عمان- ا ف ب
أكد الناطق باسم الكنيسة الكاثوليكية في الاردن الأب رفعت بدر، الثلاثاء 17-2-2009، أن البابا بنديكتوس 16 سيبدأ زيارته للأراضي المقدسة من الأردن، في 8 مايو/أيار المقبل. وقال الأب بدر، وهو الناطق الرسمي باسم اللجنة التحضيرية لاستقبال الحبر الاعظم ان "البابا بنديكتوس 16 سيبدأ زيارته للأراضي المقدسة في المنطقة من الأردن ولمدة 4 ايام, من الثامن من مايو ولغاية 11 منه, ثم يتوجه الى القدس والناصرة وبيت لحم". واوضح "هذا اصبح تقليد جميل ان تبدأ الزيارات البابوية بالاردن", مشيرا الى زيارات سلفيه البابا بولس السادس في يناير/كانون الثاني 1964 ثم البابا يوحنا بولس الثاني في مارس/آذار عام 2000" ضمن احتفالات الكنيسة في العالم باليوبيل الكبير لمرور الفي سنة على ميلاد السيد المسيح. وأكد أن "هذه ستكون أطول زيارة يقوم بها حبر اعظم للمملكة".
ومن المواقع التي من المؤمل ان يزورها البابا في المملكة قال ان "البابا سيزور المغطس (في غور الاردن غرب عمان) وجبل نيبو (جنوب غرب عمان) لأن من الصعب ان يزور كل المناطق المقدسة", مشيرا الى انه "سيشارك في المغطس بتدشين كنيسة المعمودية". واضاف ان "البابا سيلقي كلمة حال وصوله الى ارض المطار تليها القاء كلمات دينية وعظات في احتفالات دينية بالاضافة الى اجراء لقاء مع القيادات الاسلامية في الاردن والقاء كلمة منتظرة لتأسيس ولتمتين الحوار الاسلامي المسيحي والتأكيد على دور الدين في خدمة السلام والعدل في العالم وخاصة في منطقة الشرق الاوسط".
أكد الناطق باسم الكنيسة الكاثوليكية في الاردن الأب رفعت بدر، الثلاثاء 17-2-2009، أن البابا بنديكتوس 16 سيبدأ زيارته للأراضي المقدسة من الأردن، في 8 مايو/أيار المقبل. وقال الأب بدر، وهو الناطق الرسمي باسم اللجنة التحضيرية لاستقبال الحبر الاعظم ان "البابا بنديكتوس 16 سيبدأ زيارته للأراضي المقدسة في المنطقة من الأردن ولمدة 4 ايام, من الثامن من مايو ولغاية 11 منه, ثم يتوجه الى القدس والناصرة وبيت لحم". واوضح "هذا اصبح تقليد جميل ان تبدأ الزيارات البابوية بالاردن", مشيرا الى زيارات سلفيه البابا بولس السادس في يناير/كانون الثاني 1964 ثم البابا يوحنا بولس الثاني في مارس/آذار عام 2000" ضمن احتفالات الكنيسة في العالم باليوبيل الكبير لمرور الفي سنة على ميلاد السيد المسيح. وأكد أن "هذه ستكون أطول زيارة يقوم بها حبر اعظم للمملكة".
ومن المواقع التي من المؤمل ان يزورها البابا في المملكة قال ان "البابا سيزور المغطس (في غور الاردن غرب عمان) وجبل نيبو (جنوب غرب عمان) لأن من الصعب ان يزور كل المناطق المقدسة", مشيرا الى انه "سيشارك في المغطس بتدشين كنيسة المعمودية". واضاف ان "البابا سيلقي كلمة حال وصوله الى ارض المطار تليها القاء كلمات دينية وعظات في احتفالات دينية بالاضافة الى اجراء لقاء مع القيادات الاسلامية في الاردن والقاء كلمة منتظرة لتأسيس ولتمتين الحوار الاسلامي المسيحي والتأكيد على دور الدين في خدمة السلام والعدل في العالم وخاصة في منطقة الشرق الاوسط".
هناك ٢٧ تعليقًا:
(((((((((((القرابين والضحايا في الأديان
الدكتور محمد توفيق صدقي
الطبيب بسجن طره
كثر لغط المجلات التبشيرية النصرانية في هذه المسألة مفسرين لها بحسب
أهوائهم وأغراضهم زاعمين أن وجود الذبائح والقرابين والضحايا في الأديان عمومًا
وثنية كانت أو إلهية هو رمز لذبيحتهم العظمى وهو صلب المسيح بحسب اعتقادهم .
عجيب أمر هؤلاء القوم ! ! فإنهم منذ نشأتهم في العالم لما لم يجدوا لهم
برهانًا عقليًّا أو نقليًّا على إثبات دعاويهم وعقائدهم عمدوا إلى طريقة هي من
الغرابة بمكان عظيم وذلك أنهم نظروا في كتب من سبقهم من بني إسرائيل وغيرهم
فعرفوا بعض ما فيها من النصوص أو الشرائع والقصص وغير ذلك ثم اخترعوا
للمسيح صلى الله عليه وسلم[1] ما شاءوا من الحوادث التي قد يكون لبعضها أصل
تاريخي صحيح مراعين في ذلك أن يكون هناك شيء من التشابه بين ما يدعون
وبين ما يوجد من النصوص في كتب المتقدمين ليتخذوا ذلك دليلاً على صحة
دعواهم أن السابق إشارة أو رمز إلى اللاحق مما يلفقون .
ولم نجد لهم دليلاً على عقيدة من عقائدهم سوى هذه الطريقة التي ملئوا الدنيا بها
صياحًا وعويلاً مدعين أن كل ما سبقتهم من الكتب هو تمهيد أو رمز إلى دينهم وأن
كل شيء خلق لأجلهم مع أن جميع الأمم التي سبقتهم لم يكن يخطر على بال أحد
منها أن ما عندهم من الشرائع رمز لدين آخر .
لا يظن القارئ أني أنكر بذلك النبوات والبشائر التي وردت في كتب
الأنبياء السابقين إخبارًا عن الأنبياء اللاحقين إذا كانت صريحة في ذلك ، ولكن
الذي أنكره على النصارى هو أنهم جعلوا كل شيء في أديان من سبقهم حتى
من الوثنيين رموزًا للمسيح عليه السلام مع أن بعض هذه الرموز المزعومة
ربما لا يكون لها أدنى علاقة به ولا بتاريخه عليه السلام ، وإنما هو التحكم
يجعلهم يتوهمون أنها تنطبق عليه ولولا ذلك ما خطر على بال أحد هذا
الانطباق البعيد العجيب ، فتراهم مثلاً يجعلون خروج بني إسرائيل من أرض
مصر إشارة إلى حضور المسيح فيها ورجوعه منها إلى بلده ( راجع متى 2 : 15
و هوشع 11 : 1 ) وفى الأناجيل من مثل ذلك كثير, ولله در السيد جمال
الدين الأفغاني حيث قال ما معناه ( إن مؤلفي العهد الجديد قد فصلوا قميصًا
من العهد العتيق وألبسوه لمسيحهم ) .
هذه مسألة الضحايا والقرابين في الأديان لها فيها معانٍ وأغراض أخرى ولكن
يتحكم النصارى فيها ويدعون أنها رمز على ( صلب المسيح ) , ولنبين هنا كيف
أنه لا يوجد أدنى انطباق أو أي علاقة بين هذه المسألة وبين مسألة الصلب فنقول :
1- إن الضحايا والقرابين موجودة في جميع الأديان حتى الوثنية منها من قديم
الأزمان ، فإذا سلمنا أن ما يوجد منها في الأديان الإلهية هو إشارة إلى المسيح عليه
السلام فكيف نفسر وجودها في الأديان الوثنية وهي لا تعرف المسيح ولا دينه ؟ !
سيقولون : إن الأديان الوثنية لها أصل صحيح وكانت فيها قديمًا هذه المسألة رمزًا
إلى المسيح ، ولما طال الزمان نسي الناس ذلك ، ونقول : كيف تتفق الأمم في
جميع الأزمنة وفي جميع بقاع الأرض على نسيان ذلك وهو كما يزعم النصارى
أساس الدين كله ؟
وكيف لا يوجد أدنى أثر في كتبهم أو معتقداتهم على أن الأصل في الذبائح هو
الرمز للمسيح وهو أمر لم يخطر على بالهم ؟ وهب أن جميع الأمم الوثنية نسيت
ذلك فكيف نسيه بنو إسرائيل وأنبياؤهم وهم أقرب الناس إلى المسيحيين ؟ وكيف لا
يوجد في كتب العهد العتيق المسلَّمة عند النصارى تصريح بهذه المسألة العظمى
التي كان يجب أن تذكر صريحًا في كل كتاب من كتب الأنبياء السابقين ؟ وأن
يخبروا أممهم بأن القرابين جميعًا والذبائح ليست مقصودة بالذات بل هي إشارة إلى
ذبيحة كبرى ستأتي بعد ؟
2- إذا سلمنا أن الذبائح كانت إشارة إلى هذه الذبيحة الكبرى ( صلب المسيح )
فماذا يقولون في القرابين الأخرى التي لم تكن من جنس الذبائح وهي كثيرة في
الشريعة الموسوية كالمحرقات التي تقدم من أثمار الأرض ومن الدقيق والزيت
واللبان والفريك وغيرهما مما كان يحرق بالنار قربانًا للرب ورائحة لسروره كتعبير
التوراة .
3- إذا سلم أن الذبائح إشارة إلى الصلب فإلى أي شيء يشير إحراق نفس
الذبائح كلها أو بعضها بالنار ؟ فهل أحرق المسيح بها ! !
4- كيف يكون الذبح إشارة للمسيح عليه السلام مع أنه مات صلبًا - على
قولهم - لا ذبحًا أي أنه لم يهرق دمه حتى يموت بنزف الدم بل ظاهر عبارتهم أنهم
اكتفوا بتعليقه على خشبة الصليب بثقب يديه ورجليه فقط ولم يكسروا عظمًا من
عظامه ( يوحنا 19 : 36 ) فلذا لم يرد في الأناجيل أنهم ثقبوا عظم صدره بمسمار
دق في قلبه كما قد يتوهم بعضهم وإلا لمات في الحال ولما بقي حيًّا من الساعة
الثالثة إلى التاسعة كنص إنجيل مرقص ولو كان ثقب يديه ورجليه أحدث نزيفًا
عظيمًا لما بقي ست ساعات وهو حي ولما كان هناك وجه لتعجب بيلاطس من
موته بسرعة ( مرقص 15 : 44 ) فالظاهر على هذا أن الدم الذي سال منه كان
قليلاً وأنه لم يمت بسبب نزف دمه بل مات بسبب ألم الصلب والجوع والتعب
وإعاقة التنفس بتعليقه ، فكان الواجب لكي يتم التشابه بين الرمز والمرموز إليه أن
تصلب الحيوانات عند بني إسرائيل وغيرهم حتى تموت مثله أو أن يذبح هو بيد
تلاميذه قربانًا للهِ لا أن يموت صلبًا بيد أعدائه بدون أن يسفك شيء يذكر من دمه .
نعم ورد في إنجيل يوحنا ( 19 : 34 ) أن بعض العساكر طعنه بعد أن مات وأسلم
الروح بحربة في جنبه فخرج منه دم وماء ولكن هذا شيء والذبح شيء آخر كما لا
يخفى ولم يخرج منه دم يذكر قبل مماته كما بينا ولم يكن خروج ما خرج منه من
الدم سببًا في وفاته . أما خروج الدم والماء منه بعد مماته فهو من الوجهة الطبية
عجيب غريب وليس تفسيره بالسهل الجلي [1] .
ولنبدأ الآن ببيان الغرض الحقيقي من الضحايا والقرابين في الأديان فنقول :
كان الوثنيون يقدمون هذه القرابين لآلهتهم لاعتقادهم أنهم ينتفعون بها كما كان
يعتقد بعض الأمم أن الأموات يأكلون ويشربون فيضعون في قبورهم شيئًا من ذلك
كثيرًا على أن بعض هذه المعبودات الوثنية كان ينتفع فعلاً بأكل بعض القرابين
كالعجول والثيران وغيرها فإنها كانت تأكل مما يقدم لها من الحبوب والنبات
ونحوها . وكانت الكهنة وسدنة الهياكل وخدمة الأصنام تنتفع أيضًا بهذه القرابين
فيرغبون الناس فيها للإكثار منها ، وكذلك أيضًا كان بعضها يستعمل في الهياكل
والمعابد لفرشها وإضاءتها وزينتها كما تنفع الآن نذور العامة لأضرحة الأولياء
والقديسين فتضاء بها وتفرش ويأخذ منها الخدم ما يلزم لمنازلهم .
ولكن الأديان الصحيحة لم تأمر بالقرابين ؛ لأن الإله ينتفع بها - حاش لله
لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ ( الحج : 37) وإنما
أمرت بها هذه الأديان لفوائد أخرى نأتي هنا على بعضها :
1- الفقراء عيال الله فمن نفعهم رضي الله عن عمله وكأنه نفعه تعالى لو لم
يكن غنيًّا عن العالم ، وكما أن الله تعالى أمر الأغنياء ببذل شيء من مالهم للفقراء
سواء كان نقودًا أو ملبوسًا [1] أو حبوبًا أو ثمارًا أو أي مطعوم آخر أو مشروب
كذلك أمر بإطعامهم أنواع اللحوم فإنها أشهى إلى نفوسهم وأبعدها عنهم . وإنما
أوجب الإسلام في كفارة بعض جنايات الحج ذبح الذبيحة قبل إعطائها للفقراء ولم
يبح إعطاءها لهم بدون ذبح ليتيسر توزيعها على عدة فقراء بدل اختصاص فقير
واحد بها ولينقطع بذلك كل أمل للذابح في عودتها إليه واستردادها من الفقير بمال أو
بدل أو غير ذلك ولينقطع أيضًا أمله في الانتفاع بها وهي عند الفقير بركوب أو
نسل أو لبن أو وبر أو صوف أو غير ذلك فيكون التصدق بها تامًّا وخالصًا لوجه
الله تعالى وليضطر الفقير أن يأكل منها هو وولده وأهله فإنها إذا أعطيت له حية
فإنه يبخل بها على نفسه ويحرم أهله وولده من أكلها حبًّا في إبقائها أو بيعها أو كنز
ثمنها فيبقى هو وأهل بيته محرومين من أكل اللحم طول حياتهم وهو من أشهى
المأكولات وألذها وأكثرها تغذية وأبعدها عن الفقراء وللتوسيع عليه وعلى أهله
أمرنا بذبحها ولتكثر تربية المواشي والأنعام والانتفاع بها وهي أنفع الأشياء للناس
خصوصًا في الأزمنة القديمة ولتتسع أيضًا دائرة التجارة فيها فيربح منها التجار
الأغنياء منهم والفقراء قال تعالى : لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى
البَيْتِ العَتِيقِ ( الحج : 33 ) فإن قيل : ولماذا لا يعطى ثمن الذبيحة للفقراء في
الحج بدل الذبح ؟ - قلت : ذلك لقلة النقود بين العرب وعدم انتشار استعمالها بينهم
في ذلك الزمن لذلك كان أكثر تقدير أنواع الزكاة في الإسلام بالأعيان كالغلال
وغيرها لا بالنقود ، وأيضًا فإن الفقير إذا أعطي نقودًا بدل اللحم كنزها أو أنفقها في
شيء آخر ، وأما اللحم فإنه يضطر أن يأكله هو وأهله ولا يحرمهم منه كما تقدم .
ومن أحكام الذبح أيضًا أن يذكر الذابح اسم الله تعالى على الذبيحة شاكرًا له على
نعمه ، وذاكرًا أنه لولا أمره تعالى له بالذبح ما جاز له إزهاق روح هذا الحيوان
للتمتع به ، وبذلك ترتفع قيمة الحياة والأرواح في نظر الناس فلا يستهترون بها .
قال الله تعالى في الحج لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى
مَا رَزَقَهُم مِّنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا البَائِسَ الفَقِيرَ ( الحج : 28 )
ولذلك حرم أكل الحيوان إذا لم يذكر اسم الله عليه أو ذكر اسم غيره تعظيمًا لأرواح
الحيوانات , وقد جعل الله لكل أمة مذبحًا يذكرون اسم الله فيه على ما يذبحون
وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ
( الحج : 34 ) .
2-إن الذبائح والقرابين قد تكون عقوبات أو غرامات لمن يرتكب شيئًا من
الآثام أو من المنهيات كما قال الله تعالى بعد ذكر عقوبة من قتل الصيد وهو محرم
لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ ( المائدة : 95 ) وهذا الأمر يظهر جليًّا خصوصًا في ذبائح
بني إسرائيل وقرابينهم التي كانوا يقدمونها كفارة لكثير من الذنوب ويحرقونها بالنار
فكأنه كان في الشريعة الموسوية أن من يرتكب بعض الذنوب يعاقب عليها في الدنيا
بفقد جزء من ماله كالغرامات الموجودة في سائر القوانين المدنية .
3- إن الذبائح والضحايا يراد بها أيضًا تعويد الناس على الاستعداد لبذل المال
والنفس والولد في سبيل الله فهي تذكرنا بأكبر حادثة من حوادث الإسلام لله تعالى
والانقياد إليه في كل شيء ، ولو أدى ذلك إلى ضياع النفس أو الولد وهذه الحادثة
هي إرادة إبراهيم عليه السلام أن يذبح ولده طوعًا لأمر الله وامتثالاً له وذلك أكبر
علامات صدق الإيمان . قال تعالى : إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم
بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا ( التوبة :
111 ) ومن أعطى شيئًا في سبيل الله فكأنما أعطاه لله تعالى نفسه كما قلنا سابقًا
مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ
وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ( البقرة : 245 ) فالمؤمن الحقيقي أو المسلم لله هو الذي لا يبخل
بماله ولا بنفسه ولا بولده في سبيل الله لنفع الناس وهم عياله تعالى .
فإن قيل : لماذا فدى الله تعالى ابن إبراهيم بالكبش ولم يكتف بنهيه له عن
ذبحه ؟ قلت : ليزيل كل شك في نفس إبراهيم ونفس غيره بأنه إنما امتنع عن الذبح
لضعف عزيمته فتأول كلام الله أو لم يفهمه على حقيقته فأظهر الله تعالى بهذا الفداء
أن إبراهيم لم يمتنع عن الذبح لتأويل ضعيف أو اشتباه بل لنهي الله تعالى له عنه
نهيًا لا شك فيه ولا يقبل التأويل بظهور هذا الكبش الذي بعثه الله تعالى له ليذبحه
بدل ابنه . وفى هذا الفداء أيضًا إشارة إلى أن الله تعالى يتقبل من عباده المخلصين
أعمالهم وإن لم تتم ويكافئهم عليها بالجزاء العظيم كأنها أعمال تامة متى خلصت
نيتهم وصحت عزيمتهم مهما كان العمل صغيرًا أو حقيرًا تفضلاً منه وكرمًا .
وهناك أيضًا فائدة أخرى وهي أن يمثل الناس بعد إبراهيم هذه الحادثة على ممر
الأيام بالضحايا وليذكروها بالعظة والاعتبار تنبيهًا لهم على وجوب تقديم أنفسهم لله
كأبيهم إبراهيم ، الذين سماهم لله مسلمين .
4- إن الناس بسبب ما يرتكبون من الذنوب يستحقون الهلاك العاجل والمحو
من الوجود وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ
( فاطر : 45 ) فهم يقدمون هذه الذبائح إشارة إلى أنهم يستحقون أن يقتلوا أنفسهم
لكثرة ذنوبهم ومعاصيهم ، ولولا لطف الله تعالى ورحمته بهم لما تقبل منهم سوى
قتل أنفسهم فالذبائح تشير إلى الشكر لله والندم على الذنوب والاعتراف باستحقاق
عذاب الله ولذلك قال وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ ( الحج : 37 ) كما سبق .
5- إن إبراهيم بعد أن بنى الكعبة بيتًا لله دعا الله أن يسوق الناس إلى ذريته
من إسماعيل الذي أسكنه هناك ، وأن يرزقهم من الثمرات ، وأن يجعل بلدهم آمنًا ،
فأجاب الله تعالى دعاءه و أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ ( قريش : 4 )
وجلب إليهم من كل الثمرات والخيرات وأكثر بينهم من كل شيء حتى أنواع اللحم
كله يأكلونه غريضًا أو قديدًا , ووحد لذلك مذبح المسلمين ومعبدهم ، وربما كان
اختبار إبراهيم بذبح ولده في مكة لا في الشام فكرم نسل إسماعيل كما كرم نسل
إسحاق كوعد التوراة ( تكوين 17 : 20 ) وقد جاء في إنجيل برنابا أن الذبيح هو
إسماعيل[1] .
فهذه بعض حكم الذبائح والقرابين في الإسلام وغيره من الأديان ، وأما قول
النصارى إنها رمز إلى المسيح فقد أريناك ما فيه ونقول أيضًا : إذا سلم أن معنى
الضحايا والقرابين في الأديان القديمة هو ما يزعمه النصارى الآن - وهذا المعنى
لم يكن يخطر على بال تلك الأمم القديمة كما هو ظاهر من كتبهم - فما فائدة الذبائح
والقرابين إذًا بالنسبة لهم وهم لم يفقهوا منها ما يفقهه النصارى الآن ؟ ألا تكون لهم
لغوًا وعبثًا كانوا يفعلونه أزمانًا طويلة وخصوصًا لأنهم لم يخبروا صريحًا بالمراد
منها ولم يعرف بينهم هذا المعنى الذي يدعيه النصارى اليوم , ولماذا أبطلت الذبائح
في الديانة النصرانية ولم تبق فيها تذكارًا للصلب والخلاص مع أنها لو بقيت في
النصرانية لكانت أفيد وأظهر من وجودها في الأديان القديمة من غير أن يفهم المراد
منها ؟ ولماذا استبدلت الذبائح بالعشاء الرباني في المسيحية ؟ وأي مناسبة بين الخبز
والخمر ، وبين الجسد والدم ؟ ولماذا فعل المسيح العشاء الرباني قبل الصلب مع أنه
كان الأليق أن يُفعل بعده ليكون هناك معنى لكونه تذكارًا له ؟ وإلا فهل يعمل التذكار
للشيء قبل وقوعه مع أن المناسب والمعتاد أن يكون بعده ؟
فكأن الذبائح والقرابين كان يجب عملها قبل المسيح حينما كان الناس لا
يفهمون أنها رمز أو إشارة إلى صلبه ولم يكن غفران الذنوب حينئذ لأجلها في
الحقيقة ثم تركت بعد الصلب حينما كان يسهل على الناس فهم أنها للتذكار ففي
الوقت الذي لا يكون لها فائدة ما يجب أن تعمل ، وفى الوقت الذي يكون لها فائدة
تترك وتهجر فما حكمة ذلك يا ترى ؟
على أننا لا نفهم كيف يكون المسيح كفارة لذنب آدم الذي عم بنيه كما يدعون
وذلك ؛ لأنه إذا كان ما ينالنا في هذه الدنيا من المتاعب والمشاق هو جزاء لنا على
ذنب آدم فهذا الجزاء لم يرتفع عنا بعد الصلب . وإن كان الجزاء سيحصل لنا في
الآخرة على ذنب آدم ففي الآخرة كل نفس لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ
( البقرة : 286 ) وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ( الأنعام : 164 ) وإلا فأين العدل
الإلهي الذي يكثرون الكلام فيه ؟ فهل من العدل عندهم أن يعاقب الأبناء في الآخرة
على ما ارتكبه أبوهم ؟ وهل من العدل أن يُترك المسيئون ( وهم آدم وبنوه )
ويعاقب المسيح - وهو بريء - على ذنوبهم وبدون رغبته وإرادته كما هو ظاهر
من عبارات الأناجيل في وصف حالته قبل الصلب وحزنه واكتئابه وكثرة تضجره
وصلواته كقوله لربه ( إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس ) وقوله وهو مصلوب
( إلهي إلهي لماذا تركتني ) فإن كان المسيح باعتبار ناسوته - كما يعبرون - غير
راضٍ عن الصلب كما يظهر من هذه العبارات فهل من العدل أن يحمل ذنب غيره
ويصلب بسببه رغم إرادته ؟ الحق أقول إنكم أردتم أن تفروا من تناقض موهوم بين
عدل الله ورحمته فوقعتم فيما هو شر منه وهو نسبة الظلم إلى الله تعالى في مؤاخذة
بني آدم بذنب أبيهم وفى مجازاة المسيح بغير رضاه بدلاً عنهم .
وأين تضحية الذات في سبيل نفع الناس التي تزعمون أن المسيح علمكم
إياها وتطنطنون بها ؟ وإذا كان المسيح باعتبار ناسوته من نسل آدم ؛ لأنه مولود
من مريم العذراء ومتكون في رحمها من دمها فهو كباقي أولاد آدم واقع في ذنب
أبيه فهو أيضًا يحتاج للكفارة مثلهم وإذًا يكون غير طاهر ولا معصوم من الذنوب
كما تزعمون ؛ لأنه ( ابن الإنسان ) وناسوته مخلوق من العذراء بمقتضى
التولد الجسداني وإن كان لم يتلوث بذنب آدم فلم تلوث غيره وكلنا من نسل آدم
وكيف إذًا يعاقب بغير رضاه من أجلنا وهو بريء من كل ذنب ؟ فما بالكم يا قوم
تدَّعون أنكم تعرفون معنى العدل الإلهي وحدكم وأنتم في الحقيقة لم تدركوا شيئًا من
معناه ؟ !
العدل هو عدم نقص شيء من أجر المحسنين وعدم الزيادة في عقاب المسيء
مما يستحق فهو توفية الناس حقهم بلا نقص في الأجر ولا زيادة في العقاب وعدم
المحاباة ومعاملة جميع الناس بالمساوة [1] فلا ينافي ذلك أن يزيد الله تعالى أجر
المحسنين تفضلاً منه تعالى وكرمًا ، ولا أن يعفو ويغفر للمسيء رأفةً منه ورحمةً .
ولكن من الجمع بين العدل والعفو أن لا يضيع حقًّا من حقوق الآخرين إلا برضاهم
وأن لا يُخص به فردًا دون غيره من عبيده ، بل إذا عفا عن أحد منهم بسبب ما ،
ووجد هذا السبب بعينه عند غير عامله بالمثل لضرورة المساواة بين العباد في
المعاملة والجزاء الأخروي , ومنه أيضًا أن لا يُساوى بين المحسن والمسيء في
الثواب بل لكلٍ درجات فعفوه تعالى عن المسيء يقابل إعطاء المحسن زيادة عما
يستحق من الأجر ولكن لكل منهما مقام معلوم في الآخرة فلا ظلم في العفو عن
المسيء كما أنه لا ظلم في زيادة أجر المحسنين , فهذا هو معنى العدل والغفران
للذين ظنوهما ضدين لا يجتمعان إلا بطريقتهم العجيبة الملفقة ودعواهم أن لا غفران
إلا بصلب البريء ( المسيح ) وسفك دمه ، فوقعوا بذلك في شر مما فروا منه على
أن دم المسيح في الحقيقة لم يُسفك كما بينا سابقًا .
ولا ندري كيف اشترطوا وجوب سفك الدم ، للغفران وخضب الأرض به
إرضاء لإلههم الذي يحب الدم كثيرًا كما يزعمون ، وفاتهم أن ما سفك من دم المسيح
كان قليلاً جدًّا لا يكفي للموت ولم يكن هو السبب فيه ، ولذلك لم يذكر في الأناجيل
أن دمه فاض على الأرض أو خضبها كدم الذبائح التي يزعمون أنها رمز له .
وإن كان مجرد الموت يكفي للغفران فجميع الناس يموتون مع شيء من الألم
قليلاً أو كثيرًا بحسب الأحوال فلم لا يكفر موت كل شخص عن ذنبه ؟ ومن أين لهم
اشتراط هذا الشرط : أي وجوب سفك الدم للغفران ؟ ؟ وما هذا التحكم في معنى
العدل الإلهي وهو ما لم ينطبق على العقل ولا على اللغة , فإن كانوا أخذوا هذا
الشرط من وجوب الذبائح في الشرائع الإلهية السابقة للمسيح فقد بينا لك حكمة الذبح
فيها . وكان الواجب عليهم أن يشترطوا أيضًا إحراق الكفارة بالنار ؛ لأن القرابين
كانت تحرق بها كما هو معلوم من التوراة .
أما العدل الإلهي الذي ضلوا في بيان معناه فقد بيناه لك هنا بما ينطبق على
قواعد اللغة والعقل ويتفق مع ما جاء في الكتاب العزيز .
فكما أن الله تعالى يوصف بكونه عادلاً أو حكمًا عدلاً فهو كريم غفور رحيم
منتقم جبار شديد العقاب خافض رافع معز مذل قابض باسط أول آخِر ولم يقل أحد
من العقلاء إن القائل بهذه الصفات قائل بالمناقضات أو الأضداد .
وهاك بعض ما جاء في القرآن الشريف في هذا الموضوع وهو الذي يتفق
مع العقل الصحيح والحكمة . قال تعالى : مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن
جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ( الأنعام :160) ، وَلاَ تَكْسِبُ
كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ( الأنعام : 164 ) وَنَضَعُ
المَوَازِينَ القِسْطَ لِيَوْمِ القِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا
بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ( الأنبياء : 47 ) ، وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى * وَأَنَّ
سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الجَزَاءَ الأَوْفَى ( النجم : 39-41 ) ، فَمَن يَعْمَلْ
مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَراًّ يَرَهُ ( الزلزلة : 7- 8 ) ، قُلْ
يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ
جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ ( الزمر : 53 ) ، وَاتَّقُوا يَوْماً لاَ تَجْزِي نَفْسٌ عَن
نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ [6] وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ ( البقرة :
48 ) ، أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ * وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ
وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ( الجاثية : 21- 22 ) .
الدكتور محمد توفيق صدقي
________________________
( 1 ) حاشية : الأظهر أن لفظ المسيح كما قال صاحب المنار علم على عيسى ابن مريم و لذلك قال
تعالى ] اسْمُهُ المَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ [ ( آل عمران : 45 ) ومعنى المسيح الملك الممسوح ؛ لأنهم
كانوا يمسحون ملوكهم بالزيت عند توليتهم ، واللفظ إذا أطلق علمًا على شخص لا يجب أن يتحقق
مدلوله في هذا الشخص فإذا سميت رجلاً ( صادقًا أو سلطانًا ) فلا يجب أن يكون صادقًا ولا سلطانا
فلا عجب إذا سمي عيسى بهذا الاسم وإن لم يمسح ملكًا وهو أفضل من ملوك الأرض وسلاطينها
وأكثرها تابعًا .
( 2 ) المنار : ألا يمكن أن يخرج من الميت إذا طعن شيء من رطوبات الجوف إذا نفذت الطعنة إليه ؟
وهذه الرطوبات قد تكون مختلفة اللون والمادة ؟ .
( 3 ) إشارة إلى قوله تعالى : ] أَوْ كِسْوَتُهُمْ [ ( المائدة : 89 ) .
( 4 ) حاشية : في هذه التوراة أن الذبيح كان إبراهيم الوحيد ، فالظاهر أن تسميته بعد ذلك بإسحاق
تحريف من اليهود ليفتخروا بأنهم من نسله ولكراهتهم أن يشاركهم غيرهم من الأمم في مزية من
المزايا أو أن يختص بها وخصوصًا بني إسماعيل وإلا فإن إسحاق لم يكن ابن إبراهيم الوحيد بل كان
مسبوقاً بإسماعيل والاختبار بذبح الابن الوحيد أشق على النفس من ذبح الابن الذي يوجد غيره ، فلهذا
ولغيره نرجح أن إسماعيل هو الذبيح لا إسحاق .
( 5 ) العدل لغة المماثلة والمساواة ومنه قولك : هذا الشيء يعدل هذا أي يساويه والظلم للنفس كما
يستفاد من كتب اللغة و قواميسها ونصوصها .
( 6 ) أما الشفاعة الثابتة في القرآن فهي ضرب من ضروب التكريم لبعض عباد الله الصالحين
المقربين بأعمالهم فيأذن لهم فيتكلمون ويدعونه في وقت ترتعد فيه الفرائس و ترتجف القلوب ] وَلاَ
يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ [ ( الأنبياء : 28 ) ] لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ
الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا [ ( النبأ : 38 ) فالشفاعة هي تكريم للشافع ولا تنفع في الحقيقة أحدًا من
المشفوع لهم] فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ [ ( المدثر : 48 ) اهـ من الأصل وهذه الآية نزلت في
الكفار .
(( مجلة المنار ـ المجلد [ 15 ] الجزء [ 1 ] صــ 67 المحرم 1330 ـ يناير
==============================================================((((((((نظريتي في قصة صلب المسيح
وقيامته من الأموات [*]
ذهب علماء الإفرنج المحققون في تعليل منشأ هذه المسألة مذاهب شتى
لأنهم لا يعتقدون حصول هذه القيامة الموهومة . ولسنا في حاجة إلى نقل
آرائهم في مثل هذه المقالة ، ومن شاء الاطلاع على شيء من ذلك فليقرأ مؤلفات
رينان وإدوارد كلود ، ودائرة المعارف المتعلقة بالتوراة ، وكتاب دين
الخوارق وغير ذلك . وإنما نريد الآن أن نقول كلمة في هذا الموضوع لنزيل
الغشاوة عن أعين هؤلاء الناس الملقبين بالمبشرين وهي نظريتي[1] في هذه
المسألة فنقول :
كان بين تلاميذ المسيح رجل يدعى يهوذا ، وهو من قرية تسمى خريوت
في أرض يهوذا فلذا عرف بالأسخريوطي ، وكان يشبه المسيح في خلقته شبهًا
تامًّا[2] ومن المعلوم أن المسيح كان يدعو الناس إلى دينه في الجليل ولكنه كان
يذهب إلى أورشليم كل سنة في عيد الفصح كما هي عادة اليـهود فزارها في
السنة الأولى من بعثته وكان هو وأتباعه القليلون محتقرين فيها لأن اليهود
كانوا يحتقرون أهل الجليل وخصوصًا سكان الناصرة[3] فما كان أحد يبالي بهم
أو يلتفت إليهم ، وفي السنة الثالثة من بعثته لما زارها في المرة الأخيرة من
حياته كان شأنه قد ارتفع عن ذي قبل وكثرت أتباعه فحقد عليه رؤساء اليهود
الذين استاءوا من أقواله وأعماله وتعاليمه فصمموا على الفتك به واتفقوا مـع
يهوذا الإسخريوطي على أن يدل مبعوثيهم عليه ليقبضوا عليه فذهب يهوذا
معهم ودلهم عليه فإنهم ما كانوا يعرفونه ( مرقس 14 : 43 - 46 ) فأمسكوه
وكان ذلك ليلاً وساقوه إلى بيت رئيس الكهنة فتركه جميع التلاميذ وهربوا
( مر 14 : 50 ) ولكن تبعه بطرس من بعيد ثم أنكر علاقته به وفر هو أيضًا
هاربًا ، وأما دعوى صاحب الإنجيل الرابع أن يوحنا تبعه أيضًا ( يو 18 :
15 - 18 ) فالظاهر أنها مخترعة من واضعه لمدح يوحنا كما سيأتي بيانه
وإلا لذكرها الثلاثة الإنجيليون الآخرون .
ولما كان الصباح ساقوه إلى بيلاطس الذي كان يود إنقاذه منهم ولكن
الظاهر من الأناجيل أنه لم يفلح فحكم بصلبه فأخذه العسكر إلى السجن حتى
يستعدوا للصلب ، ففر من السجن هاربًا إما بمعجزة أو بغير معجزة كما فـر
بعض أتباعه بعده من السجون أيضًا ( راجع أ ع 12 : 6-10 و16 : 25
و26 ) وربما ذهب إلى جبل الزيتون ليختفي ( انظر مثلاً يو 8 : 1 و59 و10 :
39 و11 : 53 - 57 ) وهناك توفاه الله أو رفعه إليه بجسمه أو بروحه فقط
فخـرج الحراس للبحث عنه ، وكان يهوذا مسلمـه قد صمم على الانتحـار
وخارجًا ليشنق نفسه في بعض الجبال ( متى 27 : 3-10 ) ندمًا وأسفًا على
ما فعل فلقيه الحراس ، ونظرًا لما بينه وبين المسيح من الشبه التام فرحـوا
وظنوه هو وساقوه إلى السجن[4] [5] متكتمين خبر هروبه خـوفًا من العقـاب
ولمَّا وجد يهوذا أن المقاومة لا تجدي نفعًا ولِما طرأ عليه من التهيج العصبي
والاضطراب النفساني الشديد الذي يصيب عادة المنتحرين قبل
الشروع في الانتحار ، ولاعتقاده أنه بقتل نفسه يكفر عما ارتكب من الإثم
العظيم ولعلمه أن قتله بيد غيره أهون عليه من قتل نفسه بيده ، لهذه الأسباب
كلها استسلم للموت استسلامًا ولم يفُه ببنت شفة رغبةً منه في تكفير ذنبه
وإراحة ضميره بتحمله العذاب الذي كان سلم سيده لأجله[6] ولما جاءت ساعة
الصلب أخرجوه وساروا به وهو صامت ساكت راضٍ بقضاء الله وقدره
ونظرًا لما أصابه من التعب الشديد والسهر في ليلة تسليمه للمسيح وحزنه
واضطرابه لم يقو على حمله صليبه أو أنه رفض ذلك فحملوه لشخص آخـر
يسمى سمعان القيرواني وذهبوا إلى مكان يسمى الجمجمة خارج أورشليم
وهناك صلبوه مع مجرمين آخرين فلم يكن هو وحده موضع تأمل الناس
وإمعانهم ولم يكن أحد من تلاميذ المسيح حاضرًا وقت الصلب إلا بعض نساء
كن واقفات من بعيد ينظرن الصلب مت 27 : 55 ولا يخفى أن قلب النساء
لا يمكِّنهن من الإمعان والتحديق إلى المصلوب في مثل هذا الموقف وكذلك
بُعد موقفهن عنه ، فلذا اعتقدن أنه هو المسيح ، وأما دعوى الإنجيل الرابـع
19 : 26 أن مريم أم عيسى ويوحنا كانا واقفين عند الصليب فالظاهر أنـها
مخترعة كالدعوى السابقة لمدح يوحنا أيضًا إذ يبعد كل البعد كما قال رينان أن
تذكر الأناجيل الثلاثة الأول أسماء نساء أخريات وتترك ذكر مريم أمه
وتلميذه المحبوب يوحنا ، كما يسمي نفسه بذلك في أغلب المواضع ، إذا صح أنه
هو مؤلف الإنجيل الرابع .انظر إصحاح 13 : 3 و21 : 20 وغير ذلك كثير .
هذا وقلة معرفة الواقفين للمسيح لأنه كان من مدينة غير مدينتهم ( راجع
يوحنا ص7 ) وشدة شبه يهوذا به وعدم طروء أي شيء في ذلك الوقت
يشككهم فيه - كل ذلك جعلهم يوقنون أن المصلوب هو المسيح ، حتى إذا شاهد
القريبون منه تفاوتًا قليلاً في خلقته حملوه على تغير السحنة الذي يحدث في مثل
هذه الحالة ومن مثل هذا العذاب . وكم في علم الطب الشرعي من حوادث ثابتة
اشتبه فيها بعض الناس بغيرهم حتى كان منهم من عاشر امرأة غيره الغائب
بدعوى أنه هو وجازت الحيلة على الزوجة والأهل والأقارب والمعارف
وغيرهم ثم عرفت الحقيقة بعد ذلك ، وأمثال هذه الحوادث مدونة في كتب هذا
العلم في باب تحقيق الشخصية : (Identification)
فليراجعها من شاء .
ومنهم من شابه غيره حتى في آثار الجروح والعلامات الأخرى واللهجة
في الكلام ( راجع الفصل الأول من كتاب أصول الطب الشرعي لمؤلفيه جاي
وفرير الإنكليزيين ) .
فلا عجب إذن إذا خفيت حقيقة المصلوب عن رؤساء الكهنة والعسكر
وغيرهم وخصوصًا لأنهم ما كانوا يعرفونه حق المعرفة ولذلك أخذوا يهوذا
ليدلهم عليه كما سبق فاشتبه عليهم الأمر كما بيَّنَّا وكان المصلوب هو يـهوذا
نفسه الذي دلهم عليه فوقع كما كان دبره لسيده ( انظر مز 6 : 8-10 و7 : 5
ومز37 وأمثال 11 : 8 و21 : 18 ) .
ولما كان المساء جاء رجل يسمى يوسف فأخذ بجسد المصلوب ووضعه
في قبر جديد وقريب ودحرج عليه حجرًا وكان هذا الرجل يؤمن بالمسيح ولكن
سرًّا ( يو 19 : 38 ) ومن ذلك يعلم أنه ما كان يعرف المسيح معرفة جيدة
تمكنه من اكتشاف الحقيقة وخصوصًا بعد الموت ، فإن هيئة الميت تختلف قليلاً
عما كانت وقت الحياة لا سيما بعد عذاب الصلب ، وروى الإنجيل الرابع وحده
أن رجلاً آخر يدعى نيقوديموس ساعد يوسف في الدفن أيضًا ( 19 : 39 )
وكان هذا الرجل عرف يسوع من قبل وقابله مرة واحدة في الليل ( يو 3 :
1-13 ) فمعرفته به قليلة جدًّا وكانت ليلاً منذ ثلاث سنين تقريبًا أي في أوائل
نبوته ، وفي كتب الطب الشرعي والمجلات الطبية عدة حوادث خدع فيها
الإخوان والأقارب بجثث موتى آخرين ( راجع كتاب الطب الشرعي المذكور
صفحة 32 منه ) فما بالك إذا لم يكن الشخصان الدافنان للمصلوب يعرفانه حق
المعرفة كما بينا .
لذلك اعتقد جمهور الناس وقتئذ أن المسيح صلب ومات ودفن فحزن
تلاميذه وأتباعه حزنًا شديدًا وفرحت اليهود وشمتوا بهم ولو أمكن التلاميذ
إحياءه من الموت لفعلوا ففكر منهم واحد أو اثنان في إزالة هذا الغم الذي حاق
بهم وما لحقهم من اليهود من الشماتة والاحتقار والذل فوجد أن أحسن طريقة
لإزالة كل ذلك ولإغاظة اليهود أن يسرق جثة المصلوب من القبر ويخفيها في
مكان آخر ليقال إنه قام من الأموات ولم تفلح اليهود في إعدامه إلا زمنًا قليلاً
وهكذا فعل وأخفى الجثة .
فلما مضى السبت الذي لا يحل فيه العمل لليهود جاءت مريم المجدلية إلى
القبر فجر يوم الأحد فلم تجد الجثة فدهشت وتعجبت وأسرعت إلى بطرس
( ويقول الإنجيل الرابع كما هي عادته : إلى يوحنا ، أيضًا ) وأخبرتهما أن الجسد
فُقد من القبر فذهبا معها ووجدا كلامها صحيحًا فقالا : لا بد أنه قام من الموت ،
وهذا القول هو أقرب تفسير يقال من تلاميذ المسيح المحبين له المؤمنين به
وربما كانا هما المُخفين للجثة أو أحدهما ( بطرس ) ولذلك نجده في سفر
الأعمال وفي الرسائل يتكلم أكثر من يوحنا عن قيامة المسيح بل أكثر من
جميع التلاميذ الآخرين .
أما مريم المجدلية فمكثت تبكي لعدم وجود الجثة وعدم معرفتها الحقيقة
وكانت عصبية هستيرية ، وبتعبيرهم: كان بها سبعة شياطين ( مرقص 16-
9 ) فخيل لها أنها رأت المسيح ففرحت وأسرعت وأخبرت التلاميذ ( يو 20 :
18 ) أنها رأته وأما النساء الأخريات اللاتي ذهبن إلى القبر فلم يرينه كما يفهم
من أنجيل مرقص و لوقا ، وغاية الأمر أنهن رأين القبر فارغًا وبعض الكفن
الأبيض باقيًا فخيل لبعضهن - وكلهن عصبيات - أن ملكًا كان واقفًا في القبر
وأمثال هذه التخيلات الخادعة كثيرة الحصول للناس وخصوصًا للنساء عند
القبور وفي وقت الظلام ( يو 20 : 1 ) وما حادثة قيام المتبولي من قبره عند
عامة أهل القاهرة ببعيدة . ويجوز أنهن رأين رجلين من أتباع المسيح ممن لا
يعرفنهم وكانا هما السارقين للجثة ففزعن منهما وغشاهن حتى ظنن أنهما
ملكان بثياب بيض ( انظر لو24 : 4 ) فكثرت أحاديث هؤلاء النسوة كل منـهن
عمَّا رأته ومنها نشأت قصص الأناجيل في قيامة المسيح كما نشأت الحكايات
الكثيرة المتنوعة عن قيامة المتبولي في هذه الأيام في مصر [7] ولذلك اختـلفت
قصة القيامة في الأناجيل اختلافًا عجيبًا يدل على أن كل كاتب أخذ مـا كتب عما
حوله من الإشاعات والروايات المختلفة التي لم تكن وقتئذ مرتبةً ولا منظمةً .
ويظهر من هذه الأناجيل أن التلاميذ بعد ذلك صاروا محاطين بالوساوس
والأوهام من كل جانب حتى إنهم كانوا كلما لاقاهم شخص في الطريق واختلى
بهم أو أكل معهم ظنوه المسيح ولو لم يكن يشبهه في شيء ظنًّا منهم أن هيئته
تغيرت ( مر16 : 12 ولوقا 24 : 16 ويو21 : 4-7 ) فكانت حالهم أشبه
بحال العامة من سكان القاهرة الذين التفوا منذ زمن قريب حول رجل سائر في
الطريق في صبيحة إشاعة انتقال المتبولي من قبره يصيحون : سرك يا
متبولي ، كما نقلناه هنا عن بعض جرائد العاصمة التي ذكرت تلك الحادثة في
ذلك الحين لاعتقاد الناس أنه هو المتبولي الذي قام من قبره وكانوا يعدون
بالمئات إن لم يبلغوا الألوف ولا يبعد أن بعض أولئك الناس الذين لاقاهم
التلاميذ كان بلغهم الإشاعات عن قيامة المسيح فكانوا يضحكون من التلاميذ
ويسخرون بهم ويأتون من الأعمال والحركات ما يوهم التلاميذ أن ظنهم فيهم
هو صحيح كما كان ذلك الرجل السابق ذكره يقول للناس لما رآهم التفوا حوله :
أنا المتبولي أنا المتبولي .
وروى الدكتور كاربنتر في كتابه ( أصول الفسيولوجيا العقلية ) ص 207 أن
السير والترسكوت ( Walter Scott Sir ) رأى في غرفته وهو يقرأ صـديقه
اللورد بيرون ( Byron Lord ) بعد وفاته واقفًا أمام عينيه فلما ذهب إليه لم يجد
شيئًا سوى بعض ملابس وهي التي أحدثت هذا التخيل الكاذب ( IIIusion ) وفي
حريق قصر البلور ( Crystal Palace ) في سنة 1866 خيل لكثير من النـاس
أن قردًا يريد الفرار من النار بتسلقه على قطع حديدية كانت في سقف هناك والنـاس
وقوف يشاهدون هذا المنظر متألمين ، ثم اتضح أنه لم يكن ثم قرد مطلقًا وإنـما هو
منظر كاذب كما حكاه الدكتور تيوك ( Dr .Tuke ) وذكر الدكتور هبـرت
( Hibbert Dr. ) في مقال أن جماعة كانوا في مركب فشاهدوا أمامهم طباخًا لهم
يمشي
وكان مات منذ بضعة أيام فلما وصلوا إليه وجدوا قطعةً من خشب طافية على سطح
الماء ، وهناك أمثلة أخرى عديدة كهذه يعرفها المطلعون على علوم الفسيولوجيا
والسيكولوجيا والأمراض العقلية وكان المخدوعون فيها عدة أشخاص .
ويدخل في هذا الباب ( باب الخيالات الكاذبة والأوهام ) دعوى القبط في
مصر أنهم في ثاني يوم لعيد النيروز ( أي 2 توت من السنة القبطية ) إذا
نظروا إلى جهة الشرق بعد طلوع الشمس بقليل رأوا رأس يوحنا المعمدان كأنه
في طبق والدم يسيل من جوانبه وقد أكد لي بعضهم ، وهو من الصادقين عندي ،
أنه رأى ذلك المنظر بعيني رأسه في الأفق وكثير من نسائهم يقلن أنهن رأينه
أيضًا .
ومن ذلك أيضًا ما كان يراه القدماء وخصوصًا النصارى في أوروبا في
القرون الوسطى وقت ظهور ذوات الأذناب في السماء كالذي ظهر عندهم سنة
1556 ميلادية فإنها رأوا فيه وفي غيره سيوفًا من نار وصلبان وفرسان على
الخيل وغزلان وجماجم قتلى إلخ إلخ ، وكانوا يتشائمو من هذه المناظر
وينزعجون منها ، وقد رسم بعضهم صور ما كانوا يرونه من ذلك ونشـر في
كتبهم راجع كتاب ( الفلك للعاشقين ) تأليف كاميل فلامريون ص 187 و189 .
ورأى اليهود قبل خراب أورشليم نحو ذلك أيضًا في السماء كمركبات
وجيوش بأسلحتها تركض بين الغيوم حتى تشائموا منها كثيرًا ، وفي عيد
الخمسين لما كان الكهنة داخلين ليلاً في دار الهيكل الداخلي سمعوا صوتًا كأنه
صوت جمع عظيم يقول : دعنا نذهب من هنا . إلى غير ذلك من الأوهـام
والخيالات التي وصفها مؤرخهم الشهير يوسيفوس في بعض كتبه وذكرها
أيضًا تاسيتوس مؤرخ الرومان وهي أوهام لم تخل أمة من مثلها في كل زمان
ومكان ، وقد تظهر أيضًا مناظر عجيبة كهذه في الأفق من انكسار أشعة
الشمس في طبقات الهواء (Mirage) راجع كتاب ( الرسل ) لرينان ص
42 في رؤية المسيح في الجليل بعد صلبه .
أما دعوى الإنجيل الأول ( متى ) أن حراسًا ضبطوا القبر وختموا عليه
( 27 : 66 ) فهي كما قال العلامة ( أرنست رينان ) اختراع يراد به الرد
على اليهود الذين ذهبوا إلى القول بسرقة الجثة حينما أكثر النصارى من القول
بالقيامة بعد المسيح بمدة ( انظر مت 28 : 15 ) ولذلك لم ترد قصة حراسة
القبر في الأناجيل الأخرى ، ولو كانت حقيقية لما تركوها فهي الرد الوحيد الذي
أمكن لكاتب الإنجيل الأول أن يبتكره لدفع ما ذهب إليه اليهود في ذلك الزمان .
وزد على ذلك أن هذا الإصحاح ( 27 ) من إنجيل متى قد اشتمل على غرائب
أخرى كانفتاح القبور وقيام الراقدين من الموت ودخولهم المدينة ، إلخ إلخ
( 27 : 51 - 54 ) وكل هذه أشياء يراد بها التهويل والمبالغة ، ولا يخفى على
عاقل مكانها من الصحة ولذلك رفضها المحققون من علماء أوروبا اليوم . ولو
وقعت لكانت أغرب ما رأى الناس ولتوفرت الدواعي على نقلها فنقلها كتـبة
الأناجيل كلهم ممن اعتمدت الكنيسة أناجيلهم ومن غيرهم ولاشتهرت فنقلها
المؤرخون كيوسيفوس وغيره .
ولا ندري متى قال المسيح لليهود أنه سيقوم في اليوم الثالث ؟ ولمـاذا
يظهر نفسه لهم ؟ وما فائدة هذا الجسد المادي الذي كان يحتاج للأكل والشرب
بعد القيامة ( لو 24 : 41 و42 ) حتى يحيا بعد الموت ويبقى إله العالمين
مقيدًا به إلى الأبد ؟ نعم ورد في إنجيل يوحنا أنه قال لليهود ( 2 : 19 ) :
انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه . ولكن نصت هذه الأناجيل على أن
اليهود لم يفهموا هذا القول بل ولا تلاميذ المسيح أنفسهم ( انظر لوقا : 18 :
34 ، ويو 2 : 21 و22 و20 : 9 ومر 9 : 32 ) وقد كذب هذه العبارة متى
نفسه فقال : إنها شهادة زور ( 26 : 60 و61 ) فكيف إذًا أرسل اليهود كما
قال متى حراسًا ليضبطوا القبر خوفًا من ضياع الجثة ؟ وأي شيء نبههم إلى
ذلك العمل مع أن أقوال المسيح لم يفهمها نفس تلاميذه إذا صح أنه قال هذه
العبارة أو غيرها ؟ أما قوله لليهود ( متى 12 : 40 : لأنه كما كان يونان
في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض
ثلاثة أيام وثلاث ليال ) قد قال فيه بعض محققيهم مثل بالس و شاتر إنه زيادة من
كاتب الإنجيل للتفسير . وهي زيادة خطأ فلم يمكث إلا يومًا وليلتين ولذلك لم ترو
هذه الزيادة في إنجيل من الأناجيل الأخرى ، وقول متى 12 : 39 : ولا تعطى له
آية إلا آية يونان النبي . يريد به أنه كما آمن أهل نينوى بيونان ( يونس ) من
غير أن يروا منه آية كذلك كان الواجب أن تؤمنوا بي بدون اقتراح آيات وبدون
عناد ، ولذلك قال بعد ذلك 41 : رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل
ويدينونه لأنهم تابوا بمناداة يونان ، وهوذا أعظم من يونان هنا . وفي القرآن
الشريف نحو ذلك أيضًا فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا
آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ( يونس :
98 ) وعلى كل حال ، إذا كان نفس تلاميذه لم يفهموا ذلك إلا بعد قيامـته
( يو 20 : 9 ) مع أنه كان أخبرهم به أيضًا على انفراد ( مت 20: 17 ) فكيف
فهمه اليهود قبلهم ؟ وكيف لم يصدق التلاميذ قيامته حينما أُخبروا بها ؟
( مر 16 : 11 ) إذا صح أن المسيح أنبأهم بها من قبل ؟ وكيف يعقل أن رؤساء
الكهنة والفريسيين يذهبون إلى بيلاطس في يوم السبت كما قال متى ( 27 :
62 ) وينجسون أنفسهم بالدخول إليه وبالعمل في السبت كضبط القبر بالحراس
وختم الحجر ( مت 27 : 66 ) مع أنهم هم الذين لم يقبلوا الدخول إلى بيلاطس
يوم محاكمة المسيح خوفًا من أن ينجسوا أنفسهم فخرج هو إليهم كما قال يوحنا
( 18 : 28 ) وهم الذين سألوه إكرامًا للسبت أن لا تبقى المصلوبون على الصليب
فيه ( يو 19 : 31 ) فما هذا التناقض وما هذه الحال ؟
ولنرجع إلى ما كنا فيه : وقد اعتقد جمهور الناس في ذلك الوقـت أن
المصلوب هو المسيح وأنه قام من الموت ولما لم يجدوا يهوذا الإسخريـوطي
قالوا : إنه انتحر بشنق نفسه . وربما أنهم بعد بعض الأيام وجدوا خارج أورشـليم
في بعض الجبال جثة مشقوقة البطن من التعفن الرمي فظنوها جثته ( ع 1 : 18 )
ويجوز أنها كانت جثة المسيح نفسه على القول بأنه مات بعد هروبـه مـن
السجن كباقي الناس ، ولم يرفع إلى الله تعالى إلا رفعًا روحانيًّا معنويًّا كقـوله
تعالى : وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ ( الأعراف : 176 )
وكقوله : إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ( فاطر : 10 ) وقولـه :
وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ( البقرة : 253 ) وفي معنى ذلك أيضًا قوله تعـالى :
إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ ( الصافات : 99 ) وقوله : فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ
عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ ( القمر : 55 ) وقوله : بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ ( آل عمران :
169 ) وغير ذلك كثير .
ولما كان بعض التلاميذ يستبعدون الموت على المسيح لشدة حبهم
وتعظيمهم له ، كما فعل بعض الصحابة عقب موت رسول الله - ذهب بعضهم
بالرأي والاجتهاد إلى أن المصلوب لا بد أن يكون غير المسيح وقالوا إنه إما
يهوذا أو واحد آخر وخصوصًا لأنهم لم يعلموا أين ذهب يهوذا .
ومن ذلك نشأت مذاهب مختلفة بين النصارى الأولين في مسألة الصلب
والقيامة ، كانت أساسًا لفرق كثيرة ظهرت بعدهم ذكرناها مرارًا سابقًا في المـنار
وغيره مما كتبنا . لذلك قال تعالى : وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم
بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً ( النساء : 157 ) .
فساد مذهب القائلين بالصلب لأنه هو الظاهر مما شوهد إذ ذاك وساعد على
نشره القول بالقيامة ودعمه بولس ومن وافقه بنظرياتهم في الخلاص[8] والفداء
وببعض نصوص من العهد القديم لووها وأولوها
بحسب أوهامهم وأفكارهم وقد بينا بطلانها في كتاب ( دين الله ) وقد رفض بولس
هذا وجميع رسائله أقدم فرقهم القديمة كالبيونيين ( Ebionites ) وكانوا أقرب
الناس إلى تعاليم المسيح الحقيقية وغاية في الزهد والتقوى وكان عندهم إنجيل
متى العبراني الأصلي المفقود الآن .
ومن الجائز أن يوسف ونيقوديموس ( إذا صح أنه حضر معه ) كانا يخافان على
الجثة من اليهود أن يهينوها أو يمثلوا بها أو يتركوها للحيوانات المفترسة
كالمعتاد أو نحو ذلك زيادة في النكاية بالمسيح وأتباعه وكما كان يعمل في
المصلوبين بحسب عادة الرومان ، فتظاهرا بأنهما قد أتما دفن الجثة ومضيا . فلما
تحققا أنه لم يبق عند القبر أحد مطلقًا خوفًا من أن يطلع على ما يفعلان رجعا
ونقلاها إلى موضع آخر لا يعلمه أحد ، وتعاهدا على أن لا يبوح أحد بسرهما ، ثم
ذهب يوسف إلى بلدته الرامة على بعد 6 أميال إلى الشمال من أورشليم ورجع
نيقوديموس إلى بيته وكلاهما كان عضوًا في السنهدريم مجمع اليهود وكانا
يؤمنان بالمسيح ولكن سرًّا لخوفهما من اليهود ( يو 19 : 38 و7 : 50 ) وربما
أنهما لم يجاهرا اليهود بشيء حتى ولا بأنهما هما اللذان دفنا الجثة وخصوصًا
نيقوديموس ، ولذلك لم تذكره الأناجيل الثلاثة الأول ، وربما قال يوسف
لليهود تعميةً لهم : إني بعد أن استلمت الجثة وكفنتها سلمتها لغيري ممن حضر
ليدفنها وتركته ولا أعلم باليقين أين وضعها ولا أعرف اسمه . وخصوصًا
لأن كل الجموع الذين كانوا حاضرين الصلب كانوا قد رجعوا إلى منازلهم كما
قال لوقا ( 23 : 48 ) ولم يبق وقت الدفن أحد يشاهدهما إلا مريم المجدلية و مريم
أم يوسي ( مر 15 : 47 ومت 27 : 61 ) ولا ندري إذ صح ذلك كيف أرادتا
العودة إلى القبر لتحنيط الجثة مع أنهما شاهدتا يوسف ونيقوديموس يحنطانها كما
تقول الأناجيل ؟ ( يو 19 : 39 و40 ) وقال كيم أحد علماء الإفرنج في كتابه
( يسوع الناصري ) مجلد 3 ص 552 : إنه لا يحرم على أحد من اليهود في
يوم السبت أن يقوم بالواجب نحو جثة الميت كالتحنيط والتكفين ونحوهما . فلا
يفهم أحد ما الذي أخر هؤلاء النسوة عن الذهاب إلى القبر يوم السبت والقيام بما
يردن عمله للمسيح فيها . انظر كتاب دين الخوارق ص 826 وهل لم يكفهن
الحنوط العظيم الذي أحضره نيقوديموس ( يو 19 : 39 ) حتى اشترين غيره
( م16 : 1 ) ولكن لنتغاض .
وبعد السبت في فجر يوم الأحد جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى إلى
القبر الذي كانتا شاهدتا الجثة وضعت فيه أولاً ( متى 28 : 1 ) فلم تجداها
فكان ما كان من إشاعة قيامة المصلوب من الموت ، هذا إذا لم نقل إنهما ضلتا
عن القبر بسبب شدة الحزن والبكاء والتعب والظلام ، وكثيرًا ما تضل نساء
مصر مثلاً ورجالها عن معرفة قبورهم حتى بعد التردد عليها مرةً أو مرتين
كما هو مشاهد معروف ولذلك لم يعرف علماؤهم موضع هذا القبر باليقين إلى
اليوم .
ولما انتشرت إشاعة القيامة كانت قاصرةً على التلاميذ وأتباع المسيح فقط
في أورشليم ( لو 24 : 33 ) ولم يقدروا على التجاهر بها أمام اليهود في أول
الأمر ولذلك كانوا يجتمعون والأبواب مغلقة لئلا يسمع كلامهم اليهود خوفًا
منهم كما قال يوحنا ( 20 : 19 ) وكانوا على هذه الحالة إلى ثمانية أيام ( يو
20 : 26 ) ثم لم يجسروا على المجاهرة بالدعوة إلى دينهم إلا بعد نحو
خمسين يومًا كما في سفر الأعمال ( 2 : 1 ) وفي هذه المدة على فرض عثور
أحد على الجثة لا يمكن تمييزها عن غيرها بسبب التعفن الرمي .
ودعوى إيمان ثلاثة آلاف نفس من اليهود في يوم الخمسين يكذبها عدم
وجود بيت للتلاميذ يسع كل هذا العدد فإنهم كانوا نحو 12 رجلاً ( أ ع 1 :
15 ) واليهود الذين تنصروا نحو ثلاثة آلاف ( أ ع 2 : 41 ) ولا ندري عدد
الذين لم يتنصروا من اليهود الذين حضروا الاجتماع في أورشليم من كل أمة
تحت قبة السماء كما قال سفر الأعمال ( 2 : 6 - 13 ) الذي قال أيضًا إن هذا
الاجتماع العظيم كان في بيت ( 2 : 2 ) فأين هذا البيت وملك مَن مِن التلاميذ
وكلهم من الجليل ( أع 2 : 7 ) ؟
ومن الذي أخبر كل هذه الجماهير من جميع الأمم المتنوعة بما هو
حاصل في بيت التلاميذ الخاص من نزول روح القدس عليهم وتكلمهم بألسنة
مختلفة حتى هرعوا إليه صنفًا صنفًا ؟ ولماذا لم يكتب التلاميذ الأناجيل والرسائل
بلغات العالم هذه التي عرفوها ليتيسر للناس قبولها بدون ترجمة ؟ وتكون معجزة
باقية إلى الأبد ؟ ولماذا كان بطرس محتاجًا لمترجمه مرقس إذًا ؟ كما رواه بايباس
وصدقه جميع آباء الكنيسة القدماء ، ولكن لنرجع إلى ما كنا فيه .
وذهب جماعة من علماء النقد في أوربا وكثير ما هم إلى أن القبر الذي
وضع فيه المصلوب وكان منحوتًا في الصخر أصابه ما أصاب غيره من
الزلزلة التي حدثت في ذلك الوقت وذكرها متى في إنجيله ( 28 : 2 ) فتفتحت
بعض القبور وزالت بعض الصخور وتشققت (راجع أيضًا مت 27 : 51 و 52 )
فضاع بسبب ذلك الجسد المدفون في شق من الشقوق ، ثم انطبق وانهال عليه شيء
من التراب والحجارة حتى انسد الشق ولم يقف أحد للجثة على أثر .
وكان ذلك قبيل وصول المرأتين إلى القبر فلما وصلتا إلى هنالك ولم تجدا
الجثة ورأتا آثار الزلزلة أو شعرتا بشيء منها فزعتا وظنتا أن ذلك بسبب نزول
الملائكة وقيام المسيح من القبر ( مت 28 : 2 ) وقد أخذت الرعدة والحيرة منهما
كل مأخذ حتى لم تقدرا على الكلام ( مر 16 : 8 ) ولا يستغربن القارئ ما ذكر ففي
وقت الزلازل كثيرًا ما تنفتح الأرض وتبتلع بعض أشياء ثم تنطبق عليها .
ووقوع هذه الزلزلة قبيل وصول المرأتين إلى القبر من المصادفات التي
حدثت في التاريخ أعجب منها فقد كسفت الشمس يوم مات إبراهيم ابن رسول
الله صلى الله عليه وسلم حتى ظنت الصحابة أن ذلك معجزة للنبي صلى الله
عليه وسلم فقال عليه السلام لهم : ( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا
يخسفان لموت أحد ولا لحياته ) الحديث ، يعني أن نظام هذا الكون العظيم لا
يتغير لموت أي أحد في هذه الأرض الصغيرة الحقيرة ، فيالله ما أصدقه من
رسول ، ولو كان كغيره من الكذابين لفرح بما قاله أصحابه وثبت اعتقادهم فيه .
ومن أعجب المصادفات التاريخية أن قمبيز ملك الفرس طعن العجل أبيس
في فخذه فقتله استهزاءً بالمصريين وإلههم وبينما هو سائر في طريقه سقط
سيفه على فخذه أيضًا فجرحه جرحًا بليغًا ساقه في الحال إلى الموت فظن
المصريون أن ذلك بسبب فعل آلهتهم به ، فما أعجب عقل الإنسان وما أغرب
كثرة ميله إلى الأوهام والخرافات .
وإذا تذكرنا أن ذلك القبر كان منحوتًا في الجبل في مكان خراج أورشليم
بقرب الموضع المسمى بالجمجمة وكان مدخل مثل هذا القبر أو الكهف من
الجهة السفلى كما كانت عادة الناس في ذلك الوقت في نحت القبـور على ما
ذكره رينان وغيره ، فمن الجائز أن الزلزلة أزالت الحجر الذي سد به هـذا
القبر فدخلت بعض الحيوانات المفترسة كالسبع أو الضبع ونحوهما وأخذت
الجثة وفرت بها ، وهو تعليل آخر معقول .
وقال بعض علماء الإفرنج : إن من عادة اليهود أن لا يضعوا هذا الحجر
على باب القبر إلا بعد مضي ثلاثة أيام من الدفن ، فإن صح ذلك فلا داعي للقول
بهذه الزلزلة هنا في هذا الوجه .
والخلاصة أن ضياع الجثة لا دليل فيه على هذه القيامة وخصوصًا لأن
المسيح لم يظهر لأحد من المنكرين له مع أنه كان وعدهم بذلك حسب إنجيل
متى ( 12 : 39 و40 ) وفضلاً عن ذلك فليس بين تلاميذه وأتباعه مـن رآه في
وقت عودة الحياة إليه وقيامه من القبر؛ فإن ذلك كان أولى بإقناع النـاس وإقناع
تلاميذه الذين بقي بعضهم شاكًّا حتى بعد ظهوره لهم ( مت 28 : 17 ولو24 :
38 ت41 ويو20 : 27 ) مع أن اتباع هذه الطريقة كان أقرب وأسهل في
الإقناع وأبعد عن مثل الشبهات التي ذكرناها .
فإن قيل إن ذلك سيكون ملجئًا للإيمان وهو ينافي الحكمة الإلهية ، قلت :
وهل إحياء المسيح للموتى أمام الناس ما كان ملجئًا ولا منافيًا للحكمة الإلهية ؟!
وكذلك قيام أجساد القديسين الراقدين ودخولهم المدينة المقدسة على ما ذكره
متى ؟ ( 27 : 52 و53 ) فأي فرق بين هذه الآيات البينات والمعـجزات
القاطعة ، وبين قيامته هو من الموت ؟ فكيف يجب على البشر الإيمان بـها
وهي قابلة للشك والطعن ؟ حتى من أتباعه الذين ملأوا الدنيا بكتبهم المشككة
في هذا الدين وعقائده , وحتى شك فيها التلاميذ أنفسهم ( متى 28 : 17 ) من
قديم الزمان .
لها بقية
((يتبع بمقال تالٍ))
________________________
(*) من قلم الدكتور محمد توفيق أفندي صدقي .
(1) حاشية : النظرية هي الرأي الذي يقال لتفسير بعض المسائل وتعليل بعض الحقائق تعليلاً عقليًّا
مقبولاً ، فنحن في هذه المقالة قد فرضنا جدلاً صحة أكثر ما في هذه الأناجيل من الحكايات وسلمنا أن
لبعضها الآخر أصلاً صحيحًا ، وما رفضناه منها إنما هو لسبب معقول ولكن علمنا بما فعل منتحلو
النصرانية الأقدمون من التلاعب والتحريف والغش والتزوير فيما وصل إلى أيديهم من الكتب سواء
كانت لهم أو لغيرهم من الأمم وافتجارهم الرسائل الكثيرة والكتب العديدة ونسبتها إلى غير مؤلفيها -
كل ذلك يحملنا على الشك في جميع ما نقلوه ورووه . ولذلك نرى علماء النقد الآن في أوربة يشككون
في جميع هذه الكتب المقدسة عندهم ويرفضونها بالبراهين العلمية العقلية التاريخية الصحيحة ومنهم
من تغالى حتى أنكر وجود المسيح نفسه في العالم لكثرة ما علمه عن القوم من الأباطيل والاختراعات
والأكاذيب والمفتريات (راجع دائرة معارف التوراة مجلد 3 ص 3620 وكتابات المستر ج م
روبرتسن) .
(2) حاشية : ذكر العلامة جورج سيسيل الإنكليزي في ترجمته للقرآن الشريف في سورة آل عمران
ص38 أن السيرنثيين Cerinthians والكربوكراتيين Carpocratians وغيرهم من أقدم فرق
النصارى قالوا إن المسيح نفسه لم يصلب وإنما صلب واحد آخر من تلاميذه يشبهه شبهًا تامًّا ، وفي
إنجيل برنابا صرح بأن هذا التلميذ الذي صلب بدل المسيح هو يهوذا الأسخريوطي وهو الذي قالت
عنه كتبهم أنه انتحر يوم الصلب( مت 27 : 3-8 ) لأنهم لم يجدوه ، والظاهر أنهم لم يعرفوا ما حدث
له ولذلك اختلفت تفاصيل قصته في سفر الأعمال (1 : 18 -20 ) عما في إنجيل متى فلهذا كله
ذهبنا إلى أنه كان يشبه المسيح وأنه هو الذي صلب بدله كما في المتن .
(3) حاشية : دعوى ولادة المسيح في ( بيت لحم ) قد كذَّبها علماء النقد في أوربة وبينوا أن
الإحصاء الذي يقول لوقا أنه حمل مريم أم عيسى ويوسف على السفر إلى بيت لحم للاكتتاب هناك لو
( 2 : 1-7 ) لم يحدث إلا في مدة ولاية كيرينيوس الثانية أي بعد ولادة عيسى بنحو 10 سنين على
الأقل والذي حمل النصارى على هذا التلفيق رغبتهم في تطبيق نبوات اليهود وأفكارهم على المسيح
كما في ميخا( 5 : 2-9 ) فإن اليهود كانت تعتقد أن المسيح لا بد أن يكون من نسل داود ومولودًا في
مدينته التي ولد فيها ( بيت لحم ) مع أن نسل داود كان قد انقرض قبل زمن المكابيين ، ولم يقف أحد
له على أثر. راجع الفصل الثاني والخامس عشر من كتاب ( رينان ) في حياة المسيح .
(4) حاشية : فإن قيل: إن الذي يفهم من هذه الأناجيل أن الصلب كان عقب صدور أمر بيلاطس
مباشرة فلم يكن ثم وقت لهروبه من السجن ولا للقبض على غيره كما تقول ، قلت : وهل يوثق بما
في هذه الأناجيل من التفاصيل المتضاربة المتناقضة في كل جزئية من جزئيات حياة المسيح كما بينه
بالتفصيل التام كثير من علماء الإفرنج أنفسهم كصاحب كتاب دين الخوارق Superatuarl
Religion وغيره ؟ ألا ترى أن هذه الأناجيل اختلفت حتى في نفس يوم الصلب وساعته وفي يوم
صعود المسيح إلى السماء ومكانه ؟ فقد نصت الثلاثة الأول منها على أن المسيح أكل الفصح مع
تلاميذه كعادة اليهود أي في يوم 14 نيسان ( راجع متى 26 : 17 و 19 36 47 ومر 14 : 12 16
ولو 22 : 7 3 ) وأن عشاءه الأخير كان في يوم الفصح المذكور ولذلك اتخذه النصارى خصوصًا في
آسيا الصغرى عيدًا من قديم الزمان ، ثم صلب في اليوم الثاني للفصح أي في 15 نيسان ولكن
الإنجيل الأخير جعل هذا العشاء ليس في يوم الفصح بل عشاء آخر عاديًا قبل الفصح - كما في
الإصحاح 13 منه - أي في يوم 13 نيسان فيكون الصلب وقع في يوم 14 منه أي يوم عيد الفصح
نفسه والذي حمل مؤلفه على ذلك أنه أراد أن يجعل هذا العيد اليهودي رمزًا إلى المسيح كأنه هو
خروف الفصح الذي يذبح في هذا اليوم بخلاف الأناجيل الأخرى فإنها نصت على أن الخروف كان ذبح
قبل يوم الصلب وأكله المسيح نفسه مع تلاميذه وسنَّ فريضة العشاء الرباني في هذا اليوم لذكراه لأنه
كان يوم وداعه وأعظم أعياد الشريعة الموسوية ولكن الإنجيل الرابع يتجاهل هذه الفريضة كما يفهم
من الإصحاح 13 المذكور ويقول بعد ذلك أن محاكمة المسيح أمام بيلاطس كانت وقت استعداد اليهود
للفصح في الساعة السادسة وأن اليوم التالي لهذا الاستعداد كان يوم السبت وكان عظيما عند اليهود ،
أي لأنه أول أيام الفطير ، راجع ( يو 19 : 14 و31 ) وهو صريح في أن الصلب وقع في يوم
الاستعداد الذي يذبح في مساءه خروف الفصح أي يوم 14 نيسان ، وعليه فلم يجعل المسيح هذا اليوم
عيدًا بحسب الإنجيل الرابع ! ولذلك تركت كنيسة رومة وأكثر النصارى عيد الفصح هذا واستبدلوا به
عيد القيامة وقد وقعت بينهم وبين نصارى آسيا الصغرى مناقشة عنيفة في هذا الموضوع في أوخر
القرن الثاني وأصر أهل آسيا على جعل يوم عيد الفصح اليهودي( 14 نيسان ) عيدًا لهم أيضًا لأنهم
يقولون أن يوحنا الذي كان مقيمًا في وسطهم وغيره من تلاميذ المسيح كانوا يحتفلون بهذا العيد كما
رواه يوسيبيوس في القرن الثالث عن بوليكارب تلميذ يوحنا ، وروى بوليقراط أسقف أفسس في
أواخر القرن الثاني عن يوحنا مثل هذا أيضًا ، فكيف إذًا اتخذ يوحنا هذا اليوم - يوم الفصح اليهودي-
عيدًا مع أنه لم يَذكر في إنجيله - إذا صح أنه هو الكاتب له - أن المسيح جعله عيدًا كما قالت
الأناجيل الثلاثة الأخرى ، بل وصلب فيه فلم يسن فيه فريضة العشاء الرباني ولا أكل الفصح في هذه
السنة ؟ .
(5)راجع كتاب دين الخوارق ( ص552 ، 553 ، 563 ، 564 ) وقد نص يوحنا على أن المسيح
كان مقبوضًا عليه قبل أن يأكلوا الفصح 18 : 28 مع أن الأناجيل الأخرى نصت على أن القبض عليه
كان بعد أكل الفصح ، فهل بعد ذلك يقال أنهم متفقون ؟ وهل هذه العبارة تقبل أيضًا التأويل ؟ أما
ساعة الصلب فهي أيضًا مختلفة في الأناجيل كما قلنا ، ففي إنجيل مرقص أنه صلب في الساعة
الثالثة مر (15 : 25 )وفي إنجيل يوحنا( 19 : 14 ) أنه لم يصلب إلا بعد الساعة السادسة ، فإن
قيل: إن ما ذكره يوحنا هو بحسب اصطلاح الرومان ، قلت: وكيف يجري يوحنا على هذا الاصطلاح
مع أنه كتب إنجيله في آسيا الصغرى ، ولا يجري على هذه الاصطلاح مرقص الذي كتب إنجيله في
رومة نفسها بناء على طلب الرومان منه ذلك كما رواه كليمندس الإسكندري ويوسيبيوس وجيروم
وغيرهم ؟ على أننا إذا راجعنا إنجيل يوحنا نفسه ظهر لنا نقض هذه الدعوى ، فإنه قال يو( 18 :
28 ) أنهم جاءوا بيسوع من عند قيانا إلى بيلاطس في الصباح فخرج إليهم بيلاطس لمحاكمته ثم أخذ
يسوع إلى إدارة الولاية عدد( 33 ) وناقشه مدة ثم خرج إلى اليهود 38 ثم أخذ يسوع وجلده (19 :
1 ) واستهزأت به العسكر ثم أخرجه إليهم ( 19 : 4 ) وناقش اليهود في أمره ثم دخل إلى دار الولاية
( 19 : 9 ) وتكلم مع المسيح ثم أخرجه وجلس على كرسي الولاية في موضع يقال له البلاط
وبالعبرانية جبانا ( 19 : 13 ) فكانت الساعة السادسة يو ( 19 : 14 ) فإذا كان المراد بهذه الساعة
الساعة الرومانية أي في الصباح - كما يقولون - فكم كانت الساعة إذًا حينما أتوا بالمسيح إلى
بيلاطس وقت الصبح كما قال يوحنا نفسه؟ يو ( 18 : 28 ) أفلم تستغرق كل هذه المحاكمة والدخول
والخروج بالمسيح والتكلم معه ومع اليهود زمنًا ما؟ وهل عُملت كلها في لحظة واحدة في الصباح
نحو الساعة السادسة؟ وكم كانت الساعة إذا حينما أيقظوا بيلاطس في الصبح من نومه لمحاكمته ،
ومتى أرسل إلى هيردوس؟ كما يقول لوقا ( 23 : 7-11 ) فالحق أن المراد بالساعة هنا الاصطلاح
العبراني الذي جرى عليه مرقس وغيره لا الاصطلاح الروماني كما يزعمون ولذلك حرفوا هذه العبارة
في بعض نسخهم وكتبوها الثالثة بدل السادسة يو ( 19 : 14 ) لرفع هذه الإشكال. أما اختلافهم في
يوم صعود المسيح إلى السماء ومكانه فبيانه أن المسيح بحسب إنجيل متى وفي إنجيل لوقا أنه صعد
في يوم قيامته من مدينته أورشليم نفسها ( لو 24 : 1، 13 ،21 ،29 ،33 ،36 ،49 ،50 -53 )
وفي إنجيل يوحنا ( 20 : 26 ) أنه ظهر لهم بعد ثمانية أيام من قيامته أي أن الصعود لم يكن في يوم
قيامته كما في إنجيل لوقا! ومن العجيب أنهم يقولون أن لوقا هو مؤلف سفر الأعمال أيضًا وتراه في
هذا السفر يقول : إنه صعد من أورشليم بعد أربعين يوما ( أع 1 : 3-9 ) وهو خلاف ما في إنجيله!
ويخالف أيضًا إنجيل متى ومرقس ( مر 16 - 7 ) اللذين جعلا الصعود من الخليل لا من أورشليم!
فانظر إلى مقدار اختلافهم وتضاربهم حتى في هذه المسألة الهامة، فهل بعد ذلك نُلام لأنَّا لم نُعول
على كل عبارة من عبارات أناجيلهم في هذه المقالة ؟ .
(6) حاشية : يقول النصارى: إن يهوذا هذا مطرود من رحمة الله مع أنه ندم ندمًا شديدًا وتاب توبة
نصوحًا ، ولم يكفه ذلك حتى انتحر كما يقولون ( متى 27 : 3-10 ) وكان من ضمن الاثني عشر
رجلاً الذين بشرهم عيسى بالجنة ( متى 19 : 28 ) فلم لم يغفر ذنبه كما غفر ذنب التلاميذ الذين فروا
وتركوا المسيح ؟! وكما غفر ذنب بطرس الذي أنكر سيده وتبرأ منه وأقسم أنه لا يعرفه ، مع أن توبته
كانت قاصرة على البكاء ؟! فلم لا يكون بطرس من الناس الذين تبرأ منهم المسيح بقوله متى ( 7 :
22 ) ( كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب يا رب أليس باسمك تنبأنا وباسمك أخرجنا
شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟ فحينئذٍ أصرح لهم أني لم أعرفكم قط ، اذهبوا عني يا أفاعي
الإثم) وخصوصًا لأن المسيح قد سماه شيطانا ( مت 16 : 23 ).
(7) حاشية : جاء في العدد 7174 من جريدة المقطم الصادرة في يوم الخميس 31 أكتوبر سنة
1912 - 20 ذي القعدة سنة 1331 ما يأتي بالحرف الواحد ( ورد على محافظة العاصمة اليوم
إشارة تليفونية بحدوث تجمهر كبير وهياج عظيم أمام الكنيسة الجديدة التي ينشئها النزلاء اليونانيون
في هذه العاصمة وأن أكثر المجتمعين يرمون بالحجارة العساكر الاحتياطية الذين أرسلهم قسم بولاق
لحفظ النظام وأن بعضهم أصيب بجراح . فذهب في الحال سعادة هارفي باشا ومعه قسم من بلوك
الخفر وقسم كبير من بلوك السواري وجناب البكباشي آرثر المفتش ببوليس العاصمة وحضرة عبد
الرحمن أفندي أحمد المفتشين بالحكمدارية إلى مكان الحادثة ولما رأى كثرة الجموع المتألبة في ذلك
المكان أمر بإحضار وابور المطافي ثم أطلقت المياة منه عليهم فتشتتوا ووقفوا جماعات جماعات
رجالاً ونساء في أماكن بعيدة وجعلوا يصيحون ( يا متبولي يا متبولي ) ثم حضر إلى مكان الحادثة
سعادة إبراهيم باشا نجيب محافظ العاصمة وعزتلو على بك وكيلها وشهد الإجراءات التي اتخذها
البوليس لتشتيت المجتمعين. وكان السبب في هذا التجمهر والهياج أن بعض الموسوسين من سكان
جهة المتبولي أشاع أمس الساعة الثامنة مساء أنه رأى الشيخ المتبولي المدفون في ضريحه
المعروف أمام محطة مصر قد قام من ضريحه ووقف على قبته ثم طار في الفضاء ونزل على الكنيسة
اليونانية التي تقدم ذكرها فتناقل الناس هذه الإشاعة واجتمع خلق كثير في نحو الساعة العاشرة مساء
أمام الكنيسة وجعلوا يصيحون ( سرك يا متبولي ) فحضر حضرة مأمور القسم وبعض العساكر
وفرقوهم ثم حدث في الساعة الثامنة من صباح اليوم أن مجذوبًا من سكان قسم بولاق وهو رجل في
السبعين من عمره يدعى فارس إسماعيل وأصله من أسيوط وقد حضر إلى مصر منذ خمسين سنة -
خرج من منزله لابسًا عمامة وملابس خضراء وأخذ يركض في الشوارع ويصيح فيها: أنا المتبولي أنا
المتبولي، فاجتمع خلفه خلق كثير وساروا في موكب من بولاق إلى شارع الدواوين وكانوا جميعًا
يصيحون: يا متبولي ، ويلثمون يده وملابسه وما زالوا سائرين كذلك إلى المسجد الزينبي حيث دخل
الرجل فتبعه الناس وازدحم الميدان بالمتجمهرين فقام حضرة الصاغ على شكري أفندي مأمور القسم
وقبض على الرجل وأحضره إلى الحكمدارية ، أما الجماهير التي كانت تسير معه فقصدت الكنيسة
اليونانية وأفضى ذلك إلى تلك المظاهرة التي فرقها رجال البوليس ) ذكرنا هذه الحادثة المضحكة ليعلم
القارئ مبلغ تأثير الوهم والإشاعات الكاذبة في عقول العامة والجهلة من الناس وخصوصًا النساء ،
بل قد يتسلط الوهم على بعض العقلاء حتى يروا ما لا حقيقة له ، فاقرأ بعد ذلك قصة قيامة المسيح
من الموت وما حدث للنساء اللاتي ذهبن إلى قبره . هذا إذا صح أن هذه القصة ليست ملفقة من أولها
إلى آخرها وأنها في الأصل كانت كما رويت في هذه الأناجيل الحالية ، على أن التلفيق ثابت عليهم
فيها راجع ( ص76 ) من كتاب ( دين الله ).
(8) حاشية : إذا صحت عقيدة النصارى في الصلب والخلاص المبشر به فلماذا لم يقتل المسيح نفسه
أو يطلب من تلاميذه أن يقتلوه قربانًا لله بدلاً من أن يوقع اليهود في هذا الإثم العظيم ؟ فكأن الله تعالى
بعد أن دبر هذه الوسيلة لخلاص الناس من سلطة الشيطان لم يقدر أن يخلص بها أحب الشعوب إليه
المفضلين على العالمين الذين - خصهم كما يقولون - بالوحي والنبوة والمعجزات العظيمة من قديم
الزمان ولم يعتنِ بأحد غيرهم اعتناءه بهم حتى جعلهم الواسطة الوحيدة لهداية البشر أجمعين إلى دينه
الحق ؟! أما كان هؤلاء الناس أولى بالخلاص دون سواهم ؟ فلماذا إذًا أوقعهم في هذا الذنب العظيم
بصلبهم المسيح بدون إرادته ، مع أنه كان يمكنه أن يقدم ابنه هذا البريء بدون إيقاعهم في هذا الإثم
الكبير؟! ألا يدل ذلك - لو صح - على أن الشيطان قد نجح في إهلاك أحباب إلههم وشعبه المختار
وعجز هذا الإله عن تخليصهم من مخالبه بعد أن فكر في ذلك مدة طويلة ، ثم صلب نفسه ، ومع ذلك
لم تنجح حيلته !! فوا أسفا على هذا الإله الضعيف الذي غلبه الشيطان وجعله يندم على خلقه الإنسان
ويحزن ( تك 6 : 6 و7 ) وأوقعه في الحيرة والارتباك من قبل ومن بعد الطوفان تك ( 8 : 21 و22
و11 : 6 و7 ) إلخ إلخ وما أغناه عن هذا كله لولا حُبه في سفك الدماء كثيرًا ( قض 11 : 29 -
40 ) حتى سفك دم نفسه وقاده الشيطان إلى هذا الانتحار (تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا) وجاءه من
قبل ذلك مجربًا وممتحنًا ليسجد له ليكفر ( مت 41 : 10 ) ولم يكتف بذلك - على حسب زعمهم -
بل أصاب ويصيب عباده بالصرع وأنواع الشلل والبكم والصمم والجنون والعتاهة وغير ذلك من
الأمراض التي تنسبها إليهم كتبهم إلى تأثير الشيطان ولا يقدرون للآن على تخليص الناس من شره
وسلطانه ، فما أعظمه عندهم من لعين قادر حتى قهر العالمين وإلههم!! فمن منهما سحق الآخر على
ما يقول سفر التكوين ( 3 : 15 ) (سبحان الله رب العزة عما يصفون) وإذا صح أن المسيح ادعى
الألوهية بين اليهود ( يو 8 : 58 و10 : 30 و33 ) فأي ذنب عليهم في قتله وهم لم يفعلوا شيئا
سوى تنفيذ ما أمرهم الله تعالى به على لسان موسى؟! قال في سفر التثنية ( 13 : 1 ) إذا قام في
وسطك نبي أو حالم حلمًا وأعطاك آية أو أعجوبة 2ولوحدثت الآية أو الأعجوبة التي كلمك عنها قائلاً:
لنذهب وراء آلهة أخرى لم نعرفها ونعبدها ، إلى قوله : وذلك النبي أو الحالم ذلك الحلم يُقتل ) فإذا
كان الله يعلم أن المسيح سيدَّعى الألوهية ويدعو الناس لعبادته ، فلماذا وضع هذا الحكم في الشريعة
الموسوية ؟ ولمَّا أنفذه اليهود إطاعة له كرههم وغضب عليهم!! فلمَ هذا التضليل ولمَ هذا الظلم ؟
فمقتضى عقيدة النصارى أن الله تعالى عاجز جاهل ، ولذلك ما كان يعلم المستقبل ، وكان كما يقول
سفر التكوين: يضطر للنزول ليشاهد بنفسه أعمال البشر ( تك 11 : 5 و6 و18 : 21 ) التي أغضبته
وجعلته يندم ويحزن. فكأنه ما كان يعلم ماذا يصير إليه أمر الإنسان ، ولذلك ترى أنه بعد أن دبر
طريقه الخلاص ومات صلبًا لم يُخلِّص من البشر إلا قليل بالنسبة لمجموعهم ، وأَهْلَكَ بسبب ذلك
أفضل أمة عنده (تَعَالَى اللهُ عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلوًّا كَبِيرًا) .
(( مجلة المنار ـ المجلد [ 16 ] الجزء [ 2 ] صــ 113 صفر 1331 ـ فبراير 1913 ))
نظريتي في قصة صلب المسيح
وقيامته من الأموات
( 2 )
( تابع ما قبله )
ولنا أن نسأل هنا الأسئلة الآتية :
( 1 ) إذا كان المسيح أخبر تلاميذه بأنه بعد قيامته سيسبقهم إلى الجليل
وأمرهم بالذهاب إلى هناك لكي يروه ( مت 26 : 32 و28 : 10 ومر 16 :
7 ) فلماذا إذًا ظهر لهم في أورشليم كما يقول لوقا ويوحنا في نفس اليوم الذي
قام فيه ؟ ( لو 24 : 36 و37 ويو20 : 19 ) .
( 2 ) ما الحكمة في إرسالهم إلى الجليل ليروه هناك مع أنه ظهر لهم
مرارًا في أورشليم ( أع 1 : 3 ) وما الداعي إلى ذلك ، وهو الذي أمرهم أن لا
يبرحوا أورشليم حتى يحل عليهم روح القدس ؟ ( لو 24 : 49 وأع 1 : 4 ) .
( 3 ) هل ظهوره لهم في الجليل كان بعد ظهوره لهم في أورشليم أم قبله ؟
فإن كان بعده فلماذا شكُّوا فيه ؟ ( مت 28 : 17 ) بعد أن كان أقنعهم بذلك في
أورشليم ( لو 24 : 39 - 49 ويو 20 : 20 و27 ) وإن كان قبله ، فمتى
ذهبوا إلى الجليل إذًا مع العلم بأن الجليل يبعد عن أورشليم مسيرة ثلاثة أيام
على الأقل ، وقد نصت الأناجيل على أنهم رأوه في أورشليم في نفس يـوم
قيامته من القبر ، فهل يعقل أنهم ذهبوا إلى الجليل ورأوه هناك ثم رجعوا في
نفس ذلك اليوم ؟ وإن كان السبب في الشك أن هيئته كانت تتغير بعد القيامة
مرارًا ، فلماذا كان ذلك ؟ وما الحكمة في هذا التضليل ؟ وإذا كانت هيئته قابلة
للتغيير والتبديل بعد القيامة وقبلها كما يفهم من الأناجيل ( راجع متى 17 :
1 - 7 ومر 9 : 2 - 8 ولو 9 : 28 - 36 ) وكان له القدرة على الاختفاء
عن أعين الناس ، والمرور في وسطهم بدون أن يروه والإفلات من أيديهم ( يو
8 : 59 و10 : 39 ولو 4 : 30 ) فكيف إذًا يجزمون بأن اليهود صلبوه
وأنهم عرفوه حقيقة وأمسكوه مع أن نفس تلاميذه كانوا يشكون فيه لكثرة تغير
هيئته وتبدلها ؟ ( يو 21 : 4 ) فأيّ غرابة إذا قلنا : إن اليهود لم يعرفوه
وأخطأوه كما أخطأته مرة مريم المجدلية وظنته البستاني ؟ ( يو 20 : 15 ) .
( 4 ) إذا كان المسيح ظهر لهم في أورشليم يوم قيامته ، فلمـاذا لم
يأمرهم بنفسه وقتئذ بالذهاب إلى الجليل بدلاً من أن يرسل إليهم هذا الأمر
بواسطة النساء ؟ ( متى 28 : 10 ومر 16 : 7 ) ولماذا لم يذكر مَتَّى هذا
الظهور ، ويذكر ما ينافيه مما سبق بيانه ؟ ألا يدل ذلك على أنه ما ظهر لهم
في أورشليم ، وإلا لَمَا احتاج لتوسيط النساء بينه وبين تلاميذه ؟ ولم ترك متَّى
ذكر ذلك ، وهو من الأهمية والبعد عن الشك كما يقول الآخرون بمكان عظيم ؟
( لو 24 : 45 ويو 20 : 25 ) .
بقي علينا أن نناقش قصة الصلب هذه من وجوه أخرى :
( 1 ) أن الشريعة الموسوية في مثل حالة المسيح كانت توجب الرجم ،
وليس فيها صلب لأحد وهو حي ، وإنما يعلق المقتول على خشبة ( تثنية 21 :
22) .
أما الشريعة الرومانية فكان الصلب فيها للعبيد ولقطاع الطريق ونحوهم
من أرباب الجرائم الدنيئة ، فكيف إذًا صلب المسيح ، وعلى أيِّ شريعة كان
ذلك ؟ وكيف طلب اليهود صلبه وأنفذه الرومان لهم ، وهو ليس موجودًا في
شرائعهم لمثله ؟ وكيف صلب معه لصان كما يسميهما متَّى ومرقس وليس في
شريعة الرومان ، ولا شريعة اليهود صلب اللصوص ؟ لذلك شك بعض العلماء
حتى في أصل هذه القصة ، ومنهم أيضًا من أظهر بالدلائل التاريخية المعقولة
الكذب أو المبالغة في بعض قصص اضطهاد النصارى ؛ واستشهادهم الكثيـر
في القرون الأولى كما يحكون في تواريخهم .
( 2 ) جاء في إنجيل لوقا أن المسيح قبيل القبض عليه قال لتلاميذه ( 22 :
36 ) : الآن من له كيس فليأخذه ومزود كذلك ، ومن ليس له فليبع ثوبـه
ويشترِ سيفًا 38 فقالوا : يا رب هو ذا هنا سيفان . فقال لهم : يكفي 39 وخرج
ومضى كالعادة إلى جبل الزيتون ، وتبعه أيضًا تلاميذه 40 ولما صار إلى
المكان قال لهم : صلوا لكي لا تدخلوا في تجربة 41 وانفصل عنهم نحو رمية
حجر وجثا على ركبتيه وصلى 42 قائلاً : يا أبتاه إن شئت أن تجيز عني هذه
الكأس ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك 43 وظهر له ملاك من السماء يقويه
44 وإذا كان في جهاد كان يصلي بأشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم نازلة
على الأرض 49 إلى قوله : فلما رأى الذين حوله ما يكون قالوا : يـا رب
أنضرب بالسيف 50 وضرب واحد منهم عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه اليمنى ،
وعلى هذه العبارة ترد عدة مسائل :
أولا : إن المسيح أمر تلاميذه بشراء السيوف وحملها للدفاع عنه ، وأراد
واحد منهم أن يقتل عبد رئيس الكهنة ، ولكن أصابت الضربة أذنه فقطعتها ولم
ينهه المسيح عن ذلك إلا بعد أن أخطأت الضربة الرجل كما يفهم من متَّـى
( 26 : 51 و52 ) فكيف يتفق هذا مع قول الأناجيل عنه أنه أمر تلاميذه
بمحبة الأعداء ( مت 5 : 44 ) وأنه قال ( مت 5 : 39 ) : ( من لطمك على
خدك الأيمن فحول له الآخر أيضًا ) . فلماذا لم يعمل هو نفسه بأقواله هذه ،
وأراد تلاميذه على حمل السيوف للدفاع عنه ؟ أم كانت هذه الأقوال السلمية في
مبدأ أمره كما يفهم من إنجيل متَّى قبل أن يقوى ، فلما قوي قليلاً تركها ؟ فماذا
كان يفعل لو بلغ من القوة مبلغًا يستطيع معه أن يقهر دولة الرومان ؟ وبـم
يفتخر المسيحيون علينا إذًا ، ونحن نرى أن المسيح ما دعا إلى السلم إلا وقت
ضعفه الشديد ؟ ولم يعيبون محمدًا صلى الله عليه وسلم لأنه حارب أعداءه ،
وقد كان حينئذ قويًّا شديدًا ؟ أو لا يُفهم من عبارة لوقا هذه أن المسيح هو الذي
أشار عليهم بالضرب بالسيف حينئذ ، فإنه هو الذي أمرهم بشرائها وحملها معهم ؟
نعم إنه لم يصرح بذلك حينما سألوه ( أنضرب بالسيف ) ؟ ولكن كان سكوته
إيعازًا خفيًّا خوفًا من اليهود ومن الدولة الرومانية ؛ لأن الظاهر أنه كان عنده
أمل في النجاة منهم ؛ ولذلك لما تم صلبه على زعمهم يئس وقال : ( إلهي إلهي
لم تركتني ؟ ) ( مت 37 : 46 ) .
ثانيًا : إذا كان المسيح ابن الله الذي نزل من السماء للموت ليرفع خطيئة
العالم ، فلماذا أراد الدفاع عن نفسه ، ولماذا لم يسلم نفسه لهم طائعًا مختارًا ؟
وما معنى هذه الصلاة الطويلة العريضة والإلحاح بطلب النجاة ، وما حكمـة
ذلك يا ترى ؟ وهو يعلم أنه لا فائدة من هذا كله ولا بد من صلبه الذي جاء
لأجله .
ثالثًا : إذا كان عبيد الله يقدمون أنفسهم للشهادة في سبيله بكل شجاعة
وثبات وإقدام ، فكيف يمكن أن يجبن ( ابن الله ) عن مساواتهم في ذلك حتى
يتصبب عرقه من شدة الخوف من الموت ، وليس في الموت إلا أنه يعود ثانية
إلى أبيه ، فَلِمَ كَرِهَ ذلك يا ترى ؟ ولِمَ هذا الحزن الشديد كما ذكر متى ( 26 :
37 و38 ) ؟
رابعًا : كيف يحتاج ابن الله الممتلئ من روح القدس إلى ملاك من السماء
ليقويه مع أنه في ناسوته يوجد أقنومين إلهيين ( الابن ، وروح القدس يو1 :
32 ) وهما متَّحِدان به ، فهل هذا الملَك عندهم أقوى من الله ؟
خامسًا : هل من العدل عند النصارى أن ينقذ الله المذنبين - آدم وبنيه
ويصلب ابنه البريء رغم إرادته وهو يستغيث به فلا يغيثه ؟ فأين عدله
ورحمته ؟ وإذا لم يكن عادلاً رحيمًا بابنه ، فهل مثل هذا الإله يرحم عبيـده
ويعدل فيهم ؟ ولِمَ هذا الحب الكثير من إلههم لسفك دم الأبرياء من قديم الزمان ؟
راجع قصة يفتاح الممتلئ من روح الله الذي قتل ابنته الوحيدة البريئة قربانًا
لله وذكر الله قصته هذه في بعض كتبه ولم يزجر أباها ولم يعاقبه على ما فعل ،
كأن قتلها كان مرضيًّا عنده تعالى ( قضاة 11 : 29 - 40 ) لأن أباها
أصعدها بعد قتلها محرقة له ، فلعلـه سُرَّ من رائحتها والنيران تأكل جثتـها
فلذلك ذكر هذه القصة ولم يذكر ما ينفر منها ليقتدي الناس بيفتاح هذا . راجع
أيضًا مقالة القرابين والضحايا في كتابنا ( دين الله ) .
( 3 ) يقول إنجيل يوحنا 19 : 31 ( ثم إذا كان استعداد فلكي لا تبقى
الأجساد على الصليب في السبت ؛ لأن يوم ذلك السبت كان عظيمًا ، سـأل
اليهود بيلاطس أن تكسر سيقانهم ويرفعوا 32 فأتى العسكر وكسروا ساقي
الأول والآخر المصلوب معه 33 وأما يسوع فلما جاءوا إليه لم يكسروا ساقيه ؛
لأنهم رأوه قد مات 34 لكن واحدًا من العسكر طعن جنبه بحربة وللوقت
خرج دم وماء 36 لأن هذا كان ليتم الكتاب القائل عظم لا يكسر منه 37 ) .
وأيضا يقول كتاب آخر : ( سينظرون إلى الذي طعنوه ) . فإذا كانت هذه
القصة حقيقية ووقعت لتتميم نبوات قديمة ، فكيف لم يشر إليها الثلاثة
الإنجيليون الآخرون ؟ وليـس هذا فقط بل إن عبارة مرقس ( 15 : 42 -
46 ) تنافي هذه القصة ؛ لأن يوحنا ( 19 : 38 ) يقول : إن يوسف أتى إلى
بيلاطس بعد أن أمر بكسر سيقان المصلوبين وبعد أن ماتوا ؛ فأذن له بأخذ
الجثة ؛ فكيف إذًا تعجب بيلاطس ( حسب رواية مرقس ) من موت المسيح
بسرعة حينما جاءه يوسف طالبًا الجسد ؟ ولماذا سأل قائد المائة قائلا : ( هل
له زمان قد مات ؟ ) ( مر 15 : 44 ) إذا كان حقيقة أصدر أمره بكسر سيقان
المصلوبين ورفعهم كما قال يوحنا ؟ فهل بعد هذا الكسر يبقى موضع للعجب ؟
ولا يخفى أن المسيح صلب بين اللصين ( يو19 : 18 ) فكيف تخطاه العسكر ،
وكسروا ساقي الأول والآخر ولم يكسروا ساقيه بل كسروا الثالث قبله ؟
فإن قيل : لأنهم رأوه قد مات . قلت : إذا كانوا متحققين من الموت فلماذا
طعنه أحدهم بالحربة في جنبه ؟ وإن لم يكونوا متحققين فما الذي أخرهم عن
كسر ساقيه بعد صدور الأمر لهم بذلك ؟ ولماذا ترددوا في إطاعة الأمر حتى
تخطوه إلى الثالث ، وهل من شأن العسكر التردد والتوقف والبحث في مثـل
ذلك ؟ مع أن الأمر صدر لهم صريحًا بكسر سيقان الجميع والتعجيل بموتهم
ورفعهم عن الصلبان إجابة لطلب اليهود من بيلاطس فما الذي أخرهم عن تنفيذ
الأمر في الحال ؟ ألا يدل ذلك على أن هذه القصة مصطنعة لتطبيق نبوات
قديمة على المسيح كما هي عادة كتبة الأناجيل ؟ (راجع كتاب دين الخوارق
في الإنكليزية صفحة 837 و 838) .
وكيف يفسرون خروج الدم منه بعد الموت من الوجهة الطبية ، وما هذا
الماء الذي رآه يوحنا خارجًا من جنبه كما يقول إنجيله ( 19 : 34 و35 ) .
( 4 ) ذهب بعض علماء الإفرنج إلى أن المصلوب لم يمت ؛ لأن مدة
الصلب كانت ست ساعات على الأكثر ( راجع مرقس 15 : 25 - 37 )
وهي غير كافية للموت بالصلب ، فإن المصلوب يموت عادة من يوم إلى ثلاثة
أيام ؛ ولذلك تعجب بيلاطس من هذه السرعة ( مر 15 : 44 ) وقال بسبب
ذلك أوريجانوس وغيره من آباء الكنيسة القدماء : إن موته كان من خـوارق
العادات ؛ وأيضا فإنه لم تسمر إلا يديه فقط وربطت رجلاه ؛ ولذلك لم يذكر
يوحنا إلا أثر المسامير في يديه ولم يذكر رجليه ( يو20 : 20 و25 و27 )
ولم يُرِهما المسيح لتلاميذه بحسب هذا الإنجيل . وأما عبارة لوقا ( 24 : 39
و40 ) فإنها تحتمل أن المراد بها أنه أراهم يديه ورجليه ليجسوهما ؛ ليعلموا
أنه جسم حقيقي له لحم وعظم ، كما قال ؛ ليقنعهم أنه ليس روحًا ، وإنما أراهم
يديه ورجليه دون سائر جسمه ؛ لأنه يسهل كشفهما دون باقي الأعضاء
الأخرى ، على أن هذه القصة قد ردَّها علماء النقد المحققون ( راجع كتاب دين
الخوارق في الإنكليزية صفحة 837 و838 ) .
هذا ولم يكن ربط رجلي المصلوب عند الرومانيين وغيرهم بأقل من
تسميرهما ، إن لم نقل : إنه كان الغالب في الصلب ، وفوق ذلك فإن عظامه لم
تكسر كما قال يوحنا ( 19 : 36 ) وأما طعنه بالحربة فلم تذكرها الأناجيل
الأخرى ، وقصتها مشكوك فيها كما بيَّنا ، وإذا صحت فيجوز أن الحربة لم
تنفذ إلى داخل الجسم ، وتكون فقط قد قطعت الجلد والشحم وبعض العضلات
على أن الفعل اليوناني المترجم في الإنجيل بطعن ( يو 19 : 34 ) لا يفيد أن
الجرح كان غائرًا كما يقول علماء هذه اللغة . ثم إن هذه الحادثـة تدل على
الحياة أكثر من دلالتها على الموت ، فإنه لو كان المصلوب ميتًا لَمَا سال منه
دم ، فسيلان الدم منه هو أحد الدلائل على أنه كان حيًّا ، فبعد أن سال منه جزء
من الدم بطل النزف كالمعتاد .
والظاهر أن هذه القصة اخترعت قديمًا لإثبات الموت ؛ لجهلهم بعلم الطب
إذ ذاك . فلهذه الأسباب كلها قال العلماء : إن المصلوب لم يمت حقيقة وإنما
أغمى عليه إغماء شديدًا كما حصل لبولس بعد أن رجم ( أع 14 : 19 و20 )
فلما أنزل عن الصليب ودفئ بالكفن والكتان ( مت27 : 59 ) واستراح في
القبر وانتعشت روحه بالأطياب الكثيرة التي وضعها له نيقوديموس ( يو 19 :
40 ) أمكنه أن يقوم ويخرج من القبر ، والذي أزال الحجر عن هذا القبر هي
الزلزلة التي ذكرت سابقا ؛ أو أن مسألة الحجر هذه مخترعة ؛ لأن العادة
كانت أن لا يوضع هذا الحجر إلا بعد مضي ثلاثة أيام ( راجع كتاب ديـن
الخوارق ص 832 ) .
فلما قام المصلوب ومشى قليلاً سقط ميتًا بسبب ما تحمَّله من العذاب
وانهماك قواه ، والجوع والعطش مدة طويلة وآلام الجروح والتهابها أو تعفنها
وربما ساعد على ذلك وجود بعض أمراض في أحشائه لم تعلم أو أنه أصابه
ذهول فألقى بنفسه من مكان عالٍ أو زلت قدمه فهوى ، إلى غير ذلك مـن
الأسباب المحتملة المتنوعة التي تسبب الوفاة في مثل هذه الحالة ، ولم يـعلم
المكان الذي مات فيه ؛ فإن القبر كان خارج مدينة أورشليم في بعض جبالها ،
وبسبب عدم وجود الجثة في القبر نشأت هذه القصص المختلفة عن القيامة .
هذا شيء مما يقال في هذه المسألة ، وهو قليل من كثير مما يقوله علماء
أوربا الآن في الدين المسيحي حتى إنه ليخيل للإنسان أنه لا يمضي زمن
طويل حتى تخرج أوربا كلها عن النصرانية ، وليس ذلك بعجيب عند من يعلم
أن أكبر العلماء والمفكرين هناك قد خرجوا الآن فعلاً عن هذا الدين ونبـذوه
وراءهم ظهريًّا ، وألفوا المجلدات الضخمة في إثبات بطلانه وفساد عقائده كلها
كما يقولون .
ولا أدري لماذا يفتخر المبشرون بأوروبا وعلمها بين المسلمين مع أنه قل أن يوجد
بين الإفرنج عالم مستقل الفهم والعقل يعتقد بشيء من عقائد النصرانية ، فالأولى
بجماعة المبشرين بدل نشر دينهم خارج أوربا أن يحصنوه في داخلها ضد
غارات هؤلاء العلماء المحققين ، وإلا خرجت أوربا كلها عن المسيحية يومًا ما ،
وحينئذ لا يُجديهم افتخارهم بها وبعلمها ومدنيتها نفعًا .
هذا وإذا وجد في بعض كتابات مؤرخي الوثنيين الأقدمين أن المسيح
صلب كما في تاريخ تاسيتوس (Tacitus) المؤلَّف نحو سنة 117
ميلادية ، فلا يعتد بقوله لوجوه :
( 1 ) أن يكون تاسيتوس أخذ ذلك من الإشاعات الحاصلة في ذلك الوقت
وجمهورها يؤيذ ذلك كما قلنا ، ولو لاحظنا احتقار تاسيتوس للنصارى في ذلك
الوقت لما استغربنا منه هذا القول الذي صدر منه بدون تحقيق ولا تمحيص
لعدم عنايته بهم ، فهو كأقوال نصارى أوربا في القرون الوسطى في محمـد
صلى الله عليه وسلم ودينه ، فقد كانت كلها مبنية على الإشاعات الكاذبة
والاختلاقات .
ومما يدل على صحة قولنا في تاسيتوس هذا وغيره من مؤرخي الوثنيين
أنهم كانوا يأخذون بالإشاعات والأكاذيب المنتشرة حولهم ويحشرونها في
تواريخهم بدون تحرٍّ ولا بحث - أنه دَوَّنَ في تاريخ اليهود خرافات عديدة
مضحكة ظنها حقائق ثابتة ، كما قالت دائرة المعارف الإنكليزية ( مجلد 13
صفحة 658 ) والحق يقال : إن الرومانيين لم يهتموا بالمسيح أدنى اهتمام ؛
لأنه لم يفُه ببنت شفة يفهم منها أنه يريد الخروج عليهم ، وكانت كل أعماله
قاصرة على إصلاح حال أمته دينيًّا وأدبيًّا ولم يتبعه إلا بعض فقراء اليهـود
وأصاغرهم ؛ فلذلك لم يلتفت إليه أحد من غير اليهود ؛ فحادثة الصلب كانت
من المسائل المحلية الداخلية لهم لم يهتم بها أحد من حكام الرومان خارج
أورشليم ؛ ولذلك صدر أمر بيلاطس فيها بدون استئذان رومية كما يـفهم من
جميع الأناجيل [1] .
والراجح عند العلماء أن بيلاطس لم يبلغها رسميًّا للإمبراطور طيباريوس
في رومية ( راجع كتاب شهود تاريخ يسوع ص23 ) لأنها كانت من المسائل
الصغيرة القاصرة على اليهود ، وكانوا غير خاضعين لشرائع الرومان في
مسائلهم الدينية .
فغاية الأمر أن عيسى وهو أحدهم حكم عليه مجمع السنهدريم اليـهودي
بالموت ، وهو لم يكن رومانيًّا حتى تهتم به الرومان ، وكان لا بد لهذا المجمع
أن يحصل على تصديق الحاكم الروماني في بلادهم لكي يقدر على تنفيـذ ما
حكم به رسميًّا ، نعم وكان الرومان على الحياد بالنسبة لمسائل اليهود الدينية
الداخلية إلا أنه كان لا بد من تصديقهم على مثل هذه العقوبات التي يريد اليهود
تنفيذها في شئونهم الدينية شأن الأمم الغالبة مع الأمم المغلوبة كما هو مشاهد
في هذا العصر ( راجع كتاب رينان في حياة المسيح ص 134 ) .
فلم يكن ثَمَّ باعث لاهتمام الرومانيين بهذه المسألة حتى لو بلغ الحكومة
خبرها رسميًّا بعد وقوعها ؛ ولذلك كان مؤرخوهم يجهلون تاريخ المسيح ولم
يذكره إلا قليل منهم عرضًا في كتبهم ، والغالب أن أهل رومة لم يسمعوا به إلا
بعد أن دخلت النصرانية إيطاليا وكانوا يحتقرون النصارى احتقارًا شديدًا ولا
يهتمون بهم ولا يعرفون الفرق بينهم وبين اليهود ولا شيئًا من أخبارهم
الصحيحة ؛ ولذلك يقول تاسيتوس : إن لليهود والنصارى إلهًا له رأس حمار ،
ويقول سويتونيوس المؤرخ الروماني (Suetonius)في أوائل القرن
الثاني : إن اليهود ( يريد النصارى ) طردَهم كلوديوس من رومة ؛ لأنهم
كانوا يحدثون شغبًا وقلاقل فيها ، يحرضهم عليها دائما السامي أو الحسن
(chrestus) يريد المسيح . ا هـ .
وكان يظن أيضًا أن المسيح عليه السلام كان مقيمًا في روميـة في ذلك
الزمن ، فإذا كان هؤلاء المؤرخون إلى أوائل القرن الثاني لم يعلموا إن كان
المسيح وجد في رومية أو لم يوجد ولا حقيقة عقيدة أهل الكتاب في الله ، فكيف
يعول النصارى على شهادتهم ؟
فقيمة هذه التواريخ الوثنية عن مؤسس النصرانية عليه السلام هي كقيمة
كتابات بعض مؤلفي الإفرنج في القرون الوسطى الذين كانوا يكتبون عن
المسلمين أنهم يعبدون ( ماهوم ) أو غير ذلك من الأسماء ، وأن لـه صنمًا
عندهم من ذهب في مكة أو أورشليم . ومنهم من زعم أنه رأى هذا الصنـم
بعينيه إلخ ما نشر من خرافاتهم وهذياناتهم ؛ فكذلك كانت كتابة الوثنيين عن
المسيح والمسيحيين .
فهي لا قيمة لها ، ولا يجوز أن يعتبر شيء منها تاريخًا صحيحًا ، فإنها
كلها مبنية على الإشاعات والاختلاقات والأوهام والأكاذيب بدون أن يكلفوا
أنفسهم أقل عناء في معرفة الحقيقة . ولم يكن للنصارى إذ ذاك شأن عنـدهم
حتى يلتفتوا للبحث في تاريخهم ؛ ولذلك جهلوا حتى اسمهم واسم رئيسهم
يسوع [2] عليه السلام ؛ فإذا قالوا : إنه صلب ، أو: عبده جميع النصارى من
دون الله أو غير ذلك ؛ فهي أقوال لا يهتم به أحد من المسلمين ؛ فإنها صادرة
عن قوم لا يفهمون من أمر النصارى شيئًا ، وربما قاسوا بعض معتقداتهم
على معتقدات أنفسهم ، ونظروا إليها بهذا المنظار وفهموها خطأ ؛ فظنوا أنها
إما خرافات وخزعبلات كما قالوا في كتبهم عنها ؛ أو أنها تحوير لعبادتهم
للآلهة الرومانية قام به المتنصرون منهم ، أي أنهم ألَّهوا رئيسهم وعبدوه بدل
تلك الآلهة الرومانية [3] وما كانوا ليفهموا من النصرانية أكثر من هذا أو نحوه
كما كان يظن الأوروبيون أن المسلمين يعبدون محمدًا عليه السلام وجهلوا
اسمه كما جهل الرومان اسم يسوع ، وجعلوا له ثلاثة آلهة أو ثالوثًا قياسًا
على ثالوثهم [4] .
والخلاصة أن أمثال هذه التواريخ المبنية على مثل هذه الأوهام والجهل
لا تفيد النصارى شيئًا ؛ وهي لا قيمة لها بالمرة فلا يصح الاحتجاج بها على
المسلمين ؛ هذا إذا كانت خالية من التحريف ، فكيف وما خلت منه كما في
الوجه الآتي :
( 2 ) إن هذه العبارة المذكورة في تاريخ تاسيتوس قال فيها كبار العلماء
من المحققين في أوربا : إنها إما أن تكون مدسوسة عليه أو محرفة بالزيادة
(راجع كتاب شهود تاريخ يسوع ص 20 -56 ) وكتاب ( ملخص تاريخ الدين)
لمؤلفه جولد (Gould) ص22 مجلد 3 .
وقد بين هؤلاء العلماء دلائلهم على صحة دعواهم هذه ، ولكن يطول بنا
إيرادها في مثل هذه المقالة ، والحق أن المؤلفات التي وصلتنا من طريق
النصارى لا يوثق بها ؛ لكثرة تعودهم على تحريف جميع ما نقلوه من الكتب
التي وصلت إلى أيديهم سواء كانت دينية أو تاريخية أو غير ذلك ، كما يعترف
بذلك علماء النقد منهم الآن ، فكم من عبارة أظهروا تحريفها أو دسها ! وكم
من كتب أظهروا وضعها واختلاقها ونسبتها إلى غير كاتبيها حتى لم يسلم من
عملهم هذا الكتب التي توجد عند غيرهم من الأمم كتاريخ يوسيفوس الموجود
عند اليهود أيضا ؛ وقد بينا ذلك في كتاب دين الله ( ص79 و80 منه ) فمنذ
القرن الرابع حينما صارت دولة الرمان إليهم تصرفوا في كتبهم وفيما وصلهم
من كتب غيرهم بما شاءوا وشاءت أهواؤهم ؛ ولم يخشوا حسيبًا ولا رقيبًا .
وقد بيَّن العلامة أندريس (Andresen)أن أصل عبارة تاسيتوس
هذه في أقدم النسخ المخطوطة باليد مغاير للموجود في النسخ المتأخرة
في كلمة (Chrestianos) التـي حرفوها إلـى (Christianos)
والفرق بين الكلمتين عظيم ، فإن الأولى بمعنى الطيبين والثانية بمعنى
المسيحيين وكانت الكلمة الأولى(Chrestianos)تطلق على عُباد الإله
المصري(Chrestus)المسمى أيضًا(Osiris)وكان عُبَّاده في
رومية إذ ذاك كثيرين من عامة الرومان ومن مهاجري المصريين ، وهم
الذين كان يمقتهم الرومانيون الآخرون ، واضطهدوهم كثيرا لأسباب دينية
وسياسية ؛ ولشدة كرههم لأولئك المصريين واحتقارهم لهم لم يمكنهم أن
يميزوا بينهم وبين اليهود المصريين المهاجرين إليهم من الإسكندرية وغيرهم ،
واعتبروهم كلهم سواء في الجنس والدين ، فلما احترقت رومية نسبوا الحريق
إليهم فحل بهم ما حل من اضطهاد نيرون قيصر الرومان (Nero) كما
فصله تاسيتوس في تاريخه .
فالظاهر أن بعض النصارى ظن أن تاسيتوس يريد بقوله ( Chrestianos)
المسيحيين أي (Christianos) فأضاف إلى تاريخه هذه العبارة للتفسير ، أي :
هذا الاسم : أي (Chrestianos) منسموب إلى المسيح (Christ)
الذي صلب بأمر الوالي بيلاطس في عهد الإمبراطور طيباريوس
(Tiberius)مع أنه نسبة إلى (Chrestus)إله المصريين
ولما لاحظ النصارى هذا الخطأ حرفوا اللفظ الوارد في كتابة تاسيتوس
من (Chrestianos)إلى (Christianos) لتصح النسبة إلى
المسيح (Christ) ولذلك اختلفت النسخ الحديثة عن النسخ القديمة في هذا
اللفظ ، كما حقَّقه أندريس علـى ما سبـق ، وعليه فتاسيتوس لم يذكـر
المسيح في كتابه مطلقًا ، و(Chrestus) المذكور هنا هو اسم آخر
لأوزيريس كما تقدم ؛ وكان يطلق أيضا على رئيس كهنة هذا المعبود بل وعلى
بعض موالي الرومانيين ، وهذا يفهمنا
المعنى الحقيقي لقول سوتيونيوس (Suetonius)السابق : إن اليهود
طردهم كلوديوس (Claudius) من رومية بسبب ما يحدثونه من الفتن
بتحريض الحسن أو السامي (Chrestus) وهو على هذا أحد رؤساء الكهنة
أو شخص آخر سمي بهذا الاسم .
وهو تفسير معقول ، ولولاه لكان سويتونيوس لا يعرف الفرق بين اليهود
والنصارى ، ويزعم أن المسيح وجد في رومية وهو خطأ يبعد جدًّا أن يقع فيه
مؤرخ مثله . فالحق أنه لم يذكر عيسى عليه السلام كما لم يذكره تاستيتوس
على ما بينا ، ولولا تحريف النصارى لكتبهما لفظًا ومعنى لَما فهم منهما غير
ما قررناه ولَما توهم أحد وقوع سويتونيوس في هذا الخطأ الفظيع والجهل
الفاضح الذي ينسبونه إليه .
ولما انتشرت المسيحية في رومة بقي الرومان مدة لا يفرقون بين كلمة
(Chrestians) و (Christians) وكلمة (Chrestus)و
(Christus) وظنوا أن المسيح هو معبود المصريين (Osiris)
القديم . فحصل بسبب ذلك هذا الخلط والخبط حتى توهم أيضا يوستينوس
(Justin) الشهيد النصراني الشهير المتوفى في القرن الثاني أن
هناك علاقة بين اسم المسيحيين (Christians) وكلمة (Creston) أي
حسن أو طيب كما في كتاب جولد المذكور ( ص19 من المجلد 3 ) .
( 3 ) إذا سلم أن تاسيتوس أخذ خبر الصلب من مصدر رسمي في
رومية كما يدَّعون فنحن لا نقول : إن بيلاطس ورؤساء اليهود كانوا يعرفون
الحقيقة بل نقول : إنهم كانوا مخدوعين ، بل ربما كان العسكر الذين قبضوا
على يهوذا بعد فرار المسيح أيضا مخدوعين ؛ إذ يجوز أنهم أخذوه إلى السجن
لا لمجرد تخليص أنفسهم من العقاب باتهامهم أي شخص كان ؛ بل لاعتقادهم
أنه هو عيسى وساعدهم على هذا الظن شدة شبه يهوذا به وجهلهم بطرق
تحقيق الشخصية ( وهو العلم الذي تُوسع فيه الآن ) وكذا عدم شدة مقاومـة
يهوذا لهم لتصميمه على قتل نفسه من قبل القبض عليه كما بينا ، فإذا قال لهم
مرة أو مرتين حينما قبضوا عليه : إنه ليس هو عيسى ، ظنوا أنه كاذب ، وأنه
يريد الفرار منهم مرة أخرى ، فلم يلتفتوا إلى قوله .
ومما ساعد على جهل الناس حقيقة المصلوب حتى انخدعوا أن هيردوس
غيَّر ملابس المسيح وألبسه لباسًا أبيض لامعًا استهزاء به ( لو 23 : 10 )
ورده إلى بيلاطس ، فوضع بيلاطس أيضًا إكليلاً من شوك فوق رأسه وألبسه
ثوب أرجوان ، وخرج به هكذا ، وحاكمه أمام اليهود ( يو 19 : 2-16 ) ولما
حكم عليه بالصلب أخذه العسكر إلى داخل دار الولاية ، وألبسوه رداء قرمزيًّا
ووضعوا إكليلاً من شوك على رأسه ( مت 27 : 28 و29) وكل هذه
المظاهر المختلفة تغير هيئته أمام من رآه خصوصًا من لم يعرفوه معرفة جيدة
وتساعد على الوقوع في الخطأ .
وفي وقت الصلب جردوا المصلوب عن ثيابه كلها وبقي عريانًا ولا يخفى
أن من لم يتعود رؤية شخص وهو عريان لا يسهل عليه معرفته بعد تجريده
من ملابسه . ( انظر مر15 : 24 -27 ومتى 27 : 35 و36 ) .
وكيف يعجبون من قولنا : إن النساء اللاتي كن واقفات بعيدًا عنه وقت
الصلب لم تعرف الحقيقة ، ولا اللذين دفناه ، وهما ما كانا يعرفانه حق المعرفة
كما بينا كيف يعجبون من ذلك ولا يعجبون من أن مريم المجدلية التي كانت
تعرفه حق المعرفة ومختلطة به أتم الاختلاط ، لم تعرفه وقت القيامة مع أنها
كانت واقفة بالقرب منه وكان يكلمها ( يو 20 : 15 ) وكذلك بعض التلاميذ
الآخرين ما عرفوه مع أنه كان يمشي معهم ويحادثهم ويأكل معهم ( لو 24 :
13 - 34 ) .
وكان الشك فيه ملازمًا لهم كلما رأوه ( مت 28 : 17 ، ولو 24 : 37 -42
ويو20 : 27 ) .
ولماذا تغير شكله ؟ وما هو السبب في ذلك ؟ ولماذا لم يَبقَ على صورته
الأصلية حتى يقنع تلاميذه بدل الشك فيه مرارًا ؟ . أما يكفي أنه لم يره أحد غير
تلاميذه ؟ فهل بعد ذلك يشككهم مرارًا في نفسه بسبب تغير هيئته ( مر 16 : 12 )
؟ ثم يحاول إقناعهم بصعوبة زائدة حتى بقي بعضهم شاكًّا في الجليل بعد أن رأوه
في أورشليم . انظر ( متى 28 : 17 ) .
ولا تنس أن القبض على المسيح ومحاكمته أمام مجمع اليهود ورؤسائهم
كانا ليلاً ، ولا يخفى على أحد مبلغ طرق الإضاءة في تلك البلاد وتلك الأزمنة
وكان ذلك أكبر وقت قضاه المسيح أمام أولئك الرؤساء . أما محاكمته في
النهار فكان وقتها قليلاً جدًّا ، وكان يختلي به بيلاطس فيها مرات ( انظر يوحنا
18 : 33 - 19 : 16 ) فضاع بذلك أكثر هذا الوقت القصير أيضًا ، وكان
المسيح كلما خرج أمام اليهود في وقت هذه المحاكمة ، لابسًا ملابس السخرية
والاستهزاء ( يو19 : 5 ) كما بيَّنا وهي طبعًا غير ملابسه العادية ولا بد أنها
تغير شكله ، وعليه فكل هذه الظروف تساعد على وقوع الخطأ والاشتباه .
ومما يؤيد قولنا بهروب المسيح من السجن ، ويقرب ذلك من عقول
النصارى: ما جاء في إنجيل يوحنا وهو يدل على قدرته على الاختفاء والإفلات
من أيدي الناس بطرق عجيبة جدًّا خارقة للعادة ، قال 8 : 59 ( فرفعوا
حجارة ليرجموه ، أما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازًا في وسطهم
ومضى هكذا . أي : بدون أن يروه ، وقال 10 : 39 ( فطلبوا أن يمسكوه
فخرج من أيديهم ) فلِمَ لا يجوز أن يكون خرج من أيدي الحراس كما كـان
يخرج من أيدي اليهود على ما قال الإنجيل ولم يره أحد ؟ ( راجع أيضا لوقا
4: 29 و30 ) .
ومن الجائز أنهم لما لم يجدوه وخرج من أيديهم واختفى بهذه الكيفية التي
ذكرتها الأناجيل وتحققوا من عدم وجوده بالمدينة ، خاف الحراس من العقاب
وارتبكوا وخاف اليهود أن يؤمن به كثير من الناس فأخذوا عمدًا واحدًا غيره
من المسجونين يشبهه أو لا يشبهه باتفاقهم مع العسكر ، وربما رشوهم بمـال
كثير حتى لا يبوحوا لأحد بالسر مطلقًا ( انظر مت 28 : 12 ) وصلبوا هذا
الرجل خارج المدينة ، وأفهموا الناس أنهم صلبوا المسيح ، وكان المسيح في ذلك
الوقت قد ذهب إلى الجليل أو غيره هربًا منهم وخوفًا ( انظر يو 7 ) ومن هناك
رُفع إلى السماء فلم يعثر عليه أحد كما رُفع أخنوخ ( تك 5 : 24 ) وإيليا ( 2
مل 2 : 11 : 17 ) وقد منع اليهود الناس من الاقتراب من المصلوب ؛ لئلا
يعرفوا الحقيقة ، وأيضا كان من رأيهم أن هلاك واحد من الشعب خير مـن
هلاك الأمة كلها على حسب زعمهم ( يو 11 : 50 ) فلا يبعد أن واحدًا من
رؤساء الكهنة قدم نفسه لذلك العمل كما يفعل بعض الناس للآن في زمن
الحروب وغيرها .
ويحتمل أيضا أن هذا الذي أخذوه كان أحد المحكوم عليهم بالإعدام
كباراباس ( لو 23 : 19 ) الذي قال علماؤهم : إنه كان يسمى يسوع أيضًا في
أقدم تراجم المسيح ، فحذف النصارى هذا الاسم منها ( راجع دائرة المعارف
الإنكليزية مجلد 13 صفحة 656 ) ونظرًا لأن هذا الرجل كان محكومًا عليه
بالإعدام على ما يظهر ، وكان اسمه يسوع ، فلما صلبوه ظن أنه صلب لأجل
ما حدث منه من القتل والفتنة ، وكلما نادوه باسمه لم يخطر على باله أنـهم
أقاموه مقام يسوع المسيح الذي ظنه الناس أنه هو المصلوب ، وبذلك تحـقق
قول المسيح لليهود ( يو 7 : 33 ) ( أنا معكم زمانًا يسيرًا بعد ثم أمضي إلى
الذي أرسلني 34 ستطلبونني ولا تجدونني وحيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن
تأتوا ) .
واستجاب الله دعاءه برفع كأس الموت عنه ( مر 14 : 35 - 42 ) وإلا
فكيف يعقل أن الله يرد دعاء مثله ؟ (راجع أيضًا يوحنا 16 : 32 و33) .
وعلى هذا الوجه يكون الذين كتبوا الأناجيل أناسًا لم يعرفوا حقيقة المسألة
فكتبوها كما شاع في ذلك الوقت واشتهر عند أكثر الناس .
وبعد الصلب جاء يوسف ونيقوديموس وهما يهوديان من أعضاء مجلس
السنهدريم وأخذا الجثة بأمر رؤساء الكهنة وأخفياها عن أعين أتباع المسيح
خوفًا من أن يعرفوا الحقيقة ، فتظاهرا بأنهما من أتباع المسيح في السر ( يو 19 :
38 و39 ) ليمنعاهم من دفنه بأنفسهم وأخذا الجثة ووضعاها أولا في قبر
ولما ذهب كل من كان واقفًا من الناس نقلاها إلى موضع آخر لم يعلمه أحد .
ولما شاعت إشاعة القيامة واعتقدها بعض الناس كانت أولاً قاصرة على
التلاميذ كما سبق ، ولم يجاهروا بها أمام اليهود خوفًا منهم ( يو 20 : 19 و 26 )
وبعد نحو خمسين يومًا كما في سفر الأعمال ( 2 : 1 و14 ) بدءوا يخبرون
اليهود باعتقادهم هذا . ولكن في ذلك الوقت كانت جثة المصلوب قد تغيرت جميع
معالمها بسبب التعفن الرمي ، ولا يمكن لليهود أن يحضروها بعد إخفائهم لها ، وإذا
أحضروها فلا يقتنع بها أحد ولا يمكن أن يعرفها ، فكان من العبث أن يحاول أحد
إقناعهم بذلك [5] .
ولذلك سكت رؤساء اليهود عن مثل هذه الحجة التي تظهرهم بمظهر
العاجز المتحير ، وظنوا أن أحسن طريقة لإسكات النصارى هي استعمال
القسوة والاضطهاد لا مثل هذه المناقشة التي لا طائل تحتها . وربما أشاع
بعض عامة اليهود في ذلك الوقت فكرة سرقة تلاميذ المسيح الجثة من القبـر
لأنهم لم يعرفوا الحقيقة ، ولا يبعد أن بيلاطس نفسه دخلت عليه الغفلة مـن
رؤساء الكهنة والعسكر ولم يعرف هو أيضا الحقيقة ، فإنه كان يحب المسيح
كثيرًا هو وامرأته ( متى 27 : 19 و24 ) فكان هؤلاء الرؤساء يخافون أن
يؤمن به وخصوصًا إذا تحقق أن المسيح أفلت من أيديهم واجتاز في وسطهم
بدون أن يروه كما يقول الإنجيل بعد أن كان بيلاطس يسعى في خلاصه منهم
بنفسه فلم يقدر ( مت 27 : 17 - 25 ) .
ولنا أن نسترسل في هذا الوجه ونقول كما قال متى : إن المسيح بعد ذلك
عاد إلى بعض تلاميذه لما ذهبوا إلى الجليل وأخبرهم بحقيقة المسألة ، فبعضهم
صدق كلامه وأنه هو ، وبقي البعض الآخر شاكًّا ( مت 28 : 17 ) متمسكًا
بما ذهب إليه أولاً من حصول الصلب له والقيامة من القبر .
أما الذين صدقوا فمن شدة حيرتهم ودهشتهم لم يفهموا منه جميع تفاصيل
القصة كما لم يفهموا كلامه في أثناء حياته عن موته وقيامته على ما سبق بيانه
مع أنهم لم يكونوا إذ ذاك في حالة من الحيرة والدهشة كهذه ، ولذلك فاتـهم
بعض أشياء من هذه القصة فاختلفوا في تصويرها للناس ، ومن ذلك نشـأت
فرق النصارى القديمة التي أنكرت الصلب ، وقالت : إن المصلوب واحد آخـر
غير المسيح لم يتفقوا على تعيينه ، وقال بعضهم : إنه سمعان القيرواني الذي
تقول الأناجيل : إنه حمل الصليب (مت 27 :32) وذلك مثل طائفة
الباسيليديين (BASILIDIANS) كما ذكره جورج سيل الإنكليزي
في ترجمته للقرآن الشريف في سورة آل عمران صفحة 38 .
فإن قيل : ولماذا لم يُظهر المسيح نفسه لليهود حينئذ ويُكذبهم في قولهم
بصلبه ؟ قلت : لعله خاف منهم ( يو 7 : 1 و10 و11 : 54 و12 : 36 ) على
أن هذا السؤال وارد على النصارى بالأولى ، بأن يقال : لماذا لم يُظهر نفسه
كما وعد المنكرين له بعد قيامته ؛ حتى يؤمنوا به ، وحتى لا يشك فيه نفس
تلاميذه ؟ فما يقولونه في الجواب عن ذلك هو عين جوابنا نحن أيضًا .
هذا وإذا لم يثبت أن المسيح عاد للتلاميذ وأخبرهم بالحقيقة فلا غرابة في
ذلك ؛ لأنه كان قد لمَّح لهم بها من قبل حادثة الصلب ؛ فقال لهم ( يو 16 :
32 ) ( هو ذا تأتي ساعة وقد أتت الآن تتفرقون فيها كل واحد إلى خاصته
وتتركونني وحدي وأنا لست وحدي لأن الآب معي 33 قد كلمتكم بهذا ليكون
لكم فيَّ سلام ، في العالم سيكون لكم ضيق ، ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم ) وقال
أيضًا ( يو 13 : 33 ) : ستطلبونني ، وكما قلت لليهود ( ص 7 : 34 ) حيث
أذهب أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا ، أقل لكم أنتم الآن . ولكن الناس قد نسوا ذلك
أو شكوا فيه أو لم يفهموه كما لم يفهموا كثيرًا ومن كلامه الآخر ( يو 21 : 22
و23 و2 : 19 - 22 ) ولو18 : 34 ) إلخ .
وكيف يتفق قوله : إن الآب معي ، مع قول المصلوب : مت 27 : 46 :
إلهي إلهي لماذا تركتني ؟ فالحق أن الله ما تركه بل رفعه إليه ونجاه من أيدي
اليهود . ( راجع أيضا كتاب دين الله ص 100 - 103 ) وربما أنه بعد
فراره منهم ذهب إلى الهند كما كان يهرب من أورشليم مرارًا خوفًا من اليهود
( انظر مثلاً يو 10 : 39 - 42 و11 : 53 - 57 ) وقد بيَّن ذلك الأستاذ صاحب
المنار في تفسيره ، واستدل على ذلك بروايات الهنود ؛ وبوجود قبر لشخص جاءهم
منذ التاريخ المسيحيى واسمه يوزاسف ، وهو يقرب من اسم المسيح يسوع ، تعريب
ييزس ( Iesous ) اليوناني ، ومنه ييسس الإنكليزي ( Jesus ) إلخ ، ويقال
هناك : إن اسمه الأصلي : عيسى صاحب .
وعليه يكون المسيح مات هناك بعد أن عاش مدة قليلة في راحة وهناء
ودفن ولم يرفع بجسمه إلى السماء حيًّا كما يقول كثير من المسلمين والنصارى
الآن ، ويكون المراد بالرفع في القرآن الرفع المعنوى أو الروحاني . وربما أنه
هناك لم يؤمن به أحد أو آمن به قليلون انقرضوا واندمجوا في باقي أهل الهند
وتلاشت عقائدهم في عقائد أولئك .
ومما يؤيد القول بعدم إيمان أحد به أنه لم يرسل إلا إلى بني إسرائيل ولم
يدعُ أحدًا إلى دينه سواهم ( مت 10 : 5 و6 و15 : 24 ) وإلى هذه الهجرة
الهندية قد أشار القرآن الشريف كما قال الأستاذ السيد صاحب المنار بقوله :
وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ ( المؤمنون :
50 ) فأمه هاجرت معه ؛ ولذلك لم يقف النصارى على شيء يعتد به مـن
تاريخها بعد حادثة الصلب باليقين .
ومما يزيدك وقوفًا على اضطراب الأناجيل وخطأها في هذه المسألة
وغيرها أكثر مما تقدم أن إنجيل يوحنا ( وهو متأخر عنها فلذا نمت فيـها العقائد
أكثـر ) يقول : إن يحيى بن زكريا كان يعتقد أن عيسى هو حمل الله الذي
يرفع الخطية عن العالم ( يو 1 : 29 -35 ) مع أن الأناجيل الأخرى قالت :
إنه وهو في السجن في آخر حياته لما سمع من تلاميذه عن أعمال المسيـح
أرسل إليه اثنين منهم يسألانه : هل هو المسيح المنتظر أم ينتظر غيره ؟ ( راجع لوقا
7 : 18 - 23 ومتى 11 : 2 - 6 ) ولا أدري كيف يتفق هذا مع اختراعات
إنجيل يوحنا فانظر وتعجب .
ومن خطأ الأناجيل قول متى ( 23 : 23 ) إن الكتبة والفريسيين كانوا
يدفعون العشر عن النعنع والشبث والكمون ، مع أن مثل هذه الأشياء ما كان
يدفع عنها شيء ( راجع كتاب شهود تاريخ يسوع ص 238 ) وقال هذا
الإنجيل أيضًا عن المسيح إنه قال إن اليهود قتلوا زكريا بن برخيا بين الهيكل
والمذبح ( مت 23 : 35 ) مع أن الذي قتلوه هو زكريا بن يهويا داع كما في
سفر أخبار الأيام الثاني ( 24 : 20 و21 ) وأما ابن برخيا أو باروخ ، فهذا
قتل بعد المسيح حينما حاصر الرومانيون أورشليم كما ذكره يوسيفوس في
كتابه ( تاريخ حرب اليهود ) وهذا مما يدل على خبط الأناجيل وخلطـها في
حوادث تاريخ المسيح ، فكيف يطمئن الإنسان إلى روايتها أو يثق بشيء منها مع
امتلائها بالغلط والتناقض الذي بيناه مرارًا ؟.
وسنكتب إن شاء الله قريبًا شيئًا عن تاريخ هذه الأناجيل وعن بولس
مؤسس المسيحية الحالية الحقيقي .
فإن قيل : ألا ترى أن وقوع الصلب بهذه الكيفية التي شرحتها يشكك الناس
في صدق عيسى أنه هو المسيح المنتظر ، فإنهم كانوا يتوهمون أنه يُردّ المُلك
إلى إسرائيل ( أ ع 1 : 6 ) ؟ قلت : إذا كان الاعتقاد بصلبه لم يشككهم جميعًا
في ألوهيته فكيف إذاً يشككهم في صحة مسيحيته ؟ وأي ضرر إذا شككهم
في أوهامهم التي كانوا بالغوا فيها بشأن مسيحهم الذي كانوا ينتظرونه ؟
وهل نسيت أن باب التأويل عند الناس في مثل هذه المسائل واسع ، فإنهم يرجعون
إلى أوهامهم فيحورونها وإلى نبواتهم فيؤلونها ؟ ولذلك تراهم أولوا صلبه بأن
ذلك إنما فعله بإرادته رغبة منه في خلاص البشر ، مع أن المسيح كان يلح في
طلب النجاة من الله ( متى 26 : 38 - 44 ولو 22 : 41 - 45 ) وقالت
أناجيلهم أنه قال : إلهي إلهي لماذا تركتني ؟ وهو يدل على اليأس والقنوط من
استجابة دعائه ( راجع أيضا مزمور 22 خصوصًا عدد 14 و15 منه )
وأولوا فقدان جثة المصلوب بأنه قام من الموت . وأولوا ملك المسيح الذي
كانوا ينتظرونه بأنه سيأتي قريبًا ( رؤ22 : 7 و10 و12 و20 ومت 16 :
27 و28 و10 : 23 ورؤيا 3 : 11 ويع 5 : 8 وبط 4 : 7 ويو2 : 18 وتسا
4 : 15 - 17 وكو 10 : 11 و15 : 51 52 إلخ ) ويرد الملك لهم ويحكم
في الأرض ألف سنة كما في سفر الرؤيا ( 20 : 4 و7 ) وأن يوحنا لا يموت
حتى يجيء المسيح ( يو 21 : 22 ) فلما مات يوحنا ومضت القـرون ولم
يجئ رجعوا إلى عبارته في يوحنا فوجدوها لا تفيد ما توهموه ، وأولوا
جميع عباراته المزعومة وعبارات غيره الدالة على قرب مجيئه (حتى ما
في متى 24 : 3 و29 - 41 ) وقالوا : إن ملكوته روحاني لا دنيوي إلخ إلخ .
وقد بين علماء الإفرنج في كثير من كتبهم أن اليهود لكثرة اختلاطهم
بالأمم الوثنية وتسلطها عليهم ورؤية اليهود ما لهم من عز ومجد ومدنية
ولطول زمن خضوعهم لهم يئس كثير من خواصهم أن يكون مسيحهم المنتظر
سلطانًا دنيويًّا مخلصًا لهم من تسلط هؤلاء الأمم الأجنبية القوية ، وتأثروا بما
عندهم فاقتبسوا بعض أفكارهم الوثنية في آلهتهم التي قالوا : إنها نزلت بإرادتها
إلى الأرض لخلاص البشر بالخضوع للموت والصلب ، وطبقوا هم أيضًا هذه
الأفكار على مسيحهم ، فقالوا : إنه سيكون شخصًا إلهيًّا أو ابنًا لله تعالى
وسيرسله لتخليص الناس بالموت والصلب طائعًا مختارًا . كما قال الوثنيون في
آلهتهم ، فإن ميل اليهود للوثنية متأصل فيهم من قديم الزمان ولذلك كثيرًا ما
عبدوا آلهة الأمم وكفروا مرارًا بربهم وكانت نساء أورشليم يبكين على تموز
إله البابليين الذي قتل لأجل خلاص البشر ثم قام من الموت أيضا ( حز 8 :
14 ) وهذا هو سبب ورود بعض ما يشبه هذه الأفكار الوثنية في بعض كتب
العهد القديم كما في إشعيا ( 53 ) وميخا ( 5 : 2-9 ) فلما جاء عيسى اخترع له
مؤلفو العهد الجديد بعد زمنه من الحوادث والصفات والأقوال ما يجعلهم قادرين
على تطبيق أوهام اليهود القديمة عليه ( راجع مثلا ع 8 : 26 - 40 ) هذا إذا
صح أن ما في تلك الكتب هو حقيقة إشارة إلى المسيح وصلبه وقِدمه كما يزعمون ،
على أن أكثر اليهود كان يرى فيها خلاف ذلك ويعتقد أن المسيح لا بد أن يكون
ظافرًا منصورًا لا مغلوبًا مقهورًا كما هو صريح أكثر النبوات الواردة في شأنه
في العهد القديم ( راجع مثلاً ميخا إصحاح 5 وزكريا 9 : 9 - 17 وملاخي 3 :
1 - 6 و4 : 5 وإشعيا 11 : 1 - 6 وأيضا إصحاح 42 منه إذا صح زعمهم أنه
في المسيح هو وما في حجي 2 : 6-9 ) ولذلك كانوا يعدون الصلب أكبـر
عثرة في سبيل إيمانهم به كما قال بولس ( 1 كو 1 : 23 ) ولكن الآخرين منهم
اعتقدوا فيه كما اعتقد بولس ، وكان توهمهم صلبه مما يؤيد اعتقادهم أنه هو
المسيح المنتظر لا يزعزعه ؛ فلذا كان وقوع حادثة الصلب بالكيفية التي
شرحناها أولاً مما يؤيد قول فريق منهم بصحة مسيحية عيسى ويناقض
قول الآخرين. ولو وقع عكس ذلك بأن نجا المسيح ولم يشتبهوا في غيره لاعتقد
كونه هو المسيح كثيرون وخالفهم أيضًا آخرون مما يعتقدون وجوب تألم المسيـح ؛
فلذا كان وقوع حادثة الصلب وعدمها على حد سواء بالنسبة لهذه المسألة . على
أن من الأوجه التي سبقت أن رؤساء اليهود صلبوا عمدًا واحدًا غيره حينما نجا منهم
فلم يكونوا مخدوعين بل كانوا هم الخادعين للناس ، وبسبب غشهم هذا انقسم الناس
في أمر المسيح إلى طوائف عديدة يعرفها المطلعون على تاريخ الكنيسة
المسيحية ، فمنهم من جوز الصلب والعذاب على المسيح كبولس وأتباعه ووافقهم
على ذلك تلمود اليهود أيضا في القرن الثاني ، ومنهم من لم يجوزه وهم جمهور
اليهود الآخرين للآن ، ومنهم من اعتقد أن المصلوب هو عيسى وأنه إنسان وإله
أو كاذب ، ومنهم من قال : إن المصلوب شخص آخر ، ومنهم من يرى أن نبوات
التألم والعذاب تمت أو ستتم في المسيح المنتظر ، ومنهم من يرى أنها ليست في
حقه بالمرة بل في موضوعات أخرى ، ولله في خلقه شئون .
هذا وقد أفاد وقوع الصلب بهذه الصورة التي شرحناها فوائد :
( 1 ) أن المسيح نجا من أذاهم .
( 2 ) أن يهوذا على الوجه الأول وقع في الحفرة التي حفرها للمسيح
عقابا له على خيانته .
( 3 ) عرف الناس خطأهم في الاعتقاد بأن المسيح لا يموت ( يو 12 :
34 ) وبأنه يكون حاكمًا دنيويًّا يرد الملك لإسرائيل ، وأن الله لم يجعله فوق
نواميس الوجود كما كانوا يتوهمون ( أفسس 1 : 20 و21 ) .
( 4 ) عرف بعض طوائفهم قديمًا وحديثًا بأنه ليس إلهًا وإلا لما صُلب ،
على زعمهم رغم أنفه ، ولما دعا الله طلبًا للنجاة وَلَما يئس المصلوب من
رحمة الله ، ولولا ذلك لكان اعتقاد ألوهيته عامًّا بين أتباعه جميعًا في كل
زمان ومكان ، ولما قال جمهورهم : إن فيه جزءًا ناسوتيًّا حادثًا [5] ولأجمعوا
على اعتباره كله لاهوتًا محضًا ؛ لقرب عهد الأمم بالوثنية وشدة ميلهم إليها في
زمانه . راجع ما يقرب من ذلك المعنى في إنجيل برنابا ( 220 : 14 - 21 ) .
فإن قيل : ولماذا لم يرسل الله نبيًّا بعد موته مباشرة ليخبر الناس بحقيقة
المسألة حتى لا يذهبوا إلى ما ذهبوا إليه في أمر خلاص البشر بصلبه ، قلت :
إن هذه العقيدة وحدها بدون دعوى الألوهية لا ضرر فيها كبيرًا سوى أنها
خطأ نظري عقلي ، ولم يكن اعتقاد الصلب هو الحامل لهم على دعوى
الألوهية له في مبدأ الأمر بل لم تحملهم حادثة الصلب نفسها وضياع الجثـة
على القول بأكثر من أنه قام من الموت كما يعتقد المسلمون قيام الذي مر على
القرية ( قر 2 : 259 ) وكانت الدعوة الأولى إلى المسيحية كما في كتبهـم
قاصرة على أن عيسى هو إنسان وأنه هو المسيح المنتظر وأنه صلب ولكنه
قام من الموت وجعله الله ربًّا وسيدًا كما جعل موسى ( خر 7 : 1 ) رغمًا عن
صلب اليهود للميسح راجع خطاب بطرس لليهود في سفر الأعمال أ ع 2 :
22 - 36 ) ولما جاء بولس نبههم أو اخترع لهم [6] حكمة للصلب وهي
تخليص البشر بعد أن فكر في ذلك مدة طويلة منها ثلاث سنين تقريبًا اعتزل
فيها الناس في بلاد العرب وفي آخرها ذهب إلى دمشق ( غل 1 : 17 و18 )
وربما وافقه بعض التلاميذ على هذه الحكمة التي أرشدهم إليها ، والظاهر أنهم
خالفوه في غيرها من أفكاره كقوله بعدم وجوب الختان وجواز أكل ما ذبح
للأوثان ( راجع غل 5 : 2 و1 كو 6 و8 ورومية 14 وكو 2 : 16 ثم اقرأ
رؤيا 2 : 2 و9 و14 و3 : 6 ) ولذلك ذمه يوحنا بعد موته في رؤياه هذه ،
وقد سمى بولس إنجيله ( إنجيل الغرلة للأمم غير اليهودية ) ( غل 2 : 7-
10 ) وإنجيل تلاميذ المسيح ( بإنجيل الختان ) وكانت دعوتهم قاصرة على
اليهود فقط كدعوة المسيح عليه السلام نفسه ( راجع كتاب دين الخوارق
Supernatural Religion فصل 3-7 من الجزء الرابع ) .
( 2 ) إن اختلاف البشر أمر طبيعي أراده الله ولا بد منه ، ولو أرسل الله
رسولاً لبيان ذلك عقب المسيح مباشرة لآمن به بعض الناس ، وكفر به
الآخرون ولما زال الخلاف من بينهم .
( 3 ) لما كثر الفساد في عقائد الأمم قاطبة وفي مذاهبهم وعم جميع
شؤونهم الدينية والدنيوية وكثر سفك الدماء وظلم الأبرياء وخصوصًا عند
النصارى - أرسل الله محمدًا على فترة من الرسل فبين لهم الحق من الباطل .
( 4 ) إن النصارى تقول : إن روح القدس نزل على تلاميذ المسيح بعده
وأرشدهم إلى الحق في كل شيء ، فهل زال الخلاف من بين النصارى بسبب ذلك ؟
لا إننا لا نرى أمة من الأمم اشتد اقتتالها واختلافها في كل جزئية من جزئيات الدين
والدنيا أكثر من النصارى ، وخصوصًا بعد نزول هذا الروح المزعوم . فلهذا كله
اقتضت الحكمة الإلهية تأخير البيان حتى اشتدت حاجة الأمم كافة ، واستعدت نفوس
البشر لقبول الإصلاح بعد أن عم الفساد الأرض ، فجاء محمد على حين فترة من
الرسل كما قال القرآن الشريف ( 5 : 19 ) بالإصلاح الذي ينشدونه وبيان الحق
الذي يتطلبونه ؛ فلذا دخل الناس في دينه أفواجًا أفواجًا ، وعم سلطانه الأرض في
وقت قصير لم يعهد له مثيل في تاريخ البشر ، كما بينه الأستاذ الإمام في رسالة علم
التوحيد ، وإلى الآن نرى الناس يقتربون من الإسلام شيئًا فشيئًا ، حتى أوشك
حكماء أوروبا وعلماؤها أن يدخلوا فيه من حيث لا يشعرون ؛ وسيكون - إن شاء
الله - هو دين الإنسانية العام في الأرض كما تدل عليه بوادر الأمور ، ولا يهولنك
ضعف دوله الآن ، فإن ذلك لا يعد شيئًا في جانب ما نراه من اقتراب جميع العقلاء
والمفكرين من عقائده اقترابًا كليًّا أو جزئيًّا حتى سادت العقائد الإسلامية على أذهان
كبار الناس اليوم في كل مكان ( راجع ما تنشره جمعية العقليين (rationalists)
كالكتب التي تصدر من مطبعة Co Walts . شركة واطس بلندرة ، ومن هذه
الكتب يتضح لك صدق قوله تعالى : سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى
يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ أَوَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ( فصلت : 53 ) .
* * *
( استطراد لا بأس به )
بمناسبة ذكر جبل الزيتون كثيرًا في هذه المقالة نقول ما يأتي :
سمي هذا الجبل بذلك لكثرة ما كان به من شجر الزيتون ، ولهذا الجبل
شهرة عظيمة في تاريخ المسيح يعرفها المطلعون على الأناجيل ، والأرجح أنه
أول ما نزل عليه الوحي كان عليه السلام هناك ( راجع مثلا لو 4 : 1 و5 و 9 )
لذلك أقسم الله تعالى به في قوله : وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ *
وَهَذَا البَلَدِ الأَمِينِ ( التين : 1-3 ) أما التين فهو شجرة بوذا مؤسس الديانة
البوذية التي تحرفت كثيرًا عن أصلها الحقيقي ؛ لأن تعاليم بوذا لم تكتب في
زمانه ، وإنما رويت كالأحاديث بالروايات الشفهية ، ثم كتبت بعد ذلك حينما
ارتقى أتباعها . والراجح عندنا بل المحقق - إذا صح تفسيرنا لهذه الآية - أنه
كان نبيًّا صادقًا ويسمى سكياموني أو جوتاما ، وكان في أول أمره يأوي إلى
شجرة تين عظيمة وتحتها نزل عليه الوحي وأرسله الله رسولاً فجاءه الشيطان
ليجربه هناك فلم ينجح معه كما حدث للمسيح في أول نبوته ( راجع لو 4 :
1 -13 ) ولهذه الشجرة شهرة كبيرة عند البوذيين تسمى عندهم التينة المقدسة ،
وبلغتهم (أجابالا) ( Ajapala ) .
ففي هذه الآية ذكر الله تعالى أعظم أديان البشر الأربعة الموحاة منه
تعالى لهدايتهم ونفعهم في دينهم ودنياهم ، فالقسم فيها كالتمهيد لقوله بعده :
َلقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ( التين : 4 ) إلى آخر السورة ، ولا يزال
أهل الأديان الأربعة هم أعظم أمم الأرض وأكثرهم عددًا وأرقاهم .
والترتيب في ذكرها في الآية هو باعتبار درجة صحتها بالنسبة لأصولها
الأولى فبدأ تعالى بالقسم بالبوذية ؛ لأنها أقل درجة في الصحة وأشد الأديـان
تحريفًا عن أصلها كما يبدأ الإنسان بالقسم بالشيء الصغير ثم يرتقي للتأكيد إلى
ما هو أعلى .
ثم النصرانية وهي أقل من البوذية تحريفًا ، ثم اليهودية وهي أصح من
النصرانية ثم الإسلامية وهي أصحها جميعًا [7] ، وأبعدها عن التحريف
والتبديل بل إن أصولها ( الكتاب والسنة العملية المتواترة ) لم يقع فيها
تحريف مطلقًا .
ومن محاسن هذه الآية الشريفة غير ذلك ذكر ديني الفضل ( البوذية
والمسيحية ) أولاً ثم ديني العدل ( اليهودية والإسلام ) ثانيًا للإشارة إلى
الحكمة بتربية الفضل والمسامحة مع الناس أولاً ثم تربية الشدة والعدل ، وكذلك
بدأ الإسلام باللين والعفو ثم بالشدة والعقاب ، ولا يخفى على الباحثين التشابه
العظيم بين بوذا وعيسى ودينيهما ، وكذلك التشابه بين موسى ومحمد ودينيهما
فلذا جُمع الأولان معًا والآخران كذلك .
وقدم البوذية على المسيحية ؛ لقدم الأولى كما قدم الموسوية على
المحمدية لهذا السبب بعينه ، ومن محاسن الآية أيضًا : الرمز والإشارة إلى ديني
الرحمة بالفاكهة والثمرة ، وإلى ديني العدل بالجبل والبلدة الجبلية : مكـة ،
وهي البلد الأمين ، ومن التناسب البديع بين ألفاظ الآية أن التين والزيتـون
ينبتان كثيرًا في أوديـة الجبال كما في جبل الزيتون بالشام ، وطور سينـاء
وهما مشهوران بهما ، فهذه الآية قسم بأول مهابط الوحي ، وأكرم أماكن
التجلي الإلهي على أنبيائه الأربعة الذين بقيت شرائعهم للآن ، وأرسلـهم الله
لهداية الناس الذين خلقهم في أحسن تقويم .
( استدراك )
نص كتاب صدق المسيحية The Truth Of Christianity في ص 560
على أن المسيحية انتشرت قديمًا في بلاد الهند ، فلعل ذلك مما يساعد علـى
القول بالهجرة الهندية السابقة .
________________________
(1) جاء في كتاب حكايات من العهد الجديد لمؤلفه جولد الإنجليزي ص 126 أن رؤساء مدينة
أورشليم لو كانوا اهتموا بأمر المسيح إذ ذاك ، لأرسلوه إلى رومية أو لأنفذوا فيه العقوبة وحده ا هـ
فإذا كانوا عاملوه معاملة اللصوص وصلبوه بينهم فهل أبلغ بيلاطس اللصين أيضا إلى رومية ؟ إذا
كان ذلك فأين ما يؤيده من تواريخ الرومان القديمة التي ذكرت حادثة الصلب لتعيير النصارى
وتحقيرهم كما يقولون ؟ فأي تحقير أبلغ من ذكر صلب إلههم بين اللصوص إذا كانوا سمعوا به ؟ وإن
لم يكن بيلاطس بلغ خبر اللصين إلى رومية فلماذا إذًا أبلغ خبر المسيح إليها مع أنه بإجماع المؤرخين
لم ينظر إليه بأكثر مما ينظر به إلى آحاد اليهود وضعفائهم ؟؛ إذ لم يأت المسيح بأقل شيء يمس
الرومان ودولتهم مطلقا ، فإن قيل : إذا كانت معجزات المسيح التي ذكرها القرآن حقيقية ، فلماذا لم
يذكرها مؤرخو اليهود والرومان فيما ثبت أنهم كتبوه من التاريخ ؟ قلت : لأن جل هذه المعجزات
وأعظمها كان يعملها عليه السلام بعيدًا من أورشليم في بعض القرى الصغيرة أو الخلوات بين تلاميذه
وبعض عامة اليهود ، وما كان يجيب أحدًا منهم عن طلبه حينما يقترحون عليه عمل المعجزات (
راجع مثلاً يو 2 : 18-20 و6 : 30-40 ومر 8 : 11 و12 ولو 22 : 64 ) وغير ذلك ، فلم يَرَ
الرؤساء من اليهود والرومان آياته ، وإنما كانوا يسمعون عنها من عامتهم ، حتى إن أكبر معجزاته
وهي إحياء لعازر بعد دفنه بأربعة أيام لم يروها بأنفسهم ، وإن سمعوا عنها ممن آمن به لأجلها من
عامة اليهود ( يو 11 : 45 -47 ) وكذلك هيردوس كان يسمع عن آياته وما رأى شيئا منها بنفسه
حتى لم يجبه المسيح عما طلب منه ( لو 23 : 8 و9 ) ( وما راءٍ كمن سمع ولو كان مؤمنًا فما بالك
إذا كان السامع كافرًا به فيذهب في تأويل ما سمع مذاهب شتى ولا يصدق ) وهؤلاء المؤرخون كانوا
من خواص اليهود والرومان ولم يروا شيئًا بأنفسهم ، فما كانوا يصدقون ما يسمعون ، ولا ينتظر
منهم أن يدونوا في تواريخهم ما لا يعتقدون. أما معجزة خلق (أي تقدير وترتيب) قطعة من الطين
كهيئة الطير وصيرورتها طيرًا بإذن الله ، والكلام في المهد ، فوقعتا في صِغَره وفي مدينة الناصرة
وهي قرية في الخليل صغيرة حقيرة عند اليهود ولم يكن فيها أحد من كبار الرجال ومشاهير الكُتاب ،
فلذلك لم يروهما أحد غير بعض أتباعه الجليليين ، فذكرتا في إنجيل توما وإنجيل الطفولية وغيرهما
من الأناجيل غير القانونية عند النصارى الآن ، ونسيها الآخرون منهم لبعد زمنها ولوقوعها قبل أن
يشتهر أمر عيسى بين الناس. وأما قصة تفتح القبور وقيام كثير من أجساد الراقدين ودخولهم مدينة
أورشليم وظهورهم للناس كما قال متى (27 : 51 - 54) فإنما أنكرناها ؛ لأنهم ادعوا أنها وقعت في
أعظم مدن اليهود حيث يوجد كبار الرجال منهم ومن الرومان ، ومع ذلك لم يروها أحد غير متى ، ولم
يروها إنجيل آخر مما كتبه نفس أتباع المسيح مع القول بأنها وقعت بعد أن ذاع صيته وكان له أتباع
كثيرون .
(2) حاشية : إذا سلم أن بيلاطس أرسل عن صلب المسيح تقريرًا إلى رومة اطَّلع عليه تاسيتوس كما
يدعون ، فلا يُعقل أن بيلاطس لا يذكر في هذا التقرير اسمه يسوع ، فكيف إذًا جهل تاسيتوس وغيره
هذا الاسم كأنه ما سمع به أفلم يره في هذا التقرير المزعوم ! ! .
(3) لما دخل الرومان وغيرهم في المسيحية جعلوا يوم الأحد - وهو يوم عبادة الشمس أعظم
آلهتهم- العيد الأسبوعي لهم بدل سبت التوراة ؛ وجعلوا يوم 25 ديسمبر (وهو يوم ميلاد الشمس
أيضا) يوم الميلاد للمسيح عليه السلام ، فحملوا بذلك وبغيره وثنيتهم إلى النصرانية (راجع تاريخ
جولد مجلد 1 ص54) .
(4) راجع كتاب ( الإسلام ) تعريب فتحي باشا زغلول وكيل نظارة الحقانية بمصر .
(5) حاشية : هذا إذا سلمنا صحة ما جاء في سفر الأعمال ، ولكن الأظهر عندنا أن النصارى لم
تجاهر بدعوى القيامة أمام المخالفين لهم ، ولم يدعوهم إليها علانية إلا في القرن الثاني للمسيح ؛
ولذلك لم يرد في تاريخ من التواريخ القديمة لليهود أو الرومان أو غيرهم أن النصارى كانت تقول
بتلك العقيدة أو تدعو الناس إليها جهرًا في تلك الأزمنة الأولى ، فكيف لم تذكر التواريخ ذلك ، ولو
على سبيل الاستهزاء والسخرية ؟ وقد كان عدد المسيحيين إذ ذاك في العالم مما يستحق الذكر كما
يقولون.
(6) حاشية : إذا صح أن هذه العقائد كانت عند بعض خواص اليهود من قبل عيسى بسنين عديدة أخذًا
عن الوثنيين ، كما يقول علماء الإفرنج الآن - كان بولس هو فقط أعظم من أرشد عامة اليهود إليها
وتوسع فيها وأتقن تطبيقها على المسيح ودعا بعض الأمم الأجنبية إليها ، ولكنه مع ذلك ما كان يعتقد
في عيسى الألوهية الحقيقية الكاملة ، بل اعترف كثيرًا في رسائله أنه فقط رب - أي سيد - وخلقه
الله قبل جميع الخلائق (كو 1 : 15) وأخضع الله له كل شيء ، وبه خلق كل شيء (1 كو 8 : 6)
فهو عنده ليس قديمًا كالإله تعالى ، بل منه استمد وجوده وقدرته ، راجع أيضا أمثال 8 : 22 - 31
وهو أقل منه درجة وخاضعًا له (1 كو 15 : 27 و28 و11 : 3) وأما مساواة عيسى بالله تعالى في
كل شيء وخصوصًا في الجوهر والمقام والأزلية ، فبولس لم يعرفها كما هو صريح جميع رسائله ،
وإنما هي مسألة سَرَتْ إلى النصرانية بعد بولس من فلسفة الرواقيين في الكلمة ، وفلسفة يهود
الإسكندرية فيها، وخصوصًا فيلو Philo الذي كان معاصرا للمسيح ، والظاهر أنها لم تصل إلى كتب
العهدين التي بقيت إلى الآن خالية من كل نص صريح قاطع يدل على الألوهية الحقيقية للمسيح
ومساواته للأب المساواة التامة في كل شيء ، بل جميع عباراتها تنافي هذه العقيدة (راجع أيضًا كتابنا
(دين الله) فصل 2 صفحة 67 و77) .
(7) قال العلامة أرثر دروز (Arthur drews) في كتابه (شهود تاريخ يسوع ص 295 ): إن
الإسلام هو الدين العظيم الوحيد الذي نعرف عنه باليقين أن مؤسسه كان شخصًا له وجود حقيقي
تاريخي . ا هـ وقد ذكر هذه العبارة بعد أن أظهر شكه من الوجهة التاريحية في سائر مؤسسي
الأديان الأخرى
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\(((((((((((((الرد علي زيكو))))))))))))) مفاهيم وقواعد أساسية
القاعدة الأولى :
لا يمكن الاستشهاد بالقرآن الكريم لإثبات الثالوث أو ألوهية المسيح أو صحة الكتاب المقدس للأسباب التالية :
أولاً : أمام من يستشهد على صحة معتقده بالقرآن الكريم اختيار واحد من اختيارين:
1- الإيمان بأن القرآن الكريم من عند الله تعالى ، ولذلك هو صالح للاستشهاد .
2- القرآن الكريم ليس من عند الله تعالى ، وأنه مفترى من البشر ، ولذلك لا أهمية للاستشهاد بما يعتقد الشخص أنه ليس من عند الله, لإثبات صحة كتاب أنه من عند الله , أو إثبات ألوهية لا يجد عليها نصوصا واضحة أو ثالوث لا يجد كلمة في كتابه عنه.
يقول بعض النصارى: أنا أحدثك بالقرآن وهو اللغة التي تفهمها, نقول له: القرآن الكريم ليس لغة بل هو كتاب, فإما أن تعتبره كتاب من عند الله أو لا تعتبره كذلك.
ثانياً : الآيات الواضحة الصريحة في القرآن حجة عليهم فيما يخص ألوهية المسيح والثالوث وهي كالآتي :
القرآن الكريم لا يوجد له أكثر من مصدر أو أكثر من كاتب فيجب الإيمان به كله أو تركه كله, وقد جاءت فيه أقوال واضحة وصريحة مثل:
1- الإسلام هو دين الحق ومن يتبع غيره لن يقبل منه :
- " إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ" [آل عمران : 19]
- } وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ { [آل عمران : 85] .
- " فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " [البقرة : 137]
- " فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ " [آل عمران : 20]
2- كفر القائلين بألوهية المسيح عليه السلام:
أ- } لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ { [المائدة : 17] .
ب-" لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ " [المائدة : 72]
3- كفر القائلين بالثالوث:
أ- } لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ { [المائدة : 73] .
ب- " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً [النساء : 171]
4- المسيح عليه السلام , أرسله الله تعالى رسولاً مثل من سبقه من الرسل :
أ- } مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ { [المائدة : 75] .
ب- " إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ " [الزخرف : 59]
ج- " قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ " [البقرة : 136]
د- " إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ " [آل عمران : 59]
ه- " وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً " [النساء : 157]
و- " إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً "[النساء : 163]
ي- " وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ " [الصف : 6]
5- محمد عليه الصلاة والسلام وهو المنزل عليه القرآن هو رسول الله تعالى:
أ- }مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً { [الأحزاب : 40] .
ب-" وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ " [محمد : 2]
ج- " مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً " [الفتح : 29]
6- عدم جواز اتباع دين أو أهواء النصارى.
أ- " وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ " [البقرة : 120]
ب- " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " [المائدة : 51]
ج- " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ " [المائدة : 57].
ثالثاً : شهادة القرآن للكتاب المقدس حجة عليهم وليست لهم كما زعموا وذلك لما يأتي :
1- نصوص القرآن واضحة في إثبات تحريف كتابهم , ككا قال الله تعالى:
أ- {أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة:75] .
ب-{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة: 46] . ( يعرفون الرسول عليه الصلاة والسلام وليس يعرفون الكتاب ).
ج- {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}[آل عمران:78].
د- }مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ...... {الآية [النساء: 46] .
ه- } وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ..{ الآية [المائدة : 41].
و- " فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ " [البقرة : 79]
2- مدح القرآن الكتب التي أنزلها الله تعالى وليس ما بقي منها :
عندما يمدح القرآن الكريم التوراة أو الإنجيل فهو لا يمدح الموجود الآن ؛ بل يمدح ما أنزله الله تعالى من كتب بأنها كانت تحتوي على نور وهدى ، فنحن لا نعتبر أن من الإنجيل الذي أنزله الله تعالى على عيسى عليه السلام ومدحه القرآن أن فيه آيات يطلب فيها بولس الرداء الذي تركه (2 تيموثيوس 4 :11) :"لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ ". (12) :" أَمَّا تِيخِيكُسُ فَقَدْ أَرْسَلْتُهُ إِلَى أَفَسُسَ ". (13) :"اَلرِّدَاءَ الَّذِي تَرَكْتُهُ فِي تَرُواسَ عِنْدَ كَارْبُسَ أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ، وَالْكُتُبَ أَيْضاً وَلاَ سِيَّمَا الرُّقُوقَ..." إلخ.
ولا نعتبر من ضمن الإنجيل رؤيا يوحنا الذي يقول إن الخروف هو رب الأرباب وملك الملوك !
(رؤيا 17 : 14 هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم لأنه رب الأرباب وملك الملوك والذين معه مدعوون ومختارون ومؤمنون.)
ولا نعتبر أن من التوراة التي فيها هدى ونور , نشيد الإنشاد ( نشيد الإنشاد 7 :1):" مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ! دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الْحُلِيِّ صَنْعَةِ يَدَيْ صَنَّاعٍ ". (2) :"سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمْزُوجٌ. بَطْنُكِ صُبْرَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسَّوْسَنِ ". (3):"ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْنِ تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ". (4):"عُنُقُكِ كَبُرْجٍ مِنْ عَاجٍ. عَيْنَاكِ كَالْبِرَكِ فِي حَشْبُونَ عِنْدَ بَابِ بَثِّ رَبِّيمَ. أَنْفُكِ كَبُرْجِ لُبْنَان النَّاظِرِ تُجَاهَ دِمَشْقَ". (5):"رَأْسُكِ عَلَيْكِ مِثْلُ الْكَرْمَلِ وَشَعْرُ رَأْسِكِ كَأُرْجُوَانٍ مَلِكٌ قَدْ أُسِرَ بِالْخُصَلِ ". (6):"مَا أَجْمَلَكِ وَمَا أَحْلاَكِ أَيَّتُهَا الْحَبِيبَةُ بِاللَّذَّاتِ ". (7):"قَامَتُكِ هَذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ". (8):"قُلْتُ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكُ بِعُذُوقِهَا . وَتَكُونُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ وَرَائِحَةُ أَنْفِكِ كَالتُّفَّاحِ ". (9):"وَحَنَكُكِ كَأَجْوَدِ الْخَمْرِ".
ولانعتبر أن من التوراة التي فيها هدى ونور أمر الله تعالى لليهود أن يسرقوا المصريين !!, (خروج3:12):"أعطى نعمة لهَذَا الشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ ". (22):"بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ".
كتب الدكتور / عمر بن عبد العزيز قريشي حفظه الله: نحن أمرنا أن نؤمن بما أنزل كما في قول الله تعالى: {والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} [البقرة : 4] ولم نؤمر أن نؤمن بما بقي مما حرّف وبدّل ( نؤمن بما أنزل ولا نؤمن بما حرف وبدل ) ، فنحن مثلاً إذ نؤمن بالتوراة التي نزلت على موسى ونعلم أن ذلك من الإيمان وقد أخبرنا الله تعالى أن فيها هدى ونوراً وأثنى عليها في كتابه الخاتم فقال: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْراً لِّلْمُتَّقِينَ} [الأنبياء : 48] إلا أن هذه التوراة التي نزلت على"موسى" عليه السلام غير موجودة بالمرة كما هو مسلم من الجميع ، أما التوراة المتداولة الآن فقد قام بكتابتها أكثر من كاتب وفي أزمنة مختلفة وقد دخلها التحريف. يقول الأستاذ محمد فريد وجدي رحمه الله : "ومن الأدلة الحسية أن التوراة المتداولة لدى النصارى تخالف التوراة المتداولة عند اليهود . وقد أثبت القرآن هذا التحريف ونعى على اليهود التغيير والتبديل الذي أدخلوه على التوراة في أكثر من موضع". [1]
3- حقيقة إيمان المسلم بالكتب السابقة:
من متطلبات الإيمان في الإسلام : الإيمان بالكتب السماوية، والإيمان بالكتب السماوية عند المسلمين يتضمن أربعة أمور:
الأول : التصديق الجازم بأن جميعها منزَّل من عند الله .
الثاني : ما ذكره الله من هذه الكتب وجب الإيمان به ، وهي الكتب التي سماها الله في القرآن :( كالقرآن والتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وموسى ) .
الثالث : تصديق ما صح من أخبارها، كأخبار القرآن.
الرابع: الإيمان بأن الله أنزل القرآن حاكما على هذه الكتب ومصدقا لها كما قال تعالى: }وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ{ [المائدة:48] .
قال أهل التفسير:(مهيمنًا): مؤتمنًا وشاهدًا على ما قبله من الكتب ، و(مصدقا) لها : يصدق ما فيها من الصحيح ، وينفي ما وقع فيها من تحريف وتبديل وتغيير، ويحكم عليها بإزالة أحكام سابقة ، أو تقرير وتشريع أحكام جديدة . [2]
4- عقيدة المسلم في ما ورد بهذه الكتب من أخبار:
نتيجة لأن الكتاب المقدس تعرض للزيادة والنقص والتبديل فهو يحتوى على كلام الله تعالى مختلطًا مع كلام مؤرخين وكهنة وكتبة, والمسلم لا يقول : إن الكتاب المقدس بالكامل كلام بشر ؛ لأن فيه آيات تشريع وأخبار ذكرها الإسلام ووافقها, ولا يقول : إن الكتاب المقدس بالكامل من عند الله لثبوت التحريف بالزيادة والنقص والتبديل لذلك عقيدة المسلم فيما ورد من أخبار في الكتب السابقة كما يلي:
أ- تصديق ما جاء متوافقًا مع ما عند المسلم من أخبار.
مثال : ما جاء بسفر التكوين أن الله تعالى خلق السماوات والأرض في ستة أيام.
وجاء ما يوافقها في القرآن الكريم :}وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا
مِن لُّغُوبٍ { [قـ : 38] .
ب- تكذيب المخالف لما أخبرنا به الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام من أخبار.
مثال : ما جاء بسفر التكوين أن الله تعالى استراح في اليوم السابع بعد الخلق, القول الذي نفاه الله تعالى بالآية السابقة فقال تعالى }.... وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ { [قـ : 38] .
وفي التفسير الميسر: ( .. وما أصابنا من ذلك الخلق تعب ولا نَصَب ). فلا يجوز في حق الله تعالى التعب والاستراحة.
ج- السكوت عن ما لم ترد لنا أخبار عنه, فلا نكذبه ولا نصدقه مثل قصة "يهوديت" أو "أستير" وغيرها. [3]
هناك بعض الادعاءات النصرانية من أن القرآن الكريم شهد للكتاب المقدس بالصحة في مواضع عدة ، ومن الناحية الإسلامية يكفي الرجوع للتفسير الخاص بالآيات ليتجلى الأمر ، وللزيادة مراجعة الآيات الصريحة الواضحة التي تبين تحريف أهل الكتاب لكتبهم. قد قال الله تعالى في أمثال من يستشهد ببعض من القرآن تاركًا الكتاب بالكامل:} أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ {[البقرة : 85] .
القاعدة الثانية :
لا يصح الاحتجاج بالأحاديث والروايات الضعيفة والموضوعة للأسباب التالية :
الحديث هو خبر منقول عن الرسول عليه الصلاة والسلام.
والخبر ينقسم إلى قسمين , خبر مقبول وخبر مرفوض .
وقد قسم علماء الأحاديث ما جاء عن الرسول عليه الصلاة والسلام بعد تحقيق دقيق للأمور الآتية :
1- الأشخاص الرواة من حيث سلوك كل منهم , وعمره وقدرته على الحفظ وأخلاقه والتزامه وغيرها فيما يسمى بعلم الجرح والتعديل.
2- اتصال السند بين الرواة وبعضهم.
3- طرق رواية الحديث هل هي عن طريق واحد أو عدة طرق مختلفة.
وبعد ذلك قام العلماء بجمع الصحيح من الحديث في كتب ( مثل صحيح البخاري ) وجمع الضعيف والموضوع وغيرها في كتب أخرى , وأكمل العلماء في العصر الحديث ( الشيخ الألباني رحمه الله ) هذا الجهد المبارك وقاموا بمراجعة كل الأحاديث وجمعها في سلاسل صحيحة وأخرى ضعيفة.
ويتم تعريف الحديث الصحيح لذاته أنه : الحديث المسند الذي يتصل إسناده بنقل العدل الضابط عن العدل الضابط إلى منتهاه, ولا يكون شاذاً ولا معللاً .
بذلك عندما يجمع العلماء على صحة حديث من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام, فمن الممكن أن يحتج غير المسلم به , ولكن لو رفض العلماء الحديث وتم تصنيفه في أي من التصنيفات المرفوضة , فلا مجال للاحتجاج به , وإلا من الممكن أن يحتج المسلم على المسيحي بكتاب لا يعتقد المسيحي بقدسيته أو بإلهامه مثل كتاب الراعي هرمس , إنجيل الطفولة , إنجيل مريم المجدلية , إنجيل برنابا , رسائل أوريجانس , سفر أعمال بولس , سفر المكابيين الثالث والرابع وغيرها مما رفضته الكنيسة واعتبرته غير موافق لشروط الوحي والقدسية.
وفيما يلي بعض أنواع الأحاديث المرفوضة وتعريف سبب رفضها :
1- الحديث الضعيف : هو ما لم تتوافر فيه شروط الصحة أو الحُسن .
2- الحديث المنقطع : هو ما سقط من وسط إسناده رجل ، وقد يكون الانقطاع في موضع واحد , وقد يكون في أكثر من موضع. (عدم اتصال السند بين الرواة).
3- الحديث المتروك : هو الذي يرويه من يتهم بالكذب , ولا يعرف ذلك الحديث إلا من جهته , ويكون مخالفاً للقواعد العامة .
القاعدة الثالثة :
لا يمكن ولا يصح الاستشهاد بالمتشابه في حالة وجود نص محكم صريح يعارض الاستدلال.
الطريقة الصحيحة والمقبولة في البحث العلمي , تعتمد على وضع جميع الأدلة التي تتحدث عن الموضوع محل البحث ومقارنة الأدلة من حيث الرفض والقبول , ولا يمكن لأي منصف أن يقول إن ألوهية المسيح واضحة في القرآن الكريم أو إن القرآن الكريم الذي يقول أن محمد عليه الصلاة والسلام رسول قد أعطى تلميحات إلى الثالوث كما بينا بوضوح في القاعدة الأولى حول بطلان حجة استشهادهم بالقرآن الكريم.
القاعدة الرابعة :
لا يصح الاستدلال برأي شاذ أو برأي شخصي لأي مسلم واعتبار أن هذا هو رأي الإسلام وعلماء الإسلام.
يعتمد التشريع في الإسلام على القرآن... ثم ما ثبت وصح عن الرسول عليه الصلاة والسلام ثم بعد ذلك إجماع علماء المسلمين.
لذلك لا يجوز الاستشهاد برأي شخص مجهول على أنه من العلماء, أو الاستشهاد برأي شاذ ولو كان رأي عالم إسلامي , طالما رأيه يخالف القرآن الكريم أو السنة أو إجماع علماء المسلمين.
بمعنى آخر لا يوجد شخص حجة على الإسلام ولا يوجد من رجال الإسلام من هو معصوم من الخطأ في فتواه الدينية أو رأيه الديني إلا الرسول عليه الصلاة والسلام وما عدا الرسول عليه الصلاة والسلام الكل يؤخذ منهم ويرد, أي يصيب ويخطئ.
كتب الدكتور القرضاوي : "من مظاهر الوضوح في النظام الإسلامي أن له مصادر محددة بينة ، تستقي منهجه وتشريعاته العملية.
المصدر الأول: هو كتاب الله تعالى, القرآن الكريم.
}.. كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ{ [هود : 1] .
المصدر الثاني: سنة محمد عليه الصلاة والسلام.
وتعني ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير، فهذه السنة هي الشرح النظري والتطبيق العملي للقرآن الكريم. فأعظم تفسير لكتاب الله يتجلى في سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام وفي حياته الحافلة وسنته الشاملة. يقول الله تعالى: } لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا{ [الأحزاب : 21] .
ومما يلحق بهذه السنة كذلك سنة الخلفاء الراشدين المهديين بعد محمد عليه الصلاة والسلام الذين نشأوا في حجر النبوة, ونهلوا من أصل الرسالة, فما أثر عنهم مما اتفقوا عليه جميعهم, أو عن طائفة ولم ينكره عليهم أصحابهم, فهو سنة يقتدى بها. كما جاء في الحديث الذي خرّجه الإمام الترمذي وأبو داود : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ". وما عدا ذلك فكل واحد يؤخذ من كلامه ويترك ، ولا عصمة لمجتهد, وإن علا كعبه في العلم والتقوى. وهو على أي الحالين – أصاب أو أخطأ – غير محروم من الأجر, إن أصاب له أجران وإن أخطأ فله أجر. [4].
فصل : معنى أن المسيح عليه السلام كلمة الله وروح منه .
جاء عن المسيح عليه السلام في القرآن أنه كلمة الله وروح منه, حسب الآية الكريمة :
}يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً{ آية 172 .
ولا ندري هل جهلاً أم ظلماً وعدواناً, يبترون من الآية أولها وآخرها وما قبلها وما بعدها من آيات , ويخرجون منها (عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ) , فيقولون: إن هذا يعني أنه كلمة الله , وروح من الله , إذن القرآن يقول إن عيسى ابن مريم هو الله !!.
وكما كتب المهرج هذا في كتابه (الله واحد في الثالوث الأقدس) وفي حلقاته التليفزيونية وكما كتب غيره أيضاً من أن : كلمة الله غير مخلوقة وروح الله غير مخلوق لأنه حياة الله , وطالما المسيح كلمة الله وروح الله فمعنى هذا أنه هو الله وذلك حسب شهادة القرآن !.
يقول الله تعالى في أمثالهم ممن يستشهدون ببعض من آيات القرآن تاركًين الكتاب بالكامل:} أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ {[البقرة : 85] .
أما الآية التي يقتطعون منها جزءا" لينفعهم في إثبات ما لا يملكون عليه دليلا من كتبهم, فحسب التفسير الميسر: يا أهل الإنجيل لا تتجاوزوا الاعتقاد الحق في دينكم ، ولا تقولوا على الله إلا الحق ، إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله أرسله الله بالحق ، وخَلَقَه بالكلمة التي أرسل بها جبريل إلى مريم ، وهي قوله : "كن" فكان ، وهي نفخة من الله تعالى نفخها جبريل بأمر ربه( روح ) ، فَصدِّقوا بأن الله واحد وأسلموا له.
معنى كلمة الله : لم تكتمل الأسباب التي وضعها الله في الكون للإنجاب وهي وجود الذكر والأنثى فجاء خلق الله تعالى لعيسى عليه السلام مثل خلقه لآدم بالأمر الإلهي بكلمة الله "كن".
أطلق على عيسى عليه السلام كلمة الله ؛ لأنه جاء بالكلمة من الله تعالى ، كما يطلق على البرق والرعد
"قدرة الله" على أنه جاء بقدرة لله ويطلق على الدمار الناتج من الحرب " دمار الحرب" لأنه جاء نتيجة للحرب ويطلق على الموظف الذي تم توظيفه عن طريق توصية أو واسطة من الوزير "واسطة الوزير"
أي الذي جاء بالواسطة أو جاء بالتوصية من الوزير.
وفي تفسير ابن كثير: }وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ { ، ليس الكلمة صارت عيسى ، ولكن بالكلمة صار عيسى ( لفظ كن ) . [5]
معنى روح منه : نفخ الله تعالى في عيسى الروح وهي نسمة الحياة كما قال الله تعالى عن خلق آدم:
} فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِين{ [الحجر : 29] .
فالروح تأتي بمعنى الملاك وتأتي بمعنى نسمة الحياة ، فنفخ الله تعالى في آدم نسمة الحياة مثل آدم ، فقال تعالى: } إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ {[آل عمران : 59].
قال البخاري بسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (من شهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل). [6]
ولقوله في الآية والحديث " وَرُوحٌ مِّنْهُ "كقوله تعالى:} وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ { [الجاثية :13 ] , أي من خلقه ومن عنده ، وليست من للتبعيض.
لقد قال الله تعالى في الحديث عن المؤمنين }..أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ..{ [المجادلة : 22]. فروح منه تعني" من عنده "
كتب الإمام القرافي (... نفخ الله تعالى في عيسى عليه السلام روحاً من أرواحه، أي: جميع أرواح الحيوان أرواحه، وأما تخصيص عيسى عليه السلام بالذكر، فللتنبيه على شرف عيسى عليه السلام، وعلو منزلته، بذكر الإضافة إليه، كما قال تعالى: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ.. [الكهف : 1]، وقال تعالى : ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا [مريم : 2] ، فمع أن الجميع عبيد الله ، تم التخصيص لبيان منزلة الشخص المخصص ). [7]
وكذا قال الله تعالى عن آدم : " فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ " [الحجر : 29]
وقال الله تعالى عن جنس الإنسان : " ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ " [السجدة : 9]
فصل : أنواع الإضافات إلى الله تعالى :
1-صفات , مما يعني أن الله تعالى متصف بهذه الصفات مثل : رحمة الله – كلمة الله – قدرة الله ..الخ.
2- أعيان أو جواهر , وتكون الإضافة هنا إضافة تشريف وتخصيص مثل : كتاب الله - بيت الله – أرض الله – روح الله – ناقة الله – رسول الله .....الخ.
فرحمة الله ليست هي الله بل صفة من صفاته, وكتاب الله ليس هو الله بل كتاب لشرفه تم نسبته إلى الله تعالى.
إضافة : الآية الكريمة لا تصلح لهم ولو حسب فهمهم, فالكلمة عندهم أقنوم والروح أقنوم آخر, فاستشهادهم بالقول إن المسيح كلمة الله وروح منه يعني حسب مفهومهم أن المسيح نفسه أقنومان!.
كتب شيخ الإسلام ابن تيمية : " ثم نقول أيضا : أما قوله " وكلمته " فقد بين مراده أنه خلقه بكن وفي لغة العرب التي نزل بها القرآن أن يسمى المفعول باسم المصدر فيسمى المخلوق خلقا لقوله "هذا خلق الله " ويقال : درهم ضرب الأمير أي مضروب الأمير ولهذا يسمى المأمور به أمرا والمقدور قدرة وقدرا والمعلوم علما والمرحوم به رحمة كقوله تعالى ( .. وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً [الأحزاب : 38]), وقوله( أَتَى أَمْرُ اللّهِ .. [النحل : 1]), ......ويقال للمطر هذه قدرة عظيمة ويقال غفر الله لك علمه فيك أي معلومه فتسمية المخلوق بالكلمة كلمة من هذا الباب " [8]
وكتب أيضا" :
"وما من عاقل إذا سمع قوله تعالى في المسيح عليه السلام أنه كلمته ألقاها إلى مريم إلا يعلم أنه ليس المراد أن المسيح نفسه كلام الله ولا أنه صفة الله ولا خالق , ثم يقال للنصارى فلو قدر أن المسيح نفس الكلام فالكلام ليس بخالق فإن القرآن كلام الله وليس بخالق والتوراة كلام الله وليست بخالقة وكلمات الله كثيرة وليس منها شيء خالق فلو كان المسيح نفس الكلام لم يجز أن يكون خالقا فكيف وليس هو الكلام وإنما خلق بالكلمة وخص باسم الكلمة فإنه لم يخلق على الوجه المعتاد الذي خلق عليه غيره بل خرج عن العادة فخلق بالكلمة من غير السنة المعروفة في البشر , وقوله بروح منه لا يوجب أن يكون منفصلا من ذات الله كقوله تعالى: :} وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ { [الجاثية :13
((((((((((((((((((القديسون الشواذ))))))))))))))احتدم الجدل مؤخراً في الأوساط الدينية النصرانية حول العالم بسبب تفاقم حالة تراخي الموقف الكهنوتي للطوائف الكبرى حيال تزايد حالات الشذوذ الجنسي، ليس فقط بين رعية الكنائس ولكن على مستوى الكهنة والقساوسة وصولاً إلى رئاسة الأساقفة بعد تعيين أول أسقف مجاهر بعلاقتة الشاذة رئيساً لأسقفيته في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2003م والذي أثار المزيد من الجدل مجدداً بإعلانه في شهر يونيو الماضي وعلى شاشات التلفزرة الاقتران كنسياً بشريكه في الشذوذ.
وفي الأسبوع الماضي وحده تناقلت وسائل الإعلام الإلمانية خبر أقالة بابا الفاتيكان لقسيس من منصبه الكهنوتي وطرده من الكنيسة بعد ثبوت تورطه في ((مباركة)) عقد قران شاذين داخل الكنيسة ذاتها إذ أعلنهما زوج وزوج!
أيضاً لم يزل ملف اختراق الشذوذ الجنسي لكنائس طائفة الانجليكان التابعة للتاج البريطاني مشتعلاً منذ تصدع هذه الكنيسة إلى عدة فرق متناحرة بين أقصى اليمين والوسط واليسار، فمن مرحب بالشذوذ بل وترسيم كهنة شاذين وسحاقيات وتقليدهم أعلى الرتب الكنسية، كما هو الحال على الجبهة الأمريكية من الأنجليكان بها، مروراً بتيار ((معتدل)) يحاول اللعب على الحبلين متمثلاً في موقف الكنيسة الأم في كانتبري ببريطانيا وانتهاء بكنائس تابعة في أفريقيا وخصوصاً نيجريا حيث يهدد الأنجليكان فيها سنوياً بالانفصال وتكوين طائفة خاصة بهم بسبب موقفهم ((المتشدد)) المعارض للشذوذ ولادماج الشاذين في صفوف الرعية.
مزيد من الزيت على النار
وبعيداً عن الملف الضخم لانشقاقات الأنجليكان وانهيار كنيستهم على مؤخرات قساوستهم الشاذين جنسياً، فإن ولاية كالفورنيا الأمريكية كانت قد دقت أكبر ((خابور)) ثالث في نعش التنصير الغربي بعدما أعلنت محاكمها في أواخر يونيو الماضي السماح للشاذين بالاقتران مدنياً وكنسياً في ((علاقة زواج)) لتكون بذلك ثالث ولاية أمريكية تعترف بأنماط شاذة من هذه الأنكحة الفاسدة لتنقلب الأمور والصورة أكثر وأكثر.
وهكذا تسارعت وتيرة الانشقاقات الكنسية إذ بادرت العديد من كنائس الولاية وبموجب القانون الجديد إلى فتح أبوابها لاستقبال العشرات من الشاذين والسحاقيات وقامت بعقد قرانهم بـ ((مباركة يسوع المسيح)) أمام ((المذبح المقدس)) والصليب!!
وانقسم المشهد التنصيري الأمريكي بالذات إلى مؤيد ومعارض بينما يرشق كل فريق الآخر بنصوص من أسفارهم المقدسة والأناجيل وحياة من يسميهم النصارى بـ ((القديسين)) في اطار احتجاج كل فريق على مخالفيهم بما يجده في بطون النصوص المقدسة وسير كبار آباء الكنيسة من الأوائل.
الموضوع الصاعقة
ففي سياق كل ما تقدم من تطور للجدل الذي يعصف بكنائس النصارى في الغرب وما يتبعها من كنائس في العالم الثالث، يأتي هذا الموضوع المنشور في موقع إعلامي أمريكي [المصدر]، تحت عنوان ((زواج المثليين والنصرانية: ليس دوماً في تضاد))، ولينكأ الموضوع المزيد من الجراح وليفجر كل علامات التعجب والاستفهام فوق رؤوس النصارى أنفسهم قبل المسلمين وغيرهم.
Gay Marriage & Christianity: Not Always At Odds!
يستفتح المحرر موضوعه بافادة أكبر مرجع غربي متخصص في تاريخ الشذوذ في النصرانية، وهو البروفيسور ((جون بوسويل))، المؤرخ المعروف بجامعة ييل الأمريكية العريقة وأستاذ قسم التاريخ سابقاً بها، والذي يؤكد أن مؤسسة الزواج بين المثليين كانت موضة الزمن النصراني الأول إلا أنها تعود اليوم وبقوة لكي تضيف صفحة جديدة لها بين صفحات التاريخ، بحسب تعبير الأستاذ الأكاديمي.
ويشير الموضوع إلى تأكيد البروفيسور بوسويل إلى أن النصارى الأوائل كانوا – وبمباركة باباوات الكنائس الكبار – متقبلين لأنماط الأنكحة [الفاسدة] بين الشاذين جنسياً. بل يؤكد البروفيسور أنهم ذهبوا إلى ما هو أبعد من هذا إلى درجة تزيين كنائسهم وأديرتهم بتصاوير مصنوعة من الجص تمثل الذكور ((في علاقة حميمة))!!
early Christians, including the Pope, were so cool with same-sex committed relationships, they even adorned their churches with frescoes of sweet man love.
ومن ضمن هذه الأدلة المصورة التي يشير إلها المتخصص الأبرز عالمياً في موضوع شذوذ النصارى، أيقونة مقدسة لدى مختلف طوائف النصارى الكبرى تم اكتشافها في دير سانت كاترين بسيناء.
دير سانت كاترين [من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة]
يقع دير سانت كاترين في جنوب سيناء بمصر أسفل جبل كاترين أعلى الجبال في مصر، بالقرب من جبل موسى. ويقال عنه أنه أقدم دير في العالم، يعد مزارا سياحيا كبيرا، حيث تقصده أفواج سياحية من جميع بقاع العالم، وهو معتزل يديره رهبان من الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية لا يتكلمون العربية فهم ليسوا مصريين أو عربا ولا يتبع الدير بطريركية الإسكندرية، وإنما هم من أصول يونانية، على الرغم من أن الوصاية على الدير كانت لفترات طويلة للكنيسة الأرثوذكسية الروسية.
ونقرأ في موقع الهيئة العامة للاستعلامات المصرية [مجلة مصر العدد 40 عام 2005م]:
وبالدير مجموعة نادرة من الأيقونات والصور المقدسة تعتبر أعظم وأغنى مجموعة من نوعها فى العالم كله ، كما أنها تفوق من حيث الكم والكيف والنوع والأساليب الفنية غيرها من الصور المقدسة والأيقونات فى الأديرة المصرية الأخرى ويبلغ عددها حوالى 2000 صورة وأيقونة من مختلف العصور التاريخية وهى تمثل إحدى المظاهر المميزة للطقوس الدينية للكنيسة الأرثوذكسية .
صورة الخبر الفضيحة وفيها أيقونة القديسين من دير سانت كاترين
لكن ما هي علاقة اقتران الشاذين جنسياً وتزوج الذكر بالذكر بهذه الأيقونة المقدسة التي تتصدر صورتها الموضوع الأمريكي والتي يشير إليها البروفيسور جون بوسويل؟
ليستعد النصارى الآن للطامة إذ يؤكد بوسويل أن الأيقونة – والتي هي صورة تخيلية ملتقطة بفرشاة الرسام – فيها علامات واشارات بالرسم تزمز إلى انعقاد حفل قران / زواج ((القديس سرجيوس)) بعشيقه وصديق عمره ((القديس باخوس))!!
ويعضد هذه القراءة للأيقونة اكتشفات كتابات كنسية قديمة دونت سيرة كلا من القديسين صرحت أسطرها بكل وضوح عن علاقة زواج جمعت القديسين برباط مقدس كالذي يجمع الرجل بالمرأة في مؤسسة الزواج التقليدية.
سوف نعود إلى هذه الكتابات القديمة في وقت لاحق من هذه التدوينة لكن لنتوقف قليلاً وأولاً حول شخصية هذين ((القديسين)) المعظمين جداً في النصرانية قبل المرور بالأيقونة الفاضحة والتوقف عندها بعناية.
سرجيوس وباخوس في ثياب النساء، لماذا؟
لو تصفحت قاموس آباء الكنيسة وقديسيها المضمن بموقع مطرانية طنطا وتوابعها / أسرة البابا كيرلوس العلمية التابع للكنيسة الأرثوذكسية المصرية لوجدت التالي بحق القديسين:
تُعيد الكنيسة القبطية للقديس سرجيوس (أبوسرجة) في 10 بابة، والقديس باخوس Baccus أو فاخوس في 4 بابه من كل عام، وتوجد في مصر القديمة كنيسة أثرية باسم القديس سرجيوس تسمى كنيسة أبي سرجة، بها المغارة الأثرية اسفل الهيكل القبلي حيث هربت إليها العائلة المقدسة. قدَّم لنا القديس ساويرس الأنطاكي مقالاً (57) عن هذين الشهيدين قام المتنيح الشماس يوسف حبيب بترجمته ونشره عام 1969. أمام مكسيميانوس وقف الشابان سرجيوس القائد بالجيش الروماني في منطقة سوريا والعامل في المدرسة العسكرية ومساعده واخس (باخوس) أمام مكسيميانوس الطاغية شريك دقلديانوس ومثيره ضد المسيحيين، يشهدان للسيد المسيح ويرفضان التبخير للأوثان، وكان قد استدعاهما لهذا الغرض. لاطفهما في البداية، وأخذهما كصديقين له إلى الهيكل جوبيتر حيث قُدمت مائدة من اللحوم المذبوحة للأوثان، وطُلب منهما أن يشاركاه في المائدة فرفضا بإصرار، عندئذ أمر بتجريدهم من النياشين التي على صدريهما وأن يُقادا في سوق المدينة وهما مرتديان ملابس النساء لتحطيم نفسيّتهما…
وفي موقع موسوعة تاريخ أقباط مصر كتب عزت اندراوس تحت مدخل ((إستشهاد سرجيوس وباخوس)) يقول معترفاُ:
في بداية القرن الرابع زمن حكم ديوقليتيانوس أوغسطس للشرق ، قام الاضطهاد العاشر الكبير للمسيحية وهو الأخير بحجمه ، وذلك بتشجيع من قيصره غلاريوس الذي بدأ باضطهاد جنوده المسيحيين قبل إعلان الاضطهاد رسمياً ، فقتل عدد كبير منهم لدى عودته ظافراً من حرب فارس، وبين هؤلاء الضابطان سرجيوس وباخوس اللذان أهانهما الحاكم وألبسهما ثياب النساء للسخرية منهما، ثم استشهد باخوس أولا وتبعه سرجيوس بعدما قاسى عذاب مسامير حديدية مسننة محمّاة بالنار سمرت في حذائه وأكره على المشي بها مسافات طويلة، وتم استشهادهما في مقاطعة الفرات فدعيت المدينة القريبة لاحقاً سرجيوبوليس تكريماً لهما (الرصافة)، وبنيت كنيسة فاخرة على اسمهما كانت مشهورة خصوصاً بين المسيحيين العرب الذين كانوا يحجون إليها عصوراً عديدة.
ومازال النصارى وخصوصا من مستوطني الشام يحجون إلى تلك الكنيسة إلى اليوم [خبر] في مدينة سورية كانت تعرف بإسم ((سيرجيوس)) سابقاً قبل أن يطلق عليها ((الرصافة)) التي اكتبست…
أهمية خاصة بسبب استشهاد القديس سرجيوس فيها، فأصبحت المدينة محجاً هاماً لمسيحي سورية وجوارها.وأُطلق عليها اسم سيرجيوس (من اليونانية – مدينة سيرجيوس) إكراماً لرفات القديسين الشهيدين سيرجيوس وباخوس اللذين رفضا تقديم الذبائح لآلهة الرومان والتخلي عن المسيحية عام 305م [المصدر].
بل ونجد قرية في لبنان تحمل اسم العاشق الشاذ الأول سرجيوس والذي يعرف عند نصارى لبنان بإسم ((سركيس)).
فعن كتاب ((السنكسار بحسب طقس الكنيسة الانطاكية المارونية)) نقرأ تحت مدخل ((سركيس وباخوص
)):
الشهيدين سرجيوس (سركيس) وباخوس: كانا من اشراف المملكة الرومانية واخلص الجنود لها. انتصرا في الحرب التي شنّها الرومان على الفرس سنة 297 فجعلهما الملك مكسيميانوس من اعضاء ديوانه. فيوم عيد الأصنام في مدينة افغوسطيا ببلاد سوريا الشمالية، دعاهما الملك للاشتراك في هذا الاحتفال فرفضا معلنين انهما مسيحيان وديانتهما تحظّر عليهما تقديم الذبائح لإصنام ليست سوى حجارة صمّاء لا يرجى منها خير. فغضب الملك وامر بنزع شارات الشرف عنهما والبسهما ثياباً نسائية للهزء والسخرية.
أما في موقع الرابطة السريانية في لبنان فنقرأ تحت مدخل ((تذكار القديسين سرجيوس وباخوس)):
فأغتاظ الأمبراطور غيظاً شديداً، وأمر للحال بنزع أثوابهما وخاتميهما وكل علائم الرفعة عنهما وبإلباسهما أثواباً نسائية. ثم وضعوا أغلالاً حول أعنقيهما وساقوهما وسط المدينة للهزء والسخرية.
والسؤال الذي يطرح نفسه بناء على ما تقدم ذكره من مراجع النصارى: هل كان من عادة الرومان السخرية من المحكوم عليهم بالاعدام من الرجال بالباسهم ثياب النساء؟
لو كان هذا الكلام صحيحاً في فنون التعذيب والقتل الروماني لطال هذا شخص المصلوب في أناجيل النصارى، والذي يظنونه المسيح عليه السلام بزعمهم، ولقرأنا في كتبهم المقدسة عن الباس ((يسوع)) ثياب النساء، خصوصاً وأن الجند الروماني كانوا يعيرون المصلوب ويسخرون منه [إنجيل لوقا 23: 35] فلماذا تناسى الرومان أقسى وسيلة للاستهزاء بالمصلوب وسط جموع المتفرجين إذ لم يقوموا بالباسه ثياب النساء بينما هم قد مزقوا ثيابه وعروه بحسب اعتراف روايات الاناجيل [إنجيل متى 27: 28]؟
لماذا لم نسمع إلا عن القديسين سرجيوس وباخوس في لباس النساء؟ وأيضاً لماذا لا نجدهما في المصادر السالفة الذكر وبقية معاجم النصارى ودوائر معارفهم إلا والأول مقترن باسم الثاني لا ينفك عنه أبداً مثل اقتران آدم بحواء؟
ايقونتان في الرأس!
ومن وكيبيديا، الموسوعة الحرة بالانجلزية تحت مدخل Saints Sergius and Bacchus نجد الأيقونة – المنشورة في موضوع الموقع الإعلامي الأمريكي – للقديسين المتهمين بالشذوذ ونقرأ فيه النص التالي بالانجليزية:
Sergius and Bacchus’s close relationship has led many modern commenters to believe they were lovers. The most popular evidence for this view is that the oldest text of their martyrology, in the Greek language, describes them as “erastai”, or lovers.
Yale historian John Boswell considers their relationship to be an example of an early Christian same-sex union, reflecting his contested view of tolerant early Christians attitudes toward homosexuality.
The artist Robert Lentz advocated this view, portraying the men as a gay couple in his religious iconography painting.
وترجمة النص كالتالي:
إن العلاقة الوطيدة التي جمعت كلا من سرجيوس وباخوس قادت كثيرين من شراح الكتاب المقدس المعاصرين إلى الاعتقاد أنهما كانا عشيقين. والدليل الذي حظي بشعبية أكبر عند من تبنى هذا التصور يتمثل في أقدم نص مكتوب باللغة اليونانية من ((سجل شهداء الكنيسة)) الرسمي والذي يصف القديسين بأنهما كانا ((عشيقين)) [بحسب كلمة صريحة في اليونانية تفيد هذا المعنى بشكل واضح].
مؤرخ جامعة ييل الامريكية العريقة، ((جون بوسويل)) يعتبر العلاقة [التي جمعت القديسين سرجيوس وباخوس] نموذجاً على حالات اقتران بين مثماثلين في الجنس في مجتمع النصارى الأوائل، وهو القول الذي يعكس وجهة نظر متنازع عليها حول ما يسميه المؤرخ بمواقف متسامحة لدى النصارى الأوائل تجاه قضية المثلية الجنسية / الشذوذ.
وقد قام الرسام ((روبرتز لينتز)) بالدفاع عن وجهة النظر هذه برسم الرجلين [سرجيوس وباخوس] كزوجين من الشاذين جنسياً في لوحته التي تعد من ضمن الأيقونات الدينية المقدسة [لدى نصارى اليوم وخصوصاً في المنطقة العربية].
والآن استعد للصدمة التالية: فإن هذه اللوحة الفنية والتي رسمها هذا الفنان الديني الشهير بغرض تثبيت تهمة الشذوذ على سرجيوس وباخوس صارت أيقونة مقدسة يتعبد لها النصارى ودخلت ضمن طقوس عبادتهم وصلواتهم التي يرفعونها أمام هذه التصاوير.
أيقونة ليتنز: شعار اقتران الشاذين!
هذا هو رابط اللوحة في صفحة موسوعة ويكبيديا العالمية، والآن هذه هي الأيقونة لنفس الرسام في مواقع النصارى العرب وخذ منها على سبيل المثال وليس الحصر:
• معرض أيقونات الشبكة الأرثوذكسية الأنطاكية العربية [رابط المصدر | رابط الصورة]
لكنك لا تجد نفس الأيقونة في أهم موقع نصراني للأيقونات، ولا في بعض معارض الايقونات الأخرى بالمواقع النصرانية مثل هذا الموقع على سبيل المثال ولا في موقع كنيسة دنست تراب دولة قطر، مما يؤكد وقوع النصارى في الحرج الشديد وتجنبهم لتلك الأيقونة الفاضحة رغم تقديس عوامهم لها دون معرفة حقيقتها!!
وعن أهمية هذه الأيقونة ومنزلتها وغيرها عند النصارى لابد من مطالعة كتاباتهم في هذا الشأن، فخذ على سبيل المثال ما كتبه نيافة الأنبا رافائيل تحت عنوان ((تأملات فى طقس تدشين الأيقونة)):
إن إكرام الأيقونات فى كنيستنا الأرثوذكسية يستند إلى أهم عقيدة نؤمن بها ، ولها أثر مباشر فى قضية خلاصنا ، وهى عقيدة تجسد الله وحضوره الحقيقى بيننا ؟ فعندما نكرم الأيقونات فإننا نعلم إيماننا بحقيقة تجسد وتأنس ربنا يسوع المسيح .
وعن طقوس النصارى – وخصوصا من الأرثوذكس الشرقيين – في تقديس الأيقونات يقول الأنبا المصري مجيبا على سؤال ((ماذا يحدث فى طقس تدشين الأيقونات؟)) :
1- التدشين هو التكريس أى التقديس والتخصيص لله … فتصير الأيقونة بعد تدشينها أداة مقدسة لإعلان حضور الله بفعل الروح القدس ؛ لذلك وجب تكريمها والتبخير أمامها وتقبيلها بكل وقار .
2- يقوم بطقس التدشين الأب الأسقف وليس غيره …
3- فى الصلاة التى يصليها الأب الأسقف لتدشين الأيقونة يذكر الأساس الكتابى واللاهوتى لعمل الأيقونات…
لذلك تعتبر الكنيسة أن تدشين الأيقونة هو مباركة وتمجيد لاسم الله القدوس … إذ عندما يلتفت المؤمنون إلى كرامة القديسين ومجدهم ترتفع أنظارهم إلى السماء ليمجدوا اسم الله ويباركوه . لك المجد فى جميع القديسين الله .
ولك أن تقدر الآن حجم الكارثة التي تحل بالكنيسة لعظم قدر أيقونة الرسام لينتز والذي قصد تصوير شذوذ سرجيوس وباخوس فصارت لوحته الفاضحة ((مباركة وتمجيد لاسم الله القدوس)) تبخر وتقبل بكل وقار!! ليس هذا فحسب، ولكن يزداد خطر الأيقونة من مثل هذه بقدر تعلق نفوس النصارى بها والتي تتمثل في بقية من كلام الأنبا رافئيل حيث يقول عن الأيقونة:
إنها ميناء خلاص وميناء ثابت لكل نفس متعبة في بحر العالم المتلاطم الذي يزعج سلامنا وأمننا، ويُهددنا بالغرق في الخطية والمشاكل والهموم الدنيوية.. فتلجأ النفس إلى أيقونات القديسين لترى فيهم إشعاعات النور الإلهي.. وترى فيها إلهام النصرة والطهارة [!!]، فتتشجع النفس وترتقي إلى السماويات ماسكة برجاء المجد، ناظرة إلى رئيس الإيمان ومُكمله الرب يسوع.
هل تتطلع النفس حقاً بعد النظر إلى أيقونات سرجيوس وباخوس الى السماويات ماسكة برجاء المجد أم إلى المؤخرات ماسكة برجاء شهوات الدبر؟ صدق من قال ((من ثمارهم تعرفونهم)) فلا أدل من أثر هذه الأيقونات مما نقرأ ونسمع عن اختراق الشذوذ للكنائس وعلى أعلى مستويات كهنوتية.
ويتعاظم خطر هذه الأيقونات مع قراءة ما كتبه الأرشمندريت بندلايمون فرح حيث يعترف بقوله تحت عنوان ((لاهوت الأيقونة الأرثوذكسية)) [المصدر]:
يعتبر السجود الإكرامي للأيقونة أمراً طبيعياً. اعتبار الأيقونة واحترامها يعطيان للمؤمنين آلاف البركات:
- فالأيقونة هي كتاب لغير القادرين على القراءة. إنها تذكرنا بتاريخ الخلاص كله وبصنيع الله وبأسرار تدبيره الإلهي.
- أنها تعليم صامت للتشبّه بمثل القديسين [ضع مليون خط تحت هذه العبارة].
-أنها قناة لانسكاب النعم الإلهية. فهي صلة وصل بالنعمة وبها ومن خلالها يوزع الله إحساناته وعطاياه علينا. فهي تشترك، بشكل من الأشكال، في قوة النموذج الأول، الذي تمثله وفي صلاحه. ويمكننا القول بأن النعمة الإلهية، والعمل الإلهي يقيمان ويسكنان في الأيقونة كما يسكنان في البقايا المقدسة.
فالقديسون منذ حياتهم على الأرض كانوا مملوئين من الروح القدس وبعد موتهم لم تبتعد النعمة الإلهية التي بالروح القدس، عن أرواحهم ولا عن أجسادهم في القبور، ولا عن أيقوناتهم المقدسة. ليس لأنها تلازمهم جوهرياً، ولكن لأنها من خلالهم، تعمل البركات
وبناء على ما تقدم فإن الرسام الذي قصد تصوير شذوذ منسوب للقديسين سرجيوس وباخوس قد أنجز حلول الروح القدس في لوحته التي صارت أيقونة مقدسة تسكن فيها النعمة الالهية بزعم النصارى!! لكن أخطر ما ورد في هذا المقال قول الارشمندت أن الأيقونة ((تعليم صامت للتشبّه بمثل القديسين))، فهو بهذه العبارة الذهبية قد وضح سر اختراق الشذوذ الجنسي للنصرانية بالطول والعرض بعد تشبه النصارى من أيقونات سرجيوس وباخوس لأنها تعليم صامت. فإذا كانت الصورة عند الصينيين بمليون كلمة كما يقال فإن الأيقونة بمليار فاحشة شذوذ وسحاق كما هو مشاهد اليوم.
الرسام قبل الأيقونة
وإذا قال نصراني أن الأيقونة مقدسة بغض النظر عن مقاصد الرسام أوأن الأيقونات ليست بالنيات ولذا فليس مهما عنده نوايا ولا أفكار الرسام لينتز في تصوير شذوذ سرجيوس وباخوس، فإنني أهدي هذا النصراني من العوام هذا المقال المؤصل لمكانة الأيقونة ومن يرسمها حتى يتأمل هداه الله في الفقرة التالية من هذا الموقع النصراني الكبير لنصارى المشرق [منتديات الكنيسة] فتحت عنوان ((كيف تقرأ الأيقونة القبطية)) نقرأ:
طبعاً طقسياً الأيقونة لها أهميتها فى الكنائس وحصل منها معجزات كثيرة أشهرها لما وقفت والدة القديس مارمينا أمام أيقونة العذراء لتطلب ابن فجاءها صوت العذراء الحنون “أمين” من الأيقونة وكلنا بنقف قدام الأيقونة نصلى بخشوع ونولع الشمع لكن هل تأملنا الأيقونة فى يوم وعرفنا قواعد رسم الأيقونة كيف تكون؟؟؟؟ اليوم يا رب أقدر أفيدكم بشرح فن الأيقونات القبطية
أولاً : من يقوم برسم الأيقونة لابد أن يكون بدرجة روحية عالية و بعد صلاة وإرشاد يقوم برسم الأيقونة لأن الأيقونة هنا تكون عقيدة أو أيات من الكتاب المقدس أو سيرة قديس لكن بالألوان وليس بالكلمات فلابد أن ترسم صحيحة وقد سمعت قصة عن البابا شنودة عن إنه عندما رأى أيقونة فيها أقنوم الآب وقد رسمه الفنان شيخ متقدم الأيام وأقنوم الابن فى صورة شاب حديث السن فكان تعليق البابا شنودة أن هذه الأيقونة آريوسية لأنها صورت الآب متقدم فى الزمن على الابن وهذا خطأ لاهوتى لأن الابن مساو للآب فى الجوهر وكائن معه منذ الأزل وإلى الأبد…
وبعيدا عن كلام شنودة المضحك جداً ومعتقدات أتباعه في ((معجزات)) الأيقونات، فإن ما يهمنا من الفقرة المتقدمة هو قولهم أن الشرط الأول اللازم لقبول اللوحة الفنية كأيقونة مقدسة هو مرتبط في الأساس بشخص من يقوم برسم الايقونة وأن انتاجه الفني إنما يكون بعد صلاة وإرشاد إلهي” لأن الأيقونة تكون عقيدة أو آيات من الكتاب المقدس أو سيرة قديس لكن بالألوان وليس بالكلمات فلابد أن ترسم صحيحة “. وبناء على هذا كله، وبناء على قبول النصارى وكنائسهم للوحة ((روبرتز لينتز)) كأيقونة مقدسة وإلى اليوم فإنها تعتبر سيرة صحيحة بإرشاد إلهي، وبهذا تثبت تهمة الشذوذ على القديسين وأنهما اقترنا في علاقة محرمة.
وماذا لو قلت لك أن النصارى الكاثوليك والأرثوذكس يعتقدون أن أرواح القديسين تحضر معهم من خلال هذه الأيقونات التي صوروها لهم؟ اقرأ ما جاء في ((كلمة الراعي)) التي تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس [الأحد 16 آذار 2008 العدد 11]:
الأيقونات تُـوضع في الكنائس اولًا لكون القديـسين حاضرون معنـا في العبـادة ونـبخّرهم كما نبـخّر المؤمنين. هم والملائكة يـشاركوننا الخدمة. ونضعها في المنازل لأن العائلة كنيسة صغيرة كما يقول الكتاب.
هل تريد أيها النصراني تحضير أرواح متهمين بالشذوذ من خلال التأمل في أيقونتهم التي تصور علاقتهم بحسب المعنى الذي أراده الرسام؟ لا عجب إذن من استفحال الشذوذ في الكنائس إذا كانت هذه هي الأرواح التي تحضر وسطها!!
الأيقونة الرمز للشاذين النصارى
وهذه مواقع نصرانية أجنبية تحتفي بشذوذ القديسين وتجاهر به كحقيقة مسلم بها رافعة أيقونة الرسام ليتنز شعاراً لها:
Gay heroes Saints Sergius and Bacchus
Orthodox Catholic Religion, Franciscan Mission, GLBT Affirming …
الموقع الأخير هو لنصارى الفرنسسكان المؤيدين للشاذين حيث رفعوا أيقونة الرسام ليتنز في صدر الصفحة الرئيسية واعترفوا في صفحة التعريف بـ ((ارسالية القديس سرجيوس)) بما نصه في الانجليزية بكل وضوح:
Mission St. Sergius has as its primary goal “to foster a spirit of community and fellowship among gay Catholics so that
they can offer and receive mutual support in living our their lives of faith with the Church.” (Cardinal Roger Mahoney, (2-
2-86).
وترجمة الفقرة السابقة بما معناه أن الهدف الرئيس التي وضعته ارسالية القديس سرجيوس نصب عينيها هو العمل على انخراط الشاذين والسحاقيات من الكاثوليك في مجتمعهم وضمان تبعيتهم للكنيسة حتى يحصلوا على الدعم ويقدمونه لها بدورهم، بينما يعيشون حياتهم الدينية مع كنيستهم وليس بعيداً عنها بعبارة أخرى.
فلا عجب أن ينشأ تنظيم كهنوتي يجعل من هذين ((القديسين)) رمزاً لكل النصارى الشاذين ويعمل تحت اسميهما المقترن دوماً كما اقترنا في معظم الأيقونات التي صورت لهما. وهذا هو عنوان هذا التنظيم الكهنوتي الجديد وموقعه الإلكتروني:
United Order of Sergius and Bacchus
وعن مهام هذا التنظيم المقدس نقرأ هذا الاعتراف الصريح في أصله الانجليزي:
The United Order of Saints Sergius and Bacchus has an open and accepting attitude towards homosexuality. While welcoming all seekers after Truth, we have a special mission to spiritual seekers of same-sex orientation.
هكذا أعلن هذا التنظيم الكهنوتي عن موقفه المنفتح تجاه الشذوذ الجنسي وتقبله للشاذين وأن مهمة هذا التنظيم الخاصة إنما تكمن في الارتقاء بروحانية المثليين جنسياً!!
أيضاً لا تخطئ العين أيقونة الرسام ليتنز التي صارت أيقونة لاقتران الشاذين جنسياً من النصارى!! انظر صورة من الصفحة الأولى لموقع التنظيم الكهنوتي:
موقع جماعة القديسين سرجيوس وباخوس الموحدة على الشذوذ!
وهذا موقع كنيسة كاثوليكية رسولية بإسم القديسين سرجيوس وباخوس شقت عصا الطاعة على بابا الفاتيكان لتفتح أبوابها مشرعة للترحيب بكل النصارى الكاثوليك من الشاذين والسحاقيات. ولا تتعجب أيضاً إذا رأيت أيقونة لينتز وقد صارت راية لهذه الكنيسة للشواذ.
قسيس من كنيسة القديسين سرجيوس وباخوس يعقد قران شاذين!! [مصدر الصورة]
وهذه مدونة متخصصة في رصد الشاذين والسحاقيات من قديسي وقديسات النصارى على مر التاريخ، حيث تطالعنا فيها أيقونة ليتنز مرة أخرى في صفحة خاصة بالقديسين سرجيوس وباخوس:
Gay & Lesbian Saints
وهكذا تتحول أيقونات القديسين إلى شعار للشاذين من النصارى فهاهم ((قوم لوط)) الجدد قد صاروا يرتدون تلك الأيقونات على قمصان لهم تجاهر بفسقهم وفجورهم في المجتمعات الغربية:
مصدر الصورة
أيقونات ومخطوطات
وليست هذه الأيقونات المكتشفة وحدها هي كل ما لدى ذلك الفريق من النصارى الذين يؤكدون شذوذ القديسين، فقد كتب الأب أنطوان ملكي مقالاً مطولاً بعنوان ((موقف أرثوذكسي من الشذوذ الجنسي)) اعترف فيه بالتالي [رابط المصدر]:
خلال البحث، عثرنا على صفحة على الإنترنت يسمي أصحابها أفسهم أرثوذكسيين من الكنيسة اليونانية في أميركا الشمالية. وهم يتبنون دعوة الكنيسة الأرثوذكسية إلى مباركة علاقة اللواطيين والسحاقيين[17]. وهم يستندون إلى الآيات التي ذكرناها سابقاً من (راعوث 1و2) وغيرها كالآية 11:4 من سفر الجامعة: “إن اضطجع إثنان يكون لهما دفء أما الوحد فكيف يدفأ”. ويتمادون في التفسير على هواهم مضيفين بعض الاستشهادات كالتالي المأخوذ من القطعة الأولى في إينوس سحر عيد القديسين سرجيوس وباخوس (7 تشرين الأول): “لا مرتبطَين بعلاقة الطبيعة بل بطريقة الإيمان”. فيفسرون أن عدم الارتباط بعلاقة الطبيعة هو إشارة إلى أن القديسين قد جمعتهما علاقة من نوع آخر ويستنتجون أنها علاقة لواط.
مما تقدم يتبين التالي:
• الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية في امريكا الشمالة تدعو إلى مباركة علاقة اللواطيين والسحاقيات
• استند أتباع هذه الكنيسة إلى فقرات من الكتاب المقدس
• قالوا بأن القديسين سرجيوس وباخوس كانا على علاقة لواط
شعار كنيسة الأرثوذكس الشرقيين للشاذين والسحاقيات [المصدر]
وعودة إلى موضوع التحقيق المنشور في الموقع الإعلامي الأمريكي الذي أفتتحت بسببه هذه التدوينة فإن أهم ما جاء فيه هذه الفقرة:
إن العلاقة الوطيدة التي جمعت كلا من سرجيوس وباخوس قادت كثيرين من شراح الكتاب المقدس المعاصرين إلى الاعتقاد أنهما كانا عشيقين. والدليل الذي حظي بشعبية أكبر عند من تبنى هذا التصور يتمثل في أقدم نص مكتوب باللغة اليونانية من ((سجل شهداء الكنيسة)) الرسمي والذي يصف القديسين بأنهما كانا عشيقين.
إذن ما حاجتنا إلى ايقونات للقديسين الشاذين أو الجدل حول غايات الرسام من وراء أيقونة منها بينما لدينا السجل الرسمي في أقدم نص مكتوب باللغة اليونانية وهو يشهد عليهما بتورطهما في تلك العلاقة الآثمة. فالثابت بما لا يدع مجالاً للشك وبحسب تلك المخطوطات اليونانية أن ((القديسين)) اقترنا في علاقة شاذة بنكاح فاسد.
وهذا موقع آخر يؤكد وجود هذه المخطوطة بهذه العبارات:
Recent attention to Greek manuscripts has also revealed that they were openly gay men and that they were erastai, or lovers. The manuscripts are found in various libraries in Europe and indicate an earlier Christian attitude toward homosexuality…
The feast of these saints is October 7…
For nearly a thousand years they were the official patrons of the Byzantine armies, and Christian Arabs continue to revere them as their special patron saints.
ورد في الفقرة أعلاه أن لهذين القديسين عيد في السابع من اكتوبر من كل عام وأنهما ظلا لمدة ألف سنة المحامين عن جيوش البيزنطيين في معتقدهم حتى سقطت بيزنطية وفتحت بالاسلام على يد محمد الفاتح رحمه الله تبارك وتعالي ليقضي على جيوشهم للأبد فأين حماة هذا الجيش من دون الله اليوم؟ وورد أيضاً في هذا النص مدى تقدير وتقديس نصارى العرب وإلى اليوم لهذين القديسين الذين يعتبران لديهم المدافعين عنهم بخاصة من دون النصارى كلهم!! إذا كانا هذين ((القديسين)) هما من نصيرا كنائس المشرق فأبشر بطول سلامة يا مربع!!
وعودة إلى المخطوطة الفضيحة، فقد ترجمها كاملة إلى اللغة الإنجليزية البروفيسور بوسويل الذي سبق ذكره والذي يعد مرجعاً في شذوذ القديسين والقديسات النصارى وتخصص فيه أكاديمياً ليذكر اسمه ومؤلفاته وأبحاثه العلمية عند كل باحث ودارس في هذا الموضوع. وهذا رابط الترجمة الكاملة للمخطوطة
The Passion of SS. Serge and Bacchus
لكن هل هناك من قديسين نصارى آخرين عرفوا بالشذوذ أو اقترونا بأنكحة فاسدة؟ وهل من قديسات اقترنت الواحدة منهن بالأخرى في علاقة سحاق ((مقدسة))؟ الجواب مع شديد الأسف من قبل النصارى العرب لو أنصفوا وحققوا جيداً هي نعم كبيرة بحجم الشذوذ اليوم في مجتمعاتهم المنحطة. وليس أبلغ من هذه الروزنامة / التقويم الذي وضعها النصارى المؤديين للشذوذ لتذكر القديسين والقديسات من أهل الشذوذ الجنسي، ليس هذا فحسب بل ومن الذين تحولوا من ذكر إلى انثى أو العكس ممن يسمون بـ ((الجنس الثالث))!! يعني قديس ومخنث!! أو قديسة مسترجلة!! أعوذ بالله من ضلال النصارى وفجورهم!
Calendar of Lesbian, Gay, Bisexual, and Transgender Saints
وقد تصادف اليوم مع صدور هذه التدوينة بتاريخ 28 أغسطس أن أجده مخصصا للاحتفال بعيد القديس أوغسطين الذي يعتبر ((أحد أهم الشخصيات المؤثرة في المسيحية الغربية. تعتبره الكنيستان الكاثوليكية والأنغليكانية قديسا وأحد آباء الكنيسة البارزين وشفيع المسلك الرهباني الأوغسطيني. يعتبره العديد من البروتستانت، وخاصة الكالفنيون أحد المنابع اللاهوتية لتعاليم الإصلاح البروتستانتي حول النعمة والخلاص. وتعتبره بعض الكنائس الأورثوذكسية مثل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قديسا بينما يعتبره البعض هرطقيا بسبب آرائه حول مسألة الانبثاق)) [ويكبيديا].
وقد أشارت صفحة التقويم النصراني إلى اعتراف أغسطين بشذوذه على نفسه نقلاً عن وثائق كنسية تم الكشف عنها وذكرتها الموسوعات الغربية ونشرها التقويم كاملة مترجمة إلى اللغة الانجليزية برقم الكتاب والجزء لمن أراد التوثيق حول حقيقة أعظم شخصية كهنوتية بعد بولس في تاريخ النصرانية. الجميل في التقويم أنه يحيلك إلى روابط مواقع المراجع النصرانية المعتمدة لدى الطوائف الكبرى كي لا يبقى لديك أدنى شك في المسألة حيال ما أخفاه أباء الكنائس في بطون مراجعهم وكتموه عن ((خراف الكنيسة)) وعوام النصارى المضللين.
يقول المؤرخ الشهير ((ول ديورانت)) صاحب مصنف ((قصة الحضارة)) عن كتاب ((الاعترافات)) الذي ألفه أوغسطين:
ولقد قال هو نفسه -بعد أن بلغ الرابع والستين من عمره وأصبح أسقفاً- إن الصورة الشهوانية القديمة [يقصد علاقاته الجنسية الشاذة]، “لا تزال حية في ذاكرتي، تندفع إلى افكاري…فهي تساورني في نومي لا لتسرني فحسب بل قد يبلغ بي الأمر أن أرضى عنها وأوافق عليها وأحب أن أخرجها من التفكير إلى التنفيذ“(87).
هذا هو القديس أوغسطين [من أصول أمازيغية] الذي عرف بعداوته للمرأة والتزوج من النساء ومقنن الرهبنة بين كهنة النصارى، فلما عرف السبب بطل العجب إذ يتساءل القديس أوغسطين لماذا خلق الله النساء ؟. ثم يقول:
” إذا كان ما احتاجه آدم هو العشرة الطبية، فلقد كان من الأفضل كثيراً أن يتم تدبير ذلك برجلين يعيشان كصديقين بدلاً
من رجل وامرأة؟؟؟؟
المتناقضات في الأناجيل
بقلم: د.زينب عبد العزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية
صورة لإنجيل أمريكي يعود إلى 1859م
عادة ما يغضب بعض المسيحيين من الإشارة إلى المتناقضات في الأناجيل أو في الكتاب المقدس، التي باتت تُعد بالآلاف، ويتهمون قائلها بأنه يعتدي على "قدسية" نصوص منزّلة !.. بل لقد أضيف إلى عبارة الغضب هذه رد صادر عن المؤسسة الفاتيكانية، للتمويه على الحقائق العلمية، بأن هذه المتناقضات ليست بمتناقضات، وإنما هي آيات تكمّل بعضها بعضا ! وذلك هو ما قاله أيضا الأب رفيق جريش، في المداخلة التي قام بها، ردا على ما أشرت إليه بهذا الصدد، في برنامج "90 دقيقة" على قناة المحور، يوم 14 يناير الماضي..
وفي واقع الأمر، أن هذه "القدسية" المزعومة قد اعتدى عليها الفاتيكان فعلا ثلاث مرات:
المرة الأولى في مجمع ترانت، سنة 1546، حينما فرضها على الأتباع قهرا في الدورة الرابعة، يوم 8 أبريل، قائلا أن "الله هو المؤلف الوحيد للكتاب المقدس"، وهى العبارة الواردة في وثائق ذلك المجمع، مع فرض "اللعنة على كل من يتجرأ ويسأل عن مصداقية أي شيء" ! (المجامج المسكونية، الجزء الثالث صفحة 1351، طبعة لوسير 1994).
والمرة الثانية، مع تقدم العلوم والدراسات التاريخية واللغوية، حينما تراجع الفاتيكان عن عبارة أن "الله هو المؤلف"، ليقول في مجمع الفاتيكان الأول سنة 1869: "أن الله قد ألهم الحواريين عن طريق الروح القدس" !..
أما المرة الثالثة، ففي مجمع الفاتيكان الثاني المنتهى سنة 1965. فمن أهم ما ناقشه : الدراسات النقدية التي أطاحت بمصداقية الكتاب المقدس بعامة، وبالعهد الجديد بصفة خاصة.. فبعد مداولات متعددة لدراسة كيفية صياغة الإعلان عن هذا التراجع المطلوب، المناقض لكل ما تم فرضه قهرا لمدة قرون، على أنها نصوص منزّلة، تم التوصل إلى محاولة للتخفيف من وقعه على الأتباع، عبر خمس صياغات مختلفة، واقترعوا على الصيغة النهائية، بأغلبية 2344 صوتا مؤيدا، ضد 6 أصوات معارضة..
ويقول النص الصادر عن الفاتيكان : "أن هذه الكتب وإن كانت تتضمن الناقص والباطل، فهي مع ذلك تُعد شهادات لعلم تربية إلهي حقيقي" .. ويعنى النص بالفرنسية :
"Ces livres, bien qu'ils contiennent de l'imparfait et du caduc, sont pourtant les témoins d'une pédagogie divine" !..
وفي العدد رقم 137 من مجلة "عالم الكتاب المقدس" سبتمبر- أكتوبر 2001، والذي يتصدر غلافها موضوع رئيسي بعنوان : "من كتب الكتاب المقدس ؟ "، نطالع في المقال الذي بقلم جوزيف موان J. Moingt، الأستاذ المتفرغ بكليات الجزويت بباريس، والذي يشير فيه إلى صعوبتين فيما يتعلق بالكتاب المقدس قائلا:
" أولا أن الكتاب المقدس ليس كتابا بالمعنى المفهوم وإنما مكتبة بأسرها، مجموعة متعددة من الكتب والأنواع الأدبية المختلفة، بلغات مختلفة، ويمتد تأليفه على عشرات القرون، وأنه قد تم تجميع كتبه في شكل كتاب بالتدريج، ابتداء من مراكز صياغة ونشر متنوعة. ثانيا كل كتاب من هذه الكتب لم يتم تأليفه دفعة واحدة، بقلم نفس الكاتب، وإنما صيغ كل كتاب منها اعتمادا على العديد من التُراث الشفهية المتناثرة وكتابات جزئية متفرقة ناجمة عن مصادر شتى بعد أن تمت إعادة كتابتها وصياغتها وتبديلها على فترات طويلة قبل أن تصل إلى ما هي عليه".. ويوضح هذا الاستشهاد كيف أن مثل هذه المعلومات، في الغرب، باتت من المعلومات الدارجة التي يتم تناولها على صفحات الجرائد والمجلات ..
وإذا أضفنا إلى ما تقدم، كل ما توصلت إليه "ندوة عيسى"، بمعنى أن 82% من الأقوال المنسوبة ليسوع لم يتفوّه بها، وأن 86 % من الأعمال المسندة إليه لم يقم بها، لأدركنا فداحة الموقف، من حيث الهاوية التي تفصل الحقائق التي توصل إليها العلم والعلماء، وكثير منهم من رجال اللاهوت، والإصرار الأصم على تنصير العالم، بأي وسيلة وبأي ثمن - رغم كل الشعارات الطنانة والمتكررة التي يعلنونها باحترامهم أصحاب الأديان الأخرى !
ولا أتناول هذا الموضوع من باب التجريح أو الانتقاص من أحد - فما من إنسان في هذا الزمن مسئول عما تم في هذه النصوص من تغيير وتبديل، عبر المجامع على مر التاريخ، لكنني أطرحه كقضية عامة تهم كل المسلمين، أينما كانوا، والذين باتت تُفرض عليهم عملية تنصير لحوحة وغير إنسانية، مدعومة بالضغوط السياسية وبما يتبعها من تنازلات .. لذلك أناشد كافة الجهات المعنية التصدي لهذه المهزلة المأساوية الكاسحة !..
كما أنها تُهِم كل القائمين على عمليات التبشير والتنصير، التي تدور رحاها بذلك الإصرار الغريب، حتى يدركوا فداحة ما يتسببون فيه حقيقة، على الصعيد العالمي، من ضغوط وانفجارات .. ضغوط وانفجارات ناجمة عن إصرارهم على اقتلاع دين الآخر، ونحن جميعا في غنى عنها ـ خاصة وأنها تدور قهرا، بجيوش مجيشة من العاملين في هذا المجال، من أجل فرض نصوص وعقائد أقرت قياداتها العليا، منذ أجيال عدة، بأنها تتضمن "الناقص والباطل" كما رأينا..
وقد قامت نفس هذه القيادات بالتمويه على ما بها من متناقضات، جلية لكل عين لا تتعمد فقدان البصر والبصيرة، باختلاق بدعة أنها تعبّر عن تعددية الرؤية والتعبير، أوأنها تكمل بعضها بعضا !.. لذلك أصبحوا يقولون "الإنجيل وفقاً لفلان"، وليس "إنجيل فلان" .. وهو ما يحمل ضمناً الإعتراف بوجود مساحة من الشك والريبة غير المعلنة ..
وإذا ألقينا بنظرة على بعض هذه المتناقضات، التي قالت عنها الموسوعة البريطانية في مداخلة "الكتاب المقدس" أنها تصل إلى 150,000 تناقضا، وقد رفعها العلماء مؤخرا إلى الضعف تقريبا، لأمكن لكل قارىء ـ أيا كان إنتماؤه، أن يرى بنفسه ويقارن مدى مصداقية مثل هذه النصوص، أومدى إمكانية إعتبارها نصوص منزّلة ! ونورد ما يلى على سبيل المثال لا الحصر:
* التكوين 1 : 3-5 في اليوم الأول الله خلق النور ثم فصل النور عن الظلمة
* التكوين 1 : 14-19 تم ذلك في اليوم الرابع
* التكوين 1 : 24-27 خلق الحيوانات قبل الإنسان
* التكوين 2 : 7 و19 خلق الإنسان قبل الحيوانات
* التكوين 1 : 31 اُعجب الله بما خلق
* التكوين 6 : 5-6 لم يعجب الله بما خلق وحزن وتأسف ..
* التكوين 2 : 17 كتب على آدم أن يموت يوم يأكل من شجرة المعرفة، وقد أكل
* التكوين 5 : 5 آدم عاش 930 سنة !
* التكوين 10 : 5 و20 و31 كل قبيلة لها لغتها ولسانها
* التكوين 11 : 1 كانت الأرض كلها لسانا واحداً ولغة واحدة
* التكوين 16 : 15 و21 : 1-3 إبراهيم له ولدان إسماعيل وإسحاق
* العبرانيين 11 : 17 إبراهيم له ولد واحد وحيده إسحاق (وتم إستبعاد إسماعيل)
* التكوين 17 : 1—11 الرب يقول عهد الختان عهداً أبدياً
* غلاطية 6 : 15 بولس يقول ليس الختان ينفع شيئا (وبذلك تعلوكلمة بولس على كلمة الرب) !..
* خروج 20 : 1-17 الرب أعطى الوصايا العشر لموسى مباشرة بلا وسيط
* غلاطية 3 : 19 أعطاها الرب مرتبة بملائكة في يد وسيط
* الملوك الثاني 2 : 11 صعد إيليا في العاصفة إلى السماء
* يوحنا 3 : 13 لم يصعد أحد إلى السماء إلا إبن الإنسان (يسوع)
* متى 1 : 6 – 7 نسب يسوع عن طريق سليمان بن داوود
* لوقا 3 : 23 -31 نسب يسوع عن طريق ناثان بن داوود
* متى 1 : 16 يعقوب والد يوسف
* لوقا 3 : 23 هالى والد يوسف
* متى 1 : 17 جميع الأجيال من داوود إلى المسيح ثمانية وعشرون
* لوقا 3 : 23 -28 عدد الأجيال من داوود إلى المسيح أربع وثلاثون
* متى 2 : 13 – 16 يوسف أخذ الصبي (يسوع) وأمه وهربوا إلى مصر
* لوقا 2 : 22 – 40 عقب ميلاد يسوع يوسف ومريم ظلا في أورشليم ثم عادوا إلى الناصرة ! أي أنهم لم يذهبوا إلى مصر بالمرة، بل ولا يرد ذكر ذبح الأطفال بأمر هيرود
* متى 5 : 17 – 19 يسوع لم يأت لينقض الناموس
* أفسوس 2 : 13 – 15 يسوع قد أبطل الناموس بجسده !
* متى 10 : 2، ومرقس 3 : 16 – 19، ولوقا 6 : 13 – 16، وأعمال الرسل 1 : 13 تختلف بينها أسماء وأعداد الحوايرين ..
* متى 10 : 34 جاء يسوع ليلقى سيفا وليس سلاما
* لوقا 12 : 49 – 53 جاء يسوع ليلقى ناراً وانقساما
* يوحنا 16 : 33 جاء يسوع ليلقى سلاما !
بينما يقول يسوع:
* لوقا 19 : 27 أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فاْتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامى !!
* متى 16 : 18ـ19 يسوع يقول أنت بطرس وعلى هذه الصخرة ابنِ كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات ..
* متى 16 : 23 فالتفت يسوع وقال لبطرس إذهب عنى يا شيطان أنت معثرة لى لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس !.. وكررها مرقس كاتبا : " فانتهر بطرس قائلا إذهب عنى يا شيطان لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس" (8 : 33) !
فكيف يمكن لكنيسة أن تقوم على شخص يعتبره السيد المسيح شيطانا ومعثرة ولا يهتم بما لله ؟!.
* مرقس 14 : 44-46 علامة خيانة يهوذا ليسوع أن يقبله
* لوقا 22 : 47-48 يهوذا دنا من يسوع ليقبله
* يوحنا 18 : 2-9 يسوع خرج وسلم نفسه ولا ذكر لقبلة يهوذا الشهيرة
* متى 27 : 5 يهوذا طرح الفضة (النقود) أرضا ثم انصرف
* أعمال الرسل 1 : 18 يهوذا يقتنى حقلا بأجرة خيانته
* متى 27 : 5 يهوذا خنق نفسه
* أعمال الرسل 1 : 18 يهوذا يسقط على وجهه وانشق من الوسط فانسكبت أحشاؤه كلها
* متى 27 : 28 ألبسوا يسوع رداءً قرمزيا (علامة على الإهانة) ! ..
* مرقس 15 : 17 البسوه رداءً أرجوانيا (علامة على المَلَكية) !..
* متى 27 : 32 سمعان القيرواني سخّر لحمل صليب يسوع
* يوحنا 19 : 17 خرج يسوع حاملا صليبه
* متى 27 : 46 – 50 كانت آخر كلمات يسوع "إيلي إيلي لما شبقتني، أي إلهي إلهي لماذا تركتنى " ..
* لوقا 23 : 46 كانت آخر كلمات يسوع " يا أبتاه في يدك أستودع روحى" ..
* يوحنا 19 : 30 كانت آخر كلماته " قد أكمل " ونكس رأسه وأسلم الروح ..
* لوقا 23 : 43 قال يسوع للص المصلوب بجواره : الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس !..
* أعمال الرسل 2 : 31 تقول الآية أنه ظل في الجحيم حتى بُعث (في طبعة 1831)، وفي طبعة 1966 تم تغيير عبارة "الجحيم" وكتابة "الهاوية" !..
وتغيير الكلمات أو العبارات من علامات التلاعب بالنص المتكررة، وليست فقط في الآية السابقة وتعد بالمئات، فعلى سبيل المثال نطالع في طبعة 1671، في سفر إشعيا 40 : 22 عبارة "الذي يجلس على دايرة الأرض وسكانها هم مثل جراد : الذي يمد السموات كلا شىء ويبسطهن كمخبأ للمسكون "، نجدها قد تحولت في طبعة 1966 إلى : " الجالس على كرة الأرض وسكانها كالجندب الذي ينشر السموات كسرادق ويبسطها كخيمة للسكن " ! وأهم فارق يشار إليه في هذا التغيير هو حذف عبارة " دايرة الأرض" التي تشير إلى أن الأرض مسطحة حتى وإن كانت مستديرة الشكل، وكتابة " كرة الأرض" لتتمشى مع التقدم العلمى الذي أثبت أن الأرض كروية وتدور حول الشمس، وهى القضية التي تمت محاكمة جاليليو بناء عليها، ومن الواضح أن التغيير قد تم بعد ثبوت كلام جاليليو!
وهناك آيات جد محرجة في معناها، إذ تكشف عن حقيقة موقف أهل يسوع وأقرباؤه، كأن نطالع : " ولما سمع أقرباؤه خرجوا ليمسكوه لأنهم قالوا أنه مختل . وأما الكتبة الذين نزلوا من أورشليم فقالوا إن معه بعلزبول وأنه برئيس الشياطين يُخرج الشياطين. " (مرقس 3 :21-22).. وهو ما يؤكده يوحنا، إذ يقول : " فقال له اليهود الآن علمنا أن بك شيطانا" (8: 52 ) بل يضيف يوحنا : " لأن إخوته أيضا لم يكونوا يؤمنوا به" ( 7 : 5 ) !.
فهل يجوز لمثل هذا الإنسان الذي يصفه أقرباؤه بالمختل، ويرى فيه اليهود أن به شيطانا، وان إخوته لم يكونوا يؤمنوا به أن يكون إلاها ويصبح "ربنا يسوع المسيح" الذي يجاهد التعصب الكنسى لفرض عبادته على العالم ؟!
أما مسألة يسوع وإخوته فما هو مكتوب عنها يؤكدها تماما، إذ يقول لوقا : " فولدت إبنها البكر وقمّطته وأضجعته في المزود إذ لم يكن لهما موضع في المنزل " (2 : 7) .. وعبارة "الإبن البكر" تعنى يقينا أن له إخوة وأخوات كما هو وارد في متى (13 : 55 – 56 )، وأن يسوع، عليه الصلاة والسلام، هو أكبرهم، أي الإبن البكر ..
وهو ما يؤكده متى حينما يورد الحلم الذي رآه يوسف النجار :"فلما استيقظ يوسف من النوم فعل كما أمره الرب وأخذ امرأته. ولم يعرفها حتى ولدت إبنها البكر ودعا إسمه يسوع" (1 : 24 -25 ).. وعبارة "لم يعرفها حتى ولدت" تعنى أنه لم يعاشرها جسدا حتى وضعت إبنها البكر. وهذا تأكيد على صحة عبارة الإخوة والأخوات المذكورين بأسمائهم في مرقس (6 : 3) . خاصة وأن النص اليونانى للإنجيل يحمل عبارة "أدلفوس" adelfos أي أخ شقيق، وليس "أنبسوى" anepsoi، أي أولاد عمومة كما يزعمون كلما اُثيرت هذه المشكلة التي تمس بألوهية يسوع ..
وهناك العديد من الوقائع التي لم يشهدها أحد فكيف وصلت لكتبة الأناجيل، ومنها السامرية التي قابلها يسوع، رغم العداء الشائع بين اليهود والسامريين، إضافة إلى أن هذه السامرية بها من المحرمات الدينية والشرعية ما يجعله يبتعد عنها، فهى متزوجة خمس مرات وتحيا في الزنا مع آخر، ورغم ذلك نرى يسوع عليه السلام، يبوح لها في إنجيل يوحنا بما لم يقله لمخلوق ( 4 : 26 )، بأنه هو المسيح المنتظر !! فاي عقل أو منطق يقبل مثل هذا القول؟
وهناك تناقضات تشير إلى عدم صلب يسوع، عليه السلام، بالشكل المعترف عليه الآن، فالنص يقول أنه عُلق على خشبة ! وهو ما يتمشى مع الواقع، فالصليب بشكله الحالى لم يكن معروفا في فلسطين آنذاك .. وتقول الآيات :
"إله آبائنا أقام يسوع الذي أنتم قتلتموه معلقين إياه على خشبة" ( اع 5 : 30 ) ؛ " ..الذي أيضا قتلوه معلقين إياه على خشبة" ( اع 10 : 39 ) ؛ " ولما تمموا كل ما كتب عنه أنزلوه عن الخشبة ووضعوه في قبر" ( اع 13 : 29 ) ؛ " المسيح إفتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب ملعون كل من عُلق على خشبة" (رسالة بولس إلى أهل غلاطية 3: 13) ؛ وهو ما يؤكده بطرس في رسالته الأولى إذ يقول : " الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة" (2 : 24 ) .. فأية آيات نصدق في مثل هذه الأناجيل ؟!. ولا تعليق لنا على اعتبار السيد المسيح عليه الصلاة والسلام " لعنة " و" ملعونا " والعياذ بالله !
وليس كل ما تقدم إلا مجرد شذرات، مقارنة بعددها الفعلي، فلا يسع المجال هنا لتناول تلك الآلاف من المتناقضات الثابت وجودها في النصوص الدينية، لكنا نشير إلى حقيقة أن هذه النصوص، بالشكل التي هي عليه، ليست منزّلة – باعتراف قادة المؤسسة الكنسية الفاتيكانية، والعديد من الباحثين . وإنما هي قد صيغت وفقا للأغراض والأهواء السياسية والدينية، وبالتالي فانه لا يحق لأي "إنسان" أن يحاول فرضها على المسلمين أو غير المسلمين !
ليؤمن بها من شاء من أتباعها وليكفر بها من شاء من أتباعها، لكن فرضها على العالم أجمع، وخاصة على العالم الإسلامي الموحد بالله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد، فهو أمر مرفوض بكل المقاييس .
فالآيات التي يتذرعون بها لتنصير الشعوب والتي تقول : "فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس" (متى 38 : 19) قد تمت صياغتها في مجمع القسطنطينية، سنة 381، باختلاق بدعة الثالوث وإقحامها في الأناجيل التي بدأت صياغتها في أواخر القرن الأول .. فبأي عقل يمكن للدارس أو حتى للقارئ العادي أن يضفي أية مصداقية على ذلك الكم من المتناقضات ؟!..
(((((((((((
امتياز المسيح بولادته من الله
يدعي المسيحيون إدعاءً باطلاً وهو أن المسيح امتاز بولادته من الله :
و الحقيقة إن هذا الادعاء لا أساس له ، لأن الكتاب المقدس اصطلح على أن كل مؤمن تقي وبار هو مولود من الله أو من فوق ، فالتولد من الله مجازي وعام ، يشترك فيه المسيح وغيره بالمعنى اللائق بعظمة الله ولندلل على ذلك بالأمثلة من كتابهم المقدس :
1) بالنسبة للولادة من الله فقد ورد في سفر التثنية الإصحاح الرابع عشر العدد الأول على لسان موسى عليه السلام : (( أنتم أولاد الرب إلهكم ))
2) وورد في المزمور الثاني الفقرة السابعة ان الله قال لداود : (( أنا اليوم ولدتك ))
3) وورد في رسالة يوحنا الأولى الاصحاح الرابع الفقرة السابعة قوله : (( أيها الاحباء لنحب بعضنا بعضاً لأن المحبة من الله وكل من يحب الله فقد ولد من الله ))
4) وقد أصطلحت الاسفار على أن كل مؤمن بار هو مولود من فوق أو من السماء فورد في إنجيل يوحنا [ 3 : 3 ] قول المسيح : (( الحق أقول لك : إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله )) .
5) وقد جاء في رسالة يوحنا الأولى [ 2 : 29 ] : (( إن علمتم انه بار هو فاعلموا ان كل من يصنع البر مولود منه )) أي من الله .
ويوحنا الذي فسر في الفقرة 38 من الاصحاح الأول كلمة رب بمعنى معلم في حق المسيح يوضح لنا في الفقرة 12 من الاصحاح الاول معنى الولادة من الله فيقول : (( أَمَّا الَّذِينَ قَبِلُوهُ، أَيِ الَّذِينَ آمَنُوا بِاسْمِهِ، فَقَدْ مَنَحَهُمُ الْحَقَّ فِي أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ )) فالمولود من الله هو المؤمن باسمه .
ولقد أورد يوحنا في [ 4 : 34 ] قول المسيح للتلاميذ : (( . . . طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني ، وأتمم عمله ))
ويقول المسيح أيضاً : (( لأني نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي ، بل مشيئة الذي أرسلني )) [ يوحنا 6 : 38 ]
ويلاحظ هنا أن المسيح قد قال : ( أرسلني ) ، ولم يقـل : الذي ولدنـي .
ويلاحظ أيضاً ان النصوص تتضمن لفظ ( أرسلني ) وهذا لا يقتضي دعوى الاتحاد والمساواة من أساسها لأن المرسل غير المرسل بداهــة
ثم ان هذه النصوص تفيد بأن الابن وقع عليه الإرسال ، ولا يصح أن من وقع عليه الإرسال أن يكون قديماً ، فكيف يتحد مع مرسله القديم .
ثم أن قول بولس بأن المسيح هو (( بكر كل خليقة )) [ كو1 : 15 ] فيه الدليل الواضح على ان المسيح مخلوق ، ومن الجدير بالذكر ان اللغة لم تعرف البكر إلا على أنه الأول من الأولاد وبكر الخلائق لا يكون إلا من جنسهم . وقد جاء في [ متى 1 : 25 ] : إن جبرائيل تراءى ليوسف النجار خطيب مريم وقال له خذ خطيبتك واصعد إلى الجبل ولا تباشرها حتى تلد ابنها البكر . وقد اعتبر يعقوب التلاميذ باكورة المخلوقات فقال: (( شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه )) [ يعقوب 1 : 18 ]
ومن جهة أخرى نريد ان نناقش المسيحيين على أساس القول في الاقانيم الثلاثة والتي الابن واحداً منها :
فإنكم تزعمون أن المسيح مولود من أبيه أزلاً ونحن نقول : إذا كان الأمر كما تقولون فيكونان موجودان أزليان الله الأب أزلي والله الابن أزلي فإن كان الأب قديماً فالابن مثله وإن كان الأب خالقاً كان الابن خالقاً مثله ، والسؤال هو :
لم سميتم الأب أباً والابن ابناً ؟
فإذا كان الأب استحق اسم الأبوة لقدمه فالابن أيضاً يستحق هذا الاسم بعينه لأنه قديم قدم الأب ، وإن كان الأب عالماً قديراً فالابن أيضاً مثله ، فهذه المعاني تبطل اسم الأبوة والبنوة ، لأنه إذا كان الأب والابن متكافئين في القدرة والقدم فأي فضل للأب على الابن حتى يرسله فيكون الأب باعثاً والابن مبعوثاً ؟
أرسل الابن للعالم . ولا شك ان الراسل هو غير المرسل
.
======================================================================(((((((((((((((((=
.
(((((((((((((((اديني عقلك؟؟خرافة نقل جبل المقطم.))))نحن احفاد الفراعنة الذين بنوا الاهرامات وصنعوا عجائب الدنيا وجاء المسيحيين الذين عبدوا الهة الفراعنة مثل حورس وايزيس واوزوريس كثالوث مقدس ومن احفادهم البطريق "سمعان الخراز" الذي نقل جبل المقطم في لحظة واحدة وتكسر منه الي قطع ومن توابعها للاسف الانهيار الذي وقع ضحيته العشرات ومازال ؟؟؟
القصة باختصار أن الخليفة الفطمي المعز لدين الله تحدى الأقباط أن ينقلوا جبل المقطم , لأنه حسب إحدى فقرات الإنجيل أن المسيح عليه السلام قال لهم لو عندكم إيمان تستطيعون نقل الجبال , فاجتمع بعض النصارى وتلوا صلوات فانتقل المقطم أمام أعين السلطان , فترك السلطان المعز لدين الله الإسلام ودخل في المسيحية .
(لاحظ المكتوب باللون الأحمر في القصة, فهو إما متروك لفهم القارئ أو سيتم الرد عليه ).
حسب المصادر المسيحية , تبدأ وقائع القصة, والتي يتبناها ويصدقها الأرثوذكس فقط كما يلي:
في القرن العاشر الميلادي في عهد الخليفة الفاطمي المُعز لدين الله (952-975) والبطريرك القبطي أبرآم السرياني (البطريرك الثاني والستين—975-978). كان المسئول على جباية الخراج رجل يدعى يعقوب بن كلس الذي تحوّل من اليهودية إلى الإسلام حتى يحصل على منصب عالي في الحكومة. كان يعقوب يمقت المسيحية والمسيحيين. قد حاول أن يثبت أن المسيحية ديانة كاذبة وباطلة.
دخل الوزير اليهودى عند المعز وقال : " مكتوب فى إنجيل النصارى: من كان فيه إيمان مثل حبة خردل فإنه يقول للجبل إنتقل وإسقط فى البحر فيفعل والنص الإنجبلى هو: لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل إنتقل من هنا إلى هناك فينتقل ( متى 17 : 20 "فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ". )) فليرى أمير المؤمنين رأيه فى مطالبتهم بتنفيذ هذا القول لأنه من المستحيل أن يتم هذا وإنه كذب فإن هم لم يفعلوا فلنفعل بهم ما يستحقوه على إيمانهم الكاذب " فلنختبر النصارى بهذا القول ولنا فى ذلك إحدى فائدتين فإن صح زعمهم به فهذا جبل مكتنف القاهرة سمى فيما بعد بالمقطم (تذكر مخطوطة بدير الأنبا أنطونيوس , أن جبل المقطم سُمى بذلك لأن سطحه كان متساوياً أى متصلاً فأصبح بعد نقله ثلاث قطع واحده خلف الأخرى ويفصل بينهما مسافة لهذا سمى بالمقطم أو المقطع أو المقطب) , وإذا إبتعد عنها كان هوائها أنقى ومناخها أجمل ونكسب مكاناً نبنى فوقه المدينه ونوسعها , وإن لم يصح كان المسلمون أولى بمساكن هؤلاء الكفرة والإستيلاء على أملاكهم وإذا طردناهم ومحونا أثرهم من الوجود ويبقى لا ذنب علينا من قبل الله .
فوافقه المعز وأرسل فى طلب الأنبا أبرآم البطريرك وقال له : " ماذا تقول فى هذا الكلام , هو فى إنجيلكم أم لا ؟ " فقال البطريرك : " نعم هو فيه " قال له : " هوذا أنتم نصارى ألوف ألوف وربوات ربوات فى هذه البلاد وأريد أن تحضر لى واحد منهم تظهر هذه الآية على يدية وأنت يا مقدمهم ( رئيسهم ) يجب أن يكون فيك هذا الفعل وإلا أفنيكم وأمحيكم بالسيف أو أمامك ثلاثه لتختار إما قبول الإسلام أنت والنصارى أو هجر البلاد ( طرد الأقباط من البلاد) أو نقل جبل الشرقى ( سمى بعد ذلك بالمقطم ) " .
حينئذ ذهل البطرك وخاف خوفاً عظيماً ولم يدرى بماذا يجيبه وألهمة الرب فقال : " إمهلنى ثلاثة أيام حتى أبحث وأطلب من الرب إله السماء أن يطيب ويسر قلب أمير المؤمنين على عبيده " .. وعاد البابا إلى منزلة بمصر وأحضر الكهنة والآراخنة بمصر وجميع الشعب القبطى وعرفهم ما حدث وهو يبكى .
وجزع النصارى لهذا النبأ ولبس كبارهم وصغارهم المسوح وفرشوا الرماد وذروا التراب على رؤوسهم وصرخ الشيوخ والأطفال إلى الرب وألقت الأمهات المرضعات صغارهن بلا رضاعة أمام الكنائس وصعد العويل والصراخ إلى الرب من كل حدب وصوب (الخريده النفيسه فى تاريخ الكنيسة للأسقف الأنبا إيسوزورس طبع القاهره 1923 الجزء الثانى ص 246).
أما البطريرك صام صوماً إنقطاعياً فى الكنيسة المعلقة ولم يفطر طيلة النهار من الليل إلى الليل يأكل خبزاً وملحاً وماء يسير وظل واقفاً فى صلاه يبكى وتنهمر دموعه بين يدى الرب كل تلك الأيام ولياليها وفقد القوة على الحركة ولكنه جاهد فى الصلاه أكثر وفى صباح اليوم الثالث سقط البطرك القديس على الأرض من تعبه وحزن قلبه وصيامه الشديد وغفى غفوه قصيرة فرأى السيدة العذراء الطاهرة مريم وهى تقول له بوجه فرح: " ما الذى أصابك " .. فقال لها : " أنظرى حزنى يا سيدتى فإن ملك هذه الأرض هددنى قائلاً إن لم تفعل آية ومعجزة وتنقل جبل سأقتل جميع النصارى فى مصر وأبيدهم من خلافتى جميعاً بحد السيف " .. فقالت له السيدة العذراء :" لا تخاف فإنى نظرت إلى دموعك التى ذرفتها وسكبتها فى كنيستى هذه , قم الآن وأترك المكان وأخرج من باب درب الحديد الذى يؤدى إلى السوق الكبير وفيما أنت خارج ستجد إنسان على كتفه جرة مملوءه ماء وستعرفة من علامته أنه بعين واحدة فإمسكه فهو الذى سوف تظهر عليه العلامه على يديه " فإستيقظ البطريرك فى الحال وهو مرتعب وكان جالساً على الأرض فنهض بسرعة ولم يدع أحد يعلم بإستيقاظه وخروجه وذهب فى الطريق الذى ذكرته السيدة العذراء حتى وصل إلى الباب فوجده مغلقاً فشك فى قلبه وقال : " اظن أن الشيطان لعب بى " ثم دعا البواب ففتح له فأول من دخل من الباب كان هو الرجل الذى ذكرت علامته السيدة العذراء له فمسكه وظل يربطه بعلامة الصليب قائلاً : " من جهه الرب , إرحم هذا الشعب ثم أخبره ما حدث فى إجتماعهم بالكنيسة المعلقه "
فقال له الرجل : " إغفر لى يا أبى فإنى إنسان خاطئ ولم أبلغ هذا الحد ( يقصد من القداسة ) " وعندما قال له ذلك اخبره البطريرك بما قالته السيدة العذراء مريم عند ظهورها له ثم قال له ما صناعتك وعملك...
وبعد أن قص عليه قصته قال سمعان الخراز : الذى أقوله لك إفعله أخرج أنت وكهنتك وشعبك كله إلى الجبل الذى يقول لك الملك عنه ومعكم الأناجيل والصلبان والمجامر والشمع الكبير وليقف الملك وعسكره والمسلمين فى جانب وأنت وشعبك فى الجانب الآخر وأنا خلفك واقف فى وسط الشعب بحيث لا يعرفنى احد وإقرأ أنت وكهنتك وصيحوا قائلين : "كيرياليصون" ... "كيرياليصون" , ( تعنى يارب إرحم ) ساعة طويلة ثم إصدر أمراً بالسكوت والهدوء وتسجد ويسجدون كلهم معك وأنا أسجد معكم من غير أن يعرفنى أحد وإفعل هكذا ثلاث مرات وكل مرة تسجد وتقف ثم تصلب على الجبل فسترى مجد الرب " . فلما قال هذا القول هدأت نفس البطريرك بما سمعه .
وجمع البطريرك الشعب وذهبوا إلى الخليفة المعز وقالوا له : " أخرج إلى الجبل " فأمر جميع عساكره ومشيريه وحكماؤه ووزراؤه وكتبته وجميع موظفين الدولة بالخروج وضربت الأبواق وخرج الخليفه ورجاله وفى مقدمتهم موسى اليهودى .. وفعل البابا كما قال سمعان الدباغ ووقف المعز ورجاله فى جانب وجميع النصارى فى جانب آخر ووقف سمعان الرجل السقى خلف البطرك بثيابه الرثه ولم يكن فى الشعب يعرفه إلا البطرك وحده وصرخوا "كيرياليصون" ... "كيرياليصون" (يارب إرحم ) مرات كثيرة ثم أمرهم البابا بالسكوت وسجد على الأرض وسجدوا جميعا معه ثلاث مرات وكل مره يرفع راسه يصلب على الجبل كان الجبل يرتفع عن الأرض وظهرت الشمس من تحته فإذا سجدوا نزل الجبل وإلتصق بالأرض وحدثت زلزله إرتجت لها كل جهات الأرض – فخاف المعز خوفاً عظيماً وصاح المعز ورجاله : " الله أكبر لا إله غيرك " وطلب المعز من البطرك أن يكف عن ذلك لئلا تنقلب المدينة رأساً على عقب ثم قال المعز بعد ثالث مرة يا بطرك عرفت أن دينكم هو الصحيح بين الأديان فلما سكن الناس وهدأوا إلتفت البابا خلفه يبحث عن سمعان الدباغ الرجل القديس فلم يجده , ثم قال المعز للبطرك أنبا أفرآم : " تمنى أى أمنية " فقال البابا : " أتمنى أن يثبت الرب دولتك ويعطيك النصر على أعدائك " وسكت البطرك فكرر المعز ما قاله ثلاث مرات وأخيراً قال : " لا بد أن تتمنى على شئ , فقال البطرك إذا كان لا بد فأنا أسأل مولانا أن يأمر إن أمكن من بناء كنيسة الشهيد العظيم ابو مرقورة فى مصر القديمة لأنها لما هدموها لم يكن بإمكاننا أن نبنيها مرة أخرى وحولوها شونة قصب – والمعلقة بقصر الشمع إنهدمت حوائطها وظهرت الشروخ فيها فطلب الإذن بترميمها وإعادة ما تهدم منها " فأمر المعز فى الحال بأن يكتب سجل ( أمر مكتوب من الخليفة) بالتصريح له بذلك .
وقد أكد أبو المكارم حادثة إعادة بناء الكنائس السابقة فى زمن الخليفة المعز لدين الله الفاطمى أما جاك تاجر فى كتابه أقباط ومسلمون: " ويؤكد المؤرخون النصارى أن المعجزه حدثت بالفعل ( هامش الموضوع : لا يؤمن رينودو بهذه المعجزة , وهو يلاحظ أن مكين النصرانى والمقريزى إمتنعا عن الإشارة إلى هذا الحادث .) وأن الخليفة أبدى دهشته وأمر بإعادة بناء جميع الكنائس المخربة ثم أرسل فى طلب كبار الأقباط والعلماء المسلمين وأمر بقراءة الإنجيل والقرآن أمامه , ولما إستمع إلى النصين , ما كان منه إلا أن أمر بهدم المسجد القائم أمام كنيسة أبو شنودة وبناء كنيسة مكانه وتوسيع كنيسة أبى سيفين
ومن أسباب السلام الذى حل على الكنيسة هو ما قيل عن الخليفة المعز نفسه (20) , كما ذكر الفريد بتلر - ص 78 ، ص 79 : " سمع الخليفة المعز مؤسس القاهرة كثيرا عن حياة النصارى الروحية وعن إخلاصهم ليسوع وعن الأمور العجيبة التي يحويها كتابهم المقدس فأرسل لكبيرهم وأرسل لكبير الشيوخ وأمر بإجراء تلاوة رسمية للإنجيل ثم للقرآن وبعد أن سمع كلاهما بعناية شديدة قال بمنتهي العزم - محمد مفيش - أي بما بمعناه لا شئ وامر بتوسيع كنيسة أبي سيفين وهدم المسجد الذي أمامها وزاد على ذلك بأنه تعمد في كنيسة القديس يوحنا "
تكمل المصادر المسيحية القصة بأن الأنبا ساويرس مات بالسم عام 970 كما يلي :
الأنبا ساويرس إحتمل المشاق من أجل محاربه الفواحش والتسرى بالجوارى بين الأقباط وضحى بحياته فى سبيل مقاومة الميسارين ومن الذين لم ينجح معهم بنصائحه وتهديداته فإن إنسان قبطى من الأراخنة إسمه أبى سرور الكبير كان على علاقة بكبار رجال الدولة أبى أن يصدع لأوامره ويخضع لناموس الإنجيل الذى يحرم تعدد الزوجات وكان له سرارى كثيرة فطلب منه ألا يضاجعهم وإستمر يرعى البغى والطغيان ولم يفعل فحرمه ومنعه من القربان ومنعه من دخول الكنيسة فتحايل ومكر ودعاه لمنزله بحجه كونه يريد أن يتوب عن فعلته الشنعاء ويطرد البغى من عنده ويكتفى بحلاله حتى سقاه شيئاً به سم ومن ذلك الوقت إعتلت صحته وقضى نحبه ومضى إلى الرب بسلام فى 6 كيهك سنة 970م وايد الحدث السابق الأنبا يوساب اسقف فوه وهو من آباء القرن 12 (تاريخ الاباء البطاركة للأنبا يوساب أسقف فوه من آباء القرن 12 أعده للنشر للباحثين والمهتمين بالدراسات القبطية الراهب القس صموئيل السريانى والأستاذ نبيه كامل ص 83)– وإستمر على كرسى رئاسة الكهنوت ثلاث سنين وستة أيام وبكاه الناس أقباطا ومسلمين .
وتبين المصادر المسيحية اعمال البطريرك , الذي فرض على الأقباط صوم ثلاثة أيام , لا يزالون يصومونهم تقربا" إلى الرب, بما بما لم يأمر به الله فتقول :
لما حل الصوم الكبير صام شعب الكنيسة القبطية جمعة هرقل التى إنفرد بصومها الأقباط (لخريده النفيسه فى تاريخ الكنيسه للأسقف الأنبا إيسوزورس) عن عموم المسيحيين فصامها البطرك الأنبا أبرآم الأنطاكى الأصل معهم إذ كان من غير الائق أن يفطر فى الوقت الذى فيه أولاده صائمين ولما حان صوم يونان صام البطرك فإقتدى به بنوه ومن ثم حافظت الكنيسة القبطية على هذه العادة إلى يومنا هذا .ومن مآثره أيضاً أنه أضاف ثلاثة أيام إلى صوم الميلاد بعد أن كان يصام أربعين يوماً فقط وسبب هذه الزياده الحادثة الشهيرة المتواتره والمتناقله عبر الأجيال ويحكيها الآباء لأبنائهم ومسجله فى جميع كتب التاريخ القبطى المعروفه بمعجزه نقل جبل المقطم وقد فرضها على الكنيسة حين أرغمه المعز على نقله فجعلها تذكاراً لهذه المعجزة وفريضه لكى يقى الرب الكنيسة من مثل هذه المحنة ولا يعرضها لمثلها فى المستقبل.
وقال القس المتنيح منسى يوحنا (تاريخ الكنيسه القبطيه للمتنيح القس منسى 1899- 1930م طبع على مطابع شركة تريكرومى للطباعة – مكتبة المحبة – سنة 1983 ص 377): " ومن مآثر البابا آبرام أنه أدخل فى الكنيسة القبطية فرض صوم نينوى الذى يصومه السريان وذلك لأنه لما حل أول الصوم الكبير صامت الكنيسة القبطية أسبوع هرقل فجاراهم البطريرك إذ لم يرى لائقاً أن يكون فاطراً وأولاده الأقباط صائمين ولما جاء ميعاد صوم نينوى صامه فإقتدى به بنوه ومن ثم حافظت الكنيسة القبطية على هذه العاده حتى يومنا .
تحدد المصادر المسيحية الوقت الذي حدثت فيه المعجزة فتقول :
ولكن ما هى السنة التى حدثت فيها المعجزة ؟ (سيرة القديس سمعان الخراز " الدباغ" – المؤلف والناشر – كنيسة القديس سمعان الدباغ بالمقطم – الطبعة الرابعة إبريل 1996) لإستنتاج تاريخ السنة التى حدثت فيها المعجزة نستعرض الحقائق التالية :-
حدثت المعجزة فى عهد الأنبا أبرآم الذى جلس على كرسى مار مرقس الرسول فيما بين عامى 975م- 979م .. لأنه رُسِمَ بطريركاً سنة 975م وتنيح سنة 979م , لابد أن تكون المعجزه حدثت فى سنة تجديد كنيسة أبى سيفين لأن تجديد هذه الكنيسة كانت نتيجة من نتاج هذه المعجزة ..إذاً فالسنة التى حدثت فيها المعجزة هى السنة التى تم فيها تجديد كنيسة أبى سيفين والثابت فى كتب التاريخ أن إعادة بناء كنيسة أبى سيفين قد حدث سنة 979م .
وقد نشر شخصا" اسمه " واصف سميكة باشا " مؤسس المتحف القبطي في حصن بابليون بمصر القديمة هذه الخرافة في جريدة الأهرام العدد الصادر 8 أغسطس 1931م , وقد استقى معلوماته من كتاب ألفريد بتلر ومن كتاب الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة ( وهما الذان نقلا عن مذكرات أحد الرهبان عن الموضوع ) .
فقال : " إن المعز بعد حادث جبل المقطم تخلى عن كرسي الخلافة لإبنه "العزيز" وتنصر ولبس زي الرهبان وقبره إلى الآن في كنيسة أبي سيفين " .
وكما ذكرنا جاء في كتاب ( الفريد بتلر - ص 78 ، ص 79 ).
سمع الخليفة المعز مؤسس القاهرة كثيرا عن حياة النصارى الروحية وعن إخلاصهم ليسوع وعن الأمور العجيبة التي يحويها كتابهم المقدس فأرسل لكبيرهم وأرسل لكبير الشيوخ وأمر بإجراء تلاوة رسمية للإنجيل ثم للقرآن وبعد أن سمع كلاهما بعناية شديدة قال بمنتهي العزم - محمد مفيش - أي بما بمعناه لا شئ وامر بتوسيع كنيسة أبي سيفين وهدم المسجد الذي أمامها وزاد على ذلك بأنه تعمد في كنيسة القديس يوحنا "
الملاحظات على الموضوع حسب رواية الكنيسة :
1- جبل المقطم لم يسمى بهذا الاسم قبل الواقعة.
2- الواقعة حدثت أمام الآلاف من الناس وكان الجبل يرتفع وتظهر الشمس من تحته .
3- الواقعة حدثت 979 ميلادي وحضرها المعز لدين الله الفاطمي , وتنصر بعدها.
4- الواقعة ذكرها المؤرخ الفريد بتلر.
وسنبين بعون الله تعالى, خطأ كل النقاط السابقة, التي لو اكتفينا ببيان خطأ واحد , لتهدمت الرواية , ولكن بعون الله تعالى سنبين العديد من أخطاء الخرافة .
كما يتبين من القصة السابقة ما يلي :
1- موت البابا مسموما" , مخالفا" ( مرقس 16 : 17 وهذه الآيات تتبع المؤمنين.يخرجون الشياطين باسمي ويتكلمون بألسنة جديدة. 18 يحملون حيّات وان شربوا شيئا مميتا لا يضرهم........).
2- تشريعات الصيام والعبادة من صنع الآباء وليست أوامر إلهية !!.
3- الاستغاثة تمت بالسيدة العذراء والتلبية جاءت منها
=====================================================================الرد
أولا" : نحن لانتحدث عن واقعة نقل كوب داخل كهف , شهدها شخص أو اثنان , نحن نتحدث عن معجزة كبيرة لنقل جبل ضخم كان يرتفع فتظهر الشمس من تحته وينتقل من مكانه إلى مكان أخر أمام عشرات الألاف من الشهود وفي وضح النهار في القرن العاشر الميلادي,
فمن الغريب أن لا نجد أي ذكر لهذه القصة إلا في مذكرات راهب واحد فقط ويتم اكتشافها بعد موته !!.
فكيف لم يذكرها مئات المؤرخين المسيحيين ومئات المؤرخين اليهود والمسلمين , أو على الأقل يوجد لها مذكرات من داخل الأديرة تؤيد الواقعة التي سبقها حزن عميق واعقبها فرح غامر .
ثانيا" : ذكرت المصادر المسيحية أن المعجزة حدثت في زمن الخليفة الفاطمي المعز عام 979 ميلادية , والخليفة المعز توفي قبل هذا التاريخ !, ويمكن مراجعة تاريخ وفاة المعز من أي مصدر تاريخي فيتبين أن الخليفة الفاطمي المعز لدين الله توفي قبل تنصره المزعوم بأربعة سنوات !!.
وهذه بعض التواريخ المهمة في حياة المعز لدين الله والخاصة بهذه الحادثة.
- ولى المعز لدين الله الخلافة الفاطمية في سنة 341هـجري الموافق 952 ميلادي خلفا لأبيه المنصور أبي طاهر إسماعيل.
- عين المعز لدين الله القائد جوهر الصقلي اشهر واكفأ قادته لفتح مصر وتم الفتح في 17 من شعبان 358هـجرية الموافق 6 يوليو 969 ميلادي.
- بعد ان استقرت الاوضاع في مصر ارسل جوهر الصقلي داعيا المعز لدين الله لمصر ووصلها في 7 من رمضان 362هـجري الموافق 11 من يونيو 972 ميلادي.
- لم يقضي المعز لدين الله سوى 3 سنوات في مصر من مجموع سنين خلافته وتوفي في 16 من ربيع الآخر 365 هـ الموافق 23 من ديسمبر 975م.
.أي توفى قبل موعد الخرافة ( 979م ) بأربعة سنوات !!.
جاء في كتاب " تاريخ مصر إلى الفتح العثماني " تأليف : عمر الإسكندري , أ . ج سفدج
" ضمن مجموعة صفحات من تاريخ مصر " نشر مكتبة مدبولي - ص214, 215
" ولي "العزيز بالله أبو منصور نزار" (365 – 36 : 975 – 996 ) , ( وهو ابن المعز لدين الله الفاطمي ) , ......كان مثل أبيه شديد التسامح مع المسيحيين وكثيرا ما كان يجلس للمناقشة في الأمور الدينية , وجدد لهم كنيسة "أبي سيفين خارج الفسطاط بعد أن كانت مستترة في شكل مخزن للبضائع .
ومن تسامحه في الدين أن كان أكبر وزرائه "يعقوب بن كلس " و"عيسى بن نطرون" والأول اسرائيلي أسلم والثاني مسيحي "
فالتجديد كان في عهد ابن المعز لدين الله وليس في عهد المعز نفسه, مما يؤكد أن كل مصادرهم وروايتهم غير صحيحة.
ثالثا" : ذكرت الخرافة أن حدوث المعجزة أدى لتسمية جبل المقطم بهذا الأسم , لأن معنى المقطم هو المقطع !!.
ولنسف هذا الزعم من أساسه، نثبت بإذن الله تعالى بالدليل القاطع أن " المقطم " عُرِف " بهذا الاسم ، قبل زمان هذه الحادثة المزعومة .
فلو كان " المقطم " سمى بذلك نتيجة لتقطيعه فى تلك الحادثة المفتراة ، لكان معنى ذلك أن الاسم لم يطلق عليه من قبل ، وإنما أطلقه الناس عليه ، لما رأوه مقطعاً بعد المعجزة.
والثابت تاريخياً أن فتح مصر بأمر المعز لدين الله الفاطمى كان سنة 358 هـ .. فلنبحث إذن عن ذكر للفظة " المقطم " كاسم لجبلنا المنشود ، على لسان أحدهم قبل سنة 358 هـ .
المثال الأول :
الجاحظ - المتوفى سنة 255 هـ .. له رسالة تسمى " البرصان والعرجان ". يقول فيها [ص 120]:
" ومن البرصان، أيمن بن خريم بن فاتك، كان عند عبد العزيز بن مروان ، فدخل عليه نصيب أبو الحجناء ، مولى بني ضمرة ، فامتدحه، فقال عبد العزيز: كيف ترى شعره؟ قال: إن كان قال هذا فليس له ثمن، وإن كان رواه قيمته كذا وكذا، فقال عبد العزيز: هو والله أشعر منك، قال: لا والله، ولكنك طرف ملول!.. قال: أنا طرفٌ ملولٌ وأنا أؤاكلك منذ كذا وكذا؟ .. وكان بأيمن بياضٌ في يده، فتركه أيمن ولحق ببشر بن مروان، وقال:
ركبت من المقطم في جمادى .. .. .. .. .. إلى بشرٍ بن مروان البريدا " ا.هـ.
المثال الثاني :
أبو الفرج الأصفهانى ، صاحب كتاب " الأغانى " ، يروى الحادثة السابقة التى رواها الجاحظ ، مسترسلاً مع بعض الأبيات ..
ركبت من المقطم في جمادى .. .. .. .. .. إلى بشر بن مروان البريدا
ولو أعطاك بشرٌ ألف ألفٍ .. .. .. .. .. رأى حقاً عليه أن يزيدا
أمير المؤمنين أقم ببشرٍ .. .. .. .. .. عمود الحق إن له عمودا
ودع بشراً يقومهم ويحدث .. .. .. .. .. لأهل الزيع إسلاماً جديدا
[الأغانى : ص 552]
أما عن " بشر " بن مروان الممدوح فى الأبيات ، فقد توفى سنة 74 هـ .
أى أن " المقطم " قد تقطم وعرف بهذا الاسم واشتهر به قبل سنة 74 هـ !
وتوفى الأصفهانى سنة 356 هـ .. والمعز الفاطمى لم يدخل مصر إلا سنة 362 هـ.
المثال الثالث :
فى نفس كتاب " الأغانى " يقول الأصفهانى :
" حمل عبد العزيز بن مروان [الحاكم] النصيب [الشاعر] بالمقطم "مقطم مصر" على بختيٍّ قد رحله بغبيطٍ فوقه، وألبسه مقطعات وشيٍ، ثم أمره أن ينشد؛ فاجتمع حوله السودان وفرحوا به، فقال لهم: أسررتكم؟ قالوا: إي والله. قال: والله لما يسوءكم من أهل جلدتكم أكثر " [ص566]
المثال الرابع :
قال أبو تمام المتوفي 281 هـ :
أَيُّ اِمرِىءٍ مِنكَ أَثرى بَينَ أَعظُمِهِ .. .. .. .. .. ثَرى المُقَطَّمِ أَو مَلحودُهُ الرَمِلُ
وقال :
بِمِصرَ وَأَيُّ مَأرُبَةٍ بِمِصرٍ .. .. .. .. .. وَقَد شَعَبَت أَكابِرَها شَعوبُ
وَوَدَّأَ سَيبَها ما وَدَّأَتهُ .. .. .. .. .. يَحابِرُ في المُقَطَّمِ بَل تُجيبُ
المثال الخامس :
قال منصور بن إسماعيل الفقيه المتوفي 306 هـ ، فى أبيات يمدح بها الشافعى رحمه الله :
أَكرِم بِه رَجُلاً ما مثله رجلٌ .. .. .. .. .. مشارِكٌ لِرَسولِ اللَّهِ في نَسَبِه
أَضحى بمصر دفينا في مقطَّمِها .. .. .. .. .. نِعم المُقَطَّم وَالمَدفون في تُربِه
المثال السادس :
قال المتنبىالمتوفي 354 هـ :
وَسَمنا بِها البَيداءَ حَتّى تَغَمَّرَت .. .. .. .. .. مِنَ النيلِ وَاِستَذرَت بِظِلِّ المُقَطَّمِ
المثال السابع :
" النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة " لابن تغرى بردى المتوفى سنة 874 هـ ..
ذكر أبيات قالها المسور الخولانى ، يحذر ابن عم له من مروان ، ويذكر قتل مروان ( مروان بن محمد آخر خلفاء بنى أمية توفى سنة 132 هـ ) لحفص ابن الوليد ، ورجاء بن الأشيم ، وآخرين من أشراف أهل مصر .... يقول المسور الخولانى ( في القرن الثاني الهجري ) :
وإن أمير المؤمنين مسلط .. .. .. .. .. على قتل أشراف البلاد فاعلم
فإياك لا تجني من الشر غلطة .. .. .. .. .. فتودي كحفص أو رجاء بن الأشيم
فلا خير في الدنيا ولا العيش بعدهم .. .. .. .. .. وكيف وقد أضحوا بسفح المقطم
[ج:1 ص:293]
والشاهد : أن المسور الخولانى يذكر " المقطم " كاسم لذلك الجبل الذى اشتهر بدفن الموتى به ، وهذا يثبت أن المقطم كان " مقطماً " من قبل سنة 132 هـ على الأقل !
وفى نفس الكتاب، ينشد بعض شعراء البصرة ، ليرثى إسحق بن يحيى الذى مات سنة 237 هـ :
سقى الله ما بين المقطم والصفا .. .. .. .. .. صفا النيل صوب المزن حيث يصوب
وما بى أن يسقى البلاد وإنما .. .. .. .. .. مرادى أن يسقى هناك حبيب
[النجوم الزاهرة ج:2 ص:285].
المثال الثامن :
" فتوح الشام " .. كتاب لأبى عبد الله محمد بن عمر الواقدى .. توفى سنة 207 هـ .. يروى عن ابن إسحق بسنده إلى من فوقه ، بعض الأحداث التى جرت فى فتح مصر فيقول : " ان الملك المقوقس كان من عادته أنه في شهر رمضان لا يخرج الى رعيته ، ولا يظهر لأحد من أرباب دولته ... " [ج2:ص52].....وبعد عدة صفحات يواصل الواقدى قائلاً : " قال ابن اسحق ـ رحمه الله ورضي عنه ـ : هكذا وقع له مع القبط ، وكان عمرو إذا ذكر ذلك يقول : لا والذي نجاني من القبط .. قال : وعاد الرسول وأخبر الملك بما قاله عمرو ، فعند ذلك قال [أى الملك] : أريد أن أدبر حيلة أدهمهم بها .. فقال الوزير : اعلم أيها الملك أن القوم متيقظون لأنفسهم ، لا يكاد أحد أن يصل إليهم بحيلة ، ولكن بلغني أن القوم لهم يوم في الجمعة يعظمونه كتعظيمنا يوم الأحد ، وهو عندهم يوم عظيم ، وأرى لهم من الرأي أن تكمن لهم كميناً ، مما يلي الجبل المقطم ، فاذا دخلوا في صلاتهم يأتي إليهم الكمين ، ويضع فيهم السيف ..... " [ج2:ص56]
ولا يهمنا في هذه الرواية إلا ان كل رجال السند الذين ذكروها قد توفوا قبل الحادثة المزعومة بعشرات السنين وذكروا " المقطم " في الرواية.
فالمقطم " كان علماً على ذلك الجبل الشهير ، قبل عشرات السنين من تلك الحادثة الملفقة وهو المطلوب إثباته فى هذا المقام دون سواه .
يقول الواقدى (توفى سنة 207 هـ ): " وساروا حتى قربوا من الجبل المقطم فرأوا جيش القبط .... [فتوح الشام ج:2 ص:62]
المثال التاسع :
" فتوح مصر وأخبارها " .. كتاب لأبى القاسم عبد الرحمن بن عبد الله القرشى .. توفى سنة 257 هـ .. يقول :
" حدثنا عبد الله بن صالح ، حدثنا الليث بن سعد ، قال : سأل المقوقس عمرو بن العاص أن يبيعه سفح المقطم بسبعين ألف دينار ، فعجب عمرو من ذلك ، وقال : أكتب في ذلك إلى أمير المؤمنين.... [ج:1 ص:274،275]
وفي موضع أخر : " وتوفي عمرو بن العاص يوم الفطر ، سنة ثلاث وأربعين ، وصلى عليه عبد الله بن عمرو ، ودفن بالمقطم من ناحية الفج .. يكنى أبا عبد الله ، وكان طريق الناس يومئذ إلى الحجاز ، فأحب أن يدعو له من مر به " .[فتوح مصر وأخبارها ج:1 ص:426]
المثال العاشر :
" الطبقات الكبرى " .. مختصر من كتاب الواقدى على يد كاتبه محمد بن سعد .. كانت وفاة محمد بن سعد كاتب الواقدى سنة 230 هـ .
وفي موضع أخر : .. فقدم عمرو المدينة ، فأقام بها ... ثم ولاه معاوية مصر ، فخرج إليها ، فلم يزل بها والياً ، وابتنى بها داراً ونزلها ، إلى أن مات بها يوم الفطر ، سنة ثلاث وأربعين ، في خلافة معاوية ، ودفن بالمقطم مقبرة أهل مصر وهو سفح الجبل " .[ج:7 ص:493]
بذلك يتضح أنه ذكرت العديد من المصادر أسم المقطم في القرن الأول والثاني الهجري , أي قبل الحادثة المزعومة بأكثر من مائتي عام.
ما أوردنا إلا أمثلة من أكثر من موضع وغطت الأمثلة عدة مصادر متنوعة.
وبهذا نصل إلى أن لفظة " المقطم " كانت علماً معروفاً على ذلك الجبل بمصر ، قبل عشرات السنين ـ إن لم تكن مئات ـ من حدوث تلك المعجزة المزعومة
حتى الآن وصلنا إلى :
1- وفاة المعز قبل الحادثة .
2- الحادثة غير مسجلة تاريخيا" ولم توجد إلا في مذكرات راهب .
3- المقطم كان معروفا" بهذا الاسم قبل الحادثة .
رابعا" : معنى المقطم 0
قالت الرواية أن جبل المقطم , سمي بهذا الاسم لأن المعجزة قطعته , ويكفي الرد بأن أسمه كان المقطم قبل تاريخ الخرافة , ولكن للزيادة نقدم معنى اسم المقطم .
من معانى " ق ط م " الأخرى التى صرحت بها المعاجم اللغوية :
" القطم ( بالتحريك ) : شهوة اللحم والضراب و... والقطم : الغضبان " . [لسان العرب]
يقول ياقوت الحموى : " المقطم ... الجبل المشرف على القرافة مقبرة فسطاط مصر والقاهرة ، وهو جبل يمتد من أسوان وبلاد الحبشة على شاطىء النيل الشرقي ، حتى يكون منقطعه طرف القاهرة ، ويسمى في كل موضع باسم ، وعليه مساجد وصوامع للنصارى ، لكنه لا نبت فيه ولا ماء غير عين صغيرة تنز في دير للنصارى بالصعيد ...
فالذي يتصور أن هذا اسم أعجمي , " فإن كان عربياً ، فهو من القطم ، وهو العض بأطراف الأسنان ، والقطم : تناول الحشيش بأدنى الفم ، فيجوز أن يكون المقطم : الذي قُطم حشيشه ، أي أُكل ؛ لأنه لا نبات فيه ..
" أو يكون من قولهم " فحل قطم " ، وهو شدة اغتلامه ، فشبه بالفحل الأغلم ؛ لأنه اغتلم ، أي هزل ، فلم يبق فيه دسم ، وكذلك هذا الجبل لا ماء فيه ولا مرعى ..".
" قال الهنائي : المقطم مأخوذ من القطم ، وهو القطع ، كأنه لما كان منقطع الشجر والنبات سمي مقطما .,
" وظهر لي بعد وجه آخر حسن ، وهو أن هذا الجبل كان عظيماً طويلاً ممتداً ، وله في كل موضع اسم يختص به ، فلما وصل إلى هذا الموضع قطم ، أي قطع عن الجبال ، فليس بعده إلا الفضاء " ا.هـ.
[معجم البلدان ج:5 ص:176]
وخلاصة الأمر : أن وجود القطع كأحد معانى " ق ط م " ، لا يعد دليلاً على أن إطلاق اسم " المقطم " على ذلك الجبل نسبة لما جرى له فى تلك الحادثة المزعومة .
خامسا" : الاستشهاد بكتبة ألفريد بتلر 0
ألفريد بتلر نقل واقعة نقل جبل المقطم في كتابه, ويستشهدون بألفريد بتلر كإثبات لصحة الواقعة والغريب أن : ألفريد بتلر كتب في كتابه عند سرده للواقعة : وتقول هذه ال ( ليجند Legend ) كذا وكذا .
فقام المترجم الغير أمين بترجمتها
وتقول الرواية , بدلا" من أن يترجمها وتقول الأسطورة .
فكلمة legend التي تعني أسطورة أو خرافة.
فتحول إنكار ألفريد بتلر للخرافة وتسميته لها ( خرافة أو أسطورة ) , بفضل المترجم إلى دليل على صحتها , فيقولون : "" لقد ذكرها ألفريد بتلر في كتابه "" , ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ملاحظة: تعبير ( محمد مفيش ) من غير الممكن أن يكون أتى من شخص , يتكلم العربية , مثل الخليفة الذي كان يكتب شعرا" , فالتعبير ( محمد مفيش ) , لم يأت أو لم يؤلفه إلا ( خواجه خايب ) في اللغة العربية !!!.
سادسا" : مستندات منها :
1 - إنكار لويزا يوتشر للواقعة .
2- تعليق المترجم العربي على كتابها بعد قيامه باختصاره .
3- صورة ضؤية من مجلة الحياة القبطية , تنشر الخبر على شعب الكنيسة .
4- صورة ضؤية من حوار قامت به صفحات من مجلة الأهرام الرياضي مع راهب من دير سمعان الخراز , يحكي الواقعة ويذكر التاريخ !!0
5 – صورة من 3 مواقع على النت تسوق للموضوع ( معجزة نقل الجيل !!).
سابعا" :
نرجو تكرار الأمر , ولو على مستوى صغير . ( كوم من الزلط فقط )
نرجو البحث عن دليل علمي .
نرجو البحث عن صحة وصدق الروايات
=======================================================================((((((((((تكملة قصة نقل جبل المقطم بواسطة سمعان الخراز)))))---------------------؟؟؟؟في جبل المقطم !
رؤية ومعجزة
ورجع البابا ليجمع شعبه ويطلب منهم الصوم ثلاثة أيام مع الصلاة المستمرة واعتكف هو ورجال الدين داخل كنيسة العذراء بالمعلقة.. وفجر اليوم الثالث ظهرت السيدة العذراء للبابا أثناء غفوته وأخبرته بأن يخرج إلي الشارع فسيجد رجلا يحمل جرة ماء وبعين واحدة.. إن هذا الرجل ستتم المعجزة علي يديه.. وأسرع البابا إلي الشارع ناحية السوق فوجد فعلا رجلا بهذه الأوصاف فأمسك به وأدخله الكنيسة وأخبره بأن اختير لتقع معجزة نقل جبل المقطم علي يديه.. واضطرب الرجل وأخبر البابا بأنه رجل فقير ويعمل اسكافيا فكيف يقع الاختيار عليه؟!
ولكن البابا البطريرك أكد له أن السيدة العذراء ظهرت لتبلغه بهذا الأمر.. ووافق
الرجل واشترط أن يتكتم حقيقة أمره طالما هو حي علي الأرض.
كان هذا الرجل يدعي سمعان الخراز نسبة إلي مهنته التي كانت موزعة بين دباغة الجلود والاسكافي وهو من يقوم بإصلاح الأحذية.. المهم انه طلب من البابا البطريرك أن يصعد إلي الجبل ومعه رجال الدين حاملين الأناجيل والصلبان والشموع.. وأيضا المجامر مملوءة بالبخور ويقفون في جانب أعلي الجبل وأن يصعد الخليفة وحاشيته ورجال الدولة أعلي الجانب المقابل من الجبل.. وأن يصعد الشعب أيضا ليري ويشاهد الجميع هذه المعجزة التي وعد بها الرب.
وفي الموعد المحدد.. أي بعد ثلاثة أيام من الصوم والصلاة خرج الخليفة المعز من داره ممتطيا جواده وخلفه حشد كبير من حاشيته ورجال الدولة متوجها إلي جبل المقطم وهناك وجد في انتظاره البابا ابرام السرياني ومعه رجال الكنيسة والشعب خلفه.. وقف الخليفة ومن معه علي جانب من الجبل.. وعلي الجانب المقابل وقف البابا ابرام ورجال الكنيسة والشعب خلفه.. وكان من ضمن أفراد الشعب سمعان الخراز الذي وقف خلف البابا مباشرة..
وبعد أن قام البابا بالصلاة طلب من شعبه أن يرددوا كلمة 'كيريالسيون' وهي كلمة باللغة القبطية معناها يارب ارحم اربعمائة مرة.. بواقع مائة مرة كل جهة من الجهات الأربع شرقا وغربا وشمالا وجنوبا.. وبعدها سجد البابا وشعبه ثلاث مرات.. وعندئذ شعر الجميع بزلزلة غاية في القوة تجتاح الجبل.. وفي كل سجدة يتحرك الجبل.. ومع كل قيام يرتفع الجبل إلي أعلي وتظهر الشمس من تحته ثم يتحرك من مكانه إلي هذا المكان الذي استقر به.. وفزع الخليفة كما فزع الجميع وقال بأعلي صوته 'عظيم هو الله تبارك اسمه' ثم طلب من البابا أن يكف حتي لاتنقلب المدينة.. وما إن هدأت الامور حتي تلفت البابا باحثا عنه سمعان الخراز فاكتشف انه اختفي تماما!..
وقد أكدت الوثائق أن الجبل انتقل فعلا من بركة الفيل بالسيدة زينب إلي هذا المكان ليفسح مساحة كبيرة استطاع الخليفة المعز أن يعمرها وتظهر القاهرة الحالية.. وقد عثر علي مخطوطة بدير الانبا انطونيوس تضم اسم المقطم لهذا الجبل فقد سمي بالمقطم أو المقطع أو المقطب لأن سطحه كان متساويا أي متصلا ثم صار بعد المعجزة ثلاث قطع.. واحدة خلف الأخري.. ويفصل بينهم مسافة..
------------------------------------------------
ونترك قصة حياة سمعان الخراز ونرجع إلي جبل المقطم الذي انتقل ليحتل مكانه الحالي.. ففي عام 1969 صدر قرار من محافظة القاهرة بنقل الزبالين وجامعي القمامة إلي مكان في حضن جبل المقطم ويتبع حي منشأة ناصر.. وتجمع في هذا المكان 15 ألف نسمة هم الزبالون وعائلاتهم.. كان المكان مهجورا.. مجرد منطقة منبسطة وسط مغارات جبل المقطم.. وهناك بنوا مساكن لهم عبارة عن عشش من الصاج.. وكانت المنطقة محرومة تماما من أية خدمات أو مرافق.. عاش هؤلاء حياة وسط ظروف صعبة.. في الفجر ينتشرون لجمع القمامة بواسطة عربات بدائية تجرها حمير وعند الغروب يأوون إلي عششهم التي يسمونها زرائب لقضاء الليل مع الحيوانات التي يربونها مثل الماعز والخراف.. وأيضا الخنازير التي تفضل أن تلتقط طعامها من أكوام الزبالة.. أما السيدات والأطفال فلهم مهمة أخري.. هي فرز القمامة واخراج كل نوع علي حدة.. الزجاج والورق والصفيح وهكذا.. وكل نوع يعاد بيعه إلي مصانع لإعادة تصنيعه من جديد.. وأصبح واضحا أن هذه المهنة تدر أرباحا كبيرة لدرجة أن ظهر بينهم معلمون كبار اسرعوا ببناء مساكن وعمارات شاهقة واختفت العشش الصفيح وظهرت بدلا منها العمارات بالحديد والأسمنت المسلح..
ومع مرور الزمن تكاثروا حتي أصبح عددهم 40 ألف نسمة يسكنون في هذه المنطقة وبجوارهم مغارات الجبل خاوية تسكنها الحيوانات المفترسة والضالة..
وتشاء العناية الالهية ان ترسل إليهم في عام 1974 شابا تقيا من حي شبرا يدعي فرحات في محاولة فردية منه لدراسة أحوال المنطقة ورغبة شخصية في محاولة ما يحتاجونه من رعاية وخدمات لتوصيل مطالبهم إلي الجهات المسئولة.. وأخذ الشاب يتردد علي المنطقة.. وفي احدي المرات شاهد صخرة تظلل مكانا هادئا يصلح للصلاة.. انبهر من هذا المكان فكان يأوي إليه للصلاة بمفرده وبعد عدة مرات اصطحب معه شخصين آخرين وأصبح الثلاثة يصلون في هذا المكان بصفة مستمرة..
وفي أحد الأيام وأثناء قيام الشاب فرحات وصديقيه بالصلاة في هذا المكان هبت عاصفة شديدة وتطايرت أوراق كثيرة من أكوام الزبالة ملأت المنطقة.. وبعد أن هدأت العاصفة لفت نظر الشاب فرحات ورقة استقرت أمامه وتأملها فوجدها ورقة من انجيل سفر أعمال الرسل أي انها ورقة من الانجيل.. واعتبر الشاب أن استقرار هذه الورقة التي تحمل كلاما مقدسا في هذا المكان هو اختيار من الرب ان تقام كنيسة في هذا المكان..
وبالجهود المتواضعة تم إنشاء أول كنيسة في هذا المكان سميت باسم القديس سمعان الخراز علي أساس أن هذا القديس تمت علي يديه معجزة نقل جبل المقطم إلي هذا المكان.. وكانت الكنيسة عبارة عن جدران من الصاج أما سقفها فمن البوص.. تماما مثل بقية المساكن قبل أن تتحول إلي قلاع حديثة..
اللهم أرزق النصاري عقول
اللهم إرزق النصاري عقول
اللهم إرزق النصاري عقول
هذا هو المقال الأصلي :
وإليكم طلب العضو / DAY_LIGHT
و الأن بعد قرأة القصة و طالما الأمر بهذه البساطة و بيد من لديه ايمان أن ينقل لنا الجبال من مكانها فأنا الأن أطالب كل بابوات و مسيحي العالم أن يفعلوا ما يحلوا لهم من طقوس وهمية و يحملوا ما استطاعوا من أناجيل و صلبان و غيره ، و أن يثبتوا لنا أن الدين المسيحي صحيح و ينقلوا لنا جبل أخر ، بلاش جبل نريدهم أن ينقلوا زلطة صغيرة في الشارع من مكانها دون أن يلمسها أحد
كمان هناك أسئلة موضوعية تطرح نفسها و تبحث عن اجابة مقنعة
لماذا لم يلجأ المسيحين الى معجزاتهم الفظيعة للدفاع عن أنفسهم أمام الرومان مثلا طالما الأمر هكذا؟
لماذا لم يدافع رسولكم بولس عن نفسه بدل موتته الشنيعة و ينقل حتى بطيخة في وجه من قتلوه ، و لا هو ليس عنده ايمان ؟
يا مسيحين لماذا لا تريدون لنا أن نعرف الطريق الصحيح ، لماذا يظلمنا يسوعكم الانجيلي و لا يعرفنا أن الدين المسيحي صحيح ؟
لماذا لا يقوم المسيحين بنقل الزلطة و لا لا يوجد مسيحي واحد على وجه الأرض عنده ايمان مثل حبة الخردل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
(((حكاية الخديوي التائه))))))))))بسم الله الرحمن الرحيم))))))))
{ وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً }
صدق الله العظيم
[الإسراء : 81]
السلام علي من إتبع الهدي
إخواني و أخواتي المسلمين الموحدين بالله و المؤمنين برسول الله (صلي الله عليه و سلم)
زوار الموقع من المسيحيين الباحثين عن الحق
هذه سلسلة من إعدادي أبين لكم فيها كذب و تدليس المواقع التبشيرية أو ما إتفق علي تسميتها مواقع المراحيض و ذلك لأنها فقط مخصصة لسب الإسلام و سب رسول الله (صلي الله عليه و سلم). و أوضح أن كل كلامي سيكون مدعما بالدليل و البرهان ، و أرجوا منك إعمال العقل و التفكير العميق فيما هو مكتوب لنتدبر أي دين هو الأحق أن يتبع فعلا
للعلم فأنا مسلم عادي لا أنتمي إلي أي جماعة من الجماعات كالإخوان المسلمين أو السلفيين أو ما شابه ، بل أنا فرد مسلم عادي غير متفقه في الدين الإسلامي و لا المسيحي و لذلك لن ألجأ لمناقشة المسائل الدينية فلها علمائها الأجلاء للحديث عنها و إنما سأكتفي بالحديث عن المسائل الأخري مثل القصص و المعجزات المذكورة لديهم و إعمال العقل و البحث في التاريخ لإيجاد هل حدثت فعلا أم أنها كذبه لا أكثر
قد يطول الموضوع قليلا و لكن أعدكم أن يكون شيقا مفيدا للجميع بإذن الله و لن يحتوي علي أي سب أو لفظ خارج لأي شخص مهما كان ، فلندع هذه الأساليب الملتوية لهم أما نحن المسلمون فنحاور بالأدب و الحسني إمتثالا لقول الله تعالي في كتابه الكريم
{ ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }
[النحل : 125]
و كنت قد كتبت موضوع من قبل بعنوان " رحلتي مع المراحيض " شرحت فيه ما إتبعوه معي في هذه المنتديات التبشيرية من حجر للرأي و تدليس و كذب و كله مدعم بالدليل من عندهم
و الحلقات القادمة ستكون كل منها مخصصة لموضوع واحد فقط لإثبات كذبه و تلفيقه
هذه هي الحلقة الثانية بعنوان
" الخديـــوي التائـــه "
::....................................::
هذه القصة مذكورة في منتدي " طريق الضلال (الحق) " و كتبها العضو " الملك العقرب "
سأضع كل مشاركة من هناك كاملة ثم أضع تعليقي المفصل عليها هنا
مشاركة 1
الملك العقرب
حدثت هذه القصة منذ ما يقرب من 150 سنة مع الخديوى عباس الاول وتحكى القصة:
بينما كان الخديوى عباس الاول عائدا من رحلته فى البحر الابيض المتوسط عام 1850م قادما الى الاسكندرية فى احد ليالى الشتاء, كان البرد شديد جدا والظلام اشد
مما ساعد على ان تضل سفينة الخديوى طريقها وعبثا حاول القبطان ان يهتدى طريقه ليصل الى الميناء ولكنه لم يفلح, وبعد كثير من الجهد والخوف لمح من بعيد ضوءا خافتا لا يكاد يذكر, ولكن ينطبق عليه المثل القائل " ان ظلام العالم كله لا يمكن ان يخفى ضوء شمعة" فأستبشر القبطان خيرا وأطمأن كثيرا وأخذ يتتبع هذا الضوء حتى وصل الى الميناء بسلام وبمجرد ان وصل الخديوى عباس للميناء وفرح بنجاته اخذ يبحث عن مصدر الضوء الذى انقذه من الموت محقق ولشدة دهشته وجد نفسه وهو على الشاطئ امام الكنيسة المرقسية بالأسكندرية والتى كانت فى ذلك الوقت تطل على البحر مباشرة إذ لم تكن هناك مبانى تحجز بنيها وبين البحر وتطلع الخديوى لمصدر النور الذى أنقذه وأذ به يأتى من مقصورة مارمرقس حيث يضاء قنديل صغير معلق امامها فتعجب الخديوى وفرح بهذا القنديل الذى انار الطريق له وارشد سفينته التائهة واعترافا من الخديوى بجميل مارمرقس عليه اصدر فرمان رسميا بصرف مبلغ 271 مليم "27 قرشا الان" كتبرع سنوى من الدولة للكنيسة المرقسية وهي قيمة الزيت المستهلك بالقنديل, وظلت محافظة الاسكندرية تصرف المبلغ لنفس الغرض حتى عام 1960م ولكنها بعد ذلك جعلته شهريا ويقوم مندوب عن البطريركية بأستلامه من المحافظة حتى يومنا هذا
هذه كانت القصة كما قرأتها هناك و هي قصة عجيبة لا أتقبلها للعديد من الأسباب أضعها لكم بالترتيب
1. القصة كما هو مذكور حدثت مع أحد اهم حكام مصر في العصر الحديث و هو الخديوي عباس حلمي الأول و الذي تولي عرش مصر في الفترة من 1849 - 1854 م أي أنه ليس بالشخص العادي و بالطبع لابد أن تكون هذه الحادثة مسجلة في كتب التاريخ المعاصر خاصة أنها حادثة هامة و لكن لم أسمع عنها إلا عندما قرأت هذه القصة فقط و بحثت عنها علي الإنترنت فلم أجد أي ذكر لها كما سألت أحد المهتمين بالتاريخ و أخبرني أنه أول مرة يسمع عنها !!!!
2. مذكور في القصة أن السفينة ضلت الطريق في البحر لشدة الظلام و لم يفلح القبطان لمعرفة طريق الميناء !!!! هل تصدق هذا ؟!! من المعروف أنه قديما كان الإبحار يعتمد علي النجوم جتي تم إختراع البوصلة عام 270م و هي لمن لا يعرفها أداة لتحديد الإتجاهات حيث تشير إبرتها إلي القطب الشمالي دائما و أصبحت أحد أهم أدوات تحديد الإتجاه عامة و في البحر خاصة. و لا يعقل أبدا أن يكون القبطان المسئول عن سفينة خديوي مصر عام 1850م لم يسمع عن البوصلة و مازال يستخدم النجوم في الإبحار !!!! فهل يكون الظلام مهما كان حالكا عائق أمام إبحار سفينة الخديوي.
3. بعد وصول الخديوي إلي ميناء الإسكندرية و معرفته أن مصدر الضوء كان من قنديل صغير في كنيسة مارمرقس فهل يعقل أن تكون المكافأة عبارة عن فرمان بمبلغ 270 مليم سنويا فقط ؟!!! خديوي مصر الذي كان يملك كل الأراضي الزراعية في مصر تقريبا و أموال لا تعد و لا تحصي يصدر فرمان بـ 270 مليم فقط !!!! و مقابل ماذا إنقاذ حياته !!!! من المعروف أن الخديوي كان يمنح المقربين منه الكثير من الهدايا و الأراضي و الألقاب في المناسبات فما بالنا بمن ينقذ حياته .... أليس من باب أولي أن تكون عطيته له أكبر و أعظم !!!! أما كان في إستطاعة الخديوي و هو يملك كل مصر تقريبا حسب القوانين في هذه الأيام أن يصدر الفرمان بمبلغ أكبر من 270 مليم سنويا !!!!
4. مذكور أنه في عام 1961م تم جعل المبلغ (270 مليم = 27 قرش) شهريا و ليس سنويا و هو قيمة الزيت المستهلك كما هو مذكور أيضا ، بل و يصرف المبلغ حتي الآن .... أي كلام هذا !!!! هل يتم تسليم مبلغ 27 قرش شهريا إلي كنيسة مارمرقس في عصرنا الحالي كثمن للزيت المستهلك لهذا القنديل ؟!!! إن كان الأمر صحيحا أما كان في إستطاعة الدولة أن تقرر زيادة هذا المبلغ قليلا تماشيا مع الأسعار ؟!!! علي الرغم من أن ثورة 23 يوليو ألغت الكثير من القرارات التي أصدرها الحكام السابقين من أسرة محمد علي فيما يعرف حينها بالعهد البائد و لكنها قررت الإستمرار في صرف هذا المبلغ الضئيل !!!! بل هل يكلف مندوب من البطريركية نفسه شهريا و يذهب لإستلام مبلغ و قدره 27 قرش إلي شهرنا هذا !!!! إن المبلغ المدفوع في وسيلة المواصلات للذهاب لمقر الإستلام سيتعدي حتما مبلغ الـ 27 قرش حيث إن هذا المندوب لو إستقل أحد الأتوبيسات العامو فلن يدفع أقل من 50 قرش ذهابا و مثلها إيابا هذا علي إعتبار أن المسافة بين البطريركية و مقر الإستلام قريبة و أنه سيستقل المواصلات العامة !!!!
شخص التاكد من صحتها؟؟؟. القصة تبدو خيالية و مصطنعة و لكنها كالعادة مليئة بالثغرات و أهمها أنها تمس تاريخ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟=================================
ا))))))))))))))))))))))))))))))))). معجزات للملاك ميخائيل (( بمناسبة تذكاره ))))))))))))))
كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل – فى كفر النحال بالزقازيق – تقع قريبة جدا من المدافن . و هى فى كنيسة ميخائيل في في منطقة فقيرة و معظم المساكن المجاورة للكنيسة يسكنها غير مسيحيين
بدايه القصيده كفر اختاروا تاريخ قديم علشان يقولوا كل اللى شافو الحدثه ماتوا
فى سنة 1946 كان يخدم الكنيسة راهب بسيط .. كان متوكلا على الله ، و كان بحسب إمكانات جيله يخدم الله ، يزور بعض العائلات ، و يصلى قداس الأحد كل أسبوع .. كانت الكنيسة وقتها مبنى صغير محاط بسور مبنى ، و الباب الخرجى للسور مصنوع من أسياخ حديدية ، و يقفل بقفل من الخارج .
كان هذا الأب يزور أسرة فى غروب أحد أيام الأسبوع ، و كانت من العائلات المتدينة . رب الأسرة رجل ميسور و زوجته إمرأة تقية و لم يكن لهما أولاد لمدة طويلة . و قد رزقهما الله بعد السنين الطويلة طفلا ، كان بالنسبة لهما كأنه نور الحياة ، و كانا شاكرين الله على صنيعه . جلس الأب الراهب مع الرجل و زوجته و طفلهما يتكلمون فى أعمال الله و عجائب قديسيه ، و كان على منضدة بحجرة الجلوس طبق صغير فيه قليل من حبات الترمس ، و كان الطفل الصغير إبن سنة يحبو حول المنضدة ، و يمسك بها تساعده على الوقوف . و فى غفلة من الكبار مد يده إلى الطبق و أخذ حبة ترمس و وضعها فى فمه ، حاول أن يمضغها تفتت فى فمه .. حاول أن يبتلعها فدخلت فى القصبة الهوائية ، و بلا مقدمات وجدوه ملقى على الأرض يسعل سعالا صعبا متلاحقا ، يكاد أن يختنق .
صرخ الأب و الأم منزعجين ، و وقف الراهب متحيرا ماذا يفعل ؟ خطر بباله أن يجرى إلى الكنيسة يحضر زيت قنديل أو ماء اللقان هوه مفيش زيت غير فى الكنيسه هما معندهمش بقال ولا ايه، لعله يسعف الطفل المسكين ، و فعلا جرى إلى الكنيسة .. و لكنها مقفولة بالقفل الحديدى .. ليس أحد بالداخل .. و قرابنى الكنيسة يبدو أنه أغلقها و ذهب . إحتر الأب ، حاول أن ينادى و لكن لا من مجيب . إنه يريد أن يأخذ أى شىء من الكنيسة و الوقت يمر و الولد فى خطر ، فلما لم يجد شيئا مد يده من بين أسياخ الحديد و أخذ بيده حفنة من التراب ، تراب الكنيسة .. و عاد مسرعا يجرى .. وصل إلى البيت و إذ زحام .. لقد تجمع الجيران على صراخ الأب و الأم كالعاده يقولوا ان المسلمين شافوا المعجزات ومحدش شاف حاجه اتكلم براحتك يا عم حد هيراجع وراك .. الطفل مازال حيا و لكنه لا يقدر على التنفس و قد بدا لونه أزرق .. دخل الأب الراهب بسرعة يكاد يلهث ، دخل إلى حيث الطفل و هو يقبض بيده على التراب ، كشف ملابس الطفل و عرى صدره ، و وضع تراب الكنيسة كعلامة صليب على صدر الطفل ، و صرخ إلى الله متشفعا برئيس الملائكة ميخائيل ، فعطس الطفل عطسات متكررة ، خرجت معها فتات حبة الترمس و للحال بدأ يتنفس طبيعيا .
ذهل كل الواقفين إذ رأوا عمل الله و كانوا يتحدثون بهذه الأعجوبة و يقولون حتى تراب الكنيسة مبروك يعمل به الرب آيات .
مبروك عليكم التراب
ربنا يشفى
كل ده والولد عايش
وبعدين هوه مينفعش يدعى من غير التراب
لم تكن هذه الحادثة الوحيدة
فقد تكررت القصص العجيبة فى هذه الكنيسة . فقد حدث أن قام غير المؤمنين قصده المسلمين برده فى سنة 1948 بالهجوم على الكنيسة و أحرقوا بعض مقاعدها و بدأ بعضهم يهدم الكنيسة من الداخل يا عم ارحمنا فيه حد بيهد حاجه من جوه علشان تقع على دماغه ، و قد تمجد رب الكنيسة يومها تعالى الله على مايدعون ، فسقط ماسك الفأس من أعلى حجاب الهيكل و إنشجت رأسه و خرج من الكنيسة مشدوخ الرأس ، ففزع الآخرين الذين كانوا يرمون كرات النار على الكنيسة كل ده والمسلمين جواها يبقى اكيد اللى كانوا عايزين يهدوها نصارى ههههههههههه و نجت الكنيسة بإعجوبة إذ كان رئيس الملائكة الجليل يحرسها .
سبحان الله وباقى الكنايس مبيحرسهاش ليه رئيس الملايكه
عنده نبطشيه
ربنا يشفى
و تذكر المؤمنون يومها
ما حدث لطفلة صغيرة بنت أحد الشمامسة ، كانت قد أرسلتها أمها تسأل عن والدها الذى كان فى غروب أحد الأيام مع مجموعة من الشمامسة يحفظون الألحان ، و إذ تأخر عن الحضور للمنزل ، أرسلت الأم الطفلة – 6 سنوات – ست سنين وصدقتوا كان الله فى عونكم فلما دنت هذه إلى الكنيسة ، رأت الملاك ميخائيل و كأنه إنسان كبير جدا واقف بباب الكنيسة و ساقاه بإرتفاع الباب الحديدى ، و يديه كجناحين ممتدين على مبنى الكنيسة حول قبابها ، فخافت الطفلة و صرخت إذ رأت هذا المنظر ، و لكنه إنحنى بقامته العجيبة نحوها يطمئنها ، و يقول لها " يا حبيبتى لا تخافى ، ماذا تطلبين ؟ " قالت له و هى مرتعبة سبحان الله طفله عندها ست سنين طلعلها عفريت هتتكلم معاه " أنا عاوزة بابا " قال لها " بابا مين ؟كل المعجزات دى وميعرفش ابوها مش غريبه عليكم فى الانجيل ربكم سال يعقوب عن اسمه " قالت " بابا فلان " قال لها " نعم كان ههنا مع الشمامسة ، و قد إنتهوا من درس الألحان و مضوا " فقالت " و أنت هنا ماذا تعمل ؟ " قال " أنا حارس الكنيسة " قالت الطفلة بسذاجة " إسمك أيه ؟ " قال لها " أنا ميخائيل " .ده ايه الشجاعه دى والروقان ده مخدتش رقم الموبيل كمان ليه هههههههههههه
و هكذا كان رئيس الملائكة الجليل سندا و حارسا لهذه الكنيسة ، بل بحسب فكر الآباء هو حارس كل كنيسة و لهذا كانوا يبنون فى كل الأديرة كنيسة على إسم رئيس الملائكة فى الحصن كدليل لقوة شفاعته و حراسته
ياراجل -- قول كلام غير ده
احتفال عيد الملاك
كان هناك رجل محب لله أسمه دوروسيس وإمرأته أسمها ثيؤبسته، كانوا يقيمون كل يوم 12 من كل شهر تذكار عيد رئيس الملائكة الجليل ميخائيل. ومرت هذه العائلة بظروف صعبة جداً ولم يكن لديهم أي أموال ليقوموا بالأحتفال بعيد الملاك. فأخذوا ملابسهم ليبيعوها وبثمنها يقيموا الأحتفال هو مش التقرب لله افضل ولا ايه. ولكن رئيس الملائكة ميخائيل ظهر لدوروسيس وأمره أن لايبيع ملابسه ولكن أن يذهب لراعي غنم ويشترى خروف بثلث دينار، ويذهب لصياد سمك ويشتري سمكة بثلث ديناراستنى هنا هى سمكه بسعر خروف ليه هيشترى حوت - وبعدين ايه اللى يخلينى اشترى سمكه تاكل واحد ماشترى خروف يوكل عيله ولا حبكم فى الخروف السبب. ولايفتح دوروسيس السمكة حتى يأتي له الملاك مرة أخرى ياترى ايه الحكمه فى كده - هنعرف . ثم في النهاية يذهب الى تاجر القمح ويأخذ منه ما يحتاج من دقيق.
قام دوروسيس وفعل كل ما أمره رئيس الملائكة ميخائيل. ثم دعى جميع الناس للأحتفال بتذكار رئيس الملائكة كعادتهم. وعندما ذهب لمخزن المنزل ليبحث عن خمر لتقديمه للمدعويين راجل تقى فعلا وجد جميع براميل الخمر في مخزن بيته مليئة وكذلك أشياء أخرى كثيرة - خدوا بالكم من يبحث دى - هوه مش كان هيبيع هدومه من شويه يبقى المفروض انه متاكد ان بيته فاضى
ُذهل الرجل وتعجب لما رآه ومجد الرب القدوس. وعندما إنتهوا من الأحتفال وأنصرف المدعوين، ظهر له رئيس الملائكة الجليل ميخائيل وأمره أن يفتح بطن السمكة ههههه امال الناس كلت ايه سكرت بس على لحم بطنها . فوجد بداخلها 300 دينار من الذهب وثلاث عملات معدنية كل منها ثلث دينار. وقال له الملاك "هذه العملات الثلاث للخروف والسمكة والدقيق، و 300 دينا ذهب له ولأولاده".
جنى بخيل صحيح مكنش قادر يخليها ورقه بخمسه
وبعدين سمكه تشيل فى بطنها تلاثمئه دينار دهب
ومحسش بالوزن
وبعد القصه العظيمه دى
تقدروا تقولو ايه الحكمه من وجود السمكه
اقولكم
فى فلم علاء الدين
فتح السمكه لقى خاتم
طبعا مش علاء الدين بتاع المنتدى ركزوا
طبعا كانت هتبقى بايخه قوى لو قالوا خاتم
هنا التغيير بقى يا جماعه
بركة وشفاعة رئيس الملائكة الجليل ميخائيل الواقف أمام عرش النعمة، وجميع طغمات وروؤساء الملائكة تكون معنا جميعاً آمــين
الملاك ميخائيل والطفلين
حضرت عائلة مباركة تشمل الاسرة من الاب والام وطفلين ولد وبنت حوالى من ثلاث الى اربع سنين طبعا نفس السن الصغير علشان محدش يمسك عليهم حاجه بالاضافة لباقى الاسرة دخل الطفل واختة كنيسة السيدة الغذراء( بدير الملاك ميخائيل بمدينة اخميم بسوهاج ) فشاهد طفل مثلهما ولكنة كان منيرا ولة اجنحة بيضاء نورانية وتبادل الحديث وتبادل الحديث وخدين بالكم - ايه الناس اللى مبتخفش دى -التالى قال الولد .... هو انتة مركب نور فى جسمك ياترى كانت الكهربا ظهرت
قالت البنت ... هى مامتك عملت لك اجنحة من ريش الوز ؟....
على فكره الوزه بتلت دينار برده
انا هاخلى مامتى تعملى اجنحة زيك .
ثم سألا ه معا هوة انت اسمك اية ؟...
فرد عليهما انا ميخائيل رئيس جند الرب .
فاسرع الطفلان الى ابيهم الذى كان يقف امام هيكل الملاك ميخائيل وصرخ الطفلان بابا بابا ...... المرسوم على الستر دة شفناة جوة فى كنيسة السيدة العذرا وكلمناه
وصدقكم - ربنا يهنيكم ببعض
((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((" صليب نازاريت " ))))))))))))))))))))))))))))))))))))))
بينما تتواصل وتتزايد عملية الهجوم على الإسلام والمسلمين فى العالم الغربى المسيحى المتعصب ، - ولا غرابة فى ذلك فعندما فشل الحلم الذى نسجه مجمع الفاتيكان الثانى ( 1965) بتنصير العالم عشية الألف الثالثة ، وهو ما خصص له البابا الراحل يوحنا
بولس الثانى خطابا عُرف تهكماً فى الصحافة الفرنسية باسم "الخطة الخمسية" لتنصير العالم ، وإن كان اسمه الرسمى : "عشية الألف الثالثة" والصادر عام 1995 ، قام مجلس الكنائس العالمى بإسناد هذه المهمة ، فى يناير 2001 إلى الولايات الأمريكية لتنفيذها ، على أنها أكبر سلطة عسكرية أو السلطة المتفردة الغاشمة فى العالم ، فاختلقت مسرحية الحادى عشر من سبتمبر ، من نفس ذلك العام ، لتتلفع بشرعية دولية لإقتلاع الإسلام والمسلمين وفقا للفترة الجديدة التى تم تحديدها لذلك وهى : عام 2010 ، وأطلقوا عليه "عقد إقتلاع العنف " أو الشر ، الذى هو الإسلام فى نظرهم ..
ولا أكتب هذا التقديم من باب السخرية أو اللغو ، وإنما من باب تحديد الموقف والإطار العام الذى يحيط بعنوان هذا المقال.. فبينما تتزايد عملية الهجوم على الإسلام والمسلمين ومحاصرة الوجود الإسلامى فى ذلك العالم الغربى المتعصب، ـ إذ أن هذا الإقتلاع يمثل جزء لا يتجزأ من مشروع العولمة ، الذى يتطلب أن يكون العالم أجمع خاضعا لنظام سياسى ـ إقتصادى ـ دينى ـ حضارى واحد ، حتى تسهل عملية قيادته ، ـ و بينما تتزايد هذه المحاصرة ، وتُمنع أو تُلغى مشاريع إقامة مساجد للمسلمين وإشتراط إلغاء المأذنة حتى لا تبدو للعيان ، وكأنها عورة فجة، مثل ما يدور حاليا فى سويسرا وإيطاليا خاصة .. بينما كل هذا يتم ويتواكب ، تتواصل عمليتان مختلفتان تماما و فى آن واحد ، هما : تهويد معالم مدينة القدس ، وقد فرغ منها تقريبا الصهاينة المحتلون لأرض فلسطين ، وتنصير معالم المدن الإسلامية بإقامة العديد من الكنائس التى أصبح عددها يزيد قطعا على أعداد شاغليها ..
وآخر ما تمخض عنه مخطط تنصير العالم وتنصير معالم المدن الإسلامية هو ذلك المشروع المسمّى : " صليب نازاريت ".. و "نازاريت" بالإنجليزية أو بالفرنسية هو اسم مدينة "الناصرة" فى فلسطين المحتلة.. وقد تم الإعلان عن هذا المشروع منذ فترة للإكتتاب والمساهمة فيه وجمع الأموال اللازمة لإقامته و تزيينه ..
ويبدأ المشروع بتحديد أن مدينة الناصرة " كانت صغيرة ولا معنى لها أيام يسوع. أما اليوم ، فهى تضم أكبر تجمع مسيحى فى الأراضى المقدسة. فهذه المدينة تضم ستين الفا من المواطنين : 35 % مسيحيون و 65 % مسلمون ". ثم يذكر المشروع عدد الزوار الذين يأتون كل عام لزيارة " هذا المكان تحديدا، حيث أمضى يسوع أكبر جزء من حياته وحيث بدأ يبشّر علنا بالكلمة الإلهية ".
ثم تبدأ عملية التعريف بالمشروع ، ويقول النص :
" إن مشروع صليب مدينة الناصرة يهدف إلى إقامة أكبر وأكثر الصلبان تأثيرا فى العالم ، بإرتفاع ستين مترا ، ويضم كنيسة رائعة فى محوره. وستتم كسوة الصليب من الخارج بحوالى سبعة مليون ومائتين الف بلاطة من الموزايكو اللامع ، باحجام مختلفة ، بكتابات بالأختيار. وهذه البلاطات ستصنع بأحجار من الناصرة ، وبالبلاتين ، أو بالفضة أو بالذهب.
" وهذه الكنيسة المذهلة ، بالمنظر البانورامى الذى تطل عليه ، ستقام فى الداخل عند تقاطع عارضتي الصليب ، على مساحة 400 مترا من الأرضية .
" وفى نطاق الخمسة كيلومترات المحيطة بهذا الصليب الضخم ، سيقام مركزا للزوار يقدم لهم منبعا متفردا من الإلهام ، وكذلك نشاطات تعليمية وترفيهية.
" والموقع المركزى للكنيسة وكذلك نسق التنقل بالمونوريل الدائرى سيتيح للسواح الوصول بسهولة إلى الكنائس المسيحية التاريخية، وإلى نافورة مريم والأسواق التجارية بالمدينة.
" كما سيصبح صليب الناصرة أيضا نقطة الدخول إلى مدينة الناصرة ، وهو موقع أثرى يكشف عن الجزء الأقدم من مدينة الناصرة والذى يعيد إحياء الحياة اليومية فى المدينة أيام يسوع " ..
ذلك كان الوصف العام للمشروع ، أما الوصف التفصيلى فيقول :
" صليب الناصرة ستتم كسوته ببلاطات من الموزايكو اللامع بالحجر وبالمعاد الثمينة، (بلاتين ، ذهب ، فضة) . سبعة ملايين ومائتين الف بلاطة من الموزايكو ستكسو هذا البنيان العظيم ، كل منها محفور باسم شاريه. والشارى يمكنه اختيار المادة ومكان وضع بلاطة الموزايكو على الصليب ".
ثم يطالع القارىء البند التوضيحى التالى :
" باقتنائك موزايكو بالكتابة التى تختارها ، فإنك تتقرّب من الأرض المقدسة بصورة متفردة و عميقة. ففى نفس قلب الناصرة ، حيث مريم العذراء قد سمعت أنها حصلت على رضى الرب ، ستكون بذلك قد أعلنت عن إيمانك بالرحمة الإلهية ، لك أو لشخص عزيز عليك ، كما ستكون علامة للأجيال القادمة. كما أنك بذلك ستلهم سكان مدينة مولد يسوع هم والزوار التى تستقبلهم القادمين من أركان العالم الأربعة. وخاصة، ستقوم بتشجيع الحب فى الله والتضحية التى يرمز لها الصليب.
" وبمساعدتك على بناء صليب الناصرة ، فإنك تتوحد مع الرمز العالمى للمسيحية ، فى نفس المكان الذى يقول لنا الكتاب المقدس ان الملاك جبرائيل قد أعلن لمريم العذراء أنها ستلد إبناً وستطلق عليه يسوع ".
وبعد توضيح مزايا الإكتتاب أو الإشتراك ببلاطة من البلاطات الموزايكو ، يواصل البيان التعريف بباقى المشروع ، وهو : " المركز المسيحى " ، فيقول :
" المركز المسيحى المرتبط بصليب الناصرة سيتضمّن متحفا ومساحات ترفيهية متداخلة تسمح بتصور الحياة فى المنطقة منذ الفى عام. كما سيوجد معرض دائم عن تاريخ الناصرة والمسيحية فى الأراضى المقدسة.
" أما الترفيه الرئيسى للمركز فسيكون رؤية متداخلة للمواقع الرئيسية لفترة تبشير يسوع منذ الفى عام. وهذا العرض البصرى الحيوى للأراضى المقدسة أيام المعبد الثانى سيعاون الزائر على التجول بين المواقع الرئيسية للعهد الجديد : بيت لحم ، والجليل ، والقدس كما كانوا عليه أيام يسوع ".
وبعد تقديم مختلف الخدمات التى سيمكن للكنيسة المشيّدة داخل تقاطع عارضتى الصليب ، يوضح المشروع :
" أن مؤسسة صليب الناصرة ستخصص أغلب دخلها " لتدعيم جماعة المسيحيين المحليين ، فالمؤسسة ليست ذات أهداف ربحية وستضع مواردها لتحسين الناصرة إذ ان الرئاسة فيها لقيادات مسيحية من المواطنين. وأن نسبة من 15 % إلى 20 % من الدخل ستخصص للمؤسسات والجمعيات المعنية والتى تهتم أساسا بمستقبل الناصرة ، كتعليم أطفالها وشبابها. وأن 40 % ستموّل سلفيات لمشاريع نسائية ومشروعات صغيرة سياحية. وباسهامكم ستعملون على تدعيم المدينة وسكانها".
وأول ما نبدأ به هوالتعليق على ما جاء من معطيات فى عرض هذا المشروع الإستفذاذى : فإقامة صليب بارتفاع ستين متراً ، أى بارتفاع مبنى مكون من عشرين طابقا ( 60 على 3 ) ، فى مدينة ارتفاعات مبانيها متواضعة وأغلب سكانها مسلمين، حتى لو أخذنا بالنسبة الجائرة المكتوبة ، وهى ثلث مسيحيين وثلثين مسلمين ، فأقل ما يقال انها عربدة استفذاذية ، بحاجة إلى وقفة جادة من كافة المسؤلين ، المسيحيين منهم قبل المسلمين !. فلا يحق لمن هم أقل عددا ، لكى لا أقول أقلية ، ان يوصموا المدينة بطابعهم الدينى الصليبى بهذ الشكل. وإن كان مبتدعى هذا المشروع يعنيهم فعلا تخليد ذكرى يسوع، فمن المنطقى أن يخلدّوا المكان الذى صُلب فيه ـ كما يزعمون ، فى مدينة القدس ، والا يتركونها لقمة سائغة لليهود الذين " قتلوه وصلبوه " كما تؤكد الأناجيل فى عشرات المواضع ، وبدلا من تركهم يهودون معالمها كما يفعلون ، وليس فى مدينة الناصرة المحفوف تاريخها الإنجيلى بالمتناقضات ..
فمن الناحية التاريخية : ان الثابت حاليا فى كافة الأبحاث العلمية ، وكثيرين ممن كتبوها كنسيين سابقين ، أن مدينة الناصرة لم تكن موجودة على الإطلاق أيام يسوع ، وانها تكونت فى اواخر القرن الثانى ، بدليل الخلط الوارد فى الأناجيل يشأن إقامة يسوع ، وهو ما سوف نراه بعدعدة أسطر ، وان من بناها بعد ضياع معالمها هم فرسان المعبد فى القرن الثانى عشر. أما باقية الآثار المسيحية من قبيل كنيسة المهد وغيرها ، فلم تكن موجودة يقيناً أيام يسوع ولا يعرف هو عنها أى شيئ ، مثلها مثل علامة الصليب التى أضيفت إلى المسيحية على مراحل فى الشكل ، وأن من أمر ببناء هذه الآثار هى والدة الإمبراطور قسطنطين حينما ذهبت لزيارة الموقع فى القرن الرابع.
أما ما نطالعه من خلط بشأن مدينة الناصرة فى الأناجيل ، والتى تقع على بُعد أربعين كيلومترا من بحيرة طبرية ، فيؤكد ان هناك خلط واضح فى وصف سكن يسوع ، إذ ندرك من بعض الآيات ان مسكنه أعلى قمة الجبل على طرف بحيرة طبرية ، وهو ما يتمشى مع فكره انه ومعظم الحواريين كانوا من الصيادين ،( وان كان أحد الأناجيل يقول أنه كان نجارا مثل والده) وهو ما يبدو من إنجيل متّى إذ نطالع : " فى ذلك الصباح خرج يسوع من البيت وجلس عند البحر. فاجتمع اليه جموع كثيرة حتى دخل السفينة وجلس والجمع كله وقف على الشاطىء " (13 : 1و2 ). وهو ما يوضح ان بيته على البحيرة وليس على بُعد اربعين كيلومترا.
كما نطالع فى إنجيل لوقا : " وجاء إلى الناصرة حيث كان قد تربى " (4 : 16 ) وما أن نصل إلى الآية 28 من نفس الفقرة ونفس الموضوع حتى نطالع : "فامتلأ غضبا جميع الذين فى المجمع حين سمعوا هذا فقاموا وأخرجوه خارج المدينة وجاءوا به إلى حافة الجبل الذى كانت مدينتهم مبنية عليه حتى يطرحوه إلى أسفل. أما هو فجاز وسطهم ومضى وانحدر إلى كفر ناحوم مدينة من الجليل " (28 ـ 31). وهو ما يؤكد بالقطع ، وفقا لهذه الآيات ، ان المدينة التى تربى فيها يسوع على حافة الجبل وكان اليهود يريدون إلقاءه من عليه ، فهرب ! فمن غير المعقول ان يجرجره اليهود لمسافة أربعين كيلومترا لكى يلقوه من على الجبل الى البحيرة. كما ان مدينة الناصرة فى كافة الخرائط تقع على بُعد اربعين كيلومتراً !
وفى حقيقة الأمر ، فإن الأناجيل لا تقدم شيئا عن تفاصيل حياة يسوع أكثر من انه وُلد فى مكان مختلف عليه ، وفى مدينة مختلف عليها، وفى تاريخ مختلف عليه أيضا. وبخلاف عملية الميلاد هذه ، فلا توجد اى معلومة بعد ذلك سوى انصرافه مع العلماء فى المعبد وكان فى الثانية عشر. وهى واقعة يشكك أكثر العلماء فى مصداقيتها. وأيا كانت صحتها من عدمها ، فلا يظهر يسوع بعد ذلك إلا وهو فى الثلاثين ليبشر ويعالج ، فى فترة مختلف عليها أيضا فهى من بضعة أشهر إلى ثلاث سنوات. وفيما بين سن الثانية عشر ، لو إفترضنا صدق الآية ، وسن الثلاثين ، فلا الأناجيل ولا الكنيسة برمتها و بكل مؤسساتها تعرف عنه أى شىء !! فبأى حق يقومون بتنصير معالم مدينة ثلثين سكانها من المسلمين ، بهذا الشكل الصارخ لكى لا أقول المنفّر. كما لا يحق لمخترعى ذلك المشروع تغيير المدخل التقليدى للبلدة وجعله يبدأ من عند ذلك المارد التنصيرى.
ولا يسع المجال هنا لتناول كل الفريات الواردة بالنص الذى يعرض المشروع، من قبيل ان مريم سمعت بنبأ البشارة هناك ، والبشارة تقول ان اسمه "عمانويل" ، ورغمها أطلقوا عليه "يسوع" ، - وهو ما يكشف من جهة عدم إيمان ذويه بالبشارات ، ومن جهة اخرى استمرار عملية التزوير فى الوثائق الكنسية.
كما ان استخدام دائرة قطرها خمسة كيلومترات ، المحيطة بهذا الصليب، لإقامة مركز للزوار ونشاطات اخرى ، فذلك يعنى ان المشروع سيجور على اراضى مسلمين : فالسكان هناك ، كما فى اى مدينة، متداخلون ، فبأى حق يتم هذا الإستيلاء؟
ولا أقول شيئا عن الأسلوب الإستجدائى الإغرائى الذى يذكرنا بأيام صكوك الغفران ومهازلها ، ولا عن البذخ الممجوج الذى يُعلن عنه لكسوة ذلك المارد ببلاطات من البلاتين والذهب والفضة ، فى الوقت الذى يموت فيه الفلسطينيون جوعا وعطشا من الحصار المفروض عليهم ، وفى الوقت الذى يموت فيه ملايين الأطفال فى جميع انحاء العالم جوعا وعطشا ، وفى الوقت الذى تحصد الأوبأة والأمراض ملايين البشر..
وما أبعد ذلك البذخ اللا إنسانى عن تعاليم يسوع ، الذى يزعم المشروع تخليد ذكراه ، فهو الذى كان يوصى تلاميذه وحوارييه بالتقشف والإبتعاد عن البذخ ، بل كان حتى يوصيهم بعدم التزود بالطعام ، اى ان يعيشون على الكفاف وعلى ما يجود به لهم الناس.. ومن الغريب ان تكون نفس هذه النقطة : البذخ الصارخ للكنيسة ورجالها هو نفس السبب الذى أدى إلى إنقسامها وانشقاقها إلى كل تلك الفرق التى جاهدت هى لإقتلاعهم ، وقتلت منهم بالفعل الملايين على مر العصور ، لكن من الواضح أن رسوخ التعصب الفاتيكانى أقوى وأعتى من أن يرتدع من تجارب التاريخ ، أو حتى من تجارب تاريخه الدامى ..
ولا نرى اى سبب او مناسبة لإقامة مثل هذا العته التعصبى إلا دخول الفاتيكان فى عملية سباق مع اليهود ، مع أولئك اليهود الذين خرج من دينه لكى يبرئهم فى مجمع 1965 .. عملية سباق مع الصهاينة لإثبات الوجود المسيحى فى مقابل عملية تهويد القدس وضياعها من السيطرة الفاتيكانية ..
لذلك اتوجه إلى كافة العقلاء من المسيحيين والمسلمين ، الرسميين منهم والمدنيين ، للعمل على إيقاف تنفيذ هذا المشروع الذى لن يمر يقينا بلا عمليات تطاحن وصراعات ما أغنانا جميعا عنها...
((((((((((((((((أأأأه يانافوخي من الكتاب المكدس))))))===============عادة ما يغضب بعض المسيحيين من الإشارة إلى المتناقضات فى الأناجيل أو فى الكتاب المقدس، التى باتت تُعد بالآلاف، ويتهمون قائلها بأنه يعتدى على "قدسية" نصوص منزّلة !.
بل لقد أضيف إلى عبارة الغضب هذه رد صادر عن المؤسسة الفاتيكانية، للتمويه على الحقائق العلمية، بأن هذه المتناقضات ليست بمتناقضات، وإنما هى آيات تكمّل بعضها بعضا ! وذلك هو ما قاله أيضا الأب رفيق جريش، فى المداخلة التى قام بها، ردا على ما أشرت إليه بهذا الصدد، فى برنامج "90 دقيقة" على قناة المحور، يوم 14 يناير الماضى..
وفى واقع الأمر، أن هذه "القدسية" المزعومة قد إعتدى عليها الفاتيكان فعلا ثلاث مرات: المرة الأولى فى مجمع ترانت، سنة 1546، حينما فرضها على الأتباع قهرا فى الدورة الرابعة، يوم 8 أبريل، قائلا أن "الله هو المؤلف الوحيد للكتاب المقدس"، وهى العبارة الواردة فى وثائق ذلك المجمع، مع فرض "اللعنة على كل من يتجرأ ويسأل عن مصداقية أى شىء" ! (المجامج المسكونية، الجزء الثالث صفحة 1351، طبعة لوسير 1994).
والمرة الثانية، مع تقدم العلوم والدراسات التاريخية واللغوية، حينما تراجع الفاتيكان عن عبارة أن "الله هو المؤلف"، ليقول فى مجمع الفاتيكان الأول سنة 1869 : "أن الله قد ألهم الحواريين عن طريق الروح القدس" !..
أما المرة الثالثة، ففى مجمع الفاتيكان الثانى المنتهى سنة 1965 . فمن أهم ما ناقشه : الدراسات النقدية التى أطاحت بمصداقية الكتاب المقدس بعامة، وبالعهد الجديد بصفة خاصة.. فبعد مداولات متعددة لدراسة كيفية صياغة الإعلان عن هذا التراجع المطلوب، المناقض لكل ما تم فرضه قهرا لمدة قرون، على أنها نصوص منزّلة، تم التوصل إلى محاولة للتخفيف من وقعه على الأتباع، عبر خمس صياغات مختلفة، واقترعوا على الصيغة النهائية، بأغلبية 2344 صوتا مؤيدا، ضد 6 أصوات معارضة..
ويقول النص الصادر عن الفاتيكان : "أن هذه الكتب وإن كانت تتضمن الناقص والباطل، فهى مع ذلك تُعد شهادات لعلم تربية إلهى حقيقى" .. ويعنى النص بالفرنسية :
"Ces livres, bien qu'ils contiennent de l'imparfait et du caduc, sont pourtant les témoins d'une pédagogie divine" !..
وفى العدد رقم 137 من مجلة "عالم الكتاب المقدس" سبتمبر- أكتوبر 2001، والذى يتصدر غلافها موضوع رئيسى بعنوان : "من كتب الكتاب المقدس ؟ "، نطالع فى المقال الذى بقلم جوزيف موان J. Moingt، الأستاذ المتفرغ بكليات الجزويت بباريس، والذى يشير فيه إلى صعوبتين فيما يتعلق بالكتاب المقدس قائلا:
" أولا أن الكتاب المقدس ليس كتابا بالمعنى المفهوم وإنما مكتبة بأسرها، مجموعة متعددة من الكتب والأنواع الأدبية المختلفة، بلغات مختلفة، ويمتد تأليفه على عشرات القرون، وأنه قد تم تجميع كتبه فى شكل كتاب بالتدريج، إبتداء من مراكز صياغة ونشر متنوعة. ثانيا كل كتاب من هذه الكتب لم يتم تأليفه دفعة واحدة، بقلم نفس الكاتب، وإنما صيغ كل كتاب منها إعتمادا على العديد من التُراث الشفهية المتناثرة وكتابات جزئية متفرقة ناجمة عن مصادر شتى بعد أن تمت إعادة كتابتها وصياغتها وتبديلها على فترات طويلة قبل أن تصل إلى ما هى عليه".. ويوضح هذا الإستشهاد كيف أن مثل هذه المعلومات، فى الغرب، باتت من المعلومات الدارجة التى يتم تناولها على صفحات الجرائد والمجلات ..
وإذا أضفنا إلى ما تقدم، كل ما توصلت إليه "ندوة عيسى"، بمعنى أن 82% من الأقوال المنسوبة ليسوع لم يتفوّه بها، وأن 86 % من الأعمال المسندة إليه لم يقم بها، لأدركنا فداحة الموقف، من حيث الهاوية التى تفصل الحقائق التى توصل إليها العلم والعلماء، وكثير منهم من رجال اللاهوت، والإصرار الأصم على تنصير العالم، بأى وسيلة وبأى ثمن - رغم كل الشعارات الطنانة والمتكررة التى يعلنونها بإحترامهم أصحاب الأديان الأخرى !
ولا أتناول هذا الموضوع من باب التجريح أوالإنتقاص من أحد - فما من إنسان فى هذا الزمن مسؤل عما تم فى هذه النصوص من تغيير وتبديل، عبر المجامع على مر التاريخ، لكننى أطرحه كقضية عامة تهم كل المسلمين، أينما كانوا، والذين باتت تُفرض عليهم عملية تنصير لحوحة وغير إنسانية، مدعومة بالضغوط السياسية وبما يتبعها من تنازلات .. لذلك أناشد كافة الجهات المعنية التصدى لهذه المهزلة المأساوية الكاسحة !..
كما أنها تهم كل القائمين على عمليات التبشير والتنصير، التى تدور رحاها بذلك الإصرار الغريب، حتى يدركوا فداحة ما يتسببون فيه حقيقة، على الصعيد العالمى، من ضغوط وإنفجارات .. ضغوط وإنفجارات ناجمة عن إصرارهم على إقتلاع دين الآخر، ونحن جميعا فى غنى عنها ـ خاصة وأنها تدور قهرا، بجيوش مجيشة من العاملين فى هذا المجال، من أجل فرض نصوص وعقائد أقرت قياداتها العليا، منذ أجيال عدة، بأنها تتضمن "الناقص والباطل" كما رأينا..
وقد قامت نفس هذه القيادات بالتمويه على ما بها من متناقضات، جلية لكل عين لا تتعمد فقدان البصر والبصيرة، باختلاق بدعة أنها تعبّر عن تعددية الرؤية والتعبير، أوأنها تكمل بعضها بعضا !.. لذلك أصبحوا يقولون "الإنجيل وفقاً لفلان"، وليس "إنجيل فلان" .. وهو ما يحمل ضمناً الإعتراف بوجود مساحة من الشك والريبة غير المعلنة ..
وإذا ألقينا بنظرة على بعض هذه المتناقضات، التى قالت عنها الموسوعة البريطانية فى مداخلة "الكتاب المقدس" أنها تصل إلى 150,000 تناقضا، وقد رفعها العلماء مؤخرا إلى الضعف تقريبا، لأمكن لكل قارىء ـ أيا كان إنتماؤه، أن يرى بنفسه ويقارن مدى مصداقية مثل هذه النصوص، أومدى إمكانية إعتبارها نصوص منزّلة ! ونورد ما يلى على سبيل المثال لا الحصر:
* التكوين 1 : 3-5 فى اليوم الأول الله خلق النور ثم فصل النور عن الظلمة
* التكوين 1 : 14-19 تم ذلك فى اليوم الرابع
* التكوين 1 : 24-27 خلق الحيوانات قبل الإنسان
* التكوين 2 : 7 و19 خلق الإنسان قبل الحيوانات
* التكوين 1 : 31 اُعجب الله بما خلق
* التكوين 6 : 5-6 لم يعجب الله بما خلق وحزن وتأسف ..
* التكوين 2 : 17 كتب على آدم أن يموت يوم يأكل من شجرة المعرفة، وقد أكل
* التكوين 5 : 5 آدم عاش 930 سنة !
* التكوين 10 : 5 و20 و31 كل قبيلة لها لغتها ولسانها
* التكوين 11 : 1 كانت الأرض كلها لسانا واحداً ولغة واحدة
* التكوين 16 : 15 و21 : 1-3 إبراهيم له ولدان إسماعيل وإسحاق
* العبرانيين 11 : 17 إبراهيم له ولد واحد وحيده إسحاق (وتم إستبعاد إسماعيل)
* التكوين 17 : 1—11 الرب يقول عهد الختان عهداً أبدياً
* غلاطية 6 : 15 بولس يقول ليس الختان ينفع شيئا (وبذلك تعلوكلمة بولس على كلمة
الرب) !..
* خروج 20 : 1-17 الرب أعطى الوصايا العشر لموسى مباشرة بلا وسيط
* غلاطية 3 : 19 أعطاها الرب مرتبة بملائكة فى يد وسيط
* الملوك الثانى 2 : 11 صعد إيليا فى العاصفة إلى السماء
* يوحنا 3 : 13 لم يصعد أحد إلى السماء إلا إبن الإنسان (يسوع)
* متى 1 : 6 – 7 نسب يسوع عن طريق سليمان بن داوود
* لوقا 3 : 23 -31 نسب يسوع عن طريق ناثان بن داوود
* متى 1 : 16 يعقوب والد يوسف
* لوقا 3 : 23 هالى والد يوسف
* متى 1 : 17 جميع الأجيال من داوود إلى المسيح ثمانية وعشرون
* لوقا 3 : 23 -28 عدد الأجيال من داوود إلى المسيح أربع وثلاثون
* متى 2 : 13 – 16 يوسف أخذ الصبى (يسوع) وأمه وهربوا إلى مصر
* لوقا 2 : 22 – 40 عقب ميلاد يسوع يوسف ومريم ظلا فى أورشليم ثم عادوا إلى
الناصرة ! أى أنهم لم يذهبوا إلى مصر بالمرة، بل ولا يرد ذكر ذبح الأطفال بأمر هيرود
* متى 5 : 17 – 19 يسوع لم يأت لينقض الناموس
* أفسوس 2 : 13 – 15 يسوع قد أبطل الناموس بجسده !
* متى 10 : 2، ومرقس 3 : 16 – 19، ولوقا 6 : 13 – 16، وأعمال الرسل 1 : 13
تختلف بينها أسماء وأعداد الحوايرين ..
* متى 10 : 34 جاء يسوع ليلقى سيفا وليس سلاما
* لوقا 12 : 49 – 53 جاء يسوع ليلقى ناراً وإنقساما
* يوحنا 16 : 33 جاء يسوع ليلقى سلاما ! بينما يقول يسوع :
* لوقا 19 : 27 أما أعدائى أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فاْتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامى !!
* متى 16 : 18ـ19 يسوع يقول أنت بطرس وعلى هذه الصخرة ابنِ كنيستى وأبواب الجحيم لن تقوى عليها وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات ..
* متى 16 : 23 فالتفت يسوع وقال لبطرس إذهب عنى يا شيطان أنت معثرة لى لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس !.. وكررها مرقس كاتبا : " فانتهر بطرس قائلا إذهب عنى يا شيطان لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس" (8 : 33) ! فكيف يمكن لكنيسة أن تقوم على شخص يعتبره السيد المسيح شيطانا ومعثرة ولا يهتم بما لله ؟!.
* مرقس 14 : 44-46 علامة خيانة يهوذا ليسوع أن يقبله
* لوقا 22 : 47-48 يهوذا دنا من يسوع ليقبله
* يوحنا 18 : 2-9 يسوع خرج وسلم نفسه ولا ذكر لقبلة يهوذا الشهيرة
* متى 27 : 5 يهوذا طرح الفضة (النقود) أرضا ثم انصرف
* أعمال الرسل 1 : 18 يهوذا يقتنى حقلا بأجرة خيانته
* متى 27 : 5 يهوذا خنق نفسه
* أعمال الرسل 1 : 18 يهوذا يسقط على وجهه وانشق من الوسط فانسكبت أحشاؤه كلها
* متى 27 : 28 ألبسوا يسوع رداءً قرمزيا (علامة على الإهانة) ! ..
* مرقس 15 : 17 البسوه رداءً أرجوانيا (علامة على المَلَكية) !..
* متى 27 : 32 سمعان القيروانى سخّر لحمل صليب يسوع
* يوحنا 19 : 17 خرج يسوع حاملا صليبه
* متى 27 : 46 – 50 كانت آخر كلمات يسوع "إيلى إيلى لما شبقتنى، أى إلهى إلهى لماذا
تركتنى " ..
* لوقا 23 : 46 كانت آخر كلمات يسوع " يا أبتاه فى يدك أستودع روحى" ..
* يوحنا 19 : 30 كانت آخر كلماته " قد أكمل " ونكس رأسه وأسلم الروح ..
* لوقا 23 : 43 قال يسوع للص المصلوب بجواره : الحق أقول لك إنك اليوم تكون معى فى الفردوس !..
* أعمال الرسل 2 : 31 تقول الآية أنه ظل فى الجحيم حتى بُعث (فى طبعة 1831)، وفى طبعة 1966 تم تغيير عبارة "الجحيم" وكتابة "الهاوية" !..
وتغيير الكلمات أو العبارات من علامات التلاعب بالنص المتكررة، وليست فقط فى الآية السابقة وتعد بالمئات، فعلى سبيل المثال نطالع فى طبعة 1671، فى سفر إشعيا 40 : 22 عبارة "الذى يجلس على دايرة الأرض وسكانها هم مثل جراد : الذى يمد السموات كلا شىء ويبسطهن كمخبأ للمسكون "، نجدها قد تحولت فى طبعة 1966 إلى : " الجالس على كرة الأرض وسكانها كالجندب الذى ينشر السموات كسرادق ويبسطها كخيمة للسكن " ! وأهم فارق يشار إليه فى هذا التغيير هو حذف عبارة " دايرة الأرض" التى تشير إلى أن الأرض مسطحة حتى وإن كانت مستديرة الشكل، وكتابة " كرة الأرض" لتتمشى مع التقدم العلمى الذى أثبت أن الأرض كروية وتدور حول الشمس، وهى القضية التى تمت محاكمة جاليليو بناء عليها، ومن الواضح أن التغيير قد تم بعد ثبوت كلام جاليليو!
وهناك آيات جد محرجة فى معناها، إذ تكشف عن حقيقة موقف أهل يسوع وأقرباؤه، كأن نطالع : " ولما سمع أقرباؤه خرجوا ليمسكوه لأنهم قالوا أنه مختل . وأما الكتبة الذين نزلوا من أورشليم فقالوا إن معه بعلزبول وأنه برئيس الشياطين يُخرج الشياطين. " (مرقس 3 :21-22).. وهوما يؤكده يوحنا، إذ يقول : " فقال له اليهود الآن علمنا أن بك شيطانا" (8: 52 ) بل يضيف يوحنا : " لأن إخوته أيضا لم يكونوا يؤمنوا به" ( 7 : 5 ) !. فهل يجوز لمثل هذا الإنسان الذى يصفه أقرباؤه بالمختل، ويرى فيه اليهود أن به شيطانا، وان إخوته لم يكونوا يؤمنوا به ان يكون إلاها ويصبح "ربنا يسوع المسيح" الذى يجاهد التعصب الكنسى لفرض عبادته على العالم ؟!
أما مسألة يسوع وإخوته فما هو مكتوب عنها يؤكدها تماما، إذ يقول لوقا : " فولدت إبنها البكر وقمّطته وأضجعته فى المزود إذ لم يكن لهما موضع فى المنزل " (2 : 7) .. وعبارة "الإبن البكر" تعنى يقينا أن له إخوة وأخوات كما هو وارد فى متى (13 : 55 – 56 )، وأن يسوع، عليه الصلاة والسلام، هو أكبرهم، أى الإبن البكر ..
وهو ما يؤكده متى حينما يورد الحلم الذى رآه يوسف النجار :"فلما إستيقظ يوسف من النوم فعل كما أمره الرب وأخذ إمرأته. ولم يعرفها حتى ولدت إبنها البكر ودعا إسمه يسوع" (1 : 24 -25 ).. وعبارة "لم يعرفها حتى ولدت" تعنى أنه لم يعاشرها جسدا حتى وضعت إبنها البكر. وهذا تأكيد على صحة عبارة الإخوة والأخوات المذكورين بأسمائهم فى مرقس (6 : 3) . خاصة وأن النص اليونانى للإنجيل يحمل عبارة "أدلفوس" adelfos أى أخ شقيق، وليس "أنبسوى" anepsoi، أى أولاد عمومة كما يزعمون كلما اُثيرت هذه المشكلة التى تمس بألوهية يسوع ..
وهناك العديد من الوقائع التى لم يشهدها أحد فكيف وصلت لكتبة الأناجيل، ومنها السامرية التى قابلها يسوع، رغم العداء الشائع بين اليهود والسامريين، إضافة إلى أن هذه السامرية بها من المحرمات الدينية والشرعية ما يجعله يبتعد عنها، فهى متزوجة خمس مرات وتحيا فى الزنا مع آخر، ورغم ذلك نرى يسوع عليه السلام، يبوح لها فى إنجيل يوحنا بما لم يقله لمخلوق ( 4 : 26 )، بأنه هو المسيح المنتظر !! فاي عقل أو منطق يقبل مثل هذا القول؟
وهناك تناقضات تشير إلى عدم صلب يسوع، عليه السلام، بالشكل المعترف عليه الآن، فالنص يقول أنه عُلق على خشبة ! وهو ما يتمشى مع الواقع، فالصليب بشكله الحالى لم يكن معروفا فى فلسطين آنذاك .. وتقول الآيات :
"إله آبائنا أقام يسوع الذى أنتم قتلتموه معلقين إياه على خشبة" ( اع 5 : 30 ) ؛ " ..الذى أيضا قتلوه معلقين إياه على خشبة" ( اع 10 : 39 ) ؛ " ولما تمموا كل ما كتب عنه أنزلوه عن الخشبة ووضعوه فى قبر" ( اع 13 : 29 ) ؛ " المسيح إفتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب ملعون كل من عُلق على خشبة" (رسالة بولس إلى أهل غلاطية 3: 13) ؛ وهو ما يؤكده بطرس فى رسالته الأولى إذ يقول : " الذى حمل هو نفسه خطايانا فى جسده على الخشبة" (2 : 24 ) .. فأية آيات نصدق فى مثل هذه الأناجيل ؟!. ولا تعليق لنا على إعتبار السيد المسيح عليه الصلاة والسلام " لعنة " و" ملعونا " والعياذ بالله !
وليس كل ما تقدم إلا مجرد شذرات، مقارنة بعددها الفعلى، فلا يسع المجال هنا لتناول تلك الآلاف من المتناقضات الثابت وجودها فى النصوص الدينية، لكنا نشير إلى حقيقة أن هذه النصوص، بالشكل التى هى عليه، ليست منزّلة – بإعتراف قادة المؤسسة الكنسية الفاتيكانية، والعديد من الباحثين . وإنما هى قد صيغت وفقا للأغراض والأهواء السياسية والدينية، وبالتالى فانه لا يحق لأى "إنسان" أن يحاول فرضها على المسلمين اوغير المسلمين !
ليؤمن بها من شاء من أتباعها وليكفر بها من شاء من أتباعها، لكن فرضها على العالم أجمع، وخاصة على العالم الإسلامى الموحد بالله الواحد الأحد الذى لم يلد ولم يولد، فهوأمر مرفوض بكل المقاييس . فالآيات التى يتذرعون بها لتنصير الشعوب والتى تقول : "فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس" (متى 38 : 19) قد تمت صياغتها فى مجمع القسطنطينية، سنة 381، بإختلاق بدعة الثالوث وإقحامها فى الأناجيل التى بدأت صياغتها فى أواخر القرن الأول .. فبأ عقل يمكن للدارس أوحتى للقارىء العادى أن يضفى أية مصداقية على ذلك الكم من المتناقضات ؟!؟؟؟؟؟؟؟؟ PDF طباعة إرسال إلى صديق
الجمعة, 14 نوفمبر 2008 14:15
بقلم الدكتورة زينب عبد العزيز
صورة لمخطوط قديم للإنجيل
أستاذ الحضارة الفرنسية
أدهشنى ما أثاره بعض إخواننا المسيحيين من تعليقات تستنكر ما نشرته فى مقال سابق حول تحريف الأناجيل، لذلك لا يسعنى إلا تقديم بعض النماذج الأخرى حتى وإن كانت مسألة تحريف "الكتاب المقدس"
برمته محسومة بين العلماء بل واقرها الفاتيكان فى مجمعه الثانى سنة 1965 وليست بحاجة إلى مزيد من الأمثلة..
ورغمها، لن أتناول هنا إلا خمسة نماذج فقط من هذه المتناقضات، التى تُعد باللألاف، وكلها متعلقة مباشرة بيسوع عليه السلام. ويسوع المسيح يُعد أهم شخصية فى المسيحية بكل إنقساماتها وفرقها التى تعدت الثلاثمائة سبع وأربعين الأعضاء بمجلس الكنائس العالمى. ويقولون إن كل ما هو مكتوب عن يسوع فى هذه الأناجيل صحيح تماماً و"منزل من عند الله".. ليرى القارىء بنفسه ما تقدمه المؤسسة الكنسية من نصوص، عانت فعلا على مر التاريخ من شتى أنواع التلاعب والتغيير والتبديل، إلى درجة تمس تعاليم العقيدة نفسها من جهة، ومن جهة اخرى، ان هذه المؤسسة الكنسية تسعى لفرضها على العالم أجمع بدأً بالمسلمين، لذلك يتعيّن علينا كمسلمين أن نفهم ما بها..
وكل ما أرجوه من إخواننا المسيحيين هو ان يفتحوا أناجيلهم ليراجعوا فيها الآيات الواردة منها هنا أو فى أى مقال آخر كتبته. علما بأننى أستعين بطبعة 1966، لا لقلة ما لدىّ من نسخ متفاوتة التواريخ، بدأً من تسة 1671، ولكن لأنها النسخة التى لم تطلها التعديلات الجديدة بعد مجمع الفاتيكان الثانى المنتهى عام 1965، مع الأخذ فى الإعتبار بأن جميعها تختلف فعلا من طبعة لأخرى. وهذه الآيات من المفترض أنها كافية لإقناع أى قارىء بوجود متناقضات.. وابدأ بمن هو مفترض جد يسوع:
1 - الإختلاف فى والد يوسف:
يقول إنجيل متّى: "ويعقوب وَلَد يوسف رجل مريم التى وُلد منها يسوع الذى يُدعى المسيح " (1: 16). ويقول إنجيل لوقا: "ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة وهو على ما كان يُظن إبن يوسف إبن هالى" (3: 23)، فأيهما والد يوسف: يعقوب أم هالى؟ فمن المحال ان يكون له أبّان بيولوجيان، والحديث هنا عن إنسان، بشر عادى، وليس عن إنسان تم تأليهه ويطلقون عليه "ربنا يسوع المسيح" !.
2 – الإختلاف فى شجرة نسب يسوع:
توجد شجرة نسب يسوع ابن مريم فى إنجيل متّى (1: 6-16)، كما توجد فى إنجيل لوقا (3: 23-31). إنجيل متّى يبدأ من سيدنا إبراهيم نزولا إلى يسوع، ولوقا يبدأ من يسوع صعودا إلى آدم، والإسم الوحيد المشترك بين هاتين القائمتين، من داود ليسوع، هو يوسف.. فكيف يستقيم كل ذلك التفاوت ؟! بل والأدهى من ذلك كيف يمكن أن يكون ليسوع شجرة عائلة مثبوتة بالإسماء، وإن إختلفت، والكنيسة تؤكد أنه أتى من الروح القدس وأنه إبن الله ؟. بغض الطرف هنا عن ان الروح القدس – كما تؤكد الكنيسة أيضا، هو جزء من الثالوث الذى لا يتجزأ فالثلاثة واحد وهو ما يُفهم منه ان يسوع قد أنجب نفسه، لكى لا نكرر أقوال بعض العلماء فى الغرب من ان ذلك يمثل حالة زنا إذا ما أخذنا والعياذ بالله بأن مريم "ام الله" كما يقولون، حملت من الروح القدس أى من إبنها !.
3 – الإختلاف فى مولد يسوع:
تورد الأناجيل مرة ان يسوع وُلد أيام هيرودس (متّى 2: 1)، ومرة أيام كيرينيوس (لوقا 2: 2).. والثابت تاريخيا أن هيرودس مات سنة 4 قبل الميلاد، بينما كيرينيوس قد تم تعيينه والياً على منطقة سوريّة فى عام ستة ميلادية ! أى ان الفرق الزمنى بين التاريخين قدره على الأقل عشر سنوات لتحديد تاريخ ميلاد يسوع، فهل هذا معقول ؟ بل والثابت تاريخيا أيضا أنه لم تحدث أية مجزرة للأطفال أيام هيرودس ! وما يكشف عن إختلاف آخر أن إنجيل مرقس يقول أنه وُلد فى الناصرة، بالجليل، بينما يقول كل من متّى ولوقا انه وُلد فى بيت لحم بمنطقة اليهودية: فأيّهم أصدق، وجميعهم رسل وقديسين ؟!. وهنا لا بد من الإشارة إلى قول العالم الفرنسى إميل بويخ (E. Puech) مدير المعهد القومى للأبحاث العلمية (CNRS) فى فرنسا مؤكدا: "يجب علينا أن نعترف بأمانة أننا لا نمتلك حتى الآن أى نص من شهود عيان عن يسوع"، وذلك لأن كل ما كتب عنه كتب بأثر رجعى وبعد أجيال وقرون...
4 – الإختلاف فى معرفة يسوع إبن من ؟!:
يقول إنجيل لوق أنه عندما تخلّف الصبى يسوع فى المعبد وهو فى الثانية عشر " وكان أبواه يذهبان كل سنة إلى أورشليم فى عيد الفصح" (2: 41) ضل عنهما الطفل يسوع، وبعد ثلاثة أيام من البحث وجدا الصبى فى الهيكل جالسا وسط المعلمين فلما أبصراه إندهشا: " وقالت له أمه يابنىّ لماذا فعلت بنا هكذا. هو ذا أبوك وأنا كنّا نطلبك معذّبين" (2: 48).ويزداد الأمر خلطاً حينما يجيبها الطفل يسوع قائلا: " لماذا كنتما تطلبانى ألم تعلما أنه ينبغى أن أكون فى ما لأبى. فلم يفهما الكلام الذى قاله لهما" (2: 39-50) أى ان مريم وزوجها والد الطفل يسوع ( كما تقول هى فالمفترض أنها أدرى ممن أنجبت إبنها) وأيضا كما يقول إنجيل لوقا، المهم ان الإثنين لا يعرفان أى شىء عن رسالة يسوع، وهو ما يخالف ما ورد بنفس الإصحاح فى الآية 19 حينما راح ملاك الرب يخبر الرعاه بمجىء الرب يسوع المخلّص، ثم ذهب الرعاة يخبروا بالكلام الذى قيل لهم عن هذا الصبى: "وأما مريم فكانت تحفظ هذا الكلام متفكرة به فى قلبها".. فكيف تعرف مريم هذا الكلام عن ظهر قلب وحينما يحدثها ذلك الرب، الذى هو إبنها، لا تفقه منه شيئا ؟؟. بل والأكثر من ذلك ان كل ما ورد بإنجيل لوقا حول واقعة المعبد يتناقض تماما مع قصة نزوح العائلة المقدسة إلى مصر..
وعملية تفنيد حضور العائلة المقدسة الى مصر تناولها فى الغرب العديد من المؤرخين والباحثين ولن أشير هنا سوى الى ميشيل كوكيه ( M. Coquet ) القس السابق وكتابه "إزالة الخدع عن حياة يسوع" الصادر عام 2003، وتقول الفقرة:
"أقر المؤرخون ولله الحمد ان هروب العائلة المقدسة الى مصر، كما يصفها لنا إنجيل متّى لا مصداقية لها. فعبور الصحراء الشديدة الحر نهاراً والشديدة البرودة ليلا، مسافة خمسمائة كيلومترا، فى منطقة مليئة باللصوص وبالحيوانات المفترسة، على ركوبة لا يمكنها ان تحمل على ظهرها المياة والأكل اللازم لمثل هذه الرحلة، تبدو عملية مستحيلة التنفيذ بالنسبة لزوجين وطفل رضيع. والأكثر من ذلك، إذا سار يوسف على قدميه بواقع خمسة عشر كيلومتراً فى اليوم، فسيأخذ منه ذلك حوالى شهرا فى ظروف شديدة القسوة. فالطريق الذى سار فيه بدأ من بيت لحم الى الخليل. ومن غزة كان على العائلة المقدسة ان تتبع قرب الشاطىء الى القنطرة والإسماعيلية واخيرا القاهرة. وفى واقع الأمر، ليس لدينا أى دليل على هذه الرحلة، حتى وإن قامت الكنيسة القبطية بنشر خط السير هذا (بمساعدة وزارة السياحة المصرية !) (الأقواس وعلامة التعجب من الكاتب)، إعتمادا على بردية من القرن الخامس مكتوب عليها خط السير الذى سلكته العائلة المقدسة، بل ويحددون ان الإقامة إمتدت لمدة ثلاث سنوات وأحد عشر شهراً, والقرن الخامس بكل سوء حظ هو القرن الذى إنتهوا فيه من إستكمال إختلاق قصة يسوع. وبعد قرن من الحفائر الأثرية فى الأرض المقدسة لم يتم العثور على أى دليل لهذا الهروب" (صفحة 266).. واللهم لا تعليق !
5 – الإختلاف حول إنجيل يسوع:
يقول القديس بولس، الذى افرَدَت له مؤسسة الفاتيكان عاما بأسره، من 28/6/2008 الى 29/6/2009 للإحتفال به، نظراً لأهميته اللاهوتية وفى الدعوة وسط الأمم، يقول هذا الرسول القديس إلى أهل رومية: "... حتى انى من أورشليم وما حولها إلى الليريكون قد أكملت التبشير بإنجيل المسيح" (15: 19)، وفى نفس الرسالة فى الآية 29 يقول "... وأنا أعلم انى اذا جئت اليكم سأجى فى ملء بركة إنجيل المسيح"، وفى الرسالة الثانية الى أهل كورنثوس يقول: "... إنجيل مجد المسيح الذى هو صورة الله" (4: 4)، وفى نفس الرسالة يقول: "فإنه إن كان الآتى يكرز بيسوع آخر لم نكرز به أو كنتم تأخذون روحا آخر لم تأخذوه أو إنجيلا آخر لم تقبلوه فحسنا كنتم تحتملون" (11: 4)، وإلى أهل غلاطية يقول: " إنى أتعجب أنكم تتنقلون هكذا سريعا عن الذى دعاكم بنعمة المسيح إلى إنجيل آخر. ليس هو آخر غير أنه يوجد قوم يزعجونكم ويريدون ان يحوّلوا إنجيل المسيح " (1: 3-6)..
و ما نخرج به من هذه الآيات الصادرة عن أهم الحواريين فى نظر الكنيسة، وبوضوح لا لبس فيه، ان السيد المسيح كان له إنجيلا يكرز به، وهو ما لا أثر له فى التراث الكنسى الحالى بكله وإن كان يتفق تماما مع ما يثبته القرآن الكريم من أن الله عز وجل قد أوحى الإنجيل إلى عيسى بن مريم..
ومن ناحية أخرى، من المفترض ان رسائل بولس هذه صيغت سنة 54 ميلادية كما يقول المختصون الكنسيون.. وهنا يمكن الجهر بكل ثقة للمؤسسة الكنسية بكامل هيئاتها وبناءً على أقوال بولس الرسول: ان السيد المسيح كان له إنجيلا يبشر به فأين هو ؟! فرسائل بولس وأعمال الرسل هى أول نصوص كتبت فى المسيحية وتؤرخونها بعام 54، وكل ما يقال فى الوثائق الكنسية ان صياغة الأناجيل تمت من سنة 70 الى 95. فإذا اضفنا أعمار الحواريين الى هذه التواريخ لأدركنا انهم كانوا فى حوالى المائة سنة سناً أو أكثرً، وهو ما لا يتمشّى مع نسبة متوسط الأعمار من الفين سنة مضت – بغض الطرف عن مخالفة هذه المعلومة للواقع، إذ ان صياغة الأناجيل إمتدت حتى أواخر القرن الرابع بإعتراف القديس جيروم نفسه، فهو الذى كوّن هذه الأناجيل الأربعه وعدّل وبدّل فيها كما قال فى المقدمة التى تتصدر ترجمته.. فكيف يتحدث بولس ويحذّر الأتباع من الإلتفات إلى أى إنجيل آخر سوى إنجيل يسوع الذى كان يبشّر به ؟!.
وأغض الطرف هنا أيضا عن إن هذا القول من بولس يتضمن إتهاما لباقى الحواريين، إتهام بالكذب وتحريف الرسالة، فلم يكن آنذاك اى فرد آخر يقوم بالتبشير سوى الحواريين الذين يتهمهم بولس صراحة بأنهم كذبة..
فهل يحتاج الأمر بعد ذلك إلى مزيد من الأدلة على التناقضات فى الأناجيل ؟ ولا يسعنى إلا أن أضيف بكل هدوء إلى إخواننا المسيحيين بكل فرقهم: إقرأوا أناجيلكم بدلا من الإنسياق فى التعاون مع الذين فرضوا عليكم المساهمة فى عملية تنصير العالم، فوثيقة "إلى العلمانيين" المخجلة، الصادرة عن مجمع الفاتيكان الثانى، التى يفرض فيها لأول مرة فى التاريخ على كافة المسيحيين، الكنسيين منهم والمدنيين، العمل على إقتلاع الإسلام والمسلمين لتنصير العالم، موجودة ومنشورة ضمن قرارات ذلك المجمع.
إقرأوا أناجيلكم بإمعان، وافهموا ما بها، فما من عاقلٍ أمين مع نفسه يمكنه قبول مثل هذه المتناقضات أو الإيمان بها لسبب بسيط هو: هل يمكن لمثل هذا الخلط والتناقض أن يكون منزّلا من عند الله ؟!..
قال الله تعالى في في كتابه الكريم: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ) صدق الله العظيم.
يمكن التواصل مع الدكتور زينب على الإيميل التالي:
dr.z.abdelaziz@gmail.com
((((((((((((((((((((((((((((((((((عمانوئيل ليس يسوع يا محترم .!))))))))))))))))))))))))
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك السموات العلى والأرض وما تحت الثري نحمده ونستعين به ونرجوا رحمته ومغفرته رجاءا لا ينقطع فلا ملجأ ولا منجى منه الا اليه ربنا انك وعدت وانت الذي لا يخلف ابدا وعده ارحمنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين أمين .
دخلت احدى المنتديات التي منعت ان ادخلها كعضو والسبب الجميع يعرفه لأنه حال كل مسلم هناك فقرأت موضوع كنت اظن ان النصارى لن ولن يحاولوا ان يفتحوا له بابا لأنه عبارة عن نبؤة مفتراه من متى أو من من كتب انجيل متى واضح فيها التلاعب وضوح الشمس تصرخ وتقول (أنه ليس من عند الله)
لكن إن لم تستحيي فافعل ما شئت !
وما سبب الكفر إلا العناد ؟
ففتحت الموضوع ووجدت المحترم غاضب جدا ومستغرب كيف لم نفهم نحن المسلمين هذه النبؤة انها تنطبق على يسوع !
وكأنه يظن اننا عبارة عن مسوقين عقليا من قبل قساوسة لا يعرفون الله ولا يخافونه .. أو اننا نقدس اولئك من يسمون انفسهم كهنة وعلماء النصارى الذين استحبوا دس رؤوسهم في التراب بدلا من المواجهة .
امثال المحترم عبد المسيح بسيط .. وزكريا بطرس (المشلوح والمصاب بجميع انواع الأمراض النفسيه) .
ولكن قبل الرد او ذكر ما قال النصراني احب ان اعرض الأعداد في متى وفي اشعيا وقول العلماء فيها ثم نرى ما كتب السيد (كنوع من الترفيه ليس إلا) فهو لم يكتب الا ما هو مضحك ودليل على المحاولة المستميتة لأخفاء الفضيحة العظمى والتي هي واحده من الكثير !!! .
حسب متى الإصحاح الأول :
الترجمة العربية المشتركة
(18وهذِهِ سيرَةُ ميلادِ يَسوعَ المَسيحِ: كانَت أُمُّهُ مَريَمُ مَخْطوبَةً ليوسفَ، فَتبيَّنَ قَبْلَ أنْ تَسْكُنَ مَعَهُ أنَّها حُبْلى مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ. 19وكانَ يوسفُ رَجُلاً صالِحًا فَما أرادَ أنْ يكْشِفَ أمْرَها، فَعزَمَ على أنْ يَترُكَها سِرًّا.20وبَينَما هوَ يُفَكِّرُ في هذا الأمْرِ، ظَهَرَ لَه مَلاكُ الرَّبِّ. في الحُلُمِ وقالَ لَه: ((يا يوسفُ اَبنَ داودَ، لا تخَفْ أنْ تأخُذَ مَرْيمَ اَمرأةً لكَ. فَهيَ حُبْلى مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ، 21وسَتَلِدُ اَبناً تُسمّيهِ يَسوعَ، لأنَّهُ يُخَلِّصُ شعْبَهُ مِنْ خَطاياهُمْ)).22حَدَثَ هذا كُلُّه لِيَتِمَّ ما قالَ الرَّبُّ بلِسانِ النَّبـيِّ: 23((سَتحْبَلُ العَذْراءُ، فتَلِدُ اَبْناً يُدْعى ((عِمّانوئيلَ))، أي اللهُ مَعَنا. 24فلمَّا قامَ يوسفُ مِنَ النَّومِ، عَمِلَ بِما أمَرَهُ مَلاكُ الرَّبِّ. فَجاءَ باَمْرَأتِهِ إلى بَيتِه، 25ولكِنَّهُ ما عَرَفَها حتّى ولَدَتِ اَبْنَها فَسَمّاهُ يَسوعَ.)
ترجمة سميث وفاندايك (البروتستانتية)
(1: 17 فجميع الاجيال من ابراهيم الى داود اربعة عشر جيلا و من داود الى سبي بابل اربعة عشر جيلا و من سبي بابل الى المسيح اربعة عشر جيلا
1: 18 اما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا لما كانت مريم امه مخطوبة ليوسف قبل ان يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس
1: 19 فيوسف رجلها اذ كان بارا و لم يشا ان يشهرها اراد تخليتها سرا
1: 20 و لكن فيما هو متفكر في هذه الامور اذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلا يا يوسف ابن داود لا تخف ان تاخذ مريم امراتك لان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس
1: 21 فستلد ابنا و تدعو اسمه يسوع لانه يخلص شعبه من خطاياهم
1: 22 و هذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل
1: 23 هوذا العذراء تحبل و تلد ابنا و يدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا )
الترجمة الكاثوليكية
(18أَمَّا أَصلُ يسوعَ المسيح فكانَ أنَّ مَريمَ أُمَّه، لَمَّا كانَت مَخْطوبةً لِيُوسُف، وُجِدَت قَبلَ أَن يَتَساكنا حامِلاً مِنَ الرُّوحِ القُدُس. 19وكان يُوسُفُ زَوجُها باراًّ، فَلَمْ يُرِدْ أَن يَشهَرَ أَمْرَها، فعزَمَ على أَن يُطلِّقَها سِرّاً.
20وما نَوى ذلك حتَّى تراءَى له مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلمِ وقالَ له: ((يا يُوسُفَ ابنَ داود، لا تَخَفْ أَن تَأتِيَ بِامرَأَتِكَ مَريمَ إِلى بَيتِكَ. فإِنَّ الَّذي كُوِّنَ فيها هوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس، 21وستَلِدُ ابناً فسَمِّهِ يسوع، لأَنَّه هوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعبَه مِن خَطاياهم )).
22وكانَ هذا كُلُّه لِيَتِمَّ ما قالَ الرَّبُّ على لِسانِ النَّبِيّ: 23 ((ها إِنَّ العَذراءَ تَحْمِلُ فتَلِدُ ابناً يُسمُّونَه عِمَّانوئيل ))أَيِ ((اللهُ معَنا )). 24فلمَّا قامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوم، فَعلَ كَما أَمرَه مَلاكُ الرَّبِّ فأَتى بِامرَأَتِه إِلى بَيتِه، 25على أَنَّه لم يَعرِفْها حتَّى ولَدَتِ ابناً فسمَّاه يسوع. )
هذا العدد في متى من عدة تراجم عربية
من الأعداد نفهم ان يوسف كان حائرا من أمر مريم عليها السلام فأراد الرب ان يخلصه من هذه الحيرة فأرسل له الروح القدس لحل هذه القضية فقال له ان مريم عليها السلام حبلى من الروح القدس وان هذا جاء عن نبؤة قديمه على لسان احد الأنبياء الا وهي علامة عمانوئيل .
وعندما قام المحققون بالبحث عن هذه النبؤة حسب قول متى وجدوها في اشعياء وهي كالأتي ولنأخذ الترجمة العربية المشتركة
(10وعادَ الرّبُّ فقالَ لآحازَ: 11((أُطلبْ لنفْسِكَ آيةً مِنْ عندِ الرّبِّ إلهِكَ، إمَّا مِنْ أعماقِ الهاويةِ وإمَّا مِنْ أعالي السَّماءِ)). 12فقالَ آحازُ: ((لا أطلُبُ ولا أُجرِّبُ الرّبَّ)).13أمَّا إشَعيا فقالَ: ((إسمَعوا يا بَيتَ داودَ! أما كفاكُم أنْ تُضْجروا النَّاسَ حتى تُضْجروا إلهي أيضًا؟ 14ولكنَّ السَّيِّدَ الرّبَّ نفْسَهُ يُعطيكُم هذِهِ الآيةَ: ها هيَ العذراءُ تحبَلُ وتلِدُ اَبنًا وتدعو اَسمَهُ عِمَّانوئيلَ. 15يأكلُ زُبْدًا وعسَلاً إلى أنْ يَعرِفَ كَيفَ يرفُضُ الشَّرَ ويختارُ الخيرَ. 16فقَبلَ أنْ يَعرِفَ الصَّبيُّ كَيفَ يرفُضُ الشَّرَ ويختارُ الخيرَ، تُهجرُ الأرضُ التي يُرعِبُكَ مَلِكاها. 17فعلى يَدِ ملِكِ أشُّورَ يَجلُبُ الرّبُّ علَيكَ وعلى شعبِكَ وعلى بَيتِ أبيكَ أيّامًا لا مثيلَ لها مِنْ يومِ اَنفصَلَت أفرايمُ عَنْ يَهوذا. 18في ذلِكَ اليومِ يصفِرُ الرّبُّ للذُّبابِ الذي في أقصى أنهارِ مِصرَ، وللنَّخلِ الذي في أرضِ أشُّورَ، 19فتأتي وتنزِلُ كُلُّها في الأوديةِ المُقفِرةِ ونخاريبِ الصَّخرِ، وفي كلِّ عُلَّيقةٍ، وفي المراعي جميعِها.20في ذلِكَ اليومِ يحلِقُ السَّيِّدُ الرّبُّ بِمُوسى مُستأجرةٍ في عَبرِ النَّهرِ، أي بمَلِكِ أشُّورَ، رأسَكَ وشَعرَ رِجلَيكَ ويَقُصُّ لِحيَتَكَ أيضًا. 21وفي ذلِكَ اليومِ يُرَبِّي واحدٌ عِجلَةً مِنَ البقَرِ وشاتَينِ، 22ولكثرَةِ اللَّبَنِ يأكلُ الزُّبْدَ، لأنَّ الزُّبْدَ والعسَلَ يأكلُهُما كُلُّ مَنْ أُبقيَ في الأرضِ.23وفي ذلِكَ اليومِ كُلُّ موضعِ فيهِ ألفُ كَرمةٍ ثمَنُها ألفٌ مِنَ الفضَّةِ يصيرُ عَوسَجا وشَوكًا. 24ولا يدخُلُ أحدٌ إلى هُناكَ إلاَ بالسِّهامِ والقَوسِ، لأنَّ الأرضَ كُلَّها تكونُ عَوسَجا وشَوكًا. 25وجميعُ الجبالِ التي كانَت تُنقَبُ بالمِعوَلِ لا يدخُلُها أحدٌ خوفًا مِنَ العوسَج والشَّوكِ، بل تكونُ مسرحًا لِلثِّيرانِ وموطِئًا للغنَمِ)).
وسبب اقتباسي من الترجمة العربية المشتركة هو ان هناك تلاعب من قبل النصارى في باقي التراجم والترجمة العربية المشتركة كانت على الأقل اكثر اعتدالا من غيرها
فمثلا حسب فاندايك
تجد العدد 14 هكذا
7: 14 و لكن يعطيكم السيد نفسه اية ها العذراء تحبل و تلد ابنا و تدعو اسمه عمانوئيل
وحسب الكاثوليكية
14فلِذلك يُؤتيكُمُ السَّيِّد نَفْسُه آيَةً: ها إِنَّ الصَّبِيَّةَ تَحمِلُ فتَلِدُ آبناً وتَدْعو آسمَه عِمَّانوئيل
فيستغل جهلاء النصارى هذه الترجمات لتلاعب بسيط بقولهم
(انه يقول يعطيكم نفسه اية أي هو بنفسه الأية أي هو الله بنفسه المولود (تعالى القدوس علوا كبيرا) ) وما قولهم هذا الا أية على افترائهم وكذبهم مع علمهم بالحق والويل لهم من عذاب اليم من رب عظيم .
قارن ايها القارئ العزيز بين متى وبين اشعيا ستجد فرق هائل جدا .
متى يذكر ان عمانوئيل هو يسوع الذي تنبأ به من قبل اشعيا
بينما في اشعيا نجدها انها علامة من الرب الى أحاز
وسبب هذه العلامة هو ان احاز كان خائفا من تأمر صَعِدَ رَصينُ ملِكُ آرامَ وفقَحُ بنُ رَمَلْيا ملِكُ إِسرائيلَ فأراد الرب ان يطمئن قلب أحاز على ان لن يقدروا على إيذائه فأرسل له اشعيا عليه السلام ليخبرة بذلك
ونفهم هذا من الأعداد الأتية في اشعيا التي تسبق علامة عمانوئيل :
7 وفي أيّامِ آحازَ بنِ يوثامَ بنِ عُزيَّا ملِكِ يَهوذا صَعِدَ رَصينُ ملِكُ آرامَ وفقَحُ بنُ رَمَلْيا ملِكُ إِسرائيلَ إلى أُورُشليمَ لمُحارَبَتِها، فما قَدِرا أنْ يستوليا علَيها.2فلمَّا وصَلَ الخبَرُ إلى بَيتِ داودَ، وقيلَ لَه إنَّ الآراميِّينَ نزَلوا في أرضِ شعبِ أفرايمَ، اَضطرَبَ قلبُهُ وقلبُ شعبِهِ اَضطِرابَ شَجرِ الغابِ في وجهِ الرِّيحِ. 3فقالَ الرّبُّ لإشَعيا: ((أُخرُج لمُلاقاةِ آحازَ، أنتَ وشآرَ ياشوب اَبنكَ، إلى آخرِ قناةِ البِرْكةِ العُليا في طريقِ حقلِ القَصَّارِ 4وقُلْ لَه: تَنَبَّهْ واَطمَئِنَّ ولا تخفْ ولا يَضعُفْ قلبُكَ. فما غضَبُ رصينَ ملِكِ آرامَ وفقَحَ بنِ رمَلْيا ملِكِ شعبِ إِسرائيلَ إلاَ كلَهَبِ ذنَبَينِ مُشتَعِلَينِ مُدخنَينِ. 5هُما وشعباهُما تآمَروا علَيكَ بالشَّرِّ وقالوا: 6نصعَدُ على يَهوذا ونُرعِبُها ونَقتَسِمُها ونُمَلِّكُ علَيها اَبنَ طَبْئيلَ)). 7وهذا ما قالَ السَّيِّدُ الرّبُّ: ((لا يحدُثُ ذلِكَ ولا يكونُ. 8فما دِمَشقُ إلاَ عاصمةَ آرامَ، وما رَصينُ إلاَ ملِكَ دِمشقَ. وبَعدَ خمسٍ وستِّينَ سنَةً ينكَسِرُ شعبُ إِسرائيلَ فلا يَبقى شعبًا. 9فما السَّامِرةُ إلاَ عاصِمةَ شعبِ إِسرائيلَ، وما اَبنُ رَمَلْيا إلاَ ملِكَ السَّامِرةِ. إنْ كُنتُم لا تُؤمِنونَ فلَنْ تأمَنوا.
فطلب الرب من أحاز أن يطلب علامة تؤكد هذا الوعد انه سيتحقق من عند الإله كما في الأعداد التي ذكرناها .
فرفض أحاز بدعوة انه لا يجرب إلهه لكن اشعياء قال :
13أمَّا إشَعيا فقالَ: ((إسمَعوا يا بَيتَ داودَ! أما كفاكُم أنْ تُضْجروا النَّاسَ حتى تُضْجروا إلهي أيضًا؟ 14ولكنَّ السَّيِّدَ الرّبَّ نفْسَهُ يُعطيكُم هذِهِ الآيةَ: ها هيَ العذراءُ تحبَلُ وتلِدُ اَبنًا وتدعو اَسمَهُ عِمَّانوئيلَ.
فعمانوئيل كان علامة للملك أحاز من الإله ليطمئنه وشعبه إن ملك آرام وحليفه لين يضروه شيئا !
كما هو واضح ولكن سبحان الله يأتي متى بعد كل هذه السنين العظيمة بينه وبين اشعيا ليقول إنها نبوءة عن يسوع ! .
أليس هذا كذب وغش وخداع وافتراء وتطاول .
أليس هذا هو التحريف بأم عينيه بل بأم أمه ! .
قول علماء النصارى في هذه النبوءة :
(حتى لا يقال انه رأي المسلمين فقط )
1_جاء في دائرة المعارف الكتابية التي كتبت تحت اشراف نخبة من علماء الكتاب المقدس كما يسمونه
في باب عمانوئيل
(جاء في نبوة إشعياء لآحاز ملك يهوذا ، كعلامة على أن الله سينقذ يهوذا من أعدائها (إش 7 : 14 ، 8 و 10) . وقد جاء في إنجيل متى أنها كانت نبوة عن " الرب يسوع المسيح " (مت 1 : 23) .)
هنا تلعب دائرة المعارف دور الصادق والمحرف.
فهي تؤكد على انها نبؤة لأحاز ان الرب سينقذه من اعداءه
وفي نفس الوقت ذكروا انها جاءت في انجيل متى انها كانت نبؤة عن يسوع
لاحظ طريقة (جاءت .. انها كانت ! )
ويحاول كتاب دائرة المعارف المسيحية كثيرا لحل هذه المشكلة التي وضعهم فيها كاتب انجيل متى ولكن لا مفر قيذكرون تارة
(إنها نبوة تشير إلى إحدى إمرأتين : إما امرأة إشعياء ، أو امرأة آحاز . وفي الحالة الأولى يكون المقصود " بعمانوئيل " هو " مهير شلال حاش بز " (إش 8 : 1-4) ، وأمه هي زوجة إشعياء الموصوفة بأنها " النبية " (إش 8 : 3) ، التي كان إشعياء على وشك الاقتران بها ، أي أنها كانت مازالت عذراء في وقت النطق بالنبوة ، ويؤيدون هذا الرأي بأن أولاد إشعياء كانوا رموزاً (انظر عب 2 : 13 مع إش 8 : 18) .)
وتارة اخرى
(أن النبوة تشير إلى المستقبل البعيد ، وبخاصة في ضوء ما جاء في إنجيل متى (1 : 23) عن العذراء مريم وابنها يسوع الذي " يُدعى اسمه عمانوئيل ، الذي تفسيره الله معنا " لأنه كان هو الله الذي " ظهر في الجسد " (1 تى 3 : 16) ، والذي " فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً " (كو 2 : 9) . ومع وأنه تفسير سليم بالنسبة لمرمى النبوة البعيد لكنه يتغاضى عن أن النبوة كانت علامة لآحاز .)
ولا استغرب فهذا هو العناد ويبقى الإعتراف انه كانت علامة لأحاز لا اكثر منهم وانه تغاضى عن كونها لأحاز.
فكيف فهموا ان هناك مرمى بعيد ومرمى قريب .
2_التفسير التطبيقي للكتاب المقدس
جاء في التفسير ما يلي
(جاءت كلمة " عذراء" ترجمة لكلمة عبرية تستخدم للدلالة على امرأة غير متزوجة، لكنهابلغت سن الزواج، أي أنها ناضجة جنسيا (ارجع إلى تك 24: 43 ؛ خر 2: 8 ؛ مز 68: 25 ؛أم 30: 19 ؛ نش 1: 3 ؛ 6: 8). ويجمع البعض بين هذه العذراء وامرأة إشعياء وابنهاالحديث الولادة (8: 1-4). ولكن هذا غير محتمل إذ كان لها ابن اسمه شآريشوب، كما لميكن اسم ابنها الثاني "عمانوئيل". ويظن البعض أن زوجة إشعياء الأولى كانت قد ماتت،وأن هذه هي زوجته الثانية. ولكن الأرجح أن هذه النبوة تمت مرتين : (1) أن فتاة منبيت آحاز لم تكن قد تزوجت بعد، ولكنها كانت ستتزوج وتلد ابنا، وقبل مضي ثلاث سنوات (سنة للحمل، وسنتين ليكبر الطفل ويستطيع الكلام) يكون الملكان الغازيان قد قضيعليهما. (2) يقتبس البشير متى في (1: 23) قول إشعياء (7: 14) ليبين إتماما آخرللنبوة في أن عذراء اسمها مريم حبلت وولدت ابنا : عمانوئيل المسيح.)
فحتى التفسير التطبيقي حاول لعب نفس الدور
لكنه جاء يكحلها عماها كغيرة
فيقول انه المرأة او العذراء قد تكون زوجة اشعيا الأولى او فتاة من بيت احاز ستتزوج وتلد هذا الولد .
لكن يذكر التفسير ان هناك اتمام اخر للنبؤوة وهذا كلام غير منطقي فالنبؤة تمت ! فأين النقص حتى يقول انها تمت مرة اخرى ولم يذكر في الكتاب ان لها اتمام أخر فهذه محاولة الصاق لا اكثر .
وطبعا يذكر هذا ليحاول تبرير جريمة متى .
ثم يعود ليناقض نفسه بذكره (ويجمع البعض بين هذه العذراء وامرأة إشعياء وابنهاالحديث الولادة (8: 1-4). ولكن هذا غير محتمل إذ كان لها ابن اسمه شآريشوب، كما لميكن اسم ابنها الثاني "عمانوئيل".)
ونسي ان يسوع لم يسمى ابدا عمانوئيل .
فكيف يحكم ؟!???=========================================================((((((((((((((((((((((((((((?مخالفة الكتاب المدعو مقدس لجميع الثوابت العلمية)))))))))))
* هل شرب الماء مضر ؟؟؟؟؟ *
رسالة بولس الأولي إلي تيموثاوس إصحاح 5 عدد 23( لا تكن في ما بعد شراب ماء بل استعمل خمراً قليلاً من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة )!!! . وقد أجاب علي هذا السؤال القس منيس عبد النور في كتابه شبهات وهمية صـ410 بالآتي:( أوضح الرسول بولس بنصيحته لتيموثاوس جواز استعمال الخمر للدواء . فالمادة في ذاتها ليست شراً . لكن استعمالها يجعل منها ضارة أو نافعة . ولا يخفي أنه يجوز تعاطي السم بنسب معينة للعلاج . وكذلك الخمر , فالإكثار منه يضر . والقليل منه يستعمل كدواء متي رأي الطبيب ذلك . )!!!
وأقول وبالله التوفيق:حاول القس ألابتعاد عن أصل السؤال و المراوغة في إجابته . [ لا تكن في ما بعد شراب ماء ] وهذا هو الشق الأول: التحذير من شرب الماء . والشق الثاني :[ بل استعمل خمراً قليلاً ] . فهل شرب الماء مضر ؟أم هذا من الأعجاز العلمي لديكم .
* وفي سفر الميكابيين الثاني إصحاح 15 عدد 39 [ الترجمة العربية المشتركة ](فكما أن شرب الخمر وحدها مضر أو شرب الماء وحدها مضر بينما الخمر ممزوجة بالماء تطيب وتلذ لشاربها , هكذا الكلام الجميل يفرح قارئيه )!!!
* (هذا الكلام الجميل يفرح قارئيه)كلام سكارى يفرح السكارى أيضا. هل أوحي الله سبحانه وتعالي لأحد أنبيائه بما يخالف شرعه ؟ وهذا هو الشق الثاني من السؤال.وأضف سؤال أخر:هل عين الرب تدمع من الخمر؟والعياذ بالله .
هل هذه الصفة تليق بجلال الله سبحانه وتعالى ؟
مزمور 78- 5( فاستيقظ الرب كنائم كجبار محيط من الخمر )!
* من الذي أوحي بالنصوص السابقة ؟ ومن الذي أوحي بالنصوص الآتية ؟ وأيهما الأصدق ؟
1- سفر القضاة 13-14( من كل ما يخرج من جفنه الخمر لا تأكل وخمراً ومسكراً لا تشرب )!
2- سفر إرمياه 6:3( فقالوا لا تشرب خمراً لان يوناداب بني ركاب أبانا أوصانا قائلاً لا تشربوا خمرا أنتم ولا بنوكم إلي الأبد ) !
3- اللاويين 10-9( خمرا ومسكرا لا تشرب أنت وبنوك معك عند دخولكم خيمة الاجتماع لكي لا تموتوا . فرضاً دهرياً في أجيالكم )!
4- سفر التثنية 39:28( كروما تغرس وتشتغل وخمرا لا تشرب ولا تجني لأن الدود يأكلها )!
* نلاحظ : تناقض غريب( هل الحكم الشرعة عند النصارى – تحريم الخمر أم الأمر بشربها لفوائدها ؟.تحرم في القضاة وارميا واللاويين والتثنية, ويؤمر بشربها في رسالة بولس ,والميكابيين ؟ ثم يأمر بهذا النص :
أمثال 21: 6-7( أعطوا مسكرا لهالك وخمرا لمري النفس .يشرب وينسى فقره ولا يذكر تعبه بعد ) . هل كلام الله يتناقض؟ أي اله تعبدون ؟
وأي وحي تتحدثون عنه ؟ أم هو الضلال والكذب على الله ؟
* أليست هذه الأسفار التي تحرم الخمر من الكتب التي تدعون أنها شريعة موسى؟ عليه الصلاة والسلام. الذي قال فيها يسوع النصارى كما يدعي كاتب رسالةالعبرانيين 10-28( من خالف ناموس موسى فعلي شاهدين أو ثلثة شهود يموت بدون رأفة )!!!!( ويتناقض هذا الكلام في نفس الرسالة وتنسخ الشريعة كاملة )رسالة العبرانيين7- 18-19(الفانديك)( فإنه يصير أبطال الوصية السابقة من أجل ضعفها وعدم نفعها . إذا الناموس لم يكمل شيئاً . ولكن يصير إدخال رجاء أفضل به يتقرب إلي الله )!!!
( الوصية ألسابقه ) هي (الشريعة)
وفى الترجمة اليسوعية الحديثة : (وهكذا نسخت الوصية السابقة لضعفها و قلة فائدتها . فالشريعة لم تبلغ شيئا إلى الكمال , وأدخل رجاء أفضل نتقرب به إلى الله)!!!
* فبما التقرب الأفضل إلى الله من الشريعة ؟ شرب الخمر ؟ وإباحة الزنا والدعوة إليه ؟ .( فهذا النص ناسخ لشريعة موسى عليه الصلاة والسلام كاملة) : بل يتناقض أيضا مع ما نسب إلي يسوع النصارى ويكذبه .
إنجيل متى 5-17-18[ لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء . ما جئت لأنقض بل لأكمل . فأني الحق أقول لكم إلي أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل . فمن نقص احدي هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا يدعي أصغر في ملكوت السموات . وأما من عمل وعلم فهذا يدعي عظيماً في ملكوت السموات ] !
وأقول وبالله التوفيق :1- الناموس: أي [ الشريعة ] ولازالت الأرض والسماء موجودة وقد نسخ النصارى شريعة موسى كاملة . وتم التحريف بالزيادةوالنقصان .( فأي النصوص أصدق من غيرها ؟ وما الدليل ؟ وما سبب هذا التضارب , والتناقض ؟ )
2- وجاء في سفر المزامير[ المنسوب إلي سيدنا داود ] عليه الصلاة والسلام.مزمور 19-8:7[ ناموس الرب كامل يرد النفس . شهادات الرب صادقة تصُيرُ الجاهل حاكماً . وصايا الرب مستقيمة تُفرح القلبأمر الرب طاهر ينير العينين ]! .
. ولكن جاء بولس بما يخالف أقوال المسيح عليه السلام وأقوال جميع الأنبياء المنسوبة إليهم بالكتاب المقدس عند النصارى . .
رسالة بولس إلي غلاطية 2-16[ إذا تعلم أن الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس بل بإيمان المسيح أمنا نحن أيضا بيسوع المسيح لنتبرر بإيمان يسوع المسيح لا بأعمال الناموس . لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر جسد ما ]!!!
أي من هذه النصوص الموحي به من عند الله ؟
... هل للأرض أربعة زوايا وللسماء أعمدة ؟ ...
يوحنا 20-8 [ فانديك ]( ويخرج ليضل الأمم الذين في أربع زوايا الأرض جوج وماجوج بجمعهم للحرب ) !
أيوب 26-11 [ فانديك ]( أعمدة السموات ترتعد وترتاع من زجره ) .
أيوب 9-6 [فانديك ]( المزعزع الأرض من مقرها فتتزلزل أعمدتها ) !
... هل الغنم تتوحم ؟ ...
تكوين 30-39:38 [ فانديك ]( وأوقف القضبان التي قشرها في الأجران في ما في الماء حيث كانت الغنم تجئ لتشرب تجاه الغنم . لتتوحم عند مجيئها . فتوحمت الغنم عند القضبان وولدت الغنم مخططات ورقطا وبلقا )!
... هل للقمر ضربة كضربة الشمس ؟ ...
مزمور 121-6 [ فانديك ]( لا تضربك الشمس في النهار ولا القمر في الليل)! .
... هل يوجد طائر له أربع أرجل ؟ ...
اللاويين 11-23 [ فانديك ]( لكن سائر دبيب الطير الذي له أربع أرجل فهو مكروه لكم ) !
الترجمة اليسوعية الحديثة : ( وأما سائر الحشرات المجنحة التي لها أربع أرجل , فهو قبيحة لكم )!...هل يوجد حشرة لها أربع أرجل ؟
... هل النعامة قاسية علي أولادها وغبية ؟ ...
أيوب 39-18:13 [ فانديك ] ( جناح النعامة يرفرف . أفهو منكب رأوف أم ريش . لأنها تترك بيضها وتحميه في التراب . وتنسي أن الرجل تضغطه أو حيوان البريدوسه . تقسو علي أولادها كأنها ليست لها. باطل تعبها بلا أسف .لأن الله قد أنساها الحكمة, ولم يقسم لها فهما عندما تحوز نفسها إلي العلاء تضحك علي الفرس وعلي راكبه )!
. هل هذا من الإعجاز العلمي في الكتاب المدعو مقدس ؟
... هل النظر إلي الشمس خير للعينين ؟ ...
سفر الجامعة إصحاح11عدد7(النور حلو وخير للعينين أن تنظرا الشمس )!
... هل الحكمة تولد الغم ؟ ...
سفر الجامعة الإصحاح الأول عدد18( ففي كثرة الحكمة كثرة الغم ومن ازداد معرفة ازداد كآبه )!
... هل الأسد يأكل تبنا ؟ ...
سفر إشعياء إصحاح 11عدد7 :( والأسد كالبقر يأكل تبناً )!
هل الأرنب يجتر ؟
سفر اللاويين إصحاح 11عدد6:( والأرنب . لأنه يجتر لكنه لا يشق ظلفاً. فهو نجس لكم )! . يجتر : أي :إعادة بعض الطعام من معدة ثم يستكمل مضغه كالجمل على سبيل المثال .( ومن الثابت علميا أن الأرنب لا يجتر )
... هل الملح يزرع ؟ ...
سفر القضاة إصحاح 45:9( وحارب إبيمالك المدينة كل ذلك اليوم وأخذ المدينة وقتل الشعب الذي بها وهدم المدينة وزرعها ملحاً )!
... هل الإله يصفر للذباب ؟ ...
سفر إشعياء إصحاح 7-18( ويكون في ذلك اليوم أن الرب يصفر للذباب الذي في أقصي ترع مصر وللنحل الذي في أرض أشور ) !
• هل الذباب يسمع ؟ وما معني أن الرب يصفر للذباب ؟
... هل الثياب تصاب بالبرص ؟ ...
سفر اللاويين 13-47( وأما الثوب فإذا كان فيه ضربة برص ثوب صوف أو ثوب كتان )!. البرص : مرض معروف يصيب الإنسان .
... تناقضات في سفر التكوين ...
تكوين 1عدد5:3( وقال الله ليكن نور فكان نور . ورأي الله النور أنه حسن وفصل الله بين النور والظلمة ودعا الله النور نهاراً والظلمة دعاها ليلاُ . وكان مساء وكان صباح يوم واحد ) !
. بناء علي هذا النص: يقول النص :أن الله خلق النهار والليل أولاً
( قبل أن يخلق الشمس ولا القمر)وبعد ذلك خلق الشمس والقمر .
تكوين 1-16( فعمل الله النورين العظيمين . النور الأكبر لحكم النهار والنور الأصغر لحكم الليل ) !
وأقول وبالله التوفيق : إذا كان من الثابت علمياً أن الليل والنهار نتيجة عن دوران الأرض حول الشمس . فكيف يكون وجود الليل والنهار قبل خلق الشمس هل هناك مصدر للضوء والحرارة خلاف الشمس ؟ ألم يكن ذلك مخالف للحقائق الثابتة في الكون ؟ومن المؤسف أن نجد الردود علي هذه الأسئلة ردود وهمية ممن يدعون العلم ولقد وجدت رد علي هذا السؤال من أحد علماء النصارى فهو لا يتردد حتى في تغيير الحقائق العلمية الثابتة كالعادة ليقنع البسطاء من النصارى أنه أجاب علي السؤال وإليك إجابته :
في كتاب شبهات وهمية للدكتور القس منيس عبد النور الطبعة الثالثة صـ53 يقول : وللردنقول:[ الشمس ليست المصدر الوحيد للنور , ولابد أنه كانت هناك أنوار كونيه قبل أن تتشكل الشمس . فكانت أضواء الغيوم السد يميه تضئ الكون . ثم خلق الله الشمس والقمر والنجوم ]!
* يقول القس في رده :[ لابد أنه كانت هناك أنوار كونيه ]!!
إذاً : فهو يستنتج دون تقديم أي دليل علي إجابته: وهل يجوز أن يتحدث إنسان علي كتاب يُدعي أنه موحي به من عند الله باستنتاج شخصي بدون دليل ؟ . مخالف لما يقوله جميع البشر مسلم وغير مسلم . وهل هناك ما يسمى بالغيوم السد يميه ؟أين الدليل على إجابة القس ؟ أم الإجابة وهمية ؟
*بذلك أردت أن أوضح لك عزيزي القارئ : نموذج أيضا من ردود علماء النصارى , وجميع الردود بنفس الأسلوب الذي لا يحترم عقل الإنسان .
وليزال السؤال مطروح ونأمل في إجابة بأدلة تحترم العقل البشري والعلوم الثابتة. مما تدعون أنه مقدس .
* سفر التكوين 1عدد27( فخلق الله الإنسان علي صورته . علي صورة الله خلقه .ذكر وأنثي خلقهم )!!!
* يفيد النص:أن الله خلق الإنسان ذكر وأنثي في وقت واحد, وكيفية واحدة. *ويتناقض هذا النص مع سفر التكوين إصحاح 2عدد22-23( فأوقع الرب الإله سباتاً علي آدم فنام. فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحماً. وبني الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة وأحضرها إلي آدم )!
* إذا يوضح النص :1 - أن الله خلق الذكر أولا: ثم خلق الأنثى.
2 - أن المرأة خلقت من ضلع آدم .
3- يوضح النصين أن كل نص يتحدث عن قصة مختلفة عن الأخرى .فهل خلق الله لآدم عليه السلام أكثر من أمرأه ؟؟؟
و التناقض بين النصين واضح وإن حاول البعض التوافق بين الروايتين كذبا بأن يقول :الأولي أختصرها الكاتب لأنها ضمن قصة الخلق أما الرواية الثانية جاءت مفصلة. نقول : أين الدليل ؟هل هذا وحي من عند الله ؟?????????========================================================================)))))))))))(((((((الوحم .. في الكتاب المقدس))))))))))))))))))))))))))))))))
بين الحقيقة والخيال
ما هو الوحم ؟
تشهد فترة الحمل حدوث تغيرات انفعالية تكون واضحة تماماً في المرحلة المبكرة منه، مثل شعور بعض السيدات بعدم القدرة على التركيز والشعور بالدوار والإغماء، كما تصاب بعضهن بنوبات من الصدام أو الاكتئاب والحزن وحدة الطبع.
وهناك من يعتقد بان الحامل لو نظرت الي شخص معين إثناء وحمها... يأتي الطفل شبه هذا الشخص ...فإذا كان ذات عيون زرق أو خضر يأتي الطفل عينه زرقاء أو خضراء ..أو إن الحامل اذا أكلت أو أكثرت من أكل طعام معين تؤثر علي لون بشرة الجنين ..أو لون عينه ....فلو أكثرت الحامل من أكل الخضروات الخضراء ...يولد المولد ذات عيون خضراء ...وهكذا
اتفاقه مع العلم
هذا الكلام لا يتفق مع العلم مطلقا
سفهذا رأي احد الأطباء
علماً بأن الجنين لا يتأثر بنوع الوحم ولا بوجوده من عدمه
سويقول اخر
وعادة ما تكون الأورام الدموية التي تصيب الجنين لا علاقة لها بما حرمت منه إلام إثناء الحمل , كما تعتقد الكثيرات , حيث تعتقد الأم ان الورم الذي يظهر على جسم المولود بسبب عدم تناولها الفراولة أو التوت الذي اشتهته في اشهر الحمل وهذا لا يوجد فيه دليل
ساما الاعتقاد بان الحامل لو نظرت الي شخص معين إثناء وحمها ... يأتي الطفل شبه هذا الشخص ...أو أكلت أكل معين يؤثر على صفات الجنين ...كل هذا يخالف العلم ....فكل هذا ينتقل عن طريق الوراثة
سالوراثة هي انتقال الصفات الوراثية من الأسلاف الى الاخلاف , وبتعبير اخر هي انتقال الخصائص البيولوجية التي تتسبب في تشابه الذرية من جيل الى جيل بواسطة عملية التناسل .
سوالثروة الوراثية تكمن عند الانسان في نواة كل خلية على شكل جسيمات تسمى الكروموسومات او الصبغيات . وعبر هذه الكروموسومات وبوسطة ما تحمله من الجينات او الموروثات او الناسلات , تنتقل الصفات الوراثية منتقاه مختارة من الاسلاف الى الاخلاف , الشئ الذي يعطي كل مخلوق خصائصه وميزاته: كالفصيلة الدموية , كلون الجلد والشعر والعينين , كطول القامة او قصرها .. , اذا فالمورثات تحكم ادق تفاصيل تخلق الانسان منذ تكونه وحتى موته .
تقول لي ما علاقة هذا بالكتاب المقدس ؟
تابع معي باذن الله .. وسف تعرف ????يعقوب ....ووحم الماشية
؟يحكى ان ....ان يعقوب عندما سرق البركة من أخيه عيسو ....هرب وسكن عند خاله لأبان
وتزوج ابنتيه {ليئة و راحيل }مقابل العمل عنده بدون اجر مدة أربع عشر عاماً عن كل بنت سبع سنوات
وبعد ان قضى هذه المدة طلب من خاله الرحيل
ولكن خاله توسل اليه ان يبقى ويأخذ ما يطلبه من أجرة
فطلب يعقوب ان يأخذ كل أشاة و ماعز { رقطاء ..وبلقاء ..وسوداء} ....من مواشي خاله ...الحالية وما سوف يولد ..
؟وتم فرز المواشي
واخذ أبناء يعقوب نصيب والدهم
وظل يعقوب يرعى غنم خاله مقابل ان يحصل على المواشي التي تولد بالمواصفات التي حددها مع خاله
{ رقطاء ..وبلقاء ..وسوداء} بالنسبة للخراف
{رقطاء ..وبلقاء } بالنسبة الي الماعز
فماذا فعل يعقوب { كما يدعي الكتاب المقدس }؟
؟احضر قطعة خضراء من أشجار { اللُّبْنَى وَاللَّوْزِ وَالدُّلْبِ} ....وقلمها بخطوط بيضاء { وذلك بتقشير جزء فيظهر البياض الذي اسفل القشرة وترك جزء بدون تقشير وهكذا }....ثم وضع هذه القطعة من الأشجار التي قام بتقليمها عند مساقي الماشية حيث تتردد الماشية ....فتتوحم عليها الماشية حين تقبل لتشرب .....فتلد غنماً { مُخَطَّطَةً وَرَقْطَاءَ وَبَلْقَاءَ}
؟ليس هذا فحسب بل كان ينتقي الماشية القوية ....فينصب أمامها قطعة الخشب المقلمة ... فتتوحم فتلد غنم قوي { مُخَطَّطَةً وَرَقْطَاءَ وَبَلْقَاءَ} والضعيفة لا ينصب أمامها الخشب المقلمة فتلد شكلها وتكون لخاله
اقتباس:
25وَعِنْدَمَا وَلَدَتْ رَاحِيلُ يُوسُفَ، قَالَ يَعْقُوبُ لِلاَبَانَ: «أَخْلِ سَبِيلِي فَأَنْطَلِقَ إِلَى بَلَدِي وَإِلَى أَرْضِي، 26وَأَعْطِنِي نِسَائِي وَأَوْلاَدِي الَّذِينَ خَدَمْتُكَ بِهِمْ، وَدَعْنِي أَمْضِي، فَأَنْتَ تُدْرِكُ أَيَّةَ خِدْمَةٍ خَدَمْتُكَ». 27فَقَالَ لَهُ لاَبَانُ: «إِنْ كُنْتُ قَدْ حَظِيتُ بِرِضَاكَ فَأَرْجُوكَ أَنْ تَمْكُثَ مَعِي، لأَنَّنِي عَرَفْتُ بِالتَّفَاؤُلِ بِالْغَيْبِ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ بَارَكَنِي بِفَضْلِكَ». 28وَأَضَافَ: «عَيِّنْ لِي أُجْرَتَكَ فَأُعْطِيَكَ إِيَّاهَا». 29فَقَالَ لَهُ يَعْقُوبُ: «أَنْتَ تَعْلَمُ كَيْفَ خَدَمْتُكَ، وَمَاذَا آلَتْ إِلَيْهِ مَوَاشِيكَ تَحْتَ رِعَايَتِي، 30فَالْقَلِيلُ الَّذِي كَانَ لَكَ قَبْلَ مَجِيئِي ازْدَادَ أَضْعَافاً كَثِيرَةً، فَبَارَكَكَ الرَّبُّ مُنْذُ أَنْ قَدِمْتُ عَلَيْكَ، وَالآنَ مَتَى أَشْرَعُ فِي تَحْصِيلِ رِزْقِ عَائِلَتِي؟» 31فَسَأَلَهُ: «مَاذَا أُعْطِيكَ؟» فَأَجَابَهُ يَعْقُوبُ: «لاَ تُعْطِنِي شَيْئاً. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ، فَاصْنَعْ لِي هَذَا الأَمْرَ الْوَاحِدَ فَأَذْهَبَ وَأَرْعَى غَنَمَكَ وَأَعْتَنِيَ بِهَا: 32دَعْنِي أَمُرُّ الْيَوْمَ بَيْنَ مَوَاشِيكَ كُلِّهَا، فَتَعْزِلَ مِنْهَا كُلَّ شَاةٍ رَقْطَاءَ وَبَلْقَاءَ وَسَوْدَاءَ مِنْ بَيْنِ الْخِرْفَانِ، وَكُلَّ بَلْقَاءَ وَرَقْطَاءَ بَيْنَ الْمِعْزَى، فَتَكُونُ هَذِهِ أُجْرَتِي. 33وَتَكُونُ أَمَانَتِي شَاهِدَةً عَلَى صِدْقِ خِدْمَتِي فِي مُسْتَقْبَلِ الأَيَّامِ. فَإِذَا جِئْتَ تَفْحَصُ أُجْرَتِي، وَوَجَدْتَ عِنْدِي مَا لَيْسَ أَرْقَطَ أَوْ أَبْلَقَ بَيْنَ الْمِعْزَى وَأَسْوَدَ بَيْنَ الْخِرْفَانِ، يَكُونُ مَسْرُوقاً عِنْدِي». 34فَقَالَ لاَبَانُ: «لِيَكُنْ وَفْقاً لِقَوْلِكَ». 35وَعَزَلَ لاَبَانُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ التُّيُوسَ الْمُخَطَّطَةَ وَالْبَلْقَاءَ، وَكُلَّ عَنْزٍ رَقْطَاءَ وَبَلْقَاءَ، كُلَّ مَا فِيهِ بَيَاضٌ وَكُلَّ خَرُوفٍ أَسْوَدَ. وَعَهِدَ بِهَا إِلَى أَبْنَاءِ يَعْقُوبَ. 36وَجَعَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَعْقُوبَ مَسَافَةَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ، وَاسْتَمَرَّ يَعْقُوبُ يَرْعَى مَوَاشِي لاَبَانَ.
37وَأَخَذَ يَعْقُوبُ قُضْبَاناً خَضْرَاءَ مِنْ أَشْجَارِ اللُّبْنَى وَاللَّوْزِ وَالدُّلْبِ وَقَلَّمَهَا بِخُطُوطٍ بَيْضَاءَ كَاشِفاً عَمَّا تَحْتَ الْقِشْرَةِ مِنْ بَيَاضٍ، 38وَنَصَبَ الْقُضْبَانَ الَّتِي قَلَّمَهَا تِجَاهَ الْغَنَمِ فِي أَجْرَانِ مَسَاقِي الْمَاءِ حَيْثُ تَرِدُ الْمَوَاشِي، فَتَتَوَحَّمُ عَلَيْهَا إِذَا مَا أَقْبَلَتْ لِتَشْرَبَ. 39فَكَانَتِ الْغَنَمُ تَتَوَحَّمُ عِنْدَ الْقُضْبَانِ، فَتَلِدُ غَنَماً مُخَطَّطَةً وَرَقْطَاءَ وَبَلْقَاءَ. 40وَفَرَزَ يَعْقُوبُ الْحُمْلاَنَ، وَجَعَلَ مُقَدِّمَةَ الْمَوَاشِي فِي مُوَاجَهَةِ كُلِّ مَا هُوَ مُخَطَّطٌ وَأَسْوَدُ مِنْ غَنَمِ لاَبَانَ، وَأَقَامَ لِنَفْسِهِ قُطْعَاناً عَلَى حِدَةٍ بِمَعْزِلٍ عَنْ غَنَمِ لاَبَانَ. 41فَكَانَ يَعْقُوبُ كُلَّمَا تَوَحَّمَتِ الْغَنَمُ الْقَوِيَّةُ يَنْصِبُ الْقُضْبَانَ أَمَامَ عُيُونِ الْمَوَاشِي فِي الأَجْرَانِ لِتَتَوَحَّمَ بَيْنَ الْقُضْبَانِ. 42وَحِينَ تَكُونُ الْغَنَمُ ضَعِيفَةً، لاَ يَضَعُ الْقُضْبَانَ أَمَامَهَا، فَصَارَتِ الضَّعِيفَةُ لِلاَبَانَ وَالْقَوِيَّةُ لِيَعْقُوبَ. 43فَاغْتَنَى الرَّجُلُ جِدّاً، وَكَثُرَتْ مَوَاشِيهِ وَجَوَارِيهِ وَعَبِيدُهُ وَجِمَالُهُ وَحَمِيرُهُ.....التكوين 30 / 25: 43
كما وضحنا سابقا .... الجنين لا يتأثر بنوع الوحم ولا بوجوده من عدمه..ولا تتأثر صفاته بما تشاهده الأم ......فالمتحكم في صفات الجنين هو عامل الوراثة ....فما قصه علينا الكتاب المقدس ليس له سند من العلم ....بل يتعارض معه??????????
ننظر للموضوع من الناحية الأخلاقية
> ما قام به يعقوب {طبقا للكتاب المقدس } يخالف الأخلاق السوية ويناقض الأمانة ....التي تعهد بها يعقوب لخاله {وَتَكُونُ أَمَانَتِي شَاهِدَةً عَلَى صِدْقِ خِدْمَتِي فِي مُسْتَقْبَلِ الأَيَّامِ }
اين هذه الأمانة ؟ > طلب ان تكون أجرته ...الغنم ذات لون معين .....فيستخدم الحيلة والغش ليجعل الغنم ينجب له هذا اللون ليستحوذ على اكبر عدد ممكن من الغنم
> كيف بنبي ابن نبي ابن نبي يفعل ذلك فهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ...عليهم السلام جميعا
بل أبو أنبياء بني إسرائيل جميعا ومنهم على سبيل المثال { يوسف ..موسى ..هارون ..يشوع ..داوود ...سليمان ....اشعياء ..زكريا ..يحيى ..عيسى } عليهم جميعا السلام
> اين القدوة .....اين اصطفاء الله تعالى ؟!!!!!!!!!!!
يعقوب عليه السلام ..برئ من هذا الافتراء كما وضحنا من ناحية العلم
يتبع بإذن الله
???????هذا كتابهم يخالف العلم ويقولون كلمة الله .....ويكذبون الرسول صلى الله عليه وسلم الصادق الذي جاء بما يتفق مع العلم
واليك هذا الموضوع المنقول
الاسس العلمية للوراثة البشرية ودلالاتها في الاسلام
: الوراثة هي انتقال الصفات الوراثية من الاسلاف الى الاخلاف , وبتعبير اخر هي انتقال الخصائص البيولوجية التي تتسبب في تشابه الذرية من جيل الى جيل بواسطة عملية التناسل .
: والثروة الوراثية تكمن عند الانسان في نواة كل خلية على شكل جسيمات تسمى الكروموسومات او الصبغيات . وعبر هذه الكروموسومات وبوسطة ما تحمله من الجينات او الموروثات او الناسلات , تنتقل الصفات الوراثية منتقاه مختارة من الاسلاف الى الاخلاف , الشئ الذي يعطي كل مخلوق خصائصه وميزاته: كالفصيلة الدموية , كلون الجلد والشعر والعينين , كطول القامة او قصرها .. , اذا فالمورثات تحكم ادق تفاصيل تخلق الانسان منذ تكونه وحتى موته .
: وتجدر الاشارة الى ان الخلية الانسانية الجسدية تحتوي على 23 زوجا من الحاملات للصفات الوراثية: منها 22 زوجا من الصبيغات الجسدية , وزوجا واحدا من الكرموسومات الجنسية س س اي XX عند الانثى او س ص اي XY عند الذكر . فالانسان من الوجهة الوراثية , ويرجع في نصف ثروته الوراثية الاخر الى الاب او الذرية القريبة او البعيدة التي انحدر منها الاب . وهكذا فكل العمليات التي تحدد خلق الانسان وتعطيه خصائصه البيولوجية منذ نشأته وحتى مماته , تحكمها هذه الثروة الوراثية المؤلفة من 23 زوجا من الصبغيات التي وضعها الله سبحانه وتعالى في نواة الزيجوت او النطفة الأمشاج , بعد اندماج البويضة او نطفة المرأة الحاملة لـ 22 صبغيا جسديا وواحد جنسيا هو س أي (X) والحيوان المنوي او نطفة الرجل الحامل لـ (22) صبغيا جسديا وواحدا جنسيا إما س اي (X) او ص اي (Y) , ليتقرر عندئذ خلق انسان جديد بوجود خلية بشرية كاملة تحمل 46 كروموسوما . فقد صدق الله تعالى حين قال في الايات 17 و18 و19 من سورة عبس: (قتل الانسان ما اكفره * من اي شئ خلقه * من نطفة خلقه فقدره) .
: وعلم الوراثة هو دراسة الآليات التي تحكم انتقال الصفات الوراثية من المخلوق الى نسله , ولم تصبح الوراثة علما بالمعنى المتعارف عليه الان الا منذ اواخر القرن التاسع عشر الميلادي ,عام 1865م على يد العالم النمساوي (جريجور جوهان مندل) الذي عاش من سنة 1822م الى سنة 1884م , حيث تمثل اعماله القاعدة التي بنيت عليها القوانين الاساسية لعلم الوراثة هذا .
: وليس المقصود من التطرق هنا الى اساسيات الوراثة البشرية , الدخول في علم الوراثة الطبي , فبابه واسع جدا وفيه مؤلفات عديدة وبلغات مختلفة , ولكن المقصود هو اظهار إعجاز ما جاء به الاسلام في مجال علم الوراثة .
(فعن ابي هريرة رضي الله عنه ان اعرابيا اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن امرأتي ولدت غلاما اسود واني انكرته ,فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل لك من إبل؟ قال: نعم . قال: فما ألوانها ؟ قال: حمر . قال: هل فيها من اورق . قال: ان فيها لورقا . قال: فأنى ترى ذلك جاءها ؟ قال: يا رسول الله عرق نزعها . قال: ولعل هذا عرق نزعه . ولم يرخص له في الانتقاء منه) .
وفي رواية اخرى (عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه اعرابي فقال: يارسول الله , ان امرأتي ولدت غلاما اسود ,فقال:هل لك من ابل ؟ قال: نعم قال: ما الوانها ؟ قال: حمر. قال: فيها من اورق؟ قال: نعم , قال: فأنى كان ذلك ؟ قال: أراه عرق نزعه. قال: فلعل ابنك هذا نزعة عرق).
: فهذا الاعرابي لما ولدت امرأته غلاما اسود , وليس السواد لونه ولا لون امه دخله الشك من زوجته ,فأتى الرسول صلى الله عليه وسلم الذي سأله عن لون ابله , فقال: حمر جمع احمر , قال صلى الله عليه وسلم: هل فيها اورق؟ اي اسمر او ما كان لونه كلون الرماد , فأجابه الاعرابي بأن فيها ورقا كثيرة جمع اورق ,قال صلى الله عليه وسلم: فمن اين ؟ قال ابو الولد لعله نزعة عرق اي جذبه لون كان في احد اصوله , فرد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم: وهذا كذلك , فمخالفة اللون لا تدل على ان الولد من الزنا فربما كان لونه في احد اصوله .
(وعن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم مسرورا تبرق اسارير وجهه فقال: ياعائشة ألم تر ان مجززا المدلجي دخل علي فرأى اسامة وزيدا وعليهما قطيفة قد غطيا رؤسهما وبدت اقدامهما , فقال: ان هذه الاقدام بعضها من بعض).
: فالسيدة عائشة زوج النبي , تقول إنه صلى الله عليه وسلم دخل عليها وهو مسرور يتهلل وجهه من الفرح فقال: اما علمت ان مجززا المدلجي , وهو شخص يعرف الشبه ويميز الاثر , رأى زيد بن حارثة وابنه اسامة مستوردين بقطيفة لكن ظهرت اقدامهما , فقال: ان هذه الاقدام بعضها من بعض , فزيد هذا كان لونه ابيض وولده اسامة كان لونه اسود لان امه بركة الحبشية كانت سوداء ,فكان بعض الناس يرتاب في نسبه لسواده وبياض ابيه , فلما قال المجزز هذه الاقدام بعضها من بعض اي فأحد هذين ولد للاخر فرح النبي صلى الله عليه وسلم لظهور الحق .
: فمن خلال ماورد في اقوال الرسول صلى الله عليه وسلم هذه , يتبين بأن الشبه بين المولود ووالديه قد يكون ظاهرا وقد يكون غير ظاهر بل بعيد كل البعد عن كلا الابوين , الشئ الذي اكده علم الوراثة حديثا . وتعليل ذلك علميا ومن الوجهة الوراثية دائما , هو انه عندما ينصهر الحيوان المنوي مع البويضة , تتكون النطفة الامشاج او الزيجوت حيث تتجمع صبغيات كل من الاب والام بما تحمله من صفات وراثية متعددة في جيناتها , هذه الجينات التي تحكم مستقبل الانسان البيولوجي اذ تمنحه الخصائص التي تميزه وتجعله يشابه تقريبا اباه جسديا او اجداده . ليس هذا فحسب بل ان هذه المورثات تعمل والى ابعد الحدود على اظهار الطباع المميزة الخاصة بالعائلة لفترة اجيال متوالية . وهكذا فتقدير صفات الانسان الوراثية وبالتالي تحديدها , منذ نشأته وحتى مماته , يعبران عن عمل الناسلات . وحسب قوانين الوراثة , فإن الصفات الوراثية عند شخص ما اما ان تكون مسيطرة او سائدة تظهر دائما في نسله المباشر , واما ان تكون منتحية او خاضعة فلا تظهر في النسل المباشر وانما بعد سلالات واجيال . ومن ثم يكون العلم الحديث قد كشف ان ضمن هذه الناسلات تكمن اسرار واسرار يظهرها الله متى يشاء , ومن ضمن تلك الاسرار الصفات والميزات الخلقية التي تعطي الفرد اوصافه وملامحه وشكله ولونه واستعداده السلوكي والعقلي , بل واستعداده لتقبل هذا الميكروب أو قدرته على مناعته وإمكانية اصابته بهذا المرض اوذاك . وهذا ما يجعل الزواج بين الاقارب من اولاد عم او خال او عمه او خالة , يظهر الصفات الوراثية المتنحية التي كانت مختفية . فالمتقاربون في النسب يحملون كثيرا من الصفات المشتركة والخاضعة التي لاتبرز عليهم , وبالزواج فإن احتمال ظهور هذه الصفات المتنحية يصبح كبيرا جدا عند بعض مولوديهم , لان الاب لن يعطي الا جينا واحدا فقط لكل صفة من الصفات , فإذا كانت هذه الصفة موجودة ايضا في البويضة , كان ذلك ايذانا بتكوين جين مكثف من كلا الوالدين , وفي هذه الحالة فقط تبرز الصفات المتنحية في الذرية التي يستلزم ظهورها وجود نفس الصفة مورثة من كلا الاب والام , وما عدا ذلك فيعتبر المولود حاملا للصفة فقط دون ان تظهر عليه هذه الاخيرة . وتجدر الاشارة الى ان الامر لا يتوقف دائما عند مجرد انتقال صفات وراثية عادية من جيل الى جيل كاللون مثلا , بل احيانا يتعداه الى انتقال امراض قد تكون خطيرة . ولمزيد من الايضاح , نستدل بشجرة النسب الاتية كنموذج , ولتكن الصفة المراد تتبع انتقالها عبر الاجيال هنا هي سواد لون الجلد .
: نلاحظ من خلال الشجرة النسب هذه , بأن الصفة المتنحية اي سواد لون الجلد عبر الجيلين الاول والثاني دون ان تظهر على احد الابناء رغم ان بعضهم يعتبر حاملا لها وهم المرقمون: 4 و8 و12 و15 و17 و20 . وبزواج صلبي بين 15 و17 برزت هذه الصفة المتنحية عند احد ابناء الجيل الثالث وهو المرقم 27 المتميز بلونه الاسود عن باقي افراد عائلته على مر ثلاثة اجيال . ونادرا جدا ما يقع زواج بين حاملي الصفة المتنحية من غير الاقارب كبين 19 و20 لنحصل على نفس النتيجة اي مولود اسود اللون وهو المرقم 30 . ومن ثم نفهم حديث الاعرابي الذي انته امراته بغلام اسود .
: فمما سبق , ندرك بأن ما جاء به الاسلام ومنذ القرن السابع الميلادي في مجال علم الوراثة البشرية يعتبر بحق اعجازا?????????????وأخيرا اليك هذه الابتسامة بخصوص موضوع الوحم
منقول
أستاذ مدرسة أجته بعثة على دول أوروبية،
فأخذ
مرته وراح ، وما في تسع شهور وإلا مرته حامل
وجابتله ولد أشقر
عيونه ملونة ، فاستغرب الاستاذ وسألها: شو
هاد.
فجاوبته:شو بدي ساوي أنت بتروح ع
المدرسة وأنا بقعد عالبلكون أوروبي رايح
وأوروبي جاية
الظاهر إني توحمت على شي أوروبي.
فهز راسه الاستاذ وقلها:ما في مشكلة إذا
هيك.
وبعد فترة أجته بعثة على دول جنوب افريقيا
وكمان
ما في تسع شهور وإلا مرته حامل وجابتله ولد
أسود
شفافه كبار
وشعره
مكزبر، نط الاستاذ وقلها: شوهاد يامرة.
قالت له: شو بدي ساوي أنت بتروح على
المدرسة وأنا بقعد بالبلكون جنوب إفريقي
رايح وجنوب
إفريقي
جاية
الظاهر إني توحمت على شي جنوب
إفريقي.
قلها إذا كان هيك ما في
مشكلة.
وبعد كل ها الشغل رجع على بلده على بيت
أهله وهونيك استقبلته أمه، واستغربت أشد
الاستغراب
وقالتله مين
هدول.
قلها:
ولادي،
قالتله:
وكيف هيك ،
فشرح
لها أن مرته مرة توحمت على أوروبي ومرة على
جنوب
إفريقي،
فهزت راسها وقالتله : بتعرف يا ابني أنا صار
هيك معي
وقت ولدتك
قلها: معقول ماما ولا مرة حكيتيلي ها
الشي.
قالتله : أبوك كان يروح على الأرض وأنا
قاعدة بأرض الدار، حمار رايح حمار جاية!!!?????هههههههههههههههههه
ملعوبة يا أبو تسنيم
طبعا وأكيد هذا الحمار تم الضحك عليه بعد أن إستشهدت حرمة المصون بنص الكتاب المقدس الذي ذكرته أخي الحبيب أبو تسنيم .
وعليه لا يحق له التشكيك في بنوة اللأولاد له وإلا يعتبر كافر بكتابه .
يعني من الآخر كده يا نصاري هذا النص في الكتاب المقدس يمكن للزانية ان تستشهد به لتخرج من ورطة الزنا .
--------------------------------------------------------------------
شوف بقي يا أخي الحبيب / أبو تسنيم :
الكلام ده ينفع نعمل بيه فيلم دعوي علمي
.
يتم فيه سرد الوقائع الأولي من قصة الحمار أقصد الأستاذ .
إلي أن نصل إلي دهشته لوجود الأولاد بهذا الشكل " الأشقر , الأسمر أبو شعر أكرد "
ثم يتغير الحوار بين شد وجذب بين الأستاذ وحرمة المصون .
فيتكلم هو بشكل علمي بحت عن العوامل الوراثية وتدخلها في شكل الجنين .
وتتكلم هي بالكتاب المقدس .
ثم ينتهي الفيلم بهذا الشريط .??????...............أيها النصاري ...............
هذا كتابكم الذي تقدســون ..............وهذا العلم الذي تدرســــــــون .
والله منحكم العقل لتفكرون ...............وبنعمة هذا العقل ستحاسبون .
وأعطاكـــم حرية الإختيــــار .............فإختاروا ماتشـــــــــــــــاؤن .
فقد إقيمت عليكم الحجــــــة .............حتـــــــــــــي لا تـــُظلمـــــون .????????بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين
وبعــــــــــــــــد
وللنصاري القراء للقصة أو المشاهدين للعرض حق الإختيار بين الحقائق العلمية والكتاب المقدس .
فمنهم من يختار طريق العقل ويعي ويفهم أن هذا الكتاب من تأليف البشر .
ومنهم من يختار الضلال ويقول كما قال علمائهم الضالين
(( أما فيما إذا كانت تعاليم الدين المسيحي تتوافق مع العلم الحديث وتؤيده نقول: "لا شك أن الدين المسيحي يتوافق مع العلم الحديث ولا ندري لماذا يعتقد البعض أن العلم والدين لا يتفقان. فالدين المسيحي مبني على كلمة الله، ونحن نعلم أن الله نفسه هو مبدع هذا الكون بما فيه علوم وفنون. فعندما نقول إن العلم والدين لا يتّفقان، فكأننا نقول بطريقة غير مباشرة إن الله يعرف أشياء دون الأخرى. وحاشا لله القادر على كل شيء والعليم بكل شيء أن يكون محدود المعرفة. ولكن ما يحدث أحياناً أن بعض الناس ينظرون إلى الكتاب المقدس ككتاب علمي ويتوقّعون أن يجدوا فيه بعض المعادلات الكيميائية، وأخبار الاكتشافات وغزو الفضاء وغيرها. وعندما لا يجدونها يعتقدون أن العلم والدين لا يتفقان وهذا خطأ. إذ أن الكتاب المقدس يحتوي على كلمة الله، ويحدثنا عن خلق الله للعالم ومحبته له وعن فدائه للبشر بواسطة المسيح، ولم يقصد به أن يكون كتاباً علمياً يتحدث به الله عن الاكتشافات والاختراعات. فكل ما يفعله الإنسان بهذا الصدد، يفعله بواسطة عقله الذي منحه إياه الله )) ?????? موضوع أكثر من رائع أخي أبوتسنيم
بارك الله فيك وفي علمك
________
يا سادة يا اهل العقل
يا أهل القرن الواحد والعشرين
فيه إله لا يعلم حقيقة ما يخلق؟!!!!
فيه إله يجهل أن الوحم لا يُورث صفة؟!!!!
______
والله يا ابوتسنيم ... نكتك وابتسامتك الأخيرة دي حثجة على كل نصراني
ويحق لكل خائة تخون زوجها أن تتعلل بانها توحمت برؤية جنوب أفريقي أو سويسري.....
أليس هذا هو العلم الإلهي التوراتي؟!!!!
لاحول ولا قوة إلا بالله
_________
بارك الله فيك ورعاك
ويعلم الله أني أحبك في الله
وأسأل الله أن يكفر كل نصراني بتلاعب الشيطان به
وأن يتوجه لله وحده بالإيمان
ولا إله إلا الله محمد رسول الله
والحمدلله على نعمة العقل
وعلى نعمة العلم ,
وعلى نعمة الإسلام.
__________________
_____________
"يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
********************************************
موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله
****
أبلغ عن موضوع مُخالف..أو أسلوب غير دعوي
****
حديث شديد اللهجة
********************************************
ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة
يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي
الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ?????? الاخ الحبيب أبوتسنيم ..و الله انها لمقالة أكثر من رائعة...انها نموذج صارخ على الهرطقات الغريبة الموجودة فى الكتاب (المقدس ).. و جزاك الله خيرا عن الوقت الذى تقضيه لقراءة هذه " المضحكات " و ايصالها لنا جاهزة بدون مجهود منا ..و لا أجد هنا الاالمقارنة ببعض مما قاله الله سبحانه و تعالى فى القرآن الكريم و هى تظهر تماما الفرق بين الشىء الحقيقى و الشىء المزور
بسم الله الرحمن الرحيم
هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
بسم الله الرحمن الرحيم
هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }الحشر
بسم الله الرحمن الرحيم
اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ??????
اقتباس:
بواسطة نور الامل
ما شاء الله و الله ان يقيني ليزداد و اني احبكم جميعا . و الله اني سعيدة . جزاكم الله الواحد الاحد الصمد الذي لا اله غيره كل الخير.
اننا نحن السعداء ، ان الذين يؤمنون بالحق و لا يخشون فى الله لومة لائم ، هم أصحاب القلوب الورعة و الضمائر الحية التى لا تخشى من اعتناق الحقيقة و لديهم الشجاعة التى يفتقدها معظم الناس ، و انت قد كسبت محمدا عليه الصلاة و السلام و لم تخسرى المسيح لان الاسلام يؤمن به ولكن بحقيقته كرسول و نبى و برسالته ( الحقيقية)، انى ادعوك لتدبر قول الله عز و جل فى كتابه الكريم :
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ{30} نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ{31} نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ{32} وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ?????
(((((((((((((((((((الخوف من الحقيقة)))==========بعد عام تقريبا من بداية الحملة المُحكمة الأركان والحصار ، التى اطلقت عنانها مؤسسة الفاتيكان ، لملاحقة رواية شفرة دافنشى والفيلم المأخوذ عنها ، وذلك باسناد البابا بنديكتوس السادس عشر مهمة هذا الحصار الضارى إلى منظمة " أوبس داى " أى "عمل الرب "
HTML clipboard
نشرت صحيفة "لا كروا " الفرنسية المسيحية بتاريخ 27 / 12 / 2006 مقالا بعنوان: "أوبس داى تجنى ثمار حملتها الإعلامية " .. أى أنها تجنى ثمار تلك الحملة المكثّفة الشديدة الدهاء ، والتى تم بها ترسيخ التحكم فى التغطية الإعلامية الشاملة التى طالت الإذاعة والصحافة والتليفزيون فى أروبا ، للتقليل من وقع الحقائق التاريخية التى أوردها دان براون فى روايته المعروفة باسم "شفرة دافنشى " والحد من تأثيرها الشديد على الأتباع ..
وقد أعلنت منظمة عمل الرب هذه أن " استراتيجية الحملة اعتمدت على الشفافية والتصرف على المكشوف " ! و يقال ان هذه المنظمة لم تحط علما بصناعة الفيلم المبنى على رواية دان براون إلا من العدد الذى خصّته مجلة "نيوز ويك " الأمريكية الصادرة فى 26 / 12 / 2005 عن الفيلم المأخوذ عن رواية شفرة دافنشى ، وانه ستتم الإشارة فى ذلك الفيلم إلى تلك المنظمة .
و يوضح أرنو جينسى ، المسؤل الإعلامى لمنظمة أوبس داى فى فرنسا قائلا : " أنه حتى ذلك الوقت لم يكن أحد يعرف شيئا حول هذا الفيلم والذى تقوم فكرته على مؤامرة تحيكها الكنيسة الكاثوليكية اعتمادا على بعض القتلة التابعين لمنظمة أوبس داى " ! ومن المعروف أن الرواية عند بداية ظهورها كانت قد أفلتت من سياج وبراثن لجنة متابعة الإصدارات، وهو مسمى احدى اللجان التابعة لمحاكم التفتيش او ما يطلقون عليها حاليا لجنة الدفاع عن العقيدة . وقد أفلتت الرواية فى بداية إصدارها بفضل اسمها الذى ينسبها تلقائيا إلى مجال تاريخ الفن وليس إلى المجال الكنسى . وما أن انتشر توزيعها حتى بدأ الحصار غير المعلن ، لكن ما ان ذاع خبر صناعة الفيلم حتى تغيّر الموقف..
لقد اهتز الكيان الكنسى إلى درجة جعلته يقوم بواحدة من أعتى الحملات التى قادها علنا فى العصر الحديث ، دفاعا عن كل ما نسجه من عقائد ومعلومات عبر المجامع على مر التاريخ . ففى العاشر من شهر يناير 2006 اجتمع جميع المسؤلين عن الإعلام والتابعين لمنظمة أوبس داى فى كل من مدينة روما ونيو يورك وباريس وكولونيا ولاجوس ومونتريال ، فى مقر المنظمة قى روما ، فى إجتماع طارىء من تلك الإجتماعات التى يطلقون عليها "إجتماع الأزمات " .. وذلك بحضور خواكيم نافارو- فالس عضو المنظمة والذى كان سابقا المتحدث الرسمى باسم البابا الراحل يوحنا بولس الثانى ، ثم المتحدث الرسمى باسم البابا الحالى قبل أن يقيله من منصبه.
وتوضح كلير ليسجريتان ، كاتبة المقال ، أن هذا الإجتماع الخاص بالأزمات االحادة قد أسفر عن تبنى خطة تسمى " تكتيك الليمونادة " ، أى كيفية تحويل حمضية الليمون اللاذعة إلى شراب حلو المذاق ! أو بقول آخر : كيفية تحويل عملية الهجوم على المؤسسة الكنسية إلى حملة لصالحها . وبالتالى تم اتخاذ كافة التدابير للقيام بحملة إعلامية عالمية إذ ان عرض الفيلم من المفترض أن يكون على الصعيد العالمي وتأثيره على جمهور المشاهدين اوسع بكثير من الناحية العددية واكثر مباشرة ، فالمجال السينمائى من المجالات التى تتميز بامكانية تخطى الزمان والمكان بواقعية اشد تأثيرا واسرع من القراءة .
والمعروف أن الرواية تثير الريبة حول تلك المنظمة وسرية تعاملاتها المغلقة ، وتشكك فى أفعالها ونواياها ، إضافة إلى العديد من النقاط الأخرى مثل عمليات التحريف التى طالت النصوص المقدسة عبر التاريخ ، و عصر الظلومات المواكب لمحاكم التفتيش التى لا تزال سارية المفعول ، وإن تغيرت مسمياتها ، ورفض عملية تأليه السيد المسيح التى تمت سنة 325 م ، والإشارة إلى زواجه من مريم المجدلية إعتمادا على ما هو وارد فى بعض الأناجيل المحتجبة ، أى تلك التى لا تتمشى مع ما نسجته المؤسسة الكنسية من خط لاهوتى وعقائد لا يعرف السيد المسيح عنها أى شىء ، إضافة إلى الكثير غيرها . وكلها قضايا قد هريت بحثا وصارت من الموضوعات المسلّم بها بين العلماء والباحثين المحايدين فى علم اللاهوت فى جميع أنحاء العالم.. إلا أن التعتيم عليها و ترك الأتباع فيما وصفه روبرت فانك ، رئيس ندوة عيسى ، انه جهل يصل إلى درجة الأمية ، هو الذى يكسبها استمرار بقائها ..
وندوة عيسى هى تلك الندوة التى خرج بعدها اكثر من مائتين من العلماء المسيحيين العاملين فى المجال اللاهوتى ، بأن 82 % من الأقوال المنسوبة إلى السيد المسيح فى الأناجيل لم يتفوه بها ! الأمر الذى يكشف مدى عمق الصراع الدائر فى المؤسسة الكنسية للحفاظ على كيانها. كما يكشف عن أهمية كل تلك الجهود التى تبذلها لمواجهة أية محاولات تؤدى إلى فضح المغالطات التى قامت عليها.
لذلك قرر المجتمعون لتناول تلك الأزمة الطارئة أن تكون الحملة مفتوحة الشفافية ، علنية ، مهذبة الطابع ، أى دون اللجوء إلى أعمال عدائية صريحة او تقديم اية أعمال مباشرة النقد ، أو حتى مطالبة الأتباع بمقاطعة الفيلم . أى انهم تفادوا عمل أية مواجهة موضوعية علمية علنية ، فالخاسر فيها معروف ، وتم تحديد الإعتماد على كافة وسائل الإعلام ، والتركيز فى نفس الوقت على مختلف مواقع الإنترنت المسيحية وما اكثرها!.. وهو ما تولت القيام به شبكة زنيت الإلكترونية الكاثوليكية التابعة للفاتيكان..
وتشرح كاتبة المقال انه بدلا من نقل الموضوع الى ساحات المحاكم ، فالخاسر فيها معروف والفضيحة وسرعة وصول المعلومات إلى الجمهور ستكون اسرع وادل سبيلا ، وبدلا من مقاضاة شركة سونى العالمية التى تولت انتاج الفيلم بكل إمكانياتها المالية ، على ان ذلك يدخل تحت بند السب العلنى للمنظمة ، تم اتخاذ القرار الأكثر امناً و حيطة وحفاظا على البنيان الهش ، بتحويل الحملة التى سيثيرها الفيلم ، بكل ما يقدمه من انتقادات وحقائق تهز اركان الكيان الكنسى ، ألى حملة إيجابية لصالح المسيحية الكاثوليكية وإحدى أهم أدواتها التنفيذية لعمليات التبشير المعروفة باسم منظمة " أوبس داى " ! وهو ما أطلق عليه ماركو كارّوجيو ، المسؤل الإعلامى الإطالى للمنظمة عبارة : " تكتيك الليمونادة " ..
وبعد ذلك الإجتماع الطارىء بقليل اجتمع المسؤلون الإعلاميون فى كل من فرنسا و بلجيكا وسويسرا لعرض الخطط الإعلامية التى تبنوها. وكان من بينها عمل منشورات ترد على كل النقاط الأساسية التى أثارتها الرواية وسيضطر الفيلم الى عرضها ، خاصة بعد ان قرأ الرواية اكثر من خمسين مليون نسمة ، مما لا يسمح للمخرج بالتغيير فى مجريات الأحداث . إضافة الى استغلال هذه الفرصة للتعريف بالأعمال الخيرية فى المجالات التبشيرية التى يقوم بها أعضاء المنظمة.
وفى شهر مارس 2006 تم افتتاح الموقع التابع لمنظمة أوبس داى ، باثنين وعشرين لغة عالمية ، بعد تزويده بالعديد من المعلومات حول الكنيسة الكاثوليكية و المنظمة التابعة لها وحول نشاطاتهما التبشيرية فى جميع أنحاء العالم ، وخاصة فى البلدان الأفريقية ، وذلك من خلال مختلف المنظمات والهيئات الرسمية وغير الرسمية والجمعيات الأهلية التابعة لها و العاملة فى تلك البلدان..
وبعد صدور أول مقال كنتيجة لهذه الحملة المدبّرة ، خصصت مجلة التايمز الأمريكية إفتتاحيتها للتعريف بمنظمة أوبس داى ، وتبعتها مجلة فيجارو ماجازين الفرنسية ، فى عددها الصادر فى 22/ 4 / 2006 بحوار مع خافير إيكيفاريا ، رئيس المنظمة ، مفتتحين بذلك مجموعة من الملفات حول هذا الموضوع فى مختلف المجلات ، ومنها مجلة نوفيل اوبسيرفاتير ومجلة اكسبريس الفرنسيتان ، فى العددين الصادرين فى 18 / 5 / 2006 .
و تقول كاتبة المقال أن المنظمة قامت بنشر اربعمائة مقالا بوسائلها فى مختلف الجرائد والمجلات العالمية قبل صدور العرض الأول للفيلم باسبوعين . وذلك إضافة إلى الأحاديث الإذاعية والتليفزيونية التى تولاها كبار المسؤلين فى المنظمة بكل وضوح وشفافية وبراءة فى التعمل مع الحدث ..
كما قامت المنظمة بترتيب ما يسمى بلقاءات اليوم المفتوح فى التليفزيون ، أى تخصيص يوما بطوله لموضوعات وبرامج حول المنظمة و أعمالها المجيدة ، فى 11 / 5 / 2006 ، فى تلفزيون ستراسبورج وتولوز بفرنسا. وهو ما يؤكد ما طرحه دان براون فى روايته عن توغل تلك المنظمة فى المجتمعات والتى يطلقون عليها فى بلدها الأم ، اسبانيا ، لقب " الأخطبوط " ! فقد أوضح كيفية توغلها من أجل تحقيق أهدافها، وذلك بتواجدها فى أعلى المستويات المالية والحكومية والتعليمية والإعلامية. وهى الركائز الأساسية التى يمكن من خلالها التلاعب بعقليات الجماهير وتوجيهها إلى حيث يبغون ..
ويؤكد أرنو جينسى ، المسؤل الإعلامى "الديناميكى " للمنظمة فى باريس أن الحملة قد نجحت تماما فى الحد من مفعول الفيلم وانعكاسه على المنظمة ، وهو ما راح يؤكده أيضا خوان مانويل مورا ، المسؤل الإعلامى العالمى للمنظمة حتى يونيو الماضى ، قبل ان تتم ترقيته مكافأة له ، ليصبح أستاذ الإعلام و الإتصال فى جامعة أوبس داى ببلدة نافار باسبانيا . ثم راح يوضح قائلا :" إذا ما استمرت هذه الجهود ، وواصل الصحفيون إلتزامهم وإدراكهم وتحرروا من المعلومات النمطية المسبقة والتعامل مع أعضاء المنظمة على أنهم أناس بسطاء وطبيعيون ، فقد نشهد عهدا جديدا أكثر احتراما واقل صراعا للتعريف بالكنيسة فى مختلف وسائل الإعلام " ..
وحول رأيه فى نتيجة تلك الحملة المدبّرة بإحكام للحد من وقع الفيلم وآثاره على المشاهدين ، وكان الهدف الأهم عندهم هو محاولة إسقاط الفيلم ، يقول أرنو : " نحن الكاثوليك ، يمكننا أن نشكو من الذين ينشرون معلومات نمطية مغلوطة حول الكنيسة ، لكنه من الأفضل والأكثر فعالية أن نواجههم بالمعلومات الصحيحة ، والشفافية ، والإنفتاح ، والترابط المنطقى " ..
ويالها من معلومات وشفافية ، وياله من ترابط منطقى ذلك الذى يعتمد على التعتيم ولىّ الحقائق وفرضها بدهاء وإحكام. . ومع عدم نجاح منظمة أوبس داى الإخطبوطية النزعة – كما يصفونها ، فى منع عرض الفيلم أو فى إسقاطه فى كافة البلدان الغربية أو الحد من عرضه ، فقد نجحت فى تلجيم وسائل الإعلام التى استقبلت الفيلم بأفواه مكممة ، ولم يشز عن هذه القاعدة إلا النفر القليل من النقاد ليتناولوه بكليمات معدودة ، على استحياء ، ذرا للرماد فى الأعين ..
والملاحظة المؤسفة المحزنة فى آن واحد هى : ان المنظمة بكل جبروتها وبكل سلطانها ، لم تنجح فى منع الفيلم من العرض إلا فى كافة البلدان التى بها أقليات مسيحية. وهو ما يكشف المكانة التى تحتلها منظمة أوبس داى هى و عملاؤها فى تلك البلدان ، من جهة ، ومن جهة أخرى تكشف تضامن تلك الأقليات مع مخططات الغرب الكنسى التبشيرية وولائهم له وليس للبلد الذى يعيشون فيه..
وما نخرج به من ذلك المقال المنشور فى إحدى الصحف الفرنسية المسيحية ، وكشفه عن جزء ولو ضئيل من ذلك المخطط الإعلامى الذى قادته منظمة أوبس داى لإسقاط فيلم شفرة دافنشى ، فإن ذلك وحده يؤكد، بلا أدنى شك ، صحة ما طرحه عنها دان براون فى روايته وكشفه لنفوذها المتغلغل فى مختلف المجالات العليا والأساسية فى المجتمع ، كما تكشف صحة ما أورده عنها من تورطها فى عمايات القتل وغسيل الأموال والتعامل مع المافيا – وكلها وقائع تحدثت عنها الصحافة العالمية فى حينها ، ولا نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر إلا واقعة بنك أمبروزيانو فى إيطاليا وثبوت تورط الفاتيكان فيها وما ضمّته هذه الفضيحة من إغتيالات .. إضافة إلى تلك المراجع التى صدرت حديثا لتكشف حقيقة أبعادها وأهدافها..
ومن المعروف أو المعلن رسميا أن الفاتيكان يعتبر هذه المنظمة أداته الأولى والأساسية فى مساندة وتنفيذ عملية تنصير العالم ، تلك العملية التى تم إتخاذ قرارها فى مجمع الفاتيكان الثانى سنة 1965 . وكان البابا يوحنا بولس الثانى قد أعلن أيام تربعه على قمة الفاتيكان : " أنه قرار لا رجعة فيه " .. وهو نفس الموقف الذى يتبناه البابا الحالى بنديكتوس السادس عشر..
وإذا ما كانت منظمة أوبس داى تتغنى بانتصاراتها إعتمادا على القهر والقمع ولى الحقائق – مهما وصفتها بالشفافية والصراحة والردود المنطقية ، فإن ذلك لم يمنع كاتبة المقال فى جريدة لاكروا االفرنسية من أن تختتمه قائلة : " بقى أن نعرف إذا ما كانت صورة منظمة أوبس داى قد تغيرت بعد هذه الحملة حتى بين المسيحيين " .. ومن الواضح أن الصورة لن تتغيّر بل سوف تزداد قبحا بفضل الحقائق التى تتكشف يوما بعد يوم ، وبفضل الأبحاث التى تتواصل بحثا عن الحق والحقيقة ..
ماذا خسر العالم من وجود الكتاب المقدس؟؟
هذا البحث فى الواقع هو مرجع او خيط اساسى يجب ان يتتبع من خلاله النصارى كل أضافة لو افتراء مزيف اوجد على كتابهم .. هو سهل ويدلهم بالتحديد اين يتدارسوا المخالفات لكشف زيفها ... ما فى الكتاب من فحش وحث على الرذيله والجريمة ...الخ ، لا يتوفق ابدا مع ما نزل به الله على الرسل السابقين ..
فالمعلوم ان الله لا يامر بالفحشاء والسوء والمنكر .. وانما امر ربى ان نقيم الدين وننهى عن المنكر ونأمر بالمعروف وان ننتهى عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن ..
فكان لزاما علينا بعد ما قرأناه وعاصرناه من تطبيق لتعاليم الكتاب المقدس ، ان نبين للنصارى ، ان مايحدث ليس من شرع الله فى شىء ... وعليه ، يجب عليهم مراجعة عقائدهم وكتبهم وتصحيحها قبل فوات الآوان ...
ما شرعه الكتاب المقدس لأتباعه:
1زنى المحارم: الابن أنجب نفسه من أمه
فقد ادعى كتابكم سكر نبى الله لوط وزناه بابنتيه: (30وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. 31وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أَبُونَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ. 32هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْراً وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 33فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. 34وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْراً اللَّيْلَةَ أَيْضاً فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 35فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضاً وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا 36فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. 37فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ» -وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. 38وَالصَّغِيرَةُ أَيْضاً وَلَدَتِ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي» - وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ.) تكوين19: 30-38
وكذلك نبى الله موسى وأخوه هارون أولاد حرام (زواج غير شرعى):
يقول سفراللاويبن 18: 12 (عورة أخت أبيك لا تكشف إنها قريبة أبيك) ؛
إلا أن عمرام أبو نبى الله موسى قد تزوج عمته: (وأخذ عمرام يوكابد عمته زوجة له فولدت له هارون وموسى) الخروج 6 : 20
وكذلك نبى الله يعقوب يجمع بين الأختين: فقد تزوج ليئة وراحيل الأختين وأنجب منهما (تكوين 29: 23-30)؛ويحرم سفر اللاويين الجمع بين الأختين(لاويين18: 18)
وأيضاً نبى الله إبراهيم يتزوج من أخته لأبيه: تزوج نبى الله إبراهيم عليه السلام من سارة وهى أخته من أبيه (تكوين 20: 12) ؛ على الرغم من أن سفر اللاويين 18: 9 يحرم الزواج من الأخت للأب أو للأم!
وأيضاً نبى الله يهوذا عليه السلام يزنى بثامار زوجة ابنه: (تكوين الإصحاح 38).
وأيضاً نبى الله رأوبين يزنى بزوجة أبيه بلهة: (تكوين 35: 22 ؛ 49: 3-4)
وأيضاً الكتاب المقدس يعلمك كيف يزنى الأخ بأخته: (أمنون بن داود يزنى بأخته ثامار أخت أبشالوم بن داود) اقرأ سيناريو هذا الفيلم فى (صموئيل الثانى صح 13).
وأيضاً نبى الله حزقيال يشجع النساء على الزنى والفجور (حزقيال 16: 33-34)
2. الاستهانة بالزنى
فإذا كان أنبياء الله يزنون فكيف يكون شأن أتباع هؤلاء الأنبياء؟
نبى الله يهوذا عليه السلام يزنى بثامار زوجة ابنه: (تكوين الإصحاح 38).
نبى الله داود عليه السلام يزنى بجارته ”امرأة أوريا“ وخيانته العظمى للتخلص من زوجها وقتله: فى (صموئيل الثانى صح 11) !!!
نبى الله شاول يُزوِّج ابنته زوجة داود عليه السلام من شخص آخر وهى لم تُطلَّق من زوجها الأول: (44فَأَعْطَى شَاوُلُ مِيكَالَ ابْنَتَهُ امْرَأَةَ دَاوُدَ لِفَلْطِي بْنِ لاَيِشَ الَّذِي مِنْ جَلِّيمَ.) (صموئيل الأول 25: 44) و (14وَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً إِلَى إِيشْبُوشَثَ بْنِ شَاوُلَ يَقُولُ: «أَعْطِنِي امْرَأَتِي مِيكَالَ الَّتِي خَطَبْتُهَا لِنَفْسِي بِمِئَةِ غُلْفَةٍ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». 15فَأَرْسَلَ إِيشْبُوشَثُ وَأَخَذَهَا مِنْ عِنْدِ رَجُلِهَا، مِنْ فَلْطِيئِيلَ بْنِ لاَيِشَ. 16وَكَانَ رَجُلُهَا يَسِيرُ مَعَهَا وَيَبْكِي وَرَاءَهَا إِلَى بَحُورِيمَ. فَقَالَ لَهُ أَبْنَيْرُ: «اذْهَبِ ارْجِعْ». فَرَجَعَ.) صموئيل الثانى 3: 14-16.
نبى الله إبراهيم ضحى بشرفه وشرف زوجته سارة مرة مع فرعون (تكوين 12: 11-16) ومرة مع أبيمالك (تكوين 20: 1-12)
نبى الله داود لا ينام إلا فى حضن امرأة عذراء: ملوك الأول 1: 1-4
نبى الله شمشون ذهب إلى غزة ورأى هناك امرأة زانية فدخل إليها(قضاة 16: 1)
نبى الله حزقيال شجع النساء على الزنى والفجور (حزقيال 16: 33-34)
وإذا كان الرب نفسه يدفع النساء العفيفات للزنى انتقاماً من أزواجهن ،فكيف يكون حال أولادهم وبناتهم؟
رب الأرباب انتقم من نبيه داود عليه السلام على زناه فيسلم أهل بيته للزنى: صموئيل الثانى 12: 11-12 ،
وعلى ذلك فلابد من نساء داود أن ينفذوا وعد الله ، وعلى ذلك فإن ما يقترفنه من الزنا يكون من البر والتقوى.
أضف إلى ذلك القوانين التى تدفع النساء إلى الزنى ومنها:
الكتاب المقدس يُرغِّب الرجال فى تجنب النساء عن طريق إخصاء أنفسهم:
(12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 12
فأين حق النساء فى الزواج وهدوء النفس والمتعة الحلالإذا تتبع كل إنسان هذه التعليمات؟
وكيف يمنع الرب الزنى عن هذا الطريق؟ لقد رأينا أكبر حالات الزنى تأتى من المتبتلين أمثال برسوم وغيره الكثيرون فى كل بقاع الأرض.
وإذا كان هذا كلام الرب الذى يؤدى إلى دمار البشرية ، فلماذا تُحرِّمون تحديد النسل؟ وإذا كان هناك أناس ولدوا بعاهات بدون خصية ، فهل يُعمِّم الرب هذا التشوُّه على باقى البشر؟
فماذا يريد الرب بالضبط؟ هل يريد إفناء البشرية أم إعمارها؟
وهل تصفون هذا الرب الذى يأمر بذلك بإله المحبة؟
كما دفعهم للتبتل وعدم الزواج:
(1وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً. 2وَلَكِنْ لِسَبَبِ الزِّنَا لِيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ امْرَأَتُهُ وَلْيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ رَجُلُهَا) كورنثوس الأولى 7: 1-2
ويرى بولس أن الرب لم يوحى شيئاً عن العذارى فأكمل ما نساه الرب قائلاً: (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ. أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا: 27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً.) كورنثوس الأولى 7: 25-28
وأخذه الغرور فأكمل ما نساه الرب ، وفى النهاية تعتبروا كل هذا الكلام مقدساً من وحى الرب: (38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
ومنع المطلقة أو المطلق أن يتزوج:
(32وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي.) متى 5: 32
فما الغرض من ذلك إلا دفعهم للتحرق والانفجار ثم اقتراف الزنى ، على الأخص إذا
قرأ نصوص الجنس الفاضح التى يعج بها سفر نشيد الإنشاد:
(لاَحَظْتُ بَيْنَ الْبَنِينَ غُلاَماً عَدِيمَ الْفَهْمِ 8عَابِراً فِي الشَّارِعِ عِنْدَ زَاوِيَتِهَا وَصَاعِداً فِي طَرِيقِ بَيْتِهَا. ... 10وَإِذَا بِامْرَأَةٍ اسْتَقْبَلَتْهُ فِي زِيِّ زَانِيَةٍ ... 13فَأَمْسَكَتْهُ وَقَبَّلَتْهُ. أَوْقَحَتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ لَهُ: ... 16بِالدِّيبَاجِ فَرَشْتُ سَرِيرِي بِمُوَشَّى كَتَّانٍ مِنْ مِصْرَ. 17عَطَّرْتُ فِرَاشِي بِمُرٍّ وَعُودٍ وَقِرْفَةٍ. 18هَلُمَّ نَرْتَوِ وُدّاً إِلَى الصَّبَاحِ. نَتَلَذَّذُ بِالْحُبِّ. 19لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ فِي الْبَيْتِ. ذَهَبَ فِي طَرِيقٍ بَعِيدَةٍ. 20أَخَذَ صُرَّةَ الْفِضَّةِ بِيَدِهِ. يَوْمَ الْهِلاَلِ يَأْتِي إِلَى بَيْتِهِ». 21أَغْوَتْهُ بِكَثْرَةِ فُنُونِهَا بِمَلْثِ شَفَتَيْهَا طَوَّحَتْهُ. 22ذَهَبَ وَرَاءَهَا لِوَقْتِهِ كَثَوْرٍ يَذْهَبُ إِلَى الذَّبْحِ أَوْ كَالْغَبِيِّ إِلَى قَيْدِ الْقِصَاصِ.) (أمثال 7: 7-22)
(وَافْرَحْ بِامْرَأَةِ شَبَابِكَ 19الظَّبْيَةِ الْمَحْبُوبَةِ وَالْوَعْلَةِ الزَّهِيَّةِ. لِيُرْوِكَ ثَدْيَاهَا فِي كُلِّ وَقْتٍ وَبِمَحَبَّتِهَا اسْكَرْ دَائِماً.) (أمثال 5: 18-19)
(10مَا أَجْمَلَ خَدَّيْكِ بِسُمُوطٍ وَعُنُقَكِ بِقَلاَئِدَ! ... 13صُرَّةُ الْمُرِّ حَبِيبِي لِي. بَيْنَ ثَدْيَيَّ يَبِيتُ. ... 15هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ. عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ. 16هَا أَنْتَ جَمِيلٌ يَا حَبِيبِي وَحُلْوٌ وَسَرِيرُنَا أَخْضَرُ.) (نشيد الإنشاد 1: 10-16)
(1فِي اللَّيْلِ عَلَى فِرَاشِي طَلَبْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. 2إِنِّي أَقُومُ وَأَطُوفُ فِي الْمَدِينَةِ فِي الأَسْوَاقِ وَفِي الشَّوَارِعِ أَطْلُبُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي. طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. 3وَجَدَنِي الْحَرَسُ الطَّائِفُ فِي الْمَدِينَةِ فَقُلْتُ: «أَرَأَيْتُمْ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي؟» 4فَمَا جَاوَزْتُهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً حَتَّى وَجَدْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي فَأَمْسَكْتُهُ وَلَمْ أَرْخِهِ حَتَّى أَدْخَلْتُهُ بَيْتَ أُمِّي وَحُجْرَةَ مَنْ حَبِلَتْ بِي. 5أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ بِالظِّبَاءِ وَبِأَيَائِلِ الْحَقْلِ أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ.) نشيد الإنشاد 3: 1-5
(1هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ! عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ مِنْ تَحْتِ نَقَابِكِ. شَعْرُكِ كَقَطِيعِ مِعْزٍ رَابِضٍ عَلَى جَبَلِ جِلْعَادَ. 2أَسْنَانُكِ كَقَطِيعِ الْجَزَائِزِ الصَّادِرَةِ مِنَ الْغَسْلِ اللَّوَاتِي كُلُّ وَاحِدَةٍ مُتْئِمٌ وَلَيْسَ فِيهِنَّ عَقِيمٌ. 3شَفَتَاكِ كَسِلْكَةٍ مِنَ الْقِرْمِزِ. وَفَمُكِ حُلْوٌ. خَدُّكِ كَفِلْقَةِ رُمَّانَةٍ تَحْتَ نَقَابِكِ. 4عُنُقُكِ كَبُرْجِ دَاوُدَ الْمَبْنِيِّ لِلأَسْلِحَةِ. أَلْفُ مِجَنٍّ عُلِّقَ عَلَيْهِ كُلُّهَا أَتْرَاسُ الْجَبَابِرَةِ. 5ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْ ظَبْيَةٍ تَوْأَمَيْنِ يَرْعَيَانِ بَيْنَ السَّوْسَنِ. 6إِلَى أَنْ يَفِيحَ النَّهَارُ وَتَنْهَزِمَ الظِّلاَلُ أَذْهَبُ إِلَى جَبَلِ الْمُرِّ وَإِلَى تَلِّ اللُّبَانِ. 7كُلُّكِ جَمِيلٌ يَا حَبِيبَتِي لَيْسَ فِيكِ عَيْبَةٌ.) نشيد الإنشاد 4: 1-7
(1مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ! دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الْحَلِيِّ صَنْعَةِ يَدَيْ صَنَّاعٍ. 2سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمْزُوجٌ. بَطْنُكِ صُبْرَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسَّوْسَنِ. 3ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْنِ تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ. 4عُنُقُكِ كَبُرْجٍ مِنْ عَاجٍ. عَيْنَاكِ كَالْبِرَكِ فِي حَشْبُونَ عِنْدَ بَابِ بَثِّ رَبِّيمَ. أَنْفُكِ كَبُرْجِ لُبْنَانَ النَّاظِرِ تُجَاهَ دِمَشْقَ. ... 6مَا أَجْمَلَكِ وَمَا أَحْلاَكِ أَيَّتُهَا الْحَبِيبَةُ بِاللَّذَّاتِ! 7قَامَتُكِ هَذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ. 8قُلْتُ:«إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكُ بِعُذُوقِهَا». وَتَكُونُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ وَرَائِحَةُ أَنْفِكِ كَالتُّفَّاحِ) نشيد الإنشاد 7: 1-8
(1لَيْتَكَ كَأَخٍ لِي الرَّاضِعِ ثَدْيَيْ أُمِّي فَأَجِدَكَ فِي الْخَارِجِ وَأُقَبِّلَكَ وَلاَ يُخْزُونَنِي. 2وَأَقُودُكَ وَأَدْخُلُ بِكَ بَيْتَ أُمِّي وَهِيَ تُعَلِّمُنِي فَأَسْقِيكَ مِنَ الْخَمْرِ الْمَمْزُوجَةِ مِنْ سُلاَفِ رُمَّانِي. 3شِمَالُهُ تَحْتَ رَأْسِي وَيَمِينُهُ تُعَانِقُنِي. 4أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ.) نشيد الإنشاد 8: 1-4
(8لَنَا أُخْتٌ صَغِيرَةٌ لَيْسَ لَهَا ثَدْيَانِ. فَمَاذَا نَصْنَعُ لِأُخْتِنَا فِي يَوْمٍ تُخْطَبُ؟ 9إِنْ تَكُنْ سُوراً فَنَبْنِي عَلَيْهَا بُرْجَ فِضَّةٍ. وَإِنْ تَكُنْ بَاباً فَنَحْصُرُهَا بِأَلْوَاحِ أَرْزٍ. 10أَنَا سُورٌ وَثَدْيَايَ كَبُرْجَيْنِ. حِينَئِذٍ كُنْتُ فِي عَيْنَيْهِ كَوَاجِدَةٍ سَلاَمَةً.) نشيد الإنشاد 8: 8-10
(1وَكَـانَتْ إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ: 2[يَا ابْنَ آدَمَ, عَرِّفْ أُورُشَلِيمَ بِرَجَاسَاتِهَا .. .. 15[فَـاتَّكَلْتِ عَلَى جَمَالِكِ وَزَنَيْتِ عَلَى اسْمِكِ, وَسَكَبْتِ زِنَاكِ عَلَى كُلِّ عَابِرٍ فَكَانَ لَهُ. 16وَأَخَذْتِ مِنْ ثِيَابِكِ وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ مُرْتَفَعَاتٍ مُوَشَّاةٍ وَزَنَيْتِ عَلَيْهَا. أَمْرٌ لَمْ يَأْتِ وَلَمْ يَكُنْ. .. .. وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ صُوَرَ ذُكُورٍ وَزَنَيْتِ بِهَا. .. .. 25فِي رَأْسِ كُلِّ طَرِيقٍ بَنَيْتِ مُرْتَفَعَتَكِ وَرَجَّسْتِ جَمَالَكِ, وَفَرَّجْتِ رِجْلَيْكِ لِكُلِّ عَابِرٍ وَأَكْثَرْتِ زِنَاكِ. 26وَزَنَيْتِ مَعَ جِيرَانِكِ بَنِي مِصْرَ الْغِلاَظِ اللَّحْمِ, وَزِدْتِ فِي زِنَاكِ لإِغَاظَتِي. .. .. 33لِكُلِّ الزَّوَانِي يُعْطُونَ هَدِيَّةً, أَمَّا أَنْتِ فَقَدْ أَعْطَيْتِ كُلَّ مُحِبِّيكِ هَدَايَاكِ, وَرَشَيْتِهِمْ لِيَأْتُوكِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ لِلزِّنَا بِكِ. 34وَصَارَ فِيكِ عَكْسُ عَادَةِ النِّسَاءِ فِي زِنَاكِ, إِذْ لَمْ يُزْنَ وَرَاءَكِ, بَلْ أَنْتِ تُعْطِينَ أُجْرَةً وَلاَ أُجْرَةَ تُعْطَى لَكِ, فَصِرْتِ بِـالْعَكْس!) حزقيال 16: 1-34
3. الدياثة أسوة بنبى الله إبراهيم:
نبى الله إبراهيم لا يخشى الله ويضحى بشرفه وشرف زوجته سارة خوفاً على نفسه من القتل ولتحقيق مكاسب دنيوية، ويأمر زوجته بالكذبتكوين 12: 11-16)
نبى الله إبراهيم لا يخشى الله ويقبل التضحية بشرفه وشرف زوجته سارة، ولم يتعلم من الدرس الذى أخذه من حكايته مع فرعون: (تكوين 20: 1-12)
4 نكران الجميل: يَخلق الآب ويُعبَد غيره
فهناك العديد من النصوص التى تثبت أن عيسى عليه السلام رسول الله إلى بنى إسرائيل ، ومع ذلك تتركون الآب الذى عبده عيسى عليه السلام ، وتعبدون يسوع نفسه.
متى5: 48 (48فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ)
متى 6: 6-8 (6وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.)
متى 6: 9-15 (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ. 11خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. 12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. 13وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. 14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. 15وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً زَلَّاتِكُمْ.)
متى 10: 40-42 (40مَنْ يَقْبَلُكُمْ يَقْبَلُنِي وَمَنْ مرقس 6: 14-16 (14فَسَمِعَ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ لأَنَّ اسْمَهُ صَارَ مَشْهُوراً. وَقَالَ: «إِنَّ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانَ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ وَلِذَلِكَ تُعْمَلُ بِهِ الْقُوَّاتُ». 15قَالَ آخَرُونَ: «إِنَّهُ
إِيلِيَّا». وَقَالَ آخَرُونَ: «إِنَّهُ نَبِيٌّ أَوْ كَأَحَدِ الأَنْبِيَاءِ». 16وَلَكِنْ لَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ قَالَ: «هَذَا هُوَ يُوحَنَّا الَّذِي قَطَعْتُ أَنَا رَأْسَهُ. إِنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ!»)
متى 23: 8-10 (8وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تُدْعَوْا سَيِّدِي لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ وَأَنْتُمْ جَمِيعاً إِخْوَةٌ. 9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 10وَلاَ تُدْعَوْا مُعَلِّمِينَ لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ.)
يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
متى 24: 36 (36وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ.)
(41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».) يوحنا 11: 41-42 ، وأكَّدَ ذلك أيضاً بقوله: (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.) لوقا 11: 20 وهذه شهادة لأحد معاصريه: (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.) أعمال الرسل 2: 22 ، (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».) يوحنا 3: 1-2
يوحنا 17: 1-3 (1تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهَذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ. مَجِّدِ ابْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ابْنُكَ أَيْضاً 2إِذْ أَعْطَيْتَهُ سُلْطَاناً عَلَى كُلِّ جَسَدٍ لِيُعْطِيَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً لِكُلِّ مَنْ أَعْطَيْتَهُ. 3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
مرقس 9: 36-37 (36فَأَخَذَ وَلَداً وَأَقَامَهُ فِي وَسَطِهِمْ ثُمَّ احْتَضَنَهُ وَقَالَ لَهُمْ: 37«مَنْ قَبِلَ وَاحِداً مِنْ أَوْلاَدٍ مِثْلَ هَذَا بِاسْمِي يَقْبَلُنِي وَمَنْ قَبِلَنِي فَلَيْسَ يَقْبَلُنِي أَنَا بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي».)
يوحنا 17: 3-4 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ
وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ)
مرقس 3: 35 (لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللَّهِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».)
يوحنا 11: 33-44 (33فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ تَبْكِي وَالْيَهُودُ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَهَا يَبْكُونَ انْزَعَجَ بِالرُّوحِ وَاضْطَرَبَ 34وَقَالَ: «أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ؟» قَالُوا لَهُ: «يَا سَيِّدُ تَعَالَ وَانْظُرْ». 35بَكَى يَسُوعُ. 36فَقَالَ الْيَهُودُ: «انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ يُحِبُّهُ». 37وَقَالَ بَعْضٌ مِنْهُمْ: «أَلَمْ يَقْدِرْ هَذَا الَّذِي فَتَحَ عَيْنَيِ الأَعْمَى أَنْ يَجْعَلَ هَذَا أَيْضاً لاَ يَمُوتُ؟». 38فَانْزَعَجَ يَسُوعُ أَيْضاً فِي نَفْسِهِ وَجَاءَ إِلَى الْقَبْرِ وَكَانَ مَغَارَةً وَقَدْ وُضِعَ عَلَيْهِ حَجَرٌ. 39قَالَ يَسُوعُ: «ارْفَعُوا الْحَجَرَ». قَالَتْ لَهُ مَرْثَا أُخْتُ الْمَيْتِ: «يَا سَيِّدُ قَدْ أَنْتَنَ لأَنَّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ». 40قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَلَمْ أَقُلْ لَكِ: إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللَّهِ؟». 41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي». 43وَلَمَّا قَالَ هَذَا صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «لِعَازَرُ هَلُمَّ خَارِجاً» 44فَخَرَجَ الْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاَهُ مَرْبُوطَاتٌ بِأَقْمِطَةٍ وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيلٍ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبْ».)
يوحنا 3: 24 (24اَللَّهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا».) ، فإذا كان الله روح ، ولا يمكن أن يرى الإنسان هذا الروح فإن (اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ.) يوحنا 1: 18. فكيف يكون عيسى عليه السلام هو الله. وهل الله له جسد أو مولود من الجسد؟ لا. لأن (6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.) يوحنا 3: 6 ، وعيسى (كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ، 3وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ.) رسالة يوحنا الأولى 4: 2-3، وكان لعيسى عليه السلام جسد ، لأنه ليس للروح عظام أو لحم (فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ) لوقا 24: 39
(16وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟» 17فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا».) متى 19: 16-17 ، (16اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.) يوحنا 14: 16، (سَمِعْتُمْ أَنِّي قُلْتُ لَكُمْ أَنَا أَذْهَبُ ثُمَّ آتِي إِلَيْكُمْ. لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) يوحنا 14: 28 لكن أن تدعونه إلهاً فهذا قمة الزيغ عن الحق! فكيف يكون إلهاً ، والله لم يره أحد قط كما قال؟ (18اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ.) يوحنا 1: 18
مرقس 7: 34 (34وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَأَنَّ وَقَالَ لَهُ: «إِفَّثَا». أَيِ انْفَتِحْ.) يا ترى لماذا رفع عينيه إلى السماء؟ وماذا قال وهو يَئِنُ؟ كانوا يدعوا الآب؟ نعم. إذن فهو لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئاً. (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.) يوحنا 5: 30 ، (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ.) يوحنا 5: 20 ، فكيف تقولون بإتحاد الابن مع الآب؟ هل الإتحاد يعنى أنَّ فرد منهم فى السماء والآخر على الأرض؟ (37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ) يوحنا 5: 37
هل تريد أن تعلم ماذا كان يقول عندما رفع نظره للسماء؟ فاقرأ قوله (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ. 5وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ.
6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. كَانُوا لَكَ وَأَعْطَيْتَهُمْ لِي وَقَدْ حَفِظُوا كلاَمَكَ. 7وَالآنَ عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْ عِنْدِكَ 8لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.) يوحنا 17: 3-8
(25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.) يوحنا 17: 25
متى 26: 36-44 (36حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي فَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ: «اجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أَمْضِيَ وَأُصَلِّيَ هُنَاكَ». 37ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَابْنَيْ زَبْدِي وَابْتَدَأَ يَحْزَنُ وَيَكْتَئِبُ. 38فَقَالَ لَهُمْ: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ. امْكُثُوا هَهُنَا وَاسْهَرُوا مَعِي». 39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ». 40ثُمَّ جَاءَ إِلَى التَّلاَمِيذِ فَوَجَدَهُمْ نِيَاماً فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «أَهَكَذَا مَا قَدَرْتُمْ أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟ 41اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». 42فَمَضَى أَيْضاً ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ». 43ثُمَّ جَاءَ فَوَجَدَهُمْ أَيْضاً نِيَاماً إِذْ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ ثَقِيلَةً. 44فَتَرَكَهُمْ وَمَضَى أَيْضاً وَصَلَّى ثَالِثَةً قَائِلاً ذَلِكَ الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ.)
(10فَخَرَرْتُ أَمَامَ رِجْلَيْهِ لأَسْجُدَ لَهُ، فَقَالَ لِيَ: «انْظُرْ لاَ تَفْعَلْ! أَنَا عَبْدٌ مَعَكَ وَمَعَ إِخْوَتِكَ الَّذِينَ عِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ. اسْجُدْ لِلَّهِ. فَإِنَّ شَهَادَةَ يَسُوعَ هِيَ رُوحُ النُّبُوَّةِ».) رؤيا يوحنا 19: 10
متى 27: 43(43قَدِ اتَّكَلَ عَلَى اللَّهِ فَلْيُنْقِذْهُ الآنَ إِنْ أَرَادَهُ! لأَنَّهُ قَالَ: أَنَا ابْنُ اللَّهِ!»)
متى 27: 46 (46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي» (أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟) أيصرخ الله؟ أيخاف الله من الموت؟ أيموت الإله؟ ومن هو إله الله؟ من هو الإله الخائن الذى ضحك على الإله الطيب وتركه يُصلَب؟
(3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.) يوحنا 17: 3 ، (24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.) يوحنا 5: 24 (هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً 7وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. 8لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: …».) مرقس 7: 6-8، (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.) يوحنا 5: 30
فلو كان عيسى عليه السلام هو الله بنفسه وتجسَّدَ فى صورة بشر ونزل ليُصلَب كفارة عن خطيئة آدم ، لكان هو المسئول عن إضلال البشر الذين لم يتخذوه إلهاً. لأنه لم يأمر أتباعه ولا معاصريه بالسجود له وعبادته ، ولأنه لم يأت بنصوص واضحة تبين أنه هو الله ، وتحدد شريعته ، فهل يُعقل مثل هذا؟
لقد حدَّدَ عيسى عليه السلام أنه قد جاء لا لينقض الناموس أو الأنبياء بل ليُكمل(متى 5: 17)، فهل أكمل أم لا؟ وإذا كان قد أكمل، فما حاجتكم وحاجته هو نفسه لرسائل بولس؟
5- عدم تحملكم المسئولية وظلم الآخرين
فإيمانكم بفرية الخطيئة الأزلية ، قد جعلتكم ترضون بظلم الله ، من أجل رفع هذا الإثم عنكم ، فبذلك ظلمتم الإله.
وعلقتم ذنب آدم على البشرية كلها ، وعلى الأخص المرأة ، وهذا من الآثام ، لأنكم ظلمتم كل الأبرار الذين عاشوا وماتوا قبل صلب إلهكم ، وجعلتكم تضطهدون المرأة ، وتحرقون النساء تحت زعم أنهن السبب فى مشاكلكم ، وظناً منكم أن هذا انتصاراً لله.
وجعلتم دخولكم الجنة يتوقف على إيمانكم بيسوع كإله وإياه مصلوباً، وهو سوف يتحمل عنكم ذنوبكم كلها ، وليس من العدل أن يتوقف دخول الجنة على الإيمان فقط ، لأن هذا
يعطيكم فرصاً أكبر للإساءة وارتكاب الآثام فى حق من تخالطوهم
………………………………
كتبة الاخ :علاء ابو بكر؟؟؟؟؟ماذاخسر العالم من وجود الكتاب المقدس؟؟
6- الخروج من جماعة الرب:
فقد اخترع لكم بولس ديناً جديداً وعبادة غير التى أمر بها يسوع: وبذلك أخرجكم من جماعة الرب بطرق عديدة ، منها:
1) اخترع لهم اسم (المسيحيين) أي (عابدي المسيح) – والكنيسة:
(26فَحَدَثَ أَنَّهُمَا اجْتَمَعَا فِي الْكَنِيسَةِ سَنَةً كَامِلَةً وَعَلَّمَا جَمْعاً غَفِيراً. وَدُعِيَ التَّلاَمِيذُ «مَسِيحِيِّينَ» فِي أَنْطَاكِيَةَ أَوَّلاً.) (أعمال 11: 26)
والعجيب أن من يتابع كتاب (أعمال الرسل) سيجد أن بولس لم يدخل أي كنيسة – ولا تلاميذ المسيح.
2) اخترع لهم نظام القساوسة – وألغى النظام القديم (المشايخ):
(6فَاجْتَمَعَ الرُّسُلُ وَالْمَشَايِخُ لِيَنْظُرُوا فِي هَذَا الأَمْرِ.) أعمال الرسل 15: 6
(23وَانْتَخَبَا لَهُمْ قُسُوساً فِي كُلِّ كَنِيسَةٍ ثُمَّ صَلَّيَا بِأَصْوَامٍ وَاسْتَوْدَعَاهُمْ لِلرَّبِّ الَّذِي كَانُوا قَدْ آمَنُوا بِهِ.) أعمال الرسل 14: 23
3) اخترع (الأساقفة) أي رؤساء الكهنة بدلا من (الشيوخ):
(28اِحْتَرِزُوا اذاً لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً لِتَرْعُوا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ.) أعمال الرسل 20: 28
4) طلب من المسيحيين ألا يخالطوا الزاني والسكِّير منهم فقط ، وألا يفعلوا ذلك مع الذين لم يتنصروا:
(11وَأَمَّا الآنَ فَكَتَبْتُ إِلَيْكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ مَدْعُوٌّ أَخاً زَانِياً أَوْ طَمَّاعاً أَوْ عَابِدَ وَثَنٍ أَوْ شَتَّاماً أَوْ سِكِّيراً أَوْ خَاطِفاً أَنْ لاَ تُخَالِطُوا وَلاَ تُؤَاكِلُوا مِثْلَ هَذَا. 12لأَنَّهُ مَاذَا لِي أَنْ أَدِينَ الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ تَدِينُونَ الَّذِينَ مِنْ دَاخِلٍ. 13أَمَّا الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ فَاللَّهُ يَدِينُهُمْ. فَاعْزِلُوا الْخَبِيثَ مِنْ بَيْنِكُمْ.) كورنثوس الأولى 5: 11-13
5) دعاكم لإخصاء أنفسكم: (12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 12 ، على الرغم من الأمر الإلهى: («لا يَدْخُل مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) تثنية 23: 1
6) يشجع على الرهبنة (وهي نظام يهودي):
(1وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً.) كورنثوس الأولى 7: 1
(8وَلَكِنْ أَقُولُ لِغَيْرِ الْمُتَزَوِّجِينَ وَلِلأَرَامِلِ إِنَّهُ حَسَنٌ لَهُمْ إِذَا لَبِثُوا كَمَا أَنَا.) كورنثوس الأولى 7: 8
(37وَأَمَّا مَنْ أَقَامَ رَاسِخاً فِي قَلْبِهِ وَلَيْسَ لَهُ اضْطِرَارٌ بَلْ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى إِرَادَتِهِ وَقَدْ عَزَمَ عَلَى هَذَا فِي قَلْبِهِ أَنْ يَحْفَظَ عَذْرَاءَهُ فَحَسَناً يَفْعَلُ. 38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ.) كورنثوس الأولى 7: 37-38
وهو عكس كلامه الذى فيه يحرض الرجل على أن يعتزل زوجته ولا يمسها:
(1وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً.) كورنثوس الأولى 7: 1 (فلماذا تزوج إذاً؟
7) يرفض الأرامل صغار السن ويُحرِّض على عدم زواج الأرامل كلهن:
(11أَمَّا الأَرَامِلُ الْحَدَثَاتُ [صغار السن] فَارْفُضْهُنَّ، لأَنَّهُنَّ مَتَى بَطِرْنَ عَلَى الْمَسِيحِ يُرِدْنَ أَنْ يَتَزَوَّجْنَ، 12وَلَهُنَّ دَيْنُونَةٌ لأَنَّهُنَّ رَفَضْنَ الإِيمَانَ الأَوَّلَ. 13وَمَعَ ذَلِكَ أَيْضاً يَتَعَلَّمْنَ أَنْ يَكُنَّ بَطَّالاَتٍ، يَطُفْنَ فِي الْبُيُوتِ. وَلَسْنَ بَطَّالاَتٍ فَقَطْ بَلْ مِهْذَارَاتٌ أَيْضاً، وَفُضُولِيَّاتٌ، يَتَكَلَّمْنَ بِمَا لاَ يَجِبُ.) تيموثاوس الأولى 5: 11-13
(38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
8) يحرض على زواج المؤمنين والمؤمنات – من الكافرات والكافرين:
(12وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ فَلاَ يَتْرُكْهَا. 13وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا فَلاَ تَتْرُكْهُ.) كورنثوس الأولى 7: 12-13
9) يؤيد انفصال الزوج عن زوجته (أي الطلاق):
(27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ. وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْعَذْرَاءُ لَمْ تُخْطِئْ. وَلَكِنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ.) كورنثوس الأولى 7: 27-28
(32فَأُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا بِلاَ هَمٍّ. غَيْرُ الْمُتَزَوِّجِ يَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ كَيْفَ يُرْضِي الرَّبَّ 33وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُ فَيَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ يُرْضِي امْرَأَتَهُ. 34إِنَّ بَيْنَ الزَّوْجَةِ وَالْعَذْرَاءِ فَرْقاً: غَيْرُ الْمُتَزَوِّجَةِ تَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ لِتَكُونَ مُقَدَّسَةً جَسَداً وَرُوحاً. وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجَةُ فَتَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ تُرْضِي رَجُلَهَا.) كورنثوس الأولى 7: 32-34
10) يُحلل تعدد الزوجات وهذا عكس الكلام المنسوب للمسيح في الأناجيل تماما:
(27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ. وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْعَذْرَاءُ لَمْ تُخْطِئْ. وَلَكِنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ.) كورنثوس الأولى 7: 27-28
ولم يقصر الزواج بامرأة واحدة إلا على الأساقفة ، وهذا دليل انتشار تعدد الزوجات تبعاً لناموس موسى ، واقتداءً بسنة الأنبياء: (2فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ الأُسْقُفُ بِلاَ لَوْمٍ، بَعْلَ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ، صَاحِياً، عَاقِلاً، مُحْتَشِماً، مُضِيفاً لِلْغُرَبَاءِ، صَالِحاً لِلتَّعْلِيمِ، 3غَيْرَ مُدْمِنِ الْخَمْرِ، وَلاَ ضَرَّابٍ، وَلاَ طَامِعٍ بِالرِّبْحِ الْقَبِيحِ، بَلْ حَلِيماً، غَيْرَ مُخَاصِمٍ، وَلاَ مُحِبٍّ لِلْمَالِ، 4يُدَبِّرُ بَيْتَهُ حَسَناً، لَهُ أَوْلاَدٌ فِي الْخُضُوعِ بِكُلِّ وَقَارٍ.) تيموثاوس الأولى 3: 2
11 - أباح للمطلَّقة الزواج:
فقد تم تحريمها عند متى: (31«وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَقٍ 32وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي.)متى5: 31-32
وأباحها بولس: (27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ.) كورنثوس الأولى 7: 27-28
12 - كأس الخمر في الكنيسة هو شركة دم المسيح، والخبز هو شركة جسد المسيح (وليسا دم وجسد المسيح): (16كَأْسُ الْبَرَكَةِ الَّتِي نُبَارِكُهَا أَلَيْسَتْ هِيَ شَرِكَةَ دَمِ الْمَسِيحِ؟ الْخُبْزُ الَّذِي نَكْسِرُهُ أَلَيْسَ هُوَ شَرِكَةَ جَسَدِ الْمَسِيحِ؟ 17فَإِنَّنَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ خُبْزٌ وَاحِدٌ جَسَدٌ وَاحِدٌ لأَنَّنَا جَمِيعَنَا نَشْتَرِكُ فِي الْخُبْزِ الْوَاحِدِ.) كورنثوس الأولى 10: 16-17
13- تغطي رأسها في الصلاة فقط – لأجل الملائكة؟ والتي لا تفعل يُقَص شعرها (أى تُشوَّه):
(6إِذِ الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحاً بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ فَلْتَتَغَطَّ. 7فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ. 8لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ<
20) ألغى الصوم والأعياد: (يدعوها: عبادة الملائكة وعبادة نافلة ليس لها قيمة):
(16فَلاَ يَحْكُمْ عَلَيْكُمْ أحَدٌ فِي أكْلٍ أوْ شُرْبٍ، اوْ مِنْ جِهَةِ عِيدٍ اوْ هِلاَلٍ اوْ سَبْتٍ، 17الَّتِي هِيَ ظِلُّ الأُمُورِ الْعَتِيدَةِ، وَأَمَّا الْجَسَدُ فَلِلْمَسِيحِ. 18لاَ يُخَسِّرْكُمْ احَدٌ الْجِعَالَةَ، رَاغِباً فِي التَّوَاضُعِ وَعِبَادَةِ الْمَلاَئِكَةِ، مُتَدَاخِلاً فِي مَا لَمْ يَنْظُرْهُ، مُنْتَفِخاً بَاطِلاً مِنْ قِبَلِ ذِهْنِهِ الْجَسَدِيِّ، 19وَغَيْرَ مُتَمَسِّكٍ بِالرَّأْسِ الَّذِي مِنْهُ كُلُّ الْجَسَدِ بِمَفَاصِلَ وَرُبُطٍ، مُتَوَازِراً وَمُقْتَرِناً يَنْمُو نُمُوّاً مِنَ اللهِ. 20إِذاً انْ كُنْتُمْ قَدْ مُتُّمْ مَعَ الْمَسِيحِ عَنْ ارْكَانِ الْعَالَمِ، فَلِمَاذَا كَأَنَّكُمْ عَائِشُونَ فِي الْعَالَمِ، تُفْرَضُ عَلَيْكُمْ فَرَائِضُ: 21لاَ تَمَسَّ، وَلاَ تَذُقْ، وَلاَ تَجُسَّ؟ 22الَّتِي هِيَ جَمِيعُهَا لِلْفَنَاءِ فِي الاِسْتِعْمَالِ، حَسَبَ وَصَايَا وَتَعَالِيمِ النَّاسِ، 23الَّتِي لَهَا حِكَايَةُ حِكْمَةٍ، بِعِبَادَةٍ نَافِلَةٍ، وَتَوَاضُعٍ، وَقَهْرِ الْجَسَدِ، لَيْسَ بِقِيمَةٍ مَا مِنْ جِهَةِ اشْبَاعِ الْبَشَرِيَّةِ.) رسالة كولوسى 2: 16-23
21) يهاجم الصوم الذي يصومه المسيحيون الآن ، ويهاجم الرهبنة (لأنها كانت عبادات يهودية) ويصف من يفعل ذلك بأنهم شياطين ضالين ومضلين:
(1وَلَكِنَّ الرُّوحَ يَقُولُ صَرِيحاً: إِنَّهُ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ يَرْتَدُّ قَوْمٌ عَنِ الإِيمَانِ، تَابِعِينَ أَرْوَاحاً مُضِلَّةً وَتَعَالِيمَ شَيَاطِينَ، 2فِي رِيَاءِ أَقْوَالٍ كَاذِبَةٍ، مَوْسُومَةً ضَمَائِرُهُمْ، 3مَانِعِينَ عَنِ الزِّوَاجِ، وَآمِرِينَ أَنْ يُمْتَنَعَ عَنْ أَطْعِمَةٍ قَدْ خَلَقَهَا اللهُ لِتُتَنَاوَلَ بِالشُّكْرِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَعَارِفِي الْحَقِّ. 4لأَنَّ كُلَّ خَلِيقَةِ اللهِ جَيِّدَةٌ، وَلاَ يُرْفَضُ شَيْءٌ إِذَا أُخِذَ مَعَ الشُّكْرِ، 5لأَنَّهُ يُقَدَّسُ بِكَلِمَةِ اللهِ وَالصَّلاَةِ.) تيموثاوس الأولى 4: 1-5
22) اخترع وضع أيدي المشيخة (القساوسة) على الناس لأجل إعطائهم البركة:
(14لاَ تُهْمِلِ الْمَوْهِبَةَ الَّتِي فِيكَ الْمُعْطَاةَ لَكَ بِالنُّبُوَّةِ مَعَ وَضْعِ أَيْدِي الْمَشْيَخَةِ.) رسالة تيموثاوس الأولى 4: 14
23) الخمر يعالج أمراض المعدة والأسقام الكثيرة؟:
(23لاَ تَكُنْ فِي مَا بَعْدُ شَرَّابَ مَاءٍ، بَلِ اسْتَعْمِلْ خَمْراً قَلِيلاً مِنْ أَجْلِ مَعِدَتِكَ وَأَسْقَامِكَ الْكَثِيرَةِ.) تيموثاوس الأولى 5: 23
24) ألغى الختان:ففى الوقت الذى يتمسك فيه الله بالختان قائلاً:
(9وَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «وَأَمَّا أَنْتَ فَتَحْفَظُ عَهْدِي أَنْتَ وَنَسْلُكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ. 10هَذَا هُوَ عَهْدِي الَّذِي تَحْفَظُونَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ: يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ 11فَتُخْتَنُونَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِكُمْ فَيَكُونُ عَلاَمَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ. 12اِبْنَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ فِي أَجْيَالِكُمْ: وَلِيدُ الْبَيْتِ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّةٍ مِنْ كُلِّ ابْنِ غَرِيبٍ لَيْسَ مِنْ نَسْلِكَ. 13يُخْتَنُ خِتَاناً وَلِيدُ بَيْتِكَ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّتِكَ فَيَكُونُ عَهْدِي فِي لَحْمِكُمْ عَهْداً أَبَدِيّاً. 14وَأَمَّا الذَّكَرُ الأَغْلَفُ الَّذِي لاَ يُخْتَنُ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا. إِنَّهُ قَدْ نَكَثَ عَهْدِي».) تكوين 17: 9-14
وفى الوقت الذى خُتِنَ الإله نفسه على الأرض:
وهذا ما فعله عيسى ويوحنا المعمدان عليهما السلام (59وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ جَاءُوا لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ وَسَمَّوْهُ بِاسْمِ أَبِيهِ زَكَرِيَّا. 60فَقَالَتْ أُمُّهُ: «لاَ بَلْ يُسَمَّى يُوحَنَّا».) لوقا 1: 59-60 ، (21وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ.) لوقا 2: 21
قرَّرَ بولس من إخراجكم من عهد الرب وعنايته ، بإبطال الختان فقال:
(أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) غلاطية 5: 2
(4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.) غلاطية 5: 4-6
25) أبطل الناموس:
(18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً.) عبرانيين 7: 18-19
(13فَإِذْ قَالَ«جَدِيداً» عَتَّقَ الأَوَّلَ.وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الاِضْمِحْلاَلِ) عبرانيين8: 13
(7فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ.) عبرانيين 8: 7
(9ثُمَّ قَالَ: «هَئَنَذَا أَجِيءُ لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ». يَنْزِعُ الأَوَّلَ لِكَيْ يُثَبِّتَ الثَّانِيَ.)عبرانيين10: 9
(16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.) غلاطية 2: 16
(5وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرّاً.) رومية 4: 5
(4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.) غلاطية 5: 4-6
(20لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ. 21وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ مَشْهُوداً لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ.) رومية 3: 20-21
(27فَأَيْنَ الافْتِخَارُ؟ قَدِ انْتَفَى! بِأَيِّ نَامُوسٍ؟ أَبِنَامُوسِ الأَعْمَالِ؟ كَلاَّ! بَلْ بِنَامُوسِ الإِيمَانِ. 28إِذاً نَحْسِبُ أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ النَّامُوسِ.) رومية 3: 27-28
(20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ.) رومية 5: 20
(21لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذاً مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ.) غلاطية 2: 21
(أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ)كورنثوس الأولى15: 56
26) اخترع أسطورة الخطيئة الأزلية:
(بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
(29فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لاَ يَقُولُونَ بَعْدُ: الآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِماً وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ. 30بَلْ: كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ. كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ.) إرمياء31: 29-30
(16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية ؟؟؟؟؟:
(2لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئاً بَيْنَكُمْ إِلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوباً.) كورنثوس الأولى 2: 2
و "…... وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة " (عبرانيين 9: 22).
(8وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. 9فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ. 10لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ. 11وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً بِاللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ. 12مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ. 13فَإِنَّهُ حَتَّى النَّامُوسِ كَانَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْعَالَمِ. عَلَى أَنَّ الْخَطِيَّةَ لاَ تُحْسَبُ إِنْ لَمْ يَكُنْ نَامُوسٌ. 14لَكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى وَذَلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي. 15وَلَكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هَكَذَا أَيْضاً الْهِبَةُ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً نِعْمَةُ اللهِ وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ. 16وَلَيْسَ كَمَا بِوَاحِدٍ قَدْ أَخْطَأَ هَكَذَا الْعَطِيَّةُ. لأَنَّ الْحُكْمَ مِنْ وَاحِدٍ لِلدَّيْنُونَةِ وَأَمَّا الْهِبَةُ فَمِنْ جَرَّى خَطَايَا كَثِيرَةٍ لِلتَّبْرِيرِ. 17لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. 19لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضاً بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً. 20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ. وَلَكِنْ حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدّاً. 21حَتَّى كَمَا مَلَكَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْمَوْتِ هَكَذَا تَمْلِكُ النِّعْمَةُ بِالْبِرِّ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.) رومية 5: 8-21
(22وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!) عبرانيين 9: 22
(23إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ 24مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ 25الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ.) رومية 3: 23-25
على الرغم من مهاجمة الله لهذه الأسطورة ، وإقراره العدل:
(16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية 24 : 16
(19وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ.) حزقيال 18: 19-20
(32وَمَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ لاَ فِي هَذَا الْعَالَمِ وَلاَ فِي الآتِي.) (متى12: 32)
إذن فما أهمية الفداء إذا كان هناك حساب فى العالم الآخر على أقوالنا وأفعالنا؟)
28) اخترع كون عيسى عليه السلام المسيَّا (المسيح النبى الخاتم):
(2لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئاً بَيْنَكُمْ إِلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوباً.) كورنثوس الأولى 2:
29) اخترع أسطورة موت عيسى عليه السلام وقيامته من الأموات:
(23إِنْ يُؤَلَّمِ الْمَسِيحُ يَكُنْ هُوَ أَوَّلَ قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ مُزْمِعاً أَنْ يُنَادِيَ بِنُورٍ لِلشَّعْبِ وَلِلْأُمَمِ». 24وَبَيْنَمَا هُوَ يَحْتَجُّ بِهَذَا قَالَ فَسْتُوسُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «أَنْتَ تَهْذِي يَا بُولُسُ! الْكُتُبُ الْكَثِيرَةُ تُحَوِّلُكَ إِلَى الْهَذَيَانِ».) أعمال الرسل 26: 23-24
(18فَلَمَّا وَقَفَ الْمُشْتَكُونَ حَوْلَهُ لَمْ يَأْتُوا بِعِلَّةٍ وَاحِدَةٍ مِمَّا كُنْتُ أَظُنُّ. 19لَكِنْ كَانَ لَهُمْ عَلَيْهِ مَسَائِلُ مِنْ جِهَةِ دِيَانَتِهِمْ وَعَنْ وَاحِدٍ اسْمُهُ يَسُوعُ قَدْ مَاتَ وَكَانَ بُولُسُ يَقُولُ إِنَّهُ حَيٌّ.) أعمال الرسل 25: 18-19
(31لأَنَّهُ أَقَامَ يَوْماً هُوَ فِيهِ مُزْمِعٌ أَنْ يَدِينَ الْمَسْكُونَةَ بِالْعَدْلِ بِرَجُلٍ قَدْ عَيَّنَهُ مُقَدِّماً لِلْجَمِيعِ إِيمَاناً إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ». 32وَلَمَّا سَمِعُوا بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ كَانَ الْبَعْضُ يَسْتَهْزِئُونَ وَالْبَعْضُ يَقُولُونَ: «سَنَسْمَعُ مِنْكَ عَنْ هَذَا أَيْضاً!». 33وَهَكَذَا خَرَجَ بُولُسُ مِنْ وَسَطِهِمْ.) أعمال الرسل 17: 31-33
30) ألغى السبت وتقديسه:
تقديس السبت هو الوصية الرابعة من الوصايا العشر: (14فَتَحْفَظُونَ السَّبْتَ لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ لَكُمْ. مَنْ دَنَّسَهُ يُقْتَلُ قَتْلاً. إِنَّ كُلَّ مَنْ صَنَعَ فِيهِ عَمَلاً تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا. 15سِتَّةَ أَيَّامٍ يُصْنَعُ عَمَلٌ. وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابِعُ فَفِيهِ سَبْتُ عُطْلَةٍ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ. كُلُّ مَنْ صَنَعَ عَمَلاً فِي يَوْمِ السَّبْتِ يُقْتَلُ قَتْلاً. 16فَيَحْفَظُ بَنُو إِسْرَائِيلَ السَّبْتَ لِيَصْنَعُوا السَّبْتَ فِي أَجْيَالِهِمْ عَهْداً أَبَدِيّاً. 17هُوَ بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلاَمَةٌ إِلَى الأَبَدِ لأَنَّهُ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ اسْتَرَاحَ وَتَنَفَّسَ».) خروج 31: 14
وأمر الرب بقتل المتعدى على السبت: (35فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «قَتْلاً يُقْتَلُ الرَّجُلُ. يَرْجُمُهُ بِحِجَارَةٍ كُلُّ الجَمَاعَةِ خَارِجَ المَحَلةِ». 36فَأَخْرَجَهُ كُلُّ الجَمَاعَةِ إِلى خَارِجِ المَحَلةِ وَرَجَمُوهُ بِحِجَارَةٍ فَمَاتَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى.) عدد 15: 32-36
وأيَّدَ ذلك عيسى عليه السلام قائلاً: (27ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ.) مرقس 2: 27
وألغاه بولس:
(18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً. وَلَكِنْ يَصِيرُ إِدْخَالُ رَجَاءٍ أَفْضَلَ بِهِ نَقْتَرِبُ إِلَى اللهِ.) عبرانيين 7: 18-19
(7فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ.) عبرانيين 8: 7
(13فَإِذْ قَالَ«جَدِيداً» عَتَّقَ الأَوَّلَ. وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الاِضْمِحْلاَلِ) عبرانيين 8: 13
(9ثُمَّ قَالَ: «هَئَنَذَا أَجِيءُ لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ». يَنْزِعُ الأَوَّلَ لِكَيْ يُثَبِّتَ الثَّانِيَ.) عبرانيين 10: 9
وتقول موسوعة دائرة المعارف الكتابية ، تحت كلمة السبت (الرسول بولس والسبت):
وفى حديثه عن الناموس، لم يفرق الرسول بولس بين الناموس الأدبي والنامس الطقسي، فكلاهما جزء من العهد العتيق الذي أُبطل فى المسيح ( 2كورنثوس 3: 14). ولاشك فى أن "السبت" كان جزءاً من الصك الذى "كان علينا فى الفرائض الذي كان ضّداً لنا، وقد رفعه (الله) من الوسط مسمراً إياه بالصليب" (كولوسى 2: 14). وقد ورد ذكر السبت مع الأعياد والأهلة "التى هي ظل الأمور العتيدة" (كولوسى 2: 16و17) و "حفظ أيام وشهور وأوقات وسنين" هو استعباد " للأركان الضعيفة الفقيرة" ( غلاطية 4: 9 و 10، وانظر أيضاً كولوسى 2: 20). "فحفظ أيام" هو أحد خصائص الإنسان "الضعيف فى الإيمان" ( رومية 14: 1-5).
- 31علمكم الكذب والنفاق والتحايل فى الدعوة:
فقد كان ينافق كل طائفة حسب عقيدتها، فقام بختان تابعه (تيموثاوس) لينافق اليهود (بعد أن كان يحارب الختان) (3فَأَرَادَ بُولُسُ أَنْ يَخْرُجَ هَذَا مَعَهُ فَأَخَذَهُ وَخَتَنَهُ مِنْ أَجْلِ الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي تِلْكَ الأَمَاكِنِ .. .. ..) (أعمال 16: 3).
ثم نافق عبدة الأصنام في أثينا عندما رأى صنما مكتوبا عليه (إله مجهول) فقال لهم لقد جئتكم لأبشركم بهذا الإله؟؟ (23لأَنَّنِي بَيْنَمَا كُنْتُ أَجْتَازُ وَأَنْظُرُ إِلَى مَعْبُودَاتِكُمْ وَجَدْتُ أَيْضاً مَذْبَحاً مَكْتُوباً عَلَيْهِ: «لِإِلَهٍ مَجْهُولٍ». فَالَّذِي تَتَّقُونَهُ وَأَنْتُمْ تَجْهَلُونَهُ هَذَا أَنَا أُنَادِي لَكُمْ بِهِ.) (أعمال 17: 23)
ونافق عبدة الأصنام فى أثينا وقال مثل قولهم (نحن ذرية الله)؟ (29فَإِذْ نَحْنُ ذُرِّيَّةُ اللهِ) أعمال الرسل 17: 29
وكان هذا هو منهاج حياته الذى أقر به: (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23
والغريب أنه لا يستح من كذبه ، ويبرره بأن مجد الله ازداد بكذبه: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
والأعجب من ذلك أنه يتفاخر بذلك قائلاً: (16فَلْيَكُنْ. أَنَا لَمْ أُثَقِّلْ عَلَيْكُمْ. لَكِنْ إِذْ كُنْتُ مُحْتَالاً أَخَذْتُكُمْ بِمَكْرٍ!) كورنثوس الثانية 12: 16
32-بِمَكْرٍ!) كورنثوس الثانية 12: 16
32) اخترع الأقنوم الثالث ، وهو الروح القدس:
(فَإِذْ وَجَدَ تَلاَمِيذَ 2سَأَلَهُمْ: «هَلْ قَبِلْتُمُ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمَّا آمَنْتُمْ؟» قَالُوا لَهُ: «وَلاَ سَمِعْنَا أَنَّهُ يُوجَدُ الرُّوحُ الْقُدُسُ».) أعمال الرسل 19: 1-2
33) جعل عيسى عليه السلام ابناً لله:
(فَاللَّهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ) رومية 8: 3
(3عَنِ ابْنِهِ. الَّذِي صَارَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ مِنْ جِهَةِ الْجَسَدِ 4وَتَعَيَّنَ ابْنَ اللهِ بِقُوَّةٍ مِنْ جِهَةِ رُوحِ الْقَدَاسَةِ بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ: يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.) رومية 1: 3-4
(31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية 8: 31-32
34) رفع عيسى عليه السلام لمصاف الآلهة:
(1بُولُسُ وَتِيمُوثَاوُسُ عَبْدَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، الَّذِينَ فِي فِيلِبِّي، مَعَ أَسَاقِفَةٍ وَشَمَامِسَةٍ.) رسالة فيليبى 1: 1
(5لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، 6الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً لأَجْلِ الْجَمِيعِ، الشَّهَادَةُ فِي أَوْقَاتِهَا الْخَاصَّةِ،) تيموثاوس الأولى 2: 5-6
(12شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي اهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ، 13الَّذِي انْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ وَنَقَلَنَا الَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ، 14الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا، 15اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ. 16فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً امْ سِيَادَاتٍ امْ رِيَاسَاتٍ امْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. 17اَلَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ 18وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ. الَّذِي هُوَ الْبَدَاءَةُ، بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدِّماً فِي كُلِّ شَيْءٍ.) كولوسى 1: 12-18
35) علمكم الكبر:
(1739- علمكم استحسان الضلال والإضلال وعدم الموضوعية فى البحث العلمى:
فقد استشهد الكتاب بكتب سماوية أنزلها الله على أنبيائه ، وليس لها وجود فى الكتاب المقدس: (ومع ذلك مازلتم تعدون هذا الكتاب من وحى الله)
1- سفر حروب الرب وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في (العدد 21 : 14 ) .
2- سفر ياشر وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في ( يشوع 10 : 13 ) .
3- سفر أمور سليمان جاء ذكره في (الملوك الأول11 : 41 )
4- سفر مرثية إرميا على يوشيا ملك أورشليم وجاء ذكر هذه المرثية في(الأيام الثاني35: 25)
5- سفر أمور يوشيا (الأيام الثاني35: 25)
6- سفر مراحم يوشيا (الأيام الثاني35: 25)
7- سفر أخبار ناثان النبي (أخبار الأيام الثاني9 : 29)
8 - سفر أخيا النبي الشيلوني (أخبار الأيام الثاني9 : 29)
9 - وسفر رؤى يعدو الرائي وقد جاء ذكر هذه الاسفار في (الأيام الثاني9 : 29)
10 - سفر أخبار جاد الرائي وقد جاء ذكره في (أخبار الأيام الأول 29 : 31 )
11- سفر شريعة الله (يشوع 24: 26)
12- سفر توراة موسى (يشوع 8: 31)
13- سفر شريعة موسى (يشوع 23: 6)
1- زبور عيسى الذى كان يعلم منه 35- إنجيل الأنكرتيين
2- رسالة عيسى إلى بطرس وبولس 36- إنجيل أتباع إيصان
3- رسالة عيسى إلى أبكرس ملك أديسه 37- إنجيل عمالانيل
4- إنجيل يعقوب ويُنسب ليعقوب الحوارى 38- إنجيل الأبيونيين
5- آداب الصلاة وينسب ليعقوب الحوارى 39- إنجيل أتباع فرقة مانى
6- إنجيل الطفولة ويُنسب لمتى الحوارى 40- إنجيل أتباع مرقيون(مرسيون)
7- آداب الصلاة وينسب لمتى الحوارى 41- إنجيل الحياة (إنجيل الله الحى)
8- إنجيل توما وينسب لتوما الحوارى 42- إنجيل أبللس (تلميذ لماركيون)
9- أعمال توما وينسب لتوما الحوارى 43- إنجيل تاسينس
10- إنجيل فيليب ويُنسب لفيليب الحوارى 44- إنجيل هسيشيوس
11- أعمال فيليب وينسب لفيليب الحوارى 45- إنجيل اشتهِرَ باسم التذكرة
12- إنجيل برنابا 46- إنجيل يهوذا الإسخريوطى
13- رسالة برنابا 47- أعمال بولس
14- إنجيل برتولما ويُنسب لبرتولما الحوارى 48-أعمال بطرس وأندراوس
15- إنجيل طفولة المسيح ويُنسب لمرقس الحوارى 49- أعمال بطرس وبولس
16- إنجيل المصريين ويُنسب لمرقس الحوارى 50- رؤيا بطرس
17- إنجيل بيكوديم وينسب لنيكوديم الحوارى 51- إنجيل حواء (ذكره أبيفانوس)
18- الإنجيل الثانى ليوحنا الحوارى 52- مراعى هرماس
19- إنجيل أندريا وينسب لأندريا الحوارى 53- إنجيل يهوذا
20- إنجيل بطرس وينسب لبطرس الحوارى 54- إنجيل مريم
21- أعمال بطرس وينسب لبطرس الحوارى 55- أعمال بولس وتكلة
22- رسالة بولس الثالثة إلى أهل تسالونيكى 56- سفر الأعمال القانونى
23- رسالة بولس الثالثة إلى أهل كورنثوس 57- أعمال أندراوس
24- إنجيل الإثنى عشر رسولا 58- رسالة يسوع
25- إنجيل السبعين وينسب لتلامس 59- راعى هرماس
26- أعمال يوحنا (ذكره أوغسطينوس) 60- إنجيل متياس
27- أعمال بطرس والاثنى عشر رسولا 61- إنجيل فليمون
28- إنجيل برتولماوس 62- إنجيل كيرنثوس
29- إنجيل تداوس 63- إنجيل مولد مريم
30- إنجيل ماركيون 64- إنجيل متى المُزيَّف
31- إنجيل باسيليوس 65- إنجيل يوسف النجار
32- إنجيل العبرانيين أو الناصريين 66- إنجيل إنتقال مريم
33- إنجيل الكمال 67- إنجيل يوسيفوس
34- إنجيل الحق 68- سفر ياشر
ومن المعروف كثرة الأناجيل عندهم ، التى تُعدِّدها دائرة المعارف الكتابية (كلمة أبوكريفا) ب 280 كتاباً: (فوتيوس : أما أكمل وأهم الإشارات إلى الأعمال الأبوكريفية فهي ما جاء بكتابات فوتيوس بطريرك القسطنطينية في النصف الثاني من القرن التاسع ، ففي مؤلفه "ببليوتيكا" تقرير عن 280 كتاباً مختلفاً قرأها في أثناء إرساليته لبغداد .. .. .. لابد أن تأليف هذه الأناجيل ونشرها كانا أيسر مما عليه الحال الآن . ويبلغ عدد هذه الأناجيل نحو خمسين)
تقول دائرة المعارف الكتابية (كلمة أبوكريفا): أن هناك (رسالة مفقودة إلى الكورنثيين: ففي (1كو 5: 9) يذكر الرسول رسالة إلى الكورنثيين يبدو أنها قد فقدت. وفي القرن الخامس أدمجت بعد الرسالة الثانية لكورنثوس رسالة قصيرة من الكورنثيين إلى بولس وأخرى من بولس إلى الكورنثيين، وهما موجودتان في السريانية، ويبدو أنهما كانتا مقبولتين في دوائر كثيرة في نهاية القرن الرابع، وهما تكونان جزءً من أعمال بولس الأبوكريفية، ويرجع تاريخ كتابتهما إلى حوالي 200 م.)
ذَكَرَ الكتاب المقدس التحريف الذى وقع لكلمة الله:
1) (كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8: 8
2) وهذا كلام الله الذى يقدسه نبى الله داود ويفتخر به ، يحرفه غير المؤمنين ، ويطلبون قتله لأنه يعارضهم ويمنعهم ، ولا يبالى إن قتلوه من أجل الحق ، فهو متوكل على الله: (4اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ! 5الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي. عَلَيَّ كُلُّ أَفْكَارِهِمْ بِالشَّرِّ.) مزمور 56: 4 –5
3) (15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!) إشعياء 29: 15 – 16
4) (38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
5) (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً.) كورنثوس الأولى 7: 25
6) (2هَا أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) غلاطية 5: 2
7) (12وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ فَلاَ يَتْرُكْهَا. 13وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا فَلاَ تَتْرُكْهُ.) كورنثوس الأولى 7: 12-13
8) (36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.) إرمياء 23:
معجزة جديدة للبابا شنودة - اضحك كركر - بس اوعى توقع من الضحك
معجزات للبابا شنودة يرويها الانبا بيشوى فيديو
ياجماعة كل واحد يمسك اعصابه من الضحك بليييييييز
انا مش مسؤل فعلا اصحاب العقول فى راحة
جارى البحث عن باقى المعجزات ههههههههههههههههههههههههه
تحياتى ؟؟؟؟؟؟؟؟ السلام عليكم
جزاك الله خيرا
لو قلنا أنه صحيح شفى الطفل طب ليه لم يشفي أخ نيافة الأنبا ديمتريو عشان هو إبن الغسالة و لا إيه ثم أن الأقرب هو أولى بالمعروفو الأرثدكسي أولى من البرتسانتي!!!!! مع أنه كان شخص كويس
ههههه حلوة بتاعت الي ميخلفوش د سر باتع صلى من أجله لأنه لا ينجب فأنجب هو و إبن إبن عمه هذه تستحق زريبة مش خروف ههههه
__________________
واليوم ذلت رؤوس ... وأذعنت كالسوائم
تبــا وتبـــــــا لــــذل ... أقام فينا المآتـــم
فاستأسد البغل لما ... خبت رؤوس الضياغم
وزمجر القرد يرمى ... رسولنا بالشتائم
ما عاد في العيش خير ... إن ألجمتنا البهائم
بأبي و أمي أنت يا حبيبي يا رسول الله صلوات ربي عليك و سلامه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟(((((((((((((((((((((قصة فريدة ( من النصرانية إلى الإسلام )
قصة فريدة
من النصرانية إلى الإسلام
هذا المقال كتبه أحد الأخوة الذين أسلموا لله بعد نصرانيتهم ، يصف فيه ما كان عليه من ضلالة وما حصله بعد ذلك من هداية ، فيقارن ويقايس بين دين النصرانية وتثليثها وخزعبلاتها وبين دين الإسلام وعظمته ..
وان كان القياس والمقارنة تبطل بداهة بين الحق والباطل فإن ما فعله أخونا هذا المهتدي من باب قناعته الشخصية بتحكيم العقل والفطرة بين ما كان فيه نصرانيا وما أصبح فيه مسلما ..
وانك ستجد كما رأيت أنا أنه يتكلم من قلبه لا يقصد أن يتفلسف على القراء أو أن يقول إنه من علماء الإسلام ، إنه فقط يظهر أبسط تعاليم الإسلام بشفافيته ووضوح ، ويبين بسهولة في العرض كيف أثرت فيه تعاليمه حتى رأى الحق أبلج كضوء النهار..
وللأسف أنا لا أعرف اسمه وإنما يكفيني إسلامه وطمأنينة قلبه ..
سدد الله خطاه وثبتنا وإياه على الإسلام ..
قال جزاه الله خيرا :
أما بعد ، فقد هدانى الله إلى الإسلام منذ ما يزيد على (12) سنه ، وكنت من قبل ذلك أشتاق إلى الإسلام من كل قلبي وكنت أفكر فيه بعقلى ، ومن قبل ذلك كنت أحب التوحيد ولم يقبل عقلى الشرك أبدا فلله الحمد ، وكنت أشتاق إلى أن أصلى صلاة الجماعة فى المسجد ولو مرة واحدة قبل موتى ، فها أنا أصلى صلاة الجماعة و أنعم الله على بها أكثر من (12) سنة ، فلله الحمد على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة .
وأحب أن أهدى هذه الأفكار إلى كل من يفكر فى دين الإسلام ، لعله يهتدي بها إن شاء الله ، فقد غيرنى الإسلام في أمور كثيرة أحب أن أشرحها لكل الناس لعلها ينتفع بها المسلم والمسيحى ، والله ولى التوفيق
أخي اقرأ باهتمام و انتباه..
أولا : بفضل الله وحده تغير تفكيرى فى ذات الله سبحانه وتعالى
كان تفكيرى كله مشغولا بالتثليث ، وكيف يكون ثلاثة فى واحد ؟ وكنت أنا وغيرى نسأل القساوسة : كيف يكون لله ابنا ويكونا متساويان ويكونا واحدا ؟
ثم يرسل الأب ابنه ليعذبه الناس ويستهزئون به ويبصقون عليه ويضربونه ويقتلونه أبشع قتله ؟
ثم يموت ويدفن وهو إله !! لأجل الخطية البسيطة والوحيده التي فعلها أول إنسان وليس له خبرة في الخطية ولا في وسوسة الشيطان ؟
وكيف يكون الإله مصلوبا وهو الذي لعن الصليب والمصلوب في كتابه ؟
وكيف أسلم الروح ؟ ولمن أسلمها ؟
وان كان بهذا الضعف فكيف نؤمن أنه لا بداية له ولا نهاية ويقدر على كل شىء ؟
وما معنى وجود ( روح قدس ) جزء ثالث من الله مساوي للأول والثاني ومتحد معهما وهم الثلاثة إله واحد ، وكل واحد منهم هو الله ؟
وأين كان هذا التقسيم منذ نشأة العالم إلى أن جاء بولس ؟
ثم هداني الله إلى التوحيد فارتاح عقلي وقلبي واطمأنت نفسي ، لأن التوحيد هو الأقرب إلى العقل والقلب والأحق بالتعظيم والعبادة ، لأن الله الواحد أعظم من كل البدع الشركية والكفرية .
وتحول تفكيرى في ذات الله إلى التفكير في كيفية طاعة الله وكيف يكون راضيا عنى وكيف أطيعه ولا أعصيه وكيف أشكر نعمه علي التي لا تعد ولا تحصى.
وفي المسيحية كانوا يعلمونا أن نحب المسيح فقط لأنه هو الله الذي صار إنسانا ثم صلب ومات كفارة عن خطايا البشرية وليس لأنه الخالق الرازق ... الخ.
فكانت النتيجة هي الجرأة على المعبود إلى درجة الاستهزاء به فنقول اسمه مجردا ، حتى أنهم كانوا يشبهون المسيح معبودهم بالشاة والخروف ؟
والاستهتار بالطاعة وخاصة أن العقيدة في المسيح أن كل من أكل من الخبز ( جسد المعبود) وشرب من كأس الخمر ( دم المعبود ) لن يدخل النار ، فلماذا الشقاء بالطاعات وخاصة أنه لا توجد فرائض كالإسلام ؟
وكانوا يستهزئون بالفرائض في الإسلام واليهودية قائلين : إنها عبادة العبد المقهور المجبر !!
أما المسيحية فهى عبادة المحبة ( للخروف الذى مات فداءا عنهم ) ؟
وأنا الآن أتشرف بعبادة الله وحده التي تقوم على ما فرضه الله علي ، لا على الخرافات التي ألفها بولس والرهبان ، وذلك بعد أن أعاد الله لعقلي الرشد وأعادني إلى الفطرة السليمة ، وأصبحت أخاف الله , وأرجو رحمته وأحبه لأنه هداني ويرزقني ويرحمني.
ثانيا : التفكير في العبادة ومعناها و الهدف منها تحول من عبادة طقسيه شكليه بلا أساس إلى عباده فعليه واضحة ومفهومه.
كنت أنشغل طول العبادة (صلاة القداس ) وأسأل نفسي : هل كان المسيح وتلاميذه يصلون هذه الصلوات الطويلة والتى نوجه معظمها إلى مريم والملائكة والقديسين والبطرك..ألخ- قبل الله ؟
وكنت أسأل الكهنة : كيف كانت صلاة المسيح و تلاميذه ؟ فلا أجد ردا ، فأتعجب .
أى عباده هذه ؟ وما زلت أسأل نفس السؤال ولن أجد ردا إلى يوم القيامة . ولا يوجد فى كتباهم شيئا عن هذا الموضوع ، لأن البدعة أضاعت السنة.
وأما الآن فعبادتي أصبحت حقيقية لأنها لله وحده لا شريك له، كما أنها موجودة في القراّن والسنة ، وهذا يغيظ الكفار جدا ، لأنها هي التي كان النبي محمد وأصحابه يتعبدون بها لله ، ومن بعدهم كل المسلمين إلى يوم القيامة ، وكلها عبادات واضحة يفهمها الصغير قبل الكبير، ويفهمها الجاهل والمتعلمبعكس العبادات المسيحية المليئة بالأسرار والصلوات السرية التي لا يطلع عليها إلا الكهنة ورؤساؤهم ومعظمها باللغات القديمة التي لا يفهمها 99 % من القساوسة والمصلين فيسرحون في خيالات وأوهام ، وتختلف من طائفة إلى طائفة ، وتطول وتقصر بحسب مزاج القسيس ، وإذا دخل الأرثوذكسي إلى كنيسة البروتستانت يجد دينا جديدا لا يفهمه .
أما في الإسلام فعدد الركعات ثابت في العالم كله ، في عبادة يوميه لا يشبع منها الإنسان ، لأن الدعاء لله وحده ولذلك لا ينتهى ولا يمل القلب من تجديد التوبة مع كل صلاة .
وكنت قبلا في المسيحية مشغولا في ( مدارس الأحد ) بمحاولة حشو عقول الصغار بالخرافات وكيف أصورها لهم وأفهمها لهم وهي لا تفهم ! وكنت أبذل قصارى جهدي في إعطائهم الأمثلة على التثليث كالشمعة التي تعطى نارا وضوءا ...الخ. وكان الجدال في العقائد والعبادات ينتهي دائما إلى طريق مسدود غير مفهوم فنقول للسائل ( أحفظها كما هي ) معتقدين أن هذا هو الإيمان .
أما الآن فالعقيدة واضحة و تتفق مع الفطرة والعقل ولا تحتاج إلى تمثيل أو تشبيه للخالق بمخلوقاته .
أضف إلى ذلك أن العبادات المسيحية كلها تتركز حول القسيس فلا تقوم عبادة إلا به ، وباقي المسيحيين لا قيمة لهم ، فلو غاب القسيس لا تقام عبادة ولو فات الإنسان العادي شيئا من العبادة فلا إعادة له بل ولا يهم على الإطلاق أن يحضر أحد ! كما أن وقت العبادة يغيره القسيس حسب هواه ( وهذا من سلطان القسيس والبطرك على المسيحيين ) فكنت أحسد المسلمين لأنهم كلهم سواء ولأنهم يصلون لله صلوات ثابتة كل يوم ولا يمكن لأحد أن يغيرها ، والآن صارت كل صلواتي كلها لله ، وإن لم أدركها كلها أكملتها ، ولا يوجد وسيط بيني وبين الله ، ولا يمكن أن يمنعني أحد .
وكان الصوم فى المسيحية من أثقل العبادات ، وكان أغلبية المسيحيين يتظاهرون بالصوم بالكذب لأن الصوم ليس فرضا ولا يوجد في كتابهم شيئا عن أصوامهم الحالية ، بل كله بدعه . مثل الصيام لمريم والصيام للتلاميذ ، وهذا كان يثير الجدال بين الطوائف حتى أصبح لكل طائفة صيامها المختلف لدرجة أن البروتستانت لا يصومون أبدا ؟
والآن أنا مرتاح جدا لوجود الفرض في كتاب الله والشرح في سنة النبي عليه الصلاة والسلام ، ويسرى على كل سكان الكرة الأرضية كلهم في نفس التوقيت ، فأصبحت طاعة الله متعه أحبها، والعبادة أصبحت لطلب الأجر والمغفرة ، وتملأ القلب رضا وقربا لله تعالى .
ثالثا : كان انشغالي بالطقوس المسيحية وحفظها وتحفيظها للصغار يملأ حياتي ، والآن أسعى لإرضاء المولى عز و جل ، ونيل ثوابه بحفظ القراّن وحضور دروس العلم .
فالعبادات المسيحية لها طقوس لا تنتهي من ملابس خاصة للكاهن والشماس ، والبخور وكيف يدورون به في كل صلاه ، ونظام الأيقونات والصور والتماثيل ، وكأس الخمر وقرص الخبز ، والشموع ، والألحان والقداس .. الخ . ؟؟؟؟؟؟؟؟؟مناقشه لأنهم لا يدرون لمن وما كانوا يصلون ، فقد كانوا مبهورين بالطقوس الغريبة ، فإذا دخلت كنيسة طائفة أخرى وجدت طقوسا وصلوات مختلفة تماما ، كما قال ( جورج برنارد شو ) في كتابه ( المسيح ليس مسيحيا ) : أن المسيح إذا دخل كنيسة فلن يعرفهم !
وفى الإسلام أصبح الأمر أبسط وأعظم لأن التوحيد هو العقيدة ، ولا توجد إلا صلاة واحدة للعالم الإسلامي كله ، وقراّن واحد بلغة واحدة ، والصلاة بنفس اللغة ، والشغل الشاغل هو حفظ القراّن وتحفيظه ودراسته ودراسة علومه ( الفقه ) التي لا تنتهي ..
لقد أنقذني الله بالإسلام من متاهات لا تنتهي ، فله الحمد والمنة ما بقى من عمرى.
رابعا : تقديس بعض الناس الأحياء والأموات.
كانت عقيدتي فى الله ضعيفة ، فكنت أؤمن مثل كل المسيحيين أن بعض الناس لا يمكن أن يقعوا في الخطية ، وأنهم أفضل من الملائكة ، ويملكون القدرة على التصرف في كل أمور الدنيا والآخرة حتى بعد موتهم بقرون ، وأن شفاعتهم عند الله لا ترد ومن يغضبون عليه يهلك في الدنيا والآخرة لدرجة أنني تركت الدعاء لله وتوجهت بطلباتي كلها للأموات مثل مريم و جرجس في طلب الرزق والشفاء والأولاد والنجاح ...الخ.
وهذا بالإضافة إلى البطرك والقساوسة والرهبان الأحياء بزعم أنهم يملكون السلطان في السماء وعلى الأرض ، وذلك اعتمادا على قصص وهميه يروونها عن معجزات هؤلاء.
وفى الإسلام فهمت لأول مره أن هذه كلها عبادات لا يجوز أن نتوجه بها إلا لله وحده لأن مقاليد الأمور كلها بيد الله وحده لا شريك له ، فيكون توجيهها لغير الله كفر وشرك أكبر ، لأن الكل تحت رحمة الله وسلطانه ومشيئته وحده ، كما علمهم المسيح في استنجاده بالله ( ليكن لا ما أريد أنا بل ما تريد أنت ) ..
والآن أصبحت لا أسأل ولا أستعين إلا بالله سبحانه وتعالى.
خامسا : مفهوم الخطية والشهوات.
كان في المسيحية بين الإباحة التامة والتحريم التام بحيث كانت بالنسبة لي ولعامة الشعب مباحة بلا رادع لتأكيد سلطان الكاهن على مغفرتها ، وهو الذي في كل صلاة يشرب كميه كبيرة من الخمر في كل ( صلاة قداس) كما قال عنهم بولس ( واحد يجوع والآخر يسكر ) فهذا الرجل ينفرد بالنساء والبنات ذوات الملابس العارية والضيقة بزعم أنه أبوهن ويأخذ اعترافاتهن ، وقد كنت مثل عامة الشعب أفعل الذنوب والكبائر بدون أن أشعر بالخوف من الله أو بتأنيب الضمير ، ما دام الكاهن صديقي ويغفر لي بسلطانه السماوي الذي لا يرفضه الله . أما في الإسلام فالأمر كله بيد الله بدون وسيط ، والمغفرة مرتبطة بالتوبة ، وتكرار الذنب لا يمنع من تكرار التوبة ، والحسنات يذهبن السيئات ، وهذا يوصل الإنسان لأن يكون عبدا لله حقا ، فالحمد لله على نعمة الإسلام.
والنقيض الآخر فى المسيحية هو التحريم الكامل لكل الحلال من الطعام والشراب والزواج وحتى النوم— في الرهبنة - ومن يتشبه بهم . فتجد الرهبان يعتزلون في الأديرة ويمنعون كل الحلال فصاروا في أعلى مكانة في المسيحية ، مع أن الرهبان الأوائل أصلا كانوا هاربين من اضطهاد المسيحيين الرومان لهم فلم يكونوا يملكون طعاما ولا شرابا فادعوا الزهد . ويتم اختيار الرؤساء الدينيين منهم ، ولهم حقوق القساوسة فى الانفراد بالبنات المتبرجات ودخول البيوت في أي وقت والمبيت فيها وهذه بركة كبيرة لا يمنعها غياب الرجل عن البيت.
والدرجة التالية هي ( التكريس ) أي ترك الحلال فلا يتزوج ، مع الحياة داخل المدن لمساعدة القساوسة ، ومنهم نساء ورجال ، ويدخلون البيوت في أي وقت بزعم التبشير.
والدرجة الثالثة ( الزهد) أن يتزوج ولكن لا يمارس الحقوق الزوجية إلا نادرا ويزهد في الطعام والشراب والملابس وينشغل بالتبشير (عكس كلام بولس في رسالة تيموثاوس الأولى 4: 1)
وكلهم يعذب نفسه عمدا زاعمين أنها أسمى عبادة وكلما زاد في تعذيب نفسه ورأى الأشباح وذهب عقله ، كلما ارتقى في نظر الناس وظن نفسه قديسا . هكذا الضلال يقود صاحبه إلى النقيضين فيترك المباح جهرا ويتمرغ في الحرام سرا من شدة الكبت.
أما الدين الحقيقي فهو الوسط أي الإسلام ، لا رهبنه ولا إفراط ، وتكون الشهوات مباحة مادامت في طاعة الله وتبعا لسنة النبي عليه الصلاة والسلام : مثل الزواج الشرعي والطعام والشراب الحلال والنوم والعمل والترويح عن النفس والأهل ... الخ واجتناب ما نهى الله ورسوله عنه مثل أكل الخنزير وشرب المسكرات ، وفعل قوم لوط في الرجال والنساء ... الخ
ومادام يعيش بدون نهم وإسراف أو تقتير وشح ( فكل هذه الأفعال مذمومة ).
والصوم في الإسلام كما جاء في القراّن والسنة هو الامتناع عن الحلال ( من طعام وشراب ومعاشره زوجية ) من الفجر إلى المغرب بغرض التعبد لله ، هو تدريب للنفس والجسد على طاعة الله وتهذيب النفس عن التعلق بالشهوات ، وتطهير الجسد من سموم الأطعمة ، والرسول هو قدوتنا في كل شيء.
وكنت قبل الإسلام أحب الأغاني جدا وأحب شرب البيرة ، وكنت أعلم من الرهبان أنها حرام ولم أمتنع عنهما لأن القسيس لم يحرمهما تبعا للإنجيل الذي لا يحرم حتى الزنا ، وبعد أن علمت في الإسلام بتحريمهما وبدأت أحفظ القراّن تركت كل هذا ونسيته تماما.
سادسا: الإيمان بالملائكة
في المسيحيةكانت عقيدتي أن الإيمان بالملائكة يقوم على قاعدتين لا أساس لهما من الصحة ولا في كتبهم : أولهما أن للملائكة سبعة رؤساء ولهم الشفاعة الكبرى للمسيحيين ..
وثانيهما أن الإنسان القديس أفضل من الملائكة والأنبياء ، بل وزعموا أن الله ينسب لملائكته حماقة ، وأن السموات ليست طاهرة أمام عيني الرب ( كتاب أيوب ) مع أنهم يؤمنون مثل اليهود أن الملائكة أبناء الله ( كتب : تكوين وأيوب وأرميا) .
ومع ذلك زعموا أيضا أن الملائكة يمكن أن يخطئوا ، بالرغم من قول كتابهم ( أن الله أنقص المسيح عن الملائكة ) ثم عبدوا المسيح ؟
وعلى هذا الأساس فالملائكة في المسيحية لا اعتبار لهم إلا السبعة الكبار !
أما في الإسلام فالملائكة أعظم من البشر جميعا ، وهم مجبولين على طاعة الله لا يحيدون عنها ، ومن يكفر بأحدهم فهو كافر بالدين كله ، ولذلك لهم تقدير عظيم ، والمؤمن الصادق يستحي منهم ، ولهم أعمال كثيرة مذكورة في القراّن والسنة مثل: حملة العرش ، والذين يكتبون المقادير ، والذين يحفظون البشر ، والذين يكتبون الأعمال ، والموكلين بقبض الأرواح ، والموكلين بالأرحام ، والموكلين بالجنة ، والموكلين بالنار.. والعياذ بالله من النار .
وفى المسيحية كنت مثلهم أؤمن أن المسؤول عن قبض الأرواح وله سلطان الموت هو إبليس (عزرائيل ) كما قال بولس في (عبرانيين 2-14 ) حتى زعموا أنه ذهب لقبض روح المسيح لما مات على الصليب ، ولكنها كانت تمثيلية ، فقبض المسيح على الشيطان وأخذ منه مفتاح الجحيم ، ونزل إلي الجحيم وأطلق سراح القديسين والأنبياء المحبوسين فيه منتظرين الفداء بموت المسيح ، ثم قيد الشيطان هناك ؟ والأسئلة هنا كثيرة ولم يستطع القساوسة والبطاركة الرد عليها بإجابة مقنعة ولن يستطيعوا : كيف كان إله ومات وأسلم روحه وترك جسده في القبر وخدع الشيطان ليأخذ منه مفتاح الجحيم وحبسه مع أن الشيطان مازال طليقا باعتراف كتابهم ؟ وكتابهم قال أن الله رفع ( أخنوخ ) و( إيليا ) أحياء إلى السماء من قبل الفداء المزعوم بمئات السنين ؟
هكذا يكون الكفر كله أوهام وخرافات , فالحمد لله على الإسلام
سابعا : الرسل والأنبياء
كنت في المسيحية أؤمن أن الرسول كالنبي ، وأنه يرتكب الكبائر ، وأن أي إنسان من الممكن أن يكون أفضل من النبي ، وعلى هذا الأساس يحتفل المسيحيون بالقديسين ولا يذكرون الأنبياء ، وينسبون كل الكبائر للأنبياء ، ويؤمنون بعصمة القديسين والبطرك والقسيس والراهب من كل الخطايا ولا يؤمنون بنبوة ّادم ونوح وإبراهيم واسحق ويعقوب ويوسف ومحمد - عليهم جميعا الصلاة والسلام.
وفى الإسلام آمنت أن الرسل هم أنبياء مأمورين بالوحي بتبليغ شريعة ورسالة ، أما الأنبياء فهم مأمورين بالوحي بإتباع شريعة الرسل السابقين عليهم ، وكلاهما أفضل من كل البشر، ومعصومين من الكبائر ليتمكنوا من إبلاغ رسالة ربهم ، وهم يتفاضلون فيما بينهم وأفضلهم الرسل أولى العزم ( نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد وهو أفضل الكل ) عليهم أفضل الصلاة و السلام .
ومن كفر بأي نبي فقد كفر ، ومن سب أي نبي وجب قتله وإن تاب ، لأن الإسلام يقوم على أساس أن لا نرفع من قدر النبي إلى أن نصل به إلى درجة صفات الله فنكفر مثل النصارى واليهود الذين رفعوا المسيح والعزير ، ولا ننقص من قدر أحد منهم مثلما فعل اليهود والنصارى الذين أنكروا نبوة معظم الأنبياء فكفروا ( إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا ) النساء 150؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ثامنا : الكتب السماوية:
كنت في المسيحية أؤمن أن الله لم ينزل أي كتاب ، وأن موسى عليه السلام كتب بيده ما فهمه من كلام الله معه ، وأضاف إليه من عنده ، وأن داود كان يؤلف الشعر ويغنيه على المزمار ويأتيه الوحي فيكتبه مع الأغاني ، وكذلك سليمان وهو يؤلف الحكم .
وبالتالي فلا يوجد وحى ينزل من عند الله بالرسالة على النبي فيكتبها أو يحفظها كما أنزلت ، وكنا نسخر من هذه الحقيقة.
وكنت مثلهم أقول أن معنى إنزال كتاب على نبي أن ينزل الكتاب بصفحاته من عند الله وأن هذا مستحيل ؟
وكنت مثلهم أسخر من التمسك بحرفية الكتاب ، وأعتقد أنه لا مانع من تغيير وإضافة كلمات بزعم التوضيح.
وكنت مثلهم أؤمن أن القراّن ليس كتاب الله بل هو من إملاء الراهب ( بحيرا ) لأجل نشر المسيحية.
وكانت عقيدتي الفاسدة أن رجال الدين يأتيهم الوحي ومعصومين من الخطأ فكل ما يقولونه يجب الإيمان به ومن يجادل فكأنه يجادل الله لأن البطرك والبابا هما ذات الله على الأرض ، وبالتالي كان شعور كل المسيحيين هو عدم الاهتمام بالكتاب المقدس في مقابل تقديس كلام البطرك والرهبان.
وفى الإسلام اّمنت أن كل الكتب المقدسة والصحف النبوية أنزلها الله على أنبيائه بواسطة حامل الوحي سيدنا جبريل عليه السلام وحفظوها وكتبوها بالحرف كما أنزلت ، وكل الكتب السابقة على الإسلام تم إخفاء الكثير منها و تحريفها ، وكتبوا كتبا من عندهم وزعموا أنها من عند الله ، إلا القراّن الكريم الذي حفظته الصدور مع تسجيله كتابة أولا بأول بواسطة عدد كبير من صحابة النبي عليه الصلاة والسلام ، المشهورين يومئذ بشدة الحفظ ، فظل كما هو ، وذلك لحكمة إلهية لأنه ناسخ لكل الكتب السابقة عليه فوجب ألا يوجد كتاب سماوي غيره .
ونحن المسلمون نؤمن بكل الكتب السابقة مجمله أنها من عند الله ولها الاحترام والتقديس، وأن الكتب الحالية خليط من الاختراع والتحريف والإخفاء ، وأصبحت علاقتي بكتاب الله علاقة الحب والاحترام والأدب مع كتاب الله .
تاسعا: الموت والبرزخ وقيامة الأموات واليوم الآخر والجنة والنار.
حين كنت مسيحيا كنت لا أفكر في الموت لأني أعرف أن المسيحيين لن يتم حسابهم ، كما قال بولس ( رومية 8 : 1 ) وسوف تحملنا الملائكة أحياء إلى السماء مباشرة كقول بولس ( تسالونيكى 4: 17) ومع ذلك كنت أرى في أحلامي أنني أتعذب في النار بالرغم من تديني الشديد ، وكنت أصدق كلام بولس أن المسيحيين سوف يدينون العالم في يوم القيامة بدلا من الله ، كقول بولس (كورنثوس الأولى 6: 2-3) مع أن الإنجيل قال أن المسيح هو الذي سوف يدين العالم بدلا من الله ، وكل هذا تخريف وكفر ، لأن الإنجيل قال أن المسيح سيقول لبعض أتباعه الذين تنبأوا باسمه وأخرجوا الشياطين من المرضى وصنعوا المعجزات باسمه : ( اذهبوا بعيدا عنى يا فاعلي الإثم إني لم أعرفكم قط ) لأنهم لم يفعلوا إرادة الآب الذى في السماء ( إنجيل متى 7: 22 ) فكيف صنعوا المعجزات وتنبأوا باسم المسيح ؟ وكيف هو يدينهم والإرادة ليست له بل للآب الذي أرسل المسيح ؟
وسيقول لغيرهم من أتباعه الذين لم يزوروا المرضى والمحبوسين والفقراء ( اذهبوا عنى يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وجنوده ) هل هذا معقول أن عدم زيارة هؤلاء يستوجب خلود المسيحيين في النار ! ثم يدعو الأبرار الذين عن يمينه ليرثوا ملكوت الله ، وليس ملكوت المسيح ..
حتى بعد ما عبدوا المسيح وألفوا كتبا عنه لا يؤمنون بما فيها ولا يفهموها ؟
أما فى الإسلام: فإني أستعد لما بعد الموت من حساب طويل ، بالعمل الصالح والطاعات والتوبة والدعاء ، خوفا من عقاب الله ، وطمعا في رحمته و مغفرته ، وأرجو أن يدخلني الجنة بفضله وعفوه ورضاه.
وبعد الموت : يعتقد المسيحيون بوجود مكان للانتظار ولكن لا يؤمنون بسؤال وعذاب القبر ونعيمه ، مع أنه توجد في كتابهم قصة تؤكد هذه الحقائق، وهى قصة الفقير ( لعازر ) الذي عاش محروما على باب قصر رجل غنى لم يعطه صدقة أبدا ( إنجيل لوقا 16: 19 ) فمات المسكين وحملته الملائكة إلى أحضان (إبراهيم) أي في ( النعيم ) ومات الغني وحملته الملائكة إلى الهاوية ليتعذب ، فطلب الغنى أن يذهب رسول إلى إخوته السبعة الذين يعيشون مثلما كان يعيش لكي لا يأتوا إلى نفس مكان العذاب ، والمعنى أن العذاب والنعيم حدثا في أثناء استمرار الحياة أي في القبور ، وهذا الموضوع الهام جاء في القراّن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة ، وأهم مثال هو فرعون وجنوده الذين يعرضون على النار يوميا - منذ أن غرقوا في البحر – صباحا و مساءا ، وفي يوم القيامة سوف يدخلهم الملائكة إلى أشد العذاب ( سورة غافر 46)
وأما عن قيامة الأموات في العقيدة المسيحية : كنت أؤمن أن المسيحيين الذين ماتوا سيقومون أولا ، وتخطفهم الملائكة مع المسيحيين الأحياء إلى السماء بغير حساب لملاقاة المسيح في الهواء ، ثم تقوم القيامة على الغير مسيحيين فقط ، ويبدأ حسابهم ، مع أن كلام الأناجيل معناه أن القيامة والحساب أمام عرش الله للكل وسيقف الأبرار عن يمين العرش والأشرار عن يساره والمسيح نفسه سيخضع لله ( رسالة بولس الأولى إلى كورنثوس 15: 34 ) لذلك كنت مثلهم أشعر بالاستهتار بأمر الحساب مادمت أعبد المسيح ؟
أما الآن فان أهم أمر يشغل تفكيرى كمسلم هو الخوف من الحساب وأهوال يوم القيامة، وأعلم أن كل مظلوم سوف يأخذ حقه ممن ظلمه قبل أن توزن الأعمال.
أما الجنة والنار : فالمسيحيون لا يؤمنون بهما ، وكنت مثلهم أؤمن بوجود الهاوية (الجحيم) ولا يدخلها المسيحيون ، والقائم على تعذيب الأشرار فيها هو الشيطان وهو الذي يملك مفاتيح الهاوية ، وأما الأبرار وهم المسيحيون فقط فيكونون في الهواء كالملائكة ، لا يأكلون ولا يشربون ولا يتزوجون ؟ ولا يزوجون ؟
أما فى الإسلام فأنا أؤمن أن الجنة حق وأن النار حق ، وكل مؤمن بنبيه قبل الإسلام سيدخل الجنة بفضل الله ، وكل كافر سيدخل النار ، أما بعد بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، فكل من سمع عنه و لم يؤمن به فهو في النار ، والمسلم العاصي أمره إلى الله ، والمسلم الذي حسن إسلامه فهو في الجنة بعمله وبفضل الله ورحمته ، والمسلم المنافق في الدرك الأسفل من النار مع الكفار . ويخرج من النار كل الموحدين العصاة بشفاعة أنبيائهم بعد أن يأذن الله لهم في الشفاعة لمن رضي الله له . هذه هي عقيدتي الآن- عقيدة الإسلام والتوحيد العقيدة الوسطية العقيدة الواضحة اللهم أحيني على الإيمان وتوفني على الإسلام.
عاشرا القدر:
كنت مثل كل المسيحيين لا أعرف شيئا عن القدر ولا أؤمن به ، وكنا نؤمن أننا نصنع حياتنا كما نشاء ويمكننا أن نطيل أعمارنا بالمحافظة على صحتنا وبالأدوية المقوية .
( ولعل برنامج صناع الحياة هو جزء من برنامج كبير معد لسحب المسلمين خارج الدين الإسلامي ، لأن مقدمه يؤمن أن اليهود والنصارى والصابئين الموجودين حاليا سيدخلون الجنة !!!،
وأسأله : فمن هم الكفار في نظرك ؟ وما هو دليلك من القراّن والسنة ؟
أما في الإسلام فأنا الآن أؤمن بالقدر خيره وشره ، كله من عند الله ، وأن الحسنة تصيبنا بفضل الله، والسيئة تصيبنا من أنفسنا ، وأن المقادير مكتوبة من قبل الخلق
ختاما :
كنت مثل غيري من المسيحيين أفكر دائما في الإسلام وأحترمه في داخلي ولا أجهر بهذه الأفكار، خاصة أنى كنت أرى أن القراّن والأحاديث أفضل من كتابي في البلاغة والمعنى ، فلما تيقنت من تغيير الإنجيل ووجدت فيه أخطاء لا تفسير لها ازداد احترامي للقراّن الذي لا يتغير، ( وإلا لفضح النصارى هذا ) ، وقررت أن أقرأ القراّن وهداني الله للإسلام فله الحمد والمنة طول حياتي .
........................... انتهى من كاتبه ...........................
أرأيتم أيها الأخوة كم كان صادقا في كلامه ؟
أرأيتم ذلك الشرح العجيب لما في الاسلام من المزايا العظيمة ولما في النصرانية من خبل ودجل ؟
نعم .. كلامه يحتاج إلى تعقيب في بعض المواضع ، ولكنني أصررت على أن أترك كلامه كما هو ما عدا تعديل لكثير من الأخطاء الإملائية ، وتركت الأخطاء اللغوية كما هي ، كما تركت كلماته العامية كما هي لنرى فيها الصدق ..
في الحقيقة أرى أنه كلام من القلب ، ولذا وصل إلى القلب ..
اللهم ثبت أخانا على دين الإسلام وإيانا يا ذا الجلال والإكرام ..
واهد برحمتك من تراه مائل إلى دينك وثبته وإيانا على الحق .
آميييييييييييييييين
((((((((((((((((((((((((((((((((((((ومن قصة العزير عليه السلام )))))))))))))
أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
فقد تعجب كيف يحيي الله ، عز وجل ، تلك القرية البائدة ، والإحياء والإماتة من أخص أوصاف الربوبية ، فلا يكون إحياء وإماتة إلا بإذن الله ، عز وجل ، الكوني ، سنة جارية ، أو معجزة لنبي ، أو حشرا للأجساد يوم البعث للقاء الرب العلي .
وقد تعجب فقال : أنى يحيي الله هذه الله بعد موتها : فــ : "أنى" بمنزلة : "كيف" في هذا السياق ، وهي تشترك في غير هذا الموضع بين ثلاثة معان : كيف ، ومن أين ، ومتى ، فدلالتها عليها جميعا : دلالة اشتراك ولا مانع من حملها على جميعها إذا احتمل السياق ذلك لا سيما على طريقة من يقول بعموم دلالة المشترك على كل معانيه ، وهو قول الجمهور من الأصوليين كما حكى ذلك ابن تيمية ، رحمه الله ، فيصح في نحو قوله تعالى : (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) ، حملها على المعاني الثلاثة .
فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ : فالفعل متعد بالهمزة إذ هو من صفات الله ، عز وجل ، الفعلية المتعلقة بمشيئته ، وصفات الأفعال منها ما هو لازم كالرضا والسخط فلا يتعديان إلا بواسطة ، ومنها ما هو متعد كالإحياء والإماتة ، وكلها ثابتة للباري ، عز وجل ، على الوجه اللائق بجلاله .
وقد وقع الفعل فورا كما يدل على ذلك التعقيب بالفاء ، بخلاف الإحياء فإنه متراخ كما يدل على ذلك العطف بــ : "ثم" فقد وقع بعد مائة عام .
قَالَ كَمْ لَبِثْتَ : سؤال تقرير لا استعلام ، وهو أبلغ في الاحتجاج إذ استنطاق الطرف الآخر بما يشهد لصحة الدعوى أبلغ في تقريرها .
قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ : كغالب حال من ينام ، وذلك من جنس جواب أصحاب الكهف .
قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ : إضراب إبطالي لمقالته بــ : "بل" .
فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ : وذلك أول الاستدلال على ربوبية الله ، عز وجل ، ففي السياق ترق من الأدنى إلى الأعلى ، وإن كان الأدنى في حد ذاته مستغربا إذ بقاء الطعام ، ولو كان مما لا يسرع إليه الفساد كالحبوب الجافة ، بقاؤه مائة عام دون أن يتغير أمر خارق للسنة الكونية ، وذلك عين الإعجاز الرباني الذي يدل على طلاقة القدرة الربانية ، ومن كان فعله كذلك كان حكمه الأولى بالاتباع سواء أكان ذلك في العلوم أم في الأعمال ، وذلك لازم عموم الربوبية ، فتمام الألوهية فرع على كمال الربوبية ، ومن كان بأدلة الربوبية أعلم كان لأحكام الألوهية ألزم ، وفي التنزيل : (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) .
وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ : توطئة لما بعده من خرق العادة ببعثه حيا أمام عيني صاحبه .
وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ : تنكير الآية من باب التعظيم إذ هي آية كونية خارقة ، والآية الكونية إلى الآية الشرعية ، آية التكليف الإلهي : آية : افعل ولا تفعل ، كالمرقاة إلى العرش ، فهي الوسيلة إلى غاية خلق العباد ، غاية : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) .
وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا : تفصيل لإجمال النظر إلى الحمار ، فالمراد النظر إلى إحيائه بعد موته ، بنشز العظام ، إذ ارتفعت أمام عيني العزير عليه السلام لتلتحم ، فتكسى باللحم ........... إلخ ، وقوله تعالى : (كيف ننشزها) : بدل اشتمال من العظام ، ففيه بيان بعد بيان ، فتوجه الخطاب أولا مجملا بالنظر إلى الحمار ، وذلك مما يثير فضول السامع إلى ما بعده ، فجاء البيان الأول رافعا للإجمال رفعا جزئيا ، آمرا بالنظر إلى العظام ، فزاد فضول السامع ، فجاء البيان الثاني رافعا للإجمال رفعا كليا ، فهو محط الفائدة بعد طول تشوف إليه ، وحصول الري بعد طول ظمأ أبلغ في اللذة ، فإن كمال اللذة في حصول الشيء بعد طول انتظار .
وقوله : (كيف ننشزها) : بدل كما تقدم ، وقد قرر النحاة أن البدل هو المقصود بالحكم أصالة ، فهو محط الفائدة ، فيكون ذكر المبدل منه بمنزلة التوطئة له ، فهو من باب العام الموطئ للخاص ، أو المجمل الذي يعقبه البيان ، وذلك أبلغ في حصول العلم بالشيء كما تقدم .
فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ : وذلك أبلغ في الإقرار من المصدر الصريح : أعلم قدرة الله على كل شيء ، فأكد إقراره في مقابل ما شاهده من آيات الربوبية المعجزة ، بالإتيان بالمصدر المؤول من إن وما دخلت عليه ، ففي السياق من المؤكدات : "إن" ، واسمية الجملة بعدها وتقديم ما حقه التأخير : "على كل شيء" حصرا وتوكيدا فضلا عن عموم "كل" في مقام يناسبه تقرير عموم قدرة الرب ، عز وجل ، على كل الممكنات ، إذ الممتنعات عدم لا تتعلق به القدرة ، وإن تعلق به العلم على سبيل الفرض العقلي المحض .
&&&&&
ومن قوله تعالى : (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
وفيه إيجاز بحذف العامل في "إذ" على تقدير : واذكر إذ ، فتكون إذ للظرفية الماضية إذ الأمر قد انقضى فصار ماضيا ، وفي الأمر المقدر نوع استحضار للصورة إذ هي مما يستحق النظر والتأمل .
رب : منادى حذفت أداته تخفيفا ، وذلك أمر قد اطرد في لغة العرب ، ولقائل أن يقول : كان الخليل عليه السلام قريبا من ربه فاستغنى عن نداء البعيد ، إذ أداة النداء المقدرة : "يا" مما وضعته العرب لنداء البعيد ، وقرب المكانة لا يلزم منه قرب المكان ، وذلك أمر مشاهد في عالم الشهادة ، فتجد الرجل قريبا إلى قلب صاحبه ، وإن فرقت الدور بين أبدانهم ، فيقول : فلان معي أو قريب من قلبي ، ولا يقصد بذلك معية الذات ، وإنما يقصد معية الصحبة والمودة ، ومما أثر عن السلف :
قول الأوزاعي : كتب إلي قتادة : إن كانت الدار فرقت بيننا وبينك فإن ألفه الإسلام جامعة بين أهلها . اهــ
فالأبدان مفترقة والقلوب مؤتلفة ، فصح إطلاق المعية المعنوية وإن لم تكن معية مادية .
وما أحرى الموحدين ، عموما ، وأهل السنة خصوصا إلى التأسي بتلك الكلمات ، فقد اشتدت الغربة ، فصار أهل الفضل في وحشة من الخلق ، وإن كان في الأنس بالخالق ، عز وجل ، خير عزاء من ذلك لمن اعتبر .
أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى : رؤية عين ، أبلغ بها منزلة : عين اليقين ، فقد بلغت ما قبلها من علم اليقين ، وما بعدهما من حق اليقين لا يبلغه البشر إلا يوم الدين ، مصداق قوله تعالى : (إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ) ، فإذا دخل أهل الجنة : الجنة ، ودخل أهل النار النار فذلك : عين اليقين .
وفي فعل الدعاء : "أرني" : إجمال بينه ما بعده ، فيكون جاريا مجرى البيان بعد الإجمال تشويقا واسترعاء لانتباه السامع ، وقد يقال بأن النص على الرؤية مراد ، إذ لو اقتصر على سؤال الكيفية ما لزم من ذلك رؤيتها ، فكم من الأشياء التي يمكن وصف حقائقها دون رؤية أعيانها ، كمن يصف الفيل لمن لم يره ، فلا يكون في السياق إجمال ، وإنما هو بين ابتداء .
قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي :إيجاز بحذف جملة تلي همزة الاستفهام عطف عليها ما بعدها على قول من قال بعدم تقدم همزة الاستفهام أداةَ العطف شأنها في ذلك شأن بقية أدوات الاستفهام ، وقدرها أبو السعود ، رحمه الله ، بقوله : "ألم تعلمْ ولم تؤمنْ بأني قادرٌ على الإحياء كيف أشاء حتى تسألَني إراءتَه قال عز وعلا وهو أعلم بأنه عليه السلام أثبتُ الناسِ إيماناً وأقواهم يقيناً : ليجيبَ بما أجاب به فيكون ذلك لطفاً للسامعين" . اهــ
فكان السؤال للخليل ، عليه السلام ، والمراد غيره ، إذ لا يتصور من إمام الموحدين شك في قدرة رب العالمين .
ولكن ليطمئن قلبي : بزيادة أدلة الربوبية فترسخ قدمي في الألوهية ، وفي ذلك دليل لأهل السنة على زيادة الإيمان بزيادة النظر ، فليس كل العباد في أصله سواء ، كما قال المرجئة ، بل للخليل والصديق والعالم والناظر ....... إلخ من الرسوخ ما ليس لغيرهم ، فليس من عالج أسباب الإيمان من تفكر وتدبر في خلق الرحمن ، كمن شغله أمر الدنيا ، فقسا قلبه وقل فقهه .
قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ :
الأمر لبيان الكيفية ، والفاء في جواب شرط مقدر دل عليه السياق تقديره : إن أردت ذلك فخذ .......... ، كما أشار إلى ذلك أبو السعود ، رحمه الله ، و "أل" في "الطير" جنسية لبيان الماهية على وزان قوله تعالى : (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ) .
فصرهن إليك : أي أملهن إليك ، من الإمالة ، فيصبحن قريبات من ناظريك تتأمل هيئاتهن ، لترى كيف ترجع كل هيئة إلى صورتها الأولى دون تغير أو اختلاط .
وقدر بعض أهل العلم محذوفا في : "إليك" فتصير المسألة من باب الإيجاز بحذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه على تقدير : فصرهن إلى نفسك ، فحذف المضاف : "نفس" ، واتصل الضمير بــ : "إلى" ، وإلى طرف من ذلك أشار ابن هشام ، رحمه الله ، في "مغني اللبيب" بقوله :
"قوله تعالى : (فخُذْ أربعةً من الطير فصُرْهُنّ إليكَ) فإن المتبادر تعلُّق إلى بصرْهنَّ ، وهذا لا يصح إذا فسر صرهنّ بقَطِّعْهن ، وإنما تعلقه بخذ ، وأما إن فسر بأمِلْهنَّ فالتعلق به ، وعلى الوجهين يجب تقدير مضاف ، أي إلى نفسك ، لأنه لا يتعدى فعلُ المضمرِ المتصل الى ضميره المتصل إلا في باب ظن نحو (أنْ رآه استغنى) ، (فلا يحسبُنهمْ بمفازة) فيمن ضم الباء ، ويجب تقدير هذا المضاف في نحو : (وهزّي إليك بجذع النخلة) ، (واضمم إليك جَناحكَ من الرّهبِ) ، (أمسكْ عليك زوجك) وقوله :
هوِّنْ عليكَ فإنّ الأمورَ ******* بكفِّ الإلهِ مقاديرها" . اهــــ
فتقدير الكلام قبل الحذف : هون على نفسك ، ولما كان فاعل "هون" الضمير المستتر المقدر بــ : "أنت" يرجع إلى ما ترجع إليه الكاف في : "إليك" إذ هي للمخاطب ، أيضا ، لم يتعد الفعل إليه إلا بواسطة : "إلى" .
ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا :
"جزءا" : نكرة في سياق الإثبات فتفيد الإطلاق ، فليس الشأن شأن قدر الجزء أو كيفه ، وإنما الشأن ائتلاف الأجزاء بعد انفصالها ، فذلك مناط الأمر ومحل الفائدة .
ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا :
"سعيا" : حال مبينة لهيئة صاحبها مقيدة لعاملها ، وفي الإتيان سعيا مزيد تقرير للآية الكونية الخارقة ، فقد دبت فيها الحياة على أكمل صورها ، فإتيانها سعيا مئنة من كمال أجسادها بعد التئام أجزائها ونفخ الروح فيها .
وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ :أمر إيجاب العبرة فيه بعموم لفظه ، فليس الأمر مقصورا على الخليل عليه السلام ، وإنما دخل فيه ابتداء لكونه سببه ، ولكونه المخاطب الذي تعلق به الخطاب ابتداء ، وذلك عموم لا مخصص له ، فالعلم بعزة الله وحكمته أمر لا يسع المكلف جهله ، وإن وسعه جهل بعض فروعه مما يتناوله العلماء من دقيق المسائل ، والإتيان بالمصدر المؤول من "أن" وما دخلت عليه أبلغ في تقرير الأمر من الإتيان بالمصدر الصريح : واعلم عزة الله وحكمته ، والتذييل بالعزة والحكمة مما يلائم السياق ، فتلك من أخص أوصاف الربوبية القاهرة فلا يعجز إحياء الموتى الرب ، جل وعلا ، إذ هو الخالق ابتداء ، فكيف تعجزه الإعادة انتهاء ، وفي ذلك تنبيه لطيف على البعث بعد الموت والبلى ، على وزان قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ) ، فاستدل بالخلق أولا على الإعادة ثانيا .
ولما ثبتت تلك الربوبية الكاملة بذلك البرهان الساطع ، لزم الناظر في أدلتها التزام ما اقتضته من تمام التأله لذلك الرب الكامل ، جل وعلا ، فذلك المراد لذاته ، إذ العمل تصديق العلم ، فإن أجابه وإلا ارتحل .
والله أعلى وأعلم
((((((((((((اقرأوا هذا التخريف - اكل الرب بالرغيف – الافخارستيا)))))))))))))))))))
اقرأوا هذا التخريف
بعد ما يعبدوا الرب شويه ولو ما ردش عليه يا كله !
"
جاء فى كتاب ( ارشاد لأجل الأعتراف و تناول القربان المقدس ) لاستفانوس بورجيا - كاتم سر مجمع انتشار الايمان المقدس - ما نصه بالحرف الواحد :
س : ما هو سر الافخارستيا ؟
ج : هو السر الذى تحت اشكال الخبز و الخمر يحوى جسد و دم لاهوت سيدنا يسوع المسيح ليكون لنا قوتا و روحا .
س : أيوجد فى الافخارستيا يسوع المسيح عينه الذى هو فى السماء و الذى كان فى أحشاء الكلية القداسة مريم البتول ؟
ج : نعم يوجد المسيح بعينه .
س : أى شئ هى القربان قبل التقديس ؟
ج : خبز .
س : أى شئ هى القربان بعد التقديس ؟
ج : هى جسد سيدنا يسوع المسيح الحقيقى .
س : أى شئ يوجد فى الكأس قبل التقديس ؟
ج : خمر .
س : أى شئ يوجد فيه بعد التقديس ؟
ج : يوجد فيه دم سيدنا يسوع المسيح الحقيقى .
س : متى تصير هذة الأستحالة ؟
ج : حينما ينهى الكاهن لفظ كلام التقديس .
هذا ما جاء بالحرف الواحد .
و الأن بعد أن عرضنا هذا الجانب الهام من عقيدتكم لنا الحق أن نسأل :
هل تؤمن بهذا ؟
هل بالفعل تؤمن بهذا ؟
هل تدين بهذا الدين ؟
هل بالفعل تعتقد أن ربك حل فى الفطيره ؟
هل بالفعل تعتقد أن ربك الذى تعبده تحويه فى بطنك بعد أكله ؟
و اذا دخلت الى الخلاء( الحمام ) , تخرجه(أى ربك) مرة ثانيه , ثم تخرجان( أنت و ربك ) صديقان حميمان مرة ثانيه من الحمام , و يتوجه هو الى الفطيرة مرة أخرى لأكمال دورته الفطيريه الخبزيه ؟ و أنت لأكمال دورتك الحياتيه ؟ .
هذة هى النقطه الأولى .
لنكمل ما جاء فى تعاليمكم ( تعاليم الكنائس ) .
س : متى يجب ابتلاع الجوهرة- الفطيرة , الخبز , الرب - ؟
ج : يجب أن نجتهد فى ابتلاعها بمقدار ما يمكننا من السرعة و أن نمتنع من البصاق مهلة من الزمن ( و يقدر النصارى هذة المده بيوم كامل خشية أن يكون جزء من الخبز لا يزال ملتصقا بالفم ) .
س : ما الذى يجب فعله اذا التصقت الجوهرة ( الرب - الفطيرة ) بسقف الحلق ؟
ج : يجب انفكاكها باللسان لا بالأصبع .
و الأن لنا أن نتسأل :
هل تدين بهذا ؟
هل تعتقد أن الذى بين أضراسك محشورا , هو ربك الذى ظلت عليه عاكفا ؟
و لماذا يجب تخليص ربك المحشور بين أضراسك باللسان لا بالأصبع ؟ أليس من باب أولى أن يكون ذلك بالسلاكه أو بيدك ؟ أليس من باب العرفان بالجميل أنه كما أعطاك خلاصك كما تزعم , أن تمد اليه يد العون و تخلصه من هذا الموقف الحرج ؟
الا يعد ذلك ألما لربكم يتكرر كل أسبوع على يد كاهنيكم ؟ و بهذا صار تألمه مستمرا بعد موته و صلبه - على حد زعمكم - ؟
و اذا كانت الكنيسه تلعن يهوذا الأسخريوطى اذ سلم المسيح لليهود ليقتلوه , فما بال كهنتكم و قسوستكم يسلمون المسيح للناس ليأكلوه ؟
أليس بذلك , يصير التثليث مليونا بعد أن حل ربكم فى الفطيرة أو الخبز , و ذلك بعدد قطع الخبز الموزعه عليكم فى الكنائس ؟
و ليت شعرى مادمتم تعتقدون أن الذى يأكل الأله يثبت فيه للأبد ( يوحنا 6 : 55 - 56 ) فما معنى أكله مئات المرات مادام قد ثبت فيه لأول مرة ؟ "
هكذا كتب احد الأعضاء بعد ما جننوه فخاف على عقله ، وترك احدى المنتديات !
ايه رايكم بقى ؟! تفتكروا الناس اللى معتقداتها كده تنفع تنصر حتى واحد اهبل او عبيط ؟
الحمدلله على نعمه الاسلام و العقل ???????????????????=================================================================((((((((( الأناجيل الأربعة وأصولها *)))))))))))
1-إنجيل متى [ الكاتب مجهول ]
بشهادة أفضل مؤرخي النصرانية وأكثرهم مكانة بين علماء النصرانية والجميع يعود لشهادته [يوسابيوس القيصري] في تاريخ الكنيسة وأحد العلماء المفسرين للكتاب المقدس [ الأب متى المسكين] وترجمة [الكتاب المقدس] الترجمة أليسوعية الحديثة يتضح أن: الإنجيل الذي ينسب إلي متى ليس من تصنيف( متى) تلميذ المسيح عليه الصلاة والسلام يقيناً وقد نسب إليه هذا الإنجيل حتى يخدع الناس .وذلك باعتراف كثير من قدماء المسيحية المتأخرين يقروا علي أن إنجيل متى الحقيقي كان باللسان العبراني أو الأرآمي . وضاع وفقد بسبب تحريف الفرق النصرانية والإنجيل الموجود الآن (ترجمة من إنجيل كتب باليونانية) ولا يعلم أحد إلي الآن من كاتب الإنجيل اليوناني أو من قام بالترجمة إلي الآن. وبما أن مصدر الكتاب مجهول فكيف يَدعونَ أنه كلام الله ؟ لمن أوحي الله بهذا الكتاب ؟
أولاً : تفسير إنجيل متى : للأب متى المسكين ـ صادر عن دير القديس أنبا مقار الطبعة الأولي ـ رقم الإيداع بدار الكتب المصرية :13117/99. ص 17 يقول :
[ الإنجيل الأول بحسب ترتيب قانون الأسفار, ولكن يبدو أيضاً أن هذا جاء مطابقاً لأولوية تدوينه. بحسب الأبحاث الحديثة جداً, لأن أصوله الأولي ـ كما سندرس معاً ـ كُتبت باللغة الآرامية في زمن مبكر كأقوال .... سُجلت عن المسيح وبلغته ] !
وفي صفحة 25 قال: [ لقد بدأ القديس متى بكتابة إنجيله ليس بشكله الحاضر باللغة اليونانية ولكن باللغة التي كان يسمعها من المسيح , ( أي باللغة الآرامية والعبرانية ) , وهذه الحقيقة تقدم لها كل الشواهد بالتأكيد . وأول إشارة وصلتنا هي عن المؤرخ يوسابيوس نقلاً عن مخطوطة تحكي أن بابياس أسقف هيراكليا بآسيا الصغرى يقول [ متى كاتب(جمع معا) كل الأحاديث باللغة العبرية (وضع الكاتب كلمات باللغة العبرية ) وعنه أخذ كل واحد وشرح بقدر ما استطاع ] !!!
من هو بابياس ؟ : هو أسقف هيراكليا بأسيا الصغرى ويقول المؤرخ يوسابيوس القيصري في تاريخ الكنيسة صـ145 [ ويعترف بابياس, التي يتحدث عنه الآن أنه تقبل كلمات الرسل ممن ينعوهم, ولكنه يقول أنه هو نفسه كان أحد المستمعين إلي أريستيون والقس يوحنا .] [تاريخ الكنيسة صـ145]
يقول ألآب متى المسكين : في صـ25 أيضاً [ كما أن هناك شهادة أخرى ذات وزن عال,وهي شهادة المؤرخ يوسابيوس عن بنتينوس الإسكندري يقول فبها:[ يُقال عن بنتينوس أنه ذهب إلي الهند سنة 195م فوجد هناك إنجيل ق.متى بين مسيحي تلك الديار, الذين كان قد خدمهم برثلماوس أحد الرسل وترك بينهم إنجيل القديس متى باللغة العبرانية الذي كان معهم حتى ذلك الوقت] ويؤيد هذا الخبر القديس جيروم. علماً بأن بنتينوس كان علامة ويتقن العبرية ويستطيع أن يميز الإنجيل الذي رآه)!
وفي صفحة 28 يقول : ( ولكن الذي نقبله علمياً هو أن ق.متى لم يؤلف إنجيلاً بالمعني التحريري, ولكنه بحسب تقرير بابياس المنقول إلينا من خلال يوسابيوس [ متى كتب (أو جمع معاً) كل الأحاديث ] !
ثانياً : وقال يوسابيوس القيصري في تاريخ الكنيسة صـ 125:
لأن متى الذي كرز أولاً للعبرانيين، كتب إنجيله بلغته الوطنية وفي الحاشية (4) يؤكد الكثيرين أن متى كتب إنجيله باللغة العبرانية .!
ثالثاً: الترجمة اليسوعية الحديثة [الكتاب المقدس] صـ35 تقول :
( أن الكثيرين من المؤلفين يجعلون تاريخ الإنجيل الأول بين السنة 80م والسنة 90م وربما قبل ذلك بقليل, ولا يمكن الوصول إلي يقين تام في هذا الأمر . أما المؤلف: فلما كنا لا نعرف اسم المؤلف معرفة دقيقة يحسن بنا أن نكتفي ببعض الملامح المرسومة في الإنجيل نفسه ) !
وأقول وبالله التوفيق : بناء علي هذه الأدلة المادية من مصادر نصرانية :
1- تأكد أن المسمي بإنجيل متى مجهول النسب فهو عبارة عن كتاب تم تأليفه ولم يُعرف مؤلفه إلي يومنا هذا.
2- أن متى تلميذ المسيح عليه الصلاة والسلام لم يكتب إنجيل بل جمع أقوال وأحاديث المسيح . وقد فقد ما كتبه .
* إذاً علي أي أساس سمي هذا الكتاب المؤَلف "إنجيل" وهل هذا كلام الله ؟ ومصدره مجهول .
2- إنجيل مر قس – ( الكاتب مجهول)
أولاً : تقول الترجمة اليسوعية الحديثة : صـ123 في مدخل الإنجيل تحت عنوان:
أصل الكتاب منذ نحو السنة 150 أثبت بابياس , مطران هيرابوليس, نسبة الإنجيل الثاني إلي مرقس "لسان حال بطرس في رومه". وكانوا يقولون أن الكتاب ألف في رومه بعد وفاة بطرس (ايديتاوس) أو قبل وفاة بطرس (اقلبمنفس الإسكندري) !
وفي صـ124 ـ مدخل. ( فما من شئ يحول دون القول أن الإنجيل الثاني أُلف بين السنة 65 والسنة 70 )!
وأقول وبالله التوفيق:
أ- إذا كان مرقس كتب ما قد سمعه من أستاذه بطرس. أين دليل الوحي إلي الكاتب ؟ رغم أنه لا يستطيع أحد تحديد من هو كاتب هذا الكتاب ؟
ب- تعترف الترجمة اليسوعية الحديثة بالتحريف في إنجيل مرقس صـ124 تقول : ( وهناك سؤال لم يلق جواباً : كيف كانت خاتمة الكتاب ؟ من المسلم به علي العموم أن الخاتمة هي الآن (16/9-20) قد أضيفت لتخفيف ما في نهاية كتاب توقف فجائي في الآية 8. ولكننا لن نعرف أبداً هل فقدت خاتمة الكتاب الأصلية أم هل رأي مرقس أن الإشارة إلي تقليد الترائيات في الجليل في الآية 7 تكفي لاختتام روايته ) !
2- الترجمة العربية المشتركة للكتاب المقدس : في صـ86 في الحاشية تقول :
( ما جاء في الآيات 9إلي20 لا يرد في أقدم المخطوطات )!
3- التفسير الحديث للكتاب المقدس : (ألان كول) : صادر عن دار الثقافة ـ القاهرة صـ229 تحت عنوان:ب. الخاتمة المطولة لإنجيل مرقس (9:16-20)
( إن هذا القسم وهو الذي ندعوه "النهاية الأطول" لإنجيل مرقس محذوف من بعض المخطوطات , ووصف بأنه زائف من بعض الكتاب القدامى أمثال يوسابيوس وجيروم. وهذا الأمر يجعلنا أمام مشكلة )!
4- أ- تفسير إنجيل مرقس للآب متى المسكين : صادر عن دير الأنبا مقار صـ622 :
( الآيات من (16-8) مجلة بقلمه وروحه وقد شرحناها أما الآيات الأثني عشرة الباقية (16/9-20) فقد أثبتت أبحاث العلماء أنها فقدت من الإنجيل وقد أعيد كتابتها بواسطة التلاميذ )!!!
ب- ويقول ألآب متى المسكين في صـ631: ( بهذا يرتاح ضميري إذ أكون قدمت للقارئ مفهوماً حقيقياً عن القيامة بما يتناسب مع الجزء الضائع في نهاية إنجيل مرقس ) !!!!
وأقول وبالله التوفيق : ألم تكفي هذه الأدلة من مصادر نصرانية لإثبات أن الكتاب المسمي (الكتاب المقدس)كتاب مؤلف ,ثم حرف بعد تأليفه ؟ . ملاحظة : بفحص ما يسمى إنجيل : متى , ومرقس, ويوحنا. نجد: اقتباسات لا حصر لها .ونسأل : من الذي سرق من الآخر ؟
قال تعالي : ( فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ{79}) سورة البقرة الآية 79
3- إنجيل لوقا – ( الكاتب مجهول)
1-أ- لا يقل الاختلاف عند علماء النصرانية في إنجيل لوقا عن اختلافهم في إنجيل متى واعترافهم باستحالة معرفة كاتب الإنجيل إلا من خلال بعض الشواهد للخروج من المشكلة . وقد كان لوقا طبيباً من أهل أنطاكية ولم يري المسيح عليه الصلاة والسلام أصلاً وقد لُقن النصرانية عن " بولس " و بولس " لم يري المسيح أبداً "
ب- تقول الترجمة اليسوعية ألحديثه : صـ184 تحت عنوان " بعض الشواهد علي أصلالإنجيلالثالث" ) لا يمكن الجزم في أصل الإنجيل دون البحث في ما ورد في كتاب أعمال الرسل وهو يرتبط به ارتباطا وثيقاً .... إلي : فالنقاد غالباً ما يحددون تأليفه بين السنة 80و90 ومنهم من يجعلون له تاريخاً أقدم (!
وفي صـ185 ( فلابد للبت في هذا الموضوع من البحث في شواهد كتاب أعمال الرسل )!
2- رغم أنه لا يستطيع أحد إثبات من هو كاتب إنجيل لوقا إلا أن الكثير يدعي يدعى: أن كاتب إنجيل لوقا هو كاتب سفر أعمال الرسل. ولا يستطيع أحد تقديم أي دليل على من هوا كاتب لوقا , و أعمال الرسل. (الكاتب مجهول ) .
4- إنجيل يوحنا – ( الكاتب مجهول)
أولاً: أ- تقول الترجمة اليسوعية الحديثة للكتاب المقدس : صـ286 :تحت عنوان "المؤلف" : ( هذه الملاحظات كلها تؤدي إلي الجزم بأن إنجيل يوحنا ليس مجرد شهادة شاهد عيان دُونت دفعة واحدة في اليوم الذي تبع الأحداث, بل كل شئ يوحي, خلاف ذلك , بأنه أتي نتيجة لنضج طويل . لابد من الإضافة أن العمل يبدو مع كل ذلك ناقصاً , فبعض اللحمات غير محكمة وتبدو بعض الفقرات غير متصلة بسياق الكلام (3/13-21 و31-36 و1/15) يجري كل شئ وكأن المؤلف لم يشعر قط بأنه وصل إلي النهاية . وفي ذلك تعليل لما في الفقرات من قلة ترتيب . فمن الراجح أن الإنجيل , كما هو بين أيدينا , أصدره بعض تلاميذ المؤلف فأضافوا عليه الفصل 21ولاشك أنهم أضافوا أيضاً بعض التعليق ( مثل4/2(وربما4/1) و4/44 و7/39 و11/2 و19/35 ) أما رواية المرأة الزانية (7/53-8/11) فهناك إجماع علي أنها من مرجع مجهول فأدخلت في زمن لاحق ( وهي مع ذلك جزء من " قانون" الكتاب المقدس ) أما المؤلف وتاريخ وضع الإنجيل الرابع , فلسنا نجد في المؤلف نفسه أي دليل واضح عليهما وربما كان ذلك مقصوداً )!!
ب - إذاً وبالدليل من الكتاب المقدس نفسه أن إنجيل يوحنا أيضاً الكاتبمجهول , ولم يكتبه يوحنا تلميذ المسيح عليه السلام . وأن الكتاب المقدس عند النصارى كتاب مؤلف, وقد دخله جميع أنواع التحريف بعد تأليفه .
*هل يستطيع أحد إثبات أن الكتاب المسمي بالكتاب المقدس كلام الله ؟؟؟؟؟
سفر عوبديا الكاتب مجهول) ؟؟؟؟
يقول ألآب متى هنرى : في تفسير سفر عوبيديا _تعريب القمص مرقس داود .
المقدمة سمي هذا السفر( رؤيا عوبديا ) لا نقدر أن نعرف من هو عوبديا هذا من أي سفر آخر , يظن بعض الآباء الأولين أنه هو عوبديا الذي كان وكيلا (على بيت ) أخآب (1مل 18 :3 ) . إن صح هذا يكون ذلك الذي خبأ الأنبياء وعالهم مستحقا أجر نبي . ولذلك دعي نفسه نبيا .لكن هذا الزعم ليس له أساس .فالأرجح أن عوبيديا هذا عاش في عصر متأخر عن عوبيديا وكيل أخاب , ويرى البعض أنه كان معاصرا لهوشع ويوئيل وعاموس . ويرى غيرهم أنه عاش نحو زمان تخريب الهيكل )!!!
وأقول وبالله التوفيق : 1- بما أن سفر عوبيديا لا يعلم أحد مصدره
( الكاتب مجهول) ولم يستطيع أحد معرفة من هو عوبيديا .
فهل يجوز أن يدعى أحد أن هذا كلام الله ؟
. وبأي دليل يدعى النصارى أن الكتاب المدعو مقدس لديهم موحي به من عند الله ؟
. يقول متى هنرى : ( دعي هو نفسه نبيا ) أي مدعي النبوة) !!
**إلى جميع الأصدقاء من النصارى : إذا وجدت في موضوعي هذا أي شاهد لا تعترف به أو لديك ما يثبت خلاف ذلك فمرحبا بك في حوار هادف مع التزام الأدب في أسلوب الطرح بعيدا عن الألفاظ المسيئة أو الاتهامات بدون حجه ولا دليل . شريطة أن يكون الهدف الأساسي للحوار هو ( إظهار الحق و إبطال الباطل ).
* واعلم أنني على أتم الاستعداد بفضل الله تعالى لقبول الحوار وفى انتظار الرد ????????============================================================??(((((((((((((((((((((((((((((?أنا وابني و نشيد الأناشيد))))))))))))))))))))
أنا وابني و نشيد الأناشيد
بيتر
أبي عندما فاجأت أختي مارتينا بالأمس وجدتها شاردة وتتصبب عرقاً
وممسكةً بأحد الكتب..فجذبته منها وإذا بي اقرأ كلام يخدش الحياء
قَدْ سَلَبْتِ قَلْبِي يَا أُخْتِي يا عروسي..... قَدْ سَلَبْتِ قَلْبِي بِنَظْرَةِ عَيْنَيْكِ وَقِلاَدَةِ عُنُقِكِ. .....مَا أَعْذَبَ حُبَّكِ .... لَكَمْ حُبُّكِ أَلَذُّ مِنَ الْخَمْرِ......... وَأَرِيجُ أَطْيَابِكِ أَزْكَى مِنْ كُلِّ الْعُطُورِ. ....شَفَتَاكِ تَقْطُرَانِ شَهْداً
وكله كوم وغشها كوم تأني
عبد المسيح
غش أي غش
بيتر
الكتاب الذي كان معها مكتوب عليه الكتاب المقدس
وذلك للتمويه حتى لا يشك احد فيما تقرأه
عبد المسيح
هات الكتاب أشاهده
بيتر
هذا هو يا أبي
عبد المسيح
بالفعل يا بيتر هذا هو الكتاب المقدس وما كانت تقرأه أختك هو سفر نشيد الأناشيد ..وهو سفر من أسفر الكتاب المقدس
بيتر
ماذا؟!!!!!!
عبد المسيح
هو ما سمعته يا بيتر.. نعم سفر نشيد الأناشيد من إسفار الكتاب المقدس
هو كلام موحى به من عند الرب
بيتر
هل أنت متأكد يا أبي أن ما كانت تقرأه أختي كان كلام مقدس من وحي الرب؟ ...لا ..لا ...هذا مستحيل ...انه كلام جنسي يخدش الحياء..
لِيَلْثِمْنِي بِقُبْلاَتِ فَمِهِ ... شِمَالُهُ تَحْتَ رَأْسِي..... وَيَمِينُهُ تُعَانِقُنِي ....فَتَشَبَّثْتُ بِهِ وَلَمْ أُطْلِقْهُ حَتَّى أَدْخَلْتُهُ بَيْتَ أُمِّي وَمُخْدَعَ مَنْ حَمَلَتْ بِي
هَاجِعٌ بَيْنَ نَهْدَيَّ
عَلَى مَضْجَعِي طَلَبْتُ بِشَوْقٍ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي
نَهْدَاكِ كَخِشْفَتَيْ ظَبْيَةٍ تَوْأَمَيْنِ يَرْعَيَانِ بَيْنَ السُّوْسَنِ
وَشَفَتَاهُ كَالسُّوْسَنِ تَقْطُرَانِ مُرّاً شَذِيّاً
فَخْذَاكِ الْمُسْتَدِيرَ تَانِ كَجَوْهَرَتَيْنِ صَاغَتْهُمَا يَدُ صَانِعٍ حَاذِقٍ
سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ، لاَ تَحْتَاجُ إِلَى خَمْرَةٍ مَمْزُوجَةٍ
وَبَطْنُكِ كُومَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسُّوْسَنِ
نَهْدَاكِ كَخِشْفَتَيْ ظَبْيَةٍ تَوْأَمَيْنِ
وَنَهْدَاكِ مِثْلُ الْعَنَاقِيدِ
فَيَكُونَ لِي نَهْدَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ.
لَمْ يَنْمُ نَهْدَاهَا بَعْدُ
عيب جداً أن تقرأ أختي مثل هذا الكلام الجنسي ..يا أبي لقد وصفت لك حالتها عندما كانت تقرأ هذا الكلام وأتحرج من قول المزيد
عبد المسيح
بدون ما تقول لقد شاهدت بعيني ما تتحرج من أبلاغي به...وهذا لم يكن بسبب هذا السفر المقدس وما جاء به وإنما بسبب صغر سن أختك وعدم سماعها لكلامي ....لقد سبق أن نصحتها بعدم قراءة هذا السفر إلا بعد إن تبلغ سن الثلاثيين..ولكنها لم تسمع كلامي
بيتر
وما علاقة ذلك بالسن..ما يخدش حياء الكبير يخدش حياء الصغير...وما يفتتن الصغير يفتن الكبير
عبد المسيح
هذا السفر..سفر البالغين ..أي عندما نبلغ هذا السن نكون
ناضجين روحياً... وكان اليهود يمنعون قراءته لمن هم
أقل من سن الثلاثين سنة حتى لا تشوه أفكارهم الجسدية معاني السفر
. هو سفر البالغين إيمانياً.
بيتر
كلام غريب جدا...ما قرأته فظيع ..فظيع ..كلام لم اسمعه
من قبل ..عندما قرأته خجلت من نفسي ..ولا ادري هل
سوف يتغير هذا الإحساس عندما ابلغ الثلاثين وانضج روحياً ؟!!!!!!
ثم الم تعترف ان معاني هذا السفر تشوه الأفكار
الجسدية ؟ ..لهذا تم منع من هم دون الثلاثين من
قرأته ... كلام غريب جدا... يا أبي لا تنسى انك تتحدث عن
كتاب مقدس ...كلام موحى به من عند الرب ... وليس
رواية أو فيلم ... للكبار فقط ...فهل الكلام الرب فيه ما هو للكبار
فقط ؟!!كلام الرب يخاطب به الناس جميعا صغيرا وكبيراً كما
يفهمه الكبير يفهم الصغير ..
عبد المسيح
هذا السفر سيمفونية رائعة تطرب بها النفس المنطلقة من
عبودية العالم متحررة مع مسيحها.
??????????((((((
بيتر
قلت لك ان ما قرأته فظيع ..فظيع ..كلام جنسي يغذي الشهوة ويواججها
.....فأين هذه السيمفونية الرائعة التي تطرب النفس ؟؟!!
عبد المسيح
هذا السفر بدون تفسير ينطبق عليه قول الخصي الحبشي "كيف أفهم إن لم يرشدني أحد"
بيتر
الألفاظ المستخدمة في هذا السفر لا تحتاج الي تفسير
صرة المر حبيبي لي بين ثديي يبيت."
ثدياك كخشفتي ظبية توأمين يرعيان بين السوسن
شفتاك يا عروس تقطران شهدا
عبد المسيح
السفر هو أنشودة حب، مسجلة برموز غزلية ولكنها تحمل
معانٍ سمائية أكثر عمقاً لما يحمله ظاهرها، ومن يفهمها يترنم
بها روحياً، ولكن هذا لمن صارت له الحواس مدربة ولابد
من فهم السفر رمزياً
بيتر
رموز والغاز !!!
ما هذا؟
لماذا يتحدث معنا الرب بالرموز وما الدعي لذلك؟
وهل يستخدم الرب ألفاظ بذيئة ليعبر عن معاني روحية سامية ؟!!
عبد المسيح
الرب في الكتاب المقدس يستخدم أسلوب البشر في التعامل
والكلام، فكما نقول عين الله ويد الله وعرش الله. وكما نقول أن
الله يغضب إعلاناً عن وقوعنا تحت العدل الإلهي، هكذا ليعبر الوحي
الإلهي عن علاقة الحب الروحي والسري بين الله والنفس البشرية
استخدم نفس الأسلوب الذي نتعامل به في حياتنا البشرية
بيتر
وهل نحن كبشر نتعامل معاً ونتحدث معاً بمثل هذا الأسلوب
وهذا الكلام المدون بالسفر ... حتى يتعامل به الرب معنا ؟!!!!!!!
هذا الأسلوب وهذا الكلام لا يتعامل به الا السوقيين الساقطين في
الخطية الذين اسقطوا عنهم برقع الحياء
ورغم الإباحية التي في الأفلام السينمائية إلا إنها تحرص على
عدم التلفظ بأي لفظ من هذه الألفاظ الموجود بهذا السفر
يمكن التلفظ بما هو حسن لتعبير عن ما هو يخدش الحياء
لكن لا أتصور العكس
عبد المسيح
أنت صغير ولا تفهم المعاني السامية الروحانية التي بهذا السفر
بيتر
معاني سامية وروحانية ....!!!!!
قَامَتُكِ هَذِهِ مِثْلُ النَّخْلَةِ... وَنَهْدَاكِ مِثْلُ الْعَنَاقِيدِ..
قُلْتُ: لأَصْعَدَنَّ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكَنَّ بِعُذُوقِهَا.... فَيَكُونَ لِي نَهْدَاكِ
كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ
المهم .. من كتب هذا السفر ؟
????????((((((عبد المسيح
سليمان
بيتر
سليمان ؟!!!
وهل تثق في سليمان ؟
عبد المسيح
ولما لا أثق في سليمان ؟
بيتر
لان ما قصه علينا الكتاب المقدس بشان سليمان
لا يجعلنا نثق فيه
عبد المسيح
ماذا تقصد ؟
بيتر
يقول لنا الكتاب المقدس "وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ
نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ
إِلهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. 5فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلهَةِ
الصِّيدُونِيِّينَ، وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ. 6وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي
عَيْنَيِ الرَّبِّ، ، وَلَمْ يَتْبَعِ الرَّبَّ تَمَامًا كَدَاوُدَ أَبِيهِ."
عبد المسيح
نعم هذا ما قاله الكتاب المقدس بالإصحاح الْحَادِي عَشَرَ من سفر الملوك الأول
بيتر
كيف أثق بشخص قيل في حقه هذا الكلام
عبد المسيح
وما علاقة ذلك بما بلغه عن الرب
بيتر
لماذا لا يكون هؤلاء النساء الذين أملن قلبه وراء إلهة أخري غير الله قد أملن قلبه فكتب هذا السفر بما فيه من ألفاظ جنسية وكلام الحب والعشق والهيام ...ثم نسبه إلي وحي الله
عبد المسيح
لا ...لا
يستحيل ان يكذب سليمان على الله ..وينسب إليه كلاماً بالكذب
بيتر
وهل بعد الكفر ذنب ؟!
الذي جعله يعبد غير الله
هل يستحيل عليه ان يكذب على الله
وينسب إليه هذا الكلام ؟!!!
ثم لماذا لا يكون هذا السفر من أعمال الشر التي
فعلها سليمان في عيني الرب
"وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ"
عبد المسيح
كيف تقول ذلك على سليمان؟
بيتر
ليس أنا من يقول وإنما الكتاب المقدس ...وكلامي مترتب على ما قيل ..الا إذا كان سليمان لم يفعل ما قيل في حقه ولم يكتب ما نسب اليه
عبد المسيح
الكتاب المقدس لا يكذب ???????==================================================================================(((((اعرف دينك)))))))))))))))))يامسلم
دينك دين عظيم جدا تجاوزت عظمته حدود الإدراك والتخيل ويكفيك شرفا أنك مسلم فقل الحمد لله الذي جعلني من المسلمين
يا ربُّ ، ألق على العيونِ السَّاهرةِ نُعاساً أمنةً منك ، وعلى النفوسِ المضْطربةِ سكينة ، وأثبْها فتحاً قريباً. يا ربُّ اهدِ حيارى البصائرْ إلى نورِكْ ، وضُلاَّل المناهجِ إلى صراطكْ ، والزائغين عن السبيل إلى هداك ???????(((((بيتر
لا عليك خلينا في موضوعنا .... الم تلاحظ ما تضمنه الكتاب المقدس
"ٍوَأُوْلِعَ سُلَيْمَانُ بِنِسَاءٍ غَرِيبَاتٍ كَثِيرَاتٍ، فَضْلاً عَنِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ،
فَتَزَوَّجَ نِسَاءً مُوآبِيَّاتٍ وَعَمُّونِيَّاتٍ وَأَدُومِيَّاتٍ وَصِيدُونِيَّاتٍ وَحِثِّيَّاتٍ،
2وَكُلُّهُنَّ مِنْ بَنَاتِ الأُمَمِ الَّتِي نَهَى الرَّبُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنِ الزَّوَاجِ مِنْهُمْ
قَائِلاً لَهُمْ: «لاَ تَتَزَوَّجُوا مِنْهُمْ وَلاَ هُمْ مِنْكُمْ، لأَنَّهُمْ يُغْوُونَ قُلُوبَكُمْ
وَرَاءَ آلِهَتِهِمْ». وَلَكِنَّ سُلَيْمَانَ الْتَصَقَ بِهِنَّ لِفَرْطِ مَحَبَّتِهِ لَهُنَّ. 3
فَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةِ زَوْجَةٍ، وَثَلاَثُ مِئَةِ مَحْظِيَّةٍ، فَانْحَرَفْنَ بِقَلْبِهِ عَنِ الرَّبِّ.
عبد المسيح
نعم هذا ما قاله الكتاب المقدس بالإصحاح الْحَادِي عَشَرَ من سفر الملوك ... لكن ماذا تريد من هذا النص؟
بيتر
ٍ"وَأُوْلِعَ سُلَيْمَانُ بِنِسَاءٍ غَرِيبَاتٍ كَثِيرَاتٍ"
"وَلَكِنَّ سُلَيْمَانَ الْتَصَقَ بِهِنَّ لِفَرْطِ مَحَبَّتِهِ لَهُنَّ "ٍ
َكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةِ زَوْجَةٍ، وَثَلاَثُ مِئَةِ مَحْظِيَّةٍ، فَانْحَرَفْنَ بِقَلْبِهِ عَنِ
الرَّبِّ .... طبيعي ان رجل شهوني مولع بالنساء ان يتغنى
بمثل هذا الكلام الذي تضمنه هذا السفر
فمن شدة ولعه وحبه للنساء تغنى عن علاقته بهن ووصف مفاتنهن
كما جاء بهذا السفر
عبد المسيح
يا بيتر ...سليمان رمز للمسيح فهو العريس والكنيسة العروس؟
فعبارات هذا السفر لا يمكن أن تنطبق على الحب الجسدانى ،
ولا تتفق مع قولك .. أنه نشيد تغنى به سليمان لنسائه ....عندما تكبر
سوف تفهم رموز هذا السفر
بيتر
لا أظن ان وجهة نظري سوف تتغير بكبر سني..انه كلام حب وعشق وهيام وجنس
عبد المسيح
هذا كلام الجسديين
بيتر
(الْمَحْبُوبَةُ): ليقبلني بِقُبْلاَتِ فَمِهِ، لأَنَّ حُبَّكَ أَلَذُّ مِنَ الْخَمْرِ.
عبد المسيح
المحبوبة {العروس} الكنيسة وهي التي تتحدث الي المحبوب {العريس}
المسيح {العريس} حيث تطلب منه أن تتذوق حب الآب ....قائلة
ليقبلني.....وتقولها بصيغة المجهول فهي تقصد الأب
ولاحظ أنها لا تشبع من قبلة واحدة بل تطلب الكثير... قبلات
فمه فهي تريد أن تفرح بحبه الأبوي وبأحضانه الأبوية.
حبك ألذ من الخمر... هذه عن المسيح والخمر تشير للفرح،
وحب المسيح يسكر النفس فتنس كل ما هو أرضي لتهيم في حب الله وحده.
حب النفس للمسيح هو حب عروس لعريسها.
بيتر
حب أبوي...هل تقبل ان تقول لك أختي
" لتقبلني بِقُبْلاَتِ فَمِك"؟
عبد المسيح
بالطبع لا ..فهذه قلة أدب لا اقبلها مطلقاً
بيتر
لكن هذا الكلام موجود بالكتاب المقدس
عبد المسيح
استخدامه بالكتاب المقدس استخدام رمزي
بيتر
أي كان فهو كلام يخدش الحياء????يتبع بإذن الله????
(((((((((((((((((((الخوف من الحقيقة)))==========بعد عام تقريبا من بداية الحملة المُحكمة الأركان والحصار ، التى اطلقت عنانها مؤسسة الفاتيكان ، لملاحقة رواية شفرة دافنشى والفيلم المأخوذ عنها ، وذلك باسناد البابا بنديكتوس السادس عشر مهمة هذا الحصار الضارى إلى منظمة " أوبس داى " أى "عمل الرب "
HTML clipboard
نشرت صحيفة "لا كروا " الفرنسية المسيحية بتاريخ 27 / 12 / 2006 مقالا بعنوان: "أوبس داى تجنى ثمار حملتها الإعلامية " .. أى أنها تجنى ثمار تلك الحملة المكثّفة الشديدة الدهاء ، والتى تم بها ترسيخ التحكم فى التغطية الإعلامية الشاملة التى طالت الإذاعة والصحافة والتليفزيون فى أروبا ، للتقليل من وقع الحقائق التاريخية التى أوردها دان براون فى روايته المعروفة باسم "شفرة دافنشى " والحد من تأثيرها الشديد على الأتباع ..
وقد أعلنت منظمة عمل الرب هذه أن " استراتيجية الحملة اعتمدت على الشفافية والتصرف على المكشوف " ! و يقال ان هذه المنظمة لم تحط علما بصناعة الفيلم المبنى على رواية دان براون إلا من العدد الذى خصّته مجلة "نيوز ويك " الأمريكية الصادرة فى 26 / 12 / 2005 عن الفيلم المأخوذ عن رواية شفرة دافنشى ، وانه ستتم الإشارة فى ذلك الفيلم إلى تلك المنظمة .
و يوضح أرنو جينسى ، المسؤل الإعلامى لمنظمة أوبس داى فى فرنسا قائلا : " أنه حتى ذلك الوقت لم يكن أحد يعرف شيئا حول هذا الفيلم والذى تقوم فكرته على مؤامرة تحيكها الكنيسة الكاثوليكية اعتمادا على بعض القتلة التابعين لمنظمة أوبس داى " ! ومن المعروف أن الرواية عند بداية ظهورها كانت قد أفلتت من سياج وبراثن لجنة متابعة الإصدارات، وهو مسمى احدى اللجان التابعة لمحاكم التفتيش او ما يطلقون عليها حاليا لجنة الدفاع عن العقيدة . وقد أفلتت الرواية فى بداية إصدارها بفضل اسمها الذى ينسبها تلقائيا إلى مجال تاريخ الفن وليس إلى المجال الكنسى . وما أن انتشر توزيعها حتى بدأ الحصار غير المعلن ، لكن ما ان ذاع خبر صناعة الفيلم حتى تغيّر الموقف..
لقد اهتز الكيان الكنسى إلى درجة جعلته يقوم بواحدة من أعتى الحملات التى قادها علنا فى العصر الحديث ، دفاعا عن كل ما نسجه من عقائد ومعلومات عبر المجامع على مر التاريخ . ففى العاشر من شهر يناير 2006 اجتمع جميع المسؤلين عن الإعلام والتابعين لمنظمة أوبس داى فى كل من مدينة روما ونيو يورك وباريس وكولونيا ولاجوس ومونتريال ، فى مقر المنظمة قى روما ، فى إجتماع طارىء من تلك الإجتماعات التى يطلقون عليها "إجتماع الأزمات " .. وذلك بحضور خواكيم نافارو- فالس عضو المنظمة والذى كان سابقا المتحدث الرسمى باسم البابا الراحل يوحنا بولس الثانى ، ثم المتحدث الرسمى باسم البابا الحالى قبل أن يقيله من منصبه.
وتوضح كلير ليسجريتان ، كاتبة المقال ، أن هذا الإجتماع الخاص بالأزمات االحادة قد أسفر عن تبنى خطة تسمى " تكتيك الليمونادة " ، أى كيفية تحويل حمضية الليمون اللاذعة إلى شراب حلو المذاق ! أو بقول آخر : كيفية تحويل عملية الهجوم على المؤسسة الكنسية إلى حملة لصالحها . وبالتالى تم اتخاذ كافة التدابير للقيام بحملة إعلامية عالمية إذ ان عرض الفيلم من المفترض أن يكون على الصعيد العالمي وتأثيره على جمهور المشاهدين اوسع بكثير من الناحية العددية واكثر مباشرة ، فالمجال السينمائى من المجالات التى تتميز بامكانية تخطى الزمان والمكان بواقعية اشد تأثيرا واسرع من القراءة .
والمعروف أن الرواية تثير الريبة حول تلك المنظمة وسرية تعاملاتها المغلقة ، وتشكك فى أفعالها ونواياها ، إضافة إلى العديد من النقاط الأخرى مثل عمليات التحريف التى طالت النصوص المقدسة عبر التاريخ ، و عصر الظلومات المواكب لمحاكم التفتيش التى لا تزال سارية المفعول ، وإن تغيرت مسمياتها ، ورفض عملية تأليه السيد المسيح التى تمت سنة 325 م ، والإشارة إلى زواجه من مريم المجدلية إعتمادا على ما هو وارد فى بعض الأناجيل المحتجبة ، أى تلك التى لا تتمشى مع ما نسجته المؤسسة الكنسية من خط لاهوتى وعقائد لا يعرف السيد المسيح عنها أى شىء ، إضافة إلى الكثير غيرها . وكلها قضايا قد هريت بحثا وصارت من الموضوعات المسلّم بها بين العلماء والباحثين المحايدين فى علم اللاهوت فى جميع أنحاء العالم.. إلا أن التعتيم عليها و ترك الأتباع فيما وصفه روبرت فانك ، رئيس ندوة عيسى ، انه جهل يصل إلى درجة الأمية ، هو الذى يكسبها استمرار بقائها ..
وندوة عيسى هى تلك الندوة التى خرج بعدها اكثر من مائتين من العلماء المسيحيين العاملين فى المجال اللاهوتى ، بأن 82 % من الأقوال المنسوبة إلى السيد المسيح فى الأناجيل لم يتفوه بها ! الأمر الذى يكشف مدى عمق الصراع الدائر فى المؤسسة الكنسية للحفاظ على كيانها. كما يكشف عن أهمية كل تلك الجهود التى تبذلها لمواجهة أية محاولات تؤدى إلى فضح المغالطات التى قامت عليها.
لذلك قرر المجتمعون لتناول تلك الأزمة الطارئة أن تكون الحملة مفتوحة الشفافية ، علنية ، مهذبة الطابع ، أى دون اللجوء إلى أعمال عدائية صريحة او تقديم اية أعمال مباشرة النقد ، أو حتى مطالبة الأتباع بمقاطعة الفيلم . أى انهم تفادوا عمل أية مواجهة موضوعية علمية علنية ، فالخاسر فيها معروف ، وتم تحديد الإعتماد على كافة وسائل الإعلام ، والتركيز فى نفس الوقت على مختلف مواقع الإنترنت المسيحية وما اكثرها!.. وهو ما تولت القيام به شبكة زنيت الإلكترونية الكاثوليكية التابعة للفاتيكان..
وتشرح كاتبة المقال انه بدلا من نقل الموضوع الى ساحات المحاكم ، فالخاسر فيها معروف والفضيحة وسرعة وصول المعلومات إلى الجمهور ستكون اسرع وادل سبيلا ، وبدلا من مقاضاة شركة سونى العالمية التى تولت انتاج الفيلم بكل إمكانياتها المالية ، على ان ذلك يدخل تحت بند السب العلنى للمنظمة ، تم اتخاذ القرار الأكثر امناً و حيطة وحفاظا على البنيان الهش ، بتحويل الحملة التى سيثيرها الفيلم ، بكل ما يقدمه من انتقادات وحقائق تهز اركان الكيان الكنسى ، ألى حملة إيجابية لصالح المسيحية الكاثوليكية وإحدى أهم أدواتها التنفيذية لعمليات التبشير المعروفة باسم منظمة " أوبس داى " ! وهو ما أطلق عليه ماركو كارّوجيو ، المسؤل الإعلامى الإطالى للمنظمة عبارة : " تكتيك الليمونادة " ..
وبعد ذلك الإجتماع الطارىء بقليل اجتمع المسؤلون الإعلاميون فى كل من فرنسا و بلجيكا وسويسرا لعرض الخطط الإعلامية التى تبنوها. وكان من بينها عمل منشورات ترد على كل النقاط الأساسية التى أثارتها الرواية وسيضطر الفيلم الى عرضها ، خاصة بعد ان قرأ الرواية اكثر من خمسين مليون نسمة ، مما لا يسمح للمخرج بالتغيير فى مجريات الأحداث . إضافة الى استغلال هذه الفرصة للتعريف بالأعمال الخيرية فى المجالات التبشيرية التى يقوم بها أعضاء المنظمة.
وفى شهر مارس 2006 تم افتتاح الموقع التابع لمنظمة أوبس داى ، باثنين وعشرين لغة عالمية ، بعد تزويده بالعديد من المعلومات حول الكنيسة الكاثوليكية و المنظمة التابعة لها وحول نشاطاتهما التبشيرية فى جميع أنحاء العالم ، وخاصة فى البلدان الأفريقية ، وذلك من خلال مختلف المنظمات والهيئات الرسمية وغير الرسمية والجمعيات الأهلية التابعة لها و العاملة فى تلك البلدان..
وبعد صدور أول مقال كنتيجة لهذه الحملة المدبّرة ، خصصت مجلة التايمز الأمريكية إفتتاحيتها للتعريف بمنظمة أوبس داى ، وتبعتها مجلة فيجارو ماجازين الفرنسية ، فى عددها الصادر فى 22/ 4 / 2006 بحوار مع خافير إيكيفاريا ، رئيس المنظمة ، مفتتحين بذلك مجموعة من الملفات حول هذا الموضوع فى مختلف المجلات ، ومنها مجلة نوفيل اوبسيرفاتير ومجلة اكسبريس الفرنسيتان ، فى العددين الصادرين فى 18 / 5 / 2006 .
و تقول كاتبة المقال أن المنظمة قامت بنشر اربعمائة مقالا بوسائلها فى مختلف الجرائد والمجلات العالمية قبل صدور العرض الأول للفيلم باسبوعين . وذلك إضافة إلى الأحاديث الإذاعية والتليفزيونية التى تولاها كبار المسؤلين فى المنظمة بكل وضوح وشفافية وبراءة فى التعمل مع الحدث ..
كما قامت المنظمة بترتيب ما يسمى بلقاءات اليوم المفتوح فى التليفزيون ، أى تخصيص يوما بطوله لموضوعات وبرامج حول المنظمة و أعمالها المجيدة ، فى 11 / 5 / 2006 ، فى تلفزيون ستراسبورج وتولوز بفرنسا. وهو ما يؤكد ما طرحه دان براون فى روايته عن توغل تلك المنظمة فى المجتمعات والتى يطلقون عليها فى بلدها الأم ، اسبانيا ، لقب " الأخطبوط " ! فقد أوضح كيفية توغلها من أجل تحقيق أهدافها، وذلك بتواجدها فى أعلى المستويات المالية والحكومية والتعليمية والإعلامية. وهى الركائز الأساسية التى يمكن من خلالها التلاعب بعقليات الجماهير وتوجيهها إلى حيث يبغون ..
ويؤكد أرنو جينسى ، المسؤل الإعلامى "الديناميكى " للمنظمة فى باريس أن الحملة قد نجحت تماما فى الحد من مفعول الفيلم وانعكاسه على المنظمة ، وهو ما راح يؤكده أيضا خوان مانويل مورا ، المسؤل الإعلامى العالمى للمنظمة حتى يونيو الماضى ، قبل ان تتم ترقيته مكافأة له ، ليصبح أستاذ الإعلام و الإتصال فى جامعة أوبس داى ببلدة نافار باسبانيا . ثم راح يوضح قائلا :" إذا ما استمرت هذه الجهود ، وواصل الصحفيون إلتزامهم وإدراكهم وتحرروا من المعلومات النمطية المسبقة والتعامل مع أعضاء المنظمة على أنهم أناس بسطاء وطبيعيون ، فقد نشهد عهدا جديدا أكثر احتراما واقل صراعا للتعريف بالكنيسة فى مختلف وسائل الإعلام " ..
وحول رأيه فى نتيجة تلك الحملة المدبّرة بإحكام للحد من وقع الفيلم وآثاره على المشاهدين ، وكان الهدف الأهم عندهم هو محاولة إسقاط الفيلم ، يقول أرنو : " نحن الكاثوليك ، يمكننا أن نشكو من الذين ينشرون معلومات نمطية مغلوطة حول الكنيسة ، لكنه من الأفضل والأكثر فعالية أن نواجههم بالمعلومات الصحيحة ، والشفافية ، والإنفتاح ، والترابط المنطقى " ..
ويالها من معلومات وشفافية ، وياله من ترابط منطقى ذلك الذى يعتمد على التعتيم ولىّ الحقائق وفرضها بدهاء وإحكام. . ومع عدم نجاح منظمة أوبس داى الإخطبوطية النزعة – كما يصفونها ، فى منع عرض الفيلم أو فى إسقاطه فى كافة البلدان الغربية أو الحد من عرضه ، فقد نجحت فى تلجيم وسائل الإعلام التى استقبلت الفيلم بأفواه مكممة ، ولم يشز عن هذه القاعدة إلا النفر القليل من النقاد ليتناولوه بكليمات معدودة ، على استحياء ، ذرا للرماد فى الأعين ..
والملاحظة المؤسفة المحزنة فى آن واحد هى : ان المنظمة بكل جبروتها وبكل سلطانها ، لم تنجح فى منع الفيلم من العرض إلا فى كافة البلدان التى بها أقليات مسيحية. وهو ما يكشف المكانة التى تحتلها منظمة أوبس داى هى و عملاؤها فى تلك البلدان ، من جهة ، ومن جهة أخرى تكشف تضامن تلك الأقليات مع مخططات الغرب الكنسى التبشيرية وولائهم له وليس للبلد الذى يعيشون فيه..
وما نخرج به من ذلك المقال المنشور فى إحدى الصحف الفرنسية المسيحية ، وكشفه عن جزء ولو ضئيل من ذلك المخطط الإعلامى الذى قادته منظمة أوبس داى لإسقاط فيلم شفرة دافنشى ، فإن ذلك وحده يؤكد، بلا أدنى شك ، صحة ما طرحه عنها دان براون فى روايته وكشفه لنفوذها المتغلغل فى مختلف المجالات العليا والأساسية فى المجتمع ، كما تكشف صحة ما أورده عنها من تورطها فى عمايات القتل وغسيل الأموال والتعامل مع المافيا – وكلها وقائع تحدثت عنها الصحافة العالمية فى حينها ، ولا نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر إلا واقعة بنك أمبروزيانو فى إيطاليا وثبوت تورط الفاتيكان فيها وما ضمّته هذه الفضيحة من إغتيالات .. إضافة إلى تلك المراجع التى صدرت حديثا لتكشف حقيقة أبعادها وأهدافها..
ومن المعروف أو المعلن رسميا أن الفاتيكان يعتبر هذه المنظمة أداته الأولى والأساسية فى مساندة وتنفيذ عملية تنصير العالم ، تلك العملية التى تم إتخاذ قرارها فى مجمع الفاتيكان الثانى سنة 1965 . وكان البابا يوحنا بولس الثانى قد أعلن أيام تربعه على قمة الفاتيكان : " أنه قرار لا رجعة فيه " .. وهو نفس الموقف الذى يتبناه البابا الحالى بنديكتوس السادس عشر..
وإذا ما كانت منظمة أوبس داى تتغنى بانتصاراتها إعتمادا على القهر والقمع ولى الحقائق – مهما وصفتها بالشفافية والصراحة والردود المنطقية ، فإن ذلك لم يمنع كاتبة المقال فى جريدة لاكروا االفرنسية من أن تختتمه قائلة : " بقى أن نعرف إذا ما كانت صورة منظمة أوبس داى قد تغيرت بعد هذه الحملة حتى بين المسيحيين " .. ومن الواضح أن الصورة لن تتغيّر بل سوف تزداد قبحا بفضل الحقائق التى تتكشف يوما بعد يوم ، وبفضل الأبحاث التى تتواصل بحثا عن الحق والحقيقة ..
(((((((((((((((((الطوفان يامسلمين)))))))))))))))===============نعم ، طوفان قادم فأفيقوا أيها المسلمون !.. وهو من توابع خطاب ال138 مسلما إلى الفاتيكان ، ويا له من خطاب شؤم بكل المقاييس !. فبينما كانت التعليقات الخاصة بعملية تنصير المدعو مجدى علام بأيدى بنديكت 16 ، عشية عيد الفصح الكاثوليكي يوم 22 مارس 2008 ،
تسلل بين سياق بعضها خبران بحاجة إلى وقفة صادقة ، بل بحاجة إلى صحوة ضميرية حقيقية إن كنا فعلا نؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا. فالخبر الأول متعلق بالفاتيكان ، والثانى بخادم الحرمين الشريفين ، والإثنان مرتبطان بقضية واحدة متعلقة بإقتلاع الإسلام والمسلمين ..
لقد كانت التعليقات الفاتيكانية أو الكنسية بكلها تؤيد عملية التنصير التى تمت عمدا باستعراض إستفزازى سفيه ، وإن تفاوت الإختلاف فى مساحة قبول أو عدم الرضا على مدى التوظيف الإعلامى-السياسى لتلك الواقعة .. بينما تقول مجمل الآراء الكنسية أو الغربية أن هذا التعميد يمثل صُلب قضية حرية الإنتقال من ديانة إلى أخرى وخاصة الإنتقال من الإسلام إلى المسيحية !.. وهو ما يعنى إسقاط حد الردة بأى مفهوم كان ، فما زال االبعض يناقش معناه وأبعاده . وهو ما يمثل ، على الصعيد الكنسى ، تقويض آخر لأحد تعاليم القرآن الكريم التى يمارسها الفاتيكان من خلال لقاءات الحوار التى يخوضها مع المسلمين..
فالعلاقة بين المسلمين والكاثوليك ، على حد قول بيير أوبرى ، رئيس تحرير موقع الكاثوليك الفاتيكانى ، هى : " أن قداسة البابا لا ينوى قبول أية مناقشات فى اللاهوت قبل أن يتم الإتفاق على تنفيذ مبدأ الحرية الدينية بين الديانتين ". وبخلاف إعتباره ذلك التصرف من جانب البابا عبارة عن تأكيد معتدل وواضح لحرية العقيدة ، التى تعنى أساسا حرية تغيير الديانة ، فإن السيد أوبرى يرى : " أن موقف البابا مطابق تماما لكافة نصوص مجمع الفاتيكان الثانى وأنه قد تصرف وفقا لمفهوم خطابه فى راتسبون " .
ثم يضيف قائلا : "إن مشكلة الإسلام تكمن فى أن هذه الديانة الطبيعية (تعنى من صنع البشر فى الفرنسية) ليست ديانة منزّلة وإن كانت تقول انها توحيدية ، فهى ترفض علاقة الصداقة بين الإنسان وخالقه. بل إن الإسلام يرفض نفس فكرة المحبة " ! . ثم يستشهد بعبارة للمدعو مجدى كريستيانو علام قال فيها: " لقد إتخذت هذا القرار بحكم أنه بخلاف الموقف الذى يتسم بسيطرة ظاهرة المتطرفين والإرهاب على الصعيد العالمى ، فإن جذور الشر تكمن فى الإسلام الذى يتسم بالعنف جسديا وبالتصارع على مدى التاريخ " .
وبعد أن أورد إستشهادان من خطابين لإثنين من المسلمين ، وهما من أتباع الفاتيكان الموقعين على خطاب ال 138 ومن القائمين على صياغته ، ينتقدان فيهما عملية تنصير مجدى علام بشدة مسرحية النزعة ، وإلا لما نشرهما الفاتيكان ليرد عليها رسميا بما يريد توصيله للمسلمين ، فأهم ما أصرّا عليه رغم إنتقاداتهما شديدة اللهجة ، هو رجاءهما بألا تتوقف عملية الحوار التى طالب بها الخطاب الملغوم المعنون "كلمة سواء" .. وهنا لا يسعنا إلا أن نضيف قائلين لكل من السيد عارف على النايض وراشد بن زين : كان الأكرم لكما المطالبة بوقف هذا الحوار المخادع ، خاصة بعد أن إنفضحت نواياه يقينا و بما لا يدع أى مجال للشك فى سوء أهدافه !
وبعد أن إستشهد بيير أوبرى بهذين المواليين للفاتيكان تساءل قائلا : "حيال رد الفعل هذا ، يمكننا أن نتصور أن الخوف هو الذى يكمن وراء خطاب ال138، وأن يكون التساؤل حول بقاء الإسلام هو السبب فى كتابته ، فإذا ما صدقنا قول ماأوميه (الإسم المحرّف لسيدنا محمد صلوات الله عليه) ، فإن الإسلام ، بسبب خطأه الكامن فيه ، سيعود إلى موقف بدايته الأولى وسيفقد كل وقاحة كبريائه السياسى-الدينى. فالإسلام أمامه فرصة لكى يصلح نفسه بفضل ذلك الحوار مع المسيحيين ، ومن خلالهم مع الثقافة الغربية. وإذا ما رفض ذلك فلا يوجد أى مخرج آخر له سوى صدام حربى رئيسى ، قام مؤسس الإسلام بالإعلان عنه شخصيا " !
وهو نفس التهديد الذى سبق وتوعد به احد أبواق الفاتيكان الرسمية ، وقد تناولته فى مقال سابق آنذاك ، أى أن التنصير مفروغ منه ، وإن لم يتم طواعية فسوف يتم فرضه من خلال حرب تحط من كبرياء االمسلمين وتفرض عليهم التنصير جماعة !. ولا نعتقد أن مثل هذا التلاعب بالحقائق وبأحاديث الرسول صلوات الله عليه ، بحاجة إلى أى شرح أو تعليق سوى صيحة واحدة توقظ الضمائر والعقول التى نامت واستكانت حتى راحت تتنازل جهلا أو تواطؤاً ..
أما الخبر الثانى المتعلق بخادم االحرمين الشريفين فهو وارد فى صحيفة "أوسّرفاتورى رومانو" المتحدثة بلسان حال الفاتيكان ، الصادرة يوم 29 مارس 2008 ، فى موضوع حول الحوار الإسلامى المسيحي. وكانت المقالة تبدأ بإستشهاد من خطاب لخادم الحرمين إلى بنديكت 16 ، يقول فيه وفقا لما هو وارد بالصحيفة (والأجزاء المحذوفة بين الأقواس من الجريدة) :
" تتسلط علىّ فكرة تراودنى منذ سنتين. أن العالم يعانى ، وأن هذه الأزمة قد أثارت عدم توازن فى الدين وفى الأخلاق وفى الإنسانية جمعاء (...) لقد فقدنا إيماننا بالدين وفقدنا الإحترام للإنسانية. إن التفتت الأسرى وإنتشار الإلحاد فى العالم هى ظواهر مرعبة ويتعيّن على كافة الديانات أن تأخذها فى الإعتبار وأن تحاربها (...) لذلك أتتنى فكرة أن أدعو السلطات الدينية للتعبير عن رأيهم فيما حدث فى العالم. وإن شاء الرب سوف نبدأ بتنظيم لقاءات مع إخواننا التابعين للديانات التوحيدية ، من ممثلين للقرآن والإنجيل والكتاب المقدس " !
ويالها من عبارة قاسية أن يكتبوا عن لسان خادم الحرمين أو أن يستكتبونه أنه فقد إيمانه بالدين !! ومن الواضح من هذا الإستشهاد أنه يتناول القضايا التى تعنى الفاتيكان أولا وأخيرا !..
ويوضح المقال : " أن لسان حال الكرسى الرسولى كان مصرّا على تحديد أن أهم المثقفين المسلمين فى المملكة قد قاموا بتأييد إقتراح الملك " ! ثم تعلق الجريدة موضحة : " أن اللافت للنظر هو تاريخ بيان الملك عبد الله يوم 24 مارس 2008، يوم إثنين عيد الفصح (وصبيحة تنصير مجدى علام) . وهو ما يعنى أن جلالة الملك لم يتضامن مع الذين لاموا بنديكت 16 على تعميده مسلما ".
ثم يضيف المقال : " إن الحوار الثقافى والدينى والتعاون بين المسيحيين والمسلمين واليهود من أجل تفعيل السلام هى موضوعات تم تناولها يوم 6 نوفمبر 2007 ، أثناء اللقاء الذى تم فى الفاتيكان بين بنديكت 16 وخادم الحرمين ". ويواصل الخبر قائلا : " وخلال هذه الزيارة التاريخية تناول الحديث أيضا الوجود الإيجابى لجماعة المسيحيين التى تمثل 3 % من تعداد السكان الذين غالبيتهم من المسلمين ". وهى الإشارة الخفية-الواضحة التى يطالب بمقتضاها الفاتيكان ببناء كنائس على الأرض الحرم ! مع العلم بأن العمالة المؤقتة لا تعتبر من السكان الأصليين للبلد بأى عرف من الأعراف ، بمعنى أن تلك النسبة المذكورة هى مجرد مغالطة يتلكأ بها الفاتيكان لغرس كنائسه فى الجزيرة العربية !
وينتهى هذا الجزء من المقال بعبارة مريرة تقول : " إن حكومة الرياض قررت حديثا أن تبدأ عملية تكوين دينى إضافية لأربعين ألفا من أئمة المساجد بغية التعريف بالإسلام بصورة معتدلة وعدم تشجيع المتطرفين ". وهو ما يعنى أن التنازلات رضوخا لمطالب الفاتيكان قد بدأت فعلا !..
وما نود التعليق عليه هنا ، فيما يتعلق بالإستشهاد المأخوذ عن خطاب خادم الحرمين الشريفين إلى الفاتيكان ، يوم 24 مارس الماضى ، أن صياغته تجأر وتصيح قائلة أنه من صياغة الفاتيكان وبتوجيه منه ، مثل خطاب ال138 مسلما الذى تولى الكاردينال جان لوى توران الإعداد له بناء على توجيهات البابا ، وفقا لما نشرته المواقع الفاتيكانية ، وذلك لرأب الصدع الذى نجم عن محاضرته الهجومية التى سب فيها الإسلام والمسلمين عامدا متعمدا ! وصاروا يعلنون الآن أن المسلمين قد صاغوه خوفا من البابا وكرد فعل لخطابه "الذى كشف فيه حقيقة الإسلام الإرهابية " ـ كما يقولون !
فلا يمكن أن نتصور إن خادم الحرمين الشريفين قد قبِل أن تُختتم حياته بالسماح بغرس الكنائس والصلبان على الأرض الحرم ومخالفة قول رسول الله عليه الصلاة والسلام .. كما لا يمكننا أن نتصور أنه يجهل حقيقة أن الغرب قد كفر بالمسيحية الحالية وابتعد عنها وغاص فى الإلحاد والكفر بالله عندما اكتشف ، منذ أيام عصر التنوير ، كل عمليات التحريف والتزوير التى تعرضت لها نصوص الكتاب المقدس بعهديه .. وهو ما قاله القرآن الكريم قبلهم بقرون ، وهو ما تشير إليه ثلث آياته بإتهامهم بالشرك بالله ، وبتحريف الكلم وهم يعرفون ، وبأنهم يعرفون الحق ويقولون الباطل .. والإنفلات الذى غاص وغرق فيه الغرب هو نتيجة لصدمته فى حقيقة ذلك الدين وما تم فيه من تحريف عبر المجامع على مر العصور ، بدأ بتأليه السيد المسيح فى مجمع نيقية سنة 325 م وتشكيل الأناجيل وصياغتها بأيدى القديس جيروم ـ وهو القائل والمعترف بذلك فى نفس المقدمة التى كتبها موجها إياها للبابا داماز الذى أمره بعمل تلك الصياغة !.. وكلها حقائق تاريخية مسجلة وموجودة .
لذلك لا يسعنى إلا التوجه إلى الله سبحانه وتعالى أن يحيى ضمائر المسلمين ويلهمهم الصواب فى الدفاع عن دينهم الذى تمت إستباحة إقتلاعه بأيدى المسلمين الموالين للفاتيكان وبقيادته المدعومة بالقوى العسكرية الغاشمة للولايات المتحدة والغرب الأوروبى المسيحى الذى تضامن معها بصريح العبارة .. وتكفى الإشارة هنا إلى أن فرنسا تتحمل ثلثى عمليات التنصير مقابل أو فى نظير إعلانها فصل الدين عن الدولة ، بل لقد أعلن ساركوزى عن حاجته الماسة إلى الكاثوليك فى الخطاب الذى ألقاه فى الفاتيكان عند تنصيبه لقب القس الفخرى لكنيسة لاتران..
ولعل الحرب التى يعدونها لضرب إيران وباقى الدول الإسلامية ، التى ستُفرض على المسلمين ويخسرونها ، وبالتالى يُفرض عليهم التنصير الجماعى عمدا وقهرا ، هى الخطة المكملة لما أعلنه الفاتيكان مرتين حتى الآن عن طريق المتحدثين بإسمه ليتم له تنصير العالم !
ويمكرون ؛ ويمكر الله ؛ والله خير الماكرين ! فحسبنا الله ونعم الوكيل ..
((((((((((((((الاسرار السبعة والسراية الصفراء))))))))))))))==============هل توجد أسرار سبعة كأساس للإيمان المسيحي لابدّ من ممارستها تزلّفاً وتقرّباً إلى الله؟ أم هي من البدع التقليدية وبصمة من بصمات الوحش الذي يظنّ أنه يغيّر الأوقات والسنة ويعلمّ تعاليم هي وصايا الناس؟
متى ظهرت هذه الأسرار على الرغم من الهالة القدسية التي توضع على هذه الأسرار وتجعلها أساس العبادة التقليدية إلاّ أنها لم تخرج إلى حيّز الوجود قبل 1439م. من كتاب (( الأفخارستيا والقداس )) للقمص متى المسكين ص 23 ما يلي:
(أول من حدّد الأســرار الكنســية بالرقم 7 هي الكنيســة الكاثوليكية بواســـطة أســـقف باريـس (( بطرس لمبارد )) مع غيره، وقد قبلها توما الاكويني وقنّنها بعد ذلك مجمع فلورنسا 1439م. وقد أخذت الكنيسة البيزنطية هذا التقليد عن الكاثوليك. ثم دخل هذا التقليد إلى الكنيسة القبطية وأول ذكر لها هو ما ورد في المخطوطة المعروفة باسم (( نزهة النفوس )) وهي لكاهن مجهول وأقدم مخطوطة لها معروفة لدينا هي الموجودة بدير أنبا مقار لاهوت 24 برمهات / مارس 1564م ويظنّ أنّ مؤلف كتاب (( نزهة النفوس )) ليس أرثوذكسياً لأنّه يورد أقوالاً ليوحنا الدمشقي. وعلى أي حال لم نجد ذكراً لتحديد أسرار الكنيسة بالعدد 7 في مخطوطة العالم بن كبر (في القرن الثالث عشر) المعروفة بـ (( مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة ))، وهو أهمّ وأدق من كتب في الأسرار في القرون الأخيرة.)
ولكن القمص متى المسكين يقول أنّه توجد أسرار أخرى كثيرة غير محسوبة ضمن الأسرار السبعة مثل:
أ- حالة تكريس الرهبان الذي يحلّ فيها الروح القدس بالصلاة ويعمل بنعمته في الشخص المتكرّس لحفظ البتولية والموت عن شهوات الجسد.
ب- وفي تكريس الكنائس يحلّ الروح القدس بصلاة الأسقف لتقديس المكان وتخصيصه للصلاة ..
جـ- وفي تكريس الماء يحلّ الروح القدس ليجعل في الماء قوةً للتطهير والشفاء، كما في طقس اللقان وبالأخص في عيد الغطاس (( الظهور الإلهي )).
د- وفي الصلاة على الموتى يحلّ الروح القدس ليستلم هيكله الخصوصي (الباراكليت مايو 1961م ص 59،60) وبما أنّ الأسرار الكنسية من الخطورة بمكان حيث يتوقف عليها خلاص الإنسان وحياته الأبدية – كما يتوهم التقليديون – فإننا نفنّد مفاهيمهم ونسأل:
1- كيف يسلّم الآباء الرسل هذه الأسرار للكنيسة دون تحديد عددها؟
2- وحيث أنها كانت موجودة في العهد الرسولي فلماذا لم ترد إشارة لها في سفر أعمال الرسل أو الرسائل؟
3- ولو أنّ الخلاص متوقّف على ممارستها فلماذا لم يحضّ الرسل على ممارستها؟
4- ولماذا لم توضع طرق لممارسة الأسرار بين أوساط المؤمنين؟
5- ولو كان لها هذه الأهمية العظيمة فلماذا لم يصدر الرسل والقساوسة والشيوخ المجتمعون في أورشليم بقيادة الروح القدس تعليماتهم بصددها؟
ولكنّهم على النقيض أعلنوا قولهم (( لأنّه قد رأى الروح القدس ونحن، أن لا نضع عليكم ثقلاً أكثر، غير هذه الأشياء الواجبة أن تمتنعوا عمّا ذُبح للأصنام وعن الدم والمخنوق والزنا )) أعمال 29:15.
أين ورد سرّ تكريس الرهبان في كلمة الله، أو سرّ تكريس الكنائس أو سرّ تكريس الماء أو استلام الروح القدس لأجساد الموتى؟ أليس هذا تطفلاً على كلام الوحي المقدس؟!
قد تبيّن جليّاً من تضارب الآراء حول عدد الأسرار وتحديدها ومصدرها ومدى التزام الكنائس المختلفة بمدى قدسيتها وفعاليتها وضرورتها للعبادة المسيحية، والأهم أنه لا يوجد نصّ أو سند كتابي لدعمها .. بقي أن نقول أنها تدرج تحت بند التقاليد التي أبطلت وصايا الله والمتشدّق بها الملتزم بممارستها إنّما يقترب إلى الله بفمه ويكرمه بشفتيه أمّا قلبه فمبتعدُُ عنه بعيداً وهو يعبده بالباطل.
إنّ الكتاب المقدس دون سواه هو دستور إيمان المؤمن ومنه فقط يستقي الإرشادات (( وهذا أصلّيه أن تزداد محبتكم أكثر فأكثر في المعرفة وفي كل فهم حتى تمّيزوا الأمور المتخالفة لكي تكونوا مخلصين وبلا عثرة إلى يوم المسيح ))، فيلبي 9:1،10. وأيضاً (( كي لا نكون في ما بعد أطفالاً مضطربين ومحمولين بكل ريح تعليم بحيلة الناس بمكر إلى مكيدة الضلال )) أفسس 14:4.
هل تقود ممارسة الأسرار السبعة إلى الإيمان أم إلى التجديف؟!
إنّ من يفحص مدققاً الغرض المستتر وراء ممارسة ما يُسمّى بالأسرار السبعة ليجد أنّ الشيطان، متخفّياً في الحيّة قديماً وفي بابل الروحية حديثاً، يعمل بلا هوادة لتحويل اهتمام التقليدين من الجوهر وهو الربّ يسوع الخالق إلى العَرضَ الزائل وهو المادة المخلوقة ليصرف أنظارهم عن مصدر عونهم وخلاصهم بهدف إعلان شأن الكهنوت ووضع الجماهير المغلوبة على أمرها تحت رحمة من يدّعون سلطة وضع الأيدي وتسلّم الزعامة الرسولية، فما يحلّونه على الأرض ويربطونه توافق عليه السماء. وبنظرة إلى هذه الأسرار السبعة نلاحظ الآتي:-
1-أنّ الكاهن التقليدي يصلّي على ماء معمودية الطفل قائلاً .. ( الآن يا ملكنا يا ربُُ القوات ملك الجنود السمائية اطلع أيها الجالس على الشاروبيم. اظهر وانظر على جبلتك هذه أي هذا الماء، امنحه نعمة الأردنّ والقوّة والعزاء السمائي. وعند حلول روحك القدوس عليه، هبْهُ بركة الأردنّ. آمين أعطه قوةً ليصير ماءً محيياً آمين .. ماءً طاهراً آمين .. ماءً يطهر الخطايا آمين .. ماء البنّوة آمين .. ) (مجموعة صلوات الكنيسة للأفراح والأتراح. الناشر مكتبة مارجرجس بشيكولاني – سنة 1943م ص 143).
عجباً .. ماء المعمودية بصلاة الكاهن يهب الحياة وغفران الخطايا والميلاد الجديد. أليس من دواعي الحزن أن يطلب الكاهن العزاء للماء؟ ما هذا الإسفاف الروحي؟! هل قصرت يد الربّ عن أن تخلّص وماذا عن (( فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس )) يوحنا 4:1. والله وحده غافر الخطايا (أعمال 43:10). وبما أنّ الرضيع المعتمد لا يستطيع الإيمان ولا أخطأ فقد فشل الكاهن كليّةً في مسعاه وادعائه كليهما. ويحتاج هو ذاته أن يتتلمذ ويؤمن ويتوب ويعتمد فيحصل على الغفران وينهل من نبع الخلاص الذي لا ينضب.
كذلك الله وحده يهب البنوّة (( وأمّا كلّ الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله )) يوحنا 12:1،13. دليل دامغ على انحراف هذه التعاليم عن النص الكتابي، أنّ هناك نصّ آخر يتلوه الكاهن التقليدي بعد العماد فيقول .. نسأل ونتضرّع إليك أيها الصالح المحبّ للبشر أن تنقل هذا الماء إلى طبعه الأول ليردّ إلى الأرض مرّة أخرى .. ) (مجموعة صلوات الكنيسة – للأفراح والأتراح - الناشر مكتبة مارجرجس بشيكولاني – سنة 1943م– صفحة 139).
ياللهول فصلاة الكاهن المرموق قد خلعت صفة الالوهية على ماء المعمودية وها هو يطلب إرجاعه إلى حالته الأولى!!
إنّ الإدعاء بحلول الروح القدس على الماء واتحاده به هو مؤسس في العبادات الوثنية التي كانت تنادي بحلول الله في المادة واتّحاده بها. رحماك اللهم بهؤلاء المجدفين!!
2-زيت الميرون: يقول الأنبا غريغوريوس: في سرّ الميرون ينسكب الروح القدس على المعمدين للامتلاء به (أسرار الكنيسة السبعة – الطبعة الخامسة ص43، سرّ الميرون – يوليو 1965م ص15). ويقول الأستاذ حبيب جرجس وهو الاقتصادي المساهم في بناء الكنيسة المرقسية الكبرى – العباسية، أنّ الميرون سرّ مقدس ضروري لختم المعمّد بالروح القدس.
هل لاحظت أيها القاريء العزيز أنّهم يربطون زيت الميرون بالامتلاء وبالختم بالروح القدس. وغنّي عن القول أنّ الروح القدس حلّ يوم الخمسين على الحاضرين من يهود وأممين بدون زيت الميرون وقبل أن يعتمدوا. لقد أبان الوحي المقدس هذا العمل الهام وهو ختم الروح القدس بأن قال (( إذ سمعتم كلمة الحقّ إنجيل خلاصكم الذي فيه أيضاً إذ آمنتم ختمتم بروح الموعد القدوس )) أفسس 13:1. من هنا يتضح أننا إذ نسمع كلمة الحقّ ونقبلها مؤمنين نتبرر فوراً، ونقبل عطية الروح القدس الذي يؤهلنا للخلاص ويقودنا إلى القداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب. ويقول العلامة غريغوريوس عن فوائد الميرون .. وأمّا الميرون فهو الأربطة التي تشدّنا إلى جزع الزيتونة وأصلها وتثّبتنا فيه وفيها، حتى يُتاح لعصارة الحياة أن تنتقل بعد ذلك إلى الأغصان المطعمة فتغذيها. (سرّ الميرون – طبعة يوليو 1965م/ ص18).
كلّ هذا يؤكد أنّ التقليديين يؤلهون زيت الميرون وعبادتهم للأيقونات المدهونة بالميرون وسجودهم لها بادعاء أنّ الله يحلّ فيها .. !! إن هذا الانحراف الوثني لا غرابة فيه على السلطة البابوية التي حذفت الوصية الثانية (( لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً ولا صورة ما .. لا تسجد لهنّ ولا تعبدهنّ )). إنّ الكاهن ينفخ الروح القدس للأيقونة فيحلّ فيها ويعمل بها للشفاء واستجابة الصلاة .. وبذلك يجب السجود والتوقير وتقديم البخور والعبادة لشخص الله فيها.
3-سرّ الافخارستيا: أو تحويل الخبز والخمر فعلياً إلى جسد الربّ يسوع ودمه. في القداس الباسيلي عندما يتلو الكاهن صلاة حلول الروح القدس سرّاً على الخبز والخمر يخاطب الآب قائلاً: وليحلّ روحك القدوس علينا وعلى هذه القرابين الموضوعة، ويظهرها، وينقلها، قدساً لقديسيك، .. وهذا الخبز يجعله جسداً مقدساً له .. وهذه الكأس أيضاً دماً كريماً لعهده الجديد .. يُعطى لغفران الخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه. (الخولاجي المقدس – جمعية أبناء الكنيسة، الطبعة الثالثة – 1960م ص230).
(آمين آمين آمين أؤمن أؤمن أؤمن واعترف إلى النفس الأخير أنّ هذا الخبز هو الجسد المحييَّ الذي أخذه ابنك الوحيد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح من سيدتنا ملكتنا كلنا والدة الإله القديسة الطاهرة مريم وجعله واحداً مع لاهوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير .. وهو يعطي عنا خلاصاً وغفراناً للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه، أؤمن أؤمن أؤمن أنّ هذا هو بالحقيقة آمين.
بهذا الادّعاء بأنّ الخبز والخمر يهب الذي يتناوله الخلاص وغفران الخطايا والحياة الأبدية .. ألا يعلنون استغناءهم عن فاعلية ذبيحة الصليب والاستعاضة عنها بالمادة؟!!
كيف قادهم إبليس إلى الاعتقاد بتحويل المادة الجامدة التي لا تحسّ بلا حياة بلا عقل بلا روح إلى شخص ربنا يسوع المسيح بجسده الحرفي ودمه الحرفي وروحه ونفسه الإنسانية ولاهوته؟!!ليت أحباءنا يدركون الفرق الشاسع بين الإيمان والعيان (( لأننا نسلك بالإيمان لا بالعيان )) كورنثوس الثانية 7:5.
خطورة الأخذ بالأسرار السبعة للكنائس التقليدية 1 - الخطر الأول: هو إقامة وسطاء مصطنعين بين الناس والله.
يعلن الوحي صريحاً (( إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح )) (اتيموثاوس 5:2). ووساطة المسيح يؤهله لها سببان هما التجسّد والفداء. (( الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله، لكنّه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس. وإذ وُجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب )) فيلبي 6:2-8. والمسيح هو الذي صالح الآب معنا فهو وسيط بين الله والناس ولكن الكنائس التقليدية وضعت وسطاء بين الناس والله فعكست الآية. فمع أن الإنسان هو المعتدي المتعدّي على الشريعة السمحة ومسبب القطيعة والخصام إلاّ أنّ المبادرة تأتي من فوق من عند أبي الأنوار (( كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم )) (2كورنثوس19:5). أمّا ادّعاء التقليدين بأنّ طبقة (( الاكليروس )) هي صاحبة الامتياز الكهنوتي ليقرّب الشعب إلى الله، بواسطة تقديم ذبائح غير دموية التي هي الخبز والخمر .. في هذا تجنّي صارخ وجهالة بوساطة المسيح العظيمة وعدم إدراك شمولها وكفايتها لقبول الخاطيء الأثيم.
2 - الخطر الثاني: هو إلغاء الغذاء الروحي على كلمة الله.
إنّ من يستعيض عن الوجبة الدسمة الكاملة على مائدة كلمة الله المقدسة بمكسّبات الطعم المصطنعة من قداس طقسي متكرر واعتراف للكاهن دون التوبة ثم التناول من الأسرار ليظلّ طفلاً في الإيمان تماماً كالطفل الذي يفتح عينيه كل يوم على البسكويت والحلوى والكولا فينمو بطيئاً واهناً مستضعفاً. لقد قال الرب له المجد (( الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة )) (يوحنا 63:6).
3 - الزجّ بصلوات وطقوس وتعاليم مخالفة لنصّ وروح الوحي المقدس.
كالخولاجي الذي يحوي صلوات من تأليف البشر مخالفاً للصبغة الروحانية في كلمة الله، ونظراً للصبغة المقدسة التي خلعها التقليديون على هذا الكتاب فقد احترمه عامة الشعب المنقاد واعتبره وحياً مقدساً، وكالأبصلمودية المقدسة وهي عبارة عن كتابين .. الأبصلمودية السنوية وهي صلوات من وضع البشر تُتلى يومياً في عشية ونصّ الليل وفي غدِ اليوم التالي وبها مخالفات صريحة لمباديء الكتاب المقدس، وكالاجبية المقدسة وهي عبارة عن فقرات من المزامير وفصول من الأناجيل وصلوات بها تعاليم تجديفية تمجّد القديسين والكهنة، وكالسنكسار الذي يحوي أساطير عن الشهداء والبطاركة والأساقفة والرهبان وأعياد ملائكة وهي مشبّعة بالخيالات الخرافية، وكبستان الرهبان وهو عبارة عن خرافات عجائزية وروايات وهمية أقرب إلى الوثنية منها إلى المسيحية. وضاع الكتاب المقدس وسط كل هذا الزحام التقليدي !
4 - قصورها عن إنارة درب السماء.
أصبح مصير الشخص التقليدي مرهوناً على ممارسة تلك الأسرار، وحتى لو عاش طيلة حياته شريراً ثم أُحضِر له الكاهن وهو على فراش الموت في النزع الأخير ليقدّم له سرّ التناول حتى يقدّم له حياة أبدية. لكنه في حقيقة أمره يظلّ قلقاً طوال حياته، لأنّه عالم بأنّه لم يرضِ الله بطاعته، على مصيره الأبدي. ولذا فهم يقدّمون ما يُسمّى بذبائح (( القداس )) أسبوعياً لتمنحهم، كما يتوهمون، غفران الخطايا. وهكذا كانت الأسرار مدعاة لخوف من يمارسونها بسبب عدم ثقتهم بكفاية كفارة المسيح التي قدمها مرّة على الصليب .. وما يجب ملاحظته أنهم في نهاية القداس يقولون عن الخبز والخمر يعطي عنّا خلاصاً وغفراناً للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه.
ونجد في كلمة الله تأكيداً لكفاءة دم المسيح للخلاص (( لأنّه بقربان واحد أكمل إلى الأبد المقدسين )) (عبرانيين 14:10). ههنا يجد المؤمن الحقّ في ذبيحة المسيح التي قُدّمت مرّة واحدة كلّ الكفاية لغفران خطاياه المعترف بها بل ولتقديسه على درب السماء. ففي لحظة إيمانه يحصل على التبرير الفوري ثمّ ينال البرّ الموهوب له من الربّ يسوع ليسير في القداسة التي بدونها لن يرى أحدُُ الربّ.
5 - الأسرار السبعة التقليدية تضاد تدبير وعمل نعمة الله.
يستحيل على الإنسان أن يتغاضى عن عمل النعمة ومقاصد الله الأزلية أو المشورات الأزلية التي دبرّت قبل صنع الإنسان خطّة لخلاصه إن هو قبل الخطّة، آمن وأطاع. تعرّف الكنائس التقليدية السرّ الكنسي بأنّه (( عملُُ مقدّس يتمّ بالصلاة واستخدام وسائط حسيّة منظورة تنال من خلالها النفس البشرية نعمة الله ومواهبه غير المنظورة. ويقولون أنّ الأسرار تمنح النعمة من ذاتها وبقوّتها .. لأنّ صدور النعمة معلّق على مباشرة السرّ (القمص متى المسكين – الأفخارستيا والقداس – الجزء الأول ص24؛ حبيب جرجس – أسرار الكنيسة السبعة – الطبعة الخامسة ص6،12).
النعمة: في معناها العام … هي إحسان مقدم لمن لا يستحقه ورحمة لمن لا يستحق الرحمة ومحبة لمن لا يستحق المحبة. وفي معناها الكتابي ... هي (1) – إظهار محبة الله للخطاة والفجـار دون استحقاق لكي تخلصهم (( لأنه قد ظهرت نعمة الله المخلصة لجميع الناس )) (تيطس 11:2). بالطبع النعمة تطال الجميع ولكن المستفيد منها هو المؤمن الأمين فقط (2) – والنعمة تعمل لتأمين الخلاص (لأنكم بالنعمة مخلصون .. أفسس 8:2). (3) – وغفران الخطايا (الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته .. أفسس 7:1). (4) – والتبني (عيننا للتبني قبل تأسيس العالم .. أفسس 5:1،6). (5) – والاخـتيار (لأنّ الذين سبق فعرفهم سبق فعّينهم .. والذين ســبق فعيّنهم فهـؤلاء دعاهم أيضاً والذين برّرهم فهؤلاء مجـدّهم أيضـــاً .. رومية 29:8،30). (6) - والحياة الأبدية (كما ملكت الخطية في الموت هكذا تملك النعمة بالبر للحياة الأبدية بيسوع المسيح ربنا .. رومية 21:5).
يعلن الله أسراره لخائفيه ومتّقيه (( أعطي لكم أن تعرفوا أسرار ملكوت السموات. وأمّا لأولئك (غير المؤمنين والمسيحيون بالاسم) فلم يُعطَ )) متى11:13.
الأسرار المعلنة في كلمة الله أ - أسرار ملكوت السموات
وقد أورد الربّ أمثلة كثيرة عن الملكوت كمثل الزارع ومثل الحنطة والزوان ومثل حبّة الخردل ومثل الخميرة ومثل الكنز المخفي ومثل اللؤلؤة كثيرة الثمن ومثل الشبكة.
ب - سرّ التقوى التنازل العجيب للإله كلّي القدرة، الموجود في كل زمان ومكان، الكامل القدوس الصالح، النور الطاهر في جسد بشري لهو قمّة التواضع ومعجزة تحيّر الألباب (( عظيم هو سرّ التقوى الله ظهر في الجسد )) 1تيموثاوس 16:3.
جـ – سرّ الإنجيل
(( لأعلّم جهاراً بسرّ الإنجيل )) أفسس 19:6. وهذا السرّ خاص بتدبيرات النعمة الغنيّة التي كانت قبلاً مجهولة ولكن أعلنت لنا في ربنا يسوع مخلصنا. والإنجيل هو (( قوة الله للخلاص لكل من يؤمن .. لأنّ فيه معلن برّ الله بإيمان لإيمان )) رومية 16:1،17.
د - سرّ اتحاد المسيح بالأممين
(( إنه بإعلان عرّفني بالسرّ .. أن الأمم شركاء في الميراث والجسد ونوال موعده (الروح القدس) في المسيح بالإنجيل )) أفسس 3:3-6.
هـ - سرّ مشيئة الله
(( إذ عرّفنا بسرّ مشيئته حسب مسرّته التي قصدها في نفسه لتدبير ملء الأزمنة ليجمع كل شيء في المسيح ما في السموات وما على الأرض )) أفسس 9:1،10.
وهذا السرّ خاص بسيادة المسيح العامة وبجمع كلّ شيء فيه ما في السموات وما على الأرض ليكون هو الكلّ في الكلّ )) 2كورنثوس8:2. لأنهم لو عرفوا لما صلبوا ربّ المجد، لذلك بقي هذا الأمر سرّاً مُغلقاً.
و - سرّ الإيمان
(( ولهم سرّ الإيمان بضمير طاهر )) 1تيموثاوس9:3.
إننا ننال الولادة الجديدة بالإيمان (( وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنين باسمه )) يوحنا12:1. ونتبرر مجاناً بالإيمان (( متبررين مجاناً بنعمته بالفداء بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه )) رومية 24:13،25. ونخلص بالإيمان (( لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان )) أفسس 8:2. ثم نختم بالروح القدس لحظة الإيمان: (( إذ آمنتم ختمتم بروح الموعد القدوس )) أفسس 13:1.
(( سرّ الله المذخّر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم .. فإنه فيه (أي في المسيح) يحلّ كلّ ملء اللاهوت جسدياً. وأنتم مملوؤن (كاملون) فيه الذي هو رأس كل رياسة وسلطان )) كولوسي 2:2-10.
ح - سرّ اقتران المسيح بالكنيسة
(( من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمّه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسداً واحداً، هذا السرّ عظيم ولكنني أنا أقول من نحو المسيح والكنيسة )) أفسس 31:5،32.
ط - سرّ رجاء المجد في المؤمنين
(( السرّ المكتوم منذ الدهور ومنذ الأجيال ولكنه الآن قد أظهر لقديسيه، الذين أراد الله أن يعرّفهم ما هو غنى مجد هذا السرّ في الأمم الذي هو المسيح فيكم رجاء المجد )) كولوسي 26:1،27.
عندما اتجهت البشارة إلى الأمم وقبلوا الروح القدّس وصاروا شركاء في الجسد والميراث صار لهم رجاء أفضل وهذا الرجاء هو انتظارهم المجد معه.
ى - سرّ السبعة الكواكب
(( سرّ السبعة كواكب التي رأيت على يميني والسبع المناير الذهبية. والسبعة الكواكب هي ملائكة السبع الكنائس والمناير السبع التي رأيتها هي السبع الكنائس.
وهذا السرّ خاص بحالة المؤمنين في الكنائس السبع، وتحوي في مضمونها توجيهات وإرشادات وتحذيرات. وقد اختار الروح القدس هذه الكنائس السبع المذكورة في كل أدوارها التاريخية وهي سبع مراحل تجتازها وهي متغرّبة في الأرض قبل أن يأتي الربّ لاختطاف المستعدين الساهرين الشاهدين الذين يحفظون وصايا الله وعندهم شهادة يسوع وإيمان يسوع، الذين غسلوا ثيابهم وبيضوها في دم الخروف.
((((((((((شهود يهوة)))))))))===============شهود يهوه ليسوا بدعة واحدة تأسست منذ قرن وربع، بل هي مجموعة من البدع وتحريف للكتاب، وهي ضد الدين عموماً.
ليسوا مسيحيين هي بدعة اسسها تشالز رسل (1852 - 1916) تسمى اتباعها اولا بالرصليين، وفجر الحكم الالفي، ثم بدارسي التوراة، وجمعية التوراة والكراريس، وجمعية برج المراقبة.
وتسموا بشهود يهوه سنة 1931 في عهد رزرفورد، اقتباسا من (أش 43: 10). هم ليسوا مسيحيين على الرغم من ايمانهم بالاناجيل الاربعة. وبكل كتب العهدين القديم والجديد. لم ينتسبوا للمسيح، بل ليهوه احد اسماء الله في العهد القديم.
لا يؤمنون بقانون الايمان المسيحي، ولا بالعقائد المسيحية الاساسية.
يعتقدون ان المسيح هو اول خلق الله.
ويعتقدون ان الكنائس كلها من عمل الشيطان، يستخدمها الشيطان لخداع الناس.
وان هناك كنيسة واحدة بناها يهوه.
لهم بدع كثيرة تشمل الاريوسية، والنسطورية، والتهود، وبدعة الصدوقيين في عدم قيامة الارواح.
ينكرون جميع الاديان، ويرون انها كلها من عمل الشيطان، وان الذي اسسها هو نمرود (تك 10).
ولهم ترجمة خاصة للكتاب المقدس حرفوها لتؤيد بدعهم واسمها The New World Translation of the Scripture.
اشتراكهم مع الأدفنتست ولد رسل من عائلة بروتستانتية، ثم تتلمذ على السبتيين الادفنتست، ثم كوّن مذهبه الخاص (شهود يهوه). ويشترك شهود يهوه مع الادفنتست في البدع الآتية:
1- المسيح هو الملاك ميخائيل رئيس جند الرب.
2- الروح القدس هو نائب رئيس جند الرب.
3- بالايمان بالملكوت الارضي، وبحياة مادية سعيدة في فردوس ارضي.
4- عدم خلود النفس: وان نفس الانسان تموت كنفس الحيوان.
5- العقوبة الابدية هي الفناء.
6- يؤمنون مثلهم بتقديس السبت.
7- لهم بدع مثلهم في المجيء الثاني، ولكن تختلف في النوعية.
8- يؤمنون بالملك الألفي للمسيح (مع اختلاف في التفاصيل).
9- لهم نبوءات كاذبة كثيرة.
10- لا يؤمنون بأسرار الكنيسة ولا بطقوسها، ولا بالكهنوت ولا بالشفاعة، ولا بالتقاليد.
كتبهم اهم كتبهم التي تشمل كل عقائدهم هي كتاب "ليكن الله صادقا" وكتاب "الحق يحرركم"، وكتاب "قيثارة الله"، وكتاب "نظام الدهور الالهي"، و"هذه هي "الحياة الأبدية"، وكتاب "الدم". ولهم مجلة تحمل اسمهم وهي مجلة برج المراقبة Watch Tower .
اعتقاداتهم في المسيح
1 يعتقدون انه اله قدير، ولكن ليس الله القدير.
2 يعتقدون انه اول خلق الله، وارقى كل المخلوقات السموية.
3 خلق كل المخلوقات كمهندس او مساعد له.
4 يرون انه كلمة الله (اللوغوس) بمعنى انه كليم الله.
5 وانه الملاك ميخائيل، ورئيس جند الرب، ومارشال يهوه العظيم.
6 يعتقدون ان وجوده مر بالمراحل الآتية:
أ - مرحلة قبل التجسد كاله، اصله كائن روحي (ملاك) وله اسم الملاك ميخائيل.
ب- مرحلة وجوده الارضي، كأنسان كامل، مساو لآدم تماما.
ج- مرحلة القيامة وما بعدها والصعود، في اجساد كوّنها لنفسه.
د- مرحلة بعد الصعود - اصبح روحا وغير منظور.
7 يعتقدون ان غرض نزوله من السماء هو ان يشهد لملكوت يهوه.
8 يعتقدون ان المجوس الذين سجدوا للمسيح هم سحرة ارسلهم الشيطان وكان النجم الذي قادهم علامة من الشيطان.
9 لا يؤمنون بالطبيعتين - في وقت واحد - للمسيح اما اله فقط وقت خلقه، او انسان فقط لكي يتمم عملية الفداء.
10 يعتقدون انه لم تكن له نفس خالدة، وانما منح الخلود بسبب طاعته الكاملة ليهوه.
11 انه دعي ابن الله الوحيد، لأنه الوحيد الذي خلقه يهوه مباشرة بدون مساعدة.
12 يعتقدون ان المسيح الانسان صار ابنا لله في المعمودية، ففي المعمودية بدأت ولادته الثانية، وصار ابنا روحيا لله.
13 يرون ان المسيح مات على خشبة وليس على الصليب، وان علامة الصليب هي علامة وثنية.
14 يعتقدون ان جسد المسيح المصلوب لم يقم، وانما اخرجه الملاك من القبر واخفاه بقوة الله الخارجة. والمسيح ترك بشريته الى الابد.
15 يقولون ان المسيح لم يقم بجسده، انما قام بالروح فقط، وانه مات كانسان ويجب ان يبقى ميتا الى الابد كانسان.
16 وان التلاميذ لم يروه بعد القيامة في الجسد الذي صلب، انما في اجساد كوّنها لنفسه، ثم حلها بعد ذلك.
17 وانه لم يصعد الى السماء بجسده، لأنه لو صعد بجسده وهو جسد مشوه لصار احط من الملائكة.
18 نادوا بمجيء المسيح ثانية سنة 1914 ودخوله الهيكل سنة 1918 وتأسيسه حكومة بارة، وظهر انها نبوءات كاذبة.
19 لكي يخفوا خجلهم، قالوا ان المسيح لن يأتي الى العالم بطريقة منظورة، بل يأتي ثانية بطريقة غير منظورة لا يراه فيها احد. وهكذا دخل الى الهيكل في اورشليم السماوية غير مرئي.
20 قالوا ان المسيح - كرئيس جند الرب - سينتصر على الشيطان في معركة هرمجدون ويؤسس مملكة الله.
21 وهكذا يقضى على كل حكومات العالم وانظمته الفاسدة.
باقي اعتقاداتهم وبدعهم
1 يقولون ان كل يوم من ايام الخليقة كان الف سنة.
2 يقولون بزواج الملائكة، وان الشيطان يثير غرائزهم وانهم اتخذوا اجسادا وزنوا مع النساء، وانجبوا نسلا هم الجبابرة.
3 لا يؤمنون بخلود الملائكة.
4 ويقولون ان الخلود هو ليهوه فقط، اما خلود البشر، فهو كذبة اخترعها الشيطان.
5 يرون ان ابانا آدم قد فني، وليست له فدية، ولن ترى عيناه النور.
6 يقولون ايضا بفناء الشيطان.
7 لا يؤمنون بالخطيئة الاصلية ولا بأن الحكم على أدم قد شمل اولاده.
8 يقولون ان الجحيم هي القبر، وان البحيرة المتقدة بالنار والكبريت، انما هي الموت الثاني او الفناء، وليست مكان تعذيب.
9 يرون ان يوم الدينونة هو الف سنة. وان الاشرار بعدم معرفة الله سيأخذون فرصة اخرى، ويخلقون من جديد.
10 يؤمنون بعدة قيامات.
11 يعلّمون بأن الذين يدخلون السماء هم 144 الفا فقط، اما باقي الابرار فيعيشون في فردوس ارضي. ويبنون بيوتا ويسكنون فيها ويغرسون كروما ويشربون منها.
12 يرون ان الدين ذل، وانه فخ ولصوصية، وانه لا يحرر بل يقيد. وان كل الاديان تعرقل عبادة يهوه. وان الله بريء من الاديان، وقد حاربها المسيح.
13 لا يؤمنون بأقنومية الروح القدس، بل هو مجرد قوة.
14 وبانكارهم ايضا مساواة الآب للابن، ينكرون الثالوث القدوس. ويرون ان الذي ادخل هذه العقيدة هو قسطنطين الملك.
15 يعتقدون ان البتولية مصدرها في الكنيسة هو ابليس.
16 ينكرون دوام بتولية القديسة العذراء مريم.
17 يرون ان الاكليروس هو هيئة الشيطان، وان الكهنوت تسيس بشري يجب ان يزول وينكرون وجود رئيس اعلى له.
18 ينكرون العبادة الجمهورية، ويقولون ان المسيح علّم بالصلاة والصوم في الخفاء (مت 6).
19 يؤمنون بتقديس السبت والهيكل، وبأن اورشليم ستكون عاصمة الكون. وهكذا يعودون الى عقائد يهودية.
20 لا يؤمنون ببناء بيوت الله. ولذلك ليست لهم كنائس والمعمودية يمكن ان تكون عندهم في مغطس.
21 ويرون انهم هم وحدهم سفراء يهوه على الارض، وانهم هيئة الله الخاصة.
22 لا يوافقون اطلاقا على نقل الدم، مهما احتاج المريض الى جراحة خطيرة لانقاذ حياته.
ضد الحكومات
1 ينادون بأن كل الحكومات من عمل الشيطان، وانها تشكل نظام العالم الفاسد. وان كل انظمة العالم تدار بيد الشيطان الذي يهزأ بالله. ولذلك لا يدينون بطاعة للحكام.
2 لا يوافقون على الانخراط في الجيش والتجنيد.
3 ينادون بمقاطعة الحكومات والانتخابات والتجنيد والقومية والزعماء.
4 يعتبرون تحية علم الدولة او الانحناء امامه، عبادة اصنام، وضد الوصية الثانية لأن كثيرا من اعلام الدولة فيها صور ورسوم.
5 يقولون ان شهود يهوه اليوم يعلنون احكام الله العادلة، والقاضية بتدمير جميع حكومات هذا العالم الشرير، وتأسيس ملكوت يهوه.
6 لهذا فان كثيرا من الدول طردت شهود يهوه باعتبارهم ضد نظام الحكم. وقد الغت الحكومة المصرية جمعيتهم (برج المراقبة) في النصف الثاني من الخمسينات).
البابا شنوده الثالث
جريدة النهار28-5-2006
(((((((((((((((((((المفتش "خرومبو من يعرف الخطأ يتصل ب000000))))))============الأستاذ الكريم عمر الفاروق
السلام عليكم ورحمة الله:
يشرفني أن تتابع ما أكتب ..
كما يشرفني أن أتابع ما تكتب..
بارك الله فيك وزادك علماً وغفر لنا ولك.
..................
سأل بنو إسرائيل الرب بعد موت يشوع أيَّاً من الأسباط يصعد لمحاربة الكنعانيين، فاختار الرب "يهوذا".
وخرج يهوذا وانتصر على الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ، وَضَرَب مِنْهُمْ فِي بَازَقَ عَشَرَةَ آلاَفِ رَجُل
ثم نزل بَنُو يَهُوذَا لِمُحَارَبَةِ الْكَنْعَانِيِّينَ سُكَّانِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ.
وَكَانَ الرَّبُّ مَعَ يَهُوذَا فَمَلَكَ الْجَبَلَ، وَلكِنْ لَمْ يُطْرَدْ سُكَّانُ الْوَادِي لأَنَّ لَهُمْ مَرْكَبَاتِ حَدِيدٍ.
قضاة 1: 19
هكذا (يُطْرَدْ) بني الفعل للمجهول.
وهذه ترجمة ليست صحيحة.
وصحيح الترجمة البناء للمعلوم ....فيقال:
"بيد أنه لم (يَقْوَ) على طرد سكان الوادي"
هكذا جاءت RSV
And the LORD was with Judah, and he took possession of the hill country, but he could not drive out the inhabitants of the plain, because they had chariots of iron.
The Revised Standard Version
ولكن المترجمين آثروا أن يبنوا الفعل للمجهول " يُطْرَدْ " ..حتى لا يسندوا إلى ربهم العجز عن هزم سكان الوادي وإجلائهم عن واديهم.
والصحيح أن يكتب الفعل مبنياً للمعلوم لا للمجهول، كما كتبه كاتب السفر لا أن يغيروا له ما كتب، وأن يترك الأمر لإيمان الناس ومعرفتهم بربهم ليفهموا أن الذي لم يقو على سكان الوادي هو يهوذا لا الرب.
وفي الترجمات الإنجليزية لم يبنْ الفعل للمجهول وإنما كتبوا
he could not drive out the inhabitants of the plain
كما في RSV
وأيضاً:
So the Lord was with Judah. And they drove out the mountaineers, but they could not drive out the inhabitants of the lowland, because they had chariots of iron.
The New King James Version
وأيضاً في:
New International Version
but they were unable to drive the people
و في The New American Standard Bible
but they could not drive out the inhabitants of the valley
لكنهم كتبوها
he
بالأحرف الصغيرة إشارة أن المراد هو يهوذا لا الرب، أو
they
أي رجال يهوذا.
وهذا أيضاً من الاختلاف الذي يدل على أن المترجمين يتصرفون في النص ويغيرونه على حسب ما يرون.
فهؤلاء كتبوا (هو) وهؤلاء كتبوا (هم).
ثم..
ما الذي جعل مترجمي العربية يغيرون الفعل للمجهول، ولم يتركوا اللفظ كما كتبه الكاتب؟
السبب: أنهم لو كتبوا (لكنه لم يقو على طرد سكان الوادي..) سوف يتساءل القاريء ولماذا لم يقو يهوذا على طرد سكان الوادي (حتى لو كان المراد بـ(هو أو "لم يقو") يهوذا لا الرب)؟
ألم يكن الرب معه؟
ألم تكن هزيمته لسكان الجبال لهذه المعية؟
وكذلك في قتاله لسكان الوادي كان الرب معه فلم لم يطردهم كما طرد ساكني الجبال؟
ألم يعد الرب يهوذا قبل أن يخرج للحرب أن يدفع الأرض ليده، فقال له الرب:
«يَهُوذَا يَصْعَدُ. هُوَذَا قَدْ دَفَعْتُ الأَرْضَ لِيَدِهِ».
قضاة1: 2
فلم لم يدفع أرض السهل ليده كما وعد؟
الجواب: (لأَنَّ لَهُمْ مَرْكَبَاتِ حَدِيدٍ)
إذن لم يتخل الرب عن يهوذا .. وكان معه في السهل والجبل..
وسبب عدم طرد سكان الوادي هو مركبات الحديد.
ومعناه أن الذي لم يقو على مركبات الحديد ليس يهوذا فقط .. بل يهوذا والرب الذي معه.
كان معه في الأولى وطرد له سكان الجبال ...
وكان معه في الثانية (لم يتخل عنه) لكن لم يقو على طرد سكان الوادي هذه المرة ..
والسبب قد عرفناه (لأَنَّ لَهُمْ مَرْكَبَاتِ حَدِيدٍ)!?????????=======================================================(((((((((((الصليب والمخابيل)))))))))))))))============================?يحمل النصارى الصلبان على الصدور، ويوشمون بها الأيدي، ويجعلون منها لدينهم رمزاً.
يضعونها على الأقبية، وواجهات المحلات، وفي البيوت.
فهل هذا ما كان عليه النصارى في الجيل الأول؟
هل كانوا يعرفون الصليب رمزاً للدين؟
أو كانوا يرفعونه على الكنائس، أويرسمونه على الجلود؟
لا.. ليس صحيحاً.
لم يكونوا يعرفون ذلك ولا يفعلونه.
ولا كان الصليب لهم رمزاً أو شعاراً.
وإنما كان شعارهم ورمز الدين عندهم (السمكة)
كتب جون لويمر عن أحوال الكنيسة في الربع الأخير من القرن الثاني، فقال:
اخثوس Ichthus (علامة السمكة)
(العبارة العقائدية "ابن الله" أضيفت إلى العبارة "يسوع رب" فكونت واحدة من أول الصيغ العقائدية المسيحية، وظهرت هكذا "يسوع المسيح ابن الله المخلص"
فإذا أخذت الحروف الأولى للخمس كلمات الرئيسية في اللغة اليونانية فإنها تكون كلمة "سمك"
أ ....... إيسوس ...... يسوع
خ .......خرستوس .... المسيح
ث ......ثيوس ........ الله
و ...... ميوس ..... ابن
س ....... سوتير ...... مخلص
وهكذا صارت السمكة رمزاً للمسيحية يعرفه كل المؤمنين)
جون لويمر: تاريخ الكنيسة الجزء الأول ص154
ترجمة فهيم عزيز .. دار الثقافة.
..............................................................
وقول المؤلف أن "ابن الله" أضيفت إلى العبارة الأولى التي عرفها المسيحيون الأوائل وهي "يسوع رب" ليس صحيحاً أيضاً.
فليس في الكلمات التي اختصارها (أخثوس) Ichthus كلمة "رب" وإنما فقط "يسوع المسيح"
فـ (إيسوس) تعني "يسوع"
Iisous
والمسيح "كريستوس" أو "خريستوس":
Χristos
و"ابن" gios أو γιος أو " ويوس"
كتبها المترجم لكتاب لويمر "ميوس" وهو خطأ، خاصة أنه وضع اختصارها حرف "و" وليس الميم.
و " الله" "ثيوس"
Theos
و" المخلص" "سوتير"
sotiria
http://www.kypros.org/
http://www.kypros.org/cgi-bin/lexicon/
هكذا عرف الأوائل المسيح أنه "يسوع المسيح" حتى نهاية القرن الثاني، ثم أضيف إلى هذه العبارة (ابن الله المخلص)
واختصروها (أخثوس) أو Ichthus
ولو كان النصارى الأوائل من تلاميذ المسيح ومن بعدهم يقولون بما يقول به النصارى اليوم من الفداء، والصليب والدم المراق ..
ما غفلوا عن الصليب، ولا بحثوا عن غيره، أو استبدلوا به سمكة.??????????================?يقول النصارى أن المسيح جاء فادياً للناس من الخطية
ذلك أن الناس فسدوا وزغوا جميعاً، لا صلاح فيهم ولا خير
وأكد ذلك بولس في رسالته إلى أهل رومية، فقال:
3: 10 كما هو مكتوب أنه ليس بار و لا واحد
3: 11 ليس من يفهم ليس من يطلب الله
3: 12 الجميع زاغوا و فسدوا معا ليس من يعمل صلاحا ليس و لا واحد
ثم انتهى أن الخلاص لا يكون إلا بالمسيح ودمه لأن الجميع أخطأ
3: 22 بر الله بالإيمان بيسوع المسيح إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون لأنه لا فرق
3: 23 إذ الجميع أخطاوا و أعوزهم مجد الله
3: 24 متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح
3: 25 الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله
وقوله أن الجميع أخطأ، وأنهم زاغوا وفسدوا معاً ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد.
وأن ذلك مكتوب
(وأنه مكتوب أنه ليس بار ولا واحد)
وأن هذا يعني فساد الناس وضلالهم ليس فيهم صالح .. ليس ولا واحد، قول خطأ واعتقاد خاطئ.
فالمكتوب الذي نقل عنه بولس واستدل به ..... هو المزمور 14
جاء فيه:
1- قَالَ الْجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ: ((لَيْسَ إِلَهٌ)). فَسَدُوا وَرَجِسُوا بِأَفْعَالِهِمْ. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً.
2- اَلرَّبُّ مِنَ السَّمَاءِ أَشْرَفَ عَلَى بَنِي الْبَشَرِ لِيَنْظُرَ: هَلْ مِنْ فَاهِمٍ طَالِبِ اللهِ؟
3- الْكُلُّ قَدْ زَاغُوا مَعاً فَسَدُوا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ.
.....................................................
فالذين فسدوا ورجسوا، وليس من يعمل صلاحاً منهم، ليس ولا واحد ...
هم الكفار الذين أنكروا وجود الله ... وكفروا به
قَالَ الْجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ: ((لَيْسَ إِلَهٌ)). فَسَدُوا وَرَجِسُوا بِأَفْعَالِهِمْ. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً.
فالفساد وعدم الصلاح في الكافر الجاهل الجاحد، في فاعلي الإثم الذين لا دعوا الله ولا عبدوه.
4- أَلَمْ يَعْلَمْ كُلُّ فَاعِلِي الإِثْمِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ شَعْبِي كَمَا يَأْكُلُونَ الْخُبْزَ وَالرَّبَّ لَمْ يَدْعُوا.
بل قول المزمور دليل أن هناك صالحين وهم شعب الله الذين أكلهم الكافرون كما يأكلون الخبز.
فكيف استدل بولس بالمكتوب على فساد الناس جميعاً ورتب عليه عقيدته في الخلاص بالمسيح!
إنه استدلال خاطئ لاعتقاد خاطئ وتحريف للكلم عن مواضعه.
......................
ثم ... مزمور 53 هو بعينه مزمور 14 نقل بحروفه!
فالمزموران مزمور واحد أعيد نسخه مرة أخرى.?????===========================?لما أكل أدم وزوجه من الشجرة بدت لهما سوءاتهما وعلما أنهما عريانان فصنعا لأنفسهما مآزر يستتران بها.
واختبأ أدم لما سمع صوت الرب ماشياً في الجنة!!
تُرى هل سمع وقع قدميه فعلم أنه يمشي ... من أجل ذلك اختبأ؟!!
8 وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلهِ مَاشِيًا فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ، فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ.
ووبخ الرب أدم لأكله من الشجرة:
12فَقَالَ آدَمُ: «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ».
هكذا كان جوابه على الرب أن المرأة التي جعلها الرب معه هي التي أغوته وأعطته من الشجرة فأكل.
وهو خطأ في التربية ما كان لكتاب مقدس يعلم الناس أن يذكره دون تعقيب وتأديب.
ذلك أن أدم استخدم نهجاً تبريرياً في الاعتذار عن الخطأ، فبرر ذاته وألقى اللوم على الآخر، دون اعتراف منه بخطئه.
«الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ».
وكان ينبغي للكتاب المقدس الذي هو نافع للتأديب والتعليم أن يقف عند قول أدم ويصحح له قوله وفكره، ويبين خطأه فيه.
ولما انتقل الإله إلى حواء ليسألها
«مَا هذَا الَّذِي فَعَلْتِ؟»
فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: «الْحَيَّةُ غَرَّتْنِي فَأَكَلْتُ».
السلوك نفسه تسلكه المرأة والنهج التبريري نفسه بتبرير الذات كما فعل أدم.
وقد عرض القرءان لقصة أدم والأكل من الشجرة، وعرض لرد أدم وزوجه بعد الوقوع في الخطيئة، فكان التأديب والتربية بتحمل المسؤولية في الخطأ، وحساب الذات فيها لا التبرير لها.
{قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (23) سورة الأعراف
اعتراف بالخطأ وظلم النفس، فلا أدم رمى بالذنب على حواء، ولا رمت حواء به على أدم أو على الحية!!
" ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا "
نهج القرءان الذي يعلمه الناس، أن الخطأ ينظر الإنسان عن دوره في حدوثه..
(والنقد الذاتي هو الأسلوب من التفكير الذي يحمل صاحبه المسؤولية في جميع ما يصيبه من مشكلات ونوازل.
والتفكير التبريري يفترض الكمال بصاحبه، ويبرئه من أية مسؤولية في الأخطاء التي تحدث أو النوازل التي تحل.
{... فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} (32) سورة النجم
{وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} (30) سورة الشورى
ويتخذ النقد الذاتي في القرءان الكريم والسنة الشريفة شكل المباديء الثابتة والموازين الدائمة التي توجه العقل لئن يتحرى دور صاحبه في كل ما يصيبه في أي زمان أو مكان)
ماجد كيلاني عرسان: أصول التربية الإسلامية???????
عَلَى بَطْنِكِ تَسْعِينَ وَتُرَاباً تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ
عَلَى بَطْنِكِ تَسْعِينَ ...
هل نفهم من ذلك:
أن الحية قبل جُرْمِها كانت تمشي على أطراف وأقدام ..
أو أنها كانت تسعى قائمة منتصبة... فإذا أسرعت أو أعجلت ألقت ساقيها للريح،
أو كان لها أجنحة تطير بها في الهواء ...
فلما وسوست ... عوقبت ..
فنزع منها ريشها، وكسرت لها أقدامها ..
فسعت على بطنها تلتف وتلتوي؟
...............
وَتُرَاباً تَأْكُلِينَ
هل تأكل الحيات التراب؟!
وهل التراب غذاء يؤكل؟!!
فأي من الحيوان يأكله ؟!!
ألا تأكل الحيات كما هو معروف عنها ... .. الفئران والبيض والطيور والحيوانات صغيرها وكبيرها.. ؟!
......
15وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ».
وماذا عن غير الحيات .. فالعقرب يلدغ أعقابنا ونحن نهشم رأسه وجسمه...
وغير ذلك من سباع الأرض ..
فما هو الأمر الزائد الذي عوقبت به الحية؟
16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ، بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَدًا.
وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».
أَتْعَابَ حَبَلِكِ
لا أدري هل في اللغة العربية (أتعاب) جمع (تعب)؟!
بل هل في العربية كلمة (أتعاب)؟!
إذن (أتعاب!) الحمل عقوبة من الله للمرأة.
وأوجاع الولادة عقوبة!
واشتياق المرأة للرجل أو الزوجة لزوجها وحبها له .. عقوبة كذلك!
مسكينة تلك المرأة .. ما أشد تحقير الكتاب المقدس لها!
هذا خطأ .. لاشك فيه.
ولقد بين الله في كتابه العزيز أن العلاقة بين الرجل وزوجه
أو الحب والعاطفة
أو الرحمة والمودة
أو سكن كُلِّ زوجٍ إلى صاحبه ...
كل ذلك آية من آيات الله الدالة على قدرته وحكمته ..
ودعا عباده إلى التفكر فيها ..
آية ...كآيات الكون والنجوم والشمس والأرض
واختلاف الألسنة والألوان ..
ومنام الناس بالليل ومعاشهم بالنهار
وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
الروم 21
فانظر كيف يعلو القرءان بالعلاقة التي بين الزوجين والشوق بينهما ..
آية.. لقوم يتفكرون.
ثم ..
ما أعظم هذا الدين .. وهذا النبي!
جعل حمل المرأة وولادتها عملاً عظيماً يرقى به الإسلام رقياً حتى لو ماتت في حملها أو وضعها .. ماتت شهيد ..
فقال النبي صلى الله عليه وسلم عن الشهداء .. "والمرأة تموت بجُمْع شهيد"
.. رواه مالك والنسائي وأحمد وأبو داود .. وغيرهم.
قال ابن عبد البر : هي التي تموت من الولادة ألقت ولدها أم لا . وقيل : هي التي تموت في النفاس..
فلو ماتت في الحمل أو الوضع أو النفاس فهي شهيد..
ليس حملها عقوبة
ولا وضعها عقوبة ..
ولا نفاسها عقوبة ..
ولا حبها لزوجها ورغبتها إليه عقوبة.
هذا إهانة للمرأة ..
وتحقير لدورها في الحياة وامتداد الخليقة.
(((((((((((((((((((((حتى ليلى يا زكريا بطرس تكذب عليها ؟!!))))))))))))))))
بقلم: د. محمد جلال القصاص
ينقل الكذاب اللئيم زكريا بطرس عن الدكتورة عائشة بنت عبد الرحمن ( بنت الشاطئ ) من مقدمة كتابها ( نساء النبي ) ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا النص
لابد لي أن أشير إلى رغبة كريمة أبداها بعض السادة القراء، ممن يؤثرون أن نطوي بعض الأخبار، عن حياة الرسول الخاصة، تعلقت بها شبهات أعداء الإسلام .غير أني في الحق ألفيت أن طي هذه الأخبار، لا تقره أمانة البحث، ولا هو من هدى القرآن الكريم، الذي حرص على أن يسجل منها ما يؤكد بشرية الرسول ... وما كان لي أن أطوي ما لم يطوه الله تعالى، عن بيت نبينا صلعم في آيات نتعبد بها ... فلم يعد يحل لدارس مسلم أن يضرب الصفح عن ذكرها .وأنا بعد لا أرى في هذه المواقف آية عظمَة في نبينا.
وهو هنا بتر النص من سياقه العام فغير المعنى ، وبالتالي تكلم على لسان الدكتورة عائشة بما لم تتكلم به ، بل وغير في النص ذاته .. وضع قلمه فيه .. . كما هي عادته مع النصوص الشرعية ، وهذا هو النص الأصلي من كتاب الدكتورة بنت الشاطئ الطبعة الثالثة عشر . تقول : ( ولا بد لي أن أشير إلى رغبة كريمة ، أبداها بعض السادة القراء ، ممن يؤثرون أن نطوي بعض أخبار عن حياة الرسول الخاصة ، تعلقت بها شبهات أعداء الإسلام .
غير أني في الحق ، ألفيت أن طي هذه الأخبار ، لا تقره أمانة البحث ، ولا هو من هدي القرآن الكريم الذي حرص على أن يسجل منها ما يؤكد بشرية الرسول ، كي يعصمنا مما تورط فيه غيرنا ، حين جردوا رسلهم من بشريتهم ، وأضفوا عليهم من صفات الألوهية ما يشوب عقيدة التوحيد التي هي جوهر الدين كله .
وما كان لي أن اطوي ما لم يطوه الله تعالى ، عن بيت نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ في آيات نتعبد بها ونتلوها قياما وقعوداً وعلى جنوبنا ، فلم يعد يحل لدارس مسلم أن يضرب الصفح عن ذكرها ، فيما يتناول من حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وقد نزل بها الوحي في سور وآيات محكمات .
وأنا بعد لا أرى في هذه المواقف ، إلا آية عظمة في نبينا الذي استطاع وهو بشر مثلنا أن يضطلع بآخر رسالات السماء ، وأن ينقل بها الإنسانية إلى مرحلة الرشد ، ويحررها من ضلال الوثنية وشوائب الشرك ، ويقودها على مراقي طموحها إلى تحقيق وجودها الأسمى .
آية البطولة في محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه استطاع وهو بشر مثلنا أن يدخل التاريخ كما لم يدخله سواه ، وأن يوجه سيره على امتداد الزمان والمكان منذ اصطفاه الله تعالى خاتما للنبيين عليهم السلام.
أريد لأقول : ( والكلام لبنت الشاطئ )
إنني في كل ما تناولت من حياة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم أر في شيء منه قط ما أتحرج من تعريضه لضوء البحث الأمين ، وقد كان مرجعي فيها جميعاً القرآن الكريم والحديث الشريف ، ومصادر إسلامية في السيرة والتاريخ ، لا يرقى إليها أي شك في حسن المقصد وصحة الإيمان ) انتهى كلامها .
التعليق :
تقرأ ما نقل بطرس الكذاب اللئيم على لسان بنت الشاطئ فتخال أن على بيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أُلقيت سُتُرٌ غليظة ، وتخال المسلمين وقد تجمعوا حول بيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخفون شيئا معيباً تستره جدران البيت ، وأن بنت الشاطئ جاءت لتزيح هذه السدود وتلك الستر الغليظة وتكشف للناس الحقيقة بعد ألف وأربعمائة عام !!
نقل بطرس الكذاب كلامها ليقول للناس أن المسلمين يخفون أشياء كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يفعلها وإن عرفها الناس انفضوا عنه.! .
وحين تقرأ كلام الدكتورة بنت الشاطئ كاملاً بدون تحريفات هذا الكذاب اللئيم تجد أنها تفاخر بحياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وترد على الكذاب اللئيم زكريا بطرس وإخوانه ما تكلموا به في حقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بل وتنال من معتقدهم صراحة . .
فما أقبح الكذب!! .
والمقصود أن هكذا يستدل بطرس .. يبتر الكلام ويدخل عليه بعد التعديلات ( البسيطة ) التي تخرجه عن معناه الأصلي ???????????????========================================================(((((((((((((((?بحث عن الروح القدس التى تسمى الاقنوم الثالث))))))))))))))
هذا بحث عن الروح القدس الاقنوم الثالث عند النصارى
لنبدأ ببعض الاسئلة اعتبرها دعوة للتفكير بطريقة علمية منطقية بعيدا عن الموروثات التى عفا عليها الزمن و اصبحت لا تصمد امام اى مناقشة علمية و الله المستعان وحده ..........
السؤال الاول :
لماذا لا يذكر بولس الروح القدس فى مقدمة اى رسالة من رسائله ؟؟؟؟
هل من الطبيعى ذلك لم يذكرها و لا مرة واحدة و ذكر الاب و يسوع فقط فى جميع المرات بلا استثناء واحد و اليكم مثل واحد للتوضيح :
1بُولُسُ لْمَدْعُوُّ رَسُولاً لِيَسُوعَ لْمَسِيحِ بِمَشِيئَةِ للهِ وَسُوسْتَانِيسُ لأَخُ 2إِلَى كَنِيسَةِ للهِ لَّتِي فِي كُورِنْثُوسَ لْمُقَدَّسِينَ فِي لْمَسِيحِ يَسُوعَ لْمَدْعُوِّينَ قِدِّيسِينَ مَعَ جَمِيعِ لَّذِينَ يَدْعُونَ بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ لْمَسِيحِ فِي كُلِّ مَكَانٍ لَهُمْ وَلَنَا. 3نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ للهِ أَبِينَا وَلرَّبِّ يَسُوعَ لْمَسِيحِ.
كما ترى لو راجعت النصوص فى بدايات كل رسائل بولس لن تجد اى اثر للروح القدس الا يحتاج هذا الى تفسير لماذا تعامل الروح القدس كانها اقل درجة من بقية الاقانيم و لم تذكر و لو مرة واحدة فى بداية الرسائل ؟؟؟؟؟؟ اريد تفسير منطقى عقلى ............
و لماذا ايضا لا يذكر اى كاتب من الاباء الاوائل اى شىء عن الوهية الروح القدس حتى بداية القرن الرابع
السؤال الثانى :
هناك نصوص متعددة تذكر ان يسوع سوف يجلس فى النهاية على يمين الاب وله مكان او عرش اخر بجوار الاب ولا يوجد اى ذكر لمكان الروح القدس على يمين الله مثلا مثل يسوع لا نعرف لها موقع محدد او مكان محجوز لها مثل يسوع راجع اعمال 7 : 55 و كولوسى 3 : 1 و رؤية يوحنا 5 : 1 و 7 : 10 .
هل من سبب لذلك غير ان بولس لا يفهم انها اقنوم اساسى فى التثليث و هل تستطيع احد ان يحدد موقعها هل هى على يمين العرش ام يساره ام خلفه ام اين مكانها بالضبط و اين ستجلس اليست مساوية لبقية الاقانيم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
و اليك مثال واحد رؤية 7 : 10
10وَهُمْ يَصْرُخُونَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلِينَ: «الْخَلاَصُ لِإِلَهِنَا لْجَالِسِ عَلَى لْعَرْشِ وَلِلْخروف».
اين الروح القدس اليس لها خلاص هى ايضا لماذا يتجاهلها الجميع لماذا لا يصرخ الجميع بصوت عظيم لخلاص الروح القدس هل هى اقل درجة من بقية الاقانيم ؟؟؟؟؟؟؟؟. انها حتى لا تساوى الخروف .........
حتى لو اعتبرنا الجلوس على يمين الاب رمز لماذا اختفى هذا الرمز مع الروح القدس ؟؟؟؟؟.
السؤال الثالث :
فى 1 كورنثوس
3وَلَكِنْ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُلٍ هُوَ لْمَسِيحُ. وَأَمَّا رَأْسُ لْمَرْأَةِ فَهُوَ لرَّجُلُ. وَرَأْسُ لْمَسِيحِ هُوَ للهُ.
اين الروح القدس هنا اين مكانها فى هذه الرؤوس المتبادلة لا ذكر لها اطلاقا .................... هل تعتبر راس يسوع ام راس الرب ام هناك من هو راسها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
السؤال 4
افسس 5 : 5
5فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ هَذَا أَنَّ كُلَّ زَانٍ أَوْ نَجِسٍ أَوْ طَمَّاعٍ، لَّذِي هُوَ عَابِدٌ لِلأَوْثَانِ لَيْسَ لَهُ مِيرَاثٌ فِي مَلَكُوتِ لْمَسِيحِ وََللهِ.
كما ترى ملكوت المسيح و الله فقط لا يوجد ملكوت للروح القدس هل يعترض احد على ذلك ......... هل هناك تفسير لهذا التجاهل .؟؟؟؟؟
هل يريد بولس ان يعقد الامور يجب ان ندرك انه من اهم شروط العقيدة الالهية الصحيحة ان تكون واضحة و مفهومة لكل البشر حتى البسطاء منهم و لا نبحث عن نصوص نأولها لاثبات ما نريد و نهمل النصوص التى لا تثبت ما نريده ؟؟؟؟.
السؤال الخامس :
الاب و يسوع يتحدثا مع بعضهما هل تحدث احد منهم مع الروح القدس هل نادى مثلا يسوع و هو على الصليب الروح القدس و سالها لماذا تركته الا تساوى الاب لماذا لم يطلب منها المساعدة على الصليب ؟؟؟؟؟؟؟
السؤال السادس :
هناك بعض الصفات الموجوة فى الروح القدس ليست موجودة فى يسوع مثل انها تستطيع ان تملا الناس انظر اعمال 2 : 4
4وَامْتَلأَ لْجَمِيعُ مِنَ لرُّوحِ لْقُدُسِ وَبْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ لرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا.
اذا كانت الروح القدس مساوية للاب و يسوع هل يستطيع يسوع ان يملا الناس و يجعل الناس تنطق بلغات اخرى ؟
و كذلك النص فى اعمال 2 : 17
17يَقُولُ للهُ: وَيَكُونُ فِي لأَيَّامِ لأَخِيرَةِ أَنِّي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤىً وَيَحْلُمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَماً. 18وَعَلَى عَبِيدِي أَيْضاً وَإِمَائِي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي فِي تِلْكَ لأَيَّامِ فَيَتَنَبَّأُونَ.
و هذا النص السابق يدل على ان الاب له الفعل و الروح القدس عليها التنفيذ و لكن الا ترى ان تفسير النص السابق هو ان هذه الروح هى قوة الرب او تاييده للبشر ما الخطأ فى هذا التفسير ؟؟؟؟؟؟؟؟
نفس الشىء و نفس التعليق فى هذا النص الذى يحدد ان الروح القدس ممكن ان نشربها
13لأَنَّنَا جَمِيعَنَا بِرُوحٍ وَاحِدٍ أَيْضاً عْتَمَدْنَا إِلَى جَسَدٍ وَاحِدٍ يَهُوداً كُنَّا أَمْ يُونَانِيِّينَ عَبِيداً أَمْ أَحْرَاراً. وَجَمِيعُنَا سُقِينَا رُوحاً وَاحِداً
و اذا اعتبرت هذا على سبيل المجاز او الرمز يكون لى الحق ان اعتبر ذلك فى اى نص اختاره و يكون المعنى المراد هنا ايضا هو قوة من الرب او تاييد منه للبشر .
و كذلك هذا النص
22الَّذِي خَتَمَنَا أَيْضاً، وَأَعْطَى عَرْبُونَ لرُّوحِ فِي قُلُوبِنَا
ما هو العربون او مقدم الاتعاب هذا هل هو اله منفصل او اقنوم من الاقانيم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و هذا النص ايضا :
3ظَاهِرِينَ أَنَّكُمْ رِسَالَةُ لْمَسِيحِ، مَخْدُومَةً مِنَّا، مَكْتُوبَةً لاَ بِحِبْرٍ بَلْ بِرُوحِ للهِ لْحَيِّ، لاَ فِي أَلْوَاحٍ حَجَرِيَّةٍ بَلْ فِي أَلْوَاحِ قَلْبٍ لَحْمِيَّةٍ.
و كل النصوص السابقة لا يفعلها يسوع و ممكن تفسيرها بكل وضوح انها قوة الرب و تاييده
و اليك هذا النص لتوضيح كل ما سبق
9وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي لْجَسَدِ بَلْ فِي لرُّوحِ إِنْ كَانَ رُوحُ للهِ سَاكِناً فِيكُمْ. وَلَكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ لْمَسِيحِ فَذَلِكَ لَيْسَ لَهُ. 10وَإِنْ كَانَ لْمَسِيحُ فِيكُمْ فَالْجَسَدُ مَيِّتٌ بِسَبَبِ لْخَطِيَّةِ وَأَمَّا لرُّوحُ فَحَيَاةٌ بِسَبَبِ لْبِرِّ.
ما هو التفسير للاعداد السابقة فى العدد الثامن روح المسيح فيهم و فى العدد التاسع المسيح نفسه فيهم و نفس الشىء فى روح الرب انها الهام الرب و تاييده و ليست اله منفصل و هذا ما يفهم من هذا العدد
و هذا النص :
34لأَنَّ لَّذِي أَرْسَلَهُ للَّهُ يَتَكَلَّمُ بِكلاَمِ للَّهِ. لأَنَّهُ لَيْسَ بِكَيْلٍ يُعْطِي للَّهُ لرُّوحَ.
هذا النص يوضح ان الرب اعطى يسوع الروح القدس هل هذا يعنى انها كانت غير موجودة عنده اليس هو مساوى للاب هل يستقيم هذا النص مع تصور ان الروح القدس اله مساو للاب و الابن ؟؟؟؟؟
و هذا النص
«وَمَتَى جَاءَ لْمُعَزِّي لَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ لآبِ رُوحُ لْحَقِّ لَّذِي مِنْ عِنْدِ لآبِ يَنْبَثِقُ فَهُوَ يَشْهَدُ لِي. 27وَتَشْهَدُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً لأَنَّكُمْ مَعِي مِنَ لاِبْتِدَاءِ».
يثبت اتحاد الاب و الابن لارسال الروح القدس و لكن يسوع يستدرك انه رغم اشتراكه فى الارسال الا ان روح الحق من عند الاب .............................................!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
السؤال السابع :
ما هو موقف الروح القدس من هذا النص ؟؟؟؟؟؟؟؟
35اَلآبُ يُحِبُّ لاِبْنَ وَقَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي يَدِهِ. 36اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ للَّهِ»
هنا اهمال كامل للروح القدس لماذا لا يوجد اى نص يثبت ان الاب يحب الروح القدس و ان من يؤمن بها له الحياة الابدية مثل من يؤمن بيسوع و لم يدفع الاب اى شىء فى يديها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
السؤال الثامن :
يلجأ النصارى للتفسير الحرفى حين يفيد و تلجأ للتاويل و الرمز حين لا ينفع الحرف ساوضح بمثال
انظر هذا النص من رومية
11لأَنَّ لْخَطِيَّةَ وَهِيَ مُتَّخِذَةٌ فُرْصَةً بِالْوَصِيَّةِ خَدَعَتْنِي بِهَا وَقَتَلَتْنِي.
بولس يتحدث عن الخطية و يقول انها خدعته هل الخطية شخص يخدع هذا يسمى مجاز اذكر القاعدة التى تتبعها فى المجاز و متى تلجأ له و متى تلجأ للتفسير الحرفى ؟؟؟؟؟؟؟. و نطبق هذا على النصوص الخاصة بالروح القدس ...........
السؤال التاسع :
لغويا هل الروح القدس مؤنث ام مذكر ام لا جنس لها بديهى انا اريد الاجابة من النصوص الاصلية اليونانية و العبرية .
و فى اليونانية باركيليتوس مذكر و لكن بينوما لا جنس لها اى تاخذ الضمير
It فى الانجليزية
انظر طبعة الملك جيمس رومية 8 : 16
The Spirit itself beareth witness with our spirit, that we are the children of God
الروح هنا لا جنس لها و يستعمل الضمير المناسب لذلك طبعا المشكلة غير متواجدة فى اللغة العربية التى تنص على :
16اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضاً يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ للهِ.
و هنا نقطة فرعية للتامل اذا نظرت لكتاب المقدس طبعة كتاب الحياة تجد النص تحول الى
16فَالرُّوحُ نَفْسُهُ يَشْهَدُ مَعَ أَرْوَاحِنَا بِأَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ
هل الروح يشهد لاروحنا حسب نص فان دايك ام يشهد مع اروحنا حسب نص كتاب الحياة .!!!!!!!!.
و لا يزال التحريف مستمرا ............................. و لكن هذه قصة اخرى
انظر النص فى يوحنا 14 : 17
Even the Spirit of truth; whom the world cannot receive, because it seeth him not, neither knoweth him: but ye know him; for he dwelleth with you, and shall be in you.
هنا يعتبر الروح مذكر هل عندك تفسير ام هى كالعادة مجرد اختلاف ترجمة و لكن الاصل اليونانى لكملة روح المستخدمة فى هذا النص لا جنس لها و الدليل من الانجيل الامريكى الكاثوليكى الجديد يعترف بخصوص العدد 14 : 17 فى يوحنا الكلمة اليونانية الروح لا جنس لها و استعمال الضمائر الشخصية معها خطأ .
و هذا النص من الملك جيمس يستعمل ضمير غير العاقل او ما لا جنس له منسوبا الى الروح يوحنا 3 : 8
The wind bloweth where it listeth
بعكس هذا النص
But when the Comforter is come, whom I will send unto you from the Father, even the Spirit of truth, which proceedeth from the Father, he shall testify of me:
يعتبر الروح شخص عاقل ......
السؤال العاشر
يقول يسوع فى يوحنا 13 : 16
16اَلْحَقَّ لْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.
هل توافق على قول يسوع هنا اذن كيف تفسر هذا النص ؟؟؟؟؟ فى يوحنا ايضا
26وَأَمَّا لْمُعَزِّي لرُّوحُ لْقُدُسُ لَّذِي سَيُرْسِلُهُ لآبُ بِاسْمِي فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.
الاب يرسل الروح القدس اذن الاب اعظم من الروح القدس اذن الروح القدس لا تساوى الاب ما رايكم فى هذا المنطق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
السؤال الحادى عشر
الاب و الابن و الروح القدس فى اعتقاد النصارى اله واحد هل نطمع فى ان نعرف ما اسم هذا الاله الواحد الذى لا يتغير بمرور الوقت او اختلاف اللغات هذا السؤال يستحق موضوع منفرد اذا لم يجب عليه احد ساضعه فى موضوع منفرد ..................
و نكتفى بهذه الاسئلة و اضع الان بعض النصوص التى تثبت ان الروح القدس هى قوة الله و تاييده و ليست اله او اقنوم منفصل .............. و هى القوة التى اقام بها ابنه على حسب اعتقادكم من الاموات .............
رومية 8 : 11
11وَإِنْ كَانَ رُوحُ لَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ لأَمْوَاتِ سَاكِناً فِيكُمْ فَالَّذِي أَقَامَ لْمَسِيحَ مِنَ لأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ لْمَائِتَةَ أَيْضاً بِرُوحِهِ لسَّاكِنِ فِيكُمْ.
1 كورونثوس 6 : 14
14وَاللَّهُ قَدْ أَقَامَ لرَّبَّ وَسَيُقِيمُنَا نَحْنُ أَيْضاً بِقُوَّتِهِ
افسس 1 : 19
19وَمَا هِيَ عَظَمَةُ قُدْرَتِهِ لْفَائِقَةُ نَحْوَنَا نَحْنُ لْمُؤْمِنِينَ، حَسَبَ عَمَلِ شِدَّةِ قُوَّتِهِ 20الَّذِي عَمِلَهُ فِي لْمَسِيحِ، إِذْ أَقَامَهُ مِنَ لأَمْوَاتِ، وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي لسَّمَاوِيَّاتِ،
افسس 3 : 20
20وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ أَكْثَرَ جِدّاً مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ لْقُوَّةِ لَّتِي تَعْمَلُ فِينَا،
ما هى القوة التى تعمل فينا اليست هى المعروفة بالروح القدس من النصوص السابقة اذن هى قوة الرب التى تعمل فينا .....................
لوقا 1 : 35
35فَأَجَابَ لْمَلاَكُ: «اَلرُّوحُ لْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ لْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً لْقُدُّوسُ لْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى بْنَ للهِ.
هذا مثل واضح ان الروح القدس هو قوة الرب او العلى كما فى النص . و اى تفسير اخر يدخلنا فى متاهة نحن فى غنى عنها تماما
و هذا النص ايضا يذكر قوة من الاعالى ....
لوقا 24 : 49
49وَهَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ مَوْعِدَ أَبِي. فَأَقِيمُوا فِي مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ لأَعَالِي».
انها قوة الروح القدس التى تعمل فيكم حسب اعتقادكم .....
الخلاصة :
الروح القدس ليست اقنوم ثالث و كلمة اقنوم التى اختارها شخص ما فى اللغة العربية لتساعد على اظهار المعنى و هى طبعا غير موجودة فى اى نص فى الكتاب المقدس و لكن اذا كنا نتحدث بالانجليزية سيكون التعبير كلمة شخص و لى الحق ان استخدم كلمة شخص و لك الحق ان تستخدم كلمة اقنوم التى ليس لها اى اساس فى الكتاب المقدس .
اذن الروح القدس ليست شخص قائم بذاته منفصل و مساو للاب و الابن انها على اقصى تقدير قوة الرب او منحة الهية منه و ليست مساوية له النصوص تثبت ذلك .....
و الان نناقش ما ذكره احد المحاورين من نصوص لاثبات الوهية الروح القدس و الله المستعان :
النص الاول متى 10 : 20
20لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ لْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ لَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ.
بديهى بعد العرض السابق هذه ليست الا قوة الرب او تاييده للمتكلمين هنا ......
النص الثانى غلاطية 4 : 6
6ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ للهُ رُوحَ بْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخاً: «يَا أَبَا لآبُ»
نفس الشىء بل ان النصين معا يثبتوا ان الروح اقل درجة من الاب و من الابن لان الاب هو الذى يرسل راجع ما سبق ان ذكرته .....
1 بطرس 1 : 11
11 بَاحِثِينَ أَيُّ وَقْتٍ أَوْ مَا لْوَقْتُ لَّذِي كَانَ يَدُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ لْمَسِيحِ لَّذِي فِيهِمْ، إِذْ سَبَقَ فَشَهِدَ بِالآلاَمِ لَّتِي لِلْمَسِيحِ وَلأَمْجَادِ لَّتِي بَعْدَهَا.
لاحظ فى هذه الترجمة الروح مذكر فيقول سبق فشهد
نفس النص من طبعة الملك جيمس يستعمل الضمير غير العاقل
Searching what, or what manner of time the Spirit of Christ which was in them did signify, when it testified beforehand the sufferings of Christ, and the glory that should follow.
و بديهى هذا تناقض يجب تفسيره و الامر معقد لا ينفع فيه التبسيط او التسطيح .
و ملخص الكلام فىا لنصوص السابقة
تارة يقول الكتاب ان روح الله الآب يسكن في المؤمنين ، وتارة اخرى روح الابن يسكن في المؤمنين
هل تريد ان تقول اذا كان روح الاب يسكن و روح الابن يسكن اذن الروح تساوى الاب و تساوى الابن اذن هى اله او اقنوم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ اقول هذا بعيد جدا و لا يعتبر اكثر من راى و الراى المضاد له نفس واجهته ان لم يكن اقوى مع الشواهد الاخرى ....................
لنستمر مع النصوص التى تذكر لاثبات الوهية الروح القدس :
كورنثوس 6 : 19
19أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ لْقُدُسِ لَّذِي فِيكُمُ لَّذِي لَكُمْ مِنَ للهِ وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟
اول ملاحظة كون الروح القدس من الله ينفى الوهيتها على حسب القاعدة التى قالها المسيح نفسه كما سبق و لان الله هو الذى اعطاهم هذه الروح .
ثانيا راجع النص من اوله يثبت لك ان الموضوع كله مجاز لتنفير الناس من ارتكاب الزنا .
2 كورنثوس 6 : 16
من طبعة فان دايك
16وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ للهِ مَعَ لأَوْثَانِ؟ فَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ هَيْكَلُ للهِ لْحَيِّ، كَمَا قَالَ للهُ: «إِنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً.
من طبعة كتاب الحياة
16وَأَيُّ وِفَاقٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَصْنَامِ؟ فَإِنَّنَا نَحْنُ هَيْكَلُ اللهِ الْحَيِّ، وَفْقاً لِمَا قَالَهُ اللهُ : «سَأَسْكُنُ فِي وَسَطِهِمْ، وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ إِلهَهُمْ وَهُمْ يَكُونُونَ شَعْباً لِي.
هل لاحظت الاختلاف الطبعة الاولى تقول انتم هيكل الله الحى و الطبعة الثانية تقول نحن هيكل الله الحى .
ساترك التعليق على التحريف هنا
و الاختلاف الثانى القاتل النص الاول يقول ساسكن فيهم و النص الثانى يقول ساسكن فى وسطهم
هذا اولا اما ثانيا هذه اشارة للمذكور فى اللويين 26 : 12
11وَأَجْعَلُ مَسْكَنِي فِي وَسَطِكُمْ وَلاَ تَرْذُلُكُمْ نَفْسِي. 12وَأَسِيرُ بَيْنَكُمْ وَأَكُونُ لَكُمْ إِلَهاً وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي شَعْباً.
و النص هنا يؤكد انه يسكن فى وسطهم و ليس يسكن فيهم كما فى طبعة فان دايك ................ و الفرق كبير بين التعبير الاول و التعبير الثانى
رومية 8 : 9 يذكر النصارى جزء من النص
و لكن هذا هو النص كاملا
9وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي لْجَسَدِ بَلْ فِي لرُّوحِ إِنْ كَانَ رُوحُ للهِ سَاكِناً فِيكُمْ. وَلَكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ لْمَسِيحِ فَذَلِكَ لَيْسَ لَهُ. 10وَإِنْ كَانَ لْمَسِيحُ فِيكُمْ فَالْجَسَدُ مَيِّتٌ بِسَبَبِ لْخَطِيَّةِ وَأَمَّا لرُّوحُ فَحَيَاةٌ بِسَبَبِ لْبِرِّ. 11وَإِنْ كَانَ رُوحُ لَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ لأَمْوَاتِ سَاكِناً فِيكُمْ فَالَّذِي أَقَامَ لْمَسِيحَ مِنَ لأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ لْمَائِتَةَ أَيْضاً بِرُوحِهِ لسَّاكِنِ فِيكُمْ.
باختصار هذا النص يثبت اختلاف روح المسيح عن روح الرب لانه هو الذى اقامه من الاموات حسب اعتقادك و هذا بالمناسبة يثبت ايضا عدم الوهية يسوع و لكن هذا امر لم يحن وقته بعد ..... ...........
يوحنا 6 : 63
63اَلرُّوحُ هُوَ لَّذِي يُحْيِي. أَمَّا لْجَسَدُ فلاَ يُفِيدُ شَيْئاً. اَلْكلاَمُ لَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ
هل توضح مرة اخرى ماذا يثبت هذا النص فى التثليث او حتى فى الوهية الروح القدس ؟؟؟؟ هذا النص لا يثبت اى شىء
و هذا بحث فى نص موجود فى رسالة بطرس الاولى 4: 14
14 إِنْ عُيِّرْتُمْ بِاسْمِ لْمَسِيحِ فَطُوبَى لَكُمْ، لأَنَّ رُوحَ لْمَجْدِ وَللهِ يَحِلُّ عَلَيْكُمْ.
التى يقول احد الزملاء انها تثبت ان الروح القدس اله لان النص يقول روح المجد و ليس مجيد الا الله و يستنج بالتالى ان الروح القدس اله ......!!!!!!!!!
و هذا هو الرد على بعون الله و توفيقه :
اقرا النص فى طبعة فان دايك : و ارجو ان تلاحظ انى لابد ان اشير الى الطبعة التى ارجع اليها حتى لا تحدث لخبطة كما سترى بعد قليل ..........
14 إِنْ عُيِّرْتُمْ بِاسْمِ لْمَسِيحِ فَطُوبَى لَكُمْ، لأَنَّ رُوحَ لْمَجْدِ وَللهِ يَحِلُّ عَلَيْكُمْ.
هنا شخصيتان منفصلتان روح المجد و الله و لانه حسب كلامك ليس مجيد الا الله اذن روح المجد هى ايضا اله رغم انك لم توضح كيف عرفت ان روح المجد هى الروح القدس ؟؟؟؟؟؟ ام ذكر اى روح فى الكتاب المقدس يعتبر ذكر للروح القدس ........سنتحدث عن هذه النقطة لاحقا رغم ان الاجابة واضحة .....
تقول ليس مجيدا الا الله هل الكنيسة اله ؟؟؟؟؟ اقرا النص
Eph:5:27:
27 لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن او شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب. (SVD)
هنا الكنيسة مجيدة هل ممكن ان نضيف الكنيسة كاقنوم جديد !!!!!!!!! (حقوق الاكتشاف محفوظة) ....
و هذا سليمان ممكن ان ينضم الى القائمة :
Mt:6:29:
29 ولكن اقول لكم انه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها. (SVD)
قد تقول ان مجد سليمان هنا اقل درجة من مجد الله و بالتالى كيف عرفت ان روح المجد مساو للاب فى المجد و ليس اقل او اكثر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و هنا مجد الاب منفصل و استعاره الابن منه :
Mt:16:27:
27 فان ابن الانسان سوف يأتي في مجد ابيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله. (SVD)
لماذا قيل مجد ابيه لم يقال مجد ابن الانسان ..........!!!!!! اسئلة كثيرة .
و هذا النص و يحتاج توضيح منهم عن المجد و الامجاد :
Hb:2:16:
16 قد شبعت خزيا عوضا عن المجد.فاشرب انت ايضا واكشف غرلتك.تدور اليك كاس يمين الرب.وقياء الخزي على مجدك. (SVD)
و هذا ملك بشرى اخر :
Dn:4:30:
30 واجاب الملك فقال أليست هذه بابل العظيمة التي بنيتها لبيت الملك بقوة اقتداري ولجلال مجدي. (SVD)
اذن حكاية ليس مجيد الا الله غير مقنعة ......
طبعة فان دايك السابقة تقول روح المجد و الله كما سبق
انظر هذه الطبعة :
روح المجد و روح الله اى روح المجد مضافة الى روح الله
New International Version (NIV)
1 Peter 4
14If you are insulted because of the name of Christ, you are blessed, for the Spirit of glory and of God rests on you.
و هذه الطبعة :
تقول روح الله و مجده
The Message (MSG)
1 Peter 4
14If you're abused because of Christ, count yourself fortunate. It's the Spirit of God and his glory in you that brought you to the notice of others.
و هذه الطبعة :
روح الله المجيدة بدون حرف عطف اى اقنوم واحد فقط ؟؟؟؟
New Living Translation (NLT)
1 Peter 4
14Be happy if you are insulted for being a Christian, for then the glorious Spirit of God will come upon you.
و هذه الطبعة :
روح المجد و روح الله
King James Version (KJV
1 Peter 4
14 If ye be reproached for the name of Christ, happy are ye; for the spirit of glory and of God resteth upon you: on their part he is evil spoken of, but on your part he is glorified.
وهذه الطبعة :
روح المجد و روح الله مثل النص السابق و لكن تعجب معى ماذا كتب فى هامش هذه الطبعة :
بعض النسخ الاصلية تضيف روح القوة ؟؟؟؟ اى النص هكذا روح المجد و روح الله و روح القوة ؟؟؟؟؟؟
هل هذه هى الثلاثة اقانيم التى تبحث عنها و لماذا مذكورة فى بعض المخطوطات و غير مذكورة فى الاخرى ؟؟
English Standard Version (ESV
1 Peter 4
14If you are insulted for the name of Christ, you are blessed, because the Spirit of glory[1] and of God rests upon you.
Footnotes
1. Some manuscripts insert and of power
و هذه الطبعة :
تضع كلمة روح بين قوسين اى هى غير موجودة فى الاصل .......
:: Darby Translation (DARBY)
1 Peter 4
14 If ye are reproached in [the] name of Christ, blessed [are ye]; for the [Spirit] of glory and the Spirit of God rests upon you: [on their part he is blasphemed, but on your part he is glorified.]
و هذه الطبعة :
و الجديد فى هذه الطبعة انها تقول ان بقية العدد محذوفة فى احدى النسخ الاصلية :
New King James Version (NKJV)
1 Peter 4
14If you are reproached for the name of Christ, blessed are you, for the Spirit of glory and of God rests upon you.[1] On their part He is blasphemed, but on your part He is glorified.
Footnotes
1. 4:14 NU-Text omits the rest of this verse.
و اليك بعض النصوص من المخطوطات الاصلية و ساذكر اختصار للمخطوطة و اذا شئت التفصيل اهلا و سهلا
النص الاول
"the Spirit of glory and of God rests"
روح المجد و روح الله
موجود فى المخطوطات الاتية
p72 B K Psi some Byz
النص الثانى :
"the Spirit of glory and of power and of God rests"
روح المجد وروح القوة وروح الله ...
موجود فى المخطوطات الاتية و هى اكثر من السابقة و هى الموجودة فى احدث طبعة من النسخة القياسية المعتمدة :
S A P 33 81 104 945 1241 1739 1881 some Byz Lect four lat cop(north)
النص الثالث :
"the Spirit of glory and of the power of God rests"
روح المجد و روح قوة الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
موجود فى النصوص الاتية :
614 630 2495 one lat syr(h) cop(south)
النص الرابع :
"the Spirit of the glory of God rests"
روح مجد الله !!!!!!!!!!!
موجودة فى النصوص الاتية :
three lat earlier vg syr(p)
باختصار نصوص متعارضة غير دقيقة لايسع الشخص العاقل الا اهمالها من حسابه
هل يستطيع احد ان يخبرنا ماذا يقول النص الاصلى ام نحذف هذا النص ايضا من القائمة و نستمر فى رحلة البحث عن الاقانيم ...................
...................................................................
اخوكم eeww2000???????????????=======================================================(((((((((((((((إله المحبة مستوجب نار جهنم؟))))))))))))))))
كثيراً ما يتناقش المسلمون والنصارى ويتحاورون فى العديد من النقاط ، وما يأخذه النصارى على المسلمين (بغير فهم وبدون علم) على سبيل المثال وليس الحصر هو كيفية انتشار الإسلام ، وقد أفرزت بفضل الله ومنته له العديد من الصفحات للرد عليهم، وقد بيَّنت لهم أن الذى انتشر بالسيف وبالقتل والإبادة الجماعية هى النصرانية واليهودية من قبلها ، وسأذكر نصاً واحداً من كتابهم لأذكرهم بهذا: (وَكَثِيرُونَ مِنْ شُعُوبِ الأَرْضِ تَهَوَّدُوا لأَنَّ رُعْبَ الْيَهُودِ وَقَعَ عَلَيْهِمْ.) أستير8: 17
لكن الغريب أنهم يلتزمون عند المناقشة بكلمة ليس لها أدنى مدلول عندهم ، وهى كلمة (الله محبة) ، ويشيرون بها إلى أن عيسى عليه السلام هو (إله المحبة).
1- إله المحبة يدعوا إلى ذبح كل من لا يتخذه ملكاً :
تندهش حين يحاول النصارى تبرير هذا النص ، فتارة يقولون إنه حال الكفار فى الآخرة ، وتارة يقول لك اقرأ النص كاملاً ، لأنك تبتر بقولك هذا معنى النص ، وعندما تقرأه كاملاً ، لا تجد أية رابط بين كلامه والنتيجة التى وصل إليها فى النص: (27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».) لوقا 19: 27
2- إله المحبة أتى من أجل دمار البشرية :
(49«جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ فَمَاذَا أُرِيدُ لَوِ اضْطَرَمَتْ؟ 50وَلِي صِبْغَةٌ أَصْطَبِغُهَا وَكَيْفَ أَنْحَصِرُ حَتَّى تُكْمَلَ؟ 51أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَاماً. 52لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. 53يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا»)لوقا12: 49-53
(34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. 35فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا. 36وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ.) متى 10: 34-36
فتبريرات النصارى فى هذا الشأن متهافتة ، فهم يقولون بتحليل الأنبا شنودة ، بأن مجىء ديانة جديدة كانت لابد أن تثير القلاقل بين متبعيها وبين رافضيها داخل البيت الواحد.
والإله فى زعمهم يفترض بذلك أنه لن يؤمن به بيت كامل بالمرة ، بل سيكون الإنقسام داخل كل بيت: منهم الكافرون ومنهم المؤمنون.
فرسالته ينبغى أن تكون هى رسالة الحب ، ومن لا يتبعها يكن من الآثمين ، فكان ينبغى لهذا الإله أن يكن من المتفائلين ، وأن ينظر إلى النور الذى تشعه رسالته ، وليس إلى ظلام قلوب الآثمين.
أضف إلى ذلك أن عسى عليه السلام لم يأتى بدين جديد ، فما كان له أن يُعلِّم ديناً جديداً فى معبد اليهود وبين أظهرهم وينشره فى ربوع اليهودية. فكم من مرة احتكم إلى التوراة؟ وكم من مرة أعاد على أذهان مستمعيه من اليهود أقوال التوراة والأنبياء فى القضايا المختلفة؟ وكم من مرة صحح أفهامهم ومعتقداتهم بشأن كتب موسى والأنبياء؟ فيبقى الغرض من مجيئه لتدمير الأسر والحياة الإجتماعية الهادئة غير معروف ، إلا إذا أقرت الكنيسة بأن هذا النص ليس من أقوال عيسى عليه السلام.
3- إله المحبة يدعوا إلى اقتناء السيف واستعماله:
وعجبت لأحد المتناقشات أن ذكرت لها نص طلب عيسى عليه السلام لإقتناء السيف بل واستعماله ، فبررت المحبة أنه أبرأ أذن عبد رئيس الكهنة ، ولم تجيبنى على السؤال:
فبعد أن أعلن لهم يسوع أنه قد اقترب وقت القبض عليه قال لهم: (35ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حِينَ أَرْسَلْتُكُمْ بِلاَ كِيسٍ وَلاَ مِزْوَدٍ وَلاَ أَحْذِيَةٍ هَلْ أَعْوَزَكُمْ شَيْءٌ؟» فَقَالُوا: «لاَ». 36فَقَالَ لَهُمْ: «لَكِنِ الآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذَلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً. 37لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ فِيَّ أَيْضاً هَذَا الْمَكْتُوبُ: وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ. لأَنَّ مَا هُوَ مِنْ جِهَتِي لَهُ انْقِضَاءٌ». 38فَقَالُوا: «يَا رَبُّ هُوَذَا هُنَا سَيْفَانِ». فَقَالَ لَهُمْ: «يَكْفِي!». 48فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «يَا يَهُوذَا أَبِقُبْلَةٍ تُسَلِّمُ ابْنَ الإِنْسَانِ؟» 49فَلَمَّا رَأَى الَّذِينَ حَوْلَهُ مَا يَكُونُ قَالُوا: «يَا رَبُّ أَنَضْرِبُ بِالسَّيْفِ؟» 50وَضَرَبَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ فَقَطَعَ أُذْنَهُ الْيُمْنَى. 51فَقَالَ يَسُوعُ: «دَعُوا إِلَى هَذَا!» وَلَمَسَ أُذْنَهُ وَأَبْرَأَهَا.) لوقا 22: 35-51
وسؤالى كان: لماذا طالب تلاميذه ببيع كل ما لديهم حتى ملابسهم لشراء سيف؟
وماذا كانت إجابته على بطرس عندما سأله قائلاً: («يَا رَبُّ أَنَضْرِبُ بِالسَّيْفِ؟»)؟ فهل أطاع بطرس الذى قال له يسوع: («طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 18وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ». ـ متى 16: 17-19) ربه (؟) أم عصاه؟
4- إله المحبة نار فتَّاكة:
(29لأَنَّ إِلَهَنَا نَارٌ آكِلَةٌ.) عبرانيين 12: 29
5- إله المحبة يدمِّر فى البيئة:
تدعى الأناجيل أن عيسى عليه السلام دعا على شجرة التين فيبست: (18وَفِي الصُّبْحِ إِذْ كَانَ رَاجِعاً إِلَى الْمَدِينَةِ جَاعَ 19فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئاً إِلاَّ وَرَقاً فَقَطْ. فَقَالَ لَهَا: «لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ. 20فَلَمَّا رَأَى التَّلاَمِيذُ ذَلِكَ تَعَجَّبُوا قَائِلِينَ: «كَيْفَ يَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ؟» 21فَأَجَابَ يَسُوعُ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ وَلاَ تَشُكُّونَ فَلاَ تَفْعَلُونَ أَمْرَ التِّينَةِ فَقَطْ بَلْ إِنْ قُلْتُمْ أَيْضاً لِهَذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ وَانْطَرِحْ فِي الْبَحْرِ فَيَكُونُ. 22وَكُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي الصَّلاَةِ مُؤْمِنِينَ تَنَالُونَهُ».) متى 21: 18
بغض النظر عن الاختلاف فى هذه القضية ، وهل يبست التينة فى الحال أمام أعين التلاميذ ، أم يبست فى اليوم التالى كما يقول مرقس: (12وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ 13فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ. 14فَقَالَ يَسُوعُ لَهَا: «لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَراً بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُونَ. 20وَفِي الصَّبَاحِ إِذْ كَانُوا مُجْتَازِينَ رَأَوُا التِّينَةَ قَدْ يَبِسَتْ مِنَ الأُصُولِ 21فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: «يَا سَيِّدِي انْظُرْ التِّينَةُ الَّتِي لَعَنْتَهَا قَدْ يَبِسَتْ!») مرقس 11: 12-14 و 20-21
فإن القضية التى سأعالجها هنا: من صاحب هذه الشجرة؟ وكم أضرَّ به إله المحبة وبأسرته؟ وكم من الأفراد لحقهم الضرر وهم كانوا يستفيدون من وجودها؟ سواء بتنفس الأكسجين الذى تخرجه نهاراً أو الأفراد الذين يبيعون تين هذه الشجرة ويتربحون من وراء هذه التجارة ، أو من المستهلك الذى ينعم بأكل هذه الثمار.
وما الغرض التربوى ونموذج الحب الذى أراد أن يعلمه البشرية من جراء هذا العمل التخريبى؟
6- إله المحبة يقتل الحيوانات ويخرب بيت صاحبها ويلوث مياه البحر:
(11وَكَانَ هُنَاكَ عِنْدَ الْجِبَالِ قَطِيعٌ كَبِيرٌ مِنَ الْخَنَازِيرِ يَرْعَى 12فَطَلَبَ إِلَيْهِ كُلُّ الشَّيَاطِينِ قَائِلِينَ: «أَرْسِلْنَا إِلَى الْخَنَازِيرِ لِنَدْخُلَ فِيهَا». 13فَأَذِنَ لَهُمْ يَسُوعُ لِلْوَقْتِ. فَخَرَجَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ وَدَخَلَتْ فِي الْخَنَازِيرِ فَانْدَفَعَ الْقَطِيعُ مِنْ عَلَى الْجُرْفِ إِلَى الْبَحْرِ - وَكَانَ نَحْوَ أَلْفَيْنِ فَاخْتَنَقَ فِي الْبَحْرِ. 14وَأَمَّا رُعَاةُ الْخَنَازِيرِ فَهَرَبُوا وَأَخْبَرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَفِي الضِّيَاعِ فَخَرَجُوا لِيَرَوْا مَا جَرَى.) مرقس 5: 11-14
فأين ترون المحبة فى هذا العمل التخريبى؟ وماذا سيفعل أصحاب الخنازير بعد أن دمَّر إله المحبة ممتلكاتهم؟ وما الذى جنته البشرية ليلوث إله المحبة مياه البحر؟ كيف يوافق إله المحبة الشياطين على هذا العمل الشيطانى؟ ولماذا أراد إله المحبة بث الرعب فى كل من تقع مسامعه على هذه القصة؟
7- إله المحبة يسرق حماراً وأتانة ويركبهما فى آن واحد:
(28وَلَمَّا قَالَ هَذَا تَقَدَّمَ صَاعِداً إِلَى أُورُشَلِيمَ. 29وَإِذْ قَرُبَ مِنْ بَيْتِ فَاجِي وَبَيْتِ عَنْيَا عِنْدَ الْجَبَلِ الَّذِي يُدْعَى جَبَلَ الزَّيْتُونِ أَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ 30قَائِلاً: «اِذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا وَحِينَ تَدْخُلاَنِهَا تَجِدَانِ جَحْشاً مَرْبُوطاً لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ قَطُّ. فَحُلاَّهُ وَأْتِيَا بِهِ. 31وَإِنْ سَأَلَكُمَا أَحَدٌ: لِمَاذَا تَحُلاَّنِهِ؟ فَقُولاَ لَهُ: إِنَّ الرَّبَّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ».) لوقا 19: 28-31
وعلى الرغم من وجود تساؤل من صاحب الحمارين عند لوقا ، إلا أنه عند متى لم يعلم صاحب الحمارين بهذه القصة: (1وَلَمَّا قَرُبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ وَجَاءُوا إِلَى بَيْتِ فَاجِي عِنْدَ جَبَلِ الزَّيْتُونِ حِينَئِذٍ أَرْسَلَ يَسُوعُ تِلْمِيذَيْنِ 2قَائِلاً لَهُمَا: «اِذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا فَلِلْوَقْتِ تَجِدَانِ أَتَاناً مَرْبُوطَةً وَجَحْشاً مَعَهَا فَحُلَّاهُمَا وَأْتِيَانِي بِهِمَا. 3وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ شَيْئاً فَقُولاَ: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِمَا. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُمَا». 4فَكَانَ هَذَا كُلُّهُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ: 5«قُولُوا لاِبْنَةِ صِهْيَوْنَ: هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِيكِ وَدِيعاً رَاكِباً عَلَى أَتَانٍ وَجَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ». 6فَذَهَبَ التِّلْمِيذَانِ وَفَعَلاَ كَمَا أَمَرَهُمَا يَسُوعُ 7وَأَتَيَا بِالأَتَانِ وَالْجَحْشِ وَوَضَعَا عَلَيْهِمَا ثِيَابَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهِمَا. .. .. .. .. 10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».) متى 21: 1-11
فبأى حق يأخذ ممتلكات غيره دون استسماحه وطلب الإذن منه والموافقة على طلبه؟ وأين الحب فى الاستهانة بالغير وبحقوقه الشرعية وممتلكاته؟
8- إله المحبة إله متعصب لليهود:
متى 10: 5-7 (5هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ. 7وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ.)
متى 15: 24 (24فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي!» 26فَأَجَابَ: «لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».)
تثنية 14: 21 (21«لا تَأْكُلُوا جُثَّةً مَا. تُعْطِيهَا لِلغَرِيبِ الذِي فِي أَبْوَابِكَ فَيَأْكُلُهَا
أَوْ يَبِيعُهَا لأَجْنَبِيٍّ لأَنَّكَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ.)
تثنية 23: 20 (20لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِباً وَلكِنْ لأَخِيكَ لا تُقْرِضْ بِرِباً لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا.)
9- إله المحبة إله يسُب ويشتم:
أ ) لقد رفض علاج ابنة المرأة الكنعانية قائلاً لها: («لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».) متى 15: 26
ويا لعجبى! فالمرأة الموصوفة بالكلبة كانت من المؤمنات دون أن يعرف من تدعونه إلاهكم ، علام الغيوب: ويا لعجبى! كانت المرأة مُفوَّهة ، وأكثر حباً وحُجة وإقناعاً من إله المحبة! فقد أجابت إله المحبة بما لم يتوقعه، أى أفحمته، وجعلته يتراجع عن قراره، وتعيبون على المنسوخ فى بعض آيات أحكام القرآن! فقالت: («نَعَمْ يَا سَيِّدُ. وَالْكِلاَبُ أَيْضاً تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا». 28حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ.)متى 15: 27-28
أين: أحبوا أعداءكم يا إله المحبة؟ أين: صلوا إلى مُبغضيكم؟ أين: صَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ؟ أين كمالك الذى تطالب أتباعك أن يكونوا كاملين مثل أبيهم الذى فى السماوات؟ (43«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. 44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. 46لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ ذَلِكَ؟ 47وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ فَأَيَّ فَضْلٍ تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ هَكَذَا؟ 48فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.) متى 5: 43-48
وأين الرحمة التى تريدها يا إله المحبة؟ هل كنت تنوى أن تترك ابنة المرأة دون أن تعالجها وفى يدك العلاج؟ أم أردت أن تذلِّها وتمسح بكرامتها الوحل قبل العلاج؟ (13فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ».) متى 9: 13
ألا تعرف يا إله المحبة أنك أنزلت إلى عبادك أن الظالمون والشتَّامون لا يرثون الملكوت؟ فقلت: (9أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ؟لاَ تَضِلُّوا!لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَاسِقُونَ وَلاَ مَأْبُونُونَ وَلاَ مُضَاجِعُو ذُكُورٍ 10وَلاَ سَارِقُونَ وَلاَ طَمَّاعُونَ وَلاَ سِكِّيرُونَ وَلاَ شَتَّامُونَ وَلاَ خَاطِفُونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ) كورنثوس الأولى 6: 10
ألا تعرف يا إله المحبة أنك قلت:من قال لأخيه يا أحمق يدخل النار: (22وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.) متى 5: 25
فهل كنت تنوى يا إله المحبة أن تكون يوم الدينونة ظالماً وتحكم بعكس ما أنزلت؟
ب) وصف تلاميذه بأنهم:
قليلوا الصلاة والصوم: (28وَلَمَّا دَخَلَ بَيْتاً سَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ عَلَى انْفِرَادٍ: «لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟» 29فَقَالَ لَهُمْ: «هَذَا الْجِنْسُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَخْرُجَ بِشَيْءٍ إلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ».) مرقس 9: 28-29
ليس عندهم الإيمان الكافى:(19فَقَالَ لَهُمْ:«أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ!».) مرقس 9: 19
وأيضاً: (26فَلَمَّا أَبْصَرَهُ التَّلاَمِيذُ مَاشِياً عَلَى الْبَحْرِ اضْطَرَبُوا قَائِلِينَ: «إِنَّهُ خَيَالٌ». وَمِنَ الْخَوْفِ صَرَخُوا! .. .. .. 31فَفِي الْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ: «يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ لِمَاذَا شَكَكْتَ؟») متى 14: 26-31
أغبياء ، يفضِّلون الجهل عن العلم ، وليس عندهم تحمُّل لمسئولية التعلُّم لتعليم الأجيال القادمة: (30وَخَرَجُوا مِنْ هُنَاكَ وَاجْتَازُوا الْجَلِيلَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَعْلَمَ أَحَدٌ 31لأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُ تَلاَمِيذَهُ وَيَقُولُ لَهُمْ إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي النَّاسِ فَيَقْتُلُونَهُ وَبَعْدَ أَنْ يُقْتَلَ يَقُومُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ. 32وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا الْقَوْلَ وَخَافُوا أَنْ يَسْأَلُوهُ.) مرقس 9: 30-32
وأيضاً: (16فَقَالَ يَسُوعُ: «هَلْ أَنْتُمْ أَيْضاً حَتَّى الآنَ غَيْرُ فَاهِمِينَ؟) متى 15: 6
(27وَلَمْ يَفْهَمُوا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لَهُمْ عَنِ الآبِ.) يوحنا 8: 27
(6هَذَا الْمَثَلُ قَالَهُ لَهُمْ يَسُوعُ وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا مَا هُوَ الَّذِي كَانَ يُكَلِّمُهُمْ
بِهِ.) يوحنا 10: 6
(16وَهَذِهِ الأُمُورُ لَمْ يَفْهَمْهَا تلاَمِيذُهُ أَوَّلاً وَلَكِنْ لَمَّا تَمَجَّدَ يَسُوعُ حِينَئِذٍ تَذَكَّرُوا أَنَّ هَذِهِ كَانَتْ مَكْتُوبَةً عَنْهُ وَأَنَّهُمْ صَنَعُوا هَذِهِ لَهُ.) يوحنا 12: 16
(25فَاتَّكَأَ ذَاكَ عَلَى صَدْرِ يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ: «يَا سَيِّدُ مَنْ هُوَ؟» 26أَجَابَ يَسُوعُ: «هُوَ ذَاكَ الَّذِي أَغْمِسُ أَنَا اللُّقْمَةَ وَأُعْطِيهِ». فَغَمَسَ اللُّقْمَةَ وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ. 27فَبَعْدَ اللُّقْمَةِ دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ». 28وَأَمَّا هَذَا فَلَمْ يَفْهَمْ أَحَدٌ مِنَ الْمُتَّكِئِينَ لِمَاذَا كَلَّمَهُ بِه 29لأَنَّ قَوْماً إِذْ كَانَ الصُّنْدُوقُ مَعَ يَهُوذَا ظَنُّوا أَنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ: اشْتَرِ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِلْعِيدِ أَوْ أَنْ يُعْطِيَ شَيْئاً لِلْفُقَرَاءِ.) يوحنا 13: 25-29
(وَإِذْ كَانَ الْجَمِيعُ يَتَعَجَّبُونَ مِنْ كُلِّ مَا فَعَلَ يَسُوعُ قَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: 44«ضَعُوا أَنْتُمْ هَذَا الْكَلاَمَ فِي آذَانِكُمْ: إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي النَّاسِ». 45وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا هَذَا الْقَوْلَ وَكَانَ مُخْفىً عَنْهُمْ لِكَيْ لاَ يَفْهَمُوهُ وَخَافُوا أَنْ يَسْأَلُوهُ عَنْ هَذَا الْقَوْلِ.) لوقا 9: 43-45
(34وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً وَكَانَ هَذَا الأَمْرُ مُخْفىً عَنْهُمْ وَلَمْ يَعْلَمُوا مَا قِيلَ.) لوقا 18: 31-34
فلماذا أمسك إله المحبة عقولهم عن الفهم؟ أليسوا هم حملة دعوته ورسالته من بعده؟ فما حكمته من ذلك؟ ولماذا لم يختارهم من أصحاب العقول النيَّرة ، إذا كان علمه أزلى؟
وصف رئيس التلاميذ الذى قال فى حقه: (18وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ».)
بأنه شيطان: (23فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».) متى 16: 18-23
ج) وشتم الكهنة والفريسيين والكتبة ومعلمى الشريعة ودعا عليهم بالويل قائلاً: (7فَلَمَّا رَأَى كَثِيرِينَ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ يَأْتُونَ إِلَى مَعْمُودِيَّتِهِ قَالَ لَهُمْ: «يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي؟) متى 3: 7
متى 23: 13-36 (13«لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ!
14وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تَأْكُلُونَ بُيُوتَ الأَرَامِلِ ولِعِلَّةٍ تُطِيلُونَ صَلَوَاتِكُمْ. لِذَلِكَ تَأْخُذُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ.
15وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلاً وَاحِداً وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ابْناً لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفاً!
16وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ الْقَائِلُونَ: مَنْ حَلَفَ بِالْهَيْكَلِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ وَلَكِنْ مَنْ حَلَفَ بِذَهَبِ الْهَيْكَلِ يَلْتَزِمُ!
17أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلذَّهَبُ أَمِ الْهَيْكَلُ الَّذِي يُقَدِّسُ الذَّهَبَ؟ 18وَمَنْ حَلَفَ بِالْمَذْبَحِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ وَلَكِنْ مَنْ حَلَفَ بِالْقُرْبَانِ الَّذِي عَلَيْهِ يَلْتَزِمُ!
19أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلْقُرْبَانُ أَمِ الْمَذْبَحُ الَّذِي يُقَدِّسُ الْقُرْبَانَ؟ 20فَإِنَّ مَنْ حَلَفَ بِالْمَذْبَحِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِكُلِّ مَا عَلَيْهِ 21وَمَنْ حَلَفَ بِالْهَيْكَلِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِالسَّاكِنِ فِيهِ 22وَمَنْ حَلَفَ بِالسَّمَاءِ فَقَدْ حَلَفَ بِعَرْشِ اللَّهِ وَبِالْجَالِسِ عَلَيْهِ!
23وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هَذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ. 24أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ الَّذِينَ يُصَفُّونَ عَنِ الْبَعُوضَةِ وَيَبْلَعُونَ الْجَمَلَ!
25وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ وَهُمَا مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوآنِ اخْتِطَافاً وَدَعَارَةً!
26أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّ الأَعْمَى نَقِّ أَوَّلاً دَاخِلَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ لِكَيْ يَكُونَ خَارِجُهُمَا أَيْضاً نَقِيّاً.
27وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُوراً مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً وَهِيَ مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ. 28هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَاراً وَلَكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِلٍ مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْماً!
29وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاءِ وَتُزَيِّنُونَ مَدَافِنَ الصِّدِّيقِينَ 30وَتَقُولُونَ: لَوْ كُنَّا فِي أَيَّامِ آبَائِنَا لَمَا شَارَكْنَاهُمْ فِي دَمِ الأَنْبِيَاءِ! 31فَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ أَبْنَاءُ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاءِ. 32فَامْلَأُوا أَنْتُمْ مِكْيَالَ آبَائِكُمْ.
33أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟ 34لِذَلِكَ هَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ أَنْبِيَاءَ وَحُكَمَاءَ وَكَتَبَةً فَمِنْهُمْ تَقْتُلُونَ وَتَصْلِبُونَ وَمِنْهُمْ تَجْلِدُونَ فِي مَجَامِعِكُمْ وَتَطْرُدُونَ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى مَدِينَةٍ 35لِكَيْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ كُلُّ دَمٍ زَكِيٍّ سُفِكَ عَلَى الأَرْضِ مِنْ دَمِ هَابِيلَ الصِّدِّيقِ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ الْهَيْكَلِ وَالْمَذْبَحِ. 36اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هَذَا كُلَّهُ يَأْتِي عَلَى هَذَا الْجِيلِ!) متى 23: 13-36
د) وشتم اثنين من المؤمنين من الشعب الذين شهدا له بالإيمان الحسن، فقالا: (13وَإِذَا اثْنَانِ مِنْهُمْ كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى قَرْيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ أُورُشَلِيمَ سِتِّينَ غَلْوَةً اسْمُهَا «عِمْوَاسُ». 14وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ بَعْضُهُمَا مَعَ بَعْضٍ عَنْ جَمِيعِ هَذِهِ الْحَوَادِثِ. 15وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا. 16وَلَكِنْ أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ. 17فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هَذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟» 18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟» 19فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ.)
أما هو فشتمهما قائلاً: (25فَقَالَ لَهُمَا: «أَيُّهَا الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِيئَا الْقُلُوبِ فِي الإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاءُ) لوقا 24: 25
10- ويا ليت إله المحبة سكت إلى هذا الحد ، بل تعداه لسب الأنبياء:
(8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8
فهل نسى إله المحبة أن هؤلاء الأنبياء أسلافه وأجداده ، أيسب إله المحبة أجداده؟ وما هى القدوة التى يتركها لمتبعيه من سبِّه لأجداده؟
ألم يقل إله المحبة؟ (21«قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. 22وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.) متى 5: 21-22
11- إله المحبة يسب أباه إبراهيم ويتهمه بالدياثة لتحقيق مكاسب دنيوية، ويتهمه أنه أمر زوجته بالكذب:
(11وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَأَتِهِ: «إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ. 12فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ الْمِصْرِيُّونَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: هَذِهِ امْرَأَتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ. 13قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ».14فَحَدَثَ لَمَّا دَخَلَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ أَنَّ الْمِصْرِيِّينَ رَأَوُا الْمَرْأَةَ أَنَّهَا حَسَنَةٌ جِدّاً. 15وَرَآهَا رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ وَمَدَحُوهَا لَدَى فِرْعَوْنَ فَأُخِذَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ 16فَصَنَعَ إِلَى أَبْرَامَ خَيْراً بِسَبَبِهَا وَصَارَ لَهُ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَعَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَأُتُنٌ وَجِمَالٌ.) تكوين 12: 11-16
12- إله المحبة يتهم جده يعقوب بالكذب على أبيه وسرقة البركة والنبوة من أخيه: (تكوين صح 27)
13- إله المحبة يتهم شكيم بالزنى بابنة نبى الله يعقوب دينة: تكوين24: 20
14- إله المحبة يتهم جده لوط بالسكر والزنى بابنتيه: (30وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. 31وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أَبُونَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ. 32هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْراً وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 33فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. 34وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْراً اللَّيْلَةَ أَيْضاً فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 35فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضاً وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا 36فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. 37فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ» -وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. 38وَالصَّغِيرَةُ أَيْضاً وَلَدَتِ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي» - وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ.) تكوين19: 30-38
15- إله المحبة يتهم جده يهوذا بالزنى بثامار زوجة ابنه: (تكوين الإصحاح 38)
16- إله المحبة يتهم جده داود بالزنى بجارته ”امرأة أوريا“ وخيانته العظمى للتخلص من زوجها وقتله: فى (صموئيل الثانى صح 11) !!!
17- إله المحبة يتهم جده داود بقتل أولاده الخمس من زوجته ميكال لإرضاء الرب: (صموئيل الثاني 21: 8-9) وقد عُدِّلَت فى التراجم الحديثة من ميكال إلى ميراب. ومن المسلم به أن ميكال زوجة داود وأخت ميراب الصغرى، فعُدِّلَت حتى لا يكون داود قد قتل أولاده، بل أولاد ميراب إبنة شاول الذي أراد الإمساك به وقتله .
18- إله المحبة يُسْلِم نساء جده للزنى: صموئيل الثانى 12: 11-12!!!
19- إله المحبة يتهم جده داود بأنه لا ينام إلا فى حضن امرأة عذراء: (ملوك الأول 1: 1-4)
20- إله المحبة يتهم أجداده أبناء صموئيل بأنهم قضاة مُرتشون: (صموئيل الأول 8: 2-5 و أخبار الأيام الأول 6: 28)
21- إله المحبة يتهم جده شاول بالكفر لذهابه لعرَّافة: (8فَتَنَكَّرَ شَاوُلُ وَلَبِسَ ثِيَاباً أُخْرَى, وَذَهَبَ هُوَ وَرَجُلاَنِ مَعَهُ وَجَاءُوا إِلَى الْمَرْأَةِ لَيْلاً. وَقَالَ: «اعْرِفِي لِي بِالْجَانِّ وَأَصْعِدِي لِي مَنْ أَقُولُ لَكِ». 9فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «هُوَذَا أَنْتَ تَعْلَمُ مَا فَعَلَ شَاوُلُ, كَيْفَ قَطَعَ أَصْحَابَ الْجَانِّ وَالتَّوَابِعِ مِنَ الأَرْضِ. فَلِمَاذَا تَضَعُ شَرَكاً لِنَفْسِي لِتُمِيتَهَا؟» 10فَحَلَفَ لَهَا شَاوُلُ بِالرَّبِّ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ, إِنَّهُ لاَ يَلْحَقُكِ إِثْمٌ فِي هَذَا الأَمْرِ».) صموئيل الأول 28: 9-10
22- إله المحبة يتهم جده ناثان بالتآمر مع أمه والكذب والنصب على أبيهما داود لإختيار سليمان نبياً: (ملوك الأول 1: 11-31)
23- أين المحبة يا إله المحبة فى أنك تعلمنا كيف يزنى الأخ بأخته ثم تنتقم من الزانى بالقتل: (أمنون بن داود يزنى بأخته ثامار أخت أبشالوم بن داود) اقرأ سيناريو هذا الفيلم فى (صموئيل الثانى صح 13).
ثم اقرأ عقوبة ازانى والزانية: وكانت عقوبته الرجم حتى الموت للرجل والمرأة [10وَإِذَا زَنَى رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةٍ فَإِذَا زَنَى مَعَ امْرَأَةِ قَرِيبِهِ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ الزَّانِي وَالزَّانِيَةُ.] (لاويين 20: 10 ، تثنية 22: 24).
وحتى قبل وقوع الزواج، إذا ارتكبت امرأة مخطوبة الزنا مع رجل آخر، كان كلاهما يرجمان حتى الموت: [23«إِذَا كَانَتْ فَتَاةٌ عَذْرَاءُ مَخْطُوبَةً لِرَجُلٍ فَوَجَدَهَا رَجُلٌ فِي المَدِينَةِ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا 24فَأَخْرِجُوهُمَا كِليْهِمَا إِلى بَابِ تِلكَ المَدِينَةِ وَارْجُمُوهُمَا بِالحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَا. الفَتَاةُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهَا لمْ تَصْرُخْ فِي المَدِينَةِ وَالرَّجُلُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَذَل امْرَأَةَ صَاحِبِهِ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ.] (تثنية 22: 23 و 24).
24- إله المحبة يتهم جده رأوبين بالزنى بزوجة أبيه بلهة: (تكوين 35: 22 ؛
49: 3-4)
25- إله المحبة يتهم جده حزقيال بتشجيع النساء على الزنى والفجور (حزقيال
16: 33-34)
26- إله المحبة يتهم جده هارون بعبادة العجل والدعوة لعبادته خروج32: 1-6)
27- إله المحبة يتهم جده سليمان بعبادة الأوثان: 9فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ، 10وَأَوْصَاهُ فِي هَذَا الأَمْرِ أَنْ لاَ يَتَّبِعَ آلِهَةً أُخْرَى. فَلَمْ يَحْفَظْ مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبُّ. (الملوك الأول 11: 9-10)
على الرغم من أنه نسخ هذا الحكم وشهد له بالحكمة: (وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ هَهُنَا!) متى 12: 42 و (31مَلِكَةُ التَّيْمَنِ سَتَقُومُ فِي الدِّينِ مَعَ رِجَالِ هَذَا الْجِيلِ وَتَدِينُهُمْ لأَنَّهَا أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ هَهُنَا.) لوقا 11: 31
28- إله المحبة يتهم زوجة جده سليمان مقلة ابنة أبشالوم بأنها كفرت وعملت
تمثالاً لسارية: (ملوك الأول 15: 13 و أخبار الأيام الثانى 15: 16)
29- إله المحبة يتهم جده جدعون ببناء مذبحاً لغير الله وإضلال بنى إسرائيل:
(قضاة 8: 24-27)
30- إله المحبة يتهم جده آحاز بعبادة الأوثان: (ملوك الثانى16: 2-4 ، وأيضاً
أخبارالأيام الثانى28: 2-4)
31- إله المحبة يتهم جده يربعام بعبادة الأوثان: (ملوك الأول 14: 9)
32- إله المحبة يتهم جده بعشا بن يربعام بعبادة الأوثان (ملوك الأول 15:
33-34)
33- إله المحبة يتهم جده يفتاح الجلعادى بتقديم أضحية للأوثان (قضاة 11:
30-31)
34- إله المحبة يتهم جده أخاب بن عُمرى بعبادة البعل والسجود له (ملوك الأول
16: 31-33)
35- إله المحبة يتهم جده يهورام بعبادة العجل (ملوك الثانى 3: 1-25)
36- إله المحبة يتهم جده أمصيابعبادة الأوثان (أخبار الأيام الثانى 25: 14)
وكلهم أنبياء! لك أن تتخيل أن إله المحبة يختار أكثر خلقه شراً وضلالاً كقدوة لعباده ، وكنموذج يُحتَذى ، ثم يحاسب عباده فى الآخرة على ما اقترفوه من آثام ، كانت قدوتهم فيها أنبياء وأجداد إله المحبة الذى يعبدوه ، فيهلكهم جميعا!
37- إله المحبة يغتاب هيرودس بالغيب:
(32فَقَالَ لَهُمُ: «امْضُوا وَقُولُوا لِهَذَا الثَّعْلَبِ: هَا أَنَا أُخْرِجُ شَيَاطِينَ وَأَشْفِي الْيَوْمَ وَغَداً وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ أُكَمَّلُ.) لوقا 13: 32
38- إله المحبة يُهين أمه أمام الناس:
(3وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». 4قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ».) يوحنا 2: 3-4
وانظر ماذا تقول دائرة المعارف الكتابية عن الشخص الذى يهين والديه أو لا يسمع كلامهما: إهانة الوالداين: لم يكن فقط التعدي على الوالدين يعتبر جريمة كبرى [15وَمَنْ ضَرَبَ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ يُقْتَلُ قَتْلاً.] (خروج 21: 15) , بل [17وَمَنْ شَتَمَ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ يُقْتَلُ قَتْلاً.] (خروج 21: 17) "دمه عليه" (لاويين 20: 9)
بل كان الابن يعتبر مذنبا يستوجب القتل إذا كان معاندا أو متمردا "لا يسمع لقول أبيه ولا لقول أمه" أو كان مسرفا سكيراً، وفي هذه الحالة كان على أبويه أن يأتيا به إلى شيوخ مدينته ويقدما الشكوى ضده [18«إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ ابْنٌ مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لا يَسْمَعُ لِقَوْلِ أَبِيهِ وَلا لِقَوْلِ أُمِّهِ وَيُؤَدِّبَانِهِ فَلا يَسْمَعُ لهُمَا. 19يُمْسِكُهُ أَبُوهُ وَأُمُّهُ وَيَأْتِيَانِ بِهِ إِلى شُيُوخِ مَدِينَتِهِ وَإِلى بَابِ مَكَانِهِ 20وَيَقُولانِ لِشُيُوخِ مَدِينَتِهِ: ابْنُنَا هَذَا مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لا يَسْمَعُ لِقَوْلِنَا وَهُوَ مُسْرِفٌ وَسِكِّيرٌ. 21فَيَرْجُمُهُ جَمِيعُ رِجَالِ مَدِينَتِهِ بِحِجَارَةٍ حَتَّى يَمُوتَ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ وَيَسْمَعُ كُلُّ إِسْرَائِيل وَيَخَافُونَ.] (تثنية 21: 18-21)، فكان جميع رجال مدينته يرجمونه بحجارة حتى يموت، ليصير عبرة، فلا يفعل سائر الشباب مثله، فيحل الخراب والكوارث بهم جميعا.) وها هو إله المحبة يفعلها.
39- إله المحبة يطلب من تلاميذه عدم إفشاء السلام في الطريق:
(3اِذْهَبُوا. هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ مِثْلَ حُمْلاَنٍ بَيْنَ ذِئَابٍ. 4لاَ تَحْمِلُوا كِيساً وَلاَ مِزْوَداً وَلاَ أَحْذِيَةً وَلاَ تُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ فِي الطَّرِيقِ.) لوقا 10: 3-4 ، فأين المحبة يا أتباع إله المحبة؟
40- إله المحبة يصنع سوطاً من الحبال ويطرد به البائعين والصيارفة:
(13وَكَانَ فِصْحُ الْيَهُودِ قَرِيباً فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ 14وَوَجَدَ فِي الْهَيْكَلِ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ بَقَراً وَغَنَماً وَحَمَاماً وَالصَّيَارِفَ جُلُوساً.15فَصَنَعَ سَوْطاً مِنْ حِبَالٍ وَطَرَدَ الْجَمِيعَ مِنَ الْهَيْكَلِ اَلْغَنَمَ وَالْبَقَرَ وَكَبَّ دَرَاهِمَ الصَّيَارِفِ وَقَلَّبَ مَوَائِدَهُمْ.) يوحنا 2: 13-15
41- إله المحبة يتهم إخوتــه بالكفر: فقد أوحى إلى كتبة الأناجيل:
(5لأَنَّ إِخْوَتَهُ أَيْضاً لَمْ يَكُونُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ.) يوحنا 7: 5
42- إله المحبة يصف اليهود طالبى القدس بالكلاب والخنازير:
(6لاَ تُعْطُوا الْمُقَدَّسَ لِلْكِلاَبِ وَلاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الْخَنَازِيرِ لِئَلَّا تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُمْ.) متى 7: 6
43- إله المحبة يكذب على إخوتــه:
فبعد أن رفض أن يصعد إلى اليهودية لتكون أعماله علانية ليؤمن به أكبر عدد من الناس فى هذا الجمع من الحاضرين للعيد ، صعد هو أيضاً خفية. فهل كان يشك فى ولاء اخوته غير المؤمنين به وأمانتهم؟ (2وَكَانَ عِيدُ الْيَهُودِ عِيدُ الْمَظَالِّ قَرِيباً 3فَقَالَ لَهُ إِخْوَتُهُ: «انْتَقِلْ مِنْ هُنَا وَاذْهَبْ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ لِكَيْ يَرَى تلاَمِيذُكَ أَيْضاً أَعْمَالَكَ الَّتِي تَعْمَلُ 4لأَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَعْمَلُ شَيْئاً فِي الْخَفَاءِ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ علاَنِيَةً. إِنْ كُنْتَ تَعْمَلُ هَذِهِ الأَشْيَاءَ فَأَظْهِرْ نَفْسَكَ لِلْعَالَمِ». .. .. .. 6فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «إِنَّ وَقْتِي لَمْ يَحْضُرْ بَعْدُ وَأَمَّا وَقْتُكُمْ فَفِي كُلِّ حِينٍ حَاضِرٌ. 7لاَ يَقْدِرُ الْعَالَمُ أَنْ يُبْغِضَكُمْ وَلَكِنَّهُ يُبْغِضُنِي أَنَا لأَنِّي أَشْهَدُ عَلَيْهِ أَنَّ أَعْمَالَهُ شِرِّيرَةٌ. 8اِصْعَدُوا أَنْتُمْ إِلَى هَذَا الْعِيدِ. أَنَا لَسْتُ أَصْعَدُ بَعْدُ إِلَى هَذَا الْعِيدِ لأَنَّ وَقْتِي لَمْ يُكْمَلْ بَعْدُ». 9قَالَ لَهُمْ هَذَا وَمَكَثَ فِي الْجَلِيلِ. 10وَلَمَّا كَانَ إِخْوَتُهُ قَدْ صَعِدُوا حِينَئِذٍ صَعِدَ هُوَ أَيْضاً إِلَى الْعِيدِ لاَ ظَاهِراً بَلْ كَأَنَّهُ فِي الْخَفَاءِ. 11فَكَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَهُ فِي الْعِيدِ وَيَقُولُونَ: «أَيْنَ ذَاكَ؟») يوحنا 7: 3-11
44- إله المحبة يكذب ويتهم تلاميذه زوراً بالكذب:
لقد سمَّى وحى متى ووحى مرقس شهادة الشهود على قول يسوع بهدم الهيكل وإعادة بنائه مرة أخرى فى ثلاثة أيام شهادة زور. فكيف يسبُّهم الوحى وهم قد شهدوا بما علموا وسمعوا من يسوع؟
أليس هو القائل؟ (18فَسَأَلَهُ الْيَهُودُ: «أَيَّةَ آيَةٍ تُرِينَا حَتَّى تَفْعَلَ هَذَا؟» 19أَجَابَ يَسُوعُ: «انْقُضُوا هَذَا الْهَيْكَلَ وَفِي ثلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ». 20فَقَالَ الْيَهُودُ: «فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ هَذَا الْهَيْكَلُ أَفَأَنْتَ فِي ثلاَثَةِ أَيَّامٍ تُقِيمُهُ؟» 21وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ. 22فَلَمَّا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ تَذَكَّرَ تلاَمِيذُهُ أَنَّهُ قَالَ هَذَا فَآمَنُوا بِالْكِتَابِ وَالْكلاَمِ الَّذِي قَالَهُ يَسُوعُ.) يوحنا 2: 18-22
من النص السابق يتضح لكم أن الكذَّاب هو الرب نفسه وليسوا الشهود ، وهو بذلك يكون قد سبَّهم وهم أكثر براً منه ، وهو بذلك قد حكم على نفسه بأنه مستوجب نار جهنم؟ ألم يقل إله المحبة؟ (21«قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. 22وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.) متى 5: 21-22
ولو افترضنا حُسن النية لكان هذا الذى أوحى هذا الكلام بشراً سريع النسيان. الأمر الذى ينفى عنه صفة الألوهية ، لأن الرب قدوس، منزَّه عن كل نقص فى البشر لا تأخذه سنة ولا نوم ، ولا ينسى ، وإلا ضاعت حقوق العباد بنسيانه ، كما رأينا أنه اتهم أناس بأنهم شهود زور ، فما مصير هؤلاء الناس فى الآخرة؟ هل هم من أهل الجنة؟ أم سيظل الرب ناسياً قوله هذا فيدخلهم ظلماً وعدواناً النار؟
أما تحليل الكاتب أن يسوع كان يتكلم عن هيكل جسده ، فهذا أمر غير محتمل بالمرة ، لأنه يقدح فى أمر الدين كله:
فهل يُرسل الرب نبياً (يسوع) ولا يوضح مراده ، ويتفوَّه بأمور مزدوجة المعنى ويترك الناس تتخبَّط فى فهمها؟ فما بالك لو هو الإله نفسه؟ ألم يكن عنده أسلوب أفضل وأيسر وأوضح من هذا وهو الرب الخالق كل شىء على زعمكم؟
أضف إلى ذلك أن هذا الكلام أيضاً لا ينطبق على جسده ، لأنه لم يمكث فى القبر ثلاثة أيام: فقد مات يوم الجمعة ودُفِنَ أيضاً مساء يوم الجمعة (مرقس 15: 42) ، ومع طلوع شمس أول يوم فى الأسبوع (يوم الأحد) لم يكن بالقبر. فيكون بذلك قد بقى الإله فى المقبرة حوالى 32 ساعة.
45- إله المحبة يتجرد من الرحمة ويترك ابنه يلقى أبشع أنواع العذاب وسط
......................................................
تابع: إله المحبة مستوجب نار جهنم؟ ?????????????????المجرمين:
(28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ.) متى 27: 28-31 ،
(الرجال الذين كانوا ضابطين يسوع كانوا يستهزئون به وهم يجلدونه، وغطُّوه وكانوا يضربون وجهه قائلين: تنبأ) لوقا 22: 63-64 ،
(لطم يسوعَ واحدٌ من الخدام كان واقفاً ...) يوحنا 18: 22-23
وتركه يناديه ويسترحمه دون أن ينقذه ، على الرغم أنه وعده أن ينقذه: (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ. 45ثُمَّ قَامَ مِنَ الصَّلاَةِ وَجَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ فَوَجَدَهُمْ نِيَاماً مِنَ الْحُزْنِ.) لوقا 22: 41-45
هل تعرفون لماذا ترك إله المحبة ابنه؟ وهل لم يكن يعرف ابنه أنه لابد أن يُصلَب لفداء البشرية؟ فهل أراد بصلاته ودعائه ألا يفدى البشرية؟ (46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي» (أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟)) متى 27: 46
ألم يعد إله المحبة أن ينقذ ابنه من اليهود؟ فلماذا لم يوف بوعده؟ (32سَمِعَ الْفَرِّيسِيُّونَ الْجَمْعَ يَتَنَاجَوْنَ بِهَذَا مِنْ نَحْوِهِ فَأَرْسَلَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَرُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ خُدَّاماً لِيُمْسِكُوهُ. 33فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً يَسِيراً بَعْدُ ثُمَّ أَمْضِي إِلَى الَّذِي أَرْسَلَنِي. 34سَتَطْلُبُونَنِي وَلاَ تَجِدُونَنِي وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا».) يوحنا 7: 32-34
بل أكد لهم أنهم لن يعثروا عليه: (21قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «أَنَا أَمْضِي وَسَتَطْلُبُونَنِي وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا» .. .. .. «أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. 24فَقُلْتُ لَكُمْ إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ». .. .. .. 28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي. 29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 8: 21-29
فلماذا حكم الجميع على إله المحبة بالموت؟ هل بسبب شتمهم وسبهم وإهانتهم؟ أم بسبب تخريب ممتلكاتهم؟ أم لم يعرفوا بالمرة أنه إله المحبة وأخفى عنهم رسالته فى الحب؟ (فالجميع حكموا عليه أنه مستوجب الموت) مرقس 14: 64،
(فأجابوا وقالوا: إنه مستوجب الموت) متى 26: 66
وهل بعد هذا العمل الهمجى الذى تُمجدونه ، يستحق إله المحبة أن يوصف بعدم الرحمة وعدم المحبة؟
(31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية 8: 31-32
وهل يستحق إله المحبة اللعن بدلاً من التسبيح والحمد والإستغفار؟
(13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13
46- إله المحبة يتخلص من كل أتباعه:
ففى الوقت الذى أوحى فيه إله المحبة إلى أتباعه أن يلعنوه قائلاً: (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13
فقد خدعهم وقال: (9أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ؟ لاَ تَضِلُّوا! لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَاسِقُونَ وَلاَ مَأْبُونُونَ وَلاَ مُضَاجِعُو ذُكُورٍ 10وَلاَ سَارِقُونَ وَلاَ طَمَّاعُونَ وَلاَ سِكِّيرُونَ وَلاَ شَتَّامُونَ وَلاَ خَاطِفُونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ.) كورنثوس الأولى 6: 10
وقال أيضاً: (22وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.) متى 5: 25
فما بالكم لو لعن شخص إلهه؟
(7لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلَهِكَ بَاطِلاً لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلاً.) خروج 20: 7.
وكان النهي أشد عن سب اسم الله [28«لاَ تَسُبَّ اللهَ وَلاَ تَلْعَنْ رَئِيساً فِي شَعْبِكَ.) خروج 22: 28
وأول حادثة يسجلها الكتاب عن كسر هذه الوصية، أُعْدِمَ مرتكبها رجما بالحجارة (11فَجَدَّفَ ابْنُ الْإِسْرَائِيلِيَّةِ عَلَى الاسْمِ وَسَبَّ. فَأَتُوا بِهِ إِلَى مُوسَى. (وَكَانَ اسْمُ أُمِّهِ شَلُومِيَةَ بِنْتَ دِبْرِي مِنْ سِبْطِ دَانٍ). 12فَوَضَعُوهُ فِي الْمَحْرَسِ لِيُعْلَنَ لَهُمْ عَنْ فَمِ الرَّبِّ. 13فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 14«أَخْرِجِ الَّذِي سَبَّ إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ فَيَضَعَ جَمِيعُ السَّامِعِينَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى رَأْسِهِ وَيَرْجُمَهُ كُلُّ الْجَمَاعَةِ. 15وَقُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: كُلُّ مَنْ سَبَّ إِلَهَهُ يَحْمِلُ خَطِيَّتَهُ 16وَمَنْ جَدَّفَ عَلَى اسْمِ الرَّبِّ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. يَرْجُمُهُ كُلُّ الْجَمَاعَةِ رَجْماً. الْغَرِيبُ كَالْوَطَنِيِّ عِنْدَمَا يُجَدِّفُ عَلَى الاسْمِ يُقْتَلُ. .. .. .. 23فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُخْرِجُوا الَّذِي سَبَّ إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ وَيَرْجُمُوهُ بِالْحِجَارَةِ. فَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى.) لاويين 24: 11-23
وبذلك يكون قد وعدكم إله المحبة بنار وبئس المصير، إذا اتخذتموه إله واعتبرتم أن هذا اللعن موجه له.
47- إله المحبة يخدعكم ويُضلِّلكم:
فإذا كنتم تعبدون عيسى عليه السلام على إنه هو الله الخالق ، البارىء ، الواحد، الأحد، القادر ، الرزَّاق، المُخلِّص ، الناصر، المنتصر، العزيز، القدوس، فقد خدعكم ولم يقل فى نص واضح الكلمات: (إننى أنا الله فاعبدونى ، وأقيموا الصلاة لذكرى)، ولم يُصرِّح لأحد من أتباعه أن يسجد له ، ويتعبد باسمه ، ولم تعرف ذلك أمه القديسة الطاهرة ، أشرف نساء العالمين ، ولم يُذكر أنه عبدته.
فكيف بإله المحبة ينزل من سمائه ومن أعلى عرشه ولم يخبركم بدينه ، ويترك ذلك لبولس الكذاب المنافق؟: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
(19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23
فكيف بإله المحبة ينزل من سمائه ومن أعلى عرشه ويتجسد فى صورة بشر فانٍ ولم يخبركم بدينه ، ولم يحافظ على إنجيله ويترك ذلك لقسطنطين الوثنى فى مجمع نيقية عام 325م ، الذى يُشكُّ فى اعتناقه النصرانية قبل موته ب 18 يوم فقط؟
48- إله المحبة ينسى تشريعه:
كيف لو يوح إله المحبة إلى بولس رأيه فى العذارى؟ (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً.) كورنثوس الأولى 7: 25
(38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
49- إله المحبة ظالم:
فقد مات ودُفِنَ لمدة ثلاثة أيام، ونزل إلى الجحيم لمدة ثلاثة أيام،أى ابتعد عن عباده ستة أيام ، فمن الذى كان يحيى ويميت ، ويرزق عباده ويشفى مرضاهم ، ويقضى حوائجهم
وهو عنهم من الغافلين؟
50- إله المحبة هضم حق المرأة:
(34لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُوناً لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضاً. 35وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئاً فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ.) كورنثوس الأولى 14: 34-35
وأمر بتشويهها إذا صلت بدون غطاء الرأس، وهى ليست صورة لله ومجده: (3وَلَكِنْ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُلٍ هُوَ الْمَسِيحُ. وَأَمَّا رَأْسُ الْمَرْأَةِ فَهُوَ الرَّجُلُ. وَرَأْسُ الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ. 4كُلُّ رَجُلٍ يُصَلِّي أَوْ يَتَنَبَّأُ وَلَهُ عَلَى رَأْسِهِ شَيْءٌ يَشِينُ رَأْسَهُ. 5وَأَمَّا كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِّي أَوْ تَتَنَبَّأُ وَرَأْسُهَا غَيْرُ مُغَطّىً فَتَشِينُ رَأْسَهَا لأَنَّهَا وَالْمَحْلُوقَةَ شَيْءٌ وَاحِدٌ بِعَيْنِهِ. 6إِذِ الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحاً بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ فَلْتَتَغَطَّ. 7فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ. 8لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ. 9وَلأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ الرَّجُلِ.) كورنثوس الأولى 11: 2-9
فإذا كان إله المحبة خلق المرأة من أجل الرجل ، وحرَّضَ الرجال على أن يخصوا أنفسهم ، فكيف ستقضى شهوتها، ومع من؟ هل يجب أن نفهم كما فهم بعض الموتورين فى الغرب أن هذا النص يبيح السحاق (العلاقة الجنسية الآثمة بين أنثتين)؟ وكيف يهضم حقوقها إلى هذه الدرجة وهو إله المحبة فى زعمكم؟: (12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 12
وأنزل الرجل بمنزلة إله المحبة من المرأة ، وعلى ذلك عليها الطاعة العمياء: (22أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ، 23لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضاً رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ. 24وَلَكِنْ كَمَا تَخْضَعُ الْكَنِيسَةُ لِلْمَسِيحِ، كَذَلِكَ النِّسَاءُ لِرِجَالِهِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ.) أفسس 5: 22-24
(11لِتَتَعَلَّمِ الْمَرْأَةُ بِسُكُوتٍ فِي كُلِّ خُضُوعٍ. 12وَلَكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ، 13لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلاً ثُمَّ حَوَّاءُ، 14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي) تيموثاوس الأولى 2: 11-14
ونسب إليها خطيئة عصيان الله والأكل من الشجرة: (خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا) كورنثوس الثانية 11: 3
(14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي) تيموثاوس الأولى 2: 14
وأمرإله المحبة ببيعها، فمن حق الأب أن يبيع ابنته: (وإذا باع رجل ابنته أمةً لا تخرج كما يخرج العبيد) خروج21: 7
إله المحبة دفع نساء داود للزنى: (11هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجِعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هَذِهِ الشَّمْسِ.) صموئيل الثانى 12: 11
إله المحبة يُشوِّه النساءيُصلِعُ السيد هامة بنات صهيون ويُعرّى الرب عورَتَهُنَّ) أشعياء 3: 17
هانت المرأة على إله المحبة فجعل مهرها (غلفة ذكر رجل ميت): (25فَقَالَ شَاوُلُ: «هَكَذَا تَقُولُونَ لِدَاوُدَ: لَيْسَتْ مَسَرَّةُ الْمَلِكِ بِالْمَهْرِ, بَلْ بِمِئَةِ غُلْفَةٍ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِلاِنْتِقَامِ مِنْ أَعْدَاءِ الْمَلِكِ». وَكَانَ شَاوُلُ يَتَفَكَّرُ أَنْ يُوقِعَ دَاوُدَ بِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ.) صموئيل الأول 18: 25
كما حقَّرَ إله المحبة الطفلة الرضيعة ، فبسببها تكون أمها نجسة ضعف المدة التى تقضيها إذا أنجبت ولداً: فالمرأة التى تلد ابنا تكون نجسة أسبوع و 33 يوم حتى تطهر.
وإذا أنجبت ابنة تكون نجسة أسبوعين و 66 يوم حتى تطهر. (لاويين 12: 1-8)
(ومن يتزوج مطلَّقة فإنه يزنى) متى 5: 32 فأين إنسانية المطلقة؟ أين حقها الطبيعى فى الحياة؟ لماذا تعيش منبوذة جائعة متشوقة للزواج ولا تستطيعه؟
(10«إِذَا خَرَجْتَ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِكَ وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ وَسَبَيْتَ مِنْهُمْ سَبْياً 11وَرَأَيْتَ فِي السَّبْيِ امْرَأَةً جَمِيلةَ الصُّورَةِ وَالتَصَقْتَ بِهَا وَاتَّخَذْتَهَا لكَ زَوْجَةً 12فَحِينَ تُدْخِلُهَا إِلى بَيْتِكَ تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا 13وَتَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا وَتَقْعُدُ فِي بَيْتِكَ وَتَبْكِي أَبَاهَا وَأُمَّهَا شَهْراً مِنَ الزَّمَانِ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَدْخُلُ عَليْهَا وَتَتَزَوَّجُ بِهَا فَتَكُونُ لكَ زَوْجَةً. 14وَإِنْ لمْ تُسَرَّ بِهَا فَأَطْلِقْهَا لِنَفْسِهَا. لا تَبِعْهَا بَيْعاً بِفِضَّةٍ وَلا تَسْتَرِقَّهَا مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ أَذْللتَهَا.) تثنية 21: 10-14
51- إله المحبة طردكم من رحمته ، ويُخرجكم من عهده:
فقد ذكر العهد الأبدى بينه وبين أمته وهو الختان ، فقال: (10هَذَا هُوَ عَهْدِي الَّذِي تَحْفَظُونَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ: يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ 11فَتُخْتَنُونَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِكُمْ فَيَكُونُ عَلاَمَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ. 12اِبْنَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ فِي أَجْيَالِكُمْ: وَلِيدُ الْبَيْتِ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّةٍ مِنْ كُلِّ ابْنِ غَرِيبٍ لَيْسَ مِنْ نَسْلِكَ. 13يُخْتَنُ خِتَاناً وَلِيدُ بَيْتِكَ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّتِكَ فَيَكُونُ عَهْدِي فِي لَحْمِكُمْ عَهْداً أَبَدِيّاً. 14وَأَمَّا الذَّكَرُ الأَغْلَفُ الَّذِي لاَ يُخْتَنُ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا. إِنَّهُ قَدْ نَكَثَ عَهْدِي».) تكوين 17: 10-14
إلا أنه قد قام بإلغائه عند القديس بولس، ليخرجكم من عهده. فهل هذا هو إله المحبة الذى تتكلمون عنه؟ (25فَإِنَّ الْخِتَانَ يَنْفَعُ إِنْ عَمِلْتَ بِالنَّامُوسِ. وَلَكِنْ إِنْ كُنْتَ مُتَعَدِّياً النَّامُوسَ فَقَدْ صَارَ خِتَانُكَ غُرْلَةً! 26إِذاً إِنْ كَانَ الأَغْرَلُ يَحْفَظُ أَحْكَامَ النَّامُوسِ أَفَمَا تُحْسَبُ غُرْلَتُهُ خِتَاناً؟ 27وَتَكُونُ الْغُرْلَةُ الَّتِي مِنَ الطَّبِيعَةِ وَهِيَ تُكَمِّلُ النَّامُوسَ تَدِينُكَ أَنْتَ الَّذِي فِي الْكِتَابِ وَالْخِتَانِ تَتَعَدَّى النَّامُوسَ؟ 28لأَنَّ الْيَهُودِيَّ فِي الظَّاهِرِ لَيْسَ هُوَ يَهُودِيّاً وَلاَ الْخِتَانُ الَّذِي فِي الظَّاهِرِ فِي اللَّحْمِ خِتَاناً 29بَلِ الْيَهُودِيُّ فِي الْخَفَاءِ هُوَ الْيَهُودِيُّ وَخِتَانُ الْقَلْبِ بِالرُّوحِ لاَ بِالْكِتَابِ هُوَ الْخِتَانُ الَّذِي مَدْحُهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ بَلْ مِنَ اللهِ.) رومية 2: 25-29
وقال أيضاً: (4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.) غلاطية 5: 4-6
52- إله المحبة حكم عليكم فى حياتكم بالرجم:
ففي الوقت الذي يدعوا فيه إله المحبة للتمسك بالناموس والعمل به، بل ويعمل هو به ، ويعلمه بنى إسرائيل فى المعبد ، ويطلق على كل من يخالفه "أصغر في ملكوت الله" و "ملعون من لا يفهم كلمات هذا الناموس" (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 17-19
(49وَلَكِنَّ هَذَا الشَّعْبَ الَّذِي لاَ يَفْهَمُ النَّامُوسَ هُوَ مَلْعُونٌ».) يوحنا 7: 49
(17وَلَكِنَّ زَوَالَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ تَسْقُطَ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ.) لوقا 16: 17
إلا أن إله المحبة قد أوحى إلى بولس عكس ما أكده هو على الأرض، فقال: (10لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لاَ يَثْبُتُ فِي جَمِيعِ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ النَّامُوسِ لِيَعْمَلَ بِهِ». 11وَلَكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ«الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا») غلاطية 3: 10-11
وقال: (16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.) غلاطية 2: 16
وقال: (4أَمَّا الَّذِي يَعْمَلُ فَلاَ تُحْسَبُ لَهُ الأُجْرَةُ عَلَى سَبِيلِ نِعْمَةٍ بَلْ عَلَى سَبِيلِ دَيْنٍ.) رومية 4: 4
وقال: (4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.) غلاطية 5: 4-6
لذلك: (18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً. وَلَكِنْ يَصِيرُ إِدْخَالُ رَجَاءٍ أَفْضَلَ بِهِ نَقْتَرِبُ إِلَى اللهِ.) عبرانيين 7: 18-19
ويقول: (20لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ. 21وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ مَشْهُوداً لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ .. .. .. .. 27فَأَيْنَ الافْتِخَارُ؟ قَدِ انْتَفَى! بِأَيِّ نَامُوسٍ؟ أَبِنَامُوسِ الأَعْمَالِ؟ كَلاَّ! بَلْ بِنَامُوسِ الإِيمَانِ. 28إِذاً نَحْسِبُ أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ النَّامُوسِ.) رومية 3: 20-28
ويوحى إله المحبة ليعقوب فى رسالته عكس كل هذا الكلام. قائلاً: (10لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِماً فِي الْكُلِّ. 11لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ» قَالَ أَيْضاً: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلَكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّياً النَّامُوسَ. 12هَكَذَا تَكَلَّمُوا وَهَكَذَا افْعَلُوا كَعَتِيدِينَ أَنْ تُحَاكَمُوا بِنَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ. 13لأَنَّ الْحُكْمَ هُوَ بِلاَ رَحْمَةٍ لِمَنْ لَمْ يَعْمَلْ رَحْمَةً، وَالرَّحْمَةُ تَفْتَخِرُ عَلَى الْحُكْمِ. 14مَا الْمَنْفَعَةُ يَا إِخْوَتِي إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيمَاناً وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ؟ هَلْ يَقْدِرُ الإِيمَانُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟ 15إِنْ كَانَ أَخٌ وَأُخْتٌ عُرْيَانَيْنِ وَمُعْتَازَيْنِ لِلْقُوتِ الْيَوْمِيِّ، 16فَقَالَ لَهُمَا أَحَدُكُمُ: «امْضِيَا بِسَلاَمٍ، اسْتَدْفِئَا وَاشْبَعَا» وَلَكِنْ لَمْ تُعْطُوهُمَا حَاجَاتِ الْجَسَدِ، فَمَا الْمَنْفَعَةُ؟ 17هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضاً، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِي ذَاتِهِ. 18لَكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: «أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ!» أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي. 19أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ! 20وَلَكِنْ هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَعْلَمَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الْبَاطِلُ أَنَّ الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ؟)رسالة يعقوب 2: 10-20
فهل هذا من باب الرحمة أم من باب العذاب وبث الفرقة بين المؤيدين والمعارضين ، وبين الضالين والمهتدين؟
53- إله المحبة يدفعكم لإرتكاب كل المحرمات ليضمن خلودكم فى الجحيم:
وبإلغائه الناموس ، وإقراره الخطيئة الأبدية ، وأن الإيمان بها وبه مصلوباً هو الطريق الصحيح للحياة الأبدية، جعل التعلق بالجنة ودخولها فقط بالإيمان دون العمل بالناموس، فإنه كان قد أصدر من قبل حكمه برجم كل من يُخالف الناموس أو يستهين به:
فمن لا يستريح ويقلع عن العمل يوم السبت، كان قد خالف ناموس الرب، ولابد أن يُرجم: (14فَتَحْفَظُونَ السَّبْتَ لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ لَكُمْ. مَنْ دَنَّسَهُ يُقْتَلُ قَتْلاً. إِنَّ كُلَّ مَنْ صَنَعَ فِيهِ عَمَلاً تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا. 15سِتَّةَ أَيَّامٍ يُصْنَعُ عَمَلٌ. وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابِعُ فَفِيهِ سَبْتُ عُطْلَةٍ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ. كُلُّ مَنْ صَنَعَ عَمَلاً فِي يَوْمِ السَّبْتِ يُقْتَلُ قَتْلاً.) خروج 31: 14-17
وقد نفذ هذا الحكم في رجل وجد يحتطب حطباً في يوم السبت: [32وَلمَّا كَانَ بَنُو إِسْرَائِيل فِي البَرِّيَّةِ وَجَدُوا رَجُلاً يَحْتَطِبُ حَطَباً فِي يَوْمِ السَّبْتِ. 33فَقَدَّمَهُ الذِينَ وَجَدُوهُ يَحْتَطِبُ حَطَباً إِلى مُوسَى وَهَارُونَ وَكُلِّ الجَمَاعَةِ. 34فَوَضَعُوهُ فِي المَحْرَسِ لأَنَّهُ لمْ يُعْلنْ مَاذَا يُفْعَلُ بِهِ. 35فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «قَتْلاً يُقْتَلُ الرَّجُلُ. يَرْجُمُهُ بِحِجَارَةٍ كُلُّ الجَمَاعَةِ خَارِجَ المَحَلةِ». 36فَأَخْرَجَهُ كُلُّ الجَمَاعَةِ إِلى خَارِجِ المَحَلةِ وَرَجَمُوهُ بِحِجَارَةٍ فَمَاتَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى.] (عدد 15: 32-36)، والذي أمر الرب برجمة حتى الموت، و ذلك لأن عدم حفظ السبت كان لابد أن يؤدي إلى كارثة قومية كما حدث فيما بعد، وقد حذر إرميا النبي الشعب من ذلك في أواخر عهود الملكية (إرميا 17: 27)
فكل من يُخالف الناموس ساهياً ، كان يمكن أن يكفر عن خطايا السهو بتقديم عنز حولية ذبيحة خطية (عدد 15: 27)، "أما النفس التي تعمل بيد رفيعة" (أي إنها ترفض عن عمد الخضوع لناموس الله وتزدري به)، فكانت عقوبتها الموت أو على الأقل أن تقطع من بين شعبها (عدد 15: 30 و 31).
بل كانت توقع عقوبة الموت رجماً على كل من لا يخضع لقرار الكهنة في خيمة الاجتماع أو في الهيكل فيما بعد، لأن كلام الكاهن يُمثل كلام الرب ، فهو يحكم بما أنزله الرب: (8«إِذَا عَسِرَ عَليْكَ أَمْرٌ فِي القَضَاءِ بَيْنَ دَمٍ وَدَمٍ أَوْ بَيْنَ دَعْوَى وَدَعْوَى أَوْ بَيْنَ ضَرْبَةٍ وَضَرْبَةٍ مِنْ أُمُورِ الخُصُومَاتِ فِي أَبْوَابِكَ فَقُمْ وَاصْعَدْ إِلى المَكَانِ الذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكَ 9وَاذْهَبْ إِلى الكَهَنَةِ اللاوِيِّينَ وَإِلى القَاضِي الذِي يَكُونُ فِي تِلكَ الأَيَّامِ وَاسْأَل فَيُخْبِرُوكَ بِأَمْرِ القَضَاءِ. 10فَتَعْمَلُ حَسَبَ الأَمْرِ الذِي يُخْبِرُونَكَ بِهِ مِنْ ذَلِكَ المَكَانِ الذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ وَتَحْرِصُ أَنْ تَعْمَل حَسَبَ كُلِّ مَا يُعَلِّمُونَكَ. 11حَسَبَ الشَّرِيعَةِ التِي يُعَلِّمُونَكَ وَالقَضَاءِ الذِي يَقُولُونَهُ لكَ تَعْمَلُ. لا تَحِدْ عَنِ الأَمْرِ الذِي يُخْبِرُونَكَ بِهِ يَمِيناً أَوْ شِمَالاً. 12وَالرَّجُلُ الذِي يَعْمَلُ بِطُغْيَانٍ فَلا يَسْمَعُ لِلكَاهِنِ الوَاقِفِ هُنَاكَ لِيَخْدِمَ الرَّبَّ إِلهَكَ أَوْ لِلقَاضِي يُقْتَلُ ذَلِكَ الرَّجُلُ فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ إِسْرَائِيل.) تثنية 17: 8-12
فالاستهانة بقرار السلطة العليا في الأمة كان يعادل تهمة الخيانة، ويجب أن تقابل بكل حزم.
فلماذا غيَّرَ إله المحبة يوم الراحة من السبت إلى الأحد ، وجعلكم تُخالفون الناموس بالكلية؟ ألا يعرف عقوبة ذلك فى الدنيا والآخرة؟
54- إله المحبة حرَّمَ الزنا وأوحى ما يُلهب مشاعر الشهوة:
على الرغم من أن أحد الوصايا العشر تنص صراحة ودون لبث بتحريم الزنى ، وعلى الرغم من وجود عقوبات صارمة للزانى ، ما بين القتل والرجم والحرق (لاويين 20: 10-21)، إلا أنك ترى نصوصاً تثير الغرائز ، وتجعلك تقترب من الزنى ، بل وتعلمك كيفية رسم خطة ، للإيقاع بأختك فى الزنى والرجاسة. والأمرُّ من ذلك أن ترى نصوصاً فى الكتاب المقدس يأمر فيها الرب نبيه بالزنى! ونصوصاً يعاقب الرب مخالفيه بأن يوقعهم فى الزنى! ونصوصاً يفضح الرب فيها مخالفيه ويعرِّى عورتهن! فهل هذا من باب المحبة ليُقتَل الزانى أو يُحرق أو يُرجَم؟
(لاَحَظْتُ بَيْنَ الْبَنِينَ غُلاَماً عَدِيمَ الْفَهْمِ 8عَابِراً فِي الشَّارِعِ عِنْدَ زَاوِيَتِهَا وَصَاعِداً فِي طَرِيقِ بَيْتِهَا. … 10وَإِذَا بِامْرَأَةٍ اسْتَقْبَلَتْهُ فِي زِيِّ زَانِيَةٍ … 13فَأَمْسَكَتْهُ وَقَبَّلَتْهُ. أَوْقَحَتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ لَهُ: … 16بِالدِّيبَاجِ فَرَشْتُ سَرِيرِي بِمُوَشَّى كَتَّانٍ مِنْ مِصْرَ. 17عَطَّرْتُ فِرَاشِي بِمُرٍّ وَعُودٍ وَقِرْفَةٍ. 18هَلُمَّ نَرْتَوِ وُدّاً إِلَى الصَّبَاحِ. نَتَلَذَّذُ بِالْحُبِّ. 19لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ فِي الْبَيْتِ. ذَهَبَ فِي طَرِيقٍ بَعِيدَةٍ. 20أَخَذَ صُرَّةَ الْفِضَّةِ بِيَدِهِ. يَوْمَ الْهِلاَلِ يَأْتِي إِلَى بَيْتِهِ». 21أَغْوَتْهُ بِكَثْرَةِ فُنُونِهَا بِمَلْثِ
شَفَتَيْهَا طَوَّحَتْهُ. 22ذَهَبَ وَرَاءَهَا لِوَقْتِهِ كَثَوْرٍ يَذْهَبُ إِلَى الذَّبْحِ أَوْ كَالْغَبِيِّ إِلَى قَيْدِ الْقِصَاصِ.) (أمثال7: 7-22)
(وَافْرَحْ بِامْرَأَةِ شَبَابِكَ 19الظَّبْيَةِ الْمَحْبُوبَةِ وَالْوَعْلَةِ الزَّهِيَّةِ. لِيُرْوِكَ ثَدْيَاهَا فِي كُلِّ وَقْتٍ وَبِمَحَبَّتِهَا اسْكَرْ دَائِماً.) أمثال 5: 18-19
(1فِي اللَّيْلِ عَلَى فِرَاشِي طَلَبْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. 2إِنِّي أَقُومُ وَأَطُوفُ فِي الْمَدِينَةِ فِي الأَسْوَاقِ وَفِي الشَّوَارِعِ أَطْلُبُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي. طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. 3وَجَدَنِي الْحَرَسُ الطَّائِفُ فِي الْمَدِينَةِ فَقُلْتُ: «أَرَأَيْتُمْ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي؟» 4فَمَا جَاوَزْتُهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً حَتَّى وَجَدْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي فَأَمْسَكْتُهُ وَلَمْ أَرْخِهِ حَتَّى أَدْخَلْتُهُ بَيْتَ أُمِّي وَحُجْرَةَ مَنْ حَبِلَتْ بِي. 5أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ بِالظِّبَاءِ وَبِأَيَائِلِ الْحَقْلِ أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ.) نشيد الإنشاد 3: 1-5
(1مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ! دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الْحَلِيِّ صَنْعَةِ يَدَيْ صَنَّاعٍ. 2سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمْزُوجٌ. بَطْنُكِ صُبْرَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسَّوْسَنِ. 3ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْنِ تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ. 4عُنُقُكِ كَبُرْجٍ مِنْ عَاجٍ. عَيْنَاكِ كَالْبِرَكِ فِي حَشْبُونَ عِنْدَ بَابِ بَثِّ رَبِّيمَ. أَنْفُكِ كَبُرْجِ لُبْنَانَ النَّاظِرِ تُجَاهَ دِمَشْقَ. ... 6مَا أَجْمَلَكِ وَمَا أَحْلاَكِ أَيَّتُهَا الْحَبِيبَةُ بِاللَّذَّاتِ! 7قَامَتُكِ هَذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ. 8قُلْتُ:«إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكُ بِعُذُوقِهَا». وَتَكُونُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ وَرَائِحَةُ أَنْفِكِ كَالتُّفَّاحِ) نشيد الإنشاد 7: 1-8
(1لَيْتَكَ كَأَخٍ لِي الرَّاضِعِ ثَدْيَيْ أُمِّي فَأَجِدَكَ فِي الْخَارِجِ وَأُقَبِّلَكَ وَلاَ يُخْزُونَنِي. 2وَأَقُودُكَ وَأَدْخُلُ بِكَ بَيْتَ أُمِّي وَهِيَ تُعَلِّمُنِي فَأَسْقِيكَ مِنَ الْخَمْرِ الْمَمْزُوجَةِ مِنْ سُلاَفِ رُمَّانِي. 3شِمَالُهُ تَحْتَ رَأْسِي وَيَمِينُهُ تُعَانِقُنِي. 4أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ.) نشيد الإنشاد 8: 1-4
(15[فَـاتَّكَلْتِ عَلَى جَمَالِكِ وَزَنَيْتِ عَلَى اسْمِكِ, وَسَكَبْتِ زِنَاكِ عَلَى كُلِّ عَابِرٍ فَكَانَ لَهُ. 16وَأَخَذْتِ مِنْ ثِيَابِكِ وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ مُرْتَفَعَاتٍ مُوَشَّاةٍ وَزَنَيْتِ عَلَيْهَا. أَمْرٌ لَمْ يَأْتِ وَلَمْ يَكُنْ. .. .. وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ صُوَرَ ذُكُورٍ وَزَنَيْتِ بِهَا. .. .. 25فِي رَأْسِ كُلِّ طَرِيقٍ بَنَيْتِ مُرْتَفَعَتَكِ وَرَجَّسْتِ جَمَالَكِ, وَفَرَّجْتِ رِجْلَيْكِ لِكُلِّ عَابِرٍ وَأَكْثَرْتِ زِنَاكِ. 26وَزَنَيْتِ مَعَ جِيرَانِكِ بَنِي مِصْرَ الْغِلاَظِ اللَّحْمِ, وَزِدْتِ فِي زِنَاكِ لإِغَاظَتِي. .. .. 33لِكُلِّ الزَّوَانِي يُعْطُونَ هَدِيَّةً, أَمَّا أَنْتِ فَقَدْ أَعْطَيْتِ كُلَّ مُحِبِّيكِ هَدَايَاكِ, وَرَشَيْتِهِمْ لِيَأْتُوكِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ لِلزِّنَا بِكِ. 34وَصَارَ فِيكِ عَكْسُ عَادَةِ النِّسَاءِ فِي زِنَاكِ, إِذْ لَمْ يُزْنَ وَرَاءَكِ, بَلْ أَنْتِ تُعْطِينَ أُجْرَةً وَلاَ أُجْرَةَ تُعْطَى لَكِ, فَصِرْتِ بِـالْعَكْس!) حزقيال 16: 15-34
ولم يكتف إله المحبة بذلك ، بل دفع نساء داود للزنا: (11هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجِعُ مَعَ
نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هَذِهِ الشَّمْسِ.) صموئيل الثانى 12: 11
بل وعرَّى عورة نساء صهيونيُصلِعُ السيد هامة بنات صهيون ويُعرّى الرب عورَتَهُنَّ) أشعياء 3: 17
55- إله المحبة لم يُكمِل ما أوحاه وتركه للقساوسة:
(43فَقُلْتُ عَنِ الْبَالِيَةِ فِي الزِّنَى: آلآنَ يَزْنُونَ مَعَهَا وَهىَ … (حزقيال 23: 43) أين بقية الجملة؟ غير موجودة فى نسخة الشرق الأوسط. فى نسخة الإنترنت كتبوا بدلا من آخر كلمة (وهى) كلمة أيضاً. وفى نسخة كتاب الحياة كتبوا بعد (وهى) كلمة (معهم). أليس هذا من التحريف بالزيادة فى كلمة الله؟
56- إله المحبة لم يُحافظ على كتبه التى أوحاها وعلمكم الاستهتار بكلامه:
الكتاب المقدس يشير إلى أسفار ومواضع فيه مفقودة ، وبه رسائل شخصية جداً قالوا أوحى الله بها:
1) سفر حروب الرب وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في (العدد 21 : 14 ) .
2) سفر ياشر وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في ( يشوع 10 : 13 ) .
3) سفر أمور سليمان جاء ذكره في (الملوك الأول11 : 41 )
4) سفر مرثية إرميا على يوشيا ملك أورشليم وجاء ذكر هذه المرثية في (الأيام
الثاني 35: 25)
5) سفر أمور يوشيا (الأيام الثاني 35: 25)
6) سفر مراحم يوشيا (الأيام الثاني 35: 25)
7) سفر أخبار ناثان النبي (الأيام الثاني 9: 29)
8) سفر أخيا النبي الشيلوني (الأيام الثاني 9: 29)
9) وسفر رؤى يعدو الرائي وقد جاء ذكر هذه الاسفار في (الأيام الثاني 9: 29)
10) سفر أخبار جاد الرائي وقد جاء ذكره في (الأيام الأول 29 : 31 )
11) إنجيل عيسى هذا غير الكثير من الأناجيل الأخرى التى لا يعترفون بها.
12) (1أُوصِي إِلَيْكُمْ بِأُخْتِنَا فِيبِي الَّتِي هِيَ خَادِمَةُ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي كَنْخَرِيَا 2كَيْ تَقْبَلُوهَا فِي الرَّبِّ كَمَا يَحِقُّ لِلْقِدِّيسِينَ وَتَقُومُوا لَهَا فِي أَيِّ شَيْءٍ احْتَاجَتْهُ مِنْكُمْ لأَنَّهَا صَارَتْ مُسَاعِدَةً لِكَثِيرِينَ وَلِي أَنَا أَيْضاً. 3سَلِّمُوا عَلَى بِرِيسْكِلاَّ وَأَكِيلاَ الْعَامِلَيْنِ مَعِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ 4اللَّذَيْنِ وَضَعَا عُنُقَيْهِمَا مِنْ أَجْلِ حَيَاتِي اللَّذَيْنِ لَسْتُ أَنَا وَحْدِي أَشْكُرُهُمَا بَلْ أَيْضاً جَمِيعُ كَنَائِسِ الأُمَمِ 5 وَعَلَى الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي بَيْتِهِمَا. سَلِّمُوا عَلَى أَبَيْنِتُوسَ حَبِيبِي الَّذِي هُوَ بَاكُورَةُ أَخَائِيَةَ لِلْمَسِيحِ. 6سَلِّمُوا عَلَى مَرْيَمَ الَّتِي تَعِبَتْ لأَجْلِنَا كَثِيراً. 7سَلِّمُوا عَلَى أَنْدَرُونِكُوسَ وَيُونِيَاسَ نَسِيبَيَّ الْمَأْسُورَيْنِ مَعِي اللَّذَيْنِ هُمَا مَشْهُورَانِ بَيْنَ الرُّسُلِ وَقَدْ كَانَا فِي الْمَسِيحِ قَبْلِي. 8سَلِّمُوا عَلَى أَمْبِلِيَاسَ حَبِيبِي فِي الرَّبِّ. 9سَلِّمُوا عَلَى أُورْبَانُوسَ الْعَامِلِ مَعَنَا فِي الْمَسِيحِ وَعَلَى إِسْتَاخِيسَ حَبِيبِي. 10سَلِّمُوا عَلَى أَبَلِّسَ الْمُزَكَّى فِي الْمَسِيحِ.) رومية 16: 1-10. وأكتفى بهذا لأن الإصحاح كله سلامات.
13) (11لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ. 12أَمَّا تِيخِيكُسُ فَقَدْ أَرْسَلْتُهُ إِلَى أَفَسُسَ. 13اَلرِّدَاءَ الَّذِي تَرَكْتُهُ فِي تَرُواسَ عِنْدَ كَارْبُسَ أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ، وَالْكُتُبَ أَيْضاً وَلاَ سِيَّمَا الرُّقُوقَ. 14إِسْكَنْدَرُ النَّحَّاسُ أَظْهَرَ لِي شُرُوراً كَثِيرَةً. لِيُجَازِهِ الرَّبُّ حَسَبَ أَعْمَالِهِ.) ثيموثاوس الثانية 4: 11-14
57- إله المحبة علمكم التطاول على ذات الله المقدسة:
(13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13
(7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
(25لأَنَّ جَهَالَةَ اللهِ أَحْكَمُ مِنَ النَّاسِ! وَضَعْفَ اللهِ أَقْوَى مِنَ النَّاسِ!) كورنثوس الأولى 1: 25
(32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية 8: 32
58- إله المحبة علمكم الغباء وألغى عقولكم:
فقد أوحى نصوصاً لا طعم لها ولا معنى ، فأوحى (كما تعتقدون) ديانة معقدة ، لم يأت هو بها ، ولم يعلمها حوارييه ، ولا أحداً من الناس ، بل لم يعرفها هو نفسه ، ديناً لا تفهموه أنتم ، ولا يمكنكم إفهامه أحداً ، ديناً معقداً ، تمتد جذوره إلى الديانات الوثنية:
(12«اِسْتَيْقِظِي اسْتَيْقِظِي يَا دَبُورَةُ! اسْتَيْقِظِي اسْتَيْقِظِي وَتَكَلَّمِي بِنَشِيدٍ! قُمْ يَا بَارَاقُ وَاسْبِ سَبْيَكَ, يَا ابْنَ أَبِينُوعَمَ!) قضاة 5: 12
(يا بن آدم تنبَّأ وقل هكذا قال السيد الرب: وَلْوِلُوا يا لليوم!) حزقيال 30: 2. فهل انتهى علم إله المحبة إلى هذا الحد ولم يجد كلمة أخرى يُعبر بها غير (ولولى)؟
(لأن اليوم قريب. ويوم للرب قريب يومُ غَيْمٌ يكون وقتاً للأمم) حزقيال 30: 3
(1لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ. 2لِلْوِلاَدَةِ وَقْتٌ وَلِلْمَوْتِ وَقْتٌ. لِلْغَرْسِ وَقْتٌ وَلِقَلْعِ الْمَغْرُوسِ وَقْتٌ. 3لِلْقَتْلِ وَقْتٌ وَلِلشِّفَاءِ وَقْتٌ. لِلْهَدْمِ وَقْتٌ وَلِلْبِنَاءِ وَقْتٌ. 4لِلْبُكَاءِ وَقْتٌ وَلِلضِّحْكِ وَقْتٌ. لِلنَّوْحِ وَقْتٌ وَلِلرَّقْصِ وَقْتٌ. 5لِتَفْرِيقِ الْحِجَارَةِ وَقْتٌ وَلِجَمْعِ الْحِجَارَةِ وَقْتٌ. لِلْمُعَانَقَةِ وَقْتٌ وَلِلاِنْفِصَالِ عَنِ الْمُعَانَقَةِ وَقْتٌ. 6لِلْكَسْبِ وَقْتٌ وَلِلْخَسَارَةِ وَقْتٌ. لِلصِّيَانَةِ وَقْتٌ وَلِلطَّرْحِ وَقْتٌ. 7لِلتَّمْزِيقِ وَقْتٌ وَلِلتَّخْيِيطِ وَقْتٌ. لِلسُّكُوتِ وَقْتٌ وَلِلتَّكَلُّمِ وَقْتٌ. 8لِلْحُبِّ وَقْتٌ وَلِلْبُغْضَةِ وَقْتٌ. لِلْحَرْبِ وَقْتٌ وَلِلصُّلْحِ وَقْتٌ. 9فَأَيُّ مَنْفَعَةٍ لِمَنْ يَتْعَبُ مِمَّا يَتْعَبُ بِهِ!) جامعة 3: 1-9
(1اَلصِّيتُ خَيْرٌ مِنَ الدُّهْنِ الطَّيِّبِ وَيَوْمُ الْمَمَاتِ خَيْرٌ مِنْ يَوْمِ الْوِلاَدَةِ. 2اَلذِّهَابُ إِلَى بَيْتِ النَّوْحِ خَيْرٌ مِنَ الذِّهَابِ إِلَى بَيْتِ الْوَلِيمَةِ لأَنَّ ذَاكَ نِهَايَةُ كُلِّ إِنْسَانٍ وَالْحَيُّ يَضَعُهُ فِي قَلْبِهِ. 3اَلْحُزْنُ خَيْرٌ مِنَ الضَّحِكِ لأَنَّهُ بِكَآبَةِ الْوَجْهِ يُصْلَحُ الْقَلْبُ. 4قَلْبُ الْحُكَمَاءِ فِي بَيْتِ النَّوْحِ وَقَلْبُ الْجُهَّالِ فِي بَيْتِ الْفَرَحِ.) جامعة 7: 1-4
(3قَدْ خَلَعْتُ ثَوْبِي فَكَيْفَ أَلْبِسُهُ؟ قَدْ غَسَلْتُ رِجْلَيَّ فَكَيْفَ أُوَسِّخُهُمَا؟) نشيد الإنشاد 5: 3
(11لَمَّا كُنْتُ طِفْلاً كَطِفْلٍ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْطَنُ وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْتَكِرُ. وَلَكِنْ لَمَّا صِرْتُ رَجُلاً أَبْطَلْتُ مَا لِلطِّفْلِ. 12فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ فِي لُغْزٍ لَكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهاً لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ لَكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ. 13أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ هَذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلَكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ.) كورنثوس الأولى 13: 11-13
(30مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا: مِنَ السَّمَاءِ كَانَتْ أَمْ مِنَ النَّاسِ؟ أَجِيبُونِي». 31فَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ قَائِلِينَ: «إِنْ قُلْنَا مِنَ السَّمَاءِ يَقُولُ: فَلِمَاذَا لَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ؟ 32وَإِنْ قُلْنَا مِنَ النَّاسِ». فَخَافُوا الشَّعْبَ.) مرقس 11: 30-32 ، فأين جواب الشرط؟ ماذا سيحدث لو قالوا (وَإِنْ قُلْنَا مِنَ النَّاسِ)؟
(33لأَنَّ عَصْرَ اللَّبَنِ يُخْرِجُ جُبْناً وَعَصْرَ الأَنْفِ يُخْرِجُ دَماً وَعَصْرَ الْغَضَبِ يُخْرِجُ خِصَاماً.) أمثال 30: 33
لذلك أمركم قائلاً: (14اِفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ بِلاَ دَمْدَمَةٍ وَلاَ مُجَادَلَةٍ، 15لِكَيْ تَكُونُوا بِلاَ لَوْمٍ، وَبُسَطَاءَ، أَوْلاَداً للهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي وَسَطِ جِيلٍ مُعَوَّجٍ وَمُلْتَوٍ، تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي الْعَالَمِ.) فيليبى 2: 14-15
59- إله المحبة علمكم الكذب والنفاق:
فها هو مؤسس دينكم يعترف بكذبه: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
(لَكِنْ إِذْ كُنْتُ مُحْتَالاً أَخَذْتُكُمْ بِمَكْرٍ!) كورنثوس الثانى 12: 16
ويعترف بطريق النفاق الذى انتهجه لنشر دينه: (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23
60- إله المحبة علمكم الكره والإبادة الجماعية:
([اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ, وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَـابْتَدَأُوا بِـالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: [نَجِّسُوا الْبَيْتَ, وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ.) حزقيال 9: 5-7
(15فَضَرْباً تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 16تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَتَكُونُ تَلاًّ إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ. (تثنية 13: 15- 17)
(10«حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِتُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا لِلصُّلحِ 11فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلى الصُّلحِ وَفَتَحَتْ لكَ فَكُلُّ الشَّعْبِ المَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لكَ. 12وَإِنْ لمْ تُسَالِمْكَ بَل عَمِلتْ مَعَكَ حَرْباً فَحَاصِرْهَا. 13وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 14وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي المَدِينَةِ كُلُّ غَنِيمَتِهَا فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ التِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ....16وَأَمَّا مُدُنُ هَؤُلاءِ الشُّعُوبِ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيباً فَلا تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَا 17بَل تُحَرِّمُهَا تَحْرِيماً) تثنية20: 10-18
(20فَهَتَفَ الشَّعْبُ وَضَرَبُوا بِالأَبْوَاقِ. وَكَانَ حِينَ سَمِعَ الشَّعْبُ صَوْتَ الْبُوقِ أَنَّ الشَّعْبَ هَتَفَ هُتَافاً عَظِيماً, فَسَقَطَ السُّورُ فِي مَكَانِهِ, وَصَعِدَ الشَّعْبُ إِلَى الْمَدِينَةِ كُلُّ رَجُلٍ مَعَ وَجْهِهِ, وَأَخَذُوا الْمَدِينَةَ. 21وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ - حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. ... 24وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ.) يشوع 6: 20-24
(19فَقَامَ الْكَمِينُ بِسُرْعَةٍ مِنْ مَكَانِهِ وَرَكَضُوا عِنْدَمَا مَدَّ يَدَهُ، وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ وَأَخَذُوهَا، وَأَسْرَعُوا وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ. ... ... ... 24وَكَانَ لَمَّا انْتَهَى إِسْرَائِيلُ مِنْ قَتْلِ جَمِيعِ سُكَّانِ عَايٍ فِي الْحَقْلِ فِي الْبَرِّيَّةِ حَيْثُ لَحِقُوهُمْ, وَسَقَطُوا جَمِيعاً بِحَدِّ السَّيْفِ حَتَّى فَنُوا أَنَّ جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ رَجَعَ إِلَى عَايٍ وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 25فَكَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ سَقَطُوا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً, جَمِيعُ أَهْلِ عَايٍ. 26وَيَشُوعُ لَمْ يَرُدَّ يَدَهُ الَّتِي مَدَّهَا بِالْحَرْبَةِ حَتَّى حَرَّمَ جَمِيعَ سُكَّانِ عَايٍ. 27لَكِنِ الْبَهَائِمُ وَغَنِيمَةُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ نَهَبَهَا إِسْرَائِيلُ لأَنْفُسِهِمْ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ الَّذِي أَمَرَ بِهِ يَشُوعَ. 28وَأَحْرَقَ يَشُوعُ عَايَ وَجَعَلَهَا تَلاًّ أَبَدِيّاً خَرَاباً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. 29وَمَلِكُ عَايٍ عَلَّقَهُ عَلَى الْخَشَبَةِ إِلَى وَقْتِ الْمَسَاءِ. وَعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ أَمَرَ يَشُوعُ فَأَنْزَلُوا جُثَّتَهُ عَنِ الْخَشَبَةِ وَطَرَحُوهَا عِنْدَ مَدْخَلِ بَابِ الْمَدِينَةِ, وَأَقَامُوا عَلَيْهَا رُجْمَةَ حِجَارَةٍ عَظِيمَةً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. 30حِينَئِذٍ بَنَى يَشُوعُ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ فِي جَبَلِ عِيبَالَ.) يشوع 8: 18–30
وكذلك فعل يشوع بالشعوب الآتية: مَقِّيدَةَ وأَرِيحَا ولِبْنَةَ ولَخِيشَ ولَخِيشَ وحَبْرُونَ ودَبِيرَ وضربهم بحد السيف وكل نفس بها ولم يبق بها شارداً ، بل حرَّم كل نسمة بها – كما أمر الرب!!!
(40فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ وَالسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِداً, بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ.) يشوع 10: 28-40
(10ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ وَأَخَذَ حَاصُورَ وَضَرَبَ مَلِكَهَا بِالسَّيْفِ.... 11وَضَرَبُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمُوهُمْ. وَلَمْ تَبْقَ نَسَمَةٌ. وَأَحْرَقَ حَاصُورَ بِالنَّارِ. 12فَأَخَذَ يَشُوعُ كُلَّ مُدُنِ أُولَئِكَ الْمُلُوكِ وَجَمِيعَ مُلُوكِهَا وَضَرَبَهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمَهُمْ كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ.) يشوع 11: 10-12
(3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً» ... 8وَأَمْسَكَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيّاً, وَحَرَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ. 9وَعَفَا شَاوُلُ وَالشَّعْبُ عَنْ أَجَاجَ وَعَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْحُمْلاَنِ وَالْخِرَافِ وَعَنْ كُلِّ الْجَيِّدِ, وَلَمْ يَرْضُوا أَنْ يُحَرِّمُوهَا. وَكُلُّ الأَمْلاَكِ الْمُحْتَقَرَةِ وَالْمَهْزُولَةِ حَرَّمُوهَا. 10وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى صَمُوئِيلَ: 11«نَدِمْتُ عَلَى أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكاً, لأَنَّهُ رَجَعَ مِنْ وَرَائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي».) صموئيل الأول 15: 3 -11
هكذا إله المحبة ذو العلم الأزلى عندما فوجىء بما حدث من شاول ، أنه عفا عن أجاج وعن الجيد من الغنم والبقر والحملان والخراف!!!
(16وَكَانَ لِلْيَهُودِ نُورٌ وَفَرَحٌ وَبَهْجَةٌ وَكَرَامَةٌ. 17وَفِي كُلِّ بِلاَدٍ وَمَدِينَةٍ كُلِّ مَكَانٍ وَصَلَ إِلَيْهِ كَلاَمُ الْمَلِكِ وَأَمْرُهُ كَانَ فَرَحٌ وَبَهْجَةٌ عِنْدَ الْيَهُودِ وَوَلاَئِمُ وَيَوْمٌ طَيِّبٌ.
وَكَثِيرُونَ مِنْ شُعُوبِ الأَرْضِ تَهَوَّدُوا لأَنَّ رُعْبَ الْيَهُودِ وَقَعَ عَلَيْهِمْ.)أستير8: 16-17
(12وَأَمَرَ دَاوُدُ الْغِلْمَانَ فَقَتَلُوهُمَا، وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمَا وَأَرْجُلَهُمَا وَعَلَّقُوهُمَا عَلَى الْبِرْكَةِ فِي حَبْرُونَ.) صموئيل الثانى 4: 12
(7فَتَجَنَّدُوا عَلى مِدْيَانَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ وَقَتَلُوا كُل ذَكَرٍ. 8وَمُلُوكُ مِدْيَانَ قَتَلُوهُمْ فَوْقَ قَتْلاهُمْ. ... 9وَسَبَى بَنُو إِسْرَائِيل نِسَاءَ مِدْيَانَ وَأَطْفَالهُمْ وَنَهَبُوا جَمِيعَ بَهَائِمِهِمْ وَجَمِيعَ مَوَاشِيهِمْ وَكُل أَمْلاكِهِمْ. 10وَأَحْرَقُوا جَمِيعَ مُدُنِهِمْ بِمَسَاكِنِهِمْ وَجَمِيعَ حُصُونِهِمْ بِالنَّارِ. 11وَأَخَذُوا كُل الغَنِيمَةِ وَكُل النَّهْبِ مِنَ النَّاسِ وَالبَهَائِمِ) عدد 31: 7-11
وكذلك أقوال بولس نفسه الذى أيد كل ما ورد فى العهد القديم من دموية …. فنجده يقول فى الرسالة إلى العبرانيين:
“30بِالإِيمَانِ سَقَطَتْ أَسْوَارُ أَرِيحَا بَعْدَمَا طِيفَ حَوْلَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ.
31بِالإِيمَانِ رَاحَابُ الزَّانِيَةُ لَمْ تَهْلِكْ مَعَ الْعُصَاةِ، إِذْ قَبِلَتِ الْجَاسُوسَيْنِ بِسَلاَمٍ. 32وَمَاذَا أَقُولُ أَيْضاً؟ لأَنَّهُ يُعْوِزُنِي الْوَقْتُ إِنْ أَخْبَرْتُ عَنْ جِدْعُونَ، وَبَارَاقَ، وَشَمْشُونَ، وَيَفْتَاحَ، وَدَاوُدَ، وَصَمُوئِيلَ، وَالأَنْبِيَاءِ،
33الَّذِينَ بِالإِيمَانِ قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرّاً، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، 34أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَّوُوا مِنْ ضُعْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ،
35أَخَذَتْ نِسَاءٌ أَمْوَاتَهُنَّ بِقِيَامَةٍ. وَآخَرُونَ عُذِّبُوا وَلَمْ يَقْبَلُوا النَّجَاةَ لِكَيْ يَنَالُوا قِيَامَةً أَفْضَلَ.
36وَآخَرُونَ تَجَرَّبُوا فِي هُزُءٍ وَجَلْدٍ، ثُمَّ فِي قُيُودٍ أَيْضاً وَحَبْسٍ. 37رُجِمُوا، نُشِرُوا، جُرِّبُوا، مَاتُوا قَتْلاً بِالسَّيْفِ، طَافُوا فِي جُلُودِ غَنَمٍ وَجُلُودِ مِعْزَى، مُعْتَازِينَ مَكْرُوبِينَ مُذَلِّينَ” (عبرانيين 11: 30 – 36)
(14لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ 15وَأَيُّ اتِّفَاقٍ لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟ 16وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟)كورنثوس الثانية 6: 14-16
....................................................
كتبه ::abubakr_3??????????????====================================================((((((((((((((((((?هل إرث المرأة المسيحية عادلاً ؟)))))))))))))
المحامية : زينة وليـــم ســـارة
ان الأديان جاءت لرحمة الإنسان عموما ولنصرته وما كانت ولن تكون منبعا ً للإيذاء والقهر والظلم .
فأنا أتكلم اليوم في قضية واحدة بعينها - رافضة حتى التلميح إلى أي من القضايا التي تدغدغ عقلي بين فينة وأخرى - قضية تشترك في شجونها أكثر من 800 ألف امرأة مسيحية ينتهك في كل لحظة وفي كل ثانية حقها في الميراث وكلنا يعلم أن الإرث الشرعي الإســلامي هو الذي يطبق على المسـيحيات ( للذكر مثل حظ الأنثيين ) .
والحقيقة أن العيب ليس في هذا وإنما العيب وكل العيب أن تحرم المسيحية حتى من هذا الحق المسلم به جدلا .
و فكرة المشكلة ولبها :
في أن التزام أخوتنا المسلمين الذين نعز ونجل بهذا الإرث مرجعه الواعظ الديني والإيمان كل الإيمان بكتاب الله وسنة نبيه، و بالتالي ففي الامتناع - في الإيمان و الأخلاق- معصية و إثم وذنب .
أما بالنسبة للمسيحيين فالقضية لا تتعدى كونها مشكلة قانون لا عقاب جزائي رادع له، وبالتالي فإن الامتناع عن تطبيق نصوصه لا يعني للرجل المسيحي شيئا ً البتة فهذه ليست بمعصية وليست إثم .
فتجد مثلاً أن الريف المسيحي خلق لنفسه عرفا ً ، غالبا ً ما تحرم بموجبه الفتاة من إرث والدها أو شقيقها أو... وإن فكرت باللجوء إلى القانون فإن النبذ و القطيعة جزاؤها لخروجها عما اعتادت عليه الجماعة مما أخمد في صدور الكثيرات الشكوى وكبت حتى مجرد الفكرة في عقولهن .
وتاريخيا :
حاولت الكثير وصول إلى كيفية ووقت تم فيه التقسيم غير المبرر للقوانين التي تحكم شؤون المسيحيين ليصبح للرباط الزوجي للمرأة قانون خاص هو قانون الحق العائلي ولنفقتها قانون الحق العائلي و لـ... أما لإرثها قانون آخر لا علاقة له بمعتقدها الديني .
و لكني فشلت في هذا التنقيب ، إلا أن أحد المطلعين على الأمر أخبرني أن الدولة يوم سنت قانون الأحوال الشخصية . أرسلت إلى رجال الدين المسيحي مستطلعة رأيهم فيما يطلبونه من هذا القانون ، خاصة وأن لبنان أقرب بلد لنا عامل المسلم على أساس دينه والمسيحي على أساس دينه .
فكان الرد بما آل إليه الحال.
هذا الرد الذي خالف بكل بساطة تعاليم الإنجيل (( ليس عبد ولا حر ولا ذكر ولا أنثى , لأنكم جميعا واحد في المسيح يسوع ))( غل 3:28)
و(( فاثبتوا إذاً في الحرية التي حررنا المســـيح بها ولا ترتبكوا أيضاً بنير العبوديــة ))
فما السبب ؟ وأهواء من ، وافق هذا الوضع ؟.
أهي أهواء رجال الدين والمجلس الملي للكنائس ( وكلهم بلا صدفة ذكور ) أم هو انحياز إلى ذاك المبدأ الهزيل القائل أن توحيد التشريع في البلد الواحد يزيد اللحمة بين المواطنين من خلال خضوعهم لقانون واحد ومحكمة واحدة . والذي أؤمن كل الإيمان بعدم صحة هذا المبدأ الذي ينتج في النهاية ظلما لطائفة على حساب أخرى و يفرض عليها إيمانا ً بأشياء قد لا تؤمن بها ،و يخلق مجتمعاً ذو لون واحد تتطابق فيه الأديان والمعتقدات وهذا مخالف لطبيعة الخليقة .
كل الاحترام للقراء
وجل الاحترام للأديان التي أرادت الإنسان حرا
…………………..
المحامية : زينة وليـــم ســـارة
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
كيف تتكون شبهات النصارى ؟
محمد جلال القصاص
mgelkassas@hotmail.com
في هذا المبحث :
ـ الكذب الصريح .
ـ بتر النص من سياقه العام ، وتفسيره بمقدمات عقلية أو عرفية .
ـ اعتماد الضعيف والشاذ وما لا يصح من الأقوال .
ـ البعد الجنسي في شبهات النصارى .
ـ نصيحة لكل من يسمع شبهة من شبهات النصارى .
?الطرق التي تكون بها شبهات النصارى .
بعد طول استماع لشبهات النصارى التي يتكلمون بها بألسنتهم في البالتوك أو الفضائيات أو في التسجيلات المنتشرة على الشبكة العنكبوتية ، يمكنني أن أقول : أن شبهات النصارى تتكون بثلاثِ طرقٍ رئيسية وباقي الطرق فرعٌ على هذه الثلاث :
?الطريقةُ الأولى : الكذبُ الصريحُ .
?الثانية : بتر النص من سياقه العام ـ القولي أو الفعلي ـ ثم استخدامُ مقدماتٍ عقليةٍ أو عرفيةٍ لتفسيره .
?الثالثة : اعتمادُ الضعيفِ والشاذِ وما لا يصح من الحديثِ وأقوالِ العلماءِ ، وتصديرُه للناس على أنه حديثُ رسولِ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأقوالُ علماءِ المسلمين .
هذه هي الطرق الرئيسية التي تتكون بها شبهات النصارى . وبقليل من التمعن .نجد أن الطريقةَ الثانيةَ والثالثةَ ترجع للأولى ... وهي الكذب الصريح . إذ أن بترَ النص من سياقه العام ـ القولي أو الفعلي ـ ثم استخدام مقدماتٍ عقليةٍ أو عرفيةٍ لتفسيره نوع من الكذب . وكذا اعتمادُ الضعيفِ والشاذِ وما لا يصح من الحديثِ وأقوالِ العلماءِ ، وتصديرُه للناس على أنه حديثُ رسولِ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأقوالُ علماءِ المسلمين نوع من الكذب أيضا .
فيمكننا أن نقول في جملة واحدة أن شبهات النصارى تتكون بالكذب . هذا هو طريقها . . الكذب المباشر أو الكذب غير مباشر . وهاك البيان .
?أولا : الكذب الصريح .
وأضرب الأمثال ليتضح المقال ، :
ـ وقَفَتْ إحداهنَّ تتكلمُ بصوتٍ تخنقه العبارات ، تحدث إخوانها عن محمدٍ ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتقول : إن محمدا ـ وصلى الله على محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلَم ـ كان يتمنى أن يؤمنَ بعقيدةِ التثليث وكان يصرخُ بأعلى صوته ويقول : ((قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ) (الزخرف : 81 ) ولكنه ـ هي تقول ـ للأسف لم يجد من يقنعَه بعقيدة التثليث ولو وجد لآمن من فوره وانتهت المشكلة .!! هذا قولها .
ماذا تريدُ هذه المرأة ؟
تريد أن تقولَ لقومها أن سبب كفرِ رسولِ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالنصرانية هو أنه لم يجدْ من يُحَدِثه بها . !!وأنه كان يجهلُ هذا الأمر ، ولو عرفه لآمن به من فوره . إذًا المشكلة ليست عدم قناعة بالنصرانية ولكن جهلٌ بها .
وهي تكذب . ولا شك في هذا . تكذبُ وهي تعلم أنها تكذب . فذاتُ الآيات التي نقلت منها تتكلمُ عن المسيح عيسى بنِ مريمَ عليه السلام وتقررُ أنه عبدُ الله ورسوله بأسلوبٍ صريحٍ لا لبس فيها ولا غموض ، وبأقوى أدوات الحصر ( النفي والاستثناء ) . ( إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ) (الزخرف : 59 ) .
وأيضا معلومٌ عند كلِّ قساوسة النصارى بل وعامتِهم أن القرآن الكريم نفى أن يكون لله صاحبةً وولدا ، هذا كلام مشهورٌ يعرفه العامة فضلا عن الخاصة ، فكيف يقال أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يجهله.
وأيضا : مشهورٌ جدا عند قساوستهم وعامةِ المهتمين منهم أن وفدا من نصارى نجران جاؤوا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وناظروه وناظرهم وأبهتهم . ونصارى نجران تكلموا بألوهية المسيح عليه السلام ، واحتجوا بمثل ما يحتج به نصارى اليوم . وهم ـ نصارى اليوم ـ يستدلون ببعض الآيات التي نزلت في نصارى نجران في بعض شبهاتهم . فكيف يقال أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يجهل النصرانية ولم يجد من يحدثه عنها .
وأيضا : مشهور ومعلوم جدا أن في القرآن الكريم سورة باسم آل عمران ، ومنهم ـ من آل عمران ـ مريمُ ابنةُ عمران أم المسيح عليه السلام .
وفي سورة آل عمران آيات طوال تتكلم عن المسيح عليه السلام .. عن مولده وعن معجزاته وعن تكذيب بني إسرائيل له. وعن خطأ من اتبعوه ، وقالوا أنه إله من دون الله ، أو إله مع الله ، أو أنه هو الله .
فإذاً لا يمكن أن يقال إلا أن هذه المرأة تكذب وهي تعلم أنها تكذب . فقط لتضل قومها . وقد حاول أحدُ الحضور الرد عليها ولكنها لم تسمع . لماذا ؟
لأنها لا تريد الحقَ ابتداء وإنما فقط تكذب لتضلَّ قومها .
? مثال آخر أبين به أن أحدى الطرق الرئيسية التي تتكون بها شبهات النصارى هي الكذب المباشر .
ناهد متولي تدعي أنها كانت مسلمةً ، وأنها كانت تحفظُ القرآن ، وتقيمُ الليل ، وبلغت في الإسلام أعلى الدرجاتِ الروحانية . واسمع ماذا تقول لتعلم أي كذوب هي .
وقفت في إحدى المناظرات تقول : أنا استدل بما ورد في ابن كثير والقرطبي والطبري وكذا وكذا .... ولم أذهب لمصحف مسيلمة وأنقلُ منه ، ولو ذهبت إليه ونقلت منه لرأيتم عجبا عجابا . قرآن مسيلمة ـ الكلام لها ـ وما أدراك ما قرآن مسيلمة ؟! يدحض كلَّ ما جاء به محمدٌ ـ وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ـ . !!
هذا قولها وهو موجود بصوتها .( في صفحة ردود صوتية على شبهات النصارى بموقع طريق الإسلام ) . وأسألكم بالله : هل سمعتم أن لمسيلمة مصحفا أو قرآنا يتلى ؟!
وإنّ كلَّ من قرأ عن الإسلام ساعة يعلم أنها كذوب .فمسيلمةُ كذابٌ من يوم كان ، ولم تكن له دعوةٌ ولا أتباعٌ بالمعنى المعروف ، وإنما خرج في قبيلته ( بني حنيفة ) وتعصبوا له حميةً ، حتى قال قائلهم ذاتَ مرة وهو يخاطب مسيلمة هذا في وجه ، قال له : أعلم أنك كذاب وأن محمدا صادقٌ ولكن كذابُ ربيعة أحب إلينا من صادق مضر .
والسؤال : هل أمسكت هذه المرأة بمصحفٍ لمسيلمةَ في يدها ؟
أبدا . وإن كان فأين هو ؟ . لم نسمع به من قبل ، ولم تراه عين .
فهي تكذب ، وهي عند نفسها كاذبة . تكذب وهي تعلم أنها تكذب . فقط لتضلَّ قومها .
ولا تحسب أنها صادقة في أنها استدلت بابن كثير والقرطبي والطبري ، بل كذبت في هذا أيضا ، فهي تبتر النص ، وتأتي بالضعيف والشاذ ومالا يصح وتقول هو قول العلماء ، وما هو بقول العلماء .وسيأتيك في هذا البحث ـ إن شاء الله ـ مزيد بيان.
?مثال رابع يبين كيف أنهم يكذبون كذبا صريحا فيما يتكلمون به .
ـ كبيرهم شنودة وقفَ ذاتَ مرةٍ يُغْمضُ عينيه ، ويعقدُ جبهتَه ، يكسوه قبحُ المعصية ، وقف يخاطب جموع قومه من السذج يقول لهم ـ والمحاضرة مسجلة متداولة ـ إن الإسلام يذم نوعا واحدا من النصارى ، وهم الذين قالوا بان لله ابنا ، ويتلوا عليهم الآيات التي تقول بهذا .مثل قول الله تعالى { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً . لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً . تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً . أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً . وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً } [ مريم : 92 ] .
أما نحن ـ هو يعني ومن على شاكلته من الأرثوذكس ـ بنص القرآن لسنا على خطأ، لأننا لا نقول بأن الله اتخذ صاحبة ولا ولدا . وإنما نقول بأن المسيح هو عين الله ، وتعالى ربنا وتقدس عما يقول شنودة ومن معه . والمسلمون يعادوننا لأنهم لا يعرفون دينهم . هكذا يتكلم .
أرئيتم كيف يكذب على قومه ؟!
القرآن يذم نوعين من النصارى من قالوا بأن لله صاحبة وولدا ، ومن قالوا بأن الله هو المسيح بن مريم . والقرآن صريح في ذلك ، قال تعالى : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) (المائدة : 72 ). وكِلاهما قد ذم اللهُ في سورة واحدة في آيات متجاورة ، فكيف قرأ شنودة هذه ولم يقرأ تلك ؟؟!!
لا بد أنه قرأهما معا ، وتعمَدَ الكذب ليضل قومه .
لا بد أن من يقرأ هذه الآية يقرأ الأخرى معها . فهما متجاورتان . وذم كل النصرانية معلوم من الدين بالضرورة عند عامة المسلمين وعامة النصارى .
ومحاسبة القائل علي إمكانية علمه بالأمور والمسائل قاعدة ثابته عند كل العقلاء .. وهي ما يقال عنها عند الأصوليين قاعدة إمكانية العلم . والشاهد أن شنودة يكذب وهو يعلم أنه يكذب فقط ليضل قومه .
? مثال خامس على أنهم يتعمدون الكذب المباشر من أجل إضلال الناس :
منهم من راح يبحث في الإسلام عشرين عاما ـ إي والله وكنت أنا من يحاوره ـ وعاد ليقول أن الأمر كلَّه كذب ، فما كان محمدا ، وما وضَعَ القرآنَ إلا الأمويون ، وما حارب القرشيون إلا نكاية في الغسساسنة ورغبة في الاستيلاء على الشام ، وما استُعمل لفظُ المهاجرين إلا في القرن الثاني الهجري .
وأن عمر بن الخطاب سمي بالفاروق لأنه وحد العرب والفرس وقاتل بهم الروم ، فهو فرَّق بين الروم والعرب !!
انظروا إلى هذا الكذوب . إنه باحث . وإنه دكتور في ( الإسلاميات ) .!!
? حديثهم عن مصدر الوحي أمارة على كذبهم
يقولون أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تعلم هذا القرآنَ من بحيرى الراهب ، هذا قول النصارى ، واليهود يقولون تعلمه من الحاخام ( ألفونسو ) من بني إسرائيل ، وبعض المستشرقين ممن يسمون باحثين في التراث الإسلامي يقولون بأن محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ تعلم القرآن من نساءه وأصحابه . ومن ثم خلط شيئا من النصرانية بشيء من اليهودية بشيء من الوثنية فخرج بالإسلام .
وهذا الكلام كذبٌ محض . كل واحدة من هذه الأقوال كذب في نفسها . وبعضها يكذب بعض .
النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ التقى بحيرة الراهب وهو ابن سبعِ سنين ولفترةٍ قصيرةٍ جدا ، والحديث بينهما لم يستغرق دقائق معدودة ، وما جلس لورقة بن نوفل إلا دقائق معدودة أيضا وكانت بعد أن نزل عليه الوحي . هذا ما تقوله كل كتب السير والتاريخ الإسلامي . ليس هناك كتابٌ إسلاميٌ يقول بغير هذا الكلام . فكيف يكون قد تعلم كل هذا في لحظات ؟!
بل كيف تعلم أصلا وهو أمي لم يقرأ ولم يكتب قال تعالى : {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }[ الشورى:52] { وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ }[ العنكبوت : 48] .
وإن كان تعلمه بلا قراءة ولا كتابه كيف سكت كل هذه المدة . ... حيث أنه لم يتكلم بالوحي إلا بعد أن تجاوز الأربعين من عمره ؟!
وأيضا في القرآن الكريم ذم للنصارى والنصرانية واليهود واليهودية . فمَن كتب هذا بحيرة أم ألفونسو ؟!
? طبيعة القرآن الكريم والسنة النبوية تنفي أن يكون ورائها بشر ، حتى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ .. ما هية القرآن الكريم والسنة النبوية تؤكد أنها وحي من الله العليم الخبير ، وعلى سبيل المثال نقول : في القرآن الكريم والسنة النبوية إجاباتٌ عن أشياءٍ كانت تحدث ، ورصد لحوارات كانت بين النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه وبينه وبين أعدائه ، بل إن القرآنَ الكريم كلَّه مرتبط بالحدث ، مثلا ما نزل في أسئلة المشركين للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو في مكة وإجابته عليها ، وما نزل في أمر الهجرة ، وما نزل في غزوة بدر ، وما نزل في غزوة أحد والأحزاب وخيبر والحديبية وفتح مكة وحنين . ويسعنا أن نقول أن القرآنَ الكريم كلُّه حتى التشريعي منه مرتبط بالحدث ، لم ينزل القرآنُ الكريم جملة واحدة ، بمعنى أن القرآن الكريم كان مع الأحداث ونزل جزءا جزءا . { وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً }[ الإسراء : 106] .
إمرأةٌ تجادل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أمر حدث بينها وبين زوجها .. تجادله سرا لا يسمعها من في البيت ، وينزل القرآن { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ . الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِّنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} [ المجادلة : 1 ـ 2 ] .
أين بحيرى من هذه ؟
سريّة تذهب في وديان الحجازي ويحدث القتال في ليلة يُشك أنها من الشهر الحرام ، ويرجعون يتساءلون ، فينزل القرآن { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [ البقرة : 217 ]
أين بحيرى من هذا ؟!
والمنافقون يجلسون في ناحية من المسجد يغمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فينزل القرآن يتحدث بحالهم وما تكنه صدورهم . { الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }[ التوبة :79 ]
أين بحيرى من هذا ؟!
والمنافقون يتناجون سرا " يعدنا فتح فارس والروم وقد حصرنا ها هنا ، حتى ما يستطيع أحدنا أن يبرز لحاجته ؛ ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا "فينزل القرآن يكشف أمرهم ويزيع في الناس سرّهم وسوء طويتهم . {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً }[ الأحزاب : 12]
أين بحيرى من هذا ؟
وتضيع ناقة النبي فيرسل في طلبها ... يوم تبوك ... ويتغامز المنافقون : ( هذا محمد يخبركم أنه نبي ، ويزعم أنه يخبركم بأمر السماء وهو لا يدري أين ناقته ) ، يتحدث بها سرا في رحله ، فيخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقول اليهودي وبمكان الناقة : ( إن رجلا يقول وذكر مقالته وإني والله لا أعلم إلا ما علمني الله وقد دلني الله عليها وهي في الوادي في شعب كذا وكذا وقد حبستها شجرة بزمامها فانطلقوا حتى تأتوني بها فذهبوا فأتوه بها ) .
أين بحيرى من هذا ؟!
عمير بن وهب الجمحي يجلس مع صفوان بن أمية في ناحية المسجد الحرام في مكة على بعد خمس مئة كيلو متر تقريبا من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يتناجيان سرا ، ويتفقان على قتل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ، ويعلم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ، ويُعلم عمير بن وهب
أين بحيرى والفونسو ومن سموا أين هم مِن هذا ؟!
?وأحيانا كان يُسأل النبيَ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلا يجيب ومن ذلك {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }[ الإسراء : 85 ]، يسكت حتى يأتيه الوحي . وأحيانا كان يفعل ويأتي الوحي يعقب عليه ويصوب له . ومن ذلك {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً } [ الكهف : من الآية 23] ، سألوه عن أصحاب الكهف فقال أجيبكم غدا ، فأبطئ عليه الوحي خمسة عشر يوما يؤدبه ويرشده للاستثناء ثانية إن قال ووعد .
ومثال ذلك ما حدث مع الأسرى يوم بدر ، استشار النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ أصحابه ، فقال بعضهم بقتلهم وتكلم آخرون بالفداء بالمال ، وأخذ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأرفق الأمرين وهو الفداء ، ونزل القرآن يعاتبه " ( ) : { مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ . لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ{68} فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّباً وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ الأنفال : 68 ـ 69 ] .
فهل يُعقل أن يكون بحيرى الراهب درى بذلك ورتبه وأعطاه للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؟
وإن كان فلم كان يسكت حين يسأل ولم كان يفعل ويأتيه التصويب من السماء ؟
بل لِمَ لَمْ يكن بحيرة نفسَه أو ورقةَ أو الفونسو أو من سمّوا من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو نساءه لم لم يكونوا أنبياء ويتكلمون هم بأنفسهم ؟!.
وكيف عرفتم ذلك وهو ليس في كتبنا . من أين لكم هذا ؟
لم ينتبه إليه كفار قريش واليهود والنصارى ... نصارى نجران والشام وطيء ( حي من أحياء العرب منهم عدي بن حاتم الطائي وقد التقى النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم ) .كيف لم ينتبهوا إلى هذا وانتبهتم أنتم إليه ؟
? ثم : النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ تزوج السيدة صفية بنت حيي بن أخطب سيد يهود في العام السابع من الهجرة ... في نهايته . أي بعد عشرين عاما من الدعوة . وجاءته ماريةُ القبطية ـ رضي الله عنها ـ أيضا بعد عشرين عاما من الدعوة . فكيف يكون قد تعلم من هذه وتلك ؟
أمر عجيب .
?ومَن من أصحاب النبي كان له علم بالكتاب ؟
يقولون تعلم من صهيب الرومي . ومن سلمان الفارسي . وعبد الله بن سلام اليهودي .
وصهيبٌ رومي . . أعجمي .. لا ينطق العربية .. . بالكاد يُبين . فأنى له بمثل هذا ؟
وسلمانٌ فارسي أعجمي أسلم في المدينة ... وما درى برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا بعد ثلاثة عشر عاما من هجرته صلى الله عليه وسلم . وكذا عبد الله بن سلام اليهودي أسلم في المدينة بعد البعثة بثلاثة عشر عاما ، وكان تابعا للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ متعلما لا مُعلما .
?وهم يستأنسون بأن القرآن وافق النصرانية واليهودية أو وافق كتابهم بعهديه القديم والحديث في بعض الأمور .
وفي هذا يكذبون أيضا ، فحتى الأشياء التي وافقت فيها الشريعة الإسلامية كتاب النصارى في عهده القديم أو الجديد ، لم توافقها من حيث المضمون .
مثلا القرآن العظيم تكلم عن نوحٍ إبراهيمَ وموسى وعيسى وسليمان وداودَ ولوطٍ عليهم وعلى نبينا صلوات ربي وتسليماته .ولكن هل ما تلكم به القرآن عن أنبياء الله هو هو الذي تكلمت به النصرانية عنهم ؟
كلام القرآن عن الله سبحانه وتعالى الكبير المتعال ، الواحد الماجد الصمد ، هو ككلام كتاب النصارى عن الله ؟
أبدا .
ففي كتابهم النبي يُشرك بالله ، وفي كتابهم النبي يتطاول على ربه ويصارعه ويكاد يصرعه ، وفي كتابهم النبي يمشي بين الناس عريانا لثلاث سنين متتاليات بأمر الرب ، وفي كتابهم الأنبياء ينتحرون ويكذبون ويزنون ببناتهم . !!
وفي كتابهم الربُّ يخطئ ويصحح له البشر ، وفي كتابهم الرب ينزل ضيفا ويأكل الزبد ويشرب اللبن ، وفي كتابهم الرب يصارع يعقوب ـ عليه السلام ـ وبالكاد يتغلب على يعقوب . والرب يتعب ويرتاح ، ويغار من الإنسان ، ويأمر أنبياءه بالزنا وقتل النساء والأطفال . وغير ذلك مما يُستحى من ذكره .
فأين هذا من ذاك ؟!
? ثم إن القرآن العظيم معجز في ذاته وبألفاظه ينادي على الجميع من يوم نزل : فأتوا بمثله ... فأتوا بعشر سور من مثله . . . فأتوا بسورة من مثله ... أي سورة وإن كانت سطرا واحدا . وقد مضى ألفٌ وأربع مئة عام ولم يستطع أحد شيئا .
? المقصود من كل هذا ... هو إلقاء الضوء على أن من تكلم بهذا الكلام إنما تكلم به من أم رأسه . ليس برأسه سوى أنه يريد أن يضل الناس بغير حق ، فكذب وافترى وقال ما لم ير .
وصدق الله العظيم إذ يقول : { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }[ آل عمران : 71] ، { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ } [ آل عمران : 70 ]، { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ }[ آل عمران : 98]
? مزيد بيان :
مَن تكلموا في مصدر الوحي قالوا بعدةِ أمور:
ـ منهم من قال أنه تعلم من أصحابه صهيبِ الرومي ، وسلمانِ الفارسي ، وعبدِ الله بن سلام اليهودي ، وزوجتِه صفيةَ بنت حيي ، وسريتِه ماريةَ القبطية . ومنهم من قال بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانت به جِنّة ... حالةٌ من الصرع تصيبه ، ويتلبسه شيطانٌ فيوحي إليه بهذا القرآن . ويستدل على هذا الكلام بما كان يصيبُ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أثناء تلقي الوحي . من ثقلٍ وعرقٍ ونحو ذلك .
ومعلوم أن ما كان يصيبُ النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ لم يكن يشبهُ صرعَ المجنونِ لا بكثيرٍ ولا بقليل . وإنما ثقلٌ ونوعٌ من السكونِ والهمودِ ويتصبب الجبينُ حين ذاك عرقا .
والمجنونُ . . أو من تأتيه نوبات الصرع ، يستلقي على الأرض ويتشنج وربما عض لسانَه وانكشفت سوءتُه ، وغاب عن وعيه . فأين هذا من ذاك ؟!
? وأيضا لم يكن الوحيُ يأتي النبيَ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ على هذه الحالة فقط ( السكون والهمود التي يصحبها تصبب العرقُ من الجبين ) بل كان أيضا يأتيه على أشكالٍ أخرى .
إحداها: الرؤيا الصادقة وكانت مبدأ وحيه صلى الله عليه وسلم وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح , من ذلك حديث أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : " أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ الْوَحْي الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ، فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ. ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ، وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ ...... الحديث " .
الثانية: ما كان يلقيه الملك في روعه وقلبه من غير أن يراه, كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته ".
الثالثة: أنه كان يتمثل له ـ صلى الله عليه وسلم ـ الملك رجلا فيخاطبه حتى يعي عنه ما يقول له وفي هذه المرتبة كان يراه الصحابة أحيانا كما في حديث عمر ـ رضي الله عنه (( بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنْ الْإِسْلَامِ .... الحديث )) وفي آخره (( أَتَدْرِي مَنْ السَّائِلُ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ )) .
الرابعة: أنه كان يأتيه في مثل صلصلة الجرس فيفصم عنه وقد وعى عنه ما قال وكان أشده عليه فيتلبس به الملك حتى إن جبينه ليتفصد عرقا في اليوم الشديد البرد وحتى إن راحلته لتبرك به إلى الأرض إذا كان راكبها ولقد جاءه الوحي مرة كذلك وفخذه صلى الله عليه وسلم على فخذ زيد بن ثابت فثقلت عليه حتى كادت ترضها.
الخامسة: أنه يرى الملك في صورته التي خلق عليها فيوحي إليه ما شاء الله أن يوحيه وهذا وقع له صلى الله عليه وسلم مرتين كما ذكر الله ذلك في سورة النجم.
قال الله تعالى :"" إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَىَ * عَلّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىَ * ذُو مِرّةٍ فَاسْتَوَىَ * وَهُوَ بِالاُفُقِ الأعْلَىَ * ثُمّ دَنَا فَتَدَلّىَ * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىَ * فَأَوْحَىَ إِلَىَ عَبْدِهِ مَآ أَوْحَىَ * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىَ * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىَ مَا يَرَىَ * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىَ * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىَ "" [سورة: النجم - الآيات: 4ـ14]
السادسة: كلام الله تعالى له ـ صلى الله عليه وسلم ـ منه إليه بلا واسطة ملك كما كلم الله موسى ابن عمران وهذه المرتبة هي ثابتة لموسى قطعا بنص القرآن وثبوتها لنبينا صلى الله عليه وسلم هو في حديث الإسراء. انتهى كلام ابن القيم رحمه الله .
وأحيانا يكون الوحي في المنام من ذلك حديث معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ عند أحمد / 21093 وفيه (( احْتَبَسَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ غَدَاةٍ عَنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ حَتَّى كِدْنَا نَتَرَاءَى قَرْنَ الشَّمْسِ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيعًا فَثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ وَصَلَّى وَتَجَوَّزَ فِي صَلَاتِهِ فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ كَمَا أَنْتُمْ عَلَى مَصَافِّكُمْ ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَيْنَا فَقَالَ إِنِّي سَأُحَدِّثُكُمْ مَا حَبَسَنِي عَنْكُمْ الْغَدَاةَ إِنِّي قُمْتُ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّيْتُ مَا قُدِّرَ لِي فَنَعَسْتُ فِي صَلَاتِي حَتَّى اسْتَيْقَظْتُ فَإِذَا أَنَا بِرَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَتَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى قُلْتُ لَا أَدْرِي يَا رَبِّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى قُلْتُ لَا أَدْرِي رَبِّ فَرَأَيْتُهُ وَضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ أَنَامِلِهِ بَيْنَ صَدْرِي فَتَجَلَّى لِي كُلُّ شَيْءٍ وَعَرَفْتُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى قُلْتُ فِي الْكَفَّارَاتِ قَالَ وَمَا الْكَفَّارَاتُ قُلْتُ نَقْلُ الْأَقْدَامِ إِلَى الْجُمُعَاتِ وَجُلُوسٌ فِي الْمَسَاجِدِ بَعْدَ الصَّلَاةِ وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عِنْدَ الْكَرِيهَاتِ قَالَ وَمَا الدَّرَجَاتُ قُلْتُ إِطْعَامُ الطَّعَامِ وَلِينُ الْكَلَامِ وَالصَّلَاةُ وَالنَّاسُ نِيَامٌ قَالَ سَلْ قُلْتُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ وَأَنْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي وَإِذَا أَرَدْتَ فِتْنَةً فِي قَوْمٍ فَتَوَفَّنِي غَيْرَ مَفْتُونٍ وَأَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُنِي إِلَى حُبِّكَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهَا حَقٌّ فَادْرُسُوهَا وَتَعَلَّمُوهَا"
? ومنهم من يقول أن ما كان بمحمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ هو حالةٌ من الصفاءِ الذهني نتجت من كثرةِ الخلوةِ والبعدِ عن المعاصي ، وقد أتى بهذا القرآنِ وهذه العلوم من محض خياله .
ونسأل : هل يستطيعُ صفاءُ الذهن أن يأتيَ بأخبار الماضي ، والحاضر ، . . . أن يتكلم عن ما كان وما سيكون ؟!
أن ينبئ عَديً بأن الله سيتم هذا الأمر حتى يصير الراكب لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه ، وأن الله سيفتح الشام واليمن والعراق وأن نفرا من أصحابه سيخروجون إليها ويدعون المدينة ، وأنه إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده ، وأن عمار تقتله الفرقة الباغية ، وأن عمر وعثمان شهيدان ، وأن أصحابه يقتلون أمية بن خلف ونعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه وهو بالحبشة ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالمدينة ونعى جعفرا وزيدا وابن رواحة حين قتلوا في مؤتة ( بالأردن حاليا ) وهو بالمدينة ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان يصف المعركة ، وأخبر من أنباء الماضي .. حكى عن مريم وعن موسى وعيسى وأهل مدين والمؤتفكات وقوم تبع وأصحاب الرس وثمود وعاد وفرعون وإخوان لوط ، هذا وهو أمي لم يقرأ ولم يكتب ، ولم يخرج من بين شعاب مكة . وما حكاه عنهم لا يتوافق في قليل أو كثير مع حكايات كتب النصارى واليهود حتى يقال أنه أخذ منهم ومن شاء فليقرأ هذا وذاك ؟!
هل يستطيع صفاء الذهن أن يأتي بأمور علمية بحته ، لم يكتشفها العلم التجريبي إلا بعد مئات السنين من بعثة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؟!
مثل أن الإنسان خُلق من نطفة أمشاج { إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً }[ الإنسان : 2] ، وأن الجبال أوتاد {وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً }[ النبأ : 7 ]، وأن الأرض كفاتا { أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتاً } [ المرسلات: 25 ]، وأنها دُحية { وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا }[ النازعات : 30 ] .وأن الأجرام في فَلك يسبحون { لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } [ يس:40] ، وأنها تتسع {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ }[ الذاريات : 47 ]( وإنا لموسعون ) ، وأن الليل أصلٌ والنهارَ طارئ يُسلخ منه {وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ }[ يس : 37]؟!
لا يستطيع صفاء الذهن أن يأتي بأي من هذا .
إنها النبوة ، وحي الله العليم الخبير لرسوله الأمين محمدٍ بن عبد الله ـ عليه أتم الصلاة والتسليم ـ .
وصدق الله العظيم : " وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلوا عليهم آياتنا ولكنا كنا مرسلين "
القرآنُ يعقب بعد ذكر قصة موسى عليه السلام في سورة القصص ، بهذه الآية ( وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلوا عليهم آياتنا .... )
و( ثاويا ) تعني مقيما ... الثواء هو الإقامة ...قال الشاعر :
آذانتنا ببينها أسماء * * * رب ثاو يمل منه الثواء ....
{ ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ }[ آل عمران:44] ،{ ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ }[ يوسف :102]
فما كان محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ مقيما في مدين حتى يعلم خبر موسى ، وإنما أخبره العليم الخبير الذي أرسله لنا بشيرا ونذيرا ، وما كان محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ لديهم في بيت المقدس وهم يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وإنما أخبره العليم الخبير ، وما كان محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين إخوة يوسف وقد اسروا أمرهم وهم يمكرون بأخيهم يوسف عليه السلام كي يقتلوه أو يخرجوه ليخلوا لهم وجه أبيهم.... وإنما أخبره الذي أرسله إلينا بشيرا ونذيرا .
هو وحي الله إذن ، وما كان محمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم يدري ما الكتاب ولا الإيمان .
? أريد أن أقول أن : هذه أقوال متضادة لا يمكن أن يقول بها فرد واحد . أليس كذلك ؟
من يعتقد بأن الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ كان مجنونا . غير من يعتقد بأن الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ كان ذا خلوة وصفاءٍ ذهني ، غير من يعتقد انه تعلم من أصحابه . أليس كذلك ؟!
المفروض أن يكون الأمر كذلك .
ولكن تعجب حين تجد أن المتكلم بهذا الكلام فرد واحد ، أو أن فردا واحدا يتكلم بأكثرِ من واحدةٍ من هذه الحجج ، من هؤلاء مثلا المستشرق الألماني ( كارل بروكلمان ) المتوفي سنة 1956 م ، ومن هؤلاء زكريا بطرس اليوم في حلقة واحدة يقول أن الذي علم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو بحيرى الراهب وأن القرآن العظيم ترجم من وثيقه عثر عليها عند بعض الباحثين وتناولتها بالدارسة مائة وأربعين موقعا ويمسكها في يده ويتلوا منها ، وفي ذات الحلقة يقول أن هناك آخرين كانوا يعلموه وكان يتردد عليهم ، وفي حلقة أخرى في ذات الموضوع تكلم عن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ووجد الدين جاهزا في حركة تسمى ( الحنيفية ) فقط استولى عليها وساس أمرها ثم نسب تعاليمها لنفسه ، وأنه يقلد أحد أفراد هذه الحركة تماما وهو أمية ابن أبي الصلت الذي علمته النصارى . وهذا يعكس لك أنها عقليةٌ فقط تبحثُ عن شيء تطفئ به نور الله ، تضلُ به قومها . وهذا ما أدور حوله في هذه الفقرة ، وهو أن الطريق الأول بل الطريق الرئيسي الذي تتكون منه شبهات النصارى هو الكذب المباشر . هو قلب الحقائق .
ـ ولذا أقول أننا لا نواجه شبهات حقيقية ، ولكن نواجه عقول مجرمة آثمة هي التي تفتعل الشبهات وتقلب الحقائق . وسيتضح هذا جليا حين نعرض لشبهاتهم التي يتكلم بها الكذاب اللئيم زكريا بطرس .
?الطريقة الثانية من الطرق التي تتكون بها شبهات النصارى هي : بَتْرُ النص من سياقه العام ثم استخدام مقدماتٍ عقليةٍ أو عرفيةٍ لتفسيره .
مثال ذلك : ادعائهم أن القرآن ينطق بأن المسيح هو عين الله ـ تعالى ربنا وتقدس عما يقول الظالمون علوا كبيرا ـ ؛ يستدلون على ذلك بقول الله تعالى : ( ... وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ) (النساء : من الآية171 ) . يبترون النص هكذا .
يقولون كلمة الله وروح الله ، تعني أنه هو عين الله أو ابنه المتجسد على حسب مذهب من يتكلم منهم .
أرأيتم ؟!
بتروا النص ثم فسروه بما يحلوا لهم .
ونحن نقول : إن القرآن صريح في أن المسيحَ ـ عليه السلام ـ عبد الله ورسولُه ، فبالنفي والاستثناء ـ وهي أقوى أساليب الحصر والقصر ـ جاء التعبير عن عبودية المسيح لله عز وجل في أكثر من آية في كتاب الله تعالى ، قال الله : ( إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ) (الزخرف : 59 )
وقال الله تعالى : (مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (المائدة : 75 )
وعلى لسان المسيح جاء في القرآن الكريم : (إِنَّ اللّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَـذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ) (آل عمران : 51 ) (وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ) (مريم : 36 ) (إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ) (الزخرف : 64 )
بل في نفس الآية التي يستدلون بجزء منها يقول الله تعالى : (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ ) (النساء : من الآية 171 ) والآية التي بعدها صريحة في هذا المعنى أيضا ، قال الله تعالى : (لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعاً) (النساء : 172 ) .
ـ وإضافة الصفة إلى الله على نوعين ، إن كانت هذه الصفة ذاتٌ منفصلةٌ لها استقلاليةٌ فيكون ( إضافتها إلى الله تتضمن كونها مخلوقه مملوكة لكن أُضيفت لنوع من الاختصاص المقتضي للإضافة . لا لكونها صفة ) أي من باب التشريف والرِّفعه مثل بيت الله الحرام ، وسيف الله خالد بن الوليد ، وأسد الله الحمزة بن عبد المطلب و ( ناقة الله ) ف ( روح الله ) و ( كلمة الله ) . لا تعني أبدا أنه جزء من الله .
والروح أو ( روح القدس ) عندنا هو جبريل عليه السلام . قال تعالى : (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً) (النبأ : 38 ) وقال تعالى : (رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ) (غافر : 15 ) وقال تعالى : (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ) (الشعراء : 193 ) وقال تعالى : (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) (النحل : 102 ) .
فالروح عندنا ملك من الملائكة هو ـ جبريل عليه السلام ـ وليس هو عين الله كما يزعمون هم .
فتدبر كيف يتعاملون مع النصوص الشرعية ليخرجوا منها بباطلهم . . . يبترون جزءا من النص ثم يفسروه بما يحلو لهم .
?ومن الأمثلة أيضا : قولهم : أن الإسلام دين عنصرية وظلم لا يعرف العدل مع الآخر ويستدلون على ذلك بقول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما رواه أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ : ( انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا ) ويسكتون عند هذا .
ولو أكملوا الحديث لبهتوا وما نطقوا : قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا قَالَ تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ ) .
فانظر كيف يبترون النص ، ثم يعلقون عليه بما يحلو لهم .
?من أمثلة ذلك ما ذكره الكذَّاب اللئيم زكريا بطرس في برنامج أسئلة عن الإيمان االحلقة 15 د/10 يقول مستشهدا على عدم تحريف الكتاب المقدس بقول الله تعالى ( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ) يقصها هكذا ، يقول ـ موجها الدليل ـ يعرفون التوارة والإنجيل كما يعرفون أبنائهم إذا الكتاب غير محرف .
ألا لعنة الله على الكاذبين بطرس وأمثاله
هكذا بتر النص من سياقه ثم فسره بما يحلو له ، واستشهد به على عكس مراده .
الآية تتكلم عن معرفة أهل الكتاب للقرآن ، وهذه هي الآية كاملة في موضعين من كتاب الله ، قال تعالى في سورة [ البقرة : 146]: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }
والشاهد هنا أنه كوَّن الشبهة عن طريق بتر النص من سياقه العام ثم فسره بما يحلو له . وقد مرت أمثلة كثيرة على ذلك في الجزء الأول و ستأتي أمثلة كثيرة جدا على ذلك في هذا البحث إن شاء الله .
?من الأمثلة أيضا :ما ذكره الشيخ الدكتور منقذ السقار ـ حفظه الله ـ في كتابه شبهات النصارى حول الإسلام ، وهو منشور بموقع ابن مريم .
ينقل قول وهيب خليل في كتابه " استحالة تحريف الكتاب المقدس " في سياق حديثهِ عن أدلةِ ألوهيةِ المسيحِ في القرآن و السنة . يقول وهيب خليل : "روى البخاري في الجزء الثالث ص107 قائلاً:" لا تقوم الساعة حتى ينزل فيكم ابن مريم حكماً مقسطاً " , و في هذا دليلٌ قاطعٌ على ألوهيةِ السيد المسيح، لأن الدينونة لله وحده " .
ينقل نصف الحديث ويغض الطرف عن النصف الآخر . و هذا كذب ولا شك ، وتعمد للكذب ولا شك ....
والحديث بتمامه كما عند البخاري من حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا .
فالأمور المذكورة في تتمة الحديث تدل على بطلان النصرانية ، و أن المسيح سيحطم رمزها (الصليب) ، و أنه سيحكم بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم .
فتدبر أخي القارئ كيف بَتَرَ جزءا من الحديث ، وفسره بما يحلو له ليدلل على باطله ؟
أسأل : ألم يقرأ الحديث كاملا ؟ !
لا بد أنه قرأه كاملا ، ولا بد أنه قَلَّبَ في صحيح البخاري واطلع على غيره من الأحاديث في ذات الباب تنافي مراده ، ولكن هي نفسية أتت فقط لترجع بكذبه تُضل بها قومها .فما وجدت إلا بتر النص .
هكذا تتكون شبهاتهم ... يبترون ثم يفسرون بما يحلو لهم .
? ومن أمثلة بتر النص من سياقه العملي وأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يذهب لإمرأةٍ تدعى ( أم حرام بنت ملحان ) وينام في بيتها .
وهذا كذب وتدليس . . يبترون النص من سياقه العملي .
هي خالته ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويذهب في بيتها وفيه أختها أم سليم ( الغميصاء ) أو ( الرميساء ) وابنها أنس بن مالك ( وهو راوي الحديث كان موجودا يشاهد ويرى ) ، وزوجها عبادة بن الصامت رجل بألف رجل ، وزوج أختها أبو طلحة الأنصاري وأبناءه ، والحي يجتمع عليه ويصفُ ما يحدث ، وبيتها في قباء جنوب غرب المدينة بعيدا عن مسجد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يذهب إليه مرة واحدة في كل أسبوع ومعه نفر من أصحابه ، وفي وقت محدد يعلم به الجميع . ويجتمع عليه الحي بمن فيه ، وكانت حين تأتي عليه القيلولة يقيل في بيت خالته أم حرام بنت ملحان هذه التي يتكلمون عليها . ويجلس معها مجلس الرجل مع خالته التي لا تحل له .
فانظر كيف يبترون النص من سياقه العام ؟
انظر كيف يكذبون على أنفسهم . وعلى قومهم ؟!!
? الطريقة الثالثة التي يفتعلون بها الشبهات : اعتماد الضعيف والشاذ وغيرِ الصحيح من الحديث وأقوال العلماء ، وتصديره للناس على أنه حديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأقوالُ علماء المسلمين .
من المعلوم أن كتبَ التاريخ ـ وخاصة ابن كثير في البداية والنهاية ـ تأتي بالروايات الضعيفة وتضعفها ، وكذا تفعل كتب التفسير وكتب شرح الأحاديث .
وهم يأخذون هذه الروايات المحكوم عليها بأنها ( منكرة ) أو ( غريبة جدا ) أو ( لا تصح ) إلخ ويقولون أن هذا موجودٌ في كتب المسلمين الصحيحة ، يقولون : نحن ننقل من كتبكم الصحيحة مثل بن كثير والطبري والقرطبي ... الخ .
وهو كذب وخيانة .
مثلا يقولون أن زيد بن حارثةَ استأذن على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فخرج إليه عريانا يجر ثوبه واحتضنه وقبله وهو عريان .
وعلماء المسلمين ضعفوا هذا الكلام ، وأوصاف النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في القرآن الكريم والسنة النبوية تنافي ذلك تماما .
ويقولون أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان ليلة بردانا لا يجد ما يستدفئ به ، فكشفت له عائشة ُعن فخذها وهي حائض فوضع عليه خده وصدره ـ لاحظ خده وصدره ـ ونام .
وأن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ دخل على أمنا صفية قبل أن تنتهي عدتُها .
وأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ رأى زينب بنت جحش ـ رضي الله عنها متكشفةً فأعجبته ومن ثم سعى في طلاقها من إبنه وتزوجها .
وأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وطئ امرأة عمه بعد أن دفنها والناس ينظرون ... يقولون وضعها في القبر وهي ميتة .. ثم كشفها في القبر ووطئها والناس ينظرون .!!
امرأة عمه أبي طالب التي تربى في بيتها من الثامنة من عمره . عجوز قد تجاوزت السبعين .. ميتة .. والناس ووقوف .. وهي في القبر ...!!
ومثال ذلك أيضا : ما يردد زكريا بطرس من أن النبي صلى الله عليه وسلم تعلم القرآن من غلمان كانوا في مكة ويستدل على ذلك بقول الله تعالى { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ }[ النحل : 103]
ينطق نصف الآية ثم يقول : يقول ابن كثير هو فلان أو فلان أو فلان وفلان .. الخ .
ابن كثير والمفسرون يذكرون الأشخاص الذين سماهم الكفار ، والذين نفى القرآن العظيم في ذات الآية أن يكونوا هم الذين علموا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كونهم عجم لا ينطقون العربية والقرآن العظيم عربي مبين . فانظروا كيف يكذب على العلماء وهو يدعي العلمية ، وهو يعلم أنه كاذب .
والمقصود أن الكتب التي ينقلون منها هي بنفسها تقول أن هذا الكلام لا يصح ، ومع ذلك يصرون على الكذب الصريح .
? البعد الجنسي في شبهات النصارى :
ألفتُ النظرَ إلى نوعية الشبهات التي يلقي بها النصارى ... بإطلالة سريعة على شبهاتهم حول ـ سول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خصوصا والإسلام عموما ، تجد أن جلها يأخذ البعد الجنسي . وهذا من أثر الثقافة التي يُلقيها كتاب النصارى في عقول أتباعه .
فالكتاب المقدس يصف أنبياء الله ورسله بأنهم كانوا زناه ... ليس فقط زناه وإنما أردء أنواع الزنا ... يقولون أن نوحا ـ عليه السلام ـ زنى ببنتيه .وكذا فعل لوط ـ عليه السلام ـ بزعمهم وهم كاذبون ، وعندهم أن داود عليه السلام زنى بحليلة جاره وأنجب منها سليمان ، وأولاده يزني بعضهم ببعض وكذا يفترون على بنات يعقوب عليه السلام . وسليمان ـ عليه السلام ـ يحب النساء حتى أمَلْن ـ من الميلان ـ قلبه وكفر بالله !! ، وشعيب عليه السلام يمشي عريانا بين الناس بأمر الرب ثلاث ، وعندهم نشيد الإنشاد فيه كلام تتعفف عنه البغايا ، وعندهم عاهرات يدعون الرجال لفراشهن
فالبعد الجنسي ... المحرم يأخذ كماً ليس بالهين من كتاب النصارى . . ولذا تجده حاضر في كل شبهاتهم تقريبا ، وسيتضح هذا جليا حين نتعرض لبطرس الكذّأب .
? نصيحة لكل من يسمع شبهة من شبهات النصارى
ننصح كل من يسمع شبه من شبهات النصارى أن يفتش عن أمرين :
الأول : المصدر الذي تكونت منه الشبه .
والثاني : الطريقة التي تكونت بها الشبهة .
وبعد قليل من التدبر لن تجد أي شبهة للنصارى ولا لغيرهم بل ستجد أنها كلها افتراءات ومحض كذب . أو أفهاما عليلةً هي التي افتعلت الشبه بجهلها أو حقدها .
? ويسعنا أن نقول : إننا لا نواجه شبهات حقيقة وإنما نواجه عقلية مريضة هي التي تفتعل هذه الشبهات .
وانظر إلى القرآن الكريم كيف يخاطبهم .
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ }آل عمران70
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }آل عمران71
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ }آل عمران98
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }آل عمران99
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ }المائدة15
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ }المائدة77
ويخبر ربنا عما تكن صدورهم فيقول سبحانه وتعالى : {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }البقرة146
بطرس يكذب .
بقلم / محمد جلال القصاص
mgelkassas@hotmail.com
أظن أن من يقرأ هذا العنوان سيرد علي قائلا .. هذه قديمة .. لم تعد جديدة على أحد ، فقد مرت شواهد كثيرة ( في الجزء الأول ) الذي طرحناه في هذا الموقع تبين هذا الأمر تبين هذا الأمر ، ولكني أتكلم الآن عن كذب بطرس في هذا الأمر خصوصا . وسأعرض الآن بعض أكاذيبه ولن أكرر شيئا مما ذكرته من قبل في الكتاب الأول إن شاء الله تعالى ، مع أن كثيرا من الكذبات التي رصدتها هناك ذات صلة بالموضوع هنا ، فكثرة كذبته أغنت عن التكرار .
?يقول بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أخذ تصريحا بأن يتزوج من يشاء ، من تقع عليها عينه تحرم على زوجها في الحال .
وهذه من عنده ، لم يتكلم بها أحد من المسلمين ، والذي في كتاب ربنا أن الله حرم على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ النساء كلَّهم عدا من معه من نسائه التسع ، قال تعالى : { لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً }[ الأحزاب: 52 ] ، وهذا تضيق على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أمر النساء ، فقد قُيِّد بالمعدود لا بالعدد ، له تسعة من النساء بأعيانهن ، وغيره قُيِّد بالعدد لا بالمعدود ، بمعنى أنه يستطيع أن يتزوج أكثر من مائة من النساء ولكن أربعة بأربعة ، أما النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فليس له إلا هذه .والكذبة القادمة تزيد الأمر بيانا .
?يقول على لسان أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ ما مات رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا وقد أحل له جميع النساء . يستدل بهذا على أن جميع النساء كانوا حلال للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ويشرح هذا قائلا : من شاء أن يأخذها منهن أخذها حتى لو كانت متزوجة ... حتى ولو كانت مملوكة لغيره ، كما تقدم في مقدمة هذا الفصل .
وهذا الكلام غير صحيح .
الحديث له روايتان . الأولى :: ( عن عائشة رضي الله عنها قالت ما مات رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى أحل له النساء ) .
والثانية ( ما تُوفي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى أحل له أن يتزوج من النساء ما شاء ) .
وليس في الروايتان كلمة جميع هذه التي يستدل بها .
وضع كلمة ( جميع ) من عنده ثم راح يستدل بها . وغيَّر المعنى كلية بشرحه الذي أضافه للحديث ، علما بأنه مشهور جدا في السيرة والأحاديث النبوية أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يكن ينظر للنساء أبدا ، ولم يكن يصافح النساء أبدا ، ولم يكن النساء يدخلن عليه ، ولو كانوا حلالا له ما كان هذا شأنه ، وسيأتي مزيد بيان إن شاء الله .
وقصة الحديث أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يعيش في غرفاتٍ من طين سقفها من الجريد يطاله الرجل بيده ، ويَمُرُّ عليه الهلال والهلال والهلال ثلاثة أهلة في شهرين ولا يوقد في بيته نار ، ويمر عليه الثلاثة أيام ولا يجد ما يأكل ، وحين فتح الله عليه خيبر طالب نسائه بتوسعة في المسكن والمأكل ، فأبى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وخيرهم بين أن يبقوا معه على هذه الحالة وبين أن يطلقهن ويسرحهن سراحا جميلا ، فاخترن جميعا ـ رضوان الله عليهن ـ البقاء معه على هذه الحالة من الضيق وقلة ذات اليد ، فأكرمهن الله وحرّم على نبيه صلى الله عليه وسلم ـ الزواج من غيرهن كرامةً لهن ـ رضوان الله عليهن ـ وذلك قول الله تعالى : { لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً } [ الأحزاب: 52 ] . وهذا فضل من الله ونعمة على نساء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جزاءً لهن بإيثارهن رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على متاع الدنيا ، وفيه أمارة على حبهن له ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ثم إن الله أحلَّ لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ النساء بعد ذلك ، وهذا قول أم المؤمنين عائشة في الحديث الذي معنا ( ما تُوفي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى أحل له أن يتزوج من النساء ما شاء ) أو ـ الرواية الأخرى ـ ( ما مات رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى أحل له النساء ) . وليس في سياق الحديث العملي ، ولا في لفظه الثابت عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بجميع الروايات ، ولا في حياة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ دليل على ما يذهب إليه بطرس الكذاب ، وإنما يضع كلاما من عند نفسه ثم يستدل به ، ويحسب أن أحدا لن يفتش ورائه !!
? يقول أن واقع الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ من كلامه هو حب النساء يستدل على ذلك بحديث حبب إلي من دنياكم النساء والطيب ـ هكذا ينقله ثم يعلق قائلا الشيء ولزوم الشيء ، الطيب من أجل الإثارة ..دا كان فنان ، قبّح الله بطرس بكذبه وقلة أدبه على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
التعليق :
هنا عدّة كذبات .
الأولى : بَتَرَ النص من سياقه العام مما أدى إلى تغير المعنى ، والحديث بتمامه ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ : ( حُبِّبَ إِلَيَّ مِنْ الدُّنْيَا النِّسَاءُ وَالطِّيبُ وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ ) فحذَفَ جملة (وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ ) فتغيَّر المعنى . فصار في ذهن المستمع ( أحبُّ شيء إلي في الدنيا النساء والطيب ) وذاد الأمر تأكيدا بإضافاته التي يشرح بها الحديث من عند نفسه .
فكذَبَ حين بَتَرَ النص ، وكذب حين فسره بما يصرفه عن معناه ، وكذب حين لم يذكر لمن يسمعه حال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في مسكنه ، ومأكله ، ومشربه ، وعبادته لربه وطول صلاته بالليل .
واسمع ماذا يقول الشرّاح في معنى الحديث ، يقول السندي في شرح الحديث عند النسائي : (إنما حُبِبَ إليه النساء لينقلن عنه ما لا يطلع عليه الرجال من أحواله ويَستحي من ذكره ، وقيل حبب إليه النساء زيادة في الابتلاء في حقه حتى لا يلهو بما حُبب إليه من النساء عما كلف به من أداء الرسالة فيكون ذلك أكثر لمشاقه وأعظم لأجره ، وأما الطيب فكان يحبه لكونه يناجي الملائكة وهم يحبون الطيب وأيضا هذه المحبة تنشأ من اعتدال المزاج وكمال الخلقة ... وقوله ( قرة عيني في الصلاة ) إِشَارَة إِلَى أَنَّ تِلْكَ الْمَحَبَّةَ غَيْر مَا نَعْقِلُهُ [ ما نعرفه ] عَنْ كَمَالِ الْمُنَاجَاةِ مَعَ الرَّبّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بَلْ هُوَ مَعَ تِلْكَ الْمَحَبَّة مُنْقَطِعٌ إِلَيْهِ تَعَالَى حَتَّى أَنَّهُ بِمُنَاجَاتِهِ تَقَرُّ عَيْنَاهُ وَلَيْسَ لَهُ قَرِيرَةُ الْعَيْن فِيمَا سِوَاهُ فَمَحَبَّتُهُ الْحَقِيقِيَّة لَيْسَتْ إِلَّا لِخَالِقِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كَمَا قَالَ لَوْ كُنْت مُتَّخِذًا أَحَدًا خَلِيلًا لَاِتَّخَذْت أَبَا بَكْر وَلَكِنْ صَاحِبُكُمْ خَلِيل الرَّحْمَن أَوْ كَمَا قَالَ ) انتهى كلام السندي رحمه الله .
قلت : هذا هو المعنى الذي يُفسر حال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على الحقيقة ؛ حُبِبَ إليه النساء ولم يكن قبل البعثة يبحهم ، كان هادئا وقورا ، قضى شبابه مقيما على عجوزٍ قاربت السبعين من عمرها حين توفت ، وحُبِبَ إليه النساء بلاء فوق البلاء ، وأشد الناس بلاء الأنبياء ، فلم ينشغل بهنَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وحُبِبَ إليه النساء ليكون قدوة لنا في بيوتنا مع نسائنا ، فماذا كان سيفعل صاحب الثنتين والثلاث والأربع ؟ . بأبي هو وأمي ـ صلى الله عليه وسلم ـ . وقُرَّة عينه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانت في الصلاة .. كان يترك نسائه ويقوم يصلي ، يقضي ليله كله في الصلاة وليس في أحضان النساء كما يوهم بطرس الكذاب .
يقول الرسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ كان يعجب من الدنيا بثلاثة أشياء الطيب والنساء والطعام ، ويعلق قائلا : ( يعني هيجيب طاقة من فين للنساء إلا لمّا يملاها تمام ) ، وأن ذلك
في صحيح البخاري .
وهنا عدة كذبات :
الأولى : الحديث ليس في البخاري وإنما انفرد به أحمد ونصّه ( عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ مِنْ الدُّنْيَا ثَلَاثَةٌ الطَّعَامُ وَالنِّسَاءُ وَالطِّيبُ فَأَصَابَ ثِنْتَيْنِ وَلَمْ يُصِبْ وَاحِدَةً أَصَابَ النِّسَاءَ وَالطِّيبَ وَلَمْ يُصِبْ الطَّعَامَ ) .
والثانية : كما ترى حَذَفَ الجزء الأخير من النص ( ولم يصب الطعام ) علما بأنه محل الشاهد في كلامه .
والكذبة الثالثة هي الإضافة التي أضافها من عند نفسه بعد أن حذف جزءا من الحديث . إذ يقول (يعني هيجيب طاقة من فين للنساء إلا لمّا يملاها تمام ) ، يحاول أن يصور الرسولَ ـ صلى الله عليه وسلم ـ للقارئ على أنه بطين .. يأكل كثيرا ثم يقوم للنساء ، ونص الحديث عكس ذلك .
أرأيت أخي القارئ كيف يتعامل مع النص الشرعي . يحذف ثم يفسر بما يحلو له ، فيغير المعنى .
? ? ?
يقول بطرس الكذاب يمكن استخراج كتاب جنسي بعنوان ( من أقوال الرسول ) وراح يكتسح السوق .
ونقول هاتوا لنا نصا واحدا يتكلم فيه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بكلام فاحش .. جنسيٍ أو غير جنسي .
كان أعف الناس ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأحسنهم خلقا ، في صحيح البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَمْ يَكُنْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَّابًا وَلَا فَحَّاشًا وَلَا لَعَّانًا كَانَ يَقُولُ لِأَحَدِنَا عِنْدَ الْمَعْتِبَةِ مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ )
?يقول بطرس الكذّاب أن إحداهن ( من نساء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعني ) كانت إذا حاضت أمرها أن تأتزر ويباشرها ، ويتأفف عند ذلك ، ويتعجب كيف يقرأ المسلمون هذا الكلام وكيف يتبعون هذا النبي الذي هذا حاله .
والعجب من حاله هو ، كيف لا يستحي وهو يكذب كذبا مكشوفا هكذا .
الحديث في الصحيحين وغيرهما من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : كَانَ إِحْدَانَا إِذَا كَانَتْ حَائِضًا أَمَرَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَأْتَزِرَ فِي فَوْرِ حَيْضَتِهَا ثُمَّ يُبَاشِرُهَا قَالَتْ وَأَيُّكُمْ يَمْلِكُ إِرْبَهُ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْلِكُ إِرْبَهُ ) وفي بعض روايات الحديث ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يباشر فوق الإزار وهن حيض )
والكذب هنا في تفسير الكلام بغير معناه ، فيوهم المستمع أن المباشرة هي الجماع ، فيفهم المشاهد له أو المستمع لكلامه بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يجامع زوجاته في الحيض ، وهذا أمر مقذذ للجميع ، لا يفعله ذو خلق سليم .
اللإتزار هو ستر السُّرة وما تحتها بثياب يلف على الجسد ، والإزار معروف مشهور .. كالذي يلبسه المُحْرِمُ الذكر في الحج أو العمرة ،والروايات تقول ( أمرها أن تشد إزارها ) ولفظة ( تشدّ ) لها ظلال واضحة ، لم يأمرها أن تأتزر ولا أن ترتدي إزارها وإنما أن تشدَّ إزارها ،وشدُّ الإزار دلالة على إحْكامه ، والمباشرة ليست الجماع وإنما ما دون الجماعي ، وجاء هذا صريحا على لسان أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ في رواية أخرى ، وجاء في بعض الروايات عن زيد بن أسلم قال : سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا يَحِلُّ لِي مِنْ امْرَأَتِي وَهِيَ حَائِضٌ قَالَ لِتَشُدَّ عَلَيْهَا إِزَارَهَا ثُمَّ شَأْنَكَ بِأَعْلَاهَا ) ، وفي الحديث أن النبي كان أملك الناس لإرْبِهِ ، والإرب هو العضو الذي يستمتع به الرجل ـ كما يقول النووي في شرح حديث مسلم ـ وهذا يعني صراحة أنه لم يكن يجامع ، وأن من لا يملك إِرْبِه لا يباشر في وقت المحيض مخافة أن يقع في الجماع .
ثم بعد ذلك يقول كان يجامع وقت المحيض ويتأفف ؟؟!!.
إنه يكذب .. بل كذّاب .
ولهذه العملية ـ المباشرة وقت المحيض ـ بُعد إنساني ، إذ أن المرأة عندنا ليست نجسة حين تحيض ، تجنس ما لمسته وما لمسها ، ويبعد عنها زوجها وكل عزيز عليها مخافة أن تنجسه كما في الكتاب ( المقدس ) . واسمع :
يقول كاتب سفر اللاويين [ 15 : 19 ] (( وَإِذَا حَاضَتِ الْمَرْأَةُ فَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا، وَكُلُّ مَنْ يَلْمِسُهَا يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 20كُلُّ مَا تَنَامُ عَلَيْهِ فِي أَثْنَاءِ حَيْضِهَا أَوْ تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً، 21وَكُلُّ مَنْ يَلْمِسُ فِرَاشَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 22وَكُلُّ مَنْ مَسَّ مَتَاعاً تَجْلِسُ عَلَيْهِ، يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 23وَكُلُّ مَنْ يَلَمِسُ شَيْئاً كَانَ مَوْجُوداً عَلَى الْفِرَاشِ أَوْ عَلَى الْمَتَاعِ الَّذِي تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 24وَإِنْ عَاشَرَهَا رَجُلٌ وَأَصَابَهُ شَيْءٌ مِنْ طَمْثِهَا، يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَكُلُّ فِرَاشٍ يَنَامُ عَلَيْهِ يُصْبِحُ نَجِساً.
25إِذَا نَزَفَ دَمُ امْرَأَةٍ فَتْرَةً طَوِيلَةً فِي غَيْرِ أَوَانِ طَمْثِهَا، أَوِ اسْتَمَرَّ الْحَيْضُ بَعْدَ مَوْعِدِهِ، تَكُونُ كُلَّ أَيَّامِ نَزْفِهَا نَجِسَةً كَمَا فِي أَثْنَاءِ طَمْثِهَا. 26كُلُّ مَا تَنَامُ عَلَيْهِ فِي أَثْنَاءِ نَزْفِهَا يَكُونُ نَجِساً كَفِرَاشِ طَمْثِهَا، وَكُلُّ مَا تَجْلِسُ عَلَيْهِ مِنْ مَتَاعٍ يَكُونُ نَجِساً كَنَجَاسَةِ طَمْثِهَا. 27وَأَيُّ شَخْصٍ يَلْمِسُهُنَّ يَكُونُ نَجِساً، فَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ ))[ ترجمة كتاب الحياة ]
وحتى تتطهر من نجاستها هذه ، عليها انتذهب الى الكاهن بفرخي حمام !!
يقول كاتب سفراللاويين ( 15 : 29 ) :
((وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ تَأْخُذُ لِنَفْسِهَا يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ وَتَأْتِي بِهِمَا إِلَى الْكَاهِنِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 30فَيَعْمَلُ الْكَاهِنُ الْوَاحِدَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ وَالْآخَرَ مُحْرَقَةً وَيُكَفِّرُ عَنْهَا الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ مِنْ سَيْلِ نَجَاسَتِهَا.))[ ترجمة الفاندايك ]
والمدهش أن هذا الحيض الذى يأتيها من عند الله ، (وهذا تكوين وخَلق الأنثى) تكون خاطئة بسببه وعليها أن تتطهر من ذنبها !!!!
علماً بأن المسيح قد صرح في إنجيل متى [ 5 : 17 ] قائلاً : ((لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْغِيَ الشَّرِيعَةَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأُلْغِيَ، بَلْ لأُكَمِّلَ.))
فلك أن تتخيل المرأة يأتيها الطمث لمدة سبعة أيام تكون فيها نجسة ومنبوذة من الآخرين ثم تستمر فترة نجاستها أسبوعا آخر: أى نصف الشهر وهذا يعنى نصف السنة ونصف عمرها تكون نجسة منبوذة !
وعندنا طاهرة عزيزة لا نفارقها ، وإنما لا ننفر عن شيء منها إلا موطن الدم فقط ، هذا هو صريح القرآن الكريم ، قال تعالى : {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ }[ البقرة : 222] ، وهو صريح فعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع نسائه ، وما أوصى به أصحابه ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ .
والمقصود هو بيان كذب بطرس . قبحه الله .
? ? ?
?يستحي من نطق كلمة نكاح في الآية ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع )
الكذب هنا هو أنه يفسر النكاح بمعنى الجماع ، ثم يقول أن القرآن والسنة فيه كلام بذيء ، وهذا من كذبه ، النكاح هو الزواج في هذه الآية وفي الحديث ( النكاح من سنتي ) .
وفي هذا أمارة على فشله في أن يجد كلمة رديئة في القرآن الكريم أو السنة النبوية ، ولذا لجأ للكذب والتلبيس على الناس .
? ? ?
?يقول بطرس الكذاب : بعد موت خديجة تزوج صبية عمرها ست سنوات ودخل بها وهي بنت تسع سنوات ، وبين السادسة والتاسعة كان يمارس معها حاجات استحي ـ هو يعني ـ من ذكرها ولكنها موجودة في كل كتب السيرة . بل وفي صحيح البخاري على لسان عائشة
هكذا يتكلم ، وهذا الكلام فضلا عن أنه كذب يتكلم به من رأسه ، فهو أشبه ما يكون بـ ( تحديف الطوب ) .. فعل الصبية ، وأمارة على خسته ، وحقده على شخص الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وشيء من هذا لم يحصل ، ودونكم كتب السيرة ، فليذكر لنا صفحة أو شيء مما كان يفعله النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعائشة على حد زعمه .
ثم إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يتزوج عائشة بعد خديجة ـ رضي الله عنها ـ بل تزوج السيدة سودة بنت زمعة ـ رضي الله عنها ـ . كذب على كذب .
? ? ?
? يقول دخل في وقت واحد بتسعة ، وكان فيه ساريات زي مارية القبطية وفوقهم نساء وهبهن أنفسهن للرسول وبلغ العدد 66 إمرأة .
هذه من عند بطرس .
لم يدخل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في وقت واحد بامرأتين ، فضلا عن تسعة ، ولم يكن عنده سرايا كما يتكلم ، كانت واحدة ، جاءته هديه فعرض عليها الإسلام وأن يتزوجها إن هي أسلمت ، فأسلمت وتزوجها . صلى الله عليه وسلم . ، ونساء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تسعة ، وجملة من دخل عليهن إحدى عشر ، كلهم ..كل اللواتي شرفن بالمبيت مع الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ إحدى عشر . هذا ما تقوله كتبنا . مَنْ شرفن بالمبيت مع الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثلاثة عشر ليس إلا . ولم يكن من نساء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هن على حسب ترتيب الزواج منهن 1 ـ خديجة بنت خويلد ،2ـ سودة بنت زمعه ، 3 ـ عائشة ، 4 ـ حفصه بنت عمر ، 5 ـ زينب بنت خزيمة الهلالية 6ـ أم سلمة 7 ـ زينب بنت جحش 8 ـ جويرة بنت الحارث 9 ـ أم حبيبه بنت أبي سفيان 10 ـ صفية بنت حيي ، 11ـ ميمونة بنت الحارث الهلالية . وكان له أربع من السراري ، ولم يدخل بواحدة وهبت نفسها له .
ولاحظ أخي القارئ أنه يعرض هذا الكلام على أنه استنباط منه خرج به من قراءته لأثنى عشر مرجعا من مراجع السيرة النبوية ، ولك أن تراجع كل ما كتبه المسلمون عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في كتب السيرة والتفسير والحديث ، لن تجد فيها غير ما ذكرت لك .
? ? ?
? يقول زواج المتعة موجود في القرآن العظيم والأحاديث في صحيح البخاري ، وأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ استمتع بالنساء هو والصحابة في الحج حتى قال أحدهم استمتع رسول الله واستمتعنا معه .وظل هكذا حتى حرمه عمر
وهذا كله من عنده ، فلم يستمتع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا في الحج ولا في غيره ، ومتعة الحج هي فصل العمرة عن الحج ، وليس معاشرة النساء . وليس في القرآن العظيم آية تدل على إباحة جواز المتعة ، وتحريم المتعة كان في غزوة خيبر .. خَبَرُه في ذكر غزوة خيبر في كتب السير وكتب التفسير وكتب الحديث . وبطرس يكذب .
? ? ?
?يسأله أحدهم أليس تعدد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ للزوجات كتعدد سليمان وداود وغيرهم من أنبياء العهد القديم ؟
فيجيب ، لا . محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أتى بعد عهد النعمة ـ أي العهد الجديد ـ الذي حُرِّمَ فيه التعدد ، ولذا كان عليه أن يتبع عهد النعمة ولا يتبع عهد الناموس .. العهد القديم .
أين الكذب هنا ؟
يكذب على دينه هو . فالنصرانية لا تتنكر للعهد القديم ، وإنما تقره ، والمسيح عليه السلام جاء متمما ولم يأتي ناقضا ، والذي تعدى على الناموس هو بولس وليس المسيح عليه السلام ، ويكذب على دينه حين يقول أن التعدد محرم عندهم .
? ? ?
? يقول ميمونة ـ هكذا بدون أن يسمى أو يذكر مصدرا ـ رمت نفسها على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو منصرف من الحج ، وقالت له لك الجمل بما حمل يا رسول الله فأخذها ودخل بها
وهذه أيضا من عنده . فالثابت أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يدخل بامرأةٍ واحدةٍ ممن وهبن أنفسهن له
? ? ?
? يقول أن أي امرأة مؤمنة يمكن أن تهب نفسها للنبي حتى لو كانت متزوجة
وهذه من عنده أيضا ، والذي نعرفه أن المتزوجة تحرم على كل الرجال حتى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
? ? ?
?يقول أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يكن يعدل بين نسائه
والسيدة عائشة تقول : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُفَضِّلُ بَعْضَنَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْقَسْمِ مِنْ مُكْثِهِ عِنْدَنَا وَكَانَ قَلَّ يَوْمٌ إِلَّا وَهُوَ يَطُوفُ عَلَيْنَا جَمِيعًا فَيَدْنُو مِنْ كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْ غَيْرِ مَسِيسٍ حَتَّى يَبْلُغَ إِلَى الَّتِي هُوَ يَوْمُهَا فَيَبِيتَ عِنْدَهَا )
? ? ?
انتقم من ثلاثة عشر معارض له اغتيالا بالسيف ، ويعد منهم أبو سفيان بن الحارث ، وكعب بن زهير وهند بنت عتبه بن ربيعة وأن هذا في صحيح مسلم والسيرة النبوية ، ثم يسأل أين الرحمة ؟
وهو كذاب ، فأبو سفيان بن الحارث أسلم ، وهو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم ـ وأخوه في الرضاعه ، وأحد أربعة كانوا يشبهون النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الشكل ، وقصة إسلامه يوم الفتح مشهورة ، وخبره يوم حنين معروف مشهور ، وله ترجمة في كتب السيرة .
وكعب بن زهير أسلم وحسن إسلامه وهو صاحب القصيدة المشهورة التي مطلعها ( بانت سعاد فقلبي اليوم مبتول ) ، وهند بنت عتبة أم معاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنه وعنها وعن زوجها أبي سفيان . أسلمت وحسن إسلامها .
فانظر كيف يكذب ، وانظر كيف يدلس ويقول في ( صحيح مسلم ) و ( السيرة النبوية )
? ? ?
? يقول أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أباد قبائل اليهود بالكامل
وهذا من إفكه وكذبه ، فيهود مع أنها غدرت عدة مرات ، وبسطت أيديها بالسوء ، وشاركت في تجميع العرب يوم الأحزاب ، وتجمعت هي بنفسها في خيبر ، في الحصون وتترَّست بالعدد والعتاد والحصون على الجبال إلا أنها مع كل هذا لم تباد . لم يحدث لقبيلة منهم إبادة أبدا ، بنو قينقاع أخرجوا من المدينة بدوابهم يحملون أمتعتهم بعد أن غدورا وتعرضوا للأعراض ، وبنو النضير حاولوا اغتيال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولم يقتلهم بل أخرجهم بأمتعتهم ودوابهم ، وكذا بنو قريظة مع أنهم غدروا بعهدهم في وقت الشدة واتجهوا ـ حين غدروا ـ للنساء والصبيان ليبدؤوا بهم ثم بالرجال يقتلوهم من خلفهم مع هذا لم يقتل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحدا منهم سوى المقاتلة فقط وترك النساء والذرية . لم يعاملهم بالمثل ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يقل هموا بقتل نسائنا وأطفالنا نقتل نسائهم وأطفالهم .. لم يقل هذا ، وإنما قتل من شاروكوا في الغدر فقط ، وأهل خيبر شيَّدوا الحصون في رؤوس الجبال ، ودربوا الرجال ، واشتروا كل ما يعرف من سلاح ، وهموا بالمسير للمدينة لقتل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهم يعرفون أنه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومع ذلك حين انهزموا صالحهم وتركهم في أرضهم يثيرون الأرض ويسقون الزرع .ويهود وادي القرى وفَدَك صالحهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين أبدوا رغبة في الصلح ، صالحهم وتركهم في ديارهم وأموالهم ونسائهم ، صالحهم والجيش معه ، صالحهم وهو منتصر قد تملك خيبر بحصونها وعتادها ، صالحهم ولو شاء قتلهم جميعا .
وحال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع يهود مشهور في الكتب التي ينقل منها بطرس ، ويعرفه كل من عرف الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ . وليس الأمر كما يقول بطرس . إنه كذّاب .
? ? ?
?يقول عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تقوى بالغنائم التي استولى عليها من قوافل قريش وبدأ يعد جيشا ويدرب أفرادا ويقاتل الناس كلهم
قلت : الرجل سينمائي .. ويستغل سيطرة الثقافة السينمائية على عامة مستمعيه ؛ يحاول أن يرسم للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ صورة أبطال الأفلام والجبابرة الذين يبنون الدول بأسباب دنيوية بحته .
وهذا الكلام من عنده أيضا ، فما غنم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ شيئا من قوافل قريش أبدا ، يوم بدر جاءه الجيش وفلتَت منه العير ، ويوم أحد كان القتل في أصحابه ، ويوم الأحزاب تجمعت عليه مضر كلها وما غنم منهم شاة ولا بعيرا ، وفي فتح مكة عفا عنهم وأطلقهم .وكان عدد المسلمين أقل من عدد عدوهم في كل حين ، ولم يتكلم أحد من رواة السير بأنه كان هناك حركة تجنيد وتدريب وإعداد لجيش عظيم يقاتل به الأعداء ... كانت دعوة تركن ظهرها لربها وترفع إليه يدها فيمدها بمدده . وللشريعة الإسلامية خصوصية في معنى النصر والهزيمة لا تعطي للعدد والعتاد أهمية ، وإنما تطالب أصاحبها ببذل الجهد والتوكل على الله ، ومن يتتبع حال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في قتاله العرب كلهم وخروجه للروم ومراسلته للفرس يأمرهم بالإسلام ويتوعدهم يعلمه أنه نبي مؤيد من عند الله ، إذ من يفعل مثل هذا من البشر ، ومن يثق كل هذه الثقة من البشر ؟ .والمقصود أن ما يقوله بطرس من عنده .. كذبٌ يفتريه .
? ? ?
?لأول مرة ينقلب الوضع ضد أهل الكتاب في سورة التوبة آية 29 وقبل ذلك كان مسالما لأهل الكتاب لا يجادلهم ( ولا تجادلوا أهل الكتاب ) .
كلامه هذا في سياق أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان متقلبا ، تتلون أفكاره حسب البيئة التي يعيش فيها ، في مكة مستضعفا فيأخذ بالمسالمة ، وتحاربه قبائل العرب الوثنية فيسالم أهل الكتاب ويتودد لهم . وهذا يشي لمن يسمع بشيء غير حميد ، إذ كيف يمدح الرجل قوما ثم ينقلب عليهم ؟
وكلام بطرس هذا لا يصدقه إلا من لا يعلم شيئا عن سيرة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ . فالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ واضح من أول يوم ، وخط الدعوة واضح من أول شبر .. موقفه واضح من أهل الكتاب ، وواضح من عباد الأصنام ، ولم تداهن الدعوة أحدا من الوثنيين ولا من النصارى ولا من يهود ، ومعلوم أن نفرا من نصارى نجران أتوا للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو بمكة وأسلموا بين يديه ، ونزلت فيهم الآيات من سورة القصص َلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ . الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ } [ القصص : 51 ـ 52]، وراسل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هرقل والمقوقس وملك الحبشة يأمرهم بالإسلام . فلم تكن مداهنة ثم انقلاب .. لم يكن هذا .. بل كانت بيّنة .. محجة بيضاء ليلها كنهارها لم يزغ عنها إلا هالك . وتم التحرك للأعداء الأولى فالأولى ، وهذه ليست مداهنة وإنما حنكه
? ? ?
? يقول أن مشكلة المسلمين التعتيم ، لا يحل لمسلم أن يسأل ، وإن سأل أحدهم يتلون عليه الآية ( لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسأكم
ونقول : رمتني بدائها وانسلت ، القرآن تنزل بناء على الحدث ، يوجه الناس في كل شؤونهم ، والقرآن العظيم رصد كثيرا من سؤال الصحابة للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإجابته إليهم ، من ذلك ، {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }[البقرة:186] ، {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا }[ النازعات:42] ، { يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ }[ الذاريات :12] ، {يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ }[ الأحزاب : من الآية 63] ، {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً }[ طه : 105] ،{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }[ الإسراء:85] ، {وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً }[الكهف:83] ، {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }[ الأنفال :1]، {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ }[ المائدة :4] ، {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِّنَ السَّمَاءِ }[ النساء :من الآية 153] ، {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ }[ البقرة :222ـ] ، { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }[ البقرة :من الآية 220 ] ، { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ }[ البقرة : من الآية 219] ، {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ }[ البقرة : 217] ، {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ }[ البقرة: من الآية 215] ، {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ }[ البقرة : 189] . وكتب السنة النبوية رصدت كثيرا من المواقف التي يسأل فيها الصحابة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مثل أعرابي يسأل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : دُلني على عملِ إذا عملته دخلت الجنة ، وآخر يسأل : دلني على عمل يعدل الجهاد ، ما الإيمان ؟ ما الإسلام ، ما الإحسان ؟ يسألون عن الدعاء ، ويسألون عن الإيمان ويسألون عن المحيض ، وعن القبلة حين الصيام ، ويوم الحساب ، وعن الجنة والنار .. عن كل شيء يسألون .
وفي ديننا نناقش كل متكلم باسم الدين ، لا نعرف كبيرا على النقاش والمراجعة ، وقد ساد بيننا ( كل يؤخذ منه ويرد عليه إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم ) .
أما النصرانية فعندها أسرار لا يتكلم فيها أحد ، وأسرارٌ في صلب العقيدة !
ولك أن تسأل : ما التثليث ؟ ولم يعبد المسيح ؟ وهل قال للناس أعبدوني ؟ وأين قال أنه هو الله أو ابن الله في الإنجيل ؟ أين الدليل على الفداء ؟ وغير ذلك من الأسرار التي احتفظت بها الكنيسة ومما لم نجد له جوابا إلى يومنا هذا .
إن قراءة عابرة في حال النصارى تبين بوضوح أن جلَّهم لا يعرفون شيئا عن أصولهم ، ولا يحق لهم السؤال ، وكل هذه الجعجعة تنتهي حين تتجه للكتاب ( المقدس ) لأنها تتصادم بعقليات لا تفهم هي ، أو لاتمتلك إجابة حول كثيرٍ من القضايا الأصولية ، وتنتهي هذه الجعجعة حين تصل الكتاب ( المقدس ) لأنها تصطدم بقول ( بولس ) : في رسالته إلى فيليبي [2 : 14 ] 14" اِفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ بِلاَ دَمْدَمَةٍ وَلاَ مُجَادَلَةٍ "
وهذا هو واقعهم بالفعل .. لا نقاش ، ولا دمدمة ولا مجادلة . وحقا رمتني بدائها وانسلت .!!
? ? ?
?يقول الإسلام لا يغير من الداخل ،وإنما فقط أوامر ونواهي ..أما النصرانية فهي التي تغير من الداخل ، ويضرب مثالا ببولس الذي كان لصا ثم تغير .
ولا أريد الرد باستحضار ما قاله جعفر بن أبي طالب بين يدي النجاشي وهو يتكلم عن حالهم قبل الإسلام وحالهم بعد الإسلام : ( أَيُّهَا الْمَلِكُ كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ وَنُسِيءُ الْجِوَارَ يَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْنَا رَسُولًا مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ فَدَعَانَا إِلَى اللَّهِ لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ الْحِجَارَةِ وَالْأَوْثَانِ وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ وَحُسْنِ الْجِوَارِ وَالْكَفِّ عَنْ الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ وَنَهَانَا عَنْ الْفَوَاحِشِ وَقَوْلِ الزُّورِ وَأَكْلِ مَالَ الْيَتِيمِ وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَأَمَرَنَا بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ قَالَ فَعَدَّدَ عَلَيْهِ أُمُورَ الْإِسْلَامِ ) .
ولا أريد الرد باستحضار حال عمر بن الخطاب وخالد وغيرهم كشاهد على كذبه . ولا أريد الرد بأن العقل ينافي أن تكون هناك أوامر بلا أخبار ، وأن تكون هناك طاعة وعبادة بلا محبة .
وإنما أريد الوقوف على ما ضربه مثلا ، وهو بولس .
بولس لم يتغير بتعاليم المسيح وإنما غير تعاليم المسيح ، بولس لم يجلس يتعلم قبل أن يتكلم ، وإنما من أول يوم أصبح رسولا للمسيح .
أين تعلم ؟ كيف تكلم وهو لم يتعلم ؟! وكيف غيَّر ؟ وأعجب من ذلك كيف صدقوه واتبعوه ؟!
بولس عندهم كابن السوداء عندنا تماما ، لتوه تكلم بالشهادتين وراح يعدل على كبار الصحابة .. راح يفتي من أم رأسه ، ولكن ابن السوداء اصطدم بصخرة الإسلام القوية فهشمته وإن لطخها بدمه القذر .
والمقصود هنا هو بيان كذبه في ضربه بولس مثلا للتغير بالنصرانية . ولو قال لتغير النصرانية لما علقنا عليه وقلنا صدق ، ولكن حتى في هذه كذب .
? ? ?
?يقول عن أم قرفة كانت امرأة حكيمة من حكماء العرب قد تجاوز عمرها المائة والعشرين عاما وعبّرت عن رأيها بحرية فقتلها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بربْطها في جملين كل جمل في قدم من أقدامها بعد قلبها على رأسها ثم شقها نصفين يقول : أين الرحمة هنا ؟
وشيء من هذا لم يحدث بطرس كالعادة كذاب ، ولكن ماذا حدث ، ولماذا قتل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو أمر بقتل عدد من مخالفيه ، وفيهم بعض النساء ؟
سنقعد لبيان هذا فصلا كاملا بعنوان ( لهذا قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم ) . إن شاء الله وقدر .، والآن نكتفي بهذه الأكاذيب لننتقل إلى المبحث الثاني وهو :
ما يخفيه بطرس على مسمعيه .
الفتاة الفزارية وزواج النبي صلى الله عليه وسلم من الأربع زينب وعائشة وجويرية وصفية
محمد جلال القصاص
mgelkassas@hotmail.com
في هذا الفصل :
أولا : زواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة زينت رضي الله عنها .
ثانياً : زواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة رضي الله عنها .
ثالثاً : الفتاة الفزارية
رابعاً : زواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من السيدة صفية بنت حيي بن أخطب ، و السيدة جويرية بنت الحارث .
فضلاً اضغط+ctrl العنوان المطلوب لتنتقل إليه مباشرة
أولا : زواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة زينب بنت جحش
?ذَكَرَ ـ ويذكرون ـ قصة زواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من السيدة زينب بنت جحش ـ رضي الله عنها ـ عدّة مرات ، ويسردها على النحوي التالي :
ـ رأى النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ زينب وهي في بيتها فأُعجب بها ، وأخفى حبها في قلبه .
ـ علم زيد بالخبر من زوجته ، فذهب لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أتريدها يا رسول الله ؟ قال أمسك عليك زوجك .
ـ طلّق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ زينب من زيد وتزوجها هو .
?الجواب في نقاط :
? وهذا الكلام لم يتكلم به غير ( بطرس ) وأمثاله من أعداء الملة ، يعتمدون على رواية لا تصح وهي رؤية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لزينب وهي بثياب بيتها .
? السياق العام الذي جاءت فيه القصة هو: { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً . وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً{37} مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً . الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً . مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً . [ الأحزاب :36 ـ40 ]
?ـ زيد ليس ابن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من صلبه ، بل ابنه بالتبني ، وقصة تبني النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقصة تبني النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لزيد فريدة من فرائد الأدلة على المروءة وحسن الخلق ، وهي في كل كتب السيرة .
?ـ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يرَ زينبا متفضلة في ثيابها أبدا ، وهذه الرواية لا تصح . من ذكرها ضعفها وشجب عليها .
?ـ والرسول لم يحب زينباً ، ولو كان قد أحبَّها فقد كانت أمامه منذ الصغر ؛ أفيرغبُ فيها بعد أن كبر سنه ، وبعد أن كبر سنها وذاقت غيره من الرجال ؟
?ـ زيد كان يشكو دائما من زينب ، وكانت تشكو منه ، والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يوصيه بأن يتقي الله ويمسك عليه زوجه ، وهذا عكس ما يذهب إليه النصارى إذ يقولون أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو الذي طلق زينب من زيد وتزوجها .
?ـ ( طلق زيدٌ زينباً وهو لا يفكر لا هو ولا زينب فيما سيكون بعد الطلاق .. لم يكن أحد يعلم شيء ، لم ينزل خبر على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأن زينب تطلق ويتزوجها هو ، وإنما كان وحيا بالإلهام ، ولم يكن أمرا صريحا من الله . وإلا ما تردد فيه ولا أخَّرَه ولا حاول تأجيله ، ولجهر به في حينه مهما كانت العواقب التي يتوقعها من إعلانه .ولكنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان أمامَ إلهامٍٍٍ يجده في نفسه ، ويتوجس في الوقت ذاته من مواجهته ، ومواجهة الناس به.
?ـ الحرج كان من زواج مطلقة الابن بالتبني ، وليس من تطليق زينب لزواجها ، وليس من محبة زينب التي تربعت في قلبه وهو يخفيها كما يفتري بطرس وغيره .. إذ كان العرف السائد يومها أن زينب مطلقة زوجة الابن بالتبني ، كان العرف أنها لا تحل لمن تبني مطلقها .. كان هذا العرف سائدا حتى بعد إبطال التبني ) .
?ـ وهذا الأمر واضح في الآية نفسها { فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا } فزيد قضى منها وطره ، وطلقها وهو كاره لعشرتها وهي كارهةٌ لعشرته ثم جاء زواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد ذلك .
?ـ كان يعلم ـ بالإلهام ـ أن هذا الأمر حادث ، ولم يكن يحبه ، بل كان يخشاه ، يخشى من كلام الناس ( وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ) وهذه أمارة على سلامة الطبع ، وأمارة على عدم الرغبة في الزواج من زينب .
?ـ بعد انقضاء عدة زينب ، أرسل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ زيدا زوجها السابق إليها ليخطبها عليه ?.في الحديث عن أنس ـ رضي الله عنه قال : ( لَمَّا انْقَضَتْ عِدَّةُ زَيْنَبَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِزَيْدٍ فَاذْكُرْهَا عَلَيَّ قَالَ فَانْطَلَقَ زَيْدٌ حَتَّى أَتَاهَا وَهِيَ تُخَمِّرُ عَجِينَهَا قَالَ فَلَمَّا رَأَيْتُهَا عَظُمَتْ فِي صَدْرِي حَتَّى مَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَنْظُرَ إِلَيْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَهَا فَوَلَّيْتُهَا ظَهْرِي وَنَكَصْتُ عَلَى عَقِبِي فَقُلْتُ يَا زَيْنَبُ أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُكِ قَالَتْ مَا أَنَا بِصَانِعَةٍ شَيْئًا حَتَّى أُوَامِرَ رَبِّي فَقَامَتْ إِلَى مَسْجِدِهَا وَنَزَلَ الْقُرْآنُ وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ عَلَيْهَا بِغَيْرِ إِذْنٍ )
.?لم يشتكِ زيد ، ولم تشتكِ زينب ولو كان زيد مكرها على طلاق زينب ، ولو كانت مكرهة على فراقه لتكلم وأسمع ، ولتكلمت وأسمعت ، والذي نجده هو أن الذي خطب زينب هو زيد ، ونجد زيداً لا ينظر إليها إجلالا للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كونه فقط ذكرها للزواج ، وزينب تآمر ربها . . إنها نفوس موصولة بالله .
?ـ العلة من هذه القصة مذكورة في ذات السياق الذي يتكلمون به { لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً } [ الأحزاب : 37 ] يقول صاحب الظلال : ( وقد شاء الله أن ينتدب لإبطال هذا التقليد من الناحية العملية رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد كانت العرب تحرم مطلقة الابن بالتبني حرمة مطلقة الابن من النسب ؛ وما كانت تطيق أن تحل مطلقات الأدعياء عملا ، إلا أن توجد سابقة تقرر هذه القاعدة الجديدة . فانتدب الله رسوله ليحمل هذا العبء فيما يحمل من أعباء الرسالة . وسنرى من موقف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من هذه التجربة أنه ما كان سواه قادرا على احتمال هذا العبء الجسيم ، ومواجهة المجتمع بمثل هذه الخارقة لمألوفه العميق ، وسنرى كذلك أن التعقيب على الحادث كان تعقيبا طويلا لربط النفوس بالله ولبيان علاقة المسلمين بالله وعلاقتهم بنبيهم ، ووظيفة النبي بينهم .. كل ذلك لتيسير الأمر على النفوس وتطبيب القلوب لتقبل أمر الله في هذا التنظيم بالرضا والتسليم ) أ .هـ .
? ـ وفي القصة كلها أمارة على صدق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ـ (( لَوْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَاتِمًا شَيْئًا لَكَتَمَ هَذِهِ )) نعم لم يكن يكتم شيئا من الوحي ، وما كان يتصرف بغير وحي { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}[ النجم :3 ، 4 ]
? فليس في القصة ولا حواليها أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ رأي زينب وأعجبته ومن ثم طلّقها هو من زيد ليتزوجها . أبدا .. ليس هذا في القصة ولا في صريح النص محل الاستدلال ، ولا يمكن أن يظن ممن يعرف الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؛ وإنما بطرس كذاب .
? ونسأل النصارى لو سلمنا جدلا أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ طلق زينب وتزوجها هل يطعن هذا في نبوة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمقاييسكم أنتم ؟ أنت تشهدون على الأنبياء بالزنا .. زنا المحارم ثم تطعنون بما لا يصح على رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ ؟
أمرٌ عجيب . وأعجب منه أن هذه الشبهة ردَّ عليها الأولون ،والآخرون يتكلمون بكلام الأولين دون أن يلتفتوا للردود السابقة والردود الحالية ، مما يعكس أنها فقط نفسية مريضة لا تريد سوى إضلال الناس ولذا تكذب وتفتري .
? ? ?
زواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من السيدة عائشة رضي الله عنها .
ماذا ينقمون ، بطرس وغير بطرس ؟
يقولون : صغيرة .. كيف تتزوج في هذا السن ؟
ويقولون : صغيرة تزوجت من كبير كهل في عمر أبيها ؟
والإجابة في نقاط :
الأولى : نصارى اليوم ، بطرس ومن معه ، هم أول من احتج على زواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ ، فلم يعترض أحد قبلهم على هذا الزواج . وهذه بداهة تصرح بأن الخلل عندهم وليس في الشريعة .
الثانية : زواج الصغيرة ،وزواج الصغيرة من الكبير لا تنكره النصرانية ، بل تقره .. تعرفه .. حدث فيها . !! .
السيدة مريم ـ عليها السلام ـ أنجبت المسيح وهي في الثانية عشر من عمرها ، وهذا يعني أنها حملت به في الحادية عشر ، وكانت قبل ذلك مخطوبة ليوسف النجار . و يوسف النجار يومها فوق الثمانين !!
كانت صغيرة ، وكانت تستعد للدخول على كبير ، على رجل يكبرها بما يزيد على السبعين عاما .وليس كم وأربعين سنة مثل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعائشة .
وكتاب النصارى يتكلم بأن داود عليه السلام حين هرم وكبر في السن وذهب عقله زوجوه بفتاة صغيره ، وداود ـ عليه السلام ـ عاش مائة عام أو يقاربها ولو قلنا فتاة هذه تكون في العاشرة ( كما مريم عليها السلام ) فإن الفرق في العمر بينه وبينها يكون ضعف ما كان بين النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والسيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ .
وفي كتابهم أن إبراهيم عليه السلام تزوج بهاجر بعد أن تجاوز الثمانين من عمره ، وهي كانت جارية صغيرة ، والفارق الزمني بينهما ضعف ما كان بين النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والسيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ أيضا .
بل في كتابهم بأن فارض بن يهوذا بن يعقوب عليه السلام ـ تزوج وأنجب ولدين وهو ابن ثمان سنوات . وهذه من عجائب الكتاب المقدس . ومما يرفضه كلُّ عقلٍ صحيحٍ .والقصة في العهد القديم . سفر التكوين .
الثالثة : زواج المرأة في التاسعة من عمرها لم يكن أمرا منكر في هذا الزمان ... لم يبتدئه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فقد كان من الطبعي جدا أن تخطب البنت وهي في السادسة من عمرها وتتزوج في التاسعة من عمرها . لم يكن عيبا أن تتزوج المرأة الصغيرة بالرجل الكبير .
عبد المطلب تزوج بعد أن تجاوز المائة من عمرة بأخت السيدة آمنة بنت وهب أم النبي صلى الله عليه وسلم ـ وكان بينهما من العمر ما يزيد عن تسعين عاما .
وعمر بن الخطاب رضي الله عنه تزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وهي في نفس السن تقريبا ، وكان عُمَر يومها قد تجاوز الخامسة والخمسين من عمره .
وكذا عمرو بن العاص تزوج وأنجب من امرأة أصغر منه وهو بن اثنا عشر عاما ، فكم كان عمر زوجته حين تزوجت ؟ لا يزيد بحال عن العاشرة .
والشافعي ـ رحمه الله ـ يقول : أدركتُ جدة في الواحدة والعشرين من عمرها . فمتى تزوجت هذه ، ومتى أنجبت ؟ ومتى تزوجت بنتها أو ابنها ومتى أنجب ؟
فزواج الصغيرة لم يكن عيبا ، ولم يكن أمرا شاذا بل كان معمولا به ، في بيئة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفي بيئة المسيح عليه السلام ، ومن الإجحاف والظلم أن نحكم بما هو سائد بيننا الآن على ما كان موجودا قبل ألف وأربعمائة عام . حين بعث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
ومما يجمل ذكره هنا أن الجيل الذي قبلنا ـــ أبي وأمي ــ كانت البنت ــ في أيامهم ــ تتزوج في الرابعة عشر والخامسة عشر ، أما اليوم فالبنت لا تتزوج قبل أن تنهي الجامعة ، أي بعد الثانية والعشرين ـ
هل هنا اليوم من يزوج بنته وهي في الصف الثالث الإعدادي ... يقول طفلة مع أن أمها ربما قد تزوجت في ذات السن .
وانتشر اليوم على صفحات الإنترنت وجود بعض البنات قد حَمَلْنَ ووضعن وهنَّ في الثانية عشر من عمرهنَّ ، تناقلت المواقع بالصوت والصورة الخبر عن فتيات في ( مصر ) و ( استراليا ) و ( الجزائر ) . هذا ما اطلعتُ عليه وربما كان هناك ما هو أكثر .
أرأيتم أين الخلل ؟
الخلل أننا نحاكم البيئة التي عاش فيها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى أعرافنا التي تسود بيننا اليوم .
الرابعة : لم يخطب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عائشة ـ رضي الله عنها ـ من تلقاء نفسه ، لم يراها ومن ثمَّ أعجبته فراح وخطبها ، وإنما ـ بأبي هو وأمي وأهلي صلى الله عليه وسلم ـ بعد أن ماتت زوجته بقي بلا زوجه ، فأشارت عليه خولة بنت حكيم أن يتزوج ورشحت له امرأتان ، سودة بنت زمعة وعائشة رضي الله عنها .. واحدة ثيب لتتناسب مع أولاده وواحدة بكر ، وفي ترشيح خولة أمارة على أن عائشة كانت تصلح للزواج ، فهي امرأة وتعرف النساء جيدا ، فلولا أنها تعرفها جيدا وتعرف أنها تصلح للزواج ما رشحتها لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وحين ذهبت لخطبتها وجدت أن هنا من تكلم لخطبتها قبل رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ ، جبير بن المطعم بن عدي والقصة في بن كثير . وغيره . وعائشة ـ رضي الله عنها ـ كانت تنقل قِرَب الماء على ظهرها يوم أحد .. تسقى الجرحى ، وهذا يدل على أنها كانت إمرأة ..تحمل القِرْبة على ظهرها ، وتحضر القتال تسقي الجرحى ، فهي إمرأة إذا تصلح للنكاح ، وأنها كانت امرأة تصلح تماما للزواج
الخامسة : لو كان عيبا ما كانت قريش لتسكت عليه وهي التي كانت تفتعل الأكاذيب للنيل منه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؛ وكذا يهود وهم أشد الناس عداوة لمحمد ــ صلى الله عليه وسلم ـــ ولدين محمد ــ صلى الله عليه وسلم ـــ ولأتباع محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ لو كانوا يرون في هذا الأمر عيبا أكانوا يتركونه ؟
لا والله .
نعم لم يكن الأمر عيبٌ وقتها ، بل كان هو الطبيعي .
السادسة : والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ . لم يكن هذا العجوز مُحْدَوْدِب الظهر بطيء الخطى ، الذي لا يقوم من مجلسه إلا بغيره ، بل كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، يركب الخيل ويقاتل أشد القتال ، ويثبت حين يفر الأبطال . ولم تكن آثار الشيب بادية في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل كانت شعيرات يعدونها عدّا ، وكان النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ــ يجامع حتى يكسل ، ومن يجامع حتى يكسل سلوا عنه النساء . و رجل متزوج بهذه المواصفات لامرأة غير متزوجة خير لها من غِرٍّ مثلها ، فللخبرة بالنساء دور ، يعرفه المتزوجون والمتزوجات .
السابعة :معروف أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يحب عائشة رضي الله عنها وأنها كانت تحبه ، وتغار عليه ، وأحاديث غيرة عائشة ـ رضي الله عنهاـ كثيرة ومشهورة ،ولو أنه بغيض لها .. اغتصبها كما يقولون ما أحبته هذا الحب وغارت عليه هكذا ـ صلى الله عليه وسلم .
الثامنة : أن السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ لم تكن هذه الطفلة الغافلة التي لا تفقه شيئا .. وإنما كانت من خيرة النساء وعقلاء الجيل ، وأنقل بعض ما ورد في فضل عائشة رضي الله عنها ـ من ترجمتها في سير أعلام النبلاء ـ على لسان أئمة المسلمين من التابعين ، لتعلموا أي النساء كانت هذه :
عن مسروق: رأيت مشيخة أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الأكابر يسألونها عن الفرائض .
وقال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة أَفْقَهَ الناس وأعلم الناس وأحسن الناس رأيًا في العامة .
وقال هشام بن عروة، عن أبيه: ما رأيت أحدًا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة .
وقال أبو بردة بن أبي موسى، عن أبيه: ما أشكل علينا أمر فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها فيه علمًا .وقال الزهري: لو جُمِعَ علم عائشة إلى علم جميع أمهات المؤمنين، وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل .
وفي "الصحيح" عن أبي موسى الأشعري -مرفوعا: فضل عائشة على النساء كفضل الثَّرِيدِ على سائر الطعام .
التاسعة : أنه هذه الشبهة مفتعلة من خلال التلبيس والتدليس على الناس ، يقولون لهم بنت صغيرة في التاسعة من عمرها . ورجل عجوز في الخمسين من عمره . وكيف تتزوج هذه الطفلة هذا الرجل العجوز ؟
ومن تكلم بهذه الشبهة لا بد أنه قرأ السيرة النبوية ، وهو يدعي ذلك .. يدعي أنه قرأ السيرة جيدا . ولا بد أنه قرأ عن زواج عبد المطلب من امرأة صغيرة في السن وأن عائشة رضي الله عنه كانت مخطوبة أو تكلم لخطبتها أحدهم قبل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ولا بد أنه علم أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يتزوج عائشة رضي الله عنها من تلقاء نفسه ، بعد أن ماتت خديجة جلس عامين بلا زواج ثم تزوج سودة وهي امرأة عجوز ضخمة ثبطه .. بالكاد تمشي ـ رضي الله عنها ، ومن يفعل هذا ليس شهوانيا أبدا .ولابد أنه علم أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم كان يسكن في غرفات من طين ، وأنه لم يكن يجد ما يأكله لثلاث أيام ، ولا ما ينام عليه إلا الحصير ، ولم يكن يوقد في بيته نار لثلاثة أهلة . وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقضي الليل ساجدا وقائما يناجي ربه ، وكان يقول : جعلت قرّة عيني في الصلاة ، والجميع يعرف أن من يحب النساء ينفق عليهن .. يل يلبسهن ويزينهن ، ويسهر معهن .
ولا بد أنه سمع ردنا هذا ، إذ أننا نرد عليه من سنين ، ومع ذلك يكرر كلامه على الناس .
لماذا ؟
العاشرة : لأنها نفسية مريضة ليس لها هدف إلا صد الناس عن دين الله عن طريق الكذب والتدليس ، وافتعال الشبهات كما في هذه الشبهة .
? ? ?
? ثالثاً : الفتاة الفزارية .
أكثر من الكلام حول ما يسميها ( الفتاة الفزارية ) يقول أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ رأى فتاة فزارية مع الصحابي سلمة بن الأكوع ـ رضي الله عنه ـ كان قد أخذها من الأسر ، جميلة فأخذها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ منه لنفسه ، يدلل بهذا على أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما كان يترك جميلة إلا وأخذها . حتى وإن كانت متزوجة من غيره .
وهذا من الكذب الفاحش ، الفتاة الفزارية لم تكن متزوجة من سلمة رضي الله عنه ، ولم يراها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما يفتري بطرس ، ولم يأخذها له ، وإنما أخذها وفدى بها أسرى للمسلمين في مكة
? رابعاً : زواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من السيدة صفية بنت حيي بن أخطب ، و السيدة جويرية بنت الحارث .
? يقول صفية بنت حيي من بني المصطلق وكانوا يهود وأنهم بعد أن أسروها خرجت في نصيب دحية الكلبي ، قالوا له جميلة تليق بك فأخذها من دحية ، ودخل بها في ذات اليوم الذي قتل فيه زوجها وأبوها وأخوها ، ونفس الشئ تكرر مع جويرة بنت الحارث ـ هذا كلامه هو ـ قال لها راح افكك وأخدك .
يتكلم صراحة بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يسطو على الجميلات وإن كانت متزوجات .
وهنا عدة كذبات :
الأولى : أن صفية من بني المصطلق . وأن بني المصطلق كانوا يهودا . هذا الكلام غير صحيح ، بنو المصطلق من خزاعة ، وهي قبيلة عربية من أصول يمنية ( قحطانية ) كانت تسكن ساحل البحر الأحمر عن جدة اليوم . ولم تكن من يهود ، ولم يكن فيها يهود . وصفية رضي الله عنها ليست منهم . هي من بني النضير ، وأسرت في خيبر .
الثانية : النصارى يرددون بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ دخل على صفية وهي لم تنته عدتها بعد . وهذا الكلام غير صحيح ، يقول ابن القيم ، وهو فقيه حافظ متفق على إمامته بين المسلمين : ( كانوا يطئونهن بعد الاستبراء وأباح الله لهم ذلك ولم يشترط الإسلام بل قال تعالى : {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ } [ النساء 24 ] فأباح وطء ملك اليمين وإن كانت محصنة إذا انقضت عدتها بالاستبراء ) أ .هـ
والحافظ الذهبي ـ رحمه الله ـ ينص على هذا صراحة ، يقول في ترجمة أم المؤمنين صفية ـ رضي الله عنها : (ثم إن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما طهرت , تزوجها , وجعل عتقها صداقها )، وحين تركت بعض الكتب ذكر أن الزواج تم بعد استبراء الرحم لأنه أمر بديهي عندنا في الإسلام ، ظنَّ بعضهم أن الزواج تم دون أن تعتد المرأة .
وقد ورد هذا صريحا في السنة النبوية ، وأقرَّ به بطرس ، في الحديث عن حَنَشٌ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ : غَزَوْنَا الْمَغْرِبَ وَعَلَيْنَا رُوَيْفِعُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ فَافْتَتَحْنَا قَرْيَةً يُقَالُ لَهَا جَرْبَةُ فَقَامَ فِينَا رُوَيْفِعُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ خَطِيبًا فَقَالَ إِنِّي لَا أَقُومُ فِيكُمْ إِلَّا مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فِينَا يَوْمَ خَيْبَرَ حِينَ افْتَتَحْنَاهَا فَقَالَ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يَأْتِيَنَّ شَيْئًا مِنْ السَّبْيِ حَتَّى يَسْتَبْرِئَهَا)
لا حظ هذا في فتح خيبر ، وباقي الروايات بعضها في حنين وبعضها في مواضع أخرى ، وكأنه كان تنبيه يقال في كل حين ، يعكس حرص الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ على استبراء الرحم .
الثالثة : لم يكن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يغزو من أجل النساء ، ولا كان يمرّ بين النساء حين تضع الحرب أوزاها ويختار من جميلة من الجميلات ، وإنما كان صلى الله عليه وسلم ـ يتزوج ليُسْلِم الناس ويدخلون في دين الله أفواجا ، كما حدث مع بني المصطلق حين تزوج منهم أسلموا ، وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يتزوج إلا من تسلم فقط وجاء في أمر صفية بنت حيي ـ أم المؤمنين رضي الله عنها ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لها : إن أقمتِ على دينك لم أكرهك ، ، وإن اخترت الله ورسوله فهو خير لك . قالت أختار الله ورسوله والإسلام . فأعتقني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتزوجني وجعل عتقي مهري ) هل سمعت بأفضل من هذا ؟1
وسأفرد فصلا بحول الله وقوته لبيان معنى الجهاد ، والسياق العام الذي جاء في قتل المخالفين واسترقاق الذرية .
الرابعة : جويريرة بن الحارث ـ رضي الله عنها ـ لم تكن زوجه لثابت بن قيس ، بل كانت في قسمه من الغنائم ، واستكتبته ، بمعنى أنها كتبت معه كتابا أن تحضر له مالا ويعتقها مقابل هذا المال ، وذهبت للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تستعين به على قضاء دينها ، فطلب منها أن تسلم ويسد عنها ويتزوجها . هذا ما تقوله كتب السيرة ، وما يقوله الحافظ الذهبي في ترجمة أم المؤمنين جويرية بنت الحارث . فلم تكن زوجة لثابت بن قيس ، ورآها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأعجبته فأخذها من ثابت بالقوة أو بالحيلة كما يدعي الكذّاب اللئيم بطرس .
الخامسة : في قصة جويرية وفي قصة صفية أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يكن ينتقي من الأسرى الجميلات ، وإلا لخرجت كلتاهما ـ رضي الله عنهما ـ في سهمه من البداية ، وإنما كان يقسم الغنائم على أصحابه . وهم كانوا يزوجوه الشريفة في القوم ـ كما في حالة صفية ـ أو يتزوج هو شريفة القوم ـ كما في حالة جويرية ـ طلبا لإسلام قومها ، فالناس كانوا على دين رؤسائهم ، والعربُ تحب أصهارهم ، وهذا ما حدث بالفعل أسلم أبوها ـ أبو جويرة ـ وأعتق قومها ودخلوا في دين الله أفواجا . وهذا هو الحديث كما يرويه الإمام أحمد في مسنده ، وهي ذات الرواية التي يتكلم بها بطرس الكذاب مع إدخال بعض التحريفات عليها ؛ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ لَمَّا قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَايَا بَنِي الْمُصْطَلِقِ وَقَعَتْ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ فِي السَّهْمِ لِثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شِمَاسٍ أَوْ لِابْنِ عَمٍّ لَهُ وَكَاتَبَتْهُ عَلَى نَفْسِهَا وَكَانَتْ امْرَأَةً حُلْوَةً مُلَاحَةً لَا يَرَاهَا أَحَدٌ إِلَّا أَخَذَتْ بِنَفْسِهِ فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْتَعِينُهُ فِي كِتَابَتِهَا قَالَتْ فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُهَا عَلَى بَابِ حُجْرَتِي فَكَرِهْتُهَا وَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَرَى مِنْهَا مَا رَأَيْتُ فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ سَيِّدِ قَوْمِهِ وَقَدْ أَصَابَنِي مِنْ الْبَلَاءِ مَا لَمْ يَخْفَ عَلَيْكَ فَوَقَعْتُ فِي السَّهْمِ لِثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ الشَّمَّاسِ أَوْ لِابْنِ عَمٍّ لَهُ فَكَاتَبْتُهُ عَلَى نَفْسِي فَجِئْتُكَ أَسْتَعِينُكَ عَلَى كِتَابَتِي قَالَ فَهَلْ لَكِ فِي خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ قَالَتْ وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَقْضِي كِتَابَتَكِ وَأَتَزَوَّجُكِ قَالَتْ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ قَدْ فَعَلْتُ قَالَتْ وَخَرَجَ الْخَبَرُ إِلَى النَّاسِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ فَقَالَ النَّاسُ أَصْهَارُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرْسَلُوا مَا بِأَيْدِيهِمْ قَالَتْ فَلَقَدْ أَعْتَقَ بِتَزْوِيجِهِ إِيَّاهَا مِائَةَ أَهْلِ بَيْتٍ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ فَمَا أَعْلَمُ امْرَأَةً كَانَتْ أَعْظَمَ بَرَكَةً عَلَى قَوْمِهَا مِنْهَا ) .
وجاء عند البخاري أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ دخل على السيدة جويرية بنت الحارث وهي صائمة ..تصوم في يوم عرسها .. نفوسٌ مستكينة هذه أم نفوس هائجة ؟
أرأيت ؟!
لم تكن زوجة لثابت بن قيس أبدا كما يدعي الكذّاب اللئيم زكريا بطرس .
وتقول له (وَقَدْ أَصَابَنِي مِنْ الْبَلَاءِ مَا لَمْ يَخْفَ عَلَيْكَ ) ، فهو ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعلم خبرها إذا .ومع ذلك لم يذهب إليها ابتداءً ، ونظر إليها نظر الخاطب لمن يريد خطبتها ، أو أنها كانت أمة ولا يكره النظر للإماء في الشرع.
ـ الصحابة حين علموا بزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من جويرة أعتقوا كل الأسرى من قبيلتها ، وهذا يعكس أثر النسب ( المصاهرة ) في حس العرب .
ـ دخل عليها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي صائمة في يوم جمعة .. تصوم في يوم عرسها . وصيامها يدل على طول المسافة بين اليوم الذي التقاها فيه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ واليوم الذي دخل عليها فيه ، إذ أنها تعلمت الإسلام وأستقر في قلبها ثم آمنت بعد ذلك بربها .
ـ لم يكن السياق العملي للأحداث غزو وأسر وسبيٌّ وانتقاء الحسناوات وإكراههن على الزواج . أبدا .. كانت دعوة .. وحرص على الإسلام ، وكانت نفوس هادئة .. تصوم في يوم عُرسها .
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
علاقة النبي صلى الله عليه وسلم بالجن
محمد جلال القصاص
mgelkassas@hotmail.com
في هذا المبحث نتناول في نسقٍ واحد :
ـ علاقة النبي صلى الله عليه وسلم بالجن .
ـ سحر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
ـ قصة الغرانيق العلا .
ـ ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله .
ـ تسلط الشياطين على المسيح عليه السلام ، وعلى أنبياء العهد القديم .
أولا : علاقة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالجنِّ .
يتكلم بطرس ، ويتكلم غيره ، بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانت له علاقة خاصة بالشياطين ، وأن مَلك الوحي ، جبريل عليه السلام ، الذي ظهر للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الغار ولازمه بعد ذلك يتنزل عليه بالقرآن كان شيطاناً .!
يدلل على ذلك الكذابُ اللئيم زكريا بطرس بأن للجنِّ سورةً كاملة في القرآن ، وأن الجنَّ ذكروا أكثر من مائة مرة في القرآن العظيم ، وأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قضى ليلة مع الجنِّ يعرفها علماء المسلمين بـ ( ليلة الجنِّ ) ، وكان له قرين من الجنِّ . وأن شيطانا أبيضاً كان يتصدى للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويتكلم له على أنه جبريل .
وكلُّه كذب . وقلبٌّ للحقائق . وتدليسٌ على الناس .
أين الخلل ؟
الخلل عند بطرس ومن قال بقوله .فهم الذين قلبوا الحقائق ، وذلك بالكذب المباشر تارة ، وبِبَتر النص من سياقه العام ثم تفسيره بما يحلو لهم تارة أخرى ، وباعتماد الضعيف والشاذ وما لا يصح من الأحاديث تارة ثالثة . وهاأنذا أفند لك آرائهم وأكشف لك قولهم لتعلم أنهم ما صدقوا فلا تتبعهم .
ـ يروي اختبار السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ للوحي فيقول : جاء في كتاب (السيرة النبوية لابن هشام ج1 ص 230): قال ابن إسحاق : "عن خديجة رضي الله عنها أنها قالت لرسول الله: أي ابن عم أتستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك ؟ قال نعم ، فجاءه جبريل عليه السلام، فقال رسول الله لخديجة يا خديجة هذا جبريل قد جاءني ، قالت قم يا ابن عم فاجلس على فخذي اليسرى ; فقام رسول الله فجلس عليها، قالت هل تراه؟ قال نعم قالت: فتحول واجلس على فخذي اليمنى; فتحول رسول الله فجلس على فخذها اليمنى. فقالت هل تراه؟ قال نعم. قالت: فتحول واجلس في حجري، فتحول رسول الله فجلس في حجرها. قالت هل تراه؟ قال نعم. [وفي رواية أخرى] أدخلت رسول الله بينها وبين درعها، ثم ألقت خمارها عن وجهها، ورسول الله جالس في حجرها، ثم قالت له هل تراه؟ قال لا، فذهب عند ذلك جبريل. فقالت يا ابن عم: اثبت وأبشر فو الله إنه لملك وما هذا بشيطان )
هكذا يروي القصة ، ثم يعلق قائلا : ( كان هدف خديجة أن هذا الذي ظهر لمحمد لو كان ملاكا لخجل من فخذيها ودرعها ... إلخ ) ، ويتساءل :( كيف أن ملاكا لا يخجل من أعضاء المرأة: لا فخذها ولا حجرها ولا درعها، ولكنه يخجل من وجهها؟ ، وكيف تُعَلِّمُ إمرأةٌ نبيَّ الله الذي تجلى له الوحي. فَتَعْلَم هي ما لم يعلمه هو؟ ، ثم كيف يؤخذ بشهادة امرأة، والمرأة في الإسلام ناقصة عقل وناقصة دين ؟ ، وكيف اعتبرت شهادة امرأة واحدةٍ شهادةً شرعية ، والشهادة المقبولة في الإسلام امرأتين ورجل؟ ثم كيف تأكدت أنه ملاك وليس بشيطان ، والشيطان يستطيع أن يغير شكله إلى شبه ملاك نور. ويؤكد هذا الرأي ما جاء في ( تفسير الرازي لسورة الحج 52 وسورة التكوير 20 ) " إن الشيطان المُسمَّى الأبيض تصدّى لمحمد وجاءه في صورة جبريل ليوسوس إليه على وجه الوحي) .
هذا نص كلامه .
التعليق :
كذب على مستمعيه حين ادعى أن هذا حديث صحيح ، وهو لا يثبت .
وكذب على مَن يسمعه حين ادعى أن السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ كشفت عن فخذيها وحجرها ولم ينصرف الملك إلا حين كشفت عن وجهها ، ليس هذا في النص الذي أورده هو ـ لاحظ ـ ولا في النص الأصلي الذي حذف بعضه ، وإنما قالت له اجلس على فخذي .فقد حذف من النص الذي ينقل عنه هذه الجملة ( فتحسرت وألقت خمارها ) ، والخمار هو غطاء الرأس ، من خمَّرتُ الشيء إذا غطيته ، وهو غير الحجاب ، و ( تَحَسَّرَتْ ) تعني كشفت عن شيء ، وهو ما يغطيه غطاء الرأس ( الخِمَارُ ) ، وكانت بثيابها ترتدي درعا بدليل الرواية الثانية التي أدخلها بطرس في السياق ( فأدخلته في درعها ) ، عندها ذهب الملك ، ذهب من ماذا ؟
من كشف الرأس والرقبة وأعلى الصدر ، وليس كما يقول الكذاب اللئيم بطرس ، أن الملك بقي حين كشفت فخذها ، وحجرها وانصرف حين كشفت وجهها . ليس في النصِّ كشفُ فخذٍ ولا حجرٍ ، وإنما فقط تحسر بإزالة ما تضعه على رأسها رضي الله عنها وأرضاها .
إذا بمقاييسه هو ، هو ملكٌ ، استحى من كشف القليل وانصرف ، وهي ـ رضي الله عنها ـ كانت تظنه ملكا وبالفعل رأته ( علمته ) ملكاً .إذ لو كان شيطانا ما استحى حتى من ما هو أبعد من الرقبة وأعلى الصدر .
وكذب على مَنْ يسمعه حين ادعى أن ليس عند المسلمين دليل على الوحي إلا هذه القصة ، أو إلا شهادة السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ في هذه القصة ، فهي قصة في بطون بعض كتب السيرة وليس كل كتب السيرة ، وكتب السيرة عندنا وإن تواطئت على روايةٍ ما فإنا لا نأخذ بها إلا استئناسا حتى يصححها أهلُ الحديث ، وأهلُ الحديث . . . وأهلُ الفقه . . وأهلُ الاعتقاد ..ومن يحاور النصارى اليوم في البالتوك والمنتديات وغيرهما ..بل وكلُّ المسلمين لم يتكلم أحد منهم بأن ما فعلته السيدة خديجة في هذه القصة هو دليل الوحي ، أو هو دليل الوحي الوحيد عندنا ، فعندنا مصنفات في دلائل نبوة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من بشارات السابقين وأخبارِ المعاصرين له ـ صلى الله عليه وسلم ـ من مسلمين وكافرين ، حتى مقاييس الكذّاب اللئيم زكريا بطرس التي وضعها هو كدليل على النبوة تنطبق تماما على رسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد ناقشت هذا في الجزء الأول .
ـ وكذب في القول بأن الشيطان قد يتحول إلى شبه ملاك من نور . فمادة الملكِ غير مادة الشيطان ، الملكُ من نور ، والشيطان من نار ، الملك للخير والشيطان للشر .الملك رسول من رب العالمين لعبادة المتقين .. الأنبياء وبعضِ الصاحين ، والشيطان عدو للمتقين والصالحين المصلحين ، وعونٌ للأفَّاكين الكذابين .
وكذب وهو ينقل عن الفخر الرازي جاء في ( تفسير الرازي لسورة الحج 52 ، وتفسيره للتكوير20) . يَذكر ( بطرس ) أن الفخر الرازي تكلم عن شيطان أبيض كان يأتي للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على هيئة جبريل ويوحي إليه ، ولا أدري كيف يتجرأ على الكذب هكذا ؟! وكأن تفسير الفخر الرازي في كوكب تاني لن يستطيع أحد أن يذهب إليه ويستوثق منه ؟ وكأن كل من يسمع سيثق بقوله ولن يراجعه فيه ؟
الفخر الرازي في سورة الحج وفي سياقه نفيه الشديد لقصة الغرانيق العلى والرد على كل من قال بها ، في هذا السياق ذكر رواية تقول ( بأن شيطانا يقال له الأبيض أتاه على صورة جبريل عليه السلام وألقى عليه هذه الكلمات فقرأها ) ثم يعلق الفخر الرازي على هذه الرواية قائلا : ( وهذا القول لا يرغب فيه مسلم البته لأنه يقتضي أنه عليه السلام ما كان يميز بين الملك المعصوم والشيطان الخبيث ) .
وفي سورة ( التكوير ) ، جاء ذكر الشيطان الأبيض في سياق مختلف ، وهو يتكلم عن قوة جبريل ـ عليه السلام ـ يقول : ذكر مقاتل أن شيطانا يقال له الأبيض صاحب الأنبياء قصد أن يفتن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فدفعه جبريل دفعة رقيقة وقع بها من مكة إلى أقصى الهند )
ـ ويقول ( ورسول الله جالس في حجرها .. أبو أربعين سنة قاعد في حجرها ) ويشير بيديه ويحرِّك جسده مستخفا ومستهزءاً . ويقول حَراء والمذيع يسأله بتنقيط أم بدون تنقيط ؟! ( خراء ) . ويستحضر للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يتكلم عن حديث ( ما منكم من أحد إلا وله قرين ) فيفي عبد ومسرحية ( حزّمني يا ) ، ويختم الحلقة ( 142) من برنامج أسئلة عن الإيمان بجملة من السخرية والاستهزاء بـ ( الراكعين والراكعات ) ، وهو حال الأراذل الأوساخ .
أقول ولهذا الفعل وهذا الكلام صارخ في القلب لن يهدأ حتى يشفي صدره من بطرس ومن عاونه ، ولن يُنقِص هذا من قدر نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ فنبينا صلى الله عليه وسلم ـ جبلٌ أشم ، له الكمال في الخِلْقة والخُلٌق . طولا ، وجمالا ، وهيبة .صلى الله عليه وسلم .لم يستهزأ به أحد ممن حضره أو عاصره ، وما واجهه أحد بشيء يكرهه هيبة وإجلالا، وكان تحته تسعة من النساء غير ما قام به من أعظم أثر في حياة الناس ، وغيره لا يستطيع أن يسوس بيته . . فقط بيته بل قد تغلبه امرأته .
ـ وفي إطار تدليله على أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانت له علاقة خاصة بالجنِّ ، وأن أحدهم هو الذي ظهر له في الغار وكان يتنزل عليه بالقرآن بعد ذلك ، وبالتالي فإن القرآن قول الشياطين ، في هذا الإطار يستحضر ( ليلةَ الجنّ ) مدللا بها على ما يفتريه على الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، يقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم ـ قضى ليلة كاملة مع الجن عند غار حراء هذا نص كلامه : ( جاء في (سنن ابن داود كتاب الطهارة حديث 85) "عن علقمة قال: قلت لابن مسعود: هل صحب أحد منكم النبي ليلة الجن ؟ قال: ما صحبه منا أحد ، ولكن افتقدناه ذات ليلة وهو بمكة ، ولم نجده، فقلنا: اغتيل، أو استطير، ماذا فُعِلَ به ؟ حتى إذا أصبحنا إذا نحن به آتيا من جهة حراء. فقال لنا: أتاني داعي الجن، فأتيتهم، فقرأت عليهم القرآن. ثم انطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم )
ثم يعلق متسائلا متعجبا ومستدلا : ( ما هو مدلول هذه الحادثة؟ أليس أن محمدا كانت له علاقة بالجن؟
وليس في سنن أبي داود شيء مما ذكر ، تحت هذا الرقم ، ولا في هذا الباب ، ولا في غيره ، والذي عند أبي داود هو : عن علقمة قال قلت لعبد الله بن مسعود من كان منكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن ؟ فقال : ما كان معه منا أحد " وليس عند أبي داود شيء مما ذكر ، فهو يكذب أو ينقل عن كذّاب آخر . وكله سواء . بل زيادة في القبح إن كان . فهو ناقل وليس باحث كما يدعي .
هذه الأولى .
والثانية ...
دعني أبدأ من الخلف قليلا كي تتضح لك الأمور ، وترى الصورة على حقيقتها ، وسأختصر مقالي وأدلل على قولي ، فلا تعجلني .ولا تستثقلني .
ـ ( كان فاشياً بين العرب في الجاهلية أن للجن سلطانا في الأرض ، فكان الواحد منهم إذا أمسى بواد أو قفر ، لجأ إلى الاستعاذة بعظيم الجن الحاكم لما نزل فيه من الأرض ، فقال : أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه .. ثم بات آمنا ! . كذلك كانوا يعتقدون أن الجن تعلم الغيب وتخبر به الكهان فيتنبئون بما يتنبئون . وفيهم من عبد الجن وجعل بينهم وبين الله نسبا ، وزعم له سبحانه وتعالى زوجة منهم تلد له الملائكة !.ولا تزال الأوهام والأساطير من هذا النوع تسود بيئات كثيرة إلى يومنا هذا !!)
وفي الجاهلية .. قبل البعثة النبوية ، كانت الشياطينُ تصعد قريبا من السماء فتسترق السمع وتوحي به إلى أوليائها من الإنس ، وهم الكهنة والمشعوذون ، وكانوا ( الكهنة والمشعوذون ) منتشرين في الجزيرة العربية معروفين بأعيانهم يقصدهم الناس في بعض شأنهم ، وحين بعث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيل بين الشياطين وبين خبر السماء ، وابنُ هشام في السيرة النبوية .. في المجلد الأول . . . في ذات المكان الذي ينقل منه ( بطرس ) عقد بابا أسماه ( قذف الجن بالشهب وآية ذلك على مبعثه صلى الله عليه وسلم ) ونص على ذلك البخاري في صحيحه .
وحين حيل بين الجن وخبر السماء احتاروا في أمرهم ، وعلموا أن شيئاً ما حدث على الأرض حال بينهم وبين الصعود في السماء ، فطافوا الأرض يلتمسون الخبر ، فوجدوا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقرأ القرآن في الصلاة ، فاجتمعوا يسمعون ،وعادوا إلى قومهم يتحدثون ، والقصة في البخاري ومسلم وفي كتب التفسير ، في تفسير سورة الجنِّ .وهذه هي الرواية من صحيح البخاري ( عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ انْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمْ الشُّهُبُ فَرَجَعَتْ الشَّيَاطِينُ إِلَى قَوْمِهِمْ فَقَالُوا مَا لَكُمْ فَقَالُوا حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ وَأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ قَالُوا مَا حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إِلَّا شَيْءٌ حَدَثَ فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا فَانْظُرُوا مَا هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ فَانْصَرَفَ أُولَئِكَ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِنَخْلَةَ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الْفَجْرِ فَلَمَّا سَمِعُوا الْقُرْآنَ اسْتَمَعُوا لَهُ فَقَالُوا هَذَا وَاللَّهِ الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ فَهُنَالِكَ حِينَ رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ وَقَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ وَإِنَّمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ قَوْلُ الْجِنِّ ) .
الجنُّ رأت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصلى فكادت تكون عليه لبدا { وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً }[ الجن : 19] والجنُّ سمعت القرآن فتعجبت ووعَتْ الخطاب ومن ثمَّ آمنت وأسلمت ، وراحت تتكلم عن ما فيه كانت ، عن غفلتها ، وعن ضعفها ، وجهلها بما كان وبما سيكون ، وعن الضالين وقد خافوا منها فستعاذوا بها فزادتهم رهقا ، والسياق آخَّاذ لا يقدر علي صياغته جنٌّ ولا بشر ، واقرأ وتدبر : { قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً . يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً . وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً . وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً . وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً . وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً . وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً . وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً . وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً . وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً . وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً . وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَباً . وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْساً وَلَا رَهَقاً . وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً . وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً . وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً . لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً . وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً . وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً . قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً . قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلَا رَشَداً . قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً . إِلَّا بَلَاغاً مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً .حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً . قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً . عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً . إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً . لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً][ الجنّ :1ـ 28] .
يقول الكذاب اللئيم زكريا بطرس جعل للجن سورة كاملة من ثمان وعشرين آية ، وأن هذا يعكس اهتمام محمدٍ ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالجن .!
وأقول : هذه هي سورة الجنّ ليس فيها تمجيد للجن كما يدعي الكذاب اللئيم زكريا بطرس ، بل إخبار عن حالهم قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ ، وحالِهم بعد أن سمعوا به وبما يتلوه من كتاب ربه ، وهذا خبرٌ لا يعلم به إلا ربهم الذي أرسل إلينا وإليهم محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهو من جملة أخبار الغيب الدالة على نبوة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ من كان يعلم هذا عن الجنّ ويخبر به إلا من علَّمه ربه ؟!.
وفي موضع آخر الجن تسمع القرآن وتعود إلى قومها ، وتدبر قولها : ( وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ . قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ . يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ . وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ } [ الأحقاف : 29 ـ 32 ]
يقولون الجن توحي إليه ، وها هي الجنُّ تتكلم بلسانها بأنها لم تكن تعلم شيئا عن القرآن حتى سمعته وحين سمعته رحلت مدهوشةً تتحدث بإعجابٍ وتفصيلٍ عن هذا النبأ العظيم ، تدعوا قومها للإيمان به .
و ( ليلة الجنّ ) التي يتكلم عنها ( بطرس ) نعرفها وخبرها صحيح ، ونصُّه ( حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى عَنْ دَاوُدَ عَنْ عَامِرٍ قَالَ سَأَلْتُ عَلْقَمَةَ هَلْ كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ قَالَ فَقَالَ عَلْقَمَةُ أَنَا سَأَلْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ فَقُلْتُ هَلْ شَهِدَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ قَالَ لَا وَلَكِنَّا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَفَقَدْنَاهُ فَالْتَمَسْنَاهُ فِي الْأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ فَقُلْنَا اسْتُطِيرَ أَوْ اغْتِيلَ قَالَ فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا هُوَ جَاءٍ مِنْ قِبَلَ حِرَاءٍ قَالَ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَدْنَاكَ فَطَلَبْنَاكَ فَلَمْ نَجِدْكَ فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ فَقَالَ أَتَانِي دَاعِي الْجِنِّ فَذَهَبْتُ مَعَهُ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمْ الْقُرْآنَ قَالَ فَانْطَلَقَ بِنَا فَأَرَانَا آثَارَهُمْ وَآثَارَ نِيرَانِهِمْ وَسَأَلُوهُ الزَّادَ فَقَالَ لَكُمْ كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا يَكُونُ لَحْمًا وَكُلُّ بَعْرَةٍ عَلَفٌ لِدَوَابِّكُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا تَسْتَنْجُوا بِهِمَا فَإِنَّهُمَا طَعَامُ إِخْوَانِكُمْ ) .
ومن كذبه ـ قبَّحه الله ـ أنه يذكر ليلة الجن ، ولم يذكر ما دار فيها بين النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والجنّ ، سوى أنه أراهم أثار نارهم .ويحيل لرواية أبي داود ، والتي لم تذكر تفصيل ما حدث ، فقط يريد من المستمع أو القارئ أن يعرف أن كانت هناك ليلة للجن ، ثم بعد ذلك يفسر ما حدث هو في تلك الليلة من أمِّ رأسه .
والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع الجن في ( ليلة الجن ) يقرأ عليهم القرآن ، ويُعلمهم ما لهم وما عليهم ، ما أُحلَّ لهم وما حُرِّم عليهم ، يقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( فَذَهَبْتُ مَعَهُ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمْ الْقُرْآنَ ) .
والجن تسأله عن ما أحل لهم من الطعام فيخبرهم بأنه العظم إذا ذكر اسم الله عليه وكلُّ بعرةِ علفٍ ، وهؤلاء هم المؤمنون من الجن ، الذي يأتمرون بأمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وإلا فالعصاة يأكلون مما لم يذكر اسم الله عليه ، ولا يأتون النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسألون .وقد عقد شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ فصلا بعنوان (بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم إلى جميع الإنس والجن ) .
ويحاول أن يربط بين غارِ حراء وحراء ، غارُ حراء الذي كان يتحنث فيه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وظهر له فيه جبريل ـ عليه السلام ـ ، وحراء التي التقى فيها الجن في ( ليلة الجن ) ، ليقول أن حراء والجن قرينان ، فكل ما في حراء جنٌّ ، وليس في حراء سوى الجنِّ . وهو كلام بعيد لا تبصره عين في كتاب ولا في واقع ، فالجن لم يكونوا في مكان واحد أبدا ، وجبريل ـ عليه السلام ـ ظهر في حِراء وفي غير ( حراء ) ، فلو كان جنّا ولو كانت حراء للجن والجن لحراء ما أتاه جبريل ثانية في غير حراء .
ونعم لكل واحد منا قرين من الجن ، يأمره بالسوء ، حتى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ له قرين إلا أن الله أعانه عليه فأسلم . في الحديث ( مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنْ الْجِنِّ قَالُوا وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَإِيَّايَ إِلَّا أَنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ فَلَا يَأْمُرُنِي إِلَّا بِخَيْرٍ )
ولك أن تتعجب من هذا ـ أُكلِّمُ من يقرأ من النصارى ـ وليس لك أن تقول بقول ( بطرس الكذَّاب ) .. ليس لك أن تقول بأن قرين النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، كان يوحي إليه ويعلمه ، فهذا لا دليل عليه ، ولا نجده في شريعتنا . بل نجد أن القرين يأمر بالسوء ، وقرينَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أسلمَ فلم يعد يأمره بسوء ، وها هو نص الحديث بين يديك .
وقد كان الكفرة من الجن ( وهم الشياطين ) يكرهون النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويعادونه كما يعاديه الكفرة من الإنس ، وكانوا في صفّ الكافرين ضد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والمؤمنين . .في كل المواقف كانت الشياطين في صفِّ الكافرين .
صفُّ المخالفين لله ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في التصور الإسلامي يتكون من الإنس والجن معا ، وهم يجادلون النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن معه ومن تبعه ، وهم يقاتلون النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن معه ومن تبعه ، هذا المعنى صريحٌ في القرآن العظيم ، قال تعالى : { وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ } [ الأنعام :من121] ، قال تعالى { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ }[ الأنعام :112] ، وأخبر الله تعالى أن الكافرين اتخذوا الشياطين أولياء { إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ }[ الأعراف : من 30 ] ، وأن الشياطين تؤزُّ الكافرين { أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً }[ مريم : 83] .
وفي كل الأحداث الكبرى حضرت الشياطين مع الكافرين ضد المؤمنين ، في يوم ( بيعة العقبة الثانية ) حاول الشيطان إفشال البيعة ونادى قريشاً فتأخرت ولو أنها تعجلت لأفسدت ، و كبيرهم إبليس هو الذي حرَّض قريش وشجعها وما زال بها حتى خرجت يوم بدر تقاتل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، قال الله تعالى : { وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ } [ الأنفال : 48] ، وحضر الشيطان يوم أحد يؤز الكافرين ويخدع المؤمنين وخبره مشهور معروف ، قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ }[ آل عمران :155] .
بل تجرأ أحدهم على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يصلي فحاول أن يفسد عليه صلاته ، في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( إِنَّ عِفْرِيتًا مِنْ الْجِنِّ تَفَلَّتَ عَلَيَّ الْبَارِحَةَ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا لِيَقْطَعَ عَلَيَّ الصَّلَاةَ فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبِطَهُ إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ حَتَّى تُصْبِحُوا وَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ فَذَكَرْتُ قَوْلَ أَخِي سُلَيْمَانَ رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ) .
والشيطان إذا سمع الآذان ولى هاربا وكذا عند الإقامة ، والشيطان يكره صلاتنا ، يغتاظ منها ويبذل كلَّ جهده كي يصرفنا عنها ويليهنا فيها ، في الحديث ( إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لَا يَسْمَعَ التَّأْذِينَ فَإِذَا قَضَى النِّدَاءَ أَقْبَلَ حَتَّى إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ أَدْبَرَ حَتَّى إِذَا قَضَى التَّثْوِيبَ أَقْبَلَ حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ يَقُولُ اذْكُرْ كَذَا اذْكُرْ كَذَا لِمَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ لَا يَدْرِي كَمْ صَلَّى ) ، ويبذل الشيطان كلَّ جهده ليفسد علينا الصلاة التي هي عماد الدين عندنا ، فيأتي أحدنا ويخيل له وكأن شيئا خرج من دبره حتى ينصرف عن الصلاة ، ونحن نستعيذ بالله من الشيطان حين نقرأ القرآن قال تعالى : { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ }[ النحل : 98]، ونسمي الله على كل شيء كي لا يشاركنا فيه الشيطان حين ندخل البيت لنطرد الشيطان ، ونسمي الله حين نأكل الطعام كي لا يأكل معنا الشيطان ، ونسمي الله حين يخلو أحدنا بزوجته كي لا ينظر إليها ويجامعها معه الشيطان وطلبا للذرية الصالحة ، والتسمية عندنا على كل شيء .
وأخبر سبحانه وتعالى أن الكافرين والشياطين لهم نفس المصير بعد الموت ، ولهم نفس الجزاء ، فهي جبهة مشتركة في الدنيا والآخرة ، قال تعالى : { فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً }[ مريم:68] ، وقال تعالى مخاطبا إبليس كبير الشياطين :{ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ } [ ص :85 ] ، { قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُوماً مَّدْحُوراً لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ }[الأعراف: 18] ، وقال تعالى : { وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ }[ السجدة : 13] وقال تعالى : { وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ } [ هود : من الآية119] .
فمن الشياطين الكافر ، ومن الشياطين المؤمن ، وكافرُ الشياطين عدو مبين ، نستعيذ بالله منه ، ونلعنه صباحا ومساءً وفي كل حين ، ومؤمنُ الشياطين متبع لمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا أنه هو الذي أوحى لمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ. هذا ما نعرفه ، وهذا ما تتكلم به كتبنا ، وغير ذلك هو من تدليس المدلسين وكذب الكذّابين .
ـ والاستدلال بحال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين نزول الوحي عليه ، بأن الذي يأتيه جني أساسه كذبهم في الرواية ، فزكريا بطرس ـ أو من ينقل عنه وجل ما يتكلم به كلامه هو ـ أضاف لهيئة النبي صلى الله عليه وسلم ـ حين نزول الوحي أنه يكون سكرانا .. يرغي ويزبد ويرمى في الأرض حين يتنزل عليه الوحي ، وهذا كلامه هو ، وقد بينت ذلك في الجزء الأول من هذا البحث ، فلم يكن شيء من هذا يحدث لنبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين نزول الوحي عليه .
ويدل على ما سبق من قولي أشياء حدثت في الإسلام وحدثت في النصرانية ، منها :ـ
سحر النبي صلى الله عليه وسلم .
قصة الغرانيق العلى ، وآيات سورة الحج .
اختبار الشيطان للمسيح عليه السلام .
تسلط الشياطين على أنبياء العهد القديم.
أولا : سحر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
في سحر الشياطين للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمارة على ما قدمت لك ، إذ أنه لو كان رسول الشيطان .. لو كان يتكلم بما تملي عليه الشياطين .. لما سحروه وآذوه . أليس كذلك ؟
ألا ترى أنه عجب أن يقال أن محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ رسول الشيطان ثم يقال سُحِرَ ؟
ليس عجبا فقط ، وإنما أمارة على التخبط والكذب .
يقولون نبي مسحور ، ويقولون تسلطت الشياطين عليه فتملكت منه وسحرته ، وكله مبالغات وكذبات كسيحات لا تبرح مكانها فتُفرح حبيبها أو تغيظ عدوها .
نعم سُحرَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والحديث في البخاري ـ وهذا نصّه عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : ( سُحِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا يَفْعَلُهُ حَتَّى كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ دَعَا وَدَعَا ثُمَّ قَالَ أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِي فِيمَا فِيهِ شِفَائِي أَتَانِي رَجُلَانِ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ مَا وَجَعُ الرَّجُلِ قَالَ مَطْبُوبٌ قَالَ وَمَنْ طَبَّهُ قَالَ لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ قَالَ فِيمَا ذَا قَالَ فِي مُشُطٍ وَمُشَاقَةٍ وَجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ قَالَ فَأَيْنَ هُوَ قَالَ فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ فَخَرَجَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ لِعَائِشَةَ حِينَ رَجَعَ نَخْلُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ فَقُلْتُ اسْتَخْرَجْتَهُ فَقَالَ لَا أَمَّا أَنَا فَقَدْ شَفَانِي اللَّهُ وَخَشِيتُ أَنْ يُثِيرَ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ شَرًّا ثُمَّ دُفِنَتْ الْبِئْرُ )
وكانت مدة سحره أياما وليست شهورا ولا سنين ولا طيلة حياته كما يقولون ، الثابت أنها كانت أياما قليلة ، وأنها لم تَطَلْ جانب الرسالة في شخص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإنما غاية ما حدث أنه كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله .. يخيل أنه يأتي النساء ولا يأتيهن ، أي يُخيل إليه أنه يستطيع أن يأتي النساء وحين يأتيهن لا يجد قوة على ذلك ، وهذا حال المسحور المعقود عليه ، لا يجد انتشارا حين يقرب النساء .
ولم يطل السحر شيئا من الوحي ، لم يؤثر السحر على الوحي ، فلم يُروَ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم هذي ـ ( من الهذيان ) أو قال شيئا من الوحي ثم اعتذر عنه بعد أن رُفع عنه السحر . فلم يؤثر السحر إلا على بدنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولم يدرِ أحد بسحره إلا أهل بيته ، بمعنى لم يتوقف تلق الصحابة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تعاليمهم ، أو توقف هو عن الصلاة بالناس ، لم يحدث هذا ، كان نوع من المرض ، شعر به أهل بيته ، كما هو حال المربوط اليوم ، لا يدري به إلا أهل بيته .أو كما هو حال المسحور سحرا ما ، فليس كل من سحر يعرف الناس بسحره ، أو يؤثر سحره على سلوكه ؟ يكون السحر لشيء ما .. لمنعه من إتيان أهله ، أو لمنعة من مذاكرة درسه ، أو لمنعه من محبة فلان وجبره على محبة فلان . ولا يعلم به أحد إلا قريب معاشر ، فالسحر لا يعني ذهاب العقل .. نوع من المرض ، وهو ما حدث مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
وفي سحر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمارات على النبوة :ـ
ـ منها طريقة الشفاء نفسها . خرَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لربّه ساجدا ،يناجي ربه ويسأله الشفاء فشفاه بملكين جاءاه وأخبراه عن مَنْ سَحره وأين دفن سحره وكيف يحل السحر . وهذه أمارة أخرى على نبوته ـ صلى الله عليه وسلم ـ يلجأ إلى ربه ويشفيه ربه ، إذ أنه شُفي من أثر الشيطان بدعاء ربه وليس بشيطانٍ آخر .
ـ ومنها علمه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأمرٍٍٍٍٍ مغيبٍ عنه ، وهو مَن سحره وأين وضع السحر .
ـ وظهر حسن خلق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين دفن البئر ولم ينتقم من ساحره .
وهي مشيئة الله أن يبتلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بشتى أنواع البلاء من مغالبة الشياطين .. السحر ومن مغالبة الإنس في الحروب والخروج من بلده مهاجرا إلى ربه ، ومن الأمراض التي تصيب الأبدان ، ومن مجانبة الصواب في بعض الأمور أحيانا مثل ـ كما في أسرى بدر ـ ليعلم الناس أنه بشر ، وليزداد ثوابه ، وتعظم منزلته عند الله بما يتحمل في سبيل تبليغ رسالات الله . إلا أن اجتهادات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما يحدث له من العوارض الدالة على بشريته لا تطال الوحي ، فالوحي معصوم . فلا يكبر في صدر أحد من المسلمين أن يصاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بشيء من هذا ، فهو بشر ، وليس إلهاً ، والعصمة للوحي ، لما يبلغ عن ربه .
وفي قرآن أن موسى عليه السلام خُيِّل إليه من سحر السحر أن عصيهم تسعى قال تعالى : { قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى }[طه:66] فها هو موسى أصابه سحر السحرة ـ سحر التخيل ـ فهل قيل أنه مسحور؟ هل يقدح هذا في نبوته ـ عليه السلام ـ ، وأيوب عليه السلام : { وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ }[ص:41]
والعجب كل العجب من أهل الكتاب وهم يستمسكون بما يفهمونه خطئا من مرض النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في سحره ، ويحاولون أن ينفون النبوة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بهذه ؛ أيقدح عندهم في نبوة النبي أن يزني النبي بحليلة جاره وقائد جيشه كما يتكلمون عن داود ـ عليه السلام ـ ؟
أوَ يقدح عندهم في نبوة النبي أن يزني ببناته كما يتكلمون عن نوح ولوط ـ عليهما السلام ؟
أو يقدح عندهم في نبوة النبي أن تتسلط عليه الشياطين ؟! لا يقدح وقد تسلط الشيطان على عدد من الانبياء منهم المسيح وأيوب وغيرهما ـ عليهم السلام ـ ، وسيأتي في نهاية هذا الفصل مزيد بيان .
إن ما يتكلمون به ـ على فرض حدوثه جدلا وهو لم يحدث لا نسلم بحدوثه أبدا ولكن من باب التنزل في الخصومة ـ لا ينافي النبوة عندهم في دينهم ، فأمرُّ منه ـ وهو الزنى والعري وغير ذلك ـ لا يذهب بنبوة النبي عندهم . فلا ندري لم يقفون هنا ؟ ولا ندري لم يحاكموننا إلى ما لا يصح في ديننا ؟ ولا ندري لم يتغافلون عن أن مقاييس النبوة التي وضعوها هم تنطبق على النبي صلى الله عليه وسلم ؟ ! ألا ترى أنها نفوس مريضة تبحث عن شيء تصد به الناس عن دين الله ؟
قصة الغرانيق العلى ؟
يدعي ( بطرس ) أن هذه القصة وضعت القرآن في محنة كبيرة ، وأنها دلت على تحريف القرآن ، بل وكذبه ، ذلك أن القرآن تحدى الإنس والجن على أن يأتوا بمثله { قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً }[ الإسراء : 88] ،يقول وقد أتى الشيطان بمثله في قصة الغرانيق العلى .!!
ويستدل بالقصة على مداهنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعبدة الأوثان من مشركي مكة ، ويستدل بالقصة على تسلط الشياطين على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى أنها تتكلم بلسانه ، ويستدل بالقصة على أن القرآن وحي الشيطان وليس وحي الله .!!
ويستدل على القصة بأنها وردت في كل كتب المسلمين ويحكي إجماع الأمة على قصة الغرانيق وأن علماء الإسلام شهدوا بأن الشيطان قد أتى بسورة من القرآن ، يذكر صراحة النسفي والألباني في كتابه ( نصب المجانيق ) ، ووالله لا أدري كيف يتجرأ على الكذب هكذا ؟
كتاب الألباني الذي يشير إليه ( نصب المجانيق ) صنفه الشيخ من أجل إثبات عدم صحة قصة الغرانيق ، والشيخ الألباني محدث العصر ، واسم الكتاب كاملا ( نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق ) . وعلماء الإسلام الذين نعرفهم والذين يسميهم هو اشتد نكيرهم على القصة متنا وسندا .
أرأيت أكذب من بطرس ؟!
لا يعنيني هنا إثبات كذبه فقد فرغت منه في الجز الأول ، ولكن استوقفتني هذه الجرأة العجيبة على الكذب ، فلم أستطع غض الطرف عنها ، والمرور من جانبها دون الوقوف عليها .
القصة لا تصح لا متنا ولا سندا وقد أكثر علماء المسلمين في التكلم عن عدم صحة هذه القصة أنكروها سندا ، وأنكروها متنا .ولم يقل أحد أبدا أن الشياطين تكلمت على لسان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، غير المرتدين والكافرين .
الإشكال يأتي من ضم آية الحج {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [ الحج :52] إلى قصة الغرانيق المفتراة هذه .
هم يقولون أن قصة الغرانيق سبب لنزول هذه الآية ، وابن كثير والقرطبي والطبري والشوكاني والشنقيطي وابن حزم والفخر الرازي كلهم ينكرون ، ويشتدون في النكير على من قال بقصة الغرانيق العلى أو قال بأنها سبب لنزول هذه الآية .
وإن سلمنا جدلا أن قصة الغرانيق ثابتة ، وأنها سبب في نزول هذه الآية ، و أن الشيطان ألقى في أمنية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ماذا في هذا ؟!
أفي هذا شيء؟ ، أفي هذا دليل على أي شيء مما يستنتجونه ؟!
أبدا .
الإشكال في الفهم الخاطئ لكلمة (أُمْنِيَّتِه ) الواردة في آية الحج ، (أُمْنِيَّتِه ) تعني قراءته ، ولذا تجد من أورد الرواية أورد فيها أن المشركين هم الذين سمعوا هذه الكلمات ( تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجي ) ، أما المسلمون فلم يسمعوها ، فالشيطان يلقي في أسماع أوليائه من المشركين حين يتكلم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ .وفي هذا دليل بيَّن على عداوة الشيطان للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحرصه الشديد على النكاية بالدعوة الإسلامية . وفي نسخ ( محو ) ما تكلم به الشيطان في أسماع الكافرين أمارة على أن الدين محفوظ ، وأن شيئا من الخطأ لم يقر . وأن شريعة نقية ؛ وأمارة أخرى على صدق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما يبلغ عن ربه ( فإذا قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن نفسه إن الثاني هو الذي من عند الله وهو الناسخ وإن ذلك المرفوع الذي نسخه الله ليس كذلك كان أدل على اعتماده للصدق وقوله الحق ، وهذا كما قالت عائشة رضي الله عنها : لو كان محمد كاتما شيئا من الوحي لكتم هذه الآية ( وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه ) ألا ترى أن الذي يُعظم نفسه بالباطل يريد أن ينصر كلَّ ما قاله ولو كان خطأَ فبيان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن الله أحكم آياته ونسخ ما ألقاه الشيطان هو أدلُّ على تحريه للصدق وبراءته من الكذب ، وهذا هو المقصود بالرسالة فإنه الصادق المصدوق ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولهذا كان تكذيبه كفرا محضا بلا ريب )
وأريد أن أقف هنا وقفه تحت هذا العنوان :
ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله .
نصوص الشريعة بعضها مُحكم ، يعرف معناه دون الرجوع لغيره ، وهو الكثير الغالب في القرآن الكريم ، قال الله تعالى : { هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ }[ آل عمران : من الآية 7 ] وبعضها متشابه إضافي ( ويقال له أيضا محكم إضافي ) لا يعرف معناه إلا بغيره مثل المطلق مع مقيدة والمجمل مع مفصله والعام مع مخصصه والمنسوخ مع ناسخة ، وبعضها متشابه حقيقي لا سبيل للوصول إلى معناه وهو قليل نادر ، لا يتعلق به حكم شرعي ، وليست فيه أخبار عن السابقين ولا اللاحقين ، مثل الحروف المقطعة في فواتح بعض السور .
وقريب من هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :( الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ) .
فهناك أمور حدثت وأمور شرعت وأخبار تُلِيَتْ متشابه تحتاج لبيان أو لا تتضح مع البيان ، ومنها إلقاء الشيطان في قراءة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والعلة في ذلك مذكورة في ذات السياق { لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ . وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ . وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ } [ الحج 53 ـ 54 ] .
أي أن هذا يحدث ليُظهر الله للناس الذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم .. الظالمين .. الذين هم في شقاق بعيد .ويحدث هذا ليظهر الله للناس إيمان المؤمنين المخبتين الذين هداهم الله إلى صراطه المستقيم .
وتجد هذه العلة دائرة مع ذكر المتشابه في القرآن الكريم ، في سورة البقرة بعد أن نص على أن من القرآن المحكم ، وأنه أم الكتاب ، وأن منه المتشابه ، أخبر أن الذين في قلوبهم زيغ هم الذين يتبعون المتشابه ، قال تعالى : { هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }[ آل عمران : 7 ] وتلا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذه الآية ثم قال ( فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فإولئك الذين سمَّى الله فاحذروهم ) . فلاحظ أن الذين يتبعون المتشابه هم الذين في قلوبهم مرض ، وسبب ذلك ـ كما تنص الآية ـ ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله
وسألت يهود رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن خزنة النار ، يريدون حديثا عن غيب ، كي يعرفوا أنه نبي يوحى إليه ، فأجابهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بما يوافق ما في أيديهم من الكتاب . ونزل القرآن يهدد الوليد بن المغيرة ـ الذي فكر وقدر وقال إن هذا إلا سحر يؤثر واغتر بالبنين الشهود والمال الممدود ـ ويجيب اليهود: (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَر . لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ . لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ . عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ) { المدثر : من الآية 26 ـ 30}
سمع أبو جهل الآيات فعَمِي عن أنها (لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ ) ، وعَمِي عن أن العدد بلا تميز ، وهو أسلوب ترهيب وتهويل ، وأخذته الجهالة فظن أنهم بشر مثله ، ونادي في قومه : يا معشر قريش ما يستطيع كل عشرة منكم أن يغلبوا واحدا من خزنة النار وأنتم الدَّهْم ؟ فصاحبكم يحدثكم أن عليها تسعة عشر . ؟
وتَحَمَّسَ كِلْدَة الْجُمَحِيّ (أبو الْأَشَدّ ) ، وقال : يا معشر قريش اكفوني منهم اثنين وأنا أكفيكم سبعة عشر .!!
وجاءت الآيات تبين أن ذكر العدد ـ بلا تميز هكذا ـ جاء ليفضح الله به أصحاب القلوب المريضة ، وليستيقن اليهود من أن هذا نبي يوحى إليه ، ويزداد الذين آمنوا إيمانا . قال الله : {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ } [المدثر: 31]
ولم يَرُقْ لمجموعة من المنافقين ذكرُ الذباب والعنكبوت في القرآن الكريم فقالوا متعجبين : ما بال الله يتكلم بهذا الكلام لو كان القرآن من عند الله لما ذكر فيه مثل هذه الأشياء ــ الذباب والعنكبوت ــ فأنزل الله {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ }[ البقرة : 26] .
فذكر الذباب والعنكبوت يضل الله به كثيرا ويهدي به كثيرا . ولكن من يُضل ؟ إنهم الفاسقون .
ومثله : {وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً }[ الإسراء:60]
وفي القرآن شواهد كثيرة تبين أن الله سبحانه وتعالى ينزل من الآيات ويشرع من الأحكام ما يُظهر به فساد القلوب الفاسدة أصلا التي لا تظهر إلا بهذه الآيات و تلك الأحكام .
وشيء آخر ، هو أن الذين في قلوبهم مرض ليس فقط يتبعون المتشابه بل يفتعلونه إن لم يجدونه ، فمذهبهم ( الاعتقاد ثم الاستدلال ) ، ويفتعلون المتشابه ، عن طريق بتر النص ، أو بعدم الجمع بين أطراف الأدلة ، أو إهمال الدليل المضاد ، أو استخدام مقدمات عقلية أو عرفيه لفهم النصوص مستغلين في ذلك جهالة المستمع . وهذا بيِّن جدا في الكذاب اللئيم زكريا بطرس ، ومن لفَّ لفه .
لماذا هذا الاسترسال ؟
يضيق صدر بعضهم ببعض الأمور التي لم يأت فيها الشرع ببيان شافٍ ، مثل قصة الغرانيق العلى ، ومثل ( سحر النبي ) ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبعض الأحكام في الشريعة ، وود أنها لم تكن ... أن نزل فيها بيانا شافيا ، ونقول لهؤلاء أرح قلبك وعقلك ، ولا عليك سوى بيان الحق للناس ، فالأمر مرده للقلوب لا للنصوص .. الخلل في النفوس وليس في النصوص ، وقد كانت نفس الآيات تتلى على الجمع الواحد فيهتدي بها قوم ويضل بها قوم ، ( وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ . وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ ) [ التوبة : 124ـ 125 ) .
وإذا كان الأمر مرده للقلوب ، وإذا كانت هناك نفوس مريضة لا تزداد على سماع الحق إلا ضلالا وعمى فعلينا أن نبين الحق ، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر . قال الله "كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} [ الأعراف : 2] ، وعلينا أن نشير لكل من جادل في المتشابه أو افتعله ، من الكافرين أو الفاسقين ، بأن الله قد نبأنا من أخبارهم وأنهم هم الذين في قلوبهم زيغ . الذين يجادلون ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله .
ثالثا : أنبياء الله والشيطان في الكتاب المقدس .
هكذا حال الأنبياء مع الشيطان من يوم كان ، فهو عدو مبين لكل المصلحين ، ونجد في الكتاب المقدس ( لوقا : 4 ) أن المسيح ـ عليه السلام ـ لم يَسْلَمْ هو الآخر من كيد الشيطان ، ففي الكتاب ( المقدس ) أن الشيطان تملك من المسيح وصار به أربعين يوما في البرية يصعد به جبالا وينزل به أودية ، ويدخل به ( أورشليم ) ويخرج به للبرية ، ويأمره بالسجود له ( للشيطان ) ويُمَنْيه بممالك العالم ، أربعين يوما ، ولم نجد مثل هذا مع النبي ـ محمد صلى الله عليه وسلم ـ فحين تفلت عليه وأراد أن يقطع عليه الصلاة .. فقط أراد أن يقطع عليه الصلاة أخذه وربطه ، ثم تركه تكرما منه وتفضلا ، وتجملا مع نبي الله سليمان عليه السلام .
فهذا المسيح يتعرض له الشيطان ، ليس فقط للحظات بل يقتادته ويسرح به حيث شاء أربعين يوما أو يزيد ، أسر كامل من الشيطان للمسيح ـ عليه السلام ـ ، ويقولون إله !!.
ونسأل كيف يأمر الشيطان الرب بأن يسجد له ؟
وليس فقط المسيح ـ عليه السلام ـ بل ونفر كثير من أنبياء الله في الكتاب المقدس ، تعرض لهم الشيطان ولم ينتصروا عليه بل أغواهم . على سبيل المثال لا الحصر:
دواد عليه السلام : جاء في سفر أخبار الأيام الأولى [ 21 : 1 ] :( وَوَقَفَ الشَّيْطَانُ ضِدَّ إِسْرَائِيلَ، وَأَغْوَى دَاوُدَ لِيُحْصِيَ إِسْرَائِيلَ )
وجاء في سفر أيوب الإصحاح الأول والثاني أمر في منتهى العجب ، الشيطان يفد بين يدي الرب مع عباده ، والرب يسلم أيوب للشيطان ، والنص يقول في العدد 12 من سفر أيوب الإصحاح الأول : ( فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «هُوَذَا كُلُّ مَا لَهُ فِي يَدِكَ، وَإِنَّمَا إِلَيهِ لاَ تَمُدَّ يَدَكَ». ثمَّ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنْ أَمَامِ وَجْهِ الرَّبِّ ) ، وفي الإصحاح الثاني من ذات السفر ـ سفر أيوب ـ العدد الثالث نجد أن الشيطان يهيج الرب على أيوب 3 فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟ لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي الأَرْضِ. رَجُلٌ كَامِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ. وَإِلَى الآنَ هُوَ مُتَمَسِّكٌ بِكَمَالِهِ، وَقَدْ هَيَّجْتَنِي عَلَيْهِ لأَبْتَلِعَهُ بِلاَ سَبَبٍ».
.وفي الفقرة السابعة نجد أن الشيطان يصيب أيوب بمرض من قدمه إلى رأسه اسمع : (7 فَخَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنْ حَضْرَةِ الرَّبِّ، وَضَرَبَ أَيُّوبَ بِقُرْحٍ رَدِيءٍ مِنْ بَاطِنِ قَدَمِهِ إِلَى هَامَتِهِ ) كما يقول كاتب السفر.
وفي سفر زكريا الإصحاح الثالث نقرأ أن الشيطان كان بجوار نبي الله ( يهوشع ) وهو يخاطب الملاك ويقاومه ، يقول كاتب السفر : (1 وَأَرَانِي يَهُوشَعَ الْكَاهِنَ الْعَظِيمَ قَائِمًا قُدَّامَ مَلاَكِ الرَّبِّ، وَالشَّيْطَانُ قَائِمٌ عَنْ يَمِينِهِ لِيُقَاوِمَهُ) .
وهذا بخلاف ما فعله الأنبياء من معاصي ـ بزعم الكتاب ( المقدس ) ـ بإغواء الشيطان لهم من زنى وتطاولٍ على رب العالمين . وغير ذلك مما ذكرتُ في الفصل الأخير من الجزء الأول من هذا البحث .
وفي لوقا 22: 3 ، دخل الشيطان في يهوذا الاسخريوطي ، وهو من جملة التلاميذ الإثنى عشر ، وكيف يكون هذا ، وهو ممتلئ بروح القدس ( اقنوم الله الثاني ) هل يستطيع الشيطان ان يطرد الروح القدس ؟
.
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
لهذا قتلهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ .( رؤية في تشريع الجهاد )
في هذا المبحث :
ـ الناس فريقان ( ملأ ) و ( عامة ) .
ـ وهذا حالهم فما العمل معهم . ؟
ـ الجهاد في الإسلام وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله ؟
ـ هل نقتل النساء ؟
ـ الرق في الإسلام .
ـ الجزية في الإسلام .
الناس فريقان ، عامة وخاصة ، أو ملأ ( أشراف وسادة ) ومستضعفون ( عامة الناس ) ، أو ( متبوعين ) و ( أتباع ) ، أو ( مستكبرين ) و ( مستضعفين ) كما يسميهم القرآن . أو ( الكَذَبَة ) و ( الغافلين ) كما ينطق لسان الحال ، المجتمع الكافر يتركب من هاذين الفصيلين من خلق الله .
من هم الملأ ؟ ومن هم المستضعفون ؟ ولم هؤلاء غافلون وأولئك كاذبون ؟ وما علاقة ذلك بالرد على بطرس ؟
أولا : من هم الملأ ؟
الملأ في اللغة هم الأشراف من الناس كأنهم ممتلئون شرفا . قال الزجاج سمّوا بذلك لأنهم ممتلئون مما يحتاجون إليه . والملأ أيضا حسن الخلق ومنه الحديث ( أحسنوا الملأ فكلكم سيَرْوى ) خرَّجَهُ مسلم ) .
والشرع خصص المعنى وجعله دِلالة على نوعية معينة من أشراف القوم وسادتهم وهم الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ، من جحدوا أو عندوا ظلما وعلوا . الذين يتولون الدفاع عن الجاهلية ضد الإسلام وأهله ، وفي التنزيل : ( قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ) ( الأعراف :60 ) ، ( قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ) ( الأعراف : 66 ) ، ( وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ ) ( ص : 6 ) وهؤلاء قريش مَن بُعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال عن قتلى المشركين يوم بدر ( أبو جهل ، وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة .. ) ( أولئك الملأ ) .
هذا الصنف من الناس يعرف الحق جيدا ثم يقلب الحقائق للناس ، يبذل قصارى جَهده ليصد الناس عن دين الله . وهذه بعض المشاهد تصف حالهم .
المشهد الأول :
الوليد بن المغيرة يسمع القرآن ويصفهُ بأحسن الأوصاف ، إن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق ، وإنه يعلو ولا يُعلى عليه .
يقول هذا في نادي قومِه ، ويحسب القوم أن الوليدَ أسلم ، فمن قبله عدا عمرُ بنُ الخطاب ـ رضي الله عنه ـ إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ليقتله وعاد من عنده مسلما .
ولكن الوليد لم يسلم .
ماذا حدث ؟
لمَ يقول الوليد هذا الكلام ؟!
الحج قد قرب ، وستأتي العربُ إلى مكة ويسمعون لكلام محمدٍ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ الذي هذا وصفه ، فاتفقوا على قولةٍ واحدةٍ تقولوها في محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا تختلفوا فيظهر كذبِكم . هذا قوله .
جلس هو وأمثالُه من المعاندين المستكبرين الحاقدين على الإسلام والمسلمين ... جلسوا يلفقون تهمة ًللإسلام ولنبي الإسلام ـ صلى الله عليه وسلم ـ . . جلسوا يتشاورون .. يتفقون على كذبه يضحكون بها على عوام الناس . ويعرضون آرائهم والوليد كبيرهم في مجلسهم . .. وهو كبير قريش كلِّها يومها ، نقول ساحر .. نقول شاعر .. نقول كاهن .. نقول كاذب .. والوليد لا يجد الوصف مناسباً فيردُه . ويُسند إليه الأمر : قُل أنت يا أبا عبد شمس نسمع .
ويصمت الوليد .. يجولُ بفكره .. يحاول أن يجد نقيصة في الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو في منهجه ، [ إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ ]( المدثر : 18-23 ) .
يحاول . . ويحاول .. وأنّى له ؟ ! فالرجل هو الصادق الأمين ، ومنهجه هو هو الذي وصفه منذ قليل بأن له حلاوة وعليه طلاوة ...الخ .
ويعجز الوليد عن أن يأتي بنقيصة في محمد أو في دينه ، ويعود إلى بعض آرائهم التي قالوها هُم وردها هو من قبل ، يقول : قولوا ساحر ، ثم يُدَلل على قوله وهو كاذب عند نفسه وعند من يسمعونه : ألا ترون أنه يفرق بين الرجل وزوجه ، والابن وأبيه ( فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ البَشَرِ ) ( المدثر : 24-25 ) .
ما ذا يحدث في هذا المجلس ؟
الوليد مقتنعٌ بالقرآن ، وكذا رفقائهُ ، ويجلس هو وهم يلفقون كذبه للرسول وللقرآن كي يصدوا بها عوام الناس عن الدين الإسلامي .
إنهم الملأ .. يعرفون وينكرون .
المشهد الثاني
يقسم الملأ من قريش أن ما يأتي به محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو من عند الغلام الأعجمي الذين يبيع ويشتري عند الصفا ، ثم يُجاء بهذا الغلام فإذا به أعجمي لا يتكلم العربية
( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ ) ( النحل : 103 ) .
والسؤال : هؤلاء القوم وهم يقسمون على أن محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ يأتي بالوحي من عند هذا الغلام أليسوا كانوا كاذبين عند أنفسهم ؟
بالطبع . هم كانوا كاذبين عند أنفسهم ، ولكنهم فقط يبحثون عن حجة يطفئون بها نور الله ، والله متم نوره ولو كره الكافرون .
إنهم الملأ لا همَّ لهم إلا محاربة الدعوة .
المشهد الثالث :
حاول أبو جهل أن يغتال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو ساجد في المسجد الحرام ، فلما أحبط الله كيده ، ورده بغيظه لم ينل خيرا ، فاءَ إلى نفرٍ من سادات قريش كانوا قد وقفوا قريبا منه كي يمنعوه من بني هاشم بعد اغتيال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان بين هؤلاء النفر النضر بن الحارث ، وقف يخاطبهم قائلا : يا معشر قريش ، إنه والله قد نزل بكم أمر ما أتيتم له بحيلة بعد قد كان محمد فيكم غلاما حدثا أرضاكم فيكم وأصدقكم حديثا ، وأعظمكم أمانة حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب وجاءكم بما جاءكم به قلتم ساحر لا والله ما هو بساحر لقد رأينا السحرة ونفثهم وعقدهم وقلتم كاهن لا والله ما هو بكاهن قد رأينا الكهنة وتخالجهم وسمعنا سجعهم وقلتم شاعر لا والله ما هو بشاعر قد رأينا الشعر وسمعنا أصنافه كلها : هزجه ورجزه وقلتم مجنون لا والله ما هو بمجنون لقد رأينا الجنون فما هو بخنقه ولا وسوسته ولا تخليطه يا معشر قريش ، فانظروا في شأنكم فإنه والله لقد نزل بكم أمر عظيم .
فها هم أولاء وقد اجتمعوا على قتله يقرون بأنه ليس شاعرا ولا كاهنا .. ولا أيا شيء مما يرمونه به . فلم يعادونه إذا ؟
إنهم الملأ يعرفون وينكرون .
المشهد الرابع :
يدخل الملأ من قريش على أبي طالب وهو في مرضه الذي مات فيه ، وينادونه خذ لنا من ابن أخيك وخذ لابن أخيك منا حتى لا تسمع بنا العرب . ويعرضون المال ، والسلطان ، والطب ، وكل ما بأيديهم وما يستطيعونه .ويرفض النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، ثم يخرجون للناس يكلمونهم بعكس ما رأوه وسمعوه من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
وفي هذا نزلت الآيات الأُول من سورة ( ص ) ، قال الله : ( وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ . أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ . وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ . مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ . أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ) ( ص : 4ـ8 )
هذه الآيات تسرد التقرير الذي قدّمه الملأ لعامة الناس بعد المفاوضات مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في دار أبي طالب حين حضرته الوفاة ، ويرسم الخيالُ مشهدا . كأن ـ من يتكلم من الملأ ـ يقف على عتبة الدار يصرخ بأعلى صوته ... وكانوا جمعا .. دخل الملأ على أبي طالب يفاوضونه وبقي عامة الناس خارج البيت ينتظرون ما تؤول إليه المفاوضات . . خرج الملأ يستنفرون الناس بالصوت العالي ، وكثيرون لا يتدبرون الخطاب وإنما يسيرون مع الجلبة والصياح ( وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ ) ... خرج يصرخ في الناس متعجبا يدلل على باطله بتعجبه : أجعل الآلهة إلها واحدا ؟!
وما العجب في هذا ... بل العجب كل العجب أن جعلتم الله الذي خلقكم ورزقكم وأحياكم ثم يميتكم ثم يحيكم ثم يجمع ليوم الجمع لا ريب فيه فإلى جنة أو نار .. آلهةً أخرى .
وثانية يصرخ متعجا يدلل على باطله وهو كاذب عند نفسه : أأنزل عليه الذكر من بيننا ؟!... وما العجب في هذا . .. ولو كان غيرُه ما تغير القول ...
ثم يصرخ ثالثة يدلل على باطله وهو كاذب عند نفسه ـ ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة ؟
وهل أتاكم من نذير من قبله ، وهل نزل فيكم كتابا من قبل وكنتم تقرءونه ؟!
ويصرخ رابعة يدلل على باطله وهو كاذبٌ عند نفسه يقلب الحقائق ويتكلم بغير ما رأى من النبي ـ صلى الله عليه وسلم داخل الدار: إن هذا لشيء يراد . أي يريد به محمدٌ ـ صلى الله عليه وسلم ـ شيئا ... مالا أو سلطانا ... يكذب على القوم ، يكذب وهو يعلم أنه يكذب فقط ليضل قومه . النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لتوه رفض كل هذا .. عرضوا عليه المال والسلطان وكل ما بأيديهم وما يستطيعونه ورفض رفضا قاطعا ، وهذا المتكلم سمع كلام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لتوه ثم يخرج للناس يكذب عليهم .
إنهم ( الملأ ) لا همَّ لهم إلا صدِّ الناس عند دين الله .
و ( الملأ ) موجودون منذ ظهر الشرك في عهدِ نوحٍ ـ عليه السلام ـ . وفي عجالة أعرض على حضراتكم حال الملأ في القرون الأولى ، وغرضي بيان كيف أنهم يعرفون الحق وهم له منكرون .
قوم نوح يجادلون نبيهم عليه السلام فيدحض حجتهم . حتى لا يبقى لهم ما يدافعون به عن باطلهم .الطبيعي بعد هذا هو الإيمان . أليس كذلك ؟
ولكن انظر إلى كلامهم ما أعجبه ( قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) ( هود : 32 ) .جودلوا ودحضت حجتُهم ، ولم يؤمنوا ، العذاب ولا الإيمان ، والعياذ بالله .
وقومُ عاد ينادون نبيهم هوداً - عليه السلام - : ( قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا) ( الأعراف : 70 )
يفهمون الرجل ، ولا يكون ذلك إلا بإظهار الحجج والبراهين ، ثم انظر إلى موقفهم بعد هذا البيان ، وكيف أنه يطابق موقف من كان قبلهم . ( فائتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ) أما أن يؤمنوا فلا .يرفضون الإيمان ، ويستعجلون العذاب . نعوذ بالله .
وقومُ ثمود يطلبون الآية فتأتيهم ، ثم ماذا ؟ هل آمنوا ؟ أبداً لا بل عقروا الناقة وقالوا قولة مَن قبلهم ( فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ المُرْسَلِينَ ) ( الأعراف : 77 ) .
وقوم لوط ( وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ )( الأعراف : 82 )
لِمَ يا قوم ؟ [ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ]( الأعراف : 82 ) . ألهذا ؟ ! ! .
والقائلون بقول قوم لوط اليوم كثر . لا كثرهم الله .
وقومُ خليل الله إبراهيم - عليه السلام - : ( فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) ( العنكبوت : 24 ) .
وإن تعجب فمن أهل مدين قومِ شعيب - عليه السلام - نبي الله شعيب عليه السلام يبلِّغ رسالة ربه فيؤمن بعضهم ، ويكفر بعضهم ، ويأخذ الرجل بمبدأ المسالمة : ( وَإِن كَانَ طَائِفَةٌ مِّنكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَّمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الحَاكِمِينَ ) ( الأعراف : 87 ) ، أفي هذا عيْب ؟ ينادي بحرية الاعتقاد ولم يرفع سلاحا ولم يعلن جهادا .
ولكن انظر ما ردّ الملأ :
( قَالَ المَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ) ( الأعراف : 88 ) .
الموقف من الدعوة ورجالها هو هو ، نفس المنطق يتكرر ، ولا يكاد يتغير ، يعرفون الحق ويستيقنون منه تماماً ثم لا يتبعونه .
وليت الأمر يبقي على هذا فالبلية به ـ على عظمه ـ خفيفة ، بل يقلبون الحقائق لقومهم ، يكذبون على من ورائهم .و يعلنون أنه لا هوادة ، ولا مقام مع الحق وأهله .
هذا هو منطق الملأ في كل مكان وزمان ، وفي سورة إبراهيم دليل يقطع بذلك ، في أول السورة تنقل الآيات نبأ الذين من قبلهم ـ من قبل قريش وكفار هذه الأمة ـ قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم ، فلم تبق منهم أحدا ، تنقل حالهم مع رسلهم وكأنهم نفر واحد في كل الأزمنة والأمكنة ، ثم تنقل الآيات على لسان الكافرين جميعا قولة واحدة ، يقول الله تعالى : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّـكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ) ( إبراهيم :من 13 ) مفاصلة تامة .
وقد قال الله عنهم في موضع آخر : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ) ( الأنعام : 123)
المسألة الثانية : لماذا يكره هؤلاء الدعوة ؟
قضية الملأ هي السلطة لمن ؟
لهم بقوانينهم وأعرافهم ؟ أم لله في شكل شريعته التي يطالب بها النبي والمصلحون ؟
هذه هي قضيتهم الأولى ، ولذا هم لا يقبلون الدعوة أبدا لأنها تنزع من أيديهم السلطة ، وهذا بيِّن جدا في مواقفهم ضد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وضد أنبياء الله كلهم .وهذه بعض المشاهد كشواهد .
المشهد الأول :
في كتب السير أن عتبة بن ربيعة قال : ( يا معشر قريش ألا أقوم إلى محمد فأكلمه وأعرض عليه أمورا لعله يقبل بعضها فنعطيه أيها شاء ويكف عنا ـ وذلك حين أسلم حمزة ورأوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيدون ويكثرون ـ فقالوا : بلى يا أبا الوليد فقم إليه فكلمه فقام إليه عتبة حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا ابن أخي إنك منا حيث قد علمت من السِطَة في العشيرة والمكان في النسب وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم وسفهت به أحلامهم وعبت به آلهتهم ودينهم وكفرت به من مضى من آبائهم فاسمع مني حتى أعرض عليك أمورا تنظر فيها لعلك تقبل منها بعضها قال : فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا الوليد اسمع قال يا ابن أخي إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا وإن كنت تريد به شرفا سودناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك وإن كنت تريد به ملكا ملكناك علينا وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه أو كما قال له حتى إذا فرغ عتبة وررسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع منه قال له النبي صلى الله عليه وسلم : أفرغت يا أبا الوليد ؟ قال نعم قال فاسمع مني قال أفعل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم " حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون " فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأها فلما سمع بها عتبة أنصت لها وألقى بيديه خلفه - أو خلف ظهره - معتمدا عليهما ليسمع منه حتى انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السجدة فسجدها ثم قال سمعت يا أبا الوليد ؟ قال سمعت قال فأنت وذاك ثم قام عتبة إلى أصحابه فقال بعضهم لبعض نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به فلما جلسوا إليه قالوا ما وراءك يا أبا الوليد؟ قال ورائي أني والله قد سمعت قولا ما سمعت مثله قط والله ما هو بالشعر ولا الكهانة يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها بي خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه واعتزلوه فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم وإن يظهر على العرب فملكه ملككم وعزه عزكم وكنتم أسعد الناس به قالوا : سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه قال هذا رأيي لكم فاصنعوا ما بدا لكم ) انتهت الرواية .
التعليق : القضية التي تشغل عتبة ليست الإيمان بالله وإنما الظهور والغلبة .. السيادة يقول : ( فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم وإن يظهر على العرب فملكه ملككم وعزه عزكم وكنتم أسعد الناس به ) .
المشهد الثاني :
تروي كتب السير ( أن أبا جهل وأبا سفيان والأخنس بن شريق خرجوا ليلة ليسمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالليل في بيته فأخذ كل رجل منهم مجلسا ليستمع منه وكل لا يعلم بمكان صاحبه فباتوا يستمعون له حتى إذا أصبحوا وطلع الفجر تفرقوا فجمعهم الطريق فتلاوموا وقال بعضهم لبعض لا تعودوا فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئا ثم انصرفوا حتى إذا كانت الليلة الثانية عاد كل رجل منهم إلى مجلسه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعهم الطريق فقال بعضهم لبعض مثل ما قالوا أول مرة ثم انصرفوا فلما كانت الليلة الثالثة أخذ كل رجل منهم مجلسه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعهم الطريق فقالوا : لا نبرح حتى نتعاهد أن لا نعود فتعاهدوا على ذلك ثم تفرقوا فلما أصبح الأخنس بن شريق أخذ عصاه ثم خرج حتى أتى أبا سفيان في بيته فقال : أخبرني يا أبا حنظلة عن رأيك فيما سمعت من محمد فقال : يا أبا ثعلبة والله لقد سمعت أشياء أعرفها وأعرف ما يراد بها فقال الأخنس وأنا والذي حلفت به ثم خرج من عنده حتى أتى أبا جهل فدخل عليه بيته فقال : يا أبا الحكم ما رأيك فيما سمعت من محمد ؟ فقال: ماذا سمعت تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف أطعموا فأطعمنا وحملوا فحملنا وأعطوا فأعطينا حتى إذا تجاثينا على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا منا نبي يأتيه الوحي من السماء فمتى ندرك هذه ؟ والله لا نسمع به أبدا ولا نصدقه فقام عنه الأخنس بن شريق ) أ . هـ
التعليق : المشكلة عن أبي جهل هي لمن تكون السيادة والشرف . ( تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف أطعموا فأطعمنا وحملوا فحملنا وأعطوا فأعطينا حتى إذا تجاثينا على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا منا نبي يأتيه الوحي من السماء فمتى ندرك هذه ؟ والله لا نسمع به أبدا ولا نصدقه ) .والمشهد القادم يؤكد هذا الاستنباط .
المشهد الثالث :
في كتب السير أن المغيرة بن شعبة قال : ( إن أول يوم عرفت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أني كنت أمشي أنا وأبو جهل بن هشام في بعض أزقة مكة إذ لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأبي جهل يا أبا الحكم هلم إلى الله وإلى رسوله أدعوك إلى الله فقال أبو جهل يا محمد هل أنت منته عن سب آلهتنا ؟ هل تريد إلا أن نشهد أنك قد بلغت ؟ فنحن نشهد أن قد بلغت فوالله لو أني أعلم أن ما تقول حق لاتبعتك فانصرف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأقبل علي فقال والله إني لأعلم أن ما يقول حق ولكن يمنعني شيء إن بني قصي قالوا : فينا الحجابة فقلنا نعم ثم قالوا فينا السقاية فقلنا نعم ثم قالوا فينا الندوة فقلنا نعم ثم قالوا فينا اللواء فقلنا نعم ثم أطعموا وأطعمنا حتى إذا تحاكت الركب قالوا منا نبي والله لا أفعل ) .
قضية الشرف والزعامة هي التي تعنيه ، وهي التي تمنعه من إتباع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ . ، ولا حظ أنه يكذب ، ولا يستحي من ذلك ، وسأعود إلى هذه بعد ذلك إن شاء الله ونحن نتكلم عن مكر الملأ .
المشهد الرابع :
تحدث الوليد بن المغيرة يوما وهو بين أصحابه قائلا : ( أينزل على محمد وأترك وأنا كبير قريش وسيدها ويترك أبو مسعود عمرو بن عمير الثقفي سيد ثقيف ، ونحن عظيما القريتين فأنزل الله تعالى فيه فيما بلغني : { وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ . أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } [ الزخرف: 31 ـ 32} ،وهذا المشهد أيضا يشهد على أن قضية الملأ الأولى هي الزعامة
المشهد الخامس :
في البداية والنهاية لابن كثير ج3/65 أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أبى جهل وأبى سفيان، وهما جالسان، فقال أبو جهل: هذا نبيكم يا بني عبد شمس.قال أبو سفيان: وتعجب أن يكون منا نبي ! فالنبي يكون فيمن أقل منا وأذل. فقال أبو جهل: أعجب أن يخرج غلام من بين شيوخ نبيا !.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع، فأتاهما فقال: " أما أنت يا أبا سفيان، فما لله ورسوله غضبت ولكنك حميت للأصل. وأما أنت يا أبا الحكم، فو الله لتضحكن قليلا ولتبكين كثيرا " .فقال( أبو جهل ) : بئسما تعدني يا ابن أخي من نبوتك.
التعليق : أبو جهل ينسب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لبني عبد شمس ، ويعجب أن يكون النبي ( المتبوع ) ( الآمر الناهي ) غلام من بين الشيوخ ، وما كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ خاص ببني عبد شمس ، ولكن أبا جهل قد علته العصبية القبلية وهو يجاري بني عبد شمس كلهم كما صرح بذلك في مواقف أخرى ، وأبو جهل يعجب أن يكون النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ غلاما ،وما كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ غلاما ،كان قد تجاوز الأربعين من عمره ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولكن أبا جهل حقد عليه إذ لم تكن له الرياسة فراح يرمي بحجة . . أي حجة .
ولاحظ أن أسلوب التصغير المنطوي على الكبر في قول أبي جهل للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( يا ابن أخي ) علما بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان من عمر أبو جهل
المشهد السادس :
مسيلمة الكذاب حين وفد على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جعل يتكلم في رحله بين قومه قائلا : إن جعل لي محمدٌ ( صلى الله عليه وسلم ) الأمر من بعده تبعته، وكتب بعد ذلك للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول له إن لنا نصف الأرض ولقريش نصفها ولكن قريش قوم لا يعدلون .
التعليق : مسيلمة من ( الملأ ) ؛ ( سيد ) من ( سادات ) بني حنيفة ، كل ما يعنيه أن تكون له الإمارة على الناس .. أن يكون هو صاحب الأمر والنهي .( إن جعل لي محمدٌ ( صلى الله عليه وسلم ) الأمر من بعده تبعته ) .
المشهد السابع :
بعد أن كتب الله الغلبة لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفتح مكة وتوافدت عليه العرب تعلن إسلامها ، شكّل نصارى نجران وفدا من ستين رجلا ، ولما ( وجهوا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من نجران جلس أبو حارثة ـ أُسقفهم وحَبْرُهُم الأول ـ على بغلة له موجها إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإلى جنبه أخ له يقال له كُرز بن علقمة يسايره إذ عثرت بغلة أبي حارثة فقال له كُرز تعس الأبعد يريد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
فقال له أبو حارثة : بل أنت تعست .
فقال كُرز : ولم يا أخي ؟
فقال أبو حارثة : والله إنه النبي الأمي الذي كنا ننتظره .
فقال له كرز : فما يمنعك من اتباعه وأنت تعلم هذا ؟
فقال أبو حارثة : ما صنع بنا هؤلاء القوم شرفونا ومولونا وأكرمونا وقد أبوا إلا خلافه ولو فعلت نزعوا منا كل ما ترى .فأضمر عليها منه أخوه كرز بن علقمة حتى أسلم بعد ذلك .
القضية عند أبي حارثة هي الشرف وما فيه من نعيم الدنيا . وأبو الحارثة هذا راح يجادل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويكذبه في دعوى النبوة ، جادل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ واشتد في جداله حتى قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( وددت لو أن بيني وبين أهل نجران حجابا فلا أروهم ولا يروني ) من شدة ما كانوا يمارون النبي صلى الله عليه وسلم . يجادل وكأنه صاحب حق ، يجادل وهو يعلم أنه كاذب ، يجادل عن باطل . يجادل كي يبقى على ما فيه من نعيم الدنيا .إنه الحرص على الشرف . همُّ الملأ الأول .
المشهد السابع :
المقوقس ملك مصر قال لحاطب بن بلتعة ـ رضي الله عنه ـ : ( إني قد نظرت في أمر هذا النبي فوجدته لا يأمر بمزهود فيه ولا ينهى عن مرغوب فيه ، ولم أجده بالساحر الضال ولا الكاهن الكاذب ، ووجدت معه آية النبوة بإخراج الخبء والإخبار بالنجوى ، وسأنظر ) .
وأخذ كتاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فجعله في حق من عاج وختم عليه ودفعه إلى جارية له ثم دعا كاتبا له يكتب بالعربية فكتب إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( بسم الله الرحمن الرحيم لمحمد بن عبد الله من المقوقس عظيم القبط سلام عليك أما بعد فقد قرأت كتابك وفهمت ما ذكرت فيه وما تدعو إليه وقد علمت أن نبيا بقي وكنت أظن أنه يخرج بالشام وقد أكرمت رسولك وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم وبكسوة وأهديت إليك بغلة لتركبها والسلام عليك ) .
وكان تحليل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لحال الموقوقس هو ( ضن الخبيث بملكه ولا بقاء لملكه)
ذاتُ القضية .. المُلك .. السيادة .
المشهد الثامن:
هرقل عظيم الروم كان ممن لهم علم بالكتاب ، وكان يعلم أنه قد بقي نبي ، وأنه يخرج في هذا الزمان ، وحين وصله كتاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ راح يسأل ويستخبر حتى استيقن أنه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال لأبي سفيان : ( إن يك ما تقول فيه حقا فإنه نبي وقد كنت أعلم أنه خارج ولم أك أظنه منكم ولو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه وليبلغن ملكه ما تحت قدمي ) وحاول بالفعل أن يدعو قومه للإسلام ، فدعاهم وغلّق عليهم الأبواب ثم ناداهم : ( يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد وأن يثبت ملككم فتبايعوا هذا النبي فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب فوجدوها قد غلقت فلما رأى هرقل نفرتهم وأيس من الإيمان قال ردوهم علي وقال إني قلت مقالتي آنفا أختبر بها شدتكم على دينكم فقد رأيت فسجدوا له ورضوا عنه ) وحين رأى نفرتهم ( لَحَسَ ) قوله وضنَّ بملكه ، وكفر بما قد علم . فلعنة الله على الكافرين .
المشهد التاسع :
القائمون على أمر النصارى عموما ، وزكريا بطرس خصوصا من هؤلاء الذين يعرفون الحق وهم له منكرون ، ويستدل على ذلك بكذبه على قومه ، لماذا يكذب ؟ هل اشتبه عليه الأمر ؟ وإن كان ـ وهو بعيد جدا ـ فلم لا يرجع بعد أن بينا له ؟! إنه كالملأ الذين لا همَّ لهم إلا محاربة الدين . إنه كغيره ممن قال الله فيهم : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً }[ الفرقان : 31]
وأخيرا فيما يتعلق بهذه المشاهد :
بتتبع حال الملأ مع الأنبياء عليهم السلام ، تجد أن قضية الملأ واحدة لم تتغير ، فرعون وقومه :
{ ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ . إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً عَالِينَ . فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ } [ المؤمنون : 45 ـ 47]
القضية عند فرعون وقومه هي لمن يكون السلطان في الأرض ؟ لهما أم لبني إسرائيل ؟
يدل على هذا ما جاء في سورة يونس على لسان فرعون : { قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاء فِي الأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ }[ يونس : 78] فالكبرياء هنا تعني السلطان .
وقوم نوح { قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ }[ الشعراء : 111] والمعنى كما يقول القرطبي في تفسير الآية : ( أَنُؤْمِنُ لَك نَحْنُ وَأَتْبَاعك الْأَرْذَلُونَ فَنُعَدّ مِنْهُمْ ) ولم يكن أتباع نوح عليه السلام من الأرذلين ، وإنما هم الملأ يلقون بأي حجة كي لا يتبعون .
يقول القرطبي ـ رحمه الله ـ معللا عدم اتباع الأشراف للرسل ( قلت : الأراذل هنا هم الفقراء والضعفاء ; كما قال هرقل لأبي سفيان : أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم ؟ فقال : بل ضعفاؤهم ; فقال : هم أتباع الرسل . قال علماؤنا : إنما كان ذلك لاستيلاء الرياسة على الأشراف , وصعوبة الانفكاك عنها , والأنفة من الانقياد للغير ; والفقير خلي عن تلك الموانع , فهو سريع إلى الإجابة والانقياد . وهذا غالب أحوال أهل الدنيا )
وفي جملة واحدة يقول بن كثير : ( وَالْغَالِب عَلَى الْأَشْرَاف وَالْكُبَرَاء مُخَالَفَته كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك فِي قَرْيَة مِنْ نَذِير إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّة وَإِنَّا عَلَى آثَارهمْ مُقْتَدُونَ") .و ( مترفوها ) رُؤَسَاؤُهُمْ وَأَشْرَافهمْ . . قَادَتهمْ وَرُءُوسهمْ فِي الشِّرْك .
?المسألة الثالثة : كيف يحارب هؤلاء الدعوة ؟
مما مضى تبين لنا أن الملأ هم حراس النظام ، أو هم المستفيدين من الوضع القائم قبل مجيء الدعوة الإسلامية ، وأن قضيتهم الأولى هي أن تبقى لهم السيادة .. الأمر والنهي .. الطاعة من الناس ، ولذا تجد أن الثابت عند الملأ هو الحفاظ على واقعهم .. نظامهم .. سلطانهم .. وما عدا ذلك متغير يتم تحريكه وإقصائه إن أثَّرَ سلبا على نظامهم ،فهم يستعملون كل ما بأيديهم للحفاظ على واقعهم . . نظامهم ، ولا يثورون إلا على من يسعى لتغيير واقعهم ، ولعل النقطة التالية تبين الأمر :
? حال الجاهلية مع الطيبين :
كانت الجاهلية تحب الحبيب محمدا ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ؛ تحبه وهو لا يعكف على أصنامهم ، ولا يشهد مشاهدهم ، ولا يستقسم بأزلامهم . . . تحبه وهو يفيض في الحج من عرفة لا المزدلفة مثلهم ، تحبه وهو يتعبد الليالي ذوات العدد في غار حراء . و حين قال لهم " إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " . " قولوا لا إله إلى الله تفلحوا " سَبُّوه وآذوه وفي الشِّعْبِ حاصروه ، ثم أخرجوه وقاتلوه .
و( ورقة بن نوفل ) ، ونفر آخر من الحنفاء كانوا بين ظهرانيهم يتكلمون بأنهم مخطئون لا يتبعون حقا ، ولم يتعرضوا لهم بشيء اللهم ( زيد بن عمرو بن نفيل ) حين أخذ يأمرهم وينهاهم وكلوا به عمه ـ وأخيه لأمه ـ الخطاب بن نفيل ( أبو عمر رضي الله عنه ) فحبسه في إحدى الشعاب كي يكف ( أذاه ) عن قريش
وصالح عليه السلام يناديه قومُه (قَالُواْ يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَـذَا ) (هود : 62 ) ومعلوم أن صالحا ـ عليه السلام ــ لم يكن مرجوا لمشاكلته قومه وإنما لحسن سيرته بينهم . . . أحبو صدقه وأمانته وحسن فعاله ، وحين تكلم بالرسالة راح رجاءهم وجاء تهديدهم وتكذيبهم .{ َذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ . فَقَالُوا أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ . أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ }[ القمر : 23 ـ 25] .
وموسى عليه السلام تربى في قصر فرعون ، وبالطبع لم يكن على دين فرعون ، وما آذاه فرعون ولا سعي في قتله حتى تكلم بالرسالة فكان ما كان .
وهذا حال الأنبياء جميعهم ، فالصحيح عند أهل العلم أن العصمة ثابتة لأنبياء الله قبل وبعد البعثة النبوية . ومع ذلك لم تبدأ العداوة بين نبي وقومه إلا بعد أن بدأ يتحرك لتغير واقع الجاهلية.
فالجاهلية ما كانت تعبأ بشخص صالح ، وإنما بشخصٍ مُصلح . بل هي تفرح بالصالحين المنشغلين بأنفسهم . . . تنظر إليهم بعين الاحترام والتوقير ... ترجوهم وتخلع عليهم أرفع الألقاب ــ الصدق والأمانة مثلا ــ أما حين يتحركون لتغير الأوضاع في المجتمع حينها تشتد الجاهلية وتتنكر لكل معروف عندها قبل غيرها . وتبذل كل جهدها في الحفاظ على مجتمعها .
فرعون ينادي في قومه " (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ) (غافر : 26 ) . والدين هو الحال ُ التي يكون عليها القوم ، يقول بن كثير في تفسير الآية : ( يَخْشَى فِرْعَوْنُ أَنْ يُضِلّ مُوسَى النَّاس وَيُغَيِّرَ رُسُومَهُمْ وَعَادَاتهمْ ) .
فأخشى ما يخشاه فرعون هو أن تتغير عادات القوم وتقاليدهم .
وتدبر هذا الموقف من قوم نبي الله لوط ـ عليه السلام ـ حين أراد أن يغير مجتمعهم القذر أنظر بما أجابوه قال الله تعالى :{ وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ . أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ . فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } [ النمل : 54ــ 56 ]
ونبي الله شعيب لم يحمل سلاحا ولم يعلن جهادا على الكفر وأهله بل أخذ بمبدأ المسالمة والتغيير بالكلمة " وَإِن كَانَ طَآئِفَةٌ مِّنكُمْ آمَنُواْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وطائفة لَّمْ يْؤْمِنُواْ فَاصْبِرُواْ حَتَّى يَحْكُمَ اللّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ } [ الأعراف : 87 ] .
ولكن الجاهلية لا تطيق كل محاولات التغيير حتى التي لا تتبنى مبدأ القتال سبيلا للتغير : { قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ...} [ الأعراف : 88 ] .
فمنطق الجاهلية مع كل الحركات الإصلاحية الجادة : " لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا " هذا هو قول جميعهم كما يحكيه ربنا تبارك وتعالى على لسان كل الجاهليات من يوم كانوا إلى حين نزول القرآن : " وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّـكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ... ) [ إبراهيم : 13] .
هذا هو منطقهم جميعهم ـ قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم ـ كما نصت الآية السابقة لهذه الآية . . . لم تستثن الآية أحدا .
أردت أن أقول :
ـ إن الجاهلية مجتمع ذو عادات وسلوك ، يقوم عليه نفر من الناس .. من يسميهم القرآن الكريم بـ ( الملأ ) ، وهي تحافظ على مجتمعها وسلوكها ضد كل محاولات التغيير . وهي تتنكر لكل الأعراف والقوانين التي سنتها هي لتسير عليها حين ترى في الأفق بشائر التغيير . وفي هذا إشارة واضحة إلى أنه لا بد من المواجهة بين الجاهلية وكل حركات التغيير الجادة ، وأن ( القنوات الشرعية ) ضيقة مسدودة لا يمكن الوصول منها إلى المجتمع الصالح الذي يريده الله ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؛ فالجاهلية تقف غير بعيد تخاطب السائرين في ( القنوات الشرعية ) وغير ( الشرعية ) بما قالته كل الجاهليات من قبل " لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا " وحينها إما أن تسييس حركات ( الدعوة السلمية ) التي تسيير في قنوات الجاهلية الشرعية وبالتالي تسلك السبل التي تضلها عن الصراط المستقيم فتتبنى خطابا مَدَنِيّا ، وتراعي حق ( الآخر ) الذي لا يرضى أبدا أن يكون مواطنا من ( الدرجة الثانية ) كما أمر الله ورسوله ، والذي يطالب بمساحة واسعة من حرية إقامة الكنائس و ( التبشير ) بكفره بين أظهر المسلمين . وإما أن تتصادم مع الجاهلية وتقف في وجهها .
هذا هو ما يقوله تاريخ الصراع بين الحق والباطل منذ تحرك ركب الإيمان ... من نوح إلى محمد عليهما الصلاة والسلام .
والحال اليوم هو هو بأم عينه ، فالصالح في نفسه الذي أغلق عليه باب داره ، وترك مال كسرى لكسرى ومال لله لله ، تحمله الجاهلية على رأسها . و ( المشاكس ) الذي لا تتعدى مشاكسته ( القنوات الشرعية ) تتفهم الجاهلية أحواله ولا تصطدم معه إلا حين يخرج من ( القنوات الشرعية ) كما كان الحال مع الحنفاء ( ورقة بن نوفل ، وعبيد الله بن جحش ، وعثمان بن الحويرث ) ، وفقط يكون صدامها معه من أجل ضبطه وحمله على عدم الخروج من ( القنوات الشرعية ) .
بل أحيانا ـ وتدبر معي ـ تكون هذه النوعية من الصالحين في أنفسهم التاركين لغيرهم نوع من الدعامات أو قل من الحُلِي التي تتزين بها الجاهلية ، فهي أحيانا تدعي التسامح والحرية ومراعاة شعور ( الآخر ) وتستدل على ذلك بوجود هذا النوع من الطيبين بين أظهرها .
? يعود السؤال : كيف يحارب الملأ الدعوة ؟
الملأ يستخدمون كل وسيلة للحفاظ على واقعهم ( نظامهم ) ، ولا يتحركون ضد أحد إلا حين يتهدد نظامهم ، وهم يستعملون كل وسيلة لذلك . ويمكن إجمال الطرق التي يستعملها الملأ في محاربة الدعوة في محورين أساسيين :
المحور الأول : محور خاص بالمخالفين ( أتباع الدين الجديد ) الخارجين على نظامهم .وفي هذا المحور وسيلتين يستعملهما الملأ :
i. محور أمني ( التخويف ) .
ii. ومحور اقتصادي . ( التجويع ) .
iii. التشهير بأهل الحق وإلحاق النقائص بهم ، وهذا يشترك مع ما بعده .
iv. مجادلة بالباطل .. طرح شبهات وتساؤلات حول المذهب الجديد .
المحور الثاني : محور خاص بمن لم يتبعوا الدين الجديد ، مَن لا زالوا على كفرهم . . ( مذهبهم ) . . ( تحت نظامهم ) يأتمرون بأمرهم .
ويأتي على رأس هذه الوسائل ( المكر ) ( الكيد ) ( تزين الباطل ) للأتباع ، وباقي الوسائل المستعملة هناك مع المخالفين حاضرة ، إذْ أنها قائمة لكل من خالف أمرهم ، وخرج على سلطانهم .
أولا : المحور الأول الخاص بمن تمردوا على الملأ ورفضوا سلطانهم ، يستعملون ضدهم التجويع ( الحصار الاقتصادي ) و التخويف ( التهديد الأمني ) و ( التشهير ) بهم وإلصاق النقيصة بشخصهم إن كانوا شرفاء أصحاب جاه بين الناس ، ويقيني بأن الشواهد على هذا حاضرة في ذهن كل من يقرأ كلامي هذا ، فهذا الأمر هو الذي يلحظه كل أحد يقرأ السيرة النبوية ، وهذا هو الذي يتكلم عنه كل من أراد أن يتكلم عن الفترة المكية في البعثة المحمدية ، وأستحضر بعض الشواهد المجملة من باب التذكير .
خير شاهد على هذا قَوْلَةَ أبي جهل التي يرويها ابن هشام وغيره ، أن أبا جهل كان ( إذا سمع بالرجل قد أسلم ، له شرف ومنعة أَنّبَهُ وأخزاه وقال له تركت دين أبيك وهو خير منك ، لنسفهن حلمك ، وَلَنُفَيّلَنّ رأيك ، ولنضعنَّ شرفك ؛ وإن كان تاجرا قال والله لنكسدن تجارتك ولنهلكن مالك ؛ وإن كان ضعيفا ضربه وأغرى به ) .
وعَقَدَ ابنُ هشام فصلا أسماه ( ذِكْرُ عُدْوَانِ المشركين على المستضعفين ممن أسلم بالأذى والفتنة ) وقال تحته : ( ثم إنهم عَدَوْا على من أسلم ، واتبع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أصحابه فوثبت كل قبيلة على من فيها من المسلمين فجعلوا يحبسونهم ويعذبونهم بالضرب والجوع والعطش وبرمضاء مكة إذا اشتد الحر ) أ . هـ .
ومشهور ومعلوم في السيرة النبوية أن المشركين كانوا يسخرون من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يتصنعون ذلك { وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً }[ الفرقان :41] ، ومن أتباع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقولون تبعه العبيد والفقراء وغير ذلك ، وهو دأبهم في كل زمان ومكان {قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ }[ الشعراء:111]
ونلاحظُ في تعاملِ الجاهليةِ مع الدعوةِ هو أن الأسلوبَ كان يتصاعدُ مع نمو الدعوةِ ، فقد كان الأمرُ في بدايتهِ إإهمالا .. لم يتلفتوا إليه وهو يتحنث الليالي ذوات العدد في الغار ، ولا حين بدأت الدعوة سرية ، ثم حين جاهرهم كان الرد كلاما ، ومحاولةً للوصولِ إلى حلٍ وسطٍ ، ، وكانوا يراعونَ الأعرافَ القبليةَ ، ثم حين لم يُغنِ هذا طوَّرت الجاهليةُ أساليبها وتنكرتْ لأعرافها ، وعذبت أبنائها بل وقاتلتْهم وقتلتهم ، وهي التي تقول ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما ).!!
ولستُ هنا معنيا بتتبع الأمثلة وحصرها وإنما ببيان السياق العام الذي تتحرك فيه الجاهلية .. أبين عِلل الأفعال ، وخلفيات النفوس بما يبدوا من تحركات أصحابها .
ثانيا : بخصوص المحور الثاني الخاص بمن لم يتبعوا الدين الجديد ، من لا زالوا على كفرهم ( مذهبهم ) . . يأتمرون بأمرهم ، قلتُ أن أولى الوسائل المستعملة في صدِّ الأتباع عن دين الله هو ( المكر) ( الكيد ) ( الخديعة ) ، يمارسها الملأ في حق أتباعهم ؛ فخطاب الملأ لأتباعهم يأخذ شكل التنظير لباطلهم ، نوع من الحجج والبراهين يلقون بها لأتباعهم كي يبقونهم على ما هم عليه ، ونوع من التشهير والتشويش وإلصاق النقائص بالمخالفين الرافضين كي ينصرف الناسُ عنهم .
يدل على هذا ـ ويوضحه ـ الحوار بين الفريقين حين يلتقيان بين يدي الله عز وجل يوم القيامة ، وتدبر :
يقول الله تعالى : { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ . قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ . وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{ سبأ : 31 ـ 33 }
الآيات تتكلم عن مكر الملأ بأقوامهم ، و( المكر أصله في كلام العرب الاحتيال والخديعة ) يحاول الملأ التبرؤ من تهمة صد أتباعهم عن الهدى بعد إذ جاءهم ، ويكون رد العوام .. الذين اتبعوا ... الذين استضعفوا .. ( " بل مكر الليل والنهار " أي بل كنتم تمكرون بنا ليلا ونهارا وتغرونا وتمنونا وتخبرونا أنا على هدى وأنا على شيء ) ويتابع ( إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا " أي نظراء وآلهة معه وتقيموا لنا شبهاً وأشياءً من المحالِ تضلونا بها )
ويقول السعدي ـ رحمه الله ـ معلقا على قول الله تعالى { وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً } : ( أي: بل الذي دهانا منكم, ووصل إلينا من إضلالكم , ما دبرتموه من المكر, في الليل والنهار, إذ تحسنون لنا الكفر, وتدعوننا إليه, وتقولون : إنه الحق , وتقدحون في الحق وتهجنونه, وتزعمون أنه الباطل. فما زال مكركم بنا, وكيدكم إيانا, حتى أغويتمونا وفتنتمونا.)
فالملأ بالاحتيال والخديعة يُغرون ويُمَنُّون ويحسنون الكفر ويَدْعون الناس إليه .وهذا ما يعنيني هنا .وهو بيان أن الملأ يكذبون على قومهم ، بيان أن من أساليب الملأ في محاربة الدعوة هو التوجه بخطاب ( فكري ) لأتباعهم يصدونهم به عن الحق . وهذا واضح جدا في كل المشاهد التي يحكيها القرآن عن الأتباع والمتبوعين حين يتواجهون بين يدي الله عز وجل .
في سورة ( ص ) يقول الله تعالى : { هَذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لَا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ . قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَباً بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ . قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ . وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ . أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيّاً أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَار . إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ}[ ص : 59 ـ 63 ]
فهنا الأتباع يلقون بالتبعة على ( الملأ ) ، ويقولون لهم { أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا } ( يعنون : أنتم قدمتم لنا سكنى هذا المكان , وصلي النار بإضلالكم إيانا , ودعائكم لنا إلى الكفر بالله , وتكذيب رسله , حتى ضللنا بإتباعكم , فاستوجبنا سكنى جهنم اليوم )
وفي موضع آخر ، يقول الله تعالى : {قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَـؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـكِن لاَّ تَعْلَمُونَ } [ الأعراف : 38]
( قالت أخراهم لأولاهم " أي أخراهم دخولا وهم الأتباع لأولاهم وهم المتبوعين لأنهم أشد جرما من أتباعهم فدخلوا قبلهم فيشكوهم الأتباع إلى الله يوم القيامة لأنهم هم الذين أضلوهم عن سواء السبيل)
وفي سورة الصافات يقول الله تعالى : { احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ . مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ . وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُون . مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ . بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ . وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ . قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ . قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ . وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْماً طَاغِينَ . فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ . فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ . فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ . إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ } [ الصافات :22ـ34]
فهنا يحشر الذين ظلموا وأزواجهم ـ شبهائهم ونظرائهم ـ وما كانوا يعبدون من دون الله ، ويدور الحوار بين الأتباع والمتبوعين ، يقول الأتباع لأسيادهم { إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ } أي ( من جهة النصح .. مجيء من إذا حلف لنا صدقناه )
أقول : جميع مواقف العتاب بين الأتباع والمتبوعين من الكافرين في يوم القيامة وفي النار ـ عياذا بالله ـ يتكلم فيها الأتباع عن مكرٍ مكره الملأ عليهم .. عن كيد كادوهم به ، والكلام على حقيقته لا نعلم له صارف .
والقرآنُ يتحدثُ عن أن الملأ يكيدون كيدا ، { إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً } [ الطارق : 15] .لاحظ يؤكد الفعل بالمفعول المطلق ، ويكيدون كيدا تعني ( يمكرون بالناس في دعوتهم إلى خلاف القرآن )
والشيطان وهو المتبوع الأول لكل من خالف الحق يقول لأتباعه يوم القيامة { وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي }[ إبراهيم : من الآية 22] ، أي ( نهاية ما عندي أني دعوتكم إلى مرادي ، وزينته لكم ، فاستجبتم لي واتباعا لأهوائكم وشهواتكم )
هذا هو حال الملأ في صدهم عن سبيل الله حين يتكلمون إلى متبوعيهم ، ولعل هذا يوضح قول الله تعالى : { كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ }[ غافر :5]
في كل أمة الكافرون يقاتلون (وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ) في ذات الوقت الذي يجادلون فيه بالباطل لإزالة ( دحض ) الحق (وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ ) .
مع المؤمنين قتال ودفع بكل ما في أيديهم ومع قومهم جدال بالتي هي أحسن ،وقد تتداخل الأساليب وتتبدل ، فتجدهم أحيانا يرهبون قومهم ليبقوا على ما هم عليه ، وتجدهم حينا يجادلون المؤمنين ليشككوهم .
?المسألة الرابعة : من هم المستضعفون ؟
هم القسم الثاني من الناس في تركيبة الجاهلية التي واجهها الإسلام ويواجهها كل الدعاة ، هم ( المستضعفون ) . . ( الأتباع ) . . ( أخراهم ) . . وهذه كلها مصطلحات شرعية وصفهم بها القرآن الكريم في الآيات التي مرت بنا ، وهي أوصاف لأحوالٍ مختلفة تبدوا عليهم ، فهم ( مستضعفون ) فيما يبدو لنا ليست بأيديهم أسباب القوة ، وهم ( أتباع ) يُؤمرون فيأتمرون ، ويُنْهون فينتهون ، وهم ( أخراهم ) يدخلون النار بعد أسيادهم ، يتقدمهم أسيادهم وهم يأتون بعدهم متأخرين عنهم . وهم ( العامة ) وهم ( الجماهير ) في مفهوم ( مثقفي ) اليوم.
والمفسرون يفسرون كل واحدة من هذه بالأخرى فعند ذكر المستضعفين ـ مثلا ـ يقولون ( الأتباع ) ؛ وهي أوصاف متعدد تدل على أعيانهم ويفهم منها السامع حالهم والمراد من ذكرهم .
? المسألة الخامسة : لماذا يقبل العامة خطاب الملأ ، ولا يرفضوه كما رفضه من خالف الملأ وجلُّهم من العامة ، إذ أن اتباع الأنبياء من الفقراء والضعفاء ؟
ليس كل العامة لم يقبلوا خطاب الوحي ، وليس كل الملأ لم يقبلوا خطاب الوحي ، فقد أسلم أبو بكر وأسلم عمر وأسلم الحمزة ،وأسلم سعد وأسلم عثمان ، وأسلم كثير من الضعفاء . ولكن فصيل من الملأ لم يقبل وجمهرة من ( العامة ) لم تقبل .والسؤال لماذا لم يقبل من لم يقبل من ( العامة ) خطاب الوحي ؟
الإجابة في الآيات السابقة التي تحكي ما يدور بين ( الأتباع ) و ( المتبوعين ) ، تحديدا في إجابة ( المتبوعين ) ( الملأ ) على هؤلاء الضعفاء ، يقولون لهم : { قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ } [ سبأ : 32] .
( بل كنتم مجرمين ) أي ( مشركين مصرين على الكفر) ( منعكم إيثاركم الكفر بالله على الإيمان من اتباع الهدى ، والإيمان بالله ورسوله ) ( خالفتم الأدلة والبراهين والْـحُجج التي جاءت بهم الرسل لشهوتكم واختياركم ) كنتم (مختارين للإجرام, لستم مقهورين عليه, وإن كنا قد زينا لكم, فما كان لنا عليكم من سلطان ) .
وفي سورة الصافات : {قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ }[ الصافات:29]( تقول القادة من الجن والإنس للأتباع ما الأمر كما تزعمون بل كانت قلوبكم منكرة للإيمان قابلة للكفر والعصيان .) ؛ ويتضح حالهم من جواب الله لهم حين يدعون بتضعيف العذاب على رؤسائهم في الدنيا بعد أن يتلاوموا وهم في النار ، قال الله { قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَـؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـكِن لاَّ تَعْلَمُونَ } [ الأعراف: 38] .
الآية تخبر بأن للأتباع ضِعف من العذاب كما أن للمتبوعين ضعف من العذاب ، وهي مشكلة في عقل كل عجول ، يحلها شيخ الإسلام بن تيمية بقوله ( .. فالداعي إلى الهدى وإلى الضلالة هو طالب مريد كامل الطلب والإرادة لما دعا إليه ؛ لكن قدرته بالدعاء والأمر وقدرة الفاعل ( الأتباع ) بالاتباع والقبول .... ومن هذا الباب قوله تعالى { قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون } . فأخبر سبحانه أن الأتباع دعوا على أئمة الضلال بتضعيف العذاب كما أخبر عنهم بذلك في قوله تعالى { وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا } { ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا } . وأخبر سبحانه أن لكل من المتبعين والأتباع تضعيفا من العذاب . ولكن لا يعلم الأتباع التضعيف . ) ، ويقول في موضع آخر ( والمطيع للمخلوق في معصية الله ورسوله : إما أن يتبع الظن ؛ وإما أن يتبع هواه وكثيرٌ يتبعهما )
فالذي يتضح من مراجعة أقوال المفسرين وما تكلم به شيخ الإسلام عن المقلدين من الكافرين والمبتدعين ، ومِن تدبر المواقف في السيرة النبوية أن مكر الملأ يصادف هوىً في صدر العامة ، ولذا يتبعوهم ، فبمراجعة السيرة النبوية وتدبر المواقف والأحداث نجد أن العامة هؤلاء أقسام :
? المسألة السادسة : كيف يحارب هؤلاء الدعوة ؟
الحقيقة أن ( الجماهير ) ـ العامة ـ لا تصارع ولكنها ميدان للصراع بين الحق والباطل .. بين القائمين على الحق والقائمين على الباطل ؛ فمن الثوابت التاريخية أن الجماهير لا تُسطر التاريخ ، ولا تَصنع الحدث ، وإنما يُصنع بها الحدث ، وتُساق الجماهير بالملأ ـ أو النخبة ـ لأمر قد لا تريده هي ، ويكون عكس ما تحركت إليه ، وسَرقة مجهود الجماهير ، أو سياقة الجماهير صناعة يُتقنها كثير من الـمُغرضين . وقد مرَّ التاريخ بأمثلة كثيرة على ذلك ، وجُلّها من واقعنا المعاصر
فحرب ( العامة ) للدعوة في مهدها الأول كان بتكثير سواد الكافرين ، وبطاعتهم ، هم يطيعون لشهوة في قلوبهم ، لتحقيق أغراض خاصة ، أمنية أو تتعلق بتحصيل الرزق واللذات البدنية ، وهذا أمر ليس بالهين ، فهم الذين يسخرون ، وهم الذين يروجون الشائعات ، وهم الذين تنتشر بهم الفاحشة هنا وهناك ، هم ميدان السباق وأدواته ـ والملأ هم الذين يستعملونهم ـ ؛ قد يكون الفرد من ( العامة ) لا وزن له في مجريات الأحداث ، ولكن جملة العامة وزنهم ثقيل جدا ، ولولاهم ما استطاع الملأ شيئا ، فهم كما يقول ابن القيم ( حميرهم ودوابهم ) وأنى السير الطويل بلا دواب أو حمير ؟
? وهذا حالهم فما العمل معهم ؟
مع وجود هذا الفصيل من الناس لا يمكن أبدا أن تسيرَ الدعوةُ بشكلٍ صحيح ، لا يمكن أبدا أن يفهمَ الناسُ الحق .ذلك لأنهم هم يتكلمون لقومهم بغير الحقيقة .. كما بينّا من قبل . وتكون لهم الغلبة والسيطرة على الناس ، فيمنعون عنهم الدعوة . أو يمنعون الدعوة أن تصل بمفهومها الصحيح للناس ، كما يحدث من بطرس الآن .
أسأل : وهذا حالهم فما العمل معهم ؟
من يتكلمُ بكلامٍ يعرف هو قبلَ غيره كذبه . ما العمل معه ؟
من يتكلمُ بكلامٍ غيرِ معقولٍ ما العمل معه ؟
من يكذب وهو يعلم أنه يكذب ما العمل معه ؟
نحاوره ؟ . . نبين له ؟
هو يعرف أنه كذاب . هو يتعمد الكذب . . هو يعرف وينكر .. . هو يثير الفتنة بين الناس بتساؤلاته . هذا الصنف من الناس لا يريد بيانا أصلا . هذا الفصيل من خلق الله لا دواء له إلا القتل ، ولهذا الفصيل من الناس شرّع الله الجهاد .
السياق العام الذي جاء فيه تشريع الجهاد في الإسلام .. هو إزالة العقبات من طريق الدعوة ... إزاحة الملأ من طريق الناس . ثم يضع الناسَ أمام خيار حقيقي ... يعرض عليهم الصورة كما هي .. لا كما زيفها الملأ الكذابون . يزيح الملأ ثم يخير الناس خيارا حقيقا ( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) .وغالبا ما يؤمن الناس .ذلك أن عامة الناس عبيد من غلب . عامة الناس لا تتدبر الخطاب وإنما تتبع أسيادها ومن يترأس فيهم ، أو تبحث عن ثقة وتتبعه . أو تخاف على رزقها فتتبع أسيادها .
فهنا نقطتان :
الأولى : أن هدف الجهاد هو إزالة الملأ من حياة الناس . . إزالة العقبات من طريق الدعوة ثم وضع الناس أمام خيارٍ حقيقي ، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر . وهذا قول الله تعالى ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) ، وهذا قول الله تعالى ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) .
الثانية : أن عامة الناس عبيد من غلب ، عامة الناس لا تتدبر الخطاب الدعوي وإنما هي مع من غلب . لذلك حالَ سيطرة الملأ عليهم ، لا يتدبرون . أو يفقهون ولا يستطيعون أن يتبعون .
?الجهاد وسيلة من وسائل الدعوة
لم يكن الجهاد في الإسلام لشيء .. أي شيء غير الدعوة إلى الله .. غير إزاحة الملأ الذين استكبروا في الأرض بغير الحق ومن ثم عرض الإسلام على الناس ، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر . وشواهد ذلك من السيرة النبوية كثيرة ، أذكر هنا بعضها .
? النبي صلى الله عليه وسلم ، بعد أن غلب سخينة ( قريش ) ماذا فعل بها ؟
منَّ عليهم بالفداء ، لماذا ؟ لأن الإبادة ليست مقصدا أبدا .
?والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد أن هزم هوازن وأخذ نسائهم وأموالهم رد عليهم نساءهم وأموالهم طمعا في إسلامهم وقد أسلموا بالفعل . لماذا ؟ لأن الإبادة ليست مقصداً أبدا.
? والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد أن هزم بني المصطلق وساقهم إلى المدينة المنورة ، منَّ عليهم بالفداء فأسلموا جميعا .الإبادة ليست مقصد أبدا .
? وثمامة بن أثال ـ سيد من سادات بني حنيفة في نجد ـ بعد أن غلبه وأسره وربطه في المسجد ولو شاء قتله . منَّ عليه بالفداء فأسلم . لماذا ؟ القتل ليس هو المقصد أبدا .
ـ وطيء بعد أن غلبهم وأخذهم ونسائهم وأموالهم وأطفالهم منَّ عليهم بالفداء ، لم ؟
المالُ والنساء ليسوا مقصدا ، والإبادة ليست مقصدا أبدا.
ـ ولمَ أسلمت هذه الشعوب بعد أن غُلِبَت ؟
رأت الأمر على حقيقته .
بنوا طيئ عادوا يقولون جئنا من عند أكرم الناس . صلى الله عليه وسلم . ، وعَدِي حين جلس مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عاد يقول ما هذا بملك ؟ واستوت عنده الصورة على حقيقتها بعد أن كانت مقلوبة مشوشة .
ويلاحظ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يربط الأسرى بالمسجد أو على باب المسجد ليشاهدوا الصلاة ويسمعوا القرآن . حدث هذا مع ثمامة ، ومع بني المصطلق ، ومع أسارى طيء .وتتبع التاريخ .. تاريخ الفتوحات الإسلامية ، تجد أن الفتوحات الإسلامية ، الجهاد في الإسلام لا يستهدف إبادة الشعوب ، ولا يستهدف قتل العوام وأخذ أموال الناس ونساءهم كما يفتري النصارى وغيرُهم اليوم ، وإنما يستهدف إزالة العقبات التي تقف في وجه الدعوة الإسلامية . وعامة الناس فقط حين ترى المسلمين المستمسكين بدينهم المجاهدين في سبيله وتعاشرهم ، فإنها تسلم من فورها . تنتهي غفلتها عن هذا الدين ، وينتهي الكذب الذي يمارسه الملأ ليصدوا الناس عن دين الله . فيسلمون لله رب العالمين . والدين متين يتمكن من القلوب حين يعرض عليها .
هذا هو سياق تشريع الجهاد في الإسلام .
ونحن المسلمين نعتقد أن الإسلام رسالة يجب أن يسمعَها كلُّ الناس ، يسمعونها سماعا حقيقيا ، وأن الشريعة الإسلامية شريعة حق يجب أن تحكم كلَّ الناس .
?النصارى يدندنون دائما حول أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقتل بعض الشخصيات دون قومهم .. ابن أبي الحقيق اليهودي .. كعب بن الأشرف اليهودي ، وعصماء بنت مروان .. وأم قرفة .. وعقبة بن معيط الأموي القرشي.. والنضر بن الحارث العبدري القرشي ..ومن أمر بقتلهم يوم الفتح ، من قتل منهم ومن تاب قبل أن يقتل .
نلاحظ أيها الأحبة الكرام ، أن القتل لم يكن هدفا كما قدمنا ، وإنما كانت الدعوة هي الهدف .ولم يصدر أمر بإبادة قبيلة كاملة . .ولم يصدر أمرٌ بقتل النساء والأطفال .. أبدا لم يحدث هذا ، وإنما أفراد ... فقط أفراد . هؤلاء الأفراد اشتهروا بالمحاربة .
والاشتهار بالمحاربة هي العلة التي من أجلها أهدر رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ دماءَ تسعة من المشركين في فتح مكة يوم الفتح رغم عفوه عن جميع المشركين . وهي العلة التي من أجلها قتل من قتل من رؤوس المشركين .. النضر ، وعقبة ، وكعب بن الأشرف ، وابن أبي الحقيق .
وتتبع الشخصيات التي تم قتلها تجدها من هذه النوعية . ممن اشتهروا بالمحاربة . من الذين يَعرفون ويصدون عن سبيل الله .
النّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ ـ قرشي من بني عبد الدار بن قصي بن كلاب ـ أبناء عم النبي صلى الله عليه وسلم ـ يقول عنه ابن هشام كان مِنْ شَيَاطِينِ قُرَيْشٍ ، وكَانَ َمِمّنْ يُؤْذِي رَسُولَ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - ، وَيَنْصِبُ لَهُ الْعَدَاوَةَ . قَدِمَ الْحِيرَةَ ، وَتَعَلّمَ بِهَا أَحَادِيثَ مُلُوكِ الْفُرْسِ ، وَأَحَادِيثَ رُسْتُمَ واسبنديار . وكان النبي ـ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذا جلس مجلسا يأمر الناس فيه بعبادة الله ويذكرهم بحال من عصوا قبلهم ماذا فعل الله بهم ومن أطاعوا كيف كان حالهم يأتي هذا الشيطان ويجلس بعد النبي وينادي في الناس : أَنَا وَاَللّهِ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، أَحْسَنُ حَدِيثًا مِنْهُ فَهَلُمّو إلَيّ فَأَنَا أُحَدّثُكُمْ أَحْسَنَ مِنْ حَدِيثِهِ . ما هذا ؟
حرب إعلامية . يذهب إلى فارس يتعلم .. ويجيء يحكي ويشوش إعلاميا على الدعوة ورجالها .
أبو جهل أقسم إن رأى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسجد بين ظهرانيهم أن يضرب رأسه الشريفة ـ صلى الله عليه وسلم ـ بحجر.. يريد قتل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو ساجد .وهمَّ أبو جهل .. بل عزم وشمر عن ساقه واحتمل حجرا ضخما .وراح ينفذ ما عزم عليه .ثم إن الله منع رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وردَّ الله أبا جهل بغيظه لم ينل خيرا . هنا وقف النضر هذا الشيطان يتكلم بعد محاولة الاغتيال الفاشلة هذه . ماذا قال ؟
قَالَ : ( يَا مَعْشَرَ قُرَيْش ٍ ، قَدْ كَانَ مُحَمّدٌ فِيكُمْ غُلَامًا حَدَثًا أَرْضَاكُمْ فِيكُمْ وَأَصْدَقَكُمْ حَدِيثًا ، وَأَعْظَمَكُمْ أَمَانَةً حَتّى إذَا رَأَيْتُمْ فِي صُدْغَيْهِ الشّيْبَ وَجَاءَكُمْ بِمَا جَاءَكُمْ بِهِ قُلْتُمْ <300> سَاحِرٌ لَا وَاَللّهِ مَا هُوَ بِسَاحِرٍ .وَقُلْتُمْ كَاهِنٌ لَا وَاَللّهِ مَا هُوَ بِكَاهِنٍ .وَقُلْتُمْ شَاعِرٌ لَا وَاَللّهِ مَا هُوَ بِشَاعِرٍ .وَقُلْتُمْ مَجْنُونٌ لَا وَاَللّهِ مَا هُوَ بِمَجْنُونٍ ) .
يعرف الأمر حقيقة . ويقر بذلك بين أصحابة ، وثلاثةُ عشرة عاما وهو يسمع أيات الله تتلى فيستهزأ بها .ثم يخرج محاربا مع قريش يحمل لوائهم . ما العمل مع هذا ؟
البيان ؟
هو يعرف الحق تماما . ويصد الناس عنه .
قتله هو الدواء ، وهذا ماحدث يوم بدر . قتل صبرا .
?وعقبة بن أبي معيط .. وهو ممن يتكلم عليهم زكريا بطرس .
جارٌ للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقريب منه ـ من بني أميه هو ـ وجلس للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جلوس المحب ، وسمع منه ، ثم بتحريض من صديق له تفل تجاه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ت وآذاه ، واشتد في أذاه . ثم خرج مع قريش مقاتلا ؟
ما الحل مع هذا ؟...البيان ؟
يعرف .وهو يعاند .
انتهى دور البيان .
لذا كان قتله في منتهى الحكمة .
?وبنوا قريظة غدروا حين البأس .. حين القتال . وكان بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهودٌ موثقه . فما العمل معهم ؟ . . .التسامح ؟
يغدرون . . لا يمسكون عهدا ، ويتطواطئون على المسلمين .
القتل هنا للغادرين أمر طبعي جدا ، بل هو العلاج القويم . مع أنه لم يقتل إلا المقاتلة فقط .ويقولون باع نسائهم وذريتهم .!!
ونقول : فعل بهم أخف الأمرين إذ لم يقتلهم كما فعل بآباءهم وأزواجهم .أو كما يأمر كتاب النصارى . فعل بهم ما يوصي به كتابهم ففي سفر التثنية : " حين تقترب من مدينة لكي تحاربها استدعها للصلح فإن أجابتك وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك، وإن لم تسالمك بل عملت معك حرباً فحاصرها، وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك، هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جداً، التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا، وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيباً فلا تستبق منها نسمة ما بل تحرمها تحريماً[19] أي تستأصلها استئصالاً.
مع أن هناك فارق كبير من جهتين ، أن كتاب اليهود يأمرهم بقتل المدن والغدر بها حال القدرة عليها ، بل بالخديعة أيضا ( استدعها للصلح فإن أجابتك ... ) ، ونحن لا نفعل ذلك ، من صالحنا صالحناه ووفينا له ، ومن أبدى لنا العداوة نبذنا له على سواء فإن الله لا يحب الخائنين .
ومن كبر في صدرة ذبح مقاتلة بني قريظة عليه أن يتذكر كيف كان الحال لو أنهم تمكنوا من المسلمين بمساعدة الأحزاب .. اتجهوا بالفعل للنساء والأطفال كي يبدؤوا بهم .
ومن يكثر الكلام من دعاة الإنسانية حول قتل بني قريظة عليه أن يراجع الدساتير الحالية وكيف قولها مع الخائنين لأوطانهم حين البأس .
ومن يقول أسرى وذبحهم كذب ، ليسوا بأسرى ، لم يكونوا مقاتلين بل غادرين .
?حتى من قتل من النساء ، كانت العلة في قتله هو الاشتهار بالمحاربة . وما كان للنساء أن يخرجن من بيوتهن ، ما كان لهن أن يقاتلن كالرجال .
أم قرفة . عندها خمسين فارسا من محارمها ويُضرب بها المثل في المنعة وتجهز رجالها لقتل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المدينة ؟ ما العمل معها ؟
كان تجهيز سرية لها في منتهى الحكمة على أنه لم يفعل بها ما يردده الأفاك الأثيم زكريا بطرس . من قلبها على رأسها وشقها بجملين . هذا كله مما لا يصح وهو من رأس زكريا بطرس .بل قيل أنها قتلت في حروب الردة . والسرية كانت لرجالها ولم تكن لشخصها ، وهي إمرأة غجرية ثائرة تركت بيتها ووقفت خلف الرجال ، تشحذ الهمم . . تعرضت للسيوف فأخذتها السيوف .
وهند بنت عتبة يوم أحد خلف الرجال تضرب بالدف وتشجع ، وأثناء المعركة تأكل كبد الرجال ، وبعد المعركة على الصخرة ترتجز وتفتخر ،ويوم فتح مكة فرَّ الرجال وخرجت هي تضرب الخيل بخمارها وثيابها !! أي إمرأة هذه ؟! ما العمل معها ؟
ما كان لها أن تقف هذا الموقف ، ومن وقف هذا الموقف وفعل هذا الفعل فقد تعدَّ حاله البيان وطالب بالسنان .
وعصماء بنت مروان ، تولول في بيتها بين رجالها ، وتنظم الشعر تسب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتحرض قومها على قتلهم ، وتحريض النساء يذهب بعقل الرجال . لك أن تتخيل إمرأة تعير زوجها أو أبنائها بالرجولة ( عدم الرجولة يعني ) ، ماذا سيفعل ؟ ، وسبُّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا نطيقه ، لأننا لا نجد له مبررا ألبته .
هذه النوعية من النساء تؤجج حربا . أشد من الرجال . وقتلهن يريح الناس من شر كثير . فلولا قتل بنت مروان لقتل من حرضتهم على قتل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وربما انتصر لهم غيرهم وقتل معهم ، ناهيك عما تحدثه مثل هذه الأفعال من بلبلة بين الناس تذهب بالوقت والجهد .
? هل نقتل النساء ؟
أبدا ، لا نعرف هذا أبدا . لا النساء ولا الأطفال ولا من لا يقاتل من الرجال . وليس في ديننا أمر بذلك ، في الحديث : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا ثُمَّ قَالَ اغْزُوا بِاسْمِ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا وَلَا تَغْدِرُوا وَلَا تَمْثُلُوا وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إِلَى ثَلَاثِ خِصَالٍ أَوْ خِلَالٍ فَأَيَّتُهُنَّ مَا أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ إِنْ فَعَلُوا ذَلِكَ فَلَهُمْ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُهَاجِرِينَ فَإِنْ أَبَوْا أَنْ يَتَحَوَّلُوا مِنْهَا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ يَكُونُونَ كَأَعْرَابِ الْمُسْلِمِينَ يَجْرِي عَلَيْهِمْ حُكْمُ اللَّهِ الَّذِي يَجْرِي عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَكُونُ لَهُمْ فِي الْغَنِيمَةِ وَالْفَيْءِ شَيْءٌ إِلَّا أَنْ يُجَاهِدُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَسَلْهُمْ الْجِزْيَةَ فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَقَاتِلْهُمْ وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تَجْعَلَ لَهُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ نَبِيِّهِ فَلَا تَجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ وَلَا ذِمَّةَ نَبِيِّهِ وَلَكِنْ اجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّتَكَ وَذِمَّةَ أَصْحَابِكَ فَإِنَّكُمْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَمَكُمْ وَذِمَمَ أَصْحَابِكُمْ أَهْوَنُ مِنْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ رَسُولِهِ وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تُنْزِلَهُمْ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ فَلَا تُنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِكَ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي أَتُصِيبُ حُكْمَ اللَّهِ فِيهِمْ أَمْ لَا )
الحرص على إسلامهم ، لا على قتلهم وأخذ أموالهم ونسائهم .
هل أبادت جيوش المسلمين في عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو بعد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ شعبا أو قبيلة ؟
أبدا . ولو كان شيء من ذلك ما كان أحد بين أظهرنا اليوم .
? الرق في الإسلام
يجمل هنا أن نقف مع قضية الرق في الإسلام ، وهنا نبين أمور :
ـ الرق كان موجودا قبل الإسلام ، وخاصة الرومانية النصرانية وظلَّ موجودا بعد الإسلام وإلى وقت قريب . فلم يبتدعه الإسلام .
ـ كانت أسباب الرق كثيرة ، وأسباب الحرية ـ للرقيق ـ قليلة أو شبه معدومة . في كل العالم ، قبل الإسلام ، فجاء الإسلام وحرم كلَّ أسباب الرّق عدا ما كان من الأسرى في الحرب ، مع الأخذ في الاعتبار أن الحرب في الإسلام وسيلة من وسائل الدعوة ، وليست للإبادة ولا للاسترقاق فهي خيار ثالث بعد الإسلام والجزية ، وشرع عددا من المصارف لتحرير العبيد ، منها المكاتبة وكفارة اليمين وكفارة الظهار ، والتصدق بالعتق بلا سبب . وغير ذلك مما هو موجود في شريعة الإسلام .
ـ الرق في الإسلام مظهر من مظاهر الرحمة في الشريعة الإسلامية . وذلك أن الذي يسترق هو الذي يقتل ، فالرق بديل للقتل . وبهذا تعلم أن وضع الرق رحمة وليس نقمة كما يصورونه .
ـ الرقيق في الإسلام ليس كغيره ، ففي الإسلام توصية على الرقيق ، في التنزيل {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً }[ النساء : 36] ، وصى بهم بجوار توصيته بعبادة الله وبر الوالدين . وفي الحديث حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا وَاصِلٌ الْأَحْدَبُ قَالَ سَمِعْتُ (( إِنَّ إِخْوَانَكُمْ خَوَلُكُمْ جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ فَأَعِينُوهُمْ)) . حتى مجرد النطق بالاسم ( عبد أو أمة ) نهى عنه الإسلام ، وعند مسلم قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ (( لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ عَبْدِي فَكُلُّكُمْ عَبِيدُ اللَّهِ وَلَكِنْ لِيَقُلْ فَتَايَ وَلَا يَقُلْ الْعَبْدُ رَبِّي وَلَكِنْ لِيَقُلْ سَيِّدِي )) وتسامح الإسلام مع العبيد ومراعاته لإنسانيتهم مشهورة معروفة .
ففيم الاحتجاج على الرق في الإسلام ؟
وفيم الاحتجاج على الرق والنصرانية تعرفه ، ولك أن تراجع رسالة بولس أوفسس الاصحاح السادس عدد 5 وهو يأمر العبيد أن يطيعوا أسيادهم كما يطيعون المسيح . جعل السيد للعبد كما المسيح للحر . ، وفي لوقا الإصحاح الثاني عشر ،العدد45 وما بعده كلام شديد عن العبيد منه 47 وَأَمَّا ذلِكَ الْعَبْدُ الَّذِي يَعْلَمُ إِرَادَةَ سَيِّدِهِ وَلاَ يَسْتَعِدُّ وَلاَ يَفْعَلُ بحَسَبِ إِرَادَتِهِ، فَيُضْرَبُ كَثِيرًا. ) ، وهو مثال ينقله دون أن يذمه .
? الجزية في الإسلام
ـ الجزية تضرب في الإسلام على من قهرناه ، على من لو شئنا قتلناه ،على من لو شئنا طردناه . ومن نضرب عليه الجزية يكون له ما لنا وعليه ما علينا في بلادنا وخارج بلادنا . وإن لم نستطع أن نحميهم فلا جزية لنا عليهم .
ـ والجزية تفرض على القادر عليها ، وهي مبلغ زهيد مقارنة بما كان يدفعه هؤلاء إلى حكامهم .
وسياقها العام والخاص لا يشي من بعيد ولا من قريب أنها نوع من الظلم والذل لأهل الكتاب .
وغير القادر منهم نتكفل به ، وننفق عليه .فله كفالة اجتماعية بيننا .
ـ ومن قال بأن الجزية للحماية ، وأنهم إن دخلوا في الجيش أو تولوا حماية أنفسهم سقطت عنهم الجزية فقوله لا نعرفه .
ـ ومن أراد أن يناقش الجزية في الوضع الحالي فلا ننصت إليه ، ذلك أن الجزية تأتي في سياق سيطرة الإسلام بمفاهيمه وتصوراته وعسكره .
ـ ومن أراد إسقاط الجزية وجعلها من الموروث الثقافي ، ويدعونا لعدم التحدث فيها إلا من باب التاريخ ، فهذا ليس منا وإن انتسب إلينا .
ـ ومن كَبُرَ في صدره أمر الجزية فعليه أن يتذكر حال عباد الصليب حين يَغلبون ، عليه أن يستحضر نصوص كتابهم ( المقدس ) ، وأفعالهم في بيت المقدس والأندلس وفلسطين والعراق وأفغانستان وغير ذلك ويقارنا حالنا حين نغلب وحالهم حين يَغْلبون . عندها سيعلم أننا حقا أصحاب رسالة سماوية .. ملئها الرحمة للبشرية .
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ما يخفيه زكريا بطرس عن مستمعيه
في هذا المبحث :
ـ أول من آمن به أهل بيته.
ـ يسكن في غرفاتٍ من طين .
ـ مناجاة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لربه .
لا يعرف التاريخ أحد كُتب عنه ثناءً ومدحاً كالنبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، يمدحون خُلُقه وخلقته وكل شيء ، ولم يعرف التاريخ أحد أحيط بهالة من التعظيم والتبجيل في حياته وبعد مماته كالنبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ولم يعرف أحد مدحه أعدائه كما مدح أعداء رسولِ الله رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وهذا الأمر صنفت فيه مصنفات مشهورة ومعروفه . ولم يعرف التاريخ أحد تطاول على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كهذا الخنزير بطرس . ش
ومدح الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ شرفت به المصنفات الكبيرة ، وشرف به المختصون في جميع الفنون والعلوم .
ووالله كلماتي ترد خجلى وهي تحكي عن الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ فمهما كتبتُ لا أجد نفسي قد وفيت شيئا . ولكن أراعي المقام وأضع خطوطا رئيسية تبين كذب من يتكلم عنه من الحاقدين أمثال بطرس الكذاب .
النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بيته .
لماذا النبيُ ـ صلى الله عليه وسلمَ ـ في بيته ؟؟ لماذا ألقي الضوءَ على رسولِ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بيته ؟
الرجل في بيته يكونُ على حقيقته ، لا يتكلفُ أمام أهلهِ وأولادهِ ، فإن تجملَ خارج البيت ، فإنه لا يستطيع أبدا أن يتصنع أمام أهله ، ولذا آثرت أن القي الضوءَ على شيءٍ من حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بيته ، ليعلمَ من جهل أي الرجال كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ . وأنه ما كان جبارا ولا كان شهوانيا يقضي الليل مع النساء كما يفترون عليه صلى الله عليه وسلم .
أول من آمن به أهل بيته
أول من آمن بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هم أهل بيته ، زوجتُه السيدةُ خديجةُ ـ رضي الله عنها ـ وعلي بن أبي طالبٍ الذي كان في بيته ،وزيدُ بنُ حارثة ، وبناتُه ـ صلى الله عليه وسلم ، وكذا أخصُّ أصحابه أبو بكر الصديق رضي الله عنه .
لم يتخلف أحدٌ من خواص محمدٍ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، بل لم يتلكأ منهم أحد ، كلهم آمنوا به وصدقوه فور سماعهم خبرَ نبوته ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
يقولُ أحدُهم " إن إيمانَ أهلِ بيت محمدٍ ـ صلى الله عليه وسلم ـ بهِ دليلٌ على صدقه ، فأعرف الناس بالرجل أهلُ بيته وخاصتُه ".
وصدق . فإن أحدنا قد يُخفي على الناس عيبه ، لا يُظهرُ عيبَه في الشارعِ ولا في المجالس العامة ، ولكنه ينبسط في بيته أمام زوجته وأبناءه ، وينبسط بين خاصّة أصحابه والمقربين منه فتبدوا سريرتُه فلولا أنهم يعرفون منه الخير ما اتبعوه ولاتهموه في خبره وكذبوه وما صدَّقوه .أليس كذلك ؟!
أقول : وأن يحبَ الرجلَ زوجتُه وأبناءُه فهذا أمر طبعي ، أما أن يحبَّه خادمُه وعبدُه الذي يملكُه فهذا لا يكون كثيرا . وأن يفضّل الرجلُ العبوديةَ والغربةَ مع شخصٍ ، على الحريةِ في وطنه مع أبيه وأمه وأعمامه وأخواله وإخوانه ، وهو بعدُ شابا صغيرا ، فهذا لم نسمع به إلا مع النبي محمدٍ ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
كان زيدُ بن حارثةَ حرا أخذته اللصوصُ وهو غلام فباعوه عبدا بالشام ، واشتراه حكيمُ بن حزامٍ من الشام وحملهُ إلى مكةَ وانتهى به المطافُ مولا عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
ورحل حارثةُ ـ أبو زيد ـ بين أحياء العرب يبحث عن ابنه الذي أخذته اللصوص واسترقُّوه ، وهو حرٌ ذو نسب ... خرج يطوف البلدان وهو يقول :
بَكَيْتُ عَلَى زَيْدٍ وَلَمْ أَدْرِ مَا فَعَلْ *** أَحَيّ فَيُرْجَى أَمْ أَتَى دُونَهُ الْأَجَلْ
فَوَاَللّهِ مَا أَدْرِي وَإِنّي لَسَائِلٌ *** أَغَالَكَ بَعْدِي السّهْلُ أَمْ غَالَك الْجَبَلْ
ُتذَكّرْنِيهِ الشّمْسُ عِنْدَ طُلُوعِهَا *** وَتَعْرِضُ ذِكْرَاهُ إذَا غَرْبُهَا أَفَلْ
وَإِنْ هَبّتْ الْأَرْوَاحُ هَيّجْنَ ذِكْرَهُ *** فَيَا طُولَ مَا حُزْنِي عَلَيْهِ وَمَا وَجَلْ
سَأُعْمِلُ نَصّ الْعِيسِ فِي الْأَرْضِ جَاهِدًا * * * وَلَا أُسْأَمُ التّطْوَافَ أَوْ تَسْأَمُ الْإِبِلْ
حَيَاتِي أَوْ تَأْتِي عَلَيّ مَنِيّتِي * * * فَكُلّ امْرِئٍ فَانٍ وَإِنْ غَرّهُ الْأَمَلُ
خرج هذا الأب المفجوع يقطع الصحاري بحرها ، ووجد ولده عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فراح يناشده أن يَبِيعَهُ ولدَه بما شاء . . يعرض على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يشتري منه ولده بما يشاء من ثمن . فأجابه النبيُ ـ صلى الله عليه وسلم ـ بما لم يتوقعه . قال لَهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ــ يخاطب زيدا ـ إنْ شِئْتَ فَأَقِمْ عِنْدِي ، وَإِنْ شِئْت فَانْطَلِقْ مَعَ أَبِيك ، فأجاب زيد : بَلْ أُقِيمُ عِنْدَك .يقيم عند من ؟
عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ . اختار زيدٌ البقاء عبدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، على الرجوع حرا مع أبيه . ماذا رأى زيدٌ من محمدٍ صلى الله عليه وسلم ــ كي يختار العبودية معه في مكة بعيدا عن أهله وداره ، على الحرية مع أبيه وبين أمه وإخوانه وهو بعد صغير السن ؟
لك أن تتخيلَ ما كان من حسن عشرة وطيب خلق جعلت زيدا لا يرحل من دار الغربة والعبودية .إلى أبيه وأمه . واسمع :
قَالَ لَهُ أَبُوهُ : يَا زَيْدُ أَتَخْتَارُ الْعُبُودِيّةَ عَلَى الْحُرّيّةِ وَ عَلَى أَبِيك وَأُمّك وَبَلَدِك وَقَوْمِك ؟
فَقَالَ زيدٌ : إنّي قَدْ رَأَيْت مِنْ هَذَا الرّجُلِ شَيْئًا ، وَمَا أَنَا بِاَلّذِي أُفَارِقُهُ أَبَدًا .
وأنشد يقول :
أَحِنّ إلَى أَهْلِي ، وَإِنْ كُنّ نَائِيًا *** بِأَنّي قَعِيدُ الْبَيْتِ عِنْدَ الْمَشَاعِرِ
فَكُفّوا مِنْ الْوَجْدِ الّذِي قَدْ شَجَاكُمْ *** وَلَا تُعْمِلُوا فِي الْأَرْضِ نَصّ الْأَبَاعِرِ
َإِنّي بِحَمْدِ اللّهِ فِي خَيْرِ أُسْرَةٍ *** كِرَامِ مَعَدّ كَابِرًا بَعْدَ كَابِرِ
لم ينته الأمر عند هذا الحد .
تجمَّل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بما هو خيرٌ من ذلك .فأخذ بيدِ زيدٍ وقام إلى الملأ من قريش ينادي فيهم : " اشْهَدُوا أَنّ هَذَا ابْنِي ، وَارِثًا وَمَوْرُوثًا " فَطَابَتْ نَفْسُ أَبِيهِ عِنْدَ ذَلِكَ .ولم ينته الأمر عند ذلك أيضا .بعد أن رحل أبوه تجمل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بما هو أكثر من ذلك أيضا ، تجمل بما هو أكثر من عتقه ، وبما هو أكبر من تبنيه ، فقد زوجه من بنت عمته زينبَ بنتَ جحشٍ ـ رضي الله عنها ـ . ومن يعرف عادات العرب في الزواج يعرف حجم هذا الكرم من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ . أرأيتم أكرمَ من هذا ؟!
لا . والله .
فما له لا يؤمن به ، وهذا حاله معه ؟ !
مشهد آخر
جاء الْمَلَكُ لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غار حراء فأخذه وضمَّه ضما شديدا حتى بلغ منه الجَهَدَ ثم أرسله، وقال له أقرأ والحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجيب ما أنا بقارئ .ثم أخذه ثانية وضمه ضما شديدا حتى بلغ منه الجهد وناداه اقرأ يا محمد ، والحبيب يجيب : ما أنا بقارئ . فأخذه الثالثة وضمه ضما شديدا وناده اقرأ يا محمد ، والحبيب يجيب : ما أنا بقارئ . فقال الملكُ : اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ .ورَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بيته يَرْجُفُ فُؤَادُهُ . ودَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنها ينادي : زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي. . . . غطوني بالفراش . فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ .وجلس يحدث زوجته بما رأى يقول لها :َ لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي . فَقَالَتْ ، وهذا محل الشاهد ، : كَلَّا وَاللَّهِ . . . لا يُخْزِيكَ اللَّهُ أبدا . والله إنك لتصل الرَّحِمَ . . . وتَصْدُقُ الحديث . . . وَتَحْمِلُ الْكَلَّ . . . وَتُكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ . . . وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ .
هكذا وصفتهُ زوجتُه وهو بعد لم يوحى إليه ، كريم شهمٌ هينٌ لين ، قريب يجيب .هذا حاله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما تصفه زوجته . وهو بعد لم يوحى إليه .. هذا حاله في الجاهلية .
يا من له الأخلاق ما تهوى * ** العلا منها ويتعشق الكبراء زانتك في الخلق العظيم شمائل * * * يغرى بهن ويولع الكرماء فإذا سخوت بلغت بالجود المدى * * * وفعلت ما لا تفعله الأنواء وإذا رحمت فأنت أم أو أب * * * هذان في الدنيا هم الرحماء وإذا عفوت فقادرا ومقتدرا * * * لا يستهين بعفوك الجهلاء
وإذا غضبت فإنما هي غضبة في الحق * * * لا ضغن ولا بغضاء
وإذا رضيت فذاك في مرضاته * * * ورضا الكثير تحلم ورياء وإذا بنيت فخير زوج عشرة * * * وإذا ابتنيت فدونك الآباء
وحين أخبر أبا بكر ، وهو صاحبه في الجاهلية بأن الله أوحى إليه ، أسلم ابو بكر من فوره وما نظر ولا تردد . لماذا ؟
أعرف الرجل بالرجل صاحبه . فلولا أن أبا بكر ـ رضي الله عنه ـ يعرف من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الخير ما أقبل هكذا . ولتردد ولقال وأسمع .
وآمن بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كل من كان في بيته ، علي بن أبي طالب وأم أيمن وزوجته وبناته وغلامه زيد بن حارثه لم يتخلف منهم أحد .
الدائرة التي تحيط بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتتعامل معه يوميا هي أول الناس إيمانا به . وكما سبق معنا أن في هذا دِلالة واضحة على صدقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهم لو لم يعرفوا منه الصدق ما آمنوا من فروهم هكذا .
بل شهد له من حاربوه بالصدق والأمانة ، ولقبوه بالصادق الأمين ، ولم نسمع أن أحدا ممن عاصره ذكره بسوء . . . لا يوجد أحد ممن رأى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى من قاتلوه وأخرجوه من داره ، تكلم في خلقه بشيء ، كلُّهم أجمعوا على صدقه وأمانته وحسن خلقه ، وهذه الجعجعة حادثة أتت بعد ألف وأربعمائة عام .
وقفة تَزيد الأمر وضوحا :
اتخذ القرآن من حال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الجاهلية بين أهله وأصحابه دليلا على صدقه في دعوى النبوة ، فمعلوم أن قريشا كذَّبت النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ كحال بني إسرائيل مع المسيح ـ عليه السلام ـ ، وكحال كل الأمم التي بعث الله إليها نبيا من أنبياءه .
وفي مواجهة هذا التكذيب ، وفي إطار التدليل على صدق رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في دعوى النبوة ، اتخذ القرآنُ الكريم من حال النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ بين أهله وأصحابه دليلا على صدقه . قال تعالى : { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }[ الأعراف : 184 ]
وقال تعالى :{ قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ }[ سبأ :46 ] ، وقال تعالى :{ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى }[ النجم :2 ] وقال تعالى :{وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ } [ التكوير : 22]
ما وجه الدليل في ذلك ؟
يقول أهلُ العلمِ : ذِكرُ لفظِ الصاحب هنا دون غيره ، إذ قال صاحبكم ولم يقل محمد ولا النبي، ليذكرهم بأن هذا صاحبهم ، لازمهم أربعين عاما ، ويعرفوه معرفة الصاحب بصاحبه . جلس بينهم أربعين عاما . لم يخرج النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ من مكة ، إلا مرة أو مرتين ، وكان ـ في خروجه هذا ـ بين أهل مكة . فهو إذا لم يتعامل مع غير أهل مكة .
والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ اتخذ من حاله بين قومه دليلا على صدقه في دعوى النبوة ، وقف على الصفا ينادي لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغيرَ عليكم أكنتم مصدقي ؟
قالوا نعم . ما جربنا عليك إلا صدقا . قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد . [ هذه رواية البخاري من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ]
فهذا حاله صلى الله عليه وسلم في بيته وبين أهله في الجاهلية . اتخذها القرآنُ دليلا على صدقه صلى الله عليه وسلم .
يسكن في غرفات من طين
قالوا : كان جبارا لا همَّ له إلا القتل ، والزواج ، قلنا : لو كان كذلك لاتخذ القصور وجمع الأموال ، وقضى الليل مع النساء ، ولكن ما كان هذا حاله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
حين هاجر إلى المدينة اتخذ بيتا من طين ( لبن ) سقفه من الجريد يطاله الرجل بيديه . بيت كل واحدة من نسائه عبارة عن غرفة من طين ، وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ينام على الحصير حتى يؤثرَ في جنبه ـ صلى الله عليه وسلم ـ عند الترمذي من حديث عبد الله بنِ مسعود رضي الله عنه قال : ( نَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَصِيرٍ فَقَامَ وَقَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ اتَّخَذْنَا لَكَ وِطَاءً فَقَالَ مَا لِي وَمَا لِلدُّنْيَا مَا أَنَا فِي الدُّنْيَا إِلَّا َكرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا ) وفي رواية أخرى عند أحمد من حديث عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : ( مالي وللدنيا، ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار، ثم راح وتركها ) يقول : ثم راح وتركها ، أي أنه لم يمكث حتى يتحول عنه الظل بل قام هو وترك الظل .
ودخلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ـ رضي الله عنه ـ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ نائم على حصير قد أثر الحصير في جنبه ، وجالت عينُ عمرٍ في بيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ، يقول عمر : فإِذَا أَنَا بِقَبْضَةٍ مِنْ شَعِيرٍ نَحْوِ الصَّاعِ ( حفنة أو حفنتين ) وَقَرَظٍ ( نوع من ورق الشجر يدبغون به الجلود ) فِي نَاحِيَةٍ فِي الْغُرْفَةِ وَإِذَا إِهَابٌ مُعَلَّقٌ .
هذا كل ما في بيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حصير ينام عليه ، وحفنه من شعير ووسادة معلقة بالجدار .
فبكى عمر مما رأى . وحُقَّ له .
وناداه الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ : مَا يُبْكِيكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ؟
يقول عمر : فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَمَالِي لَا أَبْكِي وَهَذَا الْحَصِيرُ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِكَ وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ لَا أَرَى فِيهَا إِلَّا مَا أَرَى وَذَلِكَ كِسْرَى وَقَيْصَرُ فِي الثِّمَارِ وَالْأَنْهَارِ وَأَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَصَفْوَتُهُ وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ
قَالَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ : أَلَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَنَا الْآخِرَةُ وَلَهُمْ الدُّنْيَا ؟
فقال عمر : بَلَى .
هذا هو همّهُ ـ صلى الله عليه وسلم ـ الآخرة . لا حاجة له في الدنيا .
وعن أنس رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : ( مَا أَمْسَى فِي آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاعُ تَمْرٍ وَلَا صَاعُ حَبٍّ . وَإِنَّ عِنْدَهُ يَوْمَئِذٍ لَتِسْعَ نِسْوَةٍ )
وعند مسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضي الله عنه ـ أن رجلا نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فَأَرْسَلَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ يسأل عن شيء يضيفه به ، ثم أرسل إلى الثانية والثالثة وإلى كل نسائه وكلهم يجيب : والذي بعثك بِالْحَقِّ مَا عِنْدِي إِلَّا مَاءٌ .
ليس في بيته إلا الماء .
وعند البخاري من حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلَالِ ثُمَّ الْهِلَالِ ثَلَاثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ وَمَا أُوقِدَتْ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَارٌ ) ، فقيل لها : ما كَانَ يُعِيشُكُمْ . قَالَتْ الْأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالْمَاءُ إِلَّا أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِيرَانٌ مِنْ الْأَنْصَارِ كَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ وَكَانُوا يَمْنَحُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَلْبَانِهِمْ فَيَسْقِينَا .
تمر وماء ، والمنحة لبن .
وفي الصحيحين وغيرهما عن أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها قالت ـ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا فِي بَيْتِي مِنْ شَيْءٍ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلَّا شَطْرُ شَعِيرٍ ) .
ومشهور أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مات وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ .
وعند البخاري أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم مات وما ترك درهما ولا دينارا ولا عبدا ولا أمه إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها ، وسلاحه ، وارضا جعلها لابن السبيل صدقة .
أجبارٌ هذا ؟
لا والله .
جاء في قصة إسلام عُدي بن حاتم الطائي ـ رضي الله عنه ـ وكان نصرانيا . أنه دخل على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ، المسجد فسلم عليه ، ثم قام معه إلى بيته ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، يقول عُدي : فَانْطَلَقَ بِي إلَى بَيْتِهِ فَوَاَللّهِ إنّهُ لَعَامِدٌ بِي إلَيْهِ إذْ لَقِيَتْهُ امْرَأَةٌ ضَعِيفَةٌ كَبِيرَةٌ فَاسْتَوْقَفَتْهُ فَوَقَفَ لَهَا طَوِيلًا تُكَلّمُهُ فِي حَاجَتِهَا ; يقول عُدي : فقُلْت فِي نَفْسِي : وَاَللّهِ مَا هَذَا بِمَلِكٍ .
ثُمّ مَضَى بِي رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حَتّى إذَا دَخَلَ بِي بَيْتَهُ تَنَاوَلَ وِسَادَةً مِنْ أَدَمٍ مَحْشُوّةً لِيفًا ، فَقَذَفَهَا إلَيّ ،فَقَالَ : اجْلِسْ عَلَى هَذِهِ . قُلْت : بَلْ أَنْتَ فَاجْلِسْ عَلَيْهَا ، فَقَالَ بَلْ أَنْتَ . يقول عدي : فَجَلَسْتُ عَلَيْهَا ، وَجَلَسَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِالْأَرْضِ ، قَالَ قُلْت فِي نَفْسِي : وَاَللّهِ مَا هَذَا بِأَمْرِ مَلِكٍ .نعم لم يكن ملكا ظالما غشوما ... كان يجلس على الأرض ، ويقف للعجوز طويلا وهو أعظم الناس مسئولية وأكثرهم شغلا . ويسكن في غرفات من طين .
يقول ابن كثير في البداية والنهاية معلقا على ما ورد في البخاري ، من أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مات وما ترك دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا أمة يقول ، وقد جعلَهُ عنوانَ بابٍ يقول : فإن الدنيا بحذافيرها كانت أحقر عنده - كما هي عند الله - من أن يسعى لها أو يتركها بعده ميراثا، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى إخوانه من النبيين والمرسلين، وسلم تسليما كثيرا دائما إلى يوم الدين .
ولم يكن ضيق العيش ، وقلة المتاع في بيته ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ فترة من الزمن فقط ، بل كان هذا حاله حتى توفاه ربه .
ولم يكن ضيق العيش وقلة المتاع في بيته ـ صلى الله عليه وسلم ـ جبراً عنه ، بل باختياره ، فقد كان زاهدا في الدنيا . راغبا عنها . يقول ما لي وما للدنيا .
لما فتح الله على رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خيبر ، وأتت الغنائم ، اجتمع حوله نسوتُه يريدون سعةَ في العيش ، فخيرهم بين أن يبقون معه على هذه الحال وأن يطلقهن . ونزل قول الله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً . وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً }[ الأحزاب : 29] ، وكلهن اخترن البقاء معه ـ صلى الله عليه وسلم ـ على هذه الحال .
وفي هذا دليل أيضا على أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يكن مضطرا لهذا ، فقد كان عنده سهمه من الغنائم ، ولو شاء لصارت الجبال معه ذهبا ، بل كانت رغية عن الدنيا ، كما قال هو ـ صلى الله عليه وسلم ـ " ( مالي وللدنيا، ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار، ثم راح وتركها ) ،وفي هذه القصة أيضا بيان لمحبة نساء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للنبي وحبهم للبقاء معه على هذه الحال ، كانوا يحبونه أشد من حبهم لآبائهم وأمهاتهم ، عائشة تقول أفيك أستأمر أبوي يا رسول الله ؟! وحبيبة ترفض أن يجلس أبوها وهو سيد قريش يومها على فراش رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتقول له أنت مشرك نجس لا تجلس على فراش رسول الله .صلى الله عليه وسلم ـ .
وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقضي ثلث الليل أو نصفه أو يزيد عن ذلك في الصلاة ، يقوم حين يسمع الصارخ .. الديك .. ويصرخ الصارخ في منتصف الليل أو قبله أو بعده بقليل .. يقف بين يدي ربه يقرأ قرآنه ويسجد له داعيا وشاكرا ، قال الله {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ }[ المزمل : من الآية 20 ] .
لم يترك صلاة الليل أبدا .
وعند مسلم من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ فَقُلْتُ يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ . . . ثُمَّ مَضَى فَقُلْتُ يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ فَمَضَى فَقُلْتُ يَرْكَعُ بِهَا ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ فَقَرَأَهَا ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ فَقَرَأَهَا يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا ـ أي متهملا ومُرتلا ـ إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ . ثُمَّ رَكَعَ فَجَعَلَ يَقُولُ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ . فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ ، ثُمَّ قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ثُمَّ قَامَ طَوِيلًا قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ ثُمَّ سَجَدَ فَقَالَ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ "
وروى الشيخان من حديث عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال : صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً فَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا حَتَّى هَمَمْتُ بِأَمْرِ سَوْءٍ . قُلْنَا وَمَا هَمَمْتَ ؟ قَالَ هَمَمْتُ أَنْ أَقْعُدَ وَأَذَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
يقول بن حجر معلقا على هذا الحديث وقد كان بنُ مسعود ـ رضي الله عنه ـ قويا محافظا على الاقتداء بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وما همَّ بالعقود إلا بعد طولٍ ما اعتاد عليه .
وجاء من وصف صلاة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بيته ليلا : عن الْمُغِيرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ إِنْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَقُومُ لِيُصَلِّيَ حَتَّى تَرِمُ قَدَمَاهُ أَوْ سَاقَاهُ فَيُقَالُ لَهُ فَيَقُولُ أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟
يقضي ليله يناجي ربه ، وهذه بعض أقواله :
مناجاة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ربه
وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ .
إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ .
اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ .سُبْحَانَكَ .أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ . . . . أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ . . . وَلَا مَنْجَا وَلَا مَلْجَأَ إِلَّا إِلَيْكَ . . . . أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ .
خَشَعَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَمُخِّي وَعَظْمِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .
اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ .لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ .لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ .قَوْلُكَ الْحَقُّ وَوَعْدُكَ الْحَقُّ وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ حَقٌّ .اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَأَسْرَرْتُ وَأَعْلَنْتُ أَنْتَ إِلَهِي لَا إِلَهَ لِي غَيْرُكَ .
اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ .
اللهم إني أسألك فعل الخيرات ، وترك المنكرات ، وحب المساكين ، وأن تغفرَ لي وترحمَني ، وإذا أردتَ فتنة قوم فتوفني غير مفتون ، وأسألك حُبَّك ، وحبَّ من يحبُّكَ ، وحب عمل يقربني إلى حبك .
وكان إذا آوى إلى فراشه يقول بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ " .
ينام ذاكرا ويستيقظ ذاكرا .
تقول أمُّ المؤمنين عائشةُ ـ رضي الله عنها ـ فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً مِنْ الْفِرَاشِ فَالْتَمَسْتُهُ . . . تبحث عنه بيدها ... تقول .. : فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ [ المصلى ] وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ وَهُوَ يَقُولُ اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ .
منازلٌ كانت للصلاةِ وللتقى * * * وللصومِ والتطهيرِ والحسناتِ
ديارٌ عفاها جورُ كلِّ منابذٍ * * * ولمْ تعفُ للأيام والسنواتِ
إلى الله أشكو لوْعةُ عند ذكرهِمْ * * * سقتني بكأسِ الثكلِ والفظعاتِ
فما العدو إلا حاسدٌ ومكذبٌ * * * ومضغنٌ ذو إحنةٍ وتراتِ
فياربِّ زدني من يقيني بصيرةَ * * * وزدْ حٌبَّهم يا ربِّ في حسناتي
سأذكرهم ما حج لله راكبٌ * * * وما ناحَ قمريٌ على الشجراتِ
كان النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يضع رأسه في حجر زوجته ويقرأ القرآن ثم يغلبه النوم فينام ورأسه في حجرها ، تدبروا .هذا حال المُجهد الذي ما أن يستكينُ على الأرض حتى يغلبه النعاس وينام . وفي حجر زوجته يقرأ القرآن .
وكان حسن العشرة مع زوجاته يقول ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) . لا يفضل واحدة منهن على الأخرى في القسم ، ويطوف كل يوم عليهن يسأل عن أخبارهن ، ثم يبيت عند التي هو في نوبتها .
متواضعا حليما ، يرقع ثوبه ويخصف نعله ، بساما ضحاكا ، كما تصفه زوجته ، يقول صاحب الرحيق المختوم ، كان أشد الناس حياء وإغضاء ، وإذا كره شيئا عرف في وجهة . وكان لا يُثْبِتْ نظرُه في وجه أحد ، خافض الطرف . نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جلُّ نظره الملاحظة، لا يشافه أحدا بما يكره حياء وكرم نفس، وكان لا يسمي رجلا بلغ عنه شيء يكرهه، بل يقول . ( ما بال أقوام يصنعون كذا ) . ، ولَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا وَلَا صَخَّابًا فِي الْأَسْوَاقِ وَلَا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصفحُ .لا يضرب ولا يسب ، ولا يغضب إلا إن انتهكت حرمة من حرمات الله . ولا يعيب الطعام ... إن اشتهاه أكله وإلا تركه . يستيقظ من نومه جائعا فيسأل عن طعام فلا يجد فينوي الصيام إلى الليل .
يقول أنس بن مالك رضي الله عنه فيما رواه أحمد : " خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ . لَا وَاللَّهِ مَا سَبَّنِي سَبَّةً قَطُّ وَلَا قَالَ لِي أُفٍّ قَطُّ وَلَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ فَعَلْتُهُ لِمَ فَعَلْتَهُ وَلَا لِشَيْءٍ لَمْ أَفْعَلْهُ أَلَّا فَعَلْتَهُ .
يقول هند بن أبي هالة ـ رضي الله عنه ـ : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، ولا يتكلم في غير حاجة، طويل السكوت ) انتهى كلامه رضي الله عنه .
أقول : ليس هذا حال من يحب النساء ، فالأنوثة لا تظهر مع التقشف ، والعيش على التمر والماء بين جدران الطين . فمَن لا همَّ له إلا النساء لا يقضي شبابَه كلَّه مع إمرأة واحدة عجوز تكبره بخمسة عشرة سنة ، وقد تزوجت برجلين قبله وأنجبت أكثر من مرة . ليس هذا حال من يعشق النساء . من لا همَّ له إلا النساء لا يتزوج بإمرأة عجوز ثبطة ... ثبطة تعني ثقلية متينة . . بدينة .. تمشي كأنها مقيدة ، أم أولاد يبكون ويصيحون ليل نهار عند رأسه ...ذلكم سودة رضي الله عنها ، ثاني من تزوج الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
ماتت خديجة رضي الله عنها وهي قد تجاوزت الستين من عمرها .. بل قاربت السبعين من عمرها ، ثم مكث رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ بعدها لا يفكر في الزواج حتى أشارت عليه إحداهن بأن يتزوج فهو أبٌ عنده بنين وبنات ، وتزوج من ؟
تزوج سودة رضي الله عنها ... إمرأة كبيرة .. بدينة .. بطيئة الحركة تمشي الهوين كأنها مقيدة .. أم أولاد ، وظلت معه وحدها ثلاث سنوات . أي حتى بلغ النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ سن الثلاثة والخمسين من عمره .
من لا همَّ له إلا النساء لا ينخلع من فراش أحب الناس إليه ويطيل السجود لله . يدعو ربه خوفا وطمعا . من لا همَّ له إلا النساء لا ينخلع من فراش أحب الناس إليه ويذهب للمقابر يزور الموتى ويدعوا لهم . من لا هم له إلا النساء .. لا يقوم من الليل حتى ترم قدماه أو ساقاه ، وقد آذنه ربه بالمغفرة على ما تقدم من ذنبه وما تأخر . ولا ذنب له وإنما هو الشعور بعظمة المعبود وتقصير العبد .
من الصعب جدا أن يقتنع عاقل بأن هذا حال شهوانيٍ يحب النساء ، أو ملكٍ ظلوم سفاك لا همَّ له إلا القتل .
إنها حالة من الوقار ، والسكينة ، والاتصال بالله عز وجل .
إنه قلب معلق بما عند ربه ، وجسم قد أنهكته علو الهمة وسمو الطلب .
كلمني أحدهم ـ من المسلمين ـ بكلام بطرس اللعين ، يقول كان النبي ـ شهوانيا ، وكان وكان ، فأجبته : أنت متزوج ؟ قال نعم ، فقلت كيف بالبيت حين يكون غرفة واحدة ويكون أبنائك كثيرون ومستيقظون ، بل كيف بالبيت إن كان به غير أبنائك .. يضج بالأبناء والضيوف ، وجداره بجدار المسجد ، هل تستطيع أن تأخذ فيه راحتك ؟ قال : أبدا . . أبدا .
قلت هذا حال النبي ، كان بيته كل واحدة من نسائه غرفة ضيقة .. من الطين ... سقفها بالجريد ، ملاصقة للمسجد .. إن أراد أن يسجد وكز زوجته لتوسع له مكانا للسجود ، وإن رفع يديه رفع سقف الغرفة ، وإن خرج من باب الغرفة وجد عددا من الأطفال من أبنائه وأحفاده .
بالله عليك : أهذا بيتٌ يستمتع فيه بالنساء ؟!
أهذا حال من يريد المتعة بالنساء ؟ !
أفي مثل هذا البيت تظهر الأنوثة وتنتعش ؟!
وتابعت : بطرس يكذب ، سله عن بيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعن ليل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كيف كان يقضيه ، وعن مطعم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وملبسه ؟
إنه كذّاب لئيم .
فأجاب : حقا إنه كذّاب لئيم .
يبقى يجيش بصدر كثيرين ، ويتكلم به النصارى وكأنه كان شغل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
هذا الشيء هو ما ورد من أخبار صحيحة عن أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يواقع من تتزين له من زوجاته حتى ولو على فراش غيرها ، وهي قصة حدثت مرة ، كما جاء في سبب نزول الآيات الأول من سورة التحريم . وأنه صلى الله عليه وسلم ربما طاف على زوجاته في ليلة واحدة .
وكل هذا صحيح .
ولكنه أبدا لم يكن هذا هو السياق العام الذي كان يعيش فيه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمعنى لم يكن حاله أنه يطوف كل ليله على نسائه ، ولم يكن حاله أن يذهب يبحث عن المتجملة منهن ويواقعها . لم يكن هذا أبدا حاله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؛ بل كان حاله كما قدمنا ، زاهدا في الدنيا ، متقشفا في عيشه ، يدعو ربه : اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا . اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين .كان حاله أنه لم يتزوج إلا امرأة واحدة عجوز في الأربعين من عمرها وقضى معها ربع قرن من الزمن لم يتزوج عليها ، وبدأ التعدد بعد البعثة بثلاثة عشر عاما أو يزيد ، وهو ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد تجاوز الخمسين من عمره. وكل زواج كان بسبب . فكيف هذا ؟
حبُّ النساء فطرة خلقها الله في الرجال ، كل الرجال إلا المريض نفسيا أو بدنيا ، وهو شاذ لا يقاس عليه . ومعاشرة النساء لها ارتباط قوي برباطة الجأش . . . الشجاعة ، فالضعيف الذي يهتم لأي مشكلة لا يستطيع أن يذهب لأهله ، كلما جاءته مصيبة أو لاحت في الأفق ذهبت بعقله وبات ليلتَه يفكر فيما كان وفيما سيكون ، وما لم يكن لو كان كيف كان يكون ، ويذهل عن أهله وإن كانت متجملة متزينة ، أما صاحب الشجاعة والبأس ، فلا تأخذه المشاكل ، وحين يرى امرأتَه متزينة تذهب كل الهموم ، فهي صغيرة في حسه مهما كبرت ، ويجتمع عليه شمله ، ومن ثمَّ ينتفع به أهله .وهذه النوعية من الرجال ورسولنا سيدهم تكون حسنة العشرة في الغالب . لماذا ؟
لأن من هذا حاله يستعلي على مشاكل البيت الصغيرة التي تثيرها المرأة . يستعلي على عدد من النقود تنفق هنا أو هناك . ولا يتقصى صغار الأمور . وكما قيل : ما استقصى كريمٌ قط .
وقد رأينا خالدا مثلا يتزوج حيث ينتصر ، وقد قال له أبو بكر مرة حين تزوج من بني حنيفة بعد أن هزمهم وقتل رجالهم : أنت امرؤ فارغ القلب . يتزوج ممن هزمهم ، ولا بد أن عروسه هذه قُتل أبوها أو أخوها . يتزوج ولا يلتفت لهذا كله . يتزوج وهو في دار عدوه لم يرحل بعد . وهذا حال أرباب الحزم والعزم والشجاعة من يوم كانوا ، وسل تعلم .
أما مريض القلب ... الضعيف ، فهو كالطفل تأخذه النظرة كل مأخذ ، وإن ضحكت له امرأة أجلسته عن كل شيء وأخذت بخواطره . وأقامت عنده الخاطرات ولم ترحل .
حال الضعيف أنه لا يذهب لأهله إلا في أوقات محددة ويستعين على ذلك بالدواء ، ويجلس يخطط لذلك أياما . وغالبُ من هذا حاله يكون أمره بيد أهله . فإن غضبت عليه أركبت الهمومَ على ظهره وساقته حيث شاءت . وإن رضيت عنه وتدللت سحبته حيث شاءت ، وأولئك ليسوا من خيار الرجال .ومن هذا حاله ، مع حبه للنساء وأنه لو استطاع لتزوج كل يوم ، تجده مع هذا يتعجب ويتساءل : كيف يجمع الرجل بين امرأتين فضلا عن ثلاث أو أربع أو تسع . كيف يجمع بينهم مع هموم الوظيفة والحياة ؛ يقول لك ، واحدة وتفعل بي كذا وكذا ، فما بال ذي التسعة ؟!
يتعجب . والعجب من حاله هو .
نقول له : لأصحاب العزائم حديث آخر .
حلف البخيل ليأتين بمثله ** * حنثت يمينك يا بخيلُ فكفرِ
juبسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
الناسخ والمنسوخ بين القرآن الكريم والكتاب ( المقدس )
بقلم / محمد جلال القصاص
mgelkassas@hotmail.com
ـ النسخ عندنا والنسخ عندهم .
ـ فوائد النسخ في الأحكام .
ـ النسخ في الكتاب ( المقدس )
ـ البداءة .
ـ أحكام متروكة مع عدم وجود علّة للترك .
ـ نسخ تعاليم المسيح ـ عليه السلام ـ .
ـ أحكام من عند أنفسهم لا دليل لهم عليها .
ـ نسخ في الأحكام كالذي عندنا .
ـ نسخ في العقائد .
ـ من يعبد النصارى ؟.
ما معنى النسخ ؟ ولماذا كل هذه الجلَبَة والصياح التي يثيرها بطرس وغيره حول الناسخ والمنسوخ ؟
المراد بالنسخ الذي يتكلمون عنه هو رفع الحكم الشرعي بحكم شرعي أخر . أو تغير الأخبار بأخبار أخرى لاحقة تضادها في المضمون .
قضية الناسخ والمنسوخ قضية تراد لغيرها وليس لذاتها . تثار للقول بأن في القرآن الكريم تغير للأوامر والنواهي ، وبالتالي القول بأن وجود النسخ أمارة على جهل من تكلم بالقرآن ، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا ، وبالتالي القرآن ليس كلام الله . هذا ما يدندنون حوله حين يتكلمون عن الناسخ والمنسوخ . ولذلك من الجيد تناول قضية الناسخ والمنسوخ في سياق الدفاع عن القرآن ككل ، ومن الجيد عرض شبهاتهم حول الناسخ والمنسوخ في إطار افترءتهم حول القرآن الكريم .
? في القرآن الكريم :
1. ـ النسخ لا يكون في الأخبار . ولا يكون في العقائد ، وإنما في بعض الأحكام .
2. ـ ولا يدخل في الأحكام المؤبدة ( ولا تقبلوا لهما شهادة أبدا ) .
3. ـ الأحكام التي فيها النسخ لا تتجاوز العشر آيات .
4. ـ والنسخ غير موجود بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ليس له وجود .
5. ـ والنسخ أمارة من أمارات الإعجاز التشريعي في هذه الشريعة . وأمارة على أن القرآن من لدن حكيم عليم .
6. الآيات التي فيها نسخ في القرآن لا تتجاوز العشر آيات .
? وفي الكتاب ( المقدس )
1. ـ النسخ في الأخبار ، فعندهم ما يسمى بالبَدَاءَة ، بمعنى أن يتكلم الله بشيء ثم بعد ذلك يبدوا له أنه أخطأ في كلامه الأول فيتراجع عنه ويتكلم بكلام جديد ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .
2. ـ وعندهم أحكام متروكة لا يعملون بها ، مع عدم وجود علّة للترك .
3. ـ وعندهم نسخ في الأحكام كالذي عندنا.
4. ـ وعندهم نسخ بعد المسيح عليه السلام . فعلته أيديهم . هم الذين نسخوه .. يدعون بأن الله فوضهم .
5. ـ وعندهم أحكام من عند أنفسهم لا يوجد لها نص في الكتاب ( المقدس ) .
كل هذا والكذاب اللئيم زكريا بطرس يقول : النسخ لم يرد في الكتاب المقدس ، وينادي على من يدعي ذلك بأن يأتيه بمثال واحد فقط
ويحسب أننا لم نقرأ الكتاب ( المقدس ) . ويحسب أننا لن نرد عليه . ويحسب أن الناس لن تقرأ لنا أو تسمع ، وقد خاب من فترى .
وهاأنذا أعرض على حضراتكم باختصار غير مخلٍ إن شاء الله قضية الناسخ والمنسوخ عندنا وعندهم مستدلا بالصحيح الصريح لتعلموا أن بطرس وأحبار النصارى يكذبون على من يسمعهم ، وأن ما عندهم ليس بتنزيل رب العالمين .
النسخ في الأحكام
وبعيدا عن سفاهات بطرس وكذبه نقول : النسخ في الأحكام ليس مذموما بل محمودا ، فهو :
1. لا يقدح في علم الله سبحانه وتعالى ، بل:
2. يظهر حكمة الله البالغة في تشريعاته ويُظهر أثار أسمائه وصفاته من خلال نسخ الأحكام .
3. يُظهر فتنة الذين في قلوبهم مرض . فهو نوع من البلاء يميز الله به الخبيث من الطيب .
1. لا يقدح في علم الله
الله يعلم بداية أنه يشرع هذا الحكم لفترة محددة ثم بعد ذلك ينسخه بحكم آخر حين يتبدل حال الناس ، فهو لا يتعارض مع علم الله . ومثله أن ( تكلف خادمك بنوع من الأعمال ويكون في نيتك أن يكون على هذا العمل إلى سنة مثلاً ، وبعد السنة ستكلفه بعمل أخر لكن لم تظهر عزمك ونيتك على ما نويته ، فإذا مضت السنة وطلبت منه عمل أخر فهذا بحسب الظاهر عند الخادم وعند غيره تغيير ومخالفة لما طلبته من قبل وأما في الحقيقة وعندك فليس بتغيير.)
وكأنْ يُهمل وَلَدُكَ في دروسه وواجباته ، فتمنعه من الخروج للنزهة ، تُكَلِمه بصيغة نهائية ، ( خلاص ما فيش لعب بعد النهارده ) وفي نيتك أنه إن التزم وأجاد في دروسه سمحت له باللعب ، وبالفعل حين يلتزم تسمح له ، فهذا نسخ للحكم الأول ، يبدوا عند الإبن أنه حكم جديد مضاد للحكم الأول ، ونوع من التراجع ، وأنت قد فعلت لحكمة علتها الإبن وليس الجهل ، فعلت لتحقيق مصلحة خاصة بالابن وليس بك ، فعلت وأنت تعلم بداية الحكم الأول والحكم الثاني )
هكذا النسخ في الأحكام . لا فيه جهل بالحكم الجديد ولا فيه تغير للقول من قديم لجديد ، وإنما هي حكمة الله العليم الحكيم أن يشرع لعباده ما يصلح به شأنهم في كل حين .
والخلل يأتي من قياس علم الله على علم البشر ، يظنون أن الله مثلهم يعلم الأشياء حال وقوعها ، وما دروا أن الصفة تتبع الموصوف فعلم الله ليس كعلم الناس ، وإن سُمِّي الكل علما ، الله يعلم الأشياء قبل وقوعها ، ويعلم أزلا أنه سيكون كذا ثم يتغير بكذا وكذا .
2. يظهر حكمة الله البالغة في تشريعاته ويُظهر أثار أسمائه وصفاته من خلال نسخ الأحكام .
مثال ذلك : ( المصابرة عند لقاء الكافرين ، قول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ . يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ ] [ الأنفال : 64 ـ 66 ]
هنا أمر من الله لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعباده الصالحين بالصبر وعدم الانحياز ( الانسحاب ) عند لقاء الكافرين حتى ولو كان عدد الكافرين عشرة أضعاف عدد المؤمنين . وَوَعدهم بالنصر إن هم آمنوا وكانوا متبعين للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ( ومن اتبعك من المؤمنين ) .
فهنا أمرٌ وبشارة. . أمرٌ بعدم الفرار ، وبشارة لهم بالنصر إن أتوا بأسبابه الظاهرة من الإيمان واتباع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
ثم نُسخ الحكم ، وهو تحريم الفرار حين يكون عدد الكافرين عشرة أضعاف عدد المؤمنين بعد ذلك ، قال تعالى : [ الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ } [ الأنفال : 66 ] ، وبقيت البشارة ، بمعنى أنه لو قابل مائة من المؤمنين ألفا من الكافرين ، وصبروا وهم ممن آمن واتبع ، فإن البشارة لهم بالنصر ثابتة لم تتغير ، وإن انحازوا ( انسحبوا ) فلا شيء عليهم .
أليس هذا تخفيف من الله ورحمة ؟!
أليس هذا إظهار لرحمة الله الرحيم بعباده المؤمنين ؟!
لهذا يكون النسخ في الأحكام ... لإظهار رحمة الله بعباده .
مثال آخر : قول الله تعالى : { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } [ البقرة : 187] .
كان الصيام من العشاء إلى مغرب اليوم التالي ، وإذا نام أحدهم قبل المغرب إلى المغرب أو بعده فليس له أن يأكل أو يشرب ، وشقَّ ذلك عليهم . وكاد أحدهم أن يهلك من الجوع والعطش ، وأتى أحدهم إمرأته بعد أن نامت ( وذلك لا يحل ) حيث قال في نفْسه إِنَّها لم تَنَمْ ولكنها تتعلل ؛ غلبته نَفْسُه وشَهْوَتُه على عقله ودينه ، مُبَرِّرةً ومُسَوَّلة ومُطَوِّعة له ذلك بأن الزوجة لم تنم ، فكأن النفس اجتهدت في إخفاء المخالفة على العقل والوازع الديني حتى يوافقها صاحبها ويفعل ما تهواه وتشتهيه ، وهذا هو اختيان النفس ، في قوله تعالى :(( عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ ))[ البقرة: 187 ] ، لأن لفظ الخيانة لا يستعمل إلا في المخالفة التي تخفى على المَخُون ، والنفس هنا هي الخائنة ، وصاحبها هو المخون ، والمعني : تختانكم أنفسُكم ، وعبارة القرآن أبلغ ، وهي التي يستعملها الناس في حياتهم ، كالمريض الذي يتناول الممنوعات عليه ويجتهد في التبرير والتهوين وتنويم ضميره ، فيقول له الطبيب : أتخون نفْسَك؟! أو : أَتَغُشُّ نفسك ؟! ، أو : أتضحك على نفسِك ؟! ، وهكذا . والمراد هنا أنَّ الأمر قد شق عليهم حتى وقع بعضُهم في اختيان النفس ، لكن الصحابي الجليل ذهب بعد ذلك لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قائلاً : يا رسول الله : أعتذر إلى الله من نفسي هذه الخائنة .. وحكى ما حدث منه ، وجاء آخرون أيضًا إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكروا مثل ذلك من الأكل أو الشرب أو الجماع ، وكلهم يريد الاعتذار والتوبة إلى الله عَزَّ وَجَلَّ ، لا اعتراضًا على شدة الحكم ، لأن حق الرب الملك الإله أن يَحكم ما يريد ، وأن تُبذل الأموال والأنفس في سبيله . فأنزل الله هذه الآية بهذه الرخصة بإحلال الأكل والشرب والجماع (الرَّفث) إلى الفجر (بدلاً من العشاء) بلا تأثير للنوم في ذلك ، فجاء هذا الحكم ناسخًا ورافعًا للحكم الأول ، ودليل النسخ قوله تعالي :(( فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ )) فقبل الآن كان الحكم المنسوخ ، والآن جاء الحكم الناسخ المستقر إلى يوم القيامة .
والسؤال الذي يردده الخبثاء ابتغاء فتنة الجهلاء من المسلمين وغيرهم : هل كان الحكم الأول مُشَدّدًا لتجربة احتمال المسلمين واختبار طاقتهم ، فلما تَبيَّن شدة الحكم ومشقة الأمر عليهم تم نَسْخُه بالحُكْمِ الثاني المُخفَّف ؟ بمعنى : هل بَدَا للمُشرِّع من حال الناس ما كان خافيًا عليه ، ولم يكن باديًا له فاضطر إلى تعديل الأمر ليناسب أحوال الناس ؟
لا . أبدا . لا شيء من هذا إطلاقا . ذلك تخفيف من ربكم ورحمة . هو الملك سبحانه يفعل ما يشاء ويحكم بما يريد ، لا معقب لحكمه . يُشرع ثم يخفف ، ليحمده الناس ، ويعرفون آثار نعمته عليهم .
فعندما يقرأ المسلم آية الصيام في ليالي الصيام وهو يتنعم بالمآكل والمشارب ومباشرة زوجه مع علمه بما كان قبل النسخ ، يلهج لسانه بحمد الله والثناء عليه أن خفف عنه .
وإذا تعرض لظرف طارئٍ شديدٍ في يوم الصيام أو ليله فما أجدره أن يذكر هؤلاء الصادقين ويقتدي بهم ومن ثم يصبر ويستعين بالله .
3. يُظهر الله به فتنة الذين في قلوبهم مرض . فهو نوع من البلاء يميز الله به الخبيث من الطيب .
في نهاية كلامنا على سحر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقفنا وقفة تعليلية للمتشابهة من الأحكام والأخبار التي في الشريعة الإسلامية ،وقلنا أن العلة المذكورة في النصوص الشرعية هي أن الله يظهر للناس بهذه الأحكام والأخبار والأحوال من علم الله فتنتهم ، يظهر للناس الذين في قلوبهم مرض ، فلو أن كل الأمور سواسية ما علمنا الصادق من الكاذب ، ولا الشاكر من الجاحد ، ولا المؤمن من المنافق ، والنسخ في الشريعة مما يظهر الله به فتنة الذين في قلوبهم مرض . ودعني أضرب الأمثال ليتضح لك المقال :
آية الرَّجْم نسخ لفظها وبقي حكمها ، فرجم النبيُّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ الزاني المحصن (أي الذي سبق له زواج ، وجامع امرأته في نكاح صحيح) ، ورجم الخلفاء بعده ، وما زال حكم الرجم باقيًا إلى يومنا هذا وسيبقى إلى يوم القيامة . في الصحيحين من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه أن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه وهو عَلَى الْمِنْبَرِ يخطب الناس قال :(( فَكَانَ مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ آيَةُ الرَّجْمِ ، فَقَرَأْنَاهَا وَعَقَلْنَاهَا وَوَعَيْنَاهَا ، رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ ، فَأَخْشَى إِنْ طَالَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ : وَاللَّهِ مَا نَجِدُ آيَةَ الرَّجْمِ فِي كِتَابِ اللَّهِ ! فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ ، وَالرَّجْمُ فِي كِتَابِ اللَّهِ حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَى إِذَا أُحْصِنَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ إِذَا قَامَتْ الْبَيِّنَةُ أَوْ كَانَ الْحَبَلُ أَوْ الِاعْتِرَافُ ))
وقد حدث في زماننا هذا ما توقعه عمر ـ رضي الله عنه ـ ووجدنا أناسًا أنكروا الرجم بحجة أنه ليس ثابتًا في القرآن الآن ( لأنه نُسِخ ) ، بل وَجْدنا من يقول بوحشية الرجم موافقًا ومجاريًا ومتأثرًا بكلام المُلْحِدين والدُّعَّار ، فلا حول ولا قوة إلا الله العلي العظيم .
ومعلوم أن الكتاب والسُّنَّة أصْلان عظيمان لا يفترقان ، ولا يُغْني أَحَدُهُما عن الآخر فإذا كان لفظ الآية قد رُفِع ، فإنَّ السُّنَّة القولية والعملية تغني وكذلك الإجماع ، فلا تأثير لرفع لفظ الآية في ثبوت الحكم والعمل به إلى يوم القيامة .والمؤمنون الصادقون لم يزدادوا بهذا النسخ إلا إيمانًا ورسوخًا على سنة نبيهم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، والمفتنون ظهرت فتنتهم ، مع وضوح الحكم وثبوته . ولهذا كان النسخ .
أبعد هذا يقال أن النسخ أمارة على نقصان العلم ؟ وقدح في الحكمة ؟ ودليل يتخذ على رد الشريعة ؟ وتكذيب من جاء بها صلى الله عليه وسلم ؟
لا . والله . إن النسخ أمارة على علم وحكمة الله العليم الحكيم ، ودليل على أن الشريعة غراء سمحاء أخذت الناس على مهل وأرادت بهم الخير ، ودليل على صدق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
وإن الذين يجادلون في النسخ هم الذين في قلوبهم مرض من الكافرين والمنافقين ) أ . هـ .
النسخ في الكتاب ( المقدس )
1. ـ عندهم نسخ في الأخبار ، ما يسمى بالبَدَاءة ، بمعنى أن يتكلم الله بشيء ثم بعد ذلك يبدوا له أنه أخطأ في كلامه الأول فيتراجع عنه ويتكلم بكلام جديد ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .
2. ـ وعندهم أحكام متروكة لا يعملون بها ، مع عدم وجود علّة للترك .
3. ـ وعندهم نسخ بعد المسيح ـ عليه السلام ـ.
4. ـ عندهم أحكام من عند أنفسهم ليس لهم دليل عليها من كتابهم .
5. ـ وعندهم نسخ في الأحكام كالذي عندنا.
البداءة :
كثيرا ما نجد في كتاب النصارى أن ( الرب ) يقر قرارا ، ثم يظهر له خطأه حين التنفيذ أو قبله أو بعده فيتراجع عن هذا القرار ، بل ويندم عليه . وسأكتفي ببعض الأمثلة القليلة ، فلسنا هنا نستقصي وإنما فقط نمثل .
المثال الأول : جاء في سفر أخبار الأيام الأولى : أن الشيطان أغوى داود عليه السلام كي يحصي بني إسرائيل ، واستجاب داود ـ عليه السلام ـ لإغواء الشيطان ، وراح يعدهم ، فغضب الرب من هذا الفعل وكرر معاقبة داود بإحدى ثلاث ، اختار داود منها واحدة وكانت أن يرسل الله ملكا يُعمل سيفه ثلاثة أيام في أورشليم ، واسمع ماذا جرى ، يقول كاتب السفر :
" 15 وَأَرْسَلَ اللهُ مَلاَكًا عَلَى أُورُشَلِيمَ لإِهْلاَكِهَا، وَفِيمَا هُوَ يُهْلِكُ رَأَى الرَّبُّ فَنَدِمَ عَلَى الشَّرِّ، وَقَالَ لِلْمَلاَكِ الْمُهْلِكِ: «كَفَى الآنَ، رُدَّ يَدَكَ». وَكَانَ مَلاَكُ الرَّبِّ وَاقِفًا عَِِنْدَ بَيْدَرِ أُرْنَانَ الْيَبُوسِيِّ.
16 وَرَفَعَ دَاوُدُ عَيْنَيْهِ فَرَأَى مَلاَكَ الرَّبِّ وَاقِفًا بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، وَسَيْفُهُ مَسْلُولٌ بِيَدِهِ وَمَمْدُودٌ عَلَى أُورُشَلِيمَ. فَسَقَطَ دَاوُدُ وَالشُّيُوخُ عَلَى وُجُوهِهِمْ مُكْتَسِينَ بِالْمُسُوحِ.
17 وَقَالَ دَاوُدُ ِللهِ: «أَلَسْتُ أَنَا هُوَ الَّذِي أَمَرَ بِإِحْصَاءِ الشَّعْبِ؟ وَأَنَا هُوَ الَّذِي أَخْطَأَ وَأَسَاءَ، وَأَمَّا هؤُلاَءِ الْخِرَافُ فَمَاذَا عَمِلُوا؟ فَأَيُّهَا الرَّبُّ إِلهِي لِتَكُنْ يَدُكَ عَلَيَّ وَعَلَى بَيْتِ أَبِي لاَ عَلَى شَعْبِكَ لِضَرْبِهِمْ».
الشيطان يغوي داود فيستجيب لإغوائه ، ويخطئ ، فيقرر الرب معاقبة الشعب كله ، ويرسل ملاكه ، وحين يرى ( الرب ) فِعل الملك في الناس ، وكأنه لم يكن يعلم ماذا سيحدث ، أو جاهل لا يستطيع تقدير الأمور جيدا ،حين رآه يضربهم ندم وتراجع عن قراره ، وداود يذكره بأنه عاقب من لم يَظلم أو يتعدى ، وأن الحق أن يعاقب داود وحده .. ( واخد بالك من الكلام ).!!
ولاحظ أنني أحكي السفر كاملا مع ذكر النص محل الاستشهاد ذلك لأن النصارى حين يواجهون بهذا الكلام لا تجد لهم حجة سوى أن هذا بتر للنص من سياقه العام ، وأنك لو رجعت وقرأت السفر كالملا ما وجدت شيئا من هذا المعنى ، وهي حجة واهية أردنا أن نقطعها هنا بحكاية قصة السفر كاملة .
المثال الثاني : سفرُ ( صَمُوئِيلُ ) الأول ، فيه عجيبة من العجائب ، ( الرب ) يرسل نبيه صَمُوئِيلُ ليولي ( شاول ) ملكا على شعب إسرائيل ، ويأمره بـ ((3 فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ، وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً، طِفْلاً وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَمًا، جَمَلاً وَحِمَارًا».
ثم إن شاول قتل الشعب كلَّه النساء والأطفال والرضَّع عدا بعض المواشي ، فغضب ( الرب ) ، وندم أشدَّ الندم يقول كاتب السفر على لسان ( الرب ) : 11 «نَدِمْتُ عَلَى أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكًا، لأَنَّهُ رَجَعَ مِنْ وَرَائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي».
وحين ذهب صَمُوئِيلُ النبي إلى شاول الملك وعرَّفه خطئه، كان الرجل ( شاول ) متأولا إذ أنه أمسك بعض المواشي فلم يقتلهم كي يذبحهم قربانا للرب ، وأعلن توبته ، وتوسل أن تقبل توبته ، ولكن ( الرب ) لم يقبل .!! وأعاد ( الرب ) الكلام مؤكدا ندمه أن جعله ملكا ، يقول كاتب السفر في نهاية سفره على لسان ( الرب ) : 35 وَالرَّبُّ نَدِمَ لأَنَّهُ مَلَّكَ شَاوُلَ عَلَى إِسْرَائِيلَ.
وكأنه لم يكن يعلم أن ( شاول ) متمردا ، والحقيقة أنه لم يتمرد ، وإنما اجتهد ، وحبس كمّا من المواشي ليذبحها ( للرب ) ، ولكن ( الرب ) كان غضوبا ضيق الصدر قاسيا جداً إذ لم يقبل توبة عبده هذا !!
أي ربّ هذا ؟
إنه ( رب ) الكتاب ( المقدس ) !!
المثال الثالث :في سفر [ حزقيال : 20 : 13 ، 17 ]يقرر ( الربّ ) أن يهلك بني إسرائيل لأنهم تمردوا كما يقول كاتب السفر «13 فَتَمَرَّدَ عَلَيَّ بَيْتُ إِسْرَائِيلَ فِي الْبَرِّيَّةِ. لَمْ يَسْلُكُوا فِي فَرَائِضِي وَرَفَضُوا أَحْكَامِي الَّتِي إِنْ عَمِلَهَا إِنْسَانٌ يَحْيَا بِهَا، وَنَجَّسُوا سُبُوتِي كَثِيرًا. فَقُلْتُ: إِنِّي أَسْكُبُ رِجْزِي عَلَيْهِمْ فِي الْبَرِّيَّةِ لإِفْنَائِهِمْ .
هذا قرار وحكم من الرب .
ثم بعد هذا القرار يتراجع الرب ويقول : " 17 لكِنَّ عَيْنِي أَشْفَقَتْ عَلَيْهِمْ عَنْ إِهْلاَكِهِمْ، فَلَمْ أُفْنِهِمْ فِي الْبَرِّيَّةِ. "
والسبب في تراجع الرب هو أن الرب تبين له أنه إن أفناهم في البرية سوف يتنجس اسمه ـ تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ـ أمام الشعوب الأخرى . كما يقول كاتب السفر في الفقرة "14 لكِنْ صَنَعْتُ لأَجْلِ اسْمِي لِكَيْلاَ يَتَنَجَّسَ أَمَامَ عُيُونِ الأُمَمِ الَّذِينَ أَخْرَجْتُهُمْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ."
المثال الرابع : قرر الرب أن يسيء لبني إسرائيل بذنب آبائهم ثم فكر وتراجع :[زكريا 8 :14 ـ 16 ] 14 «لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: كَمَا أَنِّي فَكَّرْتُ فِي أَنْ أُسِيءَ إِلَيْكُمْ حِينَ أَغْضَبَنِي آبَاؤُكُمْ، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ، وَلَمْ أَنْدَمْ.
15 هكَذَا عُدْتُ وَفَكَّرْتُ فِي هذِهِ الأَيَّامِ فِي أَنْ أُحْسِنَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَبَيْتَِ يَهُوذَا. لاَ تَخَافُوا.
لاحظ الرب يفكر ، ثم يفكر ... لا بد أنه يجهل . أليس كذلك ؟
المثال الخامس : في سفر [ إرميا : 33 : 17 ] نجد أن الله يتعهد لداود بدوام الملك في ذريته إذ يقول كاتب السفر : " 17 لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: لاَ يَنْقَطِعُ لِدَاوُدَ إِنْسَانٌ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ"
ثم بعدها بقريب يذكر كاتب السفر أن الله ينقض عهده مع داود ، يقول كاتب السفر :
21 فَإِنَّ عَهْدِي أَيْضًا مَعَ دَاوُدَ عَبْدِي يُنْقَضُ، فَلاَ يَكُونُ لَهُ ابْنٌ مَالِكًا عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَمَعَ اللاَّوِيِّينَ الْكَهَنَةِ .
المثال السادس : في سفر [ العدد : 36 :2ـ 7 ] يتكلم كاتب السفر عن أن الله قضى بالميراث للإناث حين يعدم الذكر ، فشكى باقي السبط ( وهم هنا سبط يوسف .أخوات صلفحاد ) أن بهذا الحكم ستتحول الأموال من سبطٍ إلى سبط آخر ، فتنبه الربّ لهذا الخطأ ، وغير قوله . وحرم الميراث على الأنثى إذا تزوجت خارج السبط كي لا يذهب مالُ سبطٍ إلى سبطٍ آخر .
المثال السابع : ما سبق يناقض و يتنافى مع : سفر العدد ( 23 : 19 ) " 19 لَيْسَ اللهُ إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ، وَلاَ ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَلْ يَقُولُ وَلاَ يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلَّمُ وَلاَ يَفِي؟ "
فلا أدري أيهم يكذب ؟!
من قال بأن ( الرب ) جاهل لا يعرف مآلات الأمور ومن ثم يندم ، وحكى قصصا من ندمه ، أم هذا الأخير الذي ينفي عن ( الرب ) الندم والكذب ؟!
هو الكذب ، وهو التخبط ، يرد بعضه بعضا .
? ثانيا : الأحكام المتروكة مع عدم وجود علّة للترك .
عندهم حدود تجاهلوها بلا سبب ، حصل التجاهل بلا سبب ظاهر . وأعدد قليلا من تلك الحدود التي أهملت عندهم .
المثال الأول : حد السارق .
في الكتاب ( المقدس ) حدُّ السارق هو القتل . ورد ذلك في أكثر من مكان . منها :
[ الخروج : 22 : 2 ] يقول كاتب السفر : " إِنْ وُجِدَ السَّارِقُ وَهُوَ يَنْقُبُ، فَضُرِبَ وَمَاتَ، فَلَيْسَ لَهُ دَمٌ ".
و[ التثنية :24 : 7 ] يقول كاتب السفر : «إِذَا وُجِدَ رَجُلٌ قَدْ سَرَقَ نَفْسًا مِنْ إِخْوَتِهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَاسْتَرَقَّهُ وَبَاعَهُ، يَمُوتُ ذلِكَ السَّارِقُ، فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ."
و[ زكريا : 5 : 3 ] [ فَتَدْخُلُ بَيْتَ السَّارِقِ وَبَيْتَ الْحَالِفِ بِاسْمِي زُورًا، وَتَبِيتُ فِي وَسَطِ بَيْتِهِ وَتُفْنِيهِ مَعَ خَشَبِهِ وَحِجَارَتِهِ ]
هذا حد السارق عندهم .. القتل .. ويعترضون على قطع اليد عندنا ، والمراد هنا أن هذا حدُّ متروك ، ولماذا هو متروك ؟
لأنهم اتخذوا أحبارهم ورهبانهم من دون الله . أحلوا لهم الحرام فأحلوه ،وحرّموا عليهم الحلال فحرّموه .
المثال الثاني : عقوبة عقوق الوالدين عند النصارى .
في سفر [ التثنية : 21 : 18 ـ 21 ] يقول كاتب السفر :
«إِذَا كَانَ لِرَجُل ابْنٌ مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لاَ يَسْمَعُ لِقَوْلِ أَبِيهِ وَلاَ لِقَوْلِ أُمِّهِ، وَيُؤَدِّبَانِهِ فَلاَ يَسْمَعُ لَهُمَا.
19 يُمْسِكُهُ أَبُوهُ وَأُمُّهُ وَيَأْتِيَانِ بِهِ إِلَى شُيُوخِ مَدِينَتِهِ وَإِلَى بَابِ مَكَانِهِ،
20 وَيَقُولاَنِ لِشُيُوخِ مَدِينَتِهِ: ابْنُنَا هذَا مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لاَ يَسْمَعُ لِقَوْلِنَا، وَهُوَ مُسْرِفٌ وَسِكِّيرٌ.
21 فَيَرْجُمُهُ جَمِيعُ رِجَالِ مَدِينَتِهِ بِحِجَارَةٍ حَتَّى يَمُوتَ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ، وَيَسْمَعُ كُلُّ إِسْرَائِيلَ وَيَخَافُونَ.
لماذا لا يطبقون هذا الحد الآن ؟
لأنهم اتخذوا أحبارهم ورهبانهم من دون الله . أحلوا لهم الحرام فأحلوه ،وحرّموا عليهم الحلال فحرّموه .
? المثال الثالث :حد الزاني .
في سفر [ اللاويين : 21 : 9 ] يقول كاتب السفر : " 9 وَإِذَا تَدَنَّسَتِ ابْنَةُ كَاهِنٍ بِالزِّنَى فَقَدْ دَنَّسَتْ أَبَاهَا . بِالنَّارِ تُحْرَقُ."
وفي سفر [ التكوين : 38 ] يحكي كاتب السفر في هذا الإصحاح أن ( يهوذا ) زنى بامرأة لقاء "جَدْيَ مِعْزَى مِنَ الْغَنَمِ " كما يقول كاتب السفر . وحملت منه ، وفي شهرها الثالث علم جيرانها أنها زانية ، ولم يعلموا أن الذي زنى بها هو يهوذا ، فذهبوا إليه وأخبروه بخبرها فأمر بإحراقها كما يقول كاتب السفر :
24 وَلَمَّا كَانَ نَحْوُ ثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ، أُخْبِرَ يَهُوذَا وَقِيلَ لَهُ: «قَدْ زَنَتْ ثَامَارُ كَنَّتُكَ، وَهَا هِيَ حُبْلَى أَيْضًا مِنَ الزِّنَا». فَقَالَ يَهُوذَا: «أَخْرِجُوهَا فَتُحْرَقَ».
والسؤال : لماذا تركوا هذا الحد الآن ؟ لم لم يطبقوه ؟
لأنهم اتخذوا أحبارهم ورهبانهم من دون الله . أحلوا لهم الحرام فأحلوه ،وحرّموا عليهم الحلال فحرّموه .
? المثال الرابع : حد اللعان ( شريعة الغيرة )
1 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً:
12 «كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: إِذَا زَاغَتِ امْرَأَةُ رَجُل وَخَانَتْهُ خِيَانَةً،
13 وَاضْطَجَعَ مَعَهَا رَجُلٌ اضْطِجَاعَ زَرْعٍ، وَأُخْفِيَ ذلِكَ عَنْ عَيْنَيْ رَجُلِهَا، وَاسْتَتَرَتْ وَهِيَ نَجِسَةٌ وَلَيْسَ شَاهِدٌ عَلَيْهَا، وَهِيَ لَمْ تُؤْخَذْ،
14 فَاعْتَرَاهُ رُوحُ الْغَيْرَةِ وَغَارَ عَلَى امْرَأَتِهِ وَهِيَ نَجِسَةٌ، أَوِ اعْتَرَاهُ رُوحُ الْغَيْرَةِ وَغَارَ عَلَى امْرَأَتِهِ وَهِيَ لَيْسَتْ نَجِسَةً،
15 يَأْتِي الرَّجُلُ بَامْرَأَتِهِ إِلَى الْكَاهِنِ، وَيَأْتِي بِقُرْبَانِهَا مَعَهَا: عُشْرِ الإِيفَةِ مِنْ طَحِينِ شَعِيرٍ، لاَ يَصُبُّ عَلَيْهِ زَيْتًا وَلاَ يَجْعَلُ عَلَيْهِ لُبَانًا، لأَنَّهُ تَقْدِمَةُ غَيْرَةٍ، تَقْدِمَةُ تَذْكَارٍ تُذَكِّرُ ذَنْبًا.
16 فَيُقَدِّمُهَا الْكَاهِنُ وَيُوقِفُهَا أَمَامَ الرَّبِّ،
17 وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ مَاءً مُقَدَّسًا فِي إِنَاءِ خَزَفٍ، وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ مِنَ الْغُبَارِ الَّذِي فِي أَرْضِ الْمَسْكَنِ وَيَجْعَلُ فِي الْمَاءِ،
18 وَيُوقِفُ الْكَاهِنُ الْمَرْأَةَ أَمَامَ الرَّبِّ، وَيَكْشِفُ رَأْسَ الْمَرْأَةِ، وَيَجْعَلُ فِي يَدَيْهَا تَقْدِمَةَ التَّذْكَارِ الَّتِي هِيَ تَقْدِمَةُ الْغَيْرَةِ، وَفِي يَدِ الْكَاهِنِ يَكُونُ مَاءُ اللَّعْنَةِ الْمُرُّ.
19 وَيَسْتَحْلِفُ الْكَاهِنُ الْمَرْأَةَ وَيَقُولُ لَهَا: إِنْ كَانَ لَمْ يَضْطَجعْ مَعَكِ رَجُلٌ، وَإِنْ كُنْتِ لَمْ تَزِيغِي إِلَى نَجَاسَةٍ مِنْ تَحْتِ رَجُلِكِ، فَكُونِي بَرِيئَةً مِنْ مَاءِ اللَّعْنَةِ هذَا الْمُرِّ.
20 وَلكِنْ إِنْ كُنْتِ قَدْ زُغْتِ مِنْ تَحْتِ رَجُلِكِ وَتَنَجَّسْتِ، وَجَعَلَ مَعَكِ رَجُلٌ غَيْرُ رَجُلِكِ مَضْجَعَهُ.
21 يَسْتَحْلِفُ الْكَاهِنُ الْمَرْأَةَ بِحَلْفِ اللَّعْنَةِ، وَيَقُولُ الْكَاهِنُ لِلْمَرْأَةِ: يَجْعَلُكِ الرَّبُّ لَعْنَةً وَحَلْفًا بَيْنَ شَعْبِكِ، بِأَنْ يَجْعَلَ الرَّبُّ فَخْذَكِ سَاقِطَةً وَبَطْنَكِ وَارِمًا.
22 وَيَدْخُلُ مَاءُ اللَّعْنَةِ هذَا فِي أَحْشَائِكِ لِوَرَمِ الْبَطْنِ، وَلإِسْقَاطِ الْفَخْذِ. فَتَقُولُ الْمَرْأَةُ: آمِينَ، آمِينَ.
23 وَيَكْتُبُ الْكَاهِنُ هذِهِ اللَّعْنَاتِ فِي الْكِتَابِ ثُمَّ يَمْحُوهَا فِي الْمَاءِ الْمُرِّ،
24 وَيَسْقِي الْمَرْأَةَ مَاءَ اللَّعْنَةِ الْمُرَّ، فَيَدْخُلُ فِيهَا مَاءُ اللَّعْنَةِ لِلْمَرَارَةِ.
25 وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ مِنْ يَدِ الْمَرْأَةِ تَقْدِمَةَ الْغَيْرَةِ، وَيُرَدِّدُ التَّقْدِمَةَ أَمَامَ الرَّبِّ وَيُقَدِّمُهَا إِلَى الْمَذْبَحِ.
26 وَيَقْبِضُ الْكَاهِنُ مِنَ التَّقْدِمَةِ تَذْكَارَهَا وَيُوقِدُهُ عَلَى الْمَذْبَحِ، وَبَعْدَ ذلِكَ يَسْقِي الْمَرْأَةَ الْمَاءَ.
27 وَمَتَى سَقَاهَا الْمَاءَ، فَإِنْ كَانَتْ قَدْ تَنَجَّسَتْ وَخَانَتْ رَجُلَهَا، يَدْخُلُ فِيهَا مَاءُ اللَّعْنَةِ لِلْمَرَارَةِ، فَيَرِمُ بَطْنُهَا وَتَسْقُطُ فَخْذُهَا، فَتَصِيرُ الْمَرْأَةُ لَعْنَةً فِي وَسَطِ شَعْبِهَا.
28 وَإِنْ لَمْ تَكُنِ الْمَرْأَةُ قَدْ تَنَجَّسَتْ بَلْ كَانَتْ طَاهِرَةً، تَتَبَرَّأُ وَتَحْبَلُ بِزَرْعٍ.
29 «هذِهِ شَرِيعَةُ الْغَيْرَةِ، إِذَا زَاغَتِ امْرَأَةٌ مِنْ تَحْتِ رَجُلِهَا وَتَنَجَّسَتْ،
هل يطبق هذا الآن ؟ أو هل تسمع به ؟
هل يوجد نص يبطل هذا النص ؟
لا يوجد ، أو أنهم أدركوا أن هذا نوع من الخرافات فتركوه ، دون أن يتكلموا .
? المثال الخامس : حد القتل .
16 «إِنْ ضَرَبَهُ بِأَدَاةِ حَدِيدٍ فَمَاتَ، فَهُوَ قَاتِلٌ. إِنَّ الْقَاتِلَ يُقْتَلُ.
17 وَإِنْ ضَرَبَهُ بِحَجَرِ يَدٍ مِمَّا يُقْتَلُ بِهِ فَمَاتَ، فَهُوَ قَاتِلٌ. إِنَّ الْقَاتِلَ يُقْتَلُ.
18 أَوْ ضَرَبَهُ بِأَدَاةِ يَدٍ مِنْ خَشَبٍ مِمَّا يُقْتَلُ بِهِ، فَهُوَ قَاتِلٌ. إِنَّ الْقَاتِلَ يُقْتَلُ.
19 وَلِيُّ الدَّمِ يَقْتُلُ الْقَاتِلَ. حِينَ يُصَادِفُهُ يَقْتُلُهُ.
20 وَإِنْ دَفَعَهُ بِبُغْضَةٍ أَوْ أَلْقَى عَلَيْهِ شَيْئًا بِتَعَمُّدٍ فَمَاتَ،
21 أَوْ ضَرَبَهُ بِيَدِهِ بِعَدَاوَةٍ فَمَاتَ، فَإِنَّهُ يُقْتَلُ الضَّارِبُ لأَنَّهُ قَاتِلٌ. وَلِيُّ الدَّمِ يَقْتُلُ الْقَاتِلَ حِينَ يُصَادِفُهُ.
وفي ذات السياق بعد هذا بقليل :
29 «فَتَكُونُ هذِهِ لَكُمْ فَرِيضَةَ حُكْمٍ إِلَى أَجْيَالِكُمْ فِي جَمِيعِ مَسَاكِنِكُمْ.
لاحظ يقول : فريضة أبدية ، وهم الآن لا يقتلون القاتل . أين النص الذي يبطل هذه الشريعة ؟
لم تركوه ؟
لأنهم اتخذوا أحبارهم ورهبانهم من دون الله . أحلوا لهم الحرام فأحلوه ،وحرّموا عليهم الحلال فحرّموه .
? المثال السادس : الثور النطاح .
في سفر [ الخروج : 21 : 28 ] هذا الكلام ، يقول كاتب السفر :
28 «وَإِذَا نَطَحَ ثَوْرٌ رَجُلاً أَوِ امْرَأَةً فَمَاتَ، يُرْجَمُ الثَّوْرُ وَلاَ يُؤْكَلُ لَحْمُهُ. وَأَمَّا صَاحِبُ الثَّوْرِ فَيَكُونُ بَرِيئًا.
29 وَلكِنْ إِنْ كَانَ ثَوْرًا نَطَّاحًا مِنْ قَبْلُ، وَقَدْ أُشْهِدَ عَلَى صَاحِبِهِ وَلَمْ يَضْبِطْهُ، فَقَتَلَ رَجُلاً أَوِ امْرَأَةً، فَالثَّوْرُ يُرْجَمُ وَصَاحِبُهُ أَيْضًا يُقْتَلُ.
لا أجد ما أعلق به ، غير أن أقول أنه كلام فارغ ، سكتوا عنه وكتموه ، ربما حياءً وخزيا ، مع أنه ( مقدس ) !!
? المثال السابع : تطبيق الشريعة
أوصى العهد القديم بتطبيق الشريعة ،[ الأمثال : 28 : 4 ] " 4 تَارِكُو الشَّرِيعَةِ يَمْدَحُونَ الأَشْرَارَ، وَحَافِظُو الشَّرِيعَةِ يُخَاصِمُونَهُمْ.
في سفر [ التثنية : 29 :29 ] ، وبعد سرد عدد من الشرائع يقول كاتب السفر : 29 السَّرَائِرُ لِلرَّبِّ إِلهِنَا، وَالْمُعْلَنَاتُ لَنَا وَلِبَنِينَا إِلَى الأَبَدِ، لِنَعْمَلَ بِجَمِيعِ كَلِمَاتِ هذِهِ الشَّرِيعَةِ.
وهي آخر فقرة في السفر ، وهذا يعني أنه تأكيد على ما مضى من شرائع ، ومعناها عندنا لنا الظاهر والله يتولى السرائر .
وفي سفر [ الملوك الثاني : 17 : 37 ] " وَاحْفَظُوا الْفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ وَالشَّرِيعَةَ وَالْوَصِيَّةَ الَّتِي كَتَبَهَا لَكُمْ لِتَعْمَلُوا بِهَا كُلَّ الأَيَّامِ، وَلاَ تَتَّقُوا آلِهَةً أُخْرَى."
[ التثنية : 17 :18 ـ 20 ] 18 وَعِنْدَمَا يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ مَمْلَكَتِهِ، يَكْتُبُ لِنَفْسِهِ نُسْخَةً مِنْ هذِهِ الشَّرِيعَةِ فِي كِتَابٍ مِنْ عِنْدِ الْكَهَنَةِ اللاَّوِيِّينَ.
وفي نهاية الإصحاح يختم قائلا :
" 19 فَتَكُونُ مَعَهُ، وَيَقْرَأُ فِيهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ، لِكَيْ يَتَعَلَّمَ أَنْ يَتَّقِيَ الرَّبَّ إِلهَهُ وَيَحْفَظَ جَمِيعَ كَلِمَاتِ هذِهِ الشَّرِيعَةِ وَهذِهِ الْفَرَائِضَ لِيَعْمَلَ بِهَا."فَتَكُونُ مَعَهُ، وَيَقْرَأُ فِيهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ، لِكَيْ يَتَعَلَّمَ أَنْ يَتَّقِيَ الرَّبَّ إِلهَهُ وَيَحْفَظَ جَمِيعَ كَلِمَاتِ هذِهِ الشَّرِيعَةِ وَهذِهِ الْفَرَائِضَ لِيَعْمَلَ بِهَا،
20 لِئَلاَّ يَرْتَفِعَ قَلْبُهُ عَلَى إِخْوَتِهِ، وَلِئَلاَّ يَحِيدَ عَنِ الْوَصِيَّةِ يَمِينًا أَوْ شِمَالاً. لِكَيْ يُطِيلَ الأَيَّامَ عَلَى مَمْلَكَتِهِ هُوَ وَبَنُوهُ فِي وَسَطِ إِسْرَائِيلَ.
يأمر من يتولى الملك بتطبيق الشريعة ، ويجعل ذلك سببا في الحفاظ على الملك .
وفي [ الأمثال : 28 ] :نجد هذه الكلمات التي تحض على حفظ الشريعة وتبين مكانة حافظها :
7 اَلْحَافِظُ الشَّرِيعَةَ هُوَ ابْنٌ فَهِيمٌ، وَصَاحِبُ الْمُسْرِفِينَ يُخْجِلُ أَبَاهُ.
9مَنْ يُحَوِّلُ أُذْنَهُ عَنْ سَمَاعِ الشَّرِيعَةِ، فَصَلاَتُهُ أَيْضًا مَكْرَهَةٌ.
وفي [ الأمثال : 29 : 18 ] : 18 أَمَّا حَافِظُ الشَّرِيعَةِ فَطُوبَاهُ.
وفي [ إشعيا : 8 : 20 ] 0 إِلَى الشَّرِيعَةِ وَإِلَى الشَّهَادَةِ. إِنْ لَمْ يَقُولُوا مِثْلَ هذَا الْقَوْلِ فَلَيْسَ لَهُمْ فَجْرٌ!
وفي [ إشعيا : 24 : 5 ] وَالأَرْضُ تَدَنَّسَتْ تَحْتَ سُكَّانِهَا لأَنَّهُمْ تَعَدَّوْا الشَّرَائِعَ، غَيَّرُوا الْفَرِيضَةَ، نَكَثُوا الْعَهْدَ الأَبَدِيَّ.
وفي [ زكريا 7 : 12 ] 12 بَلْ جَعَلُوا قَلْبَهُمْ مَاسًا لِئَلاَّ يَسْمَعُوا الشَّرِيعَةَ وَالْكَلاَمَ الَّذِي أَرْسَلَهُ رَبُّ الْجُنُودِ بِرُوحِهِ عَنْ يَدِ الأَنْبِيَاءِ الأَوَّلِينَ. فَجَاءَ غَضَبٌ عَظِيمٌ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْجُنُودِ.
وفي [ صفنيا : 3 : 4 ] أَنْبِيَاؤُهَا مُتَفَاخِرُونَ أَهْلُ غُدْرَاتٍ. كَهَنَتُهَا نَجَّسُوا الْقُدْسَ، خَالَفُوا الشَّرِيعَةَ.
وفي [ ملاخي 2 : 9 ] 9 فَأَنَا أَيْضًا صَيَّرْتُكُمْ مُحْتَقَرِينَ وَدَنِيئِينَ عِنْدَ كُلِّ الشَّعْبِ، كَمَا أَنَّكُمْ لَمْ تَحْفَظُوا طُرُقِي بَلْ حَابَيْتُمْ فِي الشَّرِيعَةِ».
أسأل لِمَ لمْ يحفظو الشريعة ؟
أين النص الناسخ لهذا النص ؟!
ولا نقبل الإجابة بأن هذا في العهد القديم ، فالمسيح يقول في موعظته الشهيرة على الجبل : 17 «لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ.
18 فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.
19 فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هكَذَا، يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ، فَهذَا يُدْعَى عَظِيمًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.
20 فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ. [ متى : 5 : 17ـ 20 ]
? ثالثا : نسخ تعاليم المسيح عليه السلام !!
?المثال الأول : تحريم الختان
أمر الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ بالختان ، هو وذريته ، أمراً أبدياً ، كما يقول كاتب سفر التكوين [ 17 : 13] : " يختتن ختاناً وليد بيتك والمبتاع بفضّتك فيكون عهدي في لحمكم عهداً أبدياً".
وبقي هذا الأمر كما هو حتى رفع الله المسيح ـ عليه السلام ـ ثم جاء بولس ونسخ حكم الله الأبدي بالاختتان .. حَرَّمَ عليهم الختان ، في رسالته إلى غلاطية [ 5 : 2،6 ]:
2هَا أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ خُتِنْتُمْ، لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً. ....
6فَفِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ ، لاَ نَفْعَ لِلْخِتَانِ وَلاَ لِعَدَمِ الْخِتَانِ ، بَلْ لِلإِيمَانِ الْعَامِلِ بِالْمَحَبَّةِ."
? تدرج بولس في تحريم الختان :
أحد العقلاء من العلماء ـ هو الشيخ رفاعي سرور حفظه الله ـ تتبع كلام بولس في الختان محللا ومعلقا ، فخرج بنتيجة مفادها أن العقلية اليهودية تؤمن بأن الذين يرثون الأرض من بعد أهلها هم الذين يختـتـنون ، لذا تسللوا للنصرانية وما زالوا بها حتى حرموا فيها الختان ، وها هم اليوم يحاولون مع الأمة الإسلامية كي لا تختتن وبالتالي يتخلف عنها وعد الله بالتمكين في الأرض ، هذا هو الطريق العام الذي سار فيه ( بولس ) بالأمس وهو يحرّف في النصرانية ويحرم فيها حكم الله الأبدي بالختان ، وهو ذات الطريق الذي يسير فيه الثائرون على الختان من المُعَمَمِين الغافلين ، والمغرضين الشهوانيين الذين يريدون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ، ولاحَظَ الشيخ رفاعي سرور ـ حفظه الله ـ أن بولس تدرج في تحريم الختان ، ولم يحرمه مرة واحدة . ودعني استرسل هنا قليلا ، وأعرض عليك ـ بتصرف بسيط ـ ملاحظات هذا الذكي التقي ـ أحسبه والله حسيبه ولا أزكي على الله أحداً من خلقه ـ فأنا أحتاج إليها في بحثي هذا فليس ثم خروج عن الموضوع : يقول الشيخ رفاعي سرور ـ حفظه الله ـ :
1ـ في البداية فسر بولس الختان بأنه العهد الذي أعطاه الله لإبراهيم :
ففي رسالته لرومية الإصحاح الرابع ما نصه :
11وَأَخَذَ عَلاَمَةَ الْخِتَانِ خَتْمًا لِبِرِّ الإِيمَانِ الَّذِي كَانَ فِي الْغُرْلَةِ، لِيَكُونَ أَبًا لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ وَهُمْ فِي الْغُرْلَةِ، كَيْ يُحْسَبَ لَهُمْ أَيْضًا الْبِرُّ.
12وَأَبًا لِلْخِتَانِ لِلَّذِينَ لَيْسُوا مِنَ الْخِتَانِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا يَسْلُكُونَ فِي خُطُوَاتِ إِيمَانِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ الَّذِي كَانَ وَهُوَ فِي الْغُرْلَةِ.
2ـ ثم غيّر هذا التفسير فقال :
13فَإِنَّهُ لَيْسَ بِالنَّامُوسِ كَانَ الْوَعْدُ لإِبْرَاهِيمَ أَوْ لِنَسْلِهِ أَنْ يَكُونَ وَارِثًا لِلْعَالَمِ، بَلْ بِبِرِّ الإِيمَانِ.
14لأَنَّهُ إِنْ كَانَ الَّذِينَ مِنَ النَّامُوسِ هُمْ وَرَثَةً، فَقَدْ تَعَطَّلَ الإِيمَانُ وَبَطَلَ الْوَعْدُ
3 ـ ثم راح بولس يبرر ختان إبراهيم و المسيح ـ عليهما السلام ـ فقال :
1فَمَاذَا نَقُولُ إِنَّ أَبَانَا إِبْرَاهِيمَ قَدْ وَجَدَ حَسَبَ الْجَسَدِ؟
2لأَنَّهُ إِنْ كَانَ إِبْرَاهِيمُ قَدْ تَبَرَّرَ بِالأَعْمَالِ فَلَهُ فَخْرٌ، وَلكِنْ لَيْسَ لَدَى اللهِ) [رومية : 4 : 1 ـ 2 ]
ويفسر ختان المسيح نفسه فيقول في رسالته إلى أهل رومية [ رومية: 8 : 15 ]
15 وَأَقُولُ: إِنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ قَدْ صَارَ خَادِمَ الْخِتَانِ ، مِنْ أَجْلِ صِدْقِ اللهِ، حَتَّى يُثَبِّتَ مَوَاعِيدَ الآبَاءِ.
4 ـ ثم كانت الخطوة التي بدأها بولس بعد ذلك للقضاء على الختان هي التسوية بين الختان والغرلة ، يحاول ذلك مستغلا تأخر إبراهيم في الختان ومدعيا أنه كان بارا بغير الختان كما كان بارا بالختان ، يقول في رسالته لأهل رومية الإصحاح الرابع : العدد 9 ، 10 .
9أَفَهذَا التَّطْوِيبُ هُوَ عَلَى الْخِتَانِ فَقَطْ أَمْ عَلَى الْغُرْلَةِ أَيْضًا؟ لأَنَّنَا نَقُولُ: إِنَّهُ حُسِبَ لإِبْرَاهِيمَ الإِيمَانُ بِرًّا
10 فَكَيْفَ حُسِبَ؟ أَوَ هُوَ فِي الْخِتَانِ أَمْ فِي الْغُرْلَةِ ؟ لَيْسَ فِي الْخِتَانِ، بَلْ فِي الْغُرْلَةِ!
5 ـ ثم يغلب حفظ وصايا الناموس على الختان في رسالته إلى كروننيوس الإصحاح السابع ما نصه: 19 : (( لَيْسَ الْخِتَانُ شَيْئًا، وَلَيْسَتِ الْغُرْلَةُ شَيْئًا، بَلْ حِفْظُ وَصَايَا اللهِ ))
ـ ويقول في رسالته إلى أهل رومية الإصحاح الثاني العدد 25 ، وما بعده ما نصه (
25فَإِنَّ الْخِتَانَ يَنْفَعُ إِنْ عَمِلْتَ بِالنَّامُوسِ. وَلكِنْ إِنْ كُنْتَ مُتَعَدِّيًا النَّامُوسَ، فَقَدْ صَارَ خِتَانُكَ غُرْلَةً! 26إِذًا إِنْ كَانَ الأَغْرَلُ يَحْفَظُ أَحْكَامَ النَّامُوسِ، أَفَمَا تُحْسَبُ غُرْلَتُهُ خِتَانًا؟
27وَتَكُونُ الْغُرْلَةُ الَّتِي مِنَ الطَّبِيعَةِ، وَهِيَ تُكَمِّلُ النَّامُوسَ، تَدِينُكَ أَنْتَ الَّذِي فِي الْكِتَابِ وَالْخِتَانِ تَتَعَدَّى النَّامُوسَ؟
28لأَنَّ الْيَهُودِيَّ فِي الظَّاهِرِ لَيْسَ هُوَ يَهُودِيًّا، وَلاَ الْخِتَانُ الَّذِي فِي الظَّاهِرِ فِي اللَّحْمِ خِتَانًا،
29بَلِ الْيَهُودِيُّ فِي الْخَفَاءِ هُوَ الْيَهُودِيُّ، وَخِتَانُ الْقَلْبِ بِالرُّوحِ لاَ بِالْكِتَابِ هُوَ الْخِتَانُ، الَّذِي مَدْحُهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ بَلْ مِنَ اللهِ)
6 ـ ثم في مرحلة متطورة إعتبر الختان مجرد صورة جسدية :
[رومية : 28 ـ 29 ] :
28لأَنَّ الْيَهُودِيَّ فِي الظَّاهِرِ لَيْسَ هُوَ يَهُودِيًّا، وَلاَ الْخِتَانُ الَّذِي فِي الظَّاهِرِ فِي اللَّحْمِ خِتَانًا
29بَلِ الْيَهُودِيُّ فِي الْخَفَاءِ هُوَ الْيَهُودِيُّ، وَخِتَانُ الْقَلْبِ بِالرُّوحِ لاَ بِالْكِتَابِ هُوَ الْخِتَانُ، الَّذِي مَدْحُهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ بَلْ مِنَ اللهِ)
ويقول في رسالته إلى أهل أغلاطية [ أغلاطية :6 :12ــ 15 ] :
12 جَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَعْمَلُوا مَنْظَرًا حَسَنًا فِي الْجَسَدِ، هؤُلاَءِ يُلْزِمُونَكُمْ أَنْ تَخْتَتِنُوا، لِئَلاَّ يُضْطَهَدُوا لأَجْلِ صَلِيبِ الْمَسِيحِ فَقَطْ.
13لأَنَّ الَّذِينَ يَخْتَتِنُونَ هُمْ لاَ يَحْفَظُونَ النَّامُوسَ، بَلْ يُرِيدُونَ أَنْ تَخْتَتِنُوا أَنْتُمْ لِكَيْ يَفْتَخِرُوا فِي جَسَدِكُمْ.
14وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ.
15 لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لَيْسَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئًا وَلاَ الْغُرْلَةُ ، بَلِ الْخَلِيقَةُ الْجَدِيدَةُ.)
7 ـ ثم في مرحلة أخرى تكلم بولس عن ( الختان القلبي)
( يَا قُسَاةَ الرِّقَابِ، وَغَيْرَ الْمَخْتُونِينَ بِالْقُلُوبِ وَالآذَانِ! أَنْتُمْ دَائِمًا تُقَاوِمُونَ الرُّوحَ الْقُدُسَ. كَمَا كَانَ آبَاؤُكُمْ كَذلِكَ أَنْتُمْ! ) [ أعمال الرسل :52 :7]
8 ـ ثم كان الهجوم على بطرس وبرنابا من أجل الختان الجسدي يقول في رسالته إلى أهل أغلاطية الإصحاح الثاني العدد الثامن وما بعده يقول :
8فَإِنَّ الَّذِي عَمِلَ فِي بُطْرُسَ لِرِسَالَةِ الْخِتَانِ عَمِلَ فِيَّ أَيْضًا لِلأُمَمِ.
9 فَإِذْ عَلِمَ بِالنِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لِي يَعْقُوبُ وَصَفَا وَيُوحَنَّا، الْمُعْتَبَرُونَ أَنَّهُمْ أَعْمِدَةٌ، أَعْطَوْنِي وَبَرْنَابَا يَمِينَ الشَّرِكَةِ لِنَكُونَ نَحْنُ لِلأُمَمِ، وَأَمَّا هُمْ فَلِلْخِتَانِ.
10غَيْرَ أَنْ نَذْكُرَ الْفُقَرَاءَ. وَهذَا عَيْنُهُ كُنْتُ اعْتَنَيْتُ أَنْ أَفْعَلَهُ.
11وَلكِنْ لَمَّا أَتَى بُطْرُسُ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ قَاوَمْتُهُ مُواجَهَةً، لأَنَّهُ كَانَ مَلُومًا.
12لأَنَّهُ قَبْلَمَا أَتَى قَوْمٌ مِنْ عِنْدِ يَعْقُوبَ كَانَ يَأْكُلُ مَعَ الأُمَمِ، وَلكِنْ لَمَّا أَتَوْا كَانَ يُؤَخِّرُ وَيُفْرِزُ نَفْسَهُ، خَائِفًا مِنَ الَّذِينَ هُمْ مِنَ الْخِتَانِ.
13 وَرَاءَى مَعَهُ بَاقِي الْيَهُودِ أَيْضًا، حَتَّى إِنَّ بَرْنَابَا أَيْضًا انْقَادَ إِلَى رِيَائِهِمْ!
14 لكِنْ لَمَّا رَأَيْتُ أَنَّهُمْ لاَ يَسْلُكُونَ بِاسْتِقَامَةٍ حَسَبَ حَقِّ الإِنْجِيلِ، قُلْتُ لِبُطْرُسَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ:«إِنْ كُنْتَ وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ تَعِيشُ أُمَمِيًّا لاَ يَهُودِيًّا، فَلِمَاذَا تُلْزِمُ الأُمَمَ أَنْ يَتَهَوَّدُوا؟»
15نَحْنُ بِالطَّبِيعَةِ يَهُودٌ وَلَسْنَا مِنَ الأُمَمِ خُطَاةً، ))
9 ـ ثم كانت الخطوة الأخيرة وهي الهجوم على الختان الجسدي وتحريمه.يقول :
في رسالته إلى أهل أغلاطية الإصحاح الخامس العدد 2 (2 هَا أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئًا! ) انتهى كلام الشيخ حفظه الله .
? لماذا هذا الاسترسال .. لماذا ذكر تدرج بولس هذا في تحريم الختان ؟
أمر الختان عظيم ، فهو حكم أبدي صريح في العهد القديم ، وقد اختتم الأنبياء كلهم ومنهم المسيح ـ عليه السلام ـ وتحريمه يمثل نقلة قوية للمخاطبين من معتنقي النصرانية ، لن يقبلوها بسهولة ، وربما ثاروا على من تكلم بها ، ولذا كان لابد من التدرج ، حتى يقبل الناس الأمر . وهنا يمكن القول أن كلام بولس المتأخر ناسخ لكلامه المتقدم . أليس كذلك ؟
هو كذلك .
هذه واحدة .
والثانية : أن التدرج في التشريع موجود عندهم .. يعرفوه .. ولا أدري لماذا يعترضون عليه عندنا ؟!
بولس وهو يغير الشريعة ، راع حال الناس ، فتدرج معهم ، وهدفه النهائي ( تحريم الختان ) كان معلوما عند نفسه من البداية ، ومثل هذا في الشريعة عندنا ، كثير من التشريعات جاءت بالتدريج ، مراعاة لحال الناس ، وليس جهلا من المشرِّع سبحانه وعز وجل .
فلا أدري لم قبلوا تدرج بولس في باطله ، وكرهوا تدرج الشريعة عندنا ؟!
المثال الثاني : إباحة الخمر
الخمر : اللاويين [ 10 :9 ]
9 «خَمْرًا وَمُسْكِرًا لاَ تَشْرَبْ أَنْتَ وَبَنُوكَ مَعَكَ عِنْدَ دُخُولِكُمْ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لِكَيْ لاَ تَمُوتُوا. فَرْضًا دَهْرِيًّا فِي أَجْيَالِكُمْ
وبولس يقول في رسالته الأولى إلى تيموثوس [ 5 : 23]
23 لاَ تَكُنْ فِي مَا بَعْدُ شَرَّابَ مَاءٍ، بَلِ اسْتَعْمِلْ خَمْرًا قَلِيلاً مِنْ أَجْلِ مَعِدَتِكَ وَأَسْقَامِكَ الْكَثِيرَةِ.
إباحة أكل الخنزير
بولس هو الذي أباح لحم الخنزير ، وقبله لم يكن لحم الخنزير مباحا . فنصوص الكتاب ( المقدس ) بالعهد القديم تنص بوضوح على تحريم أكل لحم الخنزير يقول كاتب سفر اللاويين [11 : 7 – 8] : " والخنزير . لأنه يشق ظلفاً ويقسمه ظلفين لكنه لا يجتر . فهو نجس لكم . من لحمها لا تأكلوا وجثثها لا تلمسوا . إنها نجسة لكم ").
ثم جاء بولس ورفع نجاسة الخنزير ومن ثم أبيح أكله ، يقول في رسالته إلى تيطس [ 1 : 15] " عِنْدَ الطَّاهِرِينَ، كُلُّ شَيْءٍ طَاهِرٌ. أَمَّا عِنْدَ النَّجِسِينَ وَغَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَمَا مِنْ شَيْءٍ طَاهِرٍ، بَلْ إِنَّ عُقُولَهُمْ وَضَمَائِرَهُمْ أَيْضاً قَدْ صَارَتْ نَجِسَةً . "
وفي رسالته الأولى إلى أهل كرونثوس [ 6 : 12 ]، و [ 10 : 23 ] نجد هذه الجملة : «كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي»،
وفي رسالته إلى أهل كولوسي [ 2 :16 ] 16 فَلاَ يَحْكُمْ عَلَيْكُمْ أَحَدٌ فِي أَكْل أَوْ شُرْبٍ، أَوْ مِنْ جِهَةِ عِيدٍ أَوْ هِلاَل أَوْ سَبْتٍ"
فهذا بولس يحل ويحرم من عند نفسه . وينسخ الأحكام برأيه .
قد يقول قائل أن بولس لا يتكلم من عند نفسه كما تدعي عليه ، وإنما من عند المسيح ، فهو عالم من المسيح كما يصرح في النصَّ أعلاه .
أقول هذا هو ، بولس رفع المسيح إله ونصبَّ نفسه رسولا إليكم ، فهو رسولكم الحقيقي ، وما أنتم عليه هو دين بولس لا دين المسيح عليه السلام ، وقد دخل مع بولس رسل أخرى جاءوا بعد ذلك ، أحلوا وحرموا باسم ( الرب ) . تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .
أحكام من عند أنفسهم لا دليل عليها :
ـ ميراث المرأة ليس له وجود في الكتاب المقدس. اللهم التي مرت بنا ونحن نتكلم عن بنات صلفاد ، وليست هي التي يعملون بها اليوم .
ـ والمسيحة اليوم لا تعترف بالتعدد ، وهذه من رأسها ، لا نعرف لها أصلا في الكلام المنسوب للمسيح ـ عليه السلام ـ أو حتى في العهد القديم .
ـ والصيام الذي يصوموه أين دليلهم عليه من الكتاب ( المقدس ) ؟ لا يوجد .
ـ تحريم الزواج على الرهبان .
ـ التثليث ، تحديداً ألوهية المسيح ـ عليه السلام ـ ، والروح القدس ، ظهر أول ما ظهر على يد ترتليان ، في القرن الثالث الهجري ، وأصبح عقيدة رسمية في عام 381 م ، وليس له ذكر حتى في قرارات مجمع نيقية 325 م .
النسخ في الأحكام
النسخ في الأحكام موجود عند أهل الكتاب في العهد القديم والعهد الجديد ، وهذه بعض الأمثلة.
المثال الأول : إباحة زواج الأخت في أبناء آدم الأُول ثم تحريمه بعد ذلك .
وهو موجود عندنا كما هو موجود عند النصارى أيضا ، ولم يحرم زواج الأخ من الأخت عندهم إلا في عهد موسى عليه السلام ـ بزعمهم ـ فقد تزوج إبراهيم ـ عليه السلام ـ من أخته سارة ـ ، كما في سفر [ التكوين 20 : 12] يقول كاتب السفر على لسان موسى عليه السلام : " وَهِيَ بِالْحَقِيقَةِ أُخْتِي، ابْنَةُ أَبِي، غَيْرَ أَنَّهَا لَيْسَتْ ابْنَةَ أُمِّي فَاتَّخَذْتُهَا زَوْجَةً لِي ) .
وتم تحريم نكاح الأخت في شريعة موسى عليه السلام فجاء في ( اللاويين 18 : 9 " لاَ تَتَزَوَّجْ أُخْتَكَ بِنْتَ أَبِيكَ، أَوْ بِنْتَ أُمِّكَ، سَوَاءٌ وُلِدَتْ فِي الْبَيْتِ أَمْ بَعِيداً عَنْه)
وجاء في نفس السفر في مكان آخر [ 20 : 17 ] يقول كاتب السفر : " إِذَا تَزَوَّجَ رَجُلٌ أُخْتَهُ، ابْنَةَ أَبِيهِ أَوِ ابْنَةَ أُمِّهِ، فَذَلِكَ عَارٌ، وَيَجِبُ أَنْ يُسْتَأْصَلاَ عَلَى مَشْهَدٍ مِنْ أَبْنَاءِ شَعْبِهِ،)
المثال الثاني : الجمع بين الأختين كان مباحا عندهم ، وقد تزوج يعقوب عليه السلام ـ وهو إسرائيل ـ من أختين ، جاء ذلك في سفر التكوين [29 : 15- 35] وحرّم بعد ذلك ، كما في سفر اللاويين[ 18 :18 ] ، يقول كاتب السفر : " لاَ تَتَزَوَّجِ امْرَأَةً عَلَى أُخْتِهَا لِتَكُونَ ضَرَّةً مَعَهَا فِي أَثْنَاءِ حَيَاةِ زَوْجَتِكَ.").
المثال الثالث : أباح الله الطلاق في شريعة موسى ـ عليه السلام ـ ، وأباح للمطلقة أن تتزوج . في سفر [ التثنية 24 : 1-3 ] يقول كاتب السفر : " إِذَا تَزَوَّجَ رَجُلٌ مِنْ فَتَاةٍ وَلَمْ تَرُقْ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ لأَنَّهُ اكْتَشَفَ فِيهَا عَيْباً مَا، وَأَعْطَاهَا كِتَابَ طَلاقٍ وَصَرَفَهَا مِنْ بَيْتِهِ، 2فَتَزَوَّجَتْ مِنْ رَجُلٍ آخَرَ بَعْدَ أَنْ أَصْبَحَتْ طَلِيقَةً، 3ثُمَّ كَرِهَهَا الزَّوْجُ الثَّانِي وَسَلَّمَهَا كِتَابَ طَلاقٍ وَصَرَفَهَا مِنْ بَيْتِهِ"
وقد نسخ السيد المسيح ـ بزعمهم ـ الطلاق إلا بعلّة الزنا ، وأعلن أن من يتزوج مطلقة فقد زنى !! ، هذا وهم يقولون أن المسيح ـ عليه السلام ـ جاء متمم للعهد القديم ، ولم يأت ناقض له .
والشاهد أن هذه حالة من النسخ لشرائع وأحكام العهد القديم .
في [ متى 5 : 31ـ 32 ] يقول الكاتب : " وَقِيلَ أَيْضاً: مَنْ طَلَّقَ زَوْجَتَهُ، فَلْيُعْطِهَا وَثِيقَةَ طَلاَقٍ. 32أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَنْ طَلَّقَ زَوْجَتَهُ لِغَيْرِ عِلَّةِ الزِّنَى، فَهُوَ يَجْعَلُهَا تَرْتَكِبُ الزِّنَى. وَمَنْ تَزَوَّجَ بِمُطَلَّقَةٍ، فَهُوَ يَرْتَكِبُ الزِّنَى."
وفي [ متى : 19] يقول الكاتب : " 7فَسَأَلُوهُ: «فَلِمَاذَا أَوْصَى مُوسَى بِأَنْ تُعْطَى الزَّوْجَةُ وَثِيقَةَ طَلاَقٍ فَتُطَلَّقُ؟» ,8 أَجَابَ: «بِسَبَبِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ، سَمَحَ لَكُمْ مُوسَى بِتَطْلِيقِ زَوْجَاتِكُمْ. وَلَكِنَّ الأَمْرَ لَمْ يَكُنْ هَكَذَا مُنْذُ الْبَدْءِ. 9وَلَكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ الَّذِي يُطَلِّقُ زَوْجَتَهُ لِغَيْرِ عِلَّةِ الزِّنَى، وَيَتَزَوَّجُ بِغَيْرِهَا، فَإِنَّهُ يَرْتَكِبُ الزِّنَى. وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ، يَرْتَكِبُ الزِّنَى». )
ومن النص السابق يتضح أن الطلاق لم يكن موجودا"في البداية , ثم تم إقراره أيام موسى عليه السلام , ثم تم إلغاؤه بأقوال السيد المسيح !!. نسخ على نسخ .
المثال الرابع : لم يدعُ المسيح ـ عليه السلام ـ إلا اليهود فقط ، وكان يقول « لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ» ([ متى 15 : 24] ، وأمر المسيح ـ عليه السلام ـ من أرسلهم من الحواريين أن لا يدعوا إلا بني إسرائيل فقال :
" هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6 بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّة " [متى 10 : 5 ـ 6 ]
والذين جاءوا من بعده نسبوا إليه القول بأن النصرانية ديانة لجميع الأمم ،وذلك قولهم على لسان متى [ 28 : 19 ] " فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأمم "
وما يعنينا هنا هو أن الأحكام تنسخ .. تتغير . وهذا واحد منها .
المثال الخامس : عقوبة من تمسه الشياطين
[ اللاويين : 20 : 27 ] : «وَإِذَا كَانَ فِي رَجُل أَوِ امْرَأَةٍ جَانٌّ أَوْ تَابِعَةٌ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. بِالْحِجَارَةِ يَرْجُمُونَهُ. دَمُهُ عَلَيْهِ»."
ما ذنبه ؟ لا أدري ، ولا إخالهم يدرون .
ونجد في العهد الجديد أن يسوع ( المسيح ) نسخ هذا الحكم وكان يخرج الشياطين .
المثال السادس رجم الزاني : في العهد القديم ( شريعة موسى ) أن العهد الزاني المحصن يرجم ، وهم يقولون أن المسيح جاءوا له بامرأة وقالوا له إنها زانية فعفى عنها ولم يقم عليها حد الرجم :
[ يوحنا 8 :4، وما بعدها ]
4 قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ
5 وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟» .......َقَالَ لَهُمْ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!» ...... فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «ولاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضاً».
فهنا نسخ لحكم الله في الزاني المحصن .
وشيء آخر : قد مرّ بنا أن الزاني المحصن يحرق ، وهنا يقولون يرجم ، ولا ندري أنسخ أم لخبطة من الكَتَبَةِ . وكلامهما يشهد بصحة ما نقول وزيادة .هذا ما يعنينا هنا في هذا المقام .
وأختم بهذا المثال ، وبداية أعتذر نيابة عن الكتاب المقدس لما ورد فيه من ( قرف )
المثال السابع : أمر ( الرب ) شعب إسرائيل ومعهم حزقيال النبي ـ عليه السلام ـ بأن يأكلوا خراء الإنسان ثم بعد أن توسل واعتذر حزقيال ـ عليه السلام ـ نسخ ( الرب ) الحكم وأمره بأن يأكل هو ـ دون بني إسرائيل ـ خراء البقر ، وهذا الكلام صريح في سفر حزقيال الإصحاح الرابع ، يقول كاتب السفر :
12 وَتَأْكُلُ كَعْكاً مِنَ الشَّعِيرِ. عَلَى الْخُرْءِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الإِنْسَانِ تَخْبِزُهُ أَمَامَ عُيُونِهِمْ». 13وَقَالَ الرَّبُّ: هَكَذَا يَأْكُلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ خُبْزَهُمُ النَّجِسَ بَيْنَ الأُمَمِ الَّذِينَ أَطْرُدُهُمْ إِلَيْهِمْ». 14فَقُلْتُ: آهِ يَا سَيِّدُ الرَّبُّ, هَا نَفْسِي لَمْ تَتَنَجَّسْ. وَمِنْ صِبَايَ إِلَى الآنَ لَمْ آكُلْ مِيتَةً أَوْ فَرِيسَةً, وَلاَ دَخَلَ فَمِي لَحْمٌ نَجِسٌ».
15فَقَالَ لِي: اُنْظُرْ. قَدْ جَعَلْتُ لَكَ خِثْيَ الْبَقَرِ بَدَلَ خُرْءِ الإِنْسَانِ فَتَصْنَعُ خُبْزَكَ عَلَيْهِ».)
وهذا نسخ في الأحكام .
?وهذه جملة أحكام أخرى كانت ثم نسخت :
?ـ أُبيحَ لنوح عليه السلام بعد خروجه من السَّفينة أكل جميع الحيوانات ثم نُسِخ حِلُّ بعضها .
?ـ أُمِرَ إبراهيم بذبح ولده إسماعيل ثم نسخ قبل الفعل .
?ـ كان السبت معظما ، ثم ترك تعظيمه المسيح ـ عليه السلام ـ وعظم النصارى الأحد .
? الأعياد التي في النصرانية ، ومنها عيد ميلاد المسيح لا دليل عليها ، ولا إشارة لها في كتابهم
?قبول شهادة الرجل لنفسه ، وهذا ضد الناموس ، وضد ما تكلم به المسيح ، ومعلوم مشهور أن بولس لم يشهد له أحد ، وإنما تكلم من عند نفسه .
?النسخ في العقائد
وهنا أضرب بعض الأمثلة .
المثال الأول : نسخ العهد القديم :
اشتد المسيح ـ عليه السلام ـ في الأخذ على يد أتباعه أن يحفظوا العهد القديم ولا يضيعوه ، وتكلم في أكثر من مكان بذلك ، منها في [ متى : 5 : 17 ] 17 «لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ.
ومنها في : [ متى : 23 : 1ـ 3 ] حِينَئِذٍ خَاطَبَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَتَلاَمِيذَهُ
2 قَائِلاً:«عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ،
3 فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ، وَلكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا، لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ.
ومنها في : لوقا [ 10 : 25 ـ 28 ] :
25 وَإِذَا نَامُوسِيٌّ قَامَ يُجَرِّبُهُ قَائِلاً:«يَا مُعَلِّمُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟»
26 فَقَالَ لَهُ:«مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ. كَيْفَ تَقْرَأُ؟»
27 فَأَجَابَ وَقَالَ:«تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ».
28 فَقَالَ لَهُ:«بِالصَّوَابِ أَجَبْتَ. اِفْعَلْ هذَا فَتَحْيَا».
ويأتي بولس ويخالف المسيح ـ عليه السلام ـ ويبطل هذا كله :
في رسالته إلى العبرانيين [ 8 : 13 ]، تكلم في سياق أن الله شرّع لبني إسرائيل ( عهدا جديدا لاَ كَالْعَهْدِ الَّذِي عَمِلْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ يَوْمَ أَمْسَكْتُ بِيَدِهِمْ لأُخْرِجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ) يقول : 13 فَإِذْ قَالَ «جَدِيدًا» عَتَّقَ الأَوَّلَ. وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنْ الاضْمِحْلاَلِ.
العبرانيين [ 7 : 18 ] يقول : 18 فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضَعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا،
وفي رسالة بولس لأهل رومية [ 7 :6 ] 6 وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ تَحَرَّرْنَا مِنَ النَّامُوسِ"
وفي العبرانيين [ 10 :9 ] 9 يَنْزِعُ الأَوَّلَ لِكَيْ يُثَبِّتَ الثَّانِيَ. ، والأول هنا هو العهد القديم والثاني العهد الجديد .
وبعضهم يبهت حين تواجهه بهذا الكلام ،وبعضهم ( يتفلسف ) ويتكلم من تلقاء نفسه قائلا بأن بولس رفض شرائع العهد القديم فيما يتعلق بالذبائح فقط دون أن يرفضه جملة ؟
وهذا الكلام مرفوض ، ذلك أن بولس كما تقدم تطاول على العهد القديم ككل (يَنْزِعُ الأَوَّلَ لِكَيْ يُثَبِّتَ الثَّانِيَ ) (وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ تَحَرَّرْنَا مِنَ النَّامُوسِ") (إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضَعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا ) .
وإن سلمنا جدلا بأن بولس فقط رفض شرائع العهد القديم فيما يتعلق بالذبائح ، فهذا أيضا لا يقال ، ذلك لأن المسيح ـ عليه السلام ـ أقر شريعة موسى في الذبائح ، وأمر بها ، في
مرقص [ 1 :44 ]على لسان المسيح عليه السلام : وَقَالَ لَهُ:«انْظُرْ، لاَ تَقُلْ لأَحَدٍ شَيْئًا، بَلِ اذْهَبْ أَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِنِ وَقَدِّمْ عَنْ تَطْهِيرِكَ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى، شَهَادَةً لَهُمْ».
ورفض الشرائع في حد ذاته تعني التطاول على العهد القديم ، ويعني أن بولس نسخ العهد القديم أو نسخ في العهد القديم ، وهذه وتلك تكفي للدلالة على ما نحن بصدده ، وهو بيان أن عندهم ناسخ ومنسوخ في الأحكام بل وفي العقائد كما هو في هذا المثال .
.
المثال الثاني : رسالة المسيح كانت لبني إسرائيل .
أرسل المسيح عليه السلام ـ فقط لبني إسرائيل ، والذي عمم النصرانية وجعلها لجميع الأمم هو بولس ( شاول ) .
وَرَدَ في أكثر من مكان من الإنجيل على لسان المسيح ـ عليه السلام ـ أنه لم يرسل إلا لخراف بني إسرائيل الضالة . واسمع :
أمر المسيحُ ـ عليه السلام ـ التلاميذَ بأن لا يبشروا إلا في بني إسرائيل فقط ؛ في متى[ 10 : 5 ، 6 ] 5 هؤُلاَءِ الاثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً:«إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا، وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6 بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.
وفي [ متى : 15 : 21 ، 24 ] 21 ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَانْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَاءَ. 22 وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ قَائِلَةً:«ارْحَمْنِي، يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ! اِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدًّا». 23 فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ:«اصْرِفْهَا، لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!» 24 فَأَجَابَ وَقَالَ:«لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».
ولاحظ أن هذا من إمرأة من مدينة صور وصيدا ,وهي من أرض الشام ، وليست من بعيد .
وفي [ متى : 1 : 21 ] 21 فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».
وفي يوحنا [ 1 :11 ] نصٌ آخر صريح : "إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ"
ثم جاء بولس بعد ذلك ونسخ هذا الحكم ، وجعلها دعوة للأمم جميعا.
في أعمال الرسل [ 26 : 15 ـ 18 ] ، وهو يحكي قصة ظهور المسيح ـ عليه السلام له ـ وهي قصة مكذوبة ـ يقول :
15 فَقُلْتُ أَنَا: مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟ فَقَالَ: أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ.
16 وَلكِنْ قُمْ وَقِفْ عَلَى رِجْلَيْكَ لأَنِّي لِهذَا ظَهَرْتُ لَكَ، لأَنْتَخِبَكَ خَادِمًا وَشَاهِدًا بِمَا رَأَيْتَ وَبِمَا سَأَظْهَرُ لَكَ بِهِ،
17 مُنْقِذًا إِيَّاكَ مِنَ الشَّعْبِ وَمِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ أَنَا الآنَ أُرْسِلُكَ إِلَيْهِمْ،
18 لِتَفْتَحَ عُيُونَهُمْ كَيْ يَرْجِعُوا مِنْ ظُلُمَاتٍ إِلَى نُورٍ، وَمِنْ سُلْطَانِ الشَّيْطَانِ إِلَى اللهِ، حَتَّى يَنَالُوا بِالإِيمَانِ بِي غُفْرَانَ الْخَطَايَا وَنَصِيبًا مَعَ الْمُقَدَّسِينَ.
.
وهكذا بكل هذه البساطة تحولت المسيحية من ديانة خاصة ببني إسرائيل إلى ديانة لجميع الأمم .
المثال الثالث : النجاة بالأعمال أم بالإيمان ؟
واضح جداً من تعاليم المسيح عليه السلام أن النجاة كانت بالأعمال ، في متى [ 23 :3 ] 3 فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ.
وفي يوحنا [ 5 : 28، 29 ]
28 لاَ تَتَعَجَّبُوا مِنْ هذَا، فَإِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ،
29 فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ، وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ.
ومرَّ بنا أن المسيح عليه السلام ـ أمر أحدهم أن يذبح ويفعل ما كان يأمر به الناموس كي يتبرر من إثمه . مرقص [ 1 :44 ]: وَقَالَ لَهُ:«انْظُرْ، لاَ تَقُلْ لأَحَدٍ شَيْئًا، بَلِ اذْهَبْ أَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِنِ وَقَدِّمْ عَنْ تَطْهِيرِكَ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى، شَهَادَةً لَهُمْ».
ثم جاء بولس بعد ذلك وجعل النجاة على الإيمان لا على الأعمال ، في رسالة بولس إلى غلاطية الإصحاح الثالث ، يحاول بولس من تلقاء نفسه بلا دليل ، وبكلام مرسل يبرهن لمن يسمع له أن الناموس تعمل به كلية وإن فرطتَّ في شيء منه لحقتك لعنة ، وحيث أن الكل مفرط فإن كل من هم تحت الناموس ملعونين ، وبالتالي جاء المسيح ـ عليه السلام وصار لعنة من أجلهم ـ قبحه الله بكذبه وافترائه ـ وافتداهم من لعنة الناموس ـ التي تأتي بسبب تفريط في واحدة من أحكامه ـ وبالتالي صار البر والخلاص بالإيمان بيسوع المسيح ـ عليه السلام ـ . هكذا يتكلم بولس . ويختم الإصحاح بهذه النتيجة
24 إِذًا قَدْ كَانَ النَّامُوسُ مُؤَدِّبَنَا إِلَى الْمَسِيحِ، لِكَيْ نَتَبَرَّرَ بِالإِيمَانِ.
25 وَلكِنْ بَعْدَ مَا جَاءَ الإِيمَانُ، لَسْنَا بَعْدُ تَحْتَ مُؤَدِّبٍ.
وهذا يعني صراحة ً إلغاء الناموس ، وبدء العمل بالإيمان . هذا المعنى صريح جداً .وجاء في السياق جملة خبرية تقريرية صريحة تؤيد هذا المعنى : ( أَنَّ اللهَ بِالإِيمَانِ يُبَرِّرُ الأُمَمَ )
وبهذا تحولت النصرانية من ديانة تعبد الناس لله رب العالمين إلى عدد من المفاهيم والتصورات يعتقدها المرء ثم هو من الفائزين يوم القيامة .
هذه هي قضية الرسالة الأولى .. النجاة من النار ، ينسخها بولس ، ويعدل فيها على المسيح .
تعليق على الناسخ والمنسوخ
من يعبد النصارى ؟
قضية التحليل والتحريم .. الأمر والنهي .. النسخ والإقرار .. لازم من لوازم الألوهية ، فحق الله على عباده أن يطيعوه ، وحق من خلق ورزق ومن يحي ويميت ويحاسب أن يأمر فيأتمر الناس بأمره ، وينهى فينتهي الناس عما نهاهم عنه . والعبادة المحبة التي تورث الانقياد التام ، العبادة هي الاتباع . العبادة هي التزام الأمر والنهي .
حق الله على عباده أن يعرفوه فيحبوه ، ثم يمتثلوا أوامره ويجتنبوا نواهيه . والعبادة مرحلة من مراحل المحبة ، فمن عرف أحبَّ ـ أو كره ـ ومن أحب سعى في رضا محبوبه ولا بد ، من أحب أحداً أو شيئاً فإنه يحرص على فعل ما يرضيه ، والبعد عن ما يبغضه ، وإلا فهو مدعي للمحبة . وليس محبا على الحقيقة . هذه من بديهيات العقل ، وما أجمل ما قال ابن المبارك .
تعصي الإله وأنت تُظهر حبَّه * * * هذا لعمري في الفعال بديعُ
لو كان حبك صادقا لأطعته * * * إن المحب لمن يحب مطيعُ
في كل يوم يبتديك بنعمة منه وأنت لشكر ذاك مضيع
والذي حصل في النصرانية أن المسيح ـ عليه السلام ـ مات ولم يقل للناس اعبدوني من دون الله ، ولم يعبده أحدٌ ممن عاصره وعايشه ، ثم جاء بولس ( الرسول ) وفي قصة تتضارب حولها الآراء ادعى بولس أن المسيح ـ عليه السلام ـ أرسله للناس رسولاً .
رفع بولس المسيح لدرجة الألوهية ، وجعل نفسه رسولاً يتكلم للناس باسم ( رب المجد يسوع ) ، وراح بولس بهذه الدعوى يحل ويحرم ، عدّل تعاليم المسيح كلها ، العقائدية ، والتشريعية ، وأن كل ما في النصرانية هو من بولس ، أقول : جاء بولس بعد المسيح بأيام ، أكان المسيح ـ عليه السلام ـ في حاجة لأن يأتي ببولس يعلم الناس نيابة عنه ؟
لم لم يتكلم هو بهذه التعاليم ؟
ولم تكلم هو وعارضه بولس باسمه ؟
أو دعني أتسائل تنزلا لم غيّر يسوع كلامه الذي تكلم به وهو حي بين الناس على لسان بولس بعد ذلك ؟
فمن يعبد النصارى ؟ من يطيعون ؟ من يحلل ويحرم لهم ؟ من هو الذي يشرع لهم ؟
إنهم هم ، يعبدون الأحبار والرهبان من دون الله ، وهذا صريح عندنا . في كتاب ربنا علام الغيوب سبحانه وتعالى وعز وجل . قال الله : {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }[التوبة:31].
وفسر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ العبادة هنا بأنها الطاعة .. أن يحلو لهم الحرام فيحلونه ، ويحرموا عليهم الحلال فيحرمونه ، والحديث عند أحمد ، وأورده بن كثير في تفسير الآية .
.
1ـ الناسخ والمنسوخ في الشريعة الإسلامية أمارة على حكمة المشرّع ،وأنها من لدن حكيم عليم .
2ـ الله في كتابه أو على لسان رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، كل المسلمون على هذا ، أما النصارى فكما رأيت المسيح ينسخ شريعة من قبله ـ وهم يقولون أنه جاء ليتمم لا لينقض ـ وبولس ينسخ أحكام المسيح ـ عليه السلام ـ ، ومَن بعده يتجاهلون ما ورد في الكتاب ( المقدس ) ويشرعون من عند أنفسهم .
3 ـ الآمر الناهي حقيقة في كتب النصارى هو الأحبار والرهبان ( رجال الدين ) ، فالشريعة شريعتهم هم وليست شرع الله ، يشهد على هذا ما سبق من أن كل ما ورد من أحكام إنما مصدره الذين جاءوا بعد المسيح ، ولا زال التشريع .. التحليل والتحريم .. النسخ .. مستمرا ، فنحن نرى اليوم مكسيموس الأول يعترض على الكنيسة ويخرج بحلال وحرام آخر .
4 ـ من هذا العرض يتضح لك كذب بطرس اللئيم ومن يقول بقوله في هجومه على الإسلام . ونقول ما أقبح الكذب . ونقول لهم دونكم كتابكم .
5 ـ تكلمت بالمعلوم المشهور ،وما لايمكن رده لصراحته في الدلالة .
رصد لبعض أكاذيب زكريا بطرس في قضية الناسخ والمنسوخ .
إرسال تعليق