهرسك , وأن هناك أعداداً من المسلمين وقفت إلى جانبهم تعلمهم وتصبرهم وتثبتهم وتعزز مواقعهم ومواقفهم وتدعوا الله تعالى لهم بالنصر وتؤازرهم بالمال وبما تستطيع , لو شعر الغرب لأحس أنه مهددٌ في قلبه – في قلب أوروبا - مهددٌ بخطر كبير يستدعي أن يسارع في حل المشكلة خشية أن تتفاقم وتتطور إلى أمور لا يستطيع أن يوقفها عند حدها , ولكن المسلمين في كثير من الأحيان يشعرون بأنهم عاجزون وأنهم مكتوفوا الأيدي على حين أنهم يستطيعون أن يعملوا الكثير.
أيها الأحبة ..
لنفرض جدلاً أنك لا تستطيع أن تتكلم ولا أن تعمل ولا أن تبذل المال ولا أن تقف بنفسك مع إخوانك معلماً وداعياً ومرشدا و مُصَبِّراًً , فإنك تستطيع ولا بد أمراً بعد ذلك ألا وهو المشاركة الوجدانية . قدم لي الدليل العملي على أنك فعلا تشعر بمشاعر المسلمين في كل مكان , أثبت لي أنك لست شامتاً تسخر مما يقع للمسلمين , قدم الأدلة المادية على أن روح الاخوة الإسلامية ما ماتت بعدُ في قلبك . إن المشاركة الشعورية والوجدانية هي أحد الأشياء التي نحتاج أليها كثيرا ولو لم تعمل , فإن النبي صلي الله عليه وسلم كان يقول لأصحابه وهو في معركة تبوك يقول لهم : ( إن بالمدينة أقواماً ما سرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم حبسهم العذر ) . إذن لنفترض أنك معذورٌ لا تستطيع أن تتكلم لأنك أبكم ولا تستطيع أن تنفقَ لأنك فقيرٌ ولا تستطيع أن تشاركَ بنفسك لأنك مريضٌ ولا تستطيع أن تعمل شيئاً , أثبت لنا أن عندك قلباً يحزن لآلامهم ويفرح لفرحهم , أثبت أن لديك مشاركةً وجدانيةً مع إخوانك في كل مكان ، أثبت أن روح الاخوة لا تزال تعمل في قلبك .
يا راحلين إلى البيت العتيق ******* لقد سرتم جسوماً وسرنا نحن أرواحاً
إنا أقمنـا على عذرٍ نكابده ******** ومن أقـــام على عذرٍ كمن راحَا
هذا الشعور الوجداني في قلبك سيتبعه تمني , سيتبعه على أقل تقدير دعوة ترفعها في الهزيع الأخير من الليل إلى رب العالمين تفتح لها أبوابُ السماء:
أتهزأ بالدعاء وتزدريه ********* ولا تدري بما صنع الدعاء
سهام الليل لا تخطي ولكن ********* لها أجلٌ وللأجل انقضاء
الأمة التي قوام أعدادها ألف ومائتا مليون , هل تعتقد أنه لا يوجد فيها واحد مستجاب الدعوة ؟ هل تظن أن أرحام النساء عقمت أن تلد شخصاً تقياً ولياً لو أقسم على الله لأبره ؟ ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره ) ؟ نحن نجزم يقيناً أن في هذه الأمة من الأولياء من لو دعوا الله لأجابهم , ولو استسقوا المطر من السماء لسقاهم شراباً طهوراً , ولو سألوا الله تعالى ما رد سؤالهم , ولو أقسموا على الله تعالى لأبرهم , فأين هؤلاء ؟ لماذا لا نحرك همم الناس ؟ العجائز والأطفال والكبار والصغار والسذج والمغفلين والجهال والمتعلمين والجميع لنقول لهم ادعوا الله . وإذا دعوت الله فادعُ لنفسك أولا ولا شك ولا تلام على هذا , ولكن أضف إلى هذا أن تدعوا إلى غيرك كما تدعوا لوالديك وللأقربين وللعلماء وللدعاة أن تدعوا لإخوانك المسلمين في كل مكان أن يفرج الله تعالى عنهم كروبهم ويزيل عنهم همومهم ويؤمنهم من خوف و يطعمهم من جوع ويرويهم من ظمأ , وقبل ذلك كله أن يعلمهم من جهل وأن يبصرهم في دينهم .
أيها الاخوة ..
إن آخر هذه الأمة لن يَصْلُحَ إلا بما صَلُحَ به أولها , فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم رَبَّى هذه الأمة على هذه المعاني , فرباها على المسئولية الشخصية في طلب العلم الشرعي والتعب وراء تحصيله بدليله , وربى هذه الأمة على مسئولية التزكية لهذا العلم للنفس وللغير , و ربى هذه الأمة على مسئولية المشاركة وأن تكون الأمة جسداً واحداً إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى كما قال عليه الصلاة والسلام , وكما قال في الحديث الآخر المتفق عليه ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) فلن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها . فلا بد إذن من دعوة لهذه الأمة , دعوة إلى الدين كله لا بعضه فلا ندعوا إلى بعض الدين ونغفل عن بعضه {{ أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض }} إننا لا نقبل تجزيء الإسلام أو علمنته فالدين جاء ليُعلم الإنسان كيف يتوضأ وكيف يصلي وكيف يبيع ويشتري وكيف يحكم , جاء ليهيمن على حياة الإنسان كلها دقيقها وجليلها , ولا يجوز التفريط بشي من الدين أو اعتبار أن جزءاً من الحياة غير داخل في مسألة الهداية الربانية . ولا بد أن تكون الدعوة إلى الدين لا إلى الهوى فالدين واحد أما الأهواء فهي شتى {{ ثم جعلناك على شريعةٍ من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون }} , {{ وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم }} . يجب أن ندعو إلى دين الله : كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا , لسنا ندعوا إلى أهوائنا ولا إلى أمزجتنا ولا إلى رغباتنا ولا إلى آرائنا الشخصية وإنماً ندعو إلى دين الله تعالى , أما آراءنا فقد نعرضها ولكننا لا نُلزم بها أحداً لأنها تحتمل أن تكون خطأ وتحتمل أن تكون صواباً . والراياتُ المرفوعة اليوم كثيرة والكثير منها ينادي إلى القرآن والسنة ولا شك أن الدعوة إلى الكتاب والسنة دعوةُ خيرٍ وهي دعوة تامة فاللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة . والخلاف بين المسلمين اليوم كثير و ربما الكثير منه خلاف شخصي ناتج عن اختلاف الطبائع وتفاوت الملكات ويمكن تجاوز الاختلاف بأن نقوم بعمل واحد في خدمة هذا الدين نتعاون فيه على البر والتقوى كما أمر الله عز وجل {{ وتعاونوا على البر و التقوى }} ولابد أن تكون دعوتنا إلى الدين فوق مستوى أن ندعو إلى لافتةٍ خاصةٍ أو رايةٍ خاصةٍ واسمٍ خاصٍ أو حزبٍ خاصٍ أو شخصٍ معينٍ , و إنما نحن نهتم بالدين وندعو إلى الدين ولا يهمنا بعد ذلك أي جنس تكون وأي لون تكون وأي اسمٍ تنتحل فإن المهم هو أن تكون ملتزماً بحقيقة الدين وجوهره ومظهره , فلا بد من هذا أولا أن نقوم بدعوة جادةٍ إلى دين الله عز وجل . ولا بد ثانيا أن تكون هذه الدعوة موجهةً للأمة كلها فليست الدعوة إلى الإسلام حكراً على فئةٍ خاصةٍ من المثقفين مثلاً أو من الأذكياء أو من الطلابِ والشبابِ أو من الدعاةِ كلا الدين نزل للجميع , والأعرابي الذي يركض وراء إبله أو ينعق بغنمه قد نزل الدين له و بعث الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه لدعوته . وقد يتساءل البعض وماذا يستفيد الإسلام من الأعرابي في الصحراء أو مزارع في بستانه ؟ فأقول دعك من سؤال ماذا يستفيد الإسلام من هذا الرجل , و لكن اسأل ماذا يستفيد هذا الرجل من الإسلام , يكفيه أن ينقذه الله من النار . وقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم على يهودي وهو في مرض الموت فقال له : ( قل أشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فنطق بها ثم مات فخرج النبي صلى الله عليه وسلم من عنده وهو يقول الحمد لله الذي أنقذه من النار ) , هذا الرجل اليهودي الذي أسلم لم يقدم للدين شيئا ولكنه قدم لنفسه . والدين جاء لهداية الناس وإخراج الناس من الظلمات إلى النور ووقايتهم من عذاب السعير ومن سخط الله تعالى حتى يحظوا برضوان الله تعالى والجنة , فالذي يُهمُنا أن ننقذ الناس بدين الله تعالى ولو لم يقدموا لدين الله تعالى شيئاً . ثم إن هذا الأمر جانب من تعظيم الإسلام لهذا الإنسان , فإن هذا الإنسان إذا اهتدى كان له شأنٌ كبيرٌ وقدرٌ عظيمٌ عند الله عز وجل مهما رخص في نظر الناس وقد هبت الريح يوماً من الأيام فلعبت بعبد الله بن أم مسعود وكان قصير القامة نحيف الساقين فضحك الناس فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( أتعجبون من دقة ساقيه والله لهما في الميزان أثقل من جبل أحد ) . ثم إنك لا تدري في أي طعامك البركة , فما يدريك أن يكون هذا الأعرابي الذي تحقره أو هذا الفلاح الذي لا تقيم له وزنا أو هذا العامي المشغول بتجارته أو هذا الإنسان الساذج المغفل الذي لا تعبأ به , ما يدريك أن يكون هذا الإنسان عظيما عند الله أو صادق القلب أو مخلص النية أو ذا دعوة مستجابة ؟! يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أبغوني ضعفاءكم هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم بدعائهم و استنصارهم ) .
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداءك أعداء الدين اللهم أعطنا ولا تحرمنا اللهم أكرمنا ولا تُهنا اللهم أعنا و لا تعن علينا اللهم انصرنا على من بغى علينا . اللهم صلِ وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين اللهم ارض عن صحابته وعن التابعين وتابعيهم إلى يوم الدين وعنا معهم بعفوك ومنّك وكرمك يا أرحم الراحمين . أيها الناس اتقوا الله تعالى وراقبوه واحذروا أسباب سخطه فإن طاعة الله تعالى وتقواه خير زاد والسلام عليكم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده رسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وأقم الصلاة إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر .
((((((((((((((((((((((((((((((((((((((0نبيل لوقا بباوي)))))))))))))))))
هو الدكتور المصري، نبيل لوقا بباوي، مواليد قرية بهجور، نجع حمادي، محافظة قنا عام 1944،تخرج في كلية الشرطة عام 1966 حصل على 2 دكتوراة، إحداهما في الاقتصاد والأخرى في القانون، عمل أستاذا للقانون في كلية الشرطة، وخرج على المعاش برتبة لواء عام 1992
ناقش فى شهر 6 / 2004 دراسة في الفقه الإسلامي عن حقوق وواجبات غير المسلمين في الدولة الإسلامية. وذلك من خلال دكتوراة ثالثة أشرف عليها د. حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصرية. ويستعد حاليا لمناقشة رسالة دكتوراة عن الدور الوطني للكنيسة المصرية وأثره على الأمن القومي، تحت إشراف الدكتور زقزوق أيضا بالاشتراك مع البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية.
ومن أهم مؤلفاته: “الوحدة الوطنية.. نموذج طنطاوي وشنودة”، و”الوحدة الوطنية ومأساة التعصب”، و”السيدة العذراء وادعاءات المفترين”، و”السيد المسيح وادعاءات المفترين”، و”مشاكل الأقباط في مصر”، و”خطورة مناقشة العقائد في الإسلام والمسيحية”.
وفي الجانب الإسلامي: “محمد الرسول صلى الله عليه وسلم وادعاءات المفترين”، و”انتشار الإسلام بحد السيف بين الحقيقة والافتراء”، و”الإرهاب ليس صناعة إسلامية”، و”زوجات الرسول والحقيقة والافتراء في سيرتهن”، و”الجزية على غير المسلمين.. عقوبة أم ضريبة؟”. ويستعد الآن لإصدار كتاب عن غزوات الرسول.
رشحه مجمع البحوث الإسلامية لجائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية، تقديرا لكتاباته التي أنصف فيها الإسلام، وفند آراء المستشرقين الذين دأبوا على الهجوم والافتراء على الإسلام، وهي أول مرة يرشح فيها مجمع البحوث شخصية مسيحية منذ إنشائه.
وفي حوار خاص لـ”إسلام أون لاين.نت” مع الدكتور نبيل لوقا بباوي، أكد على ضرورة فهم الحكمة الإلهية في اختلاف الأديان السماوية، وترك مناقشة العقائد والاهتمام بنشر السلام الاجتماعي الذي دعت إليه جميع الأديان. وهذا نص الحوار:
* كيف بدأ مشوار الاهتمام بالثقافة الإسلامية والرد على افتراءات المستشرقين عليها؟
- درَست الشريعة الإسلامية عندما كنت طالبا في كلية الحقوق، كما أصبح عندي قاعدة عريضة من الثقافة الإسلامية من خلال جمع المادة العلمية لرسالة الدكتوراة التي أعددتها في الشريعة الإسلامية بعنوان: “حقوق وواجبات غير المسلمين في المجتمع الإسلامي”، وقد دفعني الهجوم الشرس الذي يتعرض له الإسلام والمسلمون من بعض المنظمات الغربية والأمريكية إلى الكتابة عن الإسلام لتوضيح الصورة الصحيحة عنه وعن رموزه، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001. وتصديت في كتابي الأول للرد على الافتراء القائل بأن الإسلام قد انتشر بحد السيف، وفي كتابي الثاني رددت على من يقولون بأن الإسلام يحرض على الإرهاب، وكان عنوان الكتاب: “الإرهاب ليس صناعة إسلامية”، وقد تمت مراجعة هذه الكتب في الأزهر الشريف، وقوبلت بترحاب كبير برغم حساسية موقفي كمسيحي.
* ما الدافع الذي جعلك تتحمس للدفاع عن الإسلام في ندواتك ومؤلفاتك؟
- أنا لا أدافع عن الإسلام، فالإسلام بما فيه من مبادئ سامية في القرآن والسنة قادر على الدفاع عن نفسه، ولكنني في حقيقة الأمر باحث علمي محايد أؤمن بالمسيحية الأرثوذكسية، أتناول ما يردده الغرب تجاه الإسلام والمسلمين بالافتراء والغمز واللمز، وأرد عليه كباحث علمي فقط، بحيث أتناول الموضوع بحيدة شديدة وبموضوعية دون تعصب، حتى لا أدخل في متاهات المتعصبين من المسيحيين أو المسلمين.
وقد انتابني نوع من الاستياء الشديد بسبب الهجمة الشرسة التي زادت على الإسلام والمسلمين بعد أحداث 11 سبتمبر، فقبل هذه الأحداث كان بعض المستشرقين يهاجمون الإسلام والمسلمين وهم يرتدون نظارة سوداء من الحقد والكراهية لتشويه صورة الإسلام، ولكننا فوجئنا بعد أحداث سبتمبر أن اشترك في هذه الحملة الشرسة الساسة الأمريكيون والإعلاميون الغربيون، وأخذوا يرددون كلاما يقطر سما وحقدا وكراهية، وللأسف اشترك معهم بعض القساوسة المتعصبين من الغرب وأمريكا، منهم القسيس جبريل أحد زعماء الائتلاف المسيحي في أمريكا، وردد ألفاظا أقل ما يقال عنها أنها غير حضارية، فكيف يقال عن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أنزلت عليه رسالة سماوية يؤمن بها اليوم أكثر من مليار وربع المليار نسمة إنه إرهابي وقاطع طريق؟!.
* في رأيك، ما الأسباب الحقيقية لهذه الهجمة الشرسة على الإسلام؟ وما الهدف منها؟.
- الغرض سياسي معروف، حيث تحاول أمريكا تنفيذ نظرية صموئيل هنتنجتون أستاذ العلوم السياسية بجامعة هارفارد، المستشار السياسي للمخابرات المركزية الأمريكية، التي نشرها في كتاب صراع الحضارات ونظام الدولة الجديد عام 1998م. والغرض من هذه النظرية هو هدم الحضارات السابقة وفرض الحضارة الغربية.
فأمريكا الآن في مرحلة تكوين النظام العالمي الجديد الأحادي القيادة، وتفعل ذلك من خلال محورين:
1– القيادة المطلقة لأمريكا، وفرض الحضارة الغربية على حضارات العالم. وما يحدث في أفغانستان والعراق وفلسطين ما هو إلا نوع من فرض الهيمنة الأمريكية والحضارة الغربية بالعنف. وتجلى ذلك أيضا من خلال مشروع الشرق الأوسط الكبير.
2- التشكيك والافتراء على الإسلام ورموزه لإزالة الحضارة الإسلامية، ووضع الإسلام في حالة المدافع عن نفسه. وهو ما يقوم به الإعلام الغربي بكل قوته.
* بعد تعمقك في دراسة الدين الإسلامي، ما الحقيقة التي تحب أن يفهمها العالم عن الإسلام والمسلمين؟.
- لا بد أن يحرص الدعاة المسلمون على تصدير الثقافة الإسلامية صحيحة للغرب، كما أن الإسلام يجب أن يكون حجة على تصرفات تابعيه، وليس تصرفات تابعيه حجة عليه. إن الغرب يكيل بمكيالين، وينسب للإسلام تصرفات بعض المسلمين التي لا يقرها الإسلام، فالإسلام لا يقر الإرهاب وقتل النفس.
ومن ناحية أخرى فالإرهاب ظاهرة عالمية مارسها أتباع كل الأديان، ففي عام 1995 وضعت جماعات التعصب المسيحي في أوكلاهوما طنا ونصف الطن من الديناميت أمام أحد المباني الفيدرالية، وفجروا هذه الكمية من المتفجرات عن بُعد، ودُمر المبني، وقُتل 168 وأصيب 320 أمريكيا، وقُتل 20 طفلا كانوا موجودين في حضانة أبناء الموظفين بالمبنى. وذكرت وكالات الأنباء أن من قام بهذا العمل 3 أشخاص ملامحهم شرق أوسطية، ثم ثبت أن مرتكب الحادث شخص ينتمي لجماعة متطرفة مسيحية. فهل قال أحد إن هذا إرهاب مسيحي؟!.
وفي عام 1996 قامت جماعات العنف المسيحية بمهاجمة بعض المباني في فرنسا، ووضعوا متفجرات في محطات مترو الأنفاق، وقتلوا 194 شخصا. هذا بالإضافة إلى ما يفعله الإسرائيليون كل يوم، وما فعلوه في قانا وفي صبرا وشاتيلا. وكلنا نتذكر الإرهابي الإسرائيلي الذي دخل المسجد الإبراهيمي عام 1996، وقتل بمدفع رشاش 94 مسلما، فهل قال أحد إن هذا إرهاب يهودي؟!.
فالغرب إذن يركز على مهاجمة الإسلام لأغراض سياسية، وهو ما يضع على عاتق الدعاة المسلمين مسئولية خطيرة، وهي توضيح صورة الإسلام الحقيقية التي تدعو للسلام، حيث يقول الله تعالى في سورة البقرة، الآية 208: (يَا أَيهَا الذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السلْمِ كَافة)، وفي سورة الأنفال، الآية 61: (وَإِن جَنَحُوا لِلسلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكلْ عَلَى اللهِ إِنهُ هُوَ السمِيعُ الْعَلِيمُ)، وتحية الإسلام نفسها تدل على السلام والرحمة.
لقد أنزل الله تعالى 3 ديانات سماوية، لا ليتشاجر أتباع كل ديانة، فالقرآن الكريم يقول: (وَإِن جَنَحُوا لِلسلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكلْ عَلَى اللهِ إِنهُ هُوَ السمِيعُ الْعَلِيمُ)، وفي الإنجيل نفس المعنى، فقد ورد في إنجيل لوقا إصحاح 2: (المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام). كما ورد في إنجيل لوقا أيضا إصحاح 10: (وأي بيت دخلتموه فقولوا سلام لأهل البيت فإن كان ابنا للسلام يحل سلامكم عليه).
فحجر الزاوية في الأديان السماوية هو عبادة الله الواحد. والتنافس بين أتباع كل دين في العمل الصالح والبعد عن المفاسد، ففي القرآن الكريم يقول الله تعالى في سورة التوبة الآية 105: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) ونفس المعنى في إنجيل متى إصحاح 5: (يروا أعمالكم الحسنة فيمجدوا أباكم الذي في السماوات).
والديانات السماوية ديانات محبة وتآخٍ، حتى مع الأعداء، يقول إنجيل متى في الإصحاح الخامس: (أما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم، وباركوا لاعنيكم، وأحسنوا إلى مبغضيكم). ويقول محمد صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة في العام السابع الهجري لمن حاولوا قتله: (اذهبوا فأنتم الطلقاء).
كما تهدف الأديان السماوية إلى السلام الاجتماعي بين البشر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، يقول تعالى في سورة هود الآية 118: (وَلَوْ شَاءَ رَبكَ لَجَعَلَ الناسَ أُمة وَاحِدَة وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)، وتدل الآية الكريمة على أن الاختلاف أمر بمشيئة الله وليس بمشيئة البشر، وبالتالي يجب ألا يكون التنافس في العقائد، وإنما في المبادئ الاتفاقية مثل المحبة، والتعاون، والسلام… إلخ، ويترك الحساب لرب العباد وليس للبشر.
وحتى نعيش في سلام اجتماعي يجب أن أحترم خصوصياتك، حتى ولو لم أعترف بها، وفي المقابل يجب أن تحترم خصوصياتي حتى ولو لم تعترف بها.
* هل حدثت لك أية مضايقات بسبب اهتمامك بالرد على افتراءات المستشرقين الغرب؟
- بالتأكيد قابلت متعصبين مسيحيين ومسلمين رفضوا ما أدعو له، وقاموا بسبي وقذفي على صفحات الجرائد والإنترنت، واتهموني بأنني عميل للحكومة. ولكني أتجاهل كل هذا ولا ألقي له بالا، فقد قاموا بسب البابا شنودة سابقا واتهموه بنفس التهم. فأنا باحث علمي أقابل الحجة بالحجة ولا أمل مناقشة أفكاري طالما أنها في الإطار العلمي بعيدا عن الافتراءات والأكاذيب.
* “مشاكل الأقباط في مصر” كان عنوان أحد كتبك، فما هي هذه المشاكل؟
- للأقباط في مصر مشاكل داخلية مثلهم في ذلك مثل المسلمين، وهذا لا يعني أنهم مضطهدون كما يزعم بعض المغرضين، وقد قصدت في كتابي أن نحل هذه المشاكل داخليا بدلا من ترديد مزاعم القلة المتعصبة التي تجري خلف بعض المنظمات المغرضة. وقد تحدثت في كتابي “مشاكل الأقباط وحلولها” عن هذه المشاكل، ومنها مشكلة الخط الهمايوني لبناء وترميم الكنائس، فقد كان هناك قرار منذ أيام الحاكم العثماني يقضي بضرورة موافقة الحاكم شخصيا على البناء أو الترميم، وزعم بعض المتعصبين أن هذا القرار معمول به حتى الآن. لكن الحقيقة أنه صدر قرار جمهوري عام 1998 يقضي بأن يتولى المحافظون إصدار هذه التراخيص. ولقد ذكر البابا شنودة أن عدد الكنائس التي تمت الموافقة على بنائها في عهد الرئيس مبارك أكثر منها في أي عهد آخر.
ومن المشاكل التي ذكرتها في كتابي أيضا إذاعة القُداس في الإذاعة والتليفزيون، واختيار بعض الوزراء من الأقباط، وإبراز التاريخ المشرف لبعض الأقباط ضمن تاريخ مصر، وتنقية الخطاب الديني الإسلامي والمسيحي من التعصب. وغالبية هذه المشاكل تم حلها.
* لماذا لم يتحرك مسيحيو العالم للدفاع عن المقدسات المسيحية بفلسطين؟
- الحادث أن الضمير المسيحي في الغرب -خاصة الحكام المسيحيين- في حالة سبات ونوم عميق حتى لا يُغضبوا أمريكا ويقعوا تحت طائلة العقوبات الأمريكية. فما حدث في كنيسة المهد التي وُلد بها السيد المسيح ومحاصرتها وضربها بالقنابل كان يحرك الحجر، لكنه لم يحرك ضمير الحكام المسيحيين؛ لأن السياسة العالمية اليوم هي سياسة المصالح، ماذا تعطيني في مقابل ما أعطيك؟ إن العالم تحكمه مصالح سياسية بعيدة عن التعصب الديني، ففي أمريكا 6.2 ملايين يهودي أمريكي، لا يستطيع حزب من الأحزاب -الديمقراطية أو الجمهورية- تجاهل هذه الأصوات الانتخابية، خاصة بعد نجاح بوش الابن في الانتخابات الأخيرة بفارق 825 صوتا عن آل جور. ومن جانب آخر نجد اللوبي الإسرائيلي يحمي حمى الدفاع عن إسرائيل في كل تصرفاتها، ويقوم بدور كبير في تحريك العالم في الجهة التي يريدها.
* في رأيك، كيف تعود الحضارة الإسلامية لقوتها السابقة؟
- يحدث هذا لو تمسكنا بمبادئ وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، يقول الله تعالى في قرآنه الكريم: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعا وَلاَ تَفَرقُوا)، ولكن الملاحظ اليوم أن الحروب بين الدول الإسلامية بعضها البعض أكثر من حروبها مع الدول غير الإسلامية. التعاون والتكامل بين الدول العربية والإسلامية أقل بكثير من التعاون مع الدول غير الإسلامية مما أدى إلى إثراء الاقتصاد الغربي وضعف وفقر الاقتصاد الإسلامي. كما أن الخصام بين الحكام العرب والمسلمين ظاهرة حياتية في كل العصور والأزمان، وحرص الحكام العرب على الخطب الرنانة التي تمجد أعمالهم وسياستهم بعيدا عن الاهتمام بالأخذ بأساليب القوة.
كتاب جديد لمؤلف مسيحي ينصف الإسلام والمسلمين
أوصى الأزهر بترجمته إلى لغات العالم
هذا الكتاب “انتشار الإسلام بحد السيف: بين الحقيقة والافتراء”، يكتسب أهميته، ليس من موضوعه أو عنوانه الذي تطرق إليه عشرات المؤلفين العرب والمسلمين والمستشرقين، وإنما من ديانة مؤلفه وثقافته، فالمؤلف د. نبيل لوقا بباوي، مسيحي أرثوذكسي، من جمهورية مصر العربية، حصل على دكتوراه في القانون، ودكتوراه في الاقتصاد، ويعدّ للحصول على درجة الدكتوراه في الشريعة الإسلامية تحت إشراف الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري، وعنوانها: “حقوق وواجبات غير المسلمين في المجتمع الإسلامي”. ويكتسب الكتاب أهمية مضاعفة من وطنية المؤلف وموضوعيته.
سبب تأليف الكتاب:
نظراً لما لاحظه المؤلف من تعرض الإسلام دائماً للهجوم الشديد من قبل أعدائه في الغرب، وفي مقدمتهم المستشرقون، وخاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م، ومشاركة عدد من السياسيين الغربيين والأمريكيين في الهجوم على الإسلام، وادعائهم أن الإسلام دين عنف يحرض أتباعه على هذا العنف، وأنه انتشر بحد السيف، عندئذ وجد المؤلف أن الواجب العلمي والقومي والوطني يفرض عليه التصدي لهذه الحملة الشرسة التي يتعرض لها الإسلام.
وللمؤلف كتابين آخرين في هذا الإتجاه، وهما: كتاب (الإرهاب ليس صناعة إسلامية) و كتاب (زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وادعاءات المفترين)
الإسلام وخرافة السيف!
استعرض المؤلف الاتهام الموجه للإسلام بأنه “دين انتشر بحد السيف والقوة، وأنه أجبر الناس على اعتناقه”، مشيراً إلى قراءته عشرات الكتب التي تتعلق بانتشار الإسلام، وعشرات الكتب في التاريخ الإسلامي، كتبها كُتَّاب مسلمون وكُتَّاب مسيحيون، وخاصة من الغرب، بعضهم يعرض المسألة بموضوعية تاريخية بعيداً عن التعصب الأعمى، وبعضهم يعرضها بالغمز واللمز الذي يقطر السم فيه من مداد قلمه.
وبعد أن ناقش المؤلف هذه التهمة -مع ما كُتب عنها- بموضوعية علمية وتاريخية، وحللها تحليلاً محايداً بفطرته البشرية السليمة التي تسعى - كما ورد في تقرير الأزهر الشريف عن الكتاب ومؤلفه - وراء معرفة الحقيقة لتسجيلها ونشرها، وترفض الظلم وتناصر الحق والعدل… انتهى المؤلف- عن قناعة -إلى أن الإسلام كدين سماوي لم ينتشر بحد السيف، ولم يجبر الناس على الدخول فيه واعتناقه بالقوة، وإنما اعتنقه المسلمون الذين دخلوا في الإسلام بقبول خالٍ من الإكراه، وأنه ثبت من جميع المصادر التاريخية أن الحكام المسلمين الذين فتحوا البلاد كانوا يخيّرون الناس في تلك البلاد التي يتم فتحها بين البقاء على دينهم مع ضمان حرية إقامة شعائر دينهم الذي هم عليهم وبين الدخول في الإسلام تنفيذاً لقوله تعالى: لا إكراه في الدين وإذا اختاروا البقاء على دينهم فإن لهم نفس الحقوق التي للمسلمين وعليهم نفس الواجبات التي على المسلمين، إعمالا للمبدأ الإسلامي “لهم ما لنا وعليهم ما علينا”.
محتوى الكتاب:
يتألف الكتاب من (192) صفحة من الحجم المتوسط، موزعة على خمسة أبواب، اختتمها بذكر أسماء المراجع العربية والأجنبية.
فالباب الأول يشرح انتشار الإسلام في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، ويتكون من أربعة فصول، بدأها بالحديث عن مولده -عليه الصلاة والسلام - من حيث المكان والزمان، عارضاً سيرته الشريفة، ومواقفه مع المشركين في مكة، ومع المهاجرين والأنصار واليهود في المدينة المنورة، ومواقعه الحربية، ورسائله إلى الملوك والرؤساء، وانتهاء بحجة الوداع، ووفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.
ويتناول الباب الثاني بالشرح انتشار الإسلام في عهد الخليفة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- ويتكون من فصلين: بدأهما بطريقة اختياره خليفة للمسلمين، ثم الحديث عن حروب الردة، وعن المواجهات العسكرية، وعن انتشار الإسلام خارج الجزيرة العربية في عهده، ثم الحديث عن وفاته.
وفي الباب الثالث يشرح المؤلف انتشار الإسلام في عهد الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- ويتكون من ثلاثة فصول: بدأها بطريقة اختياره خليفة للمسلمين، ثم الحديث عن الفتوحات الإسلامية، الواسعة في عهده في دولتي الفرس والروم، وعن نظام الحكم الذى اتبعه في قيادته للدولة الإسلامية، ثم عن قتله.
أما الباب الرابع، فيتعلق بشرح انتشار الإسلام في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه - ويتكون من ثلاثة فصول: بدأها بطريقة اختياره خليفة للمسلمين، ثم الحديث عن الفتوحات الإسلامية المحدودة في عهده، وعن الفتنة التي حدثت داخل الدولة الإسلامية في عهده وأسبابها ونهايتها التي انتهت بقتله.
وأما الباب الخامس والأخير: فقد شرح فيه المؤلف انتشار الإسلام في عهد الخليفة علي بن أبي طالب - رضي الله عنه- ويتكون من ثلاثة فصول: بدأها -أيضاً- بطريقة اختياره خليفة للمسلمين، ثم الحديث عن الفتنة التي حدثت بين المسلمين في عهده والحروب الداخلية التي دارت بين المسلمين بعضهم مع بعض والتي كانت سبباً في عدم انتشار الإسلام في مناطق جديدة خارج حدود الدولة الإسلامية، التي كانت في عهد الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- وعن الصراع الدموي الذي دار بين مؤيديه ومعارضيه والذي انتهى بقتله.
المقولات الأساسية للكتاب:
لقد تعرض المؤلف -في كتابه- للاضطهاد والتعذيب والتنكيل والمذابح التي وقعت على المسيحيين الأرثوذكس في مصر من الدولة الرومانية ومن المسيحيين الكاثوليك، لا سيما في عهد الإمبراطور دقلديانوس الذي تولى الحكم في العام 284م، فكان في عهده يتم تعذيب المسيحيين الأرثوذكس في مصر بإلقائهم في النار أحياء، أو كشط جلدهم بآلات خاصة، أو إغراقهم في زيت مغلي، أو صلبهم ورؤوسهم منكسة لأسفل، ويتركون أحياء على الصليب حتى يهلكوا، ولا يتم إنزال جثثهم من الصليب، بل تترك للغربان لتأكلها .. إلخ ما ذكره من ألوان التعذيب وصوره، إضافة إلى المغالاة في الضرائب التي كانت تفرض عليهم في كل شيء حتى على دفن الموتى .. كما تعرض المؤلف للإشارة إلى الاضطهاد والتعذيب والقتل الذي وقع على المسيحيين البروتستانت من المسيحيين الكاثوليك.
وكان المؤلف يستهدف من ذكر هذا الصراع المسيحي: عقد مقارنة بين هذا الاضطهاد الديني الذي وقع على المسيحيين الأرثذوكس من الدولة الرومانية ومن المسيحيين الكاثوليك، وبين التسامح الديني الذي حققته الدولة الإسلامية في مصر، وحرية العقيدة الدينية لغير المسلمين التي أقرها الإسلام، وتركهم أحراراً في ممارسة شعائرهم الدينية داخل كنائسهم، وتطبيق شرائع ملتهم في الأحوال الشخصية، وتحقيق العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات بين المسلمين وغير المسلمين، كما استهدف المؤلف إثبات أن تجاوز بعض الولاة للمسلمين، أو بعض الأفراد، أو بعض الجماعات من المسلمين في معاملاتهم لغير المسلمين، إنما هي تصرفات فردية شخصية لا تمتّ لتعاليم الإسلام، ولاعلاقة لها بمبادئ الدين الإسلامي وأحكامه.
كما تعرض المؤلف لشرح الجزية التي فرضت على غير المسلمين في الدولة الإسلامية بموجب عقود الأمان التي وقعت معهم، وبيّن أنها ضريبة دفاع عنهم في مقابل حمايتهم والدفاع عنهم، لإعفائهم من الاشتراك في الجيش الإسلامي حتى لا يدخلوا حرباً يدافعون فيها عن دين لا يؤمنون به، وهي في الوقت ذاته نظير التمتع بالخدمات التي تقدمها الدولة للمواطنين مسلمين وغير مسلمين، والتي ينفق عليها من أموال الزكاة التي يدفعها المسلمون، وأن هذه الجزية لا تمثل إلا قدرا ضئيلاً متواضعاً لو قورنت بالضرائب الباهظة التي كانت تفرضها الدولة الرومانية على المسيحيين في مصر ولا تعفي أحد منها مهما كان، في حيث أن الدولة الإسلامية كانت تعفي أكثر من 70% من الأقباط من دفع هذه الجزية، فقد كان يعفى من دفعها: القاصرون، والنساء، والشيوخ، والعجزة، وأصحاب الأمراض، والرهبان…
رؤية تقديرية:
لقد بذل المؤلف جهداً كبيراً بموضوعية رائعة في تأليف هذا الكتاب القيم، حيث أقام الأدلة والبراهين على كذب الاتهام الموجه للإسلام بأنه “دين انتشر بحد السيف، وأن الناس أجبروا على اعتناقه”، وثبت أن هذا الاتهام افتراء على الإسلام من جانب أعدائه الحاقدين عليه، المتعصبين ضده.
ومما يحسب للمؤلف في هذا الكتاب: التزامه في نهاية كل مبحث من مباحث كل فصل بالتعليق على الأحداث، وانتهاؤه بالاستدلال على أن الإسلام كدين لم ينتشر بحد السيف، ولم يفرض على الناس، وإنما اعتنقه من اعتنقه بالاختيار المطلق الخالي من أي إكراه، وكذا ربطه بين التجاوزات التي حدثت من بعض الولاة المسلمين، أو من بعض الأفراد، أو من بعض الجماعات الإسلامية في معاملاتهم لغير المسلمين، واعتبار أن هذه التجاوزات إنما هي تصرفات فردية شخصية لا تمتّ لتعاليم الإسلام بصلة، ولا علاقة لها بالمبادئ والأحكام الإسلامية، مثلها في ذلك مثل التجاوزات التي حدثت من الدولة الرومانية، ومن المسيحيين الكاثوليك ضد المسيحيين الأرثوذكس والمسيحيين البرنستانت، وأن المسيحية كدين لا تقرّ هذه التجاوزات ولا توافق عليها.
وانطلاقاً من موضوعية المؤلف، فقد انتقد موقف المستشرقين من الإسلام وتغاضيهم عما حدث من تجاوزات في جانب المسيحية، كما طلب من المسلمين إعادة النظر في أسلوبهم ومنهجهم عندما يخاطبون غير المسلمين وأن يسيروا في الطريق السليم الذي رسمه لهم دينهم الإسلامي، وسار فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- والخلفاء الراشدون من بعده، لاسيما بعد الهجوم الشرس الذي يتعرض له الإسلام حالياً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر من العام 2001 في مدينتي واشن ونيويورك الأمريكيتين.
رأي الأزهر في الكتاب:
وافق الأزهر الشريف على هذا الكتاب، محيياً مؤلفه على جهده المشكور، ورأى الأزهر أن هذا الكتاب يصحح مفهوماً خاطئاً عن الإسلام، ويزهق فرية باطلة عنه اتهمه بها أعداؤه المتعصبون ضده، داعيا إلى طبعه ونشره وتداوله وترجمته إلى اللغات الأجنبية، مع نشره خارج نطاق الوطن العربي، لأن غير الناطقين باللغة العربية هم الأشد حاجة إليه.
وقد طبع الكتاب هذا العام 2002م، عن دار البباوى للنشر بالقاهرة.
سماحة الإسلام تتجسد في7 يناير
بقلم: د. نبيل لوقا بباوي
أستاذ القانون الجنائي
لقد أعاد لنا الرئيس الزمن الجميل في الوحدة الوطنية في ايام سعد زغلول, وحتي زمن سعد زغلول الذي يضرب به المثل في الوحدة الوطنية لم يصل في مصداقيته في الوحدة الوطنية مثل زمن مبارك, لقد اصبحت الوحدة الوطنية حقيقة واقعية نعيشها يوميا في محاورنا الحياتية وحقيقة لا ينكرها, احد تعبر عنها بصدق هذه العلاقة الحميمة في الصداقة بين البابا شنودة والامام سيد طنطاوي والرئيس حينما اطلق قرار7 يناير عيدا قوميا لكل المصريين يأخذ فيه جميع المصريين اجازة لكي يهنيء المسلمون أخوانهم المسيحيين بالعيد مثل عيد الاضحي وعيد الفطر فإنه ينفذ سماحة الدين الاسلامي مع غير المسلمين
وانا لا اقول ذلك من فراغ ولكن من واقع دراستي للشريعة الاسلامية فرغم انني مسيحي اعتز بمسيحيتي الارثوذكسية الا اني اعد لرسالة دكتوراه ثالثة في الشريعة الاسلامية وهي تحت اشراف وزير الاوقاف دكتور محمود حمدي زقزوق والدكتور محمد حافظ رضوان وموضوعها حقوق وواجبات غير المسلمين في الدولة الاسلامية وهذه اول مرة في مصر قبطي يعد رسالة دكتوراه في الشريعة الاسلامية علي حد علمي المتواضع وقد انتهيت من كتابة95% من الرسالة وسوف اناقشها بإذن الله في منتصف العام القادم لذلك استطيع أن أوكد من خلال دراستي أن تسامح الاسلام مع غير المسلمين لا حدود له لأن الاسلام يحترم الانسان لكونه انسانا بغض النظر عن ديانته وعن جنسيته او لونه فقد ورد في سورة الاسراء آية70 ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلا وعلي ذلك لكل انسان كرامته واحترامه لكونه انسانا وقد روي البخاري في صحيحه عن جنازه مرت علي الرسول( صلي الله عليه وسلم) فقام لها واقفا فقيل له يارسول الله انها جنازه يهودي فقال الرسول( صلي الله عليه وسلم) اليست نفسا رغم ان الجنازة ليهودي وما أكثر ما لقاه الرسول( صلي الله عل
يه وسلم) من اليهود في بداية الدعوة الاسلامية ولكن الرسول( صلي الله عليه وسلم) وقف احتراما للجنازة رغم ان صاحبها يهودي ولكنه في النهاية انسان والاسلام ينظر الي مختلف الاديان السماوية نظرة متحضرة وهو يعترف بجميع الاديان السماوية السابقة, وان اختلاف الاديان امر وارد بمشيئة الله وارادته والله أنزل الديانات السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والاسلام ومنح الإنسان حرية الاختيار وان يتبع اي دين سماوي بارادته الحرة وقد ورد ذلك في سوة الكهف آيه29 فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ولذلك فالاسلام في سماحته مع كل اجناس الارض يقرر احترام اصحاب الديانات الاخري ولا يفرض علي أحدا تغيير ديانته وقد ورد ذلك في سورة البقرة256 لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ولا يجوز لاحد من المسلمين حتي الرسول ذاته ان يجبر أحد علي تغيير ديانته فقد ورد في سورة يونس الآيه99 أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين مما تقدم يتضح مدي احترام الانسان لكونه انسانا ومدي احترام الانسان لاصحاب الديانات الاخري من مباشرة عقائدهم لذلك كان جميلا من الرئيس مبارك ان ينحاز لسماحة الاسلام مع غير المسلمين ويطلق صيحته التاريخية في اسوان باعتبار يوم7 يناير عيد القيامة اجازة لجميع المصريين والرئيس في ذلك ينفذ سماحة الاسلام مع غير المسلمين واسوق واقعة تؤكد انحياز الرئيس مبارك لسماحة الإسلام فقد قام الرسول( صلي الله عليه وسلم) ببناء مسجده في المدينة في عام622 م في العام الثاني للهجرة وزاره وفد من النصاري من آل نجران ودار بين وفد النصاري والرسول( صلي الله عليه وسلم) حوار لكي يدخل النصاري تحت حماية الدولة الاسلامية علي ان يمارسوا شعائرهم الدينية بحرية في كنائسهم ووافقهم الرسول علي ذلك علي أن يحميهم المسلمون من اي اعتداء خارجي, وافق الرسول دون دفع الجزية لأنها لم تكن قد فرضت بعد وأثناء وجودهم داخل مسجد الرسول كان الوقت بعد العصر فكان وقت صلاة النصاري المسيحيين وأرادوا الصلاة داخل المسجد. ولكن الصحابة منعوهم من الصلاة ولكن الرسول قال للصحابة دعوهم يصلون داخل المسجد وصلي المسيحيون داخل المسجد صلاتهم هذا هو صحيح الدين الاسلامي الذي نفذه الرئيس مبارك وجعل الوحدة الوطنية حقيقة واقعية في مصر, وجعل ولاء المسيحيين والمسلمين لمصر ولاء من الاعماق يجري في شرايين كل انسان مصري مع دمه وانطلاقا من ولائي لمصر وجدت من واجبي القومي والعلمي ان اتعرض للهجمة الشرسة
التي اطلقها الغرب وامريكا علي الاسلام والمسلمين بعد احداث11 سبتمبر بأن الاسلام انتشر بحد السيف وان الارهاب خرج من رحم الاسلام وتناولوا بالغمز واللمز زوجات الرسول لذلك تصديت كباحث علمي محايد لهذه الموضوعات وذلك بلا تعصب وبلا مجاملة وبموضوعية شديدة تصديت لهذه الحملة الغربية ونشرت ثلاثة كتب هي انتشار الاسلام بحد السيف بين الحقيقة والافتراء وكتاب الارهاب ليس صناعة اسلامية وكتاب زوجات الرسول( صلي الله عليه وسلم) وادعاءات المفترين ومما هو جدير بالذكر في وحدتنا الوطنية هذه التلقائية والفرحة بين المسلمين قبل الاقباط بصدور قرار الرئيس عن7 يناير فأنا اذكر اني كنت استمع لخطاب الرئيس في مكتب استاذي الدكتور عبدالكريم درويش بالدقي وكان يجلس معنا سبعة من الاصدقاء المسلمين بينهم داعية اسلامي معروف وعندما ذكر الرئيس قراره عن7 يناير وجدنا ذلك الداعية الاسلامي يقول الله ياريس واذا بالدكتور عبدالكريم درويش اول من حمل شعلة تطوير جهاز الشرطة بالعلم ومن معه من زملائه يقولون ان الرئيس يعبر بصدق عن الوحدة الوطنية في عهده وعند عودتي للمنزل اتصل بي أكثر من ثلاثين من اقاربنا اقباط المهجر يعبرون عن فرحتهم بقرار الرئيس مبارك وانه وجه لطمة قوية لكل القوي التي تدعي أن الاقباط في مصر مواطنون درجة ثانية, لذلك فانني ارسل67 مليون قبلة علي جبين الرئيس مبارك من المسلمين ومن المسيحيين لفرحتهم بذلك القرار الذي اكد ان الوحدة الوطنية حقيقة لا ينكرها الا الاعمي او المتعصب وفي النهاية اقول لكل المصريين ان المحبة تبني والتعصب يأكل اليابس والاخضر
الاسلام برئ من افعال الارهاب
بقلم: دكتور نبيل لوقا بباوي
استاذ القانون الجنائي
اثر احداث الحادي عشر من سبتمبر في امريكا التي غيرت خريطه العالم السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه والثقافيه وكنا في الماضي نقسم تاريخ العالم ما قبل الحرب العالميه الثانيه وما بعدها وها هو التاريخ يعيد نفسه, فعالم ما قبل11 سبتمبر ليس هو عالم ما بعدها وما حدث بعد11 سبتمبر سوف تتناول احد جوانبه وهي استطاعه اللوبي الصهيوني المسيطر علي الاعلام الامريكي ان يصنع مقوله باطله ويلبسها ثوب الحقيقه وهي ان الارهاب صناعه اسلاميه واستطاع بامكاناته ان يصدر هذه المقوله الباطله الي الاعلام الغربي.
ولكن حقيقه الامر ان الاسلام وصحيح الدين الاسلامي منذ نزول الوحي علي الرسول عليه الصلاه والسلام يمنع اي تعد علي اصحاب الديانات المخالفه وعلي المتحدين معهم في الديانه لان صحيح الدين الاسلامي في الكتاب والسنه واضح كل الوضوح في عدم التعدي علي اصحاب الديانات المخالفه.
فعلي سبيل المثال لا الحصر ما ورد في القران الكريم لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي سوره البقره256, وكذلك وقل الحق من ربك فمن شاء فليومن ومن شاء فليكفر سوره النحل125, وكذلك ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلموا منهم وقولوا امنا بالذي انزل الينا وانزل اليكم والهنا واحد ونحن له مسلمون العنكبوت46 وكذلك ما ورد في السنه الشريفه من اذي ذميا فقد اذاني ومن اذاني فقد اذي الله ومن هذه الايات التي ذكرتها من القران والاحاديث يتبين ان صحيح الدين الاسلامي ينهي عن التعدي علي اصحاب الديانات المخالفه والذي يحدث في الواقع العملي ان بعض المحسوبين علي الدين في جميع انحاء العالم وخاصه في الدول الاسلاميه والعربيه وفي جميع العصور حتي اليوم يرتدون ثوب الاسلام لتحقيق غرضهم الاساسي وهو سياسي دائما وهو الحصول علي السلطه وكرسي الحكم. وهم يومنون بالاسلوب الميكافلي في ان الغايه تبرر الوسيله.
والارهابيون لا يعرفون الحوار العقلاني الهادئ اما ان تكون معهم وتومن بمبادئهم او تكون عدوهم وهنا قتل اعدائهم في المبادئ حلال ومبرر فقهيا والارهابيون يفرضون الظلام علي المناخ الفكري لانهم يحاولون فرض افكارهم المتخلفه علي الراي العام تحت ستار ان ذلك هو صحيح الدين وان ماعداهم من فكر هو ضلاله وجهاله وهم يضعون الفكر الديني علي هواهم لتحقيق اهدافهم السياسيه في الوصول للحكم, فبينما العالم كله يحقق التقدم العلمي والتكنولوجي حيث العالم كله قريه واحده صغيره نجد ان الارهابيين يفرضون علي دولهم الظلام الدامس بهذه التصرفات المجنونه التي تشوه سماحه الدين لدي العالم الخارجي.
ان الارهابيين يفرضون علي الراي العام الداخلي والعالمي جهاله عقليه تحرمهم من الحياه العصريه والتكيف مع الحضارات العصريه, ففي افغانستان مشاهده التليفزيون والاستماع الي الراديو حرام وخروج المراه من بيتها حرام وعمل المراه حرام.
هل يوجد تشويه للدين اكثر من ذلك ان الصهيونيه العالميه لو صرفت المليارات من الدولارات لتشويه صوره الاسلام فلن تصل الي ما يفعله الارهابيون من افعالهم واقوالهم واخطر شئ يشوه الاسلام هو تصرفات وفتاوي الجماعات الارهابيه لمصلحه افكارهم السياسيه وهو الوصول للحكم والجماعات الارهابيه ترتدي عباءه الاسلام كغرض تكتيكي استراتيجي لذلك فان الاسلام برئ من تصرفات الجماعات الارهابيه لتحقيق اهدافهم السياسيه والجماعات الارهابيه التي تشوه الاسلام بارهابها والاسلام برئ منها لها عده ملامح اساسيه وهي:
1- جميع التنظيمات الارهابيه تستخدم الدين كعباءه لها لتغطيه هدفها في الوصول للحكم.
2- الجماعات الارهابيه تعتمد علي مصدر مالي من جهات مختلفه لتحقيق اغراضها السياسيه في الوصول للحكم.
3- ان الجماعات الارهابيه يكون لها جهاز سري لقتل من لا يرغبون فيهم او يعترضون علي تصرفاتهم.
4- الجماعات الارهابيه تتبع مبدا التقيه اي اخفاء حقيقه تصرفاتهم وافعالهم والظهور بمظهر يخالف جميع تصرفاتهم في الاغتيال والسرقه.
5- الجماعات الارهابيه يعتقدون ان المجتمع القائم مجتمع جاهلي كافر لابد من السعي لتغييره بالعنف.
6- الجماعات الارهابيه يعتقدون انهم يمثلون صحيح الدين وان غيرهم من الجماعات علي ضلاله, فهم اهل الحل والعقد الذين يحافظون علي صحيح الدين ويكفرون ما عداهم.
7- الجماعات الارهابيه يعتقدون بنظريه البيعه فعضو الجماعه يبايع الامير او المرشد وينفذون اوامر الامير الذي بايعوه سواء اكانت هذه الاوامر مقنعه او غير مقنعه, والمسئول امام الله هو الامير او المرشد الذي اعطي الاوامر وبذلك يكون المسئول امام الله عن جميع افعال الجماعه هو الامير او المرشد وان عضو الجماعه غير مسئول امام الله وبذلك يطيع طاعه عمياء في كل الاوامر التي تصدر اليه بالقتل او السرقه او التخريب, وبذلك يكون الامير هو المتحكم في شئون الجماعه الارهابيه.
8- الجماعات الارهابيه تحمل الحاكم في بلادها كل الاخطاء التي تحدث في عهده وتحمله المسئوليه عن الفساد حتي يسهل تغييره.
9- امريكا لها دور فعال في تقويه الجماعات الارهابيه في المنطقه العربيه والاسلاميه حتي يحدث عدم الاستقرار في البلاد العربيه وحتي تسهل السيطره علي منطقه البلاد العربيه من بترول منذ مولت ودربت المجاهدين الافغان في اثناء حربهم ضد الروس وبعد انتهاء الحرب مع الروس تمت اعاده المجاهدين الافغان الي بلادهم الاصليه مدربين علي احدث الاسلحه تدريبا عاليا ليهزوا الاستقرار في بلادهم.
10- الارهاب له خط استراتيجي تكتيكي لجميع الجماعات الارهابيه وهو مسلك مبدئي للضغط علي الحاكم ولا وسيله للجماعات للوصول للحكم الا بالافعال الارهابيه.
11- الجماعات الارهابيه لا تملك مشروعا قوميا سياسيا او اقتصاديا او اجتماعيا لحل مشاكل المجتمع المعاصر نحو زياده الصادرات ومشاكل الميزان التجاري وميزان المدفوعات وغيرها والعلاقات مع الدول الاجنبيه خاصه الدول المسيحيه فكل مالديها شعارات فضفاضه.
12- الجماعات الارهابيه لاتقبل الحوار فاراءها هي الصحيحه دائما ومن يخالفها يتهم بالكفر والالحاد والزندقه والخروج علي صحيح الدين, اي انهم يملكون الحقيقه المطلقه في جميع الاراء.
13- الجماعات الارهابيه تحاول افساد السياسيات التعليميه والاعلاميه للترويج لسياسه التطرف التي تخدم اهدافها.
14- الجماعات الارهابيه تفرق بين ابناء الوطن الواحد علي اساس ديني وليس التفرقه علي اساس المواطنه.
لذلك اقول في النهايه بعد ان بينت ان صحيح الدين الاسلامي يرفض الارهاب ان الاسلام برئ من افعال الارهاب التي لا يقرها صحيح الدين
لسان العرب و لسان الأقباط
بعد الردود على ما يتغنىبه الأقباط الجهال باللغة العربية
لسان العرب - للعلامة ابن المنظور
الليث: الساقُ لكل شجرة ودابة وطائر وإنسان. والساقُ: ساقُ القدم.
والساقُ من الإنسان: ما بين الركبة والقدم، ومن الخيل والبغال والحمير والإبل:
ما فوق الوَظِيف، ومن البقر والغنم والظباء: ما فوق الكُراع؛ قال:
فَعَيْناكِ عَيْناها، وجِيدُك جِيدُها،
ولكنّ عَظْمَ السَّاقِ منكِ رَقيقُ
وامرأة سوْقاء: تارّةُ الساقين ذات شعر. والأَسْوَق: الطويل عَظْمِ
الساقِ، والمصدر السَّوَق؛ وأَنشد:
قُبُّ من التَّعْداءِ حُقْبٌ في السَّوَقْ
الجوهري: امرأة سَوْقاء حسنَة الساقِ. والأَسْوَقُ: الطويل الساقين؛
وقوله:
للْفَتى عَقْلٌ يَعِيشُ به،
حيث تَهْدِي ساقَه قَدَمُهْ
فسره ابن الأَعرابي فقال: معناه إن اهتدَى لرُشْدٍ عُلِمَ أنه عاقل، وإن
اهتدى لغير رشدٍ علم أَنه على غير رُشْد. والساقُ مؤنث؛ قال الله تعالى:
والتفَّت الساقُ بالساق؛ وقال كعب بن جُعَيْل:
فإذا قامَتْ إلى جاراتِها،
لاحَت الساقُ بُخَلْخالٍ زَجِلْ
وفي حديث القيامة: يَكْشِفُ عن ساقِه؛ الساقُ في اللغة الأمر الشديد،
وكَشْفُه مَثَلٌ في شدة الأمر كما يقال للشحيح يدُه مغلولة ولا يدَ ثَمَّ
ولا غُلَّ، وإنما هو مَثَلٌ في شدّة البخل، وكذلك هذا. لا ساقَ هناك ولا
كَشْف؛ وأَصله أَن الإنسان إذا وقع في أمر شديد يقال: شمَّر ساعِدَه وكشفَ عن ساقِه للإهتمام بذلك الأمر العظيم. ابن سيده في قوله تعالى: يوم يُكشَف عن ساقٍ، إنما يريد به شدة الأمر كقولهم: قامت الحربُ على ساق، ولسنا ندفع مع ذلك أَنَ الساق إذا أُريدت بها الشدة فإنما هي مشبَّهة بالساق هي التي تعلو القدم، وأَنه إنما قيل ذلك لأن الساقَ هذه الحاملة للجُمْلة والمُنْهِضَةُ لها فذُكِرت هنا لذلك تشبيهاً وتشنيعاً؛ وعلى هذا بيت
الحماسة لجدّ طرفة:
كَشَفَتْ لهم عن ساقِها،وبدا من الشرَّ الصُّراحْ
وقد يكون يُكْشَفُ عن ساقٍ لأن الناس يَكِشفون عن ساقِهم ويُشَمِّرون للهرب عند شدَّة الأَمر؛ ويقال للأَمر الشديد ساقٌ لأن الإنسان إذادَهَمَتْه شِدّة شَمّر لها عن ساقَيْه، ثم قيل للأَمر الشديد ساقٌ؛ ومنه قول
دريد:
-------------
ميس: المَيْس: التَبَخْتُر، ماسَ يَمِيسُ ميساً ومَيَساناً: تَبَخْتَر
واخْتالَ. وغصن ميَّاسٌ: مائِلٌ. وقال الليث: المَيْسُ ضَرْب من
المَيَسانِ في تَبَخْتُرٍ وتَهادٍ كما تَمِيس العَروس والجمَل، وربما ماس بهَوْدَجِه في مَشْيِه، فهو يمِيس مَيَساناً، وتَمَيَّس مثله؛ قالالشاعر:وإِني لَمِن قُنْعانِها حِينَ أَعْتَزِي،
وأَمْشي بها نحْوَ الوَغَى أَتَمَيَّس
ورجلٌ ميَّاسٌ وجارِية ميَّاسة إِذا كانا يَتَبختران في مِشْيَتِهِما.وفي حديث أَبي الدرداء: تَدْخل قَيْساً وتَخْرج ميْساً؛ ماسَ يَمِيسُ
ميْساً إِذا تبختر في مَشْيِه وتَثَنَّى.
وامرأَة مُومِس ومُومِسَة: فاجِرَةٌ جِهاراً؛ قال ابن سيده: وإِنما اخترت وضعه في ميس بالياء، وخالفت ترتيب اللغويين في ذلك لأَنها صيغة فاعِل،قال: ولم أَجد لها فعلاً البَتَّة يجوز أَن يكون هذا الاسم عليه إِلا أَن يكون هذا الاسم عليه إلا أَن يكون من قولهم أَمَاسَتْ جِلْدها، كما قالوا: فيها خَريعٌ، من التَخرُّع، وهو التَّثَنِّي، قال: فكان يجب على هذا
مُمِيسٌ ومُمِيسَة لكنهم قلبوا موضع العين إِلى الفاء فكأَنه أَيْمَسَتْ،ثم صِيغ اسم الفاعل على هذا، وقد يكون مُفْعِلاً من قولهم أَوْمَسَ العنبُ إِذا لانَ، قال: وهو مذكور في الواو؛ قال ابن جني: وربما سمَّوا
الإِمَاءَ اللَّواتي للخدمة مومِسات. والمَيْسُونُ: الميَّاسة من النساء، وهي المُخْتالة،
****
نكح: نَكَحَ فلان
(* قوله «نكح فلان إلخ» بابه منع وضرب كما في
القاموس.) امرأَة يَنْكِحُها نِكاحاً إِذا تَزوجها. ونَكَحَها يَنْكِحُها: باضعها
أَيضاً، وكذلك دَحَمَها وخَجَأَها؛ وقال الأَعشى في نَكَحَ بمعنى تزوج:
ولا تَقْرَبَنَّ جارةً، إِنَّ سِرَّها
عليك حرامٌ، فانْكِحَنْ أَو تَأَبَّدا
الأَزهري: وقوله عز وجل: الزاني لا ينكح إلا زانية أَو مشركة والزانية
لا ينكحها إِلا زانٍ أَو مشرك؛ تأْويله لا يتزوج الزاني إِلا زانية، وكذلك الزانية لا يتزوجها إِلا زان؛ وقد قال قومٌ: معنى النكاح ههنا الوطء،فالمعنى عندهم: الزاني لا يطأُ إِلا زانية والزانية لا يطؤُها إِلا زان؛قال: وهذا القول يبعد لأَنه لا يعرف شيء من ذكر النكاح في كتاب الله تعالى
إِلا على معنى التزويج؛ قال الله تعالى: وأَنْكِحُوا الأَيامَى منكم؛فهذا تزويج لا شك فيه؛ وقال تعالى: يا أَيها الذين آمنوا إِذا نكحتم المؤمنات؛ فاعلم أَن عقد التزويج يسمى النكاح، وأَكثر التفسير أَن هذه الآية نزلت في قوم من المسلمين فقراء بالمدينة، وكان بها بغايا يزنين ويأْخذن الأُجرة، فأَرادوا التزويج بهنَّ وعَوْلَهنَّ، فأَنزل الله عز وجل تحريم ذلك.
قال الأَزهري: أَصل النكاح في كلام العرب الوطء، وقيل للتزوّج نكاح
لأَنيه سبب للوطء المباح. الجوهري: النكاح الوطء وقد يكون العَقْدَ، تقول:نَكَحْتُها ونَكَحَتْ هي أَي تزوَّجت؛ وهي ناكح في بني فلان أَي ذات زوج منهم أَنْكَحَه المرأَة: زوَّجَه إِياها. وأَنْكَحَها: زوَّجها، والاسم النُّكْحُ والنِّكْحُ؛ وكان الرجل في الجاهلية يأْتي الحيَّ خاطباً فيقوم في
ناديهم فيقول: خِطْبٌ أَي جئت خاطباً، فيقال له: نِكْحٌ أَي قد أَنكحناك
إِياها؛ ويقال: نُكْحٌ إِلاَّ أَن نِكْحاً هنا ليوازن خِطْباً، وقصر أَبو عبيد وابن الأَعرابي قولهم خِطْبٌ، فيقال نِكْحٌ على خبر أُمِّ خارجة؛كان يأْتيها الرجل فيقول: خِطْبٌ، فتقول هي: نِكْحٌ، حتى قالوا: أَسرعُ مننكاح أُمِّ خارجة. قال الجوهري: النِّكْحُ والنُّكْحُ لغتان، وهي كلمة
كانت العرب تتزوَّج بها. ونِكْحُها: الذي يَنْكِحُها، وهي نِكْحَتُه؛كلاهما عن اللحياني؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟اليسوع وتلاميذه فتوات العهد الجديد
الذين يحاولوا أن يظهروا العفة والمحبة وأنهم ناصري الحق والإسلام ظلمه... فتعالى نرى قصة من قصص ربهم وتلاميذه وحملهم السيوف وقطع أطراف واجزاء مِن أجساد مَن يحاول أن يقف أمامهم .
قال لهم ربهم :
لوقا
22: 36 فقال لهم لكن الان من له كيس فلياخذه و مزود كذلك و من ليس له فليبع ثوبه و يشتر سيفا
22: 38 فقالوا يا رب هوذا هنا سيفان فقال لهم يكفي
فعندما واجهنا اهل الصليب بهذا الكلام قالوا : يرى القديس أمبروسيوس أن السيف الذي طلب السيد من تلاميذه أن يقتنوه هو "كلمة الله" التي تُحسب كسيفٍ ذي حدين. فليس المقصود هو السيف كسيف بل المقصود أن السيف هو كلمة الله
فقالنا إن كان كلامكم صدق ... فهل كلمة الله تقطع الأذن
لوقا :
22: 49 فلما راى الذين حوله ما يكون قالوا يا رب انضرب بالسيف
22: 50 و ضرب واحد منهم عبد رئيس الكهنة فقطع اذنه اليمنى
فالقديس أمبروسيوس مخطأ وكلامه باطل
فقالوا : طيب ؛ يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن هذين السيفين لم يكونا سوى سكينين كبيرين كانا مع بطرس ويوحنا
قلنا : ومنذ متى يطلق على السكين سيف ؟ هل لديكم دليل من العهد القديم يشير إلى أن السكين سيف ؟
فها هو العهد القديم يثبت كذب القديس يوحنا :
تك 22:10 ثم مدّ ابراهيم يده واخذ السكين ليذبح ابنه
فلو كان السكين سيف فلماذا لم يذكر بقول : ثم مدّ ابراهيم يده واخذ السيف ليذبح ابنه ؟
ومنذ متى شراء السكاكين يتسبب في بيع الثوب ؟ هل السكين غالي الثمن بهذا الشكل ؟ ياأخي رحم الله أمرى عرف قدر نفسه
قالوا : مقصد القديس يوحنا الذهبي الفم أن هذين السكينين كانوا للأستخدام لعيد الفصح ؟
قلنا : هذا هراء لأن عيد الفصح لا يحتاح سكاكين لأن الطعام خبز لاغير ... ولا أحتياج لسكاكين حادة الشفرة لتقطيع هذا الخبز .
قالوا : الأب ثيؤفلاكتيوس قال بلا شك وجود سيفين في أيدي أثنى عشر صيادًا لا يساويان شيئًا أمام جماهير اليهود وجنود الرومان القادمين للقبض عليه
قلنا : اثبتوا على رأي واحد ... السيفان سيوف مادية ام روحية ؟
قالوا : لا ؛ هي سيوف مادية استخدم بطرس واحد منها فضرب "ملخس" عبد رئيس الكهنة وقطع أذنه اليمنى.
فقلنا : دقة متناهية .. الأذن اليمنى ؟ ولماذا اليمني ؟
قالوا : الأذن اليسرى تعني السماع المادي ، واليمنى تعني الروحي .
قلنا : ده زي السيف المادى والسيف المعنوي ؛؛ جديدة
قلنا :
* ولماذا كان يحمل التلاميذ سيوف ؟ أليس هذا بعلم يسوع ربهم ؟
* لماذا أخذ التلميذ الإذن بالضرب قبل الضرب ؟ أليس هذا المتفق عليه سابقاً ؟
* وإن لم ينتظر التلميذ أخذ الإذن من يسوع بالضرب ؛ فلماذا أخذ الإذن ؟
* لماذا ضرب تلميذ يسوع امام يسوع عبد رئيس الكهنة وقطع اذنه بهذه الدقة المتناهية علماً بأن الأذن ليست هدف سهل للسيف او السكين ؟ أليس هذا دليل على دقة التصويب وكشف انهم محترفين حمل السيوف ؟
* هل من السهل قطع الأذن بهذه السهولة ام أن المسك بها وقطعها هو الأصح ؟ فهل سمح عبد رئيس الكهنة بأن تُمسك أذنه لتقطع ام أن دقة استخدام السيف هي التي كانت مفاجئة ؟
* أين هي مقولة يسوع "من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الآخر"؟
* ما الذنب الذي فعله عبد رئيس الكهنة ليكون مصيره قطع آذنه ؟
فقالوا : يسوع رد للعبد آذنه مرة أخرى ونهر التلميذ بسبب فعلته وطلب منه رد سيفه .
قلنا : إن كان هذا صدق : لماذا لم يامر يسوع التلميذ برد سيفه فور إخراجه بدلاً من الأنتظار لقطع الآذن ؟ ولماذا لم يأمر يسوع التلميذ برد السيف لحظة أخذ الإذن بالضرب ؟
قالوا : ربما لم يسمع بطرس الإِجابة إذ كان قد أُمتص كل فكره بالمنظر المثير، أو لعله كان لم يستيقظ تمامًا من النوم .
قلنا : الأمر أصبح ظاهر الآن للجميع .. لأن النائم لا يمكن أن يحدد مكان موضع سكين ... واستخدام سيف أو سكين في هذه الحالات يعتبر فتونه ... وهذا يدل على أنها سيوف وكان التلاميذ يحملونها . والموقف لا يحتمل مبررات بقول ان بطرس لم يسمع ربه فالكل يستمع ويترقب الخطوة التالية لأن الجميع سمع بطرس وهو يأخذ الإذن ، ولماذا نسى وحي لوقا أن يوضح للوقا أن يسوع نهر بطرس ولكن بطرس لم يسمعه ؟
* هل الوحي تذكر القصة بالكامل ونسى ما ذكره يسوع لبطرس ؟
مبرارات ساقطة والجريمة واضحة وضوح الشمس في الظهيره
إذن فمقولة : و من ليس له فليبع ثوبه و يشتر سيفا تثبت أن السيف المقصود سيف مادي وليس سيف معنوي .
*هل ما فعله التلميذ يوحي بأن التلاميذ من العُصاه ولا يحترموا ربهم ؟
* وإذا اخذ يسوع علاج عبد رئيس الكهنة برد آذنه مرة أخرى ... هل هذا ينفي حمل التلاميذ السيوف وينفي ما حدث وينفي أن الكتاب المقدس كشف أنهم عصابة تحمل السيوف وتستخدمها ضد الأخرين بظلم وعدوان ... وإلا:
ماذا فعل عبد رئس الكهنة لقطع آذنه ؟
ماذا فعل عبد رئس الكهنة لقطع آذنه ؟
ماذا فعل عبد رئس الكهنة لقطع آذنه ؟
وأين مقولة "من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الآخر"؟
هؤلاء هم فتوات العهد الجديد
السيد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام بريء مما نسبه له الكتاب المقدس
……………………………..
كتبة الاخ: السيف البتار؟؟؟؟؟؟؟؟؟شهادة المنصفين من أهل الكتاب والكفار وأعدائه له بالصحة والصدق:
وهذا من باب أن أقوى الشهادات على صحة الشيء شهادة الخصوم ؛ فأهل الكتاب والكفار مع شدة عداوتهم للقرآن ، إلا أن منهم من اعترف به ، وأقر بصدقه وصحته، وهذا الدليل مأخوذ من قوله تعالى:
( أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ( [الأنعام:114].
وقوله جل جلاله:( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ( [القصص:52-53].
وقوله تعالى : ( وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا ( [الإسراء:106-108].
وقوله سبحانه : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ( [الأحقاف:10] .
وقوله تعالى (...وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ( [المائدة:82-85].
أخرج مسلم عن أبي ذر قَالَ:قَدْ صَلَّيْتُ قَبْلَ أَنْ أَلْقَى رَسُولَ اللَّهِ ( بِثَلَاثِ سِنِينَ . قُلْتُ: لِمَنْ؟ قَالَ :لِلَّهِ . قُلْتُ :فَأَيْنَ تَوَجَّهُ ؟ قَالَ :أَتَوَجَّهُ حَيْثُ يُوَجِّهُنِي رَبِّي ،أُصَلِّي عِشَاءً حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ أُلْقِيتُ ، كَأَنِّي خِفَاءٌ حَتَّى تَعْلُوَنِي الشَّمْسُ ،فَقَالَ أُنَيْسٌ :إِنَّ لِي حَاجَةً بِمَكَّةَ فَاكْفِنِي . فَانْطَلَقَ أُنَيْسٌ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ فَرَاثَ (424)عَلَيَّ ثُمَّ جَاءَ ، فَقُلْتُ :مَا صَنَعْتَ ؟ قَالَ: لَقِيتُ رَجُلًا بِمَكَّةَ عَلَى دِينِكَ يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ . قُلْتُ :فَمَا يَقُولُ النَّاسُ ؟ قَالَ :يَقُولُونَ شَاعِرٌ كَاهِنٌ سَاحِرٌ –وَكَانَ أُنَيْسٌ أَحَدَ الشُّعَرَاءِ –قَالَ أُنَيْسٌ :لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ فَمَا هُوَ بِقَوْلِهِمْ ، وَلَقَدْ وَضَعْتُ قَوْلَهُ عَلَى أَقْرَاءِ الشِّعْرِ فَمَا يَلْتَئِمُ عَلَى لِسَانِ أَحَدٍ بَعْدِي أَنَّهُ شِعْرٌ ،وَاللَّهِ إِنَّهُ لَصَادِقٌ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ . قَالَ قُلْتُ :فَاكْفِنِي حَتَّى أَذْهَبَ فَأَنْظُرَ . قَالَ :فَأَتَيْتُ مَكَّةَ فَتَضَعَّفْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ ،فَقُلْتُ :أَيْنَ هَذَا الَّذِي تَدْعُونَهُ الصَّابِئَ ؟ فَأَشَارَ إِلَيَّ ،فَقَالَ :الصَّابِئَ . فَمَالَ عَلَيَّ أَهْلُ الْوَادِي بِكُلٍّ مَدَرَةٍ (425) وَعَظْمٍ حَتَّى خَرَرْتُ مَغْشِيًّا عَلَيَّ ،قَالَ :فَارْتَفَعْتُ حِينَ ارْتَفَعْتُ كَأَنِّي نُصُبٌ أَحْمَرُ . قَالَ :فَأَتَيْتُ زَمْزَمَ فَغَسَلْتُ عَنِّي الدِّمَاءَ وَشَرِبْتُ مِنْ مَائِهَا ،وَلَقَدْ لَبِثْتُ يَا ابْنَ أَخِي ثَلَاثِينَ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءُ زَمْزَمَ ، فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي ، وَمَا وَجَدْتُ عَلَى كَبِدِي سُخْفَةَ جُوعٍ ...)(426).
(وأخرج ابن إسحاق والبيهقي(427) من طريق عكرمة ، أو سعيد عن ابن عباس :أن الوليد بن المغيرة اجتمع ونفر من قريش ، وكان ذا سن فيهم ، وقد حضر الموسم ،فقال :إن وفود العرب ستقدم عليكم فيه وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا ، فأجمعوا فيه رأيا واحدا ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضا ، ويرد قول بعضكم بعضا ، فقالوا :فأنت يا أبا عبد شمس فقل ، وأقم لنا رأيا نقوم به ، فقال: بل أنتم فقولوا لأسمع . فقالوا :نقول كاهن . فقال :ما هو بكاهن، لقد رأيت الكهان فما هو بزمزمة الكاهن وسحره . فقالوا :نقول : مجنون . فقال :وما هو بمجنون ، ولقد رأينا الجنون وعرفناه ، فما هو بخنقه ولا تخالجه ولا وسوسته . قال :فنقول: شاعر . قال :فما هو بشاعر ، قد عرفنا الشعر برجزه وهزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه، فما هو بالشعر . قال :فنقول : ساحر. قال :فما هو ساحر ، قد رأينا السحار وسحرهم ، فما هو بنفثه ولا عقده . فقالوا :ما تقول يا أبا عبد شمس ؟ قال :والله إن لقوله لحلاوة ، وإن أصله لمعذق وإن فرعه لجنى ،فما أنتم بقائلين من هذا شيئا إلا عرف أنه باطل ، وإن أقرب القول لأن تقولوا : ساحر . فتقولوا : هذا ساحر يفرق بين المرء وبين أبيه ، وبين المرء وبين أخيه ، وبين المرء وبين زوجته ، وبين المرء وعشيرته ، فتفرقوا عند ذلك ، فجعلوا يجلسون للناس حين قدموا الموسم ، لا يمر بهم أحد إلا حذروه إياه وذكروا لهم أمره ،فأنزل الله عز وجل في النفر الذين كانوا معه ، ويصفون له القول في رسول الله فيما جاء به من عند الله : ( الذين جعلوا القرآن عضين ( أي أصنافا ( فوربك لنسألنهم أجمعين ( أولئك النفر الذين يقولون ذلك لرسول الله لمن لقوا من الناس ،قال :وصدرت العرب من ذلك الموسم بأمر رسول الله ، وانتشر ذكره في بلاد العرب كلها .
وأخرج أبو نعيم(428) من طريق العوفي ، عن ابن عباس ، قال :أقبل الوليد بن المغيرة على أبي بكر يسأله عن القرآن ،فلما أخبره خرج على قريش ،فقال :يا عجبا لما يقول ابن أبي كبشة ، فوالله ما هو بشعر ، ولا سحر ، ولا بهُذاء مثل الجنون ، وان قوله لمن كلام الله .
وأخرج ابن إسحاق والبيهقي وأبو نعيم(429) ، عن ابن عباس قال :قام النضر بن الحارث ابن كلدة ابن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي ،فقال :يا معشر قريش ، إنه والله لقد نزل بكم أمر ما ابتليتم بمثله ، لقد كان محمد فيكم غلاما حدثا ، أرضاكم فيكم وأصدقكم حديثا ، وأعظمكم أمانة ، حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب ، وجاءكم بما جاءكم : قلتم ساحر . لا والله ما هو بساحر ؛ قد رأينا السحرة ونفثهم وعقدهم ، وقلتم : كاهن . لا والله ما هو بكاهن ؛ قد رأينا الكهنة وحالهم وسمعنا سجعهم ، وقلتم : شاعر . لا والله ما هو بشاعر ؛ لقد روينا الشعر وسمعنا أصنافه كلها هزجه ورجزه ، وقلتم : مجنون . لا والله ما هو بمجنون؛ لقد رأينا الجنون فما هو بخنقه ولا وسوسته ولا تخليطه ، يا معشر قريش انظروا في شأنكم، فإنه والله لقد نزل بكم أمر عظيم .
وأخرج ابن إسحاق والبيهقي(430) ، عن محمد بن كعب ، قال :حُدَّثْتُ أن عتبة بن ربيعة قال ذات يوم ورسول الله ( في المسجد :يا معشر قريش ألا أقوم إلى هذا فأكلمه ، فأعرض عليه أمورا لعله أن يقبل منها بعضها ويكف عنا ؟ قالوا :بلى يا أبا الوليد . فقام عتبة حتى جلس إلى رسول الله ( ،قال عتبة :يا محمد أنت خير أم هاشم ؟ أنت خير أم عبد المطلب ؟ أنت خير أم عبد الله ؟ فلم يجبه قال :فبم تشتم آلهتنا ، وتضلل آباءنا ،فإن كنت إنما بك الرئاسة عقدنا ألويتنا لك فكنت رأسنا ما بقيت ، وإن كان بك الباءة زوجناك عشر نسوة تختار من أي بنات قريش شئت ، وإن كان بك المال جمعنا لك من أموالنا ما تستعين بها أنت وعقبك من بعدك . ورسول الله ( ساكت ولا يتكلم ، حتى إذا فرغ عتبة ،قال رسول الله ( :يا أبا الوليد . قال :نعم . قال :فاسمع مني . قال :افعل . فقال رسول الله ( : بسم الله الرحمن الرحيم ( حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا ( فمضى رسول الله فقرأها عليه ، فلما سمعها عتبة أنصت لها وألقى بيديه خلف ظهره معتمدا عليهما ، يسمع منه حتى انتهى رسول الله إلى السجدة فسجد فيها ،ثم قال :سمعت يا أبا الوليد ؟ قال :سمعت. قال :فأنت وذاك . فقام عتبة إلى أصحابه ، فقال بعضهم لبعض :نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به . فلما جلس إليهم ،قالوا :وما وراءك يا أبا الوليد ؟ قال: ورائي إني والله قد سمعت قولا ما سمعت بمثله قط ، والله ما هو بالشعر ، ولا السحر ، ولا الكهانة ،يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها بي ، خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه واعتزلوه ، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ ؛ فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم ، وإن يظهر على العرب ، فملكه ملككم ، وعزه عزكم ، وكنتم أسعد الناس به . قالوا: سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه . فقال :هذا رأيي لكم فاصنعوا ما بدا لكم)(431).
وهذه بعض شهادات المنصفين من المعاصرين :
-يقول إبراهيم خليل(432):( يرتبط هذا النبي ( بإعجاز أبد الدهر بما يخبرنا به المسيح –عليه السلام- في قوله عنه:(ويخبركم بأمور آتية) ، وهذا الإعجاز هو القرآن الكريم ، معجزة الرسول الباقية ما بقي الزمان ، فالقرآن الكريم يسبق العلم الحديث في كل مناحيه ؛ من طب وفلك و جغرافيا وجيولوجيا وقانون واجتماع وتاريخ… ففي أيامنا هذه استطاع العلم أن يرى ما سبق إليه القرآن بالبيان والتعريف ..)(433) .
وقال : ( أعتقد يقينا أني لو كنت إنسانا وجوديا ، لا يؤمن برسالة من الرسالات السماوية، وجاءني نفر من الناس وحدثني بما سبق به القرآن العلم الحديث في كل مناحيه ؛ لآمنت برب العزة والجبروت خالق السماوات والأرض ، ولن أشرك به أحدا)(434).
وقال بلاشير(435): (إن القرآن ليس معجزة بمحتواه وتعليمه فقط، إنه أيضاً و يمكنه أن يكون قبل أي شيء آخر تحفة أدبية رائعة ، تسمو على جميع ما أقرته الإنسانية وبجلته من التحف ، إن الخليفة المقبل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - المعارض الفظ في البداية للدين الجديد ،قد غدا من أشد المتحمسين لنصرة الدين عقب سماعه لمقطع من القرآن ، وسنورد الحديث فيما بعد عن مقدار الافتتان الشفهي بالنص القرآني بعد أن رتله المؤمنـون )(436).
وقالت بوتر(437) :(عندما أكملت قراءة القرآن الكريم ، غمرني شعور بأن هذا هو الحق الذي يشتمل على الإجابات الشافية حول مسائل الخلق وغيرها ، وإنه يقدم لنا الأحداث بطريقة منطقية ، نجدها متناقضة مع بعضها في غيره من الكتب الدينية ، أما القرآن فيتحدث عنها في نسق رائع وأسلوب قاطع لا يدع مجالاً للشك بأن هذه هي الحقيقة ، وأن هذا الكلام هو من عند الله لا محالة )(438).
وقالت بوتر أيضا: (كيف استطاع محمد ( الرجل الأمي ، الذي نشأ في بيئة جاهلية أن يعرف معجزات الكون التي وصفها القرآن الكريم ،والتي لا يزال العلم الحديث حتى يومنا هذا يسعى لاكتشافها ؟ لابد إذن أن يكون هذا الكلام هو كلام الله عز وجل )(439).
قال بوكاي(440): (لقد قمت أولاً بدراسة القرآن الكريم ،وذلك دون أي فكر مسبق ، وبموضوعية تامة بحثاً عن درجة اتفاق نص القرآن ومعطيات العلم الحديث ،وكنت أعرف قبل هذه الدراسة ،وعن طريق الترجمات ،أن القرآن يذكر أنواعا كثيرة من الظاهرات الطبيعية، لكن معرفتي كانت وجيزة ،وبفضل الدراسة الواعية للنص العربي ، استطعت أن أحقق قائمة أدركت بعد الانتهاء منها ، أن القرآن لا يحتوي على أية مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم في العصر الحديث ، وبنفس الموضوعية قمت بنفس الفحص على العهد القديم والأناجيل، أما بالنسبة للعـهد القديم فلم تكن هناك حاجة للذهاب إلى أبعد من الكتـاب الأول،أي سفر التكوين فقد وجدت مقولات لا يمكن التوفيق بينـها وبين أكثر معطيات العلم رسوخـاً في عصـرنا ، وأما بالنسبة للأناجيل ،فإننا نجد نص إنجيل متي يناقض بشكل جلي إنجيل لوقا،وأن هذا الأخير يقدم لنا صراحة أمراً لا يتفق مع المعارف الحديثة الخاصة بقدم الإنسان على الأرض)(441) .
وقال حتي(442) : (إن أسلوب القرآن مختلف عن غيره،ثم إنه لا يقبل المقارنة بأسلوب آخر ،ولا يمكن أن يقلد، وهذا في أساسه . هو إعجاز القرآن .. فمن جميع المعجزات كان القرآن المعجزة الكبرى)(443).
وقال أرنولد(444) :(.. (إننا) نجد حتى من بين المسيحيين مثل الفار (الإسباني) الذي عرف بتعصبه على الإسلام ،يقرر أن القرآن قد صيغ في مثل هذا الأسلوب البليغ الجميل ،حتى إن المسيحيين لم يسعهم إلا قراءته والإعجاب به)(445).
ولقد ألف الدكتور مراد هوفمان –سفير ألمانيا السابق بالرباط- كتاب (الإسلام كبديل)(446)، وفيه شهادات كثيرة على إعجاز القرآن وصدقه ، وصدق النبي ( وكمال التشريع.
إلى آخر تلك الشهادات الطويلة على صدق القرآن وإعجازه .
قارن بين هذا الكلام وكلام نصر أبو زيد عندما يقول: (إن إعجاز القرآن ليس إلا في تغلبه على الشعر وسجع الكهان ، ولكنه ليس معجزا في ذاته)(447).
............................................
كتبة الاخ: ابو عبد الله؟؟؟؟؟؟هل "يهوه" هو اسم الله الأعظم ؟؟؟
يدعي النصارى من شهود يهوه على موقعهم باللغة العربية الآتي :
ولكن، هنالك اسم اعظم من ايّ اسم آخر — الاسم الاعظم. وهذا الاسم ترتبط به كل روائع الماضي والحاضر في الكون بكامله. وبه يتعلق رجاء الجنس البشري بحياة مديدة وسعيدة.
....
يتكلم القرآن عن شخص «عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ.» (سورة النمل 27: 40) وفي شرح هذه الآية¡ يقول تعليق معروف بـ تفسير الجلالَين: «آصف بن برخيا كان صدّيقا يعلم اسم الله الاعظم الذي اذا دعا به أُجيب.» * ويذكِّرنا ذلك بأحد كتبة الكتاب المقدس، آساف، الذي كتب المزمور (الزبور) 83: 18. تقول هذه الآية: «ويعلموا انك اسمك يهوه وحدك العليّ على كل الارض.»
سورة النمل
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
" قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) "
أولا : أحب أن أسجل أنه إذا كان وزير سليمان عليه السلام أو مستشاره في هذه الآية هو نفسه أساف بن برخيا المذكور في العهد القديم , فأنا غير معترض , فنحن لا يضيرنا أن يكون لنا صديقيين و أنبياء و رسل مشتركين مع اليهود و النصارى
ثانيا : أرى أن يكون البحث في هذه المقولة (التي لم أتبين بعد إذا كانت شبهه أو حقيقة)
على ثلاثة محاور
1- هل المعني بالآية اسمه أساف بن برخيا أو آصف بن برخيا ؟
2- (كما يحدث في علم الرجال"الحديث" ) هل عاصر أساف بن برخيا , سليمان عليه السلام أم لا ؟
3- هل "يهوه" اسم الله الأعظم , و ذلك بالبحث في كل ما قاله رسول الله صلى الله علية وسلم من أحاديث خاصة بهذا الاسم
*** هل المعني بالآية اسمه أساف بن برخيا أو آصف بن برخيا ؟
ذكر في تفسير الجلالين
قال الذي عنده علم من الكتاب أي المنزل وهو آصف بن برخيا كان صديقاً يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا دعا به أجيب
ذكر في تفسير فتح القدير
قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك قال أكثر المفسرين: اسم هذا الذي عنده علم من الكتاب آصف بن برخيا، وهو من بني إسرائيل، وكان وزيراً لسليمان، وكان يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب،
ذكر في تفسير البغوي
قال الذي عنده علم من الكتاب /، واختلفوا فيه فقال بعضهم: هو جبريل: وقيل: هو ملك من الملائكة أيد الله به نبيه سليمان عليه السلام.
وقال أكثر المفسرين: هو آصف بن برخيا، وكان صديقاً يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى.
ذكر في الوجير في تفسير القرآن العزيز
قال الذي عنده علم من الكتاب وهو آصف بن برخيا
ذكر في الجامع لأحكام القرآن، الإصدار 2.02 - للإمام القرطبي
الجزء 13 من الطبعة >> سورة النمل >> الآيات: 36 - 40
فـ "قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك" أكثر المفسرين على أن الذي عنده علم من الكتاب آصف بن برخيا وهو من بني إسرائيل، وكان صديقا يحفظ اسم الله الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب. وقالت عائشة رضي الله عنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن اسم الله الأعظم الذي دعا به آصف بن برخيا يا حي يا قيوم) قيل: وهو بلسانهم، أهيا شراهيا وقال الزهري: دعاء الذي عنده اسم الله الأعظم يا إلهنا وإله كل شيء إلها واحدا لا إله إلا أنت ايتني بعرشها فمثل بين يديه. وقال مجاهد: دعا فقال: يا إلهنا وإله كل شيء يا ذا الجلال والإكرام. قال السهيلي: الذي عنده علم من الكتاب هو آصف بن برخيا ابن خالة سليمان، وكان عنده اسم الله الأعظم من أسماء الله تعالى. وقيل: هو سليمان نفسه ولا يصح في سياق الكلام مثل هذا التأويل. قال ابن عطية: وقالت فرقة هو سليمان عليه السلام،
ذكر في جامع البيان عن تأويل آي القرآن. الإصدار 1.13 - للإمام الطبري
الجزء 19 >> سورة النمل >> القول في تأويل قوله تعالى: {قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين}
20547- حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق: {قال عفريت} لسليمان {أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك، وإني عليه لقوي أمين} فزعموا أن سليمان بن داود قال: أبتغي أعجل من هذا، فقال آصف بن برخيا، وكان صديقا يعلم الاسم الأعظم الذي إذا دعي الله به أجاب، وإذا سئل به أعطى: {أنا} يا نبي الله {آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك}.
ذكر في فتح الباري، شرح صحيح البخاري، الإصدار 2.05 - للإمام ابن حجر العسقلاني
المجلد السادس >> كِتَاب أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ >> باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ الرَّاجِعُ الْمُنِيبُ
الذي عنده علم من الكتاب، وهو آصف بالمد وكسر المهملة بعدها فاء ابن برخيا بفتح الموحدة وسكون الراء وكسر المعجمة بعدها تحتانية.
*** 2- هل عاصر أساف بن برخيا , سليمان عليه السلام أم لا ؟
سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ
اَلأَصْحَاحُ السَّادِسُ
بَنَى سُلَيْمَانُ بَيْتَ الرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ, فَقَامُوا عَلَى خِدْمَتِهِمْ حَسَبَ تَرْتِيبِهِمْ. 33وَهَؤُلاَءِ هُمُ الْقَائِمُونَ مَعَ بَنِيهِمْ. مِنْ بَنِي الْقَهَاتِيِّينَ: هَيْمَانُ الْمُغَنِّي ابْنُ يُوئِيلَ بْنِ صَمُوئِيلَ.................................................. ...............
39وَأَخُوهُ آسَافُ الْوَاقِفُ عَنْ يَمِينِهِ. آسَافُ بْنُ بَرَخْيَا بْنِ شَمْعِي ................................
و بذلك يصدق من فسر من مفسري القرآن أن "آصف" أو"أساف" كان معاصر لنبي الله سليمان عليه السلام
3- هل "يهوه" اسم الله الأعظم؟
الجامع الصغير. الإصدار 3,22 - لجلال الدين السيوطي
المجلد الأول >> باب: حرف الألف
1031- اسم الله الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، في ثلاث سور من القرآن: في البقرة، و آل عمران، وطه
التخريج (مفصلا): ابن ماجة والطبراني في الكبير والحاكم في المستدرك عن أبي أمامة
تصحيح السيوطي: صحيح
زيادة الجامع الصغير، والدرر المنتثرة، الإصدار 2.05 - للإمام السيوطي
كتاب "زيادة الجامع الصغير"، للسيوطي >> حرف الهمزة
777- اسم الله الأعظم في ست آيات من آخر سورة الحشر.
(فر) عن ابن عباس.
***
المستدرك على الصحيحين،الإصدار 2.02 - للإمام محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري.
المجلد الأول >> - 17- كتاب: الدعاء، والتكبير، والتهليل، والتسبيح، والذكر
1861 / 61 - أخبرني أحمد بن محمد بن إسماعيل بن مهران، ثنا هشام بن عمار، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا عبد الله بن العلاء قال:
سمعت القاسم يحدث عن أبي أمامة:
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن اسم الله الأعظم في ثلاث سور من القرآن، في: سورة البقرة، وآل عمران، وطه).
قال القاسم: فالتمستها، إنه الحي القيوم.
***
المستدرك على الصحيحين،الإصدار 2.02 - للإمام محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري.
المجلد الأول >> - 17- كتاب: الدعاء، والتكبير، والتهليل، والتسبيح، والذكر
1865 / 65 - حدثنا الزبير بن عبد الواحد الحافظ، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، ثنا أحمد بن عمرو بن بكر السكسكي، حدثني أبي، عن محمد بن يزيد، عن سعد بن المسيب، عن سعد بن مالك - رضي الله تعالى عنه - قال:
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يقول: (هل أدلكم على اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى؟ الدعوة التي دعا بها يونس حيث ناداه في الظلمات الثلاث:
لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين).
فقال رجل: يا رسول الله، هل كانت ليونس خاصة أم للمؤمنين عامة؟
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ألا تسمع قول الله - عز وجل -: {ونجيناه من الغم، وكذلك ننجي المؤمنين}[الأنبياء: 88].
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أيما مسلم دعا بها في مرضه أربعين مرة، فمات في مرضه ذلك أعطي أجر شهيد، وإن برأ برأ، وقد غفر له جميع ذنوبه). (ج/ص: 1/ 686)
***
المستدرك على الصحيحين،الإصدار 2.02 - للإمام محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري.
المجلد الأول >> - 17- كتاب: الدعاء، والتكبير، والتهليل، والتسبيح، والذكر
1866 / 66 - أخبرنا أبو عبد الله الصفار، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني عمار بن نصر، ثنا الوليد بن مسلم، حدثني عبد الله بن العلاء بن زبر، ثنا القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة - رضي الله تعالى عنه -:
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن اسم الله الأعظم لفي ثلاث سور من القرآن: في سورة البقرة، وآل عمران، وطه).
فالتمستها فوجدت في سورة البقرة آية الكرسي: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}، وفي سورة آل عمران: {ألم، الله لا إله إلا هو الحي القيوم}، وفي سورة طه: {وعنت الوجوه للحي القيوم}.
خلاصة القول يا أخوة
اسم الله الأعظم موجود في الجمل الآتية :
* لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين
* الله لا إله إلا هو الحي القيوم
* ألم، الله لا إله إلا هو الحي القيوم
* وعنت الوجوه للحي القيوم
إذن مما هو واضح أنه لا توجد كلمة "يهوه" و احدة بالجمل السابقة
سنفرض جدلا أن النصارى يتحدثون عن "احرف" الكلمة و ليس الكلمة نفسها
إذن نطابق أحرف كلمة "يهوه" مع كل الجمل و نرى هل هي بحق تتكرر بينهم أم لا
لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين ( يـ هـ فقط )
* الله لا إله إلا هو الحي القيوم (يـ هـ و ه موجودة )
* ألم، الله لا إله إلا هو الحي القيوم (يـ هـ و ه موجودة )
* وعنت الوجوه للحي القيوم
( الكل موجود ما عدا الهاء الثانية)
و عليه فإنه يتبين مما سبق أن أحرف كلمة "يهوه" غير مشتركة بين الجمل التي يجب أن يكون فيها اسم الله الأعظم
و عليه فإنني أقول أنه ليس كلما تطابقت تفصيلية في قصة بين القرآن و كتابهم المقدس , يشترطت أن تتطابق كل تفاصيل القصة
و خلاصة القول , نحن نؤمن بأن وزير سليمان اسمه آصف بن برخيا و لكن لا نؤمن بأن اسم الله الأعظم هو "يهوه"
...........................................
كتبة الاخ: سعد
(((((((((((((((((((((((((((((((أنا وأبني والخروف))))))))))))))))
أنا وابني والخروف
كل مولود يولد على الفطرة
فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، وهذا لفظ البخاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه،
وهذا حوار دار بين {بيتر } الذي يبلغ من العمر {الاثني عشر} عام ...بفطرته التي فطره الله عليها... وبين والده {عبد المسيح }
عبد المسيح
تعالى هنا يا خروف
بيتر
لا يوجد هنا خراف
عبد المسيح
انت ... انت ....انت خروف
بيتر
انا ليس خروف
ولا اقبل ان تدعوني بذلك
عبد المسيح
انت زعلت مني ؟
بيتر
بالطبع ....كيف تشبهني انا
ابنك حبيبك ....بحيوان سخره
الله لنا....فالإنسان افضل
من الحيوان....ان لم اكلمك مطلقا
عبد المسيح
لا تزعل .
انا أسف
لكن الا تعلم ان رب الأرباب
خروف
بيتر
رب الأرباب ...خروف !!!!
كيف هذا ؟ !!!!
من هذا الملعون الذي يصف الرب بذلك ؟
عبد المسيح
الكتاب المقدس
الذي نؤمن به هو من يقول ذلك
بيتر
ومن اين هذا الكتاب المقدس ؟
عبد المسيح
من عند الله
بيتر
مستحيل
الرب يقول عن نفسه انه خروف
أكيد هذا الكتاب ليس من عند الله
عبد المسيح
انت صغير ولا تعرف حقيقة الامر
بيتر
اي حقيقة هذه ؟
عبد المسيح
الخطيئة والفداء
بيتر
وما علاقة ذلك بالخروف ؟
عبد المسيح
ادم ابو البشر
امره الرب بالا يأكل من احد
أشجار الجنة والا مات
ولكنه
عصى أمر ربه واكل من هذه الشجرة
فطرده الرب من الجنة واسكنه الأرض
بيتر
ادم اكل من الشجرة
ولم يمت
هل كان الرب يكذب عليه ؟
عبد المسيح
ادم ....مات روحانيا
فقد انفصل عن الله
بيتر
وبعد ذلك
عبد المسيح
تورثنا نحن هذه الخطيئة
وأصبحنا منفصلين عن الله
????
بيتر
من الذي اخطأ ؟
عبد المسيح
ادم
بيتر
من اخطأ يتحمل خطيئته
وليس غيره
فنحن لم نخطأ
فمن الظلم ان يحملنا الرب خطيئة غيرنا
لو انت قتلت شخص مثلا
من يعاقب ...انا ام أنت ؟
عبد المسيح
انا
بيتر
هل بعد موتك سوف
أعاقب انا عن جريمتك ؟
عبد المسيح
لا
بيتر
اذن كيف نعاقب
نحن بخطيئة أبونا ادم
؟
عبد المسيح
كلامك منطقي وعقلي
لكن علاقتك بالرب
لا تخضع للمنطق والعقل
بيتر
نحن لا نتحدث عن ذات الله
فالله فوق المنطق والعقل
نحن نتحدث عن أمور في
صميم العقل والمنطق
وأمور يترتب عليها مصير
حياتي والحكم فيها لعقلي
عبد المسيح
أنت لسه صغير على هذا الكلام
خلينا في اصل الموضوع
الخطيئة
كانت سبب في انفصال البشر عن الرب
فكان لا بد من عودة اتصال البشر بالرب
بيتر
لا اجد مشكلة في ذلك
يكفي عبادتنا لله والاستغفار
وسماع كلامه وعدم معصيته
عبد المسيح
هذا لا يكفي لا بد من دم طاهر
يخلص البشرية من هذه الخطيئة
بيتر
وما علاقة الدم ....بالخطيئة ؟
عبد المسيح
لا بد من عقاب ادم وذريته
فالرب حذر ادم من الأكل من
الشجرة والا حتماً يموت
واكل ادم من الشجرة
فكان لابد من موت ادم
{وهو انفصاله عن الله }
الرب كلمته وحده
بيتر
الموضوع منتهي
ادم اخطا وذريته توارثت الخطيئة
يتحمل ادم عاقبة فعله هو وذريته
والرب لا يلومه احد
ادم هو الذي لم يسمع الكلام
فنحن لا نلوم الا ادم
عبد المسيح
لكن الله محبة
فهو يحب العالم
ولا يرضيه ان يكون مصيرهم
بحيرة الكبريت وصرير الأسنان
بل يريد لهم الحياة الأبدية
بيتر
هذا جيد
يغفر لآدم وذريته هذه الخطيئة
وتكون لهم الحياة الأبدية
عبد المسيح
بكل سهولة كده ؟!
الرب بعد قوله لادم حتما تموت
يرجع في كلامه وكأنه لم يحدث شيء
هذا يتنفي مع الوهيته
???????????
بيتر
لا اري شيئا في ذلك
من يملك العقاب يملك المغفرة
وهذا قمة القدرة
عبد المسيح
كيف ؟
بيتر
تذكر معي أمس
ماذا حدث مني ومنك ؟
الم تقل لي لا تترك استذكار
دروسك وتجلس تلعب على الكمبيوتر
والا عقبتك عقاب شديد
عبد المسيح
نعم ....اتذكر ذلك
بيتر
وقد تركت دروسي
وجلست العب على الكمبيوتر
ولم تعاقبني ...لماذا؟
عبد المسيح
لأني سماحتك
بيتر
وهل قلل ذلك من
مقدرتك وقدرتك ومكانتك
هل لحقك ضرر
؟
عبد المسيح
بالطبع لا
بيتر
فهل أنت اقدر من الله ؟
عبد المسيح
لا
الله قادر على كل شيئاً
لكن كان لابد من الفداء والخلاص ؟
بيتر
ماذا تريد ان تقول ؟
عبد المسيح
لابد من دم طاهر لتكفير هذه الخطيئة
بيتر
هل تقصد انه لا بد من تقديم
ذبيحة لله ليكفر عنا هذه
الخطيئة ونتصل به ؟
عبد المسيح
نعم
بيتر
وهذه الذبيحة من الحيوانات ؟
عبد المسيح
من البشر
بيتر
من البشر ؟!!!
انا شاهدت ذلك بأحد الأفلام
ففي الفيلم بعض الناس يعبدون
اله ضخم مصنوع من الحجرة
وهذا الإله كان شديد الغضب
يخرج نار من انفه وفمه
ولم يذهب عنه هذا الغضب الا
عندما ذبحوا احدهم
أسفل هذا الصنم
عبد المسيح
نحن لا نعبد أصنام
بل نعبد اله هذا الكون
اترك هذه الأفلام التي أتلفت عقلك
وخلينا في موضوعنا
لابد من ذبيحة احد البشر
بيتر
وما ذنب هذا الانسان ؟
وعلى اي أساس يتم اختياره
من كل هذا البشر
؟
عبد المسيح
قلت لك لا تقيس كل
حاجة بعقلك ....هذا ما يريده الرب ؟
بيتر
لا أظن ان الله ظالم
فهو لا يرضيه ان نذبح له
احد البشر بسبب خطيئة
اقترفها ادم
عبد المسيح
ومن قال لك ان الذبيحة
الطاهرة من البشر
البشرية ملوثة بالخطيئة
وبالتالي لا يصلح احدهم ان
يكون الذبيحة الطاهرة
التي يفدي بها الله البشرية
بيتر
انت قلت لي في البدية
ان الذبيحة بشر
والآن تقول البشرية ملوثة
بالخطيئة ولا يصلح منها
احد للفداء ....ما هذا التناقض ؟
عبد المسيح
ليس هناك تناقض
اسمع الى جيدا ً
ولا تقاطعني
و سوف تفهم وتقتنع
طبعا ليس هناك بشر بلا خطيئة
فكان الحل من عند الرب
بيتر
وما هو
هل خلق لنا إنسان بل خطيئة ؟
عبد المسيح
لا لم يخلق بشر
بل ولد لنا ابن
بيتر
الرب يلد ؟
عبد المسيح
اقنوم { الآب }
ولد لنا .....اقنوم {الابن }.
فهو مولود غير مخلوق
??????????????
بيتر
اقنوم ....واب .....وابن ....ومولود غير مخلوق ........ما هذا ؟
عبد المسيح
لما تكبر سوف تعرف كل ذلك ....مع اني انا كبير ومش فهمه ...المهم لا بد ان تعرف ان الله { الآب } ولد منه الله { الابن } وانبثق منهما الله {الروح القدس } .....والله { الاب } والله {الابن } والله { الروح القدس } اله واحد
بيتر
بابا .....هو مش ماما طلبت منك لا تشرب الهباب اللى بتشربه ده ....قوم وخذ حمام بارد وتعالى نكمل الحديث
عبد المسيح
انا لم اشرب هباب ....انا واعي لكل كلمة أقولها
بيتر
كيف ....وانت تقول اله واله واله ....اله واحد ...المنطق والعقل يقول ثلاثة ...ثلاثة يا بابا
عبد المسيح
قلت لك لما تكبر سوف تعرف انهم واحد ....واحد ....ليس هذا موضوعنا المهم الآب الاله ....ولد { الابن الإله } وهما واحد ....وأرسله الي الأرض في صورة بشر ليتم ذبحه لتخليص العالم من الخطيئة
بيتر
الرب يرسل ابنه وحيده حبيبه .....ليذبح من اجل البشر
عبد المسيح
نعم ....لانه يحب العالم ويريد له الخلاص والحياة الابدية
بيتر
وهل ترضى انت ان تذبحني .....من اجل خلاص أخوتي من مصيبة حلت بهم
عبد المسيح
مستحيل ...لا تهون عليا ...فأنت ابني حبيبي
بيتر
فاذا كنت انت لا يهون عليك ابنك ...فهل يهون على الله ابنه ؟
عبد المسيح
هو حر
بيتر
المهم ....كيف ارسل ابنه هذا الي العالم وكيف ذبحوه ؟
عبد المسيح
قلت لك ان الذبيحة لابد ان تكون من البشر ...ولابد ان تكون بلا خطيئة
بيتر
نعم انت قلت هذا
عبد المسيح
هذا هو يسوع الرب ....ناسوت وللاهوت
بيتر
تقصد انه انسان واله معا
عبد المسيح
نعم ...نعم
بيتر
لم تجب على سؤالي ....كيف جاء الي الارض
عبد المسيح
كانت هناك ....قديسة تدعى مريم ....هى من أنجبت الرب
بيتر
كيف ....هل الأب {الاله } تزوجها ....مثل ما نت تزوجت ماما
عبد المسيح
لا الاب الاله لم يتزوج ولم يعاشر احد .....ومريم لم يلمسها احد
بيتر
اذن كيف حملت بالرب يسوع
عبد المسيح
لقد حلت على مريم الروح القدس ....فحبلت بالرب يسوع
بيتر
اذن يسوع ابن الروح القدس وليس ابن الاب
عبد المسيح
الكتاب المقدس يقول عن مريم { وجدت حبلي من الروح القدس }...وان الذي حبل به هو من الروح القدس .....ثم ذكر لنا ان القدوس المولود منها يدعى ابن الله ....ويسوع كان يقول لله { الآب } ابي ولم يكن يقول لله {الروح القدس } أبي .....اذن هو ابن الله {الاب} وليس ابن الله { الروح القدس }
بيتر
ما هذا التناقض .....كيف تكون حبلي من الروح القدس وان الذي في بطنها من الروح القدس .....وتنسبوه انتم الي الآب
???????
عبد المسيح
في قانون الإيمان ....الاب هو الاصل ..الذي ولد منه الابن ...والذي انبثق منهما الروح القدس ....وهذا ما يجب الايمان به بدون نقاش
بيتر
اي كان الاب {الآب او الروح القدس }....المهم من الذي كان ببطن مريم
عبد المسيح
الله { الابن }
بيتر
كيف يكون اله مولود ؟ كيف يكون الله وجاء الي الدنيا حديثا مثلي ؟
عبد المسيح
انه هو الله الموجود منذ الازل
بيتر
الم يكن عدم ....ثم تم تكوينه في رحم امه مريم مثله مثل اي جنين في رحم امه
عبد المسيح
هذا هو الناسوت
بيتر
واين كان اللاهوت ؟
عبد المسيح
كان معه ....فالناسوت واللاهوت لا ينفصلان
بيتر
اذن مريم كانت حامل بالناسوت واللاهوت
عبد المسيح
نعم فهي كانت حامل بيسوع الاله ذات الطبعتين الناسوتية واللاهوتية اللذان لا ينفصلان
بيتر
وتكون الابن الاله داخل رحم مريم .....وحان وقت ولادته ...كفيف ولادته واين ؟
عبد المسيح
كنت مريم تعيش عند رجل يدعى يوسف النجار وكان يجب عليهم الذاهب الي بيت لحم لتسجيل أسماءهم بناءً على امر قيصر ...وهناك لم يجدوا مكان يبيتون فيه لشدة الزحام ...فعرض عليهم احد الناس المبيت بزريبة البهائم التي يملكها ....وهناك شعرت مريم بالمخاض فوضعت مولودها بالزريبة ووضعته في مذود
بيتر
الرب ولد في زريبة البهائم بين الحيوانات وروثها ....كيف هذا ؟
عبد المسيح
تواضع من الاله
بيتر
اي تواضع هذا .....لو انا املك اختيار المكان الذي أولد به ....لاختار أجمل مكان في الدنيا ...والا الف الا في الحرير و لا أضجع الا بسرير مصنوع من الذهب .....فكيف بالله ان يختار لنفسه ان يولد في زريبة البهائم ...وتقول لي تواضع ....يتواضع لمن .....للبشر الذي خلقهم من عدم...البشر الذي لا يساوي شيئا ً...لو صدف ان امي ولدتني في زريبة بهائم ...لأخفيت ذلك على كل من يعرفني ....لانه لو علم بذلك احد فانه سوف يعايرني ويصفني بابن الزريبة ....فما بالك بالله ؟!!!!! المهم قل لي كيف ولدته مريم
عبد المسيح
مثلما تلد كل أنثي
بيتر
لقد تعلمت من المدرسة ....اننا خرجنا من فرج أمهاتنا .....ولقد سبب لي هذا حزناً شديدا ...وشعرت اني لا أساوي شيئاً ...إنني خرجت من المخرج الذي تجامع امي فيه ، من من المخرج الذي تتبول منها امي من المخرج الذي يخرج منه دم الحيض النجس ....عندما أتذكر ذلك اخجل من نفسي جداً ...لقد سبق وان توجهت اليك بالسؤال عن كيفية ولادتي ...خجلت مني وقلت لي عندما تكبر سوف تعلم ....فكيف باله هذا الكون العظيم ان يخرج من ذات المخرج الذي خرجت منه انا المخرج الذي كلما تذكرته شعرت بحقارة نفسى ....لا ...لا هذا مستحيل
??????????
عبد المسيح
الذي خرج هو الناسوت
بيتر
قلت لي ان اللاهوت لا يفارق الناسوت .....ناقص تقول لي انه الإله كان بيرضع من ثدي امه مريم
عبد المسيح
هذا ما كان يحدث بالفعل
بيتر
اله يمسك بين يديه ثدي امرأة ويرضع منه .....انها مهزلة .....إياك تقول لي انه ختن
عبد المسيح
نعم هذا ما حصل بالفعل أعندما بلغ ثمانية ايام
بيتر
يا نهار ابيض ....الرب ...يقطعون له غرته ....يتم قطع حتة من ناسوت الاله وترمى ...هل الاله كان زايد حته ؟ وبالطبع كانوا يقلمون له اظافره ويحلقون له شعره ....وكان كل هذا يلقون به ...وكان يتبول ويتبرز ..وكان له اعضاء تناسلية ...وعندما بلغ كان يستحلم ........ما هذا اي اله هذا ؟!!!! ...الرب مثلنا ؟!!يحتاج لما نحتاج اليه نحن ويفعل ما نفعله نحن ....اذن فهو ليس اله ....لان الله ليس يحتاج الي احد ...فيسوع محتاج الي الطعام والشراب والنوم محتاج الي إخراج الماء وفضلات الطعام والا مات محتاج الي الهواء والأكسجين ...والله غني عن كل هذا
عبد المسيح
قلت لك ان هذا هو الناسوت
بيتر
وقلت لي كذلك ان اللاهوت لا يفارقه .....المهم أكمل الحكاية
عبد المسيح
وعندما بلغ ال 30 سنة ....امتلئ من الروح القدس الذي كان يقوده
بيتر
كيف يكون يسوع { الناسوت واللاهوت } ويحتاج الي الروح القدس لكي تقوده ؟!!...اكمل
عبد المسيح
كان له اربعين يوم يجرب من إبليس
بيتر
إبليس ...يجرب الرب ...لا أظن ان إبليس يمكن له الوقوف امام رجل مؤمن فما بالك بالله ...ولماذا يجرب الرب؟ هل للتاكد من انه لم يضعف ويرتكب الخطيئة مثل ادم ومن ثم يصلح للذبيحة ....وهل نجح الرب في الاختبار ؟
عبد المسيح
نعم وتركه الشيطان ورجع يسوع الي الجليل يبشر بالإنجيل
بيتر
المهم كيف تم ذبحه
عبد المسيح
عندما علم اليهود بأمره ....اجمعوا على قتله
بيتر
وهل كان يعلم يسوع بذلك
عبد المسيح
نعم ...ولقد اخبر تلاميذه بذلك يوم عشاء الفصح ...فقد اخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطي التلاميذ وقال لهم {خذوا كلوا هذا جسدى }...واخذ الكاس وشكر واعطاهم قائلا{ اشربو امنها كلكم لان هذا دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من اجل كثيرين لمغفرة الخطايا .....لهذا يقوم القس بتحويل الخبز الي جسد الرب ونأكله والخمر الي دم الرب ونشربه
بيتر
نأكل لحم الرب ونشرب دمه ؟! لماذا هل جزاء الرب الذي فدانا بدمه الطاهر ان نأكل لحمه ونشرب دمه ...ثم كيف بإنسان يحول الخبز الي لحم الرب والخمر الي دمه ...بالمرة يصنع لنا اله ...هذا الكلام غريب ..مثل الذي يأتي بأفلام الخيال ....المهم أكمل
عبد المسيح
وعندما اقترب ميعاد يسوع ...حزن واكتئب ...وخر على وجهه ...وكان يصلي ويقول {يا أبتاه ، إن أمكن فلتعبر عني هذا الكأس ...وإنما ليس كما أريد انا بل كما تريد أنت ..وكرر ذلك ثلاث
?????????بيتر
الم تقل لي ان يسوع هو الله ذات الطبعتين الناسوتية واللاهوتية ...الذي جاء الى العالم ليخلصنا من الخطيئة يذبحه
عبد المسيح
نعم ....قلت ذلك
بيتر
اذن لماذا هذه التمثيلية ؟ اذا كان هو جاء من اجل ذلك ....لماذا الحزن والاكتئب ؟ هل ندم على ما أقدم عليه ؟ ...وأنت تقول ان سجد وكان يصلى ....لمن كان يصلي ويناجي ...هل للاب ...وكيف هو والاب واحد ....اله يسجد ويصلي لاله ...اذن هو ليس باله ام ان اله الابن اقل مكانة من اله الاب
عبد المسيح
جميع الاقانيم الثلاثة متساوين
بيتر
اذن كيف اقنوم {الابن} يسجد ويطلب العون من اقنوم { الاب} ....ويقول له { وانما ليس كما اريد انا بل كما تريد انت} ...فان دل ذلك انما يدل على اختلاف ارادة كل منهما ....فلابن لا يريد ان يقتل ..والاب يريد للابن ان يقتل ...والابن لا يملك الاختيار وانما الاختيار في ايد اقنوم الاب ....المهم هل استجاب الاب له
عبد المسيح
لا.. لم يستجب له ....وانما ارسل له ملاك يقويه
بيتر
ملاك ....يقوي اله !!!!
عبد المسيح
لا تنسى ان يسوع انسان
بيتر
وانت لا تنسى ان له طبيعة لاهوتية لا تفارقه ....من باب اولي لا يحتاج ملاك يقويه فطبيعته الاهوتيه معه ...المهم مذا حدث بعد ذلك
عبد المسيح
كان احد تلاميذ يسوع هو {يهوذ } قد دل اليهود على مكانه ...فامسكوه ....وبصقوا في وجهه ...ولكموه ...ولطموه ....وسخروا منه ثم قدموه الي الوالي ...الذي حكم عليه بالصلب بناءً على طلب اليهود ..ثم تم جلده وتسليمه للصلب ....فقام العسكر ...بتعريته والبسوه رداء قرمزيا ...وضفروا إكليلا من الشوك ووضعوه على راسه ...وقصبة في يمينه ..وكانوا يستهزئون به ...ثم نزعوا عنه الرداء ...والبسوه ثيابه ... وحملوا على كتفه الصليب الذي سوف يصلب عليه ...وتم صلبه مع اثنين من الصوص ...وقدموا له خل ممزوج بمرارة ليشرب ..فلم يشرب ...وهو على الصليب صرخ بصوت عظيم قائلا {الهي الهي لماذا تركتني } ثم صرخ ثانية واسلم الروح
بيتر
اله يحدث له كل هذا .....لماذا ومن اجل من ؟ من اجل البشر الذين حدث منهم كل هذا له ....مستحيل يكون هذا اله ولا يستحق ان يكون اله ....اليس في مقدوره من البداية ان يكفر عنا الخطيئة بدل بهدلته من هؤلاء الأوغاد ...
تقول في بداية الحوار كيف يكون اله ويرجع غي كلمته
وانا اقول لك كيف يكون اله ويضرب ويهان ويبصق على وجه .........الخ
ثم كيف يكون اله ويعتب على الإله ؟
وكيف يكون اله ويموت
عبد المسيح
من اجل تكفير الخطيئة ?????????
بيتر
هل يكفر الخطيئة بخطيئة اكبر منها ....وهل خطيئة ادم الأكل من الشجرة ....تساوي خطيئة قتل الرب ؟
اين عقولكم ....الذي اكل من الشجرة بشر ....والذي قتل الرب بشر .....فهل البشر خلص من لعنة الخطيئة بخطيئة قتل الرب ؟! ابي لا اظن انك في وعيك ...أكيد أنت شارب من الهباب
عبد المسيح
قلت لك انا لم اشرب زفت ...وما اقوله لك هو الواقع ولا بد من الايمان به دون نقاش
بيتر
أومن بماذا ؟ يا رجل قول كلام يعقل ...ما تقوله خارج حدود العقل والمنطق
عبد المسيح
قلت لك من البداية اخرج العقل والمنطق من الحسابات الدينية
بيتر
كيف ...وعقلي فيما استخدمه ...؟
عبد المسيح
في كل شيئا الا الدين .....المهم اسمع باقي الحكاية ....الرب بعد دفنه بثلاثة ايام ....ذهبوا الي القبر ولم يجدوا جثته
بيتر
ممكن يكون احد سرقها
عبد المسيح
لا ....بل نزل ملاك من السماء ودحرج الحجر الذي على القبر وقام المسيح وشاهده تلاميذه
بيتر
الرب يحتاج الي ملاك يدحرج عنه الحجر ؟! وهل هناك من احد شاهد الرب وهو يقوم
عبد المسيح
لا....وانما شاهدوه بعد الصلب والدفن في هيئة اخري خلاف هيئته ...
بيتر
لماذا في هيئة اخري غير هيئته ....هل خائف من اليهود ثانية
عبد المسيح
لا اظن ذلك ....المهم أكل مع تلاميذه ثم صعد الي السماء ليجلس على يمين الرب
بيتر
كلام لا يدخل دماغ اي عاقل .....المهم بعد كل ذلك لم تقل لي من وصف الرب بالخروف
عبد المسيح
هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم لانه رب الارباب وملك الملوك والذين معه مدعوون ومختارون ومؤمنون....سفر الرؤيا 14/17
بيتر
مستحيل الله يوحى بانه خروف ...مستحيل ...لا يكتب ذلك الا ملعون ..ملعون
عبد المسيح
انه مجرد تشبيه لا اكثر كرمز للفداء
بيتر
انا لا اقبل ان يشبهني احد بالخروف ...فما بالك بالله
واقولها لك لو الرب بهذه الصورة التي صورتها لي وانه اوحي بانه خروف ...فانه لايستحق العبادة
عبد المسيح
لما تكبر سوف تغير رايك ...ويكفيك جلسة او جلستين مع احد القساوسة
????????عبد المسيح
لا بد من عقاب ادم وذريته .....فالرب حذر ادم من الأكل من الشجرة والا حتماً يموت ...واكل ادم من الشجرة ....فكان لابد من موت ادم {وهو انفصاله عن الله } الرب كلمته وحده
بيتر
الموضوع منتهي ....ادم اخطا وذريته توارثت الخطيئة ...يتحمل ادم عاقبة فعله وهو ذريته ....والرب لا يلومه احد ....ادم هو الذي لم يسمع الكلام ...فنحن لا نلوم الا ادم
عبد المسيح
لكن الله محبة .....فهو يحب العالم ...ولا يرضيه ان يكون مصيرهم بحيرة الكبريت وصرير الأسنان ...بل يريد لهم الحياة الأبدية
بيتر
هذا جيد .....يغفر لآدم وذريته هذه الخطيئة ....وتكون لهم الحياة الأبدية
عبد المسيح
بكل سهولة كده ؟! الرب بعد قوله لادم حتما تموت ....يرجع في كلامه وكأنه لم يحدث شيئا ....هذا يتنفي مع الوهيته
العقيدة بنيت علي مبدأ : أن الله لايمكن أن يرجع في كلامه
وكلامه كان إيه بقي : لا بد من موت آدم { وهو إنفصاله عن الله } الرب كلمته واحدة
لكن العقيدة كلها تم هدمها بالفداء والصلب .
فقد تغيرت كلمة الرب فلم يعاقب آدم بإنفصاله عن الله ...
وتغير العقاب من موت آدم لموت ابن الله " الله "
يعني في الآخر الرب رجع في كلامه .
بصراحة لازم ندعي لزملائنا النصاري :
اللهم أعطي النصاري عقول .
اللهم أعطي النصاري عقول .
اللهم أعطي النصاري عقول .
__________________
بين الشك واليقين مسافات , وبين الشر والخير خطوات فهيا بنا نقطع المسافات بالخطوات لنصل الي اليقين والثبات .
(( أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله )) ???????فاذا كنت انت لا يهون عليك ابنك ...فهل يهون على الله ابنه ؟
عبد المسيح
هو حر
هههههههههههههههههههه جامدة جدا هو حر دي ...
أسجل اعجابي الشديد بهذا السيناريو و الحوار الرائع
__________________
أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ ???????? ابو تسنيم ماذا انت فاعل بهم
الحوار بين بيتر وعبد المسيح ضربه جامده قوى لعباد الصليب
سيناريو رائع وحوار ممتع نخرج منه ب
نشهد ان لا اله الا الله محمد رسول الله
__________________
والله لو صاحب المرء جبريل .. لم يسلم المرء من قال و قيلا
قد قيل فى الله أقوالاً مصنفهً .. تتلى إذا رتل القرآن ترتيلا
قد قيل أن له ولداً وصاحبهً .. زوراً عليه و بهتاناً وتضليلا
هذا قولهم فى الله خالقهم .. فكيف لو قيل فينا بعض ما قيلا?????????لمشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشرقاوى مشاهدة المشاركة
هههههههههههههههههههههههههههههه
لا تقل "خروف" ..... قل "حمل"
أولا : تحيه خاصه للأخ ابو تسنيم على هذا الموضوع الرائع.
ثانيا : أخى شرقاوى كلمه حمل بدعه فى دين النصارى وخطيره جدااا لسببين :
( 1 ) لفظ حمل يمكن تفسيره على أنه فعل ماضى " إله النصارى حمل" أى حامل !
وهذا قد يؤدى إلى ظهور عقيده جديده تقضى بأن إله النصارى سوف يلد بنفسه إبنا آخر لينتقم من أبناء اليهود الذين قتلوا إبنه البكرى وصفعوه وضربوه على قفاه وبصقوا عليه ! وستكون العقيده الجديده تحت إسم "دائره الإنتقام"
وستنشأ أسئله فى غايه التعقيد بخصوص هذا الأمر :
- إله النصارى حامل فى أى شهر ؟: الشهر التانى ولا التالت ولا .......................إلخ
- حامل من مين ؟ : من الروح القدس ولا فيه حد تانى ..........
- وهل الحمل تم فى إطار علاقه شرعيه (زواج يعنى) أم نتيجه علاقه غير شرعيه !!!!؟؟؟؟
- ما نوع الجنين ذكر أم انثى (هرقل أم زينه) ؟ سيتطلب الأمر إلى عمل سنار لنعرف نوع الجنين.
واسئله أخرى كثيره لاحصر لها
( 2 ) إله النصارى فرحان ومبسوط على الآخر بكونه خروووووووووووووووووف كبير وبقرون فلماذا تريد أن تحرمه من هذا اللفظ الجميل الذى إختاره بنفسه ولنفسه وهو فى قمه السعاده !
لذلك نقول للنصارى هنيئا لكم بالخرووووووووووووووووف ???????????بواسطة أبو تسنيم
لما تكبر سوف تعرف كل ذلك ....مع اني انا كبير ومش فهمه ...المهم لا بد ان تعرف ان الله { الآب } ولد منه الله { الابن } وانبثق منهما الله {الروح القدس } .....والله { الاب } والله {الابن } والله { الروح القدس } اله واحد
بحث ممتاز جدا من الاخ أبة تنسيم ، و الفقرة المقتبسة اعلاه من أغرب النظريات لديهم ، فهم يقولون ان الابن مولود و ليس مخلوق و عملية الانبثاق للروح القدس غير مفهومة هل هى من الاب وحده أو منهما معا ؟ كما ان وجود عمليات أى وصف لحدوث شىء ما كولادة الابن او انبثاق الروح القدس يعى اشارة تلقائية لعامل زمنى تمت فيه الولادة و تم فيه الانبثاق ، فهل كان الاب وحده موجودا أولا ثم حدثت الولادة للابن و الانبثاق للروح القدس فى وقت لاحق ؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ???؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟==================================================== (((((((((((((((((((((تكملة حكايات عائلة "بيتر"))))))))))
اما بشان قول نبي الاسلام
بان النساء
"ناقصـات عقل ودين"
فقد استفسرن النساء منه عن سبب ذلك
وكانت اجابته واضحة لا تحتاج الي تاويل
كريستينا
اذاً ما هو رده بشان سبب
نقصان عقل المرأة ؟
بيتر
قال ان سبب نقصان عقلها هو
ان شهادتها مثل نصف شهادة الرجل
أم بيتر
كما قلت ان الاسلام انتقص
من المرأة وجعل شهادتها نصف
شهادة الرجل
بيتر
يا الله ...الم نوضح لك انا
وكريستينا موضوع الشهادة
سوف اضرب لك مثال يقرب لك الامر
هناك مكان يوجد به حجارة
كبيرة ونريد نقلها الي مكان ما
ويوجد معنا رجال ونساء
من نكلف بالنقل ؟
كريستينا
نكلف بنقلها الرجال بالطبع
لانهم اقدر على ذلك هذا
بخلاف انه لا يليق بالمرأة
ان تنحني وترفع الحجر
بيتر
فهل في ذلك انتقاص
من شان المرأة ؟!!
كريستينا
بالعكس فيه محافظة على
مكانتها ورفعاً من شأنها
بيتر
واذا لم يكن عدد الرجال كاف
وقلنا الرجل يرفع حجراً
والمرأتين ترفع حجر لتخفف
كل منهما المشقة عن الاخرى
فماذا يعني ذلك ؟
كريستينا
ان حمل المرأة نصف حمل الرجل
او حمل امرأتين يساوي حمل رجل
أي نقصان قوة المرأة
بيتر
احسنت يا كريستينا
مع الاخذ في الاعتبار قدرة
المرأة على رفع الحجر بفردها
ولكن تخفيفاً عليها و لطبيعتها
التي تتسم بالرقة واللطافة وضعف البنية
قلنا بان تشاركها اخر في رفع الحجر
وهذا هو الحال في
الشهادة
وهو ما عبر عنه نبي الاسلام
بان
"شهادتها مثل نصف شهادة الرجل"
وهو نقصان عقلها
وهو كلام مجازى
فعقل المرأة اكمله الله
كما اكمل عقل الرجل
فالمراة قادرة مثل الرجل
على نطق الشهادة بفردها
ولكن للتخفيف عليها
وللاسباب التي ذكرنها آنفاً
عُززت باخرى
فكان نتيجة لذلك نقصان العقل
أي عدم قيامه بفرده باحد
اعماله {الشهادة } بل يحتاج
الي عقل اخر ليكتمل العمل
وكما قلنا قدرة عقل المراة
على قيامه بذلك بمفرده
كريستينا
وما هو رده بشان سبب
نقصان دين المرأة ؟
بيتر
قال ان سبب نقصان دينها هو عدم
صلاتها وصومها وقت حيضها
فصلاة والصوم تكليف
للمسلم {الذكر والانثى}
فمن صلى وصام كمل دينه
ومن لم يصلى ويصوم نقص دينه
كريستينا
كيف يكون الحيض سبب
نقصان دينها وهي لا دخل فيه
بيتر
نقصان دين المراة هنا
نقصان مجازي
لان هذا النقصان {عدم الصلاة والصوم }
لا يد للمرأة فيه
فهو بسبب الحيض ونبي الاسلام
يعلم انه مكتوب عليها
فهذا نبي الاسلام يعزي عائشة
لما حاضت في طريقها للحجّ قائلاً
هذا شيء كَتَبَه الله على بنات آدم .
وفي رواية
هذا أمـرٌ كَتَبَه الله على بنات آدم
أم بيتر
وماذا عن تهكمه وسخريته
من المرأة بقوله
"خُلِقت من ضِلَع"
بيتر
نبي الاسلام لم يتهكم ولم يسخر من المرأة
ارجعي الي حديثه
استوصوا بالنساء
فإن المرأة خُلقت من ضلع
وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه
فإن ذهبت تقيمه كسرته
وإن تركته لم يزل أعوج
فاستوصوا بالنساء .
فاول الحديث ..... استوصوا بالنساء
واخر الحديث... فاستوصوا بالنساء
فاين التهكم والسخرية ؟؟ !!
نبي الاسلام يوصي الرجل بالمرأة
ويذكره بطبيعتها فيقول له هذه
طبيعة خِلْقَتِها وأصل تركيبتها
خُلِقت لطيفـة لتتودد إلى زوجهـا
وتحنو على أولادها
وهي خُلِقت من ضلع
وطبيعـة الضلع التقوّس لحماية القلب
فما قاله نبي الاسلام
لم يقوله على سبيل الانتقاص
وإنما على سبيل التماس العذر
للمرأة فيما قد يحدث منها بسبب
طبيعتها الأنثوية?????أم بيتر
الاسلام يامر بحبس المرأة في البيت
وهذا سلب لحريتها وايهانة لها
{وقرن في بيوتكن .....}
الاحزاب (آية:33)
وقال نبي الاسلام
" لاتمنعوا نساءكم المساجد
وبيوتهن خير لهن "
كريستينا
ولماذ تعيبي على الاسلام
وكتابنا المقدس يامرنا بذلك
أم بيتر
كتابنا يامرنا بالجلوس بالبيت ؟!!
كريستينا
نعم
الم تقرئي رسالة بولس إلى
تيطس2 / 5
" مُتَعَقِّلاَتٍ، عَفِيفَاتٍ، مُلاَزِمَاتٍ بُيُوتَهُنَّ
، صَالِحَاتٍ، خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِهِنَّ،
لِكَيْ لاَ يُجَدَّفَ عَلَى كَلِمَةِ الله "
ويقول القديس يوحنا الذهبي الفم
تعليقاً على هذا النص ... لأن
من تلازم بيتها تكون متعقلة
مدبرة، مقتصدة، ليس لها ميل
للترف بمصاريف غير عادية
أو ما أشبه ذلك.
بيتر
يا الله ...اتغضب المرأة من جلوسها
في بيتها معززة مكرمة وزوجها
يكد ويكدح من اجلها
يا للعجب !!!
هل الحرية في خروج المرأة للشقاء والعناء
لحظة ...يا سلاااااااااااام ...ما اعظم ذلك
كريستينا
ما دهاك يا بيتر ؟
بيتر
لقد تذكرت شيء عندما قرات الآية
33 من سورة الاحزاب
{وقرن في بيوتكن .....}
كريستينا
وما هو ؟
بيتر
عندما حذر الله ادم وزوجته من
ابليس بالا يخرجهما من الجنة
والا كان مصيره الشقاء
{فقلنا يا ادم ان هذا عدو لك ولزوجك
فلا يخرجنكما من الجنه فتشقى }
طه (آية:117)
نلاحظ هنا
انه قال{ يخرجنكما من الجنه}..مثنى
ولم يقل "فتشقيا"
وانما قال { فتشقى }
فالرجل هو المكلف بالشقاء لتوفير
كل ما يحتاجه هو والمرأة {أي كانت}
كريستينا
يا سلام على ترابط آيات القرآن
بيتر
ناتي الي ما لحق المرأة من اضرار
بسبب خروجها من البيت
ما الذي يشغل العالم هذه
الايام بشان المرأة ؟
كريستينا
ظاهرة ..التحرش الجنسي بها
والله انها معاناة حقيقيقة نعاني منها
يا الله
لا يمكن ان اصف لك ما نلاقيه
من إيذاء عندما نخرج من البيت
إطلاق النكات والتعليقات المشينة
والتلميحات الجسدية
والإلحاح في طلب لقاء
وطرح أسئلة جنسية
ونظرات موحية إلى ذلك
ثم تتصاعد حتى تصل إلى اللمس ........الخ
وقد تصل الي الاغتصاب وهتك العرض
بيتر
الغريب
ان سائر الدول اليوم تحاول معالجة
هذه الظاهرة بأنشاء المنظمات المناهضة
وعقدت المؤتمرات، وسن القوانين
والا ادري لماذا كل هذا وما الفائدة من ورآه
والحل بين ايدينا
{وقرن في بيوتكن }
الم يقل نبي الاسلام
"وبيوتهن خير لهن"
كريستينا
هذا خلاف ما يصاحب خروج المرأة
للعمل من تغيرات اجتماعية في
نظم العائلة وعلاقة الزوج بالزوجة
وعلاقة الأبناء بالوالدين.
وقد أثبتت بعض البحوث العلمية
تعارض عمل المرأة مع طبيعة حياتها
كأم وزوجة نتيجة لتأثر حالتها
الانفعالية والجسمية واستعانتها
بالآخرين لتربية أبنائها. أن خروج
المرأة للعمل يضعف الروابط والألفة
بين أفراد الأسرة وربما يؤدي إلى
تفككها وانهيارها, وقد ثبت ازدياد
نسب الطلاق في المجتمعات التي
يكثر فيها خروج المرأة للعمل.???????
أم بيتر
الم يقل نبي الاسلام ان المرأة شؤم ؟
كريستينا
هل قال هذا فعاً ؟
بيتر
نبي الاسلام لم يقل ذلك
بل قال
" الشؤم في المرأة والدار والفرس"
أم بيتر
وهل يختلف المعنى ؟!
بيتر
نعم
اولا وقبل أي شئ لابد ان نعرف
ان نبي الاسلام ينهى عن التشاؤم
" لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر"
كريستينا
وما هي الطيرة؟
بيتر
الطيرة هي التشاؤم أو التفاؤل
من ما يراه الانسان من الطير
او غيره او مما يحدث له من حوادث
مثلاً
انسان يحدث له مكروه في
وجود احد الاشخاص
فيعتقد ان هذا الشخص
شؤم عليه أي هو السبب
في حدوث ذلك
والاسلام يعتر ذلك
شرك بالله فالنافع هو الله
والضار هو الله
فالقران يقول
{أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ}
وقال نبي الاسلام
" أحسنها الفأل ولا ترد مسلما
فإذا رأى أحدكم ما يكره
فليقل: اللهم لا يأتي
بالحسنات إلا أنت ولا
يدفع السيئات إلا أنت
ولا حول ولا قوة إلا بك "
أم بيتر
كل ذلك لا ينفى ما قلته
بل يؤكد كلامي
ان نبي الاسلام تحدث
عن قاعدة عامة وهي لا شؤم
والاستثناء هو الشؤم
في ثلاث احدهم المرأة
بيتر
ياأمي.. الم يتزوج نبي الاسلام ؟!
لو كانت المرأة شؤم
ما تزوج نبي الاسلام
ولو كان الدار شؤم ما سكن به
ولوكان الفرس شؤم ما ركبه
اذاً هناك فرق بان اقول
ان المرأة شؤم وقولي ان الشؤم في المرأة
مثل قولي المرأة ضرر فهو
يختلف عن قولي الضرر في المرأة
فالاولى ...الضرر هو المرأة
اما في الثانية ...فان الضرر
يحدث في المرأة
والذي يظهر لي من حديث
نبي الاسلام انه يريد
ان يقول لو هناك شيء
يتأثر بالتشأوم لكان
هؤلاء الثالث
{المراة والدار والفرس }
والدليل على ذلك رواية
اخرى لهذا الحديث
"إن كان الشؤم في شيء
ففي الدار والمرأة والفرس"
مثل من يقول لو كانت
هناك خسارة فهي في الصحة
فهل يعني ذلك ان سبب
الخسارة الصحة ام الخسارة
وقعت في الصحة
وهذه هي وجهة نظري في الموضوع
??????????????كريستينا
نعيب على الاسلام ونبي
الاسلام والعيب فينا
أم بيتر
ماذا تقصدين يا مقصوفة الرقبة ؟
كريستينا
نطبل ونهلل ونطعن في
نبي الاسلام بمواقعنا
ومنتدايتنا بما هو في كتابنا
الغريب اننا نردد مثل
الببغاء ما يردهه الاخرين
أم بيتر
أنا مثل الببغاء!!!
كريستينا
لا اقصدك انت بالتحديد
بل اقصد كل من يردد
كل ما يقوله ابونا زكريا
بدون ان يعلم ما في كتابنا
الم يصف الكتاب المقدس
المرأة بالخبث
اقرأ يا بيتر من سفر
يشوع بن سيراخ ..الاصحاح
الخامس والعشرون النص 17 ، 19
بيتر
"17غاية الالم الم القلب
وغاية الخبث خبث المراة"
"19وكل خبث ولا خبث المراة "
أم بيتر
الكتاب يتحدث عن المرأة
الخبيثة ولا ينعت المرأة بالخبث
كريستينا
بلاش هذه
لم يدعى ان الخبث
يتولد من المرأة
"فانه من الثياب يتولد
السوس ومن المراة الخبث "
... سفر يشوع بن سيراخ 42/13
وان مساكنة الاسد والتنين
خير من مساكنة المرأة الخبيثة
"ولا غضب شر من غضب
المراة مساكنة الاسد
والتنين خير عندي من
مساكنة المراة الخبيثة"
سفر يشوع بن سيراخ 25/ 23
أم بيتر
الم يقل نبي الاسلام ان
المرأة فتنة!!!!?????????بيتر
نبي الاسلام لا يقصد انها فتانة
تقوم بالوقيعة بين الناس
وانما يقصد فتنة الرجال بها كانثى
فهو يقول
" ما تركت بعدي فتنة أضر
على الرجال من النساء"
وما اكثر فتنة الرجل بالمراة هذه الايام
الا يترك الرجل دينه من اجل امرأة
الا يترك الرجل اولاده وزوجته
ويدمر بيته من اجل امرأة
الا يبيع الرجل وطنه ويعمل
جاسوس من اجل امرأة
وكم من دول سقطت بسبب المرأة
وهذا ليس لعيب في المراة وانما بسبب
الغريزة الموجودة عند الرجال نحو المرأة
لدرجة انهم ان اردوا ترويج بضاعة
معينة عرضوا معها المرأة
كريستينا
الكتاب المقدس تكلم عن فتنة
النساء وحذرنا منها
" اصرف طرفك عن المراة الجميلة
ولا تتفرس في حسن الغريبة"
سفر يشوع بن سيراخ 9: 8
"فان حسن المراة اغوى كثيرين وبه
يتلهب العشق كالنار "
سفر يشوع بن سيراخ 9: 9
"كثيرون افتتنوا بجمال المراة الغريبة
فكان حظهم الرذل لان محادثتها
تتلهب كالنار"
سفر يشوع بن سيراخ 9: 11
أم بيتر
نبي الاسلام يشبة المرأة بالكلب والحمار
ويساوي المرأة بالخنزيرة.
ويساوي المرأة بالنعجة والبقرة والناقة.
ويساوي المرأة بالخيل للهو وكسلعة.
ويساوي المرأة بالغراب.
بيتر
وما مصدر كل ذلك؟
أم بيتر
شبها بالكلب والحمار
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ
قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا
الْأَعْمَشُ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَ
الْأَعْمَشُ وَحَدَّثَنِي مُسْلِمٌ عَنْ
مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ
ذُكِرَ عِنْدَهَا مَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْكَلْبُ
وَالْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ فَقَالَتْ شَبَّهْتُمُونَا
بِالْحُمُرِ وَالْكِلَابِ وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي
وَإِنِّي عَلَى السَّرِيرِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ
مُضْطَجِعَةً فَتَبْدُو لِي الْحَاجَةُ فَأَكْرَهُ أَنْ
أَجْلِسَ فَأُوذِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْسَلُّ مِنْ عِنْدِ رِجْلَيْهِ
"عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ يَقْطَعُ صَلاةَ
الرَّجُلِ .. الْحِمَارُ وَالْكَلْبُ الأَسْوَدُ
وَالْمَرْأَةُ" قَالَ: قُلْتُ مَا بَالُ الأَسْوَدِ مِنَ
الأَحْمَرِ مِنَ الأَصْفَرِ؟ فَقَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ
اللَّهِ كَمَا سَأَلْتَنِي، فَقَالَ الأَسْوَدُ شَيْطَانٌ"
عبد المسيح
يا للعار المرأة كالكلب والحمار
تقطع صلاة الرجل!!
بيتر
لقد حضر والدي العزيز بعد غياب
لقد كنت في انتظارك كل هذه المدة
لنكمل حديثنا عن البشارات
الموجودة بالكتاب المقدس
عن نبي الإسلام
عبد المسيح
انسى يا بيتر
ان يكون هناك بشارات موجودة
بالكتاب المقدس عن نبي الإسلام
ومن الاحسن ان تنسنى هذا الرجل?????????? بارك الله فيك يا أستاذنا أبو تسنيم .
هما الناس دول كبروا أمتى ؟!!
ولا هما شابوا بدرى ! ( إبتسامة ).
__________________
إلى نصارى العالم انقذوا أنفسكم من هذا المصير... لماذا نتحاور معكم؟؟
مواقع للبحث فى القرآن الكريم وتصفحه وتفاسيره
هنا أو هنا أو هنا
مواقع الإعجاز العلمى في الكتاب والسنة
هنا ، أو هنا، أو هنا، أو هنا ، أو هنا ، أو هنا، أو هنا أو هنا
مواقع المرئيات الإسلامية (الفيديو)
هنا، أو هنا، أو هنا، أو هنا
موقع الصوتيات الإسلامية
هنا
200 سؤال وجواب في العقيدة
??????بيتر
=====
انا مصر على معرفة هذا
الرجل وما يدعو اليه
أم بيتر
انا الم انتهي
لقد طلبت مني المصدر
وها انا اتلو عليك المصدر
تلو الاخر
فمصدر مساوة المرأة بالخنزيرة.
جاء في (بيان الوهم والإيهام
في كتاب الأحكام للفاسي
ج3 ص354) "ذكر من
طريق أبي داود عن ابن
عباس، قال رسول الله:
"إذا صلى أحدكم إلى غير
سترة، فإنه يقطع صلاته:
الكلب، والحمار، والخنزير
والمرأة....."
عبد المسيح
ههههههههه
يا للفضيحة المرأة كالخنزيرة
تنجس المصلي!!
بيتر
=====
نبي الاسلام لم يقل
المرأة كلب او حمار
بل تحدث عن ما يقطع الصلاة
وهم ثلاث
الكلب والحمار والمرأة
ثم أن وجود الثلاثة في
سياق واحد لا يعني أنها
متماثلة في عللها التي تُقطع
بها الصلاة
فقد يكون الخوف من
الحمار والكلب وخشية
الفتنة من المرأة
مثل حرمة اكل لحم الانسان
والكلب والخنزير
فهل الانسان مثل الكلب
او الخنزير بل العامل المشترك
بينهم حرمة اكلهم
وأما حديث
" إذا صلى أحدكم إلى غير
سترة فإنه يقطع صلاته
الكلب والحمار والخنزير
واليهودي والمجوسي والمرأة "
فهو حديث ضعيف
أم بيتر
واما عن مصدر مساوة
المرأة بالنعجة والبقرة والناقة
(أحكام القرآن لابن
العربي ج4 ص49)
"كُنِىَ بالنعجة عن المرأة
ويُكْنَى عنها بالبقرة
والناقة لأن الكلّ مركوب"
عبد المسيح
يا للخزي يشبه المرأة
بالنعجة والبقرة والناقة
ووجه الشبه أن الكل مركوب!
ألا ........ رسول الإسلام
من هذه التعبيرات المخجلة؟
بيتر
=====
محمد نبي الاسلام لم يقل
ذلك مطلقاً ولم يشبه
المرأة بالنعجة او خلافه
هذا القول لابن العربي
عندما فسر الاية
23 من سورة ص
( إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً )
اعتماداً على كنية العرب
للمرأة بالنعجة
كما قالت كريستينا اننا
مثل الببغاء نردد
كل ما يقوله ابونا زكريا
اليس من العيب ان يكذب
علينا وينسب الي نبي
الاسلام حديث لم يتحدث به
الا يعلم اننا سوف نكتشف تدليسه
أم بيتر
واما عن مصدر مساوة المرأة
بالخيل للهو وكسلعة.
فقد جاء في (مسند ابن الجعد
البغدادي ج1/ص345)
"قال النبي: اجعلوا اللهو
في ثلاثة أشياء:
الخيل والنساء والنضال"
وجاء في (المستدرك على
الصحيحين للنيسابوري
ج4 ص493) "قال النبي:
لا تقوم الساعة .. حتى
تغلو الخيل والنساء ثم
ترخص فلا تغلو إلى
يوم القيامة" [المرأة سلعة كالخيل!]?????????????????
عبد المسيح
يا للمقام السامي
للمرأة في دين محمد!!
بيتر
اما القول بجعل اللهو
في ثلاثة أشياء
الخيل
والنساء
والنضال"
فهذا حديث برواية الشيعة
وهو
"وبإسناده عن عمارة بن
راشد عن جبير بن نفير
قال قرئ علينا كتاب عمر
بالشام لا يدخل الحمام
إلا بمئزر ولا تدخله
امرأة إلا من سقم واجعلوا
اللهو في ثلاثة أشياء
الخيل والنساء والنضال
اما رواية اهل السنة فتقول
اللهو في ثلاث
تأديب فرسك
و رميك بقوسك
و ملاعبتك أهلك
والفرق كبير بالطبع
اما حديث
"لا تقوم الساعة حتى
تتخذ المساجد طرقا ،
وحتى يسلم الرجل على
الرجل بالمعرفة ، و حتى
تتجر المرأة و زوجها
، و حتى تغلو الخيل
و النساء ، ثم ترخص
فلا تغلو إلى يوم القيامة
فهو حديث ضعيف
أم بيتر
واما عن مصدر مساوة المرأة
بالغراب
فقد جاء في (سنن البيهقي الكبرى
ج7 ص82) "لا يدخل الجنة
منهن إلا مثل الغراب
الأعصم"
رُوي بإسناد صحيح عن
سليمان بن يسارعن النبي"
معنى الغراب الأعصم:
أي ما فيه من ريش أبيض
أو أرجل حمراء.بيتر
الحديث الصحيح يقول
"خير نسائكم الودود الولود
المواتية
المواسية
إذا اتقين الله
و شر نسائكم المتبرجات المتخيلات
و هن المنافقات
لا يدخل الجنة منهن
إلا مثل الغراب الأعصم
..وهو حديث صحيح
وكما هو واضح من الحديث
لم يقل نبي الاسلام
ان المرأة مثل الغراب الاعصم
بل تحدث عن خير النساء
وذكر صفاتهن
ثم تحدث
عن شر النساء وذكر صفاتهن
ثم قال لا تدخل الجنة منهن
الا مثل الغراب الاعصم
والغراب الاعصم
هو نادر الوجود
فكما هو نادر وجود
غراب اعصم
فنادر ان تدخل المرأة
المتبرجة المنافقة الجنة
فهو لم يشبه المراة سواء
اكانت خيرة او شريرة بالغراب
وانما التشبيه من حيث الندرة
أم بيتر
"أنا مش عارفه ليه محمد
ورب محمد بيكرهوا المرأة
إلى هذه الدرجة؟ وإذا
كانت المرأة سيئة بهذا
المقدار فليه ربنا خلقها
بيتر
هذا افتراء
؟!!!
بالعكس
كريستينا
لحظة يا بيتر
قبل ان تكمل كلامك
اسمحلي اتوجه بالسؤال
الي امي الحبيبة
????????????
أم بيتر
ماذا تريدين؟!
كريستينا
هل من العيب تشبيه
المرأة باحد الحيوانات ؟
أم بيتر
طبعاً
انها اهانة وانتقاص من مكانة المرأة
لقد اخضع لنا الرب الحيوانات
وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ
«أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا
الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا،
وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ
الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ
وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ
عَلَى الأَرْضِ».
سفر التكوين 1: 28
كريستينا
حلو الكلام
اذا تشبيه المرأة باحد
الحيوانات اهانة لها
وانتقاصاً من كرمتها
فلما يشبه الكتاب المقدس
الرب بكثير من الحيوانات
؟!!!!
أم بيتر
يستحيل هذا
كريستينا
اسمعي يا ست الحبايب
الكتاب المقدس
يشبه الرب
{ وحشاه }
كالدود وكالسوس
اقرأ يابيتر
من سفر هوشع 5/12
بيتر
"لِهَذَا أَكُونُ كَالْعُثِّ لإِسْرَائِيلَ
وَكالسُّوسِ النَّاخِرِ لِشَعْبِ يَهُوذَا "
كريستينا
وبالاسد والنمر والدبة
اقرأ يابيتر
هوشع 13 / 7 : 8
بيتر
"لِهَذَا أَكُونُ لَهُمْ كَأَسَدٍ
وَأَكْمُنُ كَنَمِرٍ لَهُمْ عَلَى الطَّرِيقِ
8وَأَنْقَضُّ عَلَيْهِمْ كَدُبَّةٍ ثَاكِلٍ
وَأُمَزِّقُ قُلُوبَهُمْ "
كريستينا
وحمامة
"فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ
لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا
السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ
لَهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً
مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ "
متى 3/ 16
بيتر
وخروف
"هؤلاء سيحاربون الخروف
والخروف يغلبهم لأنه
ربُّ الأرباب وملك الملوك)
رؤيا يوحنا 17/ 14
كريستينا
شاة
(«مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ
وَمِثْلَ خَرُوفٍ صَامِتٍ أَمَامَ
الَّذِي يَجُزُّهُ هَكَذَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.)
أعمال الرسل8/ 32
بيتر
وشبه الانبياء كذلك بالحيوانات
نبي الله ميخا
كبنات آوي
وكالنعام
" لِهَذَا أَنُوحُ وَأُوَلْوِلُ وَأَمْشِي
حَافِياً عُرْيَاناً
وَأُعْوِلُ كَبَنَاتِ آوَى
وَأَنْتَحِبُ كَالنَّعَامِ "
سفر ميخا [ 1 : 8 ]
كريستينا
وحيوان بنات آوي هو حيوان
من فصيلة الكلاب أكبر
من الثعلب حجماً
وأصغر من الذئب
??????????عبد المسيح
يا مقصوفة الرقبة
الرب كان يكلم شعبه
بالأمثال لتسهيل الفهم
عليهم
أم بيتر
فتشبيه الرب بالدب و الأسد
لانهما أخطر و أقوى أعداء
الإنسان فهو يريد ان
يقول الرب صار كعدو
لي يتربص بي
عبد المسيح
و كنمر يرصد على الطريق
ليفترسهم ( أي انه سيحاسبهم
على كل خطيئة و من
المعروف ان النمر لا يترك
أي فريسة تتاح له و لا يصطاد
للأكل فقط و هكذا
سيتعامل معهم الله
و المعنى أن الله سيعاقبهم
على كل خطيئة.
أم بيتر
وتشبيه بالعث والسوس
الرب ليس كالعث او السوس
و لكنه سيفعل في بني
اسرائيل لانهم عبدوا
الأصنام كما يفعل العث
او السوس في الصوف
و القطن يتلفه و يفنيه
و يجعله باليا
كريستينا
يا سلام على ابي
انه
كالكلب
أم بيتر
يا قلية الادب
تشبهين والدك بالكلب
عبد المسيح
انا مثل الكلب؟ !!!!!
كريستينا
انا لا اقصد انه كلب
وانما اقصد انه وفي مثل
الكلب فنحن نعلم
ان الكلب وفي
أم بيتر
ولما لا تقولي من البداية
انه وفي بدل تشبيه بالكلب
بيتر
بالتاكيد لتسهيل الفهم
عليكم
ههههههه
كريستينا
=====
سبحان الله
تبررون تشبيه الكتاب
المقدس للرب بالحيوانات
وتعترضون على تشبيهكم بها !!!!!
اكمل يا بيتر كلامك ???????? الحقيقة أن السيد والد بيتر وكرستين ليس كالكلب ..
ولكنه كالحمار.....
فهو صبور وهادئ ومطيع لقساوسته في كل ما يقولونه له .. مهما كان عجيباً، أو منافياً للمنطق! ????????عبد المسيح
بمناسبة الحديث عن المرأة
سأورد هنا مثالاً عن تعامل
المسيح ومحمد مع المرأة
فكثيرة هي الصفات التي
جذبتني الى المسيح وكثيرة
هي المثالب التي نفرتني من محمد.
بيتر
كالعادة يهرب ابي
بتغير الموضوع
عبد المسيح
ماذا يا ولد ؟!!!
بيتر
لا شيء مطلقاً
تفضل هات ما عندك
وكلنا آذان صاغية
عبد المسيح
أحضر اليهود الى المسيح
امرأة أمسكت في زنا
"2 وَعِنْدَ الْفَجْرِ عَادَ إِلَى الْهَيْكَلِ
فَاجْتَمَعَ حَوْلَهُ جُمْهُورُ الشَّعْبِ
فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُم.
3 وَأَحْضَرَ إِلَيْهِ مُعَلِّمُو الشَّرِيعَةِ
وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً ضُبِطَتْ تَزْنِي
وَأَوْقَفُوهَا فِي الْوَسَط.
4 وَقَالُوا لَهُ: يَا مُعَلِّمُ، هَذِهِ
الْمَرْأَةُ ضُبِطَتْ وَهِيَ تَزْنِي.
5 وَقَدْ أَوْصَانَا مُوسَى فِي شَرِيعَتِهِ
بِإِعْدَامِ أَمْثَالِهَا رَجْماً بِالْحِجَارَةِ
فَمَا قَوْلُكَ أَنْت؟
6 سَأَلُوهُ ذَلِكَ لِكَيْ يُحْرِجُوهُ
فَيَجِدُوا تُهْمَةً يُحَاكِمُونَهُ بِهَا.
أَمَّا هُوَ فَانْحَنَى وَبَدَأَ يَكْتُبُ
بِإِصْبَعِهِ عَلَى الأَرْضِ.
7 وَلكِنَّهُمْ أَلَحُّوا عَلَيْهِ بِالسُّؤَالِ
فَاعْتَدَلَ وَقَالَ لَهُمْ: مَنْ كَانَ
مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيئَةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَر.
8 ثُمَّ انْحَنَى وَعَادَ يَكْتُبُ عَلَى الأَرْضِ.
9 فَلَمَّا سَمِعُوا هَذَا الْكَلاَمَ
انْسَحَبُوا جَمِيعاً وَاحِداً تِلْوَ
الآخَرِ، ابْتِدَاءً مِنَ الشُّيُوخِ.
وَبَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ، وَالْمَرْأَةُ
وَاقِفَةٌ فِي مَكَانِهَا.
10 فَاعْتَدَلَ وَقَالَ لَهَا: أَيْنَ
هُمْ أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ؟ أَلَمْ يَحْكُمْ
عَلَيْكِ أَحَدٌ مِنْهُمْ؟
11 أَجَابَتْ: لاَ أحد يا سَيِّدُ.
فَقَالَ لَهَا:
وَأَنَا لاَ أَحْكُمُ عَلَيْكِ. اذْهَبِي
وَلاَ تَعُودِي تُخْطِئِينَ!
يوحنا 8 / 2:11
أم بيتر
ما أعظم موقف المسيح وجوابه
من كان منكم بلا خطيئة
فليرمها أولا بحجر!! من
منا بلا خطيئة؟
من فينا يقدر أن يحكم
على خطايا الخرين؟
المسيح يدعو الذين أدانوا
المرأة لفحص أنفسهم
أولاً إن كانوا بلا خطايا
ومع أنه بار بلا عيب ولا خطيئة
أجاب المرأة بأنها هو نفسه
لا يدينها. ولكنه أعطاها
وصية جديدة
"اذهبي ولا تعودي تخطئين".
عبد المسيح
نفس الموقف كان فيه محمد
نعم أتاه اليهود وجربوه
بنفس ما جربوا به المسيح
أتوا له برجل وامرأة قبض
عليهما وهما يزنيان .
وعلى ما اظن ان بيتر قرأ
في كتب المسلمين هذه الحادثة
بيتر
نعم قرأت ذلك
كريستينا
قص علينا يا بيتر ماذا
فعل نبي الاسلام في هذا الموقف ؟
بيتر
إن اليهود جاؤوا إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم
فذكروا له أن رجلا منهم
وامرأة زنيا
فقال لهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم
( ما تجدون في التوراة في شأن الرجم )
فقالوا
نفضحهم ويجلدون
قال عبد الله بن سلام
كذبتم إن فيها الرجم
فأتوا بالتوراة فنشروها
فوضع أحدهم يده على آية الرجم
فقرأ ما قبلها وما بعدها
فقال له عبد الله بن سلام
ارفع يدك ، فرفع يده
فإذا فيها آية الرجم
قالوا
صدق يا محمد فيها آية الرجم
فأمر بهما
رسول الله صلى الله عليه وسلم
فرجما ، فرأيت الرجل يحني
على المرأة ، يقيها الحجارة
البخاري
عبد المسيح
بعد شاسع ما بين موقف
المسيح الرحيم المحب المتسامح
وموقف محمد المتشدد??????????
بيتر
بالعكس موقف المسيح يشجع
على ارتكاب المعاصي والفساد
اما موقف محمد نبي الاسلام
فيه الزجر والردع الذي
هو من مقاصد الحدود
عبد المسيح
ان المؤمنين بالمسيح لا يفهمون
من موقفه أنه يقر الزنا
بالعكس هو أرشد المرأة
الى طريق التوبة، وأمرها
بأن لا تعود لذلك. نحن
نفهم من موقفه بأن كل البشر
خاطئون ومذنبون وأن
طريق التوبة مفتوح.
أم بيتر
الحدود الشرعية ليست الطريق
الى الله بل الإحساس بفيض
محبته في قلبك، حلولها في نفسك
ينقي ذهنك ويطهرك من كل
دنس. لأنك لا تعود ترغب في
فعل الفواحش كي لا تقطع
صلتك بالله وتبتعد عن محبته
كريستينا
بالراحه شويه يا جماعه
ندين محمد وننعته بالوحشية
والقسوة لانه عاقب من
ارتكب الفاحشة
ثم
من هو المسيح يا ابي ؟
عبد المسيح
=====
هو الله
كريستينا
كلام جميل
ومن الذي اوحى بما تضمنه
الكتاب المقدس
عبد المسيح
=======
الله
كريستينا
وما هي عقوبة مرتكب
الزنا عندنا ؟
عبد المسيح
الله فى المسيحية اله محبة
و ليس اله العقاب
????????????كريستينا
اذاً عقوبة الزنا المنصوص
عليها بالكتاب المقدس
من امر بها ؟
بيتر
قبل ان ياتي موسى بالشريعة
كانت عقوبة الزنا الحرق
وَلَمَّا كَانَ نَحْوُ ثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ
أُخْبِرَ يَهُوذَا وَقِيلَ لَهُ:
«قَدْ زَنَتْ ثَامَارُ كَنَّتُكَ، وَهَا
هِيَ حُبْلَى أَيْضًا مِنَ الزِّنَا».
فَقَالَ يَهُوذَا: «أَخْرِجُوهَا فَتُحْرَقَ».
سفر التكوين 38/ 24
اما في شريعة موسى
فالعقوبة هي الرجم حتى الموت
1 يُخْرِجُونَ الْفَتَاةَ إِلَى بَابِ بَيْتِ
أَبِيهَا، وَيَرْجُمُهَا رِجَالُ مَدِينَتِهَا
بِالْحِجَارَةِ حَتَّى تَمُوتَ، لأَنَّهَا
عَمِلَتْ قَبَاحَةً فِي إِسْرَائِيلَ
بِزِنَاهَا فِي بَيْتِ أَبِيهَا. فَتَنْزِعُ
الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ.
22 «إِذَا وُجِدَ رَجُلٌ مُضْطَجِعًا
مَعَ امْرَأَةٍ زَوْجَةِ بَعْل، يُقْتَلُ
الاثْنَانِ: الرَّجُلُ الْمُضْطَجِعُ
مَعَ الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةُ. فَتَنْزِعُ
الشَّرَّ مِنْ إِسْرَائِيلَ
23 «إِذَا كَانَتْ فَتَاةٌ عَذْرَاءُ
مَخْطُوبَةً لِرَجُل، فَوَجَدَهَا
رَجُلٌ فِي الْمَدِينَةِ
وَاضْطَجَعَ مَعَهَا
24 فَأَخْرِجُوهُمَا كِلَيْهِمَا إِلَى
بَابِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ
وَارْجُمُوهُمَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى
يَمُوتَا. الْفَتَاةُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهَا
لَمْ تَصْرُخْ فِي الْمَدِينَةِ،
وَالرَّجُلُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَذَلَّ
امْرَأَةَ صَاحِبِهِ. فَتَنْزِعُ
الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ.
25 وَلكِنْ إِنْ وَجَدَ الرَّجُلُ
الْفَتَاةَ الْمَخْطُوبَةَ فِي الْحَقْلِ
وَأَمْسَكَهَا الرَّجُلُ وَاضْطَجَعَ
مَعَهَا، يَمُوتُ الرَّجُلُ الَّذِي
اضْطَجَعَ مَعَهَا وَحْدَهُ"
سفر التثنية 22
كريستينا
الزنا او الاغتصاب ...شر
ولا ينتزع هذا الشر الا
بقتل مرتكبه
هذا هو حكم الكتاب المقدس
الذي امر به الرب
وهذا ما طبقه نبي الاسلام
والذي اتهمته بالتشدد والقسوة
عبد المسيح
هذا كان في العهد القديم
بيتر
اليس اله العهد القديم هو
اله العهد الجديد
؟!
ام انه طرأ عليه التغير
بعد ما كان شديد وقاسي
اصبح اله محبة
كريستينا
اليس من الفساد ان نترك
المجرمين يسعون في الارض
فساداً بحجة عدم وجود
من هم بلا خطايا
المسيح قال
مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيئَةٍ
فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَر
هل شرط القصاص من الجاني
ان يكون المقتص بلا خطيئة ؟
وان صح ذلك لماذا امر
الرب بعقوبة الرجم
والقتل للزاني والزانية
ونحن نعتقد بان الكل ورث
الخطيئة من ادم ؟!
عبد المسيح
العقوبات المذكورة فى العهد
القديم تسرى فى العهد
القديم فقط
بيتر
اذاً العهد القديم لا فائدة منه ?????????
عبد المسيح
بالعكس
نحن نؤمن ان العهد القديم
هو كلام الله وانه جزء
لا يتجزأ من الكتاب المقدس
فالعهد القديم
ليس مجرد احكام
وانما يحوى اسفار التوراة
والاسفار التاريخية والشعرية
واسفار الانبياء وكل
هذه الاسفار تحتوى على
اهم الوصايا والدروس
الالهية التى اوحى
بها الله لانبياؤه من اجل
تعريف البشرية بالحق
بيتر
اذا وجدنا من يزنى
ماذا نفعل به ؟
عبد المسيح
لا شيء
عليه ان يتوب
والله سوف يقبل توبته
أم بيتر
سوف ابسط لكم الامر
نرجع ونفتكر قصة سقوط آدم
عندما حذره الله بالا يأكل
من الشجرة
يوم تاكل من هذه الشجرة
موتاً تموت ....تكوين 2 / 17
إذاً عقوبة الخطية هي
الموت
كل شيء يتطهر حسب
الناموس بالدم وبدون
سفك دم لا تحصل مغفرة
(عبرانيين 9 : 22)
عبد المسيح
فلابد ان يدفع حد الثمن
بالعهد القديم أي قبل مجئ
السيد المسيح
أمر الله بقتل الزناة
أم بيتر
الله لسه عايز يأكد لهم
ان عقوبة الخطية موت
(زي ما قال لادم في سفر التكوين)
وكمان عايز يوضح ليهم
إن بدون سفك دم لا تحدث
مغفرة (زي ما قال سفر العبرانيين)
عبد المسيح
كل دي اشارات ودلائل
على الذبيح الاتي اللي
حايموت ويسفك دمه
الفادي الذي يرفع خطية
العالم وينجيهم
من الموت
أم بيتر
اذاً بعد مجئ
ربنا يسوع المسيح
وتحقق جميع الشروط
في الذبيح
مات وسفك دمه
ولإنه القادر القدوس
الذي بلا خطية فهو
الوحيد القادر ان يخلص
ويحمل خطايا البشرية
إذاً الخطية دفع ثمنها
عبد المسيح
اذ الجميع اخطأوا
وأعوزهم مجد الله ,
متبررين مجاناً بنعمته
بالفداء الذي بيسوع المسيح
الذي قدمه الله كفارة بالإيمان
بدمه لإظهار بره من
أجل الصفح عن الخطايا
السالفة بإمهال من الله
(رسالة رومية 3 : 24,25)
بيتر
ابونا ادم هو من اخطا
وهو من يتحمل نتائج
ذلك لكن تقولون لنا
موت وخطة وذبيحة
ودم ومش عارف ايه
المهم
ما علاقة من ارتكب جريمة الزنا
بابونا ادم
او بالمسيح
الجريمة جريمة
ولابد من القصاص
واذا صح كلامك
فلماذا لم يعاقب المسيح
المرأة فهو وقتها لم يذبح بعد
وانه بلا خطيئة ؟!!!!
كريستينا
تقولون ان طريق التوبة
مفتوح لا خلاف في ذلك
لكن
التوبة هذه هي بين العبد وربه
اما اذا عرف الناس الجريمة
فلابد من العقاب
ليرتدع هو وغيره الغير
كيف تستقيم الدنيا اذا
علم الانسان ان الرب حمل عنه
جميع الخطايا بذبحه
وانه سوف تكون له الحياة
الابدية مهما فعل
كل ما عليه ان يؤمن
بانه صلب من اجله
بيتر
من وجهة نظري ان ما فعله
نبي الاسلام يتفق مع
الفطره والعقل السليم
بخلاف ما فعله السيد المسيح
نقطة اخرى النبي محمد
امر باقامة الحد على
الرجل والمرأة معاً
اي لم يترك الرجل
واقام الحد على المرأة فقط
عبد المسيح
وهل تعتبر عقوبة الزنا
في الاسلام رادعة
؟
???????
طبعا رادعة وهذا سبب قلة الزنا في الدول الاسلامية بعكس الدول المسيحية؟؟
(((((((((((((((((((((((((((((?أنا وابني و نشيد الأناشيد))))))))))))))))))))
أنا وابني و نشيد الأناشيد
بيتر
أبي عندما فاجأت أختي مارتينا بالأمس وجدتها شاردة وتتصبب عرقاً
وممسكةً بأحد الكتب..فجذبته منها وإذا بي اقرأ كلام يخدش الحياء
قَدْ سَلَبْتِ قَلْبِي يَا أُخْتِي يا عروسي..... قَدْ سَلَبْتِ قَلْبِي بِنَظْرَةِ عَيْنَيْكِ وَقِلاَدَةِ عُنُقِكِ. .....مَا أَعْذَبَ حُبَّكِ .... لَكَمْ حُبُّكِ أَلَذُّ مِنَ الْخَمْرِ......... وَأَرِيجُ أَطْيَابِكِ أَزْكَى مِنْ كُلِّ الْعُطُورِ. ....شَفَتَاكِ تَقْطُرَانِ شَهْداً
وكله كوم وغشها كوم تأني
عبد المسيح
غش أي غش
بيتر
الكتاب الذي كان معها مكتوب عليه الكتاب المقدس
وذلك للتمويه حتى لا يشك احد فيما تقرأه
عبد المسيح
هات الكتاب أشاهده
بيتر
هذا هو يا أبي
عبد المسيح
بالفعل يا بيتر هذا هو الكتاب المقدس وما كانت تقرأه أختك هو سفر نشيد الأناشيد ..وهو سفر من أسفر الكتاب المقدس
بيتر
ماذا؟!!!!!!
عبد المسيح
هو ما سمعته يا بيتر.. نعم سفر نشيد الأناشيد من إسفار الكتاب المقدس
هو كلام موحى به من عند الرب
بيتر
هل أنت متأكد يا أبي أن ما كانت تقرأه أختي كان كلام مقدس من وحي الرب؟ ...لا ..لا ...هذا مستحيل ...انه كلام جنسي يخدش الحياء..
لِيَلْثِمْنِي بِقُبْلاَتِ فَمِهِ ... شِمَالُهُ تَحْتَ رَأْسِي..... وَيَمِينُهُ تُعَانِقُنِي ....فَتَشَبَّثْتُ بِهِ وَلَمْ أُطْلِقْهُ حَتَّى أَدْخَلْتُهُ بَيْتَ أُمِّي وَمُخْدَعَ مَنْ حَمَلَتْ بِي
هَاجِعٌ بَيْنَ نَهْدَيَّ
عَلَى مَضْجَعِي طَلَبْتُ بِشَوْقٍ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي
نَهْدَاكِ كَخِشْفَتَيْ ظَبْيَةٍ تَوْأَمَيْنِ يَرْعَيَانِ بَيْنَ السُّوْسَنِ
وَشَفَتَاهُ كَالسُّوْسَنِ تَقْطُرَانِ مُرّاً شَذِيّاً
فَخْذَاكِ الْمُسْتَدِيرَ تَانِ كَجَوْهَرَتَيْنِ صَاغَتْهُمَا يَدُ صَانِعٍ حَاذِقٍ
سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ، لاَ تَحْتَاجُ إِلَى خَمْرَةٍ مَمْزُوجَةٍ
وَبَطْنُكِ كُومَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسُّوْسَنِ
نَهْدَاكِ كَخِشْفَتَيْ ظَبْيَةٍ تَوْأَمَيْنِ
وَنَهْدَاكِ مِثْلُ الْعَنَاقِيدِ
فَيَكُونَ لِي نَهْدَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ.
لَمْ يَنْمُ نَهْدَاهَا بَعْدُ
عيب جداً أن تقرأ أختي مثل هذا الكلام الجنسي ..يا أبي لقد وصفت لك حالتها عندما كانت تقرأ هذا الكلام وأتحرج من قول المزيد
عبد المسيح
بدون ما تقول لقد شاهدت بعيني ما تتحرج من أبلاغي به...وهذا لم يكن بسبب هذا السفر المقدس وما جاء به وإنما بسبب صغر سن أختك وعدم سماعها لكلامي ....لقد سبق أن نصحتها بعدم قراءة هذا السفر إلا بعد إن تبلغ سن الثلاثيين..ولكنها لم تسمع كلامي
بيتر
وما علاقة ذلك بالسن..ما يخدش حياء الكبير يخدش حياء الصغير...وما يفتتن الصغير يفتن الكبير
عبد المسيح
هذا السفر..سفر البالغين ..أي عندما نبلغ هذا السن نكون
ناضجين روحياً... وكان اليهود يمنعون قراءته لمن هم
أقل من سن الثلاثين سنة حتى لا تشوه أفكارهم الجسدية معاني السفر
. هو سفر البالغين إيمانياً.
بيتر
كلام غريب جدا...ما قرأته فظيع ..فظيع ..كلام لم اسمعه
من قبل ..عندما قرأته خجلت من نفسي ..ولا ادري هل
سوف يتغير هذا الإحساس عندما ابلغ الثلاثين وانضج روحياً ؟!!!!!!
ثم الم تعترف ان معاني هذا السفر تشوه الأفكار
الجسدية ؟ ..لهذا تم منع من هم دون الثلاثين من
قرأته ... كلام غريب جدا... يا أبي لا تنسى انك تتحدث عن
كتاب مقدس ...كلام موحى به من عند الرب ... وليس
رواية أو فيلم ... للكبار فقط ...فهل الكلام الرب فيه ما هو للكبار
فقط ؟!!كلام الرب يخاطب به الناس جميعا صغيرا وكبيراً كما
يفهمه الكبير يفهم الصغير ..
عبد المسيح
هذا السفر سيمفونية رائعة تطرب بها النفس المنطلقة من
عبودية العالم متحررة مع مسيحها.
??????????((((((
بيتر
قلت لك ان ما قرأته فظيع ..فظيع ..كلام جنسي يغذي الشهوة ويواججها
.....فأين هذه السيمفونية الرائعة التي تطرب النفس ؟؟!!
عبد المسيح
هذا السفر بدون تفسير ينطبق عليه قول الخصي الحبشي "كيف أفهم إن لم يرشدني أحد"
بيتر
الألفاظ المستخدمة في هذا السفر لا تحتاج الي تفسير
صرة المر حبيبي لي بين ثديي يبيت."
ثدياك كخشفتي ظبية توأمين يرعيان بين السوسن
شفتاك يا عروس تقطران شهدا
عبد المسيح
السفر هو أنشودة حب، مسجلة برموز غزلية ولكنها تحمل
معانٍ سمائية أكثر عمقاً لما يحمله ظاهرها، ومن يفهمها يترنم
بها روحياً، ولكن هذا لمن صارت له الحواس مدربة ولابد
من فهم السفر رمزياً
بيتر
رموز والغاز !!!
ما هذا؟
لماذا يتحدث معنا الرب بالرموز وما الدعي لذلك؟
وهل يستخدم الرب ألفاظ بذيئة ليعبر عن معاني روحية سامية ؟!!
عبد المسيح
الرب في الكتاب المقدس يستخدم أسلوب البشر في التعامل
والكلام، فكما نقول عين الله ويد الله وعرش الله. وكما نقول أن
الله يغضب إعلاناً عن وقوعنا تحت العدل الإلهي، هكذا ليعبر الوحي
الإلهي عن علاقة الحب الروحي والسري بين الله والنفس البشرية
استخدم نفس الأسلوب الذي نتعامل به في حياتنا البشرية
بيتر
وهل نحن كبشر نتعامل معاً ونتحدث معاً بمثل هذا الأسلوب
وهذا الكلام المدون بالسفر ... حتى يتعامل به الرب معنا ؟!!!!!!!
هذا الأسلوب وهذا الكلام لا يتعامل به الا السوقيين الساقطين في
الخطية الذين اسقطوا عنهم برقع الحياء
ورغم الإباحية التي في الأفلام السينمائية إلا إنها تحرص على
عدم التلفظ بأي لفظ من هذه الألفاظ الموجود بهذا السفر
يمكن التلفظ بما هو حسن لتعبير عن ما هو يخدش الحياء
لكن لا أتصور العكس
عبد المسيح
أنت صغير ولا تفهم المعاني السامية الروحانية التي بهذا السفر
بيتر
معاني سامية وروحانية ....!!!!!
قَامَتُكِ هَذِهِ مِثْلُ النَّخْلَةِ... وَنَهْدَاكِ مِثْلُ الْعَنَاقِيدِ..
قُلْتُ: لأَصْعَدَنَّ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكَنَّ بِعُذُوقِهَا.... فَيَكُونَ لِي نَهْدَاكِ
كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ
المهم .. من كتب هذا السفر ؟
????????((((((عبد المسيح
سليمان
بيتر
سليمان ؟!!!
وهل تثق في سليمان ؟
عبد المسيح
ولما لا أثق في سليمان ؟
بيتر
لان ما قصه علينا الكتاب المقدس بشان سليمان
لا يجعلنا نثق فيه
عبد المسيح
ماذا تقصد ؟
بيتر
يقول لنا الكتاب المقدس "وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ
نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ
إِلهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. 5فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلهَةِ
الصِّيدُونِيِّينَ، وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ. 6وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي
عَيْنَيِ الرَّبِّ، ، وَلَمْ يَتْبَعِ الرَّبَّ تَمَامًا كَدَاوُدَ أَبِيهِ."
عبد المسيح
نعم هذا ما قاله الكتاب المقدس بالإصحاح الْحَادِي عَشَرَ من سفر الملوك الأول
بيتر
كيف أثق بشخص قيل في حقه هذا الكلام
عبد المسيح
وما علاقة ذلك بما بلغه عن الرب
بيتر
لماذا لا يكون هؤلاء النساء الذين أملن قلبه وراء إلهة أخري غير الله قد أملن قلبه فكتب هذا السفر بما فيه من ألفاظ جنسية وكلام الحب والعشق والهيام ...ثم نسبه إلي وحي الله
عبد المسيح
لا ...لا
يستحيل ان يكذب سليمان على الله ..وينسب إليه كلاماً بالكذب
بيتر
وهل بعد الكفر ذنب ؟!
الذي جعله يعبد غير الله
هل يستحيل عليه ان يكذب على الله
وينسب إليه هذا الكلام ؟!!!
ثم لماذا لا يكون هذا السفر من أعمال الشر التي
فعلها سليمان في عيني الرب
"وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ"
عبد المسيح
كيف تقول ذلك على سليمان؟
بيتر
ليس أنا من يقول وإنما الكتاب المقدس ...وكلامي مترتب على ما قيل ..الا إذا كان سليمان لم يفعل ما قيل في حقه ولم يكتب ما نسب اليه
عبد المسيح
الكتاب المقدس لا يكذب ???????==================================================================================(((((اعرف دينك)))))))))))))))))يامسلم
دينك دين عظيم جدا تجاوزت عظمته حدود الإدراك والتخيل ويكفيك شرفا أنك مسلم فقل الحمد لله الذي جعلني من المسلمين
يا ربُّ ، ألق على العيونِ السَّاهرةِ نُعاساً أمنةً منك ، وعلى النفوسِ المضْطربةِ سكينة ، وأثبْها فتحاً قريباً. يا ربُّ اهدِ حيارى البصائرْ إلى نورِكْ ، وضُلاَّل المناهجِ إلى صراطكْ ، والزائغين عن السبيل إلى هداك ???????(((((بيتر
لا عليك خلينا في موضوعنا .... الم تلاحظ ما تضمنه الكتاب المقدس
"ٍوَأُوْلِعَ سُلَيْمَانُ بِنِسَاءٍ غَرِيبَاتٍ كَثِيرَاتٍ، فَضْلاً عَنِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ،
فَتَزَوَّجَ نِسَاءً مُوآبِيَّاتٍ وَعَمُّونِيَّاتٍ وَأَدُومِيَّاتٍ وَصِيدُونِيَّاتٍ وَحِثِّيَّاتٍ،
2وَكُلُّهُنَّ مِنْ بَنَاتِ الأُمَمِ الَّتِي نَهَى الرَّبُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنِ الزَّوَاجِ مِنْهُمْ
قَائِلاً لَهُمْ: «لاَ تَتَزَوَّجُوا مِنْهُمْ وَلاَ هُمْ مِنْكُمْ، لأَنَّهُمْ يُغْوُونَ قُلُوبَكُمْ
وَرَاءَ آلِهَتِهِمْ». وَلَكِنَّ سُلَيْمَانَ الْتَصَقَ بِهِنَّ لِفَرْطِ مَحَبَّتِهِ لَهُنَّ. 3
فَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةِ زَوْجَةٍ، وَثَلاَثُ مِئَةِ مَحْظِيَّةٍ، فَانْحَرَفْنَ بِقَلْبِهِ عَنِ الرَّبِّ.
عبد المسيح
نعم هذا ما قاله الكتاب المقدس بالإصحاح الْحَادِي عَشَرَ من سفر الملوك ... لكن ماذا تريد من هذا النص؟
بيتر
ٍ"وَأُوْلِعَ سُلَيْمَانُ بِنِسَاءٍ غَرِيبَاتٍ كَثِيرَاتٍ"
"وَلَكِنَّ سُلَيْمَانَ الْتَصَقَ بِهِنَّ لِفَرْطِ مَحَبَّتِهِ لَهُنَّ "ٍ
َكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةِ زَوْجَةٍ، وَثَلاَثُ مِئَةِ مَحْظِيَّةٍ، فَانْحَرَفْنَ بِقَلْبِهِ عَنِ
الرَّبِّ .... طبيعي ان رجل شهوني مولع بالنساء ان يتغنى
بمثل هذا الكلام الذي تضمنه هذا السفر
فمن شدة ولعه وحبه للنساء تغنى عن علاقته بهن ووصف مفاتنهن
كما جاء بهذا السفر
عبد المسيح
يا بيتر ...سليمان رمز للمسيح فهو العريس والكنيسة العروس؟
فعبارات هذا السفر لا يمكن أن تنطبق على الحب الجسدانى ،
ولا تتفق مع قولك .. أنه نشيد تغنى به سليمان لنسائه ....عندما تكبر
سوف تفهم رموز هذا السفر
بيتر
لا أظن ان وجهة نظري سوف تتغير بكبر سني..انه كلام حب وعشق وهيام وجنس
عبد المسيح
هذا كلام الجسديين
بيتر
(الْمَحْبُوبَةُ): ليقبلني بِقُبْلاَتِ فَمِهِ، لأَنَّ حُبَّكَ أَلَذُّ مِنَ الْخَمْرِ.
عبد المسيح
المحبوبة {العروس} الكنيسة وهي التي تتحدث الي المحبوب {العريس}
المسيح {العريس} حيث تطلب منه أن تتذوق حب الآب ....قائلة
ليقبلني.....وتقولها بصيغة المجهول فهي تقصد الأب
ولاحظ أنها لا تشبع من قبلة واحدة بل تطلب الكثير... قبلات
فمه فهي تريد أن تفرح بحبه الأبوي وبأحضانه الأبوية.
حبك ألذ من الخمر... هذه عن المسيح والخمر تشير للفرح،
وحب المسيح يسكر النفس فتنس كل ما هو أرضي لتهيم في حب الله وحده.
حب النفس للمسيح هو حب عروس لعريسها.
بيتر
حب أبوي...هل تقبل ان تقول لك أختي
" لتقبلني بِقُبْلاَتِ فَمِك"؟
عبد المسيح
بالطبع لا ..فهذه قلة أدب لا اقبلها مطلقاً
بيتر
لكن هذا الكلام موجود بالكتاب المقدس
عبد المسيح
استخدامه بالكتاب المقدس استخدام رمزي
بيتر
أي كان فهو كلام يخدش الحياء????يتبع بإذن الله????????????=========================================================??(((((((((((((ماذا خسر العالم من وجود الكتاب المقدس؟؟)))
هذا البحث فى الواقع هو مرجع او خيط اساسى يجب ان يتتبع من خلاله النصارى كل أضافة لو افتراء مزيف اوجد على كتابهم .. هو سهل ويدلهم بالتحديد اين يتدارسوا المخالفات لكشف زيفها ... ما فى الكتاب من فحش وحث على الرذيله والجريمة ...الخ ، لا يتوفق ابدا مع ما نزل به الله على الرسل السابقين ..
فالمعلوم ان الله لا يامر بالفحشاء والسوء والمنكر .. وانما امر ربى ان نقيم الدين وننهى عن المنكر ونأمر بالمعروف وان ننتهى عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن ..
فكان لزاما علينا بعد ما قرأناه وعاصرناه من تطبيق لتعاليم الكتاب المقدس ، ان نبين للنصارى ، ان مايحدث ليس من شرع الله فى شىء ... وعليه ، يجب عليهم مراجعة عقائدهم وكتبهم وتصحيحها قبل فوات الآوان ...
ما شرعه الكتاب المقدس لأتباعه:
1زنى المحارم: الابن أنجب نفسه من أمه
فقد ادعى كتابكم سكر نبى الله لوط وزناه بابنتيه: (30وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. 31وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أَبُونَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ. 32هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْراً وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 33فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. 34وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْراً اللَّيْلَةَ أَيْضاً فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 35فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضاً وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا 36فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. 37فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ» -وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. 38وَالصَّغِيرَةُ أَيْضاً وَلَدَتِ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي» - وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ.) تكوين19: 30-38
وكذلك نبى الله موسى وأخوه هارون أولاد حرام (زواج غير شرعى):
يقول سفراللاويبن 18: 12 (عورة أخت أبيك لا تكشف إنها قريبة أبيك) ؛
إلا أن عمرام أبو نبى الله موسى قد تزوج عمته: (وأخذ عمرام يوكابد عمته زوجة له فولدت له هارون وموسى) الخروج 6 : 20
وكذلك نبى الله يعقوب يجمع بين الأختين: فقد تزوج ليئة وراحيل الأختين وأنجب منهما (تكوين 29: 23-30)؛ويحرم سفر اللاويين الجمع بين الأختين(لاويين18: 18)
وأيضاً نبى الله إبراهيم يتزوج من أخته لأبيه: تزوج نبى الله إبراهيم عليه السلام من سارة وهى أخته من أبيه (تكوين 20: 12) ؛ على الرغم من أن سفر اللاويين 18: 9 يحرم الزواج من الأخت للأب أو للأم!
وأيضاً نبى الله يهوذا عليه السلام يزنى بثامار زوجة ابنه: (تكوين الإصحاح 38).
وأيضاً نبى الله رأوبين يزنى بزوجة أبيه بلهة: (تكوين 35: 22 ؛ 49: 3-4)
وأيضاً الكتاب المقدس يعلمك كيف يزنى الأخ بأخته: (أمنون بن داود يزنى بأخته ثامار أخت أبشالوم بن داود) اقرأ سيناريو هذا الفيلم فى (صموئيل الثانى صح 13).
وأيضاً نبى الله حزقيال يشجع النساء على الزنى والفجور (حزقيال 16: 33-34)
2. الاستهانة بالزنى
فإذا كان أنبياء الله يزنون فكيف يكون شأن أتباع هؤلاء الأنبياء؟
نبى الله يهوذا عليه السلام يزنى بثامار زوجة ابنه: (تكوين الإصحاح 38).
نبى الله داود عليه السلام يزنى بجارته ”امرأة أوريا“ وخيانته العظمى للتخلص من زوجها وقتله: فى (صموئيل الثانى صح 11) !!!
نبى الله شاول يُزوِّج ابنته زوجة داود عليه السلام من شخص آخر وهى لم تُطلَّق من زوجها الأول: (44فَأَعْطَى شَاوُلُ مِيكَالَ ابْنَتَهُ امْرَأَةَ دَاوُدَ لِفَلْطِي بْنِ لاَيِشَ الَّذِي مِنْ جَلِّيمَ.) (صموئيل الأول 25: 44) و (14وَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً إِلَى إِيشْبُوشَثَ بْنِ شَاوُلَ يَقُولُ: «أَعْطِنِي امْرَأَتِي مِيكَالَ الَّتِي خَطَبْتُهَا لِنَفْسِي بِمِئَةِ غُلْفَةٍ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». 15فَأَرْسَلَ إِيشْبُوشَثُ وَأَخَذَهَا مِنْ عِنْدِ رَجُلِهَا، مِنْ فَلْطِيئِيلَ بْنِ لاَيِشَ. 16وَكَانَ رَجُلُهَا يَسِيرُ مَعَهَا وَيَبْكِي وَرَاءَهَا إِلَى بَحُورِيمَ. فَقَالَ لَهُ أَبْنَيْرُ: «اذْهَبِ ارْجِعْ». فَرَجَعَ.) صموئيل الثانى 3: 14-16.
نبى الله إبراهيم ضحى بشرفه وشرف زوجته سارة مرة مع فرعون (تكوين 12: 11-16) ومرة مع أبيمالك (تكوين 20: 1-12)
نبى الله داود لا ينام إلا فى حضن امرأة عذراء: ملوك الأول 1: 1-4
نبى الله شمشون ذهب إلى غزة ورأى هناك امرأة زانية فدخل إليها(قضاة 16: 1)
نبى الله حزقيال شجع النساء على الزنى والفجور (حزقيال 16: 33-34)
وإذا كان الرب نفسه يدفع النساء العفيفات للزنى انتقاماً من أزواجهن ،فكيف يكون حال أولادهم وبناتهم؟
رب الأرباب انتقم من نبيه داود عليه السلام على زناه فيسلم أهل بيته للزنى: صموئيل الثانى 12: 11-12 ،
وعلى ذلك فلابد من نساء داود أن ينفذوا وعد الله ، وعلى ذلك فإن ما يقترفنه من الزنا يكون من البر والتقوى.
أضف إلى ذلك القوانين التى تدفع النساء إلى الزنى ومنها:
الكتاب المقدس يُرغِّب الرجال فى تجنب النساء عن طريق إخصاء أنفسهم:
(12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 12
فأين حق النساء فى الزواج وهدوء النفس والمتعة الحلالإذا تتبع كل إنسان هذه التعليمات؟
وكيف يمنع الرب الزنى عن هذا الطريق؟ لقد رأينا أكبر حالات الزنى تأتى من المتبتلين أمثال برسوم وغيره الكثيرون فى كل بقاع الأرض.
وإذا كان هذا كلام الرب الذى يؤدى إلى دمار البشرية ، فلماذا تُحرِّمون تحديد النسل؟ وإذا كان هناك أناس ولدوا بعاهات بدون خصية ، فهل يُعمِّم الرب هذا التشوُّه على باقى البشر؟
فماذا يريد الرب بالضبط؟ هل يريد إفناء البشرية أم إعمارها؟
وهل تصفون هذا الرب الذى يأمر بذلك بإله المحبة؟
كما دفعهم للتبتل وعدم الزواج:
(1وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً. 2وَلَكِنْ لِسَبَبِ الزِّنَا لِيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ امْرَأَتُهُ وَلْيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ رَجُلُهَا) كورنثوس الأولى 7: 1-2
ويرى بولس أن الرب لم يوحى شيئاً عن العذارى فأكمل ما نساه الرب قائلاً: (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ. أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا: 27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً.) كورنثوس الأولى 7: 25-28
وأخذه الغرور فأكمل ما نساه الرب ، وفى النهاية تعتبروا كل هذا الكلام مقدساً من وحى الرب: (38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
ومنع المطلقة أو المطلق أن يتزوج:
(32وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي.) متى 5: 32
فما الغرض من ذلك إلا دفعهم للتحرق والانفجار ثم اقتراف الزنى ، على الأخص إذا
قرأ نصوص الجنس الفاضح التى يعج بها سفر نشيد الإنشاد:
(لاَحَظْتُ بَيْنَ الْبَنِينَ غُلاَماً عَدِيمَ الْفَهْمِ 8عَابِراً فِي الشَّارِعِ عِنْدَ زَاوِيَتِهَا وَصَاعِداً فِي طَرِيقِ بَيْتِهَا. ... 10وَإِذَا بِامْرَأَةٍ اسْتَقْبَلَتْهُ فِي زِيِّ زَانِيَةٍ ... 13فَأَمْسَكَتْهُ وَقَبَّلَتْهُ. أَوْقَحَتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ لَهُ: ... 16بِالدِّيبَاجِ فَرَشْتُ سَرِيرِي بِمُوَشَّى كَتَّانٍ مِنْ مِصْرَ. 17عَطَّرْتُ فِرَاشِي بِمُرٍّ وَعُودٍ وَقِرْفَةٍ. 18هَلُمَّ نَرْتَوِ وُدّاً إِلَى الصَّبَاحِ. نَتَلَذَّذُ بِالْحُبِّ. 19لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ فِي الْبَيْتِ. ذَهَبَ فِي طَرِيقٍ بَعِيدَةٍ. 20أَخَذَ صُرَّةَ الْفِضَّةِ بِيَدِهِ. يَوْمَ الْهِلاَلِ يَأْتِي إِلَى بَيْتِهِ». 21أَغْوَتْهُ بِكَثْرَةِ فُنُونِهَا بِمَلْثِ شَفَتَيْهَا طَوَّحَتْهُ. 22ذَهَبَ وَرَاءَهَا لِوَقْتِهِ كَثَوْرٍ يَذْهَبُ إِلَى الذَّبْحِ أَوْ كَالْغَبِيِّ إِلَى قَيْدِ الْقِصَاصِ.) (أمثال 7: 7-22)
(وَافْرَحْ بِامْرَأَةِ شَبَابِكَ 19الظَّبْيَةِ الْمَحْبُوبَةِ وَالْوَعْلَةِ الزَّهِيَّةِ. لِيُرْوِكَ ثَدْيَاهَا فِي كُلِّ وَقْتٍ وَبِمَحَبَّتِهَا اسْكَرْ دَائِماً.) (أمثال 5: 18-19)
(10مَا أَجْمَلَ خَدَّيْكِ بِسُمُوطٍ وَعُنُقَكِ بِقَلاَئِدَ! ... 13صُرَّةُ الْمُرِّ حَبِيبِي لِي. بَيْنَ ثَدْيَيَّ يَبِيتُ. ... 15هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ. عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ. 16هَا أَنْتَ جَمِيلٌ يَا حَبِيبِي وَحُلْوٌ وَسَرِيرُنَا أَخْضَرُ.) (نشيد الإنشاد 1: 10-16)
(1فِي اللَّيْلِ عَلَى فِرَاشِي طَلَبْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. 2إِنِّي أَقُومُ وَأَطُوفُ فِي الْمَدِينَةِ فِي الأَسْوَاقِ وَفِي الشَّوَارِعِ أَطْلُبُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي. طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. 3وَجَدَنِي الْحَرَسُ الطَّائِفُ فِي الْمَدِينَةِ فَقُلْتُ: «أَرَأَيْتُمْ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي؟» 4فَمَا جَاوَزْتُهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً حَتَّى وَجَدْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي فَأَمْسَكْتُهُ وَلَمْ أَرْخِهِ حَتَّى أَدْخَلْتُهُ بَيْتَ أُمِّي وَحُجْرَةَ مَنْ حَبِلَتْ بِي. 5أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ بِالظِّبَاءِ وَبِأَيَائِلِ الْحَقْلِ أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ.) نشيد الإنشاد 3: 1-5
(1هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ! عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ مِنْ تَحْتِ نَقَابِكِ. شَعْرُكِ كَقَطِيعِ مِعْزٍ رَابِضٍ عَلَى جَبَلِ جِلْعَادَ. 2أَسْنَانُكِ كَقَطِيعِ الْجَزَائِزِ الصَّادِرَةِ مِنَ الْغَسْلِ اللَّوَاتِي كُلُّ وَاحِدَةٍ مُتْئِمٌ وَلَيْسَ فِيهِنَّ عَقِيمٌ. 3شَفَتَاكِ كَسِلْكَةٍ مِنَ الْقِرْمِزِ. وَفَمُكِ حُلْوٌ. خَدُّكِ كَفِلْقَةِ رُمَّانَةٍ تَحْتَ نَقَابِكِ. 4عُنُقُكِ كَبُرْجِ دَاوُدَ الْمَبْنِيِّ لِلأَسْلِحَةِ. أَلْفُ مِجَنٍّ عُلِّقَ عَلَيْهِ كُلُّهَا أَتْرَاسُ الْجَبَابِرَةِ. 5ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْ ظَبْيَةٍ تَوْأَمَيْنِ يَرْعَيَانِ بَيْنَ السَّوْسَنِ. 6إِلَى أَنْ يَفِيحَ النَّهَارُ وَتَنْهَزِمَ الظِّلاَلُ أَذْهَبُ إِلَى جَبَلِ الْمُرِّ وَإِلَى تَلِّ اللُّبَانِ. 7كُلُّكِ جَمِيلٌ يَا حَبِيبَتِي لَيْسَ فِيكِ عَيْبَةٌ.) نشيد الإنشاد 4: 1-7
(1مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ! دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الْحَلِيِّ صَنْعَةِ يَدَيْ صَنَّاعٍ. 2سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمْزُوجٌ. بَطْنُكِ صُبْرَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسَّوْسَنِ. 3ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْنِ تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ. 4عُنُقُكِ كَبُرْجٍ مِنْ عَاجٍ. عَيْنَاكِ كَالْبِرَكِ فِي حَشْبُونَ عِنْدَ بَابِ بَثِّ رَبِّيمَ. أَنْفُكِ كَبُرْجِ لُبْنَانَ النَّاظِرِ تُجَاهَ دِمَشْقَ. ... 6مَا أَجْمَلَكِ وَمَا أَحْلاَكِ أَيَّتُهَا الْحَبِيبَةُ بِاللَّذَّاتِ! 7قَامَتُكِ هَذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ. 8قُلْتُ:«إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكُ بِعُذُوقِهَا». وَتَكُونُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ وَرَائِحَةُ أَنْفِكِ كَالتُّفَّاحِ) نشيد الإنشاد 7: 1-8
(1لَيْتَكَ كَأَخٍ لِي الرَّاضِعِ ثَدْيَيْ أُمِّي فَأَجِدَكَ فِي الْخَارِجِ وَأُقَبِّلَكَ وَلاَ يُخْزُونَنِي. 2وَأَقُودُكَ وَأَدْخُلُ بِكَ بَيْتَ أُمِّي وَهِيَ تُعَلِّمُنِي فَأَسْقِيكَ مِنَ الْخَمْرِ الْمَمْزُوجَةِ مِنْ سُلاَفِ رُمَّانِي. 3شِمَالُهُ تَحْتَ رَأْسِي وَيَمِينُهُ تُعَانِقُنِي. 4أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ.) نشيد الإنشاد 8: 1-4
(8لَنَا أُخْتٌ صَغِيرَةٌ لَيْسَ لَهَا ثَدْيَانِ. فَمَاذَا نَصْنَعُ لِأُخْتِنَا فِي يَوْمٍ تُخْطَبُ؟ 9إِنْ تَكُنْ سُوراً فَنَبْنِي عَلَيْهَا بُرْجَ فِضَّةٍ. وَإِنْ تَكُنْ بَاباً فَنَحْصُرُهَا بِأَلْوَاحِ أَرْزٍ. 10أَنَا سُورٌ وَثَدْيَايَ كَبُرْجَيْنِ. حِينَئِذٍ كُنْتُ فِي عَيْنَيْهِ كَوَاجِدَةٍ سَلاَمَةً.) نشيد الإنشاد 8: 8-10
(1وَكَـانَتْ إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ: 2[يَا ابْنَ آدَمَ, عَرِّفْ أُورُشَلِيمَ بِرَجَاسَاتِهَا .. .. 15[فَـاتَّكَلْتِ عَلَى جَمَالِكِ وَزَنَيْتِ عَلَى اسْمِكِ, وَسَكَبْتِ زِنَاكِ عَلَى كُلِّ عَابِرٍ فَكَانَ لَهُ. 16وَأَخَذْتِ مِنْ ثِيَابِكِ وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ مُرْتَفَعَاتٍ مُوَشَّاةٍ وَزَنَيْتِ عَلَيْهَا. أَمْرٌ لَمْ يَأْتِ وَلَمْ يَكُنْ. .. .. وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ صُوَرَ ذُكُورٍ وَزَنَيْتِ بِهَا. .. .. 25فِي رَأْسِ كُلِّ طَرِيقٍ بَنَيْتِ مُرْتَفَعَتَكِ وَرَجَّسْتِ جَمَالَكِ, وَفَرَّجْتِ رِجْلَيْكِ لِكُلِّ عَابِرٍ وَأَكْثَرْتِ زِنَاكِ. 26وَزَنَيْتِ مَعَ جِيرَانِكِ بَنِي مِصْرَ الْغِلاَظِ اللَّحْمِ, وَزِدْتِ فِي زِنَاكِ لإِغَاظَتِي. .. .. 33لِكُلِّ الزَّوَانِي يُعْطُونَ هَدِيَّةً, أَمَّا أَنْتِ فَقَدْ أَعْطَيْتِ كُلَّ مُحِبِّيكِ هَدَايَاكِ, وَرَشَيْتِهِمْ لِيَأْتُوكِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ لِلزِّنَا بِكِ. 34وَصَارَ فِيكِ عَكْسُ عَادَةِ النِّسَاءِ فِي زِنَاكِ, إِذْ لَمْ يُزْنَ وَرَاءَكِ, بَلْ أَنْتِ تُعْطِينَ أُجْرَةً وَلاَ أُجْرَةَ تُعْطَى لَكِ, فَصِرْتِ بِـالْعَكْس!) حزقيال 16: 1-34
3. الدياثة أسوة بنبى الله إبراهيم:
نبى الله إبراهيم لا يخشى الله ويضحى بشرفه وشرف زوجته سارة خوفاً على نفسه من القتل ولتحقيق مكاسب دنيوية، ويأمر زوجته بالكذبتكوين 12: 11-16)
نبى الله إبراهيم لا يخشى الله ويقبل التضحية بشرفه وشرف زوجته سارة، ولم يتعلم من الدرس الذى أخذه من حكايته مع فرعون: (تكوين 20: 1-12)
4 نكران الجميل: يَخلق الآب ويُعبَد غيره
فهناك العديد من النصوص التى تثبت أن عيسى عليه السلام رسول الله إلى بنى إسرائيل ، ومع ذلك تتركون الآب الذى عبده عيسى عليه السلام ، وتعبدون يسوع نفسه.
متى5: 48 (48فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ)
متى 6: 6-8 (6وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.)
متى 6: 9-15 (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ. 11خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. 12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. 13وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. 14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. 15وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً زَلَّاتِكُمْ.)
متى 10: 40-42 (40مَنْ يَقْبَلُكُمْ يَقْبَلُنِي وَمَنْ مرقس 6: 14-16 (14فَسَمِعَ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ لأَنَّ اسْمَهُ صَارَ مَشْهُوراً. وَقَالَ: «إِنَّ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانَ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ وَلِذَلِكَ تُعْمَلُ بِهِ الْقُوَّاتُ». 15قَالَ آخَرُونَ: «إِنَّهُ
إِيلِيَّا». وَقَالَ آخَرُونَ: «إِنَّهُ نَبِيٌّ أَوْ كَأَحَدِ الأَنْبِيَاءِ». 16وَلَكِنْ لَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ قَالَ: «هَذَا هُوَ يُوحَنَّا الَّذِي قَطَعْتُ أَنَا رَأْسَهُ. إِنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ!»)
متى 23: 8-10 (8وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تُدْعَوْا سَيِّدِي لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ وَأَنْتُمْ جَمِيعاً إِخْوَةٌ. 9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 10وَلاَ تُدْعَوْا مُعَلِّمِينَ لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ.)
يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
متى 24: 36 (36وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ.)
(41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».) يوحنا 11: 41-42 ، وأكَّدَ ذلك أيضاً بقوله: (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.) لوقا 11: 20 وهذه شهادة لأحد معاصريه: (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.) أعمال الرسل 2: 22 ، (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».) يوحنا 3: 1-2
يوحنا 17: 1-3 (1تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهَذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ. مَجِّدِ ابْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ابْنُكَ أَيْضاً 2إِذْ أَعْطَيْتَهُ سُلْطَاناً عَلَى كُلِّ جَسَدٍ لِيُعْطِيَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً لِكُلِّ مَنْ أَعْطَيْتَهُ. 3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
مرقس 9: 36-37 (36فَأَخَذَ وَلَداً وَأَقَامَهُ فِي وَسَطِهِمْ ثُمَّ احْتَضَنَهُ وَقَالَ لَهُمْ: 37«مَنْ قَبِلَ وَاحِداً مِنْ أَوْلاَدٍ مِثْلَ هَذَا بِاسْمِي يَقْبَلُنِي وَمَنْ قَبِلَنِي فَلَيْسَ يَقْبَلُنِي أَنَا بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي».)
يوحنا 17: 3-4 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ
وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ)
مرقس 3: 35 (لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللَّهِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».)
يوحنا 11: 33-44 (33فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ تَبْكِي وَالْيَهُودُ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَهَا يَبْكُونَ انْزَعَجَ بِالرُّوحِ وَاضْطَرَبَ 34وَقَالَ: «أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ؟» قَالُوا لَهُ: «يَا سَيِّدُ تَعَالَ وَانْظُرْ». 35بَكَى يَسُوعُ. 36فَقَالَ الْيَهُودُ: «انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ يُحِبُّهُ». 37وَقَالَ بَعْضٌ مِنْهُمْ: «أَلَمْ يَقْدِرْ هَذَا الَّذِي فَتَحَ عَيْنَيِ الأَعْمَى أَنْ يَجْعَلَ هَذَا أَيْضاً لاَ يَمُوتُ؟». 38فَانْزَعَجَ يَسُوعُ أَيْضاً فِي نَفْسِهِ وَجَاءَ إِلَى الْقَبْرِ وَكَانَ مَغَارَةً وَقَدْ وُضِعَ عَلَيْهِ حَجَرٌ. 39قَالَ يَسُوعُ: «ارْفَعُوا الْحَجَرَ». قَالَتْ لَهُ مَرْثَا أُخْتُ الْمَيْتِ: «يَا سَيِّدُ قَدْ أَنْتَنَ لأَنَّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ». 40قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَلَمْ أَقُلْ لَكِ: إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللَّهِ؟». 41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي». 43وَلَمَّا قَالَ هَذَا صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «لِعَازَرُ هَلُمَّ خَارِجاً» 44فَخَرَجَ الْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاَهُ مَرْبُوطَاتٌ بِأَقْمِطَةٍ وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيلٍ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبْ».)
يوحنا 3: 24 (24اَللَّهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا».) ، فإذا كان الله روح ، ولا يمكن أن يرى الإنسان هذا الروح فإن (اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ.) يوحنا 1: 18. فكيف يكون عيسى عليه السلام هو الله. وهل الله له جسد أو مولود من الجسد؟ لا. لأن (6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.) يوحنا 3: 6 ، وعيسى (كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ، 3وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ.) رسالة يوحنا الأولى 4: 2-3، وكان لعيسى عليه السلام جسد ، لأنه ليس للروح عظام أو لحم (فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ) لوقا 24: 39
(16وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟» 17فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا».) متى 19: 16-17 ، (16اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.) يوحنا 14: 16، (سَمِعْتُمْ أَنِّي قُلْتُ لَكُمْ أَنَا أَذْهَبُ ثُمَّ آتِي إِلَيْكُمْ. لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) يوحنا 14: 28 لكن أن تدعونه إلهاً فهذا قمة الزيغ عن الحق! فكيف يكون إلهاً ، والله لم يره أحد قط كما قال؟ (18اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ.) يوحنا 1: 18
مرقس 7: 34 (34وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَأَنَّ وَقَالَ لَهُ: «إِفَّثَا». أَيِ انْفَتِحْ.) يا ترى لماذا رفع عينيه إلى السماء؟ وماذا قال وهو يَئِنُ؟ كانوا يدعوا الآب؟ نعم. إذن فهو لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئاً. (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.) يوحنا 5: 30 ، (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ.) يوحنا 5: 20 ، فكيف تقولون بإتحاد الابن مع الآب؟ هل الإتحاد يعنى أنَّ فرد منهم فى السماء والآخر على الأرض؟ (37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ) يوحنا 5: 37
هل تريد أن تعلم ماذا كان يقول عندما رفع نظره للسماء؟ فاقرأ قوله (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ. 5وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ.
6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. كَانُوا لَكَ وَأَعْطَيْتَهُمْ لِي وَقَدْ حَفِظُوا كلاَمَكَ. 7وَالآنَ عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْ عِنْدِكَ 8لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.) يوحنا 17: 3-8
(25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.) يوحنا 17: 25
متى 26: 36-44 (36حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي فَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ: «اجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أَمْضِيَ وَأُصَلِّيَ هُنَاكَ». 37ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَابْنَيْ زَبْدِي وَابْتَدَأَ يَحْزَنُ وَيَكْتَئِبُ. 38فَقَالَ لَهُمْ: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ. امْكُثُوا هَهُنَا وَاسْهَرُوا مَعِي». 39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ». 40ثُمَّ جَاءَ إِلَى التَّلاَمِيذِ فَوَجَدَهُمْ نِيَاماً فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «أَهَكَذَا مَا قَدَرْتُمْ أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟ 41اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». 42فَمَضَى أَيْضاً ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ». 43ثُمَّ جَاءَ فَوَجَدَهُمْ أَيْضاً نِيَاماً إِذْ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ ثَقِيلَةً. 44فَتَرَكَهُمْ وَمَضَى أَيْضاً وَصَلَّى ثَالِثَةً قَائِلاً ذَلِكَ الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ.)
(10فَخَرَرْتُ أَمَامَ رِجْلَيْهِ لأَسْجُدَ لَهُ، فَقَالَ لِيَ: «انْظُرْ لاَ تَفْعَلْ! أَنَا عَبْدٌ مَعَكَ وَمَعَ إِخْوَتِكَ الَّذِينَ عِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ. اسْجُدْ لِلَّهِ. فَإِنَّ شَهَادَةَ يَسُوعَ هِيَ رُوحُ النُّبُوَّةِ».) رؤيا يوحنا 19: 10
متى 27: 43(43قَدِ اتَّكَلَ عَلَى اللَّهِ فَلْيُنْقِذْهُ الآنَ إِنْ أَرَادَهُ! لأَنَّهُ قَالَ: أَنَا ابْنُ اللَّهِ!»)
متى 27: 46 (46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي» (أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟) أيصرخ الله؟ أيخاف الله من الموت؟ أيموت الإله؟ ومن هو إله الله؟ من هو الإله الخائن الذى ضحك على الإله الطيب وتركه يُصلَب؟
(3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.) يوحنا 17: 3 ، (24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.) يوحنا 5: 24 (هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً 7وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. 8لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: …».) مرقس 7: 6-8، (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.) يوحنا 5: 30
فلو كان عيسى عليه السلام هو الله بنفسه وتجسَّدَ فى صورة بشر ونزل ليُصلَب كفارة عن خطيئة آدم ، لكان هو المسئول عن إضلال البشر الذين لم يتخذوه إلهاً. لأنه لم يأمر أتباعه ولا معاصريه بالسجود له وعبادته ، ولأنه لم يأت بنصوص واضحة تبين أنه هو الله ، وتحدد شريعته ، فهل يُعقل مثل هذا؟
لقد حدَّدَ عيسى عليه السلام أنه قد جاء لا لينقض الناموس أو الأنبياء بل ليُكمل(متى 5: 17)، فهل أكمل أم لا؟ وإذا كان قد أكمل، فما حاجتكم وحاجته هو نفسه لرسائل بولس؟
5- عدم تحملكم المسئولية وظلم الآخرين
فإيمانكم بفرية الخطيئة الأزلية ، قد جعلتكم ترضون بظلم الله ، من أجل رفع هذا الإثم عنكم ، فبذلك ظلمتم الإله.
وعلقتم ذنب آدم على البشرية كلها ، وعلى الأخص المرأة ، وهذا من الآثام ، لأنكم ظلمتم كل الأبرار الذين عاشوا وماتوا قبل صلب إلهكم ، وجعلتكم تضطهدون المرأة ، وتحرقون النساء تحت زعم أنهن السبب فى مشاكلكم ، وظناً منكم أن هذا انتصاراً لله.
وجعلتم دخولكم الجنة يتوقف على إيمانكم بيسوع كإله وإياه مصلوباً، وهو سوف يتحمل عنكم ذنوبكم كلها ، وليس من العدل أن يتوقف دخول الجنة على الإيمان فقط ، لأن هذا
يعطيكم فرصاً أكبر للإساءة وارتكاب الآثام فى حق من تخالطوهم
………………………………
كتبة الاخ :علاء ابو بكر؟؟؟؟؟ماذاخسر العالم من وجود الكتاب المقدس؟؟
6- الخروج من جماعة الرب:
فقد اخترع لكم بولس ديناً جديداً وعبادة غير التى أمر بها يسوع: وبذلك أخرجكم من جماعة الرب بطرق عديدة ، منها:
1) اخترع لهم اسم (المسيحيين) أي (عابدي المسيح) – والكنيسة:
(26فَحَدَثَ أَنَّهُمَا اجْتَمَعَا فِي الْكَنِيسَةِ سَنَةً كَامِلَةً وَعَلَّمَا جَمْعاً غَفِيراً. وَدُعِيَ التَّلاَمِيذُ «مَسِيحِيِّينَ» فِي أَنْطَاكِيَةَ أَوَّلاً.) (أعمال 11: 26)
والعجيب أن من يتابع كتاب (أعمال الرسل) سيجد أن بولس لم يدخل أي كنيسة – ولا تلاميذ المسيح.
2) اخترع لهم نظام القساوسة – وألغى النظام القديم (المشايخ):
(6فَاجْتَمَعَ الرُّسُلُ وَالْمَشَايِخُ لِيَنْظُرُوا فِي هَذَا الأَمْرِ.) أعمال الرسل 15: 6
(23وَانْتَخَبَا لَهُمْ قُسُوساً فِي كُلِّ كَنِيسَةٍ ثُمَّ صَلَّيَا بِأَصْوَامٍ وَاسْتَوْدَعَاهُمْ لِلرَّبِّ الَّذِي كَانُوا قَدْ آمَنُوا بِهِ.) أعمال الرسل 14: 23
3) اخترع (الأساقفة) أي رؤساء الكهنة بدلا من (الشيوخ):
(28اِحْتَرِزُوا اذاً لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً لِتَرْعُوا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ.) أعمال الرسل 20: 28
4) طلب من المسيحيين ألا يخالطوا الزاني والسكِّير منهم فقط ، وألا يفعلوا ذلك مع الذين لم يتنصروا:
(11وَأَمَّا الآنَ فَكَتَبْتُ إِلَيْكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ مَدْعُوٌّ أَخاً زَانِياً أَوْ طَمَّاعاً أَوْ عَابِدَ وَثَنٍ أَوْ شَتَّاماً أَوْ سِكِّيراً أَوْ خَاطِفاً أَنْ لاَ تُخَالِطُوا وَلاَ تُؤَاكِلُوا مِثْلَ هَذَا. 12لأَنَّهُ مَاذَا لِي أَنْ أَدِينَ الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ تَدِينُونَ الَّذِينَ مِنْ دَاخِلٍ. 13أَمَّا الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ فَاللَّهُ يَدِينُهُمْ. فَاعْزِلُوا الْخَبِيثَ مِنْ بَيْنِكُمْ.) كورنثوس الأولى 5: 11-13
5) دعاكم لإخصاء أنفسكم: (12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 12 ، على الرغم من الأمر الإلهى: («لا يَدْخُل مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) تثنية 23: 1
6) يشجع على الرهبنة (وهي نظام يهودي):
(1وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً.) كورنثوس الأولى 7: 1
(8وَلَكِنْ أَقُولُ لِغَيْرِ الْمُتَزَوِّجِينَ وَلِلأَرَامِلِ إِنَّهُ حَسَنٌ لَهُمْ إِذَا لَبِثُوا كَمَا أَنَا.) كورنثوس الأولى 7: 8
(37وَأَمَّا مَنْ أَقَامَ رَاسِخاً فِي قَلْبِهِ وَلَيْسَ لَهُ اضْطِرَارٌ بَلْ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى إِرَادَتِهِ وَقَدْ عَزَمَ عَلَى هَذَا فِي قَلْبِهِ أَنْ يَحْفَظَ عَذْرَاءَهُ فَحَسَناً يَفْعَلُ. 38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ.) كورنثوس الأولى 7: 37-38
وهو عكس كلامه الذى فيه يحرض الرجل على أن يعتزل زوجته ولا يمسها:
(1وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً.) كورنثوس الأولى 7: 1 (فلماذا تزوج إذاً؟
7) يرفض الأرامل صغار السن ويُحرِّض على عدم زواج الأرامل كلهن:
(11أَمَّا الأَرَامِلُ الْحَدَثَاتُ [صغار السن] فَارْفُضْهُنَّ، لأَنَّهُنَّ مَتَى بَطِرْنَ عَلَى الْمَسِيحِ يُرِدْنَ أَنْ يَتَزَوَّجْنَ، 12وَلَهُنَّ دَيْنُونَةٌ لأَنَّهُنَّ رَفَضْنَ الإِيمَانَ الأَوَّلَ. 13وَمَعَ ذَلِكَ أَيْضاً يَتَعَلَّمْنَ أَنْ يَكُنَّ بَطَّالاَتٍ، يَطُفْنَ فِي الْبُيُوتِ. وَلَسْنَ بَطَّالاَتٍ فَقَطْ بَلْ مِهْذَارَاتٌ أَيْضاً، وَفُضُولِيَّاتٌ، يَتَكَلَّمْنَ بِمَا لاَ يَجِبُ.) تيموثاوس الأولى 5: 11-13
(38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
8) يحرض على زواج المؤمنين والمؤمنات – من الكافرات والكافرين:
(12وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ فَلاَ يَتْرُكْهَا. 13وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا فَلاَ تَتْرُكْهُ.) كورنثوس الأولى 7: 12-13
9) يؤيد انفصال الزوج عن زوجته (أي الطلاق):
(27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ. وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْعَذْرَاءُ لَمْ تُخْطِئْ. وَلَكِنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ.) كورنثوس الأولى 7: 27-28
(32فَأُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا بِلاَ هَمٍّ. غَيْرُ الْمُتَزَوِّجِ يَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ كَيْفَ يُرْضِي الرَّبَّ 33وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُ فَيَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ يُرْضِي امْرَأَتَهُ. 34إِنَّ بَيْنَ الزَّوْجَةِ وَالْعَذْرَاءِ فَرْقاً: غَيْرُ الْمُتَزَوِّجَةِ تَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ لِتَكُونَ مُقَدَّسَةً جَسَداً وَرُوحاً. وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجَةُ فَتَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ تُرْضِي رَجُلَهَا.) كورنثوس الأولى 7: 32-34
10) يُحلل تعدد الزوجات وهذا عكس الكلام المنسوب للمسيح في الأناجيل تماما:
(27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ. وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْعَذْرَاءُ لَمْ تُخْطِئْ. وَلَكِنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ.) كورنثوس الأولى 7: 27-28
ولم يقصر الزواج بامرأة واحدة إلا على الأساقفة ، وهذا دليل انتشار تعدد الزوجات تبعاً لناموس موسى ، واقتداءً بسنة الأنبياء: (2فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ الأُسْقُفُ بِلاَ لَوْمٍ، بَعْلَ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ، صَاحِياً، عَاقِلاً، مُحْتَشِماً، مُضِيفاً لِلْغُرَبَاءِ، صَالِحاً لِلتَّعْلِيمِ، 3غَيْرَ مُدْمِنِ الْخَمْرِ، وَلاَ ضَرَّابٍ، وَلاَ طَامِعٍ بِالرِّبْحِ الْقَبِيحِ، بَلْ حَلِيماً، غَيْرَ مُخَاصِمٍ، وَلاَ مُحِبٍّ لِلْمَالِ، 4يُدَبِّرُ بَيْتَهُ حَسَناً، لَهُ أَوْلاَدٌ فِي الْخُضُوعِ بِكُلِّ وَقَارٍ.) تيموثاوس الأولى 3: 2
11 - أباح للمطلَّقة الزواج:
فقد تم تحريمها عند متى: (31«وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَقٍ 32وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي.)متى5: 31-32
وأباحها بولس: (27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ.) كورنثوس الأولى 7: 27-28
12 - كأس الخمر في الكنيسة هو شركة دم المسيح، والخبز هو شركة جسد المسيح (وليسا دم وجسد المسيح): (16كَأْسُ الْبَرَكَةِ الَّتِي نُبَارِكُهَا أَلَيْسَتْ هِيَ شَرِكَةَ دَمِ الْمَسِيحِ؟ الْخُبْزُ الَّذِي نَكْسِرُهُ أَلَيْسَ هُوَ شَرِكَةَ جَسَدِ الْمَسِيحِ؟ 17فَإِنَّنَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ خُبْزٌ وَاحِدٌ جَسَدٌ وَاحِدٌ لأَنَّنَا جَمِيعَنَا نَشْتَرِكُ فِي الْخُبْزِ الْوَاحِدِ.) كورنثوس الأولى 10: 16-17
13- تغطي رأسها في الصلاة فقط – لأجل الملائكة؟ والتي لا تفعل يُقَص شعرها (أى تُشوَّه):
(6إِذِ الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحاً بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ فَلْتَتَغَطَّ. 7فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ. 8لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ<
20) ألغى الصوم والأعياد: (يدعوها: عبادة الملائكة وعبادة نافلة ليس لها قيمة):
(16فَلاَ يَحْكُمْ عَلَيْكُمْ أحَدٌ فِي أكْلٍ أوْ شُرْبٍ، اوْ مِنْ جِهَةِ عِيدٍ اوْ هِلاَلٍ اوْ سَبْتٍ، 17الَّتِي هِيَ ظِلُّ الأُمُورِ الْعَتِيدَةِ، وَأَمَّا الْجَسَدُ فَلِلْمَسِيحِ. 18لاَ يُخَسِّرْكُمْ احَدٌ الْجِعَالَةَ، رَاغِباً فِي التَّوَاضُعِ وَعِبَادَةِ الْمَلاَئِكَةِ، مُتَدَاخِلاً فِي مَا لَمْ يَنْظُرْهُ، مُنْتَفِخاً بَاطِلاً مِنْ قِبَلِ ذِهْنِهِ الْجَسَدِيِّ، 19وَغَيْرَ مُتَمَسِّكٍ بِالرَّأْسِ الَّذِي مِنْهُ كُلُّ الْجَسَدِ بِمَفَاصِلَ وَرُبُطٍ، مُتَوَازِراً وَمُقْتَرِناً يَنْمُو نُمُوّاً مِنَ اللهِ. 20إِذاً انْ كُنْتُمْ قَدْ مُتُّمْ مَعَ الْمَسِيحِ عَنْ ارْكَانِ الْعَالَمِ، فَلِمَاذَا كَأَنَّكُمْ عَائِشُونَ فِي الْعَالَمِ، تُفْرَضُ عَلَيْكُمْ فَرَائِضُ: 21لاَ تَمَسَّ، وَلاَ تَذُقْ، وَلاَ تَجُسَّ؟ 22الَّتِي هِيَ جَمِيعُهَا لِلْفَنَاءِ فِي الاِسْتِعْمَالِ، حَسَبَ وَصَايَا وَتَعَالِيمِ النَّاسِ، 23الَّتِي لَهَا حِكَايَةُ حِكْمَةٍ، بِعِبَادَةٍ نَافِلَةٍ، وَتَوَاضُعٍ، وَقَهْرِ الْجَسَدِ، لَيْسَ بِقِيمَةٍ مَا مِنْ جِهَةِ اشْبَاعِ الْبَشَرِيَّةِ.) رسالة كولوسى 2: 16-23
21) يهاجم الصوم الذي يصومه المسيحيون الآن ، ويهاجم الرهبنة (لأنها كانت عبادات يهودية) ويصف من يفعل ذلك بأنهم شياطين ضالين ومضلين:
(1وَلَكِنَّ الرُّوحَ يَقُولُ صَرِيحاً: إِنَّهُ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ يَرْتَدُّ قَوْمٌ عَنِ الإِيمَانِ، تَابِعِينَ أَرْوَاحاً مُضِلَّةً وَتَعَالِيمَ شَيَاطِينَ، 2فِي رِيَاءِ أَقْوَالٍ كَاذِبَةٍ، مَوْسُومَةً ضَمَائِرُهُمْ، 3مَانِعِينَ عَنِ الزِّوَاجِ، وَآمِرِينَ أَنْ يُمْتَنَعَ عَنْ أَطْعِمَةٍ قَدْ خَلَقَهَا اللهُ لِتُتَنَاوَلَ بِالشُّكْرِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَعَارِفِي الْحَقِّ. 4لأَنَّ كُلَّ خَلِيقَةِ اللهِ جَيِّدَةٌ، وَلاَ يُرْفَضُ شَيْءٌ إِذَا أُخِذَ مَعَ الشُّكْرِ، 5لأَنَّهُ يُقَدَّسُ بِكَلِمَةِ اللهِ وَالصَّلاَةِ.) تيموثاوس الأولى 4: 1-5
22) اخترع وضع أيدي المشيخة (القساوسة) على الناس لأجل إعطائهم البركة:
(14لاَ تُهْمِلِ الْمَوْهِبَةَ الَّتِي فِيكَ الْمُعْطَاةَ لَكَ بِالنُّبُوَّةِ مَعَ وَضْعِ أَيْدِي الْمَشْيَخَةِ.) رسالة تيموثاوس الأولى 4: 14
23) الخمر يعالج أمراض المعدة والأسقام الكثيرة؟:
(23لاَ تَكُنْ فِي مَا بَعْدُ شَرَّابَ مَاءٍ، بَلِ اسْتَعْمِلْ خَمْراً قَلِيلاً مِنْ أَجْلِ مَعِدَتِكَ وَأَسْقَامِكَ الْكَثِيرَةِ.) تيموثاوس الأولى 5: 23
24) ألغى الختان:ففى الوقت الذى يتمسك فيه الله بالختان قائلاً:
(9وَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «وَأَمَّا أَنْتَ فَتَحْفَظُ عَهْدِي أَنْتَ وَنَسْلُكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ. 10هَذَا هُوَ عَهْدِي الَّذِي تَحْفَظُونَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ: يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ 11فَتُخْتَنُونَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِكُمْ فَيَكُونُ عَلاَمَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ. 12اِبْنَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ فِي أَجْيَالِكُمْ: وَلِيدُ الْبَيْتِ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّةٍ مِنْ كُلِّ ابْنِ غَرِيبٍ لَيْسَ مِنْ نَسْلِكَ. 13يُخْتَنُ خِتَاناً وَلِيدُ بَيْتِكَ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّتِكَ فَيَكُونُ عَهْدِي فِي لَحْمِكُمْ عَهْداً أَبَدِيّاً. 14وَأَمَّا الذَّكَرُ الأَغْلَفُ الَّذِي لاَ يُخْتَنُ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا. إِنَّهُ قَدْ نَكَثَ عَهْدِي».) تكوين 17: 9-14
وفى الوقت الذى خُتِنَ الإله نفسه على الأرض:
وهذا ما فعله عيسى ويوحنا المعمدان عليهما السلام (59وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ جَاءُوا لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ وَسَمَّوْهُ بِاسْمِ أَبِيهِ زَكَرِيَّا. 60فَقَالَتْ أُمُّهُ: «لاَ بَلْ يُسَمَّى يُوحَنَّا».) لوقا 1: 59-60 ، (21وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ.) لوقا 2: 21
قرَّرَ بولس من إخراجكم من عهد الرب وعنايته ، بإبطال الختان فقال:
(أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) غلاطية 5: 2
(4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.) غلاطية 5: 4-6
25) أبطل الناموس:
(18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً.) عبرانيين 7: 18-19
(13فَإِذْ قَالَ«جَدِيداً» عَتَّقَ الأَوَّلَ.وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الاِضْمِحْلاَلِ) عبرانيين8: 13
(7فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ.) عبرانيين 8: 7
(9ثُمَّ قَالَ: «هَئَنَذَا أَجِيءُ لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ». يَنْزِعُ الأَوَّلَ لِكَيْ يُثَبِّتَ الثَّانِيَ.)عبرانيين10: 9
(16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.) غلاطية 2: 16
(5وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرّاً.) رومية 4: 5
(4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.) غلاطية 5: 4-6
(20لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ. 21وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ مَشْهُوداً لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ.) رومية 3: 20-21
(27فَأَيْنَ الافْتِخَارُ؟ قَدِ انْتَفَى! بِأَيِّ نَامُوسٍ؟ أَبِنَامُوسِ الأَعْمَالِ؟ كَلاَّ! بَلْ بِنَامُوسِ الإِيمَانِ. 28إِذاً نَحْسِبُ أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ النَّامُوسِ.) رومية 3: 27-28
(20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ.) رومية 5: 20
(21لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذاً مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ.) غلاطية 2: 21
(أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ)كورنثوس الأولى15: 56
26) اخترع أسطورة الخطيئة الأزلية:
(بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
(29فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لاَ يَقُولُونَ بَعْدُ: الآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِماً وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ. 30بَلْ: كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ. كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ.) إرمياء31: 29-30
(16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية ؟؟؟؟؟:
(2لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئاً بَيْنَكُمْ إِلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوباً.) كورنثوس الأولى 2: 2
و "…... وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة " (عبرانيين 9: 22).
(8وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. 9فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ. 10لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ. 11وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً بِاللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ. 12مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ. 13فَإِنَّهُ حَتَّى النَّامُوسِ كَانَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْعَالَمِ. عَلَى أَنَّ الْخَطِيَّةَ لاَ تُحْسَبُ إِنْ لَمْ يَكُنْ نَامُوسٌ. 14لَكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى وَذَلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي. 15وَلَكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هَكَذَا أَيْضاً الْهِبَةُ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً نِعْمَةُ اللهِ وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ. 16وَلَيْسَ كَمَا بِوَاحِدٍ قَدْ أَخْطَأَ هَكَذَا الْعَطِيَّةُ. لأَنَّ الْحُكْمَ مِنْ وَاحِدٍ لِلدَّيْنُونَةِ وَأَمَّا الْهِبَةُ فَمِنْ جَرَّى خَطَايَا كَثِيرَةٍ لِلتَّبْرِيرِ. 17لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. 19لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضاً بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً. 20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ. وَلَكِنْ حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدّاً. 21حَتَّى كَمَا مَلَكَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْمَوْتِ هَكَذَا تَمْلِكُ النِّعْمَةُ بِالْبِرِّ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.) رومية 5: 8-21
(22وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!) عبرانيين 9: 22
(23إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ 24مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ 25الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ.) رومية 3: 23-25
على الرغم من مهاجمة الله لهذه الأسطورة ، وإقراره العدل:
(16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية 24 : 16
(19وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ.) حزقيال 18: 19-20
(32وَمَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ لاَ فِي هَذَا الْعَالَمِ وَلاَ فِي الآتِي.) (متى12: 32)
إذن فما أهمية الفداء إذا كان هناك حساب فى العالم الآخر على أقوالنا وأفعالنا؟)
28) اخترع كون عيسى عليه السلام المسيَّا (المسيح النبى الخاتم):
(2لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئاً بَيْنَكُمْ إِلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوباً.) كورنثوس الأولى 2:
29) اخترع أسطورة موت عيسى عليه السلام وقيامته من الأموات:
(23إِنْ يُؤَلَّمِ الْمَسِيحُ يَكُنْ هُوَ أَوَّلَ قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ مُزْمِعاً أَنْ يُنَادِيَ بِنُورٍ لِلشَّعْبِ وَلِلْأُمَمِ». 24وَبَيْنَمَا هُوَ يَحْتَجُّ بِهَذَا قَالَ فَسْتُوسُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «أَنْتَ تَهْذِي يَا بُولُسُ! الْكُتُبُ الْكَثِيرَةُ تُحَوِّلُكَ إِلَى الْهَذَيَانِ».) أعمال الرسل 26: 23-24
(18فَلَمَّا وَقَفَ الْمُشْتَكُونَ حَوْلَهُ لَمْ يَأْتُوا بِعِلَّةٍ وَاحِدَةٍ مِمَّا كُنْتُ أَظُنُّ. 19لَكِنْ كَانَ لَهُمْ عَلَيْهِ مَسَائِلُ مِنْ جِهَةِ دِيَانَتِهِمْ وَعَنْ وَاحِدٍ اسْمُهُ يَسُوعُ قَدْ مَاتَ وَكَانَ بُولُسُ يَقُولُ إِنَّهُ حَيٌّ.) أعمال الرسل 25: 18-19
(31لأَنَّهُ أَقَامَ يَوْماً هُوَ فِيهِ مُزْمِعٌ أَنْ يَدِينَ الْمَسْكُونَةَ بِالْعَدْلِ بِرَجُلٍ قَدْ عَيَّنَهُ مُقَدِّماً لِلْجَمِيعِ إِيمَاناً إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ». 32وَلَمَّا سَمِعُوا بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ كَانَ الْبَعْضُ يَسْتَهْزِئُونَ وَالْبَعْضُ يَقُولُونَ: «سَنَسْمَعُ مِنْكَ عَنْ هَذَا أَيْضاً!». 33وَهَكَذَا خَرَجَ بُولُسُ مِنْ وَسَطِهِمْ.) أعمال الرسل 17: 31-33
30) ألغى السبت وتقديسه:
تقديس السبت هو الوصية الرابعة من الوصايا العشر: (14فَتَحْفَظُونَ السَّبْتَ لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ لَكُمْ. مَنْ دَنَّسَهُ يُقْتَلُ قَتْلاً. إِنَّ كُلَّ مَنْ صَنَعَ فِيهِ عَمَلاً تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا. 15سِتَّةَ أَيَّامٍ يُصْنَعُ عَمَلٌ. وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابِعُ فَفِيهِ سَبْتُ عُطْلَةٍ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ. كُلُّ مَنْ صَنَعَ عَمَلاً فِي يَوْمِ السَّبْتِ يُقْتَلُ قَتْلاً. 16فَيَحْفَظُ بَنُو إِسْرَائِيلَ السَّبْتَ لِيَصْنَعُوا السَّبْتَ فِي أَجْيَالِهِمْ عَهْداً أَبَدِيّاً. 17هُوَ بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلاَمَةٌ إِلَى الأَبَدِ لأَنَّهُ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ اسْتَرَاحَ وَتَنَفَّسَ».) خروج 31: 14
وأمر الرب بقتل المتعدى على السبت: (35فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «قَتْلاً يُقْتَلُ الرَّجُلُ. يَرْجُمُهُ بِحِجَارَةٍ كُلُّ الجَمَاعَةِ خَارِجَ المَحَلةِ». 36فَأَخْرَجَهُ كُلُّ الجَمَاعَةِ إِلى خَارِجِ المَحَلةِ وَرَجَمُوهُ بِحِجَارَةٍ فَمَاتَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى.) عدد 15: 32-36
وأيَّدَ ذلك عيسى عليه السلام قائلاً: (27ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ.) مرقس 2: 27
وألغاه بولس:
(18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً. وَلَكِنْ يَصِيرُ إِدْخَالُ رَجَاءٍ أَفْضَلَ بِهِ نَقْتَرِبُ إِلَى اللهِ.) عبرانيين 7: 18-19
(7فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ.) عبرانيين 8: 7
(13فَإِذْ قَالَ«جَدِيداً» عَتَّقَ الأَوَّلَ. وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الاِضْمِحْلاَلِ) عبرانيين 8: 13
(9ثُمَّ قَالَ: «هَئَنَذَا أَجِيءُ لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ». يَنْزِعُ الأَوَّلَ لِكَيْ يُثَبِّتَ الثَّانِيَ.) عبرانيين 10: 9
وتقول موسوعة دائرة المعارف الكتابية ، تحت كلمة السبت (الرسول بولس والسبت):
وفى حديثه عن الناموس، لم يفرق الرسول بولس بين الناموس الأدبي والنامس الطقسي، فكلاهما جزء من العهد العتيق الذي أُبطل فى المسيح ( 2كورنثوس 3: 14). ولاشك فى أن "السبت" كان جزءاً من الصك الذى "كان علينا فى الفرائض الذي كان ضّداً لنا، وقد رفعه (الله) من الوسط مسمراً إياه بالصليب" (كولوسى 2: 14). وقد ورد ذكر السبت مع الأعياد والأهلة "التى هي ظل الأمور العتيدة" (كولوسى 2: 16و17) و "حفظ أيام وشهور وأوقات وسنين" هو استعباد " للأركان الضعيفة الفقيرة" ( غلاطية 4: 9 و 10، وانظر أيضاً كولوسى 2: 20). "فحفظ أيام" هو أحد خصائص الإنسان "الضعيف فى الإيمان" ( رومية 14: 1-5).
- 31علمكم الكذب والنفاق والتحايل فى الدعوة:
فقد كان ينافق كل طائفة حسب عقيدتها، فقام بختان تابعه (تيموثاوس) لينافق اليهود (بعد أن كان يحارب الختان) (3فَأَرَادَ بُولُسُ أَنْ يَخْرُجَ هَذَا مَعَهُ فَأَخَذَهُ وَخَتَنَهُ مِنْ أَجْلِ الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي تِلْكَ الأَمَاكِنِ .. .. ..) (أعمال 16: 3).
ثم نافق عبدة الأصنام في أثينا عندما رأى صنما مكتوبا عليه (إله مجهول) فقال لهم لقد جئتكم لأبشركم بهذا الإله؟؟ (23لأَنَّنِي بَيْنَمَا كُنْتُ أَجْتَازُ وَأَنْظُرُ إِلَى مَعْبُودَاتِكُمْ وَجَدْتُ أَيْضاً مَذْبَحاً مَكْتُوباً عَلَيْهِ: «لِإِلَهٍ مَجْهُولٍ». فَالَّذِي تَتَّقُونَهُ وَأَنْتُمْ تَجْهَلُونَهُ هَذَا أَنَا أُنَادِي لَكُمْ بِهِ.) (أعمال 17: 23)
ونافق عبدة الأصنام فى أثينا وقال مثل قولهم (نحن ذرية الله)؟ (29فَإِذْ نَحْنُ ذُرِّيَّةُ اللهِ) أعمال الرسل 17: 29
وكان هذا هو منهاج حياته الذى أقر به: (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23
والغريب أنه لا يستح من كذبه ، ويبرره بأن مجد الله ازداد بكذبه: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
والأعجب من ذلك أنه يتفاخر بذلك قائلاً: (16فَلْيَكُنْ. أَنَا لَمْ أُثَقِّلْ عَلَيْكُمْ. لَكِنْ إِذْ كُنْتُ مُحْتَالاً أَخَذْتُكُمْ بِمَكْرٍ!) كورنثوس الثانية 12: 16
32-بِمَكْرٍ!) كورنثوس الثانية 12: 16
32) اخترع الأقنوم الثالث ، وهو الروح القدس:
(فَإِذْ وَجَدَ تَلاَمِيذَ 2سَأَلَهُمْ: «هَلْ قَبِلْتُمُ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمَّا آمَنْتُمْ؟» قَالُوا لَهُ: «وَلاَ سَمِعْنَا أَنَّهُ يُوجَدُ الرُّوحُ الْقُدُسُ».) أعمال الرسل 19: 1-2
33) جعل عيسى عليه السلام ابناً لله:
(فَاللَّهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ) رومية 8: 3
(3عَنِ ابْنِهِ. الَّذِي صَارَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ مِنْ جِهَةِ الْجَسَدِ 4وَتَعَيَّنَ ابْنَ اللهِ بِقُوَّةٍ مِنْ جِهَةِ رُوحِ الْقَدَاسَةِ بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ: يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.) رومية 1: 3-4
(31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية 8: 31-32
34) رفع عيسى عليه السلام لمصاف الآلهة:
(1بُولُسُ وَتِيمُوثَاوُسُ عَبْدَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، الَّذِينَ فِي فِيلِبِّي، مَعَ أَسَاقِفَةٍ وَشَمَامِسَةٍ.) رسالة فيليبى 1: 1
(5لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، 6الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً لأَجْلِ الْجَمِيعِ، الشَّهَادَةُ فِي أَوْقَاتِهَا الْخَاصَّةِ،) تيموثاوس الأولى 2: 5-6
(12شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي اهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ، 13الَّذِي انْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ وَنَقَلَنَا الَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ، 14الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا، 15اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ. 16فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً امْ سِيَادَاتٍ امْ رِيَاسَاتٍ امْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. 17اَلَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ 18وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ. الَّذِي هُوَ الْبَدَاءَةُ، بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدِّماً فِي كُلِّ شَيْءٍ.) كولوسى 1: 12-18
35) علمكم الكبر:
(1739- علمكم استحسان الضلال والإضلال وعدم الموضوعية فى البحث العلمى:
فقد استشهد الكتاب بكتب سماوية أنزلها الله على أنبيائه ، وليس لها وجود فى الكتاب المقدس: (ومع ذلك مازلتم تعدون هذا الكتاب من وحى الله)
1- سفر حروب الرب وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في (العدد 21 : 14 ) .
2- سفر ياشر وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في ( يشوع 10 : 13 ) .
3- سفر أمور سليمان جاء ذكره في (الملوك الأول11 : 41 )
4- سفر مرثية إرميا على يوشيا ملك أورشليم وجاء ذكر هذه المرثية في(الأيام الثاني35: 25)
5- سفر أمور يوشيا (الأيام الثاني35: 25)
6- سفر مراحم يوشيا (الأيام الثاني35: 25)
7- سفر أخبار ناثان النبي (أخبار الأيام الثاني9 : 29)
8 - سفر أخيا النبي الشيلوني (أخبار الأيام الثاني9 : 29)
9 - وسفر رؤى يعدو الرائي وقد جاء ذكر هذه الاسفار في (الأيام الثاني9 : 29)
10 - سفر أخبار جاد الرائي وقد جاء ذكره في (أخبار الأيام الأول 29 : 31 )
11- سفر شريعة الله (يشوع 24: 26)
12- سفر توراة موسى (يشوع 8: 31)
13- سفر شريعة موسى (يشوع 23: 6)
1- زبور عيسى الذى كان يعلم منه 35- إنجيل الأنكرتيين
2- رسالة عيسى إلى بطرس وبولس 36- إنجيل أتباع إيصان
3- رسالة عيسى إلى أبكرس ملك أديسه 37- إنجيل عمالانيل
4- إنجيل يعقوب ويُنسب ليعقوب الحوارى 38- إنجيل الأبيونيين
5- آداب الصلاة وينسب ليعقوب الحوارى 39- إنجيل أتباع فرقة مانى
6- إنجيل الطفولة ويُنسب لمتى الحوارى 40- إنجيل أتباع مرقيون(مرسيون)
7- آداب الصلاة وينسب لمتى الحوارى 41- إنجيل الحياة (إنجيل الله الحى)
8- إنجيل توما وينسب لتوما الحوارى 42- إنجيل أبللس (تلميذ لماركيون)
9- أعمال توما وينسب لتوما الحوارى 43- إنجيل تاسينس
10- إنجيل فيليب ويُنسب لفيليب الحوارى 44- إنجيل هسيشيوس
11- أعمال فيليب وينسب لفيليب الحوارى 45- إنجيل اشتهِرَ باسم التذكرة
12- إنجيل برنابا 46- إنجيل يهوذا الإسخريوطى
13- رسالة برنابا 47- أعمال بولس
14- إنجيل برتولما ويُنسب لبرتولما الحوارى 48-أعمال بطرس وأندراوس
15- إنجيل طفولة المسيح ويُنسب لمرقس الحوارى 49- أعمال بطرس وبولس
16- إنجيل المصريين ويُنسب لمرقس الحوارى 50- رؤيا بطرس
17- إنجيل بيكوديم وينسب لنيكوديم الحوارى 51- إنجيل حواء (ذكره أبيفانوس)
18- الإنجيل الثانى ليوحنا الحوارى 52- مراعى هرماس
19- إنجيل أندريا وينسب لأندريا الحوارى 53- إنجيل يهوذا
20- إنجيل بطرس وينسب لبطرس الحوارى 54- إنجيل مريم
21- أعمال بطرس وينسب لبطرس الحوارى 55- أعمال بولس وتكلة
22- رسالة بولس الثالثة إلى أهل تسالونيكى 56- سفر الأعمال القانونى
23- رسالة بولس الثالثة إلى أهل كورنثوس 57- أعمال أندراوس
24- إنجيل الإثنى عشر رسولا 58- رسالة يسوع
25- إنجيل السبعين وينسب لتلامس 59- راعى هرماس
26- أعمال يوحنا (ذكره أوغسطينوس) 60- إنجيل متياس
27- أعمال بطرس والاثنى عشر رسولا 61- إنجيل فليمون
28- إنجيل برتولماوس 62- إنجيل كيرنثوس
29- إنجيل تداوس 63- إنجيل مولد مريم
30- إنجيل ماركيون 64- إنجيل متى المُزيَّف
31- إنجيل باسيليوس 65- إنجيل يوسف النجار
32- إنجيل العبرانيين أو الناصريين 66- إنجيل إنتقال مريم
33- إنجيل الكمال 67- إنجيل يوسيفوس
34- إنجيل الحق 68- سفر ياشر
ومن المعروف كثرة الأناجيل عندهم ، التى تُعدِّدها دائرة المعارف الكتابية (كلمة أبوكريفا) ب 280 كتاباً: (فوتيوس : أما أكمل وأهم الإشارات إلى الأعمال الأبوكريفية فهي ما جاء بكتابات فوتيوس بطريرك القسطنطينية في النصف الثاني من القرن التاسع ، ففي مؤلفه "ببليوتيكا" تقرير عن 280 كتاباً مختلفاً قرأها في أثناء إرساليته لبغداد .. .. .. لابد أن تأليف هذه الأناجيل ونشرها كانا أيسر مما عليه الحال الآن . ويبلغ عدد هذه الأناجيل نحو خمسين)
تقول دائرة المعارف الكتابية (كلمة أبوكريفا): أن هناك (رسالة مفقودة إلى الكورنثيين: ففي (1كو 5: 9) يذكر الرسول رسالة إلى الكورنثيين يبدو أنها قد فقدت. وفي القرن الخامس أدمجت بعد الرسالة الثانية لكورنثوس رسالة قصيرة من الكورنثيين إلى بولس وأخرى من بولس إلى الكورنثيين، وهما موجودتان في السريانية، ويبدو أنهما كانتا مقبولتين في دوائر كثيرة في نهاية القرن الرابع، وهما تكونان جزءً من أعمال بولس الأبوكريفية، ويرجع تاريخ كتابتهما إلى حوالي 200 م.)
ذَكَرَ الكتاب المقدس التحريف الذى وقع لكلمة الله:
1) (كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8: 8
2) وهذا كلام الله الذى يقدسه نبى الله داود ويفتخر به ، يحرفه غير المؤمنين ، ويطلبون قتله لأنه يعارضهم ويمنعهم ، ولا يبالى إن قتلوه من أجل الحق ، فهو متوكل على الله: (4اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ! 5الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي. عَلَيَّ كُلُّ أَفْكَارِهِمْ بِالشَّرِّ.) مزمور 56: 4 –5
3) (15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!) إشعياء 29: 15 – 16
4) (38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
5) (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً.) كورنثوس الأولى 7: 25
6) (2هَا أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) غلاطية 5: 2
7) (12وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ فَلاَ يَتْرُكْهَا. 13وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا فَلاَ تَتْرُكْهُ.) كورنثوس الأولى 7: 12-13
8) (36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.) إرمياء 23:
((((((((((((((((((((((((((((((((((((((أكاذيب غربية))))==========================تحت عنوان إستنتاجى ممجوج التكرار والمغزى يقول : "القاعدة ستحث الجهاديين على استخدام النووي والكيماوي" ، أعلن موقع أخبار البى بى سى العربى فى المملكة المتحدة اليوم ، 28/5/2008 ، الخبر التالى :
" قال مكتب التحقيقات الفدرالي الامريكي (اف بي آي) إن مجموعات تراقب مواقع المتطرفين الاسلاميين على الانترنت تقول ان تنظيم القاعدة سيبث شريط فيديو جديد في الساعات الاربع والعشرين القادمة.
"وقال متحدث باسم اف بي آي إن الشريط سيحث الجهاديين على استخدام السلاح البيولوجي والكيماوي والنووي في مهاجمة الغرب.
"وأضاف المتحدث قائلا إن مكتب التحقيقات أرسل تحذيرا إلى أجهزة الامن الامريكية بشأن تسجيل الفيديو المتوقع، مشيرا إلى أن التحذير إجراء وقائي روتيني وقد أرسل الي 1800 جهاز أمني امريكي.
"وفي أعقاب ذلك، قال مسؤول بالاستخبارات الامريكية إنه لا يوجد ما يشير إلي ان تنظيم القاعدة اكتسب القدرة على استخدام اسلحة للدمار الشامل.
"وكان المسؤول يتحدث عقب تقرير عن بث متوقع لتسجيل مصور للقاعدة يحث مقاتليها على استخدام مثل تلك الاسلحة في هجمات على الغرب.
"وقال المسؤول : "في هذه المرحلة لا توجد أدلة على انهم حصلوا على هذه القدرة ولكن من الواضح ان ذلك هو مقصدهم وهو شيء يجب ان نكون على وعي به وان نهتم به".
"يذكر أن السلطات الامريكية تتهم أسامة بن لادن زعيم القاعدة بالمسؤولية عن هجمات سبتمبر التي شنت في نيويورك وواشنطن عام 2001 وقتل فيها حوالي ثلاثة الاف شخص، وتفجيرات جزيرة بالي السياحية الاندونيسية في أكتوبر عام 2002 والتي أسفرت عن مقتل 202 شخص "..
و إلى هنا ينتهى الخبر ، غير أن التوافق بين الدولتين ، الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ، أو تضافر الجهود والتعاون المغرض بينهما لم يعد بحاجة إلى اى تعليق ، وكل ما يمكن للقارىء أن يقوله هو أن هناك ثمة ترتيبات تتم لتوجيه ضربة جديدة ضد إحدى الدول الإسلامية .. فبعد بلاد البلقان وأفغانستان والعراق ، وكلها حروب إقتلاعية مختلقة و ظالمة وغير مشروعة ، بدأت التلميحات تتجه منذ فترة صوب إيران .. والغريب أن مشعلى الحروب هؤلاء لا يكلون ولا يملون من تكرار نفس السيناريوهات التى باتت مفضوحة ، خاصة بعد مسرحية الحادى عشر من سبتمبر 2001 التى اختلقتها سياسة البيت "الأبيض" لتتلفع بشرعية دولية لإقتلاع الإسلام والمسلمين ..
ومن الوقاحة الا يخجل أحد المسؤلين المشار إليه فى الخبر بعاليه ، من قول عبارة : "لا يوجد ما يشير إلى ان تنظيم القاعدة اكتسب القدرة على استخدام أسلحة الدمار الشامل" أو عبارة انه "فى هذه المرحلة لا توجد أدلة على أنهم حصلوا على هذه القدرة ولكن من الواضح ان ذلك هو مقصدهم وهو شىء يجب ان نكون على وعى به وان نهتم به " !
فهم الذين يفترون، وهم الذين يتخذون فرياتهم سندا ودليلا لإطلاق المعارك كيفما يشاؤن .. ولا ادل على ذلك من مسرحية الحادى عشر من سبتمبر التى إختلقوها وأخفوا ما ارادوا حجبه من الأخبار ، من قبيل أؤلئك الأربعة آلاف يهودى الذين أصيبوا بنوبة برد جميعهم فى نفس ذلك اليوم ولم يذهبوا الى مكاتبهم ، أو خبر البرج الثالث الذى إنهار فى ثمانية ثوان دون أن تمسة أية طائرة أو أى صاروخ ، بل ودون ان تحدث أية تلفيات فى المبانى المجاورة نتيجة لإنهياره .. وهو ما يعنى ان حتى هذا البرج الثالث قد تم نسفة بنفس طريقة الهدم تحت السيطرة !
وهذا البرج الثالث كان يُعرف بأنه برج مركز التجارة العالمى رقم 7 ، وكان يبعد على مسافة مائة مترا تقريبا من البرجين اللذان إنهارا بنفس الطريقة . وقد سقط البرج الثالث فى الساعة الخامسة والثلث ، أى بعد سبع ساعات من إنهيار البرجين. وهذا البرج الثالث المكون من 47 طابقا كان يضم مكاتب المخابرات المركزية الأمريكية ، السى آى إيه ، وعدة مكاتب خدمات أخرى إضافة إلى بعض مراكز للقيادة العسكرية ... والغريب أن تقرير لجنة التحقيق الأمريكية لسنة 2004 لا تتحدث عن ذلك البرج الثالث ولم تذكره .. ولا وسائل الإعلام التى يمولها تجار السلاح هناك. ووفقا لبعض المعلقين : فإن أكاذيب الحكومة تنهار بدورها على أسسها !
أما تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية المجيد فى إختلاق الأحداث ثم التذرع بها لتقوم ببطشها الأرعن بلا حساب أو محاسبة من أحد ، فيكفى أن نلقى بنظرة على مقال الكاتب ميشيل كولون المنشور فى موقعه يوم 16 مايو الحالى ، وتناقلته عنه عدة مواقع لأهميته ، ويمكن إيجازه فيما يلى :
1 - فيتنام (1964-1975) :
الأكاذيب الإعلامية : قيل ان شمال فيتنام قد هاجم بارجتين امريكيتين يومى 2 و 3 أغسطس 1964 فى خليج تونكين ..
وما عُرف بعد ذلك : أن هذا الهجوم لم يتم أبدا ، وأنه إختراع من البيت الأبيض ..
والهدف الحقيقى : منع تحرير فيتنام والحفاظ على السيطرة الأمريكية فى المنطقة !
النتيجة : ملايين الضحايا ، وتخلقات جينية بشعة ، ومشاكل إجتماعية ضخمة.
2 – غرناطة ( 1983) :
الأكاذيب الإعلامية : تلك الجزيرة الصغرى من جزر البحر الكاريبى متهمة ببناء قاعدة حربية سوفييتية و وضع حياة الأطباء الأمريكان فى خطر ..
وما عُرف بعد ذلك : انه إدعاء كاذب تماما وأن الرئيس ريجان هو الذى إختلق هذه الإدعاءات ..
والهدف الحقيقى : منع عمليات الإصلاح الداخلية الإجتماعية والديمقراطية التى كان يحاول القيام بها رئيس الوزراء الذى تم إغتياله !
النتيجة : عملية قمعية عنيفة وإعادة السيطرة لواشنطون .
3 - بانما (1989) :
الأكاذيب الإعلامية : الغزو يهدف إلى وقف الرئيس نورييجا لإتجاره بالمخدرات .
وما عُرف بعد ذلك : على الرغم من ان نورييجا كان صنيعة المخابرات المركزية ، فقد كان يطالب بإنهاء إمتياز قناة بانما ، وهو ما لم تقبله الولايات المتحدة
الهدف الحقيقى : الحفاظ على السيطرة الأمريكية على هذا الموقع الإستراتيجى .
النتيجة : القذف الأمريكى اودى بحياة حوالى أربعة آلاف مدنيا ، تجاهلت وسائل الإعلام الإشارة إليهم !
4 – العراق (1991) :
الأكاذيب الإعلامية : أن العراقيين قد سرقوا حضانات مدينة الكويت !
وما عُرف بعد ذلك : إختلاق تام من إحدى الوكالات الدعائية هى "هيل و نولطون "
الهدف الحقيقى : منع الشرق الأوسط من مقاومة الكيان الصهيونى والحصول على الإستقلال من تبعيته لأمريكا !
النتيجة : ضحايا لا حصر لها نتيجة الغزو ثم فرض عملية حظر حتى على الأدوية ..
5 – الصومال (1993) :
الأكاذيب الإعلامية : السيد كوتشنر يظهر على المسرح العالمى كبطل تدخل إنسانى ..
وما عُرف بعد ذلك : أن أربع شركات أمريكية كانت قد اشترت ربع المخزون الصومالى من البترول
الهدف الحقيقى : السيطرة على منطقة إستراتيجية عسكريا ..
النتيجة : عند فشلها فى السيطرة لصالحها ستُبقى الولايات المتحدة المنطقة فى خواء ممتد ..
6 - البوسنة (1992-1995) :
الأكاذيب الإعلامية : الشركة الأمريكية "رودر فينّ " وبرنار كوتشنر يكشفان عن معسكر الإبادة العرقية للصرب.
وما عُرف بعد ذلك : أن "رودر فينّ " و كوتشنر كانا يكذبان ، وأن المعسكر كان لتبادل الأسرى ، وقد إعترف بذلك الرئيس عزت بيجوفيتش.
الهدف الحقيقى : تحطيم يوغسلافيا اليسارية وإقتلاع نظامها الإجتماعى ، وإخضاع المنطقة للقوى المتعددة الجنسيات ، والسيطرة على الدانوب والطرق البلقانية الإستراتيجية .
النتيجة : أربعة أعوام من الحرب البشعة خاصة ضد المسلمين ، أثارتها برلين وأمدتها واشنطن ..
7 - يوغسلافيا (1999) :
الأكاذيب الإعلامية : قيام الصرب بعمليات قتل عرقى لألبان كوسوفا .
وما عُرف بعد ذلك : إعتراف رئيس منظمة حلف الأطلنطى جامى شيا بأنها فريات بحتة من منظمته !
الهدف الحقيقى : فرض سيطرة حلف الأطلنطى على البلقان ، وتحويلها الى جند حرس للعالم بإقامة قاعدة عسكرية أمريكية فى كوسوفا !
النتيجة : الفان من الضحايا للقذف الناجم عن منظمة حلف الأطلنطى ، وعملية تطهير عرقى لكوسوفا تحت حماية الخوذات الزرقاء لحلف الأطلنطى ..
8 - أفغانستان (2001) :
الأكاذيب الإعلامية : يوش يزعم أنه ينتقم لأحداث 11 سبتمبر والقبض على بن لادن ..
وما عُرف بعد ذلك : لا وجود لتنظيم القاعدة المزعوم ، وأن طالبان كانوا قد إقترحوا تسليم بن لادن..
الهدف الحقيقى : السيطرة العسكرية على المركز الإستراتيجى لأسيا ، وبناء خط انابيب بترول والسيطرة على الإمداد بالطاقة لجنوب آسيا ..
النتيجة : إحتلال طويل المدى ، وإرتفاع مهول فى إنتاجية وتجارة المخدرات !
9 – العراق (2003) :
الأكاذيب الإعلامية : كولن باول يؤكد فى هيئة الأمم المتحدة أن صدام حسين يمتلك أسلحة الدمار الشامل ، مع تقديم الأدلة !!
وما عُرف بعد ذلك : أن البيت الأبيض قد أمر مكاتبه الخاصة بتزوير تقارير وإختلاق غيرها !
الهدف الحقيقى : السيطرة على كل منابع البترول ومساومة منافسيها : أوروبا واليابان والصين ..
النتيجة : إغراق العراق فى همجية طائفية لا حد لها ..
10 – فنزويلا – الإكوادور (2008 ؟) :
الأكاذيب الإعلامية : أن شافيز يساند الإرهاب ويستورد الأسلحة إضافة إلى كونه دكتاتورا ..
وما نعرفه فعلا : ان كثير من الأكاذيب الإعلامية السابقة قد تبين زيفها ، ومنها أنه يضطهد شعبه ، أو معادى للسامية ، و تتواصل الشيطنة !!
الهدف الحقيقى : الشركات الأمريكية المتعددة الجنسيات تود السيطرة على البترول وعلى الثروات الأخرى لأمريكا اللاتينية ، ويخشون التحرر الإجتماعى والديمقراطى للقارة .
النتيجة : واشنطن تقود حرب شاملة ضد القارة بعمل إنقلابات وتخريب إقتصادى ومساومات وإقامة قواعد عسكرية قرب منابع الثروات الطبيعية ..
الخلاصة : أن كل حرب تقودها او تختلقها السياسة الأمريكية تسبقها وتبررها عدة أكاذيب إعلامية ، وهذا الحصر الشديد الإختصار أبعد ما يكون عن الكمال ! إن منع إندلاع الحروب يعتمد أساسا على كشف الأكاذيب الإعلامية التى تساندها فى أقرب وقت ممكن وبأوسع نطاق ممكن .
وما يمكننا إضافته إلى هذه المقتطفات العشر ، التى تثبت يقينا ان السياسية الأمريكية ،مصرة إصرارا أكمه وفاقد البصر والبصيرة ، على مواصلة حربها لإقتلاع الإسلام و للسيطرة على ثروات العالم ومنابعها ، هو أن نرفع هذه الحقائق إلى كافة المسؤلين و أصحاب القرار فى العالم الإسلامى والعربى ، فى مختلف مجالاتهم ، أن يكفوا عن تبعية باتت مخزية لهم قبل شعوبهم ومواطنيهم ، وأن يتقوا الله بعدم الإنسياق فى إعطاء الضوء الأخضر لتلك السياسة الأمريكية لشن حربها المرتقبة والشديدة الوضوح ضد دولة إسلامية أخرى ؟؟
(((((((((((((حواري..مع..يسوع معبود النصارى)))))))))))))
بعد صلاة الفجر نام عبد الله وإذا به يأتي له شخص في المنام ويدور بينهما هذا الحوار
تنويه
الحوار مع يسوع كما يصوره لنا النصارى
وليس عيسى عليه السلام الذي نؤمن به كرسول من عند الله
عبد الله
بسم الله الرحمن الرحيم ...من أنت؟
يسوع
انا هو الطريق والحق والحياة لا احد يأتي الي الأب الا بي ...انا الرب يسوع ..الا تعرفني ؟!
عبد الله
يسوع معبود النصارى؟
يسوع
نعم وإلهك واله كل ما في الكون
عبد الله
تريد ان تفهمني انك اله خالق هذا الكون الضخم بما فيه ؟
يسوع
نعم
عبد الله
وهل تظن ان أصدقك ؟
يسوع
ولما لا ....انا بنفسي اقول لك أني الإله ؟
عبد الله
ممكن أي شخص يقول انا الإله
يسوع
لكن انا حضرت أمامك من السماء ؟
عبد الله
ممكن تكون شيطان من شياطين الجن
يسوع
الم يقل لك محمد ان الشيطان لا يتمثل في صورة الأنبياء
عبد الله
وهل محمد صلى الله عليه وسلم ...صادق فيما بلغه لنا باعتقادك ؟
يسوع
محمد من الأنبياء الكذبة
عبد الله
اذن كيف تستشهد بقوله في حديثك معي...نترك هذه ...لكن محمد صلى الله عليه وسلم ...قال الأنبياء ولم يقل الإله
يسوع
إذا كان الشيطان لا يتمثل في صورة الأنبياء فمن باب أولى لا يتمثل في صورة الله
عبد الله
ومن قال انك صورة الله ؟
يسوع
انا بقول لك
عبد الله
كيف و الكتاب المقدس يقول "الله لم ينظرهُ احدٌ قط"(1يو4 :12) ....وكذلك قال :"الذي وحدَه له عدمُ الموتِ ساكناً في نورٍ لا يدنى منه الذي لم يرَه احد من الناسِ ولا يقدرُ ان يراهُ, الذي له الكرامةُ والقدرةُ الأبدية. آمين" (الإنجيل (1تي 16:6-17).
يسوع
هذا عن الأب....لان الله"الآب" بطبيعته اللاهوتية هو روحٌ محض. ولم يتنازل قط من مجده الاسنى. فانه لم يأخذ يوما شكل البشر
عبد الله
أنت تعترف بأنك ليس الله
يسوع
انا الله .....الابن
عبد الله
أنت تقول ان الله روح .....ولم يأخذ يوما شكل البشر ....صح
يسوع
نعم
عبد الله
وأنت أمامي الان في صورة بشر
يسوع
قلت لك انا الابن ...فانا أخذت صورة البشر ليراني البشر ويسمعوا صوتي ...فانا الذي ظهرت للأنبياء وبعض البشر وهذا مدون بالكتاب المقدس
عبد الله
افهم من ذلك إنكم اثنين وليس واحد ؟
يسوع
نحن اله واحد
عبد الله
قلت ان الله روح ولا يراه احد .....قلت لك أنت ليس اله لأني أراك...قلت الحظر على الأب فقط وانك الابن يراك ويسمعك البشر ....فالعقل يقول إنكم اثنين وليس واحد .....والا كان ...ما ينطبق عليه ينطبق عليك وما يحظر عليه يحظر عليك ...اما القول بغير ذلك فليس من المنطق ولا من العقل
يسوع
الا تعلم ان الله الواحد ...ثلاثة أقانيم ...أب وابن وروح قدس ...
عبد الله
الذي اعلمه وأؤمن به ان الله واحد ليس له ثاني ولا ثالث
يسوع
نعم الله واحد وأنا لم اقل غير ذلك ....لكن ثلاثة أقانيم وبنفس الترتيب الذي ذكرته لك
عبد الله
أنت قلت ثلاثة ....أب وابن وروح قدس ....هل تعني إنكم أجزاء لله
يسوع: بل كل منا له صفات الألوهية كاملة ...فنحن الثلاثة واحد متساوون في الجوهر ، وليس هناك اقنوم أعظم من اقنوم.
عبد الله
هل هي مجرد أسماء لله .....فأنت مثلا ممكن اقول عنك انك الأب او الروح القدس ؟ ???????????????يسوع
بالطبع لا يمكن ..... الآب والابن والروح القدس جوهر واحد وإله واحد.....لكن لهؤلاء الاقانيم الثلاثة له خاصيّة لا يشترك فيها معه اقنوم آخر,إن انفصل اقنوم عن الأقنومين الآخرين - وذلك مستحيل - لا يمكن أن يكون هو الله,
كل اقنوم متحد مع الأقنومين الآخَرين من الأزل ....وهذه الوحدة غير القابلة للانفصال هو الله.....كل اقنوم مساوٍ للأقنومين الآخرين في الذات والمجد...العمل الخلاصي لكل اقنوم وُصف أحسن وصف في الكتاب المقدس بهذه الألقاب : الأول الآب والخالق والثاني... انا ...ابن الله والفادي والثالث المقدس والمعزي كما أن الاقانيم المقدسة واحد في الذات هكذا هم واحد في المشيئة والقصد والسلطان والقِدم وسائر الصفات الإلهية,
عبد الله
كل ما قلته ....يثبت إنهم ثلاثة آلهة ....تقول ان لكل منكم خصائص لا تتوافر في الاخر ...كل واحد منك مساوي الاخر في الذات والمجد ...لكل منكم اسم يميزه عن الاخر ....ولكل منكم عمله الخاص .....ثم كيف 1+1+1= 1 الذي تعلمته إنهم ثلاثة
يسوع
ولماذا الجمع ....فـــــــ1×1×1= 1
عبد الله
انت تقول اب و ابن و روح قدس ...... ولم تقل اب × ابن × روح قدس .....انت قلت {و} وهي تفيد العطف أي الإضافة أي الجمع ....انا و أخي و ابي ....هؤلاء ثلاثة ..........وبالمثل اب وابن وروح قدس هم ثلاثة
يسوع
الم تقل في البسملة بسم الله الرحمن الرحيم .....لو بحسابك هذا يكون الله ثلاثة
عبد الله
نحن لم نستخدم حرف {الواو} ...بل ان الله هو الرحمن هو الرحيم هذه صفات وأسماء لله وليس اقانيم لها خصائص وأعمال تختلف عن خصائص وأعمال الله
يسوع
انتم تقبلون أن الانسان واحد مع كونه ( روح ونفس وجسد ) ولم يقل أو يدع أحدا ان الانسان ثلاثة !!!!! ان الله واحد في جوهره ولكنه ثالوث في أقانيمه ( أو تعييناته أو وظائفه )
عبد الله
هذه مكونات للإنسان وليس اقانيم ....نعم الروح لها خصائص تختلف عن خصائص الجسد ....لكن الروح وحدها ليس إنسان وكذلك الجسد وحده لا يكون إنسان....اما بشان الاقانيم ....فأنت تقول ان كل اقنوم منكم مساوي الاخر في الذات والمجد ...أي ان كل منكم طبقا لكلامك اله ...أي ثلاثة آلهة .....وهذا يتعارض مع الكتاب المقدس .... أنا هو وليس إله معي» (تثنية 39:32) .«هكذا يقول الرب ملك إسرائيل وفاديه رب الجنود, أنا الأول وأنا الآخر ولا إله غيري» (إشعياء 6:44) .«هكذا يقول الرب فاديك وجابلك من البطن, أنا الرب صانع كل شيء, ناشر السموات وحدي باسط الأرض. من معي» (إشعياء 24:44) .«أليس أنا الرب ولا إله غيري ومخلص ليس سواي» (إشعياء 21:45) وقال:«أنت هو الرب وحدك» (نحميا 6:9) .«أليس إله واحد خلقنا» (ملاخي 10:2) .«اذكروا الأوليات منذ القديم لأني أنا الله وليس آخر. الإله وليس مثلي» (إشعياء 9:46) .
يسوع
انت إنسان مجادل ...سوف ...أحاول أفهمك مرة ثانية .....وحدانية الله وحدانية خاصة بذاته (ذات واحدة) جوهر واحد لاهوت واحد ولكن ثلاثة اقانيم في وحدانية بغير امتزاج, ولا يمكن أن تنفصل أو تتجزأ مع تميزها....وكل اقنوم هو الله الأزلي, الأبدي, الغير محدود, ولا يتحيز بمكان أو زمان, العليم, المريد, القدير, السميع, الكليم, البصير لا يتغير ولا تأخذه سنة ولا نوم, لا بدء له كلى الكمال....هذا هو اعلاني عن ذاتي... وهو إعلان يسمو فوق الفهم الطبيعي وأسمى من العقل لكن لا يتعارض معه,
عبد الله
الذي تقوله تعيده ...ثم تقول لي في النهاية ان الثالوث فوف الفهم الطبيعي وأسمى من العقل ....كيف تريد مني الإيمان بما هو فوق عقلي وفهمي ...فإذا أمرت فأمر بما استطاع ....هات شخص لم يسمع عن الإسلام أو المسيحية وقول له كلامك هذا... سوف يقول لك ثلاثة ...ثلاثة آلهة....المهم انت أجبت الخلاصة ان الثالوث و الاقانيم فوق فهم البشر ويجب الإيمان به لأنه إعلان عن الله لذاته ....نترك هذه النقطة التي عجزت انت {كاله كما تقول } عن افهمي إياه....لكن نستوقف عند قولك ....{ وكل اقنوم هو الله الأزلي, الأبدي, الغير محدود, ولا يتحيز بمكان أو زمان, العليم, المريد, القدير, السميع, الكليم, البصير لا يتغير ولا تأخذه سنة ولا نوم, لا بدء له كلى الكمال}
يسوع
قل ما تريد
عبد الله
تقول { اقنوم هو الله الأزلي.....ولا يتحيز بمكان أو زمان } ..وأنت تقول انك الابن الاقنوم الثاني ....فأنت من المفروض اله أزلي لا تتحيز بمكان أو زمان ....مع انك واقف أمامي على الارض ويحيط بنا انا وأنت الكون وفي وقت معين ..فكيف تكون اله ويحيط المكان والزمان ؟
يسوع
ممكن بعد إذنك نقف عند هذا السؤال ونكمل فيما بعد لانك أرهقتني بكثرة جدالك ....كنت أظن إني بمجرد ان أقول لك إني الله ترتمي على الأرض وتسجد لي بدون نقاش
عبد الله
كما تحب انا في انتظارك ????????????????يسوع
لقد حضرت اليك ثانية يا هذا
عبد الله
أهلا ومرحبا بك
يسوع
نكمل حديثنا ....ما الذي تريد ان تسأل عنه
عبد الله
نترك السؤال الذي سألته لك في السابق الآن.....لحين الرد على السؤال الذي مر على خاطري الآن
يسوع
وما هو ؟
عبد الله
ما الذي جاء بك الي ؟
يسوع
لأهديك الي الحق
عبد الله
ولماذا انا بالذات .... هناك أكثر من 6 بلايين شخص في العالم
يسوع
لأني اله محبة ....وأريد لك الحياة الأبدية ....فلن تكون لك هذه الحياة الا بالأيمان باني انا المخلص ...الم تقرا قولي بالكتاب المقدس : انا هو الطريق والحق والحياة لا احد يأتي الي الأب الا بي
عبد الله
هل معني ذلك انك سوف تظهر لجميع البشر لتهديهم
يسوع
بالطبع لا .....بعض الناس فقط
عبد الله
وأين العدل في ذلك ....فإذا كنت انت الإله قد اتخذت قرارك بان تظهر للبشر لتهديهم بنفسك وتأخذ بأيديهم .... لماذا تخص بعض الناس دون البعض ...من العدل انك تظهر للجميع خلقك لتهديهم وتأخذ بأيديهم ...اما انك تظهر للبعض فقط فهذا قمة الظلم ....{وحاشى لله ان يكون ظالم }
يسوع
انا حر اظهر للي يعجبني
عبد الله
ثم إنني من نسل إسماعيل عليه السلام ....وليس من نسل إسرائيل ...هل تنسى ان {يسوع} الذي تدعى انك هو ... رفض ان يشفي فتاة بدعوى إنها غير إسرائيلية ووصفها ووصفنا نحن غير الإسرائيليين بأننا كلاب 24فَأَجَابَ: «مَا أُرْسِلْتُ إِلاَّ إِلَى الْخِرَافِ الضَّالَّةِ، إِلَى بَيْتِ إِسْرَائِيلَ!» 25وَلكِنَّ الْمَرْأَةَ اقْتَرَبَتْ إِلَيْهِ، وَسَجَدَتْ لَهُ، وَقَالَتْ: «أَعِنِّي يَاسَيِّدُ!» 26فَأَجَابَ: «لَيْسَ مِنَ الصَّوَابِ أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِجِرَاءِ الْكِلاَبِ!».....متى 15/ 24: 26 ... وإذا كان يسوع اله كما يزعمون ...هل من العدل أو من المنطق ان يرفض شفاء احد خلقه بدعوى إنها ليس من جنس معين ؟! و إذا كنت انت يسوع كما تزعم ما الذي جعلك تأتي إلينا ونحن ليس من خراف بني إسرائيل؟!
يسوع
اترك هذا الجدال وأنجو بنفسك من بحيرة الكبريت ...وتأكد إني اله محبة
عبد الله
محبة ؟!!!!! فإذا كنت انت الإله الذي تحدث عنه الكتاب المقدس ... فأنت ليس اله محبة بل اله دموي مصاص دماء .....هل تنسى ان اله الكتاب المقدس أمر بقتل الاطفال وشق بطون الأمهات ..........الخ تجازى السامرة لأنها قد تمردت على إلهها.بالسيف يسقطون.تحطم أطفالهم والحوامل تشقّ { سفر هوشع 13/16 } .... هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا التي ليست من مدن هؤلاء الامم هنا. 16 واما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب الهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ما سفر التثنية 20/15 :16
يسوع
هذا اقنوم الأب......اما الذي يحدثك الآن اقنوم الابن ...وقد قلت لك ان لكل منا عمله الخاص به
عبد الله
هل اقنوم الأب هو اقنوم الشر والظلم والبطش وعدم الرحمة واقنوم الابن هو اقنوم الخير و المحبة والرحمة .....وأنت تقول ثلاثة اقانيم لكن جوهر وفكر واحد ....قمة التناقض اله يتحول من اله قاسي ظالم شرير الي اله وديع رحيم محب .....بالله عليك كيف تكون اله وأنت متقلب الطباع
يسوع
الإسلام علمك الجدال وسوف يضيعك .....من المفروض تؤمن بما أقول بدون تفكير
عبد الله
انا بشر لي عقل أومن بما يتفق مع المنطق والعقل وما فطرني عليه الله .....هل لو ظهرت لي البقرة التي يعبدها الهندوس وقالت لي انا الهك .... هل وامن بها بدون تفكير ؟!!!!
يسوع
وما هو الذي يتعارض مع العقل والمنطق فيما ادعوك إليه
عبد الله
العقيدة النصرانية بأكملها
??????????????يتبع بأذن الله؟؟؟؟؟؟؟
(((((((الوحم .. في الكتاب المقدس))))))))))))))))))))))))))))))))
بين الحقيقة والخيال
ما هو الوحم ؟
تشهد فترة الحمل حدوث تغيرات انفعالية تكون واضحة تماماً في المرحلة المبكرة منه، مثل شعور بعض السيدات بعدم القدرة على التركيز والشعور بالدوار والإغماء، كما تصاب بعضهن بنوبات من الصدام أو الاكتئاب والحزن وحدة الطبع.
وهناك من يعتقد بان الحامل لو نظرت الي شخص معين إثناء وحمها... يأتي الطفل شبه هذا الشخص ...فإذا كان ذات عيون زرق أو خضر يأتي الطفل عينه زرقاء أو خضراء ..أو إن الحامل اذا أكلت أو أكثرت من أكل طعام معين تؤثر علي لون بشرة الجنين ..أو لون عينه ....فلو أكثرت الحامل من أكل الخضروات الخضراء ...يولد المولد ذات عيون خضراء ...وهكذا
اتفاقه مع العلم
هذا الكلام لا يتفق مع العلم مطلقا
سفهذا رأي احد الأطباء
علماً بأن الجنين لا يتأثر بنوع الوحم ولا بوجوده من عدمه
سويقول اخر
وعادة ما تكون الأورام الدموية التي تصيب الجنين لا علاقة لها بما حرمت منه إلام إثناء الحمل , كما تعتقد الكثيرات , حيث تعتقد الأم ان الورم الذي يظهر على جسم المولود بسبب عدم تناولها الفراولة أو التوت الذي اشتهته في اشهر الحمل وهذا لا يوجد فيه دليل
ساما الاعتقاد بان الحامل لو نظرت الي شخص معين إثناء وحمها ... يأتي الطفل شبه هذا الشخص ...أو أكلت أكل معين يؤثر على صفات الجنين ...كل هذا يخالف العلم ....فكل هذا ينتقل عن طريق الوراثة
سالوراثة هي انتقال الصفات الوراثية من الأسلاف الى الاخلاف , وبتعبير اخر هي انتقال الخصائص البيولوجية التي تتسبب في تشابه الذرية من جيل الى جيل بواسطة عملية التناسل .
سوالثروة الوراثية تكمن عند الانسان في نواة كل خلية على شكل جسيمات تسمى الكروموسومات او الصبغيات . وعبر هذه الكروموسومات وبوسطة ما تحمله من الجينات او الموروثات او الناسلات , تنتقل الصفات الوراثية منتقاه مختارة من الاسلاف الى الاخلاف , الشئ الذي يعطي كل مخلوق خصائصه وميزاته: كالفصيلة الدموية , كلون الجلد والشعر والعينين , كطول القامة او قصرها .. , اذا فالمورثات تحكم ادق تفاصيل تخلق الانسان منذ تكونه وحتى موته .
تقول لي ما علاقة هذا بالكتاب المقدس ؟
تابع معي باذن الله .. وسف تعرف ????يعقوب ....ووحم الماشية
؟يحكى ان ....ان يعقوب عندما سرق البركة من أخيه عيسو ....هرب وسكن عند خاله لأبان
وتزوج ابنتيه {ليئة و راحيل }مقابل العمل عنده بدون اجر مدة أربع عشر عاماً عن كل بنت سبع سنوات
وبعد ان قضى هذه المدة طلب من خاله الرحيل
ولكن خاله توسل اليه ان يبقى ويأخذ ما يطلبه من أجرة
فطلب يعقوب ان يأخذ كل أشاة و ماعز { رقطاء ..وبلقاء ..وسوداء} ....من مواشي خاله ...الحالية وما سوف يولد ..
؟وتم فرز المواشي
واخذ أبناء يعقوب نصيب والدهم
وظل يعقوب يرعى غنم خاله مقابل ان يحصل على المواشي التي تولد بالمواصفات التي حددها مع خاله
{ رقطاء ..وبلقاء ..وسوداء} بالنسبة للخراف
{رقطاء ..وبلقاء } بالنسبة الي الماعز
فماذا فعل يعقوب { كما يدعي الكتاب المقدس }؟
؟احضر قطعة خضراء من أشجار { اللُّبْنَى وَاللَّوْزِ وَالدُّلْبِ} ....وقلمها بخطوط بيضاء { وذلك بتقشير جزء فيظهر البياض الذي اسفل القشرة وترك جزء بدون تقشير وهكذا }....ثم وضع هذه القطعة من الأشجار التي قام بتقليمها عند مساقي الماشية حيث تتردد الماشية ....فتتوحم عليها الماشية حين تقبل لتشرب .....فتلد غنماً { مُخَطَّطَةً وَرَقْطَاءَ وَبَلْقَاءَ}
؟ليس هذا فحسب بل كان ينتقي الماشية القوية ....فينصب أمامها قطعة الخشب المقلمة ... فتتوحم فتلد غنم قوي { مُخَطَّطَةً وَرَقْطَاءَ وَبَلْقَاءَ} والضعيفة لا ينصب أمامها الخشب المقلمة فتلد شكلها وتكون لخاله
اقتباس:
25وَعِنْدَمَا وَلَدَتْ رَاحِيلُ يُوسُفَ، قَالَ يَعْقُوبُ لِلاَبَانَ: «أَخْلِ سَبِيلِي فَأَنْطَلِقَ إِلَى بَلَدِي وَإِلَى أَرْضِي، 26وَأَعْطِنِي نِسَائِي وَأَوْلاَدِي الَّذِينَ خَدَمْتُكَ بِهِمْ، وَدَعْنِي أَمْضِي، فَأَنْتَ تُدْرِكُ أَيَّةَ خِدْمَةٍ خَدَمْتُكَ». 27فَقَالَ لَهُ لاَبَانُ: «إِنْ كُنْتُ قَدْ حَظِيتُ بِرِضَاكَ فَأَرْجُوكَ أَنْ تَمْكُثَ مَعِي، لأَنَّنِي عَرَفْتُ بِالتَّفَاؤُلِ بِالْغَيْبِ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ بَارَكَنِي بِفَضْلِكَ». 28وَأَضَافَ: «عَيِّنْ لِي أُجْرَتَكَ فَأُعْطِيَكَ إِيَّاهَا». 29فَقَالَ لَهُ يَعْقُوبُ: «أَنْتَ تَعْلَمُ كَيْفَ خَدَمْتُكَ، وَمَاذَا آلَتْ إِلَيْهِ مَوَاشِيكَ تَحْتَ رِعَايَتِي، 30فَالْقَلِيلُ الَّذِي كَانَ لَكَ قَبْلَ مَجِيئِي ازْدَادَ أَضْعَافاً كَثِيرَةً، فَبَارَكَكَ الرَّبُّ مُنْذُ أَنْ قَدِمْتُ عَلَيْكَ، وَالآنَ مَتَى أَشْرَعُ فِي تَحْصِيلِ رِزْقِ عَائِلَتِي؟» 31فَسَأَلَهُ: «مَاذَا أُعْطِيكَ؟» فَأَجَابَهُ يَعْقُوبُ: «لاَ تُعْطِنِي شَيْئاً. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ، فَاصْنَعْ لِي هَذَا الأَمْرَ الْوَاحِدَ فَأَذْهَبَ وَأَرْعَى غَنَمَكَ وَأَعْتَنِيَ بِهَا: 32دَعْنِي أَمُرُّ الْيَوْمَ بَيْنَ مَوَاشِيكَ كُلِّهَا، فَتَعْزِلَ مِنْهَا كُلَّ شَاةٍ رَقْطَاءَ وَبَلْقَاءَ وَسَوْدَاءَ مِنْ بَيْنِ الْخِرْفَانِ، وَكُلَّ بَلْقَاءَ وَرَقْطَاءَ بَيْنَ الْمِعْزَى، فَتَكُونُ هَذِهِ أُجْرَتِي. 33وَتَكُونُ أَمَانَتِي شَاهِدَةً عَلَى صِدْقِ خِدْمَتِي فِي مُسْتَقْبَلِ الأَيَّامِ. فَإِذَا جِئْتَ تَفْحَصُ أُجْرَتِي، وَوَجَدْتَ عِنْدِي مَا لَيْسَ أَرْقَطَ أَوْ أَبْلَقَ بَيْنَ الْمِعْزَى وَأَسْوَدَ بَيْنَ الْخِرْفَانِ، يَكُونُ مَسْرُوقاً عِنْدِي». 34فَقَالَ لاَبَانُ: «لِيَكُنْ وَفْقاً لِقَوْلِكَ». 35وَعَزَلَ لاَبَانُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ التُّيُوسَ الْمُخَطَّطَةَ وَالْبَلْقَاءَ، وَكُلَّ عَنْزٍ رَقْطَاءَ وَبَلْقَاءَ، كُلَّ مَا فِيهِ بَيَاضٌ وَكُلَّ خَرُوفٍ أَسْوَدَ. وَعَهِدَ بِهَا إِلَى أَبْنَاءِ يَعْقُوبَ. 36وَجَعَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَعْقُوبَ مَسَافَةَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ، وَاسْتَمَرَّ يَعْقُوبُ يَرْعَى مَوَاشِي لاَبَانَ.
37وَأَخَذَ يَعْقُوبُ قُضْبَاناً خَضْرَاءَ مِنْ أَشْجَارِ اللُّبْنَى وَاللَّوْزِ وَالدُّلْبِ وَقَلَّمَهَا بِخُطُوطٍ بَيْضَاءَ كَاشِفاً عَمَّا تَحْتَ الْقِشْرَةِ مِنْ بَيَاضٍ، 38وَنَصَبَ الْقُضْبَانَ الَّتِي قَلَّمَهَا تِجَاهَ الْغَنَمِ فِي أَجْرَانِ مَسَاقِي الْمَاءِ حَيْثُ تَرِدُ الْمَوَاشِي، فَتَتَوَحَّمُ عَلَيْهَا إِذَا مَا أَقْبَلَتْ لِتَشْرَبَ. 39فَكَانَتِ الْغَنَمُ تَتَوَحَّمُ عِنْدَ الْقُضْبَانِ، فَتَلِدُ غَنَماً مُخَطَّطَةً وَرَقْطَاءَ وَبَلْقَاءَ. 40وَفَرَزَ يَعْقُوبُ الْحُمْلاَنَ، وَجَعَلَ مُقَدِّمَةَ الْمَوَاشِي فِي مُوَاجَهَةِ كُلِّ مَا هُوَ مُخَطَّطٌ وَأَسْوَدُ مِنْ غَنَمِ لاَبَانَ، وَأَقَامَ لِنَفْسِهِ قُطْعَاناً عَلَى حِدَةٍ بِمَعْزِلٍ عَنْ غَنَمِ لاَبَانَ. 41فَكَانَ يَعْقُوبُ كُلَّمَا تَوَحَّمَتِ الْغَنَمُ الْقَوِيَّةُ يَنْصِبُ الْقُضْبَانَ أَمَامَ عُيُونِ الْمَوَاشِي فِي الأَجْرَانِ لِتَتَوَحَّمَ بَيْنَ الْقُضْبَانِ. 42وَحِينَ تَكُونُ الْغَنَمُ ضَعِيفَةً، لاَ يَضَعُ الْقُضْبَانَ أَمَامَهَا، فَصَارَتِ الضَّعِيفَةُ لِلاَبَانَ وَالْقَوِيَّةُ لِيَعْقُوبَ. 43فَاغْتَنَى الرَّجُلُ جِدّاً، وَكَثُرَتْ مَوَاشِيهِ وَجَوَارِيهِ وَعَبِيدُهُ وَجِمَالُهُ وَحَمِيرُهُ.....التكوين 30 / 25: 43
كما وضحنا سابقا .... الجنين لا يتأثر بنوع الوحم ولا بوجوده من عدمه..ولا تتأثر صفاته بما تشاهده الأم ......فالمتحكم في صفات الجنين هو عامل الوراثة ....فما قصه علينا الكتاب المقدس ليس له سند من العلم ....بل يتعارض معه??????????
ننظر للموضوع من الناحية الأخلاقية
> ما قام به يعقوب {طبقا للكتاب المقدس } يخالف الأخلاق السوية ويناقض الأمانة ....التي تعهد بها يعقوب لخاله {وَتَكُونُ أَمَانَتِي شَاهِدَةً عَلَى صِدْقِ خِدْمَتِي فِي مُسْتَقْبَلِ الأَيَّامِ }
اين هذه الأمانة ؟ > طلب ان تكون أجرته ...الغنم ذات لون معين .....فيستخدم الحيلة والغش ليجعل الغنم ينجب له هذا اللون ليستحوذ على اكبر عدد ممكن من الغنم
> كيف بنبي ابن نبي ابن نبي يفعل ذلك فهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ...عليهم السلام جميعا
بل أبو أنبياء بني إسرائيل جميعا ومنهم على سبيل المثال { يوسف ..موسى ..هارون ..يشوع ..داوود ...سليمان ....اشعياء ..زكريا ..يحيى ..عيسى } عليهم جميعا السلام
> اين القدوة .....اين اصطفاء الله تعالى ؟!!!!!!!!!!!
يعقوب عليه السلام ..برئ من هذا الافتراء كما وضحنا من ناحية العلم
يتبع بإذن الله
???????هذا كتابهم يخالف العلم ويقولون كلمة الله .....ويكذبون الرسول صلى الله عليه وسلم الصادق الذي جاء بما يتفق مع العلم
واليك هذا الموضوع المنقول
الاسس العلمية للوراثة البشرية ودلالاتها في الاسلام
: الوراثة هي انتقال الصفات الوراثية من الاسلاف الى الاخلاف , وبتعبير اخر هي انتقال الخصائص البيولوجية التي تتسبب في تشابه الذرية من جيل الى جيل بواسطة عملية التناسل .
: والثروة الوراثية تكمن عند الانسان في نواة كل خلية على شكل جسيمات تسمى الكروموسومات او الصبغيات . وعبر هذه الكروموسومات وبوسطة ما تحمله من الجينات او الموروثات او الناسلات , تنتقل الصفات الوراثية منتقاه مختارة من الاسلاف الى الاخلاف , الشئ الذي يعطي كل مخلوق خصائصه وميزاته: كالفصيلة الدموية , كلون الجلد والشعر والعينين , كطول القامة او قصرها .. , اذا فالمورثات تحكم ادق تفاصيل تخلق الانسان منذ تكونه وحتى موته .
: وتجدر الاشارة الى ان الخلية الانسانية الجسدية تحتوي على 23 زوجا من الحاملات للصفات الوراثية: منها 22 زوجا من الصبيغات الجسدية , وزوجا واحدا من الكرموسومات الجنسية س س اي XX عند الانثى او س ص اي XY عند الذكر . فالانسان من الوجهة الوراثية , ويرجع في نصف ثروته الوراثية الاخر الى الاب او الذرية القريبة او البعيدة التي انحدر منها الاب . وهكذا فكل العمليات التي تحدد خلق الانسان وتعطيه خصائصه البيولوجية منذ نشأته وحتى مماته , تحكمها هذه الثروة الوراثية المؤلفة من 23 زوجا من الصبغيات التي وضعها الله سبحانه وتعالى في نواة الزيجوت او النطفة الأمشاج , بعد اندماج البويضة او نطفة المرأة الحاملة لـ 22 صبغيا جسديا وواحد جنسيا هو س أي (X) والحيوان المنوي او نطفة الرجل الحامل لـ (22) صبغيا جسديا وواحدا جنسيا إما س اي (X) او ص اي (Y) , ليتقرر عندئذ خلق انسان جديد بوجود خلية بشرية كاملة تحمل 46 كروموسوما . فقد صدق الله تعالى حين قال في الايات 17 و18 و19 من سورة عبس: (قتل الانسان ما اكفره * من اي شئ خلقه * من نطفة خلقه فقدره) .
: وعلم الوراثة هو دراسة الآليات التي تحكم انتقال الصفات الوراثية من المخلوق الى نسله , ولم تصبح الوراثة علما بالمعنى المتعارف عليه الان الا منذ اواخر القرن التاسع عشر الميلادي ,عام 1865م على يد العالم النمساوي (جريجور جوهان مندل) الذي عاش من سنة 1822م الى سنة 1884م , حيث تمثل اعماله القاعدة التي بنيت عليها القوانين الاساسية لعلم الوراثة هذا .
: وليس المقصود من التطرق هنا الى اساسيات الوراثة البشرية , الدخول في علم الوراثة الطبي , فبابه واسع جدا وفيه مؤلفات عديدة وبلغات مختلفة , ولكن المقصود هو اظهار إعجاز ما جاء به الاسلام في مجال علم الوراثة .
(فعن ابي هريرة رضي الله عنه ان اعرابيا اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن امرأتي ولدت غلاما اسود واني انكرته ,فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل لك من إبل؟ قال: نعم . قال: فما ألوانها ؟ قال: حمر . قال: هل فيها من اورق . قال: ان فيها لورقا . قال: فأنى ترى ذلك جاءها ؟ قال: يا رسول الله عرق نزعها . قال: ولعل هذا عرق نزعه . ولم يرخص له في الانتقاء منه) .
وفي رواية اخرى (عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه اعرابي فقال: يارسول الله , ان امرأتي ولدت غلاما اسود ,فقال:هل لك من ابل ؟ قال: نعم قال: ما الوانها ؟ قال: حمر. قال: فيها من اورق؟ قال: نعم , قال: فأنى كان ذلك ؟ قال: أراه عرق نزعه. قال: فلعل ابنك هذا نزعة عرق).
: فهذا الاعرابي لما ولدت امرأته غلاما اسود , وليس السواد لونه ولا لون امه دخله الشك من زوجته ,فأتى الرسول صلى الله عليه وسلم الذي سأله عن لون ابله , فقال: حمر جمع احمر , قال صلى الله عليه وسلم: هل فيها اورق؟ اي اسمر او ما كان لونه كلون الرماد , فأجابه الاعرابي بأن فيها ورقا كثيرة جمع اورق ,قال صلى الله عليه وسلم: فمن اين ؟ قال ابو الولد لعله نزعة عرق اي جذبه لون كان في احد اصوله , فرد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم: وهذا كذلك , فمخالفة اللون لا تدل على ان الولد من الزنا فربما كان لونه في احد اصوله .
(وعن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم مسرورا تبرق اسارير وجهه فقال: ياعائشة ألم تر ان مجززا المدلجي دخل علي فرأى اسامة وزيدا وعليهما قطيفة قد غطيا رؤسهما وبدت اقدامهما , فقال: ان هذه الاقدام بعضها من بعض).
: فالسيدة عائشة زوج النبي , تقول إنه صلى الله عليه وسلم دخل عليها وهو مسرور يتهلل وجهه من الفرح فقال: اما علمت ان مجززا المدلجي , وهو شخص يعرف الشبه ويميز الاثر , رأى زيد بن حارثة وابنه اسامة مستوردين بقطيفة لكن ظهرت اقدامهما , فقال: ان هذه الاقدام بعضها من بعض , فزيد هذا كان لونه ابيض وولده اسامة كان لونه اسود لان امه بركة الحبشية كانت سوداء ,فكان بعض الناس يرتاب في نسبه لسواده وبياض ابيه , فلما قال المجزز هذه الاقدام بعضها من بعض اي فأحد هذين ولد للاخر فرح النبي صلى الله عليه وسلم لظهور الحق .
: فمن خلال ماورد في اقوال الرسول صلى الله عليه وسلم هذه , يتبين بأن الشبه بين المولود ووالديه قد يكون ظاهرا وقد يكون غير ظاهر بل بعيد كل البعد عن كلا الابوين , الشئ الذي اكده علم الوراثة حديثا . وتعليل ذلك علميا ومن الوجهة الوراثية دائما , هو انه عندما ينصهر الحيوان المنوي مع البويضة , تتكون النطفة الامشاج او الزيجوت حيث تتجمع صبغيات كل من الاب والام بما تحمله من صفات وراثية متعددة في جيناتها , هذه الجينات التي تحكم مستقبل الانسان البيولوجي اذ تمنحه الخصائص التي تميزه وتجعله يشابه تقريبا اباه جسديا او اجداده . ليس هذا فحسب بل ان هذه المورثات تعمل والى ابعد الحدود على اظهار الطباع المميزة الخاصة بالعائلة لفترة اجيال متوالية . وهكذا فتقدير صفات الانسان الوراثية وبالتالي تحديدها , منذ نشأته وحتى مماته , يعبران عن عمل الناسلات . وحسب قوانين الوراثة , فإن الصفات الوراثية عند شخص ما اما ان تكون مسيطرة او سائدة تظهر دائما في نسله المباشر , واما ان تكون منتحية او خاضعة فلا تظهر في النسل المباشر وانما بعد سلالات واجيال . ومن ثم يكون العلم الحديث قد كشف ان ضمن هذه الناسلات تكمن اسرار واسرار يظهرها الله متى يشاء , ومن ضمن تلك الاسرار الصفات والميزات الخلقية التي تعطي الفرد اوصافه وملامحه وشكله ولونه واستعداده السلوكي والعقلي , بل واستعداده لتقبل هذا الميكروب أو قدرته على مناعته وإمكانية اصابته بهذا المرض اوذاك . وهذا ما يجعل الزواج بين الاقارب من اولاد عم او خال او عمه او خالة , يظهر الصفات الوراثية المتنحية التي كانت مختفية . فالمتقاربون في النسب يحملون كثيرا من الصفات المشتركة والخاضعة التي لاتبرز عليهم , وبالزواج فإن احتمال ظهور هذه الصفات المتنحية يصبح كبيرا جدا عند بعض مولوديهم , لان الاب لن يعطي الا جينا واحدا فقط لكل صفة من الصفات , فإذا كانت هذه الصفة موجودة ايضا في البويضة , كان ذلك ايذانا بتكوين جين مكثف من كلا الوالدين , وفي هذه الحالة فقط تبرز الصفات المتنحية في الذرية التي يستلزم ظهورها وجود نفس الصفة مورثة من كلا الاب والام , وما عدا ذلك فيعتبر المولود حاملا للصفة فقط دون ان تظهر عليه هذه الاخيرة . وتجدر الاشارة الى ان الامر لا يتوقف دائما عند مجرد انتقال صفات وراثية عادية من جيل الى جيل كاللون مثلا , بل احيانا يتعداه الى انتقال امراض قد تكون خطيرة . ولمزيد من الايضاح , نستدل بشجرة النسب الاتية كنموذج , ولتكن الصفة المراد تتبع انتقالها عبر الاجيال هنا هي سواد لون الجلد .
: نلاحظ من خلال الشجرة النسب هذه , بأن الصفة المتنحية اي سواد لون الجلد عبر الجيلين الاول والثاني دون ان تظهر على احد الابناء رغم ان بعضهم يعتبر حاملا لها وهم المرقمون: 4 و8 و12 و15 و17 و20 . وبزواج صلبي بين 15 و17 برزت هذه الصفة المتنحية عند احد ابناء الجيل الثالث وهو المرقم 27 المتميز بلونه الاسود عن باقي افراد عائلته على مر ثلاثة اجيال . ونادرا جدا ما يقع زواج بين حاملي الصفة المتنحية من غير الاقارب كبين 19 و20 لنحصل على نفس النتيجة اي مولود اسود اللون وهو المرقم 30 . ومن ثم نفهم حديث الاعرابي الذي انته امراته بغلام اسود .
: فمما سبق , ندرك بأن ما جاء به الاسلام ومنذ القرن السابع الميلادي في مجال علم الوراثة البشرية يعتبر بحق اعجازا?????????????وأخيرا اليك هذه الابتسامة بخصوص موضوع الوحم
منقول
أستاذ مدرسة أجته بعثة على دول أوروبية،
فأخذ
مرته وراح ، وما في تسع شهور وإلا مرته حامل
وجابتله ولد أشقر
عيونه ملونة ، فاستغرب الاستاذ وسألها: شو
هاد.
فجاوبته:شو بدي ساوي أنت بتروح ع
المدرسة وأنا بقعد عالبلكون أوروبي رايح
وأوروبي جاية
الظاهر إني توحمت على شي أوروبي.
فهز راسه الاستاذ وقلها:ما في مشكلة إذا
هيك.
وبعد فترة أجته بعثة على دول جنوب افريقيا
وكمان
ما في تسع شهور وإلا مرته حامل وجابتله ولد
أسود
شفافه كبار
وشعره
مكزبر، نط الاستاذ وقلها: شوهاد يامرة.
قالت له: شو بدي ساوي أنت بتروح على
المدرسة وأنا بقعد بالبلكون جنوب إفريقي
رايح وجنوب
إفريقي
جاية
الظاهر إني توحمت على شي جنوب
إفريقي.
قلها إذا كان هيك ما في
مشكلة.
وبعد كل ها الشغل رجع على بلده على بيت
أهله وهونيك استقبلته أمه، واستغربت أشد
الاستغراب
وقالتله مين
هدول.
قلها:
ولادي،
قالتله:
وكيف هيك ،
فشرح
لها أن مرته مرة توحمت على أوروبي ومرة على
جنوب
إفريقي،
فهزت راسها وقالتله : بتعرف يا ابني أنا صار
هيك معي
وقت ولدتك
قلها: معقول ماما ولا مرة حكيتيلي ها
الشي.
قالتله : أبوك كان يروح على الأرض وأنا
قاعدة بأرض الدار، حمار رايح حمار جاية!!!?????هههههههههههههههههه
ملعوبة يا أبو تسنيم
طبعا وأكيد هذا الحمار تم الضحك عليه بعد أن إستشهدت حرمة المصون بنص الكتاب المقدس الذي ذكرته أخي الحبيب أبو تسنيم .
وعليه لا يحق له التشكيك في بنوة اللأولاد له وإلا يعتبر كافر بكتابه .
يعني من الآخر كده يا نصاري هذا النص في الكتاب المقدس يمكن للزانية ان تستشهد به لتخرج من ورطة الزنا .
--------------------------------------------------------------------
شوف بقي يا أخي الحبيب / أبو تسنيم :
الكلام ده ينفع نعمل بيه فيلم دعوي علمي
.
يتم فيه سرد الوقائع الأولي من قصة الحمار أقصد الأستاذ .
إلي أن نصل إلي دهشته لوجود الأولاد بهذا الشكل " الأشقر , الأسمر أبو شعر أكرد "
ثم يتغير الحوار بين شد وجذب بين الأستاذ وحرمة المصون .
فيتكلم هو بشكل علمي بحت عن العوامل الوراثية وتدخلها في شكل الجنين .
وتتكلم هي بالكتاب المقدس .
ثم ينتهي الفيلم بهذا الشريط .??????...............أيها النصاري ...............
هذا كتابكم الذي تقدســون ..............وهذا العلم الذي تدرســــــــون .
والله منحكم العقل لتفكرون ...............وبنعمة هذا العقل ستحاسبون .
وأعطاكـــم حرية الإختيــــار .............فإختاروا ماتشـــــــــــــــاؤن .
فقد إقيمت عليكم الحجــــــة .............حتـــــــــــــي لا تـــُظلمـــــون .????????بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين
وبعــــــــــــــــد
وللنصاري القراء للقصة أو المشاهدين للعرض حق الإختيار بين الحقائق العلمية والكتاب المقدس .
فمنهم من يختار طريق العقل ويعي ويفهم أن هذا الكتاب من تأليف البشر .
ومنهم من يختار الضلال ويقول كما قال علمائهم الضالين
(( أما فيما إذا كانت تعاليم الدين المسيحي تتوافق مع العلم الحديث وتؤيده نقول: "لا شك أن الدين المسيحي يتوافق مع العلم الحديث ولا ندري لماذا يعتقد البعض أن العلم والدين لا يتفقان. فالدين المسيحي مبني على كلمة الله، ونحن نعلم أن الله نفسه هو مبدع هذا الكون بما فيه علوم وفنون. فعندما نقول إن العلم والدين لا يتّفقان، فكأننا نقول بطريقة غير مباشرة إن الله يعرف أشياء دون الأخرى. وحاشا لله القادر على كل شيء والعليم بكل شيء أن يكون محدود المعرفة. ولكن ما يحدث أحياناً أن بعض الناس ينظرون إلى الكتاب المقدس ككتاب علمي ويتوقّعون أن يجدوا فيه بعض المعادلات الكيميائية، وأخبار الاكتشافات وغزو الفضاء وغيرها. وعندما لا يجدونها يعتقدون أن العلم والدين لا يتفقان وهذا خطأ. إذ أن الكتاب المقدس يحتوي على كلمة الله، ويحدثنا عن خلق الله للعالم ومحبته له وعن فدائه للبشر بواسطة المسيح، ولم يقصد به أن يكون كتاباً علمياً يتحدث به الله عن الاكتشافات والاختراعات. فكل ما يفعله الإنسان بهذا الصدد، يفعله بواسطة عقله الذي منحه إياه الله )) ?????? موضوع أكثر من رائع أخي أبوتسنيم
بارك الله فيك وفي علمك
________
يا سادة يا اهل العقل
يا أهل القرن الواحد والعشرين
فيه إله لا يعلم حقيقة ما يخلق؟!!!!
فيه إله يجهل أن الوحم لا يُورث صفة؟!!!!
______
والله يا ابوتسنيم ... نكتك وابتسامتك الأخيرة دي حثجة على كل نصراني
ويحق لكل خائة تخون زوجها أن تتعلل بانها توحمت برؤية جنوب أفريقي أو سويسري.....
أليس هذا هو العلم الإلهي التوراتي؟!!!!
لاحول ولا قوة إلا بالله
_________
بارك الله فيك ورعاك
ويعلم الله أني أحبك في الله
وأسأل الله أن يكفر كل نصراني بتلاعب الشيطان به
وأن يتوجه لله وحده بالإيمان
ولا إله إلا الله محمد رسول الله
والحمدلله على نعمة العقل
وعلى نعمة العلم ,
وعلى نعمة الإسلام.
__________________
_____________
"يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
********************************************
موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله
****
أبلغ عن موضوع مُخالف..أو أسلوب غير دعوي
****
حديث شديد اللهجة
********************************************
ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة
يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي
الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ?????? الاخ الحبيب أبوتسنيم ..و الله انها لمقالة أكثر من رائعة...انها نموذج صارخ على الهرطقات الغريبة الموجودة فى الكتاب (المقدس ).. و جزاك الله خيرا عن الوقت الذى تقضيه لقراءة هذه " المضحكات " و ايصالها لنا جاهزة بدون مجهود منا ..و لا أجد هنا الاالمقارنة ببعض مما قاله الله سبحانه و تعالى فى القرآن الكريم و هى تظهر تماما الفرق بين الشىء الحقيقى و الشىء المزور
بسم الله الرحمن الرحيم
هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
بسم الله الرحمن الرحيم
هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }الحشر
بسم الله الرحمن الرحيم
اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ??????
اقتباس:
بواسطة نور الامل
ما شاء الله و الله ان يقيني ليزداد و اني احبكم جميعا . و الله اني سعيدة . جزاكم الله الواحد الاحد الصمد الذي لا اله غيره كل الخير.
اننا نحن السعداء ، ان الذين يؤمنون بالحق و لا يخشون فى الله لومة لائم ، هم أصحاب القلوب الورعة و الضمائر الحية التى لا تخشى من اعتناق الحقيقة و لديهم الشجاعة التى يفتقدها معظم الناس ، و انت قد كسبت محمدا عليه الصلاة و السلام و لم تخسرى المسيح لان الاسلام يؤمن به ولكن بحقيقته كرسول و نبى و برسالته ( الحقيقية)، انى ادعوك لتدبر قول الله عز و جل فى كتابه الكريم :
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ{30} نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ{31} نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ{32} وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ?????
((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((هل تريد ابناء من الكاهن باسمك)))==========)صديقي النصراني هل أنت مطمئن تمام الطمأنينة حينما تذهب نسائك للكنيسة وتجلس مع أب اعترافها؟
هل أنت تثق بأب الاعتراف الذكر ثقة عمياء وتسمح لزوجتك وابنتك وأختك بان تجلس معه بمفردها ؟
لا تتسرع وتتهمني باني انظر إلى الأمور من ناحية جنسية دونية وان الاعتراف شئ سامى وان رجال الاعتراف قديسين وملائكة.
فأقول لك صديقى النصرانى كم من الجرائم ترتكب باسم غرف وآباء الاعتراف والرسالة المقدسة وباسم يسوع المسيح .
إن المتابع للأحداث والوقائع المتكررة سيعلم أن الكنيسة توفر الفرصة الملائمة لأب الاعتراف حتى يغرر بضحيته ويهتك سترها وعرضها .
فالكنيسة تحيط الأب الكاهن بظلال من القداسة والعفة والطهارة بل أنها جعلته مثل الإله المعبود فما يحرمه فى الأرض يحرم فى السماء وما حله فى الأرض يحل فى السماء.
وهكذا أصبح أب الاعتراف وآباء الكنيسة لهم مكانتهم الكبيرة بين الشعب الكنسي ومن هنا يحدث ما لا يحمد عقباه.
لكن مع كل هذه القداسة المتوج بها آب الاعتراف وكل رجال الدين النصراني سيظل شئ لا ولن ولم يتغير وهو أن هؤلاء ذكور لهم أعضاء تناسلية ولهم خصيتين وحيوانات منوية وشهوة تنتاب أجسادهم وطاقة جنسية طبيعية خلقها الله سبحانه وتعالى لهم وجعل منافذ لإخراج هذه الشهوة. فالجنس شهوة ملحة ومطلوبة للجنس البشرى ولولا وجودها لحدث فناء للبشر .
إذن نحن صديقى النصرانى نتحدث عن حقيقة واقعة وعن طبيعية الجنس البشرى الذى تعرفه جيدا وعن طبيعة الجسد الذى يملكه أب الاعتراف الذى لاشك هو جسدا مثل بقية أجساد البشر.
لاشك أن بعض آباء الاعتراف فى أوقات حياتية وزمنية لا يستهويهم الجنس ,ولن تكون شهوتهم ملحة نتيجة كبر السن أو ضعف فى القدرة الجنسية لذا لا نقول ان كل القساوسة محترفين جنس ودعارة, لكن هؤلاء ليسوا هم القاعدة ,فالقاعدة عكس ذلك وبرسوم منا ليس ببعيد.
إن كمية الحوادث التى تحدث بين أباء الاعتراف والنساء فى مختلف الأعمار بل والأطفال الذكور لهى خير دليل على ان هؤلاء بشر عاديين لم تنفعهم القداسة ولم ينفعهم اسم الرب يسوع.لذلك أتعجب حينما يسمح النصراني لنسائه وأطفاله بالذهاب الى الكنيسة,فقد تذهب ابنته عذراء وتعود بدون عذريتها او يذهب صغيره ليلعب فى الكنيسة متفتحا نشيطا ويعود مهتوك العرض شاذا قد ضيعته الكنيسة.
لقد أطلت عليكم ولكن حتى يكون الموضوع موثقا,سوف ادعم هذا الموضوع بروابط لمواضيع انحرافات رجال الدين الجنسية حتى يعرف أصحاب النخوة والشرف , انه ليس من النخوة والشرف ان تذهب نسائك وأطفالك للاعتراف .
والان مع الروابط
http://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?t=920
جريدة النبأ :الراهب برسوم المحروقى حول الكنيسة الى وكر دعارة “شاهد بالصورة مباشرة من الجريدة
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1216207883341&pagename=Zone-Arabic-News%2FNWALayout
بابا الفاتيكان يشعر بالخزى تجاه تحرش القساوسة بالاطفال الصغار فى الكنائس
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1203759171039&pagename=Zone-Arabic-News%2FNWALayout
انتهاكات جنسية لاثنى عشر الف طفل من الكنيسة فى امريكا والمطالبة بمليارى دولار تعويض
http://www.alwatanvoice.com/arabic/content-132851.html
الكنيسة تدرس كيفية مواجهه الانتهاكات الجنسية من القساوسة بعد ان هزت فضائح القساوسة اركان الكنيسة
http://www.aljazeera.net/news/archive/archive?ArchiveId=30721
البابا يناقش فضائح جنسية مع كرادلة أميركيين
http://www.islammemo.cc/2006/03/13/607.html
أكثر من 100 قسيس أيرلندي متورطون في فضائح جنسية
http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=116802&pg=43
إندونيسيا تسلم قسا استراليا لبلاده هتك عرض 6 أطفال
http://www.islammemo.cc/2005/09/28/7779.html
الفلبين: عشرة قساوسة ينتظرون الإقالة لبعضهم لفضائحهم الجنسية
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news/newsid_1233000/1233618.stm
الراهبات تتعرض للاغتصاب والتحرش من القساوسة
http://www.aljazeera.net/news/archive/archive?ArchiveId=5380
قساوسة تجبر راهبات على الجنس والاجهاض
http://www.youtube.com/watch?v=y7vBtpqjWwc
الفاتيكان والجرائم الجنسية
http://archives.cnn.com/2002/WORLD/asiapcf/east/05/02/hk.priests/index.html
هونج كونج تتكتم على الجرائم الجنسية الكنسية
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news/newsid_2043000/2043694.stm
انتحار طفل بعد ان قام قس بهتك عرضه
http://www.youtube.com/watch?v=fbxsnHsj320
قس يمارس الجنس مع ابنتيه المراهقتين عشر سنوات
http://www.youtube.com/watch?v=y7vBtpqjWwc
فضائح القساوسة الجنسية الجزء الاول
http://www.youtube.com/watch?v=lL06Pwt-JEs
فضائح القساوسة الجنسية الجزء الثانى
http://www.youtube.com/watch?v=IePgCP5DMvc
فضائح القساوسة الجنسية الجزء الثالث
http://www.youtube.com/watch?v=2RdJXllr8DQ
فضائح القساوسة الجنسية الجزء الرابع
http://www.arabianbusiness.com/arabic/529934
قس يواجه 93 تهمة تحرش جنسى بالاطفال
http://www.ipc-kw.com/vb/showthread.php?t=1140
4450 قس امريكى يتحرشون جنسيا بالاطفال
http://www.almesryoon.com/ShowDetail…=42472&Page=13
فتاة تتهم قس بالاعتداء عليها جنسيا بالاسكندرية
http://www.alarabiya.net/articles/2005/05/25/13357.html
الشرطة الايطالية تحقق مع ثلاث قساوسة بشأن موقع أباحى للاطفال
http://www.islammemo.cc/2006/04/06/614.html
783 اتهاما بالتحرش الجنسى ضد قساوسة كاثوليك فى عام واحد
http://de.youtube.com/watch?v=VrdzRlyPEGA
إغتصاب القساوسة لغلمان المذبح وللأطفال والكنيسة تتستر على جرائمهم
http://www.rafatosman.com/vb/t62115.html
الجرائم الجنسية للقساوسة
http://www.youtube.com/watch?v=zlw6k2ipKnY&feature=related
على لسان قبطى مصرى: الكنيسة المصري؟
علماني\
غريبه جدا من اهل الجهل و التخلف تناقشو في امور علميه في الكتاب المقدس
و تناسو حكايات الاسراء و المعراج و الحمار الطائر المسمي البراق ايضا قصه الغار المسروقه من المعتقدات الهنديه القديمه
لا تعليق يليق
إرسال تعليق