١٨‏/٠٢‏/٢٠٠٩

أقباط المهجر يدشنون حملة على " face book " لترويج العلم القبطي بين المستخدمين المسيحيين

كتب: يوسف المصري :: بتاريخ: 2009-02-19
" هل أنت مشترك فى الفيس بوك facebook.com ، هل تفتخر بكونك قبطياً وابن لحضارة النيل؟ ، زهقت من اللى بيقولوا عليك انك عربي؟ ... دلوقتى ممكن بسهولة انك تفتخر بهويتك القبطية وتعرف العالم كله أنت مين ، بوضع العلم القبطي بجوار اسمك على الفيس بوك " .. هكذا روجت المواقع القبطية التى تتبع أقباط المهجر مؤخراً على شبكة الانترنت للترويج للهوية القبطية .
وأوضحت المواقع طريقة تعديل العلم بواسطة الدخول لحسابك على الموقع ثم النقر انقر على الرابط التالي :
http://apps.facebook.com/whereiamfrom/ واختيار Coptic ، سيظهر العلم تلقائياً إلى جوار الحساب ، ويمكن أن تضيف علم مصر إلى جوار العلم القبطي بالضغط على "add another flag أضف علم آخر"
يذكر أن البابا شنودة رفض فيما سبق وجود علم قبطي خاص للمسيحيين فى مصر علاوة على رفضه لإنشاء جامعة قبطية
المصدر جريدة بر مصر

هناك ١٣ تعليقًا:

غير معرف يقول...

(((((((((((((((((((((((((((((((عنصرية متن الكتاب المقدس))))))))))))))===============إن الله تبارك وتعالى شمل العباد برحمته فأرسل إليهم الأنبياء والمرسلين لهدايتهم إلى دروب الخير والخلاص , ولم يفرق بين غني وفقير , وشقي وسعيد , وصغير وكبير , بل كانت الرحمة عامة , والتقييم كان بالتقوى !

فلا يمكن أن يكون هناك كتاب سماوي وتجد به تفضيل قوم على قوم أو طائفة على طائفة إلا بالعمل والإخلاص , فالقوم عند الله سواء ولا يحابي الرب أحدًا من عباده .
كما أن الحق تبارك وتعالى شرع الجهاد للدفاع عن شريعته السمحاء , ولهدم حاجز الظلم والطغيان الذي ربما قد يحجب نور شرعه جل وعلا عن العباد , وبهذا يتحقق الخير للبشرية جمعاء بالدخول في دين الله أفواجا .
ولنستعرض الأن ما جاء في الكتاب المقدس ولنرى مدى انطباق ما ذكرناه على تعاليمه :

“لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ”. (متَّى 15 : 24) .
“إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.” (متَّى 10 : 5 – 6).
" ثُمَّ قَامَ مِنْ هُنَاكَ وَمَضَى إِلَى تُخُومِ صُورَ وَصَيْدَاءَ وَدَخَلَ بَيْتاً وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ لاَ يَعْلَمَ أَحَدٌ فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَخْتَفِيَ . لأَنَّ امْرَأَةً كَانَ بِابْنَتِهَا رُوحٌ نَجِسٌ سَمِعَتْ بِهِ فَأَتَتْ وَخَرَّتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ. وَكَانَتْ الْمَرْأَةُ أُمَمِيَّةً وَفِي جِنْسِهَا فِينِيقِيَّةً سُورِيَّةً – فَسَأَلَتْهُ أَنْ يُخْرِجَ الشَّيْطَانَ مِنِ ابْنَتِهَا. وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهَا: «دَعِي الْبَنِينَ أَوَّلاً يَشْبَعُونَ لأَنَّهُ لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ» " (مرقس 7 : 24 – 27).
هل من الممكن عزيزي القاريء أن تتخيل هذه المرآة أنها أمك وتطلب الشفاء لك من رجل يملك الدواء فيحجبه عنها واصفًا إياها بالكلبة التي لا يجب أن تأكل خبز الأسياد !
ثم تقول في حسرة وشقاء وذل وانقياد : " نعم يا سيد ! والكلاب أيضًا تحت المائدة تأكل من فتات البنين " ( مرقس 7 : 28 ) !
نحن نشهد الله أن المسيح عليه الصلاة والسلام ما كان ليفعل هذا الذي نُسب إليه من تبلد وعدم إحساس وسوء تصرف مع الناس !
فأي عنصرية هذه التي نقرأها في تفضيل جنس على جنس دون أي سبب , وهل يكون هذا في كتاب من عند الله ؟!
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13.

" لا تُقْرِضْ أَخَاكَ بِرِباً رِبَا فِضَّةٍ أَوْ رِبَا طَعَامٍ أَوْ رِبَا شَيْءٍ مَا مِمَّا يُقْرَضُ بِرِباً 20لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِباً وَلكِنْ لأَخِيكَ لا تُقْرِضْ بِرِباً لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا" ( تثنية 23: 19- 20).
" هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَا إِنِّي أَرْفَعُ إِلَى الأُمَمِ يَدِي وَإِلَى الشُّعُوبِ أُقِيمُ رَايَتِي فَيَأْتُونَ بِأَوْلاَدِكِ فِي الأَحْضَانِ وَبَنَاتُكِ عَلَى الأَكْتَافِ يُحْمَلْنَ. 23وَيَكُونُ الْمُلُوكُ حَاضِنِيكِ وَسَيِّدَاتُهُمْ مُرْضِعَاتِكِ.. بِالْوُجُوهِ إِلَى الأَرْضِ يَسْجُدُونَ لَكِ وَيَلْحَسُونَ غُبَارَ رِجْلَيْكِ فَتَعْلَمِينَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الَّذِي لاَ يَخْزَى مُنْتَظِرُوهُ " ( إشعياء 49 : 22 – 23 ) .
" وَيَقِفُ الأَجَانِبُ وَيَرْعُونَ غَنَمَكُمْ وَيَكُونُ بَنُو الْغَرِيبِ حَرَّاثِيكُمْ وَكَرَّامِيكُمْ. 6أَمَّا أَنْتُمْ فَتُدْعَوْنَ كَهَنَةَ الرَّبِّ تُسَمُّونَ خُدَّامَ إِلَهِنَا. تَأْكُلُونَ ثَرْوَةَ الأُمَمِ وَعَلَى مَجْدِهِمْ تَتَأَمَّرُونَ "( إشعياء 61: 5-6) .

ولنقرأ سوياً أخلاق الحرب في الكتاب المقدس :

" فَحَرَّمْنَاهَا كَمَا فَعَلنَا بِسِيحُونَ مَلِكِ حَشْبُونَ مُحَرِّمِينَ كُل مَدِينَةٍ: الرِّجَال وَالنِّسَاءَ وَالأَطْفَال. 7لكِنَّ كُل البَهَائِمِ وَغَنِيمَةِ المُدُنِ نَهَبْنَاهَا لأَنْفُسِنَا " (تثنية 3: 6- 7) .
" فَضَرْباً تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَتَكُونُ تَلاًّ إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ " (تثنية 13: 15- 17) .
" حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِتُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا لِلصُّلحِ . فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلى الصُّلحِ وَفَتَحَتْ لكَ فَكُلُّ الشَّعْبِ المَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لكَ. وَإِنْ لمْ تُسَالِمْكَ بَل عَمِلتْ مَعَكَ حَرْباً فَحَاصِرْهَا. وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي المَدِينَةِ كُلُّ غَنِيمَتِهَا فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ التِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. هَكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ المُدُنِ البَعِيدَةِ مِنْكَ جِدّاً التِي ليْسَتْ مِنْ مُدُنِ هَؤُلاءِ الأُمَمِ هُنَا. وَأَمَّا مُدُنُ هَؤُلاءِ الشُّعُوبِ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيباً فَلا تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَا . بَل تُحَرِّمُهَا تَحْرِيماً " (تثنية 20: 10- 18) .
" فَهَتَفَ الشَّعْبُ وَضَرَبُوا بِالأَبْوَاقِ. وَكَانَ حِينَ سَمِعَ الشَّعْبُ صَوْتَ الْبُوقِ أَنَّ الشَّعْبَ هَتَفَ هُتَافاً عَظِيماً, فَسَقَطَ السُّورُ فِي مَكَانِهِ, وَصَعِدَ الشَّعْبُ إِلَى الْمَدِينَةِ كُلُّ رَجُلٍ مَعَ وَجْهِهِ, وَأَخَذُوا الْمَدِينَةَ. وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ – حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ . وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ " (يشوع 6: 20- 24) .
" فَقَامَ الْكَمِينُ بِسُرْعَةٍ مِنْ مَكَانِهِ وَرَكَضُوا عِنْدَمَا مَدَّ يَدَهُ، وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ وَأَخَذُوهَا، وَأَسْرَعُوا وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ...وَكَانَ لَمَّا انْتَهَى إِسْرَائِيلُ مِنْ قَتْلِ جَمِيعِ سُكَّانِ عَايٍ فِي الْحَقْلِ فِي الْبَرِّيَّةِ حَيْثُ لَحِقُوهُمْ, وَسَقَطُوا جَمِيعاً بِحَدِّ السَّيْفِ حَتَّى فَنُوا أَنَّ جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ رَجَعَ إِلَى عَايٍ وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. فَكَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ سَقَطُوا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً, جَمِيعُ أَهْلِ عَايٍ. وَيَشُوعُ لَمْ يَرُدَّ يَدَهُ الَّتِي مَدَّهَا بِالْحَرْبَةِ حَتَّى حَرَّمَ جَمِيعَ سُكَّانِ عَايٍ. لَكِنِ الْبَهَائِمُ وَغَنِيمَةُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ نَهَبَهَا إِسْرَائِيلُ لأَنْفُسِهِمْ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ الَّذِي أَمَرَ بِهِ يَشُوعَ. وَأَحْرَقَ يَشُوعُ عَايَ وَجَعَلَهَا تَلاًّ أَبَدِيّاً خَرَاباً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. وَمَلِكُ عَايٍ عَلَّقَهُ عَلَى الْخَشَبَةِ إِلَى وَقْتِ الْمَسَاءِ. وَعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ أَمَرَ يَشُوعُ فَأَنْزَلُوا جُثَّتَهُ عَنِ الْخَشَبَةِ وَطَرَحُوهَا عِنْدَ مَدْخَلِ بَابِ الْمَدِينَةِ, وَأَقَامُوا عَلَيْهَا رُجْمَةَ حِجَارَةٍ عَظِيمَةً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. حِينَئِذٍ بَنَى يَشُوعُ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ فِي جَبَلِ عِيبَالَ" (يشوع 8: 18 – 30) .
" فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ وَالسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِداً, بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ " (يشوع 10: 28-40) .
" ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ وَأَخَذَ حَاصُورَ وَضَرَبَ مَلِكَهَا بِالسَّيْفِ..وَضَرَبُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمُوهُمْ. وَلَمْ تَبْقَ نَسَمَةٌ. وَأَحْرَقَ حَاصُورَ بِالنَّارِ. فَأَخَذَ يَشُوعُ كُلَّ مُدُنِ أُولَئِكَ الْمُلُوكِ وَجَمِيعَ مُلُوكِهَا وَضَرَبَهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمَهُمْ كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ " (يشوع 11: 10-12) .
" فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً .. وَأَمْسَكَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيّاً, وَحَرَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ. وَعَفَا شَاوُلُ وَالشَّعْبُ عَنْ أَجَاجَ وَعَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْحُمْلاَنِ وَالْخِرَافِ وَعَنْ كُلِّ الْجَيِّدِ, وَلَمْ يَرْضُوا أَنْ يُحَرِّمُوهَا. وَكُلُّ الأَمْلاَكِ الْمُحْتَقَرَةِ وَالْمَهْزُولَةِ حَرَّمُوهَا. وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى صَمُوئِيلَ: نَدِمْتُ عَلَى أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكاً, لأَنَّهُ رَجَعَ مِنْ وَرَائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي" . (صموئيل الأول 15: 3 – 11) .
" وأمر شاول عبيده : تكلموا مع داود سرًا قائلين : هوذا قد سُر بك الملك – أي شاول – وجميع عبيده قد أحبوك فالآن صاهر الملك .. فقال داود : هل هو مستخف في أعينكم مصاهرة الملك وأنا رجل مسكين وحقير ؟ .. فقال شاول : هكذا تقولون لداود : ليست مسرة الملك بالمهر , بل بمئة غلفة من الفلسطنيين للإنتقام من أعداء الملك .. فحسن الكلام في عين داود أن يصاهر الملك ولم تكمل الأيام حتى قام داود وذهب هو ورجاله وقتل من الفلسطنيين مئتي رجل وأتى داود بغلفهم فأكملوها للملك لمصاهرة الملك , فأعطاه شاول ميكال ابنته امرأة " ( صموئيل الأول 18 : 22 – 28 ) .
وهكذا عزيزي القاريء تزوج داود العهد القديم من ابنة الملك شاول , إذ كان مهرها مئتي غلفة ( القطعة الجلدية الزائدة بالعضو الذكري للرجل والتي تقطع عند الختان ) من غلف الفلسطنيين !

وفى العهد الجديد نقرأ أيضاً :

" لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا " (متَّى 10: 34-40) .
" جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ … أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَاماً. لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا " (لوقا 12: 49-53) .
" أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي" (لوقا 19: 27) . وأذكر أني لما واجهت أحد النصارى بهذا النص قال أن المسيح لم يكن يعني ما يقول بل قاله وهو يعلم أنه لن يفعله , وبمعنى أخر : أنه قال ذلك كذبًا !
" فَقَالَ لَهُمْ: «لَكِنِ الآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذَلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً. لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ فِيَّ أَيْضاً هَذَا الْمَكْتُوبُ: وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ. لأَنَّ مَا هُوَ مِنْ جِهَتِي لَهُ انْقِضَاءٌ». فَقَالُوا: «يَا رَبُّ هُوَذَا هُنَا سَيْفَانِ». فَقَالَ لَهُمْ: «يَكْفِي!» " (لوقا 22: 36-37) .

* مكانة المرأة في الكتاب المقدس

لنستعرض الأن ما جاء في الكتاب المقدس عن المرأة وبيان مكانتها :

جاء في الرسالة الأولى إلى كورنثوس 14 : 34 كما في ترجمة الفانديك : (( لتصمت نساؤكم في الكنائس لانه ليس مأذونا لهنَّ أن يتكلمن بل يخضعن كما يقول الناموس ايضا. ولكن إن كنَّ يردن أن يتعلمن شيئا فليسألن رجالهنَّ في البيت لأنه قبيح بالنساء أن تتكلم في كنيسة )) .
والمقصود بعبارة : (( كما تقول الشريعة )) أو (( كما يقول الناموس )) هو ما جاء في تكوين 3 : 16 من أن الرب جعل الرجل متسلطاً على المرأة فقال : (( وقال للمرأة : تكثيراً أكثر أتعاب حبلك ، بالوجع تلدين أولاداً ، وإلي رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك )) أي يتسلط عليك .
وقد كتب بولس أيضاً قائلاً في 1تيموثاوس 2 : 12 _ 14 : (( لست آذن للمرأة أن تعلم ولا تتسلط على الرجل بل تكون في سكوت ، لأن آدم جُبلَ أولاً ثم حواء ، وآدم لم يُغوَ ، لكن المرأة أُغويَت فحصلت في التعدي )) .
وقال بولس في رسالته الأولى إلى كورنثوس 11 :3 – 9 : (( وَلَكِنْ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُلٍ هُوَ الْمَسِيحُ. وَأَمَّا رَأْسُ الْمَرْأَةِ فَهُوَ الرَّجُلُ. وَرَأْسُ الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ. 4كُلُّ رَجُلٍ يُصَلِّي أَوْ يَتَنَبَّأُ وَلَهُ عَلَى رَأْسِهِ شَيْءٌ يَشِينُ رَأْسَهُ. 5وَأَمَّا كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِّي أَوْ تَتَنَبَّأُ وَرَأْسُهَا غَيْرُ مُغَطّىً فَتَشِينُ رَأْسَهَا لأَنَّهَا وَالْمَحْلُوقَةَ شَيْءٌ وَاحِدٌ بِعَيْنِهِ. 6إِذِ الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحاً بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ فَلْتَتَغَطَّ. 7فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ. 8لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ. 9وَلأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ الرَّجُلِ )) .
جاء في إنجيل متَّى 5 : 27 – 32 : (( وقيل من طلق إمرأته فليعطها كتاب طلاق . وأما أنا فأقول لكم : ان من طلق امرأته إلا لعلة الزنا يجعلها تزنى . ومن تزوج مطلقه فإنه يزنى )) .
لقد أثبت الواقع إستحالة الإستغناء عن الطلاق ، والدليل على ذلك أن الغرب المسيحي نفسه قد سن قوانين تبيح الطلاق ، ثم هل من مصلحة المرأة المطلقة ألا تتزوج ؟! فأين الرحمة تجاه المطلقة ؟ ولماذا نحرمها من حقها الطبيعي في الحياة ؟!
يقول كاتب سفر اللاويين 15 : 19 : (( وَإِذَا حَاضَتِ الْمَرْأَةُ فَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا، وَكُلُّ مَنْ يَلْمِسُهَا يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. كُلُّ مَا تَنَامُ عَلَيْهِ فِي أَثْنَاءِ حَيْضِهَا أَوْ تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً، وَكُلُّ مَنْ يَلْمِسُ فِرَاشَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. وَكُلُّ مَنْ مَسَّ مَتَاعاً تَجْلِسُ عَلَيْهِ، يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. وَكُلُّ مَنْ يَلَمِسُ شَيْئاً كَانَ مَوْجُوداً عَلَى الْفِرَاشِ أَوْ عَلَى الْمَتَاعِ الَّذِي تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. وَإِنْ عَاشَرَهَا رَجُلٌ وَأَصَابَهُ شَيْءٌ مِنْ طَمْثِهَا، يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَكُلُّ فِرَاشٍ يَنَامُ عَلَيْهِ يُصْبِحُ نَجِساً. إِذَا نَزَفَ دَمُ امْرَأَةٍ فَتْرَةً طَوِيلَةً فِي غَيْرِ أَوَانِ طَمْثِهَا، أَوِ اسْتَمَرَّ الْحَيْضُ بَعْدَ مَوْعِدِهِ، تَكُونُ كُلَّ أَيَّامِ نَزْفِهَا نَجِسَةً كَمَا فِي أَثْنَاءِ طَمْثِهَا ,كُلُّ مَا تَنَامُ عَلَيْهِ فِي أَثْنَاءِ نَزْفِهَا يَكُونُ نَجِساً كَفِرَاشِ طَمْثِهَا، وَكُلُّ مَا تَجْلِسُ عَلَيْهِ مِنْ مَتَاعٍ يَكُونُ نَجِساً كَنَجَاسَةِ طَمْثِهَا. وَأَيُّ شَخْصٍ يَلْمِسُهُنَّ يَكُونُ نَجِساً، فَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ )) ( ترجمة كتاب الحياة ) .
والأغرب من هذا أنها حتى تتخلص من نجاستها ، عليها أن تذهب إلى الكاهن بفرخي حمام ! , يقول كاتب سفر اللاويين ( 15 : 29 ) : (( وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ تَأْخُذُ لِنَفْسِهَا يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ وَتَأْتِي بِهِمَا إِلَى الْكَاهِنِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. فَيَعْمَلُ الْكَاهِنُ الْوَاحِدَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ وَالْآخَرَ مُحْرَقَةً وَيُكَفِّرُ عَنْهَا الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ مِنْ سَيْلِ نَجَاسَتِهَا )) .
فأي جريمة اقترفتها المرأة حتى تكفر عنها ؟!
بل إن الكتاب المقدس يُقر أن المرأة النَّفساء مخطئة ولا بد لها من كَفَّارة لتتوب !
سفراللاويين 12: 1-8 : (( وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى : قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: إِذَا حَبِلَتِ امْرَأَةٌ وَوَلَدَتْ ذَكَراً تَكُونُ نَجِسَةً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. كَمَا فِي أَيَّامِ طَمْثِ عِلَّتِهَا تَكُونُ نَجِسَةً. وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يُخْتَنُ لَحْمُ غُرْلَتِهِ. 4ثُمَّ تُقِيمُ ثَلاَثَةً وَثَلاَثِينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا. كُلَّ شَيْءٍ مُقَدَّسٍ لاَ تَمَسَّ وَإِلَى الْمَقْدِسِ لاَ تَجِئْ حَتَّى تَكْمُلَ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا. وَإِنْ وَلَدَتْ أُنْثَى تَكُونُ نَجِسَةً أُسْبُوعَيْنِ كَمَا فِي طَمْثِهَا. ثُمَّ تُقِيمُ سِتَّةً وَسِتِّينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا. وَمَتَى كَمِلَتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا لأَجْلِ ابْنٍ أَوِ ابْنَةٍ تَأْتِي بِخَرُوفٍ حَوْلِيٍّ مُحْرَقَةً وَفَرْخِ حَمَامَةٍ أَوْ يَمَامَةٍ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ إِلَى الْكَاهِنِ فَيُقَدِّمُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ وَيُكَفِّرُ عَنْهَا فَتَطْهَرُ مِنْ يَنْبُوعِ دَمِهَا. هَذِهِ شَرِيعَةُ الَّتِي تَلِدُ ذَكَراً أَوْ أُنْثَى. وَإِنْ لَمْ تَنَلْ يَدُهَا كِفَايَةً لِشَاةٍ تَأْخُذُ يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ الْوَاحِدَ مُحْرَقَةً وَالْآخَرَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ فَيُكَفِّرُ عَنْهَا الْكَاهِنُ فَتَطْهُرُ. ))
ويقول كاتب سفر اللاويين 1 : 12 : (( إِذَا حَمَلَتِ امْرَأَةٌ وَوَلَدَتْ ذَكَراً، تَظَلُّ الأُمُّ فِي حَالَةِ نَجَاسَةٍ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، كَمَا فِي أَيَّامِ فَتْرَةِ الْحَيْضِ. . . . وَعَلَى الْمَرْأَةِ أَنْ تَبْقَى ثَلاَثَةً وَثَلاَثِينَ يَوْماً أُخْرَى إِلَى أَنْ تَطْهُرَ مِنْ نَزِيفِهَا، فَلاَ تَمَسُّ أَيَّ شَيْءٍ مُقَدَّسٍ، وَلاَ تَحْضُرُ إِلَى الْمَقْدِسِ، إِلَى أَنْ تَتِمَّ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا. 5وَإِنْ وَلَدَتْ أُنْثَى فَإِنَّهَا تَظَلُّ فِي حَالَةِ نَجَاسَةٍ مُدَّةَ أُسْبُوعَيْنِ كَمَا فِي فَتْرَةِ الْحَيْضِ، وَتَبْقَى سِتَّةً وَسِتِّينَ يَوْماً حَتَّى تَتَطَهَّرَ مِنْ نَزِيفِهَا. )) [ ترجمة كتاب الحياة ] .
ويقول أيضًا في 15 : 18 : ((18وَإِذَا عَاشَرَ رَجُلٌ زَوْجَتَهُ يَسْتَحِمَّانِ كِلاهُمَا بِمَاءٍ وَيَكُونَانِ نَجِسَيْنِ إِلَى الْمَسَاءِ. )) .
وفي سفر التثنية تثنية 25: 5- 10 نرى فيه أن الكتاب المقدس قد فرض على المرأة أن تتزوج أخو زوجها إذا مات زوجها ! : (( إِذَا سَكَنَ إِخْوَةٌ مَعاً وَمَاتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَليْسَ لهُ ابْنٌ فَلا تَصِرِ امْرَأَةُ المَيِّتِ إِلى خَارِجٍ لِرَجُلٍ أَجْنَبِيٍّ. أَخُو زَوْجِهَا يَدْخُلُ عَليْهَا وَيَتَّخِذُهَا لِنَفْسِهِ زَوْجَةً وَيَقُومُ لهَا بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. 6وَالبِكْرُ الذِي تَلِدُهُ يَقُومُ بِاسْمِ أَخِيهِ المَيِّتِ لِئَلا يُمْحَى اسْمُهُ مِنْ إِسْرَائِيل. «وَإِنْ لمْ يَرْضَ الرَّجُلُ أَنْ يَأْخُذَ امْرَأَةَ أَخِيهِ تَصْعَدُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِلى البَابِ إِلى الشُّيُوخِ وَتَقُولُ: قَدْ أَبَى أَخُو زَوْجِي أَنْ يُقِيمَ لأَخِيهِ اسْماً فِي إِسْرَائِيل. لمْ يَشَأْ أَنْ يَقُومَ لِي بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. فَيَدْعُوهُ شُيُوخُ مَدِينَتِهِ وَيَتَكَلمُونَ مَعَهُ. فَإِنْ أَصَرَّ وَقَال: لا أَرْضَى أَنْ أَتَّخِذَهَا . تَتَقَدَّمُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِليْهِ أَمَامَ أَعْيُنِ الشُّيُوخِ وَتَخْلعُ نَعْلهُ مِنْ رِجْلِهِ وَتَبْصُقُ فِي وَجْهِهِ وَتَقُولُ: هَكَذَا يُفْعَلُ بِالرَّجُلِ الذِي لا يَبْنِي بَيْتَ أَخِيهِ. فَيُدْعَى اسْمُهُ فِي إِسْرَائِيل بَيْتَ مَخْلُوعِ النَّعْلِ )) .
ولا تعليق بالطبع على مدى عنصرية هذه النصوص , وما كان لها من عظيم الأثر في مسخ عقول اليهود والنصارى في تعاملهم مع الأمم الأخرى؟؟؟الأدب الجنسي في الكتاب المقدس

1- أمثال ومواعظ في الجنس !
( أمثال7: 6 ) " لاحظت بين البنين غلامًا عديم الفهم. عابر عند الشّارع عند زاويتها وصاعدًا في طريق بنيها. وإذا بامرأة استقبلته في زي زانية .. فأمسكته وقبلته، وأوقحت وجهها وقالت له: فرشت سريري بموشى كتان من مصر وعطرت فراشي بمر وعود وقرفة: هلمّ نرتو ودًّا إلى الصّباح: نتلذّذ بالحب ... أغوته بكثرة فنونها، بملث شفتيها طوحته، ذهب وراءها لوقته كثور يذهب إلى الذّبح" .

2- التغزل بثدي المرأة !
( أمثال 5: 16 ) " وأفرح بامرأة شبابك الظبية المحبوبة والوعلة الزهية: ليروك ثدياها في كل وقت".
3- نشيد الإنشاد : نصوص غرامية فاضحة !
( نشيد 1 : 13 ) " صرة المر حبيبي لي: بين ثديي يبيت. ها أنت جميلة يا حبيبتي. ها أنت جميل يا حبيبي وحلو سريرنا أخضر. حبيبي بين البنين: تحت ظله اشتهيت أن أجلس ... أدخلني بيت الخمر ... شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني " .
(نشيد 3 : 1) " في الليل على فراشي طلبت من تحبه نفسي فما وجدته. إنّي أقوم وأطوف في المدينة في الأسواق وفي الشّوارع أطلب من تحبّه نفسي ... وجدني الحرس الطّائف في المدينة فقلت: أرأيتم من تحبّه نفسي؟ فما جاوزتهم إلا قليلاً حتى وجدت من تحبّه نفسي. فأمسكته ولم أرخه حتى أدخلته بيت أمي وحجرة من حبلت بي. أحلفكن يا بنات أورشليم بالظّباء وبأيائل الحقول ألا تيقظن ولا تنبّهن الحبيب متى شاء " .
( نشيد 4: 1 ) " هاأنت جميلة يا حبيبتي ... عيناك حمامتان... شفتاك كسلكة من القرمز . خدّك كفلقة رمانة تحت نقابك ... ثدياك كخشفتي ظبية توأمين يرعيان بين السّوسن " .
( نشيد 7: 1 ) " ما أجمل رجليك بالنّعلين يا بنت الكريم. دوائر فخذيك مثل الحلي، صنعة يدي صناع. سرتك كأس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج. بطنك صبرة حنطة مسيجة بالسوسن . ثدياك كخشفتي توأمي ظبية. قامتك هذه شبيهةبالنخلة وثدياك بالعناقيد. قلت إني أصعد إلى النخلة وأمسك بعذوقها وتكون ثدياك كعناقيد الكرم. ليتك كأخ لي الراضع ثدي أمي. وهي تعلمني فأسقيك من الخمر الممزوجة من سلاف رماني. شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني" .
ونقف عند قول الكتاب " سرتك كأس مدورة " وننقل الجديد الذى توصلنا إليه في التفسير الحديث للكتاب المقدس الصادر عن دار الثقافة بالقاهرة .
وفي البداية نحب أن نبين أن هذا التفسير يضم في مجلس تحريره القس الدكتور / منيس عبد النور , والقس / مكرم نجيب , والقس / باقي صدقة , وهم من صفوة العلماء الإنجيليين !
ويتحفنا هذا التفسير أن الكلمة " سرتك " تعتبر ترجمة خاطئة للأصل العبري , وأن الترجمة الصحيحة هى " الفتحة التناسلية للمرأة " !

http://www.trutheye.com/up/uploads/thumbs/trutheye.com-8436f647e5.jpg

صورة طبق الأصل من المرجع المشار إليه ص 101

وفي تعليقهم على جملة " بطنك صبرة حنطة مسيجة بالسّوسن " يقولون : أن الأصل العبري ليس "بطن" بل " الجزء السفلي من البطن أسفل السرة " !

http://www.trutheye.com/up/uploads/thumbs/trutheye.com-b13b84f07b.jpg
المصدر السابق من المرجع المشار إليه


( نشيد 8: 8 ) " لنا أخت صغيرة ليس لها ثديان، فماذا نصنع لأختنا في يوم تُخطَب ؟ " .
( نشيد 8 : 10 ) " أنا سور، وثدياي كبرجيْن . حينئذ كنت في عينيه كواجدة سلامة ".


4- سفر حزقيال ونصوص جنسية فاضحة !
(حزقيال16: 1) " وكانت إلي كلمة الرّب قائلاً: يا ابن آدم عرف أورشليم برجساتها.
اتّكلتِ على جمالكِ وزنيت على اسمك. وسكبتِ زناك على كل عابر... وصنعت لنفسك صور ذكور. وزنيتِ بها وفي كل رجساتك وزناك لم تذكري أيّام صباك إذ كنت عريانة وعارية. وفرجيت رجليكِ لكل عابر وأكثرتِ زناك. وزنيت مع جيرانك بني مصر الغلاظ اللّحم. وزدت في زناك لإغاظتي. لكلّ الزّواني يعطون هديّة. أمّا أنت فقد أعطيت كلّ مُحبّيك زناكِ. ورشيتيهم ليأتوك من كلّ جانب للزّنا بك. فلذلك يا زانية: اسمعي كلام الرب: من أجل أنّك قد انفق نحاسك وانكشفت عورتك بزناك بِمُحِبّيكِ... لذلك ها أنذا أجمع مُحبّيك الذين لذذتِ لهم... فأجمعهم عليك من حولك وأكشف عورتك لهم لينظروا كلّ عورتك... وأُسلِّمك ليدهم... فينزعون عنك ثيابك ويأخذون أدوات زينتك ويتركونك عريانة وعارية " .

5- قصة العاهرتين أهولا وأهوليبة !
(حزقيال23: 1) " يا ابن آدم: كان هناك امرأتان ابنتا أم واحدة وزنتا بمصر في صباهما زنتا. هناك دغدغت ثدييهما وهناك تزعزعت ترائب عذرتهما. واسمهما أهولة الكبيرة وأهوليبا أختها. وزنت أهولة من تحتي ولم تترك زناها من مصر أيضًا لأنهم ضاجعوها في صباها. وزعزعوا ترائب عذرتها وسكبوا عليها زناهم. لذلك سلمتها ليد عشاقها الذين عشقتهم. هم كشفوا عورتها. فلمّا رأت أختها أهوليبة ذلك أفسدت في عشقها أكثر منها وفي زناها أكثر من زنا أختها. عشقت بني أشور فرسانَا راكبين الخيل كلّهم شبّان شهوة. وزادت زناها. ولمّا نظرت إلى رجال مصورين على الحائط عشقتهم عند لمح عينيها إياهم. وأرسلت إليهم رسلاً فأتاها بنو بابل في مضجع الحبّ ونجّسوها بزناهم... وأكثرت زناها بذكرها أيّام صِبَاها الّتي فيها زنت بأرض مصر. وعشقت معشوقيهم الذين لحمهم كلحم الحمير ومنيهم كمني الخيل. وافتقدتِ رذيلة صباكِ بزغزغة المصريين ترائبك لأجل ثدي صباكِ " .

6-الرب يعاقبهم فيوقعهم في الزنا :
(حزقيا23: 22) " لأجل ذلك يا أهوليبة، قال السيد الرب: ها أنذا أهيج عليك عشاقك: ينزعون عنك ثيابك... ويتركونك عريانة وعارية، فتنكشف عورة زناك ورذيلتك وزناك. تمتلئين سكرًا وحزنًا كأس التّحيّر والخراب... فتشربينها وتمتصينها وتقضمين شقفها. وتجتثّين ثدييك لأنّي تكلّمتُ. فهوذا جاءوا. هم الذين لأجلهم استحممتِ. وكحّلتِ عينيك وتحلّيت بالحليّ. وجلستِ على سرير فاخر... فقلت عن البالية في الزّنا الآن يزنون زنًا معها" .

7-تعاليم جنسية !
( عامو 7: 16 ) " وقال الرب لمصيا: أنت تقول لا تتنبأ على إسرائيل. لذلك قال الرب: امرأتك تزني في المدينة وبنوك وبناتك يسقطون بالسّيف" .
(ارميا 8: 10) " قد رفضوا كلمة الرب...لذلك أعطي نساءهم لآخرين وحقولهم لمالكين. لأنّهم من الصّغير إلى الكبير. كلّ واحد منهم مولع بالرّبح من النَّبيِّ إلى الكاهن" .
(اشعيا 3: 16) " قال الرب: من أجل أن بنات صهيون يتشامخن ويمشين ممدوات الأعناق وغامزات بعيونهن وخاطرات في مشيهن ويخشخشن بأرجلهن يصلِع السّيّد هامة بنات صهيون ويعري الرب عورتهن " .
(ارميا 13: 22) " لأجل عظمَة إثمِكِ: هُتِكَ ذَيلاكِ وانكشف عقباك... فسقك وصهيلك ورذالة زناك: فأنّا أرفع ذيليك على وجهك فيُرى خزيك" .
(ناحوم 3: 4) " من أجل زنا الزانية الحسنة الجمال صاحبة السحر البائعة أممًا بزناها وقبائل بسحرها. ها أنذا عليك يقول رب الجنود: فأكشف أذيالك إلى فوق وجهك، وأُري الأممَ عورتك".
(تثنية 28: 15) " خاطب الرب بني إسرائيل مهددًا إياهم: أن لم تسمع لصوت الرب إلهك: تأتي عليك جميع اللعنات وتدركك... تخطب امرأة، ورجل آخر يضطجع معها " .
(هوشع 2: 2) " حاكموا أمكم لأنها ليست امرأتي وأنا لست رجلها لكي تعزل زناها عن وجهها وفسقها من بين ثدييها لئلا أجردها عارية ولا أرحم أولادها لأنهم أولاد زنا... والآن أكشف عورتها أمام عيون مُحبيها " .
وأسوة بالكتاب المقدس يُحِثُّ علىاختطاف بنات شيلوه واغتصابهن: (20واوصوا بني بنيامين قائلين امضوا واكمنوا في الكروم. 21 وانظروا فإذا خرجت بنات شيلوه ليدرن في الرقص فاخرجوا أنتم من الكروم واخطفوا لأنفسكم كل واحد امرأته من بنات شيلوه واذهبوا إلى أرض بنيامين.) قضاة 21: 20-21
يا من رُزقت نعمة العقل هل يمكن أن يُقال ولو للحظة أن هذا المتن من وحي الله ؟!
أعتقد بعد هذا البيان الوافي لقضيتي " الإسناد والمتن " في الكتاب المقدس نكون قد قطعنا الشك باليقين في أن هذا الكتاب ( المقدس ) ليس كلمة الله .؟؟؟؟لندع القس شنودة يتحدث !


( مقال للكاتب في منتدى الجامع لمقاومة التنصير ودعوة أهل الكتاب ) .
إقرار أرثوذكسي رفيع المستوى بتحريف الكتاب المقدس !
القس / شنودة ماهر إسحاق ( سابقًا : الشماس الدكتور / إميل ماهر ) .
أستاذ العهد القديم واللاهوت بالكلية الإكليريكية
وأستاذ اللغة القبطية بمعهد اللغة القبطية بالقاهرة .

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم , أما بعد :

فإن حقيقة تحريف الكتاب المقدس أصبحت واضحة جلية , وقد شهد أصحاب الكتاب بذلك ونطقوا به على مر العصور , واليوم أقدم للقاريء الكريم , شهادة جديدة تستحق العرض , وهى للقس / شنودة ماهر إسحاق , أستاذ العهد القديم واللاهوت بالكلية الإكليريكية وأستاذ اللغة القبطية بمعهد اللغة القبطية بالقاهرة , في كتابه : " مخطوطات الكتاب المقدس بلغاته الأصلية " ص 19-21, الطبعة الثانية 2006م , رقم الإيداع بدار الكتب : 10444-1997 . والكتاب يباع بمكتبة المحبة - القاهرة .
وقبل عرض ما جاء في كتاب القس شنودة , أنبه على أن النصارى يستخدمون لفظ ( القراءات ) بديلاً للفظ ( التحريفات ) للتخفيف من حدة اللفظ الأخير على سمع رعايا الكنائس , وقد بينتُ أنه لا فارق بين القراءات والتحريفات عند النصارى فكلاهما يدلان على حدث واحد وهو : وقوع التحريف اللفظي بالمحو والإضافة في الكتاب المقدس , وذلك في مقالة سابقة بعنوان : ( قراءات أم تحريفات ! ) :

http://www.aljame3.net/ib/index.php?showtopic=4842

فالقراءات عندهم هى خطأ الناسخ عن قصد ودراية أثناء النسخ وهذا هو التحريف بعينه , في حين أن القراءات عند أهل العقول تكون نابعة من نطق النبي المرسل بالكتاب لها بوحي من الله , مع حصول التواتر المتصل لهذه القراءات بغير انقطاع أو ضعف .
والأن لنعرض نص ما قاله القس شنودة في كتابه الذي كان ضمن سلسلة دراسات في الكتاب المقدس وحمل رقم 5 .
ضياع العهد القديم والعهد الجديد !

يقول القس شنودة : ( ليس بين أيدينا الآن المخطوطات الأصلية , أي النسخة التي بخط يد كاتب أي سفر من أسفار العهد الجديد والقديم . فهذه المخطوطات ربما تكون قد استهلكت من كثرة الإستعمال , أو ربما يكون بعضها قد تعرض للإتلاف أو الإخفاء في أزمنة الإضطهاد , خصوصًا وأن بعضها كان مكتوبًا على ورق البردي , وهو سريع التلف . ولكن قبل أن تختفي هذه المخطوطات نُقلت عنها نسخ كثيرة . لأنه منذ البداية كانت هناك حاجة ماسة لنساخة الأسفار المقدسة لاستخدامها في اجتماعات العبادة في مختلف البلاد . وقد تكاثرت المخطوطات الكتابية على مر السنين , فصارت تُعد بالآلاف , وهى محفوظة في المتاحف والمكتبات في متناول العلماء والباحثين ) .

المعضلة العظمى في المخطوطات الكتابية !

يقول القس شنودة عن المخطوطات التي نُسخت من النسخ الأصلية الضائعة : ( ولكن من يدرس مخطوطات الكتاب المقدس بلغاته الأصلية أو ترجماته القديمة يلاحظ وجود بعض الفروق في القراءات بين المخطوطات القديمة , وهى فروق طفيفة لا تمس جوهر الإيمان في شيء ولا في ممارسات الحياة المسيحية والعبادة ) .
قلت ُ : كنص التثليث 1يو 5 : 7 , وخاتمة إنجيل مرقس 16 : 9-20 التي تحدثت عن صعود الرب, وهى فروق طفيفة لا تمس جوهر الإيمان في شيء ولا في ممارسات الحياة المسيحية والعبادة !!

التحريف .... من يُخفي الشمس ؟!

يقول القس شنودة : ( ومعظم فروق القراءات بين المخطوطات يمكن إرجاعها إلى تغييرات حدثت عن غير دراية من الناسخ أو قصد منه خلال عملية النساخة ) .

التحريف بسبب أخطاء العين !

يقول القس شنودة : ( فأحيانًا تحدث الفروق بسبب أخطاء العين , كأن يُخطيء الناسخ في قراءة النص الذي ينقل منه ( كلام الله !! ) فتسقط منه بعض كلمات أو عبارات , أو يكرر نساخة بعضها, أو يحدث تبادل في مواقع الحروف الكلمات مما يؤدي إلى تغيير المعنى , أو يحدث تبادل في مواقع الكلمات والسطور . وقد يحدث الخلط بسبب صعوبة في قراءة بعض الحروف , خصوصًا وأن الحروف العبرانية متشابهة في الشكل , وكذلك أيضًا الحروف اليونانية الكبيرة . فأحيانًا قد يصعب التمييز بين الحروف إذا لم تكن مكتوبة بخط واضح وبقدر كافٍ من العناية , أو إذا كان المخطوط الذي ينقل عنه الناسخ قد تهرأ أو بهتت الكتابة عليه في بعض المواضع أو بعض الحروف (!!) ) .

التحريف بسبب أخطأ الأذن !

يقول القس شنودة : ( وبعض فروق القراءات قد ينتج أيضًا عن أخطأ الأذن في السماع في حالة الإملاء , فمثلاً العبارة في رومية 5 : 1 " لنا سلام " وردت في بعض النسخ " ليكن لنا سلام " . والعبارتان متشابهتان في السماع في يوناية القرن الأول . أما في العبرانية فإن احتمال وقوع أخطاء الأذن منعدم أو ضعيف . لأنه لا توجد في كتابات الربابنة أية إشارة إلى ممارسة النساخة بطريقة الإملاء للناسخ بالقراءة له من النسخة المنقول عنها . فالمسيحيون وحدهم هن الذين استخدموا طريقة الإنتاج بالجملة عن طريق الإملاء لمحموعة من الكتبة في وقت واحد ( !! ) ) .

التحريف بسبب أخطاء الذهن !

يقول القس شنودة : ( وبعض فروق القراءات قد ينتج عن أخطاء الذهن , كأن يفشل الناسخ في تفسير بعض الإختصارات التي كانت تستخدم كثيرًا في المخطوطات , خصوصًا مصطلحات مثل " الله " و " المسيح " التي كانت تكتب بصورة مختصرة بصفة منتظمة . والفروق في تموتاوس الأولى 3 : 16 بين " مَنْ " و " الذي " و " الله " هى مثال ذلك . فقد وردت الآية : " عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد " مكتوبة في قراءة أخرى ( لم ينطق بها أي نبي بل هى من أخطأ الذهن ) : " عظيم هو سر التقوى الذي أو مُن ظهر في الجدس " ... إلخ. reumann, p. 1226 ) .

أسباب التحريف عند أوريجانوس - أبو اللاهوت - !

يقول القس شنودة : ( وقد أظهر باك pack في رسالته عن طريقة أوريجانوس في مقارنة النصوص الكتابية أن أوريجانوس يُرجع الفروق في القراءات إلى أسباب أربعة , وهى :
1- أخطأ أثناء عملية النقل بالنساخة نتيجة انخفاض درجة التركيز عند الناسخ في بعض الأحيان .
2- النسخ التي يُتلفها الهراطقة عمدًا ببث أفكارهم فيها أثناء النساخة .
3- التعديلات التي يُجريها بعض النساخ عن وعي وبشيء من الإندفاع بهدف تصحيح ما يرونه أخطاء وقعت من نُساخ سابقين أو اختلاف عن القراءة التي اعتادوا سماعها .
4- تعديلات بهدف توضيح المعنى المقصود في العبارة . ( كل من هب ودب له الحق في توضيح ما عجز الرب عن إيضاحه !! ) ) .

منهج اعتماد التحريف الصحيح بواسطة التوافق مع العقائد والجغرافية !

يقول القس شنودة موضحًا الأسس التي عليها يتم اختيار التحريف الصحيح : ( والتوصل إلى الإختيار الصحيح للقراءات الصحيحة ( !! ) يبدو في رأي أوريجانوس مؤسس على الآتي :
1- التوافق مع العقائد الإيمانية .
2- صحة المعلومات الجغرافية . ( !! )
3- التناسق والإنسجام مع غيره من النصوص . ( النصوص المحرفة !! ) .
4- الأصول الإشتقاقية اللغوية .
5- إجماع غالبية المخطوطات المعروفة لديه . ( المخطوطات الضائعة أم المحرفة !! ) .
وهذا الإختيار تحكمه ضوابط أساسية هى : المعنى الذي يقتضيه سياق النص ويرجحه , والتناغم , وتقليد الكنيسة ) .
لا تأمل عزيزي القاريء في أن تجد ضمن هذه الأسس : اعتماد الله ورسله للقراءات , وتواترها المتصل المحقق على ألسنة الحفاظ الثقات , فالقراءات عندهم هى أخطاء النساخ وتراكم تحريفاتهم , وما تحكم بصحته الكنيسة منها وفقًا لعقائدها وأهوائها !
بالطبع كل من سيقرأ كلمات القس شنودة سيتساءل : هل القس يتحدث عن كتاب الله المعصوم من الخطأ أو الذلل في دقيقه وجليله أم يتحدث عن مُؤَلَفٍ مكتوب بكل معنى الكلمة ؟!
ونسأل أصحاب دعوى ( الإستحالة ) : أي أدلة استدللتم بها لتجعلوا الأمر مستحيلاً ؟! كيف يستحيل أمر التحريف وقد أقر أكابر علماء الكتاب بأن النساخ نقلوا وهم ناعسون ؟! نقلوا وهم متعمدون للخطأ والتغيير والتبديل ؟!

فالحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعم؟؟؟

غير معرف يقول...

(((((((((((((((((((((((((((((((عنصرية متن الكتاب المقدس))))))))))))))===============إن الله تبارك وتعالى شمل العباد برحمته فأرسل إليهم الأنبياء والمرسلين لهدايتهم إلى دروب الخير والخلاص , ولم يفرق بين غني وفقير , وشقي وسعيد , وصغير وكبير , بل كانت الرحمة عامة , والتقييم كان بالتقوى !

فلا يمكن أن يكون هناك كتاب سماوي وتجد به تفضيل قوم على قوم أو طائفة على طائفة إلا بالعمل والإخلاص , فالقوم عند الله سواء ولا يحابي الرب أحدًا من عباده .
كما أن الحق تبارك وتعالى شرع الجهاد للدفاع عن شريعته السمحاء , ولهدم حاجز الظلم والطغيان الذي ربما قد يحجب نور شرعه جل وعلا عن العباد , وبهذا يتحقق الخير للبشرية جمعاء بالدخول في دين الله أفواجا .
ولنستعرض الأن ما جاء في الكتاب المقدس ولنرى مدى انطباق ما ذكرناه على تعاليمه :

“لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ”. (متَّى 15 : 24) .
“إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.” (متَّى 10 : 5 – 6).
" ثُمَّ قَامَ مِنْ هُنَاكَ وَمَضَى إِلَى تُخُومِ صُورَ وَصَيْدَاءَ وَدَخَلَ بَيْتاً وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ لاَ يَعْلَمَ أَحَدٌ فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَخْتَفِيَ . لأَنَّ امْرَأَةً كَانَ بِابْنَتِهَا رُوحٌ نَجِسٌ سَمِعَتْ بِهِ فَأَتَتْ وَخَرَّتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ. وَكَانَتْ الْمَرْأَةُ أُمَمِيَّةً وَفِي جِنْسِهَا فِينِيقِيَّةً سُورِيَّةً – فَسَأَلَتْهُ أَنْ يُخْرِجَ الشَّيْطَانَ مِنِ ابْنَتِهَا. وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهَا: «دَعِي الْبَنِينَ أَوَّلاً يَشْبَعُونَ لأَنَّهُ لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ» " (مرقس 7 : 24 – 27).
هل من الممكن عزيزي القاريء أن تتخيل هذه المرآة أنها أمك وتطلب الشفاء لك من رجل يملك الدواء فيحجبه عنها واصفًا إياها بالكلبة التي لا يجب أن تأكل خبز الأسياد !
ثم تقول في حسرة وشقاء وذل وانقياد : " نعم يا سيد ! والكلاب أيضًا تحت المائدة تأكل من فتات البنين " ( مرقس 7 : 28 ) !
نحن نشهد الله أن المسيح عليه الصلاة والسلام ما كان ليفعل هذا الذي نُسب إليه من تبلد وعدم إحساس وسوء تصرف مع الناس !
فأي عنصرية هذه التي نقرأها في تفضيل جنس على جنس دون أي سبب , وهل يكون هذا في كتاب من عند الله ؟!
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13.

" لا تُقْرِضْ أَخَاكَ بِرِباً رِبَا فِضَّةٍ أَوْ رِبَا طَعَامٍ أَوْ رِبَا شَيْءٍ مَا مِمَّا يُقْرَضُ بِرِباً 20لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِباً وَلكِنْ لأَخِيكَ لا تُقْرِضْ بِرِباً لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا" ( تثنية 23: 19- 20).
" هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَا إِنِّي أَرْفَعُ إِلَى الأُمَمِ يَدِي وَإِلَى الشُّعُوبِ أُقِيمُ رَايَتِي فَيَأْتُونَ بِأَوْلاَدِكِ فِي الأَحْضَانِ وَبَنَاتُكِ عَلَى الأَكْتَافِ يُحْمَلْنَ. 23وَيَكُونُ الْمُلُوكُ حَاضِنِيكِ وَسَيِّدَاتُهُمْ مُرْضِعَاتِكِ.. بِالْوُجُوهِ إِلَى الأَرْضِ يَسْجُدُونَ لَكِ وَيَلْحَسُونَ غُبَارَ رِجْلَيْكِ فَتَعْلَمِينَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الَّذِي لاَ يَخْزَى مُنْتَظِرُوهُ " ( إشعياء 49 : 22 – 23 ) .
" وَيَقِفُ الأَجَانِبُ وَيَرْعُونَ غَنَمَكُمْ وَيَكُونُ بَنُو الْغَرِيبِ حَرَّاثِيكُمْ وَكَرَّامِيكُمْ. 6أَمَّا أَنْتُمْ فَتُدْعَوْنَ كَهَنَةَ الرَّبِّ تُسَمُّونَ خُدَّامَ إِلَهِنَا. تَأْكُلُونَ ثَرْوَةَ الأُمَمِ وَعَلَى مَجْدِهِمْ تَتَأَمَّرُونَ "( إشعياء 61: 5-6) .

ولنقرأ سوياً أخلاق الحرب في الكتاب المقدس :

" فَحَرَّمْنَاهَا كَمَا فَعَلنَا بِسِيحُونَ مَلِكِ حَشْبُونَ مُحَرِّمِينَ كُل مَدِينَةٍ: الرِّجَال وَالنِّسَاءَ وَالأَطْفَال. 7لكِنَّ كُل البَهَائِمِ وَغَنِيمَةِ المُدُنِ نَهَبْنَاهَا لأَنْفُسِنَا " (تثنية 3: 6- 7) .
" فَضَرْباً تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَتَكُونُ تَلاًّ إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ " (تثنية 13: 15- 17) .
" حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِتُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا لِلصُّلحِ . فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلى الصُّلحِ وَفَتَحَتْ لكَ فَكُلُّ الشَّعْبِ المَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لكَ. وَإِنْ لمْ تُسَالِمْكَ بَل عَمِلتْ مَعَكَ حَرْباً فَحَاصِرْهَا. وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي المَدِينَةِ كُلُّ غَنِيمَتِهَا فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ التِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. هَكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ المُدُنِ البَعِيدَةِ مِنْكَ جِدّاً التِي ليْسَتْ مِنْ مُدُنِ هَؤُلاءِ الأُمَمِ هُنَا. وَأَمَّا مُدُنُ هَؤُلاءِ الشُّعُوبِ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيباً فَلا تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَا . بَل تُحَرِّمُهَا تَحْرِيماً " (تثنية 20: 10- 18) .
" فَهَتَفَ الشَّعْبُ وَضَرَبُوا بِالأَبْوَاقِ. وَكَانَ حِينَ سَمِعَ الشَّعْبُ صَوْتَ الْبُوقِ أَنَّ الشَّعْبَ هَتَفَ هُتَافاً عَظِيماً, فَسَقَطَ السُّورُ فِي مَكَانِهِ, وَصَعِدَ الشَّعْبُ إِلَى الْمَدِينَةِ كُلُّ رَجُلٍ مَعَ وَجْهِهِ, وَأَخَذُوا الْمَدِينَةَ. وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ – حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ . وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ " (يشوع 6: 20- 24) .
" فَقَامَ الْكَمِينُ بِسُرْعَةٍ مِنْ مَكَانِهِ وَرَكَضُوا عِنْدَمَا مَدَّ يَدَهُ، وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ وَأَخَذُوهَا، وَأَسْرَعُوا وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ...وَكَانَ لَمَّا انْتَهَى إِسْرَائِيلُ مِنْ قَتْلِ جَمِيعِ سُكَّانِ عَايٍ فِي الْحَقْلِ فِي الْبَرِّيَّةِ حَيْثُ لَحِقُوهُمْ, وَسَقَطُوا جَمِيعاً بِحَدِّ السَّيْفِ حَتَّى فَنُوا أَنَّ جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ رَجَعَ إِلَى عَايٍ وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. فَكَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ سَقَطُوا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً, جَمِيعُ أَهْلِ عَايٍ. وَيَشُوعُ لَمْ يَرُدَّ يَدَهُ الَّتِي مَدَّهَا بِالْحَرْبَةِ حَتَّى حَرَّمَ جَمِيعَ سُكَّانِ عَايٍ. لَكِنِ الْبَهَائِمُ وَغَنِيمَةُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ نَهَبَهَا إِسْرَائِيلُ لأَنْفُسِهِمْ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ الَّذِي أَمَرَ بِهِ يَشُوعَ. وَأَحْرَقَ يَشُوعُ عَايَ وَجَعَلَهَا تَلاًّ أَبَدِيّاً خَرَاباً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. وَمَلِكُ عَايٍ عَلَّقَهُ عَلَى الْخَشَبَةِ إِلَى وَقْتِ الْمَسَاءِ. وَعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ أَمَرَ يَشُوعُ فَأَنْزَلُوا جُثَّتَهُ عَنِ الْخَشَبَةِ وَطَرَحُوهَا عِنْدَ مَدْخَلِ بَابِ الْمَدِينَةِ, وَأَقَامُوا عَلَيْهَا رُجْمَةَ حِجَارَةٍ عَظِيمَةً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. حِينَئِذٍ بَنَى يَشُوعُ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ فِي جَبَلِ عِيبَالَ" (يشوع 8: 18 – 30) .
" فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ وَالسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِداً, بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ " (يشوع 10: 28-40) .
" ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ وَأَخَذَ حَاصُورَ وَضَرَبَ مَلِكَهَا بِالسَّيْفِ..وَضَرَبُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمُوهُمْ. وَلَمْ تَبْقَ نَسَمَةٌ. وَأَحْرَقَ حَاصُورَ بِالنَّارِ. فَأَخَذَ يَشُوعُ كُلَّ مُدُنِ أُولَئِكَ الْمُلُوكِ وَجَمِيعَ مُلُوكِهَا وَضَرَبَهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمَهُمْ كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ " (يشوع 11: 10-12) .
" فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً .. وَأَمْسَكَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيّاً, وَحَرَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ. وَعَفَا شَاوُلُ وَالشَّعْبُ عَنْ أَجَاجَ وَعَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْحُمْلاَنِ وَالْخِرَافِ وَعَنْ كُلِّ الْجَيِّدِ, وَلَمْ يَرْضُوا أَنْ يُحَرِّمُوهَا. وَكُلُّ الأَمْلاَكِ الْمُحْتَقَرَةِ وَالْمَهْزُولَةِ حَرَّمُوهَا. وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى صَمُوئِيلَ: نَدِمْتُ عَلَى أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكاً, لأَنَّهُ رَجَعَ مِنْ وَرَائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي" . (صموئيل الأول 15: 3 – 11) .
" وأمر شاول عبيده : تكلموا مع داود سرًا قائلين : هوذا قد سُر بك الملك – أي شاول – وجميع عبيده قد أحبوك فالآن صاهر الملك .. فقال داود : هل هو مستخف في أعينكم مصاهرة الملك وأنا رجل مسكين وحقير ؟ .. فقال شاول : هكذا تقولون لداود : ليست مسرة الملك بالمهر , بل بمئة غلفة من الفلسطنيين للإنتقام من أعداء الملك .. فحسن الكلام في عين داود أن يصاهر الملك ولم تكمل الأيام حتى قام داود وذهب هو ورجاله وقتل من الفلسطنيين مئتي رجل وأتى داود بغلفهم فأكملوها للملك لمصاهرة الملك , فأعطاه شاول ميكال ابنته امرأة " ( صموئيل الأول 18 : 22 – 28 ) .
وهكذا عزيزي القاريء تزوج داود العهد القديم من ابنة الملك شاول , إذ كان مهرها مئتي غلفة ( القطعة الجلدية الزائدة بالعضو الذكري للرجل والتي تقطع عند الختان ) من غلف الفلسطنيين !

وفى العهد الجديد نقرأ أيضاً :

" لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا " (متَّى 10: 34-40) .
" جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ … أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَاماً. لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا " (لوقا 12: 49-53) .
" أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي" (لوقا 19: 27) . وأذكر أني لما واجهت أحد النصارى بهذا النص قال أن المسيح لم يكن يعني ما يقول بل قاله وهو يعلم أنه لن يفعله , وبمعنى أخر : أنه قال ذلك كذبًا !
" فَقَالَ لَهُمْ: «لَكِنِ الآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذَلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً. لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ فِيَّ أَيْضاً هَذَا الْمَكْتُوبُ: وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ. لأَنَّ مَا هُوَ مِنْ جِهَتِي لَهُ انْقِضَاءٌ». فَقَالُوا: «يَا رَبُّ هُوَذَا هُنَا سَيْفَانِ». فَقَالَ لَهُمْ: «يَكْفِي!» " (لوقا 22: 36-37) .

* مكانة المرأة في الكتاب المقدس

لنستعرض الأن ما جاء في الكتاب المقدس عن المرأة وبيان مكانتها :

جاء في الرسالة الأولى إلى كورنثوس 14 : 34 كما في ترجمة الفانديك : (( لتصمت نساؤكم في الكنائس لانه ليس مأذونا لهنَّ أن يتكلمن بل يخضعن كما يقول الناموس ايضا. ولكن إن كنَّ يردن أن يتعلمن شيئا فليسألن رجالهنَّ في البيت لأنه قبيح بالنساء أن تتكلم في كنيسة )) .
والمقصود بعبارة : (( كما تقول الشريعة )) أو (( كما يقول الناموس )) هو ما جاء في تكوين 3 : 16 من أن الرب جعل الرجل متسلطاً على المرأة فقال : (( وقال للمرأة : تكثيراً أكثر أتعاب حبلك ، بالوجع تلدين أولاداً ، وإلي رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك )) أي يتسلط عليك .
وقد كتب بولس أيضاً قائلاً في 1تيموثاوس 2 : 12 _ 14 : (( لست آذن للمرأة أن تعلم ولا تتسلط على الرجل بل تكون في سكوت ، لأن آدم جُبلَ أولاً ثم حواء ، وآدم لم يُغوَ ، لكن المرأة أُغويَت فحصلت في التعدي )) .
وقال بولس في رسالته الأولى إلى كورنثوس 11 :3 – 9 : (( وَلَكِنْ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُلٍ هُوَ الْمَسِيحُ. وَأَمَّا رَأْسُ الْمَرْأَةِ فَهُوَ الرَّجُلُ. وَرَأْسُ الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ. 4كُلُّ رَجُلٍ يُصَلِّي أَوْ يَتَنَبَّأُ وَلَهُ عَلَى رَأْسِهِ شَيْءٌ يَشِينُ رَأْسَهُ. 5وَأَمَّا كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِّي أَوْ تَتَنَبَّأُ وَرَأْسُهَا غَيْرُ مُغَطّىً فَتَشِينُ رَأْسَهَا لأَنَّهَا وَالْمَحْلُوقَةَ شَيْءٌ وَاحِدٌ بِعَيْنِهِ. 6إِذِ الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحاً بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ فَلْتَتَغَطَّ. 7فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ. 8لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ. 9وَلأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ الرَّجُلِ )) .
جاء في إنجيل متَّى 5 : 27 – 32 : (( وقيل من طلق إمرأته فليعطها كتاب طلاق . وأما أنا فأقول لكم : ان من طلق امرأته إلا لعلة الزنا يجعلها تزنى . ومن تزوج مطلقه فإنه يزنى )) .
لقد أثبت الواقع إستحالة الإستغناء عن الطلاق ، والدليل على ذلك أن الغرب المسيحي نفسه قد سن قوانين تبيح الطلاق ، ثم هل من مصلحة المرأة المطلقة ألا تتزوج ؟! فأين الرحمة تجاه المطلقة ؟ ولماذا نحرمها من حقها الطبيعي في الحياة ؟!
يقول كاتب سفر اللاويين 15 : 19 : (( وَإِذَا حَاضَتِ الْمَرْأَةُ فَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا، وَكُلُّ مَنْ يَلْمِسُهَا يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. كُلُّ مَا تَنَامُ عَلَيْهِ فِي أَثْنَاءِ حَيْضِهَا أَوْ تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً، وَكُلُّ مَنْ يَلْمِسُ فِرَاشَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. وَكُلُّ مَنْ مَسَّ مَتَاعاً تَجْلِسُ عَلَيْهِ، يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. وَكُلُّ مَنْ يَلَمِسُ شَيْئاً كَانَ مَوْجُوداً عَلَى الْفِرَاشِ أَوْ عَلَى الْمَتَاعِ الَّذِي تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. وَإِنْ عَاشَرَهَا رَجُلٌ وَأَصَابَهُ شَيْءٌ مِنْ طَمْثِهَا، يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَكُلُّ فِرَاشٍ يَنَامُ عَلَيْهِ يُصْبِحُ نَجِساً. إِذَا نَزَفَ دَمُ امْرَأَةٍ فَتْرَةً طَوِيلَةً فِي غَيْرِ أَوَانِ طَمْثِهَا، أَوِ اسْتَمَرَّ الْحَيْضُ بَعْدَ مَوْعِدِهِ، تَكُونُ كُلَّ أَيَّامِ نَزْفِهَا نَجِسَةً كَمَا فِي أَثْنَاءِ طَمْثِهَا ,كُلُّ مَا تَنَامُ عَلَيْهِ فِي أَثْنَاءِ نَزْفِهَا يَكُونُ نَجِساً كَفِرَاشِ طَمْثِهَا، وَكُلُّ مَا تَجْلِسُ عَلَيْهِ مِنْ مَتَاعٍ يَكُونُ نَجِساً كَنَجَاسَةِ طَمْثِهَا. وَأَيُّ شَخْصٍ يَلْمِسُهُنَّ يَكُونُ نَجِساً، فَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ )) ( ترجمة كتاب الحياة ) .
والأغرب من هذا أنها حتى تتخلص من نجاستها ، عليها أن تذهب إلى الكاهن بفرخي حمام ! , يقول كاتب سفر اللاويين ( 15 : 29 ) : (( وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ تَأْخُذُ لِنَفْسِهَا يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ وَتَأْتِي بِهِمَا إِلَى الْكَاهِنِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. فَيَعْمَلُ الْكَاهِنُ الْوَاحِدَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ وَالْآخَرَ مُحْرَقَةً وَيُكَفِّرُ عَنْهَا الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ مِنْ سَيْلِ نَجَاسَتِهَا )) .
فأي جريمة اقترفتها المرأة حتى تكفر عنها ؟!
بل إن الكتاب المقدس يُقر أن المرأة النَّفساء مخطئة ولا بد لها من كَفَّارة لتتوب !
سفراللاويين 12: 1-8 : (( وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى : قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: إِذَا حَبِلَتِ امْرَأَةٌ وَوَلَدَتْ ذَكَراً تَكُونُ نَجِسَةً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. كَمَا فِي أَيَّامِ طَمْثِ عِلَّتِهَا تَكُونُ نَجِسَةً. وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يُخْتَنُ لَحْمُ غُرْلَتِهِ. 4ثُمَّ تُقِيمُ ثَلاَثَةً وَثَلاَثِينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا. كُلَّ شَيْءٍ مُقَدَّسٍ لاَ تَمَسَّ وَإِلَى الْمَقْدِسِ لاَ تَجِئْ حَتَّى تَكْمُلَ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا. وَإِنْ وَلَدَتْ أُنْثَى تَكُونُ نَجِسَةً أُسْبُوعَيْنِ كَمَا فِي طَمْثِهَا. ثُمَّ تُقِيمُ سِتَّةً وَسِتِّينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا. وَمَتَى كَمِلَتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا لأَجْلِ ابْنٍ أَوِ ابْنَةٍ تَأْتِي بِخَرُوفٍ حَوْلِيٍّ مُحْرَقَةً وَفَرْخِ حَمَامَةٍ أَوْ يَمَامَةٍ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ إِلَى الْكَاهِنِ فَيُقَدِّمُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ وَيُكَفِّرُ عَنْهَا فَتَطْهَرُ مِنْ يَنْبُوعِ دَمِهَا. هَذِهِ شَرِيعَةُ الَّتِي تَلِدُ ذَكَراً أَوْ أُنْثَى. وَإِنْ لَمْ تَنَلْ يَدُهَا كِفَايَةً لِشَاةٍ تَأْخُذُ يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ الْوَاحِدَ مُحْرَقَةً وَالْآخَرَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ فَيُكَفِّرُ عَنْهَا الْكَاهِنُ فَتَطْهُرُ. ))
ويقول كاتب سفر اللاويين 1 : 12 : (( إِذَا حَمَلَتِ امْرَأَةٌ وَوَلَدَتْ ذَكَراً، تَظَلُّ الأُمُّ فِي حَالَةِ نَجَاسَةٍ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، كَمَا فِي أَيَّامِ فَتْرَةِ الْحَيْضِ. . . . وَعَلَى الْمَرْأَةِ أَنْ تَبْقَى ثَلاَثَةً وَثَلاَثِينَ يَوْماً أُخْرَى إِلَى أَنْ تَطْهُرَ مِنْ نَزِيفِهَا، فَلاَ تَمَسُّ أَيَّ شَيْءٍ مُقَدَّسٍ، وَلاَ تَحْضُرُ إِلَى الْمَقْدِسِ، إِلَى أَنْ تَتِمَّ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا. 5وَإِنْ وَلَدَتْ أُنْثَى فَإِنَّهَا تَظَلُّ فِي حَالَةِ نَجَاسَةٍ مُدَّةَ أُسْبُوعَيْنِ كَمَا فِي فَتْرَةِ الْحَيْضِ، وَتَبْقَى سِتَّةً وَسِتِّينَ يَوْماً حَتَّى تَتَطَهَّرَ مِنْ نَزِيفِهَا. )) [ ترجمة كتاب الحياة ] .
ويقول أيضًا في 15 : 18 : ((18وَإِذَا عَاشَرَ رَجُلٌ زَوْجَتَهُ يَسْتَحِمَّانِ كِلاهُمَا بِمَاءٍ وَيَكُونَانِ نَجِسَيْنِ إِلَى الْمَسَاءِ. )) .
وفي سفر التثنية تثنية 25: 5- 10 نرى فيه أن الكتاب المقدس قد فرض على المرأة أن تتزوج أخو زوجها إذا مات زوجها ! : (( إِذَا سَكَنَ إِخْوَةٌ مَعاً وَمَاتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَليْسَ لهُ ابْنٌ فَلا تَصِرِ امْرَأَةُ المَيِّتِ إِلى خَارِجٍ لِرَجُلٍ أَجْنَبِيٍّ. أَخُو زَوْجِهَا يَدْخُلُ عَليْهَا وَيَتَّخِذُهَا لِنَفْسِهِ زَوْجَةً وَيَقُومُ لهَا بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. 6وَالبِكْرُ الذِي تَلِدُهُ يَقُومُ بِاسْمِ أَخِيهِ المَيِّتِ لِئَلا يُمْحَى اسْمُهُ مِنْ إِسْرَائِيل. «وَإِنْ لمْ يَرْضَ الرَّجُلُ أَنْ يَأْخُذَ امْرَأَةَ أَخِيهِ تَصْعَدُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِلى البَابِ إِلى الشُّيُوخِ وَتَقُولُ: قَدْ أَبَى أَخُو زَوْجِي أَنْ يُقِيمَ لأَخِيهِ اسْماً فِي إِسْرَائِيل. لمْ يَشَأْ أَنْ يَقُومَ لِي بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. فَيَدْعُوهُ شُيُوخُ مَدِينَتِهِ وَيَتَكَلمُونَ مَعَهُ. فَإِنْ أَصَرَّ وَقَال: لا أَرْضَى أَنْ أَتَّخِذَهَا . تَتَقَدَّمُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِليْهِ أَمَامَ أَعْيُنِ الشُّيُوخِ وَتَخْلعُ نَعْلهُ مِنْ رِجْلِهِ وَتَبْصُقُ فِي وَجْهِهِ وَتَقُولُ: هَكَذَا يُفْعَلُ بِالرَّجُلِ الذِي لا يَبْنِي بَيْتَ أَخِيهِ. فَيُدْعَى اسْمُهُ فِي إِسْرَائِيل بَيْتَ مَخْلُوعِ النَّعْلِ )) .
ولا تعليق بالطبع على مدى عنصرية هذه النصوص , وما كان لها من عظيم الأثر في مسخ عقول اليهود والنصارى في تعاملهم مع الأمم الأخرى؟؟؟الأدب الجنسي في الكتاب المقدس

1- أمثال ومواعظ في الجنس !
( أمثال7: 6 ) " لاحظت بين البنين غلامًا عديم الفهم. عابر عند الشّارع عند زاويتها وصاعدًا في طريق بنيها. وإذا بامرأة استقبلته في زي زانية .. فأمسكته وقبلته، وأوقحت وجهها وقالت له: فرشت سريري بموشى كتان من مصر وعطرت فراشي بمر وعود وقرفة: هلمّ نرتو ودًّا إلى الصّباح: نتلذّذ بالحب ... أغوته بكثرة فنونها، بملث شفتيها طوحته، ذهب وراءها لوقته كثور يذهب إلى الذّبح" .

2- التغزل بثدي المرأة !
( أمثال 5: 16 ) " وأفرح بامرأة شبابك الظبية المحبوبة والوعلة الزهية: ليروك ثدياها في كل وقت".
3- نشيد الإنشاد : نصوص غرامية فاضحة !
( نشيد 1 : 13 ) " صرة المر حبيبي لي: بين ثديي يبيت. ها أنت جميلة يا حبيبتي. ها أنت جميل يا حبيبي وحلو سريرنا أخضر. حبيبي بين البنين: تحت ظله اشتهيت أن أجلس ... أدخلني بيت الخمر ... شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني " .
(نشيد 3 : 1) " في الليل على فراشي طلبت من تحبه نفسي فما وجدته. إنّي أقوم وأطوف في المدينة في الأسواق وفي الشّوارع أطلب من تحبّه نفسي ... وجدني الحرس الطّائف في المدينة فقلت: أرأيتم من تحبّه نفسي؟ فما جاوزتهم إلا قليلاً حتى وجدت من تحبّه نفسي. فأمسكته ولم أرخه حتى أدخلته بيت أمي وحجرة من حبلت بي. أحلفكن يا بنات أورشليم بالظّباء وبأيائل الحقول ألا تيقظن ولا تنبّهن الحبيب متى شاء " .
( نشيد 4: 1 ) " هاأنت جميلة يا حبيبتي ... عيناك حمامتان... شفتاك كسلكة من القرمز . خدّك كفلقة رمانة تحت نقابك ... ثدياك كخشفتي ظبية توأمين يرعيان بين السّوسن " .
( نشيد 7: 1 ) " ما أجمل رجليك بالنّعلين يا بنت الكريم. دوائر فخذيك مثل الحلي، صنعة يدي صناع. سرتك كأس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج. بطنك صبرة حنطة مسيجة بالسوسن . ثدياك كخشفتي توأمي ظبية. قامتك هذه شبيهةبالنخلة وثدياك بالعناقيد. قلت إني أصعد إلى النخلة وأمسك بعذوقها وتكون ثدياك كعناقيد الكرم. ليتك كأخ لي الراضع ثدي أمي. وهي تعلمني فأسقيك من الخمر الممزوجة من سلاف رماني. شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني" .
ونقف عند قول الكتاب " سرتك كأس مدورة " وننقل الجديد الذى توصلنا إليه في التفسير الحديث للكتاب المقدس الصادر عن دار الثقافة بالقاهرة .
وفي البداية نحب أن نبين أن هذا التفسير يضم في مجلس تحريره القس الدكتور / منيس عبد النور , والقس / مكرم نجيب , والقس / باقي صدقة , وهم من صفوة العلماء الإنجيليين !
ويتحفنا هذا التفسير أن الكلمة " سرتك " تعتبر ترجمة خاطئة للأصل العبري , وأن الترجمة الصحيحة هى " الفتحة التناسلية للمرأة " !

http://www.trutheye.com/up/uploads/thumbs/trutheye.com-8436f647e5.jpg

صورة طبق الأصل من المرجع المشار إليه ص 101

وفي تعليقهم على جملة " بطنك صبرة حنطة مسيجة بالسّوسن " يقولون : أن الأصل العبري ليس "بطن" بل " الجزء السفلي من البطن أسفل السرة " !

http://www.trutheye.com/up/uploads/thumbs/trutheye.com-b13b84f07b.jpg
المصدر السابق من المرجع المشار إليه


( نشيد 8: 8 ) " لنا أخت صغيرة ليس لها ثديان، فماذا نصنع لأختنا في يوم تُخطَب ؟ " .
( نشيد 8 : 10 ) " أنا سور، وثدياي كبرجيْن . حينئذ كنت في عينيه كواجدة سلامة ".


4- سفر حزقيال ونصوص جنسية فاضحة !
(حزقيال16: 1) " وكانت إلي كلمة الرّب قائلاً: يا ابن آدم عرف أورشليم برجساتها.
اتّكلتِ على جمالكِ وزنيت على اسمك. وسكبتِ زناك على كل عابر... وصنعت لنفسك صور ذكور. وزنيتِ بها وفي كل رجساتك وزناك لم تذكري أيّام صباك إذ كنت عريانة وعارية. وفرجيت رجليكِ لكل عابر وأكثرتِ زناك. وزنيت مع جيرانك بني مصر الغلاظ اللّحم. وزدت في زناك لإغاظتي. لكلّ الزّواني يعطون هديّة. أمّا أنت فقد أعطيت كلّ مُحبّيك زناكِ. ورشيتيهم ليأتوك من كلّ جانب للزّنا بك. فلذلك يا زانية: اسمعي كلام الرب: من أجل أنّك قد انفق نحاسك وانكشفت عورتك بزناك بِمُحِبّيكِ... لذلك ها أنذا أجمع مُحبّيك الذين لذذتِ لهم... فأجمعهم عليك من حولك وأكشف عورتك لهم لينظروا كلّ عورتك... وأُسلِّمك ليدهم... فينزعون عنك ثيابك ويأخذون أدوات زينتك ويتركونك عريانة وعارية " .

5- قصة العاهرتين أهولا وأهوليبة !
(حزقيال23: 1) " يا ابن آدم: كان هناك امرأتان ابنتا أم واحدة وزنتا بمصر في صباهما زنتا. هناك دغدغت ثدييهما وهناك تزعزعت ترائب عذرتهما. واسمهما أهولة الكبيرة وأهوليبا أختها. وزنت أهولة من تحتي ولم تترك زناها من مصر أيضًا لأنهم ضاجعوها في صباها. وزعزعوا ترائب عذرتها وسكبوا عليها زناهم. لذلك سلمتها ليد عشاقها الذين عشقتهم. هم كشفوا عورتها. فلمّا رأت أختها أهوليبة ذلك أفسدت في عشقها أكثر منها وفي زناها أكثر من زنا أختها. عشقت بني أشور فرسانَا راكبين الخيل كلّهم شبّان شهوة. وزادت زناها. ولمّا نظرت إلى رجال مصورين على الحائط عشقتهم عند لمح عينيها إياهم. وأرسلت إليهم رسلاً فأتاها بنو بابل في مضجع الحبّ ونجّسوها بزناهم... وأكثرت زناها بذكرها أيّام صِبَاها الّتي فيها زنت بأرض مصر. وعشقت معشوقيهم الذين لحمهم كلحم الحمير ومنيهم كمني الخيل. وافتقدتِ رذيلة صباكِ بزغزغة المصريين ترائبك لأجل ثدي صباكِ " .

6-الرب يعاقبهم فيوقعهم في الزنا :
(حزقيا23: 22) " لأجل ذلك يا أهوليبة، قال السيد الرب: ها أنذا أهيج عليك عشاقك: ينزعون عنك ثيابك... ويتركونك عريانة وعارية، فتنكشف عورة زناك ورذيلتك وزناك. تمتلئين سكرًا وحزنًا كأس التّحيّر والخراب... فتشربينها وتمتصينها وتقضمين شقفها. وتجتثّين ثدييك لأنّي تكلّمتُ. فهوذا جاءوا. هم الذين لأجلهم استحممتِ. وكحّلتِ عينيك وتحلّيت بالحليّ. وجلستِ على سرير فاخر... فقلت عن البالية في الزّنا الآن يزنون زنًا معها" .

7-تعاليم جنسية !
( عامو 7: 16 ) " وقال الرب لمصيا: أنت تقول لا تتنبأ على إسرائيل. لذلك قال الرب: امرأتك تزني في المدينة وبنوك وبناتك يسقطون بالسّيف" .
(ارميا 8: 10) " قد رفضوا كلمة الرب...لذلك أعطي نساءهم لآخرين وحقولهم لمالكين. لأنّهم من الصّغير إلى الكبير. كلّ واحد منهم مولع بالرّبح من النَّبيِّ إلى الكاهن" .
(اشعيا 3: 16) " قال الرب: من أجل أن بنات صهيون يتشامخن ويمشين ممدوات الأعناق وغامزات بعيونهن وخاطرات في مشيهن ويخشخشن بأرجلهن يصلِع السّيّد هامة بنات صهيون ويعري الرب عورتهن " .
(ارميا 13: 22) " لأجل عظمَة إثمِكِ: هُتِكَ ذَيلاكِ وانكشف عقباك... فسقك وصهيلك ورذالة زناك: فأنّا أرفع ذيليك على وجهك فيُرى خزيك" .
(ناحوم 3: 4) " من أجل زنا الزانية الحسنة الجمال صاحبة السحر البائعة أممًا بزناها وقبائل بسحرها. ها أنذا عليك يقول رب الجنود: فأكشف أذيالك إلى فوق وجهك، وأُري الأممَ عورتك".
(تثنية 28: 15) " خاطب الرب بني إسرائيل مهددًا إياهم: أن لم تسمع لصوت الرب إلهك: تأتي عليك جميع اللعنات وتدركك... تخطب امرأة، ورجل آخر يضطجع معها " .
(هوشع 2: 2) " حاكموا أمكم لأنها ليست امرأتي وأنا لست رجلها لكي تعزل زناها عن وجهها وفسقها من بين ثدييها لئلا أجردها عارية ولا أرحم أولادها لأنهم أولاد زنا... والآن أكشف عورتها أمام عيون مُحبيها " .
وأسوة بالكتاب المقدس يُحِثُّ علىاختطاف بنات شيلوه واغتصابهن: (20واوصوا بني بنيامين قائلين امضوا واكمنوا في الكروم. 21 وانظروا فإذا خرجت بنات شيلوه ليدرن في الرقص فاخرجوا أنتم من الكروم واخطفوا لأنفسكم كل واحد امرأته من بنات شيلوه واذهبوا إلى أرض بنيامين.) قضاة 21: 20-21
يا من رُزقت نعمة العقل هل يمكن أن يُقال ولو للحظة أن هذا المتن من وحي الله ؟!
أعتقد بعد هذا البيان الوافي لقضيتي " الإسناد والمتن " في الكتاب المقدس نكون قد قطعنا الشك باليقين في أن هذا الكتاب ( المقدس ) ليس كلمة الله .؟؟؟؟لندع القس شنودة يتحدث !


( مقال للكاتب في منتدى الجامع لمقاومة التنصير ودعوة أهل الكتاب ) .
إقرار أرثوذكسي رفيع المستوى بتحريف الكتاب المقدس !
القس / شنودة ماهر إسحاق ( سابقًا : الشماس الدكتور / إميل ماهر ) .
أستاذ العهد القديم واللاهوت بالكلية الإكليريكية
وأستاذ اللغة القبطية بمعهد اللغة القبطية بالقاهرة .

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم , أما بعد :

فإن حقيقة تحريف الكتاب المقدس أصبحت واضحة جلية , وقد شهد أصحاب الكتاب بذلك ونطقوا به على مر العصور , واليوم أقدم للقاريء الكريم , شهادة جديدة تستحق العرض , وهى للقس / شنودة ماهر إسحاق , أستاذ العهد القديم واللاهوت بالكلية الإكليريكية وأستاذ اللغة القبطية بمعهد اللغة القبطية بالقاهرة , في كتابه : " مخطوطات الكتاب المقدس بلغاته الأصلية " ص 19-21, الطبعة الثانية 2006م , رقم الإيداع بدار الكتب : 10444-1997 . والكتاب يباع بمكتبة المحبة - القاهرة .
وقبل عرض ما جاء في كتاب القس شنودة , أنبه على أن النصارى يستخدمون لفظ ( القراءات ) بديلاً للفظ ( التحريفات ) للتخفيف من حدة اللفظ الأخير على سمع رعايا الكنائس , وقد بينتُ أنه لا فارق بين القراءات والتحريفات عند النصارى فكلاهما يدلان على حدث واحد وهو : وقوع التحريف اللفظي بالمحو والإضافة في الكتاب المقدس , وذلك في مقالة سابقة بعنوان : ( قراءات أم تحريفات ! ) :

http://www.aljame3.net/ib/index.php?showtopic=4842

فالقراءات عندهم هى خطأ الناسخ عن قصد ودراية أثناء النسخ وهذا هو التحريف بعينه , في حين أن القراءات عند أهل العقول تكون نابعة من نطق النبي المرسل بالكتاب لها بوحي من الله , مع حصول التواتر المتصل لهذه القراءات بغير انقطاع أو ضعف .
والأن لنعرض نص ما قاله القس شنودة في كتابه الذي كان ضمن سلسلة دراسات في الكتاب المقدس وحمل رقم 5 .
ضياع العهد القديم والعهد الجديد !

يقول القس شنودة : ( ليس بين أيدينا الآن المخطوطات الأصلية , أي النسخة التي بخط يد كاتب أي سفر من أسفار العهد الجديد والقديم . فهذه المخطوطات ربما تكون قد استهلكت من كثرة الإستعمال , أو ربما يكون بعضها قد تعرض للإتلاف أو الإخفاء في أزمنة الإضطهاد , خصوصًا وأن بعضها كان مكتوبًا على ورق البردي , وهو سريع التلف . ولكن قبل أن تختفي هذه المخطوطات نُقلت عنها نسخ كثيرة . لأنه منذ البداية كانت هناك حاجة ماسة لنساخة الأسفار المقدسة لاستخدامها في اجتماعات العبادة في مختلف البلاد . وقد تكاثرت المخطوطات الكتابية على مر السنين , فصارت تُعد بالآلاف , وهى محفوظة في المتاحف والمكتبات في متناول العلماء والباحثين ) .

المعضلة العظمى في المخطوطات الكتابية !

يقول القس شنودة عن المخطوطات التي نُسخت من النسخ الأصلية الضائعة : ( ولكن من يدرس مخطوطات الكتاب المقدس بلغاته الأصلية أو ترجماته القديمة يلاحظ وجود بعض الفروق في القراءات بين المخطوطات القديمة , وهى فروق طفيفة لا تمس جوهر الإيمان في شيء ولا في ممارسات الحياة المسيحية والعبادة ) .
قلت ُ : كنص التثليث 1يو 5 : 7 , وخاتمة إنجيل مرقس 16 : 9-20 التي تحدثت عن صعود الرب, وهى فروق طفيفة لا تمس جوهر الإيمان في شيء ولا في ممارسات الحياة المسيحية والعبادة !!

التحريف .... من يُخفي الشمس ؟!

يقول القس شنودة : ( ومعظم فروق القراءات بين المخطوطات يمكن إرجاعها إلى تغييرات حدثت عن غير دراية من الناسخ أو قصد منه خلال عملية النساخة ) .

التحريف بسبب أخطاء العين !

يقول القس شنودة : ( فأحيانًا تحدث الفروق بسبب أخطاء العين , كأن يُخطيء الناسخ في قراءة النص الذي ينقل منه ( كلام الله !! ) فتسقط منه بعض كلمات أو عبارات , أو يكرر نساخة بعضها, أو يحدث تبادل في مواقع الحروف الكلمات مما يؤدي إلى تغيير المعنى , أو يحدث تبادل في مواقع الكلمات والسطور . وقد يحدث الخلط بسبب صعوبة في قراءة بعض الحروف , خصوصًا وأن الحروف العبرانية متشابهة في الشكل , وكذلك أيضًا الحروف اليونانية الكبيرة . فأحيانًا قد يصعب التمييز بين الحروف إذا لم تكن مكتوبة بخط واضح وبقدر كافٍ من العناية , أو إذا كان المخطوط الذي ينقل عنه الناسخ قد تهرأ أو بهتت الكتابة عليه في بعض المواضع أو بعض الحروف (!!) ) .

التحريف بسبب أخطأ الأذن !

يقول القس شنودة : ( وبعض فروق القراءات قد ينتج أيضًا عن أخطأ الأذن في السماع في حالة الإملاء , فمثلاً العبارة في رومية 5 : 1 " لنا سلام " وردت في بعض النسخ " ليكن لنا سلام " . والعبارتان متشابهتان في السماع في يوناية القرن الأول . أما في العبرانية فإن احتمال وقوع أخطاء الأذن منعدم أو ضعيف . لأنه لا توجد في كتابات الربابنة أية إشارة إلى ممارسة النساخة بطريقة الإملاء للناسخ بالقراءة له من النسخة المنقول عنها . فالمسيحيون وحدهم هن الذين استخدموا طريقة الإنتاج بالجملة عن طريق الإملاء لمحموعة من الكتبة في وقت واحد ( !! ) ) .

التحريف بسبب أخطاء الذهن !

يقول القس شنودة : ( وبعض فروق القراءات قد ينتج عن أخطاء الذهن , كأن يفشل الناسخ في تفسير بعض الإختصارات التي كانت تستخدم كثيرًا في المخطوطات , خصوصًا مصطلحات مثل " الله " و " المسيح " التي كانت تكتب بصورة مختصرة بصفة منتظمة . والفروق في تموتاوس الأولى 3 : 16 بين " مَنْ " و " الذي " و " الله " هى مثال ذلك . فقد وردت الآية : " عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد " مكتوبة في قراءة أخرى ( لم ينطق بها أي نبي بل هى من أخطأ الذهن ) : " عظيم هو سر التقوى الذي أو مُن ظهر في الجدس " ... إلخ. reumann, p. 1226 ) .

أسباب التحريف عند أوريجانوس - أبو اللاهوت - !

يقول القس شنودة : ( وقد أظهر باك pack في رسالته عن طريقة أوريجانوس في مقارنة النصوص الكتابية أن أوريجانوس يُرجع الفروق في القراءات إلى أسباب أربعة , وهى :
1- أخطأ أثناء عملية النقل بالنساخة نتيجة انخفاض درجة التركيز عند الناسخ في بعض الأحيان .
2- النسخ التي يُتلفها الهراطقة عمدًا ببث أفكارهم فيها أثناء النساخة .
3- التعديلات التي يُجريها بعض النساخ عن وعي وبشيء من الإندفاع بهدف تصحيح ما يرونه أخطاء وقعت من نُساخ سابقين أو اختلاف عن القراءة التي اعتادوا سماعها .
4- تعديلات بهدف توضيح المعنى المقصود في العبارة . ( كل من هب ودب له الحق في توضيح ما عجز الرب عن إيضاحه !! ) ) .

منهج اعتماد التحريف الصحيح بواسطة التوافق مع العقائد والجغرافية !

يقول القس شنودة موضحًا الأسس التي عليها يتم اختيار التحريف الصحيح : ( والتوصل إلى الإختيار الصحيح للقراءات الصحيحة ( !! ) يبدو في رأي أوريجانوس مؤسس على الآتي :
1- التوافق مع العقائد الإيمانية .
2- صحة المعلومات الجغرافية . ( !! )
3- التناسق والإنسجام مع غيره من النصوص . ( النصوص المحرفة !! ) .
4- الأصول الإشتقاقية اللغوية .
5- إجماع غالبية المخطوطات المعروفة لديه . ( المخطوطات الضائعة أم المحرفة !! ) .
وهذا الإختيار تحكمه ضوابط أساسية هى : المعنى الذي يقتضيه سياق النص ويرجحه , والتناغم , وتقليد الكنيسة ) .
لا تأمل عزيزي القاريء في أن تجد ضمن هذه الأسس : اعتماد الله ورسله للقراءات , وتواترها المتصل المحقق على ألسنة الحفاظ الثقات , فالقراءات عندهم هى أخطاء النساخ وتراكم تحريفاتهم , وما تحكم بصحته الكنيسة منها وفقًا لعقائدها وأهوائها !
بالطبع كل من سيقرأ كلمات القس شنودة سيتساءل : هل القس يتحدث عن كتاب الله المعصوم من الخطأ أو الذلل في دقيقه وجليله أم يتحدث عن مُؤَلَفٍ مكتوب بكل معنى الكلمة ؟!
ونسأل أصحاب دعوى ( الإستحالة ) : أي أدلة استدللتم بها لتجعلوا الأمر مستحيلاً ؟! كيف يستحيل أمر التحريف وقد أقر أكابر علماء الكتاب بأن النساخ نقلوا وهم ناعسون ؟! نقلوا وهم متعمدون للخطأ والتغيير والتبديل ؟!

فالحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعم؟؟؟

غير معرف يقول...

(((((((((المسيحية لا تجد من يقتنع بها)))))))))))))))==================في مناظرة بين باحثة يابانيّة ورجل دين من الكنيسة الإنجليزيّة يُدعى الأب جيمس، سألت الباحثة القسّ أن يفسّر لها بعض العقائد التي لم تتمكّن من الإحاطة بها، أو حتّى فهم ظاهرها، فردّ الأب جيمس:» إنّ هذا سرّ لاهوتي فوق عقول البشر، وليس من الممكن تفسيره حسب تفسير وتصوّر هؤلاء البشر! «
فردّت الباحثة اليابانيّة: » كيف تدعون النّاس إلى عقيدة لا يفهمها هؤلاء البشر؟ وما مهمّة الرّسل والأنبياء.. إن لم يبيّنوا ما أمروا بتبليغه من قبل الخالق إلى هؤلاء البشر؟
.. لقد كنت بوذيّة من قبل .. غير أنّ السّلبيّة، التي تتّسم بها هذه العقيدة جعلتني أبحث عن غيرها بين الدّيانات والملل، وقد اخترت في دراستي التخصّص في مقارنة الأديان، وقد جئت إلى بريطانيا من أجل هذا الهدف، ويبدو أنّني لن أصل إلى غايتي وسط هذه الظّلمات المتراكم بعضها فوق بعض، فإذا حاولت التعرّف على الحقيقة وقف "الأكليريوس" أو "الكهنوت" في وجهي بقوانين الحظر والادّعاء بأنّ هذه القضايا أسرار لاهوتيّة فوق العقل،. أنا لن أسألك عن هذه الأسرار التي أرفضها كلّها...! ذلك لأنّ الدّين .. أي دين يجب أن يكون واضحًا، وألاّ ينطوي على أسرار وخفايا، وإلاّ فلماذا جاء الدّين أصلاً إن لم يكن واضحًا في عقول كلّ الرّعايا !؟ «
وبعد احتدام المناظرة قال الدّكتور عبد الودود شلبي( ) ، وهو أحد المشاركين في ذلك النّقـاش، موجّهًا تعليقًا لاذعًا للقسّ جيمــس: » لو أتينا بكلّ علماء الرّياضيات وبُعث " آينشتاين " مرّة ثانية إلى الحياة، وعقدنا له امتحانًا في حلّ هذه الطّلاسم والألغاز لما حصل هذا العلاّمة إلاّ على صفر في هذا الامتحان، ولكن لحسن الحظّ أنّ "آينشتاين" لم يكن مسيحيًّا وإلاّ ما سمع أحد بنظريّته النّسبيّة التي تفوّق بها على علماء الرّياضيّات«.
وهنا قال الأب جيمس: » إنّ مفهوم البساطة ليس له مجال في فهم العقيدة المسيحيّة، كما لا يجب أن توزن به هذه العقيدة، لأنّ العقيدة المسيحيّة تعلو على فهم العقل« !!.
فردّ عبد الودود شلبي بقوله: » إذا كانت المسيحيّة ليست بهذه البساطة فمعنى هذا أنّها دين خاصّ للفلاسفة، وبالتّالي فلا شأن لهذا الدّين بالبسطاء من النّاس وهم الأغلبيّة السّاحقة، وإذا كان كما تقول بأنّها عقيدة تعلو على فهم العقل، فذلك يعني أيضًا إخراج كلّ عاقل ومفكّر عن دائرة الإيمان الذي لا يقبله العقل ولا الفكر، فإذا كان البسطاء وعامّة النّاس، وإذا كان العقلاء والمفكّرون لا يفهمون هذه العقيدة فإنّي استحلفك بالله ربّي وربّك لم جاءت هذه العقيدة إذن، ولمن جاءت !؟«.
جاء في المانيفستو " البيان " الكاثوليكي لاتّباع الكنيسة: إنّنا لا نستطيع فهم هذه العقيدة لأنّها سرّ غيبيّ، وفي الآخرة سيكون هناك فهم أكثر لهذه الأسرار، ولكن لن يكون فهمًا تامًّا وأبديًّا !
ولذلك فلا يطمع أحد أن يطّلع على تلك الأسرار، لأنّ عقله قاصر في الدّنيا وسيبقى كذلك في الآخرة، وهكذا يكون البشر قد خُلقوا وهم جاهلون بربّهم ودينهم وسيموتون على ذلك الجهل، وسيولدون لحياة أخرويّة لا تختلف كثيرًا عن حياتهم الأولى، إذ سيكون الجهل بالعقيدة سمة رئيسة للعباد في ملكوت الله !! أليس من حقّنا أن نتساءل هل بلغ بالله – جلّ شأنه – الضّعف العلميّ والمعرفيّ حتّى إنّه عجز عن التّعريف بنفسه ومخاطبة النّاس على قدر عقولهم وأفهامهم ومداركهم !؟ وإذا كان الله على كلّ شيء قدير، ألم يكن من الواجب عليه تزويدنا بعقول أكثر نضجًا وقدرة على استقبال رسالاته السّماويّة دون كلّ هذا العناء في فهم آية واحدة فضلاً عن الكتاب المقدّس كلّه !؟
وإذا كانت كلّ هذه الأسرار صعبة الإدراك فلماذا يخاطبنا الله بها؟ وإذا كانت سرًّا فما الحكمة من تكليفنا بالعمل بالأسرار والألغاز، كأنّنا دمى صغيرة يتسلّى الله بنا عندما يشاهدنا نكابد من أجل حلّها والتّفكير فيها !، وإذا كانت تلك الأسرار فوق عقولنا فالتّبليغ بها ضرب من العبث وتضييع للوقت والجهد، لأنّ الألغاز والأسرار التي لا حلّ لها لا تعود على البشر بفائدة عمليّة وظيفيّة، دينيّة كانت أو دنيويّة، أم إنّ الله يحبّ أن يرانا منشغلين بها، يتلذّذ ونحن نتألّم في البحث فيها، و يستمتع حين نتعذّب نفسيًّا وعقليًّا في محاولاتنا المتكرّرة والمريرة عبر القرون الطّويلة للوصول إلى الحقيقة السّهلة والبسيطة والواضحة، أليس هذا نوعًا من "السادية " التي يوصف بها الله - شئنا أم أبينا – تعالى الله عن ذلك( ).
وإنّ إلهًا مثل هذا الإله الذي تؤمن به النّصارى هو إله لا يستحقّ العبادة ولا التّقديس، طالما لم يتمكّن من إثبات ألوهيّته وقدسيّته بتوضيح ما يريده في كتابه المنزّل: " الكتاب المقدّس "، وهنا أذكر أنّي منذ بدأت البحث في مقارنة الأديان وبالتّحديد دراسة إيمان النّصارى واعتقادهم وأنا أشفق، لا على النّصارى الذين يعانون الأمرّين في فهم اعتقادهم، وإنّما على هذا الإله الذي عجز عن التّعريف بنفسه، فقد أعوزته البلاغة في التّعبير عن ذاته، إنّني أشفق على هذا الإله الذي لم يجد الكلمات السّهلة والتّعبيرات الواضحة للإفصاح عن ماهيته وطبيعته.
والذي أراه أنّ عدم القدرة على الإفصاح عن تلك الطّبيعة وبيان تلك العقائد كان سببها بولس الذي تولّى صناعتها و ترويجها، وقد كان النّاس في زمانه يجدون استحالة في فهمها، مثل ما نجد نحن، فخاطبهم في رسالة كورنثوس زاعمًا بقوله (كلامي وتبشيري لا يعتمدان على أساليب الحكمة البشريّة في الإقناع، بل على ما يظهره روح الله وقوّته، حتّى يستند إيمانكم إلى قدرة الله، لا حكمة البشر)( ).
لقد جمعت عقيدة النّصارى من المتناقضات و المستحيلات العقليّة ما جعل الأمم تسخر من تلك العقائد وتنتقدها، وعلى الرّغم من انحرافات مثيلة في بعض الأديان الوثنيّة، كالبوذيّة والبراهميّة والمتراسية واليهودية .. إلاّ أنّ عقيدة النّصارى فاقتها بكثير، وفي هذا يقول شيخ الإسلام بن تيميّة – رحمه الله – في كتابه (الجواب الصّحيح لمن بدّل دين المسيح ): » قالت طائفة من العقلاء في وصف عقيدة النّصارى: إنّ عامّة مقالات النّاس في عقائدهم يمكن تصوّرها إلاّ مقالة النّصارى، وذلك أنّ الذين وضعوها لم يتصوّروا ما قالوا، بل تكلّموا بجهل وجمعوا في كلامهم بين النّقيضين، ولهذا قال بعضهم لو اجتمع عشرة نصارى لتفرّقوا عن أحد عشر قولاً وقال آخر: لو سألت بعض النّصارى وامرأته وابنه وخادمه عن توحيدهم لقال الرّجل قولاً، وامرأته قولاً آخر وابنه قولاً ثالثًا وخادمه قولاً مخالفًا لسابقيه«.
أمّا ابن القيّم – رحمه الله – فيذكر في كتابه ( إغاثة اللّهفان ) عن ملك من ملوك الهند أنّه قال عندما ذُكرت له الأديان الثّلاثة المشهورة "اليهوديّة والنّصرانيّة والإسلام" :» أمّا النّصارى فإن كان محاربوهم من أهل الملل يحاربونهم بحكم شرعيّ، فإنّي أرى ذلك بحكم عقليّ، وإن كنّا لا نرى بحكم عقولنا قتالاً ولكن أستثني هؤلاء القـوم – النّصارى – من بين جميع العوالم، لأنّهم قصدوا، بعقيدتهم و إيمانهم مضادة العقل وناصبوه العداوة وحلّوا ببيت الاستحالات، وحادوا عن المسلك الذي انتهجه غيرهم من أهل الشّرائع، فشذّوا عن جميع مناهج العالم الصّالحة العقليّة والشّرعيّة، واعتقدوا كلّ مستحيل ممكنًا، وبنوا على ذلك شريعة لا تؤدّي البتّة إلى صلاح نوع من أنواع العالم، إلاّ أنّها تُصَيِّر العاقل إذا تشرّع بها أخرق والرّشيد سفيهًا والمحسن مسيئًا«.
ربّ قائل: إنّ أكثر الأمم تقدّمًا وازدهارًا اليوم هي تلك التي تعتنق النّصرانيّة، أي أوروبا الغربيّة وأمريكا الشّماليّة .. وهذه مغالطة صريحة والشّواهد على ذلك متوافرة؛ فالتّاريخ يحدّثنا أنّ النصارى لم يعرفوا طريق الحضارة والتقدّم إلاّ عندما تخلّوا عن نصرانيّتهم المحرّفة ونبذوا أحكام الكنيسة وراء ظهورهم، فلقد عاش الغرب في ظلمات حالكة إبّان سيطرة البابوات على مصائرهم في القرون الوسطى، حتى قامت حركات النهضة والتنوير والثورة ضدّ مؤسّسات الكنيسة والإنجيل، فقام الغرب من رقدته ونهض من سُباته العميق فاستحالت إلى ما هي عليه اليوم – على الرّغم من السّلبيّات والعورات الكثيرة التي يعاني منها الغرب الآن – ذلك أنّ طغيان الكنيسة وتعاليمها دفعه إلى طغيان الإلحاد واللاّدينيّة، وتطرّف رجال الدّين قاد الغرب إلى التطرّف ضدّ الله وضدّ فطرة التديّن.
إنّ نصارى الغرب اليوم لا يعرفون من النّصرانيّة إلاّ خرافاتها وألغازها وبعض طقوسها، ولا يتعدّى من يذهبون إلى الكنيسة يوم الأحد إلاّ القليل لأسباب كثيرة، ليست بالضّرورة دينيّة، أمّا خارج جدران الكنيسة فمفاهيم الدّين النّصرانيّ ملغاة ولا يكاد يوجد لها ذكر، وهذا يعود بنا إلى موضوعنا؛ إذ إنّ الغرب بعد ظهور عصر العقلانيّة والتّنوير لم يعد يصدّق بخرافات الكنيسة وعقائدها الباطلة المضادة للعقل، وزاد نفور الغرب من الدّين تصرّف رجال الكنيسة المشين، وقد سجّل لنا التّاريخ الأحداث المرعبة للعصور المظلمة في أوروبا Dark Ages وكيف سامت الكنيسة العلماء أشدّ العذاب، فحرقت المفكّرين والمخترعين والمبدعين بحجّة الخروج عن الدّين، وحرّمت قراءة أو اقتناء كتب العلم، لأنّها زندقة وهرطقة.
تقول زيغريد هونكه في كتابها (شمس العرب تسطع على الغرب): » … والضّلال عند الكنيسة هو البحث عن الحقيقة في غير الكتاب المقدّس«، وكانت الكنيسة ترى أنّ الكتب المقدّسة تحتوي على كلّ أنواع العلوم، وأنّها المصدر الوحيد للمعرفة، وأنّ أيّ قول أو نتيجة تأتي خلافًا لما جاءت به تلك النّصوص المقدّسة يعتبر كفرًا وإلحادًا، وفي هذا يقول القدّيس ترتوليان: » إنّ أساس كلّ علم هو الكتاب المقدّس وتقاليد الكنيسة، وإنّ الله لم يقصر تعليمنا بالوحي على الهداية إلى الدّين فقط، بل علمنا بالوحي كلّ ما أراد أن نعلمه من الكون؛ فالكتاب المقدّس يحتوي من العرفان على المقدار الذي قدّر للبشر أن ينالوه فجميع ما جاء في الكتب السّماويّة من وصف السّماء والأرض وما فيهما، وتاريخ الأمم ممّا يجب التّسليم به مهما عارض العقل، أو خالف الحسّ، فعلى النّاس أن يؤمنوا به أوّلاً ثمّ يجتهدوا ثانيًا في حمل أنفسهم على فهمه أي على التّسليم به «.
ولمّا بلغ الاضطهاد الذي مارسته الكنيسة ضدّ العقل والعلم ذروته بدأت بوادر التذمّر والاحتجاج تظهر هنا وهناك؛ فظهرت حركة الإصلاح البروتستانتيّة، التي قامت ضدّ الكنيسة الكاثوليكيّة، لكنّها اقتصرت على نقد تصرّفات البابا وبعض التّفسيرات الخاطئة للكتب المقدّسة، ولم يختلف البروتستانت عن غيرهم في محاربتهم للعقل والعلم وتعصّبهم للعقائد الموروثة غير المعقولة، بل يذكر المؤرّخون أنّ البروتستانت عادوا العقل والعلم أكثر من الكاثوليك والأرثودكس، يقول مثلاً وول ديورانت في كتابه (قصّة الحضارة): » إنّ موقف البروتستانت من العقل كان في غاية الاستخفاف، ويذكر عن مارثن لوثر قوله: أنت لا تستطيع أن تقبل كلاًّ من الإنجيل والعقل فأحدهما يجب أن يفسح الطّريق للآخر«، وقد اختار لوثر إفساح الطّريق أمام الإنجيل بإلغاء عقله ودفنه حيًّا حتّى لا يزاحم قداسة الكتب لذلك نراه يقول: » إنّ العقل هو أكبر عدوٍّ للدّين … وإنّه كلّما دقّ العقل واحتدّ كان حيوانًا سامًّا برؤوس سعلاة، وكان ضدّ الله وضدّ ما خلق«.
ولمّا كان موقف البروتستانت وزعماء الإصلاح الديني كمن سبقهم في محاربة العلم والعقل لم يشفع لهم " إصلاحهم " في بعض الميادين أمام زحف العقليّين والملاحدة والعلمانيّين الذين هبّوا في كلّ مكان يطالبون بإقصاء الدّين عن الحياة وإغلاق المؤسّسة الدّينيّة وطبعها بالشّمع الأحمر، بل وصل بعضهم إلى الاستهزاء والسّخريّة من الله وجميع مظاهر وجوده.
ولقد كانت عقائد النّصرانيّة المحرّفة، والمضادّة للعقل سببًا رئيسًا في ظهور الإلحاد بجميع أنواعه كالشّيوعيّة والعلمانيّة والبرجماتيّة والوجوديّة .. إل

غير معرف يقول...

((((((عباد الصليب؟؟؟افيقوا؟؟))))))))=====يؤمن " "المسيحيون" عُباد المسيح الأرثوذكس أن المسيح بن مريم هو الله .. نعم هو الله نفسه الذي تأنس و تجسد وأخذ صورة إنسان عبد .. فلقد خطط الرب الإله في نفسه و قرر

.. ووضع خطة ليخلص الإنسان من اللعنة التي ورثها من ابيه آدم نتيجة خطيئة آدم وأكله من الشجرة التي نهاه الرب عن الأكل منها. وكانت الخطة أن يكون الإله إنسانا يدخل في رحم إمرأة هي السيدة مريم .. لقد اختار الرب الإله مريم ابنة الكاهن ليدخل في رحمها .. الصبية ذات الاثني عشر ربيعا .. ولكن هناك مشكلة لأن الشريعة تقول إذا تدنست ابنة الكاهن بالزنا تحرق بالنار .. الحل موجود حتى لاتُقتل مريم .. فلتكن مريم مخطوبة لرجل يدعى يوسف النجار الذي تعطيه الأناجيل أنساب مختلفة تماما عن بعضها البعض فإنجيل لوقا يقول أن أباه كان اسمه هالي" يوسف بن هالي"بينما إنجيل متى يقول أن أبوه اسمه يعقوب" يعقوب ولد يوسف رجل مريم" و ليكون الرب الإله جنينا و ليتلوث بالدم استعدادا لأن يُصفع ويُبصق في وجهه .. و يُصلب ويقتله حفنة من اليهود والرومان حتى يشعر بما يشعر به الإنسان من الألم والعذاب حتى يستطيع أن يغفر خطيئة آدم"اللعنة الأزلية" بأكله من الشجرة التي نهاه عن الأكل منها .. تلك اللعنة التي اخترعها بولس وقال لقد ورثها كل بنو آدم من أبيهم آدم مع أن الكتاب يقول "كل واحد يموت بذنبه "

- أي أن إله عُباد المسيح في معتقدهم لم يكن ليغفر للإنسان إلا إذا تجسد الاقنوم الابن و سُمرت يداه ورجلاه وقُتل وتعذب .. وحينئذ فقط يستطيع أن يغفر الذنوب بعد أن عانى من العذاب وتحمل الخزي .. مع أن المسيح عليه السلام لم يذكر حتى اسم آدم مرة واحدة على لسانه وطوال مدة رسالته التي استمرت ثلاث سنوات فقط في الكتاب المقدس بل والكتاب المقدس يقول عن آدم "آدم ابن الله" وكلمة ابن الله لايعطيها كتبة الكتاب المقدس إلا للبار المؤمن بالله .. فكيف يعطونها لمن هو اساس اللعنة؟ .. و ليحمل إله عباد المسيح الابن المتجسد حسب معتقدهم تلك اللعنة الأزلية بدلا من بني آدم من عُباد المسيح وليكفر ايضا عنهم خطيئتهم .. وليصبح إله عباد المسيح ملعونا بعد أن كان مباركا كما قال لهم بولس ذلك .. المهم .. عندما يجد يوسف مريم حاملا بالجنين الإله القديم الأزلي .. يفكر في أن يترك مريم ويفارقها فهو لا يعرف من أين أتت بهذا الإله الجنين؟ .. إلا أن ملاك الرب يأتي ليوسف في المنام ليخبره أن مريم قد حبلت من الله الروح القدس"الأقنوم الثالث في الثالوث الأقدس" وبالفعل يترك يوسف أفكاره ويسير مع مريم لمدة خمسة عشرة سنة .. ينام معها ويصاحبها في منامها ويقظتها ويشرب معها ويأكل معها .. دون زواج .. حتى إننا نجد في الكثير من الترجمات الانجليزية لإنجيل متى الإصحاح الأول العدد 25 أن يوسف النجار كان يُجامع مريم ويُضاجعها مُضاجعة الأزواج لمدة 21 سنة بلا زواج .. ولذلك انتشرت فكرة الخلائل والخليلات والأصدقاء والصديقات الممارسين للزنا والفواحش بين عباد يسوع في كل أنحاء الأرض ولم تعد تلك الممارسات تمثل لهم أدنى حرج.

- و أخيرا يخرج الطفل الإله من بطن أمه في زريبة بقر طفلا في المزود الذي تأكل فيه الماشية .. لتُقمطه أمه و ليمسك ثدييها بيديه التي صنعت السماوات والأرض ليرضع من لبنها .. ومن المعروف أن من يرضع يحتاج إلى طعام و لابد أن يُخرج ماأكله وشربه في دورات المياه .. و في اليوم الثامن من ميلاده وحسب شريعة موسى يُختن الطفل الإله لتلقى قطعة من جسده ليأكلها الدود .. وبعد أربعين يوما من الولادة وبعد أن تطهرت أمه من النجاسة التي يصف بها الكتاب المقدس الوالدة التي تضع طفلا .. تأخذه مريم مع يوسف رجلها للهيكل حسب شريعة موسى لتقدمه للرب بعد أن قدمت فرخي يمام وليمة قربانا للرب .. و خوفا من أن يقتل هيرودس الرب الإله يهرب به يوسف النجار و مريم على حمار إلى مصر .. ويعود الاثنان بالرب بعد أن يموت هيرودس .. وكان الرب الإله مع أمه مريم وأبيه يوسف يزورون الهيكل كل عام .. وفي إحدى المرات وهو صبي يتوه الرب الإله لمدة ثلاثة أيام من أمه وأبيه يوسف ثم يجدانه في الهيكل فتعاتب أم الرب الإله ابنها وتقول له يا بني لقد كنا نبحث عنك متعبين أنا وأبيك يوسف .. وكان الصبي الرب الإله ينمو ويتقوى في الجسم والعلم وكانت نعمة الله عليه "كانت نعمة الله على الله؟" ثم تختفي عنا في الأناجيل قصة حياة الصبي الرب الإله حتى يبلغ الثلاثين عاما وتختفي معه حكايات يوسف النجار أبوه و رجل أمه للأبد ولم تعد تخبرنا الأناجيل عنه شيئا .. و قبل الثلاثين لم يكن الرب الإله الإنسان قد أعُطي الروح القدس بعد بالرغم من أن أمه حبلت به من الروح القدس .. فالروح القدس هو أبوه"الروح القدس هو ابو الصبي الرب الإله" ولا أدري كيف يتركه ثلاثين عاما هكذا ..ثم كيف يكون الرب الإله على الأرض بدون روح وأنتم ياعباد المسيح تقولون أن الإله لا يمكن أن يوجد بدون روح وهو سبب حياته؟ .. وحينما أعُطي الروح للرب الإله الإنسان بدأ في صُنع المعجزات .. وكانت أول معجزة يصنعها الرب الإله الإنسان تحويل الماء إلى خمر معتقة ذي لذة .. للمدعوين في عرس قانا حيث كان الخمر قد نفذ .. فدعته أمه ليحول الماء إلى خمر .. ثم بعد ذلك يتعرف الرب الإنسان على إمرأة خاطئة تسمى مريم المجدلية .. كان الرب الإله الانسان الذي على الأرض قد دعا الله الذي في السماوات أن يساعده على إحياء أخيها الميت منذ أربعة أيام .. فرفع الرب الإله الإنسان عينيه إلى السماء وقال لله الذي في السماوات "أعلم أنك تسمع لي في كل حين ولكن قلت ليؤمنوا انك أرسلتني" وتحدث المعجزة ويقوم الميت العازر أخو مريم ومارثا .. لتصاحب مريم يسوع بعد ذلك في حله وترحاله .. ولتضرب لنا مثلا لم نعهده من قبل في كيفية التوبة .. فقد أخذت قارورة عطر ثمنها يزيد على الثلاثمائة دينار .. كانت قد جمعت ثمنها من فعل الخطيئة لتعطر بها رأس و جسد يسوع وتدلك قدميه بشعرها .. مع أن الله قد حرم أن تدخل بيته أجرة زانية أو ثمن كلب في الكتاب المقدس .. ليقول لها يسوع بعد ذلك مغفورة لك خطاياك حينما رأى باقي تلاميذه مغتاظين من تلكم الأفعال الجديدة التي لم يروها من قبل في كيفية التوبة .. ويُجري الله على يدي يسوع بعض المعجزات كما يقول سمعان بطرس في أعمال الرسل"يسوع الناصري رجل أقامه الله بينكم بمعجزات أقامها الله بيديه" و كان أنبياء بني اسرائيل قد سبقوا المسيح بن مريم عليه السلام إليها بل وأجروا معجزات أعظم منها بمراحل كثيرة .. فهذا موسى عليه السلام يحول العصا إلى حية عظيمة يهزم بها فرعون وسحرته .. ويضرب بها البحر فيصبح طريقا ممهدا يمر فيه بنو إسرائيل وليغرق فرعون وقومه في اليم .. ولقد أحيا موسى سبعين رجلا من قومه بعد موتهم لما أخذتهم الصاعقة .. بل ويُنزل الله له ولبني إسرائيل من السماء خبزا وعسلا ولحما مشويا لمدة أربعين سنة كاملة .. وهذا إليشع "اليسع" يحيي موتى ويشفي مرضى بل وعظامه بعد موته تحيي ميتا بإذن الله .. وهذا ايليا "الياس" يحيي موتى ويضرب بردائه البحر فيشق طريقا يمشي فيه هو وتلميذه اليشع على البحر .. ويرفعه الله حيا بعد أن أراد القوم قتله لما قتل عبدة بعل .. وهذا اخنوخ "إدريس" يرفعه الله حيا .. وهذا حزقيال يحيي ثلاثين ألفا من الموتى .. وحينما يرى الناس معجزات يسوع وكلامه الصادق يؤمنوا أنه نبي الله "قالت الجموع هذا يسوع النبي" .. إلا أن عباد المسيح قالوا بل هو الرب الإله الإنسان ابن الإنسان.

ب - يعتقد عباد المسيح أن المسيح بن مريم نبي مثل موسى ومع ذلك فهو الرب الإله الانسان النبي الذي مثل موسى! فإن يسوع الناصري نفسه تكلم مع بني إسرائيل بأن موسى كتب عنه أنه هو النبي الذي مثل موسى وقد أرسله الله .. نعم لقد قال موسى في سفر التثنية 18 : 18 – 22 إن الله سيقيم لبني اسرائيل نبيا مثل موسى ويقول لهم الله إنهم إذا أرادوا أن يفرقوا بين النبي الصادق الذي يتكلم من عند الله وبين النبي الكاذب الذي يتكلم من عند نفسه .. فإن النبي الذي يتجبر ويتكلم من عند نفسه بما لم يأمره به الله أو من عن نفسه فإن ذلك النبي سيُقتل لامحالة .. ولذلك فنحن المسلمون نقول أن المسيح بن مريم عليه السلام لم يقُتل لأنه نبي ورسول صادق من عند الله .. بينما عباد المسيح يقولون بأنه قُتل وأنه الإله المصلوب المقتول على أيدي حفنة من اليهود والرومان .. حتى يغفر لهم خطاياهم بدمه المسفوح كالخروف المذبوح .. وبذلك فعباد يسوع يصدقوا على قول اليهود بأن المسيح بن مريم نبي كاذب من حيث لايشعرون .. لأنه من علامات النبي الكاذب أنه يُقتل تبعا لنبوءات الكتاب المقدس .. كما حدث مع حنانيا ومسيلمة الكذاب والأسود العنسي الأنبياء الكذبة.

ج- وللهروب من الكثير من الأسئلة الكثيرة التي تكشف خطأ معتقد عباد يسوع .. فقد اخترعوا أن يسوع إنسان كامل "ناسوت" بداخله الله الكامل "اللاهوت" و لذلك فهو هو الرب الإله المتجسد المتأنس الإنسان ابن الإنسان .. ويعتقدون بأن اللاهوت لم يفارق الناسوت طرفة عين .. فإذا قلت لهم يسوع قبل أن يرفعه الله يقول إني صاعد إلى إلهي .. فكيف لم يفارق اللاهوت الناسوت طرفة عين وهو يقول أن الله في السماء وهو على الأرض .. كذبوا ودلسوا .. وإذا قلت لهم هذا يسوع ينادي الله ويقول "إلهي إلهي لماذا تركتني" .. يقولون هذا هو الناسوت ينادي اللاهوت وهو بداخله .. وإذا قلت لماذا لايعرف يسوع ميعاد اثمار التين وهو الله المتجسد يقولون هذا هو الناسوت ذو العلم المحدود .. وإذ قلت هذا المسيح قد بُصق في وجهه وصُفع وضُرب بالقصبة على رأسه و قُتل والله لايموت قالوا بل هو الناسوت الذي مات .. وإذا قلت لهم فما هو دور اللاهوت؟ يقولون دوره ظاهر حينما أحيا المسيح ثلاثة من الموتى فهذا هو اللاهوت .. فهو الله .. فإذا قلت لهم ها هم كثير من الأنبياء قد أحيوا موتى من قبله و أكثر منه فلماذا لا تقولون أنهم آلهة؟ .. يسكتوا! .. وإذا قلت لهم يسوع يقول الآب أعظم من الكل .. وأبي أعظم مني .. يقولوا إنه يتكلم بلسان الناسوت! .. وإذا قلت لهم الكتاب المقدس يقول إن مريم وُجدت حبلى من الروح القدس فلماذا لم يدعو يسوع الروح القدس بقوله أنت أبي الروح القدس؟ .. صمتوا.

د- وللهروب اكثر من الحق فقد اخترعوا الثالوث الأقدس .. فقالوا إن الله يتكون من ثلاثة أقانيم .. الأقنوم الأول آب في السماء لم يره أحد ولايستطيع أن يراه أحد الذي وحده له عدم الموت .. والأقنوم الثاني الإبن المتجسد يسوع الذي كان يتعمد عاريا في نهر الأردن من يوحنا المعمدان يحيى بن زكريا والذي اختتن وهو الله المتجسد الذي صُلب وقٌتل وأقامه الله الآب من الأموات في اليوم الثالث .. مع أن بولس قال لهم"ليس إلا إله واحد هو الآب "وقال لهم " الذي وُضع قليلا عن الملائكة يسوع "وقال عنه يوحنا اللاهوتي في سفر الرؤيا 1:6 "جعل منا مملكة من الكهنة لإلهه" الترجمة العالمية الجديدة والترجمة الكاثوليكية .. والأقنوم الثالث الروح القدس الحمامة الناطق في الأنبياء التي يعطيها الله الآب لمن يشاء .. مع أن الكتاب يقول عن يسوع وعن الروح القدس "يسوع الناصري كيف مسحه الله بالروح القدس".. أي أن الله هو الذي مسح يسوع وجعله مسيحا "رسولا" بالروح القدس .. وهم يعتقدون أن هذه الثلاثة أقانيم ليست واحد فهم مختلفون كل منهم عن الآخر ولكنهم أزليون متساوون في المجد .. الآب إله والإبن إله والروح القدس إله .. ومع أن الأقانيم الثلاثة مختلفين فإن الله واحد .. لأن هؤلاء الثلاثة متحدون في جوهر اللاهوت الواحد .. ولكنهم يظهروا كأقانيم منفصلة وبأشكال مختلفة .. فواحد في السماوات لايراه أحد ولايموت والثاني عاري في نهر الأردن ويموت والثالث حمامة كان فوق النهر إلا انهم الثلاثة واحد.

ذ- يؤمن عباد المسيح أن ربهم خروف وذلك كما أخبرهم يوحنا اللاهوتي في سفر الرؤيا" والخروف يغلبهم لانه رب الارباب وملك الملوك" سفر الرؤيا 17: 14 .. و" الخروف الذي في وسط العرش" سفر الرؤيا 7: 17

ر- يؤمن عباد المسيح أن ربهم قد نزل ليصارع يعقوب ليلا ولم يستطع ربهم أن يصرع يعقوب فأمسكه يعقوب وحبسه حتى طلوع الفجر .. وقال له الرب اطلقني فقال له لن أطلقك حتى تباركني .. فباركه فأطلقه يعقوب "ولما رأى انه لا يقدر عليه ضرب حقّ فخذه.فانخلع حقّ فخذ يعقوب في مصارعته معه. وقال اطلقني لانه قد طلع الفجر.فقال لا اطلقك ان لم تباركني"

ز- يؤمن عباد المسيح أن ربهم في الكتاب المقدس كالسوسة وكالعتة "فانا لافرايم كالعث ولبيت يهوذا كالسوس" وأنه زوج الزانية اسرائيل وأنه طلقها" فرأيت انه لاجل كل الاسباب اذ زنت العاصية اسرائيل فطلقتها واعطيتها كتاب طلاقها لم تخف الخائنة يهوذا اختها بل مضت وزنت هي ايضا وكان من هوان زناها انها نجست الارض وزنت مع الحجر ومع الشجر" وأنه كاللبوة" وآكلهم هناك كلبوة" وأنه يتكلم بأفحش الألفاظ حين يغضب" حاكموا امكم حاكموا لانها ليست امرأتي وانا لست رجلها لكي تعزل زناها عن وجهها وفسقها من بين ثدييها" .. "وكشفت زناها وكشفت عورتها فجفتها نفسي" وأنه كالسكير المعيط من شرب الخمر" فاستيقظ الرب كنائم كجبار معّيط من الخمر " وأنه يولول وينوح ويمشي عريانا "من اجل ذلك انوح واولول.امشي حافيا وعريانا" ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟=======يعتقد عباد يسوع أن الأنبياء غير معصومين في أي شيئ إلا في كتابة الوحي ..

بل حتى الوحي يعتقد عباد يسوع أن الله الروح القدس قد أوحى إلى الأنبياء بالوحي ثم تركهم ليكتبوه هم بأيديهم وبإسلوبهم الذي يرونه .. وقد يكون النبي عابدا للأصنام كآحاز وسليمان زانيا كيهوذا ابن يعقوب وداود ولوط وشمشون متزوجا من ألف امرأة كسليمان سارقا كيعقوب وموسى خائنا كهارون وموسى كاذبا كبولس ديوثا كإبراهيم سابا للرب مجدفا عليه كأيوب وداود قاتلا سفاكا للدماء كشمشون وهوشع وداود يلطمه الشيطان كبولس و يجربه الشيطان كيسوع شتاما كشاول ويسوع و من نسل زنى كسليمان و يسوع يعصى الرب ويجادله كموسى و يعاقبه الرب بأن يعطي نساءه لإبنه يزني بهن في عين الشمس كداود وابنه .. سكيرا متعريا كنوح.. شيطان كبطرس .. ومع ذلك فهم أنبياء يوحى إليهم.



وهذه بعض الأمثلة من الكتاب المقدس


- نبي الله هارون يصنع العجل ويشجع قومه على عبادة العجل؟" فنزع كل الشعب اقراط الذهب التي في آذانهم وأتوا بها الى هرون. فاخذ ذلك من ايديهم وصوّره بالازميل وصنعه عجلا مسبوكا"
- نبي الله سليمان يخالف وصايا الرب و يكفر في أواخر حياته ويعبد الأوثان ومنهم صنم عشتروت؟" وكان في زمان شيخوخة سليمان ان نساءه أملن قلبه وراء آلهة اخرى ولم يكن قلبه كاملا مع الرب الهه كقلب داود ابيه. فذهب سليمان وراء عشتورث الاهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين"
- نبي الله آحاز بن داود يذبح لغير الرب ويشرك بالله؟" كان آحاز ابن عشرين سنة حين ملك.وملك ست عشرة سنة في اورشليم.ولم يعمل المستقيم في عيني الرب الهه كداود ابيه بل سار في طريق ملوك اسرائيل حتى انه عبّر ابنه في النار حسب ارجاس الامم الذين طردهم الرب من امام بني اسرائيل"
- نبي الله أيوب يسب الله ؟ "لا تستذنبني فهمني لماذا تخاصمني. احسن عندك ان تظلم ان ترذل عمل يديك وتشرق على مشورة الاشرار. ألك عينا بشر ام كنظر الانسان تنظر. أأيامك كايام الانسان ام سنوك كايام الرجل حتى تبحث عن اثمي وتفتش على خطيتي"
- نبي الله لوط زنى ببناته وانجب منها المؤابيين والعمونيين" فحبلت ابنتا لوط من ابيهما"
- نبي الله داود يزني بزوجة جاره وينجب منها النبي سليمان ثم يقتل أبناء زوجته ميكال الخمسة؟ " وكان في وقت المساء ان داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحمّ.وكانت المرأة جميلة المنظر جدا. فارسل داود وسأل عن المرأة فقال واحد أليست هذه بثشبع بنت اليعام امرأة اوريا الحثّي. فارسل داود رسلا واخذها فدخلت اليه فاضطجع معها وهي مطهّرة من طمثها.ثم رجعت الى بيتها. وحبلت المرأة"
- نبي الله داود الشيطان يغويه "ووقف الشيطان ضد اسرائيل واغوى داود"
- نبي الله يهـوذا وابن النبي يعقوب يزني بثامار زوجة ابنه وينجبا فارص وزارح وهم من أجداد يسوع الناصري؟ " فقال ما الرهن الذي اعطيك. فقالت خاتمك وعصابتك وعصاك التي في يدك فاعطاها ودخل عليها فحبلت من"
- نبي الله نوح يشرب الخمر ويسكر ويتعرى؟" وشرب من الخمر فسكر وتعرّى"
- الرب يأمر نبي الله إشعياء يمشي حافيا عريانا أمام الأمم ؟" اذهب وحلّ المسح عن حقويك واخلع حذاءك عن رجليك ففعل هكذا ومشى معرّى وحافيا"
- نبي الله شاول النبي ووالد زوجة داود النبي يتعرى أمام الناس ليأتيه الوحي؟" فخلع هو ايضا ثيابه وتنبأ هو ايضا امام صموئيل وانطرح عريانا ذلك النهار كله وكل الليل.لذلك يقولون أشاول ايضا بين الانبياء"
- نبي الله يعقوب يكذب و يسرق البركة من عيسو ويكذب على ابيه اسحاق ويسرق الغنم والبقر من خاله ويهرب بهم ليلا؟" فقال يعقوب لابيه انا عيسو بكرك"
- نبي الله هوشع يأمره الرب بالزواج من زانية" قال الرب لهوشع اذهب خذ لنفسك امرأة زنى واولاد زنى"
- نبيا الله موسى وهارون خانا الرب ولم يثقا به في وسط بني اسرائيل" لانكما خنتماني في وسط بني اسرائيل"
- نبي الله ابراهيم يقدم زوجته سارة إلي فرعون ثم إلى ابيمالك لينال الخير بسببها؟" قولي انك اختي. ليكون لي خير بسببك وتحيا نفسي من اجلك"
- يسوع الناصري يسب الأنبياء قائلا" جميع الذين جاؤوا قبلي "يقصد الأنبياء كلهم" سارقون ولصوص"؟
- بولس الرسول يعترف ان الشيطان يلطمه .. ثم بعد ذلك يقول أنه دعا الرب أن يخلصه من ذلك الشيطان ولم يستجب له الرب وقال له لتكن هكذا "ليلطمك الشيطان" ومع ذلك هو رسول؟!
- يسوع الناصري الشيطان يجربه أربعين يوما" ثم أصعد يسوع الى البرية من الروح ليجرب من ابليس .. ثم اخذه ايضا ابليس الى جبل عال جدا واراه جميع ممالك العالم ومجدها" ثم نجد بولس يقول "لكي لا يجربكم الشيطان لسبب عدم نزاهتكم" أي إنه من قول بولس فان تجربة الشيطان تكون بسب عدم النزاهة .. فهل يسوع لم يكن نزيها؟!
- بطرس شيطان ومع ذلك فهو رسول؟ " فالتفت وقال لبطرس اذهب عني يا شيطان.انت معثرة لي لانك لا تهتم بما لله لكن بما للناس"؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟يعتقد عباد يسوع الأرثوذكس أن يوم الدينونة سيكون بالروح فقط وهذا لايؤيده الكتاب المقدس مطلقا .. حيث يقول الكتاب "الراقدين في تراب الارض يستيقظون هؤلاء الى الحياة الابدية وهؤلاء الى العار للازدراء الابدي"

و يقول سفر ايوب 19 : 25 -27 الترجمة العربية المشتركة "أعرِفُ أنَّ شَفيعي حَيٌّ وسأقومُ آجلاً مِنَ التُّرابِ فتَلبَسُ هذِهِ الأعضاءُ جلْدي وبِجسَدي أُعايِنُ الله وتَراهُ عينايَ إلى جانِبي ولا يكونُ غريبًا عنِّي" وأنه لا قصور ولا أنهار ولا مأكل ولا مشرب و لا وجود لأي متع حسية في الجنة .. مع أن يسوع يقول "في بيت ابي قصور كثيرة وإلا فاني كنت قد قلت لكم. انا امضي لاعد لكم مكانا وان مضيت واعددت لكم مكانا آتي ايضا وآخذكم اليّ حتى حيث اكون انا تكونون انتم ايضا" بل إذا دخل أهل الفردوس الفردوس سيكونون كملائكة الله روحانيين لا يزوجون ولا يتزوجون لأنهم لايموتون .. وأن النار ايضا روحية .. ولكن الكتاب يقول "للخدام اربطوا رجليه ويديه وخذوه واطرحوه في الظلمة الخارجية هناك يكون البكاء وصرير الاسنان" و يعتقد عباد يسوع أن المسيح الإله الابن هو الذي يدين الخلائق لأن له طبيعة إنسانية .. وهذا ينقضه الكتاب المقدس تماما. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟اعتقاد عُباد المسيح في الصوم

يخبرنا الكتاب المقدس أن موسى عليه السلام قد صام اربعين يوما عند الرب بالإمتناع عن الطعام والشراب"وكان هناك عند الرب اربعين نهارا واربعين ليلة لم ياكل خبزا ولم يشرب ماء. فكتب على اللوحين كلمات العهد الكلمات العشر" خروج 34: 28 .. وكذلك النبي إيليا "الياس" و المسيح بن مريم عليه السلام صاموا أربعين يوما بالإمتناع عن الطعام والشراب .. وكذلك يوحنا المعمدان يحيى بن زكريا هو وتلاميذه كانوا يصومون .. إلا أن الأناجيل تخبرنا أن تلاميذ المسيح قد سألوه عن الصيام وأنهم يريدون أن يصوموا فقال لهم اتصومون ومعكم العريس .. بعد أن اذهب واترككم صوموا! .. والآن فهم يأكلون ويشربون ويصومون فقط بالإمتناع عن أي شيئ فيه روح حيواني أو الطعام المشتق من أي حيوان لمدة 40 يوما .. ثم حولوا الصيام بالإمتناع عن أي شيئ فيه روح حيواني أو الطعام المشتق من أي حيوان ليكون في الشتاء حتى لايشعروا بتعب .. وزادوا 10 أيام فأصبح 50 يوما .. ولاأدري من أين أتوا بذلك الصوم .. الذي لم يأمرهم به المسيح عليه السلام ابدا! ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟كثيرا ما يخبرنا الكتاب المقدس أن الله يأمر انبياءه بالإغتسال والتطهر قبل الصلاة وأن الأنبياء يخرون على وجوههم ويسجدون اثناء

صلاتهم"فقام داود عن الارض واغتسل وادّهن وبدل ثيابه ودخل بيت الرب وسجد" ومنهم المسيح عليه السلام "ثم تقدم قليلا وخرّ على وجهه وكان يصلّي " الذي كان يصلي صلاته الأسبوعية في الهيكل يوم السبت حتى رفعه الله .. وأنه لما كان يصلي .. لم يكن يستخدم الاورج والعود والرباب والناي .. وكان يوجه وجهه اثناء صلاته إلى بيت المقدس .. بل كان يخر على وجهه ساجدا لله .. إلا أن عباد يسوع يستخدمون اليوم الفرقة الموسيقية والأنغام والأورج والعود .. وهم جالسون على المقاعد .. ليجعلوها صلاة روحانية من وجهة نظرهم .. وغيروا صلاة السبت " ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت" إلى الأحد بناءا على يوم الشمس الذي كان يستخدمه عباد مثرا المصلوب ايضا للعبادة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟اعتقاد عُباد المسيح في الحج

لا يوجد أمر في الكتاب المقدس لعُباد يسوع بالحج .. إلا أنهم اخترعوا زيارة القدس و زيارة الأماكن المقدسة في فلسطين والأردن وأطلقوا على ذلك حجا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟لقد أبقى القسيسين والرهبان على فريضة العُشر من المال المكتسب التي فرضها الله على نبيه يعقوب

في الكتاب المقدس .. فجعلوها فريضة على كل عابد للمسيح قادر على الكسب .. ليعطي العشر من كل ما يكسب للكنيسة .. نعم للكنيسة .. للقسيسين والرهبان. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟يعتقد عباد يسوع أن الله الروح القدس قد أوحى إلى الأنبياء بالوحي ثم تركهم ليكتبوه هم بأيديهم وبإسلوبهم الذي يرونه .. فهم يؤمنون بعهدين قديم وجديد .. يؤمنوا بأسفار موسى الخمسة "التكوين والخروج واللاويين والعدد والتثنية" والتي يطلقون عليها التوراة .. وبكتب باقي أنبياء العهد القديم أنبياء بني اسرائيل الأربعة والثلاثون 34 كتابا .. ليكون مجموع أسفار العهد القديم 39 كتاب أو سفر .. وقد اختلفت الطوائف الأرثوذوكسية والكاثوليكية مع

البروتوستانت في قانونية سبعة أسفار إضافية أخرى .. فالبروتوستانت يقولون بانعدام الوحي في تلكم السبعة اسفار ومنها سفر المكابيين الثاني الذي يقول كاتبه في الاصحاح 15: 39 - 40 "وههنا انا ايضا اجعل ختام الكلام فان كنت قد احسنت التاليف واصبت الغرض فذلك ما كنت اتمنى وان كان قد لحقني الوهن والتقصير فاني قد بذلت وسعي ثم كما ان اشرب الخمر وحدها او شرب الماء وحده مضر وانما تطيب الخمر ممزوجة بالماء وتعقب لذة وطربا كذلك تنميق الكلام على هذا الاسلوب يطرب مسامع مطالعي التاليف"

- وبذلك يكون عدد اسفار العهد القديم عند البروتوستانت 39 وعند الكاثوليك 46 .. أما الأرثوذوكس فهم يأخذون بالترجمة البروتوستانتية الموجود بها 39 سفرا .. وأخذوا السبعة أسفار الأخرى في كتاب آخر منفصل أسموه الأسفار القانونية .. وهذا هو العهد القديم .. 39 سفرا عند طائفة البروتوستانت .. و46 سفرا عند طائفة الكاثوليك .. و39 + 7 عند طائفة الأرثوذكس.

- أما العهد الجديد فهي الأناجيل الأربعة المعروفة متى ويوحنا ولوقا ومرقص والتي انتقتها الكنيسة من بين مئات الأناجيل التي كتبها التلاميذ الأصليين ليسوع وغير التلاميذ ايضا .. ومن هذه الأناجيل المرفوضة انجيل بطرس وتوما وفيليب ومريم المجدلية وإنجيل الرب وإنجيل نيقوديميس وإنجيل مريم أم يسوع .. وبالإضافة إلى الأربعة أناجيل فهناك 23 سفرا آخرين هم سفر أعمال الرسل ورسائل بولس وبطرس ويوحنا ويعقوب ويهوذا وسفر رؤيا يوحنا اللاهوتي .. ليصل بذلك عدد الأناجيل والرسائل إلى 27 كتابا ليطلقوا عليه العهد الجديد .. فمجموع اسفار العهدين عند البروتوستانت66 وعند الكاثوليك 73 أما الأرثوذوكس فعدد الأسفار 66 في كتاب و7 قانونية في كتاب آخر؟؟؟؟؟؟؟؟؟يعتقد عُباد المسيح كما أخبرهم بولس أنهم كانوا تحت لعنة الشريعة التي أنزلها الله على نبيه موسى وأن الناموس والشريعة التي انزلها الله على عبده موسى تشجع على الخطيئة وأن الشريعة لم تكمل شيئا وانها قد شاخت ولابد من تنحيتها جانبا .. ولما جاء يسوع وصلبه اليهود والرومان فقد زال عنهم تطبيق

الشريعة لأنه دفع ثمن اللعنة التي توعد الله بها من ضيع شريعة الله .. وأن الذي يعمل بكل وصايا الشريعة والناموس وأخطأ في واحدة من الوصايا فهو ملعون وله نفس عقاب الذي ترك كل الوصايا ولأجل ذلك فترك كل الشريعة والناموس أفضل .. وقد دفع يسوع ثمن ذلك لهم بصلبه وأنه قد صار ملعونا بدلا منهم .. فكلمات الشريعة بالنسبة لهم موجودة في الكتاب المقدس ولكنهم لن يطبقوها ابدا مع أن الله قال "واحفظوا وصاياي فرائضي حسب كل الشريعة التي اوصيت بها آباءكم والتي ارسلتها اليكم عن يد عبيدي الانبياء" .. فيسوع دفع الثمن و أصبح ملعونا بدلا منهم مجانا من أجل ذلك .. فلماذا يطبقوها إذن؟ .. فالزاني المتزوج ومغتصب النساء يُرجم في الشريعة ولكنه عند عُباد يسوع يقال له اذهب ولاتفعل ذلك ثانية! وكذلك القاتل للأبرياء والسارق للآخرين والذي لايختتن والمفسد والشرير؟ .. لا عقوبات عليه في عقيدة عُباد المسيح؟ .. فقد قال الله بأن من يعطل شريعته ملعون .. وقد صار يسوع ملعونا بدلا منهم ليعطلوا شريعة الله التي شدد الله بالأمر بتطبيقها "حافظ الشريعة فطوباه" .. "فلا تتركوا شريعتي"؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟يعتقد عباد يسوع أن الملائكة أجسادا نورانية .. و رئيسهم ميخائيل .. ومنهم الملاك جبرائيل وأنهم يأكلون اللحم والدقيق والسمن ويشربون كما فعلوا حينما زاروا إبراهيم عليه السلام

وكان معهم الله فجلس الله وملائكته يأكلون من عجل ابراهيم .. ويعتقدون كما قال لهم بولس أن ابليس الشيطان كان من الملائكة هو وتابعيه ولكنهم استكبروا .. فأصبحوا ملائكة عصاة .. فالملائكة العصاة هم الشياطين .. و يرسمون الملائكة على شكل إناث وأطفال؟ .. وهم في هذا لا يستندون على شيئ من الكتاب المقدس؟؟؟؟؟؟؟؟

غير معرف يقول...

((((((((تكملة كائنات خرافية في الكتاب المكدس)))))))))============================و بعد أن اخذنا فكرة سريعه عن هذة الكائنات و عن هذا الكائن خصوصا لعل البعض يتسائل و ما علاقة ذلك بكتاب اهل الكتاب؟ و الجواب فى السطور التاليه:

اقرأ معى اشعياء 34: 14 و أشعياء 13: 21 و دعونا نبدا بالتحليل اللغوى لهذة الأعدد ثم نبدأ بالتحليل :

اشعياء 34 : 14
Isa 34:14

(SVD) وتلاقي وحوش القفر بنات آوى ومعز الوحش يدعو صاحبه. هناك يستقر الليل ويجد لنفسه محلا.

(ALAB) وتجتمع فيها الوحوش البرية مع الذئاب، ووعل البر يدعو صاحبه، وهناك تستقر وحوش الليل وتجد لنفسها ملاذ راحة.

(GNA) تتلاقى الوحوش وبنات آوى ويتنادى معز الوحش إليها. هناك تستقر الغول وتجد لنفسها مقاما.

(JAB) وتلاقي وحوش القفر الضباع ويصيح الأشعر بصاحبه وهناك تقر ليليت وتجد لنفسها مكانا مريحا

(KJV+) The wild beasts of the desert6728 shall also meet6298 with854 the wild beasts of the island,338 and the satyr8163 shall cry7121 to5921 his fellow;7453 the screech owl3917 also389 shall rest7280 there,8033 and find4672 for herself a place of rest.4494

Probably identical with H337 (through the idea of a doleful sound); a howler (used only in the plural), that is, any solitary wild creature: - wild beast of the islands.

H8163
שׂער שׂעיר
śâ‛îyr śâ‛ir
saw-eer', saw-eer'
From H8175; shaggy; as noun, a he goat; by analogy a faun: - devil, goat, hairy, kid, rough, satyr.

H8157


صور المخطوطات

صورة مخطوطة البحر الميت :

اشعياء 34: 14

http://www.ao.net/~fmoeller/qum-28.htm
صورة مخطوطة aleppo :
http://www.aleppocodex.org/newsite/index.html
كما ترى فإن الكلمة العبرية שׂעיר ( śâ‛îyr ) ترجمت الى الى الكلمة الانجليزية satyrs و هنا تدرك ما علاقة الكتاب بألاسطورة السابق ذكرها حيث ترى انه هو نفسه الكائن المشار اليه سابقا الذى هو الغول او الاشعر و لاحظ ايضا ان الكلمة العبرية שׂעיר مأخوذة من الكلمة العبرية שׁסע و هى الكلمة المستخدمة فى اللاوين للتعبير عن الحيوانات المشقوقة الظلف و التى يحلل اكلها او يحرم حسب ظلفها و اجترارها و هذا يشير الى الحافر المشقوق الذى يميز الغول او satyrs و هذا دليل اضافى على ان الكلمة تشير بشكل واضح للغول و خصوصا ان اللغة العبرية بها الفاظ تعبر عن الماعز البرى او غيره من الحيوانات مشقوقة الظلف كما هو موضح فى بحث ( علم الحيوان يثبت تحريف الكتاب ) و بالطبع نحن نعلم جيدا ان هذا يخص ما يسمى فقه اللغة و بالطبع لنعرف معنى هذا المصطلح نكشف عن مادة الفاء و القاف و الهاء فنجدها تعنى العلم و يكون فقه اللغة معناه العلم باللغة و الغوص فى دقائقها و هذا ما نعرفه جيدا و قد رئينا انه كيف ان اشتقاق الكلمة يبين معناها فمثلا لا نستطيع ان نعتقد انه أسد فالاسد ليس مشقوق الظلف على حد علمنا و لا يرقص و لا ينادى صاحبه!!
و بالطبع كلمة שׂעיר موجوده كما ترى فى مخطوطة قمران ( مخطوطات البحر الميت ) و فى مخطوطة Aleppo و رغم ان هناك نقد لمخوطة البحر الميت اعلاه و لكن بما ان هذا البحث يدور حول الكائنات الاسطورية فى الكتاب فلن نسوق فى هذا الموضع هذا النقد و يستطيع الباحث عن الحقيقة و المهتم بموضوع اثبات تحريف الكتاب بصورة عامة ان يطلع علي هذا النقد فى اعتراف الاهل و الاصحاب فى نماذج التحريف اشعياء 34: 14 .
اما فى الترجمات العربية تجدها تترجمها الى اشياء مختلفة و غامضه ايضا أملا ان القارىء العربى لن يستغربها و سيمررها كما يمرر الكثير ففى ترجمة الفانديك تترجم الى معز الوحش و نحن نعرف الماعز و نعرف الوحش و هو كل حيوان متوحش و لكن ما هو معز الوحش هذا ؟ و بالطبع انا لا املك الاجابة و على الراغب فى الاجابة لهذا السؤال ان يبحث فى مذكرات سميث فانديك فقد يجد اجابه لهذا السؤال فقد يكون كان يقصد الماعز البرى !! . اما ترجمة الحياة فتختصر الامر و تترجمها وعل البر و لكن الاباء اليسوعيين لهم رأى اخر فترجموها الأشعر و التى تصرح به صراحة ترجمة الاخبار السارة و هى قدر احترامنا لها لأنها كانت منصفه فى ترجمتها إلا انه لفظه يندى لها جبين كل كتابى يدعى أنه على الحق فكيف يمكن له ان يقنع ابنه الصغير ان كل ما تحكيه له الخادمة عن الغول ( امنا الغوله ) هو مجرد خيال يؤدى الى رعب الاطفال لأجبارهم على النوم واصفا ذلك لطفله انه جهل و ماذا لو قرأ سفر اشعياء باللغة الانجليزية و أبنه الذى يدرس فى مدرسة لغات او يعيش فى بلاد الغرب يسمعه ايضا لو انه يقرأ بالعربية من ترجمة الأخبار السارة ذاكرا هذا الغول الرهيب الذى يرقص فى الاماكن الخربة و أبنه الذى يتحدث العربية بجانبه مذا لو سئله ابنه و ما هو الغول يا أبى؟ هل سيقول له انه كائن خرافى ؟ بالطبع سيكون سؤال طفله و لماذا يذكره الكتاب الذى نؤمن به أنه مقدس ؟ و إذا قال له انه كائن حقيقى فماذا لو سئل معلمه فى المدرسة و ماذا ستكون صورة ابيه امام معلمه
مجرد خيال يؤدى الى رعب الاطفال لأجبارهم على النوم واصفا ذلك لطفله انه جهل و ماذا لو قرأ سفر اشعياء باللغة الانجليزية و أبنه الذى يدرس فى مدرسة لغات او يعيش فى بلاد الغرب يسمعه ايضا لو انه يقرأ بالعربية من ترجمة الأخبار السارة ذاكرا هذا الغول الرهيب الذى يرقص فى الاماكن الخربة و أبنه الذى يتحدث العربية بجانبه مذا لو سئله ابنه و ما هو الغول يا أبى؟ هل سيقول له انه كائن خرافى ؟ بالطبع سيكون سؤال طفله و لماذا يذكره الكتاب الذى نؤمن به أنه مقدس ؟ و إذا قال له انه كائن حقيقى فماذا لو سئل معلمه فى المدرسة و ماذا ستكون صورة ابيه امام معلمه

غير معرف يقول...

من اعجاز الكتاب المقدس)))))))))))))))))))))))))(((((((((((()))))))))))))))
ليس القران فقط هو ةالذى به اعجاز بل الكتاب المقدس ايضا به اعجاز
ساقول لكم معجزه من معجزات الكتاب المقدس لكن ارجوكم لا تضحكون
: 1 و كلم الرب موسى و هرون قائلا
15: 2 كلما بني اسرائيل و قولا لهم كل رجل يكون له سيل من لحمه فسيله نجس
15: 3 و هذه تكون نجاسته بسيله ان كان لحمه يبصق سيله او يحتبس لحمه عن سيله فذلك نجاسته
15: 4 كل فراش يضطجع عليه الذي له السيل يكون نجسا و كل متاع يجلس عليه يكون نجسا
15: 5 و من مس فراشه يغسل ثيابه و يستحم بماء و يكون نجسا الى المساء
15: 6 و من جلس على المتاع الذي يجلس عليه ذو السيل يغسل ثيابه و يستحم بماء و يكون نجسا الى المساء
15: 7 و من مس لحم ذي السيل يغسل ثيابه و يستحم بماء و يكون نجسا الى المساء
15: 8 و ان بصق ذو السيل على طاهر يغسل ثيابه و يستحم بماء و يكون نجسا الى المساء
15: 9 و كل ما يركب عليه ذو السيل يكون نجسا
15: 10 و كل من مس كل ما كان تحته يكون نجسا الى المساء و من حملهن يغسل ثيابه و يستحم بماء و يكون نجسا الى المساء
15: 11 و كل من مسه ذو السيل و لم يغسل يديه بماء يغسل ثيابه و يستحم بماء و يكون نجسا الى المساء
15: 12 و اناء الخزف الذي يمسه ذو السيل يكسر و كل اناء خشب يغسل بماء
15: 13 و اذا طهر ذو السيل من سيله يحسب له سبعة ايام لطهره و يغسل ثيابه و يرحض جسده بماء حي فيطهر
الرجل يحيض هل كنت تعرفون تلك المعجزه قبل ذلك طبعا سيرد اتباع الكتاب المكدس ويقولون لك انه حيض روحى
طب ممكن سؤال لاى مسيحى هل حاض رجل قبل ذلك انتظر الاجابه
ناقص يقولنا الكتاب المقدس ان الرجل يلد ويبيض ؟؟؟؟؟؟؟؟===========================================================================((((((((ألعلّي حبلت بجميع هذا الشعب او لعلّي ولدته)))))))))))))))))))))))))))))) !
هكذا كان يتحدث موسي مع الله كما يفتري عليه الكتاب المقدس !!!!!
{ فقال موسى للرب لماذا اسأت الى عبدك ولماذا لم اجد نعمة في عينيك حتى انك وضعت ثقل جميع هذا الشعب عليّ. * ألعلّي حبلت بجميع هذا الشعب او لعلّي ولدته حتى تقول لي احمله في حضنك كما يحمل المربي الرضيع الى الارض التي حلفت لآبائه. * من اين لي لحم حتى اعطي جميع هذا الشعب.لانهم يبكون عليّ قائلين اعطنا لحما لناكل. * لا اقدر انا وحدي ان احمل جميع هذا الشعب لانه ثقيل عليّ. *فان كنت تفعل بي هكذا فاقتلني قتلا ان وجدت نعمة في عينيك.فلا ارى بليتي }{سفر العدد 11/11:15 }
هل موسي يتحدث بهذه اللهجة مع رب العالمين ؟!
موسي الذي يقول عنه الكتاب المقدس ……انه حليما جدا
واما الرجل موسى فكان حليما جدا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الارض {سفر العدد 12/3 }
فهل حليم .......يتحدث بهذه الصورة؟
....مستحيل
ثم انه يتحدث مع من؟!
.........مع الخالق العظيم
الذي قال عنه الكتاب المقدس
لان الرب الهكم هو اله الآلهة ورب الارباب الاله العظيم الجبار المهيب الذي لا يأخذ بالوجوه==============(((((((((لله الحمد والمنة
بسم الله نبدأ

هناك قصة أسطورية للخلق
تتغير في القصة الأسماء فقط مع كل جيل
وتبقى القصة الأسطورية كما هي و منبعها أشور


فهناك قصة أشورية أسطورية للخلق
إله الضباب إنليل السومري يقتل الإلهة تعامة تنين البحار)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))( (()))))))))))
ويُقسمها إلى قسمين سماء وأرض

وتكررت نفس القصة في بابلية أسطورية الخلق
مع اختلاف بسيط
أن الإله مردوخ يقتل الإلهة (تهوم) تيامات تنين البحار بمساعدة الإله إنليل (إله الضباب) ويُقسمها إلى قسمين سماء وأرض

وتكررت نفس القصة في إنوما إليش(ملحمة الخلق) قصة الخلق البابلية ... المُكتشفة في نيبال والذي اكتشفها عالم الأشوريات الإنجليزي هنري لايرد ... مُدونة بالأحرف المسمارية
أن الإله مردوخ يقتل الإلهة (تهوم) تيامات تنين البحار ويُقسمها إلى قسمين سماء وأرض


سيناريو القصة
فتبدأ قصة الخلق بصراع بين الإله مردوك و الإلهة تيامات (تهوم ) وأبنائها الوحوش العظيمة الأحد عشر ...

فماذا فعل الإله مردوك ليقبض سيطرته على الكون ؟!!! ... لقد أرسل الرياح الأربع لتُحيط ب (تيامات) من كل جانب ثم أرسل سبع رياح في بطنها وهكذا تمكن من سحقها ثم قسمها إلى سماء وأرض

هل هناك علاقة بين هذه القصة وقصة الخلق في سفر التكوين؟
الحقيقة نعم .... علاقة مميتة .... القصة نفسها نُقلت بحذافيرها؟؟؟ .....

غير معرف يقول...

الاخ الحبيب\خالد حفظك الله ...يظهر ان معجزات يسوع ظهرت علي شركة "البلوجر " فهي تشتغل لي في الازرق وتمتنع عن ارسال التعليقات تماما أو ارسال تعليق واحد بعد عدة محاولات. وللعلم أنا لن ازهق من المحاولات وأنا والشركة والزمن طويل علي رأي الاستاذ القاعود حفظه الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..."مصري"

غير معرف يقول...

مواقف من رفق النبي صلى الله عليه وسلم






تأليف
أبو إسلام أحمد بن علي
غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين أجمعين



بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
وبعد :
قال تعالى :
لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ{128} فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ{129}التوبة
لقد جاءكم أيها المؤمنون رسول من قومكم, يشق عليه ما تلقون من المكروه والعنت, حريص على إيمانكم وصلاح شأنكم, وهو بالمؤمنين كثير الرأفة والرحمة.
وقال تعالى :
{وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاء رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُوراً }الإسراء28
وإن أعرضت عن إعطاء هؤلاء الذين أُمِرْت بإعطائهم؛ لعدم وجود ما تعطيهم منه طلبًا لرزق تنتظره من عند ربك، فقل لهم قولا ليِّنًا لطيفًا، كالدعاء لهم بالغنى وسعة الرزق، وعِدْهم بأن الله إذا أيسر من فضله رزقًا أنك تعطيهم منه.
فهذا الكتاب يسرد بعض المواقف من رفق ورحمة وبر النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه و مع أعدائه .
نبتهل إلى الله تعالى أن يتقبل عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم , عسى أن ينفع به وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه , وأن نعي ونتأسى ونتبع سنة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فإنها خير الطريق إلى جنة الخلد بإذن الله تعالى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
تأليف
أبو إسلام أحمد بن علي
الفهرس
مقدمة..........................................................................2
الفهرس........................................................................3
*الله تعالى يشهد برفق النبي صلى الله عليه وسلم................................5
** أحاديث و أقوال للنبي عن الأمر بالرفق ....................................6
1- الرفق في الأمر كله.
2- إلا زانه.
3- من ولي من أمر أمتي شيئا.
4- من يحرم الرفق يحرم الخير.
5- إن الله رفيق يحب الرفق.
6- والرفق في المطالبة.
7- الرفق رأس الحكمة.
8- الرفق بالمملوك.
9- الرفق والد المؤمن.
10- الرفق في المعيشة خير من بعض التجارة .
11- من أعطي حظه من الرفق.
12- الرفق بالميت.
13- الرفق بالضيف و ملاطفته.
14- رفق إبراهيم عليه السلام مع أبيه.
15- الرفق بفرعون في دعوته لله تعالى.
** مواقف من رفق ورحمة وحلم النبي صلى الله عليه وسلم....................13
1- رفق النبي بقومه بالرغم من أذيتهم له .
الفهرس
2- طلب النبي من عائشة الرفق في الأمر كله.
3- رفق النبي بالأعرابي الذي بال في المسجد .
4- رفق النبي صلى الله عليه وسلم بالشاب الذي يريد أن يزني.
5- رفق النبي مع حاطب بن أبي بلتعة.
6- رفق النبي صلى الله عليه وسلم بالأنصار.
7- النبي يأمر أنجشة الرفقً بالقوارير.
8- رفق النبي بمن قال له اعدل يا محمد.
9- رفق النبي بالأعرابي الذي جذبه من ملابسه.
10- رفق النبي بأهل مكة بعد فتحها.
12- اليوم يوم بر ووفاء.
13- النبي لا يرد أحداً خائباً.
14- وكان رحيما فاحتبس وحبس من معه.
15- لو قلتها وأنت تملك أمرك.
16- رفق النبي في أداء مناسك الحج.
17- أمر النبي الرفق بالحيوان.
18- أمر النبي بالرفق في الطاعات .
19- إشارة الحاكم بالرفق في الخصومة .
20- النبي يعطي عطاء من لا يخاف الفقر.
21- ارجعوا إلى أهليكم.
22- وإنما بعثت رحمة.
الخاتمة.....................................................................226
الله تعالى يشهد برفق النبي
صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى:
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }آل عمران159
و يقول تعالى :
{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ ..}الفتح29
فبرحمة من الله لك ولأصحابك -أيها النبي- منَّ الله عليك فكنت رفيقًا بهم, ولو كنت سيِّئ الخُلق قاسي القلب, لانْصَرَفَ أصحابك من حولك, فلا تؤاخذهم بما كان منهم واسأل الله -أيها النبي- أن يغفر لهم, وشاورهم في الأمور التي تحتاج إلى مشورة, فإذا عزمت على أمر من الأمور -بعد الاستشارة- فأَمْضِه معتمدًا على الله وحده, إن الله يحب المتوكلين عليه. وصرح بأن ذلك المذكور من اللين للمؤمنين والشدة على الكافرين من صفات الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم.
ويفهم من هذه الآيات أن المؤمن يجب عليه أن لا يلين إلا في الوقت المناسب للين وألا يشتد إلا في الوقت المناسب للشدة لأن اللين في محل الشدة ضعف وخور والشدة في محل اللين حمق وخرق وقد قال أبو الطيب المتنبي :
إذا قيل حلم قل فللحلم موضع
وحلم الفتى في غير موضعه جهل
(أضواء البيان ج1/ص415)
أحاديث و أقوال للنبي عن الأمر بالرفق

1- الرفق في الأمر كله
عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله .
( رواه البخاري ومسلم)
2- إلا زانه
حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن المقدام وهو بن شريح بن هانئ عن أبيه عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه.
(صحيح مسلم ج4:ص2004)

وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان الرفق في شيء قط إلا زانه ولا كان الخرق في شيء قط إلا شانه وإن الله رفيق يحب الرفق .
(رواه البزار بإسناد لين وابن حبان في صحيحه)

وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها يا عائشة أرفقي فإن الله إذا أراد بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق.
(رواه أحمد)

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما أعطي أهل بيت الرفق إلا نفعهم .
(رواه الطبراني بإسناد جيد )
3- من ولي من أمر أمتي شيئا
حدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا بن وهب حدثني حرملة عن عبد الرحمن بن شماسة قال أتيت عائشة أسألها عن شيء فقالت ممن أنت فقلت رجل من أهل مصر فقالت كيف كان صاحبكم لكم في غزاتكم هذه فقال ما نقمنا منه شيئا إن كان ليموت للرجل منا البعير فيعطيه البعير والعبد فيعطيه العبد ويحتاج إلى النفقة فيعطيه النفقة فقالت أما إنه لا يمنعني الذي فعل في محمد بن أبي بكر أخي أن أخبرك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي هذا اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به.
(صحيح مسلم ج4:ص1811)
4- من يحرم الرفق يحرم الخير
حدثنا محمد بن المثنى حدثني يحيى بن سعيد عن سفيان حدثنا منصور عن تميم بن سلمة عن عبد الرحمن بن هلال عن جرير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من يحرم الرفق يحرم الخير.
(صحيح مسلم ج4:ص2003)
5- إن الله رفيق يحب الرفق
حدثنا حرملة بن يحيى التجيبي أخبرنا عبد الله بن وهب أخبرني حيوة حدثني بن الهاد عن أبي بكر بن حزم عن عمرة يعني بنت عبد الرحمن عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق ويعطى على الرفق ما لا يعطى على العنف وما لا يعطى على ما سواه. (صحيح مسلم ج4:ص2004)
6- والرفق في المطالبة
أخبرنا عيسى بن حماد قال حدثنا الليث عن بن عجلان عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن رجلا لم يعمل خيرا قط وكان يداين الناس فيقول لرسوله خذ ما يسر واترك ما عسر وتجاوز لعل الله تعالى أن يتجاوز عنا فلما هلك قال الله عز وجل له هل عملت خيرا قط قال لا إلا أنه كان لي غلام فكنت أداين الناس فإذا بعثته يتقاضى قلت له خذ ما يسر واترك ما عسر وتجاوز لعل الله يتجاوز عنا قال الله تعالى قد تجاوزنا عنك.
(سنن النسائي الكبرى ج4:ص60)

حدثنا أبو كريب حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي عن داود بن قيس عن زيد بن اسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من انظر معسرا أو وضع له أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله.
(سنن الترمذي ج3:ص599)
7- الرفق رأس الحكمة
أخبرنا أبو محمد إسماعيل بن رجاء العسكري ثنا أبو أحمد محمد بن محمد القيسراني ثنا أبو بكر الخرائطي ثنا علي بن الأعرابي ثنا أبو بكر بن أبي شيبة عن جرير بن عبد الحميد الضبي عن منصور عن إبراهيم عن هلال بن يساف عن جرير بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرفق رأس الحكمة.
(مسند الشهاب ج1:ص64)

8- الرفق بالمملوك
حدثني مالك انه بلغه أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمملوك طعامه وكسوته بالمعروف ولا يكلف من العمل إلا ما يطيق.
(موطأ مالك ج2:ص980)

وحدثني مالك انه بلغه أن عمر بن الخطاب كان يذهب إلى العوالي كل يوم سبت فإذا وجد عبدا في عمل لا يطيقه وضع عنه.
(موطأ مالك ج2:ص980)


وحدثني مالك عن عمه أبي سهيل بن مالك عن أبيه انه سمع عثمان بن عفان وهو يخطب وهو يقول لا تكلفوا الأمة غير ذات الصنعة الكسب فإنكم متى كلفتموها ذلك كسبت بفرجها ولا تكلفوا الصغير الكسب فإنه إذا لم يجد سرق وعفوا إذ أعفكم الله وعليكم من المطاعم بما طاب منها.
(موطأ مالك ج2:ص981)


فأوجب على مالكيهم الرفق والإحسان إليهم وأن يطعموهم مما يطعمون ويكسوهم مما يلبسون ولا يكلفوهم من العمل ما لا يطيقون وإن كلفوهم أعانوهم كما هو معروف في السنة الواردة عنه صلى الله عليه وسلم مع الإيصاء عليهم في القرآن كما في قوله تعالى:
(واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذى القربى واليتامى ...إلى قوله... وما ملكت أيمانكم ).
(أضواء البيان ج3/ص30)



9- الرفق والد المؤمن
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني أبنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن محبوب بنيسابور ثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى البزاز ثنا محمد بن إبراهيم الصائغ ثنا رواد بن إبراهيم ثنا أبو يحيى عبد الكريم هو بن ميسرة عن مالك عن محمد بن عبيد الله عن أبي الدرداء قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العلم خليل المؤمن والعقل دليله والعمل قائده والرفق والده والبر أخوه والصبر أمير جنوده.
(مسند الشهاب ج1:ص122)

10- الرفق في المعيشة خير من بعض التجارة
أخبرنا عبد الرحمن بن عمر القزاز أبنا أبو سعيد هو بن الأعرابي ثنا محمد بن الربيع الجيزي ثنا يونس هو بن عبد الأعلى ثنا حجاج بن سليمان الرعيني قال قلت لابن لهيعة شيئا كنت أسمع عجائزنا يقلنه الرفق في العيش خير من بعض التجارة فقال حدثني محمد بن المنكدر عن جابر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول الرفق في المعيشة خير من بعض التجارة.
(مسند الشهاب ج1:ص169)

11- من أعطي حظه من الرفق
أخبرنا عبد الرحمن بن عمر التجيبي أبنا أحمد بن إبراهيم بن جامع ثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم والقعنبي قالا ثنا عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي مليكة عن القاسم بن محمد قال سمعت عائشة تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من خير الدنيا والآخرة.
(مسند الشهاب ج1:ص274)

وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها إنه من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة وصلة الرحم وحسن الجوار أو حسن الخلق يعمران الديار ويزيدان في الأعمار .
(رواه أحمد ورواته ثقات )

12- الرفق بالميت
ويستحب الرفق بالميت في تقليبه وعرك أعضائه وعصر بطنه وتليين مفاصله وسائر أموره احتراما له.
(مسند الشهاب ج1:ص274)

فالميت مشبه بالحي في حرمته ولا يأمن إن عنف به أن ينفصل منه عضو فيكون مثله به وقد قال صلى الله عليه وسلم كسر عظم الميت ككسر عظم الحي وقال إن الله يحب الرفق في الأمر كله.
(أضواء البيان ج2/ص186)

13- الرفق بالضيف و ملاطفته
هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين فقربه إليهم قال ألا تأكلون .
(أضواء البيان ج2/ص186)

14- رفق إبراهيم عليه السلام مع أبيه
قوله تعالى:
قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً{46} قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً{47}مريم بين الله جل وعلا أن إبراهيم لما نصح أباه النصيحة المذكورة مع ما فيها من الرفق واللين وإيضاح الحق والتحذير من عبادة ما لا يسمع ولا يبصر ومن عذاب الله تعالى وولاية الشيطان خاطبة هذا الخطاب العنيف وسماه باسمه ولم يقل له يا بني في مقابلة قوله له يا أبت وأنكر عليه أنه راغب عن عبادة الأوثان أي معرض عنها لا يريدها لأنه لا يعيد إلا الله وحده جل وعلا وهدده جل وعلا وهدده بأنه إن لم ينته عما يقوله له ليرجمنه قيل بالحجارة وقيل باللسان شتما والأول أظهر ثم أمره بهجره مليا أي زمانا طويلا ثم بين أن إبراهيم قابل أيضا جوابه العنيف بغاية الرفق واللين.
(أضواء البيان ج3/ص427)
15- الرفق بفرعون في دعوته لله تعالى
يقول الله تعالى لموسى وهارون عليهما السلام في دعوتهما لفرعون :
{فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى }طه44
فقولا له قولا لطيفًا; لعله يتذكر أو يخاف ربه. ومن ذلك القول اللين قول موسى عليه السلام له :
فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى{18} وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى{19} النازعات . فقل له: أتودُّ أن تطهِّر نفسك من النقائص وتحليها بالإيمان, وأُرشدك إلى طاعة ربك، فتخشاه وتتقيه؟ (أضواء البيان ج2/ص465)
مواقف من رفق ورحمة وحلم
النبي
صلى الله عليه وسلم
1- رفق النبي بقومه بالرغم من أذيتهم له :
من طريق بن وهب عن يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم :
يا رسول الله هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد فقال لقد لقيت من قومك وكان أشد مالقيت منه يوم العقبة إذ عرضت نفسي على بن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد ظللتني فنظرت فإذا فيها جبريل عليه السلام فناداني فقال إن الله قد سمع قول قومك لك و ماردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم قال فناداني ملك الجبال وسلم علي ثم قال يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فيما شئت إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين(وهما جبلا مكة اللذان يكتنفانها جنوبا وشمالا ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا وهذا لفظ مسلم فقد عرض عليه عذابهم واستئصالهم فاستأنى بهم وسأل لهم التأخير لعل الله أن يخرج من أصلابهم من لا يشرك به شيئا .

(تفسير ابن كثير ج2/ص137-138)
2- طلب النبي من عائشة الرفق في الأمر كله:
حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن بن شهاب عن عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا السام عليكم قالت عائشة ففهمتها فقلت وعليكم السام واللعنة قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلا يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله فقلت يا رسول أو لم تسمع ما قالوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قلت وعليكم.
(صحيح البخاري ج5:ص2242)

3- رفق النبي بالأعرابي الذي بال في المسجد :
حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس بن مالك أن أعرابيا بال في المسجد فقاموا إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزرموه ثم دعا بدلو من ماء فصب عليه.
(صحيح مسلم ج3:ص1458)

4- رفق النبي صلى الله عليه وسلم بالشاب الذي يريد أن يزني :
حدثنا يزيد بن هارون حدثنا حريز حدثنا سليم بن عامر عن أبي أمامة أن فتى شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أئذن لي بالزنى فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا مه مه فقال أدنه فدنا منه قريبا فقال اجلس فجلس فقال أتحبه لأمك قال لا والله جعلني الله فداك قال ولا الناس يحبونه لأمهاتهم قال أفتحبه لابنتك قال لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك قال ولا الناس يحبونه لبناتهم قال أفتحبه لأختك قال لا والله جعلني الله فداك قال ولا الناس يحبونه لأخواتهم قال أفتحبه لعمتك قال لا والله جعلني الله فداك قال ولا الناس يحبونه لعماتهم قال أفتحبه لخالتك قال لا والله جعلني الله فداك قال ولا الناس يحبونه لخالاتهم قال فوضع يده عليه وقال اللهم أغفر ذنبه وطهر قلبه وأحصن فرجه قال فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء.
(تفسير ابن كثير ج3/ص39)

5- رفق النبي مع حاطب بن أبي بلتعة :
حدثنا بن حميد قال ثنا مهران عن أبي سنان سعيد بن سنان عن عمرو بن مرة الجملي عن أبي البختري الطائي عن الحارث عن علي رضي الله عنه قال لما أردا النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتي مكة أسر إلى ناس من أصحابه أنه يريد مكة فيهم حاطب بن أبي بلتعة وأفشى في الناس أنه يريد خيبر فكتب حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة أن النبي صلى الله عليه وسلم يريدكم قال فبعثني النبي صلى الله عليه وسلم وأبا مرثد وليس منا رجل إلا وعنده فرس فقال ائتوا روضة خاخ فإنكم ستلقون بها امرأة ومعها كتاب فخذوه منها فانطلقنا حتى رأيناها بالمكان الذي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا هاتي الكتاب فقالت ما معي كتاب فوضعنا متاعها وفتشنا فلم نجده في متاعها فقال أبو مرثد لعله أن لا يكون معها فقلت ما كذب النبي صلى الله عليه وسلم ولا كذب فقلنا أخرجي الكتاب وإلا عريناك قال عمرو بن مرة فأخرجته من حجزتها وقال حبيب أخرجته من قبلها فأتينا به النبي صلى الله عليه وسلم فإذا الكتاب من حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة فقام عمر فقال خان الله ورسوله ائذن لي أضرب عنقه فقال النبي صلى الله عليه وسلم أليس قد شهد بدرا قال بلى ولكنه قد نكث وظاهر أعداءك عليك فقال النبي صلى الله عليه وسلم فلعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم ففاضت عينا عمر وقال الله ورسوله أعلم فأرسل إلى حاطب فقال ما حملك على ما صنعت فقال يا نبي الله إني كنت امرأ ملصقا في قريش وكان لي بها أهل ومال ولم يكن من أصحابك أحد إلا وله بمكة من يمنع أهله وماله فكتبت إليهم بذلك والله يا نبي الله إني لمؤمن بالله وبرسوله فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق حاطب بن أبي بلتعة فلا تقولوا لحاطب إلا خيرا.
(تفسير الطبري ج28/ص59)

6- رفق النبي صلى الله عليه وسلم بالأنصار :
حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا يعقوب ثنا أبي عن بن إسحاق قال وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن أبي سعيد الخدري قال لما أعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطي من تلك العطايا في قريش وقبائل العرب ولم يكن في الأنصار منها شيء وجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم حتى كثرت فيهم القالة حتى قال قائلهم لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه فدخل عليه سعد بن عبادة فقال يا رسول الله إن هذا الحي قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت قسمت في قومك وأعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب ولم يكن في هذا الحي من الأنصار شيء قال فأين أنت من ذلك يا سعد قال يا رسول الله ما أنا إلا امرؤ من قومي قال فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة قال فخرج سعد فجمع الناس في تلك الحظيرة قال فجاء رجال من المهاجرين فتركهم فدخلوا وجاء آخرون فردهم فلما اجتمعوا أتاه سعد فقال قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار قال فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه بالذي هو له أهل ثم قال يا معشر الأنصار مقالة بلغتني عنكم وجدة وجدتموها في أنفسكم ألم آتكم ضلالا فهداكم الله وعالة فأغناكم الله وأعداء فألف الله بين قلوبكم قالوا بل الله ورسوله أمن وأفضل قال ألا تجيبونني يا معشر الأنصار قالوا وبماذا نجيبك يا رسول الله ولله ولرسوله المن والفضل قال أما والله لو شئتم لقلتم فلصدقتم وصدقتم أتيتنا مكذبا فصدقناك ومخذولا فنصرناك وطريدا فآويناك وعائلا فأغنيناك أوجدتم في أنفسكم يا معشر الأنصار في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا ووكلتكم إلى إسلامكم أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم في رحالكم فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ولو سلك الناس شعبا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار قال فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم وقالوا رضينا برسول الله قسما وحظا ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرقنا.
(مسند أحمد بن حنبل ج3/ص76)

حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن أبي التياح قال سمعت أنسا رضي الله عنه يقول قالت الأنصار يوم فتح مكة وأعطى قريشا والله إن هذا لهو العجب إن سيوفنا تقطر من دماء قريش وغنائمنا ترد عليهم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فدعا الأنصار قال فقال ما الذي بلغني عنكم وكانوا لا يكذبون فقالوا هو الذي بلغك قال أو لا ترضون أن يرجع الناس بالغنائم إلى بيوتهم وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيوتكم لو سلكت الأنصار واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار أو شعبهم
(صحيح البخاري ج3/ص1377)

7- النبي يأمر أنجشة الرفقً بالقوارير :
حدثنا أبو الربيع العتكي وحامد بن عمر وقتيبة بن سعيد وأبو كامل جميعا عن حماد بن زيد قال أبو الربيع حدثنا حماد حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وغلام أسود يقال له أنجشة يحدو فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أنجشة رويدك سوقا بالقوارير.
(صحيح مسلم ج4:ص2003)

8- رفق النبي بمن قال له اعدل يا محمد :
عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبض للناس في ثوب بلال يوم حنين يعطيهم فقال إنسان من الناس اعدل يا محمد فقال صلى الله عليه وسلم ويلك إذا لم أعدل فمن يعدل لقد خبت وخسرت إن لم أعدل قال فقال عمر رضوان الله علي دعني يا رسول الله أضرب عنقه فقال صلى الله عليه وسلم معاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي إن هذا وأصحابا له يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم.
(صحيح ابن حبان ج11/ص148)

حدثنا محمد بن الصباح أنبانا سفيان بن عيينة عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجعرانة وهو يقسم التبر والغنائم وهو في حجر بلال فقال رجل اعدل يا محمد فإنك لم تعدل فقال ويلك ومن يعدل بعدي إذا لم أعدل فقال عمر دعني يا رسول الله حتى أضرب عنق هذا المنافق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا في أصحاب أو أصيحاب له يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.
(سنن ابن ماجه ج1/ص61)

9- رفق النبي بالأعرابي الذي جذبه من ملابسه :
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسحاق بن سليمان قال سمعت مالك بن أنس عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذه جبذة حتى رأيت صفح أو صفحة عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته فقال يا محمد أعطني من مال الله الذي عندك فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء.
(مسند أحمد بن حنبل ج3/ص153)
10- رفق النبي بأهل مكة بعد فتحها :
كان النبي صلى الله عليه وسلم رحيما حتى بأعدائه لما دخل يوم الفتح مكة على قريش وقد أجلسوا بالمسجد الحرام وصحبه ينتظرون أمره فيهم من قتل أو غيره قال ما تظنون أني فاعل بكم قالوا خيرا أخ كريم وابن أخ كريم فقال أقول كما قال أخي يوسف لا تثريب عليكم اليوم اذهبوا فأنتم الطلقاء.
(فيض القدير ج5/ص171)
قال أبو يوسف رحمه الله تعالى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عفا عن مكة وأهلها وقال من أغلق عليه بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن ونهى عن القتل إلا نفرا قد سماهم إلا أن يقاتل أحدا فيقتل وقال لهم حين اجتمعوا في المسجد ما ترون أني صانع بكم قالوا خيرا أخ كريم وبن أخ كريم قال اذهبوا فأنتم الطلقاء ولم يجعل شيئا قليلا ولا كثيرا من متاعهم فيئا .
(الأم ج7/ص361)
12- اليوم يوم بر ووفاء :
بعد فتح مكة جلس رسول الله في المسجد فقام إليه علي بن أبي طالب ومفتاح الكعبة في يده فقال يا رسول الله اجمع لنا الحجابة مع السقاية صلى الله عليك فقال رسول الله أين عثمان بن طلحة فدعى له فقال هاك مفتاحك يا عثمان اليوم يوم بر ووفاء.
قال ابن عربي فلا ملك أوسع من ملك محمد فإن له الإحاطة بالمحاسن والمعارف والتودد والرحمة والرفق وكان بالمؤمنين رحيما , وما أظهر في وقت غلظة على أحد إلا عن أمر إلهي حين قال له جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم , فأمر بما لم يقتضي طبعه ذلك وإن كان بشرا يغضب لنفسه ويرضى لها .
(البداية والنهاية ج4/ص301)
13- النبي لا يرد أحداً خائباً :
وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يأتيه أحد إلا وعده وأنجز له إن كان عنده وإلا أمر بالاستدانة عليه وفي حديث الترمذي أن رجلا جاءه فسأله أن يعطيه فقال ما عندي شيء ولكن ابتع علي فإذا جاءنا شيء قضيته فقال عمر يا رسول الله قد أعطيته فما كلفك الله ما لا تقدر عليه فكره قول عمر فقال رجل من الأنصار يا رسول الله أنفق ولا تخش من ذي العرش إقلالا فتبسم فرحا بقول الأنصاري أي وعرف في وجهه البشر ثم قال بهذا أمرت .
(البداية والنهاية ج4/ص301)

14- وكان رحيما فاحتبس وحبس من معه :
حدثنا أبو زرعة الدمشقي ثنا علي بن عبد الله وآدم بن أبي إياس قالا ثنا حريز بن عثمان حدثني يزيد بن صالح أخبرني ذو مخبر خادم النبي صلى الله عليه وسلم وكان من الحبشة قال انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من سرية وكنت معه وأسرع السير وكان يفعل ذلك لقلة الزاد فتقطع الناس وراءه فقال قائل قد انقطع الناس وراءك وكان رحيما فاحتبس وحبس من معه حتى تكامل أصحابه فقال لو هجعنا هجعة فنزل ونزل الناس فقال من يكلأنا الليلة فقال ذو مخبر فقلت أنا يا رسول الله فقال هاك خطم الناقة ولا تكونن لكعا فانطلقت غير بعيد ممسكا بخطام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وناقتي فأخذني النوم فلم أشعر حتى وجدت حر الشمس على وجهي واستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا بلال أفي الميضأة ماء قلت نعم فأتاه به فتوضأ وضوءا لم يلت منه التراب فقال أذن يا بلال فأذن فركع النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه الصبح غير عجل فقال قائل فرطنا يا رسول الله فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم كلا ولكن الله قبض أرواحنا ثم ردها علينا فصلينا.
(مسند الشاميين ج2/ص144)

15- لو قلتها وأنت تملك أمرك :
كان صلى الله عليه وسلم رحيما بالعيال أي رقيق القلب متفضلا محسنا رقيقا وفي صحيح مسلم وأبي داود رحيما رفيقا ولفظه عن عمران بن حصين كانت ثقيف حلفاء لبني عقيل فأسرت ثقيف رجلين من الصحابة وأسر الصحب رجلا من بني عقيل فأصابوا معه العضباء ناقة رسول الله فأتى عليه وهو في الوثاق فقال يا محمد فأتاه فقال ما شأنك فقال بم أخذتني فقال بجريرة حلفائك ثقيف ثم انصرف عنه فناداه يا محمد وكان رسول الله رحيما رفيقا فرجع إليه فقال ما شأنك قال إني مسلم قال لو قلتها وأنت تملك أمرك أفلحت كل الفلاح .
(فيض القدير ج5/ص171)
16- رفق النبي في أداء مناسك الحج :
ففي حديث جابر الطويل عند مسلم فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم واقفا حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب القرص وأردف أسامة خلفه ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شنق للقصواء الزمام حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله ويقول بيده اليمنى أيها الناس السكينة السكينة كلما أتى حبلا من الحبال أرخى لها قليلا حتى تصعد حتى أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء الحديث .
وقد شنق للقصواء الزمام : يعني أنه يكفها بزمامها عن شدة المشي .
والمورك : هو الموضع الذي يثني الراكب رجله عليه قدم واسطة الرحل إذا مل من الركوب .وهو قطعة أدم يتورك عليها الراكب تجعل في مقدمة الرحل شبه المخدة الصغيرة .
وقوله السكينة السكينة: أي يأمرهم بالسكينة مشيرا بيده والسكينة الرفق والطمأنينة .
كلما أتى حبلا من الحبال : والمراد بالحبل في حديثه الرمل المستطيل المرتفع.
(أضواء البيان ج4/ص441)
17- أمر النبي الرفق بالحيوان :
حدثناه محمد بن المثنى وبن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة سمعت المقدام بن شريح بن هانئ بهذا الإسناد وزاد في الحديث ركبت عائشة بعيرا فكانت فيه صعوبة فجعلت تردده فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم عليك بالرفق .
(صحيح ابن حبان ج2:ص74)
حدثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا شعبة عن هشام بن زيد قال دخلت مع أنس على الحكم بن أيوب فرأى فتيانا أو غلمانا قد نصبوا دجاجة يرمونها فقال أنس نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تصبر البهائم.
(سنن أبي داود ج3:ص100)
أخبرنا محمد بن علي الصيرفي بالبصرة حدثنا الفضيل بن الحسين الجحدري حدثنا يزيد بن زريع حدثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس قال اثنتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته قال أبو حاتم رحمه الله أراد بقوله أحسنوا القتلة في القصاص.
(قال علماؤنا إحسان الذبح في البهائم الرفق بها فلا يصرعها بعنف ولا يجرها من موضع إلى آخر وإحداد الآلة وإحضار نية الإباحة والقربة وتوجيهها إلى القبلة والإجهاز وقطع الودجين والحلقوم وإراحتها وتركها إلى أن تبرد والاعتراف لله بالمنة والشكر له بالنعمة بأنه سخر لنا ما لو شاء لسلطه علينا .تفسير القرطبي )
(سنن النسائي الكبرى ج3:ص479)

وروى مسلم من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظها من الأرض وإذا سافرتم في السنة فبادروا بها نقيها .رواه مالك في الموطأ.
(تفسير القرطبي ج10/ص73)
18- أمر النبي بالرفق في الطاعات :
أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص قال حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد قال حدثنا أبي قال حدثنا شعيب عن الزهري عن عروة عن عائشة أن الحولاء بنت تويت بن حبيب بن أسد بن عبد العزى مرت بها وعندها رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فقلت هذه الحولاء بنت تويت وزعموا أنها لا تنام بالليل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنام بالليل خذوا من العمل ما تطيقون فوالله لا يسأم الله حتى تسأموا .
(صحيح ابن حبان ج2:ص307)
19- إشارة الحاكم بالرفق في الخصومة :
أخبرنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا الليث عن بن شهاب عن عروة أنه حدثه أن عبد الله بن الزبير حدثه أن رجلا من الأنصار خاصم الزبير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في شراج الحرة التي يسقون بها النخل فقال الأنصاري سرح الماء يمر فأبى عليهم فاختصموا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير اسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك فغضب الأنصاري فقال يا رسول الله أن كان بن عمتك فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال يا زبير اسق ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر.
(سنن النسائي الكبرى ج3:ص479)


20- النبي يعطي عطاء من لا يخاف الفقر :
سمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن سليمان بن أبي شيخ بواسط يقول سمعت عبيد الله بن محمد بن عائشة يقول أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن أعرابيا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فأمر له بغنم ذكر بن عائشة كثرتها فأتى الأعرابي قومه وقال يا قوم أسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخاف الفقر.
(صحيح ابن حبان ج10/ص354)


21- ارجعوا إلى أهليكم :
وفي الصحيحين عن مالك بن الحويرث قال أتينا رسول الله فأقمنا عنده عشرين ليلة وكان رحيما رفيقا فظن أنا قد اشتقنا إلى أهلنا فقال ارجعوا إلى أهليكم وليؤذن لكم أحدكم ثم ليؤمكم أكبركم .
(فيض القدير ج5/ص171)


22- وإنما بعثت رحمة :
حدثنا بن أبي عمر حدثنا مروان الفزاري عن يزيد بن كيسان عن بن أبي حازم عن أبي هريرة قال قيل يا رسول الله ادع على المشركين قال إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة انفرد بإخراجه مسلم وفي الحديث الآخر إنما أنا رحمة مهداة رواه عبد الله بن أبي عوانة وغيره عن وكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا.
(تفسير ابن كثير ج3/ص202)


تم الانتهاء من هذا الكتاب بإذن الله تعالى ومشيئته
يوم الأحد 30/12/1429هـ الموافق 28/12/2008م
---------------------------
ahmedaly240@hotmail.com
ahmedaly2407@gmail.com

غير معرف يقول...

موتوا بغيظكم يا عُباد الصليب

عبد العزيز بن ناصر الجليل

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله الذي رضي لنا الإسلام ديناً , ونصب لنا الدلالة على صحته برهاناً مبيناً , وأوضح السبيل إلى معرفته واعتقاده حقاً يقيناً , ووعد من قام بأحكامه وحفظ حدوده أجراً جسيماً , وذخراً لمن وفاه به ثوابا جزيلا وفوزاً عظيماً , وفرض علينا الانقياد له ولأحكامه , والتمسك بدعائمه وأركانه , والاعتصام بعراه وأسبابه .

فهو دينه الذي ارتضاه لنفسه ولأنبيائه ورسله وملائكة قدسه , فبه اهتدى المهتدون وإليه دعا الأنبياء والمرسلون ( أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون ) , فلا يقبل من أحد دينا سواه من الأولين والآخرين , {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } ]آل عمران :85[.

وحكم سبحانه بأنه أحسن الأديان , ولا أحسن من حكمه ولا أصدق منه قيلا فقال {وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً }]النساء 125[

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , ولا ضد له , ولا ند له , ولا صاحب له , ولا ولد له , ولا كفؤ له , تعالى عن إفك المبطلين , وخرص الكاذبين , وتقدس عن شرك المشركين وأباطيل الملحدين .

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفوته من خلقه وخيرته من بريته , وأمينه على وحيه , وسفيره بينه وبين عباده , ابتعثه بخير ملة و أحسن شرعة , و أظهر دلالة وأوضح حجة , وأبين برهان إلى جميع العالمين أنسهم وجنهم , عربهم وعجمهم , حاضرهم وباديهم , الذي بشرت به الكتب السالفة , وأخبرت به الرسل الماضية , وجرى ذكره في الإعصار وفي القرى الأمصار والأمم الخالية , ضربت لنبوته البشائر من عهد آدم أبي البشر , إلى عهد المسيح ابن البشر .
رضي المسلمون بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا , ورضي المخذول بالصليب والوثن إلها وبالتثليث والكفر ديناً , وبسبيل الضلال والغضب سبيلا ... ( أما بعد )

فإن من بعض حقوق الله على عبده : رد الطاعنين على كتابه ورسوله ودينه ومجاهدتهم بالحجة والبيان , والسيف والسنان , والقلب والجنان , وليس وراء ذلك حبة خردل من الإيمان ........) ]اقتباساً من مقدمة كتاب (هداية الحيارى) لابن القيم رحمه الله باختصار.[

وإن ما تفوه به عابد الصليب وإمام الكفر ورئيسه في (الفاتيكان) لم يكن هو الأول من نوعه وليس غريباً أن يخرج من أفواههم النجسة مثل هذا الكلام لأنه وأمثاله قد ملئوا كفراً وحقداً وكل إناء بما فيه ينضح ومثل هذا الكفر المتجدد إنما هو زيادة في الكفر على كفرهم وإملاء من الله عز وجل لهم حتى يسرعوا إلى الأجل الذي قدره الله لهم ليقصمهم فيه ويمحقهم قال الله عزوجل {وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ } ]آل عمران178. [

وليس الغرض من هذه الكتابة الرد على ماتفوه به إمام الكفر ومرجع النصرانية الوثنية في العالم اليوم فقد كفانا الرد على شبهاتهم أئمة الإسلام في القديم والحديث كشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه العظيم ( الجواب الصحيح ) , وتلميذه الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه النفيس ( هداية الحيارى ) . هذا لو كان ما قاله رئيس الكفر ناشئاً عن جهل بالإسلام ورسول الإسلام أما وإنه يعرف حقيقة الإسلام وحقيقة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كما يعرف أبناءه وما صده عن ذلك وجعله يقول ما قال إلا العناد الاستكبار فإن مثل هذا لا يستحق الرد ولا الالتفات وإنما الله عز وجل هو الذي يتولى الرد على هذا وأمثاله بما يشاء {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ }]الحج38.[

وإنما المقصود من هذه الكتابة مخاطبة إخواني المسلمين الموحدين بتوظيف هذا الحدث في التركيز والتأكيد على بعض المسائل والأصول المهمة التي يسعى أعداء هذا الدين من الكفرة والمنافقين في توهينها والتشويش عليها لعلمهم بأنها هي التي تحفظ للمسلمين كيانهم وعقيدتهم وأخلاقهم .


ويمكن الحديث عن هذه المسائل المهمة في ظل هذه الهجمة الشرسة من أئمة الكفر على ديننا حسب الوقفات التالية :
الوقفة الأولى : النظر إلى هذه الأحداث في ضوء السنن الإلهية .
الوقفة الثانية : من ألطاف الله عزوجل وحكمته في هذه الأحداث .
الوقفة الثالثة : موتوا بغيظكم .
الوقفة الرابعة : رمتني بدائها وانسلت .
الوقفة الخامسة : بل انتشر الإسلام بالسيف والبيان .

الوقفة الأولى : النظر إلى هذه الأحداث في ضوء السنن الإلهية :
يقول الله تعالى : {قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ }]آل عمران137.[
ويقول سبحانه { فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً }]فاطر43[

والآيات من كتاب الله عز وجل في الحث على النظر في السنن الربانية كثيرة جداً وبخاصة عند التقديم والتعقيب على قصص الأنبياء عليه الصلاة والسلام مع أقوامهم , إنه من الواجب على دعاة الحق والمجاهدين في سبيل الله أن يقفوا طويلاً مع كتاب الله عز وجل وما تضمن من الهدى والنور ومن ذلك ما تضمنه من السنن الربانية المستوحاة من دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام , وذلك لأن في معرفتها والسير على هداها أخذ بأسباب النصر والتمكين والفلاح , ونجاة مما وقع فيه الغير من تخبط وشقاء وفي الغفلة عنها تفريط في الأخذ بأسباب النجاة , وحرمان التوفيق في النظر الصحيح للأحداث والمواقف وليس المقصود هنا التفصيل في موضوع السنن الربانية فهذا له مقام آخر , وإنما المقصود هو الاستضاءة بهذه السنن في الوصول إلى الموقف الحق الذي نحسب أنه يرضي الله عز وجل وذلك في الأحداث الساخنة التي تدور رحاها اليوم في حرب الإسلام وأهله .

وأكتفي بذكر سنة واحدة من سنن الله تعالى تتناسب هذا الحدث الذي نحن بصدده . وبفهم هذه السنة يزول الاستغراب مما يحدث ونتمكن من الفهم الصحيح لحقيقة هذه الهجمات المتتالية من أعداء الإسلام ودوافعها وحكمة الله عز وجل في إيجادها لأن من أسمائه سبحانه : العليم الحكيم ومن أثار هذين الاسمين الكريمين اليقين بأن أي شيء يحدث في خلقه سبحانه فإنما هو بعلم الله تعالى وإرادته وحكمته البالغة . وهذه السنة التي أعنيها هنا والتي هي مقتضى حكمته سبحانه وعلمه هي سنة المدافعة والصراع بين الحق والباطل :

يقول الله عزوجل : { وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ }]البقرة251. [
ويقول تبارك وتعالى { وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }]الحج40[.

في هاتين الآيتين أبلغ دليل على أن الصراع حتمي بين الحق وأهله من جهة والباطل وأهله من جهة أخرى , هذه سنة إلهية لا تتخلف ووقائع التاريخ القديم والحديث تشهد على ذلك وهذه المدافعة وهذا الصراع بين الحق والباطل إن هو إلا مقتضى علمه سبحانه وحكمته ورحمته ولطفه وهو لصالح البشرية وإنقاذها من فساد المبطلين , ولذلك ختم الله عز وجل آية المدافعة في سورة البقرة , بقوله سبحانه (وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ).

حيث لم يجعل الباطل وأهله ينفردون بالناس بل قيض الله له الحق وأهله يدمغونه حتى يزهق فالله تعالى يقول {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ } ]الأنبياء:18[.

إن الذين يطمعون في الإصلاح ودرء الفساد عن الأمة بدون هذه السنة – أعني سنة المدافعة مع الباطل وأهل الفساد - إنهم يتنكبون منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله عزوجل الذي ارتضاه واختاره لهم , وإن الذين يؤثرون السلامة والخوف من عناء المدافعة مع الفساد وأهله , إنهم بهذا التصرف لا يسلمون من العناء والمشقة , بل إنهم يقعون في مشقة أعظم وعناء أكبر يقاسونه في دينهم , وأنفسهم, وأعراضهم , وأموالهم , وهذه هي ضريبة القعود عن مدافعة الباطل , وإيثار الحياة الدنيا .

والمدافعة بين الحق والباطل تأخذ صوراً متعددة : فبيان الحق وإزالة الشبه ورفع اللبس عن الحق وأهله مدافعة , والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مدافعة , وبيان سبيل المؤمنين وسبيل المجرمين مدافعة , والصبر والثبات على ابتلاء الأعداء من الكفرة والظلمة مدافعة , ويأتي الجهاد والقتال في سبيل الله عز وجل على رأس وذروة هذا المدافعات لكف شر الكفار وفسادهم عن ديار المسلمين ودينهم وأنفسهم وأعراضهم وأموالهم .

واليوم لم يعد خافياً على كل مسلم ما تتعرض له بلدان المسلمين قاطبة من غزو سافر وحرب شرسة على مختلف الأصعدة , وذلك من قبل أعدائها الكفرة , وأذنابهم المنافقين , فعلى الصعيد العسكري ترزح بعض بلدان المسلمين تحت الاحتلال العسكري لجيوش الكفرة المعتدين التي غزت أهل هذه البلدان في عقر دارهم كما هي الحال في أفغانستان والشيشان والعراق وفلسطين وكشمير , وعلى صعيد الحرب على الدين والأخلاق والإعلام والتعليم والاقتصاد لم يسلم بلد من بلدان المسلمين من ذلك.

وقد تقرر عند أهل العلم أن الجهاد يتعين على المسلمين إذا غزاهم الكفار في عقر دارهم, ويصبح واجباً على كل مسلم قادر أن يشارك في دفع الصائل عن بلده بكل ممكن , فإن كان الغزو عسكرياً وبالسلاح وجب رده بالقوة الممكنة والسلاح , وإذا كان الغزو بسلاح الكلمة والكتاب و المجلة والوسائل الإعلامية الخبيثة بأنواعها المقروءة والمسموعة والمشاهدة منها أقول : إذا كان الغزو من الكفار للمسلمين في عقر دارهم بهذه الوسائل والمعاول الخطيرة والتي يباشر الكفار بعضها وينيبون إخوانهم من المنافقين في بعضها فإن الجهاد بالبيان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمدافعة والتحصين يصبح واجباً عينياً على كل قادر من المسلمين كل بحسبه .

وحينما نربط هذه السنة ومقتضى اسمائه الحسنى بهذه الأحداث التي تزامنت وتتالت وتشابهت قلوب أصحابها في الهجوم على دين الإسلام وأهله وبلدانه تتضح لنا هذه السنة بجلاء وحينئذ يرتفع الاستغراب مما يقوم به الكفار من هجوم وافتراء على دين الإسلام ويشمر المسلم للدخول في الصراع ضد أعداء الله تعالى بما يستطيع من نفسه وماله ولسانه وقلمه . قال صلى الله عليه وسلم : ( جاهدوا المشركين بأموالكم وأيديكم وألسنتكم ) ( رواه النسائي (3045)وصححه الألباني )

الوقفة الثانية : ذكر بعض الحكم والألطاف الإلهية المتجلية في هذه الأحداث.
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى ( وأسماءه الحسنى تقتضي آثارها , وتستلزمها استلزام المقتضي المُوجب لمُوجبه ومُقتضاه , فلا بد من ظهور آثارها في الوجود فإن من أسمائه : الخلاق المقتضي لوجود الخلق , ومن أسمائه الرزاق المقتضى لوجود الرزق والمرزوق , وكذلك الغفار والتواب والحكيم والعفو, وكذلك الرحمن الرحيم , وكذلك الحكم العدل , إلى سائر الأسماء , ومنها الحكيم المستلزم لظهور حكمته في الوجود , والوجود متضمن لخلقه وأمره , { أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } ] الأعراف :54[ فخلقه وأمره صدرا عن حكمته وعلمه ، وحكمته وعلمه اقتضيا ظهور خلقه وأمره , فمصدر الخلق والأمر عن هذين الاسمين المتضمنين لهاتين الصفتين , ولهذا يقرن – سبحانه – بينهما عند ذكر إنزال كتابه , وعند ذكر ملكه وربوبيته , إذ هما مصدر الخلق والأمر. ) ( الصواعق المرسلة : 4/1564)

إذا تبين لنا هذا الأصل العظيم أيقنا أن ما يجري اليوم من كيد وافتراء وهجوم شرس من الكفار على دين الإسلام فإنما هو بعلم الله تعالى وإرادته { ً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ } ]الأنعام : 112[ .

وأن له سبحانه الحكم البالغة في ذلك . والمؤمنون يحسنون الظن بربهم سبحانه ويوقنون أن عاقبة هذه الأحداث التي يقدرها الله عز وجل هي خير ومصلحة ولطف بالموحدين إن شاء الله تعالى . ومع أن المعركة مع الكفار لازالت في بدايتها . ومع أنها موجعة وكريهة إلا أننا نلمس لطف الله عز وجل ورحمته في أعطافها ., وأقتصر على ثلاث من أهم هذه الألطاف والثمار العظيمة :
الأولى : تلك اليقظة الشاملة بين المسلمين والوعي بحقيقة أعدائهم وما يكيدون به للإسلام وأهله . ومع إن هذا العداء والكيد من الكفار قد حذرنا الله عز وجل منه في كتابه الكريم إلا أن كثيرا من المسلمين وبحكم غفلتهم عن كتاب ربهم سبحانه تلاوة أو تدبرا لم يتعظوا بكلام ربهم سبحانه فنسوا حظا مما ذكروا به وغفلوا عن عدوهم . ولذا فمن رحمته سبحانه أن يقدر أحداثاً مؤلمة للمسلمين لكنها تحمل في طياتها خيرا ومن ذلك كما أسلفت –يقظة المسلمين ورجوعهم إلى دينهم وتقوية عقيدة الولاء والبراء , وشحذ هممهم وعزائمهم لنصرة الدين والبراءة من أعدائهم وجهادهم باللسان والسنان . وهذا مكسب عظيم إذا قارناه بأحوال الأمة قبل ذلك وما كانت تعيشه من الغفلة والإنخداع بما يزعمه الكفرة والمنافقين أنهم دعاة سلام وأمن وحرية .

والمتدبرون لكتاب الله تعالى وتاريخ الصراع بين الحق والباطل لم يكونوا بحاجة إلي إقناعهم بعداوة الكفار وكيدهم من خلال هذه الهجمات الأخيرة بل إن هذه الهجمات زادتهم إيمانا ويقينا لما حذرهم الله عزوجل منه في كتابه الكريم .

ومن هذه التحذيرات قوله تعالى :{وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } ]البقرة:120[ وقوله عز وجل :( وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ.... الآية { ] البقرة:217[ .
وقوله سبحانه : {مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ.... الآية} ]البقرة :105[ .
وقوله سبحانه {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ..... الآية} ] البقرة:109 [ .
وقال سبحانه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } ]المائدة :51 [ .

إذن فلا غرابة إذا هاجموا دين الإسلام ورسول الإسلام صلى الله عليه وسلم فهذا شأنهم وشنشنتهم في قديم الزمان وحديثه , وأعظم من ذلك وأشنع سبهم لله عز وجل وطعنهم في ربوبيته و ألوهيته بنسبة الولد إليه وجعله شريكا مع الله عز وجل في ربوبيته و ألوهيته تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا .
ولكن الملفت في هذه الهجمات المتأخرة تزامنها وتتابعها وتوزيع الأدوار بين رموز الكفر عندهم بمختلف توجهاتهم , السياسية , والدينية , والثقافية , و العسكرية .

والتصريح الذي صدر من رئيس الفتيكان يأتي في سياق حملة عالمية وراءها اليهود والنصارى وأذنابهم من المنافقين على الإسلام والمسلمين بدأت في دوائر الثقافة والفكر والإعلام فيما سمي بصراع الحضارات , وما سمي بنهاية التاريخ , وعبر عنه المحافظون الجدد في أمريكا والأحزاب والأنظمة والشخصيات المتناغمة معهم في أوروبا وأستراليا , وأيضاً عبر عنه الإنجيليون وعبرت عنه التجمعات الماسونية المختلفة في العالم , ثم تحولت هذه الحملة المحمومة المسمومة الحاقدة إلى فعل سياسي واحتلال عسكري يمارس من خلال الجيوش الغربية , حين أعلن الطاغوت الأول "بوش " أنها حرب صليبية , واحتلت العراق وأفغانستان , وتهدد وتحاصر البلدان الإسلامية الأخرى وتمارس عليها الضغوط ومن ذلك كلام بوش الأخير ووصفه للمسلمين بالفاشيين وقبله كلام رئيس الوزراء الإيطالي عن الحضارة والإسلام وبعده الرسوم المسيئة في الصحف الدنماركية ثم ها نحن نرى الآن رئيس الفاتيكان يبارك هذه الجهود , ويعلن من كرسي البابوية انسياقه في هذه الحملة , وهذا يذكرنا بدور الباباوات في الحروب الصليبية السيئة الذكر , التي حفل بها تاريخ الغربيين .

إذن فإن يقظة المسلمين ووقوفهم على حقيقة أعدائهم وما يخططون من حروب صليبية بدأت طلائعها في بعض بلدان المسلمين . إن هذا من فوائد هذه الأحداث المرة والتي يجب على دعاة هذه الأمة وعلمائها توظيفها في شحن الهمم وتقوية عقيدة الولاء والبراء ودعوة كل قادر في هذه الأمة إلى مواجهة هذا الغزو الخطير على بلدان المسلمين عقدياً وعسكرياً واستنفار المسلمين في جهاد الأعداء الغزاة باللسان والبيان والسنان .

الثانية : فضح الدعوات التي يرفعها رموز المنافقين وبعض المهزومين من المسلمين التي تدعو إلى التعايش مع الآخر وترك تسميته بالكافر والقضاء على مشاعر الكراهية نحوه بل الدعوة إلى محبته وموالاته !!

فهاهو حقد الآخر وكيده وحربه فماذا يقول دعاة ( نحن ولآخر ) ؟ وماذا يقوله رموز السلام الذين يريدون نزع الكراهية والبراءة من الكفار من صدور المسلمين ؟ ، وقال كلينتون –الرئيس الأمريكي الأسبق - في تصريحات لشبكة سي.إن.إن الإخبارية" إن البابا ساهم من خلال هذه التصريحات في إضعاف تأثير رجال الدين الإسلامي المعتدلين الذين يحاولون “استعادة” راية دينهم من الإسلاميين المتعصبين، وقال أيضا في برنامج لاري كينج لايف الحواري الشهير على الشبكة الأمريكية إن كل شخص منا يدلي بهذه التصريحات وخاصة إذا كان في منصب مرموق مثل البابا، يزيد من صعوبة مهمة المعتدلين في العالم الإسلامي".

إنهم يفتضحون وتتهاوى دعواتهم وبرامجهم, هذا عن المنافقين منهم . أما من انخدع بهذه الدعوات من جهلة المسلمين ومهزوميهم فأحسب أن الغفلة والتلبيس قد زالت عنهم وحل مكانهما الشعور بكراهية الكافر والبراءة منه ومن كفره والاستعداد لجهاده ورد كيده وكفره . وهذه ثمرة عظيمة أفرزها هذا الهجوم السافر الظالم من رموز الكفار المحاربين لله ولرسوله{فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً }]النساء19[

الثالثة : السقوط الذريع لما يسمى بالدعوة إلى وحدة الأديان وتقاربها !! ومع أن هذه الدعوة الخطيرة متهافتة وباطلة من أصلها بما تعرفه من استحالة اجتماع التوحيد مع الشرك حيث علمنا الله عز وجل أن لا وحدة ولا تقارب ولا تفاهم بين الإيمان والكفر وذلك في كتابه سبحانه حيث قال (فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ) ]يونس: 32 [ ويبين لنا سبحانه موقف الكفار مع انبيائهم الذين يدعونهم إلى التوحيد بقوله {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّـكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ } ] ابراهيم : 13 [

وقال سبحانه عن نبيه هود عليه السلام وهو يتحدى قومه الكفار : ({قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللّهِ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ }هود54*مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ }] هود:55 [ ومع وضوح هذه الأدلة الدامغة إلا أنه وجد من المسلمين من انخدع بمثل هذه الدعوات فراح يضيع عمره في اللهث وراءها . ولكن من رحمة الله تعالى ولطفه أن يقدر مثل هذه الأحداث التي تبين خبث القوم وكيدهم وغطرستهم مما كان له الأثر الكبير في استيقاظ المخدوعين من المسلمين على استحالة هذا التقارب وبطلانه من أصله .

ومن باب الفائدة في هذا المقام أحيل القارئ الكريم إلي فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في حكم الدعوة إلي وحدة الأديان وتقاربها وتحمل هذه الفتوى رقم(19042).



الوقفة الثالثة : ( قل موتوا بغيظكم )
يعجب بعض المتابعين من الحملة المتزايدة على الإسلام من بعض الزعماء الدينيين والسياسيين النصارى في السنوات الأخيرة , ويتساءل بعضهم عن سر التوقيت والتزامن , فمن كلام بوش عن المسلمين الفاشيين , إلى كلام البابا بندكت السادس عن – النبي صلى الله عليه وسلم – وقبلها كلام رئيس الوزراء الايطالي عن الحضارة الإسلامية , وبعده الرسوم المسيئة , وغير ذلك من حملات التشويه ويتساءل البعض عن الأسباب الكامنة في هذه الحملات ولماذا في هذا الوقت بالذات ؟ ولا شك أن هناك أسباباً لهذه الحملات في هذا الوقت من أهمها ما يلي :

السبب الأول : الانتشار الواسع لدين الإسلام في معاقل النصرانية والذي أقض مضاجعهم وملأ قلوبهم غيظاً وحقداً وحسداً على أهل الاسلام والتوحيد ويمثل هذا الانتشار الواسع لدين الإسلام وكثرة المعتنقين له في المظاهر التالية :

أ- زيادة أعداد المساجد في دول الغرب :
ففي قلب أوروبا بدأت أعداد المساجد فيها تنافس أعداد الكنائس في باريس ولندن ومدريد وروما ونيويورك , وصوت الأذان الذي يرفع كل يوم في تلك البلاد خمس مرات , خير شاهد على ان الإسلام يكسب كل يوم أرضاً جديدة وأتباعا جدداً . فقد أصبح للأذان من يلبيه في كل أنحاء الأرض, من طوكيو حتى نيويورك , وعند نيويورك ومساجدها نتوقف , ففي أوقات الأذان الخمس ينطلق الأذان في نيويورك وحدها في مائة مسجد , وبلغ عدد المساجد في الولايات المتحدة الأمريكية ما يقرب (2000) مسجد والحمدالله.

وترتفع في بريطانيا مئذنة نحو (1000) مسجد , وتعلو سماء فرنسا وحدها مئذنة (1554) مسجداً ولا تتسع المصلين , وأما ألمانيا فتقدر المساجد وأماكن الصلاة فيها بـ (2200 ) مسجد ومصلى , وأما بلجيكا فيوجد فيها نحو (300) مسجد ومصلى ووصل عدد المساجد ومصليات في هولندا الى مايزيد عن (400) مسجد , كما ترتفع في إيطاليا وحدها مئذنة ( 130 ) مسجداً , أبرزها مسجد روما الكبير , وأما النمسا فيبلغ عدد المساجد فيها حوالي (76) مسجداً .
هذه فقط بعض الدول في أوروبا الغربية ، عدا عن أوروبا الشرقية، والاقبال يزداد يوماً بعد يوم، ومن هذه المساجد يتحرك الإسلام وينطلق .

ب – تحذير الصحف الغربية من إنتشار الإسلام :
فقد بدأت الصحف الغربية تطلق صيحات تحذير من إنتشار واسع لدين الإسلام بين النصارى , ومن ذلك ما جاء في مقال نشر في مجلة (التايم) الأمريكية " وستشرق شمس الإسلام من جديد , ولكنها هذه المرة تعكس كل حقائق الجغرافيا , فهي لا تشرق من المشرق كالعادة , وإنما ستشرق في هذه المرة من الغرب "

أما جريدة ( الصاندي تلغراف ) البريطانية فقالت في نهاية القرن الماضى : " إن إنتشار الإسلام مع نهاية هذا القرن – يعني الذي مضى – ومطلع القرن الجديد يعني الذي نحن فيه – ليس له من سبب مباشر إلا أن سكان العالم من غير المسلمين بدؤوا يتطلعون إلى الإسلام , وبدؤوا يقرؤون عن الإسلام, فعرفوا من خلال اطلاعهم أن الإسلام هو الدين الوحيد القادر على حل كل مشاكل البشرية "

مجلة (لودينا) الفرنسية قالت بعد دراسة قام بها متخصصون " إن مستقبل نظام العالم سيكون دينياً , وسيعود النظام الإسلامي على الرغم من ضعفه الحالي , لأنه الدين الوحيد الذي يمتلك قوة شمولية هائلة "

ج – انتشار بيع نسخ القران الكريم والكتب الإسلامية وبعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر , التي كان لها آثار سيئة واسعة على النشاطات الإسلامية في الغرب وعلى دول الإسلام , إلا أنه مع ذلك ازداد في العالم الغربي الإقبال على التعرف على الإسلام بصورة غير متوقعة , وأصبحت نسخ القران الكريم المترجمة من أكثر الكتب مبيعاً في الأسواق الأمريكية والأوروبية حتى نفدت من المكتبات , لكثرة الإقبال على اقتنائها , وتسبب ذلك في دخول الكثير منهم في الإسلام , وفي ألمانيا وحدها بيعت خلال سنة (40) ألف نسخة من كتاب ترجمة معاني القران الكريم باللغة الألمانية . كما أعادت دار نشر (لاروس) الفرنسية الشهيرة طباعة ترجمة معاني القران الكريم بعد نفادها من الأسواق .


د- تزايد أعداد الداخلين في الإسلام
ففي عام 2001 نشرت صحيفة ( نيويورك تايمز ) مقالاً ذكرت فيه أن بعض الخبراء الأمريكيين الذين يعتنقون الإسلام سنوياً ب(25) ألف شخص ، وأن عدد الذين يدخلون دين الله يومياً تضاعف أربع مرات بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر حسب تقديرات أوساط دينية. والمدهش أن أحد التقارير الأمريكية الذي نُشر قبل أربع سنوات ذكر أن عدد الداخلين في الإسلام بعد ضربات الحادي عشر من سبتمبر قد بلغ أكثر من ثلاثين ألف مسلم ومسلمة ، وهذا ما أكده رئيس مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكي ؛ إذ قال : "إن أكثر من (24) ألف أمريكي قد اعتنقوا الإسلام بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر " وهو أعلى مستوى تحقق في الولايات المتحدة منذ أن دخلها الإسلام " .

أما في فرنسا فقد أوردت صحيفة(لاكسبرس) الفرنسية تقريراً عن انتشار الفرنسيين جاء فيه : "على الرغم من كافة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الفرنسية مؤخراً ضد الحجاب الإسلامي وضد كل رمز ديني في البلاد ، أشارت الأرقام الرسمية الفرنسية إلى أن أعداد الفرنسيين الذين يدخلون في دين الله بلغت عشرات الآلاف مؤخراً ، وهو ما يعادل إسلام عشرة أشخاص يومياً من ذوي الأصول الفرنسية ، هذا خلاف عدد المسلمين الفعلي من المهاجرين ومن المسلمين القدامى في البلاد"

وقد أشار التقرير إلى أن أعداد المسلمين في ازدياد من كافة الطبقات والمهن في المجتمع الفرنسي، وكذلك من مختلف المذاهب الفكرية.

وهذا الانتشار الواسع لدين الإسلام يحصل مع التضييق الشديد على الأنشطة الإسلامية والجمعيات الخيرية الإسلامية في كثير من الدول ، ومع وجود الجهود الهائلة والإمكانات الضخمة التي يبذلها النصارى في نشر الديانة النصرانية والصد عن الإسلام على كافة الأصعدة حتى بلغت ميزانيات بعض الكنائس العالمية أكثر من مليار دولار للسنة الواحدة أ. هـ (باختصار عن مقال في موقع أنا المسلم).

وصدق الله العظيم {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ } ]الأنفال: 36 [

كل هذا مما أغاظ الكفار ونفسوا عن هذا الغيظ والحقد بهذة الهجمات المخذولة . وهنا نقول ما قال الله عز وجل لسلفهم ( قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور) ال عمران.

السبب الثاني لهذه الحملات :
ما حققه الله عز وجل على أيدي المجاهدين في هذه الأمة جزآهم الله خيراً من نكاية وإثخان في الغزاة حيث نسمع ونرى من انتصارات المجاهدين في أفغانستان والعراق وفلسطين ما يثلج الصدور ويغم الكفار حيث أصبح الكفرة الغزاة في متناول المجاهدين الأسود تنالهم أيديهم ورماحهم فقذف الله في قلوبهم الرعب ورد الله كيدهم في نحورهم وصاروا يفكرون في الخروج من مأزقهم بعد أن ضنوا أن ديار المسلمين لقمة سائغة لهم . ولما رأى رموز الكفر في الغرب السياسيون منهم والدينيون تصاعد العمل الجهادي أمامهم وتصاعد الكراهية والبغض والبراءة منهم كل هذا زادهم غيضاً وحنقاً فلجئوا إلى هذه الحملات الفجة الحاقدة على الإسلام لينفسوا عن غيظهم نسأل الله عز وجل أن يزيدهم حسرة وأن يموتوا بغيظهم {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } ]التوبة :32.[

السبب الثالث :
التغطية على جرائمهم البشعة بنشر التشويه لسمعة المسلمين في العالم وتبرير حملاتهم البربرية على بلدان المسلمين بحجة الحرب على الإرهاب ونشر السلام حيث أن هذه الحملات تأتي بمباركة رئيس الفاتيكان كما كان ذلك في الحروب الصليبية القديمة التي حفل بها تاريخ الغرب الصليبي حيث سبقها مباركة الباباوات وتشجيعهم للنصارى على حرب المسلمين ، وتصويرهم لأنفسهم بأنهم رسل حضارة وتقدم ، وإظهار إبادتهم للمسلمين بأنها دعوة للسلام والحرية والديموقراطية!!.


الوقفة الرابعة: رمتني بدائها وانسلت
هذا المثل يضرب لمن يعير غيره بعيب هو فيه ( أنظر مجمع الأمثال 2/23) وإنه لمن العجائب والمضحكات أن يتهم عابد الصليب دين الإسلام بأنه مخالف للعقل والمنطق أو أنه متعطش للدماء، وأنه ما قام إلا على العنف والحقد والإكراه!!

إن عابد الصليب حينما تفوه بهذا الكلام من فمه النجس ليعلم في قراره نفسه أنه كذاب وأن دين النصرانية الذي هو رئيسة اليوم عارق في أوحال الشرك والهمجية وإلغاء العقل والتفكير ، كما يعلم في نفس الوقت أن دين الإسلام بريئ من كل ما قال وأنه ما من دين أكرم العقل و وضعة في مكانة اللائق به كالإسلام .

إن رئيس الفاتيكان يعلم ذلك علم اليقين ولكنه الاستكبار والحسد والغيظ قال الله عز وجل عن سلفه
(الذين أتاهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون ) البقرة :
وقال عن من آمن منهم وانقاد للتوحيد والإسلام {وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ } ]لمائدة : 83[
فسبحان من وفق من شاء من عبادة إلى هدايته وحرم من حرم منهم حكمة منه وعدلا.

وأكتفي بمثال واحد ساقه الإمام أبن القيم رحمه الله تعالى من دين النصارى المحرف يدل على همجية العقول وانتكاسها قال رحمة الله تعالى : ( وكيف لا يميز من له أدنى عقل يرجع إليه بين دين قام أساسه وارتفع بناؤه على عبادة الرحمن ،والعمل بما يحبه ويرضاه مع الإخلاص في السر والإعلان ، ومعاملة خلقه بما أمر به من العدل ولإحسان، مع إيثار طاعته على طاعة الشيطان ، وبين دين أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار بصاحبه في النار ، أسس على عبادة النيران ، وعقد الشركة بين الرحمن والشيطان ، وبينه وبين الأوثان ، أو دين أسس بنيانه على عبادة الصلبان والصور المدهونة في السقوف والحيطان. وأن رب العالمين نزل عن كرسي عظمته فالتحم ببطن أنثى ، وأقام هناك مدة من الزمان بين دم الطمث وظلمات الأحشاء تحت ملتقى الأعكان، ثم خرج صبياً رضيعاً يشب شيئاً فشيئاً ويأكل ويشرب ويبول وينام ، ويتقلب مع الصبيان .

ثم أودع في المكتب بين صبيان اليهود يتعلم ما ينبغي للإنسان ،هذا وقد قطعت منه القلفة حين الختان، ثم جعل اليهود يطردونه ويشردونه من مكان إلى مكان .

ثم قبضوا عليه ، وأحلوه أصناف الذل والهوان ، فعقدوا على رأسه من الشوك تاجا من أقبح التيجان، وأركبوه قصبة ليس لها لجام ولا عنان ، ثم ساقوه إلى خشبة الصلب مصفوعاً مبصوقاً في وجهه ، وهم خلفه وأمامه وعن شمائله وعن الأيمان .

ثم أركبوه ذلك المركب الذي تقشعر منه القلوب مع الأبدان ، ثم شدت بالحبال يداه مع الرجلان ، ثم خالطهما تلك المسامير التي تكسر العظام وتمزق اللحمان ، وهو يستغيث : ياقوم ارحموني! فلا يرحمه منهم إنسان .
هذا وهوا مدبر العالم العلوي والسفلي الذي يسأله من في السموات والأرض كل يوم هو في شان ) من مقدمة كتاب هداية الحيارى.

ولكن العجيب المضحك كما أسلفت هو أن يرمي هذا المخذول خصمه بما هو غارق فيه وفي أوحاله ولكنها الغطرسة والاستخفاف بعقول الناس إذ كيف يرمي غيره بحجر من بيته من زجاج!؟

أما الأشد عجباً وسخفاً فهو رميه لدين الإسلام بأنة متعطش للدماء والعنف وأنه انتشر على جماجم الناس وأشلائهم !! ألا يستحي هذا الظالم المخذول من نفسه؟ إنه والله يعلم أنه كاذب وأن الناس يعلمون أنه كاذب ولكنه الاستخفاف بعقول الناس والكبر و الغطرسة. وإلا فماذا يقول عباد الصليب عن حروبهم الدينية المخزية عبر مئات السنين التي شنوها قديماً في حروبهم الصليبية؟! ومن هم الذين وراءها وماذا يقولون عن محاكم التفتيش. وماذا يقولون عن الحربين العالميتين التي قتل فيها الملايين من بني جلدتهم ومن غيرهم . ومن هم الذين غزوا بلاد المسلمين واحتلوها في القرن الماضي ومن هم الذين قتلوا عشرات الآلاف بالقنبلة الذرية التي تحرق الأخضر واليابس!!

ومن هم الذين قتلوا وشردوا مئات الآلاف في أفغانستان والعراق !!؟
ومن الذين قتلوا المسلمين ودفنوهم في مقابر جماعية في حرب البوسنة والهرسك؟!!
ومن هم الذين ساهموا في المذابح المروعة في أفريقية بمباركة قسيس ورهبان الهوتو التي حدثت لقبائل التوتسي ؟! ! ومن ومن؟

إن كل هذه الجرائم والدماء والأشلاء إنما تمت على يد النصارى بمباركة قساوسهم فكيف لا يستحي هذا المتغطرس النجس من هذه الجرائم؟ لكنهم استخفوا بعقول الناس وبدلاً من الاعتراف بهذه الجرائم والانكفاء على أنفسهم راحوا يزيدون جرائمهم ويشعلونها حرباً على الإسلام ثم يسمون جميع ضحاياهم إرهابيين أو أنهم دعاة للإسلام بالعنف ويسمون إبادتهم دعوة للسلام والحرية والديمقراطية!! إنهم هم فقط لهم حق القتل والإبادة ويجب أن يقبل المسلمون بالموت وأن يعتبروه حرية وتقدماً وسلاماً مسيحياً !!


الوقفة الخامسة : بل انتشر الإسلام بالسيف والبيان.
إنه لمن المؤسف أن يضع بعض الدعاة والمفكرين من المسلمين أنفسهم موضع المتهم المنهزم الذي يريد أن يبرئ نفسه من تهمه ويحسن وضعه عند خصمه . إن هذا المنهج الأعوج هو ما يتبناه اليوم بعض من قام بالرد على عابد الصليب المخذول عندما قال أن الإسلام أنتشر بالسيف ، فبادر هؤلاء بالرد عليه بقولهم إن الإسلام لم ينتشر بالسيف ،وإنما بالدعوة والبيان وإنما كان السيف للدفاع عن النفس و عن الديار فقط!! ولا يخفى ما في هذا الكلام من مخالفة لما ذكره الله عز وجل في كتابة الكريم عن غاية الجهاد وما فيه أيضاً من مخالفة لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء وأمراء المسلمين من بعدة في تسيير الجيوش لفتح الدنيا وإزالة الطواغيت الذين يصدون عن الدين الحق وحتى لا تكون فتنة أي شرك . ويكون الدين كله لله يقول الإمام أبن القيم رحمه الله تعالى:( والسيف إنما جاء منفذاً للحجة مقوماً للمعاند ، وحداً للجاحد، قال تعالى : {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }]الحديد25 [

دين الإسلام قام بالكتاب الهادي ونفذه السيف الماضي شعر:
فما هو إلا الوحي أوحد مرهف ** يقيم ضباه أخدعي كل مائل
فهذا شفاء الداء من كل عاقل * وهذا دواء الداء من كل جاهل
]هداية الحيارى (المقدمة)[

ويقول سيد قطب رحمه الله تعالى : ( إن الباحثين الإسلاميين المعاصرين المهزومين تحت ضغط الواقع الحاضر ، وتحت الهجوم الإستشراقي الماكر ، يتحرجون من تقرير تلك الحقيقة لأن المستشرقين صوروا الإسلام حركة قهر بالسيف للإكراه على العقيدة . والمستشرقون الخبثاء يعرفون جيداً أن هذه ليست الحقيقة ، ولكنهم يشوهون بواعث الجهاد الإسلامي بهذه الطريقة .. ومن ثم يقوم المنافحون – المهزومون- عن سمعة الإسلام،

بنفي هذا الاتهام! فيلجأون إلي تلمس المبررات الدفاعية! ويغفلون عن طبيعة الإسلام ووظيفته، وحقه في ((تحرير الإنسان)) ابتداء...

والمهزومون روحياً وعقلياً حين يكتبون عن ((الجهاد في الإسلام)) ليدفعوا عن الإسلام هذا الاتهام.. يخلطون بين منهج هذا الدين في النص على استنكار الإكراه على العقيدة، وبين منهجه في تحطيم القوى السياسية المادية التي تحول بين الناس وبينه، والتي تعبد الناس للناس وتمنعهم من العبودية لله ومن أجل هذا التخليط –وقبل ذلك من أجل الهزيمة! – يحاولون أن يحصروا الجهاد في الإسلام فيما يسمونه اليوم : ((الحرب الدفاعية)).. والجهاد في الإسلام أمر آخر لا علاقة له بحروب الناس اليوم، ولا بواعثها، ولا تكييفها كذلك.. ان بواعث الجهاد في الإسلام ينبغي تلمسها في طبيعة ((الإسلام)) ذاته، ودوره في هذه الارض، وأهدافه العليا التي قررها الله، وذكر الله أنه أرسل من أجلها هذا الرسول بهذه الرسالة، وجعله خاتم النبيين، وجعلها خاتمة الرسالات..

إن هذا الدين إعلان عام لتحرير ((الإنسان))في ((الأرض)) من العبودية للعباد- وذلك بإعلان الوهية الله وحده – سبحانه- وربوبيته للعالمين..

ترى لو كان أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم قد امنوا عدوان الروم والفرس على الجزيرة أكانوا يقعدون إذن عن دفع المد الإسلامي إلي أطراف الأرض؟ وكيف كانوا يدافعون هذا المد، وأمام الدعوة تلك العقبات المادية من: أنظمة الدول السياسية، وأنظمة المجتمع العنصرية إنها سذاجة أن يتصور الإنسان دعوة تعلن تحرير ((الإنسان)) نوع الإنسان .. في ((الأرض)) .. ملء الأرض.. ثم تقف أمام العقبات تجاهدها باللسان والبيان!.. إنها تجاهد باللسان والبيان حينما يخلى بينها وبين الأفراد، تخاطبهم بحرية، وهم مطلقو السراح من جميع تلك المؤثرات .. فهنا: ((لا إكراه في الدين)).. أما حين توجد تلك العقبات والمؤثرات المادية، فلا بد من إزالتها أولاً بالقوة، للتمكن من مخاطبة قلب الإنسان وعقله، وهو طليق من الأغلال)) [ أنظر في ظلال القران 3/1440-1444 ،3/1433-1436 ].

ولقد وقفت على مقال مسدد في موقع (المختصر) أحسب ان صاحبه وفق لبيان الحق في هذه المسالة ومن باب الفائدة أنقله مختصراً : "إنَّ الإسلام يحتاج اليوم إلى من يقدمه للناس كما هو بِعزَّة ووضوح، نعم بحكمة ولكن دون تحريف أو انهزام. والذي أعتقده أنَّ الفرصة هذه الأيام سانحة لمثل هذا التقديم، فلا ينبغي تضييعها. والإسلام ليس ضعيفاً كي نضعه في قفص الاتهام ثم نجهد في الدفاع عنه لإخراجه منه!

وهكذا أوقعونا في الفخ فقالوا: إنَّ إسلامكم انتشر بالسيف، ودينكم دين إرهاب، وإنَّ نبيكم لم يأتِ إلا بالدمار للعالم! وأنتم معشر المسلمين تحبون الدماء! فقام المخلصون، وهم إما جهلة، وإما منهزمون، وإما يريدون تجميل الإسلام إلى أن يفتح الله، وإما ـ وللإنصاف ـ مجتهدون، يَردون: كلا ديننا لم ينتشر بالسيف، انظروا إلى شرق آسيا لم يدخله الإسلام إلا عن طريق التجار، وكلا نحن لسنا إرهابيين، نحن ألطف مَن خلَقَ الله! ونبينا نبي الرحمة، حتى الحيوانات لم تهملها رحمته! أما عن حبنا للدماء فإشاعات مغرضة والله!

ألا دعونا مما قاله رئيس الفاتيكان وأجداده وأبناؤه، وقولوا لنا ماذا قال الله سبحانه، وماذا قال رسوله صلى الله عليه وسلم! دعونا من فقه الأزمة هذا الذي يقودكم وخذونا إلى فقه الرشد الذي دلَّنا اللهُ عليه ورسولُه، وحمله الصحابةُ ومن بعدهم من كبار الأمة وفقهائها وعليه ساروا حتى وهم في أصعب حالاتهم أيام الصليبيين والتتار، ذلك أنَّ الهزيمة لا تقاس بكم احتل من أشبار، وإنما بكم احتل من قلوب!

قال الله تعالى: "{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }]الحديد25 [

لقد بينت الآية القاعدة التي يقوم عليها الإسلام، وهي الكتاب، والقوة. وقد قال ابن تيمية رحمه الله: "قِوام الدين: كتاب يهـدي وسيف ينصر"، لقد جاء الإسلام معلنا للحق، ومؤيدا للحق في نفس الوقت، وما الطغيان الذي نراه اليوم إلا لأن الحق لا قوة له، ولذلك أمر الله المسلمين بالإعداد{وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ ..... }]الأنفال: 60[. أمر بذلك لأنه لا يوجد مبدأ دون قوة، وسواء كان هذا المبدأ حقا أم باطلا، أرضيا أم سماويا فلا بد له من قوة تحميه.

الإسلام دين السيف لأنه جاء لقيادة البشرية نحو خيرها، فمن حقها أن تبلغَها الدعوةُ، ولا يمكن هذا إلا بتحطيم الأنظمة التي تحول بين الناس وبين أن يسمعوا كلمة الله . والإسلام دين السيف لمنع الفتنة التي يقترفها المفسدون في الأرض، وليكون الدين كله لله "لا بمعنى إكراه الناس على الإيمان، ولكن بمعنى استعلاء دين الله في الأرض"، قال تعالى: "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله، فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين" (البقرة: 193).

وهل نريد هذا فعلا؟! مع كل هذا الضعف: نعم! ومع كل هذا الهوان: نعم! ونحن تحت القصف: نعم! ونحن مشردون: نعم! هذا هو فقه الرشد الذي لا يتغير في الأزمات! وغيره فقه أزمة لا يمثل الإسلام، وإنما يمثل النفوس المسحوقة...

والإسلام دين السيف لأن الصراع بين الخير والشر لا ينقطع، فالحياة قائمة على قانون التدافع، ولو تمكن الشر وحده من الأمر ـ كما يحصل الآن ـ لفسدت الحياة. وما الطغيان الذي نراه اليوم إلا لانعدام القوة المقابلة. قال الله تعالى{ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } ]الحج: 40[...والإسلام دين السيف لأنه فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، نبي المرحمة ونبي الملحمة؛ نبي المرحمة في وقتها، ونبي الملحمة في وقتها، وهذا مقتضى الحكمة التي بعث بها صلى الله عليه وسلم:

فإن قيل حلم فقل للحلم موضع ** وحلم الفتى في غير موضعه جهل

فهو صلى الله عليه وسلم الذي أمر بقتال الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله ... كما صح عنه، والنص عام والقول بأنه خاص بوقته ضعيف. وهو الذي أمر كما قال الصحابي فيما رواه البخاري: "أمرنا نبينا أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده أو تؤدوا الجزية".[ البخاري (2925) ].

لقد آن للمسلمين أن يتحولوا إلى موقف الهجوم بدلا من موقف الدفاع الذي لصقوا به دهرا طويلا، وليقولوا للعالمين: إذا كان الإرهاب لحفظ الحق، فنحن إرهابيون، ذلك أن الإرهاب ليس وصفا مطلقا فقد يكون خيرا وقد يكون شرا! كالقتل، منه ما هو شر، ومنه ما هو خير، فقتل النفس البريئة شر، وقتل القاتل خير! وهكذا...

إن من يتهمنا بالإرهاب هم آخر من يحق لهم الكلام عنه، فلسنا نحن الذين استعمرنا العالم في القرون الوسطى، أنهكنا الشعوب وسرقنا خيراتها، ولسنا نحن الذين اصطحبنا رجال الدين ليخدعوا الشعوب باسم الرب! ولسنا نحن الذين أشعلنا أقذر حربين في قرن واحد أكلتا ملايين البشر، ومحقتا خيرات الدنيا! والقائمة تطول.) أ .هـ ]أنظر موقع المختصر المقال بعنوان (بل الإسلام دين السيف)[ إبراهيم العسعس.

( هذا هو قوام الأمر في نظر الإسلام. وهكذا ينبغي أن يعرف المسلمون حقيقة دينهم، وحقيقة تاريخهم، فلا يقفوا بدينهم موقف المتهم الذي يحاول الدفاع، إنما يقفون به دائماً موقف المطمئن الواثق المستعلي على تصورات الأرض جميعاً، وعلى نظم الأرض جميعاً، وعلى مذاهب الأرض جميعاً، ولا ينخدعوا بمن يتظاهر بالدفاع عن دينهم بتجريده في حسهم من حقه في الجهاد لتأمين أهله، والجهاد لكسر شوكة الباطل المعتدي، والجهاد لتمتيع البشرية كلها بالخير الذي جاء به، والذي لا يجني أحد على البشرية جناية من يحرمها منه، ويحول بينها وبينه. فهذا هو أعدى أعداء البشرية، الذي ينبغي أن يطارده المؤمنون، الذين أختارهم الله وحباهم بنعمة الإيمان، فذلك واجبهم لأنفسهم وللبشرية كلها، وهم مطالبون بهذا الواجب أمام الله..

جاهد الإسلام أولاً ليدفع عن المؤمنين الأذى، والفتنة التي كانوا يسامونها، وليكفل لهم الأمن على أنفسهم، وأموالهم، وعقيدتهم. وقرر ذلك المبدأ العظيم { والفتنة أشد من القتل}. فأعتبر الاعتداء على العقيدة والإيذاء بسببها، وفتنة أهلها أشد من الاعتداء على الحياة ذاتها. فالعقيدة أعظم قيمة من الحياة وفق هذا المبدأ العظيم، وإذا كان المؤمن مأذون في القتال ليدفع عن حياته وعن ماله، فهو من باب أولى مأذون في القتال ليدفع عن عقيدته ودينه .....

وجاهد الإسلام ثانياً لتقرير حرية الدعوة- بعد تقرير حرية العقيدة- فقد جاء الإسلام بأكمل تصور للوجود والحياة ، وبأرقى نظام لتطوير الحياة جاء بهذا الخير ليهديه إلى البشرية كلها ؛ ويبلغه إلى أسماعها وإلى قلوبها فمن شاء بعد البيان والبلاغ فليؤمن ومن شاء فليكفر . ولا إكراه في الدين ولكن ينبغي قبل ذلك أن تزول العقبات من طريق إبلاغ هذا الخير للناس كافة ؛ كما جاء من عند الله للناس كافة . وأن تزول الحواجز التي تمنع الناس أن يسمعوا وأن يقتنعوا وأن ينضموا إلى موكب الهدى إذا أرادوا . ومن هذه الحواجز أن تكون هناك نظم طاغية في الأرض تصد الناس عن الإسماع إلى الهدى ، وتفتن المهتدين أيضاً فجاهد الإسلام ليحطم هذه النظم الطاغية ؛ وليقيم مكانها نظاماً عادلاً يكفل حرية الدعوة إلى الحق في كل مكان وحرية الدعاة . وما يزال الجهاد مفروضاً على المسلمين ليبلغوه إن كانوا مسلمين !

وجاهد الإسلام ثالثاً ليقيم في الأرض نظامه الخاص ويقرره ويحميه . وهو وحده النظام الذي يحقق حرية الإنسان تجاه أخيه الإنسان ؛ حينما يقرر أن هناك عبودية واحدة لله الكبير المتعال؛ ويلغي من الأرض عبودية البشر للبشر في جميع أشكالها وصورها ..) أنظر باختصار في ظلال القرآن 1/294-296

وقد يستغرب القارئ هذا الاستطراد في هذه المسألة ولكن هذا الاستغراب يزول إذا نظرنا إلى ضخامة هذا التلبيس والتضليل الذي تتعرض له ثوابت هذا الدين وشعائره . فعندما ندرك خطورة هذا التبديل في دين الله عز وجل فإنه لا يستكثر الكلام في إزالة هذا اللبس وبيان الحق للناس . بل أن الأمر يستحق بسطاً وتفصيلاً أكثر من ذلك . ولكن مالا يدرك كله لا يترك جله . والله سبحانه الموفق والمعين والمسدد .

وفي ختام هذه المقالة أقول ما قاله ابن القيم رحمه الله تعالى في آخر خطبة كتابة
(هداية الحيارى)
((فلله الحمد الذي أنقذنا بمحمد صلى الله عليه وسلم من تلك الظلمات ، وفتح لنا به باب الهدى فلا يغلق إلى يوم الميقات ، وأرانا في نوره أهل الضلال وهم في ضلالهم يتخبطون ، وفي سكرتهم يعمهون ، وفي جهالتهم يتقلبون وفي ريبهم يترددون ، يؤمنون ولكن بالجبت والطاغوت ،يؤمنون ويعدلون ، ولكن بربهم يعدلون ، ويعلمون ولكن ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ، ويسجدون ولكن للصليب والوثن والشمس يسجدون ، ويمكرون ولكن لا يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ } ]ال عمران :164[
{كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ } ]البقرة :151[

الحمد لله الذي أغنانا بشريعته التي تدعوا إلى الحكمة والموعظة الحسنة، وتتضمن الأمر بالعدل والإحسان ، والنهي عن الفحشاء والمنكر والبغي ، فله المنة والفضل على ما أنعم به علينا وآثرنا به على سائر الأمم ، وإليه الرغبة أن يوزعنا شكر هذه النعمة ، وأن يفتح لنا أبواب التوبة والمغفرة والرحمة ..))

وكتبه: عبد العزيز بن ناصر الجليل.

غير معرف يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم
(إنكَ لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)

www.whyislamsa.com

كتاب الإسلام الأساسي لتعليم الإسلام بسهولة لغير المسلمين والمسلمين الجُدد

كتابة وإعداد الفقير إلى الله: ابن الشريف – غفر الله له ولوالديه

Basic Islam: introducing Islam simply to non-Muslims and new converts.

Introduction

Praise is to Allah and peace and blessing be upon His messenger Mohammad and upon his family and comrades and then:

Many people who want to learn Islam or are new converts find it hard to have a simplified guide that explains to them the basics of Islam in a nutshell; so I decided to collect the basic guidelines and gather them in an e-book I named "Basic Islam"; introduces Islam in English to New converts and non-Muslims. I tackled the significant and most important topics that a new Muslim or a person interested in Islam should know in a form of questions and answers instead of writing continuous articles that might make the reader bored, and I concluded the book with how to convert to Islam and what are the deeds that you must do to be a Muslim until you die, I ask Allah to make a benefit of this book for everyone who wants to know Islam in no time.

Author,
ibn Al-Sharif – Monday 17th of April 2006


إهداء
Dedication

I dedicate this book to my dad...

My mom...

My brother and sister...

My dear sister Kimberley who converted to Islam 3 years ago...

My beloved brothers the Mujahideen...



Index

Introduction......................................p2

Chapter1: Three Main Fundamentals...................................p8

Chapter2: Types of Monotheism.......................................p13

Chapter3: Beleiving in Allah .........................................................p15

Chapter4: Beleiving in Angels..............................................p18

Chapter5: Believing in Books.............................................p21

Chapter6: Believing in Messengers....................................p24

Chapter7: Beleiving in Day of Resurrection...................................p29

Chapter8: How to convert to Islam..............................................p39

Chapter9: Frequently Asked Questions........................................p40
من هو ربك ؟
Q: Who is your Lord?
A: My Lord is ALLAH the creator of the universe and all creatures.

كم هو عدد الآلهة؟
Q: How many Gods are there?
A: There is only one God not two or three; and no partners He has or co-Gods.

كيف عرّف الله نفسه للبشر؟
Q: How did Allah introduce Himself to mankind?!
A: Allah has sent messengers to deliver His significance to both mankind and jinn.

ما هو دينك؟
Q: What is your religion?
A: My religion is "Islam" it means "submission" to the one and only God [ALLAH] and to have full obedience to Him and to His messengers.

من هو نبيك؟
Q: Who is your messenger?!
A: Mohammad the son of Abdullah from the tribe of Quraish who received revelation from Allah through angel Gabriel to all mankind; to worship Allah and no other God or Gods.


ما هو كتابك المقدس؟
Q: What is your Holy Book?
A: My Holy Book is the "Koran" it means "Readable" it contains Allah's words and dominions and regulations to the followers of Islam.

ما هي السُنّة؟
Q: What is the Sunnah?
A: "Sunnah" is the oral teachings of Prophet Mohammad collected by his followers and comrades containing explanations of daily actions taken by Muslims and clarifying some guidelines in the Koran.

ما هو الإيمان؟
Q: What is Emaan (Faith)?
A: Emaan is to believe in Allah, His Angels, His Books, His Messengers and the Day of Resurrection and in destiny with its goodness or badness.


ما هو الإحسان؟
Q: What is 'Ihsan?
A: 'Ihsan is to worship Allah as you are seeing Him; but though you can't see Him; He sees you.


ما هو الفرق بين النبي والرسول؟
Q: What is the difference between a Prophet and a Messenger?
A: a Prophet is a person who obtained a revelation from Allah without delivering it to specific people (i.e. Ishmael, Isaac, Job...); but a messenger is a person who obtained a revelation from Allah with the task of delivering it to either specific people or to all people, for example; Jesus Christ was a messenger only to Israelis but Mohammad was a messenger to all mankind and jinn.
Chapter 1: Our three main fundamentals (Our Lord, our Religion, our Prophet)

*First Fundamental: knowing our LORD:

1- Our LORD is Allah the creator of all things.
2- Our LORD is known by His signs and creatures.
3- Our LORD is the only God worth to be worshipped: (I have only created Jinns and men that they may serve me). Chapter: 51 Verse: 56
4- Our LORD created man in best shape.
5- Our LORD ordered us to disbelieve in any other God but Himself.

Q: For what purpose Allah had created us?
A: For the purpose of worshipping Him.

Q: How to worship Him?
A: by full obedience to His orders and not interfering any other partner nor associate with Him.

Q: What is the meaning of "No God but Allah"?
A: None is worth to be worshipped except Allah.


* Second Fundamental: knowing our religion:

1- Islam is obeying Allah and applying His orders [Monotheism].
2- Islam is the religion that Allah satisfies to all people in life and in hereafter.
3- Islam is the religion that grants happiness to the person in life and hereafter.
4- Islam doesn't accept the validity of other religions.
5- Islam is the full surrender to Allah and with obedience; it's our savior from polytheism.

Q: On which Islam was based on?
A: Islam was based on five basic pillars:

1- Testimony there is no God but Allah and Mohammad is His Messenger

Testimony or the Profession of Faith (in Arabic Shahada) which is the declaration that "there is no God but Allah; Mohammad is the His Messenger". When anyone declares Shahada, he automatically becomes a Muslim. The text of the Shahada is "I bear witness there is no God but Allah; and I bear witness that Mohammad is His Messenger" but the pronunciation must be in Arabic; in Arabic its pronounced as "Ash-hado a'lla elaha ella Allah wa ash-hado anna Mohammadan rasool Allah", without testimony a person can't be a Muslim even if he complies with the other four pillars.


2- Prayer

It consists of a series of formal prostrations (in the traditions of all Prophets), genuflections, and pious statement and supplications. The prayers are in the Arabic language and require reading from the Koran (our Holy Book), and are offered five times a day – at dawn, noon, afternoon, sunset and nightfall. Prayers must be attended on time as Allah stated:

(When ye pass (congregational) prayers, celebrate Allah's praises, standing, sitting down, or lying down on your sides; but when ye are free from danger, set up regular prayers: for such prayers are
Enjoined on Believers at stated times) Chapter: 4 Verse: 103

Prophet Mohammad also stressed on prayers and made it the thin line between belief and disbelief as he said:

(The covenant between us and those [infidels, Jews, Christians, polytheists] is prayer; whom ever leaves it he disbelieved) – narrated by Bukhari.

3- Alms-Tithe (Zakah)

It is paid in kind in varying proportions according to the nature of the goods. The payment is meant for the welfare of the poor and the needy (2.5% of the capital money yearly; it was set to 2.5% because at the time of the Prophet they used to spend 25 Dinar out of 1,000). Zakah differs from charity; a small table explaining the differences and similarities between both is shown below:



Alms-Tithe (Zakah) الزكاة Charity (Sadaqa)
الصدقة

Given annually. Given at any time.
2.5% of the capital money. No specific share; can be any amount of money
It’s one of Islam pillars. It's not a pillar.
Given to poor and other interests. Given to poor and other interests.
It Has one famous form (money). It Has multiple forms (money, greeting a Muslim is a Charity, removing harm is a charity).

4- Fasting the holy month of Ramadan

Fasting is done throughout the month of Ramadan. During the fast, from dawn to sunset, complete abstention is required from food, drink and every extraneous material taken through the mouth or nose as well as conjugal intercourse.

5- Pilgrimage to Mecca for those who are capable of (Hajj)

Going to Mecca in the month of Dhul-Hejja to perform ceremonies and rituals for 3 days or 2, Hajj is confined to whom are capable only.


* Third Fundamental: knowing our Prophet:

1- Our prophet is Mohammad the son of Abdullah the son of Abdul Muttaleb from the tribe of Quraish.
2- Our prophet declared Islam and ordered us to follow every good deed and avoid every bad deed.
3- Our prophet and his comrades are our Qudwa (role model, leaders).
4- Our prophet is the first to be loved before our mothers, fathers and even ourselves.
5- Our prophet has the right to be obeyed: (So take what the Messenger assigns to you, and deny yourselves that which he withholds from you) Chapter:59 Verse:7

Q: What did Prophet Mohammad order his followers?
A: Prophet Mohammad ordered his followers to worship Allah none but Him and hasten to good deeds and reject any other faith that makes partners to Allah (i.e. Christianity) or any faith that denies Allah's existence (i.e. paganism) or any other faith that denies the Prophethood of Prophet Mohammad (i.e. Judaism) .

Chapter 2: Types of Monotheism

Monotheism: Worshipping the one and only God [Allah] by admitting and believing in His Godhood, divinity, names and attributes without any partners or associates.

Types of Monotheism: Monotheism of Godhood, Monotheism of divinity, Monotheism of names and attributes.

1- Monotheism of Godhood: Knowing that Allah is the only God to be worshipped by His actions, no God gives birth or death or life but Allah.
2- Monotheism of Divinity: Knowing that Allah is the only God to be worshipped by people's actions; none to be prayed to but Allah, none to be supplicated to but Allah.
3- Monotheism of Names and Attributes: Believing in all names of Allah [99 names] that were mentioned in the Koran and the Sunnah of the Prophet Mohammad.

* Contradictions of Monotheism:

1- Paganism: denying the existence of Allah in all aspects.
2- Polytheism: Making partners to Allah in worship; as supplication to a dead human or to a Prophet or a pious or anyone else than Allah.
3- Hypocrisy: Showing the contrast of what you believe; as a person shows Islam and hides Kufr (disbelief).

There is another type of Monotheism but it's not a prime actually it's controversial between the Muslim scholars; this type of Monotheism regards giving law and legitimate directives, it was mentioned by it's meaning in the Holy Koran in Chapter "Feast":

(Whoso judgeth not by that which Allah hath revealed: such are disbelievers) Chapter: 5 Verse: 44

Monotheism of Hakemeya (Govern-ship): Knowing that Allah is the only source of law and regulations.

Unlike Democracy [People to Rule]; Islam denies any source of law but from Allah, Islam doesn't accept the law to be positioned by the people or by the majority; that might lead to a conflict between the law in the Koran and the law that people want; for instance: if the majority of a certain country agrees on selling alcohol in public; that would contradict Islam that rejects alcohol by all of its forms, in Islam the law of Allah must be practiced despite the number of persons who agree with it; in Democracy the majority choose its legitimates according to the majority and that’s absolutely refused in Islam (regarding the source of law).






Chapter 3: Believing in Allah

Believing in Allah: Full belief that Allah is the only God worth to be worshipped and admitting His Godhood, divinity, names and attributes.

A. Believing in Allah is a nature; can be felt and known by the majority of humans especially in the times of needs where people pray to Him for help: (Remember ye implored the assistance of your Lord, and He answered you: "I will assist you with a thousand of the angels, ranks on ranks") Chapter: 8 Verse: 9
B. It's known that every action has cause; and every creature must have a creator that created him/her; He is Allah: (Were they created of nothing, or were they themselves the creators?) Chapter: 52 Verse: 35

* Conditions of "No God but Allah"

1- Knowledge: To know the meaning of "No God but Allah"; "No God" means no God worth to be worshipped; "but Allah" means except Allah.
2- Confidence: To be confident of the statement of Monotheism; being dubious will break the validity of the testimony.
3- Acceptance: To accept that Allah is the one and the only God.
4- Obedience: To apply the orders of Allah and to leave what He ordered you to leave, (Whoever submits his whole self to Allah, and is a doer of good, has grasped indeed the most trustworthy hand-hold; and with Allah rests the End and Decision of (all) affairs) Chapter: 31 Verse: 22
5- Honesty: To be honest and truthful when you believe in Allah.
6- Loyalty: To have the deeds only for the sake of Allah not for the sake of fame or reputations.
7- Love: To love Allah more than anyone else in your life; even more than your father, mother and yourself.

* Meaning of Worship:

Worship is a collective name for beloved deeds to Allah; like loving Allah and His messenger, fear of Allah, relying on Allah, supplication to Allah, prayers, giving charity to poor, struggling the infidels and hypocrites (Jihad) and similar deeds.

* Conditions of accepting the deeds:

For the deeds to be accepted to Allah two conditions must occur:
1- None to be worshipped but Allah (Monotheism)
2- Worshipping Allah with what He has commanded not with what people think is right to do.


* What contradicts the acceptance of deeds?

1- Paganism.
2- Polytheism: there are two types of polytheism:
a- Major Polytheism: praying and asking for needs to other than Allah.
b- Minor Polytheism: any action that might lead to the major type (i.e. going to the tombs and pray to Allah there thinking that the dead believers have benefit that might make Allah answers the prayers)

Prophet Mohammad said (Curse be upon Jews and Christians! They have taken the tombs of the prophets and righteous as a place of prostration) – narrated by Muslim.


Chapter 4: Believing in Angels

Believing in angels: Full belief that angels exist; and are creatures that obey Allah and never violate His orders.

* Believing in angels requires:

1- Belief in their existence.
2- Belief in which names were told to us by the Koran (i.e. Gabriel, Michael) and those whom were not mentioned.
3- Belief in their descriptions and attributes.
4- Belief in what they do like supplication to Allah, obeying Him, giving revelation to prophets by His authority and others.

Not to mention that believing in angles is one of the pillars of "Faith" [Emaan] as Allah stated:

(The Messenger believeth in what hath been revealed to him from his Lord, as do the men of faith. Each one (of them) believeth in Allah, His angels, His Books, and His Messengers. "We make no distinction (they say) between one and another of His Messengers." And they say: "We hear, and we obey, (we seek) Thy forgiveness, our Lord, and to Thee is the end of all journeys.") Chapter: 2 Verse: 285

And as the Prophet Mohammad (PBUH) said: (Emaan is to believe in Allah, His angles, His books, His messengers, day of resurrection and believing in destiny with its goodness or badness) – narrated by Muslim.


* Descriptions and characteristics of angels:

1- Angels are created from light as prophet Mohammad acknowledged.
2- Angels have multiple wings; their numbers differ from an angel to another (Praise be to Allah, Who created (out of nothing) the heavens and the earth, Who made the angels messengers with wings, two, or three, or four (pairs): He adds to Creation as He pleases: for Allah has power over all things) Chapter: 35 Verse: 1, the prophet said that Gabriel had 600 wings when he saw him in the first revelation in Mecca.
3- Angels are capable of being transformed into humans; as Gabriel transformed into a human when he gave birth to Jesus Christ by blowing chest of Virgin Mary, and as he too met Prophet Mohammad multiple times in Mecca.
4- Angels are slaves; the purpose of their existence is to carry out Allah's orders without any violation.


* Types of angels:

1- Angels responsible of revelation, as Gabriel.
2- Angels responsible of rain.
3- Angels responsible of blowing the blow. There are two blows; the first is when every creature on earth dies, and the second when every creature on earth lives again and resurrects in the hereafter.
4- Angels responsible of life-extort; the process of taking lives of humans within death.
5- Angels responsible of writing the good deeds and bad deeds of humans.
6- Angels responsible of escorting the believers in their travel, battles... etc.
7- Gate Keepers of Paradise and Hell-Fire.





Chapter 5: Believing in Books

Believing in Books: Full belief that Allah had sent down books to Prophets which contain legislations and orders for people to follow; especially the Torah, Gospel and the Psalms of David and the Koran.

* Believing in books includes:

1- Believing that they were sent down from Allah.
2- Believing in the known ones; like the Torah that Allah had sent down to Moses and the Psalms that Allah had sent down to David Gospel that Allah had sent down to Jesus and the Koran that Allah had sent down to Mohammad and the unknown ones that Allah sent down and not mentioned.
3- Believing in its news that matches the final book of Allah [Koran].

Believing in the Koran and the previous books is one of the essential elements of faith as Allah said:
(O ye who believe! believe in Allah and His Messenger and the scripture which He hath sent to His Messenger and the scripture which He sent to those before (him). Any who denieth Allah, His angels, His Books, His Messengers, and the Day of Judgment, hath gone far, far astray). Chapter: 4 Verse: 136


* Virtues of the Holy Koran:

The Holy Koran is the final revealed book from Allah to mankind and jinn, and it’s the guide for every Muslim and it has advantages over previous books revealed:

1- The Koran contains comprehensive laws of Allah; it also verifies the correct news from previous books.
2- The Koran is a book for all nations to follow unlike the previous books that were mainly pointed to a specific nation (i.e. the Children of Israel).
3- The Koran is the only Holy Book that wasn't and shall not be modified; Allah has taken the duty of its protection from any modifications as He said: (We have, without doubt, sent down the Message; and We will assuredly guard it (from corruption)) Chapter: 15 Verse: 9

* Obligations toward the Holy Koran:

There are certain obligations a Muslim must have toward the Koran:

1- A Muslim must love the Koran and glorifies it and respects it as it’s the word of Allah and His speech.
2- A Muslim should recite the Koran and understand its laws and stories and ponders in its beauty.
3- A Muslim must follow the laws of the Koran by following the orders and avoid the prohibitive.


* Modifications of previous books:

Allah had told us in the Holy Koran that the people of book [Jews and Christians] had modified their bible; so the current Torah is not the identical Torah which was given to Moses and the same for the Gospel with Jesus; they [current ones] contain valid text and invalid text so they can't be followed unlike the Koran, our faith is to believe in the version that was given to the Prophets without any modifications; and the books of Allah are numerous but the concentration is on the Torah and Gospel because they are the most famous books amongst other books of Allah.

The modification of previous books was actually proven by many non-Muslims scholars and they concluded that the current text of the bible doesn't match earlier versions that were found in some old manuscripts in the dead sea and the middle east, but we don't discriminate the current books we just believe they were not kept intact.
Chapter 6: Believing in Messengers

Believing in messengers is: Full belief that Allah had sent messengers to preach and warn; preach of paradise for whom obey the orders of Allah and warn of Hell-Fire for whom avoid them; and believing in "all" messengers without any kind of discrimination unlike the Jews whom reject Jesus Christ and the Christians whom reject Prophet Mohammad; and to believe the messengers carried out their message from their Lord without any adjustments and their message was calling for "Monotheism".

* Believing in Messengers includes:

1- Believing the message of all messengers was identical; and who rejects one messenger rejects all messengers; as Allah said in the Koran: (The Ad (people) rejected the Messengers) Chapter: 26 Verse: 123.There was only one messenger sent to Ad whom was "Hood" but because of their denial to Hood; Allah stated that they rejected all Messengers.
2- Believing in whom their names were mentioned in the Koran whether they are Prophets and/or Messengers like: Abraham, Isaac, Ishmael, Jacob (Israel), Jesus, Job, Jonah, Aaron, Moses, Solomon, David, John, Zachariah, Adam, Hood, Saleh, Jethrow, Elisha, Lot and Mohammad.
3- Believing in the correct news delivered to us; if their news from the Bible matches the Koran then it's correct.
4- Working with the seal of all prophetic laws; the law of Prophet Mohammad.

* Difference between a Prophet and a Messenger:

Prophet: male/human; receives the revelation from Allah but not necessarily deliver it to people (i.e. Ishmael, Isaac, Jacob, Job).

Messenger: male/human; receives the revelation from Allah with the task of delivering it to people; all Messengers were local; meaning that they were sent only to their people but Prophet Mohammad was global meaning he was sent to all mankind and Jinns.

The Messenger is much more specific than the Prophet; for that each Messenger is a Prophet but not every Prophet is a Messenger.

* Characteristics of Messengers:

1- Messengers are humans; they starve, eat, drink (not alcohol) and get sick like the rest of the human beings, therefore no Prophet or Messenger should be glorified the way Allah is glorified; none of them is in the situation of godhood; this terrible oversight led the Christians to worship Jesus Christ after he himself admitted he was human and the son of man.
2- Messengers are chosen by Allah by His knowledge; and He made them our role model to follow their steps and imitate their doings and actions.
3- Messengers are honest; they never lied in delivering Allah's message, they delivered it without any adjustments.
4- Messengers were patient; they suffered a lot from the people who disbelieved in their message.
5- Messengers had miracles that they used to prove their rightness and truthfulness; Moses split the sea for the Children of Israel, and Jesus brought a dead person to life again and Prophet Mohammad had a miraculous book that he challenged the Arabs with.

* Reasons for sending Messengers:

1- Allah had sent His Messengers to acknowledge people of their Lord whom created them to see who shall believe and who shall not; Messengers are the carriers of Allah's speech and without them no one would ever known Allah.
2- After many messengers died the religion was modified by Allah's enemies and people had gone astray again and again; but by sending multiple messengers with one message [Monotheism] the idea of worshipping the one and only God had been pinned into the mind of a lot of people; so sending multiple messengers was a kind of a renewal of faith for those who were gone astray; and the series continued until it stopped with the seal of the Prophets [Mohammad] as Allah declared that there will be no more Messengers nor Prophet after him.
3- Messengers were sent to preach people who shall follow them with the good life in hereafter and the paradise that they shall enter to have all kinds of joy; but also to warn those who had gone astray of Hell-Fire that they shall enter if they die insisting on the astray.
4- Messengers were sent to teach us how to worship Allah and to be our role-models; they taught us how to do a lot of actions that occur in our daily life.

* Accepting Mohammad as a Prophet and a Messenger:

We accept Mohammad as the seal of the Prophets and Messengers, no Prophet or a Messenger shall come after him; he is the master of all Prophets and he indeed delivered the message of his Lord and struggled against his enemies. Prophet Mohammad should be loved by his followers more than their parents and their beloved ones or else they shall not reach the high rank of faith.


The message of Prophet Mohammad is the sealing of all messages and it’s the only message that should be followed; so no other religion [Judaism, Christendom] is accepted besides Islam. The one rejects Prophet Mohammad actually rejects Prophet Moses and Prophet Jesus as I explained before that rejecting one of the Messengers is considered to be a rejection for all Messengers.

Prophet Mohammad was both Prophet and Messenger; he warned every non-Muslim their deeds will not be accepted in the hereafter if they don't embrace Islam and accept him as the final messengers mentioned in their books [Torah, Gospel] and he clearly stated:
(By whom controls my soul [a great oath], no Jew or a Christian hears of me and not believe in what I came with but shall enter Hell-Fire) – narrated by Muslim

The speech is public; not only the Jews and Christians but also the Buddhists, Jehovah's Witness and every other people who follow different religion than Islam.











Chapter 7: Believing in the Day of Resurrection

Believing in the day of resurrection: Full belief of the occurrence of that day which include believing in: the signs of the hereafter, death, torment of the grave, blowing the horn, resurrection, reckoning, scenes of the hereafter, Paradise, Hell-Fire and all relevant.

* Day of Resurrection in the Koran:

The Koran mentions the Day of Resurrection as the day people shall see their deeds and Allah shall reckon them; the day of which Muslim believers shall have everlasting comfort and the infidels shall have everlasting punishment and retribution for what they have done in life.

Believing in the Day of Resurrection is one of the essentials of a Muslim's faith; Allah said: (This is an admonition for him among you who believeth in Allah and the Last Day) Chapter: 2 Verse: 232

The Day of Resurrection has multiple meaningful names cited in the Koran; each name refers to a fact of that day:

1- Al-Haaqa (The Reality): The reality of the occurrence of the Day of Resurrection to disavowal the infidels' utterance.
2- Al-Waaqea (The Event).
3- Youm Addeen (The Day of the Religion): No other religion will survive and be accepted to Allah but Islam.
4- Youm Alhessab (The Day of Reckoning): The day where mankind shall see the aftermath of their deeds.
5- Youm Alkholood (The Day of Eternity): The day where the infidels shall ever last in Hell-Fire and the Muslims in Paradise.
6- AlGhaasheya (The Overwhelming).
7- Assaakha (The Shout).
8- Alqaarea (The Calamity).

The repetition of mentioning the Day of Resurrection is to tell all people to be prepared for the real day; life is evanescent and every being shall die, life is a big test Allah placed to see what His slaves will do, so the real interest and concern should not be toward an evanescent but it should be toward the everlasting, Allah reminds all people that the real joy is the joy in the hereafter because it will last forever unlike the temporal joy in life, Allah wants people to compete each other in hastening to compliance and obedience.

When a Muslim believes that life is not eternal he will not fall into the big misdeeds and shall realize that Allah shall reckon his work, and for every Muslim life is just like a transit passage to his final destination: the hereafter.

Many events take place before the Day of Resurrection; the purpose of knowing these events are to prepare your self in these situations so you would not regret in day regret is not useful.


* Trial of Grave:

When a person dies he is tested in his grave about three things (his Lord, his religion and his Prophet), these questions are for both Muslims and non-Muslims but only a pious Muslim will know how to answer them; but for the infidels and the hypocrites their answer will be rejected for its being a false answer. The stage of the grave precedes the Day of Resurrection; the person might live in his grave in joy or in torment until Allah allows angel Israfel to blow the horn which signals the beginning of the Day of Resurrection.

Q: What are the three questions asked in the grave?
A: The questions can be known by many people; but only few will have correct answers in the time of test, those are the pious believers in Allah, the questions are:
1- Who is your Lord?
2- What is your religion?
3- What is the name of the man sent from your Lord to thee?

The answers for the questions are actually the three main fundamentals that written in the first chapter; our Lord is Allah our religion is Islam (submission to Allah) our Prophet is Mohammad.

Q: What if a person drowns; will he be also tested in the grave?
A: Yes; the trial of grave regards the soul of a person not his body, hence, every person died either by drowning or burning or any other way that conceal his body shall be tested.

The grave test is unseen and can't be sensed by humans; and the wisdom behind that is to believe in the unseen which distinguish the believers from the disbelievers

* Signs of the Hour:

The Hour (Assa'ah) is the time of occurrence of the Day of Resurrection and we believe in the Hour and we believe that no Prophet or Messenger or human knows its time but Allah as He said:

(They ask thee about the (final) Hour, when will be its appointed time? Say: "The knowledge thereof is with my Lord (alone): none but He can reveal as to when it will occur. Heavy were its burden through the heavens and the earth. Only, all of a sudden will it come to you." They ask thee as if thou wert eager in search thereof: say: "The knowledge thereof is with Allah (alone), but most men know not) Chapter: 7 Verse: 187

But there are some signs that precede its occurrence told by Prophet Mohammad, he divided the signs into minor signs and major signs.

Minor Signs: Are the signs preceding the major ones; like: the spread of corruption, the spread of writing, the fall of the Caliph regime (which happened in 1924 by the fall of the Ottoman Empire) and others.

Major Signs: Are the signs announcing the approach of the Day of Resurrection like: Sunrise from the west, the descent of Jesus Christ, the appearance of Anti-Christ (evil figure that fights Jesus and the Muslims), the appearance of the sumpter, the great smoke, the return of the two big tribes Gog and Magog, and many Earth-swallows in the west and east and the Arabian peninsula.

One of the major known sign of the Last Day is the descent of Jesus Christ and the appearance of Anti-Christ, as we believe; Anti-Christ is an evil figure and he is the Messiah believed by the Jews as the Prophet said, and he [Prophet] also said that most of the Jews shall follow him, he shall claim that he is Allah and he comes with a garden and a hell, his hell is garden and his garden is hell as Prophet Mohammad told us.

Anti-Christ will spread his mischief everywhere except for two cities: Mecca and Medina, the Prophet said that every Prophet warned his followers of this evil figure as he said:

(No Prophet came but warned his followers from the one-eyed fraud, truly; he is one eyed and your Lord is not one-eyed and between his eyes written "k-a-f-e-r" _infidel_) – narrated by Bukhari and Muslim

No salvation from Anti-Christ except with knowledge and deeds, his mischief will spread and many will defect; the Prophet described the way of surviving his mischief by saying:

(Who memorizes the first 10 verses from chapter "Cave" shall be saved from the Anti-Christ) – narrated by Muslim

* Resurrection:

Believing in Resurrection is known by the Koran and the Sunnah and intellection and pious nature, we believe that our souls will meet our bodies in the hereafter and we shall stand before Allah to meet our reckoning.

Allah said: (After that, at length ye will die * again, on the Day of Judgment, will ye be raised up) Chapter: 23 Verse: 15-16

And the Prophet said: (People will be resurrected in the Last Day naked barefooted and not circumcised) – Agreed Upon.

That day will for sure take place; it’s the top of wisdom to award the right doers and punish the wrong doers, Allah said: (Did ye then think that We had created you in jest, and that ye would not be brought back to Us (for account)?) Chapter: 23 Verse: 115. The infidels denied the occurrence of the Day of Resurrection and Allah replied to their demurrals and gave us evidences of that by proof, sense and intellect.

Evidence of the Resurrection by proof (From the Koran): Allah assured us that there will be the Day of Resurrection for sure in many verses in the Koran; He said:

(The Unbelievers think that they will not be raised up (for Judgment). Say: "Yea, by my Lord, ye shall surely be raised up: then shall ye be told (the truth) of all that ye did. And that is easy for Allah) Chapter: 64 Verse: 7

And all previous books (i.e. Torah, Gospel and the Psalms) admitted the Day of Resurrection.

Evidence of the Resurrection by sense: Allah showed His slaves many examples of resurrections in life; like the person named Ezra who was dead and Jesus Christ (by the will of Allah) resurrected him again and like the people of Prophet Ezekiel whom Allah said unto them "die" and they died and then resurrected them again and many other evidences.

Evidence of the Resurrection by intellect: The significance of resurrection by intellect can be shown in two ways:

1- Allah is the creator and the originator of the universe and the heavens and earth; so the one who created them certainly can resurrect them again. And as all of us die and left as bones in our graves; Allah is capable of resurrecting us from these bones as He created us from nothing in womb of our mothers.
2- The dry land which then becomes green by rain; the capable of reviving the dry land is capable of reviving the dead again; the Almighty said: (And We send down from the sky Rain charged with blessing, and We produce therewith Gardens and Grain for harvests;* And tall (and stately) palm-trees, with shoots of fruit-stalks, piled one over another; * As sustenance for (Allah's) Servants; and We give (new) life therewith to land that is dead: thus will be the Resurrection) Chapter: 50 Verse: 9-11


* The Exposure, reckoning and Book Recitation:

We believe that we will expose before Allah in the Day of Resurrection; where people shall see their deeds:
(And they will be marshaled before thy Lord in ranks, (with the announcement), "Now have ye come to Us (bare) as We created you first: aye, ye thought We shall not fulfill the appointment made to you to meet (Us)!") Chapter: 18 Verse: 48

We believe in the reckoning; where Allah shall reckon every human being individually, only the deeds of believers shall be examined but as for the deeds of the infidels and non-Muslims their deeds will not count.

We believe that every person shall receive his "Book of Deeds" by his right hand if they are right doers and died on the faith of Islam; or by their left hands if they are infidels or hypocrites or generally wrong doers. Every action and deed is recorded in the Book of Deeds including the tiniest deed the person had done in his lifetime.

* The Balance and the Path:

We believe in the Balance of which our deeds will be placed on; the Balance of the Last Day calculates the deeds of the Muslims only and doesn't count for the non-Muslims deeds.

For Muslims; a good deed is doubled 10 times and the bad deed is balanced as one bad deed, Allah said:

(We shall set up scales of justice for the Day of Judgment, so that not a soul will be dealt with unjustly in the least. And if there be (no more than) the weight of a mustard seed, We will bring it (to account): and enough are We to take account.) Chapter: 21 Verse: 47

The Balance will be set after reckoning; when the deeds are placed on the balance it determines whether the person shall go to Paradise or Hell-Fire; in case of equality the person shall remained still until Allah decides their fate, they are called "People of Heights" for staying in a high location until Allah gives a decision.

We believe in the "Path"; a passage that connects the Land of Resurrection to The Paradise with Hell-Fire below.

When the infidels and hypocrites pass the Path they shall fall in the Hell-Fire, but the pious Muslims will pass in variety of speeds; some will have the wind speed and some will have the horse speed and some will have the light speed and at the end they will reach the other side and await for Allah's orders to open the Paradise so they shall enter.

* The Paradise and the Hell-Fire:

We believe in the existence of Jannah and Naar which mean "Paradise" and "Hell-Fire" respectively.

Jannah is the residence of the right-doers from the Muslim believers; every Muslim who bears witness of Allah's monotheism shall enter the Jannah, Jannah has different levels and according to the person's deeds evaluation he/she shall be put on the proper level.

Jannah has multiple doors for entrance and the doors are behind each other not in one row; each door implies a great virtue, there is the door of Jihad where the Muslims struggled the enemies of Allah shall enter through, the door of fasting (Al-Rayyan) where the Muslims who used to fast a lot shall enter through.

A Muslim can enter through all these doors as the Prophet told his companion Abu Bakr Al-Siddieq and that proves that the doors of Jannah are not aligned in one horizontal row but they are placed behind each other, the same applies to Hell-Fire or Naar.




Chapter 8: How to convert to Islam?

Conversion to Islam is not a big matter; you can convert to Islam without going to an Islamic Center or a Mosque or a house of worship; you can convert to Islam by doing few commands that will announce you as a Muslim.

* Pronouncing the Shahada:

You first need to say this statement in Arabic (I bear witness there is no God but Allah and I bare witness that Mohammad is the messenger of Allah), it's pronounced like this:

"ash-hado alla elaha ella Allah wa ash-haddo anna Mohammad rasool Allah"

That is the most important part; by saying the "Shahada" you have become a Muslim, after the pronunciation you need to take a shower and thank Allah whom saved you from darkness and brought you to the shore of light.

* Applying the Rest Pillars:

There are four rest pillars; the prostrations and genuflects (prayers) five times a day, fasting the Holy Month of Ramadan (by not eating or drinking from dawn till dusk) and releasing an annual percentage of your money to poor, pilgrimage to the house of Allah in Mecca (if capable).


Chapter 9: Frequently Asked Questions!

Q: What is Jihad?

A: Jihad in Arabic by its literal-meaning means "struggle", it's the struggle against the desires and lusts in general, but in particular it means the "Holy War" against the infidels who fight against the Muslims.

Q: Why should women cover themselves in Islam?

A: Islam considers a woman as a jewel and a pearl, for her protection from wrongdoers she must be covered very well. Hejab (women's cover) is also a sign of virtue and modesty and above all it’s the command of Allah to women to cover their hair and their body and the command if Allah is not negotiable.

Q: What is the Islamic faith of Jesus Christ?

A: We believe in Jesus the son of Mary [of the Nazareth] and that he is the Messiah (Christ), but we don’t believe though that he is a God or the God, we believe that he is the final messenger from Allah to the Children of Israel and we believe in his miraculous birth and that he was raised by Allah to the heaven for a further descent to fight side-by-side the Muslims against the Anti-Christ, the faith of Islam rejects the claimed crucifixion of Jesus and believes that a resembling was crucified instead of him, most probably was Judas according to the Gospel of Barnabas; the only Gospel that supports the Islamic view and banned by the Church.

Q: Do Muslims hate the Jews and the Christians?

A: Hatred for the sake of Allah is a pious act; we don't hate the Jews and the Christian in person, but we do hate their corrupted faith and dogmas, and we take example by Abraham who hated the worship of idols by his people but not the people themselves.

Q: Why did Mohammad marry many wives?

A: Marrying many wives doesn’t always refer to an oversexed personality, the Bible says that David, Solomon, Abraham and others married more than one wife, marrying more than one wife was a usual and a normal thing at their times so the Prophet Mohammad didn't break a rule or came with something new; on the contrary he limited marrying more than one wife to four wives only, before that legislation the number was open.


Q: What is Islamic faith of the Torah and the Gospel(s)?

A: Islam believes in the Torah that was given to Prophet Moses and in the Gospel that was given to Prophet Jesus; however we believe that the current Torah (five books of Moses) and the Gospels (John, Mark, Matthew and Luke) were modified; that’s why we don’t count them as a reliable reference.



وآخر دعوانا أن الحمدُ لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا مُحمَّد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته أجمعين وزوجاته الشريفات أمهَّات المؤمنين

غير معرف يقول...

معجزة القرآن الكتابية
عيسى ابن الله أم ابن مريم؟


تأليف
الشريف بن حمزة الجبوري

الجزائر
2006-35:رقم الإيداع القانوني
9947-0-1139-9:الردمك





و إنّي أرجو من كلّ من له نقد بناء أو تصويب أو اقتراح أو استفسار أن يتصل بنا على البريد الإلكتروني التالي:
bahous32@maktoob.com

3
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمـــــــــــة
أخي المسلم، يا حامل مشروع الله الأزلي هل أبحرتَ يوما بدافع الغيرة على الله تعالى في بحر لُجيّ من الجدل العقدي مع طائفة من أهل الكتاب تنسب لله جلّ و علا الولَدَ؟ ماذا قُلتَ و ماذا سمعتَ؟ هل انتابك شعورٌ أنّ هذه المقارعات لا طائل من ورائها، أو أنّ هذا الجدَلَ لا غالبَ فيه و لا مغلوبٌ؟
لا أشكّ أنّ هذا موقفُ السّواد الأعظم من المسلمين و المسيحيين، حتىّ الذين يمثّلون الإسلام في منابر حوار الأديان و الحضارات. لهذا يقول هذا الطرف أو ذاك يجب أن نجنّبَ المسائل العقدية من الحوار و علينا أن نتناقش في المسائل الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية مثل حرية التعبير و التنظيم و الديمقراطية و حقوق الأقليات الدّينية و كذا حقوق المرأة و محاربة الإلحاد و التفكك الأسري و احترام مشاعر النّاس إلى غير ذلك. و لا شيء مُستقبحا في طرح هذه الإشكاليات بين أهل الدّيانات السّماوية و إيجاد الحلول المناسبة لها. لكنّ السؤال هل يجب أن نُسلّم أنّ النِّقاش في عُمق الخلافات العقدية بين الإسلام و أهل الكتاب مستحيلٌ و غيرُ ممكنٍ؟
إزاء هذه المسألة ، كمسلمين و كتابيين، لنا خياران لا ثالث لهما. إمّا أن نخنع للوضع الحالي،و نَصِمَ أيّ محاولة في هذا الشأن بأنّها نقاشٌ بيزنطي إمعانا في الكذب على الذّات و تبريرا للفشل. و إمّا أن نُسلّم بأنّ كلّ عقيدةٍ صالحةٌ في منظومتها، و ما هو صحيحٌ هنا هو خطأٌ هناك. و ردّا على هذين الموقفين السلبيين نقول للفريق الأوّل أن لا أحد من أهل الدّيانات السّماوية يقبل بعجز الله تعالى
4.
عن إقامة حجّته البالغة على الضّالين. و ردّنا على أصحاب الموقف الثاني نقول هذا الرأيُ ليس خليقا إلا بالمشركين الذين يعتقدون بتعدد الآلهة. فلا يمكن بحال أنّ تصدر عن الواحد تعاليما متناقضة كمثال على ذلك قول المسيحيين يسوع هو الله الظّاهر في الجسد و قول الإسلام بكفر الذِينَ قَالُوا إِنّ اللهَ هُوَ المَسِيحُ بن مَرْيَمَ.
و من جهتنا كمسلمين ، نقبل سلفًا أن يجهل المُسلمَ و يعجزَ و ليس في ذلك من عيب ما لم يتطاول على حضرة الرّب عزّ و جلّ و رسوله. لكن هيهات للمسلم الحقّ أن يشكّ في قوّة حجّة الله تعالى و إلزامه لجميع عباده على مُختلَف مِلَلِهم و نِحَلِهم1 بدينه الذي لا يقبل غيره. ألم يَعِد الله تعالى - و من أوفى بعهده من الله- بأنّ يُظهر دين الحقّ الذي أرسل به رسوله على الدّين كلّه و لو كره الكافرون2 . ألم يقطع الله تعالى عُذر كلّ إنسان بقوله:" رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا" النساء 165.
معجزة القرآن الكتابية
لا يختلف مسلمان في التعريف أنّ القرآن هو الكتاب المنزّل من الله تعالى على عبده و رسوله محمد  المتعبّدُ بتلاوته الذي تحدّى به الإنس و الجنّ أن يأتوا بسورة من مثله ، و لن يأتوا بمثله و لو كان بعضهم لبعض ظهيرا.
إلا أنّه قد يغيبُ عن بال كثيرٍ من العرب في غمرة النسيان و السهو و اللامبالاة
بالآخر إعجازه الشامل لكلّ الجنس البشري و في مختلف الميادين. لذا فليس من
ــــــــــــــــــــــــ
1- قال تعالى :" قل فلله الحجّة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين" الأنعام 149.
2- "هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ" التوبة 33،
الفتح 28، الصف 9.
5
الحقّ في شيء أن نختزل معجزته في بيانه و بلاغته و نظمه. و إن كانت هذه معجزته فقط فلا يصحّ له أن يكون رسالة عالمية تتخطّى الزمن و المكان و تسمو فوق الأعراق و الألسن، و لكان الإسلام ديّانة قومية عربيةً كما كانت الرسائل السّابقة له. لكنّ فحصا بسيطا لمصدري الإسلام الرئيسيين يُغنيك عن السؤال أنّ القرآن الكريم كتابُ البشرية جمعاء و أنّ رسول الله  رحمةٌ للعالمين. و على هذا الأساس يجب لقُصّرِ النظر أن يُغيّروا من نظرتهم لمفهوم و دلالة الإعجاز القرآني.
فنحن العرب،و إن كنّا لا زلنا عربا إلى اليوم، فلا يمكن لأحدنا مهما بلغت إحاطته باللسان العربي أن يستوعب مفعول بيانه و بلاغته كما في جيل النبي  . فهل انتهت معجزة القرآن مع جيل الصّحابة رضوان الله عليهم أم ما زالت مستمرّة؟
فالقرآن الكريم معجزٌ في سائر الميادين التي شغِلَت و لا زالت تشغَلُ بال الإنسان . و هو معجزٌ للعربي و الإسرائيلي و المسيحي و الهندوسي و البوذي ...و لجميع النّاس و في كلّ مكان و زمان إلى أن يرث الله الأرض و من عليها. و في هذه الحالة يحقّ له أن يكون مُلزما بحُجّته للثقلين، و يجبُ على كلّ مُكلّف أن يلتزم أوامره و نواهيه و يرجو وعده و يخاف وعيده.
و من المعجزات التي وردت صراحة في الذكر الحكيم هي أنّه بيّنة ما في الصحف الأولى. قال تعالى :"وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي
الصُّحُفِ الْأُولَى" طه133 . قال الإمام القرطبي في تفسيره الآية ما يلي:" قوله
تعالى: " وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه " يريد كُفّار مكّة، أي لولا يأتينا محمد
6
بآية توجب العلم الضروري. أو بآية ظاهرة كالناقة والعصا. أو هلا يأتينا بالآيات
التي نقترحها نحن كما أتى الأنبياء من قبله. قوله تعالى: " أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى " يريد التوراة والإنجيل والكتب المتقدمة، وذلك أعظم آية إذ أخبر بما فيها. وقراء " الصحف " بالتخفيف. وقيل: أولم تأتهم الآية الدالة على نبوته بما وجدوه في الكتب المتقدمة من البشارة. و قال الإمام ابن كثير في نفس الآية :" يقول تعالى مخبرا عن الكُفّار في قولهم لولا أي هلا يأتينا محمد بآية من ربه أي بعلامة دالّة على صدقه في أنه رسول الله ؟ قال الله تعالى أو لم تأتهم بيّنة ما في الصحف الأولى يعني القرآن الذي أنزله عليه الله وهو أُمّي لا يُحسن الكتابة ولم يدارس أهل الكتاب وقد جاء فيه أخبار الأوّلين بما كان منهم في سالف الدهور بما يوافقه عليه الكتب المتقدمة الصحيحة منها فإن القرآن مهيمن عليها يُصدّق الصحيح ويُبيّن خطأ المكذوب فيها وعليها .وهذه الآية كقوله تعالى في سورة العنكبوت وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يُتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون. و في الصحيحين عن رسول الله  إنه قال " ما من نبي إلا وقد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة " وإنما ذكر ههنا أعظم الآيات التي أعطيها عليه السلام وهو القرآن و إلا فله من المعجزات ما لا يحد ولا يحصر كما هو مودع في كتبه ومقرر في مواضعه".
و يستفاد ممّا سبق أنّ القرآن الكريم يقصّ الخبر اليقين فيما اختلف فيه أهل
الكتاب و يبيّنُ كثيرا ممّا كانوا يُخفُون. فقد قال تعالى:"يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ
7
رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ" (المائدة 15.) وقال تعالى أيضا في نفس الخصوص: " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (المائدة 19).
إلا أنّ التحدّي المطروح على المسلم الآن هو كيف يُقنع الكتابي بصحّة ما جاء في القرآن الكريم و خطأ ما هو موجودٌ في كتابه. هل يمكن أن تقول للكتابي أنظر إلى معجزة القرآن الكريم ،فإنّه كفّر القائلين بألوهية عيسى؟ و بدون أن أفكّر لحظة واحدة سيُجيبُك الكتابي بقوله كفاك تَحَكُّما. فليس في كلام القرآن أيّ معجزة. للنّاس أن تقول ما تشاء و تعتقد ما تشاء. و إن أصررت على معجزتك فأنظر إلى معجزة الإنجيل:"لأنّه هكذا أحبّ الله العالم حتّى بذل ابنه الوحيد لكي لا يَهْلِكْ كُلّ مَنْ يُؤمِنُ به بل تكونُ له الحيَاة الأبديةُ"( يو 3/16) . و قال الكتاب المقدّس أيضا:" في البِدْءِ كَانَ الكَلمَةُ،و الكَلِمَةُ كان مع الله. و كان الكَلِمَةُ هو الله" (يو 1/1). فأنظر إلى معجزة الإنجيل! ألا ترى أنّه أقرّ ألوهية يسوع له المجد؟ هكذا أتوقّع إجابة المسيحي.
أقول لك، أخي المسلم، قد عَجِلتَ بحُكمِكَ إذا اعتقدت أنّك بهذه البساطة ستحوّل أخاك الكتابي من مُثلّثٍ إلى مُوحّدٍ. ما الحلّ؟ الحلُّ باهض الثمن. الحلّ أن تكون راسخا في علم الكتاب، عالما بالظروف السيّاسية و الاجتماعية التي أحاطت بحياة النبي عيسى عليه الصلاة و السلام خاصّة و بشعب إسرائيل عامّة.
ألم يأمرنا الله تعالى بالسفر في الأرض و الاعتبار بالتاريخ و الآثار. قال تعالى :"
قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ

.8
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" ( العنكبوت 20). يقول الإمام القرطبي:" قوله تعالى : قل سيروا في الأرض " أي قل يا محمد لهؤلاء المستهزئين المستسخرين المكذبين: سافروا في الأرض فانظروا واختبروا لتعرفوا ما حلّ بالكفرة قبلكم من العقاب وأليم العذاب وهذا السفر مندوب إليه إذا كان على سبيل الاعتبار بآثار من خلا من الأمم وأهل الديار، والعاقبة آخر الأمر، والمكذبون هنا من كذب الحق وأهله لا من كذب بالباطل" . و لتعميق مدلول هذه الآية الكريمة، لا مناص من الرجوع إلى الاصطلاح الذي اتّفق عليه أهل اللُّغة و علماء العقيدة بخصوص كلمة " المعجزة".
فالمعجزة اصطلاحا هو ما أتى به الأنبياء من آيات خارقات دالّة على صدق دعواهم عَجَزَ القومُ عن مُقارَعتها. و يُشترط فيها ثلاثة شروط في رأينا هي: أن تكون مُصدّقةٌ لدعوى النبيّ تمييزا لها عن الخوارق المكذّبة كالتي حدثت لمسيلمة الكذّاب ، و أن لا يُصرف النّاس عنها كما قالت المعتزلة بل عليهم أن يتساعدوا و يتظافروا و يتعاونوا و أن يكونوا في كامل قُوّاهم العقلية و الجسدية، و أخيرا أن تكون من جنس الشيء الذي برِعوا و تفوّقوا فيه.
و على هذا فلو قلتُ لك أنّ الإنجيل هو من يُكفّرُ القائل ببنوة عيسى عليه السلام لكانت هذه معجزة عظيمة. فالإنجيل ميسورُ الدّراسة لجميع المسيحيين و هم في كامل قُوّاهم العقلية و الجسدية و رسول الله  أميّ و قد سبقه بست مئة سنة. فهل تقبل أخي الكتابي أن نتحاكم إلى الإنجيل لنعرف هل لقب " ابن الله" من الله أم من الشيطان. هل تقبل بالتحدّي؟
دربُ الحقيقة

9
لكلّ حقيقة منهجٌ و مقاييسٌ حتى نمكّن القارىء -مُنتقدا أو مُؤيّدا- من الحُكم على صِحّة ما نقول. و منهجنا يتلخص بهذا الخصوص في ما يلي:
أولا: إسرائيلية عيسى و رسالته: يتّفق اليهود و المسيحيون و المسلمون على
أنّ عيسى عليه السلام إسرائيلي جاء لشعبه إسرائيل مصدّقا للتوراة و ملتزما بها. و عل هذا فلقب "ابن الله" يجب أن يكون للتوراة و أهلِها حُكمٌ فيه. فهل تقبل ، أخي المسيحي، أن نرجع للتوراة – التي هي جزء من مُقدّساتك- لِنرَ كيف ورد لقب " ابن الله"؟. لِنَرَ أيضا حُكم علماء اليهود زمن عيسى عليه السلام على هذا اللقب ، هل كان إيجابيا منه أم كان سلبيا لا يُستساغ التسامح معه؟
ثانيا: النبي عيسى عليه السلام و لقب "ابن الله": من الأشياء الهامّة في عقيدتك، أخي المسيحي، أن تخبرنا عن مصدرها. هل تقبل أن يسكت عيسى عليه السلام عن أحد ركائز عقيدتك لِتَتَعلّمها من غيره؟. فما بالك لو كان هذا الغير شياطينَ الإنس و الجنّ!.
احذر أخي المسيحي من القول أنّ الشياطين و الخصوم اعترفوا بأنّ يسوع " ابن الله" ، لأن الكتب المقدّسة مثلها مثل القرآن تقصّ أخبار الأنبياء مع خصومهم و تورد استهزاءهم و سخريتهم من رُسلهم و مُجادلتهم بالباطل ليلبسوا به على الحقّ. فقد وصف أعداء عيسى نبيّهم ب" بلعام بن باعور مضلّ إسرائيل" و وصفوه ب" بعل زبول رئيس الشياطين". و وصف المشركون نبيّهم محمد  بالسّاحر و الكذّاب و الكاهن. فهل تلزمنا ، كمؤمنين، أقوال المكابرين و المعاندين؟ و احذر أيضا أن تقول لي كان يسوع يخفي عن النّاس أنّه " ابن الله".
10
فلو كان لله أولادا مُتلبِّسينَ بأجساد بشرية يعيشون بين النّاس ما حُقَّ لهم إلاّ أن يُعلِنوا صراحة عن أنفسهم لِحَقِّهم علينا في التقديس و واجبنا نحوهم في التعبّد؛ لأنّهم آلهة. فهل تعطينا، أخي المسيحي مرّة واحدة من إنجيلك الذي
تؤمن به قال فيها يسوع للجموع حوله: أنّا ابن الله ؟
ثالثا:محاكمة المقبوض عليه1:إنّي أؤمن، استنادا على نصوص القرآن2 و الإنجيل و التاريخ أنّه حدثت محاكمة في أورشليم في 14 نيسان من السنة 33 للميلاد أمام محكمة اليهود أوّلا و محكمة الوالي الرّوماني بيلاطس البُنطي ثانيا لشخص يعتقد اليهود و بولس و أتباعه أنّه المسيح عيسى و نعتقد، نحن المسلمين، أنّه من ألقِي عليه شبهُهُ.
لكلّ جِنَايةٍ خمسُ عناصر هي التُهمة و المتّهم و الادّعاء العام و التحقيق و النُطق بالحكم.سؤالي لك أخي المسيحي ما هي التُهمة التي أهدرت دم المقبوض عليه؟ أليست هي تلفيق التهمة له بالكفرُ بادّعائه أنّه ابن الله. فهل تقبل أنّ عيسى عليه السلام كان كافرا بالله متعدّيا على جلال الله تعالى و كماله أم تنزّهُهُ من الكفر كما يُنَزّهُهُ أخوك المسلم و تقبل مع ذلك أنّ المقبوض عليه هو من عاقبه الله تعالى جزاء بما كسبت يداه بحسب عدالة الله كما حَكَم في التوراة ، و الذي أراد أن يُفعل بشاهد الزّور ما نوى أن يفعل بأخيه.
ــــــــــــــــــــــــــ
1- لأنّه ليس له من عيسى عليه السلام إلا المظهر. و هو في الحقيقة يهوذا الإسخريوطي.
2-القرآن الكريم يعترف بحادثة الصلب كحادثة تاريخية و لا يعترف أنّ المصلوب هو عيسى عليه السلام. و لا يمكن لحكم بهذه الأهمية إلا أن يتمّ عن طريق مجلس شيوخ إسرائيل. فالمحاكمة متوقعة.
11
و أن هذه المحاكمة صورية سلّط الله فيها أهل الزّور على أهل الزّور1 و نجّى عبده و حمى رسالته.
رابعا:تاريخ الإنجيل:
لا نستطيع أن ندرس لقب " ابن الله " في الإنجيل ما لم نعرف مُسبقا كَتبةُ أسفاره و انشغالاتهم و دوافع و تواريخ تدوينهم. فسأحاول أن أوجز ما سأفصّله مستقبلا إن شاء الله، إن كان في العمر بقية.
1-إنجيل مرقس:ابتداءً من القرن التاسع عشر ميلادي استقطب إنجيل مرقس
اهتمام النُقّاد و الدّارسين. و لأسلوبه الواقعي البعيد عن الإثارة و اعتداله و روايته
المباشرة التي تفرضُ نفسها على أنّها من شاهد عيان يعتبرُه جمهورُ النُقّاد مصدر إنجيلَي متّى و لوقا، بل الوثيقة المتينة لإعادة كتابة حياة يسوع بشكل علمي1. لذا أعتُبرَ أوّل الأناجيل كتابةً. و الرأي السائد بشأن تدوينه و الأكثر قبولا بين علماء المسيحية أنّه دُوّن ما بين 65م-70م، و عند آخرين و بخاصّة الكاثوليك منهم قبل السنة63م2. ويتفّق النقّاد مع التقليد الشفوي في نسبته إلى مرقس3 . الآباء بابياس ، إيريناوس ، ترتيليانوس ، كليمنص الإسكندراني و أوريجينوس4
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
1- أنظر ملابسات القضية بكاملها في كتابنا المنشور على هذا الموقع باسم:"مسألة صلب عيسى عليه السلام بين الحقيقة و الوهم"
1-Introduction à la Bible p 197.
2-Introduction à la Bible p227.
3-Introduction à la Bible p 205.
4- هم آباء الكنيسة القدامى. عاشوا في القرنين الثاني و الثالث للميلاد و يمثّلون عند المسيحيين ما يمثّله جيل التّابعين عند المسلمين.
12
يتّفقون كلّهم في نسبة هذا الإنجيل إلى مرقس الذي كتبه بإملاء من سيّد الحواريين بطرس عليه السلام .
ويتميّز مرقس بروايته السليمة من أيّ خلفية عقائدية أو تمجيدية . ويبدو أنّه يكتب في كثير من الأحيان من التاريخ بأمانة . فكثير من الحوادث الهامشية يذكرها ولا يجد نفسه في حاجة لتبريرها أو تفسيرها حسب نبوة من نبوات العهد القديم مما يجعلنا نثق فيه أكثر من غيره . ويذكر في غالب الأحوال أبطال الحادثة وآباءهم ، وينقل عبارات أرامية ثم يترجمها إلى اللغة اليونانية ، ويتجنّب الإثارة والنزوع إلى ما هو عجيب كما يفعل متّى ولوقا .كما يتميّز إنجيله بتحفّظه الشديد من كلمة " ابن الله " ولم يجعلها إلاّ في أفواه الشياطين أو أعداء المسيح وعلى رأسهم السلطة الدينية اليهودية . كما يتجنّب كلمة " الآب " و "أبناء الله " .و قد تجاهلَ عمدا رواية ميلاد عيسى عليه السلام و هذا يجعلنا نعتقد أنّه كان متحمّسا لمبدأ سدّ الذرائع.
ويبدو من مقارنة نصوص الأناجيل المتشابهة أنّ لوقا كان يُجِلّ إنجيل مرقس
ويستخِّفُ بإنجيل متّى في معظم الأحيان بدليل أنّه كان يكذّبه ويصحّحه . وإذا اختلفت المفردات بين متّى و مرقس فإنّ لوقا يختار دوما مرقس . ويغلب الظنّ القريب من اليقين أنّ مرقس هو يوحنا الأورشليمي الذي يُدعى مرقس ، وهو ابن أخت الحواري الشهير عند المسلمين بإنجيله ألا وهو الحواري بارنابا . كما يغلب الظنّ أيضا أنّ سيّدنا عيسى عليه السلام وحوارييه يكونون قد تناولوا الفصح1 الأخير في بيته .
ــــــــــــــــــــــ
1- الإشارة إلى الليلة الأخيرة التي احتفل فيها عيسى و تلاميذه بعيد الفصح في أورشليم.
13
ولا شكّ من جانبنا أنّ صحبته لبولس الطرسوسي1 قي سفره الدعوي الأوّل بين السنتين 46 م – 48 م و ما أنكر منه شديد النكران كان السبب المباشر في انعقاد مجمع أورشليم الأوّل سنة 49 م ، الذي حضره جميع التلاميذ عليهم السلام. و خوف الحواري مرقس من بولس الطرسوسي على رسالة النبي النّاصري ترك انطباعا لا ينمحي على إنجيله.
فهذه المقدّمة مبرّرٌ لثقتي بإنجيله و اعتباره شاهدا على غيره من الأناجيل.
كما يتّفق علماء أهل الكتاب على أنّ إنجيلي متّى و لوقا كُتبا بعد خمس عشرة سنة أو عشرين من كتابة الإنجيل الأوّل2.
2-إنجيل متىّ
نسبة الإنجيل إلى متىّ نادرة القبول اليوم من علماء النصارى غير الكاثوليك3.
يبدو أنّ إنجيل متىّ ليس من شاهد عيان و لا يُعطي الانطباع بذلك مطلقا. ويستحيل من وجهة نظر منطقية أن يكون رسولُ من رسل المسيح راويا عن شاهد
غير عيان مثل مرقس. قد يكون الإنجيل من متىّ و الذي كتبه باللغة الآرامية أو
العبرية. و عند ترجمته بُدّل و غُيّر وهذا ما يعنيه النصارى عندما يقولون" متىّ
ـــــــــــــــــــــــــ
1- اسمه الحقيقي شاؤول. و هو من سبط بنيامين ولد في مقاطعة كيليكية بتركيا حاليا قريبا من ميلاد النبي عيسى عليه السلام. و هو يهودي الديّانة اضطهد أصحاب الرسالة الجديدة. ثم ادّعى أنّه ظهر له عيسى في طريقه إلى دمشق. تعاليمه هي التي وصلتنا اليوم و التي تُنسب جهلا إلى خاتم أنبياء بني إسرائيل.
2- voir La TOB p 2294.
3-Introduction à la Bible .Nouveau Testament p 186
14
الأرامي" و "متىّ الإغريقي". و يعترف كتاب المدخل أن انجيل متّى ليس ترجمة لأصله في اللغة الآرامية و لكن تكييفٌ لها1. و التكييّف عندنا هو التبديل. و أقدم شهادة حول إنجيل متّى وصلتنا عن طريق بابياس أسقف هيرابوليس الذي عاش في الثلث الأخير من القرن الأوّل و منتصف القرن الثاني حيث دوّن شهادته حول إنجيل متّى كما يلي:" متّى رتّب اللوجيا في اللغة العبرية،و بعد ذلك ترجمها كلّ واحد حسب استطاعته"2. و اختلف علماء الكتاب في معاني كلمة " لوجيا" فحسب فريق منهم هي مجموع النُبُوّات و الحِكَم التي نطق بها المعلّم عليه السلام. أمّا في الترجمة السريانية لمؤلف أوسابيوس القيصري3 فتُرجمت إلى الإنجيل. و لا يوجد فرقٌ كبيرٌ بين المعنيين في رأينا. لكنّ الشيء الجدير بالسؤال و القلق هو معرفة من ترجمه و هل كانت أمينة لأصله أم لا؟
يتميّز بقِصَصِه الخيالية التي لا علاقة لها بالتاريخ .وحياة يسوع فيه مستوحاة من نُبوات الكتاب المقدس .
3-إنجيل لوقا
لوقا مثقفّ يوناني من أصل وثني، كان طبيبا . وقد لحق ببولس في آخر حياته

ـــــــــــــــــــــــ
1- Introduction à la Bible .p 195.
2- Voir Introduction à la Bible p 188: "Mathieu donc mit en ordre les logia dans la langue hébraïque , et chacun les interpréta comme il pouvait".
3- أوسابيوس القيصري 260 م- 340م .كان أسقفا لقيسارية في فلسطين. له عدّة مؤلفات دينية أشهرها التاريخ الكنسي.
15
و لازمه في سجن روما . و ابتداء من منتصف القرن الثاني للميلاد تكرّس التقليد القائل أنّ الإنجيل الثالث للوقا وتتّفق في هذا الشأن شهادات كليمنص الإسكندراني إيريناوس و أوريجينوس و أوسابيوس وإيرونيمس . وقد كتب إنجيله بعد خراب أورشليم سنة 70 م . وهو ما يتّضح من تبديله لكلمة " حصار اليهودية " في نبوة يسوع عليه السلام بكلمة " حصار أورشليم "1 ويصف النكبة وصفا دقيقا مما جعل معظم النقّاد يقولون بكتابته بعد هذا التاريخ .
و يتميّز لوقا عن غيره من الإنجيليين أنه يُبدّل الكلمات إن رأى فيها تناقضا مع المعطيات العلمية التي وصلت إليه في زمانه كمثال مثل الزارع. و يغيّر الإطار التاريخي و الجغرافي للحدث إن وجد فيه خروجٌ من المأزق الذي وقع فيه أسلافه2.و يبدو من مؤلفه أنّه كان عليما كيف تسيّر دواليب السياسة . وإنجيله يكشف عن أصله الوثني . فكان يتجاهل كلّ النصوص التي تشين إلى الأمم و توصد في وجوههم خلاص يسوع المسيح ،من بينها نصّ المرأة الكنعانية ونص آخر يصف الوثنيين بالكلاب والخنازير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-قارن نص لوقا 21 / 20 – 24 :" و متى رأيتم أورشليم محاطة بجيوش فحينئذ اعلموا أنّه اقترب خرابها" مع متّى 24 / 15 – 21: " فمتى رأيتم رِجْسَة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدّس. ليفهم القارىء. فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية إلى الجبال. و الذي على السّطح فلا ينزل ليأخذ من بيته شيئا". و أنظر أيضا مر 13 / 14 – 19 :" فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية إلى الجبال".
2-أنظر على سبيل المثال كتابنا المنشور في هذا الموقع:" البشارة برسول الله  بين الإشكال و
الجحود" الصفحات 104، 188.
16
و في المقابل يركّز على مثال السّامري الطيّب ويعقد مقارنة بين تسعة يهود أبانوا أنهم ليسوا أهلا ليسوع المسيح والسّامري الشاكر الذي بيّن ، رغم أنّه أجنبي ، أنّه معني بخلاص المسيح . وأهم شيء شغل باله في إنجيله هو هل أتى ملكوت الله أم لم يأت بعد . و أغرب موقف للوقا في إنجيله ، رغم أنّه تلميذٌ لبولس الطرسوسي و كونه يوناني وثني فإنّه لم يعتقد أبدا أنّ عيسى ابن الله بالمفهوم الوثني الذي أعطته الكنيسة النّاشئة1 له. بل فهم أنّ لقب "ابن الله" رديفٌ لكلمة "المسيح".و خروجه عمّا أجمعت عليه هرطقة بولس دليلٌ على حسّه النقدي الكبير .
4-إنجيل يوحنّا
من هو كاتب الإنجيل الرابع ؟ في منتصف القرن الثاني للميلاد بدأ الاعتقاد أنّ مؤلفه هو يوحنا الحواري . ويشهد أسقف ليون2 أنّ الإنجيل الرابع من تأليف يوحنا تلميذ يسوع ، والشيء الذي يعطي وزنا لشهادته أنّه عرف في طفولته الشهيد بوليكاربوس3 تلميذ يوحنا الذي كان سعيدا بذكر علاقاته القديمة مع يوحنا ومن رأوا السيد يسوع4 .و يقول كليمنص الإسكندراني :" أنّه بعد موت
ـــــــــــــــــــ
1-الكنيسة الناشئة أسّسها بولس بعد انشقاقه عن الحواريين عليهم السلام سنة 50 م
2- هو إيريناوس (130م-208م). وُلد في آسيا الصغرى و ترعرع فيها. كان تلميذا للشهيد بوليكاربوس. أصبح أسقفا لمدينة ليون ( في فرنسا حاليا). كتب مؤلفا هاما في السنة 180 م يحارب فيه ما كان يعتقده بدعا و هرطقات.
3- هو أحد آباء الكنيسة القدامى. تقلّد أسقفية مدينة إزمير( تركيا حاليا) في أول منتصف القرن الثاني للميلاد. كان تلميذا و رفيقا للشهيد إغناطيوس الأنطاكي.
4-Introduction à la Bible .Nouveau Testament p 647.
17
دوميتيانوس1 عاد يوحنا من جزيرة بطمس إلى أفسس" . والردود علىمرقيون2 تقول إنّ يوحنا الرسول كتب سفر الرؤيا في جزيرة بطمس 3 والإنجيل في آسيا .
وجمهور علماء النصارى تطعن في هذه الشهادات التي لعلّ أعظمها شهادة إيريناوس : لأنّ لا رسالة بوليكاربوس أسقف إزمير4.ولا قصة استشهاده تذكر أنّه كان تلميذا للحواري يوحنا عليه السلام . وشهادة إيريناوس ضعيفة لأنّه لم يكن ضابطا ، و كان كثير الخلط ،و قد خطئ مرة أخرى لمّا شهد لبابياس أسقف هيرابوليس أنّه كان تلميذا أيضا ليوحنا الشيء الذي يكذّبه مطلقا المؤرخ الكنسي أوسابيوس القيصري5. والشيء الذي يدعّم رأي الجمهور هو سكوت أسقف أنطاكية إغناطيوس6 عن ذكر ولو لمرة واحدة الحواري يوحنا الرسول في رسائله بينما لا يغفل عن ذكر بولس عندما يتعلّق الأمر بعلاقته مع أهل أفسس. وأخيرا يشهد المؤرخون أنّ الحواري يوحنا قد استشهد على أقصى تقدير بين 62م-70م الأمر الحاسم في عدم نسبة الإنجيل إليه باعتبار أنّه كُتب بإجماع النصارى على رأس المئة الثانية للميلاد.
ــــــــــــــــــــــ
1-إمبراطور روماني ابن فاسباسيانس (51م- 96م( .
2- هو أحد المسيحيين (155م) الذي أسس أول بدعة في الكنيسة. وكان لا يعترف بإله العهد القديم ولا بالأسفار المقدسة سوى بأسفار بولس و لوقا باعتباره تلميذ رسول الأمم.
3- جزيرة يونانية جنوب بحر إيجه.
4- المدينة التركية والتي لا زالت تحمل هذا الاسم.
5-Introduction a la Bible Nouveau Testament p 651.
6- هو أحد أهمّ و أقدم آباء الكنيسة القدامى.كان أسقفا على أنطاكية بسورية. ولد سنة 35 م و مات شهيدا في روما سنة 107م.حيث حكم عليه الإمبراطور طراجان بأن يلقى إلى السّباع. كتب عدّة رسائل إلى أهل آسيا الصغرى في طريقه إلى الشهادة بروما، يبدي فيها تأثّره الشديد برسائل بولس الطرسوسي.
18
و لو كان استشهاد يوحنا بعد المئة الأولى ما كان ليغفل عنه المؤرخ أوسابيوس الذي يروي عن الآب بابياس. وينقل الشيخ أبو زهرة في كتابه عن دائرة المعارف البريطانية التي اشترك في إعدادها خمس مئة من علماء النصارى ما نصّه:" أمّا إنجيل يوحنا فإنّه لا مرية ولا شكّ كتاب مزوّر أراد صاحبه مضادّة اثنين من الحواريين بعضهما لبعض، وهما القدّيسان يوحنا (يقصد مرقس) ومتّى.وقد ادّعى هذا الكاتب المزوّر في متن الكتاب أنّه الحواري الذي يحبّه المسيح ، فأخذت الكنيسة هذه الجملة على علاّتها وجزمت أنّ الكاتب هو يوحنا الحواري ، ووضعت اسمه على الكتاب نصاً مع أنّ صاحبه غير يوحنا يقينا، ولا يخرج هذا الكتاب عن كونه مثل بعض كتب التوراة التي لا رابطة بينها وبين من نسبت إليه وإنّنا لنرأف ونشفق على الذين يبذلون منتهى جهدهم ليربطوا ولو بأوهى رابطة ذلك الرجل الفلسفي الذي ألّف الكتاب في الجيل الثاني بالحواري يوحنا صيّاد الجليل ، فإنّ أعمالهم تضيع عليهم سدى لخبطهم على غير هدى"1. ورأينا في الكتاب أنّه من أسفار الرسل لكنه زوّر من طرف يوحنا اللاهوتي. و لا نشكّ في أنّ هذا الرجل تلميذ من تلاميذ بولس الأوفياء و قد عاش في بداية القرن الثاني للميلاد في أفسس. ويكشف عن هويته صراحة في رسائله حيث يعلن أنّه تسمّى بالشيخ أو اللاهوتي2 و لم تكن هذه التسميات قد تسمّى بها تلاميذ المسيح
عليهم السلام ، بل اشتهروا باسم الرُّسل واقتصر هذا الاسم عليهم وحدهم أو تجاوزا على بارنابا أو بولس.
ــــــــــــــــــــ
1-محاضرات في النصرانية ص 123
2-2 يو1/1
19
و لم تظهر تأثيرات الإنجيل الرّابع في كتابات المسيحيين ـ مثل الشهيد يوستين1
(150م) و راعي هرماس (140-145م)2 و ترانيم سليمان3 ـ إلا في منتصف القرن الثاني .و بناءً على جميع هذه الحقائق التاريخية و من عزوف المسيحيين عنه أو عدم معرفتهم له في القرنين الأوّلين للميلاد4 فإنّ الكنيسة تعتبرُه آخر الأناجيل تدوينا. و أقدم شهادة حول تاريخ كتابته وصلتنا من طرف كليمنص الإسكندراني(211-216م)5.لذا أقتُرحِت كتابته حوالي سنة 100م6. و على هذا فسيكون ترتيب الأناجيل كما يلي: مرقس كتب ما بين 65م-70 م و في عقد الثمانينات للميلاد كتب متّى و تبعه لوقا و آخر الأناجيل كتابة هو يوحنا اللاهوتي حوالي السنة 100م.
و يجب و نحن نختم هذا الفصل أن نؤكّد أنّ النصارى ليس لديهم يقينٌ حتى بمُدوّني أناجيلهم. فمن أربعة كتبة لم يُجمعوا إلا على اثنين منهم هما: مرقس و لوقا. أمّا الاثنان الآخران فلا زال الغموض المريع يكتنفهما إلى غاية السّاعة. هذا حال السّند فكيف يكون المتنُ؟
الاختلاف حول طبيعة عيسى عليه السلام.
العقيدة في طبيعة عيسى عليه السلام هي أحد أهمّ المسائل المختلف فيها بين
ـــــــــــــــــــــ
1-الشهيد يوستين فيلسوف و كاتب مسيحي من أصل روماني. وُلد في نابلس أحد المستعمرات الرّومانية في السّامرة سنة 100م و أستشهد في السنة 165م بعد ما رفض تقديم القرابين لآلهة الوثنيين.
2-Introduction à la Bible p 645
3- كاتب مسيحي من منتصف القرن الثاني ميلاد
4-Introduction p 615.
5-Introduction p 648.
6-Introduction à la Bible p 662. voir TOB p 2544.
20
المسلمين و المسيحيين. فهو عبد الله و رسوله عند المسلمين، أتاه الله الكتاب و الحكمة و جعله مثلا لبني إسرائيل ، و هو ابن الله الوحيد المتجسّد الذي نزل من
السماء في شبه جسد الخطية. و ترتّب عن ذلك لدى هؤلاء و هؤلاء تفسير القدرة
التي حرّكت مُعجزاته عليه السلام ، فعند المسلمين أقامها بإذن الله كآيةٍ مُصدّقةٍ
له أنّه مُرسَلٌ من عنده تعالى؛ أمّا عند المسيحيين ففعلها بطبيعته الإلهية.
و من خلال استقراء نصوص القرآن الكريم فإنّ البُنوة التي يعنيها الله تعالى و التي مــــن أجلها كفّر القائلين بها هي بُنوة حقيقية لا مجازية تجعلُ من الله تعالى علواً كبيرا أباً والدا و من عيسى عليه السلام مولوداً لا مخلوقاً. قال تعالى:" بديع السّماوات و الأرض أنّى يكون له ولدٌ و لم تكن له صاحبةٌ و خلق كلّ شيء و هو بكلّ شيء عليم" (الأنعام101).
و وعياً بالمأزق الذي وقعت فيه المسيحية و استغلالا للشُبهات في معنى "ابن الله" وجد المسلمون من النّصارى منْ يدّعى أنّ الكلمة لا يفهمها النصارى إلا بالمعنى الروحي المجازي و ادّعى آخرون أنّ معناها التجسّد أي أنّ الله تعالى علوا كبيرا اتّخذ شكلا بشرياً في يسوع ليحلّ فيه.
و كعادتي في مثل هذه الأبحاث، و لاستيضاح معنى ابن الله، فإنّي أعوّل على نصوص الإنجيل و التوراة و السياق الدّيني الاجتماعي الذي عاش فيه خاتم أنبياء بني إسرائيل و اللغة العّامية التي تكلّمَها أهلُه و شعبُه في فلسطين منذ أكثر من ألفي سنة.
معنى ابن الله في التوراة
الكلمات "ابن الله"،"أبناء الله "،" أبونا السماوي"،مبدئيا ليست تجديفا على
21
الله في الكتاب المقدس . استعملتها كلّ الأسفار المقدّسة من سفر تكوين إلى سفر الرؤيا . و تأتي على لسان الأنبياء و الكَتَبَةِ1 و الأحبارِ لِتَصِفَ قُرب الله عزَّ و جل – البعيدُ في ذاته و صفاته و أسمائه – من شعبه المؤمن الذي اختاره على عِلمٍ على العالمين .
وردت الكلمة أوّلا في سفر الخروج في سياق الحديث عن المبارزة بين موسى رسول الله و كَليمِهِ وفرعون الذي طغى:"وَ قُلْ لِفِرْعَوْنَ كذا قال الربّ: إِسرَائيلُ اِبْني البِكْرُ"2.(خر 4/22–23).ووردت في سفر التثنية:"أنتُم بَنُو الرَبِّ إِلَهِكُم لا
تَخْدِشُوا أجْسَادَكُم على مَيِّتٍ وَ لاَ تَنْتِفُوا مَا بَينَ عُيُونِكُم"(تث14/1).إلاّ أنّ السواد الأعظم من بني إسرائيل لم يفهم هذه البُنُوَة إلا على سبيل المجاز . و أكّدت النصوص المُقدّسة على هذا المعنى الصوري . قال سفر التثنية : " فَأعْلَمْ في نَفْسِكَ أنّهُ كَمَا يُؤدِّبُ المَرْءُ وَلَدَهُ قد أدّبَكَ الرَبّ إِلَهُكَ "(تث 8 /5).و تقول مزامير داوود عليه السلام:" كَرَأفَةِ أبٍ بِبَنِيهِ رَئِفَ الرَبّ بالذين يَتّقُونَهُ "(مز 103/13).و يقول سفر الأمثال : " فَإِنّ الذي يُحِبّهُ الرَبّ يُؤدِّبُهُ و يَرْتَضِي بِهِ كَأَبٍ بابْنِهِ "(أم 3/12).و يقول يشوع بن سيراخ :" كُنْ أباً لِلْيَتَامَى وَ بِمَنزِلَةِ رَجُلٍ لأمّهِم فَتَكُونُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-تشكّلَ فيما بين إسرائيل فقهاء في الشريعة اهتموا بالدرجة الأولى بكتابة و ترجمة الكتاب المقدس .
2- أنظر أيضا : II صم 7/14 ، أش 1 / 2 ، 43/6 ، 45/11 ، 63/16 ، 64/7 . إر 3 / 4 ، 3/19 ، 31/9 ، حز 16/20 ، 23/4 ، هو 2/1 ، 11/1 ، ملا 1/6 ، 2/10 ، 3/17 ، مز 89/27 ، 89/26 ؛أم 14/26 ، I أخ 17/13 ، 22/10 ، 28/6 ، 29/10 ، أس 8/16 ، يه 9/13 ، حك 2/13 ، 2/16 ، يش بن شيراخ 4/10 … و قد إختصرت الشهادات فهي أكبر من هذا بكثير .
22
كَاِبنِ العَلِيِّ وَ هُوَ يُحِبُّكَ أكثَرَ مِنْ أُمِّكَ"(يش بن سيراخ4/10). و تعني أيضا الصِدِّيق كما ورد في سفر الحكمة : " الصِدِّيقُ الذي يَعرِفُ الشَّرِيعَةَ وَ يَعمَلُ بِهَا هو ابنُ الله"(حك 2/13–18،5/5).
و قد أشار القرآن العظيم لهذا المعنى المجازي في قوله تعالى :" وَ قَالَتِ اليَهودُ وَ النَّصَارَى نَحـــنُ أبْنَاءُ اللهِ وَ أحِبَّاؤهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَل أَنتُمْ بَشَرٌ ِممّن خَلَقَ يَغفِرُ لِمَنْ يَشَــــــاءُ و يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ" (المائدة 17).
فنلاحظ أنّ هذه الآية الكريمة الوحيدة في كلّ القرآن التي لم يعقبُْها تقريعٌ أو تكذيبٌ أو وعيدٌ أو تنزيهٌ بعد ادّعائهم أنّهم أبناء الله .كما هو الحال في الآيات الأخرى و التي سنراها فيما بعد. و قد اتّفق علماء التفسير أنّ ادّعاء بنوة اليهود و النصارى لله ليست من قبيل ما يدّعونه لعزير أو المسيح عيسى عليه السلام. بل هي بنوة مجازية تحتمل معاني الرّحمة و الشفقة و الحَظوَة و الفضل عند الله تعالى. و قد كذّب تعالى أن تكون منزلتُهم عنده بما يدّعون، بل هم بشرٌ ممّن خلق يعذّب بعدله من ساء عملُه و يُجازي برحمته من حَسُنَ عملُه. و قال جمعٌ آخر من المفسّرين: لو كنتم فعلا أبناء الله و أحبّاؤه فلما عذّبكم بذنوبكم بالمسخ إلى قردة و خنازير و تسليط أعدائكم عليكم. و في مختلف هذه التفاسير إيحاءات واضحة أنّ هذه البنوة مجازية تسامح معها القرآن الكريم ، لأنّه ليس فيها ما من شأنه أن يعكّر صفاء التوحيد لله تعالى أو أن يترك شبهة عليه. قال ابن كثير في تفسيره للآية : " أي نحن منتسبون إلى أنبيائه و هم بنوه و له بهم عناية و هو يحبنا ، و نقلوا عن كتابهم أنّ الله تعالى قال لعبده إسرائيل : أنت ابني البكر ، فحملوا
.23
هذا على غير تأويله و حرّفوه . و قد ردّ عليهم غير واحد ممن أسلم من عقلائهم . و قالوا : هذا يُطلق عندهم على سبيل التشريف و الإكرام . كما نقل النصارى عن كتابهم أن عيسى قال لهم : إنّي ذاهبٌ إلى أبي و أبيكم يعني ربّي و ربّكم ، و معلوم أنهم لم يدّعوا لأنفسهم من البنوة ما ادعوها في عيسى عليه السلام . و إنما أرادوا من ذلك معزّتهم لديه و حظوتهم عنده و لهذا قالوا : نحن أبناء الله و أحبّاؤه " ( المجلد الأول ص 499 ) .
جاء في الكشّاف للزمخشري:
‏"‏ أبناء الله ‏"‏ أشياع ابني الله عزير والمسيح كما قيل لأشياع أبي خبيب وهو عبد الله بن الزبير الخبيبون وكما كان يقول رهط مسيلمة‏:‏ نحن أنبياء الله‏.‏ ويقول أقرباء الملك وذووه وحشمه‏:‏ نحن الملوك‏.‏ ولذلك قال مؤمن آل فرعون‏:‏ لكم الملك اليوم‏.‏ ‏"‏ فلم يعذبكم بذنوبكم ‏"‏ فإن صحّ أنكم أبناء الله وأحباؤه فلم تذنبون وتُعذبون بذنوبكم فتُمسخون وتمسَّكم النار أياماً معدودات على زعمكم‏.‏ ولو كنتم أبناء الله لكنتم من جنس الأب غير فاعلين للقبائح ولا مستوجبين للعقاب‏.‏ ولو كنتم أحباءه لما عصيتموه ولما عاقبَكُم ‏"‏ بل أنتم بشرٌ ‏"‏ من جملة من خلق من البشر ‏"‏ يغفر لمن يشاء ‏"‏ وهم أهل الطاعة ‏"‏ ويعذب من يشاء ‏"‏ وهم العصاة‏.‏
و جاء في تفسير البيضاوي ما يلي:
"وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه أشياع ابنيه عزيرا والمسيح كما قيل لأشياع ابن الزبير الحبيبون أو المقربون عنده قرب الأولاد من والدهم..."قل فلم يعذبكم بذنوبكم" أي فإن صح ما زعمتم فلم يعذبكم بذنوبكم فإن من كان بهذا
24.
المنصب لا يفعل ما يوجب تعذيبه وقد عذبكم في الدنيا بالقتل والأسر والمسخ واعترفتم بأنه سيعذبكم بالنار أياما معدودات بل أنتم بشر ممن خلقَ من خلقِه تعالى يغفر لمن يشاء وهم من آمن به وبرسله .و يعذب من يشاء وهم من كفر والمعنى أنه يعاملكم معاملة سائر الناس لا مزية لكم عنده ولله ملك السموات والأرض وما بينهما كلها سواء في كونها خلقا وملكا له وإليه المصير فيجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته.
و جاء في تفسير الإمام القرطبي ما يلي:
قوله تعالى :" وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه " قال ابن عباس: خوّف رسول الله  قوماً من اليهود العقاب فقالوا:لا نخاف فإنا أبناء الله وأحباؤه فنزلت الآية. قال ابن إسحاق: أتى رسول الله  نعمان بن أضاء وبحري بن عمرو و شأس بن عدي فكلّموه وكلّمهم ودعاهم إلى الله عز وجل و حذّرهم نقمته فقالوا: ما تُخوفنا يا محمد ؟ نحن أبناء الله وأحباؤه كقول النصارى. فأنزل الله عز وجل فيهم " وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم " إلى آخر الآية. قال لهم معاذ بن جبل وسعد بن عبادة وعقبة بن وهب:يا معشر يهود اتقوا الله فو الله إنكم لتعملون أنه رسول الله وقد كنتم تذكرونه لنا قبل مبعثه وتصفونه لنا بصفته فقال رافع بن حريملة ووهب بن يهوذا ما قلنا هذا لكم ولا أنزل الله من كتاب بعد موسى ولا أرسل بشيراً ولا نذيراً من بعده فأنزل الله عز وجل : " يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل" إلى قوله " والله على كل شيء قدير ". قال السُدّي: زعمت
25.
اليهود أن الله عز وجل أوحى إلى إسرائيل عليه السلام أن ولدك بكري من الولد. قال غيره : والنصارى قالت نحن أبناء الله لأن في الإنجيل حكاية عن عيسى أذهب إلى أبي وأبيكم. وقيل المعنى: نحن أبناء رسل الله فهو على حذف مضاف وبالجملة فإنهم رأوا لأنفسهم فضلاً فردّ عليهم قولهم فقال : " فلم يعذبكم بذنوبكم " فلم يكونوا يخلون من أحد وجهين إما أن يقولوا هو يعذبنا فيقال لهم : فلستم إذا أبناءه وأحباءه فإن الحبيب لا يعذب حبيبه وأنتم تقرون بعذابه فلذلك دليل على كذبكم.
و جاء في تفسير الجلالين ما يلي: (وقالت اليهود والنصارى) أي كل منهما (نحن أبناء الله) أي كأبنائه في القرب والمنزلة وهو كأبينا في الرحمة والشفقة (وأحباؤه قل) لهم يا محمد (فلم يعذبكم بذنوبكم) إن صدقتم في ذلك ولا يعذب الأب ولده ولا الحبيب حبيبه وقد عذبكم فأنتم كاذبون (بل أنتم بشر ممن) من جملة من (خلق) من البشر لكم ما لهم وعليكم ما عليهم (يغفر لمن يشاء) المغفرة له (ويعذب من يشاء) تعذيبه لا اعتراض عليه.
قال الرازي:" وقالت اليهود والنصـارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشآء ويعذب من يشآء ولله ملك السمـاوات والأرض وما بينهما وإليه المصير " قوله تعالى: "وقالت اليهود والنصـارى نحن أبناء الله وأحباؤه " وفيه سؤال: وهو أن اليهود لا يقولون ذلك البتة، فكيف نقل هذا القول عنهم؟ وأما النصارى فإنهم يقولون ذلك في حق عيسى لا في حق أنفسهم، فكيف يجوز هذا النقل عنهم؟ . أجاب المفسرون عنه من وجوه: الأول: أن هذا من باب حذف المضاف، والتقدير نحن أبناء رسل
26
الله، فأضيف إلى الله ما هو في الحقيقة مضاف إلى رسل الله، ونظيره قوله "إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله" (الفتح: 10). والثاني: أن لفظ الابن كما يطلق على ابن الصلب فقد يطلق أيضا على من يتخذ ابنا، واتخاذه ابنا بمعنى تخصيصه بمزيد الشفقة والمحبة، فالقوم لما ادعوا أن عناية الله بهم أشد وأكمل من عنايته بكل ما سواهم، لا جرم عبر الله تعالى عن دعواهم كمال عناية الله بهم بأنهم ادعوا أنهم أبناء الله. الثالث: أن اليهود لما زعموا أن عزيرا ابن الله، والنصارى زعموا أن المسيح ابن الله، ثم زعموا أن عزيرا والمسيح كانا منهم، صار ذلك كأنهم قالوا نحن أبناء الله، ألا ترى أن أقارب الملك إذا فاخروا إنسانا آخر فقد يقولون: نحن ملوك الدنيا، ونحن سلاطين العالم، وغرضهم منه كونهم مختصين بذلك الشخص الذي هو الملك والسلطان فكذا هاهنا، والرابع: قال ابن عباس: إن النبي دعا جماعة من اليهود إلى دين الإسلام وخوفهم بعقاب الله تعالى فقالوا: كيف تخوفنا بعقاب الله ونحن أبناء الله وأحباؤه، فهذه الرواية إنما وقعت عن تلك الطائفة، وأما النصارى فإنهم يتلون في الإنجيل الذي لهم أن المسيح قال لهم: اذهب إلى أبي وأبيكم. وجملة الكلام أن اليهود والنصارى كانوا يرون لأنفسهم فضلا على سائر الخلق بسبب أسلافهم الأفاضل من الأنبياء حتى انتهوا في تعظيم أنفسهم إلى أن قالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه. ثم انه تعالى أبطل عليهم دعواهم وقال: "قل فلم يعذبكم بذنوبكم ". وفيه سؤال، وهو أن حاصل هذا الكلام أنهم لو كانوا أبناء الله وأحباءه لما عذبهم لكنه عذبهم، فهم ليسوا أبناء الله ولا أحباءه، والإشكال عليه أن يقال: إما أن تدعوا أن الله عذبهم في الدنيا أو تدعوا أنه سيعذبهم في الآخرة، فإن كان موضع الإلزام عذاب الدنيا فهذا لا يقدح
27
في ادعائهم كونهم أحباء الله لأن محمدا  كان يدعي أنه هو وأمته أحباء الله، ثم أنهم ما خلوا عن محن الدنيا. انظروا إلى وقعة أحد، وإلى قتل الحسن والحسين، وإن كان موضع الإلزام هو أنه تعالى سيعذبهم في الآخرة فالقوم ينكرون ذلك. ومجرد إخبار محمد  ليس بكاف في هذا الباب، إذ لو كان كافيا لكان مجرد إخباره بأنهم كذبوا في ادعائهم أنهم أحباء الله كافيا، وحينئذ يصير هذا الاستدلال ضائعا. والجواب من وجوه: الأول: أن موضع الإلزام هو عذاب الدنيا، والمعارضة بيوم أحد غير لازمة لأنه يقول: لو كانوا أبناء الله وأحباءه لما عذبهم الله في الدنيا، ومحمد عليه الصلاة والسلام ادعى أنه من أحباء الله ولم يدع أنه من أبناء الله فزال السؤال. الثاني: أن موضع الإلزام هو عذاب الآخرة، واليهود والنصارى كانوا معترفين بعذاب الآخرة كما أخبر الله تعالى عنهم أنهم قالوا" لن تمسنا النار إلا أياما معدودة" (البقرة: 80) والثالث: المراد بقوله "قل فلم يعذبكم بذنوبكم " فلم مسخكم، فالمعذب في الحقيقة اليهود الذين كانوا قبل اليهود المخاطبين بهذا الخطاب في زمان الرسول عليه الصلاة والسلام، إلا أنهم لما كانوا من جنس أولئك المتقدمين حسنت هذه الإضافة، وهذا الجواب أولى لأنه تعالى لم يكن ليأمر رسوله عليه الصلاة والسلام أن يحتج عليهم بشيء لم يدخل بعد في الوجود فإنهم يقولون: لا نسلّم أنه تعالى يُعذبنا، بل الأولى أن يحتجّ عليهم بشيء قد وجد وحصل حتى يكون الاستدلال به قويا متينا. ثم قال تعالى: "بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء " يعني أنه ليس لأحد عليه حق يوجب عليه أن يغفر له، وليس لأحد عليه حق يمنعه من أن يعذبه، بل الملك له يفعل

28
ما يشاء ويحكم ما يريد. واعلم أنا بينا أن مراد القوم من قولهم "نحن أبناء
الله وأحباؤه " كمال رحمته عليهم وكمال عنايته بهم". انتهى تفسير الرازي. هكذا فهم علماء التفسير بنوة اليهود و النصارى لله تعالى.
البنوة المكفّرة لقائلها في القرآن الكريم
تعالى أخي القارىء لِتَرَ معي ما لم يتسامح معه الله تعالى بخصوص البنوة. و ذلك أنّ هذه البنوة ليست من قبيل البنوة التي رأيناها أعلاه. فهذه بنوة وثنية مادية تنسب لله تعالى الولد كما ينتسب أحدنا إلى أبيه. فهي بنوة حقيقية لا مجازية تعتدي على نزاهة الله تعالى و وحدانيته. لذا نرى القرآن الكريم في آي كثيرة يعقّب:" أنّى يكون له ولد و لم تكن له صاحبةٌ" و ذلك للتأكيد على أنّ هذه البنوة عضوية حقيقية لا مجازية روحية.
كقوله تعالى:
*" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً" النساء 171.
*" بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" الأنعام 110.
*" مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا
29
بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ" المؤمنون 91.
*" وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ" الصافات 152
*" قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ" الزخرف81.
*" وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ" التوبة 30.
*:"و جعلوا لله شركاء الجن و خلقهم و خرّقوا له بنين و بنات بغير علم سبحانه و تعالى عما يصفون" ( الأنعام 100 ).
*" وَقَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ" البقرة 116.
*" لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاء سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ" الزمر 4.
*" قَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ
إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ" يونس 68.
*" َقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا" الإسارء111.
*" َيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا" الكهف 4.
30
*" وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا " مريم 88-92.
*" وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ" الأنبياء26.
*" الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا" الفرقان 2.
*" وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا" الجن 3.
*" أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُم بالْبَنِينَ" الزخرف 16.
*و قال تعالى أيضاً :" ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه " ( مريم 35 ) .
فتلاحظ أخي القارىء أنّه ما من آية من هذه الآيات إلا و عَقِبَها تكذيبٌ أو تنزيهٌ أو وعيدٌ أو تقريعٌ و لم نجد في آية ادعاء اليهود و النصارى للبنوة شيئا من هذا كلّه.. ممّا يدلّ على أنّ البنوة بمعنى المجازي لا يرفضها القرآن . و قد ورد في التوراة و الأنبياء و المزامير أنّ آدم و داوود و سليمان و شعب إسرائيل أبناء الله و لم ينكر القرآن ذلك .
و ما يُنكِرُه مُتكلِّمةُ المسلمين على النصارى هو إفراد يسوع بالبُنُوة دون غيره1.بينما هو،حسب الإنجيل،وسّع هذا المعنى ليشمل جميع المؤمنين. وجمهور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- يوجد عند المسلمين ما يقابله و هو حديث متداول :الخلق عيال الله ، حديث ضعيف .
31
المُتَكلّمة جَوَّزوا دعوى أهل الكتاب بنِسبة البُنُوة و الأُبُوة إلى الله كما نقل ذلك عنهم الجاحظ1. و من أنصار هذا الرأي أيضاً القاسم2 و حسن بن أيوب3 . و إبراهيم النظّام4 الذي كان يرى أنّه إذا جازت الخِلّة و الولاية و المحبَّة على الله،يجوز أن يُسَمّيَ عَبْداً له وَلَداً لِمَكَانِ التَربية التي ليست بِحَضَانَة،و لِمَكَانِ الرَّحمَة التي لا تَشتَـقّ مِـــــن الرحم5 . و قد تفطّن البيروني 6 إلى مسألة هامّة يؤكّدها البحث العلمي الحديث و هي : أنّه لِفهم معاني الكلمات يجب اعتبار خصائِصَ كُلّ لُغَـــة و مُمَيّزاتها البيانية و هو مَا عبّر عنه بقوله : " أنّ " البُنُوَة " و " الأُبُوَة " لا يسمح بهـا أبداً الإسلام إذ أنّ الوَلَدَ و الابْنَ في العربية مُتقارِبان في المعنى و ما وراء الوَلَد مــن الوالِدَين و الوِلادَة مَنفِيٌ عن معاني الربوبية ، و ماعدا لُغة العربِ يَتَّسِع لذلك جدّاً7.و لعلّ أشهر الذين قَبِلوا البنوة على سبيل الإكرام و المحبَّة و الولاية ، لا على سبيـــل الوِلادَة هو أبو منصور الماتوريدي مُؤسّس المدرسة الكلامية التي نازعت الأشعريــة في الانتساب إلى أهل السُنَّة و الجماعة .
ــــــــــــــــــــــــــ
1-هو أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ ( 776 م – 829 م ) . من مؤلفاته : الرد على النصارى و نقله لهذا الرأي ذكره صاحب الفكر الإسلامي للرد على النصارى ص 330 .
2- هو القاسم بن إبراهيم ( 860 م ) صاحب الرد على النصارى .
3- حسن بن أيوب ( ت 988 ) كان نصرانيا نسطوريا أسلم و كان يكتب لأخيه علي بن ايوب : أن بنوة المسيح على سبيل الرحمة و الصفوة و الولاية ( المصدر السابق ص 149 )
4- هو النظام ابراهيم بن يسار(ت 845 م).متكلم معتزلي نشأ في البصرة و أقام في بغداد.ترك أثرا فكريا 5-الفكر الإسلامي في الردّ على النّصارى ص 311
6- البيروني ( أبو الريحان ) ( 401 هـ ) مؤلف عربي من أصل فارسي درس الطب و الفلك و الرياضيات و التاريخ و العلوم اليونانية و الهندية.
7- الفكر الإسلامي في الردّ على النّصارى ص 331.
32
فاحذر أخي المسلم! وجدنا كثيرا من المسيحيين في كتبهم و قنواتهم الفضائية يدّعون عن حُسن نيّة أو سوءها أنّ يسوع ليس ابن الله بالمعنى الذي يندّد به القرآن، بل ابن الله بالمعنى المجازي الرّوحي. و لاختبار جدّية مُجادلك و وَضْعِه أمام الِمحَكّ .اسأله السؤال التالي:هل تعتقد أنّ يسوع ابنٌ لله كما جميع المؤمنين أبناء الله؟ فان قال لك لا! فاعلم أنّه يُراوغُك و يُخفي ما لا يبدي لك.و سنرى الآن أنّ عيسى في التعاليم المسيحية هو ابن الله بالمعنى الحقيقي. و إن قال لك نعم! فمرحبا به منزّها لله تعالى في زمرة المؤمنين الموحّدين.
أساس اعتقاد النصارى في البنوة
لكن السُؤال الذي يطرَحُ نفسَه بإلحاح هل معنى كلمة " ابن الله " في النصرانية يلتزم بالمفهومِ الدّيني المتعارف عليه عند بني إسرائيل1 و لا يتعدّاه ؟ كلاّ !
فَمعنى الكلمة عند النصـارى أعمق . و هي تُصوِّرُ العلاقة بين الله و المسيح كعلاقة البُنوة الحقيقية التي تربط كــلّ رجلِ بابنه ، علاقة حقيقية لا مجازية . فيسوع ينتسب إلى الله كما ينتسب أحدُنا إلى أبيه . و قد أشارت الأناجيل إلى هذا المفهوم بشكلٍ جليٍّ.
و أصحّ النصوص التي وصلتنا في شأن البُنوة نصّان أجمعت عليهما الأناجيل المتشابهة.الأوّلُ يقُصّ خبرَ رجُلٍ كانت فيه شياطينٌ منذ زمن طـــويل.فلـما رأى يســــوع صــرخ وسجَدّ له وقال بصوت عَظيمٍ "مَالي وَ لَكَ يا يسوع ابن الله العَليّ .أَطلُبُ مِنْك ألاّ تُعَذِّبْني"(متى 8/28 – 34 ، لو 8/26 – 39 ، مر 5/1 – 20).
ـــــــــــــــــــــ
1- أنظر أعلاه في باب " معنى ابن الله في التوراة".
33
و النص الثاني يروى خَبَرَ مُحاكمة المقبوض عليه1 من قِبَلِ السنهدرين( مجلس شيوخ إسرائيل) :" وَ لمّا كَانَ النَهَارُ اجتمَعَتِ مَشْيَخَةُ الشَعبِ رُؤسَاء الكَهَنَةِ والكَتَبَةِ واصعدوه إلى مَجْمَعِهِم قَائِلِينَ إِنْ كُنتَ أنتَ المسيحُ فَقُلْ لَنَا . فَقَالَ لَهُم إِنْ قُلتُ لَكُم لا تُصَدِّقُونَ. وَ إِنْ سَألْتُ لا تُجِيبُوني وَ لا تُطلِقُونَنيِ . مُنذُ الآن يكونُ ابنُ الإنسان جَالِسًا عن يمينِ قُوّةِ الله . فَقَالَ الجميعُ إذن أنتَ ابنُ الله ! فَقَالَ لَهُم أنْتُم تَقُولُونَ إِنيّ أَنَا هُوَ فَقَالُوا مَا حَاجَتُنَا بَعدُ إلى شَهَادَةٍ لأنَنَّا نحنُ سَمِعْنَا مِنْ فَمِهِ ".( لو 22/66 ، مر 14/60 ، متى 26/63.). و هذا النصّ للوقا. أمّا في إنجيلي متىّ ومر قس فورد ما يلي:" فأجاب رئيس الكهنة و قال له ( للمقبوض عليه) أستحلفك بالله الحيّ أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله .قال أنت قلت... فمزّق الكاهن ثيابه قائلا لقد جَدَّفَ ( يعني لقد كفر). و ما حاجَتُنا إلى شُهُودٍ" .
فاليهود الذين عاصروا النبيّ عيسى عليه السلام و على رأسهم مجلس شيوخهم- برغم اختلافنا ، كمسلمين معهم، حول صدق دعوى عيسى عليه السلام و أيضا حول هوية المقبوض عليه نفسه- يرون مثلما يرى المسلمون أنّ لقب ابن الله كُفرٌ . و هذه الرِدّة يستحقُّ صاحِبُها، حسب حُكم التوراة، الموتَ مُعلّقاً على خشبةٍ ،و ألا تبيتَ جُثّتهُ لئلا تتنجّسَ الأرضَ من إثمِه و أن يًدفنَ في غير مقابر المؤمنين كما دُفِنَ المصلوبُ في قبرٍ منعزلٍ حُفِرَ في الصخرِ .
كما يجب التنويه على أنّ المقبوض عليه ليس عيسى عليه السلام أصلا و أنّ المتّهم لم يعترف أنّه المسيح. بل أجاب عن سؤال الكاهن هل هو المسيح بقوله
34
أنتم تقولون أنّني أنا هو. يعني هذا قولكم، أنتُم الذين أردتُم أن أكون المسيح عيسى. ثم التُّهمة – و هي الرِدّةُ عن دين الله و الكُفر به و التي لأجلها أهدر مجلس شيوخ اليهود دم هذا الشقيّ – لم تثبت على المتّهم. بل هي استنتاجٌ مبيّتٌ سلفا كما يوضّحه بشكلّ جليّ و قويّ نص لوقا السالف. فالعبارة:" إذن أنت ابن الله" خرجت من فم الكاهن ولم يعترف بها الرّجُل . و الحرف " إذن" معروفٌ أنّه حرف استنتاج. لهذا نرى أنّ هذه المحاكمة لم تحترم الإجراءات القانونية كما توصي التوراة و هي محاكمة صورية سلّط الله فيها بعدله أهل الزّور على أهل الزّور و نجّى عبده و حفظَ رسالته.
و قبل أن ننقُلَ رأي علماء النصارى في سبب اتهام يسوع بالكُفر ، يجب أنّ نُسَجّل أنّ يسوع في الأناجيل المتشابهة لم يَقُلْ أبداً أنّه ابنُ الله بل كان يُلقّبُ نفسَه بلغته الآرامية " بار ناشا" يعني ابن الإنسان و قد وردت تسعون مرّة في الإنجيل موزّعة كما يلي: في متّى 31 مرّة؛18 في مرقس؛26 في لوقا؛ 15مرّة في يوحنا1 .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-متى8/20؛9/6؛10/23؛11/19؛12/8؛12/32؛12/40؛13/37؛13/41؛16/13 ؛16/27؛ 16/28 ؛17/9 ؛ 17/12؛17/22؛18/11(في بعض المخطوطات)؛20/18؛20/
28؛24/27؛24/30؛24/30؛ 24/33؛ 24/37؛24/39؛ 24/44؛ 25/31؛26/2 ؛26/24؛26/24؛26/45؛26/64.
مر2/10؛2/28؛8/31؛8/38؛9/9؛9/12؛9/31؛9/38؛9/9؛9/12؛10/33؛ 10/45؛13/26؛13/29؛14 /21 ؛14/21 ؛ 14/41 ؛14/62.
لو5/24؛6/5؛6/22؛6/46؛7/34؛9/22؛9/26؛9/44؛9/58؛11/30؛12/8؛12/10
؛12/40؛17/22؛17/24؛17/26؛17/30؛18/8؛18/31؛19/10؛21/27؛21/36
35
و هذا الكلام محكمٌ من عيسى عليه السلام في أنّه بشرٌ ابن بشر. فلماذا أخي الكتابي تترك المحكم و تتّبع ما تشابه منه. إن أصررت فأعطني مرّة واحدة من الأناجيل المتشابهة1 أنّه عرّف نفسه للنّاس على أنّه "ابن الله"؟
و لم تَرِدْ كلمة "ابن الله" فقط إلاّ على ألسنة شياطين الجنّ كما ورد في النص الأوّل المشار إليه أعلاه ، أو على ألسنَة شياطين الإنس المتمثّلين في السلطة الدينية اليهودية على الخصوص . أمّا علماء النصارى فَلَهُم رأيٌ آخر يجب أن ننقلَه بأمانة و نُنَاقشه . ورد في الترجمة المسكونية في صَدَدِ تعليقها على سبب اتّهام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
؛ 22/22؛22/48؛22/69؛24/7.
يو1/51؛3/13؛3/14؛5/27؛6/27؛6/53؛6/62؛8/28؛9/35؛10/36؛11/41؛12/23؛12/34؛12/34؛13/31.
نبي:مر6/4؛متى13/56؛لو13/33؛.
"الابن":متى11/27؛ 11/27؛ 11/27؛24/36؛مر13/32؛لو10/22؛10/22؛10/22
"الرب":مر11/3؛متى7/21؛ 7/22؛ 13/57؛28/19؛لو؛19/31
معلم:12/24؛لو22/11؛
1- قد يسأل سائل لماذا تطلب دليلا من الأناجيل الثلاثة الأولى، المتّفق عليها عند أهل الكتاب، بالأناجيل المتشابهة. و نجيب ذلك أنّه ما لم يصحّ في الأناجيل الأولى و التي كتبت ابتداء من السنة 63 م إلى غاية 83 م ، لا يصح أن يقبل بعد انقضاء القرن الأوّل للميلاد. فإنه ما لم يكن دينا عند جيل الحواريين و تابعيهم لا يصحّ أن يكون دينا لمن أتوا بعدهم. فالإنجيل الرّابع كُتب بإجماع أهل الكتاب في بداية القرن الثاني. و كاتبه رجل فيلسوف وثني لا علاقة له بيوحنا الحبيب تلميذ عيسى عليه السلام. ثانيا يبدو واضحا من كتابات هذا الرّجل أنّه لغاية زمن تدوينه لمؤلفه لم يكن المؤمنون يعتقدون أنّ عيسى ابن الله. فقد بيّن الهدف الذي لأجله كتب كتابه بقوله:" كتبتُ لكم هذا لتؤمنوا أنّ يسوع هو المسيح ابن الله. لكي إذا آمنتم تكون لكم الحياة الأبدية" يو 20/31.

.36
يسوع أنّه كفرَ خلال مُحاكمتِه ما يلي: " ادعاؤه أنّه المسيح أو ابنُ الله ( حسب نصوص الكتُب المُقدّسة عند اليهود ) لا يُمَثّلُ كُفرا بالله.لَكنَّ اِدِّعَاءَهُ أنّه يجلِسُ عن يَمِينِ الله وَ أَنَّهُ يجيء مِنَ السَّمَاء رَاكِبًا على الغَمَامِ يَجعَلُهُ يُعلِنُ أنّهُ مِن طَبيعَةٍ إِلَهِيَةٍ و أنّه تَعَدّى على صَلاحِيَاتِ الله وَحدَهُ"1. و هذه محاولة للإلباس الحقّ بالباطل كما قال تعالى : " يَا أهْلَ الكتَابِ لِمَ تَكفُرُونَ بِآيَاتِ الله وَ أَنتُم تَشْهَدُونَ . يَا أهْلَ الكِتَابِ لِمَ تَلبِسُونَ الحَقَّ بالبَاطِلِ وَ تَكْتُمُونَ الحَقَّ وَ أنتُم تَعلَمُون"( النساء 71). و و الله لا أشكّ أنّ علماء النصارى يعرفون الحقيقة كاملة ! فالويل للذي يُضِلّ عن سبيل الله ! فَلَوْ كان الجُلوسُ عن يمين الله2،و مجيءُ المسيح من السَّماء راكبا الغمام ، تجديفا على الله في نظر أعلى سُلطة دينية يهودية ألا و هي مُؤسَّسة السنهدرين فلماذا تَرَكَتْ هذه النصوص في الكتاب المقدس العبراني إلى يومنا هذا و لم تأمُرْ بِحَذفِها ؟ و هذان النصّان هما على التوالي : المزمور 110 و دانيال 7/13 المُبَشِّرَان بالمسيح الملك3.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-2431 TOB P
2- الجلوس عن يمين الله لا يعني أن لله يمينا و يساراً و أنّ إبنه جلس عن يمينه على عرش مجده ،كما تعتقد كنيسة بولس و كما تصوّره الأيقونات . بل معناها عند بني إسرائيل الملك الذي يستمدّ سلطته من الله تعالى .و لمزيد من التفصيل أنظر كتابنا: بشارة الإنجيل بالنبي حقيقة أم ادّعاء.
3-المزمور 110:" قال الرّبُ لربّي اجلس عن يميني حتّى أجعل أعداءك موطئا لقدميك". و نص دانيال 7/13 هو:"كنت أرى في رؤى الليل و إذا مع سحب السّماء مثل ابن الإنسان أتى و جاء إلى قديم الأيّام فقرّبوه قدّامه. فأعطي سلطانا و مجدا و ملكوتا لتتعبّد له كلّ الشعوب و الأمم و الألسنة. سلطانه سلطانٌ أبدي ما لن يزول و ملكوته ما لا ينقرض". تتعبّد له يعني يتسلطّ عليها. و أطرح السؤال لو كان هذا الكلام كفرا في نظر علماء اليهود فلماذا يبقي عليها اليهود في كُتبهم و يعتبرونها من أهمّ النبوات التي تخصّ المسيح؟
37
صحيح أنّ كَلِمَتَي " المسيح " و " ابن الله " ليس فيهما، حسب الكتاب المقدس العبراني أيّ شيء من شأنه الاعتداء على جلال الله تعالى و كماله كما ورد في تعليق الترجمة المسكونية المشار إليه أعلاه .لكنّ مع ذلك فاليهود استغلّوا هذه الشُبهَة حتّى يصلوا إلى هدفِهم بُهتانا.
تكفير اليهود لعيسى عليه السلام و تلفيق الباطل له
الكراهية و المحبّة شعوران انسانيان . لكنّ تجاوز الحدود المرسومة لهما يفسدان العقل و البلاد و العباد. فتجاوز المحبّة يوّلد المحاباة و التسيُّبَ و تجاوز الكراهية يُولّد الظلم. و سوء استعمال هذين الشعورين و التعسّف بهما خصلةٌ ملازمة للأشرار. فنزل الوحيّ الإلهي لِيحُدّ حدودا. قال تعالى:" وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" الأنعام 152. فأوصى الله تعالى بالعدل في القول و لو ضد من تحبّ من ذوي القربى. قال الإمام القرطبي :" "وإذا قلتم فاعدلوا" يتضمن الأحكام والشهادات. "ولو كان ذا قربى" أي ولو كان الحق على مثل قرابتكم" . لأنّ الحبّ يُعمي عن الحقّ. و قال تعالى أيضا في شأن البغضاء . قال: يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ". المائدة 8 .قال القرطبي في تفسيره:" واشهدوا بالحق من غير ميل إلى أقاربكم و حَيْفٍ على أعدائكم " ولا يجرمنكم شنآن قوم " على ترك العدل وإيثار العدوان على الحقّ .
و نعود لنبحث ما مفعول البغض و الحقد الذي ملأ قلوب أعداء عيسى عليه. من أين أتت الفكرة لليهود حتّى يكفرّوا النبي عيسى عليه السلام؟ نجيب حتّى
38
يصرفوا النّاس عن دعوته و يُظهروه لهم كافرا ملعونا، و يحكموا عليه بالقتل مُعلّقا على خشبة كما يموت جميع المجرمين و المّارقين عن دين الله. و بهذا يضمنون موت دعوته بعده عليه السلام. و قد يسأل سائلٌ لماذا يفعل اليهود كلّ هذه الفعلة برجل –إن لم يؤمنوا به نبيا فعلى الأقل هو مؤمنٌ إسرائيلي- ملأ الأرض خيرا. فنجيبك بأنّه استحكمت فيهم العقيدة الباطلة التي تتلخص أنّ الله لا يفضّ عهده إلى إسرائيل من أنّه شعبه و الذي سيختار منه المسيح. فجاء عيسى عليه السلام و كذّب جميع هذه الادّعاءات1 و أمرهم بالصبر و التعايش مع روما سِلمًا لأنّ المسيح المخلّص لم يأت بعد. فرأوا فيه خطرا على عقيدة الآباء و تقاعسا عن انتزاع استقلالهم عن الرّومان.
فتابع معي الشُّبهة الرّخيصة التي استغلّها اليهود ضدّ عيسى عليه السلام ليصلوا إلى مبتغاهم .
انْبَنَى اتهام اليهود ليسوع بالكُفر عـــلى شُبهةِ كون اسمه المسيحُ . إذن فكيف تحوّلت أطيب كَلِمةٍ في عقيدة إسرائيل إلى كلمَةٍ تَفوح منها رائحَةُ التجدّيف على الله ؟
المسيحُ لقبُه ، في أسفار الكتاب المقدس العبراني ، ابنُ الله . و يسوع وُلِدَ مِن غيرِ أبٍ ، و كان اليهود يعرفون ذلك – و لأجل ذلك قالوا عنه و عن أمّه عليهما السلام بهتاناً عظيماً – و كانوا قد كفروا به . فكان مُرَادُهم أن ينسحِبَ معنى ابن الله المجازي إلى المعنى الحقيقي . و بهذا يكون يسوع قد جَدّفَ ! .
ـــــــــــــــــــــ
1-أنظر لمزيد من التفصيل كتابنا المنشور في هذا الموقع:" البشارة برسول الله صلى الله عليه و سلم بين الإشكال و الجحود". و أيضا كتابنا:" مسألة صلب عيسى بين الحقيقة و الوهم".
39
و قولُ رئيس السنهدرين للمقبوض عليه1 : " أسْتَحْلِفُكَ باللهِ الحَيِّ أنْ تَقُولَ لَنَا هَلْ أَنتَ المسيحُ ابنُ الله الحيّ"(متى 26/63) يَنُمُّ عن خُبثٍ و سُوءَ نِيّةٍ ، و إصرارٍ مُبّيتٍ على إيجاد مُبرّرٍ لِصلبِ الرَجل الذي ظنّوه يسوع . فالكاهن لم ينتظر الإجابة حتّى مَزّق ثيابَه و قال لقد جدّف..! لقد جدّف...! يعني لقد كفرَ.. لقد كَفَرَ..و إنجيلُ لوقا يتميّز عن الأناجيل الأخرى بتفسيره التأويل المُغرِضَ لِكلمَة المسيح من قِبَلِ اليهود.و قد سبق أن ذكرنا النص كاملا( أنظر لو 22 / 66): قالوا"إِنْ كُنتَ أنتَ المسيحُ فَقُلْ لَنَا " . فيتبيّن من سؤالهم أنّ بيتَ القصيد هو مَعرِفَتُهُم هل يعترف يسوع أنّه المسيح أم لا ؟ فالرجل لم يجب بالإيجاب إنّما أنكر2 و قال : "أنتم تقولون أنّني أنا هو" فقال الجميع كأنّهم كانوا متّفقين من قبل:"إذن أنت ابن الله!". فإن قال إنّه المسيح أو تهيّأ لهم أنّه قالها فكأنّما قال إنّه ابن الله . رغم أنّه لا يوجد تصريحٌ بها، إنّما استَنْتَجَها خُصُومُه .
فعلى ضوء هذه النصوص و الخلفيات نَبْنِي حُجَّتَنَا في سبب اتهام اليهود ليسوع بالكفر كما يلي :
أولا ـ. كفرت طائفة من بني إسرائيل بيسوع ، وعلى رأسها السلطة الدينية لسبب أنّهم كانوا ينتظرون من "ابن داوود" الموعود3 أن يكون جبَّارًا مُنتصرًا،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- سميناه المقبوض عليه لا يسوع كما ورد في الأناجيل ، لأنه ليس يسوع عليه السلام إنما هو يهوذا
الإسخريوطي المرشّح الوحيد أن يكون هو المصلوب
2- أنظر كتابنا: مسألة صلب عيسى عليه السلام بين الحقيقة و الوهم.
3- كان بنو اسرائيل يعتقدون في زمان عيسى وفي زمان سيد الخلق صلى الله عليه و السلام و إلى اليوم أيضا أن المسيح من نسل داوود . و قد كذّب سيدنا عيسى هذا الزعم . و لقد كلّفهم هذا الاعتقاد كوارث عظيمة .لمزيد من التفسير أنظر كتابنا البشارة برسول الله بين الإشكال و الجحود.
40
يُعلِنُ الجهاد ضدَّ السلطة الوثنية الرومانية التي أذلّت شعب ا لله المختار ، واغتصبت أرض الميعاد ، و أن تُعطَى له الجزية ، و تَلحَسَ الدنيا غُبار نَعْلَيْهِ.
فَخَيَّبَ أمال الشعب و حَرَّمَ على أتباعِه حَمْلَ السلاح حتّى العِصّي ، ولم يَدْعُ الى العصيان المدني و التَمَرُّدِ . والذي أجّج حقدهم عليه وأعمى أبصارهم هو أمرُه بدَفْعِ الجِزية لقيصر1.
ثانيا ـ أنّه عليه السلام كان اسمُه المسيح، اسما شخصيا.
ثالثا ـ التأويل المُغرض لكلمة المسيح : لا شكّ أنّ كلّ إنسان جرّب مشاعر الكراهية تُجاه أحدٍ أو هيئةٍ أو حزبٍ أو حكومةٍ . فلسنا في حاجة إلى التدليل إنّ هذه الكراهية تجعل الشخصَ يتجاهَلُ حسَنات خصْمِه و يَستَعْظِم هفواته و يتأوّل كلامه و أفعاله على أسوء وجه . و كما يقول المثل الجزائري " اللي تَكْرْهُه تَشُوفْ عَلِيهْ المَنَامَاتْ" . و اسمع لما يقوله الله تعالى في شأن مرضى القلوب. قال تعالى:" هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ " آل عمران 7. قال الإمام القرطبي: قوله تعالى فأما اللذين في قلوبهم زيغ اللذين رفع بالابتداء ، و الخبر فيتبعون ما تشابه منه . و الزيغ الميل ، و منه زاغت الشمس ، و زاغت الأبصار . و يقال : زاغ يزيغ زيغا إذا ترك القصد ، ومنه قوله تعالى :" فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم" .
ـــــــــــــــــــــــــ
1- متى 22/16 – 21 :"قال أعطوا لقيصر ما لقيصر و ما لله لله" أنظر أيضا مر 12/13–17 .
41.
و هذه الآية تعم كل طائفة من كافر و زنديق و جاهل و صاحب بدعة .
قال ابن كثير:
"فأما الذين في قلوبهم زيغ" أي ضلال وخروج عن الحق إلى الباطل "فيتبعون ما تشابه منه" أي إنما يأخذون منه بالمتشابه الذي يُمكنهم أن يُحرِّفوه إلى مقاصدهم الفاسدة ويُنزلوه عليها لاحتِمَال لَفظِه لما يَصرِفونه فأما المُحكم فلا نصيب لهم فيه لأنه دافعٌ لهم وحجّةٌ عليهم ولهذا قال الله تعالى "ابتغاء الفتنة" أي الإضلال لأتباعهم إيهاما لهم أنهم يحتجون على بدعتهم بالقرآن وهو حجة عليهم لا لهم كما لو احتج النصارى بأن القرآن قد نطق بأن عيسى روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وتركوا الاحتجاج بقوله "إن هو إلا عبد أنعمنا عليه" وبقوله "إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون" وغير ذلك من الآيات المحكمة المصرحة بأنه خلقٌ من مخلوقات الله وعبد ورسول من رسل الله. وقوله تعالى "وابتغاء تأويله" أي تحريفه على ما يريدون.
و إن كانا الإمامان القرطبي و ابن كثير يحصران المحكم و المتشابه على القرآن الكريم، فلا مانع أن نعمّم أنّ أهل الزيغ و البّاطل في كلّ أمّة و في كلّ زمن يتّبعون ما تشابه في كلّ القضايا ابتغاء الوصول إلى أهدافهم. و هو ما حصل بين بني إسرائيل و نبيّهم عيسى عليه السلام. فالمسيح زمن عيسى عليه السلام اسمٌ تسمّى به كثيرٌ من النّاس فأوّلوها باطلا و شُبهة أنّه يدّعي أنّه ابن الله.
رابعا ـ إِنّ لقبَ المسيح المنتظر في كُتب بني إسرائيل المُقدّسة ابتداء من التوراة إلى آخر أسفارهم – لا تنس أخي أنّ المحكم و المتشابه في كلّ لغة و في كلّ لهجة. فقولنا أنّ المساجد بيوت الله لا تعني للمسلم أبدا أنّ الله جلاّ و علا يسكنها-
42
هو"ابن الله"1. فهذا مثال على ما قد يعنيه مثل هذه المتشابهات للغرباء عن ثقافة الإسلام و التوراة. و لو بَقِيَتْ رسالة عيسى عليه السلام في منبتها و محيطها الطّبيعيين ما انحرف معناها إلى ما هو عليه الآن.
خامسا ـ : إنّ ميلاده عليه السلام تمّ دون الأسباب العادية الطبيعية.
فعلى أساس هذه الحقائق الخمس،بنى اليهود اتِّهَامَهم ليسوع بالكفر.فلمّا كان عليه السلام اسمه المسيح،و المسيح ابن الله،و يسوع وُلِدَ من غير أبٍ ، قالوا له : إذن أنت تدّعـــــي أنّك ابن الله !.وكانوا يَقصِدون الحقيقَة لا المجاز . و هكذا تَمّ إلصاقُ هذا اللقب به عليه السلام.
إذن نعود لِنَرَ و نتحقّقَ هل قال يسوع عن نفسه أنّه ابن الله أم هو افتراء الحاقدين عليه و المُكابرين.؟ الشيء الثّابتُ لدينا يقينا أنّ اليهود كفّروا عيسى عليه السلام و قد ورد خبرُ تكفيرِه في الإنجيل بشكلٍ متواترِ لا يرقى إليه شكّ. و لا مجال للتشكيك بهذه المسألة بتاتا، ذلك لأنّه تواترت في جميع النّصوص الإنجيلية كلّها على أنّ هذا التكفير تمّ. كما اتّفقت جميع نصوص التوراة و كتب الأنبياء أنّ لقب " ابن الله" بالمعنى المجازي كان شائعا عند جميع بني إسرائيل. و ليس مستغربا أن يكون النبي عيسى عليه السلام قد سمع لقب " ابن الله"
حتّى من المؤمنين به. لكنّ للظروف التي أحاطت بميلاده عليه السلام و حذرا من المتربّصين به و برسالته و كذلك للظروف السّياسية التي عاشت في ظلّها الأرض
ـــــــــــــــــ
1- قال داوود عليه السلام:"أمّا أنا فقد مسحتُ مَلِكِي على صهيون جبل قدسي.إنّي أخبر من جهة قضاء الربّ قال لي"أنت ابني أنا اليوم ولدتك،اسألني فأعطيك الأمم ميراثا لك و أقاصي الأرض مُلكا لك"(مز2/6-8).
43
المقدّسة من استعمار روماني وثني يعتقد بتجسّد الآلهة ، فإنّه رفض هذا اللقب سدّا للذريعة.
و كُنّا قد لاحظنا خبر المُحاكمة الذي أجمعت عليه الأناجيل المتشابهة في تكفير المقبوض عليه. و إليك ما يدعّمُ ما ذهبنا إليه في الإنجيل الرابع:
1ــ يو 10/33: ورد فيه أنّ اليهود أجابوا يسوع قائلين : " لَسنَا نَرْجُمُكَ لأجْلِ عَمَلٍ حَسَنٍ بل لأجلِ تَجدِيفٍ فإِنَّكَ و أنت إنسانٌ تجعَلُ نَفسَكَ إِلَهًا ".
2 ــ يو 5/18: و برّر كاتب السفر حنقَ اليهود عليه بقوله : " فَمِنْ أجْلِ هذا كان اليَهودُ يَطلُبُونَه ( يسوع ) أكْثَرَ لِيَقتُلُوهُ.لأنَّه لم ينقُضِ السبتَ فقط بل قال أيضا إِنَّ الله أبوه مُعَادِلاً نفسَه بالله".و هذا النص لا يلزم أنّه الحقّ، بل هذا تعليقٌ من كاتب الإنجيل.
3ــ يو 19/7 : و قال اليهود أيضا :"وَ حَسْبَ نَامُوسِنَا يَجِبُ أنْ يموتَ لأنّه جَعَلَ نَفسَهُ ابن الله ".
4ــ يو 10/24 : و قالوا أيضاً له : " إلَى مَتَى تُعَلِّقُ أنفُسَنا ؟ إِنْ كُنتَ أنتَ المسيحُ فقُلْ لَنَا جَهْراً ". لاحظ في هذا النصّ كأنّ المسيح تُهمةٌ . و ذلك لأنّ "المسيح" رديف مجازي للقب " ابن الله" في الثقافة الإسرائيلية.
و إنّي لا أتّفق مع ما ذهب إليه القاضي عبد الجبّار المعتزلي الذين حكمَ حُكمه الشهير المتداول بين الباحثين المسلمين حول انحراف المسيحية إلى براثن الوثنية
بقوله :" الرّومان لم يتنصّروا ، بل النصرانية تروّمت " و يعني أنّ الرّومان هم من ألّه عيسى عليه السلام غُلوا و بالتدريج. و الحقيقة غير ذلك فالذي ألّه عيسى
44
عليه السلام هم مُبغضوه من اليهود و مُخاصموه، لكنّ ليس لتقديسه إنّما للهدف الذي علمتَ. و قد سمع عليه الصلاة و السلام هذا التأليه في زمانه و بأذني رأسه. و علم بخبث اليهود و مرماهم المشؤوم.
و لو لَمْ يَحشُرْ بولس رسالة عيسى عليه السلام بين الأمم من الإغريق و الرومان لَبَقِي هذا الخبرُ اتّهاما كاذباً كأيّ خبرٍ آخر تَنقلُهُ الكُتُبُ المقدّسة و هي تقــــصّ أخبار المكابرين و المعاندين للأنبياء و الرُسل ، كنقل القرآن الكريم اتّهامات المشركين لرسول الله  بالكذب و السحرِ و الكهانة. و لولا تعهّد الله تعالى لكتابه لكان هذا الاتّهام ممكن الوقوع في شأن سيّد الخلق فقد اتّهم نصارى نجران أنّ سيّد الخلق  يريد منهم أن يعبدوه. فنزل القرآن الكريم منافحا عن رسول الله  و مكذّبا دعوى النّصارى و اليهود . قال تعالى:" ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتابَ و الحُكم و النُبوءَة ثم يقولُ للنّاسِ كُونُوا عِبَادًا لي من دُون الله و لكن كُونُوا رَبّانِيينَ بما كُنتُم تَعلَمُونَ الكِتابَ و بمَا كنتُمْ تَدرُسُونَ" آل عمران 79 . و ورد عن ابن كثير في تفسير هذه الآية:"قال محمد بن إسحاق حدثنا محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال أبو رافع القرظي حين اجتمعت الأحبار من اليهود والنصارى من أهل نجران عند رسول الله  ودعاهم إلى الإسلام: أتريد يا محمد أن نعبدك كما تعبد النصارى عيسى ابن مريم؟ فقال رجل من أهل نجران نصراني يقال له الرئيس:أو ذاك تريد منا يا محمد وإليه تدعونا؟ أو كما قال: فقال رسول الله " معاذ الله أن نعبد غير
الله أو أن نأمر بعبادة غير الله ما بذلك بعثني ولا بذلك أمرني" أو كما قال  فأنزل الله في ذلك من قولهما "ما كان لبشر – إلى قوله- بعد إذ أنتم مسلمون".
45
لكنّ بولس – الذي بدأ حياته مُضطهدا لعيسى عليه السلام و أتباعِه ثم آمن به في لحظة مُراجَعتِه لِذَاته،كَفرَ به في آخر أيّامه، لكن هذه المرّة ليس بُغضا لنبي النّاصرة عليه السلام و أتباعِه و لا حقدا عليه، بل عبدا مُستسلمًا لِسُلطانِ الإغراء. قال تعالى في أمثال ناس يبيعون آخرتهم بدنياهم:" وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ " الأعراف 176 .قال المفسّرون :" وقوله تعالى "ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه" يقول تعالى "ولو شئنا لرفعناه بها" أي لرفعناه من التدنس عن قاذورات الدنيا بالآيات التي آتيناه إياها "ولكنه أخلد إلى الأرض" أي مال إلى
زينة الحياة الدنيا وزهرتها وأقبل على لذّاتها ونعيمها.
فاستغلال بولس للإشاعات اليهودية المغرضة عن النّاصري عليه السلام جعل منه فارسا مغوارا في ميدان الوثنيين من الإغريق و الرّومان لِيَنْهَبَهُم – كما اعترف بعظمة لسانه – و يُطالِبَهم بنِصفِ ما يملكون إن قبلوا بدعوته1.
ـــــــــــــــــــــــ
1- قال بولس لأهل غلاطية ( بتركيا حاليا):"إن كنّا قد زرعنا لكم الروحيات أفعظيم إن حصدنا منكم الجسديات" (1كو9/11). و يقول في رسالته إلى أهل غلاطية:"ليشرك الذي يتعلّم الكلمة معلّمه في كلّ خيراته الـــتي يملكها"(غلا6/6). و يعني هذا أنّ بولس دائما سيكون مستفيدا إمّا بشكل مباشر أو غير مباشر. و قال أيضا:"فاعملوا كما تعمل كنائس غلاطية وكلّ أول أسبوع أخزنوا من أموالكم حتى لا يكون جمعكم عند قدومي"(1كو16/1-2). و في 2كو11/8-9::" أذللتُ نفسي كي ترتفعوا أنتم لأنّي بشّرتكم مجّانا بإنجيل الله. نهبت كنائس أخرى آخذا أجرة لأجل خدمتكم".. و هو يدّعي أنّه يجمع الأموال إلى الحواريين عليهم السلام في أورشليم.و قد انتهى به المطاف إلى هناك و لم ينفق منها ملّيما
واحدا على الحواريين. بل كان غنيا إلى درجة أنّ فليكس حاكم اليهودية كان طامعا في ماله.
46.
فبولس لم يُخرج الوثنيين من وثنيتهم بل غيّر فقط موضوع صَنَمِهم. بدلا من أوزيس و أوزوريس و أرتميس و أدونيس الآلهة المتجسّدة التي ماتت من أجل خلاص المؤمنين اقترح لهم يسوع النّاصري بديلا.
و هذا ما يفسّرُ قبول الوثنيين لهذه المعتقدات التي لا تختلف في شيء عن معتقداتهم الوثنية. زد على ذلك ، ولغرض تسهيل بدعته على مريديه حتّى يَكثُروا، اقترح بولس عليهم فكرة النّعمة. و هي فكرة تعني أنّ موت يسوع على الصليب جعل التمسّك بوصايا التوراة و بأي شريعة أخرى لاغٍ.
و مَضَت الأيّام و نَضِجَت عقائد المؤمنين الجُدُد . و بعد مجادلات و خصومات و تكفيرات متبادلة بين طوائف النّصارى رَسَتْ سفينتُهم في سنة 325 م على مُعتقدهم كمّا نصّ عليه مجمع نيقية.
و هذه النصوص الإنجيلية التي أشرنا إليها آنفاً – كما فهمتها كنيسة بولس – كانت وراء هذا المجمع الذي ناقش طبيعة المسيح و خرج بالاعتقاد التالي : نُؤمِنُ بإِلَهٍ وَاحِدٍ،آبٍ واحدٍ ضَابِطِ الكُلِّ،خَالِقِ السَّمَاءِ و الأرْضِ،كُلّ مَا يُرَى وَ مَا لاَ يُرى،وَ بِرَبٍّ وَاحِدٍ،يسوع الابنُ الوَحِيدُ المَولُودُ مِنَ الآبِ قَبلَ الدُّهُورِ مِن نُورِ اللهِ، إِلَهٌ حَقٌّ مِن إِلَهٍ حقٍّ ، مَولُودٌ غيرَ مَخلوقٍ.
مساوٍ للآب في الجوهَرِ الذي بِهِ كَانَ كُلّ شَيءٍ و الذي مِنْ أجْلـِنَا نحـــنُ البشرُ وَ مِنْ أجْلِ خَطَايَانَا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ،وَ تَجَسَّدَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس،وَ مِنْ مَريم العَذْرَاءِ تَأنَّسَ،و صُلِبَ عَنّا عـلى عهدِ بيلاطس،وَ تَألّمَ وَ قُبِرَ،وَ قَامَ مِنْ بين الأمواتِ في اليومِ الثالِثِ على ما في الكُتُـبِ و صَعِدَ إلى السّماء،وَ جَلَسَ عَن يَمِينِ الرَبّ،وَ سَيَأتِي بِمَجدٍ لِيَدِينَ الأحْيَاءَ وَ الأمـوَاتَ وَ لاَ فَنَاءَ لِمُلْكِهِ . وَ الإيمَانِ
47
بالرُّوحِ المُحيي المنُبَثِقِ مِنَ الآبِ،الذي هُوَ مَع الابن يَسجُدُ لَهُ ، وَ يُمَجِّدُ النَّاطِق بالأنبياء "1.
و النصّ كما ترى واضح الدلالة في أنّ يسوع هو ابن الله الوحيد ، المولود قبل الدهور ، مساوٍ للآب في الجوهر ، و هو إلهٌ حقٌّ مِن إِلهٍ حَقٍّ . و يعني هذا أنّه وَرِثَ الطبيــــــعةَ الإلهيةَ من أبيه كمَا يَرِثُ أيُّ إنسانٍ طبيعتَهُ البشريةَ مِن أَبِيه.بَقِي شَيء واحدٌ يحتاج إلى توضيح و هو إن كان يسوع ابن الله على المعنى الحقيقي ، فإنّ وِلادتَه لم تكن ثمرةُ اقترانٍ زوجي بين الآب و السيدة مريم العذراء. و هذا ما لا يعتقده النصارى . و بشكل أدقّ فإنّ النصارى و إن كانوا يعتقدون بأنّ يسوع ابن الله بالمعنى الحقيقي ، و السيدة مريم أمُّه على الوجه الحقيقي أيضا ، فإنّ العذراء ليست زوجة الله . و قد أضاف مجمعُ نِيقِية صيغةً تَضرِبُ بالحَرَامِ كُلّ قائلٍ:كان زَمَانٌ لم يكنْ فيه الابنُ أو لم يكنْ قَبْلَ وِلادَتِه،أو خُلِقَ مِن عَدَمٍ أو مِن أُقنومٍ آخَرَ أو أنّ ابنَ الله مَخلُوقٌ مُتَغيّر"2.
سياق كلمة "المسيح" في القرآن الكريم يشدّ الانتباه
و لا أستطيع أن أُوَاصِلَ حتىّ أُسَجِّلَ هذه المعجزة في القرآن العظيم الذي قال عنه مُنَزِّلُه :" إنّ هَذا القُرآنَ يَقُصُّ على بَني إسْرَائيلَ أَكْثَرَ الذي هُمْ فِيهِ يَختَلِفُون "(النمل 76). وقال:" وَ قَالُوا لَوْلاَ يَاتِينَا بِأَيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَ لَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةٌ مَا فِي الصُّحُفِ الأُولَى"(طه 133).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-Voir : l’ Eglise des Apôtres et des martyrs p 545.
و أنظر أيضا محضرات في النصرانية ص172
2-L’Eglise des Apôtres et des martyrs- Chapitre symbole de Nicée. P 546.

48
فحسب ما وصلني من علم متواضع ، لم يخطر أبداً ببال مسلم أو مسيحي أو يهودي أنّ من دواعي تأليه يسوع هو التأويل المغرِضُ لِكلمة المسيح من طرف اليهود . وقد وردت الكلمة إحدى عشرة مرة في القرآن الكريم . أتت مرّة واحدة على صيغة التبشير.
* " إِذْ قَالَتِ المَلاَئِكَةُ يا مَريمُ إِنّ الله يُبَشِّرُكِ بكَلِمَةٍ مِنْهُ اسمُه المَسِيحُ عِيسَى بن مـــريم وَجِيهًا في الدُنيَا و الآخِرَةِ وَ مِنَ المُقَرّبينَ و يُكَلِّمُ النّاسَ في المَهْدِ وَ كَهْلاً وَ مِنَ الصَّالحينَ. قَالَتْ رَبِّي أَنىّ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَ لَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ . قَالَ كَذَلِكَ اللهُ يَخلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُنْ . وَ يُعَلِّمُهُ الكِتَابَ و الحِكْمَةَ و التَورَاةَ و الإنْجيلَ وَ رَسُولاً إلى بَنِي إسرَائيلَ" (آل عمران 45 – 49).
وهذه بشارةٌ تَحَقّقَ جُزءٌ مِنها في حياة سيّدنا عيسى الأولى : تَعَلّمَ التَوْرَاةَ وَ الإِنْجِيلَ و كان رسولا إلى بني إسرائيل . أمّا الجُزءُ الثاني من البشارة فسَيَتَحَقّقُ في مَجِيئِه الثاني : و سَيَكُونُ مَسِيحًا لا نبياً ، يَحكُمُ بالكتاب و الحِكمَة و هما القرآن و السنّة ، و يُؤسِّسُ مملكة الله . و أتت كلمة المسيح مرة أخرّى في سياق تفنيد زعم اليهود في أنّهم صلبوا عيسى عليه السلام .
*"وَ قَوْلِهِم إِناّ قَتَلْنَا المَسِيحَ عِيسَى بن مَريمَ رَسُولَ الله.وَ مَا قَتَلُوهُ وَ مَا صَلَبُوه وَ لَكِن شُبِّهَ لَهُم" (النساء 157). وقد ثبت تاريخياً أنّه كان مَكتوبًا على خَشَبَةِ المَصلُوبِ : يسوع الناصري مَلِكُ اليهود (يو 19/19 ). أمّا في تِسْعة مواضع الأخرى المتبقية،وردت في سياق تفنيد الكفر و التزوير المُغرِض لها .
*:"وَ قَالَتِ اليَهُودُ عُزَيرُ ابنُ الله وَ قَالَتِ النَّصَارَى المَسِيحُ ابنُ الله" (التوبة 29).
49
* " اتّخَذُوا أحْبَارَهُمْ وَ رُهْبَانَهُم أربَاباً مِنْ دُونِ الله وَ المَسِيحُ بنُ مريمَ وَ مَا أُمِرُوا إِلاّ لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِداً ، لاَ إِلَهَ إلاَّ هُوَ سُبحَانَهُ عَمَّا يُشرِكُون " (التوبة 31).
*قال تعالى :" إِنّمَا المَسِيحُ عِيسَى بنُ مَريمَ رَسُولُ الله وَ كَلِمَتُهُ ألْقَاهَا إلى مَريمَ وَ رُوحٌ مِنهُ فَآمِنُوا بالله وَ رُسُلِهِ .وَ لاَ تَقُولُوا ثَلاَثَةٌ انْتَهُوا خَيرًا لَكُمْ . إِنَّمَا الله إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ.لَهُ مَا في السَّمَاواتِ وَ مَا فِي الأرْضِ وَ كَفَى بالله وَكِيلاً . لَنْ يَسْتَنْكِفَ المسيحُ أنْ يَكونَ عَبداً لله وَ لاَ المَلاَئِكَةُ المُقَرَّبُونَ.وَ مَنْ يَسْتَنْكَفْ عَنْ عِبَادِتِهِ و يَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُم إِلَيه جَمِيعًا" (النساء 171-172).
*:" لَقَدْ كَفَرَ الذِينَ قَالُوا إِنّ اللهَ هُوَ المَسِيحُ بن مَرْيَمَ.قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللهِ شَيئًا إِنْ أرَادَ أَنْ يُهْلِكَ المَسِيحَ بن مَرْيَمَ وَ أُمَّهُ وَ مَنْ في الأرْضِ جَمِيعًا " (المائدة 17).
*:" لَقَدْ كَفَرَ الذِينَ قَالُوا إِنّ اللهَ هُوَ المَسِيحُ بنُ مَريَمَ وَ قَالَ المَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ أُعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَ رَبّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشرِك بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيهِ الجَنَّةَ وَ مَأوَاهُ النّارَ وَ مَا لِلظّالِمِينَ مِن أَنصَارٍ . لَقَدْ كَفَرَ الذِينَ قَالُوا إِنّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَ مَا مِن إِلَهٍ إلاّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَ إِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمّا يَقُولُونَ لَيَمَسّنَ الذِينَ كَفَرُوا مِنهُم عَذَابٌ ألِيمٌ . أَفلاَ يَتُوبُون إلى الله و يَسْتَغفِرُونَهُ وَ اللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ مَا المَسِيحُ بنُ مَرْيَمَ إلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَ أُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأكُلاَنِ الطَّعَامَ "(المائدة 72-73).
فترى من خلال،آي القرآن الكريم ، أنّ كلمة المسيح وردت دائما في سياق الإخبارِ عن الذين كفروا بقولهم المسيحُ ابن الله، أو هُو الله،أو ثالِثُ ثلاثةٍ وَ أكّدت،على النقيض،أنّ المسيحَ عبدُ لله، كان يدعو لعبادةِ الله وحدَه ، نافيَةً أن
50
يكون مِن طبيعةٍ إلَهِيَةٍ لأنّه كان فَقِيراّ يأكُلُ الطّعَامَ مُحتَاجاً لنعمَةِ الله. وَ مَنْ كان يدعو لعبادة الله فَلَنْ يكون معبوداّ.وَ مَنْ كان غَيْرَ قَائِمٍ بِذاته تنتفي عنه الألوهية . و لم تَرِدْ هذه الكلمةُ مرّةً واحدةً في مُستويات الرسالية . فما أتت في القرآن الكريم أبداّ مقترنةّ بالكلمات:أتينا،أيّدنا،قفّينا،قولوا آمنا بما أنزل،و لقد أخذنا ميثاق،وصّينا.و الكلمات و العبارات السابقة جاءت دوما مقترنة بكلمة عيسى في القرآن1.
بولس شريك أعداء عيسى عليه السلام في تأليهه
و لقد شاع بين النّاس و بخاصة المسلمين أنّ الرومان الوثنيين هم الذين قالوا ببُنُوة يسوع مُحَاكاةً لعقائدهم الوثنية . و الحقيقة غير ذلك ! فالذين افتروا هذا البهتان العظيم على الله و رسوله عيسى هم الذين كفروا من اليهود برسالته2.و ذلك لغــرض الصـدّ عــن دعوته و الطعن في رسالته3. و كانت الحلقة الواصلة
بين بهتان اليهود و الوثنيين من الإغريق و الرومان – الذين لم تكن عقيدةٌ مِثل هذه إلا لِتسيَر في اتجاهِ تيارهم الاعتقادي الذي ألِفُوه - هو بولس الطرسوسي.
ــــــــــــــــــــــ
1* لمزيد من الإيضاح ارجع إلى كتابنا المنشور في هذا الموقع : " البشارة برسول الله بين الإشكال و الجحود" ص80.
2- قال تعال . "فبظلم من الذين هادوا حرّ منا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدّهم عن سبيل ا لله كثيرا "(النساء 160 )
3-أما قول شارل جينبير في كتابة "المسيحية نشأتها وتطورها " أنّ كلمة" ابن الله" ترجمة خاطئة لكلمة " غلام الله " التي تعني خادم الله ،والتي قد تترجم الى طفل ا لله أو ابن الله. فهو كلام بعيد عن التحليل الموضوعي وعن تواتر هذه الكلمة في أسفار العهد القد يم. وقد ثبت في القرءان أن اليهود كانوا يقولون "نحن أبناء الله" .
51
فهو الشخصية الأولى التي رَسّمَتِ هذا التَقَوّلَ على يسوع و جَعَلتْه ديناً يُتَعبّدُ به لله. فكلمة ً ابن الله ً لم تنشأ بعدما رُفع المسيح يسوع ، بل سَمِعها عليه السلام بأذني رأسه و أنكرها نكراناً شديدا، وكان عاَلِماً بِنِيـّة اليهود الخبيثة ، و ما تنطوي عليه هذه الكلمة من انزلاق خطير نحو الوثنية . فكيف وصلت هذه الافتراءات إلى الوثنيـين من الإغريق و الرومان لتصبح في أعينهم حقائق دينية ؟
لاشكّ أنّ فحصا ولو بسيطا للديّانات ذات الأسرار التي كانت منتشرة في العالـم الإغريقي الروماني زمان صاحب البشارة عليه السلام يُعطيكَ فكرة جيّدة عــن المعتقدات التي مفادها أنّ الآلهة تستطيع أن تتجسّد في البشر،و تتزوّج نساءً و تُخلّف أنصاف آلهة.و على العموم ففكرة "ابن الله" أو"الإله البشر"لم تكـن غريـبة عـن العواطـف الدينيــة العميقة لحظّ بولس من الشعوب1.
فَلِحَاجَةٍ في نفس بولس و ليتخّذ له أتباعاً من الأمم لم يخرج بولس الطرسوسي
من مستنقّع المعتقدات و التعاليم الوثنية . فما كان منه إلاّ أن اغتنم فرصته الذهبية التي لا تتكرّر : أنّ اليهود الذين كفروا بيسوع أشاعوا بين الناس و بخاصة إخوانهم في الشتات أنّ يسوع ادّعى أنّه الله و أنّه ابن الله . فاستغلّ الإشاعات الكاذبة عن يسوع و كتب في رسالته إلى أهل رومية:"لأنّه مَا كَانَ النّامُوسُ عَاجِزاً عَنْهُ في مَا كَانَ ضَعِيفًا بالجَسَدِ،فالله إذْ أرْسَلَ ابنَهُ الوَحِيدَ2 في
ـــــــــــــــــــــــ
1-أكد بولس أنه إن كان التلاميذ رسلا لليهود فقط – أهل الختان - فهو رسول المسيح لأهل القلفة – يعنى الوثنيين.
2- ورد في الترجمات الفرنسية و الإنجليزية المعتبرة "Son propre fils; Own son" و التي ترجمتها النصوص العربية بالوحيد .و بالكلمة " وحيد " يصبح يسوع ابن الله على وجه الحقيقة.

52
شِبْهِ جَسَدِ الخَطِيَةِ وَ لأجْلِ الخَطِيّةِ دَانَ الخَطِيّةَ في الجسد"(رو8/3). و يُفهم من كلام بولس هذا أنّ الإنسان خاطىء ، و هو تحت الدينـونة لأنّه وَرِثَ جسد الخطية من أبيه آدم الذي جنى على كلّ أبنائه ، لمّا أكل من الشجرة المنهي عنها .و لِمُحَاوَلَة تبرير الإنسان أرسل الله موسى و مَن قَبْلَه بالشرائع . لكن الشريعة التي يتبرّر بها الإنسان – الكثيرة المسائل و التكاليف – عَجَزَتْ لِعَجْزِ الجسد البشري الذي تَمَلْمَلَ منها . و حيث عجزت الشريعة نجح الله في تبرير البشر بذبح ابنه الوحيد . فَبعد صَلبه ، لا مُحرّمات و لا محظورات و لا طقوس.و يؤكّد الفكرة في موضع آخر من رسالته : " الذي لَمْ يَشْفِقْ على ابْنِهِ الوَحيد بَلْ أسْلَمَهُ عَنْ جَمِيعِنَا "(رو 08/32). و في موضع آخر يعطي نفس المعنى بصيغة أخرى :" حَتىّ إنّكُمْ بِنَفْسٍ واحدةٍ وَ فَمٍ وَاحِدٍ تُمَجّدونَ أبَا رَبِّنَا المسيحُ يسوع"1 (رو 15/6).
و يجب أن نُنَوّه على أنّ رسائل بولس الثلاث عشرة كانت أوّلُ الأسفار تدوينا. و لم تُكتبُ الأناجيلُ إلا بعدها. فلمّا بدأت الكنيسة الناشئة، كنيسة بولس، في ترجمة الأناجيل إلى اليونانية أوّلا ثمّ الاعتراف بها ثانيا عَمِلتْ على دمجِ تعاليم بولس فيها لتؤكّدَ على أنّ يسوع هو ابن الله المتجسّد الذي مات من أجل خطايا البشرية. بمعنى آخر عملت الكنيسة الناشئة ( كنيسة بولس) بعملية حوصلة و توفيق بين أناجيل التلاميذ عليهم السلام و رسائله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-I كو 1/9 ، II كو 1/3 ، 11/31 ، 1/19 ، أف 1/3 ، كول 1/3 ، 1/12 ، 1/15.و الألقاب هذه شائعة في رسائل بولس لكن اختصرت لك بإيجاز
53
الحجّة الحاسمة من إنجيل مرقس : لقب ابن الله لقبٌ شيطاني.
و إليك أخي القارىء هذه الدراسة التي تبحث في تطور لقب " ابن الله" و الاختمارات العقدية بخصوصه ابتداءً من إنجيل مرقس الذي يصف هذا اللقب بالشيطاني إلى إنجيل يوحنا اللاهوتي ،آخر الأناجيل كتابةً،الذي ينفي صفة الخلاص و الإيمان عمّن يكفرُ بأنّ يسوع هو "ابن الله الوحيد".
و عند دراسة لقب " ابن الله " في إنجيل مرقس الذي يُعتبرُ أوّل الأناجيل كتابةً ، و الوثيقة الرئيسية لإنجيلي متىّ و لوقا نلاحظ أنّ الحواري،و هو ابن أخت الحواري بارنابا المشهور عند المسلمين بإنجيليه ، يمقتُ الكلمة "ابن الله" مقتا شديداً و يؤكّد على أنّ هذا اللقب شيطاني هدفهُ الصدّ عن سبيل الله و الطعنُ في رسالة خاتم أنبياء إسرائيل.و لم ترِدْ في إنجيله إلاّ في خمس مواضع عَلَى ألسنة شياطين الإنس و الجن أو على لسان قائد المئة الذي كان وثنياً . و بلغ به الاحتياط حتى تجاهل خبر ميلاد يسوع المعجز سدّاً للذريعة . لأنّ توحيد الله عز وجل أولى عنده من ذكر خارقة للعادة.
فقد وردت على ألسنة شياطين الجن مرّتين :
1ــ مر 3/11 :" وَ الأرْوَاحُ النَّجِسَةُ حِينَمَا نَظَرَتْهُ خَرَّتْ لَهُ وَ صَرَخَتْ قَائِلَةً إِنَّكَ أنْتَ ابنُ الله فانْتَهَرَهُمْ بِشِدَّةٍ ألاّ يُظهِرُوهُ".
2 ــ مر 5/7:" و قال (الروح النجس) مالي و لك يا يسوع ابن الله العلي.أستحلفك بالله ألا تعذّبني".
54
و وردت مرة واحدةً على لسان شيطان الإنس،رئيس الكهنة:
ــ مر 14/61: " قال (رئيس الكهنة) أأنت المسيح ابن المبارك؟".
و لسنا في حاجة إلى تفسير مسعاه المشؤوم لأنّ الأناجيل الأربعة إتّفقت1 على أنّ الهدف من وراء الاتّهام هذا هو تكفير يسوع و من ثمّ تبرير قتله معلّقا على خشبةٍ كما يُقتلُ الكفرة الملاعين.
و المرّة الرابعة وردت على لسان وثني روماني هو قائد المئة:
ــ مر 15/39:" قال ( قائد المئة) حقّا كان هذا الإنسان ابن الله".
و ما قيمة شهادة رجل وثني لا عِلْمَ له بعقيدة إسرائيل و لا بثقافتهم وتقاليدهم و كان سلفاً يؤمن بتجسّد الآلهة في الأرض. فهل تأخذ دينك ، أخي الكتابي عن يسوع و تلامذته عليهم السلام أم تأخذه عن الشياطين و خصوم يسوع و الوثنيين؟
ووردت للمرّة الخامسة في:
ــ مر 1/1 :" بِدْءُ إِنجيلِ المَسيحِ ابنُ الله " ، فإنّ هذا العدد مزوّرٌ، بإجماع علماء المخطوطات من أهل الكتاب. و لا يوجد في أي مخطوط و لا يوجد له أي شاهد2،
ــــــــــــــــــــــــــــــ
1- تتفق جميع نصوص المحاكمة و هي سبعة على أنّ المقبوض عليه أنكر أنّه المسيح إلا في مر 14/61. و هو نص شاذّ.
2-TOB p 2389 . note c : " Fils de Dieu . ce titre n'est pas attesté par tous les témoins du texte.".
Does Mark 1:1 Call Jesus ‘God’s Son’?
A Brief Text-Critical Note
by
Daniel B. Wallace, Ph.D.
September 30, 1999
55
رغم أنّه وصلت إلينا خمسة آلاف مخطوطة باللغة اليونانية وحدها. و اخترت لك شهادتين من كبار علماء المخطوطات، إحداهما فرنسية من الترجمة المسكونية و الثانية إنجليزية من صفحات الويب. و رغم اجتهاد والاس و دانيال في محاولة رفع الحرج من هذا التبديل فإنّهما لم يستطيعا إخفاء هذه الحقيقة. و يعترفان أنّ كلمتي " ابن الله" في مرقس 1/1 لم تبدأ في الظهور إلا في مخطوطات القرن السادس ، و بشكل أقوى في مخطوطات القرن التاسع للميلاد. و لم ترد هذه الكلمة مطلقا على لسان سيّدنا عيسى عليه السلام في الأناجيل المتشابهة.
______________________
Mark 1:1 reads as follows: jArchV tou' eujaggelivou jIhsou' Cristou' uiJou' qeou' (“The beginning of the gospel of Jesus Christ, the Son of God.”) The last two words in Greek are disputed because of their omission in some important manuscripts. These same manuscripts cannot be charged with being the products of heretics, however, because in 15:39 they all record the centurion as saying, “Certainly this was God’s Son.” The issues at stake must be put on a different plane.
a* Q (28) and a few others omit uiou qeou, while virtually all the rest of the witnesses have the words. Although normally the shorter reading is to be preferred by most textual critics, this rule cannot be applied mechanically. In this case, if a good reason for an accidental omission can be found—especially since the MSS lacking the words are very few, then the longer reading probably should be regarded as authentic. And although a is a major witness to the text of the New Testament, the first corrector of this MS added the words uiou qeou, suggesting the possibility that the omission was simply an oversight. Apart from this lone fourth century MS, the rest of the Greek testimony is quite late, coming approximately 500 and 700 years later. To be sure, the shorter reading is found in Origen and a few other early patristic authors, but the very fact that these writers seem to be using the verse for their own purposes, rather than commenting on the whole of the text, may imply that ‘God’s Son’ simply did not fit into their particular objective.

56.
حالات استثنائية قليلة في انجيل مرقس لا تصمد .
لكن وردت كلمات أخرى في الإنجيل لها معنى قريب منها ككلمة " ابني " التي سُمعت من السماء ، أو كلمة " أبي " التي وردت على لسان يسوع ،حسب ما تدّعيه الأناجيل .
و هذه العبارات لا تصمدُ أمام النقد لاضطرابها و عدم انسجامها و ثانيا لشُحّها. فلقد وردت العبارة :" هذا ابني الحبيب الذي سُرّت به نفسي " في موضعين: المرّة الأولى لمّا اعْتَمَدَ يسوع من يوحنا المعمدان1،و المرّة الثانية لمّا تراءى موسى و إيليا ليسوع وتلاميذه،على الجبل2.
و يُفهم من النصّين أنّ الله تكلّم ، و سُمع صوتُه من السماء لِيُعلِنَ أمام شعب إسرائيل و أمام التلاميذ أنّ يسوع هو المسيح ابن الله.و العبارة المذكورة تتضمن المزمور 2/6 – 8:" أنْتَ ابْني أنا اليوم وَلَدْتُكَ " و نبوة أشعيا 42/1 :" هُوَ ذا عَبْدي الذي أعْضُدُهُ، مُخْتَاري الذي سُرّتْ به نَفْسي ". و هما نصان من بين أعظم النصوص المبشرّة بالمسيح . و يُفهم من الأناجيل أنّ يسوع كان يُخفي عن الناس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-مر 1/11 : " و للوقت و هو صاعدٌ من الماء رأى السّموات قد انشقّت و الرّوح مثل حمامة نازلا عليه. و كان صوتٌ من السّموات. أنت ابني الحبيب الذي سُرِرتُ به".أنظر أيضا متى 3/17 ؛ لو 3/22 .
2- مر9/7 :" فلنصنع ثلاث مظالّ لك واحدةٌ و لموسى واحدةٌ و لإيليا واحدةٌ. لأنّه لم يكن يعلم ما يتكلّم به إذ كانوا مرتعبين. و كانت سحابةٌ تظلّلهم. فجاء صوتٌ من السّحابة قائلا هذا هو ابني الحبيب. له اسمعوا". متى 17/5 ؛ لو 9/35.
57
أنّه المسيح كما يُخفي أنّه ابن الله1. و التناقض خطيرٌ في الأناجيل فكيف نوفّق أنّ الله أسمعَ صوته و شَهِدَ أنّ يسوع ابنه و حبيبُه و مسيحه وأنّ يسوع كان ينتَهِرُ الشياطين و النّاس لمّا سَمّتْهُ كذلك ؟
إذن من استقراء النصوص يتبيّن أنّه ما كان ليسوع،وما يحقّ له أن يبارز الله تعالى ويناقضه.و من هنا يتبيّن أنّ النصّين السابقين ليسا على أسس رصينة.ولم يُكتبا إلاّ ليجعلا من الله شاهداً على بُنوة و مسيحانية يسوع ، هو الذي لم يعترف بهما أبداً.
كما وردت في إنجيل مرقس أيضا الكلمات:"أبي"؛"الآب"؛ "أبوكم" خمس مرّات بمجموعها.فلقد وردت أبي في موضعين.الأوّل:" لأنّ مَنْ اسْتَحْيَا بي و بِكَلامي في هذا الجِيلِ الفَاسِقِ الخَاطِئ، فإِنّ ابنَ الإنسانِ يَسْتَحْيي بِهِ مَتَى جَاءَ بِمَجْدِ أبِيهِ مع الملائكَةِ القِدِّيسينَ، وَقَالَ لَهُم الحَقُّ أقولُ لكُم إنَّ مِنَ القِيَّامِ هَاهُنَا قَومًا لا يَذُوقُون المَوْتَ حَتّى يَرَوْا مَلَكُوتَ الله قَدْ أَتَى بِقُوّةٍ"2(مر8/31-9/1).
ولسنا في حاجة إلى التدليل أنّ هذا النصّ، وما يوازيه في إنجيلي متىّ و لوقا، موضوعٌ وقد كُتِب في فترة عرفت فيها الكنيسة ألوان الاضطهاد، لِيَشُدّ من عزائم المؤمنين و يطمئنهم أنّ عودة المسيح قريبة ومعها ملكوت الله حتى أنّ الجيل الأوّل لا يموت حتى يتمّ هذا الوعد. وها هي مرّت أكثر من ألفي سنة على هذه النبوة المزعومة، ومات الجيل الأوّل و الأجيال التي تَلَتْهُ، ولم يَعُدِ المسيح.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-ورد في الأناجيل أنّ يسوع كان يرفض لقبي ابن الله و المسيح في مواضع كثيرة . أنظر مر 3/12 ، مر 1/29 – 34 ، لو 4/41 – 42.
2- أنظر أيضا متى 16/24-28؛ لو9/23-26.
58
و الموضع الثاني:" يَا أبَّا الآبُ كُلّ شَيءٍ مُسْتَطَاعُ لَكَ" (مر14/36). و كلمة "أبّا"1كلمة آرامية تعني الأب بالمعنى الحقيقي، بالنسبة للمتكلّم.و لم ترِد أبداً هذه الكلمة في صلوات بني إسرائيل.ولقد كانت عزيزة على بولس الطرسوسي ووردت في رسالتيه إلى أهل رومية 8/15:" بل أخذتم روح التبنّي الذي به نصرخ يا أبا الآب" ؛و إلى أهل غلاطية 4/6:"ثمّ بما أنّكم أبناءٌ أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخا يا أبا الآب".و لم ترِد هذه العبارة في أيّ إنجيل، رغم حِرص يوحنا و مترجم متّى على وصفِ يسوع بابن الله؛و لا حتّى في إنجيل لوقا تلميذ بولس.و لاشكّ أنّ صاحبها الذي أدخلها يريد أن يستدرك ما فات في إنجيل مرقس من نسبة يسوع إلى الله نسبةً حقيقيةً.
ووردت كلمة "الآب" مرّة واحدة:" أَمَّا ذَلكَ اليومُ وتِلكَ السَّاعَةِ فَلاَ يَعْلَمُ ِبِهمَا أحَدٌ، لا الملائكَةُ الذين في السَّماء ولا الابنُ إلاّ الآبُ" (مر13/32). و النصّ الموازي في متّى 24/ 29-44 يتكلّم يسوع عن آية مجيئه قبيل الساعة، و يتكلّم عن نفسه ويسمّيها "ابن الإنسان"ستّ مرّات،ما عدا العدد24/36 الذي وردت فيه كلمتا "الآب"و "الابن"و هو نص مر13/32 حرفيا.و أعتقد أنّ هذا العدد لم يكن موجودا في الأصل إنّما أُدْمِجَ لاحقا بعد ما مات الجيل الأول من الحواريين و أتباعهم،و التراجع الساطع عن كمال علم الابن في أنّه لا يعلم موقت السّاعة،
_______________

1-En Araméen,ce mot désigne le propre père de celui qui parle ou dont on parle. Jamais il ne désigne Dieu dans les prières juives. TOB p 2430 .
.59
دليل على خيبة المؤمنين الذين كانوا ينتظرون عودة المسيح بين عشية وضحاها1.و
إليك النصّ الموازي في متّى، ولك أن تحكم أخي القارئ:"لأنَّهُ كَمَا أَنَّ البَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ المَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إلى المَغَارِبِ هَكَذَا أيْضًا يَكُونُ مَجِيءُ ابن الإنسانِ لأنّه حَيْثُمَا تَكُنِ الجُثّةُ تَجْتَمِعُ النُّسُورِ. وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأيَّامِ،تَظْلَّمُ الشَمْسُ والقَمَرُ لا يُعْطِي نُورُهُ و النُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ السَّماء و قُوَّاتُ السّماواتِ تَتَزَعْزَعُ و حِينَئِذٍ تَظهَرُ عَلاَمَةُ ابنِ الإنسانِ في السَّمَاء.و حِينَئِذٍ تَنُوحُ جَميعُ قَبَائِلِ الأرْضِ و يُبْصِرُون ابنَ الإنسانِ آتِيًا على سَحَابِ السَّمَاءِ بِقُوّةٍ و مَجْدٍ كثيرٍ. فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوقٍ عَظِيمِ الصَّوْتِ فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيه مِنَ الأرْبَعِ رِيَّاحٍ مِن أقْصَى السَّمَواتِ إلى أقْصَاهَا.فَمِنْ شَجَرَةِ التِّينِ تَعَلّمُوا المَثَلَ، مَتَى صَارَ غُصْنُهَا رَخْصًا وَ أخْرَجَتِ أوْرَاقُهَا تَعْلَمُونَ أَنَّ الصَيْفَ قَرِيبٌ.هَكَذَا أنْتُم أيْضًا مَتَى رَأَيْتُمْ هَذَا كُلَّهُ فَاعْلَمُوا أنّه قَرِيبٌ عَلَى الأبْوَابِ. الحَقُّ أقُولُ لَكُمْ لا يُمْضِي هَذا الجِيلُ حَتَّى يَكُونُ هَذَا كُلُّهُ.السَّمَاء و الأرضُ تَزُولانِ ولَكِنَّ كَلاَمِي لا يَزُولُ.و أمّا ذَلِكَ اليَومِ وتِلْكَ السَّاعَةِ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أحَدٌ ولا مَلاَئكَةُ السَّمَواتِ ولا الابنُ إلاّ الآب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- مر8/31-9/1؛ متى16/24-28؛ لو9/23-27؛ مر13/36؛ متى24/37.و هذه النصوص تبشّر بعودة المسيح القريبة جدّاً لدرجة أنّ الجيل الأول الذي عاينه لا يمت حتى تتمّ هذه البشارة. أمّا رسالة بطرس الثانية3/4-9 و رسالة بولس الثانية لأهل تسالونيكي2/1-4 فموضوعهما طمأنة المؤمنين الذين طال انتظارهم للمسيح، و مات الجيل الأول و من بعدهم و لم تتحقّق النبوة .قالت رسالة بطرس الثانية :" قائلين أين هو موعد مجيئه(يسوع) لأنّه من حين رقد الآباء كلّ شيء باق هكذا من بدء الخليقة". و رسالة بولس الثانية لأهل تسالونيكي تقول:" لا يخدعنّكم أحد على طريقة ما. لأنّه لا يأتي ( المسيح) إن لم يأتي الارتداد أوّلا و يستعلن إنسان الخطيئة ابن الهلاك"
60.
و كَمَا كَانَتْ أيَّامُ نُوحِ كَذَلِكَ يَكُونُ أيْضًا مَجِيءُ ابنِ الإنسانِ.لأنّه كَمَا كَانُوا في الأيَّامِ التي قَبْلَ الطُوفَانِ يَأكُلُونَ و يَشْرَبُونَ و يَتَزَوّجُونَ وَ يُزَوِّجُونَ إلى اليَوْمِ الذي دَخَلَ فِيهِ نُوحُ الفُلكَ فَلَمْ يَعْلَمُوا حَتّى جَاءَ الطُوفَانُ وَ أَخَذَ الجميعَ كَذَلِكَ يَكُونُ أيضًا مَجِيءُ ابنِ الإنسانِ.اسْهَرُوا إذَنْ لأنَّكُمْ لا تَعْلَمُونَ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأتِي رَبُّكُم، و اعْلَمُوا هَذَا أنّهُ لَوْ عَرِفَ رَبُّ البَيْتِ فِي أَيّ هَزِيعٍ يَأتِي السَّارِقُ لَسَهَرَ و لَمْ يَدَعْ بَيْتَهُ يُنْقَبُ. لِذَلِكَ كُونُوا أنْتُمْ أيضًا مُسْتَعِدِّينَ لأنّهُ فِي سَاعَةٍ لا تَظُنُّونَ يَأتِي ابنُ الإنسانِ" (متى24/29-45). يجب ملاحظة الترجمة اليسوعية التي يبدو واضحا أنّها في حرج كيف يُستثنى الابن من العلم بالسّاعة و هو واحد مع أبيه و مساو له، فاقترحت هذا النصّ حتى تغالط من استطاعت إليه سبيلا: "ولا ملائكة السموات إلاّ الآب وحده".و كأنها تستثني الابن.
فنلاحظ من النصّ أنّ كلمة " ابن الإنسان" وردت ستّ مرّات، و مرّة واحدة كلمتا " الابن"و" الآب" و هاتان الكلمتان الأخيرتان غريبتان عن النصّ كما ترى.
أمّا كلمة "أبوكم"التي تعني جميع المؤمنين ـ والتي لا حرج فيها ـ وردت مرّتين:" لِكَيْ يَغْفِرَ لَكُم أَبُوكُم الذي في السَّمَوَاتِ زَلاَّتِكُم1. و الثانية:" إنْ لَمْ تَغْفِرُوا أنْتُمْ لا يَغْفِرُ أبُوكُمْ الذي فِي السَّمَوَاتِ أيضًا زَلاّتِكُمْ"2. و هذا النصّ الأخير زيد لاحقا،و لا يوجد له شاهدٌ واحدٌ في كلّ المخطوطات التي وصلتنا3.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-مر11/25
2-مر11/26
3-ToB p 2421: ce verset n'est pas attesté par tous les témoins.
61
الحصيلة النهائية في إنجيل مرقس
و الحصيلة النهائية في مرقس: أنّ كلمة" ابن الله" أتت أربع مرّات: مرّتين على ألسنة الشياطين،و مرّة واحدة على لسان رئيس الكهنة، و مرّة على لسان وثني. و كلمة "أبوكم" وردت مرّة واحدة.ولم تأت كلمة " أبناء الله" في مرقس أبداً.و لم يتّفق الإنجيليون الثلاثة مطلقا على كلمة"أبي".و نستطيع القول أنّ مرقس بالغ في الاحتياط حتى إنّه رفض الكلمات:" الآب"؛ "أبناء الله" ـ رغم أنّها مستساغة في إسرائيل ـ سدّاً للذريعة حتى لا يُقال أنّ يسوع ابن الله.
حيرة لوقا بين متّى و مرقس
أمّا لوقا، فكان مرتابا جدّاً في الكلمة" ابن الله".و منهجه أنّه كان يتّبع نصوص مرقس إذا اختلفت مع نصوص متّى.ممّا يدلّ على الثقة العظيمة التي كان يحظى بها الحواري مرقس.أمّا النصوص التي ينفرد بها متّى فإنّ لوقا لا يجد حرجا في أن ينقلها كما هي أو يحوّرها بعض الشيء إذا وجدها لا تستجيب للعقل.
ووردت في إنجيل لوقا كلمة " ابن الله "تسع مرّات2 ؛و كلمة " أبناء الله" أو ما يحلّ محلّها ستّ مرّات. و ينفرد بتسمية يسوع بابن الله ثلاث مرّات3؛و بكلمة "أبي" ثلاث مرّات و كلمة "الآب" ثمان مرّات .لكن رغم أنّ لوقا تلميذ من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2- ابن الله:لو 1/32 ،1/35 ؛3/22 ؛4/3 ؛4/9؛4/41 ؛8/28؛9/35؛ 22/70. و كلمة "الابن" ثلاث مرّات ؛10/22؛ 10/22؛ 10/22.
أبناء الله: لو 6/35؛ 6/36؛11/2؛11/13؛12/30؛20/36
3- "ابن الله": اثنان على لسان جبرائيل؛وواحدة على لسان الشياطين. أنظر 1/32؛ لو1/35؛ لو4/41.
62
تلاميذ بولس إلاّ أنّ كلمة "ابن الله" كانت لا تعدو عنده أنّها مرادفة لكلمة " مسيح " كما ورد صراحة في النصّ4/41 :"و كانت شياطين أيضا تخرج من كثيرين و هي تصرخُ و تقول أنت المسيح ابن الله. فانتهرهم و لم يدعهم يتكلّمون لأنّهم عرفوه أنّه المسيح". واضحٌ من هذا النص أنّ لوقا كان يفهم البنوة بمعناها المجازي المتعارف عليه في التوراة و ليس كما المفهوم الذي أعطاه إيّاها بولس الطرسوسي.
أمّا في كتابه الثاني، سفر الأعمال، ينقلب انقلابا جذريا ، فالكلمة " ابن الله "التي وردت في إنجيله مرّات كثيرة، لم ترد في كتابه الثاني إلاّ مرّة واحدة1 في اع9/20 ويفسّرها في الأصحاحين9/22،و13/33 حيث كتب:"إِذْ أَقَامَ يسوعَ كَمَا كُتِبَ في المزمورِ الثاني: أنْتَ ابْنِي أنَا اليَوْمَ وَلَدْتُكَ " )مز2/6-8(. و هذا تأكيد آخر من لوقا أنّ البنوة تعني المسيحانية فقط ولم يفهمها أبداً بالمعنى الحقيقي.
الأدلّة المادّية على التحريف في متّى
أمّا في متّى فوردت كلمة " ابن الله " أو ما يقابلها سبعا وعشرين مرّة؛ منها ثلاث مرّات على ألسنة الشياطين. و إليك النصوص التي يُناقض فيها متّى إنجيلي مرقس ولوقا في تسمية الله بالآب:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبي: لو 2/49؛ 10/22؛ 24/49. و كلمة " الآب" :لو 9/26؛ 10/21؛10/21؛ 10/22؛ 10/22.لو 22/42؛ لو23/34؛ 23/46.
1- إذا ا ستثنينا النصّ أع8/37 :" فقال فليبس إن كنت تؤمن بكلّ قلبك يجوز فأجاب قائلا إنّي أؤمن أنّ يسوع المسيح هو إبن الله". وقد أسقطته الترجمة المسكونية من سفر الأعمال وقالت لا يوجد هذا النصّ إلاّ في النسخ الغربية ابتداء من القرن الثاني. أنظرTOB p2636.
63
(1)*متى4/3."فَتَقَدّمَ إليه المُجَرِّبُ(الشيطان) و قَالَ لَهُ إِنْ كُنتَ ابنَ الله فَقُلْ أنْ تَصِيرَ هذه الحِجَارَةُ خُبْزا1
(2)*متى4/7:"وقَالَ لَهُ (الشيطان) إنْ كُنْتَ ابنَ الله فَاطْرَحْ نَفسَك إلى أسفلِ. لأنّه مَكتوبٌ أنّه يوصي ملائكَتَه بِكَ "2.
و يختزل مرقس النصّ حتى لا يذكر كلمة " ابن الله ". مر1/13 :" و كان هُناك في البرّيةِ أربعينَ يومًا يُجرّبُ من الشيطانِ.وكان مع الوحُوش.وصَارَتِ الملائكَةُ تَخْدُمُهُ "
(3)*متى12/50 : " لأنّ مَنْ يَصنَعُ مَشيئةَ أبي الذي في السّماوات هو أخي و أختي وأمّي" .أمّا مرقس 3/35 فيكتب:" لأنّ مَنْ يصنَعُ مَشيئةَ اللهِ هو أخي و أختي وأمّي". و لوقا يتبع مرقس ( أنظر لو8/21).
(4)*متى16/16 :" فَأجَابَ بُطرسُ و قال أنتَ المسيح ابن الله الحيّ".أمّا مرقس8/29 :"فأجاب بطرس و قال له أنت المسيح"و لوقا9/20 يتبع مرقس و يتجنّب"ابن الله : "فأجابَ بطرسُ وقال أنتَ مسيحُ اللهِ ".
(5)*متى14/33:" و الذين في السَّفينةِ ( الحواريون)جاءوا و سجدوا له قائلين بالحقيقَةِ أنتَ ابنُ الله". أمّا مرقس6/51: " فَصَعِدَ إليهِم إلى السّفينةِ فَسَكَنَتِ الرّيحُ فَبُهِتُوا و تَعَجّبُوا في أنْفُسِهِم جِدّاً إلى الغَايَةِ " و أحرص الكتب على تلقيب
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- تث8/3
2- مز91/11-12
64.
يسوع بهذا اللقب هو سفر يوحنا، لم يذكر أنّ الحواريين سمّوا يسوع في هذه الحادثة ابن الله. قال يو6/18-19 :" و هَاجَ البحرُ مِنْ رِيحٍ عَظيمةٍ تَهُبّ.فَلمّا كانوا جَدّفوا نحو خَمْسِ و عشرين أو ثلاثين غَلْوَةً نَظَروا يسوع مَاشِيا على البَحْرِ مُقتَرِبًا من السفينة فَخَافوا.فقال لهم أنَا هُوَ لاَ تَخَافُوا".
(6)*متى20/23:" و أمّا الجلوسُ عن يميني و عن يساري فَليس لي أنْ أُعْطِيَهُ إلاّ للذين أُعِدَّ لَهُم مِنْ أبي". أمّا مرقس10/40:" و أمّا الجُلوسُ عن يميني و عن يساري فَليس لي أنْ أُعْطِيَهُ إلاّ للذين أُعِدَّ لهم".
(7)*متى26/29 :" و أقول لَكمْ إنّي مِنَ الآنِ لا أَشْرَبُ مِنْ نَتَاجِ الكَرْمَةِ إلى ذلك اليومِ حينَمَا أشْرَبُهُ مَعَكُم جَديداً في مَلَكُوتِ أبي" .أمّا مرقس14/25 :" الحقُّ أقولُ لَكُم إنّي لا أَشْرَبُ بَعْدُ مِنْ نَتَاجِ الكَرْمَةِ إلى ذلك اليومِ حينَمَا أشْرَبُهُ جَديداََ في مَلَكُوتِ الله".و لوقا22/18 يتبع مرقس:"لأنّي أَقُولُ لَكم إنّي لاَ أشْرَبُ مِنْ نَتَاجِ الكَرْمَةِ حَتّى يَأْتي مَلَكُوتُ اللهِ".
(8)*متى27/40 :" إِنْ كُنتَ ابنَ الله فَأنْزِلْ عَنِ الصَليبِ". أمّا مرقس15/30 :" خَلِّـصْ نَفْسَكَ و أَنْزِلْ عَنِ الصَّلِيبِ ".و لوقا يتبع مرقس: " فَلْيُخَلِّصْ نَفْسَهُ إنْ كان هو المسيح مُخْتَارُ اللهِ" (لو23/35).
(9)*متى27/43:" قَدِ اتّكَلَ على الله فَلْيُنْقِذْهُ الآن إِنْ أرَادَهُ، لأنّه قَالَ أنَا ابنُ الله" أمـّا مرقس15/32 :"لِيَنْزِلْ الآن المسيحُ مَلِكُ إسرائيلَ عَنِ الصَّلِيبَ".و لوقا23/39:" إِنْ كُنْتَ أنتَ المسيحَ فَخَلِّصْ نَفْسَكَ وَ إيَّانَا".
65
و يناقض متّى الإنجيلي لوقا أيضا في تسمية الله بالآب.
(10)*متى10/32"فَكُلّ مَن يعترِفُ بي قُدّامَ النَّاس أعترِفُ به أنَا قُدّامَ أبي الذي في السّموات و مَن يُنْكِرُني قُدّامَ النَّاسِ أُنْكِرُهُ أنَا قُدّامَ أبي الذي في السّمواتِ".
أمّا لوقا12/9:" مَنْ يعتَرِفُ بِي قُدّامَ النَّاس يعتَرِفُ به ابنُ البَشَرِ قُدّامَ مَلائكَةِ الله و مَنْ يُنْكِرُنِي أمَامَ النَّاس يُنْكَرُ أمَامَ مَلائكَةِ الله".
(11)* متىّ 26/39 : " يا أبتاه إنْ أمْكَنَ فَلْتَعْبُرِ عَنّي الكَأسَ " .
( 12)* متى 27 / 54:"قالوا حَقًّا كانَ هذا ابنُ الله ".أمّا لو 23 / 47 : " قَالَ بالحَقِيقَةِ كانَ هذا الإنسَانُ بَارّا ".
ويتكلّف مترجم متىّ نصوصا لم ترد إلا عنده ليكثرّ من كلمة " ابن ا لله " أو ما يكافئها.
( 1 )* متى 7/21 : " لَيس كُلّ مَنْ يَقُولُ لي يَا رَبّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السّمَاوات . بل الذي يفْعَلُ إرَادَةَ أبي الذي في السّماوات".
أمّا لو 6/46 : " و لِمَاذا تَدْعُوني يَا رَبّ يا رَبّ و أنتُم لا تَفْعَلُونَ مَا أقُولُه".
( 2 ) *متىّ 15/13 :"و قال كُلّ غرسٍ لم يغرِسه أبي السماوي يُقلَع ".و هذا النصّ مُدمَج في النصّ الذي يتكلّم عن الأشياء التي تُنجّس الإنسانَ . و لا يوجد هذا العدد الـذي يُلقّبُ فيه الله " أبي " إلا عند متىّ.
( 3 )*. متىّ 16/17 : " فأجاب يسوع و قال له طوبى لك يا سمعان بن يُوَنّا
66.
فإنّه ليس لحمٌ و دمٌ كشَفَ لك هذا لكن أبي الذي في السموات".رغم أن نصّ سُؤالِ يسوع لتلاميذه من هو ؟ موجود في مرقس و لوقا لكن لم يذكرا هذا العدد.
( 4 )* . متىّ 18/10 :" لا تحقِروا أحَدَ هؤلاء الصّغَارَ لأنّي أقولُ لكم إنّ ملائكتَهم في السّموات كُلّ حينٍ ينظرون وجهَ أبي الذي في السموات ".
( 5 )* متىّ 18/35 :" فهكذا أبي السّمَاوي يفعلُ بِكُم إن لم تَترُكوا مِن قُلوبِكُم كُلّ واحدٍ لأخيه زَلاّتِه ".
( 6 )* متىّ 26/42 :" يا أبتاه إنْ لم يُمكِن أن تعبُرَ عنّي هذه الكأس إلا أن أشربَها فَلْتَكُنْ مشيئتُك ".
( 7 )*. متىّ 28/19 :" وَ عَمّدُوهم باسْمِ الآب و الابنِ و روح القدس ".
فترى لوحدك أنّ مترجم متىّ كان مولعا بكلمتي"ابن الله" و "أبي" . فلقد ناقض الإنجيليين مرقس و لوقا في اثني عشر موضعًا يُسمّيان الذّات الإلهية"الله"،و يُسَمّيها هو "أبي"،أو يسمّي ابن مريم1 عليه السلام بابن الله، و زاد سبعة نصوص أخرى تكلّفها ليدعّم أنّ الله أبو يسوع أو يسوع ابن الله .
وصول الاختمارات العقدية ذروتها في الإنجيل الأخير.
أمّا في الإنجيل الرابع – إن صحّ أن نسميه إنجيلاً – و هو آخر الأناجيل كتابة . و لقد كُتب على رأس المئة الثانية من الميلاد . و السبب الرئيسي لكتابته
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-كان الذين عايشوا يسوع من شعبه يلقّبونه بابن مريم. أنظرJésus en son temps p137.
67
هو هشاشة حجج الأناجيل المتشابهة في أنّ يسوع هو المسيح و ابن الله على الوجه الحقيقي الذي لا يقبل تأويلاً . فَكتب مُفسّراً كتابته لسِفرِه ما يلي: "و أمّا هَذِه فقد كتبتُ لِتؤمنوا أنّ يسوعَ هو المسيحُ ابنُ الله "(يو 20/31). وفي رسالته الأولى ركّز يوحنا على هذه العقيدة :" مَنْ ذَا الذي يغلِبُ العَالَمَ إلاّ الذي يُؤمنُ أنّ يسُوعَ هو إبنُ الله "( 1 يو 5/5 ). وقال أيضا : " فَكُلّ مَنْ اعْتَرَفَ بأنَّ يسوعَ هُـو ابنُ الله فإنّ اللهَ يثبُتُ فِيه و هُوَ في الله "(I يو 4/15) . وَ يُشَدّدُ على أنّ الذي لا يؤمن بأنّ يسوعَ ابنُ الله فقد جعل الله كاذبًا:"مَنْ آمَنَ بابنِ الله فَعِنْدَهُ شهادَةُ اللهِ في نَفْسِهِ ،وَ مَنْ لَمْ يُؤمن بالابنِ يجعلُ الله كاذِبًا لأنّه لَمْ يُؤمِنْ بالشهادة التي شَهِدَ بها الله لابنه " (I يو 5/10) . و لعلّ الشهادة ليسوع بأنّه ابن الله هو ما ورد في قِصّتَي التعميد و التجلّي لمّا سُمع صوت من السماء يقول:" هذا ابني الحبيبُ الذي سُرّتْ بــــــه نَفْسي ".و الاعتقاد هذا قد شَهِد تطوّراً جبّاراً، عند يوحنا،في الكم و النوع . فقد وردت كلمة " ابن الله " ثلاث عشرة مرة :خمس منها على لسان يسوع نفسه. الشيء الذي لم يرد و لو لمرّة واحدة في الأناجيل المتشابهة . وأربع أخرى موزعة على يوحنا المعمدان و الحواريين نثانئيل و مرثا و اليهود،و ما تبقّى من الإنجيلي يوحنا نفسه.
و وردت كلمة "الابن" على الإطلاق أربع عشرة مرّة ، و " أبناء الله " أو ما يؤدّي معناها أربع مرّات، و"الآب " على الإطلاق ستّا و ثمانين مرّةً.و أعظم كلمات خطيرة في الإنجيل كلمتا: "أبي" التي وردت أربعا و ثلاثين مرّة،و كلمة
68
"الابن الوحيد"التي وردت أربع مرّات1. و بهذه الكلمة الأخيرة يتهاوى المعنى الطيّب الذي أعطته التوراة لهذه الكلمة2 إلى دنس الوثنية التي شاعت
.ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-أنظر على الترتيب:"إبن الله":على لسان يسوع: 5/25؛10/36 ؛11/4؛17/1 ؛17/1؛ على لسان يوحنا المعمدان و نثانئيل و مرثا و اليهود : ؛1/34 ؛1/49 ؛11/27 ؛ ؛19/7على لسان الإنجيلي: 3/16؛3/17؛3/18؛20/30.
"الإبن":؛3/35؛3/36؛3/36؛5/19؛ 5/19؛5/20؛5/21؛5/22؛5/23؛ ؛5/23؛5/26؛6/40؛8/36؛ 14/13.
"أبي":؛2/16؛5/17؛5/43 ؛6/32 ؛6/40؛8/19؛8/19؛8/38 ؛8/49 ؛8/54؛ 10/15؛10/15؛ 10/18؛ 10/25 ؛10/29؛ ؛10/37 ؛ 14/2؛ 14/7؛ 14/20؛ 14/21؛ 14/23؛14/30؛ 15/1؛ 15/8؛ 15/10؛ 15/15؛ 15/23؛ 15/24؛ 16/15؛ 16/23؛ ؛20/17؛20/17 على لسان اليهود:5/18؛ ؛8/19.
"الآب": يو1/14؛1/18؛3/35؛ 4/21؛ 4/23؛ 4/23؛ 5/19؛ 5/19؛ 5/20؛ 5/21؛5/22؛5/23؛5/23 ؛5/26؛ 5/36؛ 5/36 ؛5/37؛ 5/45؛ 6/27؛ 6/37؛ 6/44؛6/45؛6/46؛6/46؛6/57؛6/57؛6/65؛ 8/18 ؛8/27؛8/28؛ 8/41؛8 /42 ؛10/17؛10/29؛10/30؛10/32؛10/36؛10/38؛10/38؛11/41 ؛12/26 ؛12/27؛ 12/28؛12/49؛ 12/ 50 ؛ 13/1؛13/3؛ 14/6؛ 14/8؛ 14/9؛ 14/9؛ 14/10؛ 14/10؛14/10؛ 14/11؛14/11؛ 14/12؛ 14/13 ؛14/15؛ 14/16؛ 14/24؛ 14/26؛ 14/28؛ 14/28؛14/30؛ 15/9؛ 15/16؛ 15/26؛15/26؛ 16/3؛ 16/10؛ 16/17؛ 16/25؛ 16/26؛ 16/27؛ 16/28؛ 16/28؛ 16/32؛17/1؛ 17/5؛17/11؛ 17/20؛ ؛17/24؛ 17/25؛ ؛18/11؛ ؛20/21..
"أبناء الله":يو1/12؛ 1/13؛11/52؛ ؛20/17
"الإبن الوحيد": يو1/14؛1/18؛3/16؛3/18
2-ورد في سفر الخروج : قل لفرعون : إسرائيل ابني البكر . و نستنتج من النص أنّ كلّ مؤمن ابن
69.
زمن يسوع في آسيا الصغرى.
و بكلمة "الابن الوحيد" تصنّف البنوة من هنا فصاعداً إلى بنوة حقيقية بين الله تعالى و يسوع ، و بنوة من الدرجة الثانية بين الله تعالى و سائر المؤمنين.و يحرص يوحنا شديد الحرص على نقل التركيز على تعاليم يسوع العملية في الأناجيل المتشابهة إلى دين مركزه و موضعه الوحيد هو شخص يسوع المسيح ابن الله. ففي رسالته الأولى ترد كلمة "ابن الله" سبع عشرة مرّة محطّمة الرقم القياسي في كلّ أسفار الأناجيل،و خمس مرّات"الابن" و مرّة واحدة "الابن الوحيد"و ثلاث عشرة مرّة " أبناء الله " أو ما يؤدي معناها ، و اثنتي عشرة مرة " الآب"1. بَقِيَ الآن أن نسجّل أنّ المفهوم الوثني لكلمة "ابن الله" لم يكن مقبولا على أعتاب القرن الثاني للميلاد حتى داخل كنيسة بولس . و هو ما حدا بيوحنا اللاهوتي للكتابة خصوصا في هذا الشأن العقائدي الخطير . و في الوقت الذي كان بولس و كنيسته تُشدّد على أنّ يسوع هو ابن الله الوحيد،كان الحواري يعقوب عليه السلام2 يكتب لكنائس الحواريين رسائل يكاد ينمحي فيها اسم يسوع ،للتأكيد على أنّه لم يكن له من دور إلا التبليغ عن الله . و تغيب فيها تماما الألقاب المحورية في تعاليم بولس:"ابن الله"،"أبي"،"أبو ربنا يسوع المسيح"،"أبناء الله"،أو العقائد الأساسية عند رسول الوثنيين:الموت الخلاصي ليسوع .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الله ، و أن لا فضل لإسرائيل إلا ببكوريته . لكن نسبة الأب لكلمة المسيح "أبي " يخرج مفهومها
الطيّب المتعارف عليه عند بني إسرائيل إلى دنس الوثنية و يخرج المؤمنين من البنوة المجازية لله .
1- "إبن الله": I يو1/3؛1/7؛ ؛3/8؛ ؛3/23؛ 4/10 ؛4/14؛ 4/15؛ ؛5/1؛ ؛5/5؛ ؛5/9؛ 5/10؛ 5/10؛ ؛5/11؛ ؛5/12 ؛ ؛5/13؛ ؛5/20؛5/20. "الإبن":؛2/22؛ 2/23؛ 2/23؛2/24؛ ؛5/12."الإبن الوحيد":4/9؛ "أبناء الله":3/1؛ 3/2؛ ؛3/9 ؛3/9؛ ؛3/10؛3/10 ؛4/7 ؛5/1؛ 5/2؛ ؛ 4/4؛ 5/4 ؛5/18 ؛5/18."الآب": I يو1/2؛ ؛2/1؛ 1/3؛ 2/14؛ 2/15؛2/16؛ ؛2/22؛ 2/23؛ 2/23؛2/24؛ ؛3/1؛4/14.
2- الحواري يعقوب هو على أصح الأقوال أخو سيدنا عيسى عليه السلام . هكذا دعي في الأناجيل . لكن الجدل القائم هل هو ابن السيدة مريم عليها السلام من صلبها لما تزوجت من يوسف النجار ، أم فقط من عائلتها عند القائلين أن السيدة مريم لم تتزوج أو أنها تزوجت و لم تنجب مع يوسف النجار . و الشيء الذي لا خلاف فيه هو أنّه أول أسقف على كنيسة أورشليم : كنيسة الحواريين . و شدّد على الالتزام بشريعة التوراة و فنّد دعاوى بولس في أن يسوع نسخ الشريعة . أستشهد عليه السلام على يد الطاغية حنّان رئيس الكهنة رجماً سنة 62 م ( حسب أوسابيوس ).





















فهرست
المقـــــــــدمة...............................................................1
معجزة القرآن الكتابية.......................................................4
درب الحقيقة...............................................................8
الاختلاف في طبيعة عيسى عليه السلام.....................................11
معنى ابن الله في التوراة....................................................20
البنوة المكفّرة لقائلها في القرآن..............................................28
أساس عقيدة النّصارى.....................................................32
تكفير اليهود لعيسى عليه السلام و تلفيق الباطل له.........................37
سياق كلمة" المسيح" في القرآن يشدّ الانتباه..................................47
بولس شريك أعداء عيسى في تأليهه........................................50
الحجّة الحاسمة في إنجيل مرقس:لقب "ابن الله" لقبٌ شيطاني.............53
حالات استثنائية قليلة في إنجيل مرقس لا تصمد...........................56
الحصيلة النهائية في إنجيل مرقس.........................................61
حيرة لوقا بين متّى و مرقس...............................................61
الأدلّة المادّية على التحريف في متّى........................................62
وصول الاختمارات العقدية ذروتها في الإنجيل الأخير.......................66







فهــرست المــصطلــحات
• سفر الأخبار الأول: I أخ سفر الأخبار الثاني: II أخ
• سفر إرميا: إر رسالة إرميا: رسالة إر
• سفر أشعيا: أش سفر الأعمال: أع
• الرسالة إلى أهل أفسس: أف سفر الأمثال: أم
• رسالة بطرس الأولى: I بط رسالة بطرس الثانية: II بط
• سفر التثنية: تث الرسالة الأولى لأهل تسالونيكي: I تسا
• الرسالة الثانية لأهل تسالونيكي: II تسا الرسالة إلى تيطس: تط
• سفر التكوين: تك الرسالة الأولى إلى ثيماثاوس:
• الرسالة الثانية إلى ثيماثوس: II ثيما سفر الجامعة: جا
• سفر حبقوق: حب سفر حجاي: حج
• سفر الحكمة: حك سفر حزقيال: حز
• سفر الخروج: خر سفر دانيال" دا
• الرسالة الأولى إلى أهل رومية: رو سفر الرؤيا: رؤ
• سفر زكرياء: زكا سفر عزرا: عز
• سفرعاموس: عا الرسالة إلى العبرانيين: عب
• سفر العدد: عد سفر عوبديا: عو
• الرسالة إلى أهل غلاطية: غلا الرسالة إلى أهل فليبي: فل
• سفر القضاة: قض الرسالة الأولى إلى أهل كورينتس:Iكو
• الرسالة الثانية إلى أهل كورينتس: IIكو الرسالة إلى أهل كولوسي: كول
• إنجيل لوقا: لو إنجيل متى: متى
• سفر المكابيين الأول: مك I سفر المكابيين الثاني: مك II
• سفر ميخا: مي إنجيل مرقس: مر
• سفر المزامير: مز سفر الملوك الأول: I مل
• سفر الملوك الثاني:II مل سفر ملاخي: ملا
• سفر اللاويين: "أح" أو " لاو سفر صفنيا: صف
• سفر صموئيل الأول: Iصم سفرصموئيل الثاني:IIصم
• سفر ناحوم: نا سفر نحميا: نح
• سفر هوشع: هو رسالة يعقوب: يع
• رسالة يهوذا: يه سفر يشوع بن نون: يش بن نون
• سفر يشوع بن شيراخ: يش بن شيراخ إنجيل يوحنا: يو
• الرسالة الأولى ليوحنا: I يو الرسالة الثانية ليوحنا: II يو
• الرسالة الثالثة ليوحنا: III يو سفر يوئيل: يؤ




مـراجـــع البـــحـــث
• الترجمة اليسوعية . مطبعة المرسلين اليسوعيين سنة 1897
• ترجمة دار المشرق للكتاب المقدس. دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط.
• ترجمة العهد الجديد للرابطة العالمية للمسيحيين المرموز له ب"LBI".ISBN08-866660-421-9
• تفسير إبن كثير
• تفسير بن جرير الطبري
• تفسير الجلالين
• سيرة بن كثير
• محاضرات في النصرانية للشيخ محمد أبو زهرة. شركة الشهاب الجزائر.
• المسيحية نشأتها و تطورها لشارل جنيبير ترجمة د عبد الحليم محمود. المكتبة العصرية- صيدا- بيروت
• الفكر الإسلامي في الرد على النصارى د. عبد المجيد شرفي
• بحث الجنس البشري عن الله:
Watch Tower Bible and tract society of New york
• عصمة التوراة و الإنجيل إسكندر جديد
• و أكبر من نجار جوش ماكدويل ترجمة سمير شوملي
• المناظرة الحديثة في علم مقارنة الأديان د.أحمد حجازي السقا
• الإسلام و المسيحية أليسكي جورافسكي ترجمة د.خلق محمد الجراد
• المسيح في الإسلام الشيخ أحمد ديدات. دار الهدى عين مليلة. 1991
• من وراء سلمان رشدي د. مأمون الشناوي
• الرسول سعيد حوى
• تاريخ العرب قبل الإسلام د. جورجي زيدان
• تاريخ العرب قبل الإسلام د.سعد زغلول
• الطريق إلى دمشق د. أحمد عادل كامل
• الطريق إلى المدائن د. أحمد عادل كامل
• وسائل الوصول إلى شمائل الرسول الشيخ يوسف بن إسماعيل النبهاني
• صحيح مسلم






• Traduction oecuménique de la Bible. Editions du Cerf & société biblique française. 3eme édition ,1989
• La Bible de jérusalem
• Today's English Version. ABS .American bible society, 1966
• Authorized version of James King .British and Foreign Bible society, 1999.
• Christian Community Bible catholic pastoral edition. Divine Word Publications. Manila.
• La traduction du Nouveau Testament : Le Semeur. Société biblique internationale, 1991.
• La traduction du Nouveau Testament : Le Message. Nouvelle édition de Genève, 1986.
• La traduction du Nouveau Testament de l’Alliance universelle de la Bible( en français courant). Bodard et Taupin, 24.8.1989
• Les Saintes écritures. traduction du nouveau monde. Wacth tower Bible and Tract society of New York .,inc
• Le Nouveau Testament. Traduction de Louis Second. Edition A.E.S, 1995.
• Les synopses des quatres Evangiles. P .Benoit _ M. E .Boismard.
• Introduction à la Bible. Nouveau Testament. A.Robert & A. Feuillet. Desclée & Cie, Editeurs. 25 Janvier 1959.
• L’Eglise des Apotres et des martyrs. Daniel Rops. Petrus Brost, v.g. Lutetiae Parisorioum die xxxi Martii 1948.
• Jésus en son temps. Daniel Rops. A. Leclerc, vie. Gén. Lutetiae Parisorium die aprilis 1944.
• Le fondateur du christianisme. Charle. Dodd
• La bible,le Coran et la science .Dr Maurice Bucaille .Editions Seghers, Paris , 1976
• Le Coran et la Bible à la lumière de l’histoire et de la science. Dr Williame Campbell. Editions Farel, 2 édition , janvier 1994.
• Le peuple du Coran .Anne Cooper. Traduction en langue française par Renée Rey et Paul Gesche. Edition Sator & Mena, septembre 1989.
• La littérature polémique musulmane contre le Christianisme depuis ses origines jusqu’aux XIII Siècle. Ali Bouamama. Entreprise nationale du livre. Alger, 1988
• Comparer, Considérer, Conclure. Gerhard Nehls. C.M.BA. Octobre 1990. Abidjan.
• L’Atlas de la Bible. Mediapaul-Sator-Paulines, 4 édition, Janvier 1992.

















و لو لَمْ يَحشُرْ بولس رسالة عيسى عليه السلام بين الأمم من الإغريق و الرومان لَبَقِي هذا الخبرُ إتّهاما كاذباً كأيّ خبرٍ آخر تَنقلُهُ الكُتُبُ المقدّسة و هي تقــــصّ أخبار المكابرين و المعاندين للأنبياء و الرُسل ، كنقل القرآن الكريم اتّهامات المشركين لرسول الله صلى الله عليه و سلم بالكذب و السحرِ و الكهانة.

غير معرف يقول...

)))))))))))))))هل تحولت هذه المدونة إلى منبر الأقباط المضطهدين من كنيستهم؟

كتب مشرف مدونة التنصير فوق صفيح ساخن:

تتزايد أعداد الحريصين على متابعة هذه المدونة من النصارى بشكل كبير، بفضل وتوفيق من الله تبارك وتعالى أولاً، ولسببان يفوقان كل سبب آخر، أما الأول فهو كون المدونة تجاوزت خلال سنواتها الثلاث كافة الخطوط الحمراء الوهمية التي فرضتها كنائس المنطقة العربية على وسائل الإعلام العربية، الرسمية والخاصة، بضغط من قياداتها الدينية وعلاقاتها العاملة الداخلية والخارجية القوية على وزارات الإعلام العربية لسن قوانين وأنظمة تجعل كل مادة اعلامية تكشف «المستور» من جرائم وفضائح الكنيسة «مساساً بالمسيحية» وطعناً في ما سموه «رموزهم الدينية»!!

وليس أدل على هذا القمع الكنسي للإعلام العربي من نموذج الشهيد «ممدوح مهران»، رئيس تحرير جريدة النبأ المصرية، رحمه الله، الذي طاردته الكنيسة المصرية حتى قتلته خلف قضبان سجون النظام المصري بسبب تجرأه على نشر تحقيق مدوي حول فضائح الكاهن برسوم راهب دير المحرقي، الذي مارس كل صنوف الفجور مع حوالي 5000 سيدة وفتاة قبطية من نصارى مصر [يوجد قسم خاص لهذا القسيس الفاجر في المدونة على هذا الرابط].

وبما أن «كل ممنوع مرغوب»، كما يقال، وبما أن الكنيسة المصرية دفعت بزهرة شبابها للتشنيع على الإسلام وأهله في أوكار الشبكة العنبكوتية مستترين خلف شاشات الحاسوب من وراء أسماء وهمية، فقد فؤجئ هذا النفر من شباب التنصير بكم هائل من التقارير الإعلامية الموثقة والمترجمة من «المواد المحرمة» عليهم، حتى صار أشدهم حقداً على المسلمين شديداً في الحرص على متابعة هذه المدونة يومياً بلا كلل ولا ملل، ناهيك عن بقية «خراف الكنيسة» الصامتة والمغلوبة على أمرها في كثير من الأمور والمغيبة عن توجيه النقد والمحاسبة لكنائسهم في الواقع الحقيقي، فصار هذا الفريق كذلك ممن يتابعون هذه المدونة التي تزودهم بما يحتاجونه من تقارير وحقائق يكون لها ما بعدها في تمردهم الصامت على طغيان البابا شنودة الثالث وقساوسته، وانقلب السحر على الساحر.

أما السبب الثاني في متابعة أكثر نصارى مصر لهذه المدونة، فهو الهجوم المكثف والدعاية الكاذبة التي تشنها عدة مواقع ومنتديات نصرانية تابعة لكبريات منظمات أقباط المهجر في الولايات المتحدة وأوروبا واستراليا. وعملاً بمبدأ التسويق الأمريكي: «كل دعاية وإن كانت سيئة فهي دعاية جيدة»، فقد نجح هذا الهجوم القبطي ضد مدونتي وشخصي في جلب المزيد من المتابعين لها من أبناء كنائس المنطقة العربية كافة في الداخل والخارج، ولا شكر ولا فضل لهم. {وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (54) سورة آل عمران.

في هذا الاطار وبعد هذه المقدمة، لا تتعجب بعد اليوم إن وجد نصراني مصري مقموع منبراً له في هذه المدونة بينما هو لا يستطيع ايصال صوته لوسائل اعلامه في الداخل بسبب اعتبارات سياسية مقلوبة ومبررات مغلوطة معلق فوقها لافتة تحذير وتخويف بعنوان «الفتنة الطائفية»، وكأن الكنيسة المصرية باتت فوق القانون والمسائلة والمحاسبة وفوق النقد؟!! وكأن البابا معصوم كما تزعم كنيسته، في السماء وفوق الأرض المصرية، أو كأن الكنيسة قد صارت دولة داخل الدولة؟!!

مناسبة هذه التدوينة: وبين يدي اليوم رسالة تدمي القلب وصلتني من سيدة نصرانية مصرية «قبطية»، تعاني بسبب تشريعات الكنيسة الأرثوذكسية المصرية حول الطلاق [يوجد قسم خاص في المدونة بهذا الملف الساخن على هذا الرابط].

ولكي أكون أكثر دقة، فإن هذه السيدة المسكينة كتبت رسالتها اليوم تبثها في مساحة التعليق بهذه المدونة على مقال منقول نشرته من قبل بعنوان ((طلاق الأقباط حائر بين البابا و«علة الزني» ولائحة 38)) بقلم الكاتب القبطي مجدي سمعان في صحيفة المصري اليوم. ورغم أننا نوثق للمواد المنقولة بوضع روابط المصدر، فلا أعلم اذا كانت هذه السيدة القبطية قد جربت كتابة رسالتها في مساحة التعليق على المقال في موقع صحيفة المصري اليوم أم لا، ولا أظنها إلا قد فعلت نظراً لما ورد في كتابتها من حجم معاناتها.

وقد يتعجب البعض أكثر من أن هذه السيدة النصرانية اختارت مشكورة تسجيل ما حصل معها هنا في هذه المدونة الاسلامية، وهي توجه خطابها لا لشخصي ولا للمسلمين ولكن ترفعه إلى قيادات كنيستها المصرية وكأنها تستشعر معي موقنة أنهم يتابعون هذه المدونة ربما بأكثر مما يتابعون صحافتهم المحلية، لعلهم يشعرون بالحرج الشديد في حال نشرنا نحن رسالتها هذه وقد وقعتها باسمها الثلاثي الصريح، فتضطرهم، وهي الغريقة اليائسة، إلى الالتفات لها والعمل على حل مشاكلها.

ولأن من أخلاق المسلم نصرة المظلوم أياً كان دينه، ولأنه ليس من اخلاقنا استغلال حاجات غير المسلمين ولا أزماتهم الشخصية طمعاً في اسلامهم، وإن كنا نتمنى الهداية لأنفسنا وللناس كافة ولهذه السيدة الفاضلة ولأهل بيتها جميعهم، إلا أن هذا ليس وقته، إنما الوقت وقت انتصار لمظلمتها ولذلك… أكرر شكري وتقديري الشخصي لها لاختيارها لهذه المدونة، ولجرأتها وشجاعتها في المطالبة بحقوقها وهو موقف كبير يجبرك على احترامها، فحقاً «إن لصاحب الحق مقالاً» فلا لوم ولا تثريب على هذه السيدة وأخواتها لكن اللوم كل اللوم والذنب يقع على من خذلها وأعرض عنها من رجالات دينها وكنيستها ويا للعار الذي يحلقهم في الدنيا والآخرة.

وأحب أن أوضح أنه ليس من شأن المدونة تلفيق القصص ولا الأسماء ولا تأليف «الدراما»، إنما هذه عادة أهل التنصير وليست من أخلاقيات الدعاة ولا أدبيات الدعوة الإسلامية ولسنا في حاجة إلى ذلك. وأنوه أنه ليس دورنا التحقق من هوية المرسلة بالكامل ولا الاضطلاع على تفاصيل قضيتها قبل النشر لأننا مدونة اعلامية أولاً وأخيراً، ولسنا مكتب شرطة ولا نيابة عامة ولا هذه بقاعة محكمة. ولدي ما يثبت استلام الرسالة من جهة مستقلة من الداخل المصري، وهي أمور تقنية بحتة لا يلزمنا نشرها إلا اذا اضطرتنا الكنيسة المصرية لذلك في ساحة المواجهة الاعلامية المفتوحة، أو حتى القضائية، لو كانت لدى قياداتها الجرأة الكافية لمواجهتي وفتح هذا الملف على مصراعيه على الهواء مباشرة، وليتهم يفعلون.

مع ذلك أنشر رسالة هذه السيدة المصرية، المقهورة كنسياً، مع علمي مسبقاً بجاهزية خفافيش الأقباط على الإنترنت لتكذيبي وكيل الشتائم والتهم لشخصي بمزيج من مفردات قاموسهم في التنصير والتي هي غاية في البذاءة والقذارة، لكن «كل إناء بما فيه ينضح».

إنني أوجه الدعوة لقيادات الكنيسة المصرية كافة ولمن وردت أسماءهم في الرسالة لتكذيبي بشكل رسمي لو يقدرون. ليتهم يقولون للناس في العلن أنه لا توجد حالة بهذا الاسم في سجلات الكنيسة من بين قرابة ربع مليون حالة أخرى مماثلة لها في أقل تقدير!! لكنهم لن يفعلوا لأن الكنيسة لن تقوى على «أبواب الجحيم» هذه، بحسب التعبير النصراني الدارج، لو توسعت وسائل الإعلام الالكترونية الجديدة في فتحه.

إن صمت الكنيسة المصرية عن الرد على هذه التدوينة لن يفسر لصالحها أبداً ولن ينفعهم اعتذارهم بأن الأمر «تافه» أو «لا يستحق رداً». ولن يجمل حالهم تحويل القضية إلى شخص كاتب هذه الأسطر، لتجاوز الحالة الماثلة أمامنا، وهي حيلة قديمة عودتني عليها قيادات التنصير محلية وخارجية واقول لهم باللهجة المصرية: «العبوا غيرها!».

ولذلك أتوجه بالدعوة لكل مسلم لديه مدونة شخصية أو دعوية أو مشترك في منتدى لكي ينقل هذه التدوينة ورسالة السيدة القبطية المظلومة في موقعه سعياً في نشرها لرفع الظلم عنها وعن أخواتها لأنهن وبقية أهلها من نصارى مصر في ذمة المسلمين شاء من شاء وأبى من أبى أو تمرد على ذمتنا من خونة الأقباط من تمرد

وأخيرأ أؤكد لكافة نصارى المنطقة أن هذه المدونة ترحب برسائل معاناتكم الشخصية وقضاياكم المأساوية مع كنائسكم ونحن على أتم الاستعداد لنشرها شريطة التحلي بهذا المقدار من الشجاعة التي تحلت بها هذه السيدة القبطية للكتابة بأسمائكم الصريحة ولا نقبل رسائل تصلنا بأسماء وهمية إلا إذا تم الاتصال بشخص المدون بصفة خاصة للتحقق شخصياً من هوية صاحب الرسالة إذا أحب نشرها بداية باسم رمزي لاعتبارات معينة. إن وسائل الاعلام العربية، في أغلبها، (ولا حتى الاسلامية منها) باتت تسمح بنشر ما نرحب بنشره هنا في هذه المدونة، وعلى «المتضرر» مما ننشر هنا اللجوء للقضاء لو كان يملك صكوك براءته في ساحة التقاضي وأمام محاكم الرأي العام.

والآن مع رسالة السيدة المصرية كما وصلتني دون تدخل ولا تغيير ولا تصحيح املائي، والله على ما أقول شهيد:

الى قداسه البابا شنوده ونيافه الانبا بولا بعد تقبيل الايادى انا سيده مسيحيه ارثوزكسيه تزوجت منذ عشر سنوات لم اعرف فيهم طعم الراحه منذ اول يوم زواجى.وفى احد الايام قام عليا بالضرب بدون اى سبب مقنع وعندما دافع اخى عنى عمل لنا مجموعه محاضر لى ولامى ولاخى وقضيه طلاق وتصافينا لكن على غِِـش .انجبت طفله عندها سبع سنوات.منذ حملى وعرف انها بنت قال انا مش عايز بنات لدرجه انه لم يراها نهائيامنذ ولاادتها ولم يقم بلانفاق علينا انا وهى منذ ان كانت فى بطنى لكن عمل لها شهاده الميلاد حتى يحصل على العلاوه لانه موظف(مدرس رياضيات) وبعد دخول اكثر من عشر اباء كهنه لم يصلوا الى حل وانا الان عند امى الارمله واعمل مدرسه تربيه فنيه وليس لى دخل اخر وبعد ما اسائت الدنيا فى وجهى وليس فى امل التجأت إلى القضاء فرفضت الدعوى بسبب تعديل القانون فماذا افعل انا وابنتى علما باننى لم استطيع العيش معه مره اخرى بعد كل هذه الاهانات وفرجه الناس ولم استطيع ان اضع ابنتى فى اى موقف للمعايره من اى شخص بالذى عمله لى ابوها.

ملحوظــــــــــــه:اللذى وصل الموضوع الى هذه الدرجه يكون القس يوحنا حبيب والقس انطونيوس فكرى كهنه كنيسه العذراء الفجاله وصلو البيت إلى الاعوده وذلك تقريبا علشان غيرت اب اعترافى .اعطو له ورق بأننى ممتنعه عن الصلح وعندما واجهت ابونا يوحناانكر بانه لم يعطيه شىء مع العلم ان الورق فى الملف بالكاتدرائيه والملف باسم بهاء عدلى مقار وانا اسمى نيفين نصرى ثابت

ســــــــؤال:هل من وظائف الكاهن خراب البيت أم عماره !!!!؟ انا وابنتى مع امى الارمله المسنه اريـــــــد حــــــــــلا وشكرأ

هاقد نشرنا الرسالة كما وصلتنا وفي مساحة التعليق على هذا الموضوع أيضاً ونأمل أن تتوصل السيدة نيفين إلى حل، وأن تبادر كنيستها إلى الاتصال بها بعد تجاهلها ومعاملتها بهذا الشكل مما أدى إلى تفاقم معاناتها. وسواء أخبرتنا السيدة عن جديد قضيتها أم لا، فإنني أؤكد لها أن رسالتها قد وصلت للتو إلى مكاتب من وردت أسماؤهم هنا. قلوبنا ودعواتنا معها ومع كل مظلوم أيا كان دينه والله الهادي الى سواء السبيل.

* للتذكير: يقول الحق تبارك وتعالى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (157) سورة الأعراف

طالع قسم: فضائح تشريعات الطلاق الكنسية

فضلاً لا أمراً: تفاعلوا مع قضية هذه السيدة بنشر هذه التدوينة مع ذكر المصدر بكل سبيل.

غير معرف يقول...

استنساخ البشر
في البداية أحب أن أوضح حقيقة هامة, إذ أن ما سوف نشاهده من صور في هذه الدراسة ليس ناتج عن خلق إنسان أو أي كائن أخر.
إن المعنى الحقيقي لما يدعى بالاستنساخ هو تغير الخلق وليس خلق من العدم وهذا الأمر مهم حتى لا تحدث شبه في الموضوع:قال تعالى:[ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ{73}] الحج: ٧٣
وقال تعالى:[ وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً{119} يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً{120}] النساء: ١١٩
والآيات السابقة واضحة جداً ، أن الناس لن يخلقوا من العدم في قول الله[لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ] وان طبيعة ما يحدث هو تغير خلق الله وليس خلق طبعا بسبب وسوسة إبليس اللعين[ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ ].
فمن المعروف بأن أصل الإنسان ليس من بويضة أو من مزيج من بويضة مع نطفة بل هو
من نطفة فقط وهذا ما أكده العلم لأن الأنثى لا تحمل في صبغياتها الجنسية إلا صبغيات x x
وهنا نلاحظ عدم إمكانية خلق إنسان ذكر من هذه البويضة .

وبذلك تكون معجزة عيسى عليه السلام انه أتى ذكر من أنثى ولوا أن سيدتنا مريم أنجبت أنثى لما كان الأمر فيه أي إعجاز في زمننا هذا.
ولو كتبنا الصبغيات الجنسية الموجودة في النطفة فستكون x yوبذلك إن أجرينا أي عملية انقسام صناعي على النطفة بدون تدخل البويضة فإننا نستطيع أن نحصل على الذكر أو على الأنثى وبذلك يكون أصل الإنسان من نطفة وليس من بويضة كما قال تعالى:
[ وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ{11}] فاطر: ١١
وقال تعالى:[ خَلَقَ الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ{4}] النحل: ٤
وعملية الاستنساخ هي ليس عملية خلق من العدم بل عملية صناعية تجعل الخلية الواحدة تنقسم وتكرر تعاليم الـ DNA اليتيم المصدر وبذلك يحدث عملية نسخ له دون تبديل في الصفات لأننا لم نضع له DNA آخر نظير وبذلك تشبه العملية التي تجري على الـ DNA
المستنسخ بالضبط تشبه نوع من أنواع الفيروس في الكومبيوتر الذي يقوم بنسخ ملف واحد فقط آلاف من المرات وبذلك نحصل على نسخ متشابه من الملف الأصلي ولكن الملف الأصلي هو الأساس وهذا الأصل هو خلق الله الذي لا يقدر أي إنسان أن يوجده.
وما يحدث من استنساخ هو عملية طباعة فقط لخلق الله وليس عملية خلق أو إنشاء أو إيجاد من العدم سبحان الله الواحد لا شريك له خالق الكل من العدم.

لكن المخاطر التي ينتظرها العالم الإسلامي من هذا العبث كثيرة جداً منها:
1ـ جعل العالم الإسلامي الفقير حقلاً لهذه التجارب الإجرامية، وخاصة بعد أن تبين للغرب خطورة هذه التجارب، ونتائجها المدمرة، ولكن الشركات التي تتنافس في إيجاد أي جديد تكسب من ورائه، سينقلون هذا العالم الإسلامي ودوله الفقيرة وسيكون نساؤه ورجاله ميداناً لذلك (استئجار الأرحـام، العبث بالأجنة، انتزاع الشيفرة الوراثية من البويضة الملقحة، وزرع شيفرة أخـرى، قتل الأجنة، إنتاج مواليد بلا هوية من أجل أن يكونوا قطعاً للغيار، إنتاج مواليد بلا هوية من أجل الاستمتاع والشذوذ... الخ).
ومن سيوقف هذا العبث الإجرامي؟!! ما أشبه الليلة بالبارحة: عندما تم قبل سنوات إخصاب بويضة امرأة بحيوان منوي خارج الرحم، ثم أعيد زراعة البويضة بعد تلقيحها إلى رحم امرأة، ثم عاشت هذه البويضة وغرست في الرحم وكان منها إنسان قامت قيامة البشر وسموا هذا الفعل(طفل الأنبوب) وظن كثير من الجهال أن هؤلاء العابثين قد خلقوا إنساناً في أنبوبة الاختبار!! .
وقلنا يومـها إن الأمر ليس بجديد وهؤلاء العلماء لم يخلقوا شيئاً، وأن تلقيح البويضة التي خلقها الله خارج الرحم من حيوان منوي خلقه الله، ثم زرعها من جديد في الرحم الذي خلقه الله، ثم تولى الله سبحـانه وتعالى رعاية هذا الجنين نطفة فعلقة فمضغة مخلقة وغير مخلقة إلى أن ولد إنساناً، كل هذا من خلق الله وإنما الذي صنعه الإنسان هو الجمع بين الحيوانات المنوية، والبويضة في حقل تزاوجهما خارج الرحم، وأمام عين الطبيب، وعلماً أن الحيوان المنوي الذي يتفضل ويسبق غيره من ملايين الملايين من أمثاله للفوز بالدخول إلى البويضة لا يتلقى أوامره من الطبيب!! ..
وإنما يتلقى الأمر من الله !! والطبيب القابع خلف المجهر يراقب العملية إنما هو متفرج فقط ولا يستطيع أيضاً أن يشجع حيواناً منوياً بعينه ليقتحم العقبة وينفذ إلى داخل البويضة!! ..
وقلنا يومذاك وما زلنا نقول إن هذا عبث لا فائدة منه، والأضرار الناجمة عنه أكبر بكثير من المنافع المحتملة والمتحصلة... فإن هذا لا يفيد إلا امرأة واحدة من كل مليون امرأة يكون مبيضها قادراً على إنتاج بويضة كاملة سليمة، ولكن قناة المبيض ضيقة لا تسمح بمرور البويضة فانتزاع البويضة مـنها، وتلقيحها خارج الرحم بحيوان منوي لزوجها ثم إعادة غرسها في الرحم مرة أخرى قد يؤدي إلى أن تنجب ولداً منها ومن زوجها.
وهذه واحدة من ملايين، ولكن هذا العمل الشيطاني سيؤدي وقد أدى إلى أضرار كثيرة جداً فإن البشر لما تعلموا أنه يمكن تلقيح البويضة خارج الرحم، ويمكن حفظ هذه اللقيحة في درجات حرارة منخفضة ثم إعادة غرسها في الرحم مرة أخرى تفتقت العقليات الإجرامية والكسبية المادية عن طرق كثيرة للعبث والإجرام والكسب المادي من وراء ذلك؟ ومن ذلك:
1ـ استئجار امرأة لتحمل نيابة عن امرأة أخرى، فيلقى في رحمها بويضة ملقحة من المرأة الأخرى. ثم لمن يكون الطفل بعد ذلك لصاحبة البويضة؟ أم للأم المستأجرة؟.
ونلاحظ بأن النساء الأثرياء وزوجات المسئولين قد رأوا في هذه الطريقة خلاص من مشاكل ومخاطر الحمل واصحبوا يستعبدون الخادمات والفقراء لولادة أبنائهم الأمراء وهذا يذكرنا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
حدثني إسحاق ، عن جرير ، عن أبي حيان ، عن أبي زرعه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوما بارزا للناس ، إذ أتاه رجل يمشي ، فقال : يا رسول الله ما الإيمان ؟ قال : " الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، ولقائه ، وتؤمن بالبعث الآخر " قال : يا رسول الله ما الإسلام ؟ قال : " الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة المفروضة ، وتصوم رمضان " ، قال : يا رسول الله ما الإحسان ؟ قال : الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، قال : يا رسول الله متى الساعة ؟ قال : " ما المسئول عنها بأعلم من السائل ، ولكن سأحدثك عن أشراطها : إذا ولدت المرأة ربتها ، فذاك من أشراطها ، وإذا كان الحفاة العراة رءوس الناس ، فذاك من أشراطها ، في خمس لا يعلمهن إلا الله : ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام ) ثم انصرف الرجل ، فقال : " ردوا علي " فأخذوا ليردوا فلم يروا شيئا ، فقال : " هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم ). صحيح البخاري - كتاب تفسير القرآن، سورة البقرة - باب قوله : إن الله عنده علم الساعة حديث : ‏4503‏24882 .
2ـ شراء لقائح جاهزة وزرعها في أرحام من لا يخافون الله!! .
3ـ شراء النطف حسب المواصفات المطلوبة للمصارعين والملاكمين والبارعين في طب أو هندسة أو سياسة (وهذا يشبه نكاح استبضاع جديد للجاهلية الجديدة شبيهاً بما كان في الجاهلية الأولى).
4ـ شراء البويضات حسب الطلب، ومن أجل ذلك نشأت بنوك النطف أو بنوك المنى.
5ـ استئجار أرحام النساء الفقيرات لإنتاج أطفال لاستخدامهم في قطع الغيار فقط: أخذ عيونهم، وغددهم، وكلاهم، وأكبادهم، وقلوبهم من أجل الأغنياء!! .
6ـ إنتاج أطفال بلا هوية لاستخدامهم في الاستمتاع الحيواني في الشذوذ والزنا!!
وهذه المصانع البشرية تقوم اليوم في بلدان كثيرة على قدم وساق... مكاسبها المادية أعظم من مكاسب الحشيش والأفيون والهيروين، ولكنها تجارة إجرامية، بل أعظم إجراماً من التجارة في هذه المواد المدمرة.
التشويهات والنتائج الفظيعة لهذا العبث لا يعلن عنها:
للأسف أن المسـوخ والتشويهات، والنتائج الفظيعة لهذا العبث لا يعلن عنها وهي تأخذ طريقها إلى الإتلاف وصناديق القمامة..!! ....والقوم ما زالوا يعبثون وينفقون مليارات الدولارات في مصادمة نواميس الله في الخلق ..