٠٢‏/٠٢‏/٢٠٠٩

حكماً مخففاً ورحيما ببلطجية بور سعيد آل غطاس

قضت أحد المحاكم ببورسعيد على بلطجية آل غطاس بالحكم ثلاث سنوات ، وكان الاخوة الستة بقيادة أخوهم الأكبر اسامة و الذين يملكون كافتيريا وملهي ليلي غير مرخص أصلا وقائم بطريقة غير شرعية و يقوم بتقديم الخمور لزبائنه حتى في نهار رمضان الماضي ، وعلى الرغم من توجيه العديد من الانذارات لهم بغلقه في نهار رمضان مراعاة لشعور المسلمين وبناءً على طلب الأهالي إلا أنهم لم يمتلثوا لإنذارات الحي .
فقامت قوة من الشرطة بمداهمة المكان وعلى غير المتوقع قام الاخوة الستة بالاعتداء على الشرطة مما كاد أن يؤدي إلى حرب بينهم وبين رجال الشرطة .
تم تحويلهم إلى النيابة بتهمة مقاومة السلطات وتم الحكم على مالك الملهى اسامة واخوه أشرف بالسجن ثلاث سنوات
وهذا الحكم أنا أراه مخففاً جداً لأنهم بأعمالهم الإرهابية ومقاومتهم للسلطات سوف يؤدي إلى انتشار الفوضى في البلاد ولكن على أية حال هذا حكم رحيم بهم وعادل للغاية ولعلهم يتعلموا أن الإرهاب والبلطجة ليس له طريق إلا السجن

هناك ٨ تعليقات:

غير معرف يقول...

العنف النصرانى فى التاريخ
"القول بأن الإسلام المعتدل خرافة هو الخرافة"
بقلم: فنسينزو أوليفيتى (مؤلف كتاب "مصدر الإرهاب- العقيدة الوهابية السلفية وعواقبها")
ترجمه عن الإنجليزية د. إبراهيم عوض
فى مقال نُشِر مؤخرًا فى مجلة "السِّبِكْتِيتَرْ" البريطانية يهاجم الزعيم الأنجليكانى باتريك سوكْدِيو المسلمين ودينهم هجوما عنيفا. ترى هل يَثْبُت ما كتبه المؤلف فى ذلك المقال على محك التمحيص؟
الواقع أن مقالة باتريك سوكديو: "خرافة الإسلام المعتدل" فى "السبكتيتر" اللندنية بتاريخ 30 يونيه 2005م تعكس اتجاها خطيرا فى الحرب على الإرهاب، إذ تحت ستار الرغبة فى تعريف الغربيين بالإسلام نجده ينشر نفس التضليل الذى تقوم عليه الكتابات العدائية لذلك الدين على مدار أكثر من ألف عام، وهذا من شأنه أن يكون أداة مباشرة فى يد أسامة بن لادن وأبو مصعب الزرقاوى وغيرهما، لأنه يشجع فكرة "صراع الحضارات" التى يرغبون فى دوامها على نحوٍ جِدِّ مَقِيت. وإنه لمن المهم جدا أن نعرف الإسلام على نحو أفضل مما نعرفه الآن وأن نكافح وباء التطرف بكل ما فى أيدينا من إمكانات. بيد أن سوكْدِيو وأمثاله يفسدون القضية بطريقتهم التى يَسْعَوْن من ورائها إلى خدمة أغراضهم هم، وذلك من خلال تحويل الحرب على الإرهاب إلى إشعال حرب دينية على الإسلام ذاته.
العنف الإسلامى:
ويتضح انحياز سوكْدِيو منذ البداية، فهو يزعم أن الإرهابيين يمثلون الإسلام حقا، إذ يقول: "ينبغى علينا أن نصدقهم إذا قالوا إنهم يفعلون ذلك باسم الإسلام. أليس من الغطرسة الشديدة والتنكر التام لليبرالية أن ننكر عليهم الحق فى تعريف أنفسهم بأنفسهم؟". أما فى باقى المقالة فهو يبذل جهدا مكثفا لإنكار حق التعريف الذاتى على سائر المسلمين الآخرين الذين يقولون إنهم يرفضون التفاسير المتطرفة للإسلام. والحقيقة أن 5% فحسب من المسلمين هم الذين يمكن تصنيفهم على أنهم أصوليون، وأن 1., . % فقط من هؤلاء الخمسة فى المائة يُبْدُون قدرا من الميل نحو ممارسة الإرهاب أو "العنف الدينى". إنها إذن "قمة التنكر للّيبرالية" أن نعرّف نحو المليار وثلث المليار من المسلمين بأنهم إرهابيون رغم أنهم لا صلة بينهم وبين "العنف الدينى" بأى حال، لمجرد أخطاء يرتكبها هامش ضئيل لا يزيد عن 005,. %. وعلى أكثر تقدير فإن واحدا فقط من كل 200000 مسلم يمكن اتهامه بالإرهاب. أى أن كل ما هنالك من إرهابيين فى العالم لا يزيدون عن 65 ألفا ليس إلا، وهو تقريبا نفس عدد القتلة الطُّلَقاء فى الولايات المتحدة وحدها، فضلا عن أكثر من 200 ألف قاتل أمريكى فى العام الواحد فى أمة تعدادها لا يتجاوز 300 مليون نسمة.
ويدعى سوكْدِيو أن على المسلمين "الالتزام بالصدق والإقرار بالعنف الذى يصبغ تاريخهم". ومع ذلك فحين نأخذ فى الاعتبار أن معظم الكتب التى تتحدث عن اعتداءات المسلمين قد كُتِبت بأقلامٍ مسلمةٍ كان من الصعب القول بأن المسلمين بوجه عام قد اختاروا تجاهل الفظائع التى ارتكبوها فى الماضى. وبطبيعة الحال هناك مسلمون ينكرون بعضا من ذلك الماضى، بالضبط مثلما أن هناك بريطانيين لا يزالون ينكرون فظائع الحقبة الاستعمارية، ومثلما أن هناك أمريكيين ينكرون المجازر التى اجترحوها فى حق سكان أمريكا الأصليين، ومثلما أن هناك ألمانًا ينكرون المحرقة التى قضت على ستة ملايين يهودى. إلا أن الحقيقة المرة مع ذلك كله تقول إن الحضارة النصرانية قد ارتكبت من الفظائع ما يزيد كثيرا جدا على ما ارتكبته الحضارة الإسلامية، حتى لو وضعنا فى الحسبان التعداد الأكبر الذى بلغه أصحابها والعمر الأطول الذى استغرقه تاريخها.
العنف النصرانى:
الحق أنه لا وجود فى أى مرحلة من مراحل التاريخ الإسلامى لمثل ذلك المبدإ الذى كان ينادى به القديس أوغسطين، وهو : "عليكم أن تنصِّروهم قَسْرًا وإكراهًا". بل إن القرآن ليقول العكس من ذلك تماما كما فى الآية السادسة والخمسين بعد المائتين من سورة "البقرة"، ونصها: "لا إكراه فى الدين". لقد أدت فكرة أوغسطين المرعبة التى توجب إكراه الجميع على "التطابق" مع "العقيدة النصرانية الصحيحة" إلى قرون من سفك الدماء الذى ليس له فى تاريخ البشرية نظير. أجل، لقد عانى النصارى أثناء سلطان الحضارة النصرانية أكثر مما عانَوْا تحت سلطان الرومان قبل مجىء النصرانية أو أى سلطان آخر طوال التاريخ. لقد تجرع الملايين غصص التعذيب وذُبِحوا ذبحا باسم النصرانية أثناء البدع الآريوسية والدوناتية والألبيجينية، ودعنا من محاكم التفتيش المختلفة أو الحروب الصليبية التى كانت الجيوش الأوربية تقول فيها وهى تجزر رقاب المسلمين والنصارى معا: "اقتلوهم عن بَكْرة أبيهم، ولسوف يميز الله من يخصّونه ممن لا يخصّونه". وغَنِىٌّ عن القول أن هذه الاعتداءات التى قام بها النصارى، بل كل الاعتداءات النصرانية على مدار التاريخ، لا صلة بينها على الإطلاق وبين السيد المسيح أو حتى بينها وبين الأناجيل كما نعرفها. أجل لا يوجد مسلم واحد يمكن أن يؤاخذ السيد المسيح (الكلمة التى صارت جسدا بالنسبة للنصارى والمسلمين جميعا)، فكيف إذن تواتى سوكْدِيو نفسُه على محاسبة القرآن (كلمة الله التى صارت كتابا بالنسبة للمسلمين) على الاعتداءات الإسلامية (التى تقلّ كثيرا جدا عن نظيرتها النصرانية)؟
والواقع أن ذلك العنف الأعمى الذى لا يعرف التمييز لا يقتصر البتة على "عصور الظلام" فى أوربا أو على فترة واحدة من التاريخ النصرانى دون سواها، فحركات الإصلاح الدينى والحركات المضادة لها قد دفعت كلتاهما بالمجازر التى ارتكبها النصارى بعضهم فى حق بعضهم إلى آمادٍ قياسيةٍ غير مسبوقة، إذ تمت إبادة ثلثى النصارى فى أوربا خلال تلك الفترة. ثم لا ينبغى أن ننسى الحروب النابليونية من 1792 إلى 1815م، ولا تجارة الرقيق الأفريقى التى حصدت أرواح عشرة ملايين إنسان، أو الغزو الاستعمارى المتلاحق، فضلا عن الحروب والبرامج والثورات والإبادات الأخرى. إن أعداد السكان الأصليين الذين أبيدوا فى شمال أمريكا ووسطها وجنوبها لترتفع إلى رقم العشرين مليونا فى خلال ثلاثة أجيال لا غير.
وبالإضافة إلى ألوان التخريب والعنف الأوربى فى الماضى، أخذت الحضارة الغربية الحروب مرة أخرى إلى مسافاتٍ لم تعرفها البشرية من قبل حتى إن أحد الإحصاءات المتحفظة ليصل بعدد المقتولين قتلا وحشيا فى القرن العشرين إلى أكثر من مائتين وخمسين مليونا يتحمل المسلمون منها وِزْر أقل من عشرة ملايين ليس إلا، على حين يُسْأَل النصارى أو المنتمون إلى النصرانية عن مائتى مليون من ذلك العدد. و يعود معظم أعداد هؤلاء القتلى إلى الحرب العالمية الأولى (20 مليونا، 90 % منها على الأقل تمت على أيدى "نصارى") والحرب العالمية الثانية (90 مليونا، 50 % منها على الأقل تمت على أيدى "نصارى"، أما الباقى فقد وقع أغلبه فى الشرق الأقصى). وبالتأمل فى ذلك التاريخ المرعب يجب علينا نحن الأوربيين جميعا أن نعى تماما الحقيقة الساطعة التى تؤكد أن الحضارة الإسلامية أقل بما لا يقاس من ناحية القسوة والوحشية من الحضارة النصرانية. ترى هل كانت المحرقة التى راح ضحيتها 6 ملايين يهودى من صنع حضارة المسلمين؟
وفى القرن العشرين وحده نجد أن الغربيين والنصارى قد ارتكبوا من جرائم القتل أضعاف ما وقع من الدول الإسلامية عشرين مرة على أقل تقدير. ولقد تسببنا نحن الغربيين فى هذا القرن الذى لم يشهد التاريخ مثله دموية فى إيقاع الإصابات بين المدنيين بما لا يقاس به ما صنعه المسلمون على مدار تاريخهم جميعا: انظر إلى إزهاق أرواح 900000 رواندى عامى 1992م و1995م فى بلدٍ أكثر من 90% من سكانه نصارى، أو انظر إلى إبادة أكثر من 300000 مسلم، وكذلك الاغتصاب المنظم لأكثر من 100000 امرأة مسلمة فى البوسنة، على يد نصارى الصرب. فهذه الحقائق البشعة تقول بلغة الأرقام والإحصاءات التى لا تعرف الكذب إن الحضارة النصرانية هى أشد حضارات التاريخ عنفا ودموية، وإنها مسؤولة عن إزهاق مئات الملايين من الأرواح.
لقد كان إنتاج الأسلحة النووية واستعمالها كفيلا فى حد ذاته بأن يجعل الغرب يتوارى خجلا أمام باقى شعوب العالم: فأمريكا هى التى صنعت الأسلحة النووية، وأمريكا هى الدولة الوحيدة التى استخدمت الأسلحة النووية، والدول الغربية هى التى تسعى إلى الحفاظ على احتكار الأسلحة النووية. وعلى هذا الأساس فليس لنا الحق بتاتا فى الاعتراض على حيازة الدول الأخرى لهذه الأسلحة إلا إذا أثبتنا أننا متجهون إلى التخلص منها تماما.
ولا بد من القول بأن الإسلام، رغم اشتماله على مفهوم الحرب المشروعة دفاعا عن النفس (كما هو الحال فى النصرانية، وكذلك البوذية)، لا مكان فى ثقافته (أو فى أية ثقافة أخرى من الثقافات الموجودة الآن) لإمكانية تحويل العنف إلى مثلٍ أعلى أو جعله وثنا معبودا كما فعلت الثقافة الغربية. إن الغربيين ينظرون إلى أنفسهم على أنهم ناس مسالمون، بيد أن الرقة والسموّ اللذين يطبعان الأناجيل بطابعهما، وكذلك الطبيعة المحبة للسلام التى تتسم بها الديموقراطية، ليس لها فى الحقيقة أى انعكاس فى الثقافة الغربية الشعبية إلا على سبيل الندرة. بل على العكس نرى الاتجاه التام لتلك الثقافة، متمثلا فى أفلام هوليوود وبرامج التلفاز الغربية وألعاب الفيديو والموسيقى الشعبية والمسابقات الرياضية، ينحو منحى تمجيد العنف وتزيينه. ومن ثم فإن المعدلات النسبية لجرائم القتل (وبخاصة القتل العشوائى والقتل المسلسل) فى العالم الغربى (وبالذات فى الولايات المتحدة الأمريكية، بل حتى فى أوربا كلها بصفة عامة) أعلى من مثيلاتها فى العالم الإسلامى فى البلاد التى لا يوجد فيها حروب طائفية، وذلك على الرغم من أن الغرب يتمتع بثروة أضخم كثيرا. ترى هل قرعت سمعَ سوكْدِيو يومًا الكلماتُ التالية من إنجيل متى؟:
"7 1 لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا،2لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ، وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ. 3وَلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ 4أَمْ كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ: دَعْنِي أُخْرِجِ الْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ، وَهَا الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ؟ 5يَا مُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّداً أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ!".
القرآن واللجوء إلى العنف:
ومثل معظم الكتابات الجدلية المعادية للإسلام يشكل باقى مقالة سوكْدِيو خليطا من الحقائق والأوهام. فعلى سبيل المثال يزعم سوكْدِيو أن كثيرا من الآيات القرآنية التى تدعو إلى السلم قد نسختها الآيات التى نزلت بعدها. صحيح أن كثيرا من علماء المسلمين يقولون إن الآيات اللاحقة تنسخ الآيات السابقة، غير أن نطاق النسخ يختلف من عالِمٍ إلى آخَرَ اختلافا بعيدا: فبعض العلماء يرى أن الآيات المنسوخة لا تتجاوز خمس آيات، على حين يرى علماء آخرون أن عدد المنسوخ يتجاوز 150 آية. وعلى ذلك فزَعْم سوكْدِيو بأنه "متى وُجِد تعارض فى الآيات القرآنية كان اللاحق منها ناسخا للسابق" هو تبسيطٌ مُخِلّ. ذلك أن الادعاء بتقدم الآيات الداعية إلى السلم جميعها على الآيات المحبّذة للحرب وانتساخها بها هو، بكل بساطةٍ، ادعاء زائف. فمثلا هناك آيات نزلت فى العامين الأخيرين من حياة محمد (عليه السلام) تنهى المسلمين عن الانتقام ممن أخرجوهم من بيوتهم: "وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ" (المائدة/ 2)، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى" (المائدة/ 8).
ومن الصعوبة بمكان أن يتخيل الواحد منا رسالة أقوى من هذه الرسالة فى الدعوة إلى العدل والعفو والتصالح. وفضلا عن ذلك فكثير من علماء المسلمين يستشهدون بالآيات المبكرة التى تحض على السلام فى دعوتهم للشباب المسلم إلى نبذ تطرف المتطرفين، فهل يُؤْثِر سوكْدِيو أن يُصِيخ الشباب المسلم السمعَ لأولئك الذين يفسرون له تلك الآيات على أنها قد تم نسخها كما يقول؟
ومن اللافت للنظر أن سوكْدِيو، شأنه شأن من يفسرون القرآن من المتطرفين، يسىء الاستشهاد بالآيات القرآنية باقتطاعها عن سياقها الذى وردت فيه، قائلا إن الآيتين التاسعة والخمسين والستين من سورة "الأنفال" تحضان على الإرهاب، رغم أن الآية الأخيرة لا تدعو فى واقع الأمر إلى شىء من هذا، بل تشكل مع الآية التى تعقبها كلا واحدا، ونصها: "وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا". وبالمناسبة فهذه الآية هى أيضا من الآيات المتأخرة فى النزول. وفى هذا السياق نجد الآية الستين تأمر المسلمين بألا يقفوا موقفا سلبيا تجاه تهديدات عدوهم، ثم تأتى الآية الحادية والستون لرسم حدود هذا الأمر فى الواقع العملى. وعلى هذا فليس فى الآية على الإطلاق أية دعوة إلى الإرهاب. ولربما لو كان سوكْدِيو يلمّ بالعربية إلمامًا جيدًا لكان فهمه للقرآن أفضل، لكنه يفتقر إلى مثل هذا الإلمام المطلوب، وهو ما يجعل من الصعب علينا الاقتناع بما يقوله عن الإسلام وتعاليمه مهما يكن المنصب الذى يشغله أو اللقب الذى يتحلى به.
ويمضى سوكْدِيو قائلا إن الإنسان يمكنه الاختيار بين الآيات التى تحبّذ العنف وتلك التى تدعو إلى السلام. وهذا صحيح، إلا أنه سيكون فى هذه الحالة متسرعا تسرعا شديدا فى القول بأن القرآن يرحب بالعنف أكثر مما يرحب العهد القديم (كما هو الحال مثلا فى سفر "اللاويين" أو سفر "يوشع"). فإذا قلنا إن القرآن يحبذ العنف، فما القول إذن فى نصوص العهد القديم التى تأمر أمرا صريحا بالقتل وإبادة البشر؟ ففى الفقرة رقم 17 من الأصحاح الحادى والثلاثين من سفر "العدد" يقول موسى بشأن الأسرى المديانيين الذين قتل بنو إسرائيل أقاربهم: "فَالآنَ اقْتُلُوا كُلَّ ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُلَّ امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا". كما أن الفقرات 1- 9 من الأصحاح الخامس عشر من سفر صموئيل الأول تحكى لنا قصة النبى صموئيل حين أمر الملكَ شاول بمحو العمالقة من الوجود على النحو التالى: "3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ، وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً، طِفْلاً وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَمًا، جَمَلاً وَحِمَارًا". أما النبى محمد فقد نهى أتباعه عن مثل هذا التطرف قائلا كما جاء فى تفسير ابن كثير للآيات 190- 193 من سورة "البقرة: " اغزوا فى سبيل الله. قاتلوا من كفر بالله. اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا الوليد ولا أصحاب الصوامع"، ومثله ما ورد فى "المغازى" للواقدى (3/ 117- 118): "اغزوا ولا تغدروا، ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة، ولا تمنَّوْا لقاء العدو".
أما الزعم بأن الحرب التى حضت عليها بعض آيات القرآن تسوّغ الأعمال الحربية العدوانية فهو دليل على الجهل بأن المفسرين التقليديين قد ضيّقوا نطاق تلك الآيات. فمثلا هناك الآية الرابعة من سورة "التوبة" التى أسىء تفسيرها فى عصرنا، ونصها: "فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ". فمن ناحيةٍ نرى المتطرفين يستغلون هذه الآية فى إراقة الدماء البريئة، ومن الناحية الأخرى فإن أعداء الإسلام يستغلونها فى الزعم بأن القرآن إنما هو كتاب عدوانى يحض على شن الحرب دون توقف. لكنْ بالاستناد إلى الروايات التقليدية فإن هذه الآية لا يمكن اتخاذها صَكًّا على بياضٍ لقتال غير المسلمين، إذ لا تَصْدُق فى الواقع إلا على أولئك المشركين الذين ناهضوا المسلمين الأوائل وهددوا وجودهم ذاته تهديدا. وكما قال أحد كبار الفقهاء، وهو أبو بكر بن العربى (من أهل القرنين الحادى عشر والثانى عشر)، فـ"قَوْله تَعَالَى: "فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ" عَامٌّ فِي كُلِّ مُشْرِكٍ، لَكِنَّ السُّنَّةَ خَصَّتْ مِنْهُ مَنْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ قَبْلَ هَذَا مِنْ امْرَأَةٍ وَصَبِيٍّ وَرَاهِبٍ وَحُشْوَةٍ حَسْبَمَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ، وَبَقِيَ تَحْتَ اللَّفْظِ مَنْ كَانَ مُحَارِبًا أَوْ مُسْتَعِدًّا لِلْحِرَابَةِ وَالإِذَايَةِ، وَتَبَيَّنَ أَنَّ الْمُرَادَ بِالآيَةِ: اُقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ يُحَارِبُونَكُمْ".
ويمكن المضىّ فى الاستشهاد بهذه التفسيرات إلى ما لا نهاية. ومنها يتبين بكل وضوح أن تسوية سوكْدِيو بين "المسلمين المتشددين" و"علماء المسلمين القدامى" الذين يقولون إن "الإسلام هو دين السيف" ليست متهافتةً فقط بل تشويهًا مطلق للحقائق. وعلى هذا فإما أن سوكْدِيو غير مؤهل لتحليل التراث الإسلامى والمقارنة بينه وبين الانحرافات الحديثة، وإما أنه يحرّف على نحوٍ متعمدٍ تعاليم الإسلام، وهو فى الحالتين يبرهن على أنه غير جدير بالثقة بتةً.
العِلْم المُرِيب:
ويتبدى العلم المريب عند سوكديو خلال مقالته كلها، وبخاصة عندما يستخدم التفرقة البالية بين مصطلحَىْ "دار الإسلام" و"دار الحرب" من أجل الزعم بأن المسلمين لا يقبلون شيئا سوى الحرب أو النصر. وهذا المصطلحان هما فعلا مصطلحان قديمان مهمان، إلا أن علماء المسلمين قد ذكروا أيضا عددا من الدُّور الأخرى بين هاتين الدارين: فبعضهم يذكر ثلاثا، وبعضهم يذكر خمسا، وبعضهم يذكر سبعا. وفى العصر الحديث نجد أن أغلبية علماء المسلمين ينظرون إلى أوربا وأمريكا بوصفهما "دار صلح"، وهو ما يعنى أن المسلم بإمكانه أن تقوم بينه وبين ذلك العالم علاقات على عدة مستويات، وأنه ينبغى عليه التقيد بقانون تلك البلاد متى ما قرر الإقامة فيها أو القيام بزيارتها. وبناء على هذه التفرقة رأينا من علماء المسلمين من يُفْتِى بأن بمستطاع المسلم الخدمة فى الجيش الأمريكى حتى عندما يكون ذلك الجيش فى حرب مع الدول الإسلامية الأخرى. لكن من يَسْعَوْن فى إثارة الصراع هم وحدهم الذين يمضون فى تضليل الجمهور من خلال تضييق شُقّة العالم بحيث لا يكون هناك إلا دار الإسلام ودار الحرب.
العِلْم الإسلامى:
كذلك يتضح سوء الفهم لدى سوكْدِيو عندما يتناول بالحديث مؤتمر علماء المسلمين الذى عٌقِد مؤخرا بالأردن، والذى أعلن فى بيانه الأخير معارضته لتكفير المسلم، وحدَّد الشروط التى لا بد من توفرها قبل إصدار أية فتوى. وفى رأيه أن هذا من شأنه "أن يلغى الفتوى القيمة التى أصدرها علماء المسلمين فى إسبانيا باعتبار بن لادن مرتدا". ومع هذا فإن حرب البيانات التى يكفر فيها المسلمون بعضهم بعضا هى بالضبط ما يريده متطرفو القاعدة وأمثالهم. ذلك أنهم، بهذه الطريقة، يمكنهم الحكم بالردة على أى شخص يختلف معهم ويقتلونه. ولا ينبغى أن ننسى أن القاعدة، قبل الحادى عشر من سبتمبر 2001م بيومين اثنين، قد اغتالت أحمد شاه مسعود. ولم تكن هذه مجرد مصادفة، بل كانت مسألة إستراتيجية مقصودة، إذ إنهم بالتخلص من أشد المسلمين التقليديين جاذبية ومقدرة على السيطرة على النفوس فى أفغانستان قد استطاعوا التخلص من أعتى العقبات التى تمنع تشويههم للإسلام، إذ هو القائد المصدَّق الذى كان بمكنته فضح الطبيعة الزائفة لادعائهم بأنهم هم الذين يمثّلون الإسلام.
ولكى يمنع الفقهُ الإسلامىُّ التقليدىُّ قَتْلَ البشر من أجل الأخطاء أو الذنوب التافهة فإنه لا يجيز لأى إنسان "حرمان" أى مسلم آخر أو تكفيره فى ذنبٍ اجترحه. وبتأكيد هذا المعنى والقضاء على أية إمكانية لتكفير المسلم فى عصرنا الحالى فإن مؤتمر الملك عبد الله قد جعل العالم أكثر أمانا. ولا يصدق هذا الكلام على المسلمين التقليديين "المعتدلين" فحسب، وهم المسلمون الوحيدون الذين يمكنهم عزل المتطرفين وحماية غير المسلمين من ثَمّ، بل يصدق أيضا على اليهود والنصارى وغيرهم، الذين يَعُدّهم القرآن (وكذلك أكابر الفقهاء القدماء من أمثال الإمام أبى حامد الغزالى) "كتابيين". الواقع أن سوكْديو يريد الإبقاء على هذا "الباب" مفتوحا كى يمكنه إخراج المسلمين الذين يبغضهم من دائرة الإيمان. إنه يريد الإبقاء على هذا "السيف" مصلتا على الرقاب، ناسيا تمام النسيان ما جاء فى إنجيل متى (26/ 52) من أن "كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ!".
وبالمثل يكشف سوكْديو عن عجزه التام عن فهم الفقه الإسلامى إذ يتساءل قائلا: "ألا يمكن أن يستدعى الملك عبد الله أعضاء مؤتمره إلى الاجتماع كرة أخرى ويأمرهم أن يصدروا فتوى تحرم العنف ضد غير المسلمين أيضا؟". والحق أن هذا هو ما وقع فعلا حين أعلن العلماء المذكورون أن الفتاوى التى تعضد العنف غير المبرَّر هى فتاوى تنقصها الشرعية، إذ ما من شخص يرتكب عملا من أعمال العنف باسم الإسلام إلا ويحاول أولاً تسويغ عمله من خلال إصدار فتوى وإساءة استعمالها، وما من شخص يرتكب عملا من أعمال الإرهاب إلا وهو مقتنع أن الإرهاب الذى يمارسه له ما يسوغه. لقد أكد المؤتمر أن جميع الفتاوى لا بد أن يحكمها نظام ثلاثى من المراجعات والتوازنات الداخلية، ومن ثم كان لا بد لكل من يريد إصدار فتوى أن يكون متحليا ببعض المواصفات الشخصية والعلمية الصارمة، كما لا بد أن يتبع أحد المذاهب الثمانية المعروفة فى الفقه الإسلامى بحيث لا يجوز إصدار أية فتوى تخرج عن حدود تلك المذاهب، وهو بالضبط ما يريد المتطرفون أن يفعلوه. لقد ضم المؤتمر ما يزيد على 180 من العلماء الكبار ينتمون إلى 45 بلدا إسلاميا، واستصدر 17 فتوى هامة تتعلق بذلك الموضوع من أعظم فقهاء المسلمين فى العالم (بما فيهم شيخ الأزهر وآية الله السيستانى والشيخ يوسف القرضاوى). وبهذا لا يكون المؤتمر قد خلع عن المتطرفين رداء الشرعية فحسب، بل (كما قال فريد زكريا فى "النيوزويك" بتاريخ 18/ 6/ 2005م) يكون أيضا قد "شن هجومًا جَبْهَوِيًّا على الأفكار الدينية التى يقوم عليها فكر القاعدة". وهذا، بكل تأكيد، سلاح حيوى فى الحرب ضد الإرهاب، وهو ما يستحق عليه الملك عبد الله ومؤتمره الثناء والتقريظ.
القضاء على التطرف:
ومع ذلك فلا يبدو أن غرض سوكْدِيو هو عزل المتطرفين والقضاء عليهم، بل تتلخص رغبته فى تشويه معانى القرآن وتحريف التاريخ والإساءة إلى المسلمين المعاصرين، وذلك بغية تعضيد دعواه بأن الإرهاب والتطرف كامنان فى طبيعة الإسلام ذاته. وهذا الأسلوب هو بالضبط الطريق الذى سيؤدى بنا إلى خسران الحرب على الإرهاب. إن الحرب الحقيقية هى حرب الأفكار، والأساس الذى تقوم عليه أفكار بن لادن والزرقاوى وغيرهما هو أنهم يظنون أنهم الممثلون الحقيقيون للإسلام. وقد أكد العلماء المسلمون التقليديون من أرجاء العالم أن مثل هذه العقائد والأعمال المنحرفة تمثل فى الواقع انتهاكا لمبادئ ذلك الدين. ونحن بتعاوننا مع أولئك العلماء التقليديين إنما نساعدهم فى تثبيت الفكر الإسلامى الوسطى التقليدى، كما نفضح أفكار المتطرفين وأعمالهم. وهذا هو أنجع الأسلحة وأكثرها مسالمة وفعالية فى الحرب ضد التفسيرات المتطرفة للإسلام، وإذا لم نستخدمه نكون قد فقدنا الموقع الأفضل فى حرب الأفكار. وبالرد على التطرف بتطرف مثله يكون سوكْدِيو ومن على شاكلته قد أعطوا المتطرفين الفرصة كى يحسموا لصالحهم الجوَّ العامَّ الذى يحدّد علاقة الأديان، ومن ثم يمكنهم أن يقرروا مجرى الأحداث أيضا. وبدلا من تزويدنا بتشخيص واقعى للتحديات التى تواجهنا والحلول السلمية الواقعية التى تصلح لها، فإنهم يريدون استغلال الموقف للعمل على طرح أفكارهم وأوهامهم المعادية للإسلام. وهم بهذا إنما يعملون لا ضد المسلمين والإسلام فحسب، بل ضد الإنسانية جمعاء بما فيها النصارى (بل ضد النصارى فى المقام الأول). نيافةَ الأب سوكْدِيو، هل نقول: إلى الأمام يا جنود النصارى؟
Vincenzo Olivetti is the author of Terror’s Source: The Ideology of Wahabi-Salafism and its Consequences.












HOME

غير معرف يقول...

((العقوبات الجنائية في الكتاب المقدس)))العقوبات الجنائية فى الكتاب المقدس

كتبه: علاء أبو بكر

إن المسيحي يظن أن الكتاب المقدس وخاصة العهد القديم مليء بالورود ، فهو كتاب به تشريع. والتشريع لا بد أن يكون به افعل ولا تفعل. إن أخطأت فعقوبتك كذا ، وإن أحسنت فثوابك كذا. وهذا لتدفع المحسن إلى الإحسان ، وتمنعه من الإقدام على السوء. وتزجر المجرم عن ارتكاب المعاصي أو تُخلص المجتمع من شروره. ولن أطيل عليكم في كلام أنتم في غنى عن معرفته ، فهو من بديهيات أي دستور سواء كان إلهي أم وضعي:



قطع يد السارق والقانون الجنائى فى الكتاب المقدس

جاء فى كتاب شبهات حول الإسلام هذا السؤال عن رفض السائل لقطع يد السارق:

س 131: جاء في سورة المائدة 5: 38 (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَا قْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)

ونحن نسأل: إذا كان القرآن وضع شريعة قطع يد السارق خلافا لكل الشرائع السماوية والوضعية، ألا يسيء هذا إلى الإنسانية ويجعل أصحاب الأيدي المقطوعة، حتى بعد توبتهم، عالةً على المجتمع، يعيشون فيه بمرارة ناقمين عليه؟ إن قطع يد السارق يحرمه من العمل وكسب رزقه بعرق جبينه. وجاء في كتاب الملل والنحل للشهرستاني أن قطع يد السارق عقوبة جاهلية، فلماذا شرَّع محمد عوائد الوثنيين الذميمة في دينه؟

يبدو أن السائل يجهل دينه ، ومن المُحال أن يستقيم الظل والعود معوَّج.

لنرى سوياً العقوبة التى فرضها المُشرِّع فى العهد القديم ، وما سأُدخله على النص من نقل النصوص الكتابية أو تعليق سوف أضعها بين قوسين معقوفين [ ]:



تقول دائرة المعارف الكتابية كلمة (جريمة): (تقوم الأحكام الكتابية على أساس أن الإنسان ملتزم بأن يتمم مشيئة الله المعلنة في كلمته، في أن يحيا حياة مقدسة، و أن يحترم حقوق الله والإنسان، ليس على أسس نفعية أو ذات طبيعة براجماتية، بل بالحري على أساس أنه إنسان مخلوق على صورة الله، وهذا الالتزام ثابت مطلق غير قابل للتغيير، لا سلطة للإنسان على تعديله أو تحويره بمقتضى المعايير العامة السائدة في المجتمع.

فالمطالب الأدبية ليهوه لم تكن ـ بأي حال ـ قابلة لأن تخفف أو يقلل من شأنها بسبب الهبوط العام في المعايير الأخلاقية فيما قبل الطوفان (الإصحاح السادس من التكوين)، بل إن الجنس البشري جميعه حكم عليه بالهلاك للاستهانة بناموس الله، باستثناء أسرة واحدة استمسكت به. وحتى في شريعة موسى كان من الواضح تماماً أن المبادىء الأساسية، مثل الإعدام عقابا لجريمة القتل، لم تكن عرضة للتعديل أو الإلغاء، بل إن أي مجتمع تغاضي عن تنفيذ الإعدام في القاتل، كان يقع تحت لعنة الله و عقابه(عدد 35: 31-34) [31وَلا تَأْخُذُوا فِدْيَةً عَنْ نَفْسِ القَاتِلِ المُذْنِبِ لِلمَوْتِ بَل إِنَّهُ يُقْتَلُ. 32وَلا تَأْخُذُوا فِدْيَةً لِيَهْرُبَ إِلى مَدِينَةِ مَلجَئِهِ فَيَرْجِعَ وَيَسْكُنَ فِي الأَرْضِ بَعْدَ مَوْتِ الكَاهِنِ. 33لا تُدَنِّسُوا الأَرْضَ التِي أَنْتُمْ فِيهَا لأَنَّ الدَّمَ يُدَنِّسُ الأَرْضَ. وَعَنِ الأَرْضِ لا يُكَفَّرُ لأَجْلِ الدَّمِ الذِي سُفِكَ فِيهَا إِلا بِدَمِ سَافِكِهِ. 34وَلا تُنَجِّسُوا الأَرْضَ التِي أَنْتُمْ مُقِيمُونَ فِيهَا التِي أَنَا سَاكِنٌ فِي وَسَطِهَا. إِنِّي أَنَا الرَّبُّ سَاكِنٌ فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيل».] .

(وحتى عصور العهد الجديد، ظل على المجتمع أو الدولة مسئولية تنفيذ عقوبة الإعدام في جريمة القتل ( لوقا 20: 16، أعمال 25: 11، رومية 13: 4 ). ومع أن على المؤمن في علاقاته الشخصية أن يجازي الشر بالخير و أن يحوَّل خده الآخر لمن ضربه على خده الايمن، إلا أن الموعظة على الجبل لا علاقة لها بتنفيذ العدالة العامة. " فلا تقاوموا الشر " ( متى 5: 39 ) تنطبق على الأفراد المسيحيين الذين يتعرضون للظلم، ولكن ليس على الدولة التي عليها مسئولية حماية المجتمع من فعلة الشر.)

(أولاً ـ تصنيف الجرائم : لم تضع الشريعة حدوداً واضحة بين الجرائم العامة والإساءات الفردية (أو كما نقول بين الجنايات والمخالفات) [فهل هذا اعتراف بأنها شريعة ناقصة غير كاملة؟ ، أم هذا قدح فى الله ودينه؟]،

فالجريمة العامة هي التعدي المباشر أو غير المباشر على المجتمع، والتى تبلغ من الخطورة حدا يجب معه أن تخضع للاجراءات القضائية، بدعوى من ممثلي الصالح العام. والقانون الجنائي هو قانون يقصد به حماية المجتمع من التصرفات المؤذية التي تصدر عن فعلة الشر.



أما الإساءة الفردية فهي موجهة ضد فرد يستطيع أن يحصل على تعويض عنها. وحيث إنه لم يكن في النظام القضائي قديماً ـ بصفة ثابتة ـ نائب عام، كان على من وقع عليه الظلم أو أقرب أقربائه الأحياء، رفع الدعوى القضائية أمام قضاة المنطقة التي وقعت فيها الجريمة. حتى في جريمة القتل، كان على أقرب الأقرباء الأحياء مسئولية "الولي" فكان يقوم بمهمة وكيل النيابة أو المنفذ للحكم في القاتل، كما في الجرائم الأقل خطورة.

أما قانون المعاملات فكان محدوداً، و لم تصبح له أهمية كبيرة إلا بعد تقدم التجارة و الصناعة في الظروف الحضرية المستقرة، مثل قوانين حمورابي البابلية. وخلو شريعة موسى من تفاصيل مثل هذه الجرائم، و التعدي على حقوق الملك و على ذاته، و عقود البناء والتجارة والاحتيال وغيرها، إنما يثبت أن شريعة موسى كتبت قطعاً قبل القرن الحادي عشر قبل الميلاد، أي قبل قيام الملكية في إسرائيل. [اعتراف آخر بخلو شريعة موسى عليه السلام من قوانين تحتاجها البشرية ، وبذلك فهى ليست بالشريعة الخالدة ، التى تنفع المؤمنين بها على مر العصور ، وكان لا بد من وجود تشريع خالد يتعرض لكل جوانب الحياة ـ وهى الشريعة التى أنبأ عيسى عليه السلام بقدومها مع إيليا (محمد عليه الصلاة والسلام) ليعلمنا بكل شىء ، وتمكث شريعته معنا للأبد:]

[فقد أنبأ عيسى عليه السلام عن قدوم نبى آخر الزمان ، فقال:

 (وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. .. .. .. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 11-14

 (15«إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ 16وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ 17رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ.)يوحنا14: 15-17

 (24اَلَّذِي لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كلاَمِي. وَالْكلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي. 25بِهَذَا كَلَّمْتُكُمْ وَأَنَا عِنْدَكُمْ. 26وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ الْقُدُسُ الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.)يوحنا 14: 24-26



(26«وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ فَهُوَ يَشْهَدُ لِي.27وَتَشْهَدُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً لأَنَّكُمْ مَعِي مِنَ الاِبْتِدَاءِ».) يوحنا 15: 26-27

 (7لَكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي وَلَكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ. 8وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرٍّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ. 9أَمَّا عَلَى خَطِيَّةٍ فَلأَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ بِي. 10وَأَمَّا عَلَى بِرٍّ فَلأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى أَبِي وَلاَ تَرَوْنَنِي أَيْضاً. 11وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ.) يوحنا 16: 7-10

 (12«إِنَّ لِي أُمُوراً كَثِيرَةً أَيْضاً لأَقُولَ لَكُمْ وَلَكِنْ لاَ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا الآنَ. 13وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ. 14ذَاكَ يُمَجِّدُنِي لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ.) يوحنا 16: 12-14

ونُجمِل صفات هذا النبي كالآتي:

1) يأتى بعد عيسى عليه السلام (لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي)

2) نبى مرسل من عند الله، أمين على الوحى (لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ بَلْ كُلُّ مَا

يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ)

3) مرسل للعالم كافة(وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرٍّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ)

4) صادق أمين، عين الحق وذاتها(مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ)(وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ الْقُدُسُ)

5) يخبر ويُنبىء عن أمور مستقبلية (وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ)

6) ديانته مهيمنة،وتعاليمه شاملة(مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّفَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ)

7) يتعرض دينه وشريعته لكل تفاصيل الحياة (فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ)

8) مؤيداً لرسالة عيسى عليه السلام الحقة ومدافعاً عنه وعن أمه (فَهُوَ يَشْهَدُ لِي)

9) ناسخ لما قبله ولا ناسخ له (فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ)

10) نبى مثل عيسى عليه السلام (مُعَزِّياً آخَرَ). ) ]

وبالإجمال كانت الشريعة تتناول نوعين رئيسيين من الجرائم: الدينية والمدنية. وكانت العلاقات البشرية تعتبر من اختصاص الرب نفسه.

( أ ) ـ جرائم ضد الله ـ الجرائم الدينية:

(1) ـ عبادة الأوثان: لقد نهت الوصيتان الأوليتان من الوصايا العشر عن عبادة أي الهة اخرى ( خروج 20: 3-6). وكانت عقوبة ذلك القتل: "3لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي. 4لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. 5لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلَهَكَ إِلَهٌ غَيُورٌ أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ 6وَأَصْنَعُ إِحْسَاناً إِلَى أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ.] (خروج 22: 20 ).

[على الرغم من وجود نصوص أخرى تتناقض مع نص الوصية القائل: (لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلَهَكَ إِلَهٌ غَيُورٌ أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ) ، مثل قول سفر التثنية: (16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) تثنية 24: 16 ]

[ومثل قول إرمياء: (29فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لاَ يَقُولُونَ بَعْدُ: [الآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِماً وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ]. 30بَلْ: [كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ]. كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ.) إرمياء 31: 29-30]

[ومثل قول حزقيال: (1وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: 2[مَا لَكُمْ أَنْتُمْ تَضْرِبُونَ هَذَا الْمَثَلَ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ, قَائِلِينَ: الآبَاءُ أَكَلُوا الْحِصْرِمَ وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ؟ 3حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ, لاَ يَكُونُ لَكُمْ مِنْ بَعْدُ أَنْ تَضْرِبُوا هَذَا الْمَثَلَ فِي إِسْرَائِيلَ. 4هَا كُلُّ النُّفُوسِ هِيَ لِي. نَفْسُ الأَبِ كَنَفْسِ الاِبْنِ. كِلاَهُمَا لِي. النَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. .. .. .. [وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ.) حزقيال 18: 1-20]



وكانت وسيلة الإعدام عادة هي الرجم (تثنية 13: 10). [1«إِذَا قَامَ فِي وَسَطِكَ نَبِيٌّ أَوْ حَالِمٌ حُلماً وَأَعْطَاكَ آيَةً أَوْ أُعْجُوبَةً 2وَلوْ حَدَثَتِ الآيَةُ أَوِ الأُعْجُوبَةُ التِي كَلمَكَ عَنْهَا قَائِلاً: لِنَذْهَبْ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لمْ تَعْرِفْهَا وَنَعْبُدْهَا 3فَلا تَسْمَعْ لِكَلامِ ذَلِكَ النَّبِيِّ أَوِ الحَالِمِ ذَلِكَ الحُلمَ لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ يَمْتَحِنُكُمْ لِيَعْلمَ هَل تُحِبُّونَ الرَّبَّ إِلهَكُمْ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَمِنْ كُلِّ أَنْفُسِكُمْ. 4وَرَاءَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ تَسِيرُونَ وَإِيَّاهُ تَتَّقُونَ وَوَصَايَاهُ تَحْفَظُونَ وَصَوْتَهُ تَسْمَعُونَ وَإِيَّاهُ تَعْبُدُونَ وَبِهِ تَلتَصِقُونَ. 5وَذَلِكَ النَّبِيُّ أَوِ الحَالِمُ ذَلِكَ الحُلمَ يُقْتَلُ لأَنَّهُ تَكَلمَ بِالزَّيْغِ مِنْ وَرَاءِ الرَّبِّ إِلهِكُمُ الذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَفَدَاكُمْ مِنْ بَيْتِ العُبُودِيَّةِ لِيُطَوِّحَكُمْ عَنِ الطَّرِيقِ التِي أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ أَنْ تَسْلُكُوا فِيهَا. فَتَنْزِعُونَ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ. 6«وَإِذَا أَغْوَاكَ سِرّاً أَخُوكَ ابْنُ أُمِّكَ أَوِ ابْنُكَ أَوِ ابْنَتُكَ أَوِ امْرَأَةُ حِضْنِكَ أَوْ صَاحِبُكَ الذِي مِثْلُ نَفْسِكَ قَائِلاً: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لمْ تَعْرِفْهَا أَنْتَ وَلا آبَاؤُكَ 7مِنْ آلِهَةِ الشُّعُوبِ الذِينَ حَوْلكَ القَرِيبِينَ مِنْكَ أَوِ البَعِيدِينَ عَنْكَ مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلى أَقْصَائِهَا 8فَلا تَرْضَ مِنْهُ وَلا تَسْمَعْ لهُ وَلا تُشْفِقْ عَيْنُكَ عَليْهِ وَلا تَرِقَّ لهُ وَلا تَسْتُرْهُ 9بَل قَتْلاً تَقْتُلُهُ. يَدُكَ تَكُونُ عَليْهِ أَوَّلاً لِقَتْلِهِ ثُمَّ أَيْدِي جَمِيعِ الشَّعْبِ أَخِيراً. 10تَرْجُمُهُ بِالحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ لأَنَّهُ التَمَسَ أَنْ يُطَوِّحَكَ عَنِ الرَّبِّ إِلهِكَ الذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ العُبُودِيَّةِ. 11فَيَسْمَعُ جَمِيعُ إِسْرَائِيل وَيَخَافُونَ وَلا يَعُودُونَ يَعْمَلُونَ مِثْل هَذَا الأَمْرِ الشِّرِّيرِ فِي وَسَطِكَ.] تثنية 13: 1-11



[وأقول للسائل: هل وعيت النص السابق؟ هل فهمت قول كتابك؟ (10تَرْجُمُهُ بِالحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ .. .. .. .. . 11فَيَسْمَعُ جَمِيعُ إِسْرَائِيل وَيَخَافُونَ وَلا يَعُودُونَ يَعْمَلُونَ مِثْل هَذَا الأَمْرِ الشِّرِّيرِ فِي وَسَطِكَ.)

فالله رحيم ، لكن ينظر إلى المجتمع ، ويُصلحه بإصلاح الفرد أولاً ، فكانت عقوبة الرجم حتى يتعظ مَن تُسوِّل له نفسه اقتراف مثل هذا الإثم ، فتكون هذه العقوبة أمام عينيه ، فتُردعه عن اقتراف ذلك ، وهو شبيه بقول الله تعالى (ولكم فى القصاص حياة) ، وشبيه بأمر الله أن يُعلِّق بنى إسرائيل حيَّة من النحاس على باب البيت ، حتى يتذكروا عقاب الله لهم ، إذا بعدوا مرة أخرى عن شريعته ، نعم فإذا علمت أن جزاء السرقة هو قطع يدى ، فلن أقترف السرقة ، وإذا علمت أننى سأُقتل بقتلى إيَّاك ، فلن أقتلك ، وبهذا القانون أصبحت أنت وأنا نعيش ويلجأ كل منا للمحاكمة لأخذ حقوقه من الآخر ، وننبذ عيشة الغابة].


[لكن الأمانة العلمية كانت تُحتِّم عليك (أيها السائل) أن تذكر أيضاً أنه لا جزاء على من سرق رغيف خبز للأكل ، لأنه لا يملك ثمنه ، وكان يجب عليك أن تذكر أن عمر بن الخطاب قد عطَّلَ هذا الحكم فى عام الرمادة (عام المجاعة)]

وإذا ارتكب مجتمع بأكمله خطية عبادة الأوثان، فكان يجب ضرب جميع أفراده بحد السيف وتحريم كل ما لهم وبهائمهم بحد السيف (تثنية 13: 12-16)، [12«إِنْ سَمِعْتَ عَنْ إِحْدَى مُدُنِكَ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَسْكُنَ فِيهَا قَوْلاً: 13قَدْ خَرَجَ أُنَاسٌ بَنُو لئِيمٍ مِنْ وَسَطِكَ وَطَوَّحُوا سُكَّانَ مَدِينَتِهِمْ قَائِلِينَ: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لمْ تَعْرِفُوهَا. 14وَفَحَصْتَ وَفَتَّشْتَ وَسَأَلتَ جَيِّداً وَإِذَا الأَمْرُ صَحِيحٌ وَأَكِيدٌ قَدْ عُمِل ذَلِكَ الرِّجْسُ فِي وَسَطِكَ 15فَضَرْباً تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 16تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَتَكُونُ تَلاًّ إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ.]

[فماذا تقول أنت فى هذه الإبادة الجماعية؟ ولماذا لم يحاول الرب أن يعطيهم مُهلة للإستتابة ، وتوضيح أمور العقيدة ، واستمالتهم للحق؟ هل هذه هى العقيدة التى يُقام بها مُجتمع سليم بُنيت قواعده على التسامح والإقناع؟ أرى أنك تُشفق على قطع يد السارق ، ولا تدمى عيناك على الإبادة الجماعية للأطفال والنساء والرجال والحيوانات والأشجار والبيئة نفسها عند غزو اليهود باسم الرب لأى مدينة: (15فَضَرْباً تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 16تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَتَكُونُ تَلاًّ إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ.) تثنية 13: 15- 17 ،]



[وأيضاً: (21وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ - حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. … 24وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ.) يشوع 6: 21- 24 ،]



[وأيضاً: (40فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ وَالسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِداً, بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ.) يشوع 10: 28-40]



مع تحطيم الأوثان وكل ما يتصل بعبادتها ومذابحها وحرقها بالنار (تثنية 7: 5 و 25) [5وَلكِنْ هَكَذَا تَفْعَلُونَ بِهِمْ: تَهْدِمُونَ مَذَابِحَهُمْ وَتُكَسِّرُونَ أَنْصَابَهُمْ وَتُقَطِّعُونَ سَوَارِيَهُمْ وَتُحْرِقُونَ تَمَاثِيلهُمْ بِالنَّارِ. .. .. .. 25وَتَمَاثِيل آلِهَتِهِمْ تُحْرِقُونَ بِالنَّارِ. لا تَشْتَهِ فِضَّةً وَلا ذَهَباً مِمَّا عَليْهَا لِتَأْخُذَ لكَ لِئَلا تُصَادَ بِهِ لأَنَّهُ رِجْسٌ عِنْدَ الرَّبِّ إِلهِكَ.].



(2) ـ تقديم الأطفال ذبيحة: وكان تقديم الأطفال المساكين ذبائح لمولك وغيره من أوثان الكنعانيين، عادة شائعة بينهم، وكأنما كان بها نهم للدماء. و قد نهى الناموس عنها، وكان يجب رجم مرتكبها حتى الموت (لاويين 20: 2). [1وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 2«وَتَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمِنَ الْغُرَبَاءِ النَّازِلِينَ فِي إِسْرَائِيلَ أَعْطَى مِنْ زَرْعِهِ لِمُولَكَ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. يَرْجِمُهُ شَعْبُ الأَرْضِ بِالْحِجَارَةِ.]



وفي عهد آحاز الملك (743ـ728 ق.م.) و بخاصة في عهد الملك منسى(696ـ641 ق.م.) ، حظيت هذه العبادة بموافقة الحكومة، وحدث انهيار في الحياة الأدبية وانتشار جرائم العنف (ملوك الثانى 21: 6 و 16).



(3) ـ السحر والعرافة ومخاطبة الأرواح: وهي خطايا وثيقة الصلة بعبادة الأصنام، وكانت عقوبتها في الشريعة الموت: [10لا يُوجَدْ فِيكَ مَنْ يُجِيزُ ابْنَهُ أَوِ ابْنَتَهُ فِي النَّارِ وَلا مَنْ يَعْرُفُ عِرَافَةً وَلا عَائِفٌ وَلا مُتَفَائِلٌ وَلا سَاحِرٌ 11وَلا مَنْ يَرْقِي رُقْيَةً وَلا مَنْ يَسْأَلُ جَانّاً أَوْ تَابِعَةً وَلا مَنْ يَسْتَشِيرُ المَوْتَى. 12لأَنَّ كُل مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مَكْرُوهٌ عِنْدَ الرَّبِّ. وَبِسَبَبِ هَذِهِ الأَرْجَاسِ الرَّبُّ إِلهُكَ طَارِدُهُمْ مِنْ أَمَامِكَ.] (تثنية 18: 10 و 11).



[18لاَ تَدَعْ سَاحِرَةً تَعِيشُ.] (خروج 22: 18).

كما كان يجب قتل الوسطاء الروحانيين: [«وَإِذَا كَانَ فِي رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ جَانٌّ أَوْ تَابِعَةٌ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. بِالْحِجَارَةِ يَرْجُمُونَهُ. دَمُهُ عَلَيْهِ».] (لاويين 20: 27). [وكما ترى أيها السائل لقد استنكف علماؤكم من الاعتراف بهمجية قتل الرجل أو المرأة المُصابة بمس من الجان ، فكتبها قتل الوسطاء الروحانيين وهم السحرة والمتعاملين مع الجان ، وها هو النص الدَّال على قتل المسكين أو المسكينة من المصابين بالمس: (27«وَإِذَا كَانَ فِي رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ جَانٌّ أَوْ تَابِعَةٌ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. بِالْحِجَارَةِ يَرْجُمُونَهُ. دَمُهُ عَلَيْهِ».) لاويين 20: 27]

وقد كان الملك شاول عنيفا في تنفيذ هذه الأوامر ضد السحرة و أصحاب الجان و التوابع في إسرائيل، ولو أنه لجأ أخيراً ـ قبل موته ـ إلي عرافة عين دور [8فَتَنَكَّرَ شَاوُلُ وَلَبِسَ ثِيَاباً أُخْرَى, وَذَهَبَ هُوَ وَرَجُلاَنِ مَعَهُ وَجَاءُوا إِلَى الْمَرْأَةِ لَيْلاً. وَقَالَ: «اعْرِفِي لِي بِالْجَانِّ وَأَصْعِدِي لِي مَنْ أَقُولُ لَكِ». 9فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «هُوَذَا أَنْتَ تَعْلَمُ مَا فَعَلَ شَاوُلُ, كَيْفَ قَطَعَ أَصْحَابَ الْجَانِّ وَالتَّوَابِعِ مِنَ الأَرْضِ. فَلِمَاذَا تَضَعُ شَرَكاً لِنَفْسِي لِتُمِيتَهَا؟» 10فَحَلَفَ لَهَا شَاوُلُ بِالرَّبِّ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ, إِنَّهُ لاَ يَلْحَقُكِ إِثْمٌ فِي هَذَا الأَمْرِ».] (صموئيل الأول 28: 9-10). [فهل هذا اعتراف من كتابكم أن شريعتكم هشَّة ، لم يتبعها ولم تؤثِّر ولا حتى فى نبى الله؟ أنبى الله يكفر ويذهب لعرَّافة؟ أنبى الله ينصب على شعبه ويعصى الله بذنب يستحق عليه الرجم؟ فكيف ترى عين غيرك السليمة وأنت فى عينيك ليست خشبة ولكنها شجرة كاملة!]



و قد لاحظ النبي إشعياء انتشار العائفين في أيامه (أيام آحاز الملك ، و يقول أنها أساساً خطية الفلسطينيين (إشعياء 2: 6 ).

(4) ـ التجديف: كانت الوصية الثالثة من الوصايا العشر تنهي عن النطق باسم الله باطلاً (أي بلا هدف صالح)، لأن الرب لا يبرىء من نطق باسمه باطلاً [7لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلَهِكَ بَاطِلاً لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلاً.] (خروج 20: 7). وكان النهي أشد عن سب اسم الله [28«لاَ تَسُبَّ اللهَ وَلاَ تَلْعَنْ رَئِيساً فِي شَعْبِكَ.] (خروج 22: 28)،



وأول حادثة يسجلها الكتاب عن كسر هذه الوصية، أعدم مرتكبها رجما بالحجارة [11فَجَدَّفَ ابْنُ الْإِسْرَائِيلِيَّةِ عَلَى الاسْمِ وَسَبَّ. فَأَتُوا بِهِ إِلَى مُوسَى. (وَكَانَ اسْمُ أُمِّهِ شَلُومِيَةَ بِنْتَ دِبْرِي مِنْ سِبْطِ دَانٍ). 12فَوَضَعُوهُ فِي الْمَحْرَسِ لِيُعْلَنَ لَهُمْ عَنْ فَمِ الرَّبِّ. 13فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 14«أَخْرِجِ الَّذِي سَبَّ إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ فَيَضَعَ جَمِيعُ السَّامِعِينَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى رَأْسِهِ وَيَرْجُمَهُ كُلُّ الْجَمَاعَةِ. 15وَقُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: كُلُّ مَنْ سَبَّ إِلَهَهُ يَحْمِلُ خَطِيَّتَهُ 16وَمَنْ جَدَّفَ عَلَى اسْمِ الرَّبِّ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. يَرْجُمُهُ كُلُّ الْجَمَاعَةِ رَجْماً. الْغَرِيبُ كَالْوَطَنِيِّ عِنْدَمَا يُجَدِّفُ عَلَى الاسْمِ يُقْتَلُ. .. .. .. 23فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُخْرِجُوا الَّذِي سَبَّ إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ وَيَرْجُمُوهُ بِالْحِجَارَةِ. فَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى.] (لاويين 24: 11-23).

كما أن لعن أحد الرؤساء من البشر كان يعتبر وكأنه تجديف على الله الذي أقام الحكومات البشرية (خروج 22: 28، [1لِتَخْضَعْ كُلُّ نَفْسٍ لِلسَّلاَطِين الْفَائِقَةِ لأَنَّهُ لَيْسَ سُلْطَانٌ إِلاَّ مِنَ اللهِ وَالسَّلاَطِينُ الْكَائِنَةُ هِيَ مُرَتَّبَةٌ مِنَ اللهِ 2حَتَّى إِنَّ مَنْ يُقَاوِمُ السُّلْطَانَ يُقَاوِمُ تَرْتِيبَ اللهِ وَالْمُقَاوِمُونَ سَيَأْخُذُونَ لأَنْفُسِهِمْ دَيْنُونَةً.] انظر رومية 13: 1 و 2).

(5) ـ النبوة الكاذبة: سواء كانت النبوة باسم أحد الآلهة الوثنية، أو كانت ادعاء كاذباً بأنها نبوة باسم الرب (يهوه)، وكانت العقوبة في الحالتين الإعدام [20وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلاماً لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ. 21وَإِنْ قُلتَ فِي قَلبِكَ: كَيْفَ نَعْرِفُ الكَلامَ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ؟ 22فَمَا تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلمْ يَحْدُثْ وَلمْ يَصِرْ فَهُوَ الكَلامُ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ بَل بِطُغْيَانٍ تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ فَلا تَخَفْ مِنْهُ».] (تثنية 18: 20-22).



وكادت الجماهير أن تقتل إرميا النبي بهذه التهمة (إرميا 28: 8 و 9) على أساس أن نبوته بانتصار نبوخد نصر،إنما هي نبوة كاذبة.



(6) ـ كسر السبت: كان موضوع تقديس يوم السبت أمراً مقرراً منذ البداية تذكاراً لإكمال الله عمله خالقا (تكوين 2: 3). حتى قبل اعطاء الشريعة في سيناء، كان ذلك مقرراً على بني إسرائيل (خروج 16: 23). وكان يجب الإمتناع فيه عن العمل اليدوي من جانب جميع أفراد العائلة بل ومن البهائم أيضاً (خروج 20: 9 و 10). وكان يجب أن يكون فيه "محفل مقدس" (لاويين 23: 3) الذي يفترض أنه كان يشمل قراءة الأسفار الإلهية والوعظ والصلاة. وكان السبت علامة عهد بين يهوه وشعبه (خروج 31: 13).



وكان الموت عقوبة القيام بأي عمل فيه [14فَتَحْفَظُونَ السَّبْتَ لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ لَكُمْ. مَنْ دَنَّسَهُ يُقْتَلُ قَتْلاً. إِنَّ كُلَّ مَنْ صَنَعَ فِيهِ عَمَلاً تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا. 15سِتَّةَ أَيَّامٍ يُصْنَعُ عَمَلٌ. وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابِعُ فَفِيهِ سَبْتُ عُطْلَةٍ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ. كُلُّ مَنْ صَنَعَ عَمَلاً فِي يَوْمِ السَّبْتِ يُقْتَلُ قَتْلاً.] (خروج 31: 14-17).



وقد نفذ هذا الحكم في رجل وجد يحتطب حطباً في يوم السبت: [32وَلمَّا كَانَ بَنُو إِسْرَائِيل فِي البَرِّيَّةِ وَجَدُوا رَجُلاً يَحْتَطِبُ حَطَباً فِي يَوْمِ السَّبْتِ. 33فَقَدَّمَهُ الذِينَ وَجَدُوهُ يَحْتَطِبُ حَطَباً إِلى مُوسَى وَهَارُونَ وَكُلِّ الجَمَاعَةِ. 34فَوَضَعُوهُ فِي المَحْرَسِ لأَنَّهُ لمْ يُعْلنْ مَاذَا يُفْعَلُ بِهِ. 35فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «قَتْلاً يُقْتَلُ الرَّجُلُ. يَرْجُمُهُ بِحِجَارَةٍ كُلُّ الجَمَاعَةِ خَارِجَ المَحَلةِ». 36فَأَخْرَجَهُ كُلُّ الجَمَاعَةِ إِلى خَارِجِ المَحَلةِ وَرَجَمُوهُ بِحِجَارَةٍ فَمَاتَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى.] (عدد 15: 32-36)، والذي أمر الرب برجمة حتى الموت، و ذلك لأن عدم حفظ السبت كان لابد أن يؤدي إلى كارثة قومية كما حدث فيما بعد، وقد حذر إرميا النبي الشعب من ذلك في أواخر عهود الملكية ( إرميا 17 : 27).



(7) ـ الاستخفاف بناموس الله: كان يمكن أن يكفر عن خطايا السهو بتقديم عنز حولية ذبيحة خطية (عدد 15: 27)، "أما النفس التي تعمل بيد رفيعة" (أي إنها ترفض عن عمد الخضوع لناموس الله وتزدري به)، فكانت عقوبتها الموت أو على الأقل أن تقطع من بين شعبها (عدد 15: 30 و 31).



كما كانت توقع عقوبة الموت رجماً على كل من لا يخضع لقرار الكهنة في خيمة الاجتماع أو في الهيكل فيما بعد [8«إِذَا عَسِرَ عَليْكَ أَمْرٌ فِي القَضَاءِ بَيْنَ دَمٍ وَدَمٍ أَوْ بَيْنَ دَعْوَى وَدَعْوَى أَوْ بَيْنَ ضَرْبَةٍ وَضَرْبَةٍ مِنْ أُمُورِ الخُصُومَاتِ فِي أَبْوَابِكَ فَقُمْ وَاصْعَدْ إِلى المَكَانِ الذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكَ 9وَاذْهَبْ إِلى الكَهَنَةِ اللاوِيِّينَ وَإِلى القَاضِي الذِي يَكُونُ فِي تِلكَ الأَيَّامِ وَاسْأَل فَيُخْبِرُوكَ بِأَمْرِ القَضَاءِ. 10فَتَعْمَلُ حَسَبَ الأَمْرِ الذِي يُخْبِرُونَكَ بِهِ مِنْ ذَلِكَ المَكَانِ الذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ وَتَحْرِصُ أَنْ تَعْمَل حَسَبَ كُلِّ مَا يُعَلِّمُونَكَ. 11حَسَبَ الشَّرِيعَةِ التِي يُعَلِّمُونَكَ وَالقَضَاءِ الذِي يَقُولُونَهُ لكَ تَعْمَلُ. لا تَحِدْ عَنِ الأَمْرِ الذِي يُخْبِرُونَكَ بِهِ يَمِيناً أَوْ شِمَالاً. 12وَالرَّجُلُ الذِي يَعْمَلُ بِطُغْيَانٍ فَلا يَسْمَعُ لِلكَاهِنِ الوَاقِفِ هُنَاكَ لِيَخْدِمَ الرَّبَّ إِلهَكَ أَوْ لِلقَاضِي يُقْتَلُ ذَلِكَ الرَّجُلُ فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ إِسْرَائِيل.] (تثنية 17: 8-12)، فالاستهانة بقرار السلطة العليا في الأمة كان يعادل تهمة الخيانة، ويجب أن تقابل بكل حزم؟؟؟؟كتبه: علاء أبو بكر



(ب) ـ الجرائم ضد الإنسان ـ أو الجرائم المدنية: وهي أخطاء في حق إنسان آخر، بلغت من الجسامة حداً يعرض المجتمع أو الدولة للخطر، فهي قد خرجت عن حيز النزاع بين شخصين، و عرَّضَت للخطر المجتمع ككل :





(1) ـ القتل: والأمر الأساسي ضد جريمة القتل هو: "سافك دم الإنسان بالإنسان يسفك دمه. لان الله على صورته عمل الإنسان" (تك 9: 6). وعليه فالقتل خطية ضد الله الذي على صورته خلق الإنسان، لذلك استحق أقصى عقوبة، فالعقوبة تتناسب مع الجريمة، فليس ثمة مجال للمبدأ الحديث من محاولة إصلاح القاتل لإقناعه بالكف عن ارتكاب القتل. كما أن الوصية السادسة من الوصايا العشر لا تترك أي مجال للشك في عدالة أن يقتل القاتل، فهي تقول "لا تقتل"، والفعل في العبرية يعنى: "لا ترتكب جريمة قتل"، ولكنه لا يعني مطلقا عدم تنفيذ الاعدام في مجرم يستحق الإعدام،





ففي الإصحاح التالي من سفر الخروج ، للإصحاح الذي جاءت به الوصايا العشر ، ترد الوصية: [12«مَنْ ضَرَبَ إِنْسَاناً فَمَاتَ يُقْتَلُ قَتْلاً.] (خروج 21: 12)، متى حدث ذلك عن تعمد وسبق إصرار، أما إذا حدث القتل عن غير عمد أو عفوا، فكان يمكن للقاتل أن يهرب إلي إحدي مدن الملجأ [13وَلَكِنَّ الَّذِي لَمْ يَتَعَمَّدْ بَلْ أَوْقَعَ اللهُ فِي يَدِهِ فَأَنَا أَجْعَلُ لَكَ مَكَاناً يَهْرُبُ إِلَيْهِ.] (خر 21: 13) حيث يجد ملجأ إلي أن يموت رئيس الكهنة في ذلك الوقت [22وَلكِنْ إِنْ دَفَعَهُ بَغْتَةً بِلا عَدَاوَةٍ أَوْ أَلقَى عَليْهِ أَدَاةً مَا بِلا تَعَمُّدٍ 23أَوْ حَجَراً مَا مِمَّا يُقْتَلُ بِهِ بِلا رُؤْيَةٍ. أَسْقَطَهُ عَليْهِ فَمَاتَ وَهُوَ ليْسَ عَدُوّاً لهُ وَلا طَالِباً أَذِيَّتَهُ 24تَقْضِي الجَمَاعَةُ بَيْنَ القَاتِلِ وَبَيْنَ وَلِيِّ الدَّمِ حَسَبَ هَذِهِ الأَحْكَامِ. 25وَتُنْقِذُ الجَمَاعَةُ القَاتِل مِنْ يَدِ وَلِيِّ الدَّمِ وَتَرُدُّهُ الجَمَاعَةُ إِلى مَدِينَةِ مَلجَئِهِ التِي هَرَبَ إِليْهَا فَيُقِيمُ هُنَاكَ إِلى مَوْتِ الكَاهِنِ العَظِيمِ الذِي مُسِحَ بِالدُّهْنِ المُقَدَّسِ.] (عدد 35: 22-25).



أما جريمة القتل العمد فكان القتل هو عقوبتها المحتومة [30كُلُّ مَنْ قَتَل نَفْساً فَعَلى فَمِ شُهُودٍ يُقْتَلُ القَاتِلُ. وَشَاهِدٌ وَاحِدٌ لا يَشْهَدْ عَلى نَفْسٍ لِلمَوْتِ. 31وَلا تَأْخُذُوا فِدْيَةً عَنْ نَفْسِ القَاتِلِ المُذْنِبِ لِلمَوْتِ بَل إِنَّهُ يُقْتَلُ.] (عدد 35 : 31)،



فلم تكن تقبل فدية عن القاتل المذنب (كما كان مسموحا بذلك في قانون الحثيين مثلا). وكان الذي له حق تنفيذ عقوبة الإعدام ـ في شريعة موسى ـ هو "الولي" أي أقرب الرجال للقتيل، و كان يسمى "ولي الدم" (عدد 35: 19) و لكن يبدو أن هذا الحــق قد انتقل بعد ذلك إلي الملك [7وَهُوَذَا الْعَشِيرَةُ كُلُّهَا قَدْ قَامَتْ عَلَى جَارِيَتِكَ وَقَالُوا: سَلِّمِي ضَارِبَ أَخِيهِ لِنَقْتُلَهُ بِنَفْسِ أَخِيهِ الَّذِي قَتَلَهُ، فَنُهْلِكَ الْوَارِثَ أَيْضاً. فَيُطْفِئُونَ جَمْرَتِي الَّتِي بَقِيَتْ، وَلاَ يَتْرُكُونَ لِرَجُلِي اسْماً وَلاَ بَقِيَّةً عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ». .. .. .. 11فَقَالَتِ: «اذْكُرْ أَيُّهَا الْمَلِكُ الرَّبَّ إِلَهَكَ حَتَّى لاَ يُكَثِّرَ وَلِيُّ الدَّمِ الْقَتْلَ لِئَلاَّ يُهْلِكُوا ابْنِي». فَقَالَ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِنَّهُ لاَ تَسْقُطُ شَعْرَةٌ مِنْ شَعْرِ ابْنِكِ إِلَى الأَرْضِ».] (انظر صموئيل الثانى 14: 7 و 11) ، [34فَصَعِدَ بَنَايَاهُو بْنُ يَهُويَادَاعَ وَبَطَشَ بِهِ وَقَتَلَهُ، فَدُفِنَ فِي بَيْتِهِ فِي الْبَرِّيَّةِ.] (ملوك الأول 2: 34).





وإذا وجد قتيل لا يعلم من قتله، كان يعقد شيوخ المنطقة التي حدثت فيها جريمة القتل، جلسة علنية و يفحصون الأمر ثم يقسمون ببراءتهم، و يقدمون ذبيحة للرب طالبين منه الغفران حتى لا تظل أيديهم ملطخة بدم القتيل [1«إِذَا وُجِدَ قَتِيلٌ فِي الأَرْضِ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَمْتَلِكَهَا وَاقِعاً فِي الحَقْلِ لا يُعْلمُ مَنْ قَتَلهُ 2يَخْرُجُ شُيُوخُكَ وَقُضَاتُكَ وَيَقِيسُونَ إِلى المُدُنِ التِي حَوْل القَتِيلِ. 3فَالمَدِينَةُ القُرْبَى مِنَ القَتِيلِ يَأْخُذُ شُيُوخُ تِلكَ المَدِينَةِ عِجْلةً مِنَ البَقَرِ لمْ يُحْرَثْ عَليْهَا لمْ تَجُرَّ بِالنِّيرِ. 4وَيَنْحَدِرُ شُيُوخُ تِلكَ المَدِينَةِ بِالعِجْلةِ إِلى وَادٍ دَائِمِ السَّيَلانِ لمْ يُحْرَثْ فِيهِ وَلمْ يُزْرَعْ وَيَكْسِرُونَ عُنُقَ العِجْلةِ فِي الوَادِي. 5ثُمَّ يَتَقَدَّمُ الكَهَنَةُ بَنُو لاوِي - لأَنَّهُ إِيَّاهُمُ اخْتَارَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِيَخْدِمُوهُ وَيُبَارِكُوا بِاسْمِ الرَّبِّ وَحَسَبَ قَوْلِهِمْ تَكُونُ كُلُّ خُصُومَةٍ وَكُلُّ ضَرْبَةٍ - 6وَيَغْسِلُ جَمِيعُ شُيُوخِ تِلكَ المَدِينَةِ القَرِيبِينَ مِنَ القَتِيلِ أَيْدِيَهُمْ عَلى العِجْلةِ المَكْسُورَةِ العُنُقُِ فِي الوَادِي 7وَيَقُولُونَ: أَيْدِينَا لمْ تَسْفِكْ هَذَا الدَّمَ وَأَعْيُنُنَا لمْ تُبْصِرْ. 8اِغْفِرْ لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيل الذِي فَدَيْتَ يَا رَبُّ وَلا تَجْعَل دَمَ بَرِيءٍ فِي وَسَطِ شَعْبِكَ إِسْرَائِيل. فَيُغْفَرُ لهُمُ الدَّمُ. 9فَتَنْزِعُ الدَّمَ البَرِيءَ مِنْ وَسَطِكَ إِذَا عَمِلتَ الصَّالِحَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ.] (تثنية 21: 1-9).





وهناك بعض قضايا معينة: "فإذا تخاصم رجلان و صدم أحدهما زوجة الآخر الحبلى وحدثت أذية، فكانت تعطى نفس بنفس [22وَإِذَا تَخَاصَمَ رِجَالٌ وَصَدَمُوا امْرَأَةً حُبْلَى فَسَقَطَ وَلَدُهَا وَلَمْ تَحْصُلْ أَذِيَّةٌ يُغَرَّمُ كَمَا يَضَعُ عَلَيْهِ زَوْجُ الْمَرْأَةِ وَيَدْفَعُ عَنْ يَدِ الْقُضَاةِ. .. .. .. 25وَكَيّاً بِكَيٍّ وَجُرْحاً بِجُرْحٍ وَرَضّاً بِرَضٍّ.] (خروج 21: 22 و 25)."



و إذا نطح ثور رجلاً أو امرأة فمات يرجم الثور. أما صاحب الثور فيكون بريئا، و لكن أن كان ثوراً نطاحاً من قبل ، ولم يحسن صاحبه ضبطه فإن صاحبة يقتل [28«وَإِذَا نَطَحَ ثَوْرٌ رَجُلاً أَوِ امْرَأَةً فَمَاتَ يُرْجَمُ الثَّوْرُ وَلاَ يُؤْكَلُ لَحْمُهُ. وَأَمَّا صَاحِبُ الثَّوْرِ فَيَكُونُ بَرِيئاً. 29وَلَكِنْ إِنْ كَانَ ثَوْراً نَطَّاحاً مِنْ قَبْلُ وَقَدْ أُشْهِدَ عَلَى صَاحِبِهِ وَلَمْ يَضْبِطْهُ فَقَتَلَ رَجُلاً أَوِ امْرَأَةً فَالثَّوْرُ يُرْجَمُ وَصَاحِبُهُ أَيْضاً يُقْتَلُ.](خروج21: 28 و29).





إذا وجد السارق وهو ينقب ليلاً، كان لصاحب البيت الحق في قتله دفاعا عن بيته واسرته، و لكن إذا حدث ذلك نهاراً، يكون صاحب البيت مذنبا أن قتل السارق، إذ في تلك الحالة يكون من اليسير معرفة قصد السارق [2إِنْ وُجِدَ السَّارِقُ وَهُوَ يَنْقُبُ فَضُرِبَ وَمَاتَ فَلَيْسَ لَهُ دَمٌ. 3وَلَكِنْ إِنْ أَشْرَقَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ فَلَهُ دَمٌ. إِنَّهُ يُعَوِّضُ. إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ يُبَعْ بِسِرْقَتِهِ.] (خروج 22: 2 و 3).





(2) ـ الاعتداء والتشويه: كانت عقوبة أي اعتداء آثم على آخر، ينتج عنه ضرر خطير أو دائم، هي كما يقررها القانون: [23وَإِنْ حَصَلَتْ أَذِيَّةٌ تُعْطِي نَفْساً بِنَفْسٍ 24وَعَيْناً بِعَيْنٍ وَسِنّاً بِسِنٍّ وَيَداً بِيَدٍ وَرِجْلاً بِرِجْلٍ 25وَكَيّاً بِكَيٍّ وَجُرْحاً بِجُرْحٍ وَرَضّاً بِرَضٍّ.] (خروج 21: 24 و 25)، وذلك بالمقابلة مع العقوبات القاسية التي كانت تقضي ببتر أعضاء من يعتدي على حق ملكية غيره، علاوة على التعويضات المادية و الجلد العلني، و الأشغال الشاقة فترة من الزمن لحساب الحكومة (قوانين الدولة الأشورية الوسطى).





ومن اعتدى على أبيه أو أمه بالضرب [أو بالسب]، كان يعتبر مرتكبا لجريمة كبرى عقوبتها الموت [15وَمَنْ ضَرَبَ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ يُقْتَلُ قَتْلاً. .. .. 17وَمَنْ شَتَمَ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ يُقْتَلُ قَتْلاً.] (خروج 21: 15)، إذ كان ذلك خروجاً على كل أسس الروابط الأسرية و السلطة البشرية (كما أنها تعد على وصية الله الآب السماوي). أما إذا أصيب عبد أو أمة، ففقد عينا أو سناً، فكان على سيده أن يطلقه حراً [26وَإِذَا ضَرَبَ إِنْسَانٌ عَيْنَ عَبْدِهِ أَوْ عَيْنَ أَمَتِهِ فَأَتْلَفَهَا يُطْلِقُهُ حُرّاً عِوَضاً عَنْ عَيْنِهِ. 27وَإِنْ أَسْقَطَ سِنَّ عَبْدِهِ أَوْ سِنَّ أَمَتِهِ يُطْلِقُهُ حُرّاً عِوَضاً عَنْ سِنِّهِ.] (خروج 21: 26 و 27).





(3) ـ الاغتصاب والسرقة: كان حكم الشريعة الموسوية أن السارق التائب عليه أن يرد ما اغتصبه و يزيد عليه خمسه، ولم يكن في إمكانه أن يتقدم إلى الرب بذبيحة لإثمه إلا بعد أن يقوم بذلك التعويض [2«إِذَا أَخْطَأَ أَحَدٌ وَخَانَ خِيَانَةً بِالرَّبِّ وَجَحَدَ صَاحِبَهُ وَدِيعَةً أَوْ أَمَانَةً أَوْ مَسْلُوباً أَوِ اغْتَصَبَ مِنْ صَاحِبِهِ 3أَوْ وَجَدَ لُقَطَةً وَجَحَدَهَا وَحَلَفَ كَاذِباً عَلَى شَيْءٍ مِنْ كُلِّ مَا يَفْعَلُهُ الْإِنْسَانُ مُخْطِئاً بِهِ - 4فَإِذَا أَخْطَأَ وَأَذْنَبَ يَرُدُّ الْمَسْلُوبَ الَّذِي سَلَبَهُ أَوِ الْمُغْتَصَبَ الَّذِي اغْتَصَبَهُ أَوِ الْوَدِيعَةَ الَّتِي أُودِعَتْ عِنْدَهُ أَوِ اللُّقَطَةَ الَّتِي وَجَدَهَا 5أَوْ كُلَّ مَا حَلَفَ عَلَيْهِ كَاذِباً. يُعَوِّضُهُ بِرَأْسِهِ وَيَزِيدُ عَلَيْهِ خُمْسَهُ. إِلَى الَّذِي هُوَ لَهُ يَدْفَعُهُ يَوْمَ ذَبِيحَةِ إِثْمِهِ. 6وَيَأْتِي إِلَى الرَّبِّ بِذَبِيحَةٍ لإِثْمِهِ كَبْشاً صَحِيحاً مِنَ الْغَنَمِ بِتَقْوِيمِكَ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ إِلَى الْكَاهِنِ. 7فَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ فَيُصْفَحُ عَنْهُ فِي الشَّيْءِ مِنْ كُلِّ مَا فَعَلَهُ مُذْنِباً بِهِ».] (لاويين 6: 2-7).





ويجمع سفر اللاويين بين الاغتصاب والسلب و عدم دفع أجرة الأجير في يومه، كنوع واحد من الجرائم المنهي عنها (لاويين 19: 13)، ولكنه لم يقرر لها عقوبة معينة (وكانت العقوبة في قانون حمورابي، مادة 22، هي الإعدام). أما السطو على المنازل فكان يمكن لرب البيت أن يدفعه، و لو أدي الأمر إلي قتل اللص كما سبق القول.





وهناك جريمة سرقة المواشي، وكانت عقوبتها أن يعوض باثنتين عن كل واحدة سرقها إذا وجدت السرقة في يده حية، أما إذا كان قد ذبحها أو بـاعها، فكان عليه أن يعوض بخمسة ثيران، وبأربعة من الغنم عن الشاة [1«إِذَا سَرِقَ إِنْسَانٌ ثَوْراً أَوْ شَاةً فَذَبَحَهُ أَوْ بَاعَهُ يُعَوِّضُ عَنِ الثَّوْرِ بِخَمْسَةِ ثِيرَانٍ وَعَنِ الشَّاةِ بِأَرْبَعَةٍ مِنَ الْغَنَمِ. .. .. .. 4إِنْ وُجِدَتِ السِّرْقَةُ فِي يَدِهِ حَيَّةً ثَوْراً كَانَتْ أَمْ حِمَاراً أَمْ شَاةً يُعَوِّضُ بِاثْنَيْنِ.) خروج 22: 1 و4 وليست فى سفر اللاويين كما كتبت دائرة المعارف الكتابية] (لاويين 22: 1 و 4). وفي حالة عدم استطاعته التعويض، كان يباع اللص عبداً رقيقاً إلى أن يستوفي التعويض المطلوب.





(4) ـ الجرائم الجنسية: تولي الشريعة الموسوية إهتماماً كبيرا بأمور الزواج، والحفاظ على النسل نقيا، مثلها في ذلك مثل غيرها من الشرائع في الشرق الأوسط. ولكن على النقيض من الشرائع الوثنية (السومرية والبابلية والأشورية والحثية)، لم



تكن الشريعة الموسوية تسمح بالبغاء أو بالعلاقات الجنسية قبل الزواج، أو العلاقات الجنسية غير الشرعية من أي نوع ، إذ كان كل ذلك يعتبر من الخطايا الشنيعة.





كما أن السدومية أو العلاقات الجنسية بين النوع الواحد، كانت عقوبتها موت الشريكين في الجريمة [22وَلاَ تُضَاجِعْ ذَكَراً مُضَاجَعَةَ امْرَأَةٍ. إِنَّهُ رِجْسٌ. .. .. .. 29بَلْ كُلُّ مَنْ عَمِلَ شَيْئاً مِنْ جَمِيعِ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ تُقْطَعُ الأَنْفُسُ الَّتِي تَعْمَلُهَا مِنْ شَعْبِهَا.] (لاويين 18: 22 و29) ، [3وَأَجْعَلُ أَنَا وَجْهِي ضِدَّ ذَلِكَ الْإِنْسَانِ وَأَقْطَعُهُ مِنْ شَعْبِهِ لأَنَّهُ أَعْطَى مِنْ زَرْعِهِ لِمُولَكَ لِكَيْ يُنَجِّسَ مَقْدِسِي وَيُدَنِّسَ اسْمِيَ الْقُدُّوسَ.] (لاويين20: 3).





[الغريب أنه مع وجود هذه النصوص الجميلة التى من شأنها تنظيف المجتمع من النجاسات ومرتكبيها ، يَعُجُّ الكتاب المقدس بنماذج غير مشرفة للأنبياء الزناة ، فلك أن تتخيل أن نبيك ، المثال الأعلى لك ، من تهتدى بهديه ، من الزناة ، فعلام يدعوك الكتاب إذاً؟ هل هذا الإفساد فى الأرض لتمهيد ظهور الدجال وفساد كل أهل الأرض؟]





[اقرأ: نبى الله يهوذا عليه السلام يزنى بثامار زوجة ابنه: (تكوين إصحاح 38).]



[اقرأ: نبى الله شاول يُزوِّج ابنته زوجة داود عليه السلام من شخص آخر وهى لم تُطلَّق من زوجها الأول: (44فَأَعْطَى شَاوُلُ مِيكَالَ ابْنَتَهُ امْرَأَةَ دَاوُدَ لِفَلْطِي بْنِ لاَيِشَ الَّذِي مِنْ جَلِّيمَ.) (صموئيل الأول 25: 44) و (14وَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً إِلَى إِيشْبُوشَثَ بْنِ شَاوُلَ يَقُولُ: «أَعْطِنِي امْرَأَتِي مِيكَالَ الَّتِي خَطَبْتُهَا لِنَفْسِي بِمِئَةِ غُلْفَةٍ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». 15فَأَرْسَلَ إِيشْبُوشَثُ وَأَخَذَهَا مِنْ عِنْدِ رَجُلِهَا، مِنْ فَلْطِيئِيلَ بْنِ لاَيِشَ. 16وَكَانَ رَجُلُهَا يَسِيرُ مَعَهَا وَيَبْكِي وَرَاءَهَا إِلَى بَحُورِيمَ. فَقَالَ لَهُ أَبْنَيْرُ: «اذْهَبِ ارْجِعْ». فَرَجَعَ.) صموئيل الثانى 3: 14-16.]





[اقرأ: نبى الله داود عليه السلام يزنى بجارته “امرأة أوريا” وخيانته العظمى للتخلص من زوجها وقتله: فى (صموئيل الثانى صح 11) !!!]



[اقرأ: شكيم يزنى بابنة نبى الله يعقوب (دينة) (تكوين 24: 20)]



[اقرأ: نبى الله إبراهيم لا يخشى الله ويضحى بشرفه وشرف زوجته سارة خوفاً على نفسه من القتل ولتحقيق مكاسب دنيوية، ويأمر زوجته بالكذب: (تكوين 12: 11-16)]



[اقرأ: نبى الله لوط يسكر ويزنى بابنتيه: (تكوين19: 30-38)]



[اقرأ: نبى الله إبراهيم لا يخشى الله ويقبل التضحية بشرفه وشرف زوجته سارة، ولم يتعلم من الدرس الذى أخذه من حكايته مع فرعون: (تكوين 20: 1-12)]



[اقرأ: نبى الله موسى وأخوه هارون أولاد حرام (زواج غير شرعى): يقول سفراللاويبن18: 12 (عورة أخت أبيك لا تكشف إنها قريبة أبيك) ؛ إلا أن عمرام أبو نبى الله موسى قد تزوج عمته: (وأخذ عمرام يوكابد عمته زوجة له فولدت له هارون وموسى) الخروج 6 : 20]



[اقرأ: نبى الله يعقوب يجمع بين الأختين: فقد تزوج ليئة وراحيل الأختين وأنجب منهما(تكوين 29: 23-30)؛ويُحرِّم سفر اللاويين الجمع بين الأختين(لاويين 18: 18)]



[اقرأ: نبى الله إبراهيم يتزوج من أخته لأبيه: تزوج نبى الله إبراهيم عليه السلام من سارة وهى أخته من أبيه (تكوين 20: 12) ؛ على الرغم من أن سفر اللاويين 18: 9 يحرم الزواج من الأخت للأب أو للأم!]



[اقرأ نبى الله داود لا ينام إلا فى حضن امرأة عذراء: ملوك الأول 1: 1-4]



[اقرأ: رب الأرباب ينتقم من نبيه داود عليه السلام على زناه فيسلم أهل بيته للزنى: صموئيل الثانى 12: 11-12!!! ]



[اقرأ: الكتاب المقدس يعلمك كيف يزنى الأخ بأخته: (أمنون بن داود يزنى بأخته ثامار أخت أبشالوم بن داود) اقرأ سيناريو هذا الفيلم فى (صموئيل الثانى صح 13).]



[اقرأ: نبى الله شمشون يذهب إلى غزة ورأى هناك امرأة زانية فدخل إليها(قضاة16: 1)]



[اقرأ: نبى الله رأوبين يزنى بزوجة أبيه بلهة: (تكوين 35: 22 ؛ 49: 3-4)]



[اقرأ: نبى الله حزقيال يشجع النساء على الزنى والفجور(حزقيال 16: 33-34)]




[اقرأ: الكتاب المقدس يُحِثُّ على اختطاف بنات شيلوه واغتصابهن: (20 واوصوا بني بنيامين قائلين امضوا واكمنوا في الكروم. 21 وانظروا فاذا خرجت بنات شيلوه ليدرن في الرقص فاخرجوا انتم من الكروم واخطفوا لانفسكم كل واحد امرأته من بنات شيلوه واذهبوا الى ارض بنيامين.) قضاة 21: 20-21]





[ولم تكن هذه هي كل النصوص التي تُؤخذ على الكتاب المقدس ، بل إن هناك سفراً كاملاً ، وهو سفر نشيد الإنشاد الذى يُنسَب إلى نبى الله سليمان ـ الذى يتهمه الكتاب بالكفر وعبادة الأوثان ، ومع ذلك فكتاباته من وحى الإله ومقدسة ـ هذا السفر عبارة عن وصف جنسى لشعور امرأة تشتهى رجلاً وهى فى قمة اشتياقها له ، أذكر منها فقط هذا النص: (1مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ! دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الْحَلِيِّ صَنْعَةِ يَدَيْ صَنَّاعٍ. 2سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمْزُوجٌ. بَطْنُكِ صُبْرَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسَّوْسَنِ. 3ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْنِ تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ. 4عُنُقُكِ كَبُرْجٍ مِنْ عَاجٍ. عَيْنَاكِ كَالْبِرَكِ فِي حَشْبُونَ عِنْدَ بَابِ بَثِّ رَبِّيمَ. أَنْفُكِ كَبُرْجِ لُبْنَانَ النَّاظِرِ تُجَاهَ دِمَشْقَ. ... 6مَا أَجْمَلَكِ وَمَا أَحْلاَكِ أَيَّتُهَا الْحَبِيبَةُ بِاللَّذَّاتِ! 7قَامَتُكِ هَذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ. 8قُلْتُ:«إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكُ بِعُذُوقِهَا».وَتَكُونُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ وَرَائِحَةُ أَنْفِكِ كَالتُّفَّاحِ)نشيد الإنشاد7: 1-8]





كما أن الاضطجاع مع بهيمة كانت عقوبته الموت للإنسان و للبهيمة [23وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ بَهِيمَةٍ مَضْجَعَكَ فَتَتَنَجَّسَ بِهَا. وَلاَ تَقِفِ امْرَأَةٌ أَمَامَ بَهِيمَةٍ لِنِزَائِهَا. إِنَّهُ فَاحِشَةٌ.] (لاويين 18: 23)، [15وَإِذَا جَعَلَ رَجُلٌ مَضْجَعَهُ مَعَ بَهِيمَةٍ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ وَالْبَهِيمَةُ تُمِيتُونَهَا. 16وَإِذَا اقْتَرَبَتِ امْرَأَةٌ إِلَى بَهِيمَةٍ لِنِزَائِهَا تُمِيتُ الْمَرْأَةَ وَالْبَهِيمَةَ. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا.] (لاويين 20: 15-16).





فكل جرائم الجنس كانت تعتبر خطايا كبيرة أمام الله، لأنها تسىء إلي المجتمع ككل، وكان اهمال تنفيذ العقوبة دليلا على انحدار إسرائيل إلي مستوى الكنعانيين الوثنيين، الذين طردهم الرب من أمام بني إسرائيل لأجل جميع هذه الرجسات (لاويين18: 24-29)





حتى إن إعادة الزواج من امرأة سبق أن طلقت و صارت لرجل أخر، كانت تعتبر أنها تجلب خطية على الأرض [1«إِذَا أَخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَتَزَوَّجَ بِهَا فَإِنْ لمْ تَجِدْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ لأَنَّهُ وَجَدَ فِيهَا عَيْبَ شَيْءٍ وَكَتَبَ لهَا كِتَابَ طَلاقٍ وَدَفَعَهُ إِلى يَدِهَا وَأَطْلقَهَا مِنْ بَيْتِهِ 2وَمَتَى خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهِ ذَهَبَتْ وَصَارَتْ لِرَجُلٍ آخَرَ 3فَإِنْ أَبْغَضَهَا الرَّجُلُ الأَخِيرُ وَكَتَبَ لهَا كِتَابَ طَلاقٍ وَدَفَعَهُ إِلى يَدِهَا وَأَطْلقَهَا مِنْ بَيْتِهِ أَوْ إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ الأَخِيرُ الذِي اتَّخَذَهَا لهُ زَوْجَةً 4لا يَقْدِرُ زَوْجُهَا الأَوَّلُ الذِي طَلقَهَا أَنْ يَعُودَ يَأْخُذُهَا لِتَصِيرَ لهُ زَوْجَةً بَعْدَ أَنْ تَنَجَّسَتْ. لأَنَّ ذَلِكَ رِجْسٌ لدَى الرَّبِّ. فَلا تَجْلِبْ خَطِيَّةً عَلى الأَرْضِ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيباً.] (تثنية 24: 1-4).





وبالاجمال لم تكن العلاقات الجنسية تعتبر من شؤون الأفراد الشخصية، بل كان عدم الحفاظ على العفة يشوه صورة الأمة أمام الله لدرجة تستلزم دينونته ولعنته، إن لم تلق العقاب المناسب لها. ويجب ملاحظة أن هذه النظرة السامية للعفة، لم تكن ـ بالطبيعة ـ من نتاج الفكر العبراني، فهي على النقيض تماماً من نظرة كل شعوب العالم القديم، و للنظم القانونية فيما بين النهرين وعند الحثيين كما وصلت إلينا (وقد اهتمت كثيرا بتنظيم عملية البغاء العام وزواني المعبد)، ولا يمكن تعليل وجود مثل هذا المستوى الأخلاقي الرفيع في الشريعة الموسوية، إلا لأنها وصايا الله ضد ميولهم و نزعاتهم الطبيعية، كما تثبت ذلك الأسفار التاريخية وسفر الأمثال :



(أ) ـ الزنا: أى العلاقات الجنسية غير الشرعية بين المتزوجين، وهو الأمر الذي تنهي عنه الوصية السابعة (خروج 20: 14) وكانت عقوبته الرجم حتى الموت للرجل والمرأة [10وَإِذَا زَنَى رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةٍ فَإِذَا زَنَى مَعَ امْرَأَةِ قَرِيبِهِ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ الزَّانِي وَالزَّانِيَةُ.] (لاويين 20: 10 ، تثنية 22: 24). وحتى قبل وقوع الزواج، إذا ارتكبت امرأة مخطوبة الزنا مع رجل آخر، كان كلاهما يرجمان حتى الموت [23«إِذَا كَانَتْ فَتَاةٌ عَذْرَاءُ مَخْطُوبَةً لِرَجُلٍ فَوَجَدَهَا رَجُلٌ فِي المَدِينَةِ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا 24فَأَخْرِجُوهُمَا كِليْهِمَا إِلى بَابِ تِلكَ المَدِينَةِ وَارْجُمُوهُمَا بِالحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَا. الفَتَاةُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهَا لمْ تَصْرُخْ فِي المَدِينَةِ وَالرَّجُلُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَذَل امْرَأَةَ صَاحِبِهِ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ.] (تثنية 22: 23 و 24).





(ب) ـ الدعارة: أي الصلة الجنسية بين رجل وامرأة غير متزوجة، كانت ممنوعة، وكان على الآباء ألا يسمحوا لبناتهم بذلك [29لاَ تُدَنِّسِ ابْنَتَكَ بِتَعْرِيضِهَا لِلزِّنَى لِئَلَّا تَزْنِيَ الأَرْضُ وَتَمْتَلِئَ الأَرْضُ رَذِيلَةً.] (لاويين 19: 29)، فكانت الحياة الجنسية للأفراد تعتبر مرتبطة بخير المجتمع ككل، و ليست مجرد أمر خاص. ويبدو أنه كان في إمكان أي إسرائيلي ـ من غير الكهنة ـ أن يتزوج بزانية تائبة، حيث كان منهيا عن ذلك صراحة بالنسبة للكهنة (لاويين 21: 7). وكانت عقوبة ابنة الكاهن إذا زنت، أن تحرق بالنار لأنها [9وَإِذَا تَدَنَّسَتِ ابْنَةُ كَاهِنٍ بِالزِّنَى فَقَدْ دَنَّسَتْ أَبَاهَا. بِالنَّارِ تُحْرَقُ.] (لاويين 21: 9). و قد أعلن الرب رضاه عما فعله فينحاس حفيد هارون الكاهن عندما قتل المرأة المديانية الزانية، في حادثة بعل فغور (عدد 25: 7-15).





(ج) ـ اغتصاب فتاة أو إغوائها: إذا اغتصب رجل فتاة مخطوبة خارج المدينة (أي بعيدا عن حماية الأهل) كان عقابه الموت، و أما الفتاة فلا ذنب عليها [25وَلكِنْ إِنْ وَجَدَ الرَّجُلُ الفَتَاةَ المَخْطُوبَةَ فِي الحَقْلِ وَأَمْسَكَهَا الرَّجُلُ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا يَمُوتُ الرَّجُلُ الذِي اضْطَجَعَ مَعَهَا وَحْدَهُ. 26وَأَمَّا الفَتَاةُ فَلا تَفْعَل بِهَا شَيْئاً. ليْسَ عَلى الفَتَاةِ خَطِيَّةٌ لِلمَوْتِ بَل كَمَا يَقُومُ رَجُلٌ عَلى صَاحِبِهِ وَيَقْتُلُهُ قَتْلاً. هَكَذَا هَذَا الأَمْرُ. 27إِنَّهُ فِي الحَقْلِ وَجَدَهَا فَصَرَخَتِ الفَتَاةُ المَخْطُوبَةُ فَلمْ يَكُنْ مَنْ يُخَلِّصُهَا.] (تثنية 22: 25-27)، فاغتصاب امرأة متزوجة أو مخطوبة، كان يعتبر نوعا من الزنى عقوبته الموت.





أما إذا أغوى رجل فتاة غير مخطوبة، فكان عليه أن يدفع لأبيها تعويضا خمسين شاقلا من الفضة، ويأخذ الفتاة زوجة له لا يقدر أن يطلقها، إلا إذا أبى أبوها أن يعطيها له زوجة [16«وَإِذَا رَاوَدَ رَجُلٌ عَذْرَاءَ لَمْ تُخْطَبْ فَاضْطَجَعَ مَعَهَا يَمْهُرُهَا لِنَفْسِهِ زَوْجَةً.] (خروج 22: 16) ، [28«إِذَا وَجَدَ رَجُلٌ فَتَاةً عَذْرَاءَ غَيْرَ مَخْطُوبَةٍ فَأَمْسَكَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا فَوُجِدَا. 29يُعْطِي الرَّجُلُ الذِي اضْطَجَعَ مَعَهَا لأَبِي الفَتَاةِ خَمْسِينَ مِنَ الفِضَّةِ وَتَكُونُ هِيَ لهُ زَوْجَةً مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدْ أَذَلهَا. لا يَقْدِرُ أَنْ يُطَلِّقَهَا كُل أَيَّامِهِ.] (تثنية 22: 28 و 29).





(د) ـ زواج المحارم: كان الزواج من المحارم ـ أي الأقرباء الأقربين ــ جريمة كبرى عقوبتها القتل، كما في حالة اضطجاع رجل مع امرأة أبيه، أو إذا اضطجع رجل مع كنته .... وإذا اتخذ رجل امرأة وأمها، كانوا يحرقونه و إياهما بالنار [11وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةِ أَبِيهِ فَقَدْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَبِيهِ. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ كِلاَهُمَا. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا. 12وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ كَنَّتِهِ فَإِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ كِلاَهُمَا. قَدْ فَعَلاَ فَاحِشَةً. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا. 13وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ ذَكَرٍ اضْطِجَاعَ امْرَأَةٍ فَقَدْ فَعَلاَ كِلاَهُمَا رِجْساً. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا. 14وَإِذَا اتَّخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَأُمَّهَا فَذَلِكَ رَذِيلَةٌ. بِالنَّارِ يُحْرِقُونَهُ وَإِيَّاهُمَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ رَذِيلَةٌ بَيْنَكُمْ.] (لاويين 20: 11-14).





وكان يعتبر من هذه الجرائم أيضاً زواج الأخ بأخته الشقيق أو غير الشقيق، أو الرجل بعمته أو خالته أو امرأة عمه، أو امرأة عمه، أو إذا تزوج رجل بامرأة أخيه [17وَإِذَا أَخَذَ رَجُلٌ أُخْتَهُ بِنْتَ أَبِيهِ أَوْ بِنْتَ أُمِّهِ وَرَأَى عَوْرَتَهَا وَرَأَتْ هِيَ عَوْرَتَهُ فَذَلِكَ عَارٌ. يُقْطَعَانِ أَمَامَ أَعْيُنِ بَنِي شَعْبِهِمَا. قَدْ كَشَفَ عَوْرَةَ أُخْتِهِ. يَحْمِلُ ذَنْبَهُ. .. .. .. 19عَوْرَةَ أُخْتِ أُمِّكَ أَوْ أُخْتِ أَبِيكَ لاَ تَكْشِفْ. إِنَّهُ قَدْ عَرَّى قَرِيبَتَهُ. يَحْمِلاَنِ ذَنْبَهُمَا. 20وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةِ عَمِّهِ فَقَدْ كَشَفَ عَوْرَةَ عَمِّهِ. يَحْمِلاَنِ ذَنْبَهُمَا. يَمُوتَانِ عَقِيمَيْنِ. 21وَإِذَا أَخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةَ أَخِيهِ فَذَلِكَ نَجَاسَةٌ. قَدْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَخِيهِ. يَكُونَانِ عَقِيمَيْنِ.] (لاويين 20: 11 و12 و17 و 19-21) ، إلا في حالة موت الأخ دون أن يخلف ابنا: [5«إِذَا سَكَنَ إِخْوَةٌ مَعاً وَمَاتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَليْسَ لهُ ابْنٌ فَلا تَصِرِ امْرَأَةُ المَيِّتِ إِلى خَارِجٍ لِرَجُلٍ أَجْنَبِيٍّ. أَخُو زَوْجِهَا يَدْخُلُ عَليْهَا وَيَتَّخِذُهَا لِنَفْسِهِ زَوْجَةً وَيَقُومُ لهَا بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. 6وَالبِكْرُ الذِي تَلِدُهُ يَقُومُ بِاسْمِ أَخِيهِ المَيِّتِ لِئَلا يُمْحَى اسْمُهُ مِنْ إِسْرَائِيل. 7«وَإِنْ لمْ يَرْضَ الرَّجُلُ أَنْ يَأْخُذَ امْرَأَةَ أَخِيهِ تَصْعَدُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِلى البَابِ إِلى الشُّيُوخِ وَتَقُولُ: قَدْ أَبَى أَخُو زَوْجِي أَنْ يُقِيمَ لأَخِيهِ اسْماً فِي إِسْرَائِيل. لمْ يَشَأْ أَنْ يَقُومَ لِي بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. 8فَيَدْعُوهُ شُيُوخُ مَدِينَتِهِ وَيَتَكَلمُونَ مَعَهُ. فَإِنْ أَصَرَّ وَقَال: لا أَرْضَى أَنْ أَتَّخِذَهَا 9تَتَقَدَّمُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِليْهِ أَمَامَ أَعْيُنِ الشُّيُوخِ وَتَخْلعُ نَعْلهُ مِنْ رِجْلِهِ وَتَبْصُقُ فِي وَجْهِهِ وَتَقُولُ:هَكَذَا يُفْعَلُ بِالرَّجُلِ الذِي لا يَبْنِي بَيْتَ أَخِيهِ. 10فَيُدْعَى اسْمُهُ فِي إِسْرَائِيل «بَيْتَ مَخْلُوعِ النَّعْلِ».](تثنية 25: 5-10).





كما كان محرما أيضاً معاشرة الرجل لحماته [23مَلعُونٌ مَنْ يَضْطَجِعُ مَعَ حَمَاتِهِ. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ.] (تثنية 27: 23)، وكذلك الزواج من أختين [18وَلاَ تَأْخُذِ امْرَأَةً عَلَى أُخْتِهَا لِلضِّرِّ لِتَكْشِفَ عَوْرَتَهَا مَعَهَا فِي حَيَاتِهَا.] (لاويين 18: 18)، وهى عبارة يرى فيها البعض تحريما لتعدد الزوجات، باعتبار أن "الأخت" تعني أى امرأة أخرى حسب المفهوم العبري لكلمة "أخت". وكذلك كان محظورا زواج الابن بأمه أو الرجل بحفيدته [10عَوْرَةَ ابْنَةِ ابْنِكَ أَوِ ابْنَةِ ابْنَتِكَ لاَ تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا. إِنَّهَا عَوْرَتُكَ.] (لاويين 18: 10).





(هـ) ـ المعاشرة الزوجية في فترة الطمث: حيث إن فترة الطمث تعتبر فترة أمان من الحمل، كانت المرأة تتعرض لافتئات الرجل عليها في تلك الفترة، لذلك كانت النواهي شديدة وحازمة ضد الاتصال الجنسي في تلك الفترة ، وكانت عقوبة ذلك الموت [19«وَلاَ تَقْتَرِبْ إِلَى امْرَأَةٍ فِي نَجَاسَةِ طَمْثِهَا لِتَكْشِفَ عَوْرَتَهَا.] (لاويين 18: 19) ، [18وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةٍ طَامِثٍ وَكَشَفَ عَوْرَتَهَا عَرَّى يَنْبُوعَهَا وَكَشَفَتْ هِيَ يَنْبُوعَ دَمِهَا يُقْطَعَانِ كِلاَهُمَا مِنْ شَعِبْهِمَا.] (لاويين20: 18).





بل كان زوجها يظل نجساً سبعة أيام إذا اضجع على فراشها [24وَإِنِ اضْطَجَعَ مَعَهَا رَجُلٌ فَكَانَ طَمْثُهَا عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَكُلُّ فِرَاشٍ يَضْطَجِعُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً.](لاويين 15: 24).





(5) ـ إهانة الوالداين: لم يكن فقط التعدي على الوالدين يعتبر جريمة كبرى [15وَمَنْ ضَرَبَ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ يُقْتَلُ قَتْلاً.] (خروج 21: 15) , بل [17وَمَنْ شَتَمَ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ يُقْتَلُ قَتْلاً.] (خروج 21: 17) "دمه عليه" (لاويين 20: 9) بل كان الابن يعتبر مذنبا يستوجب القتل إذا كان معاندا أو متمردا "لا يسمع لقول أبيه ولا لقول أمه" أو كان مسرفا سكيراً، وفي هذه الحالة كان على أبويه أن يأتيا به إلى شيوخ مدينته ويقدما الشكوى ضده [18«إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ ابْنٌ مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لا يَسْمَعُ لِقَوْلِ أَبِيهِ وَلا لِقَوْلِ أُمِّهِ وَيُؤَدِّبَانِهِ فَلا يَسْمَعُ لهُمَا. 19يُمْسِكُهُ أَبُوهُ وَأُمُّهُ وَيَأْتِيَانِ بِهِ إِلى شُيُوخِ مَدِينَتِهِ وَإِلى بَابِ مَكَانِهِ 20وَيَقُولانِ لِشُيُوخِ مَدِينَتِهِ: ابْنُنَا هَذَا مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لا يَسْمَعُ لِقَوْلِنَا وَهُوَ مُسْرِفٌ وَسِكِّيرٌ. 21فَيَرْجُمُهُ جَمِيعُ رِجَالِ مَدِينَتِهِ بِحِجَارَةٍ حَتَّى يَمُوتَ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ وَيَسْمَعُ كُلُّ إِسْرَائِيل وَيَخَافُونَ.] (تثنية 21: 18-21)، فكان جميع رجال مدينته يرجمونه بحجارة حتى يموت، ليصير عبرة، فلا يفعل سائر الشباب مثله، فيحل الخراب والكوارث بهم جميعا.





ولا شك أن هذا الأمر لم يكن يحدث كثيراً، ولكن مجرد وروده في الشريعة بين الجرائم الكبري، كان كفيلاً ببث روح الإحترام و التوقير للأبوين ولكل السلطات المقامة من الله في المجتمع الإسرائيلي.

(6) ـ خطف الإشخاص: وكانت عقوبة هذه الجريمة الإعدام : [16وَمَنْ سَرِقَ إِنْسَاناً وَبَاعَهُ أَوْ وُجِدَ فِي يَدِهِ يُقْتَلُ قَتْلاً.] (خروج 21: 16). وترد هذه العبارة في سفر التثنية بصورة أكثر تحديدا: [7«إِذَا وُجِدَ رَجُلٌ قَدْ سَرَقَ نَفْساً مِنْ إِخْوَتِهِ بَنِي إِسْرَائِيل وَاسْتَرَقَّهُ وَبَاعَهُ يَمُوتُ ذَلِكَ السَّارِقُ فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ.] (تثنية 24: 7) فلم يكن الخطف للحصول على فدية كما يحدث في العصر الحاضر، بل كان لبيعه عبداً رقيقاً، والأغلب لسيد وثني غريب.





(7) ـ الادعاء الخبيث، والحلف الكاذب: إذا اتهم إنسان صاحبه بتهمة كاذبة، وبنية شريرة، كان يتعرض لنفس العقوبة التي نوى أن يوقعها بأخيه لو ثبتت عليه التهمة، ونفس الأمر بالنسبة للشاهد بالزور عن عمد، [17يَقِفُ الرَّجُلانِ اللذَانِ بَيْنَهُمَا الخُصُومَةُ أَمَامَ الرَّبِّ أَمَامَ الكَهَنَةِ وَالقُضَاةِ الذِينَ يَكُونُونَ فِي تِلكَ الأَيَّامِ. 18فَإِنْ فَحَصَ القُضَاةُ جَيِّداً وَإِذَا الشَّاهِدُ شَاهِدٌ كَاذِبٌ. قَدْ شَهِدَ بِالكَذِبِ عَلى أَخِيهِ 19فَافْعَلُوا بِهِ كَمَا نَوَى أَنْ يَفْعَل بِأَخِيهِ. فَتَنْزِعُونَ الشَّرَّ مِنْ وَسْطِكُمْ.] (تثنية 19: 17-19).





ومما هو جدير بالذكر أن أول مادة في قانون حمورابي كانت هكذا: "اذا اتهم إنسان إنساناً آخر بجريمة قتل، و لكن لم يمكن إثباتها، فإن المدعي بالإتهام يقتل". و لم يكن الهدف من هذا القانون الصارم، هو عقاب الجريمة ذاتها، العقاب الذي تستحقه فحسب، بل ولمنع أفراد المجتمع الآخرين من إساءة استخدام المحاكم لتنفيذ أهدافهم الشريرة.
؟؟؟؟؟؟؟؟======(((( ثانيا ـ الأخطاء الفردية: كما سبق أن ذكرنا آنفاً، هذه الأخطاء هي أخطاء شخصية من إنسان ضد إنسان آخر تستدعي النظر فيها قانونياً، ولا تقع تحت المساءلة العامة، وكان يجب أن يؤتى بالقضية أمام شيوخ المدينة الذين يجلسون في ساحة المدينة بالقرب من البوابة الرئيسية لها :



(أ) ـ الإضرار بملك الغير: فإذا أتلف إنسان كرم جاره أو حقله، بأن ترك مواشيه ترعى فيه، كان عليه أن يعوض من أجود حقله و من أجود كرمه (خروج 22: 5). وبالمثل إذا تسبب إنسان في موت بهيمة جاره، كان عليه أن يعوض عنها ببهيمة من نفس النوع (لاويين 24: 18 و 21).

وإذا سقطت بهيمة إنسان في حفرة أو بئر لا غطاء عليها، و ماتت البهيمة، كان على صاحب البئر أن يعوض، إذ كان الواجب على صاحب البئر أن يغطيها لحماية البهائم من الأذى (خروج 21: 33 و 34).

وإذا دفع المخطىء مالاً للتعويض (وكان التعويض عادة بسبيكة فضية)، كان له الحق في الاحتفاظ بالبهيمة الميتة. وفي حالة حدوث ضرر نتيجة انتشار النار من أرض إنسان إلي أرض إنسان آخر، "فاحترقت أكداس أو زرع أو حقل، فالذي أوقد الوقيد يعوض" من نفس النوع (خروج 22: 6).

(ب) ـ الودائع: إذا استودع إنسان وديعة ليحفظها، فمن خان الأمانة كان عليه أن يعوض صاحبها بالضعف (خروج 22: 9). أما إذا سرقت الوديعة أو افترست البهيمة، فعليه أن يعوض بالمثل فقط، و لكن بعد أن يحلف أمام الله أنه برىء تماماً من الأمر متى حدثت السرقة أو الضرر دون أن يشاهده أحد (خروج 22: 10 و 11).



(ج) ـ ظلم المساكين: كانت هناك ثلاث طبقات في الشرق القديم، معرضين للمعاملة الظالمة والاستغلال: الأرملة واليتيم والغريب (وكان عادة مهاجرا من شعب آخر، ولم يحصل على الجنسية اليهودية). كان من الصعب أن يحصلوا على معاملة عادلة في المجتمع أو أمام القضاء عندما يتعرضون للظلم من رجل غني أو ذي نفوذ، لذلك جعل الرب من نفسه حاميا لهم، ومن يظلمهم يقع تحت طائلة غضبه ولعنته [21«وَلاَ تَضْطَهِدِ الْغَرِيبَ وَلاَ تُضَايِقْهُ لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ غُرَبَاءَ فِي أَرْضِ مِصْرَ. 22لاَ تُسِئْ إِلَى أَرْمَلَةٍ مَا وَلاَ يَتِيمٍ. 23إِنْ أَسَأْتَ إِلَيْهِ فَإِنِّي إِنْ صَرَخَ إِلَيَّ أَسْمَعُ صُرَاخَهُ 24فَيَحْمَى غَضَبِي وَأَقْتُلُكُمْ بِالسَّيْفِ فَتَصِيرُ نِسَاؤُكُمْ أَرَامِلَ وَأَوْلاَدُكُمْ يَتَامَى.] (خروج 22: 21-24) فيقتلهم بالسيف، فتصير نساؤهم أرامل وأولادهم يتامى. أما عطفهم وإكرامهم للغريب فكانا على أساس ما كانوا هم أنفسهم عليه كغرباء في أرض مصر (خروج 23: 9).

ثالثا ـ العقوبات: ذكرت التوراة ثلاث وسائل لتنفيذ حكم الإعدام: الرجم، و الحرق، والضرب بالسيف. وثمة إشارة واحدة على الأقل، إلى الشنق، ولكن هذه العبارة غير واضحة تماما، فلعل تعليق الجثة على خشبة كان لتحذير الآخرين: "اذا كان على إنسان خطية حقها الموت فقتل وعلقته على خشبة"، وكان يجب أن لا تبيت "جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم" (خروج 21: 22 و 23)، وهو ما حدث يوم صلب الرب يسوع المسيح فانزلت جثته وجثتا اللصين عن الصلبان في نفس اليوم (يوحنا 19: 31). و حتى عندما قتل بنو إسرائيل قادة جيش الأعداء في الحرب، احترم يشوع هذه الوصية، وأمر بإنزال جثثهم عن الخشبة في نفس اليوم (يشوع 10: 27).



(أ) ـ الإعدام:

(1) ـ الإعدام بالرجم : كان هذا أكثر و الوسائل استخداما، وكان يحدث عادة بإشتراك ممثلين من كل فئات المجتمع بما فيهم الشهود (تثنية 17: 7).وكانت الجرائم التي عقوبتــها الرجم هي :

[1] تقديم الأبناء ذبيحة لمولك (لاويين 20: 2 و 5)،

[2] العرافة والعيافة والسحر (لاويين 20: 27) [وخروج 22: 18]،

[3] التجديف على اسم يهوه (لاويين 24: 15 و 16)،

[4] تدنيس السبت بالقيام بعمل يدوي (عدد 15: 32-36)،

[5] عبادة الالهة الكاذبة (تثنية 17: 2-7)،

[6] التمرد على سلطة الأبوين (تثنية 21: 18-21)،

[7] الزنا (تثنية 22: 22 و 23)،

[8] ومن يتعدى على وصية بالتحريم كما حدث مع عخان بن كرمي(يشوع 7: 25 ). وقد رجم استفانوس لاتهامه بالتجديف (أعمال 7: 57 و 58).



(2) ـ الإعدام بالسيف: يبدو أن هذه كانت وسيلة إعدام القاتل، و بخاصة عندما يقوم بالتنفيذ "ولي الدم" (عدد 35: 19 و 21). كما كان السيف هو وسيلة قتل سكان المدينة الذين ذهبوا وعبدو آلهة اخرى (تثنية 13: 15) . وقد استخدم لأول مرة في قتل من عبدوا العجل الذهبي (خروج 32: 27).

فكان السيف يستخدم عندما يكون عدد القتلى كبيراً.



(3) ـ الإعدام بالحرق: وكان الحرق وسيلة إعدام

[1] الرجل الذي يتخذ امرأة وأمها، فكان يحرق وإياهما بالنار (لاويين 20: 14).

[2] كما كانت تحرق ابنة الكاهن إذا تدنست بالزنى (لاويين 21: 9).



(ب) ـ بتر الأعضاء :

كانت عقوبة

[1] المرأة التى تتقدم لكي تخلص رجلها من يد ضاربه، فتمد يدها و تمسك بعورته، أن تقطع يدها (تثنية 25: 12).

[2] كما كان عقاب من يسبب لأخر فقدان عضو أن يجازى بنفس ما أحدثه بالآخر: "عينا بعين وسنا بسن يداً بيد ورجلاً برجل وكيا بكي وجرحا بجرح ورضا برض" (خروج 21: 24 و 25).

ويفترض أن تنفيذ العقوبة كان يقوم به المصاب أمام القضاة، رغم أن هذا لا يذكر صراحة. وكانت هذه هي العقوبة في حالة الإصابة عن عمد أو عن إهمال جسيم أو طياشة. ومما هو جدير بالملاحظة أن العقوبة لم تكن تمتد إلي أسرة المتهم، كما كان الحال في القوانين البابلية والأشورية (فمثلا جاء في المادة 55 من القانون الأشورى الوسيط أن تسلم زوجة من أغوى فتاة إلي والد الفتاة ليستخدمها في الدعارة) ، فقد جاء صريحا في الشريعة: "لا يقتل الآباء عن الأولاد، ولا يقتل الأولاد عن الآباء. كل إنسان بخطيته يقتل" (تثنية 24: 16)، ولا شك أن هذا ينطبق أيضاً في حالة إحداث ضرر بأحد أعضاء شخص آخر، فالمجرم كان يتحمل هو شخصيا عقاب جريمته.



(ج) ـ الجلد:

كان يشرف على تنفيذ هذه العقوبة، القاضي نفسه، وإن كان لم يبين بوضوح أنواع الجرائم التي كانت عقوبتها الجلد. كان المحكوم عليه يطرح أرضاً و يجلدونه أمام القاضي الجلدات المحكوم بها عليه، على ألا تزيد عن أربعين جلدة (تثنية 25: 1-3). ويمكن أن نستخلص من التثنية (22: 8) أن الجلد علنا كان وسيلة عقاب الرجل الذي يتهم زوجته باطلاً بأنها لم تكن عذراء عندما تزوجها، ولا تذكر في التوراة جريمة أخري بالذات كانت عقوبتها الجلد. و لكننا نعرف أن الجلد كان وسيلة التأديب داخل الأسرة، كما كان للسيد أن يجلد عبده بشرط ألا يقتله أو يتسبب في إصابة أحد أعضائه (انظر خروج 21: 20 و 26 و 27).



(د) ـ السجن:

ويبدو أن السجن كان قاصراً على حجز الأشخاص المتهمين في انتظار المحاكمة، فلم يكن يعتبر عقوبة مستقلة في الناموس. وواضح أن يوسف في مصر قد ألقي في السجن فترة غير محددة في انتظار الحكم بقتله لأجل التهمة الشائنة التي اتهم بها ظلما. وفي عصر متأخر طُرح النبي إرميا في السجن بتهمة الخيانة(37: 15 و16) ، وبدون محاكمته وسماع دفاعه. وهكذا لا نجد في كل العهد القديم أن السجن لمدة محددة كان من وسائل العقاب.



(هـ) ـ التعويض والغرامات:

كان يحدث ذلك في حالة الأخطاء التي لا تعتبر من الجرائم الكبرى. وكان التعويض أحياناً يزيد عن المسلوب أو المغتصب أو المسروق. وفي حالة استرداد البهيمة المسروقة حية، كان على السارق أن يعوض باثنتين. أما إذا كان قد ذبح البهيمة أو باعها، فكان عليه أن يعوض عن الثور بخمسة ثيران، وعن الشاة بأربعة من الغنم (خروج 22: 1-4).



وإذا اتهم رجل عروسه كاذبا بأنها لم تكن عذراء عندما دخل عليها، فإنه لم يكن يجلد علنا فحسب، بل كان عليه أن يدفع مئة من الفضة لأبي الفتاه، كما لم يكن يقدر أن يطلقها كل أيام حياته (تثنية 22: 18 و 19). ولم يكن في استطاعة المذنب أن يقرب ذبيحة إثم إلا بعد التعويض الكامل لمن أذنب حقه، وأن يزيد عليه خمسة. لكن يبدو أن هذا كان يحدث فى الغالب تطوعا من جانب المذنب التائب، وليس اجراء جنائيا. وفي غير هذه الحالات، كان التعويض بقدر الخسارة بدون زيادة عقابية.

وإذا نطح ثور نطاح شخصا فمات، كان على صاحبه أن يدفع لأهل الميت الفدية التي يضعونها عليه بحسب الظروف، إلا متى كان صاحب الثور لا يعلم من قبل أنه نطاح (خروج 21: 28-30).



"وإذا تخاصم رجال وصدموا امرأة حبلى فسقط ولدها ولم تحصل أذية "كان على المذنب أن يدفع الغرامة التي يقررها زوج المرأة بالاتفاق مع القضاة(خروج 21: 22).



" إذا وجد رجل فتاة عذراء غير مخطوبة فأمسكها و اضطجع معها" (وهي غير حالة الإغتصاب التي كانت عقوبتها الموت) كان عليه أن يدفع "لأبي الفتاه خمسين من الفضة، وتكون هي له زوجة... لا يقدر أن يطلقها" (تثنية 22: 28 و 29).



وإذا اضطجع رجل مع امرأة اضطجاع زرع و هى أمة مخطوبة لرجل و لم تفد فداء ولا أعطيت حريتها، فليكن تأديب، لا يقتلا لأنها لم تعتق " وكان ذلك يتضمن جلدهما علنا، كما كان على الرجل أن يقدم أمام الرب كبشا ذبيحة إثم ( لا 19 : 20 – 22 ).



(و) ـ الاستعباد:

لم تكن مدة الاستعباد تزيد عن ست سنوات في حالة العبد العبراني (خروج 21: 2)، وكان الاستعباد عقوبة السارق الذي لم يكن له ما يعوض به، فكان يباع بسرقته (خروج 22: 1-3). و في الحالات الأخرى كان الاستعباد عقوبة لأفعال مدنية أكثر منها جنائية، مثل عدم دفع الديون (ملوك الثانى 4: 1، نحميا 5: 5، عاموس 2: 6 ). و هناك حالة أخرى لم تكن العبودية فيها عقوبة لذنب، بل لظروف خاصة، هي : "إذا افتقر أخوك عندك وبيع لك فلا تستعبده استعباد عبد. كأجير كنزيل يكون عندك إلي سنة اليوبيل يخدم عندك " (لاويين 25: 39-43). )



[وأضيف على كلام دائرة المعارف الكتابية بعض الأحكام الشاذة فى الكتاب المقدس:

[(1) الضرب بالحذاء والبصق فى الوجه: وهو فى حالة إذا تزوج أخ من أرملة أخيه ولم يدخل بها: («إِذَا سَكَنَ إِخْوَةٌ مَعاً وَمَاتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَليْسَ لهُ ابْنٌ فَلا تَصِرِ امْرَأَةُ المَيِّتِ إِلى خَارِجٍ لِرَجُلٍ أَجْنَبِيٍّ. أَخُو زَوْجِهَا يَدْخُلُ عَليْهَا وَيَتَّخِذُهَا لِنَفْسِهِ زَوْجَةً وَيَقُومُ لهَا بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. 6وَالبِكْرُ الذِي تَلِدُهُ يَقُومُ بِاسْمِ أَخِيهِ المَيِّتِ لِئَلا يُمْحَى اسْمُهُ مِنْ إِسْرَائِيل. 7«وَإِنْ لمْ يَرْضَ الرَّجُلُ أَنْ يَأْخُذَ امْرَأَةَ أَخِيهِ تَصْعَدُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِلى البَابِ إِلى الشُّيُوخِ وَتَقُولُ: قَدْ أَبَى أَخُو زَوْجِي أَنْ يُقِيمَ لأَخِيهِ اسْماً فِي إِسْرَائِيل. لمْ يَشَأْ أَنْ يَقُومَ لِي بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. 8فَيَدْعُوهُ شُيُوخُ مَدِينَتِهِ وَيَتَكَلمُونَ مَعَهُ. فَإِنْ أَصَرَّ وَقَال: لا أَرْضَى أَنْ أَتَّخِذَهَا 9تَتَقَدَّمُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِليْهِ أَمَامَ أَعْيُنِ الشُّيُوخِ وَتَخْلعُ نَعْلهُ مِنْ رِجْلِهِ وَتَبْصُقُ فِي وَجْهِهِ وَتَقُولُ: هَكَذَا يُفْعَلُ بِالرَّجُلِ الذِي لا يَبْنِي بَيْتَ أَخِيهِ. 10فَيُدْعَى اسْمُهُ فِي إِسْرَائِيل «بَيْتَ مَخْلُوعِ النَّعْلِ») تثنية 25: 5-10]



[أوليس هذا استهزاء من الرجل بالناموس؟ فلماذا لم يُقتل؟ أليس هذا رفض لتعاليم الشيوخ والكهنة؟ فلماذا لم يُقتل؟ ألم يقل كتابكم: 8«إِذَا عَسِرَ عَليْكَ أَمْرٌ فِي القَضَاءِ بَيْنَ دَمٍ وَدَمٍ أَوْ بَيْنَ دَعْوَى وَدَعْوَى أَوْ بَيْنَ ضَرْبَةٍ وَضَرْبَةٍ مِنْ أُمُورِ الخُصُومَاتِ فِي أَبْوَابِكَ فَقُمْ وَاصْعَدْ إِلى المَكَانِ الذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكَ 9وَاذْهَبْ إِلى الكَهَنَةِ اللاوِيِّينَ وَإِلى القَاضِي الذِي يَكُونُ فِي تِلكَ الأَيَّامِ وَاسْأَل فَيُخْبِرُوكَ بِأَمْرِ القَضَاءِ. 10فَتَعْمَلُ حَسَبَ الأَمْرِ الذِي يُخْبِرُونَكَ بِهِ مِنْ ذَلِكَ المَكَانِ الذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ وَتَحْرِصُ أَنْ تَعْمَل حَسَبَ كُلِّ مَا يُعَلِّمُونَكَ. 11حَسَبَ الشَّرِيعَةِ التِي يُعَلِّمُونَكَ وَالقَضَاءِ الذِي يَقُولُونَهُ لكَ تَعْمَلُ. لا تَحِدْ عَنِ الأَمْرِ الذِي يُخْبِرُونَكَ بِهِ يَمِيناً أَوْ شِمَالاً. 12وَالرَّجُلُ الذِي يَعْمَلُ بِطُغْيَانٍ فَلا يَسْمَعُ لِلكَاهِنِ الوَاقِفِ هُنَاكَ لِيَخْدِمَ الرَّبَّ إِلهَكَ أَوْ لِلقَاضِي يُقْتَلُ ذَلِكَ الرَّجُلُ فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ إِسْرَائِيل.] (تثنية 17: 8-12)؟ ألم تقل موسوعة الكتاب المقدس: “فالاستهانة بقرار السلطة العليا في الأمة كان يعادل تهمة الخيانة، ويجب أن تقابل بكل حزم.”؟]



(2) نزول الرب بنفسه لقتل نبيه الذى استهان بناموسه ولم ينفذه: مما يُثبت عدم أزلية علم الله قبل اصطفاء نبيه



[ولماذا لم يُقتَل موسى عندما استهان بكلام الرب وأوامره ولم يختن ابنه؟ (21وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «عِنْدَمَا تَذْهَبُ لِتَرْجِعَ إِلَى مِصْرَ انْظُرْ جَمِيعَ الْعَجَائِبِ الَّتِي جَعَلْتُهَا فِي يَدِكَ وَاصْنَعْهَا قُدَّامَ فِرْعَوْنَ. وَلَكِنِّي أُشَدِّدُ قَلْبَهُ حَتَّى لاَ يُطْلِقَ الشَّعْبَ. 22فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ. 23فَقُلْتُ لَكَ: أَطْلِقِ ابْنِي لِيَعْبُدَنِي فَأَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَهُ. هَا أَنَا أَقْتُلُ ابْنَكَ الْبِكْرَ». 24وَحَدَثَ فِي الطَّرِيقِ فِي الْمَنْزِلِ أَنَّ الرَّبَّ الْتَقَاهُ وَطَلَبَ أَنْ يَقْتُلَهُ. 25فَأَخَذَتْ صَفُّورَةُ صَوَّانَةً وَقَطَعَتْ غُرْلَةَ ابْنِهَا وَمَسَّتْ رِجْلَيْهِ. فَقَالَتْ: «إِنَّكَ عَرِيسُ دَمٍ لِي». 26فَانْفَكَّ عَنْهُ. حِينَئِذٍ قَالَتْ: «عَرِيسُ دَمٍ مِنْ أَجْلِ الْخِتَانِ».) (خروج 4: 24-26)]



[(3) هدم المنزل المُصاب بالبرص: (33وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: 34«مَتَى جِئْتُمْ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ الَّتِي أُعْطِيكُمْ مُلْكاً وَجَعَلْتُ ضَرْبَةَ بَرَصٍ فِي بَيْتٍ فِي أَرْضِ مُلْكِكُمْ. 35يَأْتِي الَّذِي لَهُ الْبَيْتُ وَيَقُولُ لِلْكَاهِنِ: قَدْ ظَهَرَ لِي شِبْهُ ضَرْبَةٍ فِي الْبَيْتِ. 36فَيَأْمُرُ الْكَاهِنُ أَنْ يُفْرِغُوا الْبَيْتَ قَبْلَ دُخُولِ الْكَاهِنِ لِيَرَى الضَّرْبَةَ لِئَلَّا يَتَنَجَّسَ كُلُّ مَا فِي الْبَيْتِ. وَبَعْدَ ذَلِكَ يَدْخُلُ الْكَاهِنُ لِيَرَى الْبَيْتَ. 37فَإِذَا رَأَى الضَّرْبَةَ وَإِذَا الضَّرْبَةُ فِي حِيطَانِ الْبَيْتِ نُقَرٌ ضَارِبَةٌ إِلَى الْخُضْرَةِ أَوْ إِلَى الْحُمْرَةِ وَمَنْظَرُهَا أَعْمَقُ مِنَ الْحَائِطِ 38يَخْرُجُ الْكَاهِنُ مِنَ الْبَيْتِ إِلَى بَابِ الْبَيْتِ وَيُغْلِقُ الْبَيْتَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. 39فَإِذَا رَجَعَ الْكَاهِنُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ وَرَأَى وَإِذَا الضَّرْبَةُ قَدِ امْتَدَّتْ فِي حِيطَانِ الْبَيْتِ 40يَأْمُرُ الْكَاهِنُ أَنْ يَقْلَعُوا الْحِجَارَةَ الَّتِي فِيهَا الضَّرْبَةُ وَيَطْرَحُوهَا خَارِجَ الْمَدِينَةِ فِي مَكَانٍ نَجِسٍ. 41وَيُقَشِّرُ الْبَيْتَ مِنْ دَاخِلٍ حَوَالَيْهِ وَيَطْرَحُونَ التُّرَابَ الَّذِي يُقَشِّرُونَهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ فِي مَكَانٍ نَجِسٍ. 42وَيَأْخُذُونَ حِجَارَةً أُخْرَى وَيُدْخِلُونَهَا فِي مَكَانِ الْحِجَارَةِ وَيَأْخُذُ تُرَاباً آخَرَ وَيُطَيِّنُ الْبَيْتَ. 43فَإِنْ رَجَعَتِ الضَّرْبَةُ وَأَفْرَخَتْ فِي الْبَيْتِ بَعْدَ قَلْعِ الْحِجَارَةِ وَقَشْرِ الْبَيْتِ وَتَطْيِينِهِ 44وَأَتَى الْكَاهِنُ وَرَأَى وَإِذَا الضَّرْبَةُ قَدِ امْتَدَّتْ فِي الْبَيْتِ فَهِيَ بَرَصٌ مُفْسِدٌ فِي الْبَيْتِ. إِنَّهُ نَجِسٌ. 45فَيَهْدِمُ الْبَيْتَ: حِجَارَتَهُ وَأَخْشَابَهُ وَكُلَّ تُرَابِ الْبَيْتِ وَيُخْرِجُهَا إِلَى خَارِجِ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَانٍ نَجِسٍ.) لاويين 14: 33-45]



[(4) حرق الملابس المُصابة بالبرص: (50فَيَرَى الْكَاهِنُ الضَّرْبَةَ وَيَحْجِزُ الْمَضْرُوبَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. 51فَمَتَى رَأَى الضَّرْبَةَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ إِذَا كَانَتِ الضَّرْبَةُ قَدِ امْتَدَّتْ فِي الثَّوْبِ فِي السَّدَى أَوِ اللُّحْمَةِ أَوْ فِي الْجِلْدِ مِنْ كُلِّ مَا يُصْنَعُ مِنْ جِلْدٍ لِلْعَمَلِ فَالضَّرْبَةُ بَرَصٌ مُفْسِدٌ. إِنَّهَا نَجِسَةٌ. 52فَيُحْرِقُ الثَّوْبَ أَوِ السَّدَى أَوِ اللُّحْمَةَ مِنَ الصُّوفِ أَوِ الْكَتَّانِ أَوْ مَتَاعِ الْجِلْدِ الَّذِي كَانَتْ فِيهِ الضَّرْبَةُ لأَنَّهَا بَرَصٌ مُفْسِدٌ. بِالنَّارِ يُحْرَقُ.) لاويين 13: 50-52]



[(5) المعايرة والفضح على الملأ: (45وَالأَبْرَصُ الَّذِي فِيهِ الضَّرْبَةُ تَكُونُ ثِيَابُهُ مَشْقُوقَةً وَرَأْسُهُ يَكُونُ مَكْشُوفاً وَيُغَطِّي شَارِبَيْهِ وَيُنَادِي: نَجِسٌ نَجِسٌ.) لاويين 13: 45]



[(6) رب الأرباب ينتقم من نبيه داود عليه السلام على زناه فيسلم أهل بيته للزنى: [11هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجِعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هَذِهِ الشَّمْسِ. 12لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ بِالسِّرِّ وَأَنَا أَفْعَلُ هَذَا الأَمْرَ قُدَّامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَقُدَّامَ الشَّمْسِ».] صموئيل الثانى 12: 11-12!!!]



[(7) رب الأرباب يدعو لعبادة الأوثان: فبعد أن وصف سليمان بأنه عابد للأوثان ، وأنه كفر فى آخر أيامه ، مجَّده مرات: بأن حفظ الكتب التى تُنسب إليه داخل الكتاب المقدس ، ومنها نشيد الإنشاد، ومجده فى عهده الجديد ووصفه بالعظيم، فهل هذه قدوة يدعونا لاتباعها؟ وأليس من الظلم أن يُقتل عابد الأوثان فى هذه الحالة؟:

[(4وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلَهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. 5فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلَهَةِ الصَّيْدُونِيِّينَ وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ. 6وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلَمْ يَتْبَعِ الرَّبَّ تَمَاماً كَدَاوُدَ أَبِيهِ. 7حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ.)الملوك الأول 11: 4-7)]

[(42مَلِكَةُ التَّيْمَنِ سَتَقُومُ فِي الدِّينِ مَعَ هَذَا الْجِيلِ وَتَدِينُهُ لأَنَّهَا أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ هَهُنَا!) متى 12: 42]



[(8) الرب يدعوكم للخروج من جماعته: ولم يُحدِّد السبب فى هذه العقوبة التى يهدف منها إلى التخلَّص من البشرية كلها:

(12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 12 ، على الرغم من الأمر الإلهى: («لا يَدْخُل مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) تثنية 23: 1 ، فكيف يُقتل إذاً الخارج من جماعة الرب بعد ذلك؟؟؟؟؟[(9) ومن أغرب الأحكام التى تعرض لها الكتاب أن يحكم أنبياء الكتاب المقدس نفسه على ربهم بالإعدام: وهذا ما يؤمن به صاحب السؤال النصرانى!

1- لم يعرف يحيى المعمدان عليه السلام الذى هو أعظم الأنبياء بشهادة عيسى عليه السلام، لكن الأصغر فى ملكوت السموات هو أعظم منه ، لم يعرف إلهه الثانى ومرسله: عندما انشقت السماء ونزلت روح الله كحمامة وقالت هذا ابنى الحبيب الذى به سررت (متى3: 13-17) ومع ذلك أرسل إليه من يسأله هل أنت الآت أم ننتظر آخر؟ (متى11: 2-3)



2- الرسول الآخر الذى كان عنده الكيس للسرقة - يهوذا الإسخريوطى - الذى هو صاحب الكرامات والمعجزات وأحد الحواريين (الأنبياء)الذين هم أعلى منزلة من موسى بن عمران وسائر الأنبياء الإسرائيليين - على زعمهم - باع دينه، وإلهه، ونبيه ب 30 درهم! رضى بتسليم إلهه بأيدى اليهود مقابل هذا المبلغ الزهيد، مقابل عُشر ثمن زجاجة ناردين (عطر)، لعل هذه المنفعة عنده كانت عظيمة لأنه أيضاً على زعمهم كان صياداً مفلوكاً لصاً، وإن كان رسولاً صاحب معجزات أيضاً على زعمهم ، فثلاثون درهماً كانت أحب عنده وأعظم رتبة من هذا الإله المصلوب: متى26: 14-16 ، 27: 3-9 ؛ ومرقس 14: 10-11 و لوقا 22: 3-6 ؛ ويوحنا 18: 1-5



3- إن قيافا النبى (بشهادة يوحنا الأنجيلى)أفتى بكفر عيسى عليه السلام وأمر بقتله وبتسليمه للصلب ، بعد أن كذبه وكفَّره وأهانه. فهل رأيتم أو سمعتم عن نبى يكفر إلهه ويأمر بقتله؟ فإما قيافا ليس بنبى وعلى ذلك يكون الإنجيل كاذب ، أو يكون عيسى ليس بإله ويكون إيمانكم وعقيدة النصارى فاسدة!!

وبذلك يكون وقع فى حق هذا الإله المصلوب ثلاثة أمور عجيبة من ثلاثة أنبياء:

1) لم يعرفه أعظم أنبياء بنى إسرائيل يوحنا المعمدان، الذى لم يعرفه لمدة 30 سنة، إلى أن بادره الإله بالنزول كحمامة، وبعدها لم يعرفه أيضاً فأرسل إليه من يسألوه إذا

كان هو المسيا المنتظر أم ننتظر آخر؟



2) أن نبيه الثانى رضى بتسليمه للصلب ورجح منفعة 30 درهماً على وعود إلهه بالنعيم المقيم فى جنات الخلود.



3) أن رسوله الثالث قيافا أفتى بكذبه وبكفره وبقتله!!]



[(10) الرب يأمر نبيه حزقيال بأكل الخراء الآدمى: (12وَتَأْكُلُ كَعْكاً مِنَ الشَّعِيرِ. عَلَى الْخُرْءِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الإِنْسَانِ تَخْبِزُهُ أَمَامَ عُيُونِهِمْ».) حزقيال 4: 12 ، ولا ندرى أهذا من قٌبيل العقاب أم المكافأة! ولا ندرى السبب فى أكل هذه الوليمة.]



[(11) الرب يمسك الخراء بيديه ويقذفه فى وجوه الكهنة: (3هَئَنَذَا أَنْتَهِرُ لَكُمُ الزَّرْعَ وَأَمُدُّ الْفَرْثَ عَلَى وُجُوهِكُمْ فَرْثَ أَعْيَادِكُمْ فَتُنْزَعُونَ مَعَهُ.) ملاخى 2: 3]



[(12) الرب يختطف ابنا وليداً لأمرأة: (5فَوَلَدَتِ ابْناً ذَكَراً عَتِيداً أَنْ يَرْعَى جَمِيعَ الأُمَمِ بِعَصاً مِنْ حَدِيدٍ. وَاخْتُطِفَ وَلَدُهَا إِلَى اللهِ وَإِلَى عَرْشِهِ،) رؤيا 12: 5]



[(13) الرب يأمر إشعياء أن يمشى عارياً حافياً لمدة ثلاث سنوات: (2فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَدِ إِشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ: «اذْهَبْ وَحُلَّ الْمِسْحَ عَنْ حَقَوَيْكَ وَاخْلَعْ حِذَاءَكَ عَنْ رِجْلَيْكَ». فَفَعَلَ هَكَذَا وَمَشَى مُعَرًّى وَحَافِياً. 3فَقَالَ الرَّبُّ: «كَمَا مَشَى عَبْدِي إِشَعْيَاءُ مُعَرًّى وَحَافِياً ثَلاَثَ سِنِينٍ آيَةً وَأُعْجُوبَةً عَلَى مِصْرَ وَعَلَى كُوشَ) إشعياء 20: 2-4]



[(14) الرب يأمر بقتل كل امرأة عاشرت رجلاً من قبل والإبقاء على العذارى: ولا تسأل كيف يعرف من يُنفِّذ هذا الأمر المرأة التى عاشرت رجل من قبل من المرأة البكر ، إلا إذا جرَّبَ كل النساء: [17فَالآنَ اقْتُلُوا كُل ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُل امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا. 18لكِنْ جَمِيعُ الأَطْفَالِ مِنَ النِّسَاءِ اللوَاتِي لمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ أَبْقُوهُنَّ لكُمْ حَيَّاتٍ.] عدد 31: 17-18]



[(15) الرب يأمر هوشع أن يأخذ لنفسه امرأة زنى: ولا تتساءل إذا كان هذا تشجيعاً للزانيات أن يتمادين فى بغائهم ، فإن الرب سينصفهن وسيزوجهن من أنبياء وقضاة؟ [2أَوَّّلَ مَا كَلَّمَ الرَّبُّ هُوشَعَ قَالَ الرَّبُّ لِهُوشَعَ: «اذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ امْرَأَةَ زِنًى وَأَوْلاَدَ زِنًى لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً الرَّبَّ!». 3فَذَهَبَ وَأَخَذَ جُومَرَ بِنْتَ دِبْلاَيِمَ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ لَهُ ابْناً.] هوشع 1: 2-3]



[(16) الرب يأمر هوشع أن يأخذ لنفسه امرأة فاسقة متزوجة محبوبة لزوجها: [1وَقَالَ الرَّبُّ لِي: «اذْهَبْ أَيْضاً أَحْبِبِ امْرَأَةً حَبِيبَةَ صَاحِبٍ وَزَانِيَةً كَمَحَبَّةِ الرَّبِّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَهُمْ مُلْتَفِتُونَ إِلَى آلِهَةٍ أُخْرَى وَمُحِبُّونَ لأَقْرَاصِ الزَّبِيبِ».] هوشع 3: 1]



[(17) الرب يعطى متعمداً فرائض غير صالحة: [17يُصْلِعُ السَّيِّدُ هَامَةَ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ وَيُعَرِّي الرَّبُّ عَوْرَتَهُنَّ.] (حزقيال 20: 25 وأيضاً إشعياء 3: 17). فما حكمة الرب من أنه يجعل بنات صهيون صلع؟ ألا يعرف أن هذا تشويه للخلق؟ وما حكمة الرب من تعرية عورات بنات صهيون؟ ألم يعلم الرب أنه بهذا العقاب ستُخرب بيوت كثيرة وتنتشر الرذيلة؟ ألا يعلم الرب أنه بهذا العقاب سيوقع رجال كثيرون فى الزنا وستنتشر عمليات الإغتصاب للمحصنات والمحترمات أيضاً؟ هل أراد إفساد خلقه ليدخلهم إلى الجحيم؟ هل هذا إله محبَّة؟ أليس خير لهن أن تُقطع احدى إيديهن عن تعرية عوراتهن وانتشار الرذيلة فى المجتمع وضياع الدين والدنيا؟]



[(18) الرب قتل 50070 رجلاً لأنهم نظروا تابوت الرب: هل تتخيل عقوبة القتل لمن ينظر تابوت الرب! أليس خير له أن تُقطع يده أو تُفقأ أحد عينيه ويعيش؟ [19وَضَرَبَ أَهْلَ بَيْتَشَمْسَ لأَنَّهُمْ نَظَرُوا إِلَى تَابُوتِ الرَّبِّ. وَضَرَبَ مِنَ الشَّعْبِ خَمْسِينَ أَلْفَ رَجُلٍ وَسَبْعِينَ رَجُلاً. فَنَاحَ الشَّعْبُ لأَنَّ الرَّبَّ ضَرَبَ الشَّعْبَ ضَرْبَةً عَظِيمَةً.] (صموئيل الأول 6: 19)]



[(19) الرب يعاقب الأشدوديين بالبواسير: [6فَثَقُلَتْ يَدُ الرَّبِّ عَلَى الأَشْدُودِيِّينَ, وَأَخْرَبَهُمْ وَضَرَبَهُمْ بِالْبَوَاسِيرِ فِي أَشْدُودَ وَتُخُومِهَا.] (صموئيل الأول 5: 6)]



[(20) الرب يأمرك إذا تزوجت امرأة فى السبى فلابد أن تحلق رأسها وتقلِّم أظافرها ، وتنزع ثياب سبيها عنها وتقعد فى بيتك وتبكى أباها وأمها شهراً من الزمان ثم بعد ذلك تدخل عليها وتتزوج بها فتكون لك زوجة. [10«إِذَا خَرَجْتَ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِكَ وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ وَسَبَيْتَ مِنْهُمْ سَبْياً 11وَرَأَيْتَ فِي السَّبْيِ امْرَأَةً جَمِيلةَ الصُّورَةِ وَالتَصَقْتَ بِهَا وَاتَّخَذْتَهَا لكَ زَوْجَةً 12فَحِينَ تُدْخِلُهَا إِلى بَيْتِكَ تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا 13وَتَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا وَتَقْعُدُ فِي بَيْتِكَ وَتَبْكِي أَبَاهَا وَأُمَّهَا شَهْراً مِنَ الزَّمَانِ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَدْخُلُ عَليْهَا وَتَتَزَوَّجُ بِهَا فَتَكُونُ لكَ زَوْجَةً. 14وَإِنْ لمْ تُسَرَّ بِهَا فَأَطْلِقْهَا لِنَفْسِهَا. لا تَبِعْهَا بَيْعاً بِفِضَّةٍ وَلا تَسْتَرِقَّهَا مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ أَذْللتَهَا.] (تثنية 21: 10-14)



[هكذا فرض الرب أيضاً الزواج لإذلال المرأة! (مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ أَذْللتَهَا) وهل الزواج فى نظر الرب إذلال للمرأة؟]

[وعلى ذلك احسب معى العمر التى تعيشه المرأة فى ظل اليهودية والمسيحية التابعة لها تبعاً لقول يسوع (متى 5: 17-19):

1- تأتيها الدورة الشهرية لمدة أسبوع وتكون فيه نجسة لا يقربها أحد ولا حتى يُصافحها (19«وَإِذَا كَانَتِ امْرَأَةٌ لَهَا سَيْلٌ وَكَانَ سَيْلُهَا دَماً فِي لَحْمِهَا فَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا. وَكُلُّ مَنْ مَسَّهَا يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ.) لاويين 15: 19]



2- وتظل أسبوعاً آخر بعد انتهاء طمثها نجسة أيضاً: (.. .. .. 28وَإِذَا طَهُرَتْ مِنْ سَيْلِهَا تَحْسِبُ لِنَفْسِهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ تَطْهُرُ.) (لاويين 15: 28) ومعنى ذلك أنها ستكون نصف عمرها نجسة ، لا يقربها أحد ولا يلمسها. وبعد أن تنتهى فترة 14 يوم تذهب لتقدم القرابين فى النعبد تكفيراً عن هذا الذنب ، الذى لم تقترفه.



3- سيتبقى لها إذاً 18 يوماً تقريباً ، ستنام ثلثهما بواقع ثمانية ساعات فى اليوم ، وتكون باقى الأسبوعين (12 يوماً) ذليلة لأنها متزوجة. فهى إذاً ذليلة فى فترة طمثها ، وذليلة باقى الوقت. فمتى تكون المرأة عندكم عزيزة؟ أيِّد كلامك بنصوص من الكتاب المقدَّس!



فهل ترى أيها السائل مخرج من كتابك المقدس لمشكلة المرأة هذه ، لتحرّرها من هذا الذل الأبدى ، الذى فرضه عليها الرب؟ وما هو السبيل لتوبة المرأة عن هذا الجرم الذى لم ترتكبه: وهو كونها امرأة؟



ما نيَّة هذا الإله بالضبط؟ فمرة يُعلن للمرأة أنها إن تزوجت ستكون ذليلة ، ليمنعها من الزواج والإنجاب لإفناء البشرية؟ ومرة أخرى يأمر الرجال بأن يخصوا أنفسهم؟ ماذا يريد؟ لا شىء غير التخلُّص من البشر وإفناء البشرية كلها! (11فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هَذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم 12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 11-12



[(20) الرب أوحى أن يفتشوا لداود عن فتاة عذراء لتنام فى حضنه لتدفئه: ولا أعلم هل هذه عقوبة؟ ولمن؟ أم مكافأة؟ ولمن؟ (1وَشَاخَ الْمَلِكُ دَاوُدُ. تَقَدَّمَ فِي الأَيَّامِ. وَكَانُوا يُغَطُّونَهُ بِالثِّيَابِ فَلَمْ يَدْفَأْ. 2فَقَالَ لَهُ عَبِيدُهُ: [لِيُفَتِّشُوا لِسَيِّدِنَا الْمَلِكِ عَلَى فَتَاةٍ عَذْرَاءَ، فَلْتَقِفْ أَمَامَ الْمَلِكِ وَلْتَكُنْ لَهُ حَاضِنَةً وَلْتَضْطَجِعْ فِي حِضْنِكَ فَيَدْفَأَ سَيِّدُنَا الْمَلِكُ].) ملوك الأول1: 1-2



[(21) الرب حكم على الحيَّة أن تأكل تراباً بقية عمرها جزاء إغوائها لآدم وحواء: فهل سمعتم عن حيَّة تأكل التراب؟ (14فَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هَذَا مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعِينَ وَتُرَاباً تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ.) تكوين 3: 14]



[(22) حد الحرابة: (11فَكَمْ بِالْحَرِيِّ إِذَا كَانَ رَجُلاَنِ بَاغِيَانِ يَقْتُلاَنِ رَجُلاً صِدِّيقاً فِي بَيْتِهِ عَلَى سَرِيرِهِ! فَالآنَ أَمَا أَطْلُبُ دَمَهُ مِنْ أَيْدِيكُمَا وَأَنْزِعُكُمَا مِنَ الأَرْضِ؟» 12وَأَمَرَ دَاوُدُ الْغِلْمَانَ فَقَتَلُوهُمَا، وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمَا وَأَرْجُلَهُمَا وَعَلَّقُوهُمَا عَلَى الْبِرْكَةِ فِي حَبْرُونَ. وَأَمَّا رَأْسُ إِيشْبُوشَثَ فَأَخَذُوهُ وَدَفَنُوهُ فِي قَبْرِ أَبْنَيْرَ فِي حَبْرُونَ.) صموئيل الثانى 4: 12]


وللسائل أقول مرة أخرى وأُذكِّر بما قالته دائرة المعارف الكتابية: فالسرقة من الجرائم العامة التى تُفسد الفرد والمجتمع ، ولا بد أن يتعرض لها المشرِّع ويمنعها بقوة ، حفاظاً على مصالح الأمة كما تقول دائرة المعارف الكتابية: (فالجريمة العامة هي التعدي المباشر أو غير المباشر على المجتمع، والتى تبلغ من الخطورة حدا يجب معه أن تخضع للاجراءات القضائية، بدعوى من ممثلي الصالح العام. والقانون الجنائي هو قانون يقصد به حماية المجتمع من التصرفات المؤذية التي تصدر عن فعلة الشر.)



(تقوم الأحكام الكتابية على أساس أن الإنسان ملتزم بأن يتمم مشيئة الله المعلنة في كلمته، في أن يحيا حياة مقدسة، و أن يحترم حقوق الله والإنسان، ليس على أسس نفعية أو ذات طبيعة براجماتية، بل بالحري على أساس أنه إنسان مخلوق على صورة الله، وهذا الالتزام ثابت مطلق غير قابل للتغيير، لا سلطة للإنسان على تعديله أو تحويره بمقتضى المعايير العامة السائدة في المجتمع.)



ثم أخبرنى أيها السائل بالله عليك: أيهما أرحم زجر الناس لعدم اقتراف السرقة ، وتنفيذ الحكم فى القلَّة البسيطة الخارجة ، أم الحرق حيَّاً؟



انتهى وسوف ألخصه

علاء أبو بكر



عقوبة القتل:

(1) عبادة الأوثان: (تثنية 13: 10-11) ولو ارتكبت مدينة بأكملها هذا الجرم (تثنية 13: 12-16) ، مع تحطيم الأوثان وكل ما يتصل بعبادتها ومذابحها وحرقها بالنار (تثنية 7: 5 و 25)

(2) تقديم الأطفال ذبيحة: (لاويين 20: 2)

(3) السحر والعرافة ومخاطبة الأرواح: (تثنية 18: 10-11 وخروج 22: 18).

(4) التجديف على الله وعلى الرؤساء: (لاويين 24: 11-23) ، (خروج 22: 28 ، و رومية 13: 1 و 2).

(5) النبوة الكاذبة: (تثنية 18: 20-22).

(6) كسر السبت: (خروج 31: 14-17) ، (عدد 15: 32-36).

(7) الاستخفاف بناموس الله: أى عدم الخضوع له (عدد 15: 30 و 31)

(8) عدم الخضوع لقرارت الكاهن فى خيمة الاجتماع أو الهيكل: (تثنية17: 8-12)

(9) القاتل متعمداً: (خروج 21: 12 وعدد 35 : 31)

(10) من اعتدى على أحد والديه بالضرب أو السب: (خروج 21: 15)



(11) الشذوذ الجنسى والسدومية: (لاويين 18: 22 و29 ولاويين20: 3)

(12) الاضطجاع مع بهيمة: (لاويين 20: 15-16)

(13) الزنا: (لاويين 20: 10 ، تثنية 22: 24).

(14) اغتصاب فتاة مخطوبة أو إغوائها: (تثنية 22: 25-27)

(15) زواج المحارم: (لاويين 20: 11-14) (لاويين 20: 11 و12 و17 و 19-21) (تثنية 27: 23) و(لاويين 18: 10).

(16) المعاشرة الزوجية في فترة الطمث: (لاويين20: 18).

(17) معاندة الوالداين: (تثنية 21: 18-21)

(18) خطف الإشخاص: (خروج 21: 16) و(تثنية 24: 7)

(19) ومن يتعدى على وصية بالتحريم كما حدث مع عخان بن كرمي(يشوع 7: 25) وقد رجم استفانوس لاتهامه بالتجديف (أعمال 7: 57 و 58).

(20) الإعدام بالحرق للرجل الذي يتخذ امرأة وأمها: (لاويين 20: 14).

(21) الإعدام بالحرق لإبنة الكاهن إذا تدنست بالزنى: (لاويين 21: 9).



كما كانت هناك عقوبات مثل البتر ، وكانت فى حالة:

(1) المرأة التى تتقدم لكي تخلص رجلها من يد ضاربه، فتمد يدها و تمسك بعورته، (تثنية 25: 12).

(2) الاعتداء والتشويه: (خروج 21: 24-25 وخروج 21: 26 و 27)



وهناك عقوبات أخرى مثل:

(1) الجلد: وكان وسيلة عقاب الرجل الذي يتهم زوجته باطلاً بأنها لم تكن عذراء عندما تزوجها، (خروج 21: 20 و 26 و 27).

(2) والتعويض والغرامات: (خروج 22: 1-4).



(3) والاستعباد: (خروج 22: 1-3). مثل عدم دفع الديون (ملوك الثانى 4: 1، نحميا 5: 5، عاموس 2: 6 )، و"إذا افتقر أخوك عندك وبيع لك فلا تستعبده استعباد عبد. كأجير كنزيل يكون عندك إلي سنة اليوبيل يخدم عندك " (لاويين 25: 39-43). )



وهناك عقوبات غريبة لا معنى لها قام بها الرب نفسه أو أمر بها ، مثل:

(1) الضرب بالحذاء والبصق فى الوجه: (تثنية 25: 5-10)

(2) الزنى: فقد أسلم رب الأرباب نساء نبيه داود للزنى: (صموئيل الثانى12: 11-12)

(3) أكل الخراء: الرب يأمر نبيه حزقيال بأكل الخراء الآدمى: )حزقيال 4: 12)

(4) القذف بالخراء: فقد أمسك الرب الخراء بيديه وقذفه فى وجوه الكهنة: (ملاخى 2: 3)

(5) المشى حافياً عارياً: الرب يأمر إشعياء أن يمشى عارياً حافياً لمدة ثلاث سنوات: (إشعياء 20: 2-4)

(6) الرب يأمر بقتل كل امرأة عاشرت رجلاً من قبل والإبقاء على العذارى:

عدد 31: 17-18

(7) الرب يعطى متعمداً فرائض غير صالحة: (حزقيال 20: 25)

(8) هدم المنزل المُصاب بالبرص: (45فَيَهْدِمُ الْبَيْتَ: حِجَارَتَهُ وَأَخْشَابَهُ وَكُلَّ تُرَابِ الْبَيْتِ وَيُخْرِجُهَا إِلَى خَارِجِ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَانٍ نَجِسٍ.) لاويين 14: 45

(9) حرق الملابس المُصابة بالبرص: (50فَيَرَى الْكَاهِنُ الضَّرْبَةَ وَيَحْجِزُ الْمَضْرُوبَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. 51فَمَتَى رَأَى الضَّرْبَةَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ إِذَا كَانَتِ الضَّرْبَةُ قَدِ امْتَدَّتْ فِي الثَّوْبِ فِي السَّدَى أَوِ اللُّحْمَةِ أَوْ فِي الْجِلْدِ مِنْ كُلِّ مَا يُصْنَعُ مِنْ جِلْدٍ لِلْعَمَلِ فَالضَّرْبَةُ بَرَصٌ مُفْسِدٌ. إِنَّهَا نَجِسَةٌ. 52فَيُحْرِقُ الثَّوْبَ أَوِ السَّدَى أَوِ اللُّحْمَةَ مِنَ الصُّوفِ أَوِ الْكَتَّانِ أَوْ مَتَاعِ الْجِلْدِ الَّذِي كَانَتْ فِيهِ الضَّرْبَةُ لأَنَّهَا بَرَصٌ مُفْسِدٌ. بِالنَّارِ يُحْرَقُ.) لاويين 13: 50-52



(10) المعايرة والفضح على الملأ: (45وَالأَبْرَصُ الَّذِي فِيهِ الضَّرْبَةُ تَكُونُ ثِيَابُهُ مَشْقُوقَةً وَرَأْسُهُ يَكُونُ مَكْشُوفاً وَيُغَطِّي شَارِبَيْهِ وَيُنَادِي: نَجِسٌ نَجِسٌ.) لاويين 13: 45

(11) الرب قتل 50070 رجلاً لأنهم نظروا تابوت الرب:

هل تتخيل عقوبة القتل لمن ينظر تابوت الرب! أليس خير له أن تُقطع يده أو تُفقأ أحد عينيه ويعيش؟ فلماذا لم ينتظر حتى ينزل ويُصلَب ، حتى لا يعاقبهم مرتين؟ أين رحمته؟ بل أين عدله؟ وأين محبته؟ (19وَضَرَبَ أَهْلَ بَيْتَشَمْسَ لأَنَّهُمْ نَظَرُوا إِلَى تَابُوتِ الرَّبِّ. وَضَرَبَ مِنَ الشَّعْبِ خَمْسِينَ أَلْفَ رَجُلٍ وَسَبْعِينَ رَجُلاً. فَنَاحَ الشَّعْبُ لأَنَّ الرَّبَّ ضَرَبَ الشَّعْبَ ضَرْبَةً عَظِيمَةً.) صموئيل الأول 6: 19

(12) الرب يعاقب الأشدوديين بالبواسير: (6فَثَقُلَتْ يَدُ الرَّبِّ عَلَى الأَشْدُودِيِّينَ, وَأَخْرَبَهُمْ وَضَرَبَهُمْ بِالْبَوَاسِيرِ فِي أَشْدُودَ وَتُخُومِهَا.) صموئيل الأول 5: 6

(13) الرب حكم على الحيَّة أن تأكل تراباً بقية عمرها جزاء إغوائها لآدم وحواء: فهل سمعتم عن حيَّة تأكل التراب؟ (14فَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هَذَا مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعِينَ وَتُرَاباً تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ.) تكوين 3: 14

(14) الرب يحكم على بنى آدم بالتعب عمره كله:

(16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ». 17وَقَالَ لِآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. 18وَشَوْكاً وَحَسَكاً تُنْبِتُ لَكَ وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. 19بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزاً حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ».) تكوين 3: 16-19

(15) التمثيل بالموتى:

(11فَكَمْ بِالْحَرِيِّ إِذَا كَانَ رَجُلاَنِ بَاغِيَانِ يَقْتُلاَنِ رَجُلاً صِدِّيقاً فِي بَيْتِهِ عَلَى سَرِيرِهِ! فَالآنَ أَمَا أَطْلُبُ دَمَهُ مِنْ أَيْدِيكُمَا وَأَنْزِعُكُمَا مِنَ الأَرْضِ؟» 12وَأَمَرَ دَاوُدُ الْغِلْمَانَ فَقَتَلُوهُمَا، وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمَا وَأَرْجُلَهُمَا وَعَلَّقُوهُمَا عَلَى الْبِرْكَةِ فِي حَبْرُونَ. وَأَمَّا رَأْسُ إِيشْبُوشَثَ فَأَخَذُوهُ وَدَفَنُوهُ فِي قَبْرِ أَبْنَيْرَ فِي حَبْرُونَ.) صموئيل الثانى 4: 12

والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة

.

غير معرف يقول...

الفصل التاسع الجهاد وانتشار الإسلام
قال الكاتب: قد رأينا فيما سبق أن الرسول عندما كان بمكة كان متسامحاً مع الكافرين، ولكن بمجرد أن هاجر الى المدينة وقويت شوكته، ابتدأت تظهر بعض ألآيات التي تُحض على قتالهم.
الجواب:نعم ورأينا كيف كان كفار مكة يقتلون في المسلمين ويأخذون أموالهم وحاصروهم في الشعاب بمقاطعات اقتصادية وتجويع حتى لم يجدوا ما يأكلون.
فلما جمع الله شملهم في المدينة تعين الجهاد الرادع للظلم ،والناشر للخير .


قال الكاتب:والاندلس لم تكن أحسن حظاً عندما دخلها خالد بن الوليد، فقد واصلوا القتل والسلب وفرضوا الجزية على من لم يسلم.
الجواب: هذه كذبة من عدة كذبات زفر بها الكاتب ،فقد مات خالد رضي الله عنه قبل فتوح الأندلس بأعوام مديدة .
وقد أكثر الكاتب من التقولات في هذا الباب وسأتكلم بإيجازعن الجهاد من منظور إسلامي:
أولاًـ الدافع إلى الجهاد :هو بيان الحق للناس جميعاً ،وإزالة الموانع التي تحجب عنهم الحقيقة أو تشوهها .
ثانياً:أن الناس لا يكرهون على الإسلام بل يدعون إليه أولاً فإن أسلموا فلهم ماللمسلمين ،وعليهم ما عليهم ،وهم سواسية كأسنان المشط.
فإن رفضوا الدخول في الإسلام فيدفعون الجزية .فإن رفضوا ذلك أنذروهم بالقتال .فإن أختاروا القتال على الإيمان ،وبذلوا سفك الدماء في سبيل حجب الناس عن معرفة الإسلام فإن القتال هو الخيار الأمثل حيث سيأسرون أناساً على أثره فيتعرفون على الإسلام عن كثب ، فيقتنعون بأنه الدين الحق.
ولا يمكن نشر أي ثقافة إلا إذا أصغى إليها الأخر ،فإذا كان هناك من يحول دون الإطلاع الواسع على حقائق الثقافة وتأصيلها فيجب أن يزال هذا المانع.
وماالجزية إلا سبيلاً للتواصل بين المسلمين والذميين .ولولا المتنفعين الذين يحولون دون وصول الحق إلى الأخرين ،لما وصل الأمر إلى الجزية فضلاً عن القتال .ولكن لمصالحهم الشخصية يحولون دون نور العلم والمعرفة.
ثالثاً:أن جميع الأمم التي دخلت في الإسلام ،أنتفعت بذلك وعرفت الحق الأبلج .
رابعاً:ماذا فعلت الشيوعية لبث ثقافة الإلحاد؟ألم تسفك الدماء في عهد استالين وغيره .ثم سقطت ولم تكمل قرنها الأول ،رغم أن الناس عاشوا فيها إلا أنهم فارقوها قبل سقوطها.
وماذا تفعل الليبرالية التي تتدرع يقنابل الإمبريالية لنشر ثقافتها ؟ألم تسفك الدماء ،وتيتم الأطفال وترمل النساء ،وتعذب الأسرى ،وتقتل المدنيين والضعفاء على حد سواء ،ثم بثت الفرقة والخلاف في الأوطان التي أحتلتها .
فيكفي سفسطة فإن الإسلام لا يتعطش للدماء بل المسألة تتجلى في أمرين:
1ـ إزالة للعوائق التي تحول دون بلوغ الحق إلى الناس .
2ـ والدفاع عن الأوطان والمقدسات والأعراض والثقافة الإسلامية ،وقد أغتصبت بمرأى ومسمع من العالم كله.ثم لم نجد في ثقافة الإمبريالية والليبرالية إلا التعصب والإقصاء والتقتيل .
خامساً:أن المخالف للمسلمين على أقسام :فهو إمامحارب للإسلام سفاك لدماء أهله فليس للإنسان إلا الدفاع عن نفسه، وعرضه ،ودينه ،ووطنه .حسب الإستطاعة،وبدون ظلم للأخرين.واما معاهد فله الوفاء ،والذمة .واما أن يكون ذمياً فله الوفاء والحماية ،والحرية في دينه ،ولا غدر ولا حرب .ولن يجد من يحول بينه وبين تعلم ثقافة الإسلام ،بل هي دفتر مفتوح لجميع البشرية .وكلا الصنفين جاءت فيهم نصوزص ضامنة فقال الله تعالى { يا أيها الذين أمنوا أوفوا بالعقود } وكما قال تعالى {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها }وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة }.
أخيراً:فقد تصدر أخطاء ممن يحملون رايات الجهاد ،ولكن ذلك لا يعني أن الإسلام فيه خطأ.لأنني أتكلم عن الإسلام كديانة لا عن أخطاء بعض أتباعه.
بل الخلل فيمن أخطأ. والإسلام بريء مما يخالف القرآن والسنة .
وقد نهى عن قتل الأطفال والنساء والضعفاء ،ونهى عن قتل غير المحاربين ،ونهى عن الغدر ،والظلم .وأمر بحسن معاملة الأسير .وغير ذلك مما هو معلوم عند المؤسسات الدينية بل هو مبسوط في كثير من كتب المذاهب الإسلامية.

غير معرف يقول...

الحروب الدينية داخل أوروبا.



المعلومات والأرقام من (معجم الحروب – د فريدريك), وعند الاستعانة بمصادر أخرى سيتم الإعلان.



1- الحروب الدينية في فرنسا ( 1560- 1598 )

استمرت الحروب الدينية في فرنسا زهاء أربعة عقود متتالية , خلال القرن السادس عشر . فقد اشتعلت سنة 1560 ولم تنته إلا في سنة 1598.بدأت بمؤامرة حيث كان يقع قصر الملك الفرنسي فرانسوا الثاني.

حسب موسوعةالحروب, فإن الحروب الدينية في فرنسا أدت إلى مقتل ما بين 2 إلى 4 مليون نسمة.

مؤامرة أمبواز ( 1560 ): حاول الكليفينيون ( جماعة بروتستانتية ) أن يخلعوا الملك فرانسوا الثاني ( كاثوليك ) لتنصيب ملكا" أخر.
في 17 مارس 1560 جمع عقائدهم 500 فارس في قصره استعدادا" لبدء الهجوم.
ابلغ أحدهم عن الخطة , فقام جيش ملك فرنسا بتطويقهم وقتلهم داخل قصر شاتو-رينو إلا أن مائة منهم تمكنوا من الفرار والتحصن في قصر أخر شاتو-موزاي.
وعدهم الملك بالعفو إن استسلموا ولكن بعد الاستسلام قام بشنقهم جميعا" , أما قائد العملية الذي كان قد قُتل في المعركة فتم شنق جثته وقطع الرأس على جسر أمبواز.

الحرب الدينية الأولى ( 1562-1563 (
حرب نشأت بين البروتستانت والكاثوليك, ومن أبرز أحداثها مجزرة واسي , التي حصلت في الأول من مارس 1562 حيث قتل رماة السهام التابعين لدوق دي غيز الكاثوليكي 70 بروتستانتيا" وجرحوا 200 مجتمعين في إحدى المزارع , يستمعون لوعظ أحد المبشرين البروتستانت.
أبرز أحداث عام 1563 هي التوقيع على اتفاقية سلام , سمحت السلطات الملكية بموجبها بإقامة شعائر البروتستانت داخل قصور النبلاء فقط , دون الانتشار في الأحياء الشعبية وأوساط الحرفيين.

جاء عنها في موسوعة قصة الحضارة:
طلب الفريقان المعونة من الخارج وحصلا عليها، الكاثوليك من أسبانيا، والبروتستنت من إنجلترا وألمانيا، فأرسلت اليزابث 6.000 رجل إذ أغراها وعد البروتستنت بإعطائها كالية، واستولى 2.000 منهم على روان، ولكن جيز انتزع المدينة ونهبها (26 أكتوبر 1562)، ونهب جنده المتعطشون للغنيمة السكان الكاثوليك والبروتستنت وذبحوهم دون تحيز لأي فريق .[1]



الحرب الدينية الثانية ( 1567-1568 (
حرب نشأت بين البروتستانت والكاثوليك , ومن أبرز الأحداث المحاولة الفاشلة للبروتستانت للاستيلاء على مدينة باريس عام 1567.
في عام 1568 تم الاتفاق على شروط سلام مماثلة لشروط أمبروز ويضاف عليها الاعتراف بمدينة لاروشيل في شمال فرنسا كمدينة تابعة للمذهب البروتستانتي. عُرفت هذه الاتفاقية باتفاقية لونجومو.

الحرب الدينية الثالثة ( 1568-1570 )
حرب نشأت بين البروتستانت والكاثوليك , ومن أبرز الأحداث هزيمة البروتستانت في منطقة جرناك حيث قُتل أمير آل كوندي . وهزيمة مونكونتور البروتستانتية, تبعها اتفاق قضى باعتراف البروتستانتية رسميا" في فرنسا والاعتراف لها بالنفوذ الشرعي في أربع مدن كبرى.
غير أن مجزرة سان بارتيليمي التي طالت عددا" كبيرا" من البروتستانت في فرنسا بتاريخ 24 أغسطس 1572 عادت فأشعلت الصراع مرة ثانية.

مجزرة سان بارتيملي ( موسوعة قصة الحضارة ):


وإذا كان المتآمرون ( كاثوليك ) قد دبروا قتل نفر من الهيجونوت ( بروتستانت )، فإنهم اغتنموا الآن فرصة هذا الأمر المجنون الذي نطق به الملك ليستأصلوا شافة الهيجونوت ما أمكنهم ذلك. .... الأمر أبلغ لقواد أحياء باريس بأن يسلحوا رجالهم ويستعدوا للعمل بمجرد سماعهم أجراس الكنائس تدق في الثالثة من صباح 24 أغسطس، وهو عيد القديس بارتولوميو. ... وأرسل هنري جيز ( القائد ) كلمة إلى ضباط المليشيا بأن على رجالهم حالما يسمعون ناقوس الخطر يقرع أن يذبحوا كل هيجونوتي يعثرون عليه؛ أما أبواب المدينة فتقفل لتمنع الهاربين من الهروب.

وبينما كان الظلام لا يزال مخيماً قاد جيز نفسه ثلاثمائة جندي إلى المبنى الذي ينام فيه كوليني ( زعيم البروتستانت ). وكان على مقربة منه باريه طبيبه، وميرلان سكرتيره، ونيقولا خادمه. وأيقظهم وقع أقدام جند مقبلين، ثم سمعوا طلقات وصياح- كان حرس كوليني يقتلون. واندفع صديق إلى الحجرة وهو يصيح "لقد قضي علينا! " وأجاب الأميرال، "إنني اعددت نفسي للموت منذ زمن طويل، فأنقذوا أنفسكم، لا أريد أن يلومني أحباؤكم على موتكم. أستودع روحي لرحمة الله ". وهربوا واقتحم جند جيز الباب فوجدوا كوليني راكعاً يصلي، وطعنه جندي بسيفه وشق وجهه، وطعنه آخرون، ثم قذف من النافذة وهو حي بعد فسقط على الرصيف أسفلها عند قدمي جيز. وبعد أن تأكد الدوق من موت كوليني أمر رجاله بأن ينتشروا في باريس ويذيعوا هذه العبارة "اقتلوا! اقتلوا! هذا أمر الملك " وفصل رأس الأميرال عن جسده وأرسل إلى اللوفر- وقيل إلى روما، أما الجسد فسلم للجماهير التي مثلت به تمثيلاً وحشياً فقطعت الأيدي والأعضاء التناسلية لتعرضها للبيع، وعلقت بقيته من عرقوبيه.

وأرسلت الملكة خلال ذلك الأوامر لدوق جيز بوقف المذبحة لشعورها بشيء من الندم أو الخوف. وكان الجواب أن الأوان فات، أما وقد مات كوليني. فلا بد من قتل الهيجوت وإلا فهم لا محالة ثائرون. وخضعت كاترين وأمرت بقرع ناقوس الخطر. وتلت ذلك مذبحة ندر أن عرفتها المدن حتى في جنون الحرب، واغتبطت الجماهير باطلاق دوافعها المكبوتة لتضرب وتوجع وتقتل. فاقتنصت وذبحت من الهيجونوت وغيرهم عدداً يتفاوت بين الألفين وخمسة الآلاف،....... ذكر السفير الأسباني في تقريره "إنهم يقتلونهم جميعاً وأنا أكتب هذا، إنهم يعرونهم.. ولا يعفون أحداً حتى الأطفال. تبارك الله! " أما وقد أصبح القانون ذاته خارجاً على القانون، فقد انطلق السلب والنهب في غير قيد، وأبلغ الملك أن بعض حاشيته شاركوا في نهب العاصمة. والتمس منه بعض المواطنين المروعين عندما اقتربت الظهيرة أن يأمر بوقف المذبحة، وعرضت جماعة من شرطة المدينة أن تعاون على استتباب الأمن. فأصدر الأوامر بوقف المذبحة، وأمر الشرطة بأن يحبسوا البروتستنت حماية لهم؛ ثم أنقذ بعض هؤلاء، وأغرق غيرهم بأمره في السين. وهدأت المذبحة هنيهة. ولكن حدث في يوم الاثنين الخامس والعشرين من الشهر، أن شجيرات الشوك البري أزهرت في غير أوانها في مقبرة الأطفال؛ وهلل الكهنة للأمر حاسبينه معجزة، وقرعت أجراس الكنائس في باريس احتفالاً به، وظنت الجماهير أن هذا القرع دعوة إلى تجديد المذبحة، فأستؤنف القتل من جديد.

وفي يوم السادس والعشرين ذهب الملك في موكب رسمي هو وحاشيته إلى قصر العدالة مخترقاً الشوارع التي ما زالت الجثث مبعثرة فيها، وشهد لبرلمان باريس في فخر بأنه أمر بالمذبحة.
وحسب جاك دتو 800 ضحية في ليون، 1.000 ضحية في أورليان. أما الملك فقد شجع هذه الإبادة، ثم نهى عنها، ففي السادس والعشرين من الشهر أرسل تعليمات شفوية لحكام الأقاليم بأن يقتلوا كل زعماء الهيجونوت، وفي السابع والعشرين أرسل اليهم أوامر مكتوبة بأن يحموا البروتستنت المسالمين الممتثلين للقانون......... وأغلب الظن أن الاقاليم ساهمت بخمسة آلاف ضحية، وباريس بنحو ألفين، ولكن بعضهم يقدر جملة الضحايا بعدد يتفاوت من خمسة آلاف إلى ثلاثين ألفا". وأغضى الكاثوليك عموماً عن المذبحة باعتبارها انفجاراً للغيظ والثأر بعد سنين من اضطهاد الهيجونوت للكاثوليك. أما فليب الثاني فقد ضحك على غير عبوسه وجهامته المألوفة حين سمع النبأ، وحسب أنه لن يكون هناك خطر من تدخل فرنسا في الأراضي المنخفضة. أما الممثل البابوي في باريس فكتب إلى روما يقول: "أهنئ قداسة البابا من أعماق قلبي على أن يد الله جل جلاله شاء في مستهل بابويته أن يوجه شئون هذه المملكة توجيهاً غاية في التوفيق والنبل، وأن يبسط حمايته على الملك والملكة الأم حتى يستأصلا شأفة هذا الوباء بكثير من الحكمة، وفي اللحظة المناسبة حين كان كل المتمردين محبوسين في القفص. " وحين وصل النبأ إلى روما نفح كردينال اللورين حامله بألف كراون وهو يهتز طرباً. وسرعان ما أضيئت روما كلها، وأطلقت المدفعية من قلعة سانت أنجلو، وقرعت الأجراس في ابتهاج، وحضر جريجوري الثالث وكرادلته قداساً مهيباً لشكر الله على "هذا الرضى الرائع الذي أبداه للشعب المسيحي "، والذي أنقذ فرنسا والكرسي البابوي المقدس من خطر عظيم. وأمر البابا بضرب مدالية خاصة تذكاراً لهزيمة الهيجونوت أو ذبحهم- وعهد إلى فازاري بأن يرسم في الصالة الملكية بالفاتيكان صورة للمذبحة تحمل هذه العبارة- "البابا يوافق على قتل كوليني.[2]

الحرب الدينية الرابعة ( 1573-1574 (
حرب نشأت بين البروتستانت والكاثوليك , ومن أبرز الأحداث الحصار الذي ضربته القوات الكاثوليكية على مدينة لاروشيل , معقل البروتستانت , ثم الإتفاقية التي عُقدت في هذه المدينة مكررة نقاط الاتفاقيات السابقة ( أمبواز ولونجومو) وقد تم رفع الحصار العسكري بعد التوقيع على الاتفاق الجديد بتاريخ 24 يونية 1573.
غير أن المعارك استمرت في جنوب البلاد , في منطقة لانغ دوك , وفي 29 مايو 1574 تم التوصل إلى اتفاق بعد هزيمة البروتستانت.

الحرب الدينية الخامسة ( 1576 (
حرب نشأت بين البروتستانت والكاثوليك , ومن أبرز الأحداث التوصل إلى اتفاقية بعد عدة معارك دامية , كان من بنود الاتفاقية ( 73 بنداً )
- حرية الممارسة الدينية البروتستانتية في الريف والمدن الفرنسية.
- تسليم السلطة للبروتستانت في 8 مدن رئيسية عبر البلاد.

الحرب الدينية السادسة ( 1577 (
حرب نشأت بين البروتستانت والكاثوليك , ومن أبرز الأحداث استيلاء أخ الملك على مركز لاشاريتي , المركز البروتستانتي العام بتاريخ 1 مايو 1577 , ثم تم عقد اتفاقية بعدها عرفت باتفاقية بيرجوراك في 15 سبتمير 1577 و تسمح هذه الاتفاقية للبروتستانت بإقامة شعائرهم الدينية في جميع أنحاء المملكة .

الحرب الدينية السابعة ( 1580 (
حرب نشأت بين البروتستانت والكاثوليك , ومن أبرز الأحداث استيلاء هنري دو نافار على مدينة كاهور في 30 مايو 1580 , ثم عقد اتفاقية سلام في فليكس بتاريخ 26 نوفمبر 1580.

الحرب الدينية الثامنة ( 1585-1598 (
حرب نشأت بين البروتستانت والكاثوليك , ومن أبرز الأحداث انتصار البروتستانت في معركة كوتراس في 20 نوفمبر 1587 .
في سنة 1588 حدثت انتفاضة شعبية ضد الملك هنري الثالث, وبعد قمع الانتفاضة تحالف الملك هنري الثالث مع قائد البروتستانت هنري دو نافار وقاموا بمهاجمة وحصار باريس التي انتفضت مرة ثانية.
تم اغتيال الملك هنري الثالث و رفض جنوده الكاثوليك قيادة هنري دو نافار , الذي تم تتويجة ملكا" للبلاد باسم (هنري الرابع) بعد أن تحول للكاثوليكية.

الحروب الدينية لم تنته فعلا" إلا بعد توقيع اتفاقية نانت في 15 أبريل 1598 التي اعترفت بحرية المعتقد في فرنسا.



2- الحروب الدينية في ألمانيا – حرب الثلاثين عاما" - (1618-1648(.

أصدر الأمبراطور الهبسبورجي الألماني رودولف الثاني عام 1609, ما يسمى بالرسالة السامية, وكانت تسمح هذه الرسالة للبروتستانت التشيكيين بتشييد المعابد و بنشر دعوة مارتن لوثر للبروتستانية بكل حرية.
- أثارت هذه الرسالة غضب الكاثوليك الذين كانوا يمسكون بزمام الأمور السياسية في الإمبراطورية الجرمانية.
- أمر مطران براغ الكاثوليكي في مارس 1618 بتدمير معبد بروتستانتي كان قد شُيد قبل سنة بموجب قانون الرسالة السامية.
- انتفض على الحادث بروتستانت بوهيميا كلها وعقدوا اجتماعات برلمانية , حضر فيها ممثلي السلطة الكاثوليكية في مايو 1618 .
- تقرر في الأجتماع رمي مندوبي الإمبراطور الكاثوليكي من نوافذ الأطباق العليا, مما تسبب بوفاتهما. - تخلى الإمبراطور عن رسالة التسامح التي كان قد أصدرها من قبل.
- انقسم رعايا الإمبراطورية بين مناقض لرسالة التسامح و مؤيد لها.
- تابع البروتستانت تنظيم طاقاتهم في ألمانيا فبادروا إلى تنظيم دستور جديد لمملكة بوهيميا عام 1619 , كما انتخبوا لأنفسهم ملكا" جديدا" لهم بروتستانتيا"و وهو الأمير فريدريك الخامس.
- في نفس الأثناء, تم تنصيب فرديناند الثاني, الكاثوليكي, أمبراطورا" لجرمانيا كلها والتي من ضمنها مملكة بوهيميا.
- عمد فرديناند إلى استعادة مملكته من الملك البروتستانتي , فاستعان لهذا الغرض بالعصبة الكاثوليكية الذين كانوا يحكمون في أسبانيا.
- استعان البروتستانت بالعصبة الإنجيلية (البروتستانتية) التي كانت تضم هولندا والدانمارك وبريطانيا.
- في الثامن من نوفمبر عام 1620 انتصر الإمبراطور فرديناند الثاني يحالفه الجيش الأسباني الكاثوليكي على بروتستانت بوهيميا في معركة الجبل الأبيض, و تمت مصادرة أملاك ملكهم فردريك الخامس.
- بادر الملك كريستيان الخامس الدانمركي البروتستانتي ,عام 1625, إلى مناصرة البروتستانت الألمان فاحتلت جيوش الدانمرك المنطقة الشمالية من الإمبراطورية الجرمانية حيث كان يكثر السكان البروتستانت.
- عام 1630 و بتشجيع من فرنسا وروسيا, دخل ملك السويد غوستافادولف إلى الأراضي الألمانية لدعم البروتستانت .
- شمل جيش السويد 30 ألف جندي مشاة و 6 آلاف خيال و 100 مدفع., ازدادت القوات حتى بلغت في نهاية الحرب عام 1647 ما يقرب من 170 ألف جندي معظمهم من البروتستانت الألمان والسويسريين.
- في 24 أكتوبر عام 1648 تم توقيع اتفاق وستفاليا للسلام, ومن ضمن بنوده الاعتراف بحرية الاعتقاد والعبادة للبروتستانت .
- نتيجة لإحراق المدن و القرى وقتل المدنيين, أدت الحرب لمقتل حوالي 40 % من سكان الريف وحوالي 30 % من سكان المدن.

حسب موسوعة الحروب يقدر عدد القتلى من 3 إلى 8 مليون .

جاء في موسوعة قصة الحضارة :

"هبطت حرب الثلاثين بسكان ألمانيا من 20.000.000 إلى 13.500.000. وبعد عام أفاقت التربة التي روتها دماء البشر، ولكنها ظلت تنتظر مجيء الرجال. وكان هناك وفرة في النساء وندرة في الرجال. وعالج الأمراء الظافرون هذه الأزمة البيولوجية بالعودة إلى تعدد الزوجات كما ورد في العهد القديم. ففي مؤتمر فرانكونيا المنعقد في فبراير 1650 بمدينة نورمبرج اتخذوا القرار الآتي:- "لا يقبل في الأديار الرجال دون الستين... وعلى القساوسة ومساعديهم (إذا لم يكونوا قد رسموا)، وكهنة المؤسسات الدينية، أن يتزوجوا... ويسمح لكل ذكر بأن يتزوج زوجتين، ويذكر كل رجل تذكيراً جدياً، وينبه مراراً من منبر الكنيسة، إلى التصرف على هذا النحو في هذه المسألة".[3]



3- إخضاع إنجلترا لأيرلندا .
- عمد الملك الإنجليزي هنري الثامن إلى محاولة إخضاع أيرلندا دينياً بفرض المذهب البروتستانتي اعتبارا" من 1536 إلا أن سكان الجزيرة رفضوا وبقوا متمسكين بالمذهب الكاثوليكي.
- حاول ملوك إنجلترا محاربة الكاثوليكية من خلال تنظيم عمليات استيطان إنجليزية –بروتستانتية في قلب الجزيرة وفي سنة 1559 أُنشئت أول مستوطنة إنجليزية على الجزيرة.
- استغاث الايرلنديون بالأسبان ( الكاثوليك ) , فذهب الأسطول الأسباني لمساعدة الأيرلنديين في الصراع المذهبي مع إنجلترا, هاجم الأيرلنديون سكان المستوطنة وقتلوا البعض وهجروا الآخرين.
- جهز البريطانيون جيشا" وانتصر على الأيرلنديين والأسبان في معركة كينسال سنة 1601
- أسست السلطات الإنجليزية العديد من المزارع الإنجليزية على الجزيرة اعتبارا" من سنة 1607 وقامت بتوطين رعاياها البروتستانت في هذه المزارع التي صادرتها من الإيرلنديين الكاثوليك.
- بلغ عهد المستوطنين بعد 20 عاما" مائة ألف نسمة تم زرعهم داخل الجسم الأيرلندي.
- في 1641 هاجم الأيرلنديون المستوطنين الإنجليز وقتلوا عدا" كبيرا" منهم, ثم أعلنوا إنشاء فيدرالية كاثوليكية مستقلة.
- سنة 1690 وبعد حرب طويلة بين الإيرلنديين ( الذين استعانوا بالاسكوتلندييين) هاجم الجيش الإنجليزي القوات الايرلندية في لابوين وانتصر عليهم في 12 يوليو 1690.
- صادرت إنجلترا بعد ذلك المزيد من الأراضي لصالح مستوطنين إنجليز جدد.
- حدثت مجاعة في الجزيرة شتاء 1739-1740 خلفت 400 ألف ضحية من الأيرلنديين.
- أسس أحد المحاميين جمعية الإيرلنديين المتحدة القائلة بوحدة البروتستانت والكاثوليك على أرض الجزيرة وبالاستقلال التام عن بريطانيا عام 1791, وقد انبثق الجيش الجمهوري الأيرلندي من هذه الجمعية
- حدثت مجاعة أخرى في الجزيرة شتاء 1845- 1846 ذهب ضحيتها 700 ألف شخص . كما هاجر بسببها إلى أميركا 800 ألف شخص آخر.



4- حرب البوسنة
الحرب الأولى 1941- 1945
في الفترة من 1941 إلى 1945 وتحت مظلة الاحتلال الألماني النازي ليوغسلافيا أباد الكروات الكاثوليك 400 ألف صربي أرثوذكسي إضافة إلى 35 ألف يهودي و 25 ألف غجري, كلهم من أهل البلاد ومن سكانها الشرعيين.

تفصيل الأحداث :
بعد أن انتصرت جيوش هتلر على جيش المملكة اليوغوسلافية في أبريل 1941 , أنشأت السلطات الألمانية دولة كرواتيا المستقلة على كامل الأراضي السلافونية والكرواتية والبوسنية وقسم من إقليم فويفودين .
وأسندت قيادة هذه الدولة للفاشي الكرواتي "انتي بافيليتش".الذي كان زعيما" لميلشيا "الأوستاشي".
كانت الدولة تضم 3 مليون كرواتي وأقل من 2 مليون صربي و 700 ألف مسلم و 400 ألف من الأقليات المتفرقة.

تصور الجيش الوطني الكرواتي الكاثوليكي (على أساس نظرية أنتي ستارفيتش رئيس الدولة ) هو "أن الصرب الأرثوذكس دخلاء على الأمة , وأن المسلمين هم أقدم نبالة كرواتية أسلم أصحابها في القرن السادس عشر".
وضعت الحكومة الجديدة الصرب أمام خيارات ثلاثة : إما اعتناق المذهب الكاثوليكي , وأما الهجرة الطوعية أو التهجير , وأما الإبادة الجسدية , بحسب تصريح وزير الخارجية الكرواتي ميلوفان زانتيش في مايو 1941.

وحسب الوثائق المحفوظة في أرشف مدينة بانيالوكا ( البوسنية حاليا" ( والوقائع التي أوردتها , مطلع التسعينات المؤرخة الكرواتية فيكريتا جيليتش :
في 27 و 28 أبريل 1941 قُتل 148 مزارعا" صربيا" رميا" بالرصاص في قرية غودوفاك , وفي قرية بلاغاج قُتل 250 صربيا" رميا" بالرصاص أيضا".
في 11 و12 مايو قُتل 300 صربيا" في مدينة غلينيا رميا" بالرصاص.
أما في 2 يونية 1941 فقد بدأت الجازر في قلب مدينة البوسنة, ففي قرية ليوبيني قُتل 140 مزارعا" صربيا" . وفي 5 يونية ذُبح 180 مزارعا" صربيا" في قرية كوريتا. ثم في 23 يونية قتل 240 رجلا" وامرأة وطفلا" صربيا" في قرى متفرقة.
وفي 25 يونية , في منطقة ستولاك , ذُبح 260 صربيا".
في 30 يونية , في قرية ليوبوسكو, قُتل 90 صربيا" رميا" بالرصاص.
بعدها بدات عمليات خطف لمزارعين صرب من القرى المتاخمة للشاطئ الأدرياتيكي , فكانوا يُقتادون إلى قرية كنين حيث كانوا يُذبحون توفيرا" للرصاص.
في يوليو 1941 بلغت المجازر أوجها , وأصبحت تطال في كل دفعة , آلاف الضحايا.

أنشأت الميليشيات الأوستاشية , اعتبارا" من صيف 1941, مخيمات ترانزيت للمساجين الصرب سرعان ما تحولت إلى معسكرات إبادة في جازينوفاك وجادوفنو وستاراغراديسكا وجاستريباكو.
وقد قدرت لجنة كرواتية محايدة , مطلع التسعينات أن بين 500 ألف و 600 ألف شخص ( معظمهم من الصرب ) قد قُتلوا ذبحا" في مخيم جازينزفاك.
وفي 1942 , خلال عملية مشتركة للجيشين الكرواتي والألماني , تم تطويق منطقة كوزارا في البوسنة, وقتل عشرات الآلاف من الصرب, رجالا" ونساء" وأطفالا" .
كما تم قتل ثلاثة مطارين أرثوذكس وتم إعدام ما يقرب من 300 كاهن أرثوذكس وطرد عدد كبير من الذين بقوا أحياء".
وتذكر التقارير أن 175 كنيسة أرثوذكسية أُحرقت أو دُمرت في منطقة كارلوفاك وحدها . وفي أبرشية باكراك دُمرت 53 كنيسة , وفي أبرشية والماتيا دُمرت 18 كنيسة . وهكذا دواليك. حتى بلغت الحصيلة النهائية للكنائس الصربية المدمرة , بعد 5 سنوات من الحكم مايقرب من 400 كنيسة ودير أرثوذكسي .

حولت الميلشيات هذه الكنائس إلى مستودعات, وبعضها إلى مسالخ لذبح الأبقار وبعضها إلى مراحيض عامة. كما أن الكثير من المدافن الصربية دُمر وفُلحت أراضيه في بانالوكا وكاينيتشي وبركو وترافنيك وموستار وبوروفو وتنجا وغيرها من البلدان والمدن ذات الأغلبية السكانية الصربية الأرثوذكسية.

وقد ترافقت المجازر الكرواتية التي حصلت بين 1941 و 1945 , مع عمليات فرض اعتناق المذهب الكاثوليكي على الصرب بالقوة , وكان بطلها رهبان الفرانسيسكان الكروات الذين رافقوا العسكر خلال تنقلاته , مباركين الأعمال الوحشية للجنود ومساندين لهم في إجبار السجناء الصرب على تغيير المذهب وكان الموت البديل الوحيد المطروح أمامهم.
وإذا كان الصرب يرفضون اعتناق الكاثوليكية راحت تحصل أشرس المجازر , كما حصل في منطقة بانيالوكا في فبراير 1942 , فيما أُجبر 240 ألف صربي على اعتناق الكاثوليكية خلال العامين 1941 و 1942 , حسب المؤرخة جيليتش.

حرب البوسنة الثانية 1991 - 1995
– في 25 يونية 1991 تم الإعلان عن استقلال كرواتيا وسلوفينيا بضغط من ألمانيا خاصة والمجموعة الأوربية عامة.
– ابتداء من 27 يونية وحتى 3 يوليو 1991 حصل تدخل للجيش اليوغسلافي (حيث الأكثرية صربية) في سلوفينيا فتم احتلالها وتسليمها إلى بعض الميلشيات الصربية المحلية. ( ذهب الجيش الفيدرالي وترك السلاح في يد الميلشيات الصربية ) .
- في الأول من أكتوبر 1991 شنت بعض وحدات الجيش الفيدرالي هجوما" على شرق كرواتيا وعلى منطقة دوبرفنيك.
– في 18 نوفمبر 1991 تمكن الصرب من إسقاط مدينة فوكوفار التي كانت تشكل رمزا" للمقاومة الكرواتية فسقطت معها سلافونيا الشرقية والطرف الشرقي من كرواتيا بين أيدي الصرب بعد ثلاثة أشهر من الحصار و المعارك الضارية.
– في 4 فبراير 1992 بدأت أول المواجهات في البوسنة –الهرسك في منطقة موستار حيث الغالبية السكانية من الكروات والمسلمين.
– في 21 فبراير 1992 قررت الأمم المتحدة إرسال 14 ألف جندي من جنسيات مختلفة.
– في 29 فبراير 1992 أعلن النواب المسلمين والكروات في جمهورية البوسنة والهرسك تأييدهم لاستقلال البوسنة.
– بدأ الجيش الفيدرالي (التابع للصرب) عملياته الحربية ضد الكروات والمسلمين على حد سواء. فكان حصاره لمدينة سراييفو في 5 أبريل 1992 والذي بقى قائما" حتى نهاية الحرب عام 1995.
–في 6 أبريل 1992 اعترفت مجموعة الدول الأوربية بجمهورية البوسنة المستقلة كما اتفق الكروات والمسلمين. أما صرب البوسنة فقد أعلنوا إنشاء جمهورية صرب البوسنة.
–في 13 أغسطس 1992 دانت الأمم المتحدة, التطهير الأثني الذي يمارسه الصرب الأرثوذكس ضد المسلمين والتواء (حسب تعبير كتاب معجم الحروب- د.فريدريك ) الميليشيات الكرواتية.
– في 26 و27 أغسطس أدان مؤتمر لندن الاعتداء الصربي على دولة البوسنة .
– في 25 مارس 1993 وقع المسلمون والكروات على خطة فانس اوين للسلام والتي تقضي بتقسيم البوسنة على أساس أثني. أما الطرف الصربي الذي كان يحتل 70% من الأراضي في البوسنة فرفض الخطة لأنها ستجعله ينسحب من حوالي 20% من الأراضي التي يحتلها.
– في 17 نوفمبر 1أ93 يعلن وسيط الأمم المتحدة تورقالد ستولتنبرج أن حرب البوسنة قد أوقعت 200 ألف قتيل في 19 شهرا".
– في العام 1994 و 1995 زاد تدخل قوات حلف الأطلسي ضد الصرب ودائما" كان الرد الصربي قذف المدنيين من أهل البوسنة وزيادة المذابح والاغتصاب للمدنيين .
وكمثال في 25 مايو وبعد ضربات جوية قامت بها قوات الحلف الأطلسي قرب معقل الصرب في بالي, قصفت القوات الصربية مدينة توزلا فتوقع 76 قتيلا".
وبين 11 و 25 يونية 1995 سيطرت قوات صرب البوسنة على جيب سريبرينتسا المسلم ( الواقع تحت الحماية الدولية ) وفتكت به وبأهله فتكا" وحشيا".
–استمر الحصار واستمرت المجازر الجماعية والاغتصاب والقتل للمسلمين ولبعض الكروات الكاثوليك حتى تم توقيع اتفاق دايتون للسلام في الأول من نوفمبر عام 1995, الذي أوقف الحرب.

حسب موسوعة الحروب فإن قتلى حرب البوسنة من 1992- 1995 حوالي 278 ألف قتيل.



5- الحرب الأهلية في أسبانيا ( 1936- 1939)
- نشأت حرب أسبانيا من وقود الفكر الديني فلم يتمكن الأسبان من مجابهة مسائل الحريات الديموقراطية ولا من مواجهة أفكار العدالة الاجتماعية التي طرحت نفسها على باقي الأوروبيين منذ مطلع القرن السابع عشر( انتشار المذهب البروتستانتي). فقد بقيت أسبانيا معزولة عن هذا المسار العام عبر الانتماء إلى عالم الأفكار الكاثوليكية والبابوية.
- بدأ الصراع المستميت بين أسبانيا الحمراء (الاشتراكية – الشيوعية) و أسبانيا السوداء (الكاثوليكية التقليدية) اعتبارا" منذ 1930.
- فاز الجمهوريون على الملكيين في الانتخابات البلدية في 12 أبريل 1931 وانسحب أثر ذلك الملك من الحياة السياسية.
- تم إعلان جمهورية أسبانيا في 14 أبريل 1931.
- في نفس العام تمت الموافقة على مادة في الدستور ( مادة 26 ) تنص على فصل الدين عن الدولة , وإلغاء الجمعيات الدينية .
- تم تأسيس حزب يميني انضم له غالبية الشباب الكاثوليكي والملكي عام 1933.
- حصل الحزب اليميني على الغالبية بالبرلمان.
- حدثت انتفاضة لعمال المناجم في مقاطعة استورياس عام 1934 , قام الجيش بقمعها مخلفا" 1300 قتيل و 3000 جريح .
- تمكن اليسار مجددا" من الفوز بالانتخابات في فبراير 1936.وعاد الثوري مانول أزانيا إلى رئاسة الجمهورية .
- نظم الجنرال فرانكو انتفاضة و تشابكت الأطراف بسرعة.
- القوى الجمهورية أو الحكومية من جهة ضد القوى الوطنية أو المنتفضة من جهة أخرى.
- انقسم الجيش من طائرات ( 350 طائرة ) و مشاة على بعضه.
- من مجموع 50 مقاطعة أسبانية أنضم 20 مقاطعة للجمهوريين و 16 للوطنيين و بقيت 14 مقاطعة مختلطة.
- اشترى الجمهوريون العديد من الطائرات من فرنسا عام 1936 والدبابات من روسيا عام 1937 من مخزون الذهب المخزن منذ استعمار القارة الأمريكية.
- اشترى الجمهوريون خلال الحرب 1475 طائرة من الإتحاد السوفيتي وفرنسا.
- اشترى الوطنيون 1253 طائرة من إيطاليا وألمانيا.
- اعترفت دولة الفاتيكان رسميا" بقائد الثورة وبحكومته, الجنرال فرانكو في أغسطس 1937.
- استقدمت حكومة الجنرال فرانكو 62270 جنديا" مغربيا" كانوا يعملون في الجيش الوطني الأسباني وضمتهم للمعركة .
- انضم أيضا" ما يقرب من 15000 جندي وطيار ألماني للجنرال فرانكو.
- قتل خلال حرب أسبانيا 271 ألمانيا" و 7000 مغربي.
- أصدر مطارنة أسبانيا الكاثوليك في الأول من تموز 1937 رسالة مفتوحة, وقع عليها 35 مطرانا" من مناطق الجنرال فرانكو و 1200 مطران أخر في العالم الكاثوليكي , بإيعاز من الفاتيكان يعلنون فيها عن بدء حملة صليبية ضد الجمهوريين.
- رد الجمهوريين بذبح رجال الدين الكاثوليك فقتل في الحرب 6845 رجل دين كاثوليك , بينهم 13 مطرانا" و 4184 كاهنا" و 2365 راهبا" و 283 راهبة.
- الضحايا 154 ألف من الجانب الوطني , و 152 ألف من الطرف الجمهوري.

الضحايا حسب موسوعة الحروب 360 ألف إلى مليون قتيل.

غير معرف يقول...

الحروب السياسة والاستعمارية.



1- حرب المائة عام.

دامت في الواقع 116 عاما" بين فرنسا و بريطانيا من عام 1337 إلى عام 1453 .
كان من ضمن أحداثها رحلات الفرسان حيث كان يتوزع فيها الجيش على عدة صفوف , على عرض يتراوح بين 5 و 10 كم , ويعبث عناصره بالقرى التي كان يصادفها , بعد نهب الخيرات التي موجودة فيها. فكانت الرحلات عبارة عن قتل وسرقة واغتصاب للمدنيين . ومن اشهر رحلات الفرسان , رحلة الفرسان التي قادها الملك الإنجليزي ادوارد الثالث سنة 1346 والتي اخترق فيها غرب البلاد , ورحلات الفرسان التي اخترق خلالها أمير والز وسط فرنسا في 1355 و 1356 .
كما كان هناك أيضا" رحلات الفرسان المضادة التي كانت تشنها النبالة الفرنسية ضد الإنجليز وحلفاؤهم.

من ضمن المعارك كانت معركة الهويس البحرية ( 24 يونية 1340 ) , بين بحرية ملك فرنسا فيليب السادس وأسطول ملك إنجلترا ادوارد الثالث والتي غرق خلالها معظم الأسطول الفرنسي.
من ضمن الأحداث سجن ملك فرنسا جان الثاني في قصر ملك إنجلترا عقب هزيمة الفرنسيين في موبيرتوي في 19( سبتمبر 1356 ) , ومصادرة ملك إنجلترا ادوارد الثالث ثلث فرنسا , إضافة إلى فرضه فدية مقدارها ثلاثة ملايين ريال ذهبي ) كان على الرعايا الفرنسيين دفعها مقابل استرداد ملكهم ) وكان هذا المبلغ يماثل دخل الخزينة الفرنسية في عاميين.
كان هناك بعض الفرق العسكرية المستقلة والتي كان بانضمام أحدها لإحدى الفريقين ربما يؤدي إلى ترجيح كفته على الأخر , فقد رجحت كفة الجيش الفرنسي بشكل خلال شتاء 1365-1366 نتيجة لانضمام إحدى فرق الحرب الأهلية في أسبانيا للجيوش الفرنسية .( مقاتلين سابقين من حرب كاستيلا في شمال أسبانيا ).
إلا أن هذه الفرق تراجعت وانضمت للقوات الإنجليزية مما رجح كفتها في الأعوام التالية .
انتهت الحرب اتفاقية بيكيني التي وقعها عام 1475 الملك ادوارد الرابع مع الملك الفرنسي لويس الحادي عشر.
عدد الضحايا في حرب المائة عام لم يتم تحديده .

2- الحروب الأهلية الإنجليزية

تطلق هذه التسمية على سلسلة الحروب التي عرفتها إنجلترا بين 1642 و 1651 , في إطار عسكري وسياسي قام بين الملك والبرلمان.
وقد عُرفت هذه الحروب أيضا" باسم الانتفاضة الكبرى , وكانت نقطة انطلاق المعركة رفض البرلمان التصويت على زيادة الدعم للحرب مع اسكوتلندا سنة 1640.
بدأت المعارك ب 13 ألف جندي من جيش الملك شارل الأول و 13 ألف جندي تابعين للبرلمان بدءوا بالسيطرة على لندن ثم توالت المعارك حيث هرب الملك إلى سكوتلندا وأخذ في تجهيز الجيوش هناك والهجوم ولكن فشلت كل محاولاته ومحاولات ابنه شارل الثاني حتى انتهت الحرب بفراره عام 1651.



3- حرب السنوات السبعة

حرب أوروبية امتدت أحداثها بين 1756 و 1763.
- تواجه خلالها فريقان.
الأول : فرنسا والنمسا وروسيا والسويد وساكس وأسبانيا.
الثاني : إنجلترا و بروسيا وهانوفر.
- قامت بريطانيا باحتجاز 300 سفينة تجارية فرنسية عام 1755.
- احتل ملك بروسيا فريدريك الثاني منطقتي ساكس و بوهيميا سنة 1756 و 1757, ولكنه اضطر للانسحاب من بوهيميا تحت ضغط الجيوش المتحالف ضده.
- صدت القوات الفرنسية زحف البريطانيين وااهانوفريين سنة 1757.
- حققت بروسيا ثلاثة انتصارات عسكرية هامة : في روسباخ ضد الفرنسيين , ولوتين ضد النمساويين , وزوندورف ضد الروس.
- خسرت بروسيا بعض المعارك التي خاضتها ضد الجيش الروسي سنة 1760 و 1761 , مما اضطرها إلى عقد اتفاق سلام مع القيصر الروسي بطرس الثالث سنة 1762.
- تابع الفرنسيون و البريطانيون معاركهم الحربية على متن سفنهم عبر البحار و في مستعمراتهم عبر العالم.
- خسرت فرنسا معارك أساسية في كندا سنة 1759 و 1760 والهند سنة 1761.
- انتهت الحرب باتفاقية باريس التي نصت على تخلي فرنسا عن جميع مستعمراتها الأميريكية والهندية فتأسست الإمبراطورية البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس.

حسب موسوعة الحروب , عدد ضحايا حرب السبع سنوات حوالي مليون إلى مليون ومائتي ألف قتيل.



4- حرب البويرز.
بويرز تعني بالهولندية الفلاحين. وقد ألقيت هذه التسمية على المستوطنين الهولنديين الذين بدءوا منذ 1652 , يتوافدون على رأس الرجاء الصالح في أفريقيا الجنوبية والذين سرعان ما استعمروا البلاد كلها بعد الانتشار في أرجائها كافة. وشملت هذه التسمية أيضا" جميع المستوطنين البيض الذين قدموا إلى جنوب أفريقيا و توالدوا في هذه البلاد ( من فرنسيين وألمان وبريطانيين, الخ). ولغة البويرز هي الأفريكانس و هي لغة شعبية مشتقة من الهولندية.
أنشأ البويرز جمهورية البويرز سنة 1839 . وأعلنوا سنة 1849 عن إنشاء جمهورية جنوب أفريقيا التي اعترف بها التاج البريطاني سنة 1852.
إلا أن اكتشاف الماس سنة 1866 ثم الذهب سنة 1873 دفع البريطانيون إلى توسيع سيطرتهم هناك واحتلال بعض المناطق هناك .
احتل الجيش البريطاني منطقة ترانزفال ثم أعلن التاج البريطاني ضمها إلى المستعمرات البريطانية , ثم أعلن استقلال جمهورية ترانزفال ( تحت وصاية بريطانية ) , سنة 1877.
نشأت الحرب في 11 أكتوبر عام 1899.
ألمانيا كانت تدعم البويرز عن طريق ناميبيا.
تمكن الجيش البريطاني , والذي دفع إلى المعركة 448 ألف جندي , من الإنتصار على البويرز بعد معارك ضارية كلفت البريطاني 7792 قتيلا" و البويرز 6000 قتيل.

حسب موسوعة الحروب فإن ضحايا حرب البويرز الثانية من عام 1899 إلى 1902 يقدر بحوالي 75 ألف قتيل.



5 - الحرب الأهلية الأمريكية.
الحرب بين الشمال والجنوب الأمريكي في الفترة من 1861 حتى 1865
32 ولاية من الشمال ضد 11 ولاية من الجنوب.
السبب :
حسب إحصاء في عام 1850 كان هناك 347525 من أهل الجنوب الأمريكي يملكون عبيدا" , ووافق الشمال على إلغاء العبودية ورفض الجنوب الذي كان يعتمد على العبيد في أعمال المزارع .
وبالرغم من هزيمة الجنوبيين في الحرب إلا أن موضوع تحرير العبيد تم الاتفاق على أن يتم من دون تحديد مدة زمنية حسب ظروف كل ولاية مما أدى لتباطأ العملية.
الضحايا حوالي 617500 قتيل وحوالي 500 ألف جريح.



6- حروب نابليون .
مثال : معركة أوسترليتز

ومن بين المقاتلين الروس والنمساويين البالغ عددهم 78 ألف استسلم 20 ألف منهم , واستولى الفرنسيون على كل مدفعية العدو تقريباً، وبينما انطرح على أرض المعركة من جيش أعداء فرنسا 51 ألف قتيل.

وفي هذه المذبحة فقدت القوات الفرنسية البالغ عددها 37 ألفا" وحلفاؤها8 ألاف ما بين قتيل وجريح.



لقد تحمّل الشعب الفرنسي بصبر هذا الاستنزاف السنوي الملح للقوي البشرية في نشوة الابتهاج بانتصارات نابليون، لكن عندما بدأت الهزائم (1808) مخلّفة آلاف الأسر الحزينة، نمت المقاومة وتضاعفت أعداد المتهرِّبين والفارِّين• وبحلول عام 1814 كان نابليون قد جند في جيوشه 2 مليون 316 ألف فرنسي, مات منهم حوالي مليون بسبب جروح شديدة ألمّت بهم أو بسبب الأمراض.• وبالأضافة لهؤلاء فقد ضمَّ لجيوشه نصف مليون من الدول الأجنبية المتحالفة مع فرنسا أو التابعة لها.


لقد كانت نتائج الحروب لا حد لها - بيولوجياً واقتصادياً وسياسياً وأخلاقياً• والرقم القديم الدال على عدد القتلى الفرنسيين في هذه الحروب هو مليون و 700 ألف قتيل إلاّ أن الحسابات اللاحقة قد قلّصته ليصبح مليوناً•.


فكم كان عدد ضحايا نابليون في 40 معركة أنتصر فيهم ‍؟؟, وكم قتل نابليون من المسيحيين أبناء ملته, وما هو مقياس العظمه والعبقرية الذي يوصف به أمثال نابليون عند دعاة المحبة ‍؟؟..

حسب موسوعة الحروب فإن ضحايا حروب نابليون خلال الفترة من 1804 إلى 1815 يتراوح بين 3ونصف مليون إلى 6 مليون قتيل.

7 - حرب الأفيون

- عاشت الصين إنغلاق مع الغرب منذ 1820.
- العلاقة التجارية المحدودة كانت مقايضة الحرير والشاي بالقطنيات والأفيون من المستعمرة الإنجليزية بالهند.
- قررت السلطات الإمبراطورية الصينية سنة 1839 وقف استيراد الأفيون.
- غضبت إنجلترا لذلك ودكت بوارج البحرية البريطانية مدينة كانتون الصينية عام 1841.
- قامت مشاة البحرية البريطانية باحتلال مدينة شانغهاي.
- استمرت بريطانيا في حصار كانتون ولم تسحب جيشها من شانغهاي إلا عندما تم التوقيع على اتفاقية نانكين بتاريخ 28 أغسطس 1842.
- بموجب الأتفاقية تسمح الصين بحرية استيراد الأفيون الإنجليزي من خمسة مواني هي كانتون ,أموي , فوزهو , شانغهايونينغبو , بالإضافة إلى هونج كونغ.

8 - حرب القرم
بريطانيا و فرنسا وسردينيا والدولة العثمانية ضد روسيا 1854- 1856
- رغبت بريطانيا في صد طموحات روسيا القيصرية.
-الكنيسة الكاثوليكية كانت ترغب في الإبقاء على حمايتها لمسيحيي السلطنة العثمانية وعدم إعطاء هذا الدور لروسيا الأرثوذكسية.
– أعرب قيصر روسيا أمام سفير إنكلترا عن رأيه في أن السلطنة العثمانية أصبحت رجلا" مريضا" ويجب تقسيمها بين القوى العظمى
– بريطانيا أعربت عن استعدادها للدفاع عنها أمام روسيا.
– رفض السلطان العثماني بناء على نصيحة إنكلترا الطلب الروسي بجعل المسيحيين في السلطنة تحت حماية قيصر روسا.
-قامت القوات الإنكليزية والفرنسية بتدمير الأسطول الروسي في بحر إيجيا .وقصفت مرفأ أوديسا وبعض المرافق الروسية في القوقاز في أبريل 1854.
–أنزلت فرنسا و بريطانيا جنودهما في جزر آلند في بحر البلطيق وفي 16 أغسطس 1854 وقاموا بتدمير مدينة بومارسوند الروسية.
-في عام 1855 قصفت البحرية الفرنسية مرفأ سفيا بورغ ثم سولوفيتزكي ومصانع السفن في بتربافلوفسك.

حسب موسوعة الحروب يقدر عدد القتلى فيما بين 270 ألف إلى 300 ألف قتيل.

9 - الحرب الروسية – اليابانية ( 1904- 1905 ).

- الأسباب:
1- إنجلترا واليابان كانتا تسعيان للحد من التقدم الروسي في الشرق الأقصى. ( روسيا كانت تحتل كوريا).
2- توقعت روسيا نصرا" سهلا" يعزز موقف النظام الملكي للقيصر.
- توقع الروس مساعدة فرنسا لهم, ولكن البريطانيون أقنعوا الفرنسيين بعدم المساعدة في مقابل مساعدة بريطانيا لفرنسا في حالة تعرض فرنسا لهجوم ألماني.
- هاجمت البحرية اليابانية سفينة حربية روسية أمام شواطئ كوريا واستولت عليها في 7 فبراير 1904.
- في 10 فبراير 1904 أعلنت اليابان الحرب على روسيا.
- أشهر المعارك معركة مودن التي استمرت شهر تقريبا" وتقابل خلالها 400 ألف جندي ياباني مقابل 325 ألف جندي روسي , انتهت المعركة بفوز اليابانيين في 10 مارس 1905.
- في 27 مايو 1905 تمكن اليابانيون من إغراق 35 سفينة حربية روسية من أسطول روسي مكون من 38 سفينة كان متوجها" لأرض المعركة.
- بدأ الجيش الروسي سلسلة انسحابات إلى أن تم التوقيع على معاهدة بورتسموث في إنجلترا في 5 سبتمبر 1905 , انسحبت على أثارها روسيا من كوريا.

حسب موسوعة الحروب يقدر عدد القتلى بحوالي 150 ألف قتيل.

10 - الحرب العالمية الأولى.
- في أغسطس 1914 اشتعلت أوروبا كلها في الحرب العالمية الأولى .
- تعود الأسباب إلى مقتل الأرشيدوق ولي عهد العرش النمساوي- المجري, فردينان هايسبورج, على يد طالب صربي, في سراييفو بتاريخ 14 يونية 1914.
- كانت النمسا تنوي السيطرة على صربيا, فوجدت في مقتل ولي عهدها بها مبررا" للانقضاض عليها و شكلت النمسا مع ألمانيا حلفا" سرعان ما تم تشكيل حلف مضاد له في أوروبا.
- أعلنت النمسا الحرب على صربيا في 28 يوليو و ثم على روسيا في 5 أغسطس.
- أعلنت ألمانيا الحرب على روسيا في الأول من أغسطس وعلى فرنسا و بلجيكا في 3 أغسطس.
- أعلنت بريطانيا الحرب على ألمانيا في 4 أغسطس و على النمسا في 13 أغسطس.
- أعلنت اليابان الحرب على ألمانيا في 23 أغسطس.
- أعلنت بريطانيا و فرنسا الحرب على تركيا في 3 نوفمبر 1914.

في 11 نوفمبر عام 1918 وقعت ألمانيا شروط استسلامها في مدينة روتوند الفرنسية بعد ان أنهكت قواها .

الخسائر
فرنسا 1390000 قتيل.
المانيا 1950000 قتيل.
النمسا \ المجر 1040000 قتيل.
بلجيكا 100000 قتيل.
الولايات المتحدة الأمريكية 114000 قتيل .
بريطانيا 780000 قتيل.
ايطاليا 530000 قتيل.
روسيا 1700000 قتيل.
صربيا 400000 قتيل.
بلغاريا 87000 قتيل..
رومانيا 158000 قتيل.
كندا 60000 قتيل.
تركيا 400000 قتيل.

الإجمالي 9 مليون قتيل من العسكريين وحوالي 10 ملايين قتيل من المدنيين.

حسب موسوعةالحروب يقدر عدد القتلى مابين 15 مليون إلى 66 مليون قتيل , حيث يحتوي الرقم الكبير على ضحايا الأنفلونزا الأسبانية التي انتشرت وقت الحرب.


11- الحرب العالمية الثانية ( 1939 – 1945).
- بدأت الحرب العالمية الثانية بهجوم شنه الألمان على بولونيا وانتهت باستسلام اليابان.
- الجيش الألماني كان يضم 11 مليون مقاتل .
- الجيش الأمريكي وصل تعداده سنة 1945 11 مليون جندي و بحار, يحارب ثلثيه في أوربا بينما الثلث الباقي في أقصى أسيا.
- الجيش السوفيتي كان يضم ستة ملايين ونصف المليون جندي وبحار .

خسائر الحرب :
عدد القتلى من 40 إلى 50 مليون , نصفهم من المدنيين.

أبادت هذه الحرب 6 ملايين بولوني , و20 مليون روسي , ومليون ونصف المليون يوغسلافي.
خسرت أمريكا 300 ألف من العسكريين .
خسرت بريطانيا 326 ألف من العسكريين و 62 ألف من المدنيين.
خسرت فرنسا 205 ألف من العسكريين و 400 ألف من المدنيين.
خسرت إيطاليا 160 ألف عسكري و 150 ألف مدني.
خسرت ألمانيا 4 مليون 400 ألف من العسكريين و 500 ألف من المدنيين.
خسرت بلجيكا 88 ألف عسكري.
خسرت بلغاريا 20 ألف عسكري ومدني .
خسرت كندا 41 ألف عسكري ومدني.
خسرت فنلندا 90 ألف عسكري ومدني.
خسرت اليونان 20 ألف عسكري و 140 ألف من المدنيين.
خسرت المجر 430 ألف عسكري ومدني.
خسرت هولندا 210 ألف عسكري ومدني.
خسرت نيوزيلاندا 12 ألف عسكري ومدني.
خسرت رومانيا 460 ألف عسكري ومدني .
خسرت الصين 8 مليون قتيل اغلبهم من المدنيين.
خسرت اليابان 3 ملايين قتيل من بينهم 600 ألف من المدنيين .

حسب موسوعة الحروب فإن عدد القتلى يتراوح بين 45 مليون إلى 66 مليون قتيل.

12- الحرب الأهلية في اليونان

بعد انسحاب القوات الألمانية المحتلة للبلاد في أكتوبر 1944.
نشأ خلاف بين الشيوعيين الذين كانوا يسعون للحكم و الملكيين الذين كانوا يريدون استعادة الحكم لما كان عليه قبل الاحتلال الألماني.
احتل كل فريق جزء من البلاد ونشأت حرب عصابات بين الطرفين.
دعمت أمريكا القوات المسلحة الملكية و دعمت روسيا القوات الشيوعية .
انتصر الجيش الملكي اليوناني في 16 أكتوبر 1949 وطارد الشيوعيين باتجاه يوغوسلافيا.
الخسائر حوالي 50 ألف قتيل و نصف مليون مهجر.



13 - حرب الهند الصينية ( 1945- 1954 )
بين : فرنسا – وثوار" الفيت منه " الفيتناميين المطالبين باستقلال فيتنام .
بدأت الحرب في 23 مايو 1945 .
دعمت أمريكا فرنسا في الحرب بما يعادل 950 مليار فرنك فرنسي في الفترة من 1952 إلى 1954.
بعد العديد من المعارك و الخسائر المتبادلة يتخللها بعض المفاوضات , تسلمت القوات الفرنسية أول دفعة من مساعدات الولايات المتحدة الأمريكية بالعتاد الحربي.
ثم خاضت هذه القوات معركة ضد (الفيت منه) في كاو بانغ , وهُزمت خلالها في 3 أكتوبر 1950, منسحبة من المدينة بعد تكبدها خسائر تقدر ب 2000 قتيل وأكثر من 3000 أسير.
بين 13 و17 يناير 1951 حصلت معركة فينيه ين التي انهزم فيها الفيت منه بعدما استخدم الفرنسيون ولأول مرة خلال الحرب قنابل النابالم ضد مواقع خصومهم في أعالي الجبال و داخل الغابات.
استمرت الاشتباكات حتى سقوط الموقع الفرنسي الحصين في منطقة ديان بيان فو في 7 مايو 1954.
توقفت العمليات الحربية في 27 يوليو 1954 حسب اتفاق في جنيف , يتم تقسيم فيتنام على أثره إلى منطقتين (شمال وجنوب خط العرض 17 ) .

الضحايا :
القوات الفرنسية : 90 ألف قتيل و 40 ألف أسير.
الفيتناميون : 500 ألف قتيل و 9 آلاف أسير.
المدنيون : 800 ألف قتيل .

حسب موسوعة الحروب يقدر عدد الضحايا بحوالي مليون إلى مليون وثلاثمائة ألأف قتيل.

14 - حرب كوريا

في 9 سبتمبر 1948 أعلنت الجمعية العامة لنواب كوريا الشمالية تأسيس الجمهورية الشعبية الديموقراطية.
كانت كوريا الشمالية تقع تحت تأثير جارتيها الشيوعيتين الصين الشعبية والإتحاد السوفيتي أما كوريا الجنوبية فكانت تقع تحت التأثير النفوذ الأمريكي .

في 25 يونية 1950 و بذريعة "اعتداء جنوبي" قامت خمس فرق عسكرية كورية شمالية بالتوغل داخل أراضي كوريا الجنوبية, فبلغت محيط مدينة سيول , عاصمة الجنوب.
في 7 يوليو يحصل أول إنزال حربي أمريكي في مدينة بوسان على الشاطيء الجنوبي وتبعه تجمع للحلفاء فتجمعت القوات كلها في محيط مدينة سيول ثم اقتحمها واستردها كاملة في 25 سبتمبر بعد معارك ضارية.
تابعت قوات التحالف زحفها شمالا" حتى إحتلت مدينة بيونغ يانغ , عاصمة الشمال , في 19 أكتوبر 1950. واستمرت هذه القوات بالأتجاه شمالا" حتى بلغت الحدود الصينية في أقصى شمال كوريا, في 26 أكتوبر 1950.
تطوع ما يقرب من نصف مليون صيني وشاركوا قوات الشمال في هجوم مضاد , في 27 نوفمبر 195
تمكنت القوات الصينية – الكورية من طرد القوات الجنوبية والحلفاء من الأراضي الشمالية ( خط العرض 38 هو الخط الفاصل بين الكوريتين ) .
استمرت القوات الصينية –الكورية الشمالية في الزحف جنوبا" حتى استولوا على عاصمة الجنوب ( سيول ) مرة أخرى في 4 يناير 1951.
تمكنت قوات الحلفاء من تحرير مدينة سيول وطرد الصينيين والكوريين الشماليين من الأراضي الجنوبية. ولكنهم لم يتعدوا الخط الفاصل بين الكوريتين خط عرض 38. 31 مارس 1951.
اتخذ الحلفاء موقف دفاعي عند الحدود وصدوا هجوم القوات الكورية الشمالية حتى تم توقيع اتفاق السلام في 27 أكتوبر 1951 .

خسائر الحرب
كوريا الجنوبية 58 ألف قتيل و 175 ألف جريح و 166 ألف مفقود.
أمريكا 34 ألف قتيل و 103 ألف جريح و 5 آلاف مفقود ( شارك بالحرب 576 ألف أمريكي ).
قوات الأمم المتحدة 3 آلاف قتيل و 11 ألف جريح و 3 آلاف مفقود.
كوريا الشمالية حسب التقديرات 300 ألف قتيل و 220 ألف جريح.
الصين الشعبية حسب التقديرات 200 ألف قتيل و 700 ألف جريح.



حسب موسوعة الحروب فإن عدد القتلى يتراوح بين 2 مليون ونصف المليون إلى 3 مليون ونصف المليون قتيل.



15- حرب الجزائر
تطلق تسمية حرب الجزائر على مجموعة الأعمال الحربية التي حصلت في الجزائر, أبان الحكم الفرنسي لها (والذي قد قام باحتلالها سنة 1830).
فقد امتدت هذه العمليات الحربية المتبادلة بين جبهة التحرير الجزائرية وقوات الاحتلال الفرنسي من نوفمبر 1954 حتى مارس 1962.
خلال تلك الحرب خسرت فرنسا 24614 قتيل من العسكريين يضاق لهم 64985 جريح و ما يقرب من 1000 مفقود .

أما المدنيين الذين قتلوا خلال تلك الحرب , من الفرنسيين والجزائريين فيبلغ عددهم بحسب جريدة "لوموند" الفرنسية ( مايو 1985) بين 500 ألف و600 ألف قتيل .
وقد اعتبر أن عدد الشهداء الجزائريين يناهز المليون نسمة , يضاف إليهم 300 ألف يتيم و 3 مليون مهجر و300 ألف لاجي (إلى المغرب و تونس ) .

16- الحرب الأهلية في نيكاراجوا
- وقعت الصراعات بين اليمين واليسار في المرحلة الأولى من 1997 إلى 1981 .
- تغير الصراع وأصبح بين اليسار ويسار شعبي أخر مكون من الفقراء من 1981 إلى 1990.
- وقعت الصراعات تحت تأثير المخابرات الأمريكية والروسية.
- الضحايا 35 ألف قتيل و 100 ألف جريح.

17- حرب فيتنام ( 1964- 1973).
- فيتنام كانت تنقسم إلى فيتنام الشمالية الشيوعية وفيتنام الجنوبية الموالية للغرب.
- في 4 أغسطس 1964 أطلق الجيش الشعبي لجمهورية فيتنام النار على مدمرتين أمريكيتين كانتا قد توغلتا داخل المياه الإقليمية التابعة لفيتنام الشمالية.
- سرعان ما بدأت الغارات الأمريكية الجوية على فيتنام الشمالية.
- اعتبارا" من 5 فبراير 1965 تحولت الغارات الأمريكية إلى عمل يومي يتم إلقاء فيه حمولات من القنابل على جيش فيتنام الشمالية.
- بعد ثلاثة أشهر بدأت قاذفات بي 52 تغير إلى عمق البلاد , على العاصمة الشمالية وعلى مستودعات المحروقات في هانوي وهايفونج.
- بين 20 يناير و 8 ابريل 1968 حاصرت قوات المارينز وقوات فيتنام الجنوبية المتحالفة معها مدينة " كي سانه" التي سقطت بين أيديهم فيما بعد.
- انتفض الشيوعيون الفيتناميون في الجنوب واصطدموا مع القوات الأمريكية والفيتنامية الجنوبية في المدن الرئيسية جنوب فيتنام, ولكن بعد هزيمتهم انسحبوا للشمال مخلفين 30 ألف قتيل منهم و 13 ألف قتيل من المدنيين.
- في 16 مارس 1968 حدثت مجزرة ماي لاي My Lai التي قام خلالها 120 جنديا" أمريكيا" بقتل 500 فلاح فيتنامي . وقد حكم بالسجن المؤبد على الملازم وليام كالي الذي قاد المجزرة , إلا انه خرج من السجن بعد ثلاثة سنوات بموجب عفو خاص من الرئيس نيكسون.
- من أهم الأحداث , بين 18 و 30 ديسمبر 1972 و خلال غارات مكثفة اسقط الأمريكان 40 ألف طن من القنابل على مدينة هانويو عاصمة الشمال, ذهب ضحيتها 1318 قتيل والعديد من الجرحى .
تم التوقيع على اتفاقية سلام في 15 يناير 1973 وانسحبت القوات الأمريكية والفيتنامية الجنوبية تحت خط العرض 17.
- ما بين 1965 و 1971 صبت القوات الأمريكية ستة مليون وثلاثمائة ألف طن من القنابل على فيتنام الشمالية.
استخدمت القوات الأمريكية والفيتنامية الأمريكية 7 مليون طن من الذخائر . و 372 ألف لتر من النابالم.
سقطت خلال الحرب 3719 طائرة أمريكية و 4869 مروحية حربية.
تسببت المواد المزيلة للأوراق التي استخدمها الأمريكان في إزالة 5 % من غابات فيتنام الشمالية و تضرر 50% منها .
وبنفق مليون ونصف من الأبقار .


الخسائر :
فيتنام الجنوبية 200 ألف قتيل و 500 ألف جريح.
المدنيون 450 الف قتيل ومليون جريح.
أمريكا 46572 قتيل , 153 ألف جريح و 2273 مفقود تم استعادة منهم 658 عام 73 و 1975.
فيتنام الشمالية :
737 ألف قتيل و 100 ألف جريح بين المدنيين والعسكريين.

حسب موسوعة الحروب فإن ضحايا الحرب من 1960 إلى 1973 يتراوح بين 1750000 إلى 2500000 قتيل .



18- الحرب الأهلية في رواندا.
- رواندا تقع في وسط أفريقيا ويبلغ عدد سكانها حسب تعداد 1991 ما يقارب 7 مليون و200 ألف نسمة.
- يتوزع السكان إلى ثلاثة قائل رئيسية الهوتو 91.2 % و التوتسي 8.3 % و التوا 0.4%.
- قام الاستعمار الألماني 1898 والبلجيكي بعده بزعزعة البلاد عن طريق تسليط الأقلية التوتسي على الحكم و الإدارة والمؤسسات الرسمية للبلاد.
- حصلت رواندا على استقلالها عام 1962.
- ازدادت مع الوقت مطالب الهوتو ( الأغلبية ) في فرص أفضل , حتى حدث انفجار للحرب الأهلية عام 1982 .
- قام الهوتو بعمل إبادة جماعية للتوتسي, استعان التوتسي بأقاربهم التوتسي الحاكمين في أوغندا, فطردوا أكثر من مليون من الهوتو إلى خارج البلاد ليقيموا في مخيمات للاجئين على حدود زائير وبوروندي .
- أدت المجازر لمقتل أكثر من مليون رواندي.



19- حرب ناميبيا
- استعمرت ألمانيا ناميبيا اعتبارا" من سنة 1884.
- فرض الألمان سيطرتهم اعتمادا" على تنمية الصراع بين القبائل وبعضها.
- اتفقت القبائل فيما بينها وشنت حرب عصابات على الاستعمار الألماني بين 1903 و 1906.
- قتل الألمان خلال المعارك العديد من المدنيين النامبيين وأُتلفت قطعان ماشية خاصة بالقبائل لإجبارها على الاستسلام.
- اضطرت القوات الألمانية للإنسحاب من نامبيا عام 1915 لظروف الحرب العالمية الأولى.
- طلب الحلفاء من جنوب افريقيا العنصرية الحلول مكان السلطات الألمانية.
- اخضعت السلطات الجنوب أفريقية البلاد لنظام التمييز العنصري فكانت هناك أماكن إقامة خاصة بالبيض وأخرى للسود. .
- حصلت ناميبيا على استقلالها عام 1990.
- في السنوات الخيرة من حرب التحرير ضد جنوب أفريقيا كانت محصلة القتلى 20 ألف من ناميبيا مع عدد غير معروف من جنوب أفريقيا.



20- حرب جزر ملوين. ( بريطانيا ضد الأرجنتين 1982 ).
- المستعمرة البريطانية تضم عدة جزر بالقرب من الشاطئ الأرجنتيني.
- رفع بعض الحدادين العلم الأرجنتيني على إحدى هذه الجزر (جزيرة جورجيا الجنوبية).
- قام الجنود البريطانيون بطردهم من الجزيرة في 19 مارس 1982.
- أنزل الجيش الأرجنتيني في 2 أبريل من نفس العام, 5000 جندي استولوا على عاصمة الجزيرة (بورت ستانلي) ورفعوا العلم الأرجنتيني على الجزيرة.
- تحركت البحرية البريطانية في اتجاه فوكلاند في 5 أبريل 1982.
- قررت مجموعة الدول الأوربية , في 10 أبريل عمل حظر على البضائع الأرجنتينية.
- فتحت أمريكا مطاراتها وحاملات طائراتها أمام الطائرات البريطانية.
- في 26 أبريل تمكنت بريطانيا من فرض سيطرتها على كامل جزيرة جورجيا.
- أعلنت أمريكا مساعدتها العسكرية والاقتصادية للأرجنتين في أول مايو من نفس العام.
- أهم أحداث الحرب في 2 مايو أغرقت بريطانيا سفينة "الجنرال بلغرانو " الأرجنتينية و على متنها 1042 بحا نجى منهم 830.
وفي 4 مايو أغرق الأرجنتيون المدمرة البريطانية " شيفيلد" التي غرقت و على متنها 120 بحارا" و بعدها تم إغراق المدمرة البريطانية " كوفنتري " وهلى متنها 120 بحارا" أيضا" في 25 مايو من نفس العام .
- حاصرت بريطانيا بورت داروين عاصمة الجزر, واستسلمت المدينة في 14 يونية 1982.
- استعادت بريطانيا سيطرتها على الجزر وتم رفع الحظر الدولي عن الأرجنتين.
- استأنفت الأرجنتين علاقتها مع بريطانيا في اتفاقية تسمح بريطانيا بموجبها لسفن الصيد الأرجنتينية بالاقتراب حتى 50 ميلا" من الجزر.
- جدير بالذكر أن الجزر تنتج ما يقرب من 3 مليون برميل بترول يوميا".
- الخسائر:
الارجنتين : 712 قتيل و 2000 جريح و مفقود ( 91 طائرة – 4 سفن تجارية !!- غواصة- طرادة.(
بريطانيا : 293 قتيل و 900 جريح ( 18 طائرة –23 مروحية- 4 سفن حربية- 2 سفن تجارية.

غير معرف يقول...

الحروب الدينية المسيحية



أ - الحروب الصليبية.



تعريف الحروب الصليبية ( معجم الحروب – د فريدريك.).

تنضوي تحت هذه التسمية الحملات العسكرية التي نظمتها الكنيسة الكاثوليكية بين القرن الحادي عشر والثالث عشر بغية تحرير الأرض المقدسة , على حد تعبير قادتها في ذلك الوقت.



1- الحرب الصليبية الأولى (1096- 1099). ( معجم الحروب – د فريدريك.).
بشر بها و دعا إليها البابا أوربان الثاني في مدينة كليرمون الفرنسية. ثم ما لبث أن كثر الدعاة إلى شن حرب "تحرير الأرض المقدسة" ومن أبرزهم بطرس الناسك .
اصطدمت الحملة بالجيش السلجوقي في الأناضول الذي قام بتحطيمها عام 1096.
إلا أن الحملة الثانية التي تبعتها كانت حملة نظمها نبلاء فرنسيون و إيطاليون وقد تمكنت هذه الحملة المجهزة تجهيزا" عسكريا" كاملا" من بلوغ وإسقاط مدينة إديسه سنة 1097, ثم نيقيا ثم طارس ثم انطاكية ثم القدس في 15 يوليو 1099.
أنشا الصليبيون في القدس مملكة و إمارات في أنطاكية و إديسه وطرابلس.
كما أنشأوا رهبنة خاصة مهمتها الدفاع عن المملكة ثم أنشأوا سلكا" عسكريا" دينيا" يضم رهبان مقاتلين عُرف باسم ( Les Templiers ) . [1]

أحداث الحرب الصليبية الأولى: (موسوعة الحضارة – وول ديورانت).
وأول سبب مباشر للحروب الصليبية هو زحف الأتراك السلاجقة. وكان العالم قبل زحفهم قد كيف نفسه لقبول سيطرة المسلمين على بلاد الشرق الأدنى. وكان الفاطميون حكام مصر قد حكموا فلسطين حكماً سمحاً رحيماً؛ استمتعت فيه الطوائف المسيحية بحرية واسعة في ممارسة شعائر دينها إذا استثنينا بعض فترات قصيرة قليلة. نعم إن الحاكم بأمر الله، الخليفة المجنون، دمر كنيسة الضريح المقدس (1010)؛ ولكن المسلمين أنفسهم قدموا المال الكثير لإعادة بنائها.
وكان السبب المباشر الثاني من أسباب الحرب الصليبية ما حاق بالإمبراطورية البيزنطية من ضعف شديد الخطورة. لقد ظلت هذه الإمبراطورية سبعة قرون طوال تقف في ملتقى المارة بين أوربا وآسيا، تصد جيوش آسيا وجحافل السهوب.

وثالث الأسباب المباشرة للحروب الصليبية هو رغبة المدن الإيطالية- بيزا، وجنوي، والبندقية، وأملفي في توسيع ميدان سلطانها التجاري الآخذ في الازدياد.

وصدر القرار النهائي من إربان نفسه، وإن كان غيره من البابوات قد طافت بعقولهم هذه الفكرة., وكان هذا النزاع على أشده حين رأس إربان مجلس بياسنزا في مارس من عام 1095؛ وأيد البابا في هذا المجلس استغاثة ألكسيوس، ولكنه أشار تأجيل العمل حتى تعقد جمعية أكثر من هذا المجلس تمثيلاً للعالم المسيحي، وتبحث في شن الحرب على المسلمين. ولعل الذي دعاه إلى طلب هذا التأجيل ما كان يعمله من أن النصر في مغامرة في هذا الميدان البعيد غير مؤكد؛ وما من شك في أنه كان يدرك أن الهزيمة ستحط من كرامة العالم المسيحي والكنيسة إلى أبعد حد؛ وأكبر الظن أنه كان يتوق إلى توجيه ما في طبائع أمراء الإقطاع والقراصنة النورمان من حب القتال إلى حرب مقدسة، تصد جيوش المسلمين عن أوربا وبيزنطية. ولقد كان يحلم بإعادة الكنيسة الشرقية إلى حظيرة الحكم البابوي، ويرى بعين الخيال عالماً مسيحياً عظيم القوة متحداً تحت حكم البابوات الديني، وروما تعود حاضرة للعالم؛ وكان هذا تفكيراً أملته رغبة في الحكم لا تعلو عليها رغبة.

وظل البابا بعدئذ بين شهري مارس وأكتوبر من عام 1095 يطوف بشمالي إيطاليا وجنوبي فرنسا، يستطلع طلع الزعماء ويضمن المعونة لما هو مقدم عليه. واجتمع المجلس التاريخي بمدينة كليرمونت في مقاطعة أوفرني، وهرع إليه آلاف الناس من مائة صقع وصقع لم يقف في سبيلهم برد نوفمبر القارس. ونصب القادمون خيامهم في الأراضي المكشوفة، وعقدوا اجتماعاً كبير لا يتسع له بهو، وامتلأت قلوبهم حماسة حين وقف على منصة في وسطهم مواطنهم إربان الفرنسي وألفى عليهم باللغة الفرنسية أقوى الخطب وأعظمها أثراً في تاريخ العصور الوسطى:

يا شعب الفرنجة! شعب الله المحبوب المختار!... لقد جاءت من تخوم فلسطين، ومن مدينة القسطنطينية، أنباء محزنة تعلن أن جنساً لعيناً أبعد ما يكون عن الله، قد طغى وبغى في تلك البلاد بلاد المسيحيين، وخربها بما نشره فيها من أعمال السلب وبالحرائق؛ ولقد ساقوا بعض الأسرى إلى بلادهم وقتلوا الآخر بعد أن عذبوهم أشنع التعذيب. وهم يهدمون المذابح في الكنائس، بعد أن يدنسوها برجسهم، ولقد قطعوا أوصال مملكة اليونان، وانتزعوا منها أقاليم بلغ من سعتها أن المسافر فيها لا يستطيع اجتيازها في شهرين كاملين.

على من إذن تقع تبعة الانتقام لهذه المظالم، واستعادة تلك الأصقاع، إذا لم تقع عليكم أنتم- أنتم يا من حباكم الله أكثر قوم آخرين بالمجد في القتال، وبالبسالة العظيمة، وبالقدرة على إذلال رؤوس من يقفون في وجوهكم؟ ألا فليكن من أعمال أسلافكم ما يقوى قلوبكم- أمجاد شارلمان وعظمته، وأمجاد غيره من ملوككم وعظمتهم- فليثر همتكم ضريح المسيح المقدس ربنا ومنقذنا، الضريح الذي تمتلكه الآن أمم نجسة، وغيره من الأماكن المقدسة التي لوثت ودنست.. لا تدعوا شيئاً يقعد بكم من أملاككم أو من شئون أسركم. ذلك بأن هذا الأرض التي تسكنونها الآن، والتي تحيط بها من جميع جوانبها البحار وقلل الجبال، ضيقة لا تتسع لسكانها الكثيرين، تكاد تعجز عن ا، تجود بما يكفيهم من الطعام، ومن اجل هذا يذبح بعضكم بعضاً، ويلتهم بعضكم بعضاً، وتتحاربون، ويهلك الكثيرون منكم في الحروب الداخلية.

طهروا قلوبكم إذن من أدران الحقد، واقضوا على ما بينكم من نزاع، واتخذوا طريقكم إلى الضريح المقدس، وانتزعوا هذه الأرض من ذلك الجنس الخبيث، وتملكوها أنتم. إن أورشليم أرض لا نظير لها في ثمارها، هي فردوس المباهج. إن المدينة العظمى القائمة في وسط العالم تستغيث بكم أن هبوا لإنقاذها، فقوموا بهذه الرحلة راغبين متحمسين تتخلصوا من ذنوبكم، وثقوا بأنكم ستنالون من أجل ذلك مجداً لا يفنى في ملكوت السموات.

وعلت أصوات هذا الجمع الحاشد المتحمس قائلة: "تلك إدارة الله Dieu li volt. وردد إربان هذا النداء ودعاهم إلى أن يجعلوه نداءهم في الحرب، وأمر الذاهبين إلى الحرب الصليبية أن يضعوا علامة الصليب على جباههم أو صدورهم....
وانتقل البابا النشيط إلى مدن أخرى- إلى تور، وبوردو، وطولوز (طلوشة)، ومنبلييه، ونيمز... وظل تسعة أشهر يخطب داعياً إلى الحرب الصليبية..... وأمر بوقف جميع الحروب القائمة بين المسيحيين- وإن لم يقو على تنفيذ أمره هذا، ووضع مبدأ للطاعة يعلو على قانون الولاء الإقطاعي؛ وهكذا توحدت أوربا كما لم تتوحد في تاريخها كله، ووجد إربان نفسه السيد المرتضي لملوك أوربا على بكرة أبيهم. وسَرت روح الحماسة في أوربا كما لم تسر فيها من قبل في أثناء هذا الاستعداد المحموم للحرب المقدسة.

وكان إربان قد حدد لبدء الرحيل شهر أغسطس من عام 1096، ولكن الفلاحين القلقين الذين كانوا أوائل المتطوعين لم يستطيعوا الانتظار إلى هذا الموعد، فسار جحفل منهم عدته نحو أثنى عشر ألفاً وبدأ رحلته من فرنسا في شهر مارس بقيادة بطرس الناسك ، وولتر المفلس ، وقام جحفل آخر- ربما كانت عدته 500 من ألمانيا بقيادة القس جتسشوك ، وزحف ثالث من أرض الرين بقيادة الكونت إمكو الليننجيني. وكانت هذه الجموع غير النظامية هي التي قامت بأكثر الاعتداءات على يهود ألمانيا ويوهيميا، وأبت أن تطيع نداء رجال الدين والمواطنين من أهل تلك البلاد، وانحطت حتى استحالت إلى وقت ما وحوشها كاسرة تستر تعطشها للدماء بستار من عبارات التقي والصلاح. وكان المجندون قد جاءوا معهم ببعض المال، لكنهم لم يجيئوا إلا بالقليل الذي لا يغني من الطعام، وكان قادتهم تعوزهم التجارب فلم يعدوا العدة لإطعامهم؛ وقدر كثيرون من الزاحفين المسافة بأقل من قدرها الصحيح، وكانوا وهم يسيرون على ضفاف الرين والدانوب كلما عرجوا على بلدة من البلدان يسألهم أبناؤهم في لهفة- أليست هذه أورشليم؟ ولما فرغت أموالهم، وعضهم الجوع، اضطروا إلى نهب من في طريقهم من الحقول والبيوت، وسرعان ما أضافوا الفسق إلى السلب والنهب. وقاومهم أهل البلاد مقاومة عنيفة، وأغلقت بعض المدن أبوابها في وجوههم، وأمرهم بعضها أن يرحلوا عنها بلا مهل، ولما بلغوا آخر الأمر مدينة القسطنطينية، بعد أن نفذت أموالهم، وهلك منهم من هلك بفعل الجوع والطاعون، والجذام، والحمى، والمعارك التي خاضوا غمارها في الطريق، رحب بهم ألكسيوس؛ ولكنه لم يقدم لهم كفايتهم من الطعام، فانطلقوا في المدينة، ونهبوا الكنائس، والمنازل، والقصور. وأراد ألكسيوس أن ينقذ عاصمته من هذه الجموع الفتاكة التي أهلكت الحرث والنسل وكانت فيها كالجراد المنتشر. فأمدها بالسفن التي عبرت بها البسفور، وأرسل إليها المؤن، وأمرها بالانتظار حتى تصل إليها فرق أخرى أحسن منها سلاحاً وعتاداً. ولكن الصليبيين لم يستمعوا إلى هذه الأوامر، سواء كان ذلك لجوعهم أو لقلقهم ونفاد صبرهم، فزحفوا على نيقية. وخرجت عليهم قوة منظمة من الترك، كلها من مهرة الرماة، وأبادت هذه الطليعة من فرق الحرب الصليبية الأولى فلم تكد تبقى على أحد منها.

وبينما كانت هذه الحوادث تجري في مجراها كان الزعماء والإقطاعيون الذين حملوا الصليب قد جمع كل منهم رجاله في إقليمه... وسارت هذه الجموع إلى القسطنطينية من طرق مختلفة؛ وعرض بوهمند على جدفري أن يستوليا على المدينة، فرفض جدفري هذا العرض لأنه لم يأت، على حد قوله، إلا لقتال الكفرة، ولكن هذه الفكرة لم تمت.., وعبرت هذه الجيوش البالغ عددها نحو ثلاثين ألفاً المضيقين في عام 1079، وكانت لا تزال موزعة القيادة.... وخرجت أرمينيا على فاتحيها السلاجقة وتحالفت مع الفرنجة. وزحفت جيوش أوربا يؤيدها هذا العون كله وحاصرت نيقية. واستسلمت الحامية التركية في المدينة بعد أن وعدها ألكسيوس بالمحافظة على حياتها (19 يونية سنة 1097)، ورفع إمبراطور الروم العلم الإمبراطوري على حصنها، وحمى المدينة من النهب، وأرضى الزعماء الإقطاعيين بالعطايا السخية، ولكن الجنود المسيحيين اتهموا ألكسيوس بأنه ضالع مع الأتراك. واستراح الصليبيون في المدينة أسبوعاً زحفوا بعده على أنطاكية، والتقوا عند دوريليوم بجيش تركي تحت قيادة قلج أرسلان، وانتصروا عليه انتصاراً سفكوا فيه كثيراً من الدماء (أول يوليه سنة 1097)، واخترقوا آسيا الصغرى دون أن يلقوا فيها عدواً غير قلة الماء والطعام، والحر الشديد الذي لم تكن دماء الغربيين قادرة على احتماله. ومات الرجال والنساء، والخيل والكلاب،... وواصلت القوة بأجمعها الزحف على إنطاكية.


وأراد قسيس من مرسيليه يدعى بطرس بارثلميو أن يبعث الشجاعة من جديد في قلوب الصليبيين، فادعى أنه عثر على الحربة التي نفذت في جنب المسيح، ولما سار المسيحيون للقتال رفعت هذه الحربة أمامهم كأنها علم مقدس، وخرج ثلاثة فرسان من بيت التلال في ثياب بيض حين ناداهم الرسول البابوي أدهمار وسماهم الشهداء القديسين موريس، وثيودور، وجورج. وبعث ذلك في قلوب الصليبيين روحاً جديدة، وتولى بوهمند القيادة الموحدة فانتصروا انتصاراً حاسماً. ثم اتهم بارثلميو بأنه ارتكب خدعة دينية، وعرض أن يرضى بحكم الله فيجتاز ناراً مشتعلة ليثبت باجتيازها صدق دعواه. وأجيب إلى طلبه فاخترق ناراً مشتعلة في حزم من الحطب، وخرج سالماً في الظاهر، ولكنه توفي في اليوم الثاني من أثر الحروق أو من الإجهاد الذي لم يحتمله قلبه، وأزيلت الحربة من بين أعلام الجيش الصليبي....

وقضى أولئك الزعماء ستة أشهر أعادوا فيها تنظيم قواهم وجددوا نشاطهم، ثم زحفوا بجيوشهم على أورشليم. وبعد حروب وقفوا في اليوم السابع من شهر يونية عام 1099 وهم مبتهجون متعبون أمام أسوار المدينة.... وعرض الخليفة الفاطمي على الصليبين أن يعقد معهم الصلح مشترطاً على نفسه أن يؤمن الحجاج المسيحيين القادمين إلى أورشليم والذين يأتونها للعبادة. ولكن بوهمند وجدفري طلبا التسليم بغير قيد أو شرط، وقاومت حامية الفاطميين المكونة من ألف رجل الحصار مدة أربعين يوماً، فلما حل اليوم الخامس عشر من شهر يولية قاد جدفري وتانكرد رجالهما وتسلقوا أسوار المدينة، وتم للصليبيين الفوز بغرضهم بعد أن لاقوا في سبيله الأمرين. وفي هذا يقول القس ريمند الإجيلي شاهد العيان:

وشاهدنا أشياء عجيبة، إذ قطعت رؤوس عدد كبير من المسلمين وقتل غيرهم رمياً بالسهام، أو أرغموا على أن يلقوا أنفسهم من فوق الأبراج، وظل بعضهم الآخر يعذبون عدة أيام، ثم أحرقوا في النار. وكنت ترى في الشوارع أكوام الرؤوس والأيدي والأقدام، وكان الإنسان أينما سار فوق جواده يسير بين جثث الرجال والخيل.

ويروي غيره من المعاصرين تفاصيل أدق من هذه وأوفى؛ يقولون إن النساء كن يقتلن طعناً بالسيوف والحراب، والأطفال الرضع يختطفون بأرجلهم من أثداء أمهاتهم ويقذف بهم من فوق الأسوار، أو تهشم رؤوسهم بدقها بالعمد، وذبح السبعون ألفاً من المسلمين الذين بقوا في المدينة، أما اليهود الذين بقوا أحياء فقد سيقوا إلى كنيس لهم، وأشعلت فيهم النار وهم أحياء. واحتشد المنتصرون في كنيسة الضريح المقدس، وكانوا يعتقدون أن مغارة فيها احتوت في يوم ما المسيح المصلوب. وفيها أخذ كل منهم يعانق الآخر ابتهاجاً بالنصر، وبتحرير المدينة!. [2]


روى ابن الأثير في تاريخه 8/189-190 عن دخول الصليبين للقدس في الحروب الصليبية فقال : ( ملك الفرنج القدس نهار يوم الجمعة لسبع بقين من شعبان وركب الناس السيف ولبث الفرنج في البلدة أسبوعا يقتلون فيه المسلمين واحتمى جماعة من المسلمين بمحراب داود فاعتصموا به و قاتلوا فيه ثلاثة أيام و قتل الفرنج بالمسجد الأقصى ما يزيد على سبعين ألفا منهم جماعة كبيرة من أئمة المسلمين وعلمائهم وعبادهم وزهادهم ممن فارق الأوطان و جاور بذلك الموضع الشريف )



كما وصف ستيفن رنسيمان في كتابه تاريخ الحروب الصليبية ما حدث في القدس يوم دخلها الصليبيون فقال : ( و في الصباح الباكر من اليوم التالي اقتحم باب المسجد ثلة من الصليبيين فأجهزت على جميع اللاجئين اليه وحينما توجه قائد القوة ريموند اجيل في الضحى لزيارة ساحة المعبد اخذ يتلمس طريقه بين الجثث والدماء التي بلغت ركبتيه وتركت مذبحة بيت المقدس اثرا عميقا في جميع العالم وليس معروفا بالضبط عدد ضحاياها غير انها ادت الى خلو المدينة من سكانها المسلمين واليهود بل ان كثير من المسيحيين اشتد جزعهم لما حدث) 1/404- 406





أحداث الحرب الصليبية الأولى من كتاب :
( الحملة الصليبية الأولى وفكرة الحروب الصليبية – جوناثان ريلي سميث.).

قضى البابا أوربان الفترة من أغسطس 1095 إلى سبتمبر 1096 في فرنسا وعاد إلى موطنه للإشراف على إصلاح الكنيسة في المقام الأول , بيد أنه ذهب إلى هناك بهدف الدعوة للحملة الصليبية.[3]



وكانت هناك استجابة كبرى للحرب الصليبية في كل من فرنسا وغرب ألمانيا وإيطاليا , وليس هناك شك في وجود قدر من العنصر الهستيري في الدعوة للحرب الصليبية حيث قام الخطباء المهيجون للمشاعر الشعبية من أمثال بطرس الناسك الذي ادعى أن المسيح نفسه كلفه بالدعوة للحرب الصليبية , ولوح بطرس بخطاب سماوي كعلامة لتكليفه بالدعوة. [4]

بدأت الجماعة الأولى من الصليبيين مغادرة غرب أوروبا في ربيع 1096 م . وبذلك يكونون قد تجاهلوا رغبات البابا الذي دعا إلى الرحيل في عيد الصعود , في الخامس عشر من أغسطس , وتحركوا في وقت كانت فيه معاناة من نقص في الطعام قبل جني محصول الصيف التالي. [5]

ومن الواضح أن القلق بشأن المؤن والمواد الغذائية الذي لازمهم كثيرا" جعلهم يتصرفون بتهور في بلاد البلقان , على الرغم من أن هذا القلق كان طبيعيا" في جيوش كانت كبيرة العدد....والواقع أن تسلط فكرة الحصول على الأموال سيطرت على تفكيرهم وظهرت عند معاملتهم لليهود عندما غادروا غرب أوروبا .وعلى الرغم من أن معظم أمثلة الجشع والبخل التي وردت في المصادر اليهودية , والدالة على الاضطهادات تنسب إلى الأساقفة , وليس إلى الصليبيين , وإلى موظفي الأسقفيات إلى سكان المدن الذين حصلوا على رشاوى مقابل وعود حماية اليهود غير أنهم فشلوا في تنفيذ تلك الوعود , فأنه من المؤكد أن الصليبيين طالبوا بمبالغ مالية من الجاليات اليهودية , وهم في طريقهم . وكان واضحا" أن تلك الابتزازات تمت تحت تهديد السلاح... وكان اليهود في ماينتس يأملون في تهدئة الكونت اميتش اللينينجي ( كان أشد الشخصيات قسوة في اضطهاد اليهود في أرض الراين ) ,.. وربما أجاز الاعتقاد الخاطئ للقانون الكنسي مصادرة ممتلكات غير المسيحيين , وكل متعلقاتهم , ولذلك شارك الصليبيون السكان المحليين في سلب ونهب ممتلكات اليهود في المدن التي حدثت فيها مذابح جماعية لليهود العزل , أما في مدينة ماينتس فقد أعاق اليهود تقدم أعدائهم لفترة من الوقت وذلك بإلقاء الأموال لهم من النوافذ لتحويلهم عنهم . ولم يكن هناك شك لأحد المعاصرين الذين شاهدوا الحوادث التاريخية عن قرب في المذابح الجماعية التي راح ضحيتها الآمنون من اليهود أن الدافع إليها كان الطمع والجشع...ومع ذلك فعند حدوث المذابح التي راح ضحيتها الكثير من اليهود ظهرت أدلة على رغبة الصليبيين في إكراه اليهود على التنصر أكثر من الرغبة في سلب ونهب أموالهم . وجرت محاولات في كل مكان لفرض المسيحية على اليهود الذين كانوا قد علموا بأن الصليبين قد عقدوا العزم على عرض الخيار على اليهود بين المسيحية أو الموت , وأن الصليبيين يرغبون في " القضاء على اليهود حتى لا يصيروا أمة " . وقد أكد كاتب مسيحي على أن هدف الصليبيين كان " الإبادة أو اعتناق المسيحية " . وتعرضت المعابد اليهودية , والكتب المقدسة , والمقابر اليهودية للدنس , وانتهاك قدسيتها.
ومن حين لأخر استخدم المسيحيون وسائل لإثارة الذعر , ففي أثناء الاضطهاد في مورز بالقرب من كولونيا , قاموا بتغطية سيوفهم بدماء الحيوانات لبث الرعب في قلوب اليهود , وجعلهم يعتقدون أن عمليات القتل قد تمت بالفعل . وفي كل قرية تعرضت للاضطهاد كان القتل مصير اليهود الذين رفضوا اعتناق المسيحية.
وأصيب اليهود باليأس الشديد حتى أنهم كانوا يقتلون أنفسهم بأيديهم أو بأيدي أفراد من جاليتهم , حتى لا يتدنسوا على أيدي المسيحيين. أما من استسلم من اليهود للمعمودية فهم الذين كتبت لهم النجاة. [6]


وكان كبار رجال الدين المسيحي يوحون للمسيحيين بأنهم سيخوضون حربا" من أجل تنصير غير المسلمين . وبرغم انه كان من الممكن وجود دعاة صليبيين شعبيين غير متحفظين , فإن معظم المشاركين في الحرب الصليبية لم تكن نظرتهم للحرب الصليبية أنها حرب تبشيرية . ومع ذلك هناك وجهتا نظر يمكن اكتشافهما عند قراءة المصادر , ويقدمان تفسيرا" للمذابح المنظمة التي راح ضحيتها عدد كبير من اليهود الآمنين .
وكانت وجهة النظر الأولى الصعوبة التي عانى منها الصليبيون عند محاولتهم التمييز بين اليهود والمسلمين باعتبارهم أعداء للإيمان المسيحي . وفي فرنسا ورد القول أنه : " ليس من العدل في شيء أن يسمح من يحملون السلاح ضد المتمردين , وضد أعداء المسيح , أن يتركوا أعداء المسيح يعيشون في بلادهم " . ففي مدينة روان بدأ الناس الذين دخلوا المدينة من أجل إعطاء العهد للمشاركة في الحملة الصليبية يقولون : " أننا نتمنى مهاجمة أعداء الله في الشرق , من اليهود بمجرد أن تقع عيوننا عليهم بعد أن نجتاز القفار بحثا" عنهم فهم اشد الناس عداوة لله " . وكان الغربيون يعتبرون اليهود أعداء للكنيسة بجميع أنحاء العالم المسيحي , وربما دفع ذلك أحد الكتاب فيما بعد إلى التعليق على موقف الصليبيين النورمان في جنوب إيطاليا بأنهم " اعتبروا اليهود والهراطقة والمسلمين جميعا" أعداء الله , ونظروا إليهم بقدر متساو من الكراهية الشديدة ".
وكانت وجهة النظر الثانية تتعلق بالالتزام بشن حرب انتقام . وكانت ثمة رغبة واضحة للانتقام من اليهود لأنهم صلبوا المسيح , مما جعل أحد المعاصرين يقول بأن هذه الرغبة في الانتقام كانت السبب الرئيسي وراء قام الحرب الصليبية . فالصليبيين في الجيش الفرنسي والإنجليزي والفلمنكي واللورينيون الذين تقابلوا مع امتش في مدينة ماينتس ادعوا أن عمليات قتل اليهود كانت البداية لعملهم ضد أعداء الإيمان المسيحي . وأعلن الصليبيون الألمان عن نيتهم في تطهير الطريق إلى بيت المقدس بالقضاء على اليهود في بلاد الراين , وقال الكونت ديتمار أنه لن يغادر ألمانيا قبل أن يقتل يهوديا" . وعرف اليهود ان المسيحيين يعتقدون بأن قتل اليهود يحقق الغفران للخطايا , وعرفوا أيضا" أن إخوانهم في الدين في أماكن أخرى تعرضوا للقتل باسم المسيح . وربما ظلت مشاعر الانتقام مترسبة في الأعماق حتى نهاية الحرب الصليبية , غير أننا سنرى أن اليهود في فلسطين ((( تحت الحكم الإسلامي ))) لم يلقوا نفس المعاملة القاسية التي تعرض لها إخوانهم في أوروبا. وفي ذلك الحين كان الصليبيون في فلسطين أقلية غريبة , كما أن مشاعر الحقد والعداء التي كان يكنها الصليبيون تجاه اليهود بدأت تتلاشى بعد أن تسرب الخوف إلى قلوب الصليبيين أثر ازدياد قوة المسلمين. ويقال أن تنكرد افتدى اليهود , بعد أن دفع ثلاثين قطعة من الفضة عن كل يهودي.
ومن الواضح أنه فيما يتعلق بالانتقام , لم يفرق عدد كبير من الصليبيين بين المسلمين واليهود , وإذا كانوا قد حملوا السلاح ضد المسلمين , فما الذي كان يمنعهم من اضطهاد اليهود . [7]

ومن مدينة نيقية في صيف 1097م , أرسل قادة الحرب الصليبية وفدا" سياسيا" إلى الخليفة الفاطمي في مصر يعرضون عليه اعتناق النصرانية أو الحرب , ونفس الخيار قدمه بطرس الناسك إلى كربوغا حاكم الموصل عن طريق وفد سياسي صليبي. كما رفض ريموند السانت جيلي عقد اتفاقية مع أمير طرابلس ما لم يتنصر الأخير. غير أنه باستثناء المذابح الجماعية المنظمة التي مارسها النصارى ضد الآمنين من غير النصارى في أوروبا لرفضهم اعتناق النصرانية , لا يتوافر الدليل على أن الصليبيين قد أخطأوا فهم الدور الذي يحاربون من اجل تحقيقه , فأمنوا بضرورة تحويل الآخرين إلى النصرانية. ورغم أن الجاليات اليهودية في فلسطين قد عانت كثيرا" , فأنها لم تخضع لجميع ما تعرض له اليهود في منطقة الراين . وقد جرت محاولات مؤخرا" لإثبات أن صورة الإضطهاد التقليدي الذي تعرض له اليهود على أيدي الصليبيين في فلسطين يجب أن تتغير كثيرا" . وتعرضت الجاليات اليهودية لخسائر في الأرواح عندما نهب الصليبيون المدن التي استولوا عليها . وقام الصليبيون في بيت المقدس بإتلاف معبد اليهود وكذلك أدراج التوراة واستولوا على مكتبة طائفة القرائين, وتم بيع الكثير منا ليهود في سوق النخاسة .

وعلى الرغم من أن عرض اعتناق النصرانية حدث من حين إلى أخر , فليس هناك ما يؤكد أن الرفض كان يعني التعرض للموت ((ذكر المؤلف مرات عديدة أن الخيار كان بين الموت أو اعتناق النصرانية ومحاولته للدفاع لا يوجد عليها أي دليل )) . وعلى الرغم من أن الجالية اليهودية في بيت المقدس قد تمت أبادتها , فقد أتضح أن الصليبيين تخلصوا من الجاليات اليهودية التي كانت بالفعل في حالة يرثى لها (( تبرير غريب من الكاتب , يعني أنهم تخلصوا منهم من أجل المحبة)). [8]

إثبات الكاتب للمجازر مع محاولات فاشلة للدفاع :
والواقع أنه إذا مانحينا حالة مختلفة بعض الشيء من حالات إجبار غير النصارى على اعتناق النصرانية بالإكراه , ونعني بذلك تعميد القساوسة للجنود الأتراك المحتضرين الذين سقطوا في ساحة المعركة , فلن نجد سوى حالتين (( وقت الحملة الصليبية الأولى )) خارج أوروبا لإجبار الآخرين على اعتناق النصرانية بطريقة جماعية وبالقوة والإكراه ورد ذكرهما في المصادر التاريخية , رغم ان أحد هذه المصادر مشكوك فيه.
وفيما يلي الإشارة المشكوك في صحتها في الوصف الذي قدمه الراهب روبرت عندما استولى ريموند السانت جيلي على مدينة البارة في أخر سبتمبر 1098 م , فجاء في هذا الوصف ((الوصف من راهب)) : " وأمر الكونت أن يقيد الجميع بسلاسل من حديد , وأن يتم ضرب عنق كل من لا يعلن إيمانه بالمسيح ... وعلى ذلك لم ينج فرد واحد من هذا الحشد الغفير ما لم يعلن اعترافه بالمسيح , ويتم تعميده . ومن ثم خلت مدينة البارة تماما" من المسلمين , وصارت كلها تدين بالمسيحية " .
بيد أنه من غير المحتمل وجود آية محاولة لإجبار المسلمين في البارة على اعتناق النصرانية تحت تهديد السلاح , إذا لم يكن الراهب روبرت ضمن من شاركوا في الحملة الصليبية , كما أن تأكيده على استخدام القوة لإجبار الآخرين على اعتناق النصرانية لا يوجد له ما يؤيده في أي مصدر أخر , وعلى الرغم من أن كل الكتابات التاريخية المعاصرة وافقت على حدوث مذبحة رهيبة , في إقليم كان به نصارى من أهل المنطقة , وذلك قبل إنشاء الآسقفية اللاتينية الأولى , وكتب ريموند الأجوليري , الذي كان موجودا" في مدينة البارة وقت وقوع المعركة يقول بأن الكثيرين من سكان تلك المدينة تم قتلهم أو بيعهم في أسواق النخاسة في أنطاكية , أما الذين أعلنوا الاستسلام فقد أطلق سراحهم , ومما سبق يتضح أن العقوبة الرادعة للرد على مقاومة أية مدينة , تمثلت في تدمير تلك المدينة تدميرا" شاملا" والقضاء على سكانها.

ومع ذلك فالحالة الأخرى مدعمة بالوثائق . ففي منتصف يوليو 1098م قام ريموند بايليت بتمويل حملة عسكرية كبيرة على نفقته الخاصة , وقادها إلى المناطق الريفية بجنوب أنطاكية , وفي السابع عشر من يوليو وصل إلى مكان محصن شرق مدينة المعرة , يدعى تل ميناس , والذي كان تحت سيطرة نصارى من اهل سوريا , وفي الخامس والعشرين من الشهر نفسه استولى على قلعة قريبة من ذلك المكان , كان بها عدد كبير من المسلمين . وتم قتل كل من رفض اعتناق النصرانية من المسلمين في تلك القلعة . [9]



اضطهاد الصليبيون لباقي الطوائف المسيحية بعد الاستيلاء على القدس !!.( موسوعة الحضارة – وول ديورانت).



اختير جدفري البويوني الذي اعترف له آخر الأمر بالصلاح، والتقي المنقطع النظير حاكماً على دمشق على أن يلقب بهذا اللقب المتواضع وهو "حامي الضريح المقدس" ولم يدع الحاكم الجديد أنه خاضع لألكسيوس لأن الحكم البيزنطي لهذه المدينة كان قد انقضى منذ 365 عاماً، ولهذا أصبحت مملكة أورشليم اللاتينية من يوم إنشائها دولة مستقلة كاملة السيادة. وحرم فيها المذهب الأورثوذكسي الشرقي، وفر البطريق اليوناني إلى قبرص، وقبلت أبرشيات المملكة الجديدة الشعائر اللاتينية، والمطران الإيطالي والحكم البابوي....., وخلفه أخوه بولدوين وهو أقل منه كفاية (1100-1118)، واتخذ لنفسه لقباً أسمى من لقبه وهو لقب ملك. وشملت المملكة الجديدة في عهد الملك فلك كونت أنجو (1131-1143) الجزء الأكبر من فلسطين وسوريا، ولكن المسلمين ظلوا مالكين حلب، ودمشق، وحمص. وقسمت المملكة أربع إمارات إقطاعية، تتركز على التوالي حول أورشليم، وإنطاكية والرها، وطرابلس؛ ثم جزئت كل إمارة إلى إقطاعيات تكاد كل منها تكون مستقلة عن الأخرى، وكان سادتها المتحاسدون يشنون الحروب بعضهم على بعض، ويسكون العملة، ويحاكون الملوك المستقلين في هذه وغيرها من الشئون. وكان الأشراف هم الذين يختارون الملك، وتقيده سلطة كنسية دينية لا سلطان عليها لغير البابا نفسه... وادعى الأشراف ملكية الأرض جميعها، وأنزلوا ملاكها السابقين- سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين- منزلة أرقاء الأرض، وفرضوا عليهم واجبات إقطاعية أشد قسوة مما كان منها وقتئذ في أوربا، حتى أخذ سكان البلاد المسيحيون ينظرون بعين الحسرة إلى حكم المسلمين ويعدونه من العصور الذهبية التي مرت بالبلاد.[10]


تفاصيل قتل اليهود والمذابح التي تمت أثناء الحملة الصليبية الأولى ( موسوعة قصة الحضارة ).



لما دعا البابا إربان الثاني إلى الحرب الصليبية الأولى في عام 1095 ظن بعض المسيحيين أنه يحسن بهم أن يقتلوا يهود أوربا قبل أن يخرجوا لقتال الأتراك في أورشليم، فلما قبل جدفري البويلوني قيادة الحملة أعلن أنه سيثأر لدماء المسيح من اليهود ولن يترك واحداً منهم حياً، وجهر رفاقه بعزمهم على أن يقتلوا كل من لا يعتنق المسيحية من اليهود. وقام أحد الرهبان يثير حماسة المسيحيين أكثر من هذا فأعلن أن نقشاً على الضريح المقدس في أورشليم يجعل تنصير جميع اليهود فريضة أخلاقية على جميع المسيحيين. وكانت خطة الصليبيين أن يزحفوا جنوباً بمحاذاة نهر الرين حيث توجد أغنى مواطن اليهود في أوربا الشمالية.
ولما وصل الصليبيون إلى أسبير جروا أحد عشر يهودياً إلى إحدى الكنائس وأمروهم أن يقبلوا التعميد، فلما أبوا قتلوهم عن آخرها (3 مايو سنة 1096)، ولجأ غيرهم من يهود المدينة إلى الأسقف جوهنسن ، فلم يكتف هذا الأسقف بحمايتهم، بل أمر بقتل عدد من الصليبيين الذي اشتركوا في مقتله الكنيسة. ولما اقترب بعض الصليبيين من تريير استغاث من فيها من اليهود بالأسقف إجلبرت ، فعرض عليهم أن يحميهم على شريطة أن يعمدوا، ورضى معظم اليهود بهذا الشرط، ولكن بعض النساء قتلن أطفالهن وألقين بأنفسهن في نهر الموزل (أول يونية سنة 1096). وفي مينز خبأ روتارد كبير الأساقفة 1300 يهودي في سراديبه، ولكن الصليبيين اقتحموها عليهم وقتلوا منهم 1014، واستطاع الأسقف أن ينقذ عدداً قليلاً منهم بإخفائهم في الكنيسة الكبرى (27 مايو سنة 1096)، وقبل التعميد أربعة من يهود مينز، خبأ المسيحيون اليهود في منازلهم، وأحرق الغوغاء الحي اليهودي، وقتلوا من وقع في أيديهم من اليهود القلائل، فما كان من الأسقف هرمان إلا أن نقل اليهود سراً من مخابئهم عند المسيحيين إلى منازل المسيحيين في الريف وعرض بذلك حياته هو لأشد الأخطار. وكشف الحجاج الصليبيون هذه الحيلة، وصادوا فريستهم في القرى وقتلوا كل من عثروا عليه من اليهود (يونية سنة 1096) وكان عدد من قتلوا في إحدى القرى مائتي يهودي؛ وحاصر الغوغاء اليهود في أربع قرى أخرى، فقتل اليهود بعضهم بعضاً، مفضلين هذا على التعميد، وذبحت الأمهات من ولدن من الأطفال في أثناء هذه الاعتداءات وقت مولدهم. وفي وورمز أخذ الأسقف ألبرانشز من استطاع أن يأخذهم من اليهود إلى قصره وأنقذ حياتهم، أما من لم يستطع أخذهم فقد هاجمهم الصليبيون هجوماً خالياً من كل رحمة. فقتلوا الكثيرين منهم، ثم نهبوا بيوت اليهود وأحرقوها، وفيها انتحر كثيرون من اليهود مفضلين الموت على ترك دينهم. ثم حاصرت جماعة من الغوغاء مسكن الأسقف بعد سبعة أيام، وأبلغ الأسقف اليهود أنه لم يعد في وسعه أن يصد أولئك الغوغاء، وأشار عليهم بقبول التعميد، وطلب إليه اليهود أن يتركوا وشأنهم لحظة قصيرة، فلما عاد الأسقف وجدهم جميعاً إلا قليلاً منهم قد قتل بعضهم بعضاً، ثم اقتحم المحاصرون الدار وقتلوا الباقين أحياء، وبلغ مجموع من قتل في مذبحة وورمز (20 أغسطس سنة 1096) نحو ثمانمائة من اليهود. وحدثت مذابح مثلها في متز ورنجزبرج وبراهة. [11]





2- الحرب الصليبية الثانية ( 1147-1149). (معجم الحروب – د فريدريك.)
تم تنظيم هذه الحملة بعد سقوط مدينة إديسه سنة 1044 . وقد قام بالتبشير لها بإمر من البابا أوجين الثالث, الراهب برنار دوكليرقو. لكن ملك فرنسا لويس السابع وأمبراطور جرمانيا كونراد الثالث لم يتمكنا من دخول دمشق أثنائها.

ومن موسوعة قصة الحضارة :

وأنذرت الحرب الصليبية الثانية بأنها ستفوق الحرب الأولى من هذه الناحية، فقد أشار بطرس المبجل ، القديس رئيس دير كلوني على لويس السابع ملك فرنسا أن يبدأ بمهاجمة اليهود الفرنسيين، وقال له: "لست أطالبك بأن تقتل أولئك الخلائق الملاعين... لأن الله لا يريد محوهم من الوجود، ولكنهم يجب أن يقاسوا أشد ألوان العذاب كما قاساه قائين قاتل أخيه، ثم يبقوا ليلاقوا هواناً أقسى من العذاب، وعيشاً أمر من الموت". واحتج سوجر رئيس دير سانت دنيس على هذا الفهم الخاطئ للمسيحية، واكتفى لويس التاسع، بفرض ضرائب باهظة على أغنياء اليهود؛ غير أن اليهود الألمان لم يخرجوا من هذه المحن بالمصادرة وحدها، فقد خرج راهب فرنسي يدعى رودلف من ديره بغير إذن، وأخذ يدعو إلى ذبح اليهود في ألمانيا. وفي كولوني قُتل شمعون "التقي" وبترت أطرافه، وفي أسبير عذبت امرأة على العذراء ( وسيلة تعذيب ) لكي يقنعوها باعتناق المسيحية. وبذل الرؤساء الدينيون مرة أخرى كل ما في وسعهم لحماية اليهود، فأعطاهم الأسقف آرناند أسقف كولوني قصراً حصيناً يجتمعون فيه وأجاز لهم أن يتسلحوا؛ وامتنع الصليبيون عن مهاجمة الحصن، ولكنهم قتلوا كل من في أيديهم من اليهود الذين لم يعتنقوا المسيحية. وأدخل هنري كبير أساقفة مينز في بيته يهودا كان الغوغاء يطاردونهم، ولكن الغوغاء اقتحموا البيت وقتلوهم أمام عينيه. واستغاث كبير الأساقفة بالقديس برنارد أعظم المسيحيين سلطاناً في أيامه، وأجاب برنارد بأن ندد برودلف تنديداً شديداً وطلب أن يوضع حد لأعمال العنف الموجهة إلى اليهود. ولما واصل رودلف حملته عليهم جاء برنارد بنفسه إلى ألمانيا وأرغم الراهب على العودة إلى الدير. ولما أن وجدت جثة أحد المسيحيين بعد ذلك بقليل مشوهة في ورزبرج ؛ اتهم المسيحيون اليهود بأنهم هم الفاعلون، وهاجموهم رغم احتجاج الأسقف أمبيكو وقتلوا عشرين منهم، وعني المسيحيون بكثيرين غيرهم أصابتهم جروح في هذا العدوان منهم (1147)، ودفن الأسقف القتلى في حديقته. وعادت إلى فرنسا فكرة بدء الحرب الصليبية في بلاد المسيحيين قبل انتقالها إلى الشرق، وذبح اليهود في كارنتان ، ورامرو ، وسلي. وفي بوهيميا ذبح الصليبيون 150 يهودياً، ولما أن انتهت موجة الذعر بذل رجال الدين المسيحيون المحليون كل ما في وسعهم لمساعدة من يقوا أحياء من اليهود، وأجيز لمن قبلوا التعميد مرغمين أن يعودوا إلى الدين اليهودي، دون أن توقع عليها عقوبات الردة القاسية.[12]

3- الحرب الصليبية الثالثة ( 1189- 1192 ).( معجم الحروب – د فريدريك.)
تقرر تنظيم هذه الحملة الجديدة بعد سقوط القدس وتحرير هذه المدينة على يد صلاح الدين الأيوبي سنة 1187. وقد بشر بها غليوم الصوري , بناء على طلب البابا غريغوار الثامن.
وقد لبى الدعوة فيليب أووست ملك فرنسا و فردريك برباروسا ملك وامبراطور جرمانيا وريكاردوس قلب الأسد ملك انكلترا.
ريكاردوس قلب الأسد احتل جزيرة قبرص . ثم بعدما احتل فيلييب أوغوست مدينة عكا عاد إلى فرنسا. عدل ريكاردوس الإنكليزي عن تحرير القدس . وقام بالتوقيع على هدنة لمدة ثلاث سنوات مع صلاح الدين حاصلا" على إذن من من صلاح الدين للمسيحيين بزيارة القدس.



4- الحرب الصليبية الرابعة ( 1202- 1204) .( معجم الحروب – د فريدريك.).

قرر تنظيم هذه الحملة في أوروبا البابا أينوسان الثالث سنة 1198.
كانت الخطة الرئيسية هي احتلال مرافئ الشاطئ المصري , إلا أن بعض الأطراف رفضت الفكرة .
فتوجهت سفن الصليبيين عوضا" عن ذلك إلى القسطنطينية التي سقطت بين أيدي قادة الفرنجة 1204, فاستبدلت بعدها إمبراطورية بيزنطا بإمبراطورية لاتينية , وقد انكفأ بعدها البيزنطيون نحو أسيا الصغرى حيث أنشئوا إمبراطورية نيقيا التي عاشت من 1204 حتى 1261.



أحداث فتح القسطنطينية من : ( موسوعة الحضارة – وول ديورانت.).

الأسطول العظيم المكون من 480 سفينة أقلع في أول يوم من شهر أكتوبر عام 1202 وسط مظاهر الابتهاج والتهليل بينا كان القساوسة الواقفون عند أبراج السفن الحربية ينشدون نشيد تعال أيها الخالق الروح ، ووقف هذا الأسطول الضخم أمام القسطنطينية في الرابع والعشرين من شهر يونيه عام 1203. .. وأرسل المهاجمون بلاغاً نهائياً إلى ألكسيوس طلبوا فيه: أن يرد الإمبراطورية إلى الأخ الأعمى أو إلى ألكسيوس الصغير، الذي كان يصحب الأسطول المغير؛ فلما رفض ألكسيوس الثالث هذا الإنذار نزل الصليبيون إلى البر، بعد مقاومة ضعيفة، أمام أسوار المدينة.
وحدث في هذا الأثناء أن رأى بعض الجنود اللاتين جماعة من المسلمين يصلون في مسجد مقام في مدينة مسيحية، فثارت ثائرتهم وأشعلوا النار في المسجد، وقتلوا المصلين. وظلت النار مشتعلة ثمانية أيام وامتدت إلى مسافة ثلاثة أميال، وأحالت جزءاً كبيراً من القسطنطينية رماداً وأنقاضاً.

وازداد نهمهم لطول ما حرموا من فريستهم الموعودة، فانقضوا على المدينة الغنية في أسبوع عيد الفصح وأتوا فيها من ضروب السلب والنهب ما لم تشهده روما نفسها على أيدي الوندال أو القوط. نعم إنه لم يقتل في هذه الحوادث كثيرون من اليونان- فلعل عدد القتلى لم يتجاوز ألفين، أما السلب والنهب فلم يقفا عند حد. ووزع الأشراف القصور فيما بينهم، واستولوا على ما وجدوه فيها من الكنوز؛ واقتحم الجنود البيوت، والكنائس، والحوانيت، واستولوا على كل ما راقهم مما فيها؛ ولم يكتفوا بتجريد الكنائس مما تجمع فيها خلال ألف عام من الذهب والفضة والجواهر، بل جردوها فوق ذلك من المخلفات المقدسة، ثم بيعت هذه المخلفات بعدئذ في أوربا الغربية بأثمان عالية. وعانت كنيسة أياصوفيا من النهب ما لم تعانه فيما بعد على يد الأتراك عام 1453، فقد قطع مذبحها العظيم تقطيعاً لتوزع فضته وذهبه. .... وبذلت محاولة ضئيلة للحد من اغتصاب النساء، وقنع الكثيرون من الجنود بالعاهرات، ولكن إنوسنت الثالث أخذ يشكو من أن شهوات اللاتين المكبوتة لم ينج منها الكبار أو الصغار، ولا الذكور أو الإناث، ولا أهل الدنيا أو الدين؛ فقد أرغمت الراهبات اليونانيات على احتضان الفلاحين أو السائسين البنادقة والفرنسيين. وبددت في أثناء هذا السلب والنهب محتويات دور الكتب وأتلفت المخطوطات الثمينة أو فقدت، واندلعت ألسنة النيران بعدئذ مرتين في المدينة فالتهمت دور الكتب والمتاحف كما التهمت الكنائس والمنازل، فضاعت مسرحيات سفكليز ويوربديز التي ظلت حتى ذلك الوقت باقية بأكملها ولم ينج منها إلا القليل، وسرقت آلاف من روائع الفن أو شوهت أو أتلفت. [13]



ومن كتاب تاريخ الكنيسة المصرية: وفي عام 1203 م أغار الصليبيون على شمال الدلتا من جهة رشيد , وعسكروا في فوة وقاموا بذبح العديد من الناس من المسلمين والأقباط.[14]



5 - الحرب الصليبية الخامسة ( 1217-1221). .( معجم الحروب – د فريدريك.).
دعا مجددا" البابا اينوسان الثالث إلى حملة عسكرية جديدة اعتبارا" من سنة 1215.
بعد أن تم تنظيمها عسكريا" على يد ملك قبرص وملك المقدس 0 المهجر ) وملك المجر, وصلت السفن إلى مدينة دمياط , على الشاطئ المصري , فتمكنت من احتلالها سنة 1219. لكن سرعان ماتخلت عنها مجددا" سنة 1221, عائدة إلى أوروبا وقبرص.

من كتاب تاريخ الكنيسة المصرية:
- واستولوا ( الصليبيون ) على دمياط ( 1219م) بعد حصار دام أكثر من ستة أشهر و حيث اشتد فيها الغلاء وبلغ ثمن البيضة عدة دنانير. وقتل الصليبيون الكثير من سكان دمياط وأساءوا إلى أقباطها , وعينوا لها مطرانا" لاتينيا" ( رومانيا" ) و وحولوا جامعها إلى كنيسة باسم العذراء.

- وتفرق الصليبيون في القرى وقتلوا ونهبوا كثيرين وداسوا حقوق الكنيسة اليونانية وتعدوا على بطريركها.
- وكتب نقولا بطريرك اليونان في مصر رسالة إلى بابا روما يتوسل إليه أن يأمر الصليبيين بإطلاق سراح الأسرى المسيحيين في دمياط , كما كان معهم شماس لاتيني طلب منه أن يقيمه كاهنا" لهم في السجن , فلم يجبه لطلبه إلا بعد موافقة العاهل الروماني , فأمر البابا الروماني بأن يكتبوا للبطريرك نقولا بوجوب الخضوع لكنيسة روما أولا" .
- وكان من بين المحاصرين أسقف عكا , الذي لما رأى الصليبيين يبيعون سكان دمياط أشترى منهم نحو 500 طفل وعمدهم وترى السيدة بوتشر أن أكثرهم كانوا من الأقباط فتكرر عمادهم!.[15]

- وقد عانى الأقباط من الصليبين الذين ظنوا أن الأقباط هراطقة , ماداموا خارجين عن المذهب الكاثوليكي , وليسوا تحت سلطان بابا روما , كما زاد التعصب الإسلامي على المسيحيين عموما" , من تأثير ما فعله المسيحيون اللاتين.

- وقام الصليبيون بهدم الكنائس القبطية , كما هدم المسلمون كنيسة قبطية قديمة وعظيمة في الإسكندرية, خوفا" من استيلاء الصليبين عليها واتخاذها حصنا" لهم – عند الهجوم على الأسكندرية- بسبب متابنة بناءها , وبعدما هدموها جعلوها جامعا" , ولا تزال أثارها موجودة عند باب القباري ( في عهد الكاتبة ) , ( الكاتبة متحاملة على المسلمين جدا" ولا تؤخذ شهادتها عليهم , كما يلاحظ التناقض في أقوالها فقد قالت : وبعد أن هدموها جعلوها جامع !!! , ثم كتبت ولا تزال أثارها باقية !!, فالمفترض أن تكتب واسم الجامع كذا ولا تزال أثار المسجد باقية أو لا يزال المسجد قائما" , فلو كان المسلمون يريدون هدم كل الكنائس لكانوا هدموها في ذلك الوقت. ).
- واستخدم الملك الكامل مياه الفيضان في إغراق الأراضي التي تفصل جيش الفرنجة عن دمياط , حيث مؤنهم وذخيرتهم , فاضطروا إلى عقد هدنة والرحيل عن مصر .

- وفرح الأقباط بهزيمة الصليبيين المتعصبين , والذين كانوا أقسى في معاملتهم لهم من المسلمين. [16]


لم يتم التعرض للحملات الصليبية السادسة والسابعة والثامنة للأختصار.

غير معرف يقول...

حتى لا ننسى .. هكذا تحدث شنودة الثالث الرجل الوطنى المخلص))))))))))))) .))))))))))))))))))

بقلم / محمود القاعود

عندما كنا نتحدث عن علاقة شنودة الثالث بنصارى المهجر وتحريضه المستمر لهم لتشويه صورة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم وسبه بأوسخ العبارات وأقذع الكلمات والقيام بالمظاهرات الصاخبة فى أمريكا و أوروبا ، والدعوة لا حتلال مصر وتمكين النصارى من رقاب المسلمين .. عندما كنا نتحدث عن هذه العلاقة ، كانت الجرذان الشائهة الممولة كُنسياً تخرج فى الصحافة المصرية لتُكذب هذه العلاقة ، بل وتتحدث عن وطنية شنودة الثالث الرجل الوطنى المخلص الذى هو بحجم أمة ويتمتع بكاريزما نادرة وأن الله فى السماء و شنودة الثالث على الأرض !! بل ووصل الأمر ببعضهم أن يطلب منا أن نقدم تسجيلات هاتفية بين شنودة الثالث و زكريا بطرس يقول فيها شنودة : اشتم النبى محمد يا زكريا !!
وبالقطع فإن تلك الجرذان الممسوخة تعلم الحقيقة ، وتؤمن إيماناً قاطعاً بعلاقة شنودة الثالث بـ زكريا بطرس ونصارى المهجر ، وتمويله للفضائيات ومواقع الإنترنيت وغرف الشات التى تسب الرسول الأعظم ، وتمويله لحملات التنصير التى تستهدف المسلمات وخاصة ( الأرامل والمطلقات ) والشباب المسلم التافه المشوش الفارغ ثقافياً وعقدياً ، وتمويله لنصارى المهجر وأمرهم بالتظاهر فى الوقت الذى يريده ، وابتزازه للنظام المصرى ، وخروجه على القانون والاعتداء على أراضى الدولة واغتصابها بقوة السلاح ( أحداث دير أبو فانا 2008م نموذجاً ) وأمره أطباء النصارى أن يقطعوا الحبال المنوية للرجال المسلمين وأن يسدوا قناة فالوب لدى كل سيدة مسلمة ، حتى يُقطع نسل المسلمين نهائياً من مصر .. الجرذان المنحطة تعلم كل هذا وأكثر .. لكنا عطايا وهدايا البطريرك أعمت بصائرهم وجعلتهم يمتلئون حقداً وحسداً وبغضاً تجاه الإسلام والمسلمين ..
لذلك فليس من الغريب أن يتم التعتيم على محاضرة خطيرة جداً ألقاها شنودة الثالث بلسانه بالإسكندرية فى 18/7/1972م على هامش مؤتمر عقدته الكنيسة ، وبفضل الله تمكن ضابط مخابرات مصرى محترم - جزاه الله عن الإسلام كل خير - من تسجيل نص هذه المحاضرة صوتياً ، ثم قام بتفريغها على الورق ورفعها لجهات سيادية آنذاك .. والمحاضرة وما بها تعبر عن مدى حقد شنودة الثالث ، وتفضح أكذوبة وطنيته المزعومة التى صدعت جرذان الكنيسة رؤوسنا بها ، وكيف كان يخطط بمنتهى الإجرام لتعقيم المسلمين وبتر نسلهم وإخراجهم من مصر ، وكيف يحرض أتباعه على تشويه صورة الرسول الأعظم وسبه والتشنيع عليه ، وكيف يمارس ابتزازه الرخيص مع الدولة وكيف كان سعيداً بالعدوان الصهيونى على مصر واحتلال سيناء ..
أترككم مع نص محاضرة شنودة الثالث التى أوردها الشيخ محمد الغزالى رحمه الله فى كتابه الشهير قذائف الحق الذى صادرته الحكومة المصرية ، تحت عنوان تقرير رهيب لتروا بأم أعينكم وطنية شنودة الثالث الذى يحب وطنه ويخلص له ! وحتى لا ننسى هذا الكلام الذى يعبر عن حقد صليبى أسود يكاد يُدمر ما يقابله .

تقرير رهيب

كنت في الإسكندرية ، في مارس من سنة 1973، وعلمت ـ من غير قصد ـ بخطاب ألقاه البابا شنودة في الكنيسة المرقصية الكبرى، في اجتماع سرى، أعان الله على إظهار ما وقع فيه .
وإلى القراء ما حدث ، كما نقل مسجلا إلى الجهات المعنية :
بسم الله الرحمن الرحيم ..
نقدم لسيادتكم هذا التقرير لأهم ما دار في الاجتماع بعد أداء الصلاة و التراتيل :
طلب البابا شنودة من عامة الحاضرين الانصراف، ولم يمكث معه سوى رجال الدين وبعض أثريائهم بالإسكندرية، وبدأ كلمته قائلاً : إن كل شئ على ما يرام، ويجري حسب الخطة الموضوعة ، لكل جانب من جوانب العمل على حدة، في إطار الهدف الموحد، ثم تحدث في عدد من الموضوعات على النحو التالي : ..
أولا : عدد شعب الكنيسة :
صرح لهم أن مصادرهم في إدارة التعبئة والإحصاء أبلغتهم أن عدد المسيحيين في مصر ما يقارب الثمانية مليون ( 8 مليون نسمة )، وعلى شعب الكنيسة أن يعلم ذلك جيداً، كما يجب عليه أن ينشر ذلك ويؤكده بين المسلمين ، إذ سيكون ذلك سندنا في المطالب التي سنتقدم بها إلى الحكومة التي سنذكرها لكم اليوم ..
والتخطيط العام الذي تم الاتفاق عليه بالإجماع، والتي صدرت بشأنه التعليمات الخاصة لتنفيذه ، وضع على أساس بلوغ شعب الكنيسة إلى نصف الشعب المصري ، بحيث يتساوى عدد شعب الكنيسة مع عدد المسلمين لأول مرة منذ 13 قرنا ، أي منذ الإستعمار العربي والغزو الإسلامي لبلادنا على حد قوله ، والمدة المحددة وفقاً للتخطيط الموضوع للوصول إلى هذه النتيجة المطلوبة تتراوح بين 12 ـ 15 سنة من الآن ..
ولذلك فإن الكنيسة تحرم تحريماً تاماً تحديد النسل أو تنظيمه ، وتعد كل من يفعل ذلك خارجاً عن تعليمات الكنيسة ، ومطروداً من رحمة الرب ، وقاتلاً لشعب الكنيسة ، ومضيعاً لمجده ، وذلك باستثناء الحالات التي يقرر فيها الطب و الكنيسة خطر الحمل أو الولادة على حياة المرأة، و قد اتخذت الكنيسة عدة قرارات لتحقيق الخطة القاضية بزيادة عددهم : ..
1 ـ تحريم تحديد النسل أو تنظيمه بين شعب الكنيسة
2 ـ تشجيع تحديد النسل وتنظيمه بين المسلمين ( خاصة وأن أكثر من 65 % [!] من الأطباء والقائمين على الخدمات الصحية هم من شعب الكنيسة )
3 ـ تشجيع الإكثار من شعبنا، ووضع حوافز ومساعدات مادية ومعنوية للأسر الفقيرة من شعبنا ..
4 ـ التنبيه على العاملين بالخدمات الصحية على المستويين الحكومي و غير الحكومي كي يضاعفوا الخدمات الصحية لشعبنا ، وبذل العناية والجهد الوافرين ، وذلك من شأنه تقليل الوفيات بين شعبنا ( على أن نفعل عكس ذلك مع المسلمين )
5 ـ تشجيع الزواج المبكر وتخفيض تكاليفه ، وذلك بتخفيف رسوم فتح الكنائس ورسوم الإكليل بكنائس الأحياء الشعبية ..
6 ـ تحرم الكنيسة تحريماً تاماً على أصحاب العمارات والمساكن المسيحيين تأجير أي مسكن أو شقة أو محل تجاري للمسلمين ، وتعتبر من يفعل ذلك من الآن فصاعداً مطروداً من رحمة الرب ورعاية الكنيسة ، كما يجب العمل بشتى الوسائل على إخراج السكان المسلمين من العمارات والبيوت المملوكة لشعب الكنيسة، وإذا نفذنا هذه السياسة بقدر ما يسعنا الجهد فسنشجع و نسهل الزواج بين شبابنا المسيحي، كما سنصعبه و نضيق فرصه بين شباب المسلمين، مما سيكون أثر فعال في الوصول إلى الهدف، و ليس بخافٍ أن الغرض من هذه القرارات هو انخفاض معدل الزيادة بين المسلمين و ارتفاع هذا المعدل بين شعبنا المسيحى ..
ثانياً : اقتصاد شعب الكنيسة :
قال شنودة : إن المال يأتينا بقدر ما نطلب وأكثر مما نطلب، وذلك من مصادر ثلاثة : أمريكا ، الحبشة ، الفاتيكان ، ولكن ينبغي أن يكون الاعتماد الأول في تخطيطنا الاقتصادي على مالنا الخاص الذي نجمعه من الداخل ، وعلى التعاون على فعل الخير بين أفراد شعب الكنيسة ، كذلك يجب الاهتمام أكثر بشراء الأرض ، و تنفيذ نظام القروض و المساعدات لمن يقومون بذلك لمعاونتهم على البناء، وقد ثبت من واقع الإحصاءات الرسمية أن أكثر من 60 % من تجارة مصر الداخلية هي بأيدي المسيحيين ، وعلينا أن نعمل على زيادة هذه النسبة ..
وتخطيطنا الاقتصادي للمستقبل يستهدف إفقار المسلمين ونزع الثروة من أيديهم ما أمكن ، بالقدر الذي يعمل به هذا التخطيط على إثراء شعبنا ، كما يلزمنا مداومة تذكير شعبنا والتنبيه عليه تنبيها مشدداً من حين لآخر بأن يقاطع المسلمين اقتصادياً ، وأن يمتنع عن التعامل المادي معهم امتناعاً مطلقاً ، إلا في الحالات التي يتعذر فيها ذلك ، ويعني مقاطعة : المحاميين ـ المحاسبين ـ المدرسين ـ الأطباء ـ الصيادلة ـ العيادات ـ المستشفيات الخاصة ـ المحلات التجارية الكبيرة و الصغيرة ـ الجمعيات الاستهلاكية أيضا ( ! ) ، وذلك مادام ممكنا لهم التعامل مع إخوانهم من شعب الكنيسة ، كما يجب أن ينبهوا دوماً إلى مقاطعة صنّاع المسلمين وحرفييهم والاستعاضة عنهم بالصناع و الحرفيين النصارى ، ولو كلفهم ذلك الانتقال و الجهد و المشقة .
ثم قال البابا شنودة : إن هذا الأمر بالغ الأهمية لتخطيطنا العام في المدى القريب و البعيد
ثالثاً : تعليم شعب الكنيسة :
قال البابا شنودة : إنه يجب فيما يتعلق بالتعليم العام للشعب المسيحي الاستمرار في السياسة التعليمية المتبعة حالياً مع مضاعفة الجهد في ذلك ، خاصة و أن بعض المساجد شرعت تقوم بمهام تعليمية كالتي نقوم بها في كنائسنا ، الأمر الذي سيجعل مضاعفة الجهد المبذول حالياً أمراً حتمياً حتى تستمر النسبة التي يمكن الظفر بها من مقاعد الجامعة وخاصة الكليات العملية . ثم قال : إني إذ أهنئ شعب الكنيسة خاصة المدرسين منهم على هذا الجهد وهذه النتائج ، إذ وصلت نسبتنا في بعض الوظائف الهامة والخطيرة كالطب والصيدلة والهندسة وغيرها أكثر من 60% (!) إني إذ أهنئهم أدعو لهم يسوع المسيح الرب المخلص أن يمنحهم بركاته و توفيقه، حتى يواصلوا الجهد لزيادة هذه النسبة في المستقبل القريب .
رابعاً : التبشير :
قال البابا شنودة : كذلك فإنه يجب مضاعفة الجهود التبشيرية الحالية ، إذ أن الخطة التبشيرية التي وضعت بنيت على أساس هدف اتُّفق عليه للمرحلة القادمة ، وهو زحزحة أكبر عدد من المسلمين عن دينهم والتمسك به، على ألا يكون من الضروري اعتناقهم المسيحية ، فإن الهدف هو زعزعة الدين في نفوسهم ، وتشكيك الجموع الغفيرة منهم في كتابهم وصدق محمد، ومن ثم يجب عمل كل الطرق واستغلال كل الإمكانيات الكنسية للتشكيك في القرآن و إثبات بطلانه و تكذيب محمد .
وإذا أفلحنا في تنفيذ هذا المخطط التبشيري في المرحلة المقبلة ، فإننا نكون قد نجحنا في إزاحة هذه الفئات من طريقنا ، و إن لم تكن هذه الفئات مستقبلاً معنا فلن تكون علينا .
غير أنه ينبغي ان يراعي في تنفيذ هذا المخطط التبشيري أن يتم بطريقة هادئة لبقة وذكية ؛ حتى لا يكون سبباً في إثارة حفيظة المسلمين أو يقظتهم ..
وإن الخطأ الذي وقع منا في المحاولات التبشيرية الأخيرة ـ التي نجح مبشرونا فيها في هداية عدد من المسلمين إلى الإيمان و الخلاص على يد الرب يسوع المخلص (!) ـ هو تسرب أنباء هذا النجاح إلى المسلمين ، لأن ذلك من شأنه تنبيه المسلمين و إيقاظتهم من غفلتهم، و هذا أمر ثابت في تاريخهم الطويل معنا ، و ليس هو بالأمر الهين ، ومن شأن هذه اليقظة أن تفسد علينا مخططاتنا المدروسة ، وتؤخر ثمارها وتضيع جهودنا ، ولذا فقد أصدرت التعليمات الخاصة بهذا الأمر، وسننشرها في كل الكنائس لكي يتصرف جميع شعبنا مع المسلمين بطريقة ودية تمتص غضبهم وتقنعهم بكذب هذه الأنباء، كما سبق التنبيه على رعاة الكنائس والآباء والقساوسة بمشاركة المسلمين احتفالاتهم الدينية، وتهنئهم بأعيادهم، وإظهار المودة والمحبة لهم
وعلى شعب الكنيسة في المصالح و الوزارات والمؤسسات إظهار هذه الروح لمن يخالطونهم من المسلمين . ثم قال بالحرف الواحد :
إننا يجب أن ننتهز ما هم فيه من نكسة ومحنة لأن ذلك في صالحنا، ولن نستطيع إحراز أية مكاسب أو أي تقدم نحو هدفنا إذا انتهت المشكلة مع إسرائيل سواء بالسلم أو بالحرب .
ثم هاجم من أسماهم بضعاف القلوب الذين يقدمون مصالحهم الخاصة على مجد شعب الرب و الكنيسة ، وعلى تحقيق الهدف الذي يعمل له الشعب منذ عهد بعيد، وقال إنه لم يلتفت إلى هلعهم، و أصر أنه سيتقدم للحكومة رسمياً بالمطالب الواردة بعد، حيث إنه إذا لم يكسب شعب الكنيسة في هذه المرحلة مكاسب على المستوى الرسمي فربما لا يستطيع إحراز أي تقدم بعد ذلك ..
ثم قال بالحرف الواحد : وليعلم الجميع خاصة ضعاف القلوب أن القوى الكبرى في العالم تقف وراءنا ولسنا نعمل وحدنا ، ولا بد من أن نحقق الهدف ، لكن العامل الأول والخطير في الوصول إلى ما نريد هو وحدة شعب الكنيسة و تماسكه و ترابطه .. و لكن إذا تبددت هذه الوحدة و ذلك التماسك فلن تكون هناك قوة على وجه الأرض مهما عظم شأنها تستطيع مساعدتنا ..
ثم قال : ولن أنسى موقف هؤلاء الذين يريدون تفتيت وحدة شعب الكنيسة ، وعليهم أن يبادروا فوراً بالتوبة وطلب الغفران والصفح ، وألا يعودوا لمخالفتنا ومناقشة تشريعاتنا وأوامرنا ، والرب يغفر لهم ( وهو يشير بذلك إلى خلاف وقع بين بعض المسئولين منهم ، إذ كان البعض يرى التريث وتأجيل تقديم المطالب المزعومة إلى الحكومة ) .
ثم عدد البابا شنودة المطالب التي صرح بها بأنه سوف يقدمها رسمياً إلى الحكومة :
1 ـ أن يصبح مركز البابا الرسمي في البروتوكول السياسي بعد رئيس الجمهورية وقبل رئيس الوزراء .
2 ـ أن تخصص لهم 8 وزارات ( أى يكون وزراؤها نصارى ) .
3 ـ أن تخصص لهم ربع القيادات العليا في الجيش والبوليس .
4 ـ أن تخصص لهم ربع المراكز القيادية المدنية، كرؤساء مجالس المؤسسات والشركات والمحافظين ووكلاء الوزارات والمديرين العامين ورؤساء مجالس المدن .
5 ـ أن يستشار البابا عند شغل هذه النسبة في الوزارات و المراكز العسكرية و المدنية ، و يكون له حق ترشيح بعض العناصر و التعديل فيها ..
6 ـ أن يسمح لهم بإنشاء جامعة خاصة بهم ، وقد وضعت الكنيسة بالفعل تخطيط هذه الجامعة ، و هي تضم المعاهد اللاهوتية الكليات العملية و النظرية، وتمول من مالهم الخاص .
7 ـ يسمح لهم بإقامة إذاعة من مالهم الخاص .
ثم ختم حديثه بأن بشّر الحاضرين ، وطلب إليهم نقل هذه البشرى لشعب الكنيسة ، بأن أملهم الأكبر في عودة البلاد والأراضي إلى أصحابها من الغزاة المسلمين قد بات وشيكاً ، وليس في ذلك أدنى غرابة ـ في زعمه ـ وضرب لهم مثلاً بأسبانيا النصرانية التي ظلت بأيدي المستعمرين المسلمين قرابة ثمانية قرون (800 سنة )، ثم استردها أصحابها النصارى ، ثم قال وفي التاريخ المعاصر عادت أكثر من بلد إلى أهلها بعد أن طردوا منها منذ قرون طويلة جداً ( واضح أن شنودة يقصد إسرائيل ) وفي ختام الاجتماع أنهى حديثه ببعض الأدعية الدينية للمسيح الرب الذي يحميهم و يبارك خطواتهم . أ.هـ

غير معرف يقول...

(((((((((((شوشو والتوراة والقران))))============خطاب موجه لجريدة الأسبوع بالنشر ، ولكل جرائد مصر والعالم العربى
الحمد لله وكفى ، وسلام على عبده الذى اصطفى
أما بعد ..


قرأت فى جريدتكم (الأسبوع) الصادرة بتاريخ 5 يناير 2008م، الصفحة التاسعة استشهاد الأنبا شنودة رأس الكنيسة الأرثوذكسية الغير خلقدونية بالقرآن الكريم ليدلل على صحة معتقداته ، معتقدًا أن القرآن الكريم شهد لكتابه الذى يسميه إنجيل عيسى أو توراة موسى عليهما السلام. كما أنه يعترض على قول الدكتور النجار والمسلمين بصفة عامة على تحريف كتابه الذى يقدسه. وحول هاتين النقطتين سيكون ردى.

النقطة الأولى خاصة بتعريف ما هى التوراة ، وما هو الإنجيل المعنيتان فى الآيات القرآنية؟ و
النقطة الثانية خاصة بإثبات تحريف الكتاب الذى يقدسه اليهود والنصارى من المتن ، والسند ، واعتراف آباء الكنيسة ، واعتراف الرب نفسه فى كتابه:

لكن قبل أن نبدأ أوجه كلمة لكل مهتم بعلم مقارنة الأديان أو قارىء فيه: إن علم مقارنة الأديان لا يتم أو ينجح إلا بين أكثر الناس تسامحًا وتقبلا لوجود الآخر ، مهما اختلفوا فى العقيدة أو الهدف.
وهذا التسامح هو لب أى دين حق ، فهو يترك قوة اقناعه وحججه البيِّنة تؤثر فى الغير. لذلك أهيب بكل قارىء ودارس لمثل هذه الموضوعات التزام الحيدة ، ووضع المصلحة العامة (مصلحة مصر) نصب عينيه أثناء قراءته فى هذه الموضوعات. فكم اختلف الإنسان على مدى حياته على الأرض فى أشياء منها الجد ومنها الهزل، وكم سيختلف ما بقيت الأرض.

وأتمنى من جريدتكم الموقرة أن تفتح صفحة كمنتدى للرأى والرأى الآخر، تكون بداية لسلسلة من المناظرات بين أصحاب الآراء والعقائد المختلفة، ولتكون نواة لإقامة مناظرات تهدف إلى تعليم الشباب وغيرهم (ثقافة الإختلاف)، دون اعتداءات.

يتساءل الأنبا شنودة (فى كتاب له) عن من المحرِّف، وما غرضه ، وما المكان الذى تم فيه التحريف، وعن وقت حدوث التحريف فى الكتاب المقدس ، وإذا كان حدث قبل الإسلام أم بعده ، حيث يعتقد أن الإسلام يشهد بصحة كتابه ، ومن ثم عقائده. ويستهشد على ذلك بقول الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ ...} (68) سورة المائدة
وقوله: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ * مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ} وأنهى الآية إلى هذه النقطة فلم يذكر باقى الآية التى تشهد أن الله أنزل القرآن ، وسمَّاه هنا الفرقان ، لأنه يفرق بين الحق والباطل، كما سمَّاه فى صدر الآية بالكتاب: {وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ} (3-4) سورة آل عمران

وعلق عليها قائلا: (فلا يمكن أن يطلب من الناس إقامة التوراة والإنجيل وهما مزوران ، ولا يمكن أن يقال عنهما إنهما هدى للناس وهما مزوران). ثم يستنتج من ذلك أن العهدين القديم والجديد لم يكونا مزوران وقت نزول القرآن. ونسى أن القرآن يتكلم عن الكتب التى أنزلها الله ، وليست الكتب التى نسبوها هم له.

بل أقول لك عزيزى الأنبا شنودة إن القرآن وصف التوراة التى أنزلها على موسى بأن فيها هدى ورحمة للمؤمنين، وليس هدى فقط ، وهو نفس الوصف الذى وصف به القرآن عدة مرات: {ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِيَ أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ} (154) سورة الأنعام
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} (43) سورة القصص
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} (57) سورة يونس
{وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (64) سورة النحل
{وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} (89) سورة النحل

ويتضح من هذا أن كتب الله كلها فيها هدى ورحمة لمن يؤمن بها. لأن الله تعالى لن ينزل شريعة سيئة للبشر. قارن ذلك بما يقوله الكتاب الذى تقدسه: (25وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا) حزقيال 20: 25

ومن هنا يؤمن المسلم بكل ما أنزله الله تعالى من كتب ، وبكل أنبيائه ، لأنهم يحملون نفس الرسالة للبشرية مع اختلاف فى التشريعات.
قارن هذا بقول يسوع الذى تؤلهونه: (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8 ،
أى إنه لم يُرسل نبيًا إلا وكان من اللصوص، الأمر الذى يقدح فى ألوهيته أو فى محبته للبشر المرسل لهم هؤلاء الأنبياء ليقتدوا بهم!!

وأعرف القارىء بالكتاب الذى يقدسه اليهود والنصارى: فالكتاب المقدس هو الكتاب الذى يقدسه اليهود والمسيحيون ، ويتكون من جزأين: جزأ خاص باليهود ، وهو ما يسمونه بالعهد القديم ، وهو يؤمن به اليهود والمسيحيون. ويتكون من 39 سفرًا ، كما يؤمن به المسيحيون البروتستانت (الإنجيليون) واليهود العبرانيون. ويختلف فيه اليهود بين أنفسهم. فاليهود السامرة يؤمنون فيه فقط بخمسة كتب (أسفار) ، وهى الخمس الأولى التى تُنسب لموسى، (كما يدَّعون) مع وجود اختلافات كبيرة بينهم فى التراجم ، بل وفى اتجاه الصلاة، التى يتخذها كل فريق مُخالفًا للآخر. ومنهم طائفة تؤمن زيادة على الأسفار الخمسة أيضًا بسفرى يشوع والقضاة ، وهم فى ذلك مثل اليهود الصدوقيين.
والأعجب من ذلك أنه طبقًا للموسوعة البريطانية فإن النص السامرى يختلف عن النص اليونانى في الأسفار الخمسة بما يزيد على أربعة آلاف اختلاف، ويختلف عن النص العبرى القياسي بما يربو على ستة آلاف اختلاف.
ويكفى أن أذكركم باختلافهم فى اتجاه القبلة. فبينما يتجه السامريون إلى جبل جرزيم كما يقول كتابهم الذى ينسبونه إلى موسى عليه السلام ، يتجه اليهود العبرانيون إلى جبل عيبال، يقول كتابهم الذى ينسبونه أيضًا إلى موسى عليه السلام، (12«هَؤُلاءِ يَقِفُونَ عَلى جَبَلِ جِرِزِّيمَ لِيُبَارِكُوا الشَّعْبَ حِينَ تَعْبُرُونَ الأُرْدُنَّ. شَمْعُونُ وَلاوِي وَيَهُوذَا وَيَسَّاكَرُ وَيُوسُفُ وَبِنْيَامِينُ.) تثنية 27: 12
وعلى هذه الفقرة الكتابية يعلق الكتاب المقدس ترجمة الآباء ******يين قائلا: (فى النص السامرى ((على جبل جرزيم)) ، أما فى النص العبرى فلدينا ((على جبل عيبال)). لعل النص السامرى هو النص القديم الذى بُدِّلَ بسبب الجدال الذى قام للرد على السامريين الذين كان مكان عبادتهم على جبل جرزيم وهو التقليد القديم .... )
وقد جاء عيسى عليه السلام وبشَّر المرأة السامرية بتغيير اتجاه القبلة للساجدين الحقيقيين، لأن الخلاص من خارج اليهود الذى هو أحدهم: (19قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ! 20آبَاؤُنَا سَجَدُوا فِي هَذَا الْجَبَلِ وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنَّ فِي أُورُشَلِيمَ الْمَوْضِعَ الَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُسْجَدَ فِيهِ». 21قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا امْرَأَةُ صَدِّقِينِي أَنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ لاَ فِي هَذَا الْجَبَلِ وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ. 22أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ - لأَنَّ الْخلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ.) يوحنا 4: 19-22 (راجع: (عيسى ليس المسيح الذى تفسيره المسِّيِّا، لعلاء أبو بكر))

إذن لقد حدث تحريف فى الكتاب وفى العقائد وحتى فى اتجاه القبلة. ولم يتوقف هذا التحريف حتى يتساءل البعض متى حدث ومن الذى قام به. فالكل يُجمع على أن الترجمة السبعينية للعهد القديم قد حرفها اليهود بعد أن تفوق عليهم المسيحيون وأدانوهم بها فى مناظراتهم. ومن ثم بعد أن أشاع اليهود أن مترجمى السبعينية أوحيت إليهم هذه الترجمة ، أنكروها ، ولم يعترفوا بها.

وقد زيد فى الترجمة السبعينية عددًا من الأسفار ، لا يؤمن بها اليهود أو المسيحيون البروتستانت ، وحجتهم فى ذلك أن بها عقائد وخرافات تُخالف تعاليم الكتاب المقدس قال عنها الدكتور القس منيس عبد النور فى كتابه (شبهات وهمية حول الكتاب المقدس) ص20 إن بها أخطاء عقائدية: (فيبدأ سفر طوبيا قصته بأن طوبيا صاحَب في رحلته ملاكًا اسمه روفائيل، ومعهما كلب) و(إنك إن أحرقت كبد الحوت ينهزم الشيطان (طوبيا 6: 19).

كما أنها تحتوى على أخطاء تاريخية. فقال إن (نبو بلاسر دمَّر نينوى (طوبيا 14: 6) مع أن الذي دمرها هو نبوخذنصر)، وقال إن (سبط نفتالي سُبي وقت تغلث فلاسر في القرن الثامن ق م، بينما يقول التاريخ إن السبي حدث في القرن التاسع ق م، وقت شلمنأصر). وقال: (قال طوبيا إن سنحاريب ملك مكان أبيه شلمنأصر (طوبيا 1:18) مع أن والد سنحاريب هو سرجون).

وجاء في يشوع بن سيراخ 49: 18 أن عظام يوسف بن يعقوب «افتُقدت، وبعد موته تنبأت») ولم يعتبر بنو إسرائيل هذه الكتب مُنزلة، وسار الآباء المسيحيون الأولون (ما عدا قليلون منهم) على نهج علماء بنى إسرائيل فى نظرتهم إلى هذه الأسفار .... وقد آمن بها فيما بعد الكاثوليك ، ويؤمن الأرثوذكس ببعضها. وهى التى تُسمَّى الكتب الأبوكريفا أو الخفية ، وعددها سبعة كتب.

أما بالنسبة للكتاب المقدس الحبشى فتقول عنه دائرة المعارف الكتابية مادة (إثيوبيا ـ 6- الأدب الحبشى): ”يتكون الكتاب المقدس الحبشي من 46 سفرًا في العهد القديم ، 35 سفرًا في العهد الجديد فعلاوة على الأسفار القانونية (المعترف بها) ، فإنهم يقبلون [كتاب] راعي هرماس وقوانين المجامع ورسائل أكليمندس والمكابيين وطوبيا ويهوديت والحكمة ويشوع بن سيراخ وباروخ وأسفار أسدراس [عزرا] الأربعة ، وصعود إشعياء وسفر آدم ويوسف بن جوريون وأخنوخ واليوبيل.“

وعلى ذلك فإن قائمة الروم الكاثوليك من العهد القديم تضم 46 سفرًا ، وتضم قائمة الأرثوذكس 49 سفرًا، فهم يؤمنون بأسفار عزرا الأول والمكابيين الثالث والرابع. وتضم قائمة الكتاب المقدس الأثيوبى 46 سفرًا ، وتضم قائمة اليهود والبروتستانت 39 سفرًا فقط.
http://de.wikipedia.org/wiki/Altes_Testament

وتتفق الطوائف المسيحية على قائمة الكتب التى يقدسونها فيما يُسمَّى بالعهد الجديد، وعددها 27 سفرًا، باستئناء الكنيسة السريانية فهى تؤمن فقط ب 22 سفرًا، فهم لا يؤمنون بقدسية الرسالة الثانية لبطرس ، ولا بالرسالة الثانية والثالثة ليوحنا ، ولا برسالة يهوذا ، ولا بسفر الرؤيا. أما الكنيسة الإثيوبية فعدد كتبها غير ثابت إلى الآن ، ويصل فى بعض الأحيان من 35 إلى 38 سفرًا.
http://de.wikipedia.org/wiki/Kanon_des_Neuen_Testaments

وعلى ذلك فإن الكتاب المقدس كاملاً للمسيحيين الكاثوليك يحتوى على 73 سفرًا، وللأرثوذكس 76 سفرًا، وللبروتستانت 66 سفرًا ، وللأثيوبيين بين 81 و84 سفرًا، ويقل كتاب المسيحيين السريان على 68 سفرًا.

ثم نسأل الأنبا شنودة: أى كتاب مقدس بالضبط تكلم عنه القرآن فى اعتقادكم؟ هل هو كتاب البروتستانت الذى لا يؤمن إلا ب 66 سفرًا فقط قد أوحى بهم الرب؟ أم هو كتاب الكاثوليك الذين يزيدون على هذه الأسفار 7 أسفار؟ أم هو كتاب الأرثوذكس الذين يزيدون على الكاثوليك 3 أسفار أم هو كتاب الأثيوبيين الذى تصل عدد أسفاره إلى 84 سفرًا أم كتاب السريان الذى يحتوى على 68 سفرًا؟

ثم لو تدبرتم قول الله تعالى: {وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (47) سورة المائدة ، لعرفت أن القرآن يتكلم عن إنجيل به أحكام ، وهو ليس كتابكم ، لأنه حتى أحكام التوراة والمسمَّاة بالناموس ، والتى كان عيسى عليه السلام متبعًا لها قد قام بولس بإلغائها:
(17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ.) متى 5: 17 ، مع الأخذ فى الاعتبار أن كلمة ”أُكمل“ تعنى فى اليونانية Plerosia وتعنى أيضًا أتبع ، أحقق ، أنفذ، أُطيع.

ودافع عن الناموس ، بل وتوعَّد اليهود بالويل لأنهم تركوا أثقل ما فيه: (23وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ.) متى 23: 23
(10لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِماً فِي الْكُلِّ. 11لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ» قَالَ أَيْضاً: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلَكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّياً النَّامُوسَ.) يعقوب 2: 10-11
يقول المزمور 18: 7 (ناموس الرب بلا عيب)
ويقول مزمور 19: 7 (ناموس الرب كامل)
ويقول الرب: (... هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: مَلْعُونٌ الإِنْسَانُ الَّذِي لاَ يَسْمَعُ كَلاَمَ هَذَا الْعَهْدِ 4الَّذِي أَمَرْتُ بِهِ آبَاءَكُمْ يَوْمَ أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ ...) إرمياء 11: 3-4
(26مَلعُونٌ مَنْ لا يُقِيمُ كَلِمَاتِ هَذَا النَّامُوسِ لِيَعْمَل بِهَا. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ».) تثنية 27: 26
إلا أن بولس قد أخرجكم من عهد الرب ، وجلب عليكم لعنة الله ببعدكم عن الناموس:

(10لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لاَ يَثْبُتُ فِي جَمِيعِ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ النَّامُوسِ لِيَعْمَلَ بِهِ». 11وَلَكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ «الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا». 12وَلَكِنَّ النَّامُوسَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ، بَلِ «الإِنْسَانُ الَّذِي يَفْعَلُهَا سَيَحْيَا بِهَا». 13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ». 14لِتَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهِيمَ لِلأُمَمِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِنَنَالَ بِالإِيمَانِ مَوْعِدَ الرُّوحِ، .. .. .. 19فَلِمَاذَا النَّامُوسُ؟ .. .. .. لأَنَّهُ لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ.) غلاطية 3: 10-21

(18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً.) عبرانيين 7: 18-19
(16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.) غلاطية 2: 16
(5وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرّاً.) رومية 4: 5

الأمر الذى جعل تلاميذ عيسى عليه السلام يُحاكمونه ، وكفروه، وكفروا معتقداته ، وأمروه بالتوبة ، وأرسلوا من يُصحح للناس العقائد التالفة التى علمها لهم بولس: (وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. .. .. .. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا». 26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ.) أعمال الرسل 21: 17-26
(راجع: بولس يقول دمروا المسيح وأبيدوا أهله، علاء أبو بكر؟؟؟؟==========تساؤل الأنبا شنودة عن اسم المحرف ومكان وقوع الجريمة وزمان؟؟؟؟====================ولنا توضيح آخر بصورة مخالفة لما سبق الأنبا شنودة فى تساؤله عن اسم المحرف ومكان وقوع الجريمة وزمانها:
ماذا لو أبلغت ضابط المباحث عن وجود قضية قتل أمامك، فهل ليثبت الضابط وقوع الجريمة لا بد له أن يعلم من هو القاتل وفى أى وقت وأى مكان ارتكبها وما دوافعه؟ فلو لم يعلم الضابط كل هذا لثبتت بالدليل الواقع أمامه أن هناك قضية قتل. بمعنى إن البحث فى متون الكتاب بعهديه القديم والجديد ليثبت التحريف، ويكفيكم هذا كدليل إدانة.



إن تراجم الكتاب الذى تقدسونه لتختلف اليوم عن التراجم السابقة ، ويكفى أن تعلم أن ترجمة الملك جيمس التى تعتمد على النص المستلم ، والذى تعتمدون أنتم عليه فى الترجمة البروتستانتية (الفاندايك) يختلف عن الترجمة الحديثة للملك جيمس من ناحية حذف كلمات وإضافة أخرى:

اختلافات العهد الجديد بين نسخة الملك جيمس والطبعات الأخرى

ح = حذف ض = إضافة
NKJV NIV NASV NRSV RSV NCV LIV
الكلمات ح2289 ح5219 ض3561 ح3890 ح6985 ض11114 ض17003
الآيات صفر ح 16 ح 17 ح 18 ح 25 ح 16 ح 7


كلمات أساسية حُذفت من طبعة الملك جيمس أو أُضيفت عليها

ح = حذف ض = إضافة كلمات حُذفت تمامًا*
الكلمة  NIV NASV NKJV RSV NRSV NCV LIV
Christ ح 25 ح 34 ح 1 ح 32 ح 87 ض 121 ض 44
Lord ح 352 ح 438 ح 66 ح 36 ح 91 ح 299 ح2368
Jesus ض292 ح 64 ح 2 ح 53 ض 16 ض1098 ض 293
God ح 468 ح 87 ح 51 ح 111 ح138 ض 803 ض 452
Godhead ح 3 * ح 3 * ح 1 ح 3 * ح 3 * ح 3 * ح 3 *
Lucifer ح 1 * ح 1 * ح 1 * ح 1 * ح 1 *
devil(s) ح 80 ح 82 ح 81 ح 82 ح 80 ح 74 ح 87
hell ح 40 ح 41 ح 22 ح 41 ح 41 ح 39 ض 13
heaven ح 160 ح 127 ح 50 ح 83 ح 88 ح 186 ح 26
damned (able, ation) ح 15 * ح 15 * ح 15 * ح 15 * ح15 * ح 15 * ح 7
blood ح 41 ح 39 ح 23 ح 26 ح 46 ح 157 ح 174
salvation ح 42 ح 4 ح 2 ح 33 ح 37 ح 94 ح 25
Word of God ح 8 ح 2 ح 1 ح 3 ح 8 ح 31 ح 27
Word of the Lord ح 25 ح 2 ض 4 ح 2 ح 3 ح 217 ح 236
Lord Jesus Christ ح 24 ح 21 ح 21 ح 22 ح 20 ح 15
http://www.av1611.org/biblewrd.html

ولو راجعت الجدول السابق ليتملكك العجب. لقد تم حذف كلمة الشيطان Lucifer مرة واحدة فقط فى خمس ترجمات مختلفة. فقارن كم مرة تم حذف كلمة: المسيح أو الرب أو يسوع أو الله أو كلمة الرب يسوع المسيح!!

فلمصلحة من يتم حذف الله 468 مرة وكلمة يسوع 292 مرة من النسخة الدولية الحديثة فى مقابل حذف الشيطان مرة واحدة؟

وهذا الحذف يشمل أيضًا التراجم العربية ، فترجمة الفاندايك تختلف عن الترجمة العربية المشتركة ، وعن الترجمة السبعينية، وعن الترجمة البولسية ، وعن الترجمة المبسطة ، وعن ترجمة كتاب الحياة ، الذى أسميته أنت عزيزى الأنبا شنودة متابًا مقدسًا ، لكنك لا توافق عليه!!

ومثال لذلك: متى 6: 13 (13وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.)
ولم يذكر هذا الجزء إلا طبعة فاندايك فقط.
وحذفته الترجمة العربية المشتركة ، وكتاب الحياة ، وترجمة الآباء ******يين لعام 2000، والترجمة الكاثوليكية (أغناطيوس زياده لعام 1986) التى أبقت فى الترجمة على كلمة (آمين) فقط، والترجمة الكاثوليكية (بولس باسيم لعام 1986).
فما رأى القمص زكريا بطرس؟ هل أنت مازلت مصر على عدم تحريف الكتاب الذى تقدسه؟ هل علمت من الذى يحرفه؟
ومثال آخر من متى أيضًا: متى 16: 13 (13وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟»)

فى الحقيقة لقد تجلَّى فى الفقرة الماضية نوع من أنواع التحريفات المخزية، ليكون عيسى  هو ابن الإنسان (بارا ناس) أى الرجل البار ، وهو إشارة إلى النبى المصطفى عليه الصلاة والسلام. وهذا اللقب ناداه به إبراهيم عليه السلام فى رحلة المعراج عندما رآه ، فقال له (أهلاً بالابن البار). (معالم أساسية ع.م. جمال الدين شرقاوى) ، فجاء السؤال فى كل التراجم بصيغة الغائب عن شخص غير موجود ، ما عدا طبعة فاندايك أعلاه ، وطبعة كتاب الحياة.

فجاءت فى ترجمة الآباء ******يين2000 والترجمة الكاثوليكية (بولس باسيم 1986): (سأل تلاميذه: “من ابن الإنسان فى قول الناس؟”) ، ووافقتها الترجمة المشتركة مع تغيير (فى قول الناس) إلى (فى رأى الناس). ، ووافقتها الترجمة الكاثوليكية (أغناطيوس زياده 1986) مع اختلاف بسيط. فقالت: (من تقول الناس إن ابن البشر هو).

ويؤكد تحليلى هذا قوله عند متى 22: 41-46 (41وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.)

لقد سأل عيسى  الناس فى المسِّيِّا بصيغة الغائب ، لأنه كان يعلم أنهم يظنون أنه هو هذا المسِّيِّا ، وأراد أن ينفى ذلك عن نفسه. وللمزيد والتوضيح عن هذا الموضوع فليرجع القارىء إن شاء إلى كتابىْ (المسيح والمسِّيِّا ، ع. م. جمال الدين شرقاوى ، وكتاب: عيسى ليس المسيح الذى تفسيره المسِّيِّا ، للمؤلف)

ومثال آخير من متى: متى 18: 11 (11لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ.)

ذكرتها ترجمة فاندايك، والترجمة الكاثوليكية (أغناطيوس زياده 1986)، وكتاب الحياة.
وحذفتها الترجمة المشتركة ، حيث وضعتها بين قوسين معكوفين ، وأضافت فى هامشها أن هذا النص لا يرد فى معظم المخطوطات القديمة ، وكذلك حذفتها ترجمة الآباء ******يين لعام 2000 نهائياً فبعد الجملة رقم عشرة بدأ فقرة جديدة بالجملة رقم 12 ، وكذلك فعلت أيضاً الترجمة الكاثوليكية (بوليس باسيم 1986)!!

فماذا نُسمِّى هذا غير تحريف وتلاعب بنصوص الكتاب؟

ويبرهن مدخل الكتاب المقدس للآباء ******يين ص13 وجود هذه الأخطاء قائلاً: ”واكتشاف مصدر هذه الفوارق ليس بالأمر العسير. فإن نص العهد الجديد قد نسخ ثم نسخ طوال قرون كثيرة بيد نسَّاخ صلاحهم للعمل متفاوت ، وما من واحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء التى تحول دون أن تتصف أية نسخة كانت ، مهما بُذِلَ من الجهد بالموافقة التامة للمثال الذى أُخذت عنه.“

ويواصل مدخل الكتاب المقدس (ص13) ”يُضاف إلى ذلك أن بعض النساخ حاولوا أحياناً ، عن حُسن نية ، أن يصوِّبوا ما جاء فى مثالهم وبدا لهم أنه يحتوى أخطاء واضحة أو قلّة دقة فى التعبير اللاهوتى. وهكذا أدخلوا إلى النص قراءات جديدة تكاد تكون كلها خطأً.“

ويواصل (ص13) قائلاً: ”ثم يمكن أن يُضاف إلى ذلك كله أن استعمال كثير من الفقرات من العهد الجديد فى أثناء إقامة شعائر العبادة أدّى أحياناً كثيرة إلى إدخال زخارف غايتها تجميل الطقس أو إلى التوفيق بين نصوص مختلفة ساعدت عليه التلاوة بصوت عالٍ.“

ويعترف الكتاب المقدس للآباء ******يين فى مدخله إلى العهد القديم بهذه الإضافات والتحريفات فيقول فى ص53: “وقد يُدخل الناسخ فى النص الذى ينقله، لكن فى مكان خاطىء، تعليقاً هامشياً يحتوى على قراءات مختلفة أو على شرح ما. والجدير بالذكر أن بعض النسَّاخ الأتقياء أقدموا ، بإدخال تصحيحات لاهوتية ، على تحسين بعض التعابير التى كانت تبدو لهم معرَّضة لتفسير عقائدى خطير. .. .. لم يتردّد بعض النُقَّاد فى "تصحيح" النص المسُّورى ، كلما لم يعجبهم ، لاعتبار أدبى أو لاعتبار لاهوتى”.

وفى سفر التكوين يقول المدخل إلى سفر التكوين تحت عنوان (مصادره) ص66: “لم يتردد مؤلِّفو الكتاب المقدس ، وهم يروون بداية العالم والبشرية ، أن يستقوا معلوماتهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من تقاليد الشرق الأدنى القديم ، ولا سيما من تقاليد ما بين النهرين ومصر والمنطقة الفينيقية الكنعانية. فالاكتشافات الأثرية منذ نحو قرن تدل على وجود كثير من الأمور المشتركة بين الصفحات الأولى من سفر التكوين وبين بعض النصوص الغنائية والحِكَميَّة والليترجية الخاصة بسومر وبابل وطيبة وأوغاريت.”

أعتقد أن اللِّسان ليعجز عن التعبير عن مدى الأسى الذى يُصاب به الإنسان ، لشعوره أنه كان مخدوعاً فى إيمانه بأن هذا كتاب الله، وذلك عندما يقرأ أن (مؤلفو) الكتاب المقدس (لم يترددوا) أن (استقوا) معلوماتهم من التقاليد الوثنية، التى كانت منتشرة فى بلاد ما بين النهرين ومصر والمنطقة الفينيقية والكنعانية. ثم يقرأ على غلاف الكتاب “الكتاب المقدس” ، وداخله “كلام الله”!!

ويقول ص77 عن الإصحاح السادس (بنو الله وبنات الناس) “يعود المؤلِّف إلى أسطورة شعبية عن جبابرة (فى العبرية "نفيليم") يُقال إنهم ولدوا من زواج بين كائنات بشرية وكائنات سماوية. وهو لا يبدى رأيه فى قيمة هذا الاعتقاد ويُخفى وجهه الأسطورى ، فيقتصر على التذكير بهذا الجنس الوقح من الجبابرة ، كمثل للفساد المتزايد الذى سوف يُسبب الطوفان”.

وفى قصة المصارعة التى تمت بين الرب ويعقوب يقول الكتاب ص118: “المقصود فى هذه الرواية الغامضة ، اليهوية ولا شك ، هو الصراع الجسدى ، أى صراع مع الله ، يبدو فيه يعقوب الغالب أولاً. ولكنه حين عرف طبيعة خصمه السامية ، اغتصب بركته ، مع العلم بأن النص يتجنَّب اسم الرب ، كما أن المعتدى المجهول يرفض أن يُسمِّى نفسه. فى الواقع ، يستعمل المؤلِّف قصة قديمة لتفسير اسم فينوئيل "بنى إيل" (وجه الله) ولإيجاد أصل لاسم إسرائيل. وبذلك يُضفى على تلك القصة معنى دينياً ، وهو أن يعقوب يتمسَّك بالله ويغتصب منه بركة تكون واجباً على الله نحو الذين سيحملون بعده اسم إسرائيل. .. ..”

وفى صفحة 175 يقول الهامش تعليقاً على خروج 13: 18: “هذه العبارة إضافة ظاهرة. كان النص القديم يقتصر على معلومات عامة ، وهى أن بنى إسرائيل سلكوا طريق البرية نحو الشرق أو نحو الشرق الجنوبى”.
وفى ص178 (خروج 15: 19) تقول “أُضيفت هذه الآية أثناء التحرير”.
وفى ص182 (خروج 17: 6): “لا شك أن عبارة "فى حوريب" هى تعليق أحد القراء. لقد افترض بعض الحاخاميين أن الصخرة رافقت بنى إسرائيل فى تنقلاتهم”
وفى ص182 يقول عن خروج 17: 8-16 تحت عنوان (محاربة العمالقة): “هذه الرواية القديمة من التأليف اليهوى على الأرجح ، وهى عبارة عن تقليد يعود إلى أسباط الجنوب .. ..”
وفى ص193 يقول عن (الخروج 23: 20-33) تحت عنوان (مواعد وارشادات للدخول فى كنعان): “فى هذا المقطع الخليط أدلة واضحة على أنه كُتبَ فى زمن تثنية الاشتراع. وهو بمنزلة خاتمة لكتاب العهد المعروض هنا كشريعة أُعطيت فى سيناء تمهيداً للإقامة فى كنعان”؟؟؟؟============اختفى اسم الله نفسه من هذا الكتاب؟؟؟؟=========وفى الحقيقة لا يجب أن يُثير هذا القارىء الجيد لهذا الكتاب ، فقد اختفى اسم الله نفسه من هذا الكتاب. فهل تعتقد أن الشيطان الذى سيطر على الرب نفسه ، وحبسه فى الصحراء أربعين يومًا ، والذى وضع فى الكتاب أنه إله هذا العالم ، والذى طالب يسوع بالسجود له ، والذى تسبب فى حذف اسم الرب من كتابه ، والذى تسبب فى قتل الرب نفسه ليصعب عليه تحريف كتابه؟
عزيزى القارىء .. عزيزى الأنبا شنودة



لا يوجد فى الكتاب المقدس كلمة الله ، فهذا من التحريف البيِّن فى التراجم العربية ، ولنقرأ سويا هذا البحث مستشهداً فيه بكل ما هو مسيحى:

تقول دائرة المعارف الكتابية مادة (الله): “ثالثا - أسماء الله : كانت كل أسماء الله أصلا تدل على صفاته ، ولكن اشتقاقات الكثير منها – ومن ثم معانيها الأصلية – قد فقدت، فكان لابد من البحث عن معان جديدة لها: 1- الاسماء العامة: من أقدم أسماء الله المعروفة للجنس البشري واكثرها انتشارا اسم "إيل" مع مشتقاته "إيليم" "إلوهيم" ، "إلوي" ، وهو مصطلح عام مثل "ثيوس وديوس" في اليونانية ويطلق على كل من يشغل مرتبة الألوهية ، بل قد يدل على مركز من التوقير والسلطة بين الناس، وقد كان موسى إلها "إلوهيم" لفرعون " (خر 7: 1) ، ولهارون (خر 4: 16 – قارن قض 5: 8، 1 صم 2: 25، خر 21: 5 و 6 ، 22: 7 وما بعده ، مز 58: 11 ، 82: 1)”.

وقد يظن البعض أن اسم يهوه ذكر فى سفر التكوين 22: 14 (14فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ اسْمَ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ «يَهْوَهْ يِرْأَهْ». حَتَّى إِنَّهُ يُقَالُ الْيَوْمَ: «فِي جَبَلِ الرَّبِّ يُرَى».) ، فهذا اسم لمكان ما، والترجمة هى من المترجم فى وقت متأخر بعد أن عرفوا اسم الرب. حيث يقول الكتاب على لسان الرب: (3وَأَنَا ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَأَمَّا بِاسْمِي «يَهْوَهْ» فَلَمْ أُعْرَفْ عِنْدَهُمْ.) خروج 6: 3

ولم يُذكر اسم الرب بعد ذلك قرابة 800 صفحة. فقد ذكر فى المزمور 83: 18 ص892 ، إلا أنه فى سفر الخروج 17: 15 ذكر اسم المذبح الذى بناه موسى وهو يهوه منسّى ، وفى القضاة 6: 24 ذكر اسم مذبح آخر بناه جدعون وأسماه يهوه شلوم ، وفى حزقيال 48: 35 بنيت مدينة أطلقوا عليها (يهوه شمّه). وإذا تم استثناء هذه المواضع يكون اسم الرب يهوه قد ذكر فى الكتاب المقدس كله 11 مرة فقط. ولم يُذكر مرة واحدة بهذا الاسم فى العهد الجديد!!

فلم يُذكر إلا فى سفر الخروج والمزامير وإشعياء وإرمياء وهوشع وعاموس. أى فى ستة كتب من مجموع 66 كتاب.

فهل تصدق هذا؟!! ه

ل يمكنك أن تتخيل أن الكتاب الذى أنزله الرب ليتعبد به الناس يخلو من اسمه؟

إن دائرة المعارف صريحة فى هذا الأمر ، إنها تقول إن اسمه فقد!! فهل فقد من الرب الذى يحفظ كتابه أم أضاعه كهنة بنى إسرائيل عمداً؟

هل تعلم كم مرة ذكر اسم الشيطان فى الكتاب الذى يقدسه اليهود والنصارى؟

لقد ذكرت كلمة شيطان 70 مرة ، وذكر ابليس 31 مرة ، وبعلزبول 7 مرات ، كلهم فى العهد الجديد فقط. هذا غير باقى الأسماء التى اشتهر بها الشيطان. فهل الشيطان أهم من الرب لهذه الدرجة؟ وإذا كان من الأهمية بمكان أن يحذرنا الرب من الشيطان وينهانا عن اتباعه ، فما هو اسم الإله الذى يجب أن نتبعه بديلاً عن الشيطان؟

وما الحكمة أن يحتفظ الرب باسم الشيطان فى كتاب يُنسب إليه ويحذف اسمه من عقول بنى إسرائيل وعيونهم؟ هل يعنى هذا أن الرب أسلمهم للهوان وللشيطان؟ أم هذه هى الفرائض غير الصالحة التى تكلم عنها الرب من قبل؟ (25وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا) حزقيال 20 : 25

كيف؟ فهل الرب إله المحبة يعطى فرائضاً غير صالحة ويضلل عبيده؟ وهل تعلم أن معنى اسم "يهوه" سر مجهول حتى اليوم؟، هل تعلم أن يهوه هو إله الجبل الذى في رأسه نار؟

إن أول ظهور لاسم "يهوه" كان حين استوطن اليهود فلسطين، أى بعد موت موسى ودفنه فى برية سيناء. ويكتبه اليهود بالأحرف: (ي هـ و هـ) (J. H. V. H) دون أحرف العلة أو التشكيل لخلو العبرية منها آنذاك. وحينما ابتكرت علامات ضبط الحروف العبرية في القرن السابع للميلاد، ركبوا الكلمة" يهوه" أحرف العلة (JeHovaH) وينطق Jahweh. بعد أن كان محرماً عليهم النطق به فكانوا يستخدمون بدلاً من "يهوه" "أدوناي" أي الرب.

وما هو الاسم الذى أخبره به الله أن يخبر به بنى إسرائيل؟ لقد سأل موسى الرب عن اسمه فقال له: («هَا أَنَا آتِي إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَقُولُ لَهُمْ: إِلَهُ آبَائِكُمْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. فَإِذَا قَالُوا لِي: مَا اسْمُهُ؟ فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ؟» 14فَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ». وَقَالَ: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ». 15وَقَالَ اللهُ أَيْضاً لِمُوسَى: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: يَهْوَهْ إِلَهُ آبَائِكُمْ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هَذَا اسْمِي إِلَى الأَبَدِ وَهَذَا ذِكْرِي إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ.) خروج 3: 13-15

والغريب أن هامش الترجمة العربية المشتركة علق على هذا فى هامشه قائلاً: “هكذا يختلف الله عن سائر الآلهة .. .. .. وهكذا يرفض الله أن يُعرف باسمه الشخصى.” فهل صحيح أن الله لم يخبرهم باسمه؟ وماذا تعنى كلمة (يَهْوَهْ إِلَهُ آبَائِكُمْ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ)؟ إذاً ليست كلمة يهوه اسم علم!
وإذا كان اسم يهوه نطقوه بهذا الشكل فى القرن السابع الميلادى ، فمعنى هذا أن التوراة كتبت أو تغيرت كتابتها بعد هذا الزمن وبعد معرفتهم لهذا الاسم!

عزيزى المسيحى: ما هو اسم الله الأعظم الذى علمه كل الأنبياء من قبل عيسى عليهم السلام لأتباعه؟

هل ضاع هذا الاسم أم نُسى؟ وإذا كان قد ضاع ، ألا يدل هذا على ضياع أهم شىء فى كتابهم وهو اسم إلههم الأعظم؟ وهل يدل هذا على عصمة الله لكتابهم أو محافظتهم عليه؟ وإذا كان اسم الله قد ضاع فما هى التعاليم التى ضاعت أيضاً من الكتاب؟ وهل ضياع اسم الله من الكتاب يدل على تسلط الشيطان عليه؟

وهل معنى ذلك أن هذه التوراة تم تعديلها بعد القرن السابع الميلادى عندما عرفوا الاسم الجديد لإلههم؟ وهل كان للشيطان سلطة رئيسية أو تسلط على كاتبيها، كما حدث مع بولس؟ اقرأ ما كان بولس يشعر به، ويتأوه بسببه، لقد تلبسه الشيطان وسيطر عليه سيطرة تامة: (15لأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 16فَإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِنِّي أُصَادِقُ النَّامُوسَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 17فَالآنَ لَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُ ذَلِكَ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 18فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ أَيْ فِي جَسَدِي شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. 19لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 20فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 21إِذاً أَجِدُ النَّامُوسَ لِي حِينَمَا أُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى أَنَّ الشَّرَّ حَاضِرٌ عِنْدِي. 22فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ. 23وَلَكِنِّي أَرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي. 24وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟) رومية 7: 15-24

وتواصل دائرة المعارف الكتابية قائلة: “3- يهوه: وهذا هو اسم العلم الشخصي لإله إسرائيل كما كان كموش إله موآب وداجون إله الفلسطينيين ، ولا نعرف المعنى الأصلي ولا مصدر اشتقاق الكلمة ، وتظهر النظريات الحديثة المتنوعة انه من ناحية تاريخ اللفظ وأصله فإنه من الممكن وجود جملة اشتقاقات ولكن لأن المعاني المرتبطة بأي منها هي دخيلة على الكلمة ومفروضة عليها ، فهي لا تضيف لمعرفتنا شيئا والعبرانيون أنفسهم ربطوا الكلمة مع كلمة "هياه" أو (حياة) أو "يكون" ففي الخروج (3: 14) يعلن الرب بأنه "أهيه" وهو صيغة مختصرة لـ "إهيه أشير إهيه" المترجمة "أهية الذي أهيه" أي "أنا هو الذي أنا هو" ويظن أن هذا يعني "الوجود الذاتي" للتعبير عن الله كالمطلق ، ومع هذا فإن مثل هذه الفكرة يمكن أن تكون تجريداً ميتافيزيقيا مستحيلا ليس فقط بالنسبة للعصر الذي ظهر فيه الاسم ولكنه أيضا غريب عن العقل العبراني في أي وقت والترجمة الدقيقة للفعل الناقص "إهيه" هي "أكون الذي أكون" وهو مصطلح سامي معناه "سأكون" كل ما هو لازم حسبما يقتضي الحال وهي فكرة شائعة في العهد القديم (انظر مز 23)”.
وهو بهذا أغنانى عن أوضح لكم أن اللغة العبرية ولا الآرامية ولا العربية يعرفون فعل الكينونة ، ولن أنس أن أذكرك عزيزى المسيحى أن لفظ الجلالة الله الموجود فى الترجمات العربية لا وجود له فى جميع ترجمات لغات العالم ، وبدلاً منها يوجد فى العبرانية كلمة ألوهيم.

وهكذا فهم يعبدون إلهاً ليس هذا اسمه ، ولكنه ربما ضاع أو نسى ، والكلمة المستخدمة للدلالة على هذا الإله لا يُعرف معناها ، والنظريات الحديثة التى يفترضونها غير مرضية أو مقبولة علمياً! وإلى اليوم تخرج نظريات حديثة على حد قول دائرة المعارف الكتابية ، تحاول التعرف على اسم الله!! فإلى من يتوجهون بالعبادة؟ وما أخبار من ماتوا دون معرفة اسم الله؟ وماذا تفعل الروح القدس التى يدعون أنها تتلبس كل قسيس أو أسقف أو بابا أو غيرهم ، وهى الهادية المرشدة فى مفهومهم؟ كيف لم تخبرهم طوال هذا الزمن باسم الإله الذى يعبدونه؟

فكيف يقول سفر المزامير أن اسم الله هو يهوه: (18وَيَعْلَمُوا أَنَّكَ اسْمُكَ يَهْوَهُ وَحْدَكَ الْعَلِيُّ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ.). مزمور 83: 18
وإذا علمنا أن الشيطان له عدة أسماء أنقلها كما ذكرتها دائرة المعارف الكتابية مادة (إبليس – الشيطان): فهو يُسمَّى إبليس والشيطان و“"أبدون" أو "أبوليون" (رؤ 9: 11) ومعناهما "المهلك" . كما يطلق عليه "المشتكي على الإخوة" (رؤ 12: 10) ، و"الخصم" (1 بط 5: 18) ، و"بعلزبول" (مت 12: 24) ، و "بليعال" (2 كو 6: 15) ، و"المضل لكل العالم" (رؤ 12: 9) و"التنين العظيم" (رؤ 12: 9) ، و"العدو" (مت 13: 28 و 39)، و"الشرير" (مت 13: 19 و 38)، و"أبو الكذاب" (يو 8: 44) ، و"إله هذا الدهر" (2 كو 4: 4) ، و"الكذاب" (يو 8: 44) ، و"رئيس سلطان الهواء" (أف 2: 2) ، و"القتاَّل" (يو 8: 44)، و"رئيس هذا العالم" (يو 12: 31 ، 14: 3 ، 16: 11)، و"الحية القديمة" (رؤ 12: 9)، و"المجرب" (مت 4: 3، 1 تس 3: 5)”. أى له 21 اسماً فى الكتاب.
ونعلم أن كثرة أسماء المسمَّى تشريفاً له. فهل احتفظ الكتاب بأسماء الشيطان ، ولم يحفظ اسم المعبود الذى يقدسونه؟
كل هذا فى الوقت الذى يقول فيه الرب عن نفسه: (لأَنَّهُ مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا اسْمِي عَظِيمٌ بَيْنَ الأُمَمِ .. .. وَاسْمِي مَهِيبٌ بَيْنَ الأُمَمِ) ملاخى 1: 11، 14
فاسم الله عظيم ومهيب بين الأمم من مشرق الأرض إلى مغربها ، أى ليس فقط بين بنى إسرائيل ، ولكن يجب أن يُنشر فى كل بقاع الأرض ، وذلك عملاً بأمر الله لبنى إسرائيل: (16وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا أَقَمْتُكَ لِأُرِيَكَ قُوَّتِي وَلِيُخْبَرَ بِاسْمِي فِي كُلِّ الأَرْضِ.) خروج 9: 16
وإذا كان الرب يأمر أن يكون القسم باسمه، فلا بد أنه قال لهم اسمه: (7لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلَهِكَ بَاطِلاً لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلاً.) خروج 20: 7 ، وتكررت فى تثنية 5: 11 ، (13الرَّبَّ إِلهَكَ تَتَّقِي وَإِيَّاهُ تَعْبُدُ وَبِاسْمِهِ تَحْلِفُ.) تثنية 6: 13 ، و10: 20 ، ومعنى أن اسم الرب غير موجود أنه تم التحريف.
لذلك وقف عيسى  أمام اليهود وهاجم تقاليدهم التى أصبحت هى الدين فقال لهم: (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9
وبرَّأ نفسه من تقاليدهم فتضرَّع لله قبل أن يرفعه إلى السماء من هذا العالم: (1تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهَذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَ: .. .. .. 6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. .. .. .. 9مِنْ أَجْلِهِمْ أَنَا أَسْأَلُ. .. .. .. 11وَلَسْتُ أَنَا بَعْدُ فِي الْعَالَمِ وَأَمَّا هَؤُلاَءِ فَهُمْ فِي الْعَالَمِ وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ. أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا نَحْنُ. 12حِينَ كُنْتُ مَعَهُمْ فِي الْعَالَمِ كُنْتُ أَحْفَظُهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي حَفِظْتُهُمْ وَلَمْ يَهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ابْنُ الْهلاَكِ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ.) يوحنا 17: 1-12
وقد يتساءل المرء: هل من المعقول أنه لا يوجد اسم الله مطلقاً فى كتاب يحمل اسمه؟ وما هذه الكلمة (الله) التى نجدها فى اللغة العربية؟ هل هى غير موجودة بالمرة فى أصول كتب هذا الكتاب؟ ألا يمكننا أن نترجم كلمة God أو كلمة يهوه أو أدوناى أو ألوهيم أو كيريوس أو ثيوس أو زيوس بكلمة (الله)؟
إن كلمة God تُترجم إله ، لأن لها جمع وتؤنث ، فهى إله أو معبود ، وكلمة أدوناى أى سيد ، وقد تُطلق على آخرين من البشر ، وكلمة ثيوس هو اسم المعبود الأكبر لليونان ، يُترجم بصورة خاطئة فى العهد الجديد بكلمة الله.
لكن هل تعلمت عزيزى المسحى فى المدرسة أن اسم العلم يُترجم؟ بالطبع لا. فكلمة الله هو Allah بكل اللغات تختلف فقط فى كتابة الأحرف التى تعطى نفس الصوت.

لكن كما تعودنا من الكتاب المقدس أنه لم يستطع تزوير كل شىء داخله. ويفضح الإنترنت اليوم بمواقعه العديدة التزوير الذى حدث فى الكتاب وفى تراجمه ، وما أضافه المترجم من عند نفسه ، وما حذفه لأنه غير موجود فى أقدم النسخ. بل نطلع اليوم على محتويات كل بردية وكل مخطوطة بدقة ، ويتحدث علماء نقد نصوص الكتاب المقدس عن المواضع التى تم كشطها فى مخطوطات الكتاب وإعادة الكتابة عليها عدة مرات ، كما قال مكتشف المخطوطة السنائية تيشندورف على المخطوطة السنائية. فهناك أيضاً برنامج e-Sword ويمكنك أن تنزله مجاناً من النت ، وبه قاموس لكل كلمة فى مخطوطات الكتاب المقدس سواء العبرية أو اليونانية ومعانيها.
لذلك اكتشف العميد مهندس جمال الدين شرقاوى (الذى أعتمد على دراسته فى هذا الموضوع فى كتابه “معالم أساسية ضاعت من المسيحية”) وجود اسم الله عشر مرات فى سفر دانيال، وهذا بيانها كما ذكرها: (3: 26 ؛ 4: 2 ، 17 ، 24 ، 25، 32، 34 ؛ 5: 18، 21 ؛ 7: 25)، وستجدها كتبت تحت رقم 5943: il-lah’ee وكتب نطقها الآرامى كما قال موقع المذكور (`illay (Aramaic) {il-lah'-ee}) وقاموا بترجمتها إلى الإنجليزية طبعة الملك جيمس The Most High God أى الرب الأعلى.
http://www.blueletterbible.org/tmp_d...74262-461.html
وفى هذا الموقع أعلاه تجد العشر مواضع وترجمات كلمة الله.
وهذا يُثبت تحريف الكتابين من اتجاه آخر، حيث لا يوجد فى أصول العهد الجديد أيضًا كلمة الله، ولكن الموجودة هى كلمة (زيوس) أو (ثيوس) وهو المعبود الوثنى، والصنم الأكبر لليونان.

وهذا ينفى أيضًا فى مخيلتكم أن يكون هذا هو كتاب التوراة التى أنزلها الله على موسى أو كتاب الإنجيل الذى أنزله على عيسى عليهما السلام.
* * *

كما أنكم لم تعرفوا من هو كاتب كل كتاب على حدة، ولا ناسخ كل مخطوطة، بل لم تُثبت أن هذا الكتاب نُسخ من الأصل، حيث لا توجد أصول لكتابكم. فأنتم المطالبون بإحضار الأصل المترجم منه هذه النصوص لتثبتوا لنا أن هذا مطابق للأصل!! فأنتم الذين تدعون أن هذا الكتاب هو كتاب الله. فأين دليلكم على هذا؟ ونحن نقول بأنه محرف لأن أصل كتابنا الموحى به من الله يخبرنا بذلك ، وهو موجود. فأين أصول كتابكم لنقارن بين الأصل والترجمات الموجودة؟ غير موجود باعتراف كل العلماء