٠١‏/١٢‏/٢٠٠٨

أمانة السياسات تدرس إنشاء وزارة لشئون الكنيسة والأوقاف القبطية

كتب حسين البربري (المصريون):
كشف مصدر مقرب من أمانة السياسات بالحزب "الوطني" لـ "المصريون"، أن الأمانة ستدرس في اجتماعاتها بعد إجازة عيد الأضحى المبارك، استحداث وزارة لإدارة شئون الكنيسة، على غرار وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، موضحا أن هذه الفكرة قيد الدراسة منذ ما يقرب منذ ستة أشهر.وذكر المصدر أن جمال مبارك وعد عددا من الأقباط الذين حضروا المؤتمر العام للحزب "الوطني" الذي عقد الشهر الماضي بدراسة هذا المقترح جديا، ووضعه على لائحة اهتمامات الحزب ليتم دراسته من كل الزوايا، وطرح الفكرة على الرئيس حسني مبارك.وأوضح أن الأقباط الذين طلبوا باستحداث وزارة لشئون الكنيسة يرون أن أموال الكنيسة وممتلكاتها تقدر بـ 18 مليار جنيه، هي عبارة عن أراضي وأموال بالبنوك، ويؤكدون أن وجود وزير قبطي من شأنه أن يحافظ على هذه الأموال، واقترحوا إسناد المنصب لأحد رجال الدين بالكنيسة.كما اقترحوا أن تتولى تلك الوزارة إدارة المدارس القبطية التي كانت تديرها الكنيسة حتى منتصف الستينيات، حتى أصدر الرئيس جمال عبد الناصر قرارا آنذاك بنقل تبعيتها تحت إشراف وزارة التربية والتعليم، وكذلك توليها مسئولية الإشراف على المحاكم المللية الخاصة بالأقباط والتي تم إلغاؤها عام 1955.وأشارت المصادر إلى أن قيادات من الحزب "الوطني" ستعقد اجتماعا بقيادات الكنيسة الأرثوذكسية لبلورة الاقتراح وطرحه بالشكل الملائم الذي لا يغضب باقي الطوائف المسيحية الأخرى، لافتا إلى أن هناك اتجاها من الحزب بالموافقة على استحداث تلك الوزارة، وربما يصدر لها قرار جمهوري، دون عرض الأمر على مجلس الشعب تفاديا لإثارة الجدل بخصوصه، وأن مولد الوزارة الجديدة سيكون خلال التعديل أو التغيير الوزاري القادم.

هناك ٦٥ تعليقًا:

غير معرف يقول...

نتمني ايضا من لجنة السياسات اخضاع اموال الكنيسة التي تقدر باضعاف هذا المبلغ التافه من الدولارات لجهاز المحاسبات للدولة اسوة بالدول المسيحية الاخري مثل امريكا البودي جارد لهم وتحصيل حق الدولة من الضرائب المستحقة من سرقة اراضي الدولة وبيعها او البناء عليها او زراعتها والاستفادة منها وخاصة ان 80%من محلات الذهب يمتلكها افراد مقربين من الكنيسة (رهبان وقسس) والآهم من ذلك كله ""تسليم الجثمان الطاهر للشهيدة"وفاء" ليدفن في مقابر المسلمين ومنع تسليم من يسلم من المسيحيين للكنيسة كي تحبسهم وتعذبهم او تقتلهم في الاديرة ويجب اخضاع الاديرة للرقابة الامنية للدولة اسوة بالمساجد مثل بقية دول العالم المسيحي والتعرف علي احوال المعتقلين بها ؟؟؟(((((هذا هو نبينا محمد صلي الله عليه وسلم ،،، يا أيها الآخر


بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، سيدنا محمد وعلي آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان علي ملته وسنته إلي يوم الدين .
وبعد
فيقول الله عز وجل في كتابه الكريم :
" ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هى أحسن " .
النحل 125
وإذن فهو أمرإلهي منه سبحانه وتعالي ، اشتمل علي كيفية تنفيذه ، ،
وعليه ،،
فامتثالا للأمر الإلهي ، وفي إطار ما بينه من وسيلة إلي ذلك ،، ندعوك أيها الآخر،،
هيا بنا معا نستعرض الكثير من مقاييس الكمال البشري ، وصولا إلي النماذج منها ، والمثاليات فيها ، ثم نستعرض معا سيرة النبي محمد صلي الله عليه وسلم إزاءها ، وصولا للحكم ،، أين هو منها ؟ وأين هي منه ؟
والخلاصة في النهاية ــ كما ستري ــ ستكون حقيقة ماثلة لاريب فيها ،،
الخلاصة هي أنه قد حازها جميعا ، قولا وعملا وسلوكا ودعوة إليها ، رسولا من رب العالمين ،،، مصداقا لقوله صلي الله عليه وسلم :
" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " .


الحـلـم


هو أحد مقاييس الكمال البشري ، ويمثل صفة سامية المنزلة ، عالية الرتبة ، وقد حازها رسول الله صلي الله عليه وسلم .
روي المؤرخون الثقاة أن الله تعالي لما أراد هدى زيد بن سعنة ( أحد أحبار اليهود ، وأكثرهم مالا ) ، قال زيد :
[ لم يبق من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في وجه محمد حين نظرت إليه ، إلا اثنتين لم أخبرهما منه ،، يسبق حلمه غضبه ، ولاتزيده شدة الجهل عليه إلا حلما ،،،،، فكنت أتلطف له لأن أخالطه ، فأعرف حلمه وجهله ،،،،
فابتعت ( اشتريت ) منه تمرا معلوما إلى أجل ، وأعطيته الثمن ، فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاثة ، أتيته ، فأخذت بمجامع قميصه وردائه ، ونظرت إليه بوجه غليظ ، ثم قلت له :
ألا تقضي يا محمد حقي ؟ فوالله إنكم يا بني عبد المطلب لمطل (من المماطلة) ، ولقد كان لي بمخالطتكم علم ،
فقال عمر بن الخطاب ، (وكان حاضرا) :
أي عدو الله ، أتقول لرسول الله ما أسمع ، فوالله لولا أن أحاذر فوته ، لضربت بسيفى رأسك ،
ورسول الله صلي الله عليه وسلم ينظر إلى عمر بسكون وتؤدة وتبسم ، ثم قال :
" أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا منك يا عمر ، أن تأمرنى بحسن الأداء ، وتأمره بحسن التباعة ( المطالبة )،،،، اذهب يا عمر فاقضه حقه ،، وزده عشرين صاعا مكان ما رعته ( أفزعته وأخفته ) " ،،،،،،،،،،، ففعل ،
يقول زيد :
فقلت :
يا عمر ، كل علامات النبوة قد عرفتها في وجه رسول الله صلي الله عليه وسلم حين نظرت إليه ، إلا اثنتين لم أخبرهما منه ،، يسبق حلمه غضبه ، ولاتزيده شدة الجهل عليه إلا حلما ، فقد خبرتهما ، فأشهدك أنى قد رضيت بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد نبيا ] .
رواه السيوطى فيما أخرجه الطبرانى والحاكم والبيهقي وابن حبان وأبو نعيم ، عن عبد الله بن سلام .
وإذن ،، فهيا بنا معا نستجلى بعض مدلولات هذه الواقعة ،، وما أكثرها ،
حبر من أحبار اليهود ، وهم القمة في العلم من أهل الكتاب ، ظهرت له كل
علامات النبوة في النبي محمد صلي الله عليه وسلم ، ولم تتبق إلا واحدة ، هي علامة الحلم ،
ولن يسلم إلا بعد التأكد من وجودها ، وإلا فالعلامات ناقصة ، والأدلة غير مكتملة وإذن فلابد من افتعال الوسيلة المناسبة ،،،
وينجح الحبر الكبير في استفزاز محمد صلي الله عليه وسلم بأكثر من عنصر ،،،،،
إذ يأتيه قبل حلول الأجل ،،
ويمسك بمجامع ردائه ،،
وينظر إليه بوجه غليظ ،،
ويتهم بني عبد المطلب بما ليس فيهم ( وهو المماطلة ) ،،
ويؤكد علي تهمته بأنه بناها علي كثرة المخالطة لهم !!!! .
أهناك استفزاز أكثر من هذا ؟
أهناك اختبار أحكم وأدق من هذا ؟
بالطبع لا ،،،
ولايخفاك أن محمدا صلي الله عليه وسلم في هذا الوقت هو الحاكم الأعلي في المدينة ،،
والحاكم لاتجوز مخاطبته بهذا الشكل مطلقا ، بل إن لمخاطبته الكثير من الضوابط والمعايير اللازمة ،، تأدب ، وتلطف ، واستمناح واسترضاء ،، الخ ،،،
ومع ذلك فقد تجاوز ذلك المشهد كل هذا ،
ثم إن من حق الحاكم أن يعجل سداد الدين ، أو يؤخره ، بل ومن حقه مصادرته وتأميمه إذا أراد ،،
إن أيا من هذا لم يحدث من النبي صلي الله عليه وسلم ،،
بل إنه لم يستنكر علي الحبر شيئا ( قولا أو عملا ) ،
ولم يحاول أن يخلص قميصه من يد الرجل ،
زد علي هذا أنه لم يتجبر في الرد ، مع أن الحق معه ( إذ الأجل لم يحل بعد ) ،،
ولم يتهدد ،
ولم يتوعد ،
وانتظر ريثما يفرغ الحبر من كلامه ، ،
ثم إنه وجد عمر يسمع ويشاهد ما حدث ، وأنه علي استعداد لتجريد السيف مصرحا بذلك ،،،،
فماذا فعل النبي صلي الله عليه وسلم ؟
انظر معنا إلي التصرف السليم القويم ، الأنموذج المثالي ، السوى النبوى ،،
نهى عمر عن مراده ،
وصوب رأيه ،
ووعظه أبلغ موعظة ،،، {{ تأمرنى ،،،، وتأمره }} .
اقرأها مرة أخري ،،،،
{{ تأمرنى ،،،، وتأمره }} ،
تأمرنى بحسن الأداء ، وتأمره بحسن التباعة .
ليس هذا فحسب ،،،،،،،
بل هناك أمر هام آخر وجب استيفاؤه ، ولايمكن أن يغيب عن النبي متمم مكارم الأخلاق صلي الله عليه وسلم ،،،
إنه العدل ،،،
إذ روع عمر الرجل ، فوجب له تسكينه ،، استيفاء للحقوق كاملة تماما ،
" يا عمر ، اقضه حقه ، وزده عشرين صاعا مكان ما رعته " ،
يا أيها الآخر ،،،،
هذه واقعة حقيقية ، ليست من قبيل تأليف القصص ، أوحبك الروايات ، أواختلاق الأحداث ،،،،
نعم ،، هي واقعة سجلها التاريخ الصادق بدقة محكمة ،،
فلعلها تجسد لبصيرتك إحدي مثاليات الكمال البشري ، التى حباها الخالق لعبده ورسوله وصفوته من خلقه أجمعين ، محمد خاتم الأنبياء والمرسلين ، المتمم لمكارم الأخلاق صلي الله عليه وسلم ،،
يا أيها الآخر ،،،،
لاتغلق عينــيك دون النور، ،،،،،، واقـرأ ما ســطره الدكتـور نظـمى لوقا فـــي كتـابـــه ( محمد الرسالة والرسول ) :
من يغلق عينيه دون النور ، يضير عينيه ولا يضير النور ، ومن يغلق قلبه وضميره دون الحق ، يضير عقله وضميره ، ولايضير الحق .
يا أيها الآخر ،،،،
اقرأ إن شئت قول الشاعر :
ساءت ظنون الناس حتى أحدثوا *** للشك في النور المبين مجالا
والظن يأخذ في ضميرك مأخذا *** حتي يريـك المسـتقـيم محالا
وسنواليك تباعا في مقالات قادمة مماثلة ، بما يوفق إليه الله تعالي ويأذن به ويشاء ،
ثم ،،،،،،،،،،،
صلاة وسلاما دائمين متلازمين من عند الله تعالي عليك يا سيدي يا رسول الله ، في الأولين وفي الآخرين ، وفي كل وقت وحين إلي يوم الدين ،،،،،،،،،
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
صلاح جاد سلام?????اهــداء لكل زوج ..

تفضل و تعلّم من معلمنا و حبيبنا و قدوتنا ..

مما قرأتُـه عن نبي البشرية وسيد الخلق

:

الجانب العاطفي فى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم الزوجية .


ان الناظر الى سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم يجد ان رسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم كان يقدر المرأة (الزوجة) ويوليها عناية فائقة...ومحبة لائقة.
ولقد ضرب أمثلة رائعة من خلال حياته اليومية .. فتجده أول من يواسيها..يكفكف دموعها ...يقدر مشاعرها...
لايهزأ بكلماتها...يسمع شكواها... ويخفف أحزانها ...
ولعل الكثير يتفقون معي ان الكتب الأجنبية الحديثة التي تعنى في الحياة الزوجية ,
تخلو من الأمثلة الحقيقية , ولا تعدو ان تكون شعارات على الورق!!


وتعجز أكثر الكتب مبيعاً في هذا الشأن ان تبلغ ما بلغه نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم ,

فهاك شيئاً من هذه الدرر .. :

• الشرب والأكل في موضع واحد:

لحديث عائشة : كنت أشرب فأناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ,
واتعرق العرق فيضع فاه على موضع فيّ . رواه مسلم


• الإتكاء على الزوجة:

لقول عائشة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكئ في حجري وأنا حائض. رواه مسلم


• تمشيط شعره , وتقليم أظافره:

لقول عائشة رضي الله عنها :ليدخل علىّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه وهو في المسجد فأرجّله.
رواه مسلم


• التنزه مع الزوجة ليلاً:

كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث . رواه البخارى


• الضحك من نكاتها وفكاهتها:

وعن عائشة – رضي الله عنها- قالت: قلتُ: يا رسول الله ! أرأيت لو نزلت وادياً وفيه شجرة أُكل منها،
ووجدت شجراً لم يؤكل منها، في أيّها كنت تُرْتِعُ بعيرك؟ قال: "في التي لم يُرْتعْ فيها
:تعني أن رسول الله  لم يتزوج بكراً غيرها .أخرجه البخاري .


• مساعدتها في أعباء المنزل:

سئلت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟
قالت: كان في مهنة أهله . رواه البخارى


• يهدي لأحبتها:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا ذبح شاة يقول : أرسلوا بـها الى أصدقاء خديجة . رواه مسلم.


• يمتدحها :

لقوله : ان فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام . رواه مسلم


• يسرّ اذا اجتمعت بصويحباتها:

قالت عائشة :كانت تأتيني صواحبي فكن ينقمعن (يتغيبن) من رسول الله صلى الله عليه وسلم
فكان يُسربـهن إلى(يرسلهن الى ) . رواه مسلم


• يعلن حبها :

قوله صلى الله عليه وسلم عن خديجة "أنى رزقت حُبها ". رواه مسلم


• ينظر الى محاسنها:

لقوله صلى الله عليه وسلم "لايفرك مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقا رضي منها آخر . رواه مسلم


• اذا رأى امرأة يأت أهله ليرد ما في نفسه:

لقوله " اذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله فان ذلك يرد ما في نفسه" رواه مسلم


• لا ينشر خصوصياتها:

قال صلى الله عليه وسلم: ان من أشر الناس عند الله منزله يوم القيامة الرجل يفضى الى امرأته وتفضي اليه
ثم ينشر سرها . رواه مسلم


• التقبيل:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبـّـل وهو صائم . رواه مسلم


• التطيب في كل حال :

عن عائشة رضي الله عنها قالت: كأني انظر الى وبيص المسك في مفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم . رواه مسلم


• يرضى لها بالهدايا:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: ان الناس كانوا يتحرون بـهداياهم يوم عائشة
يبتغون بذلك مرضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه مسلم


• يعرف مشاعرها:

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة : أنى لأعلم اذا كنت عنى راضية واذا كنت عنى غضبى ..
أما اذا كنت عنى راضية فانك تقولين لا ورب محمد ., واذا كنت عنى غضبى قلت : لا ورب ابراهيم؟؟ رواه مسلم


• يحتمل صدودها :

عن عمر بن الخطاب قال : صخبت علىّ امرأتي فراجعتني , فأنكرت ان تراجعني!
قالت : ولم تنكر ان أراجعك؟ فوالله ان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه,
وان أحداهن لتهجره اليوم حتى الليل. رواه البخارى


• لايضربها:

قالت عائشة رضي الله عنها : ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة له قط" رواه النسائي


• يواسيها عند بكائها:

كانت صفية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر , وكان ذلك يومها, فأبطت في المسير ,
فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى تبكى, وتقول حملتني على بعير بطيء,
فجعل رسول الله يمسح بيديه عينيها , ويسكتها,.."رواه النسائي


• يرفع اللقمة الى فمها:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : انك لن تنفق نفقة الا أجرت عليها حتى اللقمة ترفعها الى في امرأتك"
رواه البخارى


• إحضار متطلباتها :

قال الرسول صلى الله عليه وسلم : أطعم اذا طعمت وأكس اذا اكتسيت" رواه الحاكم وصححه الألباني


• الثقة بها:

نـهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يطرق الرجل أهله ليلاً , ان يخونـهم , أو يلتمس عثراتـهم. رواه مسلم


• المبالغة في حديث المشاعر:

للحديث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرخص في شيء من الكذب الا في ثلاث منها:
الرجل يحدث امرأته, والمرأة تحدث زوجها. رواه النسائي


• العدل مع نساءه :

من كان له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى , جاء يوم القيامة أحد شقيه مائل"
رواه الترمذي وصححه الألباني


• يتفقد الزوجة في كل حين:

عن أنس رضي الله عنه قال " كان صلى الله عليه وسلم يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار.
رواه البخارى


• لايهجر زوجته أثناء الحيض:

عن ميمونة رضي الله عنها قالت: كان صلى الله عليه وسلميباشر نساءه فوق الإزار وهن حُيّضٌ. رواه البخارى


• يتفكه من خصام زوجاته:

قالت عائشة :دخلت علىّ زينب وهى غضبى فقال رسول الله دونك فانتصري ,
فأقبلت عليها حتى رأيتها قد يبست ريقها في فيها فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل"
رواه ابن ماجه


• يصطحب زوجته في السفر:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا أراد سفراً أقرع بين نسائه, فآيتهن خرج سهمها خرج بـها.
متفق عليه


• مسابقته لزوجه:

عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لى : تعالى أسابقك, فسابقته, فسبقته على رجلي "
وسابقني بعد ان حملت اللحم وبدنت فسبقني وجعل يضحك وقال هذه بتلك! رواه ابو داود


• تكنيته لها:

ان عائشة قالت يارسول الله صلى الله عليه وسلم كل نسائك لها كنية غيري فكناها "أم عبد الله"
رواه احمد


• يروى لها القصص:

كحديث أم زرع. رواه البخارى
• يشاركها المناسبات السعيدة : قالت عائشة - رضي الله عنها " مررت ورسول الله صلى الله عليه وسلم
بقوم من الحبشة يلعبون بالحراب، فوقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينظر إليهم،
ووقفت خلفه فكنت إذا أعييت جلست، وإذا قمت أتقي برسول الله  . أخرجه البخاري


• لايستخدم الألفاظ الجارحة:

وقال أنس رضي الله عنه خدمت رسول الله عشر سنوات ، فما قال لي لشئ فعلته ، لمَ فعلته .
رواه الدارمى


• احترام هواياتها وعدم التقليل من شأنها:

عن عائشة رضي الله عنها -" كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان لي صواحب يلعبن معي،
فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل ينقمعن منه فيسر بـهن فيلعبن معي " الأدب المفرد


• إضفاء روح المرح في جو الأسرة:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: زارتنا سوده يومًا فجلس رسول الله بيني وبينها ,
إحدى رجليه في حجري , والأخرى في حجرها , فعملت لها حريرة فقلت : كلي !
فأبت فقلت : لتأكلي , أو لألطخن وجهك, فأبت فأخذت من القصعة شيئاً فلطخت به وجهها ,
فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجله من حجرها لتستقيد منى ,
فأخذت من القصعة شيئاً فلطخت به وجهي , ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك.
رواه النسائي


إشاعة الدفء :

عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قلّ يوم إلا وهو يطوف على نسائه فيدنو من أهله فيضع يده, ويقبل كل امرأة من نسائه حتى يأتي على آخرهن فإن كان يومها قعد عندها .
طبقات ابن سعد ج 8 / 170


• لا ينتقصها أثناء المشكلة:

عن عائشة رضي الله عنها تحكى عن حادثة الأفك قالت: إلا أني قد أنكرت من رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعض لطفه بي ، كنت إذا اشتكيت رحمني ، ولطف بي ، فلم يفعل ذلك بي في شكواي تلك
فأنكرت ذلك منه كان إذا دخل علي وعندي أمي تمرضني
قال: كيف تيكم ! لا يزيد على ذلك .رواه البخارى


• يرقيها في حال مرضها :

عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان صلى الله عليه وسلم اذا مرض أحدٌ من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات .
رواه مسلم


• يمتدح من يحسن لأهله:

قال الرسول صلى الله عليه وسلم :خياركم خيارُكم لنسائهم. رواه الترمذي وصححه الألباني


• يمهلها حتى تتزين له:

عن جابر قال " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر , فلما رجعنا ذهبنا لندخل, فقال :
" أمهلوا حتى ندخل ليلا اى : عشاء" حتى تمتشط الشعثة , وتستحد المغيبة" رواه النسائي.

:

انتهى ..


" وإنك لعلى خلق ٌ عظيم " ..

اللهم صل و سلم وبارك على سيدنا محمد ..

سيرة عطرة تجف الأقلام وهي تكتب عنهـا ..

اللهم ارزقنا صحبة نبيك في الجنة وارزقنا شربة من حوضه لا نظمأ بعدها ابدا ً


منقوووووووووووووووووووووووووووول?انظر الى هذا النبي ... نبي الاسلام .. كم كان قاسيا ... لا رحمة في قلبه..

قبََّل رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد أبناء فاطمة وكان عنده رجل من الأعراب فقال تقبلون أبناءكم ؟! إن عندي عشرة من الولد ما قبلت منهم واحداً فقال صلى الله عليه وسلم وما يدرني لعل الله قد نزع من قلبك الرحمة .
لم يكن رحيما فقط .. بل انكر و بقسوة على الناس قسوة قلوبهم ......


عن أنس رضي الله عنه عنه : (( أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ ابنه إبراهيم فقبَّله وشمه )) البخاري
و الله حتى بعض الامهات لا يشمن اطفالهن و ربما لا يقبلنهم..



ولما كانت عيناه صلى الله عليه وسلم تفيض لموت اصحابه و جنوده في المعارك سأله سعد بن عبادة رضي الله عنه : يا رسول الله ما هذا؟ فيقول صلى الله عليه وسلم : " هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء " البخاري

و من يحزن لموت اخرين في سبيل ان يكون عظيما.. و سيدا و الها؟؟

بل ان القادة و الجنود اليوم يدربون على ان الموت و الصراخ و ووجود الجرحى هو امر لا يجب ان نحزن عليه فهو الطبيعي في ارض المعركة

و ان من القادة من لا يعرف عدد قتلاه في الحرب و لا يهتز له طرف لموتهم..



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لأدخل في الصلاة وإني أريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم لوجد أمه ببكائه " ابن ماجه.

و من يأبه؟!! .. الطفل سيبكي و يسكت .. و الله لو كان من كان ما فكر بهذه الطريقة ...

قصر الصلاة لله لخوفه و معرفته بوجد و ألم و حزن الام على بكاء طفلها- السليم –

لا يمكن ان يكون هناك من هو اقسى و اظلم .... اليس كذلك؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!



كان صلى الله عليه وسلم إذا مر بهم ( الصبية و الاطفال) وهم يلعبون سلم عليهم و مازحهم ، وإذا مر بهم على بغلته أركبهم معه .

المفروض ان يختبئ الاطفال خوفا من هذا القاسي .. و ان يرتعبوا لمرور العظيم و من يسمي نفسه الها ___ اليس هذا ما تعتقده عزيزي المسيحي؟؟

تخيل ان نبي الاسلام محمد صلى الله عليه و سلم اذا صعد طفل على ظهره و هو يصلي ما قام حتى ينزل الطفل خوفا عليه ان يقع ..........." في الواقع اخبرني انت اي طفل يتجرأ ان يصعد على ظهر اله عظيم و ملك جبار ؟؟ !!!"

لا اريد ردا.. فكر لوحدك و اجب نفسك التي تصر على انها ولدت على الدين الصحيح ............ ليتنا ولدنا جميعا على الدين الصحيح .. لكن صدقني بالسذاجة التي يتعامل بها الناس عادة فانهم سيتركون عقولهم و يصدقوا ابائهم .. حتى لو كانوا على الخطأ .. ؟؟

فكر و ابحث و انج بنفسك..

انظر هنا كيف كان نبي الاسلام يعامل خدمه :
يقول احد الخدم
" خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط ، وما قال لي لشئ صنعته لِمَ صنعته ؟ ولا لشئ تركته " مسلم

و في الحقيقة الخدم كانوا منتشرين في ذلك الوقت فليس محمد فقط من كان لديه خدم و لم يكن افضل ممن حوله بل كان ربما من افقرهم .. عدا ان هناك من تبرع ان يكون خادما له عليه الصلاة و السلام .. و مع هذا لا تعتقد انه كان يلبسه حذائه و يقلم له اظافره !!!


انظر الى قوله عن الخدم
يقول صلى الله عليه وسلم : " هم إخوانكم ، جعلهم الله تحت أيديكم ، فأطعموهم مما تأكلون ، وألبسوهم مما تلبسون ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم " مسلم .

هذا هو محمد - الذي تعتقد انت اخي المسيحي- انه قاس و ظالم .. و متسلط

هذا هو محمد المحتال المخادع الذي اضاع نصف البشرية و ظلمها ليكون ملكا و الها و عظيما..

اليس هذا ما تعتقده انت ..

اذا اقرأ التاريخ و قرر لوحدك .. ليكن لك كيانك و لو لمرة ..

صلى الله على محمد ..
(((ساره)))
01-01-2008, 10:18 PM
و الله يا أختي ليت كل مخدوع يعلم بالحقيقة .. ليت كل مسيحي يرى بعينه هو يفكر بعقله هو ..


لا أعلم لماذا لا يعرفون سيدنا وحبيبنا محمد (صلى الله عليه وسلم ) على حقيقته أولاً ثم يقرروا قرارهم بحبه أو لا ..


بارك الله فيك أختي وأنتظر منك المزيد ..
believer
01-02-2008, 11:34 AM
بواسطة نور الامل
المفروض ان يختبئ الاطفال خوفا من هذا القاسي .. و ان يرتعبوا لمرور العظيم و من يسمي نفسه الها ___ اليس هذا ما تعتقده عزيزي المسيحي؟؟

تخيل ان نبي الاسلام محمد صلى الله عليه و سلم اذا صعد طفل على ظهره و هو يصلي ما قام حتى ينزل الطفل خوفا عليه ان يقع ..........." في الواقع اخبرني انت اي طفل يتجرأ ان يصعد على ظهر اله عظيم و ملك جبار ؟؟ !!!"

بسم الله الرحمن الرحيم
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ

و قال تعالى

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً{45} وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً{46} وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً{47} وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً
الازهرى المصرى
01-02-2008, 11:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله موضوع ممتاز جدا
ويستخدم نظام الصدمات ... يا من تقولون بان محمد عليه افضل الصلاة والسلام كان بلا رحمة تعالوا نرى بالادله والواقع ما كان عليه سيد الخلق محمد عليه افضل الصلاة والسلام
لو تكلمنا على اخلاقه وعطفه على الاطفال كما قالت اختنا الكريمه
فأن هذه الرحمه لم تقتصر فقط على اطفال المسلمين بل انها تعدتهم الى غير المسلمين
ولنرى ماذا حدث فى رحلة الطائف عند امر سفهاء الطائف الاطفال ان ياذوا سيد الخلق محمد عليه افضل الصلاة والسلام .... واصيب سيد الخلق وارهق من الاذية وجاءه ملك الجبال وقال له يا محمد ان الله امرنى ان اتيك فلو اردت ان اطبق عليهم الاخشبين لفعلت ؟
فماذا كان رد هذا النبى الكريم الذى تم اذيته فى الحال الان انت يا رسول الله مصاب ومرهق هل تنتقم ولو انتقمت فهذا ليس عيب لانك ترد على الاذى ولكن الذى بقلبه ( رحمه تملأ العالم )
قال : لا .. أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يوحد الله"
وهذا الرسول الكريم
يرى طفل يهودى مريض فى اقبال على الموت فيتلهف النبى عليه يتمنى ان ينقذه من النار

ورد في صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: "كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقعد عند رأسه، فقال له: "أسلِم". فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال له: أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم، فأسلم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "الحمد لله الذي أنقذه من النار".
وهذا الذى تصفونه بانه غير رحيم .. هو من فتح مكه المكرمه وكان هناك مئات الاسرى
فسألهم : ما تظنون انى فاعل
فرد عليهم سيد الخلق وامام الرحماء :اذهبوا فانتم الطلقاء
ويسال انسان فيقول اليس هؤلاء الطلقاء هم من حبسوه
اليسوا من طردوه
اليسوا من قتلوا اصحابه وعمه واتباعه
ولكن لم يكن سيد الخلق يجازى الا بالحسنى وصدق من قال عنه (وانك لعلى خلق عظيم )

والامثلة كثيرة
فاين العقلاء من غير المسلمين ليحكموا الحقيقه والواقع
ولا يتركوا انفسهم وعقولهم لاناس لا يريدون منهم سوى ان يدخلوهم الجحيم
ومن سيدخل الجحيم لا يحب من يدعوا الى الجنه
وهذا سبب العداء
سيد الخلق محمد عاش ليبلغ دعوته الى العالم اجمعه لينقذهم من الظلمات الى النور وينور طريقهم الى الجنه ... ولكن الشيطان واعوانه لا يحبون ذلك

غير معرف يقول...

(((((((((هل دل العقل على حصر الحق والشريعة في التوراة والإنجيل))))))))))==========

للسيد رشيد رضا

جعل مؤلف كتاب ( أبحاث المجتهدين ) الفصل الثاني من البحث الأول في إثبات صحة التوراة والإنجيل عقليًّا ، وتقرير هذا الدليل أن الله قادر حكيم فلا بد أن يضع دستورًا ويكتب شريعة لمخلوقاته العاقلة ، كي تعلم نسبتها إلى خالقها وواجباتها نحوه ، وواجبات بعضها نحو بعض ، وتعرف مصير العالمين وقصاص العصاة وثواب الطائعين المؤمنين لئلا يكونوا فوضى لا وازع لهم ولا مشترع كالأنعام يدوس بعضهم بعضًا ، وكالأسماك يأكل صغيرَها كبيرُها ، ويفني الناس بعضهم بعضًا وتستوي الفضيلة والرذيلة ، وهذا ما لا يرضى به القادر الحكيم ، ثم قال : ( فإذا لم يكن ذلك الدستور وتلك الشريعة هما التوراة والإنجيل، فقل لي بعيشك ما هما، هل يوجد كتاب قديم مقدس يفي بالغرض المقصود كالتوراة والانجيل ؟ كلا لعمري ) .

( المنار ) إننا لا نؤاخذ المؤلف على تقصيره في تقرير وجه الحاجة إلى الشريعة ، إذ يعرف القراء هذا التقصير بمقابلته بما كتبناه وما سنكتبه في بيان الحاجة إلى الوحي من دروس الأمالي الدينية ؛ ولكننا نذكِّره بأمور إذا تأملها ظهر له أن حجته داحضة .

( 1و2 ) لماذا ترك الله البشر قبل التوراة ألوفًا من السنين لا نعلم عددها من غير شريعة إذا كان ذلك لا يرضيه ؟ ولماذا لم تظهر حكمته هذه إلا في بني إسرائيل من عهد قريب ، وكل الناس عبيده والعلة تقتضي العموم ؟ هذان السؤالان يردان عليه ، وعلى جميع اليهود والنصارى القائلين بقوله ولا يردان على المسلمين ؛ لأن القرآن حل هذا الإشكال بقوله تعالى في الرسل : [ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ]( غافر : 78 ) فنحن نعتقد أن الله أرسل رسلاً في جميع الأمم التي استعدت بترقيها إلى فهم توحيده لا يعلم عددهم غيره تعالى .

( 3 ) هل كان أهل الصين كالأنعام يدوس بعضهم بعضًا ، أو كالسمك يأكل كبيرهم صغيرهم بلا وازع ولا رادع ، أم كانوا أولي مدنية وفضائل قبل وجود بني إسرائيل وبعدهم ؟ والتاريخ يدلنا على أنهم كانوا أرقى من بني إسرائيل في العلوم والمعارف والمدنية والنظام الذي تُحتاج الشريعة لأجلها ، وكانوا أرقى من النصارى أيام لم يكن عند هؤلاء إلا الديانة التي بثها فيهم مقدسهم بولس ، فما زادتهم إلا عداوة وبغضًا واختلافًا وتنازعًا وحربًا واغتيالاً في تلك العصور التي يسمونها المظلمة ، وكان الصينيون في هدوء وسلام ووفاق ووئام ، ما قيل في الصينيين يقال نحوه في الهنود ، ولا يرد مثل هذا الإشكال على المسلمين ؛ لأنهم بمقتضى هدى القرآن يجوزون أن يكون الله تعالى بعث في الصين والهند أنبياء أرشدوهم إلى ما كانوا فيه من السعادة ، ثم طال عليهم الأمد ، فمزجوا ديانتهم بالنزغات الوثنية الموروثة حتى حوَّلوها عن وجهها تحويلاً ، كما نعتقد مثل ذلك في النصارى إذ لا شك أن ديانتهم في الأصل سماوية توحيدية ، ثم حوَّلوها إلى عبادة البشر من المسيح وأمه وغيرهما .

( 4 ) إن الأوروبيين قد استغنوا بالقوانين الوضعية عن شريعة التوراة ، وبالآداب الفلسفية عن آدابها وآداب الإنجيل فطرحوا الزهادة ، ونفضوا عن رؤوسهم غبار الذل ، وقد نجحوا بهذا وارتقوا عما كانوا عليه أيام كانوا متمسكين بهذا الكتاب الذي يسمى ( المقدَّس ) فكيف تقول إنه لا يوجد غيره لهداية البشرية وتهذيب أخلاقهم ، وهذا الواقع على خلافه ، وهذا الإشكال لا يرد أيضًا على المسلمين ؛ لأنهم يعتقدون أن اليهود والنصارى نسوا حظًّا مما ذُكِّروا به في الوحي وطرأ على الباقي التحريف والنسخ ، فلم يعد صالحًا لهداية البشر ، ويعتقدون أن الأوربيين أقرب الناس إلى دين الإسلام في أخلاقهم الحسنة كعزة النفس ، وعلو الهمة والجد في العمل والصدق والأمانة والاهتداء بسنن الكون والاسترشاد بنواميس الفطرة ، والأخذ بالدليل وغير ذلك ، وأنهم كما اهتدوا إلى هذا بالبحث والتوسع في العلم سيهتدون كذلك إلى سائر ما جاء به الإسلام من العقائد والأخلاق والفضائل والأعمال .

( 5 ) إن المسلمين قد ظهر فيهم كل ما ذكره في وجه الحاجة إلى الشريعة على أكمل وجه لم يعرف مثله في الكمال عند اليهود والنصارى ، فعرفوا ما يجب لله تعالى ، وما يجب من حقوق العباد وصلح بالدين حالهم ، واجتمعت كلمتهم وتهذبت أخلاقهم ، وسمت مدنيتهم في كل عصر بقدر تمسكهم به ، والتاريخ شاهد عدل .

( 6 ) إذا كانت التوراة قد بيَّنت كل ما ذكره من حاجة البشر إلى الشريعة فلماذا وُجد الإنجيل ؟ وإذا كانت ناقصة فلماذا جعلها الله ناقصة لا تفي بالحاجة ، وكيف يتم له الدليل بناء على هذا القول على إثبات التوراة والإنجيل بالعقل ؟ وهذا الإشكال لا يرد على المسلمين المعتقدين بصحة أصل التوراة والإنجيل ؛ لأنهم يقولون : إن كلاًّ منهما كان نافعًا في وقته ، ثم عدت عواد اجتماعية ذهبت بالنفع والفائدة ، فساءت حال القوم المنتمين إلى الكتابين ، فجدَّد الله الشريعة بالإسلام على وجه فيه الإصلاح العام ، فانقشع بنوره كل ظلام ، وحفظ الله كتابه من التحريف والتبديل ليرجع إليه الذين يضلون السبيل .

( 7 ) إذا كانت التوراة مشتملة على ما ذكره - كما تقدم - فلماذا تركها المسيحيون فعطلوا شرائعها ، وضيَّعوا حدودها كما بيناه في بعض نبذ الرد السابقة .

( 8 ) إذا كانت كتب العهد العتيق والعهد الجديد إلهية حقيقية ، فلماذا وُجد فيها الاختلاف والتناقض والتهاتر ومصادمة العقل الذي لا يُفهم الدين ولا يُعرف إلا به، وقد تكلمنا على مصادمتها للعقل قليلاً في بعض النبذ الماضية، وسنبين بعد كل ما ادعيناه هنا تبيينًا .

( 9 ) إذا كانت هذه الكتب إلهية وافية بما ذكره المصنِّف من حاجة الناس للشرائع، فلماذا وُجد فيها ما يُخل بذلك أصوله وفروعه ، كتشبيه الله بخلقه ونسبة الفواحش إلى الأنبياء الذين هم أحق الناس وأولاهم بالاهتداء بالدين الذي تلقوه عنه سبحانه وتعالى، وغير ذلك مما ينافي الآداب الصحيحة كما ألمعنا من قبل، وسنزيد ذلك بيانًا، ونكتفي الآن بإشارات من لامية البوصيري رحمه الله تعالى ، قال في شأن العهد العتيق وأهله :

وكفاهم أن مثَّلوا معبودهم سبحانه بعباده تمثيلا

وبأنهم دخلوا له في قبة إذ أزمعوا نحو الشام رحيلا

وبأن (إسرائيل) صارع ربه فرمى به شكرًا لإسرائيلا

وبأنهم سمعوا كلام إلههم وسبيلهم أن يسمعوا منقولا

وبأنهم ضربوا ليسمع ربهم في الحرب بوقات لهم وطبولا

وبأنه من أجل آدم وابنه ضرب اليدين ندامة وذهولا

وبأن رب العالمين بدا له في خلق آدم يا له تجهيلا

وبدا له في قوم نوح وانثنى أسِفًا يعضُّ بنانه مذهولا[1]

وبأن إبراهيم حاول أكله خبزًا ورام لرجله تغسيلا[2]

وبأن أموال الطوائف حُللت لهموا ربًا وخيانة وغلولا

وبأنهم لم يخرجوا من أرضهم فكأنما حسبوا الخروج دخولا

لم ينتهوا عن قذف داود ولا لوط فكيف بقذفهم روبيلا[3]

وعزوا إلى يعقوب من أولاده ذكرًا من الفعل القبيح مهولا

وإلى المسيح وأمه وكفى بها صدِّيقة حلت به وبتولا

وأبيك ما أعطى يهوذا خاتمًا لزنى بمحصنة ولا منديلا[4]

لوَّوا بغير الحق ألسنة بما قالوه في (ليَّا) وفي راحيلا [5]

ودعوا سليمان النبي بكافر واستهونوا إفكًا عليه مقولا[6]

وجنوا على هارون بالعجل الذي نسبوا له تصويره تضليلا[7]

إلى أن قال :

الله أكبر إن دين محمد وكتابه أقوى وأقوم قيلا

طلعت به شمس الهداية للورى وأبى لها وصف الكمال أُفُولا

والحق أبلج في شريعته التي جمعت فروعًا للهدى وأصولا

لا تذكروا الكتب السوالف عنده طلع الصباح فأطفئ القنديلا

درست معالمها ألا فاستخبروا عنها رسومًا قد عفت وطلولا

________________________

(1) بدا له ، في البيت وما قبله ، أي : ظهر له فيه رأي جديد ، وفي سفر التكوين (6 : 6) أن الرب حزن وتأسف ؛ لأنه خلق آدم ، ويلزمه البداء والجهل ، وكذلك في نوح وقومه .

(2) راجع (18 تك) .

(3) يريد رمي داود بالزنا بامرأة أوريا (11 صموئيل 2) ولوط ببناته راجع (19تك) وأما روبيل فيسمونه رؤبين راجع قصة قذفه في (35 تك) .

(4) في (38 تك) أن يهوذا زنى بكنته ظنًّا أنها بغي ، ووعدها بجدي وأعطاها خاتمه وعصابته وعصاه رهنًا على ذلك ، وجاءت منه بتوأم .

(5) القصة في (29 و30 تك) .

(6) في (11 الملوك الأول) أن النساء أملن سليمان لعبادة الأوثان (برأه الله) .

(7) راجع (32 خروج) .

ــــــــــــــــــــ

المنار 4/17/ص654 ؟؟؟؟؟؟((((((اعتراض الفلاسفة والعلماء والمؤرخين على كتب النصارى))))))))))========

للسيد رشيد رضا

ان عقائد المسيحيين التي هم عليها من عهد بعيد مأخوذة من عقائد الوثنيين ، و الكتب التي يُسمَّى مجموعها عند اليهود والنصارى التوراة ، ليست هي التوراة التي شهد لها القرآن الشريف ؛ وإنما توراة القرآن هي الأحكام التي جاء بها موسى عليه السلام وتوجد فيما عدا سفر التكوين من الأسفار الخمسة المنسوبة إلى موسى ، وفيها تاريخه وذكر وفاته ،و أنه لا سبيل إلى هروب أهل الكتاب من اعتراض الفلاسفة والعلماء والمؤرخين على كتبهم إلا بالاتفاق مع المسلمين على هذا الاعتقاد .

ونذكر الآن كلام بعض فلاسفة فرنسا في الطعن بالديانتين اليهودية والنصرانية ، وكتبهما نقلاً عن كتاب ( علم الدين ) الذي ألَّفَه الخالد الذكر علي باشا مبارك ناظر المعارف سابقًا ، قال في المسامرة الرابعة والتسعين حكاية عن الإنكليزي الناقل كلام الفيلسوف الفرنساوي بعد كلام ، ما نصه : ( ويقول : إن التوراة كتاب مؤلَّف وليس من الكتب السماوية متكئًا في ذلك على قول ماري أغسطس : إنه لا يصح بقاء الإصحاحات الثلاثة الأولى على ما هي عليه ، وعلى قول أويجين بأن ما في التوراة مما يتعلق بخلق العالم أمور خرافية بدليل أن كلمة ( بَرَّاه ) العبرانية وهي بفتح الباء وتشديد الراء وسكون الهاء معناه رتب ونظم ، ولا يرتب أحد شيئًا وينظمه إلا إذا كان موجودًا من قبل ، فاستعمال هذه الكلمة في خلق العالم يقتضي أن مادة العالم كانت موجودة من قبل ، فتكون أزلية ويكون ملازمها وهو الزمان والمكان أزليين ، وحيث إنهم قالوا: إن المادة ذات حياة ، فتكون الروح أيضًا أزلية ؛ لأنها هي التي بها الحياة ، وبما أن المادة هي النور والحرارة والقوة والحركة والجذب والقوانين والتوازن ، فتكون الحياة والمادة كالشيء الواحد لا يمكن انفصالهما وجميع ذلك يخالف ما في التوراة .

ويقول أيضًا : إن الستة الأيام التي ذكرها موسى لخلق العالم هي الأزمان الستة التي ذكرها الهنود ، والجنبهارات الستة التي ذكرها زروطشت للمجوس ، وأن الفردوس الذي كان فيه آدم إنما هو بستان الهيسبرويو الذي كان يخفره التنين ، وأن آدم هو آديمو المذكور في أزورويدام ، وأن نوحًا وأهله هو الملك دوقاليون وزوجته بيرا وهكذا .

ويبالغ في القدح في التوراة ، ويقول : إنها مبتدأة بقتل الأخ أخاه ، واغتصاب الفروج وتزوج ذوي الأرحام - بل البهائم - وذكر النهب والسلب والقتل والزناء ونحو ذلك من الأمور التي لا يليق أن تنسب لمن اصطفاه الله تعالى وجعله أمينًا على أسراره الإلهية ، فانظر إلى اجتراء هذا الرجل على نبي الله موسى عليه السلام ، وعلى كتاب الله التوراة ، مع أن التوراة هي أساس الإنجيل ، فما يقال فيها يقال في الإنجيل[1] ؛ ولذلك يقولون : إن رسالة عيسى قد نبَّهت عليها اليهود من قبل بقولهم إنه سيجيء إليهم مسيح ، وكلمة مسيح ككلمة مسايس ، ومسايس لقب شريف باللغة العبرانية ، وقد لُقِّب به إشعيا كيروس ملك الفرس كما في الإصحاح الخامس والخمسين ، ولُقِّب به حزقيال النبي ملك مدينة صور ، ومع ذلك فلم يلتفت هذا الرجل إلى شيء من ذلك فقال ما قال .

ومن اعتقادات النصارى أيضًا أن الله تجسد في صورة عيسى ، وأنه هو الإله وليسوا أول قائل بهذا التجسد ، بل قيل قبلهم في جزاكا و برهمة بقدس الهند وقيل في ويشنو أنه تجسد خمسمائة مرة ، وقال سكان البيرو من أمريكا أن الإله الحق تجسد في إلههم أودين ، وإن ولادة عيسى من بكر بتول فتح روح القدس يشبه قول أهل الصين أن إلههم فُوَيْه ولدته بنت بكر حملت به من أشعة الشمس ، وكان المصريون يعتقدون أن أوزوريس ولد من غير مباشرة أحد لأمه .

وقول النصارى : إن عيسى مات ودفن ، ثم بُعِثَ ورُفِعَ إلى السماء حيًّا ، قال بمثله قبلهم المصريون في أوزوريس المصري ، وفي أورنيس من أهالي فينكيه وفي أوتيس من أهالي فريجيه ، إلا أنهم لم يقولوا برفعه إلى السماء ، وكما قيل إن أودين كان قد بذل نفسه وقتلها باختياره بأن رمى نفسه في نار عظيمة حتى احترق ، وفعل ذلك لأجل نجاة عباده وأحزابه ، فكذلك النصارى يعتقدون أن حلول الإله في عيسى وإرساله وموته إنما كان لأجل فداء الجنس البشري وتخليصه من ذنب الخطيئة الأولى ، خطيئة آدم و حواء ، وأما إدريس النبي قد رفع إلى السماء بدون أن تكفر عنه الخطيئة ، ولا شك أن هذا خرافة ، ولهم كلام كثير من هذا القبيل يطول شرحه ، ولا فائدة في ذكره ) اهـ .

( المنار ) لهذه الشبهات بل الحجج على عقائد المسيحيين واليهود ترك علماء أوربا الدين المسيحي ، فبعضهم صرح بتركه ، بل وبعض حكوماتهم ؛ فإن الحكومة الفرنسوية أعلنت إعلانًا رسميًّا بأنه لا دين لها ، وطاردت رجال الدين واضطهدتهم ، ومن بقي يتظاهر بالدين من عظمائهم فإنما هو لأجل السياسة ، ولذلك ترى الفلاسفة والعلماء الذين يعبأون بالسياسة يصرِّحون بعدم الاعتقاد بالوحي مع اعتقادهم بأن الدين ضروري للبشر ؛ ولكنهم لم يجدوا في الدين الذي عندهم غناء ، ودين الفطرة محجوب عنهم ؛ فإنهم ترجموا القرآن الكريم ترجمة فاسدة لم يفهموا منها حقيقة الإسلام ، أذكر من ترجمة إنكليزية قول المترجم لسورة العصر ( إن الإنسان يكون بعد الظهر بثلاث ساعات رديئًا أو قبيحًا ) ولو فهم فلاسفة أوربا هذه السورة لجزموا بأنها على اختصارها تغني عن جميع ما يعرفون من كتب سائر الأديان ، وهو مفهوم في الجملة لمن له أدنى إلمام باللغة العربية وهي [ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ]( وَالعصر : 1-3 ) .

إذ يعلم أن المراد بصيغة القسم التأكيد ، ويعلم أن المراد بالإنسان الجنس ، وأن الصالحات ما يصلح بها حال الإنسان في روحه وجسده في أفراده ومجموعه ، وأن التواصي بالحق هو من التعاون على الأخذ به والثبات عليه ، وأن الحق هو الشيء الثابت المتحقق ، وثبوت كل شيء بحسبه ، وأن الصبر يشمل الصبر عن الشيء القبيح كالمعاصي والشهوات الضارة ، والصبر في الشيء الذي يشق احتماله كالمدافعة عن الحق والمصائب .

كان أهل روسيا وأهل أسبانيا أشد أهل أوربا تمسكًا بالمسيحية ، ثم ظهر أخيرًا من اضطهاد الإسبانيين لرجال الدين ما طيَّر خبره البرق إلى جميع الأقطار ، واشتغلت به الجرائد في جميع البلاد ، ولما قام الفيلسوف تولستوي الروسي يفند تعاليم الكنيسة الأرثوذكسية ، ويبين بطلان الديانة المسيحية - انتصر له المتعلمون للعلوم والفنون حتى تلامذة المدارس وتلميذاتها ، فهذا هو شأن الديانة المسيحية كلما ازداد المرء علمًا ازداد عنها بعدًا ؛ وإنما كانت أوربا مسيحية أيام كانت في ظلمات الجهل والغباوة ، وبعكسها الديانة الإسلامية هي حليفة العلوم ، وقد كانت أمتها في عصور المدنية والعلم أشد تمسكًا بالدين ، وصارت تبعد عن الدين كلما بعدت عن العلم .

أما الآن فإننا لا ننكر أن بعض المتعلمين على الطريقة الأوربية قد وقعوا في بعض الشبهات ، وبعضهم أنكر الدين تبعًا للأوربيين الذين أخذ عنهم ؛ ولكن السبب في هذا أنه لم يعرف الإسلام ولم يتعلمه قبل العلم الأوربي ولا بعده ، ولهذا نطالب علماء ديننا بأن يجتهدوا في جعل زمام تعليم العلوم الكونية بأيديهم ؛ لأننا نثق أتم الثقة بأنه لا يمكن أن يرجع عن الإسلام من عرفه ، وكيف يختار الظلمة من عاش في النور ، وإن لنا لَعودة إلى الموضوع إن شاء الله تعالى .
________________________

(1) المنار - هذه الجملة وما بعدها من كلام الإنكليزي ، ولا شك أن إبطال التوارة يستلزم إبطال الإنجيل كما قال ، ولا يمكن التخلص من ذلك إلا بالإسلام .

المجلد الرابع الجزء الثاني عشر الصفحة 448؟؟؟؟؟؟؟====((((((منزلة الأنبياء بين النصارى والمسلمين))))))

للسيد رشيد رضا

عصمة الأنبياء والخلاص

[ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلاَ أَمَانِيِّ أَهْلِ الكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًًا وَلاَ نَصِيرًا * وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ]( النساء : 123-124 ) .

نحن طلاب مودة والتئام، وأن المناقشات في الأديان والمذاهب قليلة الجدوى ، وربما أضرت ولم تنفع ؛ لأن أكثر الناس مقلدون ، وما أضيع البرهان عند المقلد ! ! وقلنا : إن هؤلاء المبشرين الإنجيليين اضطرونا إلى الرد على تمويههم بما يرسلون إلينا من الكتب والجرائد التي تطعن في عقائد المسلمين ، ويلحون علينا بأن نرد عليها ، وقد انضم إلى إلحاحهم طلب كثيرين من المسلمين يقولون ليس في القطر مجلة إسلامية أنشئت لخدمة الدين مع العلم إلا المنار ، فيجب عليها رد الشبهات التي توجه إلى الإسلام ، فبهذا وذاك صار من الواجب علينا بحكم ديننا الرد على هذه الكتب والجرائد ونأثم شرعًا بتركه .

( كلما داويت جرحًا سال جرح ) كنا نردُّ على آخر كتاب لهم جمع خلاصة شبهاتهم ، وإذا نحن بجريدة ( بشائر السلام ) ترد إلينا من غير طلب ولا سبق مبادلة ، ثم في هذه الأيام أرسلت إلينا جريدة ( راية صهيون ) الإنجيلية مكتوبًا عليها : ( أرجو الاطلاع على مقالة خطية الأنبياء والرد عليها ) .

تكاثرت الظباء على خراش فما يدري خراش ما يصيد ولكن القليل من آيات الحق يكفي لإزهاق الكثير من الباطل ، لذلك نقول : ابتداء هذه المقالة ( إن المسلمين يقولون : إن الله أرسل أنبياء كثيرين إلى العالم وأعظمهم ستة ، وهم آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى - أي المسيح - ومحمد ، وكثيرون يقولون بأن كل هؤلاء الأنبياء كانوا بلا خطية ، ولذلك كانوا قادرين على إيهاب الخلاص لتلاميذهم ؛ ولكن لو كانوا خطاة فما كانوا يتيسر لهم ذلك ، إذ لا يمكن للخطاة أن يخلصوا الآخرين من الخطية ) هذا ما قاله بحروفه ، ثم تعقبه بدعوى أن من عدا المسيح من هؤلاء الأنبياء كانوا عصاةً مذنبين مستدلاًّ بما جاء في قصصهم في كتب العهد العتيق .

فأما معصية آدم فمعروفة، وأما نوح فذكر أنه شرب الخمر ، واعترف الكاتب بأن التوراة لم تذكر له خطيئة غير هذه ؛ ولكنه جزم بأنه لابد أن يكون خاطئًا ، وأما إبراهيم ( فقد ورد عنه أنه كذب مرتين من باب الخوف من الناس ) وأما موسى فذكر الكاتب من خطيئته أنه ( حينما أمره الله أن يذهب إلى فرعون قد أظهر خوفًا عظيمًا وجبنًا زائدًا جعل الله أن يغضب عليه ، وحينما كان بنو إسرائيل في البرية بعد خروجهم من أرض مصر قد فرط موسى مرة بشفتيه حتى أن الله لم يسمح له نظرًا لهذا الذنب أن يدخل أرض كنعان ، بل جعله أن يموت في القفر ) واستدل على خطيئاتهم من القرآن العزيز بما ورد من الآيات في طلبهم المغفرة إلا المسيح فإنه لم يرد عنه ذلك ، وختم المقالة بعد كلام طويل في الثناء على السيد المسيح عليه الصلاة والسلام بدعوة المسلمين إلى الإيمان به - وهم المؤمنون حقًّا - والاتكال عليه في خلاصهم - وهم لا يتوكلون إلا على الله وحده - ويعني بالإيمان به أن يكون موافقًا لمذهب بروتستنت فإنه كتب نبذة في الصفحة الأولى من هذا العدد بأن سائر الطوائف ( مسيحيون بالظاهر ، وأما في الحقيقة فليسوا كذلك ) وأن الله سيلقيهم في النار التي لا تطفأ ، أما الرد على المقالة فمن وجوه : ( الأول ) أن أفضل الأنبياء عند المسلمين نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام ، ويسمونهم أولي العزم ، وليس آدم منهم لقوله تعالى [ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ]( طه : 115 ) ومن العلماء من منع التفاضل بين الرسل ، وقال : إن ذلك لا يُعرف إلا بالوحي .

( الثاني ) أن المسلمين لا يعتقدون أن الأنبياء هم الذين ينجون الناس بسبب عصمتهم من العذاب ، ويدخلونهم بجاههم في رحمته ؛ وإنما يعتمدون على الله تعالى وحده في ذلك ، ويعتقدون أن سبب النجاة الإيمان الصحيح والعمل الصالح ، وأن الأنبياء ما أرسلوا إلا مبشرين ومنذرين ، فهم يُعَلِّمون الناس الإيمان الصحيح المقبول عند الله تعالى والعمل الصالح الذي يرضيه ، فمن آمن وعمل صالحًا ترجى له النجاة بفضل الله تعالى الذي وفقه وهداه ، ومن كفر بعد بلوغ الدعوة بشرطها فلا يزيد الظالمين كفرهم إلا خسارًا .

( الثالث ) أن هؤلاء المعترضين لم يعرفوا معنى عصمة الأنبياء عند المسلمين ، فتوهموا أنهم يقولون بذلك لإثبات أن الأنبياء ينجون الناس ؛ لأنهم معصومون ، فنجيبهم بأن المسلمين قام عندهم الدليل العقلي على ذلك ، وهو أن الله تعالى جعل الأنبياء هداة ومرشدين ليُقتدى بهم ، فلو ابتلاهم بالمعاصي التي هي مخالفة الشريعة التي يأتون بها لما كانوا أهلاً للهداية ؛ لأن الله أودع في فطرة البشر أن يقتدوا بالأفعال أكثر من الأقوال ، وقد أخبرونا أن الله تعالى أمر بالاقتداء بهم ، فلو كانوا يرتكبون مخالفة أمره لكان في أمره بالاقتداء بهم تناقض وأمر بالشر وهو محال ، وليس معنى عصمتهم أنهم مخالفون للبشر في جميع أطوارهم فلا يخافون مما يخيف في الدنيا ، ولا يتألمون مما يؤلم ولا يتوقون الشر ( سنوضح هذا المقام في الأمالي الدينية بعد ) .

( الرابع ) أنه لم يُنقل عن سيدنا نوح في العهد العتيق إلا شرب الخمر ، وفي هذه الأناجيل أن المسيح شرب الخمر أيضًا ، فإن قلنا بأن من لم يُنقل عنه أنه عصى يصلح أن يكون مخلِّصًا للناس ، فنوح يصلح لذلك كالمسيح ، بل إن من صالحي هذه الأمة المحمدية كثيرين لم تحفظ عليهم المعصية .

( الخامس ) ما نقله عن سيدنا إبراهيم مصرح بأنه كان للضرورة وإرادة التخلص من شر وظلم أكبر من كذبة في الظاهر لها تأويل في نفس القائل كقول إبراهيم عن زوجته : ( هذه أختي ) يعني في الدين ، ومن القواعد المعقولة والمشروعة أنه إذا تعارض ضرران يجب ارتكاب أخفهما ، فإذا حاول ظالم أن يغتصب امرأتك ليسترقها أو يفجر بها وقدرت أن تنجيها منه بكلمة كاذبة - وجب عليك ذلك ، وتكون الكذبة معصية في الصورة طاعة في الحقيقة .

( السادس ) أن ما ذكره عن سيدنا موسى من الخوف ليس فيه معصية لله ومخالفة لشريعته ؛ وإنما هو شأن من الشؤون البشرية الجائزة وهو خوف هيبة وإجلال للوظيفة العظيمة التي كُلِّف بها .

( السابع ) إذا لم يصح الدليل العقلي على عصمة الأنبياء ، فعدم نقل المعصية عن المسيح لا ينافي وقوعها منه ؛ لأنه لا يلزم من عدم العلم بالشيء عدم وجوده في نفسه .

( الثامن ) أن طلب الأنبياء المغفرة من الله تعالى لا يدل على أنهم كانوا بعد النبوة عصاة مخالفين لدين الله تعالى ؛ ولكنهم لمعرفتهم العالية بالله تعالى ، وما يجب له من الشكر والتعظيم يعدون ترك الأفضل إذا وقع منهم في بعض الأوقات ذنبًا وتقصيرًا ، ألم تر أن للمقربين من الملوك والسلاطين ذنوبًا غير مخالفة القوانين يطلبون من الملوك العفو عنها ( ولله المثل الأعلى ) وسيأتى إيضاح ذلك في الأمالي الدينية .

( التاسع ) إذا فرضنا أن دليل المسلمين على عصمة الأنبياء غير صحيح ، فلا حجة للمسيحيين عليهم في شيء ؛ وإنما ذلك شبهة على الدين المطلق .

________________________

المنار : 4/21/ص

غير معرف يقول...

(((((((هل تم تحريف الكتاب؟؟))))قام الأخ كرم (جزاه الله خيراً) بفتح موضوع عن ترجمته الرائعة وهذا هو الرابط:

"تحريف أقوال يسوع ...من حرَّف الكتاب المقدس ولماذا؟" بارت إيرمان (http://www.imanway1.com/horras/showthread.php?t=6460)


أرجو من الإخوان الذين سيتابعون قراءة هذا الكتاب من خلال الحلقات المتتابعة التي سيوالي الأخ الحبيب كرم نشرها علينا أن يلاحظوا الآتي:

1- المؤلف لم يكن من أعداء المسيحية الذين يحاولون الكيد لها، وإنما كان من المؤمنين بها والمنتمين إليها حتى اكتشف ما دفعه للتخلي عنها.

2- كان الدافع الأصلي للمؤلف لدراسة علم النقد النصِّي والتخصص فيه هو إثبات أن الكتاب المقدس لم يتعرض للتحريف وليس العكس.

3- وصلت الدراسة العلمية للمخطوطات والأحداث التاريخية في القرون الأولى للمسيحية بالمؤلف إلى نتيجة تتناقض مع هدفه الاصلي، وقد منعته أمانته العلمية من التدليس وإخفاء الحقائق التي توصل لها، فنشرها بين دفتى هذا الكتاب.

4- أدت هذه الدراسة العلمية المتجردة إلى أن يصل المؤلف إلى قناعة بأن المسيحية (في صورتها الحالية) ليست هي الدين الحق. وندعو الله ألا يتوقف عند هذه المرحلة، وأن يستمر في بحثه إلى أن يهديه الله تعالى لما يحبه ويرضاه.

5- هذه الترجمة هي اجتهاد من فريق الترجمة بالمنتدى، تحمل العبء الأكبر فيها الأخ الحبيب كرم والذي قام بترجمة أكثر من 95% من الكتاب. وقد حصلنا على رقم إيداع , وفي الطريق للحصول على موافقة المؤلف والناشر الأصلي ومازال الأمر تحت التفاوض , ولأنه ليس الغرض من الكتاب التجارة , ولأنه لم يقم بمراجعتها أحد المترجمين المحترفين. وبناءً على ذلك:

أ. من الوارد وقوع بعض الهنات البسيطة أو الأخطاء غير المقصودة في عملية الترجمة، ونحن نرحب بملاحظات المتخصصين في هذا الخصوص، على أن يتم إرسالها في رسالة خاصة للأخ كرم.

ب. لا يحق لأي ٍ من كان أن يقوم بإعادة نشر هذه الترجمة لأغراض تجارية حتى في حالة الحصول منا على موافقة المؤلف والناشر الأصلي، لأن هذه الترجمة مقصود بها وجه الله تعالى ولا يجوز استخدامها للكسب المادي.

ج. لا مانع لدى فريق الترجمة بالمنتدى أن تقوم المنتديات المهتمة، أو مواقع الإنترنت (غير الهادفة للربح) بإعادة نشر هذه الترجمة، مع ضرورة الإشارة إلى المترجم الأصلي كرم وإلى منتدى حراس العقيدة ، ودون الإخلال بحق المؤلف والناشر في أن يتم استئذانهما طبقاً للأعراف والقوانين المعمول بها في هذا الخصوص.؟؟؟؟مشكور يا شباب على المجهود الرائع و الله يوفقكم لما فيه الخير للمسلمين و جزاكم الله كل خير و اللهم اهدي النصارى يا رب لما فيه الخير و الحق لهم ان شاء الله.

و اتمنى ان يكون هذا الكتاب متوفر فى الاسواق باللغة العربية قريبا مثل كتاب موريس بوكاي عل هذا الكتاب ينير الطريق لمن يبحث عن الحق.

و نحن فى انتظار باقي الترجمة ان شاء الله.؟؟؟؟؟وهذه فقرة أخرى تستحق التأمل .. من المقدمة ايضاً:


في النهاية وصلت لنتيجة:"...ربما مرقس بالفعل قد ارتكب خطئًا."

وما أن كتبت هذا الاعتراف،حتى زالت السدود.لأنه لو كان ثمة خطأٌ واحدٌ صغيرٌ وتافهٌ في مرقس 2 ،فربما يوجد أخطاءأخرى في أماكن أخرى أيضًا. فعندما سيقول يسوع بعد ذلك في مرقس 4 إن بذرة الحنطة هي"أصغر كل بذور الأرض،"فربما ليس بي حاجة أن أوافق على تفسيرٍ وهميٍّ حول كيف أن حبة الحنطة هي الأصغر بين كل البذور ، في الوقت الذي أعلم تمامًا أنَّ هذا ليس صحيحًا .وربما ينطبق أمر هذه الأخطاء على قضايا أكثر أهمية. فمن المحتمل أنه حينما يقول مرقس إن يسوع صلب في اليوم التالي لتناوله عشاء الفصح(مرقس 14 : 12 ،15:25) وحينما يقول يوحنا إنه مات في اليوم السابق لتناوله إياه(يوحنا 19 :14)ــــ ربما كان ذلك تناقضًا حقيقيًّا . أو عندما يشير لوقا في حكايته لقصة ميلاد يسوع أن يوسف ومريم عادا إلى الناصرة بعد مايزيد عن شهر بالتمام من مقدمهم إلى بيت لحم (وتأديتهم لطقوس التطهير ؛لوقا 2 :39 )،في الوقت الذي يشير متى إلى أنهم هربوا بدلا من ذلك إلى مصر (متى 2: 19-22) ـــ ربما يكون هذا تناقضًا آخر . و حينما يقول بولس إنه بعد أن آمن على الطريق إلى دمشق لم يذهب إلى أورشاليم لكي يرى هؤلاء اللذين كانوا رسلاً من قبله(غلاطية 1 :16-17)،في الوقت الذي يقول سفر الأعمال أن ذلك كان عمله الأول بعد مغادرته دمشق (الأعمال 9 :26)؟؟؟؟؟الأخطر أولاً في مقدمة بارت ...من رايي :


هو طريقة كل مسيحي ... الطريقة التقليدية الواقعية في معالجة أخطاء الكتاب .. وهي محاولة الإلتفاف على التناقض .. فبارت في أول الأمر كان يفعل ذلِك .. بل إنه ظل يضع النظريات ليُزيل بها تناقض االنص في إنجيل مُرقص , وظاناً بذلك أنه سيكسب محبة أستاذه المُحافظ و الغيور , لأنه بالتأكيد يُريد شباباً قادرين على الدفاع عن كل ما قد يُفهم على أنه تناقض أو غير مفهوم في وحي الله ...

وفجأة يجد الأستاذ الكبير يُصحح له .بجملة بسيط تعني الكثير الكثير .. وهي :


" ربما مرقس بالفعل قد ارتكب خطئًا"


_____________________________________



هذه الجُملة هي أصدق ما قيل ويُدركه الأستاذ وأدركه التلميذ واضع النظريات , ولأنه صادق مع نفسه لم يُعانِد ولم يُكابر ... فقال:


((في النهاية وصلت لنتيجة:"...ربما مرقس بالفعل قد ارتكب خطئًا."..))


وكان هذا بمثابة كسر الحاجز الكاذب والوهم الي اختفى حوله طيلة عُمره ... لقد عرف أن النص لا يحتمل الدفاع ... عرف ان النص لا يحتمِل التزيين والتلوين ... عرف ان النص ساقط في ذاته كاذب في حقيقته . فآثر بارت أن يكون هو صادق مع نفسه وأن لا يُكرر كذب مُرقس أو يدافع عن الكذب بالكذب...!!.




فقال بارت:


" وما أن كتبت هذا الاعتراف،حتى زالت السدود.لأنه لو كان ثمة خطأٌ واحدٌ صغيرٌ وتافهٌ في مرقس 2 ،فربما يوجد أخطاءأخرى في أماكن أخرى أيضًا"


والآن لعرض أخطاء رآها بارت ... نتحدى كل مسيحي أن يُنكِرها ... للكاذب والصادق مع النفس أن يقبل التحدي:



الخطأ الأول:

يقول بارت : " فعندما سيقول يسوع بعد ذلك في مرقس 4 إن بذرة الحنطة هي"أصغر كل بذور الأرض،"فربما ليس بي حاجة أن أوافق على تفسيرٍ وهميٍّ حول كيف أن حبة الحنطة هي الأصغر بين كل البذور ، في الوقت الذي أعلم تمامًا أنَّ هذا ليس صحيحًا .وربما ينطبق أمر هذه الأخطاء على قضايا أكثر أهمية."


الخطأ الثاني :

يقول بارت : " فمن المحتمل أنه حينما يقول مرقس إن يسوع صلب في اليوم التالي لتناوله عشاء الفصح(مرقس 14 : 12 ،15:25) وحينما يقول يوحنا إنه مات في اليوم السابق لتناوله إياه(يوحنا 19 :14)ــــ ربما كان ذلك تناقضًا حقيقيًّا . "


الخطأ الثالث :

يقول بارت : "أو عندما يشير لوقا في حكايته لقصة ميلاد يسوع أن يوسف ومريم عادا إلى الناصرة بعد مايزيد عن شهر بالتمام من مقدمهم إلى بيت لحم (وتأديتهم لطقوس التطهير ؛لوقا 2 :39 )،في الوقت الذي يشير متى إلى أنهم هربوا بدلا من ذلك إلى مصر (متى 2: 19-22) ـــ ربما يكون هذا تناقضًا آخر . "



الخطأ الرابع :

يقول بارت : "و حينما يقول بولس إنه بعد أن آمن على الطريق إلى دمشق لم يذهب إلى أورشاليم لكي يرى هؤلاء اللذين كانوا رسلاً من قبله(غلاطية 1 :16-17)،في الوقت الذي يقول سفر الأعمال أن ذلك كان عمله الأول بعد مغادرته دمشق (الأعمال 9 :26).."


لقد نقل لنا بارت أربعة أخطاء وتناقضات واضحة كنماذج يختبِر بها عدالة المسيحي مع نفسِه .. وهنا نسأل المسيحي ... ما رأيك فيما سبق من أخطاء ... هل هذا الخطأ مُدرج ضِمن الوحي في كلام الله؟!!

هل يوجد أي مسيحي قادر على إزالة هذا اللبس .. وإلجام بارت إيرمان حجراً؟!!!؟؟؟؟؟هل يوجد أي مسيحي قادر على إزالة هذا اللبس .. وإلجام بارت إيرمان حجراً؟!!!أخى العزيز د.أمير عبد الله , لم أعرف عنك أنك ظالم - منذ أن تعرفت إلى هذا المنتدى الرائع - ولكننى إكتشفت أنك فى أحيانِ كثيرة تظلم النصارى , و ذلك عندما تسألهم أسئلة لا يستطيع قساوستهم و رهبانهم الإجابة عليها , فرفقاً أيها الأخ الكريم ( إرحمو من فى الأرض يرحمكم من فى السماء ) .؟؟؟؟هل يوجد أي مسيحي قادر على إزالة هذا اللبس .. وإلجام بارت إيرمان حجراً؟!!!أخى العزيز د.أمير عبد الله , لم أعرف عنك أنك ظالم - منذ أن تعرفت إلى هذا المنتدى الرائع - ولكننى إكتشفت أنك فى أحيانِ كثيرة تظلم النصارى , و ذلك عندما تسألهم أسئلة لا يستطيع قساوستهم و رهبانهم الإجابة عليها , فرفقاً أيها الأخ الكريم ( إرحمو من فى الأرض يرحمكم من فى السماء ) .

أخي الحبيب .. أعرف أنك تمزح ..
ولكنك (بمزاحك) لفت نظري إلى هذه التساؤلات:

هل الظلم أن أواجه المخدوع بالحقيقة؟
أم أن الظلم أن أجاريه فيما هو فيه من خداع؟

هل الظلم أن يتفكر بارت إيرمان في الكتاب الذي بين يديه .. ويكتشف ما فيه من تحريف؟
أم أن الظلم أن يقبل به كما هو، بدون تفكير وبدون تحقيق؟

هل الظلم أن يقول المسيحي الصادق مع نفسه "ربما مرقس بالفعل قد ارتكب خطئًا"؟
أم أن الظلم أن يحاول تبرير الخطأ، وإقناع نفسه (وغيره) أنه ليس خطأ ً؟

هل من الظلم أن نقدم ترجمة هذا الكتاب لكل باحث عن الحق؟
أم أن الظلم أن نخفيه .. ونترك الضالين في ضلالتهم؟؟؟؟؟؟كان هناك عالم آخر يعمل بجد أيضًا على قضية نص العهد الجديد؛ هذا العالم لم يكن من أصل إنجليزيّ بل كان فرنسيّا ، و لم يكن بروتستانتيا بل كاثوليكيا. فوق ذلك ، كانت وجهة نظره هي على وجه الدقة هي ما كان كثير من البروتستانت الإنجليز يخشون أن يكون محصلة التحليل الدقيق لنص العهد الجديد ،وجهة النظر هذه تتلخص تحديدا في أن الاختلافات واسعة النطاق في المخطوطات أوضحت أن الإيمان المسيحي لا يمكن أن يبنى فحسب على الكتاب المقدس ( أو ما يعرف بمبدأ "الكتاب المقدس فحسب " أو الـ(sola scriptura) عند البروتستانت الإصلاحيين)، حيث إن النص كان متغيرا و لا يعول عليه (unstable and unreliable) . ........

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟هذه الفقرة من الفصل السادس تلخص المشكلة كلها ....
. بعض هذه المجموعات أصرَّت على أن يسوع المسيح كان الابن الوحيد للإله و أنَّه كان إنسانًا كاملا وإلهًا كاملا ؛ مجموعات أخرى أصرَّت على أن المسيح كان إنسانًا تامًّا ولم يكن إلهًا على الإطلاق ؛ آخرون ادعوا أنه كان إلهًا كاملا ولم يكن إنسانًا على الإطلاق؛ وأكد البعض الآخر أن يسوع المسيح كان الشيئين كليهما : كائنًا إلهيًّا ( المسيح) و كائنا بشريًّا (يسوع). بعض هذه المجموعات آمنت بأن موت المسيح حدث لأجل خلاص العالم؛ بينما أكد الآخرون أن موت المسيح لم يكن له أيَّ علاقة بخلاص العالم؛ في حين أصرَّت مجموعات أخرى على أن المسيح لم يَمُتْ أبدًا في الحقيقة .كل واحدة من وجهات النظر هذه - ووجهات نظر أخرى بالإضافة إليها - كانت محلًّا لنقاشات وحوارات و مناظرات متواصلة طوال القرون الأولى من عمر الكنيسة حيث كان المسيحيون من مختلف المعتقدات يحاولون إقناع الآخرين بصحة مزاعمهم . مجموعةٌ واحدةٌ في النهاية "خرجت منتصرة" من هذه المناظرات. إنها تلك المجموعة التي قررت ما ستكون عليه العقائد المسيحية

غير معرف يقول...

وأنا هحكيلكم على قصتي مع الشماس زكريا بطرس ... أصل أنا عرفت الحقيقة على أيديه)((أأأأأأأه من زكريا ))))))

وبشكر الله ابن الإنسان المسيح الروح القدس ربنا اللي خلانا بنوره وهدايته نتعرف على الحقيقة وعلى الله المسيح اللي هو ابن الله .. واللي كله محبة!
لما شفت الحقيقة في قصة كريستين وكيف إن الجماعات الإرهابية خطفوهم واغتصبوهم وغلسلولهم دماغاتهم وأجبروهم على إنهم يصبحوا مسلمين أنا قلت الإسلام اللي أنا بقالي مصدقه أكثر من ثلاثين سنة ده كله إرهاب
ازاي بيقول لا إكراه في الدين وبعدين بيجي وبالطريقة البشعة دي بيخليهم يسلموا وينجبوا أطفال ويلبسوا اسود في اسود... لا وبيغسلهم دماغهم وبيخليهم يقولوا أنهم مسلمين على قناة العربية
والدليل الإرهاب في العراق... شوف أمريكا بتعمل إيه في العراق والانسانية الراقية في التعامل معهم وشوف الإرهابيين بيعملوا إيه في الشرطة!!
لذلك قررت أشوف بنفسي
ودلخت قناة الحياة وسمعت كلام كتير... وقررت أشوف القمص زكريا بنفسي
ورحتله في مكان سري كان مستخبي فيه علشان الإرهابيين ما يقتلهوش
وسألته:
يا أبونا... أنا مسلم وعايز أتعرف على الطريق الصحيح طريق الله المسيح ابن الله الروح القدس الحق
قلي: يا ابني المسيح محبة.. المسيح أتصلب علشانا
قلتله: طيب اعمل ايه علشان أصير مسيحي؟
قاللي: اعترف إن المسيح ابن الله هو ربنا وانه هو طريق الخلاص وانه أتصلب علشان يخلصنا من الخطيئة الأولى خطيئة آدم
قلت: آدم؟؟؟ وأنا مالي بخطيئة آدم...!هو أنا ناقص خطايا!!!
قال: هو أنت مش من أبناءه؟
قلت: آه؟
قال: طيب لو إن أبوك كان عليه دين... ومات.. مش أنت بتدفعه
قلت : ايوه
قال: وبالتالي عليك تدفع من دين آدم!
قلت: يا لهوي؟ كل ده وانأ مش عارف إن علي دين... الحمد لله انك عرفتني قبل ما تجي الضرايب وتحجز علي! طيب يا أبونا فيه حاجة تانية لازم اعرفها؟
قال: الثالوث المقدس
قلت يعني إيه ثالوث؟
قال: الأب الابن الروح القدس
قلت: مش فاهم...ممكن تشرح لي عقيدتكم؟
قال: بالحقيقة نؤمن بإله واحد .الله الأب ضابط الكل .خالق السماء والأرض .ما يري وما لايري

نومن برب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد .المولود قبل كل الدهور . نور من نور .إله حق من إله حق .مولود غير مخلوق .واحد مع الأب في الجوهر .الذي به كان كل شئ............

نعم نؤمن بالروح القدس .الرب المحي المنبثق من الأب .نسجد له ونمجده مع الأب والأبن الناطق في الأنبياء .............
المجد للأب والابن والروح القدس . الآن وكل أوان والي دهر الدهور أمين

هو دة إيمانا "قانون الإيمان"
فنحن نؤمن إن الله واحد مثلث الأقانيم
واحد هو الأب القدوس . واحد هو الابن القدوس . واحد هو الروح القدس
ثالوث واحد نسجد له ونمجده

قلت: يا أبونا انأ أتحولت!

أنت قلت:نؤمن برب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد!!
هو مين الأب ومين الابن؟ لله أبو المسيح وإلا المسيح أبو المسيح؟؟ ومين الروح القدس!!
قال: أنت بستهزئ حضرتك؟
قلت : لا والله.. اشرحهالي ربنا يبارك فيك!
قال: الروح القدس هو روح الله فالله له روح وهذه الروح لها لفظة الروح القدس
قلت: والاقانيم؟
قال: كلمة اقنوم هى كلمة سريانيه يطلقها السريان على كل من تميز عن سواه دون استقلال.. وهى تعنى شخصا متحدا بآخر أو آخرين في امتزاج متميز ودون انفصال. والآن يمكن بعد هذه المقدمه أن نوضح ما تعلنه المسيحيه عن الله.. المسيحيه تعلن ان الله الذى لا شريك له هو واحد فى الجوهر موجود بذاته... ناطق بكلمته.. حى بروحه.. ويمكن ان نقول ان ( الله واحد فى ثلاثة أ قانيم) والثلاثة هم واحد...هم الله... بدون انفصال او تركيب.. متساوون لأنهم جميعا الله وكل اقنوم منهم هو الله...وهو ما تعلنه المسيحيه بوضوح.
قلت: ابونا... انا اتحولت.... ممكن تشرح اكثر!! يعني هم زي بعضيهم ولا لأ!
قال: التساوي لان الأب و الابن و الروح القدس تعني:
*فالله موجود بذاتـه: أي أن الله كائن له ذات حقيقية وليس هو مجرد فكرة بلا وجود. وهذا الوجود هو أصل كل الوجود. ومن هنا أعلن الله عن وجوده هذا بلفظة (الآب) ...ولا تعنى هذه اللفظة أي معنى مادي أو جسدي بل لأنه مصدر الوجود.
*والله ناطق بكلمته: أي أن الله الموجود بذاته هو كائن عاقل ناطق بالكلمة وليس هو إله صامت، ولقد أعلن الله عن عقله الناطق هذا بلفظة (الابن) كما نعبر عن الكلمة الخارجة من فم الإنسان: بقولنا "بنت شفة" ولا تعنى هذه اللفظة أي معنى مادي أو جسدي بل لأنه مصدر الوجود.
* والله أيضا حي بروحه: إذ أن الله الذي يعطي حياة لكل بشر لا نتصور أنه هو نفسه بدون روح! ولقد أعلن الله عن روحه هذا بلفظة )الروح القدس(
ولا يصح أن نفهم من هذه التسميات وجود أية علاقة جسدية تناسلية كما في المفهوم البشرى، وإنما دلالاتها روحية كما سبق الإيضاح وليست هذه التسميات من وضع إنسان أو اختراع بشر وإنما هي كلمات الوحي الإلهي في الكتاب المقدس
اي هو الله واحد لا ثلاثة فالله بذاته مساوي لروحه فهو اله واحد

قلت: ممكن دليل على تساويهم؟!!
قال: تساويهم يشهد له الكتاب المقدس في عدت نصوص منها:

اذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس ".
(متي 28 :19 (
هنا الاب ذكر اولا ، ثم الابن ، ثم الروح القدس .

" نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله ( الاب ) وشركة الروح القدس مع جميعكم امين " (2 كورنثوس 13 :14 )
هنا ذكر الابن ، ثم الاب ، ثم الروح القدس .

" أما انتم آيها الأحباء فابنوا أنفسكم علي إيمانكم الأقدس مصلين في الروح القدس واحفظوا أنفسكم في محبة الله (الأب ) منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الأبدية" (يهوذا 20 : 21 )
هنا ذكر الروح القدس في الأول ، ثم الأب ، ثم الابن .

اذن ليست هناك أفضلية بين الاقانيم الثلاثة .فكلهم متساوون!

قلت: بس انا مش مقتنع ان الرب ممكن يتجسد في جسد بشر
قال: ليه ..هو مش رب قادر
قلت له : ايوه
قال: خلاص !!..يبقة قادر يعمل اللي على مزاجه...ما تصدقش وسوسة نفسك... ده الشيطان بيعمل فيك كده.
قلت: والحل؟
قال: لازم اعمدّك
قلت: ازاي يعني؟
قال: لازم تغتسل بالمياه المقدسة ونمسح جسمك بزيت الميرون
قلت: طيب دلني الحمام فين؟
قال: لأ انا لازم اكون حاضر
قلت: يا خبر ابيض؟ وتشوفني كده رب كما خلقتني؟
قال:ايه يا ابني.. انا مش انا.. ولا انت انت ...انا الروح القدس وروح المسيح حلت فيني .. والمسيح مش هيبصبص عليك!
قلت:طيب ومراتي ..كمان هتـ...؟
هز براسه مؤكدا!
قلت: طيب....زي ما انت عاوز

طبعا انا بتكسف و مش هشرح لكم حصل ايه جوه
المهم.. وانا طالع قلي بص؟
قلت :فين؟
قال هناك ..على الحيط...شوف السيدة مريم متجلية ازاي بترحب فيك!
بصيت هناك وشفتها...كانت بتلوح بايديها المقدسة بترحب بيا.. وبعدين لمعت بقوة واختفت... وطلعت ريحة شياط... الظاهر اللمبة بتاعت القديسة اتحرقت!
المهم ابونا ركض واتصلت بالمطافي تجي تطفي القديسة ..
وخدني وخرج ورحنا مكتبه.. وأداني الكتاب المقدس
قلت له: مين كتب الكتاب المقدس
قال: وحي المسيح لتلاميذه
فتحت الكتاب وشفت مكتوب فيه انجيل مرقص
سالت ابونا : مين مرقص ده؟
قالي: هو من تلاميذ المسيح
قلت: بس الراجل ما بيقولش في كتابه انه مرقص ولا بيقول حاجة عن انه من تلاميذ حد
قال: هو تاريخيا مش ممكن نثبت انه مرقص اللي كتب الكتاب ده.
قلت: امال اعتبرته الكنيسة ازاي؟
قاللي: هو وحي من الله ..وكلمة الله لا تتغير
قلت:طيب اتكتب امتى الكتاب ده؟
قال: مش ممكن تاريخيا نثبت امتى اتكتب، بس فيه ناس بتقول انه في عام 70 ميلادي، وفيه ناس بتقول انه في 60 ميلادي.. وفيه ناس بتقول انه في القرن الثاني ميلادي!
قلت:طيب وعرفت ازاي انه مرقص؟
قال: مش ممكن نثبت انه مرقص لأنه ما فيش توقيع..
قلت: واثبتتوا ازاي انه وحي لمرقص؟
قال: هو يسوع ربنا أرسله بالوحي.. وكلمة ربنا لا تتغير!
قلت: طيب ولوقا؟ ومتى؟ ويوحنا؟
قال: كمان مش ممكن نثبت أنهم كتبة الأناجيل..بس أنت لازم تآمن بيهم لأن كلمة الله لا تتغير..
قعدت اقلب في الإنجيل حبتين.. وبعدين سألته: وبولس ورسايله؟
قال: دول وحي كمان!
قلت: بس ده بيطلب في رسايل من صديقه يبعتله كتب ومن صديقه التاني يشتريله حاجات..ناقص يقول لمراته تحضر له الحمام كمان لأنه واصل بكره ؟
قال: كل ده وحي..و أنت لازم تآمن بيه ..ومش هتآمن إلا لما يحل الروح القدس بيك!

قلبت كمان في العهد القديم وقرأيت فيه:
سفر الرؤيا14:17 هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم لأنه رب الأرباب وملك الملوك والذين معه مدعون ومختارون ومؤمنون.
قلت للقمص زكريا: يعني ايه خروف؟
قال: ما تسألش يا بني.. هو ربنا مش قادر يتجلي في أي حاجة؟
قلت: ايوه
قال: خلاص... ما تخليش الشيطان يلعب بعقلك.. ويبعدك عن مجد الرب المسيح ابن الله
قلت: بس مكتوب هنا انه ابن الإنسان
قال: ده ناسوته
قلت: ما تلخبطنيش ..يعني ايه؟
قال: انت شفت لمابتسخن الحديد بالنار؟
قلت: آه
قال: الحديد بيختلط بالنار .. بس الحديد ما بيصرش نار ولا النار بيصير حديد
قلت: وبعدين
قال: وكمان لاهوت المسيح ما بيختلطش بناسوته

حسيت انه فهمت كل كلمة قالها القمص (مش عارف اذا كنتم فهمتم ولا لأ)
وخرجت من عنده وانا افكر بالخروف والناسوت واللاهوت.. والجماعة الارهابيين المسلمين اللي مش قادرين يفهموا حقيقة المسيح وقد ايه هو بيحبنا... اتخيلو يا جماعة..1400 سنة مش قادرين يفهموا حاجة انا فهمتها بدقيقتين!!!
وانا ماشي وبفكر..شفته من بعيد...كان لطيف خالص ,, ابيض وبياكل من شوية برسيم قدامه
قلت في نفسي: ياه ما اجمله... ده جميل خالص
كان خروف صغنن مولود ما بقلوش يا دوب يومين .. يمكن علشان كده الهندوس بيحبو يعبدو البقر.. أصل ربنا قادر يتجسد في كل حاجة

ودلوقت انا بقلكم انا خلاص.. شفت النور وبقيت مؤمن حقا
ومستغرب أزاي ماريان وكريستين سابو الدين الواضح ولحقوا خزعبلات الناس مصدقينها بقالهم 1400 سنة!!
و مستغرب كمان من المجانين دول اللي بيسيبوا مجد المسيح وبيروحو بيأسلمو...
ادي حكايتي بكل صراحة
ودلوقت سيبوني اروح لخلوتي:
تعال يا إلهي.. يا رب الأرباب بتاع العهد القديم.... تعال اوديك برة في الجنينة ترعى شوية؟؟؟؟(((((هههههههههههههههه والله لم اتمالك نفسى من الضحك
الظاهر انك يا اخ محب سوف تنافس الاخ ابو تسنيم فى كتابة السيناريو المقدس

الفيلم دة كان بمناسبة العيد الكبير صح؟

هنيئا لك و طوبا مع المسيح ذلك افضل .!!

عجبنى اوى المقطع دة

قال: مش ممكن تاريخيا نثبت امتى اتكتب، بس فيه ناس بتقول انه في عام 70 ميلادي، وفيه ناس بتقول انه في 60 ميلادي.. وفيه ناس بتقول انه في القرن الثاني ميلادي!
قلت:طيب وعرفت ازاي انه مرقص؟
قال: مش ممكن نثبت انه مرقص لأنه ما فيش توقيع..
قلت: واثبتتوا ازاي انه وحي لمرقص؟
قال: هو يسوع ربنا أرسله بالوحي.. وكلمة ربنا لا تتغير!
قلت: طيب ولوقا؟ ومتى؟ ويوحنا؟
قال: كمان مش ممكن نثبت أنهم كتبة الأناجيل..بس أنت لازم تآمن بيهم لأن كلمة الله لا تتغير..
قعدت اقلب في الإنجيل حبتين.. وبعدين سألته: وبولس ورسايله؟
قال: دول وحي كمان!
قلت: بس ده بيطلب في رسايل من صديقه يبعتله كتب ومن صديقه التاني يشتريله حاجات..ناقص يقول لمراته تحضر له الحمام كمان لأنه واصل بكره ؟
قال: كل ده وحي..و أنت لازم تآمن بيه ..ومش هتآمن إلا لما يحل الروح القدس بيك

وحى غريب و عجيب!!!؟؟ريا بؤلظ وعمايله السوداء)))))))))))))))))))))))

غير معرف يقول...

يحاول الحاقدون على الإسلام من النصارى أن يثيروا الشبهات في زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
وللرد عليهم وتبيان جهلهم نقول وبالله التوفيق :
أولاً : نقول لهم : إذا كنتم تعيبون النبي محمداً صلى الله عليه وسلم أنه تزوج عائشة وهي صغيرة ، فما رأيكم في أنبياء كتابكم المقدس الذي وصفهم بأنهم زناة ومجرمين كداود وحاشاه، وسراق كيعقوب وحاشاه، وعباد أوثان كسليمان وحاشاه الخ ؟! مع ان هذه الخطايا غير مسقطة لنبوتهم كما تؤمنون . . . . ؟!
أليس من العجيب إنكارهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم زواجه الشرعي من السيدة عائشة رضي الله عنها وهم يقبلون من كتابهم المقدس أن الأنبياء يمارسون زنى المحارم كالنبي لوط عليه السلام و يهوذا، و يزنون و يقتلون ليس فقط بدون وجه حق بل للوصول للزنى كقصة النبي داود عليه السلام و زوجة أوريا و أنهم أهل خمر كالنبي نوح و النبي لوط عليهما السلام فوق ذلك كله أنهم عبدة أوثان كالنبي سليمان عليه السلام الذي عبد الأوثان لأجل إرضاء زوجاته الوثنيات. كما في سفر الملوك .
ثانياً : لعل النصارى لا يقرأون لكتابهم ولا يعرفون دينهم جيدا..ولعل القساوسة يخفون الحقائق دائما..ففي الوقت الذي كان يسأل فيه النصارى عن زواج الرسول الكريم من السيده عائشة ويدعون ان الفرق السنى كبير بل كبير جدا في وجهة نظرهم المحدودة...
نجد ان السيدة مريم العذراء حينما كانت متزوجة (او مخطوبة) بشهادة النصارى من يوسف النجار وولدت السيد المسيح.. كان سنها 12 سنة فقط في حين كان يوسف النجار على مشارف التسعين من عمره.. حوالي(89).. يعني أكبر منها بحوالى77سنة.. وهذا الكلام موثق في الموسوعة الكاثوليكية...
http://www.newadvent.org/cathen/08504a.htm
" a respectable man to espouse Mary, then twelve to fourteen years of age, Joseph, who was at the time ninety years old "
http://www.cin.org/users/james/files/key2mary.htm
" Virgin Mary Delivers jesus Pbuh @ the age of 12 "
ثالثاً : إنّ زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة رضي الله عنها كان أصلاً باقتراح من خولة بنت حكيم على الرسول صلى الله عليه وسلم لتوكيد الصلة مع أحبّ الناس إليه سيدنا أبي بكر الصدّيق ، لتربطهما أيضاً برباط المصاهرة الوثيق.
رابعاً : أنّ السيدة عائشة رضي الله عنها كانت قبل ذلك مخطوبة لجبير بن المطعم بن عدي، فهي ناضجة من حيث الأنوثة مكتملة بدليل خطبتها قبل حديث خولة.
خامساً : أنّ قريش التي كانت تتربّص بالرسول صلى الله عليه وسلم الدوائر لتأليب الناس عليه من فجوة أو هفوة أو زلّة، لم تُدهش حين أُعلن نبأ المصاهرة بين أعزّ صاحبين وأوفى صديقين، بل استقبلته كما تستقبل أيّ أمر طبيعي.
سادساً : أنّ السيدة عائشة رضي الله عنها لم تكن أول صبيّة تُزفّ في تلك البيئة إلى رجل في سنّ أبيها، ولن تكون كذلك أُخراهنّ. لقد تزوّج عبد المطلب الشيخ من هالة بنت عمّ آمنة في اليوم الذي تزوّج فيه عبد الله أصغر أبنائه من صبيّة هي في سنّ هالة وهي آمنة بنت وهب. ثمّ لقد تزوّج سيدنا عمر بن الخطّاب من بنت سيدنا علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه وهو في سنّ جدّها، كما أنّ سيدنا عمر بن الخطّاب يعرض بنته الشابة حفصة على سيدنا أبي بكر الصدّيق وبينهما من فارق السنّ مثل الذي بين الرسول صلى الله عليه وسلم وعائشة رضي الله عنها. ولكنّ نفراً من المستشرقين يأتون بعد أكثر من ألف وأربعمئة عام من ذلك الزواج فيهدرون فروق العصر والإقليم، ويطيلون القول فيما وصفوه بأنّه الجمع الغريب بين الكهل والطفولة ويقيسون بعين الهوى زواجاً عُقد في مكّة قبل الهجرة بما يحدث اليوم في بلاد الغرب حيث لا تتزوّج الفتاة عادة قبل سنّ الخامسة والعشرين. ويجب الانتباه إلى أنّ نضوج الفتاة في المناطق الحارّة مبكّر جداً وهو في سنّ الثامنة عادة، وتتأخّر الفتاة في المناطق الباردة إلى سنّ الواحد والعشرين كما يحدث ذلك في بعض البلاد الباردة. وأياً ما يكون الأمر فإنّه عليه الصلاة والسلام لم يتزوّج السيدة عائشة رضي الله عنها من أجل المتعة، وهو الذي بلغ الخامسة والخمسين من عمره، وإنّما كان ذلك لتوكيد الصلة مع أحبّ الرجال إليه عن طريق المصاهرة، خاصّة بعد أن تحمّل أعباء الرسالة وأصبحت حملاً ثقيلاً على كاهله، فليس هناك مجال للتفكير بهذا الشأن، ولو كان عليه الصلاة والسلام همّه النساء والاستمتاع بهنّ لكان فعل ذلك أيّام كان شاباً حيث لا أعباء رسالة ولا أثقالها ولا شيخوخة، بل عنفوان الشباب وشهوته الكامنة. غير أنّنا عندما ننظر في حياته في سنّ الشباب نجد أنّه كان عازفاً عن هذا كلّه، حتّى إنّه رضي بالزواج من السيدة خديجة رضي الله عنها الطاعنة في سنّ الأربعين وهو ابن الخامسة والعشرين. ثمّ لو كان عنده هوس بالنساء لما رضي بهذا عمراً طويلاً حتّى تُوفّيت زوجته خديجة رضي الله عنها دون أن يتزوّج عليها. ولو كان زواجه منها فلتة فهذه خديجة رضي الله عنها توفّاها الله، فبمن تزوّج بعدها؟ لقد تزوّج بعدها بسودة بنت زمعة العامرية جبراً لخاطرها وأنساً لوحشتها بعد وفاة زوجها وهي في سنّ كبير، وليس بها ما يرغّب الرجال والخطّاب. هذا يدلّ على أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم كان عنده أهداف من الزواج إنسانية وتشريعية وإسلامية ونحو ذلك. ومنها أنّه عندما عرضت عليه خولة بنت حكيم الزواج من عائشة فكّر الرسول صلى الله عليه وسلم أيرفض بنت أبي بكر وتأبى عليه ذلك صحبة طويلة مخلصة ومكانة أبي بكر عند الرسول e التي لم يظفر بمثلها سواه. ولمّا جاءت عائشة رضي الله عنها إلى دار الرسول صلى الله عليه وسلم فسحت لها سودة المكان الأول في البيت وسهرت على راحتها إلى أن توفّاها الله وهي على طاعة الله وعبادته، وبقيت السيدة عائشة رضي الله عنها بعدها زوجة وفيّة للرسول صلى الله عليه وسلم تفقّهت عليه حتّى أصبحت من أهل العلم والمعرفة بالأحكام الشرعية. وما كان حبّ الرسول صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة رضي الله عنها إلاّ امتداداً طبيعياً لحبّه لأبيها رضي الله عنهما. ولقد سُئل عليه الصلاة والسلام: من أحبّ الناس إليك؟ قال: (عائشة) قيل: فمن الرجال؟ قال: (أبوها). هذه هي السيدة عائشة رضي الله عنها الزوجة الأثيرة عند الرسول صلى الله عليه وسلم وأحبّ الناس إليه. لم يكن زواجه منها لمجرّد الشهوة ولم تكن دوافع الزواج بها المتعة الزوجية بقدر ما كانت غاية ذلك تكريم أبي بكر وإيثاره وإدناؤه إليه وإنزال إبنته أكرم المنازل في بيت النبوّة .. والحمد لله ربّ العالمين.
سيرة السيدة عائشة رضي الله عنها زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم
لفضيلة الأستاذ محمد راتب النابلسي .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علما ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
أيها الإخوة الكرام ... مع الدرس الحادي عشر من دروس سير الصحابيِّات الجليلات رضوان الله تعالى عليهن أجمعين ، ومع أمهات المؤمنين ، زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ، ومع الزوجة الثالثة السيدة عائشة بنت أبي بكرٍ رضي الله عنهما.
أيها الإخوة الكرام ... قد يسأل أحدكم : هذا الفارق الكبير في السن بين السيدة عائشة وبين رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ؟ كيف تزوَّج النبي امرأةً في سن أمه ؟ ثم كيف تزوج امرأةً في سن ابنته ؟ الأمور التي لا يدلي الشرع فيها بحكمٍ ترجع إلى الأعراف .
فأنت إذا قلت : أنا أكلت اللحم . ماذا تقصد ؟ لحم الضأن أو لحم البقر ، لأنك إذا أكلت سمكاً تقول : أكلت سمكاً . فإذا إنسان حلف بالطلاق ألّا يأكل لحماً ، فهل بإمكانه أن يأكمل سمكاً؟ نعم بإمكانه ، مع أن السمك لحم ، لكن العرف هو أن اللحم هو لحم الضأن أو البقر والسمك شيءٌ آخر ، ففي الموضوعات التي لم يكن هناك حكمٌ شرعي يعود الأمر إلى العرف.
وهذا موضوع طويل في أصول الفقه ، بابٌ كبير ، فأحد المصادر التشريعية العرف فهو الذي يحكم القضايا التي ليس فيها حكمٌ شرعي .
لو أن في زواج الرسول صلى الله عليه وسلَّم من السيدة عائشة ، أيُّ مأخذٍ في أعراف العرب وقتها لأُخِذ على النبي صلى الله عليه وسلَّم هذا الزواج ، بل إن البيئة وقتها تسمح بأن تأخذ امرأةً في سن أمك ، وتسمح بأن تأخذ امرأةً في سن ابنتك ؛ ولكن السيدة عائشة لها دور كبير جداً في موضوع الفقه ..
فقال بعض العلماء : " إن ربع الأحكام الشرعيَّة عُلِم منها " . إن ربع الأحكام الشرعية التي عرفناها من رسول الله صلى الله عليه وسلَّم إنما عُرِفَت من أحاديث روتها السيدة عائشة رضي الله عنها ، فامرأة النبي ، زوجة النبي ، أم المؤمنين لها دورٌ خطيرٌ جداً في الدعوة ؛ لأنها يمكن أن تختص بالنساء ، تعلمون أن النساء يسألن النبي عليه الصلاة والسلام عن موضوعاتٍ تخصُّ حالَهن ، وأفضل إنسانة تعبِّر عن الأحكام الشرعية المتعلِّقة بالمرأة زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ، إذاً لها دورٌ في الدعوة .
ويقول العلماء أيضاً : " ما رأوا أحداً أعلم بمعاني القرآن وأحكام الحلال والحرام من السيدة عائشة ، وما رأى العلماء أحداً أعلم بالفرائض والطب والشعر والنسب من السيدة عائشة " . مع أنها صغيرة إلا أنها كانت شيئاً نادراً في الذكاء ، وشيئاً نادراً في الحفظ ، وشيئاً نادراً في الوفاء للنبي عليه الصلاة والسلام .
إذاً فليعلم القارئ حقاً ويطمئن أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلَّم قد اختارهنّ الله جلَّ جلاله له ، لما سيكون لهن من دورٍ في الدعوة مستقبلاً .
فهذا الذي يفكر أن النبي تزوج زوجةً في سن ابنته ، أو امرأةً في سن أمه ، هذا لا يعرف من هو النبي ، فالنبي عليه الصلاة والسلام بقي مع السيدة خديجة وهي في سن أمه ربع قرنٍ ، وكان بإمكانه أن يتزوَّج أجمل فتيات مكة ، فهو بعيدٌ جداً عن هذا الذي يفكِّر فيه أعداء الإسلام .
* * *
أيها الإخوة الكرام ... هذه السيدة الجليلة ـ السيدة عائشة ـ روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ألفي حديث ومئتين وعشرة أحاديث ، وحفظت القرآن الكريم كلَّه في حياة النبي .
إذاً من يقول : إن هناك فارقاً في السن . هذا الفارق في السن كان مألوفاً في عصر النبي ، ولو كان هناك مطعنٌ في هذا الموضوع لما سكت أعداء النبي ، ولجعلوا من هذه القضية قضيةً كبيرةً جداً .
من صفات هذه الزوجة الطاهرة ، على صغر سنها ، أنّها كانت ناميةً ذلك النمو السريع ، العوام الآن يعبرون عن هذه الظاهرة بقولهم : قطعتها كبيرة . فالعبرة بالمرأة في قطعتها لا في عمرها ، كانت على صغر سنِّها ناميةً ذلك النمو السريع الذي تنموه نساء العرب ، وكانت متوقِّدة الذهن ، نيِّرة الفكر ، شديدة الملاحظة ، وهي وإن كانت صغيرة السن لكنّها كبيرة العقل .
نحن تعلَّمنا في الجامعة أن للإنسان عمرين ؛ عمر زمني ، وعمر عقلي ، وقد يبتعدان عن بعضهما ، قد تجد إنساناً عمره الزمني عشر سنوات ، أما عمره العقلي فخمسة عشر عاماً ، وقد تجد إنساناً عمره الزمني عشرون عاماً ؛ وعمره العقلي خمسة عشر عاماً ، فالعقل لا ينمو مع نمو الجسم بل له نموّه الخاص ، فالسيدة عائشة رضي الله عنها على صغر سنها نمت نمواً سريعاً وعلى صغر سنها كانت متوقِّدة الذهن ، نيرة الفكر ، شديدة الملاحظة ، فهي وإن كانت صغيرة السن لكنها كبيرة العقل ، أي لها دور في الدعوة الاًسلامية .
تروي كتب السيرة أن النبي عليه الصلاة والسلام تزوج امرأةً فيما بعد ، قال لها ضرَّاتها : " إذا التقيت بالنبي فقولي له : أعوذ بالله منك " . فلما دخل عليها النبي قالت : " أعوذ بالله منك ". فماذا قال لها ؟ :
" الْحَقِي بِأَهْلِكِ" *
( من صحيح البخاري : عن " السيدة عائشة " )
رفضها ، هل يعقل أن تكون زوجة رسول الله بهذا الإدراك ؟ فهي مبلِّغة عن رسول الله ، تبلِّغ عنه الشرع ، شيءٌ خطيرٌ جداً أن تكون زوجة النبي عليه الصلاة والسلام محدودة التفكير ، لأنها تنقل عنه ، وربما نقلت عنه الشيء الذي ما أراده النبي عليه الصلاة والسلام .
إذاً هناك حكمةٌ إلهيةٌ بالغة من أن الله سبحانه وتعالى هيَّأ لرسوله الكريم هذه الزوجة العاقلة، المتقدة في الذهن والذكاء والفطنة ، كثيرة الملاحظة ، ذات النفسيَّة الطيِّبة .
يقولون : " ولو لم تكن السيدة عائشة رضي الله عنها في تلك السن التي صحبت بها رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ، وهي السن التي يكون فيه الإنسان أفرغ بالاً ، وأشد استعداداً لتلقي العلم ، لما تهيَّأ لها ذلك " .
فالعلم شيءٌ أساسيٌ في حياة المؤمن ، والنبي عليه الصلاة والسلام كل شيءٍ يقوله ينبغي أن ينقل عنه ، وأفضل امرأةٍ تنقل عنه زوجته ، إذاً فلنطمئن أنّ الله سبحانه وتعالى اختارها على علمٍ لرسول الله صلى الله عليه وسلَّم.
قال الإمام الزُهري : " لو جُمع علم عائشة إلى علم جميع أمهات المؤمنين ، وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل " .
والحقيقة أن الشيء الذي يدهش العقول ، أو الشيء الذي يلفت النظر أن تكون المرأة على درجة عالية جداً من الفهم والعلم والفقه ، فالمرأة عند الناس امرأة ، لكن المرأة التي تتمتَّع بعقلٍ راجح ، وإدراكٍ عميق ، وفهمٍ دقيق ، وحفظٍ شديد ؛ هذه امرأةٌ نادرةٌ جداً ، وامرأةٌ مؤهَّلةٌ لأن تكون زوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلَّم .
عطاء بن أبي رباح يقول : " كانت عائشة أفقه الناس ، وأعلم الناس ، وأحسن الناس رأياً في العامة " .
والحقيقة مِن مُتَع الحياة أن تعيش مع الذكي ، ومن البلاء الشديد أن تعيش مع المحدود ـ محدود التفكير ـ تكاد تخرج من جلدك ، سمعتم مرةً مني أن الإمام أبا حنيفة رضي الله عنه بينما كان يلقي درساً على إخوانه حول صلاة الفجر ، وفيما قرأت كانت رجله تؤلمه ، وبينه وبين تلاميذه مُباسطة، ليس هناك كلفة ، ولعذرٍ فيه كان يمد رجله ، وتعلمون أن النبي عليه الصلاة والسلام ما رؤي ماداً رجليه قط بين أصحابه ـ أما إذا وجد عذر فموضوع ثانٍ ـ دخل رجل طويل القامة ، عريض المنكبين ، حسن الهيئة ، يرتدي عمامةً وجُبةً ، وجلس في مجلس هذا الإمام العظيم .
فأبو حنيفة رضي الله عنه ظنَّه عالماً كبيراً ، فاستحيا منه ورفع رجله ، أي أن بينه وبين إخوانه ليس هناك تكليف ، أما هذا فضيف غريب لعلَّه ينتقده ، فلما انتهى الدرس سأله هذا الرجل: يا إمام كيف نصلي الصبح إذا طلعت الشمس قبل الفجر ؟ فقال له : " عندئذٍ يمد أبو حنيفة رجله ".
فأن يعيش الإنسان مع شخص محدود التفكير يخرج من جلده أحياناً ، والحقيقة من سعادة الإنسان أن يكون الذين حوله في مستواه ، يفهمون عليه.
لذلك فأنا أرى أن من إكرام الله لرسول الله أنه قيَّض له أصحاباًعلى مستوى عالٍ من الفطنة، والوفاء ، والذكاء ، والحُب ، والتضحية ، والإخلاص ، وكلَّما ارتقى مقامك عند الله هيَّأ الله لك أُناساً قريبين منك ، كلَّما ارتقى مقامك عند الله هيَّأ الله لك أُناساً يفهمون عليك ، يفهمون عليك بالإشارة ، يقدِّرون ما أنت فيه ، يعرفون قدرك حق المعرفة ، يعرفون أهدافك النبيلة .
وإذا غضب الله على عبدٍ جعل مَن حوله لا يعرفون قيمته ولا فضله، لذلك ورد في الأثر :
" أكرموا عزيز قومٍ زل ، وغنياً افتقر ، وعالماً ضاع بين الجُهال " .
كانت عائشة أفقه الناس ، وأعلم الناس ، وأحسن الناس رأياً ، وقال أبو موسى الأشعري : "ما أشكل علينا أمرٌ فسألنا عنه عائشة ، إلا وجدنا عندها فيه علماً " .
وقال مسروق : " رأيت مشيخة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلَّم الأكابر يسألونها عن الفرائض " .
وقال عروة : " ما رأيت أحداً أعلم بفقهٍ ولا طبٍ ولا بشعرٍ من عائشة " .
وقال أبو الزناد : " ما كان ينزل بها شيءٌ إلا أنشدت فيه شعراً " .
شاعرة ، ذات حافظة عالية جداً ، ذكية ، فطنة ، تنقل عن رسول الله أكثر من ألفي حديث.
* * *
أيها الإخوة ... أردت من هذه المقدمة أن تعلموا أن عائشة أم المؤمنين ، اختارها الله عزَّ وجل لنبيِّه الكريم ، لتكون زوجته وأمينة سرِّه وراويةً عنه .
كلكم يعلم أن النبي عليه الصلاة والسلام عقد عليها وهو في مكة قبل الهجرة ، ثم هاجر عليه الصلاة والسلام إلى المدينة ، واستقبله الأنصار ، وهم محيطون به ، متقلِّدي سيوفهم ، وهنا حدِّث ولا حرج عن سرور أهل المدينة ، فكان يوم تحوِّله إليهم يوماً سعيداً ، لم ُيرَوْا فرحين فرحهم برسول الله صلى الله عليه وسلَّم .
فكلكم تحضرون عقود قران ، وموالد بمناسبة ذكرى مولد الرسول عليه الصلاة والسلام ، ونشيد طلع البدر علينا يمكن ألا يكون واحد من الإخوة الحاضرين إلّا سمعه مئات المرَّات إن لم نقل أكثر .
والعبد الفقير لما كنت في المدينة المنورة في إحدى العُمرات ، وقفت قبالة مسجد قِباء ، فهناك ميدان في وسطه نُصب تذكاري ، مكتوب عليه بكرة جميلة طلع البدر علينا ، أيْ في هذا المكان ـ في مكان مسجد قباء ، وقباء في ظاهر المدينة ـ خرج الأنصار من المدينة ، ليستقبلوا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ، وفي هذا المكان بالذات أنشدوا : طلع البدر علينا . والله أيها الإخوة كأنني أسمع هذا النشيد لأول مرة ، وله وقعٌ في هذا المكان لا يوصف ، في المكان الذي وقف فيه الأنصار ينتظرون النبي عليه الصلاة والسلام ، وحينما أطل عليهم قالوا :
طلع البدر علينا من ثنيِّات الوداع وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المُطاع
* * *
وفي الصحيحين عن أبي بكرٍ رضي الله عنه في حديث الهجرة ، قال : " وخرج الناس حين قدمنا المدينة في الطرق وعلى البيوت ، والغِلمان والخدم يقولون : الله أكبر جاء رسول الله، الله أكبر جاء محمد ، الله أكبر جاء رسول الله ، وكان الأنصار قد اجتمعوا فمشوا حول ناقته صلى الله عليه وسلَّم ، لا يزال أحدهم ينازع صاحبه زمام الناقة شُحَّاً على كرامة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتعظيماً له ، وكلَّما مرَّ بدارٍ من دور الأنصار دعوه إلى المنزل ، فيقول عليه الصلاة والسلام :
" دعوها فإنها مأمورة فإنما أنزل حيث أنزلني الله " .
( من كشف الخفاء : عن " ابن الزبير " )
إخواننا الكرام ... كان عليه الصلاة والسلام حكيماً إلى درجةٍ كبيرة جداً ، لأنه لو اختار البيت بنفسه لكان ، كل إنسان لم يختر بيته ليكون نُزلاً لرسول الله يتألَّم ، لذلك ترك الأمر لله عزَّ وجل ، قال : " دعوها فإنها مأمورة ". حتى يطيِّب قلب أصحابه جميعاً فما اختار هو البيت ، بل قال "دعوها فإنها مأمورة " ، ونزلت في بيت أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه .
ولقد كنت في تركيا قبل سنة تقريباً ، وصلَّيت الجمعة في مسجد أبي أيوب الأنصاري في مدينة استنبول ، هذا الصحابي الجليل أين مات ؟ مات في أقصى الشمال ، وله مسجدٌ والله منوَّر تشعر فيه بروحانية عجيبة، فلما انتهت الصلاة زرت مقام هذا الصحابي الجليل وقرأت الفاتحة ، وتأثرت تأثراً كبيراً ، ولكن الذي أدهشني أن كل زوَّار المقام حينما يخرجون من هذا المقام لا يديرون ظهورهم إليه ، يرجعون القهقرى تأدُّباً معه ، فهذا الصحابي الجليل الذي أكرمه الله بأن يكون مُضيف النبي عليه الصلاة والسلام ، له قصصٌ رائعةٌ جداً .
فهو لم يستطع أن ينام في الدور الذي فوق رسول الله ، فبيته طابقان، والنبي عليه الصلاة والسلام رأى في الطابق الأرضي أسهل لزوَّاره ومن يأتيه ، وسمح لأبي أيوب أن ينام في الطابق العلوي ، من شدة أدب هذا الصحابي الجليل لم يستطع أن ينام في الطابق الذي فوق رسول الله ، وكان في حرجٍ شديد ، ومرةً قدر الماء انكسر ، فخاف أن ينزل على النبي قطرةُ ماء ، فجاء باللحاف الذي لا يملك غيره في الشتاء ، فوضعه فوق الماء ، كي يمنع نزول الماء على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هذا هو الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري الذي حظي بضيافة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم .
ولما استقر عليه الصلاة والسلام في المدينة ، أين كانت عائشة ؟ كانت في مكة ، ولما يدخل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
يجب أن نعلم أيها الإخوة علماً دقيقاً ، أن العقد على عائشة سبق الدخول بسنوات ، فإذا قلنا صغيرة ، وبينها وبين النبي فرقٌ كبير ، فإن العقد شيء والدخول شيءٌ آخر ، عقد عليها بمكة ، ولم يدخل بها إلا في المدينة ، ولما استقر عليه الصلاة والسلام بالمدينة ، أرسل زيد بن حارثة وأبا رافع إلى مكة ليأتيا بمن خلَّف من أهله ، وأرسل معهما عبد الله بن أريقط يدلهما على الطريق ، فقدما بفاطمة وأم كلثوم ابنتيه ، وسودة زوجِه، وأم أيمن حاضنته في صغره ، وابنها أسامة بن زيد ، وأما زينب فمنعها زوجها أبو العاص بن الربيع ، وخرج مع الجميع عبد الله بن أبي بكر بأم عائشة زوج أبيه ، وأختيه عائشة وأسماء زوج الزبير بن العوام ، وكانت حاملاً بابنها عبد الله بن الزبير ، وهو أول مولود للمهاجرين في المدينة ، وصحبهم من مكة طلحة بن عُبيد الله .
وبعد أن استقر النبي بالمدينة ، وانتهى ضجيج الهجرة ، وانتهت المطاردة ، أرسل هؤلاء الصحابة ليأتوا بأهله ؛ أتوا بفاطمة ، وأم كلثوم ، وسودة ، وأم أيمن ، وابنها أسامة بن زيد ، أما زينب فمنعها زوجها من الهجرة .
والنبي عليه الصلاة والسلام يهيِّئ الدور لزوجته سودة ولزوجته عائشة ليستقبل فيها أهله .
وفي أيامنا هذه تجد شخصاً عادياً جداً يسألك عن مكان سكنى ابنته المخطوبة ، أين ستسكنها ؟ . غرفةٌ صغيرةٌ جداً ملحقةٌ بالمسجد هذه الغرفة بيت عائشة ، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، وكانت هذه الغرفة الصغيرة التي لا تتسع لصلاته ونوم زوجته معاً ، إما أن يصلي فتنزاح جانباً ، وإما أن يناما معاً ، أما أن يصلي هو وتنام هي فالغرفة لا تتسع لهما ، هذا بيت رسول الله .
طبعاً حينما حضر أهل النبي عليه الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة ؛ ابنته فاطمة ، وأم كلثوم ، وزوجته عائشة وأمها ، ومن يصبحهنّ فهذا الشيء يبعث في النفس السرور طبعاً ، لأن ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام :
" المرء حيث أهله والمرء حيث رحله " .
وصلت هذه السيدة الجليلة إلى المدينة مع أمها أم رومان ، وأختها أسماء ، وأخيها عبد الله، واستقروا في دار الوالد الصديق رضي الله عنه، ولم تمضِ أشهر معدودات ـ بعد أشهر معدودة ـ حتى تكلَّم الصديق رضي الله عنه إلى النبي عليه الصلاة والسلام في إتمام الزواج الذي عقده بمكة .
فالنبي عقد بمكة قبل سنوات من الهجرة ، وبعد الهجرة بأمد طويل استقدم أهله ، وبعد هذا الاستقدام بقيت في بيت أبيها ، فلما كلَّم الصديق رسول الله في شأن إتمام الزواج ، سارع النبي عليه الصلاة والسلام ، وسارعت نساء الأنصار إلى منزل الصديق لتهيئة هذه العروس الشابَّة لرسول الله صلى الله عليه وسلَّم .
أجمل موقف وقفته أم السيدة عائشة رضي الله عنها ، حينما دخلت على النبي صلى الله عليه وسلَّم ، ومعها ابنتها العروس السيدة عائشة بعد أن هُيئت له ، دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في دار أبي بكر وقالت : " يا رسول الله هؤلاء أهلك ، بارك الله لك فيهن وبارك لهن فيك " . وهذا أجمل دعاءٍ يُلقى في عقود القِران : " بارك الله لك فيها وبارك لها فيك " .
والزواج المبارك هو الذي يكون مبنياً على طاعة الله ، وعلى تطبيق منهج رسول الله ، والله عزَّ وجل يلقي الحب بين الزوجين ، والألفة والمودَّة ، وينجب من هذين الزوجين الذرِّية الطيبة الصالحة ، فالزواج شيء جميل جداً ، والزواج له ثمرة ؛ وثمرته أولاد أبرار ، والإنسان حينما يموت ينقطع عمله ، أما إن كان له ولد صالح ، فهذا الولد الصالح ينفع الناس من بعده ، وكل أعماله في صحيفة أبيه .
البارحة زارني صديقان ، أحد الصديقين له ابنٌ طالبُ علمٍ شرعي ، متفتِّح ، يدعو إلى الله عزَّ وجل ، فقلت له : إن هذا الابن أثمن شيءٍ في الدنيا بالنسبة لأبيه .
* * *
أيها الإخوة ... وتنقضي ليلة الزفاف المباركة في دار أبي بكرٍ رضي الله عنه ، ثم يتحوَّل النبي عليه الصلاة والسلام بأهله إلى البيت الجديد ، ما كان هذا البيت سوى حجرةٍ من الحُجرات التي شُيِّدت حول مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ، من اللبن وسعف النخيل ، وقد فُرش بحصير ، ووضع فيه فراشٌ ، وبعض ملحقاته ، وأوانٍ بسيطة للشراب والطعام ، وهذا كلُّ بيت رسول الله .
غرفة سقفها من سعف النخيل ، جدرانها من اللبن ، فيها فراش ، وفيها بعض الأدوات البسيطة جداً ، وفي هذا البيت المتواضع بدأت حياة العروس الكريمة عائشة رضي الله عنها ، وبدأت الحياة الزوجية الحافلة بالمكرُمات والخيرات ، مكرُمات النبوة وخيرات الرسالة .
وأنا أعلم أن هناك بيوتاً فخمةً جداً لكن لا سعادة فيها ، وهناك بيوت متواضعة جداً فيها سعادة زوجية تامة ، السعادة الزوجية أساسها طاعة الله ، والشقاء الزوجي أساسه معصية الله عزَّ وجل .
هذه العروس الصغيرة على صغر سنها إلا أنها احتلَّت مكانها المرموق في بيت النبوة ، وحياة رسول الله ، وتاريخ الدعوة ، والتاريخ الإسلامي .
الحقيقة التي لا ريب فيها أنه يُشهد لهذه الزوجة أنها كانت في أعلى مستوى من العلم ، والمعرفة في شؤون الدين ، وعلى جانبٍ عظيم من الدراية لأسرار الأحكام الشرعية ، ولها منزلة رفيعة من التقوى والورع ، بالإضافة إلى معرفتها بالأمور الاجتماعيَّة والسياسية ، لذلك فاعلم أخي الكريم :
" الدنيا كلها متاع ، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة " .
( من الجامع الصغير : عن " ابن عمرو " )
التي ..
" إذا نظرت إليها سرتك ، وإذا غبت عنها حفظتك ، وإذا أمرتها أطاعتك".
( من الجامع الصغير : عن " عبد الله بن سلام " )
وحينما قال الله عز وجل :
(( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )) ( سورة البقرة )
قال العلماء : " حسنة الدنيا هي المرأة الصالحة " .
وأنا أرجو الله سبحانه وتعالى لكل إخوتنا الشباب ، الذين لم يقدموا على الزواج بعد ، فماذا يمنعهم أن يكون دعاؤهم لله عزَّ وجل : اللهمَّ ارزقنا زوجة صالحة . الزوجة الصالحة أحد أسباب النجاح في الحياة ، فحينما تطلب امرأة صالحة ، تتوافر فيها الشروط ، تكون قد حققت أحد جوانب السعادة في حياتك الدنيا .
في درسٍ آخر إن شاء الله ننتقل إلى هذه الزوجة الطاهرة مع ضرَّاتها ـ نساء النبي ـ عليهن جميعاً رضوان الله عزَّ وجل ، وكيف أن الحياة الزوجية جزءٌ من حياة الإنسان الطيبة ..
(( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ))
( سورة النحل : من آية " 97 " )
والمرأة الصالحة جزءٌ من الحياة الطيبة .
والحمد لله رب العالمين

غير معرف يقول...

هل ركن الرسول صلى الله عليه وسلم للكفار؟
من الشبهات التي تثار بكثرة، شبهة ركون المصطفى صلى الله عليه وسلم للكفار، و الرد عليها أبسط ما يكون... فتعالوا نسترجع أيام منتدى الجامع السابق ونقرأ رد الدكتور هشام عزمي ، لعله يكون مفيداً بإذن الله.
ولولا أن ثبتناك
تقول الشبهة:
( وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً{73} وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً{74} ).سورة الاسراء.
اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي الْفِتْنَة الَّتِي كَادَ الْمُشْرِكُونَ أَنْ يَفْتِنُوا رَسُول اللَّه بِهَا عَنْ الَّذِي أَوْحَى اللَّه إِلَيْهِ إِلَى غَيْره ; فَقَالَ بَعْضهمْ : ذَلِكَ الْإِلْمَام بِالْآلِهَةِ ، لِأَنَّ الْمُشْرِكِينَ دَعَوْهُ إِلَى ذَلِكَ ، فَهَمَّ بِهِ رَسُول اللَّه.
ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 17003 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد ، قَالَ : ثنا يَعْقُوب الْقُمِّيّ ، عَنْ جَعْفَر ، عَنْ سَعِيد ، قَالَ : كَانَ رَسُول اللَّه يَسْتَلِم الْحَجَر الْأَسْوَد ، فَمَنَعَتْهُ قُرَيْش ، وَقَالُوا : لَا نَدَعهُ حَتَّى يَلُمّ بِآلِهَتِنَا ، فَحَدَّثَ نَفْسه ، وَقَالَ : " مَا عَلَيَّ أَنْ أَلُمّ بِهَا بَعْد أَنْ يَدْعُونِي أَسْتَلِم الْحِجْر ، وَاَللَّه يَعْلَم أَنِّي لَهَا كَارِه.
ذُكِرَ لَنَا أَنَّ قُرَيْشًا خَلَوْا بِرَسُولِ اللَّه ذَات لَيْلَة إِلَى الصُّبْح يُكَلِّمُونَهُ وَيُفَخِّمُونَهُ وَيُسَوِّدُونَهُ وَيُقَارِبُونَهُ ، وَكَانَ فِي قَوْلهمْ أَنْ قَالُوا : إِنَّك تَأْتِي بِشَيْءٍ لَا يَأْتِي بِهِ أَحَد مِنْ النَّاس ، وَأَنْتَ سَيِّدنَا وَابْن سَيِّدنَا ، فَمَا زَالُوا يُكَلِّمُونَهُ حَتَّى كَادَ أَنْ يُقَارِفَهُمْ ثُمَّ مَنَعَهُ اللَّه وَعَصَمَهُ مِنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ:{ وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاك لَقَدْ كِدْت تَرْكَن إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا } الم تأتي عصمة الله متأخرة بعض الشيء؟ أي بعد ان ركن إليهم النبي ولو بشيئا قليلا ؟ .
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الْأَعْلَى ، قَالَ : ثنا مُحَمَّد بْن ثَوْر ، عَنْ مَعْمَر ، عَنْ قَتَادَة { لِتَفْتَرِي عَلَيْنَا غَيْره } قَالَ : أَطَافُوا بِهِ لَيْلَة ، فَقَالُوا : أَنْتَ سَيِّدنَا وَابْن سَيِّدنَا ، فَأَرَادُوهُ عَلَى بَعْض مَا يُرِيدُونَ فَهُمْ أَنْ يُقَارِفَهُمْ فِي بَعْض مَا يُرِيدُونَ ، ثُمَّ عَصَمَهُ اللَّه ، فَذَلِكَ قَوْله : { لَقَدْ كِدْت تَرْكَن إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا } الَّذِي أَرَادُوا فَهُمْ أَنْ يُقَارِفَهُمْ فِيهِ . إن الاشارة صريحه: لقد كاد محمد يركن الى المشركين شيئاً قليلاً.
إن صاحب هذة الشبهة يحاول ان يثبت قاتله الله ان سيد المرسلين قد كاد يميل قلبة للمشركين او الشرك بالله فانزل الله العصمة ليثبته ويحميه.
الرد على هذه الشبهة:
أولاً : لو رجعنا إلي كتب التفاسير لوجدنا الرد الشافي
وهذا مختصر للتفاسير.
جاء في تفسير القرطبي
قوله تعالى: "ولولا أن ثبتناك" أي على الحق وعصمناك من موافقتهم. "لقد كدت تركن إليهم" أي تميل. "شيئاً قليلاً" أي ركونا قليلاً. قال قتادة: لما نزلت هذه الآية قال عليه السلام:
"اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين". وقيل: ظاهر الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وباطنه إخبار عن ثقيف. والمعنى: وإن كادوا ليركنونك، أي كادوا يخبرون عنك بأنك ملت إلى قولهم، فنسب فعلهم إليه مجازاً واتساعاً، كما تقول لرجل: كدت تقتل نفسك، أي كاد الناس يقتلونك بسبب ما فعلت، ذكره المهدوي. وقيل: ما كان منه هم بالركون إليهم، بل المعنى: ولولا فضل الله عليك لكان منك ميل إلى موافقتهم، ولكن تم فضل الله عليك فلم تفعل، ذكره القشيري.
وقال ابن عباس: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معصوماً، ولكن هذا تعريف للأمة لئلا يركن أحد منهم إلى المشركين في شيء من أحكام الله تعالى وشرائعه.
وجاء في تفسير الطبري
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله " وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا" وذلك أن ثقيفا كانوا قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله أجلنا سنة حتى يهدى لآ لهتنا، فإذا قبضنا الذي يهدى لآلهتنا أخذناه ، ثم أسلمنا وكسرنا الآلهة، فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطيهم ، وأن يؤجلهم ، فقال الله " ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا" .
: ولولا أن ثبتناك يا محمد بعصمتنا إياك عما دعاك إليه هؤلاء المشركون من الفتنة" لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا" يقول: لقد كدت تميل إليهم وتطمئن شيئا قليلا، وذلك ما كان صلى الله عليه وسلم هم به من أن يفعل بعض الذي كانوا سألوه فعله ،حدثنا محمد بن بشار ، قال : ثنا سليمان ، قال : ثنا أبو هلال ، عن قتادة ، في قوله " ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تكلني إلى نفسي طرفة عين".
جاء في تفسير فتح القدير
ولولا أن ثبتناك" على الحق وعصمناك عن موافقتهم "لقد كدت تركن إليهم" لقاربت أن تميل إليهم أدنى ميل، والركون هو الميل اليسير، ولهذا قال: "شيئاً قليلاً" لكن أدركته صلى الله عليه وسلم العصمة فمنعته من أن يقرب من أدنى مراتب الركون إليهم، فضلاً عن نفس الركون، وهذا دليل على أنه صلى الله عليه وسلم ما هم بأجابتهم، ذكر معناه القشيري وغيره، وقيل المعنى: وإن كادوا ليخبرون عنك بأنك ملت إلى قولهم، فنسب فعلهم إليه مجازاً واتساعا كما تقول للرجل: كدت تقتل نفسك: أي كاد الناس يقتلونك بسبب ما فعلت، ذكر معناه المهدوي.
جاء في تفسير البيضاوي
ولولا أن ثبتناك "ولولا تثبيتنا إياك."لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً " لقاربت أن تميل إلى ابتاع مرادهم ، والمعنى أنك كنت على صدد الركون إليهم لقوة خدعهم وشدة احتيالهم لكن أدركتك عصمتنا فمنعت أن تقرب من الركون فضلاً عن أن تركن إليهم ، وهو صريح في أنه عليه الصلاة والسلام ما هم بإجابتهم مع قوة الدواعي إليها، ودليل على أن العصمة بتوفيق الله وحفظه.
وجاء في تفسير البغوي
قوله عز وجل : " وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك " الآية ، اختلفوا في سبب نزولها
قال سعيد بن جبير : كان النبي صلى الله عليه وسلم يستلم الحجر الأسود فمنعته قريش ، وقالوا : [ لا تلم] حتى تلم بآلهتنا وتمسها ، فحدث نفسه : ما علي أن أفعل ذلك والله تعالى يعلم أني لها كاره ، بعد أن يدعوني حتى أستلم الحجر الأسود
وقيل : طلبوا منه أن يمس آلهتهم حتى يسلموا ويتبعوه فحدث نفسه بذلك ، فأنزل الله هذه الآية
وقال ابن عباس :" قدم وفد ثقيف على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : نبايعك على أن تعطينا ثلاث خصال ، قال : وما هن ؟ قالوا : أن لا ننحني - أي في الصلاة - ولا نكسر أصنامنا بأيدينا ، وأن تمتعنا باللات سنة من غير أن نعبدها . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا خير في دين لا ركوع فيه ولا سجود، وأما أن تكسروا أصنامكم بأيديكم فذاك لكم ، وأما الطاغية - يعني اللات والعزى - فإني غير ممتعكم بها ، فقالوا : : يا رسول الله إنا نحب أن تسمع العرب أنك أعطيتنا ما لم تعط غيرنا ، فإن خشيت أن تقول العرب أعطيتهم ما لم تعطنا، فقل الله : أمرني بذلك ؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فطمع القوم في سكوته أن يعطيهم ذلك ، فأنزل الله عز وجل هذه الآية ": " وإن كادوا ليفتنونك " ليصرفونك " عن الذي أوحينا إليك " " لتفتري " ، لتختلق ، " علينا غيره وإذاً " ، لو فعلت ما دعوك إليه " لاتخذوك خليلاً " أي : والوك وصافوك.
" ولولا أن ثبتناك "، على الحق بعصمتنا ، " لقد كدت تركن " أي : تميل ، " إليهم شيئاً قليلاً " أي : قريباً من الفعل .
فإن : قيل : كان النبي صلى الله عليه وسلم معصوماً ، فكيف يجوز أن يقرب مما طلبوه وما طلبوه كفر ؟ .
قيل : كان ذلك خاطر قلب ، ولم يكن عزماً وقد غفر الله عز وجل عن حديث النفس .
قال قتادة : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول بعد ذلك : " اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين " .
والجواب الصحيح هو : أن الله تعالى قال: " ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً " وقد ثبته الله،ولم يركن.
وجاء في تفسير الجلالين
(وإن) مخففة (كادوا) قاربوا (ليفتنونك) ليستنزلونك (عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا) لو فعلت ذلك (لاتخذوك خليلا)
ولولا أن ثبتناك) على الحق بالعصمة (لقد كدت) قاربت (تركن) تميل (إليهم شيئا) ركونا (قليلا) لشدة احتيالهم وإلحاحهم وهو صريح في أنه صلى الله عليه وسلم لم يركن ولا قارب.
وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ !!
قال تعالى: [وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً (73) وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً (74) إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا] [الإسراء] .
يذكر ابن كثير تفسيراً إجمالياً لهذه الآيات، فيقول: «يخبر تعالى عن تأييده رسوله صلوات اللَّه عليه وسلامه، وتثبيته، وعصمته، وسلامته من شر الأشرار، وكيد الفجار، وأنه تعالى هو المتولي أمره ونصره، وأنه لا يكله إلى أحد من خلقه، بل هو وليه، وحافظه وناصره ومؤيده، ومظفره، ومظهر دينه على من عاداه وخالفه وناوأه، في مشارق الأرض، ومغاربها، صلى الله عليه وسلّم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين».
ويذكر البيضاوي تفسيراً تفصيلياً فيقول: « ]وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ [ نزلت في ثقيف، قالوا لا ندخل في أمرك حتى تعطينا خصالاً نفتخر بها على العرب: لا نعشر، ولا نحشر، ولا نجبى في صلاتنا، وكل ربا لنا فهو لنا، وكل ربا لغيرنا فهو موضوعٌ عنا، وأن تمتعنا باللات سنة، وأن تحرّم وادينا كما حرمت مكة، فإن قالت العرب لم فعلت ذلك، فقل: إن اللَّه أمرني، وقيل نزلت في قريش قالوا: لا نمكنك من استلام الحجر حتى تلم بآلهتنا وتمسّها بيدك.
والمعنى أن الشأن قاربوا بمبالغتهم أن يوقعوك في الفتنة بالاستنزال ]عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ [ ولو اتبعت مرادهم لاتخذوك بافتتانك ولياً لهم، بريئاً من ولايتي. ]وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ [ ولولا تثبيتنا إياك ]لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً [ لقاربت أن تميل إلى اتباع مرادهم. والمعنى أنك كنت في صدد الركون إليهم لقوة خدعهم وشدة احتيالهم، ولكن أدركتك عصمتنا، فمُنعت أن تقرب من الركون، فضلاً عن أن تركن إليهم، وهو صريح في أنه، عليه الصلاة والسلام ما همّ بإجابتهم مع قوة الدواعي إليها، ودليلٌ على أن العصمة بتوفيق اللَّه وحفظه. ]إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ[ أي لو قاربت لأذقناك ]ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ [ أي عذاب الدنيا، وعذاب الآخرة، ضعف ما نعذب به في الدارين، بمثل هذا الفعل، غيرك؛ لأن خطأ الخطير أخطر».
ويذكر صاحب ( الظلال ) ما يتعلق بظلال هذه الآيات فيقول: «يعدّد السياق محاولات المشركين مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأولها فتنته عما أوحى اللَّه إليه ليفتري عليه غيره، وهو الصادق الأمين. لقد حاولوا هذه المحاولة في صورٍ شتى: منها مساومتهم له أن يعبدوا إلهه في مقابل أن يترك التنديد بآلهتهم، يجعل أرضهم حراماً، كالبيت العتيق الذي حرّمه اللَّه، ومنها طلب بعض الكبراء أن يجعل لهم مجلساً غير مجلس الفقراء...
والنص يشير إلى هذه المحاولات، ويفصّلها، ليذكر فضل اللَّه على الرسول في تثبيته على الحق، وعصمته من الفتنة. ولو تخلى عنه تثبيت اللَّه وعصمته لركن إليهم، فاتخذوه خليلاً، وللقي عاقبة الركون إلى فتنة المشركين، وهي مضاعفة العذاب في الحياة والممات، دون أن يجد له نصيراً منهم يعصمه من اللَّه.
هذه المحاولات التي عصم اللَّه منها رسوله، هي محاولات أصحاب السلطان مع أصحاب الدعوات دائماً: محاولة إغرائهم لينحرفوا _ ولو قليلاً_ عن استقامة الدعوة وصلابتها، ويرضوا بالحلول الوسط التي يغرونهم بها، في مقابل مغانم كثيرة. ومن حملة الدعوات من يفتن بهذا عن دعوته؛ لأنه يرى الأمر هيناً. فأصحاب السلطان لا يطلبون إليه أن يترك دعوته كلية، إنما هم يطلبون تعديلات طفيفة، ليلتقي الطرفان في منتصف الطريق. وقد يدخل الشيطان على حامل الدعوة من هذه الثغرة، فيتصور أن خير الدعوة، في كسب أصحاب السلطان إليها، ولو بالتنازل عن جانبٍ منها.
ولكن الانحراف الطفيف في أول الطريق، ينتهي إلى الانحراف الكامل في نهاية الطريق. وصاحب الدعوة الذي يقبل التسليم في جزءٍ منها، ولو يسير، وفي إغفال طرفٍ منها، ولو ضئيل، لا يملك أن يقف عند ما سلّم به أول مرة؛ لأن استعداده للتسليم يتزايد، كلما رجع خطوةً إلى الوراء!.
والمسألة مسألة إيمان بالدعوة كلها. فالذي ينزل عن جزءٍ منها، مهما صغر، والذي يسكت عن طرفٍ منها، مهما ضؤل، لا يمكن أن يكون مؤمناً بدعوته حق الإيمان. فكل جانبٍ من جوانب الدعوة، في نظر المؤمن هو حق كالآخر، وليس فيها فاضل ومفضول، وليس فيها ضروري ونافلة، وليس فيها ما يمكن الاستغناء عنه، وهي كل متكامل، يفقد خصائصه كلها حين يفقد أحد أجزائه، كالمركب يفقد خواصه كلها إذا فقد أحد عناصره.
وأصحاب السلطان يستدرجون أصحاب الدعوات، فإذا سلّموا في الجزء، فقدوا هيبتهم وحصانتهم، وعرف المتسلطون أن استمرار المساومة، وارتفاع السعر ينتهيان إلى تسليم الصفقة كلها.
والتسليم في جانب، ولو ضئيل، من جوانب الدعوة، لكسب أصحاب السلطان إلى صفها، هو هزيمة روحية، بالاعتماد على أصحاب السلطان في نصرة الدعوة. واللَّه وحده هو الذي يعتمد عليه المؤمنون بدعوتهم، ومتى دبّت الهزيمة في أعماق السريرة، فلن تنقلب الهزيمة نصراً.
لذلك امتنّ اللَّه على رسوله صلى الله عليه وسلم أن يثبته على ما أوحى اللَّه، وعصمه من فتنة المشركين له، ووقاه الركون إليهم -ولو قليلاً-ورحمه من عاقبة هذا الركون، وهي عذاب الدنيا والآخرة مضاعفاً، وفقدان المعين والنصير.
فهذا مراد الأيات،و التى يجب على المسلم ان يفطن اليها،أما عن رد الشبهات حولها. فيجب أن نسأل الذي ألقى الشبهة أولاً.. بناء على ما فهمه بطريق الخطأ - سواء عن قصد أو سوء نية- اذا كنت فهمت ان الحبيب قد مال الى كذا وكذا..!! وحاشاه - فمن قائل هذا ؟ وأقصد اما أن يكون قائله الله سبحانه.. وهنا يكون اعترافا من الكافر بأن القرآن الكريم كلام الله تعالى وعليه فهو يشهد على نفسه بالكفر بالله وبكلامه وبرسوله .. وكذلك عليه الايمان بما قاله الله في القرآن ان الكافر في النار... ووجوب اتباع الرسول .. وهكذا.. ونسأله لماذا لايفعل اذا كان يؤمن ان القرآن كلام الله تعالى؟.
واحتمال أن يقول ان القرآن الكريم كلام الرسول - أستغفر الله- وهنا نسأله أليس هذا بغباء أن يدّعى انسان انه رسول الله ثم يقول للناس انني ملت للشرك وارضاء المشركين والكذب على الله تعالى وقول ما لم يقله!!! مع وجود آيات تذكر ان مَن يكذب على الله ومَن يدّعي الكذب على الله تعالى هو من أشد الناس ظلما وكفرا!!! بل آيات أخرى تتوعد من يشرك بالله تعالى بالعذاب وسوء المصير. ؟؟؟؟!!!.
ومن المعروف ان كل الكفرة سواء القدامى أو المعاصرين الذين اتهموا الحبيب بكل أنواع التهم الكاذبة والتي منها هذه الشبهة موضع البحث.. أقول انهم اتهموا الحبيب بكل شئ الا شئ واحد فقط انه كان متواضع ومحدود الذكاء..!! أبداً لن نجد كافراً يتهم الحبيب في ذكاءه بل نجد في كتابات كثير من الكفرة الثناء على ذكاء وعبقرية الحبيب ويعدونها السبب الأساسي في "تأليف " القرآن وفي اغواء واضلال الناس - أستغفر الله -!!.
ومن هنا نقول اذا نفى الكفرة تهمة الغباء عن الحبيب فكيف يستقيم هذا مع شبهتهم؟؟لا يستقيم الا اذا كان الكافر لا يهمه احترامه لعقله وذاته وكل همّه هو اتهام الحبيب بأي شئ.. وان عند الكافر ان الغاية تبرر الوسيلة.. والغاية حقيرة والوسيلة أحقر والكافر أحقر وأقذر. وكيف يستقيم قوله تعالى لحبيبه " وانك لعلى خلق عظيم"..مع هذه الشبهة؟؟ فالذي يقول عنه رب العالمين انه على خلق عظيم لا يجوز أن يخطر على قلب انسان أن يكون الشرك والكفر والكذب على الله من أخلاقه.. بل هذه أخلاق الملحدين والمشركين وعبدة البقر والخرفان فقط.
نقطة ثانية أرى ان السبب هو بعدنا عن لغتنا العربية.. فنحن بحق بحاجة الى دراسة لغة القرآن الكريم..
فاذا قلت لك " كدت أن أقع لولا ان أخي أمسكني" فهل يفهم منها انني قد وقعت فعلا أم العكس؟.
فلولا عصمة الله لحدث كذا وكذا وهذا يدل على عدم وقوع الحدث بل يدل على امكانية وقوعه حالة عدم وجود عصمة الله... والله تعالى قد عصم أنبياءه الكرام.. حماية لهم ولنا.. فهم المثل والقدوة والمعتصمين بحبل الله تعالى والمتوكلين عليه سبحانه لذا ينجيهم الله من كيد أعدائهم وشبهاتهم وأكاذيبهم.. وكذلك كل من يتبع طريق الأنبياء الكرام في الايمان والتوكل على الله تعالى .. فالله يدافع عن الذين آمنوا.
وكذلك نفهم من عصمة الله لنبيه الكريم ان كيد المشركين كان شديداً ورغم ذلك فشلوا فيما أرادوا.. وفي هذا تثبيتا لأصحاب الدعوة فيما بعد الحبيب أن أمامهم مثلا عليهم اتباعه والتزام منهج الحبيب أمام أصحاب السلطان والذين سيكون كيدهم شديدا لاغوائهم وابعادهم عن المنهج القويم وقبول تقديم تنازلات في الدعوة لدين الله.. كما شرحه بتوسع الشهيد باذن الله سيد قطب- رحمه الله-.
نقطة أخرى أرى انها من معجزات القرآن الكريم ..- هذا رأي شخصي لذا أرجو التصويب ان لزم-وهو اخبار المولى عز وجل عن ان هذه الآية الكريمة سيستخدمها الكفرة كشبهة ضد الحبيب .. وفي هذا دليل صدق ان القرآن كلام الله تعالى الذي يعلم السر وأخفى.. وكذلك تذكير المسلمين بطهارة وخُلٌق الحبيب وانه سيد ولد بني آدم وانه كما قال تعالى عنه على خلق عظيم..
أما كيف هذا؟؟ فأقول لو رجعنا للغتنا العربية لفهمنا ورأينا..
والآن دعونا نقرأ من تفسير القرطبي - رحمه الله-.
جاء في تفسير القرطبي
قوله تعالى: "ولولا أن ثبتناك" أي على الحق وعصمناك من موافقتهم. "لقد كدت تركن إليهم" أي تميل. "شيئاً قليلاً" أي ركونا قليلاً. قال قتادة: لما نزلت هذه الآية قال عليه السلام:"اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين". وقيل: ظاهر الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وباطنه إخبار عن ثقيف. والمعنى: وإن كادوا ليركنونك، أي كادوا يخبرون عنك بأنك ملت إلى قولهم، فنسب فعلهم إليه مجازاً واتساعاً، كما تقول لرجل: كدت تقتل نفسك، أي كاد الناس يقتلونك بسبب ما فعلت، ذكره المهدوي. وقيل: ما كان منه هم بالركون إليهم، بل المعنى: ولولا فضل الله عليك لكان منك ميل إلى موافقتهم، ولكن تم فضل الله عليك فلم تفعل، ذكره القشيري.
وقال ابن عباس: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معصوماً، ولكن هذا تعريف للأمة لئلا يركن أحد منهم إلى المشركين في شيء من أحكام الله تعالى وشرائعه".
أي إن الله تعالى يقول ان الكفرة سيخبرون عنك يا محمد انك ملت لقول الكافرين اخوانهم!! وهذا هو عين الشبهة..! فالشبهة قائمة على هذا الزعم!! أليس كذلك؟!.
والحمد لله رب العالمين.

غير معرف يقول...

هل كان الرسول والصحب الكريم قاطعي طريق ؟؟؟
يلحظ الناظر في شبهات المستشرقين ومن تبعهم سياستهم في قلب الحقائق والنظر إلى الأمور بمنظار قاتم ، يُرى فيه الحق باطلاً ، والحسن قبيحاً ، والفضيلة رذيلةً ، متوصلين بذلك إلى مأربهم الدنيء من تشويه صورة هذا الدين وتزييف حقائقه ، وهذه هي طريقتهم المفضّلة في حربهم على الإسلام .
وسوف نستعرض في مقالنا هذا ، نموذجا لإحدى التشويهات المتعمدة والنظرات الجائرة للتاريخ الإسلامي .
لقد حاول المستشرقون ومن تبعهم إيهام الناس أن النبي صلى الله عليه وسلّم لجأ إلى السطو على قوافل قريش التي كانت محمّلة بأثمن البضائع ، رغبةً منه في التوسّع المالي ، وتكديس الثروات ، متناسين ما وُصف به النبي صلّى الله عليه وسلم والمؤمنون معه من زهدٍ وتقشّفٍ طيلة حياتهم ، ويقول أحدهم واصفاً جيوش المؤمنين في العهد المدني قبل غزوة بدر : " ..وبدأت هذه السرايا باعتراض قوافل قريش والسطو عليها ، وأخذ ما أمكن من الغنائم منها " .
وللإجابة على هذه الشبهة ، ينبغي لنا أن نعلم تداعيات الأحداث وسرد تسلسلها التاريخي كي نفهم المناخ الذي ألجأ المسلمين إلى التعرّض لتلك القوافل ، ولأجل أن يتّضح للقاريء الكريم كيف تُقلب الحقائق وتُسمّى بغير اسمها .
إن الوضع الذي عاش فيه المسلمون في العهد المكيّ كان شديداً ، فقد ضُيّق عليهم من قبل صناديد قريش وكبرائها ، فقاموا بتعذيبهم والتنكيل بهم ، ومارسوا معهم كل أساليب الاضطهاد الديني والتعذيب الوحشيّ ، حتى فقدوا بعضهم ، وأكلوا أوراق الشجر ، وعاشوا حياةً مليئةً بالمصاعب والآلام ، فما كان للمسلمين بدّ أن يتخلّوا عن أوطانهم وديارهم ، فراراً بدينهم ، وطلباً لمكان يعبدون فيه ربّهم ، دون أن يتعرّض لهم أحد ، وصدق الله إذ يقول في كتابه : { الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله } ( الحج : 40 ) .
ومما يؤكد ذلك قول عائشة رضي الله عنها : " كان المؤمنون يفرّ أحدهم بدينه إلى الله تعالى وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، مخافة أن ُيفتن عليه" رواه البخاري ، وعنها أيضا : " ..وجعل البلاء يشتد على المسلمين من المشركين لما يعلمون من الخروج – أي : لبيعة العقبة - ، فضيّقوا على أصحابه وتعبّثوا بهم ، ونالوا منهم مالم يكونوا ينالون من الشتم والأذى ؛ فشكا ذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واستأذنوه في الهجرة " رواه ابن سعد في الطبقات .
وعلى الرغم من ذلك ، لم تقف قريش مكتوفة الأيدي ، بل قامت بالاستيلاء على جميع ممتلكات المهاجرين ، واستباحت ديارهم وأموالهم ، وليس أدل على ذلك من تجريدهم لأموال صهيب الرومي رضي الله عنه .
حتى إذا تم استقرار المسلمين في المدينة واستتبّ لهم الأمر ، أذن الله تعالى لهم بالقتال لمن ظلمهم وبغى عليهم ، قال الله تعالى : { أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا } ( الحج : 39 ) ، فأُعلنت الحرب على قُريش ورجالاتها منذ تلك اللحظة ، ومعلوم أن الحروب تأخذ أشكالا عديدة ، يأتي في مقدّمها ما يُسمى بلغة عصرنا : " الحرب الاقتصادية " ، فلهذا كان المسلمون يتعرّضون لقوافل قريش ، ويقطعون طريقها .
يقول اللواء محمد جمال الدين محفوظ : " والضغط الاقتصادي من الأساليب التي لها آثار استراتيجية في الصراع ، وبدراسة الأعمال العسكرية التي تمت خلال العامين الأول والثاني للهجرة إلى ما قبل غزوة بدر ، يتّضح أن هدفها الغالب هو التعرّض لقافلة قريش على طريق تجارتها من مكة إلى الشام ، مما شكّل ضغطاً اقتصادياً على قريش التي أدركت أن هذا الطريق أصبح محفوفاً بالمخاطر ، وخاصةً بعد أن عقد الرسول صلّى الله عليه وسلّم الاتفاقات والمعاهدات مع القبائل العربية ، وأبلغ تعبير عن آثار هذا الضغط الاقتصادي قول صفوان بن أميّة لقومه : إن محمدا وأصحابه قد عوّروا علينا متجرنا ، فما ندري كيف نصنع بأصحابه وهم لا يبرحون الساحل ، وأهل الساحل قد وادعهم ودخل عامتهم معه ، فما ندري أين نسلك ؟ ، وإن أقمنا في دارنا هذه أكلنا رؤوس أموالنا ، لم يكن لها من بقاء ، وإنما حياتنا بمكة على تجارة الشام في الصيف ، وإلى الحبشة في الشتاء " أ.هـ.
ويؤكّد ما سبق ، ما رواه الإمام الطبراني في معجمه أن أبا جهل قال في معرض كلامه عن سريّة سيف البحر : " يا معشر قريش ، إن محمداً قد نزل يثرب وأرسل طلائعه ، وإنما يريد أن يصيب منكم شيئا ، فاحذروا أن تمرّوا طريقه وأن تقاربوه ، فإنه كالأسد الضاري ، إنه حنق عليكم " ، وهكذا أعادت قريش النظر في صراعها مع المسلمين بعد تلك الضربات الموجعة .
ولم تكن تلك الضربات هي المعتمد الإقتصادي لدى المسلمين ، فقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على إنشاء سوق منافسة لسوق اليهود في المدينة ، وسرعان ما ازدهرت تلك الحركة التجارية لتصبح مورداً قوياً لتلك الدولة الناشئة .
ثم لو كان المقصود من هذه الغارات الطمع في التوسّع المادي المجرد من القيم الأخلاقية ، لما روى لنا التاريخ في صدره الأول أمثلةً راقيةً لذلك الجيل ، تبيّن لنا ما وصلوا إليه من زهدٍ في الدنيا ، وتقلّلٍ من متاعها ، ولما وجدت في تعاليم النبي صلى الله عليه وسلّم ذمّا لها أو تحذيرا من الافتتان ببهرجها وزخارفها.
ولما تضافرت النصوص النبوية نهياً عن كل مظاهر الإسراف والترف ، أو بياناً لعواقب المتكبّرين والمختالين ، أو ترغيباً بالجود والعطاء ، والكرم والسخاء ، والإيثار بكل صوره .
ثم إن المسلمين قد تحقّق لهم توسعٌ أكبر في دولتهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وصار لها ثقل اقتصادي ضخم ، وموارد مالية عديدة ، فما زادهم إلا زهداً في الدنيا وما فيها ، وغدا الجميع كأسرةٍ واحدة ، يحنو بعضهم على بعض ، ويغيث الأخ أخاه ، ويتعاهده في حضرته وغيبته .
ولم تقتصر هذه المظاهر الإنسانية على أبناء ملتهم فحسب ، بل امتدّت لتشمل الآخرين من معتنقي الملل الأخرى ، وشواهد التاريخ أعظم دليلٍ على ذلك .
فخلاصة الأمر : أن التعرض لقوافل قريشٍ كان نوعاً من الحرب الاقتصادية عليها ، وكسراً لشوكتها ، وما ذلك إلا رغبةً في رد حقوق المسلمين المسلوبة وأموالهم المنهوبة ، وبهذا يتقرّر لنا أن هذه الشبهة المثارة ليس لها رصيد من الحقيقة ، ولا تجرّد من قائليها ، بل هي انحرافٌ ظاهرٌ في تقييم الأمور وتوصيف الأحداث .
عن الشبكة الاسلامية
===================
الرد على التشكيك بالتداوي بالحبَّةَ السوداء التي هي شِفاءٌ مِن كل داء
الأخوة والأخوات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ عدة أيام تهكم أحد الحاقدين على الإسلام في أحد منتديات الحوارعلى حديث النبي الذي يقول فيه [ إن الحبةَ السوداءَ شفاءٌ مِن كل داءٍ إلا مِن السامِ" قلت: وما السامُ؟ قال: الموت". ] . وأخذ هذا الحاقد يتقول على المسلمين ما لم يقولوه ، وأخذ يعدد الأمراض مستهزأً مستفسراً هل تنفع حبة البركة مع السرطان ، السكري ، الكبد الوبائي .... ؟
وحتى أختصر الموضوع ، فهذا أحد علماء المسلمين يرد على مثل هذا التشكيك وهذه الإفتراءات ، ويبين فهم المسلمين لهذا الحديث النبوي الشريف بناء على قواعد الفقه واللغة .
الموضوع :
س :
ظهرتْ في هذه الأيام مَقولة تُفيدُ أن الحبَّةَ السوداء شِفاءٌ مِن كل داء، ونُسبت هذه المقولة إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقيل: إنها في صحيح البخاريِّ. وزعم كثيرٌ من الناس أن هذه الحبة السوداء هي حبَّة البَرَكة، وأنها تَحتوي على أدوية كثيرة تُفيد في علاج أمراض كثيرة لا تَكاد تَنحصر، حتى قيل: إنها علاجٌ لكل مرض إلا السامُ، وهو الموت. وأنا على حدِّ علمي أفهمُ أن الحبة السوداء ـ أو حبة البركة كما يقولون ـ مُفيدة في بعض الأمراض دون بعض، وهذا ما دَرسناه في بعض كتب الطب القديم، فعلى أيِّ وجهٍ يُحمَل هذا الحديث لو كان صحيحًا؟ وماذا نقول لهؤلاء الذين يُروِّجونَ لهذا النوع من الحبوب من أجل أن يَحصلوا على أرباح طائلةٍ مِن وراء ذلك؟
ج :
الدكتور محمد بكر اسماعيل
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد
فنقول للسائل إن قول النبي صلى الله عليه وسلم (شفاء من كل داء )ليس معناه كل ألأمراض لأن كل في اللغة لا تفيد مطلق العموم وإنما معنى هذا أنها شفاء لكل الأمراض التي تقبل الشفاء بها وتفصيل القول في هذه المسألة يذكره لك فضيلة الشيخ الدكتور محمد بكر إسماعيل أستاذ التفسير وعلوم القرآن بالأزهر يقول :
رَوى البخاريُّ في صحيحه عن خالد بن سعد قال: خرجنا ومعنا غالبُ بن أبجَرَ، فمرِض في الطريق، فقَدِمنا المدينةَ وهو مريضٌ، فعاده ابن أبي عَتيق فقال لنا: عليكم بهذه الحُبَيْبَة السويداء، فخُذوا منها خمسًا أو سبعًا، فاسحقُوها، ثم اقْطُرُوها في أنفِهِ بقَطراتِ زيتٍ في هذا الجانب وهذا الجانب، فإن عائشةَ رضي الله عنها حدَّثتْني أنها سمعتِ النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "إن الحبةَ السوداءَ شفاءٌ مِن كل داءٍ إلا مِن السامِ" قلت: وما السامُ؟ قال: الموت".
وفي رواية أخرى للبخاريِّ عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "في الحبة السوداءِ شفاءٌ مِن كل داء إلا السام
والحبة السوداء يُسميها بعض العلماء بالكَمُّونِ الأسود أو الكمُّون الهنديِّ كما ذكر ابن حجر في شرح هذَينِ الحديثَينِ.
وقد رأيت في المعجم الوسيط أنها حبة البرَكة، وتُسمَّى بالحبة المُبارَكة، وتُسمى في بعض البلاد بالشُّونِيزِ، وزَيتها يُسمَّى زيت حبة البركة، وهذا ما أقرَّه مَجمع اللغة
ولا يَنبغي أن يُؤخذ قوله صلى الله عليه وسلم: "شفاء مِن كل داء" على عُمومه؛ فإنه مِن قَبيل العامِّ المَخصوص، كما يقول علماء الحديث والأصول والطب. والمعنى: هي شفاء من كل داء يَقبل العلاج بها. فهي كما قال ابن حجر: "إنما تَنفع في الأمراضِ الباردة" وهي أمراض يَعرفها الأطباء ويُشخِّصونها.
وهي تُستخدم وحدها أحيانًا، وتُستخدم مَخلوطة بالعسل وغيره أحيانًا. ولها فوائدُ كثيرةٌ ذكَرها داود الإنطاكيُّ في كتاب "التذكرة" ذكرها في "الشونيز" وهو ما يُسمَّى بالحبة السوداء.
واعلمْ يا أخي أن العُموم لا يَبقَى على عُمومه دائمًا، بل يُخصَّص في كثير من الأحكام والأخبار بحسب القرائن والأحوال.
واعلمْ أن الأدواء عند العرب كانت مَحدودة، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "الحبة السوداء شفاء من كل داء" أي مِن أكثر الأدواء المَعروفة عندهم. ولفْظُ "كل" لا يُفيد العموم المُطلق كما يَتوهَّم كثيرٌ من الناس، فقد جاء في القرآن الكريم عن الريح التي أرسَلها الله على قوم عاد أنها دمَّرت كلَّ شيء مع أنها لم تُدمِّر إلا الناس، اقرأْ قوله تعالى في سورة الأحقاف: (تُدَمِّرُ كلَّ شيءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلَّا مَساكنُهمْ) ومعنى هذا أنها لم تُدمر المساكن ولكنها دمَّرت الأشخاص، بدليل قوله في آيةٍ أخرى من سورة القمر: (تَنْزِعُ الناسَ كأنَّهمْ أعجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ) وقوله تعالى في سورة الحاقَّة: (سَخَّرَهَا عليهمْ سَبْعَ لَيالٍ وثَمانيةَ أيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى القَوْمَ فيهَا صَرْعَى كأنَّهمْ أعجازُ نَخْلٍ خَاوِيةٍ).
وجاء عن بَلْقِيسَ أنها أُوتِيَتْ مِن كلِّ شيءٍ، أيْ أُوتِيَتْ مِن كلِّ ما تَحتاجُ إليهِ، قال تعالى في سورة النمل: (إنِّي وَجَدْتُ امرأةً تَمْلِكُهُمْ وأُوتِيَتْ مِن كلِّ شيءٍ ولهَا عَرْشٌ عَظيمٌ).
وأنت تقول لصَديقك: الحمد لله أنا عندي كل شيء. فهل تَعني أن عندَك كل موجودٍ في الوجود؟ أم تعني أنك تملك الكثير ممَّا تَحتاج إليه وتَحمَد الله عليه راضيًا به؟
أما قوله صلى الله عليه وسلم: "إلا السام" فليس مِن باب الاستثناء المُتَّصِل؛ لأن السام ليس داءً، بل هو قطعٌ للأجل وإنهاء الحياة، ولكنه مِن باب الاستثناء المُنقطع، فهو بمعنى (لكن) كأنه قال: لكن الموت ليس له شفاءٌ، بيانًا لقوله تعالى: (فإذَا جاءَ أجَلُهمْ لا يَستأخِرُونَ ساعةً ولا يَسْتقْدِمُونَ).
والاستثناء المتصل هو أن يكون ما بعد حرفِ الاستثناء من جِنْسِ المُستثنَى منه، مثل قولك: نجح التلاميذُ إلا تلميذًا.
والاستثناء المُنقطع هو أن يكون المُستثنى من غير جنْس المُستثنى منه، مثل قولك: أقبلَ الناس إلا جمَلًا. فالجمل ليس من جنْس الناس، وعلى ذلك يكون المعنى: أقبل الناس، لكنّ جملاً لم يُقبل.
وقد ظهَر لنا من هذا البيان أن الحبَّة السوداء ليستْ شفاءً لكل داء على وجْه العموم، ولكنه من باب العموم المخصوص بقرينة الواقع المُشاهَد في عالم الطبِّ، والواقع خيرُ دليلٍ على التخصيص، ولفْظُ (كلّ) لا يُفيد العموم المُطلَق كما عرفنا، ولكنه يُفيد الأكثريَّة، بخلاف لفظ (جميع) فإنه يُفيد العموم المُطلَق غالبًا إذا لم يَرِدْ ما يُخصِّصه؛ ولهذا أكَّد اللهُ سُجود الملائكة لآدم بلفظ "أجمعون" بعد لفظ "كلّ" فقال: (فسَجَدَ الملائِكةُ كلُّهمْ أَجْمَعُونَ) فلو كان لفظ (كلّ) يُفيد العُموم المُطلق بنفسه ما كان هناك داعٍ للمُؤكِّد الآخر.
والله أعلم
المصدر :
http://www.islamonline.net/fatwaappl...hFatwaID=34337
===================
ما صحة حديث رأيت امرأة معلّقة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال :
ما صحة الحديث التالي:
عن علي بن أبي طالب قال: دخلت أنا و فاطمة عى رسول الله صلى الله عليه سلم فوجدته يبكي بكاء شديدا فقلت: فداك أبي و أمي يا رسول الله ما الذي ابكاك فقال صلى الله عليه و سلم يا علي: ليلة اسري بي الى السماء رأيت نساء من أمتي في عذاب شديد و اذكرت شأنهن لما رأيت من شدة عذابهن رأيت امرأة معلقة بشعرها يغلي دماغ رأسها و رأيت امرأة معلقة بلسانها و الحميم يصب في حلقها و رأيت امرأة معلقة بثديها و رأيت امرأة تأكل لحم جسدها و النار توقد من تحتها و رأيت امرأة قد شد رجلاها الى يدها و قد سلط عليها الحيات والعقارب و رأيت امرأة عمياء في تابوت من النار يخرج دماغ رأسها من فخذيها و بدنها يتقطع من الجذاع و البرص و رأيت امرأة معلقة برجليها في النار و رأيت امرأة تقطع لحم جسدها في مقدمها و موخرها بمقارض من نار و رأيت امرأة تحرق وجهها و يدها و هي تأكل أمعائها و رأيت امرأة رأسها رأس خنزير و بدنها بدن حمار و عليها ألف ألف لون من بدنها و رأيت امرأة على صورة الكلب و النار تدخل من دبرها و تخرج من فمها و الملائكة يضربون على رأسها و بدنها بمقاطع من النار فقالت فاطمة: حسبي و قرة عيني اخبرني ما كان عملهن و سيرهن حتى و ضع الله عليه هذا العذاب فقال صلى الله عليه و سلم: يا بنيتي أما المعلقة بشعرها فإنها كانت لا تغطي شعرها من الرجال أما المعلقة بلسانها كانت تؤذي زوجها أما المعلقة بثديها فإنها كانت تمتنع عن فراش زوجها أما المعلقة برجلها فانها كانت تخرج من بيتها بغير إذن زوجها أما التي تأكل لحم جسها فإنها كانت تزين بدنها للناس أما التي شد رجلاها إلى يدها و سلط عليها الحيات و العقارب فإنها كانت قليلة الوضوء قذرة اللعاب و كانت لا تغتسل من الجنابة و الحيض و لا تنظف و كانت تستهين بالصلاة أما العمياء و الصماء و الخرساء فإنها كانت تلد من الزنا فتعلقه بأعنق زوجها أما التي كانت تقرض لحمها بالمقارض فإنها كانت قوّادة أما التي رأسها رأس خنزير و بدنها بدن حمار فإنها كانت نمّامة كذابة أما التي على صورة الكلب و النار تدخل من دبرها و تخرج من فمها فإنها كانت معلية نواحة ثم قال صلى الله عليه و سلم: و يل لامرأة أغضبت زوجها و طوبى لامرأة رضى عنها زوجها ...
صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم
الجواب
الحديث لا يصح؛ لا يصح إسناده والله أعلم
المفتي: حامد بن عبد الله العلي
===================
شبهتهم حول آيات ورد فيها مخاطبة رسول الله بتعرض الشيطان له والجواب عنها
زعم أعداء السنة المطهرة، والسيرة العطرة أن رسول الله عليه الصلاه والسلام غير معصوم من الشيطان، واستدلوا على ذلك بآيات ورد فيها مخاطبة النبى عليه الصلاه والسلام بتعرض الشيطان له بالوسوسة، وتسببه فى سهوه، نحو قوله تعالى : وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم وقوله عز وجل : وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين وقوله سبحانه : وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى أمنيته
ويجاب عن ما سبق بما يلى :
أولاً : التعلق بظاهر الآيات السابقة على عدم عصمة رسول الله من الشيطان لا حجة فيه لهم، إذ لم يسلط الشيطان على رسول الله ، وعلى سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، بأكثر من التعرض لهم، دون أن يكون له قدرة على إلحاق أى ضرر يضر بالدين
وعصمة سيدنا رسول الله من كيد إبليس وجنوده هو وسائر الأنبياء، ثابتة لهم بكتاب الله عز وجل، فهم على رأس عباد الله المخلصين الذين لا سلطان للشيطان عليهم لقوله : إن عبادى ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلاً وقد تقدم تفصيل عصمته عليه الصلاه والسلام من الشيطان الرجيم فى قلبه وعقيدته وخلقه منذ الصغر بنزع العلقة السوداء – حظ الشيطان - من قلبه وعلى هذا إجماع الأمة، كما قال القاضى عياض : "واعلم أن الأمة مجمعة على عصمة النبى من الشيطان وكفايته منه، لا فى جسمه بأنواع الأذى، ولا على خاطره بالوساوس"
وهو بذلك يبين حقيقة العصمة من الشيطان، وأنها لا تتعارض مع تعرض الشيطان لخاطره بالوساوس
واستدل القاضى على ذلك بحديث ابن مسعود مرفوعاً : "ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن، وقرينه من الملائكة، قالوا : وإياك يا رسول الله؟ قال : وإياى، إلا أن الله أعاننى عليه فأسلم. فلا يأمرنى إلا بخير"
وقد جاءت الأحاديث الصحيحة بتصدى الشياطين له فى غير موطن رغبة فى إطفاء نوره، وإماتة نفسه الشريفة، وإدخال شغل عليه، إذ يئسو من إغوائه فانقلبوا خاسرين، كتعرضه له فى صلاته فأخذه النبى عليه الصلاه والسلام وأسره وقد سبق ذكر نماذج من هذه الأحاديث التى تتفق فى ظاهرها مع الآيات التى استدل بها خصوم السيرة العطرة على عدم عصمته عليه الصلاه والسلام من الشيطان، دون أن يفهموا حقيقة ظاهر هذه الآيات، وهو : أن المراد بقوله تعالى : وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم أى يتعرض لك الشيطان بأدنى وسوسة – إذ النزغ أدنى الوسوسة، فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، يكفى أمرك، ويكون سبب تمام عصمتك ، إذ لم يسلط عليه بأكثر من التعرض له، ولم يجعل له قدرة عليه وهو ما أكدته الأحاديث المشار إليه
ثانياً : ما يتوهم من قدرة الشيطان على النبى عليه الصلاه والسلام حيث أسند النسيان بسبب الشيطان إلى ضمير خطابه فى قوله تعالى : وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين
فليس فى الآية دليل على تسلط الشيطان على النبى ، لأن فعل الشيطان فى هذا النسيان، لا يعدو أكثر من شغل خاطره وتذكيره أكثر فأكثر بحرصه على إسلام قومه، مع شدة كفرهم وعنادهم، وطعنهم فى آيات الله عز وجل، فيكون شغله وتذكيره بهذا الحرص، سبباً فى نسيان الإعراض عنهم حتى يخوضوا فى حديث غير حديث القرآن الكريم، وهذا ما يقتضيه سياق الآية الكريمة : وإذا رأيت الذين يخوضون فى آياتنا فأعرض عنهم حتى يخضوا فى حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين كما أن هذا المعنى هو ما يقتضيه واقع حال النبى فى دعوته
والنسيان فى هذه الحالة لا طلب عليه فى الشرع، ولا ذم بالإجماع، كما أنه لا يتعارض مع عصمته
فالسهو والنسيان من الأنبياء فى الأفعال البلاغية، والأحكام الشرعية جائز فى حقهم، وهو ظاهر القرآن الكريم، والسنة النبوية، وهو مذهب جمهور العلماء من الفقهاء والمتكلمين
وفرقوا بين ذلك، وبين السهو فى الأقوال البلاغية : فأجمعوا على منعه، كما أجمعوا على امتناع تعمده، لقيام المعجزة على الصدق فى القول، ومخالفة ذلك تناقضه
أما السهو فى الأفعال البلاغية، فغير مناقض لها ولا قادح فى النبوة، بل غلطات الفعل، وغفلات القلب من سمات البشر، كما قال : "إنما أنا بشر مثلكم، أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكرونى" وحالة النسيان والسهو هنا – فى الأفعال البلاغية – فى حقه سبب إفادة علم، وتقرير شرع، كما قال : "إنى لأَنسْىَ، أو أُنسَىَ لأَسُن" أى : إنما أدفع إلى النسيان لسوق الناس بالهداية إلى طريق مستقيم، وأبين لهم ما يحتاجون أن يفعلوا إذا عرض لهم النسيان
وهذه الحالة زيادة له فى التبليغ، وتمام عليه فى النعمة، بعيدة عن سمات النقص، وأغراض الطعن، فإن القائلين بتجويز ذلك يشترطون أن الرسل لا تقر على السهو والغلط، بل ينبهون عليه، ويعرفون حكمه بالفور على قول بعضهم وهو الصحيح، وقبل انقراضهم على قول الآخرين
وأما ما ليس طريقه البلاغ، ولا بيان الأحكام من أفعاله ، وما يختص به من أمور دينه، وأذكار قلبه مما لم يفعله ليتبع فيه. فالأكثر من طبقات علماء الأمة على جواز السهو والغلط عليه فيها، ولحوق الفترات، والغفلات بقلبه، وذلك مما كلفه من مقاساة الخلق، وسياسات الأمة، ومعاناة الأهل، وملاحظة الأعداء، ولكن ليس على سبيل التكرار، ولا الاتصال، بل على سبيل الندور كما قال : "إنه ليغان على قلبى، وإنى لأستغفر الله، فى اليوم مائة مرة" وفى رواية : "فى اليوم أكثر من سبعين مرة"
"والغين" بالغين المعجمة الغيم، والمراد هنا ما يتغشى القلب من السهو الذى لا يخلوا منه البشر وذكر العلماء عدة أقوال فى المراد بالحديث منها ما يلى :
1- قال القاضى عياض : المراد الفترات والغفلات عن الذكر الذى كان شأنه الدوام عليه، فإذا افتر عنه أو غفل عد ذلك ذنباً، واستغفر منه
2- أن الغين همه بسبب أمته وما اطلع عليه من أحوالها بعده، فيستغفر لهم، وسببه اشتغاله بالنظر فى مصالح أمته وأمورهم، ومحاربة العدو ومداراته، وتأليف المؤلفة، ونحو ذلك فيشتغل بذلك عن عظيم مقامه، فيراه ذنباً بالنسبة إلى عظيم منزلته. وإن كانت هذه الأمور من أعظم الطاعات، وأفضل الأعمال، فهى نزول عن عالى درجته، ورفيع مقامه من حضوره مع الله تعالى ومشاهدته ومراقبته وفراغه مما سواه، فيستغفر لذلك
3- أن الغين هو السكينة التى تغشى قلبه، لقوله تعالى : ثم أنزل الله سكينته على رسوله ويكون استغفاره إظهاراً للعبودية والافتقار، وملازمة الخشوع وشكراً لما أولاه
4- أن الغين حاله خشية وإعظام، والاستغفار شكرها، ومن ثمَّ قيل : خوف الأنبياء والملائكة خوف إجلال وإعظام، وإن كانوا آمنين عذاب الله تعالى
5- أن الغين ليست حالة نقص فى حاله ، بل هو كمال أو تتمة كمال ومثال ذلك : بجفن العين حين يسبل ليدفع القذى عن العين مثلاً، فإنه يمنع العين من الرؤية، فهو من هذه الحيثية نقص، وفى الحقيقة هو كمال. فهكذا بصيرة النبى عليه الصلاه والسلام متعرضة للأغيرة الثائرة من أنفاس الأغيار، فدعت الحاجة إلى الستر على حدقة بصيرته صيانة لها، ووقاية عن ذلك
قلت : والأقوال السابقة معناها محتمل، وجائزة فى حقه ، ولا تناقض عصمته. أهـ. والله أعلم
وأما قوله حين نام عن الصلاة يوم الوادى لما عاد من خيبر أو من الحديبية و بطريق تبوك روايات : "فإن هذا منزل حضرنا فيه الشيطان" وفى رواية قال : "إن هذا واد به شيطان"
فهذا الحديث ليس فيه ذكر لتسلط الشيطان عليه ، ولا وسوسته له، ولا يصح الطعن فى عصمة النبى بمقتضى ظاهر هذا الحديث، لأنه بين على من تسلط الشيطان بقوله : "إن الشيطان أتى بلالاً، وهو قائم يصلى، فأضجعه، فلم يزل يهدئه كما يهدأ الصبى حتى نام" ، فظهر من ذلك أن تسلط الشيطان فى ذلك الوادى، إنما كان على بلال الموكل بمراقبة طلوع الفجر ليوقظهم، كما جاء فى حديث أبى هريرة السابق، أن رسول الله حين قفل من غزوة خيبر، سار ليلة، حتى إذا أدركه الكرى عرس وقال لبلال : "اكل لنا الليل" فصلى بلال ما قدر له، ونام رسول الله وأصحابه. فلما تقارب الفجر، استند بلال إلى راحلته مواجهة الفجر، فغلبت بلالاً عيناه، وهو مستند إلى راحلته. فلم يستيقظ رسول الله ، ولا بلال، ولا أحد من أصحابه، حتى ضربتهم الشمس، فكان رسول الله أولهم استيقاظاً"
فإن قيل : كيف نام النبى عليه الصلاه والسلام عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس مع قوله : "إن عينى تنامان، ولا ينام قلبى" فجوابه من وجهين :
1- أصحهما وأشهرهما : أنه لا منافاة بينهما، لأن القلب إنما يدرك الحسيات المتعلقة به كالحدث والألم ونحوهما، ولا يدرك طلوع الفجر وغيره مما يتعلق بالعين، وإنما يدرك ذلك بالعين، والعين نائمة، وإن كان القلب يقظان
2- أنه كان له حالان : أحدهما ينام فيه القلب، وصادف هذا الموضع. والثانى : لا ينام، وهذا هو الغالب من أحواله. وهذا التأويل ضعيف، والصحيح المعتمد هو الأول
وقريب من الأول، من قال : إن القلب قد يحصل له السهو فى اليقظة لمصلحة التشريع، ففى النوم بطريق الأولى، أو على السواء ويؤيد ذلك ما جاء فى رواية أبى قتادة رضى الله عنه قال : "فجعل بعضنا يهمس إلى بعض! ما كفارة ما صنعنا بتفريطنا فى صلاتنا؟ ثم قال : أما لكم فِىَّ أُسوَةٌ؟ ثم قال : أما إنه ليس فى النوم تفريط، إنما التفريط على من لم يصل الصلاة، حتى يجئ وقت الصلاة الأخرى. فمن فعل ذلك فليصلها حتى ينتبه لها. فإذا كان الغد فليصلها عند وقتها"
والكلام فيما سبق من ظاهر تسلط الشيطان على بلال، موجه إلى أن جملة : "إن هذا وادٍ به شيطان" تنبيهاً على سبب النوم عن الصلاة، وهو تنويم الموكل بحراسة الوقت
أما إن جعلنا جملة : "إن هذا واد به شيطان" تنبيهاً عن سبب الرحيل عن الوادى، وعلة لترك الصلاة به، على ما جاء فى رواية مالك فى الموط فلا اعتراض بهذا الحديث على عدم عصمة رسول الله من الشيطان أه
والله تبارك وتعالى أعلى وأعلم

غير معرف يقول...

ناوليني الخمره
bigstory
بس الله الرحمن الرحيم
الحديث الذي لم يفهمه ببغاوات النصاري عن ام سلمه قال لها النبي وهي حائض ناولييني الخمره من المسجد فقلت اني حائض فقال ان حيضت ليست في يدك .
وحقا مازال النصاري يفضحون انفسهم ليتبيين لنا انهم لا يفقهون شيء في اللغه العربيه ولا مبادئها وللرد علي تللك الشبهه التافهه التي وجدتها في صفحه الدليل والبرهان (الفاشليين) أذكر هنا رأي الأمام إبن الأثير في كتابه غريب الحديث والاثر (( في حديث عن أم سلمه قال لها النبي ناولييني الخمره من المسجد فقالت له انها حائض فقال بها ان حيضتك ليست في يدك الخمره بضم الخاء هي مقدار ما يضع الرجل عليه وجهه في سجوده من حصير او نسيجه خوص ونحوه من النبات وسميت خمره بضم الخاء لان خيوطها مستوره بسعفيها . وقد جاء في سنن ابي داوود عن ابن عباس قال جاءت فأره فأخذت تجر الفتيله فجاءت بها فالقتها بين يدي رسول الله صلي الله عليه وسلم علي الخمره التي كان قاعدا عليها فاحرقت منها مثل موضع درهم انتهي والنصاري كانو يظنون ان الرسول صلي الله عليه وسلم يطلب الخمره المسكره وهم معذروون نظرا لجهلهم باللغه العربيه وبهذا يتبيين لنا مدي جهلهم فهم يفضحون انفسهم بما تكتبه ايديهم كل يوم. وبالرغم من أن الشبهه تافهه ولا تحتاج اصلا الي رد الا اني احببت ان أرد عليهم لعل يهتدي منهم شخص يبحث عن الحقيقه. والان نوضح مدي قدسيه الخمر في الكتاب المكدس ففي العهد القديم نجد هذا النص ((أعطو مسكرا لهالك وخمرا لمريء النفس يشرب وينسي فقره ولا يذكر تعبه ) الامثال 6:31 وهذه دعوي واضحه الي السكر والعربده اول معجزات الرب يسوع في صالح المساطيل عندما حول الماء الي خمر (يوحنا 7:2) ومنذ ان جرت تلك المعجزه والخمر ما زالت تتدفق في العالم النصراني نص اخر ايضا يوقوله بولس رسولهم ناصحا بشرب الخمر ((لا تكن فيما بعد شراب ماء بل استعمل خمرا من اجل معدتك واسقامك الكثيره . (رساله بولس إلي ثيموساوس 23:5)واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالميين كتبه
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اخوكم bigstory1
===================
شبهة قول عائشة رضي الله عنها يابن أخي، هذا من عمل الكُتَّاب
د. غازي عناية
يقولون: روي عن هشام بن عروة عن أبيه أنه قال: سُئِلت عائشة عن لحن القرآن، عن قوله تعالى: (إن هذان لساحران) وعن قوله تعالى: (والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة) وعن قوله تعالى: (إنّ الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئون). فقالت: يابن أخي، هذا من عمل الكُتَّاب، قد أخطأوا في الكتاب.
قال السيوطي في هذا الخبر: إسناده صحيح على شرط الشيخين. ويقولون أيضاً: روي عن أبي َلَف مولى بني جُمَح أنه دخل مع عبيد بن عمير على عائشة فقال: جئت أسألكِ عن آية في كتاب الله، كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها؟ قالت: أيّةُ آية؟ قال: (والذين يؤتون ما آتوا) أو (الذين يأتون ما آتوا). قالت: أيهما أحب إليك؟ قلت: والذي نفسي بيده، لإحداهما أحبُّ إليَّ من الدنيا جميعاً. قالت: أيهما؟ قلت: (والذين يأتون ما آتوا) فقالت: أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك كان يقرؤها، وكذلك أُنزلت، ولكن الهجاء حرف.
ـ تفنيد هذه الشبهة:
أولاً: بأن هذه الروايات مهما يكن سندها صحيحاً، فإنها مخالفة للمتواتر القاطع، ومعارض القاطع ساقط مردود، فلا يلتفت إليها، ولا يعمل بها.
ثانياً: أنه قد نص في كتاب «إتحاف فضلاء البشر»، على أن لفظ (هذان) قد رسم في المصحف من غير ألف ولا ياء، ليحتمل وجوه القراءات الأربع فيها، وإذن فلا يعقل أن يقال أخطأ الكاتب، فإن الكاتب لم يكتب ألفاً، ولا ياءً. ولو كان هناك خطأ تعتقده عائشة ما كانت تنسبه للكاتب، بل كانت تنسبه لمن يقرأ بتشديد (إن)، وبالألف لفظاً في (هذان). ولم ينقل عن عائشة، ولا عن غيرها تخطئة من قرأ بما ذكر، وكيف تنكر هذه القراءة وهي متواترة مجمع عليها؟، بل هي قراءة الأكثر، ولها وجه فصيح في العربية لا يخفى على مثل عائشة. ذلك هو إلزام المثنى الألف في جميع حالاته. وجاء منه قول الشاعر العربي:
«واهاً لسلمى ثم واهاً واهاً يا ليتَ عَيناها لنا وفاها
وموضعَ الخلخال من رجلاها بثمن يَرْضَى به أباها
إنّ أباها وأبَا أباها قد بلغَا في المجدِ غايتاها».
فبعيدٌ عن عائشة أن تنكر تلك القراءة، ولو جاء بها وحدها رسم المصحف.
ثالثاً: إن ما نسب إلى عائشة (رض) من تخطئة رسم المصحف في قوله تعالى: (والمقيمين الصلاة) بالياء، مردود بما ذكره أبو حيان في البحر إذ يقول ما نصه: «وذكر عن عائشة (رض)، عن أبان بن عثمان أن كتبها بالياء من خطأ كاتب المصحف. ولا يصح ذلك عنهما، لأنها عربيان فصيحان، وقطع النعوت مشهور في لسان العرب. وهو باب واسع ذكر عليه شواهد سيبويه، وغيره. وقال الزمخشري: «لا يلتفت إلى ما زعموا من وقوعه خطأ في خط المصحف. وربما التفت إليه من لم ينظر في الكتاب (يريد كتاب سيبويه) ولم يعرف مذاهب العرب، وما لهم في النصب على الاختصاص من الافتنان، وخفي عليه أن السابقين الأولين الذين مثلهم في التوراة، ومثلهم في الإنجيل، كانوا أبعدَ همةً في الغيرة على الإسلام، وذب المطاعن عنه، من أن يتركوا في كتاب الله ثلمةً يسدها من بعدهم، وخرقاً يرفوه مَن يلحقهم».
رابعاً: أنّ قراءة «الصابئون» بالواو، لم ينقل عن عائشة أنها خطّأتْ مَن يقرأ بها، ولم ينقل أنها كانت تقرأ بالياء دون الواو. فلا يعقل أن تكون خطأَتْ من كتب الواو.
خامساً: أنّ كلام عائشة في قوله تعالى: (يؤتون ما آتوا) لا يفيد إنكار هذه القراءة المتواترة المجمع عليها. بل قالت للسائل: أيهما أحبُّ إليك؟ ولا تحصر المسموع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قرأ هي به. بل قالت: إنه مسموع ومنزل فقط.
وهذا لا ينافي أن القراءة الأخرى مسموعة، ومنزلة كتلك. خصوصاً أنها متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم . أما قولها: ولكن الهجاء حرف: فكلمة حرف مأخوذة من الحرف بمعنى القراءة، واللغة، والمعنى أن هذه القراءة المتواترة التي رسم بها المصحف، لغة، ووجه من وجوه الأداء في القرآن الكريم. ولا يصح أن تكون كلمة حرف في حديث عائشة مأخوذة من التحريف الذي هو الخطأ، وإلا كان حديثاً معارضاً للمتواتر، ومعارض القاطع ساقط.
===================
الرد العلمي على الطعن في نسب الرسول صلى الله عليه وسلم
كتب "الشيخ الفلوجة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
نتناول في يأتي من سطور الرد على الطعن في نسب النبي صلى الله عليه وسلم استدلالا ببعض الروايات الساقطة الواردة في بعض كتب التراث التي كان أصحابها معروفين بعدم اقتصارهم على نقل الصحيح من الروايات بل كانوا إذا ذكروا الرواية بسندها لم يجدوا ضرورة في التعليق عليها لأن ذكر السند بمثابة ذكر الحكم على الرواية وإلا لماذا يتعب هؤلاء العلماء أنفسهم بذكر أسماء الرواة وأنسابهم وتعريفهم للقارئ فلو كانت هذه الروايات مقبولة كلها لما ذكروا لها سندا. الطعن مبني على ان عبد الله بن عبد المطلب وأبوه هاشم تزوجوا في نفس اليوم بينما ولد لهاشم سيدنا حمزة قبل أربع سنين من ولادة النبي بناء على أن حمزة رضي الله عنه أكبر من النبي صلى الله عليه وسلم. الآن نورد الروايات التي تمسكوا وبها ونحققها بإذن الله.
1- الرواية الأولى: التي تتحدث أن عبد الله بن عبد المطلب وأبوه تزوجوا في نفس اليوم.
الطبقات الكبرى ج: 1 ص: 94
ذكر تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حدثنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني عبد الله بن جعفر الزهري عن عمته أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن أبيها قال وحدثني عمر بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن يحيى بن شبل عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قالا كانت آمنة بنت وهب ابن عبد مناف بن زهرة بن كلاب في حجر عمها وهيب بن عبد مناف بن زهرة فمشى اليه عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بابنه عبد الله بن عبد المطلب أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب عليه آمنة بنت وهب فزوجها عبد الله بن عبد المطلب وخطب اليه عبد المطلب بن هاشم في مجلسه ذلك ابنته هالة بنت وهيب على نفسه فزوجه إياها فكان تزوج عبد المطلب بن هاشم وتزوج عبد الله بن عبد المطلب في مجلس واحد فولدت هالة بنت وهيب لعبد المطلب حمزة بن عبد المطلب فكان حمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم في النسب وأخاه من الرضاعة قال أخبرنا هشام بن محمد بن عن أبيه وعن أبي الفياض الخثعمي قالا لما تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أقام عندها ثلاثا وكانت تلك السنة عندهم إذا دخل الرجل على امرأته في أهلها.
الرواية ساقطة لانها من رواية محمد بن عمر الواقدي قال عنه العلماء:
الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج: 3 ص: 87
3137 محمد بن عمر بن واقد أبو عبد الله الأسلمي الواقدي قاضي بغداد قال أحمد بن حنبل هو كذاب كان يقلب الأحاديث يلقي حديث ابن أخي الزهري على معمر ونحو ذا وقال يحيى ليس بثقة وقال مرة ليس بشيء لا يكتب حديثه وقال البخاري والرازي والنسائي متروك الحديث وذكر الرازي والنسائي أنه كان يضع الحديث وقال الدراقطني فيه ضعف وقال ابن عدي احاديثه غير محفوظة والبلاء منه.
الرواية الثانية:
المستدرك على الصحيحين ج: 2 ص: 656 مجمع الزوائد ج: 8 ص: 230
4176 أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي حدثنا هاشم بن مرثد الطبراني حدثنا يعقوب بن محمد الزهري حدثنا عبد العزيز بن عمران حدثنا عبد الله بن جعفر عن أبي عون عن المسور بن مخرمة عن بن عباس عن أبيه قال قال عبد المطلب قدمنا اليمن في رحلة الشتاء فنزلنا على حبر من اليهود فقال لي رجل من أهل الزبور يا عبد المطلب أتأذن لي أن أنظر إلى بدنك ما لم يكن عورة قال ففتح إحدى منخري فنظر فيه ثم نظر في الأخرى فقال أشهد أن في إحدى يديك ملكا وفي الأخرى النبوة وأرى ذلك في بني زهرة فكيف ذلك فقلت لا أدري قال هل لك من شاعة قال قلت وما الشاعة قال زوجة قلت أما اليوم فلا قال إذا قدمت فتزوج فيهم فرجع عبد المطلب إلى مكة فتزوج هالة بنت وهب بن عبد مناف فولدت له حمزة وصفية وتزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب فولدت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت قريش حين تزوج عبد الله آمنة فلح عبد الله على أبيه قال الإمام الهيثمي مجمع الزوائد ج: 8 ص: 230 رواه الطبراني وفيه عبدالعزيز بن عمران وهو متروك
هذه الرواية كذلك ساقطة لأن فيه سندها عبدالعزيز بن عمران قال عنه العلماء
الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج: 2 ص: 111
1957 عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز أبو ثابت ويعرف بابن أبي ثابت المدني الزهري قال يحيى ليس بثقة وقال البخاري لا يكتب حديثه وقال النسائي متروك الحديث وقال الترمذي والدارقطني ضعيف وقال ابن حبان يروي المناكير عن المشاهير
كما أن لفظ تزوج لا تعني الدخول بل هي تعني إبرام العقد وقد يتأخر الدخول عن الزواج بسنين فالروايات ليس فيها أن عبد الله بن عبد المطلب وأبوه دخل كل واحد على زوجته في نفس اليوم حتى يكون هنا استعجاب من تأخر ولادة النبي صلى الله عليه وسلم عن عمه حمزة رضي الله عنه.
2- الرواية الثالثة: التي تفيد أن حمزة رضي الله عنه أكبر من النبي بأربع سنين
الطبقات الكبرى ج: 3 ص: 10
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال كان حمزة معلما يوم بدر بريشة نعامة قال محمد بن عمر وحمل حمزة لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بني قينقاع ولم يكن الرايات يومئذ وقتل رحمه الله يوم أحد على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة وهو يومئذ بن تسع وخمسين سنة كان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع سنين وكان رجلا ليس بالطويل ولا بالقصير قتله وحشي بن حرب وشق بطنه وأخذ كبده فجاء بها إلى هند بنت عتبة بن ربيعة فمضغتها ثم لفضتها ثم جاءت فمثلت بحمزة وجعلت من ذلك مسكتين ومعضدين وخدمتين حتى قدمت بذلك وبكبده مكة وكفن حمزة في بردة فجعلوا إذا خمروا بها رأسه بدت قدماه وإذا خمروا بها رجليه تنكشف عن وجهه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غطوا وجهه وجعل على رجليه الحرمل.
هذه الرواية ساقطة فقد اجتمع فيها محمد بن عمر الواقدي وقد قدمنا كلام العلماء فيه وكذلك موسى بن محمد بن إبراهيم وقد قال فيه العلماء:
أبو حاتم في كاتبه المجروحين ج: 2 ص: 241
موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي من أهل المدينة يروي عن أبيه ما ليس من حديثه فلست أدري أكان المتعمد لذلك أو كان فيه غفلة فيأتي بالمناكير عن أبيه والمشاهير على التوهم وأيما كان فهو ساقط الاحتجاج.
3- الرواية الرابعة: حول طعن قريش في نسب النبي صلى الله عليه وسلم
سنن الترمذي ج: 5 ص: 584
3607 حدثنا يوسف بن موسى البغدادي حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسماعيل بن أبي خالد عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن العباس بن عبد المطلب قال قلت ثم يا رسول الله إن قريشا جلسوا فتذاكروا أحسابهم بينهم فجعلوا مثلك كمثل نخلة في كبوة من الأرض فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم من خير فرقهم وخير صليت ثم تخير القبائل فجعلني من خير قبيلة ثم تخير البيوت فجعلني من خير بيوتهم فأنا خيرهم نفسا وخيرهم بيتا قال أبو عيسى هذا حديث حسن وعبد الله بن الحارث هو أبو نوفل
أولا من بفهم من الرواية طعن قريش في نسب النبي صلى الله عليه وسلم هو جاهل باللغة العربية لأن الرواية تقول الأحساب جمع حسب ولا ذكر للنسب في الرواية ومعنى الحسب مخالف للنسب كما جاء في كتب اللغة:
مختار الصحاح ج: 1 ص: 57
و الحَسَبُ أيضا ما يعده الإنسان من مفاخر آبائه وقيل حسبه دينه وقيل ماله والرجل حَسِيبٌ وبابه ظرف وقال بن السكيت الحَسَبُ والكرم يكونان بدون الآباء والشرف والمجد لا يكونان إلا بالآباء
النهاية في غريب الحديث ج: 1 ص: 381
الحَسب في الاصل . الشَّرَف بالآباء ومايَعُدُّه الناس من مَفاخرهم . وقيل الحَسب والكَرم يكونان في الرجُل وان لم يكن له آبَاء لهُم شَرف والشَّرف والمَجْد لايكونان إلاَّ بالآباء
فهم أرادوا الانتقاص من قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم بني هاشم في مفاخرهم ولهذا جعلوا النبي مثل النخلة وهي شيء مكرم عند العرب فالنبي عند قريش إنسان عظيم وجعلوا بني هاشم كالكبوة وهي أن تلقى الكناسة أي أن النبي كرجل فهو عظيم معروف بأخلاقه العالية لكن قبيلته لا مكانة لها وما يدل على ذلك صراحة الرواية التالية:
مجمع الزوائد ج: 8 ص: 215
وعن عبدالله بن عمر قال إنا لقعود بفناء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مرت امرأة فقال رجل من القوم هذه ابنة محمد فقال رجل من القوم إن مثل محمد في بني هاشم مثل الريحانة في وسط النتن فانطلقت المرأة فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب ثم قام على القوم فقال ما بال أقوال تبلغني عن أقوام إن الله عز وجل خلق السموات سبعا فاختار العليا منها فسكنها وأسكن سمواته من شاء من خلقه وخلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم واختار من بني آدم العرب واختار من العرب مضر واختار من مضر قريشا واختار من قريش بني هاشم واختارني من بني هاشم فأنا من خيار إلى خيار فمن أحب العرب فبحبي أحبهم ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم رواه الطبراني في الكبير والأوسط إلا انه قال فمن أحب العرب فلحبي أحبهم ومن أبغض العرب فلبغضي ابغضهم وفيه حماد بن واقد وهو ضعيف يعتبر به وبقية رجاله وثقوا
ونذكر رواية تذكر الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف كان معروفا لدى قريش في اليوم الذي ولد فيه أنه ابن عبد الله بن عبد المطلب:
المستدرك على الصحيحين ج: 2 ص: 656
4177 حدثنا أبو محمد عبد الله بن حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا أبو غسان محمد بن يحيى الكناني حدثني أبي عن بن إسحاق قال كان هشام بن عروة يحدث عن أبيه عن عائشة رضي الله عنهما قالت ثم كان زفر قد سكن مكة يتجر بها فلما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مجلس من قريش يا معشر قريش هل الليلة مولود فقالوا والله ما نعلمه قال الله أكبر أما إذا أخطأكم فلا بأس فانظروا واحفظوا ما أقول لكم ولد هذه الليلة نبي هذه الأمة الأخيرة بين كتفيه علامة فيها شعرات متواترات كأنهن عرف فرس لا يرضع ليلتين وذلك أن عفريتا من الجن أدخل أصبعيه في فمه فمنعه الرضاع فتصدع القوم من مجلسهم وهم متعجبون من قوله وحديثه فلما صاروا إلى منازلهم أخبر كل إنسان منهم أهله فقالوا قد ولد لعبد الله بن عبد المطلب غلام سموه محمدا فالتقى القوم فقالوا هل سمعتم حديث اليهودي وهل بلغكم مولد هذا الغلام فانطلقوا حتى جاءوا اليهودي فأخبروه الخبر قال فاذهبوا معي حتى أنظر إليه فخرجوا حتى أدخلوه على آمنة فقال اخرجي إلينا ابنك فأخرجته وكشفوا له عن ظهره فرأى تلك الشامة فوقع اليهودي مغشيا عليه فلما أفاق قالوا ويلك ما لك قال ذهبت والله النبوة من بني إسرائيل فرحتم به يا معشر قريش أما والله ليسطون بكم سطوة يخرج خبرها من المشرق والمغرب وكان في النفر يومئذ الذين قال لهم اليهودي ما قال هشام بن الوليد بن المغيرة ومسافر بن أبي عمرو وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب وعتبة بن ربيعة شاب فوق المحتلم في نفر من بني مناف وغيرهم من قريش هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقد تواترت الأخبار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد مختونا مسرورا وولد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدار التي في الزقاق المعروف بزقاق المدكل بمكة وقد صليت فيه وهي الدار التي كانت بعد مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم في يد عقيل بن أبي طالب في أيدي ولده بعده
إذن قريش كانت تقر أن النبي صلى الله عليه وسلم ابن عبد الله بن عبد المطلب وفي صحيح مسلم في قصة صلح الحديبية دليل قاطع على عدم اعتراض قريش على نسب النبي صلى الله عليه وسلم:
صحيح مسلم ج: 3 ص: 1411
1784 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس ثم أن قريشا صالحوا النبي صلى الله عليه وسلم فيهم سهيل بن عمرو فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي اكتب بسم الله الرحمن الرحيم قال سهيل أما باسم الله فما ندري ما بسم الله الرحمن الرحيم ولكن اكتب ما نعرف باسمك اللهم فقال اكتب من محمد رسول الله قالوا لو علمنا أنك رسول الله لأتبعناك ولكن اكتب اسمك واسم أبيك فقال النبي صلى الله عليه وسلم اكتب من محمد بن عبد الله فاشترطوا على النبي صلى الله عليه وسلم أن من جاء منكم لم نرده عليكم ومن جاءكم منا رددتموه علينا فقالوا يا رسول الله أنكتب هذا قال نعم إنه من ذهب منا إليهم فأبعده الله ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجا ومخرجا
فقد اعترضت قريش على انه رسول الله وطلبوا منه كتابة اسمه واسم أبيه فكتب محمد بن عبد الله ولم يعترض أحد فأين الاعتراض المزعوم؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ونختم برواية صحيحة تذكر بوضوح كيف كان نسب النبي صلى الله عليه وسلم معروفا لدى العرب:
صحيح ابن خزيمة ج: 4 ص: 13
2260 حدثنا محمد بن عيسى حدثنا سلمة يعني بن الفضل قال محمد بن إسحاق وهو بن يسار مولى مخرمة وحدثني محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي عن أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة قالت ثم لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها حين جاء النجاشي فذكر الحديث بطوله وقال في الحديث قالت وكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب قال له أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله لتوحيده ولنعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة وأن نعبد الله لا نشرك به شيئا وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام قالت فعدد عليه أمور الإسلام فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ما جاء به من ثم الله فعبدنا الله وحده ولم نشرك به وحرمنا ما حرم علينا وأحللنا ما أحل لنا ثم ذكر باقي الحديث.
فنسب النبي كان معروفا لا اعتراض حوله جدير بالذكر أن هذه الواقعة التي كانت في بلاط النجاشي حضرها سيدنا عمرو بن العاص وهو كافر يومئذ جاء يسترد المسلمين الذي هاجروا إلى الحبشة وحاول في سبيل ذلك كل طاقته وهو سمع هذا الكلام وكيف أن نسب النبي صلى الله عليه وسلم معروف لا اعتراض عليه وقد سكت ولم يعترض فأن الاعتراض المزعوم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
في الأخير ارجوا أني قد وفقت إلى الرد على هذا الافتراء فإن كان حقا فمن الله وإن كان غير ذلك فمن نفسي والشيطان والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العلمين
لا تنسونا من صالح دعائكم

غير معرف يقول...

(((((موضوع مهم؟؟؟))))السلام عليكم

الأستاذ متعلم وضع هذا الرد على علاقته بحوار الأديان بالجامع

وأردت ان أنقله للأعضاء هنا لما له من قيمة ممتازه

--------

بدأت معرفتي بالنصرانية على المستوى الاجتماعي ، منذ سن السادسة تقريبًا ، وحتى عشر سنوات بعدها .. دخلت بيوتهم .. اطلعت على أحوالهم .. شاركت في أعيادهم .. زرت كنائسهم .. وعلى سبيل المثال : أذكر أني في سن العاشرة ، دعاني صديق نصراني لحضور زواج أخته في الكنيسة . وأثناء الإجراءات ، وبعد تلاوة أحد الكهنة لمقاطع ذات صبغة دينية ، بدأ الإنشاد ، ثم فوجئت – وحدي فوجئت – برجل في ملابس الكهنوت ، في يديه "الصاجات" ! يضرب بها مميلاً رأسه بكل رضا ! .. بعد الحفل ، أفهمني صديقي – بعدما وبخني على ضحكي ساعتها – أن هذا يقابل عندنا "الإنشاد الديني" لكن تصاحبه المعازف ، وأن الكهنة عندهم يضربون على المعازف دون أدنى حرج .

وعلى مستوى القراءة ، فحتى سن الخامسة عشر ، كنت قد قرأت كتبًا كثيرة للنصارى وكثيرًا من البايبل الذي لم أستطع إكماله آنذاك للملل الذي كان يصيبني منه بسرعة ، بالإضافة إلى مئات الساعات من السماع لإذاعة تبشيرية معروفة وعشرات المراسلات معها و"الهدايا" منها .
في المقابل ، كنت قد طالعت كثيرًا من الكتابات الجدلية والردود للمسلمين . لكن القراءة شيء والعلم شيء آخر . وأرجو أن ينتبه الأحبة إلى هذا الأمر المهم : القراءة شيء والعلم شيء آخر . قد توصلك القراءة إلى العلم وقد لا توصلك .
لكن بعد الخامسة عشر ، منّ الله علينا بطلب العلم من بابه ، أعني بطريقة منهجية مرتبة .. كانت بداية "الصحوة" خطبة جمعة في مسجد الشيخ فوزي السعيد ، شرح فيها معنى لا إله إلا الله ، وأن معناها ألا محبوب لذاته إلا الله .. فكأنما كنت في سُبات وانتبهت ، وكأنما كان قلبي ميتًا فتنسم نسمة الحياة ..

وأما على مستوى جدال النصارى أو دعوتهم ، فكان منذ الصغر أيضًا ، لكن لم يأخذ طابع "الخصومة" إلا بعد سن العاشرة .. بدأ ذلك عندما أسلم أحد نصارى شارعنا القديم ، ولم يستسلم ساعتها قساوسة كنيسته بسهولة ، كما لم يستسلم في المقابل "إخوة مسجد الشيخ فوزي السعيد" .. انتبهت بعدها للنشاط التبشيري الذي كان يُمارس بكل خسة على الفقراء القاطنين في منطقة سكنية - أمامنا مباشرة - مشهورة بفقرها المدقع .. كان الشمامسة يجولون في شوارعها بكل حرية ، ويقفون أمام البيوت جهارًا يكلمون أصحابها .. شاركت في كثرة كاثرة من هذه الجدالات ، ولم أكن أملك "علمًا" ساعتها ، لكن كنت قد "قرأت" كثيرًا من كتب الردود ونقد النصرانية .

كان كثير من الفقراء يسايرهم لينال المال ، وبعضهم يوهمهم فعلاً بأنه ترك الإسلام لنفس الغرض . الجدير بالذكر أن القساوسة ما كانوا مخدوعين بهذا ، وكانوا يعرفون الواقع ، وكانوا راضين بهذه الحال لأمرين : الأول : أن هذا الوضع على تهافته يفيدهم في الناحية الدعائية أمام أبناء ملتهم . والثاني وهو الأهم : أنهم وإن خسروا الآباء لكن يأملون في اكتساب أطفالهم عن طريق تولي تعليمهم في مدارسهم ومتابعتهم .

خفت الجدالات مع النصارى – نسبيًا - في مرحلة الدراسة الثانوية . ثم عادت بقوة في بداية مرحلة الدراسة الجامعية . كان لي صديق مسلم يعمل في "سنترال" حكومي . وكان على زهد وعبادة وشيء من العلم ، لكن ليس عنده موهبة الجدل على الإطلاق . وكان له زميل عمل نصراني يبلغ أربعين سنة يدرس دراسات عليا في القانون . فلم يكن النصراني يدع صديقي يومًا دون جدال . فشكى لي زميلي الحال ، فقلت له : هذا خير ساقه الله إلينا . بعد فترة أدرك النصراني أن الحال تغيرت ، وسأل صديقي عمن يلقنه فأخبره . بعدها استعان النصراني بأحد قساوسة كنيسة العباسية متخصص في جدال المسلمين . بعدها طلب القس مقابلتي شخصيًا . وقد كان .

في السنوات الأخيرة ، انتبهت إلى فائدة الإنترنت في الدعوة ، فدخلت عالم الإنترنت ، ولم أنقطع – بفضل الله – عن دعوة النصارى في عالم الواقع .. لكن دخلت الإنترنت ..

ألزمت نفسي في البداية شهورًا طويلة بعدم الدخول في أي حوار على الإنترنت ، حتى أتعلم جيدًا قواعد الأمر في عالم الإنترنت ..

تعلمت من (برسوميات) وغيره الكثير .. ونفعني الله بكتابات الإخوة الكبار كالأخت (مسلمة) والأخ (eeww) وغيرهما ..



عالم الإنترنت مختلف تمامًا عن عالم الواقع .. في عدة أمور :

أولاً : قلة الأدب هي الصفة الغالبة على نصارى الإنترنت .. أما في عالم الواقع فمحاورك النصراني يسيل أدبًا ورِقَّة ، لا سيما الشمامسة والقساوسة .. في عالم الواقع ، غالبًا يكون هدف محاورك النصراني إثبات صحة دينه وخطأ دينك .. أما على الإنترنت ، فهدفه غالبًا التشفي والتنفيس عن غيظه وكمده الذي يحرق صدره على هذا الدين وأهله .. في عالم الواقع ، غالبًا يكون محاور النصراني مؤمنًا بعض الإيمان بدينه .. أما على الإنترنت ، فالشهرة لأقباط المهجر ، وأقباط المهجر أكثرهم علمانيون أو ملاحدة ، ثم "المتدين" منهم ترك الأرثوذكسية إلى البروتستانتية تقربًا لوطنه الجديد .. والمؤمن يحاول الالتزام ببعض الخلق والأدب ، أما بنو علمان وبائعو المذهب فالمسألة عندهم سياسة لا دين .

ثانيًا : الجهل هي الصفة الغالبة على نصارى الإنترنت .. بالطبع الجهل صفة فاشية في النصارى وقساوستهم سواء في عالم الواقع أو على الإنترنت ، لكن الإنترنت منبر الجهلاء بلا منازع .. فالإنترنت منبر مَن لا منبر له ، ويمكن لأي جاهل أن يضع المشاركات وينشئ المواقع .. وأي أحمق يمكنه أن يقول « أنا أرى .. وأعتقد .. وبلا شك » فيصير في عين نفسه عظيمًا ويتوهم أنه صار هكذا عند الناس .. وهذا غير خاص بالنصارى فقط ، وإن كان لهم أطول باع في صفة الجهل والضلال ، لكن هو أيضًا للملاحدة وغيرهم ، بل هو في المسلمين أيضًا وإن قلت النسبة .. لأن في عالم الواقع ، نشر الكتب له مشاكله المادية ، وهذه المشاكل تكون بمثابة المصفاة التي تغربل الغثاء ليصفو لك أفضل الغثاء . وبعض الشر أهون من بعض . وأما سهولة الكتابة على الإنترنت ففتحت الباب لكل جاهل وأحمق أن "يشارك" .. عندنا في مصر يقولون : « هبلة ومسكوها طبلة » ! .. وأي "أهبل" يستطيع الآن الإمساك باللاقط على البالتوك مثلاً "ليطبل" كيفما شاء !

فإذا امتلك هذا الجاهل أو الأحمق إشرافًا في منتدى ، أو في غرفة بالتوكية ، فهي المصيبة الكبرى .. فيحذف لهذا ، ويمنع ذاك ، ويطرد هؤلاء .. محاولاً أن يشفي غليله من المسلمين من ناحية ، وأن يتعالم على بني ملته من ناحية أخرى ..

وأنا أشمل بكلامي كثير من المسلمين أيضًا وأسأل الله العافية ..

أكثر قراء الإنترنت – مسلمين أو نصارى أو غيرهم - ليسوا بقراء أصلاً .. فما كانت هوايتهم القراءة قبل الإنترنت ولا بعدها .. وليسوا بأهل سماع ومحاورة أصلاً .. فما كانوا يطيقون سماعًا يطول أو يصبرون على حوار يمتد لا قبل الإنترنت ولا بعدها .. لكن وجدوا على الإنترنت فرصتهم في التعالم والظهور بمظهر "القارئ" و"المحاور" .. واضطرتهم الإنترنت للقراءة بسبب طبيعة المنتديات بها ، فيرتكبون هذه الضرورة ولكن بقدرها ! .. فيقرأ وما هو بقارئ .. يظن القراءة مجرد مس النظر للكلام (أو بعضه) ، ولا صبر عنده على فهم بضعة سطور أو التأمل فيها .. وقل مثل ذلك في مهارات الحوار المسموع ..

ثالثًا : الحوار على الإنترنت ليس ثنائيًا في الغالب .. فمحاورك النصراني في منتداك أو منتداه يكتب كلامًا يراه الذكي والغبي .. وهذه مشكلة تخص المسلم الواعي ، لأنه يعلم أن ترك الهذيان بلا تعقيب قد يغر الجهلاء والساذجين ، والتعقيب على كل هذيان سيضيع الموضوع الأصلى .. مشكلة قَلّ مَن يحسن التعامل معها .

وهي وإن كانت مشكلة للمسلم ، فهي مكسب للنصراني .. لأن النصراني لا يأمل كثيرًا في إثبات صحة دينه كما يرجو المسلم ويعزم .. النصراني كل همه أن يوضح - لبني ملته لا للمسلم - أن الإسلام به "مشاكل" .. هذا قصارى همه .. يريد أن يقول لهم : لا تتركوا النصرانية بسبب مشاكل عقيدتها أو كتابها فالإسلام أيضًا له مشاكله ، فاصبروا على مشاكلكم أفضل .. وعلى هذا يكفي النصراني تمامًا أن يخرج من الموضوع بلا إثبات لصحة دينه أو خطأ صريح للإسلام .. يكفيه تمامًا أن يكون الموضوع تغبيشًا وتشويشًا على الإسلام .. وهو يعلم أن هذه النتيجة تكفي لخداع بني قومه الذين مردوا على التقليد الأعمى .. هذا بالطبع بخلاف هدف التشفي الذي أسلفنا بيانه .

ومع الأسف كثير من المحاورين المسلمين في مجالنا لا ينتبهون لهذه المسألة ، فلا يُحكمون قبضتهم على محاورهم النصراني ، ويتركونه ليتفلت ببعثرة المسائل هنا وهناك ، ويضيع الموضوع ويضيع القارئ ويضيع الوقت ..

كذلك ، فإن النصراني يكون همه التهجم على الإسلام أكثر من إثبات صحة النصرانية ، لأن أكثرهم يائس من هذا الأخير .. أو قل إن النصراني يائس من إثبات صحة دينه بمجرد عرضه ، لكنه يأمل دومًا أن يحقق ذلك بإثبات خطأ الإسلام ..

وقد أدى هذا إلى إعراض أكثر النصارى عن الكلام حول عقيدته أو كتابه ، لأنه يعلم من المشاكل حول عقيدته وكتابه أكثر مما تعلم أنت ! .. فترى واحدهم يقول لك إذا ألزمته بكتابه : دعك من كتابي وديني وأنا من الملحدين ! .. وليس بعد هذا الخزي من خزي !

ومع الأسف ، بعض المسلمين – على البالتوك - يقلد النصارى في مثل هذا ، وإن بدرجة أخف ، وإن لم يكن بنفس اللفظ الفاجر .

والشاهد أن غياب ثنائية الإنترنت مشكلة أمام المسلم الفاهم .. ولذلك أرجو ألا يكتفي الأحبة بالحوارات العلنية على الإنترنت .. بل ينبغي أن يصطادوا كثيرين إلى الحوارات الثنائية ، حيث يستطيعون التركيز أكبر والتوضيح أكثر وعرض الإسلام بطريقة أوضح .. لا سيما والنصراني تأخذه العزة بالإثم في الحوارات العلنية ، فيخشى إن ترك مشاركة دون سب الإسلام أن يعيره إخوانه بالخنوع ، فيلجأ لقلة الأدب مضطرًا في أحيان كثيرة .

رابعًا : الخفاء .. فشخصية محاورك تكون مخفية على الإنترنت ، ومكشوفة بشكل أكبر في عالم الواقع .. وهذا قد يؤدي إلى ضياع أوقات كثيرة على الإنترنت .. فقد يطول حوارك مع خصمك النصراني ، ويشتد عجبك من شدة غبائه ، ولا تكتشف أن محاورك وقع على رأسه وهو صغير مما أدى إلى خلل في عقله يمنعه الفهم والحوار ! .. وقد يطول حوارك مع خصمك النصراني ، ويشتد عجبك من شدة عناده ، ولا تكتشف أن محاورك مأجور يؤدي واجبًا كنسيًا لم يطالبوه بالانتصار في حوار فذاك أمل بعيد ، لكن طالبوه بحوارات "فعالة" في خدمة الرب يسوع له المجد !

خامسًا : سهولة النسخ واللصق .. فالنصراني على الإنترنت عنده كم كبير من الكتب التي يستطيع أن ينسخ منها ويلصق .. فيفتح الموضوع ويبدأ بلصق ما عنده تباعًا ، وهو يوهم نفسه قبل إيهامك والقارئ أنه بذلك النسخ واللصق قد "حاور" ! .. فإذا انتهى مخزونه الإنترنتي انتهى الموضوع وحان الوقت ليقول الكلمة المعروفة : « انتهى الموضوع بالنسبة لي وأترك الحكم للقارئ » !!

وهو حتى لا يكلف نفسه أن ينسخ ويلصق من كتب خارج الإنترنت .. هذا عبث وضياع للأوقات ينزه نفسه عنه !

بالطبع قد يكون سؤال المسلم المطروح لا وجود لإجابة عليه مباشرة في "مخزون" الأفندي النصراني .. لا مشكلة .. سيحاول تطويع الموضوع للمخزون لا العكس ! .. إما بأن يجر المسلم إلى مسائل موجود إجابتها المباشرة في "المخزون" .. أو بنظام "التعامي" فيترك المسلم يكتب ويلصق له أقرب ما في "المخزون" ، مع الادعاء الدائم أثناء ذلك وبعده ، أنه رد على كل ما أثاره المسلم ، ووضع كل الأدلة التي تقنع أي عاقل ، وفعل كل شيء ، لكن المسلم معاند لا أكثر ! ..



بالنسبة للكتب ، فأعظم كتابين لطالب العلم المجتهد – والله أعلم – : كتاب "الجواب الصحيح" وكتاب "إظهار الحق" .

لكن ينبغي ألا ننظر للكتابين على أنهما يقدمان "معلومات" ، وإنما هما يقدمان "منهجًا" في هذا المجال ..

وهذا الأمر واضح جدًا مع كتاب "الجواب الصحيح" .. فابن تيمية يصرح باللفظ الصريح أن "طريقة" الرد تكون هكذا .. ويعلمك ما أفاض الله عليه من علمه ..

و"إظهار الحق" وإن كان لا يصرح بمثل هذا اللفظ ، لكن منهجه واضح جدًا ..

وبالرغم من وجود كتابات كثيرة جيدة تلت "إظهار الحق" إلا أن في "إظهار الحق" مزايا لا يستطيع جمعها أكثر المحدثين ..

على سبيل المثال : مسألة التوثيق .. كثير من كتابات المسلمين على الإنترنت ينقصها التوثيق المفيد للقارئ ..

ثم إن الشيخ "رحمت الله" ما كان ينقل عن مراجع وسيطة في الاحتجاج ، وإن فعل يكون المرجع الوسيط حجة على المخالف .. انظر الآن إلى رسالات الماجستير والدكتوراة في مجالنا .. أكثرها – إلا ما رحم ربك – لا يعرف إلا المراجع الوسيطة التي ليست بحجة على المخالف .. فتجدهم يوثقون عقائد النصارى من كتب الشيخ أبي زهرة وغيره من المسلمين ..

والشيخ "رحمت الله" ما كان يحتج على النصارى بقول غيرهم ، بل ما كان يحتج على طائفة منهم بقول الأخرى .. مع الأسف فإن أكثر الأكاديميين مولعون بالاحتجاج على النصارى بقول أي مايكل وأي جورج لمجرد أن اسمه مايكل أو جورج ، غير منتبهين أن من يحتجون بقوله ملحد لا نصراني .. وحتى لو كان نصرانيًا فالحجة تشترط أن يكون من علمائهم على الأقل .

وكثير من الأكاديميين يحتجون على النصارى بقول أستاذ اللاهوت فلان بالكلية العلانية .. ولا ينتبهون أن الغرب عج بزخم هائل من كليات لاهوتية لا يعترف بها جمهور النصارى .. بل أكثر هؤلاء الأساتذة ملاحدة أصلاً أو يفهمون النصرانية بطريقتهم الخاصة ..

وهذه إشارة عابرة إلى ميزة واحدة في كتاب "إظهار الحق" .. واللبيب بالإشارة يفهم .

أعتذر بشدة عن الإطالة .. وأرجو الله أن ينفع بنا وبكم .
توحيد

ثالثًا : الحوار على الإنترنت ليس ثنائيًا في الغالب .. فمحاورك النصراني في منتداك أو منتداه يكتب كلامًا يراه الذكي والغبي .. وهذه مشكلة تخص المسلم الواعي ، لأنه يعلم أن ترك الهذيان بلا تعقيب قد يغر الجهلاء والساذجين ، والتعقيب على كل هذيان سيضيع الموضوع الأصلى .. مشكلة قَلّ مَن يحسن التعامل معها .

وهي وإن كانت مشكلة للمسلم ، فهي مكسب للنصراني .. لأن النصراني لا يأمل كثيرًا في إثبات صحة دينه كما يرجو المسلم ويعزم .. النصراني كل همه أن يوضح - لبني ملته لا للمسلم - أن الإسلام به "مشاكل" .. هذا قصارى همه .. يريد أن يقول لهم : لا تتركوا النصرانية بسبب مشاكل عقيدتها أو كتابها فالإسلام أيضًا له مشاكله ، فاصبروا على مشاكلكم أفضل .. وعلى هذا يكفي النصراني تمامًا أن يخرج من الموضوع بلا إثبات لصحة دينه أو خطأ صريح للإسلام .. يكفيه تمامًا أن يكون الموضوع تغبيشًا وتشويشًا على الإسلام .. وهو يعلم أن هذه النتيجة تكفي لخداع بني قومه الذين مردوا على التقليد الأعمى .. هذا بالطبع بخلاف هدف التشفي الذي أسلفنا بيانه

:x029::x029::x029::x029::x029::x029:


الحقيقة المقال كله اكثر من رائع .. ويحلل الأمور بامتياز ... ولكن هذه الفقرة بالذات .. جاءت على الجرح
باحث سلفى

ولا تكتشف أن محاورك وقع على رأسه وهو صغير مما أدى إلى خلل في عقله يمنعه الفهم والحوار !

ما معنى هذه هل معناها التعميد
الشرقاوى
-
ما معنى هذه هل معناها التعميد

المعنى اخي الكريم أنك ستكتشف بعد وقت طويل وجهد كبير أن غباؤه وتعنته الظاهر بسبب أنه مغسول المخ ومأجور الجيب ولهذا فهدفهم ليس الحوار???????====

غير معرف يقول...

الإخوة المسلمون جميعا .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

-بإذن الله في هذا الكتيب الصغير نبدأ سلسلة تعليمية نشرح فيها عقيدة "المسيحيين" عُباد المسيح.. وذلك لتعليم الإخوة المسلمين المبتدئين كيف يفكر هؤلاء وماذا يعتقدون .. وكيف نرد عليهم ردا يمحق باطلهم .. ثم ندعوهم بعد ذلك إلى الحق.




اعتقاد "المسيحيين" عُباد المسيح الأرثوذكس في الله


- يؤمن "المسيحيون" عُباد المسيح الأرثوذكس أن المسيح بن مريم هو الله .. نعم هو الله نفسه الذي تأنس و تجسد وأخذ صورة إنسان عبد .. فلقد خطط الرب الإله في نفسه و قرر .. ووضع خطة ليخلص الإنسان من اللعنة التي ورثها من ابيه آدم نتيجة خطيئة آدم وأكله من الشجرة التي نهاه الرب عن الأكل منها. وكانت الخطة أن يكون الإله إنسانا يدخل في رحم إمرأة هي السيدة مريم .. لقد اختار الرب الإله مريم ابنة الكاهن ليدخل في رحمها .. الصبية ذات الاثني عشر ربيعا .. ولكن هناك مشكلة لأن الشريعة تقول إذا تدنست ابنة الكاهن بالزنا تحرق بالنار .. الحل موجود حتى لاتُقتل مريم .. فلتكن مريم مخطوبة لرجل يدعى يوسف النجار الذي تعطيه الأناجيل أنساب مختلفة تماما عن بعضها البعض فإنجيل لوقا يقول أن أباه كان اسمه هالي" يوسف بن هالي"بينما إنجيل متى يقول أن أبوه اسمه يعقوب" يعقوب ولد يوسف رجل مريم" و ليكون الرب الإله جنينا و ليتلوث بالدم استعدادا لأن يُصفع ويُبصق في وجهه .. و يُصلب ويقتله حفنة من اليهود والرومان حتى يشعر بما يشعر به الإنسان من الألم والعذاب حتى يستطيع أن يغفر خطيئة آدم"اللعنة الأزلية" بأكله من الشجرة التي نهاه عن الأكل منها .. تلك اللعنة التي اخترعها بولس وقال لقد ورثها كل بنو آدم من أبيهم آدم مع أن الكتاب يقول "كل واحد يموت بذنبه "

- أي أن إله عُباد المسيح في معتقدهم لم يكن ليغفر للإنسان إلا إذا تجسد الاقنوم الابن و سُمرت يداه ورجلاه وقُتل وتعذب .. وحينئذ فقط يستطيع أن يغفر الذنوب بعد أن عانى من العذاب وتحمل الخزي .. مع أن المسيح عليه السلام لم يذكر حتى اسم آدم مرة واحدة على لسانه وطوال مدة رسالته التي استمرت ثلاث سنوات فقط في الكتاب المقدس بل والكتاب المقدس يقول عن آدم "آدم ابن الله" وكلمة ابن الله لايعطيها كتبة الكتاب المقدس إلا للبار المؤمن بالله .. فكيف يعطونها لمن هو اساس اللعنة؟ .. و ليحمل إله عباد المسيح الابن المتجسد حسب معتقدهم تلك اللعنة الأزلية بدلا من بني آدم من عُباد المسيح وليكفر ايضا عنهم خطيئتهم .. وليصبح إله عباد المسيح ملعونا بعد أن كان مباركا كما قال لهم بولس ذلك .. المهم .. عندما يجد يوسف مريم حاملا بالجنين الإله القديم الأزلي .. يفكر في أن يترك مريم ويفارقها فهو لا يعرف من أين أتت بهذا الإله الجنين؟ .. إلا أن ملاك الرب يأتي ليوسف في المنام ليخبره أن مريم قد حبلت من الله الروح القدس"الأقنوم الثالث في الثالوث الأقدس" وبالفعل يترك يوسف أفكاره ويسير مع مريم لمدة خمسة عشرة سنة .. ينام معها ويصاحبها في منامها ويقظتها ويشرب معها ويأكل معها .. دون زواج .. حتى إننا نجد في الكثير من الترجمات الانجليزية لإنجيل متى الإصحاح الأول العدد 25 أن يوسف النجار كان يُجامع مريم ويُضاجعها مُضاجعة الأزواج لمدة 21 سنة بلا زواج .. ولذلك انتشرت فكرة الخلائل والخليلات والأصدقاء والصديقات الممارسين للزنا والفواحش بين عباد يسوع في كل أنحاء الأرض ولم تعد تلك الممارسات تمثل لهم أدنى حرج.

- و أخيرا يخرج الطفل الإله من بطن أمه في زريبة بقر طفلا في المزود الذي تأكل فيه الماشية .. لتُقمطه أمه و ليمسك ثدييها بيديه التي صنعت السماوات والأرض ليرضع من لبنها .. ومن المعروف أن من يرضع يحتاج إلى طعام و لابد أن يُخرج ماأكله وشربه في دورات المياه .. و في اليوم الثامن من ميلاده وحسب شريعة موسى يُختن الطفل الإله لتلقى قطعة من جسده ليأكلها الدود .. وبعد أربعين يوما من الولادة وبعد أن تطهرت أمه من النجاسة التي يصف بها الكتاب المقدس الوالدة التي تضع طفلا .. تأخذه مريم مع يوسف رجلها للهيكل حسب شريعة موسى لتقدمه للرب بعد أن قدمت فرخي يمام وليمة قربانا للرب .. و خوفا من أن يقتل هيرودس الرب الإله يهرب به يوسف النجار و مريم على حمار إلى مصر .. ويعود الاثنان بالرب بعد أن يموت هيرودس .. وكان الرب الإله مع أمه مريم وأبيه يوسف يزورون الهيكل كل عام .. وفي إحدى المرات وهو صبي يتوه الرب الإله لمدة ثلاثة أيام من أمه وأبيه يوسف ثم يجدانه في الهيكل فتعاتب أم الرب الإله ابنها وتقول له يا بني لقد كنا نبحث عنك متعبين أنا وأبيك يوسف .. وكان الصبي الرب الإله ينمو ويتقوى في الجسم والعلم وكانت نعمة الله عليه "كانت نعمة الله على الله؟" ثم تختفي عنا في الأناجيل قصة حياة الصبي الرب الإله حتى يبلغ الثلاثين عاما وتختفي معه حكايات يوسف النجار أبوه و رجل أمه للأبد ولم تعد تخبرنا الأناجيل عنه شيئا .. و قبل الثلاثين لم يكن الرب الإله الإنسان قد أعُطي الروح القدس بعد بالرغم من أن أمه حبلت به من الروح القدس .. فالروح القدس هو أبوه"الروح القدس هو ابو الصبي الرب الإله" ولا أدري كيف يتركه ثلاثين عاما هكذا ..ثم كيف يكون الرب الإله على الأرض بدون روح وأنتم ياعباد المسيح تقولون أن الإله لا يمكن أن يوجد بدون روح وهو سبب حياته؟ .. وحينما أعُطي الروح للرب الإله الإنسان بدأ في صُنع المعجزات .. وكانت أول معجزة يصنعها الرب الإله الإنسان تحويل الماء إلى خمر معتقة ذي لذة .. للمدعوين في عرس قانا حيث كان الخمر قد نفذ .. فدعته أمه ليحول الماء إلى خمر .. ثم بعد ذلك يتعرف الرب الإنسان على إمرأة خاطئة تسمى مريم المجدلية .. كان الرب الإله الانسان الذي على الأرض قد دعا الله الذي في السماوات أن يساعده على إحياء أخيها الميت منذ أربعة أيام .. فرفع الرب الإله الإنسان عينيه إلى السماء وقال لله الذي في السماوات "أعلم أنك تسمع لي في كل حين ولكن قلت ليؤمنوا انك أرسلتني" وتحدث المعجزة ويقوم الميت العازر أخو مريم ومارثا .. لتصاحب مريم يسوع بعد ذلك في حله وترحاله .. ولتضرب لنا مثلا لم نعهده من قبل في كيفية التوبة .. فقد أخذت قارورة عطر ثمنها يزيد على الثلاثمائة دينار .. كانت قد جمعت ثمنها من فعل الخطيئة لتعطر بها رأس و جسد يسوع وتدلك قدميه بشعرها .. مع أن الله قد حرم أن تدخل بيته أجرة زانية أو ثمن كلب في الكتاب المقدس .. ليقول لها يسوع بعد ذلك مغفورة لك خطاياك حينما رأى باقي تلاميذه مغتاظين من تلكم الأفعال الجديدة التي لم يروها من قبل في كيفية التوبة .. ويُجري الله على يدي يسوع بعض المعجزات كما يقول سمعان بطرس في أعمال الرسل"يسوع الناصري رجل أقامه الله بينكم بمعجزات أقامها الله بيديه" و كان أنبياء بني اسرائيل قد سبقوا المسيح بن مريم عليه السلام إليها بل وأجروا معجزات أعظم منها بمراحل كثيرة .. فهذا موسى عليه السلام يحول العصا إلى حية عظيمة يهزم بها فرعون وسحرته .. ويضرب بها البحر فيصبح طريقا ممهدا يمر فيه بنو إسرائيل وليغرق فرعون وقومه في اليم .. ولقد أحيا موسى سبعين رجلا من قومه بعد موتهم لما أخذتهم الصاعقة .. بل ويُنزل الله له ولبني إسرائيل من السماء خبزا وعسلا ولحما مشويا لمدة أربعين سنة كاملة .. وهذا إليشع "اليسع" يحيي موتى ويشفي مرضى بل وعظامه بعد موته تحيي ميتا بإذن الله .. وهذا ايليا "الياس" يحيي موتى ويضرب بردائه البحر فيشق طريقا يمشي فيه هو وتلميذه اليشع على البحر .. ويرفعه الله حيا بعد أن أراد القوم قتله لما قتل عبدة بعل .. وهذا اخنوخ "إدريس" يرفعه الله حيا .. وهذا حزقيال يحيي ثلاثين ألفا من الموتى .. وحينما يرى الناس معجزات يسوع وكلامه الصادق يؤمنوا أنه نبي الله "قالت الجموع هذا يسوع النبي" .. إلا أن عباد المسيح قالوا بل هو الرب الإله الإنسان ابن الإنسان.

ب - يعتقد عباد المسيح أن المسيح بن مريم نبي مثل موسى ومع ذلك فهو الرب الإله الانسان النبي الذي مثل موسى! فإن يسوع الناصري نفسه تكلم مع بني إسرائيل بأن موسى كتب عنه أنه هو النبي الذي مثل موسى وقد أرسله الله .. نعم لقد قال موسى في سفر التثنية 18 : 18 – 22 إن الله سيقيم لبني اسرائيل نبيا مثل موسى ويقول لهم الله إنهم إذا أرادوا أن يفرقوا بين النبي الصادق الذي يتكلم من عند الله وبين النبي الكاذب الذي يتكلم من عند نفسه .. فإن النبي الذي يتجبر ويتكلم من عند نفسه بما لم يأمره به الله أو من عن نفسه فإن ذلك النبي سيُقتل لامحالة .. ولذلك فنحن المسلمون نقول أن المسيح بن مريم عليه السلام لم يقُتل لأنه نبي ورسول صادق من عند الله .. بينما عباد المسيح يقولون بأنه قُتل وأنه الإله المصلوب المقتول على أيدي حفنة من اليهود والرومان .. حتى يغفر لهم خطاياهم بدمه المسفوح كالخروف المذبوح .. وبذلك فعباد يسوع يصدقوا على قول اليهود بأن المسيح بن مريم نبي كاذب من حيث لايشعرون .. لأنه من علامات النبي الكاذب أنه يُقتل تبعا لنبوءات الكتاب المقدس .. كما حدث مع حنانيا ومسيلمة الكذاب والأسود العنسي الأنبياء الكذبة.

ج- وللهروب من الكثير من الأسئلة الكثيرة التي تكشف خطأ معتقد عباد يسوع .. فقد اخترعوا أن يسوع إنسان كامل "ناسوت" بداخله الله الكامل "اللاهوت" و لذلك فهو هو الرب الإله المتجسد المتأنس الإنسان ابن الإنسان .. ويعتقدون بأن اللاهوت لم يفارق الناسوت طرفة عين .. فإذا قلت لهم يسوع قبل أن يرفعه الله يقول إني صاعد إلى إلهي .. فكيف لم يفارق اللاهوت الناسوت طرفة عين وهو يقول أن الله في السماء وهو على الأرض .. كذبوا ودلسوا .. وإذا قلت لهم هذا يسوع ينادي الله ويقول "إلهي إلهي لماذا تركتني" .. يقولون هذا هو الناسوت ينادي اللاهوت وهو بداخله .. وإذا قلت لماذا لايعرف يسوع ميعاد اثمار التين وهو الله المتجسد يقولون هذا هو الناسوت ذو العلم المحدود .. وإذ قلت هذا المسيح قد بُصق في وجهه وصُفع وضُرب بالقصبة على رأسه و قُتل والله لايموت قالوا بل هو الناسوت الذي مات .. وإذا قلت لهم فما هو دور اللاهوت؟ يقولون دوره ظاهر حينما أحيا المسيح ثلاثة من الموتى فهذا هو اللاهوت .. فهو الله .. فإذا قلت لهم ها هم كثير من الأنبياء قد أحيوا موتى من قبله و أكثر منه فلماذا لا تقولون أنهم آلهة؟ .. يسكتوا! .. وإذا قلت لهم يسوع يقول الآب أعظم من الكل .. وأبي أعظم مني .. يقولوا إنه يتكلم بلسان الناسوت! .. وإذا قلت لهم الكتاب المقدس يقول إن مريم وُجدت حبلى من الروح القدس فلماذا لم يدعو يسوع الروح القدس بقوله أنت أبي الروح القدس؟ .. صمتوا.

د- وللهروب اكثر من الحق فقد اخترعوا الثالوث الأقدس .. فقالوا إن الله يتكون من ثلاثة أقانيم .. الأقنوم الأول آب في السماء لم يره أحد ولايستطيع أن يراه أحد الذي وحده له عدم الموت .. والأقنوم الثاني الإبن المتجسد يسوع الذي كان يتعمد عاريا في نهر الأردن من يوحنا المعمدان يحيى بن زكريا والذي اختتن وهو الله المتجسد الذي صُلب وقٌتل وأقامه الله الآب من الأموات في اليوم الثالث .. مع أن بولس قال لهم"ليس إلا إله واحد هو الآب "وقال لهم " الذي وُضع قليلا عن الملائكة يسوع "وقال عنه يوحنا اللاهوتي في سفر الرؤيا 1:6 "جعل منا مملكة من الكهنة لإلهه" الترجمة العالمية الجديدة والترجمة الكاثوليكية .. والأقنوم الثالث الروح القدس الحمامة الناطق في الأنبياء التي يعطيها الله الآب لمن يشاء .. مع أن الكتاب يقول عن يسوع وعن الروح القدس "يسوع الناصري كيف مسحه الله بالروح القدس".. أي أن الله هو الذي مسح يسوع وجعله مسيحا "رسولا" بالروح القدس .. وهم يعتقدون أن هذه الثلاثة أقانيم ليست واحد فهم مختلفون كل منهم عن الآخر ولكنهم أزليون متساوون في المجد .. الآب إله والإبن إله والروح القدس إله .. ومع أن الأقانيم الثلاثة مختلفين فإن الله واحد .. لأن هؤلاء الثلاثة متحدون في جوهر اللاهوت الواحد .. ولكنهم يظهروا كأقانيم منفصلة وبأشكال مختلفة .. فواحد في السماوات لايراه أحد ولايموت والثاني عاري في نهر الأردن ويموت والثالث حمامة كان فوق النهر إلا انهم الثلاثة واحد.

ذ- يؤمن عباد المسيح أن ربهم خروف وذلك كما أخبرهم يوحنا اللاهوتي في سفر الرؤيا" والخروف يغلبهم لانه رب الارباب وملك الملوك" سفر الرؤيا 17: 14 .. و" الخروف الذي في وسط العرش" سفر الرؤيا 7: 17

ر- يؤمن عباد المسيح أن ربهم قد نزل ليصارع يعقوب ليلا ولم يستطع ربهم أن يصرع يعقوب فأمسكه يعقوب وحبسه حتى طلوع الفجر .. وقال له الرب اطلقني فقال له لن أطلقك حتى تباركني .. فباركه فأطلقه يعقوب "ولما رأى انه لا يقدر عليه ضرب حقّ فخذه.فانخلع حقّ فخذ يعقوب في مصارعته معه. وقال اطلقني لانه قد طلع الفجر.فقال لا اطلقك ان لم تباركني"

ز- يؤمن عباد المسيح أن ربهم في الكتاب المقدس كالسوسة وكالعتة "فانا لافرايم كالعث ولبيت يهوذا كالسوس" وأنه زوج الزانية اسرائيل وأنه طلقها" فرأيت انه لاجل كل الاسباب اذ زنت العاصية اسرائيل فطلقتها واعطيتها كتاب طلاقها لم تخف الخائنة يهوذا اختها بل مضت وزنت هي ايضا وكان من هوان زناها انها نجست الارض وزنت مع الحجر ومع الشجر" وأنه كاللبوة" وآكلهم هناك كلبوة" وأنه يتكلم بأفحش الألفاظ حين يغضب" حاكموا امكم حاكموا لانها ليست امرأتي وانا لست رجلها لكي تعزل زناها عن وجهها وفسقها من بين ثدييها" .. "وكشفت زناها وكشفت عورتها فجفتها نفسي" وأنه كالسكير المعيط من شرب الخمر" فاستيقظ الرب كنائم كجبار معّيط من الخمر " وأنه يولول وينوح ويمشي عريانا "من اجل ذلك انوح واولول.امشي حافيا وعريانا"



اعتقاد عُباد يسوع في الأنبياء


- يعتقد عباد يسوع أن الأنبياء غير معصومين في أي شيئ إلا في كتابة الوحي .. بل حتى الوحي يعتقد عباد يسوع أن الله الروح القدس قد أوحى إلى الأنبياء بالوحي ثم تركهم ليكتبوه هم بأيديهم وبإسلوبهم الذي يرونه .. وقد يكون النبي عابدا للأصنام كآحاز وسليمان زانيا كيهوذا ابن يعقوب وداود ولوط وشمشون متزوجا من ألف امرأة كسليمان سارقا كيعقوب وموسى خائنا كهارون وموسى كاذبا كبولس ديوثا كإبراهيم سابا للرب مجدفا عليه كأيوب وداود قاتلا سفاكا للدماء كشمشون وهوشع وداود يلطمه الشيطان كبولس و يجربه الشيطان كيسوع شتاما كشاول ويسوع و من نسل زنى كسليمان و يسوع يعصى الرب ويجادله كموسى و يعاقبه الرب بأن يعطي نساءه لإبنه يزني بهن في عين الشمس كداود وابنه .. سكيرا متعريا كنوح.. شيطان كبطرس .. ومع ذلك فهم أنبياء يوحى إليهم.

وهذه بعض الأمثلة من الكتاب المقدس

- نبي الله هارون يصنع العجل ويشجع قومه على عبادة العجل؟" فنزع كل الشعب اقراط الذهب التي في آذانهم وأتوا بها الى هرون. فاخذ ذلك من ايديهم وصوّره بالازميل وصنعه عجلا مسبوكا"
- نبي الله سليمان يخالف وصايا الرب و يكفر في أواخر حياته ويعبد الأوثان ومنهم صنم عشتروت؟" وكان في زمان شيخوخة سليمان ان نساءه أملن قلبه وراء آلهة اخرى ولم يكن قلبه كاملا مع الرب الهه كقلب داود ابيه. فذهب سليمان وراء عشتورث الاهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين"
- نبي الله آحاز بن داود يذبح لغير الرب ويشرك بالله؟" كان آحاز ابن عشرين سنة حين ملك.وملك ست عشرة سنة في اورشليم.ولم يعمل المستقيم في عيني الرب الهه كداود ابيه بل سار في طريق ملوك اسرائيل حتى انه عبّر ابنه في النار حسب ارجاس الامم الذين طردهم الرب من امام بني اسرائيل"
- نبي الله أيوب يسب الله ؟ "لا تستذنبني فهمني لماذا تخاصمني. احسن عندك ان تظلم ان ترذل عمل يديك وتشرق على مشورة الاشرار. ألك عينا بشر ام كنظر الانسان تنظر. أأيامك كايام الانسان ام سنوك كايام الرجل حتى تبحث عن اثمي وتفتش على خطيتي"
- نبي الله لوط زنى ببناته وانجب منها المؤابيين والعمونيين" فحبلت ابنتا لوط من ابيهما"
- نبي الله داود يزني بزوجة جاره وينجب منها النبي سليمان ثم يقتل أبناء زوجته ميكال الخمسة؟ " وكان في وقت المساء ان داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحمّ.وكانت المرأة جميلة المنظر جدا. فارسل داود وسأل عن المرأة فقال واحد أليست هذه بثشبع بنت اليعام امرأة اوريا الحثّي. فارسل داود رسلا واخذها فدخلت اليه فاضطجع معها وهي مطهّرة من طمثها.ثم رجعت الى بيتها. وحبلت المرأة"
- نبي الله داود الشيطان يغويه "ووقف الشيطان ضد اسرائيل واغوى داود"
- نبي الله يهـوذا وابن النبي يعقوب يزني بثامار زوجة ابنه وينجبا فارص وزارح وهم من أجداد يسوع الناصري؟ " فقال ما الرهن الذي اعطيك. فقالت خاتمك وعصابتك وعصاك التي في يدك فاعطاها ودخل عليها فحبلت من"
- نبي الله نوح يشرب الخمر ويسكر ويتعرى؟" وشرب من الخمر فسكر وتعرّى"
- الرب يأمر نبي الله إشعياء يمشي حافيا عريانا أمام الأمم ؟" اذهب وحلّ المسح عن حقويك واخلع حذاءك عن رجليك ففعل هكذا ومشى معرّى وحافيا"
- نبي الله شاول النبي ووالد زوجة داود النبي يتعرى أمام الناس ليأتيه الوحي؟" فخلع هو ايضا ثيابه وتنبأ هو ايضا امام صموئيل وانطرح عريانا ذلك النهار كله وكل الليل.لذلك يقولون أشاول ايضا بين الانبياء"
- نبي الله يعقوب يكذب و يسرق البركة من عيسو ويكذب على ابيه اسحاق ويسرق الغنم والبقر من خاله ويهرب بهم ليلا؟" فقال يعقوب لابيه انا عيسو بكرك"
- نبي الله هوشع يأمره الرب بالزواج من زانية" قال الرب لهوشع اذهب خذ لنفسك امرأة زنى واولاد زنى"
- نبيا الله موسى وهارون خانا الرب ولم يثقا به في وسط بني اسرائيل" لانكما خنتماني في وسط بني اسرائيل"
- نبي الله ابراهيم يقدم زوجته سارة إلي فرعون ثم إلى ابيمالك لينال الخير بسببها؟" قولي انك اختي. ليكون لي خير بسببك وتحيا نفسي من اجلك"
- يسوع الناصري يسب الأنبياء قائلا" جميع الذين جاؤوا قبلي "يقصد الأنبياء كلهم" سارقون ولصوص"؟
- بولس الرسول يعترف ان الشيطان يلطمه .. ثم بعد ذلك يقول أنه دعا الرب أن يخلصه من ذلك الشيطان ولم يستجب له الرب وقال له لتكن هكذا "ليلطمك الشيطان" ومع ذلك هو رسول؟!
- يسوع الناصري الشيطان يجربه أربعين يوما" ثم أصعد يسوع الى البرية من الروح ليجرب من ابليس .. ثم اخذه ايضا ابليس الى جبل عال جدا واراه جميع ممالك العالم ومجدها" ثم نجد بولس يقول "لكي لا يجربكم الشيطان لسبب عدم نزاهتكم" أي إنه من قول بولس فان تجربة الشيطان تكون بسب عدم النزاهة .. فهل يسوع لم يكن نزيها؟!
- بطرس شيطان ومع ذلك فهو رسول؟ " فالتفت وقال لبطرس اذهب عني يا شيطان.انت معثرة لي لانك لا تهتم بما لله لكن بما للناس"



اعتقاد عُباد المسيح في اليوم الآخر .. يوم الدينونة والحساب


يعتقد عباد يسوع الأرثوذكس أن يوم الدينونة سيكون بالروح فقط وهذا لايؤيده الكتاب المقدس مطلقا .. حيث يقول الكتاب "الراقدين في تراب الارض يستيقظون هؤلاء الى الحياة الابدية وهؤلاء الى العار للازدراء الابدي" و يقول سفر ايوب 19 : 25 -27 الترجمة العربية المشتركة "أعرِفُ أنَّ شَفيعي حَيٌّ وسأقومُ آجلاً مِنَ التُّرابِ فتَلبَسُ هذِهِ الأعضاءُ جلْدي وبِجسَدي أُعايِنُ الله وتَراهُ عينايَ إلى جانِبي ولا يكونُ غريبًا عنِّي" وأنه لا قصور ولا أنهار ولا مأكل ولا مشرب و لا وجود لأي متع حسية في الجنة .. مع أن يسوع يقول "في بيت ابي قصور كثيرة وإلا فاني كنت قد قلت لكم. انا امضي لاعد لكم مكانا وان مضيت واعددت لكم مكانا آتي ايضا وآخذكم اليّ حتى حيث اكون انا تكونون انتم ايضا" بل إذا دخل أهل الفردوس الفردوس سيكونون كملائكة الله روحانيين لا يزوجون ولا يتزوجون لأنهم لايموتون .. وأن النار ايضا روحية .. ولكن الكتاب يقول "للخدام اربطوا رجليه ويديه وخذوه واطرحوه في الظلمة الخارجية هناك يكون البكاء وصرير الاسنان" و يعتقد عباد يسوع أن المسيح الإله الابن هو الذي يدين الخلائق لأن له طبيعة إنسانية .. وهذا ينقضه الكتاب المقدس تماما.


اعتقاد عُباد المسيح في الصوم


يخبرنا الكتاب المقدس أن موسى عليه السلام قد صام اربعين يوما عند الرب بالإمتناع عن الطعام والشراب"وكان هناك عند الرب اربعين نهارا واربعين ليلة لم ياكل خبزا ولم يشرب ماء. فكتب على اللوحين كلمات العهد الكلمات العشر" خروج 34: 28 .. وكذلك النبي إيليا "الياس" و المسيح بن مريم عليه السلام صاموا أربعين يوما بالإمتناع عن الطعام والشراب .. وكذلك يوحنا المعمدان يحيى بن زكريا هو وتلاميذه كانوا يصومون .. إلا أن الأناجيل تخبرنا أن تلاميذ المسيح قد سألوه عن الصيام وأنهم يريدون أن يصوموا فقال لهم اتصومون ومعكم العريس .. بعد أن اذهب واترككم صوموا! .. والآن فهم يأكلون ويشربون ويصومون فقط بالإمتناع عن أي شيئ فيه روح حيواني أو الطعام المشتق من أي حيوان لمدة 40 يوما .. ثم حولوا الصيام بالإمتناع عن أي شيئ فيه روح حيواني أو الطعام المشتق من أي حيوان ليكون في الشتاء حتى لايشعروا بتعب .. وزادوا 10 أيام فأصبح 50 يوما .. ولاأدري من أين أتوا بذلك الصوم .. الذي لم يأمرهم به المسيح عليه السلام ابدا!



اعتقاد عُباد المسيح في الصلاة


كثيرا ما يخبرنا الكتاب المقدس أن الله يأمر انبياءه بالإغتسال والتطهر قبل الصلاة وأن الأنبياء يخرون على وجوههم ويسجدون اثناء صلاتهم"فقام داود عن الارض واغتسل وادّهن وبدل ثيابه ودخل بيت الرب وسجد" ومنهم المسيح عليه السلام "ثم تقدم قليلا وخرّ على وجهه وكان يصلّي " الذي كان يصلي صلاته الأسبوعية في الهيكل يوم السبت حتى رفعه الله .. وأنه لما كان يصلي .. لم يكن يستخدم الاورج والعود والرباب والناي .. وكان يوجه وجهه اثناء صلاته إلى بيت المقدس .. بل كان يخر على وجهه ساجدا لله .. إلا أن عباد يسوع يستخدمون اليوم الفرقة الموسيقية والأنغام والأورج والعود .. وهم جالسون على المقاعد .. ليجعلوها صلاة روحانية من وجهة نظرهم .. وغيروا صلاة السبت " ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت" إلى الأحد بناءا على يوم الشمس الذي كان يستخدمه عباد مثرا المصلوب ايضا للعبادة



اعتقاد عُباد المسيح في الحج

لا يوجد أمر في الكتاب المقدس لعُباد يسوع بالحج .. إلا أنهم اخترعوا زيارة القدس و زيارة الأماكن المقدسة في فلسطين والأردن وأطلقوا على ذلك حجا.




اعتقاد عُباد المسيح في الزكاة

لقد أبقى القسيسين والرهبان على فريضة العُشر من المال المكتسب التي فرضها الله على نبيه يعقوب في الكتاب المقدس .. فجعلوها فريضة على كل عابد للمسيح قادر على الكسب .. ليعطي العشر من كل ما يكسب للكنيسة .. نعم للكنيسة .. للقسيسين والرهبان.





اعتقاد عُباد يسوع في الكُتب


- يعتقد عباد يسوع أن الله الروح القدس قد أوحى إلى الأنبياء بالوحي ثم تركهم ليكتبوه هم بأيديهم وبإسلوبهم الذي يرونه .. فهم يؤمنون بعهدين قديم وجديد .. يؤمنوا بأسفار موسى الخمسة "التكوين والخروج واللاويين والعدد والتثنية" والتي يطلقون عليها التوراة .. وبكتب باقي أنبياء العهد القديم أنبياء بني اسرائيل الأربعة والثلاثون 34 كتابا .. ليكون مجموع أسفار العهد القديم 39 كتاب أو سفر .. وقد اختلفت الطوائف الأرثوذوكسية والكاثوليكية مع البروتوستانت في قانونية سبعة أسفار إضافية أخرى .. فالبروتوستانت يقولون بانعدام الوحي في تلكم السبعة اسفار ومنها سفر المكابيين الثاني الذي يقول كاتبه في الاصحاح 15: 39 - 40 "وههنا انا ايضا اجعل ختام الكلام فان كنت قد احسنت التاليف واصبت الغرض فذلك ما كنت اتمنى وان كان قد لحقني الوهن والتقصير فاني قد بذلت وسعي ثم كما ان اشرب الخمر وحدها او شرب الماء وحده مضر وانما تطيب الخمر ممزوجة بالماء وتعقب لذة وطربا كذلك تنميق الكلام على هذا الاسلوب يطرب مسامع مطالعي التاليف"

- وبذلك يكون عدد اسفار العهد القديم عند البروتوستانت 39 وعند الكاثوليك 46 .. أما الأرثوذوكس فهم يأخذون بالترجمة البروتوستانتية الموجود بها 39 سفرا .. وأخذوا السبعة أسفار الأخرى في كتاب آخر منفصل أسموه الأسفار القانونية .. وهذا هو العهد القديم .. 39 سفرا عند طائفة البروتوستانت .. و46 سفرا عند طائفة الكاثوليك .. و39 + 7 عند طائفة الأرثوذكس.

- أما العهد الجديد فهي الأناجيل الأربعة المعروفة متى ويوحنا ولوقا ومرقص والتي انتقتها الكنيسة من بين مئات الأناجيل التي كتبها التلاميذ الأصليين ليسوع وغير التلاميذ ايضا .. ومن هذه الأناجيل المرفوضة انجيل بطرس وتوما وفيليب ومريم المجدلية وإنجيل الرب وإنجيل نيقوديميس وإنجيل مريم أم يسوع .. وبالإضافة إلى الأربعة أناجيل فهناك 23 سفرا آخرين هم سفر أعمال الرسل ورسائل بولس وبطرس ويوحنا ويعقوب ويهوذا وسفر رؤيا يوحنا اللاهوتي .. ليصل بذلك عدد الأناجيل والرسائل إلى 27 كتابا ليطلقوا عليه العهد الجديد .. فمجموع اسفار العهدين عند البروتوستانت66 وعند الكاثوليك 73 أما الأرثوذوكس فعدد الأسفار 66 في كتاب و7 قانونية في كتاب آخر.



اعتقاد عُباد المسيح في شريعة الله


- يعتقد عُباد المسيح كما أخبرهم بولس أنهم كانوا تحت لعنة الشريعة التي أنزلها الله على نبيه موسى وأن الناموس والشريعة التي انزلها الله على عبده موسى تشجع على الخطيئة وأن الشريعة لم تكمل شيئا وانها قد شاخت ولابد من تنحيتها جانبا .. ولما جاء يسوع وصلبه اليهود والرومان فقد زال عنهم تطبيق الشريعة لأنه دفع ثمن اللعنة التي توعد الله بها من ضيع شريعة الله .. وأن الذي يعمل بكل وصايا الشريعة والناموس وأخطأ في واحدة من الوصايا فهو ملعون وله نفس عقاب الذي ترك كل الوصايا ولأجل ذلك فترك كل الشريعة والناموس أفضل .. وقد دفع يسوع ثمن ذلك لهم بصلبه وأنه قد صار ملعونا بدلا منهم .. فكلمات الشريعة بالنسبة لهم موجودة في الكتاب المقدس ولكنهم لن يطبقوها ابدا مع أن الله قال "واحفظوا وصاياي فرائضي حسب كل الشريعة التي اوصيت بها آباءكم والتي ارسلتها اليكم عن يد عبيدي الانبياء" .. فيسوع دفع الثمن و أصبح ملعونا بدلا منهم مجانا من أجل ذلك .. فلماذا يطبقوها إذن؟ .. فالزاني المتزوج ومغتصب النساء يُرجم في الشريعة ولكنه عند عُباد يسوع يقال له اذهب ولاتفعل ذلك ثانية! وكذلك القاتل للأبرياء والسارق للآخرين والذي لايختتن والمفسد والشرير؟ .. لا عقوبات عليه في عقيدة عُباد المسيح؟ .. فقد قال الله بأن من يعطل شريعته ملعون .. وقد صار يسوع ملعونا بدلا منهم ليعطلوا شريعة الله التي شدد الله بالأمر بتطبيقها "حافظ الشريعة فطوباه" .. "فلا تتركوا شريعتي"



اعتقاد عُباد المسيح في الملائكة


- يعتقد عباد يسوع أن الملائكة أجسادا نورانية .. و رئيسهم ميخائيل .. ومنهم الملاك جبرائيل وأنهم يأكلون اللحم والدقيق والسمن ويشربون كما فعلوا حينما زاروا إبراهيم عليه السلام وكان معهم الله فجلس الله وملائكته يأكلون من عجل ابراهيم .. ويعتقدون كما قال لهم بولس أن ابليس الشيطان كان من الملائكة هو وتابعيه ولكنهم استكبروا .. فأصبحوا ملائكة عصاة .. فالملائكة العصاة هم الشياطين .. و يرسمون الملائكة على شكل إناث وأطفال؟ .. وهم في هذا لا يستندون على شيئ من الكتاب المقدس.

غير معرف يقول...

((((((((من أسوأ ما قاله آباء الكنائس (يهوة القدير ....لا يقدر)

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد،

هل تعلم أخى المسلم وزميلى المسيحي
أن
يهوة القدير... لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئاً...!!!

{سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ }الزخرف82

تعالوا نرى لماذا وصلنا إلى هذه المصيبة (النتيجة)
يقول يوحنا فى إنجيله ما يلى
يو 5: 19 فَقَالَ يَسُوعُ لَهُمُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الاِبْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئاً إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهَذَا يَعْمَلُهُ الاِبْنُ كَذَلِكَ

وبما أن معنى النص يقدح فى لاهوت المسيح فقد قام آباء النصارى بتفسيره كما يلى



إقتباس من الأب تادرس يعقوب الملطى
لا يقدر الابن أن يفعل شيئًا من ذاته بسبب الوحدة التي لا تنفصم مع الآب، ولا يفعل الآب شيئًا دون الابن بسبب الوحدة اللانهائية، لأن الابن هو قوة الله وحكمة الله وكلمة الله. يقدر الكائن المخلوق أن يفعل شيئًا من ذاته، إذ يستطيع أن يخطئ الأمر الذي لن يقدر الله أن يفعله لأنه قدوس بلا خطية. أما الابن فلن يقدر أن يفعل إلاَّ ما يرى الآب فاعله. كأنه يقول لهم إن اتهمتموني بكسر السبت، فأنا لا أفعل شيئًا إلاَّ ما أرى الآب فاعله، فهل تحسبونه كاسرًا السبت؟!




إقتباس من الأب أغسطنيوس
لقد عني بذلك ألا نفهم بأن الآب يفعل بعض الأعمال التي يراها الابن، والابن يفعل أعمالاً أخرى بعد أن يرى ما فاعله الآب. وإنما كلا من الآب والابن يفعلان ذات الأعمال... فإن كان الابن يفعل ذات أعمال الآب، وإن كان الآب يفعل ما يفعله بالابن، فالآب لا يفعل شيئًا والابن شيئًا آخر، إنما أعمال الآب والابن هي واحدة بعينها...





إقتباس من الأب آدم كلارك
The Son can do nothing of himself - Because of his inseparable union with the Father: nor can the Father do any thing of himself, because of his infinite unity with the Son

الابن لا يقدر أن يعمل من نفسه شيئاً بسبب إتحاده مع الآب وكذلك الآب لايقدر أن يعمل من نفسه شيئاً بسبب إتحاده مع الابن


لا حول ولا قوة إلا بالله
هل يعقل أن يصل بالمفسرين الأمر إلى هذا الحد
حتى يخرجوا من مأزق عدم مقدرة يسوع يقومون بوصف الله بصفات النقص
{مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ }المؤمنون91

تعالوا ندخل ف الموضوع...
فهل فعلاً لا يفعل الأب شيئاً إلا وفعله الإبن ولا يفعل الإبن شيئاً إلا وفعله الأب؟
تعالوا لنرى
يقول الأب أغسطنيوس


"لأن كل شئ به كان" (يو ١: ٣). إذن ما يفعله الآب إنما يفعله بالكلمة. فإن كان بالكلمة يفعل هذا إنما يفعله بالابن. فمن هو هذا الآخر الذي يصغي ليفعل شيئًا يرى الآب فاعله؟الآب لا يفعل أشياء والابن أشياء أخرى، فإن كل الأشياء التي يفعلها الآب إنما يصنعها بالابن. الابن أقام لعازر، ألم يقمه الآب؟ الابن أعطى النظر للأعمى، ألم يهبه الآب البصر؟ يعمل الآب بالابن في الروح القدس. إنه الثالوث، لكن عمل الثالوث هو واحد، العظمة واحدة، الأزلية واحدة، الأبدية واحدة، والأعمال واحدة. لم يخلق الآب بعض الناس والابن آخرين والروح القدس آخرين. خلق الآب والابن والروح القدس إنسانًا واحدًا بعينه...


لو قلنا أن هذه الجملة صحيحة وأن أفعال الآب والابن متلازمة وواحدة وأن الأشياء التى يفعلها الآب يفعلها الابن وأنهم(الآب والابن والروح القدس) أقاموا لعازر وأبصروا العميان وخلقوا نفس الإنسان إذاً يجب علينا أن نُسلم بأن الذى مات على الصليب هو الآب والابن والروح القدس والذى دخل إلى الخلاء هو الآب والابن والذى لُطم وبصق عليه هو الآب والابن والذى جربه إبليس هو الأب والإبن والذى جاع بعد أربعين يوماً هو الآب والابن.

كما يمكننا القول بأن الإبن صلى لنفسه يوم صلى وأن الآب أعتمد من يوحنا يوم أعتمد الإبن وأن الآب كان فى بطن الأرض ثلاثة أيام وثلاثة ليال كما كان الابن وكان ثالثهما فى القبر الروح القدس
بالإضافة إلى أن الآب يؤكل ويشرب دمه هو والروح القدس مع يسوع فى الرغيف وأن الابن سيجلس عن يمين الآب يوم الدينونة وفى نفس الوقت سيجلس الآب عن يمين الابن
نعم، وجب علينا ساعتها أن لا نفرق بين أعمال المعجزات وباقى الأعمال التى عملها يسوع لأن أفعالهما متلازمان
_____________________

والحقيقة غير ذلك تماماً لأن الآب يفعل أشياء لا يفعلها الابن وذلك طبيعى ومنطقى فالآب اعظم من الابن
لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي يوحنا 14
فكان من الطبيعى أن يكون له أعمال تختلف عن أعمال الإبن فهو أعظم منه وبالتالى هو أقوى منه وأقدر منه، فبسلطان الآب على الابن أرسله إلى بنى إسرائيل وبسلطان الابن على التلاميذ أرسلهم ليبشروا الأمم
21فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا:«سَلاَمٌ لَكُمْ! كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا». يوحنا 20
وبالتالى كان هناك راسل وهو الآب وكان هناك رسول وهو الابن
فأفعال الآب تختلف عن أفعال الابن

___________________


وبانصياع الابن لِتبعية الآب ،حَفِظ وصايا الآب وبوجوب تبعية التلاميذ للابن أمرهم أن يحفظوا وصايا الآبن
. 10إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي، كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ. يوحنا 15
فأفعال الآب لا تساوى أفعال الابن

___________________


الآب يعلم أشياء لا يعلمها الآبن فطبيعى أن تختلف أعمالهما
32«وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ، وَلاَ الابْنُ، إِلاَّ الآبُ مرقس 13

ولأن الآب يعلم أشياء لا يعلمها الابن فكان من المقبول أن يقوم الآب بتعليم الابن أشياء وأقوال وأفعال
28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ، فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ، وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئًا مِنْ نَفْسِي، بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي يوحنا 8

فيكون الآب هو المُلقى أو المُعلم ويكون الابن هو القابِل أو المُتعلم
فأفعال الآب غير أفعال الابن

__________________


كما أن الآبن ليس له أشياء معينة ولكن تجدها عند الآب
وَالْكَلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي يوحنا 14
نعم، هناك أشياء يمْلكها الآب ولا يمْلكها الابن باعتراف الابن شخصياً فكان من الطبيعى أن تختلف أعمالهما
». 23فَقَالَ لَهُمَا: «أَمَّا كَأْسِي فَتَشْرَبَانِهَا، وَبِالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبِغُ بِهَا أَنَا تَصْطَبِغَانِ. وَأَمَّا الْجُلُوسُ عَنْ يَمِيني وَعَنْ يَسَارِي فَلَيْسَ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ إِلاَّ لِلَّذِينَ أُعِدَّ لَهُمْ مِنْ أَبِي».متى 20
وبما أن مُلك الابن ينقص عن الآب
فكانت أعمال الآب غير أعمال الابن

_________________


ولقد أقر الآبن بعظمة الأب كما ذكرنا سابقاً
لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي
لذلك وجب عليه أن ينْصاع لأوامره وإن إختلفت الآراء وإن تباينت المشيئة والإرادة

42فَمَضَى أَيْضًا ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلاً:«يَا أَبَتَاهُ، إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا، فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ». متى 26

. 38لأَنِّي قَدْ نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ، لَيْسَ لأَعْمَلَ مَشِيئَتِي، بَلْ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي. يوحنا 6

42قَائِلاً:«يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». لوقا 22

49أَجَابَ يَسُوعُ:«أَنَا لَيْسَ بِي شَيْطَانٌ، لكِنِّي أُكْرِمُ أَبِي وَأَنْتُمْ تُهِينُونَنِي. يوحنا 8


ويوافقنى فى ذلك القديس يوحنا ذهبي الفم فيقول فى تفسير (فَلَيْسَ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ إِلاَّ لِلَّذِينَ أُعِدَّ لَهُمْ مِنْ أَبِي»).متى 20




مع أنه هو الذي يدين، لكنه يظهر بهذه العبارة بنوته الأصلية.





ولو سألت نفسك لماذا يقدم يسوع مشيئة وإرادة الآب عليه لعرفت الحق والحق يعرفك....والحق ليس بعيدأ عما قاله القديس يوحنا ذهبي الفم ...إنه وبكل بساطة يا سادة يفعل ذلك لكى يُرضى خالقه ونسوق هذا النص ليكون دليلاً على كلامنا وليس كلام يوحنا ذهبي الفم فاقرأوا يا أصحاب العقول

28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ، فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ، وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئًا مِنْ نَفْسِي، بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي. 29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي، لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ». يوحنا 8

يتبع.........
أبو حمزة
05-12-2008, 09:08 PM
كما قلنا سابقاً هناك أفعال يفعلها الآب ولا يفعلها الابن .....فإننا نقول أيضاً أن هناك أفعال يفعلها الابن ولا يفعلها الآب!!!
وهى الدينونة وليس هذا لأن الابن أعظم من الآب ..لا إطلاقاً .. بل لأن هذه عَطية أعطاها الآب للابن فهو عمل يقوم به الابن وليس الآب
21لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي، كَذلِكَ الابْنُ أَيْضًا يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ. 22لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلابْنِ، 23لِكَيْ يُكْرِمَ الْجَمِيعُ الابْنَ كَمَا يُكْرِمُونَ الآبَ. مَنْ لاَ يُكْرِمُ الابْنَ لاَ يُكْرِمُ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ. يوحنا 5
فالآب يقيم الأموات يوم الدينونة والابن يحيي من يشاء أى يعطى الحياة الأبدية لمن يشاء بعد عطية الآب وليس المقصود بها هنا الإحياء المادى – كما قال مفسروكم
http://www.z7mh.net/upfiles/jPm08292.jpg (http://www.z7mh.net/)

لأن النص التالى يفسره (22لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلابْنِ،) إذاً المقصود هنا الحياة الأبدية يوم الدينونة
وعليه فهناك أعمال أعطاها الآب إلى الابن فهناك عاطى وهناك قابل

وهناك عمل يقوم به الابن لا يقوم به الآب وهى الدينونة فاختلفت الأعمال
_______________

إن قدرة الخالق غير محدودة وهذه حقيقة لا يختلف عليها إثنان فالخالق لا يُعجزه شئ فى الأرض ولا فى السموات أما إن كان غير قادر على فعل شيء معين فهذا معناه أن لا سلطان عليه فهو ليس بخالقه، ويسوع لم يقدر على فعل أشياء كثيرة، فاسمعوا يا أولوا الألباب
يسوع لم يقدر أن يتخفى عندما دخل إلى تخوم صور وصيداء على الرغم أنه كان لا يريد أن يعلم أحداً بقدومه
لاحظ مرة أخرى

كان يسوع يريد التخفى ولم يقدر
فهل أيضاَ الآب لا يستطيع التخفى

24ثُمَّ قَامَ مِنْ هُنَاكَ وَمَضَى إِلَى تُخُومِ صُورَ وَصَيْدَاءَ، وَدَخَلَ بَيْتًا وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ لاَ يَعْلَمَ أَحَدٌ، فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَخْتَفِيَ، 25لأَنَّ امْرَأَةً كَانَ بِابْنَتِهَا رُوحٌ نَجِسٌ سَمِعَتْ بِهِ، فَأَتَتْ وَخَرَّتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ. مرقس 7

لم يقدر يسوع أن يتخفى والسبب أن إمرأة سمعت به فخرت عند قدميه وليس لأن مشيئة الآبن وافقت مشيئة الآب فى أن لا يقدر أن يختفى فيقوم بإحدى معجزاته فيُحجب عن أعين الناس.
فها هو يسوع بقدرات محدودة، قدرات ليست كاملة ، ليس له سلطان حتى على نفسه فيخفيها عن أعين الناس، أفتعبدون إلهاً معيباً ..تفكروا بالله عليكم، فها هو مرة أخرى لا يقدر على فعل شئ آخر

4فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«لَيْسَ نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إِلاَّ فِي وَطَنِهِ وَبَيْنَ أَقْرِبَائِهِ وَفِي بَيْتِهِ». 5وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَصْنَعَ هُنَاكَ وَلاَ قُوَّةً وَاحِدَةً، غَيْرَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى مَرْضَى قَلِيلِينَ فَشَفَاهُمْ مرقس 6

لم يقدر يسوع على أن يفعل قوات فى وطنه الجليل غير أنه شفى بعض المرضى ولماذا؟ ليس لأن مشيئة الآبن وافقت مشيئة الآب بل لأنه ليس لنبي كرامة فى وطنه وبين أقربائه
لاحظ مرة أخرى

لم يقدر يسوع أن يعمل معجزات لأنه كان فى بلا كرامة فى وطنه
فهل لا يقدر الآب أن يعمل معجزات فى وطن الابن
_______________

يو 5: 19 فَقَالَ يَسُوعُ لَهُمُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الاِبْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئاً إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهَذَا يَعْمَلُهُ الاِبْنُ كَذَلِكَ

أيها السادة الأجلاء إن أدلة تأليه يسوع فى هذا النص ما هى إلا أدلة إدانة اللاهوت الذى فى الناسوت وإلا وجب علينا أن نزيد من عدد الشخصيات الكتابية ذات الطبيعة اللاهوتية فكان من الواجب أن نؤله التلاميذ لأن يسوع قال لهم

4اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ، كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ. 5أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ، لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا. يوحنا 15
تأمل النص السابق بعين من الحكمة وبشيء من الحيادية لا يقدر التلاميذ أن يفعلوا شيئاً بدون يسوع لأن الغصن لن يأتى بثمر إن لم يثبت فى الشجرة....وبالمثل لا تستطيع الشجرة أن تثمر إذا قطعت أغصانها وبالتالى لا يقدر يسوع أن يفعل شيئاً بدون التلاميذ ولا يقدر التلاميذ أن يفعلوا شيئاً بدون يسوع....فهل نقول فى هذه الحالة أن التلاميذ أصحاب طبيعة لاهوتية (شيئاً من العقل يا سادة)

ولو تتبعت النص السابق من البداية لوجدت الابن يقول

1«أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ. 2كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ يوحنا 15
فتفكروا فى الآمثال التى يقولها الابن...تفكروا برَوية ...تفكروا مرة أخرى ألستم يا زملائي تؤمنون بالإنجيل وتؤمنون أنه بوحى من الروح القدس والروح القدس عندكم أقنوم فكل كلمة يقولها لها معنى ومغزى يقول يسوع وهو بذلك يشرح العلاقة بين الابن والآب بل ويضرب بها مثل فيقول "أنا الكرمة الحقيقية" أما الآب فهو "الكرّام"، ركزوا شوية ........ما العلاقة بين الشجر المثمر وبين الجنايني....هل يقومان بنفس الأعمال... بالطبع كلا..إنْ إتفقا على عمل واحد فهم مختلفون بالكلية فى باقى الأعمال ،،،،،بل وفى الطبيعة أيضاً لو صح التعبير فهذا كائن وهذا كائن غير متحدين فى الجوهر

بناء على ما سبق نستطيع القول بأن أعمال الآب تختلف عن أعمال الابن والعكس طبعاً صحيح وبالتالى فقول يسوع (أنا لا أقدر)
يو 5: 19 فَقَالَ يَسُوعُ لَهُمُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الاِبْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئاً إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهَذَا يَعْمَلُهُ الاِبْنُ كَذَلِكَ
لا يفسر إلا بقدرة يسوع المحدودة فهو ليس صاحب قرار ، ليس صاحب سلطان فِعْلى إلا بإذن الآب
وليس كما قال الآباء( كما أن الابن لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئاً كذلك الآب لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئاً)
ووصف الله تعالى بهذه الصفات ليس بجديد على الآباء والأحبار
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }التوبة30
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ }المائدة64
{لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ }آل عمران181
هداكم الله ......

فها قد بينا بالأدلة من الأناجيل على كل فقرة كتبناها وها هم الآباء قد إفتروا على الله كذباً وليس فى جعبتهم أى دليل على صحة كلامهم بل من الأناجيل ما يبين فساد تفكيرهم فلا أملك لكم يا نصارى إلا الدعاء

هداكم الله؟؟؟؟؟؟؟؟؟لو قلنا أن هذه الجملة صحيحة وأن أفعال الآب والابن متلازمة وواحدة وأن الأشياء التى يفعلها الآب يفعلها الابن وأنهم(الآب والابن والروح القدس) أقاموا لعازر وأبصروا العميان وخلقوا نفس الإنسان إذاً يجب علينا أن نُسلم بأن الذى مات على الصليب هو الآب والابن والروح القدس والذى دخل إلى الخلاء هو الآب والابن والذى لُطم وبصق عليه هو الآب والابن والذى جربه إبليس هو الأب والإبن والذى جاع بعد أربعين يوماً هو الآب والابن.

كما يمكننا القول بأن الإبن صلى لنفسه يوم صلى وأن الآب أعتمد من يوحنا يوم أعتمد الإبن وأن الآب كان فى بطن الأرض ثلاثة أيام وثلاثة ليال كما كان الابن وكان ثالثهما فى القبر الروح القدس
بالإضافة إلى أن الآب يؤكل ويشرب دمه هو والروح القدس مع يسوع فى الرغيف وأن الابن سيجلس عن يمين الآب يوم الدينونة وفى نفس الوقت سيجلس الآب عن يمين الابن
نعم، وجب علينا ساعتها أن لا نفرق بين أعمال المعجزات وباقى الأعمال التى عملها يسوع لأن أفعالهما متلازمان

.
جزاك الله خيرا أخي كلام جميل و منطقي
فهذه فلسفة وإجتهاد إن صح القول فهو كلام دون دليل يرجع إليه
ستجد الواحد فيهم يعصر عقله ليصل إلى نتيجة غير منطقية
فهم تركوا النصوص و اتبعوا اوهام
مشكور أخي؟؟؟؟؟؟؟السلام عليكم
يجب علينا أن نُسلم بأن الذى مات على الصليب هو الآب والابن والروح القدس
بالفِعل أخي الحَبيب , فَهَل نَستَطيع أن نَقول أن الآب هو الذي مات على الصَليب على عَهد بيلاطس البَنطي؟
أو هَل نَستَطيع أن نَقول أن الروح القُدس هو الذي قال "هذا هو ابني الحبيب ......."
أو هل الأبن نَزل على شَكل حمامة عِند التَعميد في نَهر الأردن؟
أو أن نَقول أن الروح القُدس هو الذي صارع يَعقوب"اسرائيل" في العَهد القديم؟
أو أو أو أو ...................
معاذ عليان
05-19-2008, 12:58 AM
النصاري ما شاء الله مؤمنين بأن الأب ليس هو الإبن والإبن ليس هو الأب والإبن ليس هو الروح القدس ولا الأب هو الروح القدس وإليكم تسجيل لشنوده وهو يؤكد هذا الكلام


http://www.youtube.com/watch?v=CvFn2MO0P7M (http://www.youtube.com/watch?v=CvFn2MO0P7M)

يعني الحمد لله الأب مش هو الإبن والإبن هو اللي مات فقط

يعني الإبن مات والأب الحمد لله تمام

عقيدة ما شاء الله عليها متامسكة وقوية

ولا حول ولا قوة إلا بالله نسأل الله لهم الهداية
أبو حمزة
05-19-2008, 01:31 AM
كل واحد بيشرح الثالوث على حسب مزاجه
آية اللطف
06-22-2008, 01:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله كل خير أخي الكريم
الآب يعلم أشياء لا يعلمها الآبن فطبيعى أن تختلف أعمالهما
32«وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ، وَلاَ الابْنُ، إِلاَّ الآبُ مرقس 13

ولأن الآب يعلم أشياء لا يعلمها الابن فكان من المقبول أن يقوم الآب بتعليم الابن أشياء وأقوال وأفعال
28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ، فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ، وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئًا مِنْ نَفْسِي، بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي يوحنا 8

فيكون الآب هو المُلقى أو المُعلم ويكون الابن هو القابِل أو المُتعلم
فأفعال الآب غير أفعال الابن..
سبحان الله ........
ويدّعون أن المسيح عليه السلام عقل الله الناطق
والعقل مركز المعلومات !!!!!!!

غير معرف يقول...

((((((((((((مختصر عقيدة عباد المسيح)))))))))) الإخوة المسلمون جميعا .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

-بإذن الله في هذا الكتيب الصغير نبدأ سلسلة تعليمية نشرح فيها عقيدة "المسيحيين" عُباد المسيح.. وذلك لتعليم الإخوة المسلمين المبتدئين كيف يفكر هؤلاء وماذا يعتقدون .. وكيف نرد عليهم ردا يمحق باطلهم .. ثم ندعوهم بعد ذلك إلى الحق.




اعتقاد "المسيحيين" عُباد المسيح الأرثوذكس في الله


- يؤمن "المسيحيون" عُباد المسيح الأرثوذكس أن المسيح بن مريم هو الله .. نعم هو الله نفسه الذي تأنس و تجسد وأخذ صورة إنسان عبد .. فلقد خطط الرب الإله في نفسه و قرر .. ووضع خطة ليخلص الإنسان من اللعنة التي ورثها من ابيه آدم نتيجة خطيئة آدم وأكله من الشجرة التي نهاه الرب عن الأكل منها. وكانت الخطة أن يكون الإله إنسانا يدخل في رحم إمرأة هي السيدة مريم .. لقد اختار الرب الإله مريم ابنة الكاهن ليدخل في رحمها .. الصبية ذات الاثني عشر ربيعا .. ولكن هناك مشكلة لأن الشريعة تقول إذا تدنست ابنة الكاهن بالزنا تحرق بالنار .. الحل موجود حتى لاتُقتل مريم .. فلتكن مريم مخطوبة لرجل يدعى يوسف النجار الذي تعطيه الأناجيل أنساب مختلفة تماما عن بعضها البعض فإنجيل لوقا يقول أن أباه كان اسمه هالي" يوسف بن هالي"بينما إنجيل متى يقول أن أبوه اسمه يعقوب" يعقوب ولد يوسف رجل مريم" و ليكون الرب الإله جنينا و ليتلوث بالدم استعدادا لأن يُصفع ويُبصق في وجهه .. و يُصلب ويقتله حفنة من اليهود والرومان حتى يشعر بما يشعر به الإنسان من الألم والعذاب حتى يستطيع أن يغفر خطيئة آدم"اللعنة الأزلية" بأكله من الشجرة التي نهاه عن الأكل منها .. تلك اللعنة التي اخترعها بولس وقال لقد ورثها كل بنو آدم من أبيهم آدم مع أن الكتاب يقول "كل واحد يموت بذنبه "

- أي أن إله عُباد المسيح في معتقدهم لم يكن ليغفر للإنسان إلا إذا تجسد الاقنوم الابن و سُمرت يداه ورجلاه وقُتل وتعذب .. وحينئذ فقط يستطيع أن يغفر الذنوب بعد أن عانى من العذاب وتحمل الخزي .. مع أن المسيح عليه السلام لم يذكر حتى اسم آدم مرة واحدة على لسانه وطوال مدة رسالته التي استمرت ثلاث سنوات فقط في الكتاب المقدس بل والكتاب المقدس يقول عن آدم "آدم ابن الله" وكلمة ابن الله لايعطيها كتبة الكتاب المقدس إلا للبار المؤمن بالله .. فكيف يعطونها لمن هو اساس اللعنة؟ .. و ليحمل إله عباد المسيح الابن المتجسد حسب معتقدهم تلك اللعنة الأزلية بدلا من بني آدم من عُباد المسيح وليكفر ايضا عنهم خطيئتهم .. وليصبح إله عباد المسيح ملعونا بعد أن كان مباركا كما قال لهم بولس ذلك .. المهم .. عندما يجد يوسف مريم حاملا بالجنين الإله القديم الأزلي .. يفكر في أن يترك مريم ويفارقها فهو لا يعرف من أين أتت بهذا الإله الجنين؟ .. إلا أن ملاك الرب يأتي ليوسف في المنام ليخبره أن مريم قد حبلت من الله الروح القدس"الأقنوم الثالث في الثالوث الأقدس" وبالفعل يترك يوسف أفكاره ويسير مع مريم لمدة خمسة عشرة سنة .. ينام معها ويصاحبها في منامها ويقظتها ويشرب معها ويأكل معها .. دون زواج .. حتى إننا نجد في الكثير من الترجمات الانجليزية لإنجيل متى الإصحاح الأول العدد 25 أن يوسف النجار كان يُجامع مريم ويُضاجعها مُضاجعة الأزواج لمدة 21 سنة بلا زواج .. ولذلك انتشرت فكرة الخلائل والخليلات والأصدقاء والصديقات الممارسين للزنا والفواحش بين عباد يسوع في كل أنحاء الأرض ولم تعد تلك الممارسات تمثل لهم أدنى حرج.

- و أخيرا يخرج الطفل الإله من بطن أمه في زريبة بقر طفلا في المزود الذي تأكل فيه الماشية .. لتُقمطه أمه و ليمسك ثدييها بيديه التي صنعت السماوات والأرض ليرضع من لبنها .. ومن المعروف أن من يرضع يحتاج إلى طعام و لابد أن يُخرج ماأكله وشربه في دورات المياه .. و في اليوم الثامن من ميلاده وحسب شريعة موسى يُختن الطفل الإله لتلقى قطعة من جسده ليأكلها الدود .. وبعد أربعين يوما من الولادة وبعد أن تطهرت أمه من النجاسة التي يصف بها الكتاب المقدس الوالدة التي تضع طفلا .. تأخذه مريم مع يوسف رجلها للهيكل حسب شريعة موسى لتقدمه للرب بعد أن قدمت فرخي يمام وليمة قربانا للرب .. و خوفا من أن يقتل هيرودس الرب الإله يهرب به يوسف النجار و مريم على حمار إلى مصر .. ويعود الاثنان بالرب بعد أن يموت هيرودس .. وكان الرب الإله مع أمه مريم وأبيه يوسف يزورون الهيكل كل عام .. وفي إحدى المرات وهو صبي يتوه الرب الإله لمدة ثلاثة أيام من أمه وأبيه يوسف ثم يجدانه في الهيكل فتعاتب أم الرب الإله ابنها وتقول له يا بني لقد كنا نبحث عنك متعبين أنا وأبيك يوسف .. وكان الصبي الرب الإله ينمو ويتقوى في الجسم والعلم وكانت نعمة الله عليه "كانت نعمة الله على الله؟" ثم تختفي عنا في الأناجيل قصة حياة الصبي الرب الإله حتى يبلغ الثلاثين عاما وتختفي معه حكايات يوسف النجار أبوه و رجل أمه للأبد ولم تعد تخبرنا الأناجيل عنه شيئا .. و قبل الثلاثين لم يكن الرب الإله الإنسان قد أعُطي الروح القدس بعد بالرغم من أن أمه حبلت به من الروح القدس .. فالروح القدس هو أبوه"الروح القدس هو ابو الصبي الرب الإله" ولا أدري كيف يتركه ثلاثين عاما هكذا ..ثم كيف يكون الرب الإله على الأرض بدون روح وأنتم ياعباد المسيح تقولون أن الإله لا يمكن أن يوجد بدون روح وهو سبب حياته؟ .. وحينما أعُطي الروح للرب الإله الإنسان بدأ في صُنع المعجزات .. وكانت أول معجزة يصنعها الرب الإله الإنسان تحويل الماء إلى خمر معتقة ذي لذة .. للمدعوين في عرس قانا حيث كان الخمر قد نفذ .. فدعته أمه ليحول الماء إلى خمر .. ثم بعد ذلك يتعرف الرب الإنسان على إمرأة خاطئة تسمى مريم المجدلية .. كان الرب الإله الانسان الذي على الأرض قد دعا الله الذي في السماوات أن يساعده على إحياء أخيها الميت منذ أربعة أيام .. فرفع الرب الإله الإنسان عينيه إلى السماء وقال لله الذي في السماوات "أعلم أنك تسمع لي في كل حين ولكن قلت ليؤمنوا انك أرسلتني" وتحدث المعجزة ويقوم الميت العازر أخو مريم ومارثا .. لتصاحب مريم يسوع بعد ذلك في حله وترحاله .. ولتضرب لنا مثلا لم نعهده من قبل في كيفية التوبة .. فقد أخذت قارورة عطر ثمنها يزيد على الثلاثمائة دينار .. كانت قد جمعت ثمنها من فعل الخطيئة لتعطر بها رأس و جسد يسوع وتدلك قدميه بشعرها .. مع أن الله قد حرم أن تدخل بيته أجرة زانية أو ثمن كلب في الكتاب المقدس .. ليقول لها يسوع بعد ذلك مغفورة لك خطاياك حينما رأى باقي تلاميذه مغتاظين من تلكم الأفعال الجديدة التي لم يروها من قبل في كيفية التوبة .. ويُجري الله على يدي يسوع بعض المعجزات كما يقول سمعان بطرس في أعمال الرسل"يسوع الناصري رجل أقامه الله بينكم بمعجزات أقامها الله بيديه" و كان أنبياء بني اسرائيل قد سبقوا المسيح بن مريم عليه السلام إليها بل وأجروا معجزات أعظم منها بمراحل كثيرة .. فهذا موسى عليه السلام يحول العصا إلى حية عظيمة يهزم بها فرعون وسحرته .. ويضرب بها البحر فيصبح طريقا ممهدا يمر فيه بنو إسرائيل وليغرق فرعون وقومه في اليم .. ولقد أحيا موسى سبعين رجلا من قومه بعد موتهم لما أخذتهم الصاعقة .. بل ويُنزل الله له ولبني إسرائيل من السماء خبزا وعسلا ولحما مشويا لمدة أربعين سنة كاملة .. وهذا إليشع "اليسع" يحيي موتى ويشفي مرضى بل وعظامه بعد موته تحيي ميتا بإذن الله .. وهذا ايليا "الياس" يحيي موتى ويضرب بردائه البحر فيشق طريقا يمشي فيه هو وتلميذه اليشع على البحر .. ويرفعه الله حيا بعد أن أراد القوم قتله لما قتل عبدة بعل .. وهذا اخنوخ "إدريس" يرفعه الله حيا .. وهذا حزقيال يحيي ثلاثين ألفا من الموتى .. وحينما يرى الناس معجزات يسوع وكلامه الصادق يؤمنوا أنه نبي الله "قالت الجموع هذا يسوع النبي" .. إلا أن عباد المسيح قالوا بل هو الرب الإله الإنسان ابن الإنسان.

ب - يعتقد عباد المسيح أن المسيح بن مريم نبي مثل موسى ومع ذلك فهو الرب الإله الانسان النبي الذي مثل موسى! فإن يسوع الناصري نفسه تكلم مع بني إسرائيل بأن موسى كتب عنه أنه هو النبي الذي مثل موسى وقد أرسله الله .. نعم لقد قال موسى في سفر التثنية 18 : 18 – 22 إن الله سيقيم لبني اسرائيل نبيا مثل موسى ويقول لهم الله إنهم إذا أرادوا أن يفرقوا بين النبي الصادق الذي يتكلم من عند الله وبين النبي الكاذب الذي يتكلم من عند نفسه .. فإن النبي الذي يتجبر ويتكلم من عند نفسه بما لم يأمره به الله أو من عن نفسه فإن ذلك النبي سيُقتل لامحالة .. ولذلك فنحن المسلمون نقول أن المسيح بن مريم عليه السلام لم يقُتل لأنه نبي ورسول صادق من عند الله .. بينما عباد المسيح يقولون بأنه قُتل وأنه الإله المصلوب المقتول على أيدي حفنة من اليهود والرومان .. حتى يغفر لهم خطاياهم بدمه المسفوح كالخروف المذبوح .. وبذلك فعباد يسوع يصدقوا على قول اليهود بأن المسيح بن مريم نبي كاذب من حيث لايشعرون .. لأنه من علامات النبي الكاذب أنه يُقتل تبعا لنبوءات الكتاب المقدس .. كما حدث مع حنانيا ومسيلمة الكذاب والأسود العنسي الأنبياء الكذبة.

ج- وللهروب من الكثير من الأسئلة الكثيرة التي تكشف خطأ معتقد عباد يسوع .. فقد اخترعوا أن يسوع إنسان كامل "ناسوت" بداخله الله الكامل "اللاهوت" و لذلك فهو هو الرب الإله المتجسد المتأنس الإنسان ابن الإنسان .. ويعتقدون بأن اللاهوت لم يفارق الناسوت طرفة عين .. فإذا قلت لهم يسوع قبل أن يرفعه الله يقول إني صاعد إلى إلهي .. فكيف لم يفارق اللاهوت الناسوت طرفة عين وهو يقول أن الله في السماء وهو على الأرض .. كذبوا ودلسوا .. وإذا قلت لهم هذا يسوع ينادي الله ويقول "إلهي إلهي لماذا تركتني" .. يقولون هذا هو الناسوت ينادي اللاهوت وهو بداخله .. وإذا قلت لماذا لايعرف يسوع ميعاد اثمار التين وهو الله المتجسد يقولون هذا هو الناسوت ذو العلم المحدود .. وإذ قلت هذا المسيح قد بُصق في وجهه وصُفع وضُرب بالقصبة على رأسه و قُتل والله لايموت قالوا بل هو الناسوت الذي مات .. وإذا قلت لهم فما هو دور اللاهوت؟ يقولون دوره ظاهر حينما أحيا المسيح ثلاثة من الموتى فهذا هو اللاهوت .. فهو الله .. فإذا قلت لهم ها هم كثير من الأنبياء قد أحيوا موتى من قبله و أكثر منه فلماذا لا تقولون أنهم آلهة؟ .. يسكتوا! .. وإذا قلت لهم يسوع يقول الآب أعظم من الكل .. وأبي أعظم مني .. يقولوا إنه يتكلم بلسان الناسوت! .. وإذا قلت لهم الكتاب المقدس يقول إن مريم وُجدت حبلى من الروح القدس فلماذا لم يدعو يسوع الروح القدس بقوله أنت أبي الروح القدس؟ .. صمتوا.

د- وللهروب اكثر من الحق فقد اخترعوا الثالوث الأقدس .. فقالوا إن الله يتكون من ثلاثة أقانيم .. الأقنوم الأول آب في السماء لم يره أحد ولايستطيع أن يراه أحد الذي وحده له عدم الموت .. والأقنوم الثاني الإبن المتجسد يسوع الذي كان يتعمد عاريا في نهر الأردن من يوحنا المعمدان يحيى بن زكريا والذي اختتن وهو الله المتجسد الذي صُلب وقٌتل وأقامه الله الآب من الأموات في اليوم الثالث .. مع أن بولس قال لهم"ليس إلا إله واحد هو الآب "وقال لهم " الذي وُضع قليلا عن الملائكة يسوع "وقال عنه يوحنا اللاهوتي في سفر الرؤيا 1:6 "جعل منا مملكة من الكهنة لإلهه" الترجمة العالمية الجديدة والترجمة الكاثوليكية .. والأقنوم الثالث الروح القدس الحمامة الناطق في الأنبياء التي يعطيها الله الآب لمن يشاء .. مع أن الكتاب يقول عن يسوع وعن الروح القدس "يسوع الناصري كيف مسحه الله بالروح القدس".. أي أن الله هو الذي مسح يسوع وجعله مسيحا "رسولا" بالروح القدس .. وهم يعتقدون أن هذه الثلاثة أقانيم ليست واحد فهم مختلفون كل منهم عن الآخر ولكنهم أزليون متساوون في المجد .. الآب إله والإبن إله والروح القدس إله .. ومع أن الأقانيم الثلاثة مختلفين فإن الله واحد .. لأن هؤلاء الثلاثة متحدون في جوهر اللاهوت الواحد .. ولكنهم يظهروا كأقانيم منفصلة وبأشكال مختلفة .. فواحد في السماوات لايراه أحد ولايموت والثاني عاري في نهر الأردن ويموت والثالث حمامة كان فوق النهر إلا انهم الثلاثة واحد.

ذ- يؤمن عباد المسيح أن ربهم خروف وذلك كما أخبرهم يوحنا اللاهوتي في سفر الرؤيا" والخروف يغلبهم لانه رب الارباب وملك الملوك" سفر الرؤيا 17: 14 .. و" الخروف الذي في وسط العرش" سفر الرؤيا 7: 17

ر- يؤمن عباد المسيح أن ربهم قد نزل ليصارع يعقوب ليلا ولم يستطع ربهم أن يصرع يعقوب فأمسكه يعقوب وحبسه حتى طلوع الفجر .. وقال له الرب اطلقني فقال له لن أطلقك حتى تباركني .. فباركه فأطلقه يعقوب "ولما رأى انه لا يقدر عليه ضرب حقّ فخذه.فانخلع حقّ فخذ يعقوب في مصارعته معه. وقال اطلقني لانه قد طلع الفجر.فقال لا اطلقك ان لم تباركني"

ز- يؤمن عباد المسيح أن ربهم في الكتاب المقدس كالسوسة وكالعتة "فانا لافرايم كالعث ولبيت يهوذا كالسوس" وأنه زوج الزانية اسرائيل وأنه طلقها" فرأيت انه لاجل كل الاسباب اذ زنت العاصية اسرائيل فطلقتها واعطيتها كتاب طلاقها لم تخف الخائنة يهوذا اختها بل مضت وزنت هي ايضا وكان من هوان زناها انها نجست الارض وزنت مع الحجر ومع الشجر" وأنه كاللبوة" وآكلهم هناك كلبوة" وأنه يتكلم بأفحش الألفاظ حين يغضب" حاكموا امكم حاكموا لانها ليست امرأتي وانا لست رجلها لكي تعزل زناها عن وجهها وفسقها من بين ثدييها" .. "وكشفت زناها وكشفت عورتها فجفتها نفسي" وأنه كالسكير المعيط من شرب الخمر" فاستيقظ الرب كنائم كجبار معّيط من الخمر " وأنه يولول وينوح ويمشي عريانا "من اجل ذلك انوح واولول.امشي حافيا وعريانا"



اعتقاد عُباد يسوع في الأنبياء


- يعتقد عباد يسوع أن الأنبياء غير معصومين في أي شيئ إلا في كتابة الوحي .. بل حتى الوحي يعتقد عباد يسوع أن الله الروح القدس قد أوحى إلى الأنبياء بالوحي ثم تركهم ليكتبوه هم بأيديهم وبإسلوبهم الذي يرونه .. وقد يكون النبي عابدا للأصنام كآحاز وسليمان زانيا كيهوذا ابن يعقوب وداود ولوط وشمشون متزوجا من ألف امرأة كسليمان سارقا كيعقوب وموسى خائنا كهارون وموسى كاذبا كبولس ديوثا كإبراهيم سابا للرب مجدفا عليه كأيوب وداود قاتلا سفاكا للدماء كشمشون وهوشع وداود يلطمه الشيطان كبولس و يجربه الشيطان كيسوع شتاما كشاول ويسوع و من نسل زنى كسليمان و يسوع يعصى الرب ويجادله كموسى و يعاقبه الرب بأن يعطي نساءه لإبنه يزني بهن في عين الشمس كداود وابنه .. سكيرا متعريا كنوح.. شيطان كبطرس .. ومع ذلك فهم أنبياء يوحى إليهم.

وهذه بعض الأمثلة من الكتاب المقدس

- نبي الله هارون يصنع العجل ويشجع قومه على عبادة العجل؟" فنزع كل الشعب اقراط الذهب التي في آذانهم وأتوا بها الى هرون. فاخذ ذلك من ايديهم وصوّره بالازميل وصنعه عجلا مسبوكا"
- نبي الله سليمان يخالف وصايا الرب و يكفر في أواخر حياته ويعبد الأوثان ومنهم صنم عشتروت؟" وكان في زمان شيخوخة سليمان ان نساءه أملن قلبه وراء آلهة اخرى ولم يكن قلبه كاملا مع الرب الهه كقلب داود ابيه. فذهب سليمان وراء عشتورث الاهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين"
- نبي الله آحاز بن داود يذبح لغير الرب ويشرك بالله؟" كان آحاز ابن عشرين سنة حين ملك.وملك ست عشرة سنة في اورشليم.ولم يعمل المستقيم في عيني الرب الهه كداود ابيه بل سار في طريق ملوك اسرائيل حتى انه عبّر ابنه في النار حسب ارجاس الامم الذين طردهم الرب من امام بني اسرائيل"
- نبي الله أيوب يسب الله ؟ "لا تستذنبني فهمني لماذا تخاصمني. احسن عندك ان تظلم ان ترذل عمل يديك وتشرق على مشورة الاشرار. ألك عينا بشر ام كنظر الانسان تنظر. أأيامك كايام الانسان ام سنوك كايام الرجل حتى تبحث عن اثمي وتفتش على خطيتي"
- نبي الله لوط زنى ببناته وانجب منها المؤابيين والعمونيين" فحبلت ابنتا لوط من ابيهما"
- نبي الله داود يزني بزوجة جاره وينجب منها النبي سليمان ثم يقتل أبناء زوجته ميكال الخمسة؟ " وكان في وقت المساء ان داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحمّ.وكانت المرأة جميلة المنظر جدا. فارسل داود وسأل عن المرأة فقال واحد أليست هذه بثشبع بنت اليعام امرأة اوريا الحثّي. فارسل داود رسلا واخذها فدخلت اليه فاضطجع معها وهي مطهّرة من طمثها.ثم رجعت الى بيتها. وحبلت المرأة"
- نبي الله داود الشيطان يغويه "ووقف الشيطان ضد اسرائيل واغوى داود"
- نبي الله يهـوذا وابن النبي يعقوب يزني بثامار زوجة ابنه وينجبا فارص وزارح وهم من أجداد يسوع الناصري؟ " فقال ما الرهن الذي اعطيك. فقالت خاتمك وعصابتك وعصاك التي في يدك فاعطاها ودخل عليها فحبلت من"
- نبي الله نوح يشرب الخمر ويسكر ويتعرى؟" وشرب من الخمر فسكر وتعرّى"
- الرب يأمر نبي الله إشعياء يمشي حافيا عريانا أمام الأمم ؟" اذهب وحلّ المسح عن حقويك واخلع حذاءك عن رجليك ففعل هكذا ومشى معرّى وحافيا"
- نبي الله شاول النبي ووالد زوجة داود النبي يتعرى أمام الناس ليأتيه الوحي؟" فخلع هو ايضا ثيابه وتنبأ هو ايضا امام صموئيل وانطرح عريانا ذلك النهار كله وكل الليل.لذلك يقولون أشاول ايضا بين الانبياء"
- نبي الله يعقوب يكذب و يسرق البركة من عيسو ويكذب على ابيه اسحاق ويسرق الغنم والبقر من خاله ويهرب بهم ليلا؟" فقال يعقوب لابيه انا عيسو بكرك"
- نبي الله هوشع يأمره الرب بالزواج من زانية" قال الرب لهوشع اذهب خذ لنفسك امرأة زنى واولاد زنى"
- نبيا الله موسى وهارون خانا الرب ولم يثقا به في وسط بني اسرائيل" لانكما خنتماني في وسط بني اسرائيل"
- نبي الله ابراهيم يقدم زوجته سارة إلي فرعون ثم إلى ابيمالك لينال الخير بسببها؟" قولي انك اختي. ليكون لي خير بسببك وتحيا نفسي من اجلك"
- يسوع الناصري يسب الأنبياء قائلا" جميع الذين جاؤوا قبلي "يقصد الأنبياء كلهم" سارقون ولصوص"؟
- بولس الرسول يعترف ان الشيطان يلطمه .. ثم بعد ذلك يقول أنه دعا الرب أن يخلصه من ذلك الشيطان ولم يستجب له الرب وقال له لتكن هكذا "ليلطمك الشيطان" ومع ذلك هو رسول؟!
- يسوع الناصري الشيطان يجربه أربعين يوما" ثم أصعد يسوع الى البرية من الروح ليجرب من ابليس .. ثم اخذه ايضا ابليس الى جبل عال جدا واراه جميع ممالك العالم ومجدها" ثم نجد بولس يقول "لكي لا يجربكم الشيطان لسبب عدم نزاهتكم" أي إنه من قول بولس فان تجربة الشيطان تكون بسب عدم النزاهة .. فهل يسوع لم يكن نزيها؟!
- بطرس شيطان ومع ذلك فهو رسول؟ " فالتفت وقال لبطرس اذهب عني يا شيطان.انت معثرة لي لانك لا تهتم بما لله لكن بما للناس"



اعتقاد عُباد المسيح في اليوم الآخر .. يوم الدينونة والحساب


يعتقد عباد يسوع الأرثوذكس أن يوم الدينونة سيكون بالروح فقط وهذا لايؤيده الكتاب المقدس مطلقا .. حيث يقول الكتاب "الراقدين في تراب الارض يستيقظون هؤلاء الى الحياة الابدية وهؤلاء الى العار للازدراء الابدي" و يقول سفر ايوب 19 : 25 -27 الترجمة العربية المشتركة "أعرِفُ أنَّ شَفيعي حَيٌّ وسأقومُ آجلاً مِنَ التُّرابِ فتَلبَسُ هذِهِ الأعضاءُ جلْدي وبِجسَدي أُعايِنُ الله وتَراهُ عينايَ إلى جانِبي ولا يكونُ غريبًا عنِّي" وأنه لا قصور ولا أنهار ولا مأكل ولا مشرب و لا وجود لأي متع حسية في الجنة .. مع أن يسوع يقول "في بيت ابي قصور كثيرة وإلا فاني كنت قد قلت لكم. انا امضي لاعد لكم مكانا وان مضيت واعددت لكم مكانا آتي ايضا وآخذكم اليّ حتى حيث اكون انا تكونون انتم ايضا" بل إذا دخل أهل الفردوس الفردوس سيكونون كملائكة الله روحانيين لا يزوجون ولا يتزوجون لأنهم لايموتون .. وأن النار ايضا روحية .. ولكن الكتاب يقول "للخدام اربطوا رجليه ويديه وخذوه واطرحوه في الظلمة الخارجية هناك يكون البكاء وصرير الاسنان" و يعتقد عباد يسوع أن المسيح الإله الابن هو الذي يدين الخلائق لأن له طبيعة إنسانية .. وهذا ينقضه الكتاب المقدس تماما.


اعتقاد عُباد المسيح في الصوم


يخبرنا الكتاب المقدس أن موسى عليه السلام قد صام اربعين يوما عند الرب بالإمتناع عن الطعام والشراب"وكان هناك عند الرب اربعين نهارا واربعين ليلة لم ياكل خبزا ولم يشرب ماء. فكتب على اللوحين كلمات العهد الكلمات العشر" خروج 34: 28 .. وكذلك النبي إيليا "الياس" و المسيح بن مريم عليه السلام صاموا أربعين يوما بالإمتناع عن الطعام والشراب .. وكذلك يوحنا المعمدان يحيى بن زكريا هو وتلاميذه كانوا يصومون .. إلا أن الأناجيل تخبرنا أن تلاميذ المسيح قد سألوه عن الصيام وأنهم يريدون أن يصوموا فقال لهم اتصومون ومعكم العريس .. بعد أن اذهب واترككم صوموا! .. والآن فهم يأكلون ويشربون ويصومون فقط بالإمتناع عن أي شيئ فيه روح حيواني أو الطعام المشتق من أي حيوان لمدة 40 يوما .. ثم حولوا الصيام بالإمتناع عن أي شيئ فيه روح حيواني أو الطعام المشتق من أي حيوان ليكون في الشتاء حتى لايشعروا بتعب .. وزادوا 10 أيام فأصبح 50 يوما .. ولاأدري من أين أتوا بذلك الصوم .. الذي لم يأمرهم به المسيح عليه السلام ابدا!



اعتقاد عُباد المسيح في الصلاة


كثيرا ما يخبرنا الكتاب المقدس أن الله يأمر انبياءه بالإغتسال والتطهر قبل الصلاة وأن الأنبياء يخرون على وجوههم ويسجدون اثناء صلاتهم"فقام داود عن الارض واغتسل وادّهن وبدل ثيابه ودخل بيت الرب وسجد" ومنهم المسيح عليه السلام "ثم تقدم قليلا وخرّ على وجهه وكان يصلّي " الذي كان يصلي صلاته الأسبوعية في الهيكل يوم السبت حتى رفعه الله .. وأنه لما كان يصلي .. لم يكن يستخدم الاورج والعود والرباب والناي .. وكان يوجه وجهه اثناء صلاته إلى بيت المقدس .. بل كان يخر على وجهه ساجدا لله .. إلا أن عباد يسوع يستخدمون اليوم الفرقة الموسيقية والأنغام والأورج والعود .. وهم جالسون على المقاعد .. ليجعلوها صلاة روحانية من وجهة نظرهم .. وغيروا صلاة السبت " ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت" إلى الأحد بناءا على يوم الشمس الذي كان يستخدمه عباد مثرا المصلوب ايضا للعبادة



اعتقاد عُباد المسيح في الحج

لا يوجد أمر في الكتاب المقدس لعُباد يسوع بالحج .. إلا أنهم اخترعوا زيارة القدس و زيارة الأماكن المقدسة في فلسطين والأردن وأطلقوا على ذلك حجا.




اعتقاد عُباد المسيح في الزكاة

لقد أبقى القسيسين والرهبان على فريضة العُشر من المال المكتسب التي فرضها الله على نبيه يعقوب في الكتاب المقدس .. فجعلوها فريضة على كل عابد للمسيح قادر على الكسب .. ليعطي العشر من كل ما يكسب للكنيسة .. نعم للكنيسة .. للقسيسين والرهبان.





اعتقاد عُباد يسوع في الكُتب


- يعتقد عباد يسوع أن الله الروح القدس قد أوحى إلى الأنبياء بالوحي ثم تركهم ليكتبوه هم بأيديهم وبإسلوبهم الذي يرونه .. فهم يؤمنون بعهدين قديم وجديد .. يؤمنوا بأسفار موسى الخمسة "التكوين والخروج واللاويين والعدد والتثنية" والتي يطلقون عليها التوراة .. وبكتب باقي أنبياء العهد القديم أنبياء بني اسرائيل الأربعة والثلاثون 34 كتابا .. ليكون مجموع أسفار العهد القديم 39 كتاب أو سفر .. وقد اختلفت الطوائف الأرثوذوكسية والكاثوليكية مع البروتوستانت في قانونية سبعة أسفار إضافية أخرى .. فالبروتوستانت يقولون بانعدام الوحي في تلكم السبعة اسفار ومنها سفر المكابيين الثاني الذي يقول كاتبه في الاصحاح 15: 39 - 40 "وههنا انا ايضا اجعل ختام الكلام فان كنت قد احسنت التاليف واصبت الغرض فذلك ما كنت اتمنى وان كان قد لحقني الوهن والتقصير فاني قد بذلت وسعي ثم كما ان اشرب الخمر وحدها او شرب الماء وحده مضر وانما تطيب الخمر ممزوجة بالماء وتعقب لذة وطربا كذلك تنميق الكلام على هذا الاسلوب يطرب مسامع مطالعي التاليف"

- وبذلك يكون عدد اسفار العهد القديم عند البروتوستانت 39 وعند الكاثوليك 46 .. أما الأرثوذوكس فهم يأخذون بالترجمة البروتوستانتية الموجود بها 39 سفرا .. وأخذوا السبعة أسفار الأخرى في كتاب آخر منفصل أسموه الأسفار القانونية .. وهذا هو العهد القديم .. 39 سفرا عند طائفة البروتوستانت .. و46 سفرا عند طائفة الكاثوليك .. و39 + 7 عند طائفة الأرثوذكس.

- أما العهد الجديد فهي الأناجيل الأربعة المعروفة متى ويوحنا ولوقا ومرقص والتي انتقتها الكنيسة من بين مئات الأناجيل التي كتبها التلاميذ الأصليين ليسوع وغير التلاميذ ايضا .. ومن هذه الأناجيل المرفوضة انجيل بطرس وتوما وفيليب ومريم المجدلية وإنجيل الرب وإنجيل نيقوديميس وإنجيل مريم أم يسوع .. وبالإضافة إلى الأربعة أناجيل فهناك 23 سفرا آخرين هم سفر أعمال الرسل ورسائل بولس وبطرس ويوحنا ويعقوب ويهوذا وسفر رؤيا يوحنا اللاهوتي .. ليصل بذلك عدد الأناجيل والرسائل إلى 27 كتابا ليطلقوا عليه العهد الجديد .. فمجموع اسفار العهدين عند البروتوستانت66 وعند الكاثوليك 73 أما الأرثوذوكس فعدد الأسفار 66 في كتاب و7 قانونية في كتاب آخر.



اعتقاد عُباد المسيح في شريعة الله


- يعتقد عُباد المسيح كما أخبرهم بولس أنهم كانوا تحت لعنة الشريعة التي أنزلها الله على نبيه موسى وأن الناموس والشريعة التي انزلها الله على عبده موسى تشجع على الخطيئة وأن الشريعة لم تكمل شيئا وانها قد شاخت ولابد من تنحيتها جانبا .. ولما جاء يسوع وصلبه اليهود والرومان فقد زال عنهم تطبيق الشريعة لأنه دفع ثمن اللعنة التي توعد الله بها من ضيع شريعة الله .. وأن الذي يعمل بكل وصايا الشريعة والناموس وأخطأ في واحدة من الوصايا فهو ملعون وله نفس عقاب الذي ترك كل الوصايا ولأجل ذلك فترك كل الشريعة والناموس أفضل .. وقد دفع يسوع ثمن ذلك لهم بصلبه وأنه قد صار ملعونا بدلا منهم .. فكلمات الشريعة بالنسبة لهم موجودة في الكتاب المقدس ولكنهم لن يطبقوها ابدا مع أن الله قال "واحفظوا وصاياي فرائضي حسب كل الشريعة التي اوصيت بها آباءكم والتي ارسلتها اليكم عن يد عبيدي الانبياء" .. فيسوع دفع الثمن و أصبح ملعونا بدلا منهم مجانا من أجل ذلك .. فلماذا يطبقوها إذن؟ .. فالزاني المتزوج ومغتصب النساء يُرجم في الشريعة ولكنه عند عُباد يسوع يقال له اذهب ولاتفعل ذلك ثانية! وكذلك القاتل للأبرياء والسارق للآخرين والذي لايختتن والمفسد والشرير؟ .. لا عقوبات عليه في عقيدة عُباد المسيح؟ .. فقد قال الله بأن من يعطل شريعته ملعون .. وقد صار يسوع ملعونا بدلا منهم ليعطلوا شريعة الله التي شدد الله بالأمر بتطبيقها "حافظ الشريعة فطوباه" .. "فلا تتركوا شريعتي"



اعتقاد عُباد المسيح في الملائكة


- يعتقد عباد يسوع أن الملائكة أجسادا نورانية .. و رئيسهم ميخائيل .. ومنهم الملاك جبرائيل وأنهم يأكلون اللحم والدقيق والسمن ويشربون كما فعلوا حينما زاروا إبراهيم عليه السلام وكان معهم الله فجلس الله وملائكته يأكلون من عجل ابراهيم .. ويعتقدون كما قال لهم بولس أن ابليس الشيطان كان من الملائكة هو وتابعيه ولكنهم استكبروا .. فأصبحوا ملائكة عصاة .. فالملائكة العصاة هم الشياطين .. و يرسمون الملائكة على شكل إناث وأطفال؟ .. وهم في هذا لا يستندون على شيئ من الكتاب المقدس.

غير معرف يقول...

(((((((((معجزات حسية للنبي صلي الله علي وسلم)))))إن من أعظم دلائل النبوة ما يؤتيه الله أنبياءه من خوارق العادات التي يعجز عن فعلها سائر الناس، وتمكينهم من هذه الخوارق إنما هو بفعل الله، وهو دليل رضا الله وتأييدِه لهذا الذي يدعي النبوة والرسالة، ولا يمكن أن يؤيد الله بعونه وتوفيقه من يدعي الكذب عليه ويُضل الناسَ باسمه.
ومن هذه المعجزات التي أوتيها الأنبياء؛ حبس الله الشمس عن الغروب لنبيه يوشع بن نون، قال e : ((غزا نبي من الأنبياء .. فأدنى للقرية حين صلاة العصر أو قريباً من ذلك، فقال للشمس: أنتِ مأمورة، وأنا مأمور، اللهم احبسها عليّ شيئاً، فحبست عليه حتى فتح الله عليه )). لقد خرق الله سنته في جريان الشمس إكراماً لنبي الله يوشع، واستجابة لدعائه لله.
وبمثله أيد الله موسى عليه السلام، فقد شقّ الله له البحر لما ضربه بعصاه، فصار طرقاً ممهدة يمشي بنو إسرائيل عليها في دعة وسكينة.
وبمثل هذه المعجزات أيدالله نبيه محمداً e، فرأى مشركو مكة منه الكثير من دلائل النبوة الدالة على نبوته e، لكنهم لم يؤمنوا ولم يذعنوا للحق، بل طلبوا على سبيل العناد المزيد من الآيات } وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً % أو تكون لك جنةٌ من نخيلٍ وعنبٍ فتفجر الأنهار خلالها تفجيراً % أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً أو تأتي بالله والملائكة قبيلاً % أو يكون لك بيتٌ من زخرفٍ أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتاباً نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولاً{ (الإسراء:90-93).
وحتى يقيم الله حجته على قريش فإنه آتى نبيه e معجزة من جنس ما طلبوه على سبيل التعجيز، إلا وهي انشقاق القمر، وهو حدث عظيم لا يقع إلا بتقدير العزيز العليم.
فقد روى الشيخان وغيرهما من حديث ابن مسعود t أنه قال: انشق القمر على عهد رسول الله e فرقتين: فرقة فوق الجبل، وفرقة دونه, فقال رسول الله e : ((اشهدوا)).
قال الخطابي: “انشقاق القمر آية عظيمة لا يكاد يعدلها شيء من آيات الأنبياء، وذلك أنه ظهر في ملكوت السماء خارجاً من جبلة طباع ما في هذا العالم، فليس مما يطمع في الوصول إليه بحيلة، فلذلك صار البرهان به أظهر”.
قال ابن كثير بعد أن ساق روايات عدة لحادثة انشقاق القمر: “فهذه طرق عن هؤلاء الجماعة من الصحابة، وشهرة هذا الأمر تغني عن إسناده مع وروده في الكتاب العزيز .. والقمر في حال انشقاقه لم يزايل السماء، بل انفرق باثنتين، وسارت إحداهما حتى صارت وراء جبل حراء، والأخرى من الناحية الأخرى، وصار الجبل بينهما، وكلتا الفرقتين في السماء، وأهل مكة ينظرون إلى ذلك، وظن كثير من جهلتهم أن هذا شيء سحرت به أبصارهم، فسألوا من قدم عليهم من المسافرين، فأخبروهم بنظير ما شاهدوه، فعلموا صحة ذلك وتيقنوه”.
وهذا الذي حكاه الله بقوله: } اقتربت الساعة وانشق القمر % وإن يروا آيةً يعرضوا ويقولوا سحرٌ مستمر % وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمرٍ مستقر { (القمر: 1-3)، فلم يجدوا أمام هذه الآية الباهرة إلا أن يتهموا نبي الله e بالسحر.
واليوم في عصر العلم والمعرفة تتجدد هذه الآية العظيمة، فقد نشرت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا في موقعها على شبكة الإنترنت صورة للقمر، وقد اخترطه خط طويل من أقصاه إلى أقصاه، ويعتقد العلماء أنه أثر لانشقاق حصل في القمر قديماً.
وصدق الله وهو يقول : } سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيءٍ شهيدٌ { (فصلت: 53).
ومن خوارق العادات المعجزة التي آتاها الله نبيه e ما أعطاه من استجابة الجماد لأمره، والمعهود فيه خلاف ذلك، فقد أتى النبيَ e رجل من بني عامر، فقال له رسول الله e : ((ألا أريك آية؟)) قال: بلى. فنظر إلى نخلة، فقال (العامري للنبي e): ادع ذلك العذق!
قال: فدعاه، فجاء ينقز حتى قام بين يديه فقال له رسول الله e: ((ارجع)) فرجع إلى مكانه.
فقال العامري: يا آل بني عامر، ما رأيت كاليوم رجلاً أسحر.
وفي رواية لابن حبان أن العامري قال: “والله لا أكذبك بشيء تقوله أبداً”، ثم قال: “يا آل عامر ابن صعصعة، والله لا أكذبه بشيء يقوله”.
إن تحرك الشجرة من مكانها وذهابها ومجيئها لهو آية معجزة وبرهان دامغ على صدقه ونبوته e.
ويروي الإمام مسلم نحو هذه المعجزة من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، يقول: سرنا مع رسول الله e حتى نزلنا واديا أفيح (واسعاً) فذهب رسول الله e يقضي حاجته فاتبعته بإداوة من ماء فنظر رسول الله e، فلم ير شيئا يستتر به، فإذا شجرتان بشاطئ الوادي.
فانطلق رسول الله e إلى إحداهما، فأخذ بغصن من أغصانها، فقال: ((انقادي علي بإذن الله)) فانقادت معه كالبعير المخشوش [المربوط بالحبل] الذي يصانع قائده، حتى أتى الشجرة الأخرى، فأخذ بغصن من أغصانها، فقال: ((انقادي علي بإذن الله)) فانقادت معه كذلك حتى إذا كان بالمنصف مما بينهما لأم بينهما، يعني جمعهما فقال: ((التئما علي بإذن الله)) فالتأمتا.
ثم يمضي جابر في حديثه ويخبرنا بعود الشجرتين إلى حالهما بعد قضاء النبي e حاجته، يقول: فإذا أنا برسول الله e مقبلاً، وإذا الشجرتان قد افترقتا، فقامت كل واحدة منهما على ساق”.
قال الإمام أحمد: “في الحديث آيات من دلائل نبوة النبي e منها: انقلاع الشجرتين واجتماعهما، ثم افتراقهما”.
وفي جنبات مكة ثبت الله قلب حبيبه e في مواجهة المحن بآية من هذا الجنس، فقد جاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله e، وهو حزين قد خضب وجهه بالدماء، قد ضربه بعض أهل مكة، فقال: مالك؟ فقال: ((فعل بي هؤلاء، وفعلوا)) فقال جبريل: أتحب أن أريك آية؟ قال: ((نعم أرني)).
فنظر إلى شجرة من وراء الوادي، قال: ادع تلك الشجرة، فدعاها، فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه، قال: قل لها فلترجع، فقال لها: فرجعت، حتى عادت إلى مكانها، فقال رسول الله e : ((حَسْبي)). إنه دليل آخر من دلائل نبوته e.
ومن معجزات الأنبياء ما أعطاه اللهُ داودَ عليه السلام، ذلك النبي الأواب الذي كان يسبح الله، فتجيبه الجبال الرواسي والطيور مسبحة الله تعالى معه } وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين { (الأنبياء: 79). } ولقد آتينا داود منا فضلاً يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد { (سبأ: 10).
وبمثل هذه المعجزات العظيمة أيد الله نبيه محمداً e ، فسبح للهِ بين يديه الجمادُ ، وشهد له بالنبوة والرسالة.
يقول ابن مسعود t: لقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يُؤكل. أي بين يدي النبي e.
ويقول أبو ذر t: إني شاهد عند النبي r في حَلْقَة، وفي يده حصى، فسبّحنَ في يده. وفينا أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، فسمع تسبيحَهن مَنْ في الحَلْقَة، ثم دفعهنّ النبي r إلى عمر، فسبحن في يده، وسمع تسبيحهنّ مَنْ في الحلقة، ثم دفعهن النبي r إلى عثمان بن عفان، فسبّحن في يده، ثم دفعهن إلينا، فلم يسبّحن مع أحدٍ منا.
ويقارن ابن كثير بين هذه المعجزة ومعجزة نبي الله داود عليهما السلام، فيقول: “ولا شك أن صدور التسبيح من الحصى الصغار الصمّ التي لا تجاويف فيها؛ أعجب من صدور ذلك من الجبال؛ لما فيها من التجاويف والكهوف، فإنها وما شاكلَها تردِّدُ صدى الأصوات العالية غالباً .. ولكن من غير تسبيح؛ فإن ذلك (أي تِردادَها بالتسبيح) من معجزات داود عليه السلام، ومع هذا كان تسبيح الحصى في كف رسول الله r وأبي بكر وعمر وعثمان أعجب”.
وصدق الشاعر وهو يقول:
لئن سبحت صم الجبال مجيبة لداود أو لان الحديد المصفح
فإن الصخور الصم لانت بكفه وإن الحصا في كفه ليسبح
وإن من معجزاته e العظيمة نطقُ الجمادات بين يديه، فالجمادات لا تعقل ولا تنطق، فإذا أنطقها الله بتصديقه، فهو دليل رضاهُ عن النبي في قوله بنبوة نفسه وصدقه حين قال بإرسال الله إياه.
وقد بدئ e بآية من هذا النوع قبل نبوته ، فكان الحجر يسلم عليه، يقول رسول الله e: ((إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن)).
قال النووي: “فيه معجزة لرسول الله r”.
وبعد البعثة رأى الصحابة ذلك، يقول علي t: (كنا مع رسول الله e بمكة، فخرج في بعض نواحيها، فما استقبله شجر ولا جبل إلا قال: السلام عليك يا رسول الله).
ولم تتوقف هذه الآيات والمعجزات عند السلام عليه e والتسبيح بين يديه وأيدي أصحابه، بل أنطقها الله بالشهادة له e بالنبوة والرسالة.
يقول ابن عمر رضي الله عنهما: كنا مع النبي e في سفر فأقبل أعرابي، فلما دنا منه قال له رسول الله e : ((أين تريد؟)) قال: إلى أهلي، قال: ((هل لك في خير؟)) قال: وما هو؟ قال: ((تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله)).
قال الأعرابي: ومن يشهد على ما تقول؟ فأشار النبي إلى شجرة، وقال: ((هذه السلَمَة))، فدعاها رسول الله e وهي بشاطئ الوادي، فأقبلت تَخُدُّ الأرض خداً حتى قامت بين يديه, فاستشهدها ثلاثاً، فشهدت ثلاثاً أنه كما قال.
ثم رجعت إلى منبَتها، ورجع الأعرابي إلى قومه، وقال: إن اتبعوني أتيتُكَ بهم، وإلا رجعتُ فكنتُ معك.
ومن عظيم خوارق العادات التي أوتيها النبي r حنين الجذع الذي كان يخطب عليه في يوم الجمعة، وهي قصة مشهورة شهدها الكثير من أصحاب النبي r، يقول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: كان النبي e يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة، فقالت امرأة من الأنصار: يا رسول الله، ألا نجعل لك منبراً؟ قال: ((إن شئتم)). فجعلوا له منبراً.
فلما كان يوم الجمعة دُفِعَ إلى المنبر، فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النبي e، فضمها إليه، تئن أنين الصبي الذي يُسكَّن، قال جابر: كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها.
قال ابن حجر: “إن حنين الجذع وانشقاق القمر نقل كلٌ منهما نقلاً مستفيضاً، يفيد القطع عند من يطلع على طرق ذلك من أئمة الحديث “.
قال البيهقي : “قصة حنين الجذع من الأمور الظاهرة التي حملها الخلف عن السلف , ورواية الأخبار الخاصة فيها كالتكلف”. أي لشهرتها وذيوع أمرها.
قال الشافعي: ما أعطى الله نبياً ما أعطى محمدًا , فقال له عمرو بن سواد: أعطى عيسى إحياء الموتى؟ قال: أعطى محمداً حنينَ الجِذعِ حتى سمع صوته , فهذا أكبر من ذلك”.
قال ابن كثير: “وإنما قال: فهذا أكبر منه؛ لأن الجذع ليس محلاً للحياة، ومع هذا حصل له شعور ووجد لما تحوّل عنه إلى المنبر، فأنّ وحنّ حنين العِشار [أي الناقة الحامل]، حتى نزل إليه رسول الله e ، فاحتضنه.. “؟؟؟؟((((((((((((((قال الفيلسوف والمؤرخ ( ويل ديورانت ) في كتاب قصة الحضارة:
” وإذا حكمنا على العظمة, بما كان للعظيم من أثر على الناس, قلنا بأن محمدا كان من أعظم عظماء التاريخ, فقد أخذ على نفسه أن يرفع المستوى الروحي والأخلاقي, في شعب ألقت به دياجير الهمجية, حرارة الجو, وجدب الصحراء, وقد نجح في تحقيق هذا الغرض نجاحا لم يدانيه فيه أي قائد آخر في التاريخ كله ”

قال الفيلسوف الإنجليزي ( برناردشو (

” إن العالم هو أحوج ما يكون إلى رجل في تفكير محمد, هذا النبي الذي أحل دينه في موضع الاحترام والإجلال, فإنه أقوى دين على هضم جميع المدنيات, خالد خلود الأبد, وإني أرى كثيرا من بني قومي قد دخلوا في الدين على بينة, وسيجد ه ذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة ( أوربا ) وإذا أراد العالم النجاة من شروره, فعليه بهذا الدين, إنه دين السلام والعدالة والسعادة, في ضل شريعة متمدينة محكمة. لم تنس أمرا أمور الدنيا إلا رسمته, ووزنته بميزان لا يخطي أبدا… ”

وقال أيضا:
” إن محمدا يجب إن يدعى منقذ الإنسانية, إنني اعتقد لو تولى رجل مثله زعامة العالم الحديث, لنجح في حل مشاكله بطريقة تجلب إلى العالم السلام والسعادة, إن محمدا هو أكمل البشر من الغابرين والحاضرين, ولا يتصور وجود مثله في الآتيين ” .

وقال العالم الفرنسي ( مارتين (
” إن حياة مثل حياة محمد, وقوة كقوة تأمله, وتفكيره وجهاده, ووثبته على خرافات أمته, وجاهلية شعبه, وبأسه في ما لقيه من عبدت الأوثان وإيمانه بالظفر, وإعلاء كلمته, ورباطة جأشه لتثبيت أركان العقيدة الإسلامية, أن كل ذلك أدلة على إنه لم يكن ليضمر لأحد أذى , أو يعيش على باطل , فهو فيلسوف وخطيب , ورسول ومشرع , وهاد للإنسان إلى العقل , وناشر للعقائد المعقولة الموافقة للذهن واللب , وهو مؤسس دين لا فرية فيه , ولا صورة فيه , ومنشئ عشرين دولة في الأرض وفاتح دولة في السماء من ناحية الروح والفؤاد , فأي رجل أدرك من العظمة الإنسانية مثلما أدرك ,أي أفاق بلغ أي إنسان من مراتب الكمال ما بلغ محمد ”
وقال الأديب الروسي( توليستوي(
” لا ريب أن هذا النبي من كبار الرجال المصلحين, الذين خدموا الهيئة الاجتماعية خدمة جليلة, ويكفيه فخرا أنه فتح لها طريق التقدم والرقي, وهذا عمل عظيم لا يفوز به إلا شخص أوتي قوة وحكمة وعلما. ورجل مثله جدير بالإجلال والاحترام ”

يقول الأستاذ / نيللينو المستشرق الإيطالي
” لقد أسس محمد في وقت واحد دينا ودولة ، وكانت حدودهما متطابقة طول حياته ” .
تقول موسوعة بريتانسيا في المجلد 12 أن محمد ”كان رجلا صادقا وأمينا“
يقول مايكل هارت في كتابه: ال 100: تصنيف أكثر ألأفراد تأثيرا في التاريخ :
” كان سبب اختياري أن يكون محمد على قمة قائمة المائة شخص ذو التأثير في التاريخ هو أنه كان ناجحا على كلى الصعيدين الدنيوي والديني“
يقول شندا شارما: “لقد كان محمد يمثل روح الطيبة”
مأخوذ من موقع التالي مع التعديل
؟؟؟؟؟؟((((ملخص لمائة خصلة انفرد بها صلى الله عليه وسلم
عن بقية الأنبياء السابقين عليهم السلام

للدكتور /خليل إبراهيم ملا خاطر
أستاذ مشارك في المعهد العالي للدعوة الإسلامية بالمدينة النبوية
لخصها إبراهيم الحدادي

ما أكرمه الله تعالى به لذاته في الدنيا

1. أخذ الله له العهد على جميع الأنبياء ، صلى الله عليه وسلم .
2. كان عند أهل الكتاب علم تام به صلى الله عليه وسلم .
3. كان نبيا وآدم منجدل في طينته صلى الله عليه وسلم .
4. هو أول المسلمين صلى الله عليه وسلم .
5. هو خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم .
6. هو نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم .
7. هو أولى بالأنبياء من أممهم صلى الله عليه وسلم .
8. هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وأزواجه أمهاتهم صلى الله عليه وسلم .
9. كونه منة يمتن الله بها على عباده .
10. كونه خيرة الخلق ، وسيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم .
11. طاعته ومبايعته هي عين طاعة الله ومبايعته .
12. الإيمان به مقرون بالإيمان بالله تعالى .
13. هو رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم .
14. هو أمنة لأمته صلى الله عليه وسلم .
15. عموم رسالته صلى الله عليه وسلم .
16. تكفل المولى بحفظه وعصمته صلى الله عليه وسلم .
17. التكفل بحفظ دينه صلى الله عليه وسلم .
18. القسم بحياته صلى الله عليه وسلم .
19. القسم ببلده صلى الله عليه وسلم .
20. القسم له صلى الله عليه وسلم .
21. لم يناده باسمه صلى الله عليه وسلم .
22. ذكر في أول من ذكر من الأنبياء .
23. النهي عن مناداته باسمه صلى الله عليه وسلم .
24. لا يرفع صوت فوق صوته صلى الله عليه وسلم .
25. تقديم الصدقة بين يدي مناجاتهم له ( ثم نسخ ذلك ).
26. جعله الله نورا صلى الله عليه وسلم .
27. فرض بعض شرعه في السماء صلى الله عليه وسلم .
28. تولى الإجابة عنه صلى الله عليه وسلم .
29. استمرار الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم .
30. الإسراء والمعراج به صلى الله عليه وسلم .
31. معجزاته صلى الله عليه وسلم .
32. غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر صلى الله عليه وسلم .
33. تأخير دعوته المستجابة ليوم القيامة صلى الله عليه وسلم .
34. أعطي جوامع الكلم صلى الله عليه وسلم .
35. أعطي مفاتيح خزائن الأرض صلى الله عليه وسلم .
36. إسلام قرينه من الجن صلى الله عليه وسلم .
37. نصره بالرعب مسيرة شهر صلى الله عليه وسلم .
38. شهادة الله وملائكته له صلى الله عليه وسلم .
39. إمامته بالأنبياء في بيت المقدس صلى الله عليه وسلم .
40. قرنه خير قرون بني آدم صلى الله عليه وسلم .
41. ما بين بيته ومنبره روضة من رياض الجنة صلى الله عليه وسلم .
42. أعطي انشقاق القمر صلى الله عليه وسلم .
43. يرى من وراء ظهره صلى الله عليه وسلم .
44. رؤيته في المنام حق صلى الله عليه وسلم .
45. عرض الأنبياء مع أممهم عليه صلى الله عليه وسلم .
46. جعل خاتم النبوة بين كتفيه صلى الله عليه وسلم .
47. اطلاعه على المغيبات صلى الله عليه وسلم .

ما أكرمه الله تعالى به في الآخرة

48- وصفه بالشهادة صلى الله عليه وسلم .
49- ما أعطي من الشفاعات صلى الله عليه وسلم .
50- هو أول من يبعث صلى الله عليه وسلم .
51-هو إمام الأنبياء وخطيبهم صلى الله عليه وسلم .
52- كل الأنبياء تحت لوائه صلى الله عليه وسلم .
53- هو أول من يجوز على الصراط صلى الله عليه وسلم .
54- هو أول من يقرع باب الجنة صلى الله عليه وسلم .
55- هو أول من يدخل الجنة صلى الله عليه وسلم .
56-إعطاؤه الوسيلة والفضيلة صلى الله عليه وسلم .( الوسيلة : اعلى منزلة في الجنة ).
57-إعطاؤه المقام المحمود صلى الله عليه وسلم .( وهي الشفاعة العظمى ).
58- إعطاؤه الكوثر صلى الله عليه وسلم .( وهو نهر في الجنة ).
59- إعطاؤه لواء الحمد صلى الله عليه وسلم .
60-يكون له كرسي عن يمين العرش صلى الله عليه وسلم .
61-هو أكثر الأنبياء تبعا صلى الله عليه وسلم .
62- هو سيد الأولين والآخرين يوم القيامة صلى الله عليه وسلم .
63- هو أول شافع ومشفع صلى الله عليه وسلم .
64- هو مبشر الناس يوم يفزع إليه الأنبياء صلى الله عليه وسلم .
65- ما يوحى إليه في سجوده تحت العرش مما لم يفتح على غيره من قبل ومن بعد صلى الله عليه وسلم .
66- منبره على حوضه صلى الله عليه وسلم .

ما أكرمه الله به في أمته في الدنيا

67- جعلت خير الأمم .
68- سماهم الله تعالى المسلمين ، وخصهم بالإسلام .
69- أكمل الله لها الدين ، وأتم عليها النعمة .
70- ما حطه الله لها عنها من الاصر والاغلال .
71- صلاة المسيح خلف إمام المسلمين .
72- أحلت لها الغنائم .
73- جعلت صفوفها كصفوف الملائكة .
74- التيمم والصلاة على الأرض .
75- خصهم بيوم الجمعة .
76- خصهم بساعة الإجابة يوم الجمعة .
77- خصهم بليلة القدر .
78- هذه الأمة هي شهداء الله في الأرض .
79- مثلها في الكتب السابقة ( ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل ).
80- لن تهلك بجوع ، ولا يسلط عليها عدو من غيرها فيستأصلها .
81- خصت بصلاة العشاء .
82- تؤمن بجميع الأنبياء .
83- حفظها من التنقص في حق ربها عز وجل .
84- لا تزال طائفة منها على الحق منصورة .

ما أكرمه الله تعالى به في أمته في الآخرة

85- هي شاهدة للأنبياء على أممهم .
86- هي أول من يجتاز الصراط .
87- هي أول من يدخل الجنة ،وهي محرمة على الناس حتى تدخلها .
88- انفرادها بدخول الباب الأيمن من الجنة .
89- سيفديها بغير من الأمم .
90- تأتي غرا محجلين من آثار الوضوء .
91- هي أكثر أهل الجنة .
92- سيرضي الله نبيه صلى الله عليه وسلم فيها .
93- زيادة الثواب مع قلة العمل .
94- كلها تدخل الجنة إلا من أبى بمعصيته لله ورسوله للحديث الذي رواه البخاري .
95- كثرة الشفاعات في أمته .
96- تمني الكفار لو كانوا مسلمين .
97- هم الآخرون في الدنيا السابقون يوم القيامة .
98- دخول العدد الكثير منها الجنة بغير حساب .
99- لها علامة تعرف بها ربها عز وجل وهو الساق .
100- فيها سادات أهل الجنة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

المرجع كتاب /تذكير المسلمين باتباع سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم
المؤلف /عبد الله بن جار الله؟؟؟؟؟(((((((((((((((إن لم يكن رسول فماذا يكون؟؟؟



فكيف علم الحقائق العلمية التي اكتشفها العلم الحديث الآن وذكرها في القرآن ( كتاب المسلمين ) من 1400 سنة واعترف بهذا علماء الأجنة والفلك والفيزياء والأطباء . الدليل من القرآن كالتالي ( رقم السورة ، رقم الآية )
-كيف علم مراحل تكوين الجنين وتفاصيل خلقه ( نطفة ، علقة ، مضغة ، عظام ) (سورة رقم 23 ، آية 14 ) (22،5) (76،2) (39،6).
-كيف علم أن الانسان القديم كان كبير الحجم ووصف لنا العصر الجليدي القديم .
-كيف أخبرنا بحزام الصدوع الذي يمتد في القشرة الأرضية (سورة رقم 86 ، آية 12 ) .
-كيف علم بوجود البراكين تحت البحار ( سورة رقم 52 ، آية 6 ) .
-كيف علم أنواع السحب ووصفها بدقة ( طبقية ، ركامية ، معصرات ) ( سورة رقم 78 ، آية 14 ) (43,24) (48,30)
-كيف علم باهتزازه (مندل) التي تحدث لحبيبات التربة عند نزول المطر ( 22 ،5 )
-كيف علم الجبال وانغراسها العميق في باطن الأرض وتثبيتها للقشرة الأرضية(78،7).
-كيف علم أن الحديد نزل إلى الأرض على شكل شهب ونيازك في بداية تكوين الأرض وجعل العدد الذري وعدد الكتلة لذرة الحديد لهما علاقة برقم سورة وآية الحديد التي تصف هذه الحقيقة (25,57).
-كيف اكتشف علماء ناسا حزاما من الصخور المتحولة في القمر يدل على أنه يوما ما انقسم الى نصفين وهي من معجزاتــه (1,54) .
-كيف علم خصائص النجوم والثقوب السوداء ( 86،3 )( 56،75 )(86،3)(53،1)
-كيف أخبرنا بالاتساع اللامتناهي للسماء (51،47)(21،32)(50،6)
كيف علم أن الكون تكون من الدخان (Steam) (41،11) (21،30).
اذا لا بد أنه صادق وأنه رسول من الرب وما دام صادقا فأين تذهبون ؟
اعلم أن الاسلام نسخ الأديان السابقة كما نسخ المسيح اليهودية .
(من المدهش أن هذا النوع من المعلومات موجود في القرآن) ب.هيل من علماء البحار.
(هذا النبي يدلي بتصريحات علميه ودقيقه جدا من 1400سنه ولا أجد بدا من أن أوافق عقلي و أعترف أن هذا وحى أو الهام) تي في فان سان أستاذ أمراض نساء.


-ما قولك في هذه النصوص من التوراة والإنجيل (كلامه أحسن الكلام انه محمد العظيم ) مزامير داود اصحاح 16 الفقرة الخامسة .
(نبوه في جبال فاران )(نبيا من إخوانهم )،(انه النبي الذي يقال له اقرأ فيقول ما أنا بقارئ)
-لو قرأت القرآن فستعلم أنه ليس شعرا ولا نثرا وأنه يستحيل أن يكون من كلام البشر ولو قلت أنه من كلام البشر فكيف علم هذه الحقائق وكيف ذكر كلمة ( يوم ) في القرآن 365 مره بعدد أيام السنة وكلمة (شهر) 12 مرة بعدد شهور السنة .
وذكر كلمة (رجل) 24 مرة وكذلك ( امرأة ) 24 مرة .
وكلمة ( أخ ) 4 مرات وكذلك ( أخت ) 4 مرات .
وكلمة ( الدنيا ) 115مرة وكذلك (الآخرة) 115مرة .
وكلمة ( الحياة ) ومشتقاتها 145مرة وكذلك ( الموت ) ومشتقاته 145مرة .
فكيف يمكن لبشر أن يفعل كل هذا ؟
يولد الإنسان على دين ما وهذا لا يعني أن هذا الدين هو الدين الصحيح
وإنما يعرف الدين الصحيح بالحجة و البرهان و الدليل
*** (التفسير الوحيد أن هذه الحقائق أوحيت لمحمد من الرب) كيث مور من كبار علماء الأجنه
*** (لابد ان هذه الحقائق جاءت من خالق عليم بكل شيء واصبحت مسلما) تاجاسون عالم تشريح
*** (لا اختلاف بين هذا الوحي والمعرفة الطبية) جولي سمبسون أستاذ نساء و ولادة
*** (إن هذا لا يمكن أن يكون إلا بوحي من أعلى) ألبرت كوهان جيولوجي
*** (ان هذا القرآن يصف الكون من أعلى نقطه في الوجود) يوشيدى كوزاى عالم فضاء يابانى
*** (نعم انه الوحي لا طريق أمام البشرية إلا أن تقر أن هذا القرآن من عند الرب) مارشال جونسون عالم أحياء

اذا كان النبى محمد صلى الله عليه و سلم كاذبا ً

فكيف علم من 1400 سنة وأخبرنا في القرآن بالحقائق العلمية التي اكتشفها العلم الحديث الآن واعترف بهذا علماء البحار والفلك والطب والجيولوجيا .
كيف علم تناقص حجم الأرض الذي يحدث من ملايين السنين ( الأنبياء ،44 )(الرعد،41) .
كيف أخبرنا بتناقص الهواء والضغط كلما صعدنا لأعلى ( الأنعام ، 125 ) .
كيف علم أن الجبهة ( الجزء الأمامي من المخ ) هي مركز اتخاذ القرار وأنها قد تكذب وقد تخطئ ( العلق ،16 ) .
كيف أخبرنا بالألوان الأساسية للصخور وقسمهم الى مجموعتين ثم اكتشفنا أن احداهما تمثل الخاصية القلوية ( القاعدية ) والأخرى تمثل الخاصية الحمضية ( فاطر ،27 ) .
قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم : (( عجز الذنب منه خلق الانسان ومنه يركب الخلق يوم القيامة )) ، واكتشف علم الوراثة أن عجب الذنب به الشفرة والرمز الوراثي (DNA) للانسان .
أخبرنا الرسول أن الجنين اذا مر به 42 يوما نزل له ملك فصوره وقد يسر لك العلم الحديث أن ترى الجنين بعد 42 يوما وقبلها وستلاحظ الفرق بنفسك فكيف علم محمد بهذا ؟
بم تفسر انغراس قدم إسماعيل عليه السلام في الصخرة الصلبة التي كان يقف عليها لبناء الكعبة و هي باقية حتى يومنا هذا أمام الكعبة وتستطيع رؤيتها بنفسك ?? وبم تفسر توسط مكة للكره الأرضية و بقاء مياه زمزم حتى يومنا هذا و هو بئر لا مثيل له تأتيه المياه عبر الآلاف الأميال بالخاصية الشعرية ?? وبم تفسر علماء الجيولوجيا الذين سرقوا أجزاء من الحجر الأسود بالكعبة و لم يعلموا مادته و لا نوعه وقالوا انه فريد من نوعه .
*** ( باستطاعة تلك الأحاديث أن تسود المعرفة الطبية ) جولي سمبسون .
*** ( لا يمكن أن يكون من مصدر بشري لا بد أنه من الله ) بروفسور هيل .
*** ( إني أوافق أن هذا من الوحي ) ب.سياويدا عالم ياباني .
*** ( هذه الحقائق لا يمكن أن تكون من عقل محمد ولا من عقلية عصره ) ألبرت كوهان عالم جيولوجيا
*** ( يتضح لي أن هذه الأدلة حتما جاءت لمحمد من عند الرب وهذا يعني أن محمد لابد أنه رسول من الله وأؤمن أن القرآن كلام الله ) :كيث مور عالم أجنة .
*** ( من القرآن أستطيع أن أرى تصورا مستقبليا للبحث في الكون ) يورشيدى كوزاى عالم فضاء .

-واعلم أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يؤمن بالإله الكامل الواحد الذي له مطلق الكمال في القدرة و العلم و الحكمة?????? (((((((((صفحات من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم

صالح بن ساير المطيري


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على قائد الغر الميامين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
ما أجمل الكلام عن رجل عظيم ، وعن قدوة مربي ، في زمن قل فيه القدوات الحقة . من حياته نستلهم حياة الطهر والكرامة في وقت الفضائيات التي جاءت على الأخلاق والحياء فنسفتها ونشرت الرذيلة وقلة الحياء والفساد فأخرجت للناس قدوات وهمية وربطتهم بحياة اللهو والمجون . الحديث عن القدوة في زمن التخاذل والجري وراء سراب التبعية المقيتة للأعداء . الحديث عن العظمة بشتى صورها في زمن الاغترار بالأعداء والانبهار بعظمتهم وقوتهم والخوف منهم . الحديث عن رجل أحيا أمة وأعلن دولة وأقام شرعة ، أذل الله به الكفر وأهله ، ونصر به الحق وجنده ، الحديث عن رجل نصر بالرعب مسيرة شهر وجعل رزقه تحت ظل رمحه وجعل الذل والصغار على من خالف أمره ، حديثنا عن رجل الكلمة الصادقة والبيان الصائب والفكرة الهادفة في زمن تسارع فيه خفافيش الظلام وخونة الكلمة وتكلم الرويبضة . إن هذا الرجل الذي نتحدث عنه هو : محمد صلى الله عليه وسلم . كانت حياته صلى الله عليه وسلم حياة أمة وقيام دعوة ومنهاج حياة . وهو عليه الصلاة والسلام أمة في الطاعة والعبادة وكرم الخلق وحسن المعاملة وشرف المقام ويكفي ثناء الله عز وجل عليه : { وإنك لعلى خلق عظيم } . ونحن ـ أهل السنة والجماعة ـ ننزل المصطفى صلى الله عليه وسلم المنزلة الحقة اللائقة به فهو عبد الله ورسوله وصفيه وخليله نهى عن إطرائه والغلو فيه فامتثلنا أمره فلا نبتدع الموالد ولا نقيم الاحتفالات ، بل نحبه كما أمر ونطيعه فيما أمر ونجتنب ما نهى عنه وزجر .
إن فاتنا في هذه الدنيا رؤية الحبيب صلى الله عليه وسلم وتباعدت بيننا الأيام ... فندعو الله عز وجل أن نكون فيمن قال فيهم صلى الله عليه وسلم :
" وددت أنا قد رأينا إخواننا " قالوا : ألسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال : " أنتم أصحابي ، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد
" فقالوا : كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله ؟ فقال : " أرأيت لو أن رجلاً له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دُهم بُهم ألا يعرف خيله ؟" قالوا بلى يا رسول الله قال : " فإنهم يأتون غراً محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على الحوض " رواه مسلم.
ندعو الله سبحانه أن يجعلنا ممن يتلمس أثره صلى الله عليه وسلم ويقتفي سيرته وينهل من سنته ، وأن يجمعنا معه في جنات عدن ، وأن يجزيه الجزاء الأوفى جزاء ما قدم .

حاجتنا إلى دراسة حياته صلى الله عليه وسلم :

إن البشرية التائهة في ظلمات الجهل والشهوات ، وهي تتنكب الطريق وتبحث عن مخرج من أزمتها وما هي فيه بحاجة إلى نور النبوة . وإن أمة الإسلام وهي تعيش في ظلام دامس بحاجة ماسة إلى العودة والتمعن في سيرة هذا الرجل العظيم عليه الصلاة والسلام . وثمت أمور عدة تبين بوضوح وجلاء حاجتنا إلى معرفة سيرته وأخذ المنهج منها في السير إلى الله سبحانه ومن هذه الأمور ما يلي :

1. إن الله أمرنا بالاقتداء به فقال سبحانه : { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر } وذلك يقتضي معرفة تلك السيرة العطرة لتحقيق الاقتداء الصحيح به .

2. إن حياته صلى الله عليه وسلم حياة المعصوم عن الخطأ والضلال فهو القدوة المطلقة وهو الصورة التطبيقية العملية لهذا الدين وجميع الطرق الموصلة إلى الله تعالى ثم إلى الجنة موصودة إلا من طريقه صلى الله عليه وسلم ، ويمتنع أن يعرف دين الله ويصح الإسلام بدون معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف كان هديه وعمله وأمره ونهيه ومنهجه وسنته .

3. إن حياته مدرسة كاملة تخرج الأجيال تلو الأجيال ، فلقد سالم وحارب ، وأقام وسافر ، وباع واشترى ، وأخذ وأعطى وما عاش صلى الله عليه وسلم وحده ولا غاب عن الناس يوماً واحداً . ولقد لاقى أصناف الأذى ، وقاسى أشد أنواع الظلم ، وكانت العاقبة والنصر والتمكين له . بعث على فترة من الرسل، وضلال من البشر ، وانحراف في الفطر ، وواجه ركاماً هائلاً من الضلال والانحراف والبعد عن الله . فاستطاع بعون الله له أن يخرجهم من الظلمات إلى النور ، ومن الضلال إلى الهدى ومن الشقاء إلى السعادة ، فأحبوه وفدوه بأنفسهم وأهليهم وأموالهم واقتدوا به في كل صغيرة وكبيرة ، فأصبحوا أئمة الهدى ومنارات الدجى وقادة البشرية .

هل تطلبون من المختار معجزة **** يكفيه شعب من الأجداث أحياه .
من وحد العرب حتى كان واترهم**** إذا رأى ولد الموتور أخــــــــاه.

وما أصيب المسلمون اليوم إلا بسبب الإخلال بجانب الاقتداء به والأخذ بهديه واتباع سنته .

وكيف يُسامى خير من وطئ الثرى **** وفي كل باع عن عُلاه قُصور .
وكل شريف عنده متــواضـــــــــــع **** وكل عظيم القريتين حقيـــــــر.

4 ـ إن سيرته صلى الله عليه وسلم رسمت المنهج الصحيح الآمن في دعوة الناس وهداية البشر ، وإخراجهم من الظلمات إلى النور ومن الشقاء إلى السعادة . وقد فشلت جميع المناهج والطرق والاطروحات التي تنكبت هديه صلى الله عليه وسلم سواء في محيط الفرد أو المجتمعات ، إن الأمة وهي تعيش في ظلام دامس وتناقضات غريبة وتعيش هجمة صليبية حاقدة عليها في دينها وأخلاقها ومسلماتها بحاجة ماسة إلى مجدد يترسم هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم وينهج نهجه ، إن الأمة وهي تعيش عيشة الذل والهوان في زمن تسلط الأعداء واستحلال كثير من بلاد الإسلام تتلفت يمنة ويسرة لتبحث عن قدوة كاملة بين هذا الركام المتلاطم ، وفي هذه الفتن التي تعصف بها عصفاً فلن تجد هدياً يخرجها مما هي فيه ويحقق لها السعادة إلا هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم فلا بد أن تبرز معالم الاقتداء به عليه الصلاة والسلام . إن البشرية الضائعة في متاهات الضلال لم تدرك حق محمد صلى الله عليه وسلم ولم تعلم مدى الفلاح في السير على منهاجه .????جوانب من معالم الاهتداء في حياته صلى الله عليه وسلم :


1ـ العبادة في حياته :

للنبي صلى الله عليه وسلم شأن عظيم مع العبادة ومواصلة القلب بالله عز وجل . فهو لا يدع وقتاً يمر دون ذكر الله عز وجل وحمده وشكره . و قد كانت حياته كلها عبادة لله سبحانه ، خاطبه ربه بقوله تعالى : { يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلاً * نصفه أو انقص منه قليلاً * أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا * } [ المزمل : 1 ـ 4 ] . فاستجاب لربه فقام حتى تفطرت قدماه .

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم يصلي حتى تنتفخ قدماه ، فيقال له : يا رسول الله تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : " أفلا أكون عبداً شكوراً " .
وعن الأسود بن يزيد قال : سألت عائشة رضي الله عنها عن صلاة رسول الله بالليل فقالت : (( كان ينام أول الليل ويحيي آخره ثم إن كانت له حاجة إلى أهله قضى حاجته ثم ينام فإذا سمع النداء الأول (قالت ) وثب ،( ولا والله ما قالت قام ) فأفاض عليه من الماء ( ولا والله ما قالت اغتسل . وأنا أعلم ما تريد ) و إن لم يكن جنباً توضأ وضوء الرجل للصلاة ثم صلى الركعتين )) البخاري ومسلم وهذا لفظ مسلم 1/510 . وكان يطيل صلاته بالليل ويناجي ربه ويدعوه ويستعين بهذا الورد الليلي في القيام بأعباء الدعوة وأمور الأمة .

عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : (( صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فافتتح البقرة فقلت : يركع عند المائة ، ثم مضى فقلت : يصلي بها في ركعة ، فمضى ، ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها ، يقرأ مترسلاً ، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بسؤال سأل ، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع فجعل يقول : سبحان ربي العظيم فكان ركوعه نحواً من قيامه ، ثم قال : سمع الله لمن حمده ، ربنا لك الحمد ، ثم قام طويلاً قريباً مما ركع ، ثم سجد فقال : سبحان ربي الأعلى قريباً من قيامه )) رواه مسلم 1/536.

والإمام القدوة صلى الله عليه وسلم كان وقته عامراً بالطاعة والعبادة . فعن عائشة رضي الله عنها قالت : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله تعالى على كل أحيانه )) رواه مسلم .

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : (( كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة: " رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم " )) أبو داود . وكذا عن ابن عمر في الترمذي .

قال أبو هريرة رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة " البخاري . وتقول أم سلمة رضي الله عنها عن أكثر دعاء الرسول إذا كان عندها : " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " الترمذي .

ولنا بهذا الإمام أسوة حسنة : فعبادة الله من صلاة وصيام وصدقة وحج وعمرة وذكر وقراءة ... إلى آخرة يجب أن نقوم بها كما أمر الله ويجب أن نشعر أننا بحاجة ماسة إلى عبادة الله . إن الدرس الذي نستفيده من عبادة رسول الله هو :
أن العبادة هي الزاد الحقيقي الذي يحتاج إليه العبد في سيره إلى الله تعالى . والعبادة هي الطريق إلى ولاية الله للعبد الذي بموجبها يكون في حفظ الله ورعايته ويكون في أمان من أعدائه ففي الحديث : " من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدى بأحب مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه " وفي الحديث : " احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك ......... "

وإذا كانت العبادة بهذه المكانة في الدين ففي هذه الأزمان التي تضطرب بالفتن والمغريات والشهوات أشد حاجة إليها لتثبيت الإيمان وترسيخ الأقدام على الطريق المستقيم . روى معقل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " العبادة في الهرج كهجرة إلي " وفي رواية عند الإمام أحمد رحمه الله " العمل في الهرج والفتنة كالهجرة إلي "

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله : (( وسبب ذلك أن الناس في زمن الفتن يتبعون أهواءهم ولا يرجعون إلى دين فيكون حالهم شبيهاً بحال الجاهلية فإذا انفرد من بينهم من يتمسك بدينه ويعبد ربه ويتبع مراضيه ويجتنب مساخطه كان بمنزلة من هاجر من بين أهل الجاهلية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمناً به متبعاً لأوامره مجتنباً لنواهيه ))??????ـ طبيعة بيت النبوة :

كان بيت النبي صلى الله عليه وسلم يمثل البساطة في جمالها وعلوها والزهد في قمته والاكتفاء بالقليل مع إمكان أن يحوز الدنيا بحذافيرها صلى الله عليه وسلم لو أراد ذلك . فهذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تصف عيش النبي صلى الله عليه وسلم قائلة : ( ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة من طعام بر ثلاث ليال تباعاً حتى قبض ) البخاري .
وكانت تقول لابن أختها عروة بن الزبير : كنا لننظر إلى الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقدت في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار فقال عروة : ما كان يعيشكم ؟ قالت : الأسودان التمر والماء إلا أنه كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار كان لهم منائح وكانوا يمنحون رسول الله من أبياتهم فيسقيناه .

هذا إمام الأمة وقائدها ، هذا أفضل الخلق الشفيع المشفع فيهم يعيش هذه الحياة ، لم يفكر في الدنيا ولم تكن همه أبداً ، بقدر ما هي وسيلة للعطاء للدار الآخرة . فرسول الله ربما ربط على بطنه الحجر من الجوع وربما أخرجه الجوع من بيته روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال خرج الرسول صلى الله عليه وسلم ذات يوم أو ليلة فإذا هو بأبي بكر وعمر فقال : " ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة " قالا الجوع يارسول الله قال : " وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما قوموا " فقاموا معه فأتى رجلاً من الأنصار .... فرح بهم وقال : الحمد لله ما أحد اليوم أكرم أضيافاً مني ثم قدم لهم عذقاً من بسر ورطب فأكلوا ثم أخذ مديته فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إياك والحلوب " فذبح لهم فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق وشربوا ورووا فقال رسول الله لصاحبيه : " والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة ، أخرجكم من بيوتكم الجوع ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم " .
فهنا لم ينس صلى الله عليه وسلم أن يستغل الحدث فيذكر أصحابه ويربطهم بالآخرة !!! فأين نحن من هذا الأمر ونحن نتمتع برزق الله وأصناف الأطعمة والمأكولات ؟!! فهلا تذكرنا المساءلة عنها يوم القيامة لنقوم بشكرها ونحمد المولى على إنعامه ثم نستعين بها على طاعة الله وعبادته ؟! .

وصف لنا عمر رضي الله عنه فراش رسول الله وأثاثه فقال : ( دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو مضطجع على رمال حصير ليس بينه وبينه فراش قد أثر الرمال بجنبه متكئ على وسادة من أدَمٍ حشوها ليف فسلمت ... ثم رفعت بصري في بيته فوالله ما رأيت فيه شيئاً يرد البصر غير أهَبَة ثلاثة فقلت : ادع الله فليوسع على أمتك فإن فارس والروم وسع عليهم وأعطوا الدنيا وهم لا يعبدون الله ، وكان مئكئاً فقال : " أوَ في شك أنت يا ابن الخطاب ؟ أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا " فقلت يا رسول الله استغفر لي ) ا لبخاري.

هذا كله مع جوده وكرمه وسخائه فقد كان أكرم الناس وكان يجود بما يملك حتى كان أجود بالخير من الريح المرسلة ، ولو كان عنده خزائن الأرض لجاد بها في ليلة . يقول أبو ذر رضي الله عنه ( كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حرة المدينة عشاء استقبَلَنا أحد فقال : " يا أبا ذر ما أحب أن أحداً لي ذهباً يأتي علي ليلة أو ثلاث عندي منه دينار إلا أرصده لدين ، إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا " وأرانا بيده ) البخاري .

يخطئ كثير من الناس عندما يعتقد أن السعادة هي جمع الأموال ، وأن السعادة هي المراكب الوثيرة أو الأثاث الفاخر في البيوت أو الأرصدة المتكدسة في المصارف ، . ليست السعادة تلك التحف الجميلة التي تمتلئ بها ردهات المنزل .
إن السعادة المنزلية الحقة : هي أن يكون البيت إسلامياً ، يقوم فيه أهله وينامون على ذكر الله ، على قراءة القرآن ، على الخير والصلاح . يتعاون فيه الزوجان على القيام بالمسوؤلية الملقاة على عاتقيهما في تربية النشء على الخير والصلاح . هذا البيت الذي لا يعرف الأغنية الماجنة ولا الفلم الرخيص ولا المجلة الهابطة . هذا البيت الذي يتكاتف جميع أفراده على الخير والصلاح ، فيه يتلى كتاب الله وفيه يحتذى الهدي النبوي ، هذا البيت الذي تعيش فيه المرأة الصالحة التي عرفت رسالتها وأدت أمانتها في تربية النشء على حفظ كتاب الله وقراءة سيرة المصطفى ، هذا البيت الذي تتربى فيه تلك الفتاة الصالحة التي أدركت سر وجودها وعرفت خطط أعدائها فردت عليهم بالواقع العملي بالتزام الحجاب الشرعي ، هذا البيت الذي ينعم بمحبة الله ورسوله ويعيش على معنى المراقبة الحقة لله سبحانه وتعالى هذا البيت الذي يسود فيه التفاهم والحب والوئام . هذه الأمور الأساسية في السعادة المنزلية وما تحصل بعد ذلك من نعيم الدنيا المسخر في الخير فلا بأس .????ـ 3الرسول صلى الله عليه وسلم في بيته :


هذا القائد إمام الأمة ، الذي يحمل هم أمة الإسلام قاطبة ، وقته كله عمل ودعوة : يقود الجيوش ، يعلم الأمة ، يجاهد المنافقين ، وينافح الكافرين ، ويعلم الجاهل ، ويأمر بالمعروف وينكر المنكر ، فهل أشغلته هذه الأعمال الجسام عن أهله وبيته ؟ كلا والله فقد كان نعم الزوج ونعم الأب ونعم المخدوم أعطى كل ذي حق حقه كان يقرر حقيقة : " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " .

بيت الإنسان هو محكه الحقيقي الذي يبين حسن خلقه ، وكمال أدبه ، وطيب معشره ، فهو يتصرف في بيته على سجيته دون تكلف ولا مجاملات .

وإذا تأملنا في حال رسول هذه الأمة في بيته وجدناه نموذجاً فذاً للتواضع وعدم تكليف الغير . قيل لعائشة رضي الله عنها ماذا كان يعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته ؟ قالت : ( كان بشراً من البشر : يفلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه ) أخرجه أحمد والترمذي . وعنها قالت : (( كان يكون في مهن أهله فإذا سمع الأذان خرج )) مسلم .

كان صلى الله عليه وسلم يسعى في إدخال السرور على زوجاته فمن حسن عشرته كان ينادي أم المؤمنين بترخيم اسمها فيقول ( يا عائش ، هذا جبريل يقرئك السلام )) متفق عليه . بل كان يعرف لخد يجة رضي الله عنها فضلها ووقوفها منه وكان يذكرها دائماً بالخير حتى أن عائشة تقول ما غرت من أزواجه غيرتي من خديجة وقد توفيت قبلي لكثرة ما يذكرها وكان يقول : " صدقتني حين كذبني الناس وواستني بنفسها ومالها ولي منها الولد " . وكان يذبح الشاة ويتعاهد صويحباتها وكان يسابق عائشة ، وكان يراعي صغر سنها فيسرب إليها صويحباتها ليلعبن معها ، وكان يراها تلعب بلعب البنات فيقرها على ذلك . لما رجع من خيبر تزوج صفية بنت حيي فكان يدير كساء حول البعير الذي تركبه يسترها به ، ثم يجلس عند البعير فيضع ركبته فتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب . كان هذا المشهد مؤثراً يدل على تواضعه صلى الله عليه وسلم لقد كان وهو القائد المنتصر والنبي المرسل يعلم أمته أنه لا ينقص من قدره ومكانته أن يوطئ أكنافه لأهله وأن يتواضع لزوجته وأن يعينها ويساعدها . وما كان يفضل أحداً من أزواجه على الأخرى . إن هذه الشخصية العظيمة التي وسع وقتها أمور الأمة بكاملها ولم تشغلها عن أن تعيش الحياة السعيدة الحقيقة مع أسرتها . فإلى أولئك الرجال الذين ينظرون إلى المرأة نظرة دونية وإن التواضع معها ضعف ومهانة إلى أولئك نسوق هذه السيرة العطرة والحياة الزكية .

كان صلى الله عليه وسلم يقول : " الدنيا كلها متاع وخير متاع الدنيا الزوجة الصالحة " صحيح الجامع الصغير .
بل هذا نبي الأمة عليه الصلاة والسلام وأكملها خلقاً وأعظمها منزلة يضرب صوراً رائعة في حسن العشرة ومعرفة الرغبات النفسية والعاطفية لزوجته وينزلها المنزلة التي تحبها كل أنثى لكي تكون محظية عند زوجها . قالت عائشة رضي الله عنها : (( كنت أشرب وأنا حائض ، فأناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيَّ ، وأتعرق العَرق << أي آخذ ما على العظم من اللحم >> فيتناوله ويضع فاه في موضع فيَّ )) رواه مسلم

إن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم درس للدعاة إلى الله الذين تختلط عندهم الأوراق فيرون عدم إمكان الجمع بين الدعوة وبين حقوق البيت وأهله ويدّعون ضيق الأوقات . إن الوقت الذي وسع رسول الله في دعوته هو نفسه الوقت ، لكن الخلل لدينا نحن في بعثرة أوقاتنا وبعدنا عن العبادة الحقة لله التي يبارك الله بسببها في الأوقات والطاقات .
إن هذا الرجل العظيم : لم ينشغل عن أن يصرف وقتاً من حياته المباركة لبناته ـ لأن أبناءه ماتوا صغاراً ـ فقد كان نعم الأب يبش لبناته ويفرح بهن ويدخل السرور عليهن ، فقد حظين منه بالحب الزائد والشفقة العظيمة والرحمة بشتى صورها كيف لا وهو الرحمة المهداة للبشرية .
(( كان إذا دخلت عليه فاطمة قام إليها فأخذ بيدها وقبلها وأجلسها مجلسه ، وكان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده وقبلته وأجلسته في مجلسها )) أبو داود والترمذي والنسائي .
ومن صور الترحيب والبشاشة لابنته ما روته عائشة رضي الله عنها قالت : (( كن أزواج رسول الله عنده فأقبلت فاطمة رضي الله عنها تمشي ، ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً فلما رآها رحب بها وقال: " مرحباً بابنتي " ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله )) رواه مسلم .

ومن عطفه ومحبته لبناته زيارتهن وتفقد أحوالهن وحل مشاكلهن والذهاب إليهن في بيوتهن لمعرفة حوائجهن . أتت يوماً فاطمة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه ما تلقى في يديها من الرحى وتسأله خادماً فلم تجده فذكرت ذلك لعائشة رضي الله عنها ثم انصرفت فلما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرته عائشة ، قال علي رضي الله عنه فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبنا نقوم فقال : " مكانكما " فجاء فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري فقال : " ألا أدلكما على ما هو خير من خادم ؟ إذا أويتما إلى فراشكما ، أو أخذتما مضاجعكما فكبرا أربعاً وثلاثين ، وسبحا ثلاثاً وثلاثين ، واحمدا ثلاثاً وثلاثين ، فهذا خير لكما من خادم " )) البخاري .

إنك لتدهش من حياة المصطفى التي وسعت كل هذه الأمور فهذا قائد الأمة أتى من مهمة من مهام الأمة بلا شك فأخبرته عائشة بقدوم فلذة كبده فلم يصبر ولم يسوف بل ذهب مباشرة إلى ابنته ولم يقر له قرار حتى عرف شأنها وأخبرها بما هو أصلح لها .
درس عظيم يستفيده الآباء وهم يتعاملون مع أبنائهم : الرحمة والشفقة والعطف والحنان هو واجب الأبوة والأمومة والقائد هو الأسوة الحسنة في هذا المجال .

والرحمة والشفقة والعطف والحنان : لا يعني الدلال الزائد . فهذه فاطمة رضي الله عنها فلذة كبد المصطفى ويحبها حباً عظيماً ويدللها لكنها ، كانت امرأة عظيمة تخدم زوجها وتقوم بأعمال منزلها حتى آلمها كثرة الشغل في يديها ، فلما طلبت من والدها خادماً ، أرشدها إلى ما هو أصلح ، لم يكن بخيلاً ــ بأبي هو وأمي ــ ولم يستكثر على ابنته خادماً لكنه يريد لها الخير وما هو أصلح . فيرشدها إلى هذا الدعاء الذي سعدت به ونفعها الله به . وكان أيضاً فائدة للأمة من بعدها هذا النبي الرحيم وهذه المشاعر الفياضة . كانت أسوة حسنة في الصبر على أقدار الله وعدم الجزع . يموت أولاده جميعاً في حياته عدا فاطمة رضي الله عنها فيصبر صبراً جميلاً يقول عند موت ابنه إبراهيم : " إن العين لتدمع وإن القلب ليخشع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون "?????

لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يعيش في برج عاجي بعيداً عن أصحابه ومجتمعه بل كان يعيش معهم يخالطهم ويعيش معهم في آمالهم وآلامهم حتى أن من يقدم من خارج المدينة وهو لا يعرفه لا يميزه بين أصحابه . كان يعيش معهم كأنه أحدهم . فكان يبرز للناس وكان يبيع ويشتري لنفسه ومن ذلك قصة الأعرابي الذي اشترى منه صلى الله عليه وسلم فرساً وذهب إلى البيت لينقده فلوسه فطمع الأعرابي وأنكر البيع فشهد بذلك خزيمة بن ثابت رضي الله عنه والقصة مشهورة عند النسائي وغيره وكذلك . شراؤه جمل جابر رضي الله عنه .

وكان صلى الله عليه وسلم يداعب أصحابه ويلاعب أطفالهم فعن أنس رضي الله عنه قال : كان رسول الله أحسن الناس خلقاً وكان لي أخ يقال له أبو عمير قال : أحسبه كان فطيماً قال : فكان إذا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه قال : " أبا عمير ما فعل النغير ؟ " . وكان صحابته يرجعون إليه في كل شئ حتى في مخالفات أطفالهم فيتعامل معها صلى الله عليه وسلم بأسلوب تربوي عظيم يتناسب مع سن الصغير ومرحلة الطفولة . روى أبو داود عن أبي رافع بن عمرو الغفاري قال : كنت غلاماً أرمي نخل الأنصار فأُتي بي النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " يا غلام لِمَ ترمي النخل ؟ قال آكل ، قال : " فلا ترم النخل وكل مما يسقط في أسفلها " ثم مسح رأسه فقال : " اللهم أشبع بطنه " وفي رواية للترمذي قال : " أشبعك الله وأرواك " .

يصف الصحابة رضوان الله عليهم مشاركة النبي صلى الله عليه وسلم لهم في جميع حياتهم حضرها وسفرها ، وتفقده لأحوالهم الخاصة والعامة فيقول أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه : ( إنا والله قد صحبْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في السفر والحضر وكان يعود مرضانا ويتبع جنائزنا ويغزو معنا ويواسينا بالقليل والكثير ) رواه أحمد .وكان يعمل معهم في حفر الخندق ، وفي بناء المسجد وغيره .

لم ينشغل هذا القائد العظيم عن تفقد حال امرأة كانت تقم المسجد فيفتقدها فيسأل عنها فيقال أنها ماتت فيقول هلا آذنتموني فيقال ماتت بليل فيذهب إليها ويصلي عليها في قبرها . ما أعظم هذا القائد ! وما أحسن عشرته !
كان صلى الله عليه وسلم يؤاكل أصحابه فربما حضر معه الأعرابي حديث العهد بالإسلام أو الغلام أو الجارية ممن لا يعرف آداب الطعام والشراب فيأخذ بأيديهم ويعلمهم ويربيهم . روى الإمام أحمد عن حذيفة قال : ( كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأُتي بطعام فجاء أعرابي كأنما يطرد فذهب يتناول فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيده ، وجاءت جارية كأنها تطرد فأهوت فأخذ النبي بيدها فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" إن الشيطان لما أعييتموه جاء بالأعرابي والجارية يستحل الطعام إذا لم يذكر اسم الله عليه ، بسم الله كلوا" ) .

وروى البخاري ومسلم عن عمر بن أبي سلمة قال : كنت غلاماً في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصفحة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا غلام سم الله ، وكل بيمينك ، وكل مما يليك " فما زالت تلك طِعمتي بعد .
وربما أردف أحد أصحابه فعلمه وأرشده وربما أردف بعض الشباب واستغل ذلك بتعليمه وتربيته .
إن أتباع الرسول من العلماء والدعاة لا بد أن يعوا هذا الدرس ويخالطوا الناس ويفتحوا أبوابهم وصدورهم للأمة ولشبابها . ويحلوا مشاكلهم ويعلِّموا جاهلهم ويربوا صغيرهم . إن بقاء جفوة بين العلماء والناس خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم وإن ازدياد بعد العلماء عن مخالطة الناس جدير بإيجاد حاجز عريض بين الأمة وعلمائها . العالم المؤثر هو ذلك الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم ويحل مشاكلهم ويشعرهم بأنه معهم كما هو هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم .

إن فتح العلماء أبوابهم للناس جدير بإذن الله في حل كثير من الاشكالات والأفكار الخاطئة ، إن من أعظم الفتن في عصر مثل هذا العصر أن يبتعد العلماء المؤثرون عن واقع أمتهم . ويصعب أن تجدهم الأمة إذا احتاجتهم . فأين هذا من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟ ولمن يترك توجيه الأمة ــ إذا قصر العلماء في ذلك ؟! .????

قد رزق الله نبيه صلى الله عليه وسلم قلباً رقيقاً وحناناً دافقاً فهو صاحب القلب الحنون تكسوه الرحمة وتحركه العاطفة الإيمانية ، أما أهل القلوب القاسية فإنهم لا يعرفون الرحمة وليس للعاطفة في صدورهم مكان إنهم كالحجارة الصماء جفاف في العطاء وبخل بأرق المشاعر . قبََّل رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد أبناء فاطمة وكان عنده رجل من الأعراب فقال تقبلون أبناءكم ؟! إن عندي عشرة من الولد ما قبلت منهم واحداً فقال صلى الله عليه وسلم وما يدرني لعل الله قد نزع من قلبك الرحمة .

عن أنس رضي الله عنه عنه : (( أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ ابنه إبراهيم فقبَّله وشمه )) البخاري . وهذه الرحمة ليست لأبنائه فقط بل هي عامة لأبناء المسلمين . قالت أسماء بنت عميس زوجة جعفر رضي الله عنها : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بني جعفر فرأيته شمهم وذرفت عيناه فقلت يا رسول الله أبلغك عن جعفر شئ ؟ قال : " نعم قتل اليوم " فقمنا نبكي ، ورجع فقال : " اصنعوا لآل جعفر طعاماً فإنه قد جاء ما يشغلهم " الترمذي وابن ماجه.

ولما كانت عيناه صلى الله عليه وسلم تفيض لموتهم سأله سعد بن عبادة رضي الله عنه : يا رسول الله ما هذا؟ فيقول صلى الله عليه وسلم : " هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء " البخاري .
وعندما ذرفت عيناه صلى الله عليه وسلم لوفاة ابنه إبراهيم قال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه : وأنت يا رسول الله ؟ فقال: " يا ابن عوف ، إنها رحمة لمن اتبعها بأخرى " وقال : " إن العين تدمع، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون " البخاري .

وقد بلغ من رأفته ورحمته أن يصعد الصبي على ظهره وهو ساجد يصلي بالناس فيطيل السجود مخافة أن يعجل الصبي عن عبد الله بن شداد عن أبيه رضي الله عنه قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في احدى صلاتي العشاء وهو حامل حسناً أو حسيناً فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه ثم كبر للصلاة فصلى فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها قال أبي : فرفعت رأسي وإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد فرجعت إلى سجودي فلما قضى رسول الله الصلاة قال الناس يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك ؟ قال : " كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته " النسائي وكان صلى الله عليه وسلم يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم فإذا سجد وضعها وإذا قام رفعها .

وبلغت رحمته صلى الله عليه وسلم بأمته أنه يخفف الصلاة بسبب بكاء طفل مراعاة لحال أمه . عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لأدخل في الصلاة وإني أريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم لوجد أمه ببكائه " ابن ماجه.

هذا الخلق العظيم مع الصغار يدعونا إلى التأسي به صلى الله عليه وسلم و أن نسير على خطاه في وقت فقدنا فيه الإحساس بمحبة الصغار وإنزالهم منزلتهم فهم الرجال غداً وآباء المستقبل وفجر الأمة المنتظر ، تعاملنا مع الأطفال بشئ أقرب إلى التعالي والكبرياء حتى في المسجد ننهرهم ونؤخرهم ولا نعتبر أحاسيسهم ، إن الأطفال لهم أحاسيس ومشاعر ورغبات وأهواء لا بد من إشباعها لتنطبع قلوبهم بالمحبة والإجلال ، المصطفى صلى الله عليه وسلم ملك بأسلوبه الرائع قلوب الأطفال فأصبحت كلماته وتعليماته تنطبع في قلوبهم مباشرة ، إنه صلى الله عليه وسلم ملك مفاتيح قلوبهم بيده ولسانه . حتى أصبح الصبي يحبه ويجله ويقدره وهو صلى الله عليه وسلم ينزل الناشئة منزلة رفيعة . " يا غلام إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ... " " يا غلام سم الله "

كان صلى الله عليه وسلم إذا مر بهم وهم يلعبون سلم عليهم ورب مازحهم ، وإذا مر بهم على بغلته أركبهم معه .
إن للأطفال مشقتهم وتعبهم وكثرة حركتهم إلا أن القدوة عليه السلام لا يغضب ولا ينهر الصغير ولا يعاتبه ، كان يأخذ بمجامع الرفق وزمام السكينة . عن عائشة رضي الله عنه قالت : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى بالصبيان فيدعو لهم فأُتي بصبي فبال على ثوبه فدعا بماء فأتبعه إياه ولم يغسله ) . إن الأطفال ليكونوا رجالاً بحاجة إلى يد حانية ترحم وتربي ولكي تكون التربية مؤثرة لا بد أن نشعر أبناءنا بالرجولة والاهتمام بهم وأن نتحمل أخطاءهم لأن هذا أقرب لتربيتهم وكسب قلوبهم . إن صغارنا يحتاجون منا أن ننزل من كبرياء شموخنا المزعوم وأن نبتعد عن الألفاظ البذيئة التي تهدم ولا تبني وإذا أدبنا يجب أن يكون ذلك التأديب مدروساً . الصغار لهم اهتماماتهم ولهم حياتهم فمن الخطأ أن نسعى إلى مصادرة ذلك أو نهمش ذلك الدور . الواجب أن ندرك أن هذا الشئ يعني الكثير للأطفال فلا بد إذً أن نلبي هذه الرغبة وأن نشبعها . فهل مازحنا صغارنا وهل سمعنا ضحكاتهم وجميل عباراتهم وبادلناهم شعوراً مماثلاً . يحسسهم بالحب والحنان والشفقة أم أشغلتنا أمور الحياة عنهم . فنبي هذه الأمة وقائدها كان يفعل ذلك . فكان يداعب الصغار ويمازحهم .

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليُدلع لسانه للحسن بن علي ، فيرى الصبي حمرة لسانه فيهش له )) الصحيحة 70 وعن أنس رضي الله عنه قال : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلاعب زينب بنت أم سلمة وهو يقول : " يا زُوينب ، يازوينب مراراً )) الصحيحة 2141 وعن محمود بن الربيع رضي الله عنه قال : (( عقلت من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجة مجها في وجهي من دلو من بئر كانت في دارنا وأنا ابن خمس سنين )) مسلم .

نسوق هذه السيرة العطرة لعلنا نحيي بها قلوبنا ونقتفي أثرها ، فبيوتنا تُزهر بالصغار والأطفال الذين يحتاجون إلى حنان الأبوة وعاطفة الأمومة وإدخال السرور على قلوبهم الصغيرة . .. فينشأ الصغير سوي العاطفة سوي الخلق يقود أمة عند ما يصبح رجلاً ــ بإذن الله ــ صنعه الرجال والأمهات بعد توفيق الله تعالى .

ولقد عاش الخدم في بيت رسول الله عيشة السعداء فهاهو يقرر حقيقة هامة في هذا الجانب لينطلق الناس على ضوئها في التعامل مع الخدم ومن تحت أيديهم من العمالة يقول صلى الله عليه وسلم : " هم إخوانكم ، جعلهم الله تحت أيديكم ، فأطعموهم مما تأكلون ، وألبسوهم مما تلبسون ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم " مسلم .
ثم نتأمل في خادم يروي عن مخدومه كلاماً عجيباً ويثني ثناء عطراً . عن أنس رضي الله عنه قال : " خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط ، وما قال لي لشئ صنعته لِمَ صنعته ؟ ولا لشئ تركته " مسلم .
عشر سنوات كاملة ليست أياماً ولا شهوراً إنه عمر طويل فيه تقلبات النفس واضطرابها ومع هذا لم ينهره ولم يزجره بل كان يكافئه ويطيب خاطره ويلبي حاجته وحاجة أهله ويدعو لهم . قال أنس رضي الله عنه قالت أمي : يا رسول الله خادمك ادع الله له فقال : " اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته " البخاري

إنه ليس من الشجاعة ولا من القوة ولا من الشهامة أن يظلم الإنسان من تحت يده من خدم أو عمال أو يتسلط عليهم بيده أو لسانه أو يهينهم تحت رحمة الحاجة التي جلبتهم من بلادهم . في الحكمة : إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك . إن هناك صوراً من الظلم والإهانة يعج بها المجتمع في تعامله مع الخدم والعمال صوراً بعيدة عن العدل والإنصاف فالإمام القدوة عليه الصلاة والسلام نهجه واضح في ذلك وتعليمه بين في هذا الأمر . رسول الله مع شجاعته لم يُهن ولم يضرب إلا في حق ، ولم يتسلط على الضعفاء الذين تحت يده من زوجة وخادم .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : (( ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده قط إلا أن يجاهد في سبيل الله ، ولا ضرب خادماً ولا زوجة )) مسلم .بل كان ينادي بالرفق والأناة والحُلُم :" إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله " متفق عليه .

هذا الإمام القائد وسع وقته وصدره جميع الأمة ولم يكن يترفع عن أي فرد في الأمة ، يتواضع لتلك المرأة المسكينة ويمنحها من وقته الملئ بالأعمال . فعن أنس رضي الله عنه قال : (( أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت له : ( إن لي إليك حاجة فقال : " اجلسي في أي طريق المدينة شئت أجلس إليك " أبو داود . وكان من تواضعه الذي بلغ الغاية أنه كان يقول : " لو دعيت إلى ذراع أو كُراع لأجبت ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت " البخاري .
هذا هو نبي الله خير من أقلته الغبراء وأظلته الخضراء ، الذي بلغ السؤدد والمكانة العالية كان دائم الإخبات والإنابة إلى ربه شديد الانكسار بين يديه :

يروح بأرواح المحامد حُسنُها **** فيرقى بها في ساميات المفاخر .
وإن فُض في الأكوان مسكُ ختامها **** تعطر منها كلُّ نجد وغـــائر .

فأين المتكبرون المتغطرسون ؟!! من هذه السيرة العطرة . ولهؤلاء في كل عصر وحين . يبقى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجزاً ورادعاً لكبرهم واستعلائهم . عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر " مسلم .?????

أكرم المجالس مجلس العلم والذكر فما بالك إذا توسط المجلس إمام الأمة وسيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام . كان من صفاء مجلسه ونقاء سريرته . أن يرد المخطئ ويصوب الجاهل وينبه الغافل ولا يقبل في مجلسه إلا الخير . وكان صلى الله عليه وسلم مستمعاً منصتاً لمحدثه إلا أنه لا يقبل غيبة ولا يرضى بنميمة ولا بهتان فهو يرد عن أعراض الآخرين ، ولا يقبل في مجلسه ما يخالف الشرع . عن عتبان بن مالك رضي الله عنه قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فقال : " أين مالك بن الدخشم ؟" فقال رجل ذلك منافق لا يحب الله ولا رسوله فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تفعل ذلك . ألا تراه قد قال لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله؟! وإن الله قد حرم على النار من قال : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ! " متفق عليه .

وكن صلى الله عليه وسلم يحذر من شهادة الزور واقتطاع الحقوق . عن أبي بكر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟" قلنا بلى يا رسول الله : قال : " الإشراك بالله وعقوق الوالدين " وكان متكئاً فجلس فقال : " ألا وقول الزور " فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت " البخاري .

ومع محبته صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها إلا أنه أنكر عليها الغيبة وأوضح لها عِظَم خطرها . عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت للنبي صلى الله عليه وسلم حسبُك من صفية كذا وكذا ــ تعني قصيرة ــ فقال : " لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لغيرته " أبو داود . وقد بشر صلى الله عليه وسلم من يذب عن أعراض إخوانه فقال صلى الله عليه وسلم : " من ذب عن عرض أخيه الغيبة كان حقاً على الله أن يعتقه من النار " أحمد

أين نحن في مجالسنا من هذا المجلس المبارك الذي يعلم فيه الجاهل ويذكّر فيه الغافل ويسكت فيه المغتاب وتحفظ فيه الحقوق . إن كثيراً من المجالس التي يجلسها الإنسان تكون عليه ترة وحسرة يوم القيامة ، وتكون عليه وبالاً . فهل وقفنا مع أنفسنا ونحن نقضي الساعات الطوال والدوريات المستمرة فحاسبناها وأوقفناها عند حدود الله ؟! . هل تذكرنا ونحن نتلذذ في مجالسنا بالكلام في الآخرين المساءلة من الله عن هذه المجالس ؟ .
أن أولئك الأقوام الذين ليس لهم هم في مجالسهم إلا الغيبة والنميمة والوقوع في الأعراض . إن أولئك آثمون متعدون لحدود الله مخالفون لمنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم .

إن التقاء الأقارب والأحباب والجيران والأصدقاء أمر طيب وصلة وبر واجتماع حسن لكن لا بد أن يكون لقاء مثمراً . من الطيب والمحمود أن يجتمع هؤلاء على ذكر حسن وعلى فائدة منتقاة وعلى خير وبر . إن لقاء الجيران من الطيب فيه أن يتدارسوا أمور حيهم وأبناء الحي وكيف يفاد أهل الحي ؟ وعلاج المشكلات الموجودة والسعي في تكميل الخدمات الناقصة لدى المسؤولين . بهذا يكون لقاء مثمراً وكذلك دوريات الأقارب أو الأصدقاء وكذا تجمعات نسوة الحي أو الجارات يجب أن يبتعد فيه عن ما يسخط الله ، وأن يسعى فيه لتحصيل الفوائد .

بهذه الأمور وأمثالها نستطيع أن نستثمر تجمعاتنا ودورياتنا ونضيق الخناق على مداخل الشيطان وأعوانه الذين يريدون الشر والإفساد
وفي الختام أسأل الله أن نكون متأسين بهدي نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام .

صالح بن ساير المطيري
23 نوفمبر, 2008 04:22 ص
غير معرف يقول...

((((((((((((إن لم يكن رسول فماذا يكون؟؟؟



فكيف علم الحقائق العلمية التي اكتشفها العلم الحديث الآن وذكرها في القرآن ( كتاب المسلمين ) من 1400 سنة واعترف بهذا علماء الأجنة والفلك والفيزياء والأطباء . الدليل من القرآن كالتالي ( رقم السورة ، رقم الآية )
-كيف علم مراحل تكوين الجنين وتفاصيل خلقه ( نطفة ، علقة ، مضغة ، عظام ) (سورة رقم 23 ، آية 14 ) (22،5) (76،2) (39،6).
-كيف علم أن الانسان القديم كان كبير الحجم ووصف لنا العصر الجليدي القديم .
-كيف أخبرنا بحزام الصدوع الذي يمتد في القشرة الأرضية (سورة رقم 86 ، آية 12 ) .
-كيف علم بوجود البراكين تحت البحار ( سورة رقم 52 ، آية 6 ) .
-كيف علم أنواع السحب ووصفها بدقة ( طبقية ، ركامية ، معصرات ) ( سورة رقم 78 ، آية 14 ) (43,24) (48,30)
-كيف علم باهتزازه (مندل) التي تحدث لحبيبات التربة عند نزول المطر ( 22 ،5 )
-كيف علم الجبال وانغراسها العميق في باطن الأرض وتثبيتها للقشرة الأرضية(78،7).
-كيف علم أن الحديد نزل إلى الأرض على شكل شهب ونيازك في بداية تكوين الأرض وجعل العدد الذري وعدد الكتلة لذرة الحديد لهما علاقة برقم سورة وآية الحديد التي تصف هذه الحقيقة (25,57).
-كيف اكتشف علماء ناسا حزاما من الصخور المتحولة في القمر يدل على أنه يوما ما انقسم الى نصفين وهي من معجزاتــه (1,54) .
-كيف علم خصائص النجوم والثقوب السوداء ( 86،3 )( 56،75 )(86،3)(53،1)
-كيف أخبرنا بالاتساع اللامتناهي للسماء (51،47)(21،32)(50،6)
كيف علم أن الكون تكون من الدخان (Steam) (41،11) (21،30).
اذا لا بد أنه صادق وأنه رسول من الرب وما دام صادقا فأين تذهبون ؟
اعلم أن الاسلام نسخ الأديان السابقة كما نسخ المسيح اليهودية .
(من المدهش أن هذا النوع من المعلومات موجود في القرآن) ب.هيل من علماء البحار.
(هذا النبي يدلي بتصريحات علميه ودقيقه جدا من 1400سنه ولا أجد بدا من أن أوافق عقلي و أعترف أن هذا وحى أو الهام) تي في فان سان أستاذ أمراض نساء.


-ما قولك في هذه النصوص من التوراة والإنجيل (كلامه أحسن الكلام انه محمد العظيم ) مزامير داود اصحاح 16 الفقرة الخامسة .
(نبوه في جبال فاران )(نبيا من إخوانهم )،(انه النبي الذي يقال له اقرأ فيقول ما أنا بقارئ)
-لو قرأت القرآن فستعلم أنه ليس شعرا ولا نثرا وأنه يستحيل أن يكون من كلام البشر ولو قلت أنه من كلام البشر فكيف علم هذه الحقائق وكيف ذكر كلمة ( يوم ) في القرآن 365 مره بعدد أيام السنة وكلمة (شهر) 12 مرة بعدد شهور السنة .
وذكر كلمة (رجل) 24 مرة وكذلك ( امرأة ) 24 مرة .
وكلمة ( أخ ) 4 مرات وكذلك ( أخت ) 4 مرات .
وكلمة ( الدنيا ) 115مرة وكذلك (الآخرة) 115مرة .
وكلمة ( الحياة ) ومشتقاتها 145مرة وكذلك ( الموت ) ومشتقاته 145مرة .
فكيف يمكن لبشر أن يفعل كل هذا ؟
يولد الإنسان على دين ما وهذا لا يعني أن هذا الدين هو الدين الصحيح
وإنما يعرف الدين الصحيح بالحجة و البرهان و الدليل
*** (التفسير الوحيد أن هذه الحقائق أوحيت لمحمد من الرب) كيث مور من كبار علماء الأجنه
*** (لابد ان هذه الحقائق جاءت من خالق عليم بكل شيء واصبحت مسلما) تاجاسون عالم تشريح
*** (لا اختلاف بين هذا الوحي والمعرفة الطبية) جولي سمبسون أستاذ نساء و ولادة
*** (إن هذا لا يمكن أن يكون إلا بوحي من أعلى) ألبرت كوهان جيولوجي
*** (ان هذا القرآن يصف الكون من أعلى نقطه في الوجود) يوشيدى كوزاى عالم فضاء يابانى
*** (نعم انه الوحي لا طريق أمام البشرية إلا أن تقر أن هذا القرآن من عند الرب) مارشال جونسون عالم أحياء

اذا كان النبى محمد صلى الله عليه و سلم كاذبا ً

فكيف علم من 1400 سنة وأخبرنا في القرآن بالحقائق العلمية التي اكتشفها العلم الحديث الآن واعترف بهذا علماء البحار والفلك والطب والجيولوجيا .
كيف علم تناقص حجم الأرض الذي يحدث من ملايين السنين ( الأنبياء ،44 )(الرعد،41) .
كيف أخبرنا بتناقص الهواء والضغط كلما صعدنا لأعلى ( الأنعام ، 125 ) .
كيف علم أن الجبهة ( الجزء الأمامي من المخ ) هي مركز اتخاذ القرار وأنها قد تكذب وقد تخطئ ( العلق ،16 ) .
كيف أخبرنا بالألوان الأساسية للصخور وقسمهم الى مجموعتين ثم اكتشفنا أن احداهما تمثل الخاصية القلوية ( القاعدية ) والأخرى تمثل الخاصية الحمضية ( فاطر ،27 ) .
قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم : (( عجز الذنب منه خلق الانسان ومنه يركب الخلق يوم القيامة )) ، واكتشف علم الوراثة أن عجب الذنب به الشفرة والرمز الوراثي (DNA) للانسان .
أخبرنا الرسول أن الجنين اذا مر به 42 يوما نزل له ملك فصوره وقد يسر لك العلم الحديث أن ترى الجنين بعد 42 يوما وقبلها وستلاحظ الفرق بنفسك فكيف علم محمد بهذا ؟
بم تفسر انغراس قدم إسماعيل عليه السلام في الصخرة الصلبة التي كان يقف عليها لبناء الكعبة و هي باقية حتى يومنا هذا أمام الكعبة وتستطيع رؤيتها بنفسك ?? وبم تفسر توسط مكة للكره الأرضية و بقاء مياه زمزم حتى يومنا هذا و هو بئر لا مثيل له تأتيه المياه عبر الآلاف الأميال بالخاصية الشعرية ?? وبم تفسر علماء الجيولوجيا الذين سرقوا أجزاء من الحجر الأسود بالكعبة و لم يعلموا مادته و لا نوعه وقالوا انه فريد من نوعه .
*** ( باستطاعة تلك الأحاديث أن تسود المعرفة الطبية ) جولي سمبسون .
*** ( لا يمكن أن يكون من مصدر بشري لا بد أنه من الله ) بروفسور هيل .
*** ( إني أوافق أن هذا من عند الله؟؟؟؟بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته وسار على نهجه إلى يوم الدين
إخواني وأخواتي
اسمحولي بان اقدم نبذه قصيرة عن سيد هذه آلامه وحبيبها وهو المصطفى الصادق الأمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وقد اخذتها من موسوعة الثقافة والمعلومات الطبعة الاولى للمؤلف /مهدي سعيد رزق كريزم
وانصح الجميع باقتناء الموسوعه فهي جديره بالقراءة وسعرها لايتجاوز 100ريال وفيها الشي الكثير من المعلومات

الموضوع : نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

1-اسمه ونسبه :
هو محمد بن عبدالله بن عبد المطلب , من قبيلة قريش , ينتهي نسبه إلى قبيلة عدنا ثم إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام 0


2-ولادته:
ولد صلى الله عليه وسلم في مكة بشعب بني هاشم صبيحة يوم الاثنين 12ربيع الأول من عام الفيل الموافق 20أبريل عام 571- قبل الهجرة بثلاث وخمسين سنة 0


3-هجرته:
هاجر صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة في يوم الاثنين 27 من شهر صفر عام 14 للبعثة المباركة الموافق 12 سبتمبر عام 622م ووصل إلى المدينة المنورة في يوم الاثنين 12 ربيع الأول عام 14 للبعثة الموافق 26 سبتمبر عام 622 .
وقيل وصل إلى المدينة المنورة في يوم الاثنين 8ربيع الأول عام 14 للبعثة الموافق 23 سبتمبر عام 622م ولعل هذا الاختلاف ناتج عن مدة الثلاثة أيام التي مكثها في الغار


4- وفاته :
توفى صلى الله عليه وسلم ضحى يوم الاثنين 12 ربيع الأول عام 11للهجرة الموافق 8 يونية عام 632 وذلك في المدينة المنورة ودفن في حجرة عائشة رضي الله عنها ,جنوب شرق المسجد النبوي.


5 كنيته :
كنيته : أبو القاسم


6- أسماؤه وصفاته وألقابه:
محمد,احمد,الماحي,العاقب , الحاشر,الخاتم,المقتفي ,نبي الرحمة,البشير,النذير ,الأمين,الصادق,المصطفى,طه,يس,السراج,المنير,رؤوف,
رحيم ,واوصاف أخرى كثيرة

7-زوجاته:

1-خديجة بنت خويلد

2- سوده بنت زمعة

3- عائشة بنت أبى بكر الصديق

4- حفصة بنت عمر بن الخطاب

5- زينب بنت خزيمة

6- هند بنت أبي أمية(ام سلمة

7- زينب بنت جحش

8- أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان

9- ميمونة بنت الحارث

10- جويرية بنت الحارث

11- صفية بنت حيي بن أخطب

12- مارية القطبية

13- ريحانة بنت زيد من بني النظير


8-أولاده:

1-القاسم

2-عبدالله

3-إبراهيم

4-زينب

5-رقية

6-أم كلثوم

7-فاطمة,وجميعهم من ام المؤمنين خديجة بنت خويلد ماعدا إبراهيم فهو من مارية القطبية


9-أخواله:

أخواله : بنو زهرة, وبنو عدي بن النجار


10-عمـــــــلــــه:
كان صلى الله عليه وسلم قبل البعثة يرعى الغنم ثم عمل بالتجارة وبعد البعثة تفرغ لامر الدعوة والجهاد


11-أبوه من الرضاعة:
هو الحارث بن عبد العزى بن رفاعة 000من هوازن


12- أمــــه:

هي آمنة بنت وهب من بني زهرة


13- مرضعاته:

1-أ مــــه

2- ثوبية (جارية أبي لهب )

3- حليمة السعدية

14- أخوته من الرضاعة:
عبدالله بن الحارث ,أنيسة بنت الحارث, وحذافة بنت الحارث (الشيماء


15- أخوته من النسب
ليس له اخوة من النسب بل كان وحيد أبويه


16-أعمامه وعماته:

1-الحارث بن عبد المطلب

2- أبو طالب واسمه عبدمناف

3- حمزة

4- أبو لهب واسمه عبد العزى

5- العباس

6- الزبير

7- حجلا

8- المقوم

9- ضرار


عمــــــــــاته ست :

1-صفية

2- البيضاء

3- عاتكة

4-أميمة

5-أروى

6- بره

17-أصهاره

1-العاص بن الربيع زوج زينب

2-عتبة بن أبى لهب تزوج رقية ثم طلقها

3- عتيبة بن أبى لهب تزوج ام كلثوم ثم طلقها

4- عثمان بن عفان تزوج رقية ثم ماتت فتزوج أم كلثوم

5- علي بن أبى طالب تزوج فاطمة الزهراء


18- صاحبه:

هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه واسمه عبدالله بن أبى قحافة


19- سبطاه:
هم الحسن والحسين أبناء أبنته فاطمة


20-أمين سره :
حذيفة بن اليمان رضي الله عنه


21- حواريه:
الزبير بن العوام رضي الله عنه


22- حبــه:
زيد بن الحارثة رضي الله عنه


23- ابن حبه:
أسامة بن زيد بن الحارث ويطلق عليه أيضا حبه وابن حبه


24 شعراؤه :
حسان بن ثابت , عبدالله بن رواحه, كعب بن مالك


25- خـــــــدمـــــــــــــــــه:

1-أنس بن مالك

2- هند وأسماء أبناء حارثة الاسلمي

3- أبو هريرة , سلمى, خضرة

4-رضوى

5- ميمونة بنت سعد

6-بركة أم أيمن

7- أنجشة

8- شقران

9- سفينة(مهران ثوبان

10- يسار النوبي

11-رباح,أسلم (أبو رافع فضالة

12-مدعم

13-رافع

14 -كركرة

26- حاضنته:

هي بركة أم ايمن


قابلته:
القابلة التي قامت على ولادته صلى الله عليه وسلم هي الشفاء والدة عبد الرحمن بن عوف


27- كافــــــــلــه:
كفله جده عبد المطلب ,وبعد وفاته عمه أبو طالب


28- عمره:
توفى صلى الله عليه وسلم وعمره 63عاما


29- ساعيه:
هو عمرو بن أمية الضمري


30- حارسه:
محمد بن مسلمة الأنصاري رضي الله عنه


31- فارسه:
أبوقتادة الأنصاري رضي الله عنه


32- المؤذنون في عهده

1-بلال بن رباح

2-عبدالله بن أم كلثوم

3-أبومحذوره واسمه أوس بن معير الجمحي , اسلم بعد حنين وتوفى
عام 59هـ


33- حجاته:
حج النبي صلى الله عليه وسلم حجة واحده وهي حجة الوداع عام 10هـ


34- عمراته :
اعتمر صلى الله عليه وسلم أربع عمرات هن:

1-عمرة الحديبة عام 6هـ

2-عمرة القضاء عام7هـ

3-وعمرة الجعرانه عام 8هـ

4-وعمرته التي قرنها مع حجته عام 10هـ وكانت جميع تلك العمر في شهر ذي القعدة


35-أسماء سيوفه :

1-ذوالفقار

2-بتار

3-الحيف

4-رسوب

5-المخدم

6-مأثور(وهو السيف الذي ورثه عن والده )

7-العضب

8-القضيب


36-أسماء أقواسه:

1-الزوراء

2-الروحاء

3-الصفراء

4-الكتوم

5- السداد


37- أسماء دروعه :
ذات الفضول (وهي التي رهنها عند اليهود ذات الوشاح,ذات الحواشي , السعدية , فضة, البتراء ,الخرنق بكسر الخاء


38-أسماء خيوله:

1-السكب

2-المرتجز

3-اللحيف

4-اللزاز

5-الطرب

6-سبحة أو(سبخة بالخاء
7-الورد


39- أسماء نوقه وجماله ودوابه الأخرى:
كان له ناقة واحده هي القصواء وهي التي هاجر عليها من مكة إلى المدينة وكانت تسمى الجدعاء والعضباء


وكان عنده حمار يقال له عفير

واخر يسمى يعفور


البغال :

بغلة اسمها دلدل أهداها له المقوقس هي والحمار عفير

وبغلة أخرى اسمها فضة أهداها له فروة بن عمرو الجذامي ومعها الحمار يعفور وقد أهداها صلى الله عليه وسلم هذه البغله (فضة إلى أبي بكر الصديق

وكان عنده من منائح المعز سبعة هن :

1-عجوة

2-زمزم

3-سقيا

4-بركة

5-ورسة

6-أطلال

7-أطراف ومن النوق اللقائح ذات اللبن سبع لقائح.


40- رايته :

أسم رايته صلى الله عليه وسلم العقاب


41- أشباهه:

كان يشبه من الصحابة

1- الحسن بن على بن أبى طالب

2- جعفر بن أبى طالب رضي الله عنه

3- قثم بن عباس بن عبد المطلب

4- أبو سفيان بن الحارث

5- السائب بن عبيد بن عبد مناف

6- عبدالله بن جعفر بن أبي طالب


42- كتابه:

كان هناك كتاب للرسول صلى الله عليه وسلم يكتبون ما ينزل من القران الكريم أشهرهم :

1- أبو بكر الصديق

2- عمر ابن الخطاب

3- عثمان بن عفان

4- علي بن أبى طالب

5-معاذ بن جبل

6- زيد بن ثابت

7- معاوية بن أبى سفيان

8- ابي بن كعب

9- عبدالله بن مسعود

10- خالد بن الوليد

11- ثابت بن قيس

12- أبان ابن سعيد

وقد ذكر الحافظ العراقي اثنين واربعين كاتبا من كتاب الوحي 0


43- بيوته :

كان للرسول صلى الله عليه وسلم تسعة بيوت (حجرات وهن :حجرات زوجاته إضافة إلى حجرة فاطمة الزهراء ,وقيل إن هناك حجرة عاشره لاام المؤمنين ميمونة بنت الحارث ولم يرد في عبارات المتقدمين يحدد موقع هذه الحجرات ولعلها كانت في الجهة الشمالية الشرقية


44- جملة الغزوات التي كانت في عهده 29 غزوة والمشهور إن عدد غزواته 27 غزوة وذلك باعتبار صلح الحديبية ليست غزوة ,وباعتبار عدم خروجه في غزوة موتة ,فتكون الغزوات التي اشترك فيها وكان قائدها 27غزوة وجملة الغزوات 29غزوة وعدد الغزوات التي قاتل فيها بنفسه 9غزوات وعدد سراياه التي أرسلها : ستون سرية ,وعدها بعضهم 56 سرية بسبب عدم ذكرهم ليوم الرجيع وحدث بئر مؤنه وبعث أسامة بن زيد ,وهكذا
وكانت أول غزواته هي غزوة الأبواء (ودان في صفر عام 2هـ واخر غزوة غزاها غزوة ( تبوك جيش العسرةعام 9هـ


واول سرية أرسلها صلى الله عليه وسلم هي سرية حمزة بن عبد المطلب وكانت إلى ساحل البحر في رمضان عام 1 هـ0 وقد قال علماء السيرة إن الغزوة :هي الموقعة التي شهدها الرسول صلى الله وسلم سواء قاتل فيها ام لم يقاتل بنفسه 0


والسرية هي : الموقعة التي لم يشهدها الرسول صلى الله عليه وسلم ,وإنما أرسل غيره فيها 0 أقول : إن غزوة مؤته لم يشهدها الرسول بنفسه ومع ذلك سميت غزوة ,بل وهي غزوة ومعركة حقيقة كبيرة مع الروم , كما أن صلح الحديبية يعد من ضمن الغزوات رغم أنه كان صلحا واتفاقا 0

وعلى ذلك فاقول :إن الغزوة هي التي تضم جيشا بالمعنى المعروف للجيش حدث قتال ام لم يحدث هذا والله اعلم


شفاء المرضى بنفثه وريقه
ولما أرسل الله نبيه وكلمته المسيح عليه السلام، آتاه من الآيات ما يقيم به الحجة على بني إسرائيل، ومن ذلك إبراء الله الأكمه والأبرص على يديه ]وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيراً بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني [ (المائدة: 110)، فكان برهاناً ساطعاً ودليلاً قاطعاً عند قومه على نبوته e.
وكذلك أيد الله خاتم أنبيائه وعظيم رسله بمثل هذا الدليل والبرهان ، حين شفى على يديه بعضاً من أصحاب النبي e.
ومن ذلك أنه ما جاء في الصحيحين من حديث سهل بن سعد t أن النبي e قال يوم خيبر: ((لأعطين هذه الراية رجلاً يفتح الله على يديه، يحبُ اللهَ ورسولَه، ويحبُه اللهُ ورسولُه))، قال: فبات الناس يدوكون (أي يتحدثون) ليلتهم أيهم يعطاها، قال: فلما أصبح الناس غَدوا على رسول الله e كلهم يرجون أن يُعطاها.
فقال عليه الصلاة والسلام: ((أين عليُ بنُ أبي طالب؟)) فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه، فقال: ((فأرسلوا إليه))، فأُتي به t، فبصق رسول الله e في عينيه، ودعا له فبرأ، حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية. قال الشوكاني: "فيه معجزة ظاهرة للنبي e ".
وفي رواية لابن ماجه أنه e تفل في عينيه وقال: ((اللهم أذهب عنه الحر والبرد)) قال علي: فما وجدت حراً ولا برداً بعد يومِئذ ، وكان أصحابه ربما رأوه يلبس ثياب الصيف في الشتاء وثياب الشتاء في الصيف.
وقبل أن يغادر النبي e أرض خيبر حقق آية أخرى تدل على نبوته ورسالته، فقد شفى الله بنفثه ساق سلمة بن الأكوع الذي أصيب في الغزوة، فقد روى البخاري في صحيحه عن يزيد بن أبي عُبيد قال: رأيت أثرَ ضربةٍ في ساق سلمة، فقلت: يا أبا مسلم، ما هذه الضربة؟ فقال: هذه ضربة أصابتني يوم خيبر، فقال الناس: أُصيب سلمة، فأتيت النبي e، فنفث فيه ثلاث نَفَثات، فما اشتكيتها حتى الساعة.
إن الجموع التي رأت ساق سلمة مضرجة بدمائها، ثم رأوه لا يشتكي منها ألماً ولا وجعاً ببركة ريق النبي e ونفثه عليها، إن هذه الجموع لا يسعها أمام هذه المعجزة الباهرة إلا أن تشهد للنبي e بالنبوة والرسالة، إذ مثل هذا لا يقدر عليه بشر، إنه دليل من دلائل نبوته e.
ويرسل النبي e عبدَ الله بن عتيك ورجالاً من الأنصار لردع سلّامِ بنِ أبي الحُقَيق، وبينما هو راجع في الطريق وقع، فانكسرت ساقه، فعصبها بعمامة، يقول: فانتهيت إلى النبي e، فقال: ((ابسط رجلك))، فبسطت رجلي، فمسحها، فكأنها لم أشتكِها قطّ.
لقد تكرر ذلك منه e مراراً وعلى مراى من الصحابة الكرام، ومن ذلك ما رواه ابن حبان في صحيحه عن عبد الله بن بريدة رضي الله عنه قال: سمعت أبي يقول: إن رسول الله e تفل في رجل عمرو بن معاذ حين قطعت رجله فبرأ. فهل كان هذا من فنون الطب أم معجزة وبرهاناً من براهين نبوته e.
ويروي الشيخان آية أخرى من آيات صدقه وبراهين نبوته، ففي الصحيحين من حديث السائب بن يزيد قال: ذهبت بي خالتي إلى النبي e فقالت: يا رسول الله، إن ابن أختي وجِع، فمسح رأسي، ودعا لي بالبركة، ثم توضأ، فشربتُ من وَضُوئه، ثم قمت خلف ظهره، فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه مثل زر الحَجَلة.
وهذا الخبر فيه دليلان من دلائل نبوته e أولهما: شفاء السائب النبي e حين شرب من ماء وُضُوئه، والثاني رؤيته خاتم النبوة بين كتفي النبوة e.
ويروي الإمامان أحمدُ وابنُ ماجه عن أمُ جُندُب أنها رأت رسول الله e يرمي جمرة العقبة .. فأتته امرأة (خثعمية) بابن لها فقالت: يا رسول الله، إن ابني هذا ذاهب العقل، فادع الله له. قال لها: ((ائتيني بماء)). فأتته بماء في تَورٍ من حجارة، فتفل فيه، وغسل وجهه، ثم دعا فيه، ثم قال: ((اذهبي، فاغسليه به، واستشفي الله عز وجل)).
قالت أم جُندب: فقلت لها: هبي لي منه قليلاً لابني هذا، فأخذت منه قليلاً بأصابعي، فمسحت بها شِقَّة ابني، فكان من أبر الناس.
فسألت المرأة بعد: ما فعل ابنها؟ قالت: برئ أحسن بَرء.
قال السندي: "وفي الحديث معجزة عظيمة له e". أقول: لا، بل هما معجزتان : إحداهما شفاء ابن الخثعمية ببركة مجة النبي e في الماء الذي غسلته أمه فيه، والأخرى: هداية ابن أم جندب بمسح أمه وجهَه ببعض هذا الماء.
ويروي أحمد في المسند عن محمد بن حاطب دليلاً آخر من دلائل نبوة نبينا عليه الصلاة والسلام، فقد أقبلت به أمه أم جميل إلى النبي e، وقد انكفأت قدر تغلي على ذراعه، تقول أم جميل: فأتيتُ بك النبي e فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله، هذا محمد بن حاطب، فتفل في فيك، ومسح على رأسك، ودعا لك، وجعل يتفل على يديك ويقول: ((أذهب البأس رب الناس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً)) فقالت: فما قمت بك من عنده حتى برأت يدك.
ويمضي حديث الحديبية لينقل لنا دليلاً آخر من دلائل نبوته، يمكننا تلمسه من حال الصحابة مع النبي r كما يخبرنا عنه وفدُ قريش، يقول عروة - وهو يومئذ على الكفر -: فوالله ما تنخم رسولُ الله نخَامة إلا وقعت في كف رجل منهم، فدلك بها وجهَه وجِلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وَضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يحـدون إليه النظر تعظيماً له.
فرجع عروة إلى أصحابه فقال: أي قومِ، والله لقد وفدت على الملوك، ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله إنْ [أي ما] رأيت مَلكاً قط يعظِّمُه أصحابُه ما يعظـم أصحاب محمد e محمداً.
فوقوع هذه الأخبار غير معتاد ولا مألوف مع أحدٍ من الناس، وحتى الملوكُ لا يُصنَعُ لهم ذلك، وقد فعله أصحاب النبي r معه، لتحققهم من بركة النبي e، ولما عاينوه من آثارها، وهذا النوع من التبرك بشخص النبي r حال حياته مشروع أجمعت الأمة على مشروعيته، وهو دليل آخر من دلائل نبوته e.
و من أعلام نبوته ودلائل رسالته e أنه لما قدم المدينة كانت كما وصفتها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أوبأَ أرض الله، فقال e: ((اللهم حبِّب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشدّ، وصحِّحْها، وبارك لنا في صاعها ومُدّها، وانقل حُّماها، فاجعلها بالجُحفة)). لقد رفع الله الوباء والحمى عن المدينة بدعوة النبي e، فهي أطهر البقاع وأصحها وأبركها بدعوة النبي e.
قال النووي: "وفي هذا الحديث علم من أعلام نبوة نبينا e ، فإن الجحفة من يومئذ مُجتنبة، ولا يشرب أحد من مائها إلا حُمّ". وقد صدق رحمه الله، فهي مهجورة إلى يومنا هذا.

غير معرف يقول...

(اضحك من قلبك؟؟هاهاها: لقد اصبحت نصرانيا
قصه اقراها لاخرها ممكن تعيط
هذه القصة بطلها شاب مسلم .. وفتاة نصرانية قصة قامت على الحب في ربوع ‏الشام حيث نجد الكثير من العوائل المسلمة والنصرانيه في حياة طبيعية …فكلهم اهل ‏قرية واحدة وحدث ان صعد شاب مسلم الى سطح منزلهم وكان بالجوار بيت نصراني …فلمح ‏الشاب بنتآ كالقمر في باحة البيت..وخفق قلبه لها..
‏وعلى الفور أسرع وخرج الى ذلك ‏البيت ….وطرق الباب … ففتحت الفتاة باب الدار قليلآ لترى ماذا يريد..؟
فيخبرها ‏عن حبه وهيامه بها وانه يريد ان يتزوجها..فترد عليه بأنها لاتتزوج مسلمآ لأنها ‏نصرانيه …وانه اذا كان جادآ
في حبه لها فعليه ان يتنصر ثم يتقدم لها …وعندها ‏ستقبل به زوجآ واحتار الشاب..
‏أيغير دينه لأجلها …!
‏ولكن ..يبدو أن الحب ‏جنون..حيث حسم الشاب أمره في النهاية وعاد إلى الفتاة وأخبرهاأنه موافق أن يغير ‏دينه الى النصرانيه لكي يتزوجها ….ففرحت الفتاة..وذهبت واياه الى الخوري وهو رجل ‏الدين النصراني..
‏دخلو الى الكنيسه ….واستقبلهما بكل ترحاب مستفسرآ عن مجئ الشاب ‏لعلمه بأنه غير نصراني..فتخبره الفتاة بانه يريد أن يتزوجها وليس لديه مانع في ان ‏يغير دينه لأجل ذلك..
‏رحب الخوري بالشاب مثنيآ على شجاعته في اتباع الحق …ثم ‏أخذه الى حوض به ماء يعرف عند النصارى بانه ماء التعميد ..أمسك الخوري برأس الشاب ‏من شعره وقام بتغطيس رأسه في الماء ثلاث مرات وهو يقول في كل مرة
((‏أدخل مسلم ‏أخرج نصراني)) ثم أطلقه وقال له : ((اذهب الآن لقد أصبحت نصرانيآ))
‏تعجب الشاب ‏من هذه الطريقه في تغيير الديانه . ولكنه لم يتعب نفسه في التفكير فقد أصبح ‏بامكانه ان يتزوج بالفتاة التي أحب…
‏وفعلآ تقدم لها وتزوجها ومرت الأيام..وأتت ‏فترة الصوم عند النصارى..
‏وهذه الفترةليست كشهر رمضان عند المسلمين بل هي صوم عن ‏اللحوم والألبان ومنتجات الحيوانات فقط وتستمر
لمدة اربعين يومآ..
‏وبينما ‏الزوجة جالسة في بيتها إذ فوجئت بزوجهايدخل الدار ومعه دجاجة مشويةوجلس واكلها بكل ‏تلذذ
وبرود…!
‏صدمت الفتاة لهذا المنكر العظيم غضبت بشدة ورفعت صوتها على ‏زوجها ثم خرجت وهي تتوعده بانها ستخبر الخوري عن إثمه العظيم …
‏وغضب الخوري لما ‏فعل الشاب واستدعاه على الفور..وقال له : كيف تخالف تعاليم ديننا وتأكل دجاجة في ‏فترة الصوم ؟
وفوجئت الفتاة عندما رد زوجها بقوله : ((ولكنني لم اكل اي ‏دجاجه؟))
‏هتفت الفتاة “أو تكذب ايضا”!!!
‏ولكن الشاب لم يغير موقفه ((أنالم ‏أكل اي دجاجه ..ولم اقترف ذنبا))…!!!
‏أخذت الفتاة تصرخ وتقسم بأنها راته ‏بعينيها وهو يأكل الدجاجه..
‏واخيرآ قام الخوري بتهدئة الوضع وخاطب الشاب بكل ‏هدوء ((يابني.. زوجتك تقسم بالرب أنها رأتك تأكل الدجاجة وانت تنكر فكيف ‏ذلك…!!))
‏فقال الشاب بكل برود : انا لم اكل دجاجه انا اكلت عنبآ..!!!
‏فرد ‏عليه الخوري : ولكنها تقسم أنك أكلت دجاجة..!!؟؟
فقال الشاب : لقد كانت دجاجه … ‏ولكنني احضرتها و غطستها بالماء ثلاثآ وأنا أقول لها : أدخلي دجاجة واخرجي ‏عنبا..!!
‏دهش الخوري لهذا الكلام الذي لامنطق له
‏وقال في استنكار ساخر : ((‏أها الأحمق أتتحول الدجاجة الى عنب بمجرد تغطيسها بالماء ……!!؟؟))
‏فقال ‏الشاب بكل سخرية : ((وتظنني سأترك الأسلام وأصبح نصرانيآ بمجرد أن قمت بتغطيسي بماء ‏الكنيسة..!!))
‏وانهااااااااااااارت الفتاة….!!
==============================
عدنان ولينا والمسيح الدجال ومخطط تشويه عقائد أطفالنا




صورة لعدنان ولينا أبطال المسلسل
إعداد الأستاذ طارق عبده إسماعيل
كتاب وباحث في الطب النبوي
اندلعت الحرب العالمية......عام 2008 وحل الدمار والخراب.....؟؟
هذا المسلسل الكرتوني يعتبره الناس من أروع ما قدم للأطفال ومن اشد معجبيه الكبار... إنه مسلسل عدنان ولينا أو فتى المستقبل كونان Future Boy Conan.
اشتهر المسلسل باسم عدنان ولينا نسبة لاسم البطلين الرئيسيين، لكن اسمه الرسمي للنسخة العربية هو "مغامرات عدنان ولينا" وهو مسلسل ياباني مدبلج إلى
العربية من إنتاج شركة Nippon Animation، مكون من 26 حلقة، عرض على الشاشات العربية خلال فترة الثمانيات، ومازال يعرض حتى الآن على بعض القنوات.


صورة لغلاف الرواية الأصلية The Incredible Tide


صورة لمؤلف العمل Alexander Key
أشرف على إخراجه المخرج ميازاكي أحد أعظم مخرجي ورسامي الرسوم المتحركة اليابانية، وكان ذلك في عام 1978 م وهو مقتبس عن رواية The Incredible Tide أي المد المذهل، لألكسندر كي Alexander Key وهو كاتب أمريكي.
ولكن !
هل خلف هذا المسلسل الكرتوني سر أو أمر يحتاج الى نظر وتفسير لقصته ولشخصياته ؟؟
هل هذا المسلسل الكرتوني ضمن الغزو الفكري والثقافي لأطفالنا ؟؟
لماذا عام 2008م بالذات ؟؟
ماذا تمثل شخصية عدنان ؟؟
ماذا تمثل شخصية لينا ؟؟
من هو جد لينا ؟؟
ما هي ارض الأمل؟؟
لماذا هذا المسلسل الكرتوني بالذات يعاد تحديثه كل عشرون عام ؟؟
لماذا هذا المسلسل الكرتوني بالذات تم الإنفاق عليه مادياً بشكل كبير حتى تعدي باقي أنواع أفلام الكرتون الأخرى وصار ضمن ألعاب الكمبيوتر وليس بطريقة العرض فقط , وتم دبلجته ليصير باللغة العربية وليس فقط بل بمعظم اللهجات العربية ؟؟
ربما يقول قائل أنني من ضمن المبالغين بنظرية المؤامرة وعندي هوس بها وقد بالغت في أمر هذا المسلسل الكرتوني وهو لا يعدو كونه مسلسل كرتون قد أشتهر لأسباب فنية بحتة.
هنا أدعوكم للمقارنة بين قصة المسيح الدجال وما يدور حولها كما جاءت بالسنة النبوية الصحيحة وقصة عدنان ولينا وما يدور حولها , لنقف بموضوعية ونري هل الأمر مجرد قصة عادية أم هناك تعمد وتشبيه مقصود بموضوع المسيح الدجال وبالطبع يتخلله بعض الأكاذيب التي تصب في صالح هذا الدجال وما يلتف حوله من يهود..... والله المستعان.



صورة لجد لينا الرجل الأعور ضخم الجثة وتظهر علامة على جبينه
شخصية جد الطفلة لينا (الدكتور رامي أو ) وهي الشخصية المتشابها في صفاتها الشكلية والفعلية لشخصية الدجال في الكثير وسنري هل ذلك تمهيد نفسي لتقبل شخصية الدجال الحقيقية فيما بعد أم لا.


صورة للقلعة التي تقع في الجزيرة النائية التي سجن فيها الدكتور رامي

أولا الصفات الشكلية:
1- (أعور العين) وهنا نتسأل عن هذا الأمر الغريب في شكله وموضوعه لهذه الشخصية الكرتونية , فعوار العين لا يظهر بشكل عين مصابة أو مرتدي نظارة سوداء وإنما بشكل عين ممسوحة , والغريب أيضاً أن هذه القصة ليس لها علاقة بموضوع العيون من قريب أو بعيد, وهذا العوار غير مرغوب أساساً في قصص الأطفال !!
فما الداعي لإبراز صفة المسيح الدجال من ناحية عوار عينه ومسحها كما وصفها رسول الله , وجعل ذلك وصفاً لهذه الشخصية الكرتونية بدون سبب مقنع له علاقة بموضوع القصة , لو افترضنا جدلاً أنها قصة عادية ؟؟
2- (أجلي الجبهة ومرسوم عليها ثلاث علامات) في إشارة واضحة لوصف رسول الله للدجال بأنه عريض الجبهة ومكتوب عليها ثلاث حروف ك ف ر فهل يعقل أن تكون ذلك مصادفة لقصة عادية , وهل هذه العلامات الثلاث لها علاقة بموضوع قصة أطفال عادية ؟؟
3- (ضخم الجثة) وهذه من صفات الدجال أيضا اتي ذكرها رسول الله وليس لها علاقة بالقصة لو افترضنا أنها قصة أطفال عادية لاسيما أن الشخصية هذه تمثل شخصية جد والمفروض أن كبار السن تكون أجسامهم ضعيفة وصغيرة الحجم وليست ضخمة جداً ,أضخم من أجسام المصارعين الشباب , فهل ذلك مصادفة ؟؟
والآن نستعرض الصفات الفعلية لنفس الشخصية
1- ( مقيد بالسلاسل في جزيرة بالبحر) وهذه أيضاً صفة من الصفات التي ذكرها رسول الله عن المسيح الدجال فهل هذه مصادفة غير مقصودة أيضاً ؟؟
2- (يأمر السماء فينزل المطر علي الأرض الجدباء فتصير يانعة خضراء) وهذه أيضاً من الصفات التي ذكرها رسول الله عن الدجال , فهل ذلك مصادفة غير مقصودة أيضاً ؟؟
3- (يخلق بشر ومخلوقات) بهذه الأرض الخضراء , وهذه صفة قد ذكر رسول الله أن المسيح الدجال سوف يقوم بذلك بمساعدة الشياطين حتى تتوهم الناس أنه يخلق بشر, فهل ذلك مصادفة وقصة أطفال عادية ؟؟
بعض الشخصيات الأخرى:-
عبسي
فتى يرمز إلي العرب أسما وموضوعاً بالصورة السيئة التي ينشرها الإعلام اليهودي العالمي علي كافة المستويات وليس في هذا المسلسل الكرتوني فقط
فتجد اسمه عبسي في إشارة لإحدى القبائل العربية الشهيرة ويصطاد الضفادع والسحالي والفئران ليأكلها , في مبالغة وتنفير لما هو معروف بالجزيرة العربية عن صيد وأكل الضب ثم تجد هذه الشخصية متصفة بالتفاهة وليس له هم إلا بطنه , والبلاهة والغباء من صفاته بالإضافة لظهوره سكران ومحشش وهذه هي الصفات التي يلصقوها بالعرب لتشويه سمعة الإسلام أيضاً.


صورة لشخصية عبسي
علام:
هو شخصية قيادية شريرة ويوسم الناس بالصليب وهو علي عداوة شديدة مع شخصية الدكتور رامي السابقة وبالطبع ترمز شخصية علام الكرتونية هذه لشخصية نزول المسيح عليه السلام ولكن من رؤية يهودية وليست إسلامية اللهم إلا كسر الصليب في نهاية المسلسل.


صورة لشخصية علام التي ترمز للمسيح الذي يقاتل الدجال
عدنان ولين:
لينا شخصية طفلة لطيفة تكلم الطير وتتخاطب معه وهي حفيدة الدكتور رامي , ولعله يتضح من صفاتها في التخاطب مع الطيور أنها ترمز لإسرائيل وعدنان هو من أحفاد سيدنا سليمان وداود عليهما السلام كما يحبوا أن يوصفوا بذلك.


صورة لشخصية لينا التي ترمز لإسرائيل



صورة لشخصية عدنان في أرض الأمل(أرض الميعاد) التي ترمز لأحفاد داود وسليمان وهو رمز للقوة
أحداث ومواقف
هناك الكثير من الأحداث والمواقف التي تصب في صالح اليهود والدجال والنظريات التي تمثلهم مثل :-
الحرب العالمية الثالثة وما يعقبها من نزع سلاح العالم بقيادة جد لينا لكي يعيش العالم في سلام , وهذه الدعوة بالمناسبة موجودة في التوراة المحرفة ومعركة هرمجدون بين الخير والشر.
أرض الأمل وأرض الميعاد التي تسعي لينا وجدها للوصول إليها في إشارة واضحة لفلسطين ومكانتها عند اليهود في أنها الأرض المباركة لهم.



صورة لأبطال المسلسل (عدنان ولينا يعودون إلى أرض الأمل (أرض الميعاد)
وأخيراً نقول
استحالة أن تكون كل هذه الرموز المتشابهة محل صدفة غير مقصودة في القصة
فالكل يعرف ما هو تأثير الأفلام الكرتونية لدى الأطفال ، وخاصة بعد ظهور العديد من الدراسات التي تشير إلى أن هذه الأفلام تشكل خطرا على عقائد المسلمين وأنها أسهل طريقة لغزو الشعوب الإسلامية واختراق أجيالها ، لأنها تدخل في وجدان الطفل في فترة يكون خالي الذهن ولا يعي ما الذي يحدث ولا يدرك الضرر الناتج عما يتلقاه ، فيأخذه عقله الباطن بتخزين كل ما يشاهده ويظل مدسوسا في داخل أعماقه ينمو معه كلما كبر مشوهاً عقيدته الصحيحة وممهداً لما تم بثه من عقائد فاسدة من قبل عن طريق هذه الأدوات الإعلامية الجذابة , لاسيما أن وسائل الإعلام العالمية في أيدي اليهود وكذلك منهم مؤسسين علم النفس الحديث كفرويد وغيره ويعرفوا كيف يستخدموا هذا العلم لخدمة أهدافهم, فلنحذر ولنراقب ما يشاهده أطفالنا ولندرك قدر ما يحيك لنا أعدائنا علي كافة الأصعدة.
تنسيق وترتيب
طارق عبده إسماعيل
باحث بالطب النبوي وكاتب إسلامي

==========

غير معرف يقول...

كلام الله وشريعته في القرآن أم الكتاب المقدس

بما أن حوارنا عقلي فليس لنا دخل بالتاريخ من قريب أو من بعيد سننظر

كلام الله لابد أن يكون كلاما يليق بصاحبه !

حسنا قبل أن نبدأ بأيهما كتاب الله ..وبمناسبة أن كلامي هذا سينشر فسأوصيكم بالسلام على بعض أصدقائي ...سلمولي على إبراهيم وحسن ويحيي ...سلمولي على ياسر وعلي ومحمد ...سلمولي على إسماعيل حبيبي وعلى إبن خالتي إيهاب وإبن عمي محمود وسلمولي ع......!!!!

سيقول أحد المسيحيين القرآء ...ماذا يفعل هذا المخرف يكتب كتابا ويرجو أن يقرأه الناس ليسلم فيه على أصدقائه –عذرا هذه إضاعة وقت وتفاهة-؟

فأقول صدقت .. هذا لا يجوز في كتاب محترم حول حوار الأديان يكتبه كاتب وقته ثمين وفكره ثمين ويرجو لكتابه قراء ..فما رأيك أن مثل هذه السلامات في الكتاب المقدس ؟!

رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ اَلأَصْحَاحُ 16
1 اوصي اليكم باختنا فيبي التي هي خادمة الكنيسة التي في كنخريا 2 كي تقبلوها في الرب كما يحق للقديسين وتقوموا لها في اي شيء احتاجته منكم . لانها صارت مساعدة لكثيرين ولي انا ايضا 3 سلموا على بريسكلا واكيلا العاملين معي في المسيح يسوع . 4 اللذين وضعا عنقيهما من اجل حياتي اللذين لست انا وحدي اشكرهما بل ايضا جميع كنائس الامم . 5 وعلى الكنيسة التي في بيتهما . سلموا على ابينتوس حبيبي الذي هو باكورة اخائية للمسيح . 6 سلموا على مريم التي تعبت لاجلنا كثيرا . 7 سلموا على أندرونكوس ويونياس نسيبيّ المأسورين معي اللذين هما مشهوران بين الرسل وقد كانا في المسيح قبلي . 8 سلموا على أمبلياس حبيبي في الرب . 9 سلموا على اوربانوس العامل معنا في المسيح وعلى استاخيس حبيبي . 10 سلموا على أبلّس المزكى في المسيح . سلموا على الذين هم من اهل ارستوبولوس . 11 سلموا على هيروديون نسيبي . سلموا على الذين هم من اهل نركيسوس الكائنين في الرب . 12 سلموا على تريفينا وتريفوسا التاعبتين في الرب . سلموا على برسيس المحبوبة التي تعبت كثيرا في الرب . 13 سلموا على روفس المختار في الرب وعلى امه امي . 14 سلموا على اسينكريتس فليغون هرماس بتروباس وهرميس وعلى الاخوة
الذين معهم . 15 سلموا على فيلولوغس وجوليا ونيريوس واخته وأولمباس وعلى جميع القديسين الذين معهم . 16 سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة . كنائس المسيح تسلم عليكم ....21 يسلم عليكم تيموثاوس العامل معي ولوكيوس وياسون وسوسيباترس انسبائي . 22 انا ترتيوس كاتب هذه الرسالة اسلم عليكم في الرب . 23 يسلم عليكم غايس مضيفي ومضيف الكنيسة كلها . يسلم عليكم اراستس خازن المدينة وكوارتس الاخ . 24 نعمة ربنا يسوع المسيح مع جميعكم . آمين

تخيل صفحة كاملة من كلام الله تكون عديمة الفائدة فضلا أن تصل لهذه الدرجة ؟!
والكثير من هذا في الكتاب المقدس .. مثل ذكر الأنساب وسبب التسمية والحوادث الفردية والجرائم والزنا والأساطير كشمشون و ...إلخ

فهل من العقل أن نقول أن كتابا يحوي مثل هذا هو كلام الله ؟!

بينما في القرآن تجد القرآن يحتوي على
1- عقائد
2- تشريعات (حلال وحرام)
3- قصص قرآني

ولا يوجد أبدا آية أو سورة في القرآن بلا وجه إفادة تشريعي أو إعجازي أو عقائدي ..أبدا !

وعقائد القرآن هي التوحيد والآخرة والحساب والجنة والنار ..إلخ
وتشريعات القرآن هناك تشريعات كثيرة قريبة من شريعة الله في بني إسرائيل لكن مع كثير من التخفيف والواقعية وإمكانية التطبيق على أرض الواقع وتشريعات الإسلام أثبتت أنها تبني المجتمع الفاضل الذي كان يحلم به أفلاطون فعلا وليس مجتمع عنصري وليس قانون مستحيل التطبيق كالذي عند اليهود بل تم تطبيقه لأكثر من ثمانية قرون كانت فيها القوة العظمى في العالم هو الإسلام!
وقصص القرآن : مثل قصص الأنبياء جميعا من آدم حتى عيسى عليه السلام وكل قصة تحكي لك موعظة وتبني لك قدوة تتمسك بها !

وأتذكر سؤال سأله لي بعض المسيحيين على غرار سؤال البابا : هل أتى الإسلام بجديد ؟!
والواقع أن ما ذكرته يؤكد أن الإسلام جاء بأنقى عقيدة فالعهد القديم كما ذكرت ولو أنه يخبر بالتوحيد إلا أنه مع ذلك لا يذكر إلبته يوم القيامة والحساب والجنة والنار ..إلخ
فعندما جاء عيسى المسيح عليه السلام ليصلح ما أفسده اليهود من التحريف فأثبت الجنة والنار والحساب ولكن للأسف جاء بعد المسيح من أفسدوا الجزء الآخر فجعلوا توحيد المسيح والعهد القديم تثليثا ..ولا حول ولا قوة إلا بالله ...أما الإسلام فجاء دين تام كامل ..دين إرتضاه الله للناس !
وكما أسلفنا من قبل في صفات الإله ففي الكتاب المقدس بعهديه صورة مشوهة عن الإله أنه لا يعلم الغيب ويخاف من أناس يبنون برجا ..ثم يضطر في العهد الجديد أن يضحي بإبنه لكي ينجو الناس من خطيئة أبيهم..فهذه الصورة المشوهة ليست قطعا صورة الإله خالق الكون العظيم المنظم أبدا ..أما في القرآن فقد رأينا كم الفارق ولا أرى أن هناك وجها للمقارنه بين الله عز وجل كما ذكر في القرآن والله عز وجل كما كتبه كتاب الأسفار والأناجيل ... وأختر لنفسك ايهما كلام الإله عن نفسه وأيهما يصلح أن يكون هو إله الكون ؟!
ناهيك أن الجديد في الإسلام أنه الدين الكامل بكل معاني الكلمة ..من عقيدة وتشريعات صالحة للتطبيق وتضمن صلاح الحياة البشرية وتضمن السعادة للمجتمع بكل معاني الكلمة ..وأهم ما في الإسلام أنه جاء بأتباع حافظوا على الدين كما أنزل ولم يضيعوه أو يحرفوه تبعا للضغوط أو الأهواء بل ظلت عقيدتنا كعقيدة النبي والصحابة حتى يومنا هذا ..وهذا شئ لم يتواجد في أي أمة سابقة ..والحمد لله !


تشريعات القرآن:
المؤسف للغاية أن أننا نجد من يطعن بحد الزنا أو حد الردة مثلا من أهل الكتاب .. أمر محزن للغاية أن يصدر هذا الأمر من أهل الكتاب ..فإنكار الملحدين علينا هذا بمنهج عقلي قصير النظر وفاسد وإنكار العلمانيين وإنكار البوذيين وغيرهم لا يحزنني لأنهم ليسوا أهل كتاب ولكن المحزن أن تجد هذا الطعن من أهل الكتاب !
ويبين ذلك أن المتكلم إما جاهل بكتابه أو حاقد أعمى الحقد بصره فجعله ينكر ما يوجد في كتابه حقدا على الإسلام !

فحد الزنا مثلا موجود في العهد القديم .. والمسيح لما جاءوا له بإمرأة إتهموها بالزنا وطلبوا منه الرجم طبقا لناموس الله... !

فقال المسيح "من منكم بلا خطية فليرمها بحجر"
فهذا إما أن يكون من الكذب على المسيح
أو ربما علم المسيح مالم نعلم فكما تحكي القصة أنه جلس يكتب على الأرض وهي حركة غريبة .. ربما اطلعه الله أن تلك المرأة لم تزني واليهود يفترون عليها –كما حدث لسوسنة (دانيال أصحاح 13 ) – أو ربما ما فعلت ما يستحق الزنا ..أو.. أو...لكن تمسك النصارى بهذه الحادثة وإدعائهم أن ما سوى ذلك باطل أمر غريب!
فأمر الله في التوراة بأن الزاني والزانية المحصنين يرجما ولو فرضنا جدلا أن هذا الحكم نسخه المسيح وألغاه ..فهل ينكر عاقل أن يعود الحكم مرة أخرى ؟!
ولعل هذا الأمر يلقى بظلاله على قضية الناسخ والمنسوخ الذي يؤلمنا أيضا أن من يؤمن بأن شئ مثلا مثل حد الزنا قد نسخه المسيح ولغاه وحكم الطلاق وحرمة الخنزير بل عهد جديد نسخ معظم أحكام القديم (عبرانين 7 : 18)
عبرانين إصحاح 7 الطبعة الكاثوليكية اليسوعية ((18وهكذا نُسِخَتِ الوَصِيَّةُ السَّابِقَةُ لِضُعفِها وقِلَّةِ فائِدَتِها، 19فالشَّريعَةُ لم تُبِلغْ شَيئًا إِلى الكَمال،))
ومع ذلك مازالوا ينكرون علينا الناسخ والمنسوخ بل ويعتبرونه نقصا وعيبا وهو الأمر الذي يثبت حكمة الله وأنه يشرع لكل أمة وفئة تشريعا يناسبهم ويناسب زمنهم ....فهل هؤلاء الأشخاص الذين ينكرون على الإسلام ما يوجد في كتبهم إلا كفرة حاقدين وليسوا باحثين علميين عن الحق ؟!


حسنا دعنا ننظر لأمر تشريعات القرآن بصورة أكثر علمية بالمقارنة مع تشريعات العهدين القديم والجديد :

الإسلام جاء بتشريعات فردية للإشخاص سواء للرجل أو للمرأة مثل الأطعمة والألبسة وغيرها من أمور الحياة

وتشريعات أسريه مثل قوانين علاقة الرجل مع زوجته ماليا وإجتماعيا وجنسيا وحق الرجل على إمرأته وحق المراة لزوجها وحقوق الإبن والبنت وحقوق الأب والأم وحقوق الأخ والأخت والعم والخال والخالة ..إلخ

وتشريعات مجتمعيه مثل حق الجار على جاره والاملاك والزكاة للفقير والمحتاج وإبن السبيل المسافر وحق اليتيم والأرملة وحقوق الفئات الخاصة..وتضم التشريعات المجتمعية أيضا نظام صارم للعقوبات لمنع السرقة والزنا والقتل والنهب وقطع الطريق..إلخ
وفي الإسلام فلا عنصرية باللون ولا بالجنس
قال صلى الله عليه وسلم : " لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى " .
وقال صلى الله عليه وسلم : " لا فرق بين أبيض وأسود إلا بالتقوى "
وأظن أنه معروف تعصب اليهود لجنسهم بل ويجعلون كل غير اليهود "الجوييم" كلاب لليهود ولذلك يقتلون الفلسطينين بل والأطفال بلا رحمة والمؤسف أنه نسب للمسيح في إنجيل متى الذي كتب لليهود أنه قال مثل ذلك

“واذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت اليه قائلة ارحمني يا سيد يا ابن داود.ابنتي مجنونة جدا. فلم يجبها بكلمة.فتقدم تلاميذه وطلبوا اليه قائلين اصرفها لانها تصيح وراءنا. فاجاب وقال لم أرسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة. فأتت وسجدت له قائلة يا سيد أعنّي. فاجاب وقال ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب. فقالت نعم يا سيد.والكلاب ايضا تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة اربابها. حينئذ اجاب يسوع وقال لها يا امرأة عظيم ايمانك.” (مت 15:22-28)


وتشريعات مع غير المسلمين : تحكم بين دولة الإسلام مع الدول الأخرى فللمعاهدين الكفار قال الله (فما إستقاموا لكم فإستقيموا لهم) فأبدا لا ينقض المسلمون العهود والمواثيق ومع الكفار في المجتمع الإسلامي لا يوجد إكراه في الدين بل لكل منهم حرية العبادة والديانة ولكن بشرط ألا يضر المجتمع المسلم وألا يسمح له بالتسلح ويقوم المسلمين بحمايتهم وحماية أعراضهم وأموالهم وأماكن عبادتهم نظير الجزية وسماهم الرسول –أهل الذمة- أي أنهم في ذمة المسلمين
أما تشريع الإسلام مع الأعداء فإن تشريعات الإسلام هي الجهاد في سبيل الله للدفاع عن الإسلام والمسلمين وليعلم النصارى و"الصليبيين الجدد" أن من حارب الإسلام والمسلمين فليس له إلا السيف ولا نداهن ولا نداري هذا فالإسلام قوة وليس ضعفا وخوارا وما بالمسلمين من ضعف الآن إلا لأنهم لم يستمسكوا بدين ربهم وشريعة دينهم !
لكن النقطة الجوهرية هنا هي القتال مع من وما صفات هذا القتال .. هل هو إكراه في الدين ؟!

واحد في مقابل الجميع One Against All

ليس بوسعنا أفضل من أن نسمح لتوماس كارلايل نفسه بالدفاع عن النبي محمد ضد هذه التهمة الكاذبة .

يقول كارلايل " السيف بالفعل : لكن من أين ستأتي بسيفك !! كل فكرة جديدة في بدايتها تكون تماماً " قاصرة على واحد " في عقل رجل واحد وحده .. وهناك تكمن لأنه حتى تلك اللحظة يكون هناك رجل واحد في العالم كله يصدقها . إنه رجل واحد في مقابل الجميع . أن يأخذ سيفاً ويحاول أن ينشر به هذه الفكرة ، لن يجدي إلا قليلاً . يجب أولاً أن تدافع عن نفسك بسيفك وعامة سينتشر الشيء بنفسه بعد ذلك إذا كان يستطيع . ونحن لا نجد أن الدين المسيحي أيضاً دائماً يترفع عن استعمال السيف عندما حظى به يوماً . وعندما حوَّل " شارلمان " الساكسونيين إلى المسيحية فإن ذلك لم يكن بالوعظ " . ( الأبطال وعبادة الأبطال ص 80 )

هل أحكام الإسلام كما ورد ....في سفر حزقيال 9: 6 وَاضْرِبُوا لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ.
يقول يسوع "وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً."
وفي سفر إرمياء 48/10 "ملعون من يمنع سيفه عن الدم" .. دم من .... يا للمحبة؟!!
وفي سفر إشعيا 13 : 16 يقول الرب : "وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم"
ففي سفر هوشع 13 : 16 يقول الرب : "تجازى السامرة لأنها تمردت على إلهها بالسيف يسقطون تحطم أطفالهم والحوامل تشق"
و في سفر العدد 31: 17-18 "فَالآنَ اقْتُلُوا كُل ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ وَكُل امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا لكِنْ جَمِيعُ الأَطْفَالِ مِنَ النِّسَاءِ اللوَاتِي لمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ أَبْقُوهُنَّ لكُمْ حَيَّاتٍ"
و في سفر يشوع 6: 22-24 " وَأَخَذُوا الْمَدِينَةَ. وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ - حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. ... وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ
و في سفر يشوع 11: 10-12 "وَضَرَبُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمُوهُمْ. وَلَمْ تَبْقَ نَسَمَةٌ. وَأَحْرَقَ حَاصُورَ بِالنَّارِ. فَأَخَذَ يَشُوعُ كُلَّ مُدُنِ أُولَئِكَ الْمُلُوكِ وَجَمِيعَ مُلُوكِهَا وَضَرَبَهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمَهُمْ كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ.
و في سفر القضاة 21: 10-11 واضربوا سكان يابيش جلعاد بحد السيف مع النساء والأطفال وهذا ما تعملونه. تحرّمون كل ذكر وكل امرأة عرفت اضطجاع ذكر"
و في سفر صموئيل الأول 15: 3 - 11 "فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً وَأَمْسَكَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيّاً, وَحَرَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ"
و في سفر أخبار الأيام الأول 20: 3 "وَأَخْرَجَ داود الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرَِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهَكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ"

و في سفر المزامير 137: 8-9 يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا! 9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!"
و في سفر حزقيال 9: 5-7 "لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ, وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَـابْتَدَأُوا بِـالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: نَجِّسُوا الْبَيْتَ, وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا. فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ"

هل هذه قوانين حرب الإسلام ؟
ونقول : لا......أبدا ليس ديننا دين المذابح الجماعية الصليبية بل ديننا دين أخلاق الفارس العربي النبيل ..أخلاق الفروسية التي تجلت في النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول لأعدائه يوم فتح مكة "إذهبوا فأنتم الطلقاء" وكأنه في لحظة واحدة نسي ما فعلوه به وبأصحابه...أخلاق عمر بن الخطاب الذي كان يملك نصف الأرض وثوبه مرقع الذي قال للقبطي.. "أضرب إبن الأكرمين" (والقصة شهيرة) وقال لعمرو بن العاص واليه على مصر "متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا" كل هذا إنتصارا لأحد الرعية لأن ديننا هو العدل المطلق والأخذ على يد الظالم مهما كان !
ديننا ..أخلاق صلاح الدين الذي يعرف جيدا أنه لما فتح الصليبيون القدس قتلوا سبعون ألفا من أهلها ظلوا يحرقون جثثهم شهرا من نساء وأطفال ورجال إستجابة لأوامر كتابهم المقدس أما حينما فتح صلاح الدين القدس فسمح لغير المحاربين البقاء في المدينة إن شاءوا وبل وشمل كرمه المحاربين أيضا فسمح لهم بالجلاء عن بلادنا ..مقابل دراهم معدودة ومن لم يستطع يعفى وكانوا الأمراء يحملون أموال بالأطنان حتى عجزوا عن حملها وما طمع هو فيها وهي تحت يديه ..وأقول لكل نصراني أنظر وتأمل...هؤلاء المسيحيين أصحاب دين المحبة ماذا فعلوا حينما دخلوا عكا والقدس وهؤلاء المسلمون أصحاب دين الجهاد والقتال في سبيل الله حينما دخلوا القدس ماذا فعلوا ؟!
والواقع أن هذا الواقع الجلي يبين أحكام القتال في الإسلام بلا أدني شبهة أو تحيز !

دعنا حتى نرى الجانب الآخر المضاد لأحكام العهد القديم حتى لا يتهمني النصارى أنني لا أرى المسيحية من منظورهم الشخصي ألا وهو "الله محبة ومن ضربك على خدك الأيمن فأعطي له الأيسر ومن أخذ ردائك فأعطه إزارك..إلخ)
وأقول يا عبد الله أي ذل هذا أن يرضى الله العظيم لعباده هذه المذلة ؟!....بل وتحريم الدفاع عن النفس أصلا بقول منسوب للمسيح "الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون"
ففي هذا تطرف كبير..ففي العهد القديم تطرف اليهود بالدماء والمذابح الجماعية للنساء والأطفال وفي العهد الجديد تطرف النصارى بتحريم حتى الدفاع عن النفس !
فلو طبقت العهد القديم فقدت آدميتك ولو طبقت العهد الجديد فقدت كرامتك !

وجاء الإسلام ليقول أننا فعلا الأمة الوسط بين هذا التطرف وذاك
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً (البقرة : 143 )

كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (آل عمران : 110 )

يقول القرآن في بيان الجهاد وأحكامه:

"وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ. فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ". البقرة 190-193

"وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ". الأنفال 38

"وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم"ُ. الأنفال 60-61

"إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ" التوبة 4

"وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ". التوبة 6-7

"وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ." النحل 125-128

"وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" البقرة. 109

"وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصّلوةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَوةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ. فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ." المائدة 12-13

"وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ" الشورى 40

"قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِما كَانُوا يَكْسِبُونَ. مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ" الجاثية 14-15

"وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ" يونس 99

"فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلا" النساء 90

كان الرسول يوصى الجيش قبل أن يتحرك بقوله: “انطلقوا باسم الله .. وعلى بركة رسوله .. لا تقتلوا شيخاً فانياً ، ولا طفلاً صغيراً ولا امرأة ، لا تغلوا ، وأحسنوا إن الله يحب المحسنين، .. إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور ..”

وفي غزوة أحد خرج الرسول من المعركة جريحاً ، وقد كسرت رباعيته ، وشج وجهه ، ودخلت حلقتان من حلقات المغفر فى وجنتيه ، فقال له بعض من أصحابه: لو دعوت عليهم يا رسول الله ، فقال لهم: “إنى لم أُبعَث لعاناً ، ولكنى بعثت داعية ورحمة .. اللهم اهد قومى فإنهم لا يعلمون” ورأى فى أحد حروبه امرأة من الأعداء مقتولة ، فغضب وأنكر وقال: ألم أنهكم عن قتل النساء؟ ما كانت هذه لتُقتل.

ولما فتح مكة ودخلها الرسول ظافراً على رأس عشرة آلاف من الجنود، واستسلمت قريش ، ووقفت أمام الكعبة ، تنتظر حكم الرسول عليها بعد أن قاومته 21 سنة … ما زاد صلى الله عليه وسلم على أن قال: يا معشر قريش. ماذا تظنون أنى فاعل بكم؟ قالوا خيراً ، أخ كريم وابن أخ كريم ، فقال اليوم أقول لكم ما قال أخى يوسف من قبل:
لا تثريب عليكم اليوم ، يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين. اذهبوا فأنتم الطلقاء.

ومن وصايا أبى بكر الصديق لقائد جيشه: “لا تخونوا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلاً صغيراً ولا شيخاً كبيراً ولا تقطعوا نخلاً ولا تحرقوه ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكلة وسوف تمرون على قوم فرغوا أنفسهم فى الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له” وفى هذه الوصايا نهى صريح عن التمثيل بجثة أو تخريب للبيئة أو تدمير كل ما هو نافع للحياة.

ولما فتح عمرو بن العاص بيت المقدس وأصر أسقفها أن يحضر الخليفة عمر بن الخطاب بنفسه ليتسلم مفاتيح المدينة بعد أن فرَّ جيش الرومان هارباً .. ذهب عمر استجابة لرغبة هذا الأسقف (سيفرنيوص) وذهب الى كنيسة القيامة – ولم يقتله ولم يبقر بطنه ولم يراهن على دلق أحشاءه بضربة سيف واحدة ولم يأكل لحوم أجسادهم كما فعل الصليبيون فى الممالك السورية وكما فعل الصرب فى مسلمى البوسنة والهرسك ، ولم يحرم المدينة ويقتل كل من فيها من إنسان أو حيوان كما يدعى الكتاب المقدس .. وعندما حان وقت صلاة الظهر .. خرج عمر من الكنيسة وصلى خارجها حتى لا يتوهم المسلمون فيما بعد بصلاته فى الكنيسة حقاً يؤدى إلى طرد النصارى منها.

هذه هى أحكام الاسلام؟ .... فلماذا تهاجمونه؟!!!!!


ناهيك أننا لسنا مثلا مثل بعض النصارى الذين ينظرون للصورة الدموية المشوهة في العهد القديم فيحتقرونها ..وطبعا بكونه كلام الله بالنسبة لهم فإنه مأزق فكري كبير أو يبدأون في بيان أن كل هذه رموز وهو ما يعرف الجميع أنه باطل قطعا...أما نحن فننظر للصورة المشرقة للجهاد بأخلاق الفروسية الإسلامية في الماضي لنجاهد بها في الحاضر ضد أعداء الأمة من اليهود والصليبيين الجدد وغيرهم ..فدين بهذه الأخلاق لجدير أن يعلو ولا يعلى عليه !

ولكن خلاصة للنقاط السابقة حتى لا يضيع القارئ مني فالدين الإسلامي جاء بقوانين فردية وأسرية ومجتمعية ودولية وطبعا التفصيل يحتاج كتبا ومجلدات ولكن بعدما أخذت فكرة عامة عن دين يعطيك قوانين مع كل الأفراد والفئات والجماعات ...دين كهذا أليس يذكرك بقول ربنا سبحانه وتعالى
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} (3) سورة المائدة
فهذا دين الإسلام دين كامل إرتضاه الله للناس والفطرة تقول أن خالقا خلق لنا هذا الكون العظيم يستحيل أن ينزل دينا أقل إحكاما من كونه..!

في المسيحية بعهديها القديم والجديد ... هل لديكم ما يشبه هذا ؟
في اليهودية .... هل لديهم ما يشبه هذا ؟

صدقني لا مجال للمقارنة ولا وجه للمقارنة أساسا !
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟مقارنات سريعة على أساس علمي


قدرة الإله في العهد القديم :
سفر التكوين 32 : 24-28
" فبقى يعقوب وحده , وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر . ولما رأى أنه لا يقدر عليه - أي لايقدر على يعقوب - ضرب حُق فخذه - أي فخذ يعقوب - فأنخلع حُق فخذ يعقوب في مصارعته معه . وقال الرب : أطلقني , لأنه قد طلع الفجر , فقال يعقوب : لا أطلقك إن لم تباركني , فقال له -الرب - : ما اسمك ؟ فقال : يعقوب . فقال - الرب - : لايدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل إسرائيل لأنك جاهدت - أي صارعت - مع الله والناس فقدرت .. وقال يعقوب : أخبرني باسمك ؟ فقال الرب : لماذا تسأل عن أسمي ؟ وباركه هناك . فدعا يعقوب اسم المكان فينئيل قائلا : لأني نظرب الله وجها لوجه ونجيت نفسي ."

ويؤكد البابا شنودة في كتابه سنوات مع أسئلة الناس –الجزء السابع- أن الله عز وجل هو الذي كان يتصارع مع يعقوب وساق لذلك أدلة مثل ..فنيئيل ..وجاهدت مع الله وقدرت وعاينت الله وجها لوجه ..والبركة ..إلخ

وهناك الكثير من إتهام الله بالجهل والتعب
جاء في سفر التكوين , الإصحاح الثاني : " وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل فأستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل . وبارك الله اليوم السابع وقدسه لأنه فيه إستراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقا "

وفي سفر الخروج 31 :17 : "هُوَ بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلاَمَةٌ إِلَى الأَبَدِ لأَنَّهُ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ اسْتَرَاحَ وَتَنَفَّسَ»."

وهكذا يصور لنا الكتاب المقدس أن الله - سبحانه وتعالى - يصاب بالتعب ويحتاج الى الراحة . وقد نفى القرآن الكريم هذه الفرية .

قال تعالى : { ولقد خلقنا السماوات والآرض ومابينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب } ( ق : 38 ) .


أتعرفون سر إختلاف اللغات على الأرض؟ أتعرف سر تسمية بابل بهذا الإسم؟
Gn:11:1 وكانت الارض كلها لسانا واحدا ولغة واحدة. ...وقالوا هلم نبن لانفسنا مدينة وبرجا راسه بالسماء.ونصنع لانفسنا اسما لئلا نتبدد على وجه كل الارض. فنزل الرب لينظر المدينة والبرج اللذين كان بنو آدم يبنونهما.وقال الرب هوذا شعب واحد ولسان واحد لجميعهم وهذا ابتداؤهم بالعمل.والآن لا يمتنع عليهم كل ما ينوون ان يعملوه. 7 هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض. 8 فبددهم الرب من هناك على وجه كل الارض.فكفّوا عن بنيان المدينة. 9 لذلك دعي اسمها بابل.لان الرب هناك بلبل لسان كل الارض.

أبعد هذا كفر يا عباد الله؟ ينوي الناس أن يبنوا بناء لكي لا يغرقهم الرب...فيصل الخبر للرب ...فينزل ليرى المدينة والبرج ..ويقول لو ظلوا هكذا شعب واحد سيكملون البرج ولن أستطيع أغراقهم...فيفرق بينهم ببلبلة لسانهم وتغيير لغتهم لكي لا يكملوا البناء.
وأنا أسأل......أي إله هذا الذي ينزل لكي يعرف خبرا أو يرى بناء ؟
وأي إله هذا الذي يمنع الناس منه برج أو مدينه يشيدوها؟
وأي إله هذا الذي يعمل بمبدأ "فرق تسد" لكي يبقى إلها قادرا على إغراق الناس؟
أهذا إله ....... أي سب لله هذا ؟....الإعصارات وتسونامي والفيضانات المسخرة من الله تهدم الخرسانة والحديد وتسويه بالأرض ناهيك أن يدمر الأرض كلها نيزكا أو صخرة كبيرة ... فأي كذب وزور هذا الذي ينسبوه لله بكونه ضعيفا جاهلا؟
وهذه أمثله صغيرة من سفر واحد هو التكوين والعهد القديم كله ملئ بهذه الأشياء التي تنتقص الخالق عز وجل !

جدير بالذكر أن هناك كتابا للقس "برسوم ميخائيل" عنوانه كاف جدا فعنوانه يقول "يهوه إله العهد القديم وإله شعب إسرائيل هو يسوع العهد الجديد"

قدرة الإله في العهد الجديد :
يثبت العهد الجديد العجز البشري للمسيح

Jn:5:30:
30 انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا.كما اسمع ادين ودينونتي عادلة لاني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي ارسلني (SVD)


Mk:6:5 ولم يقدر ان يصنع هناك ولا قوة واحدة غير انه وضع يديه على مرضى قليلين فشفاهم. (SVD)

ناهيك أنه فاقد الذاتية تماما فحتى حين موته أحياه الله

(24اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضاً أَوْجَاعَ الْمَوْتِ .. .. ..) أعمال الرسل 2: 24

(32فَيَسُوعُ هَذَا أَقَامَهُ اللهُ وَنَحْنُ جَمِيعاً شُهُودٌ لِذَلِكَ.) أعمال الرسل 2: 32


(26إِلَيْكُمْ أَوَّلاً إِذْ أَقَامَ اللهُ فَتَاهُ يَسُوعَ أَرْسَلَهُ يُبَارِكُكُمْ بِرَدِّ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَنْ شُرُورِهِ».) أعمال الرسل 3: 26

ملحوطة: في النص السابق (أع 3 :26) الترجمة "عبده يسوع" وليس "فتاه"...كما ترجمت الطبعة الكاثوليكية العربية "عبده يسوع" وهناك تحريف في الترجمة في كثير من الطبعات كطبعة الملك جيمس وترجمتها العربية الفانديك من كلمة "عبدك" إلى كلمة "فتاك" لتكون أخف وقعا ولكن ناهيك عن المخطوطات فمعظم الطبعات الإنجليزية الحديثة ك (ALT) (ASV) (BBE) (CEV) (Darby) (EMTV) (ESV) (GNB) (GW) (ISV) (JPS) (RV) (WNT) وكل منها قائم عليها كبار علماء المسيحية.. فكلها تقول " Servant Jesus"

قدرة الإله في القرآن:
الآيات مستفيضة في هذا الشأن
يقول الله (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً (فاطر : 44 )

إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (يس : 82 )

العلم في العهد القديم :
في قصة آدم في سفر التكوين ينادي على آدم قائلا (Gn:3:9:
9. فنادى الرب الاله آدم وقال له اين انت.
9. فنادى الرب الاله آدم وقال له اين انت.
10 فقال سمعت صوتك في الجنة فخشيت لاني عريان فاختبأت.
11. فقال من اعلمك انك عريان.هل اكلت من الشجرة التي اوصيتك ان لا تأكل منها. (SVD)

وفي تكوين إصحاح 6 ينسبون لله عز وجل الندم
(ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض . وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هي شريرة فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض وتأسف في قلبه . فقال الرب : أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته "

" وقال الرب في قلبه : لا أعود ألعن الأرض أيضا من أجل الإنسان لأن تصور قلب الإنسان شرير منذ حداثته . ولا أعود أيضا أميت كل حي كما فعلت " ( سفر التكوين , الإصحاح 8 : 20 - 22 )

وفي سفر عاموس ( 7 : 1-3 ) : " نشر الله الجراد في أرض إسرائيل عقوبة لها فكلمه عاموس قائلا : أيها السيد الرب أفصح كيف يقوم يعقوب - إسرائيل - فإنه صغير , فندم الرب على هذا "

أما بقايا الحق المغمور فتقول بكل شفافية في سفر العدد ( الإصحاح 23 : 19 ) " ليس الله إنسانا فيكذب ولا ابن إنسان فيندم , هل يقول ولا يفعل أو يتكلم ولا يفي "

العلم في العهد الجديد:
1- (مرقص 11: 13) فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء اليها لم يجد شيئا الا ورقا.لانه لم يكن وقت التين.

المسيح جوعان فيأتي من بعيد لشجرة التين ظنا منه أن بها تين فلم يجد بها شيئا لأنه لم يكن موسم التين وبإعتبار اللاهوت لم يفارق الناسوت لحظة واحدة فإنه من الكفر أن تقول أن المسيح هو الله لأن الله عالم كل شئ. ومن الغباء أن تقول أن المسيح به لاهوتا بعد هذا النص لأن كل فلاح بسيط يعلم موسم التين فكيف بالمسيح خالق التين على حسب الإيمان المسيحي الأعمى .
2-يقول المسيح ( واما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن الا الآب.(مرقص 13 : 32)

هذا النص يدمر تماما خيالات ألوهية المسيح والناسوت المتحد باللاهوت لأنه لا يعلم موعد القيامة إلا الله حسب الكتاب المقدس بالإضافة لكونه يدمر نظرية تساوي الأقانيم فالمسيح أبدا ودائما سيظل عبد الله ورسوله وهو نفسه لم يطلب لنفسه ولم يقل عن نفسه غير هذا.

العلم في القرآن:

اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (البقرة : 255 )

وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (الملك : 13 )

إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (آل عمران : 119 )

إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (فاطر : 38 )

وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (آل عمران : 154 )

وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (الأنعام : 59 )

أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (البقرة : 77 )

أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (هود : 5 )



المغفرة والعقاب في العهد القديم :
يوضح العهد القديم أن الله غفور رحيم ولكن للأسف العهد القديم عنصري للغاية مع شعب إسرائيل فحتى الإله إسمه "إله إسرائيل" ناهيك عن الدعوة للمذابح الجماعية لكل من ليس يهوديا نساءا ورجالا وأطفالا بل ورضعا!
وهذا كثير ومثال على ذلك
حزقيال 9: 6 وَاضْرِبُوا لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ.

والبدء بالأطفال !!!!
إشعيا [ 13 : 16 ] ( وتحطم أطفالهم أمام عيونهم)
(( طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ! )) مزامير 137: 9

ثم النساء ونهب البيوت
إشعيا [ 13 : 16 ] (( وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم ))

ثم الحوامل
هوشع [ 13 : 16 ] (( والحوامل تشق ))

ثم الفتيات
17فَالآنَ اقْتُلُوا كُلَّ ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ، وَاقْتُلُوا أَيْضاً كُلَّ امْرَأَةٍ ضَاجَعَتْ رَجُلاً، 18وَلَكِنِ اسْتَحْيَوْا لَكُمْ كُلَّ عَذْرَاءَ لَمْ تُضَاجِعْ رَجُلاً. عدد 31 : 17-18

ثم أنت تعرف أن الرب قال "ملعون من يمنع سيفه عن الدم " ........ سفر إرمياء 48: 10 ..والقتل نشرا بالمناشير(سفر الاخبار الأول 20: 2 )

ولو تكلمنا عن دموية وعنصرية العهد القديم في المعاملات والإعتقاد فلن نفرغ قط !
.

المغفرة والعقاب في العهد الجديد :
على النقيض تماما من هذه المذابح...فقد تجسد الإله ونزل للأرض في صورة إنسان بلا خطية –كما يقولون- لكي يعالج قضية خطية آدم المتفشية في البشر ..فضرب الإله وبصق على وجه ونتفت لحيته وأستهزء به وجلد وعري وعذب ثم مات مطلقا صيحات مستغيثه بإلهه ...كل هذا ليغفر خطيئة آدم!!!

المغفرة في القرآن :
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (الزمر : 53 )
والله أبدا أبدا لا تعجزه خطية فيضطر للإنتحار من أجلها أو التضحية بإبنه ..هذا فكر أقرب من الوثنية منه إلى التوحيد !

وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (آل عمران : 129 )

وكتلخيص لما فات حول صفات الإله في هذا الجدول

المحور العهد القديم العهد الجديد القرآن
القدرة هناك نصوص كثيرة تقول بقدرة الله –مما نصدق به- وهناك نصوص كثيرة تشتم الله عز وجل وتبين أن هذا الكتاب ليس من عند الله عز وجل

مثل العجز والندم وغيرها –كما بينا-! يثبت العهد الجديد العجز البشري للمسيح

Jn:5:30 انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا.(SVD)

Mk:6:5 ولم يقدر ان يصنع هناك ولا قوة واحدة. (SVD)

ناهيك أنه فاقد الذاتية تماما فحتى حين موته أحياه الله (أعمال الرسل 2: 32) و(أعمال الرسل 3: 26 )
يقول الله (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً (فاطر : 44 )


إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (يس : 82 )
العلم في قصة آدم في سفر التكوين ينادي على آدم قائلا (Gn:3:9:
9. فنادى الرب الاله آدم وقال له اين انت.
9. فنادى الرب الاله آدم وقال له اين انت.
10 فقال سمعت صوتك في الجنة فخشيت لاني عريان فاختبأت.
11. فقال من اعلمك انك عريان.هل اكلت من الشجرة التي اوصيتك ان لا تأكل منها. (SVD)

وفي تكوين إصحاح 6 ينسبون لله عز وجل الندم
(ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض . وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هي شريرة فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض وتأسف في قلبه . فقال الرب : أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته "

" وقال الرب في قلبه : لا أعود ألعن الأرض أيضا من أجل الإنسان لأن تصور قلب الإنسان شرير منذ حداثته . ولا أعود أيضا أميت كل حي كما فعلت " ( سفر التكوين , الإصحاح 8 : 20 - 22 )

وفي سفر عاموس ( 7 : 1-3 ) : " نشر الله الجراد في أرض إسرائيل عقوبة لها فكلمه عاموس قائلا : أيها السيد الرب أفصح كيف يقوم يعقوب - إسرائيل - فإنه صغير , فندم الرب على هذا "
1- (مرقص 11: 13) فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء اليها لم يجد شيئا الا ورقا.لانه لم يكن وقت التين.

المسيح جوعان فيأتي من بعيد لشجرة التين ظنا منه أن بها تين فلم يجد بها شيئا لأنه لم يكن موسم التين وبإعتبار اللاهوت لم يفارق الناسوت لحظة واحدة فإنه من الكفر أن تقول أن المسيح هو الله لأن الله عالم كل شئ. ومن الغباء أن تقول أن المسيح به لاهوتا بعد هذا النص لأن كل فلاح بسيط يعلم موسم التين فكيف بالمسيح خالق التين على حسب الإيمان المسيحي الأعمى .

2- واما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن الا الآب.(مرقص 13 : 32)

هذا النص يدمر تماما خيالات ألوهية المسيح والناسوت المتحد باللاهوت لأنه لا يعلم موعد القيامة إلا الله حسب الكتاب المقدس بالإضافة لكونه يدمر نظرية تساوي الأقانيم فالمسيح أبدا ودائما سيظل عبد الله ورسوله وهو نفسه لم يطلب لنفسه ولم يقل عن نفسه غير هذا. اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (البقرة : 255 )

وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (الملك : 13 )

إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (فاطر : 38 )

وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (آل عمران : 154 )

وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (الأنعام : 59 )

أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (هود : 5 )

المغفرة والعقاب يوضح العهد القديم أن الله غفور رحيم ولكن للأسف العهد القديم عنصري للغاية مع شعب إسرائيل فحتى الإله إسمه "إله إسرائيل" ناهيك عن الدعوة للمذابح الجماعية لكل من ليس يهوديا نساءا ورجالا وأطفالا بل ورضعا!
وهذا كثير ومثال على ذلك
حزقيال 9: 6 وَاضْرِبُوا لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. على النقيض تماما من هذه المذابح...فقد تجسد الإله ونزل للأرض في صورة إنسان بلا خطية –كما يقولون- لكي يعالج قضية خطية آدم المتفشية في البشر ..فضرب الإله وبصق على وجه ونتفت لحيته وأستهزء به وجلد وعري وعذب ثم مات مطلقا صيحات مستغيثه بإلهه ...كل هذا ليغفر خطيئة آدم!!!
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (الزمر : 53 )
والله أبدا أبدا لا تعجزه خطية فيضطر للإنتحار من أجلها أو التضحية بإبنه ..هذا فكر أقرب من الوثنية منه إلى التوحيد !

وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً (البقرة : 143 )

كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (آل عمران : 110 )

لذا وجب على كل عاقل أن يفكر بجدية عن خالقه عز وجل ...ودينه الذي يريد إختياره....فكون هذا الكون البديع المنظم موجود حولنا ونراه كل يوم فإنه يرشدنا إلى حقيقة الله أنه إله عليم حكيم قادر على كل شئ يعلم الغيب ما كان وما سيكون وما هو كائن كما جاء في القرآن بكل شفافية ووضوح

فالخلق هو دليلنا لمعرفة الخالق والصنعة تدل على الصانع..فإختر لهذا الكون إلها من بين كل الأديان ...فهل ستجد الخالق إلا في القرآن ؟!

وقد بينا الإله في الكتاب المقدس وفي القرآن بل فرقت لك بين العهدين لتعرف أن كلاهما به نقص وعيب وتضاد ...وأسأل هل هناك وجه للمقارنه بين الإسلام والمسيحية في أهم نقطة وهي الإله المعبود ؟!
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟صفات الله

قد يقول قائل إن صفات الله هي المدونة بالكتاب المقدس أنه ...وأنه....ويرددون علينا ما يقولونه دائما للرد على من يحاول عقله الرفض فيقولون أن الله فوق عقولنا .. وذلك يردون به على من يحاول فهم الثالوث الذي يجلس أقانيمه بجوار بعضهم البعض

Mk:16:19 ثم ان الرب بعدما كلمهم ارتفع الى السماء وجلس عن يمين الله. (SVD)

أو حتى لو إبتعد عن كينونة الإله الثالوثي ونظر للصلب مثلا فإن كل عقل مفكر ينكره كل الإنكار !

دعنا من الفلسفات المطروحة –كفلسفة الصراع بين العدل والرحمة - فوالله أحس أن القسيس إنما حفظها بصعوبة وبدأ يشرحها كما حفظها ويحتاج من يقنعه بها ... ولا أعلم أين التضاد بين صفتي العدل والرحمة أساسا.

حسنا ..دعنا من كل هذا لدينا الآن كتب كثيرة جدا كل منها يدعي أنه الحق وماعداه باطلا محضا كالقرآن والتوراة والإنجيل وكتب البوذيين والهندوس والمجوس وغيرهم الكثير !
وكل كتاب يدعي له إلها ..ويدعي أنه الإله الحق وما عداه باطلا !

دعنا نبدأ بالهندوس مثلا ...إنهم يعبدون البقر..فكر لو أنك تريد هدايتهم للحق ماذا ستفعل ؟
أنا شخصيا سأذبح لهم بقرتهم ثم سأقول لهم إن بقرتكم المعبودة من دون الله لم تستطع دفع الضر عن نفسها فمن باب أولى لا تملك لكم نفعا ولا ضرا ؟(أتعبدون من دون الله مالا يملك لكم نفعا ولا ضرا؟)
أتعرف أن هذه الحجة مكتوبة في القرآن مع صاحب كل إله باطل..وهذا إن كان يعلمك فهو يعلمك قوة حجة هذا الدين

لما حطم إبراهيم عليه السلام أصنام قومه .....ترك لهم صنما واحدا ولما سألوه ...هل أنت من حطمت آلهتنا يا إبراهيم؟..أتعرف ماذا قال؟
قال....... "بل فعله كبيرهم هذا فإسئلوهم إن كانوا ينطقون؟" ........وهو يشير إلى الصنم الذي تركه
ساعتها فكروا للحظات وعرفوا أن الصنم لا يقدر أن يفعل شيئا وقالوا فى انفسهم نحن على الباطل وهذا الأصنام لا تضر ولا تنفع (فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64) سورة الأنبياء

وتذكروا سؤال سيدنا إبراهيم عليه السلام أن يسألوا الصنم هل هو من فعل هذا ام لا؟....فقالوا :أنتم تعرفون ان الأصنام لا تتكلم....هنا قال إبراهيم عليه السلام (قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ * أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ )

حجج بالغة قوية تدمر دين مثل دين عباد البقر الهندوس او دين مثل دين عباد النار المجوس فالنار أيضا يمكن ببساطة أن نطفئها ناهيك عن إحتياجها إلى الخشب لكي تشتعل وهنا يعلمنا القرآن نفس الحجة.... (أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ ؟)

هذا القرآن لم يقل لنا نحن الحق ثم يتركنا بلا برهان ولا دليل ..بل قال "ذلك الكتاب لا ريب فيه" (سورة البقرة 2) ثم جاءت الدلائل والبراهين العقلية القاطعه على صحة هذا الدين (إن الدين عند الله الإسلام)

كذلك بالنسبة للمسيحية فقد جاء القرآن بنفس الحجة البالغة للرد على المسيحية

لقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ{72} لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{73} أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{74} مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ{75} قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ{76} قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ{77}المائدة

هل قال القرآن عباد المسيح هؤلاء كفرة تعصبا مثلا..بلا سبب !
لا بل قال ذلك لأن المسيح نفسه لم يدعو إلا إلى توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له (يو 17 :3 )

أنا أريدك أن تستشعر عظمة المتكلم.....والله هذه الآيات معجزة ورب المسيح
((لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرائيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ))....ألم يقل إلهي وإلهكم (يوحنا 20 : 17)..؟؟ألم يقل أحمدك يا رب السماء والأرض (لوقا 10 : 21)....؟؟

إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ
Jn:5:24 الحق الحق اقول لكم ان من يسمع كلامي ويؤمن بالذي ارسلني فله حياة ابدية ولا يأتي الى دينونة بل قد انتقل من الموت الى الحياة. (SVD)

Jn:17:3 وهذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته.

لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِد...

Mk:12:29 فاجابه يسوع ان اول كل الوصايا هي اسمع يا اسرائيل.الرب الهنا رب واحد.

لم يجعل يشرك الإبن والروح القدس مع الآب (الله) فى الألوهية....لا....أنما قال أنت الإله الحقيقي وحدك.......وكل ما سواه آلهة باطلة..فهو الإله الحقيقي وحده..

وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيم . أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
أفلا تنتهي حتى لا تدخل فى دينونة الله...عذاب أليم...!
الله العظيم يناديك...أفلا يتوبون إلا الله ويستغفرونه والله غفور رحيم؟؟أرأيت كرم أكثر من هذا؟الفرصة مازالت أمامك... إتبع الحق

مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآياتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76)

يقول الله....أن المسيح رسول سبق ان جاء قبله الرسل.....يقول أنه كما قال عنه الله(مصدقا لما بين يدي من التوراة)
Mt:5:17 لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء.ما جئت لانقض بل لاكمّل.

وينقض الله الحق سبحانه ألوهية المسيح ويقيم الحجة على عبادة بكلمة واحده..لو لم تستجيب لها وتسمع فلن يجدي كلامي كله معك....لأنك ساعتها ستكون أعمي....ختم على قلبك!
قال الله ( مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآياتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُون)
كانا يأكلان الطعام.....تلك هي الحجة الدامغة .. أتدري معنى أكل المسيح وأمه للطعام؟
أنهم كانوا يخرجون فضلاتهم....أن هذه الرائحة النتنة التى تحرج منى ومنك تخرج منهم...أن القاذورات النجسة التى تخرج منى ومنك تخرج منهم أيضا..فضالات نجسة تثنية 23 : 14

يقيم الله حجته على عباده ويقول لهم.....هذا هو ما تعبدونه..
انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآياتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُون...قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ

أتعبدون هذا..الإنسان....؟؟(Jn:5:30 انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا.)
وتتركون رب الكون (Mk:14:36 وقال يا ابا الآب كل شيء مستطاع لك.)
وكما قلنا من قبل الإله لا يحتاج إلى خلقه ... فالنار تحتاج الحطب والبقر يحتاج الطعام والرعاية وهذا يدل على فساد الهندوسية والمجوسية ...و المسيحية كمثل ...فكون المسيح يحتاج الطعام بل يجوع ويطمع فيه الشيطان من أجل جوعه كنقطة ضعف (متى 4: 3 ) ..فلا يكون هذا إلها أبدا !

ناهيك عن كون الأكل ينتج عنه الإخراج ..وهذا نقص بشع فلو كان يملك لنفسه نفعا أو ضرا لتقدس عن هذا النقص البشع؟
وهنا يقذف القرآن حجته البالغة
انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآياتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُون...قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ

هذا الكتاب –القرآن- يحاور العقل حوارا راقيا ويبين له فساد أي دين سوى الإسلام والحمد لله

قد يقولون كما يرددون أنه كان ناسوتا ولاهوتا وهذا محض هراء فلسفي هابط ليس له لا دليل نقلي ولا عقلي سليم !
وفوق ذلك فإنها نظرية الناسوت واللاهوت تنطبق على أي نبي يفعل المعجزات بل وتنطبق على المسيح الدجال نفسه لأنه يمكن أن يقول المثل "أنا لاهوت أفعل المعجزات وناسوت يفعل الأشياء البشرية الناقصة"
فالمسيح قال (أنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله ) يو 8 : 40
وقال ( تعليمي ليس لي بل للذي أرسلني )
وقال (أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا ) يو 5 : 30
فهل عرفت من أين جاءت معجزات المسيح ؟!

لقد تحاورت مع كثيرين جدا من النصارى وكل ما في عقولهم حول الإسلام أن مؤسسه هو النبي محمد كاتب القرآن ولا يعتقدون بصدقه ومنهم من يقول أنه كان صادقا ولكن كان مخدوعا من الشيطان ..!
ومعظم شبهاتهم حول الإسلام تدور حول النبي محمد سواء بإفترائات عليه أو بسوء فهم للنصوص !

لكن دعنا نفكر لحظة في هذه الحياة...والأديان الموجودة فيها وأيها يصلح للإختيار
البوذية – المسيحية – الزرادشتيه ...و...الإسلام
لكن ألم تلاحظ شيئا...تقريبا معظم الديانات تسمى بإسم مؤسسها أو الشخص الرئيسي فيها أو معبودها بمعنى أصح....وهم من يفعلون ذلك فالمسيحيين هم من سموا أنفسهم مسيحييين في إنطاكية (أعمال 11 : 26)
فالبوذية يعبدون بوذا ولذلك سموا أنفسهم بوذيين
والزرادشتيه أتباع زرادشت
والمسيحية هم عبدة المسيح ولذلك سموا أنفسهم مسيحيين !!
فهل فكرت لم لم يسمي المسلمون أنفسهم "محمديون" ؟

الواقع أنه الدين الوحيد الذي لم يؤله متبوعه إطلاقا...فبوذا مثلا كان يدعو دعوة إصلاحية للتوجه نحو الروحانية مثل مبدأ الحزن والتسامح وغيره ولكنه أصبح إله هذه الفرقة شاء أم أبى وأصبحت تسمى بإسم مؤسسها أي البوذية !

والمسيحية كذلك فقد أقرت بإلوهية المسيح وفلسفوا ذلك بفلسفات عديدة ليس لها حتى ظلال باهته في الكتاب المقدس أو عقلا كفلسفة الثالوث وفلسفة الناسوت واللاهوت وغيرها من الفلسفات الفاسدة عقلا !

ولكن لم تفرد الإسلام بكون أتباعه لم يسمون أنفسهم "محمديون" بل قال لهم القرآن

مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (الحج : 78 )

شئ غريب يجعلك تفكر في الإسلام بمنظور أكثر تفتحا ... فهو إسمه الإسلام لله ..وهو الإستسلام لله والإنقياد له بالطاعة وعبادته وعدم عبادة أحد معه !


إذا بحثت في القرأن ستجد أول شئ ينبه النصراني هو تصديقه لجميع الكتب السابقة مثل التوراة والزبور والإنجيل وفي نفس الوقت يخبر أن هناك تلاعب حدث بهذه الكتب وهذا ما يرفضه النصراني لكونه ينقض عقيدته!
ولكن أتدري ما علاقة القرآن بالكتب السابقة ..إن هذه العلاقة لخصتها آية واحدة في القرآن

وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ (المائدة : 48 )

فالقرآن مصدق وفي نفس الوقت مهيمن على ما جاء فيها ... فما صدقه القرآن فهو صدق وما نسخه القرآن فقد إنتسخ وما كذبه القرآن فهو كذب وما سكت عنه القرآن فإنا لا نصدقه ولا نكذبه ..!

فهذه هي معاييرنا في الحكم على الكتب السابقة..والله يقول
اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ * نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ * مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ (آل عمران : 4 )

قد يقول قائل أن هذا خارج الموضوع الذي هو صفات الله وأقول له بل هذا بيان أن هناك ما نصدقه في الكتاب المقدس أنه من بقايا الوحي الصادق مثل (الرب إلهنا رب واحد ) التي تكررت في العهدين القديم والجديد ومثل تمجيد الله عز وجل ووصفه بما يليق به من الحكمة والقوة والمجد والسلطان والقداسة ...إلخ
فعندما تأتني بقول من الكتاب المقدس أنه يمجد الله ويقول أنه عالم الغيب وقادر على كل شئ وغافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب وقوي عزيز ...إلخ....فإني أقول لك آمين وليس هذا هو محور الخلاف!

فمحور الخلاف أن في الكتاب المقدس ما يؤكد عكس ذلك من إنتقاص الرب عز وجل ومن صفاته سواء في العهد القديم أو في العهد الجديد !

دعنا لا نخرج عن كونه حديثا عقليا وحوارا راقيا...فأنا سأخاطب الذين يأخذون الكتاب المقدس بمنطق التسليم المطلق وسأقول لهم دعنا نترك الكون كله يخبرنا من هو الإله الحق !

التسليم المطلق ليس سيئا في جميع الأحوال فهو إيمان سيدنا إبراهيم حين أمر بذبح إبنه...لكن متى يكون هذا التسليم المطلق...إنه بعد البحث عن الدين الحق بحثا دقيقا بدون أية احكام مسبقة على معايير علمية عقلية سليمة كالتي أوردتها في في معرض كلامي وبعد هذا البحث الذي ممكن أن يأخذ سنين للوصول للحق ..تمسك لما توصلت له وخذه بالتسليم المطلق..لكن هكذا تسليم مطلق بدون علم وبحث فهو للإسف عمى مطلق !

وبالبحث وبالنظر في الكون نجده يتكون من 250 مليار مجرة...كل مجرة بها 300 مليار نجم (شمس) فى المتوسط...لاحظ أن هذا هو الجزء المدرك من الكون!
أكرر 250 ملياااااااار مجرة كل مجرة بها 300 مليار شمس كشمسنا !!
ماذا نساوي نحن في هذا الكون الضخم ؟ الجواب لا شئ !

ولاحظ القوانين العجيبة التي تحكم هذا الكون من الجاذبية والأنشطار والإندماج النووي والأشعة الكونية والضوئية والحرارة وغيرها من الكثير من القوانين التي تحكم نظام وحركة هذا الكون !
يقول الله عن المؤمنين والبحث عن الله عزوجل (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (آل عمران : 191 )

فمن المستحيل مثلا أن تكون جميع هذه الأنظمة بلا خالق عليم حكيم خلقها بعلمه وقدرته المحكمة وهذا وإن كان يرد على الملحدين فإنه يرد على المسيحيين أيضا !

فالكون كله يخبرنا عن الإله سبحانه وتعالى ...لقد خلق أكونا منظمة من مجرات وأفلاك وسدم وثقوب سوداء ونجوم وكواكب وأقمار ...لقد خلق لنا الأرض في نظام شمسي رغم كونه بسيط شكلا إلا إنه تحكمه جاذبية الشمس التي تجعل الأرض تدور حول الشمس لكي يكون عندنا فصول السنة والأرض مائلة قليلا ولذلك فعندنا 4 فصول ولولا باطن الأرض الملتهب لما صلحت الحياة على سطحه ولولا سطحها البارد لما صلحت الحياة ولولا الماء لما صلحت الحياة ...والأنظمة الغذائية المعقدة على ظهر الكوكب والغلاف الجوي والحيوانات المسخرة لنا والإنسان وما في جسده من توازن السوائل والأيونات والأعصاب والمخ النسيج الرخو المعقد والأعضاء المختلفة التي يؤدي كل منها وظيفته بكل جدارة فالقلب ينبض بإنتظام والكبد والمعدة والأمعاء والطحال والكليتين والمثانه والاعضاء التناسلية والنخاع الشوكي المحاط بالفقرات حماية له والأعصاب الحسية والحركية الموصلة لجميع أعضاء الجسم والغدد والهرمونات...و........إلخ
{وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ * وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ (الذاريات : 23 )

فكون هذا الكون عظيما يثبت أن له خالقا عظيما لم يخلقه سدى ولعبا ولهوا –ربنا ماخلقت هذا باطلا سبحانك- فالخلق ليس تمثيلية لكي تعجزه خطية –يسمونها غير محدودة- فلا يستطيع إلا أن يضحي بإبنه في سبيلها (يو 3 :16 – رومية 8 :32 ) ..لا أبدا فهذا ليس تفكير منطقي حول الخالق عز وجل فهو لم يخلق هذا الكون البديع المتقن الذي نظم فيه لكل مخلوق نظاما يعيش فيه وأجهزة تحفظ عليه حياته وتكاثره وحرارته وحياته ومماته والأنظمة الغذائية المعقدة وكل هذا في كل شئ نراه من خلق الله ..ثم تأتي خطية فتعجزه –سبحانه- فيضطر للتضحية بإبنه ؟!
Rom:8:32 الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لاجلنا اجمعين كيف لا يهبنا ايضا معه كل شيء. (SVD)
ألم أقل أني سأرى الدين المسيحي من منظور المسيحية ثم نفكر فيه ونحكم عليه !!
أليس هذا هو قمة ما يدندن به المسيحيين
Jn:3:16 لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. (SVD)
وأقول ....لا .....هذا ليس خالق الكون المنظم البديع فقد نظم كل شئ في كونه ...أفلا يدل هذا أنه من باب أولى كان ينظم مغفرة الخطايا لخلقه ؟..أفلا يدل ذلك أن إعتقاد المسيحية باطل في حق الله عز وجل ؟!

أما في الإسلام فالأمر واضح جلي فخطيئة آدم لما تاب آدم غفر الله له وهذا أقرب للعقل الصحيح
وكذلك معالجة الإسلام للخطايا عامة (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (الزمر : 53 )
والله أبدا أبدا لا تعجزه خطية فيضطر للإنتحار من أجلها ..هذا فكر أقرب من الوثنية منه إلى التوحيد !
يقول الله (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً (فاطر : 44 )

غير معرف يقول...

كيف اتبع محمد الذى مات , واترك المسيح الحى ؟
السؤال . كيف اتبع محمد الذى مات , وتحلل وتعفن جسده , واترك المسيح الحى ؟
الاجابه .
اولا الموت ليس عيب وليس دليل على بطلان الرساله والا وجب على النصارى نكران نبوه ابراهيم وموسى وداوود وهم اكبر واعظم انبيائهم
ثانيا , اخبر الرسول الصادق صلى الله عليه وسلم , وكأن الله اخبر بحقد النصارى وكفرهم وجهلهم عليه , فرد هو بنفسه على هذه الشبهه
فقال النبى صلى الله عليه وسلم .إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء
الاسناد .رواه أبو داود 1047 / وابن ماجه 1085 / وأحمد 4/8 / وهو في السلسلة الصحيحة 1527: للشيخ الألباني
ونحن بدورنا نسئل . هل السيده العذراء التى ماتت قبل الفين عام , هل تحلل جسدها وتعفنت ؟ وكيف تظهر لكم فى كوبرى قصر النيل وفوق عشش الدجاج وهى تعفنت على حد اعتقادكم ان الاجساد تتحلل بعد موتها ؟ وايضا مارى جرجس وسانت تريزه , هل هم تعفنوا فى قبورهم ؟؟؟؟؟ واجساد قديسيكم الان معفنه فى قبورها ؟؟؟؟؟
الرجاء الرد بالدليل من كتبكم كما نرد من كتبنا .
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
اخوكم حليمو
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله الحى الذى لا يموت, الأول الذى ليس قبله شىء والآخر الذى ليس بعده شىء وصلى الله على النبى الذى أمر أن يقول {إنما أنا بشر مثلكم} وهو القائل كما رواه البخاري "لا تُطْروني كما أطْرَتْ النصارَى المسيحَ ابن مريم، ولكن قولوا: عبد الله ورسوله"فلم نغالي ولم نطره كما اطريتم وألهتم عيسى ابن مريم عليه السلام .وهو القائل صلوات ربي وسلامه عليه كما تحدث الله على لسانه فقال (قل سبحان ربي، هل كنت إلا بشرًا رسولاً)
وبعد فيجب علينا الإيمان بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حى حياة برزخية كما أن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون, والرسول صلى الله عليه وسلم أفضل منهم ومن جميع الأنبياء والمرسلين. وإن تلك الحياة البرزخية لا تنافى موته حقيقة.
قال االشيخ الإمام عبدالله بن شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله:
" والذى نعتقده أن رتبة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أعلى مراتب المخلوقين على الإطلاق, وأنه حى فى قبره حياة برزخية, أبلغ من حياة الشهداء, للنصوص عليها فى التنزيل, إذ هو أفضل منهم بلا ريب" ! [الدرر السنية:1114].
وقال الشيخ العلامة عبدالله أبا بطين: " فحياة الأنبياء حياة برزخية, والله أعلم بحقيقتها. والنبى صلى الله عليه وسلم قد مات بنص القرآن والسنة, ومن شك فى موته فهو كافر"! [الدرر السنية:2|165].
ومعنى موته صلى الله عليه وسلم هو أنه كغيره من الأموات "انقطع عمله" عن الدنيا فلم تعد حواسه التى كان يطل بها على الدنيا وعلى من حوله تعمل وإن كانت لم تبل ولم تأكلها الأرض "إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء " ! كما جاء فى الحديث.
ثانيا اذا كانت اجساد الانبياء حين موتهم تتعفن حسب زعم النصارى (عليهم من الله ما يستحقون ) فان عظام اليشع ( التي من المفترض ان تكون عفنة) قد احيت ميت اليس كذلك؟
2Kgs:13:21: وفيما كانوا يدفنون رجلا اذا بهم قد رأوا الغزاة فطرحوا الرجل في قبر اليشع فلما نزل الرجل ومس عظام اليشع عاش وقام على رجليه (SVD)
فهنا نجد بقايا جسد قد تحلل ولم يبق سوى العظام ومع هذا فحين لمستها جثة رجل آخر قام ذلك الرجل على رجليه!!
الآن فان ذلك النصراني امام خيارين اما ان يرجع عن قوله الذي قال واما ان ينكر ما يقر به كتابه المحرف اليس كذلك ؟
ونقطة مهمة اخرى فانني كمسلم اعترف بانه لولا ان المسيح قد ذكر في القرآن الكريم وفي احاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام ما كنت امنت للحظة بهذا الانسان الاسطوري الخيالي الذي نصفه انسان ونصفه الآخر اله حسب زعمهم والذي يذكرنا بالاساطير والخرافات الوثنية القديمة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم Jesus is Muslim
===============
الشمس طلعت من مغربها على المريخ طوال شهر سبتمبر
خبر عاجل وخطير :الشمس ستطلع من مغربها على المريخ طوال شهر سبتمبر!!
نقلاً عن الموقع الأمريكي الشهير
http://www.space.com
-----------
ذكر علماء الفلك ان كوكب المريخ قد تباطئت سرعته في الاتجاه الشرقي في الاسابيع القليلة الماضية حتى وصل الى مرحلة التذبذب ما بين الشرق والغرب ...... وفي يوم الاربعاء 30 يوليو توقفت حركة المريخ عن السير في الاتجاه الشرقي !!
وبعد ذلك في شهري اغسطس وسبتمبر تحول المريخ بالانطلاق بشكل عكسي نحو الغرب .... وذلك الى نهاية شهر سبتمبر ...... وذلك يعني ان الشمس تشرق الان من مغربها على المريخ !!
وهذه الظاهرة العجيبة تسمى : retrograde motion او الحركة العكسية ..... ويقول العلماء ان كل الكواكب سوف تحدث لها هذه الظاهرة مرة على الاقل !!! ومن بينها كوكبنا !!
كوكب الارض سوف تحدث له هذه الحركة العكسية يوما ما وسوف تشرق الشمس من مغربها !!
وقد يكون هذا الامر قريبا ونحن غافلون !!
لقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم ان من علامات الساعة الكبرى ان تشرق الشمس من مغربها وعندما يحدث ذلك لا تقبل التوبة !!
والعجيب ان علماء الشريعة قد ذكروا ان طلوع الشمس من المغرب يحدث فقط مرة واحدة يوم الطلوع، ثم تعود إلى الطلوع من المشرق وتستمر هكذا إلى أن يشاء الله .... وهذا مشابه لما يحدث في المريخ فانه يتوقف ويعكس الاتجاه لفترة بسيطة ثم يعود كما كان !
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعون، فذاك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا) رواه البخاري ومسلم
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( بادروا الأعمال ستا : ( فذكر منها ) طلوع الشمس من مغربها ) رواه مسلم
وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال : ( حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا لم أنسه بعد ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها ) رواه أحمد
وال صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع لشمس من مغربها " رواه مسلم .
ان هذا الخبر على خطورته فانه يفتح ابوابا للدعوة سواء للمسلمين الغافلين او الكفار .... فعندما نعرض هذه الاحاديث التي ذكرت تلك الظاهرة قبل 1400 سنة .... فسوف يدخل في الاسلام خلق كثير ........... واما المسلمون فقد راوا ان هذا الامر حدث للمريخ وما يدرينا لعله مقدمة لما سيحدث على كوكبنا في القريب العاجل ؟!!
وهذا احد المواقع الموثوقة التي نقلت هذا الخبر الهائل والذي لا يعرف قيمته الا المسلمون :
http://www.space.com/spacewatch/mars_retro...ade_030725.html
وقد اقتطعت من الموقع السابق هذا الجزء والذي قمت بترجمته في الاعلى :
For the past few weeks, Mars has appeared to slow in its eastward trajectory, almost seeming to waver, as if it had become uncertain.
On Wednesday, July 30, that steady eastward course will come to a stop. Then, for the next two months, the planet will move backward against the star background - toward the west. On Sept. 29 it will pause again before resuming its normal eastward direction.
All the planets exhibit retrograde motion at one time or another. Ancient astronomers were unable to come up with a satisfactory explanation for it. The motion is tricky. For one thing, while behaving in this strange manner, Mars will also appear to deviate somewhat from its normal course; the retrograde motion will appear to bring it a little below its regular orbital track.
ومن يريد الاستزادة عن ادلة طلوع الشمس من مغربها في القرآن والسنة :
http://www.almawa.net/fetan/fetk7.html
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [ فصلت الآية 53]
( إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ)87( وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ)88
وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [ النمل الآية 93]
سبحان الله وبحمده ...... سبحان الله العظيم
=================
جنة عدن داره ومسكنه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد في تفسير الامام الطبري هذا الحديث
حدثنا محمد بن سهل، قال: ثنا آدم، قال: ثنا ليث بن سعد؛ وحدثنا محمد بن سهل بن عسكر، قال ثنا ابن أبي مريم، قال: ثنا الليث بن سعد، عن زيادة بن محمد، عن محمد بن كعب القرظي، عن فضالة بن عبيد، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يفتح الذكر في ثلاث ساعات يبقين من الليل: في الساعة الأولى منهن ينظره في الكتاب الذي لا ينظر فيه أحد غيره فيمحوا ما يشاء ويثبت، ثم ينزل في الساعة الثانية إلى جنة عدن، وهي داره التي لم ترها عين، ولا تخطر على قلب بشر، وهي مسكنة، ولا يسكن معه من بني آدم غير ثلاثة: النبيين والصديقين والشهداء ثم يقول: طوبى لمن دخلك، ثم ينزل في الساعة الثالثة إلى السماء الدنيا بروحه وملائكته فتنتفض، فيقول: قومي بعوني، لم يطلع إلى عباده، فيقول: من يستغفرني أغفر له، من يسألني أعطه، من يدعوني فأستجيب له حتى يطلع الفجر، فذلك حين يقول {وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا} قال موسى في حديثه : شهده الله وملائكة الليل وملائكة النهار. وقال ابن عسكر في حديثه: فيشهده الله وملائكة الليل وملائكة النهار.‏
يعترض النصارى على لفظ الحديث وهم اخر من يعترض فهم لم يتركوا وصف لا يليق بجلال الله الا ووصفوا الله عز وجل به جعلوه ياكل ويشرب وينام ويحزن ويندم وووووو ....
تعالى الله عما يصفون علوا كبيرا
نقول وبالله المستعان هذا الحديث لم يرد في اي من كتب الحديث بل ورد في كتب التفسير رواه الطبري كما ذكرنا وعنه ابن كثير والقرطبي
وهذا الحديث بهذه الالفاظ منكر والسبب في نكارته هو ( زيادة بن محمد الانصاري ) ذكره الحافظ الذهبي في الميزان وروى له هذا الحديث ضمن ما رواه من مناكير ثم نقل عن البخاري فيه والنسائي (قال البخاري والنسائي منكر الحديث)
فنقول هو منكر الحديث مطلقا ،، فكيف إذا تفرد كما في هذا الحديث ،، لم يروه أحد غيره بهذه الألفاض المنكرة(جنة عدن داره ومسكنه ) ويبدوا أنها من الإسرائيليات
==================
نخس الشيطان لكل مولود ومنهم النبي محمد , الا المسيح فلماذا ؟
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
يتشدق النصارى كالعاده بشبهات لا يفهمون لها معنى وينعقون بما لا يفقهون
من اشهر شبهاتهم ان الشيطان لا يسيطر على المسيح ويسيطر على كل انسان غيره
الحديث الذى به السؤال
" ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخاً من نخه الشيطان إلا ابن مريم وأمه " ثم قال أبو هريرة اقرؤوا إن شئتم { وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم } وفي رواية " كل بني آدم يمسه الشيطان يوم لدته أمه إلا مريم وابنها " رواه أحمد 2/233 والبخاري 4548 ومسلم 2366 .
الرد :-
أولاً : معنى الولادة حين يستهل المولود أول استهلاله بدليل قول النبي - صلى الله عليه وسلم - :" حين يولد " .
- والنخس من الشيطان اشعار منه بالتمكن والتسليط ، وهذا يكون في نفسه فقط ، ومن باب التخييل أن هذا المولود سيكون من أتباعه ، وحفظ الله تعالى لمريم وابنته لمريم وابنها من نخسته ببركة إجابة دعوة أمها حين قالت { وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم } .
- ثانياً : ليس معنى النخس أن الشيطان يتمكن من ابن آدم ، وأنه بسبب هذه النخسة أصبح من حزبه ، فليس في هذا الحديث أي إشارة لذلك ، وغاية ما في الأمر أن الشيطان ينخس أو ينغز أو يضرب فقط ، وهذا النخس هو أن الشيطان يطمع في إغواء المولود فكأنه يمسه ويضرب بيده عليه ويقول هذا ممن سيكون في حزبي وسأغويه .
- ثالثاً : ليس في هذا الحديث طعن على عصمة الأنبياء ، فليس في مس الشيطان للمولود تمكن الشيطان من المولود بل عباد الله المخلصين لا يضرهم ذلك المس أصلا .
- وهذا نظير قوله تعالى عن بينا أيوب عليه السلام { أني مسني الشيطان بنصب وعذاب }
- رابعا : فائدة استثناء عيسى وأمه أن الشيطان يذهب ليمسهما فلا يمكن ولا يلزم منه تسلطه على غيرهما من المخلصين .
- وقوله :" ما من مولود " ظاهر قوي في العموم والإحاطة ولما استثنى منه ابن مريم وابنها ، وظاهر هذا أن الشيطان ينخس جميع ولد آدم حتى الأنبياء والأولياء إلا ابن مريم وأمه وإن لم يكن كذلك بطلت الخصوصية بهما ، وقد اختار القاضي عياض أن جميع الأنبياء يتشاركون فيها .
- ولا يفهم من هذا أن النخس للأنبياء والأولياء بأنواع الإفساد والإغواء ومع ذلك يعصمهم الله مما يرومه الشيطان كما قال تعالى { إن عبادي ليس لك عليهم سلطان } .
ويبقى لنا سؤال ؟
يعترف الانجيل ان المسيح قد تم اختباره من الشيطان 40 يوما , واستخدم الانجيل كلمات تدل على سيطره الشيطان مثل ( اصعده الى الجبل ) والى اخره فهل يعنى هذا ان المسيح لم يكن معصوم من سيطره الشيطان ؟
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
=================
إعجاز السنة النبوية في الختان
التعريف اللغوي:
الختان بكسر الخاء اسم لفعل الخاتن و يسمى به موضع الختن , و هو الجلدة التي تقطع و التي تغطي الحشفة عادة ، و ختان الرجل هو الحرف المستدير على أسفل الحشفة و أما ختان المرأة فهي الجلد كعرف الديك فوق الفرج تعرف بالبظر .
الختان في السنة النبوية المطهرة :
دعا الإسلام إلى الختان دعوة صريحة و جعله على رأس خصال الفطرة البشرية ، فقد أخرج البخاري عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " الفطرة خمس : الختان و الأستحداد و قص الشارب و تقليم الأظافر و نتف الإبط ".
الحكم الفقهي في الختان :
يقول ابن القيم : اختلف الفقهاء في حكم الختان ، فقال الأوزاعي و مالك و الشافعي و أحمد هو واجب ، و شدد مالك حتى قال : من لم يختتن لم تجز إمامته و لم تقبل شهادته . و نقل كثير من الفقهاء عن مالك أنه سنة حتى قال القاضي عياض : الاختتان عند مالك وعامة العلماء سنة ، السنة عندهم يأثم بتركها فهم يطلقونها على مرتبة بين الفرض و الندب .
و ذهب الشافعية و بعض المالكية بوجوب الختان للرجال و النساء .و ذهب مالك و أصحابه على أنه سنة للرجال و مستحب للنساء ، و ذهب أحمد إلى أنه واجب في حق الرجال و سنة للنساء .
الختان ينتصر :
في عام 1990 كتب البروفسور ويزويل : (1)"لقد كنت من اشد أعداء الختان و شاركت في الجهود التي بذلت عام 1975 ضد إجرائه ، إلا أنه في بداية الثمانينات أظهرت الدراسات الطبية زيادة في نسبة حوادث التهابات المجاري البولية عند الأطفال غير المختونين ، و بعد تمحيص دقيق للأبحاث التي نشرت ، فقد وصلت إلى نتيجة مخالفة و أصبحت من أنصار جعل الختان أمراً روتينياً يجب ان يجري لكل مولود " .
الحكم الصحية من ختان الذكور :
أثبتت الدراسات الطبية الحديثة أن أمراضاً عديدة في الجهاز التناسلي بعضها مهلك للإنسان تشاهد بكثرة عند غير المختونين بينما هي نادرة معدومة عند المختونين .
1 ـ الختان وقاية من الالتهابات الموضعية في القضيب : فالقلفة التي تحيط برأس القضيب تشكل جوفاً ذو فتحة ضيقة يصعب تنظيفها ، إذ تتجمع فيه مفرزات القضيب المختلفة بما فيها ما يفرز سطح القلفة الداخلي من مادة بيضاء ثخينة تدعى اللخن Smegma و بقايا البول و الخلايا المتوسفة و التي تساعد على نمو الجراثيم المختلفة مؤدية إلى التهاب الحشفة أو التهاب الحشفة و القلفة الحاد أو المزمن (2).
2 ـ الختان يقي الأطفال من الإصابة بالتهاب المجاري البولية : وجد جنز برغ أن 95% من التهابات المجاري البولية عند الأطفال تحدث عند غير المختونين .و يؤكد أن جعل الختان أمراً روتينياً يجري لكل مولود في الولايات المتحدة منع حدوث أكثر من 50 ألف حالة من التهاب الحويضة و الكلية سنوياً(3).
3 ـ الختان و الأمراض الجنسية :
أكد البروفسور وليم بيكوز الذي عمل في البلاد العربية لأكثر من عشرين عاماً ، و فحص أكثر من 30 ألف امرأة ندرة الأمراض الجنسية عندهم و خاصة العقبول التناسلي و السيلان و الكلاميديا و التريكوموناز و سرطان عنق الرحم و يُرجع ذلك لسببين هامين ندرة الزنى و ختان الرجال (4).
4 ـ الختان و الوقاية من السرطان :يقول البرفسور كلو دري يمكن القول و بدون مبالغة بأن الختان الذي يجري للذكور في سن مبكرة يخفض كثيراً من نسبة حدوث سرطان القضيب عندهم .
ختان البنات :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه ا، النبي صلى الله عليه و سلم قال لأم عطية و هي ختانة كانت تختن النساء في المدينة : "إذا خفضت فأشمي و لا تنهكي ن فإنه أسرى للوجه و أحظى عند الزوج " و في رواية إذا ختنت فلا تنهكي فِإن ذلك أحظى للمرأة و أحب للبعل .أخرجه الطبراني بسند حسن .
نقل ابن القيم عن الماوردي قوله : " و أما خفض المرأة فهو قطع جلدة في الفرج فرق مدخل الذكر و مخرج البول على أصل النواة ، و يؤخذ من الجلدة المستعلية دون اصلها "
يقول د. محمد على البار : هذا هو الختان الذي أمر به المصطفى صلى الله عليه وسلم .
(1) البروفسور ويزويل عن مجلة Amer.Famil J . Physician
(2) د . محمد علي البار الختان دار المنار
(3) د. حسان شمسي باشا : أسرار الختان تتجلى في الطب و الشريعة ابن النفيس دمشق
(4) Pikers W : Med. Dijest jour .April 1977.
روائع الطب الإسلامي ج 4 محمد نزار الدقر
==================
لماذا يبعث الله تعالى في آخر الزمان عيسى عليه الصلاة والسلام وليس نبينا صلى الله عليه
الجواب:
أما لماذا يبعث الله تعالى في آخر الزمان عيسى عليه الصلاة والسلام وليس نبينا صلى الله عليه وسلم ، فالله تعالى يقول : { وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة } ،وقد يلتمس لذلك حكما منها ، أن النصارى كذبوا على عيسى وافتروا عليه هم واليهود ، فالنصارى زعموا أن عيسى قدقتلوه هم ، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر في آخر الزمان أنه سينزل ، وعليه فإذا نزل استفدنا من ذلك فائدتين :
الأولى : صدق النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه خاتم الأنبياء لأنه أخبر عن شيء سيحصل في المستقبل ، إذا هو صادق في كل ما يخبر به عن ربه .
وثانيا : كذب النصارى في افترائهم على عيسى .
ومن الحكم أيضا أن يستبين بحق أن محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين ، فإنه لو نزل محمد صلى الله عليه وسلم لما فاد ذلك فيما يظهر ، ولكن إذا نزل عيسى عليه الصلاة والسلام ، ثم اتبع شريعة نبينا ، وحكم بها ، وألزم الناس بها ، والتزم هو بها ، بل وصلى خلف المهدى المنتظر ، كل هذا يبين بجلاء أن النبي صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين ، وأن شريعته هي خاتم الرسالات ، وأنه لا يفيد أحدا أن يدعي أنه متبع لعيسى ، حتى وإن كان عنده الإنجيل الكامل غير المحرف ، لأن عيسى سيحكم بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن الحكم أيضا أن يكون قتل المسيح على يد المسيح ، فالمسيح الدجال يقتله المسيح عيسى بن مريم ، فمسيح الكفر يقتله مسيح الإسلام ، ولكن القول بان عيسى يبعث ليس بذلك الصحة ، فإنه لم يمت حتى يبعث ، بل ينزله الله تعالى ، اما النبي صلى الله عليه وسلم فقد مات ، ومن الحكم أيضا أن عيسى عليه الصلاة والسلام هو الذي بشر بالنبي صلى الله عليه وسلم في القرآن كما ذكر تعالى : { ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد } ، وفي الإنجيل كذلك ، فينزل ليرى هل استمع مدعوا النسبة إليه ، هل استمعوا إلى بشارته ، أم أصروا على كفرهم وعنادهم .
المصدر http://www.islam.ms/question.php?qid=1
==============
فضح كلام الدجال عن حديث شد الرحال
قال فرج فودة في كتابه ( الحقيقة الغائبة ) ...
وفي حديث غريب مشهور له قصة يوردها اليعقوبي في تاريخه : (( منع عبدالملك بن مروان أهل الشام من الحج ، وذلك لأن عبدالله بن الزبير ( الذي كان مسيطرا على مكة ) كان يجبرهم على مبايعته بالخلافة ، فلما رأى عبدالملك ذلك منعهم من الخروج إلى مكة ، فضج الناس وقالوا تمنعنا من حج بيت الله وهو فرض علينا ، فقال لهم : هذا بن شهاب الزهري يحدثكم أن رسول الله قال " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، ومسجد بيت المقدس ، وهو يقوم لكم مقام المسجد الحرام ، وهذه الصخرة التي يروى أن رسول الله وضع قدمه عليها لما صعد إلى السماء تقوم لكم مقام الكعبة ، فبنى على الصخرة قبة .. وأخذ الناس بأن يطوفوا حولها كما يطوفون حول الكعبة )) .. المشكلة مع هذا الحديث : (لا تشد الرحال...) أن الكتب الستة الموثوقة بما فيها الصحيحان البخاري ومسلم ومع كتب السنن الأربعة قد أخرجته . ويوضح أستاذ المستشرقين اليهودي المجري جولدزيهر ( لعنة الله عليه في كل كتاب ، وعليهِ من الله ما يستحق ) أن عبد الملك بن مروان منع الناس من الحج أيام محنة عبد الله بن الزبير ، وبنى قبة الصخرة في المسجد الأقصى ليحج الناس إليها ويطوفوا حولها بدلاً من الكعبة ، ثم أراد أن يحمل الناس على الحج إليها بتبرير ديني معقول، فوجد الزهري وهو ذائع الصيت في الأمة الإسلامية مستعدًا لأن يضع له أحاديث في ذلك، فوضع أحاديث منها: - حديث: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد " !!
فضح الاستهبال ...
يزعم أن عبد الملك بن مروان بنى قبة الصخرة ليحول بين أهل الشام و العراق و بين الحج إلى الكعبة و أنه أراد أن يلبس عمله ثوباً دينياً فوضع له صديقه الزهري حديث " لا تشد الرحال .... "

أولاً : اليعقوبي مؤرخ شيعي متعصب و معلوم حقد الشيعة على الخلفاء عامة و البيت الأموي خاصة و هم أكذب الناس و معروف عنهم وضع الحديث حتى قال الإمام الزهري " يخرج الحديث من عندنا شبراً فيرجع إلينا من العراق ذراعاً " ( ذكره ابن عساكر ) و سئل مالك عنهم فقال " لا تكلمهم و لا ترو عنهم فإنهم يكذبون " ( منهاج السنة 1/ 13) و يقول شريك بن عبد الله القاضي - و هو الشيعة المعتدلين " احمل عن كل من لقيت إلا الرافضة فإنهم يضعون الحديث و يتخذونه ديناً " ( المرجع السابق ) و قال حماد بن سلمة " حدثني شيخ منهم - الرافضة - قال : كنا إذا اجتمعنا فاستحسنا شيئاً جعلناه حديثاً " ( المرجع السابق ) و قال الشافعي " ما رأيت في أهل الأهواء قوماً أشهد بالزور من الرافضة " ( اختصار علوم الحديث لابن كثير ص109 )
ثانياً : لم يختلف المؤرخون الثقات في أن الذي بنى قبة الصخرة هو الوليد بن عبد الملك و ليس أبوه . هكذا أثبتها ابن عساكر و الطبري و ابن الأثير و ابن خلدون و ابن كثير و غيرهم و لم نجدهم قد ذكروا و لو رواية واحدة تنسب بنائها إلى عبد الملك . و لا شك أن بنائها لتكون بمثابة الكعبة التي يحج الناس إليها - كما يزعم المتهوك - حادث من أكبر الحوادث و أهمها في التاريخ الإسلامي فلا يعقل أن يمر عليه هؤلاء المؤرخون مرور الكرام بلا تعليق و قد جرت عادتهم أن يدونوا ما هو أقل قيمة و أهمية كتدوينهم وفاة العلماء و تولي القضاء و غير ذلك ، فلو كان عبد الملك هو الذي بناها لذكروها و لكنا نجدهم ذكروا بنائها في عهد الوليد و هؤلاء مؤرخون أثبات في كتابة التاريخ .
ثالثاً : نص الحادثة بين البطلان فإن بناء شيء ليحج الناس إليه كفر صريح ! فكيف يقدم عبد الملك عليه و هو الذي كان يلقب بحمامة المسجد لكثرة عبادته ؟
رابعاً : ولد الزهري عام 51 أو 58 و مقتل ابن الزبير كان عام 73 فيكون عمر الزهري حينذاك على الرواية الأولى 22 عاماً و على الثانية 15 فهل يعقل أن يكون الزهري في تلك السن ذائع الصيت عند الأمة الإسلامية بحيث تتلقى منه حديثاً موضوعاً يدعوها للحج إلى القبة بدل الكعبة ؟
خامساً : نصوص التاريخ قاطعة بأن الزهري لم يعرف و لم ير عبد الملك اثناء حياة ابن الزبير فالذهبي يروي لنا أن الزهري وفد على عبد الملك لأول مرة في حدود سنة 80 و ذكر ابن عساكر أن ذلك كان سنة 82 فمعرفة الزهري لعبد الملك لأول مرة كانت بعد مقتل الزبير ببضع سنوات و قد كان يومئذ شاباً بحيث امتحنه عبد الملك و نصحه أن يطلب العلم من دور الأنصار فكيف يصح زعم المتهوك بأن الزهري أجاب رغبة صديقه عبد الملك فوضع له حديث بيت المقدس ليحج الناس إلى الكعبة في عهد ابن الزبير ؟
سادساً : هذا الحديث مروي في كتب السنة كلها و من طرق مختلفة عن طريق الزهري فقد أخرجه البخاري عن أبي سعيد الخدري من غير طريق الزهري و رواه مسلم من ثلاث طرق إحداها من طريق الزهري و ثانيتها من طريق جرير عن ابن عمير عن قزعة عن ابن سعيد و ثالثتها من طريق ابن وهب عن عبد الحميد بن جعفر عن عمران بن أبي أنس عن سليمان الأغر عن أبي هريرة .. فالزهري لم ينفرد براوية الحديث كما يزعم المتهوك بل شاركه فيه غيره .
سابعاً : هذا الحديث رواه الزهري عن شيخه سعيد بن المسيب و من المعلوم أن سعيداً لم يكن ليسكت عن الزهري لو أنه وضع هذا الحديث على لسانه إرضاء لأهواء الأمويين و هو الذي أوذي ومن قبلهم و ضرب و قد توفى سعيد عام 93 أي بعد مقتل ابن الزبير بعشرين سنة فكيف سكت سعيد عن هذا كل هذه المدة و هو الذي كان جبلاً شامخاً من جبال الحق لا يبالي في الله لومة لائم ؟
ثامناً : بفرض أن المسلمين قاموا بالحج إلى القبة فكيف قاموا بشعائر الحج المختلفة مثل السعي بين الصفا والمروة و الوقوف على عرفات ؟ و هل تصلح القبة لهذا ؟
و ماذا عن الزهري ؟
قال الإمام مسلم في مقدمة صحيحه : فأما من تراه يعمد لمثل الزهري في جلالته وكثرة أصحابه الحفاظ المتقنين لحديثه وحديث غيره ... إلخ ..
و قال أبو بكر بن منجويه : رأى عشرة من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم و كان من أحفظ أهل زمانه و أحسنهم سياقا لمتون الأخبار ، و كان فقيها فاضلا .
و قال محمد بن سعد : قالوا : و كان الزهرى ثقة ، كثير الحديث و العلم و الرواية فقيها جامعا .
و قال النسائى : أحسن أسانيد تروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة ، منها : الزهرى عن على بن الحسين ، عن الحسين بن على ، عن على بن أبى طالب ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و الزهرى ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ابن مسعود ، عن ابن عباس ، عن عمر ، عن النبى صلى الله عليه وسلم .

و قال سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار : ما رأيت أنص للحديث من الزهرى ، و ما رأيت أحدا الدينار و الدرهم أهون عليه منه . ما كانت الدنانير و الدراهم عنده إلا بمنزلة البعر .
و قال الليث بن سعد ، عن جعفر بن ربيعة : قلت لعراك بن مالك : من أفقه أهل المدينة ؟
قال : أما أعلمهم بقضايا رسول الله صلى الله عليه وسلم و قضايا أبى بكر ، و عمرو عثمان ، و أفقههم ، و أعلمهم بما مضى من أمر الناس فسعيد بن المسيب ، و أما أغزرهم حديثا فعروة بن الزبير و لا تشأ أن تفجر من عبيد الله بن عبد الله بحراإلا فجرته . قال عراك : و أعلمهم جميعا عندى محمد بن شهاب ، لأنه جمع علمهم إلى علمه .
و قال عبد الرزاق عن معمر : قال عمر بن عبد العزيز لجلسائه : هل تأتون ابن شهاب قالوا : إنا لنفعل . قال : فائتوه فإنه لم يبق أحد أعلم بسنة ماضية منه .
قال معمر : و إن الحسن و ضرباءه لأحياء يومئذ .
و قال عمرو بن أبى سلمة : سمعت سعيد بن عبد العزيز يحدث عن مكحول . قال : مابقى على ظهرها أحدا أعلم بسنة ماضية من الزهرى .
و قال أبو صالح ، عن الليث بن سعد : ما رأيت عالما قط أجمع من ابن شهاب ، و لا أكثر علما منه . لو سمعت ابن شهاب يحدث فى الترغيب لقلت لا يحسن إلا هذا ، و إن حدث عن العرب و الأنساب قلت : لا يحسن إلا هذا ، و إن حدث عن القرآن و السنة كان حديثه نوعا جامعا .
و قال عبد الرحمن بن مهدى ، عن وهيب بن خالد : سمعت أيوب يقول : ما رأيت أحدا أعلم من الزهرى . فقال له صخر بن جويرية : و لا الحسن ؟ فقال : ما رأيت أعلم من الزهرى
و قال عبد الرزاق : سمعت عبيد الله بن عمر يقول : لما نشأت و أردت أن أطلب العلم جعلت آتى أشياخ آل عمر رجلا رجلا و أقول : ما سمعت من سالم ؟ فكلما أتيت رجلا منهم قال : عليك بابن شهاب فإن ابن شهاب كان يلزمه .
قال : و ابن شهاب حينئذ بالشام .
و قال سفيان بن عيينة : قال أبو بكر الهذلى : قد جالست الحسن ، و ابن سيرين ، فما رأيت أحدا أعلم منه ـ يعنى الزهرى .
و قال أبو إسماعيل الترمذى عن إسماعيل بن أبى أويس : سمعت خالى مالك بن أنس يقول : إن هذا العلم دين فانظروا عن من تأخذون دينكم ، لقد أدركنا فى هذا المسجد سبعين . و أشار إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن يقول : قال فلان ، قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم فما أخذت عنهم شيئا ، و إن أحدهم لو ائتمن على بيت مال لكان به أمينا لأنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن ، و يقدم علينا محمد بن مسلم بن شهاب الزهرى و هو شاب فنزدحم على بابه .
و قال عبد الرزاق ، عن معمر : ما رأيت مثل حماد بن أبى سليمان فى الفن الذى هو فيه ، و لا رأيت مثل الزهرى فى الفن الذى هو فيه .
علاقته بالحكام ...
هذه هي مكانة الزهري في العلم و آراء العلماء فيه حتى جاء هذا المستشرق المتهوك ليتهمه في أمانته و صدقه استجابة لأهواء الخلفاء و إن شئت فاقرأ الرواية التالية ...
دخل الزهري على الوليد بن عبد الملك فقال له : ما حديث يحدثنا به أهل الشام ؟ قال : ما هو يا أمير المؤمنين ؟ قال : يحدثوننا أن الله إذا استرعى عبداً رعيته كتب له الحسنات و لم يكتب السيئات ! قال الزهري : باطل يا أمير المؤمنين ! أنبي خليفة أكرم على الله ؟ أم خليفة غير نبي ؟ قال : بل نبي خليفة . قال : فإن الله تعالى يقول لنبيه داود عليه السلام { يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ } فهذا وعيد يا أمير المؤمنين لنبي خليفة فما ظنك بخليفة غير نبي ؟ قال الوليد : إن الناس ليغووننا عن ديننا . ( العقد الفريد لابن عبد ربه ج1 ص60 )
فهل هذا هو موقف شخص يخضع لرغبات الخلفاء و يضع لهم الحديث ؟! أم موقف عالم ناصح للحكام يذب عن السنة أكاذيب الوضاعين ؟
===============
تخريج حديث الديك
السلام عليكم
اهداء من الشيخ اليامي
تخريج حديث الديك :
أخرج الحاكم في المستدرك 4/297 قال :أخبرنا أبو عبد الله الصفار ثنا أحمد بن مهران ثنا عبد الله بن موسى أنبأ إسرائيل عن معاوية بن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :" إن الله أذن لي أن أحدث عن ديك رجلاه في الأرض وعنقه مثنية تحت العرش وهو يقول سبحانك ما أعظم ربنا قال فيرد عليه ما يعلم ذلك من حلف بي كاذباً " .
وأخرجه الطبراني في الأوسط حدثنا محمد بن العباس الأخرم ثنا الفضل بن سهل الأعرج ثنا إسحاق بن منصور ثنا إسرائيل عن معاوية بن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة به . وقال : " لم يرو هذا الحديث عن معاوية بن إسحاق إلا إسرائيل ، تفرد به إسحاق بن منصور " .
وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة 150 وصحيح الترغيب وقال صحيح 1839 .
وأخرجه أبو يعلى في مسنده ( 11/496) قال حدثنا عمرو الناقد حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا إسرائيل عن معاوية بن إسحاق عن سعيد المقبري عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - :" إذن لي أن أحدث عن ملك قد مرقت رجلاه الأرض السابعة ، والعرش على منكبه ، وهو يقول سبحانك أين كنتَ ؟ وأين تكون ؟ " .
قلت : حديث " أذن لي أن أحدث عن ديك " لا يصح وذلك لما يلي :
- أولا :روى عمرو الناقد :" أذن لي أن أحدث عن ملك " وخالفه الفضل بن سهل الأعرج ، وقد تابع عمرو الناقد سهلا متابعة تامة في الإسناد وخالفه في المتن ، فرواها الفضل :" أن أحدث عن ديك " ورواية عمر الناقد " أحدث عن ملك " هي المعروفة ورواية الفضل بن سهل " أحدث عن ديك " منكرة .
- فعمرو الناقد عمرو بن محمد بن بكير الناقد : قال عنه الحافظ :" ثقة حافظ وهم في حديث "، بينما الفضل بن سهل قال عنه الحافظ " صدوق " .
- إذن فرواية الطبراني " أحدث عن ديك " منكرة ، والمعروف هو :" أحدث عن ملك " .
- ثانياً : رواية الحاكم " أحدث عن ديك " خالف فيها عبيد الله بن موسى . عمرو الناقد عند أبي يعلى فقد رواها عمرو الناقد " أحدث عن ملك " ، فعبيد الله بن موسى قال عنه الحافظ في التقريب :" ثقة كان يتشيع " ، وعمرو الناقد قال عنه الحافظ :" ثقة حافظ وهم في حديث " .
- فخالف عبيد الله بن موسى من هو أوثق منه ، فلا تقبل منه هذه الزيادة ، فالحديث شاذ وحديث الناقد هو المحفوظ .
- ثالثاً : عبيد الله بن موسى لا تقبل منه هذه البلايا كما قال الإمام أحمد :" كان عبيد الله صاحب تخليط ، حدث بأحاديث سوء ، وأخرج تلك البلايا ، وقد رأيته بمكة فما عرضت له " .
- رابعاً : من المرجحات والقرائن على ضعف الحديث الذي أخرج الحديث وهو الطبراني" أذن لي أن أحدث عن ديك " قد ضعف الحديث وقال : " لم يرو هذا الحديث عن معاوية بن إسحاق إلا إسرائيل ، تفرد به إسحاق بن منصور " . وهذا تضعيف منه لهذا الحديث .
- خامساً : لحديث عمرو الناقد شواهد صحيحه تؤكد روايته وهو حديث جابر – رضي الله عنه – عن ابن طهمان في مشيخته برقم (21) من طريق موسى بن عقبة عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعاً :" أذن لي ربي أن أحدث عن ملك من الملائكة من حملة العرش ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبع مائة عام " ومن طريقه أخرجه أبو داود في السنة 4727 والخطيب في تاريخ بغداد 10/195 .
- سادساً : هذا الحديث فيه علة وهي أن راوي الحديث ( عبيد الله بن موسى ) فيه غلو بالتشيع، قال الآجري عن أبي داود :" كان محترقاً شيعيا "وقال ابن حجر في " التهذيب " : قال يعقوب بن سفيان : " شيعي وإن قال قائل رافضي لم أنكر عليه وهو منكر الحديث " .
- قلت : وقد أخرج له الرافضة في كتبهم المعتمدة وعدوه من أصحاب الصادق فله رواية في" تهذيب الأحكام " للطوسي – الجزء التاسع - باب ميراث ابن الملاعنة ح 1251 ،وفي ميراث الموالي مع ذوي الرحم الحديث 1193، وله رواية في الاستبصار ج 4 حديث 655 ، وله روايات في " تفسير القمي " وفي " كامل الزيارات " الباب 14 ، وقد أدخل هذه اللفظة لتأثره بهذا بمذهب التشيع والرفض فقد روى هذا الحديث الرافضة في كتبهم فقد رووا عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – أنه قال :" إن الله تعالى خلق الملائكة على صور شتى ألا وإن لله تعالى ملكاً في صورة ديك أبح أشهب براثنه في الأرضين السفلى ، وعرفه مثنى تحت عرش الرحمن ، له جناح بالمشرق من نار ، وجناح بالمغرب من ثلج ، فإذا حضر وقت كل صلاة قام على براثنه ، ثم رفع عنقه من تحت العرش ، ثم صفق بجناحيه كما تصفق الديكة في منازلكم ، فلا الذي من نار يذيب الثلج ، ولا الذي من الثلج يطفئ النار ، ثم ينادي : " أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد النبيين ، وأن وصيه خير الوصيين ، سبوح ، قدوس ، رب الملائكة والروح ". الإحتجاج للطبرسي ج1 130 بحار الأنوار ( 93/180-181) .
نتيجة البحث :
- حديث " أذن لي أن أحدث عن ديك " شاذ ضعيف لا يصح ، والصحيح هو " أذن لي أن أحدث عن ملك " هذا ولله الحمد من قبل ومن بعد وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
- كتبه سعود الزمانان .
- الكويت في 11/7/2003
===============
حديث :فقالوا : يا محمد ألست تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه وتؤمن بما عندنا
احتج احد النصارى بالرواية التالية على صحة الكتب "المكدسة" التي يؤمنون بها
جاء عن ابن عباس قال : جاء رافع وسلام ابن مشكم ومالك ابن الصيف فقالوا : يا محمد ألست تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه وتؤمن بما عندنا ? قال : بلى ولكنكم أحدثتم وجحدتم بما فيها وكتمتم ما أُمرتم أن تبينوه للناس, قالوا : نأخذ بما في أيدينا فإنا على الهدى والحق - أسباب النزول -
و يعلق النصراني قائلاً : فمن هذه يظهر أن محمداً أعلن قبوله للكتب المتداولة بين اليهود ولو أنه رفض البدع والأحداث التي قال إنهم قد أدخلوها في رسوم ديانتهم الظاهرية ...
و رداً على هذا البهتان نقول أن هذه رواية ضعيفة لم تثبت ؛ يقول الأخ ابو أنس الأزهري
إقتباس:
هذا الحديث روي مرة مرفوعًا ومرة موقوفًا .
فأما المرفوع ؛ فأخرجه الطبري في "تفسيره" بسنده ، عن محمد بن أبي محمد الأنصاري ، عن عكرمة ، أوعن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ، فذكر الحديث .
وأما الموقوف ؛ فأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره " بسنده ، عن محمد بن أبي محمد الأنصاري ، فذكره .
وكلا الحديثين يدور على محمد بن أبي محمد الأنصاري ، وهو مجهول .
فالحديث بهذا الإسناد ضعيف . والله أعلم
نقلاً عن منتديات السنة
و بفرض صحته فهو لا يدل على صحة الكتب بأيدي اليهود فالنبي عليه السلام يقول " و لكنكم أحدثتم " و الإحداث يتضمن إحداث نصوص مفبركة و السياق لا ينفي هذا بل يؤيده .
و ليت شعري ألا يعلم هذا النصراني الألمعي اللوذعي أن "بلى و لكن" ليست هي المعادل المنطقي لكلمة "بلى" ؟؟ و سبحان خالق العقول و الأفهام !
د هشام عزمي
============
فتوفي رسول الله وهن فيما يقرأ من القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم
ترد شبهة حول الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان فيما أنزل من القرآن (عشر رضعات معلومات يحرّمن ) ثم نسخن بـ(خمس معلومات) فتوفي رسول الله وهن فيما يقرأ من القرآن .
(صحيح مسلم 4/167 ، سنن الدرامي 2/157 ، سنن الترمذي 3/456 . السنن الكبرى للبيهقي 7/454 ، سنن ابن ماجة 1/635 ، سنن النسائي 6/100 ، الموطأ 2/117) .
و يعلق الأب النصراني يوسف درة الحداد - قذفه الله في الدرك الأسفل من النار - في كتابه (الإتقان في تحريف القرآن) : "لقد شهدت عائشة أن الآية كانت من القرآن وكانت تتلى بين ظهرانيهم إلى ما بعد وفاة الرسول كغيرها من آيات القرآن ، وهذه طامة كبرى ! لصراحتها في سقوط آية ( خمس رضعات معلومات يحرمن ) وفقدانـها من القرآن بلا أي موجه شرعي ! فلا نسخ بعد وفاة النبي بإجماع أهل الملة والدين ، فأين اختفت تلك الآية !"
و الجواب على هذه الشبهة بإذن الله - يتضمن عدة مسائل . . .
الأولي : من المعلوم لكل من وقف على تواتر القرآن و سلامة نقله و حفظه بواسطة رب العالمين أنه إذا تعارض حديث مع ما نعلمه عن هذا التواتر و النقل و الحفظ يكون الاشكال في الحديث و ليس في القرآن لأن الأخير متواتر ثابت ثبوتاً قطعياً لا شك فيه ، لذا عند التعارض لا يجوز عقلاً التشكيك في القرآن و هذا من بداهات المنطق .
الثانية : أن منطوق الحديث لا يستوجب كون الآية غير منسوخة قبل وفاة النبي صلى الله عليه و سلم بل إن غاية ما تدل عليه أنه كان هناك من لا يزال يعتبرها جزءاً من القرآن حتى بعد وفاة النبي و يجعلها في تلاوته و هذا غالباً لجهلهم بوقوع النسخ . يقول محمد فؤاد عبد الباقي في شرحه لصحيح مسلم المتاح للتحميل من موقع الأزهر الشريف على الشبكة :
(وهن فيما يقرأ) معناه أن النسخ بخمس رضعات تأخر إنزاله جدا، حتى إنه صلى الله عليه وسلم توفى وبعض الناس يقرأ: خمس رضعات. ويجعلها قرآنا متلوا، لكونه لم يبلغه النسخ، لقرب عهده. فلما بلغهم النسخ بعد ذلك رجعوا عن ذلك وأجمعوا على أن هذا لا يتلى.
الثالثة : أن من تأمل وضع الإسلام وقت وفاة النبي و اتساع رقعته حتى شملت الجزيرة العربية و اليمن و جنوب الشام أدرك أنه من المحال عقلاً أن يعلم كل المسلمين بوقوع النسخ في أي آية في نفس الوقت و أنه من الوارد جداً - بل من المؤكد - أن العديدين كانوا يتلون بعض الآيات المنسوخة تلاوتها لبعدهم المكاني عن مهبط الوحي و هذا مما لا مناص من الاعتراف به . و ما كلام عائشة رضي الله عنها إلا إقراراً بهذا الوضع .
الرابعة : أن من يرى أن الآية قد حذفها النساخ عند جمع القرآن عليه البيان: ما هو الداعي لحذف مثل هذه الآية من القرآن إن كانت حقاً غير منسوخة ؟ و ما الفائدة التي تعود من حذفها ؟ فليس لها أي أهمية عقائدية بل هي تختص بأحد الأحكام الفقهية و هو حكم ثابت في العديد من الأحاديث الشريفة و لا يمكن إنكاره فما الداعي لحذف هذه الآية إذن ؟؟
الخامسة : أن السيدة عائشة رضي الله عنها راوية الحديث لا يمكن أن يكون قصدها من الرواية الطعن في جمع القرآن لأنها عاصرت هذا الجمع و كانت من أبرز المناصرين لأمير المؤمنين عثمان بن عفان الذي تم جمع القرآن الكريم في عهده و تحت إشرافه ، و لو كان لها أي مؤاخذات لجاهرت بها و لاعترضت على عثمان رضي الله عنه . و لكن هذا لم يحدث و لو حدث لعلمناه ، بل إن موقف عائشة رضي الله عنها من قتلة عثمان يدل على انها لم تشكك يوماً في إمامته و خلافته و هذا كاف جداً للرد على هذه الشبهة .
خلاصة هذه المسائل أنه من غير المقبول عقلاً و لا منطقاً فهم قول عائشة رضي الله عنها على أن الآية المذكورة قد حذفها النساخ عند جمع القرآن للأسباب الواردة أعلاه و الله أعلم
د هشام عزمي

غير معرف يقول...

??????(((((((((((((كيق نحب الحبيب))))إني ارغب أن أقدم مشاركة بخصوص كيف يتعلق الطفل بالنبي صلى الله عليه وسلم.

*وهي أن نحدث الطفل ببساطة عن سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وضرب له الامثلة من حياة الرسول على صفاة يحبها الطفل وتشجعه على فعل الخيرات كتشجيعه صلى الله عليه وسلم للأطفال على صلاة الجماعه ومكافأته للطفل الذي يصلي مع الجماعه ، ومداعبته صلى الله عليه وسلم لأبناء أصحابه وعدم التفريق بينهم وبين أبناء إبنته رضى الله عنها .. وغير ذلك من المواقف الكثيرة في حياته عليه السلام.
*وأحب أن اذكر قصة طريفة حدثت مع أخي الصغير ( 4 سنوات ) عندما سألته : هل تحب الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ فقال لي بحماس وفرح: نعم فقلتله:لماذا ؟
رد سريعاً:لأنه يحبني ، فسألته باستغراب: ومن قال لك أنه يحبك ؟ فقال وهو يضغط علي الأحرف: لأن أسمي عبد الرحمن ، وكان جوابه بناء على ما أخبرته به أختي من أن رسول الله قال: " أحب الأسماء إلى الله ما عبد وحمد " فأخذت أضحك وقلت في نفسي : سبحان الله ، صحيح إن الأطفال بطبعهم المتلقي المقلد يتعلمون ويحفظون كل تصرف بسيط يصر من الكبار أمامهم .
تحكي لإبنها – الذي يبلغ من العمر 6 سنوات سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم منذ وفاة أبيه ، ثم ولادته صلى الله عليه وسلم وما لحق بها من معجزات ، مروراً بوفاة أمه ، ثم جده وعمه ، وزواجه ، ثم بعثته ... والغريب أنها طيلة هذه المدة لم تخبره عن اسم بطل هذه القصة التي ترويها له كل مساء قبل النوم ، وكان يلح عليها في معرفة اسم هذا البطل الذي سحره بكل اخلاقه الكريمة التي امتاز بها، فتخبره ان هذا لن يكون
إلا في الحلقة الأخيرة من القصة وأخيراً كانت الحلقة الأخيرة ، فحدثته فيها عن وفاته صلى الله عليه وسلم وأخبرته أن البطل هو نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، فحزن حزناً شديداً على وفاته صلى الله عليه وسلم وأخذ يبكي بحرقة ، أدى ذلك إلى تعلقه الشديد بشخصيته صلى الله عليه وسلم ، وتحكي الأم قائلة: أنه كان مستعداً لفعل أي عمل قام به الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد غيرت هذه القصة كثيراً من أسلوب حياته ، بل إنها
قلبت حياته ؟؟؟؟((((((((لمحات عن الحبيب)))سادسًا: عمله صلى الله عليه وسلم في الرعي



** كان أبو طالب مُقلاًّ في الرزق فعمل النبي صلى الله عليه وسلم برعي الغنم مساعدة منه لعمه ، فلقد أخبر صلى الله عليه وسلم عن نفسه الكريمة وعن إخوانه من الأنبياء أنهم رعوا الغنم ، أما هو فقد رعاها لأهل مكة وهو غلام وأخذ حقه عن رعيه .



** ففي الحديث الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما بعث الله نبيًّا إلا رعى الغنم" فقال: أصحابه: وأنت؟ قال: "نعم, كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة" .



** إن رعي الغنم كان يتيح للنبي صلى الله عليه وسلم الهدوء الذي تتطلبه نفسه الكريمة، ويتيح له المتعة بجمال الصحراء، ويتيح له التطلع إلى مظاهر جلال الله في عظمة الخلق، ويتيح له مناجاة الوجود في هدأة الليل وظلال القمر ونسمات الأشجار، يتيح له لونًا من التربية النفسية من الصبر والحلم والأناة, والرأفة والرحمة, والعناية بالضعيف حتى يقوى, وزم قوى القوي حتى يستمسك للضعيف ويسير بسيره، وارتياد مشارع الخصب والري وتجنب الهلكة ومواقع الخوف من كل ما لا تتيحه حياة أخرى بعيدة عن جو الصحراء وهدوئها وسياسة هذا الحيوان الأليف الضعيف.



** وتذكرنا رعايته للغنم بأحاديثه صلى الله عليه وسلم التي توجه المسلمين للإحسان للحيوانات , فكان رعي الغنم للنبي صلى الله عليه وسلم دربة ومرانًا له على سياسة الأمم.




============================


ورعي الغنم يتيح لصاحبه عدة خصال تربوية منها:



1- الصبر:

-- على الرعي من طلوع الشمس إلى غروبها ، نظرا لبطء الغنم في الأكل ، فيحتاج راعيها إلى الصبر والتحمل، وكذا تربية البشر.



-- إن الراعي لا يعيش في قصر منيف ولا في ترف وسرف، وإنما يعيش في جو حار شديد الحرارة ، وبخاصة في الجزيرة العربية ، ويحتاج إلى الماء الغزير ليذهب ظمأه ، وهو لا يجد إلا الخشونة في الطعام وشظف العيش ، فينبغي أن يحمل نفسه على تحمل هذه الظروف القاسية ، ويألفها ويصبر عليها.




2- التواضع:

-- إذ طبيعة عمل الراعي خدمة الغنم , والإشراف على ولادتها، والقيام بحراستها والنوم بالقرب منها ، وربما أصابه ما أصابه من رذاذ بولها أو شيء من روثها فلم يتضجر من هذا ، ومع المداومة والاستمرار يبعد عن نفسه الكبر والكبرياء ، ويرتكز في نفسه خلق التواضع .



-- وقد ورد في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" فقال رجل: الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا؟ فقال: " إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر بَطَرُ الحق وغَمْطُ الناس " .




3- الشجاعة:

-- فطبيعة عمل الراعي الاصطدام بالوحوش المفترسة ، فلا بد أن يكون على جانب كبير من الشجاعة تؤهله للقضاء على الوحوش ومنعها من افتراس أغنامه.




4- الرحمة والعطف:

-- إن الراعي يقوم بمقتضى عمله في مساعدة الغنم إن هي مرضت أو كُسرت أو أصيبت ، وتدعو حالة مرضها وألمها إلى العطف عليها وعلاجها والتخفيف من آلامها , فمن يرحم الحيوان يكون أشد رحمة بالإنسان ، وبخاصة إذا كان رسولاً أرسله الله تبارك وتعالى لتعليم الإنسان , وإرشاده وإنقاذه من النار وإسعاده في الدارين .




5- حب الكسب من عرق الجبين:

-- إن الله قادر على أن يغني محمدا صلى الله عليه وسلم عن رعي الغنم ، ولكن هذه تربية له ولأمته للأكل من كسب اليد وعرق الجبين ، ورعي الغنم نوع من أنواع الكسب باليد .



-- روى البخاري عن المقدام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما أكل أحد طعاما قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده ، وإن نبي الله داود -عليه السلام- كان يأكل من عمل يده" .



-- ولا شك أن الاعتماد على الكسب الحلال يكسب الإنسان الحرية التامة والقدرة على قول كلمة الحق والصدع بها وكم من الناس يطأطئون رؤوسهم للطغاة ، ويسكتون على باطلهم ، ويجارونهم في أهوائهم خوفًا على وظائفهم عندهم .





** إن إقبال النبي صلى الله عليه وسلم على رعي الأغنام لقصد كسب القوت والرزق يشير إلى دلائل هامة في شخصيته المباركة منها: الذوق الرفيع والإحساس الدقيق اللذان جمّل الله تعالى بهما نبيه صلى الله عليه وسلم ، لقد كان عمه يحوطه بالعناية التامة، وكان له في الحنو والشفقة كالأب الشفوق ، ولكنه صلى الله عليه وسلم ما إن آنس في نفسه القدرة على الكسب حتى أقبل يكتسب ويتعب نفسه لمساعدة عمه في مؤونة الإنفاق ، وهذا يدل على شهامة في الطبع وبر في المعاملة، وبذل للوسع.؟؟؟؟؟سابعًا: حفظ الله تعالى لنبيه قبل البعثة




** إن الله تعالى صان نبيه صلى الله عليه وسلم عن شرك الجاهلية وعبادة الأصنام, روى الإمام أحمد في مسنده عن هشام بن عروة عن أبيه قال: حدثني جار لخديجة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول لخديجة: "أي خديجة، والله لا أعبد اللات والعزى أبدًا" ,وكان لا يأكل ما ذبح على النصب، ووافقه في ذلك زيد بن عمرو بن نفيل. (1)


** أي خديجة والله لا أعبد اللات والعزى والله لا أعبد أبدا قال : فتقول خديجة : خل اللات, خل العزى, قال : كانت صنمهم التي كانوا يعبدون ثم يضطجعون .

الراوي: جار لخديجة بنت خويلد - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 1478



** - كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة هو وزيد بن حارثة فمر بهما زيد بن عمرو بن نفيل فدعوه إلى سفرة لهما فقال : يا ابن أخي إني لا آكل مما ذبح على النصب قال : فما رؤي النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك أكل شيئا مما ذبح على النصب قال : قلت : يا رسول الله إن أبي كان كما قد رأيت وبلغك ولو أدركك لآمن بك واتبعك فأستغفر له قال : نعم فاستغفر له فإنه يبعث يوم القيامة أمة واحدة

الراوي: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسندأحمد - الصفحة أو الرقم: 3/117



** "وقد حفظه الله تعالى في شبابه من نزعات الشباب ودواعيه البرئية التي تنزع إليها الشبوبية بطبعها، ولكنها لا تلائم وقار الهداة وجلال المرشدين"


** قال محمد بن اسحاق فشب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلؤه الله ويحفظه ويحوطه من أقذار الجاهلية لما يريد من كرامته ورسالته حتى بلغ أن كان رجلا أفضل قومه مروءة وأحسنهم خلقا وأكرمهم حسبا وأحسنهم جوارا وأعظمهم حلما وأصدقهم حديثا وأعظمهم أمانة وأبعدهم من الفحش والأخلاق التي تدنس الرجال تنزها وتكرما حتى ما اسمه في قومه إلا الأمين لما جمع الله فيه من الأمور الصالحة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكر لي يحدث عما كان الله يحفظه به في صغره وأمر جاهليته أنه قال لقد رأيتني في غلمان من قريش ننقل الحجارة لبعض ما يلعب الغلمان كلنا قد تعرى وأخذ إزاره وجعله على رقبته يحمل عليه الحجارة فإني لأقبل معهم كذلك وأدبر إذ لكمني لاكم ما أراه لكمة وجيعة ثم قال شد عليه إزارك قال فأخذته فشددته علي ثم جعلت أحمل الحجارة على رقبتي وإزاري علي من بين أصحابي وهذه القصة شبيهة بما في الصحيح عند بناء الكعبة حين كان ينقل هو وعمه العباس فإن لم تكنها فهي متقدمة عليها كالتوطئة لها والله أعلم


** قال عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني عمرو بن دينار أنه سمع جابر بن عبدالله يقول لمابنيت الكعبة ، ذهب النبي صلى الله عليه وسلم وعباس ينقلان الحجارة ، فقال عباس للنبي صلى الله عليه وسلم : ( اجعل إزارك على رقبتك يقيك من الحجارة ، فخر إلى الأرض ، وطمحت عيناه إلى السماء ، ثم أفاق فقال : ( إزاري إزاري ) . فشد عليه إزاره .
الراوي: جابر بن عبدالله - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3829



** وعن علي بن أبي طالب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما هممت بقبيح مما كان أهل الجاهلية يهمون به، إلا مرتين من الدهر، كلتيهما يعصمني الله منهما، قلت ليلة لفتى كان معي من قريش بأعلى مكة في أغنام أهله يرعاها: أبصر إليَّ غنمي حتى أسمر هذه الليلة بمكة ، كما يسمر الفتيان ، قال: نعم، فخرجت، فجئت أدنى دار من دور مكة، سمعت غناء، وضرب دفوف، ومزامير، فقلت: ما هذا؟" فقالوا: فلان تزوج فلانة، رجل من قريش تزوج امرأة من قريش ، فلهوت بذلك الغناء وبذلك الصوت حتى غلبتني عيني ، فما أيقظني إلا حر الشمس فرجعت فقال: ما فعلت؟ فأخبرته، ثم قلت له ليلة أخرى مثل ذلك، ففعل، فخرجت، فسمعت مثل ذلك، فقيل لي مثل ما قيل لي، فلهوت بما سمعت حتى غلبتني عيني ، فما أيقظني إلا مس الشمس، ثم رجعت إلى صاحبي فقال: فما فعلت؟ قلت: ما فعلت شيئًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فوالله ما هممت بعدها بسوء مما يعمل أهل الجاهلية حتى أكرمني الله بنبوته" .



===================

وهذا الحديث يوضح لنا حقيقتين كل منهما على جانب كبير من الأهمية:


1- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان متمتعًا بخصائص البشرية كلها ، وكان يجد في نفسه ما يجده كل شاب من مختلف الميول الفطرية التي اقتضت حكمة الله أن يجبل الناس عليها ، فكان يحس بمعنى السمر واللهو ، ويشعر بما في ذلك من متعة ، وتحدثه نفسه لو تمتع بشيء من ذلك كما يتمتع الآخرون.


2- أن الله عز وجل قد عصمه مع ذلك عن جميع مظاهر الانحراف وعن كل ما لا يتفق مع مقتضيات الدعوة التي هيأه الله لها . (2)



---------------------------
1// السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث -- علي محمد الصلابي
2// المرجع السابق؟؟؟؟؟؟السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتة....


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته وسار على نهجه إلى يوم الدين
إخواني وأخواتي
اسمحولي بان اقدم نبذه قصيرة عن سيد هذه آلامه وحبيبها وهو المصطفى الصادق الأمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وقد اخذتها من موسوعة الثقافة والمعلومات الطبعة الاولى للمؤلف /مهدي سعيد رزق كريزم
وانصح الجميع بااقتناء الموسوعه فهي جديره بالقراءة ....

الموضوع : نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

1-اسمه ونسبه :
هو محمد بن عبدا لله بن عبد المطلب,من قبيلة قريش,ينتهي نسبه إلى قبيلة عدنا ثم إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام 0


2-ولادته:
ولد صلى الله عليه وسلم في مكة بشعب بني هاشم صبيحة يوم الاثنين 12ربيع الأول من عام الفيل الموافق 20أبريل عام 571- قبل الهجرة بثلاث وخمسين سنة 0


3-هجرته:
هاجر صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة في يوم الاثنين 27 من شهر صفر عام 14 للبعثة المباركة الموافق 12 سبتمبر عام 622م ووصل إلى المدينة المنورة في يوم الاثنين 12 ربيع الأول عام 14 للبعثة الموافق 26 سبتمبر عام 622 .
وقيل وصل إلى المدينة المنورة في يوم الاثنين 8ربيع الأول عام 14 للبعثة الموافق 23 سبتمبر عام 622م ولعل هذا الاختلاف ناتج عن مدة الثلاثة أيام التي مكثها في الغار


4- وفاته :
توفى صلى الله عليه وسلم ضحى يوم الاثنين 12 ربيع الأول عام 11للهجرة الموافق 8 يونية عام 632 وذلك في المدينة المنورة ودفن في حجرة عائشة رضي الله عنها ,جنوب شرق المسجد النبوي.


5 كنيته :
كنيته : أبو القاسم


6- أسماؤه وصفاته وألقابه:
محمد,احمد,الماحي,العاقب , الحاشر,الخاتم,المقتفي ,نبي الرحمة,البشير,النذير ,الأمين,الصادق,المصطفى,طه,يس,السراج,المنير,رؤوف,
رحيم ,واوصاف أخرى كثيرة

7-زوجاته:

1-خديجة بنت خويلد

2- سوده بنت زمعة

3- عائشة بنت أبى بكر الصديق

4- حفصة بنت عمر بن الخطاب

5- زينب بنت خزيمة

6- هند بنت أبي أمية(ام سلمة

7- زينب بنت جحش

8- أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان

9- ميمونة بنت الحارث

10- جويرية بنت الحارث

11- صفية بنت حيي بن أخطب

12- مارية القطبية

13- ريحانة بنت زيد من بني النظير


8-أولاده:

1-القاسم

2-عبدالله

3-إبراهيم

4-زينب

5-رقية

6-أم كلثوم

7-فاطمة,وجميعهم من ام المؤمنين خديجة بنت خويلد ماعدا إبراهيم فهو من مارية القطبية


9-أخواله:

أخواله : بنو زهرة, وبنو عدي بن النجار


10-عمـــــــلــــه:
كان صلى الله عليه وسلم قبل البعثة يرعى الغنم ثم عمل بالتجارة وبعد البعثة تفرغ لامر الدعوة والجهاد


11-أبوه من الرضاعة:
هو الحارث بن عبد العزى بن رفاعة 000من هوازن


12- أمــــه:

هي آمنة بنت وهب من بني زهرة


13- مرضعاته:

1-أ مــــه

2- ثوبية (جارية أبي لهب )

3- حليمة السعدية

14- أخوته من الرضاعة:
عبدالله بن الحارث ,أنيسة بنت الحارث, وحذافة بنت الحارث (الشيماء


15- أخوته من النسب
ليس له اخوة من النسب بل كان وحيد أبويه


16-أعمامه وعماته:

1-الحارث بن عبد المطلب

2- أبو طالب واسمه عبدمناف

3- حمزة

4- أبو لهب واسمه عبد العزى

5- العباس

6- الزبير

7- حجلا

8- المقوم

9- ضرار


عمــــــــــاته ست :

1-صفية

2- البيضاء

3- عاتكة

4-أميمة

5-أروى

6- بره

17-أصهاره

1-العاص بن الربيع زوج زينب

2-عتبة بن أبى لهب تزوج رقية ثم طلقها

3- عتيبة بن أبى لهب تزوج ام كلثوم ثم طلقها

4- عثمان بن عفان تزوج رقية ثم ماتت فتزوج أم كلثوم

5- علي بن أبى طالب تزوج فاطمة الزهراء


18- صاحبه:

هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه واسمه عبدالله بن أبى قحافة


19- سبطاه:
هم الحسن والحسين أبناء أبنته فاطمة


20-أمين سره :
حذيفة بن اليمان رضي الله عنه


21- حواريه:
الزبير بن العوام رضي الله عنه


22- حبــه:
زيد بن الحارثة رضي الله عنه


23- ابن حبه:
أسامة بن زيد بن الحارث ويطلق عليه أيضا حبه وابن حبه


24 شعراؤه :
حسان بن ثابت , عبدالله بن رواحه, كعب بن مالك


25- خـــــــدمـــــــــــــــــه:

1-أنس بن مالك

2- هند وأسماء أبناء حارثة الاسلمي

3- أبو هريرة , سلمى, خضرة

4-رضوى

5- ميمونة بنت سعد

6-بركة أم أيمن

7- أنجشة

8- شقران

9- سفينة

10- يسار النوبي

11-رباح,أسلم (أبو رافع فضالة

12-مدعم
13-رافع
14 -كركرة
26- حاضنته:
هي بركة أم ايمن
قابلته:
القابلة التي قامت على ولادته صلى الله عليه وسلم هي الشفاء والدة عبد الرحمن بن عوف
27- كافــــــــلــه:
كفله جده عبد المطلب ,وبعد وفاته عمه أبو طالب
28- عمره:
توفى صلى الله عليه وسلم وعمره 63عاما
29- ساعيه:
هو عمرو بن أمية الضمري
30- حارسه:
محمد بن مسلمة الأنصاري رضي الله عنه
31- فارسه:
أبوقتادة الأنصاري رضي الله عنه
32- المؤذنون في عهده
1-بلال بن رباح
2-عبدالله بن أم كلثوم
3-أبومحذوره واسمه أوس بن معير الجمحي , اسلم بعد حنين وتوفى
عام 59هـ

33- حجاته:
حج النبي صلى الله عليه وسلم حجة واحده وهي حجة الوداع عام 10هـ

34- عمراته :
اعتمر صلى الله عليه وسلم أربع عمرات هن:

1-عمرة الحديبة عام 6هـ

2-عمرة القضاء عام7هـ

3-وعمرة الجعرانه عام 8هـ

4-وعمرته التي قرنها مع حجته عام 10هـ وكانت جميع تلك العمر في شهر ذي القعدة

35-أسماء سيوفه :

1-ذوالفقار

2-بتار

3-الحيف

4-رسوب

5-المخدم

6-مأثور(وهو السيف الذي ورثه عن والده )

7-العضب

8-القضيب


36-أسماء أقواسه:

1-الزوراء

2-الروحاء

3-الصفراء

4-الكتوم

5- السداد


37- أسماء دروعه :
ذات الفضول (وهي التي رهنها عند اليهود ذات الوشاح,ذات الحواشي , السعدية , فضة, البتراء ,الخرنق بكسر الخاء


38-أسماء خيوله:

1-السكب

2-المرتجز

3-اللحيف

4-اللزاز

5-الطرب

6-سبحة أو(سبخة بالخاء

7-الورد


39- أسماء نوقه وجماله ودوابه الأخرى:
كان له ناقة واحده هي القصواء وهي التي هاجر عليها من مكة إلى المدينة وكانت تسمى الجدعاء والعضباء


وكان عنده حمار يقال له عفير

واخر يسمى يعفور


البغال :

بغلة اسمها دلدل أهداها له المقوقس هي والحمار عفير

وبغلة أخرى اسمها فضة أهداها له فروة بن عمرو الجذامي ومعها الحمار يعفور وقد أهداها صلى الله عليه وسلم هذه البغله (فضة لى أبي بكر الصديق

وكان عنده من منائح المعز سبعة هن :

1-عجوة

2-زمزم

3-سقيا

4-بركة

5-ورسة

6-أطلال

7-أطراف ومن النوق اللقائح ذات اللبن سبع لقائح.


40- رايته :

أسم رايته صلى الله عليه وسلم العقاب


41- أشباهه:

كان يشبه من الصحابة

1- الحسن بن على بن أبى طالب

2- جعفر بن أبى طالب رضي الله عنه

3- قثم بن عباس بن عبد المطلب

4- أبو سفيان بن الحارث

5- السائب بن عبيد بن عبد مناف

6- عبدالله بن جعفر بن أبي طالب


42- كتابه:

كان هناك كتاب للرسول صلى الله عليه وسلم يكتبون ما ينزل من القران الكريم أشهرهم :

1- أبو بكر الصديق

2- عمر ابن الخطاب

3- عثمان بن عفان

4- علي بن أبى طالب

5-معاذ بن جبل

6- زيد بن ثابت

7- معاوية بن أبى سفيان

8- ابي بن كعب

9- عبدالله بن مسعود

10- خالد بن الوليد

11- ثابت بن قيس

12- أبان ابن سعيد

وقد ذكر الحافظ العراقي اثنين واربعين كاتبا من كتاب الوحي 0


43- بيوته :

كان للرسول صلى الله عليه وسلم تسعة بيوت (حجرات وهن :حجرات زوجاته إضافة إلى حجرة فاطمة الزهراء ,وقيل إن هناك حجرة عاشره لاام المؤمنين ميمونة بنت الحارث ولم يرد في عبارات المتقدمين يحدد موقع هذه الحجرات ولعلها كانت في الجهة الشمالية الشرقية


44- جملة الغزوات التي كانت في عهده 29 غزوة والمشهور إن عدد غزواته 27 غزوة وذلك باعتبار صلح الحديبية ليست غزوة ,وباعتبار عدم خروجه في غزوة موتة ,فتكون الغزوات التي اشترك فيها وكان قائدها 27غزوة وجملة الغزوات 29غزوة وعدد الغزوات التي قاتل فيها بنفسه 9غزوات وعدد سراياه التي أرسلها : ستون سرية ,وعدها بعضهم 56 سرية بسبب عدم ذكرهم ليوم الرجيع وحدث بئر مؤنه وبعث أسامة بن زيد ,وهكذا
وكانت أول غزواته هي غزوة الأبواء (ودان في صفر عام 2هـ واخر غزوة غزاها غزوة (تبوك

واول سرية أرسلها صلى الله عليه وسلم هي سرية حمزة بن عبد المطلب وكانت إلى ساحل البحر في رمضان عام 1 هـ0 وقد قال علماء السيرة إن الغزوة :هي الموقعة التي شهدها الرسول صلى الله وسلم سواء قاتل فيها ام لم يقاتل بنفسه 0


والسرية هي : الموقعة التي لم يشهدها الرسول صلى الله عليه وسلم ,وإنما أرسل غيره فيها 0 أقول : إن غزوة مؤته لم يشهدها الرسول بنفسه ومع ذلك سميت غزوة ,بل وهي غزوة ومعركة حقيقة كبيرة مع الروم , كما أن صلح الحديبية يعد من ضمن الغزوات رغم أنه كان صلحا واتفاقا 0

وعلى ذلك فاقول :إن الغزوة هي التي تضم جيشا بالمعنى المعروف للجيش حدث قتال ام لم يحدث هذا والله اعلم


نسال الله عز وجل أن ينفعنا بما قرائنا واسف على الإطالة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؟؟؟؟؟))))))))(((((ثامنًا: لقاء الراهب المسمى بحيرا بالرسول صلى الله عليه وسلم وهو غلام



** "خرج أبو طالب إلى الشام، وخرج معه النبي صلى الله عليه وسلم في أشياخ من قريش فلما أشرفوا على الراهب هبطوا فحلوا رحالهم فخرج إليهم الراهب ، وكانوا قبل ذلك يسيرون ، فلا يخرج إليهم ولا يلتفت.

** قال: فهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم الراهب حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هذا سيد العالمين ، هذا رسول رب العالمين يبعثه الله رحمة للعالمين ، فقال له أشياخ من قريش: ما علمك؟ فقال: إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خرَّ ساجدًا، ولا يسجدان إلا لنبي ، وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة.

** ثم رجع فصنع لهم طعاما، فلما أتاهم به، وكان هو في رعية الإبل قال: أرسلوا إليه فأقبل وعليه غمامة تظله, فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى فيء الشجرة، فلما جلس مال فيء الشجرة عليه، فقال: انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه.

** قال: فبينما هو قائم عليهم، وهو يناشدهم أن لا يذهبوا به إلى الروم فإن الروم إذا عرفوه بالصفة فيقتلونه، فالتفت فإذا سبعة قد أقبلوا من الروم، فاستقبلهم، فقال: ما جاء بكم؟ قالوا: جاءنا أن هذا النبي خارج في هذا الشهر، فلم يبق طريق إلا بعث إليه بأناس، وإنا قد أخبرنا خبره، بعثنا إلى طريقك هذا، فقال: هل خلفكم أحد هو خير منكم؟

** قالوا: إنما اخترنا خيره لك لطريقك هذا، قال: أفرأيتم أمرًا أراد الله أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس رده؟ قالوا: لا. قال: فبايعوه وأقاموا معه.
قال: أنشدكم الله أيكم وليه؟ قالوا: أبو طالب فلم يزل يناشده حتى رده أبو طالب.


======================



ومما يستفاد من قصة بحيرا عدة أمور منها:


1- أن الصادقين من رهبان أهل الكتاب يعلمون أن محمدًا صلى الله عليه وسلم هو الرسول للبشرية، وعرفوا ذلك لما وجدوه من أمارات وأوصاف عنه في كتبهم.

2- إثبات سجود الشجر والحجر للنبي صلى الله عليه وسلم ، وتظليل الغمام له وميل فيء الشجرة عليه.

3- أن النبي صلى الله عليه وسلم استفاد من سفره وتجواله مع عمه وبخاصة من أشياخ قريش ، حيث اطلع على تجارب الآخرين وخبرتهم ، والاستفادة من آرائهم ، فهم أصحاب خبرة ، ودراية ، وتجربة لم يمر بها النبي صلى الله عليه وسلم في سنه تلك.

4- حذر بحيرا من النصارى, وناشد عمه وأشياخ مكة ألا يذهبوا به إلى الروم ، فإن الروم إذا عرفوه بالصفة يقتلونه لقد كان الرومان على علم بأن مجيء هذا الرسول سيقضي على نفوذهم الاستعماري في المنطقة ، ومن ثم فهو العدو الذي سيقضي على مصالح دولة روما ، ويعيد هذه المصالح إلى أربابها، وهذا ما يخشاه الرومان.؟؟؟؟؟(((((((((الرسول في بيته)))))الرسول في بيته كان زوجاً حنوناً وأباً رحيماً

القاهرة - «العالم الاسلامى»
● ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في حسن معاملة النساء، فقد كان قدوة حسنة في معاملة زوجاته، وكان دائماً يوصي بالنساء خيراً، ويأمر بحسن معاشرتهن بالمعروف وكان صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى والقدوة في معاملة أزواجه والشفقة على أهل بيته .
في البداية تقول دكتورة عبلة الكحلاوي الأستاذ بجامعة الأزهر: لقد ضرب رسولنا الكريم المثل الأعلى في العفة والطهارة والتمسك بالآداب العليا والقيم الرفيعة، حتى يمكن ان يقال انه بلغ الذروة في الفضائل كلها، فوصفه ربه بقوله تعالى: {وإنك لعلى خلق عظيم} ووصفت السيدة عائشة خلقه فقالت «كان خلقه القرآن».
ومن أرقى ضروب المثالية أهدافه السامية من زواجه وسيرته الميمونة في اختيار زوجاته وسماحته المثلى في معاملتهن فكانت أهدافه تختلف عن أهداف معظم الناس فلم يلتفت إلى لون ولا إلى جمال ولكنه اهتم بالأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة والسريرة الصافية.

وفاء الرسول

تزوج السيدة خديجة وهو في الخامسة والعشرين وهى في الأربعين من عمرها استجابة لما كان يجمع بينهما من قبل البعثة من الخلق ونبذ الحياة الفاسدة التي كان يحياها أهل مكة قبل الإسلام.
والتاريخ يشهد ما لهذا الزواج من اثار مبهرة على مسيرة الدعوة الإسلامية فقد واسته خديجة بنفسها ومالها وحبها وتصديقها ولم يتزوج بغيرها في حياتها في وقت كان التعدد عند العرب مطلقا وبلا حدود او قيود.
وكان صلى الله عليه وسلم وفياً لزوجته خديجة في السر والعلانية وفي حياتها وبعد مماتها وظل يذكر السيدة خديجة بالخير طوال حياته ويقول انها واسته بمالها حين حرمه الناس وآمنت به اذ كذبه الناس ورزق منها البنين والبنات.

حياة زهد وتقشف

وتؤكد الدكتورة سعاد صالح سمو أهداف الرسول من زواجه فإذا بينا ظروف الحياة التي كان يحياها عليه الصلاة والسلام في بيته فقد كانت حياة خشنة الى أبعد حد.
تقول السيدة عائشة رضى الله عنها كان يمر الشهر والشهران وما توقد في بيت رسول الله نار فلما سئلت: علام كنتم تعيشون؟ قالت على الأسودين التمر والماء». وقالت «ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام متوالية، ولو شئنا لشبعنا، ولكن نؤثر على أنفسنا».
فلو كان الهدف من الزواج المتعة لأنفق على هؤلاء الزوجات باغداق حتى يشعرن برخاء وهناء في العيش.. ولكنه التشريع الحميد ولذلك حينما اجتمعت نساء الرسول يطلبن مزيدا من النفقة ومتع الحياة رفض الرسول ذلك ونزل القرآن يؤيده يقول: {إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحاً جميلاً، وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فان الله أعد للمحسنات منكن أجراً عظيماً}.
فاخترن جميعاً الله ورسوله والدار الآخرة لانهن ادركن حينئذ الهدف الحقيقي من تكريم الرسول لهن بالزواج منهن.

حسن العشرة

وتبين دكتورة سعاد صالح معاملة الرسول صلى الله عليه وسلم لزوجاته وسلوكه في بيته فتقول: لقد كان صلى الله عليه وسلم مثلا أعلى وقدوة طيبة في حسن العشرة مع زوجاته وكيف لا وهو القائل: أكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائهم» وقال ايضا «ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم».
ومن مثاليات الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يعنف زوجاته ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل كان يتحمل غضب إحداهن دون تعنت ولا تجبر ويقابل ذلك بالتلطف واللين والكلمة الطيبة.
وقد روى البخاري ومسلم عن عائشة أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «اني لآعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غاضبة. فقلت: من أين تعرف ذلك؟ فقال: أما إذا كنت عني راضية فانك تقولين لا ورب محمد، وإذا كنت غضبى قلت: لا ورب إبراهيم.. قلت: أجل والله يارسول الله ما أهجر إلا اسمك».
ولقد اثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه إذا غضبت عائشة وضع يدها على منكبها وقال: «اللهم اغفر لها ذنبها واذهب عنها غيظ قلبها واعذها من الفتن».
والذي يبهر الإنسان من سيرة رسول الله هذه الثقة الكاملة في زوجاته ويدل على ذلك ما جرى يوم حديث الإفك فقد رمى بعض المنافقين أم المؤمنين عائشة بما لا يليق وكان ذلك كافيا لزعزعة استقرار البيت إلا أن البيت النبوي ظل متماسكاً لان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتطرق اليه الشك قط وظل على ثقته بها شهرا حتى أنزل الله تعالى ثماني عشرة آية متتالية لتبرئة أم المؤمنين عائشة وتوعد بالعذاب من تكلموا في حقها بغير بينة» قال الله تعالى {والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم}.

المشاركة في أعمال البيت

وقد عرف عن رسول الله فيما أخبرت عنه عائشة انه كان في مهنة أهله يشاركهن في عمل البيت فتقول: «كان يرقع ثوبه ويحلب الشاة ويعمل ما يعمل الرجال في بيته فإذا حضرت الصلاة خرج».
كما قالت السيدة عائشة «ماضرب رسول الله امرأة ولا خادما ولا لطم خدا ولم يكن سبابا ولا فظا ولا غليظاً» ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل زوجاته بمنتهى العدل، فلا يفضل احداهن على الأخرى كما كان يحذر من عدم العدل بين الزوجات.
فقد روى أنه قال: «من كانت له زوجتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل» أما العدل في المحبة القلبية فغير ممكن وقد عبر عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تؤاخذني فيما تملك ولا أملك» يعني الميل القلبي ومن مثاليات الرسول صلى الله عليه وسلم انه ما عاب طعاما قط ان اشتهاه أكله وان كرهه تركه وتلك حكمة غالية ينبغي ان ينتبه لها كثير من الأزواج الذين يثورون ويتفوهون بكلمات لا تليق حينما تقدم لهم الزوجات طعاماً لا يحبونه
Alaa El-Din
04-11-2007, 05:06 PM
الشمائل المحمدية– معاملته صلى الله عليه وسلم لنسائه

بسم الله الرحمن الرحيم




إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونثني عليه الخير كله، اللهم لك الحمد كما هديتنا للإسلام، ومننت علينا ببعثة خير الأنام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله، سيد الأواخر والأوائل، المبعوث بأكرم السجايا وأشرف الشمائل، صلى الله عليه وعلى آله أولو المكرمات والفضائل، وصحبه الذين أحبوه محبة تفوق محبة النفس والمال والولد والحلائل، والتابعين ومن تبعهم بإحسان، وفي نصرة الحق يجاهد ويناضل، وسلم تسليمًا كثيرًا.
إخوتي الافاضل:
إننا أمة عقيدةٍ إيمانية صافية، ورسالةٍ عالمية سامية، أمةُ توحيد خالص لله، واتباع مطلق للحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والسنة المحمدية والسيرة النبوية، هي للأجيال خيرُ مربٍّ ومؤدِّب، وللأمة أفضل معلم ومهذِّب، وليس هناك أمتعُ للمرء من التحدث عمن يُحبّ، فكيف والمحبوب هو حبيب رب العالمين وسيد الأولين والآخرين، فهو مِنة الله على البشرية، ورحمته على الإنسانية، ونعمته على الأمة الإسلامية. فبالله ثم بمحمد بن عبد الله قامت شِرعةٌ وشُيِّدت دولةٌ وصُنِعَت حضارةٌ وأسُّست ملةٌ من ملل الهدى غراءُ.
بُنيت على التوحيد وهي حقيقةٌ***نادى بها الحكماء والعقلاء
ولكن ماهو معيار حبنا الحقيقي الصادق يقول الله تعالى (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) . اذاً الحب الحقيقي هو الاتباع قولاً وفعلاً
لذلك ياإخوة الإيمان
ونحن في زمن تواجه الامة أمواج من الفتن والمحن ألونا واشكال من التصدي السافر والتحدي الماكر والتآمر الجائر من قبل أعداء الإسلام على المرأة , فنحن في أمسِّ الحاجة للاقتباس من مشكاة النبوة , والسنة المباركة , ومعرفة السيرة العطرة معرفة اهتداء واقتداء .
إخوة الإيمان
يخطئ كثيرون حينما ينظرون إلى المصطفى صلي الله عليه وسلم , وسيرته كما ينظر الآخرون إلى عظمائهم في نواحٍ قاصرة، محدودة بعلمٍ أو عبقرية أو حِنكة. فرسولنا صلى الله عليه وسلم قد جمع نواحي العظمة الإنسانية كلها في ذاته وشمائله وجميع أحواله، لكنه مع ذلك ليس رباً فيقصَد، ولا إلهًا فيُعبَد، وإنما هو نبي يُطاع ورسول يُتَّبع، خرَّج البخاري في صحيحه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: ((لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبدٌ فقولوا: عبد الله ورسوله)).
يا أحباب رسول الله عليه الصلاة والسلام :
هذه وقفاتٌ ومقتطفات مع جانب من جوانب الشمائل المحمدية والآداب المصطفوية ,

أخلاقه بأبي وامي ومعاملاته مع زواجاته :

يقول عليه الصلاة والسلام : ((أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم)) اخرجه أحمد وأهل السنن.
عمل الرسولصلى الله عليهوسلم هو القدوة... حيث كان يعامل زوجاته اجمل معاملة وكانيساعد عائشة رضي الله عنها في عمل البيت. فهل نقتدي برسولنا في حسن المعاملة
بل كانت عائشة تقول: كان رسول الله وأنا حائض يأخذ الإناء الذي فيه الطعام، ويقسم عليّ أن آكل منه، ثم يأخذ الإناء، ويتحرى موضع فمي ويضع فمه على موضع فمي من الإناء. مجاملة بل مؤانسة وإظهارا للمودة رحمة بهذه الزوجة، وكان يفعل هذا، وتقسم على هذا عائشة أنه كان يفعل ذلك في إناء الماء، فكانت تشرب عائشة ويأخذ هو الإناء ويتحرى موضع فمها فيشرب؛ كل ذلك ليعلم أمته كيف تكون العلاقة بين الزوجين.
وكيف تدوم المودة والرحمة، كيف تحتاج المرأة لملاطفة الرجل، لملاعبة الرجل، إلى حسن الكلام مع المرأة وكان نبينا يقول: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ، استوصوا بالنساء خيرا." يقول ربنا عز وجل: "وقولوا للناس حسنا"
حدث خلاف بين النبي وعائشة ـ رضي الله عنهما فقال لها من ترضين بيني وبينك .. أترضين بعمر؟
قالت: لا أرضي عمر قط "عمر غليظ".
قال أترضين بأبيك بيني وبينك؟ قالت: نعم، فبعث رسول الله رسولاً إلى أبي بكر فلما جاء قال الرسول : تتكلمين أم أتكلم؟
قالت: تكلم ولا تقل إلا حقاً، فرفع أبو بكر يده فلطم أنفها، فولت عائشة هاربة منه واحتمت بظهر النبي ، حتى قال له رسول الله: أقسمت عليك لما خرجت بأن لم ندعك لهذا.
فلما خرج قامت عائشة فقال لها الرسول : ادني مني؛ فأبت؛ فتبسم وقال: لقد كنت من قبل شديدة اللزوق(اللصوق) بظهري – إيماءة إلى احتمائها بظهره خوفًا من ضرب أبيها لها -، ولما عاد أبو بكر ووجدهما يضحكان قال: أشركاني في سلامكما، كما أشركتماني في دربكما".(رواه الحافظ الدمشقي) في السمط الثمين.
برغم المكانة العظيمة والمنزلة الرفيعة التي يتمتع بها الرسول الكريم ، فهو سيد البشر وهو أول شفيع وأول مشفع .. فإن الرقة التي كان يتعامل بها مع زوجاته تفوق الوصف.
ولأن الرسول بشر كما قال : "إنما أنا بشر مثلكم يُوحى إلي" وكذلك زوجاته فإن بيت النبوة كانت تعترضه بعض الخلافات والمناوشات بين الحين والحين..
إلا أن ثمة فارقاً مهماً ينبغي أن نلتفت إليه وهو أن الله عز وجل قد جعل رسولنا الكريم هو القدوة والأسوة الحسنة، وهو نعم القدوة ونعم الأسوة، فقد قال عنه ربنا في كتاب يتلى إلى يوم الدين: "وإنك لعلى خلق عظيم".
ولذلك إذا استعرضنا المواقف الخلافية "بين النبي وأزواجه فسنجد تصرفاته نموذجاً ينبغي على كل مسلم ومسلمة أن تهتدي به حتى ينالوا السعادة في الدنيا والآخرة.. دخل الرسول ذات يوم على زوجته السيدة (صفية بنت حيي) ـ رضي الله عنها ـ فوجدها تبكي، فقال لها ما يبكيك؟
قالت: حفصة تقول: إني ابنة يهودي؛ فقال : قولي لها زوجي محمد وأبي هارون وعمي موسى,وهكذا نرى كيف يحل الخلاف بكلمات بسيطة وأسلوب طيب.
وفي صحيح مسلم تروي لنا السيدة عائشة طرفاً من أخلاق رسول الله فتقول: ما ضرب رسول الله شيئاً قط بيده ولا امرأة ولا خادماً إلا أن يجاهد في سبيل الله.."
وعندما يشتد الغضب يكون الهجر في أدب النبوة أسلوباً للعلاج، فقد هجر الرسول زوجاته يوم أن ضيقن عليه في طلب النفقة..
حتى عندما أراد الرسول الكريم أن يطلق إحدى زوجاته نجده ودوداً رحيماً، ذلك الموقف الخالد قائلة عن سودة بنت زمعة ـ رضي الله عنها ـ أرملة مسنة غير ذات جمال، ثقيلة الجسم، كانت تحس أن حظها من قلب الرسول هو الرحمة وليس الحب، وبدا للرسول آخر الأمر أن يسرحها سراحًا جميلاً كي يعفيها من وضع أحس أنه يؤذيها ويجرح قلبها، وانتظر ليلتها وترفق في إخبارها بعزمه على طلاقها.
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: خشِيت سودة أن يطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يارسول الله، لا تطلقني وأمسكني واجعل يومي لعائشة ، ففعل، ونزلت هذه الآية : { وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلا جُنَاحَ عَلَيهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ
وفي رواية أخرى أنه قد بعث إليها صلى الله عليه وسلم فأذهلها النبأ ومدت يدها مستنجدة فأمسكها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالت: والله ما بي على الأزواج من حرص، ولكني أحب أن يبعثني يوم القيامة زوجة لك وقالت له: ابقني يا رسول الله، وأهب ليلتي لعائشة , فيتأثر صلى الله عليه وسلم لموقف سودة العظيم؛ فيرق لها ويمسكها ويبقيها ويعطينا درساً آخرَ في المروءة صلى الله عليه وسلم.
وفي حديث الإفك - ذلك الحديث الذي هز بيت النبوة، بل هز المجتمع المسلم بكامله كان موقف النبي صلى الله عليه وسلم نبراساً لكل مسلم، وخاصة في تلك الآونة التي يكثر فيها اتهام الأزواج لزوجاتهم أو الزوجات لأزواجهن بسبب ومن غير سبب.. فتروى السيد عائشة في الصحيحين قائلة: فاشتكيت حين قدمناها شهراً" اي حين قدم المدينة "، والناس يفيضون في قول أهل الإفك، ولا أشعر بشيء من ذلك، وهو يريبني في وجعي أني لا أرى من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي أرى منه حين أشتكي، إنما يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول "كيف تيكم" ؟
وعندما يخطب النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يقول: يا معشر المسلمين، من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهلي، فوالله ما علمت على أهلي إلا خيراً.. وحين يتحدث إلى عائشة يقول لها برقته المعهودة (صلى الله عليه وسلم): أما بعد يا عائشة، فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب، فاستغفري الله وتوبي إليه"، "حديث الإفك مروي في الصحيحين" حتى أنزل الله من فوق سبع سموات براءة فرح بها قلب النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة والمسلمون جميعاً.
ويقول الإمام ابن القيم في بيان هدية صلى الله عليه وسلم مع زوجاته
"وكانت سيرته مع أزواجه: حسن المعاشرة، وحسن الخلق. وكان يسرب إلى عائشة بنات الأنصار يلعبن معها. وكانت إذا هويت شيئا لا محذور فيه تابعها عليه. وكانت إذا شربت من الإناء أخذه فوضع فمه موضع فمها وشرب وكان إذا تعرقت عرقا -وهو العظم الذي عليه لحم- أخذه فوضع فمه موضع فمها".
"وكان يتكئ في حجرها، ويقرأ القرآن ورأسه في حجرها. وربما كانت حائضا. وكان يأمرها وهي حائض فتتزر ثم يباشرها.. وكان يقبلها وهو صائم".
"وكان من لطفه وحسن خلقه أنه يمكنها من اللعب ويريها الحبشة، وهم يلعبون في مسجده، وهي متكئة على منكبيه تنظر وسابقها في السير على الأقدام مرتين.. وتدافعا في خروجهما من المنزل مرة".
"وكان إذا صلى العصر دار على نسائه، فدنا منهن واستقرأ أحوالهن. فإذا جاء الليل انقلب إلى صاحبة النوبة خصها بالليل. وقالت عائشة: كان لا يفضل بعضنا على بعض في مكثه عندهن في القسم، وقل يوم إلا كان يطوف علينا جميعا، فيدنو من كل امرأة من غير مسيس، حتى يبلغ التي هو في نوبتها، فيبيت عندها".
وإذا تأملنا ما نقلناه هنا من هدية صلى الله عليه وسلم في معاملة نسائه، نجد أنه كان يهتم بهن جميعا، ويسأل عنهن جميعا، ويدنو منهن جميعا. ولكنه كان يخص عائشة بشيء زائد من الاهتمام، ولم يكن ذلك عبثا، ولا محاباة، بل رعاية لبكارتها، وحداثة سنها، فقد تزوجها بكرا صغيرة لم تعرف رجلا غيره عليه السلام، وحاجة مثل هذه الفتاة ومطالبها من الرجل أكبر حتما من حاجة المرأة الثيب الكبيرة المجربة منه.
ولا أعني بالحاجة هنا مجرد النفقة أو الكسوة أو حتى المعاشرة الزوجية ، بل حاجة النفس والمشاعر أهم وأعمق من ذلك كله.
ولا غرو أن رأينا النبي صلى الله عليه وسلم ينتبه إلى ذلك الجانب ويعطيه حقه، ولا يغفل عنه، في زحمة أعبائه الضخمة، نحو سياسة الدعوة، وتكوين الأمة، وإقامة الدولة. (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة).
فهل توجد في اي اتفاقية او دستور او أي نظام آخر ، ما جاء في الإسلام وكيف أنه شرع تشريعات تهدف للمحافظة على عرض المرأة وكرامتها وألزم الرجل بأداء حقوقها كاملة وتكفل لها بحلول لما يعرض لها من مشاكل في حياتها الزوجية وحياتها العامة .
ولنتأمل معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لأزواجه فيما ذكره ابن كثير – رحمه الله – في تفسير قوله تعالى : ( وعاشروهن بالمعروف ) : { أي طيبوا أقوالكم لهن وحسنوا أفعالكم وهيآتكم بحسب قدرتكم كما تحب ذلك منها فافعل أنت بها مثله كما قال تعالى ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي وكان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه جميل العشرة دائم البشر يداعب أهله ويتلطف بهم ويوسعهم نفقة ويضاحك نساءه حتى إنه كان يسابق عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها يتودد إليها بذلك قالت سابقني رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبقته وذلك قبل أن أحمل اللحم ثم سابقته بعد ما حملت اللحم فسبقني فقال هذه بتلك ويجتمع نساؤه كل ليلة في بيت التي يبيت عندها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأكل معهن العشاء في بعض الأحيان ثم تنصرف كل واحدة إلى منزلها وكان ينام مع المرأة من نسائه في شعار واحد يضع عن كتفيه الرداء وينام بالإزار وكان إذا صلى العشاء يدخل منزله يسمر مع أهله قليلا قبل أن ينام يؤأنسهم بذلك صلى الله عليه وسلم
والرسول عليه الصلاة والسلام , أراد لنا أن نعرف أن الإسلام ليس دين أحكام ودين أخلاق وعقائد فحسب بل دين حب أيضاً ، دين يرتقي بمشاعرك حتى تحس بالمرأة التي تقترن بها وتحس بالصديق الذي صحبك حين من الدهر وبكل من أسدى لك معروفاً او في نفسك ارتباط معه ولو بكلمة ( لا اله إلا الله ، محمد رسول الله ).
فلماذا لا ندور حول النبي زوجا، كما يدور التربويون والاصلاحيون والدعاة, حول النبي قائدا، ومعلما؟
بدل الجري وراء الغرب في قوانينهم , واتفاقيتهم وما يدعون اليها .

واخيراً اسال الله أن يحفظ الإسلام والمسلمين من كيد الكائدين .وأن ينصر كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وعباده الصالحين.

أختكم أم فارس

http://www.fin3go.com/newFin/op.php?section=topic&action=show&id=941
Alaa El-Din
04-11-2007, 05:17 PM
السؤال

كيف كانت معاملة الرسول صلى الله عليه وسلم لزوجاته وأبنائه وتواضعه بشكل عام ؟
الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد كانت معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لزوجاته وأولاده ولكافة الناس أكمل معاملة وأتمها، كما تشهد بذلك كتب الحديث والسيرة، ونحن نذكر نماذج من ذلك من تلك المعاملة الطاهرة، فقد روى أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما رأيت أحداً كان أشبه سمتاً ودلاً وهدياً برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة، كانت إذا دخلت عليه قام إليها فأخذ بيدها فقبلها وأجلسها في مجلسه، وكان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبلته وأجلسته في مجلسها.
وقال صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي وقال: حسن صحيح. والأهل هنا يشمل الزوجات والأقارب والأولاد، كما في تحفة الأحوذي في شرح الترمذي. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم خلقاً. رواه أحمد والترمذي.
وكان يوصي أصحابه بزوجاتهم خيراً ويقول: إنما هن عوان عندكم -أي اسيرات-. رواه الترمذي.
وفي صحيح البخاري عن الأسود قال: سألت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله -تعني في خدمة أهله فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة.
وروى أحمد وابن حبان وصححه عن عروة قال: قلت لعائشة ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم.
وهذا يدل على إعانته لأهله، لا كما يتوهمه بعض الناس من أن ذلك نقصاً وعيباً أن يعين الرجل أهله في أعمال البيت، وهذا التعاون يولد الألفة والمحبة بين الزوج وزوجته كما لا يخفى.
وأما معاملته لخدمه فكانت أحسن معاملة كما يحكي ذلك خادمه أنس بن مالك قال: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم، عشر سنين والله ما قال لي: أفاً قط، ولا قال لي لشيء: لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا. متفق عليه واللفظ لمسلم.
وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتنطلق به حيث شاءت.
وهذا يدل على تواضعه الجم، وكان صلى الله عليه وسلم يقول: وما تواضع أحد لله تعالى إلا رفعه. رواه مسلم.
وعند ابن ماجه وصححه ابن حبان: من تواضع لله رفعه حتى يجعله في أعلى عليين.
والأخبار في تواضعه وحسن معاملاته مع أهله والمؤمنين، بل ومع الكافرين كثيرة مشهورة يرجع لها في سيرته صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.

المفتـــي:


مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه


http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=27182&Option=FatwaId (http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=27182&Option=FatwaId)
Alaa El-Din
04-11-2007, 05:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



عندما تحدث الله سبحانه وتعالى عن الأسرة، جعل الحب أساساً لكلامه: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة"، والمودة هي الحب. وقد جعل سبحانه الرحمة بعد المودة، لأنه إذا غابت المودة فيرحم الزوج زوجته، وترحم الزوجة زوجها فلن يكون هناك حب، أما إذا عادت المودة فسيعود الحب وحسن المعاملة بين الزوجين هي الطريق الوحيد لاستعادة الحب، أما القسوة والغلظة والقهر فهي التي تقطع الطريق أمام عودة الحب.

وأولويات الرجل في مسؤوليته عن الأسرة هي التربية ثم الإنفاق. إذا لا ينفع أن يدعي الرجل أنه أدى واجبه حين أنفق على أولاده وزوجته، فأين احتضانه لأولاده وحنانه عليهم وأين مودته للزوجة؟ كذلك فإن أولويات المرأة الحنان للرجل وتربية الأبناء ثم يأتي بعد ذلك العمل. من المهام الرئيسية للرجل أن يعطي الحنان للمرأة، وقد قال سبحانه: "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن".

وإذا عدنا إلى بيت النبي، نجد أنه http://www.pal3yoon.com/vb/images/smilies/salah%5B1%5D.gif عليه وسلم لم يكن ينادي السيدة عائشة باسمها، إنما كان يدللها بعائش. وكان يطعمها في فمها بيده. وكان إذا جاءها الحيض يبحث عن موضع شفتيها على الإناء حين تشرب الماء، فيضع شفتيه حيث وضعت شفتيها ليشعرها بالحنان. ويأخذها للفسحة كل أسبوع، ولم يتعلل أبداً بانشغاله بعمله أو مسؤوليته. وكان يلعب معها ويسابقها وتسبقه. وكان يكثر من إطعامها حتى يزيد وزنها فلا تسبقه. وحين يسبقها في العدو ويقول لها: ياعائشة وهذه بتلك. فتفهم أنه كان يتعمد الإكثار من إطعامها ليثقل وزنها ويكسبها في السباق.

وتقول زوجات الرسول: كان رسول الله http://www.pal3yoon.com/vb/images/smilies/salah%5B1%5D.gif عليه وسلم ضاحكاً في بيته. أي كان يضحك ويُضحك أهل بيته. ولم يكن صامتاً مثل أزواج هذه الأيام حيث تشكو الزوجات من الخرس الزوجي. فيقلن: كان رسول الله يحدثنا ونحدثه، فإذا نودي للصلاة كأنه لا يعرفنا ولا نعرفه.
وكانت السيدة عائشة تجلس بالساعات تحدثه ويسمع منها وتسأله: كيف حبك لي؟ فيقول لها: كعقدة الحبل. تقول فكنت أتركه أياماً وأعود لأسأله: كيف العقدة يا رسول الله؟ فيقول http://www.pal3yoon.com/vb/images/smilies/salah%5B1%5D.gif عليه وسلم: هي على حالها.حديث باطل.

ويسأله عمرو بن العاص: من أحب الناس إليك يا رسول الله؟ فيقول: عائشة زوجتي.

كثير من الرجال الآن يسببون الأذى لمشاعر زوجاتهم حين يقول الواحد منهم لزوجته: توقفي عن الرومانسية، أنا لا أستطيع أن أقول كلام الحب لك. النبي http://www.pal3yoon.com/vb/images/smilies/salah%5B1%5D.gif عليه وسلم كان يقول كلام الحب لزوجته.

كان الصحابي ابن عباس يقص شعره ويتزين ويتعطر، ليسأله أصحابه: هل أنت ذاهب لتتزوج؟ فيقول لهم: لا..أنا ذاهب إلى بيتي. فيندهشون ويسألونه: هل الذاهب إلى بيته يفعل كل ذلك؟ يقول: أنا ذاهب للقاء زوجتي ، أحب أن أتزين لها، كما أحب أن تتزين لي.



يحكي لي أحد وزراء الأوقاف في بلد إسلامي أمام زوجته، أنه كان جالساً في مكتبه ومعه أحد العلماء الأجلاء، فدق جرس تليفون الوزير، فرد على التليفون قائلاً بالفصحى: نعم يا مهجة القلب. أنت تأمرين يا حياتي،

فاندهش العالم مما قاله الوزير، وبعد أن أنهى الأخير مكالمته قال له: من التي كنت تحدثها على الهاتف؟

قال له: زوجتي.

فسأله: وهل تعودت أن تتحدث إليها بهذه الطريقة؟

قال: أنا لا أستطيع محادثتها إلا بهذه الطريقة.

فأمسك العالم بسماعة التليفون وأتصل بزوجته، وحين ردت قال لها: أهلاً يا روح قلبي.

فصرخت فيه: أنت عارف أنت بتكلم مين؟!

أعود فأقول إن أولويات الرجل يجب أن تكون: تربية الأبناء، والحنان للزوجة ثم الإنفاق على البيت.

لابد أن يحس الأبناء بأن لهم أباً يربيهم، وأنه ليس مجرد خزينة نقود. فإذا أهمل الأب الجانب الأول اكتفي بالإنفاق، فإنه يصرخ حين يفاجأ بأن ابنه مدمن للمخدرات: أنا لم أبخل عليه بشيء فلماذا فعل ذلك؟ ونسي أنه لم يجلس مع أبنائه ليستمع إليهم ويناقشهم وينقل إليهم خبراته ونصائحه.



ونريد أن نحافظ على بيوتنا حتى ولو كان ذلك على حساب جزء من مكاسبنا المادية.
نريد عودة الحب إلى بيوتنا. اعط زوجتك 10% حناناً، وسوف تعطيك 50% من الحنان والإخلاص.

نأتي بعد ذلك إلى عمل المرأة، الإسلام يحرص على أن تنجح المرأة المسلمة في الحياة العملية. الإسلام يريدها أن تنجح كموظفة ومديرة. وأن تنجح في الجمعية الخيرية وفي المشروع الخاص. هذا هدف إسلامي.

النبي فتح مستشفى صغيراً لكي يعالج فيه الناس. وعين عمر بن الخطاب امرأة لتكون مسئولة عن ضبط الأسواق. لكن المطلوب أن تعمل المرأة موازنة بين عملها والحنان لزوجها وتربية الأبناء. وألا يكون نجاحها في عملها على حساب ترابط بيتها ومحبتها لزوجها واهتمامها بالأبناء. فإذا كان نجاح المرأة في عملها سيؤدي إلى فشل حياتها الزوجية والأسرية، فلا داعي له.



الزوجة هي التي تمنح الحنان للزوج فيثبت وينجح. الزوج يحتاج إلى طبطبة الزوجة عليه حين يواجه فشلاً أو أزمة. والزوجة هي المنوط بها تربية الأبناء، فالأم مدرسة. فالتربية ليست أن تقولي لأبنائك: كلوا واشربوا وناموا وذاكروا دروسكم.

التربية هي إصلاح الأخلاق واكتشاف مواهب الأبناء وتفجيرها، وبعد ذلك يأتي نجاحها في الحياة العملية.

ذلك هو الترتيب الصحيح لأولويات الزوجة المسلمة، ولابد أن يكون إطار العلاقة بين الأم والأبناء هو المودة والحب.


بقلم الإستاذ: عمرو خالد
Alaa El-Din
04-11-2007, 05:43 PM
قال عليه الصلاة والسلام : ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )

ويقول : ( استوصوا بالنساء خيراً )

ويقول : ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقاً , وخيارهم خيارهم لنسائهم )

وقد قال رسول االله صلى الله عليه وسلم لعلي حينما خطب ابنته فاطمة : هل لك على أن تحسن صحبتها ؟

تقول عائشة : إنما المرأة لعبة الرجل , فليحسن الرجل إلى لعبته .

فحسن المعاملة منك لزوجتك أمر مطلوب جداً .

وانظر لمعاملة النبي صلى الله عليه وسلم لإحدى زوجاته قبل وبعد زواجه منها ..
قال أنس : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر , فلما فتح الله عليه الحصن ذكر له جمال صفية بنت حيي , وقد قتل زوجها , وكانت عروساً , فاصطفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه , فخرج بها حتى بلغا سد الصهباء فبنى بها .ثم صنع حيساً في نطع صغير , ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " آذن من حولك " فكانت تلك وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفية .
ثم خرجنا إلى المدينه , فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحوي لها وراءه بعباءة , ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته , فتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب !

وكان صلى الله عليه وسلم يسابق عائشة فسبقته مرة وسبقها أخرى وقال لها : هذه بتلك .
Alaa El-Din
04-11-2007, 05:52 PM
كثير منا يبحث عن الحب على متن الباخرة "تيتانيك"..
وكثيرون يبحثون عن الرومانسية في آخر قطرة من زجاجة سم
تجرعها كل من روميو وحبيبته جوليت..
وآخرون يبحثون عن كل منهما وسط الكثبان الرملية في صحراء "قيس وليلي"
بينما يغيب عن كل هؤلاء، أن رسولنا الكريم هو أول من علمنا أصول الحب!
تحت راية الإسلام، رٌفِعت جميع الشعارات الدينية والاجتماعية والسياسية..
ليبقى الحب في الإسلام هو الشعار المنبوذ،

فكم منا فكر أن يستحضر سنة النبي في حبه لزوجاته،

مثلما يحاول تمثله في كل جوانب الحياة الأخرى؟!..
حرب لا تخلو من حب!
لم تستطع السيوف والدماء أن تنسي القائد
(رغم كل مسئوليات ومشقة الحرب بما تحمله من هموم) الاهتمام بحبيبته،


فعن أنس قال: "...خرجنا إلى المدينة (قادمين من خيبر)
فرأيت النبي يجلس عند بعيره،
فيضع ركبته وتضع صفية رجلها على ركبتيه حتى تركب" (رواه البخاري)،
فلم يخجل الرسول – صلى الله عليه وسلم- من أن يرى جنوده هذا المشهد، ومم يخجل أو ليست بحبيبته؟!
ويبدو أن هذه الغزوة لم تكن استثنائية،
بل هو الحب نفسه في كل غزواته ويزداد..
فوصل الأمر بإنسانية الرسول الكريم أن يداعب عائشة رضي الله عنها
في رجوعه من إحدى الغزوات، فيجعل القافلة تتقدم عنهم بحيث لا تراهم ثم يسابقها..
وليست مرة واحدة بل مرتين..
وبلغت رقته الشديدة مع زوجاته
أنه يشفق عليهن حتى من إسراع الحادي في قيادة الإبل اللائي يركبنها،
فعن أنس رضي الله عنه أن النبي (صلى الله عليه وسلم)
كان في سفر وكان هناك غلام اسمه أنجشة يحدو بهن
أي ببعض أمهات المؤمنين وأم سليم) يقال له أنجشة،
فاشتد بهن في السياق، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم)
"رويدك يا أنجشة سوقك بالقوارير".. (رواه البخاري).
حب بصوت عالي!
وعندما تتخافت الأصوات عند ذكر أسماء نسائهم،
نجد رسولنا الكريم يجاهر بحبه لزوجاته أمام الجميع.
فعن عمرو بن العاص أنه سأل النبي (صلى الله عليه وسلم) أي الناس أحب إليك.
قال: عائشة، فقلت من الرجال؟ قال: أبوها". (رواه البخاري).
وعن زوجته السيدة صفية بنت حيي قالت:
"أنها جاءت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان،
فتحدثت عنده ساعة، ثم قامت لتنصرف، فقام النبي (صلى الله عليه وسلم) معها يوصلها،
حتى إذا بلغت المسجد عند باب أم سلمة مر رجلان من الأنصار فسلما على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)،
فقال لهما: "على رسلكما، إنما هي صفية بنت حيي". (رواه البخاري).
وبسلوك الـ "جنتلمان" ،
يحكي لنا أنس أن جاراً فارسياً لرسول الله
كان يجيد طبخ المرق،فصنع لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) طبقاً ثم جاء يدعوه،
فرفض سيدنا محمد الدعوة مرتين؛لأن جاره لم يدع معه عائشة للطعام،
وهو ما فعله الجار في النهاية!
خير الرومانسية!
وبغض النظر عن السعادة التي يتمتع
بها أي انسان في جوار رسول الله،
فإن زوجات نبينا الكريم كن يتمتعن بسعادة زوجية
تحسدهن عليها كل بنات حواء،
فمن منا لا تتمنى أن تعيش بصحبة زوج يراعى حقوقها
ويحافظ على مشاعرها أكثر من أي شيء،
بل ويجعل من الاهتمام بالأهل والحنو عليهم
وحبهم معيارا لخيرية الرجل صلى الله عليه وسلم
"خيركم.. خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي". (رواه الترمذي وابن ماجة).
وتحكي عائشة أنها كانت تغتسل مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في إناء واحد،
فيبادرها وتبادره، حتى يقول لها دعي لي، وتقول له دع لي،
وعنها قالت:
"كنت أشرب وأنا حائض فأناوله النبي (صلى الله عليه وسلم) فيضع فاه (فمه) على موضع في (فمي)
". (رواه مسلم والنسائي).
وعن ميمونة رضي الله عنها قالت:
" كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يدخل على إحدانا وهي حائض فيضع رأسه في حجرها فيقرأ القرآن،
ثم تقوم إحدانا بخمرته فتضعها في المسجد وهي حائض". (رواه أحمد).
وعلى كثرة عددهن كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
القائد والرسول يتفقد أحوالهن ويريد للود أن يبقى ويستمر فعن ابن عباس قال:
"وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا صلى الصبح جلس في مصلاه وجلس الناس حوله
حتى تطلع الشمس ثم يدخل على نسائه امرأة امرأة يسلم عليهن ويدعو لهن.
فإذا كان يوم إحداهن كان عندها". (فتح الباري، شرح صحيح البخاري).
بيت النبوة
وفي عصر يبتعد عن الرفاهية ألاف السنين
كان الرسول المحب خير معين لزوجاته..
فقد روي عن السيدة عائشة في أكثر من موضع أنه كان في خدمة أهل بيته.
فقد سئلت عائشة ما كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يصنع في بيته؟
قالت: كان يكون في مهنة أهله (أي خدمة أهله) (رواه البخاري).
وفي حادثة أخرى أن عائشة سئلت ما كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعمل في بيته؟
قالت: "كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم".
وظل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام على وفائه للسيدة خديجة زوجته الأولى طوال حياتها،
فلم يتزوج عليها قط حتى ماتت، وبعد موتها كان يجاهر بحبه لها أمام الجميع،
وكان يبر صديقاتها إكراماً لذكراها،
حتى أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تقول:
ما غرت من أحد من نساء النبي ما غرت على خديجة،
وما رأيتها ولكن كان النبي يكثر ذكرها،
وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة،
فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة،
فيقول: إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد". (رواه البخاري). ..... والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم
هذا هو نبينا الكريم أعظم خلق الله
وهذا هو سلوكه فى معاملة المراة ومعاملة زوجاته ؟؟؟؟

غير معرف يقول...

قتل الأطفال والرضع

Jos:6:21: 21 وحرّموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف. (SVD)

1Sm:15:3: 3 فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ما له ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا وامرأة.طفلا ورضيعا.بقرا وغنما.جملا وحمارا.
1Sm:15:8: 8 وامسك اجاج ملك عماليق حيّا وحرّم جميع الشعب بحد السيف. (SVD)

Hos:13:16: 16 تجازى السامرة لأنها قد تمردت على الهها.بالسيف يسقطون.تحطم اطفالهم والحوامل تشقّ (SVD)

Ps:137:8: 8 يا بنت بابل المخربة طوبى لمن يجازيك جزاءك الذي جازيتنا. (SVD)
Ps:137:9: 9 طوبى لمن يمسك اطفالك ويضرب بهم الصخرة (SVD)
Jer:45:4:
4 هكذا تقول له.هكذا قال الرب.هانذا اهدم ما بنيته واقتلع ما غرسته وكل هذه الارض. (SVD)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟قتل وسرقة ونهب وبأمر الرب

Dt:2:31:
31 وقال الرب لي.انظر.قد ابتدأت ادفع امامك سيحون وأرضه.ابتدئ تملّك حتى تمتلك ارضه. (SVD)
Dt:2:32:
32 فخرج سيحون للقائنا هو وجميع قومه للحرب الى ياهص. (SVD)

Dt:2:33:
33 فدفعه الرب الهنا امامنا فضربناه وبنيه وجميع قومه. (SVD)
Dt:2:34:
34 وأخذنا كل مدنه في ذلك الوقت وحرمنا من كل مدينة الرجال والنساء والأطفال.لم نبق شاردا. (SVD)
Dt:2:35:
35 لكن البهائم نهبناها لأنفسنا وغنيمة المدن التي اخذنا (SVD)
Dt:2:36:
36 من عر وعير التي على حافة وادي ارنون والمدينة التي في الوادي الى جلعاد لم تكن قرية قد امتنعت علينا.الجميع دفعه الرب الهنا امامنا. (SVD)
Dt:3:6:
6 فحرمنها كما فعلنا بسيحون ملك حشبون محرمين كل مدينة الرجال والنساء والأطفال. (SVD)
Dt:3:7:
7 لكن كل البهائم وغنيمة المدن نهبناها لأنفسنا. (SVD)
2Chr:21:14: 14 هو ذا يضرب الرب شعبك وبنيك ونسائك وكل مالك ضربة عظيمة. (SVD)
1Kgs:9:21:
21 ابناؤهم الذين بقوا بعدهم في الارض الذين لم يقدر بنو اسرائيل ان يحرموهم جعل عليهم سليمان تسخير عبيد الى هذا اليوم. (SVD)
نسب كاتب سفر حزقيال [ 9 : 5 ] للرب قوله :
(( اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ خَلْفَهُ وَاقْتُلُوا. لاَ تَتَرََّأفْ عُيُونُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. أَهْلِكُوا الشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. وَلَكِنْ لاَ تَقْرَبُوا مِنْ أَيِّ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ، وَابْتَدِئُوا مِنْ َقْدِسِي». فَابْتَدَأُوا يُهْلِكُونَ الرِّجَالَ وَالشُّيُوخَ الْمَوْجُودِينَ أَمَامَ الْهَيْكَلِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: «نَجِّسُوا الْهَيْكَلَ وَامْلَأُوا سَاحَاتِهِ بِالْقَتْلَى، ثُمَّ اخْرُجُوا». فَانْدَفَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ وَشَرَعُوا يَقْتُلُون
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟الإرهــــــــــاب
إله الكتاب المقدس يأمر بحرب أبادية كاملة !!
جاء في سفر التثنية [ 20 : 1 ] :
(أما مُدُنُ الشُّعُوبِ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ مِيرَاثاً فَلاَ تَسْتَبْقُوا فِيهَا نَسَمَةً حَيَّةً، بَلْ دَمِّرُوهَا عَنْ بِكْرَةِ أَبِيهَا، كَمُدُنِ الْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ كَمَا أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ
يا كل أعداء الرب من الأطفال والبقر والغنم والجمال والحمير..سنقتلكم !!!!!
وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «أَنَا الَّذِي أَرْسَلَنِي الرَّبُّ لأُنَصِّبَكَ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ، فَاسْمَعِ الآنَ كَلاَمَ الرَّبِّ. هَذَا مَا يَقُولُهُ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنِّي مُزْمِعٌ أَنْ أُعَاقِبَ عَمَالِيقَ جَزَاءَ مَا ارْتَكَبَهُ فِي حَقِّ الإِسْرَائِيلِيِّينَ حِينَ تَصَدَّى لَهُمْ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ مِصْرَ. فأذهب الآنَ وَهَاجِمْ عَمَالِيقَ وَاقْضِ عَلَى كُلِّ مَالَهُ. لاَ تَعْفُ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ بَلِ اقْتُلْهُمْ جَمِيعاً رِجَالاً وَنِسَاءً، وَأَطْفَالاً وَرُضَّعاً، بَقَراً وَغَنَماً، جِمَالاً وَحَمِيراً.))
Gn:19:24:
24. فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتا ونارا من عند الرب من السماء. (SVD)
تكتيك الحرب
Dt:19:21: 21 لا تشفق عينك.نفس بنفس.عين بعين.سن بسن.يد بيد.رجل برجل (SVD)
Dt:20:3: 3 ويقول لهم اسمع يا اسرائيل.انتم قربتم اليوم من الحرب على اعدائكم.لا تضعف قلوبكم.لا تخافوا ولا ترتعدوا ولا ترهبوا وجوههم. (SVD)
Dt:20:4: 4 لان الرب الهكم سائر معكم لكي يحارب عنكم اعداءكم ليخلصكم. (SVD)
Dt:20:10: 10. حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها الى الصلح. (SVD)
Dt:20:11: 11 فان اجابتك الى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك. (SVD)
Dt:20:12: 12 وان لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها. (SVD)
Dt:20:13: 13 وإذا دفعها الرب الهك الى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف. (SVD)
Dt:20:14: 14 وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك وتأكل غنيمة اعدائك التي اعطاك الرب الهك. (SVD)
Dt:21:10: 10. اذا خرجت لمحاربة اعدائك ودفعهم الرب الهك الى يدك وسبيت منهم سبيا (SVD)
Dt:21:11: 11 ورأيت في السبي امرأة جميلة الصورة والتصقت بها واتخذتها لك زوجة (SVD)
Dt:21:12: 12 فحين تدخلها الى بيتك تحلق رأسها وتقلم اظفارها (SVD)
Dt:21:13: 13 وتنزع ثياب سبيها عنها وتقعد في بيتك وتبكي اباها وأمها شهرا من الزمان ثم بعد ذلك تدخل عليها وتتزوج بها فتكون لك زوجة. (SVD)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟حكم من يترك دينه(حد الردة)

Dt:13:6: 6. وإذا اغواك سرا اخوك ابن امك او ابنك او ابنتك او امرأة حضنك او صاحبك الذي مثل نفسك قائلا نذهب ونعبد آلهة اخرى لم تعرفها انت ولا آباؤك (SVD)
Dt:13:7: 7 من آلهة الشعوب الذين حولك القريبين منك او البعيدين عنك من اقصاء الارض الى اقصائها (SVD)
Dt:13:8: 8 فلا ترض منه ولا تسمع له ولا تشفق عينك عليه ولا ترقّ له ولا تستره (SVD)
Dt:13:9: 9 بل قتلا تقتله.يدك تكون عليه اولا لقتله ثم ايدي جميع الشعب اخيرا. (SVD)
Dt:13:10: 10 ترجمه بالحجارة حتى يموت.لأنه التمس ان يطوّحك عن الرب الهك الذي اخرجك من ارض مصر من بيت العبودية.
Dt:13:11: 11 فيسمع جميع اسرائيل ويخافون ولا يعودون يعملون مثل هذا الامر الشرير في وسطك (SVD)
Dt:13:12: 12. ان سمعت عن احدى مدنك التي يعطيك الرب الهك لتسكن فيها قولا (SVD)
Dt:13:13: 13 قد خرج اناس بنو لئيم من وسطك وطوّحوا سكان مدينتهم قائلين نذهب ونعبد آلهة اخرى لم تعرفوها (SVD)
Dt:13:14: 14 وفحصت وفتشت وسألت جيدا وإذا الامر صحيح واكيد قد عمل ذلك الرجس في وسطك (SVD)
Dt:13:15: 15 فضربا تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف وتحرّمها بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف. (SVD)
Dt:13:16: 16 تجمع كل امتعتها الى وسط ساحتها وتحرق بالنار المدينة وكل امتعتها كاملة للرب الهك فتكون تلا الى الابد لا تبنى بعد.
Dt:13:17: 17 ولا يلتصق بيدك شيء من المحرّم.لكي يرجع الرب من حمو غضبه ويعطيك رحمة.يرحمك ويكثرك كما حلف لآبائك

وأيضاً
Hos:13:16: 16 تجازى السامرة لأنها قد تمردت على الهها.بالسيف يسقطون.تحطم اطفالهم والحوامل تشقّ (SVD)
Dt:17:2:
2 اذا وجد في وسطك في احد ابوابك التي يعطيك الرب الهك رجل او امرأة يفعل شرا في عيني الرب الهك بتجاوز عهده (SVD)
Dt:17:3:
3 ويذهب ويعبد آلهة اخرى ويسجد لها او للشمس او للقمر او لكل من جند السماء.الشيء الذي لم أوص به. (SVD)
Dt:17:4:
4 وأخبرت وسمعت وفحصت جيدا وإذا الأمر صحيح اكيد قد عمل ذلك الرجس في اسرائيل (SVD)
Dt:17:5:
5 فاخرج ذلك الرجل او تلك المرأة الذي فعل ذلك الامر الشرير الى ابوابك الرجل او المرأة وارجمه بالحجارة حتى يموت. (SVD)
Dt:17:6:
6 على فم شاهدين او ثلاثة شهود يقتل الذي يقتل.لا يقتل على فم شاهد واحد. (SVD)
Dt:17:7:
7 ايدي الشهود تكون عليه اولا لقتله ثم ايدي جميع الشعب اخيرا فتنزع الشر من وسطك (SVD)

Lv:24:11:
11 فجدّف ابن الاسرائيلية على الاسم وسبّ.فأتوا به الى موسى.وكان اسم امه شلومية بنت دبري من سبط دان. (SVD)
Lv:24:23:
23 فكلم موسى بني اسرائيل ان يخرجوا الذي سبّ الى خارج المحلّة ويرجموه بالحجارة.ففعل بنو اسرائيل كما امر الرب موسى (SVD)

لماذا؟؟؟ ( المسيح لم يأت لينقض بل ليكمل )
Dt:29:18 لئلا يكون فيكم رجل او امرأة او عشيرة او سبط قلبه اليوم منصرف عن الرب الهنا لكي يذهب ليعبد آلهة تلك الامم.لئلا يكون فيكم اصل يثمر علقما وافسنتينا. (SVD)
Dt:29:19 فيكون متى سمع كلام هذه اللعنة يتبرك في قلبه قائلا يكون لي سلام اني بإصرار قلبي اسلك لإفناء الريان مع العطشان. (SVD)
Dt:29:20 لا يشاء الرب ان يرفق به بل يدخن حينئذ غضب الرب وغيرته على ذلك الرجل فتحلّ عليه كل اللعنات المكتوبة في هذا الكتاب ويمحو الرب اسمه من تحت السماء. (SVD)
Dt:29:21 ويفرزه الرب للشر من جميع اسباط اسرائيل حسب جميع لعنات العهد المكتوبة في كتاب الشريعة هذا. (SVD)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟عقوبة تارك الفرائض وسفر اللعنات

Dt:28:15: 15. ولكن ان لم تسمع لصوت الرب إلهك لتحرص ان تعمل بجميع وصاياه وفرائضه التي أنا أوصيك بها اليوم تأتي عليك جميع هذه اللعنات وتدركك (SVD)
Dt:28:16: 16 ملعونا تكون في المدينة وملعونا تكون في الحقل. (SVD)
Dt:28:17: 17 ملعونة تكون سلتك ومعجنك. (SVD)
Dt:28:18: 18 ملعونة تكون ثمرة بطنك وثمرة أرضك نتاج بقرك وإناث غنمك. (SVD)
Dt:28:19: 19 ملعونا تكون في دخولك وملعونا تكون في خروجك. (SVD)
Dt:28:20: 20 يرسل الرب عليك اللعن والاضطراب والزجر في كل ما تمتد اليه يدك لتعمله حتى تهلك وتفنى سريعا من اجل سوء افعالك اذ تركتني. (SVD)
Dt:28:21: 21 يلصق بك الرب الوبأ حتى يبيدك عن الأرض التي أنت داخل إليها لكي تمتلكها. (SVD)
Dt:28:22: 22 يضربك الرب بالسل والحمى والبرداء والالتهاب والجفاف واللفح والذبول فتتبعك حتى تفنيك. (SVD)
Dt:28:23: 23 وتكون سماؤك التي فوق راسك نحاسا والأرض التي تحتك حديدا. (SVD)
Dt:28:24: 24 ويجعل الرب مطر أرضك غبارا وترابا ينزل عليك من السماء حتى تهلك. (SVD)
Dt:28:25: 25 يجعلك الرب منهزما أمام أعدائك.في طريق واحدة تخرج عليهم وفي سبع طرق تهرب أمامهم وتكون قلقا في جميع ممالك الأرض. (SVD)
Dt:28:26: 26 وتكون جثتك طعاما لجميع طيور السماء ووحوش الأرض وليس من يزعجها. (SVD)
Dt:28:27: 27 يضربك الرب بقرحة مصر وبالبواسير والجرب والحكّة حتى لا تستطيع الشفاء. (SVD)
Dt:28:28: 28 يضربك الرب بجنون وعمى وحيرة قلب. (SVD)
Dt:28:29: 29 فتتلمس في الظهر كما يتلمس الاعمى في الظلام ولا تنجح في طرقك بل لا تكون الا مظلوما مغصوبا كل الايام وليس مخلّص. (SVD)
Dt:28:30: 30 تخطب امرأة ورجل آخر يضطجع معها تبني بيتا ولا تسكن فيه.تغرس كرما ولا تستغله. (SVD)
Dt:28:31: 31 يذبح ثورك امام عينيك ولا تأكل منه.يغتصب حمارك من امام وجهك ولا يرجع اليك.تدفع غنمك الى اعدائك وليس لك مخلص. (SVD)
Dt:28:32: 32 يسلم بنوك وبناتك لشعب آخر وعيناك تنظران اليهم طول النهار فتكلان وليس في يدك طائلة. (SVD)
Dt:28:33: 33 ثمر ارضك وكل تعبك يأكله شعب لا تعرفه فلا تكون الا مظلوما ومسحوقا كل الايام. (SVD)
Dt:28:34: 34 وتكون مجنونا من منظر عينيك الذي تنظر. (SVD)
Dt:28:35: 35 يضربك الرب بقرح خبيث على الركبتين وعلى الساقين حتى لا تستطيع الشفاء من اسفل قدمك الى قمة راسك. (SVD)
Dt:28:36: 36 يذهب بك الرب وبملكك الذي تقيمه عليك الى امة لم تعرفها انت ولا آباؤك وتعبد هناك آلهة اخرى من خشب وحجر.
Dt:28:37: 37 وتكون دهشا ومثلا وهزأة في جميع الشعوب الذين يسوقك الرب اليهم. (SVD)
Dt:28:38: 38 بذارا كثيرا تخرج الى الحقل وقليلا تجمع لان الجراد يأكله. (SVD)
Dt:28:39: 39 كروما تغرس وتشتغل وخمرا لا تشرب ولا تجني لان الدود يأكلها. (SVD)
Dt:28:40: 40 يكون لك زيتون في جميع تخومك وبزيت لا تدّهن لان زيتونك ينتثر. (SVD)
Dt:28:41: 41 بنين وبنات تلد ولا يكونون لك لأنهم الى السبي يذهبون. (SVD)
Dt:28:42: 42 جميع اشجارك وأثمار ارضك يتولاه الصرصر. (SVD)
Dt:28:43: 43 الغريب الذي في وسطك يستعلي عليك متصاعدا وأنت تنحط متنازلا. (SVD)
Dt:28:44: 44 هو يقرضك وأنت لا تقرضه.هو يكون رأسا وأنت تكون ذنبا. (SVD)
Dt:28:45: 45. وتأتي عليك جميع هذه اللعنات وتتبعك وتدركك حتى تهلك لأنك لم تسمع لصوت الرب الهك لتحفظ وصاياه وفرائضه التي اوصاك بها. (SVD)
Dt:28:46: 46 فتكون فيك آية وأعجوبة وفي نسلك الى الابد.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟اسرق المصريين

Ex:3:21: 21 وأعطي نعمة لهذا الشعب في عيون المصريين.فيكون حينما تمضون انكم لا تمضون فارغين. (SVD)
Ex:3:22: 22 بل تطلب كل امرأة من جارتها ومن نزيلة بيتها امتعة فضة وأمتعة ذهب وثيابا وتضعونها على بنيكم وبناتكم.فتسلبون المصريين
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟عدد 31.998 عذراء 31.999 عذراء 32.000 عذارء .... اللي بعده

Nm:31:25 وكلم الرب موسى قائلا. (SVD)
Nm:31:26 أحص النهب المسبيّ من الناس والبهائم انت والعازار الكاهن ورؤوس آباء الجماعة. (SVD)
Nm:31:27 ونصّف النهب بين الذين باشروا القتال الخارجين الى الحرب وبين كل الجماعة. (SVD)
Nm:31:28 وارفع زكوة للرب.من رجال الحرب الخارجين الى القتال واحدة.نفسا من كل خمس مئة من الناس والبقر والحمير والغنم. (SVD)
Nm:31:29 من نصفهم تأخذونها وتعطونها لالعازار الكاهن رفيعة للرب. (SVD)
Nm:31:30 ومن نصف بني اسرائيل تأخذ واحدة مأخوذة من كل خمسين من الناس والبقر والحمير والغنم من جميع البهائم وتعطيها للاويين الحافظين شعائر مسكن الرب (SVD)
Nm:31:31 ففعل موسى والعازار الكاهن كما امر الرب موسى. (SVD)
Nm:31:32 وكان النهب فضلة الغنيمة التي اغتنمها رجال الجند من الغنم ست مئة وخمسة وسبعين الفا. (SVD)
Nm:31:33 ومن البقر اثنين وسبعين الفا. (SVD)
Nm:31:34 ومن الحمير واحد وستين الفا. (SVD)
Nm:31:35 ومن نفوس الناس من النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر جميع النفوس اثنين وثلاثين الفا. (SVD)
Nm:31:36 وكان النصف نصيب الخارجين الى الحرب عدد الغنم ثلاث مئة وسبعة وثلاثين الفا وخمس مئة. (SVD)
Nm:31:37 وكانت الزكاة للرب من الغنم ست مئة وخمسة وسبعين. (SVD)
Nm:31:38 والبقر ستة وثلاثين الفا وزكاتها للرب اثنين وسبعين. (SVD)
Nm:31:39 والحمير ثلاثين الفا وخمس مئة وزكاتها للرب واحدا وستين. (SVD)
Nm:31:40 ونفوس الناس ستة عشر الفا وزكاتها للرب اثنين وثلاثين نفسا. (SVD)
Nm:31:41 فأعطى موسى الزكوة رفيعة الرب لالعازار الكاهن كما امر الرب موسى. (SVD)
Nm:31:42 وأما نصف اسرائيل الذي قسمه موسى من الرجال المتجندين (SVD)
Nm:31:43 فكان نصف الجماعة من الغنم ثلاث مئة وسبعة وثلاثين الفا وخمس مئة. (SVD)
Nm:31:44 ومن البقر ستة وثلاثين الفا. (SVD)
Nm:31:45 ومن الحمير ثلاثين الفا وخمس مئة (SVD)
Nm:31:46 ومن نفوس الناس ستة عشر الفا. (SVD)
Nm:31:47 فاخذ موسى من نصف بني اسرائيل المأخوذ واحدا من كل خمسين من الناس ومن البهائم وأعطاها للاويين الحافظين شعائر مسكن الرب كما امر الرب موسى (SVD)
Nm:31:48 ثم تقدم الى موسى الوكلاء الذين على الوف الجند رؤساء الالوف ورؤساء المئات (SVD)
Nm:31:49 وقالوا لموسى.عبيدك قد اخذوا عدد رجال الحرب الذين في ايدينا فلم يفقد منا انسان. (SVD)
Nm:31:50 فقد قدمنا قربان الرب كل واحد ما وجده امتعة ذهب حجولا وأساور وخواتم وأقراطا وقلائد للتكفير عن انفسنا امام الرب. (SVD)
Nm:31:51 فاخذ موسى والعازار الكاهن الذهب منهم كل امتعة مصنوعة. (SVD)
Nm:31:52 وكان كل ذهب الرفيعة التي رفعوها للرب ستة عشر الفا وسبع مئة وخمسين شاقلا من عند رؤساء الالوف ورؤساء المئات. (SVD)
Nm:31:53 اما رجال الجند فاغتنموا كل واحد لنفسه. (SVD)
Nm:31:54 فاخذ موسى والعازار الكاهن الذهب من رؤساء الالوف والمئات واتيا به الى خيمة الاجتماع تذكارا لبني اسرائيل امام الرب (SVD)

غير معرف يقول...

قصة الحمار يعفور
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،،،
اما بعد
قصة الحمار يعفور وردت في موقع مسيحي اساسه النيل والسخرية من الرسول ( ص ) ومن شخص يدعى مهران . فكان جل همهم ان ينالوا منه بأي شئ يقع في ايديهم من غير تدقيق ولا تمحيص لذلك اقتطعوا الاقوال وبتروها لهذا الغرض .
واليكم القصة كما اوردها هذا الموقع :
عن أبي منظور قال : لما فتح الله على نبيه صلى الله عليه وسلم خيبراً أصاب من سهمه أربعة أزواج من البغال وأربعة أزواج خفاف ، وعشر أواق ذهب وفضة ، وحمار أسود ومكتل .
قال : فكلم النبي صلى الله عليه وسلم الحمار ، فكلمه الحمار ، فقال له : ما اسمك ؟ قال : يزيد بن شهاب ، أخرج الله من نسل جدي ستين حماراً كلهم لم يركبهم إلا نبي ، لم يبق من نسل جدي غيري ، ولا من الأنبياء غيرك ، وكنت أتوقع أن تركبني ، قد كنت قبلك لرجل يهودي ، وكنت أعثر به عمداَ ، وكان يجيع بطني ويضرب ظهري ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : سميتك يعفور ، يا يعفور ! قال : لبيك ، قال تشتهي الإناث قال : لا .
فكان النبي صلى الله عليه وسلم يركبه لحاجته فإذا نزل عنه بعث به إلى باب الرجل فيأتي الباب فيقرعه برأسه فإذا خرج إليه صاحب الدار أومأ إليه أن أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى بئر كان لأبي التيهان فتردى فيها فصارت قبره جزعاً منه على الرسول صلى الله عليه وسلم . راجع : تاريخ ابن كثير 6 : 150 . وكذلك : أسد الغابة ج 4 ص 707 . وكذلك : لسان الميزان ، باب من اسمه محمد ، محمد بن مزيد .وكذلك : السيرة الحلبية ، غزوة خيبر
وللرد اقول وبالله تعالى نتأيد :
اولاً : أورد الامام ابن كثير في تاريخه 6 : 150 هذه القصة وأشار إلى انها ضعيفة وقد أنكرها غير واحد من الحفاظ الكبار
ثانياً : قد نص ابن الأثير في أسد الغابة ج 4 ص 707 الى ان القصة ضعيفة وليست بصحيحة واليكم كلامه في نقله عن ابي موسى عقب ذكر القصة :
(( هذا حديث منكر جداً إسناداً ومتناً لا أحل لأحد أن يرويه عني إلا مع كلامي عليه ))
فهل ذكر النصارى أصحاب الموقع كلام ابي موسى عليه في ان الحديث منكر جداً ؟
ام اخفوها حتى يُلبسوا الموضوع على الناس ويخفوا الحق وتضحك الناس ؟
ثالثاً : أورد الحافظ الكبير ابن حجر العسقلاني في كتاب لسان الميزان ، باب من اسمه محمد بن مزيد هذه القصة كمثال الى الكذب الذي يرويه محمد بن مزيد ، واورد كلام الحافظ ابن حبان واليكم نص الكلام :
(( محمد بن مزيد أبو جعفر: عن أبي حذيفة النهدي ذكر ابن حبان أنه روى عن أبي حذيفة هذا الخبر الباطل ))
ثم ذكر ابن حجر القصة كاملة فقال :
قال ابن حبان : هذا خبر لا أصل له وإسناده ليس بشيء. وقال ابن الجوزي: لعن الله واضعه.
رابعاً : كلام الامام السيوطي في اللآلئ المصنوعة
الجزء الأول ، (كتاب المناقب)
واسم الكتاب كاملا اللآلئ المصنوعة في الاحاديث الموضوعة ، وهو خصيصا لتبيان الاحاديث الموضوعة اي الكاذبة
بعد ان ساق الامام السيوطي الحديث قال : موضوع ( اي الحديث )
ثم ذكر كلام الامام الحافظ ابن حبان واليكم كلامه:
قال ابن حبان لا أصل له وإسناده ليس بشيء ولا يجوز الاحتجاج بمحمد بن مزيد.
فكما رأينا جميعاً اخواني وزملائي ان الرابط النصراني لم يكن ابداً اميناً في النقل ، ولقد بتروا الكلام من السياق واخفوا عليكم اقوال العلماء قبل وبعد ان يذكروه وذلك لغاية في انفسهم
و المضحك المبكي ان النصارى يسخرون من شيء غير ثابت لدينا وثابت لديهم في كتابهم المقدس فاليكم مثلا هذا الحوار الحميري الذكي !!
فنحن نقرأ في سفر العدد [ 22 : 27 ] ما يلي :
أتان بلعام : حمارة بلعام (( فَلَمَّا رَأَتِ الأَتَانُ مَلاَكَ الرَّبِّ رَبَضَتْ تَحْتَ بَلْعَامَ. فَثَارَ غَضَبُ بَلْعَامَ وَضَرَبَ الأَتَانَ بِالْقَضِيبِ. 28عِنْدَئِذٍ أَنْطَقَ الرَّبُّ الأَتَانَ، فَقَالَتْ لِبَلْعَامَ : مَاذَا جَنَيْتُ حَتَّى ضَرَبْتَنِي اْلآنَ ثَلاَثَ دَفَعَاتٍ؟ 29فَقَالَ بَلْعَامُ: لأَنَّكِ سَخَرْتِ مِنِّي. لَوْ كَانَ فِي يَدِي سَيْفٌ لَكُنْتُ قَدْ قَتَلْتُكِ. فَأَجَابَتْهُ الأَتَانُ : أَلَسْتُ أَنَا أَتَانَكَ الَّتِي رَكِبْتَ عَلَيْهَا دَائِماً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ؟ وَهَلْ عَوَّدْتُكَ أَنْ أَصْنَعَ بِكَ هَكَذَا؟ فَقَالَ: «لاَ». ))
والاتان : هي أنثى الحمار .
وأيضاُ فاننا نرى ان للحمار مكانة كبيرة في كتاب النصارى المقدس :
يقول كاتب رسالة بطرس الثانية [ 2 : 16 ] :
(( إِنَّ الْحِمَارَ الأَبْكَمَ نَطَقَ بِصَوْتٍ بَشَرِيٍّ، فَوَضَعَ حَدّاً لِحَمَاقَةِ ذَلِكَ النَّبِيِّ! ))
اي ان الحمار لديه علم اكثر من النبي !!
ولا ننسى ايضاً حوار الاشجار الذي لا يضحك به على طفل صغير وهذا الاعجازي " الكاروتني المقدس" !! من سفر القضاة الاصحاح التاسع العدد السابع :
(( و اخبروا يوثام فذهب و وقف على راس جبل جرزيم و رفع صوته و نادى و قال لهم اسمعوا لي يا اهل شكيم يسمع لكم الله :
8 مرة ذهبت الاشجار لتمسح عليها ملكا فقالت للزيتونة املكي علينا
9 فقالت لها الزيتونة ااترك دهني الذي به يكرمون بي الله و الناس و اذهب لكي املك على الاشجار
10 ثم قالت الاشجار للتينة تعالي انت و املكي علينا
11 فقالت لها التينة ااترك حلاوتي و ثمري الطيب و اذهب لكي املك على الاشجار
12 فقالت الاشجار للكرمة تعالي انت و املكي علينا
13 فقالت لها الكرمة ااترك مسطاري الذي يفرح الله و الناس و اذهب لكي املك على الاشجار
14 ثم قالت جميع الاشجار للعوسج تعال انت و املك علينا
15 فقال العوسج للاشجار ان كنتم بالحق تمسحونني عليكم ملكا فتعالوا و احتموا تحت ظلي و الا فتخرج نار من العوسج و تاكل ارز لبنان ))
فعجبا للنصارى من خفة هذه العقول التي تصدق بهذه الخرافات المقدسة الموجودة في كتبهم و العجيب انهم يتشدقون بما هو ضعيف السند ولاغي اسلاميا !!
ادعوا الله سبحانه وتعالى ان يهدينا جميعا الى طريق الحق والهدى انه نعم المولى ونعم المجيب
وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين ،،
===================
هل كان الرسول - صلي الله عليه و سلم - ينسى ؟
الحمد لله و كفي و سلام علي عباده الذين اصطفي وبعد :
فاختصاراً نحن اليوم نسأل سؤالاً لنرد شبهة اثارها النصاري و السؤال هو :
هل يجوز ان ينسي النبي ؟؟
و نجيب بالقول الاتي :
وقوع النسيان من النبي يكون على قسمين :
الأول : وقوع النسيان منه فيما ليس هو مأمور فيه بالبلاغ مثل الامور العادية و الحياتيه فهذا جائز مطلقاً لما جبل عليه من الطبيعة البشرية.
والثاني : وقوع النسيان منه فيما هو مأمور فيه بالبلاغ وهذا جائز بشرطين:
الشرط الأول : أن يقع منه النسيان بعد ما يقع منه تبليغه، وأما قبل تبليغه فلا يجوز عليه فيه النسيان أصلاً .
الشرط الثاني : أن لا يستمر على نسيانه، بل يحصل له تذكره إما بنفسه، وإما بغيره .
قال القاضي عياض رحمه الله :
يجوز النسيان عليه ابتداء فيما ليس هو مأمور فيه بالبلاغ ، واختلفوا فيما هو مأمور فيه بالبلاغ والتعليم، و من ذهب الي الاجازة قال: لا بد أن يتذكره أو يذكره به احد .
قال الإسماعيلي النسيان من النبي لشيء من القرآن يكون على قسمين:
أحدهما : نسيانه الذي يتذكره عن قرب، وذلك قائم بالطباع البشرية، وعليه يدل قوله في حديث ابن مسعود في السهو : (( إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون. )) وهذا القسم سريع الزوال، لظاهر قوله تعالى : (( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ))
والثاني : أن يرفعه الله عن قلبه لنسخ تلاوته، وهو المشار إليه في قوله تعالى : (( سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى إِلاَّ مَا شَاءَ اللهُ )) وهذا القسم مشار اليه في قوله: (( مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا ))
اذا فهمنا هذا الامر فاننا عندئذ نستطيع الرد علي اعتراض النصاري علي حديث واية :
الاية هي قوله تعالى : سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى إِلاَّ مَا شَاءَ اللهُ
فزعموا أن الآيات تدل على أن محمد قد أسقط عمد أو أُنسي آيات لم يتفق له من يذكره إياها، وتدل أيضًا على جواز النسيان على النبي .
والحديث هو : ما روى البخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللهُ عَنْهَا قَالَتْ سَمِعَ النَّبِيُّ قَارِئًا يَقْرَأُ مِنَ اللَّيْلِ فِي الْمسْجِدِ فَقَالَ: يَرْحَمُهُ اللهُ، لَقَدْ أَذْكَرَنِي كَذَا وَكَذَا آيَةً أَسْقَطْتُهَا مِنْ سُورَة كَذَا وَكَذَا. وفي رواية: أُنْسِيتُها .
فزعموا بجهلهم أن النبي أسقط عمد بعض آيات القرآن .
و الجواب عنهم في الاية نقول :
أولاً : بأن قوله: سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى وعد كريم بعدم نسيان ما يقرؤه من القرآن، إذ إن (لا) في الآية نافية، اي ان الله اخبر فيها نبيه صلي الله عليه و سلم بأنه لا ينسى ما أقرأه إياه.
وقيل (لا) ناهية، فهي مثل ان تقول لشخص لا تشرك بالله فهل معني ذلك انه اشرك؟؟!! ومثل ما قال لقمان لابنه (( لا تشرك بالله )) فهل معني ذلك انه اشرك؟؟؟
ومعنى الآية على هذا : سنعلمك القرآن، فلا تنساه، فهي تدل على عكس ما أرادوا الاستدلال بِها عليه.
ثانيا : الاستثناء في الآية معلق على مشيئة الله ولم تقع المشيئة، بدليل ما مر من قوله تعالى : (( إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ .))
ثالثًا : الاستثناء في الآية لا يدل على ما زعموا من أنه يدل على إمكان أن ينسى شيئا من القرآن، فان الاستثناء لا يجب حدوثه مثل قوله تعالي : (( خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك )) فلما كان الوعد على وجه التأبيد ربما يوهم أن قدرة الله لا تسع غيره ، وأن ذلك خارج عن ارادته جل شأنه، فجاء الاستثناء في قوله تعالى : (( إلا ما شاء الله )) فإنه إذا أراد أن ينسيه لم يعجزه ذلك، فالقصد هو نفي النسيان رأساً . وجاء بالاستثناء ليبين ان هذا الأمر وهو عدم الانساء ليس خارجاً عن إرادته فإذا أراده لم يمنعه مانع فكل شىء بيده سبحانه.
وقيل إن الحكمة في هذا الاستثناء أن يعلم العباد أن عدم نسيان النبي القرآن هو محض فضل الله وإحسانه، ولو شاء تعالى أن ينسيه لأنساه، وفي ذلك إشعار للنبي أنه دائما مغمور بنعمة الله وعنايته، وإشعار للأمة بأن نبيهم لم يخرج عن دائرة العبودية، فلا يفتنون به كما فتن النصارى بالمسيح .
القول الثاني : أن الاستثناء المراد به منسوخ التلاوة فيكون المعنى أن الله تعالى وعد بأن لا ينسى نبيه ما يقرؤه، إلا ما شاء - سبحانه - أن ينسيه إياه بأن نسخ تلاوته .
والجواب عما زعموه في الحديث الشريف :
أولا : الآيات التي أنسيها النبي ثم ذكرها كانت مكتوبة بين يدي النبي و لم تنزل آية علي النبي الا قام كتبة الوحي بكتابتها . وكانت محفوظة في صدور أصحابه الذين تلقوها عنه، والذين بلغ عددهم مبلغ التواتر .وليس في الخبر إشارة إلى أن هذه الآيات لم تكن مما كتبه كتاب الوحي ولا ما يدل على أن أصحاب النبي كانوا نسوها جميعا حتى يخاف عليها الضياع
ثانيا : أن روايات الحديث لا تفيد أن هذه الآيات التي سمعها الرسول من أحد أصحابه كانت قد محيت من ذهنه الشريف جملة بل غاية ما تفيده أنها كانت غائبة عنه ثم ذكرها وحضرت في ذهنه بقراءة صاحبه وليس غيبة الشيء عن الذهن كمحوه منه فالنسيان هنا بسبب اشتغال الذهن بغيره أما النسيان التام فهو مستحيل على النبي .
قال الباقلاني وإن أردت أنه ينسى مثل ما ينسي العالم الحافظ بالقرآن نسيانا لا يقدح في فان ذلك جائز بعد أدائه وبلاغه .
ثالثا : أن قوله ( أسقطتها ) مفسرة بقوله في الرواية الأخرى : ( أُنْسِيتُها )، فدل على أنه أسقطها نسيانا لا عمدا فلا محل لما أوردوه من أنه قد يكون أسقط عمدا بعض آيات القرآن.
قال النووي: قوله "كنت أُنْسِيتُها" دليل على جواز النسيان عليه فيما قد بلغه إلى الأمة .
اخيراً ذهب البعض ان ما نسيه النبي كان مما نسخه الله تعالي و لم يعلم الصحابي بنسخه ثم وقع العلم عند الصحابي بذلك .
و نقول للنصاري ان حفظ القرآن و جمعه ليس مسئولية الرسول و ليس مسئولية الصحابة و لا ابي بكر و لا عمر و لا عثمان فالله بينها واضحة في كتابه (( انا نحن نزلنا الذكر و انا له لحافظون (( فمن انزل الذكر هو الذي عليه حفظه و بيّن جل جلاله (( لا تحرك به لسانك لتعجل به ان علينا جمعه و قرآنه )) اي ان المتكفل بجمعه و حفظه للامة ليس النبي بل الله عز و جل و يفعل الله ذلك علي الوجه الذي يشاء .
فبهذا تكون شبهتهم واهية
===================
قاتل محمد صلى الله عليه وسلم فى الشهر الحرام
الرد على الشبهة:
وذلك لما ورد فى آيات سورة البقرة:
(يسألونك عن الشهر الحرام قتالٍ فيه قل قتال فيه كبير وصدٌّ عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ) (1).
والمسلمون جميعاً وعلى رأسهم إمامهم ورسولهم محمد صلى الله عليه وسلم هم أحفظ الناس لحرمة الأشهر الحرم وعدم القتال فيها واعتبار القتال فيها حدثًا كبيرًا أو كأنه كبيرة من الكبائر..
لكن ما الذى يفعله المسلمون إذا ما ووجهوا من أعدائهم من المشركين بالقتال والعدوان على الأنفس والأموال والأعراض ، ليس هذا فحسب بل ماذا يفعل المسلمون إذا فوجئوا بمن يخرجهم من المسجد الحرام وهم أهله وهم أولى به من غيرهم ؟!
إن قانون " الدفع الحضارى " الذى يقره القرآن الكريم لحماية الكون من إفساد المتجبرين والظلمة ، ثم لحماية بيوت العبادة للمسلمين والنصارى واليهود أيضًا ، والذى عبرت عنه الآيتان الكريمتان: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض) (2). وقوله: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرًا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز) (3). هذا القانون القرآنى ـ وليس قانون من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر ـ هو وحده الذى يحمى الكون والناس من إفساد المتجبرين وظلم الظالمين.
وذلك على أساس أن من يمكن الله لهم فى الأرض بما يمنحهم من القوة والثروة والعلم يجب - وبحسب القانون القرآنى - أن يكونوا صالحين وأخيارًا ؛ بمعنى: أن يستخدموا قوتهم وثروتهم وعلمهم لا فى الطغيان والتجبر ولكن فى حماية القيم النبيلة التى تحمى بها العدل والحق وتمكن لكل ما هو خير ، وتنفى كل ما هو شر حتى تنعم البشرية بالأمن والاستقرار ، وتعتدل أمور الحياة والناس.
وهذا ما جاءت الآية التالية للآيتين السابقتين لتقره حيث يقول: (الذين إن مكناهم فى الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور) ( 4)
ولأن إقرار حقوق عباد الله فى أرض الله وحماية المستضعفين من بطش المتجبرين لا يقل حرمة عند الله من حرمة الأشهر الحرم فقد أبيح القتال فيها لمن ظُلموا من المسلمين ومن فُتنوا فى دينهم وأُخرجوا من ديارهم ظلمًا وعدوانًا.
وهذا ما تقرره الآية:(يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ) ( 5) .
-------------------------------------
(1) البقرة: 217.
(2) البقرة: 251.
(3) الحج: 40.
(4) الحج: 41.
(5) البقرة: 217.
===================
الأصول فى اثبات طهاره آمنة أم الرسول
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
يعانى الصليبيين مشكله جنسيه كبيره ومأزق خطير فى شخصيه يهوذا الجد الاكبر للمسيح حيث يثبت كتابهم بالدليل القاطع ان ربهم من نسل زنى , وبدلاً من ان يقوموا بحل مشكلتهم والتفرغ لها او الاعتراف بالحق بأن كتابهم محرف , التفوا الى الاسلام فى محاوله يائسه للطعن فى نسب الرسول صلى الله عليه وسلم ونسبه الشريف ...
شبهه الصليبى :
جاء فى كتاب تاريخى اسمه الطبقات الكبرى لابن سعد فى المجلد الاؤل الاتى :
ذكر تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال حدثنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني عبد الله بن جعفر الزهري عن عمته أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن أبيها قال وحدثني عمر بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن يحيى بن شبل عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قالا كانت آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب في حجر عمها وهيب بن عبد مناف بن زهرة فمشى اليه عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بابنه عبد الله بن عبد المطلب أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب عليه آمنة بنت وهب فزوجها عبد الله بن عبد المطلب وخطب اليه عبد المطلب بن هاشم في مجلسه ذلك ابنته هالة بنت وهيب على نفسه فزوجه إياها فكان تزوج عبد المطلب بن هاشم وتزوج عبد الله بن عبد المطلب في مجلس واحد فولدت هالة بنت وهيب لعبد المطلب حمزة بن عبد المطلب فكان حمزة عم رسول الله صلى الله عليه .
تناقض نفس الكتاب الجزء الثالث باب في البدريين طبقات البدريين من المهاجرين .
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال كان حمزة معلما يوم بدر بريشة نعامة قال محمد بن عمر وحمل حمزة لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بني قينقاع ولم يكن الرايات يومئذ وقتل رحمه الله يوم أحد على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة وهو يومئذ بن تسع وخمسين سنة كان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع سنين ، وشبهه النصرانى هنا ان هذا التناقض يثبت ان ام الرسول قد انجبت النبى صلى الله عليه وسلم من رجل آخر غير عبد الله بن عبد المطلب بعد 4 سنوات من زواجها .
الرد
اولا. قال النبى صلى الله عليه وسلم ( ولدت من نكاح وليس من سفاح ) صحيح البخارى
ثانيا . هذا كتاب تاريخ ونحن لا نأخذ ديننا من كتب تاريخيه , بل من القرأن والسنه الصحيحه .
ثالثا . الروايتين قالهما محمد بن عمر بن واقد الواقدي الأسلمي
فمن هو هذا الرجل ؟ بكل تأكيد لا يعرفه عوام النصارى لانهم كما يقال باللهجة المصرية ( غلابه ) , أما قساوستهم الذين احترفوا الكذب على الله وتزوير الحقائق فيعرفونه , ولذلك اليكم تعريف بهذا الرجل وأقوال علماء الاسلام قبل ان يولد ببغاوات النصارى :
محمد بن عمر بن واقد الواقدي الأسلمي ابو عبد الله المدني قاضي بغداد مولى عبد الله بن بريدة الأسلمي
قال البخاري : الواقدي مديني سكن بغداد متروك الحديث تركه أحمد وابن نمير وابن المبارك وإسماعيل بن زكريا ( تهذيب الكمال مجلد 26)
هذا في ص 185-186 وفي نفس الصفحة قال أحمد هو كذاب وقال يحيى ضعيف وفي موضع آخر ليس بشيء وقال أبو داود : أخبرني من سمع من علي بن المديني يقول روى الواقدي ثلاثين ألف حديث غريب وقال أبو بكر بن خيثمة سمعت يحيى بن معين يقول لا يكتب حديث الواقدي ليس بشيء وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم سألت عنه علي بن المديني فقال : متروك الحديث هنا علة جميلة أيضا في سند الحديث وهي روايته عن عبد الله بن جعفر الزهري قال إسحاق بن منصور قال أحمد بن حنبل كان الواقدي يقلب الأحاديث يلقي حديث ابن أخي الزهري على معمر ذا قال إسحاق بن راهويه كما وصف وأشد لأنه عندي ممن يضع الحديث الجرح والتعديل 8/الترجمة 92 وقال علي بن المديني سمعت أحمد بن حنبل يقول الواقدي يركب الأسانيد تاريخ بغداد 3/13-16 وقال الإمام مسلم متروك الحديث وقال النسائي ليس بثقة وقال الحاكم ذاهب الحديث قال الذهبي رحمه الله مجمع على تركه وذكر هذا في مغني الضعفاء 2/ الترجمة 5861
قال النسائي في " الضعفاء والمتروكين " المعروفون بالكذب على رسول الله أربعة الواقدي بالمدينة ومقاتل بخراسان ومحمد بن سعيد بالشام
وبالتالى اخوانى الكرام ويا باحثين عن الحقيقه من النصارى تكون الروايتين بهما ضعف لان الراوى متروك الحديث .
لكن هناك طرق اخرى تؤكد الروايه الثانيه ان حمزه كان اكبر من الرسول بعامين او 4 سنوات وهى صحيحه , و ان زواج جد النبى كان قبل ابنه عبد الله والد الرسول بأعوام كثيره و لو كان ميلاد حمزه تم قبل ميلاد الرسول بعامين او بأربع سنوات . والدليل هو [ كان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع سنين وهذا لا يصح عندي لأن الحديث الثابت أن حمزة وعبد الله بن الأسد أرضعتها ثويبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن تكون أرضعتهما في زمانين .
وذكر البكائي عن ابن إسحاق قال كان حمزة أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين ] ، كتاب الاستيعاب في تمييز الأصحاب .
كما انه معروف ان الاخوه فى الرضاعه لا تعنى ولا تستلزم فى نفس الوقت بل قد يكون امراه ارضعت طفل وبعد 20 سنه ترضع طفل اخر فيكونوا اخوه فى الرضاعه والفرق بينهم 20 سنه .
والان نسئل النصارى عن رد يثبت براءه نسب المسيح من الزنى , وايضا نريد دليل من الانجيل على نسب السيده مريم العذراء , من هو والد العذراء مريم وبالدليل ؟
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
اخوكم حليمو ,
المقال اسمح بنقله وتصويره ونشره ,
===================
كاد محمد صلى الله عليه وسلم أن يفتن
الرد على شبهة أن محمد صلى الله عليه وسلم كاد أن يفتن
الرد على الشبهة:
أخذوا ذلك من فهم مغلوط لآيات سورة الإسراء:(وإن كادوا ليفتنونك عن الذى أوحينا إليك لتفترى علينا غيره وإذًا لاتخذوك خليلا * ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئًا قليلاً * إذًا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرًا ) (1) .
بعض ما قيل فى سبب نزول هذه الآية أن وفد ثقيف قالوا للرسول صلى الله عليه وسلم أجّلنا سنة حتى نقبض ما يهدى لآلهتنا من (الأصنام) فإذا قبضنا ذلك كسرناها وأسلمنا ، فهَمّ صلى الله عليه وسلم بقبول ذلك فنزلت الآية.
قوله تعالى: " كدت تركن إليهم " أى هممت أو قاربت أن تميل لقبول ما عرضوه عليك لولا تثبيت الله لك بالرشد والعصمة ، ولو فعلت لعذبناك ضعف عذاب الحياة وعذاب الممات ؛ يعنى: قاربت أن تستجيب لما عرضوه لكنك بتثبيت الله لم تفعل لعصمة الله لك.
وكل مَنْ هُمْ على مقربة من الثقافة الإسلامية يعرفون أن " الهمّ " أى المقاربة لشىء دون القيام به أو الوقوع فيه لا يعتبر معصية ولا جزاء عليه وهو مما وضع عن الأمة وجاء به ما صح عن النبى صلى الله عليه وسلم قوله:
(وضع عن أمتى ما حدثت به نفسها ما لم تعمل به أو تتكلم به) ، وعليه.. فإنه لا إثم ولا شىء يؤخذ على محمد صلى الله عليه وسلم فى ذلك.
(1) الإسراء: 73-75.
===================
مات النبى صلى الله عليه وسلم بالسم
الرد على شبهة أن النبى صلى الله عليه وسلم مات بالسم .
الرد على الشبهة:
حين تصاب القلوب بالعمى بسبب ما يغشاها من الحقد والكراهية يدفعها حقدها إلى تشويه الخصم بما يعيب ، وبما لا يعيب ، واتهامه بما لا يصلح أن يكون تهمة ، حتى إنك لترى من يعيب إنساناً مثلاً بأن عينيه واسعتان أو أنه أبيض اللون طويل القامة ، أو مثلاً قد أصيب بالحمى ومات بها ، أو أن فلاناً من الناس قد ضربه وأسال دمه ؛ فهذا كأن أو أن تعيب الورد بأن لونه أحمر مثلاً ؛ وغير ذلك مما يستهجنه العقلاء ويرفضونه ويرونه إفلاسًا وعجزًا.
أن محمداً صلى الله عليه وسلم قدمت له امرأة من نساء اليهود شاة مسمومة فأكل منها فمات صلى الله عليه وسلم.
وينقلون عن تفسير البيضاوى:
أنه لما فتحت خيبر واطمأن الناس سألت زينب بنت الحارس - وهى امرأة سلام بن مشكم (اليهودى) - عن أى الشاة أحب إلى محمد صلى الله عليه وسلم ؟ فقيل لها: إنه يحب الذراع لأنه أبعدها عن الأذى فعمدت إلى عنزة لها فذبحتها ثم عمدت إلى سمّ لا يلبث أن يقتل لساعته فسمَّت به الشاة ، وذهبت بها جارية لها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقالت له: يا محمد هذه هدية أهديها إليك.
وتناول محمد الذراع فنهش منها.. فقال صلى الله عليه وسلم: ارفعوا أيديكم فإن هذه الذراع والكتف تخبرنى بأنها مسمومة ؛ ثم سار إلى اليهودية فسألها لم فعلت ذلك ؟ قالت: نلت من قومى ما نلت … وكان ذلك بعد فتح " خيبر " أحد أكبر حصون اليهود فى المدينة وأنه صلى الله عليه وسلم قد عفا عنها.
ثم يفصحون عن تفسير البيضاوى:
أنه صلى الله عليه وسلم لما اقترب موته قال لعائشة ـ رضى الله عنها ـ يا عائشة هذا أوان انقطاع أبهرى (1).
فليس فى موته صلى الله عليه وسلم بعد سنوات متأثرًا بذلك السُّم إلا أن جمع الله له بين الحسنيين ، أنه لم يسلط عليه من يقتله مباشرة وعصمه من الناس وأيضًا كتب له النجاة من كيد الكائدين وكذلك كتب له الشهادة ليكتب مع الشهداء عند ربهم وما أعظم أجر الشهيد.
وأيضًا.. لا شك أن عدم موته بالسم فور أكله للشاة المسمومة وحياته بعد ذلك سنوات يُعد معجزة من معجزاته ، وعَلَمًا من أعلام نبوته يبرهن على صدقه ، وعلى أنه رسول من عند الله حقًا ويقينًا.
وقد اقتضت حكمة الله تعالى أن يموت فى الأجل الذى أجله له رغم تأثره بالسم من لحظة أكله للشاة المسمومة حتى موته بعد ذلك بسنوات.
(1) الأبهران عرقان متصلان بالقلب وإذا قطعا كانت الوفاة.

غير معرف يقول...

(((((((( قصة ماما النصارى طباعة ارسال
الكاتب/ Administrato

في بداية القرن الحادي والعشرين كانت هناك مشكلة تؤرق الكنيسة المصرية كثيرا وتقض مضجع البابا وهي ظاهرة تحول كثير من النصرانيات للإسلام وخاصة بعد قضية زوجة القسيس التي سببت حرجا بالغا للكنيسة جعل الكنيسة تدعي أنها مخطوفة من قبل أحد المسلمين ثم ثبت كذبها عندما ظهرت هذه المرأة أمام وسائل الإعلام وكانت فضيحة للكنيسة ولم يكن هذا بالأمر الهين الذي تتقبله الكنيسة المصرية بسهولة ....
بالإضافة إلى هذا كانت المشاكل الاجتماعية الكثيرة داخل الأسر النصرانية وازدياد قضايا التفريق بين الزوجين والمطالبة بإباحة الطلاق والخلع أسوة بالمسلمين وازدياد ظاهرة الانحلال الخلقي بين شباب الكنيسة من الجنسين تدعو لوجوب البحث عن علاج ما لكل هذه المشاكل . رأت بعض قيادات الكنيسة أن الحاجة ماسة لتعيين امرأة في منصب روحي كبير في الكنيسة لتكون أقرب للنساء والشباب في الاستماع لمشاكلهم والتفاهم معهم وتكون بمثابة أم حنون لهم ( ماما ) !!.
تم عرض هذا الاقتراح في اجتماع المجلس الملي للكنائس المصرية الذي يترأسه البابا شنودة وأثار جدلا كبيرا بين الأساقفة الذين انقسموا بين مؤيد ومعارض وكانت حجة المعارضين وأشدهم البابا شنودة الذي خشي أن تهتز سلطته في الكنيسة إن جاءت ماما للأقباط تنافسه أن هذا الأمر بدعة غريبة ليس عليها دليل من كلام المسيح أو الأناجيل فرد أحد الأساقفة ممن تقدموا بهذا الاقتراح وهو ينظر للبابا شنودة بابتسامة متهكمة قائلا "وهل أمرنا المسيح أو الأناجيل أن نتخذ بابا ؟ " بدا الارتباك على وجه البابا وأمر بفض الاجتماع سريعا بعد عمل تصويت على هذا الاقتراح الغريب..
------------ --------- --------- ----
بعد أن صوت أغلب الأعضاء لصالح هذا الاقتراح اضطر البابا شنودة كارها استحداث المنصب الجديد وهو منصب ماما الكنيسة المصرية. لقي هذا القرار ترحيبا كبيرا من عامة النصارى في مصر وأخذ الجميع يتطلع للمرأة التي سيقع اختيار الكنيسة عليها لكي تقوم بهذا الدور الخطير الذي من المنتظر أن يلعب دورا بالغ الأهمية في حياة الأسر النصرانية وخاصة النساء .. و قد كان.
كان من الطبيعي أن يتم اختيار الماما من بين الراهبات وكان مفترضا أن يكون عمر الماما بين الخمسين والستين عاما لكي تكون أكثر حكمة ويشعر أكثر النساء أنها كالأم الحقيقية لهم ... وبالفعل وقع اختيار الكنيسة على إحدى الراهبات المعروفة في الدير القديم الذي تحيا فيه بالتقوى والصلاح وكثرة العبادة . حاولت هذه الراهبة في البداية الاعتذار عن هذا المنصب إلا أن الكنيسة ألحت عليها أن تقوم بالدور الذي تعلق كثير من الأسر النصرانية الآمال عليه
وافقت في النهاية هذه الراهبة على شغل منصب الماما لكي تصبح بذلك أول ماما للكنيسة المصرية وتم تخصيص مكتب لها في إحدي الكنائس الرئيسة في القاهرة تستقبل فيه القادمين والقادمات إليها من مختلف أنحاء الجمهورية
------------ --------- --------- --------- --------- -------
بدأت الماما ممارسة عملها الجديد وكانت بالفعل الملاذ الآمن الذي يفد إليه النساء والشباب من كل مكان يبثونها آلامهم وشجونهم فكانت اليد الحانية التي تمسح دموعهم وتداوي جروحهم وكانت كلماتها بلسما شافيا لمشاكلهم الروحية والنفسية وأصبحت الماما محل احترام من الجميع. في ذات الوقت كانت الماما تنصح من ترى فيهن صدقا وإخلاصا ممن يفد إليها من النساء بالتفكر في ملكوت الله وإمعان النظر في حقائق الدين حتى يسطع النور في قلوبهن وحينها سوف يصلن لليقين الكامل الذي بعده سوف يصبح اتصالهن بالله مباشرة و تنجلي جميع الأزمات الروحية التي تواجههن و يصبحن في غنى عن الماما
ونساء أخريات كانت تنصحهن الماما بالصبر صراحة حتى يجعل الله لهن مخرحا
لم تكن كثير من النساء تفهم بدقة ماذا تعني الماما بهذه الكلمات إلا أن القليلات منهن فهمنها وأصبحن على علاقة وثيقة بالماما
------------ --------- --------- ---
استمر الحال على هذا سنة وبضعة أشهر وكانت للماما خلوة في أوقات محددة من اليوم تناجي فيها ربها وكانت هذه الأوقات يعرفها الجميع ويحترم خصوصية الماما في هذه الفترات وكان غير مسموح لأحد الدخول عليها أثنائها وفي إحدى المرات بينما كانت الماما في خلوتها إذ دخلت عليها خادمتها العجوز بدون استئذان لتخبرها بأمر هام ناسية أن هذا الوقت هو وقت خلوة للماما إلا أن العجوز رأت منظرا لم تكن تتوقع أن تراه في حياتها لقد رأت الماما جالسة تقرأ في كتاب بخشوع والدموع تتساقط من عينيها
عرفت العجوز هذا الكتاب بمجرد أن وقع بصرها عليه فهي لا تجهله أبدا وبمجرد أن رأت الماما العجوز أخذت تمسح دموعها بارتباك وهي تحاول إخفاء الكتاب الذي أمامها قائلة أنها كانت تناجي الله من أجل مشكلة لإحدي بناتها اللاتي يفدن إليها ... لم تستطع هذه العجوز أن تخفي نظراتها المرتابة عن الماما فأخبرتها بما قدمت من أجله ثم خرجت سريعا
توجست الماما خيفة من هذه الخادمة العجوز خاصة بعد أن تكرر معها موقف مشابه لهذا مرة أخرى وشعرت بنظرات الريبة تحوطها من هذه المرأة ومن بعض القساوسة الذين يعملون معها في الكنيسة ولم تستطع الصبر على ذلك .. وفي أحد الأيام قالت الماما أنها ذاهبة لزيارة إحدى الأسر التي لديها مشكلة ما ثم خرجت من الكنيسة وتوجهت مباشرة إلى مركز الشرطة القريب من الكنيسة وهناك كانت المفاجأة
------------ --------- -------
تفاجأ الضابط الموجود في القسم آنذاك بماما الكنيسة المصرية التي يحبها النصارى أكثر من أمهاتهم ويأتون إليها كي تساعدهم في حل مشاكلهم جالسة أمامه لكي تبوح له بالسر ..
انعقد حاجب الضابط من الذهول وهو يستمع إلى الماما وهي تخبره أنها اعتنقت الإسلام منذ عشرين سنة حين كانت في الدير ولم تعد صابرة على الحياة داخل الكنيسة وكتم إيمانها طول هذه المدة وأنها جاءت تطلب الحماية من الشرطة حتى لا تتعرض لأذى ....
لم يدر الضابط المسكين ماذا يفعل إزاء هذا الأمر فقد أدرك أن هذه قضية خطيرة قد تتدخل فيها جهات عليا وبعد فترة من التفكير رأى أن أسلم حل له ولها أن يعتبر أنها لم تأت إليه من الأصل ثم يرسلها إلى إحدى الأسر المسلمة الطيبة التي يعرفها جيدا وتقيم في مكان بعيد عن الكنيسة كي تبقى لديهم فترة حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا
بالفعل ذهبت الماما للعنوان الذي أعطاها إياه الضابط وهناك وجدت ترحيبا كبيرا من هذه الأسرة الطيبة
واستطاعت الماما لأول مرة أن تصلي لله رب العالين وهي آمنة لا تخاف أن يراها أحد ويا له من إحساس !
------------ --------
شاع سريعا نبأ اختفاء الماما من الكنيسة بعد أن تأخرت عودتها مدة كبيرة وبعد عدة تحقيقات تبين للمباحث أن الماما مقيمة لدى إحدى الأسر المسلمة في منطقة شعبية وبعد أن تم استجوابها أعلن أمن الدولة أن الماما قد أسلمت باختيارها ولم يجبرها أحد على ذلك ...
فقد الأقباط رشدهم من هول المفاجأة ولم يقنعوا ببيان أمن الدولة وأخذوا يصرخون في كل مكان أن المسلمين قد اختطفوا أمهم وأنهم غدا سوف يخطفونهم واحدا واحدا !!
تلاحقت الأحداث سريعا وانطلقت جموع الأقباط صوب العباسية وهناك اندلعت المظاهرات الغاضبة تدعو إلى إعادة الماما المخطوفة وفي وقاحة منقطعة النظير تضرع بعض الأقباط لأمريكا وإسرائيل بالتدخل عسكريا في مصر لإنقاذهم من اضطهاد المسلمين !!
وسط هذه الأمواج المتلاطمة من الأحداث كان لابد للماما أن تظهر جليا على الملأ لكي يستمع لها الرأي العام وبالفعل ظهرت الماما ذات الخمسة وخمسين عاما والتي استطاعت الآن أن تقيم في دولة أخرى غير مصر بعد أن سافرت لأداء العمرة في حوار على إحدى الفضائيات العربية وفيه أعلنت مرة أخرى أنها مسلمة منذ عشرين سنة وأنها تحفظ القرآن كاملا وأنه قد أسلم على يديها من النساء اللاتي كن يأتين إليها في الكنيسة إحدى عشرة امرأة وطفلان ...
وفي سؤال لها حول ملاحظاتها حول فترة عملها بالكنيسة كأم للمسيحيين قالت الماما التي غيرت اسمها إلى خديجة أن الكثير من المشاكل النفسية والاجتماعية التي يعاني منها الأقباط ناتجة من الخواء الروحي الذي يشعرون به وعدم القناعة الكاملة بالعقيدة النصرانية وهذا أمر لمسته في كثير من النساء اللاتي قابلتهن في الكنيسة لإن العقيدة الصحيحة تجعل صاحبها مطمئن القلب منشرح الصدر.. وحينما سئلت خديجة عما إذا كانت تعرف راهبات أخرى يكتمن إسلامهن مثلها لاذت بالسكوت ولم تجب !!
------------ --------- --------- ------
في ختام الحوار أعلنت خديجة أنها لم تعد أما لأحد من النصارى وعلى النساء اللاتي افتقدنها أن ينهلن مما نهلت هي منه طوال عشرين عاما - من القرآن الكريم - ففيه الشفاء والدواء وفيه الإجابة على جميع الأسئلة الحائرة والهداية للنفوس التائهة
ثم تلت الآيات :" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا . لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا . فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا . يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا . فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا
أصيبت الكنيسة المصرية بإحراج شديد بعد هذه المقابلة وللحفاظ على ما تبقى من ماء وجهها ادعت كالعادة أن خديجة قد أحبت أحد الرجال المسلمين وأنها تحولت للإسلام كي تتزوجه!!
انتهز البابا شنودة هذه الفرصة لإلغاء منصب الماما رسميا من الكنيسة ومعاقبة الأساقفة الذين اقترحوا هذا الأمر
وعادت الكنيسة المصرية لها بابا وليس لها ماما !!
كتبها / طارق أبو عبد الله
ملحوظة: القصة غير حقيقية لكنها واقعية????======)))))(((

غير معرف يقول...

قضية خاسرة ودفاع متهافت:
رجاء النقاش يترافع عن "أولاد حارتنا"
د. إبراهيم عوض

Ibrahim_awad9@yahoo.com
http://awad.phpnet.us/

http://www.maktoobblog.com/ibrahim_awad9





فى خريف 1989م كنت فى مقابلة شخصية فى المكتب الثقافى السعودى بالقاهرة بخصوص العمل فى جامعة أم القرى- فرع الطائف قبل أن تستقل الطائف بجامعة خاصة بها، ودار، كما هى العادة فى مثل تلك اللقاءات، حوار بينى وبين الدكتور السعودى الذى كان يرأس لجنة التعاقدات، وكان مما سألنى عنه: ما رأيك فى فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل؟ فأجبته بأنى سأقول له ما أقوله لطلابى فى الجامعة، وهو أن محفوظا منا وعلينا نحن العرب والمسلمين لا مراء فى هذا، وفوزه فخر لنا أيا كانت الدوافع التى أدت بلجنة نوبل إلى إعطائه الجائزة. وهو يستحقها بكل يقين، بل هو أفضل إلى حد بعيد من بعض من
فازوا بها قبله. وكان من الواضح أن هذا الجواب قد أعجب الأستاذ السعودى، وإن شعرتُ بنفس الوضوح أنه لم يكن يتوقع ردا على هذه الشاكلة. ولعلى أشرت يومها أيضا إلى ما كتبته فى كتابى: "فصول من النقد القصصى"، الذى كنت أصدرت الطبعة الثانية منه قبل ذلك بثلاثة أعوام، من أن "ثلاثية" نجيب محفوظ وأمثالها من أعماله التى أبدعها قبل أن يتحول إلى القَصَص الجاف كــ"رحلة ابن فطومة" مثلا هى "قمم يصعب بلوغها فى ميدان القَصَص: قوميّه وعالميّه على السواء". وهذا الذى قلته يومها هو نفسه ما أومن به الآن بنفس القوة، بل إن إيمانى به فى الواقع قد صار أقوى وأرسخ.

تذكرت هذا وأنا أقرأ منذ أيامٍ آخر كتاب صدر لرجاء النقاش، وعنوانه: "أولاد حارتنا بين الفن والدين"، وهو من منشورات "كتاب الهلال" (العدد 686/ فبراير 2008م). وفى هذا الكتاب يحاول الأستاذ النقاش بكل ما أُوتِىَ من قوة أن يقنعنا بأمرين أساسيين: الأول أن رواية "أولاد حارتنا" لعملاق الرواية العربية نحيب محفوظ لا علاقة لها لا بالله ولا بالأنبياء ولا بالدين. والثانى أنه لا يقول بهذا التفسير إلا علماء الدين، الذين لا يستطيعون بطبيعتهم قراءة الروايات على النحو الصحيح، لأنهم يقرؤونها قراءة دينية، على حين أن القراءة الصحيحة هى قراءتها قراءة فنية، وهذا أمرٌ هم
غير مؤهلين له، ومن ثم فكلامهم عن الرواية كلام خاطئ.

وأنا ممن يستمتعون بما يخطه قلم الأستاذ النقاش حتى ما أخالفه فيه أشد المخالفة كما فى هذا الكتاب الذى نحن بصدده حسبما سيرى القارئ فيما يلى من صفحات، وكما فى كتابه عن رواية "وليمة لأعشاب البحر" لحيدر حيدر، الذى تطاول فى "وليمته" على الله وعلى الرسول والإسلام والمسلمين أبشع ما يكون التطاول، وحرّض الفتاة المسلمة على مواقعة الفحشاء وزينها لها وأغراها بها بكل سبيل وأقام فى روايته لهذا الغرض علاقة دنسة بين مدرس عراقى شيوعى سافل وبنت جزائرية كانت تدعوه إلى بيت أسرتها حينما يبيت أفرادها عند بعض الأقارب فتعتذر البائسة المغيَّبة العقل والشرف عن
مصاحبتهم كى يخلو لها ولهاتك عرضها الجو لقضاء الليل فى ممارسة للزنا يجند لها الكاتب الشيوعى كل أدواته لتقديمها للقارئ فى ثوب أرجوانى فاتن رغم كل العفن والرائحة الكريهة التى يشمها كل ذى ضميرٍ حىٍّ من على بُعْد سبعمائة خريف لا سبعين فقط، فينبرى الأستاذ النقاش فى كتابه المذكور لتحلية هذا الخراء والزعم بأن الرواية إنما تصور علاقة عاطفية فى منتهى السمو والشاعرية، أو كما قال. ونفس الموقف قد وقفه النقاش من رواية السافلة تسليمة نسرين، التى هاجمت الإسلام والمسلمين والقرآن لصالح الهندوس الوثنيين، فى الوقت الذى صورت هؤلاء ملائكة مخبتين فى مواجهة
الشياطين الملاعين الـمُسَمَّيْنَ بــ"المسلمين" أكلة لحوم البشر ومغتصبى الهندوسيات وهادمى المعابد التى التى يمارس الهندوس فيها شعائرهم فى سلام ومحبة، إذ ادعى الأستاذ رجاء النقاش أن نسرين إنما تدافع فى روايتها هذه عن الإسلام وتجلو قيمه الرفيعة أحسن ما يكون الدفاع والجلاء، وهو ما يقرؤه القارئ فى مقدمته لترجمة تلك الرواية، التى قام بها عصام زكريا. بل زاد فأثنى على الترجمة ثناء عجيبا رغم ما أثبتّه بالصوت والصورة من أنها ترجمة مملوءة بالأخطاء. وتعبير "بالصوت والصورة" هو، لمن لا يعرف، من ابتداع أحد وزراء الداخلية المصريين حين كان يريد التدليل
على أنه قد قبض على المتهم متلبسا بجريمته بحيث لا يمكنه التنصل مما يتهمه به، وإن كان الفرق بينى وبينه أن كلامى ليس من النوع الفشنك، بل هو كلام مدعوم بالشواهد والنصوص والتحليلات التى لا يخرّ منها الماء ولو قطرة واحدة.

نعم أنا ممن يستمتعون بكتابات النقاش كثيرا لسلاسته وهدوئه، وكذلك لذوقه النقدى السليم فى كثير من الأحيان، اللهم إلا أن يكون ذا غرض كما فى الحالات الثلاث السابقة. ولعل أول اهتمامى به كان يوم أن صدر له فى سلسلة "كتاب الهلال" أيضا فى أواسط الستينات من القرن المنصرم كتابه عن محمود درويش. ومما قرأته له وأعجبنى أيضا كتابه: "ثلاثون عاما مع الشعراء" وكتابه الآخر عن لويس عوض وزمرته الخارجة عن العروبة، والكارهة لكل ما يتصل بالعروبة. وإذا كان التكرار يعلم الشطار فليسمح لى القراء أن أسوق هنا ما كتبته فى مناسبة غير بعيدة عن رجاء النقاش، فى سياق ردى على كتاب
لويس عوض الضحل التافه: "مقدمة فى فقه اللغة العربية": "وكنت، حين بدأت أقرأ الكتاب (كتاب لويس عوض)، قد استخرجت من مكتبتى الخاصة كتاب الأستاذ رجاء النقاش: "الانعزاليون فى مصر"، الذى رد فيه على لويس عوض عندما كتب مقالاته فى السبعينات من القرن الفائت يهاجم العروبة وينكر أن تكون مصر عربية رغم لغتها العربية وأدبها العربى وتاريخها العربى وفكرها العربى ودينها العالمى الذى حمله إليها صحابة الرسول العربى محمد صلى الله عليه وسلم (والبند الأخير هو مربط الفرس فى "ذلك كله"، وما "ذلك كله" إلا توطئة له وذر للرماد فى العيون كيلا ترى العيون هذا البند الأخير)،
فألفيت الأستاذ النقاش قد أحسن الرد على لويس عوض إلى حد كبير. إلا أنّ... نعم إلا أنّ...! وهاكم توضيحا للأمر: فلرجاء النقاش فى بعض الأحيان مواقف فكرية نبيلة وجريئة يأخذ فيها جانب الحق والعدل فيدفع الشرفاء إلى الإعجاب به وبما يكتب، لكنه فى بعض الأحيان الأخرى للأسف يتخذ من المواقف ما لا ينسجم أو يتسق مع حق أو عدل.
ومن المواقف الأخيرة ما كتبه قبل عدة سنوات دفاعا عن رواية "وليمة لأعشاب البحر" محاولا أن يجعل من فسيخ تلك الرواية شربات، ومن خرائها عطرا فوّاحًا تَلَذّه الأنوف وتنتشى منه النفوس، إذ ادعى أن الرواية المنتنة التى يدعو صاحبها الفتاة العربية المسلمة، بكل ما يملكه من خبثٍ إبليسى وشرٍّ شيوعىٍّ مَرِيدٍ، إلى التمرد على تقاليد العفة ومكارم الأخلاق الإسلامية والرمى بنفسها وجسدها فى مستنقع الرذيلة والخنا، ويجعلها تمارس الزنا مع شيوعى كافر سافل أنانى ساقط يستغل براءتها وغرارتها وغياب أسرتها عن البيت ويظل طول الليل يجامعها فى منزل أسرتها الخالى،
ادعى أن هذه الرواية تدور حول قصة حب رقيقة مرفرفة! الله أكبر! ولا أدرى كيف استطاع أن يجد فى نفسه تلك الجرأة التى تقلب الباطل حقا، والحق باطلا دون أية مبالاة بالقراء الذين اطلعوا على الرواية وأدركوا حقيقة العفن بل القىء الخلقى والفنى الذى يلوث كل صفحاتها، وكذلك دون أى اعتبار لقيم الإسلام الكريمة التى ينافح عنها فى بعض الأحايين ويقف حائلا دون ما يريد أهل القلوب المريضة أن يلطخوا به وجهها. ألا إن هذا لأمر غريب! ومثل ذلك مدحه بل تمجيده لرواية "العار" لتسليمة نسرين البنت البنجالية المفعوصة التى هاجمت الإسلام والمسلمين فى روايتها وزعمت بشأنهما
الأكاذيب الحاقدة ولم تدع شيئا يلطخهما إلا انتهجته ببجاحة وكذب ما بعدهما بجاحة أو كذب، وانحازت تماما إلى الهندوس المتعصبين وصوّرتهم ملائكة أطهارا ينكِّل بهم ويغتصب فتياتهم المسلمون المتوحشون، فجاء رجاء النقاش وأطرى الرواية وصاحبتها أيما إطراء زاعما أنها إنما تدافع عن قيم الإسلام الحقيقية!".

وعودةً إلى ما قاله النقاش عن "أولاد حارتنا" وتخطئته لأصحاب "القراءة الدينية" للرواية كما يسميها نقول إن معنى كلامه فى هذا الصدد هو أن الدين والفن عالمان منفصلان لا يلتقيان، وإن أنت حاولت أيها المسلم أن تحكّم إسلامك فى أى عمل أدبى فأنت جاهل لا تفقه شيئا. لم يقل النقاش هذا باللفظ، لكنه هو النتيجة المنطقية لكلامه ولفصله الدين عن الفن والأدب وإلحاحه على أن الدين لا ينبغى أن يكون له مدخل أى مدخل فى عملية التفسير والتقويم لأى نص أدبى، وكأن الدين عالم ضيق منغلق على نفسه. وهذا إن جاز فى أديان أخرى فإنه لا يجوز البتة فى الإسلام، إذ الإسلام هو قانون
المسلمين الذى ينظم كل شأن من شؤون حياتهم، ومنها الأدب والفن، لأن الأدب والفن نشاطان من الأنشطة البشرية يلزمهما أن يكون لهما قواعد وقوانين اجتماعية وأخلاقية، اللهم إلا إذا كان على رأسهما ريشة تعفيهما من ذلك، وهو ما لا وجود له، وعلى من يكذّبنى أن يرينى هذه الريشة، ويشرح لى من أين أتت، ولأى شىء رُكِّبَتْ على رأسهما. نعم، الإسلام هو القانون الذى ينظم للمسلمين حياتهم فى كل مناحيها، بالضبط مثلما أن لكل شعب قوانينه التى يجب على كل فرد من أفراده طاعتها، وإلا عرض نفسه لطائلة الحساب. وعلى ذلك فلا يُعْقَل أن يَنْهَى الإسلام عن الزنا واللواط مثلا، ثم
يأتى كاتب يزيّن فى رواية من رواياته الزنا واللواط، فإذا تعرض له ناقد قائلا إن هذا لا يصح، قيل له: هذه قراءة دينية لا أدبية، ومن ثم لا تصلح ولا قيمة لها، وخير لك أن تبحث لك عن قط تغمِّضه أو أى شىء آخر تتلهى به بعيدا عن ميدان النقد. وكأن الإسلام قد جاء ليحنَّط فى العُلَب أو ليوضع فى الخزائن بعيدا عن الأيدى والعيون. شىء للبركة مثلا! ويا ليته كسائر الأشياء التى يُتَبَرَّك بها فيوضع تحت الأنظار كى تستطيع العيون النظر إليه، وقريبا من الأيدى حتى تستطيع الأصابع لمسه، فيحصل لأصحابها البركة عن طريق النظر واللمس، بل هو شىء لا يصح لمسه ولا النظر له. كيف؟
هذا ما لا أدريه، ولا أدرى كيف يدريه سَدَنة النقد الجُدُد الذين يريدون تحويل عملية النقد إلى كهانة ككهانة الوثنيين، فى الوقت الذى لا يتورعون هم فيه عن الفتوى فى الدين بكل جرأة وبجاحة رغم ما تتطلبه فتاوى الدين من تبحر فى العلم وحساسية فى التناول ينقصان أولئك السدنة تمام النقصان. إلا أن هؤلاء السدنة الجدد لا يبالون بشىء من هذا، مع جرأتهم فى ذات الوقت على نهى كل من لا يرافئهم على آرائهم عن مقاربة القراءة لأى عمل أدبى بحجة أن شرح الأعمال الأدبية وتقويمها أمر دونه خرط القتاد، بل دونه القنابل والمدافع وبَقْر البطون وسَمْل العيون وتطيير الرقاب
وتدمير البيوت والتغييب فى بطون السجون والتعليق على أعواد المشانق!

ونحن نقول للأستاذ النقاش، وإن كان انتقل إلى ذمة الله، إلا أنه حاضر معنا بكتاباته وآرائه ومواقفه، وبخاصة فى كتابه هذا الذى يدور عليه حديثنا الآن: إنك قد استفتيت بشأن "أولاد حارتنا" الدكتور محمد سليم العوا والدكتور أحمد كمال أبو المجد وطرت بما قالاه حتى لامست النجوم التى نراها فوق رؤوسنا، بل حتى تجاوزتها إلى نجوم المجرّة التى فوقها مما لا نراه الآن، وقد نراه فى مقبل الأيام إن كتب الله لنا عمرا طويلا ندرك به عصر المناظير الفلكية العملاقة التى سوف يتم اختراعها فى تلك الأثناء لترينا نجوم المجرات الأخرى، مع أنهما ليسا ناقدين بالمعنى الذى تريد،
فكيف كان منك ذلك؟ إنهما أقرب إلى أن يكونا عَالِمَىْ دينٍ، وليسا ناقدين أدبيين. فلماذا قَبِلْتَ منهما ما قالاه عن الرواية المحفوظية وأثنيت عليه وطنطنت به، ورفضت أن يكون لأمثالهما ممن ليسوا بنقاد، أى ممن لم يدرسوا النقد مثلى ومثلك فى قسم اللغة العربية بكلية الآداب أو أى قسم آخر يناظره، رأى يَرَوْنَه فى تلك الرواية؟ وهل كل النقاد الذين يملأون الساحة النقدية هذه الأيام وقبل هذه الأيام بزمن طويل هم من المتخصصين فى النقد الأدبى؟ بطبيعة الحال لا، فلم إذن تخص من تسميهم: "علماء دين" ممن لا يَحْسُن رأيهم فى رواية نجيب محفوظ بالحرمان، وكأننا فى
محكمة من محاكم التفتيش؟ ألا يكفى أن يكون لدى الشخص اطلاع جيد على الأعمال الأدبية ومعرفة بالطريقة التى ينبغى التعامل معها من خلالها؟ وهل يفعل الدارسون فى أقسام اللغة العربية والأدب العربى شيئا آخر غير هذا؟ صحيح أن الدراسة المنظمة قمينة أن تكون أفضل، إلا أن ثم كثيرا من النقاد استطاعوا تكوين شخصياتهم النقدية بالقراءة الحرة والعكوف على الكتب والدراسات التى من شأنها إعانتهم على أداء هذه المهمة. وهل كان سليمان البستانى مثلا أو إبراهيم اليازجى أو جبران خليل جبران أو أمين الريحانى أو روحى الخالدى أو شكيب أرسلان أو الرافعى أو العقاد أو الزيات
أو محمد لطفى جمعة أو محمد عبد الغنى حسن أو مصطفى عبد اللطيف السحرتى أو جورج طرابيشى أو لطفى الخولى أو محمد دكروب أو محمود أمين العالم أو حتى نجيب محفوظ ذاته من خريجى أقسام اللغة العربية الذين درسوا النقد الأدبى دراسة منظمة، ودعنا من الفُسُول من أصحاب الدبلومات الضِّحَال الثقافة والذوق الذين لا يستطيع الواحد منهم أن يكتب أو يقرأ جملة واحدة سليمة، فضلا عن أن يفهم النص الذى أمامه فهما صحيحا، وهم الذين يتصدرون مجالس الأدب والنقد هذه الأيام ويمدد الواحد منهم رجليه فى وجوهنا وكأنه جالس على المصطبة الملاصقة لبيتهم فى القرية ثم يفتى فى كل شىء
وفى أى شىء، وهو يجهل كل شىء جهلا فاحشا يبعث على القىء، بل هو أجهل من الجهل ذاته إن كان هناك جهل يتجاوز ما نعرفه من جهل، وكل بضاعته كَمْ مصطلحًا من مصطلحات الخردة النقدية الغربية يرددها دون وعى ودون ذوق ودون عقل متصورا أنه قد جاء بالذئب من ذيله؟ الجواب هو "كلا" بالثلث. فلماذا لا تنكر على أى من هؤلاء قيامهم بمهمة الناقد الأدبى وحديثهم عن رواية محفوظ التى نحن بسبيلها؟ أقول لك السبب؟ إنه رفضك أن يكون هناك رأى فى رواية "أولاد حارتنا" يخالف ما ترتئيه. هذا هو السر، ولا سر سواه!

ثم هل هناك، يا أستاذ نقاش، قراءة دينية فى مقابل القراءة الأدبية؟ الذى يعرفه العارفون هو أن هناك عددا من المناهج النقدية المختلفة كالمنهج اللغوى والبلاغى، والمنهج الأسلوبى، والمنهج البنيوى، والمنهج الأسطورى، والمنهج النفسى، والمنهج الاجتماعى... وبعض هذه المناهج يركز على الجوانب الفنية، وبعضها يركز على المضمون. ولعل أقرب منهج يناسب روح الإسلام هو المنهج المتكامل، وهو المنهج الذى يعمل بكل وسعه على الاستفادة من جميع تلك المذاهب. ذلك أن الدين ليس مقصورا على الحلال والحرام وحَسْب، بل يشمل الذوق والفهم وقواعد اللياقة، وكذلك ما ينفع وما يضر،
وما يؤدى بالمجتمع إلى الأمام وما يعرقله ويأخذه إلى الوراء، وما ينجز عملية التحضر أو يبذر العقبات فى سبيل الناس ويجلب التخلف على أم رؤوسهم، هادفا فى كل ذلك إلى تحقيق سعادة الفرد والجماعة فى ضوء ما يمكن إحرازه فى دنيانا هذه من السعادة. وفى القرآن دعوة ملحة إلى تملِّى جمال الكون فى الجماد والنبات والحيوان والإنسان، والسماء والأرض والبحر. وكان رسول الله يتذوق الأدب تذوقا راقيا، ويقول إن من البيان لسحرا وإن البراعة فى القول لقد تقلب الحق باطلا، والباطل حقا. ومن هنا كان صلى الله عليه وسلم ينهَى المسلمين عن التهاجى والتفاخر بالأحساب والأموال
وينبه أتباعه إلى أن الكلمة الطيبة صدقة، وأن حصائد ألسنة الناس يمكن أن تكبّهم فى النار على وجوههم. وكان يجمع حوله الشعراء والخطباء ويقربهم ويكرمهم ويقدر إبداعهم ويشجعهم، ويستمع إلى الشعر والخـُطَب ويُسَرّ بالجيد من ذلك ويدعو لصاحبه، وإذا وجد ما يُحْوِج إلى سؤال الشاعر مثلا عن مقصده سأله عن ذلك وأنصت جيدا لما يجيب به. وكان واسع الصدر يقدّر دور الكلمة فى الحياة، ويعرف لها ما تحدثه من أثر فى المجتمع. ذلك أن الأدب نشاط من الأنشطة الإنسانية التى لا يمكن أن تستغنى عنها حياة الناس، ولا يمكن من ثم أن يهمله دين محمد، الذى شرعه الله لتنظيم أنشطة
البشر وتوجيهها بما يعود على أصحابها بأعظم درجة من النفع ويقيهم مختلف ألوان الأذى والمتاعب التى تنغص عليهم حياتهم. ولا ننس أن معجزته عليه الصلاة والسلام هى معجزة قولية، إذ القرآن هو برهانه الذى لا برهان فوقه بما فيه من بلاغة ليس لها نظير، وبما فيه من تشريعات ونبوءات وقيم ومبادئ سياسية واقتصادية واجتماعية وأخلاقية تفوق أية تشريعات ومبادئ بشرية قاصرة، فهو الكتاب الأول لدى العرب والمسلمين. وكان صلى الله عليه وسلم فوق ذلك خطيبا مفوَّها فى أعلى درجات الفصاحة، وكان هذا سببا من أسباب نجاح دعوته هذا النجاح المذهل واقتحامها القلوب واستيلائها على
النفوس والعقول والضمائر. ولسوف تظل ماضية فى طريقها تستولى على النفوس والعقول والضمائر فى كل مكان فى العالم وتحوز حصونها ومعاقلها إلى يوم الدين!

لا يوجد إذن ما سماه الأستاذ النقاش: "قراءة دينية"، بل هناك نقد أدبى، وهذا النقد الأدبى صور وألوان واهتمامات مختلفة كما قلنا، وإن كان المنهج المتكامل، أو إن شئت فقل: المنهج التكاملى، هو أشمل تلك المناهج جميعا رغم معرفتنا أنه من الصعب على الناقد تناول العمل الأدبى من كل جوانبه فى دراسة واحدة، إذ كل ناقد، أو كل بحث نقدى، إنما يركز اهتمامه فى المرة الواحدة على بعض الجوانب دون بعض. وليس من حق أحد أن يقول لغيره إنه لا يجوز لك أن تقرأ العمل الأدبى القراءة الفلانية، وإنما يمكن أن يناقشه فيما قال وأن يبين له الأسباب التى تدعوه إلى مخالفته، ويحاول أن
يكسبه إلى صفه إن استطاع.

والحق أن تفسير "أولاد حارتنا" الذى تقدمه لنا القراءة التى خطّأها رجاء النقاش ووَسَمَها على سبيل التقليل من شأنها بــ"القراءة الدينية" هو لا غيره التفسير الصحيح لرواية "أولاد حارتنا"، وليس فيه أدنى افتئات عليها أو على صاحبها. لماذا؟ لأن هذا التفسير هو التفسير الذى وصفه نجيب محفوظ بأنه أصح تفسير للرواية، وأثنى عليه وعلى صاحبه. لكنه بطبيعة الحال لم يثن على الشيخ الغزالى والشيخ الشرباصى، اللذين فسراها نفس التفسير قبل أن يفسرها ذلك المفسر الذى مدحه محفوظ ونشر هو بدوره مديح محفوظ على الغلاف الخلفى للكتاب الذى سجل فيه ذلك التفسير، فعلم القراء
جميعا بتلك الموافقة وذلك المديح، وأضحى إنكار ما كتبه محفوظ من المستحيلات. وذلك المفسر هو الناقد السورى المعروف جورج طرابيشى، وهو كاتب شيوعى نصرانى. أى أنه ليس عالم دين، بل ليس مسلما أصلا، وفوق ذلك فقد وافقه صاحب الرواية على رؤيته لها ومجَّد هذه الرؤية وعدّها أصدق تفسير لتلك الرواية وغيرها من الروايات التى تعرّض لها طرابيشى فى كتابه: "الله فى رحلة نجيب محفوظ الرمزية"، إذ كان محفوظ قد أرسل له رسالة على إثر كتابته ما كتب جاء فيها: "بصراحة أعترف لك بصدق بصيرتك وقوة استدلالك، ولك أن تنشر عنى بأن تفسيرك للأعمال التى عرضتَها هو أصدق التفاسير
بالنسبة لمؤلفها".
لقد أكد طرابيشى في ذلك الكتاب أن نجيب محفوظ قد رمز إلى الله بالجبلاوى، مشتقا ذلك الاسم من الفعل: "جَبَلَ" أي خَلَقَ، ورمز إلى "إبليس" بــ"إدريس"، وإلى آدم بــ"أدهم"، وإلى "حواء" بــ"أميمة"، وهو تصغير "أُمّ" إشارةً إلى أنها أم البشر، وإلى الجنة بــ"حديقة بيت الجبلاوى"، وأطلق على موسى اسم "جبل" لأن الله كلَّمه عند جبل الطور، وسمى عيسى "رفاعة" لأن الله رفعه إليه، ودعا محمدا بــ"قاسم" لأنه كان يُكْنَّى: "أبا القاسم". وهذا التحليل موجود فى الفصل الأول من كتاب الطرابيشى المشار إليه آنفا، فلا سبيل إلى المماراة فيه. فكيف يكون هذا التفسير مقبولا بل ممدوحا
ومشكورا من طرابيشى، وفى ذات الوقت مرفوضا ومخطّأً ومحقورا من غيره، وفوق ذلك موسوما على سبيل التقليل والتحقير بــ"القراءة الدينية"، ومسخورا منه ومن أصحابه لا لشىء إلا لأنهم من رجال الأزهر، مع أنهم يكتبون بأسلوب أدبى أفضل كثيرا من أسلوب طرابيشى والنقّاش ذاته؟
ولعبد المنعم صبحى، وهو من الذين يحبون محفوظا ويثنون عليه وعلى إبداعه ثناء كبيرا، مقال عن "أولاد حارتنا" نشره فى مجلة "الفكر المعاصر" (عدد مايو 1967م) جاء فيه أن من السهل جدا حل الرموز التى تقوم عليها تلك الرواية: فإدريس هو إبليس، وأدهم هو آدم، وأميمة هى حواء، وقدرى هو قابيل، وهمام هو هابيل، وعرفة نبى العصر الحديث هو العلم، وأن محفوظا يؤكد أن ما يقدمه ليس رواية واقعية، بل رمزا لأحداث تناولها الدين من قبل، وأنه يروى قصة الإنسان بدءًا من طرده خارج الجنة، مرورًا بثورات الأنبياء ومحاولاتهم صنع الخير للإنسان، وانتهاءً بمجىء العلم فى النهاية.
وفى مقدمة ترجمته لرواية "حضرة المحترم" المحفوظية التى نشرتها الجامعة الأمريكية بالقاهرة فى 1987م يذكر د. رشيد العنانى بمنتهى الصراحة أن "أولاد حارتنا" هى "قصة رمزية متفردة فى تاريخ البشرية منذ الخلق أو التكوين وحتى عصرنا الحاضر، وفيها تُنْزَع عن أصحاب اليهودية والمسيحية والإسلام قداستهم ويتم تمثيلهم تحت ستار رقيق باعتبارهم لا يزيدون عن كونهم مصلحين اجتماعيين ناضلوا بأقصى جهدهم لتحرير شعوبهم من الطغيان والاستغلال. وثمة شخصية أخرى فى القصة الرمزية تمثل العلم الذى يتم إظهاره على أنه حَلَّ محلّ الدين، وعلى يديه تحقق فى النهاية موت الله" (عن
"الطريق إلى نوبل 1988 عبر حارة نجيب محفوظ" للدكتور محمد يحيى ومعتز شكرى/ أمة برِسْ للإعلام والنشر/ القاهرة/ 1989م/ 18- 19). وفى هذا السياق يحسن أن نشير إلى ما ذكره عبد الله المهنا من أن موت الإله هى فكرة فلسفية غربية كتب عنها نجيب محفوظ في بداية حياته مقالات عدة مستقاة من أفكار سلامة موسى (عبد الله المهنا/ دراسة المضمون الروائى فى "أولاد حارتنا"/ عالم الكتب/ الرياض /62). أما د. السيد أحمد فرج فقد أشار، فى هذا الصدد،إلى ما كتبه محفوظ فى ذلك الوقت من مقالات كثيرة عن المعتقد والجنس والعلم وفلسفة برجسون والبرجماتية العلمية والمجتمع والرقى البشرى والحياة
الحيوانية والسيكلوجية ونظريات العقل وفكرة الله فى الفلسفة (د. السيد أحمد فرج/ أدب نجيب محفوظ وإشكالية الصراع بين الإسلام والتغريب/ دار الوفا/ المنصورة/ 1410هـ- 1990م/ 40).
وعلى نفس الشاكلة من التفسير لرواية "أولاد حارتنا" يقول فؤاد قنديل، وهو أيضا من المحبين لمحفوظ المثنين عليه أعظم الثناء، فى كُتَيِّبٍ له عنوانه: "نجيب محفوظ كاتب العربية الأول" (الثقافة الجماهيرية/ 1988م/ 28): "ألحت المشكلات الإنسانية والفكرية عليه وحاصره الحنين إلى الرواية فكتب "أولاد حارتنا"، التى نشرت فى "الأهرام" عام 1959، واحتج عليها رجال الدين، ولم تصدر فى كتاب إلا فى عام 1967 عن "دار الآداب" ببيروت. وهى تتناول ببراعة، وربما لأول مرة، علاقة الخالق بالإنسان وحيرة الإنسان بين قدره ورغبته فى البحث عن طريق تسطع عليه أنوار الدين والعلم والاشتراكية".
كذلك تعرض ستورى ألن سكرتير الأكاديمية السويدية التى منحت نجيب محفوظ جائزة نوبل لتفسير رواية "أولاد حارتنا"، ومبلغ علمى أن هذا الرجل السويدى ليس من خريجى الأزهر ولا يضع عمامة على رأسه ولا يجهل قراءة الروايات، بل قرأ منها الكثير والكثير. أليس خواجة؟ ثم إنه ليس فى لقبه "غزالى" ولا "شرباصى" ولا "سابق" ولا دياولو. فلنقرأ معا إذن الكلمات التالية التى قالها فى حفل توزيع جوائز نوبل: "وللقراء الكثيرين الذين اكتسبهم نجيب محفوظ من خلال الثلاثية بخلفيتها الواسعة التى تصور الحياة المعاصرة جاءت "أولاد حارتنا" كالمفاجأة، فهى تمثل التاريخ الروحى
للبشرية. وقد قُسِّمَتْ إلى فصول بعدد سور القرآن الكريم، أي 114 فصلا. وشخصيات الإسلام واليهودية والمسيحية العظيمة تجىء متخفية لتواجه مواقف مملوءة بالتوتر. فرجل العلم الحديث يمزج بنفس الجدارة بين إكسير الحب وبعض المواد المتفجرة، وهو يتحمل مسؤولية موت "الجبلاوى" أو الإله، ولكنه يفنى. فهناك بريق أمل فى نهاية الرواية".
كذلك لا ينبغى فى هذا السياق أن ننسى الدراسة القيمة التى كتبها الدكتور إبراهيم محمد قاسم حول الرواية، وهو أستاذ للأدب والنقدبكلية اللغة العربية- جامعة الأزهر، وعضو عدد من الجمعيات العلمية والأدبية، وصاحب إنتاج متنوع فى ميدان الأدب والنقد، ومشرف على عدد غير قليل من الرسائل الجامعية... إلخ. وهى دراسة علمية مفصلة تتناول تاريخ إبداع الرواية وتتحدث عن ظروف نشرها وتحلل مضامينها وتذكر ما قاله نجيب محفوظ وغيره فى الدفاع عنها وتناقشة مناقشة تفصيلية لا تترك شيئا فيه دون تقليب له على وجوهه المختلفة، مع إيراد الشواهد على كل رأى من هذه الآراء، كل ذلك
فى منهجيةٍ نقديةٍ صارمةٍ وحرصٍ على الإحالة لكل ما رجع إليه من مصادر ومراجع لها صلة بالقضية والتزامٍ بالهدوء والموضوعية. وهو يرى ما يراه كل من قرأ الرواية بعيدا عن الاعتبارات الوقتية المحلية من أنها تعالج مسيرة البشرية منذ بداية الحلق حتى عصرنا الحديث، وترمز بالجبلاوى إلى الله، وبأدهم إلى آدم، وبإدريس إلى إبليس، وبجبل إلى موسى، وبرفاعة إلى عيسى، وبقاسم إلى محمد، وبعرفة إلى العلم، الذى افتتن به الناس فى العصر الحديث وأحلّوه فى ضمائرهم وحياتهم محل الله سبحانه وتعالى، وهو ما عبرت عنه الرواية بموت الجبلاوى. وهذه الدراسة النقدية متاحة فى
مواقع مشباكية مختلفة، وعلى رأيها موقع الكاتب نفسه: "www.bab.com"، وعنوانها: "قراءة نقدية لرواية أولاد حارتنا".
وأخيرا وليس آخرا نسوق إلى القارئ الكريم ما كتبته الموسوعة المشباكية الحرة: "ويكيبيديا: Wikipaedia" عن الرواية ضمن مقال خصصته لها، وهو أن "الرواية واقعية رمزية تدور في أحد أحياء القاهرة كما هي معظم روايات نجيب محفوظ كــ"الحرافيش" و"زقاق المدق" وغيرها، وتبدأ بحكاية عزبة الجبلاوي الخاصة التي يملأها أولاده. تندلع حبكة السرد منذ ولادة أدهم ابن السمراء وتفضيل الجبلاوي له على بقية أبنائه وتمرد ابنه إدريس، الأمر الذي أدى إلى طرده من عزبة الجبلاوي لتبدأ رحلة معاناته. ينجح إدريس في التسبب بطرد أدهم من العزبة، و تمضي رحلة الإنسان و الشيطان في الخلق كما
روتها الكتب السماوية، فيقتل ابنُ أدهم ابنَه الآخر، ويتيه أبناؤه في الحارة فتنشأ فيها أحياء ثلاثة، ويظهر منها أبطال ثلاثة يرمزون إلى أنبياء الديانات التوحيدية الثلاث. كما يظهر في عصور الحارة المحدثة شخص رابع هو العلم، الذي سيقضي على الجبلاوي... فيما يلي قائمة بأسماء أهم شخصيات و أحداث الرواية وتفاسيرها القياسية بالاعتماد على التفسيرين الديني والنقدي لها:
الشخصية
الكناية أو التفسير
الجبلاوي
الله الخالق عز و جل: وذلك بسبب صفات الجبلاوي الأزلية، وأخذا من الجَبْل (بتسكين الباء) أي الخَلْق.
البيت الكبير
السماء أو العرش
الحارة
العالم أو الكون
قنديل
جبريل: التشابه الواضح بين لفظ الاسمين. ينقل كلام الجبلاوي إلى بعض الناس، خصوصا ظهوره لقاسم ونقله تعليمات الجبلاوي.
أدهم
آدم، التشابه الواضح بين لفظ الاسمين، وكون أدهم الابن الصغير المفضل للجبلاوي. ولادته من أم سمراء (التراب)، وواقعة طرده من البيت/ الجنة.
إدريس
إبليس: التشابه بين الاسمين، وفكرة تكبره وكراهيته لأدهم، وخروجه من زمرة الأبناء المفضلين بتمرده على أبيه.
جبل
النبي موسى: مأخوذ من حديث القرآن عن حديث الله لموسى على جبل الطور، ومن تجلي الله للجبل.
رفاعة
المسيح: ومن ذلك أن القرآن يذكر أنه لم يمت ولم يُصلب، وإنما رُفِع إلى السماء/ أخذه الجبلاوي إلى بيته.
قاسم
محمد: وذلك من كنية الرسول (أبي القاسم). ومنه أنه جاء في حي كان يُدْعَى: "حي الجرابيع"، فأعلى شأن قومه، وكان له أصحاب، وتزوج نساء كثيرات.
صادق
أبو بكر الصديق: وذلك من اسمه وصحبته لقاسم وخلافته له.
عرفه
عرفة: من المعرفة أو العلم، وهو العلم في الرواية، فليس جبليا أو رفاعيا أو قاسميا/ ليس يهوديا أو مسيحيا أو مسلما، وينسبه كل فريق إليهم. وهو قاتل الجبلاوي.
الحدث/ المكان
رمزه
ولادة أدهم من أم سمراء
خلق آدم من الطين.
تمرد إدريس
تمرد إبليس على الله ورفضه السجود.
اطّلاع أدهم على الحجرة حيث الوصية
الأكل من الشجرة المحرمة.
قتل قدري لأخيه
قصة قابيل وهابيل.
حديث جبل والجبلاوي
حديث الله وموسى.
موت رفاعة والاختلاف فيه
واقعة تعذيب المسيح والاختلاف بين المسيحية والإسلام حول صلبه من عدمه.
تحول رفاق رفاعة إلى حكام
بناء القديس بطرس للكنيسة.
تزوج قاسم من امرأة غنية أكبر منه بعشرين سنة.
تزوج الرسول من السيدة خديجة بنت خويلد
خروج قاسم من الحي
الهجرة من مكة إلى المدينة .
المعركة الأولى بالنبابيت
غزوة بدر.
وراثة صادق لقاسم
خلافة أبي بكر للرسول محمد.
جهل نسب عرفة
العلم لا جنسية له ولا دين.
موت الجبلاوي
قلة التدين وضعف الدين في صدور الناس.
تَسَمِّي كل حي من أحياء الحارة باسم الأبرز فيه
الاختلاف بين أتباع الديانات التوحيدية الثلاث.
عزبة الجبلاوي
الجنة.
الحارة
الأرض.


هيه؟ ترى هل ما زالت فى الجعبة ألاعيب أخرى يمكن أن تفاجئنا بعد هذا كله؟
وبالنسبة إلى العلماء الذين كتبوا تقريرا عن رواية "أولاد حارتنا" عند نشرها مسلسلة فى "الأهرام" عام 1959م، وهم، حسبما قرأنا وسمعنا، الشيخ محمد الغزالى والدكتور أحمد الشرباصى والشيخ السيد سابق، فإن من المضحك رمى أمثالهم بأنهم لم يقرأوا رواية واحدة فى حياتهم ولا يستطيعون من ثَمَّ تذوق الأعمال الأدبية وتحليلها وتقويمها كما قال محفوظ وغيره فى حقهم. لقد كان الغزالى فى شبابه شاعرا، وكُتُبُه مصوغة بأسلوب بلغ مدى بعيدا فى الحلاوة والنداوة والنصاعة والبراعة ودفء البيان، وهو يذكرنى بأسلوب الدكاترة زكى مبارك فى حلاوته ونداوته ودفئه. أما الشرباصى
فكان، رحمه الله، أستاذا جامعيا فى الأدب العربى، ورسالته التى حصل بها على درجة الدكتورية، وكانت عن أمير البيان شكيب أرسلان، هى من الدراسات الأساسية فى مجالها لا يستغنى عنها باحث. وهو من الكتاب الكبار، وفوق هذا كان خطيبًا مِصْقَعًا، يعرف ذلك كل من قُدِّرَ له أن يصلى وراءه يوم الجمعة كما كنا نفعل أحيانا عقب النكسة أيام كان يخطب فى مسجد الرفاعى بالقلعة. ويبقى الشيخ السيد سابق، الذى لمزه رجاء النقاش بما جبهه به جمال عبد الناصر من أنه "مفتى الدماء" حسبما يقول، والعهدة عليه، ولا أدرى مبلغ صحة هذه الرواية التى أوردها. وربما كان وراء تلك التهمة آلة
الإعلام الجهنمية التى تمتلكها الدولة ولا يملك من تَصُبّ عليه تلك الآلةُ حُمَمَها وسيلةً لتفنيد ما تزعمه بشأنه، ربما. وأنا، وإن كنت قرأت بعض أعمال سابق، وعلى رأسها "فقه السنة"، الذى أفدت منه كثيرا بوصفه موسوعة فقهية تجمع بين الإيجاز والسلاسة وسعة الأفق، وألفيتُ أسلوبه فيما قرأت له أسلوبا مشرقا مبينا، فإنى لا أعرف عنه الكثير، ولكنى أعرف أن عبد الناصر هو "مريق الدماء"، دماء العمال والعلماء والمفكرين. فإذا صح أن السيد سابق هو "مفتى الدماء"، وليس هناك كما قلت دليل على ذلك، فعبد الناصر هو "مريق الدماء"، وهذا أمر لا يحتاج إلى دليل، فهو مشتهر معروف
لا يمكن أن يمارى فيه أحد.
إن كاتب هذه السطور من المعجبين بنجيب محفوظ الروائى الذى لا يدانيه بين العرب روائى آخر، وقلما يوجد مثيل له فى الآداب الأخرى. ولقد بلغ من حبى له أننى، رغم معرفتى بأن لغته لا تخلو من أخطاء نحوية وصرفية نَصَصْتُ على بعضها فى دراستى عن روايته: "رحلة ابن فطومة"، التى يجدها القارئ فى آخر فصل من كتابى: "فصول من النقد القصصى"، قد فكرتُ يوما، إكراما لخاطره، فى شىء لا أظنه خطر من قبل على بال أحد. ألا وهو التفكير فى صياغةِ فعلِ أمرٍ مبنىٍّ للمجهول، وهو ما لا وجود له فى العربية، ولم يفكر أحد فيه مجرد تفكير. والسبب فى هذا هو أننى وجدته ذات مرة قد استعمل فعل
أمر مبنيا للمفعول، فقلت فى نفسى ضاحكا فى البداية: ولم لا نصوغ فعل أمر من هذا النوع بدلا من أن نخطئ نجيب محفوظ؟ ثم مضيت فأخذت فيما بينى وبين نفسى أستعرض القواعد التى يمكن أن تنظّم لنا صياغة مثل هذا الفعل، ومضيت فى ذلك شوطا بعيدا. إلا أنى فِئْتُ أخيرا إلى ما ينبغى الالتزام به فى أمور النحو والصرف وطرحت تلك الفكرة من دماغى. ولكن لماذا أقول ذلك الآن؟ أقوله كى يعرف القارئ أننى لست ضد محفوظ فى دراستى هذه، وكل ما هنالك هو أننى أردت أن أبين أن حبى للرجل لا يمنعنى من انتقاده حين يكون هناك موجب لذلك الانتقاد، وبخاصة حين أراه يتخبط ويلقى بالاتهامات
يمينا وشمالا من أجل تبرئة نفسه، مع أن الأمر لا يستدعى كل ذلك التخبط. وكان أحجى به أن يقر بأن ما قاله أساتذة الأزهر فى تفسير رموز الرواية صحيح. وإلا فإذا كان يرى حقا أنهم غير مؤهلين للحكم عليها وعلى تفسيرها، فلماذا يا ترى اشترط موافقة الأزهر على طبعها فى مصر قبل أن يأذن لأى ناشر مصرى بإصدارها؟
وبالمناسبة فالأستاذ النقاش يباهى دائما فى كتابه الذى بين أيدينا بأن شكيمة عبد الناصر كانت قاسية باطشة مع الاتجاهات الدينية بحيث لم يكن أحد يرتفع له صوت آنذاك، ومن ثم استطاع أن يقمع الآراء المضادة للرواية. فهل هذا مما يُتَبَاهى به؟ لقد دفعت مصر الثمن غاليا لهذا العسف والاستبداد وما زالت، وإنّ ما نحن فيه الآن من هوان وعجز لهو من الثمار المرة التى خلفتها لنا سياسة عبد الناصر التى تعجب النقاش أيما إعجاب. أقول هذا، وأنا لا أنتمى إلى أى حزب أو جماعة سياسية أو دينية، ولا أرى فيما حولى منها ما يغرينى بالانضمام إلى أيها. وقد وضحت هذا للقارئ حتى لا
يظن ظانٌّ أنى أتبع هذه الجماعة أو تلك، ولهذا أنتقد سياسة عبد الناصر، إذ إن الأوضاع المتردية التى خلّفها لنا عبد الناصر لغنية عن كل إضافة أو برهان، وإلا فمن لا يستطيع الرؤية من ثقوب الغربال إنما هو أعمى عمى حيسيا.
ثم إنى بعد أن قلت هذا أود أن أتبعه بأن الملوم فى ذلك ليس جمال عبد الناصر وحده، بل الأمة كلها على بَكْرَة أبيها، فما عبد الناصر فى الحقيقة إلا صدى لأخلاقها وشخصيتها. كذلك فلولا سكوتُ الشعب على عسفه وترويعه واستبداده بالرأى وتركُه إياه يغامر بالوطن على النحو الذى يحلو له وعدمُ وقوف المفكرين والعلماء فى وجهه (إلا القليلين) لما تمادى فى طريقه المدمر ولما انتهت الأمور على يديه على النحو الذى نعرف جميعا. ثم إن الأستاذ النقاش، الذى ملأ صفحات كتابه تألما وغضبا وعويلا بسبب محاولة اغتيال الأستاذ محفوظ، وحَقَّ له أن يفعل، لم يفكر فى أن يذكر
المظلومين الذين سحقهم عبد الناصر وألقى بهم فى غيابات السجون أو علقهم على المشانق بكلمة أو يذرف عليهم دمعة ولو فى السر، وكأنهم ليسوا بشرا. ما كل هذه القسوة يا أستاذ نقاش؟
ليس هذا فحسب، بل إن رجاء النقاش قد تناقض تناقضا أبلق من شأنه أن ينسف كتابه كله من أساسه، إذ زعم أن تفسير "أولاد حارتنا" على النحو الذى أوردناه إنما صدر أول ما صدر عن علماء الأزهر، ثم لم يصدر بعد ذلك عن غيرهم. ولقد رأينا كيف قال بذلك التفسير بعد هذا كاتب وناقد شيوعى نصرانى سورى هو جورج طرابيشى، ووافقه نجيب محفوظ على ما ارتآه وأثنى عليه ثناء عظيما. كما ينسى النقاش أنه هو نفسه قد قال أكثر من مرة فى كتابه: "أولاد حارتنا بين الفن والدين" نقلا عن نجيب محفوظ إن الذى أثار الضجة أولا حول الرواية وقام بالتحريض ضدها لتجسيدها الخالق جل وعلا ولتعرضها بما لا
يليق للأنبياء العظام هم عدد من الأدباء. إذن فلم يكن رجال الأزهر هم أول من ثاروا ضد الرواية بسبب ما رأوه فيها من إساءة إلى الخالق ورسله الكرام، بل الأدباء، وهؤلاء لا يمكن الزعم بأن قراءتهم للرواية قراءة دينية، على ركاكة فكرة "القراءة الدينية" كما أوضحت فيما سبق، ودعنا الآن ممن قال بهذا التفسير بعدهم. أى أن كل ما زعمه فى هذا المجال هو خطأ فى خطإ فى خطإ. وهكذا يتخبط الأستاذ النقاش تخبطا شديدا، وكل هذا بسبب رغبته فى التعتيم على الحقيقة كيلا تظهر، وهيهات! ذلك أن للحقيقة ضوءا ساطعا وهاجا يخزق العيون التى تحاول إنكاره.
يقول الأستاذ رجاء (ص46 مثلا): "على أن نجيب محفوظ له رؤيته الخاصة لقصة "أولاد حارتنا" وما جرى لها، فهو يقول فى حديث معى سنة 1990، أى قبل محاولة اغتياله بأربع سنوات: بدأت جريدة "الأهرام" فى نشر "أولاد حارتنا" ابتداء من 21 سبتمبر سنة 1959، ومرت حلقاتها الأولى من دون أن تظهر أى ملاحظات عليها، فالجزء الأول من الرواية لا يثير أية مشكلات. ولكن الأزمة بدأت بعد أن نشرت الصفحة الأدبية بجريدة "الجمهورية" كلمة يلفت فيها كاتبها النظر إلى أن الرواية المسلسلة التى تنشرها "الأهرام" فيها تعريض بالأنبياء. وبعد هذا الخبر المثير بدأ بعضهم، ومن بينهم أدباء للأسف، فى
إرسال عرائض وشكاوى إلى النبابة العامة وشيوخ الأزهر، بل وإلى رئاسة الجمهورية، يطالبون فيها بوقف نشر الرواية وتقديمى للمحاكمة. وبدأ هؤلاء يحرضون المؤسسات الرسمية ضدى على أساس أن الرواية تتضمن كفرا صريحا وأن الشخصيات التى تقدمها الرواية ترمز إلى الأنبياء. وقد عرفتُ هذه المعلومات عن طريق صديق لى هو الأستاذ مصطفى كامل حبيب، الذى كان يعمل سكرتيرا لشيخ الأزهر، وكان شقيقه يعمل وكيلا للنيابة. وهو الذى أخبرنى بأن أغلب العرائض التى وصلت النيابة العامة أرسلها أدباء". الحمد لله رب العالمين الذى أظهر الحق، وعلى يد من؟ على يد الأستاذ النقاش ذاته، إلا
أنه للأسف لم ينتفع بهذا الحق الأبلج الوهاج، بل حاول بكل وسعه أن يحجزه ويخفيه!
ولعلم القارئ فإن كاتب "الجمهورية" الذى لفت الانتباه إلى مغزى الرواية وأنها فى الأديان كان كاتبا يساريا. أى أن من فسرها هذا التفسير، ولأول مرة، لم يكن عالما أزهريا ممن وصفهم محفوظ متخبطا بأنهم لم يقرأوا رواية واحدة فى حياتهم. وهذا نص ما قاله عادل حمودة فى هذا الموضوع: "وحسبما قال لي نجيب محفوظ في وجود محمد حسنين هيكل فإن "أولاد حارتنا" كانت أول رواية تنشر علي حلقات في صحيفة يومية‏.‏ ولم يكن ليلتفت إلى ما فيها أحد لولا أن انتبه إليها كاتب يساري في جريدة الجمهورية‏‏: ربما أحمد عباس صالح أو سعد الدين وهبة‏،‏ وقال‏:‏ ياجماعة، خذوا بالكم. دي مش
رواية عادية. دي رواية عن الأنبياء‏. ساعتها قامت القيامة‏" (عادل حمودة/ أولادنا عادوا إلى حارتنا/ الأهرام/ السبت 13 يناير 2007م).
وأعجب من هذا وأغرب أن الأستاذ نجيب محفوظ يقول هو أيضا عقب ذلك: "لقد تعرض رجال الأزهر للخداع لأنهم لم يحسنوا قراءة الرواية أو فهمها. بل إن بعضهم لم يقرأوا رواية أدبية واحدة فى حياته. ومن هنا فسروا رواية "أولاد حارتنا" تفسيرا دينيا، ورَأَوْا شخصية "الجبلاوى" ترمز إلى الله سحانه وتعالى. أما بقية الشخصيات فقد فسروها بنفس الطريقة: فأدهم هو آدم، وإدريس هو إبليس، وجبل هو موسى، ورفاعة هو عيسى. أما شخصية قاسم فقد فسروها بأنها شخصية محمد عليه الصلاة والسلام". أرأيت، أيها القارئ العزيز، كيف يتم التلاعب بالحقائق ورمى الناس بالتهم الجاهزة على غير أساس:
فرجال الأزهر الذين فسروا الرواية هذا التفسير الذى يؤكد محفوظ أنه تفسير خاطئ لم يقرأوا رواية واحدة فى حياتهم. كيف عرف ذلك؟ هل كان يعيش مع كل منهم طوال عمره وتأكد أن أيا منهم لم يقرأ رواية البتة؟ إن هذا تخبط لا يليق بنجيب محفوظ، وما كان له أن يقول هذا عن مثل الشيخ محمد الغزالى، وهو يحتل فى ساحة الفكر الإسلامى مكانة لا تقل، إن لم تزد، عن تلك التى يحتلها محفوظ فى ساحة الكتابة الروائية. بل إنى لأظن أن ثقافته أوسع من ثقافة الأستاذ نجيب، الذى اشتهر بمجاملاته حتى لأى كاتب متوسط من كتاب اليسار الذين لا يحسن الواحد منهم كتابة جملة سليمة، ولا تزيد ثقافة
كثير منهم عن ثقافة الدبلومات التى لم يحصلوا على أعلى منها، فيظلون طول عمرهم فى أسفل السلم الثقافى والإبداعى، ومع هذا يتكلم عنهم الأستاذ نجيب وكأنه يتكلم عن أبناء بَجْدَتها. أَوَكُلُّ هذا التخبط لمجرد العمل على تبرئة روايته؟ ثم كيف يتهمهم بأنهم لم يحسنوا قراءة الرواية، ومن ثم أخطأوا تفسيرها، وهو نفسه الذى قال قبل قليل إن الذى فسرها هذا التفسير وقدم العرائض والشكاوى ضدها هم فريق من الأدباء؟

ثم قبل ذلك ماذا يقول فى الخطاب الذى بعث به إلى جورج طرابيشى ونشر هذا بعض سطوره على الغلاف الخلفى لكتابه الذى تناول بالنقد والتحليل فى الفصل الأول منه رواية "أولاد حارتنا" وفسرها نفس التفسير الذى يقول محفوظ عمن قالوا به من شيوخ الأزهر إنهم لا يفهمون فى فن الرواية شيئا، هذا الخطاب الذى أكد فيه أديبنا أن ما كتبه طرابيشى عن هذه الرواية وأشباهها من الروايات الرمزية الأخرى وقال فيه إن الجبلاوى هو الله، وإدريس هو إبليس، وأدهم هو آدم، وموسى هو جبل، ورفاعة هو المسيح، وقاسم هو محمد، وإن الرواية إنما تحكى قصة البشرية من لدن آدم وحواء مرورا بأولئك
الأنبياء ودعواتهم السماوية، وانتهاء بالعصر الحديث الذى أضحت فيه لعرفة، أى العلم، السيادة على الفكر البشرى واحتل المكانة التى كان يحتلها الدين سابقا بعد أن قتل الجبلاوى أو تسبب على الأقل فى قتله هو أصح تفسير لها؟ لا أنكر أننى أحب فن نجيب محفوظ، وكانت فكرتى عنه رحمه الله أنه، وإن لم يكن من الشجعان الذين يقفون فى وجه السلطة دون خوف، فإنه رغم ذلك لا يمكن أن يقول مثل هذا الكلام الغريب. إلا أن الأمر هنا، كما يرى القارئ معى، يبعث على الذهول. لو كان خطابه لطرابيشى غير منشور ومتاح لكل من فى رأسه عينان يقرأ بهما لما كانت هناك مشكلة "فنية" فى الرواية
التى ساقها لنا رجاء النقاش على لسانه. أمّا وهذا الخطاب يعلم به القاصى والدانى فلا أفهم كيف قال الأستاذ نجيب ما قال لرجاء النقاش. وكذلك لا أفهم أن يسكت الأستاذ النقاش فلا يصحح هذا الخطأ الأبلق. وبالمثل ما كان ينبغى أن يساير النقاش محفوظا على اتهامه المتخبط لمثل هؤلاء العمالقة بأنهم لم يقرأوا رواية واحدة فى حياتهم، بل كان يجب أن يعلق بما يمسح هذا العار عن عبارة محفوظ. ذلك أنه لا بد لنا من احترام أهل الفضل، إذ إن احترامنا لهم دليل على أننا نحن أيضا من أهل الفضل.

وما دمنا قد فتحنا هذا الموضوع فلا بد أن أقول هنا، وبملء فمى، إننى رغم ما أثنيت به على أسلوب النقاش أرى بكل قوة أن أسلوب الغزالى والشرباصى مثلا أفضل من أسلوبه كثيرا، وثقافتهما كذلك أوسع من ثقافته. ثم إن المعروف عن الغزالى والشرباصى أن فكرهما الدينى كان مبنيا على التسامح وسعة الأفق والرؤية الحضارية الراقية. كما أن سابق كان، فيما سمعت، "ابن نكتة". وكتابه: "فقه السنة" يدل على قوة الفقه وسعة العَطَن وعدم التعصب لرأى من الآراء. وهو مكتوب بعبارة تجمع بين الدقة الفقهية وإشراقة الديباجة. فمن العيب الزراية على مثل أولئك العلماء بهذه الاستهانة المتخبطة
التى لا تليق. وأعترف هنا أن ذلك الكتاب قد نفعنى أنا وأسرتى فى حِجَّتَيْنا الثانية والثالثة، إذ طالعتُ فيه كل الآراء الفقهية التى تتعلق بمناسك الحج وأخذتُ وأخذ من كان معنا فى تينك الحجتين بأسهل الآراء وأسمحها وأقلها مشقة وأنسبها لظروفنا وظروف السيدات والفتيات والصغار الذين كانوا معنا. كذلك لم يحدث أن صدر عن أحد من هؤلاء العلماء الكبار شىء يسىء إلى شخص نجيب محفوظ على أى نحو كان، وكان موقفهم ينحصر فى الاعتراض على الرواية، والرواية وحدها، كما لم نسمع أن أيا منهم قد كفّر الرجل أو قلّل من شأنه، فلماذا تحويل القضية إلى هذا المنعطف، بل
المنحَرَف، المسىء؟

ولا بد هنا من القول بأن الإسلام لا يتدخل بين العبد وضميره، فمبادئه أوضح من الشمس: "وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ" (الكهف/ 29)، "فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ* لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ" (الغاشية/ 21- 22)، "قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ" (الأنعام/ 104)، "اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ* وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا
أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ" (الأنعام/ 106- 107)، "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآَمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ" (يونس/99)، "لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" (البقرة/ 256). وعلى هذا فنحن حين نحلّل رواية محفوظ وننتقدها لا نبغى أن نسىء إليه، بل كل ما
هنالك أننا نعبر عن رأينا فيما فعل فى روايته، مثلما كان له الحق فى أن يكتب تلك الرواية. أما أن يكون له الحق كل الحق فى أن يقول ما يريد، ثم إذا تعرض لعمله متعرض من النقاد أو المفكرين قيل له: إنه ليس من حقك أن تتناول ذلك العمل، أو إنك لا تستطيع أن تفهم هذا العمل، فهذا إرهاب فكرى من اللون الصغير بل الحقير. ومن ثم نقول إن الرواية تتناول فعلا مسيرة البشرية منذ بداية الخلق حتى عصرنا هذا، وإن الجبلاوى فيها يرمز إلى الله جل وعلا، وإدريس هو إبليس، وأدهم هو آدم، وأميمة هى حواء... وقاسم هو سيد الأنبياء والمرسلين، وعرفة هو العلم. ومن لا يعجبه هذا الكلام فهو
حر، لكنه لا ينبغى أن يلجأ إلى التضليل والتدليس فى مثل تلك القضايا الخطيرة، لأنه ببساطة عيب لا يليق.
والذين يعرفون القرآن يلاحظون أن كتاب الله قد حكى فى أكثر من سورة منه قصص عدد من الأنبياء مع أقوامهم على نحو متتابع، ما إن تنتهى قصة لأحد الرسل حتى تبدأ قصة أخرى لرسول غيره... حدث هذا فى "الأعراف" وفى "هود" وفى "الشعراء" مثلا. ولا أستبعد أن يكون كاتبنا قد استلهم تلك الطريقة فى بناء روايته، التى تقوم هى أيضا على حكاية قصص بعض النبيين مع أقوامهم والنجاح الذى أحرزوه، ثم تُتْبِع ذلك برصد التقهقر الذى يصيب أمة كل رسول مع تطاول الزمن واحتياج الأمة أو البشرية من ثم إلى مجىء نبى جديد، والبشرية لا تتعلم الدرس أبدا. وهو ما قد يذكرنا بقول المعرى:

كم وعظ الواعظــون فينــا * وقـــــــــام في الأرض أنبيــــــــاءُ

وانصرفوا، والبلاء باق * ولم يــــــزل داؤنــــــا العيـــــاءُ
حُكْمٌ جـــرى للمليك فينــــا* ونحن في الأصـــــــل أغبيـــــــاءُ

وقد شخص محفوظ الله سبحانه فى روايته التى نحن بصددها لا لأنه يؤمن بأنه سبحانه ذو وجود مادى، بل لأنه إنما يتعامل فى الرواية مع رمز. وأنا لا أدرى على وجه اليقين القاطع ماذا كانت عقيدة محفوظ فى الألوهية والنبوات وقتها: ترى أكان يؤمن بالله سبحانه وبالأنبياء عليهم السلام، أم كان ملحدا، أم كان شاكًّا لا يستقر على قرار؟ وإن كنا قد قرأنا بعد وفاته على لسان الرجل الذى كان يقرأ له الصحف كل يوم، وهو الحاج محمد صبرى المحرر بالقسم الأدبى بــ"الأهرام"، أنه، رحمه الله، كان يصلى ويتيمم بالضرب على الوسادة فيما أذكر نظرا لظروف مرضه. وقد أسعدنى هذا أيما سعادة
رغم معرفتى أن الإيمان إنما هو مسألة بين العبد وربه. إلا أن هذا لا يمنع الآخرين من الشعور بالسرور إذا وجدوا أن من يحبونهم يتخذون ذات الطريق التى يتخذونها هم فى الحياة. على أن بعضا من قصصه فى الفترة التى تلت نشر "أولاد حارتنا" تدور حول البحث عن الله سبحانه بنفس الأسلوب الرمزى الموجود فى روايتنا الحالية، مثل "الطريق" و"السمان والخريف"، كما تتبدى فيها الحيرة والمعاناة والتخبط.
ثم إن أسلوب حياة محفوظ قبل زواجه الذى تأخر إلى حد ملحوظ بالنسبة لظروف مجتمعنا كان أسلوبا بوهيميا عرف صاحبه الطريق مرارا وتكرارا إلى بيوت البغاء وإلى موائد القمار وقعدات الحشيش، وتوغل فى هذا الطريق إلى مدى مخيف حسبما قرأنا فى مقال لمحمد سيد بركة منشور فى موقع "رابطة أدباء الشام" عنوانه: "محفوظ في منتصف عقده التسعيني- نظرة إلى المسكوت عنه"، إذ جاء فيه ما نصه: "وربما أسهمت الاعترافات التي أدلى بها نجيب محفوظ حول شبابه المبكر وما حفل به من علاقات مع المرأة كانت الغريزة محركها الأساسي، في إلقاء الضوء حول مكونات هذه الرؤية لدور المرأة في أدب
محفوظ. ومن بين هذه الاعترافات قوله، حسبما نشرته إحدى المواقع العربية على شبكة الإنترنت، إنه عاش في الفترة التي سبقت زواجه حياة عربدة كاملة: "كنت من رواد دور البغاء الرسمية والسرية، ومن رواد الصالات والكباريهات، ومن يراني في ذلك الوقت لا يمكن أن يتصور أبدا أن شخصا يعيش مثل هذه الحياة المضطربة وتستطيع أن تصفه بأنه حيوان جنسي، يمكن ان يعرف الحب والزواج. كانت نظرتي للمرأة في ذلك الحين جنسية بحتة ليس فيها أي دور للعواطف أو المشاعر، وإن كان يشوبها أحيانا شيء من الاحترام". ولم تكن المرأة وحدها العنصر الوحيد في هذه الحياة اللاهية، بل صاحبتها أشياء
أخرى اعترف بها محفوظ في رسالة إلى أحد أصدقائه أوردها الباحث د.السيد أحمد فرج في كتاب بعنوان "أدب نجيب محفوظ"، وقال فيها: "لقد عرفت هذا الصيف أديبا شابا موهوبا ولطيفا معا، ولهذا الأديب عوامة نقضي فيها نصف الليل ما بين الحشيش والأوانس، وانقلب أخوك شيئا آخر. بل علمني البوكر، سامحه الله، فغدوت مقامرا، وليس بيني وبين دكتور الأمراض التناسلية إلا خطوة. فانظر كيف يتدهور الأديب على آخر الزمن! وفي هذه اللحظة التي أكاتبك فيها يعثرون على القنابل في القاهرة كالتراب، خصوصا بعد حادث سينما مترو. بل تَصَوَّرْ أنه انفجرت منذ أسبوعين قنبلة في شارعنا، وعلى
بعد عشرين مترا من بيتنا، وكان من نتائج ذلك أني بطّلت حفظ الحشيش في البيت خوفا من التفتيش". وكان قد نشر هذه الرسالة فى جريدة "الدستور" الدكتور أدهم رجب، الصديق الذى كان قد أرسلها محفوظ إليه، ونقلها مصطفى عدنان فى مقال له عن محفوظ بجريدة "النور" (25 جمادى الأولى 1409هـ/ 8)، وعنه نقلها بدوره د. السيد أحمد فرج فى الصفحتين الثانية والخمسين والسادسة والعشرين بعد المائة من كتابه: "أدب نجيب محفوظ وإشكالية الصراع بين الإسلام واالتغريب"، لينقلها عنه أيضا محمد سيد بركة فى مقاله الآنف الذكر. ولهذا دلالته التى لا أظنها تخفى على العين والعقل. كما أذكر أن
اليساريين قد أحاطوا به فى الستينات، وكانوا هم الوحيدين تقريبا الذين يكتبون عنه ويحمّلون رواياته المعانى التى تخدم اتجاههم.

وبمناسبة دفاع رجاء النقاش فى كتابه الذى معنا الآن عن إيمان محفوظ بالله واستناده إلى أن هذا ما شهد به له الدكتور أحمد كمال أبو المجد أود أن أقول إن فى كلام النقاش خلطا بين "محفوظين": محفوظ الذى كتب "أولاد حارتنا" ومحفوظ الذى سمعناه فى آخر حياته يعلن إيمانه بالله واعتزازه بالإسلام. وإذا كنت قد قلت إننى لا أعرف على وجه اليقين القاطع ماذا كانت عقيدة الرجل حين كتب تلك الرواية فقد كان ذلك من باب المنهجية العلمية لا غير، إذ إن ما فى ذهنى مما قرأته لمحفوظ وعن محفوظ، وهو ليس القليل، لا يساعدنى على وضعه فى ذلك الحين فى صف المناصرين للإسلام. وهذه عبارة
مخففة جدا. وها هو ذا الأستاذ رجاء النقاش نفسه، فى عدد مجلة "الهلال" الخاص بمحفوظ الصادر فى فبراير 1970م حين كان النقاش رئيسا لتحريرها، يحدد عقيدة محفوظ فى تلك الأيام قائلا إنه يشعر بأنه ماركسى أو على الأقل: يميل إلى الماركسية، لكنه يتردد فى إعلان ذلك. وكان رد محفوظ عليه أنه قد أجاد فعلا تشخيص عقيدته، مضيفا أنه إن كان لا بد له من اختيار بين الرأسمالية والماركسية فإنه يختار الماركسية، وإن لم يعدّ نفسه رغم ذلك ماركسيا رغم التعاطف الشديد معها لأنه لا يهتم كثيرا بالجانب النظرى فيها بقدر ما يهتم بتطبيقها فى الواقع ويؤمن به. ثم يؤكد محفوظ أن "الإيمان
الوحيد الحاضر فى قلبى هو إيمانى بالعلم والمنهج العلمى"، وأن الاعتماد على العلم فى كل شىء هو إحدى سمات المجتمع الماركسى. وبالمثل نراه يعترض على الطبقية والميراث وأشياء أخرى يعترض عليها الماركسيون ويوافقهم تماما بشأنها (ص40- 41 من عدد مجلة "الهلال" المذكور). كما كتب النقاش مقالا عن محفوظ بعنوان "الوجه العالمى لنجيب محفوظ" يجده القارئ منشورا فى الكتاب التذكارى الذى أصدرته وزراة الثقافة المصرية بمناسبة فوز محفوظ بنوبل وسمَّتْه: "نجيب محفوظ: نوبل 1988" (ص81- 87) لم يذكر فيه شيئا عن أى إيمان للرجل إلا الإيمان بالعلم، وأعاد فيه ما كان محفوظ قد قاله فى عدد
"مجلة الهلال" الخاص به سنة 1970م عن الماركسية، وكأن محفوظا لا علاقة له بالإسلام من قريب أو من بعيد. بل لقد ركز النقاش فى ذلك المقال على ما اختتم به كاتبنا روايته: "أولاد حارتنا" من كلام عن عرفة، أحد أبطال تلك الرواية، مؤكدا أن محفوظا كان ممتلئا أملا وتفاؤلا وثقة تامة بالعلم، الذى رمز له فى الرواية بــ"عرفة" وأن هذه الشخصية هى التى سوف تقضى على تعاسات الإنسان المختلفة وتحقق الخير والسعادة للجميع! والآن هل هناك يا ترى ما يمكن أن يتنطع به المتنطعون أو يتمحك فيه المتمحكون؟ إننا لم نأت بشىء من لَدُنّا، بل نقلنا ما قاله النقاش ومحفوظ ليس إلا.

وهذا الكلام يختلف عما أصبح محفوظ "يقوله" بعد ذلك كما فى حواره مع أحمد هاشم الشريف، إذ "أعلن" مثلا أنه يضع أمله فى "التربية الدينية للشباب: الدين مع العلم والمعرفة والشورى"، وأن "الإسلام ليس فيه عائق واحد ضد الحضارة"، وأن "التربية الدينية التى تتوافق مع حقائق العصر سوف تعيد فتح النوافذ" (نجيب محفوظ- محاورات قبل نوبل/ كتاب صباح الخير/ 1989م/ 88)، وكما فى حوار آخر له مع محمود فوزى، الذى سأله: "ما هو جوهر الدين من وجهة نظرك؟ وهل يختلف عن مفهوم سائر الناس له؟"، فكان جوابه: "الدين بكل بساطة هو الإيمان بخالق لهذا الكون والحياة... وهكذا فقد حاولتُ جاهدا أن أكون
مثاليا مع الناس بقدر إمكانى من خلال إيمانى وفهمى للدين". وقد سأله فوزى سؤالا آخر: "ماهى أهم شخصية إسلامية تقترب من فكر وقلب نجيب محفوظ؟"، فرد قائلا: "الرسول صاحب الرسالة والدين، صاحب أعظم إنجاز روحى للبشرية، صاحب أعظم إنجاز فى التكامل بين الدين والحياة معا" (اعترافات نجيب محفوظ/ دار الشباب/ 96- 97). وفى حواراته مع محمد سلماوى فى كتابه: "نجيب محفوظ: وطنى مصر" نراه يبرز دور الدين فى التقدم، مؤكدا أن الفلسفات لا يمكن أن تقوم بذلك الدور مهما تضمنت من مبادئ وقيم عظيمة. بل إنه ليؤكد أن الفلسفة حينذاك تكون مستمدة من الدين، وأن الإيمان بالله هو أساس
اليقين، وبدونه يصبح كل شىء مزعزعا (مكتبة الأسرة 2000/ 62- 64). وكان سلماوى قد سأله أى "الأمصار" أقرب إلى قلبه: مصر الفرعونية أم اليونانية الرومانية أم القبطية أم الإسلامية أم الحديثة؟ فكان جوابه أنه يجد فى قلبه ميلا أكثر إلى مصر الإسلامية (ص25). ثم حدد ما أضافه الإسلام إلى مصر الفرعونية بأنه العقيدة السامية بما تتضمنه تلك العقيدة من مبادئ لم تكن مصر القديمة قد توصلت إلى تحقيقها، وهى العدالة والمساواة بين البشر التى لا تعرف فرقا بين الأسود والأصفر والأبيض ولا بين الغنى والفقير ولا بين الحاكم والمحكوم، مضيفا أن عمر بن الخطاب هو خير تجسيد لذلك كله
(ص26). كذلك كتب د. محمد سليم العوا على الغلاف الأخير لطبعة "دار الشروق" للرواية: "إن نجيب محفوظ قال‏:‏ إنه في حياته لم يأت إليه شك في الله. وإذا كنتُ قد بدأتُ في فهم الدين فهما خاصا في وقت المراهقة فإنني قد فهمتُ الإسلام علي حقيقته تماما بعد ذلك. بل أعتقد جازما وحازما أنه لا نهضة حقيقية في بلد إسلامي إلا من خلال الإسلام‏‏".

ولكى تكون الصورة واضحة تماما ينبغى أن نشير إلى ما ذكره الأستاذ نجيب فى أحد حواراته الصحفية من أنه قد عرف بالمصادفة أن ابنته الكبرى أم كلثوم تصلى، وذكر أنها تقرأ القرآن كل ليلة قبل أن تأوى إلى فراشها (انظر مثلا حواره مع جمال الغيطانى فى كتابه: "نجيب محفوظ يتذكر"/ أخبار اليوم/ 148). وفى حوار آخر مع محمد سلماوى وصف بنتيه جميعا: أم كلثوم وفاطمة (أو هدى وفاتن كما تحبان أن يناديهما الآخرون نفورا من اسميهما الرسميين حسبما ورد فى حوار لمحفوظ مع الصحفية سهام ذهنى نشرته فى كتابها: "كلام خاص جدا"/ مطابع الأهرام/ 1998م/ 67) بأنهما "متدينتان جدا: تصليان وتصومان،
وقد حجتا إلى بيت الله الحرام" (نجيب محفوط: وطنى مصر/ مكتبة الأسرة/ 2000م/ 78).

وأرجو أن يكون القارئ قد لاحظ استعمالى الفعلين: "يقول" و"يعلن" بالنسبة إلى اعتقادات الأستاذ محفوظ، إذ الأمر كله إنما هو كلام يقوله الرجل، أما ما بداخل النفوس فمرده إلى الله المطلع على كل شىء سبحانه وتعالى. ذلك أنه قد أُثِر عن نجيب محفوظ الشىء ونقيضه، وبدا الأمر أحيانا وكأنه يعمل على إسماع كل شخص النغمة التى يحبها أو على الأقل: التى يتوقع سماعها منه، كما هو الحال حين رأيناه يقول لجورج طرابيشى إن ما قاله فى تفسير رموز الرواية هو أصدق التفسيرات وأقربها إلى ما فى نفسه، ثم رأيناه كذلك يقول للمستشرق البريطانى فيليب ستيوارت مترجم الرواية إن
"الجبلاوى" هو فعلا "الله"، أو بالأحرى: الإله فى اعتقاد بعض البشر، ثم سمعناه مع ذلك ينكر أن يكون قد قصد بتلك الشخصية الرمز إلى المولى سبحانه بأى حال.

ويمكن الاستشهاد فى هذا السياق أيضا بما قاله عن سيد قطب، إذ فى الوقت الذى سمعناه يثنى عليه فى بعض حواراته ويتحدث عن صداقته له وحرصه على إنقاذه مما كان ينتظره على يد الحكم فى مصر عند زيارته له عقب خروجه من السجن أول مرة، ذاكرا فضله عليه فى تلميعه وتأسيس شهرته كاتبا روائيا بعد أن مكث زمانا يكتب دون أن يلتفت إليه أحد من النقاد أو يهتم بإبداعه إلى أن أتى سيد قطب فكتب عنه وأبرز جوانب تفرده وتفوقه، فإذا به وقد صار ملء السمع والبصر، وهو ما أشار إليه رجاء النقاش ذاته فى كتابه الذى بين أيدينا الآن (ص23- 24. وانظر فى حديثه عن صداقته لسيد قطب كتاب "ثرثرة مع
نجيب محفوظ" لسهام ذهنى/ كتاب اليوم/ العدد 450/ فبراير 2002م/ 135)، نجده فى الفصل الذى عقده له فى كتابه: "المرايا" تحت اسم "عبد الوهاب إسماعيل" يصوره فى صورةٍ جِدّ منفِّرة، مهتبلا فرصة الغموض الذى غلّف به تلك الشخصية، إذ سماه: "عبد الوهاب إسماعيل" ولم يقل بصراحة إنه يكتب عن سيد قطب، بالضبط مثلما صنع مع الجبلاوى، الذى يؤكد الآن أنه لم يقصد به قط أن يكون رمزا إلى الله جل وعلا. وهذا ما قاله فى "المرايا": "إنه اليوم أسطورة، وكالأسطورة تحتلف فيه التفاسير. وبالرغم من أننى لم ألق منه إلا معاملة كريمة أخوية إلا أننى لم أرتح أبدا لسحنته ولا لنظرة عينيه الجاحظتين
الحادتين... كان أزهريا لا علم له بلغة أجنبية... امتاز بهدوء الأعصاب وأدب الحديث فما احتد مرة أو انفعل ولا حاد عن الموضوعية، فاقتنعتُ بحدة ذكائه ومقدرته الجدلية واطلاعه الواسع رغم اعتماده الواسع على كتب التراث والكتب المترجمة... وبالرغم من تظاهره بالعصرية فى أفكاره وملبسه وأخذه بالأساليب العصرية فى الطعام وارتياد دور السينما، إلا أن تأثره بالدين وإيمانه بل وتعصبه لم تخف علىّ... أزعجنى جدا اكتشاف ذلك الجانب الانتهازى من شخصيته، وسارونى شك من ناحية صدقه وامانته، واستقر فى نفسى رغم صداقتنا نفور دائم منه" (المرايا/ مكتبة مصر/ 204- 205).

والحق أن هذا الكلام يبعث على الفزع: الفزع من نجيب محفوظ لا من سيد قطب، إذ إن محفوظا يقر بأنه كانت بينهما صداقة وأن قطبا لم يبدر مه تجاهه إلا كل معاملة كريمة، وأنه كان إنسانا موضوعيا تمام الموضوعية ولا تخرج منه "العيبة" بالتعبير البلدى، ولكن كاتبنا مع ذلك كله كان ينطوى على النفور منه ويتهمه بأنه انتهازى وأن أحواله لا تبعث على الثقة به أو الاطمئنان إلى أمانته. ثم لا تنس أن تلتفت إلى ربطه بين التخلف عن العصر والتدين. أى أن الإسلام يضاد العصرية فى نظره. فضلا عن الزعم بأن قطبا أزهرى، مع أنه قد تعلم فى المدارس وتخرج من دار العلوم، فلم تكن له إذن أية
صلة بالأزهر، ولا أظن محفوظا كان يجهل ذلك. ثم هل مما يبعث على الاطمئنان يا ترى أن يتظاهر إنسان بصداقة شخص آخر وهو ينفر منه كل هذا القدر من النفور؟ أما التمحك فى جحوظ العينين فهو كلام لا يليق!

ثم هل يصحّ وصف سيد قطب بالانتهازية؟ أولو كان، رحمه الله، انتهازيا أكان يهتم كل هذا الاهتمام بكاتب غير مشهور كمحفوظ فى بداية حياته الأدبية فيكتب عنه ويرفعه إلى عنان السماء؟ فماذا كان ينتظر من محفو أوانئذ يا ترى؟ وما الثمن الذى طلبه منه قطب قبل أو بعد كتابته عنه؟ أولو كان قطب انتهازيا أكان يسكت على العقاد حين تقاعس العقاد عن كتابة مقدمة لأحد كتبه فلا ينقلب عليه قلمه؟ إنه لم يقل كلمة عن العقاد تقلل من قدره ولو على سبل اللمز والغمز مما لا يمكن مؤاخذة صاحبه به. وكان العقاد من جانبه هو أيضا فارسا شهما كعادته فلم يسئ إليه بأى معنى من المعانى. أى أن
كليهما كان شريفا نبيلا فى موقفه من الآخر حين افترقت بهما السبل. كذلك لو كان قطب انتهازيا أكان يصطدم بعبد الناصر ورفاقه ويعرض نفسه لحبل المشنقة ولا يتراجع فى موقفه فيفكّ رقبته من ذلك الحبل رغم كل المغريات التى كانت تدفعه فى هذا السبيل، وبخاصة أنه كان يؤمن، صوابًا أو خطأً، بأنه إنما يحارب الغرب كله فى شخص الثورة، وأنه من ثم لا يسهل أن ينتصر فى هذا الصدام؟ إن الرجل لم يغير موقفه قيد شعرة، وقد كان يستطيع، لو صَحَّ وَصْفُه بالانتهازية، أن يصنع كما صنع غيره فيبدى التحمس لعبد الناصر وحركته العسكرية وهو حى ثم ينقلب عليه بعد وفاته مثلما فعل كتاب
كبار، وعلى رأسهم محفوظ ذاته!

إننى لست من المشايعين على طول الخط لسيد قطب، وقد انتقدتُ بعض أفكاره فى أكثر من كتاب لى، إلا أننى لا أخفى مع هذا تقديرى لشجاعته وصراحة موقفه حتى لو رأينا عكس ما كان يرى فى بعض الأحيان، إذ لا شك أن مواقفه جميعا تنضح بالرجولة والإقدام، لا نكران لذلك. أقول هذا حتى لا يظن أحد أننى متعصب لسيد قطب. ولقد سبق أن قلت عن محفوظ إنه يتفوق على كثير من الروائيين الموصوفين بالعالمية وأكدت أنه يستحق نوبل أفضل مما يستحقها بعض من فازوا بها، ومن ثم فلا يمكن القول بأننى منحاز ضد محفوظ.

وإذا كان لا بد من إضافة كلمة هنا عن قطب فلعل ما كتبه سليمان فياض عنه، وهو آخر من يمكن الظن بمشايعته لقطب واتجاهه، هو أفضل ما يمكن إيراده، فقد أذكر أنى قرأت له مقالا فى عدد من أعداد مجلة "الهلال" منذ وقت طويل، ولعله عدد سبتمبر 1986م، ولعل عنوان المقال هو "سيد قطب بين النقد الأدبى وجاهلية القرن العشرين"، الذى أذكر أنه نشره بعد ذلك فى كتاب "المثقفون: وجوه من الذاكرة" عن دار سعاد الصباح عام 1992م، أشار فيه إلى تصرف لسيد قطب يدل على نبلٍ وتجردٍ عجيبين، وبالذات لأنه وقع منه وهو فى السجن، فقد كان فياض أهدى له قبل هذا كتابا من كتبه، فلما سُجِن قطب انتهز فرصة
زيارة أخيه محمد له فى السجن وأعطاه كلمة الإهداء بعد أن فصلها عن الكتاب وكلفه أن يسلمها لفياض يدا بيد حتى لا تذهب به المخاوف إلى أنها يمكن أن تقع فى أيدى السلطات الناصرية فينكّلوا به لصلته بقطب: انتهت الحكاية! فهل هذا تصرف شخص يتصف بالصفات السيئة التى وصف نحيب محفوظ سيد قطب بها؟ أترك الجواب لضمير القارئ.

وقد اعترض رجاء النقاش على القول بأن الجبلاوى يرمز إلى المولى سبحانه، وكانت حجته هى كيف يكون الجبلاوى الذى وصفه نجيب محفوظ بأنه جد أبطال الرواية هو الله سبحانه، والله لا يمكن أن يكون جدا لأحد لأنه هو الخالق، والجد لا يخلق أولاده وأحفاده، بل ينجبهم؟ (ص102). وهى حجة داحضة لأننا لا نتهم نجيب محفوظ بأنه يؤمن بأن الله هو جد البشر فعلا، بل نقول إنه قد رمز له بشخصية الجبلاوى. فماذا كان ينبغى أن تكون علاقة الجبلاوى بالبشر، وهو الذى قُدِّم فى الرواية بوصفه إنسانا؟ لو لم يقل محفوظ إنه جد البشر بل خالقهم لفسد كل شىء ولما كان هنالك رمز. ثم إن كتاب محفوظ ليس
كتابا فى اللغة حتى يتحجج النقّاش، كما فعل، بأن اللغة لا تسعف تفسير "الله" بأنه جد البشر، كما أنه ليس كتابا فى علم الكلام يبحث فى الألوهية بحثا مباشرا بأسلوب علمى، بل هو رواية، فلا معنى لهذا الاعتراض، الذى لا يقل عنه تهاويا ما قاله الأستاذ جلال كشك فى كتابه: "أولاد حارتنا فيها قولان"، من أن الذى يقول إن "الجبلاوى" فى "أولاد حارتنا" يرمز إلى الله هو الذى يجب أن يتوب من ذنبه ويستغفر. ذلك أنى لا أفهم كيف يستتاب الإنسان على تفسيره لرواية من الروايات؟ هذا ما لم نسمع عنه فى الإسلام قط، اللهم إلا إذا أراد، غفر الله، أن يصطنع إسلاما جديدا! إنه فى الواقع
يعكس الآية، وبدلا من تخطئة محفوظ، إن كان لا بد من تخطئة أحد هنا، نراه يخطّئ من يفهم الرمز فى الجبلاوى على النحو الذى لا أظن أن هناك سبيلا لفهم آخر سواه، ألا وهو أنه يرمز إلى الله سبحانه. ومما استند إليه فى هذا النفى أن الله لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، فكيف يصح القول بأن الجبلاوى يرمز إلى المولى سبحانه؟ وهى نفس الحجة التى استند إليها النقّاش فى أن الجبلاوى لا يمكن أن يكون هو الله. وأغلب الظن أن كلام النقاش مأخوذ من كتاب كشك الآنف الذكر (انظر "أولاد حارتنا فيها قولان"/ الزهراء للإعلام العربى/ 1989م/ 50- 60، 75 وغيرها).

أجل لو كان كشك جادا فى هذا الذى قال لكان ينبغى أن يكون المستتاب هو محفوظ لا غيره. ألم يقل لجورج طرابيشى حينما فسر الجبلاوى بأنه هو الله إنه قدم أصدق تفسير للرواية؟ وبهذا ينهار كلام رجاء النقاش أيضا، إذ ها هو ذا صاحب الرواية يقر بما يجتهد النقاش فى نفيه. وهكذا "قطعتْ جَهِيزَةُ قول كل خطيب"!

وعلى كل حال فإن الأستاذ كشك، على قوة ما كان يكتب أحيانا فى الدفاع عن الإسلام وفضح الشيوعيين وغيرهم من أعداء الأمة، كانت له بعض الشطحات التى لا أدرى كيف سولتها له نفسه كالقول بأنه سيكون هناك لواط فى الجنة ما دام فى الدنيا من يحبه. ولكن كان عليه أن يسأل نفسه أولا: هل اللوطيون سيكونون من أهل الجنة أصلا؟ وإذا غفر الله لبعضهم، وهو الغفور الرحيم، أتكون نزغاتهم الشيطانية الشاذة المقرفة معيارا من المعايير التى تُرَاعَى فى تحديد متع الجنة وتوفيرها؟ إنه والله لمنطق عجيب! ودعنا الآن من أنه لا يوجد أى نص فى القرآن بذلك. كما أنه من المضحك أن يدمر الله قوم
لوط جَرّاء ممارستهم لهذه الفاحشة تدميرا لم نسمع بمثله من قبل ولا من بعد، ثم يفاجأ الناس فى الجنة بأنها مبذولة هناك لمن يريدها من شذاذ الطبيعة منكوسى الذوق والفهم! ولله فى خلقه شؤون!

هذا، وأود أن أورد هنا شيئا من الأحاديث التى تعمل على تقريب بعض صفات الألوهية إلى الذهن البشرى عن طريق التشبيه بالأم والأب وغيرهما من الشخصيات البشرية: "قَدِم على النبي صلى الله عليه وسلم سَبْيٌ، فإذا امرأة من السَّبْي قد تحلَّبَ ثديها تَسْقِي: إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته. فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: أترَوْن هذه طارحة ولدها في النار؟ قلنا: لا، وهي تقدر على ألا تطرحه. فقال: لَلَّهُ أرحم بعباده من هذه بولدها"، "الخلق كلهم عيال الله، فأَحَبّ الخلق إلى الله من أحسن إلى عياله"، "إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن
آدم، مرضتُ فلم تَعُدْني. قال: يا رب، كيف أعودك، وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمتَ أن عبدي فلانا مَرِضَ فلم تَعُدْه؟ أما علمتَ أنك لو عُدْتَه لوجدتَني عنده؟ يا ابن آدم، استطعمتُك فلم تُطْعِمني. قال: يا رب، وكيف أُطْعِمك، وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمتَه لوجدتَ ذلك عندي؟ يا ابن آدم، استسقيتُك فلم تسقني. قال: يا رب، كيف أسقيك، وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه. أمَا أنك لو سقيتَه وجدتَ ذلك عندي؟". كذلك ترمز الأناجيل لله فى بعض الأحيان بكلمة "الأب": "أبانا الذى فى السماوات"،
"أبوكم السماوى"، "أبوكم الذى فى السماوات". والمقصود أنه هو كافلنا الذى يحمينا ويرزقنا ويقوم بحاجاتنا ويرحمنا ويعطف علينا. ومعروف أن "الأب" قد يُطْلَق على الجد كما فى قوله تعالى على لسان يوسف عليه السلام: "وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ"، مع أنه بطبيعة الحال ليس له إلا أب واحد هو يعقوب، أما إسحاق وإبراهيم فهما جدان له: واحد قريب مباشر هو إسحاق، وواحد غير مباشر هو إبراهيم. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يُسَمِّى نفسه: "ابن عبد المطلب". ويبدو أن محفوظا رمز للمولى عز شأنه بالجد لا بالأب باعتبار أن خلقنا الآن لا
يتم على نحو مباشر، بل عن طريق التناسل والولادة، على عكس خلق آدم، الذى ذكر الله سبحانه وتعالى أنه قد خلقه بيديه الكريمتين، أى خلقا مباشرا: "قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ" (ص/ 75). فكأن الجد رمزٌ إلى أن الخلق لا يقع الآن بطريقة مباشرة مثلما أن الجد ليس أبا مباشرا، بل أبا للأب. أى أن الأب يقوم بيننا وبين الجد.
والآن إلى الشهادة التى قدّم بها د. أحمد كمال أبو المجد للطبعة المصرية الصادرة عن "دار الشروق" من رواية "أولاد حارتنا"، وهى الشهادة التى استند إليها رجاء النقاش فى تبييض صفحة الرواية كما سبق التنويه، مما يذكّرنا بصكوك الغفران، التى كان باباوات العصور الوسطى المظلمة يصدرونها تبرئةً للمذنبين والمجرمين وضمانًا لهم بدخول ملكوت السماوات، وهم إنما يخدعون بها السُّذَّج الجهلاء فى الواقع ليس إلا. بيد أن الأستاذ النقاش ينسى أن الإسلام لا يعرف إلا غفرانا واحدا لا غير هو غفران الله لعباده. وليس لأى بشر شىء من ذلك على الإطلاق، إذ ليس فيه أن ما يحله
الباباوات أو يربطونه يكون محلولا ومربوطا فى السماء. ذلك أنه ليس عندنا إلا إله واحد سبحانه وتعالى.
يقول أبو المجد: "الشهادة التي توشك، أيها القارئ، أن تتابع سطورها القليلة سبق نشرها "مقالة" في "الأهرام" في 29 كانون الأول (ديسمبر) 1994، أي منذ أكثر من عشر سنوات طرأت فيها على حياتنا الثقافية والسياسية أمور جسام ازدادت فيها تجاربنا الفردية والجماعية ثراءً وتنوعًا، وأحاطت بنا على مرّ شهورها وأيامها أحداث وتطورات كبرى داخل مصر وعلى امتداد عالمنا العربي وامتداد الدنيا كلها، تغيرت بسببها نظرتنا إلى كثير من أمورنا الخاصة وأوضاعنا العامة، ووقف بسببها كثير منا من نفسه وأمته موقف المراجعة والتأمل والمجاهرة بالنقد لما يستحق النقدَ من أوضاعنا، كما
ارتفعت نبرة المطالبة بالإصلاح السياسي والاجتماعي والثقافي، وانقدحت بسبب ذلك كله شرارةُ حوارٍ بدأ ثم تصاعد، ولا يزال دائرا بين جماعات الكتاب والمفكرين والباحثين ممن يطلق الناس عليهم: "النخبة المثقفة" التي تفكر للمجتمع كله، وتطرح بين يديه قضاياه وهمومه، وتشتغل معه بطموحاته وتطلعاته وآماله في الغد القريب والمستقبل البعيد. لذلك حين عرضت عليَّ "دار الشروق" ان تجعل "هذه الشهادة" مقدمة لرواية "أولاد حارتنا" لكاتبنا الفذ الكبير نجيب محفوظ لم أتردد في قبول هذا الاقتراح. ولكنني رأيت من الضروري أن أعيد قراءة هذه الشهادة، وأن أعيد قراءة "أولاد
حارتنا" مرة اخرى حتى أستوثق من أن ما سطره القلم عام 1994 لا يزال، عند صاحبه على الأقل، صالحا عام 2006، وأن ما شهدتُ به في شأن هذه الرواية التي أحدثت في حياتنا الثقافية دويًّا ظلت أصداؤه تتردد سنوات طويلة لا يزال موضع إيماني واقتناعي. فلما فعلت ذلك بدا لي أنْ ليس عندي ما أضيفه أو أغيّره من سطور هذه الشهادة، إذ الأمر في نهايته يدور حول قضيتين لم يتحول فكري ولم يتغير في شأنهما:
أولاهما: أن من أصول النقد الأدبي التمييزَ الواجبَ بين الكِتَاب الذي يعرض فيه الكاتب فكرته ويحدد مواقفه ملتزما في ذلك بالحقائق التاريخية والوقائع الثابتة دون افتئات عليها ودون مداراة لما يراه في شأنها، وبين الرواية التي قد يلجأ صاحبها إلى الرمز والإشارة، وقد يُدْخِل فيها الخيال إلى جانب الحقيقة العلمية. ولا بأس عليه في شيء من ذلك، فقد كانت الرواية قديما وحديثا صيغة من صيغ التعبير الأدبي تختلف عن "الكِتَاب" والالتزام الصارم الذي يفرضه على مؤلفه. وفي إطار "أولاد حارتنا" فإنني فهمت شخصية "عرفة" بأنها رمز للعلم المجرد، وليست رمزا لعالم بعينه.
كما فهمت شخصية "الجبلاوي" على أنها تعبير رمزي عن "الدين"، وليست بحال من الأحوال تشخيصا رمزيا للخالق سبحانه، وهو أمر يتنزه عنه الأستاذ نجيب محفوظ ولا يقتضيه أي اعتبار أدبي، فضلاً عن أن يستسيغه أو يقبله.
القضية الثانية: حرية التعبير والموقف منها. ذلك أنه مع التسليم بأن الحريات جميعها إنما تمارَس في جماعة منظمة، ولذلك لا يتأبى منها على التنظيم والتعبير إلا حرية واحدة هي حرية "الفكر والاعتقاد" بحسبانهما أمرا داخليا يُسْأَل عنه صاحبه أمام خالقه دون تدخل من أحد، حاكما كان ذلك الأحد أو محكوما، أما حين يتحول الفكر إلى تعبير يذيعه صاحبه وينشره في الجماعة، فإن المجتمع يسترد حقه في تنظيم ذلك التعبير دون أن يصل ذلك التنظيم إلى حد إهدار أصل الحق ومصادرة جوهر الحرية. ذلك أن الهدف من إجازة هذا التنظيم إنما هو حماية حقوقٍ وحرياتٍ أخرى فردية أو جماعية
قد يمسها ويعتدي عليها إطلاق حرية الفرد في التعبير وتمنُّعها على التنظيم والتقييد. ويبقى مع ذلك صحيحا أن الأصل هو الحرية، وأن التقييد استثناء تمليه الضرورة، والضرورة إنما تقدَّر بقدرها، ومن شأن الاستثناء ألا يقاس عليه أو يُتَوَسَّع فيه.
وأهم من هذا كله أن الشهادة التي قدمتها ليست رأيا لي، وإنما هي تفسير كاتب "أولاد حارتنا" لما كتبه، وبيان واضح لا يحتمل التأويل لموقفه من القضايا الكبرى التي أثارتها تلك الرواية. وهي، على كل حال، آخر ما صدر عن نجيب محفوظ، أمد الله في عمره، حول القراءة الصحيحة لــ"أولاد حارتنا" باعتبارها "رواية" للخيال والرمز فيها دور كبير، وليست "كتابا" يُقْرَأ قراءة حرفية للتعرف على موقف مؤلفه من القضايا التي يطرحها بعيدا من الرمز والخيال.
وأدعو الله تعالى أن تتسع عقولنا وقلوبنا لمزيد من حرية الكتاب والأدباء وسائر المفكرين في التعبير عن آرائهم وإطلاق مواهبهم بالصيغ الأدبية التي يختارونها دون حجر أو وصاية أو مسارعة إلى الاتهام وإساءة الظن حتى لا "تُكْتَم الشهادة" بيننا وتموت، وحتى لا تتجمد الأفكار على أطراف الألسنة والأقلام، فتُحْرَم الجماعة من زاد ثقافي وعلمي تحتاج إليه وهي تشق طريقها للانبعاث والنهضة وسط زحام حضاري وثقافي لا سابقة له في التاريخ.
نص الشهادة:
حين وقع الاعتداء الغادر على أديب مصر وكاتبها الكبير نجيب محفوظ كنت خارج مصر، وحين عدت إليها طلبت من الصديق الأستاذ محمد سلماوي، وهو من تلامذته المقربين، أن يصحبني إليه لنؤدي واجب الاطمئنان عليه... ولكنه، وسط شواغله الثقافية، تأخر في ترتيب تلك الزيارة حتى عاد الأستاذ نجيب محفوظ إلى بيته قبل أيام من عيد ميلاده الذي شاركه في الاحتفال به كثيرون من محبيه ومقدريه. وإذا بالأستاذ سلماوي يتصل بي ليخبرني أنه رتب للزيارة موعدا في الخامسة من مساء اليوم التالي، وأننا سنذهب في صحبته، ومعنا المهندس إبراهيم المعلم، الذي تربطه ووالده بالأستاذ نجيب
محفوظ علاقات ود قديمة وموصولة، ومعنا كذلك الإذاعي والإعلامي المخضرم أحمد فراج.
وعلى باب نجيب محفوظ استقبلتنا بالحفاوة المصرية المعهودة السيدة الفاضلة زوجته، ثم جاء الأستاذ نجيب محفوظ في خطوات ثابتة طمأنتنا على قرب اكتمال شفائه، وأخذ يرحب بنا في ود شديد، ثم جلس بيننا. وسادت فترة من صمت قصير، لأن أحدا منا لم يُعِدّ لهذا اللقاء أكثر من كلمات السؤال عن الصحة والتهنئة بعيد الميلاد. ثم بدا لي على غير ترتيب ولا إعداد أن أقطع هذا الصمت، فوجدتُني أقول: يا أستاذ نجيب، الجالسون معك الليلة كلهم من قرائك. جيلنا كان يجد في كتاباتك ورواياتك شيئا بين فن الأدب وفن التصوير، وذلك بما نسجتَه في وصف القاهرة وحياة أهلها ونماذجهم المختلفة
من وَشْىٍ دقيقٍ عامرٍ بالألوان مليءٍ بالتفاصيل حتى ليكاد القارئ يسمع فيه أصوات الناس ويرى وجوههم ويتابع حركتهم في شوارع القاهرة وأزقتها ومساجدها ومقاهيها، ويكاد دون أن يشعر يدخل طرفا في علاقات بعضهم ببعض. وكم من مرة تعرف بعضنا على أحياء القاهرة وشوارعها بما كان قرأه عندك في وصفها وتصوير حياة أهلها. وأضفت: ثم إنك، يا أستاذ نجيب، تظل في خواطرنا، قبل كل شيء وبعد كل شيء، كاتبا وأديبا مصريا خالصا لم تدجَّن كتاباته وآراؤه بتأثيرات غريبة تنال من نكهتها المصرية ومذاقها العربي الأصيل.
وبدا من قسمات وجه الأستاذ نجيب محفوظ وحركة يديه أنه يقبل هذا الوصف له ولكتاباته وأنه يرتاح إليه. فشجعني ذلك على أن أتقدم في الحوار خطوة أخرى، فقلت: ويبقى أن نسألك عن رأي عَبّرْتَ عنه منذ أسابيع قليلة حين بعثتَ برسالة وجيزة إلى الندوة التي نظمتها "الأهرام" تحت عنوان "نحو مشروع حضاري عربي". فقد قلتَ للمشاركين في الندوة: إن أي مشروع حضاري عربي لا بد أن يقوم على الإسلام وعلى العلم. ولقد وصلت رسالتك، على قصرها، واضحة وصريحة ومستقيمة لا تحتمل التأويل. ولكن يبقى، ونحن معك نسمع لك وننقل عنك، أن نزيد هذا الأمر تفصيلاً نحتاج جميعا إليه وسط المبارزات
الكلامية التي يجري فيها ما يستحق الحزن والأسف من ألوان تحريف الكلام وتزييف الآراء والافتئات على أصحابها.
وفي حماسة شديدة وصوت جهير ونبرة قاطعة انطلق نجيب محفوظ يقول: وهل في تلك الرسالة جديد؟ إن أهل مصر الذين أدركناهم وعشنا معهم والذين تحدثتُ عنهم في كتاباتي كانوا يعيشون بالإسلام ويمارسون قيمه العليا دون ضجيج ولا كلام كثير، وكانت أصالتهم تعني هذا كله. ولقد كانت السماحة وصدق الكلمة وشجاعة الرأي وأمانة الموقف ودفء العلاقات بين الناس هي تعبير أهل مصر الواضح عن إسلامهم. ولكنني، في كلمتي إلى الندوة، أضفت ضرورة الأخذ بالعلم، لأن أي شعب لا يأخذ بالعلم ولا يدير أموره كلها على أساسه لا يمكن أن يكون له مستقبل بين الشعوب. إن كتاباتي كلها، القديم منها
والجديد، تتمسك بهذين المحورين: الإسلام الذي هو منبع قيم الخير في أمتنا، والعلم الذي هو أداة التقدم والنهضة في حاضرنا ومستقبلنا.
وأحب أن أقول: إنه حتى رواية "أولاد حارتنا"، التي أساء البعض فهمها، لم تخرج عن هذه الرؤية. ولقد كان المغزى الكبير الذي توجت به أحداثها أن الناس، حين تخلَّوْا عن الدين ممثلاً في "الجبلاوي" وتصوروا أنهم يستطيعون بالعلم وحده ممثلاً في "عرفة" أن يديروا حياتهم على أرضهم (التي هي حارتنا)، اكتشفوا أن العلم بغير الدين تحول إلى أداة شر، وأنه قد أسلمهم إلى استبداد الحاكم وسلبهم حريتهم، فعادوا من جديد يبحثون عن "الجبلاوي". وأضاف: إن مشكلة "أولاد حارتنا" منذ البداية أنني كتبتها "رواية"، وقرأها بعض الناس "كتابا"، والرواية تركيب أدبي فيه الحقيقة وفيه الرمز،
وفيه الواقع وفيه الخيال... ولا بأس بهذا أبدا... ولا يجوز أن تحاكم "الرواية" إلى حقائق التاريخ التي يؤمن الكاتب بها، لأن كاتبها باختيار هذه الصيغة الأدبية لم يلزم نفسه بهذا أصلاً وهو يعبر عن رأيه في رواية. وفي ثقافتنا أمثلة كثيرة لهذا اللون من الكتابة، ويكفي أن نذكر منها كتاب "كليلة ودمنة"، فهو مثلاً يتحدث عن الحاكم ويطلق عليه وصف "الأسد"، ولكنه بعد ذلك يدير كتابته كلها داخل إطار مملكة الغابة وأشخاصها المستمدة من دنيا الحيوان، منتهيا بالقارئ في آخر المطاف إلى العبرة أو الحكمة التي يجريها على ألسنة الطير والحيوان. وهذا هو الهدف الحقيقي الذي
يتوجه إليه كل كاتبٍ صاحبِ رأيٍ أيًّا كانت الصيغة التي يمارس بها كتاباته.
قلت: الواقع أنني قرأت "أولاد حارتنا" منذ سنوات عدة، وأذكر أنني تعاملت معها حينذاك على أنها رواية وليست كتابا، ولذلك تفهمت ما امتلأت به من رموز تداخل في صياغتها الخيال، ولم أتصور أبدا أن كاتبها كان بهذا التداخل يحاول رسم صور تعبر عن موقفه من الحقائق التي يتناولها ذلك الخيال أو تشير إليها تلك الرموز. ولكن الذي استقر في خاطري على أي حال وبقي في ذاكرتي منها إلى يومنا هذا والذي رأيته معبرا عن موقف كاتبها الذي يريد إيصاله إلى قرائه هو تتويح حلقات روايته الرمزية بإعلان واضح عن حاجة "الحارة"، التي ترمز للمجتمع الإنساني، إلى الدين وقيمه التي عبر
عنها الرمز المجرد: "الجبلاوي" حتى وإن تصور أهل الحارة غير ذلك وهم معجبون ومفتونون بــ"عرفة"، الذي يرمز إلى سلطان العلم المجرد والمنفصل عن القيم الهادية والموجِّهة لأهل الحارة.
وتابع الأستاذ نجيب حديثه الأول قائلاً: إنني حريص دائما على أن تقع كتاباتي في الموقع الصحيح لدى الناس، حتى وإن اختلف بعضهم معي في الرأي. ولذلك لما تبينت أن الخلط بين "الرواية" و"الكتاب" قد وقع فعلاً عند بعض الناس وأنه أحدث ما أحدث من سوء فهم اشترطتُ ألا يعاد نشرها إلا بعد أن يوافق الأزهر على هذا النشر، ولا يزال هذا موقفي الى الآن.
قلت: إنني أتمنى، يا أستاذ نجيب، أن يسمع الناس منك هذا الكلام الواضح الذي لا يحتمل التأويل، ليعرفوك منك بدلاً من أن يعرفوك من خلال شروح الآخرين. وائذن لي أن أقول انني كنت واحدا من الذي يجدون هذه المعاني التي حدثتنا بها الآن حاضرة في ثنايا كثير من كتاباتك القديمة والجديدة، وكانت تعبيرا دقيقا عن منهج جيلنا وجيل آبائنا في فهم الإسلام. فقد كانوا، وكنا معهم، نتنفس الإسلام ونحيا به في هدوء واطمئنان دون أن نملأ مجالسنا ومجالس الآخرين بالكلام الكثير عنه.
وحين أوشكت الزيارة أن تتحول بهذا الحوار العفوي الى ندوة تدخل الأستاذ أحمد فراج قائلاً في حماسة: كم كنت أتمنى أن يسمع الناس، كل الناس، هذا الحوار الهادئ حول هذه القضايا الساخنة. وأرجو أن يأذن لي الأستاذ نجيب محفوظ بتسجيل هذا الكلام كله مرة أخرى في ندوة تلفزيونية قصيرة لا تتجاوز الدقائق العشر توضع بها النقاط على الحروف، ويعرف الناس، الموافق منهم والمخالف، حقيقة رأي الأستاذ نجيب محفوظ الذي عبر عنه الآن، كما عبرتْ عنه رسالته الوجيزة إلى ندوة "الأهرام".
قال الأستاذ نجيب محفوظ: إني شاكر ومقدِّر هذا الاهتمام، ولكنني أشفق على نفسي من فتح باب الأحاديث التلفزيونية، وأنا لا أزال في نقاهة لا تحتمل مثل هذا المجهود. ولكنني، بدلاً من هذا، أقترح أن يكتب الدكتور كمال أبو المجد هذا الحوار الذي دار كما دار، وسأكون راضيا عن ذلك كل الرضا.
وفي إطار هذه الرغبة الموثقة بإذن صريح من الأستاذ نجيب محفوظ، وبشهادة ثلاثة من ضيوفه الكرام، وُلِدَتْ فكرة هذا المقال الذي هو عندي شهادة أرجو أن أدرأ بها عن كتابات نجيب محفوظ سوء فهم الذين يتعجلون الأحكام ويتسرعون في الاتهام، وينسَوْن أن الإسلام نفسه أدرج كثيرا من الظنون السيئة فيما دعا إلى اجتنابه من آثام، كما أدرأُ عن تلك الكتابات الصنيعَ القبيحَ الذي يصرّ به بعض الكتّاب على أن يقرأوا في أدب نجيب محفوظ ما يدور في رؤوسهم هم من أفكار، وما يتمنَّوْن أن يجدوه في تلك الكتابات، مانحين أنفسهم قوامة لا يملكها أحد على أحد، فضلاً عن أن يملكها أحد
منهم على كاتب له في دنيا الكتابة والأدب ما لنجيب محفوظ من القدم الثابتة، والتجربة الغنية، والموهبة الفذة النادرة التي أنعم بها عليه الله.
أدعو الله أن يتم على أديبنا الكبير نعمة العافية حتى يمسك القلم من جديد مواصلاً عطاءه الأدبي الذي يُغْنِي العقل والوجدان، وواهبا ما بقي من عمره المديد بإذن الله لتجلية الأمرين العظيمين اللذين أشار إليهما في رسالته إلى ندوة "الأهرام": الدين، الذي به هداية الناس وراحة النفوس، والذي يُفِيء ألوانا من المحبة والسماحة ودفء العلاقات والتسابق إلى الخير على حارتنا الكبيرة مصر. والعِلْم، الذي تحيا به العقول، والذي هو مفتاح أمتنا وكل أمة إلى أبواب المستقبل الذي تتزاحم اليوم أمامها شعوب الدنيا كلها لتكون لها مكانة في ساحته التي تتشكل معالمها
الجديدة يوما بعد يوم".
وتعليقى على هذا الكلام هو: أولا أن الدكتور أبا المجد ليس متخصصا فى النقد الأدبى، بل هو إلى عالِم الدين أقرب، إذ هو متخصص فى الحقوق، أى القانون والشريعة. فلا فرق إذن بينه وبين واحد كالشيخ الغزالى بمقياس الأستاذ النقاش، وإن كان بنفس المقياس ينبغى أن يكون ما يكتبه أقل فى القيمة مما يسطره قلم الدكتور أحمد الشرباصى المتخصص فى اللغة والأدب والنقد. ومع هذا فقد رحب النقّاش بما قاله أيما ترحيب، ناسيا أنه كان ينبغى ألا يكون هناك مكيالان للكيل بل مكيال واحد. لكنه إنما يريد الانتصار لما يريد أن يقرره لنا بأى ثمن بغض النظر عن مخالفته للحقائق. ومع هذا
فلا بد من المسارعة إلى القول بأننى لا أشارك النقّاش فى أنه لا ينبغى أن يتناول الرواية إلا متخصص فى الأدب والنقد، بل كل ما أردت قوله أنه للأسف لا ينسج على منوال واحد. أما ما يكتبه الدكتور أبو المجد فهو مثل أى كلام يكتبه أى مؤلف، وسبيلنا معه هو قراءته وتحليله لمعرفة مدى صوابه أو خطئه. وثانيا فإننا نجد، بعد قراءة ما كتبه وتحليله، أنه للأسف يتناقض فى لب شهادته تناقضا ساطعا، إذ فى الوقت الذى يؤكد فيه "أنني قرأت "أولاد حارتنا" منذ سنوات عدة، وأذكر أنني تعاملت معها حينذاك على أنها رواية وليست كتابا، ولذلك تفهمت ما امتلأت به من رموز تداخل في صياغتها
الخيال، ولم أتصور أبدا أن كاتبها كان بهذا التداخل يحاول رسم صور تعبر عن موقفه من الحقائق التي يتناولها ذلك الخيال أو تشير إليها تلك الرموز" نراه يضيف عقب ذلك أن "الذي استقر في خاطري على أي حال وبقي في ذاكرتي منها إلى يومنا هذا، والذي رأيته معبرا عن موقف كاتبها الذي يريد إيصاله إلى قرائه، هو تتويج حلقات روايته الرمزية بإعلان واضح عن حاجة "الحارة"، التي ترمز للمجتمع الإنساني، إلى الدين وقيمه التي عبر عنها الرمز المجرد: "الجبلاوي" حتى وإن تصور أهل الحارة غير ذلك وهم معجبون ومفتونون بــ"عرفة"، الذي يرمز إلى سلطان العلم المجرد والمنفصل عن القيم
الهادية والموجهة لأهل الحارة". فهو يقول فى بداية كلامه: "لم أتصور أبدا أن كاتبها كان بهذا التداخل يحاول رسم صور تعبر عن موقفه من الحقائق التي يتناولها ذلك الخيال أو تشير إليها تلك الرموز"، ليعود فى التو واللحظة فيقول عكس هذا تماما، إذ يؤكد أن "موقف كاتبها الذي يريد إيصاله إلى قرائه هو تتويج حلقات روايته الرمزية بإعلان واضح عن حاجة "الحارة"، التي ترمز للمجتمع الإنساني، إلى الدين وقيمه التي عبر عنها الرمز المجرد: "الجبلاوي" حتى وإن تصور أهل الحارة غير ذلك وهم معجبون ومفتونون بــ"عرفة"، الذي يرمز إلى سلطان العلم المجرد والمنفصل عن القيم الهادية
والموجهة لأهل الحارة". فهو ينفى مرة أن تكون للكاتب فكرة يريد إيصالها من وراء الرواية، ثم عقب هذا مباشرة نجده يؤكد أن هناك فكرة يريد الكاتب إيصالها لنا من وراء الرواية. وبطبيعة الحال لا يوجد أديب، فضلا عن أن يكون ذلك الأديب من كتاب الروايات، يكتب دون أن يضع فى حسابه التعبير عن فكرة ما ونشرها بين الناس، وإلا ما كان أديبا بل عابثا من العابثين. ومن هذا يتبين لنا أن د. أبو المجد لا يدرك معنى الإبداع الأدبى ولا أهميته بوضوح.
ولنتنبه كذلك إلى أنه لا يفسر الرواية تفسيرا يختلف عن التفسير الذى قلناه من قبل، اللهم إلا فى تأكيده أن الجبلاوى هو الدين لا رب الدين، وهو ما لا يستقيم أبدا حتى لو استعنّا على ذلك بالطبل البلدى ومزيكة حسب الله السادس عشر فوق البيعة، فالدين لا يمكن أن يكون له أبناء وأحفاد على أى وضع، كما أنه لا معنى لأن ينهال عليه إدريس وقدرى بالشتائم واللعنات على النحو الذى نراه فى الرواية بوصفه كائنا عاقلا يصح شتمه ولعنه واتهامه بالقسوة والتصلب وانعدام المشاعر الطيبة. فالدين حتى لو شخصناه يظل معنى من المعانى لا كائنا حيا واعيا له مشاعر ومواقف، فضلا عن أن
تكون تلك المشاعر هى القسوة المفرطة غير المسوغة، وأن تكون تلك المواقف هى التصلب الغبى الذى لا يلين ولا يعرف التفاهم أو التسامح. كما أن هذا التفسير يتناقض مع ما أكده نجيب محفوظ فى رسالته المشهورة إلى جورج طرابيشى، ومع ما قاله سكرتير الأكاديمية السويدية فى حفل توزيع الجوائز عام 1988م الذى تسلمت فيه بنتا محفوظ جائزته، وكذلك مع ما قاله الأدباء والنقاد الذين كتبوا عن الرواية عند صدورها، ومع ما لا يزال يقوله كذلك حتى الآن كثير من الأدباء والنقاد.
صحيح أن محفوظ قد اتفق وأبو المجد فى هذا التفسير، أو فلنقل: إن الدكتور أبا المجد قد ردد ما قاله محفوظ، إلا أننا لا يمكن أن ننسى أن هذا رأىٌ جَدَّ لمحفوظ تبعا لما جَدَّ على الساحة، وليس هو رأيه الأصيل. ولسوف نرى أن محفوظا يقر بأن "الجبلاوى" هو فعلا الإله، وإن حاول تخفيف الأمر بقوله إنه الإله فى عقول بعض الناس الذين انحرفوا بفكرة الألوهية عن مفهومها الصحيح. لكن من هم أولئك الناس؟ وأين فى الرواية هذا المعنى الذى يقول؟ لا شىء. لا شىء على الإطلاق! والمهم أنه لم يقل، كما حاول الدكتور أبو المجد أن يقنع قراءه، إن الجبلاوى هو الدين. ولنفترض المستحيل
ولنقل إن الجبلاوى هو الدين، فهل يحل ذلك المشكلة؟ ترى هل يصح أن يلعن أبطال محفوظٍ الدينَ ويسبوه بكل هذا الغل والوحشية وكأنه قتل أباهم واغتصب أمهاتهم وأزواجهم وبناتهم وهدم بيوتهم وشردهم واستولى على كل ما يملكون؟ إنى لأشعر كأن هناك ثأرا بائتا بين الكاتب والجبلاوى ينفّس عنه من خلال ما يقوله إدريس وقدرى فى حقه، فإبليس فى القرآن لا يتطاول على الله أو على دينه أبدا، وكل ما هنالك أنه يعترض على أمر الله له بالسجود لآدم رغم أن الله خلقه من نار، وآدم من طين، ويعلن عزمه عى الاجتهاد فى إغواء آدم وذريته إلى يوم الدين. ثم ليس هناك بعد هذا شىء آخر من
التجاوز فى حق الله أو دينه، فما معنى كل تلك اللعنات والشتائم التى تنصب انصبابا من فم إدريس على الجبلاوى ويتفنن كاتبنا فى حشو فم ذلك الرجيم بها؟ الحق إنه لمن الوضوح بمكانٍ مكينٍ مدى التخبط الذى يكتنف أية محاولة للتعمية على مقصد الرواية.
وهذا هو النص الذى يشير إلى تفسير محفوظ للجبلاوى بأنه هو الله، وإن حاول محفوظ أن يخفف من الأمر سُدًى. وهو نبذة من المقدمة التى كتبها فيليب ستيورات مترجم الرواية إلى الإنجليزية، وفيها يشير إلى رد الفعل العنيف الذى استُقْبِلَتْ به الرواية قائلا إن السبب فى ذلك هو "أن محفوظا قد تناول القضايا التى ينقسم الناس إزاءها انقساما عميقا لا فى مصر وحدها، بل ربما فى العالم أجمع. ذلك أن أبطال روايته فى حارته القاهرية الخيالية يعيشون مرة أخرى، دون أن يدروا، حياة آدم وموسى وعيسى ومحمد، مثلما يمثل جدُّهم العجوزُ الجبلاوى "اللهَ"، أو بالأحرى: ليس الله، بل
فكرة بعينها عن الله من صنع البشر كما قال نجيب محفوظ فى حوار له معى" (مقدمة الترجمة التى قام بها ديفيد ستيورات لرواية "أولاد حارتنا" بعنوان "children of gebelawi" عن دار نشر Heinmann بلندن عام 1981م/ ص vii). ويلاحظ القارئ أن ستيورات يفسر الجبلاوى بأنه هو الله، وهو ما لم يخالفه فيه محفوظ، وإن حاول التخفيف منه بالقول بأنه ليس الله، بل فكرة الناس عن الله، مما لا يقدم كثيرا ولا يؤخر.
وقد أشارت إلى ذلك Gabriel Judith فى مقال لها بعنوان "Controversial Mahfouz Allegory- Published In New Translation" منشور فى موقع "AL JADID MAGAZINE" الأمريكى (Vol. 7, no. 37, Fall 2001)، إذ قالت: "Central to the controversy is the overshadowing figure of Gebelaawi, whose fictional demise the Nobel Prize committee took upon themselves to refer to as “the primal father Gebelaawi’s (God’s) death.” Mahfouz himself consistently refused this interpretation, asserting that the Gebelaawi character represents “not God, but a certain idea of God that men have made”–those who forget the absolute transcendence of God, as affirmed in Islam"
وعلى أية حال فإننا لا يمكننا نبذ ما نحن متأكدون منه ومطمئنون له ونرى أنه ليس هناك تفسير أصح ولا أصلح منه، إلى رأى لا نطمئن له ولا نراه صوابا أبدا. فالدين لا يمكن أن يكون له أولاد: أدهم وإدريس وأميمة، أولئك الذين لا يمكن أن يخطئ أحد أن المقصود بهم آدم وإبليس وحواء، فضلا عن الشخصيات التى ترمز إلى الملائكة: عباس ورضوان وجليل. وبنوة هؤلاء وهؤلاء للجبلاوى ترمز إلى خلقه لهم، فالله ليس له أولاد بالمعنى الحرفى، تعالى الله عن ذلك، ومحفوظ أكبر من أن يظن ذلك مهما كانت عقيدته فى الله فى ذلك الوقت الذى ألّف فيه روايته. كما تشير الرواية إلى أن الجبلاوى قد
ترك لأولاده وقفا يصرّفونه فى تدبير مصالحهم، مما يرمز إلى ما خلقه الله فى الأرض والسماء من أجل البشر، وأنه قد جمع أولاده: أدهم وإدريس وعباس ورضوان وجليل (أى آدم وإبليس والملائكة) وأنبأهم أنه أوكل إدارة الوقف إلى أدهم، وهو ما أثار اعتراض إدريس قائلا إن هذا لا يصح: فأدهم ابن الأمة، أما هو فابن الهانم. فرد الجبلاوى بأنه قد قام بالاختيار السليم لأن أدهم يعرف أكثر مستأجرى الوقف بأسمائهم، مثلما يعرف القراءة والكتابة والحساب، ثم طرد إدريس إلى الأبد تشيعه اللعنة لإصراره على التكبر والتمرد والعصيان، وهو ما لا يمكن أن يخطئ العقل ما فيه من الإشارة إلى
ما ورد فى سورة "البقرة" عن قول الله للملائكة إنه سبحانه جاعلٌ فى الأرض خليفة هو آدم، الذى يعرف الأسماء كلها والذى أنبأ الملائكة بمسمياتها جميعا، ورَفْض إبليس لهذا الاختيار بشبهة أن آدم مخلوق من الطين، أما هو فمن النار، والنار فى رأيه أفضل من الطين. وفى الرواية أيضا أن الجبلاوى موجود منذ القديم وأنه باق كذلك على توالى الأجيال والأحقاب، وإن كان عرفة قد قتله أو تسبب على الأقل فى موته، وهو ما يرمز إلى حلول العلم فى نفوس بعض الفلاسفة والمفكرين فى العصر الحديث محل العقيدة الإلهية، أو على الأقل: طموحه إلى احتلال مكانة الله فى العقول والضمائر. كذلك
تقول الرواية إن أمر الجبلاوى لا يُرَدّ، والناس جميعا تهتف باسمه عند الشدائد، فضلا عن أنه لا يشبهه أحد ولا يشبه هو أحدا. وهناك إشارة إلى الوصايا العشر متمثلة فى "الشروط العشرة" التى تنظم ما تركه الجبلاوى لأهل الحارة من أوقاف. ثم إن أيا من البشر لم ير الجبلاوى قط رغم تطاول الأحقاب والدهور، كما كان جبل ورفاعة وقاسم، وهم المصلحون الذين جاؤوا للأخذ بيد أهل الحارة وتبصيرهم بحقوقهم فى وقف الجبلاوى، ينطقون دائما باسمه ويعلنون أنهم مكلفون من قِبَله، وهو ما يعنى أنهم هم رسل الله: موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام، جاؤوا يدعون إليه ويعملون على
التمكين للمبادئ والقيم التى يريد سبحانه من أهل الحارة (أى البشر) التمسك بها والكفاح من أجلها... إلخ، مما لا ينطبق منه شىء على الدين، ولا يصدق إلا على المولى جل وعلا مع الأخذ فى الاعتبار بأننا هنا بصدد رواية رمزية كما هو مفهوم.
وإضافة إلى من ذَكَرْنا ممن قاموا بتفسير الرواية التفسيرَ الذى نرى بكل قوة أنه هو التفسير الصحيح نسوق هنا بعض ما كُتِب عنها باللغة الإنجليزية والفرنسية: فمن ذلك مثلا ما جاء تحت عنوان "Children of Gebelawi" فى الموسوعة الخاصة بموقع "NationMaster.com". وهذا نصه:
The story recreates the history of the monotheistic Abrahamic religions, allegorised against the setting of an imaginary Cairene alley. The first four sections retell, in succession, the stories of Adam (and his sons), Moses, Jesus and Muhammad; the protagonist of the book's fifth section (who, significantly, comes after the Prophet of Islam) symbolises modern science. Monotheism … is the belief in a single, universal, all-encompassing deity.
وفى الزاوية الخاصة بتعريف الكتب فى موقع "www.alibris.com" نقرأ تحت عنوان "Children of Gebelawi " الكلمة التالية عن الرواية: "An allegorical novel about the Cairo alley that often appears in Mahfouz's work, but which is inhabited this time by Adam and Eve, Cain and Abel, Moses, Jesus, and Mohammed".
وثَمَّ خبرٌ بتاريخ Wednesday, August 30, 2006 at 12:13 PM عن وفاة الكاتب الكبير منشور فى موقع "stevejanke.com" تحت عنوان "Nobel Prize winner Naguib Mahfouz passes away"، ننقل منه ما يلى:
Children of Gebelaawi (Awlad haratina) is Naguib Mahfouz's most controversial work. Set on the edge of real Cairo, it relates in a simple, parable-like language the history of an isolated alley (harah) through several generations. The hero of each generation struggles to restore the rights of the alley's poor and oppressed inhabitants to the estate (waqf) set up by their ancestor, the powerful and enigmatic Gebelaawi. In order to accomplish this mission, he must battle the tyrants who control the estate and their thugs or "strongmen'' (futuwah), sadistic protection-racketeers with colorful gangster-like names such as Guzzler, Bruiser, etc.
On closer examination, we see that Children of Gebelaawi is an allegorical tale. The heroes of the first four episodes relive the lives of the prophets Adam, Moses, Jesus and Muhammad, and the protagonist of the fifth represents modern man who relies on science and technology to destroy the alley's oppressors.
أما الفقرات التالية فعبارة عن كلمة لقارئ لندنى يدعى: Ralph Blumenau كتبها فى موقع "www.amazon.com" تعليقا على الرواية قال فيها:
This novel about a community in some desert village is written with the simplicity of language that one associates with old myths, and underlying the story are indeed echoes, sometimes close and sometimes rather distorted, of ancient myths. God is allegorized as Gabalawi, the remote and mostly unseen owner of the estate of which the Children of the Alley are supposed to be his heirs. The central character in each of the five stories is up against the selfish and oppressive overseers who dominate the estate and its inhabitants with the help of their retinue of gangsters. The first of the stories evokes that of the expulsion from the Garden of Eden and the story of Cain and Abel; the second that of Moses and Pharaoh; the third that of Jesus; the fourth that of Muhammad.
Then there is a fifth story, in which the central figure, a `magician', is presumably a scientist. He tries to discover the secret of Gabalawi He fails to find it, but in the process he is instrumental in the death of Gabalawi `who had been easier to kill than to see'. It makes no difference: the scientist, who has invented a weapon of great destructive power, is forced to put it at the service of the new overseer, and the Children of the Alley remain as oppressed as ever, though they remain hopeful that one day `magic' will put an end to their suffering.
Subtle the book is not, either in content or in style; and in my view is far too long and far too repetitive. The overseers and the gangsters in each generation have different names, but as individuals they are indistinguishable one from another. A large number of the characters are perpetually angry or violent. They mostly `shout', `scream', `shriek', `yell', `cry' or `sneer', which becomes rather tiresome.
The literary quality of this novel is, I think, greatly inferior to Mahfouz's rightly famous Cairo Trilogy which has contributed to his having become the only Arab to have been awarded the Nobel Prize for Literature. But it is a courageous book for an Egyptian to have written: it has been banned in Egypt; its allegories enraged the Islamicists and led to an attempt on the author's life.
وفى موقع "AL JADID MAGAZINE" الأمريكى (Vol. 7, no. 37, Fall 2001) توجد مقالة عنوانها: "Controversial Mahfouz Allegory- Published In New Translation" بقلم Judith Gabriel تتحدث عن إعادة طبع الترجمة الإنجليزية لــ"أولاد حارتنا" التى قام بها Philip Stewart نقتطف منها السطور التالية:
On the surface, “Children of Gebelaawi” is the saga of the people who inhabit a Cairo neighborhood through several generations, struggling to survive the repression of brute strong-men, the protection-racket gangsters who literally run life in the neighborhood. At a deeper level, the book is an allegory whose heroes parallel Adam and Eve, Moses, Jesus and Mohammad, and includes a fictitious character that represents the scientist. They all struggle to restore the people’s rights to a trust fund set up by their venerable ancestor Gebelaawi that has been usurped and corrupted by embezzlers and tyrants. The five closely inter-linked fables are set on the edge of Cairo in an isolated, time-compressed locale–an alley, which borders somewhere between reality and fantasy… Gebelaawi certainly is a father figure; an arrogantly remote one at times, as lamented by the allegorical Adam after being cast out of the Garden: “Loneliness speaks, and sorrow smolders like
coals buried in the ashes. The high wall of the house repels the yearning heart. How can I make this terrible father hear my cry?...My eyes long for the streams flowing between the rose bushes. Where is the scent of henna and jasmine? Where is peace of mind? And my flute? You cruel man!...Will the ice in your heart ever melt?” In the end, Gebelaawi is killed as a result of the actions of Arafa the Magician, the character who symbolizes science. Theological critics took this as a portrayal of the “death of God” and called it blasphemous.
كذلك وجدت، فى موقع "wodka.over-blog.com"، الكلمة التالية بالفرنسية، وفيها تفسير لرموز الرواية لا يخضع للاعتبارات المحلية عندنا، وعنوانها: "Naguib Mahfouz : Les fils de la médina":
I. Les habitants de notre quartier
Tel est le titre arabe de ce roman paru en feuilleton au Caire en 1959 dans le quotidien Al-Ahram et en volume à Beyrouth, en 1967 seulement, et pas en Égypte — pour des raisons que l'on verra plus bas.
• Pourquoi "notre quartier" ?
Enfant du Vieux Caire, Naguib Mahfouz s'est engagé après 1945 dans le roman social avec la matière de ces quartiers qu'il connaissait bien, comme cadre de son enfance. Même si nous avons ici globalement un roman allégorique, à l'intérieur des chapitres il reste de vastes pans de réalisme social appliqués au Vieux Caire. L'auteur impose l'unité de lieu: on ne quittera pas la ville; on arpentera le quartier de la Gamaliyya.
Réitérée, cette formule, "Notre quartier", est la seule intervention du narrateur dans le récit conduit de manière impersonnelle. «Au commencement, là où se trouve actuellement notre quartier, il n'y avait que le désert du Muqattam qui s'étendait à perte de vue. Au milieu du désert se dressait la Grande Maison construite par Gabalawi…»
Le Fondateur du quartier a fini par confier la gestion du domaine de main-morte (le waqf) à un Intendant autoritaire et rapace qui se réserve l'essentiel des revenus au lieu de les partager. Celui-ci est aidé de "ces futuwwas déchaînés qui nous oppriment aujourd'hui". Ces chefs de bande contrôlent chacun un secteur et y font régner la loi du plus fort à l'aide de leurs gourdins.
• Qui sont ces habitants?
«Notre quartier était bruyant et surpeuplé; les enfants, pieds nus et à peine vêtus, jouaient dans tous les coins, remplissant l'air de leur vacarme et couvrant le sol de leurs excréments. Les femmes s'agglutinaient sur le seuil des maisons, l'une hachant des feuilles de mouloukhiyya, l'autre pelant des oignons, une troisième allumant un brasero, toutes échangeant potins et plaisanteries, ou, au besoin injures et malédictions. De jour comme de nuit, c'était un fracas ininterrompu, soutenu par le rythme lancinant du tambourin à exorcismes : les chansons, les pleurs, les voitures à bras courant en tous sens, les engueulades, les rixes, le miaulement des chats et le grognement des chiens se disputant les tas d'ordures. Les rats grouillaient dans les cours des maisons et nichaient dans les murs, et il arrivait fréquemment qu'un groupe se rassemble à grands cris pour tuer un serpent venimeux ou un scorpion. Quant aux mouches, leur nombre n'avait d'égal que celui
des poux : elles partageaient la vie des habitants avec une familiarité amicale, mangeant dans leurs assiettes, buvant dans leurs verres, jouant autour de leurs yeux et se glissant même parfois dans leur bouche.» (p.138).
Mahfouz peint donc les hommes qui forment la société cairote. Et dans ce microcosme social les pauvres sont les plus nombreux et mènent une vie toujours misérable. En 1977, "La Chanson des Gueux" reprendra plus ou moins la même structure et les mêmes thèmes mais sans les allusions aux religions du Livre.
II. Une allégorie victime de la censure religieuse
• Un roman allégorique
Mahfouz a osé un condensé historique de l'humanité depuis le Jardin d'Eden dont elle est chassée, jusqu'à l'âge de la science moderne. Le roman est divisé en 5 parties– comme le Pentateuque– centrées sur Adham, Gabal, Rifaa, Qasim et Arafa. « Qui examinerait notre quartier avec quelque attention aurait beaucoup de mal à croire à ce que l'on chante dans les cafés, au son du rebab , Gabal, Rifaa, Qasim… ont-ils jamais existé? Que reste-t-il d'eux ? Un quartier plongé dans les ténèbres, et un rebab qui rassesse des rêves anciens. Comment en sommes-nous arrivés là? (…) On vous le racontera autour de la pipe à eau dans les fumeries de haschich, entre une quinte de toux et un éclat de rire.» (p.507).
Dans la première partie, le Fondateur confie la gestion du waqf à son jeune fils Adham plutôt qu'à l'aîné Idris, dont la colère provoque l'expulsion. Adham à son tour est chassé pour avoir voulu connaître le Livre des Dix Conditions, gardé sacré dans la chambre du père. Exclus du paradis terrestre, Adham doit travailler pour vivre et sa femme enfanter dans la douleur. Leurs fils s'entre-tuent: vous voyez l'allusion, non?
Le Fondateur s'étant ensuite retiré du monde pour vivre cloîtré dans la "Grande Maison" entourée de hauts murs, périodiquement se trouve posée la question de la succession de l'Intendant et du remplacement des futuwwas. Le petit Gabal barbotait tout nu dans un ruisseau quand il fut recueilli et adopté par la femme de l'Intendant. Devenu adulte, il va se dresser contre l'arbitraire et se réfugier chez un magicien qui lui apprend l'art de charmeur de serpents. Gabal utilise cet art pour débarrasser le quartier du fléau des serpents puis il réussit à faire périr les futuwwas déconsidérés dans un passage envahi par les eaux. Son triomphe sera cependant de courte durée car « le fléau de notre quartier c'est l'oubli» déplore Mahfouz.
Rifaa est un apprenti menuisier ému par Yasmina la prostituée sa voisine au point de l'épouser. Inspiré par le Fondateur, il ne parle plus que de l'amour du prochain et de la guérison des malades. « Parmi ses anciens malades, Rifaa avait choisi quatre amis, nommés Zaki, Husayn, Ali et Karim ; ils étaient ensemble comme des frères. Aucun d'entre eux n'avait connu l'amitié auparavant ; Zaki était un vagabond, un chômeur professionnel, Husayn un opiomane invétéré, Ali un apprenti futuwwa et Karim un petit souteneur. Grâce à Rifaa, ils étaient devenus des hommes droits et bons.» La vertu de Rifaa menace l'injuste pouvoir établi. Cela lui vaut l'estime de tous les pauvres et malheureusement, après un dîner avec ses amis, les coups de gourdins des futuwwas du quartier. Rifaa mort, on ne retrouve pas son cadavre...
Qasim est un pauvre berger qui épouse une riche veuve. Se croyant inspiré par le Fondateur, il prophétise le partage des richesses du waqf, il doit s'enfuir du quartier et se réfugier dans un camp improvisé dans la montagne. Les futawwas l'attaquent et sont vaincus. Qasim, veuf de Qamar, épouse ensuite une collection de jolies nanas : son oncle Zakariya « affirmait qu'il voulait ainsi établir des alliances avec tous les clans. Mais la plupart des gens n'allaient pas chercher si loin. Disons-le franchement : on le respectait plus encore pour sa virilité que pour tout le reste.» Le bilan de l'époque de Qasim est que le quartier est restauré et la concorde règne… provisoirement.
Arrive alors Arafa, avec Hanach son gnome de frère, tous deux nés d'une sorcière et de père inconnu. Son truc à lui c'est l'alchimie : c'est par la connaissance qu'il veut sauver le monde. Il invente une sorte de viagra pour se faire bien voir d'Aggag son futuwwa et le cocktail molotov pour éliminer qui voudrait le tuer. Arafa-la-science rêve de s'emparer du Testament de Gabalawi qu'il considère comme un thesaurus alchimique. Il s'introduit dans la Grande Maison par un souterrain, tue un vieux serviteur: Gabalawi en mourra d'une crise cardiaque. Par les mêmes moyens il pénètre chez le futuwwa, le poignarde, puis élimine ses gardes du corps grâce à une "bouteille explosive". Il espère ainsi déclencher une guerre de succession entre les aspirants au pouvoir. Mais l'Intendant le contraint à entrer à son service avec ses inventions. L'oppression sur le quartier atteint son apogée. Quand Arafa veut s'enfuir, il est trop tard, le piège se referme sur lui...
Ainsi, à la fin du roman: «La peur et la haine s'appesantirent à nouveau sur le quartier ; mais tous supportaient les exactions avec courage et opiniâtreté, confiants dans l'avenir. Patience, disaient-ils. Tout a une fin, même l'oppression ! Le soleil finira bien par se lever, et nous verrons la chute du tyran : l'aube viendra pleine de lumière et de merveilles…»
• Un roman victime de la censure
On y a vu– à tort– une critique du régime de Nasser. Mahfouz s'était réjoui de la révolution de juillet 1952 conduisant Nasser au pouvoir avant d'être en effet déçu par la République faute de démocratie et de justice sociale. Mais d'autres ouvrages, plus tard, seront consacrés à cette critique de manière explicite.
Si "Les fils de la médina" a été censuré au Caire, c'est à cause des allusions à toutes les religions du Livre que l'on peut lire comme autant de flèches acides. D'abord, il y a la forme: 5 parties comme le Pentateuque et 114 chapitres comme autant de sourates du Coran. Surtout, il est facile de voir l'ironie d'un libre-penseur dans cette manière d'envelopper l'histoire de l'humanité dans cette série d'espérances qui tournent au cauchemar après un bref triomphe. Adam, Moïse, Jésus, Mahomet se sont succédé en vain. Le lecteur repère en effet, dans chaque aventure, des éléments caractéristiques de ces personnages sacrés. Mahomet apparaît comme le dernier prophète capable de soulever les foules; mais après lui le quartier retombe dans l'oppression et l'injustice. Avec Arafa, incarnation de la science moderne, c'est la mort de Dieu qui est mise en scène («Gabalawi est mort!»)
Les docteurs de l’université d'Al Azhar ont interdit ce livre jugé blasphématoire. Quand l'auteur reçut le Nobel en 1988, le président Moubarak, à ce qu'on dit, voulut lever cette interdiction. Or, Mahfouz préféra éviter la republication car le fanatisme avait beaucoup progressé par rapport aux premières années du pouvoir nassérien ! Cette prudence n'empêcha pas une tentative d’assassinat à l’arme blanche (octobre 1994) perpétrée par deux jeunes fanatiques qui ont reconnu au procès ne pas avoir lu une seule ligne de cette œuvre dans laquelle je verrais bien "le grand roman arabe" contemporain. Blessé à la main, Mahfouz fut pour le reste de ses jours obligé de dicter ses textes.
وثم مقال آخر بعنوان "Islam. Les dix livres maudits" فى موقع "www.telquel-online" بقلم Abdellah Tourabi et Youssef Mahla أنقل منه السطور التالية عن "أولاد حارتنا"، وهى تؤكد صحة ما قلناه وقاله كثير من الكتاب والنقاد منذ بداية ظهور الرواية، ومنهم محفوظ ذاته، من أن الرواية إنما تحكى قصة الخلق والنبوات، وتدور حول الذات الإلهية وآدم وحواء وإبليس والملائكة وموسى وعيسى ومحمد: ""Les Fils de la Médina" a la force de la légende, de la Création, de quatre personnages qui personnifient la force, la morale communautaire, la charité et la recherche alchimique, la "magie", cette science qui tuera le héros fondateur. On y voit l’ombre des grands prophètes, Moïse, Jésus et Mohamed et le spectre Nietschéen de la mort de Dieu".
وقد أكثر النقّاش من القول بأن أحدا لم ير التقرير الذى كتبه بعض علماء الأزهر ضد الرواية عند نشرها على حلقات فى جريدة "الأهرام" سنة 1959م، وأن الأزهر لم يستجب لدعوة محفوظ إلى إبداء رأيه فى الرواية، ومن ثم فقد ظل كاتبنا على موقفه القديم المتمثل فى أنه لن يقوم بطبعها فى مصر دون موافقة تلك المؤسسة الدينية. إلا أن مجلة "أخبار الأدب" قد نشرت تقريرين عن الرواية صادرين عن مجمع البحوث الإسلامية، وذلك فى مقال بعنوان "عن "أولاد حارتنا" من جديد- عفوا فضيلة الشيخ: لتتحرَّ الدقة فقط، وها هما التقريران أمامك!" يجده القارئ فى العدد 656 بتاريخ الأحد 5 فبراير 2006م،
الموافق 6 محرم 1427هـ، لمحمود الوردانى، وفيه نقرأ ما يلى: "في العدد الماضي من "أخبار الأدب" كتب الزميل محمد شعير تقريرا حول موقف نجيب محفوظ من روايته: "أولاد حارتنا"، وسأل الشيخ عبد الظاهر عبد الرازق مدير عام إدارة البحوث والنشر عما إذا كان هناك قرار رسمي من مجمع البحوث الإسلامية صدر في الستينيات يقضي بمنع تداول الرواية، وأجاب فضيلته بأن هناك بالفعل تقريرين يتضمنان قرارا بمنع تداول "أولاد حارتنا". إلى هنا وليست هناك أي مشكلة. المشكلة بدأت عندما طلب الزميل شعير أن يطّلع على التقرير، فرفض الشيخ عبد الظاهر قائلا بالحرف: لا. هناك قواعد تحرّم علينا
أن نُطْلِع أحدا على هذه التقارير، وعلينا أن نحترم قواعد العمل. سأكتفي في السطور التالية بنشر نص التقريرين اللذين قال فضيلة الشيخ إنه يحترم قواعد العمل، ولن أكشف عن مصدري الآن، لكنني أطلب من الشيخ عبد الظاهر أن يتحرى الدقة فقط، أو فليقل لي إذا كان هذان التقريران غير صحيحين! لن أناقش بطبيعة الحال ما تضمنه التقريران من عدوان على حرية التعبير من جهة لا يحق لها مناقشة عمل روائي، ولن أناقش أن مرور 20 عاما بين التقرير الأول والثاني لم يغير القرار الجائر. فقط أنشر التقريرين وأضعهما أمام القارئ قبل كل شيء.
التقرير الأول:
"1- القصة تقع في خمسمائة واثنتين وخمسين صفحة من القطع الكبير.وهي من القصص الرمزية التي تتناول تاريخ البشرية ابتداء من آدم وما وقع له ولابنيه، وبعثة الرسل: موسى وعيسى ومحمد إلي وقتنا هذا، وما يظهر كل يوم من جديد في التقدم العلمي
2- وقد رمز الكاتب إلي كل حادثة مشهورة وشخصية معروفة، وأضفي عليها من التصوير ما يحدد معالمها ويدل عليها، وإن لم تكن في الإطار التاريخي لها. فرمز للإله "بالجبلاوي"، والجنة "بحديقة القصر"، وآدم "بأدهم"، وإبليس "بإدريس"، وموسى "بجبل"، وعيسى "برفاعة"، ومحمد "بقاسم"... إلى آخر الرموز التي استخدمهما في تصوير الأحداث.
3- وقد أخطأ التوفيق الكاتب في تناوله للإله والرسل.
أ- فبالنسبة للإله: جسّد الإله ونعته بصفات مفزعة سواء على لسان إبليس أو قدري الابن العاصي من ولدَيْ آدم أو الفتوات، وفي بعض الأحيان على لسان الرسل، والبعض الآخر عند تصويره هو لبعض المواقف. وصفه علي لسان إبليس بأنه قاطع طريق في القديم، وعربيد أثيم في المستقبل، ووصف تقاليد أسرته بالسخف والجبن المهين، وأنه يغير ويبدل في كتابه كيف شاء له الغضب والفشل. ووصفه على لسان قدري ابن آدم بأنه لعنة من لعنات الدهر، وأنه البلطجي الأكبر. ووصفه على لسان أحد الفتوات بأنه ميت أو في حكم الميت. ووصفه على لسان ناظر الوقف بأنه قعيد حجرته، ولا يفتح بابه إلا عندما
تُحْمَل إليه حوائجه. ووصفه على لسان أحد تلاميذ عيسى بأنه عاجز وأنه لو كان في قوّته الأولى لسارت الأمور كما يشاء. ووصفه على لسان عرفه رَمْز العلم بأنه نائم غير دارٍ بجريمته. ثم يختم قصة الرسالات بموت الجبلاوي. يراجَع في ذلك الصفحات التالية من الكتاب: 23، 25، 29، 51، 55، 56، 65، 66، 71، 86، 95، 230، 237، 274، 289، 410، 484، 492، 497، 499.
ب- بالنسبة للرسل: صوّرهم جميعا في صورة من يرتاد "الغُرَز" ويتعاطى المخدرات، وهذا أخف ما وُصِفوا به فيما كتب. عيسى: وصفه علي لسان أحد الفتوات بأنه خنثى. يقول بطيخة أحد الفتوات ص 275: فتوات الحارة تجتمع من أجل مخلوق لا هو ذكر ولا هو أنثى. ويصوره على لسان نفسه وتلاميذه بأنه سكير حشاش: ففي ص 288 يقول رفاعة "عيسي": الخمر توقظ العفاريت، ولكنها تنعش من تخلَّص من عفريته. وفي ص 291: وتساءل كريم، وهو أحد أعوان رفاعة: هل أُعِدُّ المجمرة؟ فقال رفاعة بحزم: نحن في حاجة إلى وعينا. وينسب إلى رفاعة الزواج من عاهر وإن لم يَقْرُبها، مع أن عيسى لم يتزوج بنص القرآن. وقد
ناقض الكاتب نفسه حين جعل بعض أتباعه يتجنبون الزواج حبا في محاكاته. وجعل ولادة عيسى عن زواج، وذلك خلاف ما نص عليه القرآن. ويتنافى ختام حديثه عن عيسى مع ما جاء به القرآن من أنه لم يُقْتَل، ولكنه جعل نهايته القتل كما جاء في الصفحات من 292 إلى 295.
ج- بالنسبة لمحمد المرموز إليه بقاسم: 1- وصفه بارتياد القهاوي وتعاطي الجوزة والشراب وأنه مولع بالنساء يترصدهن بالخلاء عند المغيب كما جاء في الصفحات 318، 322، 338. وفي ص 341 عند الحديث عن زواجه من قمر "خديجة": اقترب منها بجلبابه الحريري، وجسده ينفث حرارة ممزوجة بسطول حتى وقف أمامها ينظر من عَلِ... إلخ.
2- ومن الألفاظ المقذعة الخارجة التي جاء بها الكاتب على لسان أحد البلطجية في النَّيْل من قاسم: عرف ابنُ الزانية كيف يفسد بيننا.
3- بل من أفحش الفحش ما سرده من تعليل لزواج قاسم المتعدد ص 443، إذ يقول: لم يتغير من شأنه شيء، اللهم إلا أنه توسع في حياته الزوجية كأنما جرى فيها مجراه في تجديد الوقف وتنميته. ثم يقوم بسرد التعليل عن زواجه فيقول: "إنه يبحث عن شيء افتقده منذ فقد زوجته الأولى قمر"، أو "إنه يريد أن يوثّق أسبابه بأحياء الحارة جميعا"، أو "إذا كانت الحارة أُعْجِبَتْ به لأخلاقه مرة فقد أُعْجِبَتْ به لحيويته مرات"، و"إن حُبّ النسوان في حارتنا مقدرة يتيه بها الرجال ويزدهون، ومنزلته تَعْدِل في درجاتها الفتونة في زمانها أو تزيد". وينتهي الكاتب من قصته إلى أن التقدم العلمي
وتطوره بهذه الصورة إرهاص بانقراض الرسالات وانقضاء أثرها، وأن ذلك أثر من أثار شيخوخة الإله ثم موته.
هذه جوانب المؤاخذة في القصة، ولا يخفف من وقعها الانتقال من الأحداث الطبيعية وشخصياتها إلى أحداث دالة وشخصيات رامزة، فإن ذلك كله لا يخفي الوجه الحقيقي لكل حادثة ولكل شخصية. كما لا يخفف من وقع هذه المؤاخذات أن ما قدمه الكاتب من حيث هو ­ بعيدا عن المعتقدات والمقدسات عمل فني ممتاز، وقد كان في مقدور الكاتب أن يخرج عمله الفني بعيدا عن هذا السقوط. لهذا أُوصِي بعدم نشر القصة مطبوعة أو مسموعة أو مرئية. والله الموفق".
(الباحث 12/ 5/ 1968م)
التقرير الثانى:
"بعد فحص رواية "أولاد حارتنا" للأستاذ نجيب محفوظ نجدها قصة رمزية واضحة الرمز تشير إلي قصة الحياة والبشر، إلا أنها مع وضوح رموزها تحتوي على خلط شديد، ولا تنتظم على سياق تاريخي أو خط رمزي مستقيم. وقد رمز فيها لفترات متعددة: فترة بدء الخلق حتى بعثة موسى عليه السلام، وفترة بعثة موسى إلى بعثة عيسى عليه السلام، ثم بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، ثم فترة التخلف والصراع على العالم الإسلامي... وهكذا. وقد جسد في رمزه باسم "الجبلاوي" صورة الإله ونعته بصفات مقذعة سواء على لسان إبليس "إدريس" أو قدري "قابيل" الابن العاصي من وَلَدَيْ آدم "أدهم" أو الفتوات، وفي
بعض الأحيان على لسان الرسل أنفسهم، أو في تصوير بعض المواقف. وقد وصفه مثلا على لسان إبليس بأنه قاطع طريق في القديم، وعربيد أثيم في المستقبل. ووصف تقاليد أسرته بالسخف والجبن المهين وأنه يغير ويبدل في كتابه كيف شاء له الغضب والفشل. ووصفه على لسان قدري "قابيل" بن آدم بأنه لعنة من لعنات الدهر، وأنه البلطجي الأكبر. ووصفه على لسان أحد الفتوات بأنه ميت أو في حكم الميت. ووصفه على لسان ناظر الوقف بأنه قعيد حجرته، ولايفتح بابه الا عندما تحمل إليه حوائجه. ووصفه على لسان عرفة "العلم الحديث" بأنه نائم غير دار بجريمته. ثم تنتهي القصة بموت الجبلاوي "الله" على
يد عرفة "العلم الحديث". وأما بالنسبة للرسل فقد صورهم في صورة من يرتاد "الغُرَز" ويتعاطي المخدرات، ووصف جبل "موسى" علي لسان أحد الفتوات بأسلوب التحقير بأنه خنثى: لا هو ذكر ولا هو أنثى، وعلي لسان نفسه ولسان تلاميذه بأنه سكير حشاش. كما نسب إلى رفاعه "عيسى" الزواج من عاهر، وإن لم يَقْرُبْها. ثم ذكر بعد ذلك أن بعض أتباعه تجنبوا الزواج حبا في محاكاته. وجعل ولادة عيسى ناشئة عن زواج. وأنهى حياة عيسى بالقتل. أما بالنسبة لقاسم "محمد" فقد وصفه بأنه يرتاد القهاوي ويتعاطى الجوزة والشراب وبأنه مولع بالنساء يترصدهن بالخلاء عند المغيب. واستعمل في النيل منه
ألفاظا مثل ما ذكره على لسان أحد البلطجية: "عرف ابن الزانية كيف يفسد بيننا". ويقول في تعليل تعدد زوجاته: لم يتغير من شأنه شيء، اللهم إلا أنه توسع في حياته الزوجية كأنما جرى فيها مجراه في تجديد الوقف وتنميته. ثم يقول إنه يبحث عن شيء افتقده منذ فقد زوجته الأولى قمر "خديجة"، وإنه إذا كانت الحارة أُعْجِبَتْ به لأخلاقه مرة فقد أُعْجِبَتْ به لحيويته مرات، وإن حب النسوان في حارتنا مقدرة يتيه بها الرجال ويزدهون. ولا يخفف من هذه المؤاخذات أنها سيقت مساق الرمز لأن الرمز مصحوب بما يحدد المقصود منه بغير لبس ولا شبهة، ولا ما يُذْكَر أحيانا على لسان بعض
المغرضين أو من استغرقتهم واستهوتهم هذه الأفانين من أن الكاتب يكتب فنا ولا يقصد به القصص الديني. فنحن في هذه القصة نعالج القصة ورموزها الواضحة بدون لجوء إلى قصد الكاتب ونيته، فسوف يحاسبه الله تعالي عليها، وأما تقدير العمل من حيث هو فن "رفيع" فنتركه لهؤلاء النقاد الذين استساغت أذواقهم "الرفيعة" مثل هذا الفن. وقد قرر مجمع البحوث الإسلامية حظر تداولها أو نشرها مقروءة أو مسموعة أو مرئية، وكذلك حظر دخولها بناء هذا التقرير وعلي تقارير الأجهزة الرقابية الأخرى. وبالله التوفيق".
(الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية 1/ 12/ 1988م)
هذا بعض ما أُخِذ على الرواية. ويمكن أن نضيف إليه أشياء أخرى منها على سبيل المثال تركيز محفوظ على جبروت الجبلاوى، الذى يصفه دائما بالقسوة واللامبالاة بأولاده واحتجابه المستمر عنهم فلا يرونه ولا يراهم أبدا. وكان من الواجب ألا يصوره، كما فعل، بصورة من يقسو على أولاده ولا يراهم، فالله فى الإسلام يرانا ويسمعنا ويستجيب لدعائنا فى كثير من الحالات استجابة مباشرة أو يحققها لنا فى صورة أخرى أو يؤجل استجابتها إلى حين. كما أنه سبحانه وتعالى ليس جبارا أو شديد العقاب فقط، بل هو أيضا غفور رحيم يتغاضى عن ذنوبنا التى نجترحها دون قصد أو فى حالات الضعف
والانكسار ولا يحاسبنا عليها، بل من الممكن ألا يحاسبنا جل وعلا على أى ذنب ارتكبناه كما نصت على ذلك بعض الآيات والأحاديث، ومنها على سبيل المثال قوله عز شأنه: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" (الزمر/ 53)، "وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا" (النساء/ 110)، "وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ
ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ* أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ" (آل عمران/ 135- 136)، وكقول نبيه عليه السلام فيما رواه أبو ذر الغفارى: "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب أبيض وهو نائم، ثم أتيته وقد استيقظ، فقال: ما من عبد قال: "لا إله إلا الله" ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة. قلت: وإنْ زَنَى وإن سَرَق؟ قال: وإن زنى
وإن سرق. قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال :وإن زنى وإن سرق. قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر. وكان أبو ذر إذا حدّث بهذا قال :وإن رَغِمَ أنف أبي ذر"، وكذلك الحديث التالى من "عمدة التفسير" للشيخ أحمد شاكر: "إن رجلا أذنب ذنبا فقال: يا رب، إني أذنبت ذنبا فاغفره. فقال الله: عبدي عمل ذنبا فعَلِمَ أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به. قد غفرت لعبدي. ثم عمل ذنبا آخر فقال: رب، إني عملت ذنبا فاغفره. فقال تبارك وتعالى: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به. قد غفرت لعبدي. ثم عمل ذنبا آخر فقال: رب، إني عملت ذنبا فاغفره لي. فقال عز وجل: علم عبدي أن له
ربا يغفر الذنب ويأخذ به. قد غفرت لعبدي. ثم عمل ذنبا آخر فقال: رب، إني عملت ذنبا فاغفره. فقال عز وجل: عبدي علم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به. أُشْهِدكم أني قد غفرت لعبدي، فليعمل ما شاء". وقبل ذلك كله فمن يعمل عملا صالحا لا بد أن يجنى ثمرته. وإذا كان العلم الصالح يخص الأمة كلها فلا بد له من تضافر جهود الصالحين وتعاونهم حتى يؤتى النتيجة المرجوة. وهذه أمور من شأنها أن تبعث على التفاؤل والاطمئنان. ومعنى ذلك أن التشاؤم المحفوطى أمر لا يعرفه الإسلام ولا تصدّقه وقائع الحياة ولا قوانينها.
لكن المشكلة فى "أولاد حارتنا" أنها تشيع اليأس والإحباط وتصور الجبلاوى فى صورة الأصم الأعمى القاسى القلب الذى لا يلين ولا يتفاهم ولا يصغى لأنات ابنه أدهم لا لشىء إلا لأنه خالف مرة عن أمره فحق عليه اللعنة الأبدية، مع أن القرآن يوضح لنا أنه ما إن أقر آدم بذنبه حتى غفر الله له ولحواء وأبرأهما من خطيئتهما وأعطاهما وأولادهما الفرصة للاجتهاد والعمل، مع الوعد بغفران الذنوب ما داموا يؤمنون به ولا يستجيبون لإبليس، أو "إدريس" حسبما تسميه الرواية، وإن استجابوا رجعوا ولم يصروا على العصيان: "وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ
وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ* فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ* فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ* قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ*
وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" (البقرة/ 35- 39).
ثم إننا، وإن لم نر الله ونسمعه رؤية وسماعا مباشرا، نراه ونسمعه ونحسه فيما يكتنفنا من ألوان الخلق والإبداع الذى يدل عليه ويشير إليه كما هو الحال حين نتناول لقمة هنيئة أو شربة ماء على ظمإ أو حين نشم وردة بلدية من النوع الذى كان يحبه نجيب محفوظ أو حين توصوص لنا فى الظلام نجوم السماء أو يطل علينا قمرها فى ليلة من ليالى الصيف الساجية أو حين ننصت إلى خرير جدول أو حين نفنى فى مجالى الطبيعة إبان الربيع وإزهار الشجر، وكذلك فى ابتهالاتنا له سبحانه وعبادتنا إياه، وبخاصة فى لحظات التوهج الروحى، وما أكثرها، وإن كان بعضنا يؤدى العبادة أحيانا بدافع
الشعور بالواجب، ولا بأس فى هذا، فإن الحياة لا تجرى دائما على وتيرة واحدة من التوهج والسطوع. وإلى ذلك كله هناك نعمه سبحانه وعطاياه الكثيرة التى نرفل فيها من مرئى ومسموع ومشموم ومقروء ومشعور به فى وجداناتنا، ومنه ما أُحِسّه أنا الآن من نشوة الإبداع وأنا أكتب هذه الدراسة وأَحَسّه محفوظ وهو يكتب رواياته ويتلقى رأى النقاد والقراء الذين يشاركونه الرؤية والرأى، فضلا عن الجائزة التى فاز بها وجلبت له ما جلبت من أموال وشهرة وتقدير، وإن شاب تلك النعم أحيانا المرض والألم والملل، فضلا عن أن جزءا من طبيعة الحياة يتمثل فى امتزاجها بالكَبَد والمشقة، لا
فَكَاك من ذلك. ثم إن القسوة التى يرمى بها محفوظ الجبلاوى شىء، والشدة التى يأخذنا بها الله أحيانا شىء آخر. كذلك فإنه سبحانه وتعالى قد وعد بتعويضنا عن هذا الجانب المؤلم من الحياة بنعيم مقيم فى الدار الآخرة لقاء إيماننا به واجتهادنا فى عمل الصالحات وصبرنا على أكدار الحياة ومشقاتها. ولا شك أن إهمال نجيب محفوظ لجوانب الحياة المضيئة على ما يشوبها من كدر هو نقصان فى الصورة يعيب الرواية التى كتبها دون أدنى شك. وثم نقطة هامة أود ألا يفوتنى التنبيه إليها، ألا وهى أن مهمة جبل ورفاعة وقاسم، حسبما تحكى لنا الرواية، هى المطالبة بنصيب المحرومين من الوقف،
أى من خيرات الدنيا وثروة البلاد. لكن هذا ليس إلا أحد المطالب التى يحتاج إليها البشر وجاء بها النبى محمد عليه السلام، وإلا فهناك العلاقات الطيبة بين الناس والخلق الكريم وطلب العلم والتحلى بالذوق السليم ومراعاة قواعد اللياقة وغرس قيم الجمال والخير فى النفس والحرص على عدم تعريض الصحة لأى أذى وتربية الفرد والأمة على التطلع إلى الحرية والكرامة وتجهيز الأمة للدفاع عن نفسها ومكتسباتها والخيرات التى أفاضها الله عليها من أن يغتصبها مغتصب... إلخ.
الحق أننى، رغم سعة صدرى وإعجابى بفن نجيب محفوظ، الذى أرى أنه يتفوق على كثير من الروائيين الموصوفين بالعالمية، وأن بعضا ممن أحرز جائزة نوبل لا يسامت قامته الفنية، لا أستطيع مع هذا أن أبتلع منه تلك الإهانات الموجهة للشخصيات التى ترمز لله وأنبيائه. نعم إنها رموز، لكننى أنظر فى الرواية فلا أستطيع أن أجد مسوغا واحدا يبرر هذا الذى صنعه محفوظ. ذلك أن النبى محمدا وصحابته مثلا لم يكونوا يتعاطَوْن قط شيئا من مغيِّبات العقل، فدين سيد المرسلين هو دين الصحو العقلى والأخلاقى الصارم، والمسكِرات فيه مجرَّمة تجريما لم تُجَرَّمْه فى أى دين أو مذهب آخر
قديما أو حديثا. فما معنى الإصرار على تصويرهم بصورة الحشاشين؟ وحتى لو غضضنا النظر عن أن تلك الشخصيات إنما ترمز إلى النبى محمد وصحابته وقلنا إنهم مجرد مصلحين، فالواقع أنه لا يوجد رغم هذا ما يسوغ إدمانها للحشيش. ذلك أن الحشيش يتناقض مع الإصلاح والكفاح فى سبيل القيم والمبادئ الرفيعة. كذلك لم يكن يصح النيل من تلك الشخصيات النبيلة السامقة بكل هذا القدر من البذاءة المفحشة.
لقد كان بإمكان محفوظ أن يورد رأى أعدائهم فيهم، لكنْ بغير هذا الأسلوب، وبخاصة أن أعداء النبى وأصحابه لم يلجأوا يوما إلى هذه اللغة الأوباشية. فهل يكون محفوظ ملكيا أكثر من الملك؟ لقد كان محفوظ، كما قرأنا، من الذين يتعاطَوْن الحشيش ويرتادون بيوت الدعاة ويدمنون التحلق حول موائد القمار يوما من الأيام، مثلما كان معروفا بنكاته وقفشاته العارية التى لاتوقر أحدا ولا شيئا، وكان عند كتابة "أولاد حارتنا" حديث عهد بذلك كله. وهذا هو السبب، فيما أرجح، لشيوع تلك البذاءات فى الرواية. لكن كان يجب عليه أن ينسى حياته الشخصية ويراعى طبيعة الموضوع الذى يعالجه.
بَيْدَ أنه لم يصنع شيئا من ذلك للأسف، وهى سقطة خطيرة. أما كلام الوردانى عن مجمع البحوث الإسلامية، وفيه مفكرون وكتّاب وأساتذة جامعيون ونقاد كان ينبغى أن يجلس أمام كل منهم مجلس التلميذ ويقبّل يديه ظَهْرًا لبَطْنٍ، وبطنًا لظَهْر شكرًا لله أن أنعم عليه بتلك النعمة، ووَصْفُه ذلك المجمع بأنه "جهة لا يحق لها مناقشة عمل روائي" فلا أدرى من أين له كل تلك الثقة للنطق به. لكن نرجع ونقول إنه حقا زمن العجائب!

Ibrahim_awad9@yahoo.com
http://awad.phpnet.us/

http://www.maktoobblog.com/ibrahim_awad9









HOME

غير معرف يقول...

قوم النبى محمد صلى الله عليه وسلم زناة من أصحاب الجحيم
الرد على الشبهة:
ما ذنب النبى محمد صلى الله عليه وسلم أن يقع قومه ومن أرسل إليهم فى خطيئة الزنا أو أن يكونوا من أصحاب الجحيم ؟ مادام هو صلوات الله وسلامه عليه قد برئ من هذه الخطيئة ولاسيما فى مرحلة ما قبل النبوة ، وكانت مرحلة الشباب التى يمكن أن تكون إغراء له ولأمثاله أن يقعوا فى هذه الخطيئة ؛ لاسيما وأن المجتمع الجاهلى كان يشجع على ذلك وكان الزنا فيه من الأمور العادية التى يمارسها أهل الجاهلية شبانًا وشيبًا أيضًا. وكان للزنا فيه بيوت قائمة يعترف المجتمع بها ، وتُعلق على أبوابها علامات يعرفها بها الباحثون عن الخطيئة ، وتعرف بيوت البغايا باسم أصحاب الرايات.
ومع هذا الاعتراف العلنى من المجتمع الجاهلى بهذه الخطيئة ، ومع أن ممارستها للشباب وحتى للشيب لم تكن مما يكره المجتمع أو يعيب من يمارسونه ؛ فإن محمدًا صلى الله عليه وسلم لم يقع فيها أبدًا بل شهدت كل كتب السير والتواريخ له صلى الله عليه وسلم بالطهارة والعفة وغيرهما من الفضائل الشخصية التى يزدان بها الرجال وتحسب فى موازين تقويمهم وتقديرهم ، وأرسله الله سبحانه ليغير هذا المنكر. هذه واحدة والثانية: أن الرسالة التى دعا بها ودعا إليها محمد صلى الله عليه وسلم حرّمت الزنا تحريماً قاطعاً وحملت آياتها فى القرآن الكريم عقاباً شديداً للزانى والزانية يبدأ بعقوبة بدنية هى أن يجلد كل منهما مائة جلدة قاسية يتم تنفيذها علناً بحيث يشهدها الناس لتكون عبرة وزجراً لهم عن التورط فيها
كما تقول الآية الكريمة:(الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة فى دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين ) (1).
فإذا كان الزانيان محصنين أى كل منهما متزوج ارتفعت العقوبة إلى حدّ الإعدام رمياً بالحجارة حتى الموت.
ولا تقف العقوبة عند ذلك بل نرى أن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم تضع مَنْ يمارسون هذه الخطيئة فى مرتبة دونية من البشر حتى لكأنهم صنف منحط وشاذ عن بقية الأطهار الأسوياء فتقول الآية الكريمة عنهم: (الزانى لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زانٍ أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين ) (2).
من الذى يحمل المسئولية عن الخطيئة ؟
فإذا كان محمد صلى الله عليه وسلم قد طهر من هذه الخطيئة فى المجتمع الذى كان يراها عادية ومألوفة ، ثم كانت رسالته صلى الله عليه وسلم تحرمها التحريم القاطع والصريح ، وتضع مرتكبيها فى مرتبة الانحطاط والشذوذ عن الأسوياء من البشر..
فلِمَ يُعَيّر محمد صلى الله عليه وسلم بأن بعض قومه زناة ؟ وهل يصح فى منطق العقلاء أن يعيبوا إنساناً بما فى غيره من العيوب ؟ وأن يحملوه أوزار الآخرين وخطاياهم ؟.
وهنا يكون للمسألة وجه آخر يجب التنويه إليه وهو خاص بالمسئولية عن الخطيئة أهى فردية خاصة بمن يرتكبونها ؟ أم أن آخرين يمكن أن يحملوها نيابة عنهم ويؤدون كفارتها ؟ !
أن الإسلام يمتاز بأمرين مهمين:
أولهما: أن الخطيئة فردية يتحمل من وقع فيها وحده عقوبتها ولا يجوز أن يحملها عنه أو حتى يشاركه فى حملها غيره وصريح آيات القرآن يقول: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليه ما اكتسبت) (3). ثم: (ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى) (4). وورد هذا النص فى آيات كثيرة.
أما الأمر الثانى: فيما أقره الإسلام فى مسألة الخطيئة فهو أنها لا تورث ، ولا تنقل من مخطئ ليتحمل عنه وزره آخر حتى ولو بين الآباء وأبنائهم وفى هذا يقول القرآن الكريم:(واتقوا يوماً لا تجزى نفس عن نفس شيئاً ) (5).
(هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت ) (6).
(ليجزى الله كل نفس ما كسبت إن الله سريع الحساب) (7).
(يوم تأتى كل نفس تجادل عن نفسها ) (8).
(ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون ) (9).
(كل نفس بما كسبت رهينة) (10).
وغير هذا كثير مما يؤكد ما أقرَّه الإسلام من أن الخطايا فردية وأنها لا تورث ولا يجزى فيها والد عن ولده ، ولا مولود هو جاز عن والده شيئاً.
وما دام الأمر فلا أن فلم يلام محمد صلى الله عليه وسلم ولا يعاب شخصه أو تعاب رسالته بأن بعض أهله أو حتى كلهم زناة مارسوا الخطيئة التى كان يعترف بها مجتمعه ولا يجزى فيها شيئاً أو ينقص الشرف والمروءة أو يعاب بها عندهم من يمارسها.
وحسب محمد صلى الله عليه وسلم أنه لم يقع أبداً فى هذه الخطيئة لا قبل زواجه ولا بعده ، ثم كانت رسالته دعوة كبرى إلى التعفف والتطهر وإلى تصريف الشهوة البشرية فى المصرف الحلال الذى حض الإسلام عليه وهو النكاح الشرعى الحلال ، ودعا المسلمين إلى عدم المغالاة فى المهور تيسيراً على الراغبين فى الحلال ، حتى كان الرسول صلى الله عليه وسلم يزوج الرجل بأقل وأيسر ما يملك من المال ، وأثر عنه صلى الله عليه وسلم أن شاباً جاءه يرغب إليه فى الزواج وما كان معه ما يفى بالمراد فقال له صلى الله عليه وسلم: [ التمس ولو خاتماً من حديد ] (11).
أكثر من هذا أنه صلى الله عليه وسلم كان يزوج بعض الصحابة بما يحفظ من القرآن الكريم.
لهذا لم تقع خطايا الزنا فى المجتمع فى العهد النبوى كله إلا فى ندرة نادرة ، ربما لأن الحق سبحانه شاء أن تقع وأن يقام فيها الحد الشرعى ليسترشد بها المجتمع فى مستقبل الأيام ؛ كتشريع تم تطبيقه فى حالات محددة يكون هادياً ودليلاً فى القضاء والحكم.
هذا عن اتهام محمد صلى الله عليه وسلم بأن أهله زناة ، وهو كما أوضحنا اتهام متهافت لا ينال من مقام النبوة ولا يرتقى إلى أقدام صاحبها صلى الله عليه وسلم. وقد أتينا عليه بما تستريح إليه ضمائر العقلاء وبصائر ذوى القلوب النقية.
أما عن اتهامه صلى الله عليه وسلم بأن أهله من أصحاب الجحيم ، فهى شهادة لجلال التشريع الذى أنزله الحق - على محمد فأكمل به الدين وأتم به النعمة.
بل إن ما يعيبون به محمداً صلى الله عليه وسلم من أن أهله من أصحاب الجحيم ليس أبداً عيبًا فى منطق العقلاء ذوى النصفة والرشد ؛ بل إنه وسام تكريم لمحمد صلى الله عليه وسلم ولرسالته الكاملة والخاتمة فى أن التشريع الذى نزلت به سوَّى بين من هم أقرباء محمد صلى الله عليه وسلم وبين من هم غرباء عنه فى جميع الأحكام ثواباً وعقوبة.
بل إن التشريع الذى نزل على محمد صلى الله عليه وسلم نص صراحة على التزام العدل خاصة حين يكون أحد أطرافه ذا قربى فقال القرآن:(ما كان للنبى والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم) (12). وقوله: (وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى ) (13).
أما فى السنة النبوية فحديث المرأة المخزومية ـ من بنى مخزوم ذوى الشرف والمكانة ـ التى ارتكبت جريمة السرقة وهى جريمة عقوبتها حدّ السرقة وهو قطع يد السارق كما تنص عليه آيات القرآن ، وشغل بأمرها مجتمع المدينة لئلا يطبق عليها الحدّ فتقطع يدها وهى ذات الشرف والمكانة فسعوا لدى أسامة بن زيد – حبِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم - أن يشفع لها لدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: [ أتشفع فى حد من حدود الله ؟ ثم قام فخطب فقال: يا أيها الناس إنما ضل من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها ] (14).
وعليه فكون بعض آل محمد وذوى قرباه من أصحاب الجحيم كأبى لهب عمه الذى نزلت فيه سورة المسد: (تبت يدا أبى لهب وتب ) (15) وغيره ممن كان نصيرًا لهم مع بقائه على شركه..
كون هؤلاء من أصحاب الجحيم لأنهم بقوا على شركهم ولم تنفعهم قرابتهم لمحمد صلى الله عليه وسلم هو فى الواقع شهادة تقدير تعطى لمحمد ورسالته التى سوَّت فى العدل بين القريب وبين الغريب ، ولم تجعل لعامل القرابة أدنى تأثير فى الانحياز ضد الحق لصالح القريب على الغريب. وما قاله المبطلون هو فى الحق وسام وليس باتهام.
وصلى الله وسلم على النبى العظيم.
(1) النور: 2.
(2) النور: 3.
(3) البقرة: 286.
(4) الأنعام: 164.
(5) البقرة 48.
(6) يونس: 30.
(7) إبراهيم: 51.
(8) النحل: 111.
(9) الجاثية: 22.
(10) المدثر: 38.
(11) رواة البخارى [ كتاب النكاح ].
(12) التوبة: 113.
(13) الأنعام: 152.
(14) رواة البخارى [ كتاب أحاديث الأنبياء ].
(15) المسد: 1.
===================
سؤال عن حديث ماء الرجل و ماء المرأة
السلام عليكم
ورد فى صحيح البخارى
باب حدثني حامد بن عمر عن بشر بن المفضل حدثنا حميد حدثنا أنس
أن عبد الله بن سلام بلغه مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فأتاه يسأله عن أشياء فقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي ما أول أشراط الساعة وما أول طعام يأكله أهل الجنة وما بال الولد ينزع إلى أبيه أو إلى أمه قال أخبرني به جبريل آنفا قال ابن سلام ذاك عدو اليهود من الملائكة قال أما أول أشراط الساعة فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت وأما الولد فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزعت الولد قال أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله قال يا رسول الله إن اليهود قوم بهت فاسألهم عني قبل أن يعلموا بإسلامي فجاءت اليهود فقال النبي صلى الله عليه وسلم أي رجل عبد الله بن سلام فيكم قالوا خيرنا وابن خيرنا وأفضلنا وابن أفضلنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام قالوا أعاذه الله من ذلك فأعاد عليهم فقالوا مثل ذلك فخرج إليهم عبد الله فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قالوا شرنا وابن شرنا وتنقصوه قال هذا كنت أخاف يا رسول الله
أرجو توضيح معنى الحديث و ما معنى ينزع لأبيه أو لأمه.
فهل هناك ما يثبت ذلك، علما أن العلم قد أثبت أن الطفل يكتسب صفاته الوراثية من كلا الوالدين. و أن ماء المرأة الذى يخرج عند الجماع ليس هو المسؤول عن الإخصاب و إنما البويضة التى تكون فى الرحم.
وجزاكم الله خيرا
الرد للشيخ الشعراوي
قال رحمه الله (يقول الرسول صلى الله عليه و سلم (وأما الولد فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزعت الولد)
و فهم المسألة كلها يعتمد على كلمة سبق فمن المعلوم أنه إذا تسابق شخصان فأنهما يبدئان من نقطة بداية واحدة
و إذا علمنا أن عدد كروموسومات الذكر 44 +XY وعدد كروموسومات الأنثى هو 44 + XX حيث أن 44 يمثل عدد الكروموسومات الجسدية
وإذا علمنا أن الأنثى لا دخل لها بتحديد نوع الجنين حيث أن البويضة تحتوى على نوع واحد متشابه من الكروموسومات الجنسية و هوالنوع (X) و الحيوان المنوى يكون أما(X ) أو (Y )
و يكون المولود ذكر أذا ألتقى حيوان منوى يحمل الكروموسوم الجنسى Y مع بويضة الأنثى التى دائما تكون من النوع X و يكون التركيب الجينى ل الذكر هو 44 +XY
و يكون المولود أنثى أذا أذا ألتقى حيوان منوى يحمل الكروموسوم الجنسى Xمع بويضة الأنثى التى دائما تكون من النوع X و يكون التركيب الجينى ل الأنثى هو 44 +XX
فقال رحمه الله أن المقصود بماء الرجل هنا هو الكرموسوم الجنسى Y المحمول على الحيوان المنوى للذكر
و المقصود بماء المرأة هو الكرموسوم الجنسىX المحمول على الحيوان المنوى للذكر
فإذا سبق الحيوان المنوى الذى يحمل الكرموسوم Y الحيوان المنوى الذى يحمل الكروموسوم X و ألتحم بالبويضة يكون المولود ذكر
وإذا سبق الحيوان المنوى الذى يحمل الكرموسوم X الحيوان المنوى الذى يحمل الكروموسوم Y و ألتحم بالبويضة يكون المولود أنثى
و على هذا يكون مضمون الحديث أن نوع الجنين سواء كان ذكر أو أنثى يعتمد على ماء الرجل الذى يحتوى على الكروموسومات الجنسية التى على أساسها يتحدد نوع الجنين و هذا هو ما أثبته العلم و هذا ما أشار إليه المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما أستخدم كلمة سبق التى تدل على وحدة نقطة البداية
مواقع تاكد ما بالرد
http://www.biology-online.org/2/6_sex_chromosomes.htm
Sex Determination
A humans' sex is predetermined in the sperm gamete.
The egg gamete mother cell is said to be homogametic, because all its cell possess the XX sex chromosomes. sperm gametes are deemed heterogametic because around half of them contain the X chromosome and others possess the Y chromosome to compliment the first X chromosome.
In light of this, there are two possibilities that can occur during fertilisation between male and female gametes, XX and XY. Since sperm are the variable factor (i.e. which sperm fertilises the egg) they are responsible for determining sex.
و فى هذا الموقع ستجد المعلومة على هيئة سؤال و جواب
http://www.ezyhealth.com/ezyhealth/a...=25&expertID=1
و ستجد فيه هذه المعلومة
Question
What actually determines the sex of the baby? Is there anyway to increase the chance of giving birth to a baby boy?
Answer
As you might have read before, all the cells in our bodies have 46 chromosomes which contain all the genetic make up of that person. 2 of these chromosomes are called the sex chromosomes (X and Y). When an adult male produces sperms, half of these would contain 22 chromosomes plus a X, and the other half contain 22 plus a Y. If a sperm with 22Y fuses with the egg in the female with 22X (all female eggs are 22X, by the way!), a 44XY will result and this would be a male child. If a 22X sperm fuses with the egg with 22X a baby with 44XX will result and this would be a female child.
أرجو من الله أن أكون قد افدتك
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تنسيق الرد الاخ ابن الاسلام
منتدى الجامع
===================
قصة الغرانيق المكذوبة
تحت عنوان : ( وحي من الشيطان ) كتب أعداء الاسلام ما يلي :
جاء في سورة الحج : (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آيَاتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ .))
قال المفسرون : إن محمدا لما كان في مجلس قريش أنزل الله عليه سورة النجم فقرأها حتى بلغ أفرأيتم اللاّت والعزّى ومناة الثالثة الأخرى فألقى الشيطان على لسانه ما كان يحدّث به نفسه ويتمناه - وهو تلك الغرانيق العُلى وإن شفاعتهن لتُرتَجى . فلما سمعت قريش فرحوا به ومضى محمد في قراءته فقرأ السورة كلها، وسجد في آخرها وسجد المسلمون بسجوده، كما سجد جميع المشركين. وقالوا: لقد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر. وقد عرفنا أن الله يحيي ويميت ولكن آلهتنا تشفع لنا عنده .
ونحن نسأل : كيف يتنكر محمد لوحدانية الله ويمدح آلهة قريش ليتقرب إليهم ويفوز بالرياسة عليهم بالأقوال الشيطانية؟ وما الفرق بين النبي الكاذب والنبي الصادق إذا كان الشيطان ينطق على لسان كليهما ؟
الجواب :
هذا الكلام مبني على رواية باطلة مكذوبة ، قال عنها ابن كثير وغيره : " لم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم بسند صحيح " .
وقد سئل ابن خزيمة عن هذه القصة فقال : من وضع الزنادقة .
وقال البيهقي : هذه القصة غير ثابتة من جهة النقل ، ورواية البخاري عارية عن ذكر الغرانيق .
وقال الإمام ابن حزم : (( والحديث الذي فيه : وانهن الغرانيق العلا ، وان شفاعتهن لترجى . فكذب بحت لم يصلح من طريق النقل ولامعنى للأشتغال به ، إذ وضع الكذب لا يعجز عنه أحد )) [ الاسلام بين الانصاف والجحود ] ص 69
واستناداً إلى القرآن والسنة واللغة والمعقول والتاريخ نفسه فإن هذه الرواية باطلة مكذوبة :
1- لأن أسانيدها واهية وضعيفة فلا تصح .
2- لأن النبى صلى الله عليه وسلم معصوم في تبليغه للرسالة محتجين بقوله سبحانه وتعالى :
(( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ )) [ الحاقة : 44 ]
3- لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحترم الأصنام في الجاهلية إذ لم يعرف عنه أنه تقرب لصنم بل قال : (( بغض إلي الأوثان والشعر )) .
ومن اراد التفصيل فليرجع الى كتاب ( نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق ) للعلامة الالباني رحمه الله في باب كتب وابحاث ... والله الموفق
===================
شبهه ذاك رجل بال الشيطان في اذنه
سؤال : روى البخارى في صحيحة : أنه ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل نام ليله حتى أصبح ( أي لم يصلي الفريضة ) قال : ذاك رجل بال الشيطان في أذنه )) فما معنى قوله : (( بال الشيطان في أذنه )) ؟ وهل الشيطان يبول ؟
الجواب :
الحمد لله ،
لقد وجه العلماء الافاضل معنى بول الشيطان في أذن من نام حتى فاتته الفريضه عدة توجيهات منها :
التوجيه الاول : أن يقال بأن هذا مثل مضروب للغافل عن القيام بثقل النوم كمن وقع البول في أذنه فثقل أذنه وأفسد حسه , والعرب تكني عن الفساد بالبول قال الراجز : بال سهيل في الفضيخ ففسد . وكنى بذلك عن طلوعه لأنه وقت إفساد الفضيخ فعبر عنه بالبول . ووقع في رواية الحسن عن أبي هريرة في هذا الحديث عند أحمد " قال الحسن إن بوله والله لثقيل " وروى محمد بن نصر من طريق قيس بن أبي حازم عن ابن مسعود " حسب الرجل من الخيبة والشر أن ينام حتى يصبح وقد بال الشيطان في أذنه " وهو موقوف صحيح الإسناد . وقال الطيبي : خص الأذن بالذكر وإن كانت العين أنسب بالنوم إشارة إلى ثقل النوم , فإن المسامع هي موارد الانتباه . وخص البول لأنه أسهل مدخلا في التجاويف وأسرع نفوذا في العروق فيورث الكسل في جميع الأعضاء .
التوجيه الثاني : ان يقال بأن الأمر هو على حقيقته . قال القرطبي وغيره لا مانع من ذلك إذ لا إحالة فيه لأنه ثبت أن الشيطان يأكل ويشرب وينكح فلا مانع من أن يبول .
التوجيه الثالث : أن يقال بأن ذلك هو كناية عن سد الشيطان أذن الذي ينام عن الصلاة حتى لا يسمع الذكر .
التوجيه الرابع : أن يقال بأن معناه أن الشيطان ملأ سمعه بالأباطيل فحجب سمعه عن الذكر .
التوجيه الخامس : هو أن الأمر كناية عن ازدراء الشيطان به .
التوجيه السادس : هو ان يقال بأن المعنى أن الشيطان استولى عليه واستخف به حتى اتخذه كالكنيف المعد للبول , إذ من عادة المستخف بالشيء أن يبول عليه .
===================
الوحي في ثوب عائشة
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
يظن الصليبيين عندما نسخر من شبهاتهم الضعيفه ولا نهتم بها اننا ليس عندنا حجه للرد . حتى كثر اللغط حول موضوع الوحى فى ثوب عائشه رضى الله عنها فقلنا رحمة بعقولهم الضعيفه ومستواهم الثقافى واللغوى المتواضع قررنا ان نرد عليهم لعلهم يعقلون او يهتدى منهم من يبحث عن الحق , ولكن لو كان الحديث به شئ يهين الرسول ما قاله الرسول او عقب عليه علماء اللغه وجهابذه العربيه .
نص الحديث فى البخارى :
حدثنا إسماعيل قال حدثني أخي عن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كن حزبين فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة والحزب الآخر أم سلمة وسائر نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان المسلمون قد علموا حب رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرها حتى إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة بعث صاحب الهدية بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة فكلم حزب أم سلمة فقلن لها كلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلم الناس فيقول من أراد أن يهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية فليهده إليه حيث كان من بيوت نسائه فكلمته أم سلمة بما قلن فلم يقل لها شيئا فسألنها فقالت ما قال لي شيئا فقلن لها فكلميه قالت فكلمته حين دار إليها أيضا فلم يقل لها شيئا فسألنها فقالت ما قال لي شيئا فقلن لها كلميه حتى يكلمك فدار إليها فكلمته فقال لها لا تؤذيني في عائشة فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة قالت فقالت أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله ثم إنهن دعون فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت أبي بكر فكلمته فقال يا بنية ألا تحبين ما أحب قالت بلى فرجعت إليهن فأخبرتهن فقلن ارجعي إليه فأبت أن ترجع فأرسلن زينب بنت جحش فأتته فأغلظت وقالت إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت ابن أبي قحافة فرفعت صوتها حتى تناولت عائشة وهي قاعدة فسبتها حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لينظر إلى عائشة هل تكلم قال فتكلمت عائشة ترد على زينب حتى أسكتتها قالت فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى عائشة وقال إنها بنت أبي بكر قال البخاري الكلام الأخير قصة فاطمة يذكر عن هشام بن عروة عن رجل عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن وقال أبو مروان عن هشام عن عروة كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وعن هشام عن رجل من قريش ورجل من الموالي عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قالت عائشة كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنت فاطمة
الشرح :
نعلم اولا ان القرأن يفسر بعضه بعضا والسنه تفسر بعضها بعضا والسنه ايضا تفسر القران كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم ، وحرف ( فى ) هو الذى يسبب للنصارى سوء فهم بسبب ضعفهم اللغوى . فقد قال فرعون عن السحرة : (( وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ )) [ سورة طه آية 71 ] وطبيعى ان لا يقول عاقل ان السحره صلبهم فرعون فى داخل النخل !!!! بل ( فى ) هنا تعنى على النخل .
ثانيا : يقول القران على النساء والرجال لفظ لباس (( هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ )) [ سورة البقرة - آية 187 ] . ولا يعنى هذا ان المرأه _ بنطلون _للرجل او أن الرجل _ فستان _ للمرأه . كما يفهم النصارى , بل ان لفظ ( لباس ) عند المصريين يعنى شئ اخر غير باقى الدول العربيه , وطبيعى ان المفهوم من الايه انه كما تستر الملابس الجسد فان المرأه تستر زوجها من الزنى والمعاصى وكذلك الرجل يستر على زوجته ويعفها ...
الامر الاخر لكى نفهم معنى ( فى ثوب عائشه ) هو البحث عن القصه بكل ملابساتها وظروفها فى احاديث اخرى فى النقاش الذى كان بين الرسول ونسائه , وهنا يتضح لنا المقصود والمعنى . وهذا هو عين العقل وضمير الباحث عن الحقيقه مع الدرايه باستخدام العرب للالفاظ فى مواقف لتدل عن معنى فى ذهن المحاور واليكم الان حديث اخر يتجاهله النصارى لانه يفضح جهلهم :
نص الحديث
4253 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ دُرُسْتَ - بَصْرِىٌّ - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ النَّاسُ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ قَالَتْ فَاجْتَمَعَ صَوَاحِبَاتِى إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَقُلْنَ يَا أُمَّ سَلَمَةَ إِنَّ النَّاسَ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ وَإِنَّا نُرِيدُ الْخَيْرَ كَمَا تُرِيدُ عَائِشَةُ فَقُولِى لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَأْمُرِ النَّاسَ يُهْدُونَ إِلَيْهِ أَيْنَمَا كَانَ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ أُمُّ سَلَمَةَ فَأَعْرَضَ عَنْهَا ثُمَّ عَادَ إِلَيْهَا فَأَعَادَتِ الْكَلاَمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ صَوَاحِبَاتِى قَدْ ذَكَرْنَ أَنَّ النَّاسَ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ فَأْمُرِ النَّاسَ يُهْدُونَ أَيْنَمَا كُنْتَ. فَلَمَّا كَانَتِ الثَّالِثَةُ قَالَتْ ذَلِكَ قَالَ « يَا أُمَّ سَلَمَةَ لاَ تُؤْذِينِى فِى عَائِشَةَ فَإِنَّهُ مَا أُنْزِلَ عَلَىَّ الْوَحْىُ وَأَنَا فِى لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرَهَا .
وهنا يتضح ان المقصود بالثوب هو اللحاف وهو الغطاء او الستره لان كل نساء النبى لهن ستره ولكن لم يأتى الوحى الا فى بيت عائشه وهذا لفضلها ومن مناقبها رضى الله عنها والسبب فى ذلك هو :
الأول : فسروا هذا الاستثناء في حق السيدة عائشة دون زوجات النبي لسببين الاول انها كانت كثيرة التنظيف والتطهير لثيابها وفرشها .
الثاني : الثاني انها ابنة ابي بكر وفضلها من فضل ابيها .
مفهوم الحديث ان ام المؤمنين السيدة عائشة هي الوحيدة من زوجات النبي التي كان ينزل الوحي عليه وهو نائم بجانبها في الفراش او بمعنى اخر في فراشها دون وضع جماع .
وفي اللغة العربية من الممكن التعبير بالجزء عن الكل اذا اعتبرنا ان الثياب ملازم للمرء وملامس لجسده وكذلك الفرش واللحاف لايستغني عنه المرء ودائماً ما يتردد عليه المرء للنوم ويكون مهاد ورداء لجسده .
نظن ان الامر قد وضح الان لمن يبحث عن الحق والقمنا النصارى حجر فى شبهاتهم الضعيفه . ويبقى لنا سؤال ؟
كيف خلع المسيح ثيابه ونشف قدم التلاميذ وبقى عريانا ؟
هل هذا يليق برب خالق والله معبود ؟
واليكم النص من انجيل يوحنا 13/5 :
(( ثم صبّ ماء في مغسل وابتدأ يغسل ارجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متزرا بها. )) (SVD)
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
===================
اثبات الوحي عن طريق خديجة رضي الله عنها
الحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى ءاله وصحبه ومن والاه
يقول النصارى :
كيف لا يعرف النبي- صلى الله عليه وسلم -الوحي الذي انزل عليه ؟
وكيف يطلب من خديجة –رضي الله عنها- ان تتاكد له من الوحي بجلوسه على فخذها ؟
وكيف ينتظر منها ان تخبره اذا كان هذا وحي ام شيطان ؟
ويستدلون على كلامهم هذا برواية اوردها ابن هشام في سيرته.
وللرد على هذه الشبهة , نورد لكم هذه الرواية اولاً من سيرة ابن هشام وهي من طريقين ,ثم نقوم بمشيئة الله تعالى بتفنيد مزاعمهم وثم نبيين ضعف هذه الرواية وسقوطها وبالله تعالى نستعين.
واليكم الرواية:
الطريق الاولى :
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي إسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ مَوْلَى آلِ الزّبَيْرِ : أَنّهُ حُدّثَ <239> عَنْ خَدِيجَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا أَنّهَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَيْ ابْنَ عَمّ أَتَسْتَطِيعُ أَنّ تُخْبِرَنِي بِصَاحِبِك هَذَا الّذِي يَأْتِيك إذَا جَاءَك ؟ قَالَ نَعَمْ . قَالَتْ فَإِذَا جَاءَك فَأَخْبِرْنِي بِهِ . فَجَاءَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السّلَامُ كَمَا كَانَ يَصْنَعُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لِخَدِيجَةَ يَا خَدِيجَةُ هَذَا جِبْرِيلُ قَدْ جَاءَنِي ، قَالَتْ قُمْ يَا ابْنَ عَمّ فَاجْلِسْ عَلَى فَخِذِي الْيُسْرَى ; قَالَ فَقَامَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَجَلَسَ عَلَيْهَا ، قَالَتْ هَلْ تَرَاهُ ؟ قَالَ نَعَمْ قَالَتْ فَتُحَوّلْ فَاجْلِسْ عَلَى فَخِذِي الْيُمْنَى ; قَالَتْ فَتَحَوّلَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَجَلَسَ عَلَى فَخِذِهَا الْيُمْنَى ، فَقَالَتْ هَلْ تَرَاهُ ؟ قَالَ نَعَمْ . قَالَتْ فَتَحَوّلْ فَاجْلِسْ فِي حِجْرِي ، قَالَتْ فَتَحَوّلَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَجَلَسَ فِي حِجْرِهَا . قَالَتْ هَلْ تَرَاهُ ؟ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَتَحَسّرَتْ وَأَلْقَتْ خِمَارَهَا وَرَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ جَالِسٌ فِي حِجْرِهَا ، ثُمّ قَالَتْ لَهُ هَلْ تَرَاهُ ؟ قَالَ لَا ، قَالَتْ يَا ابْنَ عَمّ اُثْبُتْ وَأَبْشِرْ فَوَاَللّهِ إنّهُ لَمَلَكٌ وَمَا هَذَا بِشَيْطَانٍ
الطريق الاخرى :
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَقَدْ حَدّثْتُ عَبْدَ اللّهِ بْنَ حَسَنٍ هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ قَدْ سَمِعْتُ أُمّي فَاطِمَةَ بِنْتَ حُسَيْنٍ تُحَدّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْ خَدِيجَةَ إلّا أَنّي سَمِعْتُهَا تَقُولُ أَدْخَلَتْ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ دِرْعِهَا ، فَذَهَبَ عِنْدَ ذَلِكَ جِبْرِيلُ فَقَالَتْ لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إنّ هَذَا لَمَلَكٌ وَمَا هُوَ بِشَيْطَانٍ ( انتهى)
نقول وبالله تعالى التوفيق,
على فرض صحة هذه الرواية ,لم يرد فيها ان النبي عليه السلام لم يعرف الوحي الذي انزل عليه,وليس فيها انه طلب من خديجة ان تتاكد له من الوحي,وهذا يرجع عندهم الى التعصب الاعمى الذي يقودهم الى اختلاق الاكاذيب او انهم لا يفقهون ما يقراؤن ويرددون كلام المسشرقين كطائر الببغاء, وكل ما في الرواية ان خديجة رضي الله عنها هي التي طلبت التاكد وليس النبي عليه السلام,... فتامل!
ونحن لسنا بحاجة الى هذا التبرير لان الرواية ضعيفة , ولكن اردنا ان نبين على فرض صحتها مدى تفكيرهم السقيم وحقدهم على البشير النذير.
واليك الان عزيزي القارئ اثبات ضعف هذه القصة :
الطريق الاولى :
فيها انقطاع ، لأن اسماعيل بن ابي حكيم لم يسمع من خديجة رضي الله عنها ، وقال : أَنّهُ حُدّثَ عن خديجة (بضم الحاء وكسر الدال) ولم يذكر من حدثه عنها ، وهذا كاف لابطال هذه الطريق ولله الحمد
الطريق الاخرى :
وهي عن فاطمة بنت حسين عن خديجة,وفاطمة هي بنت الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهم,وهي تابعيةولدت بعد وفاة خديجة بنحو ثلاث واربعين سنة, ففاطمة على هذا لم تسمع من خديجة ,فيصبح الحديث من المراسيل وهذا ايضا كاف لتضعيف هذه الطريق, وحتى الحسين رضي الله عنه لم يرى خديجة لانها توفيت رضي الله عنها قبل الهجرة بثلاث سنين ,والحسين و لد في شعبان سنة أربع من الهجرة اي بعد وفاتها بسبع سنين ,فاذا كان ابوها لم يسمع من خديجة ,فكيف بابنته فاطمة ؟ رضي الله عنهم جميعا ,,,,,,,فتامل !
وهكذا عزيزي القارئ يتبين لك مدى ضعف هذه الرواية ومدى سقوط الاحتجاج بها ,وان خصومنا من النصارى يتعلقون بالضعيف والمكذوب نسال الله السلامة ونعوذ بالله من الخذلان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
كتبه الأخ بلال_41

غير معرف يقول...

كشف كذب معجزة شفاء العذراء لحفيد فريدة الزمر

فريدة الزمر: المواقع المسيحية كاذبة وليس لي حفيد مريض!



المعجزات هي أساس العقيدة النصرانية منذ بدايتها وحتى الآن. ففي بداية النصرانية إستكثر النصارى على الله - سبحانه وتعالى - أن يخلق بشراً من عذراء، فبنوا العقيدة النصرانية كلها على تلك المعجزة وتركوا عبادة خالق المعجزة وعبدوا المعجزة فإتخذوا المسيح عليه السلام إلهاً! أما الآن فتعتبر المعجزات الكاذبة من أكثر وسائل تثبيت الإيمان التي تستخدمها الكنيسة. فمن ظهورات العذراء إلى التماثيل الباكية دموعاً ودماءاً ومن الأيقونات التي ترشح زيتاً إلى معجزات الشفاء الوهمية… إلخ. وتتنافس الكنائس والطوائف المختلفة فيما بينها على تأليف وتزييف تلك المعجزات ويتهم كل منهم الآخر بأن معجزاته كاذبة. وتكثر المعجزات والخرافات كلما زاد الجهل فنجدها تكثر في مصر والهند وأفريقيا ودول أمريكا الجنوبية وذلك لأنها قد تأتي بتأثير معاكس كلما زاد المستوى العلمي.

أما المعجزات والخرافات في الكنيسة القبطية فحدث عنها ولا حرج. فنجد ظهورات للعذراء فوق الكنائس ومعجزات القديسين من شفاء وعلم الغيب وتنبوء بالمستقبل وإخراج الشياطين… إلخ. وتصدر عن الكنيسة كتب وأفلام وأشرطة كاسيت وتنشيء كذلك مواقع ومنتديات عن تلك المعجزات الكاذبة. والنصارى يصدقون كل ذلك تحت مسمى “صدق ولابد أن تصدق!”.

ومن أكثر المعجزات التي تلقى رواجاً هي تلك المعجزات الكاذبة التي تتعلق بشخص مسلم وهي إما تؤدي إلى تنصره أو على الأقل إلى الإقتناع بصدق النصرانية بدرجة أو بأخرى. ومن أشهر تلك المعجزات هي معجزة شفاء حفيد مذيعة التليفزيون فريدة الزمر على يد العذراء التي ظهرت وقامت بإجراء عملية جراحية لإستئصال ورم سرطاني بالمخ. ولا يكاد يخلو موقع أو “قسم المعجزات” في المنتديات النصرانية من تلك المعجزة والجميع يتناقلها بنفس النص وتكون دائماً مصحوبة ببعض الصور لفريدة الزمر وهي في دير السيدة العذراء بأسيوط وهي تتحدث مع مطران أسيوط الأنبا ميخائيل!!!

ولكن… أخطأ مؤلف المعجزة الكاذبة خطأً جسيماً كشف زيفها!!! هذا بجانب بعض الأخطاء الأخرى بالإضافة لتكذيب فريدة الزمر بنفسها لتلك الواقعة. كل ذلك سنكشفه بإذن الله في السطور القادمة وبما لا يدع مجالاً للشك في كذب الكنيسة والنصارى.

أولاً، نعرض نص المعجزة كما تعرضها المواقع والمنتديات النصرانية:

اصبحت السيدة المعروفة فريدة الزمر و هى مذيعة سابقة وعضو فى مجلس الشعب هى الشغل الشاغل لأهالي أسيوط من الأقباط والمسلمين.

القصة تبدأ عندما أصيب حفيد السيدة فريدة الزمر وهو طفل لم يتجاوز سن المراهقة بعد بمرض السرطان فى المخ و لم يفلح معه علاج و وصل الى مراحل الأخيرة و فقد الجميع الأمل فى شفاءه وباتت أيامه فى الأرض معدودة.

وبينما الأسرة كلها تتجرع مرارة الحزن ذهبت اليها أحدى الصديقات المسيحيات ونصحتهم بالتشفع بالسيدة العذراء خاصة و أن صيامها قد بدأ (صوم السيدة العذراء أغسطس 2005) وأعطتهم صورة لتجليات السيدة العذراء فى أسيوط. ولما كانت الأسرة فاقدة الأمل أخذت الصورة و وضعتها تحت رأس الأبن المريض حيث يوجد مكان السرطان وباتت الأسرة كلها ليلتها حول فراش الابن المريض ومن بينهم السيدة فريدة الزمر.

وفى الليل أستيقظوا فجأة على سيدة (السيدة العذراء) وهى تقلب رأس الولد النائم و تحركها. قامت فريدة جدة الولد المريض و أمة مفزوعتان نحو تلك السيدة وإذ بمفاجأة أخرى تنتظرهم إذ براهب يرتدى جلباب أسود واقف بجوار السيدة يقول لهم: “متخافوش لو عايزين ولدكم يخف سيبوا العدرا تعمللوا العملية”

و وقع رعب شديد على الجميع و إذ بالسيدة العذراء تخرج معدات جراحية و تقوم بعمل العملية الجراحية فى رأس الولد و بعد انتهاءها نظرت الى الأم والجدة وقالت لهم: “روحوا لدير العدرا فى جبل أسيوط”. ثم أختفت هى و الراهب الذى معها.

وفى الصباح أستيقظوا جميعا و قد أعتقدوا أن ما رأوه بالأمس كان حلما إلا أن بقعة دم كبيرة كانت توجد أسفل رأس الأبن المريض لكن بلا أثر للجراحة على الأطلاق وكانت المعجزة وقام المريض الذى كان يحتضر معافى بلا أى الم أو مرض واثبتت التحاليل والفحوصات والمسح الذرى أن هذا الابن معافى تماما وغير مصاب بأى أورام سرطانية فى أى جزء من جسده.

و بعد التأكد من صدق المعجزة قررت فريدة الزمر هى و العائلة أن تحقق طلب السيدة العذراء وبالفعل توجهت هى و أسرتها الكبيرة يوم الثلاثاء (ثالث ايام الصوم المقدس) الى جبل أسيوط حيث يقبع دير السيدة العذراء العامر و وقفت أمام باب الكنيسة الأثرية منتظرة الموكب اليومى للعذراء (الدورة) الذى يخرج فيه نيافة الأنبا ميخائيل وما أن مر مطران أسيوط الأنبا ميخائيل من أمامها حتى صاحت فريدة و هى تبكى: “هو دا الراجل اللى ظهر مع العدرا هو دا الراجل اللى ظهر مع العدرا”.

و وسط حيرة الحشود البشرية أسرعت فريدة الزمر نحو الأنبا ميخائيل و أمسكت يده بشدة و قبلتها حاول الانبا ميخائيل التنكر من أنه لم يظهر الا أنها أصرت أنه هو فعلا الذى ظهر فى منزلها مع أم النور وتحت أصرارها أقر المطران بالواقعة واخذها هى واسرتها الى مقره الخاص فى الدير.

و داخل المقر المغلق للأنبا ميخائيل كان لقاء الأب بأبنائه تحدث كثيرا مع السيدة فريدة الزمر و عائلتها و أخبرها مرارا أن العذراء هى التى صنعت لها المعجزة وأنه لم يفعل شيئا وفى النهاية سألها: “أنت دلوقت بتحبى المسيح ولا العدرا؟؟” فأجابت: “أنا بحب الأتنين أكتر من بعض!!” فأعطاها الأنبا ميخائيل تمثال كبير للسيد المسيح وآخر للسيدة العذراء و أوصاها بأن تضعهما فى مكان بارز بحيث يراهما كل من يدخل بيتها فوعدته بذلك كما أهداها 2 سى دى تشمل ظهورات السيدة العذراء على قباب الكنيسة المرقسية فى أسيوط وكذلك دير جبل أسيوط عامى 2000 و 2001 فقبلتهما بفرح عظيم وكانت تنوى نشر معجزتها فى جريدة وطنى الا أن الحبر الجليل رفض رفضا باتا و طلب منها ان تكتب المعجزة بخط يدها وتودعها بمكتبة الدير و كفى.

والآن المفاجأة…

فريدة الزمر ليس لها حفيد ولكن لها حفيدة!!!

هذا ما أعلنته فريدة الزمر بنفسها في حوار لها مع صحيفة الميدان حول تكذيبها للمواقع النصرانية:



(إضغط على الصور لتكبيرها)



بالرجوع للمعجزة الكاذبة نجد أنها تعتمد على أن الحفيد ذكر (حفيد، وهو طفل، الأبن، الولد، ولدكم…). وبالتالي يكون عدم وجود حفيد ذكر ناسفاً لمصداقية القصة من جذورها. [من المحتمل أن تقوم بعض المواقع النصرانية بتصحيح هذا الخطأ بعد كشفه]

وما يثير الشكوك هو أنها دُعيت لزيارة الدير بصفتها عضوة في مجلس الشعب على عكس ما قيل في المعجزة!!! فهل نستنتج من هذا أن هناك نية مبيته لنشر هذه المعجزة الكاذبة؟!

ومن هذا الحوار السابق تعرفنا أيضاً على سر تلك الصور التي تُنشر لإثبات تلك المعجزة وأنه ليس لها أي علاقة من قريب أو من بعيد بحدوث معجزة. ولو دققنا في الصور التي تعرضها المواقع النصرانية سنكتشف تناقضات أخرى. فمثلاً لآ نجد “الأسرة الكبيرة” لفريدة الزمر في أي صورة من الصور كما تدّعي “المعجزة” ونجدها بمفردها وليس بصحبتها “حفيدها” صاحب المعجزة المزعومة أو حتى إبنتها المذيعة هند رشاد. ولا نجد كذلك أثر للبكاء على وجه المذيعة بل العكس هو الصحيح.









وتذكر “المعجزة” أيضاً أن فريدة الزمر كانت تنوى نشر معجزتها فى جريدة وطنى إلا أن الأنبا ميخائيل رفض رفضاً باتاً!! فلماذا تنكرها بعد ذلك إذا كانت هي من عرضت نشرها؟!

وإذا تمعنّا في “المعجزة” نفسها سنجد شيئاً غريباً وهو أن العذراء المزعومة كانت لديها معدات جراحية إستخدمتها في إجراء العملية الجراحية ثم نجد بقعة دم كبيرة كانت أسفل رأس المريض لكن بلا أثر للجراحة على الأطلاق!!! السؤال الآن: لماذا تحتاج العذراء المزعومة لمعدات جراحية أصلاً للقيام بالمعجزة؟! وإذا إحتاجتها، لماذا لم تترك أثراً للجراحة؟! ولماذا نزف المريض دماً بدون جرح؟! إنه تسلسل متناقض وساذج لا تكاد تخلو منه معجزة شفاء.

الأغرب من ذلك هو أن “طبيب التخدير” في العملية (أو الأنبا ميخائيل مطران أسيوط) أصيب بعد ذلك بجلطة في المخ نُقل بعدها إلى مستشفي الحياة بالقاهرة للعلاج! هنا يجب أن نتساءل: لماذا يحتاج شخص مثل هذا للعلاج في أي مستشفى وهو له القدرة على الظهور كمساعد للعذراء في معجزة كهذه؟!! ألم يكن من الأولى به “التشفع بالسيدة العذراء” كما فعلت فريدة الزمر في معجزتها؟ أم أن القساوسة والبابا شنودة لا تحدث لهم معجزات كهذه حيث أن معظمهم يُعالج بالخارج؟ أم أن كل هذه المعجزات كذبة كبيرة من تأليف القساوسة ويعيش فيها شعب الكنيسة؟!



زيارة البابا شنودة للأنبا ميخائيل أثناء وجوده بالمستشفى



يتبقى أن نرصد رد فعل النصارى في المواقع والمنتديات التي ذكرت تلك المعجزة. فقد أجمع النصارى على تصديقها وأخذوا يتناقلونها ويهنئون بعضهم البعض بالقول “عظيمة هى أعمال الله فى قديسيه” بدون أدنى تفكير في السؤال عن الدليل. وقد إعتبر النصارى الصور المنشورة دليلاً على صدق المعجزة بالرغم أن تلك الصور لا تثبت شيئاً من قريب أو بعيد إلا أن فريدة الزمر زارت الدير ليس إلا. وكذلك لم يسأل أي نصراني عن مصدر تلك المعجزة وعن شخصية من كتبها ومدى مصداقيته حيث أن مصدرها وكاتبها مجهول ولكن لا شك أنه من داخل الكنيسة. نتج هذا عن عدم وجود علم عند النصارى كعلوم الحديث والرجال والجرح والتعديل كما في الإسلام. هذه العلوم التي إنفرد بها الإسلام تضمن الحفاظ على السنة النبوية الشريفة والأحاديث الصحيحة وفصلها عن الضعيف والمكذوب حتى يبقى الإسلام كما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بدون تغيير أو تبديل أو تحريف. وعن ذلك قال عبد الله بن المبارك “لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء”. على العكس من ذلك، في النصرانية يقول من شاء ما شاء. ولا نبالغ إذا قلنا أنه لو طبّقنا علوم الحديث على الكتاب المقدس لأصبح درجته “موضوع” بلا أدنى شك!!

إن المشكلة لا تكمن في هذه المعجزة أو غيرها. ولكن المشكلة تكمن في تربية الكنيسة لشعبها تحت شعار “إبن الطاعة تحل عليه البركة”. فإذا طلب أحدهم دليلاً على شيء يُتهم بأنه “غير ممتلئ بالنعمة” وقد تحوم حوله الشكوك بأنه في طريقه لترك يسوع. هذه الثقافة - ثقافة سهولة حكم والسيطرة على الشعب الجاهل - متأصلة في الكنيسة منذ بداية النصرانية حيث أن جوانب العقيدة النصرانية نفسها لا دليل عليها. ونحن نعاني كمسلمين من تأثير تلك الثقافة حينما يأتينا نصراني يكرر كالببغاء ما لقّنه له القساوسة من إفتراءات على الإسلام وحينما تسأله عن الدليل يبهت ويتهرب أو يأتي بدليل يثبت منه تدليس من لقّنوه. وللأسف ينقله النصراني بدون أدني تدقيق أو تفكي

غير معرف يقول...

((((عصمة الرسول))) ((())))))))))
لا تزال هجمات أعداء الإسلام تتوالى في تزايد مستمر ، وبشكل يؤكد عمق الخطر المحدق بالأمة المسلمة ، ولئن كانت رحى الحرب على المسلمين قد استنزفت من دمائهم وأعراضهم الشيء الكثير ، فإن الحروب المعاصرة اتخذت طابعا مغايراً يرتكز على تزوير التاريخ الإسلامي ، وتشويه حقائقه ، والطعن في رجالاته .

وكان في مقدّمة القضايا التي جُعلت غرضا لسهام المشكّكين ، نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة ، وفي هذا الصدد ذكروا مروياتٍ وحرّفوا معناها ومقصدها ؛ ليوهموا ضعاف الإيمان أنه قد صدر ما ينافي كمال الأدب والأخلاق من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وما ذكروه من الروايات تتناول حادثتين : إحداهما حصلت قبل مبعثه صلى الله عليه وسلّم بخمس سنين – كما هو عند كثير من أهل السير - ، والأخرى حصلت بعد ذلك بكثير ، وتحديدا في المرحلة المدنية ، وحاصل تلك الروايات عندهم أنها تشير إلى حصول التعرّي منه صلى الله عليه وسلم .

أما ما يتعلّق بالحادثة الأولى ، فقد روى البخاري و مسلم أن جابر بن عبد الله حدّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان ينقل مع قريش الحجارة للكعبة وعليه إزاره ، فقال له العباس عمه : يا ابن أخي ، لو حللت إزارك فجعلت على منكبيك دون الحجارة ، قال : فحله فجعله على منكبيه ، فسقط مغشيا عليه ، فما رؤي بعد ذلك عريانا صلى الله عليه وسلم .

وعند الإمام أحمد بسند قوي عن أبي الطفيل رضي الله عنه ، وفيه : " فبينا النبي صلى الله عليه وسلم يحمل حجارة من أجياد وعليه نمرة ، فضاقت عليه النمرة ، فذهب يضع النمرة على عاتقه فيُرى عورته من صغر النمرة ، فنودي : يا محمد خمّر عورتك ، فلم ير عريانا بعد ذلك .

وبإسناد صحيح عنه : " فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل إذ انكشفت عورته – وفي رواية : سوءته أو نمرته - ، فنودي : يا محمد غط عورتك " ذكرها الإمام الذهبي في " سير أعلام النبلاء " جزء السيرة ، والحافظ المقدسي في " الأحاديث المختارة " ، وأشار إليها الحافظ ابن حجر في " الفتح " .

وفي رواية البزار و الطبري بسند حسن لغيره عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال : لما بنت قريش الكعبة ، انفردت رجلين رجلين ينقلون الحجارة ، فكنت أنا وابن أخي ، فجعلنا نأخذ أزرنا فنضعها على مناكبنا ونجعل عليها الحجارة ، فإذا دنونا من الناس لبسنا أزرنا ، فبينما هو أمامي إذ صُرع ، فسعيت وهو شاخص ببصره إلى السماء قال فقلت لابن أخي : ما شأنك ؟ ، قال : ( نُهيت أن أمشي عريانا ) ، قال : فكتمته حتى أظهر الله نبوته .



وعند تأمّل الروايات سابقة الذكر تظهر لنا الحقائق التالية :

أولا : كان النبي صلى الله عليه وسلم متزراً بنمرة ، والنمرة عند العرب نوع من الكساء يتخذونه إزارا أو رداء ، قال صاحب مختار الصحاح : ((والنَّمِرة أيضا بُردة من صوف تلبسها الأَعراب)) .



ثانيا : كان نقل الحجارة يتم بخروج الرجال مثنى مثنى وليس جماعات ، كما في رواية العباس رضي الله عنه : " لما بنت قريش الكعبة انفردت رجلين رجلين ينقلون الحجارة " ، وبذلك كان نصيب العباس رضي الله عنه أن يكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .



ثالثا : أن العباس رضي الله عنه رأى أن حمل تلك الحجارة دون حائل كان يؤذيهم ، فطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يتقي أذى هذه الحجارة بوضع الإزار على كتفه ، كما في رواية البخاري : " ، فقال له العباس عمه : يا ابن أخي ، لو حللت إزارك فجعلت على منكبيك دون الحجارة " .



رابعا : أن النبي صلى الله عليه وسلم وعمه العباس كانا يعيدان ربط أزرهما إذا دَنَيَا ، وذلك ما أشار إليه قول العباس رضي الله عنه : " فإذا دنونا من الناس لبسنا أزرنا " .



فإذا قمنا باستحضار ما سبق ، فإننا سنتمكّن من تخيّل المشهد كما هو على حقيقته ، حيث قام النبي صلّى الله عليه وسلّم وعمه لينقلا الحجارة مثنى من جبل " أجياد " ، فلما أثّرت الحجارة على عواتقهم اقترح العباس على رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن يحلا أزرهما ليضعاها على أكتافهما كي يبعدا عنهما الأذى ، فقام كلٌّ منهما بحل إزاره ليضعه على عاتقة من خلفه ، بحيث ينسدل على جسده من الخلف ويغطّي عورته – كما يدل عليه سياق حديث أبي الطفيل الذي ذكرناه سابقا - ، فإذا دَنَيا من الناس أعادا لبس الأزر ، لكن نمرة النبي صلى الله عليه وسلم كانت أقصر مما هي عند العباس رضي الله عنه ، ومن هنا انكشفت عورته ، فعندها وكّل الله له ملكاً أن يأمره بتغطية عورته ، وكان من جرّاء هذا النداء أن سقط وأُغشي عليه . وما تقدّم يدل على أنه لما وضع نمرته على منكبيه لم تكن عورته حينها باديةً للعيان ، بمعنى أنه لم يسدلها على جانبيه دون أن تُغطّي ظهره وما أسفل منه .



والذي يؤكّد ذلك ، ما جاء في رواية أبي الطفيل رضي الله عنه ، والتي سبق الإشارة إليها : " فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل إذ انكشفت عورته – وفي رواية : سوءته أو نمرته - ، فنودي : يا محمد غط عورتك " ، فقد استعمل الراوي لفظة " إذ " التي تدل على الفجاءة ، ولمزيد من التوضيح نقول : لنتخيّل أن شخصا قد ارتدى قطعة من القماش وجعلها على كتفيه ، فإذا كان مستوياً وبلغت قطعة القماش أنصاف ساقيه ، فإنه إذا حنى ظهره فلاشك أنها سترتفع ، وذلك لاتصالها بالكتفين مباشرة ، وذلك هو عينُ ما حدث للنبي صلى الله عليه وسلم ، وعليه فإن انكشاف العورة كان أمراً عارضاً عن غير قصدٍ ، جاءت العصمة الإلهية لتستره عن أنظار عمّه رضي الله عنه – سوى تلك اللحظة الخاطفة بعد سقوطه صلى الله عليه وسلم – .



وإذا اعترض معترض فقال : " وماذا عن عورته من الأمام ؟ " ، فالجواب على ذلك ميسور ، فإن الروايات السابقة تشير إلى أن وضع النبي صلى الله عليه وسلم للنمرة على تلك الكيفية إنما كان في حالة بعده عن أنظار الناس ، وكذلك كان حال عمّه ، فإذا اقتربا بادرا بلبس الأزر ، ولم يكن العباس رضي الله عنه يرى عورة النبي صلى الله عليه وسلم أثناء ذلك ؛ لأننا إذا استحضرنا أحوال العباس ومكانه من النبي صلى الله عليه وسلم فسنجد أن له ثلاثة أحوال : فإما أن يكون خلف النبي صلى الله عليه وسلم ، وعندها لن يرى عورته ، وإما أن يكون موازياً له ، وهنا كذلك لن يراه ، أو أن يكون أمام النبي صلى الله عليه وسلم ، ولاشك عندها أن الرؤية غير حاصلة ، وقد نصّت رواية البزار و الطبراني سابقة الذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم لمّا صُرع كان ماشياً أمام عمّه ، لا معه ولا خلفه .



ونترك الكلام عن هذه الحادثة لننتقل إلى بيان شبهتهم الأخرى ، وهي ما نُسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من تعرّيه عند قدوم زيد بن حارثة رضي الله عنه واستقباله له في بيته ، وعمدتهم في ذلك ما رواه الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت : قدم زيد بن حارثة المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي ، فأتاه فقرع الباب ، فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم عرياناً يجرّ ثوبه ، والله ما رأيته عريانا قبله ولا بعده ، فاعتنقه وقبّله " وقد جاء في "شرح معاني الآثار " نحواً من هذه الرواية .



بيد أن هذه الرواية ، لا تثبت في ميزان التحقيق ؛ ففي سندها أبي يحيى بن محمد ، قال عنه الذهبي : ضعيف ، وقال عنه الساجي : في حديثه مناكير وأغاليط ، كما أن في الحديث علة أخرى ، وهي إبراهيم بن يحيى بن محمد وهو لين الحديث ، وقال عنه الرازي ضعيف ، والحديث ضعّفه الإمام ابن مفلح في " الآداب الشرعية " ، وأورده العلامة الألباني ضمن " سلسلة الأحاديث الضعيفة " .



ولو افتراضنا صحّة الرواية ، فليس فيها أي مطعن في المصطفى عليه الصلاة والسلام ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يلق زيداً عارياً ، بدليل قول عائشة رضي الله عنها : " فقام إليه عرياناً يجرّ ثوبه " ، فلو قابله عارياً لما كان في جرّ ثوبه فائدة ؛ وإنما جرّ ثوبه ليستتر به وهو في طريقه لفتح الباب ، وأما قول عائشة " والله ما رأيته عرياناً قبله ولا بعده " ، فإنه من المعلوم أنها قد رأته كذلك بحكم أنها زوجته ، وإنما المعنى أنها ما رأته عارياً في حالٍ دون كونه مع أهله إلا هذه المرّة ، حيث قام النبي صلى الله عليه وسلم لشدة شوقه للقاء زيد بشدّ إزاره عليه وهو في طريقه إليه ، فأين الطعن في ذلك ؟ .



ولكن لا عجب في ورود الشبهة السابقة ، فإننا نتكلم مع قوم أعماهم الحقد ، واستهواهم التعصّب ، والله متمّ نوره ولو كره الكافرون؟؟؟؟؟=========(((ولادة النبي)))الازهر
ولادة النبى محمد صلى الله عليه وسلم عادية
الرد على الشبهة:
لأن ولادة السيد المسيح ـ عليه السلام ـ تمت على هبة من الله تبارك وتعالى للسيدة العذراء مريم ـ عليها السلام ـ وليس من خلال الزواج بينها وبين رجل. فبعض أهل الكتاب (النصارى منهم خاصة) يتصورون أن كل نبى لا بد أن يولد بمثل هذه الطريقة.
وإذا كانت ولادة محمد صلى الله عليه وسلم مثل غيره من ملايين خلق الله فإن هذا عندهم مما يعيبونه به صلى الله عليه وسلم ويطعنون فى صحة نبوته.
1- فلم يدركوا أن بشرية محمد صلى الله عليه وسلم هى واحدة من القسمات التى شاركه فيها كل رسل الله تعالى منذ نوح وإبراهيم وغيرهما من بقية رسل الله إلى موسى ـ عليه السلام ـ الذين ولدوا جميعاً من الزواج بين رجل وامرأة. ولم يولد من غير الزواج بين امرأة ورجل إلا عيسى ـ عليه السلام ـ وكان هذا خصوصية له لم تحدث مع أى نبى قبله ، ولم تحدث كذلك مع محمد صلى الله عليه وسلم.
2- كانت ولادة محمد صلى الله عليه وسلم إعلاناً لكونه بشراً من البشر يولد كما يولد البشر ويجرى عليه من الأحوال فى أكله وشربه ، وفى نومه وصحوه ، وفى رضاه وغضبه وغير ذلك مما يجرى على البشر كالزواج والصحة والمرض والموت أيضاً.
3- كان محمد صلى الله عليه وسلم يعتز بهذه البشرية ويراها سبيله إلى فهم الطبيعة البشرية وإدراك خصائصها وصفاتها فيتعامل معها بما يناسبـها ، وقد اعتبر
القرآن ذلك ميزة له فى قوله تعالى: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم) (1).
كما أعلن محمد صلى الله عليه وسلم اعتزازه بهذه البشرية وعجزها حين أعلن قومه أنهم لن يؤمنوا به إلا إذا فجر لهم ينابيع الماء من الأرض ، أو أن يكون له بيت من زخرف ، أو أن يروه يرقى فى السماء وينزل عليهم كتاباً يقرأونه ، فكان رده صلى الله عليه وسلم كما حكاه القرآن: (قل سبحان ربى هل كنت إلا بشراً رسولاً) (2).
4- لقد قرر القرآن قاعدة كون الرسل من جنس من يرسلون إليهم ؛ بمعنى أن يكون المرسلون إلى الناس بشراً من جنسهم ، ولو كان أهل الأرض من جنس غير البشر لكانت رسل الله إليهم من نفس جنسهم وذلك فى قوله تعالى: (قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكاً رسولاً ) (3).
وعلى المعنى نفسه جاءت دعوة إبراهيم عليه السلامربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ) (4). وقوله تعالى: (كما أرسلنا فيكم رسولاً منكم يتلو عليكم آياتنا ) (5). وقوله تعالى (لقد مَنّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم ) (6). وقوله تعالى (فأرسلنا فيهم رسولا منهم أن اعبدوا الله.. ) (7). وقوله تعالى (هو الذى بعث فى الأميين رسولا منهم ) (8).
وغير هذا كثير مما أكده القرآن وهو المنطق والحكمة التى اقتضتها مشيئته ـ تعالى ـ لما هو من خصائص الرسالات التى توجب أن يكون المرسل إلى الناس من جنسهم حتى يحسن إبلاغهم بما كلفه الله بإبلاغه إليهم وحتى يستأنسوا به ويفهموا عنه.
ومن هنا تكون " بشرية الرسول " بمعنى أن يجرى عليه ما يجرى على الناس من البلاء والموت ومن الصحة والمرض وغيرها من الصفات البشرية فيكون ذلك أدعى لنجاح البلاغ عن الله.؟؟؟؟؟====((((البابا الغبي)))عفوًا قداسة البابا.. هذا هو محمد


د. خــالد الطـراولي **

هل يمكن أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم نكرة حتى نواصل تقديمه إلى الناس؟ هل يمكن أن يكون هذا الرجل العالمي مجهولاً عند الناس، ويدين بديانته خمس سكان الأرض؟ هل يعقل أن تغيب شخصية هذا النبي الكريم عن البعض، وهي التي لم يترك جانب منها خاص أو عام، وفي أصغر تفصيلاته، إلا ملأت الكتب والمعاجم، واستوطنت الصدور وملأت الأفاق؟ هل يعقل ألا يعرف قداسة البابا قصة هذا الرجل الطيب، وما حمله للبشرية من جديد وتجاوز للقديم، ومن ورائه قصة أمة وقصة دين؟

سوف نبني على حسن النوايا وندعو قداسة البابا، لمرافقتنا في هذه الرحلة القصيرة، نحو جانب بسيط من حياة هذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وتعامله مع الآخر.

وسنقتصر على مشاهد تروي العلاقة التي أفرزها مجيئه الكريم على التقارب بين أتباع عيسى عليه السلام وأمة محمد صلى الله عليه وسلم، وهي محطة نخالها إحدى هذه التعبيرات الإنسانية، لهذا الرجل الصالح عليه الصلاة السلام ومحبته؛ للتعارف والتقارب بين الأمم والشعوب، وبين الثقافات والأديان.

تبجيل وتشريف

كانت آل عمران -ثاني أكبر السور القرآنية- تحمل اسم أسرة المسيح عليه السلام، ثم تفاجئنا سورة تحمل اسم العذراء -السيدة مريم عليها السلام- تشريفًا وتكريمًا لها، ولن تجد في المقابل اسم فاطمة ولا خديجة ولا عائشة ولا الحسن ولا الحسين، كعناوين بارزة أو ذكرًا مباشرًا، وهم من البيت النبوي وأقرب الناس إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

وذكر القرآن الكريم سيدنا عيسى عليه السلام بالاسم 25 مرة، بينما لم يذكر محمد صلى الله عليه وسلم إلا 5 مرات! ولن تجد أحداثًا خاصة وعصيبة مرّ بها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من موت أم وأبناء وبنات وزوجة وجدّ وأعوام حزن وفراق، وسوف تجد بالمقابل سردًا تفصيليًّا لمولد المسيح عليه السلام من قبل الإنشاء إلى حد الرفع.

هذا القرآن الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم جعل من النصارى أقرب الناس إلى المسلمين: {وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّا نَصَارَىٰ ذٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ} (المائدة: 82).

وهذه الدعوة القرآنية تأكيد مباشر على خاصية الرهبنة والرحمة والمحبة والتواضع في قوم عيسى عليه السلام، ودعوة للعدل المتبادل بين قوم عيسى عليه السلام، وأمة محمد صلى الله عليه وسلم حيث تسطّر المودة أحلى إطار إنساني لها.

وسنتجاوز آيات التبجيل والتمجيد والتكريم للمسيح وأمه الصديقة التي ملأت أرجاء القرآن، لترسو سفينتنا على هذا التعظيم الذي حمله هذا النبي الكريم نحو المسيح، بأن تنبأ له بالعودة إلى الأرض في آخر الزمان؛ ليحمل مشعل الإسلام، ويواصل المشوار دفاعًا عن المؤمنين.

هلال وصليب

وكان لقاء عجيبًا الذي جمع هذا الرجل الطيب عليه الصلاة والسلام مع نصارى نجران، حيث جاءوا إلى المدينة والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في قوته وبين أهله وذويه، وجاء القوم من بلادهم وهم ضعاف ينظرون ماذا سيفعل بهم هذا الرسول الذي لا يؤمنون ببعثته.

ودخل 60 فردًا على الرسول صلى الله عليه وسلم في مسجده، وهم يلبسون أحلى ما رأى الناس حتى قيل لم نرَ وفدًا مثلهم، ولم يغضب الرسول صلى الله عليه وسلم لهذا الاستعراض وهذه الجلبة وهو في محرابه، بل استقبلهم داخل مسجده وبجانب محرابه، وفي موطن عبادته وتوحيده.

ولما حان وقت صلاتهم، اتجهوا نحو المشرق، وأرادوا أداءها في المسجد، وفي اتجاه مخالف لاتجاه المسلمين.. تثليث وصلبان وصلاة مغايرة في مقابل التوحيد وصاحب الرسالة، ورفض الصحابة هذه الإثارة، ولعلّ البعض رآها استفزازًا.

ولكن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قَبِل ذلك، وطلب من أصحابه الأفاضل السماح للضيوف الكرام أداء صلواتهم في المسجد، على مرمى عين صاحب الرسالة؛ احترامًا لعيسى وآل عيسى وأتباع عيسى عليه السلام.

ولقد بقي هذا الجمع يسكن المسجد لأيام، في ضيافة النبي صلى الله عليه وسلم، يأكلون ويشربون ويصلون وينامون، دون إزعاج أو مضايقة أو منع أو تنديد.. هذا هو محمد صلى الله عليه وسلم!.

إخوة ومواطنة

ولقد كان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يعود المرضى من غير المسلمين، ويزور جيرانه، ولو لم يكونوا من أصحاب ديانته، ولا يبخل على الإحسان إلى محتاجهم. وقد وقف ذات يوم عند مرور جنازة احترامًا لجثمان الميت، فقيل له إنها جنازة يهودي، فقال عليه الصلاة والسلام: "أليست نفسًا".. تذكيرًا بأصل الخِلقة وتكريم الخلق على اختلاف مشاربهم وأجناسهم وأديانهم وثقافاتهم.

قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس.. إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} ألا هل بلغت؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: فيبلغ الشاهد الغائب".

ولن يقف هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام موقف المحايد أو الشامت أو الداعي إلى الخلاص، ممن رفض دينه وعايشه في وطن، علت فيه قيم المواطنة على انتماءات العقيدة والجنس، وغلبت فيه لغة حقوق الإنسان مهما غربت أو شرقت وجهته الدينية، فكان دستور المدينة تعبيرًا فريدًا وإفرازًا نوعيًّا وإنشاء قانونيًّا جديدًا، جمع تحت بنوده أمة محمد والأمم الأخرى التي تساكنه نفس الوطن لها ما لهم وعليها ما عليهم.

ولن يتوقف هذا المدد الإنساني الذي حمله محمد صلى الله عليه وسلم بين دفتي رسالته، بل تجاوزه إلى اعتبار ديني غليظ، يصبح فيه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم سندًا روحيًّا مباشرًا لأهل الديانات الأخرى، إذا طالهم ظلم أو حيف أو انتقاص: "ألا من ظلم معاهدًا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفس؛ فأنا حجيجه يوم القيامة".. هذا هو محمد صلى الله عليه وسلم!.

لقد كان في كتاب النبي الكريم إلى أهل نجران: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}، وهذه الآية تبني علاقة الاحترام والتعارف بين الأديان والثقافات والتي حملها رجل جاء رحمة للعالمين!.. هذا يا قداسة البابا هو محمد صلى الله عليه وسلم!؟؟؟؟====(((بارك الله فيكم اخي الحبيب ونفع بكم

وهذا مقال شيخ الأزهر الخامس والأخير ردا على بابا الفاتيكان . المنشور اليوم في الأهرام

هـذا هو الإسـلام
حـوارهـادئ مع قداسة بابا الفاتيكان‏5‏
بقلم فضيلة الإمام الأكبر‏:‏ د‏.‏ محمد سيد طنطاوي
شيخ الأزهـــــر

هذا هو المقال الخامس ـ والأخير ـ ياقداسة البابا الذي أحب ان أوجهه الي قداستك بعد أن حدثتك في المقال الأول عن أن الاسلام قد انتشر عن طريق الاقناع والاختيار‏,‏ وليس عن طريق الاكراه والاجبار‏,‏ كما زعم الجاهلون‏.‏

وبعد ان حدثتك في المقال الثاني عن أن الجهاد في الاسلام قد شرع للدفاع عن النفس والمال والدين والكرامة الانسانية‏,‏ ولم يشرع للعدوان علي الآمنين‏,‏ كما قال من في قلوبهم مرض‏.‏

وبعد ان حدثتك في المقال الثالث عن أن محمدا ـ صلي الله عليه وسلم ـ قد أتي للانسانية بكل خير‏,‏ وبكل ماهو حق‏,‏ وبكل ماهو بر‏..‏ وأن ماقاله القيصر البيزنطي من أن محمدا ـ صلي الله عليه وسلم ـ لم يأت الا بالشر هو قول باطل وبعد ان حدثتك في المقال الرابع عن العقيدة في شريعة الاسلام‏,‏ وعن أن الاسلام دين يحترم العقل الانساني‏,‏ ويجعله أساسا للتكليف‏,‏ فلا تكليف ولا مسئولية علي غير العقلاء‏.‏

وفي هذا المقال الخامس ـ والأخير ـ أحب ان أوضح لقداستك منزلة الحوار في شريعة الاسلام بعد أن رأيتك في محاضرتك التي ألقيتها في احدي الجامعات الألمانية في السابع عشر من شهر سبتمبر سنة‏2006‏ م‏,‏ تؤكد أهمية الحوار وتقول ـ قداستك ـ في ختام هذه المحاضرة‏:‏ وهكذا ينبغي لنا أن ندعو للحوار بين الحضارات‏,‏ في رحابة العقلانية الواسعة

وتقول بعبارة اخري‏:‏ وعلينا أن ندعو للحوار بين الحضارات في إطار العقلانية الرحبة

وتقول قداستك في عبارة ثالثة‏:‏ والأمر يتطلب الوصول إلي حوار صريح مع مختلف الثقافات وهذه احدي المهام الكبري للجامعات

وإني ـ ياقداسة البابا ـ أؤيدك كل التأييد في وجوب فتح باب الحوار بين الثقافات والحضارات والهيئات العلمية والدينية‏..‏ علي أوسع نطاق‏..‏

وسيكون حديثي معك ـ قداسة البابا ـ في هذا المقال الخامس والأخير مقصورا علي مايأتي‏:‏

أ ـ أهمية الحوار ـ ب ـ أسس الحوار ـ جـ ـ مفردات الحوار
أـ أما أهمية الحوار فتتجلي في أنه مادامت هناك حياة وأحياء فلا بد ان يكون هناك حوار فيما بينهم‏,‏ إذ لايستطيع انسان أن يعيش في عزلة عن غيره‏,‏ وإنما هو في حاجة الي غيره في بيعه وفي شرائه‏,‏ في أخذه وفي عطائه‏,‏ في بيان فكر‏,‏ وآرائه‏..‏

فالحياة من مستلزماتها الأساسية‏:‏ الحوار والنقاش والجدال والخلاف بين الأفراد‏,‏ وبين الجماعات‏,‏ وبين الدول‏,‏ وبين الشعوب‏..‏

بين المتخصصين في الجوانب الدينية‏,‏ أو السياسية‏,‏ أو الاقتصادية‏,‏ أو الاجتماعية‏,‏ أو العلمية‏,‏ أو غير ذلك من مختلف التخصصات والاتجاهات‏.‏

ولقد أشار القرآن الكريم في كثير من آياته‏,‏ إلي أن الحوار بين الناس‏,‏ من المقاصد الأساسية التي لاغني لهم عنها في حياتهم‏..‏

ومن هذه الآيات قوله ـ عز وجل ـ‏:‏ ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا‏,‏ ان أكرمكم عند الله أتقاكم ان الله عليم خبير‏.‏
[‏ سورة الحجرات‏:‏ الآية‏13]‏

والمعني‏:‏ ياأيها الناس إنا أوجدناكم جميعا من أب واحد ومن أم واحدة‏,‏ هما آدم وحواء‏,‏ فأنتم جميعا تنتسبون الي أصل واحد‏,‏ وجعلناكم عن طريق التناسل شعوبا كثيرة العدد‏,‏ وقبائل تتفرع عن هذه الشعوب‏.‏

واقتضت حكمتنا ان نجعلكم كذلك‏:‏ ليعرف بعضكم بعضا‏,‏ ولتتواصلوا فيما بينكم‏,‏ وللتعاونوا علي قضاء مصالحكم‏,‏ وتحقيق مطالبكم‏,‏ وللتحاوروا فيما يهمكم من شئون حياتكم‏,‏ وأمور دنياكم

واعلموا ـ أيضا ـ أن الله ـ تعالي ـ عليم بكل أحوالكم‏,‏ خبير بما تكتمونه أو تعلنونه من أقوال أو أفعال‏.‏

ومما يدل دلالة واضحة علي أهمية الحوار‏,‏ أنك تقرأ القرآن الكريم‏,‏ فتري علي رأس الأساليب الحكيمة والبليغة التي استعملها القرآن الكريم لاحقاق الحق‏,‏ وابطال الباطل‏,‏ أسلوب الحوار والجدال والمناقشة العقلية‏,‏ التي تجعل كل ذي عقل سليم‏,‏ يؤمن ايمانا راسخا‏,‏ بأن لهذا الكون الها واحدا‏,‏ قادرا عليما‏,‏ حكيما‏,‏ وألا له الخلق والأمر‏,‏ تبارك الله رب العالمين

كما يدل علي أهمية الحوار‏,‏ أن مادة القول وما اشتق منها‏,‏ كقال‏,‏ وقل‏,‏ وقالوا‏..‏ هذه المادة التي تدل علي التحاور‏,‏ والجدال‏,‏ والمناقشة‏,‏ والمراجعة‏,‏ بين الناس في أمور كثيرة من شئون دينهم ودنياهم‏,‏ قد تكررت في القرآن الكريم مئات المرات‏..‏

فمثلا لفظ قال قد تكرر في القرآن الكريم اكثر من خمسمائة مرة‏.‏ ومن ذلك قوله ـ سبحانه ـ‏:‏ ألم تر إلي الذي حاج ابراهيم في ربه ان آتاه الله الملك‏,‏ إذ قال ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت‏,‏ قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب‏,‏ فبهت الذي كفر‏,‏ والله لايهدي القوم الظالمين
سورة البقرة‏:‏ الآية‏258.‏

ولفظ قل تكرر في القرآن أكثر من ثلاثمائة مرة‏,‏ ومن ذلك قوله ـ سبحانه ـ قل أي شئ اكبر شهادة‏,‏ قل الله شهيد بيني وبينكم‏,‏ وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ‏,‏ أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخري قل لاأشهد‏,‏ قل انما هو إله واحد‏,‏ وإنني برئ مما تشركون‏.‏
‏(‏سورة الأنعام‏:‏ الآية‏19)‏

ولفظ قالوا قد تكرر ـ أيضا ـ في القرآن اكثر من ثلاثمائة مرة‏,‏ ومن ذلك قوله ـ عز وجل ـ وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه‏,‏ بل له ما في السموات والأرض كل له قانتون‏.‏ بديع السموات والأرض وإذا قضي أمرا فإنما يقول له كن فيكون‏.‏
‏[‏سورة البقرة‏:‏ الأيتان‏117,116]‏

والخلاصة‏:‏ أن الحوار بين الناس في أمور دينهم ودنياهم‏,‏ من الأمور اللازمة لهم لزوم الطعام والشراب‏,‏ وما يشبههما من ضرورات الحياة‏.‏
ب ـ وأما أسس الحوار وأصوله التي يجب أن يقوم عليها فمن أهمها‏:‏

‏1‏ـ الصدق‏:‏ ولقد ساق القرآن الكريم ألوانا من المحاورات التي دارت بين الرسل ـ عليهم الصلاة والسلام ـ وبين أقوامهم‏.‏

وعندما نتدبر هذه المحاورات نري أن الرسل الكرام‏,‏ لم ينطقوا إلا بالصدق الذي لا يحوم حوله كذب أو ريبة لنستمع علي سبيل المثال ـ إلي جانب من المحاورات الطويلة التي دارت بين موسي ـ عليه السلام ـ وبين فرعون‏.‏
لقد قال فرعون لموسي ـ عليه السلام ـ خلال إحدي المحاورات‏:‏ يا موسي‏:[‏ من ربكما‏]‏؟ فأجابه موسي ـ عليه السلام ـ بقوله‏:[‏ ربنا الذي أعطي كل شيء خلقه ثم هدي‏]‏
‏[‏سورة طه‏:‏ الأية‏50]‏

أي‏:‏ قال له موسي ـ عليه السلام ـ يا فرعون‏,‏ ربنا جميعا هو الله‏,‏ الذي أعطي كل مخلوق من مخلوقاته‏,‏ الصورة التي تناسبه‏,‏ والهيئة التي تتحقق معها منفعته ومصلحته‏,‏ ثم هداه إلي وظيفة التي خلقه من أجلها‏,‏ وأمده بالملكات وبالوسائل التي تحقق هذه الوظيفة‏.‏

ولا شك أن هذا الجواب من موسي ـ عليه السلام ـ علي فرعون‏,‏ هو عين الصدق والحق‏.‏

ثم وجه فرعون إلي موسي ـ عليه السلام ـ سؤالا أخر فقال له‏:[‏ فما بال القرون الأولي‏]‏؟ أي‏:‏ قال فرعون لموسي ـ عليه السلام ـ‏:‏ أخبرني ما حال الأقوام الذين سبقوني؟

فأجابه موسي ـ عليه السلام بقوله‏:[‏ علمها عند ربي في كتاب لايضل ربي ولاينسي‏]‏ أي‏:‏ قال موسي ـ عليه السلام ـ لفرعون‏:‏ علم أحوال الأمم الماضية محفوظ عند ربي وحده في كتاب هو اللوح المحفوظ‏,‏ واعلم يا فرعون أن ربي لا يخطيء في علمه‏,‏ ولا ينسي شيئا‏.‏

ولا شك أن هذا الجواب ـ أيضا ـ من موسي علي فرعون‏,‏ يمثل أسمي ألوان الصدق والحكمة وهكذا الرسل الكرام يردون علي من يحاورهم بالرد الصادق‏,‏ والحق الناصح‏.‏

‏2‏ـ الموضوعية‏:‏ ونقصد بها عدم الخروج عن الموضوع الذي هو محل النزاع والحوار لأن آفة كثير من الناس أنهم اذاناقشوا وحاوروا غيرهم في موضوع معين‏,‏ تعمدوا أن يسلكوا ما يسمي في هذه الأيام بخلط الأوراق‏.‏

وإنك لتقرأ القرآن الكريم‏,‏ فتري الرسل الكرام وهم يحاورون اقوامهم‏,‏ لا يخرجون في ردهم عليهم عن صميم موضوع الحوار‏.‏

واستمع ـ علي سبيل المثال ـ إلي القرآن الكريم‏,‏ وهو يقص علينا ما قاله قوم نوح ـ عليه السلام ـ له‏,‏ وما رد به عليهم‏.‏

لقد دعاهم إلي إخلاص العبادة لله ـ تعالي ـ وحده‏,‏ فقالوا له بكل تطاول واستهزاء‏[‏ إنا لنراك في ضلال مبين‏]‏ فيرد عليهم بهذا الرد الحكيم‏:[‏ يا قوم ليس بي ضلالة‏,‏ ولكني رسول من رب العالمين أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم‏,‏ وأعلم من الله مالا تعلمون‏].‏
‏[‏سورة الأعراف‏:‏ الآيات‏.60‏ ـ‏62]‏

وقوم هود ـ عليه السلام ـ يدعوهم نبيهم هود ـ أيضا ـ إلي عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام‏,‏ فيقولون له في حوارهم معه‏:[‏ إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين‏][‏ سورة الأعراف‏:66]‏ فيرد عليهم بهذا الرد الحكيم وهو يحاورهم فيقول لهم‏:[‏ يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين‏.‏ أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين‏]‏
وهكذا نجد الرسل الكرام وهم يحاورون أقوامهم‏,‏ يرشدونهم إلي طريق الحق بأبلغ أسلوب‏,‏ وبأحكم بيان‏,‏ ولا يخرجون في حوارهم معهم عن موضوع الحوار‏,‏ بل يسلكون معهم هذا الطريق الحكيم‏,‏ ألا وهو التزام الموضوعية عند خلافهم مع غيرهم في مسألة من المسائل الدينية أو الدنيوية‏,‏ وهذا الالتزام للموضوعية هو أهم أصول الحوار السليم‏.‏

‏3‏ـ أن يقصد بالحوار الوصول إلي الحق والصواب‏,‏ وليس التباهي أو طلب الشهرة‏...‏
وذلك لأن العقلاء في حوارهم فيما بينهم لا يقصدون إلا الوصول إلي الحقيقة‏,‏ حتي ولو كان هذا الوصول علي يد الطرف المخالف‏..‏

وهذا ما نراه واضحا في اختلاف الصحابة‏,‏ وفي حوارهم في كثير من المسائل والقضايا‏..‏
ومن أمثلة ذلك‏:‏ تلك المحاورة التي دارت بين أبي بكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ في مسألة جمع القرآن‏,‏ بعد وفاة النبي ـ صلي الله عليه وسلم‏,‏ فقد توقف أبو بكر في أول الأمر‏,‏ فلما أقنعه عمر برأيه‏,‏ ما كان من أبي بكر إلا الموافقة علي رأي عمر‏..‏

والأمر علي عكس ذلك في قتال المرتدين الذي فرقوا بين الصلاة وبين الزكاة‏,‏ وقالوا‏:‏ نصلي ولا نزكي‏,‏ وأصر أبو بكر علي قتالهم‏,‏ بينما عارض عمر في قتالهم في أول الأمر‏,‏ فلما تبين له بعد المحاورة أن رأي أبي بكر هو الصواب‏,‏ رجع إلي رأي أبي بكر‏.‏

وهكذا العقلاء يكونون عند الحوار في طلب الوصول إلي الحق كناشد الضالة ـ كما يقول الإمام الغزالي ـ لا فرق عندهم في أن يحصل علي هذه الدابة الشاردة فلان أو فلان‏,‏ وانما الذي يهمهم هو الحصول عليها‏.‏

ولقد أراد عمر ـ رضي الله عنه ـ في إحدي خطبه أن يحدد المهور في الزواج‏,‏ فردت عليه امرأة وقالت كيف ذلك يا عمر وقد قال الله ـ تعالي ـ‏:[‏ وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا‏...]‏ فما كان من عمر ـ رضي الله عنه ـ إلا أن رجع عن رأيه وقال‏:‏ أصابت امرأة وأخطأ عمر‏.‏

ورحم الله الإمام الشافعي فقد قال‏:‏ ما حاورت أحدا إلا وتمنيت أن يظهر الله الحق علي لساني أو علي لسانه‏.‏

‏4‏ـ التواضع‏:‏ وهذه الفضيلة تعد من ألزم اللوازم لنجاح الحوار‏,‏ بينما التعالي والغرور بين المتحاورين يؤدي الي سد الأبواب المفتوحة‏...‏
ولقد ساق لنا القرآن الكريم ألوانا من الحوار المبني علي التواضع فكانت نتيجته النجاح والسداد‏...‏

انظر ـ علي سبيل المثال ـ للحوار البديع الذي دار بين نبي الله سليمان عليه السلام وبين الهدهد‏,‏ ان سليمان ـ عليه السلام ـ يتفقد جنده فلا يري من بينهم الهدهد فيقول‏:‏ مالي لا أري الهدهد أم كان من الغائبين‏,‏ لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين‏(‏ سورة النمل‏:‏ الاية‏21,20)‏

ويأتي الهدهد من رحلته بعد قليل فيقول لسليمان عليه السلام وهو الملك النبي بكل شجاعة‏:‏ أحطت بما لم تحط به‏,‏ وجئتك من سبأ بنبأ يقين‏..‏ اني وجدت إمرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم‏..‏

وهكذا نري الجندي الصغير في الدولة التي يظلها العدل والايمان‏,‏ لايمنعه صغره ان يرد علي الحاكم الكبير وهو يحاوره‏,‏ وان يدافع عن نفسه بكل حرية وشجاعة‏,‏ ونري ان الحاكم الكبير يقابل الرد عليه من الصغير بكل تواضع‏,‏ ويفسح له المجال في ان يدلي بكل حججه‏,‏ وان يضعها موضع التحقيق والاختبار‏..‏

ان الحوار الذي يقوم علي التواضع والاحترام المتبادل بين الاطراف‏..‏ يوصل في الأعم الأغلب الي النجاح أما الحوار الذي يكون مبعثه الغرور والتعالي‏..‏ فمن المستبعد ان يأتي بنتيجة تؤدي الي الوفاق‏.‏

والعقلاء عندما يرون المحاورة مع المغرورين تؤدي الي الافساد لا إلي الاصلاح يبتعدون عنها‏,‏ ويفوضون امرهم الي الله تعالي ولسان حالهم يقول‏:‏ جلوا صارما‏,‏ واتوا باطلا‏,‏ وقالوا أصبنا‏,‏ فقلنا نعم‏!!‏

جـ ـ هذه هي بعض أسس الحوار وأصوله‏,‏ وقد فصلنا الحديث عنها في كتابنا أدب الحوار في الاسلام‏.‏
أما مفردات الحوار في شريعة الاسلام‏,‏ فتمتاز باتساع دائرتها‏,‏ ووضوح قضاياها‏,‏ وشمولها لما لايحصي من المسائل‏..‏
ومن هذه المفردات والموضوعات والمسائل والنماذج التي وردت في القرآن الكريم‏.:‏

‏1‏ـ حوار بين الخالق عز وجل وبين بعض مخلوقاته‏,‏ ونقصد بهذا اللوان من الحوار‏:‏ ما قصه القرآن علينا من أن الله تعالي قد قال لبعض عباده أقوالا بكيفية لايعلمها إلا هو ـ عز وجل ـ كسؤاله ـ عز وجل ـ لرسله يوم القيامة وهو العليم بكل شيء‏,‏ ماذا كان جواب أقوامكم عليكم حينما دعوتموهم الي اخلاص العبادة لي وحدي؟ وقد جاء ذلك في قوله ـ تعالي‏:(‏ يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم؟ قالوا لا علم لنا انك انت علام الغيوب‏)(‏ سورة المائدة‏:‏ اية‏109).‏
أي‏:‏ اذكر ايها العاقل لتعتبر وتتعظ يوم يجمع الله رسله الكرام يوم القيامة فيسألهم بماذا اجابكم أقوامكم؟ وهنا يجيب الرسل اجابة كلها الأدب مع خالقهم عز وجل‏,‏ فيقولون‏:‏ ياربنا لاعلم لنا يذكر بجانب علمك المحيط بكل شيء‏,‏ وانت وحدك الذي تحكم بيننا وبينهم‏,‏ بمقتضي عدلك وكرمك‏.‏
كذلك من المحاورات التي دارت بين الخالق عز وجل وبين رسله الكرام‏,‏ قوله عز وجل لعيسي ابن مريم‏:‏ يا عيسي ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله‏,‏ قال سبحانك ما يكون لي ان أقول ما ليس لي بحق‏,‏ ان كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك انك انت علام الغيوب‏,‏ ما قلت لهم إلا ما أمرتني به ان اعبدوا الله ربي وربكم‏,‏ وكنت عليهم شهيدا مادمت فيهم‏,‏ فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم وانت علي كل شيء شهيد‏,‏ ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم
‏(‏سورة المائدة‏:116‏ ـ‏118).‏

والمقصود من هذه المحاورة‏:‏ توبيخ الكفرة من قوم عيسي عليه السلام‏,‏ وتبكيت كل من نسب الي عيسي وامه مريم ما ليس من حقهما‏,‏ وفضيحة الضالين علي رؤوس الاشهاد يوم القيامة‏,‏ لان عيسي عليه السلام سينفي امامهم انه قال شيئا من ذلك‏,‏ ولاشك ان النفي بعد السؤال‏,‏ أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي الهين من دون الله ـ أبلغ في التكذيب‏.‏

وقد أجاب عيسي عليه السلام بأبلغ اجابة وبأوضح بيان حيث قال انزهك ياالهي عن ان أقول هذا القول‏,‏ فانه ليس من حقي ولا من حق أحد ان ينطق به‏.‏

ثم أضاف عيسي عليه السلام الي هذا الأدب العالي في الجواب‏:‏ اظهار ضعفه المطلق أمام علم خالقه عز وجل حيث قال‏:‏ ان كنت قلت هذا القول فانت تعلمه‏,‏ ولايخفي عليك منه شيء‏..‏

وبعد هذا التنزيه من عيسي عليه السلام لخالقه عز وجل وبعد هذا الاظهار للضعف امام بارئه‏..‏ يصرح بما قاله لقومه فقال‏:‏ اني يا إلهي ماقلت لهم الا ما أمرتني به ان اعبدوا الله ربي وربكم‏,‏ واني كنت شاهدا عليهم‏,‏ فلما قبضتني اليك‏,‏ ورفعتني الي سمائك‏,‏ كنت انت وحدك الحفيظ عليهم‏...‏

ثم فوض عيسي عليه السلام الأمر كله الي خالقه فقال‏:‏ ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم ثم ختم سبحانه هذه المحاورة الحكيمة بقوله‏:‏ هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم‏..‏
‏(‏سورة المائدة اية‏119).‏

وتأمل معي ايها القارئ الكريم هذه الايات الكريمة مرة ومرات‏,‏ وقل لي بربك‏:‏ هل تجد حوارا فيه من الفضل العظيم لمن رضي الله عنهم ورضوا عنه‏,‏ وفيه من الادب الرفيع من عيسي عليه السلام مع خالقه سبحانه وتعالي كهذا الحوار؟

ان امثال هذه المحاورات الحكيمة التي تزيد المؤمنين ايمانا علي ايمانهم‏,‏ قد تكررت في القرآن الكريم‏.‏

فهناك محاورات بين نوح وخالقه‏,‏ بعد ان رأي نوح ابنه وقد ابتلعته امواج الطوفان‏,‏ فيقف ضارعا ومستسلما ويقول‏:‏يارب ان ابني من أهلي وان وعدك الحق وانت احكم الحاكمين‏(‏ سورة هود‏:‏ اية‏45).‏
أي‏:‏ يارب ان ابني من أهلي وهو قطعة مني‏,‏ فاسألك ان ترحمه برحمتك الواسعة‏..‏

واكتفي نوح عليه السلام بقوله‏:‏ رب ان ابني من أهلي‏...‏ ولم يصرح بمطلوبه وهو طلب النجاة من العذاب لابنه‏,‏ تأدبا مع خالقه‏,‏ وحياء منه‏,‏ واعتقادا بأنه سبحانه عليم بما يريده‏..‏ وهذا لون من الأدب السامي سلكه الرسل الكرام في خطابهم مع خالقهم‏,‏ ومن أولي بذلك منهم؟‏!!‏
وهناك محاورات دارت بين ابراهيم عليه السلام وبين خالقه عز وجل‏,‏ ومنها قول ابراهيم‏:‏ رب ارني كيف تحيي الموتي‏,‏ أي يارب ارني كيف تعيد الحياة الي الموتي؟

فيجيبه خالقه عز وجل أولم تؤمن؟ أي قال الله لابراهيم‏:‏ أولم تؤمن يا ابراهيم بقدرتي علي كل شيء؟

فيقول ابراهيم‏:(‏ بلي ولكن ليطمئن قلبي‏)‏ أي قال ابراهيم بلي يارب انا مؤمن ايمانا تاما بقدرتك‏,‏ ولكني سألت هذا السؤال ليزداد قلبي ايمانا بقدرتك عن طريق المشاهدة‏...‏

فأجاب الله ـ تعالي ـ بقوله‏[‏ قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك‏,‏ أي‏:‏ قال الله ـ تعالي ـ لنبيه ابراهيم‏:‏ خذ أربعة من الطير فاضممهن إليك‏,‏ ثم اذبحهن‏,‏ وجزئهن أجزاء‏[‏ ثم اجعل علي كل جبل منهن جزءا‏,‏ ثم ادعهن‏],‏ أي‏:‏ ثم قل تعالين بإذن الله‏[‏ يأتينك سعيا‏]‏ أي‏:‏ يأتينك اتيانا سريعا‏[‏ واعلم أن الله عزيز حكيم‏]‏
[‏سورة البقرة‏:‏ الآية‏260]‏

والمقصود بهذه المحاورة‏:‏ إظهار أكمل الأدلة علي قدرة الله ـ عز وجل ـ وعلي وحدانيته‏,‏ وبيان أنه ـ سبحانه ـ يجيب سؤال الأخيار ليزدادوا إيمانا علي إيمانهم‏,‏ ويفتح بابه أمامهم‏,‏ لكي يسألوا عما يريدون السؤال عنه‏..‏ بل لقد فتح الله ـ تعالي ـ بابه للحوار حتي مع ابليس‏,‏ وقد ورد ذلك في سور متعددة‏,‏ منها قوله ـ تعالي ـ‏:[‏ ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين‏.‏ قال ما منعك ألا تسجد اذ أمرتك‏,‏ قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين‏.‏ قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين‏.‏ قال أنظرني إلي يوم يبعثون‏.‏ قال إنك من المنظرين‏.‏ قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم‏.‏ ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم‏,‏ ولا تجد أكثرهم شاكرين‏.‏ قال اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم‏,‏ لأملأن جهنم منكم أجمعين‏][‏ سورة الأعراف‏:‏ الآيات‏11‏ ـ‏18]‏ ففي هذه الآيات الكريمة ورد لفظ قال ست مرات‏.‏ منها ثلاث مرات القائل هو الله عز وجل ـ وثلاث أخري القائل هو إبليس‏...‏
وهي محاورات تدل علي أن الله ـ تعالي ـ قد فتح بابه للحوار مع عباده‏,‏ فضلا منه وكرما‏,‏ لكي يزدادوا إيمانا علي ايمانهم‏,‏ ولكي يأخذوا منها العبر والعظات‏,‏ ولكي يتعلم العقلاء من هذه المحاورات الحكيمة ما يسعدهم في حياتهم‏,‏ وما يهديهم إلي الصراط المستقيم‏.‏

‏2‏ـ كذلك من المحاورات التي وردت في القرآن الكريم في مئات الآيات القرآنية تلك المحاورات التي دارت بين الرسل وأقوامهم‏..‏
وهذه المحاورات وردت في عشرات المواضع من القرآن الكريم‏,‏ ومنها‏:‏ ما ساقه القرآن الكريم علي ألسنة الرسل بصفة عامة‏,‏ ومنها ما قصه القرآن علي لسان كل نبي بصفة خاصة‏.‏

فمن المحاورات التي بين الرسل وأقوامهم بصفة عامة قوله ـ تعالي ـ‏[‏ ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لايعلمهم إلا الله‏,‏ جاءتهم رسلهم بالبينات‏,‏ فردوا أيديهم في أفواههم وقالوا انا كفرنا بما أرسلتم به‏,‏ وانا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب‏.‏ قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم‏,‏ ويؤخركم إلي أجل مسمي‏,‏ قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين‏.‏ قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن علي من يشاء من عباده‏,‏ وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان الا بإذن الله‏,‏ وعلي الله فليتوكل المؤمنون‏.‏ وما لنا أن لا نتوكل علي الله وقد هدانا سبلنا‏,‏ ولنصبرن علي ما آذيتمونا وعلي الله فليتوكل المتوكلون‏[‏ سورة ابراهيم‏:9‏ ـ‏12]‏ فهذه الآيات الكريمة تعطينا صورة واضحة للمحاورات التي دارت بين الرسل وأقوامهم بصفة عامة‏,‏ ونري منها‏:‏ إرشاد الرسل أقوامهم إلي الحق‏,‏ بأسلوب حكيم‏,‏ كما نري منها موقف الأقوام السييء من رسلهم‏.‏

أما المحاورات التي دارت بين كل رسول مع قومه بصفة خاصة فما أكثرها‏,‏ ونكتفي هنا بنموذج واحد من المحاورات التي حدثت بين خطيب الأنبياء شعيب ـ عليه السلام ـ وبين قومه‏,‏ ويقص القرآن الكريم بأسلوبه البليغ الحكيم ذلك فيقول‏:[‏ كذب أ صحاب الأيكة المرسلين‏.‏ والأيكة‏:‏ منطقة مليئة بالأشجار‏,‏ وكان يعيش فيها قوم شعيب عليه السلام ـ اذ قال لهم شعيب ألا تتقون‏.‏ إني لكم رسول أمين‏.‏ فاتقوا الله وأطيعون‏.‏ وما أسألكم عليه من أجر ان أجري إلا علي رب العالمين‏.‏ أوفوا الكيل ولاتكونوا من المخسرين‏.‏ وزنوا بالقسطاس المستقيم‏.‏ ولاتبخسوا الناس أشياءهم ولاتعثوا في الأرض مفسدين‏.‏ واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولينأي‏:‏ خلقكم أنتم وخلق الأمم السابقة عليكم‏.‏

بهذه النصائح الغالية الحكيمة نصح شعيب ـ عليه السلام ـ قومه‏,‏ وحاورهم بهذا الأسلوب البليغ‏,‏ ولكنهم قابلوا نصحه بكل سفاهة وغرور‏..‏

قالوا إنما أنت من المسحرين ـ أي‏:‏ من الذين أصابهم السحر والجنون وما أنت الا بشر مثلنا‏,‏ وإن نظنك لمن الكاذبين فأسقط علينا كسفا ـ أي‏:‏ عذابا ـ إن كنت من الصادقين

وهنا يرد عليهم شعيب بقوله‏:‏ ربي أعلم بما تعملون فماذا كانت نتيجتهم؟ كانت نتيجتهم الهلاك كما قال ـ سبحانه ـ فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة انه كان عذاب يوم عظيم‏.‏ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين‏.‏ وإن ربك لهو العزيز الرحيم
‏[‏ سورة الشعراء‏:‏ الآيات‏176‏ ـ‏191].‏

هذا جانب من حوار الخالق مع بعض مخلوقاته‏,‏ وجانب آخر من حوار الرسل مع أقوامهم‏,‏ وهناك ألوان أخري من الحوارات التي ساقها القرآن الكريم مع أهل الكتاب‏,‏ ومع المنافقين‏,‏ وحوارات أخري عما أحله الله وحرمه‏,‏ وحوارات عن طريق السؤال والجواب‏,‏ وحوارات بين الأخيار والأشرار‏..‏

وهي كلها حوارات المقصود منها‏:‏ العظة والاعتبار‏,‏ والارشاد إلي طريق الهداية والرشاد‏.‏

وبعد‏,‏ فإني قصدت من هذا المقال ـ ياقداسة البابا ـ أن أوضح لك أن الحوار الذي انت تنادي به‏,‏ قد نادي به الاسلام بطريقة أكمل وأعدل وأفضل وأشمل‏,‏ لأنه يقوم علي اعتبار الناس جميعا من أصل واحد‏,‏ وأن الاختلاف بينهم في العقائد لايمنع من التعاون‏,‏ وأن الاسلام بمعني إسلام الوجه لله ـ عز وجل ـ وإخلاص العبادة له هو دين جميع الأنبياء‏,‏ وأن الأنبياء جميعا قد جاءوا برسالة واحدة هي اخلاص العبادة لله‏,‏ ووجوب التحلي بمكارم الأخلاق‏..‏

وبهذه المناسبة ـ وأنت ـ ياقداسة البابا ـ تكرر الدعوة إلي الحوار ـ قد أرسلت الي قداستك منذ شهور رسالة عن طريق سفيرك بالقاهرة أطلب من قداستك فيها رأيك ـ بعد حادث الصور المسيئة الي الرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ وبينت لقداستك فيها استعدادي للحوار حول هذه المسائل التي فيها إساءات بالغة وقبيحة الي الرسل الكرام‏..‏

ولكني لم يصلني من قداستك أي رد لا من قريب ولا من بعيد‏,‏ فهل هذا من أدب الحوار الذي تنادي به بأعلي صوتك ياقداسة بابا الفاتيكان؟أرجو أن يكون كلامنا ـ ونحن رجال دين ـ يطابق أفعالنا‏,‏ كما أدعو الله لنا جميعا بالهداية إلي الطريق المستقيم

غير معرف يقول...

عصمته الرسول من أكل ما ذبح على النصب؟
من أكل ما ذبح على النصب، ودفع ما يتوهم عصمته عكس ذلك :
، لقى زيد بن عمرو 1- عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما، أن النبى سفرة( ) الوحى، فقدمت إلى النبى بن نفيل( ) بأسفل بلدح( ) قبل أن ينزل عليه فأبى أن يأكل منها، ثم قال زيد : إنى لست آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل إلا ، مما ذبح على النصب ما ذكر اسم الله عليه"( )، ففى الحديث تصريح بعدم أكله
- ، وزيد بن حارثة( ) مر بهم أما ما جاء فى حديث سعيد بن زيد بن عمرو أن رسول الله زيد بن عمرو، فدعوه إلى سفرة لهما، فقال : يا ابن أخى إنى لا آكل مما ذبح على بعد ذلك أكل شيئاً مما ذبح على النصب"( ) النصب، فما رؤى النبى
- وفى حديث وهو مردفى إلى نصب من الأنصاب، زيد بن حارثة رضى الله عنه قال : خرج رسول الله فذبحنا له شاة، ووضعناها فى التنور( ) حتى إذا نضجت، استخرجناها فجعلناها فى يسير، وهو مردفى فى أيام الحر، من أيام مكة، حتى إذ سفرتنا، ثم أقبل رسول الله كنا بأعلى الوادى لقى فيه زيد بن عمرو – فذكر الحديث مطولاً – وفيه : ثم قدّمنا إليه يعنى زيد بن عمرو – السفرة التى كان فيها الشواء، فقال : ما هذه؟ فقلنا : هذه شاة ذبحناها لنصب كذا وكذا، فقال : إنى لا آكل ما ذبح لغير الله"( )
وفى رواية قال : "ما كنت لآكل مما لم يذكر اسم الله عليه"( ) فليس فى الروايتين ما يتعارض مع من أكل ما ذبح للأصنام، لأن قول زيد : "هذه شاة رواية البخارى السابقة من عصمته ذبحناها لنُصب كذا وكذا" تعنى الحجر الذى ذبحت عليه الشاة، وليس هذا الحجر بصنم ولا معبود، وإنما هو من آلات الجزار التى يذبح عليها، لأن النُصب فى الأصل حجر كبير. فمنها ما يكون عندهم من جملة الأصنام، فيذبحون له وعلى اسمه! ومنها مالا يعبد، بل يكون من آلات الذبح، فيذبح الذابح عليه لا للصنم!
وهذا أكثر ما تحمله العبارة السابقة : أن يكون زيد بن حارثة ذبح شاة، واتفق ذلك الذبح عند صنم، كانت قريش تذبح عنده، لا أنه ذبحها للصنم!
فظن زيد بن عمرو أن ذلك اللحم مما ذبح لصنم، فامتنع لذلك حسماً للمادة، ولم يكن الأمر كما ظن زيد( )
ويكون بعد ذلك عن أكل شئ ذبح على النصب أى الحجر مثل امتناع زيد بن عمرو امتناع النبى حسماً للمادة
بعد ذلك هذا ولا يعنى قول زيد بن حارثة : "فما رؤى النبى قبل ذلك كان يأكل مما ذبح لصنم! كلا‍! وحاشاه أكل شيئاً مما ذبح على النصب" أنه من ذلك، ويؤكده ما جاء فى نفس الرواية السابقة من حديث زيد بن حارثة قال : "وكان صنماً من نحاس يقال له أساف أو نائلة يتمسح به المشركون إذا طافوا، فطاف رسول الله : "لا تمسه" قال زيد : فطفنا. وطفت معه، فلما مررت مسحت به، فقال رسول الله : "ألم تنه؟"( فقلت فى نفسى لأمسنه حتى أنظر ما يقول، فمسحته! فقال رسول الله )
عن استلام الأصنام ثم يذبح لها؟!( فكيف يعقل إذن أن ينهى رسول الله )
أما ما يستشكل من قول زيد بن عمرو : "إنى لا آكل مما لم يذكر اسم الله عليه" وهو ما يعنى أنه علم أن الشاة المذبوحة، إنما ذبحت على النصب الذى هو من آلات الذبح، ولم تذبح لصنم، ولكنه مع ذلك امتنع عن الأكل منها، لأنها لم يذكر عليها اسم كان أولى بهذه الفضيلة من زيد بن عمرو الله عز وجل، وهو ما يعنى أن رسول الله
أكل منها، وعلى تقدير أن يكون أكل، فزيد فالجواب : أنه ليس فى الحديث أنه إنما كان يفعل ذلك برأى يراه، لا بشرع بلغه، ولاسيما وزيد يصرح عن نفسه بأنه لم يتبع أحداً من أهل الكتابين( )
وهو وإن كان على دين سيدنا إبراهيم، فشرعه على تحريم الميتة، لا تحريم ما لم يذكر اسم الله عليه، واستمر ذلك حتى جاء الإسلام( )
أما قول بعض خصوم السيرة العطرة : "بأن هذا جواب بارد، لأن فيه إدراك زيد لهذا الأمر الذى وافق فيه نظر الشرع"( )
فأقول له : وأين نظر الشرع هنا فى إدراكه، وقد جاء النهى عن أكل ما ذبح إلى غير اسم الله عز وجل، بعد المبعث بمدة ولا}طويلة، ولم ينقل أن أحداً بعد المبعث كف عن الذبائح حتى نزل قوله تعالى : ( ) {تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق
أما زعمه بان إدراك مما لا يمكن قبوله، أو الالتزام به، لأنه يعنى أن زيداً كان أعقل زيد لذلك دونه وأعرف به( ) من النبى
فالجواب : أنه ليس فى إسناد فضيلة لزيد بن عمرو أو ،ولا ما يثبت تفضيله عليه. إذ من المسلم أنه لغيره، ما يعود بالنقض على رسول الله قد يكون فى المفضول من الخصائص ما ليس للأفضل، ولا يؤثر هذا فى أفضليته، لأن له من الخصائص ما يؤهله لاستحقاق الأفضلية. وهذا بديهى. وإلا فليخبرنا الرافضى، هل الفضائل والمناقب الصحيحة، بل وحتى الضعيفة والموضوعة التى تنسب لسيدنا على بن أبى طالب، أو غيره من الصحابة رضى الله عنهم أجمعين تعنى أنه أو أنهم أعقل من سيدنا وأعرف منه، وأفضل منه؟!! أه رسول الله
من الحلف بأسماء هـ عصمته الأصنام التى كان يعبدها قومه، ويحلفون بها تعظيماً لها:
جاء فى قصة بحيرا باللات والعزى حينما لقيه بالشام فى سفرته مع عمه أبى الراهب أنه استحلف النبى يا غلام أسألك باللات طالب وهو صبى، لما رأى فيه علامات النبوة، فقال بحيرا للنبى والعزى إلا أخبرتنى عما أسألك عنه، وإنما قال له بحيرا ذلك لأنه سمع قومه يحلفون : "لا تسألنى باللات والعزى شيئاً، فوالله ما أبغضت بغضه بهما. فقال له النبى شيئاً قط"( )
وعن عروة بن الزبير رضى الله عنه قال : حدثنى جار لخديجة بنت يقول لخديجة : أى خديجة والله لا أعبد خويلد رضى الله عنها قال : سمعت النبى اللات أبداً، والله لا أعبد العزى أبداً، قال : فتقول خديجة خل العزى، قال : كانت صنمهم الذى يعبدون، ثم يضطجعون"( )
===================
شهادة المنصفين من أهل الكتاب والكفار وأعدائه له بالصحة والصدق:
وهذا من باب أن أقوى الشهادات على صحة الشيء شهادة الخصوم ؛ فأهل الكتاب والكفار مع شدة عداوتهم للقرآن ، إلا أن منهم من اعترف به ، وأقر بصدقه وصحته، وهذا الدليل مأخوذ من قوله تعالى:
( أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ( [الأنعام:114].
وقوله جل جلاله:( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ( [القصص:52-53].
وقوله تعالى : ( وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا ( [الإسراء:106-108].
وقوله سبحانه : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ( [الأحقاف:10] .
وقوله تعالى (...وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ( [المائدة:82-85].
أخرج مسلم عن أبي ذر قَالَ:قَدْ صَلَّيْتُ قَبْلَ أَنْ أَلْقَى رَسُولَ اللَّهِ ( بِثَلَاثِ سِنِينَ . قُلْتُ: لِمَنْ؟ قَالَ :لِلَّهِ . قُلْتُ :فَأَيْنَ تَوَجَّهُ ؟ قَالَ :أَتَوَجَّهُ حَيْثُ يُوَجِّهُنِي رَبِّي ،أُصَلِّي عِشَاءً حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ أُلْقِيتُ ، كَأَنِّي خِفَاءٌ حَتَّى تَعْلُوَنِي الشَّمْسُ ،فَقَالَ أُنَيْسٌ :إِنَّ لِي حَاجَةً بِمَكَّةَ فَاكْفِنِي . فَانْطَلَقَ أُنَيْسٌ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ فَرَاثَ (424)عَلَيَّ ثُمَّ جَاءَ ، فَقُلْتُ :مَا صَنَعْتَ ؟ قَالَ: لَقِيتُ رَجُلًا بِمَكَّةَ عَلَى دِينِكَ يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ . قُلْتُ :فَمَا يَقُولُ النَّاسُ ؟ قَالَ :يَقُولُونَ شَاعِرٌ كَاهِنٌ سَاحِرٌ –وَكَانَ أُنَيْسٌ أَحَدَ الشُّعَرَاءِ –قَالَ أُنَيْسٌ :لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ فَمَا هُوَ بِقَوْلِهِمْ ، وَلَقَدْ وَضَعْتُ قَوْلَهُ عَلَى أَقْرَاءِ الشِّعْرِ فَمَا يَلْتَئِمُ عَلَى لِسَانِ أَحَدٍ بَعْدِي أَنَّهُ شِعْرٌ ،وَاللَّهِ إِنَّهُ لَصَادِقٌ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ . قَالَ قُلْتُ :فَاكْفِنِي حَتَّى أَذْهَبَ فَأَنْظُرَ . قَالَ :فَأَتَيْتُ مَكَّةَ فَتَضَعَّفْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ ،فَقُلْتُ :أَيْنَ هَذَا الَّذِي تَدْعُونَهُ الصَّابِئَ ؟ فَأَشَارَ إِلَيَّ ،فَقَالَ :الصَّابِئَ . فَمَالَ عَلَيَّ أَهْلُ الْوَادِي بِكُلٍّ مَدَرَةٍ (425) وَعَظْمٍ حَتَّى خَرَرْتُ مَغْشِيًّا عَلَيَّ ،قَالَ :فَارْتَفَعْتُ حِينَ ارْتَفَعْتُ كَأَنِّي نُصُبٌ أَحْمَرُ . قَالَ :فَأَتَيْتُ زَمْزَمَ فَغَسَلْتُ عَنِّي الدِّمَاءَ وَشَرِبْتُ مِنْ مَائِهَا ،وَلَقَدْ لَبِثْتُ يَا ابْنَ أَخِي ثَلَاثِينَ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءُ زَمْزَمَ ، فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي ، وَمَا وَجَدْتُ عَلَى كَبِدِي سُخْفَةَ جُوعٍ ...)(426).
(وأخرج ابن إسحاق والبيهقي(427) من طريق عكرمة ، أو سعيد عن ابن عباس :أن الوليد بن المغيرة اجتمع ونفر من قريش ، وكان ذا سن فيهم ، وقد حضر الموسم ،فقال :إن وفود العرب ستقدم عليكم فيه وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا ، فأجمعوا فيه رأيا واحدا ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضا ، ويرد قول بعضكم بعضا ، فقالوا :فأنت يا أبا عبد شمس فقل ، وأقم لنا رأيا نقوم به ، فقال: بل أنتم فقولوا لأسمع . فقالوا :نقول كاهن . فقال :ما هو بكاهن، لقد رأيت الكهان فما هو بزمزمة الكاهن وسحره . فقالوا :نقول : مجنون . فقال :وما هو بمجنون ، ولقد رأينا الجنون وعرفناه ، فما هو بخنقه ولا تخالجه ولا وسوسته . قال :فنقول: شاعر . قال :فما هو بشاعر ، قد عرفنا الشعر برجزه وهزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه، فما هو بالشعر . قال :فنقول : ساحر. قال :فما هو ساحر ، قد رأينا السحار وسحرهم ، فما هو بنفثه ولا عقده . فقالوا :ما تقول يا أبا عبد شمس ؟ قال :والله إن لقوله لحلاوة ، وإن أصله لمعذق وإن فرعه لجنى ،فما أنتم بقائلين من هذا شيئا إلا عرف أنه باطل ، وإن أقرب القول لأن تقولوا : ساحر . فتقولوا : هذا ساحر يفرق بين المرء وبين أبيه ، وبين المرء وبين أخيه ، وبين المرء وبين زوجته ، وبين المرء وعشيرته ، فتفرقوا عند ذلك ، فجعلوا يجلسون للناس حين قدموا الموسم ، لا يمر بهم أحد إلا حذروه إياه وذكروا لهم أمره ،فأنزل الله عز وجل في النفر الذين كانوا معه ، ويصفون له القول في رسول الله فيما جاء به من عند الله : ( الذين جعلوا القرآن عضين ( أي أصنافا ( فوربك لنسألنهم أجمعين ( أولئك النفر الذين يقولون ذلك لرسول الله لمن لقوا من الناس ،قال :وصدرت العرب من ذلك الموسم بأمر رسول الله ، وانتشر ذكره في بلاد العرب كلها .
وأخرج أبو نعيم(428) من طريق العوفي ، عن ابن عباس ، قال :أقبل الوليد بن المغيرة على أبي بكر يسأله عن القرآن ،فلما أخبره خرج على قريش ،فقال :يا عجبا لما يقول ابن أبي كبشة ، فوالله ما هو بشعر ، ولا سحر ، ولا بهُذاء مثل الجنون ، وان قوله لمن كلام الله .
وأخرج ابن إسحاق والبيهقي وأبو نعيم(429) ، عن ابن عباس قال :قام النضر بن الحارث ابن كلدة ابن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي ،فقال :يا معشر قريش ، إنه والله لقد نزل بكم أمر ما ابتليتم بمثله ، لقد كان محمد فيكم غلاما حدثا ، أرضاكم فيكم وأصدقكم حديثا ، وأعظمكم أمانة ، حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب ، وجاءكم بما جاءكم : قلتم ساحر . لا والله ما هو بساحر ؛ قد رأينا السحرة ونفثهم وعقدهم ، وقلتم : كاهن . لا والله ما هو بكاهن ؛ قد رأينا الكهنة وحالهم وسمعنا سجعهم ، وقلتم : شاعر . لا والله ما هو بشاعر ؛ لقد روينا الشعر وسمعنا أصنافه كلها هزجه ورجزه ، وقلتم : مجنون . لا والله ما هو بمجنون؛ لقد رأينا الجنون فما هو بخنقه ولا وسوسته ولا تخليطه ، يا معشر قريش انظروا في شأنكم، فإنه والله لقد نزل بكم أمر عظيم .
وأخرج ابن إسحاق والبيهقي(430) ، عن محمد بن كعب ، قال :حُدَّثْتُ أن عتبة بن ربيعة قال ذات يوم ورسول الله ( في المسجد :يا معشر قريش ألا أقوم إلى هذا فأكلمه ، فأعرض عليه أمورا لعله أن يقبل منها بعضها ويكف عنا ؟ قالوا :بلى يا أبا الوليد . فقام عتبة حتى جلس إلى رسول الله ( ،قال عتبة :يا محمد أنت خير أم هاشم ؟ أنت خير أم عبد المطلب ؟ أنت خير أم عبد الله ؟ فلم يجبه قال :فبم تشتم آلهتنا ، وتضلل آباءنا ،فإن كنت إنما بك الرئاسة عقدنا ألويتنا لك فكنت رأسنا ما بقيت ، وإن كان بك الباءة زوجناك عشر نسوة تختار من أي بنات قريش شئت ، وإن كان بك المال جمعنا لك من أموالنا ما تستعين بها أنت وعقبك من بعدك . ورسول الله ( ساكت ولا يتكلم ، حتى إذا فرغ عتبة ،قال رسول الله ( :يا أبا الوليد . قال :نعم . قال :فاسمع مني . قال :افعل . فقال رسول الله ( : بسم الله الرحمن الرحيم ( حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا ( فمضى رسول الله فقرأها عليه ، فلما سمعها عتبة أنصت لها وألقى بيديه خلف ظهره معتمدا عليهما ، يسمع منه حتى انتهى رسول الله إلى السجدة فسجد فيها ،ثم قال :سمعت يا أبا الوليد ؟ قال :سمعت. قال :فأنت وذاك . فقام عتبة إلى أصحابه ، فقال بعضهم لبعض :نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به . فلما جلس إليهم ،قالوا :وما وراءك يا أبا الوليد ؟ قال: ورائي إني والله قد سمعت قولا ما سمعت بمثله قط ، والله ما هو بالشعر ، ولا السحر ، ولا الكهانة ،يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها بي ، خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه واعتزلوه ، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ ؛ فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم ، وإن يظهر على العرب ، فملكه ملككم ، وعزه عزكم ، وكنتم أسعد الناس به . قالوا: سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه . فقال :هذا رأيي لكم فاصنعوا ما بدا لكم)(431).
وهذه بعض شهادات المنصفين من المعاصرين :
-يقول إبراهيم خليل(432):( يرتبط هذا النبي ( بإعجاز أبد الدهر بما يخبرنا به المسيح –عليه السلام- في قوله عنه:(ويخبركم بأمور آتية) ، وهذا الإعجاز هو القرآن الكريم ، معجزة الرسول الباقية ما بقي الزمان ، فالقرآن الكريم يسبق العلم الحديث في كل مناحيه ؛ من طب وفلك و جغرافيا وجيولوجيا وقانون واجتماع وتاريخ… ففي أيامنا هذه استطاع العلم أن يرى ما سبق إليه القرآن بالبيان والتعريف ..)(433) .
وقال : ( أعتقد يقينا أني لو كنت إنسانا وجوديا ، لا يؤمن برسالة من الرسالات السماوية، وجاءني نفر من الناس وحدثني بما سبق به القرآن العلم الحديث في كل مناحيه ؛ لآمنت برب العزة والجبروت خالق السماوات والأرض ، ولن أشرك به أحدا)(434).
وقال بلاشير(435): (إن القرآن ليس معجزة بمحتواه وتعليمه فقط، إنه أيضاً و يمكنه أن يكون قبل أي شيء آخر تحفة أدبية رائعة ، تسمو على جميع ما أقرته الإنسانية وبجلته من التحف ، إن الخليفة المقبل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - المعارض الفظ في البداية للدين الجديد ،قد غدا من أشد المتحمسين لنصرة الدين عقب سماعه لمقطع من القرآن ، وسنورد الحديث فيما بعد عن مقدار الافتتان الشفهي بالنص القرآني بعد أن رتله المؤمنون )(436).
وقالت بوتر(437) :(عندما أكملت قراءة القرآن الكريم ، غمرني شعور بأن هذا هو الحق الذي يشتمل على الإجابات الشافية حول مسائل الخلق وغيرها ، وإنه يقدم لنا الأحداث بطريقة منطقية ، نجدها متناقضة مع بعضها في غيره من الكتب الدينية ، أما القرآن فيتحدث عنها في نسق رائع وأسلوب قاطع لا يدع مجالاً للشك بأن هذه هي الحقيقة ، وأن هذا الكلام هو من عند الله لا محالة )(438).
وقالت بوتر أيضا: (كيف استطاع محمد ( الرجل الأمي ، الذي نشأ في بيئة جاهلية أن يعرف معجزات الكون التي وصفها القرآن الكريم ،والتي لا يزال العلم الحديث حتى يومنا هذا يسعى لاكتشافها ؟ لابد إذن أن يكون هذا الكلام هو كلام الله عز وجل )(439).
قال بوكاي(440): (لقد قمت أولاً بدراسة القرآن الكريم ،وذلك دون أي فكر مسبق ، وبموضوعية تامة بحثاً عن درجة اتفاق نص القرآن ومعطيات العلم الحديث ،وكنت أعرف قبل هذه الدراسة ،وعن طريق الترجمات ،أن القرآن يذكر أنواعا كثيرة من الظاهرات الطبيعية، لكن معرفتي كانت وجيزة ،وبفضل الدراسة الواعية للنص العربي ، استطعت أن أحقق قائمة أدركت بعد الانتهاء منها ، أن القرآن لا يحتوي على أية مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم في العصر الحديث ، وبنفس الموضوعية قمت بنفس الفحص على العهد القديم والأناجيل، أما بالنسبة للعهد القديم فلم تكن هناك حاجة للذهاب إلى أبعد من الكتاب الأول،أي سفر التكوين فقد وجدت مقولات لا يمكن التوفيق بينها وبين أكثر معطيات العلم رسوخاً في عصرنا ، وأما بالنسبة للأناجيل ،فإننا نجد نص إنجيل متي يناقض بشكل جلي إنجيل لوقا،وأن هذا الأخير يقدم لنا صراحة أمراً لا يتفق مع المعارف الحديثة الخاصة بقدم الإنسان على الأرض)(441) .
وقال حتي(442) : (إن أسلوب القرآن مختلف عن غيره،ثم إنه لا يقبل المقارنة بأسلوب آخر ،ولا يمكن أن يقلد، وهذا في أساسه . هو إعجاز القرآن .. فمن جميع المعجزات كان القرآن المعجزة الكبرى)(443).
وقال أرنولد(444) :(.. (إننا) نجد حتى من بين المسيحيين مثل الفار (الإسباني) الذي عرف بتعصبه على الإسلام ،يقرر أن القرآن قد صيغ في مثل هذا الأسلوب البليغ الجميل ،حتى إن المسيحيين لم يسعهم إلا قراءته والإعجاب به)(445).
ولقد ألف الدكتور مراد هوفمان –سفير ألمانيا السابق بالرباط- كتاب (الإسلام كبديل)(446)، وفيه شهادات كثيرة على إعجاز القرآن وصدقه ، وصدق النبي ( وكمال التشريع.
إلى آخر تلك الشهادات الطويلة على صدق القرآن وإعجازه .
قارن بين هذا الكلام وكلام نصر أبو زيد عندما يقول: (إن إعجاز القرآن ليس إلا في تغلبه على الشعر وسجع الكهان ، ولكنه ليس معجزا في ذاته)(447).

غير معرف يقول...

عقيدة بتولية السيدة العذراء
الكاتب/ Administrator




ورد في متى1/25 ترجمة الفاندايك: [ 24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ، وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ. 25وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ..].. من الضروري التعرف على مسألة اختلف حولها آباء الكنيسة، وكذلك اختلفت حولها الكنائس المسيحية, إنها عقيدة دوام بتولية العذراء.. وهذه العقيدة باختصار هي أن الكنائس التقليدية الأرثوذكسية والكاثوليكية تؤمن بأن السيدة العذراء مريم أم السيد المسيح عليهما السلام بالرغم من ولادتها للسيد المسيح إلا أنها بقيت عذراء.. ولقد استطاعوا أن يثبتوا في الأذهان أنها مازالت عذراء فرجوا لعذريتها بقولهم ونحن نردد معهم (السيدة مريم العذراء في حين أن كلمة السيدة لا تطلق إلا على من فقدت عذريتها أما وأن يطلق عليها السيدة العذراء فهذا التناقض في الجملة الواحدة يصرف الذهن إلى أنها مازالت عذراء حتى بعد ولادتها للسيد المسيح). واستدلوا بالترجمات الحديثة التالية: 1ـ العربية المشتركة متى1/25: [24فلمَّا قامَ يوسفُ مِنَ النَّومِ، عَمِلَ بِما أمَرَهُ مَلاكُ الرَّبِّ. فَجاءَ باَمْرَأتِهِ إلى بَيتِه، 25ولكِنَّهُ ما عَرَفَها حتّى ولَدَتِ اَبْنَها فَسَمّاهُ يَسوعَ.]. 2ـ الكاثوليكية متى1/25: [24فلمَّا قامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوم، فَعلَ كَما أَمرَه مَلاكُ الرَّبِّ فأَتى بِامرَأَتِه إِلى بَيتِه، 25على أَنَّه لم يَعرِفْها حتَّى ولَدَتِ ابناً فسمَّاه يسوع.]. 3ـ البولسية [24 فلمَّا نهَضَ يوسُفُ منَ النَّومِ، فعَلَ كما أَمرَهُ ملاكُ الربِّ، فأخَذَ امرأَتَهُ؛ 25 ووَلَدَتِ ابنَها، وهُوَ لم يَعْرِفْها، فسمَّاه يسوع.]. 4ـ كتاب الحياة [24وَلَمَّا نَهَضَ يُوسُفُ مِنْ نَوْمِهِ، فَعَلَ مَا أَمَرَهُ بِهِ الْمَلاكُ الَّذِي مِنَ الرَّبِّ؛ فَأَتَى بِعَرُوسِهِ إِلَى بَيْتِهِ. 25وَلكِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ بِهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْناً، فَسَمَّاهُ يَسُوعَ.]. فالمسيح نزل منها كما كان يستطيع أن يمر من الأبواب وهي مغلقة، وطبعاً هذه العقيدة هي من آثار التأثر المسيحي بالعقيدة الغنوسية التي لم تكن تعتقد بأن المسيح كان له جسد حقيقي. أما الكنائس البروتستانتية فتعتقد بأن السيدة العذراء لم تبق عذراء بعد إنجابها للسيد المسيح بل إن الكثيرين منهم يعتقدون أن السيدة مريم وبعد ولادتها للسيد المسيح كانت تعاشر يوسف النجار معاشرة الأزواج وأنجبت منه العديد من الأولاد.. واستدلوا بما هو موجود في الترجمة المعتمدة عند الأرثوذكس وهى ترجمة الفاندايك متى1/25 :[25وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ.]..ووجود كلمة (الْبِكْرَ)، والموجودة بالنص يوحي بأن لها أبناء آخرين، وهم أخوة السيد المسيح وذلك طبقاً لما هو في متى 13/ 54ـ 56:[54وَلَمَّا جَاءَ إِلَى وَطَنِهِ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ فِي مَجْمَعِهِمْ حَتَّى بُهِتُوا وَقَالُوا:«مِنْ أَيْنَ لِهذَا هذِهِ الْحِكْمَةُ وَالْقُوَّاتُ؟ 55أَلَيْسَ هذَا ابْنَ النَّجَّارِ؟ أَلَيْسَتْ أُمُّهُ تُدْعَى مَرْيَمَ، وَإِخْوَتُهُ يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا؟ 56أَوَلَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ جَمِيعُهُنَّ عِنْدَنَا؟ فَمِنْ أَيْنَ لِهذَا هذِهِ كُلُّهَا؟].. ـ راجع التفسير الحديث للكتاب المقدس ، إنجيل متى ص79ـ . وذلك على عكس الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية التي ترى أن وجود إخوة ليسوع من مريم قد يفقد المسيح ميزة الولادة من عذراء، ولسنا هنا في مجال مناقشة صحة أو خطأ هذه العقيدة ولكننا أردنا فقط أن نوضح أهمية وجود كلمة (ابْنَهَا الْبِكْرَ)، التي قد يوحي بأن للمسيح إخوة جاءوا من بعده. والسؤال الآن .. هل كانت السيدة العذراء بعد ولادتها للسيد المسيح عليه السلام، بكراً أم لا.. وهل كان للسيد المسيح إخوة أم لا..و أليس وجود إخوة للإله يفقدها عذريتها، كما يقول البروتستانت؟.. نأتي إلي قضية أخرى أهم بكثير إنها تدور حول قوله: [وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ.].. والسؤال الآن لماذا [ دَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ ] ؟. ألم يأمره ملاك الرب أن يَدْعُو (اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ)؟.. لماذا خالف يوسف كلام الرب؟؟..لقد ورد في كافة الطبعات المعتمدة [ 24فلمَّا قامَ يوسفُ مِنَ النَّومِ، عَمِلَ بِما أمَرَهُ مَلاكُ الرَّبَّ.]. وعلمنا أن ملاك الرب قد أمره بأن: [يَدْعُو اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ].. وإليك النص من كافة الترجمات المعتمدة عند مختلف الطوائف: 1ـ متى 1 :25 الترجمة العربية المشتركة:[ 22حَدَثَ هذا كُلُّه لِيَتِمَّ ما قالَ الرَّبُّ بلِسانِ النَّبـيِّ: 23((سَتحْبَلُ العَذْراءُ، فتَلِدُ اَبْناً يُدْعى ((عِمّانوئيلَ))، أي اللهُ مَعَنا. 24فلمَّا قامَ يوسفُ مِنَ النَّومِ، عَمِلَ بِما أمَرَهُ مَلاكُ الرَّبِّ. فَجاءَ باَمْرَأتِهِ إلى بَيتِه، 25ولكِنَّهُ ما عَرَفَها حتّى ولَدَتِ اَبْنَها فَسَمّاهُ يَسوعَ.]. 2ـ متى 1 :25 فاندايك:[22وَهَذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ القَائِلِ : 23((هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً ، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ)) الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا .24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ ، وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ. 25وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ.]. 3ـ متى 1 :25 الترجمة الكاثوليكية:[22وكانَ هذا كُلُّه لِيَتِمَّ ما قالَ الرَّبُّ على لِسانِ النَّبِيّ: 23 ((ها إِنَّ العَذراءَ تَحْمِلُ فتَلِدُ ابناً يُسمُّونَه عِمَّانوئيل ))أَيِ ((اللهُ معَنا )). 24فلمَّا قامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوم، فَعلَ كَما أَمرَه مَلاكُ الرَّبِّ فأَتى بِامرَأَتِه إِلى بَيتِه، 25على أَنَّه لم يَعرِفْها حتَّى ولَدَتِ ابناً فسمَّاه يسوع.]. 4ـ متى 1 :25 الترجمة البولسية:[23 "ها إِنَّ العذراءَ تَحْبَلُ وتَلِدُ ابنًا ويُدعى اسْمُهُ عِمَّانوئيلَ" أَي: اللهُ معَنا. 24 فلمَّا نهَضَ يوسُفُ منَ النَّومِ، فعَلَ كما أَمرَهُ ملاكُ الربِّ، فأخَذَ امرأَتَهُ؛ 25 ووَلَدَتِ ابنَها، وهُوَ لم يَعْرِفْها، فسمَّاه يسوع.]. 5ـ متى 1 :25 ترجمة كتاب الحياة:[23«هَا إِنَّ الْعَذْرَاءَ تَحْبَلُ، وَتَلِدُ ابْناً، وَيُدْعَى عِمَّانُوئِيلَ!» أَيِ «اللهُ مَعَنَا». 24وَلَمَّا نَهَضَ يُوسُفُ مِنْ نَوْمِهِ، فَعَلَ مَا أَمَرَهُ بِهِ الْمَلاكُ الَّذِي مِنَ الرَّبِّ؛ فَأَتَى بِعَرُوسِهِ إِلَى بَيْتِهِ. 25وَلكِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ بِهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْناً، فَسَمَّاهُ يَسُوعَ.]. 6ـ متى 1 :25 كتاب الكلمة:[ 22حَدَثَ هذا كُلٌّه لِيَتِمَّ ما قالَ الرَّبٌّ بلِسانِ النَّبـيَّ: 23"سَتحْبَلُ العَذْراءُ، فتَلِدُ اَبْناً يُدْعى "عِمّانوئيلَ"، أي الله مَعَنا.24فلمَّا قامَ يوسفُ مِنَ النَّومِ، عَمِلَ بِما أمَرَهُ مَلاكُ الرَّبَّ. فَجاءَ باَمْرَأتِهِ إلى بَيتِه، 25ولكِنَّهُ ما عَرَفَها حتى ولَدَتِ اَبْنَها فَسَمّاهُ يَسوعَ.]. فملاك الرب يأمره أن يسمه "عِمّانوئيلَ" ومع ذلك قام قداسته وبعد ولادتها اَبْنَها[ فَسَمّاهُ يَسوعَ]. ومرة أخرى لماذا يا يوسف..لماذا؟... لماذا خالفت أوامر الرب يا يوسف لماذا؟؟.. لقد مات القديس يوسف ومات معه السر ولا يعرف أحداً حتى الآن، لماذا خالف أبو (أخوة الإله) أوامر ابن زوجته( الإله) الذي هو ربه، وأطلق عليه اسماً آخراً بمزاجه هو، فما هي عقوبة من يخالف أوامر الرب القدير؟؟..وبتعمد؟.. أم أن في الأمر محاباة لأنه زوج أمه؟..وهل يحابي الإله أحداً.. أم أننا كلنا عبيده ونحن كلنا عنده سواء؟.. يمكن لأن القديس يوسف زوج أمه ..يمكن.. نحن لا نعرف ماذا دار بينهما بعد أن فرض القديس يوسف اسم يسوع علي ربه فرضاً.. ومات القديس يوسف ومات السر معه ولا نعرف لماذا خالف تعاليم ملاك الرب.. سؤال أخر.. هل تسمية السيد المسيح بـ (يَسُوعَ). تحقق النبوءة الواردة في سفر إشعياء؟.. إذ أن المراد بالنبي عند علمائهم هنا هو إشعياء عليه السلام وذلك مصداقا لما جاء في سفر إشعياء 7/ 13ـ 14: [13فَقَالَ: «اسْمَعُوا يَا بَيْتَ دَاوُدَ. هَلْ هُوَ قَلِيلٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تُضْجِرُوا النَّاسَ حَتَّى تُضْجِرُوا إِلَهِي أَيْضاً؟ 14وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ». ]. فإذا كنتم تريدون تحقيق النبوءة بحق فليسم ابن مريم بـ«عِمَّانُوئِيلَ». أما وأن يتم تسميته بخلاف ذلك.. إذن النبوءة لم تتحقق...صح!!!.. ملمح أخير: أرجو مراجعة النص الوارد في متى1/25 ترجمة الفاندايك بدقة قليلاً: [ 24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ، وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ. 25وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ..].. والسؤال الآن هل كانت السيدة مريم الموجودة في العدد 24 من النص السابق امْرَأَتَهُ؟..أم كانت خطيبته؟..وما هو المقصود بعدم معرفته إياها والموجودة في العدد الذي يليه؟.. ملمح بعد الأخير.. كلمة [أَيِ «اللهُ مَعَنَا».]..الموضوعة في كل النصوص السابقة بين قوسين..لماذا تم وضعهما بين قوسين؟.. أليست هذه الجملة تعتبر في هذه الحالة بمثابة مذكرة تفسيرية لكلمة «عِمَّانُوئِيلَ».؟.. هل هي من كلام الرب؟.. أم أنها دخيلة على كلام الرب، وقام النساخ بوضعها بين قوسين حتى لا ينصرف الذهن إلى أنها من كلام الرب؟.. مجرد تساؤلات بريئة جداً.. ولا نحتاج إلى إجابة عنها فنحن نعرف الإجابة مثل ما أنكم تعرفون!!!... زهدي??????======((((السيرة النبوية الشريفة كما وردت بكتاب النصارى المقدس
من المولد الشريف إلى فتح مكة المكرمة

يقول سبحانه وتعالى في الشعراء 196 ـ 197:وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ{196} أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بَنِي إِسْرَائِيلَ{197}

إعداد
المهندس زهدي جمال الدين محمد

السيرة النبوية الشريفة كما وردت في الكتاب المقدس

مقدمة
هذه الدراسة موجهة للقس عـبد المسيح بسيط أبو الخير كاهن كنيسة السيدة العـذراء الأثرية بمسطرد بالقاهرة، حيث تراه يحرف النص عن موضعه وذلك في كتابه:
( هل تنبّأ الكتاب المقدّسعن نبيّ آخر يأتي بعد المسيح؟)، الطبعة الأولى7/1/2004م.
وفيها نتناول الموضوعات التالية من الكتاب المقدس بدون تأويل للنصوص:
ـ المولد الشريف للنبي محمد r والنشأة الطاهرة ..
ـ ثم نراه r مع جبريل عليه السلام في الغار..
ـ ثم الهجرة النبوية الشريفة ..
ـ ثم حديث عن غزوة بدر ..
ـ بالإضافة إلى صفة الصحابة t كما وردت في التوراة والإنجيل، وكما أخبرنا بذلك رب العزة عز وجل في سورة الفتح..
ـ وأخيراً نتناول الحديث عن فتح مكة..
كل هذا بالأدلة والمستندات والخرائط الجغرافية المؤيدة لذلك ولسوف تكتشف بنفسك كيف أن جناب القس قد حرف الكلم عن مواضعه.
ولسوف نعرض للأحداث بتسلسلها، دون أن نتعرض لكلام جناب القس بالتعليق حتى لا أشتت القارئ الكريم وإنما أرجئ النقاش مع نيافته في أخر الدراسة.
وليعلم القارئ الكريم أنني قد بعثت بهذه الدراسة إليه ومازلت في انتظار رده عليها، وإنا لمنتظرون. ولقد صدق الله العلي العظيم إذ يقول له ولأمثاله، في سورة طه 133:
) وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى{133}4( وأجاب سبحانه بقوله تعالى تكملة الآية الكريمة:

{وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى }.

ويقول سبحانه وتعالى في سورة المائدة 15ـ 16: p يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ{15} يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{16}

وليس من بينة ابلغ من البشارة المذكورة في الصحف الأولى ، لأنها دائمة وبريئة من تهمة التزوير، خصوصاً إذا لم يمكن انطباقها على غير واحد، وان البشارات الدالة على أحقية رسالة محمد rكثيرة .

فلقد أرسل الله سبحانه و تعالى نبينا محمّداً rليخرج الناس من غياهبالظلمات..إلى النور, وأكرمه سبحانه وتعالى بالآيات البينات والمعجزات الباهرات..
وكان الكتابالمبارك أعظمها قدراً، وأعلاها مكانة وفضلاً.


هذا والله ولي التوفيق
زهدي جمال الدين محمد

أولاً: المولد الشريف
وُلِدَ النبي صلى الله عليه وسلم بوادي بكة، فهل في الكتاب المقدس ما يشير إلى ذلك؟.
كما تحدثت المزامير عن مدينة المسيح المخلص، المدينة المباركة التي فيها بيت الله، والتي تتضاعف فيها الحسنات، فالعمل فيها يعدل الألوف في سواها، وقد سماها باسمها (بكة)، فجاء فيها:[ 4طُوبَى لِلسَّاكِنِينَ فِي بَيْتِكَ أَبَداً يُسَبِّحُونَكَ. سِلاَهْ. 5طُوبَى لِأُنَاسٍ عِزُّهُمْ بِكَ. طُرُقُ بَيْتِكَ فِي قُلُوبِهِمْ. 6عَابِرِينَ فِي وادِي الْبُكَاءِ يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً. أَيْضاً بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ. 7يَذْهَبُونَ مِنْ قُوَّةٍ إِلَى قُوَّةٍ. يُرَوْنَ قُدَّامَ اللهِ فِي صِهْيَوْنَ. 8يَا رَبُّ إِلَهَ الْجُنُودِ اسْمَعْ صَلاَتِي و اصْغَ يَا إِلَهَ يَعْقُوبَ. سِلاَهْ. 9يَا مِجَنَّنَا انْظُرْ يَا اللهُ وَالْتَفِتْ إِلَى وَجْهِ مَسِيحِكَ. 10لأَنَّ يَوْماً وَاحِداً فِي دِيَارِكَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ. اخْتَرْتُ الْوُقُوفَ عَلَى الْعَتَبَةِ فِي بَيْتِ إِلَهِي عَلَى السَّكَنِ فِي خِيَامِ الأَشْرَارِ. 11لأَنَّ الرَّبَّ اللهَ شَمْسٌ وَمِجَنٌّ. الرَّبُّ يُعْطِي رَحْمَةً وَمَجْداً. لاَ يَمْنَعُ خَيْراً عَنِ السَّالِكِينَ بِالْكَمَالِ. 12يَا رَبَّ الْجُنُودِ طُوبَى لِلإِنْسَانِ الْمُتَّكِلِ عَلَيْكَ!] (المزمور 84/4-10).
والمدقق في المقطع التالي من النبوءة: [6عَابِرِينَ فِي وادِي الْبُكَاءِ يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً.].
يجد أن النص في الترجمة الإنجليزية هكذا:
"through the valley ofBa'ca make it a well"
فذكر أن اسمها بكة،وترجمته إلى وادي البكاء صورة من التحريف .
وقد سماها النص العبري بكة، فقال: [בְּעֵמֶקהַבָּכָא]، وتقرأ : (بعيمق هبكا)، أي وادي بكة، وهذا النص بالذات أحرج الكنيسة فغيرته وبدلت كلمة وادِيالْبُكَاءِ والتي هي محرفة أصلاً إلىكلمة (7يعبُرونَ في واديالجفافِ،).
وهذا الاسم العظيم (بكة) هو اسم بلد محمد صلى الله عليه وسلم الاسم الذي استخدمه القرآن للبلد الحرام آل عمران: 96
p إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96)i .

ثانيا:مع جبريل عليه السلام في الغار
ويتوعد النبي إشعيا بني إسرائيل الذين يحرفون كتاب الله ولا يلتزمون شريعته، إن اعتكاف الرسول في الغار والطريقة التي أُنْزِلَ إليه بها القران, وكون الرسول أميا لا يعرف الكتابة ولا القراءة ، إنما هي انجاز في سفر إشعياء (29 : 12) هذا نصها:
[12أَوْ يُدْفَعُ الْكِتَابُ لِمَنْ لاَ يَعْرِفُ الْكِتَابَةَ وَيُقَالُ لَهُ: «اقْرَأْ هَذَا» فَيَقُولُ: « لاَ أَعْرِفُ الْكِتَابَةَ» أي" مَا أَنَابِقَارِئٍ ".] ومن لا يعرف الكتابة فهو لا يعرف القراءة،و أليس هذا هو عين ما نزل على النبيصلى الله عليه وسلم في البدايات الأولى للوحي حينما نزل عليه جبريل عليه السلام وهو يتحنث في غار حراء فقال له: «اقْرَأْ هَذَا».
ومن ألزم ما يجب أن تعرفه هو انه لم يكن هنالك نسخة عربية من الكتاب المقدس في القرن السادس الميلادي, أي حينما كان محمد صلى الله عليه وسلم حيا، فضلا على ذلك فانه أمي.
يقول القران الكريم عنه في سورة الأعراف/157: p الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157)ši.
النص في جميع الترجمات العالمية: بمعنى : "لا أعرف القراءة" فيما سوى الترجمة العربية، ولا يخفى أنه أريد من تحريف الترجمة العربية، وتحويل العبارة من (لا أعرف القراءة) إلى (لا أعرف الكتابة) نوع من التحريف أريد منه صرف القارئ العربي عن تحقق القصة بألفاظها في غار حراء .
وفي النص العبراني: (וְנִתַּןהַסֵּפֶר, עַלאֲשֶׁרלֹא-יָדַעסֵפֶרלֵאמֹר--קְרָאנָא-זֶה; וְאָמַר, לֹאיָדַעְתִּיסֵפֶר)، ولفظة: (קְרָא) العبرانية والتي تلفظ (كرا) تعني القراءة، لا الكتابة.
وقوله: ( 12أَوْ يُدْفَعُ الْكِتَابُ لِمَنْ لاَ يَعْرِفُ الْكِتَابَةَ وَيُقَالُ لَهُ: «اقْرَأْ هَذَا» فَيَقُولُ: « لاَ أَعْرِفُ الْكِتَابَةَ».)، يسجل اللحظة العظيمة التي يبدأ نزول الوحي فيها على النبي صلى الله عليه وسلم .
ففي صحيح البخاري عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها أنها قالت:
[ حَدَّثَنَا ‏ ‏يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنَا ‏ ‏اللَّيْثُ ‏ ‏عَنْ ‏‏عُقَيْلٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ شِهَابٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ‏ ‏عَنْ‏ ‏عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ‏ ‏أَنَّهَا قَالَتْ ‏:‏أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏مِنْ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِفَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ ‏ ‏فَلَقِ ‏ ‏الصُّبْحِ ثُمَّحُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ وَكَانَ يَخْلُو ‏ ‏بِغَارِ حِرَاءٍ ‏ ‏فَيَتَحَنَّثُ‏ ‏فِيهِ ‏ ‏وَهُوَ التَّعَبُّدُ ‏ ‏اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ ‏ ‏قَبْلَ أَنْ‏ ‏يَنْزِعَ ‏ ‏إِلَى أَهْلِهِ وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى ‏خَدِيجَةَ ‏ ‏فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِيغَارِ حِرَاءٍ ‏ ‏فَجَاءَهُ ‏ ‏الْمَلَكُ ‏ ‏فَقَالَ ‏ ‏اقْرَأْ قَالَ مَا أَنَابِقَارِئٍ (קְרָא) قَالَ فَأَخَذَنِي ‏ ‏فَغَطَّنِي ‏ ‏حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَثُمَّ ‏ ‏أَرْسَلَنِي ‏ ‏فَقَالَ اقْرَأْ قُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي ‏‏فَغَطَّنِي ‏ ‏الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ ‏ ‏أَرْسَلَنِي‏ ‏فَقَالَ اقْرَأْ فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي ‏ ‏فَغَطَّنِي ‏‏الثَّالِثَةَ ثُمَّ ‏ ‏أَرْسَلَنِي ‏ ‏فَقَالَ :‏
pاقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)i.العلق:1-3.


ثالثاً: الهجرة النبوية الشريفة

جاء في سفر إشعياء: اَلإصْحَاحُ الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ:
[13وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ: فِي الْوَعْرِ فِي بِلاَدِ الْعَرَبِ تَبِيتِينَ يَا قَوَافِلَ الدَّدَانِيِّينَ. 14هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ الْعَطْشَانِ يَا سُكَّانَ أَرْضِ تَيْمَاءَ. وَافُوا الْهَارِبَ بِخُبْزِهِ. 15فَإِنَّهُمْ مِنْ أَمَامِ السُّيُوفِ قَدْ هَرَبُوا. مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ وَمِنْ أَمَامِ الْقَوْسِ الْمَشْدُودَةِ وَمِنْ أَمَامِ شِدَّةِ الْحَرْبِ. 16فَإِنَّهُ هَكَذَا قَالَ لِي السَّيِّدُ: «فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ 17وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَكَلَّمَ».].
إن دوافع دراساتنا لهذا النص نبوءة أشعياء 21/13-17 :[13وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ] والذي يعد من أقوى النصوص التي استدل بها علماء ودعاة الإسلام عند محاججتهم أهل الكتاب، للتسليم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تقدم ذكره ووصفه في أسفار أهل الكتاب وأنهم، وكما أخبر القرآن يعرفون رسول الله وصفته وما وقع له من أمور وأحداث، كما يعرفون أبناءهم قال الله تعالى في محكم كتابه في سورة البقرة/146:
p الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146)i.
ونبوءة أشعياء ـ الذي يصفونه بأنه من أعظم أنبياء اليهود ـ تتكلم عن العرب و تصف حادثاً جللاً يحدث في بلاد العرب.
لذلك سنبدأ بتعريف النبوءة عند علماء النصارى:
تعرف دائرة المعارف الكتابية النبوءة الصريحة بإجماع اتفاق اليهود والنصارى بـ:
"النبوة الحقيقية ـ حسب المفهوم الكتابي ـ لابد أن تتم، فهذا الإتمام هو الدليل القاطع على أصالة النبؤة،ـ التثنية 18 : 20 ـ 22[20وَأَمَّا النَّبِيُّ الَّذِي يُطْغِي، فَيَتَكَلَّمُ بِاسْمِي كَلاَمًا لَمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، أَوِ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى، فَيَمُوتُ ذلِكَ النَّبِيُّ. 21وَإِنْ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: كَيْفَ نَعْرِفُ الْكَلاَمَ الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ الرَّبُّ؟ 22فَمَا تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلَمْ يَحْدُثْ وَلَمْ يَصِرْ، فَهُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ الرَّبُّ، بَلْ بِطُغْيَانٍ تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ، فَلاَ تَخَفْ مِنْهُ.].
ـ فإن لم تتحقق النبوة، فإنها تسقط إلى الأرض، وتصبح مجرد كلمات خاوية من كل معنى، ولا قيمة لها، ويكون قائلها كاذباً غير أهل للثقة.
ففي الكلمة التي ينطق بها النبي تكمن قوة إلهية، وفي اللحظة التي ينطق بها، تصبح أمراً واقعاً، وإن كان الناس لم يروها بعد..
ويمكن للمعاصرين الحكم على صحة النبوة بالمعنى الوارد في سفــر التثنية ( 18: 22 )
[ 22فَمَا تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلَمْ يَحْدُثْ وَلَمْ يَصِرْ، فَهُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ الرَّبُّ، بَلْ بِطُغْيَانٍ تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ، فَلاَ تَخَفْ مِنْهُ.].
عندما يحدث الإتمام بعد وقت قصير، وتكون النبؤة ـ في تلك الحالة ـ " علامة " واضحة عن صدق النبي ـ ارجع ً إلى إرميا 28 : 16[15فَقَالَ إِرْمِيَا النَّبِيُّ لِحَنَنِيَّا النَّبِيِّ: «اسْمَعْ يَا حَنَنِيَّا. إِنَّ الرَّبَّ لَمْ يُرْسِلْكَ، وَأَنْتَ قَدْ جَعَلْتَ هذَا الشَّعْبَ يَتَّكِلُ عَلَى الْكَذِبِ. 16لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هأَنَذَا طَارِدُكَ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ. هذِهِ السَّنَةَ تَمُوتُ، لأَنَّكَ تَكَلَّمْتَ بِعِصْيَانٍ عَلَى الرَّبِّ». 17فَمَاتَ حَنَنِيَّا النَّبِيُّ فِي تِلْكَ السَّنَةِ فِي الشَّهْرِ السَّابعِ.].
ـ أما في الحالات الأخرى فإن الأجيال المتأخرة هي التي تقدر أن تحكم على إتمام النبوءات.
ولنتعرف بدءاً بنص النبوءة في عدد من الترجمات للكتاب المقدس (أسفار اليهود والنصارى) حتى يتسنى لنا قراءته والتعرف على ما جاء فيه:
نص النبوءة من سفر أشعيا الإصحاح21 الفقرات 13-17 بالعهد القديم من الكتاب المقدس.ـ Holy Bible: (Old Testament), Book of Isaiah, chapter 2 ,verse 13-17 ـ

1- ترجمة الفاندايك (الذائعة الصيت):
نبوءة عن بلاد العرب
13وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ: فِي الْوَعْرِ فِي بِلاَدِ الْعَرَبِ تَبِيتِينَ يَا قَوَافِلَ الدَّدَانِيِّينَ. 14هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ الْعَطْشَانِ يَا سُكَّانَ أَرْضِ تَيْمَاءَ. وَافُوا الْهَارِبَ بِخُبْزِهِ. 15فَإِنَّهُمْ مِنْ أَمَامِ السُّيُوفِ قَدْ هَرَبُوا. مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ وَمِنْ أَمَامِ الْقَوْسِ الْمَشْدُودَةِ وَمِنْ أَمَامِ شِدَّةِ الْحَرْبِ. 16فَإِنَّهُ هَكَذَا قَالَ لِي السَّيِّدُ: ( فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ 17وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَكَلَّمَ).

2- ترجمة الكاثوليك (دار المشرق)
13 قَولٌ على العَرَبة: في الغابَةِ في العَرَبةِ تَبيتون يا قَوافِلَ الدَّدانِيِّين. 14 هاتوا الماءَ لِلِقاءَ العَطْشان يا سُكَّانَ أَرضِ تَيماء. استَقبِلوا الهارِبَ بِالخُبْز 15 فإِنَّهم قد هَرَبوا مِن أَمامِ السُّيوف
مِن أَمامِ السَّيفِ المَسْلول والقَوسِ المَشْدودةِ وشِدَّةِ القِتال. 16 لِأَنَّه هكذا قالَ لِيَ السَّيِّد: ( بَعدَ سَنَةٍ كسِني الأَجير، يَفْنى كُلُّ مَجدِ قيدار، 17 وباقي عَدَدِ أَصْحابِ القِسِيِّ مِن أَبْطالِ بَني قيدار يُصبِحُ شَيئاً قَليلاً، لِأَنَّ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرائيلَ قد تَكَلَّم).

3- الترجمة العربية المشتركة:
13وحي على العربِ: بيتُوا في صَحراءِ العربِ، يا قوافِلَ الدَّدانيِّينَ! 14هاتوا ماءً لِلعَطشانِ يا سُكَّانَ تيماءَ! إستَقبِلوا الهارِبَ الجائِعَ بالخبزِ. 15هُم هارِبونَ مِنْ أمامِ السُّيوفِ، مِنْ أمامِ السَّيفِ المَسلولِ والقَوسِ المَشدودةِ ووَيلاتِ الحربِ. 16وهذا ما قالَهُ ليَ الرّبُّ: ( بعدَ سنَةٍ بلا زيادةٍ ولا نُقصانٍ يَفنى كُلُّ مَجدِ قيدارَ 17ولا يَبقى مِنْ أصحابِ القِسيِّ، مِنْ جبابِرةِ بَني قيدارَ، غيرُ القليلِ. أنا الرّبُّ إلهُ بَني إِسرائيلَ تكلَّمتُ).

هذا النص هو نبوءة وشروط النبوءة الدينية الصادقة أن تتسم بالتالي:
1ـ أن تصف جملة من الأحداث أو حدثاً ما، فيتحقق في الزمان،فتصبح جزءاً من الموروث التاريخي لأمة ما، ومن ثم يتعزز إيمانها بنص النبوءة ورسالتها، وهو ما نسميه بالإشارات ذات الدلالة التاريخية، فالحقيقة التاريخية لابد وأن تكون معلومة للجميع، وأن تشهد بوقوع الحدث المتنبأ به حتى تكون النبوءة صادقة فنتثبت منها ونقول إنها تحققت فعلاً.
2ـ ترتبط النبوءة غالباً بما يحدث مستقبلاً لأشخاص قد لا تصرح النبوءة بأسمائهم بالضرورة ولكنها تشير إلى الأدوار التي يتحتم عليهم أن يقوموا بها فتصفهم بها.
3ـ قد ترتبط النبوءة بمجموعات بشرية وليس بأفراد تسميهم النبوءة وقد تحدد أدوارهم في الحدث المتنبأ به وعلاقتهم به.
4ـ قد تشير النبوءة إلى مكان ما على الخارطة الجغرافية ، فتتحقق فيه جملة من الأمور أو الأحداث كما أخبرت النبوءة، أو إلى عدد من الأماكن في منطقة جغرافية واحدة، وقد تحدد العلاقة بين هذه الأماكن من جهة وصلتها بالحدث المتنبأ عنه من جهة أخرى ، أو صلتها بالأشخاص أو الشخص المشار إليه في النبوءة.
أهداف الدراسة
1ـ تحليل الإشارات الجغرافية الواردة في نص نبوءة أشعياء 21/13- 17 للمحاججة العلمية المرتكزة على المكان الجغرافي وتاريخه وحقائقه.
2ـ الكشف عن المعطيات الزمنية التي حددتها نبوءة أشعياء و قَدَّرَتْها بسنة كاملة تلي حدثاً آخر بعده (الهجرة) ، له أثره في تغير مجرى التاريخ الإسلامي .
3ـ تحليل الإشارات الواردة ودلالاتها بتحليل منطقي مترابط ومتسلسل ومتكامل بأوجهه الدينية والتاريخية والجغرافية.
تساؤلات الدراسة
تَطرح الدراسة عدداً من التساؤلات بإلحاح على عقل المنصف والباحث هي:
من هو العطشان ومن هو الهارب في رحلة الهروب من الوعر من بلاد العرب؟.
أين هو المكان الجغرافي المقصود في رحلة الهروب وما خصائصه ؟.
ما هي الأحداث الزمنية والمكانية الهامة التي حدثت بعد رحلة الفرار (الهجرة) حتى يتنبأ بها قبل بعثة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ؟.
وهل من الممكن أن يصف الكتاب المقدس ( أسفار اليهود والنصارى ) معركة حدثت بعد الهجرة بسنة بين قبيلة عربية اشتهرت بالسيادة والبطش وشدة الحرب والرماية، ومجموعة من المؤمنين تنتهي بهزيمة القبيلة هزيمة نكراء قاسية لجبابرتها و صناديدها وأبطالها؟.
و ماهو موقف أهل الكتاب يهوداً ونصارى من هذا النص؟.

منهجية الدراسة
ارتكزت منهجية دراسة النص وتحليله من وجهة النظر الإسلامية وفق قواعد أهل الكتاب لدراسة نصوص أسفارهم ، ووفق القواعد العامة المنطقية المتعارف عليها لفهم النص الديني ودلالاته من خلال مايلي :
الاعتماد على مصادر أهل الكتاب المعتمدة لدى مختلف طوائفهم من المعاجم، والقواميس، والموسوعات، والكتب التي تشرح أسفارهم (التفاسير).
التحليل والنقد الموضوعي عند تفسير وشروحات أهل الكتاب للنص .
التصدي لمحاولات المعارضين أو المعاندين من أهل الكتاب عند لجوءهم لتقديم تفسيرات بديلة يتلمسون بها صيغ التعبير المجازية والرمزية

أدوات تفسير النصوص في أسفار الكتاب المقدس

تبين دائرة المعارف الكتابية النصرانية أن هناك ثلاث أدوات لتفسير النصوص هي:
1ـ تحديد المعنى في اللغة الأصلية لأي عبارة:
وهذا يستلزم المعرفة باللغات العبرية والآرامية واليونانية، فإذا لم يتوفر ذلك للمفسر، فعليه أن يستعين بأفضل ترجمات الكتاب المقدس المتاحة له، كما أن عليه أن يعرف الهدف من كتابة السفر، والظروف التاريخية التي أدت إلى كتابته، ففي العهد القديم، ارتبط بنو إسرائيل ـ بسبب أو بآخرـ بالمصريين والأشوريين والبابليين والفرس وغيرهم من الشعوب والممالك. وفى العهد الجديد نشأت الكنيسة في بيئة يهودية ثم امتدت وانتشرت في العالم اليوناني الروماني.
ولغات الكتاب المقدسة تعكس هذه الثقافات المختلفة، فيجب أن يكون المفسر على دراية ووعي باستخدام الكلمات في قرائنها المختلفة.

2- تفسير الكلمات في أي آية أو فقرة بقرينتها المباشرة:
فالقرينة هي الحكم النهائي في تحديد معنى الكلمة، لأن القاموس قد يعطيك جملة من المعاني،
ولكن القرينة هي التي تساعد على تضييق مجال الاختيار وتحديد المعنى،كما يجب أن تؤخذ في الاعتبار قرينة الكتاب ككل، فمبدأ وحدة الكتاب يجب أن يصحح التفسيرات المنعزلة، ويحمى الأفكار المبتترة المبنية على معلومات محدودة.

3ـ معرفة الأسلوب الأدبي المستخدم في موضوع الدراسة:
هل يؤخذ بألفاظه؟ أو أنه يستخدم الصورة المجازية؟ هل هو سرد لأحداث، أم هو حوار أو مادة تعليمية الهدف منها توصيل فكرة معينة؟، مما يستلزم بعض المعرفة بالعوائد المألوفة في ثقافات مختلفة، وبالمصطلحات المستخدمة في التعبير عن مختلف الأفكار.

تحليل النص ودلالاته في أسفار اليهود والنصارى:
انتهجنا نهجاً تحليلياً بعيداً عن التفسير المجازي الذي يعتمد على الصورة المجازية أو الرمزية عند تحليل نص نبوءة أشعياء في تفسير الحدث الذي يحدث في زمان ومكان محدد ، ويرتبط ببلاد العرب، وبالرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم .

وهو ما تؤكده دائرة المعارف الكتابية حين تقول عما تسميه بالحقيقة الحرفية أنها: " في رواية أحداث كما وقعت، وهذه يجب تفسيرها بمعناها البسيط الواضح".

وهدفنا من ذلك توضيح نهجنا في التصدي لمحاولات المعارضين أو المعاندين من أهل الكتاب عند لجوئهم لتقديم تفسيرات بديلة يتلمسون بها صيغ التعبير المجازية والرمزية، وهو ما اعتاد عليه المنصرون عند الحوار معهم ، فعند مواجهتهم نسمع رداً بأن كل هذه رموز.




جاء في سفر إشعياء: اَلإصْحَاحُ الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ
[13وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ: فِي الْوَعْرِ فِي بِلاَدِ الْعَرَبِ تَبِيتِينَ يَا قَوَافِلَ الدَّدَانِيِّينَ. 14هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ الْعَطْشَانِ يَا سُكَّانَ أَرْضِ تَيْمَاءَ. وَافُوا الْهَارِبَ بِخُبْزِهِ. 15فَإِنَّهُمْ مِنْ أَمَامِ السُّيُوفِ قَدْ هَرَبُوا. مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ وَمِنْ أَمَامِ الْقَوْسِ الْمَشْدُودَةِ وَمِنْ أَمَامِ شِدَّةِ الْحَرْبِ. 16فَإِنَّهُ هَكَذَا قَالَ لِي السَّيِّدُ: «فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ 17وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَكَلَّمَ».].تفيد هذه البشارة أن الله أوحى إلى أشعيا :" لأن الرب إله إسرائيل قد تكلم " بأن وحياً سيأتي من جهة بلاد العرب : " وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ " وأن تلك الجهة من بلاد العرب هي الوعر التي تبيت فيها قوافل الددانيين ، وددان قرب المدينة النبوية المنورة كما تدل على ذلك الخرائط القديمة . خريطة(1).

طرق التجارة العربية في جزيرة العرب في الألف الثاني قبل الميلاد
ويأمر الوحي الذي تلقاه أشعيا أهل تيماء أن يقدموا الشراب والطعام لهارب يهرب من أمام السيوف ، ومجيء الأمر بعد الإخبار عن الوحي الذي يكون من جهة بلاد العرب قرينة بأن الهارب هو صاحب ذلك الوحي الذي يأمر الله أهل تيماء بمناصرته :
[14هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ الْعَطْشَانِ يَا سُكَّانَ أَرْضِ تَيْمَاءَ. وَافُوا الْهَارِبَ بِخُبْزِهِ ] وأرض تيماء منطقة من أعمال المدينة ، وفيها يهود تيماء الذين انتقل معظمهم إلى يثرب.
ويذكر المؤرخون الإخباريون العرب نقلا عن اليهود في الجزيرة العربية أن أول قدوم اليهود إلى الحجاز كان في زمن موسى عليه السلام عندما أرسلهم في حملة ضد العماليق في تيماء، وبعد قضائهم على العالميق وعودتهم إلى الشام بعد موت موسى منعوا من دخول الشام بحجة مخالفتهم لشريعة موسى لاستبقائهم إبناً لملك العماليق، فاضطروا للعودة إلى الحجاز والاستقرار في تيماء ثم انتقل معظمهم إلى يثرب.
فأهل يثرب من اليهود هم من أهل تيماء المخاطبين في النص.
لابد أن تكون تلك التيماء إذن ذات أمر عظيم !!.
وكان تاريخ مخاطبة إشعياء لأهل تيماء في هذا الإصحاح هو النصف الأخير من القرن الثامن قبل الميلاد، ويفيد الوحي إلى إشعيا أن الهارب هرب ومعه آخرون:
[15فَإِنَّهُمْ مِنْ أَمَامِ السُّيُوفِ قَدْ هَرَبُوا. مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ وَمِنْ أَمَامِ الْقَوْسِ الْمَشْدُودَةِ وَمِنْ أَمَامِ شِدَّةِ الْحَرْبِ.].
ثم يذكر الوحي الخراب الذي يحل بمجد قيدار بعد سنة من هذه الحادثة ،[ وفي هذا إشارة إلى غزوة بدر الكبرى والتي حدثت بعد عام ونصف من الهجرة النبوية الشريفة، كما سنعرض لها بعد قليل] مما يدل على أن الهروب كان منهم ، وأن عقابهم كان بسبب تلك الحادثة :
[16فَإِنَّهُ هَكَذَا قَالَ لِي السَّيِّدُ: «فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ17وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ] .
وتنطبق هذه البشارة على محمد صلى الله عليه وسلم وهجرته تمام الانطباق، فقد نزل الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم في بلاد العرب، وفي الوعر من بلاد العرب، في مكة والمدينة.
وهاجر الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة من أرض بني قيدارقريش الذين كانوا قد عينوا من كل بطن من بطونهم شاباً جلداً ليجتمعوا لقتل محمد صلى الله عليه وسلم ليلة هجرته ، فجاء الشباب ومعهم أسلحتهم فخرج الرسول صلى الله عليه وسلم مهاجراً هارباً ، فتعقبته قريش بسيوفها وقسيها كما تذكر العبارة : [15فَإِنَّهُمْ مِنْ أَمَامِ السُّيُوفِ قَدْ هَرَبُوا. مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ وَمِنْ أَمَامِ الْقَوْسِ الْمَشْدُودَةِ وَمِنْ أَمَامِ شِدَّةِ الْحَرْبِ.].
ثم عاقب الله U قريشاً أبناء قيدار بعد سنة ونيف من هجرته صلى الله عليه وسلم بما حدث في غزوة بدر من هزيمة نكراء أذهبت مجد قريش ، وقتلت عدداً من أبطالهم :
[16فَإِنَّهُ هَكَذَا قَالَ لِي السَّيِّدُ: «فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ17وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ] .
وتؤكد العبارة أن هذا الإخبار وأن هذا التبشير بنزول الوحي في بلاد العرب ، وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم وما يجري له من هجرة ونصر هو بوحي من الله :
[لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَكَلَّمَ».].
إن ما حملته هذه البشارة من معانٍ لابد أن يكون قد وقع، لأنه يقع في عصرٍ آلة الحرب فيه السيف والنبل، وقد انتهى عصر الحرب بالسيف والنبل.
• فهل نزل وحي في بلاد العرب غير القرآن ؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!
• وهل هناك نبي هاجر من مكة إلى المدينة واستقبله أهل تيماء غير محمد صلى الله عليه وسلم ؟!
• وهل هناك هزيمة لقريش بعد عام من الهجرة إلا على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر ؟!.
إن هذه البشارة تدل على صدق رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنها إعلان إلهي عن مقدمه ينقلها أحد أنبياء بني إسرائيل أشعياء، وبقي هذا النص إلى يومنا هذا على الرغم من حرص كفرة أهل الكتاب على التحريف والتبديل .
فما رأيك يا جناب القس؟؟.
أتعرف أن الدكتور القس منيس عبد النور رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر التزم الصمت ولم يقو على الإجابة حينما واجهته بهذا الأمر عند ردي على كتابه "شبهات وهمية حول الكتاب المقدس" في سنة 1981م، ومثله القس صموئيل حبيب مشرقي راعي الكنيسة الخمسينية بالقاهرة عند ردي على كتابه " الكتاب المقدس يتحدى مشاكل الاعتراضات "، وحينما بعثت إليك بدراستي حول البرقليط جاء ردك متأخراً كثيراً جداً،حتى أنني ظننت أنك قد انتقلت إلى الدار الآخرة
دلالات المكان ووصفه عند دراسة نص أشعياء و ما جاء فيه من أخبار وأحداث في
(أسفار اليهود والنصارى):
نستقرئ من دلالات النص تسلسل للمراحل التالية:
المرحلة الأولى تحديد مكان الوحي ووصفه
حدد النص [13وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ: فِي الْوَعْرِ] بأن بدء الوحي في بلاد العرب في الوعر في غار حراء ، والأحداث التاريخية تؤكد على أنه لم يكن هناك وحي من جهة بلاد العرب سوى الوحي وبدء رسالة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وقد وردت كلمة الوحي بدلالة اللفظ المستخدم لدى المسلمين العرب في القرآن p كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3)ُi سورة الشورى آية : 3 .
ونستنتج من النص مايلي:
حددت هذه النبوءة من بلاد العرب مكان بدء الوحي على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بكل دقة لفظاً ومكاناَ.
وصف طبيعة بلاد العرب الجبلية بالوعورة (في الوعر).
والوعر هو الجبل (القاموس المحيط )، وإن أرض الحجاز وسلاسل جبالها هي الموصوفة بالوعر.
ولفظ : [13وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ: فِي الْوَعْرِ] دليل دامغ لموقع الحدث وخصائصه الطبيعية .

المرحلة الثانية تحديد منشأ حدث الهجرة ومقصدها

ذكر النص حدث الهجرة النبوية وحدد مكانين اثنين حدثت فيهما رحلة الهجرة هما:
1- منشأ خروج المهاجر (مكة المكرمة).
2- وجهة (المقصد) وهي (المدينة المنورة) التي هاجر إليها.
يترتب على تحديد الموقع الذي هاجر منه الرسول صلى الله عليه وسلم والذي هاجر إليه في رحلة الهجرة، تفسيراً وتحليلاً للحدث من المنظور التاريخي والجغرافي وربطه بالموقع المكاني المرتحل منه وإليه في رحلة الهجرة من مكان خروجه من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة (يثرب) فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لم يهاجر إلا للمدينة فقط .
ونستنتج من هذا النص التالي:
ـ اعترافاً صريحاً بنبي هذه الأمة وخاتم الأنبياء الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم .
ـ إقراراً بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم والتنبؤ بها .
ـ تحديداً للجهة التي هاجر منها وإليها.
ـ وصف أسباب الهجرة كما في النص: [15فَإِنَّهُمْ مِنْ أَمَامِ السُّيُوفِ قَدْ هَرَبُوا. مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ وَمِنْ أَمَامِ الْقَوْسِ الْمَشْدُودَةِ وَمِنْ أَمَامِ شِدَّةِ الْحَرْبِ].
ونحن نعرف الأحداث التي سبقت الهجرة ، ومحاولة قتل النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وكل ذلك هربا من بطش قريش، عندما تسلحوا بسيوفهم وأقواسهم،وحاصروا بيته لقتله في الفراش، ونوم علي ابن أبي طالب رضي الله تعالى عنه بدلاً منه، وقصة الهروب إلى غار حراء مع أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه.
ـ اعترافاً بالظلم الذي تعرض له النبي صلى الله عليه وسلم المرسل في مكة من قومه.
ـ وصفه أحوال المهاجر صلى الله عليه وسلم من اضطهاد قريش له في مكة المكرمة في النص (لأَنَّهُمْ قَدْ فَرُّوا مِنَ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ، وَالْقَوْسِ الْمُتَوَتِّرِ، وَمِنْ وَطِيسِ الْمَعْرَكَةِ) أشعياء 21/ 15.

المرحلة الثالثة مطالبة سكان تيماء بنصرة المهاجر
في هذه المرحلة يطلب أشعياء من سكان منطقة "تيماء" مناصرة المهاجر الهارب والعطشان، وإتباع هذا الدين الحنيف الذي يدعو إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأثرها في تغير مجريات الأحداث والتاريخ في العالم .
وإن هذا النص بين لنا أن النداء كان لسكان ومنطقة المكان المهاجر إليه في (يثرب) وتيماء وهي أماكن تشكل نسيجاً واحداً متكاملاً من حيث السكان والظروف والوظيفة التجارية كمعبر للقوافل، وهي متقاربة بمفهوم المسافة الطبيعية.
فالنص يخاطب الدداينين من أهل تيماء، ويطلب منهم حماية الهارب إلى بلادهم الوعرة، ويبشرهم بفناء مجد أبناء قيدار بن إسماعيل بعد سنة من الهروب (الهجرة).
والددانيون كما يشير معجم الكتاب المقدس هم سكان تيماء في شمال الحجاز، وما تتميز به سلسة الجبال من وعورة في التضاريس .
فنستدل من ذلك، على أنه خطاب موجه لسكان منطقة المدينة المنورة (يثرب) وما حولها، بأن عليهم عمل التالي:
أن يأتوا لملاقاة العطشان الهارب من الظلم، وأن يطعموه، وأن ينصروا المهاجرين المظلومين، ونحن نعرف كم خرج أهل يثرب فرحين منتظرين قدومه وهم ينشدون (طلع البدر علينا)، وملاقاتهم للرسول صلى الله عليه وسلم الذي عرفوا دعوته في مكة ومبايعتهم له ودعوتهم له،ثم ما تلا ذلك من أحداث في مناصرتهم وإطعامهم وإسقاهم ومقاسمتهم أموالهم وأرزاقهم (ولذلك سموا بالأنصار).
وقد كان الرجل يورث أخاه المهاجر وغير ذلك من أحداث ليست من موضوع الدارسة.
طالب أشعياء سكان تيماء من اليهود، بمناصرة المهاجر لمعرفته وإيمانه بالرسالة،وأهميتها، ودورها المستقبلي على المنطقة المهاجر إليها .
ومنطقة تيماء يقطنها جماعات من اليهود، وعلى ذلك فخطابه لهم من واقع عظمة الحدث المشهود.
وهكذا فلقد تنبأ أشعياء بالدعوة،وبالفتح الإسلامي الذي سيتجاوز مكان الهجرة (يثرب) إلى تيماء وحدود جزيرة العرب إلى أنحاء المعمورة .خارطة رقم (2).
وإن من أسباب رفض اليهود للتسليم بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ـ على الرغم من أمر الله سبحانه وتعالى لهم بإتباع محمد صلى الله عليه وسلم والله عز وجل يقول في سورة الأعراف آية : 158 :p قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158)i. ـ هو أن رغبتهم كانت في أن يكون خروج النبي القادم من بينهم، بل ولابد وأن يكون من اليهود أنفسهم، وعلى ذلك فكافة الحروب والنزاعات التي وقعت فيما بين المسلمين واليهود في ذلك العهد كانت بسبب المعتقدات والعادات القبلية والاجتماعية السائدة في ذلك المكان الذي يحتم على الفرد الولاء لقبيلته والمحافظة على ما توارثه من معتقدات، وإن الخروج عليهم بمعتقد ودين كالإسلام ونبي هو محمد الذين يعرفون قدومه وينكرونه هو بمثابة التهديد للسيادة والأعراف، ومن ثم تلاحقت الأحداث بمعاداة الإسلام ومحاولات تدبير المكائد والصراعات ، وما نجم عنها من إجلاءهم من مناطق وجودهم فيها.
ونحن عندما نستقرئ أحداث ما بعد الهجرة، نتبين كيف كانت العلاقة بين اليهود والمسلمين في المدينة المنورة وما تضمنته من صراعات وحروب ومكائد من اليهود حتى طردوا منها.
وفي ذلك دلالة كما تؤكد الأحداث والعهود والمواثيق احترام المسلمين لليهود في صدر الإسلام والتعامل معهم بعد أن أتاح لهم الحياة في المجتمع مع المسلمين .

رابعاً:غزوة بدر الكبرى في نص أشعياء
نستدل من بشارة أشعياء 21/13-17 بحدوث معركة بدر الكبرى، من قول أشعياء بعد ذكر حدث الهجرة:
[16فَإِنَّهُ هَكَذَا قَالَ لِي السَّيِّدُ:«فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ 17وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ] ، وقيدار كما يشير الباحثين إلى أنه أحد أولاد إسماعيل عليه السلام. كما جاء في سفر التكوين 25/13 [13وَهذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْمَاعِيلَ بِأَسْمَائِهِمْ حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ: نَبَايُوتُ بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ، وَقِيدَارُ، وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ ]، وأن أبناءه هم أهل مكة.

فنستنتج من النص التالي :
ـ أشار النص لمعركة بدر الكبرى التي تحدث بعد سنة من الهجرة.

ـ حدد النص وقت وقوع معركة بدر الكبرى ، بعد سنة من هجرة [العطشان.. والهارب].

ـ تنبأ النص بنتيجة معركة بدر الكبرى بين الرسول صلى الله عليه وسلم وصناديد قريش وهزيمتهم بفناء مجد قيدار [فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ] وقد قُتل سبعون من قادة و صناديد قريش يوم بدر وهو دليل على انتصار هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على قومه [لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَكَلَّمَ».]،ولأن رسالة هذا النبي من عند الله، وتنتشر دعوة هذا النبي وينتصر لأن هذا أمر الله.
ـ وصف الأسلحة التي كانت، وهي القسي والسيوف، و ذلك من خلال الإشارة إلى هروبهم من السيف المسلول وأن قسي أبطال قيدار ستقل بعد المعركة الفاصلة بين الحق والباطل . [17وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ]... [يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ].

ـ لقد حدثت معركة بدر الكبرى وقد نصر الله سبحانه وتعالى فيها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بعد مرور سنة أي في السنة الثانية من الهجرة والتي استخدم حدثها تقويماً يؤرخ لما بعدها ، وكانت بداية فناء أمجاد قيدار واعتناقهم للإسلام فيما بعد.

إذاً نستخلص من قراءة النص وتحليله ما يلي:

ـ أن المتكلم في النبوءة هو الرب في نص أشعياء، وهو الآمر أهل تيماء بمناصرة العطشان والهارب، مما يدل على أن كلا الشخصين من الأبرار والأخيار وأهل الحق والإيمان، قال الله تعالى في سورة الأنعام آية 20:p الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20)i.
هناك وعيد لقيدار بالهزيمة مجدداً فيها وقت المعركة بعد سنة من حدث هجرة المسلمين ، وعدد أبطال قيدار يقل بالقتل وتنكسر شوكتهم بالهزيمة مما يعني أنهم من الأشرار وأهل الضلال والكفر ولذا استوجبوا العقوبة.
إن أي باحث محايد إن أراد أن يلخص القراءة المذكورة أعلاه لظاهر النص لسوف يجد نفسه أمام هذين الحدثين:
(الهجرة النبوية الشريفة إلى المدينة المنورة) و(غزوة بدر الكبرى) .
ـ وإن نحن استندنا على الحدث التاريخي والموروث الديني الإسلامي لوجدنا المسرح الجغرافي وهو مكان الحدث يعضده، فشبه جزيرة العرب مذكورة وموصوفة في النص صراحة لا تلميحاُ.
ـ وقد حدد النص بلاد العرب، والجزء الوعر منها الذي يتصف بطبيعته التضاريسية الجبلية(جبال الحجاز).
ـ وطالب قوافل الددانيين فيها بترقب قدوم العطشان مع الهارب، و ومناصرتهما ومساعدتهما ضد أهل قيدار الأشداء الذين كانوا يطلبونهما ، والذين ُعرف عنهم أنهم أهل شدة في الحرب ويستخدمون القوس.
ـ قوام الجيش المكي: نحو ألف وثلاثمائة مقاتل في بداية سيره، وكان معه مائة فرس وستمائة درع، وجمال كثيرة لا يعرف عددها بالضبط، وكان قائده العام أبا جهل بن هشام، وكان القائمون بتموينه تسعة رجال من أشراف قريش، فكانوا ينحرون يوماً تسعاً ويوماً عشراً من الإبل..
ـ وبين لنا النص أن قيدار تتصدى لحربهم بعدها سنة من فرار وهجرة الهارب والعطشان فتكون النتيجة خسارة مجد قيدار، وإن من علامات ذلك مقتل وأسر عدد من أبطالها وصناديدها في تلك المعركة.
ـ قال ابن إسحاق: ومن الأسرى من المشركين من قريش يوم بدر: من بني هاشم بن عبد مناف عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ; ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم . ومن بني المطلب بن عبد مناف: السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب، ونعمان بن عمرو بن علقمة بن المطلب , أما من قتل منالمشركين يوم بدر من قريش من بني عبد شمس بن عبد مناف : حنظلة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس ، قتله زيد بن حارثة ، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال ابن هشام ويقال اشترك فيه حمزة وعلي وزيد فيما قال ابن هشام . قال ابن إسحاق : والحارث بن الحضرمي وعامر بن الحضرمي حليفان لهم قتل عامرا : عمار بن ياسر ، وقتل الحارث النعمان بن عصر ، حليف للأوس فيما قال ابن هشام . وعمير بن أبي عمير ، وابنه موليان لهم . قتل عمير بن أبي عمير : سالم مولى أبي حذيفة ; فيما قال ابن هشام . قال ابن إسحاق : وعبيدة بن سعيد ( بن ) العاص بن أمية بن عبد شمس ، قتله الزبير بن العوام ، والعاص بن سعيد بن العاص بن أمية قتله علي بن أبي طالب . وعقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس ، قتله عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح ، أخو بني عمرو بن عوف صبرا .
قال ابن هشام: ويقال قتله علي بن أبي طالب. قال ابن إسحاق : وعتبة بن ربيعة بن عبد شمس ، قتله عبيدة بن الحارث بن المطلب . قال ابن هشام : اشترك فيه هو وحمزة وعلي . قال ابن إسحاق : وشيبة بن ربيعة بن عبد شمس ، قتله حمزة بن عبد المطلب ، والوليد بن عتبة بن ربيعة ، قتله علي بن أبي طالب ; وعامر بن عبد الله حليف لهم من بني أنمار بن بغيض قتله علي بن أبي طالب . اثنا عشر رجلا . سيرة ابن هشام 2/362 .
ولكننا من خلال القراءة الفاحصة والناقدة للترجمات العربية المقارنة لنص أشعياء نلاحظ ونتساءل عن المفردات المستخدمة في النص:
لماذا تم تغيير الترجمة الكاثوليكية العربية للاسم الجغرافي من بلاد العرب (شبه جزيرة العرب) في النص إلى العرَبَة (وادي العربة)؟!
النص من سفر أشعياء 21/13ـ17: النسخة الكاثوليكية
[ 13 قَولٌ على العَرَبة:في الغابَةِ في العَرَبةِ تَبيتون يا قَوافِلَ الدَّدانِيِّين. 14 هاتوا الماءَ لِلِقاءَ العَطْشان يا سُكَّانَ أَرضِ تَيماء.إِستَقبِلوا الهارِبَ بِالخُبْز15 فإِنَّهم قد هَرَبوا مِن أَمامِ السُّيوف
مِن أَمامِ السَّيفِ المَسْلول والقَوسِ المَشْدودةِ وشِدَّةِ القِتال. 16 لِأَنَّه هكذا قالَ لِيَ السَّيِّد: ( بَعدَ سَنَةٍ كسِني الأَجير، يَفْنى كُلُّ مَجدِ قيدار، 17 وباقي عَدَدِ أَصْحابِ القِسِيِّ مِن أَبْطالِ بَني قيدار يُصبِحُ شَيئاً قَليلاً، لِأَنَّ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرائيلَ قد تَكَلَّم).].
وهل هناك تميز في أسفار النصارى بين مدلول لفظ (بلاد العرب) و (العَرَبة) أم أن كليهما مرادف للآخر؟ .
إن الثابت بنص هذه الأسفار أن بلاد العرب والعرب تعني الجزيرة العربية وأهلها، أما إذا أرادت هذه الأسفار الإشارة إلى المنحدر الجغرافي الضيق الذي يجري فيه نهر الأردن ويسمى بـ(وادي العربة) فإنها تشير إليه باسمه المعروف وهو (العَرَبة).
وللتدليل على ذلك ما ورد في المصادر التالية وتعريفاتها:
من قاموس الكتاب المقدس :
عَربة: اسم عبري معناه (قفر) وهي الاسم الجغرافي للمنحدر الذي يجري فيه نهر الأردن، وتتسع فيه بحيرة طبرية والبحر الميت.
ففي يشوع 18: 20 وهو يتحدث عن نَصِيبُ بَنِي بَنْيَامِينَ مَعَ تُخُومِهِ. يقول:[ 18وَعَبَرَ إِلَى الْكَتِفِ مُقَابِلَ الْعَرَبَةِ شِمَالاً، وَنَزَلَ إِلَى الْعَرَبَةِ. 19وَعَبَرَ التُّخُمُ إِلَى جَانِبِ بَيْتِ حُجْلَةَ شِمَالاً. وَكَانَتْ مَخَارِجُ التُّخُمِ عِنْدَ لِسَانِ بَحْرِ الْمِلْحِ شِمَالاً إِلَى طَرَفِ الأُرْدُنِّ جَنُوبًا. هذَا هُوَ تُخُمُ الْجَنُوبِ. 20وَالأُرْدُنُّ يَتْخُمُهُ مِنْ جِهَةِ الشَّرْقِ. فَهذَا هُوَ نَصِيبُ بَنِي بَنْيَامِينَ مَعَ تُخُومِهِ مُسْتَدِيرًا حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. ].
وفي بعض الأماكن كما في تثنية 1: 1 [1هذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي كَلَّمَ بِهِ مُوسَى جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ، فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ، فِي الْبَرِّيَّةِ فِي الْعَرَبَةِ، قُبَالَةَ سُوفَ، بَيْنَ فَارَانَ وَتُوفَلَ وَلاَبَانَ وَحَضَيْرُوتَ وَذِي ذَهَبٍ. ].
وفي تثنية 2: 8[8فَعَبَرْنَا عَنْ إِخْوَتِنَا بَنِي عِيسُو السَّاكِنِينَ فِي سِعِيرَ عَلَى طَرِيقِ الْعَرَبَةِ، عَلَى أَيْلَةَ، وَعَلَى عِصْيُونَِ جَابِرَ، ثُمَّ تَحَوَّلْنَا وَمَرَرْنَا فِي طَرِيقِ بَرِّيَّةِ مُوآبَ. ].
وقصد بالاسم هنا المنطقة بين البحر الميت والبحر الأحمر، والعرب اليوم يسمون هذه المنطقة بالعربة.
وفي حزقيال 47: 8 [ 8وَقَالَ لِي: «هذِهِ الْمِيَاهُ خَارِجَةٌ إِلَى الدَّائِرَةِ الشَّرْقِيَّةِ وَتَنْزِلُ إِلَى الْعَرَبَةِ وَتَذْهَبُ إِلَى الْبَحْرِ. إِلَى الْبَحْرِ هِيَ خَارِجَةٌ فَتُشْفَى الْمِيَاهُ.]، قصد به من شمال البحر الميت إلى خليج العقبة، وطوله مئة ميل.
ذكر الاسم أيضاً في يشوع 11: 2 [2وَإِلَى الْمُلُوكِ الَّذِينَ إِلَى الشِّمَالِ فِي الْجَبَلِ، وَفِي الْعَرَبَةِ جَنُوبِيَّ كِنَّرُوتَ، وَفِي السَّهْلِ، وَفِي مُرْتَفَعَاتِ دُورَ غَرْبًا ]. و يشوع 12: 3 [3وَالْعَرَبَةِ إِلَى بَحْرِ كِنَّرُوتَ نَحْوَ الشُّرُوقِ، وَإِلَى بَحْرِ الْعَرَبَةِ (بَحْرِ الْمِلْحِ) نَحْوَ الشُّرُوقِ، طَرِيقِ بَيْتِ يَشِيمُوتَ، وَمِنَ التَّيْمَنِ تَحْتَ سُفُوحِ الْفِسْجَةِ. ].
و عاموس 6: 14[«لأَنِّي هأَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكُمْ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ الرَّبُّ إِلهُ الْجُنُودِ، أُمَّةً فَيُضَايِقُونَكُمْ مِنْ مَدْخَلِ حَمَاةَ إِلَى وَادِي الْعَرَبَةِ». ]..

ومن دائرة المعارف الكتابية تحت مدخل (عربة ـ العربة):
"عربة": كلمة سامية تعني القفر أو البادية أو البرية أو السهل، وقد تُرجم هكذا في مواضع كثيرة في الكتاب المقدس. وعندما تذكر الكلمة مُعَّرفة " بأل " كما هو الغالب في الكتاب المقدس ، فإنها تعني الوادي الذي يجري من جنوبي بحر الجليل ، بما في ذلك وادي الأردن والبحر الميت ، ويمتد حتى خليج العقبة ، وهي بذلك تشكل منطقة جغرافية لها أهميتها في التاريخ الكتابي ، كما أنها جزء واضح في تضاريس المنطقة .
ويسمى " البحر الميت " أحياناً " ببحر العربة ":
كما هو في تثنية 4 : 49 [49وَكُلَّ الْعَرَبَةِ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ نَحْوَ الشُّرُوقِ إِلَى بَحْرِ الْعَرَبَةِ تَحْتَ سُفُوحِ الْفِسْجَةِ. ].
يشوع 3 : 16 [ 16وَقَفَتِ الْمِيَاهُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنْ فَوْقُ، وَقَامَتْ نَدًّا وَاحِدًا بَعِيدًا جِدًّا عَنْ «أَدَامَ» الْمَدِينَةِ الَّتِي إِلَى جَانِبِ صَرْتَانَ، وَالْمُنْحَدِرَةُ إِلَى بَحْرِ الْعَرَبَةِ «بَحْرِ الْمِلْحِ» انْقَطَعَتْ تَمَامًا، وَعَبَرَ الشَّعْبُ مُقَابِلَ أَرِيحَا. ].
وفي يشوع12 : 3 [3وَالْعَرَبَةِ إِلَى بَحْرِ كِنَّرُوتَ نَحْوَ الشُّرُوقِ، وَإِلَى بَحْرِ الْعَرَبَةِ (بَحْرِ الْمِلْحِ) نَحْوَ الشُّرُوقِ، طَرِيقِ بَيْتِ يَشِيمُوتَ، وَمِنَ التَّيْمَنِ تَحْتَ سُفُوحِ الْفِسْجَةِ.].
وفي 2 ملوك 14 : 25 [25هُوَ رَدَّ تُخُمَ إِسْرَائِيلَ مِنْ مَدْخَلِ حَمَاةَ إِلَى بَحْرِ الْعَرَبَةِ، حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ عَبْدِهِ يُونَانَ بْنِ أَمِتَّايَ النَّبِيِّ الَّذِي مِنْ جَتَّ حَافِرَ. ] . ويسمى الآن الجزء الذي يجري فيه نهر الأردن " الغور ".
أما الجزء الممتد جنوبي البحر الميت إلى خليج العقبة فيسمى " وادي عربة ".
ومن قاموس الكتاب المقدس فإن كلمة عربية تدل على مايلي:
عَرَبية: اسم سامي معناه (قفر) شبه جزيرة في الطرف الغربي الجنوبي من القارة الآسيوية، وأكبر شبه جزيرة في العالم، يحدها الخليج الفارسي ( العربي) من الشرق ، والمحيط الهندي من الجنوب والبحر الأحمر من الغرب والهلال الخصيب من الشمال، وتبلغ مساحتها ربع مساحة القارة الأوربية وثلث مساحة الولايات المتحدة.
وتقسم شبه جزيرة العرب إلى عدة أقسام جغرافية: القسم الشمالي من المرتفعات الوسطى، ويسمى نجد، وتنفصل نجد عن الشاطئ الغربي بمنطقة رملية تسمى الحجاز، وعسير إلى الجنوب من الحجاز، أما اليمن فهو الركن الغربي الجنوبي، وعمان على الركن الجنوبي الشرقي، والكويت والإحساء على الساحل الشرقي، ومعظم البلاد صحراوي، وهو قليل المحاصيل الزراعية والحيوانية، وقد استخرج منه حديثاً الزيوت التي تعتبر شبه الجزيرة في مقدمة الدول المنتجة لها في العالم، وهي اليوم مستقلة استقلالاً كاملا.ً
وتعتبر شبه جزيرة العرب مهد الشعوب السامية ومركز توزعهم في العالم، وكانت تلك الشعوب تقوم بهجرة كبرى كل حوالي ألف سنة، بسبب القحط والجفاف ومن أشهر دولها القديمة السبائيون والمنائيون والحميريون ثم الدول الإسلامية من بعد الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقد ذكر الكتاب المقدس الأقسام الشمالية من الجزيرة العربية أكثر من الأقسام الجنوبية (اليمن).
وكانت كلمة أعرابي تعني لليهود سكان القفار المتنقلين أكثر مما تعني سكان المراعي الذين يتحضّرون ويستقرون وخاصة المتنقلين منهم قرب الهلال الخصيب كما في إشعيا 13: 20
[ 20لاَ تُعْمَرُ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ تُسْكَنُ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ، وَلاَ يُخَيِّمُ هُنَاكَ أَعْرَابِيٌّ، وَلاَ يُرْبِضُ هُنَاكَ رُعَاةٌ، 21بَلْ تَرْبُضُ هُنَاكَ وُحُوشُ الْقَفْرِ، وَيَمْلأُ الْبُومُ بُيُوتَهُمْ، وَتَسْكُنُ هُنَاكَ بَنَاتُ النَّعَامِ، وَتَرْقُصُ هُنَاكَ مَعْزُ الْوَحْشِ،].
وفي 2 إخبار 21: 16 [16وَأَهَاجَ الرَّبُّ عَلَى يَهُورَامَ رُوحَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَالْعَرَبَ الَّذِينَ بِجَانِبِ الْكُوشِيِّينَ، ].
وسمى بنو إسرائيل القسم الشمالي من شبه الجزيرة جبل المشرق كما في تكوين 10: 30 [29وَأُوفِيرَ وَحَوِيلَةَ وَيُوبَابَ. جَمِيعُ هؤُلاَءِ بَنُو يَقْطَانَ. 30وَكَانَ مَسْكَنُهُمْ مِنْ مِيشَا حِينَمَا تَجِيءُ نَحْوَ سَفَارَ جَبَلِ الْمَشْرِقِ.
وارض المشرق.[ تك 25: 6 [6وَأَمَّا بَنُو السَّرَارِيِّ اللَّوَاتِي كَانَتْ لإِبْرَاهِيمَ فَأَعْطَاهُمْ إِبْرَاهِيمُ عَطَايَا، وَصَرَفَهُمْ عَنْ إِسْحَاقَ ابْنِهِ شَرْقًا إِلَى أَرْضِ الْمَشْرِقِ، وَهُوَ بَعْدُ حَيٌّ. ].
وارض بني المشرق كما في تكوين 29: 1 [1ثُمَّ رَفَعَ يَعْقُوبُ رِجْلَيْهِ وَذَهَبَ إِلَى أَرْضِ بَنِي الْمَشْرِقِ. ].
وهي المنطقة نفسها التي سميت بالعربية في غلاطية 1: 17[17وَلاَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، إِلَى الرُّسُلِ الَّذِينَ قَبْلِي، بَلِ انْطَلَقْتُ إِلَى الْعَرَبِيَّةِ، ثُمَّ رَجَعْتُ أَيْضًا إِلَى دِمَشْقَ.].
واعتبرت سيناء والعربة جزءاً من شبه الجزيرة العربية أيضاً ،كما في غلاطية 4: 25[25لأَنَّ هَاجَرَ جَبَلُ سِينَاءَ فِي الْعَرَبِيَّةِ. وَلكِنَّهُ يُقَابِلُ أُورُشَلِيمَ الْحَاضِرَةَ، فَإِنَّهَا مُسْتَعْبَدَةٌ مَعَ بَنِيهَا.].
وكذلك سكان تلك المنطقة من ضمن العرب، ومن بينهم الإسماعيليون والعمالقة والمعينيون والمديانيون.
وللتدليل والربط مع مواقع أخرى وردت في نصوص أخرى من أسفار اليهود والنصارى تشير إلى مكان هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم, ففي سفر أشعياء تسبيح للرب 42/10ـ17 :[10غَنُّوا لِلرَّبِّ أُغْنِيَةً جَدِيدَةً، تَسْبِيحَهُ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ. أَيُّهَا الْمُنْحَدِرُونَ فِي الْبَحْرِ وَمِلْؤُهُ وَالْجَزَائِرُ وَسُكَّانُهَا، 11لِتَرْفَعِ الْبَرِّيَّةُ وَمُدُنُهَا صَوْتَهَا، الدِّيَارُ الَّتِي سَكَنَهَا قِيدَارُ. لِتَتَرَنَّمْ سُكَّانُ سَالِعَ. مِنْ رُؤُوسِ الْجِبَالِ لِيَهْتِفُوا. 12لِيُعْطُوا الرَّبَّ مَجْدًا وَيُخْبِرُوا بِتَسْبِيحِهِ فِي الْجَزَائِرِ. 13الرَّبُّ كَالْجَبَّارِ يَخْرُجُ. كَرَجُلِ حُرُوبٍ يُنْهِضُ غَيْرَتَهُ. يَهْتِفُ وَيَصْرُخُ وَيَقْوَى عَلَى أَعْدَائِهِ.14«قَدْ صَمَتُّ مُنْذُ الدَّهْرِ. سَكَتُّ. تَجَلَّدْتُ. كَالْوَالِدَةِ أَصِيحُ. أَنْفُخُ وَأَنَخُرُ مَعًا. 15أَخْرِبُ الْجِبَالَ وَالآكَامَ وَأُجَفِّفُ كُلَّ عُشْبِهَا، وَأَجْعَلُ الأَنْهَارَ يَبَسًا وَأُنَشِّفُ الآجَامَ، 16وَأُسَيِّرُ الْعُمْيَ فِي طَرِيق لَمْ يَعْرِفُوهَا. فِي مَسَالِكَ لَمْ يَدْرُوهَا أُمَشِّيهِمْ. أَجْعَلُ الظُّلْمَةَ أَمَامَهُمْ نُورًا، وَالْمُعْوَجَّاتِ مُسْتَقِيمَةً. هذِهِ الأُمُورُ أَفْعَلُهَا وَلاَ أَتْرُكُهُمْ. 17قَدِ ارْتَدُّوا إِلَى الْوَرَاءِ. يَخْزَى خِزْيًا الْمُتَّكِلُونَ عَلَى الْمَنْحُوتَاتِ، الْقَائِلُونَ لِلْمَسْبُوكَاتِ: أَنْتُنَّ آلِهَتُنَا!.].
وقيدار كما ورد في النص هو أحد أبناء إسماعيل كما جاء في سفر التكوين الإصحاح الخامس والعشرون العدد الثالث عشر وتشير لمكة المكرمة.
[ 12وَهذِهِ مَوَالِيدُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، الَّذِي وَلَدَتْهُ هَاجَرُ الْمِصْرِيَّةُ جَارِيَةُ سَارَةَ لإِبْرَاهِيمَ. 13وَهذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْمَاعِيلَ بِأَسْمَائِهِمْ حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ: نَبَايُوتُ بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ، وَقِيدَارُ، وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ 14وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا 15وَحَدَارُ وَتَيْمَا وَيَطُورُ وَنَافِيشُ وَقِدْمَةُ. 16هؤُلاَءِ هُمْ بَنُو إِسْمَاعِيلَ، وَهذِهِ أَسْمَاؤُهُمْ بِدِيَارِهِمْ وَحُصُونِهِمْ. اثْنَا عَشَرَ رَئِيسًا حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ. 17وَهذِهِ سِنُو حَيَاةِ إِسْمَاعِيلَ: مِئَةٌ وَسَبْعٌ وَثَلاَثُونَ سَنَةً، وَأَسْلَمَ رُوحَهُ وَمَاتَ وَانْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ. 18وَسَكَنُوا مِنْ حَوِيلَةَ إِلَى شُورَ الَّتِي أَمَامَ مِصْرَ حِينَمَا تَجِيءُ نَحْوَ أَشُّورَ. أَمَامَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ نَزَلَ.].
وسالع جبل سلع في المدينة المنورة .
والترنم والهتاف ذلك الأذان الذي كان ولا يزال يشق أجواء الفضاء كل يوم خمس مرات , وذلك التحميد والتكبير في الأعياد وفي أطراف النهار وآناء الليل كانت تهتف به الأفواه الطاهرة من أهل المدينة الطيبة الرابضة بجانب سلع.
نتائج الدراسة:
إننا إن طبقنا شروط النبوءات الدينية لنتعرف على ما اجتمع منها في نص نبوءة أشعياء 21/13-17 فنستنتج ما يلي:
1ـ رَسَم نص نبوءة أشعياء 21/13-17 وبدقة المسرح الجغرافي لحدثين هامين متعاقبين في المكان (بلاد العرب ـ وظروف الهجرة من مكة إلى المدينة المنورة ومسارها) .

والخارطة رقم(3) توضح صورة جبل سلع في المدينة المنورة.
2ـ حَدَد نص نبوءة أشعياء 21/13-17 هوية المخاطبين (سكان تيماء) وأدوارهم كجماعة بشرية يسكنون في تلك المناطق المذكورة بالاسم .
3ـ وَصَف نص نبوءة أشعياء 21/13-17 شخصين رئيسين في قلب الحدث (الهجرة) وهما كما في القرآن الكريم : الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه.
يقول الله عز وجل :p إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40)i [ سورة التوبة آية : 40 ].
4ـ ذكر النص أهمية حدث ( الهجرة) وتأثيره على التاريخ الذي أصبح يؤرخ به التاريخ الهجري ودوره في الدولة الإسلامية.
5ـ ذكر النص أهمية الحدث الذي يحدث بعد الهجرة بعام هي(غزوة بدر الكبرى) وأهميتها في تغير مجرى الأحداث في المدينة المنورة والإسلام.
خامساً:صفة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه في التوراة

قول داود في المزمور الثاني والسبعين:
اَلْمَزْمُورُ الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ

[1اَللهُمَّ أَعْطِ أَحْكَامَكَ لِلْمَلِكِ وَبِرَّكَ لاِبْنِ الْمَلِكِ. 2يَدِينُ شَعْبَكَ بِالْعَدْلِ وَمَسَاكِينَكَ بِالْحَقِّ. 3تَحْمِلُ الْجِبَالُ سَلاَماً لِلشَّعْبِ وَالآكَامُ بِالْبِرِّ. 4يَقْضِي لِمَسَاكِينِ الشَّعْبِ. يُخَلِّصُ بَنِي الْبَائِسِينَ وَيَسْحَقُ الظَّالِمَ. 5يَخْشُونَكَ مَا دَامَتِ الشَّمْسُ وَقُدَّامَ الْقَمَرِ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ. 6يَنْزِلُ مِثْلَ الْمَطَرِ عَلَى الْجُزَازِ وَمِثْلَ الْغُيُوثِ الذَّارِفَةِ عَلَى الأَرْضِ. 7يُشْرِقُ فِي أَيَّامِهِ الصِّدِّيقُ وَكَثْرَةُ السَّلاَمِ إِلَى أَنْ يَضْمَحِلَّ الْقَمَرُ. 8وَيَمْلِكُ مِنَ الْبَحْرِ إِلَى الْبَحْرِ وَمِنَ النَّهْرِ إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ. 9أَمَامَهُ تَجْثُو أَهْلُ الْبَرِّيَّةِ وَأَعْدَاؤُهُ يَلْحَسُونَ التُّرَابَ. 10مُلُوكُ تَرْشِيشَ وَالْجَزَائِرِ يُرْسِلُونَ تَقْدِمَةً. مُلُوكُ شَبَا وَسَبَأٍ يُقَدِّمُونَ هَدِيَّةً 11وَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ الْمُلُوكِ. كُلُّ الأُمَمِ تَتَعَبَّدُ لَهُ 12لأَنَّهُ يُنَجِّي الْفَقِيرَ الْمُسْتَغِيثَ وَالْمَِسْكِينَ إِذْ لاَ مُعِينَ لَهُ. 13يُشْفِقُ عَلَى الْمَِسْكِينِ وَالْبَائِسِ وَيُخَلِّصُ أَنْفُسَ الْفُقَرَاءِ. 14مِنَ الظُّلْمِ وَالْخَطْفِ يَفْدِي أَنْفُسَهُمْ وَيُكْرَمُ دَمُهُمْ فِي عَيْنَيْهِ. 15وَيَعِيشُ وَيُعْطِيهِ مِنْ ذَهَبِ شَبَا. وَيُصَلِّي لأَجْلِهِ دَائِماً. الْيَوْمَ كُلَّهُ يُبَارِكُهُ. 16تَكُونُ حُفْنَةُ بُرٍّ فِي الأَرْضِ فِي رُؤُوسِ الْجِبَالِ. تَتَمَايَلُ مِثْلَ لُبْنَانَ ثَمَرَتُهَا وَيُزْهِرُونَ مِنَ الْمَدِينَةِ مِثْلَ عُشْبِ الأَرْضِ. 17يَكُونُ اسْمُهُ إِلَى الدَّهْرِ. قُدَّامَ الشَّمْسِ يَمْتَدُّ اسْمُهُ. وَيَتَبَارَكُونَ بِهِ. كُلُّ أُمَمِ الأَرْضِ يُطَوِّبُونَهُ. ].
وقال المهتدي الطبري:تأمل قوله " وَيُصَلِّي لأَجْلِهِ دَائِماً. الْيَوْمَ كُلَّهُ يُبَارِكُهُ. "
(ولا نعلم أحداً يصلى عليه في كل وقت غير محمد صلى الله عليه وسلم).
وغني هذا النص عن زيادة تعليق أو شرح، فلم تتحقق هذه الصفات متكاملة لنبي أو ملك قبل محمد صلى الله عليه وسلم مثل ما تحققت له، وبمقارنة سريعة بين الآيات التي سأوردها وهذا النص يتضح التماثل التام بينهما، قال تعالى في سورة التوبة 128:
pلَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128)i.
وهذا هو عين الموجود بالنبوءة:[كُلُّ الأُمَمِ تَتَعَبَّدُ لَهُ 12لأَنَّهُ يُنَجِّي الْفَقِيرَ الْمُسْتَغِيثَ وَالْمَِسْكِينَ إِذْ لاَ مُعِينَ لَهُ. 13يُشْفِقُ عَلَى الْمَِسْكِينِ وَالْبَائِسِ وَيُخَلِّصُ أَنْفُسَ الْفُقَرَاءِ. 14مِنَ الظُّلْمِ وَالْخَطْفِ يَفْدِي أَنْفُسَهُمْ وَيُكْرَمُ دَمُهُمْ فِي عَيْنَيْهِ.].
ولاحظ الدقة في النص عند قوله ( كُلُّ الأُمَمِ تَتَعَبَّدُ لَهُ ) قال (لَهُ) ولم يقل: ( به).
pقُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158)i.(الأعراف: 158 ).
ولقد ذكرت السيدة خديجة بنت خويلد صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد عودته من الغار ولقائه جبريل عليه السلام فقالت له كما رواه البخاري في كتاب الوحي:
فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ « لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِى » . فَقَالَتْ خَدِيجَةُ كَلاَّ وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَداً ،[ كُلُّ الأُمَمِ تَتَعَبَّدُ لَهُ ] إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ ، وَتَقْرِى الضَّيْفَ ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ[12لأَنَّهُ يُنَجِّي الْفَقِيرَ الْمُسْتَغِيثَ وَالْمَِسْكِينَ إِذْ لاَ مُعِينَ لَهُ. 13يُشْفِقُ عَلَى الْمَِسْكِينِ وَالْبَائِسِ وَيُخَلِّصُ أَنْفُسَ الْفُقَرَاءِ. ].
وقوله تعالى في سورة الفتح/ 28: p هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (28)i.
وفي قوله:
[16تَكُونُ حُفْنَةُ بُرٍّ فِي الأَرْضِ فِي رُؤُوسِ الْجِبَالِ. تَتَمَايَلُ مِثْلَ لُبْنَانَ ثَمَرَتُهَا وَيُزْهِرُونَ مِنَ الْمَدِينَةِ مِثْلَ عُشْبِ الأَرْضِ. ].
هو هو عين الموجود في آخر سورة الفتح:
p مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)i
وقد تضمن المزمور الذي وردت فيه هذه البشارة بعض الألفاظ التي لا تزال مشرقة وشاهدة وهي قول داود:
(7يُشْرِقُ فِي أَيَّامِهِ الصِّدِّيقُ وَكَثْرَةُ السَّلاَمِ إِلَى أَنْ يَضْمَحِلَّ الْقَمَرُ. 8وَيَمْلِكُ مِنَ الْبَحْرِ إِلَى الْبَحْرِ وَمِنَ النَّهْرِ إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ. 9أَمَامَهُ تَجْثُو أَهْلُ الْبَرِّيَّةِ وَأَعْدَاؤُهُ يَلْحَسُونَ التُّرَابَ.) .
ولنفاسه هذا اللفظ أحببت إيراده، وقد ضُبطت لفظة " الصِّدِّيقُ " بالشكل الذي نقلته، فهل بعد هذا الإيضاح يبقى إشكال لذي عقل؟ وقد ذكر صاحبه الصديق رضي الله عنه، وذكر سنة من سنن دينه وهي كثرة السلام إلى أن يضمحل القمر، واضمحلال القمر تعبير عن الساعة يشهد له أول سورة التكوير والانفطار.
أما قوله: (9أَمَامَهُ تَجْثُو أَهْلُ الْبَرِّيَّةِ وَأَعْدَاؤُهُ يَلْحَسُونَ التُّرَابَ.).
فلقد عبر عنها القرآن الكريم في سورة الأحزاب آية 27 :p وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (27)i.
وفي سورة الفتح/ 19ـ20 : pوَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (19) وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (20)i.


سادسا:فتح مكة المكرمة


ورد في سفر تثنية الآيات 1-3 من الإصحاح الـ33 والتي تشكّل المقدّمة، والتي تقرأ كما يلي:
[ وَهَذِهِ هِيَ البَرَكَةُ التِي بَارَكَ بِهَا مُوسَى رَجُلُ اللهِ بَنِي إِسْرَائِيل قَبْل مَوْتِهِ 2فَقَال: جَاءَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ وَأَشْرَقَ لهُمْ مِنْ سَعِيرَ وَتَلأْلأَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ وَأَتَى مِنْ رَبَوَاتِ القُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لهُمْ. 3فَأَحَبَّ الشَّعْبَ. جَمِيعُ قِدِّيسِيهِ فِي يَدِكَ وَهُمْ جَالِسُونَ عِنْدَ قَدَمِكَ يَتَقَبَّلُونَ مِنْ أَقْوَالِكَ].

وقد أورد المهتدي الإسكندراني هذه البشارة باللغة العبرية كالتالي والتي تنطق هكذا:
( وآماد أذوناى مسيناى إشكلي ودبهور يقايه مسيعير اثحزى لانا استخى بغبورتيه تمل طوراد فاران وعميه مربواث قديسين ).
والنص العبري هكذا:
[אוְזֹאתהַבְּרָכָה, אֲשֶׁרבֵּרַךְמֹשֶׁהאִישׁהָאֱלֹהִים-אֶת-בְּנֵייִשְׂרָאֵל:לִפְנֵי, מוֹתוֹ. בוַיֹּאמַר, יְהוָהמִסִּינַיבָּאוְזָרַחמִשֵּׂעִירלָמוֹ—הוֹפִיעַמֵהַרפָּארָן, וְאָתָהמֵרִבְבֹתקֹדֶשׁ; מִימִינוֹ, אשדתאֵשׁדָּתלָמוֹ. גאַףחֹבֵבעַמִּים, כָּל-קְדֹשָׁיובְּיָדֶךָ; וְהֵםתֻּכּוּלְרַגְלֶךָ, יִשָּׂאמִדַּבְּרֹתֶיךָ.].
أرجو ملاحظة كلمة (מֵרִבְבתـمربواث ـקדֶשׁ ـ قديسين ) الواردة في النص السابق،إنها تعني عشرة آلاف قديس بالتحديد وذلك طبقاً للغة العبرية وطبقاً لما هو وارد في القاموس العبري بالإضافة إلي دقة النص المترجم إلى اللغة الإنجليزية وتحديداً نسخة الملك جيمس كما سنرى، والعجيب أن جناب القس عـبد المسيح بسيط أبو الخير قد حرف النص عن موضعه، حيث أنه قد أثبت الرسم وحرف النطق هكذا:
من ( מֵרִבְבתקדֶשׁ مربواث قديسين ) إلى ( מֵרִבְבתקדֶשׁ ـ مربيبوت قودش )
فالنص العبري هو هو ولكن النطق غير سليم فمن مربواث قديسين إلى مربيبوت قودش.
فما المقصود بربوات القدس ( מֵרִבְבתקדֶשׁ ـ مربيبوت قودش ) طبقاً لتفسير القس المبجل؟.
يقول بالحرف الواحد ما نصه:[ " قودش = قدس أو مقدس "، ومن ثمّ فترجمة النص العبري إلى العربية حرفيًا هو:
" أَقْبَلَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ، وَأَشْرَفَ عَلَيْهُمْ مِنْ سَعِيرَ، وَتَجلّيَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ؛ وَأَتَى مِنْ رُبَي القُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ مُشْتَعَلَة "].
لاحظ أنه نطق كلمة קדֶשׁ قديسين هكذا: [ قودش ] لتصبح القدس بعد ذلك ويصبح النص بناء على كلامه كالآتي:
يقول:
[ قبل موت موسى النبي مباشرة أخذ يبارك أسباط إسرائيل الإثنى عشر ويذكّرهم بأعمال الله العظيمة التي عملها معهم طوال رحلة الخروج من مصر، ويعرّفهم بماهيّة الرب ( يهوه יְהוָה) مانح البركة ثم يقدم لهم في الإصحاح الـ 33 بركة فردية خاصة لكل سبط من أسباط إسرائيل الإثنى عشر، ويبدأ الإصحاح بقوله " وَهَذِهِ هِيَ البَرَكَةُ التِي بَارَكَ بِهَا مُوسَى رَجُلُ اللهِ بَنِي إِسْرَائِيل قَبْل مَوْتِهِ، فَقَال: " جَاءَ الرَّبُّ ( يهوه יְהוָה) مِنْ سِينَاءَ وَأَشْرَقَ
( يهوه יְהוָה) لهُمْ مِنْ سَعِيرَ وَتَلأْلأَ( يهوه יְהוָה) مِنْ جَبَلِ فَارَانَ وَأَتَى مِنْ رَبَوَاتِالقُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لهُمْ. "]. (تثنية33/1و2).


تصحيح خطأ جناب القس:

لو نظرنا إلى الترجمة الحرفية للنص نجدها كالتالي:
بداية جاءت العبارة في اللغة العبرية ( מֵרִבְבתקדֶשׁ ـ مربواث قديسين ) ،وليست كما قال جناب القس: (مربيبوت قودش ).
مع ملاحظة أن كلمة [ מֵ ـ مي ] تعني [مع] وليست [ من ]، وكلمة [רִבְבתـ ربواث ] تعني [عشرة آلاف] وليست [ربوات جمع ربوة] ، كما يذكر نيافته، كما أن كلمة [ קדֶשׁ] تعني [ قديسين ]، وليست [القدس] كما يحاول التضليل، نسأل الله له ولنا الهداية.
والمدقق في النص نجد أن جناب القس قد أغفل كلمة ( يهوهיְהוָה) من باقي النص كما هو متبع في شرحه حيث قال:
[ وَأَتَى مِنْ رَبَوَاتِالقُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لهُمْ.] وبناءً على تفسيره يفترض أن يصبح النص هكذا:
[وَأَتَى( يهوهיְהוָה) مِنْ رَبَوَاتِالقُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ ( يهوهיְהוָה) نَارُ شَرِيعَةٍ لهُمْ. ] حيث أن الضمير في النص يعود على( يهوهיְהוָה)، ومع ذلك فهو لم يفعل ، لماذا لأنه بعد ذلك أكد أن القادم مِنْ رُبَي القُدْسِ هو السيد المسيح، وإليك إعادة قوله مرة ثانية:
[ ومن ثمّ فترجمة النص العبري إلى العربية حرفيًا هو " أَقْبَلَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ، وَأَشْرَفَ عَلَيْهُمْ مِنْ سَعِيرَ، وَتَجلّيَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ؛ وَأَتَى مِنْ رُبَي القُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ مُشْتَعَلَة ].
والذي نرتاح إليه ونركن، هو ما ذكره المهتدي سعيد الإسكندراني والمهتدي عبد الأحد داوود وليس كما ذكره جناب القس كاهن كنيسة السيدة العـذراء الأثرية بمسطرد بالقاهرة، ويصبح النص كالتالي:
[ אוְזֹאתהַבְּרָכָה, אֲשֶׁרבֵּרַךְמֹשֶׁהאִישׁהָאֱלֹהִים-אֶת-בְּנֵייִשְׂרָאֵל:לִפְנֵי, מוֹתוֹ. בוַיֹּאמַר, יְהוָהמִסִּינַיבָּאוְזָרַחמִשֵּׂעִירלָמוֹ—הוֹפִיעַמֵהַרפָּארָן, וְאָתָהמֵרִבְבֹתקֹדֶשׁ; מִימִינוֹ, אשדתאֵשׁדָּתלָמוֹ ] .
وإليك النص من ترجمة King James والتي أنقلها كالآتي:
1 And this is the blessing, wherewith Moses the man of God blessed the children of Israel before his death.
2 And he said, The LORD came from Sinai, and rose up from Seir unto them; he shined forth from mount Paran, and he came with ten thousands of saints: from his right hand went a fiery law for them.
والربوات μυριασι في اللغة اليونانية وفي اللغة العبرية רִבְבתتعني عشرة آلاف، كما جاءت في معاجم اللغة العبرية مثل ( Dictionary Young’s Hebrew ) تعني:
[ ten thousands, multitude, ] عشرة آلاف.
أما النص المستشهد به من قبل جناب القس فلقد تم التحريف فيه هكذا:
“2 And he said The Lord came from Sinai and dawned over them from Seir; He shone forth from Mount Paran. He came from myriads of holyones from his right hand went a fierly”
ويقوم بالشرح والتعليق على النص بقوله:
" مع ملاحظة أنّ عبارة [ holy ones] هي حرفيًا [holy one].
ونقلت في بعض الترجمات الإنجليزية ومنها الترجمة الدولية الحديثة، " myriads " NIV
في حين أن كلمة " myriad " كما جاء في " The Lexicon Webster Dictionary " والتي استشهد بها نيافته تعني عشرة آلاف وإليك التعريف كما هو وارد في القاموس :
Indefinite, immense number; a multitude of things or people” “: ten thousand

وما لنا نذهب بعيداً إليك النص التوراتي الشارح لها:
جاء في سفر عزرا اَلإصْحَاحُ الثَّانِي عدد 64و65:
[63وَقَالَ لَهُمُ التِّرْشَاثَا أَنْ لاَ يَأْكُلُوا مِنْ قُدْسِ الأَقْدَاسِ حَتَّى يَقُومَ كَاهِنٌ لِلأُورِيمِ وَالتُّمِّيمِ. 64كُلُّ الْجُمْهُورِ مَعاً اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ أَلْفاً وَثَلاَثُ مِئَةٍ وَسِتُّونَ 65فَضْلاً عَنْ عَبِيدِهِمْ وَإِمَائِهِمْ فَهَؤُلاَءِ كَانُوا سَبْعَةَ آلاَفٍ وَثَلاَثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاَثِينَ وَلَهُمْ مِنَ الْمُغَنِّينَ وَالْمُغَنِّيَاتِ مِئَتَانِ.].
وجاء في سفر نحميااَلإصْحَاحُ السَّابِعُ عدد 65ـ76:
[ 65وَقَالَ لَهُمُ التَّرْشَاثَا أَنْ لاَ يَأْكُلُوا مِنْ قُدْسِ الأَقْدَاسِ حَتَّى يَقُومَ كَاهِنٌ لِلأُورِيمِ وَالتُّمِّيمِ. 66كُلُّ الْجُمْهُورِ مَعاً أَرْبَعُ رَبَوَاتٍ وَأَلْفَانِ وَثَلاَثُ مِئَةٍ وَسِتُّونَ 67فَضْلاً عَنْ عَبِيدِهِمْ وَإِمَائِهِمِ الَّذِينَ كَانُوا سَبْعَةَ آلاَفٍ وَثَلاَثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاَثِينَ.].
ويقول البروفسور عبد الأحد داوود والذي أورد نصّ الفقرة كالآتي:
[ جاء نور الرب من سيناء وأشرق لهم من ساعير، وتلألأ من جبل فاران وجاء معه عشرة آلاف قديس، والشريعة المشعّة بيده ]… ففي الكلمات شبه نور الرب بنور الشمس:
" إنه يأتي من سيناء ويشرق من ساعير، ولكنه تلألأ بالمجد من ( فاران ) حيث يظهر مع عشرة آلاف قديس ( مؤمن ) ويحمل الشريعة بيده اليمني "
[كتاب " محمد... في كتب اليهود والنصارى " للبروفيسور عبد الأحد داود ص10. ]
و هذا يعني دخول النبي صلى الله عليه وسلم مع عشرة آلاف قديس ( مؤمن ) وجاء بنور الشريعة إلى شعبه فلقد جاء في كتاب ( السيرة النبوية وأخبار الخلفاء للإمام الحافظ أبي حاتم بن أحمد التميمي المتوفي 354 ه‍ الطبعة الثالثة صفحة 326) والذي كتب عن دخول النبي صلى الله عليه وسلم مكة ومعه

غير معرف يقول...

علماء أستراليون يستخرجون مضادات حيوية من الذباب
فليخسأ الحاقدون
حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال قال حدثني عتبة بن مسلم قال أخبرني عبيد بن حنين قال سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول
قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه فإن في إحدى جناحيه داء والأخرى شفاء
صحيح البخاري حديث رقم 3073
صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم
كذب الحاقدون من اصحاب العمائم السوداء , وها هي الحقيقة اليوم واضحة امام المخدوعين من عامة النصارى الذين ربما لم يرو الدراسات السابقة التي اكدت وجود مضادات حيوية في الذباب , أمامهم الآن اكتشاف آخر أجلي وأوضح من التي سبقت ... علماء من هيئة علمية استرالية يؤكدون ما قد اخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام بأن في احدي جناحي الذباب داء والأخرى شفاء ... فهل يؤمن الحاقدون ام يتكبرون علي الحق ,, الحق الذي وعد الله ان يريه للجميع من خلال آياته في الآفاق وفي الأنفس
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
( فصلت :53 )
عنوان الموضوع
The new buzz on antibiotics
موقع أي بي سي
http://www.abc.net.au/science/news/stories/s689400.htm
ترجمة – محمود أباشيخ
ان ظهر الذباب هو آخر مكان تتوقعه ان تجد فيه علي مضادات حيوية , ومع ذلك ذاك هو المكان بالتحديد الذي يركز عليه فريق من باحثين استراليون
وذلك بناءا علي نظرية حتمية امتلاك الذباب مضادات للجراثيم فعالة للحفاظ علي حياتها في بيئة الروث واللحم أو الفواكه المتعفنة, والفريق من قسم علوم الأحياء بجامعة ماكوري يقوم حاليا بدراسة للتعرف علي خاصية تلك المضادات واختلافها في المراحل المختلفة لنمو الذباب
وقالت السيدة جوان كلارك : ان بحثنا جزء صغير من ابحاث وجهود عالمية للحصول علي مضادات حيوية جديدة , ونعتقد اننا نبحث حيث لم يبحث فيه احد من قبل
السيدة جوان كلارك هي التي تولت تقديم الاكتشاف نيابة عن الباحثين في مؤتمر جمعية علم الأحياء المجهري عقد في ماربون ويعتبر هذا الموضوع جزء من رسالة الدكتوراه التي تحضرها
العلماء قاموا باختبار اربعة اصناف من الذباب : ذبابة المنزلية , ذبابة اللحم , ذبابة الفواكه والكنترول .. والنوع الأخير من صنف ذبابة الفاكهة في كوينسلاند وتضع بيضها علي الفواكه الطازجة.احتياج هذه اليرقات للمضادات أقل من الاصناف الأخرى لقلة ملاقاتها للجراثيم الذباب تمر بعدة أطوار في دورة حياتها بداية من مرحلة اليرقة ثم مرحلة الشرنقة الي ان تدخل مرحلة الحشرة الكاملة أو طور البلوغ , وخلال طور الشرنقة الذباب يكون محاطا ب بغلاف محمي ولا تتغذي , وأضافت السيدة جوان كلارك انهم توقعوا قلة انتاج المضادات في هذا الطور
ولكن خلال طور الشرنقة لم تظهر الأصناف الأربعة خصائص المضادات الحيوية سوي صنف كنترول الذي التابع لصنف الفواكه في كوينسلاند بينما جميع الاصناف افرزت مضادات في طور البلوغ ( لأنها في هذا الطور تكون في حاجة الي حماية مضادات الجرثومية لكثرة تحركها وملاقاة الحشرات الأخرى
خصائص المضادات وجدت في جميع الأنواع الأربع, وذكرت جوان ان المضادات تظهر ايضا في احشاء الذبابة كما تظهر خارج الجسم وسبب تركيزنا علي خارج الجسم هو فقط للسهولة عملية الاستخراج
ويتم استخلاص المضادات عن طريق وضع الذبابة في الكحول الأثيلي ثم يتم استخلاص مادة المضاد الخام بتمرير مركب المحلول خلال مرشح ( فبلتر )
وعند وضع المضاد الحيوي المستخرج من الذباب في محلول ملوث بشتى انواع البكتيريا مثل اي كولاي , جولدين ستاف ( معروف ايضا ب ستافلوكوكس ) وخميرة الكانديدا ومعديات أخري .. وفي كل الحالات لوحظ فعالية المضاد الحيوي ( المستخرج من الذباب )
واضافت السيدة جوان كلارك قائلة " اننا حاليا نحاول التعرف علي مكونات المضاد الحيوي لإنتاجه كيميائيا. ولأن المركب ليس مستخرجا من بكتيريا لن يكن سهلا للبكتيريا ان تكون مناعة ضد المضاد الحيوي ( المستخرج من الذباب ) ونأمل ان يكون لهذه المضادات فعالية علاجية لمدة طويلة
===================
ورقة ابن نوفل المعلم المزعوم
بقلم عبد الرحيم الشريف
ماجستير في علوم القرآن والتفسير
تفنيد مزاعم كتابي الإسلام دعوة نصرانية وقس ونبى
كتابان مشهوران جداً يعتبران من أعمدة كتب المنصرين و(( الباحثين )) النصارى في الديانة الإسلامية حول مصادر القرآن الكريم.
الكتاب الأول: قس ونبي ، بحث في نشأة الإسلام . لأبي موسى الحريري.
الكتاب الثاني : القرآن دعوة نصرانية ، في سبيل الحوار الإسلامي المسيحي . للأستاذ الحداد.
وكما ترون فإن كلا الكتابين لم يصرح المؤلفان باسميهما ... ولكن .. لا بأس من التعريف بهما
مؤلف كتاب : قس ونبي . هو الأب ج. قزي ، مدرس جامعي معروف في إحدى أشهر الجامعات التبشيرية في أحد بلاد الشام. وما زال على قيد الحياة إلى الآن .
أما مؤلف كتاب : القرآن دعوة نصرانية هو الأب يوسف درة الحداد .. ولد في يبرود في سوريا سنة 1913 وتوفي سنة 1979درس اللاهوت في القدس.
ولكنه قبيل وفاته جمدت الكنيسة التي يتبعها نشاطاته لأنها وجدت في كتابه اقتباسات كثيرة من القرآن فخشيت على الرعية من أن يتبدل فكرها أكثر من الفائدة المتوخاة من الكتاب!!!
وهذه حكمة الله تعالى ودرس لأمثاله لعلهم يتعظون..
ومدحه الأب جورج فاخوري البولسي ( ما زال على قيد الحياة ) ولكنه تحفظ على بعض الشوائب التقنية في الكتاب . كما صرح بذلك في الصفحة 281 من الطبعة الثالثة من الكتاب التي صدرت سنة 1993.
الكاتبان أنهكا نفسيهما في إثبات العلاقة بين الإسلام والنصرانية وكيف أن الإسلام اقتبس منها.
كتاب الحريري أقرب إلى الموضوعية الأكاديمية إلا أنه في نفس الوقت الأقسى عبارة.
ولننتقل إلى أهم ما في كتابيهما وهو ورقة بن نوفل.
قال الحداد: " القرآن كله دعوة نصرانية . وقد درس محمد هذه الدعوة مدة خمس عشرة سنة بعد زواجه من خديجة، ثرية مكة ، على يد ورقة بن نوفل " ص11
أما الحريري: " القس اختار محمداً وتبناه " ص65.
ولكن كلا الكتابين لما يتحفانا بذكر نبذة كاملة عن حياة ورقة.. رغم أنه أساس الكتابين وهذا خلل منهجي خطير في الكتابين .. يؤكد سوء نية الكاتبين ووجود مواقف في سيرة ورقة يريدان إخفاءها.
والذي يعنينا هو تاريخ ولادة ورقة..
ولد ورقة سنة 508 للميلاد وتوفي سنة 611 للميلاد. وهذا التاريخ مهم لنبحث في مدى ( صدق ) حضرة الأبوين.
لما ولد سيدنا محمد كان عمر ورقة ( 60 عاما ) .
أي تزوج سيدنا محمد من خديجة وعمر ورقة ( 85 عاما ).
وبعث سيدنا محمد وعمر ورقة ( 100 عام ). وكان أعمى حينها.
يقولون انتحر محمد بعد وفاة ورقة.
أي أن الدعوة الإسلامية والعهد النبوي استمر ( 4 أعوام ).
وهذا إعجاز ( زماني ) حققه سيدنا محمد نشكرهم على جهدهم في إثباته !!.
ماذا كان دين قس مكة العريق في النصرانية ؟؟!!
جاء في البداية والنهاية لابن كثير : 2/340:
" أن نفرا من قريش منهم ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي وزيد بن عمرو بن نفيل وعبدالله بن جحش بن رئاب وعثمان بن الحويرث كانوا ثم صنم لهم يجتمعون إليه قد اتخذوا ذلك اليوم من كل سنة عيدا كانوا يعظمونه وينحرون له الجزور ثم يأكلون ويشربون الخمر ويعكفون عليه فدخلوا عليه في الليل فرأوه مكبوبا على وجهه فأنكروا ذلك فأخذوه فردوه إلى حاله فلم يلبث أن انقلب انقلابا عنيفا فأخذوه فردوه إلى حاله فانقلب الثالثة فلما رأوا ذلك اغتموا له وأعظموا ذلك فقال عثمان بن الحويرث ماله قد أكثر التنكس إن هذا لأمر قد حدث وذلك في الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل عثمان يقول أيا صنم العيد الذي صف حوله صناديد وفد من بعيد ومن قرب تنكست مغلوبا فما ذاك قل لنا أذاك سفيه أم تنكست للعتب ... ".
إذن ورقة ظل يعبد الأصنام طيلة 60 سنة .
وأكد تلك الحادثة يوم ولادة سيدنا محمد في السيرة الحلبية : 1/116 " وذكر أن نفرا من قريش منهم ورقة بن نوفل وزيد بن عمرو بن نفيل وعبد الله بن جحش كانوا يجتمعون إلى صنم فدخلوا عليه ليلة ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأوه منكسا على وجهه فأنكروا ذلك فأخذوه فردوه إلى حاله فانقلب انقلابا عنيفا فردوه فانقلب كذلك الثالثة ".
خرج ورقة بن نوفل يطلب الدين الأصح بعد أن استمر في عبادة الأصنام 60 سنة ، فما الدين الذي اتبعه ؟
جاء في الاستيعاب في أثناء الحديث عن زيد بن عمرو ( أحد مصادر القرآن بحسب الزملاء النصارى ) 2/616 " ومن خبره في ذلك خرج في الجاهلية يطلب الدين هو وورقة بن نوفل فلقيا اليهود فعرضت عليهما يهود دينهم فتهود ورقة .
ثم لقيا النصارى فعرضوا عليهما دينهم فترك ورقة اليهودية وتنصر وأبى زيد بن عمرو أن يأتي شيئا من ذلك وقال : ما هذا إلا كدين قومنا نشرك ويشركون... ".
هل لاحظتم زيد بن عمرو اعتبر النصرانية شرك لا يختلف عن شرك المشركين .. قارنوا ذلك بعقيدة ورقة مصدر القرآن..
فلننتقل الآن إلى مناقشة وضع ورقة كأستاذ عميق في النصرانية ..
حقيقة الموقف بهدوء وموضوعية ...
عبد ورقة وأصحابه الأصنام ستين عاماً ولم يطلعوا على أي كتاب من الأديان الأخرى
انقلب الصنم الذي كانوا يعبدونه بعد ولادة سيدنا محمد
خرج في رحلة البحث عن الحقيقة كل من ورقة وزيد بحثا عن الدين الحنيف ( المستقيم )
تهودا لما التقيا باليهود وتعلما على يديهما
هل تهودا في لحظة ؟!
من المؤكد أنهما بقيا عند اليهود ليتعلما
ثم التقيا بعض النصارى الذين عرضوا دينهم
رفض زيد النصرانية لأنها ديانة تقوم على الشرك.
وافق ورقة .
نفهم من هنا من خلال دراسة شخصية ورقة أن شخصيته لينة سهلة الانقياد للآخرين
بينما لزيد شخصية قوية.
وأيضاً: ورقة لم يكن عنده تلك الخلفية الثقافية التي تؤهله أن يحكم في صحة الأديان.
بسهولة غادر اليهودية واعتنق المسيحية ولا أدري ماذا كان سيفعل لو قابل هندياً ؟!
المهم:
لاحظ تناقض الحداد في أثناء حديثه عن تأثر محمد بالموحدين ... ذكر معلمي محمد من الموحدين:
قس بن ساعدة 29 كلمة ، أسعد الحميري32 ، المتلمس40 ، سيف بن ذي يزن 41 ، صرمة 66 ، وكيع 117 ، زيد بن عمرو 270 ، أمية بن الصلت 493.
أما ورقة المسكين فقط ( 23 كلمة ) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!
وعاد وذكرهم ص272 ولم يذكر ورقة بينهم ؟؟!!
وقد يقول قائل ربما الأستاذ الحداد قصد أنه نصراني وليس موحداً فنقول له قد وقع في تناقض لأنه قال ص145:" وورقة بن نوفل .. الذي ربما تنصر ".
وفي ص149 اقرأ بتأمل " .. ورقة بن نوفل ، ابن عم خديجة ، ذاك القس الحنيف المتنصر (؟) الذي ترجم الإنجيل ". [ علامة الاستفهام منه ونحن نضع أمامها !! ]
وكان زميله الحريري أشجع منه فقد صرح في فصل عنوانه " نصرانية القس ورقة "
ما شاء الله ، إن دين النصارى يصل فيه الإنسان إلى أعلى المراتب بسرعة البرق !!
صار ورقة ( قس مكة ) في زمن قياسي وبعد تقلبه بين الوثنية واليهودية !!؟؟!!
وانظر إلى عبارته التي أدان نفسه بها بنفسه
" لقد قيل عن القس ورقة أنه كان على دين موسى ثم صار على دين عيسى.. " ص16.
( قيل ) أي أنه يشك في ذلك وما تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال.
ثم يذكر أن الحنيفية هي التحنث وهي الأبيونية وهي النصرانية.
والنصرانية هي الإسلام ؟؟!! انظر: الحريري ص109 وما بعدها.
" إن التحنث أو التعبد أو الصوم و الخلوة عادة نصرانية " الحريري ص289.
ولاحظ القنبلة التي فجرها بعد أن أعمى الله بصيرته ..
ففد نقل عن ابن الأثير أن أول من تحنث هو عبد المطلب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ثم تناقض الحداد معلنا أن الحنيفية هي المسيحية " أطلقوا على دعوتهم للنصرانية باسم الحنيفية وسموا التعبد والصيام على طريقتهم : التحنف " ص289.
ولاحظ المسكين الذي تشفق عليه عندما تقرأ: " ولكن جماعة من العقول من المستقلة أبت أن تقبل اليهودية والنصرانية كما هما بل اكتفت بعبادة الله... وهؤلاء أطلق عليهم الشعب لفظ حنفاء ". ص142.
يبدو أنه ينسى ما يكتبه أو كتبه بعد أن شرب ( كأسا ) منعشاً . ما هذا التناقض يا حضرة الأب المحترم؟!
ولا حول ولا قوة إلا بالله تشفق على المسكين عندما تقرأ عبارته " اقتران التحنف باسم قس مكة ، ورقة بن نوفل ، برهان على نصرانيته ".
أعود وأؤكد لكم أني لا أجرّح بورقة البريء من كل تلك الخزعبلات
ماذا كانت مهمة ورقة ؟؟!!
لقد كان يترجم الإنجيل إلى العربية وهذا الإنجيل المترجم كان يلقيه على تلميذه محمد فأصبح قرآناً.
فقط .. أرأيتم ما أسهل تلك المهمة المقنعة.
يقول الحريري " نذكر بمهمة القس ورقة التي عُرف بها ولم يُعرف بغيرها .. أن القس ورقة كان ينقل الإنجيل العبراني إلى العربية ". ص71.
" أما النجاح الثاني الذي تحقق على يد القس فيقوم على نقل الإنجيل العبراني إلى لسان عربية مبين وسُميَ النقل قرآناً . والقرآن في الحقيقة القراءة العربية للكتاب العبراني ". ص20.
ولكن الحريري ناقض نفسه عندما تحدث عن ترجمات الإنجيل العبراني.. " وضع في الأصل باللغة الآرامية ثم نقل إلى اليونانية ثم إلى اللاتينية وربما إلى العربية ". ص72.
ربما : يبني عليها بناءه المتين
هنيئا لكم بهذا المدرس الجامعي العلمي ... ؟!
أما الحداد فقد ذكر نقلا عن الصحيحين " ورقة بن نوفل ، قس مكة ، كان يترجم الكتاب والإنجيل من العبرانية إلى العربية ، وذلك بجوار محمد وحضوره ". ص211. أي صحيحين يقصد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!
محمد كان بجوار ورقة أثناء ترجمة الإنجيل ؟؟!!
ورقة انتظر حتى صار عمره 100 سنة فقام بترجمة الإنجيل.
لو كان ورقة هو النبي الحقيقي ( كما ذكر الحريري أكثر من مرة في كتابه ) فلماذا تأخر كل تلك الفترة في ترجمة الإنجيل ؟!
ألم يخش أن يتوفاه الله قبل أن يلتقي بمحمد صلى الله عليه وسلم ؟! كل هذه الدرر كانت موجودة لدى ورقة ولم يفرج عنها إلا بحضور محمد ؟!
والحقيقة تقول إن الإنجيل لم يترجمه إلى العربية أحد في عصر النبوة ولا قبله.
الحقيقة يا سادة نشرتها دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط ، ومجلس كنائس الشرق الأوسط في كتابهم المليء بصور فلسطين ( عدا المسجد الأقصى ؟؟؟!!! ) وعنوان الكتاب : المرشد إلى الكتاب المقدس ، طبعة 1996م.
أول ترجمات الإنجيل إلى العربية:
يقول ص 79:
" عام 639م طلب القائد العربي عمر بن سعد بن أبي وقاص من البطريرك اليعقوبي يوحنا أن يضع ترجمة للإنجيل في اللغة العربية ربما تم ذلك حوالي ذلك التاريخ ...
عام 867م أعمال الرسل والرسائل كلها ، مكتبة سانت كاترين ، سيناء ..........
حوالي سنة 930م أسفار التوراة الخمسة وأشعيا ، قام بها العالم اليهودي سعيد الفيومي...
وأول ترجمة كاملة للكتاب المقدس بعهديه تمت في روما ... وعرفت بالبروباغاندا !! ".
هل مجلس الكنائس أصدق أم الأبوين الكريمين أصدق ؟؟!!
أشفق عليكم يا من يلعب بكم هؤلاء وهؤلاء !!
لماذا لم يشر مجلس الكنائس العالمي إلى ورقة ولو بإشارة ؟؟!!!!
أطلت عليكم في الحديث عن ورقة وأسأل الله تعالى أن ييسر لي متابعة الحديث عن علاقة ورقة بزواج سيدنا محمد بخديجة وعلاقته بالوحي ، ونتعرف على شخصية جديدة من شخوص هذه الرواية هي شخصية عداس بن مرداس....
وسنجد هنالك تناقضات تكاد تقتل قارئها من الضحك
دور المزعوم لورقة في زواج السيدة خديجة بسيد البشر محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام:
ذكر الحريري ص 37 أن أبا طالب (( ألح )) على سيدنا محمد أن يعمل عند خديجة رضي الله عنها .. ثم أعجبت السيدة خديجة بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعرضت عليه الزواج.
ويبالغ في ذكر تأثير أبي طالب على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ص38 معبراً عنه بـ " المخطط الذي يتنفذ على يد أبي طالب وخديجة .. ولم تبخل علينا كتب السير والأخبار فيما كان عليه القس والعم والزوج. لقد كان لكل منهم دوره فيما دبّر الله على أيديهم ".
حسناً لقد طلب منا الرجوع إلى كتب السير والأخبار .. وله ما يريد حضرة المدرس الجامعي الصادق جداً..
جاء في السيرة الحلبية 1 / 226 : " أن خديجة رضي الله تعالى عنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم أذهب إلى عمك فقل له تعجل إلينا بالغداة فلما جاءها معه رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت له يا أبا طالب تدخل على عمي فكلمه يزوجني من ابن أخيك محمد بن عبد الله فقال أبو طالب يا خديجة لا تستهزئى فقالت هذا صنع الله فقام فذهب وجاء مع عشرة من قومه إلى عمها .. وخطب أبو طالب يومئذ فقال الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل وضئضىء معد أي معدنه وعنصر مضر أي أصله وجعلنا حضنة بيته أي المتكفلين بشأنه وسواس حرمه أي القائمين بخدمته وجعله لنا بيتا محجوجا وحرما آمنا وجعلنا حكام الناس ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله لا يوزن به رجل إلا رجح به شرفا ونبلا وفضلا وعقلا وإن كان في المال قل فإن المال ظل زائل وأمر حائل وعارية مسترجعة وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم وخطر جليل وقد خطب إليكم رغبة في كريمتكم خديجة وقد بذل لها من الصداق ما عاجله وآجله إثنتي عشرة أوقية ونشا أي وهو عشرون درهما والأوقية أربعون درهماً .... وعند ذلك قال عمها عمرو بن اسد هو الفحل لا يقدع كلاهما وأنكحها منه وقيل قائل ذلك ورقة بن نوفل اي فإنه بعد أن خطب أبو طالب بما تقدم خطب ورقة فقال الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت وفضلنا على ما عددت فنحن سادة العرب وقادتها وأنتم أهل ذلك كله لا ينكر العرب فضلكم ولا يرد أحد من الناس فخركم وشرفكم ورغبتنا في الاتصال بحبلكم وشرفكم فاشهدوا على معاشر قريش إني قد زوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله وذكر المهر فقال أبو طالب قد أحببت أن يشركك عمها فقال عمها اشهدوا على معاشر قريش أنى قد أنكحت محمد بن عبد الله خديجة بنت خويلد وأولم عليها صلى الله عليه وسلم نحر جزورا ".
ها قد رجعنا يا حضرة الأب فقل لنا ما عندك ؟!
قال الأب الحريري ص38: " وعندما بلغت الساعة الحاسمة أرسلت خديجة إلى أعمامها فحضروا وأرسل محمد إلى أعمامه فحضروا ... وخطب ولي أمره أبو طالب وقال : ... وخطب القس ورقة ولي أمر خديجة وقال: الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت ، وفضّلنا على ما عددت فنحن سادة العرب وقادتها . وأنتم أهل ذلك كله لا ينكر العرب فضلكم فاشهدوا عليّ يا معشر قريش. إني زوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله . وفرح أبو طالب فرحاً شديداً وقال : الحمد لله ... وهو بعد هذا ( الزواج ) له نبأ عظيم وشأن خطير ".
فلنقارن بين ما قاله القزي الصادق المصدَّق وبين ما جاء في السيرة :
1. ورد في السيرة أن أبا طالب قال لخديجة لما أخبرته بعزمها الزواج من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : " يا خديجة لا تستهزئي ". أي أنه لم يكن من ( المخططين ) لهذا الزواج .
2. ورد في السيرة قبل هذه الفقرة ذكر للوسطاء بين السيدة خديجة وسيدنا محمد لإقناعه بالزواج ومنهم نفيسة بنت منية وغلامها ميسرة وغيرهما ولم أجد في أي مرجع من مراجع السيرة ذكر للوسيط ورقة.
3. ادعاؤه بأن ورقة هو ولي أمر خديجة وهذا ما تنفيه كل كتب السيرة . كيف يكون ورقة ولي أمرها وعمها موجود ؟؟!!
4. والذي يؤكد ذلك أن أبا طالب رفض حديث ورقة ( الذي تكلم بصفته عضوا في الوفد ليس أكثر ) والدليل على استياء أبي طالب من حديث ورقة قوله بعد أن أنهى ورقة حديثه: " قد أحببت أن يشركك عمها " ولهذا لم يتم عقد الزواج إلى بعد موافقة عمها الصريحة.
5. اشتراط موافقة ولي أمر خديجة ( عمها ) والمهر دليل على أن الزواج لم يكن حسب شريعة النصارى.
6. لاحظوا النص الذي ذكره ( أرسلت خديجة إلى أعمامها فحضروا ) وورقة ليس من أعمامها بل لم يُذكر ( رغم حضوره مع الوفد ) لأن وجوده أقل أهمية من وجودهم..
7. ليس لورقة كل تلك القداسة والهالة والاحترام لدى قريش بل ولدى أقاربه وهذا مهم كما سيمر معنا قريباً.
8. أخفى الحريري بخبث شديد وأمانة علمية منقطعة النظير قول ورقة: " ولا يرد أحد من الناس فخركم وشرفكم ورغبتنا في الاتصال بحبلكم وشرفكم "... بل حوّر الكلام بحيث يصبح الشرف والمكانة لورقة وأهله أسمى مما لبني هاشم كما هو متواتر في التاريخ .
9. كما حذف اعتراض أبي طالب على حديث ورقة.. فكيف دبرا أمر الزواج إذاً ؟؟ ولماذا حذفه ؟؟
10. وأخبث عبارة قالها الحريري كانت في نهاية الفقرة : " بعد هذا ( الزواج ) له نبأ عظيم وشأن خطير " من أين جاء بكلمة ( الزواج ) ؟؟؟؟!!!!!!!!!
ظن المسكين الذي يجهل تعابير العربية أن ( بعد ) معناها ( الأمر التالي ) ولكن المعنى الصحيح هو ( فوق ) لأن أبا طالب كان يذكر ذلك أثناء افتخاره بنسبه وأخلاق محمد ... أي محمد فوق كل ذلك له كذا وكذا من الصفات..
ولاحظوا تلك الخباثة المنقطعة النظير : لقد جعل عبارة " بعد هذا ( الزواج ) له نبأ عظيم وشأن خطير " في آخر خطبة أبي طالب مع انها كانت في وسطها.
ويمضي المسكين في خيالاته وأوهامه: " يلاحظ ثانية أن القس لم يكن حاضراً حفلة الزواج ومتقدما على الحاضرين وحسب بل كان محتفلا بالعقد ومكللا فهو الذي أبرم العقد وشهد عليه وأعلن على الحضور ما جرى هو المحتفل الأول بالعقد أو قل هو الكاهن الذي ربط باسم الله ما لا يحل إنسان بحسب تعاليم الإبيونيين كاهن نصراني يبارك الزواج فعلى أي دين يكون الزوجان إذن ".
أسئلة :
1. هل التكليل في بيت خديجة أم في الكنيسة ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
2. لماذا أصر أبو طالب أن يصدر الموافقة على الزواج من عم خديجة.
3. لا يوجد في كلام ورقة أي حرف يدل على النصرانية .. وأين اختفت عبارات التكليل المعروفة ؟؟
4. هل المهر والصداق المتقدم والمتأخر موجود عند النصارى ؟؟؟؟؟؟؟؟
5. هل سأل الكاهن المكلل الحاضرين : من له اعتراض على الزواج فليتكلم ، أو ليصمت إلى الأبد ؟؟
6. تلميح الحريري إلى أن الزواج كان نصرانياً . والدليل عدم زواج محمد على خديجة يتناقض مع ما ذكره وأخوه الحداد في مقدمة كتابيهما ـ في أن الإسلام مأخوذ عن الهراطقة ـ أن النصرانية بدعة لا تمانع تعدد الزوجات ؟؟؟؟
فكر الحريري وجمع قواه ثم نطق باثاً سموم حقده مستنتجا ما حاول التأسيس له من قواعد باطلة بأدلة واهية ظاناً أن كل الطير يؤكل لحمه . معتبراً أن ما يصدق على مصادر دينه لابد أن يصدق على مصادر الدين الحق ...
قال الحريري الصادق ص41 : " مهما كان جريئاً لا يخطر بباله وهو الخادم أن يتزوج من سيدته التي أشفقت عليه واستخدمته في تجارتها وقد كان قومها قد طلبوها للنكاح قبل ذلك ورفضت وذكروا لها الأموال فلم تقبل . لن يكون لمحمد ذلك لولا دافع دبَّر له المناسب . ومن يكون هذا الدافع غير القس ؟ فلولا ذاك القس لما كان ما كان ، ومتى أراد القس شيئاً كان ".
وهذا ذكرني بقوله ص54: " القس قدير على كل شيء في كل حال ".
الرد:
1. ناقض نفسه ( كعادتهم ) فقد ذكر هو بنفسه وساطة نفيسة لتقنع سيدنا محمد بالزواج من خديجة ومن بعث نفيسة سوى خديجة رضي الله عنها.
2. رفضت الزواج من قومها الأغنياء رفضا طبيعيا لأنها غنية ولا تريد المال. بل تريد الصدق والطهارة العفة ومكارم الأخلاق التي وجدتها في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
3. عبارته : وهو الخادم ، سيدته ... من قال أنه الخادم وهي السيدة ؟
بل كان وكيل أعمالها .. موظفاً مسؤولاً في شركتها ( بحسب تعابيرنا ) وهل كل الموظفين خدم ؟!
لاحظوا بالله عليكم عبارات الحقد والغيظ من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وهل الثروة هي التي تحكم على الإنسان ؟؟
لو كان الحريري مسيحياً حقيقياً لآمن بأن المال ما هو إلا شيطان وما الثروة بمقياس يقاس به الشريف والوضيع إلا عند .......... !!!!!!!!!
ما هذا الكلام يا حريري ص61: " القس دبر ، والزوجة نفذت ، والعم عضد ، والنبي استسلم لإرادة الله. على هؤلاء قامت الدعوة الجديدة ".
وفي ص 39 يذكر الحريري المتناقض أن أبا خديجة رفض فقالت له : " أما تستحي ؟ تريد أن تسفه نفسك عند قريش ؟ فلم تزل به حتى رضي ".
لماذا لم تتوجه إلى الزعيم القس الذي يقول للشيء كن فيكون ؟؟!!
ولماذا لم تخبر أباها أن تلك إرادة ورقة سيدك وأبوك وقس كنيستك المطاع ؟
لاحظ معي يا زميلي الاضطراب الشديد عند من وصفهم الله تعالى في سورة الفاتحة بوصفهم الأليق بهم..
يقول ص40 بعد أن ذكر القصة المعروفة في محاولة رقية أخت القس ورقة الزواج بعبد الله بن عبد المطلب أو على الأقل الحمل منه بولد ولو سفاحاً حيث سحبت ثوبه تريد مضاجعته ولكنه أبى.. رغم عرضها المغري بذبائح سخية من الإبل.
" ونلاحظ .. كيفية زواج والد محمد المدعو عبد الله (؟) [ علامة السؤال من عنده ] .. وقد عرضت رقية أخت القس ورقة نفسها عليه .. إلا أنها لم توفق بالزواج من عبد الله ".
هذا هو ورقة الذي إذا أراد شيئاً كان ؟؟ ما هذا التناقض .
بل نفس ورقة كان قد خطب خديجة ولكنها لم توافق عليه كما هو معروف ومشتهر في كتب السيرة. انظر الطبقات الكبرى لابن سعد 8 / 14.
فكيف ينسجم هذا مع أحلام الأستاذ الجامعي المحترم ؟
الحداد يؤكد سطوة ورقة وحظوته حيث عبّر عن هذا الزواج بأنه " زواج مصلحة مدروس " قام به " ورقة أقوى شخصية في مكة والحامي الأكبر للنصارى فيها والحجاز كلها ". ص288.
والله يا زملاء إني أخشى على أعصابكم لكن هذا ما قال به الأب الصادق المصدق حرفياً.
واقرأ في نفس الصفحة : " وهل كان قس مكة النصراني وسيدة قريش التي تأتمر بأمره يرضيان بهذا الزواج لو لم يكن مثلهما نصرانياً ".
خديجة التي رفضت الزواج بورقة تأتمر بأمره... خديجة النصرانية لم تعرف جبريل الذي نزل على سيدنا محمد.
لم تذكر لنا يا عزيزي أي أمر ائتمرت به خديجة من قبل ورقة ونفذته .. اذكر لنا أمراً واحداً.
وليثبت الحداد نصرانية سيدنا محمد ادعى أن الحاضنة بركة ( أم أيمن ) الحبشية مسيحية " فكان محمد طفلا في حضانة مسيحية " ص277.
لا أدري أين ذهب عقل الحداد وهو يكتب هذا الكلام ... هل من المعقول أن يسلم النصارى أبناءهم إلى المسيحيين الذين قتّلوهم وأجبروهم على الرحيل إلى صحراء العرب بدعوى أنهم هراطقة ؟؟!!
وأنه تعمد .. يقول ص322 في تفير قوله تعالى في سورة الضحى " ووجدك ضالاً فهدى " " هداية في الطفولة في بيئة نصرانية لا تكون إلا العماد النصراني ولا يستقيم غير ذلك ". وذكر أن حليمة أخذت سيدنا محمد إلى ورقة الذي عمده في غار حراء وعمره ست سنين.
وماذا قال الحريري . لقد قال ص40 أنه سافر إلى الشام وعمده بحيرا.
هل يوجد أحد من نصارى النادي تعمد مرتين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هذه هي الأسس التي اعتمدوا عليه لإثبات نصرانية سيدنا محمد .
ألا تشفقون إخواني على هؤلاء الذي بحثوا واجتهدوا ليبحثوا في أصل الإسلام ولم يجدوا أقوى من تلك الأدلة.
أليست تلك شهادة للإسلام بأنه كاملُ !
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد بأن محمداً عبده ورسوله.
ويتابع درة الحداد درره ص335 " وحدهم النصارى من بني إسرائيل والمتنصرون معهم من العرب بزعامة ورقة بن نوفل وعبد المطلب الأول جد محمد الأعلى يقولون بإسلام القرآن لأنه إسلامهم ".
أليس استقسام عبد المطلب بالأزلام عدة مرات دليل شركه .. أم أن الحداد يوافق أن النصرانية شرك.
ومن هو عبد المطلب الأول والثاني وهل هناك أقنوم ثالث لعبد المطلب ؟؟!!!
هل تنازل بنو هاشم عن السقاية والرفادة وسدنة البيت الحرام لورقة ؟ من قال بذلك ؟
كم من مرة كانت تسيل دماء العرب لنول ذلك الشرف العظيم .. وكيف ناله ورقة وآله بتلك السهولة ؟!
وأختم قصة زواج سيدنا محمد بطرفة قالها الحريري ص57: " ولكن، لابد لنا أن نسأل لا عن نبوة محمد ، بل عن نبوة خديجة .. ".
فالإله مصدر الوحي هو ورقة والنبي هي خديجة أما محمد فـ......
الحريري277: " وهنا تبرز خصوصاً تلك الشخصية الجبارة التي لعبت الدور الأول في هداية ورقة ".
علاقة ورقة بالوحي:
الحريري ص65: " لقد أراد القس أن يكون محمد خليفة له على عمله الروحي بين العرب ويحافظ على استمرارية النصرانية .. ".
وص194: " جل همنا أن نقدم الدليل للمرة الألف على أن القرآن العربي هو قراءة ميسرة للكتاب الأعجمي وعلى أن محمداً لم يكن ليعرف أية لغة أعجمية .. ".
تلك مهمة ورقة التي نجح بها كما قال الحريري ص205: " تحقق على يد القس والنبي فمرده إلى جمع الفرق والشيع والأحزاب النصرانية المنتشرة في مكة والحجاز آنذاك وجعلها دينا واحدا وأمة واحدة وما الإسلام في حقيقته وجوهره إلا دين التوحيد ".
وهنا نلاحظ التناقض الواضح الفاحش :
محمد نصراني ابن نصراني ابن نصراني ( الحداد291 ) فكيف يحتاج شخصاً كان عريقا في الوثنية ولم يتنصر إلا في سني حياته الأخيرة. فمن الأحق بتعليم الآخر والجدر بذك ؟؟؟!!
لماذا احتاج محمد إلى ورقة لو كان محمد نصرانياً ابن نصراني ابن نصراني ؟؟
ورقة الذي حابا الوثنيين حتى لا يلاقي نفس مصير زميله الشجاع زيد بن عمرو الذي قتله عباد الأصنام وتركو ورقة ؟؟ لماذا تركو ورقة وقتلوا زيداً فقط ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ما علاقة ورقة العجوز الكبير في السن العاجز الأصم الأعمى ( الحريري ص62 ) بغار حراء ذلك الغار الذي يقع على قمة جبل النور ذلك الجبل الشاهق العالي الذي يعجز أشد الرجال وأقواهم عن صعوده إلا بشق النفس ؟؟
ثم لو كنت النصرانية عريقة في مكة فلماذا رحل ورقة وأصدقاؤه خارجها بحثاً عن الدين الحنيف ؟
يقول الحداد ص316: " فنحن مدينون بنبوءة محمد النبي العربي إلى زعماء النصرانية بمكة ".
هل اعترف الحداد بنبوة سيدنا محمد .... هل لذلك لفظته الكنيسة التي يتبعها ، ومنعت قراءة كتابه ؟
اللهم ثبت علينا العقل والدين
وفجأة أثناء وجودنا مع هذا الكم الكبير من زعماء النصرانية في مكة يفجر الحريري القنبلة ص34: " ولسنا نجد في مكة في أيام النبي محمد ، غير القس ورقة يلازم محمداً طوال أربع وأربعين سنة ".
لا يوجد نصارى في مكة أعلم من ورقة الذي عبد الأصنام 60 سنة ؟!
أما ملازمة محمد لورقة الذي كان يلبس طاقية الإخفاء فقد غابت عن أبي جهل وأبي سفيان ومعارضو محمد الذين احتاروا في أصل القرآن..
هل تتذكرون كم كلمة كتب الزميل الراعي عن ورقة وأثره في أصل القرآن ؟؟
وهيا بنا لنلتقي بعداس النينوي:
يقول الحريري ص59: " لم تتوان خديجة عن البحث والاستشارات لتهدئ من روع زوجها فقد كانت تذهب به إلى القس ورقة تارة وإلى عداس النينوي طوراً ثم كتبت خديجة إلى بحيرا تسأله عن جبريل ".
بزعمه: خديجة النصرانية لا تعرف جبريل.
ورقة قس مكة لا يعرف جبريل.
عداس لا يعرف جبريل.
خديجة لا تثق بورقة ولذلك بعثت برسالة إلى بحيرا.
أهملت خديجة كل الجالية النصرانية في مكة وبعثت برسالة إلى بحيرا.
وأختم مع هذا الخلط العجيب لعدة أمور ليس لها علاقة ببعضها:
يقول الحريري ص54: " حاولوا تجنب خطر ما أدركوا وما عرفوا . وما تجنبوه من مخاطر كان إثباتاً أخطر لما نبحث عنه . لقد حاولوا إثبات نبوة محمد فيما هم في الحقيقة يثبتون نبوة القس. والقس قدير على كل شيء في كل حال. أما الذين تعاونوا مع القس وسمعوا نداءه وذهلوا بتدابيره فأولهم وأهمهم زوج النبي وأبو طالب عمه وكفيله . وأبو بكر صديقه الحميم ، ووالد خديجة بعد رضاه ، وأخوها عمرو ، وغيرهم كثير. كلهم انصاعوا لتدابير الله على يد القس ووكيله في مكة واتُخِذوا فيما دبر. وبارك الراهب بحيرا والراهب عداس النينوي وسلمان الفارسي هذا التدبير ".
الله أكبر ولله الحمد
أسأل الله تعالى أن ييسر البحث القادم حول نصرانية مكة في عهد النبوة وتناقضهما في ذلك.
الديانة النصرانية في مكة:
يقول الحريري بثقة بالنفس قل نظيرها ...
" هذه الشهادات وغيرها في كتب السير والأخبار تدل على وجود نصراني واسع في مكة ". ص18.
وص99: " وتشهد كتب الأخبار على وجود مناخ نصراني عام طغى على بيت محمد ".
ولكن.. قال ص105: " فلا شرك إذن ولا جهل بالله ولا إنكار وجوده ولا الوثنية بمعناها الحقيقي كان موجودا في مكة. ولئن طاب لكتاب السير والأخبار إثبات ذلك ".
لنكمل روايته الخيالية " فمكة لم تكن مشركة ولا وثنية ولا جاهلة بالله وبالتالي لم تكن في عصر الجاهلية.. وربما منادمة محمد للرهبان ومعرفته بهم والتجاؤه إليهم في ملماته وصعوباته وأمراضه خير شاهد على إلمام محمد بالنصرانية، أو على تنصره كما عرفنا ".
ولا أدري ما هي التماثيل والأصنام التي كانت حول الكعبة هل كانت ( ألعاب البوكيمون ) ؟!
كيف سكت الوثنيون من قريش على النصارى رغم أن الوثنية كانت تدر على قريش الأرباح الهائلة..
أم ............... دينهم واحد ؟؟!!
لاحظ حيرة الحداد ص254 " وما كان قس مكة ورقة بن نوفل ليطوف مع مريده محمد حول الكعبة .. لو كانت الكعبة معبد أوثان ".
هل طردتك الكنيسة لأمر بيسط أيها الأب المسكين ...
لقد دفنت محروماً لأنك ( دون أن تدري ) كنت بكتاباتك سبباً في هداية بعض شباب النصارى !!!!!!
ها أنت تحت التراب .. كيف ستقابل ربك بتلك الأكاذيب ؟؟!!
إذن سيدنا محمد لم يحطم الـ360 صنما التي كانت موجودة حول الكعبة وداخلها يوم الفتح ..
أنا متيقن بأن الحداد والحريري يتحدثون عن شيء آخر لا علاقة له بالإسلام ولا الجاهلية ولا بكل جزيرة العرب.. بل ولم يوجد على سطح الأرض.
هل يؤمنان بوجود حياة على سطح المريخ ؟؟!! فيها مكة وكعبة وورقة .... ذلك أقرب للمنطق يا دعاة البحث العلمي .
مشفق والله على طلبة الجامعة التي تحمل اسم الأقنوم الثالث ...
كيف يتحمل طلبة لبنان ما يدرسهم أستاذهم من أغلوطات ؟؟!!!
وإن كان معلموهم كذلك فكيف سيتخرجون ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!
بأي علمٍ سيناظرون المسلمين ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!
واستفد مما يضيف الحداد ص303 : " ورقة بن نوفل قس مكة .. والذين يلتفون حوله من عبد المطلب جد محمد إلى أبي طالب عم محمد إلى عبد الله والد محمد إلى السيدة خديجة ابنة عمه . إلى محمد نفسه الذي يدور في فلكه قبل مبعثه ، كانوا كلهم نصارى على مذهب النصرانية الإسرائيلية ".
(( بدون تعليق ))
والآن مع الحلقة الأخيرة من حلقات : تناقضات الحداد والحريري :
يقول ص 290: " إن التعبد والصوم والخلوة ليس من شرع إبراهيم ولا من شرع موسى ولا عادة نصرانية وممارسة الخلوة على انفراد عادة رهبانية ".
ولكنه يقول ص322: " ومنذ زمن المزمور الثالث في الزبور اعتاد أتقياء الله ممارسة الخلوة والنوم في بيت الله ينتظرون منه وحياً.. ".
وخذ هذا التناقض للمدرس الجامعي الحريري :
ص42 " فلم يكن شيء أحب إليه من أن يخلو وحده وكان يخلو بغار حراء ". وكرر نفس العبارة ص43.
ولكنه بعد أسطر قليلة في نفس الصفحة قال : " ولكن ، لم يك محمد يعرف وحده أهمية الخلوة إعداداً للنفس وانقطاعاً إلى الله لو لم يتعرف على أناس مارسوها قبله ولو لم يتبع في ذلك مسيرة جده وندماء جده أمثال أبي أمية بن المغيرة والقس ورقة بن نوفل وغيرهما فعن هؤلاء أخذ محمد الطريقة وعلى خطواتهم سار في إعداد حياه الروحية ورسالته العلنية إلى الناس ".
وبعد أسطر يقول : " ولا نعرف بالحصر مقومات خلوة محمد في غار حراء ولا كيفيتها ".
ثم يكتشف أنها معروفة محصورة في نقاط محددة ص45 " وفي كتب السيرة وصف لها بما يتفق والتقاليد النصرانية في ذلك الحين ".
ثم يعددها : وهي التحنف ، الزهد والانقطاع عن الناس ، الصيام ، أعمال البر والإحسان ، شهر رمضان ، الطواف حول الكعبة.
ثم يقول ص46: " هذه بعض مقومات خلوة النبي في غار حراء كلها عادات نصرانية .." .
هل هناك تناقض ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!
رأفة بطلابك يا أستاذ حرام عليكم ..
ونسي انه قال ص43: " كان رسول الله يجاور في حراء من كل سنة شهراً وكان ذلك مما تحنث به قريش في الجاهلية ".
وذكر ص142: " الصيام سنة عامة في كل الأديان والمذاهب ".
قد صدق الحريري عندما عبر عن نفسيته وهو يحاول اثبات مصدر القرآن بقوله " وجميعنا كنا ضحية بلبلة في الاسلام لا حدود لها ولا نهاية ". ص219.
البلبلة صنعتها يداك وعقلك يا حريري عندما حسبت مصادر دين الإسلام كمصادر دينك
هذه البلبلة صدر عنها اعتراف الحريري بنجاح دعوة سيدنا محمد حيث قال ص200 " لقد نجح القس في ذلك وتوقف نجاحه على نجاح تلميذه ونجح التلميذ ومآثر نجاحه يدل عليها أثره الكبير في تاريخ العالم ".
احذر يا أستاذ قزي كي لا يخسرك طلاب الجامعة بعد ان تلفظك كما لفظت الكنيسة صديقك اليبرودي.
من سيعلم طلابكم خفايا الإسلام وأصول القرآن .... بعدكم أيها الأب العلامة.
الحمد لله رب العالمين على نعمة الصراط المستقيم
كتبه الأستاذ عبد الرحيم الشريف لموقعي - الإعجاز العلمي وردود
http://www.55a.net
http://www.rudood.com/

غير معرف يقول...

(((((((((((صورة الرسول)))))))))خلق أفضل الخلق يقول عنه ربه تبارك وتعالى ( وإنك لعلى خلق عظيم) سورة ن وتقول عنه أم المؤمنين عندما سئلت عن خلقه فقالت ( كان خلقه القرآن) وإن المسلم ليشتاق لرؤيته صلى الله عليه وسلم وكذلك لمعرفة خلقه وليستمع لتوجيهه وأقواله ليقتدي به ويقتفي أثره , ولن أطيل عليكم وسأنقل لكم هذه الأحاديث التي جمعتها من صحيح الجامع فلعلها تذكرنا بخلقه صلى الله عليه وسلم وكذلك كيف كانت هيئته وصورته التي صوره الله عليه فنشتاق إليه أكثر ونحبه أكثر بأبي هو وأمي ... فتعالوا معي واقرأوا هذه الأحاديث كان ابغض الخلق إليه الكذب كان ابيض ، كأنما صيغ من فضه ، رجل الشعر كان ابيض ، مشربا بحمره ، ضخم الهامة ، أهدب الأشفار كان ابيض ، مشربا بيض بحمره ، و كان اسود الحدقة ، أهدب الأشفار كان ابيض مليحا مقصدا كان احب الألوان إليه الخضرة كان احب الثياب إليه الحبرة كان احب الثياب إليه القميص كان احب الدين ما داوم عليه صاحبه كان احب الشراب إليه الحلو البارد كان احب الشهور إليه إن يصومه شعبان [ ثم يصله برمضان ] كان احب العرق إليه ذراع الشاه كان احب العمل إليه ما دووم عليه و إن قل كان احسن الناس خلقا كان احسن الناس ربعه ، إلى الطول ما هو ، بعيد ما بين المنكبين ، أسيل الخدين ، شديد سواد الشعر ، اكحل العينين ، أهدب الأشفار ، إذا وطئ بقدمه وطئ بكلها ، ليس له أخمص ، إذا وضع رداءه عن منكبيه فكأنه سبيكة فضه كان احسن الناس ، و أجود الناس ، و أشجع الناس كان احسن الناس وجها ، و أحسنهم خلقا ، ليس بالطول البائن ، و لا بالقصير كان أخف الناس صلاه على الناس ، و أطول الناس صلاه لنفسه كان أخف الناس صلاه في تمام كان إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ، و لكن من ركنه الأيمن أو الأيسر ، و يقول : السلام عليكم ، السلام عليكم كان إذا أتى مريضا ، أو أتي به قال : اذهب البأس رب الناس ، اشف و أنت الشافي ، لا شفاء ألا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقما كان إذا أتاه الأمر يسره قال : الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، و إذا أتاه الأمر يكرهه قال : الحمد لله على كل حال كان إذا أتاه الرجل و له اسم لا يحبه حوله كان إذا أتاه الفيء قسمه في يومه ، فأعطى الأهل حظين ، و أعطى العزب حظا كان إذا أتاه قوم بصدقتهم قال : اللهم صل على آل فلان كان إذا أتى بباكورة الثمرة وضعها على عينيه ثم على شفتيه ، ثم يعطيه من يكون عنده من الصبيان كان إذا أتى بطعام سال عنه اهديه أم صدقه ؟ فان قيل : صدقه ، قال لأصحابه : كلوا و لم يأكل و إن قيل : هديه ، ضرب بيده ، فأكل معهم كان إذا اخذ أهله الوعك أمر بالحساء فصنع ، ثم أمرهم فحسوا ، و كان يقول : انه ليرتو فؤاد الحزين ، و يسرو عن فؤاد السقيم ، كما تسرو إحداكن الوسخ بالماء عن وجهها كان إذا اخذ مضجعه جعل يده اليمنى تحت خده الأيمن كان إذا اخذ مضجعه قرا { قل يا أيها الكافرون } حتى يختمها كان إذا اخذ مضجعه من الليل قال ( بسم الله وضعت جنبي ، اللهم اغفر لي ذنبي و اخسأ شيطاني ، و فك رهاني ، و ثقل ميزاني ، و اجعلني في الندى الأعلى)) كان إذا اخذ مضجعه من الليل ، وضع يده تحت خده ثم يقول ((: باسمك اللهم أحيا ، و باسمك أموت ،)) وإذا استيقظ قال ( الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا و إليه النشور )) كان إذا أراد أن يحرم تطيب بأطيب ما يجد كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول : اللهم قني عذابك ، يوم تبعث عبادك ( ثلاث مرات ) كان إذا أراد إن يستودع الجيش قال : استودع الله دينكم ، و أمانتكم ، وخواتيم أعمالكم كان إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفة كان إذا أراد أن ينام و هو جنب توضأ وضوءه للصلاة، و إذا أراد أن يأكل أويشرب و هو جنب غسل يديه ، ثم يأكل و يشرب كان إذا أراد سفرا اقرع بين نسائه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه كان إذا أراد غزوه ورى بغيرها كان إذا استجد ثوبا سماه باسمه قميصا أو عمامة أو رداء ثم يقول : اللهم لك الحمد ، و أنت كسوتنيه ، أسألك من خيره ، و خير ما صنع له ، و أعوذ بك من شره ، و شر ما صنع له كان إذا استراث الخبر تمثل ببيت طرفه : و يأتيك بالأخبار من لم تزود كان إذا استسقى قال : اللهم اسق عبادك و بهائمك ، و انشر رحمتك ، و أحيي بلدك الميت كان إذا استفتح الصلاة قال : سبحانك اللهم و بحمدك ، و تبارك اسمك ، و تعالى جدك ، و لا اله غيرك كان إذا استن أعطى السواك الأكبر ، وإذا شرب أعطى الذي عن يمينه كان إذا اشتد البرد بكر بالصلاة ، وإذا اشتد الحر ابرد بالصلاة كان إذا اشتدت الريح قال : اللهم لقحا لا عقيما كان إذا اشتكى أحد رأسه قال : اذهب فاحتجم ، و إذا اشتكى رجله قال : اذهب فاخضبها بالحناء كان إذا اشتكى رقاه جبريل قال : بسم الله يبريك ، من داء يشفيك ، و من شر حاسد إذا حسد ، و من شر كل ذي عين كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات و مسح عنه بيده كان إذا اصبح و إذا أمسى قال : أصبحنا على فطره الإسلام ، و كلمه الإخلاص ، ودين نبينا محمد ، و مله أبينا إبراهيم ، حنيفا مسلما و ما كان من المشركين كان إذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب كذبه ، لم يزل معرضا عنه حتى يحدث توبة كان إذا اعتم سدل عمامته بين كفتيه كان إذا افطر عند قوم قال : افطر عندكم الصائمون ، و أكل طعامكم الأبرار ، و تنزلت عليكم الملائكة كان إذا افطر قال : ذهب الظمأ ، و ابتلت العروق و ثبت الأجر أن شاء الله كان إذا افطر عند قوم ، قال : افطر عندكم الصائمون ، و صلت عليكم الملائكة كان إذا اكتحل اكتحل وترا ، و إذا استجمر استجمر كان إذا أكل أو شرب قال : الحمد لله الذى أطعم و سقى ، و سوغه و جعل له مخرجا كان إذا أكل طعاما لعق أصابعه الثلاث كان إذا أكل لم تعد أصابعه بين يديه كان إذا انزل عليه الوحي كرب لذلك و تربد وجهه كان إذا انزل عليه الوحي نكس رأسه و نكس أصحابه رؤوسهم ، فإذا اقلع عنه رفع رأسه كان إذا انصرف انحرف كان إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا ، ثم قال : اللهم أنت السلام ، و منك السلام ، تباركت ياذا الجلال و الإكرام كان إذا أوى إلى فراشه قال : الحمد لله الذى أطعمنا ، وسقانا ، و كفانا ، و آوانا فكم ممن لا كافي له ، و لا مؤوي له كان إذا بايعه الناس يلقنهم : فيما استطعت كان إذا بعث أحدا من أصحابه في بعض أمره قال : بشروا و لا تنفروا ، و يسروا و لا تعسروا كان إذا بلغه عن الرجل شيء لم يقل : ما بال فلان يقول ؟ ولكن يقول : ما بال أقوام يقولون كذا و كذا كان إذا تضور من الليل قال : لا اله إلا الله الواحد القهار ، رب السموات و الأرض و ما بينهما العزيز الغفار كان إذا تكلم بكلمه أعادها ثلاثا ، حتى تفهم عنه ، و إذا أتى على قوم فسلم عليهم ، سلم عليهم ثلاثا كان إذا تهجد يسلم بين كل ركعتين ..


منقول من شبكه دكتور ويزارد

غير معرف يقول...

((((((((طبيعة غذاء الرسول وكيفية الوقاية من الأمراض


كان النبي { حينما يستيقظ من نومه وبعد فراغه من الصلاة وذكر الله عز وجل يتناول ..كوباً من الماء مذاباً فيه ملعقة من عسل النحل ويذيبها إذابة جيدة،

لأنه ثبت علمياً أن الماء يكتسب خواص المادة المذابة فيه، بمعنى أن جزيئات الماء تترتب حسب جزيئات العسل.

وروي عن النبي { أنه قال: "عليكم بشراب العسل" وهذا إنما يدل على الفوائد العظيمة لشراب العسل أي الماء المذاب فيه العسل، فقد اكتشف الطب الحديث أن شراب العسل حينما يتناوله الإنسان ينبه الجهاز الهضمي للعمل بكفاءة عن طريق زيادة قدرة عمل الحركة الدورية للأمعاء، وبعدها يعمل العسل كمادة غذائية متكاملة بسبب احتوائه على السكريات الأحادية التي تُمت مباشرة ولا يجري عليها هضم،

وتتولد مركبات يسمونها أدونزين ثلاثي الفوسفات وهو ما يطلق عليه (وقود العضلات) وهذا ما جعل علماء التغذية يأخذون الماء ويكسبوه طاقة وهو ما يطلق عليه الآن في أوروبا اسم (العلاج بالماء) لأن الماء يكتسب صفات ما يضاف عليه من مواد ولذلك فإن الطب في أوروبا أكثر تقدماً حتى أعمارهم أطول لأنهم يتبعون في أساليب التغذية الخاصة بهم نهج الطب النبوي الذي ثبت أنه أصلح وسيلة لجسم حي وسليم،


وما زال الطب الحديث حتى الآن يبحث في أسرار الغذاء الذي كان يتناوله النبي

{ وكيف أن هذا الغذاء لم يكن جزافاً بل له أسس وقواعد علمية ما زال الطب الحديث يستكشف ويبحث في أسرارها حتى الآن، وهذا من أسرار الإعجاز الإلهي التي اصطفى بها النبي { في يومه.


إفطار الرسول


بعدما يتناول النبي { شراب العسل يتكئ قليلاً وبعد العبادة المهجورة التي كان يؤديها- { صلوات الله وتسليمه عليه- وهي التفكر في طاعة الله وبعد صلاة الضحى، يتناول النبي { سبع تمرات مغموسة في كوب لبن } كما روي عنه وحدد النبي { الجرعة بسبع تمرات } في حديثه الذي رواه أبو نعيم

وأبو داود .

أن النبي الصلاة والسلام عليه { قال: "من تصبّح بسبع تمرات لا يصيبه في هذا اليوم سم ولا سحر" }.



وقد ثبت بالدليل العلمي أن هناك إنزيماً يرتفع أداؤه في حالة التسمم، وعندما يتم تناول سبع تمرات لمدة شهر يومياً نلاحظ أن هذا الإنزيم قد بدأ في الهبوط والعودة لوضعه الطبيعي،

وهذا من الإعجاز الإلهي الذي خُصّ به النبي صلى الله عليه وسلم .



ومن الظواهر التي أثبتها العلم الحديث المتعلقة بسبع تمرات: ظاهرة التليباثي أو الاستجلاء البصري أو الاستجلاء السمعي أو ما يطلقون عليه (التخاطر عن بعد). (( للمهتمين بمواضيع البراسيكولوجي )




وقد بحث العلماء في جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة القاهرة وتوصلوا لنفس النتائج، من أن العمال الذينيعملون بالمناجم وبالرصاص وبالمواد السامة، أي الأكثر عرضة للسموم، عندما يتناولون سبع تمرات يومياً يتوقف تأثير المواد السامة تماماً، وهذا ما نشره العالم اليهودي اندريا ويل (الذي أعلن إسلامه بعد ذلك)



في بحثه تحت عنوان "سبع تمرات كافية" الذي أثبت فيه أن سبع تمرات تعد علاجاً للتسمم ونصح جميع العاملين المعرضين للتسمم بتناولها يومياً،



وهذا ما يثبته حديث النبي .. الذي رواه الترمذي في سننه من أن (التمر من الجنة وفيه شفاء من السم)

والدليل ...

من القرآن يساقط عليك رطبا جنيا.. وهذا ما أيده العالم اندريا ويل في كتابه (الصحة المثلى)

واستشهد فيه بأحاديث النبي عن التمر وفوائده العظيمة للصحة وللإنسان وكيفية الوقاية من الأمراض.


غداء الرسول


بعد تناول النبي { لوجبة الإفطار التي ذكرناها سابقاً، يظل حتى يفرغ من صلاة العصر، ثم يأخذ ملء السقاية (تقريباً ملء ملعقة) من زيت الزيتون وعليها نقطتا خل مع كسرة خبز شعير، أي ما يعادل كف اليد.



وقد ذكرت بعض الآيات القرآنية بعض الفوائد لزيت الزيتون إذ يقول تعالى: شجرة مباركة زيتونة

لا شرقية ولا غربية ..

يكاد زيتها يضيء وأيضاً والتين والزيتون... وقد أثبت العلم الحديث أن هناك أنواعاً عديدة من السرطان، مثل سرطان العظم (سركوما)، استخدم زيت الزيتون لعلاجها وهي ما قال فيها الله عز وجل ... وصبغ للآكلين فكلمة صبغ للآكلين تعني، كما فسرها ابن كثير والقرطبي وكل التفاسير، أنها تصبغ الجسم أي لها صفة الصبغية،



وقد أيد الطب الحديث في اكتشافاته أن زيت الزيتون يحتوي على أحماض دهنية وحيدة التشبع يعني غير مشبعة، ولذلك يقول العالم أندريا ويل: إنه وجد بالتجربة أن زيت الزيتون يذيب الدهون وهذا من قدرة الله، دهن يذيب الدهون، فهو يعالج الدهون مع أنه دهن لأنه يحتوي في تركيبه على (أوميجا 3) بعدد كبير وأوميجا 3 تعالج الدهون.



كما ثبت علميا أن زيت الزيتون يحمي من أمراض تصلب الشرايين والزهايمر وهو مرض الخرف وضعف الذاكرة ويضيع المخ، واستطاع العالم أندريا ويل أن يثبت كيف يقوم زيت الزيتون بالتدخل في الخلية المصابة بالسرطان ويعالجها ويؤثر فيها، ووصف كلمة صبغ للآكلين التي جاءت في القرآن

على أنها الصبغيات (الكرموسومات) ووصف السرطان بأنه اتساع بين الخلايا الواحدة بعض الشيء،وثبت أن زيت الزيتون يقوم بتضييق هذا الاتساع ويحافظ على المسافات بين الخلايا. وهنا

تتجلى قدرة الله عز وجل ..

في انتقائه لغذاء نبيه محمد { فكان النبي { يغمس كسرة الخبز بالخل وزيت الزيتون ويأكل.


وقد اكتشف العلم الحديث أن الخل الناتج من هضم المواد الكربوهيدراتية في الجسم هو مركب خليّ اسمه (أسيتو أستيت) والدهون تتحول إلى أسيتو أستيت ويبقى المركب الوسطي للدهون والكربوهيدرات والبروتين

هو الخل فعند تناول الخل وحدوث أي نقص من هذه المواد يعطيك الخل تعويضاً لهذا النقص،

وتبين بالعلم الحديث أن زيت الزيتون مع الخل يقومان كمركب بإذابة الدهون عالية الكثافة التي تترسب في الشرايين مسببة تصلّبها، لذلك أطلق العلماء على الخل مع زيت الزيتون (بلدوزر الشرايين)لأنه يقوم بتنظيف الشرايين من الدهون عالية الكثافة التي قد تؤدي إلى تصلب الشرايين.



وليس مهمة الخل فحسب القيام بإذابة الدهون، بل يقوم مع الزيتون كمركب بتحويل الدهون المذابة إلى دهون بسيطة يسهل دخولها في التمثيل الغذائي ليستفيد الجسم منها، ثم بعد أن يتناول النبي { غداءه كان يتناول جزرة حمراء

من التي كانت تنبت في شبه الجزيرة العربية، وقد أثبت العلم الحديث بالدليل والتجربة أن الجزر الأحمر يوجد به (أنتوكسيدات) وهي من الأشياء التي تثبط عمل مسببات السرطان، كما أثبت الطب الحديث أن الجزر يساعد

على نمو الحامض النووي والعوامل الوراثية، وهذا من الإعجاز الإلهي، لذلك فإن الكثير من الأطباء ينصحون

بتناول الجزر كمصدر لفيتامين (أ) ومصدر لتجدد العوامل الوراثية بالحام ض النووي، كما أنه يؤخر ظهور الشيب.


عشاء النبي


كان النبي { بعد أن ينتهي من صلاة العشاء والنوافل والوتر وقبل أن يدخل في قيام الليل، كان يتناول وجبته الثالثة في اليوم وهي وجبة العشاء، وكانت تحتوي على اللبن الروب مع كسرة من خبز الشعير،


وقد أثبت العلم الحديث أن تناول كوب من اللبن الروب في العشاء يعمل على إذابة الفضلات المتبقية في المصران الغليظ، ويقوم بتحليلها إلى مركبات بسيطة يسهل الاستفادة منها ومن الفيتامينات الموجودة بها. وقد جرت بعض الدراسات العلمية، قام بها عدد من خبراء التغذية في الغرب وأيضاً الدراسات التي أجريت في جامعة القاهرة وجامعة الملك عبدالعزيز، بينت فوائد اللبن الروب عند تناوله ليلاً،



فهو يجعل الترسبات غير المرغوب فيها تتفتت ويستفيد منها الجسم،وهذا من الإعجاز في تناول النبي { لهذه الوجبة ليلاً كوجبة عشاء هامة وضرورية وسريعة الهضم، وتجعل الجهاز الهضمي يعمل بكفاءة، لذلك هناك عدد من الأطباء دائماً يصفون لمرضاهم اللبن الروب ليلاً في وجبة العشاء لأنه مريح للقولون ولا يسبب تقلصات في المعدة، وأكدت هذه المعلومات الطبية الدراسة التي أجراها الدكتور عبدالباسط سيد محمد في كتابه (الاستشفاء بطعام النبي) الذي أوضح فيه أن معظم طعام النبي له جانبان من الفائدة، جانب القيمة الغذائية التي يمد بها الجسم وأثبتها العلم الحديث، وجانب الوقاية من الأمراض،


وهذا إنما يدل على الإعجاز الإلهي في اختيار رب العالمين لطعام نبيه ومصطفاه سيد الخلق أجمعين.


وفي النهاية نقول...



انطلاقاً من قوله تعالى:

لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة

... فلو تأملنا جيداً سنجد أن النبي { كان خير قدوة لنا في مأكله ومشربه وملبسه، كان قدوةً ومعلماً للبشرية، فقد أعجز بعلمه العلماء، وفاقت فصاحته البلغاء والأدباء، فكان إذا تحدث صدق وما ينطق عن الهوى... ولو تأملنا جيداً أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم

{ عن الطعام لوجدنا أنه أخبرنا من آلاف السنين بما لم يستطع العلم الحديث اكتشافه،

منقول

غير معرف يقول...

???????((((((((طفلة مسيحية في ثالثة ابتدائي تسأل البابا شنودة :

إزاي بابا يسوع يرسل ملاك للسيدة العذراء علشان تولده وهو موجود فوق في السماء ؟?????????=????????????ورد بسفر حزقيال بالإصحاح رقم 23 بعنوان الأختان الزانيتان كلام على لسان الرب يتحدث فيه إلى فتاتين داعرتين اسمهما أهولة وأهوليبية كرمز لبلدتي السامرة وأورشليم , ويتحدث الرب في هذا الإصحاح لتلك الفتاتين بكلام في منتهى الفحش والبذاءة لا يمكن أن يصدر حتى من عربيد .. وليس من إله !!!

حيث ورد بسفر حزقيال ( 23 : 1-4 ) باللغة الإنجليزية لطبعة New International Version ما يلي:
" The word of the Lord came to me : Son of man : there were two women , daughters of the same mother . they became prostitutes in Egypt , engaging in prostitution from their youth . In that land their breasts were fondled and their virgin bosoms caressed " .

والترجمة العربية لها كما يلي :
" وقال لي الرب : يا ابن البشر , كانت امرأتان , ابنتا أم واحدة . وزنتا في صباهما في مصر . هناك دغدغوا ثدييهما وداعبوا نهود بكارتهما ".

وأرجو من الأخوة القراء ملاحظة جملة .. " دغدغوا ثدييهما وداعبوا نهود بكارتهما .. وترجمتها الإنجليزية:
" Their breasts were fondled and their virgin bosoms caressed ".

خامسا:
ورد بسفر حزقيال ( 23 : 8 ) باللغة الإنجليزية بطبعة New International Version ما يلي:
" She did not give up the prostitution she began in Egypt , when during her youth men slept with her , caressed her virgin bosom and poured out their lust upon her ".

والترجمة العربية لها كما يلي:
" وما أقلعت عن فواحش اتخذتها في مصر , حيث ضاجعوها في صباها , وداعبوا نهود بكارتها وأفرغوا شهوتهم عليها "

وأرجو من كل الأخوة القراء ملاحظة جملة .. " داعبوا نهود بكارتها وأفرغوا شهوتهم عليها " .. وترجمتها الإنجليزية:
" caressed her virgin bosom and poured out their lust upon her " .

سادسا:
ورد بسفر حزقيال ( 23 : 19-20 ) بطبعة New International Version ما يلي:
" Yet she became more and more promiscuous as she recalled the days of her youth ,when she was a prostitute in Egypt . There she lusted after her lovers , whose genitals was like that of donkeys and whose emission like that of horses ".

والترجمة العربية لها كما يلي:
" وأصبحت اكثر وأكثر فحشا وهيجانا , لتتذكر أيام صباها عندما كانت عاهرة في مصر , ودفع بها الشبق إلى عشاقها الذين أعضاء ذكورتهم شبيهة بأعضاء الذكورة لدى الحمير والتي تقذف منيا كمني الخيل " …. يا للبذاءة !!!

والغريب حقا أن الترجمة العربية للجملة الأخيرة والتي تقول : " ودفع بها الشبق إلى عشاقها الذين أعضاء ذكورتهم شبيهة بأعضاء الذكورة لدى الحمير والتي تقذف منيا كمني الخيل " .. لم تكن ترجمة عربية صحيحة وأمينة في طبعة فان دايكن , حيث جاءت الترجمة كالتالي:

" وعشقت معشوقيهم الذين لحمهم كلحم الحمير ومنيهم كمني الخيل " !!!!!!!!

حيث أن المغالطة واضحة , فترجمة كلمة whose genitals تعني أعضاء ذكورتهم ولا تعني لحمهم , كما جاء بالترجمة العربية لطبعة فان دايكن , والسؤال هو لماذا ؟؟
لماذا تعمد المترجم استبدال كلمة أعضاء ذكورتهم بكلمة لحمهم ؟؟

ليس ذلك فحسب .. بل أن الكتاب المقدس كان قد ترجم إلى اللغة العربية العامية المصرية في عام 1940 حيث استبدلت كلمة ( لأن ) بكلمة ( علشان ) وكلمة ( مثل ) بكلمة ( زي ) …. وهكذا

ولكن برغم أن هذا المترجم كان قد قام بترجمة كل الكتاب المقدس من اللغة العربية الفصحى إلى اللغة العامية المصرية بمنتهى الدقة والأمانة .. إلا أنه عزف عن ترجمة هذا الإصحاح الفاحش بالذات للعامية المصرية وتركه على حاله بالعربية الفصحى , والسؤال هو لماذا ؟؟
لماذا عزف المترجم المصري عن ترجمة هذا السفر بالذات للعامية المصرية مثلما ترجم باقي الكتاب المقدس للعامية المصرية ؟؟

والإجابة على هذا السؤال ببساطة تتجلى إذا حاولنا ترجمة النص العربي الفصيح إلى العامية المصرية , وإذا أخذنا على سبيل المثال ماورد بسفر حزقيال ( 23 : 1-4 ) والذي يذكر بالعربية الفصحى:

" وقال لي الرب : يا ابن البشر , كانت امرأتان , ابنتا أم واحدة . وزنتا في صباهما في مصر . هناك دغدغوا ثدييهما وداعبوا نهود بكارتهما ".

سنجد أن الترجمة العامية المصرية لها كما يلي:

" وقاللي الرب : يابن البشر , كان في اتنين ستات , بنتين لأم واحدة . وهم صغيرين زنوا في مصر , وهناك (-----) لهم في (------) و(-----)ا لهم في (------)" .... كلام بذيء لا يمكنني ترجمته إلى العامية المصرية

وإذا قمنا بترجمة النص العربي الفصيح الذي جاء بسفر حزقيال ( 23 : 19-20 ) والذي يقول:

" وأصبحت اكثر وأكثر فحشا وهيجانا , لتتذكر أيام صباها عندما كانت عاهرة في مصر , ودفع بها الشبق إلى عشاقها الذين أعضاء ذكورتهم شبيهة بأعضاء الذكورة لدى الحمير والتي تقذف منيا كمني الخيل "

سنجد أن الترجمة للعامية المصرية كما يلي:

" وبقيتي (----) أكتر واكتر , وافتكرتي أيام طفولتك أما كنتي (-----) في مصر , و(------) خلاكي تجري على عشاقك اللي (------) زي (-----) الحمير ومنيهم زي مني الخيل ".

هل أبدو بذيئا ؟؟
هل يراني الأخوة القراء بذيئا ؟؟
ولكن .. هذا ليس بكلامي أنا .. هذا الكلام جاء في الكتاب المقدس كما يدعون على الله تعالى ( سبحان الله عما يصفون )

إن كلمة (عاهرة) معناها الحرفي في العامية المصرية كلمة بمعنى (الخرقة البالية) , ولكنها تستخدم عند المصريين أيضا كدلالة على المرأة العاهرة .. فلماذا لم يكن المترجم أمينا في ترجمته للعامية المصرية ؟؟

وقبل أن يصرخ أحد النصارى ويقول أنه ليس من حقي أن أترجم الكتاب المقدس إلى العامية المصرية ويجب أن أقرأه بالعربية الفصحى , أقول للجميع أنكم أنتم الذين ترجمتم الكتاب المقدس إلى كل لغات العالم وليست العامية المصرية فحسب .. كما أنكم أطلقتم على كل ترجمة للكتاب المقدس اسم الكتاب المقدس.

إن القرآن هو الكتاب الوحيد الذي لا يصح التعبد به أو تلاوته إلا باللغة العربية التي أنزل بها.
وقد أجمع علماء المسلمين على أن أي ترجمة للقرآن ليست بقرآن .
فالقرآن لابد وأن يقرأ بالعربية التي أنزل بها مصداقا لقول الله عز وجل في سورة يوسف .. إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ {2}.. صدق الله العظيم.

وتعليقا عما ورد بنصوص الكتاب المقدس في رابعا وخامسا وسادسا

2- هل أفلس الله ( سبحانه وتعالى عما يصفون ) أيها النصارى كي لا يجد إلا هذه الأمثلة الفاحشة والكلام البذيء ؟؟

2- ألم تقرؤوا في القرآن الكريم العفيف كيف يضرب الله الأمثال في القرآن الكريم ؟؟

3- ألم تقرؤوا قول الله تعالى في سورة الرعد في قوله تعالى:
أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ {17}.. صدق الله العظيم

ألم تقرؤوا قول الله تعالى في سورة إبراهيم في قوله تعالى :
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء {24} تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ {25} وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ{26}

أرأيتم كيف يضرب الله الأمثال ؟؟

3- ألم يجد الله (سبحانه وتعالى عما يصفون) شيئا أكثر عفة من أذكار الحمير التي ذكرها في سفر حزقيال ( 23 : 20 ) ؟؟

هل تعلموا أيها النصارى أن الحمار قد ضرب به المثل في القرآن , ولكن مع الفارق الرهيب في المعني واللفظ
ألم تقرؤوا قول الله تعالى في سورة لقمان :
وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ {19}.. صدق الله العظيم

ومن منا لا يعرف صوت الحمار ؟؟

إن أي طفل يستطيع أن يقلد صوت الحمار

إن الله ضرب مثلا بشيء معروف للناس ولا يخدش حياءهم , للتوضيح ولتنفيرهم من رفع الصوت , وهذا هو الغرض من ضرب الأمثال.

إن صوت الحمار - المذكور في القرآن الكريم - قد يكون مزعجا .. ولكنه لا يجرح الشعور ويخدش الحياء ويؤذي الشعور مثل ذكر الحمار المذكور في الكتاب المقدس.

ولكن ما الغرض من ذكر أذكار الحمير ؟؟ .. وهل منظر وشكل أذكار الحمير معروف لدى الناس مثل صوت الحمير ؟
هل يفترض الله عز وجل أن كل البشر قد رأوا أذكار الحمير ؟؟

أم هل هي دعوة من كتابكم المقدس لكم ولنسائكم ولفتياتكم للنظر إلى ذكر الحمار ؟؟

وإذا كنتم قد رأيتم ذكر الحمار وتفحصتموه .. فهل رأيتم مني الخيل ؟؟

هل رأي أحد من الأخوة القراء من قبل أذكار الحمير أو مني الخيل ؟؟

أم هل هي دعوة من الله عز وجل للتمعن والتدبر في أذكار الحمير ومني الخيل ؟؟

وما رأي الأخوة القراء ؟؟

وفي النهاية لا يسعني إلا أن أوجه رسالة اعتذار إلى كل الأخوة القراء عموما والأخوات القارئات خصوصا على ما ذكرت في هذه الرسالة من كلام يخدش الحياء العام .. ولكني أعود وأؤكد , أن هذا الكلام ليس كلامي أنا , ولكنه كلام الكتاب (المقدس) !!???????????(((((((((( (((قصة عمو شفيق)))))=========قصة العم شفيق!

العم شفيق كان رجل طيب جدا جدا جدا و متسامح

و كان عنده اولاد كتير بيحبهم اوى

و بيصرف عليهم جامد و يديهم كل اللى يطلبوه

الظاهر بقى انه دلعهم جامد اوى

لدرجة انهم خانوه و عصوه و سبوه و تمردوا عليه

إلا كبيرهم ماعملش زيهم

كان مؤدب و بار بأبوه

و لذلك كان احب واحد لأبوه

لكن المعاصى كترت

ففكر العم شفيق ازاى يسامح اولاده السيئيين؟

هو بيحبهم و مش عايز يشيل فى نفسه حاجة منهم

فجمعهم مرة و قال لهم

انا بحبكم جدا و قررت أنى أسامحكم على كل حاجة عملتوها

فقررت انى أضحى بابنى البكر الحبيب

و "أطلع" فيه كل غيظى

و اذبحه عشان انا بحبكم اوى

و مش عايز احاسبكم على معاصيكم

و اخترت الوحيد فيكم اللى ما عصانيش عشان أذبحه

بدل ما أطلع غيظى فيكم كلكم


و فعلا!

جاب ابنه حبيبه و قرر يذبحه

الابن الكبير قعد يصرخ و يمسك فى هدومه

ارجوك ارجوك ما تذبحنيش

لكن العم شفيق اللى كان اسم على مسمى

لم يشفق على ابنه حبيبه الوحيد

لأنه شفيق و بيحب اولاده العصاة جدا جدا

و نفسه يسامحهم

فكان لازم يضحى بحبيبه!

و بالرغم من كل استغاثات ابنه الكبير

ذبحه!

و قال لاولاده العصاة

يلا يلا هيصوا فى المعاصى

مش ممكن ابدا هزعل منكم

ما انا خلاص طلعت غيظى فى ابنى البكر

هسامحكم مهما عملتم

بس بشرط!

لازم لازم لازم

تصدقوا انى ذبحت ابنى الكبير عشان اقدر اسامحكم
و اللى مش هيصدق

هاعقبه عقاب صعب اوى

هاولع فيه!

لكن لو صدقتم

انى عشان انا شفيق

و بحبكم جدا جدا جدا

ذبحت ابنى عشان اقدر اسامحكم

هكافئكم مكافآت محصلتش

كل اللى نفسكم فيه هاجيبوه لكم

و هاحبكم اكتر و اكتر

و بكده عشان اولاده فى طغيان المعاصى

و هما واثقين ان ابوهم بيحبهم جدا جدا جدا

لأنه فعلا اسم على مسمى

فعلا العم شفيق شفيق جداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا!

القصة دى بتفكركم بحاجة؟!؟؟؟؟؟؟؟((((((مش عارفة ليه القصة دى بتفكرنى بقصة قائد الجيش "حبيب"اللى كان برده اسم على مسمى!

كل أفراد الجيش بيحبوه جدا جدا جدا

و ليل نهار يقولوا شعارات تعبيرهم عن حبهم له و حبه لهم

عشان كده كانوا بيسمعوا أوامره حرف بحرف لما كان يأمرهم بقوانين الحب

قوانين الحب دى هو الوحيد اللى وضعها فى الجيش

حب من نوع خاص جدا

الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك
فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي
وَاقْتُلُوا. لاَ تَتَرََّأفْ عُيُونُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا
لان من ليس علينا فهو معنا.
فالآن اقتلوا كل ذكر من الاطفال.وكل امرأة عرفت رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها
.تحطم أطفالهم والحوامل تشقّ
نجسوا البيت واملأوا الدور قتلى
سيف سيف مسلول للذبح مصقول للغاية للبريق
واحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم وجميع حصونهم بالنار
لأن قائدنا حبيب نار آكلة

لا سلام

بل حب! ولكن حب من نوع خاااااااااااااااص جدا

وكما يقول المثل فمن الحب ما قتل؟؟؟؟؟=========((((((لأ و كمان بتفكرنى بقصة المدرس "أمين" فعلا فعلا كان اسم على مسمى

كان مدرس شاطر أوى أوى و بيشرح حلو جدا للتلاميذ

عشان يبقوا شاطرين و ينجحوا فى الامتحان الكبير

فكانوا بيحبوه و بيسمعوا كلامه

و كاتبلهم كتاب فى الشرح كله

بس حذرهم انه ما يعرفش معاد الامتحان

و مش هو اللى هيحط الأسئلة

لكن كان فى مدرس تانى حقود عليه

عشان ماكانش شاطر زيه

و كان نفسه ان تلاميذ "أمين" يسقطوا

فعمل خطة!

قال لهم المدرس بتاعكم عامل لكم مفاجأة

انه هو اللى هيمتحن بدلكم

عشان بيحبكم اوى اوى اوى

و مش عايزكم تتعبوا

هو اللى هيمتحن بدلكم! فعلى ايه وجع القلب...اوعوا تذاكروا

فالتلاميذ اتقسموا نصين

الشاطرين قالوا مش ممكن يكون الكلام ده صح

أمال كان ليه تعب نفسه و شرح كل حاجة جامد اوى

و كمان كاتب لنا كتاب و قال مهم جدا تذاكروه

و كان دايما يقول انه مش عارف أصلا امتى الامتحان

يبقى ازاى هو اللى هيمتحن بدلنا!

و النص التانى كانوا التلاميذ الخايبين

ما صدقوا!!!

لقوا شماعة يعلقوا عليها حجتهم أنهم خايبين

و يقولوا لأ أصله كان بيحبنا اوى اوى أوى

فعشان كده مش عايزنا نوجع قلبنا بالمذاكرة

و ليه نخاف من المتحان

احنا اهل سلام مش اهل خوف و شقا زيكم!

احنا واثقين فى حبه لينا!





على فكرة!

الإمتحان لسه ماجاش

بس على العموم...

فى الإمتحان...يكرم المرء أو يهان!؟؟؟؟؟=========????????????((((((((( متى نرى رئساً قبطياً لمصر ؟ عندما نرى رئيساً مسلماً لإسبانيا أو إيطاليا أو أمريكا

بقلم / محمود القاعود



منذ إعلان فوز مرشح الحزب الديمقراطى بالولايات المتحدة ، صاحب البشرة السمراء باراك أوباما بمنصب الرئيس يوم 4/11/2008م ؛ منذ ذلك الحين ونصارى مصر وأذنابهم يتطوحون فى حلقة ذكر شيطانية متواصلة ، يطالبون بما أسموه رئيس قبطى لمصر !! على غرار الرئيس المسلم ! – يقصدون أوباما – الذى فاز فى أمريكا بمنصب الرئاسة !! .
والحق أقول : إن عقلية هؤلاء النصارى وأذنابهم تدل دلالة قاطعة على اختلال تكوينهم النفسى ، واضطراب شخصياتهم المريضة الحاقدة ..
أولاً : لونه أحمر أو أخضر أو أصفر أو رمادى أو أزرق أو فوشيا أو روز لا يعنينا هذا من قريب أو بعيد .. فما ذنب الإنسان فى اللون الذى اختاره الله له ؟! إن من يعيدون الحديث كثيراً عن لون أوباما هم العنصريون ودعاة التفرقة على أساس الألوان .. والغريب أن نصارى مصر وأذنابهم وحدهم فقط هم الذين يتحدث عن لون أوباما .. بينما ينظرون إليه فى الولايات المتحدة على أنه شاب مكافح تغلب على صعاب الحياة بعمله وجهده لم يؤثر فيه رحيل أب أو أم ..
ثانياً : ما هو دين أوباما ؟؟ يدين أوباما بالنصرانية البروتستانتينية وهى ديانة الأغلبية الساحقة من الشعب الأمريكى .. إذاً فأوباما ليس من الأقليات فى شئ
ثالثاً : والده مسلم ! .. وماذا فى هذا ؟؟ أوباما نفسه بماذا يدين ؟؟ بالبروتستانتينية .. وعليه فلا حرج فى ذلك إن كان والده مسلم أو يهودى ..
لنفرض مثلاً أن شنودة الثالث اعتنق الإسلام ، وقام بترشيح نفسه فى انتخابات الرئاسة المصرية وهو مسلم .. فإن رأينا شنودة الثالث رئيساً لمصر فما الغرابة فى ذلك ؟؟ مسلم يحكم شعبا مسلما ... لن نقول لقد كان والده نصرانى أو أن شنودة كان بابا للنصارى أو أنه من أصل يونانى .. لكن ما هو دينه وقت الترشيح للانتخابات ؟؟
رابعاً : موضوع أن أوباما من أصل إفريقى .. المسألة ليست أصل إفريقى أو كورى أو ماليزى .. المسألة التى ينظرون إليها هى دين أوباما .. وإلا لو كان مسلماً لما صار رئيس حى فى شيكاغو .. فالدين عندهم أهم من أى شئ ، وهى النظرية التى وضعها الإسلام العظيم .. ولكن للأسف الشديد الغرب هو الذى ينفذها .
خامساً : يطالب نصارى مصر وهم القلة الضئيلة ( لا يتجاوزون 4 مليون على أكثر التقديرات ، بعيداً عن كذب شنودة وقوله أنهم 12 مليون أو هلوسات نصارى المهجر وقولهم أنهم 16 و 17 و 20 مليون ! ) أن يكون رئيس مصر قبطى ! وأن فى ذلك مواطنة وعدالة .. ورغم تفاهة هذا الطرح العقيم الذى لا يقوم على أى أساس علمى ، ولكننا سنرد :
ما كان لأقلية دينية فى يوم من الأيام أن تطالب بالتحكم فى شئون الدولة والأغلبية الساحقة ، فهذا هو عين السخف .. لكن أن تطالب هذه الأقلية بالحقوق المشروعة فهذا هو المفروض الذى لا خلاف عليه .
المسلمون فى فرنسا ( 7 مليون مسلم فرنسى ) لا يستطيعون الحصول على أبسط حقوقهم فى العبادات وممارسة شعائرهم ، بل ووصل الإجرام هناك بالحكومة الفرنسية أن أصدرت قراراً بحظر ارتداء الحجاب على الفتيات والنساء .. أى أنهم لا يستطيعون الحصول على أبسط حقوقهم .. فهل لهؤلاء أن يتحدثوا عن منصب الرئاسة !؟
إن حديث نصارى مصر عن رئيس نصرانى لمصر ، يُعبر عن حالة الرفاهية التى وصل إليها هؤلاء الكذبة ، الذين من شدة رفاهيتهم وتمتعهم بكافة الحقوق التى لا يحصل عليها المسلمون أنفسهم ، راحوا يطالبون برئيس نصرانى لمصر .
ولكنى رغم ذلك أجدنى أوافق نصارى مصر فى دعوتهم لترشيح رئيس نصرانى لمصر .. لكن بشرط واحد .. أن نرى رئيساً مسلماً لإسبانيا أو إيطاليا أو أمريكا أو فرنسا أو الصين .. وأن يكون مسلماً عقيدة وثقافة وواقعاً .. لا أن يكون يسب الرسول والإسلام والصحابة ويتمنى زوال الإسلام ويشيد بالنصرانية مثل العديد من مسلمى بطاقات الهوية المحسوبين على الإسلام ..
إن تم ذلك فلنصارى مصر ما يريدون !?????=====(((((((((((((((مشاكل البشرية عند الخروف والرعية؟؟؟؟؟؟؟هل سمعتم عن آكلى لحوم الآلهة؟

يقول يوحنا فى الإنجيل المنسوب إليه: (11أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ.) يوحنا 10: 11

بينما يقول الكتاب فى رؤية يوحنا: (14هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، وَالْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ».) رؤيا يوحنا 17: 14

ويأكد فى رؤياه الموحى بها: (6وَرَأَيْتُ فَإِذَا فِي وَسَطِ الْعَرْشِ وَالْحَيَوَانَاتِ الأَرْبَعَةِ وَفِي وَسَطِ الشُّيُوخِ خَرُوفٌ قَائِمٌ كَأَنَّهُ مَذْبُوحٌ، لَهُ سَبْعَةُ قُرُونٍ وَسَبْعُ أَعْيُنٍ، هِيَ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللهِ الْمُرْسَلَةُ إِلَى كُلِّ الأَرْضِ.) رؤيا يوحنا 5: 6

فإذا كان الإله خروف ، ورعيته خراف ، فلابد من وجود علامة محددة للتمييز بينهم ، حتى لا يذبح جزار الخروف الإله ويترك الخروف البشر ، أو يعبد إنسان الخروف البشر دون الخروف الإله ويسجد له بالباطل!

غريب هذا الدين الذى يأكل لحم إلهه ثم يعبده. فمرة يأكلوا لحمه ودمه المتمثلين فى الخبز والخمر، ومرة يأكلوا لحمه دون خمر متمثلاً فى لحم الخراف! فلماذا لم تحرم النصرانية أكل لحم الخراف؟ أم إن لحم الخروف الإله أطعم وألذَ؟

وعند وجود الخبز المقدس والخمر والخروف الإله ، فبأيها نبدأ فى الأكل؟ وأيها يتحول إلى جسد الإله ودمه؟ وماذا لو جُرِحَ الإله الخروف ، واحتاج لنقل دم ، فأى فصيلة دم يحتاجها هذا الإله؟

وبعد الهضم: هل يوجد تواليت مُحدَّد لإخراج هذا الإله فى صورة الفضلات المعتادة فى هذا المكان؟ وهل يجوز طرد الإله بالسيفون ليجرى مع باقى الآلهة الأخرى التى أنزلها مؤمنون آخرون ، أسعدهم الحظ بأكل إلههم ويختلط مع بقايا فضلات الطعام وروث الإنسان؟

الغريب أن هذا الإله الخروف له زوجة ، فهذه النعجة زوجته لابد أن تكون أيضاً من المُمَيَّزات حتى لايظن إنسان الظنون بجهل فى كل نعجة ، ويدعى أنه طالما سمحت النعجة الإلهة للخروف الإله (بكذا) ، إذن فالزنا مباح ، طالما أن الناتج خراف ، فلا يبالون.

لا تظن أن معنى أن الإله خروف، أنَّ هذا سيِّىء للبشرية. بالعكس ، فهنا تتجلى رحمته على الأخص بالرعاة. نعم. فالإله لابد أن يكون هو الأقوى والأجدر فى كل شىء ، فيمكن لراعى الغنم الذى يملك الخروف الإله أن يُعرِّش خروفه على النعجة لتنجب. ومثل هذا متعارف عليه عند الزراع والرعاة. لكن كله بثمنه ، فثمن النطَّة حوالى عشرة جنيهات.

هى كانت زمان خمسة جنيهات، لكن مع ارتفاع الدولار، أصبحت نطَّة الإله بعشرة جنيهات. لك أن تتخيل إله ينط كل نصف ساعة نطَّة على مدار اليوم كله ، أى 48 نطَّة بمقدار 480 جنيهاً لليوم. ولا يستطيع أن يتوقف ، لأنه هيبقى شكله وحش جداً وسط باقى الخراف اخوانه. وهذا سيدفع باقى الخراف الأخرى للمنافسة ، فيزداد عدد الخراف فى السوق ، وسوف يقل ثمنه. أليست هذه رحمة من الإله الخروف بمالكه؟ أليست هذه رحمة من الإله بآكلى لحمه من البشر الغلابة؟

وربما كان هذا هو السبب الذى أدى بهم إلى أكل لحوم البشر أثناء الحروب الصليبية. اقرأ معى ما كتبه مؤرخيهم عن جرائم تقشعر منها أبدان البشر: (يقول المؤرخ الراهب روبرت: “كان قومنا يجوبون الشوارع والميادين وأسطح المنازل ليرووا غليلهم فى التقتيل ، وذلك كاللبؤات التى خطفت صغارها وكانوا يذبحون الأولاد والشبان والشيوخ ويقطعونهم إرباً إرباً، وكانوا يشنقون أناساً كثيرين بحبل واحد بغية السرعة، فياللعجب ويا للغرابة أن تذبح تلك الجماعة الكبيرة المسلحة بأمضى سلاح من غير أن تقاوم، وكان قومنا يقبضون على كل شىء يجدونه ، فيبقرون بطون الموتى ليخرجوا منها قطعاً ذهبية ، فيا للشره وحب الذهب .. .. وكانت الدماء تسيل كالأنهار فى طرق المدينة المغطاة بالجثث .. .. ولم يكن بين تلك الجماعة الكبرى واحد ليرضى بالنصرانية ديناً ، ثم أحضر (بوهيموند) جميع الذين اعتقلهم فى برج القصر ، وأمر بضرب رقاب عجائزهم وشيوخهم وضعافهم وبسوق فتيانهم وكهولهم إلى أنطاكية لكى يباعوا فيها”)

(وفى كتاب من تأليف المطران برتولومي دي لاس كازاس. ترجمة سميرة عزمي الزين. من منشورات المعهد الدولي للدراسات الإنسانية يقول : ولد ( برتولومي دي لاس كازاس ) عام 1474 م في قشتالة الأسبانية , من أسرة اشتهرت بالتجارة البحرية. وكان والده قد رافق كولومبوس في رحلته الثانية إلى العالم الجديد عام 1493 م أي في السنة التالية لسقوط غرناطة وسقوط الأقنعة عن وجوه الملوك الأسبان والكنيسة الغربية. كذلك فقد عاد أبوه مع كولومبوس بصحبة عبد هندي فتعرف برتولومي على هذا العبد القادم من بلاد الهند الجديدة. بذلك بدأت قصته مع بلاد الهند وأهلها وهو ما يزال صبيا في قشتاله يشاهد ما يرتكبه الأسبان من فضائع بالمسلمين وما يريقونه من دمهم وإنسانيتهم في العالم الجديد.
كانوا يسمون المجازر عقابا وتأديبا لبسط الهيبة وترويع الناس ، كانت سياسة الاجتياح المسيحي: أول ما يفعلونه عندما يدخلون قرية أو مدينة هو ارتكاب مجزرة مخيفة فيها .. .. مجزرة ترتجف منها أوصال هذه النعاج المرهفة).

وإنه كثيرا ما كان يصف لك القاتل والمبشر في مشهد واحد فلا تعرف مِمَّا تحزن: أمن مشهد القاتل وهو يذبح ضحيته أو يحرقها أو يطعمها للكلاب , أم من مشهد المبشر الذي تراه خائفا من أن تلفظ الضحية أنفاسها قبل أن يتكرم عليها بالعماد ، فيركض إليها لاهثا يجرجر أذيال جبته وغلاظته وثقل دمه لينصرها بعد أن نضج جسدها بالنار أو اغتسلت بدمها , أو التهمت الكلاب نصف أحشائها.

إن العقل الجسور والخيال الجموح ليعجزان عن الفهم والإحاطة ، فإبادة عشرات الملايين من البشر في فترة لا تتجاوز الخمسين سنة هول لم تأت به كوارث الطبيعة. ثم إن كوارث الطبيعة تقتل بطريقة واحدة. أما المسيحيون الأسبان فكانوا يتفننون ويبتدعون ويتسلون بعذاب البشر وقتلهم. كانوا يجرون الرضيع من بين يدي أمه ويلوحون به في الهواء, ثم يخبطون رأسه بالصخر أو بجذوع الشجر , أو يقذفون به إلى أبعد ما يستطيعون. وإذا جاعت كلابهم قطعوا لها أطراف أول طفل هندي يلقونه , ورموه إلى أشداقها ثم أتبعوها بباقي الجسد. وكانوا يقتلون الطفل ويشوونه من أجل أن يأكلوا لحم كفيه وقدميه قائلين : إن أشهى لحم هو لحم الإنسان.)

ولأن الكتاب يقول إنه إله غير قادر على كل شىء: (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً.) يوحنا 5: 30 ، فلابد له أن يأخذ فياجرا ، ومن هنا تزداد رحمته بتجار وصُنَّاع الفياجرا ، والأطباء البيطريين ، الذين سيولِّدون النعاج. ومن هنا سيجتهد التلاميذ للحصول على أعلى الدرجات للإلتحاق بكلية الطب البيطرى ، وسينتشر البحث العلمى فى مجال الخراف ، وتتقدم البلد علمياً وتزدهر بالتالى أيضاً إقتصادياً.

وبالطبع ستشمل رحمته الزراع ، فسيكثر البرسيم فى الأرض ، وهذا سينعكس بصورة إيجابية جداً على كل الحيوانات التى تشترك معه فى هذا الطعام. وستتحول الحدائق إلى أراضى خضراء ، وهذا سينقى الجو من ثانى أكسيد الكربون ، وتتحسن صحة المواطنين. وبهذا يتضح لك أن هذا الإله الخروف صديق للبيئة.

لكن ماذا ستفعل شركات الأدوية التى تستفيد من تدهْور صحة المواطنين؟ لا تقلق! فالرب الخروف عامل حسابه كويس على كل شىء! فهو لن يترك كل الناس تزرع برسيم ، لأنهم يحتاجون للمزروعات الأخرى ، لذلك قرَّرَ الرب الخروف أن يتحوَّل إلى حيوان مفترس ، ليُقلِّل عدد الخراف التى فى العالم ، وبالطبع الفزع والأمراض والأوجاع التى ستصيب الإنسان بسبب تحوَّل قطيع الخراف إلى حيوانات مفترسة ، سيجعلنا نلجأ للأطباء البشريين والصيدليات. (4«وَأَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَإِلَهاً سُِوَايَ لَسْتَ تَعْرِفُ وَلاَ مُخَلِّصَ غَيْرِي. 5أَنَا عَرَفْتُكَ فِي الْبَرِّيَّةِ فِي أَرْضِ الْعَطَشِ. 6لَمَّا رَعُوا شَبِعُوا. شَبِعُوا وَارْتَفَعَتْ قُلُوبُهُمْ لِذَلِكَ نَسُونِي. 7«فَأَكُونُ لَهُمْ كَأَسَدٍ. أَرْصُدُ عَلَى الطَّرِيقِ كَنَمِرٍ. 8أَصْدِمُهُمْ كَدُبَّةٍ مُثْكِلٍ وَأَشُقُّ شَغَافَ قَلْبِهِمْ وَآكُلُهُمْ هُنَاكَ كَلَبْوَةٍ. يُمَزِّقُهُمْ وَحْشُ الْبَرِّيَّةِ.) هوشع 13: 4-8

وهذا عمل إنسانى كبير يُخلِّص الدولة من البطالة ، لأن كثير جداً من الناس سوف تفضل الجلوس فى المنزل عن الخروج للصيدلية ، وبالتالى سيطلب كل منزل الأدوية بالتليفون. وفى هذه الحالة لابد من وجود 10 موظفين فى كل صيدلية على الأقل لتوصيل الطلبات للمنازل.

ولكن سترتفع أجرة الطبيب الزائر للمنزل. وهنا أقول لك: إن هذا الإله الرحيم بلغت نسبة ذكائه إلى درجة ، لايمكنك تخيلها: أولاً لن ترتفع أجرة الطبيب الزائر للمريض فى البيت، لأنه يوجد حوالى 33% من الأطباء الخريجين بدون عمل ، وهذا رحمة من الخروف.

أضف إلى ذلك أن ربنا ابتلى مصر بوزير للتربية والتعليم ، أفسد النشىء والمدرسين والمدارس والمناهج ، وكل ما ينتمى إلى التعليم أو حتى التربية ، فأصبحت الإمتحانات فى غاية التفاهة ، ويعتمد عدد كبير من التلاميذ على النجاح بالغش ، بل إن هناك من ينجح دون أن يكتب شىء فى ورقة الإجابة: لكن عليه أن يفتَّح مخه مع مدير المدرسة ، والمسؤول عن الكنترول.

وحتى لو زاد أجر الطبيب ، فهو رحمة بالمدرسين الخصوصيين ، حتى تتركهم الصحافة ، وتتجه قبلة الحكومة إلى محاربتهم بدلاً من المدرسين. وهنا سوف يعمل المعلمون بصفاء ذهنى أكبر ، مما سيؤدى إلى تحسُّن العملية التعليمية ، ويؤدى الوزير دوره فى محاربة الدروس الخصوصية.

وهنا سيستقيل 99.99% من المدرسين ، مما سيتيح للدولة أن تخصخص المدارس ، وتبيعها بمليارات الجنيهات ، ثم يأتى مستثمر كبير مثل رامى لكَّح ويسرقها ويغادر البلد.

وهذا أيضاً فيه خير على الصحفيين ، الذين سيجدون فى مثل هذه الموضوعات مادة صحفية ممتعة ، تشغل الناس أكثر عن عبادة الرب الخروف ، والإهتمام بمصالحهم. فتزداد وعود الحكومة برد نقود المودعين ، ويزداد إقبال الناس على شراء الجرائد ، وتزداد الإعلانات فى الجرائد ، مما يوحى للمستثمرين الأجانب أن مصر بها حركة إقتصادية قوية ، فيجذب هذا رأس المال الأجنبى إلى البلد ، لينعشها إقتصادياً.

وحتى لا تتهم باقى الحيوانات هذا الإله الخروف بالتعصُّب ، فقد أوحى فى كتابه (نعم فى كتابه! لا تتعجب! فهو خروف مثقَّف! انت مالك! اربط الخروف مطرح ما يعوز صاحبه!) أنه له عدة أشكال لحيوانات مختلفة:

الرب حمامة (متى 3: 16)E

الربE خروف (رؤيا يوحنا 17: 24)

الرب شاة (أعمال الرسل 8: 32)E

الربE كالأنعام (أعمال الرسل 8: 32)

الرب أسد: (هوشع 13: 4-8)E

الربE نمر: (هوشع 13: 4-8)

الرب دبة: (هوشع 13: 4-8)E

الرب لبوة:E (هوشع 13: 4-8)

الرب تنين: (7فِي ضِيقِي دَعَوْتُ الرَّبَّ وَإِلَىE إِلَهِي صَرَخْتُ، فَسَمِعَ مِنْ هَيْكَلِهِ صَوْتِي وَصُرَاخِي دَخَلَ أُذُنَيْهِ. 8فَارْتَجَّتِ الأَرْضُ وَارْتَعَشَتْ. أُسُسُ السَّمَوَاتِ ارْتَعَدَتْ وَارْتَجَّتْ، لأَنَّهُ غَضِبَ. 9صَعِدَ دُخَانٌ مِنْ أَنْفِهِ، وَنَارٌ مِنْ فَمِهِ أَكَلَتْ. جَمْرٌ اشْتَعَلَتْ مِنْهُ. 10طَأْطَأَ السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ وَضَبَابٌ تَحْتَ رِجْلَيْهِ. 11رَكِبَ عَلَى كَرُوبٍ وَطَارَ، وَرُئِيَ عَلَى أَجْنِحَةِ الرِّيحِ. 12جَعَلَ الظُّلْمَةَ حَوْلَهُ مَظَلاَّتٍ، مِيَاهاً مُتَجَمِّعَةً وَظَلاَمَ الْغَمَامِ. 13مِنَ الشُّعَاعِ قُدَّامَهُ اشْتَعَلَتْ جَمْرُ نَارٍ. 14أَرْعَدَ الرَّبُّ مِنَ السَّمَاوَاتِ، وَالْعَلِيُّ أَعْطَى صَوْتَهُ. 15أَرْسَلَ سِهَاماً فَشَتَّتَهُمْ، بَرْقاً فَأَزْعَجَهُمْ. 16فَظَهَرَتْ أَعْمَاقُ الْبَحْرِ، وَانْكَشَفَتْ أُسُسُ الْمَسْكُونَةِ مِنْ زَجْرِ الرَّبِّ، مِنْ نَسْمَةِ رِيحِ أَنْفِهِ.) صموئيل الثانى 22: 7-16

ولكن الدودة لم يعجبها هذا الكلام ، فلإرضائها تبرَّأ الرب من كونه خروف واعترف أن الإنسان أفضل من الخروف: (12فَالإِنْسَانُ كَمْ هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْخَرُوفِ!) متى 12: 12 فتحوَّلَ الرب إلى إنسان: (الله ظهر فى الجسد) تيموثاوس الأولى 3: 16 ، (فى البدء كان الكلمة ... وكان الكلمة الله ... والكلمة صار جسداً وحلَّ بيننا) أى أصبح إنساناً (يوحنا 1: 1-14) ، حتى يتحوَّل هذا الإنسان إلى رمَّة وابن آدم الدود: (فكم بالحرى الإنسان الرمَّة وابن آدم الدود) أيوب 25: 8

وهنا تكمن سر عظمة هذا الإله الخروف ، فتحوله إلى دودة ، ستمكن الطيور من أكله ، وهنا نجده ضحى بنفسه مرة أخرى من أجل الطيور. ما أعظمك خروف!

لكن لن يمنعنى هذا من قول رأيى: كان وضعه كخروف أفضل بكثير منا نحن البشر الرمة أولاد الدود! فالحياة بالنسبة له كخروف إقتصادية جداً ، يتزوج ببلاش! لا. لا. يتزوج ويأخذ عشرة جنيهات على النطَّة. وليس له عدد محدد من الزوجات! فله مطلق الحرية ، تبعا لكمية الفياجرا التى يتناولها! آه نسيت أننى قلت إنه لا يأخذ فياجرا! عدوها لى!

أما نحن: فلابد من شراء أجمل الملابس وأشيكها ، وأغلى البرفانات ، ناهيك عن الهدايا واللازم منه لكى نفوز بإعجاب الفتاة ، ونتزوجها ، وننفق عليها وعلى أولادنا. أما الخروف يتزوج ويأخذ ، ينجب وندفع نحن له ولذريته ثمن الطعام والأدوية.

كخروف يديرون له الموسيقى فى الزرائب ، حتى تتحسَّن صحته ، وتُدر النعجة زوجته لبناً أكثر ، ويغنون له فى العيد: يا خروفى يا خروفى، يا لابس بدلة صوفى، لك قرنين .. .. ..؛ ولا أحد يُغنى لنا ، أليس هذا ظلم الإنسان لأخيه الإنسان. ألست معى فى أن كون الرب خروف تتجسد فيه معانى كثيرة غير مفهومة لكثيرين منا؟

ثم ماهى حكاية هذا الإله مع الحيوانات؟ فمرة يكون من الطيور، ومرة من الحيوانات الأليفة، ومرة من الحيوانات المفترسة. هل المهم بالنسبة لهذا الإله أن يكون مملوكاً وليس مالكاً؟ أن يكون حيوان ، أن يؤكل أو يُقتل! يا له من إله رائع فى تواضعه!

حتى الشيطان تملكه أربعين يوماً فى البريَّة ذليلاً له: (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزاً». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.) لوقا 4: 1-13

هل سمعت عن أناس تعبد الإله الذى تلعنه؟ (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13

يا نصارى! هل هذه هى صورة الإله الذى ترضونها لتعبدوه؟

تارة تذبحونه وتأكلونه وتشربون دمه: كحمامة وخروف وكشاة وخبز وخمر

تارة جعلتموه يصرخ ويستغيث بإلهه ولا حياة لمن ينادى: (46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً:«إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي»(أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟)) متى 27: 47

وتارة أهنتموه: (27فَأَخَذَ عَسْكَرُ الْوَالِي يَسُوعَ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَجَمَعُوا عَلَيْهِ كُلَّ الْكَتِيبَةِ 28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ.) متى 27: 27-31

وتارة صفعتموه على وجهه: (63وَالرِّجَالُ الَّذِينَ كَانُوا ضَابِطِينَ يَسُوعَ كَانُوا يَسْتَهْزِئُونَ بِهِ وَهُمْ يَجْلِدُونَهُ 64وَغَطَّوْهُ وَكَانُوا يَضْرِبُونَ وَجْهَهُ وَيَسْأَلُونَهُ: «تَنَبَّأْ! مَنْ هُوَ الَّذِي ضَرَبَكَ؟» 65وَأَشْيَاءَ أُخَرَ كَثِيرَةً كَانُوا يَقُولُونَ عَلَيْهِ مُجَدِّفِينَ.) لوقا 22:

وتارة بصقتم على وجهه: (30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ)متى27: 30

وتارة قتلتموه صلباً: (30فَلَمَّا أَخَذَ يَسُوعُ الْخَلَّ قَالَ:«قَدْ أُكْمِلَ». وَنَكَّسَ رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.) يوحنا 19: 30 ، (50فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.) متى 27: 50

وتارة طعنتموه فى جنبه بحربة: (33وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمَّا جَاءُوا إِلَيْهِ لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْهِ لأَنَّهُمْ رَأَوْهُ قَدْ مَاتَ. 34لَكِنَّ وَاحِداً مِنَ الْعَسْكَرِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَةٍ وَلِلْوَقْتِ خَرَجَ دَمٌ وَمَاءٌ.) يوحنا 19: 33-34

وتارة تصطادونه وتقتلونه: كحيوان مفترس يُخشى على الناس من خطورته

ومرات ومرات حرفتم كلامه ، ووضعتم على لسانه ما لم يتكلم به ، ظناً منكم أنه خروف لا يقرأ ولا يكتب ، ولن يتمكن من كشف تحريفاتكم. لكن هيهات لكم: إنكم نسيتم أن هذا الخروف هو (رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ،) رؤيا يوحنا 17: 14 ، لذلك كشف تحريفاتكم بعلمه فقال:

1- (كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8: 8

2- وهذا كلام الله الذى يقدسه نبى الله داود ويفتخر به ، يحرفه غير المؤمنين ، ويطلبون قتله لأنه يعارضهم ويمنعهم ، ولا يبالى إن قتلوه من أجل الحق ، فهو متوكل على الله: (4اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ! 5الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي. عَلَيَّ كُلُّ أَفْكَارِهِمْ بِالشَّرِّ.) مزمور 56: 4 –5

3- (15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!) إشعياء 29: 15 – 16

4- (29أَلَيْسَتْ هَكَذَا كَلِمَتِي كَنَارٍ يَقُولُ الرَّبُّ وَكَمِطْرَقَةٍ تُحَطِّمُ الصَّخْرَ؟ 30لِذَلِكَ هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَسْرِقُونَ كَلِمَتِي بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ. 31هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ لِسَانَهُمْ وَيَقُولُونَ: قَالَ. 32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ]. 33وَإِذَا سَأَلَكَ هَذَا الشَّعْبُ أَوْ نَبِيٌّ أَوْ كَاهِنٌ: [مَا وَحْيُ الرَّبِّ؟] فَقُلْ لَهُمْ: [أَيُّ وَحْيٍ؟ إِنِّي أَرْفُضُكُمْ - هُوَ قَوْلُ الرَّبِّ. 34فَالنَّبِيُّ أَوِ الْكَاهِنُ أَوِ الشَّعْبُ الَّذِي يَقُولُ: وَحْيُ الرَّبِّ - أُعَاقِبُ ذَلِكَ الرَّجُلَ وَبَيْتَهُ. 35هَكَذَا تَقُولُونَ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ وَالرَّجُلُ لأَخِيهِ: بِمَاذَا أَجَابَ الرَّبُّ وَمَاذَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ؟ 36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.)إرمياء 23: 29-36

5- انظر إلى التحريف الذى كان منتشراً وقتها؟ انظر كم كتاب وكم رسالة قد تم تأليفها على غير المألوف أو المشهور عند لوقا؟ الأمر الذى دفعه لكتابة هذه الرسالة! (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4

6- بولس يقول أراءه الشخصية ، ثم بعد ذلك تقولون هذا من عند الله؟ (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ.) كورنثوس الأولى 7: 25-26

7- هل بولس قد أوحى الله إليه؟ إن قلت لا، فلماذا تُعِدُّونَ رأيه الخاص وحىٌ من عند الله؟ وإن قلت نعم ، فاقرأوا رأيه الشخصى الذى يضعه فى رسائله الشخصية: (38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى7: 38-40

وإذا كان الخروف بهذا العلم وهذه الحكمة ، فستحدث منافسة بين التلاميذ ، ويحاولون التفوق أو الوصول لمستوى الخراف العلمى ، مما سيؤدى إلى نهضة علمية بارعة ، يتفرغ فيها المدرس لأبحاثه وقراءاته ، وسوف يشارك الدولة فى الحكم ، وهذا ما لا تريده الدولة طبعاً ، وسيعلن رئيس الجمهورية فى هذه الحالة تخليه عن وزير التربية والتعليم (وهو المطلوب)، بسبب فشله فى عدم إيجاد كبش فداء ، يحوِّل إليه أولياء الأمور جام غضبهم ، لأن مرتباتهم هزيلة ، والوزير يُفهمهم أن السبب فى ذلك هو المدرس الخصوصى.

وبعد ما طالب الوزير الدولة برفع مرتبات المعلمين ، وبالطبع لن تمانع الدولة ، فهى نصير المعلم والخراف ، فمن الخير الوفير الذى يأتى إلى الدولة عن طريق تصديرها للخراف وأعلافها بأثمان تُدر عليها ربحاً وفيراً من الدولارات ، مما سيتسبب فى تحسين أحوال المعيشة ، وسعر الدولار فى مصر، فتكون النطَّة حينئذ بخمسة جنيهات كما كانت ، وبالتالى تبدأ الأسعار فى الهبوط. وأتمنى أن يسترها ربنا هذه المرة ، ولا يهرب بنقود الخراف لص يُطلقون عليه رجل أعمال كبير، فتخسر الدولة الخراف وأثمانها!
...........................????????????(((((((((((((((((((((((((((( عقيدة بتولية السيدة العذراء

الكاتب/ Administrator

ورد في متى1/25 ترجمة الفاندايك: [ 24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ، وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ. 25وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ..].. من الضروري التعرف على مسألة اختلف حولها آباء الكنيسة، وكذلك اختلفت حولها الكنائس المسيحية, إنها عقيدة دوام بتولية العذراء.. وهذه العقيدة باختصار هي أن الكنائس التقليدية الأرثوذكسية والكاثوليكية تؤمن بأن السيدة العذراء مريم أم السيد المسيح عليهما السلام بالرغم من ولادتها للسيد المسيح إلا أنها بقيت عذراء.. ولقد استطاعوا أن يثبتوا في الأذهان أنها مازالت عذراء فرجوا لعذريتها بقولهم ونحن نردد معهم (السيدة مريم العذراء في حين أن كلمة السيدة لا تطلق إلا على من فقدت عذريتها أما وأن يطلق عليها السيدة العذراء فهذا التناقض في الجملة الواحدة يصرف الذهن إلى أنها مازالت عذراء حتى بعد ولادتها للسيد المسيح). واستدلوا بالترجمات الحديثة التالية: 1ـ العربية المشتركة متى1/25: [24فلمَّا قامَ يوسفُ مِنَ النَّومِ، عَمِلَ بِما أمَرَهُ مَلاكُ الرَّبِّ. فَجاءَ باَمْرَأتِهِ إلى بَيتِه، 25ولكِنَّهُ ما عَرَفَها حتّى ولَدَتِ اَبْنَها فَسَمّاهُ يَسوعَ.]. 2ـ الكاثوليكية متى1/25: [24فلمَّا قامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوم، فَعلَ كَما أَمرَه مَلاكُ الرَّبِّ فأَتى بِامرَأَتِه إِلى بَيتِه، 25على أَنَّه لم يَعرِفْها حتَّى ولَدَتِ ابناً فسمَّاه يسوع.]. 3ـ البولسية [24 فلمَّا نهَضَ يوسُفُ منَ النَّومِ، فعَلَ كما أَمرَهُ ملاكُ الربِّ، فأخَذَ امرأَتَهُ؛ 25 ووَلَدَتِ ابنَها، وهُوَ لم يَعْرِفْها، فسمَّاه يسوع.]. 4ـ كتاب الحياة [24وَلَمَّا نَهَضَ يُوسُفُ مِنْ نَوْمِهِ، فَعَلَ مَا أَمَرَهُ بِهِ الْمَلاكُ الَّذِي مِنَ الرَّبِّ؛ فَأَتَى بِعَرُوسِهِ إِلَى بَيْتِهِ. 25وَلكِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ بِهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْناً، فَسَمَّاهُ يَسُوعَ.]. فالمسيح نزل منها كما كان يستطيع أن يمر من الأبواب وهي مغلقة، وطبعاً هذه العقيدة هي من آثار التأثر المسيحي بالعقيدة الغنوسية التي لم تكن تعتقد بأن المسيح كان له جسد حقيقي. أما الكنائس البروتستانتية فتعتقد بأن السيدة العذراء لم تبق عذراء بعد إنجابها للسيد المسيح بل إن الكثيرين منهم يعتقدون أن السيدة مريم وبعد ولادتها للسيد المسيح كانت تعاشر يوسف النجار معاشرة الأزواج وأنجبت منه العديد من الأولاد.. واستدلوا بما هو موجود في الترجمة المعتمدة عند الأرثوذكس وهى ترجمة الفاندايك متى1/25 :[25وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ.]..ووجود كلمة (الْبِكْرَ)، والموجودة بالنص يوحي بأن لها أبناء آخرين، وهم أخوة السيد المسيح وذلك طبقاً لما هو في متى 13/ 54ـ 56:[54وَلَمَّا جَاءَ إِلَى وَطَنِهِ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ فِي مَجْمَعِهِمْ حَتَّى بُهِتُوا وَقَالُوا:«مِنْ أَيْنَ لِهذَا هذِهِ الْحِكْمَةُ وَالْقُوَّاتُ؟ 55أَلَيْسَ هذَا ابْنَ النَّجَّارِ؟ أَلَيْسَتْ أُمُّهُ تُدْعَى مَرْيَمَ، وَإِخْوَتُهُ يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا؟ 56أَوَلَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ جَمِيعُهُنَّ عِنْدَنَا؟ فَمِنْ أَيْنَ لِهذَا هذِهِ كُلُّهَا؟].. ـ راجع التفسير الحديث للكتاب المقدس ، إنجيل متى ص79ـ . وذلك على عكس الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية التي ترى أن وجود إخوة ليسوع من مريم قد يفقد المسيح ميزة الولادة من عذراء، ولسنا هنا في مجال مناقشة صحة أو خطأ هذه العقيدة ولكننا أردنا فقط أن نوضح أهمية وجود كلمة (ابْنَهَا الْبِكْرَ)، التي قد يوحي بأن للمسيح إخوة جاءوا من بعده. والسؤال الآن .. هل كانت السيدة العذراء بعد ولادتها للسيد المسيح عليه السلام، بكراً أم لا.. وهل كان للسيد المسيح إخوة أم لا..و أليس وجود إخوة للإله يفقدها عذريتها، كما يقول البروتستانت؟.. نأتي إلي قضية أخرى أهم بكثير إنها تدور حول قوله: [وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ.].. والسؤال الآن لماذا [ دَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ ] ؟. ألم يأمره ملاك الرب أن يَدْعُو (اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ)؟.. لماذا خالف يوسف كلام الرب؟؟..لقد ورد في كافة الطبعات المعتمدة [ 24فلمَّا قامَ يوسفُ مِنَ النَّومِ، عَمِلَ بِما أمَرَهُ مَلاكُ الرَّبَّ.]. وعلمنا أن ملاك الرب قد أمره بأن: [يَدْعُو اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ].. وإليك النص من كافة الترجمات المعتمدة عند مختلف الطوائف: 1ـ متى 1 :25 الترجمة العربية المشتركة:[ 22حَدَثَ هذا كُلُّه لِيَتِمَّ ما قالَ الرَّبُّ بلِسانِ النَّبـيِّ: 23((سَتحْبَلُ العَذْراءُ، فتَلِدُ اَبْناً يُدْعى ((عِمّانوئيلَ))، أي اللهُ مَعَنا. 24فلمَّا قامَ يوسفُ مِنَ النَّومِ، عَمِلَ بِما أمَرَهُ مَلاكُ الرَّبِّ. فَجاءَ باَمْرَأتِهِ إلى بَيتِه، 25ولكِنَّهُ ما عَرَفَها حتّى ولَدَتِ اَبْنَها فَسَمّاهُ يَسوعَ.]. 2ـ متى 1 :25 فاندايك:[22وَهَذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ القَائِلِ : 23((هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً ، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ)) الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا .24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ ، وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ. 25وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ.]. 3ـ متى 1 :25 الترجمة الكاثوليكية:[22وكانَ هذا كُلُّه لِيَتِمَّ ما قالَ الرَّبُّ على لِسانِ النَّبِيّ: 23 ((ها إِنَّ العَذراءَ تَحْمِلُ فتَلِدُ ابناً يُسمُّونَه عِمَّانوئيل ))أَيِ ((اللهُ معَنا )). 24فلمَّا قامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوم، فَعلَ كَما أَمرَه مَلاكُ الرَّبِّ فأَتى بِامرَأَتِه إِلى بَيتِه، 25على أَنَّه لم يَعرِفْها حتَّى ولَدَتِ ابناً فسمَّاه يسوع.]. 4ـ متى 1 :25 الترجمة البولسية:[23 "ها إِنَّ العذراءَ تَحْبَلُ وتَلِدُ ابنًا ويُدعى اسْمُهُ عِمَّانوئيلَ" أَي: اللهُ معَنا. 24 فلمَّا نهَضَ يوسُفُ منَ النَّومِ، فعَلَ كما أَمرَهُ ملاكُ الربِّ، فأخَذَ امرأَتَهُ؛ 25 ووَلَدَتِ ابنَها، وهُوَ لم يَعْرِفْها، فسمَّاه يسوع.]. 5ـ متى 1 :25 ترجمة كتاب الحياة:[23«هَا إِنَّ الْعَذْرَاءَ تَحْبَلُ، وَتَلِدُ ابْناً، وَيُدْعَى عِمَّانُوئِيلَ!» أَيِ «اللهُ مَعَنَا». 24وَلَمَّا نَهَضَ يُوسُفُ مِنْ نَوْمِهِ، فَعَلَ مَا أَمَرَهُ بِهِ الْمَلاكُ الَّذِي مِنَ الرَّبِّ؛ فَأَتَى بِعَرُوسِهِ إِلَى بَيْتِهِ. 25وَلكِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ بِهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْناً، فَسَمَّاهُ يَسُوعَ.]. 6ـ متى 1 :25 كتاب الكلمة:[ 22حَدَثَ هذا كُلٌّه لِيَتِمَّ ما قالَ الرَّبٌّ بلِسانِ النَّبـيَّ: 23"سَتحْبَلُ العَذْراءُ، فتَلِدُ اَبْناً يُدْعى "عِمّانوئيلَ"، أي الله مَعَنا.24فلمَّا قامَ يوسفُ مِنَ النَّومِ، عَمِلَ بِما أمَرَهُ مَلاكُ الرَّبَّ. فَجاءَ باَمْرَأتِهِ إلى بَيتِه، 25ولكِنَّهُ ما عَرَفَها حتى ولَدَتِ اَبْنَها فَسَمّاهُ يَسوعَ.]. فملاك الرب يأمره أن يسمه "عِمّانوئيلَ" ومع ذلك قام قداسته وبعد ولادتها اَبْنَها[ فَسَمّاهُ يَسوعَ]. ومرة أخرى لماذا يا يوسف..لماذا؟... لماذا خالفت أوامر الرب يا يوسف لماذا؟؟.. لقد مات القديس يوسف ومات معه السر ولا يعرف أحداً حتى الآن، لماذا خالف أبو (أخوة الإله) أوامر ابن زوجته( الإله) الذي هو ربه، وأطلق عليه اسماً آخراً بمزاجه هو، فما هي عقوبة من يخالف أوامر الرب القدير؟؟..وبتعمد؟.. أم أن في الأمر محاباة لأنه زوج أمه؟..وهل يحابي الإله أحداً.. أم أننا كلنا عبيده ونحن كلنا عنده سواء؟.. يمكن لأن القديس يوسف زوج أمه ..يمكن.. نحن لا نعرف ماذا دار بينهما بعد أن فرض القديس يوسف اسم يسوع علي ربه فرضاً.. ومات القديس يوسف ومات السر معه ولا نعرف لماذا خالف تعاليم ملاك الرب.. سؤال أخر.. هل تسمية السيد المسيح بـ (يَسُوعَ). تحقق النبوءة الواردة في سفر إشعياء؟.. إذ أن المراد بالنبي عند علمائهم هنا هو إشعياء عليه السلام وذلك مصداقا لما جاء في سفر إشعياء 7/ 13ـ 14: [13فَقَالَ: «اسْمَعُوا يَا بَيْتَ دَاوُدَ. هَلْ هُوَ قَلِيلٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تُضْجِرُوا النَّاسَ حَتَّى تُضْجِرُوا إِلَهِي أَيْضاً؟ 14وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ». ]. فإذا كنتم تريدون تحقيق النبوءة بحق فليسم ابن مريم بـ«عِمَّانُوئِيلَ». أما وأن يتم تسميته بخلاف ذلك.. إذن النبوءة لم تتحقق...صح!!!.. ملمح أخير: أرجو مراجعة النص الوارد في متى1/25 ترجمة الفاندايك بدقة قليلاً: [ 24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ، وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ. 25وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ..].. والسؤال الآن هل كانت السيدة مريم الموجودة في العدد 24 من النص السابق امْرَأَتَهُ؟..أم كانت خطيبته؟..وما هو المقصود بعدم معرفته إياها والموجودة في العدد الذي يليه؟.. ملمح بعد الأخير.. كلمة [أَيِ «اللهُ مَعَنَا».]..الموضوعة في كل النصوص السابقة بين قوسين..لماذا تم وضعهما بين قوسين؟.. أليست هذه الجملة تعتبر في هذه الحالة بمثابة مذكرة تفسيرية لكلمة «عِمَّانُوئِيلَ».؟.. هل هي من كلام الرب؟.. أم أنها دخيلة على كلام الرب، وقام النساخ بوضعها بين قوسين حتى لا ينصرف الذهن إلى أنها من كلام الرب؟.. مجرد تساؤلات بريئة جداً.. ولا نحتاج إلى إجابة عنها فنحن نعرف الإجابة مثل ما أنكم تعرفون!!!... زهدي??????=

غير معرف يقول...

شِرْلُوك هُولْمِز والرسول الكريم؟! كيف؟
بقلم : د. إبراهيم عوض
ibrahim_awad9@yahoo.com
فى هذه المرحلة البائسة من التاريخ الإسلامى يتعرض الإسلام والمسلمون لهجمةٍ رهيبةٍ تستهدف محو كل شىء يتعلق به أو بأهله، هجمةٍ تُسْتَخْدَم فيها كل الوسائل والخطط التى لم يحلم بها الشيطان نفسه يوما من الأيام، ويتم الكذب والتدليس بشأنه علانية دون خجل أو حياء، إذ المسلمون حكوماتٍ وشعوبًا هم الآن فى أسوإ حالاتهم وأوضاعهم، وهو ما يغرى الغرب بالاعتقاد بأن هذه فرصة عظيمة لا تتكرر للعمل على تدمير هذا الدين والقضاء على أهله إن استطاع، أو على الأقل: العمل على تغيير هويتهم وانتمائهم، واجتيالهم عن معتقداتهم وعباداتهم وأخلاقهم وعاداتهم وتقاليدهم، مستخدما فى ذلك، ضمن ما يستخدم، خَوَنة المسلمين الذين يَسْهُل، عن طريق الفتات التافه الحقير مثلهم من بقايا المناصب والشهرة والمال والجنس، شراؤهم واقتيادهم من أنوفهم للقيام بمهمة "الكَبْش" الذى تُحَطَّم به أبواب القلاع والحصون، تلك المهمة التى ينهض بها هؤلاء الكِبَاش الأقذار المنحطّون بحماسة منقطعة النظير وكأنهم مؤمنون متبتلون يتقربون إلى الله لنيل رضاه لا إلى المستعمر المجرم الذى ظل يذيق أمتهم العذاب قرونًا ويسرقها ويقتّل رجالها ويعتدى على أعراض نسائها وييتّم أطفالها ويذبّحهم أيضا. وفى إطار هذه الهجمة المجرمة الشرسة ينبغى النظر إلى تلك الكتابات العجيبة التى نعرض لبعضها هنا بين الحين والحين بُغْيَةَ تنبيه الغافلين والمغفَّلين من أبناء الأمة التى تنتسب زورا إلى سيد المرسلين لعلها أن تُفِيق وتستيقظ وتنهض من رقدة العدم فتستعيد شرف الانتماء إلى دين سيد الرسل عليه السلام وتسترجع ما كان لها من عز غابر ومجد تالد بدل هذا الهوان والذل والاستخذاء الذى يحاصرها من كل جانب والذى لا يليق بها وبأعدادها وإمكاناتها المهولة وتاريخها العريض ورقيّها الذى كان ثم أصبح فى خبر "كان". ويدخل فى نطاق هذه الهجمة المقالُ الذى نترجمه اليوم ونعلّق عليه، والذى كتبه رجل فرنسى سبق أن عرضْنا له الاقتراح المجنون بنَكْت شوارع المدينة المنورة بغية التأكد من وجود "الخندق" الذى يصر بخبلٍ عقلىٍّ غريبٍ على أنه لم يكن له وجود، مما يعده برهانا لا تمكن المماراة فيه على أن محمدا نفسه لم يكن له وجود!
ولكن قبل أن نسوق ترجمة المقال المذكور ننقل تلك السطور التى قرأناها اليوم (الجمعة الموافق للثامن عشر من نوفمبر 2005م) فى صحيفة "القدس العربى" المشباكية تحت عنوان "انتفاضة البؤساء في فرنسا... الأخطر منذ 1968" للكاتب عمر نجيب، والتى تقول: "جزء من ثورة البؤساء في فرنسا نابع كذلك عن ردة الفعل علي الحملة الشرسة التي شُنَّتْ ضد الإسلام والمسلمين خاصة في أوروبا منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 ضد الولايات المتحدة. ففي كل مكان بأوروبا استغل أنصارُ الفكر العنصري وأتباعُ الصهيونية الأحداثَ ليشنوا حملة ضد الإسلام والمسلمين. وقد وصل تردي الأوضاع إلى درجة أصبح فيها حتي على الذين لهم أسماء عربية وإسلامية مميزة أن يبدلوها إذا أرادوا أن تكون لهم حظوظ مهما كانت صغيرة للحصول علي عمل ينقذهم من البطالة. ما حدث ويحدث في فرنسا منذ الأيام الأخيرة من شهر أكتوبر 2005 ولَّد يقظة لدي بعض الحريصين علي إقامة مجتمع عادل بدون عنصرية. في هذا الإطار قال المفكر الفرنسي البارز إيف لوكوك إنه اصبح من الضروري على الغرب الآن أكثر من أي وقت مضي تجاوز عقدة الإسلام والمسلمين وإظهار احترامٍ أكبر لمعتنقي هذه الديانة في أوروبا لضمان التعايش السلمي بين الجميع. وقال المفكر الفرنسي في مقابلة مع رويترز: لم يعد مقبولا أن يتم دَوْس كرامة الآخرين وعدمُ احترام ديانتهم، وخصوصا الديانة الإسلامية التي أضحت هدفا لهجوم من الغرب بلا هوادة. وأضاف لوكوك، وهو وجه وصوت تلفزيوني معروف في فرنسا: إن ما يحدث من شَغْب في ضواحي العاصمة باريس وغيرها طبيعي بالنظر إلى عدد من العوامل التي أدت لغضب المسلمين. واعتبر لوكوك الذي اشتهر بجرأة النقد في برنامجه أعمال الشغب أمرا غير مقبول، لكن يبدو أن تراكم الإحساس بالتهميش والاحتقار وعدم احترام خصوصية المسلمين هو الذي جعل الأمر يصل إلى هذا الحد من الغضب. وانتقد المفكر الفرنسي أداء حكومة باريس في إدارة هذه الأزمة قائلا: من الأفضل معالجة المسألة بالاستماع إلى الجالية المسلمة وتوفير مقومات العيش الجيد لها، وخصوصا توفير مزيد من فرص العمل عِوَضَ الالتجاء الفوضوي إلى القوة مباشرة لردع هذه الفئة التي تشعر بالتهميش اجتماعيا واقتصاديا ودينيا. واستغرب لوكوك ربط هذه الأعمال بجماعات إسلامية منظمة مثلما أشارت بعض التقارير الصحافية الغربية معتبرا أن أي حادث مهما كانت سذاجته أو بساطته في فرنسا أو أوروبا من الآن فصاعدا سيتم تحميل المسؤولية فيه للإسلام والمسلمين. وهذا أمر مخجل، ويجب ألا يتواصل حتي تُسْتَأْنَف العلاقات بشكل جيد مع المسلمين". والآن بعد أن انتهينا معا من مطالعة هذه السطور الكاشفة لأوضاع المسلمين فى الغرب وكيف أنها لا تمكن مقارنتها بأوضاع الأقليات فى البلاد الإسلامية التى تعيش فى فردوس ثم تتطاول مع ذلك على الأكثرية المسلمة وتنسب لها المعايب وتختلق لها التهم اختلاقا، فلنذهب، أيها القارئ العزيز، إلى نص ترجمة المقال المخبول الذى يحاول صاحبه التشكيك فى وجود الرسول نفسه صلى الله عليه وسلم بطريقة تافهةٍ مضحكةٍ فاضحةٍ للعقلية الغربية عند تعاملها مع الإسلام والمسلمين، وهذه هى الترجمة:
"ترى أكان محمد وشِرْلوك هُولْمز شخصيتين تاريخيتين حقيقيتين أم لم يكونا إلا أسطورتين من بنات الوهم والخيال؟ أكانا فعلا بشرا من البشر فى يوم من الأيام أم لا يزيدان فى واقع الأمر عن أن يكونا تجسيدا لتطلعات بعض بنى الإنسان؟ أهما يمتّان إلى الحقيقة أم هما مجرد زيف ليس له فى الحقيقة أى وجود؟ أم تراهما قد تم مزجهما من هذا وذاك كى يصدق الناس أنهما كانا موجودين يوما وأن كل ما يمتّ إليهما بسبب هو حقيقى صحيح؟ ربما تبدو المسألة غريبة، ذلك أنك متى عرفت من هو محمد فإنك تعرف أنه كان موجودا، وإذا عرفت من هو شرلوك هولمز فإنك تعرف أنه لم يكن له وجود. لكن هل أنت متأكد من هذا؟ بالنسبة لمحمد فإن أكثر من عشرين فى المائة من سكان الأرض يؤمنون أنه شخص حقيقى كان موجودا فى يوم من الأيام، فهل نستخلص من هذا أن مليار نسمة لا يمكن خداعهم فى مسألة يمكن التحقق من صحتها بهذه البساطة، ومن ثم فإنه كان فعلا موجودا؟ إن كان الجواب بـ"نعم" فإنه ينبغى الوصول إلى نتيجة مشابهة فيما يتعلق بشرلوك هولمز، إذ ذكرت "الويكيبيديا" فى مادة "شرلوك هولمز" أنه، طبقا لاستطلاع قامت به الـ"بى بى سى" عام 1959م، قد تبين أن أكثر من نصف الإنجليز يعتقدون أن شرلوك هولمز كان شخصا حقيقيا وأن 25 مليونًا من الإنجليز بالذات لا يمكن أن يكونوا مخدوعين فى مسألة يسهل التحقق منها إلى هذا الحد. أليس كذلك؟
الحق أنه من الأفضل أن تقول إنك تَحْسَب أو إنك تعتقد أن محمدا كان موجودا. وفيما يخصك فأنت فى الواقع لم تقابل محمدا، لكن عدم مقابلتك إياه لا يعنى أنه كان موجودا، وإن لم يَعْنِ أيضا أنه لم يكن له وجود. ولسوف يكون الكلام أصحّ لو قلتَ إنك تظن أو إنك تعتقد أن شرلوك هولمز لم يكن له وجود، فأنت فى الحقيقة لم تقابل قَطّ شرلوك هولمز ذاته، لكن عدم مقابلتك شخصا ما لا يعنى أنه لم يكن موجودا، وإن لم يعن أيضا أنه كان له وجود. إن هذا، فيما يبدو، ليبعث على الاضطراب، لكنك إذا اتجهت أخيرا إلى جوهر الموضوع، فعليك أن تجيب على السؤال التالى: ترى ما الذى تعرفه على وجه اليقين فينا يختص بمحمد لأنك قد تحققت منه؟ وكذلك ما الذى تعرفه على وجه اليقين فيما يختص بشرلوك هولمز لأنك قد تحققت منه؟ وعلى أى أساس إذن قد أقمتَ رأيك فى محمد وفى شرلوك هولمز؟
وهاتان الشخصيتان قد عاشتا فى زمنٍ جِدّ مبكِّر بحيث لا يمكن القول بأن هناك من معاصرينا من عرفهما فى حياتهما. وبالنسبة لمرورهما على الأرض، فسواء كان ذلك صحيحًا أو مفترضًا فإننا لا نستطيع إلا أن نشير إلى الآثار التاريخية التى خلّفاها، أو لم يخلّفاها، وراءهما. ولسوف نلقى الآن نظرة على تلك الآثار التى خلفتها هاتان الشخصيتان. ولحسن الحظ فلسنا بحاجة إلى السفر إلى بلاد العرب ولا إلى إنجلترا لنقوم بذلك البحث، إذ هناك من قام بهذا بالنيابة عنا. وبفضل المِشْبَاك فسيكون من السهل الوصول مباشرة إلى المعلومات التى وضعها أولئك الأشخاص تحت تصرف جميع المِشْباكيين المهتمين بالموضوع كى يستطيع كل فرد أن يكوّن بسرعةٍ رأيه الشخصى بكل حرية واستقلال.
فى خُطَى شرلوك هولمز على أعقاب محمد
وسوف نبحث المسألة بطريقتين: الطريقة الأدبية والطريقة الآثارية، ولن نستعين عند الكلام عن كل من الشخصيتين إلا بأفضل المتخصصين. وسوف يكون مرجعنا بالنسبة لمحمد هو المعلومات التى وردتنا عن أشخاص متحمسين لسيرة حياته وشخصيته يُسَمَّوْن: "أهل السنة أو الشيعة"، ويطلَق عليهم جميعا فى فرنسا دون تفرقةٍ اسم "المسلمين". وهذا هو الاسم الذى سوف نعتمده، ولن نستمد أية معلومة إلا من المواقع الإسلامية الناطقة بالفرنسية، وبالذات "إسلام فرانس". أما رأى غير المسلمين، أى الأشخاص الذين لم يدرسوا الوثائق الضخمة المتعلقة بسيرة محمد بعمقٍ، فلن يكون لهم بطبيعة الحال نفس الوزن الذى للمسلمين العارفين بكل ما يتعلق به. وبالنسبة لبعض غير المسلمين فإنهم يفسرون الإحالات والتناقضات فى سيرة محمد على أساس أنه ليس أكثر من أسطورة لفقها على مدار القرون من هنا ومن ههنا كتّاب كانوا يشتغلون بخدمة بعض السادة فى عصرهم بغية تحريك رجال الجيش لشن الحروب من أجلهم. وفى نظر غير المسلمين فإن هؤلاء ظلوا يرددون هذه الأسطورة لأكثر من ألف عام. بيد أن علماء المسلمين يردون بأن هذه الإحالات وتلك التناقضات ليست كذلك فى الحقيقة، بل فى الظاهر فقط، وأن محمدا هو أعظم الأنبياء جميعا وخاتمهم. وقد أضحى وضع الدراسات التى تهدف إلى تأكيد وجود محمد وإثبات أنه أمر لا يقبل المماراة فنا من الفنون. وهناك عدد هائل من الدراسات التى تتعلق بمحمد، بل هناك جامعة تُعَدّ مرجعا عالميا فى هذا الموضوع.
والآن كما فعلنا مع محمد سوف نفعل مع شرلوك هولمز. وسوف يكون مرجعنا بالنسبة لشرلوك هولمز هو المعلومات التى وردتنا عن أشخاص متحمسين لسيرة حياته وشخصيته يُسَمَّوْن: "الهولمزيين أو الشرلوكيين". وفى فرنسا يُسَمَّى الشرلوكيون الإنجليز بـ"الهولمزيين"، وهم أعرف الناس بكل ما يتعلق بشرلوك هولمز، وهذا أمر من الوضوح التام بمكان. وسوف يقتصر اعتمادنا على المراجع الهولمزية، وهى مواقع كثيرة ناطقة بالفرنسية، وبالذات موقع "سوسييتيه شِرْلوك هولمز فرانس". أما رأى غير الهولمزيين، أى الأشخاص الذين لم يدرسوا الوثائق الضخمة المتعلقة بسيرة شرلوك هولمز بعمقٍ، فلن يكون لهم بطبيعة الحال نفس الوزن الذى للهولمزيين العارفين بكل ما يتعلق به. أما غير الهولمزييين فإنهم يفسرون الإحالات والتناقضات فى سيرة شرلوك هولمز على أساس أنه ليس أكثر من أسطورة لفَّقها، من هنا ومن ههنا على مدى أربعين سنةً، كاتبٌ كان يشتغل بخدمة أحد رجال الصحافة فى عصره بغية دفع القراء لشراء صحيفته. وفى نظر المكذِّبين فإن أتباع هولمز ظلوا يرددون كذبةً مضحكةً لأكثر من قرن. بيد أن الهولمزيين، بفضل ما كتبه واطسون، يردّون بأن هذه الإحالات وتلك التناقضات ليست كذلك فى الحقيقة، بل فى الظاهر فقط، وأن شرلوك هولمز هو أعظم مخبرى عصره. وقد أضحى وضع الدراسات التى تهدف إلى تأكيد وجود شرلوك هولمز وإثبات أنه أمر لا يقبل المماراة فنا من الفنون. وهناك عدد هائل من الدراسات التى تتعلق بشرلوك هولمز، وإن لم تكن هناك جامعةٌ يُرْجَع إليها فى هذا الموضوع.
وفى النهاية فإنه من الناحية الرياضية لا توجد بالنسبة لمحمد وهولمز إلا أربعة احتمالات: إما أن محمدا وهولمز كليهما كانا موجودين، وإما أن هولمز كان موجودا، أما محمد فلا، وإما أن محمدا كان موجودا، أما هولمز فلا، وإما أنه لا محمد ولا هولمز كان موجودا.
أ- المنهج الأدبى:
المعتقدات: بالنسبة للمسلمين يعد محمد شخصًا حقيقيًّا فَعَل كل ما يُحْكَى عنه فى سيرته، تلك السيرة التى وردتنا من خلال معارفه المباشرين، أى صحابته، مثل علىّ وعمر... إلخ. وقد أملى محمد القرآن على أولئك الصحابة. ويتكون القانون العثمانى من مائة وأربع عشرة سورة هى القرآن، وهذا القرآن هو أساس معتقدات المسلمين جميعها. ويوصَى حميع المسلمين بقوةٍ بقراءة ذلك القانون العثمانى فى لغته العربية، لكن لأن هذا غير ممكن بالنسبة لكل العالم نجد أن هناك ترجمات فرنسية للقرآن.
وبالنسبة للهولمزيين فإن شرلوك هولمز هو أيضا شخص حقيقى فَعَل كل ما يُحْكَى عنه فى سيرته، تلك السيرة التى وردتنا من خلال شاهد مباشر هو صديقه الدكتور واطْسون، الذى روى له شرلوك هولمز أحداث حياته. ويتكون القانون الهولمزى من أربع روايات وست وخمسين قصة قصيرة هى أساس معتقدات الهولمزيين جميعها. ويوصَى حميع الهولمزيين بقوةٍ بقراءة القانون الهولمزى فى لغته الإنجليزية، لكن لأن هذا غير ممكن بالنسبة لكل العالم نجد أن هناك ترجمات فرنسية له.
الحالة المدنية- على الجانب الإسلامى: محمد بن مُطَّلِب (570م؟- 8 يوليه 633م). وُلِد فى مكة، ومات فى المدينة عن 63 عاما. من ذرية إسماعيل، وينتسب لقبيلة قريش التجارية. أبوه عبد الله بن عبد المطلب، وعمه أبو طالب، وأمه آمنة. اتخذ زوجات كثيرات، ورُزِق أطفالا كثيرين مات ذكورهم جميعا فى سن صغيرة، ولم تعش بعده من بناته إلا فاطمة التى رُزِقت ذرية ممتدة. كان يعيش فى بلاد العرب: فى مكة أولا، ثم هاجر فيما بعد إلى المدينة.
وعلى الجانب الآخر: شرلوك هولمز (6 يناير 1854م- 1957م). مسقط رأسه مجهول، ومات (؟) فى ساسِكْس عن مائة وثلاثة أعوام. ينتسب إلى صغار ملاك الأراضى. حفيد أخت الرسام الفرنسى فرنيه. أخوه مايكروفت، الذى يكبره بسبعة أعوام. لا يُعْرَف أى قريب آخر له. لم يتزوج أو يُرْزَق أطفالا. كان يسكن لندن: أولا فى مونتاج ستريت، ثم انتقل إلى 221ب بيكر ستريت. اعتزل العمل وأخلد للراحة فى ساسِكْس، وأنفق بقية عمره فى تربية النحل.
السيرة المحمدية:
حياته قبل أن يصبح أعظم الأنبياء: لا نعرف عن طفولته وصباه شيئا يذكر. أثناء رحلته خارج بلاد العرب فيما بين بيت المقدس ودمشق قابل راهبا اسمه بَحِيرَا وجد لديه استعدادا ليكون أعظم الأنبياء جميعا.
نشاطه بعد أن أصبح أعظم الأنبياء: بعد أن اقترن فى سن الخامسة والعشرين بأرملة ثرية أكبر منه سنا لم يبدأ تعاونه مع الملاك جبريل إلا عندما شارف سنه الأربعين. وكانت نصوص الوحى قليلة فى أول الأمر، ثم تضاعفت بعد ذلك حتى بلغت فى النهاية عدة آلاف. منذ فراره من مكة ووصوله إلى المدينة حتى آخر حياته نجده يكرّس حياته لتحطيم النظام الوثنى للمجتمع المكى. ولأنه لم يكن بارعا فى المبارزة فقد أوكل لأتباعه مهمة اغتيال مناوئيه. اتخذ من نبوّته مسوِّغا لقتل المئات فى المعارك الحربية الكثيرة. كان هذا وذاك سببا فى شيوع الرعب منه فى أرجاء الجزيرة العربية. بعث برسل إلى ملوك الأرض من حوله، فبعضهم آمن به، وبعضهم رد الرسل دون مراعاة لاعتبارات المجاملة. بعد نجاحه فى سحق مكة عسكريا والقضاء على المجتمع الوثنى عاد إلى المدينة حيث مات عام 632م عقب مرض لم يدم طويلا بعد أن قام بمهمة أعظم الأنبياء لمدة ثلاث وعشرين سنة. خارج نطاق النبوة كان محمد يكن كراهية عميقة للفنون بوجه عام (الرسم والنحت والعمارة)، وكان يكره الموسيقى ويحطم آلاتها، ويعجز عن تذوق أى شىء غير التراتيل الدينية.
السيرة الهولمزية:
حياته قبل أن يصبح مخبرا: لا نعرف عن طفولته وصباه شيئا ذا بال. أثناء العامين اللذين قضاهما فى الكلية انتبه إلى أن بمستطاعه كسب رزقه من براعته فى الملاحظة والاستنتاج. اكتشف والد صديقه الوحيد آنذاك لديه ميولا لأن يكون مخبرا سريا عظيما.
حياته بعد أن أصبح مخبرا: بدأ نشاطه عام 1878م وعنده أربع وعشرون سنة. شرع يتعاون مع واطسون بدءا من عام 1881م أو 1882م. كانت تحرياته فى البداية قليلة، ثم تضاعفت مع الأيام. منذ نهاية ثمانينات القرن التاسع عشر حتى عام 1891م كرّس كل نشاطه للقضاء على منظمة البروفيسير مورياترى الإجرامية. وقعت بينهما مبارزة فى الرابع من مايو عام 1891م على قمة قلاع رايشنباخ بسويسرا. لقى مورياترى حتفه، على حين اختار هولمز أن يختفى رسميا. استأنف نشاطه من عام 1894م حتى 1901م. نجح فى حل غموض المئات من الجرائم. فى هذه الأثناء استطاع واطسون تحويل مسار هولمز بعيدا عن المخدرات. أهّلته خدماته للتاج البريطانى لمقابلة الملكة فكتوريا عام 1895م، بَيْدَ أنه رفض لقب "الشيفالييه" فى يونيه 1902م. ترك هولمز وظيفة "المخبر" وأخلد إلى الاستراحة فى نهاية 1903م أو بداية 1904م بعد أن مارس مهنته على مدار ثلاث وعشرين سنة مع فترة توقف لمدة ثلاث سنوات من 1891م إلى 1894م قضاها فى الأسفار. اختار الاعتزال وحده فى مزرعةٍ بسَاسِكْس حيث أخذ يقضى وقته فى تربية النحل. عشية اندلاع الحرب العالمية الأولى كان آخر نشاط معروف له هو القبض على الجاسوس الألمانى فون بورك. خارج نطاق عمله كمخبر كان شرلوك هولمز مغرما بالفنون بوجه عام، وكان مغرما بالموسيقى شديد التحمس لها حتى إنه لم يكن عازفا شديد المهارة للكمان فحسب، بل كان ملحنا ذا موهبة غير عادية.
الوصف الجسدى لمحمد: لم يكن مفرط الطول ولا القصر، مع غلظ الكفين والقدمين. كان متوسط القامة عريض الكتفين ضخم الرأس مهيب الملامح. لم يكن شَعْره قصيًرا جَعْدًا، كما لم يكن طويلا بائن الطول، وكان كَثّ اللحية. كان شَعْر صدره يهبط نازلا إلى سُرّته فى خط طويل. كان واسع الفم أدعج العينين دقيق العظام على نحو ملحوظ حريصا على الإبانة فى أحاديثه كى يسمع الجميع كلامه ويفهموه بسهولة. وكان يميل إلى الصمت ما لم تكن هناك حاجة إلى الكلام.
الوصف الجسدى لهولمز: أول ما يأخذ العَيْنَ منه طولُ قامته ونحافتُه. يبلغ من الطول 180 سنتيمترا، إلا أن واطسون كان يرى أنه أطول من ذلك كثيرا. ضيق الوجه، عريض الجبين، أسود الشعر، داكن الحاجبين كثيفهما، رقيق الشفتين تبدو فيهما أمارات الحزم. كما كان أنفه دقيقا يشبه منقار الصقر، وعيناه رماديتين يقظتين نافذتين تضفيان عليه سيما الاستغراق أثناء تفكيره، وصوته عاليا حادا ذا إيقاع سريع.
أ - المنهج الآثارى:
المخلَّفات التى تركها محمد وراءه: يوجد متحف يضم المئات من هذه المخلفات. وهنا عَرَض الكاتب صورة غريبة غير واضحة لرجلٍ جاثٍ على ركبتيه قال إنها للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. أما فى خانة التمثال فقد ذكر أن الإسلام يحرم نحت التماثيل للكائنات الحية. ثم عَرَض بعض الأشياء التى قال إن الرسول كان يتخذها لاستعماله الشخصى، مُتْبِعًا إياها بصورة لما سماه عمامته، بعدها صور لبعض السيوف وقوسين وعدة أشياء أخرى كمثال على الآلات المفضلة عنده، فضلا عن رسالة من الرسائل التى بعث بها إلى الملوك من حوله، وتسجيل تجميعى لسيرته على قرص دى فى دى، وصورة لقارئ للقرآن كمثال على الصوت المنغم الذى كان شائعا فى عصره، وصور أخرى لمكة والمدينة وجموع الحجيج فى طوافها حول الكعبة، ولغار حراء الذى كان يأوى إليه أثناء تأملاته، ولمقابر البَقِيع التى يزعم أنها مما لا يسع حاجًّا ألا يزوره، وكذلك جبل أُحُد، الذى دارت عنده رَحَى ثانى غزوة من غزواته وأشيع فيها أنه عليه السلام قد قتل، ثم قبره، ليختم هذه الجولة بالقول بأنه، من خلال ما أرسى محمد من مبادئ، قد أضحى مناط إلهام لعدد من العمليات الانتحارية التى يقوم بها هذه الأيام مسلمون يوقنون تمام الإيقان أنهم متى ماتوا فإن كل شىء سوف يقع الضبط كما سبق أن أخبر به الرجل الذى يتخذونه مثلا أعلى.
المخلَّفات التى تركها هولمز وراءه: متحف يضم المئات من هذه المخلفات. ثم يعرض لهولمز صورة شخصية وثلاثة من تماثيله، وقبعته وغليونه وقلمه وعدسته التى كان يستخدمها فى القراءة وبعض أوراقه ومصباحه وساعته، وكتابا له عن كيفية التفرقة بين رماد الأتباغ المختلفة، وتسجيلا تجميعيا لحياته على قرص دى فى دى، ثم صورة لعازف موسيقى كمثال على الصوت المنغم الذى كان شائعا فى عصره، ثم صورا لبيكر ستريت ولندن، ولحجرة الجلوس التى كان يأوى إليها هولمز أثناء تأملاته، ولتجمُّع حاشد فى لندن فى عصرنا، وموضعين من المواضع التى يحرص عشاق هولمز على زيارتها فى سويسرا. أما بالنسبة للمكان الذى دُفِن فيه فيقول إنه غير معروف. ثم يختم الكاتب جولته هذه بالقول بأن هناك هولمزيًّا قد أقدم مؤخرا على الانتحار موقنا تمام الإيقان أنه متى مات فإن كل شىء سوف يقع الضبط كما سبق أن أخبر به الرجل الذى يتخذه مثلا أعلى.
النتيجة: نخرج من هذا بأننا متى استندنا للمعلومات التى يقدمها لنا الهولمزيون استطعنا أن نلاحظ وجود عدد من البراهين الدالة على أن شرلوك هولمز شخص حقيقى. وبالمثل فإننا بالاستناد للمعلومات التى يقدمها لنا المسلمون نستطيع أن نلاحظ وجود عدد من البراهين الدالة على أن محمدا شخص حقيقى، وأن هذه البراهين ذات طبيعة واحدة.
وعلى هذا
فلو أن هولمزيًّا أحضر طفلا هنديا من أبناء الأمازون إلى أوروبا وحفّظه عن ظهر قلب، وهو يضربه فوق رأسه بالمقرعة، ومن خلال اللغة الإنجليزية التى لا يفهمها، القانون الهولمزى فى مدرسة هولمزية، ثم أزاره المتاحف الهولمزية، والأماكن التى يتخدث عنها القانون الهولمزى، والمدن التى ينتصب فيها تمثال لشرلوك هولمز، وتلك التى تحمل لوحات تذكارية باسم شرلوك هولمز، فمن المؤكد أن هذا الفتى الأمازونى الشجاع لن يساوره بعد ذلك أدنى شك فى وجود المخبر العظيم شرلوك هولمز. وما إن يعود الفتى الأمازونى إلى موطنه فى قلب الأمازون حتى يشرع فى الكلام عن حياة ذلك المخبر العظيم، فيصبح شرلوك هولمز بهذا حقيقة لا تقبل المماراة بالنسبة للقبيلة جمعاء. ولسوف يكون بمستطاع كل فرد من أفراد القبيلة أن يأتى بدوره إلى أوروبا للتحقق بنفسه من وجود شرلوك هولمز، وأن هناك فعلا متاحف خاصة بشرلوك هولمز وعدساته وغلايينه، وأن هناك أيضا لوحة تذكارية تحمل اسم الدكتور واطسون على أحد الممرات فى طريق المحطة بلوزان بسويسرا. ولسوف تعود القبيلة بعد ذلك إلى موطنها أكثر اقتناعا بوجود شرلوك هولمز رغم أن شرلوك هولمز لم يكن له يوما وجود!
وبالمثل
فلو أن مسلما أحضر طفلا هنديا من أبناء الأمازون إلى بلاد العرب وحفّظه عن ظهر قلب وهو يضربه فوق رأسه بالمقرعة ومن خلال اللغة العربية دون ترجمة القانون العثمانى فى مدرسة قرآنية، ثم أزاره المتاحف الإسلامية، والأماكن التى يتخدث عنها القانون العثمانى، والمدن التى عاش فيها محمد، وتلك التى تخلد ذكراه، فمن المؤكد أن هذا الفتى الأمازونى الشجاع لن يساوره بعد ذلك أدنى شك فى وجود النبى العظيم محمد. وما إن يعود الفتى الأمازونى إلى موطنه فى قلب الأمازون حتى يشرع فى الكلام عن حياة ذلك النبى العظيم، فيصبح محمد بهذا حقيقة لا تقبل المماراة بالنسبة للقبيلة جمعاء. ولسوف يكون بمستطاع كل فرد من أفراد القبيلة أن يأتى بدوره إلى بلاد العرب للتحقق بنفسه من وجود مكة كما قالوا له، وأن هناك فعلا متاحف خاصة بسيوف محمد وبعض مخلفاته، وأن هناك أيضا مقابر خاصة بأصحابه فى المدينة. ولسوف تعود القبيلة بعد ذلك إلى موطنها أكثر اقتناعا بوجود محمد رغم أن محمدا ... إلخ! ذلك أنه بالرغم من الدلائل التى يسوقها المسلمون والهولمزيون على وجود هاتين الشخصيتين فإن هناك شكوكا واضحة تتعلق بحقيقتهما التاريخية.
ومن الواضح أنه لا ينبغى الاعتماد على المعطيات المقدمة من قِبَل الهولمزيين لمعرفة ما إذا كان شرلوك هولمز له وجود حقيقى أو أنه لا يزيد عن كونه مجرد أسطورة. إن هولمز ليس فى الواقع إلا قصة مخترعة أو شخصية خيالية. ومع ذلك فالملاحظ أن مفهوم "هولمز" يجسّد على نحوٍ كافٍ أحلام صنف من البشر لدرجة قيام بعض الأشخاص من تلقاء أنفسهم بصنع جميع العناصر المكونة لوجود تلك الشخصية وجودا حقيقيا وتكوين جماعة تقوم على اعتناق تلك الأكذوبة وحراستها وتخليدها لضمان استمرار المتعة التى يحصلون عليها من ورائها.
وبالمثل
فمن الواضح أنه لا ينبغى الاعتماد على المعطيات المقدمة من قِبَل المسلمين لمعرفة ما إذا كان محمد له وجود حقيقى أو أنه لا يزيد عن كونه مجرد أسطورة. إن محمدا ليس فى الواقع إلا قصة مخترعة أو شخصية خيالية. ومع ذلك فالملاحظ أن مفهوم "محمد" يجسّد على نحوٍ كافٍ أحلام صنف من البشر لدرجة قيام بعض الأشخاص من تلقاء أنفسهم (فى القرن السادس الميلادى) بصنع جميع العناصر المكونة لوجود تلك الشخصية وجودا حقيقيا وتكوين جماعة تقوم على اعتناق تلك الأسطورة وحراستها وتخليدها لما يكفله لهم ذلك من ممارسة سلطان شامل يسوّغ لهم كل ما يريدون.
والحق أننا، عندنا نبحث مسألة وجود محمد، سرعان ما نصطدم بركام من الأسئلة هى فى النهاية أسئلة بسيطة من شأنها أن تثير أجوبة لا تقل عنها بساطة، إلا أن هذه الأسئلة لا تجد فى الجواب عليها سوى الصمت المطبق. لماذا؟ ربما لأن أتباع محمد لا يهتمون بالجواب على نوع معين من الأسئلة، إذ يعرفون جيدا ما سيجدونه، أو بالأحرى ما لن يجدوه، عند البحث عن جواب لها".
هذا ما قاله الرجل الباذنجان، والآن لننظرْ فى ما قاله ذلك الأخرق المتهور المتظرف فى غير موضع التظرف، المتظرف الذى دمه مثل دم البق، المتظرف بجهل ورعونة، المتظرف تظرف الشياطين الحاقدين الهدامين المدمرين، لعنة الله عليه وعلى أشباهه من بنى الشياطين وإخوانهم وآبائهم وأقاربهم أجمعين! إنه لم يجد من البشر فى دنيا الله الوسيعة أحدًا يقارنه بالرسول الكريم سوى شرلوك هولمز، المخبر السرى الذى لا وجود له إلا فى بطون القصص البوليسية التى لا يقرؤها غالبا إلا العوام وأشباههم للتسلية وإزجاء الفراغ، وكأن النبوة موضوع من موضوعات التسلية وتضييع الوقت فى الكلام الفارغ. هذا ما يريده ذلك الرجل الباذنجان، الرجل الذى ليس هناك مكان يليق به سوى الخانكة على حسب ما قلت فى مقال لى من قبل، فهو ذاته الرجل الأحمق بل المجنون الذى يريد من المسلمين أن ينكتوا طرقات المدينة المنورة وشوارعها ويهدموا بيوتها ومؤسساتها ومساجدها ويشردوا أهلها كى يشبعوا شهوة الحقد والدمار عنده وعند أمثاله من حَوَارِيِّى نيرون الذين يتلذذون برؤية الخراب وسماع نعيق البوم، وهم يعزفون ألحان الفناء التى لا تطرب نفوسهم الخربة المظلمة إلا على أنغامها، والذى كتبتُ عنه من قبل دراسة بعنوان "خذوه فغُلُّوه! ثم فى الخنكة أَوْدِعُوه!". ذلك أن كلامه لا يمكن أن يكون كلام إنسان عاقل، أو حتى من فى عقله مُسْكَة من ترابط! ولذلك قلت إنه هارب من الخانكة، ولا بد من إرجاعه إلى حيث كان مرة ثانية كى نكون فى مأمن من جنونه الخطر، وإلا آذانا فعض أحدنا عضة مسعورة يمكن أن تتسبب فى وفاته، عليه لعائن الله (عليه هو بطبيعة الحال كما لا بد أن يكون القراء الكرام قد فهموا، لا على المعضوض المسكين)!
إنه يريد أن يُضْحِك قراءه من ملاحدة أوربا ومبشريها ومستشرقيها وأذيالهم الأوباش عندنا، وما أكثرهم هذه الأيام من كل عتل زنيم، يريد أن يضحكهم من الرسول الكريم، غير دار فى غمرة خُرْقه وحُمْقه أن القمر لا يناله بل لا يصله نباح الكلاب المسعورة مهما هَرَّتْ وعَوَتْ، إذ القمر عالٍ فى السماء، أما الكلاب العاوية الحمقاء فهى تجرّر أذيالها النجسة مثلها بين ساقيها فى ذلةٍ وضَعَةٍ على هذه الغبراء! ترى بالله من شرلوك هولمز؟ بل من كُونَان دُويِل نفسه من الرسول الكريم العظيم (نعم، الكريم العظيم رغم أنف هذا المجنون اللئيم!)؟ لقد تحولت الكتابة والفكر إلى لعب عيال وأصبح كل من هب ودب ويستطيع أن يمسك بقلم وورقة يتخيل أنه قادر على العبث والتساخف دون معقب ولا حسيب! لا يا أخا الفرنسيس! لا يا من لا يزال يؤرقكم الرسول الكريم ويطير النوم من عيونكم ويحيل حياتكم إلى جنون مطبق رغم وفاته قبل أربعة عشر قرنا! تنبه وحُطّ عينك التى تستأهل خَرْمها فى راسك، واعمل لخلاصك! نعم نحن المسلمين الآن فى عز ضعفنا وتخاذلنا وبلادتنا (وامض فى مثل هذا اللون من الزراية علينا من هنا للصبح بل ليوم الدين، فلن تجد من يخالفك كثيرا!)، لكن هذا شىء، والاقتراب من سيد الأنبياء بجهل ورعونة وقلة أدب شىء آخر!
هل يجوز فى شرعة العقل (العقل الذى حرمك الله منه، شفى الله الكلاب وضَرَّك!) أن يقارَن رجلٌ قد غيَّر مسار التاريخ والحضارة، وفَضَح زُيُوف أديانٍ وأقوامٍ، وعدّل مسار عقائدها وعباداتها وشرائعها بعد أن اختل ميزانها حُقُبًا طويلاً، وأنهض أمما من العدم وأعطاها فرصة قيادة البشرية فأثبتت أهليتها لهذه القيادة، هل يجوز فى شرعة العقل (يا من حرمك الله من العقل!) أن يقارَن سيد الأنبياء من قِبَل أحد الجهلاء النَّوْكَى الموتورين مثلك بـ"شرموط هولمز"؟ من هولمز هذا الذى تُوجِع به دماغنا؟ ما كُنْيَته؟ ما إنجازاته؟ إنه مجرد شخصية وهمية ليس لها من موضع على هذه الأرض "التى تتسع للبشر والكلاب النابحة العاوية معا للأسف!" إلا فى روايات كونان دُويِل البوليسية، وهى روايات كنا نقرؤها ونحن أطفال صغار ثم نَسِيناها مع اتساع مداركنا وتعمق ثقافتنا، روايات لا تُعَدّ فى الطبقة الأولى ولا الثانية بين هذا اللون من الروايات كما هو معروف رغم تدنّيه بالنسبة للروايات الأخرى، وليس له إلا الإنجازات الوهمية مثله، وهى رغم وهميتها وعدم حقيقيتها تنحصر فى الكشف عن بعض اللصوص والقتلة وما أشبه! فكيف تصحّ مقارنته بعظيم من عظماء البشرية، بل بأعظم عظمائها؟ عظيم هو نبى من الأنبياء، بل سيد الأنبياء وزعيمهم وقائدهم وخاتمهم ومصحِّح الانحرافات والوثنيات التى وقع فيها أقوامهم من بعدهم، ومحوِّل مسار الحضارة والتاريخ، والمتسبب فى رفع أقوام واتضاع آخرين على سنة العدل والإنصاف والعمل الجاد والثمار الطيبة المباركة؟ طيب يا أخى (ولست لى بأخ، ولا يشرفنى أبدا أن تكون، لكنها اللغة وعباراتها!)، طيب يا أخى، خَلِّ فى عين البعيد الأَخِر حصاة ملح، أو "خلِّ عندك مزيّة" كما يقول أهل قريتى وقارِنْه (رغم التسامح الشديد والتنازل البعيد من جانبنا!) بأحد زعماء التاريخ السياسيين أو مصلحيه الاجتماعيين أو قواده العسكريين كى يكون للكلام بعض المعنى الجادّ! أما أن تقول لى: "شرلوك هولمز وكونان دُويِل!"، فليس لهذا معنى عندى ولا عند أى عاقل يحترم نفسه إلا أن البعيد ليس عنده تمييز، أو بالتعبير البلدى: أن البعيد لا يشمّ!
وقبل أن ندخل فى التفاصيل نحب أن نقول إننا نستطيع بهذا الأسلوب المضحك أن نشكك فى أى شخص وفى أى شىء حتى وجود هذا الرجل الباذنجان نفسه، إذ ما أدرانا أنه فعلا موجود، وأنه هو الذى كتب هذا الكلام؟ ومن أدرانا أن نابليون أو القائد الإنجليزى ويلسون أو الرئيس الأمريكى نيكسون أو حتى بوش الأب هم أشخاص حقيقيون؟ إننا، لو استخدمنا هذا النوع من المقارنة بشرلوك هولمز، لانتهينا إلى ذات النتيجة التى يريدنا هذا الأخرق الأحمق المتهور أن ننتهى إليها، ألا وهى أن هؤلاء الناس لم يكن لهم أى وجود! كيف؟ بأن نقول، كما قال هو، إن هؤلاء الناس لهم سِيَرٌ مكتوبةٌ، وتركوا وراءهم من المخلفات الشخصية ما تركوا، ولهم من المعجبين والحواريين كذا وكذا... إلى آخر السخف الذى قاله هذا البعيد، لكن شرلوك هولمز كان له كل هذا، ومع ذلك نحن نعرف أن شرلوك هولمز لم يكن له وجود حقيقى، ومن ثم فهؤلاء الناس لم يكن لهم أيضا وجود حقيقى! إن هذا ليس قياسا منطقيا، بل عته وجنون، وهو يدل على مدى الاضطراب العقلى الذى يصيب القوم حين تأتى سيرة النبى الكريم، إذ تراهم بعد أن كانوا يفكرون تفكيرا سليما قد اختلط فى أذهانهم كل شىء وارتبكت عقولهم وانقلبت أفكارهم رأسا على عقب! والسبب؟ السبب هو محمد، الذى يعرفون أن مبادئه فى التوحيد والكرامة والعزة والعدل والجهاد فى سبيل الله ضد سفلة التاريخ وقراصنة الشعوب وجلاديها وباقرى بطون النساء ومفجِّرى مصارين الأطفال وملطِّخى أجساد الرجال بالخراء ومُرْسِلى الكلاب عليهم تنهش خُصَاهم وغراميلهم ومسلِّطى الآباء والأبناء بعضهم على بعض يتلاوطون قسرا وإجبارا وسارقى ثروات الأمم ومدمِّرى الحضارات الأثيلة الأصيلة والمتشامخين بأنوفهم على "خلق الله" كذبا وزورا ناسين أنهم كانوا لقرونٍ قليلةٍ خَلَتْ متخلفين كما البهائم السائمة! محمد هذا (صلى الله عليه وسلم، ولعن كل من يتطاول على عظمته ونبله، أو يفرح بمن يتطاول على عظمته ونبله، أو حتى يوافق مجرد موافقة على من يتطاول على عظمته ونبله)، محمد هذا يمثل لهؤلاء الأوغاد الأوساخ لقمة ضخمة كبيرة لا يستطيعون أكلها، إذ تقف فى حلوقهم وتخنقهم فى كل مرة يحاولون فيها ازدرادها، فهو لذلك يصيبهم، كلما ذُكِر اسمه الكريم، بالرعب ويبرجل عقولهم رغم كل التخلف والهوان الذى فيه أتباعه. وهذا من أعجب العجب!
نعم ليس هذا قياسا منطقيا، بل عته وجنون! إذ ما الذى فى المقدمة الخاصة بهولمز مما يؤدى إلى النتيجة التى انتهى إليها الرجل المنكوس العقل والتفكير؟ هل معنى أن لهوملز مخلفات باسمه وكتبا كُتِبَتْ عنه أو ناسا يؤمنون بغبائهم بأنه كان موجودا فعلا (إن صح هذا الذى يقوله ذلك المأفون!)، هل معنى هذا أن هذا الرجل لم يكن له وجود؟ كلا، إن هذا لا يؤدى لذاك! ومن ثم لا يصح أبدا أن نقيس حياة الرسول أو أى شخص آخر على حالة هولمز. ليس ذلك فقط، بل إن تلك النتيجة معروفة سلفا، ولا تحتاج إلى أى تدليل، ولا علاقة بينها وبين المقدمات المذكورة. وحتى لو كان هناك فعلا تشابه بين المقدمات الخاصة بهولمز والرسول مثلا، وكانت هناك صلة بين المقدمات الهولمزية والنتيجة التى يرتّبها المأفون عليها، فهل يكفى هذا أن تكون النتيجة هنا هى نفسها هناك؟ لا، لأنه لا يكفى أن يكون هناك تشابه بين الطرفين فى الأمور الظاهرية أو العارضة، بل لا بد أن يكون هذا التشابه فى الجوهر والأصول. هذا واضح وضوح الشمس، لكن المخبول يتظارف رغم أن الأمر لا يحتمل شيئا من التظارف على الإطلاق! ترى هل يصح أن نقول مثلا إنه ما دام لكل من الكلب والإنسان رأس وعينان وأذنان وأنف وقلب وكبد... إلخ، فلا بد أن يكون الكلب من الناطقين كالإنسان، أو لا بد أن يكون الإنسان نابحًا كالكلاب، أو أن يكون الكلب من ذوات الاثنين لا الأربع وليس له ذيل، أو أن يكون الإنسان بالعكس من ذوات الأربع لا الاثنين وله ذيل؟ أو هل يمكن القول بأنه ما دامت السيارة تأخذ سائلا وتصدر صوتا وتجرى وتخرج دخانا من خلفها، فلا بد أن يكون عندها عقل كما عند الإنسان، وتتزاوج وتكوّن أُسَرًا وتنجب أطفالا كما يفعل البشر، ولا بد أن لها حكومات ومدارس ومساجد كما للبشر، لأن البشر مثلها يشربون السوائل ويصدرون الأصوات ويجرون ويخرجون ريحا من خلف؟ بالطبع لا. فهذا مثل ذاك.
إن الرجل الإستنجلينا يعرف، بل يقول ويعترف بلسانه النجس مثله أن شرلوك هولمز ليس له وجود! معنى هذا أنه دخل الميدان، وهو يعلم أنه بَكّاش كبير، ويعلم أننا نعلم أنه بَكّاش كبير، ومع ذلك لا يبالى بمنطق ولا بعقل. ولم لا؟ أليس يتكلم عن الإسلام؟ إنه إذن ليقتحم ساحة مفتوحة على الباهلى لكل من هَبَّ ودَبَّ من الأنعام أمثاله. وهو يقصد هذا كله قصدا بغية النيل من الرسول الكريم ودين الرسول الكريم وأتباع الرسول الكريم، وذلك من خلال الربط بين شرلوك هولمز وهذا الرسول الكريم! فانظر، أيها القارئ العزيز، كيف يريد هذا الملتاث العقل أن يهبط بالرسول الكريم من عليائه إلى مستوى شرلوك هولمز والتسالى التى ترتبط بشرلوك هولمز، وهى تَسَالٍ كتسالى اللُّبّ التى نغرم بها فى مصر غراما كبيرا! ألا تَعْسًا لهذا الكائن الضال المضل الذى يتصور أنه قادر على الإساءة لسيد الأنبياء والمرسلين وسيده وتاج رأسه ورأس الذين نفضوه وخلّفوه رغم أنه وإياهم لا يستحقون شيئا من هذا الشرف العظيم الذى يعود على كل من ينتسب له صلى الله عليه وسلم ولو انتساب العبد للسيد! طيب يا ابن الذين، ما الذى أدخلك هذا المدخل الضيق؟ ألم تجد إلا سيدك أنت وأهلك تتطاول عليه؟ أليس فى وجه الأبعد "بعضشى" من الحياء؟ أليس عنده أنف يشم به ويميز بين ما هو طيب وغير طيب؟ أَوَكُلّ الطائر يُؤْكَل لحمه؟ إن ظُفْر محمد لأشرف منك ومن بلدك جميعا! فاستيقظ أيها الوغد من أوهامك، تلك الأوهام الغبية مثلك والتى سولت لك أن التواقح والتسافه والتباذُؤ على الرسول الكريم يمكن أن يمضى فى سلام ودون تعقيب أو حساب كما يمكن أن يمر التواقح والتسافه والتباذؤ على الذين ينتسبون له زورا وبهتانا ممن يظنون أنهم على سنته وخطاه، لكنهم لا على سنته ولا على خطاه، وإلا ما بلغوا الذى بلغوه الآن من الحضيض الأوطإ من نار الدنيا، وما سيبلغونه كذلك من الدرك الأسفل من جحيم الآخرة إن استمروا على هذا الحال المذل المهين! أين الثريا من الثرى؟ وأين الرسول الكريم من ناس يزعمون أنهم أتباع له، وما هم له بأتباع، بل مجرد كائنات بليدة ترضى بالضَّيْم وكانت سببا بتخلفها وهوانها ومذلتها فى أن يتطاول الأوغاد عليه صلى الله عليه وسلم؟
لقد جرَّأوا من لم يكونوا يتصورون أنهم يستطيعون فتح فمهم النتن يوما بالإساءة إلى رسول الله، حتى لقد تجرأ مع المتجرئين "زيكو العجيب!"، زيكو الذى ترددتُ طويلا قبل أن أُثْبِت هنا ما أَرْسَله لى بشأنه بعض القراء الغَيَارى، ثم قلت أخيرا: لا بد أن يعرف زيكو حجمه، وكيف ينظر إليه الناس المحترمون. وهذا ما وصلنى عنه: "زيكو أبو طاجن، زيكو المعجون من كل عاجن، زيكو الملسوع الملطوع، زيكو الملدوغ المدموغ، زيكو المحفور المخبور، لعن الله زيكو ومَنْ وراء زيكو، وبالمناسبة فإن أحدا لا يأتى زيكو إلا مِنْ وراء! هذا الزيكو المحتاس، الملعوب منه فى الأساس، يقول عن الرسول الأعظم، صلى الله عليه وسلم، بصوتٍ كلّه تغنُّج وتهيُّج، وتفتُّر وتكسُّر، وتثنٍّ وتغنٍّ، وتخنُّث وتأنُّث، شأن كل عاهرة فاجرة، من الصنف البئيس الرخيص: "الرسول النكَّاح" (يا اختى عليها: ننّوس عين "أبوها"! ملعون أبوها وأخوها وحَمُوها وفُوها (النتن) وهَنُوها (الأشدّ نتنًا ونتانةً وإنتانًا)، وخذ بالك من "هنوها" هذه، وملعونٌ كذلك ذُوها وذَوُوها، وكل الذين نفضوها)، وذلك حقدا من زيكو فَرْخ بيوت البغاء، على الرجال الأسوياء، لوَعْيه أن "النَّكّاح"، خيرٌ مليارَ مرة منه هو وأشباهه "المثقوبى الأركاح"، من كل راهبٍ "شائبٍ عائب، ومشلوحٍ مبطوحٍ منكوح"، كلما ثارت به "وَجْعَاؤه" وأكلته وآلمته وهيّجته وطيّرت البرج الفاضل من عقله هاج وماج، وركبه الانزعاج، وتحول إلى دجاجة من الدجاج، تطلب التكسير والإيلاج، ولو عَكَمه أى فحل وأشبعه مما يتشهاه، وتتحرق إليه عيناه، لهدأت أحواله وسكن بلباله! مسكين يا ناس، شوفوا له حَلاًّ، حَلّ وسطه ووسط الذين وضعوا بذرة هذا الدَّنِس النَّجِس سليل الأنجاس الأدناس! ومنكم لله أيها المنتسبون لمحمد، ومحمد فى الحقيقة منكم براء! منكم لله يا من لا تستحون أن تتظلموا كالأطفال، وتنوحوا إلى هذا وذاك من أشباه الرجال، ممن لا يشرفكم فى شىء أن يُسْكِتوا عنكم زيكو المبطوح، ولن يُسْكتوه، إذ كيف يُسْكتونه، وزيكو المنكوح إنما ينطق عن إشارة منهم كما ينطق التلفاز ويسكت، أيها البُغُول، بالريموت كونترول؟ أوليس فيكم رجل من الفحول، يقول لكم: عيب أن تَتَشَكَّوْا من عاشق المُلْمُول؟ ألا إنكم لأغبياء، ولم تكن أمة محمد لتوصف يومًا بالغَبَاء والعَيَاء! ولسوف يكون حسابه سبحانه وتعالى لنا عنيفا ووَعْرًا ومريرا يوم القيامة، وسوف يؤاخذنا مؤاخذة عزيز مقتدر، إذ أتاح لنا أعظم الفُرَص وكرَّمَنا باصطفائنا للقيام على رسالة النبى المصطفى ثم رزقنا فى عصرنا هذا "الذهب الأسود" فـ"ذهبت" منا الكرامة، وأصبح يومنا "أسود"! لقد قصَّرْنا بل تقهقرنا بل تمردنا ثم نافقنا فزعمنا أننا نسير على سبيله عليه السلام وأننا نحبه عليه السلام رغم كل ما نحن فيه من قهر وارتكاس مما هو فى ذاته أعظم دليل على كذب ما نزعمه، فاستحققنا أن يخلع عنا سبحانه الكرامة والفضيلة وأن يُحَكِّم فينا أوساخ البشر الذين لا يَرْعَوْن فيمن تُوقِعه الأقدار تحت سلطانهم إلاًّ ولا ذمة!" انتهى.
كذلك فالرجل المخبول يسمِّى القرآن الكريم بـ"القانون العثمانى"، وهذا ليس اسم القرآن على أى معنى من المعانى، بل كل ما يُنْسَب لعثمان من كتاب الله هو "الرسم"، الذى يوصف بـ"الرسم العثمانى"، أى الخط والإملاء، وهذا كل ما هنالك! وبالمثل يسمِّى هذا الأخرقُ رسولَ الله بـ"محمد بن مطلب"، ولا أدرى من أن أتى بهذه التسمية العجيبة، وبخاصة أنه عقب ذلك يعود فيقول إنه "محمد بن عبد الله بن عبد المطلب" غير دار بالتناقض السخيف الذى وقع فيه! ومع المخبول نمضى فنجد أنه يَكْذِب كذبا حقيرا مثله، إذ يقول إنه لن ينقل عن غير المسلمين أى شىء يتعلق به عليه السلام، لنفاجأ به بعد قليل يقرر أنه صلى الله عليه وسلم "بدأ التعاون مع جبريل وعنده أربعون عاما"، مدلسا على القارئ الذى لا يعرف شيئا فيظن بسلامة طويّته أن هذا ما تقوله المراجع الإسلامية، مع أنه لا أحد من المسلمين يمكن أن يقول هذا بتاتا، علاوة على أن ما تم بين جبريل والرسول لم يكن تعاونا، فنحن لسنا بإزاء خطة ومؤامرة، بل كان وحيا من السماء نزل به الروح الأمين على قلب الرسول الكريم. ونحن حين نقول هذا لا نقصد أن نملى على المغفل المخبول عقيدتنا فيه صلى الله عليه وسلم، بل أن يقول إن هذا هو ما يعتقده المسلمون، لا أكثر، وذلك من باب الأمانة العلمية لا غير!
ليس ذلك فقط، بل إن الرجل الملتاث العقل والفكر يزعم أن الرسول، لكونه لا يحسن المبارزة، كان يكلف أتباعه باغتيال المناوئين. وهذا كذب صراح وقاح، فالرسول هو الذى دُبِّرَتْ له أولاً، ودون داعٍ أو استفزاز من جانبه، خطة لاغتياله لولا أن الله قد أمره بالهجرة، تلك الهجرة التى يسميها الأحمق: "فرارا". أما بعد الهجرة ونشوء دولة للإسلام فى المدينة فقد قامت المعارك بين المسلمين وبين كل من الكفار واليهود والروم اسْتُخْدِمَتْ فيها الأسلحة والخطط الحربية، ومع ذلك لم يتوقف الكفار واليهود عن محاولة اغتيال الرسول لولا لطف الله به فى كل مرة، كما نجح الكفار فى اغتيال عدد كبير من أتباعه عليهم رضوان الله غدرًا وخيانةً وعدمَ إنسانية. ولم يلجأ المسلمون إلى أسلوب القتل فى السر إلا مع الأعداء الألداء الذين تكرر منهم الغدر وخيانة المعاهدات القائمة بينهم وبين المسلمين ونَفِدَ معهم حبل الصبر! وهو تصرف مشروع تماما فى ظل قيام حالة حرب بين الطرفين وتكرر اغتيالات المسلمين على يد الوثنيين المجرمين، ولم يكن الأمر، كما يحب البكاش أن يوهم القراء، مجرد رغبة فى الأذى لدى رسول الله. ومثله القول بأنه، عليه الصلاة والسلام، كان يتخذ من الوحى مسوغا لقتل المئات فى المعارك الحربية، وكأن قتل الأعداء فى الحروب يحتاج إلى تسويغات كالتى يتحدث عنها أحمقنا، أو كأن الرسول والمسلمين هم المعتدون أو على الأقل هم الذين كانوا يبدأون العدوان. إن البشر، منذ ظهورهم على الأرض، وهم يمارسون القتل والقتال دون أن ينتظروا من السماء نصوصا تبرر لهم ما يفعلون، وظلوا حتى الآن يقتل بعضهم بعضا ويقاتل بعضهم بعضا دون حاجة إلى مثل تلك النصوص. فلماذا إفراد الرسول بهذا، وكأنه عليه السلام كان قاتلا دمويا، ولم يكن يدعو إلى الوئام والسلام، على حين أن أعداءه هم الذين كانوا يدعون إلى الحرب، وهم الذين كانوا يبادئونه بها؟ أم إن المجنون كان يريد من الرسول أن يقدم رقبته ورقاب المسلمين جميعا على مذبح الوثنية والأحقاد اليهودية كى يُرْضِىَ شهوة الدماء والبغضاء لدى أحمق الفرنسيس الخِنِّيس؟
ثم هناك قوله عنه صلى الله عليه وسلم إنه "كان يكن كراهية عميقة للفنون بوجه عام (الرسم والنحت والعمارة)، وكان يكره الموسيقى ويحطم آلاتها، ويعجز عن تذوق أى شىء غير التراتيل الدينية"، وهو قول سطحى تافه، إذ كل ما كان الرسول يضعه نصب عينيه هو ألا يعود العرب على أعقابهم كرة أخرى إلى الوثنية التى أنقذهم الله منها على يديه المباركتين، ومن ثم كان نهيه عن التماثيل التى لم يكن عند العرب فى ذلك الوقت فرق بينها وبين الأصنام، علاوة على أن التماثيل لديهم حينئذ كانت مجرد نحت بدائى لا فن فيه ولا جمال، إذ كل ما كان يهمهم هو ما فيها من معنًى وثنىٍّ شِرْكِىّ. أما العمارة والموسيقى، فهل كانت هناك آنذاك عمارة أو موسيقى عربية يمكن أن تُحَبّ أو تُكْرَه؟ ومع هذا فقد أُثِرَ عنه عليه السلام ما يُفْهَم منه أن الغناء (النظيف بطبيعة الحال) هو لون من ألوان الترويح عن النفس والاحتفال بالمناسبات الاجتماعية والعامة. بيد أنه من غير المعقول أن يوافق على مثل ذلك الغناء التافه المبتذَل الذى يطالعنا الآن فى كل مكان، دَعْ عنك الغناء الداعر الذى يستشير الشهوات باللفظ واللحظ والحركات والتلوِّيات وكشف العورات بل السوءات بغية القضاء على كل مقومات التماسك العقيدى والخلقى والاجتماعى كى يَسْهُل اجتياح الأمة التى بناها على عينه وتدميرها والقضاء على كل ما أنجزه بتضحياته الجليلة النبيلة وتضحيات أتباعه الكرام!
وجَرْيًا من الكاتب الأحمق على خطته فى الربط الساخر بين الرسول الكريم وشرلوك هولمز نراه يقول إن "بعض غير المسلمين (وهو يقصد بذلك نفسه وأمثاله من الملتاثين) يفسرون الإحالات والتناقضات فى سيرة محمد على أساس أنه ليس أكثر من أسطورة لفقها على مدار القرون من هنا ومن ههنا كتّاب كانوا يشتغلون بخدمة بعض السادة فى عصرهم بغية تحريك رجال الجيش لشن الحروب من أجلهم. وفى نظر غير المسلمين فإن هؤلاء ظلوا يرددون هذه الأسطورة لأكثر من ألف عام"، وهو نفسه تقريبا ما قاله عن هولمز: "أما غير الهولمزييين فإنهم يفسرون الإحالات والتناقضات فى سيرة شرلوك هولمز على أساس أنه ليس أكثر من أسطورة لفقها من هنا ومن ههنا على مدى أربعين سنة كاتب كان يشتغل بخدمة أحد رجال الصحافة فى عصره بغية دفع القراء لشراء صحيفته. وفى نظر المكذبين فإن أتباع هولمز ظلوا يرددون كذبةً مضحكةً لأكثر من قرن". إنه يحاول أن يوهمنا أن المسلمين كانوا يعرفون ما تعرفه أوروبا ثم العالم كله تبعا لها فى عصرنا الحديث من تسويق للمنتجات عن طريق الدعاية والإعلانات التجارية الكاذبة.
ثم فلنفترض أن الأمر كان كذلك حقا، أفلم يكن هناك أحد له رأى آخر يخالف به الرأى السائد مثلما هناك الآن ناس فى أنحاء العالم أجمع لا تُعَدّ ولا تُحْصَى يعرفون ويؤكدون أن شرلوك هولمز ليس سوى شخصية قصصية بوليسية لا حقيقة لها، وأنه ليس له أب ولا أم ولا أقارب يمكن الرجوع إليهم بشأنه؟ وفوق هذا فليس هناك بين الأدباء أو النقاد أو المؤرخين من كتب عنه بوصفه شخصية حقيقية لها وجود خارج روايات كونان دويل وخيالاته. وهذا إن صدقنا بوجود من يعتقدون فعلا أنه كان شخصا حقيقيا! يا إلهى، إن هذا ضد طبيعة الأشياء، إذ ما من رأى أو موقف فى عالم البشر إلا وهناك من له رأى أو موقف يناقضه ويعمل على نشره ومعارضة آراء مخالفيه ومواقفهم. وهب أن المسلمين كلهم على بكرة أبيهم فى مشارق الأرض ومغاربها وجهات الشمال منها والجنوب كانوا أولاد ستة وستين، أَوَعلينا أن نتهم البيزنطيين والفرس والبربر ولا أدرى مَنْ أيضا مِنَ البشر الذين عاصروا خلق الأسطورة المحمدية بأنهم اشتركوا فى هذه اللعبة: إما بتواطؤ منهم مع المسلمين، وإما بغباء منهم وسذاجة جعلتهم يبتلعون الطعم بعد أن سقاهم المسلمون "حاجة أصفرة" رغم أن المسلمين "من فرط خيابتهم" لا يلجأون إلى سُقْيَا أحد هذه "الحاجة الأصفرة" لسبب بسيط هو أن دينهم المزيف الملفق يحرّمها تحريم مالك للخمر (وأرجو ألا يضحك القارئ الكريم من العبارة الأخيرة وما فيها من لف ودوران)! وهذا أيضا لو أن البيزنطيين وغيرهم قد اكتفَوْا بذلك الموقف السلبى فسكتوا ولم يتكلموا رغم توفر جميع الدواعى عندهم للكلام وفضح المسلمين الكذابين الملفقين المزورين الذين قَضَوْا على زعامتهم وحرموهم من سيادتهم ومستعمراتهم وجردوهم من السلطان والعز والنغنغة التى كانوا فيها وأذاقوهم من الويلات والمذلات جزاء بغيهم وإجرامهم ما لم يعرفوه طوال تاريخهم! أمّا، ونحن نعرف أن البيزنطيين قد هبّوا منذ البداية فهاجموا الرسول واتهموه بما اتهموه به (بغض النظر الآن عن مدى صدق ذلك أو كذبه) مما يعد دليلا لا يمكن نقضه على أنه عليه السلام حقيقة لا مراء فيها، فمعنى ذلك أن كاتبنا الأخرق يهرف بما لا يعرف. لا، بل يكذب كذبا وقحا، ودون أن يطرف له جفن أو تختلج فى وجهه عضلة! ودعنا كذلك مما عثر العلماء عليه من رسائل بعث بها صلى الله عليه وسلم لملوك الأرض من حوله! ودعنا كذلك من الشعر الجاهلى الذى سجَّل جانبٌ منه أحداث سيرته صلى الله عليه وسلم بما فى ذلك المعارك الطاحنة التى اشتعلت بين الدين الجديد والوثنية البائدة كقصائد حسان وكعب بن مالك وابن رواحة وأبى سفيان بن الحارث وعبد الله بن الزِّبَغْرَى وكعب بن زهير وأمية بن أبى الصلت وغيرهم! ودعنا أيضا من أنه لو كان ما يقوله هذا المأفون صحيحا لما سكت الأمويون مثلا عما تقوله كتب السيرة والتاريخ الإسلامى عن أجدادهم وآبائهم مما لا يشرفهم كما هو معروف ما دامت المسألة تلفيقا فى تلفيق! أم للقراء رأى آخر؟ فلْيأتونى به، ولهم جزيل الشكر منى، والمثوبة من رب العالمين! ودعنا فوق هذا من أن أحدا من الباحثين على مدار القرون الأربعة عشر الماضية من مسلمين وغير مسلمين لم يفكر مجرد تفكير فى إنكار وجود محمد، إلى أن هَلّ علينا بطلعته البليدة غير المأسوف على غبائه وحمقه فأراد أن يحدث حدثا أحمق أخرق مثله، وهيهات. والتاريخ لا يكتبه المجانين المخابيل، وإلا فعلى الدنيا العفاء! ألم يكن هناك، كما لا يزال بيننا الآن، كفار لا يؤمنون بالقرآن ولا بالرجل الذى يقال إنه هو الذى نزل عليه هذا القرآن من السماء، فيفتحوا أفواههم ليهتكوا هذا الزيف الذى ترفضه عقولهم وضمائرهم؟ وإذا كان البكاش المناور يزعم أن الرسول والقرآن جميعا قد لُفِّقَا تلفيقا من أجل مصالح بعض المتسلطين المستبدين سَفَكَة الدماء، أفلم يكن هناك من بين المسحوقين الذين كان يستغلهم هؤلاء المتسلطون السفاكون من فكّر فى فضح تلك اللعبة الحقيرة؟ لقد وصلنا، كما قلنا، شعرٌ لمشركين ويهود كانوا يهاجمون الدين الجديد ويكذّبون رسوله بما يفيد أنه كان عليه السلام شخصا حقيقيا، لكن لم يصلنا قَطّ شعر ولا نثر يقول إن محمدا هذا لم يكن له وجود، بل مجرد صناعة بشرية قام بها فلان وفلان وفلان من أجل الغاية الفلانية أو العلانية؟ أليس هذا ما يقضى به العقل والمنطق؟ أم هل كان العرب والمسلمون جميعا أمة من الكذابين، أو الكذابين من جهة، والسذَّج الذين يصدقون كل ما يقال لهم كذبًا وافتراءً من جهة أخرى؟ ثم دعنا فوق هذا وذاك من أن القرآن لا يعكس روحا بشريا ولا يشبه أسلوبه أن يكون أسلوب أحد ممن يُتَّهمون بأنهم هم ملفقوه، وإلا فليقل لنا هذا المخبول مَنْ مؤلفه ما دام يقول إنه مصنوع صناعة على يد من يُسَمَّوْن بـ"المسلمين" بعد التاريخ الذى يقال إن محمدا كان يعيش فيه. ونتحدى أى مسعور من أمثال صاحبنا أن يدلنا على الشخص الذى ألف القرآن، لسبب بسيط ومنطقى تمام المنطقية هو أنه ليس من
تأليف أحد، بل من وحى السماء!
ثم إن المأفون يقول إنه ليس بحاجة للذهاب لإنجلترا ولا لبلاد العرب للتحقق من الأمر، بل يكفى الرجوع إلى ما كتبه الكاتبون على المشباك. فكيف، وهو المتشكك فى كل شىء، يسارع هنا إلى تصديق ما يقرؤه على المشباك وينسى جميع ارتياباته فى كل ما يتعلق بالإسلام؟ كما أنه يقول إن التناقضات التى لاحظها هو وأمثاله على تاريخ الرسول (بافتراض أن هناك فى سيرته عليه السلام تناقضات لا يمكن حلها وتوجيهها) هى دليل على أن أمر محمد كله أسطورة. أترى هذا دليلا سليما فعلا على ما يقول؟ إنه ما من شىء فى الدنيا يخلو من المتناقضات، ادعاءً كانت هذه المتناقضات أو حقيقةً، فلو اتخذنا إذن من وجود المتناقضات دليلا على أسطورية الأشياء والأشخاص لما كان لشىء فى الدنيا وجود البتة! إن عشرات الملايين من الأمريكان مثلا تقول فى صدام حسين ما قال مالك فى الخمر ("مالكٌ" مرة أخرى فى مقال واحد، لاحظ!)، وتقول فى بوش كل ما يستطيع العقل تخيله من قصائد المديح، على حين أن أنصاره يقولون فيه أحسن ما يقال، وفى بوش أسوأ ما يمكن تصوره، وكل ما تسمعه هنا يتناقض تمام التناقض مع ما تسمعه هناك، فهل نخلص من هذا إذن إلى القول بأن الرجلين ليس لهما وجود؟ وهذا مجرد مثال فقط.
أما قوله إنه "من خلال ما أرسى محمد من مبادئ، قد أضحى مناط إلهام لعدد من العمليات الانتحارية التى يقوم بها هذه الأيام مسلمون يوقنون تمام الإيقان أنهم متى ماتوا فإن كل شىء سوف يقع الضبط كما سبق أن أخبر به الرجل الذى يتخذونه مثلا أعلى" فهو، كمعظم ما جاء فى مقاله التافه مثله، خطأ فى خطإ: فالرسول قد شدد فى أحاديثه الكريمة على تحريم الانتحار موضحا المصير البشع الذى ينتظر المنتحر فى الآخرة، كما حذر القرآن المجيد والسنة النبوية المشرفة من اليأس من رَوْح الله ووضّحا أنه ما من مصيبة أو أذيّة تصيب المؤمن ويصبر عليها ولا يتسخط منها إلا كُتِبَ له بها يوم القيامة أجر كبير، وهو ما من شأنه أن يشيع فى نفس المؤمن السكينة والطمأنينة ويغرس فى قلبه أن عين الله تكلؤه ولا تنساه، ومن ثم لا يمكن أن يخطر الانتحار على باله، على عكس كل ملحدٍ كفّار: "إنه لا ييأس من رَوْح الله إلا القوم الكافرون"، "ومن يَقْنَطُ من رحمة ربه إلا الضالون؟"، "فإن مع العسر يسرا* إن مع العسر يسرا"، "ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ* وَلاَ يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلاّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ". وفى "صحيح البخارى" عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من تردَّى من جبلٍ فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردَّى فيه خالدًا مخلَّدًا فيها أبدا، ومن تحسَّى سُمًّا فقتل نفسه فسُمّه في يده يتحسّاه في نار جهنم خالدًا مخلَّدًّا فيها أبدا، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يَجَأ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلَّدًا فيها أبدا"، وفى "مسند أحمد" عنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قتل نفسه بحديدة فحديدته بيده يَجَأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن قتل نفسه بسُمٍّ فسمّه بيده يتحسّاه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تردَّى من جبل فقتل نفسه فهو يُرْدَى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا".
فهذا عن السخط والانتحار فى الإسلام بإيجاز خاطف، أما ما يقوم به الأبطال المسلمون الأشاوس من أجل أمتهم فى فلسطين المباركة وعراق المجد والنبالة وأفعانستان التى حطمت فَقَار ظهر الاتحاد السوفييتى وسوف يكتب الله لها هى وسائر بلاد الإسلام المحتلة المظلومة شرف تحطيم فَقَار ظهر الأمريكان بمشيئته تعالى وعونه وكرمه إذا استمرت المقاومة واستعانت فى كفاحها بالنفس الطويل والإيمان الذى لا يتزعزع والاطمئنان إلى وعد الله، أما ما يقوم به أبطالنا فى تلك البلاد وأمثالها من بلاد المسلمين فهو استشهادٌ وقُرْبَى إلى الله، وهو ضريبة الدم والحياة يبذلها أولئك الكرام الأحرار الذين يدوّخون الحضارة الغربية الشيطانية الأنانية رغم قلة الحيلة وضيق ذات اليد، وهو ما يجنّن رجال تلك الحضارة المجرمة المستبدة المتغطرسة القاتلة الناهبة المغرمة بقتل الشعوب المستضعفة وسرقة خيراتها وتمزيق أوطانها ثم الزعم بعد ذلك كله بأنهم إنما يعملون على تحضيرهم وترقيتهم والأخذ بيدهم إلى المعالى (شوفوا البجاسة والجبروت والإجرام وقلة الأدب)! إن الانتحار يأسٌ وكفرٌ وسخطٌ وجَزَعٌ وضعفٌ مَشِينٌ لا يليق بالرجال ونزوعٌ إلى الموت والدمار فرارًا من أثقال الحياة، أما الشهادة فهى حياة لأمم الشهداء، وخلود ونعيم أخروىّ وانغمار فى الرضوان الإلهى لأولئك المغاوير أبد الآبدين. فأين هذا من ذاك؟ إن المأفون وأشباهه إنما يبذلون كل ما عندهم من تدليس وتشكيك وتسخيف من أجل إشاعة الهزيمة فى صفوفنا وقلوبنا وإغرائنا بالاستسلام لسكاكينهم ومدّ رقابنا لهم فى خنوعٍ وضراعةٍ كى يجزروها. هذه كل الحكاية لا أكثر ولا أقل، أما ما يروّجه أولئك الشياطين ومن يُسَمَّوْن بهتانًا ومَيْنًا بـ"علماء الدين" عندنا ممن باعوا ضمائرهم جبنًا أو خبثًا لأعداء الملة والأمة فهو على الجزمة القديمة الملطَّخة بما يليق بأولئك الأبالسة البُعَداء الملاعين، وبهؤلاء العبيد الأنجاس المناكيد! وهل هناك غيره؟ إن أباليس الغرب إنما يحبون الحياة حُبًّا جَمًّا مجنونًا لأنهم لا يؤمنون بالآخرة أبدا، ولا يريدون أن يُحْرَموا من نعيم هذه الدنيا طرفة عين ولا أن يموتوا فيذهبوا كما يعتقدون إلى العدم والخواء، ومن ثم يعرفون أن سر قوتنا فى هذه المرحلة العجيبة الغريبة من تاريخنا إنما هو إيمان أبطال المسلمين بالجنة والشهادة، إذ لا سلاح غيره تقريبا فى أيدينا، فهم يريدون تجريدنا حتى من هذا السلاح (الذى لا يستطيعون أن يقفوا فى وجهه) حتى يسهل عليهم ابتلاعنا والتهام لحومنا ولحوم الذين خلّفونا ومصمصة عظامنا أيضا فوق البيعة حتى لا تقوم لنا من بعدها قائمة. ثم يأتى الأراذل من جُهَلاءِ السَّوْءِ (عليهم دائرةُ السَّوْء) فيُفْتُونهم بما يريدون. ألا لعنة الله على المدلسين الخائنين الملعونين فى كل كتاب وبكل لسان إلى يوم يُبْعَثون، الذين يتبرأ منهم الله والرسول والملائكة والأرض والسماء والأحرار فى كل الأمم والديار!
ويقول الكذاب المداور المناور أيضا: "لو أن مسلما أحضر طفلا هنديا من أبناء الأمازون إلى بلاد العرب وحفّظه عن ظهر قلب، وهو يضربه فوق رأسه بالمقرعة ومن خلال اللغة العربية التى لا يفهمها، القانون العثمانى فى مدرسة قرآنية، ثم أزاره المتاحف الإسلامية، والأماكن التى يتحدث عنها القانون العثمانى، والمدن التى عاش فيها محمد، وتلك التى تخلد ذكراه، فمن المؤكد أن هذا الفتى الأمازونى الشجاع لن يساوره بعد ذلك أدنى شك فى وجود النبى العظيم محمد. وما إن يعود الفتى الأمازونى إلى موطنه فى قلب الأمازون حتى يشرع فى الكلام عن حياة ذلك النبى العظيم، فيصبح محمد بهذا حقيقة لا تقبل المماراة بالنسبة للقبيلة جمعاء. ولسوف يكون بمستطاع كل فرد من أفراد القبيلة أن يأتى بدوره إلى بلاد العرب للتحقق بنفسه من وجود مكة كما قالوا له، وأن هناك فعلا متاحف خاصة بسيوف محمد وبعض مخلفاته، وأن هناك أيضا مقابر خاصة بأصحابه فى المدينة. ولسوف تعود القبيلة بعد ذلك إلى موطنها أكثر اقتناعا بوجود محمد رغم أن محمدا ... إلخ"! وهذا الذى يقوله الكذاب، ما عدا حكاية اللغة الأجنبية التى يلقَّن بها التلميذ ما يراد له معرفته وحفظه وترديده والإيمان به، وكذلك كلامه عن المقرعة وضرب التلميذ بها فوق دماغه تهكما منه علينا وعلى طريقتنا فى التعليم رغم أن الأساتذة الآن لم يعودوا يضربون أحدا من التلاميذ تقريبا ورغم أن عقاب التلميذ البليد والمشاكس المفسد ليس شرا كله، فى الوقت الذى يعلّمنا هؤلاء الأرجاس عن طريق الضرب بالقنابل النووية مما يسير على آخر طراز تربوى وتعليمى بطبيعة الحال، هذا الذى يقوله الكذاب ليس خاصا بالتعليم الإسلامى، بل هو مبدأ عام من مبادئ التعليم فى كل مكان وزمان، ألا وهو التكرار وضرب الأمثلة وزيارة المتاحف والمؤسسات المتعلقة بالمادة المدروسة ومعاينة ما فيها على الطبيعة... إلخ. أما زعمه بأن ذلك إنما يتم بلغة لا يعرفها التلميذ فليس له من رد عندى إلا أن البعيد قد تفوَّق فى بجاسته وبجاحته على المومسات والقحاب، إذ السؤال هو: وكيف سيعرف الطفل ما يقال له حتى ليصل إيمانه وإيمان القبيلة كلها إلى هذا المدى المتصلب الذى ذكره ذلك الإبليس دون أن يفهم ما يقال له؟ أعرفتم لماذا قلت إنه قد تفوق على القحاب العاهرات؟
ويتبقى بعد هذا ما سَخَّمَ به هذا الباجسُ البَجِحُ شاشةَ المشباك قائلا:"إن محمدا ليس فى الواقع إلا قصة مخترعة أو شخصية خيالية، ومع ذلك فالملاحظ أن مفهوم "محمد" يجسّد على نحوٍ كافٍ أحلام صنف من البشر لدرجة قيام بعض الأشخاص من تلقاء أنفسهم (فى القرن السادس الميلادى) بصنع جميع العناصر المكونة لوجود تلك الشخصية وجودا حقيقيا وتكوين جماعة تقوم على اعتناق تلك الأسطورة وحراستها وتخليدها لما يكفله لهم ذلك من ممارسة سلطان شامل يسوّغ لهم كل ما يريدون". والسؤال هو: أى صنف من البشر يا ترى يقصده المأفون، هذا الذى يرى فى الأسطورة المحمدية الملفقة تجسيدا لأحلامه وآماله؟ وما تلك الأحلام والآمال؟ إن الذين يضحون بأنفسهم وراحة بالهم وحياتهم وأموالهم وبيوتهم والدنيا جميعا ويتركون أولادهم من بعدهم فى حماية المولى وحده لا يمكن أن يقول عنهم ما قاله مأفوننا (لا شفاه الله من اختلال عقله) إلا وقح سافل، إذ أية مصلحة يا ترى يمكن اتهام أبطال الإسلام الاستشهاديين بأنهم إنما يجرون خلفها، وهم الذين يضحون بكل شىء كما هو معروف؟ وهل من مصلحةٍ أو سلطةٍ يمكن أن يتطلع إليها أو يبكى عليها طالب الشهادة، وقد جاد بالحياة ذاتها؟ إن المصالح والسلطات إنما هى مع الأمريكان والفرنسيس والبريطان، لكن استشهاديينا الكرام قد نفضوا ذلك كله عن نفوسهم ونبذوه وراء ظهورهم واشْتَرَوْا به ثمنا غاليا هو ما عند الله من بِرٍّ ورحمةٍ وجنةٍ عَرْضها السماوات والأرض أُعِدَّت للمتقين المناضلين فى سبيل الوطن والدين مع النبيين والصِّدّيقين، وحَسُنَ أولئك رفيقا!

غير معرف يقول...

شبهة أن الوحى مقتبس من اليهودية والنصرانية
الشيخ عماد الشربيني
لقد زعم المستشرقون أن الوحى انبثق فى الدرجة الأولى عن اليهودية والنصرانية ولكن محمد كيفه تكيفاً بارعاً وفقاً لمتطلبات شعبه الدينية([1])
ويرشح لنا جولد تسيهر كيف تم له ذلك، وكيف أصبحت تعاليم اليهودية والنصرانية، وحياً تبناه محمد صلي الله عليه وسلم، فيقول
: "فتبشير النبى العباس ليس إلا مزيجاً منتخباً من معارف وآراء دينية، عرفها أو استقاها بسبب اتصاله بالعناصر اليهودية والمسيحية وغيرها،
ولم يخف جولد تسيهر قوله فى أن النبى صلي الله عليه وسلم
قد تتلمذ على رهبان النصارى مثل ورقة بن نوفل، وبحيرا، ونسطورا، وصهيب الرومى، وسلمان الفارسى، المسيحى الأصل، وأحبار اليهود مثل عبد الله بن سلام، الذين كانوا أساتذة له([2]) وكيف تم الاتصال بأولئك؟
يرى بروكلمان أن ذلك تم من خلال رحلاته، والذين عاشوا معه بعد إسلامهم([3])
وقد حاول المستشرقون الرجوع فى كثير من شعائر الإسلام إلى اليهودية أو النصرانية أو الاثنين معاً([4])
إن ما زعمه هؤلاء الملحدون هنا، هو باطل من القول سودوا به صفحات التاريخ إذ الحق الذى لا مناص عنه، ثبوت العصمة لسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
فى دعواه النبوة، وفى كل ما يخبر به من الوحى عن ربه عز وجل، على ما مر سابقاً فى دلائل عصمته فى تبليغ الوحى من خلال القرآن والسنة([5]) كما أنه لم يكن لأحد عليه فضل فيما جاء به، غير الله تعالى؛ فأنى لأحد من البشر كائناً من كان أن يكون له قبل بما جاء به صلي الله عليه وسلم فينصبونه معلماً له؟
ثانياً : أين هذه الرحلات التى يتكلم عنها جولدستيهر، وبروكلمان، ومن شايعهما، والتى التقى فيها النبى صلي الله عليه وسلم بأحبار اليهود، ورهبان النصارى، وأخذ عنهم؟ ومتى كانت؟ وأين تم هذا اللقاء؟ وكم مدة قضاها ليتلقى تلك الدروس حتى يهضمها ويستوعبها؟ ومن هم الذين أخذ عنهم؟ وماذا أخذ؟
أسئلة يعجز المستشرقون عن إجابتها، لأنها لا إجابة لها البتة، إذ الإجابة عنها من صنع الخيال، وترهات الأفكار
إن ما زعموه بأنه من الممكن أن يكون رسول الله صلي الله عليه وسلم تلقف هذا الذى جاء به من بحيرا([6]) ونسطورا([7]) الراهبين، زعم باطل. وذلك لأن المعروف الثابت تاريخياً أن النبى صلي الله عليه وسلم ، لم يلق "بحيراً" هذا إلا مرة واحدة، وهى المرة الأولى التى سافر فيها إلى الشام، وكان معه عمه أبى طالب، وكان عمره صلي الله عليه وسلم
، إذ ذاك لا يتعدى اثنتى عشر عاماً([i]) ولا يعقل أن يكون سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
قد أخذ عنه، وهو فى هذه السن شيئ
وأنى "لبحيرا" وما حواه الوحى الإلهى قرآناً وسنة، من علوم وأخبار ماضية ومستقبلة؟ هذا لو فرضنا أنه يمكن أن يكون قد أخذ عنه شيئ
إن الباحث المصنف لو استنطق التاريخ، ما زاد على أن يقول له : إن الراهب "بحيراً" لما رآه تظله سحابة من الشمس، ورأى فيه بعض أمارات النبوة ذكر لعمه، أنه سيكون له شأن، وحذره أن تناله اليهود بأذى
وكذلك الحال عندما مر رسول الله صلي الله عليه وسلم بالراهب نسطور، وهو فى طريقه إلى الشام، يعمل فى تجارة خديجة بنت خويلد رضى الله عنها، وكانت هذه هى المرة الثانية والأخيرة فى رحلاته خارج مكة، وكان صلي الله عليه وسلم إذ ذاك شاب فى الخامسة والعشرين من عمره، وفى صحبته غلام خديجة ميسرة([ii]) والذى تحدث به الراهب نسطورا عن رسول الله صلي الله عليه وسلم
كان مع مسيرة، ولما تحقق الراهب من صفات النبوة فى رسول الله صلي الله عليه وسلم
، ما زاد على أن جاء إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم
، وقبل رأسه وقدميه، وقال : آمنت بك، وأنا أشهد أنك الذى ذكره الله فى التوراة، ثم قال لميسرة بعد أن خلا به : يا ميسرة! هذا نبى هذه الأمة، والذى نفسى بيده إنه لهو تجده أحبارنا منعوتاً فى كتبهم([iii])
ولم تذكر الأخبار أنه كان حتى هناك مجرد حديث بين الغلام الصغير محمد وبين "بحيرا" و"نسطورا" وإنما الذى ذكرته الأخبار أن كل الحديث الذى تحدث به الراهب بحيرا عنه، كان مع عمه أبى طالب([iv]) والذى تحدث به الراهب نسطورا عنه كان مع غلام خديجة ميسرة! فماذا – يا ترى – سمع الشهود – عمه أبى طالب، وميسرة – من علوم هذا الأستاذ؟ هلا نبأنا التاريخ بنبأ ما جرى خلال هذا الحديث المزعوم الذى جمع فى تلك اللحظة القصيرة علوم القرآن والسنة كاملة؟!
([1]) ينظر : تاريخ الشعوب الإسلامية لبروكلمان ص69، ومقالة فى الإسلام لجرجس سال ص11، وحياء محمد لدر منغم ص125، 126، والاستشراق فى السيرة لعبد الله النعيم ص38، والفكر الإسلامى نقد واجتهاد للدكتور محمد أركون ص137، والإسلام بدون حجاب، بحث مستل من شبكة الإنترنت لمؤلف مجهول ص11
([2]) العقيدة والشريعة ص13، 14، وحياة محمد لدر منغم ص125، 126، ودائرة المعارف الإسلامية ترجمة أحمد الشنتناوى وغيره المجلد 8/232، والاستشراق فى السيرة النبوية لعبد الله محمد الأمين ص65، ومناهج المستشرقين فى الدراسات العربية الإسلامية لجماعة من العلماء 1/37، 38، والوحى القرآنى فى المنظور الاستشراقى ونقده للدكتور محمود ماضى ص117، 145
([3]) ينظر : تاريخ الشعوب الإسلامية ص34
([4]) ينظر : العقيدة والشريعة ص17، 18، وتاريخ الشعوب الإسلامية ص47، 48،71، 79، وتاريخ العرب ص181 – 183، وملوك الطائف ص4 5، والرسول فى كتابات المستشرقين ص137
([5]) يراجع : ص264 – 277
([6]) بحيرا : راهب. قيل إنه كان يهودياً من يهود تيماء، وقيل كان نصرانياً من عبد القيس، يقال له جرجس، لقيه النبى e قبل البعثة، له ترجمة فى : أسد الغابة 1/355 رقم 371، وتجريد أسماء الصحابة 1/44، والبداية والنهاية 2/213، 214
([7]) هو : بطريرك الإسكندرية سنة 431م، وهو الذى قال بأن مريم لم تلد إلا الإنسان فهى بذلك أم الإنسان، وليست أماً لإله، وأتباعه هم النساطرة، ومذهبهم وضع الأساس للقول بطبيعتين فى المسيح. ينظر : الموسوعة المسيرة فى الأديان والمذاهب المعاصرة ص5 2، 5 3، والملل والنحل للشهرستانى 2/251 – 253
القصة رواها ابن إسحاق فى السيرة النبوية لابن هشام 1/236 – 238 نص رقم 177، 178، والترمذى فى سننه كتاب المناقب، باب ما جاء فى بدء نبوة النبى صلي الله عليه وسلم 5/55 رقم 362 ولم يرد اسم (بحيرا) فى القصة، وقال : حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وأخرجه الحاكم فى المستدرك 2/672 رقم 4229 وقال : صحيح على شرط الشيخين، وخالفه الذهبى قائلاً : أظنه موضوعاً فبعضه باطل أهـ ورواه أبو نعيم فى دلائل النبوة 1/168 رقمى 1 8، 1 9، والبيهقى فى دلائل النبوة 2/24، وابن سعد فى الطبقات الكبرى 1/12 ، وذكره ابن كثير فى البداية والنهاية 2/213، 266، من طريقى ابن إسحاق والترمذى وقال : "فيه من الغرائب أنه من مرسلات الصحابة، فإن أبا موسى الأشعرى راوى الحديث إنما قدم فى سنة خيبر، سنة سبع من الهجرة، ولا يلتفت إلى قول ابن إسحاق فى جعله له من المهاجرة إلى أرض الحبشة من مكة. وعلى كل تقدير فهو مرسل. فإن هذه القصة كانت ولرسول الله صلي الله عليه وسلم من العمر فيما ذكره بعضهم اثنتا عشرة سنة، ولعل أبا موسى تلقاه من النبى صلي الله عليه وسلم، فيكون أبلغ، أو من بعض كبار الصحابة رضى الله عنهم، أو كان هذا مشهوراً مذكوراً أخذه من طريق الاستفاضة"أهـ قلت : ذهب إلى صحة القصة فضيلة الشيخ عرجون فى كتابه محمد رسول الله 1/167، ووجه الغرائب الواردة فى ألفاظ الحديث بما يزيل غرابتها، فراجعه إن شئت، وصحح الحافظ ابن حجر رواية الترمذى بإسناد قوى فى فتح البارى= =8/587رقم4953،وكذا الألبانى فى هامش فقه السيرة للغزالى ص68، والدكتور سعيد صوابى فى المعين الرائق ص74،وأبطلها عبد العزيز راشد فى أصول السيرة المحمدية ص22،وكذا أبطلها جعفر مرتضى العاملى فى كتابه الصحيح من سيرة النبى 2/93، وتوقف فيها هاشم معروف الحسينى فى سيرة المصطفى صلي الله عليه وسلم ص53
([ii]) القصة أخرجها ابن سعد فى طبقاته 1/129، وابن إسحاق فى السيرة النبوية لابن هشام 1/242 نص رقم 184، وأبو نعيم فى دلائل النبوة 1/172 رقم 11
([iii]) ينظر : المصادر السابقة
([iv]) يراجع : رواية لقائه صلي الله عليه وسلم مع بحيرا الراهب فى تخريج قصته السابقة قريب
إن تلك الروايات التاريخية التى تتحدث عن اللقاء العابر بين رسول الله صلي الله عليه وسلم
وبين بحيرا ونسطورا تحيل أن يقف كل من بحيرا ونسطورا موقف المعلم المرشد لسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
، لأن كلا منهما بشر عمه وميسرة، بنبوته، وليس بمعقول أن يؤمن رجل بهذه البشارة التى يزفها، ثم ينصب نفسه أستاذاً لصاحبها الذى سيأخذ عن الله، ويتلقى عن جبريل، ويكون هو أستاذ الأستاذين، وهادى الهداة المرشدين! وإلا كان هذا الراهب متناقضاً مع نفسه!!
إن هذه التهمة لو كان لها نصيب من الصحة، لفرح بها قومه وقاموا لها وقعدوا، لأنهم كانوا أعرف الناس برسول الله صلي الله عليه وسلم
، وكانوا أحرص الناس على تبهيته وتكذيبه وإحباط دعوته بأية وسيلة([iv])
ثالثاً : ما زعموه من أن محمداً صلي الله عليه وسلم
، أخذ ما زعمه أنه وحى من الله تعالى، من ورقة ابن نوفل. هو – أيضاً – باطل كسابقه، وفى الرواية نفسها التى التقى فيها رسول الله صلي الله عليه وسلم
بورقة([iv]) ما يبين بطلان مزاعم المستشرقين، وتهافت أقوالهم، وفسادها. وذلك فى النقاط التالية :
أ- تبين الرواية أن ورقة قد تنصر فى الجاهلية، ولكن المحدثين والمؤرخين استقصوا كل ما عرف عنه مم صح سنده، ومما لم يصح، فلم يعثروا على رواية تبين أنه كان داعية إلى النصرانية
ب- لم ينقل أن النبى صلي الله عليه وسلم
قد لقى ورقة قبل هذا اللقاء أو رآه
جـ- لقد تم هذا اللقاء بعد مجئ ملك الوحى فى الغار، ونزول صدر سورة "اقرأ" وقد حضرت هذا اللقاء خديجة رضى الله عنها، وشهدته، وقد آمنت بنبوة محمد صلي الله عليه وسلم
بعد ذلك، فلو كان هنالك تعلم وتلقى ما غاب ذلك عن بالها أبداً، ولكان صارفاً لها عن الإيمان به صلي الله عليه وسلم
د- إن موقف ورقة على ما جاء فى هذا اللقاء، كان موقف المستطلع المستخبر لا موقف المعلم، فلما أخبره النبى صلي الله عليه وسلم
، خبر ما رأى، كان موقفه موقف المبشر المصدق المؤمن، المتطوع لمناصرة الحق، المؤيد للنبى صلي الله عليه وسلم
فيما نزل عليه من الوحى "هذا الناموس الذى نزل على موسى، ليتنى فيها جذعاً، ليتنى أكون حياً إذ يخرجك قومك…، وإن يدركنى يومك حياً، أنصرك نصراً مؤزرا"
هـ- لم تذكر الروايات أنه ألقى إلى النبى صلي الله عليه وسلم
درساً أو عظة فى أى جزء من جزئيات الإسلام، كما لم يثبت أنه كان صلي الله عليه وسلم
، يتردد عليه لتلقى تلك الدروس، والذى يفهم من كلمته المختصرة السابقة، أنه كان يتمنى أن يبقى حتى يصبح ناصراً لدين الله، وجندياً مخلصاً، وتلميذاً ناجحاً للنبى صلي الله عليه وسلم
، لا أستاذاً مربياً، ولا عالماً معلم
و- ثم إن ورقة لم يلبث بعد هذا اللقاء، إلا أن توفى وفتر الوحى عن رسول الله صلي الله عليه وسلم
، فكيف تكون هذه المقابلة الخاطفة ينبوعاً لما جاء به عليه الصلاة والسلام من الوحى؟‍
ز- لو ثبت أنه صلي الله عليه وسلم
، أخذ ذلك من ورقة لما سكت أعداؤه أبداً، ولروجوا ذلك، وساروا به فى الناس جميعاً، وهم الذين تشبثوا بما هو أوهى من ذلك([iv])
رابعاً : إنما زعموه من أنه صلي الله عليه وسلم
، أخذ ما جاء به من صهيب الرومى([iv]) لهو من أبطل الباطل. إذ أن صهيباً هذا كان حداداً يصنع السيوف، أعجمى اللسان، لا يعدو كلامه أن يكون رطانة([iv]) ولا يكاد يبين([iv]) ولذا قال القرآن الكريم : }لسان الذى يلحدون إليه أعجمى وهذا لسان عربى مبين{([iv])
والمعنى : كيف يتعلم من جاء بهذا القرآن، فى فصاحته وبلاغته، ومعانيه التامة الشاملة، التى هى أكمل من معانى كل كتاب نزل على نبى أرسل؛ كيف يتعلم من رجل أعجمى؟‍! لا يقول هذا من له أدنى مسكة من العقل([iv]) وليت شعرى : لو كان لصهيب أن يكون مرجعاً علمياً كما أرادوا أن يصفوه، فما الذى منع كفار مكة أن يأخذوا عنه، كما أخذ صاحبهم؟ وبذلك كانوا يستريحون من عنائه، ويداوونه من جنس دائه، بل ما منع صهيب أن يبدى للعالم صفحته، فينال فى التاريخ شرف الأستاذية، أو يتولى بنفسه تلك القيادة العالمية؟ بل ما منعه أن يدعى النبوة، فينسب لنفسه هذا المجد والفخار؟([iv]) إن فى عدم ادعاء صهيب شئ مما سبق، وعدم ثبوته عنه، مع صحة إيمانه برسول الله صلي الله عليه وسلم
، دليل على صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم
، فى دعواه النبوة، وفى عصمته صلي الله عليه وسلم
فى كل ما بلغ من وحى ربه
ثالثاً : ما زعموه من أن محمداً صلي الله عليه وسلم ، أخذ ما زعمه أنه وحى من الله تعالى، من ورقة ابن نوفل. هو – أيضاً – باطل كسابقه، وفى الرواية نفسها التى التقى فيها رسول الله صلي الله عليه وسلم بورقة([iv]) ما يبين بطلان مزاعم المستشرقين، وتهافت أقوالهم، وفسادها. وذلك فى النقاط التالية :
أ- تبين الرواية أن ورقة قد تنصر فى الجاهلية، ولكن المحدثين والمؤرخين استقصوا كل ما عرف عنه مم صح سنده، ومما لم يصح، فلم يعثروا على رواية تبين أنه كان داعية إلى النصرانية
ب- لم ينقل أن النبى صلي الله عليه وسلم
قد لقى ورقة قبل هذا اللقاء أو رآه
جـ- لقد تم هذا اللقاء بعد مجئ ملك الوحى فى الغار، ونزول صدر سورة "اقرأ" وقد حضرت هذا اللقاء خديجة رضى الله عنها، وشهدته، وقد آمنت بنبوة محمد صلي الله عليه وسلم
بعد ذلك، فلو كان هنالك تعلم وتلقى ما غاب ذلك عن بالها أبداً، ولكان صارفاً لها عن الإيمان به صلي الله عليه وسلم
د- إن موقف ورقة على ما جاء فى هذا اللقاء، كان موقف المستطلع المستخبر لا موقف المعلم، فلما أخبره النبى صلي الله عليه وسلم، خبر ما رأى، كان موقفه موقف المبشر المصدق المؤمن، المتطوع لمناصرة الحق، المؤيد للنبى صلي الله عليه وسلم فيما نزل عليه من الوحى "هذا الناموس الذى نزل على موسى، ليتنى فيها جذعاً، ليتنى أكون حياً إذ يخرجك قومك…، وإن يدركنى يومك حياً، أنصرك نصراً مؤزرا"
هـ- لم تذكر الروايات أنه ألقى إلى النبى صلي الله عليه وسلم درساً أو عظة فى أى جزء من جزئيات الإسلام، كما لم يثبت أنه كان صلي الله عليه وسلم، يتردد عليه لتلقى تلك الدروس، والذى يفهم من كلمته المختصرة السابقة، أنه كان يتمنى أن يبقى حتى يصبح ناصراً لدين الله، وجندياً مخلصاً، وتلميذاً ناجحاً للنبى صلي الله عليه وسلم، لا أستاذاً مربياً، ولا عالماً معلم
و- ثم إن ورقة لم يلبث بعد هذا اللقاء، إلا أن توفى وفتر الوحى عن رسول الله صلي الله عليه وسلم، فكيف تكون هذه المقابلة الخاطفة ينبوعاً لما جاء به عليه الصلاة والسلام من الوحى؟‍
ز- لو ثبت أنه صلي الله عليه وسلم، أخذ ذلك من ورقة لما سكت أعداؤه أبداً، ولروجوا ذلك، وساروا به فى الناس جميعاً، وهم الذين تشبثوا بما هو أوهى من ذلك([iv])
رابعاً : إنما زعموه من أنه صلي الله عليه وسلم، أخذ ما جاء به من صهيب الرومى([iv]) لهو من أبطل الباطل. إذ أن صهيباً هذا كان حداداً يصنع السيوف، أعجمى اللسان، لا يعدو كلامه أن يكون رطانة([iv]) ولا يكاد يبين([iv]) ولذا قال القرآن الكريم : }لسان الذى يلحدون إليه أعجمى وهذا لسان عربى مبين{([iv])
والمعنى : كيف يتعلم من جاء بهذا القرآن، فى فصاحته وبلاغته، ومعانيه التامة الشاملة، التى هى أكمل من معانى كل كتاب نزل على نبى أرسل؛ كيف يتعلم من رجل أعجمى؟‍! لا يقول هذا من له أدنى مسكة من العقل([iv]) وليت شعرى : لو كان لصهيب أن يكون مرجعاً علمياً كما أرادوا أن يصفوه، فما الذى منع كفار مكة أن يأخذوا عنه، كما أخذ صاحبهم؟ وبذلك كانوا يستريحون من عنائه، ويداوونه من جنس دائه، بل ما منع صهيب أن يبدى للعالم صفحته، فينال فى التاريخ شرف الأستاذية، أو يتولى بنفسه تلك القيادة العالمية؟ بل ما منعه أن يدعى النبوة، فينسب لنفسه هذا المجد والفخار؟([iv]) إن فى عدم ادعاء صهيب شئ مما سبق، وعدم ثبوته عنه، مع صحة إيمانه برسول الله صلي الله عليه وسلم، دليل على صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم، فى دعواه النبوة، وفى عصمته صلي الله عليه وسلم فى كل ما بلغ من وحى ربه
خامساً : ما زعموه من أنه صلي الله عليه وسلم، تلقى الوحى من علماء أهل الكتاب فى عصره محض افتراء يرده القرآن الكريم الذى حفل بجدالهم ومحاوراتهم فى العقائد والتواريخ والأحكام
فالناظر فى محاورات القرآن لهم يرى بأى لسان يتكلم عنهم القرآن الكريم. إنه يصور علومهم بأنها الجهالات، وعقائدهم بأنها الضلالات، ومعارفهم بأنها الخرافات، وأعمالهم بأنها المنكرات
نعم. لا يعقل أن يصفهم القرآن بذلك ثم يقفون من صاحب هذه النبوة موقف المرشد والناصح! اقرأ إن شئت قول الله تعالى : }وقالت اليهود عزيز ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يأفكون. اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون{([iv]) وقال تعالى : }وبكفرهم وقولهم على مريم بهتاناً عظيماً وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم{ إلى أن قال عز وجل : }وبصدهم عن سبيل الله كثيراً. وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل{([iv])
وغير ذلك كثير مما هو منثور فى ثنايا سور القرآن الكريم، وهو سهل المنال لمن طلبه. مما يفيدك بأن قوماً أمثال هؤلاء لا يعقل – وحالهم هكذا – أن يتلقى عنهم رسول الله صلي الله عليه وسلم، بل إنك ترى فيه معلماً يصحح لهم أغلاطهم، وينعى عليهم سوء حالهم
فلو كانوا معلمين له صلي الله عليه وسلم، لمدحهم، وجاملهم، وتودد إليهم، وتقرب منهم، ولم يقف منهم هذا الموقف العدائى، حتى لا يفضحوا أمره، ويكشفوا حاله
ثم إن كثيراً من هؤلاء الذين يزعمون أنهم كانوا مصدر الوحى، قد أسلموا، وإسلامهم حجة قائمة على صدق نبوة رسول الله صلي الله عليه وسلم، وعصمته فيما بلغ من الوحى الإلهى، ولو كان هؤلاء أعانوا النبى صلي الله عليه وسلم على الوحى، وأنه ليس من عند الله، لكانوا أدرى الناس حينئذ بحقيقة الإسلام، وبالتالى كانوا سيكونون أبعد الناس عنه، لأنهم يعرفون أنه دين ليس صحيحاً، ولكن أما وقد أسلموا وأخلصوا لله تعالى، لاسيما وأنه كانت هناك منافسة كبيرة بين أصحاب الأديان المختلفة فى ذلك الوقت، فإن ذلك كان لاستئصال ألسنة الخراصين، حتى يصابوا بالخرس رحمة بالتاريخ الذى كم لوثوه بألسنتهم هذه. وصدق رب العزة : }ويقول الذين كفروا لست مرسلاً قل كفى بالله شهيد بينى وبينكم ومن عنده علم الكتاب{([iv]) وقال عز وجل : }قل أرءيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بنى إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم إن الله لا يهدى القوم الظالمين{([iv])
سادساً : من أقوى ما يدل على أن الإسلام لم يكن مقتبساً من اليهودية أو النصرانية، وجود الخلاف فى كثير من العقائد والأحكام؛ بل جعل الشارع الحكيم جنس مخالفتهم أمراً مقصوداً له، ومن متطلبات الشرع، وهناك كثير من الأحكام جعلت العلة فيها هى مخالفة اليهود أو النصارى من ذلك :
1- قوله صلي الله عليه وسلم : "إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم"([iv])
2- وقوله صلي الله عليه وسلم : "خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون فى نعالهم ولا خفافهم"([iv])
3- عن أنس بن مالك رضى الله عنه، أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة فيهم، لم يؤاكلوها، ولم يجامعهن فى البيوت. فسأل أصحاب النبى صلي الله عليه وسلم، النبى صلي الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى : }ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء فى المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين{([iv]) فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "اصنعوا كل شئ إلا النكاح" فبلغ ذلك اليهود فقالوا : "ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئاً إلا خالفنا فيه"([iv]) قال الإمام ابن تيميه([iv]) : "فهذا الحديث يدل على كثرة ما شرعه الله لنبيه من مخالفة اليهود، بل على أنه خالفهم فى عامة أمورهم، حتى قالوا : "ما يريد أن يدع من أمرنا شيئاً إلا خالفنا فيه"([iv])
فهذا إقرار من اليهود عليهم لعائن الله، بمخالفة النبى صلي الله عليه وسلم لما كانوا عليه من شعائر حتى اشتهر ذلك بينهم، ألا يكفى ذلك برهاناً ساطعاً على بطلان قول المستشرقين : أنه كيف شعائر الإسلام لتتفق مع شعائر اليهود؟([iv])
أولم يكفهم أنه صلي الله عليه وسلم، أخرج اليهود أذلاء حقيرين من المدينة، وأجلاهم عنها لما نقضوا عهودهم معه، وأبى عليهم أن يساكنوه فى بلد واحد؟([iv]) وإلى هذا أشار الله تعالى بقوله : }هو الذى أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر{([iv]) أما وقف المستشرقون على الآيات والأحاديث العديدة الذامة لليهود الهاتكة لستورهم؟ أفى ذلك أيضاً دلالة على أن النبى كان يتقرب منهم ويتزلف لهم لكسبهم وإرضائهم؟
إن النبى صلي الله عليه وسلم، منذ أن بعث وحمل رسالة الإسلام، نسخ الأديان السابقة، وأبطل شرعيتها، فلا نجاة لأحد من الخلق يهودياً كان أو نصرانياً إلا بالتزام شرعه، والسير على نهجه، وهو القائل صلي الله عليه وسلم : "والذى نفس محمد بيده، لا يسمع بى أحد من هذه الأمة يهودى ولا نصرانى، ثم يموت ولم يؤمن بالذى أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار"([iv])
والحديث هنا بياناً وتأكيداً لقوله تعالى : }قل يا أيها الناس إنى رسول الله إليكم جميعاً الذى له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيى ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبى الأمى الذى يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون{([iv])
فلا بقاء لدين مع دينه صلي الله عليه وسلم، ولا شريعة مع شريعته، بل دينه هو الحاكم والمهيمن على كل الأديان. قال تعالى : }وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً{([iv])
سابعاً : ما زعموه من إرجاع كثير من شعائر الإسلام إلى اليهودية أو النصرانية، أو الاثنين معاً، زعم باطل لما يلى :
أ- لأن استدلالهم بصوم عاشوراء على موافقة اليهود فيه، بناء على ما روى عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : "قدم النبى صلي الله عليه وسلم المدينة، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال : ما هذا؟ قالوا : هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بنى إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، قال : فأنا أحق بموسى منكم فصامه، وأمر بصيامه"([iv]). فعلة الموافقة الواردة فى الحديث هى التى بنى عليها المستشرقون شبهتهم السابقة، ويجاب بالآتى :
1- لقد ثبت أن النبى صلي الله عليه وسلم، كان يصوم عاشوراء فى الجاهلية قبل قدومه المدينة، ويدل على ذلك قول عائشة رضى الله عنها : "كان يوم عاشوراء تصومه قريش فى الجاهلية، وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم، يصومه، فلما قدم المدينة، صامه وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه"([iv])
وفى رواية : "وكان يوم تستر فيه الكعبة"([iv]) فدل بهذا على أنه صلي الله عليه وسلم، لم يصمه موافقة لليهود واقتداء بهم، وإنما صامه وأمر بصيامه تقريراً لتعظيمه وتأكيداً، وأخبر صلي الله عليه وسلم أنه وأمته أحق بموسى من اليهود، فإذا صامه موسى شكراً لله، كنا أحق أن نقتدى به من اليهود، لاسيما إذا قلنا : شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يخالفه شرعنا([iv])
2- إن النبى صلي الله عليه وسلم، بين نوع مخالفة لليهود فى صيام عاشوراء، عندما شرع صيام يوم قبله، أو بعده، فعن ابن عباس قال : حين صام رسول الله صلي الله عليه وسلم، يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا : يا رسول الله. إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "فإذا كان العام المقبل، إن شاء الله، صمنا اليوم التاسع" قال : فلم يأت العام المقبل، حتى توفى رسول الله صلي الله عليه وسلم"([iv]) وعنه أيضاً مرفوعاً : "صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا فيه اليهود، صوموا قبله يوماً أو بعده يوماً"([iv]) فدل ذلك على مخالفته لهم فى صيامه
ب- وأما زعمهم أن المؤمنين كانوا لا يصلون فى مكة إلا مرتين فى اليوم، ثم أدخلت صلاة ثالثة عندما ذهبوا إلى المدينة على غرار اليهودية، فهو زعم فى وهن خيط العنكبوت، إذ الصلوات الخمس فرضت بمكة ليلة الإسراء، حين عرج بالنبى صلي الله عليه وسلم، إلى السماء، ولا خلاف بين أهل العلم، وأهل السير فى ذلك([iv])
وهذا الذى دلت عليه الأحاديث الصحيحة، التى وردت فى صفة الإسراء والمعراج فى الصحيحين وغيرهما، من أحاديث جماعة من الصحابة رضى الله عنهم([iv]) وفى أحدها قوله صلي الله عليه وسلم : "فلم أزل أرجع بين ربى تبارك وتعالى، وبين موسى عليه السلام، حتى قال : يا محمد إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة، لكل صلاة عشر، فذلك خمسون صلاة"([iv])
جـ- وأما زعمهم أنه جعل الجمعة، يوم صلاة عامة، على غرار السبت عند اليهود، فهو أيضاً قول مخالف للصواب، لأن الله سبحانه شرع لعباده المؤمنين الاجتماع لعبادته يوم الجمعة، فقال تعالى : }يا أيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذالكم خير لكم إن كنتم تعلمون{([iv])
وقد ثبت أن الله أمر الأمم السابقة بتعظيمه، فضلوا عنه، واختار اليهود السبت، والنصارى الأحد، وفضل الله هذه الأمة بيوم الجمعة لفضيلته([iv]) فعن أبى هريرة وحذيفة قالا : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا، فهدانا الله ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة. نحن الآخرون من أهل الدنيا، والأولون يوم القيامة، المقضى لهم قبل الخلائق([iv]) ففى الحديث ذم لأهل الكتابين، على تفريطهم فى يوم الجمعة، ثم شرع صلي الله عليه وسلم، صيام يوم السبت ويوم الأحد مخالفة لهما، كما جاء فى حديث أم سلمة رضى الله عنها، قالت : "كان رسول صلي الله عليه وسلم، يصوم يوم السبت ويوم الأحد أكثر مما يصوم من الأيام، ويقول : إنهما عيد المشركين، فأنا أحب أن أخالفهم"([iv])
قال الحافظ ابن حجر : : "يوم السبت عيد عند اليهود، والأحد عيد عند النصارى، وأيام العيد لا تصام، فخالفهم بصيامها"([iv])
بعد هذا يتضح لك، أن وحى الله تعالى (كتاباً وسنة) والذى بلغه رسول الله صلي الله عليه وسلم، بعصمة الله له، لم يكن مأخوذاً من اليهودية أو النصرانية، وإنما هو وحى مستقل، لم يتأثر بغيره، وبالتالى دين الإسلام، دين قائم بذاته، متميز عن غيره، وإذا وجد تشابه بين نسك إسلامى، وبين عمل سابق منسوب إلى شريعة اليهود أو النصارى. دل ذلك على أن أصل الدين الذى جاء به رسل الله واحد. لقوله تعالى : }شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذى أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه{([iv]) وبياناً لذلك وتأكيداً له، قال صلي الله عليه وسلم : "أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم فى الدنيا والآخرة، والأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد"([iv]) والمراد بـ (إخوة لعلات) الذين أمهاتهم مختلفة، وأبوهم واحد. أراد أن إيمانهم واحد، وشرائعهم مختلفة([iv]) أهـ.
=============
اتهام الرسول صلى الله عليه وسلم بالإرهاب
إن الحمد لله الذي جعل سيدنا محمدا رسول الله أشرف البشر وأعظمهم على مر التاريخ، فهو إمام الأنبياء والمرسلين، وسيد الشفعاء يوم القيامة، ولن تستطيع أقلام مأجورة ولا أفكار مسعورة ولا حملات إعلامية مضللة من أن تنال منه ولا من دينه وأخلاقه بعد أن قال عنه ربه مادحا: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:4) ، فمدح الله تعالى له يغنيه عن كل إطراء، ويدفع عنه كل شبهة.
لقد كان من صفات هذا الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم العفو عند المقدرة، والرحمة لمن حوله من المؤمنين، قال تعالى: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (التوبة:128)، بل إن رحمته تمتد لتشمل الكون كله، فما هو إلا رحمة لكل شيء، قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الانبياء:107)، وكان عليه السلام يستشعر أهمية الرحمة في حياته ودعوته، فسمى نفسه نبي الرحمة، روى أبو موسى الأشعري، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه أسماء فقال: (أنا محمد، وأحمد، والمقفي والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة) رواه مسلم[1]
والعجب من أن يتهم بعض المغرضين في عصرنا نبي الرحمة والسلام صلى الله عليه وسلم بالألفاظ النابية التي تدل على جهلهم أو حقدهم، فمن ذلك أنهم وصفوه بالإرهاب، وهو أبعد الناس عن ذلك صلى الله عليه وسلم[2]، فهو أرحم البشر، وأبعدهم عن الظلم والثأر والعدوان، وأحرصهم على فرض النظام والشريعة، وأكثرهم عفة ورفقا ولينا وتواضعا، ولقد أحسن شوقي حين شبه النبي عليه السلام بالأب الرحيم الذي يعفو عن زلات أولاده، فقال: [3]
وإذا عفوت فقادرا ومقدرا لا يستهين بعفوك الجهلاء
وإذا رحمت فأنت أم أو أب هذان في الدنيا هما الرحماء
أسباب وصف النبي بالإرهاب
الأسباب التي تدعو بعض الكتاب والمغرضين إلى وصف النبي بالإرهاب لا تعدو أن تكون في مجملها ستة، وهي:
1- اجتزاء النصوص الدينية وعدم النظر إليها كوحدة متكاملة، فالتشريع الإسلامي يشمل الدين والدنيا والحرب والسلام، فقراءة النصوص التي تنظم قواعد الحرب وآدابها بمعزل عن النصوص التي تنظم حياة السلام قد يوقع في الخلط وسوء الفهم.
2- عدم فهم الظروف التي أحاطت بالنصوص، فهنالك ما يسمى أسباب النزول، ومعرفتها ضرورية جدا لفهم ملابسات نزول النص.
3- الجهل باللغة العربية، فقراءة النص الديني بلغته الأصلية تزيل كثير من اللبس والغموض عنه، فهناك العام الذي يراد منه الخاص وبعكسه الخاص الذي يراد منه العام، وهناك الترادف والمشترك والمبهم وغير ذلك، ومعرفة قواعد البلاغة العربية مهمة جدا لفهم القرآن الكريم.
4- الجهل بفلسفة الحياة، فالحياة فيها السلم وفيها الحرب، ولا بد للدين الحق من أن ينظم قواعد الحياة في الحالتين، ولا يترك شئون الحرب ليدبرها الناس بأنفسهم، فيكون دينا ناقصا لا يصلح لواقع الحياة.
5- الجهل بالسيرة النبوية وأحداث التاريخ، وتفسير أحداثه من زاوية طائفية أو مذهبية بعيدا عن الموضوعية بفهم أحداثه.
6- الأسباب النفسية من حقد وكراهية، وهي أسباب قلما ينجو منها متعصب حاقد على الدين الحنيف ورسوله الكريم، قال تعالى: (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً )(النساء: من الآية89)
ما الإرهاب؟
وقبل أن نفند فرية الإرهاب بحق النبي عليه الصلاة والسلام نود أن نعرف الإرهاب ونفرق بينه وبين الجهاد في سبيل الله تعالى، إذ كثيرا ما يخلط الناس بين المصطلحات، مما يوقع اللبس في العقول والنتائج، فمن حيث اللغة: الإرهاب يرجع في اللغة إلى أصل ثلاثي وهو رهب كعلِم، ومعناه: خاف، ورَهَبوت خير من رحموت: أي لأن ترهب خير من أن ترحم، وأرهبه واسترهبه: أخافه، والمرهوب: الأسد[4]
فالإرهاب إذا يرجع إلى الخوف، والخوف يحصل بأسباب كثيرة، يبدأ بالأمور النفسية، فالخوف من التكذيب والازدراء ونحو ذلك هو أدنى درجات الإرهاب ونسميه بالإرهاب النفسي، وقد يخاف الإنسان من أن يتحول التكذيب إلى تشهير دائم فيتطور الإيذاء النفسي إلى إيذاء إعلامي واجتماعي، وقد يقاطع الناس هذا الإنسان اقتصاديا، فيتحول الضرر من معنوي إلى حسي، مما يتسبب له بالفقر والضرر، وفي خطوة أخيرة قد يحاولون إيقاع الأذى الجسمي به أو بأهله وضيوفه، وهنا يدخل الإرهاب مرحلة خطيرة وهي مرحلة التصفية والإبادة، مما يبرر لهذا المتضرر بالدفاع عن نفسه حفاظا على حقه في الحياة.
من هذه المقدمة نستطيع تعريف الإرهاب بأنه: هو إيقاع الأذى المادي أو المعنوي بالآخرين ورفض الاستماع إليهم أو التحاور معهم، ويبدأ الأذى بالتكذيب والتشهير، وينتهي بحرب الإبادة والتصفية الجماعية، وبين هاتين المرحلتين مراحل كثيرة من العدوان الإعلامي والاقتصادي والاجتماعي والأخلاقي.
براءة الأنبياء والرسل عليهم السلام من الإرهاب
من التعريف السابق للإرهاب نجد أنه لا ينطبق على الأنبياء والرسل جميعا، فقد كانوا يريدون من أقوامهم مقارعة الحجة بالحجة، وأن يسمحوا لهم بتبليغ رسالات ربهم دون أذى، وإنما ينطبق على أعدائهم، حيث يقعد أعداء الرسل في طريق الحق لقطعه على كل من يريد الوصول إلى الهدى، وأول من فعل ذلك إبليس لعنه الله، حيث جاء على لسانه في القرآن الكريم: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) (لأعراف:16)، ويستخدم أعداء الرسل كافة الأساليب الإرهابية لصرف الناس عن الهدى، فيدعو الإرهابيون من أعداء الأنبياء والرسل إلى الحرب الإعلامية متمثلة بصور شتى منها بذاءة اللسان مع الأنبياء، ونعتهم بالألفاظ النابية، قال تعالى: (كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ) (الذريات:52)، وقد يحاصرون المؤمنين اقتصاديا، ويشيعون الفاحشة ويلوثون الأعراض وسمعة المؤمنين بالإفك ونحوه، ثم تبدأ التصفية الجسدية ومن آثارها مقابلة الحجة بالسوط، والحق بالسيف، والحقيقة بالجلد، إذ ينطلق الإرهاب من فكرة رفض التعايش مع الآخر، وينتهي بالتصفية الجسدية ومحاولة الاستئصال الدموي لذاك الآخر ولو كان نبيا مرسلا مثل موسى عليه السلام، قال تعالى: (وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ)(غافر: من الآية28)
وكثيرا ما حاول أعداء الرسل التضييق على رسلهم ومحاولة إخراجهم من أرضهم وكأن الأوطان حكر للكفرة قال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ) (ابراهيم:13) ، وربما امتدت أيديهم الآثمة لقتل الأنبياء وأتباعهم، (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) (آل عمران:21)
وقد تعرض النبي الخاتم عليه السلام إلى مختلف أنواع الإرهاب من قومه حتى نجاه الله منهم، قال تعالى: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال:30)
شبهة وردها
وردت مادة رهب ومشتقاتها في القرآن الكريم في اثني عشر موضعا، منها: الرهب ورهبانية ورهبان وغير ذلك[5]، ولم ترد بمعنى الأمر بإرهاب العدو أبدا، وإنما وردت لتعليل الإعداد لملاقاة الأعداء في المعركة، وذلك موضع واحد من الذكر الحكيم، وهو قوله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) (لأنفال:60)، والإرهاب المقصود هنا يكون في المعركة، فقد (أمر تعالى بإعداد آلات الحرب لمقاتلتهم حسب الطاقة والإمكان والاستطاعة)[6]، ومعلوم بأن المعارك كلها تهدف إلى كسب الحرب وإرهاب العدو وإحراز الغنائم، فالحرب ليست لعبا، والقوي هو الذي ينتصر في النهاية، لذلك تحرص الدول والجيوش جميعا على كسب المعارك منذ الجولة الأولى، وبث الرعب في نفوس أعدائها، وهذا ما أراده القرآن، ولم يرد قط إرهاب الآمنين، أو تصفية الخصوم بالأساليب الغادرة كما يفعل الطواغيت في الأرض، لأن المبدأ الذي قام عليه الدين احترام حقوق الآخرين في العقيدة والحياة الكريمة والمشاركة الفاعلة في المجتمع، وعدم البدء بالعدوان على الآخرين، يقول سبحانه: (والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون، وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين، ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل، إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم)(39-42: الشورى).
الفرق بين الإرهاب والجهاد
هنالك خلط متعمد بين الإرهاب والجهاد، فأبواق الضلال تسمي الجهاد إرهابا، وشتان ما بينهما، ويقتضي الخلط وصف النبي عليه السلام بما ليس فيه لأنه حمل السيف وقاتل في سبيل الله، وليس كل من حمل السيف إرهابيا، وإلا لكان عامة الأنبياء والرسل عليهم السلام وكافة الملوك والفاتحين في التاريخ إرهابيين، وهذا باطل بحكم العقل والشرع والواقع، فالإرهاب أعمال عدوانية غير مشروعة كما سبق، تنفرد بها عصابة أو مجموعة أو دولة كما في الكيان الصهيوني لأغراض خاصة، والإرهاب هنا هو إفساد في الأرض، وتدمير للحياة الإنسانية، وهو ما ترفضه جميع الأديان والشرائع، وقد وقف الإسلام منه موقفا حاسما، قال تعالى: ( وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ )(المائدة: من الآية2)، وفرض الإسلام أشد العقوبات على الأعمال التي تهدد الأمن العام كعمل قطاع الطريق ونحوه، مما يستلزم أقصى العقوبة، وفي هؤلاء المجرمين وأمثالهم نزل قوله تعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (المائدة:33)
أما الجهاد في سبيل الله فهو جزء من منهج الأنبياء والمرسلين بمن فيهم نبينا محمد عليه السلام، وهو عبارة عن حرب عادلة لدفع العدوان أو لإزالة الديكتاتوريات الظالمة التي تحول دون الناس وبين حرية العقيدة، قال تعالى: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) (البقرة:256)، وليس الجهاد لإرغام الناس على الدخول بالإسلام، فالله تعالى هو المتكبر، وهو ملك الملوك، وقد دعا الناس إلى عبادته لما فيه مصلحتهم، والقرآن مأدبته في الأرض، فمن رفض الدعوة لا يقبل الله عمله ولا يجبره على اعتناقها، لأن من عادة الملوك التكبر، ولو أن إنسانا أقام دعوة ثم رفض بعض المدعوين إجابتها هل يجبرهم على الحضور أم يعرض عنهم ويسخط عليهم؟ إن عماد التواصل في العلاقات بين الناس هو الرغبة والمحبة وليس الكره والإجبار، وهو مع رب الناس وملك الناس وإله الناس قائم على هذا الأساس أيضا، يقول غوستاف لوبون في هذا السياق: (وقد أثبت التاريخ أن الأديان لا تفرض بالقوة، فلما قهر النصارى عرب الأندلس، فضل هؤلاء القتل والطرد عن آخرهم، على ترك الإسلام، ولم ينتشر القرآن بالسيف إذن، بل انتشر بالدعوة وحدها، وبالدعوة وحدها اعتنقته الشعوب التي قهرت العرب مؤخرا كالترك والمغول)[7].
وقد ابتدأ الجهاد دفاعا عن حقوق المهاجرين الذي أبعدوا عن ديارهم بغير حق، قال تعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) (الحج:39)، وانتهى ليصبح دفاعا عن الإنسان حيث كان، وتحريرا للإنسانية بكافة أشكالها وألوانها، وعلى مختلف الأمكنة والعصور من كل الأغلال والديكتاتوريات التي تكبلها، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (التوبة:123)
وقد كان المسلمون يضحون بأموالهم وأنفسهم من أجل نشر العدالة وإتاحة حرية الاختيار أمام الآخرين، في عصور لم تكن تعرف شيئا من الحرية السياسية والدينية، ولم تكن تعترف بكرامة الإنسان. وهذا سبق عالمي ينبغي للمسلمين أن يفتخروا به، فهم لم يقاتلوا من أجل نهب ثروات الآخرين، والاستيلاء على مقدراتهم، وإنما من أجل نشر العدالة والحرية بين الناس حتى يختاروا العقيدة الصحيحة أو يبقوا إذا شاؤوا على عقيدتهم من دون خوف من حسيب أو رقيب. ومثل هذه الحرب لم تعرفها البشرية في كل عصورها، فالحرب عبر التاريخ وإلى يومنا هذا سببها المكاسب المادية والجشع والطمع بما عند الآخرين.
وإذا كان العصر الحديث قد وفر للناس نوعا من الحرية والحماية في ظل القانون، وسلطة الدولة إلى حد ما، وإذا كانت الدول الكبرى بدأت تفكر بما تسميه حقوق الإنسان وتسعى للتدخل لحمايتها كما تزعم، فإن هذا الأمر لم يكن موجودا البتة في العصور الوسطى، ولذلك كان الجهاد في ذلك الوقت استنقاذا للحرية الإنسانية والكرامة البشرية وتحريرا للعقل البشري من وصاية أية قوة طاغية تحول بينه وبين اتباعه للدين الذي يراه دون خوف أو وجل من كافة القوى المتحكمة بمصير الفرد والمجتمع آنذاك.
وإذا استطاع القانون إنصاف الناس فلا هجرة ولا حاجة للقتال، ودل النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على ما هو خير لهم من الجهاد، وذلك في أوقات السلم والأمن، وهو ذكر الله، فقال لهم: (ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق؟، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟). قالوا: بلى. قال: (ذكر الله)[8]. وأما إذا عجز القانون إنصاف الناس عن ذلك فالقتال يبقى حقا مشروعا من أجل تحقيق العدالة إلى يوم القيامة.
قبول الآخر أساس الحرية الدينية في الإسلام
الناس أحرار في أديانهم ومعتقداتهم حسب تصور الشريعة الإسلامية التي لا ترى وصاية على عقول الناس ومعتقداتهم، فلا إكراه في الدين، قال تعالى: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَي)(البقرة: من الآية256) ولا يقبل كفر بالإكراه، ولا إيمان بالإكراه كذلك، فالأساس في الإيمان والكفر هو الحرية الإنسانية الكاملة بلا وصاية ولا إكراه، وبناء على الاختيار تكون المسئولية أمام الله تعالى يوم القيامة.
وهنا يثير بعضهم تساؤلات حول آية السيف، وأننا يجب أن نجبر الآخرين على عقيدتنا، وقد رد العلامة ابن كثير على فكرة نسخ آية السيف لآيات السلام، فقال عند قوله تعالى: (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (الأنفال:61): (وقال ابن عباس، ومجاهد، وزيد بن أسلم، وعطاء الخراساني، وعكرمة، والحسن، وقتادة : إن هذه الآية منسوخة بآية السيف في براءة [قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر] وفيه نظر أيضا، لأن آية براءة فيها الأمر بقتالهم إذا أمكن ذلك، فأما إذا كان العدو كثيفا، فإنه يجوز مهادنتهم، كما دلت عليه هذه الآية الكريمة، وكما فعل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، فلا منافاة ولا نسخ ولا تخصيص، والله أعلم)[9].
أحوال غير المسلمين في الدولة الإسلامية
والأصل في العلاقات الإسلامية مع غير المسلمين ممن لم يشهر سلاحه في وجه الإسلام، أن تكون علاقة بر وعدل وصلة وتعاون، سواء كانوا يعيشون داخل الدولة الإسلامية أو خارجها، قال تعالى: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة:8)
وأما من شهر سلاحه على الدعوة وحاربها فإنه يعاقب بالمثل، سواء كان غير مسلم أصلا، أو مسلما ارتد عن دينه، أو مسلما خرج على الأمة وحمل السيف على السلطان الشرعي، قال تعالى: (الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (البقرة:194)، وأما العدوان من جانب المسلمين على غيرهم فمحرم، قال تعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (البقرة:190).
وفي ضوء هذه القوانين السامية التي سنتها شريعة الله سبحانه، تعايش المسلمون مع غيرهم من أبناء الديانات الأخرى، وقد تبادل المسلمون وأهل الكتاب الطعام، حيث أحل الله لكل فريق أن يأكل طعام الآخر، قال تعالى: (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُم)(المائدة: من الآية5)
وقد حرم الإسلام شتمهم أو شتم دينهم، أو تسميعهم ما يكرهون، وحرم سفك دمائهم، وسمح بزيارتهم، وبدخولهم المساجد، وبصلاة المسلمين في الكنائس، وبلبس ملابسهم، وعيادة مرضاهم، والاستعانة بهم في الشدائد عند الضرورة، وبالتبادل التجاري معهم، والزواج من نسائهم .. إلخ.
شهادة المستشرقين على سماحة الإسلام
وقد أشاد كثير من المستشرقين بسماحة الإسلام، ومنهم زيغريد هونكة التي نوهت بموقف الإسلام من النصارى حين قالت: "إن التسامح العربي العريق هو الذي حمل فاتح مصر القائد عمرو بن العاص على تحاشي أي أعمال سلب أو نهب أو تدمير للمدن المفتوحة، بل آلى على نفسه المحافظة على ضمان ممارسة حضارتهم المتوارثة، كما جاء في وثيقة الاستسلام المبرمة حرفيا، وللوقوف على البعد الحقيقي لهذا التسامح غير المعهود في أوروبا"
وقد بدأ التسامح من عهد النبي عليه السلام، واستمر هذا الخلق الإسلامي الكريم عند ملوك المسلمين وخلفائهم، يقول غوستاف لوبون في حديثه عن نتائج الحروب الصليبية: (ولم يشأ صلاح الدين أن يفعل في الصليبيين مثل ما فعله الصليبيون الأولون من ضروب التوحش، فيبيد النصارى على بكرة أبيهم، فقد اكتفى بفرض جزية طفيفة عليهم، مانعا سلب شيء منهم)[10].
برناردشو يشيد بشجاعة النبي محمد
لم يكن سيدنا محمد إرهابيا في نظر كثير من مفكري الغرب وعلمائه ومنهم: برناردشو، بل كان نبيا كريما وقائدا عظيما يفهم فلسفة الحياة، ويعمل وفق ما تقتضيه قوانينها، والحرب عنده وسيلة وليست غاية، وهي الرؤية التي تبناها برناردشو للحرب نفسها، فقد صور برناردشو موقفه من الحرب في الحوار الذي تخيله بين عيسى ومحمد على النحو التالي:
- القتل حرام في ديانتي
- هذا صحيح حين يتعلق الأمر بنزاعات شخصية، ولكننا يجب أن نقتل أولئك الذين لا يصلحون للحياة.
- ومن الذي يحكم ما إذا كنا نصلح للحياة؟ إن أعلى السلطات والحكام الإمبراطوريين وكبار رجال الدين قضوا كلهم بأني لا أصلح للحياة.
- كان هذا هو نفس ما حدث بالنسبة لي، وكان عليَّ أن أنجو بنفسي وأن أتوارى عن الأنظار، حتى تمكنت من إقناع عدد كاف من الفتيان الأقوياء بأن كبارهم قد جاروا في حكمهم عليَّ، ثم عدت بعد ذلك وأزلت الأعشاب من الحديقة.
- أنا معجب بشجاعتك وبحكمتك العملية، ولكني لست من نفس الطراز.
- ا تعجب بهذه الصفات، إنني أخجل منها أحيانا، كل رؤساء القبائل يملكون منها الكثير، وأنا إذا كان لي قيمة فهي ناتجة عن ذلك السمو الروحي الذي جعل مني أداة للوحي الإلهي[11]
وحبذا لو أن هؤلاء الذين ينعتون محمدا بالإرهاب قد قرأوا كلام برناردشو وفكروا قبل إصدار أحكامهم، لقد حاول أعداء المسيح أن يقتلوه ولم يستطيعوا، وهم يزعمون أنه قد صلب، فهل ينبغي أن يكون مصير كل المرسلين هو القتل أو الصلب كما يزعمون حتى لا يكونوا إرهابيين، ومن الذي يعطي الشرعية للقاتل دون المقتول؟ ولماذا يقف الناس مع الجزار دوما ضد الضحية، أليس هذا منطق شريعة الغاب في النهاية، حيث يفترس القوي الضعيف؟ وما فضيلة مجتمع الإنسان عن مجتمع الغابة آنذاك؟.
الطعن بمحمد طعن بالمسيح
هذه هي الحقيقة التي ينادي بها برناردشو، يقول الأستاذ محمود علي مراد في هذا الصدد:"وفيما يتعلق بالأخلاق عامة، فإن شو رغبة منه في إنصاف نبي الإسلام من ناقديه وناقدي ديانته من المسيحيين، ذكَّر هؤلاء في أكثر من موضع من كتاباته بأن محمدا كان يعترف برسالة السيد المسيح، وكان يوقره بنفس الدرجة التي كان يوقر بها المسيح نفسه يوحنا المعمدان الذي عاصره وبشر بقدومه، والذي أراد شو أن يقوله بالتشديد على هذه الحقيقة هو أن محمدا لو كان شريرا أو مخاتلا أو كاذبا كما تدعي أكثرية المسيحيين تحت لواء الكنيسة، لهاجم المسيح بدل أن يعترف به، وإن اعترافه به هو اعتراف بأخلاقيات رسالته، وإن اعترافه بهذه الرسالة يجب منطقيا أن يقيه شر عدوانهم، ولهذا فإن الطعن في محمد هو طعن بطريق غير مباشر في الأخلاقية التي ينادي بها، وهي نفس القيم التي تنادي بها الديانة المسيحية"[12]
الحروب الصليبية تشهد على سماحة الإسلام
ولا ريب أن بعض النصارى في الغرب رأوا في انتصار الإسلام وانتشار نفوذه خطرا يهدد مصالحهم، فأعلنوا العداوة له، وكانت خطيئة هؤلاء بحق محمد تشبه خطيئة اليهود بحق عيسى، فكل منهما رفض الاعتراف بالحق والإقرار به، فعمدوا على إشعال فتيل الحرب بين النصرانية والإسلام، يقول أحد شعراء الأرمن على لسان ملكه من قصيدة طويلة:[13]
سأفتح أرض الله شرقا ومغربا وأنشر دينا للصليب بصارمي
فعيسى علا فوق السماوات عرشه يفوز الذي والاه يوم التخاصم
وصاحبكم بالترب أودى به الثرى فصار رفاتا بين تلك الرمائم
ومن شأن مثل هذه القصائد أن تشعل حروبا إعلامية، وقد رد ابن حزم الأندلسي على قصيدة هذا الشاعر بنقيضة لها[14].
وقد قامت الحروب الصليبية، وتم إجلاء المسلمين عن الأندلس بسبب الحقد الذي أشعله ملوك الصليبيين، لأغراض ظاهرها دينية وحقيقتها سياسية، لأنه لا تعارض في إمكانية التعايش بين المسيحية والإسلام كما ذكرنا آنفا، وفي سنة 492هـ (أخذت الفرنج بيت المقدس بعد حصار شهر ونصف، وقتلوا أكثر من سبعين ألفا، منهم جماعة من العلماء والعباد والزهاد، وهدموا المشاهد، وجمعوال اليهود في الكنيسة وأحرقوها عليهم)[15]. ويصف غوستاف لوبون ما أحدثه الصليبيون من كوارث فيقول: (ولم يكتف الفرسان الصليبيون الأتقياء بذلك، فعقدوا مؤتمرا أجمعوا فيه على إبادة جميع سكان القدس من المسلمين واليهود وخوارج النصارى، الذين كان عددهم نحو ستين ألفا، فأفنوهم على بكرة أبيهم في ثمانية أيام، ولم يستثنوا منهم امرأة ولا ولدا ولا شيخا، وأراد الصليبيون أن يستريحوا من عناء تذبيح أهل القدس قاطبة، فانهمكوا بكل ما يستقذره الإنسان من صنوف السكر والعربدة)[16].
وفي مقابل هذا الغزو المتكرر من الصليبيين،لم يتورط المسلمون في حروب دينية استئصالية مع الآخرين، فقد تعايشوا مع كافة الأديان والطوائف التي وجدت في بلاد الإسلام، وحين دحروا القوى الصليبية قدموا الخدمات والمعونة لمن أراد أن يرجع من الصليبيين إلى بلاده، وعفا صلاح الدين عن ملوكهم، (وأطلق السلطان خلقا منهم بنات الملوك بمن معهن من النساء والصبيان والرجال، ووقعت المسامحة في كثير منهم، وشفع في أناس كثير، فعفا عنهم)[17]، ولم يثأر من كنائسهم أو من النصارى الذين يعيشون جنبا إلى جنب بجوار المسلمين في ديار الإسلام، وهو ما لم يتحقق لمسلمي الأندلس عندما استولى النصارى على الحكم فيها، حيث أحرقت المساجد ودمرت المآثر الإسلامية وتم إجلاء المسلمين جميعا عن تلك البلاد.
أسباب الحروب الصليبية
يحلل برناردشو أسباب الحروب الصليبية، فهو يرى "أن تقديس المسيحيين للعهد القديم باعتباره جزءا لا يتجزأ من كتابهم المقدس كان هو المسئول عن زرع العقلية العسكرية في نفوس العالم الغربي، كما كان له دخل كبير في كافة الحروب التي اشترك فيها العالم المسيحي، وإن كلا من الطرفين في هذه الحروب، بما في ذلك الحرب العظمى الأولى التي جاءت كتابته في هذا الصدد تالية لها كان يمسك بالبندقية أو بالمدفع أو بالقنبلة في يد، وبالعهد القديم أو بكتابات تستلهم العهد القديم في اليد الأخرى، وأن استئصال فكرة الحرب من نفوس الناس لن يتسنى إلا إذا أنزل العهد القديم من السحب، وتم تقويمه والنظر إليه باعتبار حقيقته الفعلية لا باعتباره كتابا منزلا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه"[18]
الاستعمار الحديث وجذوره الصليبية
وقد اتخذت حروب الاستعمار في العصر الحديث الدين المسيحي غطاء لأطماعه الاقتصادية، فلقد كان نشيد الجنود الطليان عندما أرادوا فتح ليبيا:
(يا أماه . أتمي صلاتك ولا تبكي، بل اضحكي وتأملي
ألا تعلمين أن إيطاليا تدعوني، وأنا ذاهب إلى طرابلس فرحا مسرورا.
لأبذل دمي لسحق الأمة الملعونة.
ولأحارب الديانة الإسلامية التي تجيز البنات الأبكار للسلطان.
سأقاتل بكل قوتي لأمحو القرآن…)[19]
ومثل هذا النشيد لا يقبل به السيد المسيح عليه السلام بكل تأكيد فقد كان رسولا للمحبة والسلام، وهو القائل: (أحبوا أعداءكم).
نتائج البحث
1- إن السلام هو الأصل في دعوة الأنبياء، ولكن أعداءهم حملوا السيف عليهم، فصار القتال قدر الأنبياء جميعا، حتى المسيح الذي لم يقاتل في حياته يوما واحدا، سينزل السماء قبل قيام الساعة ليقتل الدجال الذي هو ألد أعداء الله في الأرض، ففي الحديث أن المسيح سيحمل السيف ويتصدى للدجال: (حتى يدركه بباب لد فيقتله) [20]
2- إن أعداء الرسل والأنبياء هم البادئون بالعدوان، فهم الإرهابيون الحقيقيون في الحياة، ومن دافع عن نفسه من الأنبياء والمرسلين فهذا من حقه الشرعي، قال تعالى: (أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَأُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ )(التوبة: من الآية13)
3- إن كثيرا من الأنبياء والرسل عليهم السلام قد حملوا السيف قبل محمد عليه السلام، منهم موسى وداود وسليمان عليهم السلام، فلو كان حمل السيف لا يليق بالصالحين والأنبياء، لما حمله أولئك، بل الذي لا يليق بهم أن يتركوا الطغاة والمفسدين يعيثون في الأرض فسادا دون التصدي لهم، لأنه لا بد للحق من قوة تحميه وتدافع عنه.
4- إن قتال الأنبياء والرسل عليهم السلام محكوم بقواعد أخلاقية، فلا يطال البيئة بأذى ولا الحيوان ولا ضعاف البشر ولا الرهبان والأديرة والكنائس ونحوها، بعكس قتال أعدائهم فإنه استئصالي يدمر كل شيء. قال تعالى: (فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ )(غافر: من الآية25)
5- إن الجهاد في الإسلام ابتدأ دفاعا عن المهاجرين والأنصار، وانتهى دفاعا عن حقوق الشعوب والأقليات في الأرض، وتحريرا لهم من الأغلال التي تكبلهم قال تعالى: (وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ)(لأعراف: من الآية157) فالجهاد هدفه التغيير والتجديد نحو الأفضل، وإطلاق الحريات للأمم والشعوب، فهو ليس صنوا للإرهاب أبدا، وإذا كانت الدول المتقدمة اليوم تعطي لنفسها الحق في التدخل بشئون الدول الأخرى وشن الحروب عليها من أجل إشاعة جو من الديمقراطية وحقوق الإنسان، فمن باب أولى أن يكون هذا الحق للدين الذي يعلو ولا يعلى عليه.
6- إن محمدا عليه السلام هو أرحم الناس وأبعدهم عن الانتقام لنفسه، ويكفي قولته المشهورة لأهل مكة عند فتحها: (اذهبوا فأنتم الطلقاء) وكل وصف له يتنافى مع الأخلاق السامية والرحمة الشاملة إنما هو كذب وافتراء على الحقيقة والتاريخ، والمنصفون من علماء الغرب بل ومن كل الأمم يشهدون بعظمة خلقه ونبله عليه الصلاة والسلام.
7- إن التعايش مع الآخرين من فطرة الإسلام وشرعه، وما كان الرسول ليظلم أحدا أو يجبره على الدخول في دينه وربه يقول له: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (يونس:99)
8- إن التفريق بين الجهاد والإرهاب أمر حتمي، فالإرهاب بمعنى العدوان، وقتل النفس الإنسانية بغير حق، وتهجير الناس من أوطانهم، وهدم بيوتهم والاعتداء على أموالهم وأعراضهم، وتدمير البيئة الإنسانية كل ذلك مرفوض بكافة صوره وأشكاله، ولا يتفق مع نصوص الشريعة و ومقاصدها، وفتاوى العلماء أكثر من أن تحصر في نبذ الإرهاب وتحريمه.
9- إن الإرهاب هو ما صنعه الاستعمار الذي مزق العلاقات الإنسانية بين الشعوب، واستخدم أفتك الأسلحة لإذلالها وقهرها، ثم هاهو ذا يتهجم على الدين الحق ونبيه الكريم ظلما وعدوانا، ولله در المسيح حين قال لبني إسرائيل: (يا أولاد الأفاعي، يرى أحدكم القذاة في عين أخيه ولا يرى الخشبة في عينه).
وآخردعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
-----------------------------------------
[1] - انظر: مشكاة المصابيح، للتبريزي، بتحقيق الألباني، (3/1609).
[2] - انظر مقالاتهم في مقال: هل الإسلام سلاح دمار شامل للدكتور عصام نعمان في صحيفة الخليج العدد (8602) السبت 7 ديسمبر 2002م.
[3] - انظر: الهمزية النبوية في ديوان الشوقيات (1/34-41).
[4] - انظر: القاموس المحيط، مادة (رهب).
[5] - انظر: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، محمد فؤاد عبد الباقي، مادة (رهب)
[6] - مختصر تفسير ابن كثير، للصابوني، (2/115).
[7] - حضارة العرب، ص (128).
[8] - رواه مالك وأحمد والترمذي وابن ماجة، إلا أن مالكا وقفه على أبي الدرداء، قال الألباني: وإسناده صحيح مرفوع. ، انظر: مشكاة المصابيح للتبريزي، (2/702). [مصدر سابق]
[9] - تفسير القرآن العظيم، (2/356-357).
[10] - حضارة العرب، ص (329)، [مصدر سابق]
[11] - انظر: من الأعمال المختارة: بيوت الأرامل، العابث، جورج برناردشو، مقدمة المترجم محمود علي مراد، ص (66) نشر وزارة الإعلام الكويتية، يونيو 1972م، ضمن سلسة من المسرح العالمي، 33/1.
[12] - المرجع السابق، ص (67).
[13] - البداية والنهاية لابن كثير، ( 11/247).
[14] - انظر: البداية والنهاية لابن كثير، ( 11/244-252)، [مصدر سابق]
[15] - تاريخ الخلفاء للسيوطي، تحقيق إبراهيم صالح، ص (504).
[16] - حضارة العرب، ص (327)، [مصدر سابق]
[17] - البداية والنهاية لابن كثير، ( 12/324)، [مصدر سابق]
[18] - انظر: من الأعمال المختارة، ص(64-65). (مرجع سابق).
[19] - الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر، د. محمد محمد حسين، (2/164-165)، دار النهضة العربية، بيروت، الطبعة الثالثة، 1392هـ/1972م.
[20] - رواه مسلم عن النواس بن سمعان، انظر مشكاة المصابيح، للتبريزي، بتحقيق الألباني، (3/1508).
نشر في مجلة منار الإسلام، ربيع الأول 1424هـ/مايو 2003م.
بقلم د. محمد رفعت زنجير
جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا،
كلية التربية والعلوم الأساسية، أبو ظبي

غير معرف يقول...

شبهة أمرت أن أقاتل الناس
يوضح د .عزت عطية أستاذ ورئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر ، المعنى الحقيقى لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والذى يتغافل عنه أصحاب الاتجاه الواحد ,فنحن لا يمكن أن نستدل على موقف الإسلام فى مجال من المجالات ، من آية واحدة أو من حديث واحد ،لأن الآية والحديث كل منهما يمثل جزءا من الحقيقة ، ومن يفعل ذلك يكون كمن يقول بجزء من الآية كقوقله تعالى ( فويل للمصلين ) ثم يقول إن الله يتوعد المصلين بجهنم !
وفيما يختص بشأن قول الرسول صلى الله عليه وسلم : أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .. فهو أمر يتعلق بالقتال ،وأساس القتال فى الإسلام قول الله تعالى ( وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ) و يقول عليه الصلاة و السلام ( لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية )..
فالاسلام ينظر إلى القتال على أنه عبس وأن القيام به لا يكون إلا عند الضرورة ، كما يقول الله سبحانه وتعالى ( كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون )
فالقتال بالنسبة للمسلم مكروه شرعا وغير مطلوب شرعا إلا إذا اقتضت الضرورة كالاعتداء على النفس والأوطان ، فيقول الله تعالى ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ) فكان القتال ممنوعا قبل ذلك ثم أبيح للضرورة .
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( أمرت أن أقاتل ).. يعنى للدفاع عن الدين فالسكون فى ذلك ضعف وجبن لا يليق بالإنسان ..وقوله ( حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ) ..أى حتى يعترفوا بالتوحيد وما تقتضيه العبودية من العدل .
فحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم هو حلقة فى سلسلة طويلة عنوانها التعامل بين المسلم وغير المسلم ، وهو مقيد بكل هذه الحلقات فيما يتصل بفهم معناها كلها ، ومن هنا فإن الرسول صلى الله عليه وسلم عاهد المشركين وصالحهم لمدة طويلة ،وعاهد اليهود وتعامل المسلمون مع غيرهم سلما فى وقت السلم وحربا فى الحرب فى إطار قانونى يعترف العالم بنبله وسموه .
تعليق فضيلة الشيخ / بن باز على الحديث الشريف :
شرح حديث : أمرت أن أقاتل الناس الحديث؟
س : سائل يرجو شرح هذا الحديث : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله
ج : هذا الحديث صحيح ، رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين ، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أمرت أن أقاتل الناس حتى الحديث ، وهذا على ظاهره ، فإن من أتى بالشهادتين وهو لا يأتي بهما قبل ذلك ، وأقام الصلاة وآتى الزكاة فإنه يعتبر مسلما حرام الدم والمال إلا بحق الإسلام ، يعني : إلا بما يوجبه الإسلام عليه بعد ذلك ، كأن يزني فيقام عليه حد الزنا ؛ إن كان بكرا فبالجلد والتغريب ، وإن كان ثيبا فبالرجم الذي ينهي حياته ، وهكذا بقية أمور الإسلام يطالب بها هذا الذي أسلم وشهد هذه الشهادة وأقام الصلاة وآتى الزكاة . فيطالب بحقوق الإسلام ، وهو معصوم الدم والمال إلا أن يأتي بناقض من نواقض الإسلام ، أو بشيء يوجب الحد عليه ، وهكذا قوله في الحديث الآخر عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله
هذا الحديث مثل ذاك الحديث : من أتى بالتوحيد والإيمان بالرسالة فقد دخل في الإسلام ، ثم يطالب بحق الإسلام ، فيطالب بالصلاة والزكاة والصيام والحج وغير ذلك ، فإن أدى ما أوجب الله عليه فهو مسلم حقا ، وإن امتنع عن شيء أخذ بحق الله فيه وأجبر وألزم بحقوق الله التي أوجبها على عباده .
وهذا هو الواجب على جميع من دخل في دين الإسلام أن يلتزم بحق الإسلام ، فإن لم يلتزم أخذ بحق الإسلام
http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=bz01568.htm
===================
شبهة الأستيلاء على قوافل قريش
http://www.islamweb.net/ver2/archive...t.php?id=82444
يلحظ الناظر في شبهات المستشرقين ومن تبعهم سياستهم في قلب الحقائق والنظر إلى الأمور بمنظار قاتم ، يُرى فيه الحق باطلاً ، والحسن قبيحاً ، والفضيلة رذيلةً ، متوصلين بذلك إلى مأربهم الدنيء من تشويه صورة هذا الدين وتزييف حقائقه ، وهذه هي طريقتهم المفضّلة في حربهم على الإسلام .
وسوف نستعرض في مقالنا هذا ، نموذجا لإحدى التشويهات المتعمدة والنظرات الجائرة للتاريخ الإسلامي .
لقد حاول المستشرقون ومن تبعهم إيهام الناس أن النبي صلى الله عليه وسلّم لجأ إلى السطو على قوافل قريش التي كانت محمّلة بأثمن البضائع ، رغبةً منه في التوسّع المالي ، وتكديس الثروات ، متناسين ما وُصف به النبي صلّى الله عليه وسلم والمؤمنون معه من زهدٍ وتقشّفٍ طيلة حياتهم ، ويقول أحدهم واصفاً جيوش المؤمنين في العهد المدني قبل غزوة بدر : " ..وبدأت هذه السرايا باعتراض قوافل قريش والسطو عليها ، وأخذ ما أمكن من الغنائم منها " .
وللإجابة على هذه الشبهة ، ينبغي لنا أن نعلم تداعيات الأحداث وسرد تسلسلها التاريخي كي نفهم المناخ الذي ألجأ المسلمين إلى التعرّض لتلك القوافل ، ولأجل أن يتّضح للقاريء الكريم كيف تُقلب الحقائق وتُسمّى بغير اسمها .
إن الوضع الذي عاش فيه المسلمون في العهد المكيّ كان شديداً ، فقد ضُيّق عليهم من قبل صناديد قريش وكبرائها ، فقاموا بتعذيبهم والتنكيل بهم ، ومارسوا معهم كل أساليب الاضطهاد الديني والتعذيب الوحشيّ ، حتى فقدوا بعضهم ، وأكلوا أوراق الشجر ، وعاشوا حياةً مليئةً بالمصاعب والآلام ، فما كان للمسلمين بدّ أن يتخلّوا عن أوطانهم وديارهم ، فراراً بدينهم ، وطلباً لمكان يعبدون فيه ربّهم ، دون أن يتعرّض لهم أحد ، وصدق الله إذ يقول في كتابه : { الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله } ( الحج : 40 ) .
ومما يؤكد ذلك قول عائشة رضي الله عنها : " كان المؤمنون يفرّ أحدهم بدينه إلى الله تعالى وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، مخافة أن ُيفتن عليه" رواه البخاري ، وعنها أيضا : " ..وجعل البلاء يشتد على المسلمين من المشركين لما يعلمون من الخروج – أي : لبيعة العقبة - ، فضيّقوا على أصحابه وتعبّثوا بهم ، ونالوا منهم مالم يكونوا ينالون من الشتم والأذى ؛ فشكا ذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واستأذنوه في الهجرة " رواه ابن سعد في الطبقات .
وعلى الرغم من ذلك ، لم تقف قريش مكتوفة الأيدي ، بل قامت بالاستيلاء على جميع ممتلكات المهاجرين ، واستباحت ديارهم وأموالهم ، وليس أدل على ذلك من تجريدهم لأموال صهيب الرومي رضي الله عنه .
حتى إذا تم استقرار المسلمين في المدينة واستتبّ لهم الأمر ، أذن الله تعالى لهم بالقتال لمن ظلمهم وبغى عليهم ، قال الله تعالى : { أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا } ( الحج : 39 ) ، فأُعلنت الحرب على قُريش ورجالاتها منذ تلك اللحظة ، ومعلوم أن الحروب تأخذ أشكالا عديدة ، يأتي في مقدّمها ما يُسمى بلغة عصرنا : " الحرب الاقتصادية " ، فلهذا كان المسلمون يتعرّضون لقوافل قريش ، ويقطعون طريقها .
يقول اللواء محمد جمال الدين محفوظ : " والضغط الاقتصادي من الأساليب التي لها آثار استراتيجية في الصراع ، وبدراسة الأعمال العسكرية التي تمت خلال العامين الأول والثاني للهجرة إلى ما قبل غزوة بدر ، يتّضح أن هدفها الغالب هو التعرّض لقافلة قريش على طريق تجارتها من مكة إلى الشام ، مما شكّل ضغطاً اقتصادياً على قريش التي أدركت أن هذا الطريق أصبح محفوفاً بالمخاطر ، وخاصةً بعد أن عقد الرسول صلّى الله عليه وسلّم الاتفاقات والمعاهدات مع القبائل العربية ، وأبلغ تعبير عن آثار هذا الضغط الاقتصادي قول صفوان بن أميّة لقومه : إن محمدا وأصحابه قد عوّروا علينا متجرنا ، فما ندري كيف نصنع بأصحابه وهم لا يبرحون الساحل ، وأهل الساحل قد وادعهم ودخل عامتهم معه ، فما ندري أين نسلك ؟ ، وإن أقمنا في دارنا هذه أكلنا رؤوس أموالنا ، لم يكن لها من بقاء ، وإنما حياتنا بمكة على تجارة الشام في الصيف ، وإلى الحبشة في الشتاء " أ.هـ.
ويؤكّد ما سبق ، ما رواه الإمام الطبراني في معجمه أن أبا جهل قال في معرض كلامه عن سريّة سيف البحر : " يا معشر قريش ، إن محمداً قد نزل يثرب وأرسل طلائعه ، وإنما يريد أن يصيب منكم شيئا ، فاحذروا أن تمرّوا طريقه وأن تقاربوه ، فإنه كالأسد الضاري ، إنه حنق عليكم " ، وهكذا أعادت قريش النظر في صراعها مع المسلمين بعد تلك الضربات الموجعة .
ولم تكن تلك الضربات هي المعتمد الإقتصادي لدى المسلمين ، فقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على إنشاء سوق منافسة لسوق اليهود في المدينة ، وسرعان ما ازدهرت تلك الحركة التجارية لتصبح مورداً قوياً لتلك الدولة الناشئة .
ثم لو كان المقصود من هذه الغارات الطمع في التوسّع المادي المجرد من القيم الأخلاقية ، لما روى لنا التاريخ في صدره الأول أمثلةً راقيةً لذلك الجيل ، تبيّن لنا ما وصلوا إليه من زهدٍ في الدنيا ، وتقلّلٍ من متاعها ، ولما وجدت في تعاليم النبي صلى الله عليه وسلّم ذمّا لها أو تحذيرا من الافتتان ببهرجها وزخارفها.
ولما تضافرت النصوص النبوية نهياً عن كل مظاهر الإسراف والترف ، أو بياناً لعواقب المتكبّرين والمختالين ، أو ترغيباً بالجود والعطاء ، والكرم والسخاء ، والإيثار بكل صوره .
ثم إن المسلمين قد تحقّق لهم توسعٌ أكبر في دولتهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وصار لها ثقل اقتصادي ضخم ، وموارد مالية عديدة ، فما زادهم إلا زهداً في الدنيا وما فيها ، وغدا الجميع كأسرةٍ واحدة ، يحنو بعضهم على بعض ، ويغيث الأخ أخاه ، ويتعاهده في حضرته وغيبته .
ولم تقتصر هذه المظاهر الإنسانية على أبناء ملتهم فحسب ، بل امتدّت لتشمل الآخرين من معتنقي الملل الأخرى ، وشواهد التاريخ أعظم دليلٍ على ذلك .
فخلاصة الأمر : أن التعرض لقوافل قريشٍ كان نوعاً من الحرب الاقتصادية عليها ، وكسراً لشوكتها ، وما ذلك إلا رغبةً في رد حقوق المسلمين المسلوبة وأموالهم المنهوبة ، وبهذا يتقرّر لنا أن هذه الشبهة المثارة ليس لها رصيد من الحقيقة ، ولا تجرّد من قائليها ، بل هي انحرافٌ ظاهرٌ في تقييم الأمور وتوصيف الأحداث .
===================
نسى آدم فنسيت أمته دليل على توريث الخطيئة
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الرسول نسى آدم فنسيت أمته وجحد آدم فجحدت أمته وخطئ آدم فخطئت أمته
السؤال:- ما ذنبنا أن نرث طبع الخطأ والنسيان والجحود لأن آدم فعل ذلك؟؟؟
ألا يطابق ذلك قول النصارى الذين يقولون أن آدم عندما أخطأ ورثت ذريته الخطيئة من بعده حتى جاء المسيح وفداهم.
000000000000000000
1- هذا الحديث فى سنده رجل ضعيف,وبالتالى فالحكم على الحديث أنه حديث ضعيف,,ومثل هذه الأحاديث لا ينظر لها فى باب الأحكام عموماً,فكيف إذا كانت فى باب الغيبيات والعقائد والتى يجب أن ناخذها من القرآن نصاً أو من الأحاديث الصحيحة.
2- الثابت من القرآن أن آدم عليه السلام نسى[ وعهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما]3- إنك نسيت أن آدم مخلوق أساساً ليعيش على الأرض [وإذ قال ربك للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة] وأن الله قال [ ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها] فكل نفس بشرية أودع الله فيها الفجور والتقوى وقال[ قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها]...وقال الله واصفاً الإنسان [ وهديناه النجدين] أى السبيلين سبيل الخير,وسبيل الشر
قال تعالى[ الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا]فالإنسان مخلوق لا ليكون ملكاً فلا يخطئ كالملائكة التى لا تقدر ولا تعرف طريق المعصية,ولكن هو مخلوق به جانبا الخير والشر ,حتى يميز الخبيث من الطيب, وحتى يؤجر الطائع ويعاقب العاصى
فإذا كنت أيها الإنسان لا تعصى أبداً,لأن الله لم يخلق فيك طاقة المعصية فلماذا تدخل الجنة إذن؟؟هل حاربت نفسك ؟؟هل وقفت أمام شهواتك؟؟هل حرمت نفسك من متعة محرمة حتى تؤجر بسببها وتدخل الجنة؟؟
4- أما فعل آدم فقد أراد الله به أن يتعرف على نفسه حتى لا يظن أن هيئته كهيئة الملائكة الموجودة فى الملأ الأعلى والذين سجدوا فور سماع الأمر حتى إذا ما نزل إلى الأرض نزل ومعه قوله تعالى[فإما يأتينكم منى هدى فمن تبع هداى فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتنى أعمىو قد كنت بصيرا قال كذلك أتتك أياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى]5- وعلى فرض صحة الحديث فقول نسى آدم فنسيت أمته ليس معناه أن نسيان آدم كان سبباً فى حدوث النسيان لأمته ولكن معناه أنه كما خلق آدم وفيه طبع النسيان,,كذلك نسله كان على هيئته
6- أما كلام النصارى أن الخطيئة تورث فهذا كلام غير صحيح [ ولا تزر وازرة وزر أخرى],,[ وكل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه]7- وإذا كان المسيح نزل لكى يخلص ذرية آدم من الخطايا التى أرتكبت قبله فما بال الخطايا التى أرتكبت بعده؟؟
لعلك علمت ضعف هذا الحديث وأنه لا يستدل به,,وأن الإنسان يحمل جانب الخير وجانب الشر ,,وقد دله على الخير ببعثة الأنبياء وبالكتب السماوية,,وحذره من الشر وفتح له باب الإستغفار والتوبةو,وضاعف له الأجر على العمل الصالح ولم يجازه بالسيئة إلا مثلها فليس هذا من أقوال النصارى فى شئ ولا شبيهاً به
والله اعلم
فضيلة الشيخ عبد الخالق الشريف [ أحد الدعاة فى مصر]
===================
شبهات حول الشفاعة
لا يختلف المسلمون على أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الشافع المشفَّع يوم القيامة، وأن الشفاعة - في الجملة - ثابتة بالكتاب والسنة، واتفق أهل السنة والجماعة على إثباتها في أصحاب الكبائر الذين ماتوا ولم يتوبوا من ذنوبهم، في حين خالف المعتزلة والخوارج فيهم وقالوا: إن الشفاعة المذكورة في الكتاب والسنة ليست سوى رفع الدرجات وزيادة ثواب المشفوع فيهم من المؤمنين، أما أصحاب الكبائر فهم كفار في نار جهنم خالدون فيها أبدا، واستدلوا على ذلك بأدلة سنعرض لها بالنقد والتمحيص، ولكن قبل ذلك نورد من أدلة أهل السنة ما يتضح به صحة مسلكهم وسلامة منهجهم، وأن النص والإجماع معهم لا مع من خالفهم:
دلائل الشفاعة :
أدلة الشفاعة الواردة في القرآن أدلة عامة غير مفصلة، تدل بمجملها على ثبوت الشفاعة يوم القيامة، وقد جاءت الأحاديث النبوية مصرحة بذلك، فمن تلك الأحاديث:
1- حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة - إن شاء الله - من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا ) رواه مسلم ، ولا شك أن من زنى أو سرق أو شرب الخمر لم يشرك بالله فهو ممن تناله الشفاعة إن شاء الله .
2- حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أما أهل النار الذين هم أهلها، فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم - أو قال – بخطاياهم، فأماتهم إماتة، حتى إذا كانوا فحما أذن بالشفاعة، فجيء بهم ضبائر ضبائر – أي جماعات - فبثوا على أنهار الجنة، ثم قيل: يا أهل الجنة أفيضوا عليهم، فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل ) رواه مسلم .
3- حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن شفاعتي يوم القيامة لأهل الكبائر من أمتي ) رواه الترمذي وأبو داود .
4- حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير ) رواه البخاري ومسلم .
5- حديث عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أتدرون ما خيرني ربي الليلة، قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: فإنه خيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة، وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة، قلنا يا رسول الله ادع الله أن يجعلنا من أهلها، قال: هي لكل مسلم ) رواه ابن ماجة وصححه الألباني .
فهذه الأحاديث وغيرها تثبت صراحة الشفاعة في أهل الكبائر، إلا أن المخالفين ردوا هذه الأحاديث بدعوى أنها أحاديث آحاد لا تثبت بها العقائد، وأنها على فرض صحتها محمولة على رفع الدرجات وزيادة الثواب .
والجواب عن ذلك أن يقال: كيف يصح حمل الشفاعة في الأحاديث السابقة على زيادة الثواب ورفع الدرجات ؟! وهي مصرحة بخروج المذنبين من النار ، وأن خروجهم يكون بشفاعة الشافعين، وأنه يخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وفي قلبه وزن شعيرة من خير، كل ذلك يرد هذا التأويل ويبطله، أما دعوى أن أحاديث الشفاعة أحاديث آحاد فدعوى مردودة على أصحابها، إذ قد نص أهل العلم على تواترها، وممن نص على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية ، والحافظ ابن حجر العسقلاني ، و السخاوي ، والقاضي عياض وغيرهم، ويقول الإمام الباقلاني في تمهيد الأوائل في تلخيص الدلائل:" والأخبار في الشفاعة أكثر من أن يؤتى عليها، وهي كلها متواترة متوافية على خروج الموحدين من النار بشفاعة الرسول وآله، وإن اختلفت ألفاظها .. وقد أطبق سلف الأمة على تسليم هذه الرواية وصحتها مع ظهورها وانتشارها، والعلم بأنها مروية من الصحابة والتابعين، ولو كانت مما لم تقم الحجة بها لطعن طاعن فيها بدفع العقل والسمع لها على ما يقوله المعتزلة، ولكانت الصحابة أعلم بذلك وأشد تسرعا إلى إنكارها، ولو كانوا قد فعلوا ذلك أو بعضهم لظهر ذلك وانتشر ولتوفرت الدواعي على إذاعته وإبدائه، حتى ينقل نقل مثله، ويحل العلم به محل العلم بخبر الشفاعة، لأن هذه العادة ثابتة في الأخبار، وفي العلم بفساد ذلك دليل على ثبوت خبر الشفاعة وبطلان قول المعتزلة " ا.هـ .
ويؤيد ما سبق ما ذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري من أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا ينكرون على من أنكر الشفاعة، حيث ذكر من الآثار ما يؤيد ذلك فقال: " إن الخوارج - الطائفة المشهورة المبتدعة - كانوا ينكرون الشفاعة، وكان الصحابة ينكرون إنكارهم، ويحدثون بما سمعوا من النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، فأخرج البيهقي في البعث من طريق شبيب بن أبي فضالة قال: ذكروا عند عمران بن حصين الشفاعة، فقال رجل: إنكم لتحدثوننا بأحاديث لا نجد لها في القرآن أصلا، فغضب وذكر له - ما معناه - إن الحديث يفسر القرآن، وأخرج سعيد بن منصور بسند صحيح عن أنس قال: من كذب بالشفاعة فلا نصيب له فيها، وأخرج البيهقي في البعث .. عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: خطب عمر رضي الله عنه فقال: إنه سيكون في هذه الأمة قوم يكذبون بالرجم، ويكذبون بالدجال، ويكذبون بعذاب القبر، ويكذبون بالشفاعة، ويكذبون بقوم يخرجون من النار . ومن طريق أبي هلال عن قتادة قال: قال أنس : " يخرج قوم من النار، ولا نكذب بها كما يكذب بها أهل حروراء يعني الخوارج " ا.هـ ،
ومن خلال ما نقله الحافظ رحمه الله تعالى يتضح أن مسألة التكذيب بالشفاعة مسألة قديمة تصدى لها الصحابة رضوان الله عليهم، وبينوا زيفها وبطلانها.
ومع ذلك تمسك الخوارج والمعتزلة بنفي الشفاعة، واستدلوا بظواهر آيات من القرآن الكريم تنفي الشفاعة بإطلاق، فمن ذلك قوله تعالى: { فما تنفعهم شفاعة الشافعين }( المدثر: 48). وقوله تعالى:{ واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون }(البقرة:28)، وبقوله:{ واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون }(البقرة:123) وبقوله:{ يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون }(البقرة:254) وبقوله:{ وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع }( غافر:18) .
والجواب على هؤلاء أن مقتضى الفقه في الدين، واتباع سبيل المؤمنين هو الأخذ بمجموع ما ورد في الكتاب والسنة وعدم اجتزاء نصوصهما، وعدم الأخذ ببعض الكتاب والإعراض عن بعض، فإن ذلك دليل هوى ومسلك زيغ .
ونصوص الشفاعة الواردة في الكتاب على أقسام:
القسم الأول: نصوص ترجع الشفاعة لله، كقوله تعالى: { قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون }(الزمر:44).
القسم الثاني: نصوص تنفي الشفاعة بإطلاق، كالآيات التي استدل بها من أنكر الشفاعة .
القسم الثالث: نصوص تنفي انتفاع الكافرين بالشفاعة، كقوله تعالى:{ فما تنفعهم شفاعة الشافعين }(المدثر: 48)
القسم الرابع: نصوص تثبتها بقيود وتشترط لها شروطا، كقوله تعالى:{ لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا }(مريم: 87 )، وقوله:{ يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا }( طه: 109) وقوله:{ ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له }(سبأ: 23) وقوله: { يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون }(الأنبياء:28)، ومجمل هذه الشروط التي تدل عليها الآيات السابقة هي: إيمان الشافع والمشفوع له، ورضا الله عنهما، وإذنه بالشفاعة .
ولا شك أن مسلك أهل العلم هو الجمع بين تلك الآيات وعدم اجتزائها أو الاستدلال ببعضها دون بعض، وعليه فالآيات التي تثبت أن الشفاعة لله جميعا لا إشكال فيها إذ مرد الأمر كله لله من قبل ومن بعد.
وأما الآيات التي تنفي الشفاعة بإطلاق فهي من المطلق المقيَّد، وتقييدها يكون بالآيات التي تثبتها بشروط، وتبقى الآيات التي تنفي انتفاع الكافرين بالشفاعة موافقة لعموم نفي الشفاعة، وهذا لا إشكال فيه، وبه تجتمع الآيات ولا تفترق وتأتلف ولا تختلف، وهذا الجمع بين الآيات هو ما قرره العلماء ، يقول العلامة ابن الوزير اليماني في الروض الباسم: "قوله تعالى:{ من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلّة ولا شفاعة }(البقرة:254), فأطلق نفي الخلّة والشّفاعة في هذه الآية عن كلّ أحد, ثمّ قيّده في قوله تعالى:{ الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدوٌ إلا المتّقين } (الزخرف:67), وقال تعالى: { ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون }( الأنبياء/28), فأثبت الخلّة والشّفاعة لمن اتّقى, ولمن ارتضى بعد أن نفاهما مطلقاً, وكذلك ما ورد في خروج أهل الإسلام من النّار من صحيح الأخبار "، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية جوابا على من أنكر الشفاعة لأهل الكبائر بناء على الآيات السالفة: "وجواب أهل السنة أن هذا يراد به .. أنها لا تنفع المشركين كما قال تعالى في نعتهم: { ما سلككم في سقر * قالوا لم نك من المصلين * ولم نك نطعم المسكين * وكنا نخوض مع الخائضين * وكنا نكذب بيوم الدين * حتى أتانا اليقين * فما تنفعهم شفاعة الشافعين } فهؤلاء نفي عنهم نفع شفاعة الشافعين لأنهم كانوا كفارا ". ويقول العلامة الشنقيطي في أضواء البيان في تفسير قوله تعالى:{ واتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون }(البقرة:48) قال : " { ولا يقبل منها شفاعة } ظاهر هذه الآية عدم قبول الشفاعة مطلقا يوم القيامة، ولكنه بيّن في مواضع أخر أن الشفاعة المنفية هي الشفاعة للكفار، والشفاعة لغيرهم بدون إذن رب السموات والأرض . أما الشفاعة للمؤمنين بإذنه فهي ثابتة بالكتاب، والسنة، والإجماع ".
واحتج الخوارج والمعتزلة أيضا على إنكار الشفاعة بأن مرتكبي الكبائر كفار مخلدون في نار جهنم، لا يخرجهم الله من النار بعد أن يدخلوها لا بشفاعة ولا بغيرها .
والجواب عن هذه المسألة - التي تعدُّ من أقدم مسائل الخلاف بينهم وبين أهل السنة - قد سبق في بحث تحت محور العقيدة بعنوان: " شبهات من كفّر أصحاب الكبائر " .
وبهذا نكون قد أوضحنا بالدليل والبرهان، أن الشفاعة ثابتة لعصاة الموحدين، وأنه ليس مع من أنكرها دليل عقلي أو نقلي صحيح.
ومما يجدر التنبيه عليه في هذا المقام أن المسلم وإن أثبت الشفاعة في أهل الكبائر وآمن بها، فلا ينبغي أن يكون إيمانه بالشفاعة سببا في تهاونه في ارتكاب المعاصي والآثام، فإن يوما واحدا في نار جهنم ينبغي للعاقل أن يعمل له من العمل الصالح ما ينجيه منه، وأن يبتعد عما يقربه إليه والله أعلم.

غير معرف يقول...

شبهة : معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لبني قريظة والرد عليها
بقلم د. جمعة بن علي الخولي
"...حدث في العام الخامس من الهجرة أن مر المسلمون بظروف قاسية عندما تجمعت أكبر قوة معادية للمسلمين في ذلك الوقت للقضاء عليهم داخل المدينة، وأحاطت جيوش الأحزاب بالمدينة في عشرة آلاف مقاتل..."
بالنسبة لمعاملة الرسول صلى الله عليه وسلم لبني قريظة. لا نريد أن نتعجل الحكم ونقول إنه عليه الصلاة والسلام عالج الأمر بالعلاج الوحيد الذي لا ينفع غيره، أو حل عقدته بالسلاح الذي يناسبه.. لا نريد أن نتعجل الحكم بذلك قبل أن نقف على حيثياته وظروفه.. معروف أنه بمجرد قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة عقد بينه وبين اليهود الموجودين بها معاهدة رائدة بمثابة أقدم دستور مسجل في العالم[1].
كان من بنود هذه المعاهدة: أ- التزام كل من المسلمين واليهود بالمعايشة السلمية فيما بينهما وعدم اعتداء أي فريق منهما على الآخر في الداخل[2].
ب- تعهد كل من الطرفين بالدفاع المشترك عن المدينة ضد أي اعتداء خارجي وعلى اليهود أن يتفقوا مع المؤمنين ما داموا محاربين[3].
وحدث في العام الخامس من الهجرة أن مر المسلمون بظروف قاسية عندما تجمعت أكبر قوة معادية للمسلمين في ذلك الوقت للقضاء عليهم داخل المدينة، وأحاطت جيوش الأحزاب بالمدينة في عشرة آلاف مقاتل[4] من مشركي قريش وقبائل غطفان وأشجع وأسد وفزارة وبني سليم على حين لم يزد عدد المسلمين على ثلاثة آلاف مقاتل[5]، وكان المتوقع أن ينضم يهود بني قريظة إلى صفوف المسلمين ضد القوات الزاحفة على المدينة بناء على نصوص المعاهدة المبرمة بين الفريقين..
لكن الذي حدث هو عكس هذا، فقد فوجئ المسلمون ببني قريظة يخونهم في أخطر أوقات محنتهم ولم يرعوا للجوار حقاً، ولا للعهود حرمة، ولقد كانوا يسعون من وراء انضمامهم هذا إلى صفوف الأحزاب التعجيل بسحق المسلمين والقضاء عليهم قضاء تاماً. ولقد أحدث نقض بني قريظة لعهدهم مع المسلمين وإعلانهم الانضمام إلى صفوف الغزاة فزعاً شديداً في صفوف المسلمين لأنهم ما كانوا يتوقعون أن يحدث هذا في مثل تلك الظروف، لدرجة أن الرسول صلى الله عليه وسلم حرص أول الأمر على كتمان الخبر على المسلمين لما كان يخشى من وقعه على نفوسهم.
وبمجرد أن انتهى إلى سمعه النبأ أرسل وفداً مكوناً من سعد بن معاذ سيد الأوس، وسعد بن عبادة سيد الخزرج، وعبد الله بن رواحة، وخوات بن جبير ليذكروا القوم بما بينهم وبين المسلمين من عهود، ويحذروهم مغبة ما هم مقدمون عليه، وأوصاهم قائلا: "انطلقوا حتى تنظروا أحق ما بلغنا عن هؤلاء القوم أم لا، فإن كان حقاً فألحنوا لي لحناً أعرفه. أي ألمحوا لي في الكلام تلميحاً دون تصريح، حتى لا يفت ذلك في عضد الناس، وأما إن كانوا على الوفاء بيننا وبينهم فاجهروا به للناس.." فخرجوا حتى أتوهم فوجدوهم على أخبث ما بلغهم عنهم. وقالوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، من رسول الله؟ لا عهد بيننا وبينه، فرجع الوفد وأخبر رسول الله تلميحاً لا تصريحاً. بأن قالوا له عضل والقارة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، الله أكبر، أبشروا يا معاشر المسلمين[6].
وهكذا ركب القوم رؤوسهم، وقرروا الانضمام الفعلي للغزاة، وأخذوا يمدونهم بالمال والعتاد.. وكانت خيانتهم الأثيمة تلك بمثابة طعنة للمسلمين من الخلف أشق على نفوسهم من هجوم الأحزاب من خارج المدينة، لأنهم ما كانوا يظنون أن يأتيهم الروع من مأمنهم الحصين، وعند ذلك عظم البلاء، واشتد الخوف. وأتاهم عدوهم من فوقهم ومن أسفل منهم حتى ظن المؤمنون كل ظن، وظهر النفاق من بعض المنافقين يفتون بذلك في عضد المسلمين ويرجفون به في المدينة، حتى أن أحدهم ليقول كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا اليوم لا يأمن أن يذهب إلى الغائط[7].
هكذا كان الوضع إبان معركة الأحزاب حتى لتصور السيدة أم سلمة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ظروف المسلمين وقتئذ بقولها : "شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مشاهد فيها قتال وخوف، شهدت المريسيع، وخيبر، وكتاب الحديبية، وفي الفتح، وحنين، لم يكن ذلك أتعب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أخوف عندنا من الخندق، وذلك أن المسلمين كانوا في مثل الحرجة، وأن قريظة لا نأمنها على الذراري. فالمدينة تحرس حتى الصباح تسمع فيها تكبير المسلمين حتى يصبحوا خوفاً[8]، لكن عناية الله تدخلت لنصرة الإيمان وأهله وهزيمة الشرك وحزبه، وشاء الله أن يندحر ذلك التحالف الوثني اليهودي { وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ } (الأحزاب الآية 25).
وبعد أن ولى المشركون وحلفاؤهم الأدبار، يحملون معهم كل معاني الإخفاق رجع المسلمون إلى منازلهم بالمدينة يغسلون أنفسهم من وعثاء الجهاد والتعب ويلتقطون أنفاسهم بعد قلق نفسي بالغ دام شهرا كاملا.. ويبدو أن البعض ظن أن الموضوع انتهى إلى ذلك الحد لكن أيترك الناكثون للعهود دون محاسبة وتأديب.. ذلك ما لا يكون.. وتأباه العدالة الإلهية، ولذلك كان عقابها عاجلاً، فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل من وعثاء المرابطة في غزوة الأحزاب في بيت أم سلمة رضي الله عنها إذ تبدى له جبريل عليه السلام فقال: "أوضعت السلاح يا رسول الله، قال: نعم. قال: ولكن الملائكة لم تضع أسلحتها، وهذا أوان رجوعي من طلب القوم، ثم قال: إن الله تبارك وتعالى يأمرك أن تنهض إلى بني قريظة فإني عامد إليهم فمزلزل بهم[9]، فنادى عليه الصلاة والسلام في المسلمين "ألا لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة"، فسار الناس فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال بعضهم لا نصلي حتى نأتيها، وقال بعضهم بل نصلي، ولم يرد منا ذلك فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف واحداً منهم[1] .. وتبعهم عليه الصلاة والسلام بعد أن استخلف على المدينة عبد الله بن أم مكتوم، وحاصر القوم شهراً أو خمسة وعشرين يوماً[11] ..
ولما طال عليهم الحصار.. عرضوا على الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتركهم ليخرجوا إلى (أذرعات).. بالشام تاركين وراءهم ما يملكون، ورفض عليه الصلاة والسلام إلا أن يستسلموا دون قيد أو شرط واستسلم يهود بني قريظة، ونزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوكل عليه الصلاة والسلام الحكم فيهم إلى سعد بن معاذ أحد رؤساء الأوس[12].
وفي اختيار سعد دلالة على حكمة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبعد نظره، وإدراكه لنفسيات هؤلاء القوم، لأن سعدا كان حليف بني قريظة في الجاهلية، وقد ارتاح اليهود لهذا الاختيار، وظنوا أن الرجل قد يحسن إليهم في حكمه، لكن سعداً نظر إلى الموقف من جميع جوانبه. وقدره تقدير من عاش أحداثه وظروفه. وشاهد كروبه ومآزقه وعرف النذر المستطيرة التي تراءت في الأفق فأوشكت أن تطيح بالعصبة المؤمنة لولا عناية الله عز وجل التي أنقذت الموقف..
وسعد هو نفسه الذي شفع لديهم بادئ ذي بدء ليرجعوا عن غدرهم وغيهم، لكن القوم مضوا في عنادهم لا يقدرون للنتائج عاقبة، ولا يراعون الله في حلف ولا ميثاق، ولذلك لما كلم في شأنهم أكثر من مرة قال رضي الله عنه "لقد آن لسعد ألا تأخذه في الله لومة لائم"[13].
وبعد أن أخذ رضي الله عنه المواثيق على الطرفين أن يرضى كل منهما بحكمه[14] أمر بني قريظة أن ينزلوا من حصونهم وأن يضعوا السلاح ففعلوا، ثم قال: "إني أحكم أن تقتل مقاتليهم وتسبى ذريتهم وأموالهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد حكمت بحكم الله تعالى من فوق سبع أرقعة[15]، أي سموات.. وأمر عليه الصلاة والسلام بتنفيذ الحكم فسيقوا إلى خنادق في المدينة، فقتل رجالهم وسبي نساؤهم وذرا ريهم ومن لم ينبت من أولادهم ولاقى بنو قريظة أسوأ مصير على أفظع خيانة.. وهذا مصداق قول الله عز وجل: { وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً. وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَأُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً } (الأحزاب الآية 26. 27)..
وهنا يحلو للبعض أن يتقولوا على الإسلام. وأن يتطاولوا على تصرف الرسول صلى الله عليه وسلم ومعاملته لبني قريظة ويعتبروا أن الإعدام الجماعي الذي تم لهؤلاء الناس يتسم بالوحشة والقسوة، وأنه كان من الممكن أن يعاقبوا بأي عقاب آخر كالإجلاء أو النفي..
ونقول لهؤلاء:
أولاً: ماذا لو أن نتيجة غزوة الأحزاب تمت حسبما كان يخطط لها بنو قريظة وأحزابهم، ألم تكن هي الإبادة التامة للمسلمين أجمعين.
على أن اليهود لم يقدِموا على هذا العمل الخسيس إلا بعد أن تكون لديهم ما يشبه اليقين بأنهم- بمساعدة المشركين- سوف يقومون بتدمير الكيان الإسلامي تدميراً كاملاً، واستئصال شأفة المسلمين استئصالاً كلياً، ولهذا لم يترددوا في الغدر بحلفائهم المسلمين وعلى تلك الصورة البشعة[16] .
ولقد كانوا حريصين الحرص كله على المصير إلى هذه النتيجة. حتى لقد طلبوا من الأحزاب والمشركين أن يسلموا إليهم سبعين شاباً من أبنائهم رهائن عندهم ليضمنوا أن جيوش الأحزاب لن تنسحب من منطقة المدينة إلا بعد أن تفرغ من المسلمين وتقضي عليهم قضاء تاماً[17]..
على أن اليهود ترددوا في الاشتراك مع صفوف المشركين في بداية الأمر وأخذ كعب بن أسد القرظي يقول لحيي بن أخطب الذي جاءه يغريه بالانضمام إليهم أخذ يقول له: "إنك امرؤ مشئوم وإني قد عاهدت محمداً فلست بناقض ما بيني وبينه[18] لكنهم لما تلقوا تأكيدات تفيد أن وضع المسلمين يائس، وأنهم لن يصمدوا طويلاً أمام تلك الأعداد الضخمة سارعوا بالانضمام إليهم، فاليهود - لا قدر الله- لو أمكنهم القدر من رقاب المسلمين ما ترددوا لحظة في القتل والإبادة تمشياً مع مزاجهم الدموي الذي لا يرى بأسا في قتال الآخرين واستحلال دمه { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } (آل عمران الآية 75).
وفي سفر التثنية : "حين تقترب من مدينة لكي تحاربها استدعها للصلح فإن أجابتك وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك، وإن لم تسالمك بل عملت معك حرباً فحاصرها، وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك، هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جداً، التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا، وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيباً فلا تستبق منها نسمة ما بل تحرمها تحريماً[19] أي تستأصلها استئصالاً.
ولذلك يعلق مولانا محمد علي، على هذا النص في كتابه ((حياة محمد ورسالته)) بقوله ((وهكذا حكم سعد وفقا للشريعة الموسوية بقتل ذكور بني قريظة وبسبي نسائهم وأطفالهم وبمصادرة ممتلكاتهم.. ومهما بدت هذه العقوبة قاسية، فقد كانت على درجة الضبط للعقوبة التي كان اليهود ينزلونها- تبعاً لتشريع كتابهم- بالمغلوبين من أعدائهم، فأي اعتراض على قسوة هذه العقوبة هو في الواقع انتقاد لا شعوري للشريعة الموسوية، وتسليم بأن شريعة أكثر إنسانية يجب أن تحل محلها، وأيما مقارنة بالشريعة الإسلامية في هذا الصدد خليق بها أن تكشف- في وضوح بالغ- أي قانون رفيق عطوف رحيم قدمه الإسلام إلى الناس"[20].
ثانياً: أن اليهود لم يلقوا من المسلمين طيلة الأعوام التي تلت المعاهدة إلا كل بر ووفاء، كما شهدوا أنفسهم بذلك، فعندما ذهب حيي بن أخطب إلى كعب بن أسد القرظي يغريه بنقض العهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعني وما أنا عليه فإني لم أر من محمد إلا صدقاً ووفاءً[21].. لكنه لم يزل به حتى أقنعه بالخيانة ونقض العهد.
ثالثاً: هذا الحكم وإن كان صادراً من سعد بن معاذ، إلا أنه بمثابة الحكم الصادر من النبي صلى الله عليه وسلم إذ هو أقره، وتقرير الرسول صلى الله عليه وسلم كقوله وفعله مما هو معروف عند أهل الحديث.. ورسول الله لا ينطق عن الهوى، فكأن ذلك هو حكم الله والرسول في هؤلاء الخونة الغادرين، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام لسعد، لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة[22]، وفي رواية الطبري: لقد حكمت فيهم بحكم الله وحكم رسوله[23]..
ثم أليس جبريل عليه السلام هو الذي وقف على النبي عليه الصلاة والسلام وهو يغسل رأسه إبان مرجعه من غزوة الأحزاب ويأمره بالمسير إلى بني قريظة ويقول له إن الله يأمرك يا محمد بالمسير إلى بني قريظة، فإني عامد إليهم فمزلزل أركانهم، وفي رواية: "قم فشد عليك سلاحك فو الله لأدقنهم كدق البيض على الصفا[24]..
فعلام يدل هذا إلا أن يكون الهلاك التام والعقاب الصارم من رب العالمين لكل مجرم خائن. رابعاً: أن قانون أي دولة الآن يحكم بالإعدام على من يخون وطنه ويقيم اتصالات مع العدو أو يتجسس لحسابه، ويقول أحد الكتاب المعاصرين، لو درس الذين يطعنون في حكم سعد على بني قريظة القوانين المعاصرة دراسة نافذة وطبقوها على قضية بني قريظة لرأوا أن قوانين القرن العشرين لا تختلف في شيء عما أصدره سعد بن معاذ، لقد كان بين الرسول وبين يهود بني قريظة معاهدة تحفظ حقوق الفريقين وتقضي على كل فريق أن ينصر الآخر إذا واجهه خطر في حرب، ولكن اليهود تآمروا فانضموا إلى أعدائه وأوقعوه بين شقي الرحى في المدينة مصطليا بنار أعدائه المشركين من جهة واعتداء حلفائه اليهود في ساعته العسرة من جهة ثانية فاقترفوا بذلك الغدر ثلاث جرائم :
1- رفع السلاح ضد سلطان المدينة مع الأجنبي المعتدي.
2- دس الدسائس لدى العدو ضد المسلمين.
3- تسهيل دخول العدو للبلاد.
وقوانين العقوبات العصرية تجعل الإعدام عقوبة كل جريمة من الجرائم الثلاث[25].
خامسا: قد يقال: كان من الممكن أن يعامل النبي صلى الله عليه وسلم يهود بني قريظة كما يعامل القائد المنتصر رجال جيش عدوه الذي انهزم أَمامه واستسلم، أو يعاملهم كما عامل يهود بني النضير وبني قينقاع.. والجواب على ذلك أن بني قريظة لم يكونوا أسرى حرب حتى يميل بهم إلى الشفقة، ولم يكونوا في حالة حرب مع المسلمين، وإنما كانوا جيرانا متحالفين يشكلون مع المسلمين وحدة وطنية ملزمة بالدفاع المشترك عن المدينة ضد أي عدوان، لكنهم ظهروا أخطر من الأعداء، وشراً منهم، إذ يبيتون لأناس يأمنونهم ويخصونهم بحقوق الجار، وواجبات الذمام، فكانوا بمثابة الخائن المتآمر المتواطئ مع العدو على أمته ووطنه في حالة الحرب القائمة وهذه خيانة عظمى ليس لها في جميع الشرائع إلا الإعدام السريع.. وموقفهم هنا يختلف اختلافا واضحا عن موقف بني قينقاع وبني النضير، فالأولون قد أبدوا البغضاء من أفواههم وأشاعوا الرعب والشكوك ورأوا في الدعاية المغرضة سلاحا لا يفل..
وبنوا النضير ائتمروا على قتل الرسول صلى الله عليه وسلم، وتحالفوا مع بعض المنافقين على المناجزة دون أن تتيح لهم الفرصة طريقا يصلون منه إلى التنفيذ، وهؤلاء وأولئك أَهون خطبا من الذين سلوا السيوف ووقفوا في صفوف العدو وأوقعوا الهلع في قلوب يحيط بها الروع من كل ناحية، فتعادل الكفتين بينهما طيش لا يقره إنصاف، وقد جلا بنو قينقاع وبنو النضير عن المدينة، فكانوا مثار القلق والفتنة ومبعث الضيق للمسلمين فهم الذين حزبوا الأحزاب وجمعوا القبائل مع المشركين ليوم الخندق فأعطوا بمؤامراتهم المزعجة محمداً درسا حاسما يحتم استئصال شأفتهم، وتتبع أفاعيهم في كل مكمن، ليطفئ لهيبا يستعر إذا هبت عليه الريح[26].
فعلى الذين يستبشعون الحكم على بني قريظة، ويصفونه بأنه كان قاسيا شديدا، عليهم أن يحيطوا علما بجوانب الموضوع وظروف القضية ليدركوا أن اليهود هم الذين جروا الوبال على أَنفسهم (وعلى نفسها جنت براقش) والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
----------
[1] مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة د/ محمد حميد الله ط ثالثة سنة 1389.
[2] سيرة ابن هشام جـ1/51 ط ثانية سنة 1375.
[3] المرجع السابق.
[4] المرجع السابق جـ2/217 ط ثانية.
[5] السيرة لابن هشام جـ2/22 ط ثانية.
[6] السيرة النبوية لابن هشام جـ 2/222 ط ثانية.
[7] المرجع السابق. نفس الصحيفة.
[8] في ظلال القرآن جـ21/548 ط سابعة سنة 1391هـ.
[9] السيرة لابن هشام جـ2/232 ط ثانية.
[10] صحيح البخاري، باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب.
[11] تاريخ الرسل والملوك للطبري جـ2/583 والسيرة لابن هشام جـ2/234.
[12] تاريخ الرسل والملوك جـ2/586.
[13] المرجع السابق 587.
[14] تاريخ الرسل والملوك جـ2/587.
[15] الطبقات الكبرى جـ2/75 ط بيروت 1376.
[16] غزوة بني قريظة – محمد أحمد باشميل – 243.
[17] السيرة الحلبية جـ2/347 ط التجارية سنة 1382.
[18] عيون الأخبار لابن سيد الناس جـ2/59.
[19] سفر التثنية – الإصحاح العشرون 1: .
[20] حياة محمد ورسالته ص 175 نقلا عن غزوة بني قريظة / محمد أحمد باشميل 179.
[21] البداية والنهاية 4/13 ط 1966.
[22] السيرة لابن هشام جـ 2/24 ط ثانية.
[23] تاريخ الرسل والملوك جـ 2/587.
[24] عيون الأثر لابن سيد الناس جـ 2/68 ط دار المعرفة بلبنان.
[25] غزوة بني قريظة – محمد أحمد باشميل نقلا من مقال للدكتور محمد رجب البيومي بمجلة الحج العدد 12 السنة 88.
[26] المرجع السابق – 274.
عن موقع القلم
===================
رد الشيخ محمد الغزالي على شبهة تعدد زوجات الرسول عليه الصلاه والسلام
شبهة تعدد زوجات الرسول
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
كل من قرأ بإنصاف عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعرف سيرته لا يملك إلا أن يثني على هذا الرجل العظيم ،الذي أفنى حياته في سبيل الله ،وتبليغ رسالته ،والعارف بسيرته صلى الله عليه وسلم ليعلم أنه لم يكن صاحب شهوة ،فقد تزوج من السيدة خديجة وهو ابن خمس وعشرين ،وكانت هي في الأربعين من عمره،ولم يتزوج معها غيرها طيلة حياتها ،وقد ماتت وهو فوق الخمسين ،فهل من المعقول أن الزواج بعد الخمسين كان لشهوة،بعد أن أمضى زهرة شبابه مع امرأة عجوز؟!!
ثم إن الأمانة التي تحملها النبي صلىالله عليه وسلم لم تكن لتترك له فرصة أن يستمتع بحياته كمااستمتع الآخرون.
واللآئي تزوجهن الرسول صلىالله عليه وسلم كلهن باستثناء عائشة سبق لهن الزواج ،فلو كان يبغي الشهوة والجمال لتزوج الحسان ،وهو نبي الأمة !!
والقارئ لقصة زواجه ليعلم أنه ما تزوج لشهوة ،وإنما كان تخفيفًا عن اللائي تزوجهن،وحفاظا عليهن من صروف الزمان .
يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله :
انطلقت هذه الشائعة بين الأوروبيين حتى كادت تكون بينهم يقينًا! قالوا: كان لمحمد تسع نسوة يتقلب في أحضانهن ويشبع شبابه المنهوم، لا يسأم من واحدة حتى يتجدد هواه مع أخرى.. وقالوا: إن ساغ ذلك لواحد من الناس فما يسوغ من داع إلى الروحانية يصل الناس بالسماء، ويحدثهم عن الله والدار الآخرة!.
إن هذا العشق المشبوب للمرأة له دلالة واسعة، فالرجل رجل دنيا وليس رجل دين، وما نصدق مزاعمكم معشر المسلمين عن تجرده وتقواه.
قلت: إذا كان ما قلتموه صحيحًا فما استنتجتموه حق! لكن هذا الذي ذكرتم لون من تحريف الكلم عن مواضعه يجعله أدنى إلى الكذب.. إن تاريخ محمد من ألسنة العدو والصديق يشهد بغير ما ذكرتم، فقد تزوج في الخامسة والعشرين من عمره بامرأة في الأربعين من عمرها، وظل معها وحدها قريبًا من ثمان وعشرين سنة حتى ماتت فأين هذه المتع التي تصفون؟.
عندما كان في الأربعين من عمره كانت شيخة في الخامسة والخمسين، وعندما كان في الثالثة والخمسين كانت تقترب من السبعين فأين الحسناوات اللاتي يتنقل بين صدورهن كما تزعمون؟ وهو كما يقرر العدو قبل الصديق لا يعرف إلا الوفاء للسيدة العجوز التي قضى معها شبابه كله.
ثم ماتت زوجته خديجة في عام أطلق عليه عام الحزن، فاستقدم إلى داره امرأة تقاربها في السن هي التي هاجرت معه إلى المدينة..
وصحيح أنه في السنوات العشر الأخيرة من حياته اجتمعت لديه نسوة أخريات! من هن؟ مجموعة من الأرامل المنكسرات أحاطت بهن ظروف صعبة، لم يشتهرن بالجمال ولا كان لهن من السن المبكرة ما يحدد الحياة اللهم إلا بكرًا واحدة بنت صديقه أبي بكر تزوجها توثيقًا لعلاقاتهما. وتزوج بعدها حفصة بنت صديقه عمر، ولم تعرف بجمال، بل بدا أن البناء بها بعد موت زوجها كان جبر خاطر ودعم مودة وجهاد!!..
وتزوج أم حبيبة المهاجرة إلى الحبشة، إنه لم يرها هناك بيد أنه يعرف إسلامها برغم أنف أبيها زعيم المشركين يومئذ، وبقاءها على الإسلام برغم أنف زوجها الضائع فهل يتركها في وحشتها وعزلتها؟ لقد أرسل يخطبها ويعز جانبها.
وكلما أحاطت ظروف سيئة بامرأة ذات مكانة، ضمها إليه، وما كان للشهوة موضع يلحظ، وأدركت النسوة القادمات هذه الحقيقة، وعرفن أن هذا الوضع فوق طاقة الإنسان العادي، فعرض بعضهن في صراحة أن يبقى منتسبًا للبيت النبوي مكتفيًا بهذا الشرف، ومتنازلاً عن حظ المرأة من الرجل، فإن الرسول آواهن مستجيبًا لنداء إنساني لا لبواعث الغريزة! أين مكان الغريزة والحالة على ما شرحنا؟
وفي استبقاء أولئك الزوجات على ما ارتضين نزلت آيات كريمة. منها قوله تعالى: "وإن امرأة خافت من بعلها نشوزًا أو إعراضًا فلا جناح عليهما أن يصلحها بينهما صلحًا. والصلح خير" ومنها قوله "ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء. ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك. ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن..".
إنه لا يستطيع إلا ذلك، فإن دوافع الشهوة كانت ميتة وراء هذا التعدد الذي فرضته أزمات أحاطت ببعض المؤمنات العريقات..
ولنفرض جدلاً أن الإعجاب بالجمال هو الذي أوحى بتزوج بعضهن، أفكانت أيام الحصار المضروب على الدعوة، والأزمات الخانقة التي يتعرض لها المسلمون عامة، وأهل البيت النبوي خاصة، تيسر للمؤمنين ونبيهم طعم الراحة؟ ما أشقى ربات البيت عندما يكون رب البيت أبًا لأمة كبيرة وملاذًا للمستضعفين واللاجئين وناشدي العون في الصباح والمساء، إنه يؤثر غيره بما لديه ويبيت هو واللاتي معه – على الطوى..
روى البخاري ومسلم عن عائشة قالت: ما شبع آل محمد من خبز الشعير يومين متتابعين حتى قبض رسول الله –صلى الله عليه وسلم-..
وعند مسلم قالت عائشة: لقد مات رسول الله وما شبع من خبز وزيت في يوم واحد مرتين..
وعند الترمذي، قال مسروق: دخلت على عائشة فدعت لي بطعام وقالت: ما أشبع فأشاء أن أبكي إلا بكيت! قلت: لم؟ قالت: أذكر الحال التي فارق عليها رسول الله الدنيا! والله ما شبع من خبز ولحم مرتين في يوم!
وعند البيهقي قالت: ما شبع رسول الله ثلاثة أيام متوالية، ولو شئنا لشبعنا، ولكنه كان يؤثر على نفسه!
وعند الطبراني ما كان ما كان يبقى على مائدة رسول الله شيء من خبز الشعير قليل ولا كثير! قال الحسن: "كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يواسي الناس بنفسه، حتى جعل يرقع إزاره بالأدم" ما أكثر العفاة الطارقين، يلتمسون المطعم والملبس!!
وكان الناس ربما اقتحموا البيت النبوي قبل إعداد الطعام بوقت طويل، أو جلسوا بعد الفراغ منه وقتًا طويلاً، ولا ريب أن ذلك كان يشق على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ويجد منه الحرج فلم يكن بد من تنزل الوحي الإلهي يضع نظامًا صارمًا لهذا التسيب قال تعالى: "يأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه، ولكن إذا دعيتم فادخلوا، فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق..".
إن زوجات النبي –صلى الله عليه وسلم- تعبن معه طويلاً في خدمة المجتمع وتعليم الناس ومعاونة الضعفاء واستقبال الوفود.
وكان مألوفًا أن يصحو النبي للصلاة، ويصلي بالناس في المسجد ثم يعود إلى بيته ليسأل عن شيء يفطر به فلا يجده فينوي الصيام.. وربما وجد بعض الخل فلا يضجر ولا يشقى بل يقبل عليه راضيًا قائلاً: نعم الأدم الخل..!! هذا هو نهج الحياة التي يزعم الأوربيون أنها كانت تلذذًا بالنساء واستمتاعًا بالدنيا بين أحضانهن.. أين هذه الدنيا الناعمة؟؟
وقد ذكر كتاب السيرة جميعًا كيف ضاقت الزوجات بهذا الشظف، وكيف اجتمعن على المطالبة بتغييره، وكيف تطلعن إلى حياة أهدأ وأهنأ.. فلما بوغتن بالرد الصارم: هذا أو الفراق! ثابت إلى نفوسهن مشاعر الإيمان وآثرن انتظار الآخرة، والعيش في ظل النبوة المكافحة على استعجال الطيبات في هذه الدنيا..
كان مفروضًا على بيت الوحي أن يعيش كأضعف بيت في الدنيا، وأن يتحمل المقيمات به كل ما يتحمله المهاجرون الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم، وعاشوا من بعد على ما تيسر..
وكافأهن الله سبحانه على هذا البذل، بأن صرن أمهات للمؤمنين، وهو لقب –كما رأيت- فيه من التكليف مثل ما فيه من التشريف..
أكانت هناك ديانة أرضية أو سماوية تنهي عن تعدد الزوجات؟ أو ترى فيه أدنى شائبة؟ لا، بل إن أنبياء العهد القديم ألفوا التعدد دون حدود! والمذكور عن سليمان وحده أنه تزوج بثلاثمائة امرأة.
وليس في النصرانية نهى عن التعدد، وقد حكى "ويل ديورانت" في قصة الحضارة عن آثام الأحبار والرهبان ما يثير الاشمئزاز! فلنترك الدين إلى الفلسفة! ولننظر إلى فلاسفة الإغريق لنرى كيف يعيش قادة الفكر القديم..!
وقد كنت راغبًا عن ذكر هذه الدنايا، ولكني رأيت الطاعنين في محمد يجمعون بين قلة الحياء وكثرة الافتراء فقلت: ما بد من حمل العصا..
كتب ماجد نصر الدين في صحيفة اللواء الأردنية مقالاً عنوانه "لماذا ينهل المثقفون من تراث موبوء بالشذوذ؟" نقتطف منه هذه الجملة "إن الفلاسفة الذين يعتبرهم البعض مثله الأعلى هم لواطيون، شاذون جنسيًا، يفخرون بشذوذهم، ويتباهون بمضاجعة الغلمان!! وقد كرهت امرأة سقراط رجلها وعافت عشرته لتعلقه بأحد تلاميذه، وقس على ذلك أفلاطون الذي تعرف على سقراط وهو صغير، وسقراط مشهور بهذا الداء ومتهم بإفساد الشباب..
ويزعم أرسطو أن نسبة الشواذ في عصره تعادل نسبة الطبيعيين وقد جرت على لسانه عبارات لا نجرؤ على نقلها هنا. وتقول مؤلفة "الجنس في التاريخ: إن معظم المجتمعات حرمت اللواط، أو تجاهلته إلا اليونان، فإن البغاء المذكر كان شائعًا، ويمكن استئجار الغلمان!".
والحضارة الغربية الحديثة ورثت عن اليونان والرومان مباذل وضيعة مخزية، ومع ذلك فهي تتغافل بخبث عن عللها، وتتناسى الدنس الذي تصبح فيه وتمسى، وتبسط لسانها بالأذى في سيرة أمير الأنبياء، ومعلم الأمم الطهر والعفاف!!
ربما قال قائل: آمنا بأن تعدد الزوجات كان مألوفًا في الديانات الأرضية والسماوية حتى جاء الإسلام فوضع عليه القيود، فلماذا لم يلتزم نبي الإسلام بالعدد الذي وقف المسلمين عنده؟ ألم يجيء في الأحاديث الصحاح أنه أمر رجلاً لديه عشر زوجات أن يمسك أربعًا ويسرح الباقيات؟
قلت: سؤال صحيح! فلنتدبر الإجابة عليه! إن النسوة الست التي طلقهن صاحب العشرة سيتركن بيته ويجدن بيوتًا أخرى، فلهن حق الزواج ممن أحببن، ولا حرج على أحد في التزوج منهن!.
لكن ماذا عسى يفعل زوجات الرسول إذا كان الوحي قد نزل من قبل يقول للمسلمين: "وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله، ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدًا إن ذلكم كان عند الله عظيمًا".
لقد صرن أمهات للمؤمنين وفق النص القائل: "النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهن وأزواجه أمهاتهم.." وما كان لمؤمن أن يتزوج أمه! فهل يسوغ بعد هذا تسريحهن ليعشن في وحدة وإياس؟
ولنفرض زورًا أن تسريحهن مطلوب فهل هذا هو الجزاء الإلهي لنسوة تحملن مع صاحب الرسالة شظف العيش ومشقات الحصار المضروب على أمته؟
لقد اخترن البقاء معه عندما خيرهن، وأبين العودة إلى أهلهن في بيوت أملأ بالسمت والعسل، وحملهن الإيمان على البقاء في جو التهجد والصيام والكفاح مع النبي الذي انتصب لمقاومة الضلال في العالمين، فهل يكون الجزاء بعد هذا الوفاء الخلاص منهن؟
إن الله أذن ببقائهن، والاقتصار عليهن، وصدر لهن تشريع خاص "لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن، إلا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شيء رقيبًا".
وإن أسائل الهاجمين على محمد من خلال هذه الثغرة المزعومة في حياته: أهي محاكمة خاصة لهذا الإنسان الشريف؟ ومحاولة متعمدة للنيل منه وحده؟ أعرف أن مساءات كثيرة وجهت لأنبياء من قبله، وتعرض الرجال الصالحون لأقبح التهم! ألم يتهم النبي الطاهر لوط بأنه زنى بابنتيه كلتيهما بعد ما أفقدته الخمر وعيه وأنجب منهما؟ ألم يتهم النبي يعوقب بأنه سرق منصب النبوة من أخيه الأكبر عيصو بعد عملية احتيال ماكرة على أبيه الذي كف بصره؟ أم يتهم سليمان بأنه انطلق في شوارع القدس يبحث عن الحبيب المجهول ليأخذه إلى فراشه، مع أن عنده ألف امرأة؟ إن هذا البحث الماجن استغرق عدة صفحات مليئة بجمل طائشة تحت عنوان نشيد الإنشاد الذي لسليمان! من شاء قرأه في العهد القديم.
ومع جنون الاتهام الذي سيطر على كاتبي هذه الصحف، فإن المتهمين بقوا أنبياء مكرمين! أما سليمان فقد جعله اليهود ملكًا، ولكن أي ملك؟ إنه باني الهيكل الذي يجب أن يعاد بناؤه ليكون مسكنًا للرب يتجلى فيه بهاؤه ويحكم العالم كله من سدته بوساطة شعبه المختار من بني إسرائيل!
أما محمد الصوام القوام لله طوال حياته، والذي جمع آخر عمره بضع نسوة من الأرامل والمصابات عشن معه على مستويات الضرورة، وتمحضن لله والدار الآخرة فهو وحده الذي يستباح وتتوارث الضغائن عليه، ويتجمع حلف الأطلسي لحماية شاتميه!!
ومن أولئك الشاتمون الغاضبون؟ أهم رهبان وقذتهم العبادة وكبتوا حب النساء في دمائهم فهم يشتهون ويميتون شهواتهم ابتغاء رضوان الله كما يزعمون؟ كلا، إنهم أفراد وشعوب شربوا كؤوس الشهوات حتى الثمالة، ولم يتركوا بابًا للذة إلا افتتحوه دون تهيب أو حياء.
وحضارة أوروبا تميزت بأنها يسرت للدهماء من المتع ما كان حكرًا على الملوك والرؤساء فأضحى الصعلوك قادرًا على الاتصال بسبعين امرأة كلما ذاق جديدًا طلب مزيدًا ما تحجزه عن دناياه تقاليد ولا قوانين، وفي هذا الوسط من الدنس يذمون محمدًا وينالون منه! أي منطق هذا المنطق الجائر الظلوم؟
إن الإسلام لم يأمر بتعدد الزوجات، فإن الزواج ليس نشدانًا للذة فقط وإنما هو قدرة على التربية ورعاية الأسرة، فمن عجز عن ذلك كلفه الإسلام بالصوم، ونحن نوجه للأوروبيين سؤالاً لا مهرب منه: هل التعدد الذي أذن الإسلام به أفضل أم الزنى.
إنني أسائل كل منصف صادق: هل المجتمعات الأوروبية تكتفي بالواحدة أم أن التعدد قانون غير مكتوب يخضع له الكثيرون؟ وثم سؤال آخر: هل الضرورات هي التي تدفع إلى التعدد الحرام أم إن الإثارات المتعمدة في الاختلاط المطلق وفي تقاليد الرقص التي لا آخر لها من وراء هذا الفيضان من العلاقات الآثمة؟؟
وأختم هذا القول بسؤال حاسم: هل وعي التاريخ الجاد سيرة رجل أعف خلقًا وأشرف ثوبًا وأغير على الحرمات وأبعد عن الشبهات من محمد؟ ..؟.
هل حكى عن أحفال في بيته رصت فيها الموائد وعليها زجاجات الخمور، وأطايب الأطعمة، وأنواع المشهيات والهواضيم؟
لقد كانت عيدان الحصير تنطبع على جلده وهو نائم، أو جالس، فإذا ظفر مع أصحابه بالخبز واللحم عد ذلك من النعيم الذي يسأل الناس عنه يوم القيامة!!
فهل هذا النبي الفارس المخشوشن الجلد يوصف بأنه من أصحاب الشهوات ومن الذي يصفه؟ الذين ابتلاهم الله "بالإيدز" بعد ما ابتلاهم بالزهري وغيره من أمراض الإسفاف والإسراف والسقوط!!
وطاولت الأرض السماء سفاهة وعيرت الشهب الحصا والجنادل!
وقال السها للشمس أنت ضئيلة وقال الدجى للصبح: لونك حائل!
فياموت زر إن الحياة ذميمة ويا نفس جدي إن دهرك هازل
والله أعلم

غير معرف يقول...

((((((((((زواجه من خديجة
عقد المؤلف هذا المبحث ليتسائل سؤالاً يتوصل به للطعن في النبي صلى الله عليه وسلم والسؤال هو التالي:
فلماذا اذاً تزوج هذا الشاب ثيباً في الاربعين من عمرها ولديها طفلان؟ فهل يجوز انه تزوجها من اجل مالها؟ وانه عندما كان في عنفوان شبابه، لم يتزوج غيرها، خوفاً من ان تحرمه مالها، ولما ماتت وعمره خمسون عاماً تزوج اربع عشرة امرأة او يزيد؟

الجواب:قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم بالسيدة خديجة رضي الله عنها من فضائله عليه الصلاة والسلام فلا أدري كيف أنتكست القيم عند الكاتب إلى هذه الدرجة .وذكر الكاتب شبهتين : الأولى :زواج النبي صلى الله عليه وسلم بالسيدة خديجة وهي أكبر منه سناً ولم يتزوج عليها ؟الشبهة الثانية : زواجه بعدد من النساء بعد وفاتها.
فأما جواب الشبهة الأولى :1ـ فإن المرأة عادةً تنكح لمميزات عديدة والنساء تتفاوق في ذلك وأعظمهن من يجمع كل تلك المميزات ،وهذا لا يرتاب فيه عاقل وأعظم المميزات الديانة والخلق الحسن فإن أضافت إلى ذلك الجمال ،والمال ،والنسب الشريف غير الوضيع ،فإن الرغبة فيها تزيد بلا ريب .ولا يستنكر أن يتزوج الإنسان بامرأة حوت كل تلك الإضافات بعد أن تميزت بأعظم خصلة من الخصال وهي الخلق والدين. حتى قال صلى الله عليه وسلم ((كمل من الرجال كثير، وكمل من النساء أربع: آسية بنت مزاحم، ومريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد )) .وأما غمزك باحتمال كونه طامعاً في مالها فحاشاه صلى الله عليه وسلم فلم نعرفه إلا عاش فقيراً ومات مديوناً ديناً مضموناً بدرع رهنه لصاحب الدين فأين الطمع.وعرضت عليه الدنيا فرفضها
ثم أن المشهور أنها هي التي أرسلت إليه من يعرض عليه الزواج منها .فقد ذكر جميع أهل السير عن نفيسة بنت منية قالت: كانت خديجة بنت خويلد امرأة حازمة ، قوية، شريفة مع ما أراد الله تعالى لها من الكرامة والخير، وهي يومئذ أوسط قريش نسباً، وأعظمهم شرفاً، وأكثرهم مالاً، وأحسنهم جمالاً وكانت تدعى في الجاهلية بالطاهرة، قد طلبها جلّ رجال قومها، وذكروا لها الأموال، فلم تقبل فأرسلتني خفية إلى محمد(صلى الله عليه وسلم)، بعد أن رجع في عيرها من الشام فقلت: يا محمد ما يمنعك أن تتزوج؟..فقال: ما بيدي ما أتزوج به..
قلت: فإن كفيت ذلك... ودعيت إلى المال... والجمال... والشرف... والكفاية.. ألا تجيب؟قال: فمن هي؟..قلت: خديجة بنت خويلد..)).أنتهى
وأما ماذكر النبي صلى الله عليه وسلم من قوله ، ((وآستني بمالها اذ حرمني الناس)) فغاية ما فيه أنه يدافع عنها في مقام ذكر فضائلها .وغاية ما فيه أن المرأة أحسنت إلى زوجها ،حين فرضت قريش عليه المقاطعة الاقتصادية المشهورة فوقفت معه في الشدائد.وزوجها صلى الله عليه وسلم أقر بفضلها ولم يتنكر لذلك كما يفعله كثير من الناس اليوم.وليس فيه أي طمع منه في ذلك فإنها هي الباذلة لذلك ،ونعلم من سيرته أنه عاش الفقر المالي طوال حياته ولو كان يريد المال لكان أغنى العالمين مالاً.وكم الفرق بين إنسانة تبذل المال حباً لزوجها وإيماناً برسالته عن طيب نفس منها.وأخرى تعاني الظلم واستنزاف أموالها بشتى أنواع الإهانة والتعذيب والابتزاز ؟!
2ـ أن العهد المكي ركز على أسس العقيدة في أغلب ما أنزل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ،وأما التعدد فكان من فروع الشريعة التي أجازها الشرع ،ولم تكن أهداف النبي صلى الله عليه وسلم دنيوية شهوانية بل كانت تحقيقاً لمصالح ومكاسب للدعوة الخالدة ، فشغلته عن الزواج بالأبكار حتى استقر في المدينة.
3ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان جميع زوجاته ثيبات إلا عائشة رضي الله عنها .والعرب لم تكن تستنكر ذلك بل كان هذا أمر اعتيادي .
ولم تكن العرب تستنكر زواج الرجال بصغيرة السن كما حصل في زواجه من عائشة رضي الله عنها ،ولو كان أمر منكراً في عرفهم أو في الذوق السليم لسبقوا إلى إنكاره ، ولكن لم يكن كذلك.
وأما أسباب زواجه : فإن العرب وغيرهم من الأمم في ذلك الزمان عادة يتزوجون بالجم الغفير من النساء فجاء الإسلام وأذن للرجال في الجمع بين أربع من النساء فقط دون زيادة وإن خشي الإنسان من عدم العدل فلا يزد عن واحدة فقط . وشرع للنبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوج بأكثر من أربع لمصالح تعود على الدعوة الإسلامية ولم يكن فيهن بكراً إلا واحدة فقط فلم يكن التشريع لشهوة أو رغية من الرغبات التي تحوم في ذهن الكاتب وغيره .
وإليك الحكم العظيمة من زواج النبي صلى الله عليه وسلم :
1ـ زواجه بسودة بنت زمعة : قال أ ـ د :أحمد زقزوق :وهنا أقول للمرجفين الحاقدين: هذه هي الزوجة الأولى للرسول بعد خديجة، فهي مؤمنة هاجرت الهجرة الأولى مع من فرّوا بدينهم إلى الحبشة وقد قَبِلَ الرسول زواجها حماية لها وجبرًا لخاطرها بعد وفاة زوجها إثر عودتهما من الحبشة.وليس الزواج بها سعارَ شهوة للرسول ولكنه كان جبرًا لخاطر امرأة مؤمنة خرجت مع زوجها من أهل الهجرة الأولى إلى الحبشة ولما عادا توفي زوجها وتركها امرأة تحتاج هي وبنوها إلى من يرعاهم.أنتهى ولم يعدم النبي صلى اله عليه وسلم نفعاً منها فقد قا بعاة أولاده أيضاً فكان من باب التكال التعاون على الخير .
2ـ زواجه بعائشة بنت صاحبه أبي بكر الصديق :قال أ ـ د أحمدزقزوق:لم يدهش مكة نبأ المصاهرة بين أعز صاحبين؛ بل استقبلته كما تستقبل أمرًا متوقعاً؛ ولذا لم يجد أي رجل من المشركين في هذا الزواج أي مطعن - وهم الذين لم يتركوا مجالاً للطعن إلا سلكوه ولو كان زورًا وافتراء.وتجدر الإشارة هنا إلى أن زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بفتاة بينه وبينها قرابة خمسين عامًا ليس بدعا ولا غريبًا لأن هذا الأمر كان مألوفًا في ذلك المجتمع. لكن المستشرقين ومن تحمل قلوبهم الحقد من بعض أهل الكتاب - على محمد صلى الله عليه وسلم - جعلوا من هذا الزواج اتهامًا للرسول غافلين بل عامدين إلى تجاهل ما كان واقعًا في ذلك المجتمع من زواج الكبار بالصغيرات كما في هذه النماذج:فقد تزوج عبد المطلب جد الرسول صلى الله عليه وسلم من هالة بنت عم آمنة التي تزوجها أصغر أبنائه عبد الله ـ والد الرسول صلى الله عليه وسلم. وتزوج عمر بن الخطاب ابنة على بن أبى طالب وهو أكبر سنًّا من أبيها. وعرض عمر على أبى بكر أن يتزوج ابنته الشابة " حفصة " وبينهما من فارق السن مثل الذي بين المصطفي صلى الله عليه وسلم وبين عائشة " كان هذا واقع المجتمع الذي تزوج فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بعائشة.
والخلاصة : أن زواج النبي صلى الله عليه وسلم شرف لأي امرأة وأنه لحكم اجتماعية ودينية عظيمة ذكرت بعضها سابقاً.وسيأتي مزيد في أحد الفصول القادمة لن الكاتب يكر الكلام كثيراً. [1]



________________________________________
((((((((الرد1

غير معرف يقول...

سُورة الحَفْد وسُورة الخَلْع:
هل هما فعلا قرآن؟
د. إبراهيم عوض
Ibrahim_awad9@yahoo.com
http://awad.phpnet.us/
http://www.maktoobblog.com/ibrahim_awad9

فى أحد المواقع النصرانية البَلْهاء التى تظن أن بمستطاعها إحداث ضجة حول صحة الإسلام وفتنة المسلمين واجتيالهم عن دينهم إلى ما عندهم من تخلف عقلى، وما أكثر هذه المواقع كثرة الواغش فى الأجساد والأسمال القذرة التى لا تعرف النظافة ولا الطهارة، قرأت ما يلى عن السورتين المذكورتين فى عنوان هذه الدراسة: "هذه السورتان كانت في مصحف أبي بن كعب، ولكننا لا نجدهم في مصاحف أيامنا هذه: سورة "الحَفْد": "اللهم إياك نعيد* ولك نصلى ونسجد* وإليك نسعى ونَحْفِد* نرجو رحمتك ونخشى عذابك* إن عذابك بالكفار ملحق"- سورة "الخَلْع: "اللهم إنا نستعينك ونستغفرك* ونُثْنِى عليك ولا نَكْفُرك* ونخلع ونترك من يَفْجُرك".نترك لك التقييم".
وبعد أن قرأتُ ما كتبوه كتبتُ ما تقرأون. ونبدأ بالصلاة على النبىّ المصطفى ثم نقول للقارئ الكريم: انظر إلى هؤلاء الحمقى وغبائهم وجهلهم باللغة العربية التى يتصدَّوْن للتشكيك فى كتابها الأول والأخير بجرأة منقطعة النظير لا يقدم عليها إلا الأوباش الأغبياء، وكيف يتبدى هذا الجهل والغباء فى السطرين السابقين اللذين ارتكبوا فيهما على قصرهما الشديد أخطاء مرعبة يمكن حتى القارئ العادى الذى لا يهتم بالنحو والصرف أن يعرفها إذا قارن بين ما كتبه الأوباش وما نكتبه نحن الآن: "هاتان السورتان كانتا فى مصحف أُبَىّ، ولكننا لا نجدهما فى مصاحف أيامنا هذه"، ودعنا من التشكيل الأعته لكلمات النصين، ودعنا قبل ذلك من ركاكة الكلام وفهاهته التى تدل على ركاكة العقل والخلق والذوق!
أما قولهم للقراء: "نترك لكم التقييم" فنرد عليه بقولنا: حسن أنكم يا أوباش قد تركتم لنا التقويم، فمثلكم فى جهلكم وغبائكم لتشبهون الثور الأحمق الذى لا يتعامل مع التحف الرقيقة إلا بقرونه وأظلافه، فأنتم فى الواقع قد حُرِمْتُم العقل، ووُهِبْتم مكانه قرونا وأظلافا وذيلا ومخا ثيرانيا غليظا. ومن أول نظرة نقول، ونحن موقنون بصحة ما نقول، إن هذه السطور لا تمتّ بأية وشيجة للقرآن الكريم إلا كما يمتّ الفُجْل للتفاح مثلا، فالمنطق العقلى والتاريخى والنفسى لا يقبلها بتاتا، كما أن الروايات التى يعتمد عليها أولئك الأغبياء الذين يطيرون فرحا بكل شىء دون عقل أو فهم ترفض هى نفسها مثل هذا الزعم حسبما سنبين بعد قليل. علاوة على أن الأسلوب فى هذين النصين ليس هو الأسلوب القرآنى، ولا اللفتات هى اللفتات، ولا الروح هى الروح. وإلى القارئ البيان:
ونبدأ بالروايات التى يعتمد عليها الحمقى الذين لا يفقهون، بل يرددون ما يقرأون دون فهم أو منطق، لأنهم فى الواقع والحقيقة لا يستطيعون إعمال عقولهم، إن كانت لهم مثل تلك العقول أصلا. ولقد فتشت عن تينك السورتين فى كتب الحديث التسعة الرئيسية: البخارى ومسلم والترمذى والنسائى وأبى داود وابن ماجة والدارمى ومسند أحمد وموطأ مالك، فلم أجدهما، مما يدل على أن أمرهما من ناحية الرواية لا قيمة له أيضا. وأذكر أننى وأنا صغير كنت أحفظهما على أنهما من القنوت ليس إلا. والحق أنهما لا يمكن أن يكونا شيئا آخر سوى هذا. ولا أظن أنهما كانا فى مصحف أُبَىّ بن كعب أو غيره، إذ لا يُعْقَل أن ينفرد أحد الصحابة دونهم جميعا بإثبات سورتين لا يعرفهما سائر المسلمين، وبخاصة إذا علمنا أن جمع القرآن كان يعتمد على أن يكون هناك شاهدان من الصحابة لكل نص، علاوة على مظاهرة الكتابة عندذاك للذاكرة. فهل يعقل أن يستمر أُبَىٌّ أو غير أُبَىٍّ رغم ذلك على التمسك بظنه هو وحده بكون هذين النصين سورتبن قرآنيتين ويهمل آراء سائر الصحابة؟ وهذا لو كان للرواية وجه، وهو ما لا أظنه أبدا!
وقد أورد السجستانى فى كتابه: "المصاحف" (دار الكتب العلمية/ بيروت/ 15) رواية تقول إن أُبَيًّا اشترك فى كتابة المصحف الذى تم جمعه أيام أبى بكر، إذ كان رجال يُمْلُون عليه فيكتب، كما أورد (ص 33- 34) أكثر من رواية بأنه كان واحدا من اللجنة التى عينها عثمان لجمع الناس على مصحفٍ واحدٍ إمامٍ خشية الفتنة. وفى "الصاحبى" لابن فارس رواية عن هانئ قال: "كنت عند عثمان رضي الله تعالى عنه، وهم يعرضون المصاحف، فأرسلني بكتِف شاه إلى أُبَيّ بن كعب فِيهَا "لَمْ يَتَسَنَّ" و "فأَمْهِل الكافرين" و "لا تبديل للخلق"، قال: فدعا بالدّواة فمحا إحدى اللامين وكتب "لخلق الله" ومحا "فأمهل" وكتب "فَمَهِّل" وكتب "لَمْ يَتَسَنَّهْ" ألحقَ فِيهَا هاءً". فلو كانت فى مصحفه تانك السورتان لقد كان يعتقد إذن أنهما قرآن فعلا، فلماذا لم يثر هذه المسألة على أعين الناس حينها وآذانهم؟ ولو كان فعل لكان قد رُوِىَ هذا الذى فعل. أليس كذلك؟ أمّا، ولم يصلنا شىء عن هذا، فمعناه أنه لم يُثِر الأمر وأنه لم يكن يعتقد أن هاتين السورتين من القرآن فعلا، إذ لا يُعْقَل أنه كان يؤمن بأنهما سورتان قرآنيتان ثم يسكت فلا يفاتح إخوانه الصحابة فى مثل ذلك الموضوع الخطير، فإما أقنعهم وإما أقنعوه! وقد ألقى أبو الحسن الأشعرى الضوء على جانب مهم فى تلك المسألة بقوله: "قد رأيت أنا مصحف أَنـَسٍ بالبصرة عند قومٍ من ولدِه، فوجدتُه مساويًا لمصحف الجماعة، وكان ولد أنسٍ يروي أنه خَطُّ أنـََسٍ وإملاء أُبَيّ بن كعب". أما إيراد بعض علمائنا القدامى لمثل تلك الروايات فإن دلّ على شىء فعلى أنهم كانوا لا يتحرجون فى أمور العلم والبحث، بل كانوا يوردون كل شىء يصلهم، عارفين أن العقل الإسلامى قادر على تمحيصه وإنزاله منزله الصحيح. لقد كانوا فى الواقع أوفياء لمنهج الحياد فكانوا يثبتون كل ما يقع لهم دون خشية، وإن لم نشاطرهم موقفهم ذلك رغم كل شىء.
أما ما كتبه، مشكورا ومأجورا إن شاء الله، أحد القراء الأفاضل تعليقا على هذه الدراسة فى نسختها الأولى فى موقع "ملتقى أهل التفسير" بقوله: "حقيقة أن ما وصل إليه الشيخ الفاضل إبراهيم عوض من أن هاتين السورتين استقر الحال على القنوت بهما في النصف الثاني من رمضان أوافقه عليه لصحة الحديث بذلك عن سيدنا عمر رضي الله عنه كما عند ابن خزيمة. إلا أن ترجيح أنهما ليسا من القرآن فهذا محل نظر، بل الراجح كما ذهب إليه جماعة من العلماء أنهما من القرآن وأنهما مما نُسِخ لفظا وحكما. وكيف يستجيز سيدنا أُبَيٌّ وغيره من الصحابة كتابتهما في المصحف، وهما ليستا من القرآن؟ قال العلامة الشنقيطي (مالكي) في "أضواء البيان": ومثال نسخ الكتاب بالسنة نسخ آية عشر رضعات تلاوة وحكما بالسنة المتواترة، ونسخ سورة "الخلع" وسورة "الحفد" تلاوة وحكمًا بالسنة المتواترة. وسورة "الخلع" وسورة "الحفد" هما القنوت في الصبح عند المالكية. وقد أوضح صاحب "الدر المنثور" وغيره تحقيق أنهما كانتا سورتين من كتاب الله ثم نُسِخَتا. اهـ. وقال الشيخ أحمد الطحاوي حنفي في حاشيته على "مراقي الفلاح": ذكر السيوطي أن دعاء القنوت من جملة الذي أنزله الله على النبي صلى الله عليه وسلم، وكانا سورتين، كلّ سورة ببسملة وفواصل، إحداهما تسمى: سورة "الخلع"، وهي: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك.. إلى قوله: من يكفرك، والأخرى تسمى: سورة "الحفد"، وهي بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إياك نعبد... إلى: ملحق. وقد اختلفت الصحابة في نسخهما، وكتبهما أُبَيٌّ في مصحفه، فعِدّة سور القرآن عنده مائة وست عشرة سورة. اهـ. وقال الشيخ زكريا الأنصاري ( شافعي) في "البهجة الوردية": وَرَأَيْتُ فِي رِسَالَةِ الإِمَامِ السُّيُوطِيّ أَنَّهُ كَانَ سُورَتَيْنِ أَنْزَلَهُمَا اللَّهُ كُلُّ وَاحِدَةٍ بِبَسْمَلَةٍ: تَنْتَهِي الأُولَى الْمُسَمَّاةُ: سُورَةَ "الْخُلْعِ" بِــ"يَفْجُرُكَ"، وَمَبْدَأُ الثَّانِيَةِ الْمُسَمَّاةِ: سُورَةَ "الْحَفْدِ": "إيَّاكَ". ثُمَّ اخْتَلَفَ الصَّحَابَةُ فِيهِمَا هَلْ نُسِخَا أَمْ لا حَتَّى كَتَبَهُمَا بَعْضُهُمْ فِي مُصْحَفٍ فَجَعَلَ عَدَدَ السُّوَرِ مِائَةً وَسِتَّةَ عَشَرَ سُورَةً. اهـ"، والله أعلم"، فرغم سعادتى به لدلالته على اهتمام القراء بالمسألة المطروحة فى تلك الدراسة ذلك الاهتمام العلمى الراقى وكذلك لنجاحه فى تحريك عقلى، فهو غير مقنع للأسباب التالية:
فأولا: كيف يقال إن السورتين قد نُسِخَتا لفظا، وهما ما زالتا موجودتين بألفاظهما؟ إن هذا كمن يقول: "سعيد غائبٌ حاضرٌ"، أو "حىٌّ ميتٌ" مثلا، وهو ما لا يجوز فى شرعة العقل. ثم ما معنى أنهما نُسِخَتا حكما؟ إنهما لا تتعرضان لمسألة تشريعية حتى يمكن أن يقال إن الحكم التشريعى الذى كان فيهما قد تغير. ومعروف أنه لا نسخ فى مسائل الاعتقادات والتاريخ، ويلحق بهما الأدعية، والسورتان منها. وعلى أية حال فما زلنا ندعو بالسورتين ولم يقل أحد إن الدعاء بهما أصبح لاغيا، فما القول إذن؟ وثانيا: كيف يقال إنهما قد نسختا، ومع ذلك يستمر أُبَىٌّ فى إثباتهما بمصحفه؟ والعجيب أن يستدل بعض العلماء على قرآنيتهما من وجودهما فى مصحف ذلك الصحابى الكريم، وكان الأحرى أن يتعجبوا من بقائهما فيه رغم ذلك بدلا من استدلالهم بهذا البقاء على أنهما من القرآن! وثالثا: هل من المعقول أن تُنْسَخ السورتان ولا يدور بين الصحابة أخذ ورد حول إبقاء أُبَىٍّ عليهما فى نسخته، بل يمرّ الأمر مرور الكرام، وكأن أمرهما من الهوان بمكان؟ ألا إن ذلك لأمرٌ غريبٌ وبعيدٌ جِدُّ بعيدٍ! ورابعا: إذا كان هذان النصان فى البداية قرآنا، فيا ترى ما حكمهما الآن؟ ألا يزالان قرآنا؟ إذن فهما لم يُنْسَخا؟ أم لم يعودا قرآنا؟ فكيف ننظر إليهما الآن إذن من ناحية الإعجاز مثلا؟ أما فتئا معجزين رغم زوال قرآنيتهما عنهما؟ كيف، ولا مُعْجِز من الكلام إلا القرآن؟ أم نقول إنهما قد زالت عنهما تلك الإعجازية؟ فكيف؟ نعم كيف يسع المسلمَ الزعمُ بأن كلام الله قد تحول وزالت عنه طبيعته التى كانت له؟ أم نقول إنهما لم يبقيا كلاما من كلام الله؟ ألا إن ذلك لخطيرٌ جِدُّ خطيرٍ! وخامسا: فإن الرد على التساؤل الهام الذى طرحه المعلق الكريم قائلا: كيف يستجيز سيدنا أبي وغيره من الصحابة كتابتهما في المصحف، وهما ليستا من القرآن؟ هو تساؤل لا يقل بل يزيد عنه أهمية، ألا وهو: وكيف يستجيز سائر الصحابة عدم إثباتهما فى مصاحفهم وهما من القرآن؟ وبهذا نعود إلى ما قلتُه آنفا من أنه ليس من المقبول منطقا ولا عقلا ولا شرعا أن نأخذ برأى سيدنا أُبَىّ بن كعب وحده ونهمل آراء سادتنا الصحابة أجمعين، وعلى رأسهم اللجنتان اللتان كُلِّفَتا فى عهد أبى بكر وعثمان بجمع القرآن! وهذا لو كان ثمة وجه لتلك الرواية القائلة بأن أبيا كان يثبتهما فى مصحفه، وهو ما قلت إننى غير مقتنع به. وقد وجدت ابن قتيبة يذهب إلى ما ذهبت إليه هنا، إذ عبر عن رأيه فى "تأويل مشكل القرآن" بقوله: "لا نقول إن أُبَيًّا رحمة الله عليه أصاب وحده، وأخطأ المهاجرون والأنصار كلهم رضوان الله عليهم، ولكن نقول: ذهب أبى فى دعاء القنوت إلى أنه من القرآن لأنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو له فى الصلاة دعاء دائما، فظن أنه من القرآن، وأقام على ظنه ومخالفة الصحابة".
وهذا هو السبب فى أن السيوطى رحمه الله قد أورد فى تفسيره المسمَّى: "الدر المنثور فى التفسير بالمأثور" النصوص التالية التى نقلها أصحاب الموقع الأبله مثلهم متصورين أنهم أَتَوْا بالذئب من ذيله، فإذا بهم أصحاب ذيول، بل إذا هم أنفسهم الذيول بعينها. قال رحمه الله: "قال ابن الضريس في فضائله‏:‏ أخبرنا موسى بن إسماعيل، أنبانا حماد قال‏:‏ قرأنا في مصحف أبي بن كعب‏:‏ اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. قال حماد‏:‏ هذه الآن سورة، وأحسبه قال‏:‏ "اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نخشى عذابك، ونرجو رحمتك، إن عذابك بالكفار ملحق". وأخرج ابن الضريس عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه قال‏:‏ "صليت خلف عمر بن الخطاب فلما فرغ من السورة الثانية قال‏:‏ اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير كله، ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك بالكفار ملحق‏".‏ وفي مصحف ابن عباس قراءة أبي وأبي موسى‏:‏ "بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك‏".‏ وفي مصحف حجر‏:‏ "اللهم إنا نستعينك"، وفي مصحف ابن عباس قراءة أبي وأبي موسى‏:‏ "اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نخشى عذابك ونرجو رحمتك، إن عذابك بالكفار ملحق‏".
وأخرج أبو الحسن القطان في المطولات عن أبان بن أبي عياش قال‏:‏ "سألت أنس بن مالك عن الكلام في القنوت فقال‏:‏ اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير ولا نكفرك، ونؤمن بك ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك الجد، إن عذابك بالكفار ملحق‏".‏ قال أنس‏:‏ والله إن أُنْزِلَتا إلا من السماء"‏.‏
وأخرج محمد بن نصر والطحاوي عن ابن عباس: "إن عمر بن الخطاب كان يقنت بالسورتين‏:‏ اللهم إياك نعبد، واللهم إنا نستعينك".‏ وأخرج محمد بن نصر عن عبد الرحمن

غير معرف يقول...

شبه حديث رأيت القَسّ
ابن مريم
ذكر القاضي ابن الطيب اختلاف الناس في أول ما نزل من القرآن فقيل : المدثر وقيل : اقرأ وقيل : الفاتحة . وذكر البيهقي في دلائل النبوة عن أبي ميسرة عمرو بن شَرَحبيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لخديجة : ( إني إذا خلوت وحدي سمعت نداء وقد والله خشيت أن يكون هذا أمراً ) قالت : معاذ الله ما كان الله ليفعل بك فوالله إنك لتؤدي الأمانة وتصل الرحم وتصدق الحديث . فلما دخل أبو بكر - وليس رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم - ذكرت خديجة حديثه له قالت : يا عتيق اذهب مع محمد إلى ورقة بن نوفل . فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ أبو بكر بيده فقال : انطلق بنا إلى ورقة فقال : ( ومن أخبرك ) . قال : خديجة فانطلقا إليه فقصا عليه فقال : ( إذا خلوت وحدي سمعت نداء خلفي يا محمد يا محمد فأنطلق هاربا في الأرض ) فقال : لا تفعل، إذا أتاك فاثبت حتى تسمع ما يقول ثم ائتني فأخبرني . فلما خلا ناداه : يا محمد ! قل { بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين - حتى بلغ - ولا الضالين } ، قل : لا إله إلا الله . فأتى ورقة فذكر ذلك له، فقال له ورقة : أبشر ثم أبشر، فأنا أشهد أنك الذي بشر به عيسى ابن مريم وأنك على مثل ناموس موسى وأنك نبي مرسل وأنك سوف تؤمر بالجهاد بعد يومك هذا، وإن يدركني ذلك لأجاهدن معك . فلما توفي ورقة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لقد رأيت القَسّ في الجنة عليه ثياب الحرير لأنه آمن بي وصدقني ) يعني ورقة . قال البيهقي رضي الله عنه : هذا منقطع . يعني هذا الحديث، فإن كان محفوظا فيحتمل أن يكون خبرا عن نزولها بعد ما نزل عليه { اقرأ باسم ربك } . و { يا أيها المدثر }
===================
لماذا حاصر الرسول صلى الله عليه وسلم يهود خيبر ، وسمل أعين العرنيين؟
اليكم السؤال والأجابة كما هى ننقلها لكم
بسم الله الرحمن الرحيم ..
بعد الدعاء لكم بالتوفيق لجهودكم فسؤالي عن عدة نقاط وأرجو الإجابة عليها بشكل واضح جزاكم الله خيرا :1 -قبل أيام دخلت في نقاش مع أحد النصارى و الذي كان يتهم الإسلام و الرسول صلى الله عليه و سلم بعدم الرحمة و ادعى أن الرسول صلى الله عليه و سلم قام بعد حصار اليهود في موقعة خيبر قام بتعذيب الأسرى و قتلهم و استدل بحديث ادعى أنه من صحيح البخاري و قال إنه مذكور في الحديث أنه (أقامهم في الحرة و سمرت أعينهم)
و قد سمعت بهذا الحديث من قبل و لكن سؤالي هو هل هذا الحديث ورد في يهود خيبر و إذا كان كذلك فهل عذبهم الرسول فعلا وإن فعل فلماذا ؟
وهل هو حديث صحيح أصلا أم لا و كيف نرد على من ادعى أن الرسول صلى الله عليه و سلم ليس برحيم وأنه اتهم المرأة بأنها نجس ؟
فتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد حاصر النبي صلى الله عليه وسلم يهود خيبر في السنة السابعة من الهجرة ، وذلك لدورهم السيئ في تحريض الأحزاب ضد المسلمين، وإثارة بني قريظة على الغدر والخيانة، واتصالهم بالمنافقين المتآمرين. وما ذكر محاورك النصراني من أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بتعذيب الأسرى وقتلهم كذب، وإنما قتل النبي صلى الله عليه وسلم كنانة بن الربيع، حين خالف بنود الصلح وأخفى كنزاً عنده لبني النضير، فقال صلى الله عليه وسلم: " أرأيت إن وجدناه عندك أأقتلك؟" قال: نعم. فلما وجد المسلمون الكنز أمر النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم بقتله. وأما حادثة سمل الأعين فليست في هذه الغزوة قطعاً، وإنما هي في العرنيين الذين قتلوا رعاة الإبل واستاقوها.
وحديثها صحيح أخرجه البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه قال: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم نفر من عكل فأسلموا، فاجتووا المدينة، فأمرهم أن يأتوا إبل الصدقة فيشربوا من أبوالها وألبانها، ففعلوا فصحوا، فارتدوا وقتلوا رعاتها، واستاقوا الإبل، فبعث في آثارهم فأتي بهم، فقطع أيديهم وأرجلهم، وسمل أعينهم، ثم لم يحسمهم حتى ماتوا" وقد فعل بهم صلى الله عليه وسلم هذا الفعل لأنهم كانوا قد فعلوا ذلك بالراعي، فكان قصاصا: (وجزاء سيئة سيئة مثلها) .
وأما القول بنجاسة المرأة ونسبة ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فهو من الكذب البين.
فقد روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت كنت أشرب وأنا حائض، ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم، فيضع فاه على موضع فمي. فهذا الحديث صريح في إباحة أكل الحائض وشربها مع زوجها، وأن لعابها طاهر، وأن الحيض لا يجعل الحائض ولا شيئاً منها نجساً. واليهود هم الذين يقولون بنجاسة المرأة في الحيض. روى مسلم عن أنس أنه قال: إن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة فيهم لم يؤاكلوها، ولم يجامعوهن في البيوت (أي لم يخالطوهن ولم يساكنوهن في بيت واحد) فسأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم فنزل قوله تعالى: ( ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن) فقال صلى الله عليه وسلم "اصنعوا كل شيء إلا النكاح" فبين هذا الحديث الصحيح أن معنى الآية أي :اعتزلوا وطأهن ولا تقربوه. وما سوى ذلك من المؤاكلة والمجالسة والسكن في بيت واحد فكل ذلك مباح.
وأما القول بأنه صلى الله عليه وسلم ليس برحيم فهو من الافتراء والكذب للطعن فيه صلى الله عليه وسلم، وليست هذه القضية جديدة في ساحة العلاقات بين المسلمين وغيرهم، بل هي قضية متلازمة مع الحركة الإسلامية في كل زمان ومكان، فقد قام أعداء الدعوة الإسلامية في مهدها الأول -وهم مشركو قريش - بوسم الرسول صلى الله عليه وسلم بكل الصفات السلبية، وبعد انتقال الدعوة إلى المهد الثاني وهو: المدينة المنورة حمل لواء العداء لشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم وتوجيه الشبهات والمطاعن لها أعداء الدعوة الجدد وهم: اليهود والمنافقون.
وقد دافع الله تعالى عن رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وذلك من خلال آيات القرآن الكريم ورد كل الشبهات والافتراءات بأبلغ الردود، وفندها بأوضح البراهين والحجج.
وللرد على أنه صلى الله عليه وسلم ليس برحيم، يقول تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) [الأنبياء:107] وسيرته صلى الله عليه وسلم مع أهله والمسلمين من حوله، بل ومع خصومه من كفار قريش والمنافقين في المدينة دالة على اتصافه بالرحمة والرأفة والإحسان. وحسبه صلى الله عليه وسلم موقفه يوم الفتح، وقوله لصناديد قريش: " اذهبوا فأنتم الطلقاء" .
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
===================
شبهات حول حجية السنة
ظهرت في حِقَب من التاريخ الإسلامي فرق وطوائف أنكرت السنة والاحتجاج بها ، فمنهم من أنكرها صراحة ودعا إلى نبذها بالكلية سواءً أكانت متواترة أم آحادية زعماً منهم أنه لا حاجة إليها ، وأن في القرآن غنية عنها ، ومنهم رأى الحجية في نوع منها دون غيره .
وكان أول من تعرض لهذه المذاهب وردَّ على أصحابها ودحض شبهاتهم الإمام الشافعي رحمه الله حيث عقد فصلاً خاصاً في كتاب " الأم " ذكر فيه مناظرة بينه وبين بعض من يرون ردَّ الأخبار كلِّها ، كما عقد في كتاب " الرسالة "فصلاً طويلاً في حجية خبر الآحاد .
وكادت تلك الطوائف التي أنكرت السنة جملة أن تنقرض ، حتى نبتت نابتة جديدة - في عصرنا الحاضر - غذَّاها الاستعمار بنفسه وأيدها مادياً ومعنوياً ، في محاولة منه للقضاء على الإسلام وهدم أصوله وأركانه .
وكان أحد هؤلاء الذين دعوا إلى ترك الحديث والاعتماد على القرآن فقط : الدكتور توفيق صدقي الذي كتب مقالين في مجلة المنار بعنوان " الإسلام هو القرآن وحده " .
وتبع ذلك ظهور جماعة في شبه القارَّة الهندية دعت إلى الأخذ بالقرآن فقط ، وأنكرت أن يكون للأحاديث أي قيمة تشريعية ، وهم الذين عرفوا بـ " بالقرآنيين " أو " جماعة أهل القرآن " ، مردِّدين نفس الحجج والشبه التي استند إليها توفيق صدقي .
ومن ذلك ما فهموه من قوله تعالى { مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ } (الأنعام 38) ، وقوله سبحانه : { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ } (النحل 89).
فقالوا : إن هذه الآيات وأمثالها تدل على أن الكتاب قد حوى كل شيء من أمور الدين ، وكلَّ حُكم من أحكامه ، وأنه بيَّن ذلك وفصَّله بحيث لا يحتاج إلى شيء آخر ، وإلا كان الكتاب مفرِّطاً فيه ، ولما كان تبياناً لكل شيء ، فيلزم الخُلْف في خبره سبحانه وتعالى .
وجواباً على هذه الشبهة يقال : ليس المراد من الكتاب في قوله تعالى: { مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ } (الأنعام 38) القرآن ، وإنما المراد به اللوح المحفوظ ، فإنه هو الذي حوى كل شيء ، واشتمل على جميع أحوال المخلوقات كبيرها وصغيرها ، جليلها ودقيقها ، ماضيها وحاضرها ومستقبلها ، على التفصيل التام ، بدلالة سياق الآية نفسها حيث ذكر الله عز وجل هذه الجملة عقب قوله سبحانه : {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ } (الأنعام 38) أي مكتوبة أرزاقها وآجالها وأعمالها ، كما كتبت أرزاقكم وآجالكم وأعمالكم كل ذلك مسطور مكتوب في اللوح المحفوظ لا يخفى على الله منه شيء .
وعلى التسليم بأن المراد بالكتاب في هذا الآية القرآن ، كما هو في الآية الثانية وهي قوله سبحانه : { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ } (النحل 89) فالمعنى أنه لم يفرِّط في شيء من أمور الدِّين وأحكامه ، وأنه بيَّنها جميعاً بياناً وافياً .
ولكن هذا البيان إما أن يكون بطريق النص مثل بيان أصول الدين وعقائده وقواعد الأحكام العامة ، فبيَّن الله في كتابه وجوب الصلاة والزكاة والصوم والحج ، وحِلِّ البيع والنكاح ، وحرمة الرِّبا والفواحش ، وحِلِّ أكل الطيبات وحُرْمة أكل الخبائث على جهة الإجمال والعموم ، وتَرَك بيان التفاصيل والجزئيات لرسوله صلى الله عليه وسلم .
ولهذا لما قيل لمُطَرِّف بن عبد الله بن الشِخِّير : " لا تحدثونا إلا بالقرآن قال : والله ما نبغي بالقرآن بدلاً ولكن نريد من هو أعلم منا بالقرآن .
وروي عن عمران بن حصين أنه قال لرجل يحمل تلك الشبهة : إنك امرؤ أحمق أتجد في كتاب الله الظهر أربعا لا يجهر فيها بالقراءة ، ثم عدد إليه الصلاة والزكاة ونحو هذا ، ثم قال أتجد هذا في كتاب الله مفسَّرا ، إن كتاب الله أبهم هذا وإن السنة تفسر ذلك " .
وإما أن يكون بيان القرآن بطريق الإحالة على دليل من الأدلة الأخرى التي اعتبرها الشارع في كتابه أدلة وحُجَجاً على خلقه .
فكل حكم بينته السنَّة أو الإجماع أو القياس أو غير ذلك من الأدلة المعتبرة ، فالقرآن مبَيِّن له حقيقة ، لأنه أرشد إليه وأوجب العمل به ، وبهذا المعنى تكون جميع أحكام الشريعة راجعة إلى القرآن .
فنحن عندما نتمسك بالسنة ونعمل بما جاء فيها إنما نعمل في الحقيقة بكتاب الله تعالى ، ولهذا لما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " لعن الله الواشمات والموتشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن ، المغيرات خلق الله " بلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب ، فجاءت إليه وقالت : إنه بلغني عنك أنك لعنت كيت وكيت ، فقال وما لي لا ألعن من لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن هو في كتاب الله ، فقالت : لقد قرأت ما بين اللوحين فما وجدت فيه ما تقول ، قال : لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه ، أما قرأتِ { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } ( الحشر 7) ؟! قالت : بلى ، قال : فإنه قد نهى عنه .
وحُكِي أن الشافعي رحمه الله كان جالساً في المسجد الحرام فقال : لا تسألوني عن شيء إلا أجبتكم فيه من كتاب الله تعالى ، فقال رجل : ما تقول في المُحْرِم إذا قتل الزُّنْبُور ؟ فقال لا شيء عليه ؟ فقال : أين هذا في كتاب الله ؟ فقال : قال الله تعالى : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ } ( الحشر 7) ، ثم ذكر إسناداً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ) رواه الترمذي وغيره ، ثم ذكر إسناداً إلى عمر رضي الله عنه أنه قال " للمُحْرِم قتل الزُّنْبُور " فأجابه من كتاب الله .
قال الإمام الخطابي رحمه الله " أخبر سبحانه أنه لم يغادر شيئا من أمر الدين لم يتضمن بيانَه الكتابُ ، إلا أن البيان على ضربين : بيان جَلِيّ تناوله الذكر نصاً ، وبيان خفِيّ اشتمل عليه معنى التلاوة ضمناً ، فما كان من هذا الضرب كان تفصيل بيانه موكولاً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو معنى قوله سبحانه : { لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } (النحل44) ، فمن جمع بين الكتاب والسنة فقد استوفى وجهي البيان " أهـ .
وبذلك يتبين ضلال هؤلاء وسوء فهمهم وتهافت شبهاتهم ، وأنه لا منافاة بين حجية السنة وبين كون القرآن تبياناً لكل شيء ، والحمد لله أولاً وآخراً .
تقدمت الإشارة - في الجزء الأول من هذا الموضوع - إلى بعض الشبه التي استند إليها منكروا حجية السنة في العصر الحديث ، حيث استدلوا ببعض الآيات التي أساءوا فهمها وتأوَّلوها على غير وجهها ، محرفين فيها الكلم عن مواضعه .
وإضافة إلى ما استدلوا به من آيات ، فقد تمسكوا أيضاً بجملة أخبارٍ منسوبة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - تؤيد - بحسب زعمهم - ما ذهبوا إليه من عدم الاحتجاج بالسنة ، ووجوب عرض ما جاء فيها على كتاب الله .
ومن هذه الأخبار ما روي أنه - صلى الله عليه وسلم - دعا اليهود فحدّثوه فخطب الناس فقال : ( إن الحديث سيفشو عنِّي ، فما أتاكم يوافق القرآن فهو عنِّي ، وما أتاكم يخالف القرآن فليس عنِّي ) ، فقالوا : إذا أثبتت السنة حكماً جديداً فإنها تكون غير موافقة للقرآن ، وإن لم تثبت حكماً جديداً فإنها تكون لمجرد التأكيد فالحجة إذاً في القرآن وحده .
ومن هذه الأخبار التي استدلوا بها ما روِي أنه - صلى الله عليه وسلم- قال : ( إذا حُدِّثتم عنِّي حديثاً تعرفونه ولا تنكرونه ، قلته أم لم أقله فصدّقوا به ، فإني أقول ما يُعرَف ولا يُنكَر ، وإذا حُدِّثتم عنِّي حديثاً تنكرونه ولا تعرفونه فلا تصدِّقوا به ، فإني لا أقول ما يُنكَر ولا يُعرَف ) ، فقالوا هذا يفيد وجوب عرض الحديث المنسوب إليه - صلى الله عليه وسلم - على المستحسن المعروف عند الناس من الكتاب أو العقل ، فلا تكون السنة حجَّة حينئذ .
ومن تلك الأخبار أيضاً ما رُوِي أنه - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إني لا أحلُّ إلا ما أحلَّ الله في كتابه ، ولا أحرِّم إلا ما حرَّم الله في كتابه ) ، وفي رواية : ( لا يمسكنَّ الناس عليَّ بشيء ، فإني لا أحلُّ لهم إلا ما أحلَّ الله ولا أحرَّم عليهم إلا ما حرَّم الله ) .
هذه هي خلاصة الشبه التي أوردوها ، وهي شبه ضعيفة متهافتة لا تثبت أمام البحث والنظر الصحيح ، وتدل على مبلغ جهلهم وسوء فهمهم .
وجواباً على ما أوردوه من أحاديث يقال :
أما الحديث الأول : ( إن الحديث سيفشو عني .... ) فإن أحاديث العرض على كتاب الله ، كلها ضعيفة لا يصح التمسك بشيء منها كما ذكر أهل العلم ، فمنها ما هو منقطع ، ومنها ما بعض رواته غير ثقة أو مجهول ، ومنها ما جمع بين الأمرين ، وقد بَيَّن ذلك ابن حزم ، و البيهقي ، و السيوطي ، وقال الشافعي في الرسالة : " ما روَى هذا أحدٌ يثبت حديثه في شيء صغير ولا كبير ، وإنما هي رواية منقطعة عن رجل مجهول ونحن لا نقبل هذه الرواية في شيء " ، بل نقل ابن عبد البر في جامعه عن عبد الرحمن بن مهدي قوله : " الزنادقة والخوارج وضعوا هذا الحديث " ، ثم قال : " وهذه الألفاظ لا تصح عنه - صلى الله عليه وسلم - عند أهل العلم بصحيح النقل من سقيمه " .
بل إن الحديث نفسه يعود على نفسه بالبطلان ، فلو عرضناه على كتاب الله لوجدناه مخالفاً له ، فلا يوجد في كتاب الله أن حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يقبل منه إلا ما وافق الكتاب ، بل إننا نجد في القرآن إطلاق التأسي به - صلى الله عليه وسلم - ، والأمر بطاعته ، والتحذير من مخالفة أمره على كل حال ، فرجع الحديث على نفسه بالبطلان .
ومما يدل على بطلانه كذلك معارضته الصريحة لقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه ، فيقول : لا ندري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه ) رواه أبو داود .
وعلى التسليم بصحة الخبر فليس المراد منه أن ما يصدر عن النبي - صلى الله عليه وسلم نوعان : منه ما يوافق الكتاب فهذا يُعمل به ، ومنه ما يخالفه فهذا يُردُّ ، بل لا يمكن أن يقول بذلك مسلم ، لأن في ذلك اتهاماً للرسول عليه الصلاة والسلام بأنه يمكن أن يصدر عنه ما يخالف القرآن ، وكيف لمؤمن أن يقول ذلك وقد ائتمنه الله على وحيه ودينه وقال له : { قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي } (يونس 15) .
فالرسول عليه الصلاة والسلام معصوم من أن يصدر عنه ما يخالف القرآن ، ولا يمكن أن يوجد خبر صحيح ثابت عنه مخالفٌ لما في القرآن .
فيكون معنى الحديث إذاً : " إذا رُوِي لكم حديث فاشتبه عليكم هل هو من قولي أو لا فاعرضوه على كتاب الله ، فإن خالفه فردُّوه فإنه ليس من قولي " ، وهذا هو نفسه الذي يقوله أهل العلم عندما يتكلمون على علامات الوضع في الحديث ، فإنهم يذكرون من تلك العلامات أن يكون الحديث مخالفاً لمحكمات الكتاب ، ولذلك قال " فما أتاكم يوافق القرآن : فهو عنِّي ، وما أتاكم يخالف القرآن فليس عنِّي".
وعندما نقول : إن السنة الصحيحة لابدَّ وأن تكون موافقة للقرآن غير مخالفة له ، فلا يلزم أن تكون هذه الموافقة موافقة تفصيلية في كل شيء ، فقد تكون الموافقة على جهة الإجمال ، فحين تبين السنة حكماً أجمله القرآن ، أو توضِّح مُشْكِلاً ، أو تخصص عامَّاً ، أو تقييد مطلقاً ، أو غير ذلك من أوجه البيان ، فهذا البيان في الحقيقة موافق لما في القرآن ، غير مخالف له .
بل حتى الأحكام الجديدة التي أثبتتها السنة ودلَّت عليها استقلالاً ، هي أيضاً أحكام لا تخالف القرآن ، لأن القرآن سكت عنها على جهة التفصيل ، وإن كان قد أشار إليها وتعرض لها على جهة الإجمال حين قال : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } ( الحشر 7) .
وأما الحديث الثاني : ( إذا حُدِّثتم عنِّي حديثاً تعرفونه ولا تنكرونه ....) ، فرواياته ضعيفة منقطعة كما قال البيهقي و ابن حزم وغيرهما ، فضلاً عما فيه من تجويز الكذب عليه - صلى الله عليه وسلم - وذلك في عبارة : ( ما أتاكم من خبر فهو عنِّي قلته أم لم أقله ) ، وحاشا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يسمح بالكذب عليه وهو الذي تواتر عنه قوله : ( من كذب عليَّ متعمداً فليتبوَّأ مقعده من النار ) أخرجاه في الصحيحين .
وقد رُوي هذا الحديث من طرق مقبولة ليس فيها لفظ ( قلته أم لم أقله ) منها رواية صحيحة أخرجها الإمام أحمد : ( إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم وتلين له أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكم قريب فأنا أولاكم به ، وإذا سمعتم الحديث عني تنكره قلوبكم وتنفر منه أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكم بعيد فأنا أبعدكم منه ) .
والمراد منه أن من أدلَّة صحة الحديث وثبوته أن يكون وفق ما جاءت به الشريعة من المحاسن ، وأن يكون قريباً من العقول السليمة والفطر المستقيمة ، فإن جاء على غير ذلك كان دليلاً على عدم صحته ، وهذا هو الذي يقوله علماء الحديث عند الكلام على العلامات التي يعرف بها الوضع وليس هذا مجال بسطها .
نعم قد تقصر عقولنا عن إدارك الحكمة والعلَّة ، فلا يكون ذلك سبباً في إبطال صحة الحديث وحجيته ، فمتى ما ثبت الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجب علينا قبوله وحسن الظن به ، والعمل بمقتضاه ، واتهام عقولنا ، قال ابن عبد البر : كان أبو إسحاق إبراهيم بن سيار يقول : " بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الشرب من فم القربة ، فكنت أقول : إن لهذا الحديث لشأناً ، وما في الشرب من فم القربة حتى يجيء فيه هذا النهي ؟ فلما قيل لي : إن رجلاً شرب من فم القربة فوكعته حية فمات ، وإن الحيات والأفاعي تدخل أفواه القرب علمت أن كل شيء لا أعلم تأويله من الحديث أن له مذهباً وإن جهلته ".
وأما الحديث الثالث : ( إني لا أحلُّ إلا ما أحلَّ الله في كتابه ....) ، فهو حديث منقطع في كلتا روايتيه كما قال الشافعي و البيهقي و ابن حزم .
وعلى فرض صحته فليس فيه أيُّ دلالة على عدم حجية السنة بل المراد بقوله : ( في كتابه ) ما أوحى الله إليه - كما قال البيهقي - فإن ما أوحى الله إلى رسوله نوعان : أحدهما وحي يتلى ، والآخر وحي لا يتلى ، ففسَّرَ الكتاب هنا بما هو أعم من القرآن .
وقد ورد في السنة استعمال الكتاب في هذا المعنى في الحديث الذي رواه الإمام البخاري حيث قال - صلى الله عليه وسلم - لأبي الزاني بامرأة الرجل الذي صالحه على الغنم والخادم : (والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله ، الوليدة والغنم ردٌّ ، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام ، اغد يا أنيس إلى امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها ) فغدا إليها فاعترفت فأمر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فرُجِمت ، فجعل - صلى الله عليه وسلم -حكم الرجم والتغريب في كتاب الله ، مما يدُلُّ على أن المراد عموم ما أوحي إليه .
وحتى لو سلمنا أن المراد بالكتاب القرآن ، فإن ما أحلَّه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو حرمه ولم ينص عليه القرآن صراحة ، فهو حلال أوحرام في القرآن لقول الله تعالى : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } ( الحشر 7) ، ولقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني وهو متكئ على أريكته فيقول : بيننا وبينكم كتاب الله ، فما وجدنا فيه حلالا استحللناه وما وجدنا فيه حراما حرمناه ، وإن ما حرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما حرم الله ) رواه الترمذي وغيره .
وأما رواية : ( لا يمسكنَّ الناس عليَّ بشيء ...) ، فقد قال فيها الشافعي إنها من رواية طاووس وهو حديث منقطع .
وعلى افتراض ثبوتها فليس معناها تحريم التمسك بشيء مما جاء عنه - صلى الله عليه وسلم - أو الاحتجاج به .
وإنما المراد أنه -صلى الله عليه وسلم - في موضع القدوة والأسوة ، وأن الله عز وجل قد خصَّه بأشياء دون سائر الناس فأبيح له ما لم يبح لغيره ، وحُرِّم عليه ما لم يُحرَّم على غيره ، فكان المعنى : لا يتمسكن الناس بشيء من الأشياء التي خصني الله بها ، وجعل حكمي فيها مخالفاً لحكمهم ، ولا يقس أحدٌ نفسه عليَّ في شيء من ذلك ، فإن الحاكم في ذلك كله هو الله تعالى ، فهو الذي سوى بيني وبينهم في بعض الأحكام ، وفرَّق بيني وبينهم في بعضها الآخر
وبهذا يتبين أن الأحاديث التي استند إليها أصحاب هذه الشبهة منها ما لم يثبت عند أهل العلم ، ومنها ما ثبت ولكن ليس فيه دليل على دعواهم ، فلم يبق لهؤلاء المبتدعة - الذين نابذوا السنة ، وتأولوا القرآن على غير وجهه - من حجة إلا اتباع الهوى ، وصدق الله إذ يقول : {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } (القصص 50) ، نعوذ بالله من اتباع الهوى ، ومن الزيغ بعد الهدى .
===================
التشكيك فى صحة الأحاديث والاستغناء عنها بالقرآن
هناك مَنْ يكتفون بالقرآن الكريم.. ويشككون فى صحة الأحاديث ، ويظهرون التناقضات بينها ، ويذكرون الحديث الذى ينص على عدم زيارة المرأة للقبول ، والحديث الذى يقول (فى معناه) أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال إننى قد أمرتكم بعدم زيارة القبور من قبل ، والآن أسمح لكم بزيارة القبور.. فيشيرون إلى ذلك بأنه تناقض.. ويدللون على ذلك بأن الأمة قد فقدت الكثير من الأحاديث النبوية عبر الزمان ، أو أن هذه الأحاديث قد حرفت عن معانيها الصحيحة.. (انتهى).
الرد على الشبهة:
فى بداية الجواب عن شبهة هؤلاء الذين يشككون فى الأحاديث النبوية. ننبه على مستوى جهل كل الذين يثيرون مثل هذه الشبهات حول الحديث النبوى الشريف.. ذلك أن التدرج والتطور فى التشريع الذى يمثله حديث النهى عن زيارة القبور ثم إباحتها.. هذا التدرج والتطور فى التشريع لا علاقة له بالتناقض بأى وجه من الوجوه ، أو أى حال من الأحوال.
ثم إن التشكيك فى بعض الأحاديث النبوية ، والقول بوجود تناقضات بين بعض هذه الأحاديث ، أو بينها وبين آيات قرآنية.. بل والتشكيك فى مجمل الأحاديث النبوية ، والدعوة إلى إهدار السنة النبوية والاكتفاء بالقرآن الكريم.. إن هذه الدعوة قديمة وجديدة ، بل ومتجددة.. وكما حذّر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب عليه.. فلقد حذّر من إنكار سنته ، ومن الخروج عليها.
ونحن بإزاء هذه الشبهة نواجه بلونين من الغلو:
أحدهما: يهدر كل السنة النبوية ، اكتفاء بالقرآن الكريم.. ويرى أن الإسلام هو القرآن وحده.
وثانيهما: يرى فى كل المرويات المنسوبة للرسول صلى الله عليه وسلم سنة نبوية ، يكفر المتوقف فيها ، دونما فحص وبحث وتمحيص لمستويات " الرواية " و " الدراية " فى هذه المرويات. ودونما تمييز بين التوقف إزاء الراوى وبين إنكار ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم..
وبين هذين الغلوين يقف علماء السنة النبوية ، الذين وضعوا علوم الضبط للرواية ، وحددوا مستويات المرويات ، بناء على مستويات الثقة فى الرواة.. ثم لم يكتفوا ـ فى فرز المرويات ـ بعلم " الرواية " والجرح والتعديل للرجال ـ الرواة ـ وإنما اشترطوا سلامة " الدراية " أيضًا لهذه المرويات التى رواها العدول الضابطون عن أمثالهم حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أى أن هؤلاء العلماء بالسنة قد اشترطوا " نقد المتن والنص والمضمون " بعد أن اشترطوا " نقد الرواية والرواة " وذلك حتى يسلم المتن والمضمون من " الشذوذ والعلة القادحة " ، فلا يكون فيه تعارض حقيقى مع حديث هو أقوى منه سندًا ، وألصق منه بمقاصد الشريعة وعقائد الإسلام ، ومن باب أولى ألا يكون الأثر المروى متناقضًا تناقضًا حقيقيًّا مع محكم القرآن الكريم..
ولو أننا طبقنا هذا المنهاج العلمى المحكم ، الذى هو خلاصة علوم السنة النبوية ومصطلح الحديث ، لما كانت هناك هذه المشكلة ـ القديمة..
المتجددة ـ.. ولكن المشكلة ـ مشكلة الغلو ، بأنواعه ودرجاته ـ إنما تأتى من الغفلة أو التغافل عن تطبيق قواعد هذا المنهج الذى أبدعته الأمة الإسلامية ، والذى سبقت به حضارتنا كل الحضارات فى ميدان " النقد الخارجى والداخلى للنصوص والمرويات ".. وهذه الغفلة إنما تتجلى فى تركيز البعض على " الرواية " مع إهمال " الدراية " أو العكس.. وفى عدم تمييز البعض بين مستويات المرويات ، كأن يطلب من الأحاديث ظنية الثبوت ما هو من اختصاص النصوص قطعية الثبوت.. أو من مثل تحكيم " الهوى " أو " العقل غير الصريح " فى المرويات الصحيحة ، الخالية متونها ومضامينها من الشذوذ والعلة القادحة..
وهناك أيضًا آفة الذين لا يميزون بين التوقف إزاء " الرواية والرواة " ـ وهم بشر غير معصومين ، وفيهم وفى تعديلهم وقبول مروياتهم اختلف الفقهاء وعلماء الحديث والمحدثون ـ وبين التوقف إزاء " السنة " ، التى ثبتت صحة روايتها ودرايتها عن المعصوم صلى الله عليه وسلم.. فتوقف العلماء المتخصصين ـ وليس الهواة أو المتطفلين ـ إزاء " الرواية والرواة " شىء ، والتوقف إزاء " السنة " التى صحت وسلمت من الشذوذ والعلل القادحة شىء آخر.. والأول حق من حقوق علماء هذا الفن ، أما الثانى فهو تكذيب للمعصوم صلى الله عليه وسلم ، والعياذ بالله..
أما الذين يقولون إننا لا حاجة لنا إلى السنة النبوية ، اكتفاء بالبلاغ القرآنى ، الذى لم يفرط فى شىء..
فإننا نقول لهم ما قاله الأقدمون ـ من أسلافنا ـ للأقدمين ـ من أسلافهم ـ:
إن السنة النبوية هى البيان النبوى للبلاغ القرآنى ، وهى التطبيق العملى للآيات القرآنية ، التى أشارت إلى فرائض وعبادات وتكاليف وشعائر ومناسك ومعاملات الإسلام.. وهذا التطبيق العملى ، الذى حوّل القرآن إلى حياة معيشة ، ودولة وأمة ومجتمع ونظام وحضارة ، أى الذى " أقام الدين " ، قد بدأ بتطبيقات الرسول صلى الله عليه وسلم للبلاغ القرآنى ، ليس تطوعًا ولا تزيّدًا من الرسول ، وإنما كان قيامًا بفريضة إلهية نص عليها القرآن الكريم ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ) .
فالتطبيقات النبوية للقرآن ـ التى هى السنة العملية والبيان القولى الشارح والمفسر والمفصّل ـ هى ضرورة قرآنية ، وليست تزيّدًا على القرآن الكريم.. هى مقتضيات قرآنية ، اقتضاها القرآن.. ويستحيل أن نستغنى عنها بالقرآن.. وتأسيًا بالرسول صلى الله عليه وسلم ، وقيامًا بفريضة طاعته ـ التى نص عليها القرآن الكريم: (قل أطيعوا الله والرسول ) (2) (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) (3) (من يطع الرسول فقد أطاع الله ) (4) (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ) (5) (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله ) (6).
تأسيًا بالرسول صلى الله عليه وسلم ، وطاعة له ، كان تطبيق الأمة ـ فى جيل الصحابة ومن بعده ـ لهذه العبادات والمعاملات.. فالسنة النبوية ، التى بدأ تدوينها فى العهد النبوى ، والتى اكتمل تدوينها وتمحيصها فى عصر التابعين وتابعيهم ، ليست إلا التدوين للتطبيقات التى جسدت البلاغ القرآنى دينًا ودنيا فى العبادات والمعاملات.
فالقرآن الكريم هو الذى تَطَلَّبَ السنة النبوية ، وليست هى بالأمر الزائد الذى يغنى عنه ويستغنى دونه القرآن الكريم.
أما العلاقة الطبيعية بين البلاغ الإلهى ـ القرآن ـ وبين التطبيق النبوى لهذا البلاغ الإلهى ـ السنة النبوية ـ فهى أشبه ما تكون بالعلاقة بين " الدستور " وبين " القانون ". فالدستور هو مصدر ومرجع القانون..
والقانون هو تفصيل وتطبيق الدستور ، ولا حُجة ولا دستورية لقانون يخالف أو يناقض الدستور.. ولا غناء ولا اكتفاء بالدستور عن القانون.
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ليس مجرد مبلّغ فقط ، وإنما هو مبلّغ ، ومبين للبلاغ ، ومطبق له ، ومقيم للدين ، تحوّل القرآن على يديه إلى حياة عملية ـ أى إلى سنة وطريقة يحياها المسلمون.
وإذا كان بيان القرآن وتفسيره وتفصيله هو فريضة إسلامية دائمة وقائمة على الأمة إلى يوم الدين..
فإن هذه الفريضة قد أقامها ـ أول من أقامها ـ حامل البلاغ ، ومنجز البيان ، ومقيم الإسلام ـ عليه الصلاة والسلام.
والذين يتصورون أن الرسول صلى الله عليه وسلم مجرد مبلِّغ إنما يضعونه فى صورة أدنى من صورتهم هم ، عندما ينكرون عليه البيان النبوى للبلاغ القرآنى ، بينما يمارسون هم القيام بهذا البيان والتفسير والتطبيق للقرآن الكريم !.. وهذا " مذهب " يستعيذ المؤمن بالله منه ومن أهله ومن الشيطان الرجيم !.
(1) النحل: 44.
(2) آل عمران: 32.
(3) النساء: 59.
(4) النساء: 80.
(5) آل عمران: 31.
(6) الفتح: 10
كتبه د. محمود حمدى زقزوق - وزير الأوقاف المصرى

غير معرف يقول...

((((((((زواج الرسول من امنا صفية))))=========== الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد ..
فإن النصارى أثاروا شبهة زواج النبي عليه السلام من أم المؤمنين صفية رضي الله عنها ، وقالوا كيف يدخل بها دون عدة بعد سبيها في غزوة خيبر ؟؟؟
وللرد نقول وبالله تعالى نتأيد :
إن أصل الإشكال عند أصحاب الشبهة هو جهلهم بعدة المسبية وعدم التفريق بينها وبين غيرها ، فعدة المسبية هي أن تستبرئ بحيضة واحدة ، لما رواه أبو داود والإمام أحمد عن أبي سعيد ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في سبي أوطاس : لا توطأ حامل حتى تحيض ، ولا غير حامل حتى تحيض حيضة ) . وصححه الألباني ، وهو مخرج عنده في الإرواء .
وقال الإمام الشوكاني في نيل الأوطار عقب الحديث (حديث أبي سعيد أخرجه أيضا الحاكم وصححه وإسناده حسن ) .
وقال الإمام الصنعاني في سبل السلام في كلامه عن حديث أبي سعيد وأخرج أحمد أيضا { من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا ينكح شيئا من السبايا حتى تحيض حيضة } .
وعند أبي داود عن حنش الصنعاني عن رويفع بن ثابت الأنصاري قال ( قام فينا خطيبا قال أما إني لا أقول لكم إلا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم حنين قال لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقي ماءه زرع غيره يعني إتيان الحبالى ولا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقع على امرأة من السبي حتى يستبرئها ولا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيع مغنما حتى يقسم ) ورواه أحمد في مسنده .
والحديث حسّنه الألباني في صحيح أبي دواد .
أما إن كانت المسبية حاملاً فعدتها أن تضع حملها وبرهان ذلك حديث أبي سعيد الذي مرّ معنا و ما أخرجه الترمذي من حديث العرباض بن سارية (أن النبي صلى الله عليه وسلم حرم وطء السبايا حتى يضعن ما في بطونهن ) .
والآن بعد هذا الشرح نأتي لزواج النبي عليه السلام من صفية لنرى هل دخل بها النبي عليه السلام دون أن يستبرئها ؟؟؟؟
الجواب لا ، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يدخل بها إلا بعد استبرائها ، وبرهان قولنا ما رواه البخاري في صحيحه – كتاب المغازي – غزوة خيبر :
حدثنا ‏ ‏عبد الغفار بن داود ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يعقوب بن عبد الرحمن ‏ ‏ح ‏ ‏و حدثني ‏ ‏أحمد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ابن وهب ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏يعقوب بن عبد الرحمن الزهري ‏ ‏عن ‏ ‏عمرو ‏ ‏مولى ‏ ‏المطلب ‏ ‏عن ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏ :
(( ‏قدمنا ‏ ‏خيبر ‏ ‏فلما فتح الله عليه الحصن ذكر له جمال ‏ ‏صفية بنت حيي بن أخطب ‏ ‏وقد قتل ‏ ‏زوجها ‏ ‏وكانت عروسا فاصطفاها النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لنفسه فخرج بها حتى بلغنا ‏ ‏سد الصهباء ‏‏، حَلَّتْ فبنى بها رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ثم صنع حيسا في ‏ ‏نطع ‏ ‏صغير ثم قال لي ‏ ‏آذن من حولك فكانت تلك وليمته على ‏ ‏صفية ‏ ‏ثم خرجنا إلى ‏ ‏المدينة ‏ ‏فرأيت النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يحوي لها وراءه بعباءة ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته وتضع ‏ ‏صفية ‏ ‏رجلها على ركبته حتى تركب )) .
فكما نرى أنّه يقول ( حَلَّتْ ) أي طهرت ، قال الحافظ ابن حجر في الفتح :
(( قوله : ( حَلَّتْ ) ‏‏أي طهرت من الحيض )) .
وعند مسلم من طريق ثابت عن أنس :
( ثم دفعها - أي صفية - إلى ‏ ‏أم سليم ‏ ‏تصنعها ‏ ‏له وتهيئها قال وأحسبه قال ‏ ‏وتعتد ‏ ‏في بيتها ) .
قال الإمام النووي في شرح الحديث (( أما قوله : ( تعتد ) فمعناه تستبرئ فإن كانت مسبية يجب استبراؤها وجعلها في مدة الاستبراء في بيت أم سليم , فلما انقضى الاستبراء جهزتها أم سليم وهيأتها أي زينتها وجملتها على عادة العروس بما ليس بمنهي عنه من وشم )) .
فكما نرى أن النبي عليه السلام لم يدخل على أم المؤمنين صفية حتى استبرئها ، وفي هذا كفاية لردّ هذه الشبهة التي بنيت على جهل قائلها وعدم تفريقه بين المسبية وغيرها .
والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات .

كتبه bilal
==================================================================((((((((((((نسب النبي الكريم))))))))))))))=========== الرد على الطعن في نسب النبي صلى الله عليه الصلاة
زائر المراسل "الشيخ الفلوجة
الرد العلمي على الطعن في نسب الرسول صلى الله عليه وسلم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
نتناول في يأتي من سطور الرد على الطعن في نسب النبي صلى الله عليه وسلم استدلالا ببعض الروايات الساقطة الواردة في بعض كتب التراث التي كان أصحابها معروفين بعدم اقتصارهم على نقل الصحيح من الروايات بل كانوا إذا ذكروا الرواية بسندها لم يجدوا ضرورة في التعليق عليها لأن ذكر السند بمثابة ذكر الحكم على الرواية وإلا لماذا يتعب هؤلاء العلماء أنفسهم بذكر أسماء الرواة وأنسابهم وتعريفهم للقارئ فلو كانت هذه الروايات مقبولة كلها لما ذكروا لها سندا. الطعن مبني على ان عبد الله بن عبد المطلب وأبوه هاشم تزوجوا في نفس اليوم بينما ولد لهاشم سيدنا حمزة قبل أربع سنين من ولادة النبي بناء على أن حمزة رضي الله عنه أكبر من النبي صلى الله عليه وسلم. الآن نورد الروايات التي تمسكوا وبها ونحققها بإذن الله.
1- الرواية الأولى: التي تتحدث أن عبد الله بن عبد المطلب وأبوه تزوجوا في نفس اليوم.
الطبقات الكبرى ج: 1 ص: 94
ذكر تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حدثنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني عبد الله بن جعفر الزهري عن عمته أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن أبيها قال وحدثني عمر بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن يحيى بن شبل عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قالا كانت آمنة بنت وهب ابن عبد مناف بن زهرة بن كلاب في حجر عمها وهيب بن عبد مناف بن زهرة فمشى اليه عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بابنه عبد الله بن عبد المطلب أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب عليه آمنة بنت وهب فزوجها عبد الله بن عبد المطلب وخطب اليه عبد المطلب بن هاشم في مجلسه ذلك ابنته هالة بنت وهيب على نفسه فزوجه إياها فكان تزوج عبد المطلب بن هاشم وتزوج عبد الله بن عبد المطلب في مجلس واحد فولدت هالة بنت وهيب لعبد المطلب حمزة بن عبد المطلب فكان حمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم في النسب وأخاه من الرضاعة قال أخبرنا هشام بن محمد بن عن أبيه وعن أبي الفياض الخثعمي قالا لما تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أقام عندها ثلاثا وكانت تلك السنة عندهم إذا دخل الرجل على امرأته في أهلها.
الرواية ساقطة لانها من رواية محمد بن عمر الواقدي قال عنه العلماء:
الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج: 3 ص: 87
3137 محمد بن عمر بن واقد أبو عبد الله الأسلمي الواقدي قاضي بغداد قال أحمد بن حنبل هو كذاب كان يقلب الأحاديث يلقي حديث ابن أخي الزهري على معمر ونحو ذا وقال يحيى ليس بثقة وقال مرة ليس بشيء لا يكتب حديثه وقال البخاري والرازي والنسائي متروك الحديث وذكر الرازي والنسائي أنه كان يضع الحديث وقال الدراقطني فيه ضعف وقال ابن عدي احاديثه غير محفوظة والبلاء منه.
الرواية الثانية:
المستدرك على الصحيحين ج: 2 ص: 656 مجمع الزوائد ج: 8 ص: 230
4176 أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي حدثنا هاشم بن مرثد الطبراني حدثنا يعقوب بن محمد الزهري حدثنا عبد العزيز بن عمران حدثنا عبد الله بن جعفر عن أبي عون عن المسور بن مخرمة عن بن عباس عن أبيه قال قال عبد المطلب قدمنا اليمن في رحلة الشتاء فنزلنا على حبر من اليهود فقال لي رجل من أهل الزبور يا عبد المطلب أتأذن لي أن أنظر إلى بدنك ما لم يكن عورة قال ففتح إحدى منخري فنظر فيه ثم نظر في الأخرى فقال أشهد أن في إحدى يديك ملكا وفي الأخرى النبوة وأرى ذلك في بني زهرة فكيف ذلك فقلت لا أدري قال هل لك من شاعة قال قلت وما الشاعة قال زوجة قلت أما اليوم فلا قال إذا قدمت فتزوج فيهم فرجع عبد المطلب إلى مكة فتزوج هالة بنت وهب بن عبد مناف فولدت له حمزة وصفية وتزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب فولدت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت قريش حين تزوج عبد الله آمنة فلح عبد الله على أبيه قال الإمام الهيثمي مجمع الزوائد ج: 8 ص: 230 رواه الطبراني وفيه عبدالعزيز بن عمران وهو متروك
هذه الرواية كذلك ساقطة لأن فيه سندها عبدالعزيز بن عمران قال عنه العلماء
الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج: 2 ص: 111
1957 عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز أبو ثابت ويعرف بابن أبي ثابت المدني الزهري قال يحيى ليس بثقة وقال البخاري لا يكتب حديثه وقال النسائي متروك الحديث وقال الترمذي والدارقطني ضعيف وقال ابن حبان يروي المناكير عن المشاهير

كما أن لفظ تزوج لا تعني الدخول بل هي تعني إبرام العقد وقد يتأخر الدخول عن الزواج بسنين فالروايات ليس فيها أن عبد الله بن عبد المطلب وأبوه دخل كل واحد على زوجته في نفس اليوم حتى يكون هنا استعجاب من تأخر ولادة النبي صلى الله عليه وسلم عن عمه حمزة رضي الله عنه.

2- الرواية الثالثة: التي تفيد أن حمزة رضي الله عنه أكبر من النبي بأربع سنين
الطبقات الكبرى ج: 3 ص: 10
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال كان حمزة معلما يوم بدر بريشة نعامة قال محمد بن عمر وحمل حمزة لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بني قينقاع ولم يكن الرايات يومئذ وقتل رحمه الله يوم أحد على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة وهو يومئذ بن تسع وخمسين سنة كان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع سنين وكان رجلا ليس بالطويل ولا بالقصير قتله وحشي بن حرب وشق بطنه وأخذ كبده فجاء بها إلى هند بنت عتبة بن ربيعة فمضغتها ثم لفضتها ثم جاءت فمثلت بحمزة وجعلت من ذلك مسكتين ومعضدين وخدمتين حتى قدمت بذلك وبكبده مكة وكفن حمزة في بردة فجعلوا إذا خمروا بها رأسه بدت قدماه وإذا خمروا بها رجليه تنكشف عن وجهه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غطوا وجهه وجعل على رجليه الحرمل.
هذه الرواية ساقطة فقد اجتمع فيها محمد بن عمر الواقدي وقد قدمنا كلام العلماء فيه وكذلك موسى بن محمد بن إبراهيم وقد قال فيه العلماء:
أبو حاتم في كاتبه المجروحين ج: 2 ص: 241
موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي من أهل المدينة يروي عن أبيه ما ليس من حديثه فلست أدري أكان المتعمد لذلك أو كان فيه غفلة فيأتي بالمناكير عن أبيه والمشاهير على التوهم وأيما كان فهو ساقط الاحتجاج.

3- الرواية الرابعة: حول طعن قريش في نسب النبي صلى الله عليه وسلم
سنن الترمذي ج: 5 ص: 584
3607 حدثنا يوسف بن موسى البغدادي حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسماعيل بن أبي خالد عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن العباس بن عبد المطلب قال قلت ثم يا رسول الله إن قريشا جلسوا فتذاكروا أحسابهم بينهم فجعلوا مثلك كمثل نخلة في كبوة من الأرض فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم من خير فرقهم وخير صليت ثم تخير القبائل فجعلني من خير قبيلة ثم تخير البيوت فجعلني من خير بيوتهم فأنا خيرهم نفسا وخيرهم بيتا قال أبو عيسى هذا حديث حسن وعبد الله بن الحارث هو أبو نوفل
أولا من بفهم من الرواية طعن قريش في نسب النبي صلى الله عليه وسلم هو جاهل باللغة العربية لأن الرواية تقول الأحساب جمع حسب ولا ذكر للنسب في الرواية ومعنى الحسب مخالف للنسب كما جاء في كتب اللغة:
مختار الصحاح ج: 1 ص: 57
و الحَسَبُ أيضا ما يعده الإنسان من مفاخر آبائه وقيل حسبه دينه وقيل ماله والرجل حَسِيبٌ وبابه ظرف وقال بن السكيت الحَسَبُ والكرم يكونان بدون الآباء والشرف والمجد لا يكونان إلا بالآباء
النهاية في غريب الحديث ج: 1 ص: 381
الحَسب في الاصل . الشَّرَف بالآباء ومايَعُدُّه الناس من مَفاخرهم . وقيل الحَسب والكَرم يكونان في الرجُل وان لم يكن له آبَاء لهُم شَرف والشَّرف والمَجْد لايكونان إلاَّ بالآباء
فهم أرادوا الانتقاص من قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم بني هاشم في مفاخرهم ولهذا جعلوا النبي مثل النخلة وهي شيء مكرم عند العرب فالنبي عند قريش إنسان عظيم وجعلوا بني هاشم كالكبوة وهي أن تلقى الكناسة أي أن النبي كرجل فهو عظيم معروف بأخلاقه العالية لكن قبيلته لا مكانة لها وما يدل على ذلك صراحة الرواية التالية:
مجمع الزوائد ج: 8 ص: 215
وعن عبدالله بن عمر قال إنا لقعود بفناء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مرت امرأة فقال رجل من القوم هذه ابنة محمد فقال رجل من القوم إن مثل محمد في بني هاشم مثل الريحانة في وسط النتن فانطلقت المرأة فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب ثم قام على القوم فقال ما بال أقوال تبلغني عن أقوام إن الله عز وجل خلق السموات سبعا فاختار العليا منها فسكنها وأسكن سمواته من شاء من خلقه وخلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم واختار من بني آدم العرب واختار من العرب مضر واختار من مضر قريشا واختار من قريش بني هاشم واختارني من بني هاشم فأنا من خيار إلى خيار فمن أحب العرب فبحبي أحبهم ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم رواه الطبراني في الكبير والأوسط إلا انه قال فمن أحب العرب فلحبي أحبهم ومن أبغض العرب فلبغضي ابغضهم وفيه حماد بن واقد وهو ضعيف يعتبر به وبقية رجاله وثقوا
ونذكر رواية تذكر الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف كان معروفا لدى قريش في اليوم الذي ولد فيه أنه ابن عبد الله بن عبد المطلب:
المستدرك على الصحيحين ج: 2 ص: 656
4177 حدثنا أبو محمد عبد الله بن حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا أبو غسان محمد بن يحيى الكناني حدثني أبي عن بن إسحاق قال كان هشام بن عروة يحدث عن أبيه عن عائشة رضي الله عنهما قالت ثم كان زفر قد سكن مكة يتجر بها فلما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مجلس من قريش يا معشر قريش هل الليلة مولود فقالوا والله ما نعلمه قال الله أكبر أما إذا أخطأكم فلا بأس فانظروا واحفظوا ما أقول لكم ولد هذه الليلة نبي هذه الأمة الأخيرة بين كتفيه علامة فيها شعرات متواترات كأنهن عرف فرس لا يرضع ليلتين وذلك أن عفريتا من الجن أدخل أصبعيه في فمه فمنعه الرضاع فتصدع القوم من مجلسهم وهم متعجبون من قوله وحديثه فلما صاروا إلى منازلهم أخبر كل إنسان منهم أهله فقالوا قد ولد لعبد الله بن عبد المطلب غلام سموه محمدا فالتقى القوم فقالوا هل سمعتم حديث اليهودي وهل بلغكم مولد هذا الغلام فانطلقوا حتى جاءوا اليهودي فأخبروه الخبر قال فاذهبوا معي حتى أنظر إليه فخرجوا حتى أدخلوه على آمنة فقال اخرجي إلينا ابنك فأخرجته وكشفوا له عن ظهره فرأى تلك الشامة فوقع اليهودي مغشيا عليه فلما أفاق قالوا ويلك ما لك قال ذهبت والله النبوة من بني إسرائيل فرحتم به يا معشر قريش أما والله ليسطون بكم سطوة يخرج خبرها من المشرق والمغرب وكان في النفر يومئذ الذين قال لهم اليهودي ما قال هشام بن الوليد بن المغيرة ومسافر بن أبي عمرو وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب وعتبة بن ربيعة شاب فوق المحتلم في نفر من بني مناف وغيرهم من قريش هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقد تواترت الأخبار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد مختونا مسرورا وولد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدار التي في الزقاق المعروف بزقاق المدكل بمكة وقد صليت فيه وهي الدار التي كانت بعد مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم في يد عقيل بن أبي طالب في أيدي ولده بعده
إذن قريش كانت تقر أن النبي صلى الله عليه وسلم ابن عبد الله بن عبد المطلب وفي صحيح مسلم في قصة صلح الحديبية دليل قاطع على عدم اعتراض قريش على نسب النبي صلى الله عليه وسلم:
صحيح مسلم ج: 3 ص: 1411
1784 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس ثم أن قريشا صالحوا النبي صلى الله عليه وسلم فيهم سهيل بن عمرو فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي اكتب بسم الله الرحمن الرحيم قال سهيل أما باسم الله فما ندري ما بسم الله الرحمن الرحيم ولكن اكتب ما نعرف باسمك اللهم فقال اكتب من محمد رسول الله قالوا لو علمنا أنك رسول الله لأتبعناك ولكن اكتب اسمك واسم أبيك فقال النبي صلى الله عليه وسلم اكتب من محمد بن عبد الله فاشترطوا على النبي صلى الله عليه وسلم أن من جاء منكم لم نرده عليكم ومن جاءكم منا رددتموه علينا فقالوا يا رسول الله أنكتب هذا قال نعم إنه من ذهب منا إليهم فأبعده الله ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجا ومخرجا
فقد اعترضت قريش على انه رسول الله وطلبوا منه كتابة اسمه واسم أبيه فكتب محمد بن عبد الله ولم يعترض أحد فأين الاعتراض المزعوم؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ونختم برواية صحيحة تذكر بوضوح كيف كان نسب النبي صلى الله عليه وسلم معروفا لدى العرب:
صحيح ابن خزيمة ج: 4 ص: 13
2260 حدثنا محمد بن عيسى حدثنا سلمة يعني بن الفضل قال محمد بن إسحاق وهو بن يسار مولى مخرمة وحدثني محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي عن أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة قالت ثم لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها حين جاء النجاشي فذكر الحديث بطوله وقال في الحديث قالت وكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب قال له أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله لتوحيده ولنعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة وأن نعبد الله لا نشرك به شيئا وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام قالت فعدد عليه أمور الإسلام فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ما جاء به من ثم الله فعبدنا الله وحده ولم نشرك به وحرمنا ما حرم علينا وأحللنا ما أحل لنا ثم ذكر باقي الحديث.
فنسب النبي كان معروفا لا اعتراض حوله جدير بالذكر أن هذه الواقعة التي كانت في بلاط النجاشي حضرها سيدنا عمرو بن العاص وهو كافر يومئذ جاء يسترد المسلمين الذي هاجروا إلى الحبشة وحاول في سبيل ذلك كل طاقته وهو سمع هذا الكلام وكيف أن نسب النبي صلى الله عليه وسلم معروف لا اعتراض عليه وقد سكت ولم يعترض فأن الاعتراض المزعوم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

في الأخير ارجوا أني قد وفقت إلى الرد على هذا الافتراء فإن كان حقا فمن الله وإن كان غير ذلك فمن نفسي والشيطان والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العلمين

لا تنسونا من صالح دعائكم
…...................................
نقلا عن موقع شبكة ردود الاسلامية لدعوة النصارى
====================================================================((((((((لغة الاناجيل))))))======= ما هى طبيعة وأسلوب اللغة التى كتبت بها الأناجيل ؟
مرقس: يلفت (جرانت) الأنظار إلى خشونة وعامية اللغة التى حرر بها مرقس إنجيله. ويذكر (الكتور بوكاى) نقلاً عن (كولمان) قوله: “إن هناك الكثير من تراكيب الجمل فى هذا الإنجيل تدعم الغرض القائل بأن مؤلف هذا الإنجيل يهودى الأصل”. ويرى (بوكاى) نفسه أن “نص هذا الإنجيل يُظهِر عيباً رئيسياً أولياً لا جدال فيه ، فلقد تحرر دون اهتمام بالتعاقب الزمنى للأحداث .. .. كما أن هذا المبشر يبرز افتقاراً كاملاً للمعقولية”.
ويُنقل عن الأب (روجى) قوله: “إن مرقس كان كاتباً غير حاذق ، وأكثر المبشرين ابتذالاً ، فهو لا يعرف أبداً كيف يحرر حكاية”.
ويرى كولمان (أن لوقا يحذف أكثر الآيات اليهودية عند مرقس ، ويبرز كلمات المسيح فى مواجهة كفر اليهود وعلاقته الطيبة مع السامريين الذين يمقتهم اليهود ، على حين يقول متى فى إنجيله إن المسيح طلب إلى حوارييه تجنب السامريين).
وذلك مثال جلى ـ بين أمثلة كثيرة ـ على أن المبشرين يضعون على لسان يسوع ما يتناسب مع وجهات نظرهم الشخصية ، كما يقول دكتور موريس بوكاى.
أما كاتب إنجيل يوحنا فهو متأثر جداً بالأسلوب الإغريقى الفلسفى ، الذى كان منتشراً فى نهاية القرن الأول وبداية القرن الثانى الميلادى ، عندما انتشرت نظرية الغنوصية ، التى تزيد من تبجيل يسوع فجعلته شبحاً بلا وجود أو مخلوقا إلهياً تجسَّدَ مؤقتاً ولم يعان عذاباً ولم يذق موتاً).
وتقول دائرة المعارف الكتابية عن مفردات مرقس (مادة إنجيل مرقس): (يبلغ عدد المفردات فى إنجيل مرقس (فى الأصل اليونانى) 1.330 كلمة ، منها ستون كلمة أسماء أعلام ، و 79 كلمة ينفرد مرقس باستخدامها (فيما يختص بأسفار العهد الجديد) ، و 203 كلمة لا توجد إلا فى الأناجيل الثلاثة الأولى ، و 15 كلمة فى إنجيل يوحنا ، و 23 كلمة فى كتابات الرسول بولس (بما فيها الرسالة إلى العبرانيين) وكلمتان فى الرسائل الجامعة (واحدة فى يعقوب والثانية فى بطرس الثانية) ، وخمس كلمات فى سفر الرؤيا . ونحو ربع الكلمات التسع والسبعين التى ينفرد بها مرقس ، هى كلمات غير بليغة ، بالمقابلة مع السُّبع فى لوقا ، وأكثر من السُّبع قليلاً جداً فى متى.
أما بالنسبة لزمن الأفعال التى استُخدِمَت فى إنجيل مرقس: فقد استخدم صيغة (الفعل فى المضارع 151 مرة ، مقابل 78 مرة فى متى ، وأربع مرات فى لوقا ، وذلك فى غير الأمثال حيث أن مرقس لا يستعمله مطلقاً فى الأمثال ، بينما يستخدمه متى 15 مرة ، ولوقا خمس مرات. ويستخدم يوحنا صيغة الفعل المضارع 162 مرة (أكثر قليلاً من مرقس).
وبالنسبة للإقتباسات فتقول دائرة المعارف الكتابية مادة (إنجيل مرقس): (اقتباسات: مما يسترعى النظر أن متى فى كثير من الفصول ، يجذب الأنتباه إلى أن يسوع قد أكمل النبوات، بينما نجد أن مرقس لا يقتبس سوى مرة واحدة من العهد القديم ويضع هذا الاقتباس فى صدر إنجيله . والجزء المقتبس من إشعياء يظهر فى الأناجيل الأربعة ، أما الجزء المقتبس من ملاخى ، فلا يذكر إلا فى إنجيل مرقس فقط ، على الرغم من وجود تلميح لهذا الجزء فى إنجيل يوحنا (3: 28) .
يذكر مرقس فى إنجيله 19 اقتباساً بالمقارنة مع 40 اقتباساً يذكرها متى، 17 اقتباساً فى لوقا، 12 اقتباساً فى يوحنا – وثلاثة من هذه الاقتباسات التسعة عشر، لا توجد فى مكان آخر من العهد الجديد وهى (9: 48، 10: 19، 12: 32) ، وكل الاقتباسات فى العهد الجديد هى 160 اقتباساً.
وإذا أخذنا فى الاعتبار الإشارات إلى العهد القديم ، الصريحة والضمنية ، فيذكر وستكوت وهورت (فى كتابهما : العهد الجديد فى اليونانية) لمتى 100 استشهاد ، ولمرقس 58 ، وللوقا 86 ، وليوحنا 21 ، ولسفر الأعمال 107.
تقول دائرة المعارف الكتابية عن معجزات يسوع مادة (إنجيل مرقس): (وليس غريبا أيضاً أن تكون المعجزات أكثر عدداً من الأمثال . ويقول وستكوت (فى مقدمة لدراسة الأناجيل – 480- 486) أن مرقس يذكر تسع عشرة معجزة وأربعة أمثال ، بينما يذكر متى 21 معجزة و15 مثلاً ، ولوقا 20 معجزة و19 مثلاً ومن المعجزات ينفرد مرقس بذكر اثنتين ، كما ينفرد بذكر مثل واحد . كما يسجل البشير مرقس أعمال المسيح أكثر مما يسجل أقواله . وهذه الحقائق تقدم لنا نقطة التقاء أخرى مع حديث بطرس (أع 10: 37-43) ، فهى أعمال خير وإحسان (أع 10: 38) ولها دلالات قوية (أع 2: 22، أنظر مرقس 1: 27، 2: 10 إلخ).
ويبين مرقس أن معجزات الشفاء كثيراً ما كانت فورية (1: 31، 2: 11و12، 3: 5) ، واحياناً تمت شيئاً فشيئاً أو بصعوبة (1: 26، 7: 32-35 ، 9: 26- 28) ، كما لم يستطع مرة أن يصنعها " بسبب عدم إيمانهم (6: 5و6).
أما عن معرفة مؤلف إنجيل مرقس لفلسطين فتقول دائرة المعارف الكتابية (مادة مرقس): إنه جليلى من أورشليم ، أما H. Conzelmann فى كتابه (Arbeitsbuch zum Neuen Testament) صفحة 304 و 305 أن مؤلف إنجيل لوقا لا يعرف فلسطين.
وهذا كله يدل إذاً على أن كاتبوا الأناجيل غير موحى إليهم ، ولكنهم أشخاص اجتهدوا فى كتابة هذه الإناجيل بأسلوبهم الخاص ، مستندين فى ذلك على مصادر لديهم ، كما تقول دائرة المعارف الكتابية (مادة إنجيل مرقس): (سادسا – المصادر: رأينا أنه طبقاً لشهادة الآباء ، كانت كرازة بطرس وتعليمه ، هما – على الأقل – المصدر الرئيسي ، وأن الكثير من معالم الإنجيل تؤيد هذا الرأي. وقد رأينا أيضاً أسباباً دقيقة ، ولكن لها وزنها ، تدفعنا إلى الاعتقاد بأن مرقس نفسه قد أضاف القليل.
يعتقد "وايس" أن مرقس استخدم وثيقة مفقودة الآن كانت تضم أساساً أقوال يسوع يطلق عليها فى الكتابات المبكرة "اللوجيا" أى الأقوال ، وكان يرمز لها بالحرف "سا" ولكنها تعرف الآن بالحرف “ Q ” ، وقد أيده فى هذا مؤخراً ، ساندى وستريتر. وقد حاول هارناك والسيرجون هوكنز وفلهاوزن إعادة إنشاء “ Q ” على أساس ما لا ينتمى لمرقس فى متى ولوقا ، أما " ألن" فيستخلصها من متى فقط معتقداً أن مرقس أيضاً يحتمل أن يكون قد أخذ أقوالاً قليلة منه. والبعض يفترض مصدراً معيناً للأصاح الثالث عشر، ويعتبره ستريتر وثيقة كتبت بعد سقوط أورشليم بزمن وجيز، متضمنة أقوالاً قليلة مما نطق به يسوع، وقد أدمجها مرقس فى إنجيله. ويفترض بيكون وجود مصادر أخرى شفهية كانت أو مكتوبة، لأجزاء صغيرة من الإنجيل، وسماها بالرمز ““ X ، ويزعم أن الكاتب الأخير لإنجيل مرقس ( ويرمز له بالرمز R ) ليس مرقس، بل شخصاً من مدرسة بولس من نوع راديكالي.)
ويقول لوقا فى إنجيله: (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4
وعن هذا النص تقول دائرة المعارف الكتابية (مادة لوقا) (منهج لوقا : لقد صرح لوقا بمنهجه فى مقدمته الرائعة البليغة (1: 1-4) ، فهنا نرى لمحة من شخصية الكاتب ، وهو ما لا نجده فى إنجيل متى ومرقس ، وإن كنا نراه فى لمحات عابرة فى الإنجيل الرابع. ولكنا هنا نجد الكاتب يأخذ القارئ موضع ثقة ويكشف عن موقفه ومؤهلاته للقيام بهذا العمل العظيم ، فهو يكتب كمعاصر عن الماضى القريب، وهذا النوع من أعسر الكتابات التاريخية فى تفسيره ، ولكنه فى الغالب من أهمها ، فهو يكتب عن "الأمور المتيقنة عندنا" التى حدثت فى زمننا. وكما سبق القول ، لا يدَّعى لوقا أنه كان شاهد عيأن لهذه الأمور" ،فكما نعلم، كان لوقا أممياً ومن الظاهر أنه لم ير يسوع فى الجسد ، فهو يقف فى مكان خارج الأحداث العظيمة التى يسجلها. وهو لا يخفى اهتمامه الشديد بهذه القصة ، ولكنه يذكر أيضاً أنه يكتب بروح المؤرخ المدقق. أنه يريد أن يؤكد لثاوفيلس هذه الأمور "لتعرف صحة الكلام الذى علمت به" ، ويقرر أنه قد تتبع أو فحص "كل شئ من الأول بتدقيق" ، وهو ما يجب على كل مؤرخ صادق . ومعنى هذا أنه حصل على مقتطفات من مصادر مختلفة ومحصها وسجلها فى قصة مترابطة "على التوالى" حتى يعرف ثاوفيلس تماماً التتابع التاريخى للأحداث المرتبطة بحياة يسوع الناصرى. وحقيقة أن " كثيرين قد أخذوا بتأليف قصة فى هذه الأمور" لم تمنع لوقا عن العمل . بل بالحرى دفعه ذلك العمل "رأيت أنا أيضا " لكتابه تاريخه عن حياة يسوع وعمله كما جمعه من بحثه ، ولم يكن الزمن قد بعد به عن الجيل الذى عاش فيه يسوع ومات . فقد كان أمراً بالغ الأهمية عنده كأحد أتباع يسوع المثقفين ، أن يتتبع أصل هذه الدعوة التى قد أصبحت حركة عالمية، وكان قادراً على الوصول إلى الحقائق لأنه تقابل مع شهود العيان ليسوع وعمله كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداماً للكلمة ". لقد كانت هناك فرصة واسعة أمام لوقا خلال السنتين اللتين قضاهما مع بولس فى قيصرية (أع 24- 26) ليقوم بدراسته وابحاثه الدقيقة ، فقد كان عدد كبير من أتباع المسيح ، مازالوا أحياء (1كو 15: 6) وكانت هذه فرصة ذهبية للوقا ، كما كان عنده القصص المكتوبة التى "كان كثيرون قد أخذوا " فى كتابتها. ولا شك فى أننا ننتظر أن نرى فى إنجيل لوقا كتاباً مشابهاً لسفر الأعمال فى الأسلوب والمنهج ، مع غرام المؤرخ بالدقة والترتيب ، ومع استيعاب الكاتب واستفادته من كل ما سمع وقرأ ، ولا يمكن أن نتوقع من مثل هذا الكاتب أى تهاون أو عدم مبالاة ، بل نتوقع منه المزج الذكى بين ما جمعه من مواد ليجعل منه عملاً فنياً متكاملاً.)
وهنا تطرح نفسها عدة أسئلة :
- لماذا أوحى الرب عدة أناجيل تختلف فى التفاصيل، وتختلف فى الأسلوب اللغوى وتختلف فى إهتمامات المؤلفين، وتختلف محتوياتها تبعاً لإختلاف مصادرها التى كتب منها مؤلف الإنجيل؟
- لماذا لم يوحى الرب إنجيلاً واحداً يجمع كل هذه التفاصيل فى كتاب واحد؟ أليس ذلك أبلغ وأقوى فى البشارة به؟
- لماذا أوحى الرب لأناس ما هم بأنبياء وبعضهم غير معروفة هويته أو مُختَلَف فيها اختلاف كبير ، ولم يوحى إلى نبيه؟
- فأين إنجيل نبيه عيسى عليه السلام؟ فإن كنت تقولون إنه هو الرب فكيف لم يتمكن من الحفاظ على إنجيله وكلمته؟ أهو إله ضعيف إلى هذا الحد؟ ألا يتمكن من الحفاظ على حياته ، ولا كلامه؟ فكيف أصدق أن هذا هو الإله الذى يجب أن أستأمنه على نفسى وحياتى؟
- ولماذا اختلف وحى الرب وأسلوبه فى الكتابة باختلاف ثقافة الكاتب؟
- ألا يدل ذلك على مبادرة شخصية منهم للكتابة مثل لوقا؟
- ولماذا لم تتبقى إلا كتابات بولس وتلاميذه؟
أما دائرة المعارف البريطانية فكانت أكثر وضوحاً وصراحة فى اعترافاتها، فقالت عن إنجيل يوحنا: (أما إنجيل يوحنا فإنه لا مرية ولا شك كتاب مزور ، أراد صاحبه مضادة اثنين من الحواريين بعضها لبعض ، وهما القديسان يوحنا بن زبدى الصياد ومتى ، وقد ادعى الكاتب المزوَّر فى متن الكتاب أنه هو الحوارى الذى يحبه يسوع ، فأخذت الكنيسة هذه الجملة على علاَّتها ، وجزمت بأن الكاتب هو يوحنا الحوارى .. .. .. مع أن صاحبه غير يوحنا الحوارى يقيناً ، ولا يخرج هذا الكتاب عن كونه مثل بعض كتب التوراة التى لا رابط بينها وبين من نسبت إليه ، وإنا لنشفق على الذين يبذلون أقصى جهدهم ليربطوا ـ ولو بأوهى رابطة ـ ذلك الرجل الفلسفى .. الذى ألف هذا الكتاب فى الجيل الثانى بالحوارى يوحنا الصياد الجليلى ، وأن أعمالهم تضيع عليهم سُدى لخبطهم على غير هدى).
كتبه الأخ أبو بكر

غير معرف يقول...

روايات أسطورية

1- حوار بين الأشجار على حق الرئاسة !
( قضاة9: 8 ) " مرة: ذهبت الأشجار لتمسح فقالت الزيتونة املكي علينا.فقالت لها الزيتونة: أأترك دُهني الذي به يكرمون بي الله والناس: وأذهب لكي أملك على الأشجار؟ ثم قالت الأشجار للتينة: تعالي أنتِ واملكي علينا.فقالت لها التينة: أأترك حلاوتي وثمري الطيب وأذهب لكي أملك على الأشجار؟ فقالت الأشجار للكرمة: تعالي أنتِ واملكي علينا.فقالت لها الكرمة: أأترك مسطاري الذي يُفَرّح الله والناس وأذهب لكي أملك على الأشجار؟ثم قالت جميع الأشجار للعوسج : تعال أنت واملك علينا.فقال العوسج للاشجار: إن كنتم بالحق تمسحونني عليكم ملكاً فتعالوا واحتموا تحت ظلي وإلا فتخرج نار من العوسج وتأكل أرز لبنان " .

2- حوار بين بلعام وحماره !
( عدد22: 28 ) " ففتح الرب فم الإتان (الحمارة) فقالت لبلعام: ماذا صنعت بك حتى ضربتني الآن ثلاث دفعات؟فقال: لأنك ازدريتِ بي. لو كان في يدي سيف لكنت الآن قتلتك.فقالت الإتان لبلعام: ألست أنا إتانك التي ركبت عليها منذ وجودك إلى هذا اليوم " .

3 – يوحنا اللاهوتي في بلاد العجائب !
( رؤيا4: 5 ) " ورأيت أمام العرش سبعة مصابيح نار متقدة هي سبعة أرواح الله ..وفي وسط العرش وحول العرش أربعة حيوانات مملوءة عيوناً من قدام ومن وراء .والحيوان الأول شبه أسد.والحيوان الثاني شبه عجل.والحيوان الثالث له وجه مثل وجه انسان.والحيوان الرابع شبه طائر " .
( رؤيا5: 6 ) " ورأيت فإذا في وسط العرش والحيوانات الأربعة وفي وسط الشيوخ خروف قائم كأنه مذبوح له سبعة قرون وسبعة أعين هي سبعة أرواح الله المرسلة إلى كل الأرض...وخرت الحيوانات والأربعون شيخاً أمام الخروف ولهم كل واحد قيثارات. ونظرت وسمعت صوت ملائكة كثيرين حول العرش. والحيوانات والشيوخ قائلين بصوت عظيم:مستحق هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والمجد والبركة.وكل خليقة مما في السماء وعلىالأرض ... سمعتها قائلة: للجالس على العرش وللخروف البركة والكرامة والمجد والسلطان الى أبد الآبدين. وكانت الحيوانات الأربعة تقول : آمين " .
( رؤيا7: 9 ) " وبعد هذا نظرت وإذا جمع كبير ... واقفون أمام العرش وأمام الخروف متسربلين بثياب بيض وفي أيديهم سعف النخل.وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين: الخلاص لألهنا الجالس على العرش وللخروف.وجميع الملائكة كانوا واقفين حول العرش والشيوخ والحيوانات الأربعة.
وخروا أمام العرش على وجوههم وسجدوا لله قائلين: آمين. البركة والمجد والحكمة والقدرة والقوة لالهنا الى أبد الآبدين. آمين لأن الخروف الذي في وسط العرش يرعاهم ويقتادهم " .
( رؤيا12: 3 ) " وظهرت آية عظيمة في السماء : امرأة متسربلة بالشمس. والقمر تحت رجليها وعلى رأسها اكليل من اثني عشر كوكبًا وهي حبلى متمخضة ومتوجعة تصرخ لتلد.وظهرت آية أخرى في السماء.هوذا تنين عظيم أحمر:له سبعة رؤوس وعشرة قرون! وعلى رؤوسه سبعة تيجان وذنبه يجر ثلث السماء فطرحها إلى الأرض والتنين وقف أمام المرأة العتيدة أن تلد حتى يبتلع ولدها متى ولدت ... ثم اختطف ولدها إلى الله وإلى عرشه. وحدثت حرب في السماء :ميخائيل وملائكته حاربوا التنين وحارب التنين وملائكته ولم يقووا فلم يوجد مكانهم بعد ذلك في السماء.فطرح التنين الحية القديمة المدعو ابليس والشيطان الذي يضل العالم كله طُرح إلى الأرض وطُرحَت معه ملائكته ".
(رؤيا12: 12) " ولما رأى التنين أنه طُرح إلى الأرض: اضطهد المرأة فأعطيَتِ المرأة جناحي النسر العظيم لكي تطير إلى البرية. فألقت الحية من فمها وراء المرأة ماء كنهر لتجعلها تُحمل بالنهر. فأعانت الآرض المرأة وفتحت الأرض فمها وابتلعت النهر الذي ألقاه التنين من فمه " .
( رؤيا17: 14 ) " وهؤلاء يحاربون الخروف والخروف يغلبهم أنه رب الأرباب وملك الملوك" .
(رؤيا 19: 7) " لنفرح ونتهلل ونعطه المجد لأن عُرس الخروف قد جاء وامرأته قد هيأت نفسها.
طوبى للمدعوين إلى عشاء عرس الخروف " .
( رؤيا21: 9 ) " ثم جاء إلي واحد من السبعة الملائكة وتكلم معي قائلاً : هلم فأريك العروس امرأة الخروف... والمدينة لا تحتاج إلى الشمس ولا إلى القمر لأن مجد الله قد أنارها، والخروف سراجها" .

4- شمشون والثعالب المطيعة !
( قضاة15 :5 ) " وذهب وأمسك ثلاثمائة ثعلب وأخذ مشاعل ذنبًا إلى ذنب ووضع مشعلاً بين كل ذنبين في الوسط ثم أضرم المشاعل نارًا وأطلقها بين زروع الفلسطينيين فأحرق الأكداس والزرع وكروم الزيتون" .

5- شمشون يقتل ألف رجل بلحي حمار !
( قضاة 15 : 15 – 16 ) " ووجد لحي حمار طريًا , فمد يده وأخذه وضرب به ألف رجل . فقال شمشون : بلحي حمار كومة كومتين . بلحي حمار قتلت ألف رجل " .

6- شمجر يقتل ست مئة رجل بمنساس البقر !
( قضاة 3 : 31 ) " وكان بعده شمجر بن عناة , فضرب من الفلسطنيين ست مئة رجل منساس البقر وهو أيضًا خلص إسرائيل " .

7- الموتى يسيرون في شوارع القدس !
( متَّى 27 : 51-53 ) " وإذا حجاب الهيكل قد انشق إلى اثنين من فوق إلى أسفل . والأرض تزلزلت , والصخور تشققت , والقبور تفتحت , وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين . وخرجوا من القبور بعد قيامته , ودخلوا المدينة المقدسة , وظهروا لكثيرين " .

قد يعترض القمص ويقول إن هذه معجزات , فلماذا تسخرون من هذه الروايات وعندكم في القرآن أن الله جعل الحمار آية لصاحب القرية التي مر عليها وهي خاوية على عروشها , وسليمان عندما سمع حديث النملة والهدد , فنقول : إن المعجزات والآيات لها حكم ودلائل , والمعجزة : أمر خارق للعادة , يظهره الله تعالى على يد مدعي النبوة وفق مراده , تصديقًا له في دعواه , مع عجز جميع المكلفين عن المعارضة . والمعجزة لها دلالتها العقلية في إثبات قدرة الله وحكمته وألوهيته , كما لها دلالة عظيمة الشأن في صدق مدعي النبوة .
فأين هذا مما أوردناه من الروايات التي جاءت في الكتاب المقدس ؟!
ثالثًا : مناقضة الكتاب المقدس للحقائق العلمية

1- يقول الكتاب المقدس: (1فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. 2وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. 3وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ» فَكَانَ نُورٌ. 4وَرَأَى اللهُ النُّورَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. 5وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَاراً وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلاً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْماً وَاحِداً ) تكوين 1: 1-5 .
فمن أين جاءت هذه الأنوار ولم يكن الله قد خلق النجوم بعد ؟
لقد خلق الله الشمس والقمر في اليوم الرابع لفصل الليل عن النهار ولإنارة الأرض (تكوين 1: 14). فكيف جاء الليل والنهار إلى اليوم الرابع دون وجود شمس وقمر ؟
وما هى الأنوار التي خلقها الله في اليوم الرابع في جلد السماء لتفصل بين النهار والليل وتكون لآيات وأوقات وأيام وسنين ؟

2- يقول الكتاب المقدس : ( وَقَالَ اللهُ: لِتَكُنْ أَنْوَارٌ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتَفْصِلَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ وَتَكُونَ لآيَاتٍ وَأَوْقَاتٍ وَأَيَّامٍ وَسِنِينٍ. 15وَتَكُونَ أَنْوَاراً فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ». وَكَانَ كَذَلِكَ. 16َعَمِلَ اللهُ النُّورَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ: النُّورَ الأَكْبَرَ لِحُكْمِ النَّهَارِ وَالنُّورَ الأَصْغَرَ لِحُكْمِ اللَّيْلِ وَالنُّجُومَ. 17وَجَعَلَهَا اللهُ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ 18وَلِتَحْكُمَ عَلَى النَّهَارِ وَاللَّيْلِ وَلِتَفْصِلَ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. وَرَأَى اللهُ ذَلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 19وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْماً رَابِعاً) تكوين1: 14-19.
ونتسأل : متى خلق الله النور لفصل الليل على النهار؟ هل خلقها في اليوم الأول كما يقول سفر (التكوين 1: 3-5) أم في اليوم الرابع كما يقول سفر (التكوين 1: 14) .
ويصف هذا الجزء أن الله قد خلق الشمس والقمر بعد خلق الأرض ، وهذا يخالف أوثق المفاهيم المعتمدة في تكوين عناصر المجموعة الشمسية. فمن المعروف أن الأرض والقمر قد انفتقا من نجمهما الأم ألا وهو الشمس .

3- يقول الكتاب المقدس : ( وَقَالَ اللهُ: «لِتُنْبِتِ الأَرْضُ عُشْباً وَبَقْلاً يُبْزِرُ بِزْراً وَشَجَراً ذَا ثَمَرٍ يَعْمَلُ ثَمَراً كَجِنْسِهِ بِزْرُهُ فِيهِ عَلَى الأَرْضِ». وَكَانَ كَذَلِكَ. 12فَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ عُشْباً وَبَقْلاً يُبْزِرُ بِزْراً كَجِنْسِهِ وَشَجَراً يَعْمَلُ ثَمَراً بِزْرُهُ فِيهِ كَجِنْسِهِ. وَرَأَى اللهُ ذَلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 13وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْماً ثَالِثاً ) تكوين 1 : 11 – 13 .
وكيف أنبت الله النبات قبل خلق الشمس ؟
وكذلك ينتقد العلم الحديث اليوم ظهور النباتات في نفس الوقت الذى ظهر فيه الإنسان على الأرض. فقد ظهر الإنسان على الأرض بعد وقت طويل جداً من وجود النباتات عليها. مع العلم بأننا لا نعرف على وجه اليقين كم من السنين كانت قد مضت بين ظهور الحدثين.

4- متى خلق الله الإنسان ؟ هل خلقه في اليوم الخامس كما في (تكوين 1 : 24 – 26 ) أم خلقه بعد اليوم السابع كما في (تكوين 2: 1- 7) ؟

5- متى خلق الله الشجر ؟وما احتياج الشجر للمطر طالما الأرض كانت مغمورة بالماء ؟
في اليوم الخامس: (29وَقَالَ اللهُ: «إِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُكُمْ كُلَّ بَقْلٍ يُبْزِرُ بِزْراً عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ وَكُلَّ شَجَرٍ فِيهِ ثَمَرُ شَجَرٍ يُبْزِرُ بِزْراً لَكُمْ يَكُونُ طَعَاماً.) تكوين 1: 29.
بعد اليوم السابع: (5كُلُّ شَجَرِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ فِي الأَرْضِ وَكُلُّ عُشْبِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَنْبُتْ بَعْدُ لأَنَّ الرَّبَّ الإِلَهَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أَمْطَرَ عَلَى الأَرْضِ وَلاَ كَانَ إِنْسَانٌ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ.) (تكوين 2:5).

6- القمر يضيء: تكوين 1: 14-19 .
القمر لا يضيء: أيوب 25: 5.

7- يقول سفر التكوين 1: 1-2 : (في البدء خلق الله السموات والأرض. وكانت الأرض خربة … يرف على وجه المياه ) ، فهل هذا صحيحٌ علمياً؟
ثبت علميًا أن السموات والأرض كانتا كتلة غازية تفككت بأمر الله سبحانه وتعالى على مدى عشرة بلايين سنة وهو ما يدعى بالإنفجار الكبير ، ومنذ بضعة بلايين من السنين تكونت المجموعة الشمسية. كما أن وجود الماء في تلك المرحلة مرفوض علمياً.

8- يقول سفر التكوين 1: 14-19 : (لتكن أنوار … النور الأكبر لحكم النهار والنور الأصغر لحكم الليل والنجوم ) .
هذا يناقض المعلومات الأساسية عن تشكل عناصر النظام الشمسي فقد نتجت الأرض والقمر بأمر الله سبحانه وتعالى من انفصالهما عن الشمس فكيف جاءت الشمس والقمر بعد الأرض ؟

9-" الغنم تتوحم " (تكوين 37 : 30).
ولا تعليق !
10- الرب يأمر حزقيال بأكل الخراء الآدمى (حزقيال 4: 12) . فهل هذا غير مضر صحيًا ؟

11-رجال يأكلون برازهم ويشربون بولهم (ملوك الثانى 18: 27) و(إشعياء 36: 12) فهل هذا تشجيع للإقتداء بهم ؟ وأين النهى عن فعل ذلك ؟ وما الغرض التربوي من ذكر هذا الحدث ؟

12-الرب يمسك الخراء بيديه ويقذفه في وجوه الكهنة (ملاخي 2: 3) !

13- يقول الكتاب المقدس : ( وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ الرَّبَّ يَصْفِرُ لِلذُّبَابِ الَّذِي فِي أَقْصَى تُرَعِ مِصْرَ وَلِلنَّحْلِ الَّذِي فِي أَرْضِ أَشُّورَ) إشعياء 7: 18 ومن الثوابت العلمية أن الذباب ليس له جهاز سمعي!

14- الأرض لها أربعة زوايا وأربعة أعمدة – أي مربعة الشكل - (حزقيال 7: 2)و أيوب (6 : 9). وهذا يتنافى مع حقيقة كروية الأرض ودورانها حول محورها بميل يقدر بـ23.5 درجة !

15- رجال تأتيهم الدورة الشهرية(لاويين 15: 1-15) ؟؟؟

غير معرف يقول...

حوار حول قانون الايمان المسيحي ))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))
صدق الله القائل: "أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ. قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ. وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ" سورة آل عمران

يعتقد النصارى أن الله سبحانه واحد في ثلاثة اقانيم ، وثلاثة اقانيم في واحد ، الآب والابن والروح القدس هم واحد : متساوون في المجد متساوون في الأزلية . الآب هو الله . الابن هو الله . الروح القدس هو الله .. ومع هذا فهؤلاء ليسوا بثلاثة آلهة ولكن إله واحد في ثلاث اقانيم .. مع أن كلمة ( الثالوث ) ولا كلمة اقانيم ليست موجودة في أسفار الكتاب المقدس بعهديه القديم ولا الجديد.
ويعتقد النصارى بأن المسيح هو الله وانه ظهر بثلاث شخصيات "الآب في السماء والإبن يسوع والروح القدس الحمامة المسئولة عن الوحي" وانه قد تجسد في صورة الإبن وتأنس أي صار إنسانا و صُلب ومات وقام بعد ثلاثة أيام وذلك تكفيراً لخطيئة آدم حينما أكل من الشجرة ومن لم يؤمن بذلك فهو كافر ولن يخلص ((من الخلاص)) وهذا الإعتقاد ينفيه تماما الكتاب المقدس ومع ذلك فهم يؤمنون به .
بعد ان تعرضت لمناقشات ومحاورات عديده معهم اثناء تواجدى لفتره من الفترات فى امريكا وفقنى الله سبحانه وتعالى لابدا فى دراسه كتابهم والذى انصح بقراءته فقط لمن كان قلبه معلق بالقران الكريم بشده حتى لا يصاب بقسوة فى قلبه من الادعاءات والتحريف المتواجد به عن الله سبحانه وتعالى وعن انبياء الله جميعا. وهذا حوار دار بيني وبين أحد النصارى حول قانون الإيمان الخاص بهم لكشف مدى تطابقه مع الكتاب المقدس. ومع العلم بأن هذا القانون قد صدر من أحد المجامع "الإجتماعات" عام 325 ميلادية .. بعد رفع المسيح عليه السلام بما يقرب من 300 عاما. اللهم اجعل هذا العمل خالصا لوجهك الكريم واجعله حجة على جميع النصارى



~~ اترككم مع الحوار ~~


فليبدأ عبد المسيح: وليقرأ علينا قانون الإيمان النصراني:
عبد المسيح: ”بالـحقـيقـة نـؤمـن بإله واحـدالله الآب ضـابط الكـل خــالق السـمـــاء و الأرض، مــا يُـرى ومــا لايُـرى نؤمـن بـرب واحـد يســوع المسـيح، ابن اللـه الوحـيـد،المولود من الآب قبل كل الدهور، نــور من نــور، إله حـق من إله حـق، مولود غير مخلــوق، واحـد مع الآب في الجــوهـــر، الذي به كــان كل شيء هذا الذي من أجلــنا نحن البـشر ومن أجـل خلاصـنا نزل من السمــاء، وتجــسد بالــروح القــدس ومن مريم العذراء تأنس وصلب عنا على عهد بيلاطس البنطي. تألّم وقُبِرَ وقام من الأموات فى اليوم الثالث كما في الكتب، وصـعد إلى السـمـــــوات، وجلـس عـن يمـيـن أبـــيــه. وأيضـا يأتى فى مجـدة ليديـن الأحــيـاء و الأمــــوات، الذى لـيـس لــمـلـكـة إنـقــضــاء ، نعم نؤمن بالروح القدس الربُ المُحيي المنبثق من الآب نسـجد له ونمـجده مع الآب والابن النـاطق فى الأنبـياء. وبـكـنـيـســة واحـــــدة مـقـدّســة جـامــعـة رســـولية، ونـعـتـرف بمعـمــوديـة واحـدة لمـغـفرة الـخـطـــــايـا، ونـنـتــظر قيـامـة الأمـــوات وحـيـاة الدهــر الآتى“
عبد المسيح: " نحن نؤمن باله واحد و ليس ثلاثة"
عبد الله: أقول لك كما في رسالة يعقوب "انت تؤمن ان الله واحد حسنا تفعل والشياطين يؤمنون ويقشعرون" .. هذا قولكم بأفواهكم ولكن ماذا عن الثلاث شخصيات المتفرقة المنفصلة .. الإبن الذي كان يتعمد في نهر الأردن من يوحنا المعمدان ومعترفا بذنوبه "الأقنوم الثاني" .. والحمامة الروح القدس التي كانت فوق رأس الإبن وهو في النهر وتمثل "الأقنوم الثالث" .. والآب الذي قال عنه الكتاب المقدس "لأنه هل يسكن الله حقا على الأرض؟ .. هاهي السماوات وسماوات السماوات لاتسعك" .. "وقال عنه يسوع "لم تسمعوا صوته ولاابصرتم هيئته .. إلا اننا نقرأ في الكتاب المقدس أن التلاميذ سمعوا صوته من السماء؟ فنحن الآن أمام ثلاث شخصيات متفرقة منفصلة .. تعتبرونهم انتم إلها واحدا.. كيف لاأدري؟
آب في السماء و ابن في النهر و روح قدس كحمامة فوق النهر .. أليسوا بثلاثة شخصيات متفرقة مختلفة؟ ألم يقل بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس 8 : 4 ـ 6 " فنحن نعلم أن لا وثن في العالم و أن لا إلـه إلا الله الواحد . و قد يكون في السماء أو في الأرض ما يزعم أنه آلهة بل هناك كثير من الآلهة و كثير من الأرباب و أما عندنا نحن فـليس إلا إلـه واحد و هو الآب منه كل شيء و إليه نحن أيضا نصير" .. فلماذا ايها النصارى اشركتم مع الآب الابن والروح القدس؟! .. الا تصدقوا قول بولس الرسول؟!
عبد المسيح: نحن نؤمن بالمسيح الإبن كلمة الله الأقنوم الثاني في الثالوث الأقدس كما تؤمنون أنتم ايها المسلمون بالقرآن.
عبد الله: تقولون أن ايمانكم بيسوع كلمة الله كإيماننا بالقرآن كلام الله وهذه كذبة منك .. انتم تقولون أن يسوع هو الله ونحن المسلمون لم نقل يوما أن القرآن الذي هو كلام الله .. هو الله ..
عبد المسيح: إن يسوع الابن هنا هو اقنوم الكلمة ..
عبد الله: الكلمة ليست اقنوم بل هي كل مايخرج من فم الله "كن فيكون" وهذا من الكتاب المقدس .. اقرأوا يقول الله في سفر إشعياء 55:11 "هَكَذَا تَكُونُ كَلِمَتِي الَّتِي تَصْدُرُ عَنِّي "من فمي" مُثْمِرَةً دَائِماً وَتُحَقِّقُ مَا أَرْغَبُ فِيهِ وَتُفْلِحُ بِمَا أَعْهَدُ بِهِ إِلَيْهَا".
ويقول الله في سفر إرمياء 33 : 19 - 14 : " ها أيام تأتي يقول الرب وأقيم الكلمة الصالحة التي تكلمت بها إلي بيت إسرائيل والى بيت يهوذا . في تلك الايام وفي ذلك الزمان انبت لداود غصن البر فيجري عدلا وبرا في الارض . في تلك الايام يخلص يهوذا وتسكن اورشليم آمنة وهذا ما تتسمى به الرب برنا . لانه هكذا قال الرب لا ينقطع لداود انسان يجلس على كرسي بيت اسرائيل . ولا ينقطع للكهنة اللاويين انسان من امامي يصعد محرقة ويحرق تقدمة ويهيئ ذبيحة كل الايام ثم صارت كلمة الرب الى ارميا"
ألم تقولوا إن يسوع سيجلس على عرش داود! .. إذن فهو انسان .. "لا ينقطع لداود انسان" ألم يقل بولس إن يسوع كاهن على رتبة ملكي صادق .. إذن فهو إنسان .. "ولا ينقطع للكهنة اللاويين انسان"
و هل كلمة الرب التي صارت إلى ارمياء في سفر إرمياء 33 : 19 هي الله؟! إن الكلمة .. هي التي تكلم بها الله إلى موسى هي نبؤة سفر التثنية 18: 18 - 20 .. وتلك هي النبؤة كما تقولون انتم ايها النصارى .. "لِهَذَا أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيّاً مِنْ بَيْنِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ، وَأَضَعُ كَلاَمِي فِي فَمِهِ، فَيُخَاطِبُهُمْ بِكُلِّ مَا آمُرُهُ بِهِ. فَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْصَى كَلاَمِي الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِهِ بِاسْمِي، فَأَنَا أُحَاسِبُهُ. وَأَمَّا النَّبِيُّ الَّذِي يَتَجَبَّرُ فَيَنْطِقُ بِاسْمِي بِمَا لَمْ آمُرْهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، أَوْ يَتَنَبَّأُ بِاسمِ آلِهَةٍ أُخْرَى، فَإِنَّهُ حَتْماً يَمُوتُ. كما في سفر إرمياء 33 : 19 - 14 : " ها أيام تأتي يقول الرب وأقيم الكلمة الصالحة"
ولذلك كان المسيح يذكر اليهود دائما بهذه النبؤة ويقول لهم ..في انجيل يوحنا 5 : 45 - 47 " يوجد الذي يشكوكم وهو موسى الذي عليه رجاؤكم . لانكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني لانه هو كتب عني . فان كنتم لستم تصدقون كتب ذاك فكيف تصدقون كلامي". ماذا كتب موسى عن المسيح ابن مريم؟ موسى كتب أن المسيح نبي مثل موسى سيقيمه الله لبني اسرائيل وهذا ما أكده بطرس في سفر أعمال الرسل – الاصحاح الثالث ..22- 26 " ‎فان موسى قال للآباء ان نبيا مثلي سيقيم لكم الرب الهكم من اخوتكم. له تسمعون في كل ما يكلمكم به‎ . ‎ويكون ان كل نفس لا تسمع لذلك النبي تباد من الشعب‎ . ‎وجميع الانبياء ايضا من صموئيل فما بعده جميع الذين تكلموا سبقوا وانبأوا بهذه الايام‎ . ‎انتم ابناء الانبياء والعهد الذي عاهد به الله آباءنا قائلا لابراهيم وبنسلك. ‎اليكم اولا اذ اقام الله عبده يسوع ارسله يبارككم برد كل واحد منكم عن شروره"
ومن المعروف من الكتاب المقدس أن المسيح ابن مريم له إله .. هو الله .. ففي رؤيا يوحنا اللاهوتي 1 :6: " و جعل "أي يسوع" منا مملكة من الكهنة لإلــهـه و أبــيـه"
وايضا في انجيل يوحنا 20 : 17 "قال لها (أي مريم المجدلية) يسوع .. ولكن اذهبي الى اخوتي وقولي لهم اني اصعد الى ابي وابيكم والهي والهكم". إن يسوع هنا يفرق بين طبيعته و طبيعة التلاميذ بحروف العطف وكذلك استخدامه "اصعد الى ابي وابيكم والهي والهكم" واستخدامه ابي وابيكم والهي والهكم.. لا تقل انه صاعد إلى اللاهوت .. فاللاهوت لم يفارق الناسوت طرفة عين.
عبد المسيح: "الابن فى قانون الايمان هو كلمة الله و ليس من الصعب الايمان بان الله و كلمته واحد و الايمان بالله و بكلمته واحد"
عبد الله: هنا تحاولون لي أعناق الكلام .. إنكم هنا تقصدون بكلمة الله انه يسوع الناصري .. الذي قال عنه يوحنا اللاهوتي "وأقام منا مملكة من الكهنة لإلهه وابيه" .. أي أن الآب هو إله الإبن بشهادة الكتاب المقدس .. إذن فالإبن له إله وهوالآب .. إذن الإبن عبد والآب إلهه .. فهم لا يتساووا ابدا .. فالآب أعظم من الابن "و أما عندنا نحن فـليس إلا إلـه واحد و هو الآب منه كل شيء و إليه نحن أيضا نصير". ومن المستحيل أن يصدق أي عاقل أن الله وكلمته واحد كما تقولون انتم أن الله وكلمته المسيح ابن مريم واحد وذلك من الكتاب المقدس " وأقيم الكلمة الصالحة التي تكلمت بها إلي بيت إسرائيل والى بيت يهوذا" .. لو نظرنا هنا هناك مقيم وهو الله "الفاعل" .. وهناك مقام وهي الكلمة "مفعول به" .. فهم ليسوا سواءا .. هل إذا قلت " أكلت تفاحتي" .. أكون أنا التفاحة والتفاحة واحد؟!
أما الايمان بالله و بكلمته واحد .. لأنه حينما اقول انني اؤمن بالله ولا أؤمن بوحيه .. فأنا هنا كافر .. وليس معنى ذلك أن الله هو وحي الله! ولكني حتى أكون مكتمل الإيمان بالله .. فلا بد أن اؤمن بكلام الله الذي اوحاه إلى انبيائه .. فلابد أن اؤمن بالله وبوحيه ايضا.
عبد المسيح: و ما هى المشكلة فى ان نقول ان كلمة الله مولودة منه؟
عبد الله: أقول لك هات برهانك على كلامك .. المسيح يقول طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه .. و قال الله في سفر إشعياء 55:11 "هَكَذَا تَكُونُ كَلِمَتِي الَّتِي تَصْدُرُ عَنِّي "من فمي" مُثْمِرَةً دَائِماً وَتُحَقِّقُ مَا أَرْغَبُ فِيهِ وَتُفْلِحُ بِمَا أَعْهَدُ بِهِ إِلَيْهَا" .. الكلمة غير مولودة بل هي صادرة من الفم .. وحتى لو قلنا إن الكلمة مولودة .. فهناك والد أعظم وأقدم وأقوى وهناك مولود أضعف واحدث واضعف.
عبد المسيح: اليس كلامك الذى تكتبه مولود منك؟
عبد الله: لا كلامي صادر من فمي فأنا المتحكم فيه .. اوجهه كيف اشاء .. فلست أنا وكلامي متساويان .. هناك متحكم وهو أنا ومتحكم فيه وهو الكلام.
عبد المسيح: يأتى السؤال: متى ولدت كلمة الله .. أليست ازلية؟
عبد الله: الكتاب المقدس .. ولدت كلمة الله من مريم في عصر هيرودوس لما كانت مخطوبة ليوسف النجار .. وإليكم الدليل من انجيل متى 2:1 "ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في ايام هيرودس الملك اذا مجوس من المشرق قد جاءوا الى اورشليم "
ومن متى 1:18 " اما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا لما كانت مريم امه مخطوبة ليوسف قبل ان يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس"
عبد المسيح: إن الله ازلى اى لا بداية له
عبد الله: "نعم الله أزلي .. ولاأحد ينكر ذلك"
عبد المسيح: هكذا ايضا كلمته ..
عبد الله: سأرد عليكم من سفر المزامير 25:6 "‎اذكر مراحمك يا رب واحساناتك لانها منذ الازل هي"‎ .. لماذا لا تعبدوا المراحم والإحسان؟!
ولتعبدوا ايضا سليمان وحكمته فقد جاء في سفر الأمثال 8:22-23 "الرب قناني اول طريقه من قبل اعماله منذ القدم منذ الازل مسحت منذ البدء منذ اوائل الارض"
أما عن الكلمة .. من سفر إشعياء 55:11 "هَكَذَا تَكُونُ كَلِمَتِي الَّتِي تَصْدُرُ عَنِّي "من فمي" مُثْمِرَةً دَائِماً وَتُحَقِّقُ مَا أَرْغَبُ فِيهِ وَتُفْلِحُ بِمَا أَعْهَدُ بِهِ إِلَيْهَا" الكلمة تصدر من فم الله وقتما يشاء كيفما يشاء واينما يشاء .. وليست الكلمة هي الله .
عبد المسيح: و لهذا فإن قانون الايمان يقول المولود من الاب قبل كل الدهور!
عبد الله: أقول لك أنا آتي بدليلي من الكتاب المقدس على بطلان كلامك .. لوقا 1:31 "وها انت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع " .. أي حينما تكلم الملاك لم يكن حدثت الولادة فأين دليلك.
عبد المسيح: ان كلمة الله مولودة منه منذ الازل ..
عبد الله: يقول الله في سفر المزامير "ارسل كلمتي" .. فالكلمة مفعول به وسُترسل من قبل المتكلم .. فهل يستوون؟!
مرة أخرى هذا هو ميلاد يسوع .. الرجل ولد في ايام هيرودس الملك و في انجيل متى 1:25 "ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر ودعا اسمه يسوع" وفي انجيل متى 2:1 "ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في ايام هيرودس الملك اذا مجوس من المشرق قد جاءوا الى اورشليم
عبد المسيح: نأتي إلى .. "نــور من نــور إله حـق من إله حـق مولود غير مخلــوق" .. و الان انت تعتقد ان جملة اله حق من اله حق تعنى الهين؟ .. فلهذا لا يوجد ابدا فى المسيحية عبادة لاكثر من اله انما انت لا تفهم.
عبد الله: إذا قلتم هذا "نور من نور" ..فهناك نور مستمد من نور .. نور فرعي ونور أصلي .. إذن ليسوا واحد كما اشير انا إلى تلميذ وعالم كبير .. قائلا "عالم من عالم" .. فهناك عالمين. بالنسبة لقول "إله حـق من إله حق" .. نحن نعلم أن الشق الأول من العبارة يشير إلى يسوع الابن .. الشق الثاني من العبارة يشير إلى الله الآب .. اننا نعلم أن الكتاب المقدس يناقض تلك المقولة ويهدمها .. فمن المعروف أن الآب هو إله الابن وذلك من أقوال يسوع الناصري الابن في قوله "وإلهي وإلهكم" .. وفي قوله "إلهي .. إلهي .. لماذا تركتني" وفي قول يوحنا اللاهوتي في سفر الرؤيا "وجعل منا مملكة من الكهنة لإلهه وابيه" .. وفي قول متى التي نقلها من إشعياء 42 بطرس في أعمال الرسل "هذا هو عبدي الذي أعضده" في كل الأعداد السابقة نجد أن الأبن له إله وهو الآب .. بينما الآب ليس له إله وهو إله كل شيئ .. وهو الله الذي قال عنه بولس الرسول .. "ليس لنا إلا إله واحد وهو الآب الذي منه كل شيء"
فإنني إذا قلت أنا .. هذا "عبد الله من مجدي" .. فهناك شخصين مختلفين .. وهذا لا يختلف عليه اثنان .. فهنا الابن ليس مثل الآب .. بل الآب أعظم من الابن .. والآب أعظم من الكل .. وهذا ما قاله يسوع الناصري.
عبد المسيح: ان يسوع الابن "مولود غير مخلــوق" ..
عبد الله: أما مولود فهذه حقيقة .. من انجيل متى 2:1 "ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في ايام هيرودس الملك اذا مجوس من المشرق قد جاءوا الى اورشليم "
أما غير مخلوق فهذا غير صحيح و من الكتاب المقدس .. فبولس يقول أن يسوع مخلوق كورنثوس 1:15 " بكر كل خليقة" .. اذن يسوع مخلوق. ويقول عنه يوحنا اللاهوتي في سفر الؤيا 14:3 " بداءة خليقة الله " .. مرة أخرى إذن من الكتاب المقدس يسوع مخلوق
عبد المسيح: إن الابن الاقنوم الثاني واحـد مع الآب الاقنوم الأول في الجــوهـــر ..
عبد الله: وأنا أقول لكم هذا ليس صحيحا .. فقد قال الكتاب المقدس في مواضع كثيرة أن الآب هو الإله الوحيد .. وانه إله الابن .. أي ان الكتاب المقدس أكد أن الابن عبد للآب ففي كورنثوس الأولى 8:6 يقول بولس الرسول " لنا اله واحد الآب الذي منه جميع الاشياء ونحن له"
ويقول بولس ايضا في افسس 1:17 "كي يعطيكم اله ربنا يسوع المسيح "أي إله معلمنا يسوع" ابو المجد روح الحكمة والاعلان في معرفته" وهذا تأكيدي على معنى كلمة رب من انجيل يو حنا 1:38 "فالتفت يسوع ونظرهما يتبعان فقال لهما ماذا تطلبان . فقالا ربي الذي تفسيره يا معلّم اين تمكث".
فإذا كان الآب "الأقنوم الأول" .. هو إله الابن "الاقنوم الثاني" .. وذلك من الكتاب المقدس .. فكيف تأتي أنت وتقولون انهم واحد في الجوهر .. اليس الآب إله للابن؟!
عبد المسيح: "الذي به كــان كل شي"
عبد الله: كيف كان بيسوع كل شيئ وهو يقول "أنا لا استطيع أن افعل من نفسي شيئا" .. وايضا قال لإبني زبدي في متى 20:23 "فقال لهما اما كاسي فتشربانها وبالصبغة التي اصطبغ بها انا تصطبغان واما الجلوس عن يميني وعن يساري فليس لي ان اعطيه الا للذين اعدّ لهم من ابي" .. ألم يقل "ابي اعظم مني"
عبد المسيح: هذا الذي من أجلــنا نحن البـشر ومن أجـل خلاصـنا نزل من السمــاء ..
عبد الله: أقول لك .. من الذي نزل من السماء؟ .. اهو كرشنا إله الهندوس عبدة البقر أم يسوع الناصري إله النصارى الذين يقولون أن إلههم خروف أم مثرا إله الرومان أم حورس إله المصريين القدماء؟ .. ثم من اجل خلاص من؟ انني أقول لكم .. إن ابراهيم والعازر المسكين كانا في الفردوس بغير فداء وخلاص وهذا من أقوال يسوع الناصري نفسه في الكتاب المقدس. نوح كان بارا في الكتاب المقدس بغير فداء ..ابراهيم كان بارا بغير فداءزكريا كان بارا بغير فداء .. و.. و..و..و..و..أي خلاص وفداء تتكلمون عنه؟
ألم يقل يسوع إنه سيتكئ مع ابراهيم ويعقوب وهما في الملكوت ليشرب معهم خمرا ويأكلوا على مائدته ..بغير فداء ولا خلاص .. ألم يقل الله لنوح : " لأني إياك رأيت باراً " ( تكوين 7 : 1)
اقرا ايضا .. "كل واحد يموت لأجل خطيته " أخبار الأيام (2) 25/4
و " الابن لا يحمل من إثم الأب والأب لا يحمل من إثم الابن" حزقيال 18 : 20
و "النفس التي تخطئ هي تموت" حزقيال 18 : 20
و سفر ارميا : " بل كل واحد يموت بذنبه" 31 : 30
و حزقيال 18 : 21 " وَلَكِنْ إِنْ رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ خَطَايَاهُ كُلِّهَا الَّتِي ارْتَكَبَهَا، وَمَارَسَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَصَنَعَ مَا هُوَ عَدْلٌ وَحَقٌّ فَإِنَّهُ حَتْماً يَحْيَا، لاَ يَمُوتُ. وَلاَ تُذْكَرُ لَهُ جَمِيعُ آثَامِهِ الَّتِي ارْتَكَبَهَا. إِنَّمَا يَحْيَا بِبِرِّهِ الَّذِي عَمِلَهُ"
و سفر الأيام " لا تموت الآباء لأجل البنين، ولا البنون يموتون لأجل الآباء، بل كل واحد يموت لأجل خطيته" 25/4
و "فإنه لا يموت بإثم أبيه " حزقيال 18/17 .
فما الداعى إذاً من نزول الإله القدوس وتجسده فى صورة إنسان، ابن آدم الرمة والدود، أو يُصوَّر فى شكل حيوان ، ثم يُصلَب ليغفر لآدم أكله من الشجرة! لماذا يحتاج الإله الغفور الرحيم الذى (لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ) والذى (يَرْحَمُنَا) و(يَدُوسُ آثَامَنَا) (وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ) إلى التجسد والإهانة كما فعل كرشنا وبوذا؟!أليس هو الله الذى (يُسَرُّ بِـالرَّأْفَةِ) و(لاَ يُحَاكِمُ إِلَى الأَبَدِ) (وَلاَ يَحْقِدُ إِلَى الدَّهْرِ) والذى (قَوِيَتْ رَحْمَتُهُ عَلَى خَائِفِيهِ) وكانت رحمته (مِثْلُ ارْتِفَاعِ السَّمَاوَاتِ فَوْقَ الأَرْضِ) أليس هو الله (الْمَاحِي) (غَافِرُ الْإِثْمِ وَالْمَعْصِيَةِ وَالْخَطِيَّةِ) أي فداء وخلاص تتكلمون عنه .. أهو فداء بوذا للبوذيين أم كرشنا للهندوس عباد البقر أم يسوع الناصري لكم؟!
عبد المسيح: خلاصنا هنا لا تعود على المسيحيين بل الخلاص للجميع و لكن لن يستفيد منه الذى لا يؤمن به.
عبد الله: إن الكتاب المقدس يخبرنا بغير ماتقولون .. اقرأوا هذا مايقوله يسوع يقول لكم ايها النصارى .. " ليس كل من يقول لي يا رب يا رب "أي يامعلم" يدخل ملكوت السموات . بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السموات . كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب يا رب "أي يامعلم" أليس باسمك تنبأنا وباسمك اخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة . فحينئذ أصرّح لهم اني لم اعرفكم قط"
هل تدري من الذين يتحدث عنهم العدد السابق .. انهم انتم ايها النصارى و لا أحد غير النصارى .. فمن غيركم الذين يقول ليسوع الناصري يارب يارب .. كثيرون سيصرح يسوع لهم وقد كانوا يتنبأون باسمه .. ويخرجون الشياطين باسمه .. ويصنعون قوات كثيرة باسمه وهي صفات من صفات الأنبياء الكذبة الدجالون كما يقول الكتاب المقدس. هؤلاء الكذبة نسوا الله الذى أرسل المسيح ابن مريم .. وأشركوا به .. قالوا إن الآب هو الإبن هو الروح القدس .. كلهم في الواحد .. ويقول لهم المسيح .. اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ .. لماذا ياترى .. ألم يؤمنوا بالصلب .. والقيامة .. والفداء .. وبولس وبطرس .. فلماذا لايخلصهم ؟! .. فلماذا يبتعد عنهم ..نعم لأنهم ضلوا الطريق ... وكفروا بالله وعبدوا المسيح الذي هو بكر كل خليقة .. المخلوق .. دون .. الخالق.
إن بولس يتحدث عنكم في رومية 1:25 "الذين استبدلوا حق الله بالكذب واتقوا وعبدوا المخلوق دون الخالق الذي هو مبارك الى الابد" . إنه انتم ايها النصارى عبدتم يسوع المخلوق "بكر كل خليقة" من دون الله خالق كل شيئ".
إنني اسألكم سؤالا .. هل لا يستطيع الأنبا شنودة أن يسير في الشارع عاريا؟! .. لماذا لا يفعل ذلك؟ .. هل هذا لا يليق به .. بينما يليق بالله العزيز الوحيد الذي ليس له عدم الموت والذي لم يره أحد ولا يستطيع أن يراه الساكن في نور لا يدنى منه .. هل يليق به أن يُذل على ايدي الرومان واليهود ويلكم ويبصق في وجهه ويموت على الصليب " ..
عبد المسيح: إنه لم يمت على الصليب
عبد الله: لا تقولوا إنه لم يمت .. فيوحنا يقول في يوحنا 1:14 "وصارت الكلمة جسدا" .. أي وصارت الكلمة التي تقولون انها الله .. صارت جسدا Flesh لحما" وقتل الجسد ..أي أن الله قتل بقولكم .. وهذا كذب .. الله حي إلى الأبد .. لا يموت .. الله لم يره أحد ويسوع رآه الناس .. الله لا يدني منه أحد .. واليهود والرومان دنوا من يسوع ولكموه. لماذا لا تقبلوا على شنودة ماقبلتموه على الله وماقبله الهندوس عبدة البقر على الله وعبدة مثرا وعبدة بوذا .. ألم تشعر انك مثلهم .. الهكم قتل؟!
عبد المسيح: وتجــسد بالــروح القــدس ومن مريم العذراء تأنس السيد المسيح هو كلمة الله المتجسد.
عبد الله: أقول لكم الكتاب المقدس يهدم كلامكم الذي تتكلمون به .. يسوع الناصري وهو يتكلم عن الله يقول في يوحنا 4:24 "الله روح" .. وهو يتكلم عن نفسه يقول في لوقا 24:39 "انظروا يديّ ورجليّ اني انا هو . جسوني وانظروا فان الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي" .. و ايضا في يوحنا 19:38 "ثم ان يوسف الذي من الرامة وهو تلميذ يسوع ولكن خفية لسبب الخوف من اليهود سأل بيلاطس ان يأخذ جسد يسوع . فأذن بيلاطس فجاء واخذ جسد يسوع ". .. ثم إذا كنتم تقولون أن الكلمة التي هي الله صارت جسدا .. فها هو الجسد ميت في القبر .. والله لا يموت .. ألستم تتفقون معي؟!
أما كيف يسوع هو كلمة الله .. أقول لكم اقرأوا .. يقول الله في سفر إرمياء 33 : 19 - 14 : " ها أيام تأتي يقول الرب وأقيم الكلمة الصالحة التي تكلمت بها إلي بيت إسرائيل والى بيت يهوذا . في تلك الايام وفي ذلك الزمان انبت لداود غصن البر فيجري عدلا وبرا في الارض . في تلك الايام يخلص يهوذا وتسكن اورشليم آمنة وهذا ما تتسمى به الرب برنا . لانه هكذا قال الرب لا ينقطع لداود انسان يجلس على كرسي بيت اسرائيل . ولا ينقطع للكهنة اللاويين انسان من امامي يصعد محرقة ويحرق تقدمة ويهيئ ذبيحة كل الايام ثم صارت كلمة الرب الى ارميا"
ألم تقولوا إن يسوع سيجلس على عرش داود! .. إذن فهو انسان .. "لا ينقطع لداود انسان"
ثم اقرأوا ..انجيل لوقا 1: 26-33
"وفي الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله الى مدينة من الجليل اسمها ناصرة 27 الى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف . واسم العذراء مريم . 28 فدخل اليها الملاك وقال سلام لك ايتها المنعم عليها . الرب معك مباركة انت في النساء . 29 فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسى ان تكون هذه التحية . 30 فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لانك قد وجدت نعمة عند الله . 31 وها انت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع . 32 هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه . 33 ويملك على بيت يعقوب الى الابد ولا يكون لملكه نهاية"
انها عن يسوع المسيح الذي سيجلس على عرش داود! .. ويعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه .. إذن فهو انسان .. "لا ينقطع لداود انسان"
عبد المسيح: و لكنه اخذ جسد انسانى من السيدة العذراء كما يقول القران ..
عبد الله: أقول لكم ما يقوله القرآن عن المسيح ابن مريم .. وعنكم يامن عبدتم المسيح ابن مريم
أولا كلمة الله .. معناها وعد الله
إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
ثانيا يحيى ابن زكريا "يوحنا المعمدان" .. سيكون مصدقا بكلمة من الله .. أي بوحي الله
"فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ "
ثالثا المسيح ابن مريم ايضا .. كلمة من الله .. أي بشارة من الله
"إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ " ..
كلمة الله .. كن فيكون
" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تقولوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تقولوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا "
" أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ"
"وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ "
" رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ "
رابعا كلام الله .. أي شريعة الله وأمره
"يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ "
عيسى ابن مريم مثل آدم .. مخلوقين من مخلوقات الله .. من تراب
"إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ "
آدم خلقه الله ونفخ فيه من روحه
"فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ"
مرة ثانية آدم خلقه الله ونفخ فيه من روحه
"ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ"
القرآن يقول أن المسيح ابن مريم عبد الله ورسوله"لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا "
القرآن يحكم بكفر من اتخذ المسيح ابن مريم الها من دون الله .. اقرأ
"لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"
القرآن يحكم مرة ثانية بكفر من اتخذ المسيح ابن مريم الها من دون الله .. اقرأ
"لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ . لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ . أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ . مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ . قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ "
هذا هو المسيح ابن مريم .. عبد لله
"قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا"
هذا هو المسيح ابن مريم .. عبد لله ورسولا إلى بني اسرائيل
"إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ "
عبد المسيح: فلو كانت ارادة الله ان يظهر فى صورة انسان فلماذا تجعل انت ذلك مستحيلا ؟ اليس كل شىء مستطاع لله حتى لو عجز العقل البشرى عن فهمه؟
عبد الله: لقد اجبتك على كلامكم السابق ولماذا لا يليق بالله العزيز أن يهان ليغفر لآدم خطيئته مع انه بكلمة واحدة قادر على كل شيئ .. وانتظر اجابتك عن سؤالي لماذا لايسير الأنبا شنودة عاريا في الشوارع .. مع إنه من المعروف أن الأنبا شنودة له القدرة على ذلك؟!
عبد المسيح: "وصلب عنا على عهد بيلاطس البنطي تألّم وقُبِرَ وقام من الأموات فى اليوم الثالث كما في الكتب"
عبد الله: إنني اسألك من الذي صلب عنكم وتألم وقبر وقام من الأموات؟ .. ألم تقولوا إن يسوع الإله حق؟ .. لنرجع معا إلى الكلام السابق .. أي من كلامكم "الإله الحق صلب وتألم وقتل وقبر .. هل الإله الحق يقتل ويقبر وهو الذي قال "حي أنا إلى الأبد" .. وقال عنه الكتاب "هاهي السماوات وسماوات السماوات لا تسعك" فكيف يقبر وجعلتموه في بطن قبر؟ وهو غير محدود؟!!
لاتقل لي إنه الناسوت .. ألم تقولوا إن يوحنا 1:1 يقول "في البدء كان الكلمة وكان الكلمة عند الله وكان الكلمة الله" أي بقولكم إن "الكلمة هو الله" .. ثم يمضي يوحنا 1:14 قائلا "والكلمة صار جسدا Flesh" .. أي أن الله صار جسدا Flesh لحما .. من الذي كان على الصليب وتألم وقتل .. أليس الجسد؟.. أليس الكلمة؟ .. أليس الكلمة هو الإله الحق؟ .. وهل الإله الحق يقتل ويموت؟ تقولون لان الله غير محدود .. فلما جعلتموه محدودا في الجسد جسد الصبي يسوع الناصري؟
عبد الله: و لا يموت (طبعا ستعتقد انى اناقد نفسى) الذى مات هو الجسد الانسانى الذى كان متحدا بالجوهر الالهى. و الجوهر الالهى لم يتألم او يموت طبعا.
عبد الله: يارجل انكم تقولون الإله الحق صلب عنا على عهد بيلاطس البنطي تألّم وقُبِرَ وقام من الأموات فى اليوم الثالث كما في الكتب .. فكيف تقولون مرة ثانية إنه لم يمت؟!يوحنا 1:14 يقول "والكلمة صار جسدا Flesh" .. هل تعلم أن كلمة Flesh الموجودة في الترجمات الإنجليزية معناها لحم الخنزير؟ .. أي أن الله صار جسدا Flesh لحما .. من الذي كان على الصليب وتألم وقتل .. أنت قلت الجسد الإله الحق؟.. أليس الكلمة الله صار جسدا؟ .. وهل الإله الحق الذي صار جسدا .. يقتل ويموت؟
عبد المسيح: اليك تشبيه لتقريب المعنى : موت الانسان هو انفصال روحه عن جسده. فلو رسمنا دائرتين و احدة تمثل الروح و واحدة تمثل الجسد. و حركنا الدائرتين و كاننا نحاكى الموت البشرى. ثم تخيلنا ان هناك دائرة ثالثة قطرها لا نهائى تمثل الجوهر الالهى. الا توافقنى ان مهما بعدت الدائرتين المحدودتين (الروح و الجسد) ستظلا داخل الدائرة الغير محدودة؟
عبد الله: الكتاب المقدس ينقض مثالك السابق حيث نجد أن الدائرتين الصغيرتين الروح والجسد خرجتا خارج الدائرة الغير محدودة "الجوهر الإلهي" .. حينما نسمع يسوع الناصري يصرخ بصوت عظيم قائلا قبل أن يسلم الروح "إلهي .. إلهي .. لم تركتني" .. أي أن الدائرة الكبيرة تخلت عن الدائرتين الصغيرتين حتى من قبل أن يتحركا .. وهذا يهدم نظرية أن اللاهوت لم يفارق الناسوت .. وإلا لماذا ترك اللاهوت الناسوت؟!! .. إذن اللاهوت خائن لأن الناسوت كان ينتظر منه وفاء بوعد .. والناسوت خائر وليس بمؤمن لأنه يتهم اللاهوت بالخيانة!
عبد المسيح: هكذا موت السيد المسيح على الصليب : الجسد الانسانى المتحد باللاهوت انفصل عن الروح الانسانية المتحدة باللاهوت فمات الجسد و لكنه مازال متحد باللاهوت و الروح ايضا مازالت متحدة باللاهوت.
عبد الله: أقول لك إنك تتعمد تحريف الكلم .. لأن يسوع قال قبل الموت .. "إلهي .. إلهي .. لماذا تركتني؟" .. اللاهوت الخائن ترك الناسوت الغير مؤمن والذي كان ينتظر شيئا من اللاهوت؟
مرة ثانية .. يارجل انكم تقولون الإله الحق صلب عنا على عهد بيلاطس البنطي تألّم وقُبِرَ وقام من الأموات فى اليوم الثالث كما في الكتب .. فكيف تقولون مرة ثانية إنه لم يمت؟!يوحنا 1:14 يقول "والكلمة صار جسدا Flesh" .. هل تعلم أن كلمة Flesh الموجودة في الترجمات الإنجليزية معناها لحم الخنزير؟ .. أي أن الله صار جسدا Flesh لحما .. من الذي كان على الصليب وتألم وقتل .. أنت قلت الجسد؟.. أليس الله الكلمة صار جسدا؟ .. وهل الإله الحق يقتل ويموت؟ وحتى لاتقولون إنه قام من الأموات من نفسه فإني اتركك مع غلاطية 1:1 يقول بولس "بولس رسول لا من الناس ولا بانسان بل بيسوع المسيح والله الآب الذي اقامه من الاموات" .. حتى بقول بولس الرسول .. هل الله الآب الذي لايموت مثل الإبن الذي مات وأقامه الله الآب من الأموات؟ .. هل هذا عدل منكم؟وفي سفر أعمال الرسل 2:32 الذي يقول " ‎فيسوع هذا اقامه الله ونحن جميعا شهود لذلك‎"
عبد المسيح: وصـعد إلى السـمـــــوات ..
عبد الله: أقول لك اقرأ لوقا 24 : 51 "وفيما هو يباركهم انفرد عنهم واُصعد الى السماء" .. هناك فرق بين صعد واُصعد .. المسيح هنا لم يصعد من نفسه .. فهو مفعول به .. وايضا في أعمال الرسل 5:31 "‎هذا رفّعه الله بيمينه". اي أن الله هو الرافع ويسوع هو المرفوع .. فالمسيح لم يقدر أن يفعل من نفسه شيئ .. ولذلك يقول القرآن "بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا " .. أي أن الله القوي رفع المسيح الضعيف .. فهناك فرق بين الله والمسيح. ثم ألم يرفع الله نبيه ايليا حيا ولم يكن قد مات من قبل؟
عبد المسيح: وأيضـا يأتى فى مجـده ليديـن الأحــيـاء و الأمــــوات الذى لـيــــــــس لــمــلــكــــــــه إنــقــضـــــــــــــــاء.
عبد الله: وأنا أقول لك إن هذا كلام ينفيه الكتاب المقدس .. فلقد وعد يسوع انه سيأتي سريعا في مجد ابيه ليجازي كل واحد حسب عمله ولكن ذلك لم يحدث .. فهذه نبؤة كاذبة .. اقرأ في متى 16: 27- 28 "فان ابن الانسان سوف يأتي في مجد ابيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله . 28 الحق اقول لكم ان من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الانسان آتيا في ملكوته" إن من القيام هاهنا .. أي .. ذلك الجيل الذي عاصر يسوع .. إن اداة تأكيد ونصب .. تأكيد على إنه من بين الواقفين من سيرى يسوع في السحاب وهو مالم يحدث.
وبناء على ذلك يقول بولس في رسالته الأولى الى تسالونيكي 4 :15- 18 إنه لن يموت حتى يرى يسوع الرب آتيا من السماء بهتاف فيأخذه معه في الهواء إلى الأبد : " فَإِنَّنَا نَقُولُ لَكُمْ هَذَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ: إِنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ" .. وهو مالم يحدث؟!
ثم مارأيك في أن بولس يقول ايضا في رسالته كورنثوس 5:13 " ألستم تعلمون ان القديسين سيدينون العالم " .. إذن فالقديسين سيدينون العالم؟! ولم يتركوا شيئا ليسوع .. فاعبدهم من دون الله!
يقول بولس في رسالته إلى العبرانيين 13:4 "واما العاهرون والزناة فسيدينهم الله". يسوع لن يدين!
وفي كورنثوس الأولى 6:3 يقول بولس "ألستم تعلمون اننا سندين ملائكة فبالأولى امور هذه الحياة" .. فهل بولس هو الله .. وإله الملائكة؟! .. لأنه سيدينهم!
عبد المسيح: نعم نؤمن بالروح القدس الربُ المُحيي المنبثق من الآب نسـجد له ونمـجده مع الآب والابن النـاطق فى الأنبـياء" ..
عبد الله: أقول لك وهذا هو عين الضلال .. ألم يقل بولس "ليس لنا إلا إله واحد وهو الآب" .. ألم يقل يسوع "للرب إلهك وحده تسجد" .. فالسجود بناءا على قول يسوع يكون للآب الذي في السماء وحده. من المعروف من اعمال الرسل 15:8 أن الله هو الذي يعطي الروح القدس "‎والله العارف القلوب شهد لهم معطيا لهم الروح القدس كما لنا ايضا" الله هو المعطي الفاعل .. والروح القدس هو الُمعطى "المفعول به" .. الفاعل أقوى من المفعول به .. إذن ليسوا سواء.
وايضا في اعمال الرسل 5:32 الله هو الذي يعطي الروح القدس "‎ونحن شهود له بهذه الامور والروح القدس ايضا .. الذي اعطاه الله للذين يطيعونه "اعمال الرسل 10:38 ‎يسوع الذي من الناصرة .. كيف مسحه الله .. بالروح القدس والقوة" .. الله يمسح بالروح القدس .. الله هو الممسح " الفاعل" .. والروح القدس هو الممسح به "المفعول به الثاني" .. الفاعل "الله" أقوى من المفعول به الأول وهو يسوع ..و أقوى من المفعول به الثاني وهو الروح القدس .. إذن ليسوا سواء.
وأخيرا اين دليلك من الكتاب المقدس على أن الروح القدس منبثق من الآب ؟ .. فالكاثوليك يقولون أن الروح القدس منبثق من الإبن؟! .. وحتى لو قلنا إن الروح القدس منبثق من الآب فهناك أصل وهو الآب إله كل شيئ وهناك فرع وهو الروح القدس .. فهم ليسوا سواء.
الكتاب المقدس يقول أن الله رفع المسيح ابن مريم .. ولم يصعد هو من نفسه في أعمال الرسل 5:31 "‎هذا "يسوع" رفّعه الله بيمينه". اي أن الله هو الرافع ويسوع هو المرفوع .. فالمسيح لم يقدر أن يفعل من نفسه شيئ!وفي لوقا 24 : 51 "وفيما هو يباركهم انفرد عنهم واُصعد الى السماء" .. هناك فرق بين صعد واُصعد .. المسيح هنا لم يصعد من نفسه .. فهو مفعول به!ولذلك يقول القرآن "بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا " .. أي أن الله القوي رفع المسيح الضعيف .. فهناك فرق بين الله والمسيح.
الكتاب المقدس يقول بأن يسوع الناصري مخلوق من مخلوقات الله .. إقرأ بولس يقول أن يسوع مخلوق كورنثوس 1:15 " بكر كل خليقة" .. اذن يسوع مخلوق. ويقول عنه يوحنا اللاهوتي في سفر الؤيا 14:3 " بداءة خليقة الله " .. مرة أخرى إذن من الكتاب المقدس يسوع مخلوق. لذلك بميزانكم .. يكون آدم أفضل من يسوع .. وذلك لأن الله خلقه بيديه بلا أب و لاأم .. بينما يسوع خلقه الله من مريم .. ولذلك فهو انسان ابن انسان! ألا تعدلون؟
عبد المسيح: ألم يقل يسوع مخاطبا إبليس الشيطان في لوقا " للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد"
عبد الله: هل إذا كنت اتلو عليك عدد من الكتاب المقدس وهو ارمياء 25:6 قائلا "ولا تسلكوا وراء آلهة اخرى لتعبدوها وتسجدوا لها ولا تغيظوني بعمل ايديكم فلا اسيء اليكم ". .. هل معنى ذلك انني أنا المتحدث أم الله .. وإلا فإني سآتي أمامك وأقرأ عليك "أنا الرب إلهك" .. هل ستعبدني حينئذ؟!
ولماذ حين نقول إن يسوع قال مخاطبا بني اسرائيل "الرب إلهنا إله واحد" .. فإنكم تقولون إنه كان يكلمهم بما هو مكتوب؟ .. كذلك فحينما يتكلم يسوع مع ابليس فإنه يقرأ خلاصة النصوص الموجودة في الكتاب المقدس المزمور 81:9 لا يكن فيك اله غريب ولا تسجد لاله اجنبي‎ .
و في سفر الملوك الثاني 17:35 "وقطع الرب معهم عهدا وامرهم قائلا لا تتقوا آلهة اخرى ولا تسجدوا لها ولا تعبدوها ولا تذبحوا لها" .
وايضا في سفر الملوك الثاني 17:36 نقرأ "بل انما اتقوا الرب الذي اصعدكم من ارض مصر بقوة عظيمة وذراع ممدودة وله اسجدوا وله اذبحوا" . أي ان سجود العبادة لا يكون إلا لله وحده
ونعود نعرج على النص مرة أخرى لوقا 4:5-8 "ثم اصعده ابليس الى جبل عال وأراه جميع ممالك المسكونة في لحظة من الزمان . وقال له ابليس لك اعطي هذا السلطان كله ومجدهنّ لانه اليّ قد دُفع وانا اعطيه لمن اريد . فان سجدت امامي يكون لك الجميع . فاجابه يسوع وقال اذهب يا شيطان انه مكتوب للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد" الا تذكرك كلمة ابليس لانه اليّ قد دُفع وانا اعطيه لمن اريد .. بكلمة يسوع دُفع إلي كل سلطان؟! .. من الذي دفع لابليس ويسوع بالذي معهما؟!
هذا هو يسوع الناصري في رؤيا يوحنا اللاهوتي 1 :6: " و جعل منا مملكة من الكهنة لإلــهـه و أبــيـه" أي أن يسوع الناصري له إله .. وهو الله.
عبد الله: بالنسبة لموضوع الصلب من أجل الخطيئة الأزلية .. يقول الله في سفر حزقيال "الابن لا يحمل من إثم الأب والأب لا يحمل من إثم الابن "حزقيال 18 : 20
و انني اسألك سؤالا سنفترض أن تلميذا عند الأستاذ عطاالله قد رسب في الامتحان .. فأمسك الأستاذ عطاالله ابنه وأعطاه لبعض الجاحدين المتخلفين عقليا ليقتلوه .. فلما سألنا الاستاذ عطاالله لماذا تفعل هذا؟ قال حتى استطيع انجاح التلميذ الراسب!! .. هل هذا كلام يعقل؟ أو نفترض انك طالب في كلية الطب وكان ابوك طالبا قبل في نفس الكلية .. وجاء الامتحان وقد أجبت أنت اجابات ممتازة .. ثم جاءت النتيجة فإذا بك راسب .. فقال لك استاذ المادة نعم أن اباك اخطأ من 30 سنة ولم أعاقبه .. فأنا اعاقبك أنت! ..فهل هذا عدل؟!تقولون أنت الهى الهى لماذا تركتنى هذه العبارة لا تعنى أن لاهوته قد ترك ناسوته لا تعنى الانفصال .. وإن كان لم يترك الناسوت فأين هو من أقواله الآتية ..
" أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ. مِنْ سُخْطِهِ تَرْتَعِدُ الأَرْضُ وَلاَ تَطِيقُ الأُمَمُ غَضَبَهُ" سفر إرمياء 10: 10
"لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ هُوَ إِلهُ الآلِهَةِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ الإِلهُ العَظِيمُ الجَبَّارُ المَهِيبُ الذِي لا يَأْخُذُ بِالوُجُوهِ وَلا يَقْبَلُ رَشْوَةً " سفر التثنية 10: 17 إذن فبما أن اللاهوت موجود في الناسوت فهو محدود في الجسد الميت في القبر .. وإن قلتم إنه غير محدود في جسد يسوع .. قلنا إذن فهو في أجساد باقي الناس الذين كانوا عند الصليب ففيهم اللاهوت فهم الهة فاعبدوهم !
فإذا قلتم إن الناسوت ابن الانسان آدم هو الذي مات أقول لك هذا كذب .. فالكتاب يقول في أخبار الأيام " لا تموت الآباء لأجل البنين، ولا البنون يموتون لأجل الآباء، بل كل واحد يموت لأجل خطيته "25/4 وايضا في حزقيال "فإنه لا يموت بإثم أبيه " حزقيال 18/17
والحقيقة انكم تقولون في قانون الإيمان إن الإله الحق من الإله الحق نزل وتجسد وصلب وقبر .. فماذا كانت فائدة اللاهوت وهو الذي انزل وحيه في المزامير قائلا في المزمور 6:20 " الآن عرفت أن الرب مخلص مسيحه يستجيبه من سماء قدسه بجبروت خلاص يمينه ".وايضا في المزمور 34:19 يقول .. "‎كثيرة هي بلايا الصدّيق ومن جميعها ينجيه الرب"‎
ولماذا يخبرنا الله في سفر المزامير 34:7 " ان ملاك الرب سينقذ من يخاف الله .. ومنهم المسيح الذي تقولون إنه بلا خطية
ثم نقرأ عن المسيح ابن مريم في انجيل لوقا 22 : 41 هذا النص القاطع .. "وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ ليقويه "ألم يظهر له ملاك الرب لينجيه؟ .. كما هو في الكتاب؟!
إن المسيح جاء له ملاك الرب لينجيه .. ولكن كتبة الأناجيل .. يقولون إن يسوع لم ينجيه الله بعد أن ارسا إليه ملاكه .. ولذلك فهو يقول له لماذا خلفت وعدك و تركتني؟ .. إنهم يصوروا يسوع بأنه كاذب وأن الله يخلف وعده.
عبد المسيح: "إلهي إلهي لماذا تركتني؟" انما تعنى أن الاب تركه للعذاب تركه يتحمل الغضب الالهى على الخطية ، و تركه يحس بالعذاب . كان ممكنا الا يشعر بالعذاب بقوة اللاهوت ، لو حدث ذلك لكانت عملية الصلب صورية و لم تتم الالام فعلا و بالتالى لم يدفع ثمن الخطية و لم يتم الفداء و لكن الآب ترك الابن يتألم و الابن قبل هذا الترك و تعذب به و هو من اجل هذا جاء كان تركا باتفاق من اجل محبته للبشر مثال تقريبى للمعنى طفلا اصطحبه ابوه لاجراء عملية كفتح دمل مثلا و امسكه ابوه بيديه و بدأ الطبيب عمله و الطفل يصرخ مستغيثا بأبيه "ليه سبتنى" هو فى الواقع لم يتركه بل هو ممسك به بشدة و لكنه تركه للألم و تركه فى حب. هذا مثال لتقريب المعنى و القياس مع الفارق".
عبد الله: نأخذ النقطة الأولى و انما تعنى أن الاب تركه للعذاب تركه يتحمل الغضب الالهى على الخطية .. الكتاب المقدس يقول "لا تموت الآباء لأجل البنين، ولا البنون يموتون لأجل الآباء، بل كل واحد يموت لأجل خطيته".. الآب الرحيم العادل يعذب انسان بلا خطية ليمحو خطيئة غيره؟.. أي شخص هذا الذي إذا اصيب أحد الأشخاص بدمامل يأخذ غيره ليجري له عملية؟! ..ليس هذا ماتعلمناه من الكتاب المقدس .. فهذا هو كلام الكتاب المقدس عن الخطايا .. اقرأ (( كل واحد يموت لأجل خطيته )) أخبار الأيام (2) 25/4 (( النفس التي تخطئ هي تموت )) ( حزقيال 18 : 20) سفر ارميا : (( بل كل واحد يموت بذنبه )) ( 31 : 30) ثم تقولون كان ممكنا الا يشعر بالعذاب بقوة اللاهوت ، لو حدث ذلك لكانت عملية الصلب صورية و لم تتم الالام فعلا و بالتالى لم يدفع ثمن الخطية و لم يتم الفداء و لكن الآب ترك الابن يتألم و الابن قبل هذا الترك و تعذب به و هو من اجل هذا جاء كان تركا باتفاق من اجل محبته للبشر الابن لم يقبل هذا .. ألم يقل .. "إلهي .. ‘إلهي .. لماذا تركتني؟"
عبد الله: لم يشفق على ابنه الذي كان بلا خطية .. ويشفق على الجاحدين! .. أهذا عدل .. أهذه رحمة؟! ثم ألم يقل الله لموسى إنه هو غفَّار الآثام والمعاصى: (وَنَادَى الرَّبُّ: «الرَّبُّ إِلَهٌ رَحِيمٌ وَرَأُوفٌ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الْإِحْسَانِ وَالْوَفَاءِ. 7حَافِظُ الْإِحْسَانِ إِلَى أُلُوفٍ. غَافِرُ الْإِثْمِ وَالْمَعْصِيَةِ وَالْخَطِيَّةِ.) خروج 34: 6-7
ألم يعرفه نحميا بأنه هو الغفور الحنَّان الرحمن الرحيم: (وَأَنْتَ إِلَهٌ غَفُورٌ وَحَنَّانٌ وَرَحِيمٌ طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ.) نحميا 9: 17 ؟
ألم يعرفه دانيال بأنه هو الغفور الرحيم (9لِلرَّبِّ إِلَهِنَا الْمَرَاحِمُ وَالْمَغْفِرَةُ) دانيال 9: 9
(8الرَّبُّ رَحِيمٌ وَرَأُوفٌ طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ. 9لاَ يُحَاكِمُ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَحْقِدُ إِلَى الدَّهْرِ. 10لَمْ يَصْنَعْ مَعَنَا حَسَبَ خَطَايَانَا وَلَمْ يُجَازِنَا حَسَبَ آثَامِنَا. 11لأَنَّهُ مِثْلُ ارْتِفَاعِ السَّمَاوَاتِ فَوْقَ الأَرْضِ قَوِيَتْ رَحْمَتُهُ عَلَى خَائِفِيهِ. 12كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا. 13كَمَا يَتَرَأَّفُ الأَبُ عَلَى الْبَنِينَ يَتَرَأَّفُ الرَّبُّ عَلَى خَائِفِيهِ.) مزامير 103: 8-13 ؟
ألم يوحى الله لإرمياء أنه هو الغفور الرحيم (لأَنِّي أَصْفَحُ عَنْ إِثْمِهِمْ وَلاَ أَذْكُرُ خَطِيَّتَهُمْ بَعْدُ.) إرمياء 31: 34 ؟
لذلك حقَّ على ميخا أن يمدحه قائلاً: (18مَنْ هُوَ إِلَهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِـالرَّأْفَةِ. 19يَعُودُ يَرْحَمُنَا يَدُوسُ آثَامَنَا وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ.) ميخا 7: 18-19
أي صلب و فداء تتكلمون عنه .. أهو صلب و فداء بوذا .. أم صلب و فداء كرشنا .. أم صلب وفداء يسوع الناصري؟!
عبد المسيح: 17قَالَ لَهَا يَسُوعُ: "لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ". يوحنا 20" اجاوب بسؤال : لماذا يقول ابى و ابيكم و الهى و الهكم – لماذا لم يقال ابينا و الهنا؟ لان علاقة الابن بالاب تختلف عن علاقتنا بالله – كلمة ابى لا تعنى ابوة جسدية بل كما يقول قانون الايمان "مولود من الاب قبل كل الدهور" اما بنوتنا لله فيمكن تشبيهها بالتبنى – لاننا لا نستحق ان ندعى اولاد الله و لكن الله هو الذى برحمته رفعنا الى هذه الدرجة.
عبد الله: أقول لك ..لقد فسرت أنت قول يسوع الناصري في انجيل يوحنا 20 : 17 "قال لها يسوع لا تلمسيني لاني لم اصعد بعد الى ابي . ولكن اذهبي الى اخوتي وقولي لهم اني اصعد الى ابي وابيكم والهي والهكم". إن يسوع هنا يفرق بين طبيعته و طبيعة التلاميذ في استخدامه لكلمة والهي والهكم إن نفس الاسلوب الذي تحتج به موجود في سفر التكوين الاصحاح 43 العدد 23 .. نجد يوسف يتكلم مع إخوته قائلا لهم.."فقال سلام لكم . لا تخافوا الهكم واله ابيكم اعطاكم كنزا في عدالكم فضتكم وصلت اليّ ثم اخرج اليهم شمعون" . بناءا على تفسيرك هل أبناء يعقوب آلهه "لاهوت وناسوت" .. و أبيهم يعقوب عبد؟ .. أم هل أبناء يعقوب عباد .. و أبيهم يعقوب إله "لاهوت وناسوت؟ بالطبع لا .. إن أبناء يعقوب من بني الإنسان .. وكذلك أبوههم يعقوب إنسان .. أليس كذلك؟ .. وإله أبناء يعقوب وإله أبوهم واحد .. أليس كذلك؟ ... إذن ليس هناك فرق بين قول يوسف "الهكم واله ابيكم " .. وقول يسوع .. "الهي وإلهكم" .. وإلا فلتعبد يعقوب!
لقد كان يجب أن يقول إني صاعد إلى نفسي .. لا تقل انه صاعد إلى اللاهوت .. فاللاهوت لم يفارق الناسوت طرفة عين.! إن قول يسوع الناصري "وقولي لهم اني اصعد الى ابي وابيكم والهي والهكم" .. سنجد تفسيره في أعمال الرسل 5:31 "‎هذا "يسوع" رفّعه الله بيمينه". اي أن الله هو الرافع ويسوع هو المرفوع .. المسيح صاعد إلى إلهه .. إلهه هو الله !
أعيدها عليك من الكتاب المقدس .. للمرة الثالثة .. الكلمة يسوع ولد من مريم لما كانت مخطوبة ليوسف قبل أن يعرفها في زمن هيرودس وإليك الدليل من انجيل متى 2:1 "ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في ايام هيرودس الملك اذا مجوس من المشرق قد جاءوا الى اورشليم "ومن متى 1:18 " اما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا لما كانت مريم امه مخطوبة ليوسف قبل ان يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس"
ألم يقل بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس 8 : 6 ". .. فـليس إلا إلـه واحد و هو الآب منه كل شيء و إليه نحن أيضا نصير" أي أن الآب وحده هو الله و الإبن ليس إله؟
لماذا اشركتم مع الآب .. الابن والروح القدس؟!! .. الا تصدقوا قول بولس الرسول يارجل؟! .. حتى بولس تأخذوا ماتريدون من كلامه وتتركون مالاتريدون؟!
أما بالنسبة لقول يسوع الآب أعظم مني في يوحنا 14:28 "سَمِعْتُمْ أَنِّي قُلْتُ لَكُمْ أَنَا أَذْهَبُ ثُمَّ آتِي إِلَيْكُمْ. لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي. فهذا صحيح الآب أعظم من الابن لأنه إلهه .. في رؤيا يوحنا اللاهوتي 1 :6: " و جعل "أي يسوع" منا مملكة من الكهنة لإلــهـه و أبــيـه" .. نعم الله الآب هو إله يسوع الناصري فهو أعظم منه من الكلام الذي قاله يوحنا اللاهوتي "وأقام منا مملكة من الكهنة لإلهه وابيه" .. أي أن الآب هو إله الأبن بشهادة يوحنا اللاهوتي .. إذن فاالإبن له إله وهوالآب .. إذن الإبن عبد والآب إلهه .. فهم لا يتساووا ابدا .. فالآب أعظم من الابن .. لأن الآب إله والابن ليس إله. وايضا من كلام بولس بولس في افسس 1:17 "كي يعطيكم اله ربنا يسوع المسيح "أي إله معلمنا يسوع" ابو المجد روح الحكمة والاعلان في معرفته" وهذا تأكيدي على معنى كلمة رب من انجيل يو حنا 1:38 "فالتفت يسوع ونظرهما يتبعان فقال لهما ماذا تطلبان . فقالا ربي الذي تفسيره يا معلّم اين تمكث".
عبد المسيح: بل المقصود معنى حرفى ان الابن مولود من الاب قبل كل الدهور و قد وضحت ان هذه البنوة تختلف عن بنوة ادم و البشر لله. و انا اعلم اننا نختلف فى هذه النقطة.
عبد الله: مرة أخرى هذا هو ميلاد يسوع .. الرجل ولد في ايام هيرودس الملك و في انجيل متى 1:25 "ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر ودعا اسمه يسوع" وفي انجيل متى 2:1 "ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في ايام هيرودس الملك اذا مجوس من المشرق قد جاءوا الى اورشليم
عبد المسيح: ارجو توضيح قول القران ان السيد المسيح هو كلمة الله و لماذا قيل عنه ذلك؟ و لماذا هو الوحيد الذى ولد بدون اب "و طبعا ادم وحواء كانا بلا اب وام لانهما مخلوقان و ليسا مولودان"؟
عبد الله: أقول لك
أولا كلمة الله .. في القرآن .. معناها وعد الله
إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
ثانيا يحيى ابن زكريا "يوحنا المعمدان" .. سيكون مصدقا بكلمة من الله .. أي بوحي الله
"فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ "
ثالثا المسيح ابن مريم ايضا .. كلمة من الله .. أي بشارة من الله لمريم "كلمة كن فيكون"
"إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ " .. كلمة من الله" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تقولوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تقولوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا "
رابعا كلام الله .. أي شريعة الله وأمره
"يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ "
عيسى ابن مريم مثل آدم .. مخلوقين من مخلوقات الله .. من تراب
"إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ "
آدم خلقه الله ونفخ فيه من روحه
"فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ"
مرة ثانية آدم خلقه الله ونفخ فيه من روحه
"ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ"
القرآن يقول أن المسيح ابن مريم عبد الله"
لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا "
القرآن يحكم بكفر من اتخذ المسيح ابن مريم الها من دون الله .. اقرأ
"لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"
القرآن يحكم مرة ثانية بكفر من اتخذ المسيح ابن مريم الها من دون الله .. اقرأ
"لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ . لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ . مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ . قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ "
هذا هو المسيح ابن مريم .. عبد لله
"قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا"
هذا هو المسيح ابن مريم .. عبد لله ورسول إلى بني اسرائيل
"إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ "
للمرة الثالثة.. الكتاب المقدس يقول بأن يسوع الناصري مخلوق من مخلوقات الله .. إقرأ بولس يقول أن يسوع مخلوق كورنثوس 1:15 " بكر كل خليقة" .. مرة أخرى إذن من الكتاب المقدس يسوع مخلوق.
لم تجبني يارجل .. لماذا لم يسير الأنبا شنودة عاريا في الشوارع .. مع إنه من المعروف أن شنودة له القدرة على ذلك والكتاب المقدس لا يمنعه من ذلك؟!
عبد المسيح: الثلاثة اقانيم تقولون للتبسيط فالانسان جسد و روح وعقل - انت جسد و روح و عقل - و جسدك و روحك و عقلك هو انت .. اى جسدك + روحك + عقلك = عبد الله فلو قام انسان بضربك سوف يتألم الجسد و ليس الروح و لا العقل.
عبد الله: بمثالك هذا فإنه إذا انفصل الجسد عن الروح عن العقل يصير حبيب عبد الملك ميت .. فهل حدث ذلك مع الآب الذي في السماء والإبن الذي كان في النهر والحمامة التي كانت فوق النهر؟
ثم إذا كان الأقنوم الثاني " الإبن" هو الجسد .. ألم يمت الجسد لمدة ثلاثة أيام "وكنت ميتا" .. إذا مات الجسد .. مات الكل لأن الجسد يغذي الروح والعقل .. فبكلامكم فإنكم تقولون أن الله مات .. وهذا كفر بالله .. أم هل كان إلهكم مجنونا لمدة ثلاثة أيام لأنه فقد عقله بسبب موت الجسد؟! وهذا كفر آخر!
أما إذا قام أحد بضرب جسدي فسوف يتألم عقلي لأن به مركز الإحساس .. وسيكون هناك رد فعل من العقل يصل إلى صدمة عصبية وجنون .. العقل والروح لن يشعروا بشيئ إلا إذا انفصلوا عن بعضهم البعض .. فبقولك إذن لم يكن اللاهوت مع الناسوت!!.. وهذا يناقض ايمانكم.
ثم إن الله يقول في الكتاب المقدس "بمن تشبهوني وتساووني" .. ويقول ايضا "ليس مثل الله" .. ويقول ايضا "ليس الله إنسان ولا ابن انسان" .. من فضلك لا تمثل الله بشيئ!
عبد المسيح: انا اقول ان اقنوم الابن ازلى ابدى و لكن التجسد له زمن عندما ولد السيد المسيح من العذراء مريم و هذا لا يتعارض مع ذاك.
عبد الله: أقول لك كلامك غير صادق من الكتاب المقدس .. فالكتاب المقدس يقول بأن يسوع الناصري مخلوق من مخلوقات الله والمخلوق ليس أزلي .. كورنثوس 1:15 " بكر كل خليقة" .. اذن يسوع مخلوق. وايضا " بداءة خليقة الله " سفر الرؤيا 14:3 .. مرة أخرى إذن من الكتاب المقدس يسوع مخلوق. بولس يقول في افسس 1:17 "كي يعطيكم اله ربنا يسوع المسيح "أي إله معلمنا يسوع" ابو المجد روح الحكمة والاعلان في معرفته"
و يوحنا اللاهوتي يقول في رؤيا يوحنا اللاهوتي 1 :6: " و جعل "أي يسوع" منا مملكة من الكهنة لإلــهـه و أبــيـه" و بولس يقول في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس 8 : 6 ". .. فـليس إلا إلـه واحد و هو الآب منه كل شيء و إليه نحن أيضا نصير" ايضا بولس في الرسالة الأولى إلى كورنثوس 15:28 يقول " فحينئذ الابن نفسه ايضا سيخضع للذي اخضع له الكل كي يكون الله الكل في الكل "
يسوع يقول "إلهي .. إلهي .. لماذا تركتني؟"
يسوع يقول " إني صاعد إلى .. وإلهي وإلهكم" .. وأعمال الرسل يقول"هذا رفعه الله"
إذن من القوي القادر؟ .. إنه الله .. إله يسوع وإله كل شيئ
و من الضعيف العاجز ؟.. إنه المسيح ابن مريم .. عبد الله ورسوله.
أي تجسد تتكلمون عنه؟ .. هل هو تجسد براهمة في شكل كرشنا الانسان إله الهندوس؟ .. أم تجسده في شكل يسوع الإنسان إله النصارى؟ .. أم تجسد مثرا؟ .. أم تجسد حورس؟ .. أين قال يسوع أنا الله المتجسد؟ .. أقول لك هات برهانك من الكتاب المقدس!
عبد المسيح: ونؤمن بـكـنـيـســة واحـــــدة مـقـدّســة جـامــعـة رســـولية، ونـعـتـرف بمعـمــوديـة واحـدة لمـغـفرة الـخـطـــــايـا ونـنـتــظر قيـامـة الأمـــوات وحـيـاة الدهــر الآتى“
عبد الله: أي كنيسة واحدة تؤمنون بها يارجل وهناك من الطوائف النصرانية ما لا يعد ولا يحصى مثل الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذوكسية والإنجيلية والمارونية والبروتوستانتينية .. وكلكم يكفر بعضكم بعضا .. ومنكم من يؤمن بقيامة الروح فقط ومنكم من يؤمن بقيامة الروح والجسد معا .. أين الحقيقة؟ .. أم ما زلتم تخدعوننا؟


~ الخاتمة ~

من الكتاب المقدس ..

اللهَ ٌ لا ينام
المزمور121/4 " أنه لا ينعس ولا ينام حافظ اسرائيل"
و يَسُوعُ ينام
انجيل متي 8 : 24 " وكان هو نائما "
انجيل لوقا 8 : 23 "وفيما هم سائرون نام "
انجيل مرقس 4 : 38 "وكان هو على وسادة نائما "

وصدق الله القائل:
" قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15)" سورة الزمر

غير معرف يقول...

دفع شبهات اللئيمة عن ذات الرسول الكريمة -ووجدك ضالا فهدى-
تقول ا " ناهد متولي "
ش 2 : (( وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى)) هذا دليل على ضلال نبى الاسلام صلى الله عليه وسلم قبل الإسلام و أنة لم يكن لا حنيفا و لا عابدا .
الرد : نستعين بالله و له الحمد من قبل و من بعد ..
أولا:
من المعلوم يقيناً لكل باحث منصف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اتجه قلبه الشريف إلى غير رب العالمين حنيفاً و ما كان من المشركين ، و هذا الحق تجزم به العقول و يشهد له المنقول، قال ابن اسحق: [ شب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلؤه الله و يحفظه و يحوطه من أقار الجاهلية، لما يريد من كرامته و رسالته حتى بلغ أن كان رجلاً أفضل قومه مروءة، و أحسنهم خلقاً و أكرمهم حسباً ، و أحسنهم جواراً ، و أعظمهم حلماً ، و أصدقهم حديثاً ، و أعظمهم أمانة ، و أبعدهم عن الفحش و الأخلاق التى تدنس الرجل تنزهاً و تكرماً ، حتى ما اسمه فى قومه إلا الصادق الأمين، لما جُمع فيه من الأمور الصالحة ]
و قد أعد الله تعالى الأجواء و هىء الظروف لاستقبال النبأ العظيم بمبعث النبى الكريم، فاستلزم ذلك حفظه و حفظ دعوته من قبل أن تبدأ ، و من ذلك:
أ- حادثة الفيل الشهيرة، حين أراد أبرهة الأشرم و هو أحد النصارى الأحباش غزو الكعبة المشرفة و هدمها لتكون كنيسته الخسيسة التى بناها فى صنعاء قبلة للعرب عوضاً عنها ، فهزمه الله تعالى و أرنا فيه أية خالدة تشهد لصدق الرسالة المحمدية و لعظيم مكانة بيت الله الحرام، و هذه القصة متواترة فى كتاب الله و سنة نبيه المصطفى كما هو معلوم.
ب- حادثة إتيان الملكين رسول الله (صلى الله علية و سلم) و هو طفل صغير فشقا صدره الجميل و أخرجا قلبه فغسلاه و استخلصاه من نصيب الشيطان ، قال ابن اسحق [حدثنى ثور بن يزيد عن خالد بن ممدان عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم قالوا له: أخبرنا عن نفسك، قال: نعم ، أنا دعوة أبى إبراهيم و بشرى عيسى عليهما السلام ، و رأت أمى حين حملت بى أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام ، و استرضعت فى بنى سعد بن بكر ، فبنا أنا بهم اتانى رجلان عليهما ثياب بيض معهما ظشت من ذهب مملوء ثلجاً فأضجعانى فشقا بطنى ثم استخرجا قلبى فشقاه فاستخرجا منه علقة سوداء فالقياها ، ثم غسلا قلبى و بطنى بذلك الثلج ....الحديث] قال الحافظ ابن كثير اسناده جيد قوى
و روى أحمد هذا الخبر من طريق بقية ابن الوليد ، و كذا رواه عبد الله ابن المبارك من ذات الطريق، و رواه ابن عساكر من طريق أبو داود الطيالسى و عن أبى ابن كعب ، و رواه مسلم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس ابن مالك
و هذه الروايات جازمة فى اثبات طهارة رسول الله صلى الله عليه وسلم و عصمته من غواية الشياطين منذ طفولته
ج- حادثة الراهب بحيرى حين مرت به قافلة قريش و بها رسول الله و هو ابن اثنتى عشر سنة، فأعد لهم وليمة ، و أخذ يتفرس فى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى فيه من علامات النبوة ، قال ابن اسحق [..... حتى إذا فزع القوم من طعامهم و تفرقوا قام إليه بحيرى و قال: يا غلام ، أسألك بحق اللات و العزى ألا أخبرتنى عما أسئلك عنه؟ و إنما قال بحيرا ذلك لأنه سمع قومه يحلفون بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسألنى باللات و العزى شيئاً، فوالله ما أبغضت شيئاً قط بغضها....الحديث ]
د- و كذلك فى الحديث الذى رواة الشيخان و بلفظ الإمام أحمد قال (حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني عمرو بن دينار أنه سمع جابر بن عبد الله يقول لما بنيت الكعبة ذهب النبي صلى الله عليه وسلم وعباس ينقلان حجارة فقال عباس اجعل إزارك على رقبتك من الحجارة ففعل فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء ثم قام فقال إزاري إزاري فشد عليه إزاره )
مسند جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه باقي مسند المكثرين مسند أحمد
فهذا الحديث أيضاً يشهد لرسول الله صلى الله عليه وسلم و كيف أن ربه تعالى عصمه من عادات الجاهلية السيئة حتى و إن لم تكن عقائدية !
ملحوظة:
عجبت من استخدام بعض الجهال من عباد الصليب لهذا الحديث للطعن فى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أنه يحكى واقعة حدثت قبل البعثة و قبل نزول الشريعة، و مع أن الحديث يشتمل على كرامة لرسول الله لا تخفى على ناظره، فهو دليل عصمته لا مطعن فى شخصه!! ، إلا أن منهج القوم الإنتقائى الناجم عن حقدهم الدفين على نبيهم صلوات الله و سلامه عليه ، مسخ أبصارهم و جعلهم يرون الحق باطلاً و الباطل حقاً ، و كان أولى بهم أن ينظروا حال أنبياءهم السكارى العراة الزناة ، أو حال إلههم الذى خلع منشفته التى كانت تستره ليمسح بها أقدام عباده! و الذى جرده العبيد من ثيابه و كشفوا عورته المغلظة و ألبسوه ثياب الأراجوزات! الحمد لله على نعمة الإسلام
ه- وكذا من المعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كلن يعتزل قومه و يذهب للتعبد بغار ثور مختلياً بربه يناجيه بعيداً عن الأصنام و الاوثان و رجزهم،
فكل هذه الشواهد النقلية و غيرها تعكس لنا صورة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الإسلام
حتى أننا نقرأ عن صفة مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه وُلد مسروراً مختوناً رافعاً رأسه إلى السماء
روى الحافظ ابن عساكر من حديث سفيان بن محمد المصيصي عن هشيم عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كرامتي على الله أني ولدت مختونا ولم ير سوأتي أحد ثم أورده من طريق الحسن بن عرفة عن هشيم به ثم أورده من طريق محمد بن محمد بن سليمان هو الباغندي حدثنا عبد الرحمن بن أيوب الحمصي حدثنا موسى بن أبي موسى المقدسي حدثني خالد بن سلمة عن نافع عن ابن عمر قال : ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرورا مختونا
وقال البيهقي : "أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأني محمد بن كامل القاضي شفاها أن محمد بن إسماعيل حدثه يعني السلمي حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن أبي الحكم التنوخي قال : كان المولود إذا ولد في قريش دفعوه إلى نسوة من قريش إلى الصبح يكفأن عليه برمة ، فلما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم دفعه عبد المطلب إلى نسوة فكفأن عليه برمة فلما أصبحن أتين فوجدن البرمة قد انفلقت عنه باثنتين ووجدنه مفتوح العينين شاخصا ببصره إلى السماء فأتاهن عبد المطلب فقلن له : ما رأينا مولودا مثله وجدناه قد انفلقت عنه البرمة ووجدناه مفتوحا عيناه شاخصا ببصره إلى السماء فقال : احفظنه فإني أرجو أن يكون له شأن أو أن يصيب خيرا ، فلما كان اليوم السابع ذبح عنه ودعا له قريشا فلما أكلوا قالوا : يا عبد المطلب أرأيت ابنك هذا الذي أكرمتنا على وجهه ما سميته ؟ قال : سميته محمدا قالوا : فما رغبت به عن أسماء أهل بيته ؟ قال : أردت أن يحمده الله في السماء وخلقه في الأرض قال أهل اللغة : كل جامع لصفات الخير يسمى محمدا كما قال بعضهم
ثانياً
أما قوله تعالى ((وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى)) فإن المقصود بالضلال هنا الغفلة ، أى كنت غافلاً عما تعلمه الأن من الشرائع و أسرار علوم الدين التى لا تُعلم بالفطرة ولا بالعقل، و إنما تُعلم بالوحى، فهداك الله إلى ذلك بما أوحى إليك ، فالمعنى هو الغفلة عن العلم و هذا كقول موسى عليه السلام لفرعون حين عايره بقتل المصرى((قَالَ فَعَلْتُهَا إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ)) و معلوم أن موسى ما كان مشركاً قط ، بل كان من بنى إسرائيل و هم أهل التوحيد يومئذ، قال ابن كثير { أَيْ قَبْل أَنْ يُوحَى إِلَيَّ وَيُنْعِم اللَّه عَلَيَّ بِالرِّسَالَةِ وَالنُّبُوَّة قَالَ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا وَمُجَاهِد وَقَتَادَة وَالضَّحَّاك وَغَيْرهمْ " وَأَنَا مِنْ الضَّالِّينَ " أَيْ الْجَاهِلِينَ}
و الضلال جاء بمعنى الغفلة فى مواضع شتى فى كتاب الله كقوله سبحانه عن شهادة المرأة ((أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى ))
و كقوله ((قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى )) و معلوم أن الله لا يضل لأن الهدى ليس إلا إليه أساساً، و إنما المعنى أى {لا يغفل ربى ولا ينسى}، و أيضاً كقوله جل و علا فيما يحكيه عن قول عشيرة يعقوب حين أخبرهم أنه يجد ريح يوسف ((قَالُواْ تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ )) ،
و قول الشاعر:
و تظن سلمى أننى أبغى بها بدلاً أراهأ فى الضلال تهيم
و كذا يدل على هذا قوله سبحانه و تعالى ((وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)) و قوله سبحانه و تعالى (( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ)) و قوله و تعالى ((.. وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ))
و قوله سبحانه و تعالى ((وَمَا كُنتَ تَرْجُو أَن يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِّلْكَافِرِينَ)) .
و الحمد لله رب العالمين
مجدي ابو عيشة
محمد بقيت معجزته الى أخر الزمان .
لم يبعث الله رسولا لمنكرين الا ايده بما يؤيد رسالته .
فعصى موسى عليه السلام و دلالات النبوة التي مع عيسى عليه السلام كانت دليلا على انه منزل من عند الله ولتبليغ رسالة الله الى الناس .
ولما كان نبينا أخر الانبياء كانت معجزته باقية ما بقيت السماء والارض الا وهي القران .
اريد ان ازيد على كلام أخي حسام المقالة التالية ففيها بعض دلائل النبوة :
http://70.84.212.52/vb/showthread.php?t=437
وكما تفضل الاخ حسام فان ما يتحقق هو من دلائل صدق نبوته
===================
شبهة الطاعنين فى حديث "طوافه على نسائه ؟
روى البخارى وغيره عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال : يدور على نسائه، فى الساعة الوحدة من الليل والنهار، وهن إحدى عشرة( ) كان النبى قال قتادة : قلت لأنس : أو كان يطيقه؟ قال : كنا نتحدث أنه أعطى قوة ثلاثين"( )
وفى رواية عن ابن عمر مرفوعاً : "أعطيت قوة أربعين فى البطش والجماع"( ) "فضلت على الناس بأربع : وله شاهد صحيح عن أنس بن مالك، قال : قال رسول الله بالسخاء، والشجاعة، وكثرة الجماع، وشدة البطش"( )
هذا الحديث الذى يبين ما بين أهل بيته، يطعن فيه ، دون غيره من الناس، ويبين عدله اختص به رسول الله ، ويطعن فى عصمته فى أعداء السنة النبوية، بزعم أنه يسهم فى تشويه صورة الرسول مهووساً بالجماع؛ كما زعموا أن سلوكه، حيث يجعل الحديث بزعمهم من رسول الله الحديث يتعارض مع القرآن الذى يبين أن النبى كان يقضى ليله فى قيام الليل، وقراءة القرآن والعبادة، ويقضى نهاره فى الجهاد ونشر الدعوة
يقول أحمد صبحى منصور : "البخارى يجعل من النبى مهووساً بالجماع إلى درجة لا يعرفها أشد الرجال فحوله، ولا أعرف من أين لهم ذلك القياس الذى جعلوا به مقدرة النبى – المزعومة – تبلغ قوة ثلاثين رجلاً؟
ولكن هل كان النبى فعلاً يقضى الليل والنهار فى جماع مستمر؟ وهل كان أصحابه خلفه يهتفون بقدرته الفذة فى النكاح؟ أو هل كانت سنة النبى هى فى الجماع؟
إن النبى كان يقضى ليله فى قيام الليل، وقراءة القرآن والعبادة، ويقضى نهاره فى الجهاد، والسعى فى توطيد أركان دولته الجديدة، ولم يكن لديه متسع من الوقت ليقطعه فى جماع متصل لجميع النساء، وفى وقت واحد… ولم يكن أصحابه لديهم الفراغ ليشجعوه ويهتفوا لفحولته الخارقة
أمامنا نوعان من السنة، أى : طريقة إن ربك يعلم أنك تقوم}الحياة اليومية للنبى… السنة التى ذكرها الرحمن فى القرآن : ( ) والسنة التى ذكرها{أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين آمنوا معك البخارى فى صحيحه، ولا يمكن أن نؤمن بالاثنين معاً"( )
وبنحو قوله قال صالح الوردانى، وزاد : "إن الذين اختلقوا هذه الروايات إنما كانوا يهدفون من ورائها إلى "( ) تشويه شخصية الرسول
ويجاب عن ما سبق بما يلى :
أولاً : ليس فى رواية رواة السنة من الصحابة والتابعين فمن بعدهم إلى أئمة المحدثين كالبخارى ومسلم ، ما يشوه سيرته العطرة وغيرهما؛ ليس فى روايتهم الحياة الخاصة لرسول الله
معصوم فى سلوكه وهديه، وما ينقل عنه من حياته الخاصة دين، لأن رسول الله وللأمة فيه القدوة والأسوة الحسنة، وليس أدل على ذلك، ما سبق ذكره من اختلافهم فى جواز القبلة للصائم، وفى طلوع الصبح على الجنب وهو صائم، فسألوا أم المؤمنين عائشة ، فرجعوا إلى ذلك، وعلموا أنه لا حرج رضى الله عنها، فأخبرتهم أن ذلك وقع من النبى على فاعله( )
فى حياته الخاصة، حث عليه، وكان بإذنه وهذا النقل لما يخصه ، عن الرجل يجامع أهله ثم يكسل، هل عليهم بدليل ما روى أن رجلاً سأل رسول الله : "إنى لأفعل ذلك أنا وهذه ثم نغتسل"( ) الغسل؟ وعائشة جالسة، فقال
كما وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى}دل على أن هذا النقل من الدين قوله تعالى : ( ) فهذا نص قرآنى صريح يأمر بحسن{أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً صحبة الزوجة بكل ما تعنيه كلمة "المعروف"( )
ومعلوم أن مراد الله فى كتابه، ({وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}، لقوله تعالى : من مهامه )
قول ومن هنا : كان نقل هذا البيان فى الحياة الخاصة لرسول الله ولذا{وعاشروهن بالمعروف}وعملاً، دين واجب ذكره، لتتعلم الأمة المراد بخطاب ربها : : ذكر العلماء من حكم كثرة أزواجه
1- نقل الأحكام الشرعية التى لا يطلع عليها الرجال، لأن أكثر ما يقع مع الزوجة مما شأنه أن يختفى مثله
2- الاطلاع على أم حبيبة بنت أبى سفيان( ) وأبوها إذ ، الباطنة، فقد تزوج محاسن أخلاق رسول الله ذاك يعاديه، وصفية بنت حى بن أخطب، بعد قتل أبيها وعمها وزوجه
فلو لم يكن ، اكمل الخلق فى خلقه لنفرن منه! بل الذى وقع أنه كان أحب إليهن من جميع أهلهن( )
فى سلوكه قلت : وفيما سبق من حكم كثرة أزواجه وغيرها، تأكيد لعصمته وهديه مع أزواجه الأطهار. لأنه إذا كان ما يقع مع الزوجة، مما شأنه أن يختفى مثله لعصمة الله عن الناس، لما فيه من نقص فى قول أو عمل، فهذا بخلاف سيدنا رسول الله عز وجل له، فقوله وعمله مع أهل بيته كله كمال، ومما تقتضى به الأمة. وإليك بيان ذلك فى حديثن
ثانياً : لا وجه على ما سبق لإنكار أعداء السنة، لما ينقل من ، مع أهل بيته، وزعمهم أن فى ذلك تشويه لشخصيته وسيرته العطرة، أحوال رسول الله لأن فى ذلك المنقول، بيان لعصمته، وعظمة شخصيته، ومحاسن أخلاقه الباطنة مع أهل ، لما حث عليه قول بيته، وهذا ما دل عليه حديثنا، حيث فيه البيان العملى منه
:"إن من أكمل المؤمنين فعن عائشة رضى الله عنها قالت:قال رسول الله قال:"خيركم إيماناً، أحسنهم خلقاً؛وألطفهم بأهله"( )وعنها أيضاً عن رسول الله تأكيداً وبياناً لقول رب خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلى"( ) وهذه الأقوال منه وهى كلمة جامعة تعنى : التحلى بمكارم الأخلاق فى{وعاشروهن بالمعروف}العزة : معاملة الزوجات، من صبر على ما قد يبدر منهن، أو تقصير فى أداء واجباتهن، ومن حلم عن إيذائهن فى القول أو الفعل، وعفو وصفح عن ذلك، ومن كرم فى القول والبذل، ولين فى الجانب، ورحمة فى المعاملة، إلى غير ذلك مما تعنيه المكارم الأخلاقية التعاملية الأسرية
بين نسائه فى القسم" كما قالت وذلك هو ما دل عليه حديثنا "عدله ، لا يفضل بعضنا على بعض فى أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها : "كان رسول الله القسم من مكثه عندنا، وكان قل يوم يأتى إلا وهو يطوف علينا جميعاً فيدنوا من كل امرأة من غير مسيس حتى يبلغ التى هو يومها فيبيت عندها"( )
وهذا الحديث نص على نسائه جميعاً فى الساعة الوحدة من الليل والنهار صريح يبين لنا حقيقة طوافه
إنه طواف حب، ومداعبة، بدون جماع، حتى يبلغ إلى التى هو يومها فيبيت عندها، كما هو ظاهر كلام عائشة رضى الله عنه
ولا يتعارض مع ظاهر حديث أنس رضى على نسائه جميعاً بجماع الله عنه، فى أن حقيقة طوافه
إذ الجمع بينهما حينئذ يكون، بحمل المطلق فى كلام أنس على المقيد فى كلام عائشة ووجه آخر : بحمل إذا طاف كلام عائشة على الغالب، وكلام أنس على القليل النادر، فلا مانع من أنه القدرة على ذلك، على نسائه جميعاً فى بعض الأحيان يكون بجماعهن جميعاً، وتكون له : "فضلت على الناس بأربع: لم اختصه الله به من القوة وكثرة الجماع، وهو صريح قوله كثرة الجماع، وشدة البطش… الحديث( )
: "أعطيت قوة أربعين( ) فى وقوله البطش والجماع"( ) وفى ذلك تصريح بأن الصحابة رضى الله عنهم، كانوا يتحدثون عن قوة ، فى الجماع من خلال نحو هذه الأحاديث المرفوعة، ولا يتحدثون بالقياس رسول الله والظن و… كما يزعم أعداء خصائصه وعصمته
ثالثاً : ليس للناقل لخصائص رسول ، من رواة السنة والسيرة، أى دخل فيها سوى النقل، وأداء الأمانة، أمانة الله : : "نضر الله امرءاً سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه"( ) وقوله الدين، كما قال "بلغوا عنى ولو آية… الحديث( ) فإذا أدوا هذه الأمانة، كان لهم خير الجزاء من ربهم، والشكر الجميل منا، لم أدوا إلينا من الدين!
أما الافتراء عليهم والزعم بأنهم قوة فى الجماع لا يعرفها أشد الرجال فحولة يتدخلون فيما ينقلون، ويجعلون من النبى … الخ( ) فهذا محض كذب عليهم، لا دليل عليه، ونكران لجميلهم وفضلهم، واستخفاف بعقل القارئ!
فى حديثن رابعاً : إنكار أعداء العصمة، لم اختص به سيدنا رسول الله هذا من قوة البدن، وكثرة الجماع، إنكار لكتاب الله عز وجل، ورد على رب العزة كلامه، ({تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات}القائل : )
، يشترك فيها مع من سبقه من الأنبياء كما قال عز وجل ومع أن كثرة أزواجه ( ) {ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية}:
على وكذلك طوافه نسائه فى الساعة الواحدة من الليل والنهار يشترك فيها مع من سبقه من الأنبياء، كما : "كان لسليمان ستون امرأة( ) فقال : لأطوفن عليهن الليلة. فتحمل دل على ذلك قوله كل واحدة منهن غلاماً فارساً يقاتل فى سبيل الله، فلم تحمل منهن إلا واحدة فولدت نصف إنسان. فقال رسول الله : "لو كان استثنى لولدت كل واحدة منهن غلاماً، فارساً، يقاتل فى سبيل الله"( )
، اختص فى طوافه بخرق العادة له فى كثرة إلا أنه الجماع، مع التقلل من المأكول والمشروب، وكثرة الصيام والوصال، وقد أمر من لم يقدر على مؤن النكاح بالصوم، وأشار إلى أن كثرة تكسر شهوته( ) فانخرقت هذه العادة فى حقه ( )
خامساً : ليس فى الحديث كما يزعم أعداء السنة، ما يتعارض مع كتاب الله ومن الليل} عن قيام الليل متهجداً لربه عز وجل : قال تعالى : عز وجل، ويشغله إن ربك يعلم}( ) وقال سبحانه : {فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً ( ) {أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين آمنوا معك
لأن على نسائه فى ساعة واحدة من النهار أو الليل، والساعة الحديث واضح وصريح فى طوافه هى قدر يسير من الزمان، لا ما اصطلح عليه أصحاب الهيئة( )
والساعة هنا : هى حق له، ولأهل بيته( ) ولا تشغله عن حق ربه عز وجل، ولا عن حق رسالته، ونشر دعوته لعبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما، لم أخبر عنه، أنه يصوم فهو القائل بقوله : "فإن النهار أبداً، ويقوم الليل، ويقرأ القرآن كله ليلة، خاطبه رسول الله لجسدك عليك حقاً، وإن لعينك عليك حقاً، وإن لزوجك عليك حقاً، وإن لزورك عليك حقاً"( )
، فى سيرته يعطى كل ذى حق حقه، يدل على ذلك ما روى عن وهكذا كان رسول الله ، يصنع فى أهله؟ قالت : كان فى مهنة أهله، عائشة رضى الله عنها سألت، ما كان النبى فإذا حضرت الصلاة، قام إلى الصلاة"( ) وفى رواية قالت : "كان بشراً من البشر، يفلى ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه"( )
، العدل، وإعطاء كل ذى حق حقه، وتلك هى سنته فمن كان عليها فقد اهتدى، ومن كان عمله على خلافها فقد ضل، وذلك ما صرح به المعصوم تصوم النهار، وتقوم ، فعن ابن عباس رضى الله عنهما قال : "كانت مولاة للنبى : "إن لكل عمل الليل، فقيل له، إنها تصوم النهار، وتقوم الليل، فقال رسول الله شرة( ) والشرة إلى فترة( ) فمن كان فترته إلى سنتى فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى فى أن يكون نشاط المسلم واستقراره على سنته غير ذلك فقد ضل"( ) وما حث عليه المطهرة، وسيرته العطرة، لا يكون إلا بالعدل، وإعطاء كل ذى حق حقه، لربه، ولجسده، ، لا يخالف قوله عمله، كان طوافه على نسائه جميعاً، سواء بمسيس ولأهله… الخ ولأنه أو بدونه، من العدل بإعطاء كل ذى حق حقه، بدون أن يشغله ذلك عن حق ربه عز وجل وإليك نماذج من قيامه الليل بما لا يتعارض مع طوافه على نسائه!
1- فعن عائشة رضى العشاء قط فدخل على، إلا صلى أربع ركعات، أو الله عنها، قالت : "ما صلى رسول الله ، ما ترك قيام ست ركعات( ) ثم يأوى إلى فراشه فهذا تأكيد من زوجته عائشة، بأنه الليل، منذ دخل عليه
2- وتحكى عائشة رضى الله عنها، أنها : "افتقدت رسول الله ، ذات ليلة تقول : فظننت أنه ذهب إلى بعض نسائه، فتحسست، ثم رجعت، فإذا هو راكع، أو ساجد، يقول : سبحانك وبحمدك، لا إله إلا أنت، تقول : فقلت : بأبى وأمى، إنك لفى شأن، وإنى لفى آخر"( ) تعنى : أنها غارت حيث افتقدته، وظنت أنه ذهب إلى بعض نسائه، ولكن إذ بها تجده قائماً بين يدى ربه عز وجل يناجيه
3- وتوضح عائشة رضى الله ، يجمع بين حق الله تعالى فى قيام الليل، وبين حق أهل عنها، كيف كان رسول الله ، ينام أول الليل، ويحى آخره، ثم إن كانت له بيته وحقه، فتقول : "كان رسول الله حاجة إلى أهله قضى حاجته ثم ينام، فإذا كان عند النداء الأول قالت : وثب( ) ولا والله : ما قالت قام، فأفاض عليه الماء، ولا والله : ما قالت : اغتسل. وأنا أعلم ما تريد، وإن لم يكن جنباً توضأ وضوء الرجل للصلاة. ثم صلى الركعتين"( )
فتأمل : ، الجماع تابعاً لقيام ليله، وبعد فراغه منه، ثم ينام، حتى إذ كيف جعل رسول الله دخل وقت الفجر قام بسرعة، وبكل نشاط استعداداً لصلاة الفجر، بإفضاء الماء على جسده تطهيراً من الجنابة – إن كان جنباً – وتأمل دقة التعبير قالت : "وثب" يقول الأسود بن يزيد راوى الحديث "لا والله : ما قالت قام… إلخ وإن لم يكن جنباً، توضأ وضوء الرجل للصلاة، ثم صلى الركعتين أى سنة الصبح
4- وبنفس شهادة عائشة رضى الله عنها، شهد ابن عباس رضى الله عنهما، عندما بات عند خالته أم المؤمنين ميمونة رضى الله عنه
ففى الصحيحين عنه : أنه بات عند ميمونة أم المؤمنين رضى وأهله الله عنها – وهى خالته – قال : فاضطجعت على عرض الوسادة، واضطجع رسول الله ، حتى انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل، ثم فى طولها، فنام رسول الله ، فجلس، فمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآيات خواتيم استيقظ رسول الله سورة آل عمران، ثم قام إلى شن( ) معلقة، فتوضأ منها فأحسن وضوءه، ثم قام يصلى. قال ابن عباس رضى الله عنهما : فقمت فصنعت مثل ما صنع، ثم ذهبت فقمت إلى جنبه، فوضع ، يده اليمنى على رأسى، وأخذ بأذنى اليمنى يفتلها بيده، فصلى ركعتين ثم رسول الله ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم ركعتين، ثم أوتر، ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن، فقام فصلى ركعتين خفيفتين ثم خرج فصلى الصبح"( )
5- وحتى عندما زار أم سليم، وأم حرام، وبات عندهما، لم يمنعه ذلك من قيام الليل على ما جاء فى رواية فى بيت أم سليم، وأم سليم، وأم أنس بن مالك رضى الله عنه قال : صلى رسول الله حرام خلفنا، ولا أعلمه إلا قال : أقامنى عن يمينه"( )
وبعد : فهل قصر رسول ، مع طوافه على نسائه جميعاً فى ساعة واحدة من الليل أو النهار فى قيام الله الليل؟
أو هل تعارض حديث طوافه مع كتاب الله عز وجل، كما يزعم أعداء السيرة العطرة؟
، على نسائه جميعاً، يبين بياناً عملياً على ما سبق؛ إن حديث طوافه ويبين البيان العملى لخيرية وكمال أخلاقه وعصمته{وعاشروهن بالمعروف}القرآن الكريم مع أهل بيته، كما قال : "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلى" إنه يبين كمال رأفته، وحبه، وعدله مع أهل بيته، كما صرحت بذلك عائشة رضى الله عنها "لا يفضل بعضنا على بعض فى القسم، من مكثه عندنا، وكان قل يوم يأتى إلا وهو يطوف علينا جميعاً، فيدنوا من كل امرأة من غير مسيس حتى يبلغ إلى التى هو يومها، فيبيت عندها"
كما ، وفضل به على سائر الناس من "قوة أربعين أن الحديث يبين ما اختص به رسول الله رجلاً فى البطش والجماع" والأمر هنا : ليس من عند نفسه، ولا من عند رواة السنة – رحمهم الله – وإنما من عند ربه عز وجل، وهو ما يفيده مجئ لفظ "أعطيت" بالبناء للمجهول. فتأمل
كما أنه ليس فى كثرة جماعه دليل على (هوسه بالجماع) على حد زعم ؟ أعداءه وأعداء عصمته
لأن الأمر فى ذلك راجع إلى قيامه بواجب العدل بين أهل بيته، كما أنه يرجع إلى طبيعته البشرية، وما اختصه به ربه عز وجل، ولم يكن فى ذلك كله ما يشغله عن حق ربه عز وجل، فهو مع ما طبعت عليه بشريته من كثرة الجماع، فهو ، لم يكن يأتيها إلا على بالإجماع أعبد الناس، ولم يخل بعبادته شيئاً، لأنه مشروعيتها، وهذا هو غاية العصمة والكمال فى البشرية
وتأمل مع ما سبق من أحاديث إذا صلى، قام حتى تتفطر قيامه الليل، حديث عائشة رضى الله عنها : "كان رسول الله رجلاه، فقالت : يا رسول الله : أتصنع هذا، وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال : "يا عائشة! أفلا أكون عبداً شكوراً"( )
صلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد
وعلى آله وسلم ورزقنى قدوة به فى تعدده
وفى عدله مع أهل بيته
__________________
ابوعبدالله
===================
دفع شبهات اللئيمة عن ذات الرسول الكريمة -نبوة محمد عليه الصلاه والسلام-
دفع الشبهات المثارة من جانب " ناهد متولي " في مناظرتها مع الشيخ منصف عن نبوة الرسول صلى الله علية و سلم و التي جرت في البال توك ))
الشبهه الأولى
الرد : نحمد الله سبحانه و تعالى و نستعينة ..
سألت السيدة ناهد سؤالا مفادتة ..
ما هو الدليل الذي يحتاجه العقل لكي يقتنع بأن مدعي النبوة صادق لا كاذب ؟
إن مدعي النبوة هو مخبر عن الله الخالق ،لذا كان لابد له من دليل يقنع به.
والدليل كان لابد أن يكون معجزة. أي سلوكا يخرق العادة على نحو يعجز عنه الكائن الإنساني. فتتم نسبة القدرة على هذا السلوك إلى غير الإنسان ، ومن ثم يتم تصديق الرسول
لذا يقول الأمام الجويني رحمه الله " لا دليل على صدق النبى غير المعجزة . فإن قيل : هل فى المقدور نصب دليل على صدق النبى غير المعجزة ؟ قلنا : ذلك غير ممكن ! فإن ما يقدر دليلا على الصدق لا يخلو إما أن يكون معتادا ، و إما أن يكون خارقا للعادة : فإن كان معتادا يستوى فيه البر و الفاجر ، فيستحيل كونه دليلا ، و إن كان خارقا للعادة يجوز تقدير وجوده ابتداء من فعل الله تعالى ، فإذا لم يكن بد من تعلقه بالدعوى ، فهو المعجزة بعينها " . الارشاد ص 331.
لذا نلاحظ أن الديانات السماوية كلها كانت معززة عند أنبيائها بمعجزات كأدلة قابلة للتصور والتصديق.
فالمعجزة إذن هي الدليل على صدق النبي. ومن ثم فبحث نبوة محمد يستلزم النظر في معجزته ، للخلوص إلى تصديقها أو تكذيبها.
هذا هو إذن المسلك المنهجي الذي ينبغي سلوكه.
إذا فما معنى المعجزة ؟ ما هي شروطها ؟
قد عرضنا سابقا إلى شرط خرق العادة ، ونستمر في تدقيق مدلول المعجزة :
يمكن أن نقول مع الأمام السيوطي إن المعجزة :
" أمر خارق للعادة ، مقرون بالتحدى ، سالم عن المعارضة " . ( الأتقان فى علوم القرآن 2 : 116( .
و هناك مدلولا مشتركا يجمع بين كل الكتب التي تحدثت عن أدله النبوة ، بوصف المعجزة أن بها يتحقق صدق الرسول.
أما من حيث الشروط الواجب توفرها في هذة المعجزة التي يثبت بها صدق الرسول صلى الله علية و سلم يمكن أن نتفق على خرق العادة ، وإعلان التحدي ، وعجز المخاطبين عن المعارضة (أي الأتيان بمثل ما أتى به الرسول )
إذا اتفقنا على ما سبق يمكن بعد ذلك بحث حقيقة معجزة محمد صلى الله عليه و سلم ، ونختبرها وفق المعايير الشرطية الثلاثة:
- شرط خرق العادة.
- شرط إعلان التحدي
- شرط عجز المخاطبين عن المعارضة.
لكن قبل هذا الأختبار نحتاج إبتداء إلى الأنتقال لمعالجة مسألة أخرى هي :
ما طبيعة معجزة محمد صلى الله علية و سلم و ما وجه تمييزها عن باقي معجزات الأنبياء ؟
أو بمعنى أصح لماذا جائت معجزة الرسول صلى الله علية و سلم الرئيسية و لا أقول الوحيدة ( القرآن الكريم ) معنوية و ليست حسية كمعظم المعجزات الرئيسية لأنبياء بني اسرائيل ؟
يميز علماء أصول الدين بين نوعين من المعجزات : حسية ومعنوية.
فالمعجزات الحسية كمعجزات موسى ( العصا- اليد---) ، ومعجزة عيسى (إحياء الموتى ، وإشفاء الأبرص ...) ،لكن هذا النوع من المعجزة يبقى محصورا عند من شاهدها أو عند من تناقل إليه الخبر بطريق متواتر يجزم بعدم إمكان الشك فيه.
ثم ثمة معجزة معنوية لا حسية ، وهي ما يؤكد علماء الأصول أنها المعجزة التي اختص بها سيدنا محمد ، ألا وهي معجزة القرآن.
و يجدر بنا هنا أن نشير إلى موقف الزملاء النصارى إزاء المعجزات المعنوية , أنهم يقررون أن المعجزة يجب أن تكون حسية مثل إحياء الموتى , إنهم يريدون بذلك أن يصلون إلى كون المعجزة ليست معنوية وبالتالي يجب على المسلم أن يترك الأحتجاج بالقرآن واعتباره معجزة !!
و أنا هنا أسأل ...
أليست المعجزة المعنوية في نص كتاب إذا تحقق فيها خرق عوائد البشر في القول ، وعوائد البشر في النبوغ والعبقرية ،فجاء النص بمعطيات يستحيل على طبيعة قدرة البشر في التفكير والصياغة الأتيان بمثلها يكون النص خارقا للعادة.أي خارقا لعادات البشر في التفكير ؟
فلماذا تحصرون خرق الطبيعة في خرق العادة الجارية في الطبيعة المادية ، وتستبعد خرق العادة الجارية في طبيعة التفكير البشري ومحدوديته؟
نحن كمسلمين نعتقد أن نبي الاسلام له معجزة معنوية أساسية هي القرآن. وله معجزات حسية , و هناك ثمة معجزة أخرى ألا و هي شخصية الرسول الكريم صلى الله علية و سلم
فيمكننا المناقشة في أي منها .
و لكن الشئ الأساسي أن معجزة محمد صلى الله علية و سلم الرئيسية هي المعجزة المعنوية و هي القرآن الكريم .
و في مداخلتي تلك سأقتصر بالحديث عن معجزة القرآن الكريم .. فهي الدليل القاطع الذي لا يقبل الشك على نبوة محمد صلى الله علية و سلم .
وهنا يطرح السؤال ما السبب في كون معجزه أنبياء بني إسرائيل حسية ، بينما معجزة النبي ص معنوية أكثر منها حسية ( القرآن الكريم ) ؟؟؟
السبب في ذلك أن الاسلام مع محمد صلى الله علية و سلم كان موضوعا ليكون ديانة خاتمة ، ومن ثم ينبغي أن تكون المعجزة مستمرة ، وهذا مما لا يتحقق بمعجزة حسية تخرق عادة كونية ،فلا يراها إلا المشاهد الحاضر ،بل لابد من معجزة معنوية تخاطب الأنسان في مختلف لحظات تطوره.
وتلك المعجزة هي القرآن الكريم .
كما أن طبيعة المعجزة الأسلامية تفيد ضمنيا انتقال البشرية إلى طور جديد ، طور إقرأ ، طور الرشد والتفكير العقلي.
أجل ثمة معجزات من قبيل الطبيعة الحسية فقط تم تعزيز النبي ص بها ، لكن معجزته الأساسية تبقى هي القرآن.
لكن ما الدليل على صحة كون المعجزة المحمدية هي القرآن؟هل قال محمد بذلك ، أم أن هذا مجرد استنتاج من قبلنا أو من قبل العلماء؟
إن الدليل على ذلك نجده صريحا في القرآن نفسه حيث يقول مجيبا مشركي قريش الذين طالبوا بآيات / معجزات مادية حسية :
"وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه، قل إنما الآيات عند الله و إنما أنا نذير مبين أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم" (50 ،51- العنكبوت) .
كما أن النبي ص يؤكد نوعية المعجزة التي اختص بها حيث يقول :
"ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً" رواه البخاري .
نأتي الآن إلى المعايير الثلاثة التي يجب اختبار المعجزة بها:
قلنا إن المعجزة لابد أن تقرن بشرط التحدي.وإلا لم تسم معجزة تصديقية.
فهل تحقق هذا الشرط لمحمد ؟
أجل . فقد جاء التنزيل القرآني بتحد سافر يتلو بعضه بعضا :
ففي البداية جاء بخطاب يتحداهم بنبرة أشعرتهم بقوة مصدر التحدي ،حيث لم يتحد قبيلته فقط ، ولا حتى جميع قبائل العرب بل جاء بخطاب أوسع في لغة التحدي ،حيث قال :
"قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً" (88 –الإسراء).
ولم تأت استجابة للتحدي .
فجاء بتحد آخر فيه اقتدار على مزيد من إظهار عجز المتحدى – بفتح الدال وتشديدها- حيث قال :
"أم يقولون افتراه، قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين، فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله" (13، 14- هود).
وهنا إظهار للعجز على نحو أكثر سفورا ،فهو لم يطالبهم بأن يأتوا بالقرآن بل فقط بعشر سور مثله.
ولم يأت الرد!!!!!
وإمعانا في إظهار إعجاز المتحدى ، جاءت آية أخرى بأقسى مما سبق :
"وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله" (23- البقرة).
ما دلالة هذا التحدي ؟
لكي ندرك دلالته جيدا. يجب أن نستحضر شيئا من تاريخ العرب ، وخاصة تاريخهم الثقافي ،فقد كانت القبائل تتبارى في سوق عكاظ بمعارضة القصائد ، وكانت تعقد محاكمات للتفاضل بين الشعراء . ولم يقل شاعر بأن قصيده لا يمكن أن يؤتى بمثله أو بأفضل منه.
لكن محمد الذي لم يسبق أن سجل التاريخ أنه كان لديه إلمام أو تجربة شعرية ، بل لم يسجل التاريخ أنه تبارى يوما في عكاظ أو غيرها بنص شعري ، هذا الرجل يأتي بنمط من القول جديد في سبكه وصياغته . ثم لا يتحدى بلغاء وشعراء قبيلته فقط ، ولا يذهب إلى مجلس معارضة شعرية ليبز من حضر فيها فقط ،بل يعلن التحدي سافرا جامعا مانعا للجميع قائلا فأتوا بسورة من مثله.
من هنا ندرك أن هذا التحدي كان جارحا لكبرياء قريش ولكبرياء العرب.بل أسقطها في الحيرة من أمر هذا القول الفريد في أي جنس من أجناس القول ينبغي تصنيفه ، أجل إنهم عجزوا عن تصنيفه .
و لو سألنا أي عالم نفسي عن ردة فعل من كان في مثل مكانة قريش الشعرية و ألقى عليهم من لا باع له في الشعر أو غيرة هذا التحدي ماذا سوف تكون ردة فعلهم إزاء ذلك ؟
سيقول أنه بلا شك سيكون الحافز الرئيس عندهم هو الرد عليه و دحرة دحرا ..
و لكن قريش عجزت , بل و قد وقد بين القرآن الكريم عجزهم بهذا التدريج السابق الذي أتينا به .
أجل إنهم عجزوا عن تصنيفه .
بل الأقتدار على الرد عليه. وهنا أورد لكي الحادثة المشهورة للوليد مع الرد القرآني عليها :
جاء في الروض الأنف :
"ثم إن الوليد بن المغيرة اجتمع إليه نفر من قريش - وكان ذا سن فيهم وقد حضر الموسم فقال لهم يا معشر قريش ، إنه قد حضر هذا الموسم وإن وفود العرب ستقدم عليكم فيه وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا ، فأجمعوا فيه رأيا واحدا ، ولا تختلفوا ، فيكذب بعضكم بعضا ، ويرد قولكم بعضه بعضا ، قالوا : فأنت يا أبا عبد شمس ، فقل وأقم لنا رأيا نقول به قال بل أنتم فقولوا أسمع قالوا : نقول كاهن قال لا والله ما هو بكاهن لقد رأينا الكهان فما هو بزمزمة الكاهن ولا سجعه قالوا : فنقول مجنون قال ما هو بمجنون لقد رأينا الجنون وعرفناه فما هو بخنقه ولا تخالجه ولا وسوسته قالوا : فنقول شاعر قال ما هو بشاعر لقد عرفنا الشعر كله رجزه وهزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه فما هو بالشعر قالوا : فنقول ساحر قال ما هو بساحر لقد رأينا السحار وسحرهم فما هو بنفثهم ولا عقدهم قالوا : فما نقول يا أبا عبد شمس ؟
قال والله إن لقوله لحلاوة ، وإن أصله لعذق وإن فرعه لجناة .. وما أنتم بقائلين من هذا شيئا إلا عرف أنه باطل وإن أقرب القول فيه لأن تقولوا : ساحر جاء بقول هو سحر يفرق به بين المرء وأبيه وبين المرء وأخيه وبين المرء وزوجته وبين المرء وعشيرته . "
ويصور القرآن هذه الحيرة تصويرا غاية في البلاغة ، وكأنك تلمس حسا هذه الأختلاجات النفسية القلقة التي انتابت الوليد إزاء تصنيف القرأن ، ثم جحوده بعد علمه بكون آيات القرأن ما هي من قول شاعر ولا مجنون :
" ذرني ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا ومهدت له تمهيدا ثم يطمع أن أزيد كلا إنه كان لآياتنا عنيدا ، سأرهقه صعودا ، إنه فكر وقدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس وبسر ثم أدبر واستكبر فقال إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر " . وعود إلى التحدي . فأقول :
لقد تحقق في المعجزة إذن شرط التحدي و العجز عن الرد!!
وهكذا اجتمع في المعجزة القرآنية شرط التحدي والسلامة من المعارضة.
لكن تلاحظين مما سبق أنني لم أختبر المعجزة القرآنية إلا بالشرط الثاني والثالث:
أي شرط التحدي.والسلامة من المعارضة.
وقد نجحت المعجزة القرآنية في الأختبار ،إذ ثبت وجود التحدي. كما ثبتت سلامتها من المعارضة .
ستقولين لي قد قفزت عن الشرط الأول وهو خرق العادة.
اللهم إلا من مثال حيرة قريش في تصنيف القرآني حيث خرق عوائدها وأنماطها في الكلام.
لذا قد تسألينني هل تكتفي بخرق العادة بما سبق؟
أقول لا ..
بل إن بحث موضوع خرق العادة مبحث أعمق وأوسع مما سبق ،بل عليه يستند كل موضوعنا ، وهو إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.لذا فبحث ما في القرآن من معطيات أسلوبية ومعرفية هو ما يجب أن يكون موضوع ما نستقبل من محادثات بيننا . إذا اتفقنا على مفهوم المعجزة ومعاييرها.
فما هو الذي في القرآن الكريم يفيد القطع بأنه خارق للعادة و أنة ليس بمقدور من قبل البشر ؟
سؤال كهذا لن يكفينا أبدًا في حوار كهذا , بل و لن يكفينا سلسلة من الحوارات المستمرة , فالقرآن الكريم ينطق بكل حرف فيه أنه خارق للعادة أو غير مقدور من جهة البشر ..
و لكن سوف أقوم بالتدليل على أنة لم يكتبة محمد بطريقة فريدة من نوعها نوعًا ما ..
فسوف أفترض معكِ أنه من تأليف محمد صلى الله علية و سلم .. !!
ومن ثم فكل ما سأفعل هو أنني لن أنطلق من كون محمد نبيا ، ولا من كون القرآن من عند الله. بل سأنطلق من منطلق معكوس تماما ،أي من الفرضية التي تتبناها السيدة ناهد ،بمعنى أن القرآن ليس من عند الله ، وأن محمدا هو مؤلفه ، وبالتالي فهو نبي كاذب ( حاش و كلا ) لا نبي صادق مرسل.
ثم أقدم ضد هذه الفرضية بمجموعة من الانتقادات والتساؤلات المعترضة عليها ، وأطلب من السيدة ناهد أن تفسرها لي ما دامت هي تقول أن محمدا صلى الله علية و سلم ليس نبيا ، وأن القرآن من تأليفه.
لنفترض أن محمدا ليس نبيا رسولا ، وأن القرآن من نسج تأليفه .
أمام هذه الفرضية موانع قوية صلبة تحتاج لكي تصبح حقيقة علمية وتنتقل من مستوى الأفتراض أن تتخطاها ،، وأنبه السامع أولا إلى أن ما سيسمعه ليس أدلة إنما هي فقط دعوة للتفكير في ظاهرة نبوة محمد صلى الله علية و سلم ، فالأدله كثيرة و لن أطرحها الآن لقصر المداخله , و ربما ألخصها في مداخلتي القادمة , أما الآن في تلك المداخله فسنطرح فيها كل مرة فرضيات ونختبرها فأقول مستعينا بالله عزّ و جلّ :-
عندما بلغ محمد أربعين عاما قال بكونه نبيا رسولا .ثم أخذ في عرض قرأن يقول إنه من عند الله.
لنفترض أن القرآن هذا من عند نفسه ،أي من تأليفه . فالمطلب الأول هو أن نجد في النص القرآني حضورا لشخصية محمد ومشاعره . فالقرآن ليس نص فزياء ولا نص رياضيات يغرق في الرموز بل هو نص يتحدث عن مشاعرواعتقادات وحوادث ونظم مجتمعية . ومثل هذا النوع من النصوص لابد أن نجد فيها ملامح مؤلفها.
وعود إلى القول :
لنفترض أن القرآن هذا من عند محمد صلى الله علية و سلم
فما هو الأعتراض الأول على هذه الفرضية ؟
أولا :من بين الأسباب المشككة في هذه الفرضية أننا لا نجد في القرآن شخصية محمد صلى الله علية و سلم . فنص القرآن الذي ينقل لنا حوادث واقعية عاشها محمد صلى الله علية و سلم أو عاشها المحيطون به
"قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ..."
نجده وياللغرابة ! تغيب منه الحوادث المفروض أن تحضر بقوة فيه إذا كان محمد هو مؤلف القرآن ، وذلك مثل :
اللحظات الصعبة التي مر بها في حياته كلحظة موت زوجته خديجة. حيث لا نجد أي ذكر لهذا الحدث في القرآن ، ولا حتى بضع كلمات يبث فيها محمد حزنه عليها ، وهوالذي كان مرهف الحس ، وهو الذي حتى بعد سنوات طوال بعد موتها كان يذكرها فتدمع عيناه!!!
هل يستطيع شاعر أو أديب أ ن يتجاهل ذاتيته ؟؟؟
كيف استطاع محمد صلى الله علية و سلم أ ن يتجاهل ذاتيته ولم يعبر عن مكنون وجدانه في حق خديجة في نص قرآني ؟؟؟؟
كيف لا نجد ولو ذكرا واحدا لحوادث أخرى كان لابد أن تحضر لأنها أثرت فيه واستدرت الدمع من عينه مثل موت أبنائه الذكور واحدا تلو آخر. وخاصة إبنه إبراهيم الذي احتضر بين يديه ، وتوفي وهو بين ذراعيه ينظر إليه ؟؟
كيف تغيب مثل هذه اللحظات العصيبة من نص القرآن ،ونحن نعلم أن محمد صلى الله علية و سلم لم يكن رجلا جلفا يخفي شعوره ومشاعره بل كان يفخر بإظهار هذه المشاعر والتعبيرعنها ؟؟؟
محمد صلى الله علية و سلم كان يحب زورجته خديجة وزوجته عائشة ، ،لكننا لا نجد في القرأن سورة باسميهما ،في حين نجد اسم مريم يتكرر في القرآن 44 مرة ،بل ثمة سورة كاملة باسم مريم!!! كما لانجد ذكرا لأسم فاطمة ولا الحسن والحسين مع شديد حبه لهم؟؟
لماذا؟!!!!!!
بماذا تفسيرين يا سيدة ناهد مثل هذا الغياب لوجدانية محمد صلى الله علية و سلم إذا كان القرآن من تأليفه؟؟؟؟؟؟؟
هنا تهتز عندي الفرضية الأولى وهي أن القرآن من كتابة محمد.
ولا أسقطها بالتأمل السابق فقط بل أسقطها به وبكثير غيره من التأملات والأدلة والبراهين. لكن يكفيني في هذا المقام أن أقول بناء على ماسبق إن الفرضية منذ أولى لحظات امتحانها العلمي تهتز.
وأنتظر منكِ إسنادها بتفسير ما سبق وتعليله.
ثم نتابع...
ودائما مع اختبار فرضية أن القرآن من تأليف محمد وليس وحيا !!
ثانيا :
هناك معطى آخر يشكك في هذه الفرضية ، يتمثل في حادثة الإفك :
لو تأملت أخي الكريم هذا الحدث ستجد أنه يكفي دليلا على كون القرآن ليس من تأليف محمد ،بل يستحيل عليه أن يكون من تأليفه.
وأنا كلما قرأت آيات الأفك أحسست بنبوة الحبيب المصطفى. وأذكر أنني كنت في مجلس كان أحد الأخوة يشرح لنا آيات الأفك ويستخلص منها الدلالات والضوابط الواجب توفرها داخل الجماعة المسلمة ،بينما كان تفكيري كله ملتفتا إلى شيء آخر ، إلى استحالة كون القرآن من تأليفه. فلو كان من تأليفه لأنزل آيات تبرئة سيدتنا عائشة في ذات اليوم ، ولم يكن ليترك الأشاعة الخسيسية تنتشر وتفعل فعلها في النفوس ، ويتأذى بها رسول الله نفسيا أشذ الأذاية.
وتعلم أن أقسى ما يمكن أن يمس الرجل هو التشكيك في عرضه.
فكيف يصبر محمد صلى الله علية و سلم كل تلك الأيام الطوال ينتظر نزول الوحي بالحق في شأن حادث الأفك ، ألم يكن سهلا عليه – والقرآن من تأليفه – أن يسارع إلى تبرئتها ؟!!!
فكيف تفسرين هذا مع القول أن القرآن من تأليفه؟!!!
ثالثا :
ثم نأتي الآن إلى شخصية محمد صلى الله علية و سلم ذاتها ،لماذا هذا الغياب الملحوظ لأسمه في القرآن بالمقارنة مع غيره من أسماء الأنبياء ،فمحمد صلى الله علية و سلم رغم أن سورة موسومة باسمه فهو لم يذكر في القرآن إلا خمس مرات ،بينما ذكر موسى 55 مرة ،وذكر عيسى عليه السلام باسمه 25 مرة .
فكيف يتم هذا التغييب لأسم محمد صلى الله علية و سلم وتحضر أسماء نبيي الديانتين اللتين لمحمد صلى الله علية و سلم خصومة واضحة مع أتباعهما؟!!!
رابعًا :
- عدد الجذور الثلاثية للألفاظ القرآنية التي بدأت بالهمزة هو ( 76 ) جذرا وعددها في الصحاح للجوهري (187). بمعنى أن النص القرآن على وجازته استخدم 40% من جذور الألفاظ المبدوءة بالهمزة.
5. مجموع الجذور الثلاثية للألفاظ القرآنية هو ( 1640 ) وبالمقارنة نجد أن مجموع الجذور الثلاثية في الصحاح للجوهري هو (4814). بمعنى أن القرآن استخدم 34%.
وتأسيسا على ما سبق يتبين أن القرآن الكريم استعمل أكثر من ثلث الجذور الثلاثية للألفاظ العربية .
(أنظر إعجاز القرآن البياني ودلائل مصدره الرباني للدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي ص332 ، دار عمار – الأردن طبعة: 2004م.)
على ماذا يدل هذا الثراء اللغوي؟؟؟
نعلم جميعا أن كل كاتب له معجم حاضر ذهنيا ، ويتمظهر في تعبيراته المكتوبة والملفوظة. وكل كاتب حتى ولو كان يعرف جميع دلالات ألفاظ العربية لن يستطيع بشكل تلقائي استعمالها كلها ولو كتب ألف مجلد.بل حتى ولو كتب مليون مجلد . وهذه آلية سيكولوجية معروفة في ما يسمى عند تشومسكي بنظرية "الكفاءة اللغوية".
فأي أديب مهما بلغ ثراؤه اللغوي واقتداره في التعبير لن يستخدم في الغالب أكثر من 5% من أصول كلمات اللغة ولو كتب كما سبق أن قلت آلاف المجلدات، فما معنى أن يستعمل النص القرآني أكثر من ثلث الكلمات العربية ؟
ولو تأملت كتابات العقاد مثلا ستجد كلمات تتكرر كثيرا ،ولو تأملت كتابات أي كاتب آخر ستجد نفس الشيء ،بمعنى أن اللغة غير قابلة للأمتلاك كلها على مستوى الأستعمال حتى ولو امتلكتها كلها على مستوى دراية مدلولات ألفاظها.
بناء على ذلك يشكل القرآن استثناء بين الكتب !!!
فكيف ينفرد محمد صلى الله علية و سلم بأن يتفوق على غيره من الكتاب فينسج نصا يحتمل بين دفتيه كل هذا الثراء اللغوي ؟؟؟؟؟
و هل هذا مقدور من جهة البشر ؟؟ أن يكتب كتابًا في حجم القرآن الكريم يحتوي بين دفتية على أكثر من ثلث اللغة الخاصة به ؟؟ و الغريب أنه صلى الله علية و سلم أمي لا يعرف القراءة و لا الكتابة !!!!
بل العجيب في الأمر أن هذا الثراء غير موجود حتى في أحاديثه التي صدرت منه رغم أن حجم وعدد أحاديثه أكبر من حجم القرآن !!
ألا يدل هذا على أن هذا النص الفريد الموجود بين دفتين لم يأت من محمد صلى الله علية و سلم ؟!!!
أضف إلى ذلك كم المعلومات الهائل الذي يملأ كتابًا في حجم القرآن الكريم !!
ناهيك عن أن النص ذاتة لا يقدر أن يأتي به البشر !!
خامسا:
وفي سياق القراءة اللغوية للنص القرآني ثمة أمر آخر إضافة إلى ما سبق وهو :
اختلاف الأسلوب بين الحديث والقرآن.
فلو راجعنا أساليب الكتاب والشعراء سنلاحظ أ ن لكل شاعر أو كاتب أسلوب محدد في الصياغة والتركيب . لكن نجد محمد صلى الله علية و سلم يمتاز عن غيره بنمطين أسلوبيين متباينين على نحو يقطع باختلاف وتباين مصدريهما.
فأسلوبه في قول الحديث مخالف لأسلوبه في نظم القرآن.هذا مع أنه في أحاديثه لم يكن مجرد متكلم عادي بل بلغ الفصاحة في الخطاب ،فكيف يقتدر محمد صلى الله علية و سلم على ما لم يقتدر غيره من الكتاب والشعراء؟
و الأمر عند علماء النفس أصلا من المستحيلات أن يحدث هذا الفصل !!
سادسا :
عندما نطق محمد بالقرآن تبين للعرب بوضوح أمران اثنان :
1- أنه خارق لمعهودهم في الخطاب . فلا هو شعر ولا هو نثر مسبوك فيما اعتادوه من أسليب الخطابة وصياغة الأمثال والحكم. بل هو متفرد في أسلوبه.لذا احتاروا في تصنيفه.وهذه الحيرة سجلها لنا القرآن في حديثه عن الوليد...
2- أنه بليغ في أسلوبه. لذا كانوا ينصحون غالبا بعضهم بعضا بأن لا يسمعوا للقرآن.
قد لا يحس القارئ المعاصر بجمالية البلاغة القرآنية ( و هذا نادر جدًا و قد نقول أنة لا يحدث ) . ولكن هذا متوقع لأن نظامنا التعليمي لم يستطع تكوين ذائقة لغوية سليمة لها آلياته العلمية التي تمكنها من فهم بلاغة الكلام والأحساس بها.
مثلما أن المبتدئ في اللغة الأنجليزية لن يحس بجمالية لغة مسرحيات شكسبير ، وهذا ليس عيبا في لغة شكسبير بقدر ما هو نقص في قارئها المبتدئ.
سابعا :
ثم إن محمد صلى الله علية و سلم عندما قرأ القرآن على قريش قرنه بالتحدي ، ونحن نعلم أن قريش قد جمعت قبائل العرب كلها ضد محمد صلى الله علية و سلم في غزوة الأحزاب لمقاتلة محمد صلى الله علية و سلم ، لذا أتساءل ألم يكن من السهل عليها أن تجمع فصحاء العرب وشعرائها لمعارضته؟؟!!!
لماذا لم تفعل مع أن الجزيرة العربية كانت معتادة في مجالس الشعر على التباري في المعارضة بين الشعراء ؟ لماذا لم تفعل مع أن محمدا صلى الله علية و سلم كرر التحدي مرة تلو مرة ؟؟
أليس الأمر مستغرب حقا ؟ ألا يدعو هذا إلى التفكير والتأمل ؟
قد تقول لقد حاولوا ولكن التاريخ لم يسجل محاولاتهم ؟
نحن نعلم أنه حتى المؤرخين القائلين بأن التاريخ يكتبه المنتصرون ، يقولون إنه يتبقى دائما بين تلافيف التاريخ ما يؤكد خلاف رواية المنتصرين.ويكفي في نظرية التاريخ الصامت والتاريخ الصائت للمؤرخ الفرنسي الكبير بروديل إشارة إلى إمكان إعادة كتابة التاريخ الخفي ،باستنطاق الشروط المجتمعية في شموليتها وتنوعها .ومن ثم أقول ليست مقولة أن التاريخ يكتبه المنتصرون دالة على أن المعطى التاريخي يكون دائما محفوظا من أي تأثير لغير المنتصر.
ودارس التاريخ ونظرياته يعرف بالتأكيد ما سبق.
لكن التاريخ سجل لنا محاولات عرب الجزيرة للرد على تحدي القرآن ، مثل محاولة مسيلمة مثلا ، وقد كانت هذه المحاولة بتخلخلها وسوئها وانحطاطها بلاغيا ودلاليا حجة على العجز عن معارضة القرآن.
لكن قد يقال بأن المؤرخين المسلمين قصدوا تسجيل هذه المحاولات الضعيفة التي قام بها مسليمة وغضوا النظر عن غيرها.
لكن هذا الاعتراض هو رجم بالغيب . نقابله بطلب هذه المحاولات ، ونعلم يقينا أنها غير موجودة.
لكن يكفينا هنا التأمل في محاولة معاصرة التي حاول القيام بها " مجموعة أورشليم " من المسيحيين المتخصصين في اللغة العربية ،فقد عكفوا على مشروعهم طيلة ستة عشر سنة من أجل معرضة القرآن بإعادة كتابة أفكار الأنجيل بأسلوب قرآني .
ومن بين أجمل نصوصهم المزعومة !! التي استحقت من القس شروش أن ينقلها عنهم ويستدل بها على تحقق معارضة القرآن هذا النص الذي أقوله لكم للتأمل ودون تعليق مني ،لأن في إيراده غناء عن الرد عليه:
" بسم الله الرحمن الرحيم. قل يا أيها الذين آمنوا إن كنتم تؤمنون بالله حقاً فآمنوا بي و لا تخافوا. إن لكم عنده جنات نزلاً. فلأسبقنكم إلى الله لأعدها لكم ، ثم لآتينكم نزلة أخرى ، و إنكم لتعرفون السبيل إلى قبلة العليا. فقال له توما الحواري: مولانا إننا لا نملك من ذلك علماً. فقال له عيسى: أنا هو الصراط إلى الله حقاً ، و من دوني لا تستطيعون إليه سبيلاً ، و من عرفني فكأنما عرف الله ، و لأنكم منذ الآن تعرفونه و تبصرونه يقيناً ، فقال له فيليب الحواري : مولانا أرنا الله جهرة تكفينا، فقال عيسى: أو لم تؤمنوا بعد و قد أقمت معكم دهراً ؟ فمن رآني فكأنما رأى الله جهراً " والنص كما هو ملحوظ مصاغ بناء على إنجيل يوحنا (14/1-6 ) .
ثامنا :
نجد في القرآن مرات عديدة إشارات غيبية تحققت ، ولم يتم تكذيبه ولو في واحدة . وهذا أمر مستغرب حقيقة . لأن الكهنة والمتنبئين يصيبون في واحدة ويكذبون في عشرات، بينما محمد لم يسجل قط له أن كذب في نبوءة وردت في القرأن أو في حديث من أحاديثه.
دعونا نأخذ أمثلة :
نجد في القرأن الكريم أن آيات كثيرة تعلن عن أن دين الأسلام سوف يظهر على غيره من الأديان وسوف يكون له الريادة والسيادة (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُون)..
وقد تحقق هذا .
هذا رغم كون القرآن ومحمد صلى الله علية و سلم كانا يقولان بهذا في لحظات استضعاف كماهوالحال في مكة ، وكما هو الحال في تلك الليالي العصيبة في المدينةوهم يحفرون الخندق ليحتموا من قبائل العرب التي جيشت كل قواها لإفنائهم ،في تلك اللحظات العصيبة جدا قال محمد بانتصار المسلمين على كسرى وقيصر .
وقد تحققت نبوءته !!
،قد يقال إن هذه نبوءات أطلقها محمد بذكائه لتشجيع أتباعه ، وهو يعلم أن أمرها متروك إلى سنوات مقبلة ،فإذا حدثت تم تصديقه وإذا لم تحدث لن يقع شيء لن يكذبه أحد لأنه يكون قد مات.
لكن هذا مردود عندما نجد أن محمد يعلن عن أمر غيبي سيتحقق في حياته كما هو الحال في فتح مكة.
بل أغرب من هذا إن محمد يعلن عن أمر غيبي في حق كافر يسمع ذلك الأمر ولا يستطيع ذلك الكافر المشرك أن يخالفه .فسورة "تبت يد أبي لهب " كما تعلم جاءت بأمر غيبي وهو أن أبا لهب سيموت هو وامرأته على الكفر.
والغريب أن مكة كلها بكل أذكيائها لم تخطر لهم على البال فكرة كانت ستكون مدمرة ومقلقلة لمحمد . وهو أن يمثل أبا لهب دور المؤمن بالآسلام. !!!!
من بين النبوءات التي قالها القرآن انتصار الروم على الفرس ؟،"غلبت الروم في أدنى الأرض ... الخ "
وتحققت النبوءة.
ثمة هنا احتمالات ثلاثة :
إما أن تكون سورة "تبت يد أبي لهب" و"سورة الروم " والآيات المخبرة بفتح مكة "قيلت قبل وبالتالي فهي تنبؤ غيبي تحقق.
وإما أن يكون محمد قد أضافها بعد انتصار الروم فعلا ، و بعد تحقق موت أبي لهب ،وفتح مكة .
والاحتمال الثالث: أن يكون جامعوا القرآن قد أضافوها ليثبتوا القدرة التبؤية بالغيب في القرآن.
ثلاثة احتمالات ،لو اختبرناها سنجد أن الاحتمال الوحيد المؤكد هو أن السور قيلت قبل تحقق ما تخبر به وجوديا ولم تضف بعديا .
لأنه :
إذا كان محمد قد أضافها بعديا ،فإنه بذلك سيفضح نفسه بين أتباعه ،حيث سيعلمون أنه يكذب عليهم ،فقد عاشوا في مكة ولم تكن سورة أبي لهب قد تنزلت.وحدث انتصار الروم ، ثم ابتدع محمد نص الأخبار به ، وحدث فتح مكة ثم أخبر به..ومن ثم ستكون فعلته هذه دليلا على عدم نبوته لا العكس. ومن ثم يستحيل عليه أن يقدم دليلا على كذبه بهذا الشكل الفاضح.
يبقى احتمال أن يكون الصحابة الذين جمعوا القرآن أضافوها .
لكن هذا الأحتمال الثاني هو نفسه مستبعد ،فلا أحد كان قادرا على أن يغامر بنفسه ليضيف سورة بأكملها . ولماذا يضيفها ؟ هل ليوجد للأسلام مسلمون مؤمنون به وبنبوة محمد ؟؟
لقد حصل ذلك بالفعل ،ولم يكن الأمر محتاج إلى اختراع نبوءات وإضافتها إلى القرآن.
ثمة أفكار أخرى ،لكن نظرا لضيق الوقت و حتى يتم اختبار كل فكرة والتعمق في بحثها أقتصر على ما سبق.
وما سبق هو مجرد تأمل في ظاهرة النص القرآني ومقاربتها بإمعان التفكير في الفرضية القائلة بكونه من تأليف محمد صلى الله علية و سلم.
و الحمد لله رب العالمين .

غير معرف يقول...

دلائل صدق محمد رسول الله عقليا

الواقع أنني أحاول أن أستشف ما يفكر به عقل المسيحي مما زرعوه فيه على مر عمره وأجيب عليه بهدوء وعقلانية ولذلك أصبح كلامي عن رسول الله كما ترون دفاع عن بشريته وزواجه وبيان أنه نبي من الأنبياء تزوج كما تزوجوا جميعا !

ولكن دعنا ننظر نظرة علمية .. لم يطرح مهاجمي الإسلام تلك القضايا ويثيرون مسألة مثل زواج الرسول ؟!
الواقع أنها حيدة كبيرة وهروب من التفكير المنطقي .. فمحمد –صلى الله عليه وسلم- لم يدعونا لعبادته هو ...فلو دعانا لذلك ..لربما نضع تلك المسائل تحت البحث ..لكن دعوته كانت مختلفة ..لقد دعانا لعبادة الله !!

نعم...لم يدعنا لنكون محمديين بل دعانا لنكون مسلمين لله – عز وجل- وتنزيهه عما يعتقد به الوثنيون أو النصارى أو اليهود فالله أعلى وأكبر من من شتم اليهود والنصارى له ..وقد بيننا صفات الإله في المبحث السابق!
فالواجب على الذي يدعي العقلانية أن يفند الإعتقاد ..لا أن يحاول الهرب بجرنا إلى قضية أخرى !!

والذي يطعن في شخص مدعي نبوة فالواجب أن تكون طعوناته مستنده على أساسات جلية
1- ما هدف محمد –صلى الله عليه وسلم- من إدعاء النبوة ؟!

2- كيف إستطاع محمد –صلى الله عليه وسلم- تأليف القرآن ؟!

الواقع أن الأسئلة تبدو سهلة بالنسبة لنصراني سمع ما يردده قساوسته..لكن غياب حقائق أخفاها عنه القساوسة ومع جهل عوام النصارى بديننا ويكتفون بسماع زكريا بطرس أو غيره من جهلة وكذابين الكنائس ..ولذلك فالحقائق مشوشة للغاية !

ولا نخرج من كونه حوار عقلي على أساس التسليم بالمصادر من الجانبين –كما إتفقنا-
ونبدأ بالسؤال الأول : ما هدف محمد –صلى الله عليه وسلم- من إدعاء النبوة ؟
قد يقول قائل : الأمر بسيط إنه حب السلطة والملك والمال !
وهذا جواب يمكن أن يبدو منطقيا إلا أنه غاب عن ذهن قائله حقائق جلية .. فكونك سلمت بأن الهدف هو حب السلطة والزعامة والمال ..هذا يعني بأنه لم يكن ذو رسالة ولا يأبه لتابعيه ..وهذا ما لا يمكن أن يتخيل من شخصية رسول الله
ناهيك أنه –حسب فرضك- لو أتته الرئاسة والزعامة والمال فقد حصل مراده من إدعائه النبوة ..ويكفيني أن تعرف –عزيزي القارئ – أن النبي محمد –صلى الله عليه وسلم- جاءه كل ذلك مقابل أن يتخلى عن إدعاءه النبوة ...!
إجتمع كفار مكة وتكلم عنهم عتبة بن الوليد وهم مجتمعين حول رسول الله فقال عتبة : إن كان إنما بك الباه فاختر أي نساء قريش شئت حتى أزوجك عشرا
وإن أردت الملك ملكناك علينا
و إن كان إنما بك الحاجة جمعنا لك حتى تكون أغنى قريش مالا
وإن أردت ... وإن أردت ....

وجاءه عمه "أبو طالب" فعرض عليه العروض السخية التي عرضتها له قريش .. فقال رسول الله كلمته الشهيرة "والله يا عمي لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يسارى على أن أترك هذا الأمر ما تركته"

وهكذا سقطت إدعائات النصارى أنه كان يسعى للسلطة أو المال أو النساء لأن هذا كان متاحا بلا مصاعب ثلاث عشرة سنة تعذيب ونكال في مكة وبعدها سنوات من الجهاد والنصب والتعب في المدينة ..وكان منذ البداية كل شئ متاح له في مكة ... فأين الدافع...أين الهدف ؟

الواقع أن إدعاء النبوة والكذب جريمة كبيرة ..وكل جريمة لابد لها من دوافع ..فلو وجدت رجلا مقتولا له إبن وقد تنازل الأب لإبنه عن كل أملاكه منذ سنوات عديدة ..فبالطبع يصعب تخيل أن الإبن قد قتل الآب...لأن الأموال أمواله فلم يقتل أبيه ..ما هدفه..ما مصلحته ؟

وكانت الدنيا بحذافيرها من مُلك لبلد مهم مثل مكة وأموال وجاه ومنصب وشرف عند محمد –صلى الله عليه وسلم- فلم يستمر في طريق ربما ينجح أو يفشل طالما جاءه ما يطلب ؟!

وهنا تسقط كل دواعي الكذب ويظهر صدق محمد –صلى الله عليه وسلم- في دعوته ورسالته...ولعله لا يماري في هذا إلا جاحد !

ولعل الإنسان المثقف البسيط يعرف أن النبي رغم أنه كان له من خمس الغنائم وكان حاكما للأمة إلا أنه عاش حياة بسيطة فتروي نسائه أنه ما شبع آل بيت محمد ثلاث أيام متتابعة ..وكان يمر الشهر ولا يوقد في بيته نار..وكان طعامه الأسودان "الماء والتمر" وكان يربط على بطنه حجرين من الجوع في غزوة الخندق ..وسأله أعرابي ذات مرة بغلظة قال "أعطني من مال الله لا من مال أبيك ولا أمك" فأعطاه الرسول قطيعه من الغنم كاملا ..فكان النبي يعطي إعطاء الذي لا يخاف من الفقر..ولم يسكن الفيلات ولا القصور ..بل تروي عائشة أن كان يصلي بالليل وهي نائمة ومن ضيق الغرفة كان يضطر أن ينبهها أن تسحب رجلها حتى يتمكن من السجود ..وفي مرض موته كانت كل ثروته 7 دنانير أمر أن يتصدق بها قبل موته..وليلة موته لم يجدوا زيتا يضيئوا به المصابيح...فأي فائدة رجاها من إدعاء النبوة ؟

الواقع أن لكل جريمة هدف ...و جريمة كبيرة كالكذب على الله بإدعاء النبوة ..بلا هدف ..إدعاء سخيف !!
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟هل كان العالم محتاجا لنبي آخر بعد المسيح ؟


الواقع يقول : نعم ...إن العبرة بالتأثير في البشر ..فملايين من البشر يؤمنون بالمسيح مخلصا وفاديا حول العالم ..فهل رفع ذلك من أخلاقياتهم في شئ ؟
للأسف إن الناظر في ثقافة الفداء يجد أنها تجعل الإنسان لو كان ملاكا تجعله شيطانا .. لماذا؟
سمعت مسيحيا يقول "المسلم لو سألته هل سيدخل الجنة أو لا ؟ سيقول لك "بإذن الله" ولا يستطيع أن يجزم لنفسه بالجنة أما نحن فنقول أننا 100% في الجنة بل مليون% في الجنة "
وأنا أسأل ألا يخلق لنا هذا أوربا وأميركا من عري وزنا وجريمة وفساد ولواط...وكل يفعل ما يحلو له فيسوع حمل عنه خطاياه وطالما آمن بيسوع إلها ...فهو في الجنة ؟!!
ألا يخلق ذلك مؤمنين بنظرية الرهان التي حاول أن يرشد إليها الناس زكريا بطرس -كما فصلنا- ..وبالتالي يعيشون تائهين إن كان الإلحاد حقا فهم لم يخسروا شيئا إن جربوا المسيحية..وإن كانت المسيحية حقا فمحمولة عنا خطايانا فلنفعل ما نشاء!!!

فهذا هو إجابة السؤال الكبير..أهذا دين الخالق ؟
الله عز وجل يريد للأرض إصلاحا لا فسادا !
فبولس اليهودي لما فشل بتدمير دين المسيح من توحيد وأخلاق حميدة بالقتل والسيف لجأ للنفاق لكي يجعل المسيحيين بلا أخلاق وكل شعب بلا دين وأخلاق لا يستطيع أن يستمر أبدا وتلك سنة الله في الخلق ..فنشر بولس مبدأ الفداء وهو أكبر تدمير لكل خلق حميد نشره المسيح ودائما هذا هو إسلوب اليهود بجمعياتهم الماسونية ..هدفهم الوحيد القضاء على كل الديانات ليبقى الدين الوحيد هو دين اليهود !

أما الإسلام فعلى خلاف المسيحية فقد جاء بمنهج الترغيب والترهيب ... بالجنة والنار ...بالثواب والعقاب .. ولو قطع لنا ديننا بالجنة أو قطعنا لأنفسنا بالجنة من الآن لإتكلنا ولأصبحنا امة مثل أمة النصارى بلا أخلاق ولكن ترجو ثواب الله وتخشى عقابه ولذلك نجتنب المعاصي ونعمل الخيروهذا ما يقوله المسيح نبوؤة عن أمة الإسلام :
مت 21:43 لذلك اقول لكم ان ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل اثماره.
وأمة النصارى على العكس تماما
غل 5:4 قد تبطلتم عن المسيح ايها الذين تتبررون بالناموس.سقطتم من النعمة

فالواقع المرئي أن الجميع يشهد أن المسيحيين الشرقيين نسبة الزنا عندهم أقل كثيرا من الغرب لا لشئ إلا لأنهم يعيشون بين المسلمين ...بل كونهم متمسكين ببعض من دينهم مثل لبس الصليب وحضور القداسات لا لشئ إلا لأنهم وسط المسلمين....أما طبيعة ما تنجبه المسيحية بثقافة الفداء والذنوب المحمولة مقدما فنراها جلية في الغرب بكنائسه المختلفه حتى قال البابا شنودة عن الكنائس التي تحلل الزواج المثلي "فضحتونا" !!
فوالله لا صلاح لهذا العالم إلا بالإسلام !

ناهيك أن السبب الأعظم هو أنه قد تم تحريف الإسلام الذي جاء به عيسى وموسى إلى سب لله الخالق كما بينا !!
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟محمد رسول الله

والله يعجز البيان عن الكلام عن رسول الله وبيان أنه حقا وصدقا لا مرية في نبوته بل فاقت دلائل نبوته موسى وعيسى وكل نبي .. والمؤسف أن كثير من أهل الكتاب هم من يكذبونه حقدا وحسدا والله...أما الحق فإتبعه ملايين من أهل الكتاب الذين أسلموا شرقا وغربا حتى أصبحت بلدا مثل مصر كانت 90% مسيحيين أصبح أهلها 90% مسلمين ..ونسأل كيف ذلك؟ هل حدث للمسيحيين مذابح جماعية فينبغي أن تثبتوا ذلك ..أم باعوا دينهم مقابل الدراهم السنوية للجزية التي يدفع المسلم أضعافها زكاة..أم ماتوا جميعا وبقى المسلمون المحتلون..أم ماذا....أين ذهب المسيحيون الشرقيون....الواقع والحقيقة أن أكثر من 70% منهم أسلموا طواعية والواقع يشهد ...فهل كل هؤلاء ضللوا أم باعوا أنفسهم أم بالفعل وجدوا الحقيقة فإتبعوها ؟!

وطالما كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم أول المستهدفين من النصارى الحاقدين أمثال زكريا بطرس بحقد غير مبرر وغير علمي ..كان من الواجب بيان الحق وإزهاق الباطل.

وأقول لهم مازلنا في دعوة للتفكير العلمي .. لماذا تكذبون محمد –صلى الله عليه وسلم-؟

الواقع أن النصارى أصبحوا مثل الملاحدة تماما في هذه النقطة...مثلا ربما ينكر علي ملحد ما أمر زواج الرسول وليس هذا غريبا لأن هؤلاء الملاحدة إنما ينظرون إلى الغرب كأنه الإله فما قال لهم عنه الغرب أنه صواب فهو الحق ولا جدال مهما كان قذرا ومستشنعا وما قال لهم الغرب أنه خطأ كان باطلا محضا مهما كان جيدا أو طبيعيا !

لكن النصارى أهل كتاب وليسوا ملاحدة !
قد يتسائلون .. وما الفارق؟...إن الفارق –عندنا- بين أهل الكتاب والملاحدة ليس في العقيدة فنحن نكفر النصارى والملاحدة ولكن الفرق هو أن النصارى يملكون كتابا به بقايا من الحق ..فهل يقرأون ويتفكرون فيما جاء في كتبهم ويهتدون بهديها ؟!

إن الله –عز وجل- عندما كان يخاطب النصارى أو اليهود في القرآن يقول لهم "يا أهل الكتاب" وهذه إشارة للرجوع لما في كتبهم من بقايا الحق المطموس.

فأهل الكفر يعاندون لمجرد التفكير أن بشر مثله بعثهم الله ليبشروهم وينذروهم ويأمروهم بعبادة خالقهم {أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس}؟ وقال تعالى: {ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشرا يهدوننا} وقال فرعون وملؤه: {أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون}؟ وكذلك قالت الأمم لرسلهم: {إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين}.

(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (25) أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (26) فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنَا ) سورة هود

بل وهذا هو سبب الكفر بجميع الأنبياء من قبل
{وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَرًا رَّسُولاً} (94) سورة الإسراء

ومن هذا الذي يخفيه قساوسة وأحبار ورهبان النصارى عن عامة النصارى هو أمور مختصة بالأنبياء والمرسلين وهنا يفضح الله حقدة النصارى بقوله
(وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ) سورة الفرقان

وقال تعالى : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً (الرعد : 38 )

إن النبي بشر يأكل ويشرب ويمشي في الأسواق ويتزوج ..!
أليس هذا كلام منطقي وعلمي للمؤمنين من أهل الكتاب ؟!

أن التفكير العلمي في مسألة مدى صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم يتطلب بأن يقلب النصراني صفحات كتابه ليرى ما هي صفات الأنبياء والمرسلين ؟!
ما صفات داود وسليمان وإشعياء وإرمياء وموسى وحزقيال وملاخي وهارون ... وغيرهم ممن يزخر بهم الكتاب المقدس !
هل كانوا ملائكة لا يأكلون الطعام ؟!
هل كانوا لا يتزوجون النساء مثلا أو يتزوجون بإمرأة واحدة ؟!

الواقع أن جلهم عدد نساءه فمحمد صلوات الله وسلامه عليه تزوج بإحدى عشرة أمرأة طوال حياته ليست فيهم إلا بكر وحيدة وهي عائشة الصديقة بنت الصديق وكانت بعضهن عجائز بمعنى الكلمة وماتت إثنتين منهما في حياته ..بينما في مجتمعه كان الزواج متزامنا مع البلوغ تماما ...فعمرو بن العاص مثلا فرق بينه وبين إبنه الأول في العمر عشر سنوات مما يعني أنه تزوج في التاسعة أو في العاشرة على أقصى تقدير وبالطبع تزوج بفتاة أصغر منه أو في مثل عمره ..وهذه تقاليد المجمتع وأعرافه !
و النبي صلى الله عليه وسلم أولى زوجات الرسول هي خديجة –رضي الله عنها- تزوجها وعمره 25 عاما وعمرها جاوز الأربعين ولم يتزوج إلى أن ماتت رضي الله عنها!
فهل يظن في شخص مثل رسول الله أي سوء ؟!

ونأتي لأمر "أهل الكتاب" هل هم مستعدين ليعرفوا أن جل الأنبياء قد عددوا أزواجهم ؟!
وطالما قال محمد أنه "نبي" و "رسول من عند الله" لم يدعي الإلوهية يوما ما ...!
فهلم نرى قول الله (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً (الرعد : 38 )

هل تؤمن بإبراهيم و يعقوب وموسى و جدعون و داود و رحبعام و سليمان و هوشع كأنبياء كان يأتيهم الوحي من عند الله؟ ....... هل تعلم أن تعدُّد الزوجات أباحها الله فى الشريعة التي انزلها الله على هؤلاء الانبياء؟ و هذا من الكتاب المقدس الذي لم تقراه:

نساء النبي الملك وابن الله عندكم سليمان الف امراة هن:
-1وَأَحَبَّ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ نِسَاءً غَرِيبَةً كَثِيرَةً مَعَ بِنْتِ فِرْعَوْنَ: مُوآبِيَّاتٍ وَعَمُّونِيَّاتٍ وَأَدُومِيَّاتٍ وَصَيْدُونِيَّاتٍ وَحِثِّيَّاتٍ 2مِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ قَالَ عَنْهُمُ الرَّبُّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: لاَ تَدْخُلُونَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ لاَ يَدْخُلُونَ إِلَيْكُمْ، لأَنَّهُمْ يُمِيلُونَ قُلُوبَكُمْ وَرَاءَ آلِهَتِهِمْ. فَالْتَصَقَ سُلَيْمَانُ بِهَؤُلاَءِ بِالْمَحَبَّة ِ. 3وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ. فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ. ملوك الأول 11 1-3 :

وزوجات النبي يعقوب 4 هن:
1- ليئة
2- راحيل
3- زلفة
4- بلهة
وبذلك يكون النبي يعقوب قد جمع 4 زوجات فى وقت واحد.


زوجات النبي إبراهيم 13 هن:
1- سارة زوجته و أخته لأبيه سفرالتكوين 20: 12
2- هاجر سفرالتكوين 16: 15
و كان عمر إبراهيم عندما تزوج هاجر 85 أنجب إسماعيل وعمره 86 سنة تكوين 16: 16. وكان عمر هاجر عندما تزوجها إبراهيم حوالى 25 إلى 30 سنة فقد أُعطِيت لسارة من ضمن هدايا فرعون له وتزوجها بعد هذا الموعد بعشر سنوات هى مدة إقامته فى أرض كنعان. فمتوسط عمرها عندما أُهدِيت لسارة بين 15 - 20 سنة.
وبذلك يكون الفرق فى العمر بين إبراهيم وهاجر بين 55 و 60 سنة.
3- قطورة سفرالتكوين 25 1 :
4- يقول سفر التكوين: 6 وَأَمَّا بَنُو السَّرَارِيِّ اللَّوَاتِي كَانَتْ لإِبْرَاهِيمَ فَأَعْطَاهُمْ إِبْرَاهِيمُ عَطَايَا وَصَرَفَهُمْ عَنْ إِسْحَاقَ ابْنِهِ شَرْقاً إِلَى أَرْضِ الْمَشْرِقِ وَهُوَ بَعْدُ حَيٌّ. تكوين 25: 6
ومعنى ذلك أنه كان سيدنا إبراهيم يجمع على الأقل ثلاث زوجات بالإضافة إلى السرارى التى ذكرها الكتاب بالجمع. فإذا ما افترضنا بالقياس أن سيدنا إبراهيم كان عنده 10 سرارى فقط بالإضافة إلى زوجاته، يكون قد جمع تحته 13 زوجة وسريرة.

وزوجات النبي موسى 2 هن:
1- صفورة سفرالخروج 2: 11-22
2- امرأة كوشية وهو فى سن التسعين سفر العدد 12 1-15 :
وبذلك يكون نبى الله موسى قد تزوج من اثنتين يؤخذ فى الإعتبار أن اسم حمى موسى جاء مختلفاً: فقد أتى رعوئيل سفر الخروج 2: 28) ويثرون (سفر الخروج 3: 1 وحوباب القينىسفر القضاة 1: 16 وقد يشير هذا إلى وجود زوجة ثالثة لموسى عليه السلام ؛ إلا إذا اعترفنا بخطأ الكتاب فى تحديد اسم حما موسى عليه السلام.

وزوجات النبي جدعون 23 هن:كان لجدعون سبعون ولداً خارجون من صلبه لأن كانت له نساء كثيرات سفرالقضاة 8 30-31:
وإذا ما حاولنا استقراء عدد زوجاته عن طريق عدد أولاده نقول: أنجب إبراهيم 13 ولداً من 4 نساء. فيكون المتوسط التقريبى 3 أولاد لكل امرأة.

وكذلك أنجب يعقوب 12 ولداً من 4 نساء فيكون المتوسط التقريبى 3 أولاد لكل امرأة.

ولما كان جدعون قد أنجب 70 ولداً: فيكون عدد نسائه إذن لا يقل عن 23 امرأة.
ولم يشتمهم العهد الجديد ويقول أنهم شهوانين بل قال :
Heb:11:32 وماذا اقول ايضا لانه يعوزني الوقت ان اخبرت عن جدعون وباراق وشمشون ويفتاح وداود وصموئيل والانبياء 33 الذين بالايمان قهروا ممالك صنعوا برا نالوا مواعيد سدوا افواه اسود (SVD)


وزوجات النبي داود 69 امرأة على الأقل هن:
1- ميكال ابنة شاول سفر صموئيل الأول 18 20-27 :
2- أبيجال أرملة نابال سفر صموئيل الأول 25: 42
3- أخينوعيم اليزرعيلية سفر صموئيل الأول 25: 43
4- معكة ابنت تلماى ملك جشور سفر صموئيل الثانى 3 2-5 :
5- حجيث سفر صموئيل الثانى 3: 2-5
6- أبيطال صموئيل الثانى 3: 2-5
7- عجلة صموئيل الثانى 3: 2-5
8- بثشبع أرملة أوريا الحثى صموئيل الثانى 11 27 :
9- أبيشج الشونمية ملوك الأول 1: 1-4
وجدير بالذكر أن زوجة نبى الله داود أبيشج الشونمية كانت فى عُمر يتراوح بين الخامسة عشر والثامنة عشر وكان داود قد شاخ أى يتراوح عمره بين 65 و 70 سنة. أى أن العمر بينه وبين آخر زوجة له كان بين 45 و 50 سنة.
12وَعَلِمَ دَاوُدُ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَثْبَتَهُ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَأَنَّهُ قَدْ رَفَّعَ مُلْكَهُ مِنْ أَجْلِ شَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ. 13وَأَخَذَ دَاوُدُ أَيْضاً سَرَارِيَ وَنِسَاءً مِنْ أُورُشَلِيمَ بَعْدَ مَجِيئِهِ مِنْ حَبْرُونَ، فَوُلِدَ أَيْضاً لِدَاوُدَ بَنُونَ وَبَنَاتٌ. سفر صموئيل الثانى 5: 12-13

ويمكن استقراء عدد نساء داود فى أورشليم كالآتى:
ملك داود فى حبرون على سبط يهوذا نحو 7 سنين تزوج فيها ست زوجات أى بمعدل زوجة جديدة كل سنة.
ولما ا نتقل داود إلى أورشليم ملكاً على إسرائيل كان عمره 37 سنة وقد بدأت المملكة تستقر. فمن المتوقع أن يستمر معدل إضافة الزوجات الجدد كما كان سلفاً، أى زوجة جديدة كل سنة.
وإذا أخذنا عامل السن فى الاعتبار فإننا يمكننا تقسيم مدة حياته فى أورشليم التى بلغت 33 سنة إلى ثلاث فترات تبلغ كل منها احدى عشر سنة ويكون المعدل المقبول فى الفترة الأولى زوجة جديدة كل سنة وفى الفترة الثانية زوجة جديدة كل سنتين وفى الفترة الثالثة زوجة جديدة كل ثلاث سنوات.
وبذلك يكون عدد زوجات داود الجدد الائى أخذهن فى أورشليم 20 زوجة على الأقل.
أما بالنسبة للسرارى فيقدرها العلماء ب 40 امرأة على الأقل. فقد هرب داود خوفاً من الثورة التى شنها عليه ابنه أبشالوم مع زوجاته وسراريه وترك عشر نساء من سراريه لحفظ البيت. صموئيل الثانى 15: 12-16.
وبذلك يكون لداود 29 زوجة و 40 سرية أى 69 امرأة على الأقل. وهذا رقم متواضع إذا قورن بحجم نساء ابنه سليمان الذى وصل إلى 1000 امرأة.

نساء النبي رحبعام78 امراة هن:
21وَأَحَبَّ رَحُبْعَامُ مَعْكَةَ بِنْتَ أَبْشَالُومَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ نِسَائِهِ وَسَرَارِيهِ لأَنَّهُ اتَّخَذَ ثَمَانِيَ عَشَرَةَ امْرَأَةً وَسِتِّينَ سُرِّيَّةً وَوَلَدَ ثَمَانِيَةً وَعِشْرِينَ ابْناً وَسِتِّينَ ابْنَة. ًسفر أخبار الأيام الثانى 11: 21

نساء النبي هوشع بن نون (فتى موسى) زوجتين هن:زوجتين هوشع 1: 2- 3 و هوشع 3 1-2 :

سليمان 1000 أمرأة ....700 زوجة
1Kgs:11:3: وكانت له سبع مئة من النساء السيدات وثلاث مئة من السراري فأمالت نساؤه قلبه. (SVD)
سليمان لم يقل عنه المسيح شهواني بل قال :
Lk:11:31 ملكة التيمن ستقوم في الدين مع رجال هذا الجيل وتدينهم.لانها أتت من اقاصي الارض لتسمع حكمة سليمان !!


و نجد ايضا أبيـــــــــــا له نساء
2Chr:13:21: 21 وتشدّد ابيا واتخذ لنفسه أربعة عشرة امرأة وولد اثنين وعشرين ابنا وست عشرة بنتا. (SVD)
يعقوب له نساء
Gn:31:17: 17. فقام يعقوب وحمل أولاده ونساءه على الجمال. (SVD)

جدعون أيضا له نساء
Jgs:8:30: 30 وكان لجدعون سبعون ولدا خارجون من صلبه لأنه كانت له نساء كثيرات. (SVD)

داوود الملك النبي أيضا له سراري ونساء

Mk:11:10 مباركة مملكة ابينا داود (SVD)
ولطالما دعي المسيح بن داود!

2Sm:5:13: 13 واخذ داود أيضا سراري ونساء من أورشليم بعد مجيئه من حبرون فولد أيضا لداود بنون وبنات. (SVD)

2Sm:12:11: 11 هكذا قال الرب هاأنذا أقيم عليك الشر من بيتك وآخذ نساءك أمام عينيك وأعطيهن لقريبك فيضطجع مع نسائك في عين هذه الشمس. (SVD)
2Sm:15:16: 16 فخرج الملك وجميع بيته وراءه.وترك الملك عشر نساء سراري لحفظ البيت. (SVD)

و عيسو ايضا له نساء

Gn:36:2: 2 اخذ عيسو نساءه من بنات كنعان.عدا بنت إيلون الحثّي وأهوليبامة بنت عنى بنت صبعون الحوّي. (SVD)

Gn:36:6: 6 ثم اخذ عيسو نساءه وبنيه وبناته وجميع نفوس بيته(SVD)

شرع الله قال بتعدد الزوجات :
Dt:21:15. إذا كان لرجل امرأتان احداهما محبوبة والأخرى مكروهة فولدتا له بنين المحبوبة والمكروهة.فان كان الابن البكر للمكروهة (SVD)


هل تؤمن بهؤلاء كانبياء؟
وأسأل كل عاقل ..كيف تحترم دينا مثل "المسيحية" يقوم فيه رجال الدين –مثل زكريا بطرس- بإخفاء تلك المعلومات عليكم طاعنين في النبي محمد بأنه عدد أزواجه؟
أليس ذلك من الكفر لمجرد الكفر والحقد الغير مبرر والغير علمي ؟!

يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ. يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ.

حسنا ربما يتبادر على ذهن أحدهم أن المسيح بن مريم لم يتزوج ويوحنا المعمدان كذلك
وبالطبع من يأتي في خاطره هذا الفكر إما جاهل لم يقرأ كتابه أو يعرف السبب ولكنه يدلس !
والواقع أن من أحكام الله لبني إسرائيل حسب العهد القديم
Ex:13:2 قدس لي كل بكر كل فاتح رحم من بني اسرائيل من الناس ومن البهائم.انه لي. (SVD)

وعيسى بن مريم ويحيي بن زكريا عليهما الصلاة والسلام هما بكر امهاتهم!
يقول إنجيل لوقا (“ولما تمت ثمانية ايام ليختنوا الصبي سمي يسوع كما تسمى من الملاك قبل ان حبل به في البطن ولما تمت ايام تطهيرها حسب شريعة موسى صعدوا به الى اورشليم ليقدموه للرب. كما هو مكتوب في ناموس الرب ان كل ذكر فاتح رحم يدعى قدوسا للرب. ولكي يقدموا ذبيحة كما قيل في ناموس الرب زوج يمام او فرخي حمام” (لو 2:21-24)

فكون المسيح لم يتزوج فليس لعيب فيه هو –حاشاه- وليس لعيب في الزواج نفسه ولكن لأن تشريع بني إسرائيل كان البكر لا يتزوج وهو منذور لله !

فالنصارى لو أرادوا الحقيقة حقا لبحثوا عن صفات الأنبياء وبعد ذلك طبقوها على النبي محمد –صلى الله عليه وسلم- وبعد ذلك يوضع على ميزان بقية الأنبياء ليروا هل هو نبي أم لا ؟!

والواقع أن صفات الأنبياء عندهم مريعة وهم يعرفون ذلك ويصرحون بذلك بلا إستحياء
إن هذا الكتاب –المقدس- يأبى إلا أن يشوه صورة أنبياء الله الذين هم أطهر خلق الله فقد إتهم النبي إبراهيم أنه باع عرضه (تكوين 12: 11-16) و نبى الله داود أنه زنى بامرأة جاره (صموئيل الثانى 11: 2-5) و نبى الله سليمان أنه يعبد الأوثان (ملوك الأول 11: 5 ( ؟
ناهيك عن بقية الأنبياء الذين لم يذكر لهم الكتاب المقدس إلا حوادث الزنا والتعري والسكر والظلم و....وما ذكره الكتاب المقدس من الأعمال الجيدة أقل كثيرا من الشر والفواحش والآثام !

والواقع أن هذا ليس عيبا في الأنبياء كما يقول النصارى وآبائهم ..لا ..حاشا وكلا بل إن العهد القديم هو العيب ..لأن هؤلاء اليهود عليهم لعنة الله لم يتركوا نبيا إلا وكذبوه وشكوا فيه وحاولوا قتله أو قذفوه وإتهموه .
لكي يكون كل أنقى الخلق أنجاس مثلهم فلا ينكر عليهم منكر أنهم أصحاب زنا أو سرقة أو ما شابه فالنبي عندهم يزني ..فما بالك بالشخص العادي !

وكم قالهم المسيح (يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين) فهل من تجرأ على قتل نبي ألا يتجرأ من باب أولى على سبه وشتمه والطعن فيه ؟!

فالعيب في العهد القديم أنه وضع من شأن الأنبياء وكذب عليهم !
سليمان من هو حسب العهد القديم ؟

((سفر الملوك الأول 11 : 4 وكان في زمان شيخوخة سليمان ان نساءه أملن قلبه وراء آلهة اخرى ولم يكن قلبه كاملا مع الرب الهه كقلب داود ابيه. 5 فذهب سليمان وراء عشتروث الاهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين. 6 وعمل سليمان الشر في عيني الرب ولم يتبع الرب تماما كداود ابيه. 7 حينئذ بنى سليمان مرتفعة لكموش رجس الموآبيين على الجبل الذي تجاه اورشليم.ولمولك رجس بني عمون. 8 وهكذا فعل لجميع نسائه الغريبات اللواتي كنّ يوقدن ويذبحن لآلهتهنّ. 9. فغضب الرب على سليمان لان قلبه مال عن الرب اله اسرائيل الذي تراءى له مرتين 10 واوصاه في هذا الامر ان لا يتبع آلهة اخرى.فلم يحفظ ما أوصى به الرب.))

إذن سليمان مرتد حسب العهد القديم .. والإسلام جاء ليكذب ذلك ويقول أنه كان نبي عظيم من اعظم أنبياء بني إسرائيل !

فما رأي المسيح في سليمان ؟!

Mt:12:42 ملكة التيمن ستقوم في الدين مع هذا الجيل وتدينه.لانها اتت من اقاصي الارض لتسمع حكمة سليمان.وهوذا اعظم من سليمان ههنا. (SVD)

المسيح لا يزكي سليمان فقط..لا ..بل ويقارن نفسه به ويقول أنه أعظم من سليمان ..فبالله عليكم هل يقارن نفسه بمرتد عابد أوثان...فبالتأكيد أقل مؤمن ضعيف الإيمان كبطرس المنكر للمسيح وتوما الشكاك أعظم من المرتد عابد الأصنام وحتى المقارنة لا تجوز مع المؤمن العادي فكيف بالمسيح ... كيف يقارن المسيح نفسه بسليمان إن لم يكن المسيح يؤكد أنه نبي عظيم حكيم هل يعقل أن تخرج الحكمة من مرتد ؟ وهل يعقل أن يكتب الكتاب المقدس كلام الله عابد أصنام ؟

Mt:7:16 من ثمارهم تعرفونهم.هل يجتنون من الشوك عنبا او من الحسك تينا. (SVD)

فالمسيح يؤكد أن ما قيل عن إرتداد سليمان وعبادته للأصنام هو كذب وإفتراء .
والمسيح كثيرا ما يذكر إبراهيم بالخير .. وبل وداود الذي ينسب إليه الزنا بإمرأة أوريا ..!!
وهنا يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن المسيح يتهم العهد القديم بالتحريف ولا شك في هذا على الإطلاق !

إن المسيحي ينظر إلى الأنبياء في العهد القديم بفحشهم وزناهم وكفرهم ..وينظر على الجانب الآخر للمسيح في العهد الجديد فبالطبع يرى الفارق جليا بين الزناة عبدة الأصنام وبين المسيح الطاهر النقي ..بل والعهد الجديد جاء بغلو في المسيح خصوصا في رسائل بولس !

والواقع أنك لم تخطئ حينما نظرت للمسيح أنه طاهر نقي بلا غلو ولكنك أخطأت حينما نظرت للأنبياء أنهم زناة عراة بنظرة العهد القديم !
ولكن إن أردت الحياد فإنظر للأنبياء كما نقل عنهم القرآن (أولئك الذين هداهم الله فبهداهم إقتده )

فالواقع أن الإسلام منهجا وسطا بكل معاني الكلمة ..فلسنا نفترى على الأنبياء الكذب بأنهم زناة كفرة –كما قال اليهود- ولسنا نقول أنهم آلهة –كما قال النصارى عن عيسى- ولكن أمة وسطا ...نقول أن الأنبياء بشرا ولكنهم خير خلق الله !

من ناحية أخرى لسنا ننظر إلى الحياة بمادية الغرب الآن ..فإنهم يعيشون كالبهائم من العمل لكسب العيش ثم يعيش لشهوته مع الخلائل من النساء ولو كان متزوجا .. بل ولم تتزوج أساسا ؟! فمادية الغرب متفشية وأصبحت مقدمات الجنس تحدث في الشوارع !!
وهناك فئة أخرى مثل فكر العهد الجديد رأت أن الجنس خطيئة ورجس من عمل الشيطان وأن الرهبانية بالنسبة للنساء أفضل لرضا الرب والرجال عليهم أن يختصون .. إلخ
-الطبعة الكاثوليكية -متى 19 : 12فهُناكَ خِصْيانٌ وُلِدوا مِن بُطونِ أُمَّهاتِهم على هذِه الحال، وهُناكَ خِصْيانٌ خَصاهُمُ النَّاس، وهُناك خِصْيانٌ خَصَوا أَنفُسَهم مِن أَجلِ مَلكوتِ السَّمَوات. فَمَنِ استَطاعَ أَن يَفهَمَ فَليَفهَمْ! )).

فهذه نظرة المسيحية لذكورة الرجل وإنوثة المرأة ...!

أما عندنا في الإسلام .. فلا نعيش معيشة البهائم كما يعيش الغرب من الخلائل والخليلات (قال الله " ولا متخذي أخدان" وقال "ولا متخذات أخدان" ) !
ولا عندنا نظرة المسيحية للشهوة أنها رجس من عمل الشيطان وللجنس بأنه خطية ... لا..بل رشد الإسلام مسألة الشهوة وجعلها محصورة في الزواج !
وحصن المسلم بأن أمره بغض البصر عن غير محارمه وأمر النساء بالإحتجاب عن الرجال الأجانب ..كل هذا لضمان سعادة الأسرة المسلمة وبالتالى المجتمع المسلم وأظن أن السعادة أهم ما يستطيع أن يتحصل عليه المرء خلال هذه الحياة !
فالواقع أن الشهوة طاقة أعطاها الله للإنسان ليعمر الأرض وهي ضرورة للحفاظ على النسل ..ولذلك فالإسلام جاء بترشيد إستخدام الشهوة في الزواج فقط وحدد ضوابط لضبط الشهوة من الحجاب وغض البصر وغيره وهو ترشيد لإستخدام الشهوة في المكان الصحيح فقط ولكن ليس قتل الشهوة لأنك لن تستطيع قتلها بل تنميها وتصبح وحشا والدليل هو فساد الأديرة وكان مثلا شعبيا أجنبيا شهيرا يوكد ما يؤديه الكبت الجنسي في الأديرة فيقول ((تحتاج إلى شيطان واحد لأشباع فساد أخلاق قرية ، ولكنك تحتاج إلى أكثر من ألف لتشبع فساد أخلاق دير))

فالإسلام جاء متوافق مع الفطرة التي خلقها الله في الإنسان ولذلك فهو أدعى أن يكون من عند الخالق ..لأنه يتعامل مع الإنسان تعامل الخبير ..ليس تعامل جامد سطحي جاهل كتعامل المسيحية أو تعامل شهواني جسدي مادي كتعامل الغرب !!

وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً (البقرة : 143 )


فالدين الوحيد الواقعي هو دين الإسلام ... !

غير معرف يقول...

((((((((حرب الفجار)))))))) حرب الفِجَار


** اندلعت هذه الحرب بين قريش ومن معهم من كنانة وبين هوازن, وسببها أن عروة الرحّال بن عتبة بن هوازن أجار لطيمة للنعمان بن المنذر إلى سوق عكاظ، فقال البرّاض بن قيس بن كنانة: أتجيرها على كنانة؟ قال: نعم، وعلى الخلق, فخرج بها عروة، وخرج البراض يطلب غفلته حتى قتله، وعلمت بذلك كنانة فارتحلوا وهوازن لا تشعر بهم، ثم بلغهم الخبر، فأتبعوهم، فأدركوهم قبل أن يدخلوا الحرم، فاقتتلوا حتى جاء الليل ودخلوا الحرم، فأمسكت عنهم هوازن، ثم التقوا بعد هذا اليوم أيامًا، وعاونت قريش كنانة وشهد محمد صلى الله عليه وسلم بعض أيامهم، أخرجه أعمامه معهم.


** وسميت يوم الفجار بسبب ما استحل فيه من حرمات مكة التي كانت مقدسة عند العرب . وقد قال صلى الله عليه وسلم عن تلك الحرب: "كنت أنبل على أعمامي" أي أرد عليهم نبل عدوهم إذا رموهم بها .


** وكان صلى الله عليه وسلم حينئذ ابن أربع عشرة أو خمس عشرة سنة، وقيل ابن عشرين، ويرجح الأول أنه كان يجمع النبال ويناولها لأعمامه، مما يدل على حداثة سنة.


** وبذلك اكتسب الجرأة والشجاعة والإقدام، وتمرن على القتال منذ ريعان شبابه، وهكذا انتهت هذه الحرب التي كانت كثيرًا ما تشبه حروب العرب، حتى ألف الله بين قلوبهم، وأزاح عنهم هذه الضلالات بانتشار نور الإسلام بينهم.



====================================


عاشرا: حلف الفضول



** كان حلف الفضول بعد رجوع قريش من حرب الفجار، وسببه أن رجلا من زبيد قدم مكة ببضاعة فاشتراها منه العاص بن وائل، ومنعه حقه فاستعدى عليه الزبيدي أشراف قريش، فلم يعينوه لمكانة العاص فيهم، فوقف عند الكعبة واستغاث بآل فهر وأهل المروءة ونادى بأعلى صوته:
يا آل فهر لمظلوم بضاعته *** ببطن مكة نائي الدار والنفر
ومحرم أشعث لم يقض عمرته *** يا للرجال وبين الحِجر والحَجَر
إن الحرام لم تمت كرامته *** ولا حرم لثوب الفاجر الغُدر


** فقام الزبير بن عبد المطلب فقال: ما لهذا مترك. فاجتمعت بنو هاشم، وزهرة، وبنو تَيْم بن مرة في دار عبد الله بن جدعان فصنع لهم طعامًا، وتحالفوا في شهر حرام، وهو ذو القعدة، فتعاقدوا وتحالفوا بالله ليكونُنّ يدًا واحدة مع المظلوم على الظالم حتى يُرد إليه حقه ما بل بحر صوفة، وما بقي جَبَلا ثبير وحراء مكانهما .
ثم مشوا إلى العاص بن وائل، فانتزعوا منه سلعة الزبيدي، فدفعوها إليه.


** وسمت قريش هذا الحلف حلف الفضول، وقالوا: لقد دخل هؤلاء في فضل من الأمر.


** وفي هذا الحلف قال الزبير بن عبد المطلب:
إن الفضول تعاقدوا وتحالفوا
ألا يقيم ببطن مكة ظالم
أمر عليه تعاقدوا وتواثقوا
فالجار والمُعترّ فيهم سالم


** وقد حضر النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحلف الذي هدموا به صرح الظلم، ورفعوا به منار الحق، وهو يعتبر من مفاخر العرب وعرفانهم لحقوق الإنسان. وقد قال صلى الله عليه وسلم: "شهدت حلف المطيبين مع عمومتي وأنا غلام، فما أحب أن لي حمر النعم، وأني أنكثه" .


** وقال صلى الله عليه وسلم: "لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفًا ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو دعيت به في الإسلام لأجبت" (1).



----------------------

1// السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث -- علي محمد الصلابي




===============

يتبع تحقيق الحادثه بإذن الله
rhma
04-07-2007, 08:18 AM
شهوده عليه الصلاة والسلام حلف الفضول
تحقيق الشيخ الالبانى لهذه الحادثه

** روى الحافظ البيهقي بسنده عن جبير بن مطعم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( شهدت مع عمومتي حلف المطيبين فما أحب أن أنكثه - أو كلمة نحوها - وأن لي حمر النعم ) .

** ثم روى البيهقي عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ما شهدت حلفا لقريش إلا حلف المطيبين وما أحب أن لي حمر النعم وأني كنت نقضته ) .

قال : و( المطيبون ) : هاشم وأمية وزهرة ومخزوم .
قال البيهقي : كذا روي هذا التفسير مدرجا في الحديث ولا أدري قائله .

** وزعم بعض أهل السير أنه أراد حلف الفضول فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدرك حلف المطيبين .

قلت :
هذا لا شك فيه وذلك أن قريشا تحالفوا بعد موت قصي وتنازعوا في الذي كان جعله قصي لابنه عبد الدار من السقاية والرفادة واللواء والندوة والحجابة ونازعهم فيه بنو عبد مناف وقامت مع كل طائفة قبائل من قريش وتحالفوا على النصرة لحزبهم فأحضر أصحاب بني عبد مناف جفنة فيها طيب فوضعوا أيديهم فيها وتحالفوا فلما قاموا مسحوا أيديهم بأركان البيت فسموا المطيبين كما تقدم وكان هذا قديما .

** ولكن المراد بهذا الحلف حلف الفضول وكان في دار عبد الله بن جدعان كما رواه الحميدي وابن إسحاق .

** وكان حلف الفضول أكرم حلف سمع به وأشرفه في العرب .
روى ابن إسحاق عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي :
أنه كان بين الحسين بن علي بن أبي طالب وبين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان - والوليد يومئذ أمير المدينة أمره عليها عمه معاوية بن أبي سفيان - منازعة في مال كان بينهما ب ( ذي المروة ) فكأن الوليد تحامل على الحسين في حقه لسلطانه فقال له الحسين : أحلف بالله لتنصفني من حقي أو لآخذن سيفي ثم لأقومن في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لأدعون بحلف الفضول , قال : فقال عبد الله بن الزبير - وهو عند الوليد حين قال له الحسين ما قال - : وأنا أحلف بالله لئن دعا به لآخذن سيفي ثم لأقومن معه حتى ينصف من حقه أو نموت جميعا . قال :
وبلغت المسور بن مخرمة بن نوفل الزهري فقال مثل ذلك .
وبلغت عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله التيمي فقال مثل ذلك .
فلما بلغ ذلك الوليد بن عتبة أنصف الحسين من حقه حتى رضي .




----------
صحيح السيره النبويه ... للشيخ الالبانى
rhma
04-07-2007, 09:00 AM
دروس وعبر وفوائد


1- إن العدل قيمة مطلقة وليست نسبية، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم يظهر اعتزازه بالمشاركة في تعزيز مبدأ العدل قبل بعثته بعقدين، فالقيم الإيجابية تستحق الإشادة بها حتى لو صدرت من أهل الجاهلية .



2- كان حلف الفضول واحة في ظلام الجاهلية، وفيه دلالة بينة على أن شيوع الفساد في نظام أو مجتمع لا يعني خلوه من أي فضيلة , فمكة مجتمع جاهلي هيمنت عليه عبادة الأوثان والمظالم والأخلاق الذميمة كالظلم والزنا والربا ، ومع هذا كان فيه رجال أصحاب نخوة ومروءة يكرهون الظلم ولا يقرونه ، وفي هذا درس عظيم للدعاة في مجتمعاتهم التي لا تحكِّم الإسلام ، أو تحارب الإسلام .



3- إن الظلم مرفوض بأي صورة، ولو وقع الظلم على أقل الناس ، إن الإسلام يحارب الظلم ويقف بجانب المظلوم دون النظر إلى لونه ودينه ووطنه وجنسه .



4- جواز التحالف والتعاهد على فعل الخير وهو من قبيل التعاون المأمور به في القرآن الكريم قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) [المائدة: 2]، ويجوز للمسلمين أن يتعاقدوا في مثل هذا الحال لأنه تأكيد لشيء مطلوب شرعًا، على ألا يكون ذلك شبيهًا بمسجد الضرار، بحيث يتحول التعاقد إلى نوع من الحزبية الموجهة ضد مسلمين آخرين ظلمًا وبغيًا، وأما تعاقد المسلمين مع غيرهم على دفع ظلم أو في مواجهة ظالم، فذلك جائز لهم، على أن تلحظ في ذلك مصلحة الإسلام والمسلمين في الحاضر والمستقبل،

وفي هذا الحديث دليل.
والدليل فيه قوله صلى الله عليه وسلم: "ما أحب أن لي به حمر النعم" لما يحقق من عدل ، ويمنع من ظلم ، أو النكث به مقابل حمر النعم ، وقوله صلى الله عليه وسلم: "ولو دعيت به في الإسلام لأجبت" طالما أن يردع الظالم عن ظلمه, وقد بين صلى الله عليه وسلم استعداده للإجابة بعد الإسلام لمن ناداه بهذا الحلف .


5- وعلى المسلم أن يكون في مجتمعه إيجابيًا فاعلاً ، لا أن يكون رقمًا من الأرقام على هامش الأحداث في بيئته ومجتمعه، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم محط أنظار مجتمعه، وصار مضرب المثل فيهم، حتى ليلقبوه بالأمين وتهفو إليه قلوب الرجال والنساء على السواء بسبب الخلق الكريم الذي حبا الله تعالى به نبيه صلى الله عليه وسلم ، وما زال يزكو وينمو حتى تعلقت به قلوب قومه, وهذا يعطينا صورة حية عن قيمة الأخلاق في المجتمع، وعن احترام صاحب الخلق ولو في المجتمع المنحرف .



--------------------------
السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث -- علي محمد الصلابي



======================

دمتم بحفظ الرحمن

غير معرف يقول...

تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم
يحاول الحاقدون على الإسلام من النصارى أن يثيروا الشبهات في زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمهات المؤمنين، فكيف ندحض هذه الشبهة ونلقم أصحابها الحجارة في حلوقهم؟
الجواب :
نقول لهؤلاء النصارى :
إنكم تزعمون أن تعدد الزوجات عيب يخل بمقام النبوة ، وبديهي أن الزنا الصريح أشد عيباً وفظاعة من تعدد الزوجات ( على فرض أن الزواج عيب ) . وأن الزنا بإمرأة القائد المخلص وقتله للإستيلاء على إمرأته أشد فظاعة ونكراً من الزنا العادي . وأن الزنا بالبنات والمحارم أشد فظاعة وجرماً من الزنا بإمرأة القائد وأن خيانة الله سبحانه وخداعه في أمر الرسالة أشد جرماً من الزنا في ذاته ، وهذه الأمور كلها قد ذكرها كتابكم المقدس صراحةً وألصقها بالأنبياء الكرام الذي عبرعنهم كتابكم المقدس بأنهم أولاد الله الأبكار ! وأنتم مع ذلك تؤمنون بكتابكم المقدس وتؤمنون بأن هؤلاء الأنبياء الذين ارتكبوا هذه الجرائم والموبقات من كبار الأنبياء، وتؤمنون أيضاً أن ارتكاب الانبياء لهذه الخطايا والجرائم ليس فيه اسقاط لنبوتهم .
على أن تعدد الأزواج قد وجد في الأنبياء العظام كإبراهيم وداود ويعقوب وسليمان وغيرهم كما نص بذلك كتابكم المقدس وبالتالي كيف يصح لعاقل منكم قرأ كتابه المقدس أن يعيب ويطعن على محمد صلى الله عليه وسلم الذي جمع بين عدد من النساء ؟!
ألا يعلم المبشرون أن طعنهم على كتاب الله ونبي الله بهذه الحالة هو في الحقيقة طعن على كتابهم المقدس ؟! لأن البداهة تقضي بأن يقول الناس إذا كان تعدد الأزواج عيباً ينافي النبوة فالزنا الصريح والشرك والخيانة التي اثبتها كتابكم المقدس في حق نبي الله داود وسليمان الحكيم تنافي النبوة من باب أولى ومع هذا فلا يمكن للمبشرين أن يسقطوا ويطعنوا في نبوة هؤلاء الانبياء ...
أيها السائل الكريم :
لقد درج أعداء الإسلام منذ القديم على التشكيك في نبي الإسلام والطعن في رسالته والنيل من كرامته، ينتحلون الأكاذيب والأباطيل ليشككوا المؤمنين في دينهم، ويبعدوا الناس عن الإيمان برسالته صلى الله عليه وسلم، ولا عجب أن نسمع مثل هذا البهتان والافتراء والتضليل في حق الأنبياء والمرسلين، فتلك سنة الله في خلقه، ولن تجد لسنة الله تبديلاً، وصدق الله حيث يقول: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلّ نَبِىّ عَدُوّاً مّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبّكَ هَادِياً وَنَصِيراً} [الفرقان: 31].
وقبل أن نتحدث عن أمهات المؤمنين الطاهرات وحكمة الزواج بهن نحبّ أن نرد على شبهة سقيمة طالما أثارها كثير من الأعداء من الصليبيين الحاقدين والغربيين المتعصبين.
رددوها كثيرًا ليفسدوا بها العقائد ويطمسوا بها الحقائق ولينالوا من صاحب الرسالة العظمى محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه إنهم يقولون: " لقد كان محمد رجلاً شهوانيًا يسير وراء شهواته وملذاته ويمشي مع هواه، لم يكتف بزوجة واحدة أو بأربع كما أوجب على أتباعه، بل عدَّد الزوجات فتزوج عشر نسوة أو يزيد سيرًا مع الشهوة وميلاً مع الهوى".
كما يقولون أيضًا: "فرق كبير وعظيم بين عيسى وبين محمد، فرق بين من يغالب هواه ويجاهد نفسه كعيسى بن مريم وبين من يسير مع هواه ويجري وراء شهواته كمحمد"، {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا} [الكهف: 5].
حقًا إنهم لحاقدون كاذبون فما كان محمد عليه الصلاة والسلام رجلاً شهوانيًا إنما كان نبيًا إنسانيًا تزوج كما يتزوج البشر، ليكون قدوة لهم في سلوك الطريق السوي، وليس هو إلهًا ولا ابن إله كما يعتقد النصارى في نبيهم، إنما هو بشر مثلهم فضَّله الله عليهم بالوحي والرسالة، {قُلْ إِنَّمَا أَنَاْ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَىَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [الكهف: 110].
ولم يكن صلوات الله وسلامه عليه بدعًا من الرسل حتى يخالف سنتهم أو ينقض طريقتهم فالرسل الكرام قد حكى القرآن الكريم عنهم بقول الله جل وعلا: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرّيَّةً} [الرعد: 38]
فعلام إذًا يثيرون هذه الزوابع الهوج في حق خاتم النبيين عليه الصلاة والسلام؟ ولكن كما يقول القائل:
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سقم
وصدق الله حيث يقول: {فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِى فِى الصُّدُورِ} [الحج: 46]
رد الشبهة:
إذا نظرنا إلى دعوة النبي عليه السلام، والى الدولة التي أقامها وأسسها، وإلى ما صنعه هذا النبي العظيم في حياته، وإلى هذه الدولة الإسلامية التي امتدت من الصين إلى المغرب، فبعد هذا من الذي يقول إن هذا عمل رجل مشغول، وان الذي شغله المرأة؟ ومن الذي تفرغ لعمل عظيم وبلغ فيه ما بلغ محمد عليه السلام في مسعاه؟ فهل بعد هذا يقال أن النبي عليه السلام شغلته المرأةُ عن عمله، وأنه كان متعلق القلب بالنساء؟ فأي افتراء هذا، وأي إفك وإفساد مثل هذا.
هناك نقطتان جوهريتان تدفعان الشبهة عن النبي الكريم وتلقمان الحجر لكل مفتر أثيم يجب ألا نغفل عنهما وأن نضعهما نصب أعيننا حين نتحدث عن أمهات المؤمنين وعن حكمة تعدد زوجاته الطاهرات رضوان الله عليهن أجمعين.
هاتان النقطتان هما:
أولاً: لم يعدد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم زوجاته إلا بعد ان تجاوز من العمر الخمسين.
ثانيًا: جميع زوجاته الطاهرات ثيبات ـ أرامل ـ ما عدا السيدة عائشة رضي الله عنها فهي بكر، وهي الوحيدة من بين نسائه التي تزوجها صلى الله عليه وسلم وهي في حالة الصبا والبكارة، ومن هاتين النقطتين ندرك بكل بساطة تفاهة هذه التهمة وبطلان ذلك الادعاء الذي ألصقه به المستشرقون الحاقدون.
فلو كان المراد من الزواج الجري وراء الشهوة أو السير مع الهوى أو مجرد الاستمتاع بالنساء لتزوج في سن الشباب لا في سن الشيخوخة، ولتزوج الأبكار الشابات لا الأرامل المسنات، وهو القائل لجابر بن عبد الله حين جاءه وعلى وجهه أثر التطيب والنعمة: ((هل تزوجت؟)) قال: نعم، قال: ((بكرًا أم ثيبًا؟)) قال: بل ثيبًا، فقال له صلوات الله عليه: ((فهلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك وتضاحكها وتضاحكك)).
فالرسول الكريم أشار عليه بتزوج البكر وهو عليه السلام يعرف طريق الاستمتاع وسبيل الشهوة، فهل يعقل أن يتزوج الأرامل ويترك الأبكار ويتزوج في سن الشيخوخة ويترك سن الصبا إذا كان غرضه الاستمتاع والشهوة؟!
إن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يفدون رسول الله صلى الله عليه وسلم بمهجهم وأرواحهم، ولو أنه طلب الزواج لما تأخر أحد منهم عن تزويجه بمن شاء من الفتيات الأبكار الجميلات، فلماذا لم يعدد الزوجات في مقتبل العمر وريعان الشباب؟! ولماذا ترك الزواج بالأبكار وتزوج الثيبات؟! إن هذا بلا شك يدفع كل تقوُّل وافتراء ويدحض كل شبهة وبهتان ويرد على كل أفاك أثيم يريد أن ينال من قدسية الرسول أو يشوِّه سمعته، فما كان زواج الرسول بقصد الهوى أو الشهوة، وإنما كان لحكم جليلة وغايات نبيلة وأهداف سامية سوف يقر الأعداء بنبلها وجلالها إذا ما تركوا التعصب الأعمى وحكَّموا منطق العقل والوجدان، وسوف يجدون في هذا الزواج المثل الأعلى في الإنسان الفاضل الكريم والرسول النبي الرحيم، الذي يضحي براحته في سبيل مصلحة غيره وفي سبيل مصلحة الدعوة والإسلام.
إن الحكمة من تعدد زوجات الرسول كثيرة ومتشعبة ويمكننا أن نجملها فيما يلي:
أولاً: الحكمة التعليمية.
ثانيًا: الحكمة التشريعية.
ثالثًا: الحكمة الاجتماعية.
رابعًا: الحكمة السياسية.
أولاً: الحكمة التعليمية:
لقد كانت الغاية الأساسية من تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم هي تخريج بعض معلمات للنساء يعلمهن الأحكام الشرعية، فالنساء نصيف المجتمع، وقد فرض عليهن من التكاليف ما فرض على الرجال.
وقد كان الكثيرات منهن يستحيين من سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن بعض الأمور الشرعية وخاصة المتعلقة بهن كأحكام الحيض والنفاس والجنابة والأمور الزوجية وغيرها من الأحكام، وقد كانت المرأة تغالب حياءها حينما تريد أن تسأل الرسول الكريم عن بعض هذه المسائل، كما كان من خلق الرسول صلى الله عليه وسلم الحياء الكامل، وكان كما تروي كتب السنة أشد حياءً من العذراء في خدرها، فما كان عليه الصلاة والسلام يستطيع أن يجيب عن كل سؤال يعرض عليه من جهة النساء بالصراحة الكاملة بل كان يكني في بعض الأحيان ولربما لم تفهم المرأة عن طريق الكناية مراده عليه السلام.
تروي السيدة عائشة رضي الله عنها أن امرأة من الأنصار سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسلها من المحيض فعلّمها صلى الله عليه وسلم كيف تغتسل ثم قال لها: ((خذي فرصة ممسكة ـ أي قطعة من القطن بها أثر الطيب ـ فتطهري بها)) قالت: كيف أتطهر بها؟ قال: ((تطهري بها)) قالت: كيف يا رسول الله أتطهر بها؟ فقال لها: ((سبحان الله تطهري بها))، قالت السيدة عائشة: فاجتذبتها من يدها فقلت: ضعيها في مكان كذا وكذا وتتبعي بها أثر الدم. وصرحت لها بالمكان الذي تضعها فيه، فكان صلوات الله عليه وسلم يستحي من مثل هذا التصريح.
وهكذا كان القليل أيضًا من النساء من تستطيع أن تتغلب على نفسها وعلى حيائها فتجاهر النبي صلى الله عليه وسلم بالسؤال عما يقع لها، نأخذ مثلاً لذلك حديث أم سلمة المروي في الصحيحين وفيه تقول: جاءت أم سُليم ـ زوج أبي طلحة ـ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له: يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق، هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ((نعم إذا رأت الماء)) فقالت أم سلمة: لقد فضحت النساء، ويحك أو تحتلم المرأة؟ فأجابها النبي الكريم بقوله: ((إذًا فيم يشبهها الولد؟)).
مراده عليه السلام أن الجنين يتولد من ماء الرجل وماء المرأة، ولهذا يأتي له شبه بأمه، وهكذا كما قال تعالى: {إِنَّا خَلَقْنَا الإنسان مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَهُ سَمِيعاً بَصِيراً} [الإنسان: 2]. قال ابن كثير رحمه الله: "أمشاج أي أخلاط والمشج والمشيج الشيء المختلط بعضه في بعض، قال ابن عباس: يعني ماء الرجل وماء المرأة، إذا اجتمعا واختلطا..."
وهكذا مثل هذه الأسئلة المحرجة، كان يتولى الجواب عنها فيما بعد زوجاته الطاهرات، ولهذا تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: (رحم الله نساء الأنصار؛ ما منعهن الحياء أن يتفقهن في الدين، وكانت المرأة منهن تأتي إلى السيدة عائشة في الظلام لتسألها عن بعض أمور الدين، وعن أحكام الحيض والنفاس والجنابة وغيرها من الأحكام، فكان نساء الرسول خير معلمات وموجهات لهن وعن طريقهن تفقه النساء في دين الله.
ثم إنه من المعلوم أن السنة المطهرة ليست قاصرة على قول النبي صلى الله عليه وسلم فحسب، بل هي تشمل قوله وفعله وتقريره، وكل هذا من التشريع الذي يجب على الأمة اتباعه، فمن ينقل لنا أخباره وأفعاله عليه السلام في المنزل غير هؤلاء النسوة اللواتي أكرمهن الله، فكن أمهات للمؤمنين، وزوجات لرسوله الكريم في الدنيا والآخرة؟!
لا شك أن لزوجاته الطاهرات رضوان الله عليهن أكبر الفضل في نقل جميع أحواله وأطواره وأفعاله المنزلية عليه أفضل الصلاة والتسليم.
ولقد أصبح من هؤلاء الزوجات معلمات ومحدثات نقلن هديه عليه السلام، واشتهرن بقوة الحفظ والنبوغ والذكاء.
ثانيًا: الحكمة التشريعية:
ونتحدث الآن عن الحكمة التشريعية التي هي جزء من حكمة تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذه الحكمة ظاهرة تدرك بكل بساطة، وهي أنها كانت من أجل إبطال بعض العادات الجاهلية المستنكرة، ونضرب لذلك مثلاً بدعة التبني التي كان يفعلها العرب قبل الإسلام فقد كانت دينًا متوارثًا عندهم، يتبنى أحدهم ولدًا ليس من صلبه ويجعله في حكم الولد الصلبي، ويتخذه ابنًا حقيقيًا له حكم الأبناء من النسب في جميع الأحوال؛ في الميراث والطلاق والزواج ومحرمات المصاهرة ومحرمات النكاح إلى غير ما هنالك مما تعارفوا عليه، وكان دينًا تقليديًا متبعًا في الجاهلية.
كان الواحد منهم يتبنى ولد غيره فيقول له: "أنت ابني، أرثك وترثني"، وما كان الإسلام ليقرهم على باطل، ولا ليتركهم يتخبطون في ظلمات الجاهلة، فمهد لذلك بأن ألهم رسوله عليه السلام أن يتبنى أحد الأبناء ـ وكان ذلك قبل البعثة النبوية ـ فتبنى عليه السلام زيد بن حارثة على عادة العرب قبل الإسلام. وفي سبب تبنيه قصة من أروع القصص، وحكمة من أروع الحكم ذكرها المفسرون وأهل السير، لا يمكننا الآن ذكرها لعدم اتساع المجال. وهكذا تبنى النبيُ الكريم زيدَ بن حارثة، وأصبح الناس يدعونه بعد ذلك اليوم زيد بن محمد.
روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: (إن زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد حتى نزل القرآن {ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ الله} [الأحزاب: 5] فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنت زيد بن شراحبيل)).
وقد زوجه عليه السلام بابنة عمته زينب بن جحش الأسدية، وقد عاشت معه مدة من الزمن، ولكنها لم تطل فقد ساءت العلاقات بينهما، فكانت تغلظ له القول، وترى أنها أشرف منه؛ لأنه كان عبدًا مملوكًا قبل أن يتبناه الرسول وهي ذات حسب ونسب.
ولحكمة يريدها الله تعالى طلق زيد زينب، فأمر الله رسوله أن يتزوجها ليبطل بدعة التبني ويقيم أسس الإسلام، ويأتي على الجاهلية من قواعدها، ولكنه عليه السلام كان يخشى من ألسنة المنافقين والفجار، أن يتكلموا فيه ويقولوا: تزوج محمد امرأة ابنه، فكان يتباطأ حتى نزل العتاب الشديد لرسول الله عليه السلام، في قوله جل وعلا: {وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَىْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِى أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْاْ مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً} [الأحزاب: 37].
وهكذا انتهى حكم التبني، وبطلت تلك العادات التي كانت متبعة في الجاهلية، وكانت دينًا تقليديًا لا محيد عنه ونزل قوله تعالى مؤكدًا هذا التشريع الإلهي الجديد {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مّن رّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلّ شَىْء عَلِيماً} [الأحزاب: 40].
وقد كان هذا الزواج بأمر من الله تعالى، ولم يكن بدافع الهوى والشهوة كما يقول بعض الأفاكين المرجفين من أعداء الله، وكان لغرض نبيل وغاية شريفة هي إبطال عادات الجاهلية وقد صرّح الله عز وجل بغرض هذا الزواج بقوله: {لِكَىْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِى أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْاْ مِنْهُنَّ وَطَراً} [الأحزاب: 37].
وقد تولى الله عز وجل تزويج نبيه الكريم بزينب امرأة ولده من التبني، ولهذا كانت تفخر على نساء النبي بهذا الزواج الذي قضى به رب العزة من فوق سبع سماوات.
روى البخاري بسنده أن زينب رضي الله عنها كانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وتقول: (زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سموات)، وهكذا كان هذا الزواج للتشريع وكان بأمر الحكيم العليم فسبحان من دقت حكمته أن تحيط بها العقول والأفهام وصدق الله: {وَمَا أُوتِيتُم مّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} [الإسراء: 85].
ثالثًا: الحكمة الاجتماعية:
أما الحكمة الثالثة فهي الحكمة الاجتماعية، وهذه تظهر بوضوح في تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بابنة الصديق الأكبر أبي بكر رضي الله عنه، وزيره الأول، ثم بابنة وزيره الثاني الفاروق عمر رضي الله عنه وأرضاه، ثم باتصاله عليه السلام بقريش اتصال مصاهرة ونسب وتزوجه العدد منهن مما ربط بين هذه البطون والقبائل برباط وثيق وجعل القلوب تلتف حوله وتلتقي حول دعوته في إيمان وإكبار وإجلال.
لقد تزوج النبي صلوات الله عليه بالسيدة عائشة بنت أحب الناس إليه وأعظمهم قدرًا لديه ألا وهو أبو بكر الصديق الذي كان أسبق الناس إلى الإسلام، وقدم نفسه وروحه وماله في سبيل نصرة دين الله والذود عن رسوله وتحمل ضروب الأذى في سبيل الإسلام حتى قال عليه السلام كما في الترمذي مشيدًا بفضل أبي بكر: ((ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافيناه بها ما خلا أبا بكر فإن له عندنا يدًا يكافيه الله تعالى بها يوم القيامة، وما نفعني مال أحد قط ما نفعني مال أبي بكر، وما عرضت الإسلام على أحد إلا تردد ما عدا أبا بكر، ولو كنت متخذًا خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، إلا وإن صاحبكم خليل الله تعالى)).
فلم يجد الرسول صلى الله عليه وسلم مكافأة لأبي بكر في الدنيا أعظم من أن يقر عينه بهذا الزواج بابنته ويصبح بينهما مصاهرة وقرابة تزيد في صداقتهما وترابطهما الوثيق، كما تزوج صلوات الله عليه بالسيدة حفصة بنت عمر، فكان ذلك قرة عين لأبيها عمر على إسلامه وصدقه وإخلاصه وتفانيه في سبيل هذا الدين، وعمر هو بطل الإسلام الذي أعز الله به الإسلام والمسلمين، ورفع به منار الدين، فكان اتصاله عليه السلام به عن طريق المصاهرة خير مكافأة له على ما قدم في سبيل الإسلام، وقد ساوى صلى الله عليه وسلم بينه وبين وزيره الأول أبي بكر في تشريفه بهذه المصاهرة فكان زواجه بابنتيهما أعظم شرف لهما بل أعظم مكافأة ومنة ولم يكن بالإمكان أن يكافئهما في هذه الحياة بشرف أعلى من هذا الشرف فما أجل سياسته، وما أعظم وفاءه للأوفياء المخلصين.
كما يقابل ذلك إكرامه لعثمان وعلى رضي الله عنهما بتزويجهما ببناته وهؤلاء الأربعة هم أعظم أصحابه وخلفاؤه من بعده في نشر ملته وإقامة دعوته فما أجلها من حكمة وما أكرمها من نظرة.
رابعًا: الحكمة السياسية:
لقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم ببعض النسوة من أجل تأليف القلوب عليه وجمع القبائل حوله، فمن المعلوم أن الإنسان إذا تزوج من قبيلة أو عشيرة يصبح بينه وبينهم قرابة ومصاهرة، وذلك بطبيعته يدعوهم إلى نصرته وحمايته ولنضرب بعض الأمثلة على ذلك لتتضح لنا الحكمة التي هدف إليها الرسول الكريم من وراء هذا الزواج.
أولاً: تزوج صلوات الله عليه بالسيدة جويرية بنت الحارث سيد بني المصطلق وكانت قد أسرت مع قومها وعشيرتها، ثم بعد أن وقعت تحت الأسر أرادت أن تفتدي نفسها، فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه بشيء من المال فعرض عليها الرسول الكريم أن يدفع عنها الفداء وأن يتزوج بها فقبلت ذلك، فتزوجها فقال المسلمون: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت أيدينا ـ أي أنهم في الأسر ـ فأعتقوا جميع الأسرى الذين كانوا تحت أيديهم، فلما رأى بنو المصطلق هذا النبل والسمو وهذه الشهامة والمروءة أسلموا جميعًا ودخلوا في دين الله وأصبحوا من المؤمنين، فكان زواجه صلى الله عليه وسلم بها بركة عليها وعلى قومها وعشيرتها لأنه كان سببًا لإسلامهم وعتقهم وكانت جويرية أيمن امرأة على قومها.
أخرج البخاري في صحيحة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء بني المصطلق فأخرج الخمس منه ثم قسمه بين الناس فأعطى الفارس سهمين والراجل سهمًا فوقعت جويرية بنت الحارث في سهم ثابت بن قيس، فجاءت إلى الرسول فقالت: يا رسول الله، أنا جويرية بنت الحارث سيد قومه وقد أصابني من الأمر ما قد علمت، وقد كاتبني ثابت على تسع أواق فأعني على فكاكي فقال عليه السلام: ((أو خير من ذلك؟)) فقالت: ما هو؟ فقال: ((أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك)) فقالت: نعم يا رسول الله، فقال رسول الله: ((قد فعلت)) وخرج الخبر إلى الناس فقالوا: أصهار رسول الله يسترقون؟ فأعتقوا ما كان في أيديهم من سبي بني المصطلق فبلغ عتقهم مائة بيت بتزوجه عليه السلام بنت سيد قومه.
ثانيًا: وكذلك تزوجه صلى الله عليه وسلم بالسيدة صفية بنت حيي بن أخطب التي أسرت بعد قتل زوجها في غزوة خيبر، ووقعت في سهم بعض المسلمين فقال أهل الرأي والمشورة: هذه سيدة بني قريظة لا تصلح إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرضوا الأمر على الرسول الكريم فدعاها وخيرها بين أمرين:
أ ـ إما أن يعتقها ويتزوجها عليه السلام فتكون زوجة له.
ب ـ وإما أن يطلق سراحها فتلحق بأهلها.
فاختارت أن يعتقها وتكون زوجة له، وذلك لما رأته من جلالة قدره وعظمته وحسن معاملته، وقد أسلمت وأسلم بإسلامها عدد من الناس.
روي أن صفية رضي الله عنها لما دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: لم يزل أبوك من أشد اليهود لي عداوة حتى قتله الله، فقالت يا رسول الله: إن الله يقول في كتابه: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [فاطر: 18]، فقال لها الرسول الكريم: اختاري فإن اخترت الإسلام أمسكتك لنفسي، وإن اخترت اليهودية فعسى أن أعتقك فتلحقي بقومك، فقالت: يا رسول الله: لقد هويت الإسلام وصدقت بك قبل أن تدعوني إلى رحلك وما لي في اليهودية أرب وما لي فيها والد ولا أخ وخيرتني الكفر والإسلام فالله ورسوله أحب إلي من العتق وأن أرجع إلى قومي، فأمسكها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه.
ثالثًا: وكذلك تزوجه عليه الصلاة والسلام بالسيدة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان الذي كان في ذلك الحين حامل لواء الشرك وألد الأعداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أسلمت ابنته في مكة ثم هاجرت مع زوجها إلى الحبشة فرارًا بدينها، وهناك مات زوجها، فبقيت وحيدة فريدة لا معين لها ولا أنيس، فلما علم الرسول الكريم بأمرها أرسل إلى النجاشي ملك الحبشة ليزوجه إياها، فأبلغها النجاشي ذلك فسرت سرورًا لا يعرف مقداره إلا الله سبحانه؛ لأنها لو رجعت إلى أبيها أو أهلها لأجبروها على الكفر والردة أو عذبوها عذابًا شديدًا، وقد أصدقها عنه أربعمائة دينار مع هدايا نفيسة، ولما عادت إلى المدينة المنورة تزوجها النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام. ولما بلغ أبا سفيان الخبر أقر ذلك الزواج وقال: "هو الفحل لا يقدع أنفه"، فافتخر بالرسول ولم ينكر كفاءته له إلى أن هداه الله تعالى للإسلام، ومن هنا تظهر لنا الحكمة الجليلة في تزوجه عليه السلام بابنة أبي سفيان، فقد كان هذا الزواج سببًا لتخفيف الأذى عنه وعن أصحابه المسلمين سيما بعد أن أصبح بينهما نسب وقرابة مع أن أبا سفيان كان وقت ذاك من ألد بني أمية خصومة لرسول الله ومن أشدهم عداء له وللمسلمين، فكان تزوجه بابنته سببًا لتأليف قلبه وقلب قومه وعشيرته كما أنه صلى الله عليه وسلم اختارها لنفسه تكريمًا لها على إيمانها لأنها خرجت من ديارها فارة بدينها فما أكرمها من سياسة وما أجلها من حكمة
===================
أمية العرب والرسول
ابن مريم
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و خير خلق الله أجمعين سيدنا محمد بن عبد الله النبي الأمِّي العربي النذير المبين الصادق الأمين ، و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا ......... و بعد ،،،
ما من شك يخالج نفسية المسلم في أن رسول الله قد بعثه ربه إلى الناس كافة ، و قد شاءت ارادة الله تعالى و حكمته أن يكون هذا النبي المبعوث رحمة للناس أميا لا يدري ما الكتاب و لا يخطه بيمينه !.. و لم يكن هذا حال نبينا فحسب ، بل كان حال أغلبية العرب كافة كما قال الله تعالى : { هُوَ الّذِي بَعَثَ فِي الاُمّيّينَ رَسُولاً مّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكّيهِمْ وَيُعَلّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مّبِينٍ - الجمعة : 2 .
فمما هو معروف و قد ذهب إليه أغلب الأئمة و المفسرين أن أولئك الأميين المذكورين في الأية الكريمة هم العرب ؛ و في حديث ابن عمر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : إنا أمة أمية لا نكتب و لا نحسب الشهر هكذا و هكذا – بخاري / 1913 و مسلم / 1080، فالعرب كانوا قوم لا ثقافة لهم و لا علوم و لا اطلاع على ثقافات العالم المتحضر أنذاك ، إلا قليلا منهم بالطبع ، كذلك كانوا قوم لا دين لهم يتبعونه و لا كتاب لهم يقرأونه أي أنهم كانوا أمة على أصل ولادتها ، لم تتعلم الكتابة ولا قراءتها ؛ و هذا قد جعل القرآن الكريم يصفهم بالأمّية . و لكن أهل الكتاب في خلال نقاشهم الدائم مع المسلمين لا يقبلون هذا الأمر ، بل و يحاولون أن يتخذونه مولجا إلى أن ثقافة محمد هي مصدر القرآن الكريم . ففي بعض مؤلفات النصارى و مواقعهم على شبكة الأنترنت نقرأ مقالات و مؤلفات تحاول تفسير هذا الموضوع بشكل مغاير تماما للمفهوم الإسلامي فتخلط ما بين الأميّين و الأمَمييّن ، و ما بين الأميّ و الأمميّ ، إلى تنتهي بالقاريء إلى أن المسلمين لا يفهمون كتابهم الذين يرتلونه في صلواتهم أناء الليل و أطراف النهار !!
و من الذي يفهمه ، و يشرح معاني أياته للناس ؟!!.. أهم النصارى الذين لا يعترفون به أصلا ككلام الله ؟!!!
و قبل أن نتطرق معا إلى مؤلفاتهم و مقالاتهم ، تعالوا معا نعرف مسبقا ما هي الأميّة ؟ و ما هي الأمميّة ؟ ، و من هو الأميّ ؟ و من هو الأمميّ ؟ و ما الفرق بينهما ؟
يقول المعجم الوجيز – باب أ م ي : , الأميّ ) هو الذي لا يقرأ و لا يكتب ، و , الأميّة ) مصدر صناعي بمعنى الجهل بالقراءة و الكتابة ، و , الأممي ) هو من ليس من أهل الكتاب ، و بذلك تكون , الأممية ) مصدر صناعي بمعنى عدم الأنتماء لملة أهل الكتاب يهود كانوا أم نصارى . و كما نرى فإن الفارق واضح هنا في المعنى ، و لكن أهل الكتاب يصرون على أن الكلمتين بمعنى واحد و هذا خطأ !! و نتساءل : من أين جاء لديهم هذا الخلط ؟!
يقول الله تعالى لنبيه الكريم - صلى الله عليه وسلم - : { .. وَقُلْ لّلّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمّيّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ .. } - آل عمران : 20 . و يفهم من الأية الكريمة التفرقة بين أهل الكتاب و الأميين ، و لأن النصارى يطلقون لفظ , الأمم ) على غير المؤمنين برسالة المسيح - عليه السلام - كما نقرأ في العهد الجديد : , فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ ) متى 28 : 19 ، هذا غير أن , الأمم ) مصطلح يهودي مستخدم في العهد القديم للدلالة على غير اليهود . فمن هنا جاء هذا الخلط الأعمى !
و لكن حقيقة الأمر نجد أن القرآن الكريم في الآية السابقة لا يخلط في المعني بمفهوم أهل الكتاب ، و لكن الله تعالى يقول لنبيه الكريم - صلى الله عليه وسلم - : يا محمد قل لأهل الكتاب من الملّيين و كذلك مشركي العرب , الأميين ) هل تدخلون في دين الإسلام ؟ ، و ليس المقصد هنا بأن الأميين هم الأمميين . يقول الإمام القرطبي مفسرا هذه الأية : أهل الكتاب يعني اليهود والنصارى والأميين الذين لا كتاب لهم وهم مشركو العرب. – تفسير القرطبي لسورة أل عمران : 20 .
أيضا نقول أن القرآن الكريم إذ يطلق مصطلح , الأميين ) للدلالة على مشركي العرب ، فليس معنى هذا أن العرب كلهم يجهلون القراءة و الكتابة ! ، فنحن طبعا نقرأ في كتب السيرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد استعان بعدد من كتّاب الوحي لتدوين القرآن الكريم فور نزوله ، أيضا نقرأ أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قد أسلم بعد أن قرأ جزء من سورة طه ، أيضا نقرأ أن مشركى مكة قبل الهجرة قد كتبوا صحيفة مقاطعة للمسلمين و وضعوها في الكعبة ، كذلك كان في أسرى معركة بدر من الكفار من أراد افتداء نفسه أن يعلم عشرة من صبيان المسلمين القراءة و الكتابة ، و في التاريخ نقرأ عن المعلقات السبعة و هي قصائد عُرف عنها أنها كانت تُكتب على صحائف و تعلّق في الأسواق و المنتديات العربية قبل الإسلام ، .. و غير هذا مما يدل على أن العرب كان علم القراءة و الكتابة معروف لديهم و لكن كان عدد القراء ندرة في هؤلاء القوم على عكس الأقوام الأخرى ، فأهل الكتاب مثلا كانوا يتعلمون العبرانية و اليونانية لقراءة كتبهم التي لم تكن قد ترجمت إلى العربية بعد ، و لكن أيضا كان منهم الأميون الذين لا يقرأون و لا يكتبون كما يقول الله تبارك و تعالى عنهم في كتابه الكريم : { وَمِنْهُمْ أُمّيّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاّ أَمَانِيّ وَإِنْ هُمْ إِلاّ يَظُنّونَ } - البقرة : 78 ، و الأماني قد فسرها الحافظ ابن كثير بأنها تلاوات أو قراءات محفوظة من التوراة لا تتطلب منهم علم القراءة . و كما نرى أن هذه الأية تستخدم لفظ , أميون ) للدلالة على غير الملمين بالقراءة و الكتابة لا على غير اليهود لأنها تتحدث عن اليهود !!
o أمية محمد - صلى الله عليه وسلم - في القرآن الكريم :
كما قلنا شاءت حكمة الله تعالى أن يكون ذلك المبعوث رحمة للعالمين - صلى الله عليه وسلم - رجلا أميا لا يقرأ و لا يكتب ، و قد ظل صلوات ربي عليه على أميته حتى وافته المنية كما هو ثابت في مجمل الأحاديث و كتب السيرة . و هذا كي لا يرتاب أحد في أنه يتلقى القرآن عن أحد من العالمين مهما كانت ثقافته . فبعد أن تحدى المولى - عز وجل - العرب أن يأتوا بسورة من مثله و قد فشلوا ، كان ذلك التحدي الأعظم ؛ أن ذلك الذي فشلتم في محاكاته و تقليده و أنتم جهابذة الشعر ، قد جاء به هذا النبي الأمي غير المتعلم ! فمن أين جاء به صلوات ربي عليه و تسليماته ؟!.. قطعا من عند الله رب العالمين .
و في هذا يمنّ الله - عز وجل - على نبيه الكريم و يقول : { وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لاّرْتَابَ الْمُبْطِلُونَ } - العنكبوت : 48 . أي أنك يا محمد قبل أن تقرأ هذا القرآن قد لبثت في قومك عمرا لا تقرأ كتابا ولا تحسن الكتابة بل كل رجل من قومك وغيرهم يعرف أنك رجل أمي لا تقرأ ولا تكتب ، و لولا ذلك لما كانت ريبة المبطلين من المشركين و أهل الكتاب ! إذ أنهم يعلمون حق العلم أن محمد - صلى الله عليه وسلم - رجلا أميا فمن أين جاء بهذا القرآن ؟
أيضا يقول الله تعالى : { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ وَلََكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نّهْدِي بِهِ مَن نّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنّكَ لَتَهْدِيَ إِلَىَ صِرَاطٍ مّسْتَقِيمٍ } - الشورى : 52 . أي أنك يامحمد كنت رجلا أميا لا تعلم الكتاب و لا تكتبه ، و في هذا نداء للمشركين و ليس للنبي - صلى الله عليه وسلم - أن يعملوا عقولهم كيف لهذا الأمي بهذا البيان و هذه الفصاحة ! و ما كنت على دين قبل ذلك فيقولون انك قد تركته إلى ملة أخرى بل كنت تبحث عن الإيمان و تتفكر في خالق هذا الكون ، فمن الذي علمه هذا الإيمان الذي ما سبقه إليه أحد من العالمين ؟!.
و قديما اتهم بعض المشركين محمدا - صلى الله عليه وسلم - في قراءته للقرآن أنه يقول الشعر ، و ما هو مرسل من عند الله ! فكان رد القرآن عليهم واضحا : { قُل لّوْ شَآءَ اللّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } - يونس : 16 ، أي قل يا محمد لهؤلاء القوم أنني قد لبثت فيكم أربعون عاما قبل هذا القرآن فهل كذبتكم قط ؟ أم كنت مشهور عندكم بالصدق و الأمانة ! ، و هل علم عني أحد أنني أقرض الشعر ؟ أم أنني رجلا أميّا ! أفلا تعقلون و تعلمون أن هذا عناد على غير الصواب ؟!.. و في هذا نجد أسلوب القرآن في دفع الحجة بالحجة الأقوي ليعلم أولو الألباب أنه من عند الله .
أيضا قال المشركين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه يتلقى القرآن عن كتب اليهود و النصارى ، لأن تلك القصص الواردة فيه نجدها مذكورة في تلك الكتب ، يعلمه اياها أعجمي قد اختلفوا في ذكر اسمه ! فمنهم من قال أنه نصراني و اسمه جبر ، و منهم من قال إنه غلام اسمه سبيعة يجالسه عند المروة ، و منهم من قال إنه سلمان الفارسي - رضي الله عنه - رغم أن اسلام سلمان معروف أنه كان بعد الهجرة و تلك الحادثة كانت قبلها !! ، و منهم من قال إنه اعجمي و اسمه بلعام ، و غيره .. فيرد عليهم بقوله تعالى : { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنّهُمْ يَقُولُونَ إِنّمَا يُعَلّمُهُ بَشَرٌ لّسَانُ الّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيّ وَهََذَا لِسَانٌ عَرَبِيّ مّبِينٌ } - النحل : 103 ، أي يا من كان له لب مفكر ؛ إن تلك الكتب التي تلحدون – و الإلحاد هو الميل عن القصد – إليها باللسان العبراني أو اليوناني و لم تكن قد ترجمت إلى العربية بعد ، أما القرآن فإنه ذو لغة عربية جلية و أسلوب منفرد ذو بيان و فصاحة عجز العرب أن يأتوا بمثله ! فمن يكون ذلك الذي علمه إياه ؟! و لم لا يظهر هو فيكون أولى منه بشرف النبوة و القيادة بدلا من الإكتفاء بدور المعلم الخفي ؟!!
و في هذا نفي لمفهوم علم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالكتاب قبل البعثة ، بل و اشتهار ذلك بين العرب و إلا لقاموا عليه و قالوا : لا يا محمد ! نحن نعلم أنك تكتب الكتاب و تقرأه .. فلم لا تكون أنت مصدر هذا القرآن ؟!!
و من الأيات التي تذكر أمية النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - بصورة مباشرة قوله تعالى : { وَاخْتَارَ مُوسَىَ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لّمِيقَاتِنَا فَلَمّا أَخَذَتْهُمُ الرّجْفَةُ قَالَ رَبّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مّن قَبْلُ وَإِيّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السّفَهَآءُ مِنّآ إِنْ هِيَ إِلاّ فِتْنَتُكَ تُضِلّ بِهَا مَن تَشَآءُ وَتَهْدِي مَن تَشَآءُ أَنتَ وَلِيّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ - وَاكْتُبْ لَنَا فِي هََذِهِ الدّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الاَخِرَةِ إِنّا هُدْنَآ إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِيَ أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَآءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلّذِينَ يَتّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزّكَاةَ وَالّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ - الّذِينَ يَتّبِعُونَ الرّسُولَ النّبِيّ الاُمّيّ الّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلّ لَهُمُ الطّيّبَاتِ وَيُحَرّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأغْلاَلَ الّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتّبَعُواْ النّورَ الّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلََئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ - قُلْ يَأَيّهَا النّاسُ إِنّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الّذِي لَهُ مُلْكُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ لآ إِلََهَ إِلاّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النّبِيّ الاُمّيّ الّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتّبِعُوهُ لَعَلّكُمْ تَهْتَدُونَ } - الأعراف : 155-158 . نجد أن الأيات الكريمة وردت في سياق حديث القرآن الكريم عن قوم موسى - عليه السلام - ، و من منهم أدرك محمدا و أمن بدعوته . و كيف يعرفون محمدا ؟.. و تجيبهم الأية أنه ذلك النبي الذي يجدونه بصفاته مذكورا في كتبهم . و ما هي تلك الصفات ؟ .. و تجيبهم الأية إنه مذكور بأنه أمي لا يقرأ و لا يكتب ، و إنه يأمرهم بالمعروف و مكارم الأخلاق و ينهاهم عن المنكر من أفعالهم ، و يحل لهم من الطيبات ما حرم عليهم في شريعتهم و يحرم عليهم الخبائث التي كانوا يستحلونها من قبل ، و يضع عنهم ثقال الأعمال التي فرضت عليهم من قبل كقتل النفس عند التوبة و قطع أثر النجاسة و عدم مجالسة الحائض و تحريم شحوم الأغنام ظهور الأبقار و لحم الإبل و غيرها و التي قيدتهم من أعناقهم بأغلال الشريعة . فالذين أمنوا بدعوة محمد - صلى الله عليه وسلم - منهم وعزَّروه ووقروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه و هو القرآن الكريم أولئك هم الفائزون بسعادة الدنيا والأخرة – تفسير الجلالين لسورة الأعراف : 157 .
و يعترض بعض النصارى و يقولون إن حديث النبي الأمي يقتطع مرتين و لا ينسجم مع خطاب موسى لربه ، لا في النسق و لا في الموضوع ! أي أن موسى يطلب من ربه أن يسجل له و لقومه يهوديتهم حسنة لهم فيرد ربه أن على موسى و قومه أن ينتظروا قرابة الألف سنه حتى يأتي محمد و يؤمنوا به فيسجل لهم بهذا حسنةً !! – , في سبيل الحوار الإسلامي المسيحي – الحداد ) .
حقا لقد اثبت هؤلاء النصارى أنهم لا يفهمون كلمات القرآن ! .. بل لا يفهمون العربية بالمرة ! ، ففي الأية 156 يقول موسى - عليه السلام - لربه : { وَاكْتُبْ لَنَا فِي هََذِهِ الدّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الاَخِرَةِ إِنّا هُدْنَآ إِلَيْكَ .. } ، و , هدنا إليك ) أي تبنا إليك توبة نصوح – انظر تفسير الجلالين لسورة الأعراف : 156 ، أنظر أيضا المعجم الوجيز : هادَ هَوَدَاً أي تاب و رجع إلى الحق فهو هَائِدٌ و الجمع هودٌ ، و ليس المقصود أي الملة اليهودية كما ذهب بعض النصارى !
و يرد عليه رب العزة - عز وجل - : { قَالَ عَذَابِيَ أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَآءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلّ شَيْءٍ .. } أي أنه إن كانت قد أصابتكم فتنة اهلكت بعضكم فإن ذلك عذابي و تلك بإرادتي ، و مع ذلك فرحمتي قد وسعت كل شيء من الخلق حتى إن البهيمة لها رحمة وعطف على ولدها. قال الإمام القرطبي عن ابن عباس : طمع في هذه الآية كل شيء حتى إبليس ، فقال : أنا شيء ؛ فقال الله تعالى : { .. فَسَأَكْتُبُهَا لِلّذِينَ يَتّقُونَ .. } ، فقالت اليهود والنصارى : بل نحن متقون ؛ فقال الله تعالى : { الّذِينَ يَتّبِعُونَ الرّسُولَ النّبِيّ الاُمّيّ .. } الآية . فخرجت بذلك عن العموم – تفسير القرطبي لسورة الأعراف : 156 .
ذلك هو تفسير الأية الكريمة الذي حاول النصارى مداراته ببعض البهلوانات الجدلية فهم يصرفون نظر القاريء عن مدلول الأية الكريمة بالتفكير في السياق ، و قول موسى ، و جواب الله - عز وجل - ، و ... و ... ! و لكن كلام الله واضحا جليا لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد .
o أمية محمد - صلى الله عليه وسلم - في كتب السيرة :
بدايةً نود أن نؤكد أنه لا توجد أحاديث ، و لو ضعيفة ، في كتب السيرة تشير إلى أن النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ أو يكتب أو أن أحد قد علمه شيء ، أللهم إلا ما سبق و أوردناه عن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلمه بشر أعجمي و قد ورد ذكرهما في سيرة رسول الله لإبن اسحاق و من أخذ عنه في سياق التكذيب و التضعيف . لأن تلك الكتب قد كتبها العرب الذين عاش النبي الكريم بينهم و قد اشتهر بالأمية . أما رفض بعض المشككين لهذه الأمية قد ظهر سببا من أسباب رفضهم لرسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - بل و رفضهم الإعتراف بالقرآن الكريم ككتاب من عند الله ، و هذا قد ظهر في بداية القرن الخامس الهجري عندما بدأت كتابات النصارى تعلن عن رفضهم للإسلام .
أما محمدا - صلى الله عليه وسلم - فكما نقرأ في كتب السيرة نشأ في قريش و استرضع في بني سعد و قد اشتهروا بالفصاحة لأنهم قوم وبر , أي يعيشون على رعي الأغنام ) فلا سبيل إلى اختلاط لغتهم بلغة الأعاجم كقريش و غيرها ممن اشتهروا بالتجارة ؛ و لذا فقد اشتهر عن الرسول الكريم بأنه فصيح اللسان و هذا لا يغير في مفهوم الأميّة لأنها المتواتر عنه - صلى الله عليه وسلم - .
و بعد ذلك تربى في كنف أمه حتى السادسة ، ثم جده حتى الثامنة ، ثم عمه أبو طالب حتى بلغ أشده . و بالرغم من أنه قد تربى وسط أبناء عمه جعفر و علي و قد اشتهر عنهم القراءة و الكتابة لكن لم يرد في كتب السيرة ما يشير بذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - .
و بعد ذلك عمل محمد - صلى الله عليه وسلم - بالتجارة ، و تسجل كتب السيرة رحلة وحيدة له مع مولاه زيد بن حارثة عندما ذهبوا إلى بصرى و لم يذهبوا أبعد من ذلك ، و بعدها يعود محمد - صلى الله عليه وسلم - و يتزوج من أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها ، و هنا ينوه أحد الكتاب النصارى أن هذا الزواج كان زواجا نصرانيا على يد القس ورقة بن نوفل ابن عم خديجة ، و لذلك لم يتزوج محمد غيرها طيلة حياتها !!!
و نقول : لا يوجد في كتب السيرة ما يؤيد ذلك بل لا يوجد ذكر لورقة بن نوفل في حياة خديجة إلا عندما سألته عن حالة النبي - صلى الله عليه وسلم - عند عودته من غار حراء و قد ثقل عليه أمر الوحي ، أما عن زواجهما فما كان معروف عن خديجة أنها كانت على ملة النصارى و لا محمدا - صلى الله عليه وسلم - بالطبع ، فكيف يُعقد لهما عقدا نصرانيا ؟!!! .. أما عن عدم زواجه سواها طيلة حياتها رضي الله عنها ، فلهذا مقال أخر إن شاء الله حتى لا نخرج عن موضوعنا الأساسي .
و في غار حراء نزل الروح الأمين بأول كلمات القرآن على النبي المتحنث بين جنبات الغار فتحكي كتب السيرة أن جبريل - عليه السلام - ضمه إلى صدره حتى بلغ منه الجهد و قال له : إقرأ ! ، فرد الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - : ما أنا بقاريء !! و هذا طبقا للروايات الصحيحة – انظر السيرة النبوية لإبن هشام 1/225 و مسند أحمد 232/6 حديث عائشة رضي الله عنها و البخاري/3 و مسلم/160، فأعاد جبريل ذلك مرة أخرى و رد - صلى الله عليه وسلم - بنفس ذلك الرد ، و في المرة الثالثة قال له النبي الكريم : ماذا أقرأ ؟ فكانت الأيات الأولى من سورة العلق هي أول ما نزل من القرآن الكريم .
و يحتج بعض النصارى بأمر الروح الأمين للنبي - صلى الله عليه وسلم - متسائلين : هل كان جبريل يجهل أنه مرسل لنبي أمي حتى يخاطبه بصيغة أمر القراءة ؟.. و يرد الإمام القرطبي و يقول : معنى الأمر الكريم { إقرأ باسم ربك.. } الأية أي اذكر اسمه. أمره أن يبتدئ القراءة باسم اللّه . و قيل فيها حث لأمته على العلم ، و قد أكد الرسول - صلى الله عليه وسلم - على هذا في الكثير من أحاديثه أي أن المعني رمزيا و ليس ملموسا كما ذهب أغلب النصارى !
و في صلح الحديبية و عندما رفض وفد قريش التوقيع على الصحيفة و فيها , محمد رسول الله ) و أرادوا استبدالها بـ , محمد بن عبد الله ) ، فأمر النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - عليّا بن أبي طالب ، و قد كان كاتبُه في هذا الصلح ، أن يمحو ما أرادوا . و قد ثقل عليه - رضي الله عنه - أن يمحو بيده كلمة , رسول الله ) ، فتناول النبي - صلى الله عليه وسلم - الصحيفة و سأل عن مكان الكلمة ثم محاها بيده . السيرة النبوية لإبن هشام 3/198 ، و هذا دليل واضح على عدم معرفته بالقراءة .. و غير هذا الكثير من المواقف و الأحاديث التي لا تخرج عن هذا الموضوع ، و الجدير بالذكر أنه على الرغم من حث النبي الكريم أصحابه على طلب العلم ، و بيانه لفضل العلم و منزلة العلماء و لكن لم ينتقده أبدا أحد من أصحابه بسبب أميته أو يحاول أحدهم تعليمه مبادي القراءة و الكتابة أو شيء من هذا القبيل ! و ذلك يرجع أولا إلى علو مكانة الرسول - صلى الله عليه وسلم - بين أصحابه فلا ذكر هنا لأميّته و إن كانت أمرا واقعا . و ثانيا إن أمية النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - لم تكن لتمنع أصحابع أن يتلقوا مباديء الإسلام على يديه - صلى الله عليه وسلم - .
o هل الثقافة و النبوة لا تجتمعان ؟
و لا يفهم النصارى مفهوم الثقافة بالنسبة للأنبياء فيصرون على أن كل الأنبياء الذين ورد ذكرهم في كتبهم كانوا على درجة عالية من الثقافة و سيدهم موسى الكليم – و لا زال الكلام عن لسانهم - الذي يقولون أنه قد تثقف في قصر فرعون بكل علوم المصريين و حكمتهم أما بالنسبة لمحمد - صلى الله عليه وسلم - فيتعجبون من موقف المسلمين في الإصرار على أمّيته !!
و نقول لهم : إن أولئك الأنبياء صلوات ربي عليهم و تسليمه قد بعثوا في قومهم مثلهم كمثل العالم الفقية في الأمّة الإسلامية ، و لم يكن من المستغرب أن يسمع بهم الخاصة و العامة في وقت من الأوقات . و لم يكن قيامهم إنكارا لقيام الأنبياء من قبلهم ، بل هو تفسير لبعض الأسفار و حض على اتباع السنن التي رسمها لهم من قبل إبراهيم و إسحاق و يعقوب و داوود و موسى عليهم جميعا أفضل الصلاة و السلام ، فلا مجال هنا للتفكير في ثقافة ذلك النبي و نترك التفكير في دعوته . أما في حالة محمد - صلى الله عليه وسلم - فإنه خاتم هؤلاء الأنبياء و صاحب الشريعة الخاتمة الذي بعث للناس كافة .. الأميون منهم و الكتابيون ، فهنا تظهر أميته كحجة دامغة على مصدر رسالته السماوية ، فلا يخالج نفسية المؤمن شك و لو بسيط أنه قد جاء بشيء من عنده ، و سبحان من وسعت حكمته كل شيء .
فمفهوم ثقافة الأنبياء العالية ، و إن كان القرآن لم يشر إليه من قريب أو من بعيد ، لا نعترض عليه ، و لكن مفهوم أمية محمد - صلى الله عليه وسلم - لا يقلل من نبوته و إن كانت الأمية في حد ذاتها نقص يتنزه عنه العوام ، كذلك لا يقلل من تفضيل الله تعالى له عن العالمين ؛ فتفضيله و اجتبائه إياه - صلى الله عليه وسلم - كان بأنه يحمل ختام الشرائع و نهاية رسالات السماء إلى بني أدم ، و أن ذلك النبي الأمي هو الذي رسم النهج الذي سار عليه من بعده الملايين و الملايين من عباد الله على اختلاف طبقاتهم و ألسنتهم و ألوانهم ، و هذا مالم يحدث مع أحد من العالمين سواه .
أحمد الله العلي القدير على نعمة الإسلام ، و أسأله الهداية لنا و لعباده المتقين ، و الثبات على دينه و ملّة نبيه الكريم العربي الأمي المبعوث رحمة للعالمين صلوات ربي عليه و تسليمه .
و أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شبهة: محمد صلى الله عليه وسلم شاعر !
بسم الله الرحمن الرحيم
" وما علّمناهُ الشعرَ وما ينبغي لهُ " ( سورة يس 69)
وقال رسولُ الله ( ص ) عن ثوبان ( رض ) كما ورد في كتاب إبن السني:
" من رأيتموه ينشد شعرا في المسجدِ فقولوا له فضَّ اللهُ فاكَ , ثلاثَ مرّات "
( وهو حديث ضعيف )
وجاء في الصحيحين ( البخاري ومسلم – رض ) عن البُراء بن عازب ( رض ) إنه قال له رجل : أفررتم يوم حنين عن رسول الله فقال البراء : لكن رسول الله لم يفر ولقد رأيته وهو على بغلته البيضاء وإن أبا سفيان بن الحارث ( أبن عم الرسول ) آخذٌ بلجامها والنبي ( ص ) يقول :
أنا النبيُّ لا كذبْ
أنا بنُ عبدالمطلبْ
وجاء في الصحيحين ( البخاري ومسلم - رض ) عن البراء :
إنه رأى النّبي ينقلُ الترابَ يومَ الأحزابِ وقد وارى الترابُ بياضَ بطنهِ وهو يقول :
الله لولا أنت ما اهتدينا ( مستفعلن مستفعلن فعولن )
ولا تصدَّقنا ولا صلَّينا ( متفعلن مستفعلن مفعولن )
فأنزلنْ سكينةً علينا (متفعلن متفعلن فعولن )
وثبِّت الأقدامَ إن لا قينا ( متفعلن مستفعلن مفعولن )
إنَّ الأُلى قد بغوا علينا ( مستفعلن فاعلن فعولن )
إذا أرادوا فتنةً أبينا ( متفعلن مستفعلن فعولن )
( ملاحظة : ولا يمكن أن يعتبر ما ذكر أعلاه شعرا لأن النبي ( ص ) ليس بشاعر)
وعن أنسٍ ( رض ) في صحيحِ البخاري :
عندما كان المهاجرون والأنصارُ يحفرون الخندقَ وينقلون الترابَ على متونهم ويقولون :
" نحنُ الذين بايعوا محمّدا على الإسلامِ ما بقينا أبدا "
وفي رواية أخرى على الجهادِ
وهي الرواية الأصح حسب رأيي حيث يكون وزن بحرالرجز :
مستفعلن متفعلن متفعلن ... متفعلن متفعلن مفتعلن
والنّبيُّ ( ص ) يجيبُهم :
اللهمَّ إنَّه لا خيرَ إلاّ خيرُ الآخره ( مستفعلن مفاعيلن مفاعيلن مستفعلن )
فباركْ في الأنصارِ والمهاجره (مفاعيلن مستفعلن متفعلن)
( وهذا ليس بشعرٍ )
وفي الرجز قال الخليل: الرجزُ المشطور والمنهوك ليسا من الشعرِ وقيل له ما هما ؟
قال : أنصافٌ مسجّعة , فلما رُدَّ عليه , قال لأحتجَّنَّ عليهم بحجّة فإن لم يقرّوا بها عسفوا , فاحتجَّ عليهم بأن رسولَ الله صلى اللهُ عليه وسلّمَ كان لا يجري على لسانه الشعرُ :
وقد قيلَ لرسولِِ الله ( ص ) بيتُ شعرٍ لطُرفةَ بن العبد :
ستُبدي لكَ الأيامُ ما كنتَ جاهلا ... ويأتيكَ بالأخبارِ من لم تزوِّدِ
( وهو من بحر الطويل : فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن)
فكان يقول :
ستبدي لك الأيامُ ما كنتَ جاهلا ... ويأتيكَ من لم تزوِّدْ بالأخبارِ
وقد علمنا أن النصفَ الذي جرى على لسانهِ لا يكون شعراً إلا بتمام النصفِ الثاني على لفظهِ وزناً وعروضا.
و قال الخليل : لو كان نصفُ البيتِ شعراً لما جرى على لسان النبيِّ ( ص ) وجاء بالنصف الثاني على غير تأليفِ الشعر لأن نصفَ البيت لا يقالُ له شعرٌ ولا بيتٌ ولو جاز أن يقالَ لنصفِ البيت شعرا لجازَ أن يكون جزءٌ منه شعرا أيضا, والرجزُ المشطورُ مثلُ ذلك النصف
وفي رواية جندُب إنّهُ ( ص ) دُميت إصبعُه عند حفرِِ الخندقِِ
وقال النبيُّ ( ص) :
هل أنتِ إلاّ إصبعٌ دُميتِ
وفي سبيلِ اللهِ ما لقيتِ
وهذا على المشطورِ ( مستفعلن مستفعلن فعولن )
وفي رواية البُراء إنّه رأى النبيَّ ( ص ) على بغلةٍ بيضاءَ وهو يقول :
أنا النبيُّ لا كذبْ
أناابنُ عبدِالمطَّلبْ
وهذا من المنهوك ( مستفعلن مستفعلن ) ولو كان شعرا ما جرى على لسانه فإن الله عزَّ وجلَّ يقول :
" وما علّمناه الشعرَ وما ينبغي له " أي وما يتسهَّلُ لهُ فيقوله ويتدرب فيه حتى ينشئ منه كتبا.
هكذا حاجج الخليلُ فيما كان يجري على لسانِ النبي ( ص )
وهو بهذه الحججِ لم يقر بكونِ النظمِ على بحر الرجز المشطور والمنهوك شعرا , رغم ادعاء البعض ومنهم الأخفش بأن الخليل أجازه وهم لا يجيزونه .
قال الحربي : ولم يبلغني أنه جرى على لسان النبي ( ص ) من ضروب الرجز إلا ضربان المنهوك والمشطور , ولم يعدهما الخليلُ شعرا , ولم يبلغني إنَّ النبيَّ محمدٌ ( ص) أنشدَ بيتا تاما على وزنه وقافيته إنما كان ينشدُ الصدرَ أو العجزَ فإن أنشده تاما لم يقمْهُ على وزنه, وإنه أنشدَ مرة صدرَ بيت للبيد :
ألا كلُّ شئٍ ما خلا اللهَ باطلُ
وسكت عن عجُزه
( وكلُّ نعيمٍ لا محالةَ زائل )
( وهو من بحر الطويل : فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن )
وقيل إنه أنشد مرة :
أتجعلُ نهبي ونهبَ العُبيـ ... دِ بين الأقرعِ وعُيَينَةَ
( وهو من بحر المتقارب : فعولن فعولن فعولن فعْ )
فقال له الناس : بين عُيَينةَ والأقرع ِ , فأعادها النبي ( ص ) بين الأقرعِ وعُيَيْنةَ , فقام أبو بكر ( رض ) فقال : أشهدُ إنَّك رسولٌ للهِ ثم قرأ :
( وما علّمناهُ الشعرَ وما ينبغي لهُ)
وهكذا فالرجز ليس بشعر عند أكثرهم .
وفي حديث الوليد بن المغيرة حين قالت قريش للنبي محمد ( ص ) إنه شاعر فقال : لقد عرفت الشعر ورجزه وهزجه وقريضه فما هو به .
وقال أبو إسحاق :إنما سمي الرجز رجزا لأنه تتوالى فيه في أوله حركة وسكون ثم حركة وسكون إلى أن تنتهي أجزاؤه يشبه بالرجز في رجل الناقة ولرعدتها وهو أن تتحرك وتسكن ثم تتحرك وتسكن.
وقيل سمي بذلك لاضطراب أجزائه وتقاربها
وقيل لأنه صدور بلا أعجاز
وقال ابن جني : كل شعرٍ تركَّب تركيبَ الرجز سمِّي رجزا.
وقال الأخفشُ مرة : الرجزُ عند العربِ كل ما كان على ثلاثة أجزاءٍ وهو الذي يترنمون به في عملهم وسوقهم ويحدون به . كما ويرتجزون عند المنازلةِ في سوح القتال.
وقال ابن سيده : روى بعض من أثق به نحو هذا عن الخليل وقد اختلف فيه فزعم قوم إنه ليس بشعر , ,إن مجازه مجاز السجع , وفي التهذيب زعم الخليل أنه ليس بشعر وإنما هو أنصاف أبيات وأثلاث ودليله ما روى عن النبي ( ص ).
كما قال ابن سيده : إن الأخفشَ لم يحفل بما جاء من الرجز على جزأين نحو قوله:
" يا ليتني فيها جذع "
" أخبُّ فيها وأضعْ "
(مستفعلن مستفعلن)
قال : وهو لعمري بالإضافة إلى ما جاء منه على ثلاثة أجزاء , جزءٌ لا قدر له لقلته فلذلك لم يذكره الأخفش في هذا الموضع , فإن قلت إن الأخفش لا يرى ما كان على جزأين شعرا , قيل وكذلك ما هو على ثلاثة أجزاء أيضا شعرا , وزعم آخرون بأن مجازه مجاز السجع. ويسمى قائله راجزا مثلما يسمّى قائلُ الشعر شاعرا .
والأرجوزة : هي القصيدة من الرجز , وهو كهيئة السجع إلا إنَّه في وزن الشعر ( بتفعيلاته ) وجمعُها أراجيز وهناك ما يسمى سجعات :
ومن سجعات الحريري :
فما كلُّ قاضٍ قاضي تبريز
ولا كلُّ وقت تسمعُ فيه الأراجيز
ورجَز يرجُز رجَزا ويسمى قائله راجزا كما يسمى قائل الشعر شاعرا وارتجز ارتجازا ورجَز به ورجّزه ترجيزا أي أنشده أرجوزة وهو راجزٌ, ورجّاز ورجّازة ومرتجز .
وقد عرف عن العرب قولهم الرجز وأشهر ما كان يقال ويتم تناقله ما كان فرسان العرب ترتجز به في قتال أو غيره .
استنتاجات :
1- إن النبي محمد ( ص ) لم يقل شعرا أبدا بدليل كلام الله عز وجل.
2- إن النبي محمد ( ص ) كان يرتجز والإرتجاز ليس شعرا بدليل ما تقدم.
3-إن النبي محمد ( ص ) نهى عن قول الشعر في المساجد. وهذا يثبت بأنه لم يكن يقول شعرا. ( حتى وإن كان الحديث ضعيفا )
4- إن بحر الطويل لا يجوز النظم فيه على المشطور
( فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن ) لأنه ليس بشعر.
وهذا ينطبق على بقية بحور الشعر العربي. وهو ما لم يتضمنه علم العروض حيث لم يرد المشطور والمنهوك في أي بحر عدا ما قيل في بحر الرجز. ( وهو مشكوك فيه) , وكذلك ورد المنهوك في بحر المنسرح
5- إن المشطور والمنهوك في بحر الرجز وبحر المنسرح ليسا بشعر وهذا يشمل :
مستفعلن مستفعلن مستفعلن
مستفعلن مستفعلن مفعولن
مستفعلن مستفعلن فعولن
مستفعلن مستفعلن
مستفعلن فعولن
مستفعلن مفعولن
مستفعلن مفعولات
أو أي تركيبة من جزأين أو ثلاثة تشكل أصر شطرا لبيت أو جزءا منه.
لأنهما ليسا بشعر وإنما هما رجز كان يرتجز بهما العرب وكان النبي محمد ( ص ) يرتجز كما تبين والإرتجاز ليس بشعر بدليل ما تقدم من أدلة من الخليل والأخفش.
6- من هذه الإستنتاجات لابد لنا من إعادة النظر في بحور الشعر وجوازاته واستبعاد ما دس على علم العروض من قبل من كانت نياتهم سيئة بهدف إثبات إن النبي محمد ( ص ) كان يقول الشعر . برغم إن بعضنا وبدون قصد ربما قد تبنى بعض هذه المقولات .
7- لبيان المقصود من بعض التسميات :
- التام : هو الشعر الذي ينظم على بحر بكامل تفعيلاته
- المجزوء : هو ما ينظم على بحر بعد حذف تفعيلة العروض وتفعيلة الضرب
- المشطور : هو ما ينظم على ثلاثة تفعيلات سباعية ( ويمكن أن نضيف أيضا أربعة تفعيلات خماسية )
- المنهوك هو ما ينظم على تفعيلتين
والمشطور والمنهوك هما ما يجب أن نسقطه من الشعر العربي , وأي ما كان يمكن أن يكون شطر بيت في أي بحر من بحور العروض.
المصادر :
العين – للخليل بن أحمد الفراهيدي
لسان العرب – لأبن منظور
تاج العروس – للمرتضى الزبيدي
الإذكار المنتخب من كلام سيد الأبرار – الإمام أبو زكريا يحيى النووي
عن الأستاذ عادل العانى - مؤلف لكتب العروض وعضو منتدى رابطة واحة الشعراء

غير معرف يقول...

تقول:-أن النبي كان عفيفاً زاهداً، ولم يأخذ صدقة من أحد, وقلت أن هذا علامة على صدق رسالته، وأعطيت دليلاً على ذلك بواقعة المنافق الكبير سلمان
ونقول حسبي الله ونعم الوكيل:-
انت يا منافق لماذا كل هذا الحقد على سلمان لأنه كشف حقيقتكم وكشف ان الكتاب قبل ان يتم فيه تعديلات اخرى وتغيير كان الرسول مذكور فيه وحتى الأن يوجد لكن ليس كما في قبل
منافق اخبرني ما هي صفات الكافر والمنافق لتعرف بعدها من انت.
وتقول:-
الفارسي وحفنة التمر التي رفضها النبي، فهتف سلمان قائلاً بنفاق:
صدقت يا رسول الله
ونقول:- حسبي الله ونعم الوكيل
هل قفز هاتفا لماذا تكذب يا باشا .. لماذا لم تخبر بباقي العلامات التي بعدها اطمئن سلمان بأنه الرسول الحق هل تريد ان تخبر اولياءك بشئ اخر هو انها جاءت ملفقه ..... عيب الكذب
لماذا لم تذكر خاتم النبوه لماذا لم تذكرها اذكر القصة كامله يا جبان.[/size]
اتمنى من الأخوه التعاون.
===================
الرد على شبهات عديدة
أولاً: استهزأ النصراني برسول الله عندما أراد علي بن أبي طالب الزواج من ابنة أبي جهل (المسلمة) حينما صعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى المنبر وقال بما معناه، إما أن يطلق ابنتي أو يتزوج ابنة أبي جهل، فوالله الذي نفسي بيده لا تجتمع ابنة رسول الله مع ابنة عدو الله تحت سقف واحد، فقام علي وطلق ابنة أبي جهل،
فقال أين العدل في ذلك.
ثانيا: استهزأ النصراني أيضا بقيام رسول الله بهدم الأصنام في مكة واصفا إياه بأنه يتنافى مع قولة تعالى: لكم دينكم ولي دين؟
لم يطلق علي بن أبي طالب رضي الله عنه ابنة أبي جهل لأنه لم يتزوجها أصلاً، وإنما خطبها، ولما علم بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس على منبره فقال: إن فاطمة بضعة مني، وأنا أتخوف أن تفتن في دينها، وإني لست أحرم حلالاً ولا أحل حراماً، ولكن والله لا تجتمع ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنة عدو الله مكاناً واحداً أبداً. فترك علي الخطبة. والحديث في الصحيحين ومسند الإمام أحمد واللفظ له.
وقد بين الإمام النووي في شرح صحيح مسلم علة نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الجمع بين ابنة رسول الله وابنة عدو الله تحت سقف واحد: فقال رحمه الله تعالى: قال العلماء: في هذا الحديث تحريم إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم بكل حال وعلى كل وجه وإن تولد ذلك الإيذاء مما كان أصله مباحاً وهو حي، وهذا بخلاف غيره، قالوا وقد أعلم صلى الله عليه وسلم بإباحة نكاح بنت أبي جهل لعلي بقوله صلى الله عليه وسلم لست أحرم حلالاً، ولكن نهى عن الجمع بينهما لعلتين منصوصتين: إحداهما: أن ذلك يؤدي إلى أذى فاطمة فيتأذى حينئذ النبي صلى الله عليه وسلم فيهلك من آذاه فنهى عن ذلك لكمال شفقته على علي وعلى فاطمة. والثانية: خوف الفتنة عليها بسبب الغيرة، وقيل ليس المراد به النهي عن جمعهما، بل معناه: أعلم من فضل الله أنهما لا تجتمعان، كما قال أنس بن النضر: والله لا تكسر ثنية الربيع. ويحتمل أن المراد تحريم جمعهما ويكون معنى لا أحرم حلالاً أي لا أقول شيئاً يخالف حكم الله فإذا أحل شيئاً لم أحرمه وإذا حرمه لم أحلله ولم أسكت عن تحريمه لأن سكوتي تحليل له، ويكون من جملة محرمات النكاح الجمع بين بنت نبي الله وبنت عدو الله. انتهى.
وأما اعتقاد ذلك النصراني أن هدم رسول الله صلى الله عليه وسلم للأصنام يتنافى مع قوله تعالى: لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ {الكافرون:6}، فهذا جهل فاضح، فليس معنى الآية أنكم لا تتعرضون لي وفي المقابل أنا لا أتعرض لدينكم وأصنامكم التي تعبدونها من دون الله، فإن هذه هي المداهنة التي كان يبغيها الكفار من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ {القلم:9}، وقد بين معنى الآية التي هي محل الاستشكال الحافظ ابن كثير في تفسير سورة (الكافرون) فقال ما نصه:
هذه السورة سورة البراءة من العمل الذي يعمله المشركون، وهي آمرة بالإخلاص فيه فقوله تعالى: قل يا أيها الكافرون يشمل كل كافر على وجه الأرض، ولكن المواجهين بهذا الخطاب هم كفار قريش، وقيل إنهم من جهلهم دعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبادة أوثانهم سنة، ويعبدون معبوده سنة، فأنزل الله هذه السورة وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم فيها أن يتبرأ من دينهم بالكلية فقال: لا أعبد ما تعبدون يعني من الأصنام والأنداد "ولا أنتم عابدون ما أعبد وهو الله وحده لا شريك له، فما ههنا بمعنى من، ثم قال: ولا أنا عابد ما عبدتم* ولا أنتم عابدون ما أعبد أي ولا أعبد عبادتكم أي لا أسلكها ولا أقتدي بها وإنما أعبد الله على الوجه الذي يحبه ويرضاه، ولهذا قال: ولا أنتم عابدون ما أعبد أي لا تقتدون بأوامر الله وشرعه في عبادته، بل قد اخترعتم شيئاً من تلقاء أنفسكم كما قال: إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى.
فتبرأ منهم في جميع ما هم فيه، فإن العابد لا بد له من معبود يعبده وعبادة يسلكها إليه، فالرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه يعبدون الله بما شرعه، ولهذا كان كلمة الإسلام لا إله إلا الله محمد رسول الله أي لا معبود إلا الله ولا طريق إليه إلا ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم،
والمشركون يعبدون غير الله عبادة لم يأذن بها الله، ولهذا قال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم: لكم دينكم ولي دين، كما قال الله تعالى: وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ. وقال: لنا أعمالنا ولكم أعمالكم. انتهى كلام ابن كثير.
والله أعلم
===================
لماذا لم تدون السنة كما دون القرآن ؟
نجح كثير من المستشرقين في العصور المتأخرة في التأثير على عقول بعض المسلمين ، فانخدعوا بكتاباتهم ودراساتهم حول الإسلام ، وهماً منهم أنها قامت على الموضوعية والحياد والإنصاف والتجرد في البحث العلمي ، ومن ثم اقتفوا آثارهم ، ورددوا دعاواهم التي لم يقيموا عليها أي بينة ، بل زادوا عليها من أنفسهم ، وكل هؤلاء وأولئك نفثوا سمومهم باسم البحث والمعرفة وحرية النقد ، وهم أبعد ما يكون عن العلم الصحيح والبحث القويم والنقد النزيه .
وبذلك جاءت كتابات هذا الفريق من تلامذة المستشرقين وأذنابهم حول الإسلام عموماً والحديث النبوي خصوصاً لا تقلٌّ - إن لم تكن قد فاقت - كتابات المستشرقين في إثارة الشبه والتشكيك في مصادر الشريعة الإسلامية ، فكانت تلك الكتابات في حقيقتها ما هي إلا مرآة وصدى لأفكار المستشرقين التي تأثروا بها .
وكان من هؤلاء الذين دعوا إلى ترك الحديث والاعتماد على القرآن الدكتور توفيق صدقي الذي كتب مقالين في مجلة المنار بعنوان " الإسلام هو القرآن وحده ، ثم تلاه " أحمد أمين في كتابه" فجر الإسلام " الذي عقد فيه فصلاً خاصاً أتى فيه بأفكار وآراء حول الحديث ، وهي لا تخرج في جملتها عن أفكار وآراء المستشرقين من غير أن ينسبها إليهم , ثم تسلم الراية بعدهم محمود أبو رية الذي ألف كتابه " أضواء على السنة المحمدية " ، فنشر فيه مزاعم واتهامات حول الحديث النبوي ، وخلط بين ما قاله من سبقه من المستشرقين ، ومن سار على منهجهم من المسلمين ، فجاء كتابه مزيجاً من مختلف الآراء التي قيلت للتشكيك في الحديث النبوي ورجاله ، وإظهار السنة بمظهر الاختلاف والتناقض والتحريف .
وكان غرضهم من ذلك التشكيك في الحديث النبوي كمصدر ثانٍ من مصادر التشريع الإسلامي ، عن طريق الطعن في حجية السنة ، وإثارة الشبه حولها حتى يترك العمل بها من قبل المسلمين .
ومن هذه الشبه التي رددها أذناب المستشرقين قولهم : " لوكانت السنة ضرورية لحفظها الله كما حفظ القرآن في قوله تعالى :{ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } ، ولأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بكتابتها كما أمر بكتابة القرآن " (1) .
وقولهم في الحديث الذي يقول فيه النبي - صلى الله عليه وسلم : - ( ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه ) ، : " لو كان هذا الحديث صحيحاً لما نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن كتابة السنة ، ولأمر بتدوينها كما دون القرآن ، ولا يمكن أن يدع نصف ما أوحي إليه بين الناس بغير كتابة ، ولا يكون حينئذ قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة كاملة إلى أهلها ، ولماذا ترك الصحابة نصف الوحي ولم يدونوه ، فبإهمالهم له يصبحون جميعاً من الآثمين " (2) .
وجواباً على هذه الشبه نقول : إن الله عز وجل كما أراد لهذه الشريعة البقاء والحفظ ، أراد سبحانه أيضاً ألا يكلف عباده من حفظها إلا بما يطيقون ولا يلحقهم فيه مشقة شديدة ، فمن المعلوم أن العرب كانوا أمة أمية ، وكان يندر فيهم الكتبة ، وكانت أدوات الكتابة عزيزة ونادرة ، حتى إن القرآن كان يكتب على جريد النخل والعظام والجلود ، وقد عاش النبي - صلى الله عليه وسلم -بين أصحابه بعد البعثة ثلاثًا وعشرين سنة ، ولهذا كان التكليف بكتابة الحديث كله أمرا ًفي غاية الصعوبة والمشقة ، لأنه يشمل جميع أقواله وأفعاله وأحواله وتقريراته - صلى الله عليه وسلم - ، ولِما يحتاجه هذا العمل من تفرغ عدد كبير من الصحابة له ، مع الأخذ في الاعتبار أن الصحابة كانوا محتاجين إلى السعي في مصالحهم ومعايشهم ، وأنهم لم يكونوا جميعا يحسنون الكتابة ، بل كان الكاتبون منهم أفراداً قلائل ، فكان تركيز هؤلاء الكتبة من الصحابة على كتابة القرآن دون غيره حتى يؤدوه لمن بعدهم تامًا مضبوطًا لا يُنْقص منه حرف .
ومن أجل ذلك اقتصر التكليف على كتابة ما ينزل من القرآن شيئاً فشيئاً حتى جمع القرآن كله في الصحف .
وكان الخوف من حدوث اللبس عند عامة المسلمين فيختلط القرآن بغيره - وخصوصاً في تلك الفترة المبكرة التي لم يكتمل فيها نزول الوحي - أحد الأسباب المهمة التي منعت من كتابة السنة .
ثم إنه لم يحصل لحفاظ السنة في عهد الصحابة ما حصل لحفاظ القرآن ، فقد استحرَّ القتل بحفاظ القرآن من الصحابة ، أما السنة فإن الصحابة الذي رووا الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانوا كثر ، ولم يحصل أن استحر القتل فيهم قبل تلقي التابعين عنهم
ومن الأسباب أيضاً أن السنة كانت متشعبة الوقائع والأحداث فلا يمكن جمعها كلها بيقين ، ولو جمع الصحابة ما أمكنهم فلربما كان ذلك سبباً في رد من بعدهم ما فاتهم منها ظناً منهم أن ما جمع هو كل السنة .
ثم إن جمعها في الكتب قبل استحكام أمر القرآن كان عرضة لأن يُقبِل الناس على تلك الكتب ، ويدعوا القرآن ، فلذلك رأوا أن يكتفوا بنشرها عن طريق الرواية ، وبعض الكتابات الخاصة .
أضف إلى ذلك أن القرآن يختلف عن السنة من حيث أنه متعبد بتلاوته ، معجز في نظمه ولا تجوز روايته بالمعنى ، بل لا بد من الحفاظ على لفظه المنزل ، فلو ترك للحوافظ فقط لما أمن أن يزاد فيه حرف أو ينقص منه ، أو تبدل كلمة بأخرى ، بينما السنة المقصود منها المعنى دون اللفظ ، ولذا لم يتعبد الله الخلق بتلاوتها ، ولم يتحداهم بنظمها ، وتجوز روايتها بالمعنى ، وفي روايتها بالمعنى تيسير على الأمة وتخفيف عنها في تحملها وأدئها .
وقد بلَّغ - صلى الله عليه وسلم - الدين كله وشهد الله له بهذا البلاغ فقال سبحانه :{يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس } (المائدة 67) ، ووجود السنة بين الأمة جنباً إلى جنب مع القرآن الكريم فيه أبلغ دلالة على تبليغ الرسول - صلى الله عليه وسلم - إياها لأمته وبالتالي لم يضع نصف ما أوحاه الله إلى نبيه - صلى الله عليه وسلم - كما زعم الزاعمون - ، بل الجميع يعلم أن الصحابه رضي الله عنهم كانوا يتمتعون بحوافظ قوية ، وقلوب واعية ، وذكاء مفرط ، مما أعانهم على حفظ السنة وتبليغها كما سمعوها ، مستجيبين في ذلك لحث نبيهم - صلى الله عليه وسلم - لهم بقوله : ( نضر الله امرءاً سمع مني مقالة فحفظها فأداها كما سمعها فرب مبلغ أوعى من سامع ) رواه الترمذي وغيره .
فتم ما أراده النبي - صلى الله عليه وسلم - من حفظ السنة وتبليغها ، ويكون بذلك - صلى الله عليه وسلم - قد بلغ دين الله عز وجل كاملاً ولم ينقص منه شيئاً
الشبكه الاسلاميه
===================
إذا كان من المعلوم أن الذهب حرام على الرجال فكيف ركب الرسول لذلك الصحابي الجليل الذي قطعت أنفه في أحد الغزوات أنفا من ذهب وكذلك سمح لرجل [ سراقة بن مالك] أن يرتدى سواري كسرى من الذهب بعد سقوط كسرى بالرغم من أن الذهب حرام على الذكور ؟؟؟؟؟
أما الذهب فقد ورد النهي عنه كما في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه وفيه: ونهانا عن التختم بالذهب. متفق عليه.
والنهي خاص بالرجال، لحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال في الذهب والحرير: إن هذين حرام على ذكور أمتي حل لإناثهم. رواه ابن ماجه وصححه الألباني
ولا يجوز استعماله للرجال إلا في حالة الضرورة والعلاج، كما في قصة عرفجة بن سعد رضي الله عنه لما قطعت أنفه يوم الكلاب فاتخذ أنفا من ورق "فضة" فأنتن عليه فأمره صلى الله عليه وسلم فاتخذ أنفا من ذهب. رواه أبو داود فهذا من باب العلاج لا من باب الحلية والزينة.
وقصة سراقة رضي الله عنه وقول النبي صلى الله عليه وسلم كيف بك يا سراقة وقد لبست سواري كسرى. لا تفيد جواز لبس الذهب للرجال، فقد كانت في طريق هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ودلت على معجزة من معجزاته صلى الله عليه وسلم ألا وهي إخباره لسراقة بما سيقع والإسلام يومئذ فيما هو عليه من الضعف، فأخبر صلى الله عليه وسلم عن سقوط مملكة فارس وغنيمة المسلمين لحلي كسرى،
ولما وقع ذلك في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وجيء بسواري كسرى ألبسهما سراقة بن مالك تحقيقا لمعجزته صلى الله عليه وسلم ثم ردهما إلى الغنيمة فهي إخبار عما سيقع وليست تشريعا لحكم،... ثم إن ذلك كان في بداية الإسلام، وقد كان الذهب مباحا كما في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اصطنع خاتما من ذهب وكان يلبسه ويجعل فصه في باطن كفه فصنع الناس خواتيم، ثم إنه جلس على المنبر فنزعه فقال إني كنت ألبس هذا الخاتم وأجعل فصه من داخل فرمى به وقال والله لا ألبسه أبدا فنبذ الناس خواتيمهم
فنسخ حكم إباحة لبسه للرجال وحرم عليهم إلا عند الضرورة والعلاج.
والله أعلم
===================
ما صحة الحديث...أن امرأة (أم أيمن) شربت بوله صلى الله عليه وسلم فلم ينكر عليها كما رواه الدارقطني و صححه القاضي عياض في الشفاء؟
أيضاَ هذه قصة مذكورة عنها في كتب التراجم. كيف نفهم هذه الرواية؟ هل هذا من خصائص النبي ؟ : نص السؤال
أجاب عنها الشيخ: فريح بن صالح البهلال
الحمد لله، حديث شرب المرأة بول النبي - صلى الله عليه وسلم - رواه الطبراني وأبو نعيم وابن أبي عاصم وابن عبد البر والمزي.
من طريق الحجاج بن محمد المصيصي، ثنا ابن جريح قال: أخبرني حُكَيْمةُ بنت أُمَيْمَة بنت رُقَيْقَة، عن أمها أُمَيْمَة، قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قدح من عَيدان يبول فيه، ثم يضعه تحت سريره، ثم جاء فأراده، فإذا القدح ليس فيه شيء، فقال لامرأة كانت تخدم أم حبيبة جاءت بها من أرض الحبشة: " أين البول الذي كان في القد ؟ قالت: شربته. فقال: " لقد احتظرت من النار بمظار " أو بجُنَّة من نار ".[قال البكي في المنهل العذب: حسنه النووي والحافظ ابن حجر والمناوي في شرحه الكبير وصححه الحاكم في مستدركه وذكره ابن حبان في صحيحه " اهـ.
قلت وصححه السيوطي والألباني وعبد الحق الإشبيلي وغيرهم.
ورواه ابن السكن والطبراني وأبو نعيم، من طريق عبد الملك بن حسين أبي مالك النخعي، عن الأسود بن قيس، عن نبيح العنزي، عن أم أيمن، قالت: كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - فخارة يبول فيها بالليل، فكنت إذا أصبحت صببتها، فنمت ليلة وأنا عطشانة، فغلطت فشربتها، فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فضحك حتى بدت نوجذه، وقال: " إنك لا تشتكي بطنك بعد يومك هذا أبداً ".
وفي رواية: " فقمت من الليل، وأنا عطشانة فشربت ما فيها، وأنا لم أشعر " فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - " أما إنك لا تتجعين بطنك أبداً ".
قال الدار قطني: تفرد به أبو مالك النخعي عبد الملك بن حسين، عن الأسود ابن قيس، عن نبيح " اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر: أبو مالك ضعيف ونبيح لم يلحق أم أيمن ".
وهذه القصة ذكرها السيوطي في الخصائص الكبرى تحت باب " الاستشفاء ببوله - صلى الله عليه وسلم - ".
هذا والله أعلم و صلى الله عليه وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
رد اخر
جاء في كتاب ( بيان الوهم والإيهام..) لابن القطان الفاسي – رحمه الله – 5/513-516 :( كان للنبي – صلى الله عليه وآله وسلم – قدح من عَيدان تحت سريره يبول فيه بالليل. ثم قال – عبد الحق – كذا قال الدارقطني: إن هذا الحديث يلحق بالصحيح، أو كلاما هذا معناه. انتهى كلامه أي عبد الحق.
فأقول – وبالله التوفيق-: وهذا أيضا جار مجرى ما نقل من مصححات الترمذي، أو مخرجات البخاري[ أو مسلم، فإنه يقلدهم في تصحيحهم إياه] إياه، وقد كان ينبغي أن لا يقلدهم [ في ذلك وهذا الحديث فيه راو إما أن فيه] ضعفا، أو أنه مجهول.
وإن لم يحصل علمَ ذلك، ولم يكن عنده إلا تقليد الدارقطني فيما قال، فاعلم أن الدارقطني لم يقض على هذا الحديث بصحة، ولا يصح له ذلك، وإنما الأمر فيه على ما أصف:
وذلك أن البخاري ومسلما، لم يخرجا عن رجل لم يرو عنه إلا واحد، بل لا بد أن يكون كل من يخرجان عنه، قد روى عنه اثنان فأكثر، فلذلك لم يخرجا حديث عروة بن مضرس، وقيس بن أبي غرزة، وأمثالهما من الصحابة الذين أحاديثهم صحيحة، ولكنها ليست على شرطهما.
وبهذا الاعتبار عمل الدارقطني كتابا بين فيه أن هناك رجالا ترك البخاري ومسلم الإخراج لما صح من أحاديثهم؛ فإنهم بهذه الصفة، أي قد روى عن كل واحد منهم راويان فأكثر.
وأن هناك رجالا أخرج عنهم ولم تحصل لهم هذه الصفة، وإنما روى عن كل واحد منهم واحد فقط.
وإنما يعني بذلك في علمه، فكان مما ذكر الدارقطني في هذا الكتاب أن ترجم ترجمة نصها: ( ذكر أحاديث رجال من الصحابة، رووا عن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – رويت أحاديثهم من وجوه صحاح – ليست في الإلزامات المطبوعة قال المحقق – لا مطعن في ناقليها، ولم يخرجا من أحاديثهم شيئا، فلزم إخراجها على مذهبهما، وعلى ما قدمنا مما أخرجا، أو أحدهما) هذا نص ترجمته.
ومعناها: هو أن رجالا من الصحابة رووا أحاديث صحت عنهم برواية الثقات، فصلح كل واحد منهم لأن يخرج في الصحيحين من حديثه ما صح سنده، فلم يخرجا من أحاديثهم شيئا فلزم إخراجها على مذهبه.
ثم ذكر الدارقطني في هذه الترجمة أميمة بنت رقيقة، روى عنها محمد بن المنكدر، وابنتها حكيمة.
لم يزد على هذا، ولا عين ما رويا عنها، ولا قضى لحكيمة بثقة ولا ضعف، ولا لشئ مما روت.
وهذه عادته في هذا الكتاب، فإنه إنما أشار إلى الرواة الذين ثبت لهم عنده هذا الحكم وصلحوا به[ لأن يدخلوا في الصحيح، ورويت] عنهم الأحاديث فجاء بعده أبو ذر الهروي[ فعمل مستخرجا على ذ] لك الكتاب من غير قضاء عليه ولا على شئ منه بصحة ولا ضعف، لا منه ولا من الدارقطني.
فكان مما أخرج حديث محمد بن المنكدر عن أميمة بنت رقيقة في متابعتها للنبي – صلى الله عليه وسلم – وقوله لها: إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة.
وهو حديث صحيح لثقة رواته.
ثم أورد لها حديث ابنتها حكيمة في قصة القدح من العيدان.
ولم يقض فيه بصحة ولا بضعف، ولا في حكيمة بتعديل ولا تجريح.
فالحديث المذكور، متوقف الصحة على العلم بحال حكيمة المذكورة، فإن ثبتت ثقتها صحت روايتها، وهي لم تثبت، واعتماد فعل الدارقطني في ذلك غير كاف، وفعل الهروي بعده أبعد. والله أعلم).
هنا قال ابن الملقن : قد ذكرها ابن حبان في ثقاته فثبتت والحمد.
واحتج هنا الشيخ ناصر الملة والدين – رحمه الله – في توثيق حكيمة – مع توثيق ابن حبان - بقول الإمام الذهبي في آخر الميزان 4/604: ( فصل في النساء المجهولات) قال: وما علمت في النساء من اتهمت، ولا من تركوها.
---------------
وهذا شرح أخر
http://www.al-eman.com/Islamlib/view...ن-يبول-فيه#SR1
6858 - ( كان له قدح من عيدان ) بفتح العين المهملة وسكون التحتية ودال مهملة جمع عيدانة وهي النخلة السحوق المتجردة والمراد هنا نوع من الخشب وكان يجعل ( تحت سريره ) أي موضوع تحت سريره قال ابن القيم : وكان يسمى الصادر قال الراغب : والسرير مأخوذ من السرور لأنه في الغالب لأولي النعمة قال : وسرير الميت تشبيه به في الصورة وللتفاؤل بالسرور ( يبول فيه بالليل ) تمامه كما عند الطبراني بسند قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح فقام وطلبه فلم يجده فسأل فقالوا : شربته برة خادم أم سلمة التي قدمت معها من أرض الحبشة فقال : لقد احتظرت من النار بحظار اهـ . قيل وذا الخبر لا يعارضه خبر الطبراني أيضاً في الأوسط بإسناد قال الولي العراقي :
جيد لا ينقع بول في طست في البيت فإن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه بول لأن المراد بانقاعه طول مكثه وما في الإناء لا يطول مكثه بل تريقه الخدم عن قرب ثم يعاد تحت السرير لما يحدث والظاهر كما قاله الولي العراقي أن هذا كان قبل اتخاذ الكنف في البيوت فإنه لا يمكنه التباعد [ ص 178 ] بالليل للمشقة أما بعد اتخاذها فكان يقضي حاجته فيها ليلاً ونهاراً وأخذ من تخصيص البول أنه كان لا يفعل الغائط فيه لغلظه بالنسبة للبول ولكثافته وكراهة ريحه، والليل أنه كان لا يبول فيه نهاراً وفيه حل اتخاذ السرير وأنه لا ينافي التواضع لمسيس الحاجة إليه سيما الحجاز لحرارته وحل القدح من خشب النخل ولا ينافيه ما مر من حديث أكرموا عمتكم النخلة لأن المراد بإكرامها سقيها وتلقيحها كما تقدم فإذا انفصل منها شيء وعمل إناء أو غيره زال عنه اسم النخلة فلم يؤمر بإكرامه وأما الجواب بأن بوله فيه ليس إهانة بل تشريفاً فغير قويم لاقتضائه اختصاص الجواز به ولا كذلك وفيه حل البول في إناء في البيت الذي هو فيه ليلاً بلا كراهة حيث لم يطل مكثه فيه كما تقرر أما نهاراً فهو خلاف الأولى حيث لا عذر لأن الليل محل الأعذار بخلاف النهار وبول الرجل بقرب أهل بيته للحاجة قيل وحل الاستنجاء بغير ماء إذ لو استنجى به في القدح لعاد رشاشه عليه وقطع النخل للحاجة انتهى . وهما ممنوعان أما الأول فلوضوح جواز كونه استنجى بالماء خارج القدح في إناء آخر أو في أرض ترابية ونحوها وأما الثاني فلا يلزم كون القدح إنما يصنع من نخل مقطوع بل المتبادر أنه من الساقط لنحو هبوب ريح أو ضعف وفيه مشروعية الصناعات ونحو ذلك مما لا يتم المعاش إلا به .
--------------
رواه أبو داود والنسائي .
الحديث أخرجه أيضًا ابن حبان والحاكم . ورواه أبو ذر الهروي في مستدركه وأخرج الحسن بن سفيان في مسنده والحاكم والدارقطني والطبراني وأبو نعيم من حديث أبي مالك النخعي عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن أم أيمن قالت : ( قام رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم من الليل إلى فخارة له في جانب البيت فبال فيها فقمت من الليل وأنا عطشانة فشربت ما فيها وأنا لا أشعر فلما أصبح النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال : يا أم أيمن قومي فأهريقي ما في تلك الفخارة قلت : قد واللَّه شربته قال : فضحك رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم حتى بدت نواجذه ثم قال : أما واللَّه لا يبعجن بطنك أبدًا ) .
ورواه أبو أحمد العسكري بلفظ : ( لن تشتكي بطنك ) وأبو مالك ضعيف ونبيح لم يلحق أم أيمن

غير معرف يقول...

تقييم دقيق لحادثة الراهب بحيرى
عبد الستار غوري
لم يدع نبي الإسلام أبداً أن تعاليمه هي نتاج فكره الخاص. وقد دافع عنه القرآن الكريم في الآية الكريمة " وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم- صراط الله الذي له ما في السماوات والأرض ألا إلى الله تصير الأمور" سورة الشورى 52-53
وأما الشبهة التي تُثار حول تعاليمه صلى الله عليه وسلم ، وهي أن مصدرها الديانة اليهودية والنصرانية ، فإن من الجدير بالذكر أن مصادر تلك الأديان السماوية واحد وهو الوحي الإلهي ، وأن هناك وحدة في هدف تلك الأديان وهو إرشاد البشرية. لم يدّع نبي الإسلام أبداً أن ما جاء به هو دين فريد في نوعه. وقد وضح القرآن الكريم هذه الحقيقة " قل ما كنتُ بدعاً من الرسل وما أدري ما يُفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إليّ وما أنا إلا نذير مبين " سورة الأحقاف 9
إن التشابه في بعض الأمور الدينية بين الأديان السماوية الثلاث ناتج عن وحدة المصدر ، ومن المتعذر أن يكون نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم قد اقتبس تعاليمه من الإنجيل وقد اعترف بعض المستشرقين بذلك ، فقد قال البروفيسور مونتجمري واط "(....) إن من المستبعد أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم قد قرأ الكتب الدينية اليهودية أو النصرانية [ص39] (....) ومن الأرجح أنه لم يقرأ أي كتاب آخر .
وقد شاركه ج.س.هجسن نفس الرأي بقوله " إن قاعدة نبوة محمد من ناحية مبدأية هي نفس تجربة وأعمال أنبياء بني إسرائيل. لكنه لم يعرف شيئاً عنهم بشكل مباشر. ومن الواضح أن تجربته كانت خاصة "
إن الإسلام طريقة حياة أوحى به الله من خلال نبيه لإرشاد البشرية جمعاء على مدى العصور والأزمان ، وقد حافظ دائماً على تعاليمه وأهدافه ، وكان من الممكن اعتباره سخيفاً لو اختلفت تعاليمه الأساسية التي تتناسب مع الزمان والمكان عما هي عليه ، فالله واحد وهو خالق وقيوم كل شيء ، لا شبيه ولا شريك له ، ويوم القيامة آت لا شك فيه ، كما وإن الجريمة والزنا والكذب والسرقة والقسوة...الخ كلها ذنوب قد تعرض مرتكبها للعقاب. أما الرحمة والصدق وإخراج الزكاة وخدمة جميع الكائنات والرفاهية الاجتماعية والفضائل فقد كانت حقيقة منذ مئات آلاف السنين ، وما زالت حقيقة إلى يومنا هذا وستبقى حقيقة عبر القرون القادمة. فكيف تكون تعاليم نبي مختلفة عن تعاليم نبي آخر مع وجود فترة زمنية بينهما قد تبلغ مئات بل آلاف السنين؟ وكذلك الحال بالنسبة للأحداث التاريخية ، ما عدا إحداث بعض التغيير فيها من خلال انعدام المسئولية أو الإهمال في توخي الدقة وقت تدوينها. من المهم معرفة تلك الحقيقة ، ومن واجب المستشرقين تعريف الجميع بها. يقول القرآن الكريم " شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب " سورة الشورى 13
كان نبي الإسلام أُمياً لا يعرف القراءة ولا الكتابة ، ولم يكن لديه أي اتصال بأي مسئول ديني ، كما لم تتوفر لديه فرصة لتلقي العلم من أحدهم ، هناك حديث يروي أنه سافر ضمن قافلة تجارية مع عمه وولي أمره أبي طالب عندما كان في التاسعة أو في الثانية عشرة من عمره ، وقد توقفت القافلة في بصرى. وكان هناك راهب يعيش في صومعة وقد تعرف على محمد صلى الله عليه وسلم على أنه رسول رب العالمين. وعندما سُئل عن سبب ذلك ، قال إن كل شجرة وصخرة قد ركعت له ، وأن ذلك لم يحدث إلا للأنبياء. وقد أعاده أبو طالب إلى مكة المكرمة مع أبي بكر وبلال بناء على نصيحة بحيرا. لم يألوا المستشرقين جهداً في إثارة الشبهة حول تلك الحادثة ، والادعاء بأن نبي الاسلام قد اقتبس دينه من ذلك الراهب. لقد تركوا ثقافتهم وموضوعيتهم ودراستهم التحليلية ومستوى بحوثهم العالي الذي عُرفوا به وجعلوا من الحبة قُبة .
لقد روُي ذلك الحديث بواسطة سلسلة من رواة مختلفين (إسناد) ، وفي مجموعات مختلفة . وأقوى تلك الروايات رواية الترمذي ، وجميع الروايات الأخرى موضوعة بحيث أن لا أحد ممن جمعوا الأحاديث أعطاها أي اهتمام.
وهذه سلسلة رواة الحديث كما رواه الترمذي :-
روى الترمذي عن الفضل ابن سهل، عن عبدالرحمن ابن غزوان—عن يونس أبي اسحق – عن أبي بكر ابن أبي موسى عن أبيه [أبي موسى الأشعري] أنه قال : " ذهب أبو طالب إلى بلاد الشام....الخ"
قام العلامة شبلي نُعماني ومن بعده تلميذه العلامة س.سليمان ندفي بإجراء دراسة تحليلية لحادثة بحيرا في كتابهم " سيرة النبي صلى الله عليه وسلم" (7 مجلدات) باللغة الأردية ، وهذه خلاصة ملاحظاتهم التي وردت في المجلد الأول ( للشلبي) والمجلد الثالث ( لسليمان نفدي) : -
مع أن أحد الرواة – عبدالرحمن ابن غزوان – قد حصل على اعتراف من نُقاد علم أسماء الرجال (علم مصداقية رواة الأحاديث) لكن آخرين قد وجهوا له التهم. يقول العلامة الذهبي في كتابه " ميزان الاعتدال " أن عبدالرحمن يروي الأحاديث الضعيفة ، وأكثر تلك الأحاديث الغير مقبولة هو الحديث المتعلق بحادثة بحيرا. وكذلك فقد روى حديث المماليك المختلق. يقول حكيم " لقد روى حديثاً غير مقبولٍ عن الإمام الليث" وكتب ابن حبان " لقد ارتكب أخطاءً" . إن عبدالرحمن هذا قد روى ذلك الحديث من يونس ابن اسحق ، ورغم أن بعض النقاد قد أيدوا يونس لكنه يعتبر بشكل عام ضعيفاً وغير موثوق به. يقول يحيى : لقد كان مهمِلاً، واتهمه شُعبة بالغش. أما الإمام أحمد فقد صنف روايته بشكل عام على أنها غير موثوقة ولا قيمة لها. نقل يونس هذا روايته عن أبي بكر الذي بدوره روى عن أبيه أبي موسى الأشعري ، لكن ليس مؤكداً إن كان قد سمع الحديث من أبيه مباشرة ، ورفض الإمام أحمد ابن حنبل تماماً سماع أبي بكر عن أبيه ، مما جعل ابن سعد يصنف حديثه على أنه ضعيف. وبذلك فإن بالإمكان تصنيف الحديث على أنه منقطع ( أي انقطاع سلسلة الرواة).
وبعد هذا الموجز عن سلسلة رواة ذلك الحديث من كتاب سيرة النبي ، فإننا سنجري دراسة تفصيلية للرواة ، فعلينا أولاً أن نعطي وصفاً للراوي الأول أبي موسى الأشعري الذي كان أحد صحابة نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، قال عنه ابن الأسير :
قالت جماعة من علماء الوراثة والسيرة الذاتية أن أبي موسى ذهب إلى مكة ، وتحالف مع سعيد ابن العاص ثم عاد إلى قبيلته. وبعد ذلك [بعد ليس أقل من 10-15 سنة] ذهب إلى مكة مع إخوته ، وتزامنت رحلته مع عودة المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة زمن فتح خيبر. يُقال أن الرياح قادت سفينتهم إلى أرض النجاشي ، حيث عاشوا لبعض الوقت. ثم انضموا إلى المهاجرين أثناء عودتهم من الحبشة إلى المدينة.
توفي أبو موسى ما بين عام 42-53 هجرية عن عمر ناهز 63 عاماً.
جمع حافظ شمس الدين محمد ابن أحمد ابن أسامة الذهبي معلومات مفصلة عن أبي موسى فقال: -
روي أن أبا موسى توفي عام 42 هـ.
يروي أبو أحمد الحكيم أنه توفي عام 42 هـ .
وفي رواية أخرى أنه توفي عام 43 هـ .
روى أبو نعيم أبو بكر ابن أبي شيبة ، ابن نمير وقعنب ابن المحرر أنه توفي عام 44 هـ .
أما الواقدي فإنه يقول إنه توفي عام 52 هـ ويقول المدائني " في عام 53 بعد المغيرة "
وذُكر في طبقات القرى " الحقيقة هي أن أبا موسى توفي في شهر ذي الحجة من عام 44 "
وقد سُجلت معلومات أخرى مشابهة من قبل المؤرخين :-
( أ ) ابن حجر العسقلاني
( ب ) ابن سعد
يتضح من ذلك أن :-
1- أبا موسى الأشعري قد توفي عن عمر ناهز 63
2- أنه توفي ما بين عام 42 – 53 هـ والأرجح أنه توفي عام 44 كما ذُكر الذهبي أعلاه
3- إذا كان قد توفي عام 42 هـ فإنه يكون قد ولد عندما كان عمرالنبي صلى الله عليه وسلم 32 عاماً أي من 20 – 23 عاماً بعد حادثة بحيرا.
4- لا يمكن بحال من الأحوال اعتبار أبي موسى الأشعري شاهد عيان للحادثة التي حدثت قبل ميلاده بمدة 20 – 34 عاماً وقبل 30 – 40 عاماً قبل بلوغه حيث أن درجة فهمه وتذكره لمثل تلك الحادثة تكون ضعيفة.
وحتى ولو لم يكن أبي موسى شاهد عيان فإن من الممكن قبول روايته لو أنه قال منذ البداية أنه سمع الحادثة من النبي صلى الله عليه وسلم نفسه ، أو من أحد صحابته الذين سمعوها من النبي صلى الله عليه وسلم نفسه.
وفي غياب مثل تلك الرابطة فإن سلسلة الرواية تعتبر مقطوعة ، ويعتبر مثل ذلك الحديث "مرسل" أي تصنيفه ضعيف. وحتى لو أننا تجاهلنا تلك النقطة فإن لسلسلة الرواية عيوباً جدية أخرى تحول دون قبولها. فإن أبو بكر يروي الحديث عن أبيه أبي موسى الأشعري ، ولا يوجد دليل واحد على أنه سمع حديثاً عن أبيه وذلك لآنه توفي عام 106 هـ بينما توفي والده أبو موسى الأشعري عام 42 هـ عن عمر ناهز 63 عاماً كما روى الإمام شمس الدين الذهبي ، كما نورد هنا " يروي ابن سعد عن هيثم ابن عدي أنه مات عام 42 هـ أو لاحقاً..."
وهذا يعني أنه عاش 64 عاماً أو نحوها بعد وفاة أبيه مما يجعله لم يكن إلا صبياً وقتها.
وقد رفض الإمام أحمد ابن حنبل رفضاً قاطعاً إمكانية قبول روايته.
ويعتبره ابن سعد كاذباً ولا يؤخذ بقوله.
يقول الحافظ يوسف المزي أن اسمه كان إما عمار أو عامر. ويضيف : -
إنه روى الأحاديث عن: الأسود ابن هلال، البراء ابن عازب، جابر ابن سمره، عبدالله ابن عباس، علي ابن أبي طالب ومما قيل عنه خطأً عن أبيه أبي موسى الأشعري.
لقد نُقل الحديث من أبي بكر إلى يونس ابن إسحق. وكما ذكرنا فإنه ضعيف ولا يُعتمد عليه ومهمل بل وحتى ملفق. يقول أبو حكيم إنه غالباً ما يشعر بالحيرة والإحساس بالهذيان إزاء روايته. رغم أن بعض النقاد أيدوا وحتى قبلوا روايته إلا أن معظمهم يعتبرونه غير موثوق به. لقد جمع حافظ مِزّي معلومات مفصلة نوعاً ما عنه ، وأرى أن إلقاء الضوء على بعضها ضرورياً :-
يروي صالح ابن أحمد ابن حنبل المديني أنه كان يستمع إلى يحيى. وأنه قال عندما ذُكر يونس ابن إسحق: " كان الاهمال وعدم الاهتمام صفة متأصلة في شخصه ". يستشهد بُندار بقول سَلم ابن قتيبة "جئت من الكوفة. وقد سألني شعبة عمن رأيت هناك ، فقلت رأيت فلاناً وفلاناً ، وقابلت أيضاً يونس ابن اسحق ، ثم سألني وأي حديث نقل إليك ، فرويت له ما سمعت ، فسكت برهة قلتُ له أن يونس قال " قال لي بكر ابن ماعز" فقال شعبة " ألم يقل أن عبدالله ابن مسعود روى له ؟ (وكان ذلك مستحيلاً وبوضوح نظراً للفارق الزمني بينهما. وهذا يعني أن شعبة ينظر إليه على أنه مبتدع) . يقول أبو بكر الأثرم سمعت أبا عبدالله عندما ذُكر اسم يونس ابن أبي اسحق يصنف روايته عن أبيه بأنها غير موثوقة. لقد أخبر أبو طالب أحمد ابن حنبل أن هناك إضافات على روايات الأشخاص في حديث يونس ابن اسحق. سمع ابنه اسرائيل ذلك ودَوّنه من أبي اسحق ، لكن لا يوجد أية إضافات كإضافات يونس. قال عبدالله ابن أحمد ابن حنبل " لقد سألت أبي عن يونس ابن أبي اسحق فأجاب أن رواياته ضعيفة ومشوشة (...) وأنه كذا وكذا " قال أبو هيثم أنه كان موثوقاً به ، لكن أحاديثه يصعب تصديقها واتخاذها دليلاً على شيء. وقال عنه الإمام النسائي بقوله لا ضرر من ورائه (...) توفي عام 159 أو 152 أو 158 والأصح أنه توفي عام 159.
أما الراوي التالي عبدالرحمن ابن غزوان فرغم أن معظم النقاد وضعوه في صف الرواة الأقوياء والموثوق بروايتهم ، إلا أنه لم يسلم من اللّوم فقد قال عنه الإمام مِزّي :-
قال ابن حبان عنه لقد اعتاد ارتكاب الأخطاء. فإن روايته لقصة المماليك عن الليث---عن مالك---عن الزهري---عن عروة---عن عائشة تؤلم وتزعج القلب (العقل). يقول محمد ابن جرير الطبري أنه توفي عام 207 هـ .
والآن يتبقى فقط الفضل ابن سهل ابن إبراهيم الأعرج. لقد كان راوياً قوياً ، ولكن هناك تحفظات بالنسبة له. يقول الخطيب البغدادي :-
قال لي أحمد ابن سليمان ابن علي المقرىء---أبو سعيد أحمد ابن محمد الملِني---عبدالله ابن عدي---قال "سمعتُ عبدان يقول أنه سمع أبا داود الساجستاني يقول أنه لم يُحب رواية بعض الأحاديث عن الفضل الأعرج" فسألته عن السبب. فأجاب كيف يمكن أنه لم يفوت منه أي حديث صحيح" . قال ابن عدي أنه سمع أحمد ابن الحسين الصوفي يقول أن الفضل ابن سهل الأعرج كان شخصاً ماكراً كالثعالب ومراوغاً ومخادعاً.
مما يجدر ملاحظته أنه لو أن راوياً واحداً قد وُجه له النقد ، أو أن هناك انقطاع في سلسلة رواة الحديث ، أو أن الراوي الأول لم يكن شاهد عين للحادثة ، فإن سلسلة الرواة بأكملها تصبح محل شك ، مما يجعل الرواية أو الحديث غير موثوق به.
بغض النظر عن ذكر أحد في هذا الحديث ، فإن معظم الرواة يُعتبرون بطريقة أو بأخرى مجروحين. وثانياً إن سلسلة الرواة تعتبر منقطعة. وأخيراً الراوي الأول ليس شاهد عين للحدث أو طرف فيه.
رغم وجود كل هذه العيوب وكون سلسلة الرواة في حالة مشكوك فيها ، فإن من الغريب أن عالماً باحثاً يتجرأ بل ويستشهد بذلك الحديث ويقدمه كدليل على موضوع هام هو الحادثة التي يتناولها الحديث المذكور على أنها المصدر الرئيسي لتعاليم النبي الدينية ؟
بعد القيام بدراسة خارجية لإسناد الحديث ، فإن نصه ومحتوياته يخضعان أيضاً للدراسة وهذا هو نص الحديث :-
سافر أبو طالب مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى بلاد الشام بصحبة بعض كبار رجال قريش في قافلة تجارية ، وعندما اقتربوا من الراهب بحيرا ، قرروا التوقف للاستراحة ، فذهب إليهم الراهب رغم أنه لم يكن يفعل ذلك عندما كانوا يمرون في رحلاتهم السابقة ، فهو لم يُعرهم أي اهتمام أبداً. وعندما كانوا يحطون رحالهم مر الراهب من وسطهم ، وتوجه نحو النبي صلى الله عليه وسلم ، فأمسك بيده وقال "هذا رئيس العالم ، رسول رب العالمين ، وسيُعَينه الله رحمة للعالمين. فسأله كبراء قريش عن سبب قوله ذلك ، فقال "عندما ظهرتم من الممر ، فإن كل شجرة وحجر انحنت له ، ولم يحدث ذلك لأحد إلا لنبي ، وعرفته أيضاً بسبب خاتم النبوة الشبيه بالتفاحة الموجودة أسفل عظم كتفه ، ثم عاد وأحضر لهم طعام الغداء ، وكان نبي المستقبل مع قطيع الإبل. فأرسل له الراهب طعاماً. عندما حضر نبي المستقبل كانت غمامة تظله ، وعندما وصل وجد أن الرجال قد اتخذوا الأماكن الظليلة تحت الشجرة ، فجلس النبي فما كان من ظل الشجرة إلا أن انحنى فوقه. قال الراهب " أنظروا هنا! لقد خضع ظل الشجرة له ، وكان ما يزال واقفاً معهم ، ويطلب منهم عدم أخذ محمد صلى الله عليه وسلم إلى بلاد الروم ، لأنهم سيتعرفون على صفاته ويقتلونه ، وفجأة ظهر سبعة أشخاص من الروم ، فرحب بهم الراهب وسألهم عن سبب زيارتهم ، فأجابوا " بلغنا أن النبي المنتظر سيأتي من مكان إقامته هذا الشهر ، ولذلك فقد أُرسل أشخاص إلى كل جهة وأُرسلنا إلى هذه الطريق". فقال الراهب "هل يوجد رئيس لكم من حيث جئتم ؟ أجابو نعم وقالوا إن فرقتهم أفضل فرقة مما جعل الرئيس يختارهم لتلك الجهة ، فسألهم الراهب" هل فكرتم ؟ هل بإمكان أحد أن يمنع إتمام مهمة قضاها الله ؟ وعندما أجابوا بالنفي حثهم على مبايعة النبي ، وبناء على طلبه أخبره الرجال أن أبو طالب هو ولي أمر محمد صلى الله عليه وسلم. ونزولاً على إصراره المتواصل بضرورة أن يعيده أبو طالب إلى مكة مع أبي بكر وبلال [أو أن أبي بكر هو الذي أرسل بلالاً معه ، وهذا لا يبدو نقلاً مناسباً] وزودهم الراهب بزيت وكعك كمئونة للطريق.
عندما يُحلل النص بطريقة نقدية فإن ذلك يكشف عن ثغرات جدية. وها هي بعض الملاحظات:
1- كان الدخول في التعاملات التجارية والذهاب ضمن قوافل تجارية محصوراً على الأشخاص الأثرياء ولم يحلم أبو طالب أن يكون منهم ، لأنه لم يكن ثرياً أبداً بل إن ثروته كانت ضئيلة لدرجة عدم تمكنه من الإنفاق على أولاده ، مما جعل بعض أقاربه يتعاطفون معه ويأخذون على عاتقهم مسئولية تربية بعض أبنائه. إن قصة الحديث مختلقة ولا يوجد دليل على أن أبا طالب كان له رحلات تجارية إلى أي مكان. كان بائع عطور بسيط ، وقد رُوي أنه كان أعرجاً وبذلك يفقد الأهلية للقيام برحلة شاقة كتلك.
2- لو كان بحيرا حقاً عالماً عظيماً وبارعاً لدرجة أن خطط لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، فإن من المفروض أن يوجد له في السجلات النصرانية أدب كثير ، ومجلدات عن حياته وأعماله ، ولكننا لا نجد عنه شيئاً إلا في أحاديث الدرجة الثالثة في الأدب الإسلامي.
3- اختار بحيرا نبي المستقبل وفي حضور كبار رجال قريش قال إن الصبي سيصبح رئيس العالم المختار ، ونبي رب العالمين ورحمة للعالمين. وبذلك يكون رجال قريش شهوداً على تلك الحادثة الغير عادية ، وينقلونها إلى أهل مكة عند عودتهم إليها وبذلك تصبح حديث الناس ، ومن الطبيعي أنه عندما يحدث شيء يتعلق بنبي المستقبل فإن أولئك الرجال ومن سمع الحادثة منهم سيعودون للحديث عن تلك الحادثة ، لقد ظهر محمد في الصباح الباكر في البيت الحرام بعد ذلك ببضعة سنوات ، حيث حل النزاع حول وضع الحجر الأسود ، وكان من المفروض أن يصيح الناس " لقد وصل رسول رب العالمين ، ورئيس جميع المخلوقات ، وظهر رحمة العالمين ، ونحن نؤيده ونقبل رأيه ". لكن كتب التاريخ لم تذكر شيئاً من هذا القبيل ، بل تذكر أنهم قالوا "جاء الأمين---الصادق---الخ" ومرة أخرى عندما أعلن النبي المنتظر أنه اختير لأداء المهمة ، وكان من المفترض أن يعلن كل من اعتنقوا الإسلام أنهم كانوا يعرفون ذلك وينتظرونه ، فإننا نجد أن ذلك لم يحدث.
4- عندما سُئل بحيرا عن سبب معرفته بأن الصبي سيصبح نبياً أجاب بأن جميع الأشجار والحجارة قد ركعت له. ولو كان الأمر كذلك فإن كل من كانت له صلة به في مكة أو غيرها سيعرف ذلك أيضاً ، فقد كان أمراً غير عادي ، وظاهرة غير طبيعية أو مألوفة ، وبذلك لا يمكن أن تمر دون أن لا يلاحظها الناس . من الغريب أن رجال القافلة الذين ارتحلوا معها مئات من الأميال لم يلاحظوا الأمر وكان بحيرا فقط هو الذي أدركها. وبناء عليه فإن من المفترض أن علامة النبوة المذكورة تكون موجودة في الإنجيل ، لكن الأمر ليس كذلك مما يجعل الحادثة مختلقة وغير موثوقة.
5- لو أن المستشرقين الذين اتخذوا من تلك الحادثة عاملاً يساعدهم في ادعائهم أن محمداً صلى الله عليه وسلم قد تعلم وأخذ تعاليم دينه عن النصرانية من خلال الراهب المذكور ، لو أنهم اعتقدوا أن حادثة بحيرا تلك كانت حقيقة وليست خيالاً ، ولو أنهم كانوا صادقين في دراساتهم لكان موقفهم تجاه الإسلام مختلفاً تماماً ، بينما يكشف موقفهم السلبي الحالي من الإسلام أنهم حقاً لا يعتقدون بصحة ذلك الحديث.
6- لو كان قول أن الأشجار والحجارة ركعت للنبي صلى الله عليه وسلم ، فإن ذلك لن ينحصر في تلك الحادثة فقط ، ويكون مئات الآلاف من الأشخاص قد شاهدوا ذلك في مكة وسواها. لكننا لا نجد حديثاً صحيحاً واحداً يؤيد حدوث ذلك مما يؤكد أن ذلك الحديث موضوع لا أصل له.
كما ويجدر ذكره أن الإسلام قد حرّم الركوع لأحد سوى الله. يقول القرآن الكريم :
" لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون " سورة فصلت 37
" والنجم والشجر يسجدان- والسماء رفعها ووضع الميزان " سورة الرحمن 6-7
" ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم" سورة الفرقان 55
" وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن " سورة الفرقان60
وقد منع الرسول صلى الله عليه وسلم الركوع أمام أحد سوى الله. كما مُنع ذلك في الإنجيل : " لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً ولا صورة مما في السماء من فوق وما في الأرض من تحت وما في الماء من تحت الأرض. لا تسجد لهن ولا تعبدهن. لأني أنا الرب إلهك إله غيور أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضي " الخروج 20 : 4-6
وبذلك يتضح عدم جواز الركوع لغير الله في أية حالة.
7- بالنسبة " لخاتم النبوة " فإنه لا يوجد له دليل واضح في الإنجيل ، ولو كان لهذه العلامة أي ذكر فيه ، ولو وُجدت تلك العلامة حقاً على ظهره الشريف ، كما جاء في الحديث على لسان الراهب ، فإنه لا يوجد أي تبرير لغياب تأييد كبار قريش لتصديق دعوى محمد صلى الله عليه وسلم بأنه رسول الله ، وبالتالي قبول دينه على أنه دين الحق . رغم وجود كتلة سوداء شبيهة بالغدة أعلى ظهره (تحت عظام الكتف) ، إلا أنه لم يدّع أبداً أنها علامة نبوته ، مع أنه كان بإمكانه إبرازها كدليل على صدق دعواه[1] ، وهذا يدل على عدم أهميتها كعلامة إعجازية . وبذلك تسقط مصداقية الحديث.
8- لو لم تكن تلك الحادثة مختلقة من قبل راوٍ ساذج أو أصدقاء مغفلين أو بعض أعداء الإسلام ، لعرضها النبي صلى الله عليه وسلم كدليل واضح على صدق نبوته ، ولكان من الصعب على الكفار رفض دليل واضح عليها كعلامة ختم النبوة.
9- وتنطبق الملاحظات السابقة على حادثة تظليل السحابة لنبي الإسلام.
10- كما أنها تنطبق على حادثة مَدّ الشجرة لظلها نحوه .
11- لقد حثهم الراهب على عدم أخذ الصبي إلى بلاد الروم ، لأنه لدى رؤيته له تعرّف على علامات النبوة التي ستجعلهم يقتلونه ، وهذا يعني أن علامات نبوة النبي المنتظر كانت من الوضوح في الإنجيل بحيث لا يمكن أن تفوت عن أنظار كبار الروم . هل يتفق المستشرقون مع ملاحظات الراهب ؟ وإن كان الأمر كذلك فما مدى استعدادهم لقبول مصداقية نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ؟ هل يعتقد أولئك أن العلامات لصالح نبي الإسلام حقاً موجودة في الإنجيل بوضوح بحيث أن مجرد رؤيته تجعل العالِم يتعرف عليه كما ظن الراهب ؟
12- أما عن مجموعة الرجال السبعة الروم الذين قالوا إن النبي المنتظر كان سيخرج من بلده ذلك الشهر ، فإن المرء يتساءل عن مصدر علمهم ذلك ، فبالنسبة للإنجيل لا يوجد شيء فيه من هذا القبيل ، ومن الغريب أن يكون المستشرقون قد اختاروا بناء قصرهم بدون أي أساس وعلى أرضية مزيفة ، مما يجعله قابلاً للسقوط بمجرد ضربة واحدة من قبل ناقد موضوعي.
13- لو كانت الحادثة حقيقية لما تردد كبار قريش وخاصة أبو طالب في اعتناق الإسلام فور إعلان النبي صلى الله عليه وسلم لرسالته.
14- لو كان في الرواية أي جزء من حقيقة لامتلأت كتب الأدب الديني الإسلامي بوصف مراحل حياة ذلك الراهب المختلفة ، لكننا لا نجد له أثراً فيها.
15- يقول الفصل الأخير من الحديث أنه وبناء على إصرار من الراهب فإن أبا طالب أعاد الصبي مع أبي بكر وبلال ، وهذا دليل واضح على أن القصة مختلقة ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن أكبر من أبا بكر رضي الله عنه إلا بعامين أو ثلاثة ، فلو كان عمر النبي صلى الله عليه وسلم حينئذ 9 سنوات ، فإن عمر أبا بكر سيكون 6 سنوات ، ولو كان عمر نبي المستقبل 12 عاماً لكان عمر أبي بكر 9 أعوام ، هناك مثل فارسي يقول " الكذب لا ذاكرة له ". لقد نسي مؤلف القصة أن أبا بكر كان أصغر من النبي صلى الله عليه وسلم كما هو مدون في التاريخ.
يروي ابن سعد :-
أخبرنا محمد ابن عمر أنه سمع شعيب ابن طلحة يروي عن ابن أبي بكر الصديق أنه قال " كان بلال تِرباً لي (متساوين في السن). قال محمد ابن عمر " لو كان الأمر كذلك وكان أبو بكر قد توفي حقاً عام 13 هـ عندما كان عمره 63 عاماً ، لكان الفرق بين هذا وبين ما رُوي لنا عن بلال 7 سنين. ويقول شعيب ابن طلحة عن ميلاد بلال: كان في مثل سن أبي بكر.
يروي الحافظ الذهبي الذي يعتبر مصدراً موثوقاً في معرفة أسماء الرجال ملخصاً لحياة أبي بكر فيقول :-
توفي الصديق قبل نهاية شهر جمادى الآخرة بثمانية أيام ، عام 13 هـ وكان عمره 63 عاماً.
تُظهر الروايات أعلاه أنه يبدو أن لا منطق في إرسال أبي بكر مع نبي المستقبل لحمايته أثناء رحلة عودته إلى بلده.
16- أما بالنسبة لبلال فمن المحتمل أن لا يكون قد وُلد بعد في ذلك الوقت ، يقول ابن سعد:-
توفي بلال في دمشق ودُفن في باب الصغير عام 20 هـ عن عمر جاوز الستين عاماً. ويُقال أيضاً أنه توفي عام 17 أو 18هـ.
وقد زودنا ابن حجر العسقلاني بمعلومات مماثلة فقال :-
توفي بلال في بلاد الشام عام 17 أو 18 هـ ويقال أيضاً عام 20 هـ عندما جاوز الستين من عمره.
روى شمس الدين الذهبي بعض التقارير عن بلال فقال :-
روى يحيى ابن بكير: توفي بلال في دمشق بمرض الطاعون عام 18 هـ ، وروى محمد ابن إبراهيم التيمي وابن اسحق وأبو عمر الزرير ورواة آخرون أنه توفي في دمشق عام 20 هـ
ذكر الحافظ جمال الدين المزي بعض المعلومات عن بلال فقال :-
ويقول البخاري أنه توفي في بلاد الشام في عهد عمر رضي الله عنه
ويروي أحمد ابن عبدالله ابن البرقي أنه توفي عام 20 هـ
ويقول الواقدي وعمار ابن علي أنه توفي في دمشق عام 20 هـ عن عمر جاوز الستين عاماً.
أستنتج من المراجع والمعلومات العامة أعلاه :-
• تقارب أعمار النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وبلال رضي الله عنهم فقد كانت أعمارهم عند وفاتهم كانت 63 عاماً تقريباً.
• توفي النبي صلى الله عليه وسلم عام 11 هـ
• توفي أبو بكر رضي الله عنه عام 13 هـ بعد عامين وثلاثة أشهر من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
• توفي بلال رضي الله عنه عام 17 أو 18 والأرجح أنها عام 20 هـ أي 6-7 والأرجح 9 سنوات بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
• وبناء عليه فإنه قد لا يكون قد وُلد بعد أو أن عمره كان 1-3 سنوات ، عندما كان عمر الرسول صلى الله عليه وسلم 9 سنوات.
• عندما كان عمر النبي صلى الله عليه وسلم 12 عاماً كان عمر بلال 5-7 سنوات والأرجح 3 سنوات.
وبذلك نستطيع بسهولة أن نستنتج أنه لا يمكن أن يكون بلال رضي الله عنه قد أُرسل لحماية النبي صلى الله عليه وسلم أثناء رحلة عودته من بصرى إلى بلده.
وهذا يجعل من المستحيل قبول هذا الحديث ، ويثبت أنه ملفق لا أصل له. وبذلك يتضح للجميع بطلان الأساس الذي ارتكز عليه المستشرقون في زعمهم أن محمداً صلى الله عليه وسلم قد أخذ تعاليمه الدينية عن الراهب النصراني.
قال عبدالرحمن مبارك بوري خلال تفسيره لهذا الحديث في سنن الترمذي :-
لقد اعتبره أئمتنا وهماً وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان عمره 12 عاماً وقتئذٍ ، وكان أبو بكر يصغره بسنتين وربع السنة ، بينما لم يكن بلال قد وُلد بعد في ذلك الوقت. جاء في ميزان الاعتدال أن من الأمور التي تدل على تلفيق هذا الحديث قوله " وأرسله مع أبي بكر وبلال " مع أن بلالاً لم يكن قد وُلد بعد ، وكان أبو بكر ما يزال صبياً.
صنف الذهبي هذا الحديث على أنه ضعيف وغير موثوق نظراً لقوله " وأرسله أبو بكر مع بلال مع أن أبا بكر لم يكن قد اشترى بلالاً بعد ، وبناءً عليه فلا حق له في أن يأمره بأداء أية مهمة (...)
قال الحافظ ابن القيم في كتابه زادالمعاد(...) عندما بلغ محمد صلى الله عليه وسلم 12 عاماً ذهب مع عمه إلى بلاد الشام ، ويقال أيضاً أن عمره كان 9 سنوات وقتذاك (...) وهذا خطأ واضح لأن من الأرجح أن بلالاً لم يكن قد ظهر للوجود بعد ، ولو كان موجوداً لما أمكن أن يكون مع أبي بكر.
يقول الحديث أنه بناءً على إصرار الراهب فقد أعيد النبي المنتظر إلى مكة تحت رعاية أبي بكر وبلال ، بحجة أنه لو أُخذ إلى بلاد الروم فإن ذلك سيضع حياته في خطر ، وذلك لأن علماء الدين سيتعرفون عليه ويقتلونه. لم يُرسل أبي بكر وبلال معه ليكونوا رفاق طريق ولم تكن رحلة ترفيهية . ومن السخف واستحالة التصديق أن أبا طالب رغم محبته لمحمد أكثر من محبته لأبنائه ، أن يتركه في رعاية صبيين أحدهما يصغره بثلاث سنوات ، والآخر إما أن لا يكون قد وُلد بعد ( إن كان عمرالنبي المنتظر 9 سنوات) أو أنه كان طفلاً رضيعاً عمره سنتين . يصعب تفسير كيف أن المثقفين المستشرقين الذين يُشهد لهم بالقيام ببحوث تستحق التقدير ، والذين اختاروا هذا الحديث الواضح تلفيقه ، وأقاموا على أساسه قصراً في الهواء ، أن تكون أمانيهم هي التي الدافع الذي ألقى بهم في هاوية عالم التعلم هذه .
17 - عندما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم شاباً في سن الخامسة والعشرين ، شارك مرة أخرى في رحلة مع قافلة تجارية إلى بلاد الشام لصالح خديجة رضي الله عنها. لو كان يعرف أن أهل تلك البلاد يُكنون له العداوة ، وأنهم بمجرد رؤيته سيتعرفون عليه من خلال علامات نبوته الواضحة لما قام أبداً بتلك الرحلة. لكنه لم يُبد أي تردد في قبول عرض خديجة له في الاتجار لصالحها ، ولم يقم أحد بإيذائه وعاد سالماً معافاً بعد قيامه بعمليات تجارية رابحة.
18 من الغريب ملاحظتة في هذا الحديث الذي وبالرغم من أنه كله ملفق ، إلا أنه أقوى من جميع الأحاديث التي تناولت حادثة بحيرا ، لكن الراهب لم يخاطب نبي المستقبل مباشرة في أي وقت من الأوقات ، وبإمكان الشخص ملاحظة ذلك من خلال قراءته للحديث ليرى بنفسه تلك الظاهرة الغريبة. لا يوجد في الحديث ضمير غائب بديلاً لمحمد صلى الله عليه وسلم ، لقد استعمل الراهب في كل مرة شخصاً ثالثاً أو ضمير إشارة بدلاً من الصبي. هذا يدل على أن الراهب لم يعتبر أن صبياً أمياً يمكنه أن يفهم ما يقول عنه. ومن الملاحظ أيضاً أن أحداً من رواة ذلك الحديث لم يكن من السخف لدرجة أن يُظهر الراهب وهو يخاطب الصبي بشكل مباشر. لأنهم من الطبيعي أن لا يتصورا أن صبياً في مثل عمره يستحق تلك المحادثة .
وخلاصة القول: إن من المفيد إلقاء نظرة على الملاحظات الحيادية لبعض المستشرقين . يقول جون ب. نوس وديفيد س. نوس في كتابهم الشهير " أديان الرجل" :-
(...). إن من الواجب إدراج الحديث الشريف الذي يقول إن محمداً صلى الله عليه وسلم تعلم اليهودية والنصرانية خلال رحلاته مع القافلة التجارية المتجهة للشام ، وكانت الأولى بصحبة عمه أبي طالب عندما كان في سن الثانية عشرة ، والثانية عندما كان عمره 25 عاماً كموظف لخديجة التي تزوجها فيما بعد ، على أنه حديث غير مقبول.
ويقول توماس كارلايل :-
لا أعرف ماذا أقول بشأن سيرجيوس [ بَحيرا أو بُحيرا ، مهما كان اللفظ ،وقد أُطلق عليه أيضاً اسم سرجيوس] ، الراهب النسطوري الذي قيل إنه تحادث مع أبي طالب ، أو كم من الممكن أن يكون أي راهب قد علم صبياً في مثل تلك السن ، لكنني أعرف أن حديث الراهب النسطوري مبالغ فيه بشكل كبير ، فقد كان عمر محمد صلى الله عليه وسلم 14 عاماً [كان إما 9 أو 12 عاماً على أكثر تقدير] ولم يعرف لغةً غير لغته ، وكان معظم ما في الشام غريباً وغير مفهوم بالنسبة له.
نستنتج من متابعة التعليل أعلاه أن دعوى أولئك العلماء في أن نبي الإسلام قد أخذ تعاليم دينه من بعض علماء الإنجيل مثل بحيرا لا أساس لها من الصحة ، ولم يؤلفوا تلك القصة الغريبة والمستحيلة الحدوث إلا بدافع تمني حدوثه.
إن الدراسة الموضوعية تتطلب جهوداً مستمرة ، وغير مجهزة مسبقاً لتأمين الحقائق بطريقة معقولة وممكن تبريرها وتتسم بالمسئولية.
***ملاحظة المترجمة : قال الكاتب عن خاتم النبوة ما معناه أن الرسول صلى الله عليه وسلم " لم يدّع أبداً أنها علامة نبوته ، مع أنه كان بإمكانه إبرازها كدليل على صدق دعوته ".
وهذا يعارض ما جاء في صحيح البخاري عن قصة إسلام الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه : ".......فسلمتُ عليه ، ثم استدرتُ إلى ظهره ، هل أرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي ، فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم استدبرته ، عرف أني أستثبت في شيء وُصف لي ، فألقى رداءه عن ظهره ، فنظرتُ إلى الخاتم فعرفتُه ، فأكببتُ عليه أقبله وأبكي..."
*** كما أن الكاتب نفى وجود علامة خاتم النبوة في الأناجيل رغم أن سفر الإنشاد 5 : 10 يقول " حبيبي أبيض وأحمر .معلم بين ربوة .................وكله مشتهيات..."
لقد ثبت أن كلمة مشتهيات أصلها في النسخة العبرية " محمدم" كما هو موضح هنا :-
"Hikow mamtaqiym wkulow mahamadiym zeh dowdiy wzeh ree`iy bnowt yruushaalaaim."
لذا فإنني أتساءل :: إذا كانت " معلم بين ربوة" هذه هي بداية لفقرة انتهت بالحديث عن محمد ، أفلا يكون من الطبيعي أنها أيضاً تتحدث عنه ؟
[1] وهذا يعارض ما جاء في صحيح البخاري عن قصة إسلام الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه : ".......فسلمتُ عليه ، ثم استدرتُ إلى ظهره ، هل أرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي ، فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم استدبرته ، عرف أني أستثبت في شيء وُصف لي ، فألقى رداءه عن ظهره ، فنظرتُ إلى الخاتم فعرفتُه ، فأكببتُ عليه أقبله وأبكي..."
*** كما أن الكاتب نفى وجود علامة خاتم النبوة في الأناجيل رغم أن سفر الإنشاد 5 : 10 يقول " حبيبي أبيض وأحمر .معلم بين ربوة .................وكله مشتهيات..."
لقد ثبت أن كلمة مشتهيات أصلها في النسخة العبرية " محمدم" كما هو موضح هنا :-
"Hikow mamtaqiym wkulow mahamadiym zeh dowdiy wzeh ree`iy bnowt yruushaalaaim."
لذا فإنني أتساءل :: إذا كانت " معلم بين ربوة" هذه هي بداية لفقرة انتهت بالحديث عن محمدم ، أفلا يكون من الطبيعي أنها أيضاً تتحدث عنه ؟

غير معرف يقول...

(((((((((((((((((((((بولص لا يوحى له


1Cor:7:25: 25. وأما العذارى فليس عندي امر من الرب فيهنّ ولكنني اعطي رأيا كمن رحمه الرب ان يكون امينا. (SVD)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟بولص اضطهد المسيح


Acts:9:4: 4 فسقط على الارض وسمع صوتا قائلا له شاول شاول لماذا تضطهدني. (SVD)
Acts:9:5: 5 فقال من انت يا سيد.فقال الرب انا يسوع الذي انت تضطهده.صعب عليك ان ترفس مناخس. (SVD)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟بولص حرامي كنائس ومحتال ومكار


Acts:8:3: 3 وأما شاول فكان يسطو على الكنيسة وهو يدخل البيوت ويجر رجالا ونساء ويسلمهم الى السجن (SVD)
1Cor:2:2: 2 لأني لم أعزم ان اعرف شيئا بينكم الا يسوع المسيح واياه مصلوبا. (SVD)
Rom:16:25: 25. وللقادر ان يثبتكم حسب انجيلي والكرازة بيسوع المسيح حسب اعلان السر الذي كان مكتوما في الازمنة الازلية

2Cor:12:16:
16 فيلكن.انا لم اثقل عليكم لكن اذ كنت محتالا اخذتكم بمكر. (SVD)

بولص يتقاسم مع العصابة
Gal:2:9:9 فاذ علم بالنعمة المعطاة لي يعقوب وصفا ويوحنا المعتبرون انهم اعمدة اعطوني وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للامم واما هم فللختان. (SVD)
Gal:2:11:11. ولكن لما أتى بطرس الى انطاكية قاومته مواجهة لانه كان ملوما. (SVD)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟مدلس والشيطان يسيطر عليه
2Cor:12:7:
7 ولئلا ارتفع بفرط الاعلانات اعطيت شوكة في الجسد ملاك الشيطان ليلطمني لئلا ارتفع. (SVD)
Rom:7:9:
اما انا فكنت بدون الناموس عائشا قبلا.ولكن لما جاءت الوصية عاشت الخطية فمتّ انا. (SVD)
Rom:7:14:
14. فإننا نعلم ان الناموس روحي وأما انا فجسدي مبيع تحت الخطية. (SVD)
Rom:7:15:
لأني لست اعرف ما انا افعله اذ لست افعل ما اريده بل ما ابغضه فإياه افعل. (SVD)
Rom:7:16:
16 فان كنت افعل ما لست اريده فاني اصادق الناموس انه حسن. (SVD)
Rom:7:17:
17 فالآن لست بعد افعل ذلك انا بل الخطية الساكنة فيّ. (SVD)
Rom:7:18:
فاني اعلم انه ليس ساكن فيّ اي في جسدي شيء صالح.لان الارادة حاضرة عندي وأما ان افعل الحسنى فلست اجد. (SVD)
Rom:7:19:
لأني لست افعل الصالح الذي اريده بل الشر الذي لست اريده فإياه افعل. (SVD)
Rom:7:21:
21 اذا اجد الناموس لي حينما اريد ان افعل الحسنى ان الشر حاضر عندي. (SVD)
Rom:7:23:
23 ولكني ارى ناموسا آخر في اعضائي يحارب ناموس ذهني ويسبيني الى ناموس الخطية الكائن في اعضائي. (SVD)
Rom:7:24:
24 ويحي انا الانسان الشقي.من ينقذني من جسد هذا الموت. (SVD)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟بولس غبي ومختل عقليا


2Cor:11:17:17 الذي اتكلم به لست اتكلم به بحسب الرب بل كأنه في غباوة في جسارة الافتخار هذه. (SVD)
2Cor:11:1:1. ليتكم تحتملون غباوتي قليلا.بل انتم محتملي. (SVD)
2Cor:11:2 فاني اغار عليكم غيرة الله لاني خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح. (SVD)
2Cor:12:11:11. قد صرت غبيا وانا افتخر.انتم الزمتموني لانه كان ينبغي ان امدح منكم اذ لم انقص شيئا عن فائقي الرسل وان كنت لست شيئا. (SVD)
2Cor:12:6:6 فاني ان اردت ان افتخر لا اكون غبيا لاني اقول الحق.ولكني اتحاشى لئلا يظن احد من جهتي فوق ما يراني او يسمع مني. (SVD)
المشكلة أنه يظن أن الناس هم الأغبياء !!!!!!
Gal:3:1:1. ايها الغلاطيون الاغبياء من رقاكم حتى لا تذعنوا للحق انتم الذين امام عيونكم قد رسم يسوع المسيح بينكم مصلوبا. (SVD)
Gal:3:3:3 أهكذا انتم اغبياء.أبعد ما أبتدأتم بالروح تكملون الآن بالجسد (SVD)
يا لعبك يا بولص
Gal:3:27:27 لان كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح. (SVD)

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
Gal:2:21:-21 لست أبطل نعمة الله.لأنه إن كان بالناموس بر فالمسيح إذا مات بلا سبب (SVD)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟بولص يغتاب الناس


2Cor:10:1:
1. ثم اطلب اليكم بوداعة المسيح وحلمه انا نفسي بولس الذي في الحضرة ذليل بينكم وأما في الغيبة فمتجاسر عليكم.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟بولص الملعون يلعن المسيح


Gal:3:13:13 المسيح افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لاجلنا لانه مكتوب ملعون كل من علّق على خشبة. (SVD)
ويؤكد بولس على تميزه عن سائر التلاميذ وانفراده عنهم ،و يصفهم بالإخوة
" الكذبة المدخلين خفية، الذين دخلوا اختلاساً…الذين لم نذعن لهم بالخضوع ولا ساعة، فإن هؤلاء المعتبرين لم يشيروا علي بشيء، بل على العكس إذ رأوا أني أؤتمنت على إنجيل الغرلة كما بطرس على إنجيل الختان" (غلاطية 2/4-7).
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟بولس يسئ الادب مع الله





" لأن جهالة الله أحكم من الناس، وضعف الله أقوى من الناس" (كورنثوس(1)1/25)



" لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله" (كورنثوس(1) 2/10).

ويقول مستحلاً المحرمات: " كل الأشياء تحل لي" (كورنثوس(1)6/12).
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟بولص كاذب وشريك وشرير


كاذب
Rom:3:7: 7 فانه ان كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا أدان انا بعد كخاطئ. (SVD)

شريك
1Cor:9:23: 23 وهذا انا افعله لأجل الانجيل لأكون شريكا فيه. (SVD)

شرير
Rom:7:23: 23 ولكني ارى ناموسا آخر في اعضائي يحارب ناموس ذهني ويسبيني الى ناموس الخطية الكائن في اعضائي. (SVD)
2Cor:12:7: 7 ولئلا ارتفع بفرط الاعلانات اعطيت شوكة في الجسد ملاك الشيطان ليلطمني لئلا ارتفع. (SVD)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟بولص أصله غير معروف


Acts:22:3 3. انا رجل يهودي ولدت في طرسوس كيليكية ولكن ربيت في هذه المدينة مؤدبا عند رجلي غمالائيل على تحقيق الناموس الابوي وكنت غيورا للّه كما انتم جميعكم اليوم
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟تناقض رواية رؤيته للمسيح


Acts:26:14: 14 فلما سقطنا جميعنا على الارض سمعت صوتا يكلمني ويقول باللغة العبرانية شاول شاول لماذا تضطهدني.صعب عليك ان ترفس مناخس. (SVD)
Acts:9:7: 7 وأما الرجال المسافرون معه فوقفوا صامتين يسمعون الصوت ولا ينظرون احدا. (SVD)
Acts:22:9: 9 والذين كانوا معي نظروا النور وارتعبوا ولكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني. (SVD)
Acts:26:14: 14 فلما سقطنا جميعنا على الارض سمعت صوتا يكلمني ويقول باللغة العبرانية شاول شاول لماذا تضطهدني.صعب عليك ان ترفس مناخس.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟على مزاجه

Heb:6:1: 1. لذلك ونحن تاركون كلام بداءة المسيح لنتقدم الى الكمال غير واضعين ايضا اساس التوبة من الاعمال الميتة والإيمان بالله
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟يعلم الردة


Acts:21:21: 21 وقد أخبروا عنك انك تعلّم جميع اليهود الذين بين الامم الارتداد عن موسى قائلا ان لا يختنوا اولادهم ولا يسلكوا حسب العوائد.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟التلاميذ يعرفون خبثه


Acts:19:30: 30 ولما كان بولس يريد ان يدخل بين الشعب لم يدعه التلاميذ.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟بولص يدين الملائكة


1Cor:6:3: 3 ألستم تعلمون أننا سندين ملائكة فبالأولى أمور هذه الحياة. (
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟من أقوال بولص

2Cor:11:4:
4 فانه ان كان الآتي يكرز بيسوع آخر لم نكرز به او كنتم تأخذون روحا آخر لم تأخذوه او انجيلا آخر لم تقبلوه فحسنا كنتم تحتملون. (SVD)
2Cor:11:6:
6 وان كنت عاميا في الكلام فلست في العلم بل نحن في كل شيء ظاهرون لكم بين الجميع. (SVD)
2Cor:11:7:
7 ام اخطأت خطية اذ اذللت نفسي كي ترتفعوا انتم لأني بشرتكم مجانا بانجيل الله. (SVD)
2Cor:11:8:
8 سلبت كنائس اخرى آخذا اجرة لأجل خدمتكم.وإذ كنت حاضرا عندكم واحتجت لم اثقل على احد. (SVD)
2Cor:11:9:
9 لان احتياجي سده الاخوة الذين أتوا من مكدونية.وفي كل شيء حفظت نفسي غير ثقيل عليكم وسأحفظها. (SVD)
2Cor:11:10:
10 حق المسيح فيّ.ان هذا الافتخار لا يسد عني في اقاليم اخائية. (SVD)
2Cor:11:11:
11 لماذا.ألاني لا احبكم.الله يعلم. (SVD)
2Cor:11:12:
12 ولكن ما افعله سأفعله لأقطع فرصة الذين يريدون فرصة كي يوجدوا كما نحن ايضا في ما يفتخرون به. (SVD)
2Cor:11:13:
13 لان مثل هؤلاء هم رسل كذبة فعلة ماكرون مغيّرون شكلهم الى شبه رسل المسيح. (SVD)
2Cor:11:14:
14 ولا عجب.لان الشيطان نفسه يغيّر شكله الى شبه ملاك نور. (SVD)
2Cor:11:15:
15 فليس عظيما ان كان خدامه ايضا يغيّرون شكلهم كخدام للبر.الذين نهايتهم تكون حسب اعمالهم (SVD)
2Cor:11:16:
16. اقول ايضا لا يظن احد اني غبي.وإلا فاقبلوني ولو كغبي لافتخر انا ايضا قليلا. (SVD)
2Cor:11:17:
17 الذي اتكلم به لست اتكلم به بحسب الرب بل كأنه في غباوة في جسارة الافتخار هذه. (SVD)
2Cor:11:18:
18 بما ان كثيرين يفتخرون حسب الجسد افتخر انا ايضا. (SVD)
2Cor:11:23:
23 أهم خدام المسيح.اقول كمختل العقل.فانا افضل.في الاتعاب اكثر.في الضربات اوفر.في السجون اكثر.في الميتات مرارا كثيرة. (SVD)

نعم؟؟؟؟؟؟
Gal:4:6:6 ثم بما انكم ابناء ارسل الله روح ابنه الى قلوبكم صارخا يا ابا الآب. (SVD)

الاستاذ بيتمخض !!!!
Gal:4:19:19. يا اولادي الذين اتمخض بكم ايضا الى ان يتصور المسيح فيكم. (SVD)
Gal:4:20:20 ولكني كنت اريد ان اكون حاضرا عندكم الآن واغيّر صوتي لاني متحيّر فيكم (SVD)
بيقولك لا تختتن
Gal:5:3:3 لكن اشهد ايضا لكل انسان مختتن انه ملتزم ان يعمل بكل الناموس. (SVD)

الرجل يرفض الناموس
Gal:5:4:4 قد تبطلتم عن المسيح ايها الذين تتبررون بالناموس.سقطتم من النعمة (SVD)

هذا الرجل يخرف ولا شك في ذلك النص التالي ولن أعلق عليه
Heb:6:2:2 تعليم المعموديات ووضع الايادي قيامة الاموات والدينونة الابدية. (SVD)
Heb:6:3:3 وهذا سنفعله ان اذن الله. (SVD)
Heb:6:4:4 لان الذين استنيروا مرة وذاقوا الموهبة السماوية وصاروا شركاء الروح القدس (SVD)
Heb:6:5:5 وذاقوا كلمة الله الصالحة وقوات الدهر الآتي (SVD)
Heb:6:6:6 وسقطوا لا يمكن تجديدهم ايضا للتوبة اذ هم يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانية ويشهرونه. (SVD)
Heb:6:7:7 لان ارضا قد شربت المطر الآتي عليها مرارا كثيرة وأنتجت عشبا صالحا للذين فلحت من اجلهم تنال بركة من الله. (SVD)

بولص يدعوا علي الرجل !!! لماذا لم يطبق حبوا أعدائكم؟؟؟
2Tm:4:14:
14 اسكندر النحّاس اظهر لي شرورا كثيرة.ليجازه الرب حسب اعماله. (SVD
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟بولص يكفر النصارى


Rom:1:22: 22 وبينما هم يزعمون انهم حكماء صاروا جهلاء (SVD)
Rom:1:23: 23 وأبدلوا مجد الله الذي لا يفنى بشبه صورة الانسان الذي يفنى والطيور والدواب والزحافات. (SVD)
Rom:1:24: 24 لذلك اسلمهم الله ايضا في شهوات قلوبهم الى النجاسة لإهانة اجسادهم بين ذواتهم. (SVD)
Rom:1:25: 25 الذين استبدلوا حق الله بالكذب واتقوا وعبدوا المخلوق دون الخالق الذي هو مبارك الى الابد آمين. (SVD)

غير معرف يقول...

تطوير الإسلام بالأمريكانى بقلم: الكاتب المصري د.ابراهيم عوض
________________________________________

كثر الكلام فى الآونة الأخيرة عن تخطيط أمريكا وعزمها على التدخل فى حياتنا الدينية بل عن بدء هذا التدخل فعلا بُغْيَةَ تغيير " الخطاب الإسلامى " بما يتمشى مع أوضاع العصر وقيمه كما تفهم أمريكا ( والغرب بوحه عام ) هذه القيم، وفزع المسلمون كالعادة من مثل هذا التدخل واعترضوا عليه ، وإن وقف اعتراضهم كالعادة أيضا عند حدود الكلام ، الذى لا يستطيعون فى العادة أن يفعلوا شيئا غيره ، إذ الأمور تجرى فى بلادهم عادة على قاعدة استبداد حكوماتهم بالأمر دون أن يكون لهم رأى يُرْجَع إليه أو يُؤْخَذ به . وأخذ مسؤولوهم كالعادة أيضا ينفون بقوة وقوع أى شىء من هذا التدخل مؤكدين أن التغيير المزمع إحداثه هو تغيير نابع من اقناعهم لما شعروا به من حاجة الخطاب الإسلامى إلى التغيير،

فهم إذن حين يفعلون هذا إنما يصدرون عن رغبة فى الإصلاح تحتاجها أوضاعنا المعوجة منذ زمن طويل بغض النظر عن تصادف البدء فى هذا التغيير مع رغبة أمريكا التى تجرى فى فى ذات الاتجاه ! ومنذ أيام نبهنى أحد الأصدقاء من الصحفيين إلى كتاب صادر عن " المكتب المصرى
الحديث " بالقاهرة من ترجمة د. محمد يحيى أستاذ الأدب الإنجليزى بجامعة القاهرة بعنوان " خطة أمريكية لتحديث الدين الإسلامى " قائلا إنه كتاب مهم جدا ، إذ يعطينا فكرة واضحة عما تريده أمريكا من وراء رغبتها فى التدخل لتغيير مفاهيمنا الدينية . والكتاب عبارة عن دراسة وضعتها إحدى المؤسسات الأمريكية تدعو فيها إدارةَ بلادها كما يقول المترجم فى مقدمته لها " ألا تقف مكتوفة الأيدى أمام التفاعلات الاجتماعية التى تعصف داخل الوطن العربى بل تسعى للتمييز بن الطوائف المختلفة وإزكاء التباعد بينها . ليس فقط الطوائف الدينية أو العرقية ، وإنما الاتجاهات السياسية التى لم تعد تتمايز بعدُ فى أُطُرٍ حزبية داخل المنظومة السياسية المتخلفة فى الوطن العربى ". و" تقوم الدراسة بتحديد اتجاهات أصولية ، وأخرى دينية تقليدية ، وأخرى دينية إصلاحية ، وأخرى حداثية ، وأخرى علمانية ، وتضع حدودا واضحة تبين مواقف الطوائف المختلفة من القضايا المحورية كالديمقراطية وحقوق الإنسان ودور المرأة فى العمل العام وتعدد الزوجات والحدود وحقوق الأقليات فى المجتمع المسلم ومكانة الحجاب وغير ذلك " . واستباقا لما ورد فى التقرير من رأى الجهة التى أصدرته فى الموضوعات التى يع الجها أحب أن أصارح القارئ من الآن بأنهم يريدون من المسلمين التخلى التام عما يقوله دينهم بشأن الحجاب وتعدد الزوجات وتطبيق الحدود ... إلخ . كما تقوم الخطة التى يدعو إليها واضعو التقرير على ضرب الطوائف الدينية الإسلامية بعضها ببعض عن طريق تقريب هذه الطائفة أو تلك فى وقت معين للانتفاع بموقفها أو رأيها الذى ترى الإدارة الأمريكية أنه يتطابق أو يقترب مما تريده فى القضية المطروحة ، حتى إذا ما تم التغيير المزمع إحداثه انقلبت أمريكا عليهم وركلتهم ركلتها المعروفة ، ثم استدارت لغيرهم تستعين بهم إلى أن تنال لبانتها منهم فتركلهم بدورهم بحذائها الذى لا يرحم ولا يعرف للوفاء ولا لتقدير الجميل معنى ... وهكذا دَوَالَيْك ! وإن الإنسان ليتساءل : بأى معنى تتدخل أمريكا فى ديننا يحيث ترى من حقها أن تغيره وأن من واجبنا أن نصيخ لما تقول ونسمع له وننفذه دون أدنى اعتراض ؟ وهل يمكن قانونا أو عرفا أو خلقا أن تتدخل دولة فى دين شعب آخر دون أن يطلب منها هذا الشعب أو ممثلوه الشرعيون مثل ذلك التدخل ؟ والجواب : أن أمريكا إنما تتدخل هنا بحق قوة السلاح . نعم بحق قوة السلاح ، وهذ حقيقة لا يمكن أحدا أن ينكرها، فلو لم تكن أمريكا قوية بقنابلها ومدافعها وطائراتها وبوارجها ودباباتها وصواريخها ومدرعاتها وأجهزة اتصالاتها ومخابراتها وميزانياتها ومواردها الاقتصادية وعلومها واختراعاتها وصرامة نظامها وتخطيطها وصبرها الطويل وطموحها لسيادة العالم ومثابرتها على تحقيق ما تصبو إليه وتجهيز البدائل المختلفة مقدما وعدم الانتظار إلى الوقت الضائع على طريقتنا ، حتى إذا ما سُدَّ فىوجهها طريق استطاعت أن تجد فى الحال أو فى الوقت المناسب على أقل تقدير طريقا آخر... نعم ، لو لم تكن أمريكا قوية بهذه الطريقة وإلى هذه الدرجة لما استطاعت ، بل لما فكرت مجرد تفكير ، بل لما خطر لها أصلا أن تتدخل فى حياتنا وفى أخص خصائص أمورنا على هذا النحو العارى الجلف الوقح الذى لا يدور فى ذهنه أن يتجمل أى قدر من التجمل . وعلى هذا الأساس فلو أردنا أن نكفّ أمريكا عن مثل هذا التدخل فليس أمامنا إلا أن نكون أقوياء : أقوياء إلى الحد الذى يردعها عن هذا التصرف حيالنا والاستهتار بنا وبشؤوننا وبديننا والاحتقار الهائل لنا. وليس شرطا أن نكون فى نفس قوة أمريكا الآن ، فهذا ، كما لا أظنه يخفى على أحد ، من الاستحالة بمكان ، وإنما يمكن أن نردعها ونلزمها حدودها لو رأت أن مثل هذه التصرفات التى تمارسها معنا سوف تكل فها غاليا. وذلك عن طريق الاستغناء عنها قدر المستطاع ، وعن طريق الاستعصام بعزة النفس وعزة الدين ، وعن طريق الصلابة والقدرة على الصمود فى وجه مخططاتها، وعن طريق المقاومة المسلحة ، وعن طريق تلاحم الشعوب مع حكوماتها وغيرة الحكومات على مصالح شعوبها واحترامها لها، وعن طريق الشورى ، وعن طريق العلم والثقافة والعمل الجاد والإنتاج والإبداع فى كل المجالات ، وعن طريق الإقلال من الكلام الفارغ الذى لا يُجْدِى أىّ جدوى والإكثار من العمل، وعن طريق التنبه للعملاء الذين ينتقيهم أعداؤنا من بيننا كى يبثوا التخذيل فى صفوفنا ويدعونا إلى الاستسلام لهم ويعملوا على نشر أفكارهم وقيمهم ويشككونا فى ديننا وتاريخنا ورموزنا، وكذلك عن طريق الوحدة بين الأمم العربية والإسلامية . وهذه النقطة الأخيرة فى منتهى الأهمية ، فالغرب إنما يرمينا عن قوس واحدة مهما بدا الأمر لنا أحيانا غير ذلك ، إذ هو يتصرف نحونا بوصفنا أعداءه الألداء الذين لا يمكن له أن يمارس السيادة القاهرة على العالم إلا إذا محانا لو استطاع ، او على الأقل قهرنا ومسح بنا الأرض مسحا. وإيانا أن ننخدع بموقف بعض الدول الغربية حينما يبدو من هذا السياق أو ذاك أنها تعارض سياسات بعضها الآ خر تجاهنا، فليس مَثَلُها فى هذا إلا كاللص الذى يعادى لصا آخر حين يراه يعتدى على ضحية من الضحايا، وهو لا يقصد أن يكفّه عن هذا العدوان بوصفه ظلما لا يجوز ، بل يعاديه لأنه يرى نه أجدر منه بسرقة هذه الضحية، وبقتلها كذلك إذا لزم الأمر كى يستمتع بما يسلبها إياه ! هذا هو وضع الغرب معنا ، وهذا هو السبيل الذى يجب أن ننتهجه إذا أردنا أن تكون لنا قيمة فى سوق العلاقات الدولية ولا نكون هَمَلا كالبهائم التى ليس لها صاحب يسأل أو يدافع عنها . إذن فالقوة هى السند الذى يركن إليه الأمريكان فى تدخلهم فى أخص شؤوننا. ومنذ قديم الزمان، والقوة فى عالم العلاقات البشرية هى التى تقرر ما يمكن وما لا يمكن . أما ما يقال من أن الحق يغلب القوة فهو كلام فارغ لا قيمة له فى دنيا البشر . إن الحق فى حد ذاته لا يمثل شيئا فى عالم الصراع ، اللهم إلا إذا ألهم أصحابه الصمود والكفاح ودفعهم إلى بذل الجهد من أجل الحفاظ عليه أو استرداده إذا كان قد اغتصبه منهم مغتصب . أما بدون ذلك فقيمته صفر ، وإلا فهل أغنى مثلا حقُّ الهنود الحمر عنهم شيئا أمام عوامل القوة الكثيرة التى تفوَّق عليهم بها الأوربيون عندما غَزَوْهم فى عُقْر ديارهم من وراء بحر الظلمات ؟ وذلك رغم أن الهنود الحمر لم يتقبلوا مصيرهم دون أن يقاوموا ويقاتلوا بشراسة ، إلا أن ميزان القوة كان فى صالح الأوربيين ، ولم يستطع أصحاب الحق أن يعدلوه لصفهم ، فما بالنا لو أن أصحاب الحق قد استسلموا منذ أول الأمر للباغين دون أن يثبتوا أنهم رجال ذوو كرامة وكبرياء كما وقع من كثير من المسلمين فى هذا الزمن العجيب ؟ ومع ذلك فالحق فى هذه الحالة ليس إلا عاملا واحدا من عوامل القوة ، ومن ثم فإذا رفدته عوامل أخرى كان بمكنة أصحابه أن يحرزوا أهدافهم كلها أو بعضها حسب الظروف ، أما بغير ذلك فكلا وألف كلا ! ولهذا لم يقل المولى سبحانه وتعالى فى قرآنه المجيد : " كم من فئة ضعيفة غلبت فئة قوية " بل قال : " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة " . ولعل هناك من ينبرى قائلا : ألا تغلب البعوضة، على ضعفها ، الإنسان بل الأسد نفسه رغم قوته وبطشه ؟ والجواب هو أن البعوضة أمام ضربة كف من الإنسان مثلا ضعيفة أشد الضعف ، إذ تستطيع ضربة الكف أن تقضى عليها فى غمضة عين ليس إلا ، لكنها تنقلب قوية غاية القوة إذا تمكّنت من صاحب الكفّ ونقلت إليه مكروبا أو فيروسا عن طريق لدغة من لدغاتها القاتلة ! وكيف لا تكون القوة هى الفيصل فى الغلبة والتفوق ، ومن صفات الله " القوى المتين " ؟ ثم أليس لله سبحانه المثل الأعلى فى السماوات والأرض مما يوجب علينا أن نسعى نحن أيضا لامتلاك عناصر القوة حتى نكون على صورته عزَّتْ قدرَته كما أراد لنا أن نكون حين خَلَقَنا ؟ وعلى هذا فإذا أردنا فعلا ، لا مجرد شقشقة لسان ، أن نكون مالكين لمصائرنا وأن تكون القرارات التى تتعلق بمستقبلنا ومستقبل بلادنا من صنع أيدينا، فليس من سبيل أمامنا إلا القوة : نكتسبها إذا لم تكن متاحة لنا ، أو نحافظ عليها إذا كانت فى حوزتنا. ولا شك أن الناظر فى أحوال العرب والمسلمين فى هذه اللحظة التاعسة البائسة من تاريخهم لن يسره بحالٍ ما يراه من هذه الأحوال :
فالكسلُ والبلادة والكذبُ والنفاق وقلة الصبر وكراهيةُ العملِ والعجزُ عن الإتقانِ والشعورُ بالهوان والرضا بالمذلة والانسحاقُ أمام الغرب هو سيد الموقف ، كما أننا لا نحاول صادقين الخروج من هذه الدائرة الجهنمية أبدا، بل نبذل كل ما نستطيع وما لا نستطيع من حجج واهية من أجل الدفاع عن أنفسنا والاعتذار بالظروف غير المواتية وقلة الإمكانات ، وكأن الظروف تصنع نفسها بنفسها، أو كأن الإمكانات تهبط على البشر من الفضاء الخارجى فى ظلام الليل ، ناسين أو بالأصح متناسين أن البشر إنما هم الذين يصنعون فى العادة إمكاناتهم إذا شاؤوا أو يفرّطون فى هذه الإمكانات حتى لو كانت السماء قد وهبتهم إياها فى غفلة من الزمان كما هو الحال فى حالتنا الآن ، إذ أفاض الله على العرب من خيراته وألطاف كرمه ما لم يكونوا يحلمون به ولا فى المنام ، ومنه نعمة البترول التى لم نستطع أن نستغلها كما ينبغى أن يكون الاستغلال ، بل كانت فى غير قليل من الأحيان وبالا علينا وشرا مستطيرا !
وسبيل القوة ، كما يراه المسلمون المتمسكون بدينهم ، هو العلم والعمل والإتقان والكرامة والحرية والعدل الاجتماعى والتعاون والمساواة وسيادة القانون والذوق الراقى والحساسية العقلية والنفسية وصلابة الأخلاق ، ومن قبل ذلك العبادة من صلاة وصيام وزكاة وحج انطلاقا من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، لا كأساس للجدال والشقاق كما هو مشاهد الآن بين كثير من المسلمين الذين أصبحوا كلهم بقدرة قادر مفتين متضلعين من الفقه وعلم الكلام ، بل كأساس للعمل والتجويد والخوف من الله ومن حسابه الشديد الذى لا يفلت شيئا دون أن يؤاخذ عليه ، اللهم إلا كان لنا فيه عذر من ضعف قاهر أو ظرف كاسر! ومن سبيل القوة أيضا اليقظة والتنبه لما يحيكه لنا أعداؤنا ومن يوالونهم من بين ظهرانَيْنا ممن يشاكلوننا لسانا وسَحْنة وموطنا ، لكنهم يخالفوننا قلبا ومنزعا وضميرا باعتزازهم بأعداء البلد والدين والأمة وركونهم إليهم وضلوعهم معهم ، وإذا فوتحوا فى شىء من ذلك كان جوابهم : إنما نحن مصلحون . وما هم فى الحقيقة بمصلحين ، بل هم المفسدون ، وأى مفسدين ! وقد ضَرِىِ المنافقون بيننا هذه الأيام النحسات ولم يعودوا يبالون كثيرا كما كانوا يصنعون من قبلُ أيام َ أن كان لا يزال هناك بقيةٌ من كرامة وعزة فى الأمة ، وشىءٌ من الخشية فى قلوب أولئك المنافقين ، فهم يرون أن الغلبة قد تمت لأعداء الملة والوطن وانتهى الأمر، وهم لا يستطيعون أن يؤمنوا بشىء أصيل من عند أنفسهم بل يميلون كل مَمِيلٍ مع ريح الأعداء الأقوياء . ويوم تكون لنا الغلبة من جديد فلسوف يدخلون أَوْجِرَتهم كالكلاب الضارعة الجبانة التى فقدت صاحبها والبيت التى كان يكنها فانخلعت قلوبها ولم يعد هناك ما تتحالى به أو أمامه ! هذا هو السبيل لامتلاك القوة ، أما تضييعُ الوقت والجهد فى التفاهات والشكليات ومحاولة تفصيص الشعرة ، واستعراضُ العضلات فى ميدان التقعر والتفيهق الذى حذّرَنا منه وبغّضَنا فيه سيدنا رسول الله ، والتباهى بالتشدد فيما لا يقدم ولا يؤخر ، فهو عَرَضٌ من أعراض التخلف ودليل على أن أصحابه مرضى يعانون من ضعف فى دينهم وأخلاقهم ، وليس من شأنه أبدا أن يرفع أمة من حضيضها أو ينتشل فردا من الوهدة التى تردى فيها ، وإن حسب التافهون المتحذلقون أنهم يحسنون بعملهم هذا صنعا.
وما مَثَلهم فى أمرهم ذاك إلا كمَثَل رجل ضرب أعداؤه حول بيته حصارا يبغون قتله وتدمير داره ، على حين يضيع هو وقته وجهده فى تتبع نملة صغيرة رآها تسير بجوار أحد الجدران الداخلية للبيت والسعى الملحاح لتصنيع مادة سامة للتخلص منها ، غافلا عما يدبره له الأعداء المحيطون به لاقتطاف رأسه والقضاء على كل ما يمت إليه من بنيان أو ذرية بصلة ! إن مثل هذا الاهتمام بالشكليات فى ذلك الوقت العصيب الذى تمر به أمة الإسلام الآن من شأنه أن يضيع الشكليات والأساسيات تضييعا ، فلا يبقى من الدين لا رسم ولا شكل ولا روح ولا مضمون !
وتعترف أمريكا فى هذه الوثيقة بأنها تدعم العلمانيين والحداثيين وترى فيهم رجالها الذين تعلق عليهم آمالها فى تحقيق ما تصبو إليه من ضرب الإسلام فى مقتل حسبما يوسوس إليها شيطانها ! والحداثيون ، حسبما تعرضهم الدراسة ، لا يؤمنون بمحمد ولا بقرآنه ، وإن كنت أرى أنه لا فرق فى كثير من الحالات بينهم وبين العلمانيين ، إذ إن توزيع الأدوار هو السبب فى تظاهر كثير من هؤلاء الأخيرين بأن كل ما يبغونه هو عدم تدخل الدين فى السياسة والاقتصاد والقوانين المدنية والجنائية وما إلى ذلك ، وأنهم حريصون على عبادات الإسلام وقيمه الأخلاقية واستمداد قوانين الأحوال الشخصية من نصوص الكتاب والسنة . وأمريكا تعترف جهارا نهارا بأنها تغدق على الفريقين الأموال الطائلة وتعمل كل ما فى جهدها لتلميعهم وتسليط الضوء عليهم وإعلاء شأنهم ونشر فكرهم وإصدار كتبهم ومنحهم الجوائز ودعوتهم إلى مؤتمراتها ومؤتمرات من يوالونها ويأتمرون بأمرها ... إلخ مما نبهنا ونبه غيرُنا مرارا إليه ، فكان هؤلاء العملاء ومن يجرى معهم فى نفس المضمار يجيبوننا قائلين : " يا عجبا لكم ولطريقتكم فى التفكير ! ما بالكم لا تريدون أن تتخلصوا من سلطان نظرية المؤامرة "، ثم يذهبون فيتفيهقون علين ا ويعطوننا دروسا بليغة فى وجوب إحسان الظن والإقلاع عن الشك السخيف الذى من شأنه أن يُضِلّ صاحبه عن الرؤية الصحيحة ! ولا أدرى ماذا يمكن أن يقوله هؤلاء الأوغاد الآن، وقد انكشف المستور، وأصبحت المسألة " على عينك يا تاجر " ؟ أَوَقُلْتُ : " لا أدرى " ؟ الحق أننى أخطأت خطأ فاحشا حين قلت هذا ، إذ الواقع أننى أدرى تمام الدراية ما يقوله هؤلاء الخائنون ! ولا يرجع هذا لعبقرية فىَّ بقدر ما يرجع إلى أنهم قد خلعوا ، كما أشرت من قبل ، برقع الحياء بظنهم أن الكون قد دانت أموره للغرب المجرم وزعيمته أمريكا إلى الأبد ، وأن عجلة الزمان لن تدور فى اتجاه غير الاتجاه الذى يسير فيه هذا الغرب على حسب ما يأفك به كتّابه الذين يعملون على تحطيم روحنا المعنوية مؤكدين فى صفاقة فكرية عجيبة أن التاريخ قد توقف عند هذه اللحظة التاريخية التى يتسيد فيها الغرب الدنيا ، وأنه سوف يظل متوقفا عندها للأبد ! ألا تبارك الله القوى الجبار ، وتعسًا ونكسًا لهؤلاء البكّاشين الصُّفَقاء الذين سوف تدهسهم عجلات التاريخ يوما محتوما ، على أيدينا نحن إن كُُتِب لنا أن نفيق من غفوتنا وبلادتنا المخزية ، أو على أيدى من تختاره الأقدار لقيادة العالم من غيرنا إذا لم نبارح مكان تخلفنا وظللنا نعض على بلادتنا وخزينا بالنواجذ بكل ما فينا من قوة وعزم ! إن هؤلاء السفلة المارقين يصفون القرآن بأنه فكر بدوى متخلف ، ويتهمون رجال الحديث العباقرة بأنهم وضّاعون كذابون ، ويزعمون أن الرسول هو من صنع خديجة وورقة . بل لقد قال عنه عتلٌّ زنيمٌ التقطته أصابع التبشير القذرة وجعلت منه كاتبا بعد أن شارف الستين وهو لم يؤلف فى حياته حرفا إن خديجة قد " صَنْفَرَتْه وقَلْوَظَتْه " ! إى وربى هكذا بالنص على طريقة العربجية والحشاشين ! وبالمثل سمعتُ آخَرَ من نفس الطراز المنحط فى إحدى الفضائيات يعاير الشرفاء المؤمنين بدينهم بأنه وأمثاله طالما طالبوهم بالاعتراف بصحة ما تدعو إليه أمريكا وتنفيذه دون نقاش فأبى هؤلاء الشرفاء إلا عنادا ، حتى وقعت الواقعة وجاءت أمريكا إلى قلب بلادنا تفرض علينا بالحديد والنار ما تريد دون أن نستطيع أن نقول لها : " ثلث الثلاثة كم ؟ " .
وكان ، وهو يقول هذا ، يتقصّع ويتراقص فى شماتةٍ وتشفٍّ وقح . ومعروف أنه من كبار المدلسين ! ثم ها هى ذى الصليبية والصهيونية العالمية تلفق قرآنًا خَدِيجًا سرقته من آيات القرآن ونسجته على منواله وسمَّته " الفرقان الحق " على طريقة المومسات ، تشتم فيه سيد النبيين والمرسلين وتصفه بأنه شيطان كافر ضال مشرك منافق زانٍ قاتل ، ولا تبخل فى نفس الوقت على صحابته وأتباعه الكرام بمثل هذه الأوصاف الزنيمة التى تدل على مبلغ حقدهم على التوحيد السامى الطهور الذى جاء به نبينا الكريم والسماحة الإنسانية النبيلة التىيتسم بها دينه العظيم ، وعلى أنه صلى الله عليه وسلم لا يزال ، رغم وفاته منذ أربعة عشر قرنا من الزمان ، يؤرق الأوساخ تأريقا مزعجا ويقف ، بما يمثله دينه الشريف من مبادئ وقيم ، عقبةً فى طريق سيطرتهم الإجرامية على بلاد المسلمين وسرقتهم لمواردهم الاقتصادية ، ومحوهم لهم من الوجود إن استطاعوا مثلما فعلوا مع الهنود الحمر، أو على أقل تقدير إخراجهم من دينهم على أمل تنصير العالم كله ، جاهلين فى غمرة تعصبهم الغبى الأحمق أن الله ، جَلَّتْ حكمته ، قد خلق العالم على أساس من الاختلاف فى الدين وفى غير الدين كما ورد فى القرآن الكريم ، و أن الإيمان لا ينبغى أن يقوم على الإكراه بأى حال !
فأما ما يقوله المستشرقون والمبشرون ومن يتبع خطاهم من بنى جلدتنا الضالين المارقين فى حق القرآن والنبى العظيم فقد رددنا عليه فى عدد من الكتب منها : " مصدر القرآن ــ دراسة لشبهات المستشرقين والمبشرين حول الوحى المحمدى " و " المستشرقون والقرآن " و " دائرة المعارف الإسلامية الاستشراقية ــ أضاليل وأباطيل " و" القرآن والحديث ــ مقارنة أسلوبية " و" سورة النورين التى يزعم فريق من الشيعة أنها من القرآن الكريم ــ دراسة تحليلية " و" اليسار الإسلامى وتطاولاته المفضوحة على الله والرسول والصحابة " و" لكن محمدا لا بواكى له ــ الرسول يهان فى مصر ونحن نائمون " ، إلى جانب الدراسات التى خصَّصْتُها لتفسير طائفة من السور القرآنية على منهج جديد يقوم على المقارنة بين القرآن والكتاب المقدس فى الموضوعات المشتركة وعلى الرجوع لما قاله المستشرقون فى ترجماتهم للقرآن ، وكذلك ما كتبه علماء المسلمين من غير العرب فى تفسيرهم لكتاب الله ... وغير ذلك من المؤلفات . وأما تلك الحرب الشرسة التى يخوضها ضد الأحاديث النبوية الكريمة فى هذه الأيام أعداءُ الإسلام عبر مقاولى الأنفار من الأذناب المنتسبين لهذا الدين الكريم بالميلاد ممن لا يحسنون إلا ال نباح فى وجه من يغريهم به سادتهم والرقص على النغمة التى يعزفونها لهم شأن كلاب السِّرْك مع مدرببها ، فإنها لا تهدف، كما يحاولون أن يخدعوا الأغرار ، إلى تنقية عقيدة الإسلام وشرائعه من مصدر غير يقينى والاكتفاء بالقرآن وحده ، وإنما هى لون من توزيع الأدوار فى المسرحية المجنونة التى يريدون من ورائها محو القرآن والحديث جميعا محوا نهائيا على سياسة " الخطوة خطوة ". وهو جنون مطبق ، إذ إن الله سبحانه وتعالى قد تكفل بحفظ هذا الدين وكتابه المجيد ، لكن الأوساخ لا يفهمون ولا يتعظون ولا يعرفون أنْ " ليس كل الطير يؤكل لحمه " ، وأنه إذا كانت بعض الكتب السماوية قد تعرضت للعبث بها ووقع فيها التحريف فإن القرآن لا يمكن أن يصيبه ما أصاب تلك الكتب بحال ! وعبثا يحاول هؤلاء الأنجاس الأرجاس المناكيد إشاعة الزعم بخلاف ذلك ، فتراهم يشيرون إلى " سورة النورين " التى تدعى طائفةٌ ضالةٌ من الشيعة أنها كانت فى القرآن الكريم ، لكن عثمان حذفها لما تتضمنه من النص على حق علىٍّ كرّم الله وجهه وحق ذريته فى خلافة الرسول إلى أبد الآباد ، وهو ما دفعنى منذ عدة أعوام إلى العكوف عليها لأرى ماذا فيها فوجدتُ ، بعد الدراسة الأسلوبية الدقيقة ، أنها ليست ن نسيج القرآن الكريم بأى وضع من الأوضاع ولا حتى فى جملة واحدة منها . وهى دراسة لا تقوم على الخطابيات بل على المقارنة الصيورة المتأنية بين الأسلوبين فى الألفاظ والصيغ الصرفية والتعبيرية والتراكيب النحوية والسياقات المعنوية والصور البلاغية وما إلى هذا. وبتلك الدراسة نكون قد وضعنا حدا لهذه التقولات السخيفة البلهاء لو كان القوم عقلاء يتوخَّوْن الحق .
وعَوْدًا إلى ما كنا بسبيله نقول إن أعداء الإسلام يحاولون بكل ما لديهم من جهد أن يبثوا فى رُوع المسلم أن الأحاديث النبوية المشرفة كثيرا ما تتناقض فيما بينها بحيث تعطى الرأى وعكسه فى الوقت ذاته ، وهو ما من شأنه أن يشيع الاضطراب فى ميدان التشريع
والفتوى . والحق أنه ما من شىء فى الدنيا إلا وله سياقه الذى يعطيه دلالته ، أو على أقل تقدير يحدد هذه الدلالة تحديدا دقيقا يمنعها أن تلتبس بدلالة له أخرى فى سياق آخر : فعلى سبيل المثال كثيرا ما نقول لأبنائنا الصغار : " لا تحاولوا عبور الشارع وحدكم " ، على حين لا نقول ذلك للكبار منهم ، فهل يعد هذا تناقضا فى النصح والتوجيه ؟ كلا ، لأن الكبير من الأبناء يستطيع أن يعبرالشارع دون أن يحتاج لمعونة أحد . وبالمثل فعندما كنا
نعيش فى بريطانيا فى السبعينات وبداية الثمانينات من القرن المنصرم لم نكن نخاف هذا الخوف على ابنينا الصغيرين أثناء عودتهما من المدرسة ، إذ إن رجل " اللُّولِى بُوبْ " يقوم بتأمين عبور الصغار للشارع فى آول اليوم الدراسى وآخره ، وذلك بإيقاف السيارات فى الاتجاهين فتستجيب له فى التوّ واللحظة كأنه قرآن منزل ، بخلاف الحال فى مصر حيث الأمور تمشى على كف عفريت ، ولا بد أن يضع الإنسان عينه فى وسط رأسه ، وإلا فقد حياته رخيصة دون أن يأسى على هذا الفقدان أحد ! كذلك ففى دول الخليج لا يجد الإنسان نفسه فى حاجة للنظر فى الاتجاهين عند عبوره الشارع ، لأنه ما من أحد من السائقين يجرؤ على السير فى الاتجاه المخالف ، بعكس الأمر فى بلادنا الحبيبة التى لا يحترم فيها سائقو السيارات أى شىء من تعليمات قيادة المركبات إلا تحت سيف الخوف من ضباط المرور. وعلى هذا الأساس فعلى من يريد التعامل مع أحاديث رسول الله أن يضع نصب عينيه الاسترشاد بالسياق الذى وردت فيه واتجاه الإسلام العام ومنطق العقل السليم والتطلعات النبيلة التى لم تَكُفّ البشرية عن الكدح إليها يوما على مدى تاريخها الطويل من عدل ورحمة وتخفيف لأعباء الحياة عن كواهل العباد وتحقيق مستوى ائق من المعيشة لكل فرد وكل أسرة ، وكذلك ألا يتعارض الحديث مع شىء فى القرآن الكريم ، مع الأخذ قبل ذلك كله فى الاعتبار أن جامعى الأحاديث النبوية الشريفة ، على عبقريتهم وجِدّهم وإخلاصهم وتوخِّيهم أقصى درجات الحيطة والدقة فى الجمع والغربلة على أساس من منهجهم العلمى المحكم ، هم فى نهاية المطاف بشر من البشر يصيبون ويخطئون ويسهون وينتبهون ، ومن ثم فمن الممكن أن يكونوا قد أخطأوا هنا أو سَهَوْا هناك ، وهو ما لا يقدح فى إخلاص نيتهم ولا فى عظمة إنجازهم على السواء. ومن قديم كانت نصيحة رسولنا الكريم لنا أنْ " سَدِّدوا وقارِبوا "، كما أنه عليه الصلاة والسلام قد نبهنا إلى أن المجتهد مأجور حتى لو أخطأ ، وإن كان أجره فى حال الإصابة ضِعْف أجره فى حال الخطإ كما جاء فى كلامه الشريف صلى الله عليه وسلم . على أن هناك نقطة تتصل بالسنّة النبوية ذات خصوصية تكفل لها أن نفردها بشىء من التفصيل ، ألا وهى أن الأحاديث التى تتعلق بالعلوم والطب وما أشبه ينبغى أن نخضعها للتجربة العلمية للتحقق من صحتها ، ومنها الأحاديث التى تصف أدوية معينة لبعض الأمراض كمرض الكبد الوبائى الذى شاع فى الآونة الأخيرة علاجه بأبوال الإبل وألبانها ركونا إلى ح يث عن النبى عليه السلام يشير باستعمالها فى التداوى من وجع البطن . وكان قد حدثنى فى ذلك أحد المصابين بهذا الداء منذ نحو عامين ، لكنى لم آخذ الأمر على محمل الجِدّ تماما ، وبقيت فيه بين مصدق ومكذب ... إلى أن فُتِح الموضوع ثانية منذ أيام بينى وبين قريب من أقربائى الأدنَيْن تعانى زوجته من نفس الداء ، فشرع يعالجها بالطريقة الكيماوية المعروفة فوجد أن وزنها أخذ يتناقص حتى فقدت فى نحو ثلاثة أشهر ثلاثين كيلوجراما وأن حيويتها قد تدهورت أيضا تدهورا شديدا أفزعه !. ثم تصادف أن استمع إلى إحدى الطبيبات للاتى يشتغلن فى مدينته الساحلية تتحدث إلى الأستاذ مفيد فوزى فى برنامجه الشهير " حديث المدينة " وتنصح المرضى بهذا الداء أن يلجأوا إلى أبوال الإبل وألبانها ، فأراد أن يتحقق منها شخصيا مما قالته فأكدت له صحة ما سمع . فاشترى ناقة أودعها عند أحد الأعراب على مشارف المدينة ليرعاها لهم ويقوم بتزويدهم ببولها ولبنها . وقد أكد لى تأكيدا شديدا أن حالة زوجته قد تحسنت فى خلال ستة أشهر تحسنا ملحوظا جدا ، لا من خلال رؤية العين التى تنبئ بعودة الحيوية والنضارة إلى وجه زوجته فحسب ، بل من خلال التحليلات المعملية أيضا ، إذ وجدوا أن عدد ا فيروسات قد قل فى خلال هذه المدة من ستمائة وأربعين ألف فيروس إلى مائة وتسعين فقط ، ويُنْتَظَر أن تختفى تماما فى حوالى نصف ذلك الزمن . بل إنه أكد لى كذلك أن الشخص المصاب بهذا الداء إن انتقل إلى الصحراء وعاش عيشة البدو فى طعامهم وشرابهم يمكنه أن يُشْفَى تماما من المرض فى أقل من شهرين ! وأود أن أصارح القراء أننى قد كتبت ما كتبت هنا بناء على اقتراح قريبى هذا من جهة كى أبصّر الناس بهذا الدواء الناجع حسبما وصفه ، ولأتخذ من جهة أخرى هذه القصة مناسبة لطرح رؤيتى الخاصة بالتحقق من صحة مثل هذا اللون من الأحاديث التى تُرْوَى عن النبى عليه الصلاة والسلام. واقتراحى هو أن على الأطباء وعلماء الأدوية والباحثين الكيماويين أن يجتهدوا بكل ما لديهم من قوة وعلم فى التحقق من صدق هذا الذى سمعته ، إذ أخبرنى قريبى ذاك أن معظم الأطياء الذين فاتحهم هو أو غيره بهذا العلاج قد ثاروا ثورة عارمة وأَبَوْا أن ينصتوا لشىء مما يقولون . وهذا، فى رأيى المتواضع ، يناقض روح العلم ومنهجه ، إذ المفروض أن العالم لا يقبل شيئا فى ميدان تخصصه أو يرفضه إلا بعد تمحيص وتجربة ، وسبيل التجربة العلمية معروف .
ومن يدرى ؟ فقد يستطيع العلماء المسلمون أن يغيّروا من خلال هذه التجارب وجه الطب والدواء على الأقل فى ميدان الكبد الوبائى وينقلوه من حال إلى حال ، وبدلا من العلاج الكيماوى الذى يهدّ جسم المريض فى كثير من الحالات قد يتوصلون إلى ضرب آخر من العلاج يشفى دون آثار جانبية ضارة أو على الأقل بآثار ضئيلة لا تمثل ضررا يذكر . أقول هذا ، وعُهْدته على من حدثونى به ، وأترك الكلمة النهائية فيه للعلماء والأطباء : العلماء والأطباء المفتوحى العقل الواسعى الأفق ممن لم تستعبدهم المدارس الطبية الغربية رغم احترامنا لها وتقديرنا لجهود أعلامها طوال تلك العقود الطويلة من تاريخ الطب والدواء . فإذا ثبت أن ذلك الحديث وأمثاله أحاديث صحيحة من الناحية الطبية كانت هذه أكبر صفعة لأعداء الإسلام ممن يعملون على تكذيب الأحاديث المحمدية وطردها من ميدان التشريع ، إذ بدلا من أن يتم طردها من هذا الميدان حسبما يشتهى حقدهم الأسود المدمر، فإنها على العكس من ذلك سوف تدخل أيضا ميدان الطب والصيدلة بكل جدارةٍ تدعمها كلمة العلم وتجارب العلماء ! ولكن لا بد فى النهاية من إضافة القول بأنه ، فى حالة التبوت التام لنجاعة هذا الدواء ، لا بد للعلماء والباحثين ا لمسلمين من تطويره وتحسينه ونقله من حالته الفطرية الأولية إلى حالة يكون فيها سائغا جذابا ، أو على الأقل خاليا مما يمكن ان يمازجه من منفرات . ومن المسائل التى تشغل الأمريكان أيضا بل تؤرقهم ، كما يتضح من الدراسة التى نحن بإزائها ، مسألة " الخلافة " ، التى يعملون على وأد التطلع إليها وإلى إعادتها على خريطة العمل السياسى الإسلامى كرة أخرى . وعجيب أن يجهد الأمريكان جهدهم فى إبطال فكرة الخلافة فى الوقت الذى تتكون دولتهم من أجناس وطوائف وأديان وقوميات وألوان شتى ، وتتسع رقعتها حتى لتستغرق أكثر من نصف مساحة قارة أمريكا الشمالية. كذلك هناك حلف شمال الأطلنطى بدوله الكثيرة ، كما أنهم يدعون إلى مشروع الشرق الأوسط الجديد بكل دوله وشعوبه خدمة لمصالحهم ومصالح إسرائيل ، فكيف يمكن أن نقتنع بحجتهم الداحضة التى يستندون إليها فى الوقوف ضد هذا التطلع المشروع للمسلمين ؟ وبالمناسبة فليس تحقيق حلم العودة إلى نظام " الخلافة " بالمستحيل ولا حتى بالصعب إن صدقت النيات وصحّت العزائم . إننى أعرف أن لدى حكام المسلمين والعرب هَوَسًا بالحكم والسلطان حتى ليثقل على أى منهم أن يتنازل طوعا عن الكرسى الذى يجلس عليه لحاكم مسلم مثله أو ي خضع له مجرد خضوع ، رغم أنه يتقبل ما هو أسوأ من هذا الخضوع بل يتلذذ به ويستعذبه إذا كان الأمر يتعلق بتبعيته لإحدى الدول الكبرى التى تختلف معه ومع شعبه فى الدين واللغة والعادات والآمال والمصالح . ولهذا فإنى أقترح على المسؤولين فى بلاد الإسلام أن يعملوا على التوصل إلى صيغة للحكم تحقق الوحدة أو الاتحاد بين الدول الإسلامية ، وفى ذات الوقت تضمن لكل حاكم أن يبقى فى كرسيه ، كأن يقتصر الارتباط بين تلك الدول على الأمور العامة مع بقاء الأمور الخاصة والتفصيلية من الشؤون الداخلية لكل منها على حدة ، وابتكار طريقة لتداول الرئاسة العامة لدولة الوحدة بين الحكام جميعا فى الوقت نفسه : كلٌّ لمدة سنة مثلا أو ما إلى ذلك .
وبهذا نخرج من تلك الدائرة الشيطانية التى تطبق على أنفاسنا وأحلامنا فى الوحدة والقوة والرخاء ! ومن تلك المسائل أيضا العمليات الاستشهادية . وواضح أنها تلقى فى قلوب الأمريكان الفزع ولا تتركهم يهنأون بحياتهم ، إذ هم قوم يحبون الحياة حبا يملك عليهم كل اهتمامهم وتفكيرهم ولا يعرفون هذا اللون من التضحية الشريفة ، كما أنهم بوجه عام لا يحسبون حسابا يُذْكَر لليوم الآخر حيث يتطلع الإنسان إلى نيل الخلود والتقلب فى بحبوحة النعيم والرضا الإلهى السامى . وهم ، كما نعرف ، يسمون ذلك الضرب من العمليات بـ " العمليات الانتحارية " . ولشديد الأسف فقد درج الصحافيون والإعلاميون العرب فى بداية الأمر على ستخدام هذا المصطلح الضال المضلل مما استفزنى منذ أول وهلة حين سمعته عقب قيام الشهيدة سناء محيدلى فى لبنان فى ثمانينات القرن الماضى بتفجير نفسها فى جنود البحرية الأمريكية هناك وقضائها من ثم على أكثر من مائتين منهم فى ضربة واحدة . وكنت أقول دائما إن الانتحار هو من الأمور المحرمة فى الإسلام والتى يبوء مجترحها بإثم عظيم ، فكيف نسمى به تلك العمليات البطولية التى يضحِّى فيها منفذها بحياته، وهى أغلى ما يملكه ، فداءً لدينه وأهله ووطنه ، ودفاعًا عن كرامة أمته بل عن وجودها ذاته ، وتقربًا إلى الله وابتغاءً لمرضاته ؟ إنها ينبغى أن تسمى بالأحرى : " عمليات استشهادبة " . ثم لاحظتُ بعد فترة ليست بالقصيرة أن هناك تسميات أخرى أخذت تزاحم التسمية المضللة فى ميادين الإعلام منها " العمليات الجهادية " و" العمليات الفدائية " ، لينتهى الأمر إلى الاستقرار على مصطلح " العمليات الاستشهادية " كما ناديتُ منذ الوهلة الأولى ، وإن ارتدّ بعض الكتاب والمذيعين بآخرة إلى المصطلح الأول المريب خشيةً من أمريكا ومن غضب أمريكا، ويا له من غضب ! ومن الواضح الذى لا يستطيع أى إنسان أن يُشَاحّ فيه أن الحكومات العربية والإسلامية قد بصمت بالعشرة على عدم التفكير فى حرب أمريكا أو إسرائيل رغم استمرارها فى شراء الأسلحة من أمريكا ذاتها ، ويا للعجب ! ومعنى هذا أنه لم يعد لدينا سوى تلك الوسيلة للدفاع عن أنفسنا وكياننا ووجودنا وكرامتنا وحاضرنا ومستقبلنا ، فكيف تسوِّل لبعضنا نفسُه التهجّمَ عليها وعلى أبطالها الذين بلغوا من خلالها مستوى من البطولة لم تعرفه البشرية على هذا النحو من قبل ؟ ومما تنم عنه كذلك الدراسةُ التى بين أيدينا أن الأمريكان ، والغربيين بوجه عام ، يعانون من حساسي ٍ مَرَضِيّةٍ تجاه الإسلام وكل ما يتعلق بالإسلام مهما بدا لنا الأمر تافها . لنأخذ مثلا موضوع الحجاب ، والمقصود به فى العرف الحديث تغطية المرأة المسلمة لمفاتنها بحيث لا تنتهبها العيون المتلصصة . إنهم لا يطيقون أن تغطى نساء المسلمين أنفسهن رغم ما يتشدقون به صباح مساء حتى فلقوا دماغنا من كلام معسول عن حرية الفرد فى ممارسة عقيدته وتقاليده والتعبير عن رأيه واختيار طراز ملابسه ... إلى آخر قائمة ما يطلقون عليه : " حقوق الإنسان" . والغريب أنهم يعلنون بصريح التعبير ، ودون أية غمغمة أو مواربة ، إنه لا وجه للمقارنة بين " الحجاب " والسارى الهندى أو عمامة السيخ أو صليب النصارى أو طاقية اليهود مثلا ، إذ إن للحجاب دلالاته السياسية والديتية التى لا يمكن أن يقبلوها حسبما يقولون ! وإذا كان الشىء بالشىء يُذْكَر فإنهم قد ارتكبوا هنا غلطة بلقاء حينما زعموا أن القرآن الكريم قد أمر أمهات المؤمنين بتغطية سائر أجسامهن بالحجاب . يشيرون بذلك إلى ما جاء فى الآية الثالثة والخمسين من سورة " الأحزاب " حيث يأمر سبحانه وتعالى المؤمنين ، إذا أرادوا سؤالهن متاعا ، أن يكون كلامهم إليهن من وراء حجاب . والمقصود الستائر التى نسدلها فى بيو تنا لنفصل بها بين أهل البيت وبين الضيوف الغرباء ، لكن واضعى الدراسة قد أخطأوا فهم الآية كما هو بيّن ! وإننا لنسأل هؤلاء الذين يذوبون حبا وهياما وغراما وانتقاما فى دباديب ما يسمى بـ " حقوق الإنسان " : أين ما تصدّعون به أدمعة الناس عن الآخر وعن حقوق الآخر وعن خصوصيات الأديان والحضارات ؟ أم إن كل ذلك يتبخر فى الهواء من فوره إذا أتى ذكر الإسلام والمسلمين ؟ محصَّلة الكلام أنهم يريدون أن يفرضوا علينا رؤيتهم وذوقهم وتقاليدهم ودينهم بالقوة الغشوم ! إنهم يرحّبون بالعرى والزنى واللواط والسحاق والخمور، ولا يريدون فى ذات الوقت أن يكون لنا ذوقنا واختيارنا الذى يختلف عن ذوقهم واختيارهم ! أى أنهم فى الوقت الذى يزعمون فيه عدم وجود أية مرجعية لأى شىء فى دنيا البشر يعملون بكل قواهم على أن يفرضوا علينا أن نجعل منهم مرجعيتنا الوحيدة . فانظر أيها القارئ الكريم وتعجَّب ! وعند الأمريكان أمل عظيم أن ينجحوا فى تطوير الإسلام حسبما يشتهون دون أن يثيروا ريبة المسلمين أو يستفزوهم بحيث يمضى الأمر فى هدوء . وهم يشيرون فى هذا الصدد إلى مثال من التاريخ القريب حيث أُلْغِىَ الرق فى الإسلام دون أن يلفت ذلك نظر أحد من أتباعه مع أنه يمثل ركيزة أساسية من ركائزه . والإشارة هنا إلى اختفاء هذا النظام من المجتمعات الإسلامية فى القرنين الماضيين . ولكن أولئك الضالين المضلين قد أخطأوا هنا أيضا خطأ فادحا ، لأن الرق لا يمثل نظاما أساسيا فى دين محمد على الإطلاق ، بل كل ما هنالك أن الإسلام جاء فألفاه يمارَس فى جميع أنحاء العالم وفى كل الديانات ، فعمل بكل سبيل على تجفيف منابعه ، إذ جعل مصير أسرى الحرب ، وهم أهم منبع من منابع الرق ، منحصرا فى الفداء : إما بمقابل وإما بغير مقابل . ثم زاد فاهتبل كل سانحة لتحرير ما يمكن أن يوجد فى المجتمع الإسلامى من رقيق : فالحالف إذا حنث فى يمينه كان من بين ما يكفر به عن حنثه عتق رقبة . والمُظاهِر من زوجته إذا أراد الرجوع عن ظِهاره كان من بين ما يكفر به عن هذا الرجوع عتق رقبة . وأحد مصارف الزكاة الثمانية مصرف عتق الرقبة . وبالمثل فمن بين ما يكفر به مرتكب القتل الخطإ عن ذنبه عنق رقبة ... وهكذا . وهو ما يعنى أن دين المصطفى عليه الصلاة والسلام لا يرحب بالرق ولا يعمل على استدامته ، بل ينتهز جميع الفرص الممكنة للقضاء عليه حتى إنى لأستغرب غاية الاستغراب من بقاء هذا النظام فى المجتمعات الإسلامية إلى هذا الوقت المتأ ر . ومع ذلك كله فإن الإنسان لتأخذه الدهشة حين يريد أن يقارن بين وضع الرقيق عند المسلمين ووضعه فى المجتمعات الغربية التى طالما مارسته وتعيرنا مع هذا به ، إذ يجد أنه لا وجه للمقارنة ، فقد كان الرقيق فى المجتمعات الإسلامية ، رغم كل ما يمكن أن يقال فى هذا الصدد ، يعامَلون معاملة أرقى بمراحل وأكثر إنسانية ورحمة مما كانوا يعامَلون به فى أمريكا والمستعمرات الأوربية .
هذا أهم ما أثارته تلك الدراسة فى ذهنى ، بَيْدَ أن هناك نقطة لم يتطرق إليها التقرير بما تستحقه على رغم أهميتها الفائقة ومحوريتها الخطيرة ، ألا وهى الإجابة عن السؤال التالى : لماذا يكره المسلمون يا ترى الولايات المتحدة الأمريكية ؟ إن كتّاب التقرير ينطلقون مما يعدونه مسلَّمة لا تقبل النقاش أو المراجعة ، وهى أنن انحن المسلمين نحقد على الأمريكان بالفطرة ونكره ديمقراطيتهم هكذا من الباب للطاق ! وهذا فى الواقع مظهر آخر من المظاهر المتعددة التى تنم على وجود مؤامرة خسيسة هنا ، فمن الواضح أن الولايات المتحدة لا تريد أن تقر بخطئها ولا تفكر فى مراجعة مواقفها حيالنا ولا تأخذ مشاعرنا ولا مصالحنا ولا كرامتنا فى الاعتبار . لقد كانت وراء خلق إسرائيل من العدم على أرض فلسطين العربية المسلمة بكل ما يحمله هذا العمل الإجرامى من مآسٍ وآلام للعرب والمسلمين بوجه عام ، وللفلسطينيين على وجه الخصوص . كما أنها قد دأبت طوال عمرها على مساندة الأنظمة القمعية المستبدة فى العالم العربى والإسلامى رغم تشدقها ليل نهار بالديمقراطية والحرية . كذلك فأمريكا لا تكف عن استهداف الإسلام والعمل على محوه وتنصير المسلمين . وفضلا عن هذا فإنها قد حتلت فى الفترة الأخيرة بلدين إسلاميين عزيزين هما أفغنانستان والعراق ودمرتهما تدميرا وتهدد فوق البيعة دولا مسلمة أخرى بنفس المصير . وهى أيضا تمد دولة العدو الصهيونى الملفَّقة بكل أنواع السلاح والعتاد لسحق الفلسطينيين وتهديم بيوتهم ومزارعهم ، وتَنْصُرها دائما فى المحافل الدولية وتقف فى وجه كل إدانة لها فى الأمم المتحدة ، وتعاونها فى حروبها ضدنا . ليس هذا فحسب ، بل هى تشتم رسولنا وتحقر من شأن قرآننا . كما أقدمت فى الفترة الأخيرة على تزييف قرآن جديد تريد أن تُحِلّه محل كتاب الله المجيد وأطلقت عليه " الفرقان الحق " ، وما هو فى الحقيقة إلا البهتان الباطل والضلال المبين ! فهذه وأمثالها هى الأسباب الحقيقية للغضب الذى يشعر به المسلمون تجاه أمريكا . أم تراها تريد منا ألا يكون عندنا أى مقدار من الإحساس أو الكرامة فنصفق لها على ما تفعله بنا ونرجوها أن تزيد من إذلالها لنا وسرقتها لمواردنا واحتلالها لأراضينا كما يدعونا عملاؤها الممالئون لها من أبناء جلدتنا ؟

HOME

غير معرف يقول...

إلى القُمّص المشلوح:
الأناجيل: نظرة طائر
د. إبراهيم عوض
تأتينى كل يوم رسائل تعلّق على ما أكتب فى هذا الموضوع، وبعض هذه الرسائل يثنى على ما أكتب، وبعضها يخطئنى، وبعض ثالث يشتم ويصفنى بأننى "آتٍ من وراء الجاموسة" ويبشّرنى بأن "محمدا سوف يأخذنى معه إلى الهاوية"، أى الجحيم، وأخرى يؤكد صاحبها أنه يحترق بحبى ويحرص على تنويرى وهدايتى ويقول، كنوع من التدليل على محبته لى، إن محمدا أخذ الشعراوى وديدات إلى الجحيم، وسوف يأخذنى معه هناك كما أخذهما من قبل، ورسالة يقول كاتبها إنهم يتبعون المسيح الإله الحى الباقى، أما نحن فنمشى وراء شخص قد مات وأنتنت جثته... وشتائم أخرى من هذا النوع المقذع الذى يبدو أن أصحابه يفهمون أن السيد المسيح قد وصى به فى العبارة التالية المنسوبة إليه فيما يسمَّى بــ"الأناجيل": "أحبوا أعداءكم! باركوا لاعنيكم! من ضربك على خدك الأيمن، فأدر له خدك الأيسر"، فضلا عما أخذ كثير من المهجريين بالذات يرددونه من وجوب خروج المسلمين من مصر وعودة الإسلام إلى بلاد العرب البدوية المتخلفة التى جاء منها. وأنا، حين أفكر فى هذه الرسائل بناء على رد الفعل الطبيعى، وكذلك بناء على ما ينصحنى به بعض أصحابها من إعادة النظر فى إيمانى بما أتى به محمد ("الشيطان" كما يسمونه)، لا أستطيع أن أجد فى الإسلام شيئا يَثْنِينى عن مواصلة الإيمان به والافتخار بأننى واحد من أتباعه، وإلا فما الذى فى دين هذا الرسول الكريم مما ينبغى إدانته؟
هل هو التوحيد النقى الذى يرفض كل ألوان الوثنية والشرك وعبادة الأصنام والأوثان والبشر الذين يتبولون ويخرأون؟ هل هو الصلاة لله سبحانه وتمجيده وعبادته؟ هل هو الحض على الرأفة بالفقراء والمساكين، لا كلاما جميلا فقط دون فاعلية، بل بتشريع الزكاة والصدقات تشريعا محددا ملزما؟ هل هو المبادئ الإنسانية التى تقول إنه لا فضل لعربى على عجمى إلا بالتقوى والعمل الصالح، وإن التقوى ليست فى الشعائر فى حد ذاتها بل فى إخلاص القلب والتوجه بهذه الشعائر إلى الله سبحانه والتصرف بمقتضاها فى سلوكنا اليومى وعلاقاتنا بالآخرين وبعيدا عن الرياء والجرى وراء السمعة بين الناس؟ هل هو دعوته إلى طلب العلم وفرضه على كل مسلم ومسلمة وإعلاؤه من شأن العقل حتى فى الاعتقاد، بعكس ما تدعو به بعض الأديان الأخرى من وجوب التسليم دون بحث أو نقاش؟ هل هو إقراره مبدأ المسؤولية الفردية وعدم توريث الخطيئة الأولى لعموم البشرية ظلما وغبنا، مما استوجب قتل الله، أستغفر الله؟ هل هو إعطاؤه الأجر على مجرد الاجتهاد حتى لو أخطأ صاحبه؟ هل هو فتحه باب التوبة والغفران دائما على مصراعيه أمام الناس جميعا دون تعقيدات أو وثنيات؟ هل هو موازنته العبقرية بين المثال والواقع فى تشريعاته ومتطلباته؟ هل هو فى اتجاهه للبشرية كلها لا إلى بنى إسرائيل وحدهم من دون الخلق جميعا؟هل هو رفعه لقيمةِ العمل وإتقانِه إلى سماء سامقة وإعلاء الأجر عليه إلى الحد الذى يؤكد فيه أن هناك ذنوبا لا يكفّرها إلا العمل؟ هل هو حَثُّه على النظافة فى كل الأمور حتى فى تنظيف الأسنان وجعلها من الإيمان، فى الوقت الذى تضع فيه بعض الأديان تلك القيمة فى تعارض مع صحيح الاعتقاد؟ هل هو نجاحه المذهل الذى لم يستطعه أى دين آخر فى تنفير أتباعه من أم الخبائث تنفيرا يُضْرَب به المثل، على حين تحتل معجزة تحويل الماء إلى خمرٍ البند "رقم واحد" فى قائمة معجزات "س" من الأديان؟ هل هو اهتمامه بالجمال والتنبيه إلى أن الله جميل يحب كل شىء جميل؟ هل هو اعترافُه بحدود القدرة البشرية ومراعاتُه لطبيعة الإنسان فى تشريعاته بحيث لا تجىء تهويماتٍ مثاليةً ساذجةً مستحيلةَ التنفيذ، ومن ثم لا تصلح إلا لترديدها على ألسنة المشقشِقين المغرمين بالكلام الكبير الفارغ دون أن يكون لها أى أثر فى قلوبهم أو تصرفاتهم؟ هل هو دفاعه المجيد عن السيد المسيح وأمه من الاتهامات السافلة الكافرة التى يرددها اليهود وملاحدة الغرب وبعض من يزعمون أنهم من أتباعه؟ هل هو تحذيره من شهوات النفس ووسوسات الشيطان؟ هل هو حرصه على أن يكون عمل الخير خالصا لوجه الله بعيدا عن الرياء؟ هل هو حملته على النفاق والمنافقين؟ هل هو تشديده النهى على أتباعه أن يَجْرِمهم شَنَآن قوم على ألا يَعْدِلوا؟ هل هو جعْله التعاون على البر والتقوى مبدأً من مبادئه؟ هل هو فضحه المتاجرة بالدين وكشفه عن جشع فريق كبير من الأحبار والرهبان وأكلهم أموال الناس بالباطل وصدهم عن سبيل الله وقيادتهم جمهور أتباعهم من أنوفهم وراءهم دون عقل أو تفكير؟ هل هو إماطته اللثام عن حقيقة ما تم من عبث وتحريف فى التوراة والإنجيل؟ هل هو دفاعه العظيم عن الأنبياء والمرسلين وتبرئتهم من تهم الزنا والقتل والزواج بالمحارم وتسهيل عبادة الأوثان التى يتهمهم بها مؤلفو الكتاب المقدس؟
أما القول بأن الإسلام ليس بدين مصرى فكذلك النصرانية ليست بدين مصرى، وأما ما يردده بعض من طمس الشيطان بصائرهم من أن المسلمين فى مصر ليسوا مصريين بل وافدين من الجزيرة العربية فهو كلام يدل على جهل وغباء أو على استبلاه واستحماق، لأن كلا من المسلمين والنصارى فى مصر هم بوجه عام مصريون أبًا عن جَدّ، اللهم إلا القليل هنا وهناك مما لا يخلو منه بلد. ولم يحدث قط أن قال مسلم فى مصر إن على النصارى أن يرحلوا، فلماذا يقولها بعض الناس من الطرف الآخر؟ هذه أول مرة نرى فيها "أقلية الأقلية" تقول هذا الكلام الغريب. وأقول: "أقلية الأقلية" لأنه ليس كل النصارى (فيما أفهم) يقولون ذلك، إنما هى أقلية صغيرة بينهم، وإلا فهى الكارثة!
إننى والله فى حيرة من أمرى، ولا أدرى ماذا يمكن أن يصنع الإنسان فى الرد على هذه السفالات؟ أحد الإخوة من عقلاء المهجر (وما أقلهم!) رجانى أن أهمل الرد على القُمّص إياه وقال إننى ينبغى ألا أهتم بما يردده من اتهامات للإسلام جائرة، وإنه يعرف أن دين محمد دين عظيم، أو شيئا بهذا المعنى لأن نص كلامه ليس أمامى الآن. إلا أننى، بعد شكره الجزيل على هذا الكلام حتى لو كان مجرد مجاملة لا أكثر، أتساءل: ما دام ذلك الأخ الكريم يعتقد بهذا فلم لا يوجه مثل هذا النداء لذلك القُمّص وأشياعه؟ أمن المعقول أن آتى للمُعْتَدَى عليه وأطالبه بالسماح، ولا أكلّف نفسى بمحاولة لفت نظر المُعْتَدِى إلى سوء ما يفعل؟ إننا لا يمكن أن ننال من السيد المسيح ولا من أمه الطاهرة ولا حتى من الحواريين، بل إننا لنردّ على ما جاء فى العهد الجديد مما يمكن أن يُتَّخَذ تُكَأَة فى الإساءة إلى أى منهم، فلم التسافُه والتباذؤ مع سيّد الخلق إذن؟ لا يا أخى الكريم، لن نسكت على قلة الأب، وسنرد بكل قوة، لكن مع احترام السيد المسيح وأمه وتلاميذه، لا من باب المجاملة، بل من باب الإيمان بمحمد عليه السلام، الذى يوجب علينا دينه العبقرى النبيل الراقى المتحضر أن نؤمن بكل الأنبياء، والذى يُعْلِى من شأن مريم وابنها عليهما السلام كل الإعلاء مع رفض كل تأليه لأى منهما تماما.
والآن نمضى فى الرد على السخافات المهجرية وقلة العقل والغفلة والبذاءة والسفالة التى هى حجة الصايع الضايع الذى لم يربّه أهله فتربّيه الأيام والليالى وتقوّم اعوجاجه بالصرمة القديمة، وذلك من خلال التحليل العلمى للأناجيل بغية توضيح موقفنا العقيدى ولتوجيه نظر من عنده بقية من نظر إلى عظمة ما عندنا وعبقريته، وكل إنسان حر بعد هذا فى اتخاذ الموقف الذى يراه واعتناق الرأى الذى يعتقد فى صحته، ونحن بحمد لله نردد من كل قلوبنا ما قاله ربنا فى قرآنه المجيد ونؤمن به أتم الإيمان: "لا إكراه فى الدين، قد تبين الرُّشْد من الغَىّ. فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفضام لها. والله سميع عليم" (البقرة/ 256)، "ولو شاء ربك لآمن من فى الأرض كلهم جميعا. أفأنت تُكْرِه الناسَ حتى يكونوا مؤمنين؟" (يونس/ 99)، " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة. ولا يزالون مختلفين إلا مَنْ رَحِمَ ربك، ولذلك خلقهم. وتمت كلمة ربك: لأملأنّ جهنم من الجنة والناس أجمعين" (هود/ 119)، "وقل: الحق من ربكم، فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر. إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سُرَادِقها، وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمُهْل يشوى الوجوه" (الكهف/ 29)، "كذلك زَيَّنّا لكل أمة عملهم، ثم إلى ربهم مَرْجِعهم فينبئّهم بما كانوا يعملون" (الأنعام/ 108)... إلخ.
أما الجاموسة والإتيان من وراء الجاموسة فماذا فيه؟ إن للجاموسة منافع كثيرة: فقد كانت أيام أن كنت أمشى وراءها (رغم أن أهلى ليسوا من أصحاب الأرض بل تجارا، لكنى كنت أحب أن أرافق زملائى من أولاد جيراننا الفلاحين إلى حقولهم التى أعشق التجوال فيها وما زلت عشقًا والِهًا عجيبًا)، أقول: كانت الجاموسة تجر المحراث والنورج وتدير الساقية، وكانت وما زالت تعطينا "لبنا سائغا خالصا للشاربين" كما يقول القرآن، ويُؤْكَل لحمها الطيب الذى لا رائحة له منتنة كرائحة لحم الخنزير ورائحة أفواه وأدبار من يحبونه، كما أن فى رَوْثها فائدة كبيرة للأرض الزراعية، وكذلك لتلطيخ وجه القُمّص المذكور، وجهه فقط لا دبره لأن على حوافى دبره، والحمد لله، من الفضلات المنتنة كرائحة فمه وعقله وقلبه ما يلطّخ وجوه السفلة المتطاولين على سيد الأنبياء والمرسلين على بَكْرَة أبيهم وأمهم أيضا ويملأ أفواههم جميعا حتى يشبعوا ويكُظّوا كروشهم دون الحاجة إلى "تزويدة" من رَوْث الجاموسة التى نحن آتون من ورائها! بالله ماذا فى الإتيان من وراء الجاموسة؟ أليس ذلك أفضل من الإتيان من وراء زيكو، وأنتم تعرفون ماذا يعنى الإتيان من وراء زيكو، وزيكو لا يُؤْتَى إلا من ورائه؟ ليست المشكلة فى الإتيان من وراء الجاموسة يا جاموسة أنت وهو وهى، بل المشكلة كل المشكلة فى أن يكون البعيد جاموسة يا من تخفيت وراء اسم امرأة، ثم لا حصّلت أن تكون امرأة ولا رجلا، بل جاموسة، وأدنى من الجاموسة لأن الجاموسة، يا أدنى من الجاموسة، لا تشرك بالله الواحد الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، أو تعبد معه صنما أو وثنا أو بشرا. إن الجاموسة (التى هى جاموسة) قد فهمت هذا، فهل فهمت أنت يا أدنى من الجاموسة؟ ثم إن للجاموسة، يا أدنى من الجاموسة، فضلاً آخر لا أدرى كيف نسيتُه، ألا وهو أنها بعد أن تُذْبَح وتُسْلَخ نأخذ جلدها وندبغه ونصنع منه جِزَمًا نلبسها فى أقدامنا، وبعد أن تصبح هذه الجزم صُرَمًا قديمة نستخدمها فى صفع زيكو على وجهه القبيح وقفاه العريض ودبره المنتن وضميره الخرب المظلم، وأنا على يقين أنه سيستزيدنا من هذه الأنواع المختلفة كلها من الضرب كرامةً لنوع واحد فقط منها هو ضربه على دبره وما يجده ذلك المازوكىّ فى هذا الضرب من لذة شاذة! هل وصلت الرسالة؟ أم هل أعيدها من أول وجديد يا أدنى من الجاموسة؟ والله إن فى مقارنتك أنت وأمثالك بالجاموسة إساءة إلى الجاموسة يا أدنى من الجاموسة! وأنا هنا، أيها القراء الكرام، لا أدافع عن نفسى، فليست المسألة بينى وبين هؤلاء مسألة شخصية، إذ لا أحد منا يعرف الآخر، بل هم يشتمون لأننى أدافع عن محمد بن عبد الله (عليه وعلى أخيه عيسى بن مريم الصلاة والسلام) ضد سفالاتهم وإجرامهم رغم أن هذا الدفاع تأخر كثيرا جدا على أمل أن يفيقوا أو ينصحهم عقلاؤهم بالإفاقة من نوبة السفالة التى اعترتهم فجأة، لكنهم انهالوا علىّ برسائلهم النجسة مثلهم، والتى سبق أن أهملت كثيرا منها من قبل حين لم يكن لها علاقة بالتطاول على رسول الله صلى الله عليه وسلم. إنى لا أعد نفسى شيئا ذا بال على الإطلاق، ولم أكن لأهتم بما يقولون لو كان الأمر خاصا بى، أمّا والتطاول على الرسول هو المراد فالأمر يختلف جدا جدا جدا...
وعجيب أن يكون الحب الذى يكنونه لى، حسبما كتب إلىّ "فلان المحب" (كما سمى نفسه)، سببا فى كيل هذه الشتائم والبذاءات والسفالات لنا، مما يجعلنا نتساءل: إذا كان هذا هو ما يؤدى إليه الحب، فما الذى يمكن أن يؤدى إليه الكره إذن؟ إن المخبول الذى يتطاول على أشرف الأنبياء والمرسلين ويقول إنه قد مات وأنتن يعتقد بجهله وغبائه وقلة عقله وضيق أفقه وتحجر عقيدته أننا نعبد الرسول الكريم كما يعبد هو السيد المسيح، غافلا (لأنه مغفل من الطراز الأول) أننا لا نعتقد فيه أكثر مما يقوله المنطق والعقل وما أكده هو ذاته عليه صلوات الله وسلامه، وعلى من يمسه بأية كلمة بذيئة لعنات الله والرسل، والمسيح على رأسهم، والملائكة والناس أجمعين، ألا وهو أنه عبد الله ورسوله. فنحن إذن لا نعبد ميتا كما يفعل ذلك الحمار الغبى الجهول وأشباهه، بل نعبد الحى الذى لا يموت، الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، الذى لا يهينه عباده ولا يبصقون فى وجهه أو يصفعونه على خديه أو يطعنونه بالحربة فى جنبه أو يضعونه على الخشبة التى لا يوضع عليها إلا كل ملعون بنص العهد القديم، ولا يوصف بالخروف ولا يصرخ من الألم وما من مغيث، ولا يفقد أعصابه فيَعْنُف بأمه ويناديها بــ" يا امرأة" لا بــ" يا أمى"كما يفعل كل من يحبون أمهاتهم ويحترمونهن، ولا يُذِلّ الكنعانيات المسكينات إذلالا ما بعده إذلال ويسميهن هن وسائر البشر من غير بنى إسرائيل بــ"الكلاب"، ولا يتهم الحواريين دائما بأنهم ضعفاء الإيمان شياطين، ولا يعمل كما يعمل كل الناس، ومعروف ما يفعله كل الناس فى دورات المياه، يا عيب الشؤم، ولا يأمرنا بتطليق الدنيا والاحتفاء بالموت والعدم! أما الموت فهو لا يختص بالرسول الكريم الذى لم يشأ أن يضلل أتباعه عن حقيقته فلم يقل لهم (ولم يقولوا هم بدورهم عنه) إنه ابن الله، بل قال بكل بساطة وعظمة وتواضع حقيقى إنه ميت مثلما كل البشر ميتون، بما فيهم السيد المسيح، عبد الله ورسوله عليه الصلاة والسلام. أما الرسالة التى وصلتنى الآن من "النعمة"، وفيها تلك العبارة: "I am sending this message again because I love u & I want u to know who is going to save u from Hell in the last day which is coming very soon as the prophecies say!"، فيبدو أن صاحبها قد نسى أنه يخوفنى بشىءٍ المفروضُ، حسب نص الكلام الذى ينسبونه للمسيح عليه السلام، أنه قد وقع من زماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااان (منذ نحو ألفى عام)، إذ قال، طبقا لما رَوَوْه عنه، إن ملكوت السماوات سوف يأتى قبل أن يموت أصغر واحد من الموجودين معه، أو شيئا من هذا القبيل. يعنى: نحن الآن فى الملكوت، أو فى الباى باى!
والآن، وبعد هذه التوطئة التى أرجو أن تكون قد وضعت الأمور فى نصابها فأَوْلَجَتِ "الألف" فى "ميم" زيكو، "أَلِجُ" أنا فى الموضوع فأقول إن المقارنة بين الأناجيل الأربعة تكشف لنا عن أشياء مذهلة. ولا أود أن أستبق الأحداث بل أترك النصوص تتحدث بنفسها، حاصرًا دورى فى التعليق عليها ولفت النظر إلى ما أظنه يستحق الالتفات فيها، والله المستعان، ومنه التوفيق، وعليه التُّكَلان، وباسمه تعالى نبدأ المقارنة والتحليل، لكن بعد أن أرجو السادة القراء ألا يقفزوا فوق النقول التى أستشهد بها إذا ما طالت حتى يتحققوا من صحة ما أقول أو خطئه، والخطأ واردٌ فى كل حال، وجارٍ على كل إنسان:
فمتّى فى بداية الإصحاح الأول منه يقول إن المسيح عليه السلام هو ابن داود بن إبراهيم، أى أنه من سلالة بشرية: "1 كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْراهِيمَ: 2إِبْراهِيمُ وَلَدَ إِسْحاقَ. وَإِسْحاقُ وَلَدَ يَعْقُوبَ. وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يَهُوذَا وَإِخْوَتَهُ. 3وَيَهُوذَا وَلَدَ فَارِصَ وَزَارَحَ مِنْ ثَامَارَ. وَفَارِصُ وَلَدَ حَصْرُونَ. وَحَصْرُونُ وَلَدَ أَرَامَ. 4وَأَرَامُ وَلَدَ عَمِّينَادَابَ. وَعَمِّينَادَابُ وَلَدَ نَحْشُونَ. وَنَحْشُونُ وَلَدَ سَلْمُونَ. 5وَسَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ مِنْ رَاحَابَ. وَبُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ مِنْ رَاعُوثَ. وَعُوبِيدُ وَلَدَ يَسَّى. 6وَيَسَّى وَلَدَ دَاوُدَ الْمَلِكَ. وَدَاوُدُ الْمَلِكُ وَلَدَ سُلَيْمَانَ مِنَ الَّتِي لأُورِيَّا. 7وَسُلَيْمَانُ وَلَدَ رَحَبْعَامَ. وَرَحَبْعَامُ وَلَدَ أَبِيَّا. وَأَبِيَّا وَلَدَ آسَا. 8وَآسَا وَلَدَ يَهُوشَافَاطَ. وَيَهُوشَافَاطُ وَلَدَ يُورَامَ. وَيُورَامُ وَلَدَ عُزِّيَّا. 9وَعُزِّيَّا وَلَدَ يُوثَامَ. وَيُوثَامُ وَلَدَ أَحَازَ. وَأَحَازُ وَلَدَ حَزَقِيَّا. 10وَحَزَقِيَّا وَلَدَ مَنَسَّى. وَمَنَسَّى وَلَدَ آمُونَ. وَآمُونُ وَلَدَ يُوشِيَّا. 11وَيُوشِيَّا وَلَدَ يَكُنْيَا وَإِخْوَتَهُ عِنْدَ سَبْيِ بَابِلَ. 12وَبَعْدَ سَبْيِ بَابِلَ يَكُنْيَا وَلَدَ شَأَلْتِئِيلَ. وَشَأَلْتِئِيلُ وَلَدَ زَرُبَّابِلَ. 13وَزَرُبَّابِلُ وَلَدَ أَبِيهُودَ. وَأَبِيهُودُ وَلَدَ أَلِيَاقِيمَ. وَأَلِيَاقِيمُ وَلَدَ عَازُورَ. 14وَعَازُورُ وَلَدَ صَادُوقَ. وَصَادُوقُ وَلَدَ أَخِيمَ. وَأَخِيمُ وَلَدَ أَلِيُودَ. 15وَأَلِيُودُ وَلَدَ أَلِيعَازَرَ. وَأَلِيعَازَرُ وَلَدَ مَتَّانَ. وَمَتَّانُ وَلَدَ يَعْقُوبَ. 16وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يُوسُفَ رَجُلَ مَرْيَمَ الَّتِي وُلِدَ مِنْهَا يَسُوعُ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ". هذا ما قاله متى، على حين يقول لوقا فى أول فقرة من أول إصحاح فيه: "بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ اللَّهِ"، أى أنه من سلالة إلهية، لكنه فى موضع آخر يورد نسبه على النحو التالى: "23وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً ، وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ ، بْنِ هَالِي،24بْنِ مَتْثَاتَ، بْنِ لاَوِي ، بْنِ مَلْكِي ، بْنِ يَنَّا ، بْنِ يُوسُفَ،25بْنِ مَتَّاثِيَا ، بْنِ عَامُوصَ ، بْنِ نَاحُومَ ، بْنِ حَسْلِي ، بْنِ نَجَّايِ، 26بْنِ مَآثَ ، بْنِ مَتَّاثِيَا ، بْنِ شِمْعِي ، بْنِ يُوسُفَ ، بْنِ يَهُوذَا،27بْنِ يُوحَنَّا ، بْنِ رِيسَا ، بْنِ زَرُبَّابِلَ ، بْنِ شَأَلْتِئِيلَ ، بْنِ نِيرِي،28بْنِ مَلْكِي ، بْنِ أَدِّي ، بْنِ قُصَمَ ، بْنِ أَلْمُودَامَ ، بْنِ عِيرِ، 29بْنِ يُوسِي ، بْنِ أَلِيعَازَرَ ، بْنِ يُورِيمَ ، بْنِ مَتْثَاتَ ، بْنِ لاَوِي،30بْنِ شِمْعُونَ ، بْنِ يَهُوذَا ، بْنِ يُوسُفَ ، بْنِ يُونَانَ ، بْنِ أَلِيَاقِيمَ،31بْنِ مَلَيَا ، بْنِ مَيْنَانَ ، بْنِ مَتَّاثَا ، بْنِ نَاثَانَ ، بْنِ دَاوُدَ،32بْنِ يَسَّى ، بْنِ عُوبِيدَ ، بْنِ بُوعَزَ ، بْنِ سَلْمُونَ ، بْنِ نَحْشُونَ،33بْنِ عَمِّينَادَابَ ، بْنِ آرَامَ ، بْنِ حَصْرُونَ ، بْنِ فَارِصَ ، بْنِ يَهُوذَا ، 34بْنِ يَعْقُوبَ ، بْنِ إِسْحَاقَ ، بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، بْنِ تَارَحَ ، بْنِ نَاحُورَ،35بْنِ سَرُوجَ ، بْنِ رَعُو ، بْنِ فَالَجَ ، بْنِ عَابِرَ ، بْنِ شَالَحَ، 36بْنِ قِينَانَ ، بْنِ أَرْفَكْشَادَ ، بْنِ سَامِ ، بْنِ نُوحِ ، بْنِ لاَمَكَ، 37بْنِ مَتُوشَالَحَ ، بْنِ أَخْنُوخَ ، بْنِ يَارِدَ ، بْنِ مَهْلَلْئِيلَ ، بْنِ قِينَانَ،38بْنِ أَنُوشَ ، بْنِ شِيتِ ، بْنِ آدَمَ ، ابْنِ اللهِ".
وكما ترى فهذه السلسلة تختلف إلى حد بعيد عن سلسلة متى، سواء فى عدد حلقاتها أو فى ترتيبها، وهو أمر مضحك، إذ ليس من المعقول أن يجهل القوم سلسلة نسب ربهم. فيا له من رب! وياله من نسب! ولا تظن أيها القارئ أنى أتهكم حين أقول: "سلسلة نسب ربهم"، فقد قالوها هم بأنفسهم رغم أنى كتبت ما كتبت قبل أن أرى ما كتبوا، بل رجعت إليه فيما بعد. وهذا مثلا ما كتبه محررو "تفسير الكتاب المقدس": "إن غرض تتبع سلسلة نسب ربنا والرجوع به إلى داود هو أن يظهر أن المواعيد التى أعطيت لداود إنه سيصير سلفا للمَسِيّا قد تحققت فى يسوع المسيح" (تأليف مجموعة من اللاهوتيين برئاسة الدكتور فرنسيس دافدسون/ ط2/ دار منشورات التفسير/ بيروت/ 5/ 1990م/ 14). بل إن الشخص المذكور فى هذه السلسة على أنه ابن الله ليس هو المسيح بل آدم، أما المسيح فهو، حسبما كان يقول الناس، ابن يوسف! أما سلسلة متى فهى صريحة فى أنه ابن يوسف، أستغفر الله، إذ ليس هناك من معنى للقول بأنه ابن يوسف إلا معنى واحد لا أستطيع أن أنطق به!
وهو ما يؤكده النص التالى المأخوذ من مطلع إنجيل توما (أحد الأناجيل غير القانونية): "And a certain Jew when he saw what Jesus did, playing upon the Sabbath day, departed straightway and told his father Joseph: Lo, thy child is at the brook, and he hath taken clay and fashioned twelve little birds, and hath polluted the Sabbath day. "، إذ يقول المؤلف إن أحد اليهود الغيارى على الشريعة الموسوية، حين رأى عيسى الصغير يصنع يومَ سبتٍ من الطين طيرًا، ذهب من فوره إلى "أبيه يوسف" وشكا له ما صنع الغلام من الاعتداء على حرمة اليوم المقدس. ومثله قول المؤلف فى موضع آخر إن عيسى ذهب ذات يوم لزراعة القمح مع "والده" فى حقلهم: "Again, in the time of sowing the young child went forth with his father to sow wheat in their land: and as his father sowed, the young child Jesus sowed also one corn of wheat"... وغير ذلك من المواضع التى وُصِف فيها يوسف بأنه "أبوه". بل إننا لنقرأ أن يوسف، تعجُّبًا من المعجزات التى كان يعملها عيسى الصغير، قد دعا ربه شاكرا أنْ أعطاه طفلا مثله: " Happy am I for that God hath given me this young child".
وعَوْدًا إلى ما كنا بسبيله أرجو ألا تضحك، عزيزى القارئ، من حكاية نسب ربنا هذه، ذلك أن الكلام ليس عن الإله الذى نعرفه، رب العالمين، بل عن إله مجهول الهوية يراد تحديد أسرته ومكان إقامته ومهنته وتاريخ ميلاده وصحيفة أحواله المدنية حتى نعرف من هو، ومن أين أتى، وإلى أين هو ذاهب، وأين يسكن، ومن وَلِىّ أمره... إلخ. ويا حبذا لو اطّلعنا أيضا على رخصة قيادة السيارة (أو بالأحرى: رخصة ركوب الأتان والجحش ابنها)، فكل شىء من هذه الوثائق من شأنه أن يطمئننا على أننا ماشُون فى الطريق السليم وأننا لا نتعامل مع شخص لا نعرف له مرجعا ولا مكان عمل أو سكن. ونحن نعرف أن الناس هذه الأيام لا يبعثون على الاطمئنان، وأن ابن الحرام لم يترك لابن الحلال حاجة، فــ"بردون: pardon" يا عزيزى. آه! هذه أشياء لا تُغْضِب، أو ينبغى ألا تُغْضِب، أحدا. وهذا الإله لم نسمع به من قبل، وقد كثرت الآلهة، ولم يعد هناك شىء موثوق به، فالأفضل الأخذ بالأحوط!
وبعد قليل يقول الكاتب السابق: "يُرَجَّح أن سلسلة النسب هذه (يقصد سلسلة النسب المذكورة فى متّى) لا تتبع التسلسل الطبيعى (الذى تجده فى لوقا...)، بل الملكى والشرعى الذى بفضله كان المسيح وارثا لعرش داود" (نفس المرجع والصفحة). يا حلاوة! هناك إذن نسب طبيعى متسسل، ونسب كده وكده (نسبًا مضروبًا يعنى)، نسب يُذْكَر فى الأوراق الرسمية حتى تكون مهمة مجلس الوصاية على ولى العهد سهلة فلا يتلكّك أحد لأعضائه بحجة الرسميات وختم النسر، فكل شىء كما ترى جاهز، وتستطيع بعد ذلك أن تضع إصبعك فى عين أى موظف يشاغبك ويتحجج بلوائح الروتين، فنحن الذين خَرَمْنا التعريفة ودهنّا الهواء دُوكُو كما يقول المصريون الخائبون!
والله عال! عشنا وشفنا الآلهة لها نسب، وأى نسب؟: 1- نسبٌ طبيعى، وهذا نعرفه فيما بيننا، لكن لا يصح أن نظهره لأنه كفيل بإفساد الخطة الخاصة بوراثة العرش. 2- ونسبٌ أىّ كلام لزوم وراثة العرش عن داود وعشيقته (التى صارت زوجته فيما بعد) بَتْشَبَع: إى نعم، داود وبتشبع الزانيين القراريّين كما تكلم عنهما الكتاب المقدس ذاته ولست أنا والله العظيم! وأنطسّ فى نظرى لو كنت قلت هذا أو شيئا من هذا أو أرضى بهذا أو لا ألعن سنسفيل جدود من قال هذا، عليه وعلى من يرضى بهذا لعنات الله والملائكة والرسل والمسيح والناس أجمعين خالدين فيها إلى يوم يبعثون! ولا أظنك قد نسيت حكايتهما ولا السطح والطست والكوز والحركات إياها التى كانت تأتيها المستحمة العارية فى قلب الحوش المكشوف جنب القصر خبط لزق وهى تغنى أغنية "الطشت قال لى" مع الحفاظ على حقوق الأداء العلنى لورثة المرحومة عايدة الشاعر! ولقد كان الشدياق يداعب امرأته كلما نشزت عليه فيقول لها: "بحق السطح" فتلين فى الحال. ويبدو أنه كان بينهما شىء خاص وقع فوق السطح، فهو يذكّرها به فتتذكر، أو ربما كان يشير إلى الواقعة الغرامية بين داود وبتشبع. ولم أكن أعلم أن للسطوح سرا باتعا بهذا الشكل! ولأن الشىء بالشىء يُذْكَر فقد كنا ونحن صغار (وكان ذلك فى منتصف الخمسينات من القرن الماضى) نتجمع ليلا على إحدى المصاطب قريبا من بيوتنا فى ضوء القمر ثم يحكى البارعون منا فى الكلام حواديت، وكان من بيننا ولد عفريت يمتهن مع زوج أمه مهنة صنع الغرابيل والمناخل، فكان يحكى لنا دائما حدوتة واحد من أصحاب هذه المهنة كان يعاكس النساء وهو ينادى على بضاعته، فيرفع عقيرته صائحا أمام البيوت التى يمر بها: "يا ستى يا اللى فوق السطوح! آجِى واللا ارُوح؟ يا اللى عاوزة المنخل"! فهذه ثلاثة شواهد على مدى أهمية السطوح فى حياة البشر، ولو بحثتم عن شواهد أخرى فأنا موقن أنها متوفرة بغزارة! لكن الذين ذكروا هذا النسب الـــ"أى كلام" نَسُوا للأسف أنه هو نسب يوسف النجار. يا ألطاف الله! يعنى: الحكاية مطيَّنة من الناحيتين: فهو أولا نسب مزوَّر وملخبط، وثانيا نسب مريب يسىء للسيد المسيح، الذى نجلّه نحن المسلمين ولا نرضى أن تناله شبهة إساءة، فهو نبى من أنبياء الله الأطهار، عليه أفضل الصلوات وأزكى السلامات، ولعن الله كل من تسوِّل له نفسه النجسة الإساءة إليه ولو بالتلميح من بعيد!
لكن نعود للنسبين: الإلهى والبشرى، ونتساءل: لماذا هذا الاختلاف بين الكاتبين فلم يذكر كل منهما النسبين فيريح ويستريح؟ سيقولون إن كلا منهما ركز على جانب من جانبى السيد المسيح. لكن السؤال هو: ولماذا لم يكن كل منهما واضحا فى هذه المسألة التى تقوم عليها الديانة التى ينتمى إليها فيقول بصريح العبارة إنه قد ركز على جانب واحد من الأمر وترك الجانب الآخر من أجل كذا وكذا؟ كما أن ثمة سؤالا آخر فى غاية الخطورة: ترى هل معنى تركيز متّى على الجانب البشرى فى المسيح أن ينسبه، وفى بداية الإصحاح الأول منه، إلى يوسف النجار، الذى كان كثير من اليهود وما زالوا يتهمون به مريم عليها السلام؟ إن أقل ما يقال فى متّى أنه قد أعطى بذلك أعداء المسيح صلى الله عليه وسلم السكين لطعن شرفه وعِرْض أمه الكريمة الطاهرة التى رفعها القرآن الكريم فوق نساء العالمين، إن لم نقل فيما فعله ذلك المؤلف أكثر من هذا! وهاهو ذا متّى يؤكد أنه ابن يوسف ومريم معا فى أكثر من موضع، إذ يصفهما مثلا بأنهما: "أَبَوَاهُ" (2/ 41)، "وَعِنْدَمَا دَخَلَ بِالصَّبِيِّ يَسُوعَ أَبَوَاهُ ، لِيَصْنَعَا لَهُ حَسَبَ عَادَةِ النَّامُوسِ..." (2/ 27)، كما تقول مريم مخاطبة عيسى الصغير وهى تشير إلى يوسف ونفسها:"يَا بُنَيَّ، لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هَكَذَا؟ هُوَ ذَا أَبُوكَ وَأَنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ!" (2/ 48).
كذلك يقول لوقا فى ذات الفصل إن الملاك قد ظهر لمريم مبشرا إياها أنها ستلد ولدا اسمه يسوع، قائلا لها مرة إنه سوف يُدْعَى: "ابن العَلِىّ"، ومرة أخرى: "ابن الله"، أما متّى فيقول فى نفس الفصل أيضا إنه سيُدْعَى: "عِمّانوئيل"، أى "الله معنا". فهذا تناقض فيما قاله الملاك، فضلا عن أنه فى رواية متّى لم يقل هذا لها هى، بل ليوسف، وهو تناقض آخر! وهاتان هما الروايتان على الترتيب: "30فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ: لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ. 31وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. 32هَذَا يَكُونُ عَظِيماً ، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ،33وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَد، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَة .34فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟ 35فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَهُ (هكذا وردت فى طبعة المشباك التى رجعتُ إليها، والصواب: "لها"): اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ ،وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ ، فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ"، "20وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ، لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ . لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُم . 22وَهَذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ القَائِلِ : 23 هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً ، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيل الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا".
وحين يولد عيسى بن مريم عليه السلام يحكى لنا متّى (ف 2) حكاية فى منتهى الطرافة تخالف العقل من كل ناحية نظرت إليها وبأى معنى حاولت أن تفهمها. ولنسمع أولا الحكاية ثم نفصل القول فيها بعض التفصيل حتى يتضح وجه طرافتها ومجانبتها للعقل: "1وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ، إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ:«أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ». 3فَلَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ اضْطَرَبَ وَجَمِيعُ أُورُشَلِيمَ مَعَهُ. 4فَجَمَعَ كُلَّ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَكَتَبَةِ الشَّعْب، وَسَأَلَهُمْ:«أَيْنَ يُولَدُ الْمَسِيحُ؟» 5فَقَالُوا لَهُ:«فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ. لأَنَّهُ هكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ: 6وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ، أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا، لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ».7حِينَئِذٍ دَعَا هِيرُودُسُ الْمَجُوسَ سِرًّا، وَتَحَقَّقَ مِنْهُمْ زَمَانَ النَّجْمِ الَّذِي ظَهَرَ. 8ثُمَّ أَرْسَلَهُمْ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ، وَقَالَ:«اذْهَبُوا وَافْحَصُوا بِالتَّدْقِيقِ عَنِ الصَّبِيِّ. وَمَتَى وَجَدْتُمُوهُ فَأَخْبِرُونِي، لِكَيْ آتِيَ أَنَا أَيْضًا وَأَسْجُدَ لَهُ». 9فَلَمَّا سَمِعُوا مِنَ الْمَلِكِ ذَهَبُوا. وَإِذَا النَّجْمُ الَّذِي رَأَوْهُ فِي الْمَشْرِقِ يَتَقَدَّمُهُمْ حَتَّى جَاءَ وَوَقَفَ فَوْقُ، حَيْثُ كَانَ الصَّبِيُّ. 10فَلَمَّا رَأَوْا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحًا عَظِيمًا جِدًّا. 11وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ، وَرَأَوْا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ. فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا. 12ثُمَّ إِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِمْ فِي حُلْمٍ أَنْ لاَ يَرْجِعُوا إِلَى هِيرُودُسَ، انْصَرَفُوا فِي طَرِيق أُخْرَى إِلَى كُورَتِهِمْ".
والآن إلى تحليل الحكاية الطريفة المجانبة للعقل: أول كل شىء أن المجوس يتحدثون عن مَلِك لليهود. فأين ذلك المَلِك؟ لقد وُلِد المسيح عليه السلام فى مِذْوَد، لا فى قصر ملكى، وكان ولى أمره نجارا لا قيصرًا ولا كسرًى ولا فرعونًا من الفراعين. كما أنه لم يصر ملكا فى يوم من الأيام بأى معنى من المعانى. الشىء الثانى أن هؤلاء المجوس الآتين من المشرق قد أخذوا يسألون عن ملك اليهود، وهو ما يدل على أنهم كانوا بحاجة إلى من يسألونه عن مكان هذا المَلِك المزعوم لا أنهم كانوا يعرفونه. لكننا بعد قليل سوف نسمع "الراوى يا سادة يا كرام" يقول إن النجم المذكور سوف يظهر لهم ويسير أمامهم، ثم يجىء ويقف فوق بيت الملك المزعوم. فأى الروايتين نصدق بالله عليكم؟ وثالثا فإن "الراوى يا سادة يا كرام" يتحدث عن تحرك النجم أمام هؤلاء المجوس وكأنه كان يمشى بنفس إيقاع حركتهم، فهل هذا معقول؟ وهل كان يتوقف نهارا حتى يستطيعوا استئناف رؤيتهم له ليلا فلا يضلوا عنه بعد أن يكون قد سبقهم فى سماء الله الواسعة؟ أعطونى عقلكم من فضلكم أتصبر به! اللهم إلا إذا قالوا إنه نجم "نونو" كان لا يزال فى اللفّة، فلم يكن قد تعلم المشى بعد، دَعْكَ من الجرى بسرعة لا تطولها سرعة الصاروخ ولا فى الأحلام، بل كان يحبو على أربع، وكانت أمه النجمة الكبيرة (نجمة حقيقية من نجوم السماء لا من بتوع السينما) تصفق له وقد أدارت له شريط أحلام: "تاتا خَطِّ العتبة! تاتا حَبّة حَبّة!"، فإن كان كذلك فإنى أسلِّم من الآن وأغلق فمى فلا أفتحه أبدا! وهذا النجم هل يمكن أن نصدق أنه قد انخلع من مداره ولم يسقط مع ذلك فى الفضاء السحيق مثل أى نجم يخرج عن فَلَكه؟ ثم ما معنى قول الراوى عن النجم إنه "جاء ووقف فوق"، أى فوق البيت الذى كان فيه الملك الرضيع المزعوم؟ والسؤال هو: جاء من أين؟ من السماء طبعا؟ وإلى أين؟ إلى تحت طبعا بحيث يكون قريبا من المذود الذى كان فيه الطفل الرضيع. أليس هذا هو ما نفهمه من النص بدون أى تكلف؟ فهل هذا ممكن، ونحن نعرف أن النجم أكبر من الأرض أضعافًا مضاعفة؟ أما ما يقال من أن هؤلاء المجوس كانوا يحملون بعض الآلات الهندسية التى يمكنهم أن يحددوا عن طريقها مكان المذود مع الاستعانة بالنجم، كبيرة كانت هذه الآلات أم صغيرة، فأمر يبعث على الضحك لأن النص لم يقل ولا يمكن أن يقول شيئا عن هذا، ذلك أنهم لم يكونوا فلكيين، وإلا ما فاتت هذه متّى ولشنّف آذاننا بها. وقد رأينا المجوس فى البداية لا يعرفون كيف يستدلون على المكان، فكانوا يسألون الناس. ولو كانت معهم آلات فلكية ما كانوا بحاجة إلى مثل هذا السؤال أصلا! أليس كذلك؟ ثم كيف يا ترى استطاعوا التفاهم مع مريم ويوسف، وهم من غير أهل البلاد، أى لم يكونوا يتكلمون لغة الأم وخطيبها؟ وثالث عشر (أو رابع عشر، لا أدرى بالضبط): من أى كتابٍ أو فمٍ عَلِمَ أولئك المجوسُ بأمر ذلك النجم؟ بل لماذا يهتم المجوس بذلك الأمر أساسا، وهم ليسوا من اليهود؟ ولماذا ينبغى أن يشعروا أنهم لا بد لهم من السجود لملك بنى إسرائيل؟ ترى بأى كتاب أم بأية سنة وجب عليهم هذا؟ وبعد أن رَأَوْا ملك اليهود لماذا لم يَبْقَوْا إلى جانبه ما داموا قد تكلفوا مشاق ذلك السفر الطويل الذى يهدّ القُوَى؟ أو على الأقل لماذا لم يظهروا ثانية فى حياة السيد المسيح حين كبر وأعلن دعوته وشرع يبشر بملكوت السماوات؟ وهو نفس السؤال الذى يصدق على جماعة الرعاة فى حكاية لوقا المقبلة بعد قليل، فاستعدوا لها.
وثمة أسئلة كثيرة أخرى لا أريد أن أرهق القارئ بها فأكتفى بهذه، وأنبه إلى أن هذه الحكاية هى من اختراع متّى وإحدى بُنَيّات خياله: سجلها باسمه ببراءة اختراع خاصة به، ولهذا لا نجدها فى أقاصيص الأناجيل الثلاثة الباقية، بل نجد بدلا منها قصة مخترعة أخرى عند لوقا، الذى رأى أنه لا يصح أن يكون أقل مقدرة على اختراع القصص الشائقة (الشائقة على ما بها من ثغرات كثيرة مزعجة رغم طرافتها)، فأورد حكاية مختلفة عن جماعة من الرعاة ظهرت لهم الملائكة وهى تترنم مبشرة بولادة عيسى عليه السلام... إلى آخر ما قاله فى الفصل الثانى من إنجيله عن أولئك الرعاة المساكين الذين لا لهم فى الثور ولا فى الطحين، لكن لوقا أكرههم على الظهور فى حكايته إكراها. ولهذا لا نراهم، بل لا نسمع بهم أو عنهم مجرد سماع بعد ذلك أبدا بما يدل على أن مؤلف القصة يفتقر إلى القدرة على إحكام الحبكة الفنية وأنه إنما أراد ألا يتأخر عن متّى فى التأليف والاختراع. ثم لماذا تظهر الملائكة لجماعة من الرعاة ليس لهم فى حياة السيد المسيح عليه السلام أى دور يؤدونه ولا حتى دور الكومبارس؟
وهذه هى الحكاية الشائقة: "1وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ صَدَرَ أَمْرٌ مِنْ أُوغُسْطُسَ قَيْصَرَ بِأَنْ يُكْتَتَبَ كُلُّ الْمَسْكُونَةِ. 2وَهذَا الاكْتِتَابُ الأَوَّلُ جَرَى إِذْ كَانَ كِيرِينِيُوسُ وَالِيَ سُورِيَّةَ. 3فَذَهَبَ الْجَمِيعُ لِيُكْتَتَبُوا، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ. 4فَصَعِدَ يُوسُفُ أَيْضًا مِنَ الْجَلِيلِ مِنْ مَدِينَةِ النَّاصِرَةِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ، إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ الَّتِي تُدْعَى بَيْتَ لَحْمٍ، لِكَوْنِهِ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَعَشِيرَتِهِ، 5لِيُكْتَتَبَ مَعَ مَرْيَمَ امْرَأَتِهِ الْمَخْطُوبَةِ وَهِيَ حُبْلَى. 6وَبَيْنَمَا هُمَا هُنَاكَ تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ. 7فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ. 8وَكَانَ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ، 9وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ، فَخَافُوا خَوْفًا عَظِيمًا. 10فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ:«لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: 11أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ. 12وَهذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلاً مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ». 13وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ: 14«الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ».15وَلَمَّا مَضَتْ عَنْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ الرجال الرُّعَاةُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ:«لِنَذْهَبِ الآنَ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَنَنْظُرْ هذَا الأَمْرَ الْوَاقِعَ الَّذِي أَعْلَمَنَا بِهِ الرَّبُّ». 16فَجَاءُوا مُسْرِعِينَ، وَوَجَدُوا مَرْيَمَ وَيُوسُفَ وَالطِّفْلَ مُضْجَعًا فِي الْمِذْوَدِ. 17فَلَمَّا رَأَوْهُ أَخْبَرُوا بِالْكَلاَمِ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ عَنْ هذَا الصَّبِيِّ. 18وَكُلُّ الَّذِينَ سَمِعُوا تَعَجَّبُوا مِمَّا قِيلَ لَهُمْ مِنَ الرُّعَاةِ. 19وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا. 20ثُمَّ رَجَعَ الرُّعَاةُ وَهُمْ يُمَجِّدُونَ اللهَ وَيُسَبِّحُونَهُ عَلَى كُلِّ مَا سَمِعُوهُ وَرَأَوْهُ كَمَا قِيلَ لَهُمْ".
وحينما سألتْ يحيى، عليه السلام، الجموعُ التى أتت لتتعمد على يديه هل هو نفسه المسيح، جاء رده على النحو التالى فى الأناجيل المختلفة: "أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ ، وَلَكِنْ يَأْتِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي ، الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ" (لوقا/ 1/ 169)، " أَنَا أُعَمِّدُ بِمَاءٍ، وَلَكِنْ فِي وَسْطِكُمْ قَائِمٌ الَّذِي لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ.27 هُوَ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي، الَّذِي صَارَ قُدَّامِي، الَّذِي لَسْتُ بِمُسْتَحِقٍّ أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِه" (يوحنا/ 1/ 26- 27)، "11أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ لِلتَّوْبَةِ ، وَلَكِنِ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي هُوَ أَقْوَى مِنِّي ، الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَهُ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ. 12الَّذِي رَفْشُهُ فِي يَدِهِ ، وَسَيُنَقِّي بَيْدَرَهُ ، وَيَجْمَعُ قَمْحَهُ إِلَى الْمَخْزَنِ ، وَأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لاَ تُطْفَأ" (متى/ 3/ 11- 12)، "يَأْتِي بَعْدِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَنْحَنِيَ وَأَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ. 8أَنَا عَمَّدْتُكُمْ بِالْمَاءِ ، وَأَمَّا هُوَ فَسَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُس" (مرقس/ 1/ 7- 8). وبنظرة سريعة نستطيع أن نتبين الاختلاف الموجود بين نص كلام يحيى فى الأناجيل الأربعة ما بين أنه لا يستحق أن يحل سيور حذاء المسيح أو أنه لا يستحق حمل الحذاء أو سكوت القصة عن هذه النقطة أصلا، وكذلك الاختلاف فى أن المسيح سوف يعمدهم بالروح القدس والنار أو بالروح القدس فقط... إلى آخر الاختلافات بين نصوص الأناجيل الأربعة.
ونسمع يحيى فى إنجيل لوقا (الفصل الأول) يشتم الجموع كلها التى أتت لتتعمد على يديه: "7وَكَانَ يَقُولُ لِلْجُمُوعِ الَّذِينَ خَرَجُوا لِيَعْتَمِدُوا مِنْهُ: يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي ، مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي؟ 8فَاصْنَعُوا أَثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ. ولاَ تَبْتَدِئُوا تَقُولُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ: لَنَا إِبْرَاهِيمُ أَباً. لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ : إِنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هَذِهِ الْحِجَارَةِ أَوْلاَداً لإِبْرَاهِيمَ. 9وَالآنَ قَدْ وُضِعَتِ الْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ الشَّجَرِ ، فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّار. 10وَسَأَلَهُ الْجُمُوعُ قَائِليِنَ : فَمَاذَا نَفْعَلُ؟ 11فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ : مَنْ لَهُ ثَوْبَانِ فَلْيُعْطِ مَنْ لَيْسَ لَهُ، وَمَنْ لَهُ طَعَامٌ فَلْيَفْعَلْ هَكَذَا "، على حين أن شتائمه فى لوقا (الفصل الثالث) تقتصر من هذه الجموع على الفَرِّيسيّين والصَّدُّوقيّين وحدهم: "7فَلَمَّا رَأَى كَثِيرِينَ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ يَأْتُونَ إِلَى مَعْمُودِيَّتِهِ، قَالَ لَهُمْ: يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي ، مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي؟ 8فَاصْنَعُوا أَثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ". أما فى مرقس ويوحنا فلا ذكر لتلك الشتائم!
وفى متّى (4/ 15) أن الملائكة جاءت وصارت تخدم المسيح بعد أن فشل الشيطان فى أن يُغْوِيَه أثناء الأيام الأربعين التى قضاها عليه السلام فى البَرِّّية صائما فانصرف عنه: "12ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ ، وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ"، أما فى مرقس (1/ 13) فكانت الملائكة تخدمه فى الوقت الذى كان يجرَّب فيه من الشيطان: "13وَكَانَ هُنَاكَ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنَ الشَّيْطَانِ. وَكَانَ مَعَ الْوُحُوشِ. وَصَارَتِ الْمَلاَئِكَةُ تَخْدِمُهُ". وهذا تناقض لا أدرى كيف نحلّه!
أما بالنسبة لأول لقاء تم بين المسيح عليه السلام وسمعان وأندراوس (تلميذان من تلاميذه) فهكذا يحكيه لنا يوحنا (الفصل الأول) :"35وَفِي الْغَدِ أَيْضاً كَانَ يُوحَنَّا وَاقِفاً هُوَ وَاثْنَانِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، 36 فَنَظَرَ إِلَى يَسُوعَ مَاشِياً، فَقَالَ: هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ ! . 37 فَسَمِعَهُ التِّلْمِيذَانِ يَتَكَلَّمُ، فَتَبِعَا يَسُوعَ. 38 فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَنَظَرَهُمَا يَتْبَعَانِ، فَقَالَ لَهُمَا: مَاذَا تَطْلُبَانِ؟ فَقَالاَ: رَبِّي، الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ، أَيْنَ تَمْكُثُ؟ 39فَقَالَ لَهُمَا: تَعَالَيَا وَانْظُرَا . فَأَتَيَا وَنَظَرَا أَيْنَ كَانَ يَمْكُثُ، وَمَكَثَا عِنْدَهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ. وَكَانَ نَحْوَ السَّاعَةِ الْعَاشِرَةِ. 40كَانَ أَنْدَرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَاحِداً مِنَ الاِثْنَيْنِ اللَّذَيْنِ سَمِعَا يُوحَنَّا وَتَبِعَاهُ. 41 هَذَا وَجَدَ أَوَّلاً أَخَاهُ سِمْعَانَ، فَقَالَ لَهُ: قَدْ وَجَدْنَا مَسِيَّا الَّذِي تَفْسِيرُهُ: الْمَسِيحُ . 42فَجَاءَ بِهِ إِلَى يَسُوعَ. فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَقَالَ: أَنْتَ سِمْعَانُ بْنُ يُونَا. أَنْتَ تُدْعَى صَفَا الَّذِي تَفْسِيرُهُ: بُطْرُسُ . 43 فِي الْغَدِ أَرَادَ يَسُوعُ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْجَلِيلِ، فَوَجَدَ فِيلُبُّسَ فَقَالَ لَهُ: اتْبَعْنِي . 44 وَكَانَ فِيلُبُّسُ مِنْ بَيْتِ صَيْدَا، مِنْ مَدِينَةِ أَنْدَرَاوُسَ وَبُطْرُسَ. 45فِيلُبُّسُ وَجَدَ نَثَنَائِيلَ وَقَالَ لَهُ: وَجَدْنَا الَّذِي كَتَبَ عَنْهُ مُوسَى فِي النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءُ يَسُوعَ ابْنَ يُوسُفَ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَة". فإذا يممنا وجوهنا نحو متّى (الفصل الرابع) راعنا أن القصة مختلفة بما لا يمكن التوفيق بينها وبين رواية يوحنا: "18وَإِذْ كَانَ يَسُوعُ مَاشِياً عِنْدَ بَحْرِ الْجَلِيلِ أَبْصَرَ أَخَوَيْنِ: سِمْعَانَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ ، وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ يُلْقِيَانِ شَبَكَةً فِي الْبَحْرِ ، فَإِنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْنِ. 19فَقَالَ لَهُمَا: هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيِ النَّاس. 20فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا الشِّبَاكَ وَتَبِعَاهُ. 21ثُمَّ اجْتَازَ مِنْ هُنَاكَ فَرَأَى أَخَوَيْنِ آخَرَيْنِ: يَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَاهُ فِي السَّفِينَةِ مَعَ زَبْدِي أَبِيهِمَا يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا ، فَدَعَاهُمَا. 22فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا السَّفِينَةَ وَأَبَاهُمَا وَتَبِعَاهُ"، ومثلها رواية مرقس (الفصل الأول):"14وَبَعْدَ مَا أُسْلِمَ يُوحَنَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ اللَّهِ 15وَيَقُولُ: قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ، فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيل .16 وَفِيمَا هُوَ يَمْشِي عِنْدَ بَحْرِ الْجَلِيلِ أَبْصَرَ سِمْعَانَ وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ يُلْقِيَانِ شَبَكَةً فِي الْبَحْرِ، فَإِنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْنِ. 17فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا تَصِيرَانِ صَيَّادَيِ النَّاس . 18فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا شِبَاكَهُمَا وَتَبِعَاهُ. 19ثُمَّ اجْتَازَ مِنْ هُنَاكَ قَلِيلاً فَرَأَى يَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَهُمَا فِي السَّفِينَةِ يُصْلِحَانِ الشِّبَاكَ. 20فَدَعَاهُمَا لِلْوَقْتِ. فَتَرَكَا أَبَاهُمَا زَبْدِي فِي السَّفِينَةِ مَعَ الأَجْرَى وَذَهَبَا وَرَاءَهُ". فها نحن أولاء إزاء روايتين مختلفتين فى موضوع واحد اختلافا لا يمكن تجاهله والمرور فوقه دون اهتمام بمغزاه، وهو مغزى خطير بالنسبة لعصمة الكتاب المقدس كما لا بد أن يخطر فى بال القارئ! فأين يا ترى تم ذلك اللقاء الأول بين المسيح وتلميذيه؟ هل لَقِىَ السيد المسيح الأخوين المذكورين عند أبيهما بجوار القارب؟ أم هل فى حلقة يحيى يستمعان إلى مواعظه؟ مشكلة كبيرة لا سبيل لحلها!
وهناك ما يسمَّى بــ"موعظة الجبل"، فهل كانت فعلا فوق جبل كما يقول متّى، وهل كانت على النحو التالى:"5 1 وَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ ، فَلَمَّا جَلَسَ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ. 2 فَفتحَ فاهُ وعَلَّمَهُمْ قَائِلاً : 3 طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 4طُوبَى لِلْحَزَانَى ، لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ. 5طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ، لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ. 6طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ ،لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ. 7طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ، لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ. 8طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللَّهَ. 9طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللَّهِ يُدْعَوْنَ. 10طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 11طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ ، مِنْ أَجْلِي ،كَاذِبِينَ. 12اِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا، لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُمْ هَكَذَا طَرَدُوا الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ. 13 أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ ، وَلَكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. 14أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ ، 15وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجاً وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ ،بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. 16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ ،لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 17 لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا ،يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ ،فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.20فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ. 21 قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ ، وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. 22وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ. 23فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ ، وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئاً عَلَيْكَ ،24فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ ،وَاذْهَبْ أَوَّلاً اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ. 25كُنْ مُرَاضِياً لِخَصْمِكَ سَرِيعاً مَا دُمْتَ مَعَهُ فِي الطَّرِيقِ ،لِئَلا يُسَلِّمَكَ الْخَصْمُ إِلَى الْقَاضِي ، وَيُسَلِّمَكَ الْقَاضِي إِلَى الشُّرَطِيِّ ، فَتُلْقَى فِي السِّجْنِ. 26اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لاَ تَخْرُجُ مِنْ هُنَاكَ حَتَّى تُوفِيَ الْفَلْسَ الأَخِيرَ! 27 قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَزْنِ. 28وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا ، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ. 29فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ ، لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ. 30وَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ ، لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ. 31 وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَقٍ . 32وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي ، وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي. 33 أَيْضاً سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ:لاَ تَحْنَثْ ، بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ أَقْسَامَكَ. 34وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ ، لاَ بِالسَّمَاءِ لأَنَّهَا كُرْسِيُّ اللَّهِ ، 35وَلاَ بِالأَرْضِ لأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْهِ ، وَلاَ بِأُورُشَلِيمَ لأَنَّهَا مَدِينَةُ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ. 36وَلاَ تَحْلِفْ بِرَأْسِكَ، لأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً بَيْضَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ. 37بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ ، لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ. 38 سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. 39وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً. 40وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضاً. 41وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِداً فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ. 42مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ. 43 سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. 44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ ، 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. 46لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ ، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ ذَلِكَ؟ 47وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ فَأَيَّ فَضْلٍ تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ هَكَذَا؟48فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ. 6 1 اِحْتَرِزُوا مِنْ أَنْ تَصْنَعُوا صَدَقَتَكُمْ قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَنْظُرُوكُمْ ، وَإِلا فَلَيْسَ لَكُمْ أَجْرٌ عِنْدَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 2فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُصَوِّتْ قُدَّامَكَ بِالْبُوقِ، كَمَا يَفْعَلُ الْمُرَاؤُونَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي الأَزِقَّةِ ، لِكَيْ يُمَجَّدُوا مِنَ النَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ! 3وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ ،4لِكَيْ تَكُونَ صَدَقَتُكَ فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً. 5 وَمَتَى صَلَّيْتَ فَلاَ تَكُنْ كَالْمُرَائِينَ ،فَإِنَّهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يُصَلُّوا قَائِمِينَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي زَوَايَا الشَّوَارِعِ ،لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ! 6وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً. 7وَحِينَمَا تُصَلُّونَ لاَ تُكَرِّرُوا الْكَلاَمَ بَاطِلاً كَالأُمَمِ ، فَإِنَّهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ بِكَثْرَةِ كَلاَمِهِمْ يُسْتَجَابُ لَهُمْ. 8فَلاَ تَتَشَبَّهُوا بِهِمْ. لأَنَّ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ. 9 فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ. 11خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. 12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. 13وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ ، لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ ، وَالْقُوَّةَ ، وَالْمَجْدَ ، إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. 14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلاتِهِمْ ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. 15وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلاَّتِهِمْ ، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً زَلاّتِكُمْ. 16 وَمَتَى صُمْتُمْ فَلاَ تَكُونُوا عَابِسِينَ كَالْمُرَائِينَ ، فَإِنَّهُمْ يُغَيِّرُونَ وُجُوهَهُمْ لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ صَائِمِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ. 17وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صُمْتَ فَادْهُنْ رَأْسَكَ وَاغْسِلْ وَجْهَكَ ،18لِكَيْ لاَ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِماً، بَلْ لأَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً. 19 لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً عَلَى الأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ ،وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ. 20بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً فِي السَّمَاءِ ، حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ ، وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ ، 21لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضاً. 22سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ ،فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّراً ، 23وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِماً ، فَإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظَلاَماً فَالظَّلاَمُ كَمْ يَكُونُ!24 لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللَّهَ وَالْمَالَ. 25لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ ، وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ. أَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَامِ ، وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ؟ 26 اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ،وَأَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟27وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا اهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعاً وَاحِدَةً؟ 28وَلِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بِاللِّبَاسِ؟ تَأَمَّلُوا زَنَابِقَ الْحَقْلِ كَيْفَ تَنْمُو! لاَ تَتْعَبُ وَلاَ تَغْزِلُ. 29وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ : إِنَّهُ وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا. 30فَإِنْ كَانَ عُشْبُ الْحَقْلِ الَّذِي يُوجَدُ الْيَوْمَ وَيُطْرَحُ غَداً فِي التَّنُّورِ،يُلْبِسُهُ اللَّهُ هَكَذَا ، أَفَلَيْسَ بِالْحَرِيِّ جِدّاً يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟ 31فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ ؟ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟ 32فَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ كُلِّهَا. 33لَكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ ، وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. 34فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ. 7 1 لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا ،2لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ ، وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ. 3وَلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ 4أَمْ كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ: دَعْنِي أُخْرِجِ الْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ ، وَهَا الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ؟ 5يَا مُرَائِي ، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ ،وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّداً أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ! 6لاَ تُعْطُوا الْقَُدْسَ لِلْكِلاَبِ ، وَلاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الْخَنَازِيرِ ، لِئَلا تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُمْ. 7 اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. 8لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ. 9أَمْ أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ إِذَا سَأَلَهُ ابْنُهُ خُبْزاً ، يُعْطِيهِ حَجَراً؟ 10وَإِنْ سَأَلَهُ سَمَكَةً ،يُعْطِيهِ حَيَّةً؟ 11فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ ، يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ! 12فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهِمْ ، لأَنَّ هَذَا هُوَ النَّامُوسُ وَالأَنْبِيَاءُ. 13 اُدْخُلُوا مِنَ الْبَابِ الضَّيِّقِ ،لأَنَّهُ وَاسِعٌ الْبَابُ وَرَحْبٌ الطَّرِيقُ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْهَلاَكِ ، وَكَثِيرُونَ هُمُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ مِنْهُ! 14مَا أَضْيَقَ الْبَابَ وَأَكْرَبَ الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْحَيَاةِ ، وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَجِدُونَهُ! 15 اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَابِ الْحُمْلاَنِ ، وَلَكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِلٍ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ! 16مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَباً ، أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِيناً؟ 17هَكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَاراً جَيِّدَةً ، وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَاراً رَدِيَّةً ، 18لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً رَدِيَّةً ، وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً جَيِّدَةً. 19كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ. 20فَإِذاً مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ.21 لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ ، يَا رَبُّ ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ ، يَا رَبُّ ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا ، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ! 24 فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هَذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا ،أُشَبِّهُهُ بِرَجُلٍ عَاقِلٍ ، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ. 25فَنَزَلَ الْمَطَرُ ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ ، وَوَقَعَتْ عَلَى ذَلِكَ الْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ ، لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّساً عَلَى الصَّخْرِ. 26وَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هَذِهِ وَلاَ يَعْمَلُ بِهَا ، يُشَبَّهُ بِرَجُلٍ جَاهِلٍ ، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الرَّمْلِ. 27فَنَزَلَ الْمَطَرُ ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَصَدَمَتْ ذَلِكَ الْبَيْتَ فَسَقَطَ ، وَكَانَ سُقُوطُهُ عَظِيماً! . 28فَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هَذِهِ الأَقْوَالَ بُهِتَتِ الْجُمُوعُ مِنْ تَعْلِيمِهِ، 29لأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَمَنْ لَهُ سُلْطَانٌ وَلَيْسَ كَالْكَتَبَةِ".
وهل كانت بهذا اللفظ حرفيا وبنفس هذا الطول؟ أم هل كانت أقصر وبلفظ مختلف على نحو ما وألقاها المسيح فى سَهْلٍ لا فوق جَبَلٍ حسبما جاء عند لوقا (الفصل الخامس): "17وَنَزَلَ مَعَهُمْ وَوَقَفَ فِي مَوْضِعٍ سَهْلٍ ، هُوَ وَجَمْعٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ ، وَجُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ الشَّعْبِ ، مِنْ جَمِيعِ الْيَهُودِيَّةِ وَأُورُشَلِيمَ وَسَاحِلِ صُورَ وَصَيْدَاءَ ، الَّذِينَ جَاءُوا لِيَسْمَعُوهُ وَيُشْفَوْا مِنْ أَمْرَاضِهِمْ،18وَالْمُعَذَّبُونَ مِنْ أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ. وَكَانُوا يَبْرَأُونَ. 19وَكُلُّ الْجَمْعِ طَلَبُوا أَنْ يَلْمِسُوهُ ، لأَنَّ قُوَّةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنْهُ وَتَشْفِي الْجَمِيعَ.20وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ إِلَى تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: طُوبَاكُمْ أَيُّهَا الْمَسَاكِينُ ، لأَنَّ لَكُمْ مَلَكُوتَ اللهِ. 21طُوبَاكُمْ أَيُّهَا الْجِيَاعُ الآنَ لأَنَّكُمْ تُشْبَعُونَ. طُوبَاكُمْ أَيُّهَا الْبَاكُونَ الآنَ لأَنَّكُمْ سَتَضْحَكُونَ. 22طُوبَاكُمْ إِذَا أَبْغَضَكُمُ النَّاسُ ، وَإِذَا أَفْرَزُوكُمْ وَعَيَّرُوكُمْ ، وَأَخْرَجُوا اسْمَكُمْ كَشِرِّيرٍ مِنْ أَجْلِ ابْنِ الإِنْسَانِ. 23اِفْرَحُوا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَتَهَلَّلُوا ، فَهُوَذَا أَجْرُكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاءِ. لأَنَّ آبَاءَهُمْ هَكَذَا كَانُوا يَفْعَلُونَ بِالأَنْبِيَاءِ. 24وَلَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الأَغْنِيَاءُ ، لأَنَّكُمْ قَدْ نِلْتُمْ عَزَاءَكُمْ. 25وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الشَّبَاعَى ، لأَنَّكُمْ سَتَجُوعُونَ. وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الضَّاحِكُونَ الآنَ لأَنَّكُمْ سَتَحْزَنُونَ وَتَبْكُونَ. 26وَيْلٌ لَكُمْ إِذَا قَالَ فِيكُمْ جَمِيعُ النَّاسِ حَسَناً. لأَنَّهُ هَكَذَا كَانَ آبَاؤُهُمْ يَفْعَلُونَ بِالأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ. 27 لَكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ أَيُّهَا السَّامِعُونَ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ ، أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ،28بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ. 29مَنْ ضَرَبَكَ عَلَى خَدِّكَ فَاعْرِضْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً ، وَمَنْ أَخَذَ رِدَاءَكَ فَلاَ تَمْنَعْهُ ثَوْبَكَ أَيْضاً. 30وَكُلُّ مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ ، وَمَنْ أَخَذَ الَّذِي لَكَ فَلاَ تُطَالِبْهُ. 31وَكَمَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهِمْ هَكَذَا. 32وَإِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ ، فَأَيُّ فَضْلٍ لَكُمْ؟ فَإِنَّ الْخُطَاةَ أَيْضاً يُحِبُّونَ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُمْ. 33وَإِذَا أَحْسَنْتُمْ إِلَى الَّذِينَ يُحْسِنُونَ إِلَيْكُمْ ، فَأَيُّ فَضْلٍ لَكُمْ؟ فَإِنَّ الْخُطَاةَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ هَكَذَا. 34وَإِنْ أَقْرَضْتُمُ الَّذِينَ تَرْجُونَ أَنْ تَسْتَرِدُّوا مِنْهُمْ ، فَأَيُّ فَضْلٍ لَكُمْ؟ فَإِنَّ الْخُطَاةَ أَيْضاً يُقْرِضُونَ الْخُطَاةَ لِكَيْ يَسْتَرِدُّوا مِنْهُمُ الْمِثْلَ. 35بَلْ أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ ، وَأَحْسِنُوا وَأَقْرِضُوا وَأَنْتُمْ لاَ تَرْجُونَ شَيْئاً ، فَيَكُونَ أَجْرُكُمْ عَظِيماً وَتَكُونُوا بَنِي الْعَلِيِّ ، فَإِنَّهُ مُنْعِمٌ عَلَى غَيْرِ الشَّاكِرِينَ وَالأَشْرَارِ. 36فَكُونُوا رُحَمَاءَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ أَيْضاً رَحِيمٌ. 37وَلاَ تَدِينُوا فَلاَ تُدَانُوا. لاَ تَقْضُوا عَلَى أَحَدٍ فَلاَ يُقْضَى عَلَيْكُمْ. اِغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ. 38أَعْطُوا تُعْطَوْا ، كَيْلاً جَيِّداً مُلَبَّداً مَهْزُوزاً فَائِضاً يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ. لأَنَّهُ بِنَفْسِ الْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُم .39وَضَرَبَ لَهُمْ مَثَلاً: هَلْ يَقْدِرُ أَعْمَى أَنْ يَقُودَ أَعْمَى؟ أَمَا يَسْقُطُ الاِثْنَانِ فِي حُفْرَةٍ؟ 40لَيْسَ التِّلْمِيذُ أَفْضَلَ مِنْ مُعَلِّمِهِ ، بَلْ كُلُّ مَنْ صَارَ كَامِلاً يَكُونُ مِثْلَ مُعَلِّمِهِ. 41لِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ 42أَوْ كَيْفَ تَقْدِرُ أَنْ تَقُولَ لأَخِيكَ: يَا أَخِي ، دَعْنِي أُخْرِجِ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِكَ ، وَأَنْتَ لاَ تَنْظُرُ الْخَشَبَةَ الَّتِي فِي عَيْنِكَ؟ يَا مُرَائِي! أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّداً أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ. 43لأَنَّهُ مَا مِنْ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تُثْمِرُ ثَمَراً رَدِيّاً ، وَلاَ شَجَرَةٍ رَدِيَّةٍ تُثْمِرُ ثَمَراً جَيِّداً. 44لأَنَّ كُلَّ شَجَرَةٍ تُعْرَفُ مِنْ ثَمَرِهَا. فَإِنَّهُمْ لاَ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ تِيناً ، وَلاَ يَقْطِفُونَ مِنَ الْعُلَّيْقِ عِنَباً. 45اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الصَّالِحِ يُخْرِجُ الصَّلاَحَ ، وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشَّرَّ. فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ فَمُهُ. 46وَلِمَاذَا تَدْعُونَنِي: يَا رَبُّ ، يَا رَبُّ ، وَأَنْتُمْ لاَ تَفْعَلُونَ مَا أَقُولُهُ؟ 47كُلُّ مَنْ يَأْتِي إِلَيَّ وَيَسْمَعُ كَلاَمِي وَيَعْمَلُ بِهِ أُرِيكُمْ مَنْ يُشْبِهُ 48يُشْبِهُ إِنْسَاناً بَنَى بَيْتاً ، وَحَفَرَ وَعَمَّقَ وَوَضَعَ الأَسَاسَ عَلَى الصَّخْرِ. فَلَمَّا حَدَثَ سَيْلٌ صَدَمَ النَّهْرُ ذَلِكَ الْبَيْتَ ، فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُزَعْزِعَهُ ، لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّساً عَلَى الصَّخْرِ. 49وَأَمَّا الَّذِي يَسْمَعُ وَلاَ يَعْمَلُ ، فَيُشْبِهُ إِنْسَاناً بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الأَرْضِ مِنْ دُونِ أَسَاسٍ ، فَصَدَمَهُ النَّهْرُ فَسَقَطَ حَالاً ، وَكَانَ خَرَابُ ذَلِكَ الْبَيْتِ عَظِيماً"؟
وحين ننتقل معه، صلى الله عليه وسلم، إلى كفرناحوم بعد تجريب الشيطان له فى البرية لمدة أربعين يوما كما تقول الأسطورة نفاجأ أن لدينا فى الأناجيل ثلاث روايات مختلفة لما حدث آنئذ: ففى لوقا: "31وَانْحَدَرَ إِلَى كَفْرِنَاحُومَ ، مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ ، وَكَانَ يُعَلِّمُهُمْ فِي السُّبُوتِ. 32فَبُهِتُوا مِنْ تَعْلِيمِهِ، لأَنَّ كَلاَمَهُ كَانَ بِسُلْطَانٍ. 33وَكَانَ فِي الْمَجْمَعِ رَجُلٌ بِهِ رُوحُ شَيْطَانٍ نَجِسٍ ، فَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: 34 آهِ! مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ ؟أَتَيْتَ لِتُهْلِكَنَا! أَنَا أَعْرِفُكَ مَنْ أَنْتَ: قُدُّوسُ اللهِ ! . 35فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: اخْرَسْ ! وَاخْرُجْ مِنْهُ !. فَصَرَعَهُ الشَّيْطَانُ فِي الْوَسْطِ وَخَرَجَ مِنْهُ وَلَمْ يَضُرَّهُ شَيْئاً. 36فَوَقَعَتْ دَهْشَةٌ عَلَى الْجَمِيعِ ، وَكَانُوا يُخَاطِبُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً قَائِلِينَ: مَا هَذِهِ الْكَلِمَةُ ؟لأَنَّهُ بِسُلْطَانٍ وَقُوَّةٍ يَأْمُرُ الأَرْوَاحَ النَّجِسَةَ فَتَخْرُجُ ! . 37وَخَرَجَ صِيتٌ عَنْهُ إِلَى كُلِّ مَوْضِعٍ فِي الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ".
وفى يوحنا: "12 وَبَعْدَ هَذَا انْحَدَرَ إِلَى كَفْرِنَاحُومَ، هُوَ وَأُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ وَتلاَمِيذُهُ، وَأَقَامُوا هُنَاكَ أَيَّاماً لَيْسَتْ كَثِيرَةً 13 وَكَانَ فِصْحُ الْيَهُودِ قَرِيباً، فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ،14 وَوَجَدَ فِي الْهَيْكَلِ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ بَقَراً وَغَنَماً وَحَمَاماً، وَالصَّيَارِفَ جُلُوساً. 15 فَصَنَعَ سَوْطاً مِنْ حِبَالٍ وَطَرَدَ الْجَمِيعَ مِنَ الْهَيْكَلِ، اَلْغَنَمَ وَالْبَقَرَ، وَكَبَّ دَرَاهِمَ الصَّيَارِفِ وَقَلَّبَ مَوَائِدَهُمْ. 16وَقَالَ لِبَاعَةِ الْحَمَامِ: ارْفَعُوا هَذِهِ مِنْ هَهُنَا! لاَ تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتَ تِجَارَةٍ ! . 17فَتَذَكَّرَ تلاَمِيذُهُ أَنَّهُ مَكْتُوبٌ: غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي .18فَأَجَابَ الْيَهُودُ وَقَالُوا لَهُ : أَيَّةَ آيَةٍ تُرِينَا حَتَّى تَفْعَلَ هَذَا؟ 19أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: انْقُضُوا هَذَا الْهَيْكَلَ، وَفِي ثلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُه . 20فَقَالَ الْيَهُودُ: فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ هَذَا الْهَيْكَلُ، أَفَأَنْتَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ تُقِيمُهُ؟ 21وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ. 22 فَلَمَّا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ تَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ أَنَّهُ قَالَ هَذَا، فَآمَنُوا بِالْكِتَابِ وَالْكَلاَمِ الَّذِي قَالَهُ يَسُوعُ.23 وَلَمَّا كَانَ فِي أُورُشَلِيمَ فِي عِيدِ الْفِصْحِ، آمَنَ كَثِيرُونَ بِاسْمِهِ، إِذْ رَأَوُا الآيَاتِ الَّتِي صَنَعَ. 24 لَكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَأْتَمِنْهُمْ عَلَى نَفْسِهِ، لأَنَّهُ كَانَ يَعْرِفُ الْجَمِيعَ. 25وَلأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مُحْتَاجاً أَنْ يَشْهَدَ أَحَدٌ عَنِ الإِنْسَانِ ، لأَنَّهُ عَلِمَ مَا كَانَ فِي الإِنْسَانِ".
وفى مرقس: "21ثُمَّ دَخَلُوا كَفْرَنَاحُومَ وَلِلْوَقْتِ دَخَلَ الْمَجْمَعَ فِي السَّبْتِ وَصَارَ يُعَلِّمُ. 22فَبُهِتُوا مِنْ تَعْلِيمِهِ لأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَمَنْ لَهُ سُلْطَانٌ وَلَيْسَ كَالْكَتَبَةِ. 23وَكَانَ فِي مَجْمَعِهِمْ رَجُلٌ بِهِ رُوحٌ نَجِسٌ فَصَرَخَ24قَائِلاً: آهِ! مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ؟ أَتَيْتَ لِتُهْلِكَنَا! أَنَا أَعْرِفُكَ مَنْ أَنْتَ قُدُّوسُ اللَّهِ! 25فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: اخْرَسْ ! ‍‍‍‍‍‍‍وَاخْرُجْ مِنْهُ! 26فَصَرَعَهُ الرُّوحُ النَّجِسُ وَصَاحَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَخَرَجَ مِنْهُ. 27 فَتَحَيَّرُوا كُلُّهُمْ، حَتَّى سَأَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً قَائِلِينَ: مَا هَذَا؟ مَا هُوَ هَذَا التَّعْلِيمُ الْجَدِيدُ؟ لأَنَّهُ بِسُلْطَانٍ يَأْمُرُ حَتَّى الأَرْوَاحَ النَّجِسَةَ فَتُطِيعُهُ! 28فَخَرَجَ خَبَرُهُ لِلْوَقْتِ فِي كُلِّ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ بِالْجَلِيلِ".
والآن أعتقد أن الروايات الثلاث تتحدث بنفسها ولا تحتاج لمن يستطلع خبرها، إذ هى واضحة وضوح الشمس: فلوقا يقول إن المسيح عليه السلام كان يذهب كل سبت إلى المجمع فيعلم أهل كفر ناحوم، وإنه أخرج ذات مرة شيطانا من أحد المصروعين كان يشغب عليه فى دروسه، وإن الناس عجبوا لما حدث وذاع صِيتُه بسبب ذلك فى المنطقة المحيطة. وغَنِىٌّ عن القول إننا، وإن آمنّا بأن المسيح كان يشفى المرضى، لا نصدق أن الشياطين التى تسكن الأجساد (إن كانت شياطين فعلا) تتكلم وتتحدى من يحاول إخراجها من جسد المصروع. أما يوحنا فلم يتعرض لما حدث منه أو له فى كفرناحوم، بل انتقل سريعا إلى أورشليم وأورد غضبه من تحول الهيكل على يد الكهنة والتجار والصيارفة إلى مكان للبيع وصرف النقود وحظيرة للبهائم، وسَوْقه، صلى الله عليه وسلم، كل ذلك أمامه إلى خارج المكان بالسوط، وفى ذات الوقت لم يذكر شيئا عما وقع منه من شفاء بعض المرضى. وتتبقى رواية متى، وخلاصتها أن قائدا من قواد المائة اعترض طريق المسيح طالبا منه أن يشفى غلاما له، ولما تهيأ عيسى للذهاب معه إلى منزله علّق القائد قائلا إنه ليس بحاجة إلى الانتقال معه إلى البيت حيث الغلام المريض، بل كل ما يحتاجه منه أن يقول كلمة فيُشْفَى المريض على الفور، فعَدّ عيسى هذا منه إيمانا قويا لا يتوفر لأى إنسان من بنى إسرائيل، وكانت النتيجة أن برأ الغلام لوقته وهو فى الدار.
ولا أظن القارئ إلا تنبه لاستجابة المسيح السريعة لقائد المائة، إذ أبدى استعداده للذهاب معه فى الحال لبيته ليشفى له غلامه، على عكس سلوكه مع المرأة الكنعانية التى كانت لها ابنة مريضة وأخذت تتذلل وتسجد له وتلح عليه، على حين يردّ هو على لهفتها بكلمات قارصة مذلة بحجة أنه لم يُرْسَل إلا لخراف بنى إسرائيل الضالة (رغم أن قائد المائة هو أيضا أممى مثلها، أى من غير بنى إسرائيل)، حتى استجاب لها أخيرا، ولَمّا يَكَدْ! أتراه فعل هذا لأن الرجل قائد عسكرى، بينما هى مجرد امرأة مسكينة لا حول لها ولا طول؟ إننا لا نقصد بأى حال أن السيد المسيح قد فعل ذلك حقا، بل نقصد أن متّى (أقصد من ألف هذا الإنجيل، وهو ليس متى الحوارى بأى حال، وأغلب الظن أنه لا يسمى: "متّى" أصلا) قد عكس نفسه وأخلاقه على المسيح، ورسول الله من مثل ذلك السلوك براء!
ثم عندنا معجزة الخبز والسمك، وكل من مؤلفى الأناجيل يكتبها بطريقته التى تتفق مع ما قاله غيره فى أشياء، وتختلف فى أشياء: فمثلا هل كانت الجموع قد مكثت مع عيسى عليه السلام عدة أيام قبل أن يفكر فى مشكلة الطعام وكيفية تدبيره لهم؟ أم هل كان ذلك فى أول يوم؟ وإذا كان فى أول يوم، فهل كان ذلك بعد الوعظ؟ أم هل كان بمجرد أن رفع بصره ورآهم مقبلين نحوه؟ كما أن بعض الروايات تقول إنه "خرج" ليقابل تلك الجموع، فما المقصود بالخروج هنا، وهو إنما كان فى موضعٍ خلاء؟ ثم كيف يا ترى تم التفكير فى مشكلة الطعام؟ هل الحواريون هم الذين لفتوا نظره إليها؟ أم هل هو الذى فكر فيها ابتداء وطلب منهم أن يفكروا معه فى حلها؟ وهل هم الذين عرضوا عليه أن يذهبوا فيشتروا الطعام؟ أم هل هو الذى عرض عليهم ذلك؟ هنا تختلف الروايات، وإن اتفق الأربعة على أن هناك معجزة طعامية قد وقعت أشبع فيها السيد المسيح عدة آلاف من البشر، لا ندرى أهم أربعة آلاف أم خمسة؟ وهل كانوا رجالا فقط حسبما يُفْهَم من بعض الروايات أو كان هناك نساء وأطفال أيضا كما نصّت بعض الروايات الأخرى؟ وماذا كان عدد الأرغفة؟ أكانت خمسة أرغفة أم كانت سبعة؟ والسمكات: هل كانت سمكتين تحديدا؟ أم المقصود أنها كانت قليلة العدد جدا، والسلام؟ والأرغفة التى تبقت بعد أن أكلت الجموع وشبعت: هل ملأت سبع سلال (أو قُفَّة. واختر ما يعجبك، فإنها لا تفرق كثيرا)؟ أم هل ملأت اثنتى عشرة قُفَّة (أو سَلَّة)؟ ثم هل بقيت أسماك بعد الأكل أو لم يتبقّ إلا الخبز فقط؟ وماذا كان مصير ذلك الخبز؟ هل تركوه وراءهم على أساس أن المسيح موجود فى كل حين يستطيع أن يتكفل لهم بالطعام والشراب دون تعب منهم أو مشقة؟ أم هل تقاسموه بينهم تحسّبا للمفاجآت؟ على كل حال نترك القارئ مع الروايات المختلفة للحكاية:
متى: "13فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ انْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ فِي سَفِينَةٍ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ مُنْفَرِداً. فَسَمِعَ الْجُمُوعُ وَتَبِعُوهُ مُشَاةً مِنَ الْمُدُنِ.14فَلَمَّا خَرَجَ يَسُوعُ أَبْصَرَ جَمْعاً كَثِيراً فَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ وَشَفَى مَرْضَاهُمْ. 15وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: الْمَوْضِعُ خَلاَءٌ وَالْوَقْتُ قَدْ مَضَى. اِصْرِفِ الْجُمُوعَ لِكَيْ يَمْضُوا إِلَى الْقُرَى وَيَبْتَاعُوا لَهُمْ طَعَاما . 16فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: لاَ حَاجَةَ لَهُمْ أَنْ يَمْضُوا. أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ لِيَأْكُلُوا . 17فَقَالُوا لَهُ: لَيْسَ عِنْدَنَا هَهُنَا إِلاَّ خَمْسَةُ أَرْغِفَةٍ وَسَمَكَتَان . 18فَقَالَ: ائْتُونِي بِهَا إِلَى هُنَا . 19فَأَمَرَ الْجُمُوعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى الْعُشْبِ . ثُمَّ أَخَذَ الأَرْغِفَةَ الْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ ، وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى الأَرْغِفَةَ لِلتَّلاَمِيذِ ، وَالتَّلاَمِيذُ لِلْجُمُوعِ. 20فَأَكَلَ الْجَمِيعُ وَشَبِعُوا. ثُمَّ رَفَعُوا مَا فَضَلَ مِنَ الْكِسَرِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مَمْلُوءةً. 21وَ?لآكِلُونَ كَانُوا نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُلٍ ، مَا عَدَا النِّسَاءَ وَالأَوْلاَدَ".
مرقس: "8(إلى9 :1) 1فِي تِلْكَ الأَيَّامِ إِذْ كَانَ الْجَمْعُ كَثِيراً جِدّاً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ، دَعَا يَسُوعُ تَلاَمِيذَهُ وَقَالَ لَهُمْ: 2((إِنِّي أُشْفِقُ عَلَى الْجَمْعِ، لأَنَّ الآنَ لَهُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَمْكُثُونَ مَعِي وَلَيْسَ لَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ. 3وَإِنْ صَرَفْتُهُمْ إِلَى بُيُوتِهِمْ صَائِمِينَ يُخَوِّرُونَ فِي الطَّرِيقِ ، لأَنَّ قَوْماً مِنْهُمْ جَاءُوا مِنْ بَعِيد.((مِنْ أَيْنَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُشْبِعَ هَؤُلاَءِ خُبْزاً هُنَا فِي الْبَرِّيَّةِ؟ 5فَسَأَلَهُمْ: كَمْ عِنْدَكُمْ مِنَ الْخُبْزِ؟ فَقَالُوا: سَبْعَةٌ . 6فَأَمَرَ الْجَمْعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى الأَرْضِ، وَأَخَذَ السَّبْعَ خُبْزَاتٍ وَشَكَرَ وَكَسَرَ وَأَعْطَى تَلاَمِيذَهُ لِيُقَدِّمُوا ، فَقَدَّمُوا إِلَى الْجَمْعِ. 7وَكَانَ مَعَهُمْ قَلِيلٌ مِنْ صِغَارِ السَّمَكِ، فَبَارَكَ وَقَالَ أَنْ يُقَدِّمُوا هَذِهِ أَيْضاً. 8فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا . ثُمَّ رَفَعُوا فَضَلاَتِ الْكِسَرِ: سَبْعَةَ سِلاَلٍ. 9وَكَانَ الآكِلُونَ نَحْوَ أَرْبَعَةِ آلاَفٍ. ثُمَّ صَرَفَهُمْ. 10وَلِلْوَقْتِ دَخَلَ السَّفِينَةَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَجَاءَ إِلَى نَوَاحِي دَلْمَانُوثَةَ.11فَخَرَجَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَابْتَدَأُوا يُحَاوِرُونَهُ طَالِبِينَ مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ ، لِكَيْ يُجَرِّبُوهُ.12فَتَنَهَّدَ بِرُوحِهِ وَقَالَ: لِمَاذَا يَطْلُبُ هَذَا الْجِيلُ آيَةً؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَنْ يُعْطَى هَذَا الْجِيلُ آيَةً!. 4((مِنْ أَيْنَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُشْبِعَ هَؤُلاَءِ خُبْزاً هُنَا فِي الْبَرِّيَّةِ؟ 5فَسَأَلَهُمْ: كَمْ عِنْدَكُمْ مِنَ الْخُبْزِ؟ فَقَالُوا: سَبْعَةٌ . 6فَأَمَرَ الْجَمْعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى الأَرْضِ، وَأَخَذَ السَّبْعَ خُبْزَاتٍ وَشَكَرَ وَكَسَرَ وَأَعْطَى تَلاَمِيذَهُ لِيُقَدِّمُوا ، فَقَدَّمُوا إِلَى الْجَمْعِ. 7وَكَانَ مَعَهُمْ قَلِيلٌ مِنْ صِغَارِ السَّمَكِ، فَبَارَكَ وَقَالَ أَنْ يُقَدِّمُوا هَذِهِ أَيْضاً. 8فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا . ثُمَّ رَفَعُوا فَضَلاَتِ الْكِسَرِ: سَبْعَةَ سِلاَلٍ. 9وَكَانَ الآكِلُونَ نَحْوَ أَرْبَعَةِ آلاَفٍ. ثُمَّ صَرَفَهُمْ. 10وَلِلْوَقْتِ دَخَلَ السَّفِينَةَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَجَاءَ إِلَى نَوَاحِي دَلْمَانُوثَةَ.11فَخَرَجَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَابْتَدَأُوا يُحَاوِرُونَهُ طَالِبِينَ مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ ، لِكَيْ يُجَرِّبُوهُ.12فَتَنَهَّدَ بِرُوحِهِ وَقَالَ: لِمَاذَا يَطْلُبُ هَذَا الْجِيلُ آيَةً؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَنْ يُعْطَى هَذَا الْجِيلُ آيَةً"!
يوحنا: "61 بَعْدَ هَذَا مَضَى يَسُوعُ إِلَى عَبْرِ بَحْرِ الْجَلِيلِ، وَهُوَ بَحْرُ طَبَرِيَّةَ. 2وَتَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ لأَنَّهُمْ أَبْصَرُوا آيَاتِهِ الَّتِي كَانَ يَصْنَعُهَا فِي الْمَرْضَى. 3فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى جَبَلٍ وَجَلَسَ هُنَاكَ مَعَ تلاَمِيذِهِ. 4 وَكَانَ الْفِصْحُ، عِيدُ الْيَهُودِ، قَرِيباً. 5 فَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ أَنَّ جَمْعاً كَثِيراً مُقْبِلٌ إِلَيْهِ، فَقَالَ لِفِيلُبُّسَ: مِنْ أَيْنَ نَبْتَاعُ خُبْزاً لِيَأْكُلَ هَؤُلاَءِ؟ 6 وَإِنَّمَا قَالَ هَذَا لِيَمْتَحِنَهُ، لأَنَّهُ هُوَ عَلِمَ مَا هُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَفْعَلَ. 7أَجَابَهُ فِيلُبُّسُ: لاَ يَكْفِيهِمْ خُبْزٌ بِمِئَتَيْ دِينَارٍ لِيَأْخُذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ شَيْئاً يَسِيرا . 8 قَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنْ تلاَمِيذِهِ، وَهُوَ أَنْدَرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ: 9 هُنَا غُلاَمٌ مَعَهُ خَمْسَةُ أَرْغِفَةِ شَعِيرٍ وَسَمَكَتَانِ، وَلَكِنْ مَا هَذَا لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ؟ 10فَقَالَ يَسُوعُ: اجْعَلُوا النَّاسَ يَتَّكِئُون . وَكَانَ فِي الْمَكَانِ عُشْبٌ كَثِيرٌ، فَاتَّكَأَ الرِّجَالُ وَعَدَدُهُمْ نَحْوُ خَمْسَةِ آلاَفٍ. 11 وَأَخَذَ يَسُوعُ الأَرْغِفَةَ وَشَكَرَ، وَوَزَّعَ عَلَى التّلاَمِيذِ، وَالتّلاَمِيذُ أَعْطَوُا الْمُتَّكِئِينَ. وَكَذَلِكَ مِنَ السَّمَكَتَيْنِ بِقَدْرِ مَا شَاءُوا. 12 فَلَمَّا شَبِعُوا، قَالَ لِتلاَمِيذِهِ: اجْمَعُوا الْكِسَرَ الْفَاضِلَةَ لِكَيْ لاَ يَضِيعَ شَي ْء . 13 فَجَمَعُوا وَمَلأُوا اثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مِنَ الْكِسَرِ، مِنْ خَمْسَةِ أَرْغِفَةِ الشَّعِيرِ، الَّتِي فَضَلَتْ عَنِ الآكِلِينَ. 14فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: إِنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ! 15 وَأَمَّا يَسُوعُ فَإِذْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَأْتُوا وَيَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكاً، انْصَرَفَ أَيْضاً إِلَى الْجَبَلِ وَحْدَهُ".
لوقا: "10وَلَمَّا رَجَعَ الرُّسُلُ أَخْبَرُوهُ بِجَمِيعِ مَا فَعَلُوا ، فَأَخَذَهُمْ وَانْصَرَفَ مُنْفَرِداً إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ لِمَدِينَةٍ تُسَمَّى بَيْتَ صَيْدَا. 11فَالْجُمُوعُ إِذْ عَلِمُوا تَبِعُوهُ ، فَقَبِلَهُمْ وَكَلَّمَهُمْ عَنْ مَلَكُوتِ اللهِ ، وَالْمُحْتَاجُونَ إِلَى الشِّفَاءِ شَفَاهُمْ. 12فَابْتَدَأَ النَّهَارُ يَمِيلُ. فَتَقَدَّمَ الاِثْنَا عَشَرَ وَقَالُوا لَهُ: اصْرِفِ الْجَمْعَ لِيَذْهَبُوا إِلَى الْقُرَى وَالضِّيَاعِ حَوَالَيْنَا فَيَبِيتُوا وَيَجِدُوا طَعَاماً ، لأَنَّنَا هَهُنَا فِي مَوْضِعٍ خَلاَء . 13فَقَالَ لَهُمْ: أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ لِيَأْكُلُوا. فَقَالُوا: لَيْسَ عِنْدَنَا أَكْثَرُ مِنْ خَمْسَةِ أَرْغِفَةٍ وَسَمَكَتَيْنِ ، إِلاَّ أَنْ نَذْهَبَ وَنَبْتَاعَ طَعَاماً لِهَذَا الشَّعْبِ كُلِّه. 14لأَنَّهُمْ كَانُوا نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُلٍ. فَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: أَتْكِئُوهُمْ فِرَقاً خَمْسِينَ خَمْسِين . 15فَفَعَلُوا هَكَذَا، وَأَتْكَأُوا الْجَمِيعَ. 16فَأَخَذَ الأَرْغِفَةَ الْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ ، وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَهُنَّ ، ثُمَّ كَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ لِيُقَدِّمُوا لِلْجَمْعِ. 17فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا جَمِيعاً. ثُمَّ رُفِعَ مَا فَضَلَ عَنْهُمْ مِنَ الْكِسَرِ اثْنَتَا عَشْرَةَ قُفَّةً".
ونفس الاضطراب نجده فى أسماء الرسل الاثنى عشر الذين يقال إن عيسى بن مريم عليه السلام أرسلهم للتبشير بملكوت السماوات بين بنى إسرائيل، فهناك روايتان تذكران تداوس، وهناك رواية تذكر بدلا منه يهوذا أخا يعقوب (يعقوب من؟ لا ندرى لأن لدينا يعقوبين لا يعقوبا واحدا). وبطبيعة الحال لا نستطيع أن نعرف أىٌّ هى الصحيحة، إن كانت هناك رواية صحيحة أصلا، فكل شىء فى الأناجيل مُشْكِل إلا القليل. ويقول محررو "تفسير الكتاب المقدس" إن يهوذا وتداوس قد يكونان شخصا واحدا (5/ 107)، وهو توجيه سخيف وكلام فارغ يبدو أن صاحبه قد كتبه وهو سكران، وإلا أفلا يعرف أن تداوس لم يُذْكَر أنه أخ ليعقوب (سواء كان يعقوب بن حلفى أو يعقوب بن زبدى) على عكس ما قيل عن يهوذا ذاك وعن غيره؟ فضلا عن أن تداوس كان له اسم آخر هو لباوس، فلا يعقل أن يكون له ثلاثة أسماء، وإلا كانت الحكاية سِيبَة! المهم أن هؤلاء الشراح واعون بهذه الكارثة، وإن حاولوا بخفة واستهتار أن يقدموا لها حلا مضحكا لا يقنع الطفل الصعير! وإلى القارئ الكريم لائحة التلاميذ الاثنى عشر كما وردت فى الأناجيل الثلاثة:
متى (الفصل العاشر): "101ثُمَّ دَعَا تَلاَمِيذَهُ الاِثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً عَلَى أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ حَتَّى يُخْرِجُوهَا ، وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ. 2وَأَمَّا أَسْمَاءُ الاِثْنَيْ عَشَرَ رَسُولاً فَهِيَ هَذِهِ: الأَََوَّلُ سِمْعَانُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ ، وَأَنْدَرَاوُسُ أَخُوهُ. يَعْقُوبُ بْنُ زَبْدِي ، وَيُوحَنَّا أَخُوهُ. 3فِيلُبُّسُ ، وَبَرْثُولَمَاوُسُ. تُومَا ، وَمَتَّى الْعَشَّارُ. يَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى ، وَلَبَّاوُسُ الْمُلَقَّبُ تَدَّاوُسَ. 4سِمْعَانُ الْقَانَوِيُّ ، وَيَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ الَّذِي أَسْلَمَهُ. 5هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا ، وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ".
مرقس (الفصل الثالث): "13ثُمَّ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ وَدَعَا الَّذِينَ أَرَادَهُمْ فَذَهَبُوا إِلَيْهِ. 14 وَأَقَامَ اثْنَيْ عَشَرَ لِيَكُونُوا مَعَهُ، وَلْيُرْسِلَهُمْ لِيَكْرِزُوا، 15وَيَكُونَ لَهُمْ سُلْطَانٌ عَلَى شِفَاءِ الأَمْرَاضِ وَإِخْرَاجِ الشَّيَاطِينِ. 16وَجَعَلَ لِسِمْعَانَ اسْمَ بُطْرُسَ. 17 وَيَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَا يَعْقُوبَ، وَجَعَلَ لَهُمَا اسْمَ بُوَانَرْجِسَ أَيِ ابْنَيِ الرَّعْدِ . 18 وَأَنْدَرَاوُسَ ، وَفِيلُبُّسَ ، وَبَرْثُولَمَاوُسَ ، وَمَتَّى وَتُومَا، وَيَعْقُوبَ بْنَ حَلْفَى، وَتَدَّاوُسَ ، وَسِمْعَانَ الْقَانَوِيَّ، 19وَيَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ الَّذِي أَسْلَمَهُ. ثُمَّ أَتَوْا إِلَى بَيْتٍ".
لوقا (الفصلان السادس والتاسع): "12وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.13وَلَمَّا كَانَ النَّهَارُ دَعَا تَلاَمِيذَهُ ، وَاخْتَارَ مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ ، الَّذِينَ سَمَّاهُمْ أَيْضاً رُسُلا : 14سِمْعَانَ الَّذِي سَمَّاهُ أَيْضاً بُطْرُسَ وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ. يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا. فِيلُبُّسَ وَبَرْثُولَمَاوُسَ. 15مَتَّى وَتُومَا. يَعْقُوبَ بْنَ حَلْفَى وَسِمْعَانَ الَّذِي يُدْعَى الْغَيُورَ. 16يَهُوذَاأَخَا يَعْقُوبَ ، وَيَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ الَّذِي صَارَ مُسَلِّماً أَيْضاً... 91دَعَا تَلاَمِيذَهُ الاِثْنَيْ عَشَرَ ، وَأَعْطَاهُمْ قُوَّةً وَسُلْطَاناً عَلَى جَمِيعِ الشَّيَاطِينِ وَشِفَاءِ أَمْرَاضٍ، 2وَأَرْسَلَهُمْ لِيَكْرِزُوا بِمَلَكُوتِ اللهِ وَيَشْفُوا الْمَرْضَى. 3وَقَالَ لَهُمْ: لاَ تَحْمِلُوا شَيْئاً لِلطَّرِيقِ : لاَ عَصاً وَلاَ مِزْوَداً وَلاَ خُبْزاً وَلاَ فِضَّةً ، وَلاَ يَكُونُ لِلْوَاحِدِ ثَوْبَانِ. 4وَأَيَُّ بَيْتٍ دَخَلْتُمُوهُ فَهُنَاكَ أَقِيمُوا ، وَمِنْ هُنَاكَ اخْرُجُوا. 5وَكُلُّ مَنْ لاَ يَقْبَلُكُمْ فَاخْرُجُوا مِنْ تِلْكَ الْمَدِينَةِ ، وَانْفُضُوا الْغُبَارَ أَيْضاً عَنْ أَرْجُلِكُمْ شَهَادَةً عَلَيْهِم . 6فَلَمَّا خَرَجُوا كَانُوا يَجْتَازُونَ فِي كُلِّ قَرْيَةٍ يُبَشِّرُونَ وَيَشْفُونَ فِي كُلِّ مَوْضِع ".
ولقد قرأنا فى ذيل قائمة متّى الخاصة بأسماء الحواريين ما قاله المسيح لهؤلاء التلاميذ، وهذا نصه مرة أخرى من باب التذكرة: "5هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا، وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ"، وهو ما يدل أيضا على أن رسالته إنما هى لبنى إسرائيل وحدهم كما قال هو نفسه أكثر من مرة حسبما رأينا من قبل، ومن ثم فهو لم يأت للتكفير عن الخطيئة الأولى للبشرية جمعاء عكس ما يقال! وهذه مشكلة كبيرة لا أدرى كيف يمكن التغلب عليها! ومع ذلك فلسوف ينطلق هؤلاء التلاميذ فيمضون إلى الأمم ويتركون بنى إسرائيل، فمن أذن لهم بهذا بعد كل النهى الذى نهاهموه ربهم (كما يقولون عنه، أستغفر الله العظيم من كل ذنب وكفر، أو نبيهم كما نقول نحن)؟ هذه مشكلة أو بالحَرَى: كارثة أخرى! استر يا ستار! ليس ذلك فقط، بل إن المسيح نفسه قد قام بشفاء ابنة امرأة سامرية، وكان من نتيجة هذا أن آمن به، عليه السلام، كثير من السامريين ودَعَوْه إلى بيوتهم فاستجاب لهم وعاش بينهم يومين كاملين، وكان تعليقهم على ذلك أن "هذا هو بالحقيقة المسيح مخلّص العالم"، أى ليس مخلص بنى إسرائيل وحدهم: "39فَآمَنَ بِهِ مِنْ تِلْكَ الْمَدِينَةِ كَثِيرُونَ مِنَ السَّامِرِيِّينَ بِسَبَبِ كلاَمِ الْمَرْأَةِ الَّتِي كَانَتْ تَشْهَدُ أَنَّهُ: قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْت. 40فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهِ السَّامِرِيُّونَ سَأَلُوهُ أَنْ يَمْكُثَ عِنْدَهُمْ، فَمَكَثَ هُنَاكَ يَوْمَيْنِ.41فَآمَنَ بِهِ أَكْثَرُ جِدّاً بِسَبَبِ كلاَمِهِ. 42وَقَالُوا لِلْمَرْأَةِ: إِنَّنَا لَسْنَا بَعْدُ بِسَبَبِ كلاَمِكِ نُؤْمِنُ، لأَنَّنَا نَحْنُ قَدْ سَمِعْنَا وَنَعْلَمُ أَنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ الْمَسِيحُ مُخَلِّصُ الْعَالَم" (يوحنا/ ف 4). كما أنه استجاب لامرأة كنعانية وشفى لها بنتها، وإن كانت قد أُذِلّت أولا إذلالا كثيرا قبل أن يستجيب لها، وبالمثل نزل على رجاء أحد الضباط الرومان وشفى له غلامه رغم أنه أعلن مرارا أنه لم يرسل إلا لخراف بنى إسرائيل!
آه، لكنك يا حضرة الكاتب (الذى هو أنا) قد نَسِيتَ فيما يبدو أن المسيح نفسه قد عاد فى كلامه (ومن منا لا يعود؟ فلا تكن إذن حنبليا هكذا!) فأَمَرَهم أَمْرًا أن يذهبوا إلى الأمم الأخرى من غير بنى إسرائيل ويدعوهم بدعوته. أما تعليقى على هذا (أنا حضرة الكاتب) فهو أن ذلك حدث بعد أن مات المسيح (حسب كلامهم) ثم قام من القبر (أيضا بناء على كلامهم)، والمعروف أنه بعد العيد لا يُفَتَّل كعك! فليس من المعقول أن تنتهى حياته عليه السلام على الأرض ولا يتذكر مثل هذا التشريع إلا بعد أن يتم الصلب والقتل ولم تعد تربطه بالأرض رابطة. أما لو أصررتم على أن هذا تشريع صحيح، فعليكم أن تقرّوا أن هذا هو النسخ بعينه، وهو ما تشنِّعون به على الإسلام كيدًا رخيصًا مضحكًا. لكنه يظل مع ذلك نسخا غريبا غير مقنع، إذ إن الموضوع الذى بين أيدينا لا يقبل بطبيعته الدخول فى ميدان النسخ، فالمفروض أن المسيح عليه السلام إنما جاء منذ البداية خِصِّيصًا بغرض التكفير عن البشرية كلها لا عن بنى إسرائيل وحدهم، وهذه ليست مسألة تشريعية يُرَاعَى فيها التدرج والنسخ من ثَمَّ. ولقد جاء فى "إنجيل الولادة" (The Gospel of The Nativity of Mary) ما نصه من كلام الملاك الذى أتى ليوسف النجار فى المنام حينما لاحظ أن مريم خطيبته حامل وشرع الشك والقلق ينهشان قلبه: "For she alone of all virgins shall bring forth the Son of God, and thou shalt call His name Jesus, that is, Saviour; for He shall save His people from their sins. "، وهو ما يعنى بصريح العبارة أن الخلاص الذى أتى به المسيح إنما هو لبنى إسرائيل فحسب، ولا يتعداهم إلى ما وراءهم من أمم العالم. وبالمناسبة فقد نسخ المسيح أشياء أخرى من شريعة موسى رغم أنه كان قد وعد ألا يغير منها شيئا، ثم جاء بطرس وبولس فجاءا بدُرَفها، والحمد لله الذى لا يحمد على المجىء بالدُّرَف سواه! وهذا هو النص الذى أورده مرقس وحده مناقضًا به بقية مؤلفى الأناجيل الأربعة:
"14أَخِيرًا ظَهَرَ لِلأَحَدَ عَشَرَ وَهُمْ مُتَّكِئُونَ، وَوَبَّخَ عَدَمَ إِيمَانِهِمْ وَقَسَاوَةَ قُلُوبِهِمْ، لأَنَّهُمْ لَمْ يُصَدِّقُوا الَّذِينَ نَظَرُوهُ قَدْ قَامَ. 15وَقَالَ لَهُمُ:«اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا. 16مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ. 17وَهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ. 18يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ، وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئًا مُمِيتًا لاَ يَضُرُّهُمْ، وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَبْرَأُونَ».19ثُمَّ إِنَّ الرَّبَّ بَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ارْتَفَعَ إِلَى السَّمَاءِ، وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ اللهِ. 20وَأَمَّا هُمْ فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَالرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُمْ وَيُثَبِّتُ الْكَلاَمَ بِالآيَاتِ التَّابِعَة"ِ.
وبالنسبة لما قام به عيسى بن مريم من معجزات شاعت واستفاض ذِكْرها وما قاله هيرودس تعليقا على هذا نجد أن لدينا فى القصص المسماة بالأناجيل أكثر من رواية، وبعض ما جاء فى هذه الروايات واحد، وبعضه مختلف أو متناقض. وهذه هى الروايات ليقرأها القارئ بنفسه ويحكم لنفسه:
متى (الفصل الرابع عشر): "14 1 فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ سَمِعَ هِيرُودُسُ رَئِيسُ الرُّبْعِ خَبَرَ يَسُوعَ، 2فَقَالَ لِغِلْمَانِهِ: هَذَا هُوَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ ! وَلِذَلِكَ تُعْمَلُ بِهِ الْقُوَّات . 3 فَإِنَّ هِيرُودُسَ كَانَ قَدْ أَمْسَكَ يُوحَنَّا وَأَوْثَقَهُ وَطَرَحَهُ فِي سِجْنٍ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا امْرَأَةِ فِيلُبُّسَ أَخِيهِ، 4لأَنَّ يُوحَنَّا كَانَ يَقُولُ لَهُ: لاَ يَحِلُّ أَنْ تَكُونَ لَك . 5وَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَهُ خَافَ مِنَ الشَّعْبِ ، لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ. 6ثُمَّ لَمَّا صَارَ مَوْلِدُ هِيرُودُسَ ، رَقَصَتِ ابْنَةُ هِيرُودِيَّا فِي الْوَسَطِ فَسَرَّتْ هِيرُودُسَ. 7مِنْ ثَمَّ وَعَدَ بِقَسَمٍ أَنَّهُ مَهْمَا طَلَبَتْ يُعْطِيهَا. 8فَهِيَ إِذْ كَانَتْ قَدْ تَلَقَّنَتْ مِنْ أُمِّهَا قَالَتْ: أَعْطِنِي هَهُنَا عَلَى طَبَقٍ رَأْسَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَان . 9فَاغْتَمَّ الْمَلِكُ. وَلَكِنْ مِنْ أَجْلِ الأَقْسَامِ وَالْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ أَمَرَ أَنْ يُعْطَى. 10فَأَرْسَلَ وَقَطَعَ رَأْسَ يُوحَنَّا فِي السِّجْنِ. 11فَأُحْضِرَ رَأْسُهُ عَلَى طَبَقٍ وَدُفِعَ إِلَى الصَّبِيَّةِ ، فَجَاءَتْ بِهِ إِلَى أُمِّهَا.12فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَرَفَعُوا الْجَسَدَ وَدَفَنُوهُ. ثُمَّ أَتَوْا وَأَخْبَرُوا يَسُوعَ".
مرقس (الفصل السادس): "14فَسَمِعَ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ، لأَنَّ اسْمَهُ صَارَ مَشْهُوراً. وَقَالَ: إِنَّ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانَ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ وَلِذَلِكَ تُعْمَلُ بِهِ الْقُوَّات . 15قَالَ آخَرُونَ: إِنَّهُ إِيلِيَّا . وَقَالَ آخَرُونَ: إِنَّهُ نَبِيٌّ أَوْ كَأَحَدِ الأَنْبِيَاءِ . 16وَلَكِنْ لَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ قَالَ: هَذَا هُوَ يُوحَنَّا الَّذِي قَطَعْتُ أَنَا رَأْسَهُ. إِنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ! 17لأَنَّ هِيرُودُسَ نَفْسَهُ كَانَ قَدْ أَرْسَلَ وَأَمْسَكَ يُوحَنَّا وَأَوْثَقَهُ فِي السِّجْنِ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا امْرَأَةِ فِيلُبُّسَ أَخِيهِ، إِذْ كَانَ قَدْ تَزَوَّجَ بِهَا. 18لأَنَّ يُوحَنَّا كَانَ يَقُولُ لِهِيرُودُسَ: لاَ يَحِلُّ أَنْ تَكُونَ لَكَ امْرَأَةُ أَخِيكَ)) 19 فَحَنِقَتْ هِيرُودِيَّا عَلَيْهِ ، وَأَرَادَتْ أَنْ تَقْتُلَهُ وَلَمْ تَقْدِرْ، 20لأَنَّ هِيرُودُسَ كَانَ يَهَابُ يُوحَنَّا عَالِماً أَنَّهُ رَجُلٌ بَارٌّ وَقِدِّيسٌ، وَكَانَ يَحْفَظُهُ. وَإِذْ سَمِعَهُ، فَعَلَ كَثِيراً ، وَسَمِعَهُ بِسُرُورٍ. 21وَإِذْ كَانَ يَوْمٌ مُوافِقٌ، لَمَّا صَنَعَ هِيرُودُسُ فِي مَوْلِدِهِ عَشَاءً لِعُظَمَائِهِ وَقُوَّادِ الأُلُوفِ وَوُجُوهِ الْجَلِيلِ ، 22دَخَلَتِ ابْنَةُ هِيرُودِيَّا وَرَقَصَتْ، فَسَرَّتْ هِيرُودُسَ وَالْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ. فَقَالَ الْمَلِكُ لِلصَّبِيَّةِ: مَهْمَا أَرَدْتِ اطْلُبِي مِنِّي فَأُعْطِيَك . 23وَأَقْسَمَ لَهَا أَنْ مَهْمَا طَلَبْتِ مِنِّي لأُعْطِيَنَّكِ حَتَّى نِصْفَ مَمْلَكَتِي . 24فَخَرَجَتْ وَقَالَتْ لأُمِّهَا: مَاذَا أَطْلُبُ؟ فَقَالَتْ: رَأْسَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَان . 25فَدَخَلَتْ لِلْوَقْتِ بِسُرْعَةٍ إِلَى الْمَلِكِ وَطَلَبَتْ قَائِلَةً: أُرِيدُ أَنْ تُعْطِيَنِي حَالاً رَأْسَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ عَلَى طَبَقٍ . 26فَحَزِنَ الْمَلِكُ جِدّاً. وَلأَجْلِ الأَقْسَامِ وَالْمُتَّكِئِينَ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَرُدَّهَا. 27فَلِلْوَقْتِ أَرْسَلَ الْمَلِكُ سَيَّافاً وَأَمَرَ أَنْ يُؤْتَى بِرَأْسِهِ. 28فَمَضَى وَقَطَعَ رَأْسَهُ فِي السِّجْنِ. وَأَتَى بِرَأْسِهِ عَلَى طَبَقٍ وَأَعْطَاهُ لِلصَّبِيَّةِ، وَالصَّبِيَّةُ أَعْطَتْهُ لأُمِّهَا. 29وَلَمَّا سَمِعَ تَلاَمِيذُهُ، جَاءُوا وَرَفَعُوا جُثَّتَهُ وَوَضَعُوهَا فِي قَبْرٍ".
لوقا (الفصل التاسع): " 7فَسَمِعَ هِيرُودُسُ رَئِيسُ الرُّبْعِ بِجَمِيعِ مَا كَانَ مِنْهُ ، وَارْتَابَ ، لأَنَّ قَوْماً كَانُوا يَقُولُونَ: إِنَّ يُوحَنَّا قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَات . 8وَقَوْماً: إِنَّ إِيلِيَّا ظَهَر . وَآخَرِينَ: إِنَّ نَبِيّاً مِنَ الْقُدَمَاءِ قَام . 9فَقَالَ هِيرُودُسُ: يُوحَنَّا أَنَا قَطَعْتُ رَأْسَهُ. فَمَنْ هُوَ هَذَا الَّذِي أَسْمَعُ عَنْهُ مِثْلَ هَذَا؟ وَكَانَ يَطْلُبُ أَنْ يَرَاهُ".
ففى الراويتين الأُولَيَيْن نسمع هيرودس نفسه يقول: "هَذَا هُوَ يُوحَنَّا الَّذِي قَطَعْتُ أَنَا رَأْسَهُ. إِنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ!"، ومعنى ذلك أنه كان مطمئنا إلى أن المسيح هو يوحنا، الذى كان هو ذاته قد قتله: قام من القبر وعاد للحياة كرة ثانية. ومع ذلك ففى رواية لوقا نجد كلاما آخر. إنه غير مطمئن إلى شىء، وليس هو الذى قال إن المسيح هو يوحنا قام من الأموات، بل غيره هو الذى قال ذلك، وهناك آخرون قالوا شيئا ثالثا. هذه واحدة، أما الثانية فقول إحدى الروايات إن هيرودس كان يؤمن أن يوحنا نبى، ولهذا لم يشأ فى البداية أن يقتله، أما فى الروايتين الأُخْرَيَيْن فتقولان إنه إنما تردد فى قتله فى البداية مراعاة لمشاعر الناس، إذ كانوا يؤمنون بنبوته، أما هو فلا. وهاتان مشكلتان كبيرتان تحتاجان إلى حل، لكن هذا الحل غير متوفر للأسف!
ولدى سؤال التلاميذ لمعلمهم عمن يكون الخائن الذى سيسلمه لأعدائه ليقتلوه (كبرت كلمة تخرج من أى فم يقول إن عيسى بن مريم قد قُتِل وصُلِب!) يجيب المسيح عليه السلام حسب رواية يوحنا (الفصل الثالث عشر) بأن الخائن هو الذى سيغمس لقمته معه فى نفس الطبق: "26أَجَابَ يَسُوعُ: هُوَ ذَاكَ الَّذِي أَغْمِسُ أَنَا اللُّقْمَةَ وَأُعْطِيهِ! فَغَمَسَ اللُّقْمَةَ وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ. 27فَبَعْدَ اللُّقْمَةِ دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَة. 28وَأَمَّا هَذَا فَلَمْ يَفْهَمْ أَحَدٌ مِنَ الْمُتَّكِئِينَ لِمَاذَا كَلَّمَهُ بِه، 29لأَنَّ قَوْماً، إِذْ كَانَ الصُّنْدُوقُ مَعَ يَهُوذَا، ظَنُّوا أَنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ: اشْتَرِ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِلْعِيدِ، أَوْ أَنْ يُعْطِيَ شَيْئاً لِلْفُقَرَاءِ "، بخلاف ما جاء فى الفصل السادس عشر من متّى، الذى يقول: "20وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ اتَّكَأَ مَعَ الاِثْنَيْ عَشَرَ. 21وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ قَالَ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِداً مِنْكُمْ يُسَلِّمُنِي . 22فَحَزِنُوا جِدّاً ،وَابْتَدَأَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَقُولُ لَهُ: هَلْ أَنَا هُوَ يَا رَبُّ؟ 23فَأَجَابَ وَقَالَ : الَّذِي يَغْمِسُ يَدَهُ مَعِي فِي الصَّحْفَةِ هُوَ يُسَلِّمُنِي! 24إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ ،وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ ابْنُ الإِنْسَانِ. كَانَ خَيْراً لِذَلِكَ الرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ! . 25فَسَأَلَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ وَقَالَ : هَلْ أَنَا هُوَ يَا سَيِّدِي؟ قَالَ لَهُ: أَنْتَ قُلْت"، وهو نفسه ما قاله مرقس (الفصل الثانى عشر): "18وَفِيمَا هُمْ مُتَّكِئُونَ يَأْكُلُونَ قَالَ يَسُوعُ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِداً مِنْكُمْ يُسَلِّمُنِي. اَلآكِلُ مَعِي! 19فَابْتَدَأُوا يَحْزَنُونَ، وَيَقُولُونَ لَهُ وَاحِداً فَوَاحِداً: هَلْ أَنَا؟ وَآخَرُ: هَلْ أَنَا؟ 20فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: هُوَ وَاحِدٌ مِنَ الاِثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِي يَغْمِسُ مَعِي فِي الصَّحْفَةِ. 21إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ، وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ ابْنُ الإِنْسَانِ. كَانَ خَيْراً لِذَلِكَ الرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ!". أما رواية لوقا (الفصل الثانى والعشرون) فتقول شيئا مختلفا عن هذا وذاك جميعا: "17ثُمَّ تَنَاوَلَ كَأْساً وَشَكَرَ وَقَالَ: خُذُوا هَذِهِ وَاقْتَسِمُوهَا بَيْنَكُمْ ، 18لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ حَتَّى يَأْتِيَ مَلَكُوتُ الله . 19وَأَخَذَ خُبْزاً وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: هَذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ. اِصْنَعُوا هَذَا لِذِكْرِي . 20وَكَذَلِكَ الْكَأْسَ أَيْضاً بَعْدَ الْعَشَاءِ قَائِلاً: هَذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ. 21وَلَكِنْ هُوَذَا يَدُ الَّذِي يُسَلِّمُنِي هِيَ مَعِي عَلَى الْمَائِدَةِ. 22وَابْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَحْتُومٌ ، وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي يُسَلِّمُهُ! . 23فَابْتَدَأُوا يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: مَنْ تَرَى مِنْهُمْ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْعَلَ هَذَا؟". فأى هذه الروايات الثلاث هى التى ينبغى أن نصدّق إن كان لنا أن نصدق؟ نحن المسلمين بطبيعة الحال لا نصدق البتة شيئا من هذا، لكننا نحب أن نلفت النظر إلى الاضطراب والتناقض فيما يقوله مؤلفو الأناجيل!
وحينما دنت ساعة الموت (حسبما تقول الأناجيل) نقرأ عند متّى (ف 26) ومرقس (ف 14) أنه، صلى الله عليه وسلم، كان حزينا مكتئبا، وكان يصلى ويلحّ فى الدعاء أن يجنبه الله شرب تلك الكأس المرة، ثم لما جاء رجالُ الشرطة وخَدَمُ رؤساء الكهنة ليقبضوا عليه فرّ عنه التلاميذ هاربين، وإن انفرد متّى بأنه عليه السلام عندما قبّله يهوذا قبلة الخيانة كان تعليقه: "يا صاحبى، لماذا جئت؟"، مثلما انفرد مرقس بأن الشرطة قد حاولت القبض على أحد الشبان الذين تبعوه وأمسكته من إزاره فخلعه عن نفسه وتركه لهم وجرى عريانا. أما فى لوقا (ف 22) فليس فيها شىء عن فرار التلاميذ ولا عن الشاب الذى هرب عريانا، كما أن العبارة التى قالها المسيح ليهوذا تختلف عما سمعناه فى رواية متى، إذ قال له هنا: " أَبِقُبْلَةٍ تُسَلِّمُ ابْنَ الإِنْسَانِ؟ "، بل إن لوقا لم يذكر هل قبّله يهوذا فعلا أو لا، إذ الموجود عنده هو: "فَدَنَا مِنْ يَسُوعَ لِيُقَبِّلَهُ. 48فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: يَا يَهُوذَا ، أَبِقُبْلَةٍ تُسَلِّمُ ابْنَ الإِنْسَانِ؟"، على حين أن يوحنا (ف 18) لا يعرف شيئا عن حكاية القبلة هذه التى ضُرِب بها المثل، بل كل ما هنالك أن يوحنا كان واقفا معهم، فضلا عن أن وقائع القبض على المسيح تختلف عما فى الروايات الأخرى اختلافا شديدا، فتلك الروايات تتحدث عن قوله مقرّعا القادمين للقبض عليه: "أعَلَى لصٍّ خرجتم؟" ثم تقدُّمهم وإلقائهم القبض آنذاك عليه، أما هنا فإنه ما إن يقول: "أنا هو"، حتى نفاجأ بهم يتراجعون للخلف ويسقطون على ظهورهم. أما التلاميذ فلم يفرّوا بل هو الذى طلب من المهاجمين أن يَدَعوهم ينصرفون بسلام. وهذه كلها مصائب متلتلة كان الله فى عون من يحاول أن يداوى شروخها التى تنذر بسقوط البناء كله!
فإذا تحولنا إلى مشهد المحاكمة راعنا أيضا الاختلاف بين الروايات: فرواية تقول إن عيسى، لما سئل: "هل قلت إنك المسيح ابن الله؟"، قد أجاب: "أنا هو"، ورواية تقول إنه اكتفى بعبارة : "أنت قلت"، وثالثة لا يجيب بنعم أو لا، بل نسمعه يقول: "إِنْ قُلْتُ لَكُمْ لاَ تُصَدِّقُونَ ، 68وَإِنْ سَأَلْتُ لاَ تُجِيبُونَنِي وَلاَ تُطْلِقُونَنِي" . كما أن بعض الروايات تتحدث عن أن الضرب واللطم ابتدأ بعد أن تمت إدانته، وبعضها يذكر ذلك منذ البداية، ورواية تذكر الجَلْد، وبقية الروايات لا تذكر هذا، ورواية لا تذكر من كل ذلك سوى أن أحد الخدم صفع عيسى عليه السلام على وجهه قرب نهاية المحكمة على ما عَدَّه جرأة منه فى مخاطبة رئيس الكهنة. أما يوحنا فقد سكت فلم يورد طبيعة السؤال الذى سُئِلَه عيسى عليه السلام، وكل ما هناك أنهم سألوه عن الأمور التى كان يدعو بها، وأنه قد أجاب بأنه إنما كان يدعو بما عنده علانية لا فى الخفاء، فليسألوا إذن أولئك الذين كان يعلمهم، فعندهم الجواب:
متى (ف 26): " 7وَالَّذِينَ أَمْسَكُوا يَسُوعَ مَضَوْا بِهِ إِلَى قَيَافَا رَئِيسِ الْكَهَنَةِ ،حَيْثُ اجْتَمَعَ الْكَتَبَةُ وَالشُّيُوخُ. 58وَأَمَّا بُطْرُسُ فَتَبِعَهُ مِنْ بَعِيدٍ إِلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ ،فَدَخَلَ إِلَى دَاخِلٍ وَجَلَسَ بَيْنَ الْخُدَّامِ لِيَنْظُرَ النِّهَايَةَ. 59وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ وَالْمَجْمَعُ كُلُّهُ يَطْلُبُونَ شَهَادَةَ زُورٍ عَلَى يَسُوعَ لِكَيْ يَقْتُلُوهُ، 60فَلَمْ يَجِدُوا. وَمَعَ أَنَّهُ جَاءَ شُهُودُ زُورٍ كَثِيرُونَ ،لَمْ يَجِدُوا. وَلَكِنْ أَخِيراً تَقَدَّمَ شَاهِدَا زُورٍ 61وَقَالاَ: هَذَا قَالَ : إِنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَنْقُضَ هَيْكَلَ اللَّهِ ،وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِيه . 62فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ: أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هَذَانِ عَلَيْكَ؟ 63وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتاً. فَأَجَابَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ : أَسْتَحْلِفُكَ بِاللَّهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ؟ 64قَالَ لَهُ يَسُوعُ: أَنْتَ قُلْتَ! وَأَيْضاً أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ ،وَآتِياً عَلَى سَحَابِ السَّمَاء . 65فَمَزَّقَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ حِينَئِذٍ ثِيَابَهُ قَائِلاً: قَدْ جَدَّفَ! مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟ هَا قَدْ سَمِعْتُمْ تَجْدِيفَهُ! 66مَاذَا تَرَوْنَ؟ فَأَجَابُوا وَقَالوُا: إِنَّهُ مُسْتَوْجِبُ الْمَوْت . 67حِينَئِذٍ بَصَقُوا فِي وَجْهِهِ وَلَكَمُوهُ وَآخَرُونَ لَطَمُوهُ 68قَائِلِينَ: تَنَبَّأْ لَنَا أَيُّهَا الْمَسِيحُ مَنْ ضَرَبَكَ؟" .
مرقس (ف 65): "53فَمَضَوْا بِيَسُوعَ إِلَى رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَاجْتَمَعَ مَعَهُ جَمِيعُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ وَالْكَتَبَةُ. 54وَكَانَ بُطْرُسُ قَدْ تَبِعَهُ مِنْ بَعِيدٍ إِلَى دَاخِلِ دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ وَكَانَ جَالِساً بَيْنَ الْخُدَّامِ يَسْتَدْفِئُ عِنْدَ النَّارِ. 55وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ، وَالْمَجْمَعُ كُلُّهُ يَطْلُبُونَ شَهَادَةً عَلَى يَسُوعَ لِيَقْتُلُوهُ، فَلَمْ يَجِدُوا 56لأَنَّ كَثِيرِينَ شَهِدُوا عَلَيْهِ زُوراً، وَلَمْ تَتَّفِقْ شَهَادَاتُهُمْ. 57ثُمَّ قَامَ قَوْمٌ وَشَهِدُوا عَلَيْهِ زُوراً قَائِلِينَ: 58 نَحْنُ سَمِعْنَاهُ يَقُولُ: إِنِّي أَنْقُضُ هَذَا الْهَيْكَلَ الْمَصْنُوعَ بِالأَيَادِي، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِي آخَرَ غَيْرَ مَصْنُوعٍ بِأَيَاد . 59وَلاَ بِهَذَا كَانَتْ شَهَادَتُهُمْ تَتَّفِقُ. 60فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ فِي الْوَسْطِ وَسَأَلَ يَسُوعَ قَائلاً: أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هَؤُلاَءِ عَلَيْكَ؟ 61أَمَّا هُوَ فَكَانَ سَاكِتاً وَلَمْ يُجِبْ بِشَيْءٍ. فَسَأَلَهُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ أَيْضاً وَقَالَ لَهُ: أَأَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ الْمُبَارَكِ؟ 62فَقَالَ يَسُوعُ: أَنَا هُوَ. وَسَوْفَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِياً فِي سَحَابِ السَّمَاءِ . 63فَمَزَّقَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ ثِيَابَهُ وَقَالَ: مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟ 64قَدْ سَمِعْتُمُ التَّجَادِيفَ! مَا رَأْيُكُمْ؟ فَالْجَمِيعُ حَكَمُوا عَلَيْهِ أَنَّهُ مُسْتَوْجِبُ الْمَوْتِ. 65فَابْتَدَأَ قَوْمٌ يَبْصُقُونَ عَلَيْهِ، وَيُغَطُّونَ وَجْهَهُ وَيَلْكُمُونَهُ وَيَقُولُونَ لَهُ: تَنَبَّأ . وَكَانَ الْخُدَّامُ يَلْطِمُونَهُ".

لوقا (ف 22): "63وَالرِّجَالُ الَّذِينَ كَانُوا ضَابِطِينَ يَسُوعَ كَانُوا يَسْتَهْزِئُونَ بِهِ وَهُمْ يَجْلِدُونَهُ، 64وَغَطَّوْهُ وَكَانُوا يَضْرِبُونَ وَجْهَهُ وَيَسْأَلُونَهُ قَائِليِنَ : تَنَبَّأْ! مَنْ هُوَ الَّذِي ضَرَبَكَ؟ 65وَأَشْيَاءَ أُخَرَ كَثِيرَةً كَانُوا يَقُولُونَ عَلَيْهِ مُجَدِّفِينَ.66وَلَمَّا كَانَ النَّهَارُ اجْتَمَعَتْ مَشْيَخَةُ الشَّعْبِ: رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ ، وَأَصْعَدُوهُ إِلَى مَجْمَعِهِمْ 67قَائِلِينَ: إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمسِيحَ ، فَقُلْ لَنَا! . فَقَالَ لَهُمْ: إِنْ قُلْتُ لَكُمْ لاَ تُصَدِّقُونَ ، 68وَإِنْ سَأَلْتُ لاَ تُجِيبُونَنِي وَلاَ تُطْلِقُونَنِي. 69مُنْذُ الآنَ يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ قُوَّةِ الله . 70فَقَالَ الْجَمِيعُ: أَفَأَنْتَ ابْنُ اللهِ؟ فَقَالَ لَهُمْ: أَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا هُو . 71فَقَالُوا: مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شَهَادَةٍ؟ لأَنَّنَا نَحْنُ سَمِعْنَا مِنْ فَمِه" .
يوحنا (18): "19فَسَأَلَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ يَسُوعَ عَنْ تلاَمِيذِهِ وَعَنْ تَعْلِيمِهِ. 20أَجَابَهُ يَسُوعُ: أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ عَلاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ. 21لِمَاذَا تَسْأَلُنِي أَنَا؟ اِسْأَلِ الَّذِينَ قَدْ سَمِعُوا مَاذَا كَلَّمْتُهُمْ. هُوَذَا هَؤُلاَءِ يَعْرِفُونَ مَاذَا قُلْتُ أَنَا .22وَلَمَّا قَالَ هَذَا لَطَمَ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنَ الْخُدَّامِ كَانَ وَاقِفاً ، قَائِلاً: أَهَكَذَا تُجَاوِبُ رَئِيسَ الْكَهَنَةِ؟ 23أَجَابَهُ يَسُوعُ: إِنْ كُنْتُ قَدْ تَكَلَّمْتُ رَدِيّاً فَاشْهَدْ عَلَى الرَّدِيِّ، وَإِنْ حَسَناً فَلِمَاذَا تَضْرِبُنِي؟ 24وَكَانَ حَنَّانُ قَدْ أَرْسَلَهُ مُوثَقاً إِلَى قَيَافَا رَئِيسِ الْكَهَنَةِ".
فإذا بلغنا ندم يهوذا على ما ارتكب من غدر وخيانة ألفينا أمامنا هاتين الروايتبن: فالأولى، وهى موجودة لدى كتاب الأناجيل، تقول إنه ذهب فردَّ الثلاثين فضة التى كان قد أخذها من الكهنة لقاء خيانته وغدره بمعلمه، ثم ثنّى بشنق نفسه: "27 1 وَلَمَّا كَانَ الصَّبَاحُ تَشَاوَرَ جَمِيعُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَشُيُوخُ الشَّعْبِ عَلَى يَسُوعَ حَتَّى يَقْتُلُوهُ ،2فَأَوْثَقُوهُ وَمَضَوْا بِهِ وَدَفَعُوهُ إِلَى بِيلاَطُسَ الْبُنْطِيِّ الْوَالِي. 3حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ ،نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ 4قَائِلاً: قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَماً بَرِيئا . فَقَالُوا: مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ! 5فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ ،ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ. 6فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ الْفِضَّةَ وَقَالُوا: لاَ يَحِلُّ أَنْ نُلْقِيَهَا فِي الْخِزَانَةِ لأَنَّهَا ثَمَنُ دَم . 7فَتَشَاوَرُوا وَاشْتَرَوْا بِهَا حَقْلَ الْفَخَّارِيِّ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ. 8لِهَذَا سُمِّيَ ذَلِكَ الْحَقْلُ حَقْلَ الدَّم إِلَى هَذَا الْيَوْمِ" (متى/ 27، وبقية الأناجيل تنحو نفس المنحى)، أما الرواية الثانية فنعثر عليها فى "أعمال الرسل"، وفيها أنه قد انشق بطنه فى الحقل ولم ينتحر: ""18فَإِنَّ هَذَا اقْتَنَى حَقْلاً مِنْ أُجْرَةِ الظُّلْمِ وَإِذْ سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ انْشَقَّ مِنَ الْوَسَطِ فَانْسَكَبَتْ أَحْشَاؤُهُ كُلُّهَا. 19وَصَارَ ذَلِكَ مَعْلُوماً عِنْدَ جَمِيعِ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ حَتَّى دُعِيَ ذَلِكَ الْحَقْلُ فِي لُغَتِهِمْ «حَقْلَ دَمَا» (أَيْ: حَقْلَ دَمٍ). 20لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ الْمَزَامِيرِ: لِتَصِرْ دَارُهُ خَرَاباً وَلاَ يَكُنْ فِيهَا سَاكِنٌ وَلْيَأْخُذْ وَظِيفَتَهُ آَخَرُ" (أعمال الرسل/ 1/ 18- 19). والآن أترك القارئ يحاول أن يزيل هذا التناقض براحته! المهم أنى قلت ما عندى، والسلام!
والآن إلى محاكمة بيلاطس للمسيح عليه السلام حسبما كتب مؤلفو الأناجيل. ولسوف نورد النصوص أولا ثم نثنِّى بتحليلها ومقارنة بعضها ببعض لنرى مدى اتساقها أو اختلافها أو تناقضها، وها هى ذى النصوص المذكورة:
متى (ف 27): "11فَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ الْوَالِي. فَسَأَلَهُ الْوَالِي قَائِلاً : أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: أَنْتَ تَقُول . 12وَبَيْنَمَا كَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ لَمْ يُجِبْ بِشَيْءٍ. 13فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: أَمَا تَسْمَعُ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ؟ 14فَلَمْ يُجِبْهُ وَلاَ عَنْ كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ ،حَتَّى تَعَجَّبَ الْوَالِي جِدّاً.15وَكَانَ الْوَالِي مُعْتَاداً فِي الْعِيدِ أَنْ يُطْلِقَ لِلْجَمْعِ أَسِيراً وَاحِداً،مَنْ أَرَادُوهُ. 16وَكَانَ لَهُمْ حِينَئِذٍ أَسِيرٌ مَشْهُورٌ يُسَمَّى بَارَابَاسَ. 17فَفِيمَا هُمْ مُجْتَمِعُونَ قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: مَنْ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟ بَارَابَاسَ أَمْ يَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟ 18لأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُمْ أَسْلَمُوهُ حَسَداً. 19وَإِذْ كَانَ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّ الْوِلاَيَةِ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ امْرَأَتُهُ قَائِلَةً: إِيَّاكَ وَذَلِكَ الْبَارَّ ،لأَنِّي تَأَلَّمْتُ الْيَوْمَ كَثِيراً فِي حُلْمٍ مِنْ أَجْلِه . 20وَلَكِنَّ رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخَ حَرَّضُوا الْجُمُوعَ عَلَى أَنْ يَطْلُبُوا بَارَابَاسَ وَيُهْلِكُوا يَسُوعَ. 21فَأَجَابَ الْوَالِي وَقَالَ لَهُمْ : مَنْ مِنْ الاِثْنَيْنِ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟ فَقَالُوا: بَارَابَاسَ! . 22قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: فَمَاذَا أَفْعَلُ بِيَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟ قَالَ لَهُ الْجَمِيعُ: لِيُصْلَبْ! 23فَقَالَ الْوَالِي: وَأَيَّ شَرٍّ عَمِلَ؟ فَكَانُوا يَزْدَادُونَ صُرَاخاً قَائِلِينَ: لِيُصْلَبْ! 24فَلَمَّا رَأَى بِيلاَطُسُ أَنَّهُ لاَ يَنْفَعُ شَيْئاً، بَلْ بِالْحَرِيِّ يَحْدُثُ شَغَبٌ ،أَخَذَ مَاءً وَغَسَلَ يَدَيْهِ قُدَّامَ الْجَمْعِ قَائِلاً: إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هَذَا الْبَارِّ! أَبْصِرُوا أَنْتُمْ ! . 25فَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ وَقَالوُا : دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنَا . 26حِينَئِذٍ أَطْلَقَ لَهُمْ بَارَابَاسَ ،وَأَمَّا يَسُوعُ فَجَلَدَهُ وَأَسْلَمَهُ لِيُصْلَبَ. 27فَأَخَذَ عَسْكَرُ الْوَالِي يَسُوعَ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَجَمَعُوا عَلَيْهِ كُلَّ الْكَتِيبَةِ، 28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً، 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ ،وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ! 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ ،وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ ،نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ، وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ".
مرقس ( ف 15- 16):"15 1وَلِلْوَقْتِ فِي الصَّبَاحِ تَشَاوَرَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ وَالْكَتَبَةُ وَالْمَجْمَعُ كُلُّهُ، فَأَوْثَقُوا يَسُوعَ وَمَضَوْا بِهِ وَأَسْلَمُوهُ إِلَى بِيلاَطُسَ. 2فَسَألَه بِيلاَطُسُ: أَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُ: أَنْتَ تَقُول . 3وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ كَثِيراً. 4فَسَأَلَهُ بِيلاَطُسُ أَيْضاً قائِلاً: أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ انْظُرْ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ! 5فَلَمْ يُجِبْ يَسُوعُ أَيْضاً بِشَيْءٍ حَتَّى تَعَجَّبَ بِيلاَطُسُ. 6وَكَانَ يُطْلِقُ لَهُمْ فِي كُلِّ عِيدٍ أَسِيراً وَاحِداً، مَنْ طَلَبُوهُ. 7وَكَانَ الْمُسَمَّى بَارَابَاسَ مُوثَقاً مَعَ رُفَقَائِهِ فِي الْفِتْنَةِ الَّذِينَ فِي الْفِتْنَةِ فَعَلُوا قَتْلاً. 8فَصَرَخَ الْجَمْعُ وَابْتَدَأُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَفْعَلَ كَمَا كَانَ دَائِماً يَفْعَلُ لَهُمْ. 9فَأَجَابَهُمْ بِيلاَطُسُ: أَتُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ مَلِكَ الْيَهُودِ؟ . 10لأَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ كَانُوا قَدْ أَسْلَمُوهُ حَسَداً. 11فَهَيَّجَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ الْجَمْعَ لِكَيْ يُطْلِقَ لَهُمْ بِالْحَرِيِّ بَارَابَاسَ. 12فَأَجابَ بيِلاطُس ُأيْضاً وَقَالَ لَهُمْ: فَمَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ أَفْعَلَ بِالَّذِي تَدْعُونَهُ مَلِكَ الْيَهُودِ؟ 13فَصَرَخُوا أَيْضاً: اصْلِبْهُ! 14فقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: وَأَيَّ شَرٍّ عَمِلَ؟ فَازْدَادُوا جِدّاً صُرَاخاً: اصْلِبْهُ! 15فَبِيلاَطُسُ إِذْ كَانَ يُرِيدُ َنْ يَعْمَلَ لِلْجَمْعِ مَا يُرْضِيهِمْ، أَطْلَقَ لَهُمْ بَارَابَاسَ، وَأَسْلَمَ يَسُوعَ، بَعْدَمَا جَلَدَهُ، لِيُصْلَبَ. 16فَمَضَى بِهِ الْعَسْكَرُ إِلَى دَاخِلِ الدَّارِ، الَّتِي هِيَ دَارُ الْوِلاَيَةِ، وَجَمَعُوا كُلَّ الْكَتِيبَةِ.17وَأَلْبَسُوهُ أُرْجُواناً، وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَيْهِ، 18وَابْتَدَأُوا يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ قَائِلِينَ: السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ! 19وَكَانُوا يَضْرِبُونَهُ عَلَى رَأْسِهِ بِقَصَبَةٍ، وَيَبْصُقُونَ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَسْجُدُونَ لَهُ جَاثِينَ عَلَى رُكَبِهِمْ. 20وَبَعْدَمَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ، نَزَعُوا عَنْهُ الأُرْجُوانَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ، ثُمَّ خَرَجُوا بِهِ لِيَصْلِبُوهُ. 21فَسَخَّرُوا رَجُلاً مُجْتَازاً كَانَ آتِياً مِنَ الْحَقْلِ، وَهُوَ سِمْعَانُ الْقَيْرَوَانِيُّ أَبُو أَلَكْسَنْدَرُسَ وَرُوفُسَ، لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ".
لوقا (ف 15- 16): "15 1وَلِلْوَقْتِ فِي الصَّبَاحِ تَشَاوَرَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ وَالْكَتَبَةُ وَالْمَجْمَعُ كُلُّهُ، فَأَوْثَقُوا يَسُوعَ وَمَضَوْا بِهِ وَأَسْلَمُوهُ إِلَى بِيلاَطُسَ. 2فَسَألَه بِيلاَطُسُ: أَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُ: أَنْتَ تَقُول . 3وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ كَثِيراً. 4فَسَأَلَهُ بِيلاَطُسُ أَيْضاً قائِلاً: أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ انْظُرْ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ! 5فَلَمْ يُجِبْ يَسُوعُ أَيْضاً بِشَيْءٍ حَتَّى تَعَجَّبَ بِيلاَطُسُ. 6وَكَانَ يُطْلِقُ لَهُمْ فِي كُلِّ عِيدٍ أَسِيراً وَاحِداً، مَنْ طَلَبُوهُ. 7وَكَانَ الْمُسَمَّى بَارَابَاسَ مُوثَقاً مَعَ رُفَقَائِهِ فِي الْفِتْنَةِ الَّذِينَ فِي الْفِتْنَةِ فَعَلُوا قَتْلاً. 8فَصَرَخَ الْجَمْعُ وَابْتَدَأُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَفْعَلَ كَمَا كَانَ دَائِماً يَفْعَلُ لَهُمْ. 9فَأَجَابَهُمْ بِيلاَطُسُ: أَتُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ مَلِكَ الْيَهُودِ؟ . 10لأَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ كَانُوا قَدْ أَسْلَمُوهُ حَسَداً. 11فَهَيَّجَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ الْجَمْعَ لِكَيْ يُطْلِقَ لَهُمْ بِالْحَرِيِّ بَارَابَاسَ. 12فَأَجابَ بيِلاطُس ُأيْضاً وَقَالَ لَهُمْ: فَمَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ أَفْعَلَ بِالَّذِي تَدْعُونَهُ مَلِكَ الْيَهُودِ؟ 13فَصَرَخُوا أَيْضاً: اصْلِبْهُ! 14فقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: وَأَيَّ شَرٍّ عَمِلَ؟ فَازْدَادُوا جِدّاً صُرَاخاً: اصْلِبْهُ! 15فَبِيلاَطُسُ إِذْ كَانَ يُرِيدُ َنْ يَعْمَلَ لِلْجَمْعِ مَا يُرْضِيهِمْ، أَطْلَقَ لَهُمْ بَارَابَاسَ، وَأَسْلَمَ يَسُوعَ، بَعْدَمَا جَلَدَهُ، لِيُصْلَبَ. 16فَمَضَى بِهِ الْعَسْكَرُ إِلَى دَاخِلِ الدَّارِ، الَّتِي هِيَ دَارُ الْوِلاَيَةِ، وَجَمَعُوا كُلَّ الْكَتِيبَةِ.17وَأَلْبَسُوهُ أُرْجُواناً، وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَيْهِ، 18وَابْتَدَأُوا يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ قَائِلِينَ: السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ! 19وَكَانُوا يَضْرِبُونَهُ عَلَى رَأْسِهِ بِقَصَبَةٍ، وَيَبْصُقُونَ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَسْجُدُونَ لَهُ جَاثِينَ عَلَى رُكَبِهِمْ. 20وَبَعْدَمَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ، نَزَعُوا عَنْهُ الأُرْجُوانَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ، ثُمَّ خَرَجُوا بِهِ لِيَصْلِبُوهُ. 21فَسَخَّرُوا رَجُلاً مُجْتَازاً كَانَ آتِياً مِنَ الْحَقْلِ، وَهُوَ سِمْعَانُ الْقَيْرَوَانِيُّ أَبُو أَلَكْسَنْدَرُسَ وَرُوفُسَ، لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ".
يوحنا (ف 18- 19): "28ثُمَّ جَاءُوا بِيَسُوعَ مِنْ عِنْدِ قَيَافَا إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ ، وَكَانَ صُبْحٌ. وَلَمْ يَدْخُلُوا هُمْ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ لِكَيْ لاَ يَتَنَجَّسُوا، فَيَأْكُلُونَ الْفِصْحَ. 29فَخَرَجَ بِيلاَطُسُ إِلَيْهِمْ وَقَالَ: أَيَّةَ شِكَايَةٍ تُقَدِّمُونَ عَلَى هَذَا الإِنْسَانِ؟ 30أَجَابُوا وَقَالُوا لَهُ : لَوْ لَمْ يَكُنْ فَاعِلَ شَرٍّ لَمَا كُنَّا قَدْ سَلَّمْنَاهُ إِلَيْكَ! 31فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاحْكُمُوا عَلَيْهِ حَسَبَ نَامُوسِكُم . فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: لاَ يَجُوزُ لَنَا أَنْ نَقْتُلَ أَحَدا . 32لِيَتِمَّ قَوْلُ يَسُوعَ الَّذِي قَالَهُ مُشِيراً إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعاً أَنْ يَمُوتَ.33ثُمَّ دَخَلَ بِيلاَطُسُ أَيْضاً إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَدَعَا يَسُوعَ، وَقَالَ لَهُ: أَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ 34أَجَابَهُ يَسُوعُ: أَمِنْ ذَاتِكَ تَقُولُ هَذَا، أَمْ آخَرُونَ قَالُوا لَكَ عَنِّي؟ 35أَجَابَهُ بِيلاَطُسُ: أَلَعَلِّي أَنَا يَهُودِيٌّ؟ أُمَّتُكَ وَرُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ أَسْلَمُوكَ إِلَيَّ. مَاذَا فَعَلْتَ؟ 36أَجَابَ يَسُوعُ: مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ، لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلَكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا .37فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: أَفَأَنْتَ إِذاً مَلِكٌ؟ أَجَابَ يَسُوعُ: أَنْتَ تَقُولُ: إِنِّي مَلِكٌ. لِهَذَا قَدْ وُلِدْتُ أَنَا، وَلِهَذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ. كُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي . 38قَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: مَا هُوَ الْحَقُّ؟ . وَلَمَّا قَالَ هَذَا خَرَجَ أَيْضاً إِلَى الْيَهُودِ وَقَالَ لَهُمْ: أَنَا لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً. 39وَلَكُمْ عَادَةٌ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ وَاحِداً فِي الْفِصْحِ. أَفَتُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ مَلِكَ الْيَهُودِ؟ . 40فَصَرَخُوا أَيْضاً جَمِيعُهُمْ قَائِليِنَ: لَيْسَ هَذَا بَلْ بَارَابَاسَ! وَكَانَ بَارَابَاسُ لِصّاً. 191فَحِينَئِذٍ أَخَذَ بِيلاَطُسُ يَسُوعَ وَجَلَدَهُ. 2وَضَفَرَ الْعَسْكَرُ إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَأَلْبَسُوهُ ثَوْبَ أُرْجُوانٍ، 3وَكَانُوا يَقُولُونَ: السّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ! . وَكَانُوا يَلْطِمُونَهُ. 4فَخَرَجَ بِيلاَطُسُ أَيْضاً خَارِجاً وَقَالَ لَهُمْ: هَا أَنَا أُخْرِجُهُ إِلَيْكُمْ لِتَعْلَمُوا أَنِّي لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَة . 5فَخَرَجَ يَسُوعُ خَارِجاً وَهُوَ حَامِلٌ إِكْلِيلَ الشَّوْكِ وَثَوْبَ الأُرْجُوانِ. فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: هُوَذَا الإِنْسَانُ! . 6فَلَمَّا رَآهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْخُدَّامُ صَرَخُوا قَائِليِنَ: اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ! قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاصْلِبُوهُ، لأَنِّي لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّة . 7أَجَابَهُ الْيَهُودُ: لَنَا نَامُوسٌ، وَحَسَبَ نَامُوسِنَا يَجِبُ أَنْ يَمُوتَ، لأَنَّهُ جَعَلَ نَفْسَهُ ابْنَ اللَّه . 8فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاَطُسُ هَذَا الْقَوْلَ ازْدَادَ خَوْفاً. 9فَدَخَلَ أَيْضاً إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَقَالَ لِيَسُوعَ: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمْ يُعْطِهِ جَوَاباً. 10فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: أَمَا تُكَلِّمُنِي؟ أَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّ لِي سُلْطَاناً أَنْ أَصْلِبَكَ وَسُلْطَاناً أَنْ أُطْلِقَكَ؟ 11أَجَابَ يَسُوعُ: لَمْ يَكُنْ لَكَ عَلَيَّ سُلْطَانٌ الْبَتَّةَ، لَوْ لَمْ تَكُنْ قَدْ أُعْطِيتَ مِنْ فَوْقُ. لِذَلِكَ الَّذِي أَسْلَمَنِي إِلَيْكَ لَهُ خَطِيَّةٌ أَعْظَم . 12مِنْ هَذَا الْوَقْتِ كَانَ بِيلاَطُسُ يَطْلُبُ أَنْ يُطْلِقَهُ ، وَلَكِنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَصْرُخُونَ قَائِليِنَ : إِنْ أَطْلَقْتَ هَذَا فَلَسْتَ مُحِبّاً لِقَيْصَرَ. كُلُّ مَنْ يَجْعَلُ نَفْسَهُ مَلِكاً يُقَاوِمُ قَيْصَرَ! .13فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاَطُسُ هَذَا الْقَوْلَ أَخْرَجَ يَسُوعَ، وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ الْوِلاَيَةِ فِي مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ الْبَلاَط وَبِالْعِبْرَانِيَّةِ جَبَّاثَا . 14وَكَانَ اسْتِعْدَادُ الْفِصْحِ ، وَنَحْوُ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ. فَقَالَ لِلْيَهُودِ: هُوَذَا مَلِكُكُمْ! . 15فَصَرَخُوا: خُذْهُ! خُذْهُ ! اصْلِبْهُ! قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: أَأَصْلِبُ مَلِكَكُمْ؟ أَجَابَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ: لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلاَّ قَيْصَرَ! . 16فَحِينَئِذٍ أَسْلَمَهُ إِلَيْهِمْ لِيُصْلَبَ".
ومن خلال القراءة لنصوص الأناجيل فى هذه الواقعة يتبين لنا الآتى: أن ثمة تناقضا بين رواية يوحنا من جهة وروايات المؤلفين الثلاثة الآخرين من جهة أخرى، فعلى حين يتفق هؤلاء الثلاثة فى أن عيسى بن مريم لم يجب الوالى بأى شىء، اللهم سوى رده بكلمة "أنت قلت" على سؤاله: "أنت ملك اليهود؟"، نراه عليه السلام فى إنجيل يوحنا يناقش الوالى ويجادله ويشرح له موقفه وعقيدته وكيف أنه أتى إلى العالم من أجل مهمة محددة لولا هى لسارع إلى إنقاذه من سماهم: "خُدَّامِى". وها هما ذان النصان، وهما يدلان على أننا أمام روايتين لا يمكن التوفيق بينهما بحال مهما كان الموفِّق أكروباتيًّا عبقرىَّ الأكروباتيّة. وسوف أكتفى، من الروايات الثلاث المتفقة، برواية مرقس لأنها، فيما يخص كلام السيد المسيح فى رده على الوالى بيلاطس وصَمْته التام فيما عدا عبارة "أنت قلت"، لا تختلف عن الروايتين الأُخْرَيَيْن فى شىء، وهذه هى أولا: "15 1وَلِلْوَقْتِ فِي الصَّبَاحِ تَشَاوَرَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ وَالْكَتَبَةُ وَالْمَجْمَعُ كُلُّهُ، فَأَوْثَقُوا يَسُوعَ وَمَضَوْا بِهِ وَأَسْلَمُوهُ إِلَى بِيلاَطُسَ. 2فَسَألَه بِيلاَطُسُ: أَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُ: أَنْتَ تَقُول . 3وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ كَثِيراً. 4فَسَأَلَهُ بِيلاَطُسُ أَيْضاً قائِلاً: أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ انْظُرْ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ! 5فَلَمْ يُجِبْ يَسُوعُ أَيْضاً بِشَيْءٍ حَتَّى تَعَجَّبَ بِيلاَطُسُ. 6وَكَانَ يُطْلِقُ لَهُمْ فِي كُلِّ عِيدٍ أَسِيراً وَاحِداً، مَنْ طَلَبُوهُ"، ثم ها هى ذى رواية يوحنا: ""28ثُمَّ جَاءُوا بِيَسُوعَ مِنْ عِنْدِ قَيَافَا إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ ، وَكَانَ صُبْحٌ. وَلَمْ يَدْخُلُوا هُمْ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ لِكَيْ لاَ يَتَنَجَّسُوا، فَيَأْكُلُونَ الْفِصْحَ. 29فَخَرَجَ بِيلاَطُسُ إِلَيْهِمْ وَقَالَ: أَيَّةَ شِكَايَةٍ تُقَدِّمُونَ عَلَى هَذَا الإِنْسَانِ؟ 30أَجَابُوا وَقَالُوا لَهُ : لَوْ لَمْ يَكُنْ فَاعِلَ شَرٍّ لَمَا كُنَّا قَدْ سَلَّمْنَاهُ إِلَيْكَ! 31فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاحْكُمُوا عَلَيْهِ حَسَبَ نَامُوسِكُم. فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: لاَ يَجُوزُ لَنَا أَنْ نَقْتُلَ أَحَدا . 32لِيَتِمَّ قَوْلُ يَسُوعَ الَّذِي قَالَهُ مُشِيراً إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعاً أَنْ يَمُوتَ.33ثُمَّ دَخَلَ بِيلاَطُسُ أَيْضاً إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَدَعَا يَسُوعَ، وَقَالَ لَهُ: أَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ 34أَجَابَهُ يَسُوعُ: أَمِنْ ذَاتِكَ تَقُولُ هَذَا، أَمْ آخَرُونَ قَالُوا لَكَ عَنِّي؟ 35أَجَابَهُ بِيلاَطُسُ: أَلَعَلِّي أَنَا يَهُودِيٌّ؟ أُمَّتُكَ وَرُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ أَسْلَمُوكَ إِلَيَّ. مَاذَا فَعَلْتَ؟ 36أَجَابَ يَسُوعُ: مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ، لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلَكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا .37فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: أَفَأَنْتَ إِذاً مَلِكٌ؟ أَجَابَ يَسُوعُ: أَنْتَ تَقُولُ: إِنِّي مَلِكٌ. لِهَذَا قَدْ وُلِدْتُ أَنَا، وَلِهَذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ. كُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي . 38قَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: مَا هُوَ الْحَقُّ؟ . وَلَمَّا قَالَ هَذَا خَرَجَ أَيْضاً إِلَى الْيَهُودِ وَقَالَ لَهُمْ: أَنَا لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً. 39وَلَكُمْ عَادَةٌ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ وَاحِداً فِي الْفِصْحِ. أَفَتُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ مَلِكَ الْيَهُودِ؟". ولست أحسب الأمر الآن إلا قد اتضح تماما بحيث لا يمكن أن يخطر فى ذهن عاقل، أو حتى مجنون، أن هناك شبهةَ إمكانيةٍ للتوفيق بين الحكايتين. لو أن الأمر اقتصر على أن بعض الروايات قد أَوْجَزَتْ، وبعضها الآخر قد فَصَّل لما كانت هناك مشكلة لأن هذا لا يكون بالضرورة تناقضا، أما أن تقول بعض الروايات إنه لم يردّ على أى سؤال وجهه له بيلاطس، وتقول رواية أخرى إنه أجاب على كل أسئلة الوالى، فمن المؤكد أن ثمة خللا كبيرا وشيئا فاسدا يحتاج إلى الشعور بالخجل من الزعم بأن هذه اللخبطات هى وحى إلهى.
كذلك هناك مشكلة باراباس: فهل كان لصا كما تقول بعض الروايات أم هل كان أحد المشاركين فى الفتنة وأعمال القتل طبقا لما ورد فى رواية أخرى؟ هذه أيضا مشكلة! وفوق هذا فلدينا فى رواية لوقا أن بيلاطس لم يحكم على السيد المسيح ابتداءً، بل انتهز معرفته، أثناء مداولاته مع اليهود، إلى أنه من الجليل فحوّله إلى هيرودس، الذى يقول لوقا إنه كان متشوقا لرؤية المسيح لعله يستطيع أن يصنع أمامه آية. أما فى الروايات الأخرى فقد حكم عليه بيلاطس منذ البداية دون الرجوع لهيرودس. فكيف نحل هذه أيضا؟ الواقع أَنْ ليس هناك ما يمكن الاستناد إليه فى التوفيق بين الروايات فى هذه النقطة بأى حال أو على أى وضع!
وفى روايات الصلب نجد ذات العجب: ففى بعض الروايات أن الذى حمل الصليب الخاص بصلِب المسيح رجل من القيروان (القيروان التى لم تُبْنَ إلا بعد ذلك بنحو ألف عام!) اسمه سمعان، أما عند يوحنا فالذى حمل صليب المسيح هو المسيح ذاته وليس شخصا آخر لا من القيروان ولا من الظهران ولا من أم درمان. ثم عندنا الرجلان اللذان صُلِبا معه: واحد عن يمينه، والآخر عن يساره، واللذان تقول بعض الروايات إنهما كانا يعيّرانه ويتهكمان عليه مع المتهكمين، على حين يقول يوحنا إن مصلوبا واحدا هو فقط الذى كان يسخر به، أما الآخر فكان يقرِّع زميله الساخر ويدافع عن عيسى عليه السلام، بل ويناديه: "يا ربى"، طالبًا منه أن يتذكره فى ملكوت السماوات، فيرد عليه المسيح مؤكدا له أنه سوف يكون معه فى الفردوس! والآن: أنت أيها القارئ من أى الشيعتين؟ عليك أن تضرب الودع كى تعرف الحقيقة وسط هذا الركام من الخيوط المتشابكة المعقدة، ثم تعال قابلنى!
أتعرف، أيها القارئ الكريم، أن كثيرا من الباحثين والعلماء الغربيين ينكرون وجود شخص اسمه عيسى، ويؤكدون أنه ليس سوى خرافة؟ وكل هذا بسبب تلك الروايات المضطربة التى تحير العقل وتستعصى على المنطق وتتناقض كذلك فيما بينها تناقضا لا يمكن القفز فوقه بأى حال! فإذا قلنا لهم إن كتابكم قد حُرِّف وأصابه عبث شديد شتموا سيد الأنبياء والمرسلين، ولا أدرى لماذا، مع أنه هو الوحيد الذى دافع عن المسيح وأمه، فضلا عن أن القرآن الذى نزل عليه من عند الله الواحد الأحد قد أسبغ على المسيح صفات البركة والحنان والبر والرحمة واحترام الأم وتبجيلها، نافيا عنه بذلك عار ما جاء فى الأناجيل مما يشينه شينا كبيرا، إذ يصوره كتبة تلك الأناجيل عصبيا جافيا خشنا شتاما عيابا متكبرا على المسحوقين ناظرا إليهم من عَلٍ متهما جميع الناس حتى حوارييه أنفسهم بقلة الإيمان لامزًا أمه عليها السلام هى وإخوته حين قال عنهم إنهم ليسوا أمه وإخوته، بل أمه وإخوته هم الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها، بما يعنى أنهم لم يكونوا كذلك! كما أنكر أشد الإنكار ما نُسِب إليه من أنه كان يدعو إلى الثالوث ويطلب من الناس اتخاذه إلها!
ثم مَنْ أولئك النسوة اللاتى كن واقفات على مقربة منه وشاهدنه يُصْلَب؟ هنا تختلف الروايات: فإحداها (وهى الرواية الموجودة فى الإنجيل الذى يحمل اسم يوحنا) تذكر مريمين معينتين هما أمه وخالته، أما الروايات الباقيات فلا تذكر أيا من هاتين المريمين، بل تذكر مريمين أخريين! وعجيب غريب غاية العجب والغرابة ألا يأتى ذكر الأم والخالة فى الروايات التى تدور فى هذا السياق تحت أى اعتبار! واضح أن هناك تخليطا بسبب اسم مريم. وثَمّ اختلاف آخر فى الأسماء يستطيع القارئ أن يدركه بنفسه دون مساعدة من أحد. وبالمثل فإن رواية يوحنا هى الرواية الوحيدة التى تتحدث عن توصية المسيح أحد تلاميذه أن يأخذ باله من أمه، على حين لم تقل أية رواية أخرى شيئا من هذا، ذلك أن مريم ليس لها وجود فى تلك الروايات كما لاحظنا. وبالمناسبة فقد كان المسيح لا يزال، حتى وهو على الصليب، جافا جافيا مع أمه لا يترك شكاسته معها، إذ بدلا من مناداته لها بــ"يا أمى الحبيبة" مثلا نجده يقول لها: "يا امرأة"! أيمكن أن يكون هذا هو عيسى الذى أثنى القرآن عليه وعلى بره بأمه؟ كذلك تختلف الروايات حول الكلمات التى قالها الضابط ومن معه حين شاهدوا الظلمة والزلازل وانشقاق حجاب الهيكل وبعثرة القبور وخروج الموتى منها إلى الدنيا عند صلب المسيح، فهل قال ذلك الضابط: "حقا كان هذا ابن الله"؟ أم هل كان ما قاله هو: "بالحقيقة كان هذا الإنسان بارًّا"؟ لاحظ أنه لا سبيل للتوفيق بين العبارتين، فبينهما من التباعد فى المعنى والمغزى والاعتقاد مسافة تقدَّر بملايين السنين الضوئية!
كذلك هل قال عيسى بن مريم، حسبما تقول الأناجيل المؤلفة بأيدى البشر: "إِيلِي ،إِيلِي، لَمَا شَبَقْتَنِي؟"؟ أم هل كانت صيحته: "إِلُوِي، إِلُوِي، لِمَا شَبَقْتَنِي؟ (أى "يا إلهى، لماذا تركتنى؟")؟ أم هل قال: "يَا أَبَتَاهُ ، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي"؟ أم هل كل ما قاله هو: "أنا عطشان"، وبعدما بَلَّ ريقه من إسفنجة الخل التى قُدِّمَتْ له قال: "قد أُكْمِِل"، ثم فارق الحياة؟ إن معنا هاهنا أربع روايات بأربع عبارات مختلفة، وليس من أمل فى التوفيق بينها، فى أمرٍ هو أهم الأحداث فى حياة المسيح عيسى بن مريم عليه وعلى سيد النبيين والمرسلين أصدق الصلوات وأحسن التساليم، فهل يليق بل هل يصح هذا؟ أترك هذه الكارثة لك لتتأملها على أقل من مهلك يا عزيزى القارئ!
ثم خذ عندك أيضا حكاية الدفن: فهل الذى قام بالدفن هو يوسف الرامىّ وحده، أم هل كان معه نيقوديموس؟ هنا روايتان لا رواية واحدة. فهيا شمر عن ساعد التفكير والحيرة وحاول أن تحل ذلك اللغز أيضا بالمرة! ثم هل قام يوسف الرامىّ هذا بتطييب جسد المسيح قبل دفنه بمائة مَنٍّ من مزيج المر والعود، وكأنه كان سيطيب أجساد الموتى كلهم؟ أم هل اكتفى يا ترى بلفّه فى كتان، ثم ذهبت أمه فأعدت الأطياب، وإن لم تمكنها الفرصة لتطييبه بسبب قيامه قبل ذلك من الأموات حسبما كتب مؤلفو الأناجيل؟ وقبل ذلك كله هل الإله يحتاج إلى طيب، وهو خالق الطيب والعطور التى فى الدنيا كلها؟ بل لماذا يُطَيَّب أصلا؟ أترى الآلهة تُنْتِن؟ هنا أيضا مشكلة فى حاجة إلى نظرة من أم العواجز!
ولو تركنا وراء ظهورنا هذه المشكلة إلى أن يجد أحد لها حلا، وهذا مستحيل، وانتقلنا إلى موضوع آخر هو موضوع الحَجَر الذى زُحْزِح من فوق فوهة القبر المدفون فيه المسيح لوجدنا مشكلة أعقد، وكل ما فى تلك الديانة معقد تعقيدا لم تتعقده أية قضية أخرى: فهل كانت مريم أمه وخالته هما اللتين ذهبتا إلى القبر؟ أم هل كانت مريم المجدلية ومريم الأخرى؟ أم هل كانت المجدلية وحدها؟ وهل كان ذلك فى غلس الظلام؟ أم هل كان عند الفجر؟ أم هل كان بعد بزوغ الشمس؟ وهل دخلت مَنْ ذهبتْ هناك إلى القبر أو لم تدخله وانصرفت كما جاءت؟ وهل كان هناك ملاك واحد أو اثنان أو شابّ أو لم يكن هناك ملائكة ولا ناس بالمرة؟ وهل كل الذى قيل هو أن يسوع قام من الأموات وينتظر تلاميذه فى الجليل؟ أم هل قيل كلام أكثر من ذلك؟ وهل أتى بعض التلاميذ للقبر ليتأكدوا مما حدث أو لا؟ وهل لمست مريم المسيح كما جاء فى الرواية التى تقول إنها ورفيقتها أمسكتا بقدميه وسجدتا له؟ أم هل منعها عليه السلام من لمسه بذريعة أنه لم يصعد بعد إلى السماء، وكأنها بعد صعوده للسماء ستراه مرة أخرى وتلمسه كما تحب؟ والمضحك أنه بعد كل ما قاله لها عن "أبيه وأبيهم وإلهه وإلههم" نسمعها تقول إنها قد رأت "ربّها"! يعنى: على رأى سعد زغلول "ما فيش فايدة"! غطِّيه إذن يا صفيه والْطِمِى! وها هى ذى النصوص أضعها أمام القارئ ليقارن بينها ويتحقق من الأمر بنفسه:
متى (ف 27- 28): "62وَفِي الْغَدِ الَّذِي بَعْدَ الاِسْتِعْدَادِ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ إِلَى بِيلاَطُسَ 63قَائِلِينَ: يَا سَيِّدُ ،قَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذَلِكَ الْمُضِلَّ قَالَ وَهُوَ حَيٌّ: إِنِّي بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَقُومُ. 64فَمُرْ بِضَبْطِ الْقَبْرِ إِلَى الْيَوْمِ الثَّالِثِ ،لِئَلا يَأْتِيَ تَلاَمِيذُهُ لَيْلاً وَيَسْرِقُوهُ، وَيَقُولُوا لِلشَّعْبِ: إِنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ ،فَتَكُونَ الضَّلاَلَةُ الأَخِيرَةُ أَشَرَّ مِنَ الأُولَى! 65فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: عِنْدَكُمْ حُرَّاسٌ. اذْهَبُوا وَاضْبُطُوهُ كَمَا تَعْلَمُون. 66فَمَضَوْا وَضَبَطُوا الْقَبْرَ بِالْحُرَّاسِ وَخَتَمُوا الْحَجَرَ. 28 1 وَبَعْدَ السَّبْتِ، عِنْدَ فَجْرِ أَوَّلِ الأُسْبُوعِ، جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى لِتَنْظُرَا الْقَبْرَ.2وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ ،لأَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنِ الْبَابِ ،وَجَلَسَ عَلَيْهِ. 3وَكَانَ مَنْظَرُهُ كَالْبَرْقِ ،وَلِبَاسُهُ أَبْيَضَ كَالثَّلْجِ. 4فَمِنْ خَوْفِهِ ارْتَعَدَ الْحُرَّاسُ وَصَارُوا كَأَمْوَاتٍ. 5فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لِلْمَرْأَتَيْنِ: لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ. 6لَيْسَ هُوَ هَهُنَا ،لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ! هَلُمَّا انْظُرَا الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعاً فِيهِ. 7وَاذْهَبَا سَرِيعاً قُولاَ لِتَلاَمِيذِهِ : إِنَّهُ قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ. هَا هُوَ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ. هَا أَنَا قَدْ قُلْتُ لَكُمَا . 8فَخَرَجَتَا سَرِيعاً مِنَ الْقَبْرِ بِخَوْفٍ وَفَرَحٍ عَظِيمٍ ،رَاكِضَتَيْنِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ. 9وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ إِذَا يَسُوعُ لاَقَاهُمَا وَقَالَ: سَلاَمٌ لَكُمَا . فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ. 10فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: لاَ تَخَافَا. اِذْهَبَا قُولاَ لإِخْوَتِي أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى الْجَلِيلِ وَهُنَاكَ يَرَوْنَنِي".
مرقس (ف 16): "16 1وَبَعْدَمَا مَضَى السَّبْتُ، اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ، حَنُوطاً لِيَأْتِينَ وَيَدْهَنَّهُ. 2وَبَاكِراً جِدّاً فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ إِذْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ. 3وَكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ: مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الْحَجَرَ عَنْ بَابِ الْقَبْرِ؟ 4فَتَطَلَّعْنَ وَرَأَيْنَ أَنَّ الْحَجَرَ قَدْ دُحْرِجَ! لأَنَّهُ كَانَ عَظِيماً جِدّاً. 5وَلَمَّا دَخَلْنَ الْقَبْرَ رَأَيْنَ شَابّاً جَالِساً عَنِ الْيَمِينِ لاَبِساً حُلَّةً بَيْضَاءَ، فَانْدَهَشْنَ. 6فَقَالَ لَهُنَّ: لاَ تَنْدَهِشْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ الْمَصْلُوبَ. قَدْ قَامَ! لَيْسَ هُوَ هَهُنَا. هُوَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي وَضَعُوهُ فِيهِ. 7لَكِنِ اذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلاَمِيذِهِ وَلِبُطْرُسَ: إِنَّهُ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ كَمَا قَالَ لَكُم . 8فَخَرَجْنَ سَرِيعاً وَهَرَبْنَ مِنَ الْقَبْرِ، لأَنَّ الرِّعْدَةَ وَالْحَيْرَةَ أَخَذَتَاهُنَّ. وَلَمْ يَقُلْنَ لأَحَدٍ شَيْئاً لأَنَّهُنَّ كُنَّ خَائِفَاتٍ. 9وَبَعْدَمَا قَامَ بَاكِراً فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ ظَهَرَ أَوَّلاً لِمَرْيَمَ الْمَجْدَلِيَّةِ، الَّتِي كَانَ قَدْ أَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِينَ. 10فَذَهَبَتْ هَذِهِ وَأَخْبَرَتِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ وَهُمْ يَنُوحُونَ وَيَبْكُونَ. 11فَلَمَّا سَمِعَ أُولَئِكَ أَنَّهُ حَيٌّ، وَقَدْ نَظَرَتْهُ، لَمْ يُصَدِّقُوا".
لوقا (ف 24): "24 1ثُمَّ فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ ، أَوَّلَ الْفَجْرِ ، أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ حَامِلاَتٍ الْحَنُوطَ الَّذِي أَعْدَدْنَهُ ، وَمَعَهُنَّ أُنَاسٌ. 2فَوَجَدْنَ الْحَجَرَ مُدَحْرَجاً عَنِ الْقَبْرِ، 3فَدَخَلْنَ وَلَمْ يَجِدْنَ جَسَدَ الرَّبِّ يَسُوعَ. 4وَفِيمَا هُنَّ مُحْتَارَاتٌ فِي ذَلِكَ ، إِذَا رَجُلاَنِ وَقَفَا بِهِنَّ بِثِيَابٍ بَرَّاقَةٍ. 5وَإِذْ كُنَّ خَائِفَاتٍ وَمُنَكِّسَاتٍ وُجُوهَهُنَّ إِلَى الأَرْضِ ، قَالاَ لَهُنَّ: لِمَاذَا تَطْلُبْنَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ؟ 6لَيْسَ هُوَ هَهُنَا ، لَكِنَّهُ قَامَ! اُذْكُرْنَ كَيْفَ كَلَّمَكُنَّ وَهُوَ بَعْدُ فِي الْجَلِيلِ 7قَائِلاً: إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُسَلَّمَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي أَيْدِي أُنَاسٍ خُطَاةٍ ، وَيُصْلَبَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُوم . 8فَتَذَكَّرْنَ كَلاَمَهُ، 9وَرَجَعْنَ مِنَ الْقَبْرِ ، وَأَخْبَرْنَ الأَحَدَ عَشَرَ وَجَمِيعَ الْبَاقِينَ بِهَذَا كُلِّهِ. 10وَكَانَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَيُوَنَّا وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَالْبَاقِيَاتُ مَعَهُنَّ ، اللَّوَاتِي قُلْنَ هَذَا لِلرُّسُلِ. 11فَتَرَاءَى كَلاَمُهُنَّ لَهُمْ كَالْهَذَيَانِ وَلَمْ يُصَدِّقُوهُنَّ. 12فَقَامَ بُطْرُسُ وَرَكَضَ إِلَى الْقَبْرِ ، فَانْحَنَى وَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً وَحْدَهَا ، فَمَضَى مُتَعَجِّباً فِي نَفْسِهِ مِمَّا كَانَ".
يوحنا (ف 20): "20 1وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ إِلَى الْقَبْرِ بَاكِراً، وَالظّلاَمُ بَاقٍ. فَنَظَرَتِ الْحَجَرَ مَرْفُوعاً عَنِ الْقَبْرِ. 2فَرَكَضَتْ وَجَاءَتْ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَإِلَى التِّلْمِيذِ الآخَرِ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ، وَقَالَتْ لَهُمَا: أَخَذُوا السَّيِّدَ مِنَ الْقَبْرِ، وَلَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ! . 3فَخَرَجَ بُطْرُسُ وَالتِّلْمِيذُ الآخَرُ وَأَتَيَا إِلَى الْقَبْرِ. 4وَكَانَ الاِثْنَانِ يَرْكُضَانِ مَعاً. فَسَبَقَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ بُطْرُسَ وَجَاءَ أَوَّلاً إِلَى الْقَبْرِ، 5وَانْحَنَى فَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ. 6ثُمَّ جَاءَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَتْبَعُهُ، وَدَخَلَ الْقَبْرَ وَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً، 7وَالْمِنْدِيلَ الَّذِي كَانَ عَلَى رَأْسِهِ لَيْسَ مَوْضُوعاً مَعَ الأَكْفَانِ، بَلْ مَلْفُوفاً فِي مَوْضِعٍ وَحْدَهُ. 8فَحِينَئِذٍ دَخَلَ أَيْضاً التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِي جَاءَ أَوَّلاً إِلَى الْقَبْرِ، وَرَأَى فَآمَنَ، 9لأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا بَعْدُ يَعْرِفُونَ الْكِتَابَ: أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَقُومَ مِنَ الأَمْوَاتِ. 10فَمَضَى التِّلْمِيذَانِ أَيْضاً إِلَى مَوْضِعِهِمَا. 11أَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ وَاقِفَةً عِنْدَ الْقَبْرِ خَارِجاً تَبْكِي. وَفِيمَا هِيَ تَبْكِي انْحَنَتْ إِلَى الْقَبْرِ، 12فَنَظَرَتْ مَلاَكَيْنِ بِثِيَابٍ بِيضٍ جَالِسَيْنِ وَاحِداً عِنْدَ الرَّأْسِ وَالآخَرَ عِنْدَ الرِّجْلَيْنِ، حَيْثُ كَانَ جَسَدُ يَسُوعَ مَوْضُوعاً. 13فَقَالاَ لَهَا: يَا امْرَأَةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟ قَالَتْ لَهُمَا: إِنَّهُمْ أَخَذُوا سَيِّدِي، وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ! . 14وَلَمَّا قَالَتْ هَذَا الْتَفَتَتْ إِلَى الْوَرَاءِ، فَنَظَرَتْ يَسُوعَ وَاقِفاً، وَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ يَسُوعُ. 15قَالَ لَهَا يَسُوعُ: يَا امْرَأَةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟ مَنْ تَطْلُبِينَ؟ فَظَنَّتْ تِلْكَ أَنَّهُ الْبُسْتَانِيُّ، فَقَالَتْ لَهُ: يَا سَيِّدُ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ حَمَلْتَهُ فَقُلْ لِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ، وَأَنَا آخُذُه . 16قَالَ لَهَا يَسُوعُ: يَا مَرْيَم فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ: رَبُّونِي! الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ. 17قَالَ لَهَا يَسُوعُ: لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُم . 18فَجَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَأَخْبَرَتِ التَّلاَمِيذَ أَنَّهَا رَأَتِ الرَّبَّ، وَأَنَّهُ قَالَ لَهَا هَذَا".
ويتبقى لنا المشهد الأخير من قصة المسيح، وهو الخاص بظهوره لحوارييه بعد قيامه من الأموات على ما يقول القوم لا على ما نقول نحن. وسوف أورد أولاً ما قاله كل من مؤلفى الأناجيل ثم أعقب عليه بملاحظاتى تاركا كل قارئ يكوّن رأيه فيما بينه وبين نفسه:
متى (ف 28): "16وَأَمَّا الأَحَدَ عَشَرَ تِلْمِيذاً فَانْطَلَقُوا إِلَى الْجَلِيلِ إِلَى الْجَبَلِ ،حَيْثُ أَمَرَهُمْ يَسُوعُ. 17وَلَمَّا رَأَوْهُ سَجَدُوا لَهُ ،وَلَكِنَّ بَعْضَهُمْ شَكُّوا. 18فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ، 19فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.20وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْر. آمِينَ". وهنا نلاحظ أن عيسى بن مريم عليه السلام قد قابل أحد عشر حواريا فقط لا غير، فعدد الحواريين قد نقص واحدا بعد سقوط يهوذا، الذى لا أدرى لماذا استُبْعِد، مع أنه كان ينبغى أن يكون أقربهم الآن إلى معلمه وأحظاهم لديه لو كانت الأمور هنا تسير على منطق العقل، إذ لولا أنه ساعد اليهود على القبض عليه وصلبه فكيف كانت الخطة الإلهية لغفران الذنوب البشرية المتلتلة تتم؟ ما علينا، المهم أنه قابل تلاميذه وأنهم سجدوا له، وإن كان بعضهم شك فيه، وأن عيسى أخبرهم أنه قد أخذ كل سلطان فى السماء والأرض، بما يعنى أن الآب قد تنازل له عن صلاحياته جميعا لأن المثل يقول: "إنْ كَبِرَ ابنُك خاوِه"، مع أن الأمر الآن ليس مخاواة، بل سلبا لجميع السطات من البابا وشطبه بأستيكة، ولكنهم لم يقولوا لنا هل كان ذلك بتدبير الماما أو لا. ويبدو أن هذه المنطقة مغرمة بسلب الأبناء الحكم من الآباء من زمان! فلننتقل الآن إلى السيد مرقس لنرى ماذا قال هو أيضا.
مرقس (ف 16): "9وَبَعْدَمَا قَامَ بَاكِراً فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ ظَهَرَ أَوَّلاً لِمَرْيَمَ الْمَجْدَلِيَّةِ، الَّتِي كَانَ قَدْ أَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِينَ. 10فَذَهَبَتْ هَذِهِ وَأَخْبَرَتِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ وَهُمْ يَنُوحُونَ وَيَبْكُونَ. 11فَلَمَّا سَمِعَ أُولَئِكَ أَنَّهُ حَيٌّ، وَقَدْ نَظَرَتْهُ، لَمْ يُصَدِّقُوا. 12وَبَعْدَ ذَلِكَ ظَهَرَ بِهَيْئَةٍ أُخْرَى لاِثْنَيْنِ مِنْهُمْ وَهُمَا يَمْشِيَانِ مُنْطَلِقَيْنِ إِلَى الْبَرِّيَّةِ. 13وَذَهَبَ هَذَانِ وَأَخْبَرَا الْبَاقِينَ فَلَمْ يُصَدِّقُوا وَلاَ هَذَيْنِ. 14أَخِيراً ظَهَرَ لِلأَحَدَ عَشَرَ وَهُمْ مُتَّكِئُونَ، وَوَبَّخَ عَدَمَ إِيمَانِهِمْ وَقَسَاوَةَ قُلُوبِهِمْ، لأَنَّهُمْ لَمْ يُصَدِّقُوا الَّذِينَ نَظَرُوهُ قَدْ قَامَ. 15وَقَالَ لَهُمُ: اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا. 16مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ. 17وَهَذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ. 18يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ، وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئاً مُمِيتاً لاَ يَضُرُّهُمْ، وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَبْرَأُون. 19ثُمَّ إِنَّ الرَّبَّ بَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ارْتَفَعَ إِلَى السَّمَاءِ، وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ اللَّهِ. 20وَأَمَّا هُمْ فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَالرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُمْ وَيُثَبِّتُ الْكَلاَمَ بِالآيَاتِ التَّابِعَةِ. آمِينَ".
ومن الواضح أن الكلام هنا غيره هناك، فالحواريون هنا لم يسجدوا ولا صدّقوا، بل شكّوا كلهم، على عكس ما سمعناه من السيد متّى، الذى قال إن الشك كان من بعضهم فقط. كما أن المسيح هنا قد وبخهم للمرة اللاأدرى كم، وكأنه كان يتلذذ بتسفيههم وتحقير إيمانهم فى كل فرصة تسنح، وهو ما يدفعنا للقول بأنه إذا كان الحواريون أنفسهم قليلى الإيمان وقساة القلوب إلى هذا الحد، فكيف يكون حال المؤمنين العاديين؟ لا شك أن رأيه عليه الصلاة والسلام فيهم لا يسر عدوا ولا صديقا. لكننا لن نقف أمام هذه النقطة طويلا رغم خطورتها. وبالمثل فنحن هنا نسمع شيئا جديدا لم نسمعه هناك، فعيسى بن مريم يبشرهم أن كل مؤمن سيكون عنده المقدرة على شفاء جميع الأمراض، والتعرض للحيّات دون خوف عليه، وكذلك شرب السم دون أن يؤثر فيهم. حواة يعنى ورفاعية، وهذا النوع من البشر متوفر فى مصر، والواحد منهم (فيما أسمع) على استعداد لإخراج ما شئت من ثعابين من شقوق جدران بيتك! وكان منهم عم شاهين بياع الجاز (على العربية أم حصان) بالقرية فى طفولتنا، وكان يحمل معه دائما مخلاة فيها عدد من الثعابين يفتحها كلما خَفَّتْ أرجل الزبائن ويخرجها ويلعب بها أمامنا، وكنا ننظر له مبهورين، وكنت أنا بالذات أحسده (أو قل: "أغبطه" إذا كرهتَ كلمة "حسد")، وأتمنى أن أكون مثله، ولم أكن أعلم وقتها أنه يصنع ما يصنعه تلاميذ المعلم دون كرازةٍ ولا أَخْذِ سلطانٍ من الرب ولا دياولو، بل حاجة ع الماشى كده! وكلما تذكرت عم شاهين ومخلاته تلذعنى الحسرة على أننى لم أصبح مثله رغم أننى ألاعب الآن حيات البشر الذين يلدغون الضمائر ويقتلون العقول لو استطاعوا، وأثرّم لهم أسنانهم وأفرّج عليهم الأطفال والكبار على السواء وأجعل الذى لا يشترى يتفرج، وكله ببلاش لوجه الله تطلعا لما عند أبى وأبيكم السماوى، وطمعا فى تذوق ألوان النعيم فى ملكوت السماوات!
وهنا نتوقف وننتقل إلى ما كتب السيد لوقا (ف 24):"13وَإِذَا اثْنَانِ مِنْهُمْ كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى قَرْيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ أُورُشَلِيمَ سِتِّينَ غَلْوَةً ، اسْمُهَا عِمْوَاس . 14وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ بَعْضُهُمَا مَعَ بَعْضٍ عَنْ جَمِيعِ هَذِهِ الْحَوَادِثِ. 15وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ ، اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا. 16وَلَكِنْ أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ. 17فَقَالَ لَهُمَا: مَا هَذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟ 18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا ، الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟ 19فَقَالَ لَهُمَا: وَمَا هِيَ؟ فَقَالاَ: الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ ، الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ. 20كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ. 21وَنَحْنُ كُنَّا نَرْجُو أَنَّهُ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْدِيَ إِسْرَائِيلَ. وَلَكِنْ ، مَعَ هَذَا كُلِّهِ ، الْيَوْمَ لَهُ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ مُنْذُ حَدَثَ ذَلِكَ. 22بَلْ بَعْضُ النِّسَاءِ مِنَّا حَيَّرْنَنَا إِذْ كُنَّ بَاكِراً عِنْدَ الْقَبْرِ، 23وَلَمَّا لَمْ يَجِدْنَ جَسَدَهُ أَتَيْنَ قَائِلاَتٍ: إِنَّهُنَّ رَأَيْنَ مَنْظَرَ مَلاَئِكَةٍ قَالُوا إِنَّهُ حَيٌّ. 24وَمَضَى قَوْمٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَنَا إِلَى الْقَبْرِ ، فَوَجَدُوا هَكَذَا كَمَا قَالَتْ أَيْضاً النِّسَاءُ ، وَأَمَّا هُوَ فَلَمْ يَرَوْه . 25فَقَالَ لَهُمَا: أَيُّهَا الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِيئَا الْقُلُوبِ فِي الإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاءُ 26أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ بِهَذَا وَيَدْخُلُ إِلَى مَجْدِهِ؟ 27ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ.28ثُمَّ اقْتَرَبُوا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ إِلَيْهَا ، وَهُوَ تَظَاهَرَ كَأَنَّهُ مُنْطَلِقٌ إِلَى مَكَانٍ أَبْعَدَ. 29فَأَلْزَمَاهُ قَائِلَيْنِ: امْكُثْ مَعَنَا ، لأَنَّهُ نَحْوُ الْمَسَاءِ وَقَدْ مَالَ النَّهَار . فَدَخَلَ لِيَمْكُثَ مَعَهُمَا. 30فَلَمَّا اتَّكَأَ مَعَهُمَا ، أَخَذَ خُبْزاً وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَنَاوَلَهُمَا ، 31فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَرَفَاهُ ثُمَّ اخْتَفَى عَنْهُمَا، 32فَقَالَ بَعْضُهُمَا لِبَعْضٍ: أَلَمْ يَكُنْ قَلْبُنَا مُلْتَهِباً فِينَا إِذْ كَانَ يُكَلِّمُنَا فِي الطَّرِيقِ وَيُوضِحُ لَنَا الْكُتُبَ؟ 33فَقَامَا فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وَرَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ ، وَوَجَدَا الأَحَدَ عَشَرَ مُجْتَمِعِينَ ، هُمْ وَالَّذِينَ مَعَهُمْ 34وَهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّ الرَّبَّ قَامَ بِالْحَقِيقَةِ وَظَهَرَ لِسِمْعَانَ! 35وَأَمَّا هُمَا فَكَانَا يُخْبِرَانِ بِمَا حَدَثَ فِي الطَّرِيقِ ، وَكَيْفَ عَرَفَاهُ عِنْدَ كَسْرِ الْخُبْزِ. 36وَفِيمَا هُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِهَذَا وَقَفَ يَسُوعُ نَفْسُهُ فِي وَسَطِهِمْ ، وَقَالَ لَهُمْ: سَلاَمٌ لَكُمْ! 37فَجَزِعُوا وَخَافُوا ، وَظَنُّوا أَنَّهُمْ نَظَرُوا رُوحاً. 38فَقَالَ لَهُمْ: مَا بَالُكُمْ مُضْطَرِبِينَ ، وَلِمَاذَا تَخْطُرُ أَفْكَارٌ فِي قُلُوبِكُمْ؟ 39اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ! جُسُّونِي وَانْظُرُوا ، فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي . 40وَحِينَ قَالَ هَذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ. 41وَبَيْنَمَا هُمْ غَيْرُ مُصَدِّقِين مِنَ الْفَرَحِ ، وَمُتَعَجِّبُونَ ، قَالَ لَهُمْ: أَعِنْدَكُمْ هَهُنَا طَعَامٌ؟ 42فَنَاوَلُوهُ جُزْءاً مِنْ سَمَكٍ مَشْوِيٍّ ، وَشَيْئاً مِنْ شَهْدِ عَسَلٍ. 43فَأَخَذَ وَأَكَلَ قُدَّامَهُمْ.44وَقَالَ لَهُمْ: هَذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ وَأَنَا بَعْدُ مَعَكُمْ : أَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِير . 45حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ. 46وَقَالَ لَهُمْ: هَكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ ، وَهَكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ ، 47وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ ، مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ. 48وَأَنْتُمْ شُهُودٌ لِذَلِكَ. 49وَهَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ مَوْعِدَ أَبِي. فَأَقِيمُوا فِي مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ الأَعَالِي . 50وَأَخْرَجَهُمْ خَارِجاً إِلَى بَيْتِ عَنْيَا ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَبَارَكَهُمْ. 51وَفِيمَا هُوَ يُبَارِكُهُمُ ، انْفَرَدَ عَنْهُمْ وَأُصْعِدَ إِلَى السَّمَاءِ. 52فَسَجَدُوا لَهُ وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ ، 53وَكَانُوا كُلَّ حِينٍ فِي الْهَيْكَلِ يُسَبِّحُونَ وَيُبَارِكُونَ اللهَ. آمِين"َ.
وفى هذا النص نقرأ أن الذى قابله أولا وأخبر التلاميذ بقيامه من الأموات هو هذان الرجلان لا مريم. هذه واحدة، والثانية أن هذين الرجلين وصفا عيسى، وعلى مسمع منه، بأنه" "إنسان نبى"! يسلم فمك يا رجل أنت وهو! إن هذا ما نقوله من الصبح، لكن القوم يشتمون رسولنا ويكتبون لنا فى محبة وتواضع رسائل من نوعية "أحبوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم! إذا ضربك أحد على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر، واشتم النبى محمدا وقل فى نهاية الرسالة: من فلان المحب". حَبَّك بُرْص يا بعيد منك له له، بل حَبَّك ثعبان من النوع الأقرع الذى يشغل المسلمين فى هذا المنعطف التاريخى من حياتهم، المنعطف الذى سوف يشهد اندحار الإمبريالية العالمية على يد الحرامية ووعيهم بالكفاح "الطبقى": (نسبةً إلى "طبق" حرامى نجيب محفوظ الذى خطف "الطبق"! لا إلى "الطبقة" التى كثيرا ما أزعجَنا بها الشيوعيون الأوساخ الذين استداروا هذه الأيام وتوسخوا وساخة أمريكية بدل الوساخة السوفييتية!). أرجو من القراء ألا يأخذوا فى بالهم من هذا الكلام الذى لا معنى له والذى اضطرنى إليه هذا الفكر السقيم الذى لا معنى له أيضا، والذى علىّ برغم ذلك أن أتناوله كما أتناول أى موضوع جاد!
والثالثة أن المسيح يطلب منهما أن يجسّاه حتى يطمئنا إلى أنه هو المسيح، مع أنه سبق أنْ نهى أمه عن لمسه مجرد لمس بذريعة أنه لم يصعد بعد إلى أبيه الذى فى السماوات. طيب، فهو حتى الآن لم يصعد أيضا إلى أبيه الذى فى السماوات، فلماذا هذه التفرقة؟ يبدو أن هناك سرا يدفعه إلى معاملة والدته بهذه الطريقة الخشنة. فما هو يا ترى؟ والرابعة أنه رغم قوله لهم إنه لم يعد من لحم ودم نراه لا يجد طريقة يؤكد لهما من خلالها أنه هو المسيح إلا أن يناولاه بعض الطعام فيأكله، مع أن هذا الدليل هو فى نظرى آخر دليل يمكن أن يصلح هنا، إذ الروح لا تستطيع أن تأكل أكلنا ولا أن تشرب شرابنا. وهذا هو ما يعترضون به على جنة الإسلام رغم أن الإسلام لم يقل قط إن طعام الجنة أو شرابها أو نساءها ستكون كمثيلاتها فى الدنيا، بل ستكون شيئا آخر لا عين رأته من قبل ولا سمعت به أذن ولا خطر على قلب بشر. آه يا أبا الزيك الوغد أنت والسفلة تبعك! هذا هو المسيح يفضح نفاقكم، وفى كتابكم المقدس نفسه. ما رأيك أيها المشلوح، ذا الدبر المقروح؟ والخامسة أن السجود للمسيح إنما تم بعد صعوده للسماء وليس أول ما رأوه عند خروجه من القبر. ودعنا من مسألة التناقض، وإلا فلن ننتهى إلى الأبد! والسادسة أننا هنا أمام حدوتة مختلفة تماما، وهى حدوتة تليق بعشاق "ألف ليلة وليلة" وما فيها من خيال عجائبى خِصْب من النوع الذى يسمى هذه الأيام بــ"الواقعية السحرية"! والسابعة أنه أمرهم أن يَبْقَوْا فى أورشليم حتى يفيض الله عليهم نعمته ويعطيهم القدرة على التحكم فى الشياطين والمقدرة على شفاء الأمراض، وهذا عكس ما فعل مع التلاميذ فى رواية متى ومرقس. وبالمناسبة فمن الواضح أنه نسى أنه كان أعطاهم هذا السلطان من قبل فى حياته. ولكن معلهش، فزيادة الخير خيران، والتكرار يعلّم الشطار، وكذلك الحمار!
وهنا يأتى دور يوحنا (ف 20- 21)، فلنسع روايته هو أيضا: "19وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَهُوَ أَوَّلُ الأُسْبُوعِ، وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ، جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ ، وَقَالَ لَهُمْ: سلاَمٌ لَكُمْ! . 20وَلَمَّا قَالَ هَذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ، فَفَرِحَ التّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوُا الرَّبَّ. 21فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: سلاَمٌ لَكُمْ! كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا . 22وَلَمَّا قَالَ هَذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ: اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ. 23مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَت . 24أَمَّا تُومَا، أَحَدُ الاِثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ حِينَ جَاءَ يَسُوعُ. 25فَقَالَ لَهُ التَّلاَمِيذُ الآخَرُونَ: قَدْ رَأَيْنَا الرَّبَّ! . فَقَالَ لَهُمْ: إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لاَ أُومِن .26وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تَلاَمِيذُهُ أَيْضاً دَاخِلاً وَتُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ، وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ وَقَالَ: سلاَمٌ لَكُمْ! . 27ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنا . 28أَجَابَ تُومَا وَقَالَ لَهُمْ: رَبِّي وَإِلَهِي! . 29قَالَ لَهُ يَسُوعُ: لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا .30وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هَذَا الْكِتَابِ. 31وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ. 21 1بَعْدَ هَذَا أَظْهَرَ أَيْضاً يَسُوعُ نَفْسَهُ لِلتَّلاَمِيذِ عَلَى بَحْرِ طَبَرِيَّةَ. ظَهَرَ هَكَذَا: 2كَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ، وَتُومَا الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ، وَنَثَنَائِيلُ الَّذِي مِنْ قَانَا الْجَلِيلِ، وَابْنَا زَبْدِي، وَاثْنَانِ آخَرَانِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ مَعَ بَعْضِهِمْ. 3قَالَ لَهُمْ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: أَنَا أَذْهَبُ لأَتَصَيَّد . قَالُوا لَهُ: نَذْهَبُ نَحْنُ أَيْضاً مَعَك . فَخَرَجُوا وَدَخَلُوا السَّفِينَةَ لِلْوَقْتِ. وَفِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ لَمْ يُمْسِكُوا شَيْئاً. 4وَلَمَّا كَانَ الصُّبْحُ ، وَقَفَ يَسُوعُ عَلَى الشَّاطِئِ. وَلَكِنَّ التَّلاَمِيذَ لَمْ يَكُونُوا يَعْلَمُونَ أَنَّهُ يَسُوعُ. 5فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: يَا غِلْمَانُ أَلَعَلَّ عِنْدَكُمْ إِدَاماً؟ . أَجَابُوهُ: لاَ! 6فَقَالَ لَهُمْ: أَلْقُوا الشَّبَكَةَ إِلَى جَانِبِ السَّفِينَةِ الأَيْمَنِ فَتَجِدُوا . فَأَلْقَوْا، وَلَمْ يَعُودُوا يَقْدِرُونَ أَنْ يَجْذِبُوهَا مِنْ كَثْرَةِ السَّمَكِ. 7فَقَالَ ذَلِكَ التِّلْمِيذُ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ لِبُطْرُسَ: هُوَ الرَّبُّ! . فَلَمَّا سَمِعَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنَّهُ الرَّبُّ، اتَّزَرَ بِثَوْبِهِ، لأَنَّهُ كَانَ عُرْيَاناً، وَأَلْقَى نَفْسَهُ فِي الْبَحْرِ. 8وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ الآخَرُونَ فَجَاءُوا بِالسَّفِينَةِ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا بَعِيدِينَ عَنِ الأَرْضِ إِلاَّ نَحْوَ مِئَتَيْ ذِرَاعٍ، وَهُمْ يَجُرُّونَ شَبَكَةَ السَّمَكِ. 9فَلَمَّا خَرَجُوا إِلَى الأَرْضِ نَظَرُوا جَمْراً مَوْضُوعاً وَسَمَكاً مَوْضُوعاً عَلَيْهِ وَخُبْزاً. 10قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: قَدِّمُوا مِنَ السَّمَكِ الَّذِي أَمْسَكْتُمُ الآن .11فَصَعِدَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَجَذَبَ الشَّبَكَةَ إِلَى الأَرْضِ، مُمْتَلِئَةً سَمَكاً كَبِيراً ، مِئَةً وَثلاَثاً وَخَمْسِينَ. وَمَعْ هَذِهِ الْكَثْرَةِ لَمْ تَتَخَرَّقِ الشَّبَكَةُ. 12قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: هَلُمُّوا تَغَدَّوْا! . وَلَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ مِنَ التَّلاَمِيذِ أَنْ يَسْأَلَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ إِذْ كَانُوا يَعْلَمُونَ أَنَّهُ الرَّبُّ. 13ثُمَّ جَاءَ يَسُوعُ وَأَخَذَ الْخُبْزَ وَأَعْطَاهُمْ وَكَذَلِكَ السَّمَكَ. 14هَذِهِ مَرَّةٌ ثَالِثَةٌ ظَهَرَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ بَعْدَمَا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ. 15فَبَعْدَ مَا تَغَدَّوْا قَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ بُطْرُسَ: يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِنْ هَؤُلاَءِ؟ قَالَ لَهُ: نَعَمْ يَا رَبُّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّك . قَالَ لَهُ: ارْعَ خِرَافِي . 16قَالَ لَهُ أَيْضاً ثَانِيَةً: يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟ قَالَ لَهُ: نَعَمْ يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّك . قَالَ لَهُ: ارْعَ غَنَمِي . 17قَالَ لَهُ ثَالِثَةً: يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟ فَحَزِنَ بُطْرُسُ لأَنَّهُ قَالَ لَهُ ثَالِثَةً: أَتُحِبُّنِي؟ فَقَالَ لَهُ: يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ. أَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّك . قَالَ لَهُ يَسُوعُ: ارْعَ غَنَمِي. 18اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لَمَّا كُنْتَ أَكْثَرَ حَدَاثَةً كُنْتَ تُمَنْطِقُ ذَاتَكَ وَتَمْشِي حَيْثُ تَشَاءُ. وَلَكِنْ مَتَى شِخْتَ فَإِنَّكَ تَمُدُّ يَدَيْكَ وَآخَرُ يُمَنْطِقُكَ، وَيَحْمِلُكَ حَيْثُ لاَ تَشَاء . 19قَالَ هَذَا مُشِيراً إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعاً أَنْ يُمَجِّدَ اللَّهَ بِهَا. وَلَمَّا قَالَ هَذَا قَالَ لَهُ: اتْبَعْنِي . 20فَالْتَفَتَ بُطْرُسُ وَنَظَرَ التِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ يَتْبَعُهُ، وَهُوَ أَيْضاً الَّذِي اتَّكَأَ عَلَى صَدْرِهِ وَقْتَ الْعَشَاءِ، وَقَالَ: يَا سَيِّدُ ، مَنْ هُوَ الَّذِي يُسَلِّمُكَ؟ 21فَلَمَّا رَأَى بُطْرُسُ هَذَا ، قَالَ لِيَسُوعَ: يَا رَبُّ، وَهَذَا مَا لَهُ؟ 22قَالَ لَهُ يَسُوعُ: إِنْ كُنْتُ أَشَاءُ أَنَّهُ يَبْقَى حَتَّى أَجِيءَ ، فَمَاذَا لَكَ؟ اتْبَعْنِي أَنْتَ!. 23فَذَاعَ هَذَا الْقَوْلُ بَيْنَ الإِخْوَةِ: إِنَّ ذَلِكَ التِّلْمِيذَ لاَ يَمُوتُ. وَلَكِنْ لَمْ يَقُلْ لَهُ يَسُوعُ إِنَّهُ لاَ يَمُوتُ، بَلْ: إِنْ كُنْتُ أَشَاءُ أَنَّهُ يَبْقَى حَتَّى أَجِيءَ ، فَمَاذَا لَكَ؟ .24هَذَا هُوَ التِّلْمِيذُ الَّذِي يَشْهَدُ بِهَذَا وَكَتَبَ هَذَا. وَنَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ حَقٌّ.25وَأَشْيَاءُ أُخَرُ كَثِيرَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ ، إِنْ كُتِبَتْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً، فَلَسْتُ أَظُنُّ أَنَّ الْعَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُ الْكُتُبَ الْمَكْتُوبَةَ. آمِينَ".
ونحن هنا مع حدوتة أخرى، ولم لا، والتسلية لا تضر، وبخاصة هذه الأيام التى رَبَّتْ فيها أمريكا لنا الرعب، ويشاركها فى ذلك إخواننا البعداء الذين يهددوننا بها، وفى ذات الوقت يشنّفون أسماعنا بــ"أحب أعداءك! بارك لاعنيك! أما مع الرسول الكريم فكن قليل الأدب سافلا سفيها، وخنزيرا قذرا، وتطاولْ على سيد البشر والأنبياء والرسل أجمعين، وتَلَوَّ من الحقد والبغضاء التى تأكل كبدك وقلبك، ودبرك فوق البيعة، يا أبا الزِّيك، يا ذا الدبر الهَتِيك"؟ فها هو ذا المسيح يأتى بنفسه دون سابق إنذار فيقف بين التلاميذ ويعرّفهم بنفسه. والثالثة أن المسيح قد أخذ يد توما وجعله يَجُسّ يده وجنبه حتى يطمئن ويؤمن، ثم لم يتركه دون أن يغمزه غمزة من إياها فينعته بضعف الإيمان كالعادة!
هذه بعض الملاحظات التى عَنَّتْ لنا بعد تفحصنا للأناجيل الأربعة، وهذه الأناجيل (كما ينبغى أن نعرف) ليست هى الإنجيل الذى أنزله الله على المسيح والذى جاء فى بعض هذه الكتب التى بين أيدينا أنه عليه السلام كان يبشّر به، بل هى مجرد تآليف بشرية لا يضبطها فى معظم الأحيان من العقل ضابط، ولا يربطها بالمنطق رابط! وبعد فإننا لم نكتب هذا الكلام لنعتدى به على أحد، فقد كنا وما زلنا نعيش فى مصرنا العزيزة سويا فى مودة ويحترم كل من الطرفين اعتقاد الآخر رغم مخالفته إياه فيه، ولم يحدث ولا يمكن أن يحدث أن يفكر أى مسلم مجرد تفكير فى الإساءة للسيد المسيح ولا لوالدته ولا لحوارييه، بيد أننا فوجئنا بجماعة من السفلة المجرمين الذين يعيشون فى الخارج يتصورون أن ضعف حكومات المسلمين الحالى يخوّل لهم التباذؤ على رسول الله وصحابته وزوجاته ويشتموا ويسبّوا على هواهم محتمين وراء ماما أمريكا، ونَسُوا الحكمة القائلة بأنه إذا كان بيتك من زجاج فلا تقذف الجبال الشُّمّ الرواسى بالحجارة كما يفعل الأطفال الأغرار، فاضطرونا أن نفضح زيفهم ونرد على قلة أدبهم، لكن دون المساس بنبى الله عيسى وأمه الطاهرة البتول وصحابته الكرام ودون أن نقلب ظهر المجنّ لإخواننا وجيراننا فى الوطن الذين لا يشاركون هؤلاء السبّابين فى شىء مما يجترحونه فى حق الرسول العظيم. وكل عام والجميع، بمناسبة عيد الميلاد المجيد وعيد الأضحى المبارك، بخير ومودة وتعاون من أجل صالح الوطن الذى يسع من "الحبايب" لا ألفا بل مليارا بمشيئة الله إذا صحت العزائم وصلحت النيات وساد الحب، أو على الأقل: المجاملة، وانصرف كل إلى أداء واجبه وجوّد عمله وأتقنه وتنافسنا جميعا فى الخيرات كما أمرنا القرآن الكريم. أقول هذا تعقيبا على رسالة الأستاذ الذى أشرت إليه فى أول المقال وذكرت ثناءه على الإسلام، وأقوله من أعماق قلبى، وشاهدى عليه أننى على يقين من أن أحدا من إخوان الوطن لا يمكنه أن يتذكر وقوع إساءةٍ منى إليه أو افتئاتٍ على حقه: طالبا كان أو زميلا أو صديقا أو جارا أو بائعا، بل لا يمكنه أن يتذكر أننى فتحت معه ولا مع غيره فى أى يوم من الأيام نقاشًا حول اختلاف دِينَيْنَا. لكن هذا شىء، والسكوت على الإساءات الجلفة إلى سيدنا رسول الله شىء آخر لا علاقة له بالمجاملات المطلوبة بين المعارف والجيران والأصدقاء. ولا أظن أن فى هذا الكلام شيئا يمكن أن يعاب على أحد، أما إذا كنت مخطئا فليسامحنى الله سبحانه وتعالى، وهو المسامح الكريم!






















.








Home

غير معرف يقول...

إلى القُمّص المشلوح:
مقتطفات ممتعة من الكتاب المقدس
إبراهيم عوض


فى أحد المواقع التبشيرية قرأت العبارة التالية فى مقال يحاول صاحبه على نحو مضحك أن يقنع قارئه المسلم بأن القرآن يشهد لعيسى بن مريم بالألوهية، وهى بعنوان "نصيحة مهمة لقراءة نص الكتاب المقدس": "لقد عشتَ أنت في حالة عدم اليقين بخصوص أبديتك كل هذه السنين، ولا تستطيع أن تتحمل تكاليف خسارة الأبدية. لذلك قبل كل مرة تأتي فيها لقراءة كلمات الإنجيل المباركة ارفع قلبك بصلاة صغيرة إلى الله قائلاً: يا رب، أرشدني لفهم كلمات كتابك وشدد إيماني كي أقبل ما تقنعني أنت به. ساعدني لكي أفهم مشيئتك ولكي أعمل إرادتك في حياتي". وقد نزلت على رأى الكاتب رغبة منى فى تمحيص أفكارى واقتناعاتى، وقرأت الكتاب المقدس من جديد أكثر من مرة، ودعوت الله من عمق أعماق قلبى أن ينير بصيرتى للحق وأن يرفع عن عينى غشاوة الباطل إذا كان ثمة باطل عندى يشوش على عقلى ويختم على قلبى، فكانت النتيجة هى الخروج من قراءتى بالمختارات التالية التى ألهمنى الله، بعد أن دعوته وألحفت فى الدعاء، ألا احتجزها لنفسى بل أشرك فيها قرائى الأعزاء معى. فما رأيكم؟ تعالوا من فضلكم لنقرأ ونستمتع:

إلى القُمّص المشلوح:
مقتطفات ممتعة من الكتاب المقدس
د. إبراهيم عوض
يسلك المبشرون سبيلا مخادعة عند مخاطبتهم لعوامّ المسلمين، إذ يحاولون أن يوهموهم بأن الكتاب المقدس الذى مع اليهود والنصارى الآن هو التوراة والإنجيل اللذان ورد ذكرهما فى القرآن المجيد وقال عنهما إنهما وحى أوحاه الله لموسى وعيسى. إنه خداع رخيص واستغفال للعقول، فالتوراة والإنجيل شىء، والكتاب المقدس شىء آخر. الكتاب المقدس هو، فى أحسن أحواله، يشبه على نحوٍ ما السيرة النبوية، إذ كتبه رجال الدين اليهود والنصارى بعد وفاة موسى وعيسى: كَتَبَ اليهودُ "العهدَ القديم"، وكتَبَ َالنصارى "العهدَ الجديد"، أما التوراة والإنجيل اللذان يتحدث عنهما القرآن فقد اختفيا، وإن لم يمنع هذا من وجود بعض العبارات أو المعانى من التوراة والإنجيل فى الكتابين المذكورين. فى ضوء هذا أرجو من القراء أن يصحبونا فى هذه الجولة خلال الكتاب المقدس نطّلع فيها على بعض النصوص الممتعة التى انتقيتها لهم لكى يَرَوْا بأنفسهم أن ذلك الكتاب ليس هو الوحى الإلهى الذى نزل على موسى وعيسى عليهما السلام، بل هو شىء آخر سطرته يد البشر بما فى عقول البشر وقلوبهم من أهواء ونزوات وشهوات وأخطاء مضحكة لا تدخل العقل! فهيا إلى هناك:

تكوين 2 (الله عندهم يتعب ويستريح، فالحمل ثقيل عليه! أستغفر الله):
1فأُكْمِلَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَكُلُّ جُنْدِهَا. 2وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. 3وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابعَ وَقَدَّسَهُ، لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقًا.

تكوين 3 (إله هذا أم شيخ بلد يتفقد أملاكه ساعة العصر؟):
8وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلهِ مَاشِيًا فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ، فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ. 9فَنَادَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيْنَ أَنْتَ؟». 10فَقَالَ: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ، لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ».

تكوين 3 (يا له من إله حاقد!):
22وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفًا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضًا وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ». 23فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الإِلهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا. 24فَطَرَدَ الإِنْسَانَ، وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ، وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ.

تكوين 6 (الله ينجب ذكورا لا إناثا، ويندم على ما خلق!):
1وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الأَرْضِ، وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ، 2أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأَوْا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا. 3فَقَالَ الرَّبُّ: «لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ، لِزَيَغَانِهِ، هُوَ بَشَرٌ. وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً». 4كَانَ فِي الأَرْضِ طُغَاةٌ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَبَعْدَ ذلِكَ أَيْضًا إِذْ دَخَلَ بَنُو اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَوَلَدْنَ لَهُمْ أَوْلاَدًا، هؤُلاَءِ هُمُ الْجَبَابِرَةُ الَّذِينَ مُنْذُ الدَّهْرِ ذَوُو اسْمٍ.
5وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ. 6فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ، وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. 7فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ، الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ، لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ». 8وَأَمَّا نُوحٌ فَوَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ.

تكوين 9 (نبى الله نوح يَسْكَر "طينة" وتتعرى سوأته!):
20وَابْتَدَأَ نُوحٌ يَكُونُ فَلاَّحًا وَغَرَسَ كَرْمًا. 21وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ. 22فَأَبْصَرَ حَامٌ أَبُو كَنْعَانَ عَوْرَةَ أَبِيهِ، وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ خَارِجًا. 23فَأَخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ الرِّدَاءَ وَوَضَعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا إِلَى الْوَرَاءِ، وَسَتَرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا وَوَجْهَاهُمَا إِلَى الْوَرَاءِ. فَلَمْ يُبْصِرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا. 24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ نُوحٌ مِنْ خَمْرِهِ، عَلِمَ مَا فَعَلَ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ، 25فَقَالَ: «مَلْعُونٌ كَنْعَانُ! عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لإِخْوَتِهِ». 26وَقَالَ: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْدًا لَهُمْ. 27لِيَفْتَحِ اللهُ لِيَافَثَ فَيَسْكُنَ فِي مَسَاكِنِ سَامٍ، وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْدًا لَهُمْ».

تكوين 11 (هل يمكن أن يكون الإله حقودا، وإلى هذه الدرجة؟):
1وَكَانَتِ الأَرْضُ كُلُّهَا لِسَانًا وَاحِدًا وَلُغَةً وَاحِدَةً. 2وَحَدَثَ فِي ارْتِحَالِهِمْ شَرْقًا أَنَّهُمْ وَجَدُوا بُقْعَةً فِي أَرْضِ شِنْعَارَ وَسَكَنُوا هُنَاكَ. 3وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «هَلُمَّ نَصْنَعُ لِبْنًا وَنَشْوِيهِ شَيًّا». فَكَانَ لَهُمُ اللِّبْنُ مَكَانَ الْحَجَرِ، وَكَانَ لَهُمُ الْحُمَرُ مَكَانَ الطِّينِ. 4وَقَالُوا: «هَلُمَّ نَبْنِ لأَنْفُسِنَا مَدِينَةً وَبُرْجًا رَأْسُهُ بِالسَّمَاءِ. وَنَصْنَعُ لأَنْفُسِنَا اسْمًا لِئَلاَّ نَتَبَدَّدَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ». 5فَنَزَلَ الرَّبُّ لِيَنْظُرَ الْمَدِينَةَ وَالْبُرْجَ اللَّذَيْنِ كَانَ بَنُو آدَمَ يَبْنُونَهُمَا. 6وَقَالَ الرَّبُّ: «هُوَذَا شَعْبٌ وَاحِدٌ وَلِسَانٌ وَاحِدٌ لِجَمِيعِهِمْ، وَهذَا ابْتِدَاؤُهُمْ بِالْعَمَلِ. وَالآنَ لاَ يَمْتَنِعُ عَلَيْهِمْ كُلُّ مَا يَنْوُونَ أَنْ يَعْمَلُوهُ. 7هَلُمَّ نَنْزِلْ وَنُبَلْبِلْ هُنَاكَ لِسَانَهُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ بَعْضُهُمْ لِسَانَ بَعْضٍ». 8فَبَدَّدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ هُنَاكَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ، فَكَفُّوا عَنْ بُنْيَانِ الْمَدِينَةِ، 9لِذلِكَ دُعِيَ اسْمُهَا «بَابِلَ» لأَنَّ الرَّبَّ هُنَاكَ بَلْبَلَ لِسَانَ كُلِّ الأَرْضِ. وَمِنْ هُنَاكَ بَدَّدَهُمُ الرَّبُّ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ.
تكوين 12 (إبراهيم يديّث على زوجته من أجل شويّة مواشٍ! أمعقول هذا؟):
10وَحَدَثَ جُوعٌ فِي الأَرْضِ، فَانْحَدَرَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ لِيَتَغَرَّبَ هُنَاكَ، لأَنَّ الْجُوعَ فِي الأَرْضِ كَانَ شَدِيدًا. 11وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَأَتِهِ: «إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ. 12فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ الْمِصْرِيُّونَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: هذِهِ امْرَأَتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ. 13قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي، لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ».
14فَحَدَثَ لَمَّا دَخَلَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ أَنَّ الْمِصْرِيِّينَ رَأَوْا الْمَرْأَةَ أَنَّهَا حَسَنَةٌ جِدًّا. 15وَرَآهَا رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ وَمَدَحُوهَا لَدَى فِرْعَوْنَ، فَأُخِذَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ، 16فَصَنَعَ إِلَى أَبْرَامَ خَيْرًا بِسَبَبِهَا، وَصَارَ لَهُ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَعَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَأُتُنٌ وَجِمَالٌ. 17فَضَرَبَ الرَّبُّ فِرْعَوْنَ وَبَيْتَهُ ضَرَبَاتٍ عَظِيمَةً بِسَبَبِ سَارَايَ امْرَأَةِ أَبْرَامَ. 18فَدَعَا فِرْعَوْنُ أَبْرَامَ وَقَالَ: «مَا هذَا الَّذِي صَنَعْتَ بِي؟ لِمَاذَا لَمْ تُخْبِرْنِي أَنَّهَا امْرَأَتُكَ؟ 19لِمَاذَا قُلْتَ: هِيَ أُخْتِي، حَتَّى أَخَذْتُهَا لِي لِتَكُونَ زَوْجَتِي؟ وَالآنَ هُوَذَا امْرَأَتُكَ! خُذْهَا وَاذْهَبْ!». 20فَأَوْصَى عَلَيْهِ فِرْعَوْنُ رِجَالاً فَشَيَّعُوهُ وَامْرَأَتَهُ وَكُلَّ مَا كَانَ لَهُ.

تكوين 17 (الله يعاهد إبراهيم وذريته إلى الأبد على الختان، فيأتى بولس ويلغيه):
9وَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيم: «وَأَمَّا أَنْتَ فَتَحْفَظُ عَهْدِي، أَنْتَ وَنَسْلُكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ. 10هذَا هُوَ عَهْدِي الَّذِي تَحْفَظُونَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ: يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ، 11فَتُخْتَنُونَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِكُمْ، فَيَكُونُ عَلاَمَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ. 12اِبْنَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ فِي أَجْيَالِكُمْ: وَلِيدُ الْبَيْتِ، وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّةٍ مِنْ كُلِّ ابْنِ غَرِيبٍ لَيْسَ مِنْ نَسْلِكَ. 13يُخْتَنُ خِتَانًا وَلِيدُ بَيْتِكَ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّتِكَ، فَيَكُونُ عَهْدِي فِي لَحْمِكُمْ عَهْدًا أَبَدِيًّا. 14وَأَمَّا الذَّكَرُ الأَغْلَفُ الَّذِي لاَ يُخْتَنُ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا. إِنَّهُ قَدْ نَكَثَ عَهْدِي».

تكوين 19 ( ابنتا لوط اغتصبتا أباهما وحبلتا منه! يا واقعة مطيَّنة!):
30وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ، وَابْنَتَاهُ مَعَهُ، لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. 31وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أَبُونَا قَدْ شَاخَ، وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ. 32هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْرًا وَنَضْطَجعُ مَعَهُ، فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 33فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْرًا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ، وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا، وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. 34وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْرًا اللَّيْلَةَ أَيْضًا فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ، فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 35فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْرًا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضًا، وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ، وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا، 36فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. 37فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ»، وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. 38وَالصَّغِيرَةُ أَيْضًا وَلَدَتِ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي»، وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ.

تكوين 22 (كيف يكون إسحاق هو وحيد إبراهيم، وكان قد أنجب إسماعيل قبل ذلك بسنوات؟):
وَحَدَثَ بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ أَنَّ اللهَ امْتَحَنَ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ لَهُ: «يَا إِبْرَاهِيمُ!». فَقَالَ: «هأَنَذَا». 2فَقَالَ: «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِي تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ». 3فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحًا وَشَدَّ عَلَى حِمَارِهِ، وَأَخَذَ اثْنَيْنِ مِنْ غِلْمَانِهِ مَعَهُ، وَإِسْحَاقَ ابْنَهُ، وَشَقَّقَ حَطَبًا لِمُحْرَقَةٍ، وَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ. 4وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ رَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَأَبْصَرَ الْمَوْضِعَ مِنْ بَعِيدٍ، 5فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِغُلاَمَيْهِ: «اجْلِسَا أَنْتُمَا ههُنَا مَعَ الْحِمَارِ، وَأَمَّا أَنَا وَالْغُلاَمُ فَنَذْهَبُ إِلَى هُنَاكَ وَنَسْجُدُ، ثُمَّ نَرْجعُ إِلَيْكُمَا». 6فَأَخَذَ إِبْرَاهِيمُ حَطَبَ الْمُحْرَقَةِ وَوَضَعَهُ عَلَى إِسْحَاقَ ابْنِهِ، وَأَخَذَ بِيَدِهِ النَّارَ وَالسِّكِّينَ. فَذَهَبَا كِلاَهُمَا مَعًا. 7وَكَلَّمَ إِسْحَاقُ إِبْرَاهِيمَ أَبِاهُ وَقَالَ: «يَا أَبِي!». فَقَالَ: «هأَنَذَا يَا ابْنِي». فَقَالَ: «هُوَذَا النَّارُ وَالْحَطَبُ، وَلكِنْ أَيْنَ الْخَرُوفُ لِلْمُحْرَقَةِ؟» 8فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «اللهُ يَرَى لَهُ الْخَرُوفَ لِلْمُحْرَقَةِ يَا ابْنِي». فَذَهَبَا كِلاَهُمَا مَعًا.
9فَلَمَّا أَتَيَا إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ، بَنَى هُنَاكَ إِبْرَاهِيمُ الْمَذْبَحَ وَرَتَّبَ الْحَطَبَ وَرَبَطَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ وَوَضَعَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ الْحَطَبِ. 10ثُمَّ مَدَّ إِبْرَاهِيمُ يَدَهُ وَأَخَذَ السِّكِّينَ لِيَذْبَحَ ابْنَهُ. 11فَنَادَاهُ مَلاَكُ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «إِبْرَاهِيمُ! إِبْرَاهِيمُ!». فَقَالَ: «هأَنَذَا» 12فَقَالَ: «لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئًا، لأَنِّي الآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ اللهَ، فَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي». 13فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا كَبْشٌ وَرَاءَهُ مُمْسَكًا فِي الْغَابَةِ بِقَرْنَيْهِ، فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَأَخَذَ الْكَبْشَ وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عِوَضًا عَنِ ابْنِهِ. 14فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ اسْمَ ذلِكَ الْمَوْضِعِ «يَهْوَهْ يِرْأَهْ». حَتَّى إِنَّهُ يُقَالُ الْيَوْمَ: «فِي جَبَلِ الرَّبِّ يُرَى».
15وَنَادَى مَلاَكُ الرَّبِّ إِبْرَاهِيمَ ثَانِيَةً مِنَ السَّمَاءِ 16وَقَالَ: «بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ، أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هذَا الأَمْرَ، وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، 17أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً، وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيرًا كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ، وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ، 18وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ، مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي». 19ثُمَّ رَجَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى غُلاَمَيْهِ، فَقَامُوا وَذَهَبُوا مَعًا إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ. وَسَكَنَ إِبْرَاهِيمُ فِي بِئْرِ سَبْعٍ.

تكوين 25 (كما أعطَوْا بكورية إسماعيل لإسحاق، خدع يعقوب بن إسحاق أخاه عيسو واشترى منه بكوريته بطبق عدس!):
19وَهذِهِ مَوَالِيدُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: وَلَدَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ. 20وَكَانَ إِسْحَاقُ ابْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً لَمَّا اتَّخَذَ لِنَفْسِهِ زَوْجَةً، رِفْقَةَ بِنْتَ بَتُوئِيلَ الأَرَامِيِّ، أُخْتَ لاَبَانَ الأَرَامِيِّ مِنْ فَدَّانَِ أَرَامَ. 21وَصَلَّى إِسْحَاقُ إِلَى الرَّبِّ لأَجْلِ امْرَأَتِهِ لأَنَّهَا كَانَتْ عَاقِرًا، فَاسْتَجَابَ لَهُ الرَّبُّ، فَحَبِلَتْ رِفْقَةُ امْرَأَتُهُ. 22وَتَزَاحَمَ الْوَلَدَانِ فِي بَطْنِهَا، فَقَالَتْ: «إِنْ كَانَ هكَذَا فَلِمَاذَا أَنَا؟» فَمَضَتْ لِتَسْأَلَ الرَّبَّ. 23فَقَالَ لَهَا الرَّبُّ: «فِي بَطْنِكِ أُمَّتَانِ، وَمِنْ أَحْشَائِكِ يَفْتَرِقُ شَعْبَانِ: شَعْبٌ يَقْوَى عَلَى شَعْبٍ، وَكَبِيرٌ يُسْتَعْبَدُ لِصَغِيرٍ».
24فَلَمَّا كَمُلَتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ إِذَا فِي بَطْنِهَا تَوْأَمَانِ. 25فَخَرَجَ ألأَوَّلُ أَحْمَرَ، كُلُّهُ كَفَرْوَةِ شَعْرٍ، فَدَعَوْا اسْمَهُ «عِيسُوَ». 26وَبَعْدَ ذلِكَ خَرَجَ أَخُوهُ وَيَدُهُ قَابِضَةٌ بِعَقِبِ عِيسُو، فَدُعِيَ اسْمُهُ «يَعْقُوبَ». وَكَانَ إِسْحَاقُ ابْنَ سِتِّينَ سَنَةً لَمَّا وَلَدَتْهُمَا.
27فَكَبِرَ الْغُلاَمَانِ، وَكَانَ عِيسُو إِنْسَانًا يَعْرِفُ الصَّيْدَ، إِنْسَانَ الْبَرِّيَّةِ، وَيَعْقُوبُ إِنْسَانًا كَامِلاً يَسْكُنُ الْخِيَامَ. 28فَأَحَبَّ إِسْحَاقُ عِيسُوَ لأَنَّ فِي فَمِهِ صَيْدًا، وَأَمَّا رِفْقَةُ فَكَانَتْ تُحِبُّ يَعْقُوبَ. 29وَطَبَخَ يَعْقُوبُ طَبِيخًا، فَأَتَى عِيسُو مِنَ الْحَقْلِ وَهُوَ قَدْ أَعْيَا. 30فَقَالَ عِيسُو لِيَعْقُوبَ: «أَطْعِمْنِي مِنْ هذَا الأَحْمَرِ لأَنِّي قَدْ أَعْيَيْتُ». لِذلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ «أَدُومَ». 31فَقَالَ يَعْقُوبُ: «بِعْنِي الْيَوْمَ بَكُورِيَّتَكَ». 32فَقَالَ عِيسُو: «هَا أَنَا مَاضٍ إِلَى الْمَوْتِ، فَلِمَاذَا لِي بَكُورِيَّةٌ؟» 33فَقَالَ يَعْقُوبُ: «احْلِفْ لِيَ الْيَوْمَ». فَحَلَفَ لَهُ، فَبَاعَ بَكُورِيَّتَهُ لِيَعْقُوبَ. 34فَأَعْطَى يَعْقُوبُ عِيسُوَ خُبْزًا وَطَبِيخَ عَدَسٍ، فَأَكَلَ وَشَرِبَ وَقَامَ وَمَضَى. فَاحْتَقَرَ عِيسُو الْبَكُورِيَّةَ.


تكوين 26 (وإسحاق يقلد أباه فى التدييث هو أيضا على زوجته):

1وَكَانَ فِي الأَرْضِ جُوعٌ غَيْرُ الْجُوعِ الأَوَّلِ الَّذِي كَانَ فِي أَيَّامِ إِبْرَاهِيمَ، فَذَهَبَ إِسْحَاقُ إِلَى أَبِيمَالِكَ مَلِكِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، إِلَى جَرَارَ. 2وَظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ وَقَالَ: «لاَ تَنْزِلْ إِلَى مِصْرَ. اسْكُنْ فِي الأَرْضِ الَّتِي أَقُولُ لَكَ. 3تَغَرَّبْ فِي هذِهِ الأَرْضِ فَأَكُونَ مَعَكَ وَأُبَارِكَكَ، لأَنِّي لَكَ وَلِنَسْلِكَ أُعْطِي جَمِيعَ هذِهِ الْبِلاَدِ، وَأَفِي بِالْقَسَمِ الَّذِي أَقْسَمْتُ لإِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ. 4وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، وَأُعْطِي نَسْلَكَ جَمِيعَ هذِهِ الْبِلاَدِ، وَتَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ، 5مِنْ أَجْلِ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ سَمِعَ لِقَوْلِي وَحَفِظَ مَا يُحْفَظُ لِي: أَوَامِرِي وَفَرَائِضِي وَشَرَائِعِي». 6فَأَقَامَ إِسْحَاقُ فِي جَرَارَ.
7وَسَأَلَهُ أَهْلُ الْمَكَانِ عَنِ امْرَأَتِهِ، فَقَالَ: «هِيَ أُخْتِي». لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَقُولَ: «امْرَأَتِي» لَعَلَّ أَهْلَ الْمَكَانِ: «يَقْتُلُونَنِي مِنْ أَجْلِ رِفْقَةَ» لأَنَّهَا كَانَتْ حَسَنَةَ الْمَنْظَرِ. 8وَحَدَثَ إِذْ طَالَتْ لَهُ الأَيَّامُ هُنَاكَ أَنَّ أَبِيمَالِكَ مَلِكَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ أَشْرَفَ مِنَ الْكُوَّةِ وَنَظَرَ، وَإِذَا إِسْحَاقُ يُلاَعِبُ رِفْقَةَ امْرَأَتَهُ. 9فَدَعَا أَبِيمَالِكُ إِسْحَاقَ وَقَالَ: «إِنَّمَا هِيَ امْرَأَتُكَ! فَكَيْفَ قُلْتَ: هِيَ أُخْتِي؟» فَقَالَ لَهُ إِسْحَاقُ: «لأَنِّي قُلْتُ: لَعَلِّي أَمُوتُ بِسَبَبِهَا». 10فَقَالَ أَبِيمَالِكُ: «مَا هذَا الَّذِي صَنَعْتَ بِنَا؟ لَوْلاَ قَلِيلٌ لاضْطَجَعَ أَحَدُ الشَّعْبِ مَعَ امْرَأَتِكَ فَجَلَبْتَ عَلَيْنَا ذَنْبًا». 11فَأَوْصَى أَبِيمَالِكُ جَمِيعَ الشَّعْبِ قَائِلاً: «الَّذِي يَمَسُّ هذَا الرَّجُلَ أَوِ امْرَأَتَهُ مَوْتًا يَمُوتُ».


تكوين27 (أية بركة هذه التى يحصل عليها صاحبها بالغش والحقد؟ ومن هو؟ إنه نبى ابن نبى، وبمساعدة أمه زوجة النبى!):

1وَحَدَثَ لَمَّا شَاخَ إِسْحَاقُ وَكَلَّتْ عَيْنَاهُ عَنِ النَّظَرِ، أَنَّهُ دَعَا عِيسُوَ ابْنَهُ الأَكْبَرَ وَقَالَ لَهُ: «يَا ابْنِي». فَقَالَ لَهُ: «هأَنَذَا». 2فَقَالَ: «إِنَّنِي قَدْ شِخْتُ وَلَسْتُ أَعْرِفُ يَوْمَ وَفَاتِي. 3فَالآنَ خُذْ عُدَّتَكَ: جُعْبَتَكَ وَقَوْسَكَ، وَاخْرُجْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ وَتَصَيَّدْ لِي صَيْدًا، 4وَاصْنَعْ لِي أَطْعِمَةً كَمَا أُحِبُّ، وَأْتِنِي بِهَا لآكُلَ حَتَّى تُبَارِكَكَ نَفْسِي قَبْلَ أَنْ أَمُوتَ».
5وَكَانَتْ رِفْقَةُ سَامِعَةً إِذْ تَكَلَّمَ إِسْحَاقُ مَعَ عِيسُو ابْنِهِ. فَذَهَبَ عِيسُو إِلَى الْبَرِّيَّةِ كَيْ يَصْطَادَ صَيْدًا لِيَأْتِيَ بِهِ. 6وَأَمَّا رِفْقَةُ فَكَلمتْ يَعْقُوبَ ابْنِهَا قَائِلةً: «إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ أَبَاكَ يُكَلِّمُ عِيسُوَ أَخَاكَ قَائِلاً: 7ائْتِنِي بِصَيْدٍ وَاصْنَعْ لِي أَطْعِمَةً لآكُلَ وَأُبَارِكَكَ أَمَامَ الرَّبِّ قَبْلَ وَفَاتِي. 8فَالآنَ يَا ابْنِي اسْمَعْ لِقَوْلِي فِي مَا أَنَا آمُرُكَ بِهِ: 9اِذْهَبْ إِلَى الْغَنَمِ وَخُذْ لِي مِنْ هُنَاكَ جَدْيَيْنِ جَيِّدَيْنِ مِنَ الْمِعْزَى، فَأَصْنَعَهُمَا أَطْعِمَةً لأَبِيكَ كَمَا يُحِبُّ، 10فَتُحْضِرَهَا إِلَى أَبِيكَ لِيَأْكُلَ حَتَّى يُبَارِكَكَ قَبْلَ وَفَاتِهِ». 11فَقَالَ يَعْقُوبُ لِرِفْقَةَ أُمِّهِ: «هُوَذَا عِيسُو أَخِي رَجُلٌ أَشْعَرُ وَأَنَا رَجُلٌ أَمْلَسُ. 12رُبَّمَا يَجُسُّنِي أَبِي فَأَكُونُ فِي عَيْنَيْهِ كَمُتَهَاوِنٍ، وَأَجْلِبُ عَلَى نَفْسِي لَعْنَةً لاَ بَرَكَةً». 13فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: «لَعْنَتُكَ عَلَيَّ يَا ابْنِي. اِسْمَعْ لِقَوْلِي فَقَطْ وَاذْهَبْ خُذْ لِي». 14فَذَهَبَ وَأَخَذَ وَأَحْضَرَ لأُمِّهِ، فَصَنَعَتْ أُمُّهُ أَطْعِمَةً كَمَا كَانَ أَبُوهُ يُحِبُّ. 15وَأَخَذَتْ رِفْقَةُ ثِيَابَ عِيسُو ابْنِهَا الأَكْبَرِ الْفَاخِرَةَ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهَا فِي الْبَيْتِ وَأَلْبَسَتْ يَعْقُوبَ ابْنَهَا الأَصْغَرَ، 16وَأَلْبَسَتْ يَدَيْهِ وَمَلاَسَةَ عُنُقِهِ جُلُودَ جَدْيَيِ الْمِعْزَى. 17وَأَعْطَتِ الأَطْعِمَةَ وَالْخُبْزَ الَّتِي صَنَعَتْ فِي يَدِ يَعْقُوبَ ابْنِهَا.
18فَدَخَلَ إِلَى أَبِيهِ وَقَالَ: «يَا أَبِي». فَقَالَ: «هأَنَذَا. مَنْ أَنْتَ يَا ابْنِي؟» 19فَقَالَ يَعْقُوبُ لأَبِيهِ: «أَنَا عِيسُو بِكْرُكَ. قَدْ فَعَلْتُ كَمَا كَلَّمْتَنِي. قُمِ اجْلِسْ وَكُلْ مِنْ صَيْدِي لِكَيْ تُبَارِكَنِي نَفْسُكَ». 20فَقَالَ إِسْحَاقُ لابْنِهِ: «مَا هذَا الَّذِي أَسْرَعْتَ لِتَجِدَ يَا ابْنِي؟» فَقَالَ: «إِنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ قَدْ يَسَّرَ لِي». 21فَقَالَ إِسْحَاقُ لِيَعْقُوبَ: «تَقَدَّمْ لأَجُسَّكَ يَا ابْنِي. أَأَنْتَ هُوَ ابْنِي عِيسُو أَمْ لاَ؟». 22فَتَقَدَّمَ يَعْقُوبُ إِلَى إِسْحَاقَ أَبِيهِ، فَجَسَّهُ وَقَالَ: «الصَّوْتُ صَوْتُ يَعْقُوبَ، وَلكِنَّ الْيَدَيْنِ يَدَا عِيسُو». 23وَلَمْ يَعْرِفْهُ لأَنَّ يَدَيْهِ كَانَتَا مُشْعِرَتَيْنِ كَيَدَيْ عِيسُو أَخِيهِ، فَبَارَكَهُ. 24وَقَالَ: «هَلْ أَنْتَ هُوَ ابْنِي عِيسُو؟» فَقَالَ: «أَنَا هُوَ». 25فَقَالَ: «قَدِّمْ لِي لآكُلَ مِنْ صَيْدِ ابْنِي حَتَّى تُبَارِكَكَ نَفْسِي». فَقَدَّمَ لَهُ فَأَكَلَ، وَأَحْضَرَ لَهُ خَمْرًا فَشَرِبَ. 26فَقَالَ لَهُ إِسْحَاقُ أَبُوهُ: «تَقَدَّمْ وَقَبِّلْنِي يَا ابْنِي». 27فَتَقَدَّمَ وَقَبَّلَهُ، فَشَمَّ رَائِحَةَ ثِيَابِهِ وَبَارَكَهُ، وَقَالَ: «انْظُرْ! رَائِحَةُ ابْنِي كَرَائِحَةِ حَقْل قَدْ بَارَكَهُ الرَّبُّ. 28فَلْيُعْطِكَ اللهُ مِنْ نَدَى السَّمَاءِ وَمِنْ دَسَمِ الأَرْضِ. وَكَثْرَةَ حِنْطَةٍ وَخَمْرٍ. 29لِيُسْتَعْبَدْ لَكَ شُعُوبٌ، وَتَسْجُدْ لَكَ قَبَائِلُ. كُنْ سَيِّدًا لإِخْوَتِكَ، وَلْيَسْجُدْ لَكَ بَنُو أُمِّكَ. لِيَكُنْ لاَعِنُوكَ مَلْعُونِينَ، وَمُبَارِكُوكَ مُبَارَكِينَ».
30وَحَدَثَ عِنْدَمَا فَرَغَ إِسْحَاقُ مِنْ بَرَكَةِ يَعْقُوبَ، وَيَعْقُوبُ قَدْ خَرَجَ مِنْ لَدُنْ إِسْحَاقَ أَبِيهِ، أَنَّ عِيسُوَ أَخَاهُ أَتَى مِنْ صَيْدِهِ، 31فَصَنَعَ هُوَ أَيْضًا أَطْعِمَةً وَدَخَلَ بِهَا إِلَى أَبِيهِ وَقَالَ لأَبِيهِ: «لِيَقُمْ أَبِي وَيَأْكُلْ مِنْ صَيْدِ ابْنِهِ حَتَّى تُبَارِكَنِي نَفْسُكَ». 32فَقَالَ لَهُ إِسْحَاقُ أَبُوهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» فَقَالَ: «أَنَا ابْنُكَ بِكْرُكَ عِيسُو». 33فَارْتَعَدَ إِسْحَاقُ ارْتِعَادًا عَظِيمًا جِدًّا وَقَالَ: «فَمَنْ هُوَ الَّذِي اصْطَادَ صَيْدًا وَأَتَى بِهِ إِلَيَّ فَأَكَلْتُ مِنَ الْكُلِّ قَبْلَ أَنْ تَجِيءَ، وَبَارَكْتُهُ؟ نَعَمْ، وَيَكُونُ مُبَارَكًا». 34فَعِنْدَمَا سَمِعَ عِيسُو كَلاَمَ أَبِيهِ صَرَخَ صَرْخَةً عَظِيمَةً وَمُرَّةً جِدًّا، وَقَالَ لأَبِيهِ: «بَارِكْنِي أَنَا أَيْضًا يَا أَبِي». 35فَقَالَ: «قَدْ جَاءَ أَخُوكَ بِمَكْرٍ وَأَخَذَ بَرَكَتَكَ». 36فَقَالَ: «أَلاَ إِنَّ اسْمَهُ دُعِيَ يَعْقُوبَ، فَقَدْ تَعَقَّبَنِي الآنَ مَرَّتَيْنِ! أَخَذَ بَكُورِيَّتِي، وَهُوَذَا الآنَ قَدْ أَخَذَ بَرَكَتِي». ثُمَّ قَالَ: «أَمَا أَبْقَيْتَ لِي بَرَكَةً؟» 37فَأَجَابَ إِسْحَاقُ وَقَالَ لِعِيسُو: «إِنِّي قَدْ جَعَلْتُهُ سَيِّدًا لَكَ، وَدَفَعْتُ إِلَيْهِ جَمِيعَ إِخْوَتِهِ عَبِيدًا، وَعَضَدْتُهُ بِحِنْطَةٍ وَخَمْرٍ. فَمَاذَا أَصْنَعُ إِلَيْكَ يَا ابْنِي؟» 38فَقَالَ عِيسُو لأَبِيهِ: «أَلَكَ بَرَكَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَطْ يَا أَبِي؟ بَارِكْنِي أَنَا أَيْضًا يَا أَبِي». وَرَفَعَ عِيسُو صَوْتَهُ وَبَكَى. 39فَأَجَابَ إِسْحَاقُ أَبُوهُ: «هُوَذَا بِلاَ دَسَمِ الأَرْضِ يَكُونُ مَسْكَنُكَ، وَبِلاَ نَدَى السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ. 40وَبِسَيْفِكَ تَعِيشُ، وَلأَخِيكَ تُسْتَعْبَدُ، وَلكِنْ يَكُونُ حِينَمَا تَجْمَحُ أَنَّكَ تُكَسِّرُ نِيرَهُ عَنْ عُنُقِكَ».
41فَحَقَدَ عِيسُو عَلَى يَعْقُوبَ مِنْ أَجْلِ الْبَرَكَةِ الَّتِي بَارَكَهُ بِهَا أَبُوهُ. وَقَالَ عِيسُو فِي قَلْبِهِ: «قَرُبَتْ أَيَّامُ مَنَاحَةِ أَبِي، فَأَقْتُلُ يَعْقُوبَ أَخِي». 42فَأُخْبِرَتْ رِفْقَةُ بِكَلاَمِ عِيسُوَ ابْنِهَا الأَكْبَرِ، فَأَرْسَلَتْ وَدَعَتْ يَعْقُوبَ ابْنَهَا الأَصْغَرَ وَقَالَتْ لَهُ: «هُوَذَا عِيسُو أَخُوكَ مُتَسَلّ مِنْ جِهَتِكَ بِأَنَّهُ يَقْتُلُكَ. 43فَالآنَ يَا ابْنِي اسْمَعْ لِقَوْلِي، وَقُمِ اهْرُبْ إِلَى أَخِي لاَبَانَ إِلَى حَارَانَ، 44وَأَقِمْ عِنْدَهُ أَيَّامًا قَلِيلَةً حَتَّى يَرْتَدَّ سُخْطَ أَخِيكَ. 45حَتَّى يَرْتَدَّ غَضَبُ أَخِيكَ عَنْكَ، وَيَنْسَى مَا صَنَعْتَ بِهِ. ثُمَّ أُرْسِلُ فَآخُذُكَ مِنْ هُنَاكَ. لِمَاذَا أُعْدَمُ اثْنَيْكُمَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ؟».
46وَقَالَتْ رِفْقَةُ لإِسْحَاقَ: «مَلِلْتُ حَيَاتِي مِنْ أَجْلِ بَنَاتِ حِثَّ. إِنْ كَانَ يَعْقُوبُ يَأْخُذُ زَوْجَةً مِنْ بَنَاتِ حِثَّ مِثْلَ هؤُلاَءِ مِنْ بَنَاتِ الأَرْضِ، فَلِمَاذَا لِي حَيَاةٌ؟».


تكوين22 (يعقوب يصارع الله ويعكمه فلا يستطيع الفلفصة!):
22ثُمَّ قَامَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَأَخَذَ امْرَأَتَيْهِ وَجَارِيَتَيْهِ وَأَوْلاَدَهُ الأَحَدَ عَشَرَ وَعَبَرَ مَخَاضَةَ يَبُّوقَ. 23أَخَذَهُمْ وَأَجَازَهُمُ الْوَادِيَ، وَأَجَازَ مَا كَانَ لَهُ. 24فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ، وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ (هو الله، أستغفر الله) حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ، ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ، فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي، لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27فَقَالَ لَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدَرْتَ». 29وَسَأَلَ يَعْقُوبُ وَقَالَ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ.
30فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهًا لِوَجْهٍ، وَنُجِّيَتْ نَفْسِي». 31وَأَشْرَقَتْ لَهُ الشَّمْسُ إِذْ عَبَرَ فَنُوئِيلَ وَهُوَ يَخْمَعُ عَلَى فَخْذِهِ. 32لِذلِكَ لاَ يَأْكُلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ عِرْقَ النَّسَا الَّذِي عَلَى حُقِّ الْفَخِْذِ إِلَى هذَا الْيَوْمِ، لأَنَّهُ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِ يَعْقُوبَ عَلَى عِرْقِ النَّسَا.

تكوين 31 (بنت النبى يعقوب يغتصبها شاب فلا يرى أبوها فى الأمر شيئا):
1وَخَرَجَتْ دِينَةُ ابْنَةُ لَيْئَةَ الَّتِي وَلَدَتْهَا لِيَعْقُوبَ لِتَنْظُرَ بَنَاتِ الأَرْضِ، 2فَرَآهَا شَكِيمُ ابْنُ حَمُورَ الْحِوِّيِّ رَئِيسِ الأَرْضِ، وَأَخَذَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا وَأَذَلَّهَا. 3وَتَعَلَّقَتْ نَفْسُهُ بِدِينَةَ ابْنَةِ يَعْقُوبَ، وَأَحَبَّ الْفَتَاةَ وَلاَطَفَ الْفَتاةَ. 4فَكَلَّمَ شَكِيمُ حَمُورَ أَبِاهُ قَائِلاً: «خُذْ لِي هذِهِ الصَّبِيَّةَ زَوْجَةً». 5وَسَمِعَ يَعْقُوبُ أَنَّهُ نَجَّسَ دِينَةَ ابْنَتَهُ. وَأَمَّا بَنُوهُ فَكَانُوا مَعَ مَوَاشِيهِ فِي الْحَقْلِ، فَسَكَتَ يَعْقُوبُ حَتَّى جَاءُوا.
6فَخَرَجَ حَمُورُ أَبُو شَكِيمَ إِلَى يَعْقُوبَ لِيَتَكَلَّمَ مَعَهُ. 7وَأَتَى بَنُو يَعْقُوبَ مِنَ الْحَقْلِ حِينَ سَمِعُوا. وَغَضِبَ الرِّجَالُ وَاغْتَاظُوا جِدًّا لأَنَّهُ صَنَعَ قَبَاحَةً فِي إِسْرَائِيلَ بِمُضَاجَعَةِ ابْنَةِ يَعْقُوبَ، وَهكَذَا لاَ يُصْنَعُ. 8وَتَكَلَّمَ حَمُورُ مَعَهُمَ قَائِلاً: «شَكِيمُ ابْنِي قَدْ تَعَلَّقَتْ نَفْسُهُ بِابْنَتِكُمْ. أَعْطُوهُ إِيَّاهَا زَوْجَةً 9وَصَاهِرُونَا. تُعْطُونَنَا بَنَاتِكُمْ، وَتَأْخُذُونَ لَكُمْ بَنَاتِنَا. 10وَتَسْكُنُونَ مَعَنَا، وَتَكُونُ الأَرْضُ قُدَّامَكُمُ. اسْكُنُوا وَاتَّجِرُوا فِيهَا وَتَمَلَّكُوا بِهَا». 11ثُمَّ قَالَ شَكِيمُ لأَبِيهَا وَلإِخْوَتِهَا: «دَعُونِي أَجِدْ نِعْمَةً فِي أَعْيُنِكُمْ. فَالَّذِي تَقُولُونَ لِي أُعْطِي. 12كَثِّرُوا عَلَيَّ جِدًّا مَهْرًا وَعَطِيَّةً، فَأُعْطِيَ كَمَا تَقُولُونَ لِي. وَأَعْطُونِي الْفَتَاةَ زَوْجَةً».
13فَأَجَابَ بَنُو يَعْقُوبَ شَكِيمَ وَحَمُورَ أَبَاهُ بِمَكْرٍ وَتَكَلَّمُوا. لأَنَّهُ كَانَ قَدْ نَجَّسَ دِينَةَ أُخْتَهُمْ، 14فَقَالُوُا لَهُمَا: «لاَ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَفْعَلَ هذَا الأَمْرَ أَنْ نُعْطِيَ أُخْتَنَا لِرَجُل أَغْلَفَ، لأَنَّهُ عَارٌ لَنَا. 15غَيْرَ أَنَّنَا بِهذَا نُواتِيكُمْ: إِنْ صِرْتُمْ مِثْلَنَا بِخَتْنِكُمْ كُلَّ ذَكَرٍ. 16نُعْطِيكُمْ بَنَاتِنَا وَنَأْخُذُ لَنَا بَنَاتِكُمْ، وَنَسْكُنُ مَعَكُمْ وَنَصِيرُ شَعْبًا وَاحِدًا. 17وَإِنْ لَمْ تَسْمَعُوا لَنَا، أَنْ تَخْتَتِنُوا، نَأْخُذُ ابْنَتَنَا وَنَمْضِي».
18فَحَسُنَ كَلاَمُهُمْ فِي عَيْنَيْ حَمُورَ وَفِي عَيْنَيْ شَكِيمَ بْنِ حَمُورَ. 19وَلَمْ يَتَأَخَّرِ الْغُلاَمُ أَنْ يَفْعَلَ الأَمْرَ، لأَنَّهُ كَانَ مَسْرُورًا بِابْنَةِ يَعْقُوبَ. وَكَانَ أَكْرَمَ جَمِيعِ بَيْتِ أَبِيهِ. 20فَأَتَى حَمُورُ وَشَكِيمُ ابْنُهُ إِلَى بَابِ مَدِينَتِهُِمَا، وَكَلَّمَا أَهْلَ مَدِينَتِهُِمَا قَائِلِينَ: 21«هؤُلاَءِ الْقَوْمُ مُسَالِمُونَ لَنَا. فَلْيَسْكُنُوا فِي الأَرْضِ وَيَتَّجِرُوا فِيهَا. وَهُوَذَا الأَرْضُ وَاسِعَةُ الطَّرَفَيْنِ أَمَامَهُمْ. نَأْخُذُ لَنَا بَنَاتِهِمْ زَوْجَاتٍ وَنُعْطِيهِمْ بَنَاتِنَا. 22غَيْرَ أَنَّهُ بِهذَا فَقَطْ يُواتِينَا الْقَوْمُ عَلَى السَّكَنِ مَعَنَا لِنَصِيرَ شَعْبًا وَاحِدًا: بِخَتْنِنَا كُلَّ ذَكَرٍ كَمَا هُمْ مَخْتُونُونَ. 23أَلاَ تَكُونُ مَوَاشِيهِمْ وَمُقْتَنَاهُمْ وَكُلُّ بَهَائِمِهِمْ لَنَا؟ نُواتِيهِمْ فَقَطْ فَيَسْكُنُونَ مَعَنَا». 24فَسَمِعَ لِحَمُورَ وَشَكِيمَ ابْنِهِ جَمِيعُ الْخَارِجِينَ مِنْ بَابِ الْمَدِينَةِ، وَاخْتَتَنَ كُلُّ ذَكَرٍ. كُلُّ الْخَارِجِينَ مِنْ بَابِ الْمَدِينَةِ.
25فَحَدَثَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ إِذْ كَانُوا مُتَوَجِّعِينَ أَنَّ ابْنَيْ يَعْقُوبَ، شِمْعُونَ وَلاَوِيَ أَخَوَيْ دِينَةَ، أَخَذَا كُلُّ وَاحِدٍ سَيْفَهُ وَأَتَيَا عَلَى الْمَدِينَةِ بِأَمْنٍ وَقَتَلاَ كُلَّ ذَكَرٍ. 26وَقَتَلاَ حَمُورَ وَشَكِيمَ ابْنَهُ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَأَخَذَا دِينَةَ مِنْ بَيْتِ شَكِيمَ وَخَرَجَا. 27ثُمَّ أَتَى بَنُو يَعْقُوبَ عَلَى الْقَتْلَى وَنَهَبُوا الْمَدِينَةَ، لأَنَّهُمْ نَجَّسُوا أُخْتَهُمْ. 28غَنَمَهُمْ وَبَقَرَهُمْ وَحَمِيرَهُمْ وَكُلَُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ وَمَا فِي الْحَقْلِ أَخَذُوهُ. 29وَسَبَوْا وَنَهَبُوا كُلَّ ثَرْوَتِهِمْ وَكُلَّ أَطْفَالِهِمْ، وَنِسَاءَهُمْ وَكُلَّ مَا فِي الْبُيُوتِ.
30فَقَالَ يَعْقُوبُ لِشَمْعُونَ وَلاَوِي: «كَدَّرْتُمَانِي بِتَكْرِيهِكُمَا إِيَّايَ عِنْدَ سُكَّانِ الأَرْضِ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِيِّينَ، وَأَنَا نَفَرٌ قَلِيلٌ. فَيَجْتَمِعُونَ عَلَيَّ وَيَضْرِبُونَنِي، فَأَبِيدُ أَنَا وَبَيْتِي». 31فَقَالاَ: «أَنَظِيرَ زَانِيَةٍ يَفْعَلُ بِأُخْتِنَا؟».




تكوين 35 (الله يظهر ليعقوب مرة أخرى بعد مباراة المصارعة):
9وَظَهَرَ اللهُ لِيَعْقُوبَ أَيْضًا حِينَ جَاءَ مِنْ فَدَّانَِ أَرَامَ وَبَارَكَهُ. 10وَقَالَ لَهُ اللهُ: «اسْمُكَ يَعْقُوبُ. لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِيمَا بَعْدُ يَعْقُوبَ، بَلْ يَكُونُ اسْمُكَ إِسْرَائِيلَ». فَدَعَا اسْمَهُ «إِسْرَائِيلَ». 11وَقَالَ لَهُ اللهُ: «أَنَا اللهُ الْقَدِيرُ. أَثْمِرْ وَاكْثُرْ. أُمَّةٌ وَجَمَاعَةُ أُمَمٍ تَكُونُ مِنْكَ، وَمُلُوكٌ سَيَخْرُجُونَ مِنْ صُلْبِكَ. 12وَالأَرْضُ الَّتِي أَعْطَيْتُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ، لَكَ أُعْطِيهَا، وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ أُعْطِي الأَرْضَ». 13ثُمَّ صَعِدَ اللهُ عَنْهُ فِي الْمَكَانِ الَّذِي فِيهِ تَكَلَّمَ مَعَهُ. 14فَنَصَبَ يَعْقُوبُ عَمُودًا فِي الْمَكَانِ الَّذِي فِيهِ تَكَلَّمَ مَعَهُ، عَمُودًا مِنْ حَجَرٍ، وَسَكَبَ عَلَيْهِ سَكِيبًا، وَصَبَّ عَلَيْهِ زَيْتًا. 15وَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ الَّذِي فِيهِ تَكَلَّمَ اللهُ مَعَهُ «بَيْتَ إِيلَ».

تكوين 38 (يهوذا بن يعقوب النبى وأخو يوسف النبى يزنى بزوجة ابنه!):
12وَلَمَّا طَالَ الزَّمَانُ مَاتَتِ ابْنَةُ شُوعٍ امْرَأَةُ يَهُوذَا (ابن يعقوب، وأخو يوسف). ثُمَّ تَعَزَّى يَهُوذَا فَصَعِدَ إِلَى جُزَّازِ غَنَمِهِ إِلَى تِمْنَةَ، هُوَ وَحِيرَةُ صَاحِبُهُ الْعَدُلاَّمِيُّ. 13فَأُخْبِرَتْ ثَامَارُ وَقِيلَ لَهَا: «هُوَذَا حَمُوكِ صَاعِدٌ إِلَى تِمْنَةَ لِيَجُزَّ غَنَمَهُ». 14فَخَلَعَتْ عَنْهَا ثِيَابَ تَرَمُّلِهَا، وَتَغَطَّتْ بِبُرْقُعٍ وَتَلَفَّفَتْ، وَجَلَسَتْ فِي مَدْخَلِ عَيْنَايِمَ الَّتِي عَلَى طَرِيقِ تِمْنَةَ، لأَنَّهَا رَأَتْ أَنَّ شِيلَةَ قَدْ كَبُرَ وَهِيَ لَمْ تُعْطَ لَهُ زَوْجَةً. 15فَنَظَرَهَا يَهُوذَا وَحَسِبَهَا زَانِيَةً، لأَنَّهَا كَانَتْ قَدْ غَطَّتْ وَجْهَهَا. 16فَمَالَ إِلَيْهَا عَلَى الطَّرِيقِ وَقَالَ: «هَاتِي أَدْخُلْ عَلَيْكِ». لأَنَّهُ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّهَا كَنَّتُهُ. فَقَالَتْ: «مَاذَا تُعْطِينِي لِكَيْ تَدْخُلَ عَلَيَّ؟» 17فَقَالَ: «إِنِّي أُرْسِلُ جَدْيَ مِعْزَى مِنَ الْغَنَمِ». فَقَالَتْ: «هَلْ تُعْطِينِي رَهْنًا حَتَّى تُرْسِلَهُ؟». 18فَقَالَ: «مَا الرَّهْنُ الَّذِي أُعْطِيكِ؟» فَقَالَتْ: «خَاتِمُكَ وَعِصَابَتُكَ وَعَصَاكَ الَّتِي فِي يَدِكَ». فَأَعْطَاهَا وَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَحَبِلَتْ مِنْهُ. 19ثُمَّ قَامَتْ وَمَضَتْ وَخَلَعَتْ عَنْهَا بُرْقُعَهَا وَلَبِسَتْ ثِيَابَ تَرَمُّلِهَا.
20فَأَرْسَلَ يَهُوذَا جَدْيَ الْمِعْزَى بِيَدِ صَاحِبِهِ الْعَدُلاَّمِيِّ لِيَأْخُذَ الرَّهْنَ مِنْ يَدِ الْمَرْأَةِ، فَلَمْ يَجِدْهَا. 21فَسَأَلَ أَهْلَ مَكَانِهَا قَائِلاً: «أَيْنَ الزَّانِيَةُ الَّتِي كَانَتْ فِي عَيْنَايِمَ عَلَى الطَّرِيقِ؟» فَقَالُوا: «لَمْ تَكُنْ ههُنَا زَانِيَةٌ». 22فَرَجَعَ إِلَى يَهُوذَا وَقَالَ: «لَمْ أَجِدْهَا. وَأَهْلُ الْمَكَانِ أَيْضًا قَالُوا: لَمْ تَكُنْ ههُنَا زَانِيَةٌ». 23فَقَالَ يَهُوذَا: «لِتَأْخُذْ لِنَفْسِهَا، لِئَلاَّ نَصِيرَ إِهَانَةً. إِنِّي قَدْ أَرْسَلْتُ هذَا الْجَدْيَ وَأَنْتَ لَمْ تَجِدْهَا».
24وَلَمَّا كَانَ نَحْوُ ثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ، أُخْبِرَ يَهُوذَا وَقِيلَ لَهُ: «قَدْ زَنَتْ ثَامَارُ كَنَّتُكَ، وَهَا هِيَ حُبْلَى أَيْضًا مِنَ الزِّنَا». فَقَالَ يَهُوذَا: «أَخْرِجُوهَا فَتُحْرَقَ». 25أَمَّا هِيَ فَلَمَّا أُخْرِجَتْ أَرْسَلَتْ إِلَى حَمِيهَا قَائِلَةً: «مِنَ الرَّجُلِ الَّذِي هذِهِ لَهُ أَنَا حُبْلَى!» وَقَالَتْ: «حَقِّقْ لِمَنِ الْخَاتِمُ وَالْعِصَابَةُ وَالْعَصَا هذِهِ». 26فَتَحَقَّقَهَا يَهُوذَا وَقَالَ: «هِيَ أَبَرُّ مِنِّي، لأَنِّي لَمْ أُعْطِهَا لِشِيلَةَ ابْنِي». فَلَمْ يَعُدْ يَعْرِفُهَا أَيْضًا.
27وَفِي وَقْتِ وِلاَدَتِهَا إِذَا فِي بَطْنِهَا تَوْأَمَانِ. 28وَكَانَ فِي وِلاَدَتِهَا أَنَّ أَحَدَهُمَا أَخْرَجَ يَدًا فَأَخَذَتِ الْقَابِلَةُ وَرَبَطَتْ عَلَى يَدِهِ قِرْمِزًا، قَائِلَةً: «هذَا خَرَجَ أَوَّلاً». 29وَلكِنْ حِينَ رَدَّ يَدَهُ، إِذَا أَخُوهُ قَدْ خَرَجَ. فَقَالَتْ: «لِمَاذَا اقْتَحَمْتَ؟ عَلَيْكَ اقْتِحَامٌ!». فَدُعِيَ اسْمُهُ «فَارِصَ». 30وَبَعْدَ ذلِكَ خَرَجَ أَخُوهُ الَّذِي عَلَى يَدِهِ الْقِرْمِزُ. فَدُعِيَ اسْمُهُ «زَارَحَ».

خروج 1 (ملفقو العهد القديم يقولون إن ابنة فرعون التقطت الطفل موسى من بين الحلفاء على شاطئ النهر، وهى تقول: بل من النهر نفسه! فمن نصدق؟):
1وَذَهَبَ رَجُلٌ مِنْ بَيْتِ لاَوِي وَأَخَذَ بِنْتَ لاَوِي، 2فَحَبِلَتِ الْمَرْأَةُ وَوَلَدَتِ ابْنًا. وَلَمَّا رَأَتْهُ أَنَّهُ حَسَنٌ، خَبَّأَتْهُ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ. 3وَلَمَّا لَمْ يُمْكِنْهَا أَنْ تُخَبِّئَهُ بَعْدُ، أَخَذَتْ لَهُ سَفَطًا مِنَ الْبَرْدِيِّ وَطَلَتْهُ بِالْحُمَرِ وَالزِّفْتِ، وَوَضَعَتِ الْوَلَدَ فِيهِ، وَوَضَعَتْهُ بَيْنَ الْحَلْفَاءِ عَلَى حَافَةِ النَّهْرِ. 4وَوَقَفَتْ أُخْتُهُ مِنْ بَعِيدٍ لِتَعْرِفَ مَاذَا يُفْعَلُ بِهِ.
5فَنَزَلَتِ ابْنَةُ فِرْعَوْنَ إِلَى النَّهْرِ لِتَغْتَسِلَ، وَكَانَتْ جَوَارِيهَا مَاشِيَاتٍ عَلَى جَانِبِ النَّهْرِ. فَرَأَتِ السَّفَطَ بَيْنَ الْحَلْفَاءِ، فَأَرْسَلَتْ أَمَتَهَا وَأَخَذَتْهُ. 6وَلَمَّا فَتَحَتْهُ رَأَتِ الْوَلَدَ، وَإِذَا هُوَ صَبِيٌّ يَبْكِي. فَرَقَّتْ لَهُ وَقَالَتْ: «هذَا مِنْ أَوْلاَدِ الْعِبْرَانِيِّينَ». 7فَقَالَتْ أُخْتُهُ لابْنَةِ فِرْعَوْنَ: «هَلْ أَذْهَبُ وَأَدْعُو لَكِ امْرَأَةً مُرْضِعَةً مِنَ الْعِبْرَانِيَّاتِ لِتُرْضِعَ لَكِ الْوَلَدَ؟» 8فَقَالَتْ لَهَا ابْنَةُ فِرْعَوْنَ: «اذْهَبِي». فَذَهَبَتِ الْفَتَاةُ وَدَعَتْ أُمَّ الْوَلَدِ. 9فَقَالَتْ لَهَا ابْنَةُ فِرْعَوْنَ: «اذْهَبِي بِهذَا الْوَلَدِ وَأَرْضِعِيهِ لِي وَأَنَا أُعْطِي أُجْرَتَكِ». فَأَخَذَتِ الْمَرْأَةُ الْوَلَدَ وَأَرْضَعَتْهُ. 10وَلَمَّا كَبِرَ الْوَلَدُ جَاءَتْ بِهِ إِلَى ابْنَةِ فِرْعَوْنَ فَصَارَ لَهَا ابْنًا، وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوسَى» وَقَالَتْ: «إِنِّي انْتَشَلْتُهُ مِنَ الْمَاءِ».

خروج 1 (هل يعقل أن يكون نبى الله قَتّال قَتَلَة؟):
11وَحَدَثَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لَمَّا كَبِرَ مُوسَى أَنَّهُ خَرَجَ إِلَى إِخْوَتِهِ لِيَنْظُرَ فِي أَثْقَالِهِمْ، فَرَأَى رَجُلاً مِصْرِيًّا يَضْرِبُ رَجُلاً عِبْرَانِيًّا مِنْ إِخْوَتِهِ، 12فَالْتَفَتَ إِلَى هُنَا وَهُنَاكَ وَرَأَى أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ، فَقَتَلَ الْمِصْرِيَّ وَطَمَرَهُ فِي الرَّمْلِ. 13ثُمَّ خَرَجَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي وَإِذَا رَجُلاَنِ عِبْرَانِيَّانِ يَتَخَاصَمَانِ، فَقَالَ لِلْمُذْنِبِ: «لِمَاذَا تَضْرِبُ صَاحِبَكَ؟» 14فَقَالَ: «مَنْ جَعَلَكَ رَئِيسًا وَقَاضِيًا عَلَيْنَا؟ أَمُفْتَكِرٌ أَنْتَ بِقَتْلِي كَمَا قَتَلْتَ الْمِصْرِيَّ؟». فَخَافَ مُوسَى وَقَالَ: «حَقًّا قَدْ عُرِفَ الأَمْرُ». 15فَسَمِعَ فِرْعَوْنُ هذَا الأَمْرَ، فَطَلَبَ أَنْ يَقْتُلَ مُوسَى. فَهَرَبَ مُوسَى مِنْ وَجْهِ فِرْعَوْنَ وَسَكَنَ فِي أَرْضِ مِدْيَانَ، وَجَلَسَ عِنْدَ الْبِئْرِ.

خروج 4 (ما هذه الجلافة فى الكلام مع الله؟ وهل يمكن أن يكون موسى إلها لهارون؟):
10فَقَالَ مُوسَى لِلرَّبِّ: «اسْتَمِعْ أَيُّهَا السَّيِّدُ، لَسْتُ أَنَا صَاحِبَ كَلاَمٍ مُنْذُ أَمْسِ وَلاَ أَوَّلِ مِنْ أَمْسِ، وَلاَ مِنْ حِينِ كَلَّمْتَ عَبْدَكَ، بَلْ أَنَا ثَقِيلُ الْفَمِ وَاللِّسَانِ». 11فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «مَنْ صَنَعَ لِلإِنْسَانِ فَمًا؟ أَوْ مَنْ يَصْنَعُ أَخْرَسَ أَوْ أَصَمَّ أَوْ بَصِيرًا أَوْ أَعْمَى؟ أَمَا هُوَ أَنَا الرَّبُّ؟ 12فَالآنَ اذْهَبْ وَأَنَا أَكُونُ مَعَ فَمِكَ وَأُعَلِّمُكَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ». 13فَقَالَ: «اسْتَمِعْ أَيُّهَا السَّيِّدُ، أَرْسِلْ بِيَدِ مَنْ تُرْسِلُ». 14فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى مُوسَى وَقَالَ: «أَلَيْسَ هَارُونُ اللاَّوِيُّ أَخَاكَ؟ أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ هُوَ يَتَكَلَّمُ، وَأَيْضًا هَا هُوَ خَارِجٌ لاسْتِقْبَالِكَ. فَحِينَمَا يَرَاكَ يَفْرَحُ بِقَلْبِهِ، 15فَتُكَلِّمُهُ وَتَضَعُ الْكَلِمَاتِ فِي فَمِهِ، وَأَنَا أَكُونُ مَعَ فَمِكَ وَمَعَ فَمِهِ، وَأُعْلِمُكُمَا مَاذَا تَصْنَعَانِ. 16وَهُوَ يُكَلِّمُ الشَّعْبَ عَنْكَ. وَهُوَ يَكُونُ لَكَ فَمًا، وَأَنْتَ تَكُونُ لَهُ إِلهًا. 17وَتَأْخُذُ فِي يَدِكَ هذِهِ الْعَصَا الَّتِي تَصْنَعُ بِهَا الآيَاتِ».

خروج 7 ( يا مؤلفى الكتاب المقدس، ارسوا على بر: موسى، إله لهارون أم إله لفرعون؟):
1فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «انْظُرْ! أَنَا جَعَلْتُكَ إِلهًا لِفِرْعَوْنَ. وَهَارُونُ أَخُوكَ يَكُونُ نَبِيَّكَ. 2أَنْتَ تَتَكَلَّمُ بِكُلِّ مَا آمُرُكَ، وَهَارُونُ أَخُوكَ يُكَلِّمُ فِرْعَوْنَ لِيُطْلِقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِهِ.

خروج 12 (موسى يوصى بنى إسرائيل بسرقة ذهب المصريين وفضتهم: رسولٌ هذا أم شيخُ منسر؟):
35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَابًا. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ

خروج 15 (مريم أخت موسى، وهى نبية عندهم، تمسك بالدُّفّ للراقصات وتنقر لهن على واحدة ونُصّ!):
20فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ النَّبِيَّةُ أُخْتُ هَارُونَ الدُّفَّ بِيَدِهَا، وَخَرَجَتْ جَمِيعُ النِّسَاءِ وَرَاءَهَا بِدُفُوفٍ وَرَقْصٍ. 21وَأَجَابَتْهُمْ مَرْيَمُ: «رَنِّمُوا لِلرَّبِّ فَإِنَّهُ قَدْ تَعَظَّمَ. الْفَرَسَ وَرَاكِبَهُ طَرَحَهُمَا فِي الْبَحْرِ».


خروج 32 (النبى هارون يصنع العجل من الذهب المسروق من المصريين كى يعبده بنو إسرائيل!):
1وَلَمَّا رَأَى الشَّعْبُ أَنَّ مُوسَى أَبْطَأَ فِي النُّزُولِ مِنَ الْجَبَلِ، اجْتَمَعَ الشَّعْبُ عَلَى هَارُونَ وَقَالُوا لَهُ: «قُمِ اصْنَعْ لَنَا آلِهَةً تَسِيرُ أَمَامَنَا، لأَنَّ هذَا مُوسَى الرَّجُلَ الَّذِي أَصْعَدَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، لاَ نَعْلَمُ مَاذَا أَصَابَهُ». 2فَقَالَ لَهُمْ هَارُونُ: «انْزِعُوا أَقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي آذَانِ نِسَائِكُمْ وَبَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ وَاتُونِي بِهَا». 3فَنَزَعَ كُلُّ الشَّعْبِ أَقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي آذَانِهِمْ وَأَتَوْا بِهَا إِلَى هَارُونَ. 4فَأَخَذَ ذلِكَ مِنْ أَيْدِيهِمْ وَصَوَّرَهُ بِالإِزْمِيلِ، وَصَنَعَهُ عِجْلاً مَسْبُوكًا. فَقَالُوا: «هذِهِ آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّتِي أَصْعَدَتْكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ». 5فَلَمَّا نَظَرَ هَارُونُ بَنَى مَذْبَحًا أَمَامَهُ، وَنَادَى هَارُونُ وَقَالَ: «غَدًا عِيدٌ لِلرَّبِّ». 6فَبَكَّرُوا فِي الْغَدِ وَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ وَقَدَّمُوا ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ. وَجَلَسَ الشَّعْبُ لِلأَكْلِ وَالشُّرْبِ ثُمَّ قَامُوا لِلَّعِبِ.

تثنية 20 (حروب الكتاب المقدس حروب إبادة واستئصال):
«حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِكَيْ تُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا إِلَى الصُّلْحِ، 11فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلَى الصُّلْحِ وَفَتَحَتْ لَكَ، فَكُلُّ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لَكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لَكَ. 12وَإِنْ لَمْ تُسَالِمْكَ، بَلْ عَمِلَتْ مَعَكَ حَرْبًا، فَحَاصِرْهَا. 13وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 14وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ، كُلُّ غَنِيمَتِهَا، فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ، وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. 15هكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ الْمُدُنِ الْبَعِيدَةِ مِنْكَ جِدًّا الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ مُدُنِ هؤُلاَءِ الأُمَمِ هُنَا. 16وَأَمَّا مُدُنُ هؤُلاَءِ الشُّعُوبِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا فَلاَ تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَّا، 17بَلْ تُحَرِّمُهَا تَحْرِيمًا: الْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ، كَمَا أَمَرَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ، 18لِكَيْ لاَ يُعَلِّمُوكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا حَسَبَ جَمِيعِ أَرْجَاسِهِمِ الَّتِي عَمِلُوا لآلِهَتِهِمْ، فَتُخْطِئُوا إِلَى الرَّبِّ إِلهِكُمْ.

تثنية 21 (كل من صُلِب فهو ملعون: بهذا حَكَم الله فى الكتاب المقدس!):
«وَإِذَا كَانَ عَلَى إِنْسَانٍ خَطِيَّةٌ حَقُّهَا الْمَوْتُ، فَقُتِلَ وَعَلَّقْتَهُ عَلَى خَشَبَةٍ، 23فَلاَ تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلَى الْخَشَبَةِ، بَلْ تَدْفِنُهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، لأَنَّ الْمُعَلَّقَ مَلْعُونٌ مِنَ اللهِ. فَلاَ تُنَجِّسْ أَرْضَكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا.

تثنية 23 (الربا حلال أم حرام؟):
«لاَ تُقْرِضْ أَخَاكَ بِرِبًا، رِبَا فِضَّةٍ، أَوْ رِبَا طَعَامٍ، أَوْ رِبَا شَيْءٍ مَّا مِمَّا يُقْرَضُ بِرِبًا، 20لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِبًا، وَلكِنْ لأَخِيكَ لاَ تُقْرِضْ بِرِبًا، لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِلَيْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِلَيْهَا لِتَمْتَلِكَهَا.

تثنية 25 (إما أن تتزوج زوجة شقيقك الميت بالإكراه أو تبصق فى وجهك):
5«إِذَا سَكَنَ إِخْوَةٌ مَعًا وَمَاتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَلَيْسَ لَهُ ابْنٌ، فَلاَ تَصِرِ امْرَأَةُ الْمَيْتِ إِلَى خَارِجٍ لِرَجُل أَجْنَبِيٍّ. أَخُو زَوْجِهَا يَدْخُلُ عَلَيْهَا وَيَتَّخِذُهَا لِنَفْسِهِ زَوْجَةً، وَيَقُومُ لَهَا بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. 6وَالْبِكْرُ الَّذِي تَلِدُهُ يَقُومُ بِاسْمِ أَخِيهِ الْمَيْتِ، لِئَلاَّ يُمْحَى اسْمُهُ مِنْ إِسْرَائِيلَ.
7«وَإِنْ لَمْ يَرْضَ الرَّجُلُ أَنْ يَأْخُذَ امْرَأَةَ أَخِيهِ، تَصْعَدُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِلَى الْبَابِ إِلَى الشُّيُوخِ وَتَقُولُ: قَدْ أَبَى أَخُو زَوْجِي أَنْ يُقِيمَ لأَخِيهِ اسْمًا فِي إِسْرَائِيلَ. لَمْ يَشَأْ أَنْ يَقُومَ لِي بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. 8فَيَدْعُوهُ شُيُوخُ مَدِينَتِهِ وَيَتَكَلَّمُونَ مَعَهُ. فَإِنْ أَصَرَّ وَقَالَ: لاَ أَرْضَى أَنْ أَتَّخِذَهَا. 9تَتَقَدَّمُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِلَيْهِ أَمَامَ أَعْيُنِ الشُّيُوخِ، وَتَخْلَعُ نَعْلَهُ مِنْ رِجْلِهِ، وَتَبْصُقُ فِي وَجْهِهِ، وَتُصَرحُ وَتَقُولُ: هكَذَا يُفْعَلُ بِالرَّجُلِ الَّذِي لاَ يَبْنِي بَيْتَ أَخِيهِ. 10فَيُدْعَى اسْمُهُ فِي إِسْرَائِيلَ «بَيْتَ مَخْلُوعِ النَّعْلِ».

يشوع 6 (التدمير والاستئصال واجب عسكرى فى شريعة الكتاب المقدس):
1وَكَانَتْ أَرِيحَا مُغَلَّقَةً مُقَفَّلَةً بِسَبَبِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. لاَ أَحَدٌ يَخْرُجُ وَلاَ أَحَدٌ يَدْخُلُ. 2فَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «انْظُرْ. قَدْ دَفَعْتُ بِيَدِكَ أَرِيحَا وَمَلِكَهَا، جَبَابِرَةَ الْبَأْسِ. 3تَدُورُونَ دَائِرَةَ الْمَدِينَةِ، جَمِيعُ رِجَالِ الْحَرْبِ. حَوْلَ الْمَدِينَةِ مَرَّةً وَاحِدَةً. هكَذَا تَفْعَلُونَ سِتَّةَ أَيَّامٍ. 4وَسَبْعَةُ كَهَنَةٍ يَحْمِلُونَ أَبْوَاقَ الْهُتَافِ السَّبْعَةَ أَمَامَ التَّابُوتِ. وَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ تَدُورُونَ دَائِرَةَ الْمَدِينَةِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَالْكَهَنَةُ يَضْرِبُونَ بِالأَبْوَاقِ. 5وَيَكُونُ عِنْدَ امْتِدَادِ صَوْتِ قَرْنِ الْهُتَافِ، عِنْدَ اسْتِمَاعِكُمْ صَوْتَ الْبُوقِ، أَنَّ جَمِيعَ الشَّعْبِ يَهْتِفُ هُتَافًا عَظِيمًا، فَيَسْقُطُ سُورُ الْمَدِينَةِ فِي مَكَانِهِ، وَيَصْعَدُ الشَّعْبُ كُلُّ رَجُل مَعَ وَجْهِهِ». 6فَدَعَا يَشُوعُ بْنُ نُونٍ الْكَهَنَةَ وَقَالَ لَهُمُ: «احْمِلُوا تَابُوتَ الْعَهْدِ. وَلْيَحْمِلْ سَبْعَةُ كَهَنَةٍ سَبْعَةَ أَبْوَاقِ هُتَافٍ أَمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ». 7وَقَالُوا لِلشَّعْبِ: «اجْتَازُوا وَدُورُوا دَائِرَةَ الْمَدِينَةِ، وَلْيَجْتَزِ الْمُتَجَرِّدُ أَمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ». 8وَكَانَ كَمَا قَالَ يَشُوعُ لِلشَّعْبِ. اجْتَازَ السَّبْعَةُ الْكَهَنَةُ حَامِلِينَ أَبْوَاقَ الْهُتَافِ السَّبْعَةَ أَمَامَ الرَّبِّ، وَضَرَبُوا بِالأَبْوَاقِ. وَتَابُوتُ عَهْدِ الرَّبِّ سَائِرٌ وَرَاءَهُمْ، 9وَكُلُّ مُتَجَرِّدٍ سَائِرٌ أَمَامَ الْكَهَنَةِ الضَّارِبِينَ بِالأَبْوَاقِ. وَالسَّاقَةُ سَائِرَةٌ وَرَاءَ التَّابُوتِ. كَانُوا يَسِيرُونَ وَيَضْرِبُونَ بِالأَبْوَاقِ. 10وَأَمَرَ يَشُوعُ الشَّعْبَ قَائِلاً: «لاَ تَهْتِفُوا وَلاَ تُسَمِّعُوا صَوْتَكُمْ، وَلاَ تَخْرُجْ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ كَلِمَةٌ حَتَّى يَوْمَ أَقُولُ لَكُمُ: اهْتِفُوا. فَتَهْتِفُونَ». 11فَدَارَ تَابُوتُ الرَّبِّ حَوْلَ الْمَدِينَةِ مَرَّةً وَاحِدَةً. ثُمَّ دَخَلُوا الْمَحَلَّةَ وَبَاتُوا فِي الْمَحَلَّةِ.
12فَبَكَّرَ يَشُوعُ فِي الْغَدِ، وَحَمَلَ الْكَهَنَةُ تَابُوتَ الرَّبِّ، 13وَالسَّبْعَةُ الْكَهَنَةُ الْحَامِلُونَ أَبْوَاقَ الْهُتَافِ السَّبْعَةَ أَمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ سَائِرُونَ سَيْرًا وَضَارِبُونَ بِالأَبْوَاقِ، وَالْمُتَجَرِّدُونَ سَائِرُونَ أَمَامَهُمْ، وَالْسَّاقَةُ سَائِرَةٌ وَرَاءَ تَابُوتِ الرَّبِّ. كَانُوا يَسِيرُونَ وَيَضْرِبُونَ بِالأَبْوَاقِ. 14وَدَارُوا بِالْمَدِينَةِ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي مَرَّةً وَاحِدَةً، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى الْمَحَلَّةِ. هكَذَا فَعَلُوا سِتَّةَ أَيَّامٍ. 15وَكَانَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ أَنَّهُمْ بَكَّرُوا عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ وَدَارُوا دَائِرَةَ الْمَدِينَةِ عَلَى هذَا الْمِنْوَالِ سَبْعَ مَرَّاتٍ. فِي ذلِكَ الْيَوْمِ فَقَطْ دَارُوا دَائِرَةَ الْمَدِينَةِ سَبْعَ مَرَّاتٍ. 16وَكَانَ فِي الْمَرَّةِ السَّابِعَةِ عِنْدَمَا ضَرَبَ الْكَهَنَةُ بِالأَبْوَاقِ أَنَّ يَشُوعَ قَالَ لِلشَّعْبِ: «اهْتِفُوا، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَعْطَاكُمُ الْمَدِينَةَ. 17فَتَكُونُ الْمَدِينَةُ وَكُلُّ مَا فِيهَا مُحَرَّمًا لِلرَّبِّ. رَاحَابُ الزَّانِيَةُ فَقَطْ تَحْيَا هِيَ وَكُلُّ مَنْ مَعَهَا فِي الْبَيْتِ، لأَنَّهَا قَدْ خَبَّأَتِ الْمُرْسَلَيْنِ اللَّذَيْنِ أَرْسَلْنَاهُمَا. 18وَأَمَّا أَنْتُمْ فَاحْتَرِزُوا مِنَ الْحَرَامِ لِئَلاَّ تُحَرَّمُوا، وَتَأْخُذُوا مِنَ الْحَرَامِ وَتَجْعَلُوا مَحَلَّةَ إِسْرَائِيلَ مُحَرَّمَةً وَتُكَدِّرُوهَا. 19وَكُلُّ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ وَآنِيَةِ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ تَكُونُ قُدْسًا لِلرَّبِّ وَتَدْخُلُ فِي خِزَانَةِ الرَّبِّ». 20فَهَتَفَ الشَّعْبُ وَضَرَبُوا بِالأَبْوَاقِ. وَكَانَ حِينَ سَمِعَ الشَّعْبُ صَوْتَ الْبُوقِ أَنَّ الشَّعْبَ هَتَفَ هُتَافًا عَظِيمًا، فَسَقَطَ السُّورُ فِي مَكَانِهِ، وَصَعِدَ الشَّعْبُ إِلَى الْمَدِينَةِ كُلُّ رَجُل مَعَ وَجْهِهِ، وَأَخَذُوا الْمَدِينَةَ. 21وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُل وَامْرَأَةٍ، مِنْ طِفْل وَشَيْخٍ، حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. 22وَقَالَ يَشُوعُ لِلرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ تَجَسَّسَا الأَرْضَ: «ادْخُلاَ بَيْتَ الْمَرْأَةِ الزَّانِيَةِ وَأَخْرِجَا مِنْ هُنَاكَ الْمَرْأَةَ وَكُلَّ مَا لَهَا كَمَا حَلَفْتُمَا لَهَا». 23فَدَخَلَ الْغُلاَمَانِ الْجَاسُوسَانِ وَأَخْرَجَا رَاحَابَ وَأَبَاهَا وَأُمَّهَا وَإِخْوَتَهَا وَكُلَّ مَا لَهَا، وَأَخْرَجَا كُلَّ عَشَائِرِهَا وَتَرَكَاهُمْ خَارِجَ مَحَلَّةِ إِسْرَائِيلَ. 24وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا، إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ. 25وَاسْتَحْيَا يَشُوعُ رَاحَابَ الزَّانِيَةَ وَبَيْتَ أَبِيهَا وَكُلَّ مَا لَهَا، وَسَكَنَتْ فِي وَسَطِ إِسْرَائِيلَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ، لأَنَّهَا خَبَّأَتِ الْمُرْسَلَيْنِ اللَّذَيْنِ أَرْسَلَهُمَا يَشُوعُ لِكَيْ يَتَجَسَّسَا أَرِيحَا.

يشوع 8 (التدمير والاستئصال واجب عسكرى فى شريعة الكتاب المقدس):
18فَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «مُدَّ الْمِزْرَاقَ الَّذِي بِيَدِكَ نَحْوَ عَايٍ لأَنِّي بِيَدِكَ أَدْفَعُهَا». فَمَدَّ يَشُوعُ الْمِزْرَاقَ الَّذِي بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَدِينَةِ. 19فَقَامَ الْكَمِينُ بِسُرْعَةٍ مِنْ مَكَانِهِ وَرَكَضُوا عِنْدَمَا مَدَّ يَدَهُ، وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ وَأَخَذُوهَا، وَأَسْرَعُوا وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ. 20فَالْتَفَتَ رِجَالُ عَايٍ إِلَى وَرَائِهِمْ وَنَظَرُوا وَإِذَا دُخَانُ الْمَدِينَةِ قَدْ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ. فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مَكَانٌ لِلْهَرَبِ هُنَا أَوْ هُنَاكَ. وَالشَّعْبُ الْهَارِبُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ انْقَلَبَ عَلَى الطَّارِدِ. 21وَلَمَّا رَأَى يَشُوعُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ أَنَّ الْكَمِينَ قَدْ أَخَذَ الْمَدِينَةَ، وَأَنَّ دُخَانَ الْمَدِينَةِ قَدْ صَعِدَ، انْثَنَوْا وَضَرَبُوا رِجَالَ عَايٍ. 22وَهؤُلاَءِ خَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ لِلِقَائِهِمْ، فَكَانُوا فِي وَسَطِ إِسْرَائِيلَ، هؤُلاَءِ مِنْ هُنَا وَأُولئِكَ مِنْ هُنَاكَ. وَضَرَبُوهُمْ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ شَارِدٌ وَلاَ مُنْفَلِتٌ. 23وَأَمَّا مَلِكُ عَايٍ فَأَمْسَكُوهُ حَيًّا وَتَقَدَّمُوا بِهِ إِلَى يَشُوعَ. 24وَكَانَ لَمَّا انْتَهَى إِسْرَائِيلُ مِنْ قَتْلِ جَمِيعِ سُكَّانِ عَايٍ فِي الْحَقْلِ فِي الْبَرِّيَّةِ حَيْثُ لَحِقُوهُمْ وَسَقَطُوا جَمِيعًا بِحَدِّ السَّيْفِ حَتَّى فَنُوا، أَنَّ جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ رَجَعَ إِلَى عَايٍ وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 25فَكَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ سَقَطُوا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مِنْ رِجَال وَنِسَاءٍ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا، جَمِيعُ أَهْلِ عَايٍ. 26وَيَشُوعُ لَمْ يَرُدَّ يَدَهُ الَّتِي مَدَّهَا بِالْمِزْرَاقِ حَتَّى حَرَّمَ جَمِيعَ سُكَّانِ عَايٍ. 27لكِنِ الْبَهَائِمُ وَغَنِيمَةُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ نَهَبَهَا إِسْرَائِيلُ لأَنْفُسِهِمْ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ الَّذِي أَمَرَ بِهِ يَشُوعَ. 28وَأَحْرَقَ يَشُوعُ عَايَ وَجَعَلَهَا تَلاًّ أَبَدِيًّا خَرَابًا إِلَى هذَا الْيَوْمِ. 29وَمَلِكُ عَايٍ عَلَّقَهُ عَلَى الْخَشَبَةِ إِلَى وَقْتِ الْمَسَاءِ. وَعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ أَمَرَ يَشُوعُ فَأَنْزَلُوا جُثَّتَهُ عَنِ الْخَشَبَةِ وَطَرَحُوهَا عِنْدَ مَدْخَلِ بَابِ الْمَدِينَةِ، وَأَقَامُوا عَلَيْهَا رُجْمَةَ حِجَارَةٍ عَظِيمَةً إِلَى هذَا الْيَوْمِ.

يشوع 10 (التدمير والاستئصال واجب عسكرى فى شريعة الكتاب المقدس):
28وَأَخَذَ يَشُوعُ مَقِّيدَةَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ وَضَرَبَهَا بِحَدِّ السَّيْفِ، وَحَرَّمَ مَلِكَهَا هُوَ وَكُلَّ نَفْسٍ بِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِدًا، وَفَعَلَ بِمَلِكِ مَقِّيدَةَ كَمَا فَعَلَ بِمَلِكِ أَرِيحَا.
29ثُمَّ اجْتَازَ يَشُوعُ مِنْ مَقِّيدَةَ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ إِلَى لِبْنَةَ، وَحَارَبَ لِبْنَةَ. 30فَدَفَعَهَا الرَّبُّ هِيَ أَيْضًا بِيَدِ إِسْرَائِيلَ مَعَ مَلِكِهَا، فَضَرَبَهَا بِحَدِّ السَّيْفِ وَكُلَّ نَفْسٍ بِهَا. لَمْ يُبْقِ بِهَا شَارِدًا، وَفَعَلَ بِمَلِكِهَا كَمَا فَعَلَ بِمَلِكِ أَرِيحَا. 31ثُمَّ اجْتَازَ يَشُوعُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ مِنْ لِبْنَةَ إِلَى لَخِيشَ وَنَزَلَ عَلَيْهَا وَحَارَبَهَا. 32فَدَفَعَ الرَّبُّ لَخِيشَ بِيَدِ إِسْرَائِيلَ، فَأَخَذَهَا فِي الْيَوْمِ الثَّانِي وَضَرَبَهَا بِحَدِّ السَّيْفِ وَكُلَّ نَفْسٍ بِهَا حَسَبَ كُلِّ مَا فَعَلَ بِلِبْنَةَ. 33حِينَئِذٍ صَعِدَ هُورَامُ مَلِكُ جَازَرَ لإِعَانَةِ لَخِيشَ، وَضَرَبَهُ يَشُوعُ مَعَ شَعْبِهِ حَتَّى لَمْ يُبْقِ لَهُ شَارِدًا.
34ثُمَّ اجْتَازَ يَشُوعُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ مِنْ لَخِيشَ إِلَى عَجْلُونَ فَنَزَلُوا عَلَيْهَا وَحَارَبُوهَا، 35وَأَخَذُوهَا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ، وَحَرَّمَ كُلَّ نَفْسٍ بِهَا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ حَسَبَ كُلِّ مَا فَعَلَ بِلَخِيشَ. 36ثُمَّ صَعِدَ يَشُوعُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ مِنْ عَجْلُونَ إِلَى حَبْرُونَ وَحَارَبُوهَا، 37وَأَخَذُوهَا وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ مَعَ مَلِكِهَا وَكُلِّ مُدُنِهَا وَكُلِّ نَفْسٍ بِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِدًا حَسَبَ كُلِّ مَا فَعَلَ بِعَجْلُونَ، فَحَرَّمَهَا وَكُلَّ نَفْسٍ بِهَا.
38ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ إِلَى دَبِيرَ وَحَارَبَهَا، 39وَأَخَذَهَا مَعَ مَلِكِهَا وَكُلِّ مُدُنِهَا، وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ وَحَرَّمُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِدًا، كَمَا فَعَلَ بِحَبْرُونَ كَذلِكَ فَعَلَ بِدَبِيرَ وَمَلِكِهَا، وَكَمَا فَعَلَ بِلِبْنَةَ وَمَلِكِهَا.
40فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ وَالسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِدًا، بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ. 41فَضَرَبَهُمْ يَشُوعُ مِنْ قَادَشَ بَرْنِيعَ إِلَى غَزَّةَ وَجَمِيعَ أَرْضِ جُوشِنَ إِلَى جِبْعُونَ. 42وَأَخَذَ يَشُوعُ جَمِيعَ أُولئِكَ الْمُلُوكِ وَأَرْضِهِمْ دُفْعَةً وَاحِدَةً، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ حَارَبَ عَنْ إِسْرَائِيلَ. 43ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ إِلَى الْمَحَلَّةِ إِلَى الْجِلْجَالِ.

يشوع 11 (التدمير والاستئصال واجب عسكرى فى شريعة الكتاب المقدس):
10ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ وَأَخَذَ حَاصُورَ وَضَرَبَ مَلِكَهَا بِالسَّيْفِ، لأَنَّ حَاصُورَ كَانَتْ قَبْلاً رَأْسَ جَمِيعِ تِلْكَ الْمَمَالِكِ. 11وَضَرَبُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمُوهُمْ، وَلَمْ تَبْقَ نَسَمَةٌ، وَأَحْرَقَ حَاصُورَ بِالنَّارِ. 12فَأَخَذَ يَشُوعُ كُلَّ مُدُنِ أُولئِكَ الْمُلُوكِ وَجَمِيعَ مُلُوكِهَا وَضَرَبَهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمَهُمْ كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ. 13غَيْرَ أَنَّ الْمُدُنَ الْقَائِمَةَ عَلَى تِلاَلِهَا لَمْ يُحْرِقْهَا إِسْرَائِيلُ، مَا عَدَا حَاصُورَ وَحْدَهَا أَحْرَقَهَا يَشُوعُ. 14وَكُلُّ غَنِيمَةِ تِلْكَ الْمُدُنِ وَالْبَهَائِمَ نَهَبَهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لأَنْفُسِهِمْ. وَأَمَّا الرِّجَالُ فَضَرَبُوهُمْ جَمِيعًا بِحَدِّ السَّيْفِ حَتَّى أَبَادُوهُمْ. لَمْ يُبْقُوا نَسَمَةً. 15كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى عَبْدَهُ هكَذَا أَمَرَ مُوسَى يَشُوعَ، وَهكَذَا فَعَلَ يَشُوعُ. لَمْ يُهْمِلْ شَيْئًا مِنْ كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ مُوسَى. 16فَأَخَذَ يَشُوعُ كُلَّ تِلْكَ الأَرْضِ: الْجَبَلَ، وَكُلَّ الْجَنُوبِ، وَكُلَّ أَرْضِ جُوشِنَ وَالسَّهْلَ وَالْعَرَبَةَ وَجَبَلَ إِسْرَائِيلَ وَسَهْلَهُ، 17مِنَ الْجَبَلِ الأَقْرَعِ الصَّاعِدِ إِلَى سَعِيرَ إِلَى بَعْلِ جَادَ فِي بُقْعَةِ لُبْنَانَ تَحْتَ جَبَلِ حَرْمُونَ. وَأَخَذَ جَمِيعَ مُلُوكِهَا وَضَرَبَهُمْ وَقَتَلَهُمْ. 18فَعَمِلَ يَشُوعُ حَرْبًا مَعَ أُولئِكَ الْمُلُوكِ أَيَّامًا كَثِيرَةً. 19لَمْ تَكُنْ مَدِينَةٌ صَالَحَتْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ الْحِوِّيِّينَ سُكَّانَ جِبْعُونَ، بَلْ أَخَذُوا الْجَمِيعَ بِالْحَرْبِ. 20لأَنَّهُ كَانَ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ أَنْ يُشَدِّدَ قُلُوبَهُمْ حَتَّى يُلاَقُوا إِسْرَائِيلَ لِلْمُحَارَبَةِ فَيُحَرَّمُوا، فَلاَ تَكُونُ عَلَيْهِمْ رَأْفَةٌ، بَلْ يُبَادُونَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى.

قضاة 1 (التدمير والاستئصال واجب عسكرى فى شريعة الكتاب المقدس):

1وَكَانَ بَعْدَ مَوْتِ يَشُوعَ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ سَأَلُوا الرَّبَّ قَائِلِينَ: «مَنْ مِنَّا يَصْعَدُ إِلَى الْكَنْعَانِيِّينَ أَوَّلاً لِمُحَارَبَتِهِمْ؟» 2فَقَالَ الرَّبُّ: «يَهُوذَا يَصْعَدُ. هُوَذَا قَدْ دَفَعْتُ الأَرْضَ لِيَدِهِ». 3فَقَالَ يَهُوذَا لِشِمْعُونَ أَخِيهِ: «اِصْعَدْ مَعِي فِي قُرْعَتِي لِكَيْ نُحَارِبَ الْكَنْعَانِيِّينَ، فَأَصْعَدَ أَنَا أَيْضًا مَعَكَ فِي قُرْعَتِكَ». فَذَهَبَ شِمْعُونُ مَعَهُ. 4فَصَعِدَ يَهُوذَا، وَدَفَعَ الرَّبُّ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ بِيَدِهِمْ، فَضَرَبُوا مِنْهُمْ فِي بَازَقَ عَشَرَةَ آلاَفِ رَجُل. 5وَوَجَدُوا أَدُونِيَ بَازَقَ فِي بَازَقَ، فَحَارَبُوهُ وَضَرَبُوا الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ. 6فَهَرَبَ أَدُونِي بَازَقَ، فَتَبِعُوهُ وَأَمْسَكُوهُ وَقَطَعُوا أَبَاهِمَ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ. 7فَقَالَ أَدُونِي بَازَقَ: «سَبْعُونَ مَلِكًا مَقْطُوعَةٌ أَبَاهِمُ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلِهِمْ كَانُوا يَلْتَقِطُونَ تَحْتَ مَائِدَتِي. كَمَا فَعَلْتُ كَذلِكَ جَازَانِيَ اللهُ». وَأَتَوْا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ فَمَاتَ هُنَاكَ.
8وَحَارَبَ بَنُو يَهُوذَا أُورُشَلِيمَ وَأَخَذُوهَا وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ، وَأَشْعَلُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ. 9وَبَعْدَ ذلِكَ نَزَلَ بَنُو يَهُوذَا لِمُحَارَبَةِ الْكَنْعَانِيِّينَ سُكَّانِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ. 10وَسَارَ يَهُوذَا عَلَى الْكَنْعَانِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي حَبْرُونَ، وَكَانَ اسْمُ حَبْرُونَ قَبْلاً قَرْيَةَ أَرْبَعَ. وَضَرَبُوا شِيشَايَ وَأَخِيمَانَ وَتَلْمَايَ. 11وَسَارَ مِنْ هُنَاكَ عَلَى سُكَّانِ دَبِيرَ، وَاسْمُ دَبِيرَ قَبْلاً قَرْيَةُ سَفَرٍ. 12فَقَالَ كَالَبُ: «الَّذِي يَضْرِبُ قَرْيَةَ سَفَرٍ وَيَأْخُذُهَا، أُعْطِيهِ عَكْسَةَ ابْنَتِي امْرَأَةً». 13فَأَخَذَهَا عُثْنِيئِيلُ بْنُ قَنَازَ، أَخُو كَالَبَ الأَصْغَرُ مِنْهُ. فَأَعْطَاهُ عَكْسَةَ ابْنَتَهُ امْرَأَةً.

قضاة 2 (الله يندم مرة أخرى! كان الله فى عونه!):
11وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ وَعَبَدُوا الْبَعْلِيمَ. 12وَتَرَكُوا الرَّبَّ إِلهَ آبَائِهِمِ الَّذِي أَخْرَجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَسَارُوا وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى مِنْ آلِهَةِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ حَوْلَهُمْ، وَسَجَدُوا لَهَا وَأَغَاظُوا الرَّبَّ. 13تَرَكُوا الرَّبَّ وَعَبَدُوا الْبَعْلَ وَعَشْتَارُوثَ. 14فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ، فَدَفَعَهُمْ بِأَيْدِي نَاهِبِينَ نَهَبُوهُمْ، وَبَاعَهُمْ بِيَدِ أَعْدَائِهِمْ حَوْلَهُمْ، وَلَمْ يَقْدِرُوا بَعْدُ عَلَى الْوُقُوفِ أَمَامَ أَعْدَائِهِمْ. 15حَيْثُمَا خَرَجُوا كَانَتْ يَدُ الرَّبِّ عَلَيْهِمْ لِلشَّرِّ، كَمَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ وَكَمَا أَقْسَمَ الرَّبُّ لَهُمْ. فَضَاقَ بِهِمُ الأَمْرُ جِدًّا. 16وَأَقَامَ الرَّبُّ قُضَاةً فَخَلَّصُوهُمْ مِنْ يَدِ نَاهِبِيهِمْ. 17وَلِقُضَاتِهِمْ أَيْضًا لَمْ يَسْمَعُوا، بَلْ زَنَوْا وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى وَسَجَدُوا لَهَا. حَادُوا سَرِيعًا عَنِ الطَّرِيقِ الَّتِي سَارَ بِهَا آبَاؤُهُمْ لِسَمْعِ وَصَايَا الرَّبِّ، لَمْ يَفْعَلُوا هكَذَا. 18وَحِينَمَا أَقَامَ الرَّبُّ لَهُمْ قُضَاةً، كَانَ الرَّبُّ مَعَ الْقَاضِي، وَخَلَّصَهُمْ مِنْ يَدِ أَعْدَائِهِمْ كُلَّ أَيَّامِ الْقَاضِي، لأَنَّ الرَّبَّ نَدِمَ مِنْ أَجْلِ أَنِينِهِمْ بِسَبَبِ مُضَايِقِيهِمْ وَزَاحِمِيهِمْ. 19

قضاة 3 (استئصال! استئصال! استئصال!):
12وَعَادَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَعْمَلُونَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، فَشَدَّدَ الرَّبُّ عِجْلُونَ مَلِكَ مُوآبَ عَلَى إِسْرَائِيلَ، لأَنَّهُمْ عَمِلُوا الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. 13فَجَمَعَ إِلَيْهِ بَنِي عَمُّونَ وَعَمَالِيقَ، وَسَارَ وَضَرَبَ إِسْرَائِيلَ، وَامْتَلَكُوا مَدِينَةَ النَّخْلِ. 14فَعَبَدَ بَنُو إِسْرَائِيلَ عِجْلُونَ مَلِكَ مُوآبَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً. 15وَصَرَخَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ، فَأَقَامَ لَهُمُ الرَّبُّ مُخَلِّصًا إِهُودَ بْنَ جِيرَا الْبَنْيَامِينِيَّ، رَجُلاً أَعْسَرَ. فَأَرْسَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِيَدِهِ هَدِيَّةً لِعِجْلُونَ مَلِكِ مُوآبَ. 16فَعَمِلَ إِهُودُ لِنَفْسِهِ سَيْفًا، ذَا حَدَّيْنِ طُولُهُ ذِرَاعٌ، وَتَقَلَّدَهُ تَحْتَ ثِيَابِهِ عَلَى فَخِْذِهِ الْيُمْنَى. 17وَقَدَمَّ الْهَدِيَّةَ لِعِجْلُونَ مَلِكِ مُوآبَ. وَكَانَ عِجْلُونُ رَجُلاً سَمِينًا جِدًّا. 18وَكَانَ لَمَّا انْتَهَى مِنْ تَقْدِيمِ الْهَدِيَّةِ، صَرَفَ الْقَوْمَ حَامِلِي الْهَدِيَّةِ، 19وَأَمَّا هُوَ فَرَجَعَ مِنْ عِنْدِ الْمَنْحُوتَاتِ الَّتِي لَدَى الْجِلْجَالِ وَقَالَ: «لِي كَلاَمُ سِرّ إِلَيْكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ». فَقَالَ: «صَهْ». وَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ جَمِيعُ الْوَاقِفِينَ لَدَيْهِ. 20فَدَخَلَ إِلَيْهِ إِهُودُ وَهُوَ جَالِسٌ فِي عُلِّيَّةِ بُرُودٍ كَانَتْ لَهُ وَحْدَهُ. وَقَالَ إِهُودُ: «عِنْدِي كَلاَمُ اللهِ إِلَيْكَ». فَقَامَ عَنِ الْكُرْسِيِّ. 21فَمَدَّ إِهُودُ يَدَهُ الْيُسْرَى وَأَخَذَ السَّيْفَ عَنْ فَخْذِهِ الْيُمْنَى وَضَرَبَهُ فِي بَطْنِهِ. 22فَدَخَلَ الْقَائِمُ أَيْضًا وَرَاءَ النَّصْلِ، وَطَبَقَ الشَّحْمُ وَرَاءَ النَّصْلِ لأَنَّهُ لَمْ يَجْذُبِ السَّيْفَ مِنْ بَطْنِهِ. وَخَرَجَ مِنَ الْحِتَارِ. 23فَخَرَجَ إِهُودُ مِنَ الرِّوَاقِ وَأَغْلَقَ أَبْوَابَ الْعِلِّيَّةِ وَرَاءَهُ وَأَقْفَلَهَا. 24وَلَمَّا خَرَجَ، جَاءَ عَبِيدُهُ وَنَظَرُوا وَإِذَا أَبْوَابُ الْعِلِّيَّةِ مُقْفَلَةٌ، فَقَالُوا: «إِنَّهُ مُغَطّ رِجْلَيْهِ فِي مُخْدَعِ الْبُرُودِ». 25فَلَبِثُوا حَتَّى خَجِلُوا وَإِذَا هُوَ لاَ يَفْتَحُ أَبْوَابَ الْعِلِّيَّةِ. فَأَخَذُوا الْمِفْتَاحَ وَفَتَحُوا وَإِذَا سَيِّدُهُمْ سَاقِطٌ عَلَى الأَرْضِ مَيْتًا. 26وَأَمَّا إِهُودُ فَنَجَا، إِذْ هُمْ مَبْهُوتُونَ، وَعَبَرَ الْمَنْحُوتَاتِ وَنَجَا إِلَى سِعِيرَةَ. 27وَكَانَ عِنْدَ مَجِيئِهِ أَنَّهُ ضَرَبَ بِالْبُوقِ فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ، فَنَزَلَ مَعْهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَنِ الْجَبَلِ وَهُوَ قُدَّامَهُمْ. 28وَقَالَ لَهُمُ: «اتْبَعُونِي لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ دَفَعَ أَعْدَاءَكُمُ الْمُوآبِيِّينَ لِيَدِكُمْ». فَنَزَلُوا وَرَاءَهُ وَأَخَذُوا مَخَاوِضَ الأُرْدُنِّ إِلَى مُوآبَ، وَلَمْ يَدَعُوا أَحَدًا يَعْبُرُ. 29فَضَرَبُوا مِنْ مُوآبَ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ نَحْوَ عَشَرَةِ آلاَفِ رَجُل، كُلَّ نَشِيطٍ، وَكُلَّ ذِي بَأْسٍ، وَلَمْ يَنْجُ أَحَدٌ. 30فَذَلَّ الْمُوآبِيُّونَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ تَحْتَ يَدِ إِسْرَائِيلَ. وَاسْتَرَاحَتِ الأَرْضُ ثَمَانِينَ سَنَةً.
31وَكَانَ بَعْدَهُ شَمْجَرُ بْنُ عَنَاةَ، فَضَرَبَ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ سِتَّ مِئَةِ رَجُل بِمِنْسَاسِ الْبَقَرِ. وَهُوَ أَيْضًا خَلَّصَ إِسْرَائِيلَ.

قضاة 4 (استئصال! استئصال! استئصال!):
1وَعَادَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَعْمَلُونَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ بَعْدَ مَوْتِ إِهُودَ، 2فَبَاعَهُمُ الرَّبُّ بِيَدِ يَابِينَ مَلِكِ كَنْعَانَ الَّذِي مَلَكَ فِي حَاصُورَ. وَرَئِيسُ جَيْشِهِ سِيسَرَا، وَهُوَ سَاكِنٌ فِي حَرُوشَةِ الأُمَمِ. 3فَصَرَخَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ، لأَنَّهُ كَانَ لَهُ تِسْعُ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ مِنْ حَدِيدٍ، وَهُوَ ضَايَقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِشِدَّةٍ، عِشْرِينَ سَنَةً.
4وَدَبُورَةُ امْرَأَةٌ نَبِيَّةٌ زَوْجَةُ لَفِيدُوتَ، هِيَ قَاضِيَةُ إِسْرَائِيلَ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ. 5وَهِيَ جَالِسَةٌ تَحْتَ نَخْلَةِ دَبُورَةَ بَيْنَ الرَّامَةِ وَبَيْتِ إِيلَ فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ. وَكَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَصْعَدُونَ إِلَيْهَا لِلْقَضَاءِ. 6فَأَرْسَلَتْ وَدَعَتْ بَارَاقَ بْنَ أَبِينُوعَمَ مِنْ قَادَشِ نَفْتَالِي، وَقَالَتْ لَهُ: «أَلَمْ يَأْمُرِ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: اِذْهَبْ وَازْحَفْ إِلَى جَبَلِ تَابُورَ، وَخُذْ مَعَكَ عَشْرَةَ آلاَفِ رَجُل مِنْ بَنِي نَفْتَالِي وَمِنْ بَنِي زَبُولُونَ، 7فَأَجْذُبَ إِلَيْكَ، إِلَى نَهْرِ قِيشُونَ سِيسَرَا رَئِيسَ جَيْشِ يَابِينَ بِمَرْكَبَاتِهِ وَجُمْهُورِهِ وَأَدْفَعَهُ لِيَدِكَ؟» 8فَقَالَ لَهَا بَارَاقُ: «إِنْ ذَهَبْتِ مَعِي أَذْهَبْ، وَإِنْ لَمْ تَذْهَبِي مَعِي فَلاَ أَذْهَبُ». 9فَقَالَتْ: «إِنِّي أَذْهَبُ مَعَكَ، غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَكُونُ لَكَ فَخْرٌ فِي الطَّرِيقِ الَّتِي أَنْتَ سَائِرٌ فِيهَا. لأَنَّ الرَّبَّ يَبِيعُ سِيسَرَا بِيَدِ امْرَأَةٍ». فَقَامَتْ دَبُورَةُ وَذَهَبَتْ مَعَ بَارَاقَ إِلَى قَادَشَ.
10وَدَعَا بَارَاقُ زَبُولُونَ وَنَفْتَالِيَ إِلَى قَادَشَ، وَصَعِدَ وَمَعَهُ عَشَرَةُ آلاَفِ رَجُل. وَصَعِدَتْ دَبُورَةُ مَعَهُ. 11وَحَابِرُ الْقَيْنِيُّ انْفَرَدَ مِنْ قَايِنَ، مِنْ بَنِي حُوبَابَ حَمِي مُوسَى، وَخَيَّمَ حَتَّى إِلَى بَلُّوطَةٍ فِي صَعَنَايِمَ الَّتِي عِنْدَ قَادَشَ. 12وَأَخْبَرُوا سِيسَرَا بِأَنَّهُ قَدْ صَعِدَ بَارَاقُ بْنُ أَبِينُوعَمَ إِلَى جَبَلِ تَابُورَ. 13فَدَعَا سِيسَرَا جَمِيعَ مَرْكَبَاتِهِ، تِسْعَ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ مِنْ حَدِيدٍ، وَجَمِيعَ الشَّعْبِ الَّذِي مَعَهُ مِنْ حَرُوشَةِ الأُمَمِ إِلَى نَهْرِ قِيشُونَ. 14فَقَالَتْ دَبُورَةُ لِبَارَاقَ: «قُمْ، لأَنَّ هذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي دَفَعَ فِيهِ الرَّبُّ سِيسَرَا لِيَدِكَ. أَلَمْ يَخْرُجِ الرَّبُّ قُدَّامَكَ؟» فَنَزَلَ بَارَاقُ مِنْ جَبَلِ تَابُورَ وَوَرَاءَهُ عَشْرَةُ آلاَفِ رَجُل. 15فَأَزْعَجَ الرَّبُّ سِيسَرَا وَكُلَّ الْمَرْكَبَاتِ وَكُلَّ الْجَيْشِ بِحَدِّ السَّيْفِ أَمَامَ بَارَاقَ. فَنَزَلَ سِيسَرَا عَنِ الْمَرْكَبَةِ وَهَرَبَ عَلَى رِجْلَيْهِ. 16وَتَبعَ بَارَاقُ الْمَرْكَبَاتِ وَالْجَيْشَ إِلَى حَرُوشَةِ الأُمَمِ. وَسَقَطَ كُلُّ جَيْشِ سِيسَرَا بِحَدِّ السَّيْفِ. لَمْ يَبْقَ وَلاَ وَاحِدٌ. 17وَأَمَّا سِيسَرَا فَهَرَبَ عَلَى رِجْلَيْهِ إِلَى خَيْمَةِ يَاعِيلَ امْرَأَةِ حَابِرَ الْقَيْنِيِّ، لأَنَّهُ كَانَ صُلْحٌ بَيْنَ يَابِينَ مَلِكِ حَاصُورَ وَبَيْتِ حَابِرَ الْقَيْنِيِّ. 18فَخَرَجَتْ يَاعِيلُ لاسْتِقْبَالِ سِيسَرَا وَقَالَتْ لَهُ: «مِلْ يَا سَيِّدِي، مِلْ إِلَيَّ. لاَ تَخَفْ». فَمَالَ إِلَيْهَا إِلَى الْخَيْمَةِ وَغَطَّتْهُ بِاللِّحَافِ. 19فَقَالَ لَهَا: «اسْقِينِي قَلِيلَ مَاءٍ لأَنِّي قَدْ عَطِشْتُ». فَفَتَحَتْ وَطَبَ اللَّبَنِ وَأَسْقَتْهُ ثُمَّ غَطَّتْهُ. 20فَقَالَ لَهَا: «قِفِي بِبَابِ الْخَيْمَةِ، وَيَكُونُ إِذَا جَاءَ أَحَدٌ وَسَأَلَكِ: أَهُنَا رَجُلٌ؟ أَنَّكِ تَقُولِينَ لاَ». 21فَأَخَذَتْ يَاعِيلُ امْرَأَةُ حَابِرَ وَتَدَ الْخَيْمَةِ وَجَعَلَتِ الْمِيتَدَةَ فِي يَدِهَا، وَقَارَتْ إِلَيْهِ وَضَرَبَتِ الْوَتَدَ فِي صُدْغِهِ فَنَفَذَ إِلَى الأَرْضِ، وَهُوَ مُتَثَقِّلٌ فِي النَّوْمِ وَمُتْعَبٌ، فَمَاتَ. 22وَإِذَا بِبَارَاقَ يُطَارِدُ سِيسَرَا، فَخَرَجَتْ يَاعِيلُ لاسْتِقْبَالِهِ وَقَالَتْ لَهُ: «تَعَالَ فَأُرِيَكَ الرَّجُلَ الَّذِي أَنْتَ طَالِبُهُ». فَجَاءَ إِلَيْهَا وَإِذَا سِيسَرَا سَاقِطٌ مَيْتًا وَالْوَتَدُ فِي صُدْغِهِ. 23فَأَذَلَّ اللهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَابِينَ مَلِكَ كَنْعَانَ أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 24وَأَخَذَتْ يَدُ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَتَزَايَدُ وَتَقْسُو عَلَى يَابِينَ مَلِكِ كَنْعَانَ حَتَّى قَرَضُوا يَابِينَ مَلِكَ كَنْعَانَ.

قضاة 8 (استئصال! استئصال! استئصال!):
4وَجَاءَ جِدْعُونُ إِلَى الأُرْدُنِّ وَعَبَرَ هُوَ وَالثَّلاَثُ مِئَةِ الرَّجُلِ الَّذِينَ مَعَهُ مُعْيِينَ وَمُطَارِدِينَ. 5فَقَالَ لأَهْلِ سُكُّوتَ: «أَعْطُوا أَرْغِفَةَ خُبْزٍ لِلْقَوْمِ الَّذِينَ مَعِي لأَنَّهُمْ مُعْيُونَ، وَأَنَا سَاعٍ وَرَاءَ زَبَحَ وَصَلْمُنَّاعَ مَلِكَيْ مِدْيَانَ». 6فَقَالَ رُؤَسَاءُ سُكُّوتَ: «هَلْ أَيْدِي زَبَحَ وَصَلْمُنَّاعَ بِيَدِكَ الآنَ حَتَّى نُعْطِيَ جُنْدَكَ خُبْزًا؟» 7فَقَالَ جِدْعُونُ: «لِذلِكَ عِنْدَمَا يَدْفَعُ الرَّبُّ زَبَحَ وَصَلْمُنَّاعَ بِيَدِي أَدْرُسُ لَحْمَكُمْ مَعَ أَشْوَاكِ الْبَرِّيَّةِ بِالنَّوَارِجِ». 8وَصَعِدَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى فَنُوئِيلَ وَكَلَّمَهُمْ هكَذَا. فَأَجَابَهُ أَهْلُ فَنُوئِيلَ كَمَا أَجَابَ أَهْلُ سُكُّوتَ، 9فَكَلَّمَ أَيْضًا أَهْلَ فَنُوئِيلَ قَائِلاً: «عِنْدَ رُجُوعِي بِسَلاَمٍ أَهْدِمُ هذَا الْبُرْجَ».
10وَكَانَ زَبَحُ وَصَلْمُنَّاعُ فِي قَرْقَرَ وَجَيْشُهُمَا مَعَهُمَا نَحْوُ خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفًا، كُلُّ الْبَاقِينَ مِنْ جَمِيعِ جَيْشِ بَنِي الْمَشْرِقِ. وَالَّذِينَ سَقَطُوا مِئَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفَ رَجُل مُخْتَرِطِي السَّيْفِ. 11وَصَعِدَ جِدْعُونُ فِي طَرِيقِ سَاكِنِي الْخِيَامِ شَرْقِيَّ نُوبَحَ وَيُجْبَهَةَ، وَضَرَبَ الْجَيْشَ وَكَانَ الْجَيْشُ مُطْمَئِنًّا. 12فَهَرَبَ زَبَحُ وَصَلْمُنَّاعُ، فَتَبِعَهُمَا وَأَمْسَكَ مَلِكَيْ مِدْيَانَ زَبَحَ وَصَلْمُنَّاعَ وَأَزْعَجَ كُلَّ الْجَيْشِ.
13وَرَجَعَ جِدْعُونُ بْنُ يُوآشَ مِنَ الْحَرْبِ مِنْ عِنْدِ عَقَبَةِ حَارَسَ. 14وَأَمْسَكَ غُلاَمًا مِنْ أَهْلِ سُكُّوتَ وَسَأَلَهُ، فَكَتَبَ لَهُ رُؤَسَاءَ سُكُّوتَ وَشُيُوخَهَا، سَبْعَةً وَسَبْعِينَ رَجُلاً. 15وَدَخَلَ إِلَى أَهْلِ سُكُّوتَ وَقَالَ: «هُوَذَا زَبَحُ وَصَلْمُنَّاعُ اللَّذَانِ عَيَّرْتُمُونِي بِهِمَا قَائِلِينَ: هَلْ أَيْدِي زَبَحَ وَصَلْمُنَّاعَ بِيَدِكَ الآنَ حَتَّى نُعْطِي رِجَالَكَ الْمُعْيِينَ خُبْزًا؟» 16وَأَخَذَ شُيُوخَ الْمَدِينَةِ وَأَشْوَاكَ الْبَرِّيَّةِ وَالنَّوَارِجَ وَعَلَّمَ بِهَا أَهْلَ سُكُّوتَ. 17وَهَدَمَ بُرْجَ فَنُوئِيلَ وَقَتَلَ رِجَالَ الْمَدِينَةِ.

قضاة 9 (استئصال! استئصال! استئصال!):
42وَكَانَ فِي الْغَدِ أَنَّ الشَّعْبَ خَرَجَ إِلَى الْحَقْلِ وَأَخْبَرُوا أَبِيمَالِكَ. 43فَأَخَذَ الْقَوْمَ وَقَسَمَهُمْ إِلَى ثَلاَثِ فِرَق، وَكَمَنَ فِي الْحَقْلِ وَنَظَرَ وَإِذَا الشَّعْبُ يَخْرُجُ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَقَامَ عَلَيْهِمْ وَضَرَبَهُمْ. 44وَأَبِيمَالِكُ وَالْفِرْقَةُ الَّتِي مَعَهُ اقْتَحَمُوا وَوَقَفُوا فِي مَدْخَلِ بَابِ الْمَدِينَةِ. وَأَمَّا الْفِرْقَتَانِ فَهَجَمَتَا عَلَى كُلِّ مَنْ فِي الْحَقْلِ وَضَرَبَتَاهُ. 45وَحَارَبَ أَبِيمَالِكُ الْمَدِينَةَ كُلَّ ذلِكَ الْيَوْمِ، وَأَخَذَ الْمَدِينَةَ وَقَتَلَ الشَّعْبَ الَّذِي بِهَا، وَهَدَمَ الْمَدِينَةَ وَزَرَعَهَا مِلْحًا.

صموئيل الأول 15(استئصال! استئصال! استئصال! وندم إلهى كالعادة):
1وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «إِيَّايَ أَرْسَلَ الرَّبُّ لِمَسْحِكَ مَلِكًا عَلَى شَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ. وَالآنَ فَاسْمَعْ صَوْتَ كَلاَمِ الرَّبِّ. 2هكَذَا يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنِّي قَدِ افْتَقَدْتُ مَا عَمِلَ عَمَالِيقُ بِإِسْرَائِيلَ حِينَ وَقَفَ لَهُ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ صُعُودِهِ مِنْ مِصْرَ. 3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ، وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً، طِفْلاً وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَمًا، جَمَلاً وَحِمَارًا». 4فَاسْتَحْضَرَ شَاوُلُ الشَّعْبَ وَعَدَّهُ فِي طَلاَيِمَ، مِئَتَيْ أَلْفِ رَاجِل، وَعَشَرَةَ آلاَفِ رَجُل مِنْ يَهُوذَا.
5ثُمَّ جَاءَ شَاوُلُ إِلَى مَدِينَةِ عَمَالِيقَ وَكَمَنَ فِي الْوَادِي. 6وَقَالَ شَاوُلُ لِلْقَيْنِيِّينَ: «اذْهَبُوا حِيدُوا انْزِلُوا مِنْ وَسَطِ الْعَمَالِقَةِ لِئَلاَّ أُهْلِكَكُمْ مَعَهُمْ، وَأَنْتُمْ قَدْ فَعَلْتُمْ مَعْرُوفًا مَعَ جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عِنْدَ صُعُودِهِمْ مِنْ مِصْرَ». فَحَادَ الْقَيْنِيُّ مِنْ وَسَطِ عَمَالِيقَ. 7وَضَرَبَ شَاوُلُ عَمَالِيقَ مِنْ حَوِيلَةَ حَتَّى مَجِيئِكَ إِلَى شُورَ الَّتِي مُقَابَِلَ مِصْرَ. 8وَأَمْسَكَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيًّا، وَحَرَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ. 9وَعَفَا شَاوُلُ وَالشَّعْبُ عَنْ أَجَاجَ وَعَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالثُّنْيَانِ وَالْخِرَافِ، وَعَنْ كُلِّ الْجَيِّدِ، وَلَمْ يَرْضَوْا أَنْ يُحَرِّمُوهَا. وَكُلُّ الأَمْلاَكِ الْمُحْتَقَرَةِ وَالْمَهْزُولَةِ حَرَّمُوهَا.
10وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى صَمُوئِيلَ قَائِلاً: 11«نَدِمْتُ عَلَى أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكًا، لأَنَّهُ رَجَعَ مِنْ وَرَائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي».

صموئيل الأول 28 (الاستعانة بالنساء المتصلات بالجن لمعرفة الغيب):
3وَمَاتَ صَمُوئِيلُ وَنَدَبَهُ كُلُّ إِسْرَائِيلَ وَدَفَنُوهُ فِي الرَّامَةِ فِي مَدِينَتِهِ. وَكَانَ شَاوُلُ قَدْ نَفَى أَصْحَابَ الْجَانِّ وَالتَّوَابعِ مِنَ الأَرْضِ. 4فَاجْتَمَعَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَجَاءُوا وَنَزَلُوا فِي شُونَمَ، وَجَمَعَ شَاوُلُ جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ وَنَزَلَ فِي جِلْبُوعَ. 5وَلَمَّا رَأَى شَاوُلُ جَيْشَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ خَافَ وَاضْطَرَبَ قَلْبُهُ جِدًّا. 6فَسَأَلَ شَاوُلُ مِنَ الرَّبِّ، فَلَمْ يُجِبْهُ الرَّبُّ لاَ بِالأَحْلاَمِ وَلاَ بِالأُورِيمِ وَلاَ بِالأَنْبِيَاءِ. 7فَقَالَ شَاوُلُ لِعَبِيدِهِ: «فَتِّشُوا لِي عَلَى امْرَأَةٍ صَاحِبَةِ جَانٍّ، فَأَذْهَبَ إِلَيْهَا وَأَسْأَلَهَا». فَقَالَ لَهُ عَبِيدُهُ: «هُوَذَا امْرَأَةٌ صَاحِبَةُ جَانٍّ فِي عَيْنِ دُورٍ». 8فَتَنَكَّرَ شَاوُلُ وَلَبِسَ ثِيَابًا أُخْرَى، وَذَهَبَ هُوَ وَرَجُلاَنِ مَعَهُ وَجَاءُوا إِلَى الْمَرْأَةِ لَيْلاً. وَقَالَ: «اعْرِفِي لِي بِالْجَانِّ وَأَصْعِدِي لِي مَنْ أَقُولُ لَكِ». 9فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «هُوَذَا أَنْتَ تَعْلَمُ مَا فَعَلَ شَاوُلُ، كَيْفَ قَطَعَ أَصْحَابَ الْجَانِّ وَالتَّوَابعِ مِنَ الأَرْضِ. فَلِمَاذَا تَضَعُ شَرَكًا لِنَفْسِي لِتُمِيتَهَا؟» 10فَحَلَفَ لَهَا شَاوُلُ بِالرَّبِّ قَائِلاً: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، إِنَّهُ لاَ يَلْحَقُكِ إِثْمٌ فِي هذَا الأَمْرِ». 11فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: «مَنْ أُصْعِدُ لَكَ؟» فَقَالَ: «أَصْعِدِي لِي صَمُوئِيلَ». 12فَلَمَّا رَأَتِ الْمَرْأَةُ صَمُوئِيلَ صَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَكَلَّمَتِ الْمَرْأةُ شَاوُلُ قَائِلةً: «لِمَاذَا خَدَعْتَنِي وَأَنْتَ شَاوُلُ؟» 13فَقَالَ لَهَا الْمَلِكُ: «لاَ تَخَافِي. فَمَاذَا رَأَيْتِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِشَاوُلَ: «رَأَيْتُ آلِهَةً يَصْعَدُونَ مِنَ الأَرْضِ». 14فَقَالَ لَهَا: «مَا هِيَ صُورَتُهُ؟» فَقَالَتْ: «رَجُلٌ شَيْخٌ صَاعِدٌ وَهُوَ مُغَطًّى بِجُبَّةٍ». فَعَلِمَ شَاوُلُ أَنَّهُ صَمُوئِيلُ، فَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ وَسَجَدَ. 15فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «لِمَاذَا أَقْلَقْتَنِي بِإِصْعَادِكَ إِيَّايَ؟» فَقَالَ شَاوُلُ: «قَدْ ضَاقَ بِي الأَمْرُ جِدًّا. اَلْفِلِسْطِينِيُّونَ يُحَارِبُونَنِي، وَالرَّبُّ فَارَقَنِي وَلَمْ يَعُدْ يُجِيبُنِي لاَ بِالأَنْبِيَاءِ وَلاَ بِالأَحْلاَمِ. فَدَعَوْتُكَ لِكَيْ تُعْلِمَنِي مَاذَا أَصْنَعُ». 16فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «وَلِمَاذَا تَسْأَلُنِي وَالرَّبُّ قَدْ فَارَقَكَ وَصَارَ عَدُوَّكَ؟ 17وَقَدْ فَعَلَ الرَّبُّ لِنَفْسِهِ كَمَا تَكَلَّمَ عَنْ يَدِي، وَقَدْ شَقَّ الرَّبُّ الْمَمْلَكَةَ مِنْ يَدِكَ وَأَعْطَاهَا لِقَرِيبِكَ دَاوُدَ. 18لأَنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ لِصَوْتِ الرَّبِّ وَلَمْ تَفْعَلْ حُمُوَّ غَضَبِهِ فِي عَمَالِيقَ، لِذلِكَ قَدْ فَعَلَ الرَّبُّ بِكَ هذَا الأَمْرَ الْيَوْمَ. 19وَيَدْفَعُ الرَّبُّ إِسْرَائِيلَ أَيْضًا مَعَكَ لِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. وَغَدًا أَنْتَ وَبَنُوكَ تَكُونُونَ مَعِي، وَيَدْفَعُ الرَّبُّ جَيْشَ إِسْرَائِيلَ أَيْضًا لِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». 20فَأَسْرَعَ شَاوُلُ وَسَقَطَ عَلَى طُولِهِ إِلَى الأَرْضِ وَخَافَ جِدًّا مِنْ كَلاَمِ صَمُوئِيلَ، وَأَيْضًا لَمْ تَكُنْ فِيهِ قُوَّةٌ، لأَنَّهُ لَمْ يَأْكُلْ طَعَامًا النَّهَارَ كُلَّهُ وَاللَّيْلَ.

صموئيل الثانى 11 (النبى داود يتجسس على زوجة جاره وقائده ويزنى بها ويتآمر على قتل الزوج ثم يضم زوجته إلى حريمه، ولكن بعد ماذا؟ بعد العِدّة طبعا كى يكون الزنا والقتل شرعيا!):
وَأَمَّا دَاوُدُ فَأَقَامَ فِي أُورُشَلِيمَ. 2وَكَانَ فِي وَقْتِ الْمَسَاءِ أَنَّ دَاوُدَ قَامَ عَنْ سَرِيرِهِ وَتَمَشَّى عَلَى سَطْحِ بَيْتِ الْمَلِكِ، فَرَأَى مِنْ عَلَى السَّطْحِ امْرَأَةً تَسْتَحِمُّ. وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ جَمِيلَةَ الْمَنْظَرِ جِدًّا. 3فَأَرْسَلَ دَاوُدُ وَسَأَلَ عَنِ الْمَرْأَةِ، فَقَالَ وَاحِدٌ: «أَلَيْسَتْ هذِهِ بَثْشَبَعَ بِنْتَ أَلِيعَامَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ؟». 4فَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً وَأَخَذَهَا، فَدَخَلَتْ إِلَيْهِ، فَاضْطَجَعَ مَعَهَا وَهِيَ مُطَهَّرَةٌ مِنْ طَمْثِهَا. ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا. 5وَحَبِلَتِ الْمَرْأَةُ، فَأَرْسَلَتْ وَأَخْبَرَتْ دَاوُدَ وَقَالَتْ: «إِنِّي حُبْلَى». 6فَأَرْسَلَ دَاوُدُ إِلَى يُوآبَ يَقُولُ: «أَرْسِلْ إِلَيَّ أُورِيَّا الْحِثِّيَّ». فَأَرْسَلَ يُوآبُ أُورِيَّا إِلَى دَاوُدَ. 7فَأَتَى أُورِيَّا إِلَيْهِ، فَسَأَلَ دَاوُدُ عَنْ سَلاَمَةِ يُوآبَ وَسَلاَمَةِ الشَّعْبِ وَنَجَاحِ الْحَرْبِ. 8وَقَالَ دَاوُدُ لأُورِيَّا: «انْزِلْ إِلَى بَيْتِكَ وَاغْسِلْ رِجْلَيْكَ». فَخَرَجَ أُورِيَّا مِنْ بَيْتِ الْمَلِكِ، وَخَرَجَتْ وَرَاءَهُ حِصَّةٌ مِنْ عِنْدِ الْمَلِكِ. 9وَنَامَ أُورِيَّا عَلَى بَابِ بَيْتِ الْمَلِكِ مَعَ جَمِيعِ عَبِيدِ سَيِّدِهِ، وَلَمْ يَنْزِلْ إِلَى بَيْتِهِ. 10فأَخْبَرُوا دَاوُدَ قَائِلِينَ: «لَمْ يَنْزِلْ أُورِيَّا إِلَى بَيْتِهِ». فَقَالَ دَاوُدُ لأُورِيَّا: «أَمَا جِئْتَ مِنَ السَّفَرِ؟ فَلِمَاذَا لَمْ تَنْزِلْ إِلَى بَيْتِكَ؟» 11فَقَالَ أُورِيَّا لِدَاوُدَ: «إِنَّ التَّابُوتَ وَإِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا سَاكِنُونَ فِي الْخِيَامِ، وَسَيِّدِي يُوآبُ وَعَبِيدُ سَيِّدِي نَازِلُونَ عَلَى وَجْهِ الصَّحْرَاءِ، وَأَنَا آتِي إِلَى بَيْتِي لآكُلَ وَأَشْرَبَ وَأَضْطَجعَ مَعَ امْرَأَتِي؟ وَحَيَاتِكَ وَحَيَاةِ نَفْسِكَ، لاَ أَفْعَلُ هذَا الأَمْرَ». 12فَقَالَ دَاوُدُ لأُورِيَّا: «أَقِمْ هُنَا الْيَوْمَ أَيْضًا، وَغَدًا أُطْلِقُكَ». فَأَقَامَ أُورِيَّا فِي أُورُشَلِيمَ ذلِكَ الْيَوْمَ وَغَدَهُ. 13وَدَعَاهُ دَاوُدُ فَأَكَلَ أَمَامَهُ وَشَرِبَ وَأَسْكَرَهُ. وَخَرَجَ عِنْدَ الْمَسَاءِ لِيَضْطَجِعَ فِي مَضْجَعِهِ مَعَ عَبِيدِ سَيِّدِهِ، وَإِلَى بَيْتِهِ لَمْ يَنْزِلْ.
14وَفِي الصَّبَاحِ كَتَبَ دَاوُدُ مَكْتُوبًا إِلَى يُوآبَ وَأَرْسَلَهُ بِيَدِ أُورِيَّا. 15وَكَتَبَ فِي الْمَكْتُوبِ يَقُولُ: «اجْعَلُوا أُورِيَّا فِي وَجْهِ الْحَرْبِ الشَّدِيدَةِ، وَارْجِعُوا مِنْ وَرَائِهِ فَيُضْرَبَ وَيَمُوتَ». 16وَكَانَ فِي مُحَاصَرَةِ يُوآبَ الْمَدِينَةَ أَنَّهُ جَعَلَ أُورِيَّا فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي عَلِمَ أَنَّ رِجَالَ الْبَأْسِ فِيهِ. 17فَخَرَجَ رِجَالُ الْمَدِينَةِ وَحَارَبُوا يُوآبَ، فَسَقَطَ بَعْضُ الشَّعْبِ مِنْ عَبِيدِ دَاوُدَ، وَمَاتَ أُورِيَّا الْحِثِّيُّ أَيْضًا. 18فَأَرْسَلَ يُوآبُ وَأَخْبَرَ دَاوُدَ بِجَمِيعِ أُمُورِ الْحَرْبِ. 19وَأَوْصَى الرَّسُولَ قَائِلاً: «عِنْدَمَا تَفْرَغُ مِنَ الْكَلاَمِ مَعَ الْمَلِكِ عَنْ جَمِيعِ أُمُورِ الْحَرْبِ، 20فَإِنِ اشْتَعَلَ غَضَبُ الْمَلِكِ، وَقَالَ لَكَ: لِمَاذَا دَنَوْتُمْ مِنَ الْمَدِينَةِ لِلْقِتَالِ؟ أَمَا عَلِمْتُمْ أَنَّهُمْ يَرْمُونَ مِنْ عَلَى السُّورِ؟ 21مَنْ قَتَلَ أَبِيمَالِكَ بْنَ يَرُبُّوشَثَ؟ أَلَمْ تَرْمِهِ امْرَأَةٌ بِقِطْعَةِ رَحًى مِنْ عَلَى السُّورِ فَمَاتَ فِي تَابَاصَ؟ لِمَاذَا دَنَوْتُمْ مِنَ السُّورِ؟ فَقُلْ: قَدْ مَاتَ عَبْدُكَ أُورِيَّا الْحِثِّيُّ أَيْضًا».
22فَذَهَبَ الرَّسُولُ وَدَخَلَ وَأَخْبَرَ دَاوُدَ بِكُلِّ مَا أَرْسَلَهُ فِيهِ يُوآبُ. 23وَقَالَ الرَّسُولُ لِدَاوُدَ: «قَدْ تَجَبَّرَ عَلَيْنَا الْقَوْمُ وَخَرَجُوا إِلَيْنَا إِلَى الْحَقْلِ فَكُنَّا عَلَيْهِمْ إِلَى مَدْخَلِ الْبَابِ. 24فَرَمَى الرُّمَاةُ عَبِيدَكَ مِنْ عَلَى السُّورِ، فَمَاتَ الْبَعْضُ مِنْ عَبِيدِ الْمَلِكِ، وَمَاتَ عَبْدُكَ أُورِيَّا الْحِثِّيُّ أَيْضًا». 25فَقَالَ دَاوُدُ لِلرَّسُولِ: « هكَذَا تَقُولُ لِيُوآبَ: لاَ يَسُؤْ فِي عَيْنَيْكَ هذَا الأَمْرُ، لأَنَّ السَّيْفَ يَأْكُلُ هذَا وَذَاكَ. شَدِّدْ قِتَالَكَ عَلَى الْمَدِينَةِ وَأَخْرِبْهَا. وَشَدِّدْهُ».
26فَلَمَّا سَمِعَتِ امْرَأَةُ أُورِيَّا أَنَّهُ قَدْ مَاتَ أُورِيَّا رَجُلُهَا، نَدَبَتْ بَعْلَهَا. 27وَلَمَّا مَضَتِ الْمَنَاحَةُ أَرْسَلَ دَاوُدُ وَضَمَّهَا إِلَى بَيْتِهِ، وَصَارَتْ لَهُ امْرَأَةً وَوَلَدَتْ لَهُ ابْنًا...
صموئيل الثانى 12 (الله يعاقب داود بإعطاء نسائه لقريبه كى يضطجع معهن. يعنى: جاء يكحّلها فأعماها!):
7فَقَالَ نَاثَانُ لِدَاوُدَ: «أَنْتَ هُوَ الرَّجُلُ! هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: أَنَا مَسَحْتُكَ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ وَأَنْقَذْتُكَ مِنْ يَدِ شَاوُلَ، 8وَأَعْطَيْتُكَ بَيْتَ سَيِّدِكَ وَنِسَاءَ سَيِّدِكَ فِي حِضْنِكَ، وَأَعْطَيْتُكَ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا. وَإِنْ كَانَ ذلِكَ قَلِيلاً، كُنْتُ أَزِيدُ لَكَ كَذَا وَكَذَا. 9لِمَاذَا احْتَقَرْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ لِتَعْمَلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيْهِ؟ قَدْ قَتَلْتَ أُورِيَّا الْحِثِّيَّ بِالسَّيْفِ، وَأَخَذْتَ امْرَأَتَهُ لَكَ امْرَأَةً، وَإِيَّاهُ قَتَلْتَ بِسَيْفِ بَنِي عَمُّونَ. 10وَالآنَ لاَ يُفَارِقُ السَّيْفُ بَيْتَكَ إِلَى الأَبَدِ، لأَنَّكَ احْتَقَرْتَنِي وَأَخَذْتَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ لِتَكُونَ لَكَ امْرَأَةً. 11هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هأَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هذِهِ الشَّمْسِ. 12لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ بِالسِّرِّ وَأَنَا أَفْعَلُ هذَا الأَمْرَ قُدَّامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَقُدَّامَ الشَّمْسِ». 13فَقَالَ دَاوُدُ لِنَاثَانَ: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى الرَّبِّ». فَقَالَ نَاثَانُ لِدَاوُدَ: «الرَّبُّ أَيْضًا قَدْ نَقَلَ عَنْكَ خَطِيَّتَكَ. لاَ تَمُوتُ. 14غَيْرَ أَنَّهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ جَعَلْتَ بِهذَا الأَمْرِ أَعْدَاءَ الرَّبِّ يَشْمَتُونَ، فَالابْنُ الْمَوْلُودُ لَكَ يَمُوتُ». 15وَذَهَبَ نَاثَانُ إِلَى بَيْتِهِ.
وَضَرَبَ الرَّبُّ الْوَلَدَ الَّذِي وَلَدَتْهُ امْرَأَةُ أُورِيَّا لِدَاوُدَ فَثَقِلَ. 16فَسَأَلَ دَاوُدُ اللهَ مِنْ أَجْلِ الصَّبِيِّ، وَصَامَ دَاوُدُ صَوْمًا، وَدَخَلَ وَبَاتَ مُضْطَجِعًا عَلَى الأَرْضِ. 17فَقَامَ شُيُوخُ بَيْتِهِ عَلَيْهِ لِيُقِيمُوهُ عَنِ الأَرْضِ فَلَمْ يَشَأْ، وَلَمْ يَأْكُلْ مَعَهُمْ خُبْزًا. 18وَكَانَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ أَنَّ الْوَلَدَ مَاتَ، فَخَافَ عَبِيدُ دَاوُدَ أَنْ يُخْبِرُوهُ بِأَنَّ الْوَلَدَ قَدْ مَاتَ لأَنَّهُمْ قَالُوا: «هُوَذَا لَمَّا كَانَ الْوَلَدُ حَيًّا كَلَّمْنَاهُ فَلَمْ يَسْمَعْ لِصَوْتِنَا. فَكَيْفَ نَقُولُ لَهُ: قَدْ مَاتَ الْوَلَدُ؟ يَعْمَلُ أَشَرَّ!». 19وَرَأَى دَاوُدُ عَبِيدَهُ يَتَنَاجَوْنَ، فَفَطِنَ دَاوُدُ أَنَّ الْوَلَدَ قَدْ مَاتَ. فَقَالَ دَاوُدُ لِعَبِيدِهِ: «هَلْ مَاتَ الْوَلَدُ؟» فَقَالُوا: «مَاتَ». 20فَقَامَ دَاوُدُ عَنِ الأَرْضِ وَاغْتَسَلَ وَادَّهَنَ وَبَدَّلَ ثِيَابَهُ وَدَخَلَ بَيْتَ الرَّبِّ وَسَجَدَ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى بَيْتِهِ وَطَلَبَ فَوَضَعُوا لَهُ خُبْزًا فَأَكَلَ. 21فَقَالَ لَهُ عَبِيدُهُ: «مَا هذَا الأَمْرُ الَّذِي فَعَلْتَ؟ لَمَّا كَانَ الْوَلَدُ حَيًّا صُمْتَ وَبَكَيْتَ، وَلَمَّا مَاتَ الْوَلَدُ قُمْتَ وَأَكَلْتَ خُبْزًا». 22فَقَالَ: «لَمَّا كَانَ الْوَلَدُ حَيًّا صُمْتُ وَبَكَيْتُ لأَنِّي قُلْتُ: مَنْ يَعْلَمُ؟ رُبَّمَا يَرْحَمُنِي الرَّبُّ وَيَحْيَا الْوَلَدُ. 23وَالآنَ قَدْ مَاتَ، فَلِمَاذَا أَصُومُ؟ هَلْ أَقْدِرُ أَنْ أَرُدَّهُ بَعْدُ؟ أَنَا ذَاهِبٌ إِلَيْهِ وَأَمَّا هُوَ فَلاَ يَرْجعُ إِلَيَّ».
24وَعَزَّى دَاوُدُ بَثْشَبَعَ امْرَأَتَهُ، وَدَخَلَ إِلَيْهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا فَوَلَدَتِ ابْنًا، فَدَعَا اسْمَهُ سُلَيْمَانَ، وَالرَّبُّ أَحَبَّهُ، 25وَأَرْسَلَ بِيَدِ نَاثَانَ النَّبِيِّ وَدَعَا اسْمَهُ «يَدِيدِيَّا» مِنْ أَجْلِ الرَّبِّ.

صموئيل الثانى 13 (ابن النبى داود يغتصب أخته!):
1وَجَرَى بَعْدَ ذلِكَ أَنَّهُ كَانَ لأَبْشَالُومَ بْنِ دَاوُدَ أُخْتٌ جَمِيلَةٌ اسْمُهَا ثَامَارُ، فَأَحَبَّهَا أَمْنُونُ بْنُ دَاوُدَ. 2وَأُحْصِرَ أَمْنُونُ لِلسُّقْمِ مِنْ أَجْلِ ثَامَارَ أُخْتِهِ لأَنَّهَا كَانَتْ عَذْرَاءَ، وَعَسُرَ فِي عَيْنَيْ أَمْنُونَ أَنْ يَفْعَلَ لَهَا شَيْئًا. 3وَكَانَ لأَمْنُونَ صَاحِبٌ اسْمُهُ يُونَادَابُ بْنُ شِمْعَى أَخِي دَاوُدَ. وَكَانَ يُونَادَابُ رَجُلاً حَكِيمًا جِدًّا. 4فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا يَا ابْنَ الْمَلِكِ أَنْتَ ضَعِيفٌ هكَذَا مِنْ صَبَاحٍ إِلَى صَبَاحٍ؟ أَمَا تُخْبِرُنِي؟» فَقَالَ لَهُ أَمْنُونُ: «إِنِّي أُحِبُّ ثَامَارَ أُخْتَ أَبْشَالُومَ أَخِي». 5فَقَالَ يُونَادَابُ: «اضْطَجعْ عَلَى سَرِيرِكَ وَتَمَارَضْ. وَإِذَا جَاءَ أَبُوكَ لِيَرَاكَ فَقُلْ لَهُ: دَعْ ثَامَارَ أُخْتِي فَتَأْتِيَ وَتُطْعِمَنِي خُبْزًا، وَتَعْمَلَ أَمَامِي الطَّعَامَ لأَرَى فَآكُلَ مِنْ يَدِهَا». 6فَاضْطَجَعَ أَمْنُونُ وَتَمَارَضَ، فَجَاءَ الْمَلِكُ لِيَرَاهُ. فَقَالَ أَمْنُونُ لِلْمَلِكِ: «دَعْ ثَامَارَ أُخْتِي فَتَأْتِيَ وَتَصْنَعَ أَمَامِي كَعْكَتَيْنِ فَآكُلَ مِنْ يَدِهَا». 7فَأَرْسَلَ دَاوُدُ إِلَى ثَامَارَ إِلَى الْبَيْتِ قَائِلاً: «اذْهَبِي إِلَى بَيْتِ أَمْنُونَ أَخِيكِ وَاعْمَلِي لَهُ طَعَامًا». 8فَذَهَبَتْ ثَامَارُ إِلَى بَيْتِ أَمْنُونَ أَخِيهَا وَهُوَ مُضْطَجِعٌ. وَأَخَذَتِ الْعَجِينَ وَعَجَنَتْ وَعَمِلَتْ كَعْكًا أَمَامَهُ وَخَبَزَتِ الْكَعْكَ، 9وَأَخَذَتِ الْمِقْلاَةَ وَسَكَبَتْ أَمَامَهُ، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ. وَقَالَ أَمْنُونُ: «أَخْرِجُوا كُلَّ إِنْسَانٍ عَنِّي». فَخَرَجَ كُلُّ إِنْسَانٍ عَنْهُ. 10ثُمَّ قَالَ أَمْنُونُ لِثَامَارَ: «ايتِي بِالطَّعَامِ إِلَى الْمِخْدَعِ فَآكُلَ مِنْ يَدِكِ». فَأَخَذَتْ ثَامَارُ الْكَعْكَ الَّذِي عَمِلَتْهُ وَأَتَتْ بِهِ أَمْنُونَ أَخَاهَا إِلَى الْمِخْدَعِ. 11وَقَدَّمَتْ لَهُ لِيَأْكُلَ، فَأَمْسَكَهَا وَقَالَ لَهَا: «تَعَالَيِ اضْطَجِعِي مَعِي يَا أُخْتِي». 12فَقَالَتْ لَهُ: «لاَ يَا أَخِي، لاَ تُذِلَّنِي لأَنَّهُ لاَ يُفْعَلُ هكَذَا فِي إِسْرَائِيلَ. لاَ تَعْمَلْ هذِهِ الْقَبَاحَةَ. 13أَمَّا أَنَا فَأَيْنَ أَذْهَبُ بِعَارِي؟ وَأَمَّا أَنْتَ فَتَكُونُ كَوَاحِدٍ مِنَ السُّفَهَاءِ فِي إِسْرَائِيلَ! وَالآنَ كَلِّمِ الْمَلِكَ لأَنَّهُ لاَ يَمْنَعُنِي مِنْكَ». 14فَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَسْمَعَ لِصَوْتِهَا، بَلْ تَمَكَّنَ مِنْهَا وَقَهَرَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا. 15ثُمَّ أَبْغَضَهَا أَمْنُونُ بُغْضَةً شَدِيدَةً جِدًّا، حَتَّى إِنَّ الْبُغْضَةَ الَّتِي أَبْغَضَهَا إِيَّاهَا كَانَتْ أَشَدَّ مِنَ الْمَحَبَّةِ الَّتِي أَحَبَّهَا إِيَّاهَا. وَقَالَ لَهَا أَمْنُونُ: «قُومِي انْطَلِقِي». 16فَقَالَتْ لَهُ: «لاَ سَبَبَ! هذَا الشَّرُّ بِطَرْدِكَ إِيَّايَ هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الآخَرِ الَّذِي عَمِلْتَهُ بِي». فَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَسْمَعَ لَهَا، 17بَلْ دَعَا غُلاَمَهُ الَّذِي كَانَ يَخْدِمُهُ وَقَالَ: «اطْرُدْ هذِهِ عَنِّي خَارِجًا وَأَقْفِلِ الْبَابَ وَرَاءَهَا». 18وَكَانَ عَلَيْهَا ثَوْبٌ مُلوَّنٌ، لأَنَّ بَنَاتِ الْمَلِكِ الْعَذَارَى كُنَّ يَلْبَسْنَ جُبَّاتٍ مِثْلَ هذِهِ. فَأَخْرَجَهَا خَادِمُهُ إِلَى الْخَارِجِ وَأَقْفَلَ الْبَابَ وَرَاءَهَا. 19فَجَعَلَتْ ثَامَارُ رَمَادًا عَلَى رَأْسِهَا، وَمَزَّقَتِ الثَّوْبَ الْمُلَوَّنَ الَّذِي عَلَيْهَا، وَوَضَعَتْ يَدَهَا عَلَى رَأْسِهَا وَكَانَتْ تَذْهَبُ صَارِخَةً. 20فَقَالَ لَهَا أَبْشَالُومُ أَخُوهَا: «هَلْ كَانَ أَمْنُونُ أَخُوكِ مَعَكِ؟ فَالآنَ يَا أُخْتِي اسْكُتِي. أَخُوكِ هُوَ. لاَ تَضَعِي قَلْبَكِ عَلَى هذَا الأَمْرِ». فَأَقَامَتْ ثَامَارُ مُسْتَوْحِشَةً فِي بَيْتِ أَبْشَالُومَ أَخِيهَا. 21وَلَمَّا سَمِعَ الْمَلِكُ دَاوُدُ بِجَمِيعِ هذِهِ الأُمُورِ اغْتَاظَ جِدًّا. 22وَلَمْ يُكَلِّمْ أَبْشَالُومُ أَمْنُونَ بِشَرّ وَلاَ بِخَيْرٍ، لأَنَّ أَبْشَالُومَ أَبْغَضَ أَمْنُونَ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَذَلَّ ثَامَارَ أُخْتَهُ.
23وَكَانَ بَعْدَ سَنَتَيْنِ مِنَ الزَّمَانِ، أَنَّهُ كَانَ لأَبْشَالُومَ جَزَّازُونَ فِي بَعْلَ حَاصُورَ الَّتِي عِنْدَ أَفْرَايِمَ. فَدَعَا أَبْشَالُومُ جَمِيعَ بَنِي الْمَلِكِ. 24وَجَاءَ أَبْشَالُومُ إِلَى الْمَلِكِ وَقَالَ: «هُوَذَا لِعَبْدِكَ جَزَّازُونَ. فَلْيَذْهَبِ الْمَلِكُ وَعَبِيدُهُ مَعَ عَبْدِكَ». 25فَقَالَ الْمَلِكُ لأَبْشَالُومَ: «لاَ يَا ابْنِي. لاَ نَذْهَبْ كُلُّنَا لِئَلاَّ نُثَقِّلَ عَلَيْكَ». فَأَلَحَّ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَذْهَبَ بَلْ بَارَكَهُ. 26فَقَالَ أَبْشَالُومُ: «إِذًا دَعْ أَخِي أَمْنُونَ يَذْهَبْ مَعَنَا». فَقَالَ الْمَلِكُ: «لِمَاذَا يَذْهَبُ مَعَكَ؟» 27فَأَلَحَّ عَلَيْهِ أَبْشَالُومُ، فَأَرْسَلَ مَعَهُ أَمْنُونَ وَجَمِيعَ بَنِي الْمَلِكِ.
28فَأَوْصَى أَبْشَالُومُ غِلْمَانَهُ قَائِلاً: «انْظُرُوا. مَتَى طَابَ قَلْبُ أَمْنُونَ بِالْخَمْرِ وَقُلْتُ لَكُمُ اضْرِبُوا أَمْنُونَ فَاقْتُلُوهُ. لاَ تَخَافُوا. أَلَيْسَ أَنِّي أَنَا أَمَرْتُكُمْ؟ فَتَشَدَّدُوا وَكُونُوا ذَوِي بَأْسٍ». 29فَفَعَلَ غِلْمَانُ أَبْشَالُومَ بِأَمْنُونَ كَمَا أَمَرَ أَبْشَالُومُ. فَقَامَ جَمِيعُ بَنِي الْمَلِكِ وَرَكِبُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى بَغْلِهِ وَهَرَبُوا. 30وَفِيمَا هُمْ فِي الطَّرِيقِ وَصَلَ الْخَبَرُ إِلَى دَاوُدَ وَقِيلَ لَهُ: «قَدْ قَتَلَ أَبْشَالُومُ جَمِيعَ بَنِي الْمَلِكِ، وَلَمْ يَتَبَقَّ مِنْهُمْ أَحَدٌ». 31فَقَامَ الْمَلِكُ وَمَزَّقَ ثِيَابَهُ وَاضْطَجَعَ عَلَى الأَرْضِ وَجَمِيعُ عَبِيدِهِ وَاقِفُونَ وَثِيَابُهُمْ مُمَزَّقَةٌ. 32فَأَجَابَ يُونَادَابُ بْنُ شِمْعَى أَخِي دَاوُدَ وَقَالَ: «لاَ يَظُنَّ سَيِّدِي أَنَّهُمْ قَتَلُوا جَمِيعَ الْفِتْيَانِ بَنِي الْمَلِكِ. إِنَّمَا أَمْنُونُ وَحْدَهُ مَاتَ، لأَنَّ ذلِكَ قَدْ وُضِعَ عِنْدَ أَبْشَالُومَ مُنْذُ يَوْمَ أَذَلَّ ثَامَارَ أُخْتَهُ. 33وَالآنَ لاَ يَضَعَنَّ سَيِّدِي الْمَلِكُ فِي قَلْبِهِ شَيْئًا قَائِلاً: إِنَّ جَمِيعَ بَنِي الْمَلِكِ قَدْ مَاتُوا. إِنَّمَا أَمْنُونُ وَحْدَهُ مَاتَ». 34وَهَرَبَ أَبْشَالُومُ. وَرَفَعَ الْغُلاَمُ الرَّقِيبُ طَرْفَهُ وَنَظَرَ وَإِذَا بِشَعْبٍ كَثِيرٍ يَسِيرُونَ عَلَى الطَّرِيقِ وَرَاءَهُ بِجَانِبِ الْجَبَلِ. 35فَقَالَ يُونَادَابُ لِلْمَلِكِ: «هُوَذَا بَنُو الْمَلِكِ قَدْ جَاءُوا. كَمَا قَالَ عَبْدُكَ كَذلِكَ صَارَ». 36وَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْكَلاَمِ إِذَا بِبَنِي الْمَلِكِ قَدْ جَاءُوا وَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ وَبَكَوْا، وَكَذلِكَ بَكَى الْمَلِكُ وَعَبِيدُهُ بُكَاءً عَظِيمًا جِدًّا. 37فَهَرَبَ أَبْشَالُومُ وَذَهَبَ إِلَى تِلْمَايَ بْنِ عَمِّيهُودَ مَلِكِ جَشُورَ. وَنَاحَ دَاوُدُ عَلَى ابْنِهِ الأَيَّامَ كُلَّهَا. 38وَهَرَبَ أَبْشَالُومُ وَذَهَبَ إِلَى جَشُورَ، وَكَانَ هُنَاكَ ثَلاَثَ سِنِينَ. 39وَكَانَ دَاوُدُ يَتُوقُ إِلَى الْخُرُوجِ إِلَى أَبْشَالُومَ، لأَنَّهُ تَعَزَّى عَنْ أَمْنُونَ حَيْثُ إِنَّهُ مَاتَ.

الملوك الأول 1 (يموت الشيخ الزانى وعيناه تبصبصان!):
1وَشَاخَ الْمَلِكُ دَاوُدُ. تَقَدَّمَ فِي الأَيَّامِ. وَكَانُوا يُدَثِّرُونَهُ بِالثِّيَابِ فَلَمْ يَدْفَأْ. 2فَقَالَ لَهُ عَبِيدُهُ: «لِيُفَتِّشُوا لِسَيِّدِنَا الْمَلِكِ عَلَى فَتَاةٍ عَذْرَاءَ، فَلْتَقِفْ أَمَامَ الْمَلِكِ وَلْتَكُنْ لَهُ حَاضِنَةً وَلْتَضْطَجعْ فِي حِضْنِكَ فَيَدْفَأَ سَيِّدُنَا الْمَلِكُ». 3فَفَتَّشُوا عَلَى فَتَاةٍ جَمِيلَةٍ فِي جَمِيعِ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ، فَوَجَدُوا أَبِيشَجَ الشُّونَمِيَّةَ، فَجَاءُوا بِهَا إِلَى الْمَلِكِ. 4وَكَانَتِ الْفَتَاةُ جَمِيلَةً جِدًّا، فَكَانَتْ حَاضِنَةَ الْمَلِكِ. وَكَانَتْ تَخْدِمُهُ، وَلكِنَّ الْمَلِكَ لَمْ يَعْرِفْهَا.

الملوك الأول 1 (الأنبياء يسجدون للملوك الزناة القتلة! من حق الملوك!):
22وَبَيْنَمَا هِيَ مُتَكَلِّمَةٌ مَعَ الْمَلِكِ، إِذَا نَاثَانُ النَّبِيُّ دَاخِلٌ. 23فَأَخْبَرُوا الْمَلِكَ قَائِلِينَ: «هُوَذَا نَاثَانُ النَّبِيُّ». فَدَخَلَ إِلَى أَمَامِ الْمَلِكِ وَسَجَدَ لِلْمَلِكِ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ. 24وَقَالَ نَاثَانُ: «يَا سَيِّدِي الْمَلِكَ، أَأَنْتَ قُلْتَ...

الملوك الأول 11 (فى الكتاب المقدس: سليمان بن داود يتهاوى أمام مطالب زوجاته الكافرات وينفذ لهن رغباتهن الوثنية):
1وَأَحَبَّ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ نِسَاءً غَرِيبَةً كَثِيرَةً مَعَ بِنْتِ فِرْعَوْنَ: مُوآبِيَّاتٍ وَعَمُّونِيَّاتٍ وَأَدُومِيَّاتٍ وَصِيدُونِيَّاتٍ وَحِثِّيَّاتٍ 2مِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ قَالَ عَنْهُمُ الرَّبُّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: «لاَ تَدْخُلُونَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ لاَ يَدْخُلُونَ إِلَيْكُمْ، لأَنَّهُمْ يُمِيلُونَ قُلُوبَكُمْ وَرَاءَ آلِهَتِهِمْ». فَالْتَصَقَ سُلَيْمَانُ بِهؤُلاَءِ بِالْمَحَبَّةِ. 3وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ، فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ. 4وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. 5فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلهَةِ الصِّيدُونِيِّينَ، وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ. 6وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلَمْ يَتْبَعِ الرَّبَّ تَمَامًا كَدَاوُدَ أَبِيهِ. 7حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ. 8وَهكَذَا فَعَلَ لِجَمِيعِ نِسَائِهِ الْغَرِيبَاتِ اللَّوَاتِي كُنَّ يُوقِدْنَ وَيَذْبَحْنَ لآلِهَتِهِنَّ. 9فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ، 10وَأَوْصَاهُ فِي هذَا الأَمْرِ أَنْ لاَ يَتَّبعَ آلِهَةً أُخْرَى، فَلَمْ يَحْفَظْ مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبُّ. 11فَقَالَ الرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّ ذلِكَ عِنْدَكَ، وَلَمْ تَحْفَظْ عَهْدِي وَفَرَائِضِيَ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ بِهَا، فَإِنِّي أُمَزِّقُ الْمَمْلَكَةَ عَنْكَ تَمْزِيقًا وَأُعْطِيهَا لِعَبْدِكَ. 12إِلاَّ إِنِّي لاَ أَفْعَلُ ذلِكَ فِي أَيَّامِكَ، مِنْ أَجْلِ دَاوُدَ أَبِيكَ، بَلْ مِنْ يَدِ ابْنِكَ أُمَزِّقُهَا. 13عَلَى أَنِّي لاَ أُمَزِّقُ مِنْكَ الْمَمْلَكَةَ كُلَّهَا، بَلْ أُعْطِي سِبْطًا وَاحِدًا لابْنِكَ، لأَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي، وَلأَجْلِ أُورُشَلِيمَ الَّتِي اخْتَرْتُهَا».

الملوك الثانى 3 (حروب إبادة وتدمير):
فَقَامَ إِسْرَائِيلُ وَضَرَبُوا الْمُوآبِيِّينَ فَهَرَبُوا مِنْ أَمَامِهِمْ، فَدَخَلُوهَا وَهُمْ يَضْرِبُونَ الْمُوآبِيِّينَ. 25وَهَدَمُوا الْمُدُنَ، وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ يُلْقِي حَجَرَهُ فِي كُلِّ حَقْلَةٍ جَيِّدَةٍ حَتَّى مَلأُوهَا، وَطَمُّوا جَمِيعَ عُيُونِ الْمَاءِ وَقَطَعُوا كُلَّ شَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ.

الملوك الثانى 10 (إبادة واستئصال):
18ثُمَّ جَمَعَ يَاهُو كُلَّ الشَّعْبِ وَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّ أَخْآبَ قَدْ عَبَدَ الْبَعْلَ قَلِيلاً، وَأَمَّا يَاهُو فَإِنَّهُ يَعْبُدُهُ كَثِيرًا. 19وَالآنَ فَادْعُوا إِلَيَّ جَمِيعَ أَنْبِيَاءِ الْبَعْلِ وَكُلَّ عَابِدِيهِ وَكُلَّ كَهَنَتِهِ. لاَ يُفْقَدْ أَحَدٌ، لأَنَّ لِي ذَبِيحَةً عَظِيمَةً لِلْبَعْلِ. كُلُّ مَنْ فُقِدَ لاَ يَعِيشُ». وَقَدْ فَعَلَ يَاهُو بِمَكْرٍ لِكَيْ يُفْنِيَ عَبَدَةَ الْبَعْلِ. 20وَقَالَ يَاهُو: «قَدِّسُوا اعْتِكَافًا لِلْبَعْلِ». فَنَادَوْا بِهِ. 21وَأَرْسَلَ يَاهُو فِي كُلِّ إِسْرَائِيلَ، فَأَتَى جَمِيعُ عَبَدَةِ الْبَعْلِ وَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ إِلاَّ أَتَى، وَدَخَلُوا بَيْتَ الْبَعْلِ، فَامْتَلأَ بَيْتُ الْبَعْلِ مِنْ جَانِبٍ إِلَى جَانِبٍ. 22فَقَالَ لِلَّذِي عَلَى الْمَلاَبِسِ: «أَخْرِجْ مَلاَبِسَ لِكُلِّ عَبَدَةِ الْبَعْلِ». فَأَخْرَجَ لَهُمْ مَلاَبِسَ. 23وَدَخَلَ يَاهُو وَيَهُونَادَابُ بْنُ رَكَابٍ إِلَى بَيْتِ الْبَعْلِ. فَقَالَ لِعَبَدَةِ الْبَعْلِ: «فَتِّشُوا وَانْظُرُوا لِئَلاَّ يَكُونَ مَعَكُمْ ههُنَا أَحَدٌ مِنْ عَبِيدِ الرَّبِّ، وَلكِنَّ عَبَدَةَ الْبَعْلِ وَحْدَهُمْ». 24وَدَخَلُوا لِيُقَرِّبُوا ذَبَائِحَ وَمُحْرَقَاتٍ. وَأَمَّا يَاهُو فَأَقَامَ خَارِجًا ثَمَانِينَ رَجُلاً وَقَالَ: «الرَّجُلُ الَّذِي يَنْجُو مِنَ الرِّجَالِ الَّذِينَ أَتَيْتُ بِهِمْ إِلَى أَيْدِيكُمْ تَكُونُ أَنْفُسُكُمْ بَدَلَ نَفْسِهِ». 25وَلَمَّا انْتَهَوْا مِنْ تَقْرِيبِ الْمُحْرَقَةِ قَالَ يَاهُو لِلسُّعَاةِ وَالثَّوَالِثِ: «ادْخُلُوا اضْرِبُوهُمْ. لاَ يَخْرُجْ أَحَدٌ». فَضَرَبُوهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَطَرَحَهُمُ السُّعَاةُ وَالثَّوَالِثُ.

الأيام الثانى 1 (الله يتراءى للبشر!):
7فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ تَرَاءَى اللهُ لِسُلَيْمَانَ وَقَالَ لَهُ: «اسْأَلْ مَاذَا أُعْطِيكَ».

الأيام الثانى 7 (الله يتراءى للبشر!):
12وَتَرَاءَى الرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «قَدْ سَمِعْتُ صَلاَتَكَ...

الأيام الثانى 21 (هل رأيتم فى حياتكم أو مماتكم ابنا أكبر من أبيه بعامين؟):
4فَقَامَ يَهُورَامُ عَلَى مَمْلَكَةِ أَبِيهِ وَتَشَدَّدَ وَقَتَلَ جَمِيعَ إِخْوَتِهِ بِالسَّيْفِ، وَأَيْضًا بَعْضًا مِنْ رُؤَسَاءِ إِسْرَائِيلَ. 5كَانَ يَهُورَامُ ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ ثَمَانِيَ سِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ... (الأيام الثانى 21): 1وَمَلَّكَ سُكَّانُ أُورُشَلِيمَ أَخَزْيَا ابْنَهُ الأَصْغَرَ عِوَضًا عَنْهُ، لأَنَّ جَمِيعَ الأَوَّلِينَ قَتَلَهُمُ الْغُزَاةُ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَ الْعَرَبِ إِلَى الْمَحَلَّةِ. فَمَلَكَ أَخَزْيَا بْنُ يَهُورَامَ مَلِكِ يَهُوذَا.
2كَانَ أَخَزْيَا ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ (أى أنه كان أكبر من أبيه بعامين!).

"سِفْر أستير" كله (انظر: العهر المقدس الذى تباركه السماء! تَفَرَّجْ على أقل من مهلك):

الأصحَاحُ الأَوَّلُ

1وَحَدَثَ فِي أَيَّامِ أَحَشْوِيرُوشَ، هُوَ أَحَشْوِيرُوشُ الَّذِي مَلَكَ مِنَ الْهِنْدِ إِلَى كُوشٍ عَلَى مِئَةٍ وَسَبْعٍ وَعِشْرِينَ كُورَةً، 2أَنَّهُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ حِينَ جَلَسَ الْمَلِكُ أَحَشْوِيرُوشُ عَلَى كُرْسِيِّ مُلْكِهِ الَّذِي فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ، 3فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ مِنْ مُلْكِهِ، عَمِلَ وَلِيمَةً لِجَمِيعِ رُؤَسَائِهِ وَعَبِيدِهِ جَيْشِ فَارِسَ وَمَادِي، وَأَمَامَهُ شُرَفَاءُ الْبُلْدَانِ وَرُؤَسَاؤُهَا، 4حِينَ أَظْهَرَ غِنَى مَجْدِ مُلْكِهِ وَوَقَارَ جَلاَلِ عَظَمَتِهِ أَيَّامًا كَثِيرَةً، مِئَةً وَثَمَانِينَ يَوْمًا. 5وَعِنْدَ انْقِضَاءِ هذِهِ الأَيَّامِ، عَمِلَ الْمَلِكُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِينَ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ، مِنَ الْكَبِيرِ إِلَى الصَّغِيرِ، وَلِيمَةً سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي دَارِ جَنَّةِ قَصْرِ الْمَلِكِ. 6بِأَنْسِجَةٍ بَيْضَاءَ وَخَضْرَاءَ وَأَسْمَانْجُونِيَّةٍ مُعَلَّقَةٍ بِحِبَال مِنْ بَزّ وَأُرْجُوانٍ، فِي حَلَقَاتٍ مِنْ فِضَّةٍ، وَأَعْمِدَةٍ مِنْ رُخَامٍ، وَأَسِرَّةٍ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ، عَلَى مُجَزَّعٍ مِنْ بَهْتٍ وَمَرْمَرٍ وَدُرّ وَرُخَامٍ أَسْوَدَ. 7وَكَانَ السِّقَاءُ مِنْ ذَهَبٍ، وَالآنِيَةُ مُخْتَلِفَةُ الأَشْكَالِ، وَالْخَمْرُ الْمَلِكِيُّ بِكَثْرَةٍ حَسَبَ كَرَمِ الْمَلِكِ. 8وَكَانَ الشُّرْبُ حَسَبَ الأَمْرِ. لَمْ يَكُنْ غَاصِبٌ، لأَنَّهُ هكَذَا رَسَمَ الْمَلِكُ عَلَى كُلِّ عَظِيمٍ فِي بَيْتِهِ أَنْ يَعْمَلُوا حَسَبَ رِضَا كُلِّ وَاحِدٍ. 9وَوَشْتِي الْمَلِكَةُ عَمِلَتْ أَيْضًا وَلِيمَةً لِلنِّسَاءِ فِي بَيْتِ الْمُلْكِ الَّذِي لِلْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ.
10فِي الْيَوْمِ السَّابعِ لَمَّا طَابَ قَلْبُ الْمَلِكِ بِالْخَمْرِ، قَالَ لِمَهُومَانَ وَبِزْثَا وَحَرْبُونَا وَبِغْثَا وَأَبَغْثَا وَزِيثَارَ وَكَرْكَسَ، الْخِصْيَانِ السَّبْعَةِ الَّذِينَ كَانُوا يَخْدِمُونَ بَيْنَ يَدَيِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ، 11أَنْ يَأْتُوا بِوَشْتِي الْمَلِكَةِ إِلَى أَمَامِ الْمَلِكِ بِتَاجِ الْمُلْكِ، لِيُرِيَ الشُّعُوبَ وَالرُّؤَسَاءَ جَمَالَهَا، لأَنَّهَا كَانَتْ حَسَنَةَ الْمَنْظَرِ. 12فَأَبَتِ الْمَلِكَةُ وَشْتِي أَنْ تَأْتِيَ حَسَبَ أَمْرِ الْمَلِكِ عَنْ يَدِ الْخِصْيَانِ، فَاغْتَاظَ الْمَلِكُ جِدًّا وَاشْتَعَلَ غَضَبُهُ فِيهِ. 13وَقَالَ الْمَلِكُ لِلْحُكَمَاءِ الْعَارِفِينَ بِالأَزْمِنَةِ، لأَنَّهُ هكَذَا كَانَ أَمْرُ الْمَلِكِ نَحْوَ جَمِيعِ الْعَارِفِينَ بِالسُّنَّةِ وَالْقَضَاءِ، 14وَكَانَ الْمُقَرِّبُونَ إِلَيْهِ كَرْشَنَا وَشِيثَارَ وَأَدْمَاثَا وَتَرْشِيشَ وَمَرَسَ وَمَرْسَنَا وَمَمُوكَانَ، سَبْعَةَ رُؤَسَاءِ فَارِسَ وَمَادِي الَّذِينَ يَرَوْنَ وَجْهَ الْمَلِكِ وَيَجْلِسُونَ أَوَّلاً فِي الْمُلْكِ: 15«حَسَبَ السُّنَّةِ، مَاذَا يُعْمَلُ بِالْمَلِكَةِ وَشْتِي لأَنَّهَا لَمْ تَعْمَلْ كَقَوْلِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ عَنْ يَدِ الْخِصْيَانِ؟» 16فَقَالَ مَمُوكَانُ أَمَامَ الْمَلِكِ وَالرُّؤَسَاءِ: «لَيْسَ إِلَى الْمَلِكِ وَحْدَهُ أَذْنَبَتْ وَشْتِي الْمَلِكَةُ، بَلْ إِلَى جَمِيعِ الرُّؤَسَاءِ وَجَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ فِي كُلِّ بُلْدَانِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ. 17لأَنَّهُ سَوْفَ يَبْلُغُ خَبَرُ الْمَلِكَةِ إِلَى جَمِيعِ النِّسَاءِ، حَتَّى يُحْتَقَرَ أَزْوَاجُهُنَّ فِي أَعْيُنِهِنَّ عِنْدَمَا يُقَالُ: إِنَّ الْمَلِكَ أَحَشْوِيرُوشَ أَمَرَ أَنْ يُؤْتَى بِوَشْتِي الْمَلِكَةِ إِلَى أَمَامِهِ فَلَمْ تَأْتِ. 18وَفِي هذَا الْيَوْمِ تَقُولُهُ رَئِيسَاتُ فَارِسَ وَمَادِي اللَّوَاتِي سَمِعْنَ خَبَرَ الْمَلِكَةِ لِجَمِيعِ رُؤَسَاءِ الْمَلِكِ. وَمِثْلُ ذلِكَ احْتِقَارٌ وَغَضَبٌ. 19فَإِذَا حَسُنَ عِنْدَ الْمَلِكِ، فَلْيَخْرُجْ أَمْرٌ مَلِكِيٌّ مِنْ عِنْدِهِ، وَلْيُكْتَبْ فِي سُنَنِ فَارِسَ وَمَادِي فَلاَ يَتَغَيَّرَ، أَنْ لاَ تَأْتِ وَشْتِي إِلَى أَمَامِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ، وَلْيُعْطِ الْمَلِكُ مُلْكَهَا لِمَنْ هِيَ أَحْسَنُ مِنْهَا. 20فَيُسْمَعُ أَمْرُ الْمَلِكِ الَّذِي يُخْرِجُهُ فِي كُلِّ مَمْلَكَتِهِ لأَنَّهَا عَظِيمَةٌ، فَتُعْطِي جَمِيعُ النِّسَاءِ الْوَقَارَ لأَزْوَاجِهِنَّ مِنَ الْكَبِيرِ إِلَى الصَّغِيرِ». 21فَحَسُنَ الْكَلاَمُ فِي أَعْيُنِ الْمَلِكِ وَالرُّؤَسَاءِ، وَعَمِلَ الْمَلِكُ حَسَبَ قَوْلِ مَمُوكَانَ. 22وَأَرْسَلَ كُتُبًا إِلَى كُلِّ بُلْدَانِ الْمَلِكِ، إِلَى كُلِّ بِلاَدٍ حَسَبَ كِتَابَتِهَا، وَإِلَى كُلِّ شَعْبٍ حَسَبَ لِسَانِهِ، لِيَكُونَ كُلُّ رَجُل مُتَسَلِّطًا فِي بَيْتِهِ، وَيُتَكَلَّمَ بِذلِكَ بِلِسَانِ شَعْبِهِ.



الأصحَاحُ الثَّانِي

1بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ لَمَّا خَمِدَ غَضَبُ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ، ذَكَرَ وَشْتِي وَمَا عَمِلَتْهُ وَمَا حُتِمَ بِهِ عَلَيْهَا. 2فَقَالَ غِلْمَانُ الْمَلِكِ الَّذِينَ يَخْدِمُونَهُ: «لِيُطْلَبْ لِلْمَلِكِ فَتَيَاتٌ عَذَارَى حَسَنَاتُ الْمَنْظَرِ، 3وَلْيُوَكِّلِ الْمَلِكُ وُكَلاَءَ فِي كُلِّ بِلاَدِ مَمْلَكَتِهِ لِيَجْمَعُوا كُلَّ الْفَتَيَاتِ الْعَذَارَى الْحَسَنَاتِ الْمَنْظَرِ إِلَى شُوشَنَ الْقَصْرِ، إِلَى بَيْتِ النِّسَاءِ، إِلَى يَدِ هَيْجَايَ خَصِيِّ الْمَلِكِ حَارِسِ النِّسَاءِ، وَلْيُعْطَيْنَ أَدْهَانَ عِطْرِهِنَّ. 4وَالْفَتَاةُ الَّتِي تَحْسُنُ فِي عَيْنَيِ الْمَلِكِ، فَلْتَمْلُكْ مَكَانَ وَشْتِي». فَحَسُنَ الْكَلاَمُ فِي عَيْنَيِ الْمَلِكِ، فَعَمِلَ هكَذَا.
5كَانَ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ رَجُلٌ يَهُودِيٌّ اسْمُهُ مُرْدَخَايُ بْنُ يَائِيرَ بْنِ شَمْعِي بْنِ قَيْسٍ، رَجُلٌ يَمِينِيٌّ، 6قَدْ سُبِيَ مِنْ أُورُشَلِيمَ مَعَ السَّبْيِ الَّذِي سُبِيَ مَعَ يَكُنْيَا مَلِكِ يَهُوذَا الَّذِي سَبَاهُ نَبُوخَذْنَصَّرُ مَلِكُ بَابَِلَ. 7وَكَانَ مُرَبِّيًا لِهَدَسَّةَ أَيْ أَسْتِيرَ بِنْتِ عَمِّهِ، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهَا أَبٌ وَلاَ أُمٌّ. وَكَانَتِ الْفَتَاةُ جَمِيلَةَ الصُّورَةِ وَحَسَنَةَ الْمَنْظَرِ، وَعِنْدَ مَوْتِ أَبِيهَا وَأُمِّهَا اتَّخَذَهَا مُرْدَخَايُ لِنَفْسِهِ ابْنَةً.
8فَلَمَّا سُمِعَ كَلاَمُ الْمَلِكِ وَأَمْرُهُ، وَجُمِعَتْ فَتَيَاتٌ كَثِيرَاتٌ إِلَى شُوشَنَ الْقَصْرِ إِلَى يَدِ هَيْجَايَ، أُخِذَتْ أَسْتِيرُ إِلَى بَيْتِ الْمَلِكِ إِلَى يَدِ هَيْجَايَ حَارِسِ النِّسَاءِ. 9وَحَسُنَتِ الْفَتَاةُ فِي عَيْنَيْهِ وَنَالَتْ نِعْمَةً بَيْنَ يَدَيْهِ، فَبَادَرَ بِأَدْهَانِ عِطْرِهَا وَأَنْصِبَتِهَا لِيَعْطِيَهَا إِيَّاهَا مَعَ السَّبْعِ الْفَتَيَاتِ الْمُخْتَارَاتِ لِتُعْطَى لَهَا مِنْ بَيْتِ الْمَلِكِ، وَنَقَلَهَا مَعَ فَتَيَاتِهَا إِلَى أَحْسَنِ مَكَانٍ فِي بَيْتِ النِّسَاءِ. 10وَلَمْ تُخْبِرْ أَسْتِيرُ عَنْ شَعْبِهَا وَجِنْسِهَا لأَنَّ مُرْدَخَايَ أَوْصَاهَا أَنْ لاَ تُخْبِرَ. 11وَكَانَ مُرْدَخَايُ يَتَمَشَّى يَوْمًا فَيَوْمًا أَمَامَ دَارِ بَيْتِ النِّسَاءِ، لِيَسْتَعْلِمَ عَنْ سَلاَمَةِ أَسْتِيرَ وَعَمَّا يُصْنَعُ بِهَا.
12وَلَمَّا بَلَغَتْ نَوْبَةُ فَتَاةٍ فَفَتَاةٍ لِلدُّخُولِ إِلَى الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ بَعْدَ أَنْ يَكُونَ لَهَا حَسَبَ سُنَّةِ النِّسَاءِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، لأَنَّهُ هكَذَا كَانَتْ تُكْمَلُ أَيَّامُ تَعَطُّرِهِنَّ، سِتَّةَ أَشْهُرٍ بِزَيْتِ الْمُرِّ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ بِالأَطْيَابِ وَأَدْهَانِ تَعَطُّرِ النِّسَاءِ. 13وَهكَذَا كَانَتَ كُلُّ فَتَاةٍ تَدْخُلُ إِلَى الْمَلِكِ. وَكُلُّ مَا قَالَتْ عَنْهُ أُعْطِيَ لَهَا لِلدُّخُولِ مَعَهَا مِنْ بَيْتِ النِّسَاءِ إِلَى بَيْتِ الْمَلِكِ. 14فِي الْمَسَاءِ دَخَلَتْ وَفِي الصَّبَاحِ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِ النِّسَاءِ الثَّانِي إِلَى يَدِ شَعَشْغَازَ خَصِيِّ الْمَلِكِ حَارِسِ السَّرَارِيِّ. لَمْ تَعُدْ تَدْخُلْ إِلَى الْمَلِكِ إِلاَّ إِذَا سُرَّ بِهَا الْمَلِكُ وَدُعِيَتْ بِاسْمِهَا.
15وَلَمَّا بَلَغَتْ نَوْبَةُ أَسْتِيرَ ابْنَةِ أَبَيِحَائِلَ عَمِّ مُرْدَخَايَ الَّذِي اتَّخَذَهَا لِنَفْسِهِ ابْنَةً لِلدُّخُولِ إِلَى الْمَلِكِ، لَمْ تَطْلُبْ شَيْئًا إِلاَّ مَا قَالَ عَنْهُ هَيْجَايُ خَصِيُّ الْمَلِكِ حَارِسُ النِّسَاءِ. وَكَانَتْ أَسْتِيرُ تَنَالُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْ كُلِّ مَنْ رَآهَا. 16وَأُخِذَتْ أَسْتِيرُ إِلَى الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ إِلَى بَيْتِ مُلْكِهِ فِي الشَّهْرِ الْعَاشِرِ، هُوَ شَهْرُ طِيبِيتَ، فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ لِمُلْكِهِ. 17فَأَحَبَّ الْمَلِكُ أَسْتِيرَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النِّسَاءِ، وَوَجَدَتْ نِعْمَةً وَإِحْسَانًا قُدَّامَهُ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الْعَذَارَى، فَوَضَعَ تَاجَ الْمُلْكِ عَلَى رَأْسِهَا وَمَلَّكَهَا مَكَانَ وَشْتِي. 18وَعَمِلَ الْمَلِكُ وَلِيمَةً عَظِيمَةً لِجَمِيعِ رُؤَسَائِهِ وَعَبِيدِهِ، وَلِيمَةَ أَسْتِيرَ. وَعَمِلَ رَاحَةً لِلْبِلاَدِ وَأَعْطَى عَطَايَا حَسَبَ كَرَمِ الْمَلِكِ. 19وَلَمَّا جُمِعَتِ الْعَذَارَى ثَانِيَةً كَانَ مُرْدَخَايُ جَالِسًا بِبَابِ الْمَلِكِ. 20وَلَمْ تَكُنْ أَسْتِيرُ أَخْبَرَتْ عَنْ جِنْسِهَا وَشَعْبِهَا كَمَا أَوْصَاهَا مُرْدَخَايُ. وَكَانَتْ أَسْتِيرُ تَعْمَلُ حَسَبَ قَوْلِ مُرْدَخَايَ كَمَا كَانَتْ فِي تَرْبِيَتِهَا عِنْدَهُ.
21فِي تِلْكَ الأَيَّامِ، بَيْنَمَا كَانَ مُرْدَخَايُ جَالِسًا فِي بَابِ الْمَلِكِ، غَضِبَ بِغْثَانُ وَتَرَشُ خَصِيَّا الْمَلِكِ حَارِسَا الْبَابِ، وَطَلَبَا أَنْ يَمُدَّا أَيْدِيَهُمَا إِلَى الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ. 22فَعُلِمَ الأَمْرُ عِنْدَ مُرْدَخَايَ، فَأَخْبَرَ أَسْتِيرَ الْمَلِكَةَ، فَأَخْبَرَتْ أَسْتِيرُ الْمَلِكَ بِاسْمِ مُرْدَخَايَ. 23فَفُحِصَ عَنِ الأَمْرِ وَوُجِدَ، فَصُلِبَا كِلاَهُمَا عَلَى خَشَبَةٍ، وَكُتِبَ ذلِكَ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ أَمَامَ الْمَلِكِ.




الأصحَاحُ الثَّالِثُ

1بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ عَظَّمَ الْمَلِكُ أَحَشْوِيرُوشُ هَامَانَ بْنَ هَمَدَاثَا الأَجَاجِيَّ وَرَقَّاهُ، وَجَعَلَ كُرْسِيَّهُ فَوْقَ جَمِيعِ الرُّؤَسَاءِ الَّذِينَ مَعَهُ. 2فَكَانَ كُلُّ عَبِيدِ الْمَلِكِ الَّذِينَ بِبَابِ الْمَلِكِ يَجْثُونَ وَيَسْجُدُونَ لِهَامَانَ، لأَنَّهُ هكَذَا أَوْصَى بِهِ الْمَلِكُ. وَأَمَّا مُرْدَخَايُ فَلَمْ يَجْثُ وَلَمْ يَسْجُدْ. 3فَقَالَ عَبِيدُ الْمَلِكِ الَّذِينَ بِبَابِ الْمَلِكِ لِمُرْدَخَايَ: «لِمَاذَا تَتَعَدَّى أَمْرَ الْمَلِكِ؟» 4وَإِذْ كَانُوا يُكَلِّمُونَهُ يَوْمًا فَيَوْمًا وَلَمْ يَكُنْ يَسْمَعْ لَهُمْ، أَخْبَرُوا هَامَانَ لِيَرَوْا هَلْ يَقُومُ كَلاَمُ مُرْدَخَايَ، لأَنَّهُ أَخْبَرَهُمْ بِأَنَّهُ يَهُودِيٌّ. 5وَلَمَّا رَأَى هَامَانُ أَنَّ مُرْدَخَايَ لاَ يَجْثُو وَلاَ يَسْجُدُ لَهُ، امْتَلأَ هَامَانُ غَضَبًا. 6وَازْدُرِيَ فِي عَيْنَيْهِ أَنْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَى مُرْدَخَايَ وَحْدَهُ، لأَنَّهُمْ أَخْبَرُوهُ عَنْ شَعْبِ مُرْدَخَايَ. فَطَلَبَ هَامَانُ أَنْ يُهْلِكَ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي كُلِّ مَمْلَكَةِ أَحَشْوِيرُوشَ، شَعْبَ مُرْدَخَايَ.
7فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ، أَيْ شَهْرِ نِيسَانَ، فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ، كَانُوا يُلْقُونَ فُورًا، أَيْ قُرْعَةً، أَمَامَ هَامَانَ، مِنْ يَوْمٍ إِلَى يَوْمٍ، وَمِنْ شَهْرٍ إِلَى شَهْرٍ، إِلَى الثَّانِي عَشَرَ، أَيْ شَهْرِ أَذَارَ. 8فَقَالَ هَامَانُ لِلْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ: «إِنَّهُ مَوْجُودٌ شَعْبٌ مَّا مُتَشَتِّتٌ وَمُتَفَرِّقٌ بَيْنَ الشُّعُوبِ فِي كُلِّ بِلاَدِ مَمْلَكَتِكَ، وَسُنَنُهُمْ مُغَايِرَةٌ لِجَمِيعِ الشُّعُوبِ، وَهُمْ لاَ يَعْمَلُونَ سُنَنَ الْمَلِكِ، فَلاَ يَلِيقُ بِالْمَلِكِ تَرْكُهُمْ. 9فَإِذَا حَسُنَ عِنْدَ الْمَلِكِ فَلْيُكْتَبْ أَنْ يُبَادُوا، وَأَنَا أَزِنُ عَشَرَةَ آلاَفِ وَزْنَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ فِي أَيْدِي الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الْعَمَلَ لِيُؤْتَى بِهَا إِلَى خَزَائِنِ الْمَلِكِ». 10فَنَزَعَ الْمَلِكُ خَاتَمَهُ مِنْ يَدِهِ وَأَعْطَاهُ لِهَامَانَ بْنِ هَمَدَاثَا الأَجَاجِيِّ عَدُوِّ الْيَهُودِ. 11وَقَالَ الْمَلِكُ لِهَامَانَ: «الْفِضَّةُ قَدْ أُعْطِيَتْ لَكَ، وَالشَّعْبُ أَيْضًا، لِتَفْعَلَ بِهِ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكَ».
12فَدُعِيَ كُتَّابُ الْمَلِكِ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ، فِي الْيَوْمِ الثَّالِثَ عَشَرَ مِنْهُ، وَكُتِبَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ هَامَانُ إِلَى مَرَازِبَةِ الْمَلِكِ وَإِلَى وُلاَةِ بِلاَدٍ فَبِلاَدٍ، وَإِلَى رُؤَسَاءِ شَعْبٍ فَشَعْبٍ، كُلِّ بِلاَدٍ كَكِتَابَتِهَا، وَكُلِّ شَعْبٍ كَلِسَانِهِ، كُتِبَ بِاسْمِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ وَخُتِمَ بِخَاتَمِ الْمَلِكِ. 13وَأُرْسِلَتِ الْكِتَابَاتُ بِيَدِ السُّعَاةِ إِلَى كُلِّ بُلْدَانِ الْمَلِكِ لإِهْلاَكِ وَقَتْلِ وَإِبَادَةِ جَمِيعِ الْيَهُودِ، مِنَ الْغُلاَمِ إِلَى الشَّيْخِ وَالأَطْفَالِ وَالنِّسَاءِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، فِي الثَّالِثَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الثَّانِي عَشَرَ، أَيْ شَهْرِ أَذَارَ، وَأَنْ يَسْلِبُوا غَنِيمَتَهُمْ.
14صُورَةُ الْكِتَابَةِ الْمُعْطَاةِ سُنَّةً فِي كُلِّ الْبُلْدَانِ، أُشْهِرَتْ بَيْنَ جَمِيعِ الشُّعُوبِ لِيَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِهذَا الْيَوْمِ. 15فَخَرَجَ السُّعَاةُ وَأَمْرُ الْمَلِكِ يَحُثُّهُمْ، وَأُعْطِيَ الأَمْرُ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ. وَجَلَسَ الْمَلِكُ وَهَامَانُ لِلشُّرْبِ، وَأَمَّا الْمَدِينَةُ شُوشَنُ فَارْتَبَكَتْ.



الأصحَاحُ الرَّابعُ

1وَلَمَّا عَلِمَ مُرْدَخَايُ كُلَّ مَا عُمِلَ، شَقَّ مُرْدَخَايُ ثِيَابَهُ وَلَبِسَ مِسْحًا بِرَمَادٍ وَخَرَجَ إِلَى وَسَطِ الْمَدِينَةِ وَصَرَخَ صَرْخَةً عَظِيمَةً مُرَّةً، 2وَجَاءَ إِلَى قُدَّامِ بَابِ الْمَلِكِ، لأَنَّهُ لاَ يَدْخُلُ أَحَدٌ بَابَ الْمَلِكِ وَهُوَ لاَبِسٌ مِسْحًا. 3وَفِي كُلِّ كُورَةٍ حَيْثُمَا وَصَلَ إِلَيْهَا أَمْرُ الْمَلِكِ وَسُنَّتُهُ، كَانَتْ مَنَاحَةٌ عَظِيمَةٌ عِنْدَ الْيَهُودِ، وَصَوْمٌ وَبُكَاءٌ وَنَحِيبٌ. وَانْفَرَشَ مِسْحٌ وَرَمَادٌ لِكَثِيرِينَ.
4فَدَخَلَتْ جَوَارِي أَسْتِيرَ وَخُصْيَانُهَا وَأَخْبَرُوهَا، فَاغْتَمَّتِ الْمَلِكَةُ جِدًّا وَأَرْسَلَتْ ثِيَابًا لإِلْبَاسِ مُرْدَخَايَ، وَلأَجْلِ نَزْعِ مِسْحِهِ عَنْهُ، فَلَمْ يَقْبَلْ. 5فَدَعَتْ أَسْتِيرُ هَتَاخَ، وَاحِدًا مِنْ خِصْيَانِ الْمَلِكِ الَّذِي أَوْقَفَهُ بَيْنَ يَدَيْهَا، وَأَعْطَتْهُ وَصِيَّةً إِلَى مُرْدَخَايَ لِتَعْلَمَ مَاذَا وَلِمَاذَا. 6فَخَرَجَ هَتَاخُ إِلَى مُرْدَخَايَ إِلَى سَاحَةِ الْمَدِينَةِ الَّتِي أَمَامَ بَابِ الْمَلِكِ. 7فَأَخْبَرَهُ مُرْدَخَايُ بِكُلِّ مَا أَصَابَهُ، وَعَنْ مَبْلَغِ الْفِضَّةِ الَّذِي وَعَدَ هَامَانُ بِوَزْنِهِ لِخَزَائِنِ الْمَلِكِ عَنِ الْيَهُودِ لإِبَادَتِهِمْ، 8وَأَعْطَاهُ صُورَةَ كِتَابَةِ الأَمْرِ الَّذِي أُعْطِيَ فِي شُوشَنَ لإِهْلاَكِهِمْ، لِكَيْ يُرِيَهَا لأَسْتِيرَ، وَيُخْبِرَهَا وَيُوصِيَهَا أَنْ تَدْخُلَ إِلَى الْمَلِكِ وَتَتَضَرَّعَ إِلَيْهِ وَتَطْلُبَ مِنْهُ لأَجْلِ شَعْبِهَا. 9فَأَتَى هَتَاخُ وَأَخْبَرَ أَسْتِيرَ بِكَلاَمِ مُرْدَخَايَ. 10فَكَلَّمَتْ أَسْتِيرُ هَتَاخَ وَأَعْطَتْهُ وَصِيَّةً إِلَى مُرْدَخَايَ: 11«إِنَّ كُلَّ عَبِيدِ الْمَلِكِ وَشُعُوبِ بِلاَدِ الْمَلِكِ يَعْلَمُونَ أَنَّ كُلَّ رَجُل دَخَلَ أَوِ امْرَأَةٍ إِلَى الْمَلِكِ، إِلَى الدَّارِ الدَّاخِلِيَّةِ وَلَمْ يُدْعَ، فَشَرِيعَتُهُ وَاحِدَةٌ أَنْ يُقْتَلَ، إِلاَّ الَّذِي يَمُدُّ لَهُ الْمَلِكُ قَضِيبَ الذَّهَبِ فَإِنَّهُ يَحْيَا. وَأَنَا لَمْ أُدْعَ لأَدْخُلَ إِلَى الْمَلِكِ هذِهِ الثَّلاَثِينَ يَوْمًا». 12فَأَخْبَرُوا مُرْدَخَايَ بِكَلاَمِ أَسْتِيرَ. 13فَقَالَ مُرْدَخَايُ أَنْ تُجَاوَبَ أَسْتِيرُ: «لاَ تَفْتَكِرِي فِي نَفْسِكِ أَنَّكِ تَنْجِينَ فِي بَيْتِ الْمَلِكِ دُونَ جَمِيعِ الْيَهُودِ. 14لأَنَّكِ إِنْ سَكَتِّ سُكُوتًا فِي هذَا الْوَقْتِ يَكُونُ الْفَرَجُ وَالنَّجَاةُ لِلْيَهُودِ مِنْ مَكَانٍ آخَرَ، وَأَمَّا أَنْتِ وَبَيْتُ أَبِيكِ فَتَبِيدُونَ. وَمَنْ يَعْلَمُ إِنْ كُنْتِ لِوَقْتٍ مِثْلِ هذَا وَصَلْتِ إِلَى الْمُلْكِ؟». 15فَقَالَتْ أَسْتِيرُ أَنْ يُجَاوَبَ مُرْدَخَايُ: 16«اذْهَبِ اجْمَعْ جَمِيعَ الْيَهُودِ الْمَوْجُودِينَ فِي شُوشَنَ وَصُومُوا مِنْ جِهَتِي وَلاَ تَأْكُلُوا وَلاَ تَشْرَبُوا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لَيْلاً وَنَهَارًا. وَأَنَا أَيْضًا وَجَوَارِيَّ نَصُومُ كَذلِكَ. وَهكَذَا أَدْخُلُ إِلَى الْمَلِكِ خِلاَفَ السُّنَّةِ. فَإِذَا هَلَكْتُ، هَلَكْتُ». 17فَانْصَرَفَ مُرْدَخَايُ وَعَمِلَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَوْصَتْهُ بِهِ أَسْتِيرُ.



الأصحَاحُ الْخَامِسُ

1وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ لَبِسَتْ أَسْتِيرُ ثِيَابًا مَلَكِيَّةً وَوَقَفَتْ فِي دَارِ بَيْتِ الْمَلِكِ الدَّاخِلِيَّةِ مُقَابَِلَ بَيْتِ الْمَلِكِ، وَالْمَلِكُ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيِّ مُلْكِهِ فِي بَيْتِ الْمُلْكِ مُقَابَِلَ مَدْخَلِ الْبَيْتِ. 2فَلَمَّا رَأَى الْمَلِكُ أَسْتِيرَ الْمَلِكَةَ وَاقِفَةً فِي الدَّارِ نَالَتْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ، فَمَدَّ الْمَلِكُ لأَسْتِيرَ قَضِيبَ الذَّهَبِ الَّذِي بِيَدِهِ، فَدَنَتْ أَسْتِيرُ وَلَمَسَتْ رَأْسَ الْقَضِيبِ. 3فَقَالَ لَهَا الْمَلِكُ: «مَا لَكِ يَا أَسْتِيرُ الْمَلِكَةُ؟ وَمَا هِيَ طِلْبَتُكِ؟ إِلَى نِصْفِ الْمَمْلَكَةِ تُعْطَى لَكِ». 4فَقَالَتْ أَسْتِيرُ: «إِنْ حَسُنَ عِنْدَ الْمَلِكِ فَلْيَأْتِ الْمَلِكُ وَهَامَانُ الْيَوْمَ إِلَى الْوَلِيمَةِ الَّتِي عَمِلْتُهَا لَهُ». 5فَقَالَ الْمَلِكُ: «أَسْرِعُوا بِهَامَانَ لِيُفْعَلَ كَلاَمُ أَسْتِيرَ». فَأَتَى الْمَلِكُ وَهَامَانُ إِلَى الْوَلِيمَةِ الَّتِي عَمِلَتْهَا أَسْتِيرُ. 6فَقَالَ الْمَلِكُ لأَسْتِيرَ عِنْدَ شُرْبِ الْخَمْرِ: «مَا هُوَ سُؤْلُكِ فَيُعْطَى لَكِ؟ وَمَا هِيَ طِلْبَتُكِ؟ إِلَى نَُِصْفِ الْمَمْلَكَةِ تُقْضَى». 7فَأَجَابَتْ أَسْتِيرُ وَقَالتْ: «إِنَّ سُؤْلِي وَطِلْبَتِي، 8إِنْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الْمَلِكِ، وَإِذَا حَسُنَ عِنْدَ الْمَلِكِ أَنْ يُعْطَى سُؤْلِي وَتُقْضَى طِلْبَتِي، أَنْ يَأْتِيَ الْمَلِكُ وَهَامَانُ إِلَى الْوَلِيمَةِ الَّتِي أَعْمَلُهَا لَهُمَا، وَغَدًا أَفْعَلُ حَسَبَ أَمْرِ الْمَلِكِ».
9فَخَرَجَ هَامَانُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ فَرِحًا وَطَيِّبَ الْقَلْبِ. وَلكِنْ لَمَّا رَأَى هَامَانُ مُرْدَخَايَ فِي بَابِ الْمَلِكِ وَلَمْ يَقُمْ وَلاَ تَحَرَّكَ لَهُ، امْتَلأَ هَامَانُ غَيْظًا عَلَى مُرْدَخَايَ. 10وَتَجَلَّدَ هَامَانُ وَدَخَلَ بَيْتَهُ وَأَرْسَلَ فَاسْتَحْضَرَ أَحِبَّاءَهُ وَزَرَشَ زَوْجَتَهُ، 11وَعَدَّدَ لَهُمْ هَامَانُ عَظَمَةَ غِنَاهُ وَكَثْرَةَ بَنِيهِ، وَكُلَّ مَا عَظَّمَهُ الْمَلِكُ بِهِ وَرَقَّاهُ عَلَى الرُّؤَسَاءِ وَعَبِيدِ الْمَلِكِ. 12وَقَالَ هَامَانُ: «حَتَّى إِنَّ أَسْتِيرَ الْمَلِكَةَ لَمْ تُدْخِلْ مَعَ الْمَلِكِ إِلَى الْوَلِيمَةِ الَّتِي عَمِلَتْهَا إِلاَّ إِيَّايَ. وَأَنَا غَدًا أَيْضًا مَدْعُوٌّ إِلَيْهَا مَعَ الْمَلِكِ. 13وَكُلُّ هذَا لاَ يُسَاوِي عِنْدِي شَيْئًا كُلَّمَا أَرَى مُرْدَخَايَ الْيَهُودِيَّ جَالِسًا فِي بَابِ الْمَلِكِ». 14فَقَالَتْ لَهُ زَرَشُ زَوْجَتُهُ وَكُلُّ أَحِبَّائِهِ: «فَلْيَعْمَلُوا خَشَبَةً ارْتِفَاعُهَا خَمْسُونَ ذِرَاعًا، وَفِي الصَّبَاحِ قُلْ لِلْمَلِكِ أَنْ يَصْلِبُوا مُرْدَخَايَ عَلَيْهَا، ثُمَّ ادْخُلْ مَعَ الْمَلِكِ إِلَى الْوَلِيمَةِ فَرِحًا». فَحَسُنَ الْكَلاَمُ عِنْدَ هَامَانَ وَعَمِلَ الْخَشَبَةَ.




الأصحَاحُ السَّادِسُ

1فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ طَارَ نَوْمُ الْمَلِكِ، فَأَمَرَ بِأَنْ يُؤْتَى بِسِفْرِ تَذْكَارِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ فَقُرِئَتْ أَمَامَ الْمَلِكِ. 2فَوُجِدَ مَكْتُوبًا مَا أَخْبَرَ بِهِ مُرْدَخَايُ عَنْ بِغْثَانَا وَتَرَشَ خَصِيَّيِ الْمَلِكِ حَارِسَيِ الْبَابِ، اللَّذَيْنِ طَلَبَا أَنْ يَمُدَّا أَيْدِيَهُمَا إِلَى الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ. 3فَقَالَ الْمَلِكُ: «أَيَّةُ كَرَامَةٍ وَعَظَمَةٍ عُمِلَتْ لِمُرْدَخَايَ لأَجْلِ هذَا؟» فَقَالَ غِلْمَانُ الْمَلِكِ الَّذِينَ يَخْدِمُونَهُ: «لَمْ يُعْمَلْ مَعَهُ شَيْءٌ». 4فَقَالَ الْمَلِكُ: «مَنْ في الدَّارِ؟» وَكَانَ هَامَانُ قَدْ دَخَلَ دَارَ بَيْتِ الْمَلِكِ الْخَارِجِيَّةَ لِكَيْ يُقُول لِلْمَلِكَ أَنْ يُصْلَبَ مُرْدَخَايُ عَلَى الْخَشَبَةِ الَّتِي أَعَدَّهَا لَهُ. 5فَقَالَ غِلْمَانُ الْمَلِكِ لَهُ: «هُوَذَا هَامَانُ وَاقِفٌ فِي الدَّارِ». فَقَالَ الْمَلِكُ: «لِيَدْخُلْ». 6وَلَمَّا دَخَلَ هَامَانُ قَالَ لَهُ الْمَلِكُ: «مَاذَا يُعْمَلُ لِرَجُل يُسَرُّ الْمَلِكُ بِأَنْ يُكْرِمَهُ؟» فَقَالَ هَامَانُ فِي قَلْبِهِ: «مَنْ يُسَرُّ الْمَلِكُ بِأَنْ يُكْرِمَهُ أَكْثَرَ مِنِّي؟» 7فَقَالَ هَامَانُ لِلْمَلِكِ: «إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي يُسَرُّ الْمَلِكُ بِأَنْ يُكْرِمَهُ 8يَأْتُونَ بِاللِّبَاسِ السُّلْطَانِيِّ الَّذِي يَلْبَسُهُ الْمَلِكُ، وَبِالْفَرَسِ الَّذِي يَرْكَبُهُ الْمَلِكُ، وَبِتَاجِ الْمُلْكِ الَّذِي يُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ، 9وَيُدْفَعُ اللِّبَاسُ وَالْفَرَسُ لِرَجُل مِنْ رُؤَسَاءِ الْمَلِكِ الأَشْرَافِ، وَيُلْبِسُونَ الرَّجُلَ الَّذِي سُرَّ الْمَلِكُ بِأَنْ يُكْرِمَهُ وَيُرَكِّبُونَهُ عَلَى الْفَرَسِ فِي سَاحَةِ الْمَدِينَةِ، وَيُنَادُونَ قُدَّامَهُ: هكَذَا يُصْنَعُ لِلرَّجُلِ الَّذِي يُسَرُّ الْمَلِكُ بِأَنْ يُكْرِمَهُ». 10فَقَالَ الْمَلِكُ لِهَامَانَ: «أَسْرِعْ وَخُذِ اللِّبَاسَ وَالْفَرَسَ كَمَا تَكَلَّمْتَ، وَافْعَلْ هكَذَا لِمُرْدَخَايَ الْيَهُودِيِّ الْجَالِسِ فِي بَابِ الْمَلِكِ. لاَ يَسْقُطْ شَيْءٌ مِنْ جَمِيعِ مَا قُلْتَهُ». 11فَأَخَذَ هَامَانُ اللِّبَاسَ وَالْفَرَسَ وَأَلْبَسَ مُرْدَخَايَ وَأَرْكَبَهُ فِي سَاحَةِ الْمَدِينَةِ، وَنَادَى قُدَّامَهُ: «هكَذَا يُصْنَعُ لِلرَّجُلِ الَّذِي يُسَرُّ الْمَلِكُ بِأَنْ يُكْرِمَهُ».
12وَرَجَعَ مُرْدَخَايُ إِلَى بَابِ الْمَلِكِ. وَأَمَّا هَامَانُ فَأَسْرَعَ إِلَى بَيْتِهِ نَائِحًا وَمُغَطَّى الرَّأْسِ. 13وَقَصَّ هَامَانُ عَلَى زَرَشَ زَوْجَتِهِ وَجَمِيعِ أَحِبَّائِهِ كُلَّ مَا أَصَابَهُ. فَقَالَ لَهُ حُكَمَاؤُهُ وَزَرَشُ زَوْجَتُهُ: «إِذَا كَانَ مُرْدَخَايُ الَّذِي ابْتَدَأْتَ تَسْقُطُ قُدَّامَهُ مِنْ نَسْلِ الْيَهُودِ، فَلاَ تَقْدِرُ عَلَيْهِ، بَلْ تَسْقُطُ قُدَّامَهُ سُقُوطًا». 14وَفِيمَا هُمْ يُكَلِّمُونَهُ وَصَلَ خِصْيَانُ الْمَلِكِ وَأَسْرَعُوا لِلإِتْيَانِ بِهَامَانَ إِلَى الْوَلِيمَةِ الَّتِي عَمِلَتْهَا أَسْتِيرُ.

غير معرف يقول...

(((((((المسيح لم يقل يا ابتاه اغفر لهم
نظرات في المخطوطات
بقلم / معاذ عليان
تم رفع الموضوع عن طريق موضع الدعوة الإسلامية جزا الله الأخ التاعب خيراً علي تعبه في رفع الموضوعات وعلي الصفحة الخاصة بنا علي موقعه الطيب
http://eld3wah.com/html/m03az (http://eld3wah.com/html/m03az)



لتحميل الموضوع بصيغة pdf فقط اضغط على هذا الرابط كلك يمين واختار save as واختر مكانه فقط
www.muslimchristiandialogue.com/images/moaaz/1.pdf (http://www.muslimchristiandialogue.com/images/moaaz/1.pdf)

http://muslimchristiandialogue.com/m03az/IMAGES/button3.gif


المسيح لم يقل يا ابتاه اغفر لهم


نظرات في المخطوطات


هل إله المحبة يسوع قال


ياأبي، اغفر لهم، لأنهم لا يدرون ما يفعلون


رداً على الأنبا بيشوي مطران دمياط



يقول الأنبا بيشوي مطران دمياط معلناً محبة يسوع المزيفة ويستدل على هذا النص بمحبته ويقول (1) (http://eld3wah.com/html/m03az/ighfir-lahom.htm#_ftn1) :

(وبالطبع لا توجد شمس لها أجنحة لكن السيد المسيح وهو معلّق على الصليب كانت الأجنحة، هى الذراعين المبسوطتين، التى تقول "يا أبتاه إغفر لهم" (لو34:23) وهذا هو الشفاء الذى فى أجنحتها. الشمس أخفت شعاعها لتُعلن أن شمس البر هو المعلق على الصليب لأنه لا يصح وجود الشمس فى وجود شمس البر الحقيقى. )


هذا النص تم إقحامه لنص الكتاب المقدس لعدة أسباب


الأول لتدعيم فكر لاهوتي تم تحريف هذا النص لإثبات أن يسوع الإله محبة أحب اليهود بل ودعى لهم الإله الأخر ( الأب )


الثاني من المعروف حسب نصوص الكتاب المقدس أن الإله يسوع عندما يدعوا للإله الأب فإنه يتقبل منه وهذا بصريح ما قاله يسوع في إنجيل يوحنا 11/41 (أيها الآب، أشكرك لأنك سمعت لي، وقد علمت أنك دوما تسمع لي. )


عندما يدعوا يسوع للإله يتقبل منه الدعاء ويلبى طلبه فكيف يدعوا يسوع للإله بأن يغفر لهم ولكن الإله لا يلبي طلبه ويدمر أورشليم .!!


ومن هذا جاء الإضطراب في المخطوطات بين شخص يضيف لإثبات محبة إله المحبة وشخص يرفضها لوجود دمار أورشليم .


وسنري في هذا البحث البسيط هذا الإختلاف وأن هذا النص غائب عن الكثير من المخطوطات


والله الموفق


معاذ عليان



محبة يسوع المزيفة


حاول البعض تلبيس الحق بالباطل فلا أعلم بدون بحث أم بدون ضمير يقولوا بأن يسوع إله مُحب على سبيل المثال


الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد (2) (http://eld3wah.com/html/m03az/ighfir-lahom.htm#_ftn2) يضعوا تعليقاً غريباً على هذا النص فيقولون



http://muslimchristiandialogue.com/m03az/img/1.jpg



فهل هذا النص حقاً قاله يسوع ؟


النص حسب ترجمة الفانديك


(فقال يسوع: يا أبتاه ، اغفر لهم ، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون. وإذ اقتسموا ثيابه اقترعوا عليها. )



النص غير موجود في الآتى


البردية 75 وهى أقدم مخطوطة تقريباً موجودة بين أيدينا الآن لإنجيل لوقا



http://muslimchristiandialogue.com/m03az/img/2.jpg



http://muslimchristiandialogue.com/m03az/img/3.jpg



النص بدون تظليل



http://muslimchristiandialogue.com/m03az/img/4.jpg



المخطوطة الفاتيكانية غير موجود فيها النص



http://muslimchristiandialogue.com/m03az/img/5.jpg



http://muslimchristiandialogue.com/m03az/img/6.jpg



http://muslimchristiandialogue.com/m03az/img/7.jpg



http://muslimchristiandialogue.com/m03az/img/8.jpg



ومن الآباء الذي لم يذكروا هذه الصلاة


عمود الدين القديس كيرلس الأسكندري


في عظاته على إنجيل لوقا العظة رقم 153


وإليكم صورة من الكتاب والمترجم



http://muslimchristiandialogue.com/m03az/img/9.jpg



http://muslimchristiandialogue.com/m03az/img/10.jpg



لاحظ جيداً أن المترجم وضع النص بين أقواس دلالة على أن القديس كيرلس الأسكندرى لم يكن يعرف هذه الصلاة .!!



علينا أن نتذكر عندما قال يسوع في إنجيل يوحنا 11/41- 42


( ورفع يسوع عينيه الى فوق وقال ايها الآب اشكرك لانك سمعت لي


وانا علمت انك في كل حين تسمع لي. )



فلماذا عزيزي النصراني حدث خراب أورشليم (70ميلادياً ) مع العلم أن يسوع الإله دعى للإله الأب ؟ ؟!!



وهذا ما أكده هامش ترجمة الآباء اليسوعيين صفحة 274 :



http://muslimchristiandialogue.com/m03az/img/11.jpg



أي أن المحرف حذف النص لأنه يتناقض كيف يكون دعاء يسوع لهم بالمغفرة ومع ذللك تخرب أورشليم . !!



ولهذا تم التحريف بالنقص


أما التحريف بالزيادة فيكون لإضافة المحبة ليسوع إله المحبة .



وقد يكون لتدعيم الإيمان النصراني في شخص يسوع


فمثلاً في المخطوطة السكندرية النص كالآتي



Luk 23:34 ὁ δὲ ᾿Ιησοῦς ἔλεγε· ×××, ἄφες αὐτοῖς· οὐ γὰρ οἴδασι τί ποιοῦσι. διαμεριζόμενοι δὲ τὰ ἱμάτια αὐτοῦ ἔβαλον κλήρον.



كلمة أيها الأب = πάτερ


غير موجودة في المخطوطة السكندرية !! ولنرى



http://muslimchristiandialogue.com/m03az/img/12.jpg



http://muslimchristiandialogue.com/m03az/img/13.jpg



كلمة أيها الأب غير موجودة في المخطوطة السكندرية !!


وهذا حتي يأتي نصراني ويقول هذا إثبات أبوية الآب ليسوع


وعلى سبيل المثال يقول مفسرو الموسوعة الكنسية :



http://muslimchristiandialogue.com/m03az/img/14.jpg



ولكن قد يسأل نصرانياً سؤالاً


ويدعي بأن هذا النص موجود في بعض المخطوطات كالمخطوطة السينائية مثلاً


ولكن علينا أولاً أن نؤكد على عدم وجود النص في المخطوطات الأقدم وهي البردية 75


فلو كان النص غير دخيل ومقحم على الإنجيل


فلماذا لم يٌضع داخل المخطوطات الأقدم والأحدث من السينائية ؟ مثل مخطوطة واشنطن والفاتيكانية


فلو كان النص أصيل ضمن متن إنجيل لوقا


لماذا لم يستشهد به أحد آباء الكنيسة الأولي والمسمي بعمود الدين !



ملحوظة


النص هذا مقسم لقسمين


القسم الأول : وقال يسوع: «ياأبي، اغفر لهم، لأنهم لا يدرون ما يفعلون!»

القسم الثانى : واقتسموا ثيابه مقترعين عليها.


القسم الأول هذا فقط موجود في إنجيل لوقا


القسم الثانى موجود فى إنجيل متي ومرقس


ولنري


متي 27/35 : ولما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها


مرقس 15/24 : ولما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها



أما الصلاة المحرفة والموجودة في إنجيل لوقا فلا توجد فى أى إنجيل أخر ولم يكتبها الكُتاب لأنها محرفة ولم يقولها يسوع !!



-------



ويجب علينا أن نعرف أن النص مادام موجود فى بعض المخطوطات الحديثة وغير موجود في القديمة


فيكون قد تم إضافته والناسخ يكون متردد في إضافة النص أو لا وبدون بحث وبدون محافظة على ما ينسخه يقوم بوضع النص في المخطوطات الحديثة وهكذا .


*-*-*-*-*-*
هذه الإضافة من إعداد الأخ بو رائد
(صاحب هذا الإسم على البالتوك Direct_Trust)
وهذه الإضافة فقط لكل من لا يعرف اليونانية ويشكك في كلامنا فإليك المراجع المسيحية والتى تؤكد صدق كلامنا
الشاهد الأول


في ترجمة

New International Version

الترجمة الدولية الجديدة


في الهامش صفحة 746


(بعض المخطوطات القديمة لا تحتوي هذه العبارة )


http://img252.imageshack.us/img252/7875/nivqe3.jpg



في ترجمة


New Century Version


ترجمة القرن الجديدة


في الهامش صفحة 911


بعض النسخ اليونانية لا تحتوي على الجزء الأول من هذا العدد


الصورة من المرجع


http://img208.imageshack.us/img208/6481/centurysu2.jpg






في ترجمة


Contemporary English Version


النسخة الانجليزية المعاصرة


في الهامش صفحة 1415


هذه الكلمات غير موجودة في بعض المخطوطات


http://img136.imageshack.us/img136/2250/contemporaryag1.jpg

وأخيراً إعتراف صريح من واضعي ترجمة الملك جيمس الحديثة بأن النص دخيل للإنجيل
New King James Version

في الهامش صفحة 935


العبارة وضعت بين قوسين لتدل على أنها اضافة لاحقة



-*-*-*-*-*-
http://img135.imageshack.us/img135/9387/newkingjameszj5.jpg


والبحث مازال مستمر وننتظر رد أحد النصارى من المدافعين عن الباطل الواضح



البحث هذا ما كل الأبحاث التي تنشر بإسمي ملك لكل مسلم وليست إحتقاراً لأحد


اللهم أرزقنا الإخلاص فى القول والعمل


وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


معاذ عليان


(1) (http://eld3wah.com/html/m03az/ighfir-lahom.htm#_ftnref1) كتاب لماذا الصليب بالذات – للأنبا بيشوي مطران دمياط – صفحة 7 .

(2) (http://eld3wah.com/html/m03az/ighfir-lahom.htm#_ftnref2) الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد شرح لكل آية ( نص) المجلد الثاني , إعداد وتفسير مجموعة من كهنة وخدام الكنيسة .
القبطان المسلم
10-10-2008, 11:58 PM
أخي المتميّز الباحث معاذ عليان

تصرّ على أن تثير إعجابنا بهذا النشاط الرائع، وهذه المواضيع العلمية الدقيقة التي لا ينكرها إلا مكابر!

كشف الحقيقة عمل عظيم أسأل الله أن يجزيك عنه خير الجزاء
fayyad
10-11-2008, 12:20 AM
... شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ... موفق بإذن الله ...
منّــــه
10-11-2008, 02:25 PM
هذا هو أخونا معاذ الغواص في بحر المخطوطات ليستخرج منها الدرر
هناك سؤال يطرح نفسه اين علماء النصارى ليردوا على مواضيع اخونا معاذ ولماذا كل هذا الصمت هل هذا الصمت يعني إقرار بصحة تحريف الكتاب المدعو زوراً مقدس أم هو الخجل بعدماظهرت صورتهم الحقيقة ككذابين ومدليسن يضللون عوام النصارى
بارك الله فيك أخونا معاذ وفي مجهوداتك
"ولتصمت النصارى أمام مواضيع اخونا معاذ "

غير معرف يقول...

الفصل العاشر ماذا أخذ الإسلام من الديانات الأخرى
1ـ عقد الكاتب هذا الفصل ظناً منه أن الإسلام أتى لمحاربة الحق الذي يشترك فيه كافة العقلاء. وهو يتصور أن المسلمين يتصورون أن الإسلام دين جديد أتى به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم و لم يسمع به الناس من قبل ؟ وهذا خلل واضح في تصور الكاتب للإسلام ،بل هو مما يدل على تعاميه عن الآيات الصريحة في القرآن الكريم الدالة على أن الإسلام دين الرسل جميعاً ،وإنما الإختلاف في بعض المسائل الفرعية فقط.قال الله تعالى في هذا الشأن:
{قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } سورة[البقرة 136]
وقال الله تعالى {وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ - وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ .}
والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم لم يأت بشيء مبتدع بل جاء مذكراً بحق ضل عنه أهل الجاهلية {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ} . [الغاشية 21 ] ولذا قال الله تعالى {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً - فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً .}

والإسلام إنما هو عبادت ،ومعاملات .واعتقادات .
فالأصل في العبادات :أن لايعبد الله إلا بما شرع في الكتاب والسنة .
والأصل في العقيدة :الإيمان بستة أشياء هي الإيمان بالله ،وملائكته ،وكتبه ،ورسله ،والإيمان بيوم القيامة وما فيه من نعيم مقيم ،وما فيه من عذاب للظالمين.والإيمان بالقدر .
والأصل :أن جميع المعاملات من بيع وشراء حلال إلا ما حرم الله تعالى .
فإن أشترك مع غيره من الثقافات في شيء من ذلك فلا بأس ،كأن يشترك معها في الإيمان بالله والرسل ونحو ذلك .لأن الأديان كلها من الله وإنما المشكلة كانت في تحريف بعض معتقداتها وتعاليمها .
2ـ أن الألفاظ المشتركة بين العربية وغيرها من اللغات هي في الأصل اما عربية واستعملها غير العرب ،واماغيرعربية فاستعملتها العرب حتى عرفت بينهم فلا إشكال على الاعتبارين.وقد سبق الكلام عن المسألةبإسهاب.
نقول لأهل الخبرة من المفكرين :سأنقل في هذا البحث مقتطفات من مقال لخبير بأحوال الغرب ،وحقائقه وهو الدكتور:عبدالوهاب المسيري لنستفيد من تجربته ، في الوقوف على حقيقة ما يروج له أدعياء التقدم .
مقال عن الحداثة (د:عبدالوهاب المسيري)
يقول الدكتور عبدالوهاب:لوفحصنا الأمر بدقة أكبر لوجدنا أن الحداثة ليست مجرد استخدام العقل والعلم والتكنولوجيا‏,‏ بل هي استخدام العقل والعلم والتكنولوجيا المنفصلة عن القيمة‏,‏ أو كما يقولون بالإنجليزية‏:‏فاليو ــ فر ‏Value--free, وهذا البعد هو بعد مهم لمنظومة الحداثة الغربية‏,‏ ففي عالم متجرد من القيمة تصبح كل الأمور متساوية‏,‏ ومن ثم تصبح كل الأمور نسبية‏,‏ وحين يحدث ذلك فإنه يصعب الحكم علي أي شيء‏,‏ ويصبح من المستحيل التمييز بين الخير والشر وبين العدل والظلم‏,‏ بل وبين الجوهري والنسبي‏,‏ وأخيرآ بين الإنسان والطبيعة أو الإنسان والمادة‏.‏ وهنا يطرح السؤال نفسه كيف يمكن أن تحسم النزاعات والصراعات‏,‏ وكيف يمكن أن نسوي الخلافات‏,‏ وهي كلها من صميم الوجود الإنساني؟ في غياب قيم مطلقة‏,‏ يمكن الاحتكام لها‏,‏ يصبح الإنسان الفرد أو الجماعة العرقية مرجعية ذاتها‏,‏ وتصبح ماتراه في صالحها هو الأساس وماليس في صالحها هو الطالح‏.‏ وقد أدي هذا إلي ظهور القوة والإرادة الفردية كآلية واحدة لحسم الصراعات وحل الخلافات‏.

هذه هي الحداثة التي تبناها العالم الغربي والتي جعلته ينظر إلي نفسه باعتبار أنه هو‏(‏وليس الإنسان أو الإنسانية‏)‏ مركز العالم‏,‏ وأن ينظر للعالم باعتباره مادة استعمالية يوظفها لصالحه باعتباره الأكثر تقدما وقوة‏,‏ ولذا فإن منظومة الحداثة الغربية هي في واقع الأمر منظومة إمبريالية داروينية‏.‏ هذا هو التعريف الحقيقي للحداثة كما تحققت تاريخيا‏,‏ وليس كما عرفت معجميا‏,‏ وهذا هو التعريف الذي يمكننا من قراءة كثير من الظواهر الحديثة‏.

كانت الظاهرة الغربية الحديثة تؤكد أنها حضارة إنسانية‏(‏ هيومانية‏)‏ جعلت من الإنسان مركز الكون‏,‏ وكانت المجتمعات الغربية مجتمعات لاتزال متماسكة من الناحية الاجتماعية والأسرية‏,‏ ولم تكن كثيرا من الظواهر السلبية التي نلاحظها بأنفسنا ونقرأ عنها في صحفهم ومجلاتهم‏,‏ والتي أصبحت نمطا ثابتا وظاهرة محددة‏,‏ كانت مجرد حوادث متفرقة لاظواهر دالة‏,‏ ومن ثم كان من السهل تهميشها‏.‏ .....ولكن تدريجيا تكشف الوجه الدارويني حين أرسلت الحداثة الغربية لنا جيوشها الاستعمارية لتهلك الأخضر واليابس‏,‏ وتحول بلادنا إلي مادة استعمالية كمصدر للمواد الخام والعمالة الرخيصة‏,‏ وسوق مفتوحة بشكل دائم للسلع الغربية‏,‏ ويبدو أن المفكرين الإصلاحيين الأول لم يربطوا بين الحداثة الغربية والإمبريالية الغربية‏,‏ فقد ذهبوا إلي العواصم الغربية ولم يروا سوي النور والاستنارة‏,‏ في الوقت الذي كانت المدافع الغربية تدك بلادنا دكا‏,‏ ولذا فهؤلاء الذين بقوا في بلادهم رأوا ألسنة النيران المندلعة‏,‏ وسمعوا قعقعة القنابل‏,‏ وشموا رائحة البارود‏.

يقول أحد كتب التاريخ إنه قيل لأحد الشيوخ الجزائريين إن القوات الفرنسية إنما جاءت لنشر الحضارة الغربية الحديثة في ربوع الجزائر‏,‏ فجاء رده جافا ومقتضبا ودالا‏,‏ إذ قال لم أحضروا كل هذا البارود إذن؟ لقد رأي هذا الشيخ علاقة الحداثة الغربية بالإمبريالية من البداية‏,‏ وهو ما أدركه الكثيرون بعد ذلك‏.‏ فعصر الاكتشافات الجغرافية وعصر النهضة في الغرب‏(‏القرن السابع عشر‏)‏ هو أيضا العصر الذي بدأت فيه إبادة الملايين‏,‏ وكما يقول الزعيم بن بيلا‏:‏إن هذا الإله الصناعي الحديث إغتال عرقا بأكمله‏(‏العرق الأحمر‏),‏ أي السكان الأصليين في الأمريكتين‏,‏ وأخذ زبدة عرق اخر‏(‏العرق الأسود‏)‏ عن طريق النخاسة واستعباد ملايين‏(‏مما يضع عدد ضحايا هذه العملية نحو مائة مليون إنسان‏)‏ باعتبار أن عبدا واحدا يحتفظ به النخاسون الغربيون كان يقتل مقابله تسعة عبيد‏.‏ثم يشير بن بيلا إلي سكان المكسيك الذين تمت إبادتهم وإلي سكان الجزائر الذين أبيدت منهم الملايين في أثناء هباتهم المتكررة ضد الاستعمار الفرنسي‏,‏ ويمكن أن نضيف إلي ذلك حرب الأفيون في الصين والمجاعات التي أصابت الهند بسبب تطبيق قوانين الملكية الغربية الحديثة‏,‏ وحربين عالميتين كلفت الأولي الإنسانية‏20‏ مليون قتيل‏,‏ والثانية‏50‏ مليون قتيل‏,‏ وقنابل هيروشيما ونجازاكي‏,‏ وضحايا معسكرات الجولاج في الاتحاد السوفيتي‏.‏ إن بطل رائعة الطيب صالح موسم الهجرة إلي الشمال قد لخص الموقف ببساطة حين قال‏:‏إنني أسمع‏..‏ صليل سيوف الرومان في قرطاج‏,‏ وقعقعة سنابك خيل اللنبي وهي تطأ أرض القدس‏.‏البواخر مخرت عرض النيل أول مرة تحمل المدافع لا الخبز‏,‏ وسكك حديد أنشئت أصلا لنقل الجنود‏,‏ وقد أنشأوا المدارس ليعلمونا كيف نقول نعم بلغتهم.

وقد جاءت هذه الجيوش الاستعمارية ففتت العالم العربي والإسلامي‏,‏ وأخضعت شعوبه لكل أنماط الاستعمار........ثم زرع العالم الغربي الحديث في وسطنا بقوة السلاح مجموعة من المستوطنين الذين ادعوا أن فلسطين أرض بلا شعب وأنهم شعب يهودي يعود إلي أرض أسلافه حسب الرواية التوراتية‏.
ويطالب الصهاينة والأمريكيون في الوقت الحاضر بتحديث مؤسسات السلطة الفلسطينية‏,‏ مع أنه من المعروف أن الصهاينة ــ شأنهم شأن كل المستعمرين ــ رفضوا من البداية التعامل مع القطاعات الحديثة في المجتمع الفلسطيني مثل نقابات العمال والأحزاب السياسية‏(‏بل قاموا باغتيال أحد زعماء نقابات العمال الفلسطينية قبل عام‏1948),‏ وفضلوا التعامل مع القطاعات التقليدية في المجتمع الفلسطيني‏,‏ ظنا منهم أن هذه القطاعات قد تكون أكثر مرونة في التعامل معهم نظرا لعدم فهمها لطبيعة الهجمة الاستعمارية البريطانية‏/‏الصهيونية عليهم‏,‏ ولكن خاب ظنهم‏,‏ فحينما تحاور معهم بعض القيادات التقليدية‏(‏برئاسة الشيخ رشيد رضا‏)‏ أبدي الفلسطينيون رغبتهم في تحديث مجتمعهم‏,‏ ولم يجدوا أي غضاضة في الاستعانة برأس المال الأجنبي‏,‏ والخبرة الأجنبية علي أن يتم تطبيق المبادئ الديمقراطية‏,‏ أي إجراء انتخابات حرة بحيث يكون لكل مواطن صوت‏,‏ باعتبارها الوسيلة الوحيدة لتحقيق السلام‏.‏ فعلق حاييم وايزمان بقوله هذا هو سلام القبور‏,‏ وهو كان محقا تماما في ذلك‏,‏ فتطبيق المثل الديمقراطية في فلسطين كان يعني أن المستوطنين الصهاينة سيكونون أقلية‏,‏ ولن يتحكموا في مصائر الفلسطينيين, ولن يقيموا دولتهم اليهودية الخالصة التي يصرون عليها‏,‏ والتي يدعمها الغرب الديمقراطي الحديث بكل ما أوتي من قوة‏,‏ وقد قال أحد المعلقين الإسرائيليين إن الدولة الصهيونية لم تعد دولة ديمقراطية‏,‏ وإنما دولة ديموجرافية‏(‏أي ذات أغلبية يهودية‏)‏وهم الآن يطالبون بتحديث النظام السياسي العربي والنظام التربوي الإسلامي‏,‏ ولكن التحديث هنا يعني في واقع الأمر تقويض المنظومات القيمية والثقافية التي تضفي علينا قدرآ من التماسك يمكننا من مقاومة محاولات الغزو العسكري والثقافي‏,‏ ولذا فقد وصف أحد المعلقين هذا النوع من التحديث بالتحديث الطبيعي‏,‏ أي التحديث الذي يجعلنا نقبل الظلم الواقع علينا‏,‏ والاستغلال الذي ينزفنا ويثقل كاهلنا‏,‏ والآثار السلبية للحداثة الداروينية لم تلحق بنا وحسب‏,‏ بل ظهرت علي الكرة الأرضية‏,‏ علي الجنس البشري بأسره‏.‏ فهذه الحداثة قد طرحت فكرة التقدم اللانهائي باعتباره الغاية النهائية للإنسان‏,‏ ولكن التقدم دائما هو حركة نحو غاية‏,‏ فلم تعرف هذه الغاية في المعاجم‏,‏ ولكن في التطبيق نعرف كلنا أن غاية التقدم هي تسخير العالم بأسره لصالح الإنسان الغربي‏,‏ وأصبحت أهم مؤشرات التقدم هو الاستهلاك والمزيد من الاستهلاك‏,‏ إستهلاك الإنسان الغربي للموارد الطبيعية اللامتناهية‏,‏ وانتهي الأمر بأن الشعوب الغربية التي تشكل‏20%‏ من شعوب العالم تستهلك‏80%‏ من موارد الكون الطبيعية‏,‏ ويبلغ حجم مااستهلكه الشعب الأمريكي في القرن الماضي أكثر مما استهلكه الجنس البشري عبر تاريخه‏,‏ ولكن المصادر الطبيعية محدودة‏,‏ الأمر الذي تسبب في الأزمة البيئية التي ستودي بنا جميعا‏,‏ وقد جاء في إحدي الدراسات أنه لو عم التقدم بأسره علي النمط الغربي فإن الجنس البشري سيحتاج إلي ست كرات أرضية ليستخلص منها المواد الخام‏,‏ وكرتين ليلقي فيها بنفاياته‏,‏ كل هذا يعني أن المشروع الحداثي الدارويني الغربي مشروع مستحيل لايستفيد منه سوي العالم الغربي‏,‏ وبعض أعضاء النخب الحاكمة في العالم الثالث‏,‏ وما العربدة الأمريكية الداروينية ضد العراق سوي تعبير عن إدراك المؤسسة الحاكمة الأمريكية لهذه الحقيقة‏,‏ فهي تود الهيمنة علي مصادر الموارد الطبيعية في عالم تتناقص فيه هذه الموارد حتي يمكنها الاحتفاظ للإنسان الأمريكي بمعدلاته الاستهلاكية العالية‏,‏ فهذا هو وعد الحداثة الداروينية له‏. وقد اتضح لنا جميعا أن الثمن المادي والمعنوي لمنظومة الحداثة الداروينية مرتفع للغاية‏,‏ ولنأخذ الجانب المادي أولا‏:‏ تتحدث بعض الدراسات عما يسمي رأس المال الطبيعي الثابت ‏fixed natural capital‏ أي العناصر الطبيعية التي لايمكن استبدالها‏,‏ وثمة إحصائية تذهب إلي أنه لو تم حساب التكاليف الحقيقة لأي مشروع صناعي غربي‏(‏أي حساب المكسب النقدي المباشر مخصوما منه الخسارة الناجمة عن استهلاك رأس المال الطبيعي الثابت‏)‏ لظهر أنه مشروع خاسر‏,‏ وأن المشروع الصناعي الغربي قد حقق ماحقق من نجاح واستمرار لأن الجنس البشري بأسره قد دفع الثمن‏,‏ وقام الإنسان الغربي وحده بأخذ الغنيمة‏,‏ وقد أدي هذا إلي فداحة ثمن التقدم الذي تنادي به الحداثة الإمبريالية الداروينية‏:‏تآكل طبقة الأوزون ــ تلوث البحار ــ التصحر الناتج عن قطع الغابات ــ النفايات النووية ــ تلوث الهواء ــ تزايد سخونة الغلاف الجوي‏.والحداثة الداروينية لها أثرها علي نسيج المجتمع‏,‏ وعلي منظوماته الحاكمة‏..‏ ولنذكر بعض الظواهر الاجتماعية السلبية المختلفة‏:‏تآكل الأسرة ــ تراجع التواصل بين الناس ــ الأمراض النفسية ــ تزايد الإحساس بالاغتراب والوحدة والغربة ــ ظهور الإنسان ذي البعد الواحد ــ هيمنة النماذج الكمية والبيروقراطية علي الإنسان ــ تزايد العنف والجريمة‏(‏يعد قطاع السجون هو أسرع القطاعات توسعا في الاقتصاد الأمريكي‏)‏ ــ الإباحية‏(‏ التكاليف المادية لإنتاجها والتكاليف المعنوية لاستهلاكها‏)‏ ــ السلع التافهة‏(‏التي لاتضيف إلي معرفة الإنسان ولاتعمق من إحساسه‏,‏ والتي تستغرق وقتا إجتماعيا في إنتاجها واستهلاكها‏)‏ ــ تضخم الدولة وهيمنتها من خلال أجهزتها الأمنية والتربوية علي الأفراد ــ تضخم قطاع اللذة والميديا وغزوها حياةالإنسان الخاصة ودورهاالضخم في صياغة صورة الإنسان وطموحاته وأحلامه‏,‏ برغم أن القائمين علي هذا القطاع لم يتم انتخابهم ولاتتم مساءلتهم ــ تزايد الإنفاق علي التسلح وأدوات الدمار الشامل‏(‏يقال إنه لأول مرة في التاريخ البشري ينفق الإنسان علي السلاح أكثر مما ينفق علي الطعام والملبس‏)‏ ــ ظهور إمكانية تدمير الكرة الأرضية إما فجأة‏(‏من خلال الأسلحة النووية‏)‏ أو بالتدريج‏(‏من خلال التلوث‏),‏ وكل مايسببه هذا من قلق للإنسان الحديث‏,‏ وعند هذه النقطة تلتقي الآثار المادية بالآثار المعنوية بحيث لايمكن التفريق بين الواحد والآخر‏.
وقد أدرك كثير من المفكرين الغربيين هذه الجوانب المظلمة للحداثة الداروينية‏,‏ فعبارات مثل أزمة الحداثةوأزمة المعني والأزمة الأخلاقية كلها عبارات تتواتر في علم الاجتماع الغربي‏,‏ وتدل علي تنامي هذا الإدراك‏,‏ وفكر الحضر تماما مثل رفض العولمة والرأسمالية المتوحشة وفكر مدرسة فرانكفورت‏,‏ ونظريات التنمية الجديدة التي تتحدث عن التنمية المستديمة والدعوة إلي تطوير عولمة تراحمية هي كلها محاولات لرفض الحداثة الداروينية التي تهدد سكان الكرة الأرضية‏,‏ وتهدد إنسانية الإنسان‏,‏ وفي مجال نقده للحداثة الداروينية قال روجيه جارودي‏(‏قبل تحوله للإسلام‏):‏إن معركة عصرنا هي ضد أسطورة التقدم‏,‏ والنمو علي المنوال الغربي‏,‏ فهي أسطورة انتحارية‏,‏ وهي أيضا معركة ضد الأيديولوجية التي تتسم بالفصل بين العلم والتكنولوجيا‏(‏تنظيم الوسائل والقدرة‏)‏ من جهة‏,‏ والحكمة‏(‏التبصر بالغايات وبمعني حياتنا‏)‏ من جهة أخري‏.‏ [1] هذه الأيديولوجية تتسم بأنها تؤكد فردانية متطرفة تبتر الإنسان عن أبعاده الإنسانية‏,‏ وفي نهاية الأمر خلقت قبرا يكفي لدفن العالم‏.
وهو محق في ذلك تماما فالحداثة علي النمط الغربي بدأت بادعاء أنها تري الإنسان مركزا للعالم وانتهت بكلمات ميشيل فوكوه‏:‏لايسع المرءإلا أن يقابل بضحك فلسفي كل من لايزال يريد أن يتكلم عن الإنسان وعن ملكوته وعن تحرره‏..‏ فسيضمحل الإنسان مثل نقش علي رمال الشاطيء تمحوه أمواج البحر‏,‏ بدأ العالم بدون الإنسان وسينتهي بدونه‏,‏ ومايتأكد في أيامنا هذه ليست غياب الإله أو موته بقدر ماتتأكد نهاية الإنسان‏....أنتهى



________________________________________

غير معرف يقول...

(((((((((((((القران وسفر الخروج)))))))))) يقول فاندر صاحب كتيب ميزان الحق ان القرآن نقل الآية 45 من سورة المائدة من التوراة

) وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ .(
والآية كاملة كالتالي :
) وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (
بتر هذا الدجال نصف الآية والتي تتحدث عن من يتجاوز عن الأقتصاص من خصمه وأعتبارها كفارة له عن ذنوبه وهذا كما هو واضح غير موجود بالنص المدعي الأقتباس منه في سفر الخروج 21 :23-25 ونصه وَإِنْ حَصَلَتْ أَذِيَّةٌ تُعْطِي نَفْساً بِنَفْسٍ وَعَيْناً بِعَيْنٍ وَسِنّاً بِسِنٍّ وَيَداً بِيَدٍ وَرِجْلاً بِرِجْلٍ.
وهو لا يسمح كما نري بالعفو من المعتدي في حقه بالتازل للمخطئ وشتان ما بين الفهمين فهم يطالب بأخذ الحق فقط وفهم يرتقي بالأنسان للعفو والصفح عمن أساء إليه وهو قادر علي عقابه والعفو عند المقدرة .
ولا أدري لماذا لا يملك صاحب هذا الكتيب روحا مرحه ولماذا لم يكمل باقي الأعداد التي يحاول يائسا أثبات أنها من عند الله وأعتقد أنه لا مانع من الترويح قليلا عن أنفسنا بإيراد الأعداد التي تلي النص الذي أستشهد به هذا الكاذب لوضع بسمه علي شفة القراء حيث نجد النصوص التالية تقول :
21: 28 و اذا نطح ثور رجلا او امراة فمات يرجم الثور و لا يؤكل لحمه و اما صاحب الثور فيكون بريئا
ولا ندري ما الحكمة من هذا النص المضحك والحكم بأن يرجم الثور لماذا الرجم مطلوب لذاته ولماذا لا يذبح أو يقتل بأي طريقة حسبما يري الناس هل من حكمة في رجم الثور هل ستجمع الثيران الأخري لتشهد رجمه ليكون لها أي للثيران عظة وتخويف من أن تأتي بمثل هذا الفعل , ولا يكتفي مؤلف هذا النص بهذا القدرمن الكوميديا الهزلية ولكنه يتابع قائلا في العدد الذي يليه :
21: 29 و لكن ان كان ثورا نطاحا من قبل و قد اشهد على صاحبه و لم يضبطه فقتل رجلا او امراة فالثور يرجم و صاحبه ايضا يقتل
لله الأمر من قبل ومن بعد إن تغاضينا عن النص الأول وجدنا النص الثاني يضعنا في معضلة فكيف يكون الثور نطاحا من قبل هل أبوه مثلا (أبو الثور) من كبار القوم أو عضو مجلس شعب مثلا نجح في تهريبه من النطحة الأولي ولم يتمكن في الثانية , (فعلا اصحاب العقول في راحة) وفي نهاية النص وبعد الكوميديا الهزلية نجد أن مؤلف النص ينهي نصه نهاية درامية لا يقبلها عقل ولا منطق فينهي هذا السخف برجم صاحب الثور ولنتخيل معا المشهد التالي :
الحاخام كوهين يجلس في بيته ممسكا ببعض أوراق التوراة يقرأ منها في خشوع وفجأة يسمع طرق شديد علي الباب فينهض مسرعا ويفتح الباب فيجد أحد رجال الشرطة عابسا وهو يقول :
الشرطي : أنت الحاخام كوهين
الحاخام كوهين : نعم انا هو خير
الشرطي : أنت مطلوب القبض عليك
الحاخام كوهين بدهشة : أنا .. أزاي أكيد حضرتك غلطان .
الشرطي : لا غلطان ولا حاجة .. أتفضل معايا بهدوء من فضلك
الحاخام كوهين : طيب ايه تهمتي .
الشرطي : هتعرف في التحقيق
يرتدي الحاخام كوهين ثيابه كامله ويذهب مع الشرطي إلي المحقق وأمام بيت المحقق يلمح ثوره واقفا فيبتسم الحاخام كوهين قائلا في نفسه تلاقي الثور تاه وجايبني علشان أخده والله فيهم الخير ويصيح هاليلويا هاليلويا فيرمقه الشرطي بأستغراب فيبتسم كوهين خجلا ويسير معه إلي أن يصلا إلي المحقق .
المحقق : أسمك ووظيفتك
الحاخام كوهين : أنا حاخام يا ابني وأسمي كوهين
المحقق وهو يشير من النافذه بأتجاة الثور : الثور ده بتاعك ؟
الحاخام كوهين : أيوه يا بني كتر خيركم ده تايه مني بقي له يومين
المحقق للكاتب : أثبت عندك أعترافه
الحاخام كوهين : أيوه يا ابني أثبت الرب يباركك ثم يتابع قائلا ممكن اخد الثور وامشي .
فيبتسم المحقق بجانب فمه ويقول بسخرية : تمشي أيه يا سيدي أنت مقبوض عليك
الحاخام كوهين : مقبوض عليه ليه
المحقق : الثور بتاعك نطح شالوم وقتله
الحاخام كوهين : الثور قتل شالوم .. طيب وتقبضوا عليه ليه ؟
المحقق : أنت هتستهبل ولا ايه .. أنت مش عارف سفر الخروج 21: 29 .
الحاخام كوهين يضيق عينيه ويحاول جاهدا أن يفكر ثم يقول : عافه يا أبني بس مش واخد بالي بس أيه علاقته بموضوعنا.
المحقق يخرج من درج مكتبه ورقه ويعطيها لكوهين وهو يقول : ولكن ان كان ثورا نطاحا من قبل و قد اشهد على صاحبه و لم يضبطه فقتل رجلا او امراة فالثور يرجم و صاحبه ايضا يقتل واخد بالك وصاحبه أيضا يقتل
يغشي علي كوهين ويسقط أرضا وتنتهي القصة
القصة الخيالية السابقة ليست بقصد السخرية ولكن بالتأكيد هناك العديد من الناس الذين وقعوا تحت حكم هذا النص واجهوا مثل هذا الموقف هل فكرت يا صديقي في هذا أن يقتل إنسان بسبب ثور بسبب حيوان أعجم هل هذا كلام الله .
المهم عودة لموضوعنا لم يدعي رسول الله علية الصلاة والسلام أن دين الإسلام لا علاقة له باليهودية أو النصرانية أو أنه جاء بديانه من إله لم يرسل رسل من قبله ولكنه وكما يقول المولي عز وجل في سورة (النحل:64) :
) وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ( .
بسبب هذا نعامل اليهود والنصاري كأهل كتاب وهي ميزة لهم علي باقي الملل والديانات الأخري كالبوذية والهندوسية مثلا فالرسول عليه الصلاة والسلام جاء ليكمل ويختم الأنبياء من آدم وحتي المسيح عليه السلام فإن كان هناك تشابها في شئ فهو يؤكد صدق الرسول عليه الصلاة والصلام أثبات نبوته وليس العكس وهو ما يؤكد أيضا علي صحة القرآن الكريم وصدق ما فيه فالرسول عليه الصلاة والسلام كان أميا أي أنه لم يقرأ كتب اليهود والنصاري وهذا معروف ومعلوم للجميع ونورد هنا آية قرآنية لأثبات هذا إذ يقول المولي عز وجل :
) وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ( [العنكبوت : 48] .
وهي تؤكد علي معجزة بينة للرسول وهي أنه امي وجاء بمثل هذا القرآن والآية تخبرنا أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يكن يقرأ أو يكتب حتي لا يكابر الكافرون ويقولون أن القرآن من تأليفه .
ومن ناحية أخري فإن التوراة والإنجيل لم تكن متداولة أو موجوده كما يظن النصاري في عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام ولم يكن حتي مسموحا بقراءتها لعوام النصاري واليهود قبل ثورة مارتن لوثر علي الكنيسة وقيامه بطباعتها رغما عن أنف الكنيسة وكما قلنا سلفا نؤكد ثانية نحن لا نقول أن الكتاب مزيف لا اصل له ولكنه محرف أي أنه قد يوجد به قليلا من الصدق

من كتاب صواعق الحق – ابن الفاروق
........................................................
نقلا عن شبكة ردود الاسلامية لدعوة النصارى

===================================================(((((((((فائدة"نصرت بالرعب"))))))))يقول فاندر صاحب كتيب ميزان الحق ان القرآن نقل الآية 45 من سورة المائدة من التوراة

) وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ .(
والآية كاملة كالتالي :
) وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (
بتر هذا الدجال نصف الآية والتي تتحدث عن من يتجاوز عن الأقتصاص من خصمه وأعتبارها كفارة له عن ذنوبه وهذا كما هو واضح غير موجود بالنص المدعي الأقتباس منه في سفر الخروج 21 :23-25 ونصه وَإِنْ حَصَلَتْ أَذِيَّةٌ تُعْطِي نَفْساً بِنَفْسٍ وَعَيْناً بِعَيْنٍ وَسِنّاً بِسِنٍّ وَيَداً بِيَدٍ وَرِجْلاً بِرِجْلٍ.
وهو لا يسمح كما نري بالعفو من المعتدي في حقه بالتازل للمخطئ وشتان ما بين الفهمين فهم يطالب بأخذ الحق فقط وفهم يرتقي بالأنسان للعفو والصفح عمن أساء إليه وهو قادر علي عقابه والعفو عند المقدرة .
ولا أدري لماذا لا يملك صاحب هذا الكتيب روحا مرحه ولماذا لم يكمل باقي الأعداد التي يحاول يائسا أثبات أنها من عند الله وأعتقد أنه لا مانع من الترويح قليلا عن أنفسنا بإيراد الأعداد التي تلي النص الذي أستشهد به هذا الكاذب لوضع بسمه علي شفة القراء حيث نجد النصوص التالية تقول :
21: 28 و اذا نطح ثور رجلا او امراة فمات يرجم الثور و لا يؤكل لحمه و اما صاحب الثور فيكون بريئا
ولا ندري ما الحكمة من هذا النص المضحك والحكم بأن يرجم الثور لماذا الرجم مطلوب لذاته ولماذا لا يذبح أو يقتل بأي طريقة حسبما يري الناس هل من حكمة في رجم الثور هل ستجمع الثيران الأخري لتشهد رجمه ليكون لها أي للثيران عظة وتخويف من أن تأتي بمثل هذا الفعل , ولا يكتفي مؤلف هذا النص بهذا القدرمن الكوميديا الهزلية ولكنه يتابع قائلا في العدد الذي يليه :
21: 29 و لكن ان كان ثورا نطاحا من قبل و قد اشهد على صاحبه و لم يضبطه فقتل رجلا او امراة فالثور يرجم و صاحبه ايضا يقتل
لله الأمر من قبل ومن بعد إن تغاضينا عن النص الأول وجدنا النص الثاني يضعنا في معضلة فكيف يكون الثور نطاحا من قبل هل أبوه مثلا (أبو الثور) من كبار القوم أو عضو مجلس شعب مثلا نجح في تهريبه من النطحة الأولي ولم يتمكن في الثانية , (فعلا اصحاب العقول في راحة) وفي نهاية النص وبعد الكوميديا الهزلية نجد أن مؤلف النص ينهي نصه نهاية درامية لا يقبلها عقل ولا منطق فينهي هذا السخف برجم صاحب الثور ولنتخيل معا المشهد التالي :
الحاخام كوهين يجلس في بيته ممسكا ببعض أوراق التوراة يقرأ منها في خشوع وفجأة يسمع طرق شديد علي الباب فينهض مسرعا ويفتح الباب فيجد أحد رجال الشرطة عابسا وهو يقول :
الشرطي : أنت الحاخام كوهين
الحاخام كوهين : نعم انا هو خير
الشرطي : أنت مطلوب القبض عليك
الحاخام كوهين بدهشة : أنا .. أزاي أكيد حضرتك غلطان .
الشرطي : لا غلطان ولا حاجة .. أتفضل معايا بهدوء من فضلك
الحاخام كوهين : طيب ايه تهمتي .
الشرطي : هتعرف في التحقيق
يرتدي الحاخام كوهين ثيابه كامله ويذهب مع الشرطي إلي المحقق وأمام بيت المحقق يلمح ثوره واقفا فيبتسم الحاخام كوهين قائلا في نفسه تلاقي الثور تاه وجايبني علشان أخده والله فيهم الخير ويصيح هاليلويا هاليلويا فيرمقه الشرطي بأستغراب فيبتسم كوهين خجلا ويسير معه إلي أن يصلا إلي المحقق .
المحقق : أسمك ووظيفتك
الحاخام كوهين : أنا حاخام يا ابني وأسمي كوهين
المحقق وهو يشير من النافذه بأتجاة الثور : الثور ده بتاعك ؟
الحاخام كوهين : أيوه يا بني كتر خيركم ده تايه مني بقي له يومين
المحقق للكاتب : أثبت عندك أعترافه
الحاخام كوهين : أيوه يا ابني أثبت الرب يباركك ثم يتابع قائلا ممكن اخد الثور وامشي .
فيبتسم المحقق بجانب فمه ويقول بسخرية : تمشي أيه يا سيدي أنت مقبوض عليك
الحاخام كوهين : مقبوض عليه ليه
المحقق : الثور بتاعك نطح شالوم وقتله
الحاخام كوهين : الثور قتل شالوم .. طيب وتقبضوا عليه ليه ؟
المحقق : أنت هتستهبل ولا ايه .. أنت مش عارف سفر الخروج 21: 29 .
الحاخام كوهين يضيق عينيه ويحاول جاهدا أن يفكر ثم يقول : عافه يا أبني بس مش واخد بالي بس أيه علاقته بموضوعنا.
المحقق يخرج من درج مكتبه ورقه ويعطيها لكوهين وهو يقول : ولكن ان كان ثورا نطاحا من قبل و قد اشهد على صاحبه و لم يضبطه فقتل رجلا او امراة فالثور يرجم و صاحبه ايضا يقتل واخد بالك وصاحبه أيضا يقتل
يغشي علي كوهين ويسقط أرضا وتنتهي القصة
القصة الخيالية السابقة ليست بقصد السخرية ولكن بالتأكيد هناك العديد من الناس الذين وقعوا تحت حكم هذا النص واجهوا مثل هذا الموقف هل فكرت يا صديقي في هذا أن يقتل إنسان بسبب ثور بسبب حيوان أعجم هل هذا كلام الله .
المهم عودة لموضوعنا لم يدعي رسول الله علية الصلاة والسلام أن دين الإسلام لا علاقة له باليهودية أو النصرانية أو أنه جاء بديانه من إله لم يرسل رسل من قبله ولكنه وكما يقول المولي عز وجل في سورة (النحل:64) :
) وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ( .
بسبب هذا نعامل اليهود والنصاري كأهل كتاب وهي ميزة لهم علي باقي الملل والديانات الأخري كالبوذية والهندوسية مثلا فالرسول عليه الصلاة والسلام جاء ليكمل ويختم الأنبياء من آدم وحتي المسيح عليه السلام فإن كان هناك تشابها في شئ فهو يؤكد صدق الرسول عليه الصلاة والصلام أثبات نبوته وليس العكس وهو ما يؤكد أيضا علي صحة القرآن الكريم وصدق ما فيه فالرسول عليه الصلاة والسلام كان أميا أي أنه لم يقرأ كتب اليهود والنصاري وهذا معروف ومعلوم للجميع ونورد هنا آية قرآنية لأثبات هذا إذ يقول المولي عز وجل :
) وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ( [العنكبوت : 48] .
وهي تؤكد علي معجزة بينة للرسول وهي أنه امي وجاء بمثل هذا القرآن والآية تخبرنا أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يكن يقرأ أو يكتب حتي لا يكابر الكافرون ويقولون أن القرآن من تأليفه .
ومن ناحية أخري فإن التوراة والإنجيل لم تكن متداولة أو موجوده كما يظن النصاري في عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام ولم يكن حتي مسموحا بقراءتها لعوام النصاري واليهود قبل ثورة مارتن لوثر علي الكنيسة وقيامه بطباعتها رغما عن أنف الكنيسة وكما قلنا سلفا نؤكد ثانية نحن لا نقول أن الكتاب مزيف لا اصل له ولكنه محرف أي أنه قد يوجد به قليلا من الصدق

من كتاب صواعق الحق – ابن الفاروق
........................................................
نقلا عن شبكة ردود الاسلامية لدعوة النصارى

غير معرف يقول...

الرسول يمص لسان الحسن و شفته
حدثنا ‏ ‏هاشم بن القاسم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حريز ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي ‏ ‏عن ‏ ‏معاوية ‏ ‏قال ‏
‏رأيت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يمص لسانه ‏ ‏أو قال شفته ‏ ‏يعني ‏ ‏الحسن بن علي ‏ ‏صلوات الله عليه ‏ ‏وإنه ‏ ‏لن يعذب لسان أو شفتان مصهما رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم
مسند أحمد .. مسند الشاميين .. حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنه
http://hadith.al-islam.com/Display/D...um=16245&doc=6
فما مدى صحة هذا الحديث وكيف نرد على هذه الشبهة ... ؟؟
وأيضا شبهة آخر في نفس الموضوع تقريبا
الرسول يمص لسان علي بن أبي طالب و يغذيه من ريقه المبارك !!
وفي خصائص العشرة للزمخشري أن النبي صل الله عليه وسلم تولى تسميته بعلي وتغذيته أياما من ريقه المبارك بمصه لسانه فعن فاطمة بنت أسد أم علي رضي الله تعالى عنها أنا قالت لما ولدته سماه عليا وبصق في فيه ثم إنه ألقمه لسانه فما زال يمصه حتى نام قالت فلما كان من الغد طلبنا له مرضعة فلم يقبل ثدي أحد فدعونا له محمدا صلى الله عليه وسلم فألقمه لسانه فنام فكان كذلك ما شاء الله عز وجل هذا كلامه فليتأمل.
السيرة الحلبية في سيرة الأمين المأمون .. باب أول الناس إيمانا به صلى الله عليه و سلم
http://arabic.islamicweb.com/Books/s...?book=3&id=431
فما مدى صحة هذه الراوية أيضا ... وما معناها
نبدأ الرد ب
بسم الله الرحمن الرحيم
كتب د. بسام الغانم في ملتقى أهل السنة في رده على الحديث الأول :
هذا الحديث رواه أحمد في مسنده 28/62 ح16848 طبعة الرسالة وقال محققوه : إسناده صحيح
وقد أشكل على بعض الناس تقبيل النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بهذه الصفة ، وغاب عنهم أنه كان طفلا صغيرا وهو سبط النبي صلى الله عليه وسلم ، بل قد يكون عندما قبله ذلك التقبيل رضيعا ، ولا إشكال في تقبيل أب لابنه الرضيع على هذه الصفة كما لا يخفى على عاقل
ولكن قد يكون هناك إشكال في قول معاوية رضي الله عنه آخر الحديث لأن هذا الأمر وحده لا يكفي في النجاة من عذاب الله ولهذا ختم الله تعالى سورة التحريم بذكر امرأة نوح وامرأة لوط فكون كل منهما زوجة نبي لم يغن عنهما شيئا وكانتا من أهل النار يذكر بهذا زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهن ، ومعلوم أن مثل ذلك التقبيل يكون بين الأزواج وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى عبدالله بن أبي بعدما أدخل حفرته فأمر به فأخرج فوضعه على ركبتيه ونفث عليه من ريقه وألبسه قميصه ولم يغن عنه ذلك كله من الله شيئا كما لايخفى عليكم لكن يمكن أن يقال : إن ماذكره معاوية رضي الله عنه من عدم تعذيب من كان كذلك إنما يكون مع توافر شروط أخرى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpo...41&postcount=2
وكتب أبو خالد السلمي المشرف هناك ما نصه :
هذا الحديث استغله بعض المنصرين الحاقدين للطعن في جناب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وانطلى مكرهم على بعض المفتونين ، فدخل الريب قلوبهم .
وما أُتِيَ هؤلاء إلا من قبل انتكاس فطرتهم ، فهؤلاء الإفرنج الأنجاس ، لا مانع عندهم أن يعانق رجلٌ امرأةً أجنبية عنه في قارعة الطريق ويقبلها في فمها وحيث يشاء ، ويمرون بجوارهما لا يحركون ساكنا ولا يرون أي غضاضة في ذلك ، بينما لو قبّل مسلم ابنه أو ابنته قبلة رحمة ومداعبة نظروا إليه نظر ريبة ، بل وصل الأمر إلى الاتصال بالشرطة ومحاكمة رجل مسلم هنا في أمريكا كان يقبل ابنته الرضيعة ويلاعبها كما يلاعب المسلم طفله ملاعبة رحمة وعطف في الطريق ، فاتهموه بالشذوذ الجنسي ، وفرقوا بينه وبين ابنته وأخذوا ابنته منه وجعلوا أسرة نصرانية تكفلها ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
فهؤلاء الأنجاس ذوو فطرة منكوسة وحياتهم كالبهائم ، بل هم أضل ، فالواحد منهم لا مانع عنده أن يفجر بابنه بل بالبهائم ، فلذا يفسرون هذا الحديث تفسيرا مشينا لأن كل إنسان يرى الناس بعين طبعه ، بينما الواقع أن الحديث من مناقب المصطفى صلى الله عليه وسلم لما فيه تقبيله لابنه الحسن ومداعبته إياه يرحمه ويلاطفه ، فأي عاقل ذو فطرة مستقيمة لا يمكن أن يفهم من الحديث سوى هذا ، وصلى الله وسلم على أشرف الخلق .
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpo...49&postcount=3
هذا كله بالطبع بالنسبة للرواية الأولى في مسند الإمام أحمد فإذا ما جئنا للرواية الثانية فأقول بالله التوفيق
بسم الله الرحمن الرحيم
بالنسبة للرواية الثانية فطبعاً المتن غير مستنكر فريق النبي بركة وعلى كان طفلاً صغيراً وجزا الله جميع من ردوا على فرية النصارى تلك
أما من ناحية الصحة من عدمه فنجد
أولاً : هذه الرواية ليس لها سند أصلاً كما هو واضح فعلاما الحكم إذن ؟؟؟
ثانياً : فاطمة بت أسد أم الإمام على لم أقف على حديث أو خبر واحد لها (أي تكون هى الراوية للحديث أو الخبر) في أي من كتب المتون وقد بحثت في المكتبة الإسلامية الشاملة التي تحتوى على 42 كتابا من كتب المتون و 329 من الأجزاء الحديثة و19 من كتب التخريج و 73 من كتب الالبانى وغيرهم ولم أجد لها حديث أو خبر واحد !!
ثالثاً : لم أجدها في رواة التهذيبيين وإن كانت بالطبع صحابية فهي ثقة ولكن كما وضحت لم أجد لها حديث أو خبر واحد فضلاً عن عدم وجود سند أصلاً للرواية !!
رابعاً : كتب السيرة معروف عنها أنها تجمع الغث والثمين وكثير من الأحاديث بها موضوعة أو ضعيفة أو بلا سند أصلاً كما في هذا "الحديث" !!
خامساً : الصفحة التي ورد بها هذا الخبر أو الحديث بها مناقب الإمام على ولا يخفى على أحد كثرة الموضوعات والأحاديث الضعيفة في مناقبه من الرافضة وغيرهم ويكفى مثلاً أن نوضح أن في هذه الصفحة هناك :
ففي المرفوع عن سلمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
أول هذه الأمة ورودا على الحوض أولها إسلاما علي بن أبي طالب
وهذا الحديث أيضا لا إسناد له هنا كما ترى وإن كان له أصل فهو موجود في كنز العمال وقد عزاه إلى ابن أبي شيبة وقد رواه الطبراني في المعجم الكبير وقال الهيثمى في مجمع الفوائد رجاله ثقات وهو كلام غريب جدا لا يصحً لم يوافقه فيه أحد
فإن بحثت في درر سنية
http://www.dorar.net/mhadith.asp
تجد في هذا الحديث
خلاصة الدرجة: [فيه] عبد الرحمن بن قيس الزعفراني عامة ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه - المحدث: ابن عدي - المصدر: الكامل في الضعفاء - الصفحة أو الرقم: 5/475
خلاصة الدرجة: [فيه] أبو معاوية الضبي متروك الحديث - المحدث: ابن القيسراني - المصدر: ذخيرة الحفاظ - الصفحة أو الرقم: 2/1032
خلاصة الدرجة: فيه محمد بن يحيى المأربي منكر الحديث واه - المحدث: الذهبي - المصدر: تلخيص العلل المتناهية - الصفحة أو الرقم: 71
خلاصة الدرجة: في إسناده عبد الرحمن بن قيس الزعفراني , وهو وضاع , وتابعه سيف بن محمد, وهو شر منه - المحدث: الشوكاني - المصدر: الفوائد المجموعة - الصفحة أو الرقم: 346
خلاصة الدرجة: باطل - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 6336
ولم أجد من وافقه بل أيضاً في تذكرة الموضوعات- الفتني و الموضوعات - ابن الجوزي ج 1 نفس الكلام وانه لا يصح بحال
ناهيك بالطبع عن اختلاف المتن المذكور عن المتن الذي جاء في كنز العمال أيضاً.
39145- حوضى من عدن إلى عمان البلقاء ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وأكوابه عدد نجوم السماء من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا، وأول الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين، الشعث رؤسا الدنس ثيابا، الذين لا ينكحون المتنعمات ولا يفتح لهم السدد (السدد: أي لا تفتح لهم الأبواب. النهاية 2/353. ب).
(ت، ك - عن ثوبان)(أخرجه الترمذي كتاب صفة القيامة باب ما جاء في صفة أواني الحوض رقم (2446) وقال غريب. ص).
وقد صحح هذه الرواية الألباني في صحيح الترمذي 2444 وصحيح التغريب 3615 وصحيح الجامع 3162 وقد رواه أحمد بصيغ أخرى متقاربة صححها أحمد شاكر 9/21 والألباني أيضاً في صحيح التغريب 3184 و 3616
وناهيك بالطبع عن القصة العجيبة اللاحقة لهذه القصة
وعنها رضي الله تعالى عنها أنها في الجاهلية أرادت أن تسجد لهبل وهي حامل بعلي فتقوس في بطنها فمنعها من ذلك
التي هي أيضا بلا إسناد وأيضاً من رواية فاطمة بنت أسد التي لم أجد لها حديثاً واحدا في غالب كتب المتون فتأمل
فضلاً بالطبع عن أن الكلام في هذه الصفحة وفي هذه الكتاب عموماً كله بلا إسناد غالباً فلا تعرف الصحيح فيه من الضعيف مما له أصل مما ليس له أصل والله المستعان !!
وأختم بما قاله الألباني في السلسلة الصحيحة في معرض كلامه عن الحديث رقم 2261 حيث قال :
و قد يظن بعضهم أن كل ما يروى في كتب التاريخ و السيرة ، أن ذلك صار جزءا لا يتجزأ من التاريخ الإسلامي ، لا يجوز إنكار شيء منه ! و هذا جهل فاضح ، و تنكر بالغ للتاريخ الإسلامي الرائع ، الذي يتميز عن تواريخ الأمم الأخرى بأنه هو وحده الذي يملك الوسيلة العلمية لتمييز ما صح منه مما لم يصح ، و هي نفس الوسيلة التي يميز بها الحديث الصحيح من الضعيف ،ألا و هو الإسناد الذي قال فيه بعض السلف : لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء .
و لذلك لما فقدت الأمم الأخرى هذه الوسيلة العظمى امتلأ تاريخها بالسخافات و الخرافات ، و لا نذهب بالقراء بعيدا ، فهذه كتبهم التي يسمونها بالكتب المقدسة ، اختلط فيها الحامل بالنابل ، فلا يستطيعون تمييز الصحيح من الضعيف مما فيها من الشرائع المنزلة على أنبيائهم ، و لا معرفة شيء من تاريخ حياتهم ، أبد الدهر ، فهم لا يزالون في ضلالهم يعمهون ، و في دياجير الظلام يتيهون !
فهل يريد منا أولئك الناس أن نستسلم لكل ما يقال : إنه من التاريخ الإسلامي . و لو أنكره العلماء ، و لو لم يرد له ذكر إلا في كتب العجائز من الرجال و النساء ؟ ! و أن نكفر بهذه المزية التي هي من أعلى و أغلى ما تميز به تاريخ الإسلام ؟ ! و أنا أعتقد أن بعضهم لا تخفى عليه المزية و لا يمكنه أن يكون طالب علم بله عالما دونها ، و لكنه يتجاهلها و يغض النظر عنها سترا لجهله بما لم يصح منه ، فيتظاهر بالغيرة على التاريخ الإسلامي ، و يبالغ في الإنكار على من يعرف المسلمين ببعض ما لم يصح منه ، بطرا للحق ، و غمصا للناس . و الله المستعان
====================
مقارنه بين حادثة في الإنجيل وحادثة وقعت في عصر الرسول الله صلى الله عليه وسلم
سوف نقارن بين حادثة في الإنجيل وحادثة وقعت في عصر الرسول الله صلى الله عليه وسلم
في الكتاب المقدس واقعه كونية فسرت تفسير تنجيمي وهي الفرس الذين وجدوا نجم في السماء هذه الواقعة وردت في انجيل
متى 2(1/10)
1 ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في أيام هيرودس الملك إذا مجوس من المشرق قد جاءوا إلى أورشليم
2 قائلين أين هو المولود ملك اليهود.فإننا رأينا نجمه في المشرق واتينا لنسجد له.
3 فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وجميع أورشليم معه.
4 فجمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وسألهم أين يولد المسيح.
5 فقالوا له في بيت لحم اليهودية.لأنه هكذا مكتوب بالنبي.
6 وأنت يا بيت لحم ارض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا .لان منك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل
7 حينئذ دعا هيرودس المجوس سرّا وتحقق منهم زمان النجم الذي ظهر.
8 ثم أرسلهم إلى بيت لحم وقال اذهبوا وافحصوا بالتدقيق عن الصبي.ومتى وجدتموه فاخبروني لكي آتي أنا أيضا واسجد له.
9 فلما سمعوا من الملك ذهبوا وإذا النجم الذي رأوه في المشرق يتقدمهم حتى جاء ووقف فوق حيث كان الصبي.
10 فلما رأوا النجم فرحوا فرحا عظيما جدا.
يقول منيس عبد النور في كتابة شبهات وهمية حول الكتاب المقدس ص283
أما قوله"نجمه" فليس معناه الكواكب السيارة كما توهم المعترض ، بل هي حادثة جوية ذات أنوار ساطعة .وقال الفلكي كبلر إنه في ذلك الوقت حصل اقتران بين المشتري وزحل ، وحصلت حادثة فلكية 0 ثم أيد ذلك العلامة أدلر( من علماء برلين) وقد كشفت الدراسات الفلكية الحديثة خطأ المعترض.
يرد البابا شنودة على سؤال عن هذا الموضوع يقول لقد فسره القديس يوحنا ذهبي الفم في تفسيره للكتاب المقدس وقال أن نجم لم يكن نجم عادي لأن النجوم العادية تتحرك من الغرب إلى الشرق وده نجم قادم من بلاد المشرق ورايح غربا نحو فلسطين فالحركة بتاعته ليست مثل حركات النجوم كما أنه كان يقف أحيانا ويتحرك أحياننا أخرى وليست هذا من طبيعة النجوم فهما لما راحوا يقبلوا هيرودس وقف النجم وما دخلش معهم وبعدين بعد ما سبوا هيرودس مشى ورآهم كمان وقف حيث كان الصبي ذي ما أقال القديس أن نزل لتحت فوق البيت وشفوه لأن فوق ما تعر فش حاجة فهو النجم مش نجم طبيعي لأن أنتا مثلا ترى القمر فوقك وتسافر بلاد وتلاقي القمر بردة فوقك وتسافر بطيارة وتروح قارة أخرى وتلاقي القمر فوقك ومش معقولة أن القمر وهو أكبر من النجم يوريك مكان معين كلما تمشى فوقك لكن مش ممكن يعرفوا به بيت إلا إذا نزل كده فوق البيت فالقديس يوحنا ذهبي الفم يقول أن هذا لم يكن نجما أنما كانت قوه ألهيه ظهرت في هيئة نجم وجذبت الناس بهذه التحركات الغريبة عن طبيعة النجوم فلقوا نجم له لمعان شديد مش ذي بقيه النجوم بيتحرك بطريقة غير طبيعة النجوم ليقف ويمشي غير طبيعة النجوم بينزل لمكان معين غير طبيعة النجوم فتبينوا لكن هو لم يكن نجما طبيعي يعني كل أسألتك يعني لك حق فيها لو أنه نجم طبيعي لكن هو مش نجم طبيعي كان قوه إلهيه ظهرت في هيئة نجم جذبت هؤلاء الناس يعني مش نجم من النجوم إلي نعرفها يعني.
هذا نص ما قله البابا واحد يقول ظاهرة جوية ذات أنوار ساطعة وواحد يقول قوه إلهيه ولماذا القوه إلهيه تأتي للمجوس في فارس دون غيرهم وهم يحاولون أن يجعلوها أي شيء غير أن تكون نجم لماذا ؟؟؟؟ لأن لو اصبح نجم سوف تبطل الأناجيل لأنها خرافة بجميع المقايس فلم يجدوا مخرج لأن يبحثوا عن مخرج وتحويل النجم الى اى شىء اخر غير ان يكون نجم لماذا؟؟؟
1- أن النجم لا يولد لمولد أحد ولا لموت أحد وإنما من يقول ذلك المنجمين .
2- أن النجم يتحرك عكس اتجاه عقرب الساعة لدوران الأرض حول نفسها أي من المغرب إلى المشرق لكن هم قادمون من المشرق إلى المغرب معنى ذلك أن هذا النجم شذ عن حركة المنظورة للنجوم
3- لو أنها حدثت سواء نجم أو ظاهرة جوية ذات أنوار ساطعة أو قوه إلهيه لكانت كفيله بأن يأتي معهم كل من شاهد هذا النجم ومعجزته في الحركة
4- المسافة التي قطعها المجوس من بلاد فارس إلى مكان ولادة المسيح ألاف الكيلومترات كيف قطعوها لكي يصلوا في يوم ولادته ومن المعروف حسب المنجمين أن النجم يولد يوم الولادة كيف تم ولادة نجم قبل ميعاد وكم استغرقت رحلتهم التي قطعوها ولماذا لم تؤمن الشعوب لرؤية هذا النجم خصوصا وقوفه فوق مكان ولادة المسيح .
5- وقوف النجم فوق المكان الذي ولد فيه المسيح كيف يقف النجم فوق المكان مع أن النجم يبعد عن الأرض ملايين السنوات الضوئية وهل النجم يستطيع أن يستدل على مكان بيت لحم .
6- لم يقل لنا البابا على مسافة كم يرتفع النجم أو أي ظاهرة هل متر أم خمسه متر
7- إذا كان أهل فارس عرفوا بمولدة وقدموا من أجل ذلك واليهود لم يعرفوه وهم الأولي

8- ولادة المسيح سواء 25 ديسمبر او 7 يناير في هذا الوقت السماء لا تكون صافيه بل ملبدة بالغيوم والسحاب ومنطقة فارس المطر والسحاب شديد فكيف ظهر هذا النجم والطرق كلها ملبده بالغيوم
9- وقوف النجم حتى لو أن هذا النجم طلع شمعة كان كفيلا بإيمان اليهود والفرس كلها والرومان وهذا لم يحدث
10- عندما وجد البابا شنودة مشكلة في هذا السؤال فقد تحول النجم إلى قوه إلهيه ظهرت في هيئة نجم وكأن الفرس المنجمين القادمين لا يعرفوا التمييز بين النجم والظاهرة التي يحكي عنها النجم الذي لا يرتفع عن الأرض ما بين 2 متر و 5 متر ولا ندري سواء هو والقديس يوحنا العبقري
صحيح البخاري،
الحديث رقم:
996 - حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا هاشم بن القاسم قال: حدثنا شيبان، أبو معاوية، عن زياد بن علاقة، عن المغيرة بن شعبة قال:
كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات إبراهيم، فقال الناس: كسفت الشمس لموت إبراهيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم فصلوا وادعوا الله).
[1011، 5846]
[ش أخرجه مسلم في الكسوف، باب: ذكر النداء بصلاة الكسوف: الصلاة الجامعة، رقم: 915.
(إبراهيم) ابن النبي صلى الله عليه وسلم من مارية القبطية، توفي وعمره ثمانية عشر شهرا].
صحيح البخاري، الحديث رقم:
1011 - حدثنا أبو الوليد قال: حدثنا زائدة قال: حدثنا زياد بن علاقة قال: سمعت المغيرة بن شعبة يقول:
انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم، فقال الناس: انكسفت لموت إبراهيم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموهما فادعوا الله وصلوا حتى ينجلي).
[ر: 996]
1- لو أنه نبي كاذب لاستغل الواقعة لصالحة استغلال كامل ولقال لهم هذا دليل على نبوتي ويستغل ما قلوه أن هذه الظاهرة الفلكية لموت إبراهيم ولتركهم يروجون لها .ولكن ينفيها تماما
2- لو أنه نبي كاذب لم يقل إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته
نحن أمام معجزة كونية حدثت وهي كسوف الشمس يوم وفاه إبراهيم ونجم جاء من المشرق إلى المغرب فيا ترى أيهما أقرب إلى التصديق وما هو أقرب يتم نفيه من قبل الرسول الله صلى الله علية وسلم وهذا دليل على نبوته صلى الله علية وسلم
أخوكم
محمد الريس
=================
صورة ابن مريم وأمه في الكعبة .. رواية الأزرقي
هذه هي الرواية التي جاءت في كتاب الأزرقي ( وقد استشهد بها الحريري في كتابه قس ونبي ) :
وحدثني جدي قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن قال: أخبرني بعض الحجبة عن مسافع بن شيبة بن عثمان إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا شيبة أمح كل صورة فيه إلا ما تحت يدي قال: فرفع يده عن عيسى بن مريم وأمه.
... هذه الرواية واهية منكرة للأسباب التالية :
أولا : فيها الأزرقي وهو مجهول الحال عند أئمة الحديث .. قال العلاَّمة عبدالرحمن بن يحيى المعلِّمي ( ت : 1386هـ ) رحمه الله في كتابه عن مقام إبراهيم ط/ علي الحلبي (ص/56) بعد أن ساق خبراً من طريق الأزرقي : (( الأزرقي نفسه لم يوثِّقه أحدٌ من أئمة الجرح والتعديل ، ولم يذكره البخاري ، ولا ابن أبي حاتم . بل قال الفاسي في ترجمته من العقد الثمين : ( لم ارَ من ترجمه ) . فهو على قاعدة أئمة الحديث : مجهول الحال )) ... وذكر في (ص/58) حديثاً ثم أعلَّه بالأزرقي . ونحوه في (ص/61) . وقال الألباني عن الأزرقي: ( لم نجد له ترجمة في شيء من المصادر المعروفة المطبوعة والمخطوطة إلا قول السمعاني في كتابه أخبار مكة ) . ولذلك فقد اعتبره الشيخ الألباني، من ناحية روايته في حكم المستورين عند المحدثين الذي يستأنس بحديثهم لا يحتج به .. ويقول الحافظ الذهبي : (ويريبني من الأزرقي حُسنُ سياقه للحكايات ، وإشباعه القول فيها ، ومثل ذلك قليلٌ فيما يصحُّ عن الصحابة والتابعين ! ) ...
ثانيا : الإرسال في الحديث إذ لم يروه صحابي , بل تابعي , وهو منقطع كذا ..
ثالثا : علة لا تخفى في السند ( أخبرني بعض الحجبة ) , مما يوهن السند ..
رابعا : مخالفة هذه الرواية لما جاء في الصحاح ..
ففي البخاري : حدثني إسحاق، حدثنا عبد الصمد، قال حدثني أبي، حدثنا أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة، فأمر بها فأخرجت، فأخرج صورة إبراهيم، وإسماعيل في أيديهما من الأزلام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " قاتلهم الله لقد علموا ما استقسما بها قط " . ثم دخل البيت، فكبر في نواحي البيت، وخرج ولم يصل فيه .
وفي سنن أبي داوود : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عَبْدِ الْكَرِيمِ، حَدَّثَهُمْ قَالَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ، - يَعْنِي ابْنَ عَقِيلٍ - عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضى الله عنه - زَمَنَ الْفَتْحِ وَهُوَ بِالْبَطْحَاءِ أَنْ يَأْتِيَ الْكَعْبَةَ فَيَمْحُوَ كُلَّ صُورَةٍ فِيهَا فَلَمْ يَدْخُلْهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى مُحِيَتْ كُلُّ صُورَةٍ فِيهَا
خامسا : وهو متعلق بالمتن .. فهذا منكر لمخالفته للعقيدة الإسلامية وتحريم التصوير .. وكيف لم يأت في الأثر من يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ؟
سادسا : .. فلقد روى الأزرقي غير هذه الرواية 165 في 168 & 169 :
حدثني جدي قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن جابر بن عبد الله قال: زجر النبي صلى الله عليه وسلم عن الصور وأمر عمر بن الخطاب زمن الفتح أن يدخل البيت فيمحو ما فيه من صورة ولم يدخله حتى محي. & حدثني جدي قال: حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن عبيد عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدخل الكعبة حتى أمر عمر بن الخطاب أن يطمس على كل صورة فيها.
فكما وضح لك .. فإن الرواية واهية سندا منكرة متنا .. والروايات الصحيحة تؤكد أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدخل الكعبة أصلا حتى أخرجت التماثيل ومحيت الصور
كايند
=============
اُغْزُوا تَبُوك تَغْنَمُوا بَنَات الْأَصْفَر وَنِسَاء الرُّوم
ضعيف
1- رواة الطبرى من طريق ( عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد مرفوعاً به ) وهو إسناد صحيح رجاله ثقات وعلته الإرسال
فمجاهد هو ابن جبر الملكى وهو ثقة تابعى من الطبقة الثالثه ولم يعاصر الرسول صلى الله عليه وسلم
ووله شاهدين من رواية (ابن حميد, قال: حدثنا سلمة, عن محمد بن إسحاق, عن الزهري)
وهو شاهد ضعيف جدا ابن حميد ضعيف والأولى تركه كما قال الحافظ الذهبي وعنعنة ابن إسحاق وهو مدلس وكذلك علة الإرسال فلايصلح للإستشهاد به
والثانى (حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد)
وهو شاهد ضعيف جدا وأفته ابن زيد وهو عبد الرحمن وقد ضعفوه كما ذكر الحافظ وكذلك الإنقطاع فهو من الطبقة الثامنه من التابعين
2-رواة الطبراني فى الكبير من طريق (محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا يحيى بن عبد الحميد ثنا بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك بن مزاحم عن بن عباس مرفوعاً به)
وهو سند ضعيف جدا وأفته:
1-يحيى بن عبد الحميد وهو الحماني متهم بسرقة الحديث
2-بشر بن عمارة قال عنه الحافظ ابن حجر ضعيف
3-الإنقطاع بين الضحاك وابن عباس
وله شاهد فى الطبرانى أيضا من طريق (الحسن بن علي المعمري ثنا جبارة بن المغلس ثنا أبو شيبة إبراهيم بن عثمان عن الحكم عن مجاهد عن بن عباس مرفوعاً به)
وهو شاهد ضعيف جدا وعلته :
1-جبارة بن المغلس متفق على ضعفه
2-أبو شيبة إبراهيم بن عثمان متفق على ترك حديثه
ملحوظة:-
رواية (الحكم عن مجاهد ) بالعنعنه هى من كتاب كما ذكر البخاري فى التاريخ الكبير
3-رواة البيهقى فى الدلائل:
من طريق (أبو علاثة قال حدثنا أبي قال حدثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة )
وهو سند ضعيف مظلم فأبن علاثة مختلف على تركة وتوثيقه
وأبيه مجهول الحال
وابن لهيعة سيئ الحفظ ساقط الإحتجاج حسن الأستشهاد به
والإرسال فعروة تابعى ثقه
ثم ساقة من رواية موسى بن عقبة بسند فيه ابن أبي أويس وهو متخلف فيه ورأيت الشيخ الألباني يحسن حديثه وهو من رجال الصحيحين إلا ان الحافظ قال فى نهاية ترجمته :
(و أما الشيخان فلا أظن بهما أنهما أخرجا عنه إلا الصحيح من حديثه الذى شارك فيه الثقات ، و قد أوضحت ذلك فى مقدمة شرحى على البخارى ، و الله أعلم) تهذيب التهذيب
وهناك علة أخرى للحديث وهى الإرسال
وله شاهد ضعيف عن البيهقى من طريق:
(ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر بن حزم )
وعلته عنعنة ابن إسحاق والإنقطاع
4-ثم رأيت له شاهد أخر فى تفسير (عبد الرزاق الصنعاني) من طريق الكلبي
والكلبي رافضي كذاب وهو من صغار التابعين
الخلاصة:
لم يرد لنا هذا النص بسند متصل مرفوع صحيح
والصحيح ماورد وماصححه الشيخ الألباني من قوله صلى الله عليه وسلم
(يا جد ! هل لك في جلاد بني الأصفر ?)
وذلك من رواية ( جابر بن عبد الله ) مرفوعاً بإسناد صحيح متصل من طريق ابن إسحاق وقد صرح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه
أنا مسلم
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَاف بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِب
فأخذ عباقرة الصليب كلمة ( بْنِ كِلَابِ ) وأدعو أن رسول الله والمسلمين ( أولاد كلب ) ...
وحسبنا الله ونعم الوكيل .
جاء بإنجيل مرقس أن ام الرب قالت على ربها أنه مختل عقلياً
3: 21 و لما سمع اقرباؤه خرجوا ليمسكوه لانهم قالوا انه مختل
ولم نجد من الكتاب المقدس تكذيب لذلك أو من خلال التفسيرات بل إدعى المُفسرون بأن أم الرب وأقرباؤه انهم أغبياء ولم يتطرقوا لأثبات عكس ذلك من خلال طرح فقرة من الكتاب المقدس تنفي ما جاء على لسان ام الرب .
القمص تادرس : ام الرب وقرباؤه اغبياء
ولو تخاطبنا معهم بهذا الأسلوب لقلنا : أنتم تتحدثوا عن بشر ... ولكنكم لو نظرتم إلى قول ام الرب ستجدوا أنها بشارة لعبادة إله مجنون
فهل يعبد المجنون
اما ما جاء عن النسب الشريف الطاهر لسيدنا رسول الله عليه الصلاه والسلام والذي يخلو من امثال (ثامار وراعوث ورحاب وامرأة اوريا) نجد الآتي :-
كالعادة الأحمق تسبقُ سقطاتُ لسانه وفلتات كلامه مراجعة فكره
بْنُ كِلَابِ
فهو لم يقل (بنو كلب) أو ( بنو كلاب ) بل (بنو كِلَابِ بكسر الباء)
وجاء في لسان العرب الآتي : باب حرف الكاف .
كلب: الكَلْبُ: كُلُّ سَبُعٍ عَقُورٍ.
وفي الحديث: أَمَا تخافُ أَن يأْكُلَكَ كَلْبُ اللّهِ؟ فجاءَ الأَسدُ ليلاً فاقْتَلَعَ هامَتَه من بين أَصحابه.
فعندما ننقل كلام عن لسان العرب فيجب أن نرجع للقاموس الخاص بهم .
قال سيبويه :
كِلابٌ اسم للواحد، والنسبُ إِليه كِلابيٌّ، يعني أَنه لو لم يكن كِلابٌ اسماً للواحد، وكان جمعاً، لَقِيلَ في الإِضافة إِليه كَلْبيٌّ، وقالوا في جمع كِلابٍ: كِلاباتٌ .
والله تعالى أعلم .
السيف البتار

غير معرف يقول...

الرد على شبهة ماتت فاضطجع معها .
هناك شبهاً كثيرة الهدف منها التلبيس على المسلم أمور دينه , بالطعن في ديننا الحنيف الذي يثبت كفرهم بصريح العبارة , والطعن في نبينا صلوات الله وسلامه عليه , والطعن في أصحابه أهل الجنة الذين أقاموا الدين ونصروا الله ورسوله , وليس هدف هؤلاء الطغمة الحديثة تبشيراً بنصرانيتهم أو دعوة لعقيدتهم التي اثبت على مر العصور فسادها من قبل مئات بل الاف من العلماء ومن بعض علمائهم أيضاً , بل فقط هدفهم إخراج المسلم من دينه
ولقد نحى نفس المنحى قبلهم كثير من المستشرقين في أزمنة متعددة قريبة , وكثير من الزنادقة في أزمنة سابقة , ولكن بعصرنا هذا حققت لهم التقنية الحديثة نوع من الأمان حيث يتخفون وراء الأجهزة للطعن بأمان من أن يقام عليهم حد أو يقتص منهم , وهذا هو ديدنهم كما وصفهم كتاب ربنا عز وجل ( لا يقاتلونكم جميعا إلا من وراء جدر ) والجدر الحديثة الآن هي التقنية التي يتخفون وراءها , فهم أجبن من المواجهة وأضعف حجة في المشافهة .
وهدفنا هنا هو بيان الحق والصدق للمسلم حتى يكن على يقين أن الله تعالى اختار خير البشر لرسالته وخير الصحبة وخير جيل لصحبة رسوله ثم استخلف رسالته لخير الأمم طالما تمسكوا بما كان عليه رسوله صلى الله عليه وسلم .
يثير طغام النصارى قصة من السيرة بفهم مختلق مكذوب , لا يوافق لغة ولا فهما ولا عرفا ولا عقلا , ولكن فقط يناسب كفرا بقلوبهم وزندقة وفسقاً إستقوه من كتابهم .
يقول كلاب النصارى ( أن رسول الله - بأبي هو وأمي - مارس الجنس مع فاطمة بنت أسد وهي ميتة ) وهم كعادتهم يسوقون أحداثا حقيقية بتحريف يناسب ما جبلهم كتابهم عليه , ولنبدأ في المقصود بعون الله .
الرواية التي يستند فيها النصارى قولهم :
عن ابن عباس قال: ( لما ماتت فاطمة أم علي بن أبي طالب ألبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه واضطجع معها في قبرها فقالوا: ما رأيناك صنعت ما صنعت بهذه فقال: إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبر بي منها إنما ألبستها قميصي لتكسى من حلل الجنة واضطجعت معها ليهون عليها) ( الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر )
عن ابن عباس قال: ( لما ماتت أم علي بن أبي طالب فاطمة بنت أسد بن هاشم وكانت ممن كفل النبي صلى الله عليه وسلم وربته بعد موت عبد المطلب، كفنها النبي صلى الله عليه وسلم في قميصه، وصلى عليها واستغفر لها وجزاها الخير بما وليته منه، واضطجع معها في قبرها حين وضعت فقيل له: صنعت يا رسول الله بها صنعا لم تصنع بأحد! قال: إنما كفنتها في قميصي ليدخلها الله الرحمة ويغفر لها، واضطجعت في قبرها ليخفف الله عنها بذلك) ( كنز العمال )
المعنى اللغوي لكلمة أضطجع :
ضجع: أَصل بناء الفعل من الاضْطِجاعِ، ضَجَعَ يَضْجَعُ ضَجْعاً وضُجُوعاً، فهو ضاجِعٌ، وقلما يُسْتَعْمَلُ، والافتعال منه اضْطَجَع يَضْطجِعُ اضْطِجاعاً، فهو مُضْطَجِعٌ. واضْطَجَع: نام.وقيل: اسْتَلْقَى ووضع جنبه بالأَرض.
وأَضْجَعْتُ فلاناً إِذا وضعت جنبه بالأَرض، وضَجَعَ وهو يَضْجَعُ نَفْسُه؛ ورجل ضُجَعةٌ مثال هُمَزةٍ: يُكثر الاضْطِجاعَ كَسْلانُ.
والضِّجْعَةُ: هيئةُ الاضْطِجاعِ.
والمَضاجِعُ: جمع المَضْجَعِ؛ قال الله عز وجل: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة: 16]؛ أي: تَتَجافى عن مضاجِعِها التي اضْطَجَعَتْ فيها.
والاضْطِجاعُ في السجود: أَن يَتَضامَّ ويُلْصِق صدره بالأَرض، وإِذا قالوا: صَلَّى مُضْطَجعاً فمعناه: أَن يَضْطَجع على شِقِّه الأَيمن مستقبلاً للقبيلة.
وفي الحديث: (( كانت ضِجْعةُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- أَدَماً حَشْوُها ليفٌ )).
الضِّجْعةُ، بالكسر: مِنَ الاضْطِجاعِ وهو النوم كالجِلْسةِ من الجلوس، وبفتحها المرّة الواحدة.
والمراد ما كان يَضْطَجِعُ عليه، فيكون في الكلام مضاف محذوف تقديره: كانت ذاتُ ضِجْعته أَو ذاتُ اضْطِجاعِه فِراشَ أَدَمٍ حَشْوُها لِيفٌ.
وكل شيء تَخْفِضُه، فقد أَضْجَعْتَه.
والتَّضْجِيعُ في الأَمر: التَّقْصِيرُ فيه.
وضَجَعَ في أَمره واضَّجَعَ وأَضْجَعَ: وَهَنَ.
( لسان العرب لأبن منظور )
فيفهم مما سبق أن المعنى العام للاضطجاع هو النوم أو الإستلقاء على الجنب .
الفهم الأعوج للإضطجاع :
وليتم لنا من أين أتى النصارى بعوج الفهم ( هذا بعد المرض الذي بقلوبهم ) ليتم لنا ذلك نعرض هنا معنى الاضطجاع بكتابهم الملئ بالدنس :
التكوين 19-30:36
32 هلم نسقي ابانا خمرا ونضطجع معه . فنحيي من ابينا نسلا . 33 فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة . ودخلت البكر واضطجعت مع ابيها . ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها . 34 وحدث في الغد ان البكر قالت للصغيرة اني قد اضطجعت البارحة مع ابي . نسقيه خمرا الليلة ايضا فادخلي اضطجعي معه . فنحيي من ابينا نسلا . 35 فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة ايضا . وقامت الصغيرة واضطجعت معه . ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها . 36 فحبلت ابنتا لوط من ابيهما .
التكوين 10-26
فقال ابيمالك ما هذا الذي صنعت بنا . لولا قليل لاضطجع احد الشعب مع امرأتك فجلبت علينا ذنبا .
تكوين 30:16
فلما اتى يعقوب من الحقل في المساء خرجت ليئة لملاقاته وقالت اليّ تجيء لاني قد استأجرتك بلفّاح ابني . فاضطجع معها تلك الليلة
تكوين 34:2
فرآها شكيم ابن حمور الحوّي رئيس الارض واخذها واضطجع معها واذلّها
تكوين 35:22
وحدث اذ كان اسرائيل ساكنا في تلك الارض ان رأوبين ذهب واضطجع مع بلهة سرّية ابيه . وسمع اسرائيل وكان بنو يعقوب اثني عشر
تكوين 39:7
وحدث بعد هذه الامور ان امرأة سيده رفعت عينيها الى يوسف وقالت اضطجع معي
خروج 22:16
واذا راود رجل عذراء لم تخطب فاضطجع معها يمهرها لنفسه زوجة
إذن الأضجاع لديهم هو الزنا , وهذا فهم معوج مناسب لعموم كتابهم , وعلى الرغم من أن نصارى العرب يتحدثون العربية ولكن ( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ) فصرفوا الكلمة عن معناها المتعارف عليه إلى المعنى البعيد والمناسب لهدفهم .
التقط كلاب النصارى ما سأورده الان لعرضه بفهم كتابهم الملئ بالزنا والدعارة كشبهة على عوام المسلمين , وما أتوا إلا من جهلهم باللغة العربية ( سقت لك سابقاً معنى اضطجع ) وعلة كتابهم -الزنا والدعارة والفجور- والتي اخرجت كتابهم عن وقار المحترم من الكتب فضلا عن القداسة تلك العلة التي تؤرقهم ليل نهار , فرموا غيرهم بما فيهم كقول الشاعر : رمتني بدائها وانسلت .
تفسير الروايات بعضها البعض :
يفهم كل مسلم وكل عاقل أن المعنى يؤخذ من جمع الروايات ببعضها , وسأسوق لك هنا ما ورد في قصة وفاة فاطمة بنت أسد رضي الله عنها لتتبين مدى كذب وحقد هؤلاء , ولن أطيل عليك بذكر السند ولكن فقط المتن :
1- أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كفَّن فاطِمَة بِنْت أسد في قميصه واضطجع في قبرها وجَزَّأها خيراً. وروي عن ابن عباس نحو هذا وزاد فقالوا: ما رأيناك صنعت بأحد ما صنعت بهذه! قال: " إنه لم يكن بعد أبي طالب أبرّ قاله ابن حبيب. منها إنما ألبستها قميصي لتُكسى من حلل الجنة واضطجعت في قبرها ليهون عليها عذاب القبر " ( أسد الغابة لابن الأثير )
التقط كلاب النصارى لفظة اضطجع وفسروها تفسير كتابهم بالزنا اعتمادا على الرواية التي جاءت بلفظ " اضطجع معها " ومعنى النص في هذه الرواية اضطجع بقبرها كما هو واضح بالرواية الأولى , وكعادتهم تحريف الكلم عن مواضعه ولم يكملوا قراءة بقية الروايات والتي تفسر بعضها البعض .
فلقد كفنها صلى الله عليه وسلم بقميصه = لتكسى من حلل الجنة
اضطجع في قبرها = ليهون عليها عذاب القبر
2- عن الزبير بن سعيد القرشي قال: ( كنا جلوسا عند سعيد بن المسيب، فمر بنا علي بن الحسين، ولم أرَ هاشميا قط كان أعبد لله منه، فقام إليه سعيد بن المسيب، وقمنا معه، فسلمنا عليه، فرد علينا، فقال له سعيد: يا أبا محمد، أخبرنا عن فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنهما- قال: نعم، حدثني أبي قال: سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول :
لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم، كفنها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في قميصه، وصلى عليها، وكبر عليها سبعين تكبيرة، ونزل في قبرها، فجعل يومي في نواحي القبر كأنه يوسعه، ويسوي عليها، وخرج من قبرها وعيناه تذرفان، وحثا في قبرها.فلما ذهب قال له عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه -: يا رسول الله، رأيتك فعلت على هذه المرأة شيئا لم تفعله على أحد فقال: ( يا عمر إن هذه المرأة كانت أمي التي ولدتني.إن أبا طالب كان يصنع الصنيع، وتكون له المأدبة، وكان يجمعنا على طعامه، فكانت هذه المرأة تفضل منه كله نصيبا، فأعود فيه. وإن جبريل -عليه السلام- أخبرني عن ربي -عز وجل- أنها من أهل الجنة.وأخبرني جبريل -عليه السلام- أن الله تعالى أمر سبعين ألفا من الملائكة يصلون عليها) ( مستدرك الحاكم )
3- عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده: ( أن رسول الله " ص " دفن فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي بن أبي طالب بالروحاء مقابل حمام أبي قطيفة) ( مقاتل الطالبين الاصفهاني )
4- يوم ماتت صلى النبي صلّى الله عليه وسلّم عليها، وتمرغ في قبرها، وبكى، وقال: ( "جزاك الله من أمٍ خيراً، فقد كنت خير أمّ" ) ( مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر )
فهل يفهم من الروايات السابقة ما ذهب إليه كلاب النصارى ؟؟
نبذة تعريفية بفاطمة بنت أسد رضي الله عنها :
نسوق للمسلمين تعريفاً بسيطا بمن هي فاطمة بنت أسد , فمن هي فاطمة بنت أسد ؟؟
هي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف أم علي بن أبي طالب وإخوته قيل إنها ماتت قبل الهجرة وليس بشيء والصواب أنها هاجرت إلى المدينة وبها ماتت.
أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال:حدثنا أبو محمد إسماعيل بن علي الحطيمي قال: حدثنا محمد بن عبدوس قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا محمد بن بشر عن زكريا عن الشعبي قال: أم علي بن أبي طالب فاطمة بنت أسد بن هاشم أسلمت وهاجرت إلى المدينة وتوفيت بها. قال الزبير: هي أول هاشمية ولدت لهاشمي هاشمياً. قال: وقد أسلمت وهاجرت إلى الله ورسوله وماتت بالمدينة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وشهدها رسول الله ( الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر )
وكانت فاطمة بنت أسد زوج أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي فولدت له طالبا وعقيلا وجعفرا وعليا وأم هانئ وجمانة وريطة بني أبي طالب وأسلمت فاطمة بنت أسد وكانت امرأة صالحة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها ويقيل في بيتها ( أي ينام القيلولة وهي نوم الظهر) ( الطبقات الكبرى لابن سعد )
قال محمد بن عمر: وهو الثّبت عندنا. وأم علي عليه السلام فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وأسلمت قديماً، وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي، وهي ربت النبي صلّى الله عليه وسلّم و، وولدت لأبي طالب عقيلاً، وجعفر، وعلياً، وأم هانئ، واسمها فاختة، وحمامة. وكان عقيل أسنّ من جعفر بعشر سنين، وجعفر أسنّ من علي بعشر سنين، وجعفر هو ذو الهجرتين، وذو الجناحين ( مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر )
وروى الأعمش عن عَمْرو بن مرَّة عن أبي البحتري عن علي قال: قلت لامي فاطِمَة بِنْت أسد: اكفي فاطِمَة بِنْت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سِقاية الماء والذهاب في الحاجة وتكفيك الداخل: الطحنَ والعجنَ. وهذا يدل على هجرتها لأن علياً إنما تزوج فاطِمَة بالمدينة . ( أسد الغابة لابن الأثير )
عن أبي هريرة. وكان جعفر بن أبي طالب الثالث من ولد أبيه وكان طالب أكبرهم سناً ويليه عقيل ويلي عقيلاً جعفر ويلي جعفراً علي. وكل واحد منهم أكبر من صاحبه بعشر سنين وعلي أصغرهم سناً.... وأمهم جميعاً فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ( مقاتل الطالبين الاصفهاني )
عن جرير سمعت النبي " ص " يدعوا النساء إلى البيعة حين أ نزلت هذه الآية " يأيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك " وكانت فاطمة بنت أسد أول امرأة بايعت رسول الله . ( مقاتل الطالبين الاصفهاني )
=============
الرد على شبهة اكشفي عن فخذيك
حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا عبد الله يعني ابن عمر بن غانم عن عبد الرحمن يعني ابن زياد عن عمارة بن غراب قال إن عمة له حدثته أنها سألت عائشة قالت :
(( إحدانا تحيض وليس لها ولزوجها إلا فراش واحد قالت أخبرك بما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل فمضى إلى مسجده قال أبو داود تعني مسجد بيته فلم ينصرف حتى غلبتني عيني وأوجعه البرد فقال ادني مني فقلت إني حائض فقال وإن اكشفي عن فخذيك فكشفت فخذي فوضع خده وصدره على فخذي وحنيت عليه حتى دفئ ونام ))
( رواه أبو داود 1/70 رقم 270 والبيهقي في سننه 1/313 1/55 حديث رقم 120).
الحديث ضعيف. ضعفه الألباني في ضعيف الجامع ص 26. وفي ضعيف الأدب المفرد ص 30.
- عبد الرحمن بن زياد: وهو الافريقي مجهول. قال البخاري في كتاب الضعفاء الصغير307 » في حديثه بعض المناكير« وقال أبو زرعة » ليس بالقوي« (سؤالات البرذعي ص389) وقال الترمذي ضعيف في الحديث عند أهل الحديث مثل يحيى بن سعيد القطان وأحمد بن حنبل (أنظر سنن الترمذي حديث رقم 54 و199 و1980) بل قال » ليس بشيء كما في (الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي2/204 ترجمة رقم2435 وميزان الاعتدال في نقد الرجال للذهبي ترجمة رقم6041 تهذيب الكمال21/258).
وقال البزار له مناكير (كشف الأستار رقم2061) وقال النسائي » ضعيف« (الضعفاء والمتروكون337) وقال الدارقطني في سننه (1/379) » ضعيف لا يحتج به« وضعفه أيضا في كتاب العلل.
- عمارة بن غراب اليحصبي: قال الحافظ في تقريب التهذيب » تابعي مجهول. غلط من عده صحابيا« (ترجمة رقم4857).
و قال المنذري : عمارة بن غراب والراوي عنه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي والراوي عن الأفريقي عبد الله بن عمر بن غانم وكلهم لا يحتج بحديثه . انتهى

غير معرف يقول...

الرد على فرية أن جسد النبى الشريف قد أسن
زعم النصارى جهلاً من قبلهم أن جسد رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أسن و انتفخ كشان سائر الأجساد بعد وفاته و استدلوا على ذلك بحديث وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله البهي و فيه: [...... وكان ترك يوماً وليلة حتى ربا بطنه وانثنت خنصراه ]
و كذلك قول العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه [إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأسن كما يأسن البشر وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات فادفنوا صاحبكم]
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله :
و أما دعوى النصارى فجوابها من وجوه:
أننا معشر المسلمون لا نعبد رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا نعتقد فى ألوهيته كما يعتقد النصارى فى المسيح بن مريم حتى نتتبع إن كان جسده الشريف يتغير و يُبلى بالوفاة أم لا....بل نؤمن أنه عبد رسول و إن كان سيد الأنبياء و و خاتم المرسلين ، و قد حفظ الله تعالى نبيه العظيم حتى أتم رسالته و اكتملت شريعته و أنزل سبحانه قوله الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً
فلا يضير سول الله صلى الله عليه و سلم شىء بعد أن أتم رسالته السامية و ترك البشرية على المحجة البيضاء و صعدت روحة الطيبة إلى بارئها
و قد جاءت الإرهاصات التى تشير إلى قرب أجل النبى صلى الله عليه وسلم بعد تمام تبليغ الرسالة و بينما كان فى أوج فتوحاته و إنتصاراته و منها :
(1) قوله تعالى فى سورة النصر
إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً (3)
فكانت هذه السورة إشارة رقيقة إلى أن رسول الله أدى الرسالة و بلغ الأمانة و نصح للأمة و عليه الأن أن يستعد للرحيل من هذه الدار بسلام إلى دار السلام فكان رسول الله لا ينقطع عن القول فى ركوعه" سبحانك اللهم ربنا و بحمدك, اللهم اغفر لى" فى كل صلواته عليه السلام (2) و أيضا ما رواه البخارى عن ابن عباس قال:- كان رسوا الله أجود الناس و كان أجود ما يكون فى رمضان حين يلقاه جبريل و كان يلقاه فى كل ليلة من ليالى رمضان فيدارسه القرأن فكان جبريل يقرأ و النبى يسمع حينا و النبى يقرأ و جبريل يسمع حينا حتى كان العام الذى توفى فيه الرسول فعارضه جبريل بالقرأن مرتين لذا قال رسول الله ( " ما أرى ذلك إلا لاقتراب أجلى" و قد شهد العرضة الأخيرة أحد مشاهير كتاب الوحى و هو زيد بن ثابت الأنصارى.
(3) و منها ما ورد عن أبو مويهبة فى مولى رسول الله قال: أيقظنى رسول الله ليلة و قال:إنى أٌمرت أن أستغفر لأهل البقيع فإنطلق معى فانطلقت معه فسلم عليهم ثم قال :- ليهنئكم ما أصبحتم فيه, قد أقبلت الفتن كقطع اليل المظلم ثم قال:- قد أُوتيت مفاتيح خزائن الأرض و الخلد فيها ثم الجنة و خُيرت بين ذلك و بين لقاء ربى فإخترت لقاء ربى , ثم استغفر لأهل البقيع ثم انصرف . فبدأ مرضه الذى قبض فيه. الكامل فى التاريخ 2/318
(4) و منها قول ابن مسعود: [نعى إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم نفسه قبل موته بشهر، فلما دنا الفراق جمعنا فى بيت عائشة فنظر إلينا و شدد و دمعت عيناه و قال: مرحباً بكم حياكم الله رحمكم الله أواكم الله حفظكم الله رفعكم الله وفقكم الله سلمكم الله قبلكم الله، أوصيكم بتقوى الله و أوصى الله بكم و أستخلفه عليكم و أؤديكم إليه إنى لكم منه نذير و بشير ألا تعلو على الله فى عباده و بلاده فإنه قال لى و لكم تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ
قلنا: فمتى أجلك ؟ قال: دنا الفراق و المنقلب إلى الله و سدرة المنتهى و الرفيق الأعلى و جنة المأوى ، قلنا فمن يغسلك؟ قال أهلى ، قلنا فيم نكفنك؟ قال: فى ثيابى أو فى بياض قلنا : فمن يصلى عليك؟ قال: مهلاًن غفر الله لكم و جزاكم عن نبيكم خيراً... فبكينا و بكى، ثم قال: ضعونى على سريرى على شفير قبرى ثم اخرجوا عنى ساعة ليصلى على جبرائيل و إسرافيل و ميكائيل و ملك الموت مع الملائكة، ثم ادخلوا على فوجاً فوجاً فصلوا على ولا تؤذونى بتزكية ولا رنة ن أقرئو أنفسكم منى السلام ، و من غاب من أصحابى فأقرئوه منى السلام، و من تابعكم على دينى فاقرئوه السلام] الكامل فى التاريخ لابن الأثير 2/320
(4) و منها ما رواه الشيخان عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر فقال [ إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده فاختار ما عنده فبكى أبو بكر وقال فديناك بآبائنا وأمهاتنا فعجبنا له وقال الناس انظروا إلى هذا الشيخ يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا وبين ما عنده وهو يقول فديناك بآبائنا وأمهاتنا فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير وكان أبو بكر هو أعلمنا به وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبا بكر ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر إلا خلة الإسلام لا يبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر]
(البخارى3615، مسلم4390)
(5) و منها قول التيى صلى الله عليه و سلم فى خطبة حجة الوداع "ألا إن أموالكم ودماءكم عليكم حرام كحرمة هذا البلد في هذا اليوم. ألا فلا أعرفنكم ترجعون بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض. ألا ليبلغ الشاهد منكم الغائب وإني لا أدري أن ألقاكم أبداً بعد اليوم اللهم اشهد عليهم اللهم قد بلغت".
معجم الطبراني الكبير (24/ 308)، السنن الكبرى للبيهقي كتاب الحج (5/151)
قال الألبانى: جاء سندها –خطبة الوداع- في أحاديث متفرقة: وقسم كبير منها رواه مسلم
(5) و منها حديث أم المؤمنين عائشة قالت
اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم فلم يغادر منهن امرأة فجاءت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مرحبا بابنتي فأجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم إنه أسر إليها حديثا فبكت فاطمة ثم إنه سارها فضحكت أيضا فقلت لها ما يبكيك فقالت ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن فقلت لها حين بكت أخصك رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثه دوننا ثم تبكين وسألتها عما قال فقالت ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا قبض سألتها فقالت إنه كان حدثني أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل عام مرة وإنه عارضه به في العام مرتين ولا أراني إلا قد حضر أجلي وإنك أول أهلي لحوقا بي ونعم السلف أنا لك فبكيت لذلك ثم إنه سارني فقال ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة فضحكت لذلك ... ( و قد ماتت رضى الله عنها بعد ر سول الله صلى الله عليه وسلم بستة أشهر )
صحيح مسلم – كتاب فضائل الصحابة- باب فضائل فاطمة رضى الله عنها
و قالت أم المؤمنين عائشة: و كنت أسمع رسول اله صلى الله عليه وسلم يقول كثيراً: إن الله لم يقبض نبى حتى يخيره . فلمل احتضر كانت أخر كلمة سمعتها منه و هو يقول: بل الرفيق الأعلى. قالت: قلت إذاً ؤالله لا يختارنا و علمت أنه يخيّر .
- و قد علمنا أن الله لم يقدر لأحد الخلد و قضت مشيئته الهلاك على كل مخلوق إلا وجهه الكريم بما فى ذلك الأنبياء و الملائكة المقربين
- و من الأنبياء من حُرق و قتُل و مُزق كل ممزق، بل إن يوحنا المعمدان الذى يقول عنه المسيح (من بين من ولدت النساء لم لتد امراة مثل يوحنا المعمدان) قُتل و قُطع رأسه الشريف و وضع بين يدى داعرة تُدعى سالومى و هذا بنص كتاب النصارى المقدس .... فهل يعنى هذا أنه ليس نبى كريم؟!
-بل إن إلنصارى يعتقدون أن الاله نفسه قد صلب و مات بل و ظلت يداه مثقوبتين بعد قيامته المزعومة ..... فى حين يثبتون لانسان و هو أخنوخ النبى أنه لم يذق الموت ابتداءً
(( بالإيمان نُقل أخنوخ لكى لا يرى الموت ، و لم يوجد لأن الله نقله )) عبرانيين 5:11
فتعالى الله علواً كبيراً و حقاً قالت النصارى يد الله مثقوبة!
أما قول العباس (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأسن كما يأسن البشر وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات فادفنوا صاحبكم) فهذا ليس اخباراً عن أمر قد وقع و إنما اجتهاد من قبل العباس إذ ظن أن جسد رسول الله سيسرى عليه ما يسرى على سائر الأجساد بعد الموت و كان قد قال هذه المقوله ترهيباً و تنبيهاً لعمر حين رفض قبول مصيبة موت رسول الله فضلاً عن دفن جسد الكريم و صرخ من هول المصيبة متوعداً كل من يقول أن رسول الله قد مات حتى أزبد شدقاه،
قال عكرمة: [ما زال عمر رضي اللهّ عنه يتكلم ويوعد المنافقين حتى أزبد شدقاه، فقال له العباس: خَلِّ بيننا وبين صاحبنا إن رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم يأسن كما يأسن البشر، وإنه قد مات، فادفنوا صاحبكم، أيميت أحدكم إماتة ويميته إماتتين? هو أكرم على الله من ذلك، فإن كان كما يقولون فليس على اللّه بعزيز أن يبحث عنه التراب فيخرجه إن شاء الله]
إذاً فجسد رسول الله لم يكن قد أسن و إنما طالب العباس بدفن البدن الشريف اكراماً له و ترهيباً من تركه حتى يأسن اعتقاداً منه ان ذلك محتملاً مع رسول الله بحكم بشريته و طبيعته الإنسانية.
و أما حديث وكيع عن عبدالله البهى و الذى فيه أن جسد رسول الله صلى الله عليه و سلم قدتُرك يوماً و ليلة حتى ربا بطنه..فإن وكيعاً حين روى هذا الخبر رأى له حكمة الهية و قال أن الله تعالى جعل الجسد الشريف يربوا حتى لا يفتتن به الناس و ينزلوه غير منزلته ، و حتى يثبت للمكذبين بموت رسول الله حقيقة وقوع القدر المقدور.
و رغم وجاهه رؤيته إلا أن القول الفصل بخصوص روايته أنها غير صحيحة فالحديث منكر و لم يثبت فى حق رسول الله صلى الله عليه و سلم ...قال الألبانى رحمه الله:
{ الراوي: عبدالله البهي مولى مصعب بن الزبير - خلاصة الدرجة: منكر منقطع الإسناد - المحدث: الذهبي - المصدر: سير أعلام النبلاء - الصفحة أو الرقم 9/160 }
فهو حديث منكر منقطع لا حجة به ولا يُلتفت إليه
بل إن الأئمة الاكابر فى زمن وكيع نفسه أنكرو هذا الحديث حتى أن سفيان بن عيينه و هو العالم الوحيد الذى شهد للحديث بحسب الرواية ...قال أنه لا يعلم هذا الحديث أساساً و لكنه شهد له دفعاً للضرر الأكبر كاد أن يُفتك بوكيع لتحديثه بهذا الخبر المنكر
قال ابن خشرم: فلما حدث وكيع بهذا بمكة اجتمعت قريش وأرادوا صلب وكيع ونصبوا خشبة لصلبه فجاء سفيان بن عيينه فقال لهم: الله الله هذا فقيه أهل العراق وابن فقيهه وهذا حديث معروف
قال سفيان: ولم أكن سمعته إلا أني أردت تخليص وكيع
فأى حجة للنصارى بعد ذلك بخبر غريب ، و منكر ، و منقطع ؟!
المفاجأة التى قد تصيب النصارى بخيبة أمل كبيرة هى أن الأخبار الصحيحة بخصوص وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم تثبت كرامته و تدلل على نبوته
فأما عن كيف تغسيل الجسد الشريف:
قال أبو داود فى السنن: حدثنا النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني يحيى بن عباد، عن أبيه عباد بن عبد الله بن الزبير قال:
سمعت عائشة تقول: [لما أرادوا غسل النبي -صلى الله عليه وسلم- قالوا: واللّه ما ندري أنُجَردُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ثيابه كما نجرد موتانا، أم نغسله وعليه ثيابه؟
فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في صدره، ثم كلمهم مُكلِّمٌ من ناحية البيت لا يدرون من هو: أن اغسلوا النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- وعليه ثيابه، فقاموا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فغسلوه وعليه قميصه يصبون الماء فوق القميص، ويدلكونه بالقميص دون أيديهم.
وكانت عائشة تقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسله إلا نساؤه]
السنن لأبى داود- كتاب الجنائز – حديث رقم 3141
كذلك أخرجه الحاكم فى المستدرك – بكتاب المغازى و السرايا ، قال : [هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه]. (ج/ص: 3/62)
و كذلك اخرجه الشافعى فى مسنده – باب في صلاة الجنائز وأحكامها 23/ 563
و إليك بيان لحكم الحديث بطرقه فى السلسلة الصحيحة للعلامة الألبانى:
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: روي هذا الحديث مسندا من وجه صحيح - المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: التمهيد - الصفحة أو الرقم: 24/400
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: رواته ثقات، ومنهم ابن إسحاق وهو الإمام الصدوق - المحدث: ابن عبدالهادي - المصدر: المحرر - الصفحة أو الرقم: 191
الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي - خلاصة الدرجة: إسناده حسن - المحدث: ابن الملقن - المصدر: تحفة المحتاج - الصفحة أو الرقم: 1/584
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 3141
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: أحكام الجنائز - الصفحة أو الرقم: 66
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: حسن بزيادة في آخره - المحدث: الألباني - المصدر: مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 5892
فالصحيح أن أجساد الأنبياء لا تبلى و هو ثبت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم :
روى ابن اسحق عن عبد الله بن أبي بكر وحسين بن عبد الله وغيرهما : أن علي بن أبي طالب ، والعباس بن عبد المطلب ، والفضل بن العباس وقثم بن العباس ، وأسامة بن زيد وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم هم الذين ولوا غسل النبى ....... فأسنده علي بن أبي طالب إلى صدره وكان العباس والفضل وقثم يقلبونه معه وكان أسامة بن زيد وشقران مولاه هما اللذان يصبان الماء عليه وعلي يغسله قد أسنده إلى صدره وعليه قميصه يدلكه به من ورائه لا يفضى بيده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي يقول بأبي أنت وأمي ، ما أطيبك حيا وميتا ولم ير من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء مما يرى من الميت)
و كذا أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (2/281) و المتقى الهندى فى كنز العمال 18783
قال الحاكم فى المستدرك: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، ثنا يحيى بن محمد بن يحيى، ثنا مسدد، ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب قال:
(قال علي بن أبي طالب: غسلت رسول الله فذهبت أنظر ما يكون من الميت فلم أر شيئا ، وكان طيبا - صلى الله عليه وسلم - حيا وميتا
المستدرك على الصحيحين- كتاب الجنائز 1339 / 85
قال الحاكم :[هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجا منه غير اللحد]
و إليك تخريج الشيخ الالبانى للحديث بطرقه:
الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: أحكام الجنائز - الصفحة أو الرقم: 68
الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: ابن الملقن - المصدر: البدر المنير - الصفحة أو الرقم: 5/200
و رواه الامام النووى فى الخلاصة و صححه الإمام الألبانى2/935
و كذا رواه ابن كثير فى أرشاد الفقيه و صححه الإمام الالبانىالصفحة أو الرقم 223/1
و كذلك فى صحيح ابن ماجة للألبانى 1198
فهذا رسول الله لم يدفن ثلاثة أيام ثم لما حانت ساعة تغسيله أنزل الله النعاس على صحابته و سمعوا صوتاً يأمرهم أن يغسلوا رسول الله بثيابه دون أن يكشفوه إكراماً و توقيراً ، ثم يتولى علي بن أبى طالب تدليك جسده الطاهر الشريف فلا يجد منه ما يجد من الميت بل يجد كل طيب من أطيب الطيبين عليه الصلاة و السلام
الاخ ابو تراب
===================
محمد صلى الله عليه وسلم الأكثر ًتأثيرا
الشيخ احمد ديدات
عادة فإنه من الطبيعي لأي شخص أن يحب – يمدح يبجل – أو يمجد قائده سواء كان ًبطلا أو ًقديسا أو ًنبيا ًوكثيرا ما نفعل ذلك .
ومع ذلك فلو كنت قد أعدت ذكر ما قاله المسلمون العظماء أو ما كتبوه عن نبينا الشهير لكان من الممكن أن يبخسه أعداء الإسلام والنازعين للشكوكية باعتباره مبالغة أو ولع أو عبادة لهذا فلتسمحوا لي أن استشهد بمؤرخين غير متحيزين ونقاد أصدقاء وبعض الذين جهروا بعداوتهم لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم . ولو أنك وجدت أن تقدير غير المسلمين لمحمد صلى الله عليه وسلم ) لم يمس شغاف قلبك فلتعلم أن إيمانك خاطئ ولتبحث لك عن دين غير الإسلام , فإن هناك الكثير بالفعل من الأخشاب العطبة في سفينة الإسلام .
نشر في أمريكا في الزمن الحاضر كتاب بعنوان " المائة " أو الخالدون مائة ) أو القمم المائة ) أو أعظم مائة في التاريخ .
وقد ألف هذا الكتاب الجديد من نوعه عالم الفلك والرياضيات والمؤرخ مايكل هارت لقد بالبحث في التاريخ عن الرجال الذين كان لهم أعظم تأثير على البشر وقد ذكر لنا في هذا الكتاب أكثر مائة رجل ًتأثيرا على البشرية منهم آزوس – أرسطو – بوذا – كونفوشيوس – هتلر - أفلاطون – ذرادشت – وهو لا يعطينا علامات محددة عن المائة من ناحية تأثيرهم على الناس ولكنه يقوم بتقييم درجة هذا التأثير ويصفهم بترتيب تفوقهم في هذا التأثير من رقم واحد وحتى رقم مائة وهو يوضح لنا أسبابه في ترتيب مرشحيه . ونحن غير مطالبين بالموافقة على كلامه ولكننا لا يسعنا إلا أن نعجب بأمانة هذا الرجل ودقته في البحث .
وأكثر شيء يدعو للدهشة في تصنيفته المنتقاة أنه وضع نبينا الكريم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كرقم واحد أول المائة العظماء وهو بذلك يؤكد بدون علم أو قصد شهادة الله تعالى في آخر تنزيل له للعالم : " ْلَقَد َكَان ْلَكُم فِي ِرَسُول ِاللَّه ٌأُسْوَة ٌحَسَنَة " )
الأحزاب : .. ) :31
عيسي عليه السلام رقم 3
وقد أسعد المسلمين بالطبع تصنيف مايكل هارت لرسول الإسلام في المرتبة الأولى . ولكن هذا الاختيار صدم غير المسلمين وبخاصة اليهود والمسيحيين الذين اعتبروا ذلك إهانة . ماذا ؟ المسيح عليه السلام في المرتبة الثالثة وموسى عليه السلام في
المرتبة الأربعين ؟ !! وبالطبع فإن هذا بالنسبة إليهم شيء لا يمكن هضمه ولكن ماذا يقول مايكل هارت ؟
دعونا نستمع لمناقشته : " حيث أنه يوجد ًتقريبا مسيحيين ضعف عدد المسلمين في العالم 4* فإنه قد يبدو ًغريبا أن يكون تصنيف محمد صلى الله عليه وسلم أعلى من المسيح عليه السلام
وهناك سببين رئيسيين لهذا القرار :
أوًلا لعب محمد صلى الله عليه وسلم ًدورا في ازدهار الإسلام يفوق في أهميته ًكثيرا ما قام به المسيح عليه السلام في ازدهار المسيحية . وعلى الرغم من أن عيسى عليه السلام كان ًمسؤولا عن الخُلُق الأساسي والمبادئ والسلوكيات الأخلاقية للمسيحية " طالما اختلفت هذه المبادئ عن اليهودية 5* فقد كان القديس بولس هو المطور الأصلي للاهوت المسيحي والناشر الرئيسي للمسيحية ومؤلف قسم كبير من العهد الجديد .
ومن ناحية أخرى نجد أن محمد صلى الله عليه وسلم هو المسئول عن العقيدة الإسلامية بجانب خلقه الأساسي ومبادئه الأخلاقية .
بالإضافة إلى ذلك فإنه لعب الدور الرئيسي في الدعوة إلى الدين الجديد وفي تأسيس التطبيق الديني للإسلام .
بولس مؤسس المسيحية
طبقًا لرأي هارت فإن شرف تأسيس المسيحية يجب تقسيمه بين المسيح عليه السلام والقديس بولس .
والأخير كما يعتقد هارت هو المؤسس الحقيقي للمسيحية .. ولا أستطيع إخفاء موافقتي لهارت فمن مجموع الأسفار السبعة والعشرين للعهد الجديد نجد أن القديس بولس قد كتب أكثر من نصفها . ًوخلافا لبولس فإن السيد المسيح لم يكتب كلمة واحدة في السبع
والعشرين ًسفرا .
ولو أنك وجدت ما يسمى بإنجيل الأحرف الحمراء ) فستجد أن كل كلمة َزُعِم أن المسيح
تفوه بها مكتوبة بالحبر الأحمر والباقي بالحبر الأسود العادي*. 6
ولا تندهش حينما تجد في هذا الذي يسمى الإنجيل بشارة المسيح ) أكثر من ..90 في المائة في السبع والعشرين ًسفرا للعهد الجديد مطبوعة بالمداد الحبر الأسود .
هذا هو الاعتراف المسيحي النزيه على ما يسمونه الإنجيل وفي أي مواجهة مع المبشرين المسيحيين ستجدهم يستشهدون مائة في المائة من بولس .
لا أحد يتبع المسيح عليه السلام
قال يسوع عليه السلام ) إن كنتم تحبوني فاحفظوا وصاياي ) يوحنا 4. : 5. .
وقال ًأيضا ) فمن نقض هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا يُدعى أصغر في ملكوت السموات ) متى 5:19..
وإذا سالت أي مسيحي كثير المجادلة هل تحفظ هذه الشريعة والوصايا ؟ يجيب ) لا ( فإن سألته بعدها لماذا لا تفعل ؟ سيجيبك بلا اختلاف إذا كان من مروجي الكتاب المقدس والناعقين به ) الشريعة سُمِّرت على الصليب ( وهو يعني بذلك أن الشريعة قد انتهت أو ألغيت ويضيف ) : ونحن الآن نعيش تحت الرحمة والنعمة الإلهية. (
وفي كل مرة تستحث المسيحي بما قاله سيده ومعلمه المسيح عليه السلام فإنه يواجهك بشيء من الرسالتين الأولى والثانية إلى أهل كورينثوس والرسالة إلى أهل غلاطية والرسالة إلى أهل أفسس والرسالة إلى أهل فيلبي .. إلخ .
فإذا سألته من مؤلفها ؟ فسيجيبك : بولس – بولس – بولس .
من هو سيدك ؟ سيجيبك المسيح عليه السلام ولكنه ًدائما سيناقض سيده المسيح عليه السلام بالقديس بولس . لن تجد ًمسيحيا ًمتعلما يناقش حقيقة أن المؤسس الحقيقي للمسيحية هو القديس بولس ولذلك كان على مايكل هارت ليكون ًمنصفا أن يصنف المسيح عليه السلام في المرتبة الثالثة في كتابه .
لماذا تُغضب زبونك ) عميلك )
ما فعله مايكل هارت بوضع المسيح في المرتبة الثالثة يطرح علينا ًسؤالا ًخطيرا وهو لماذا يقدم أمريكي على نشر كتاب من573 صفحة في أمريكا ويقوم ببيعه بسعر ( 1 5. ) دولار للنسخة وهو بذلك يتجشم عناء إثارة غضب قراءه المحتملين ؟ من سيشتري كتابه ؟
بالطبع لن يكونوا الباكستانيين أو شعب بنجلاديش أو العرب أو الأتراك اللهم إلا نسخ قليلة هنا وهناك . ولكن الغالبية العظمى من زبائنه سيكونوا من الـ ( 350. ) مليون مسيحي والـ
( 6 )مليون يهودي الذين يعيشون في أمريكا .
فلماذا إذن يغضب عملائه ؟
ألم يسمع القول الشائع أن الزبون ًدائما على حق ؟ بالطبع قد سمع ذلك فلماذا إذن هذا الاختيار المتحدي ؟
ولكنني قبل أن أغلق هذا الملف الخاص بهارت سأسمح له أن يقدم اعتذاره الأخير عن تهوره
يقول مايكل هارت
" إن اختياري لمحمد صلى الله عليه وسلم ليأتي في المرتبة الأولى من قائمة أكثر أشخاص العالم ًتأثيرا في البشرية قد يدهش بعض القراء وقد يعترض عليه البعض ولكنه كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي حقق ًنجاحا ًبارزا على كل من المستوى الديني والدنيوي " .
مايكل هارت ) الخالدون مائة ( ص 33
تصنيف لأكثر الأشخاص ًتأثيرا في التاريخ
نيويورك شركة هارت للنشر سنة ....
من هم قادة التاريخ
عدد " تايم " الصادر في 1 5. يوليو سنة 1974
نشرت مجلة " تايم " الشهيرة العنوان السابق على غلافها الخارجي وداخل العدد . كانت هناك مقالات كثيرة مثل : ما الذي يصنع القائد العظيم ؟
من المؤهل على مدار التاريخ ؟
وفي هذه المقالات قامت مجلة " تايم " بسؤال مجموعة من المؤرخين والكتاب والعسكريين ورجال الأعمال وآخرين من اختيارها . وقد أعطى كل منها مرشحيه ًطبقا لوجهة نظره بموضوعية على قدر الاستطاعة البشرية لكل منهم ًومعتمدا في ذلك على إدراكه وتميزه وهواه وحكمه المسبق الشخصي .
من يعرف الدكتور سالازار ؟
من عاداتي وواجباتي الممتعة أن أصحب غير المسلمين كمرشد لهم في جولات داخل أكبر مسجد في نصف الكرة الجنوبي بديربان .
وفي إحدى المناسبات كنت أستضيف اثنين من البرتغاليين زوج وزوجته وخلال مناقشاتنا قال السيد البرتغ " أن د . سالازار ًشخصيا كان أعظم رجل في العالم " لم أناقش معه هذه النقطة لأنني ًشخصيا لا أعرف عن د . سالازار سوى أنه ديكتاتور البرتغال
في عصره . ولو أنه كان يعتبر بالنسبة لكثيرين ذو منفعة عظيمة لأمته ولكن ضيفي المحترم كان يتحدث على حسب معرفته الشخصية وحسب وجهة نظره وأهواءه الشخصية .
محمد صلى الله عليه وسلم لا يمكن تجاهله
ويبدو أنه لم يستطع أحد من بين المساهمين في المقالات المنشورة في مجلة " تايم " أن يتجاهل ًمحمدا صلى الله عليه وسلم .
يقول وليام مكنيل William Mcneill مؤرخ أمريكي بجامعة شيكاغو في المقال الذي نشرته مجلة " تايم " : ولو أنك قست الزعامة بمدى تأثيرها فإنك يجب أن تذكر المسيح وبوذا ومحمد وكونفشيوس على أنهم أنبياء العالم العظماء .
ولم يدخل مكنيل في تفاصيل ولم يعطنا أي تفسير لسبب وضعه للمسيح أًولا ومحمد صلى الله عليه وسلم في المرتبة الثالثة ربما كان هذا بحكم العادة .. فإن مكنيل ًمسيحيا
في الغالب ولكننا لن نتناقش معه .
ويقول جيمس جافين James Gavin الذي يوصف بأنه رجل في الجيش الأمريكي أحيل إلى التقاعد برتبة فريق :
" إنني أعتبر محمد والمسيح عيسى وربما لينين ومن المحتمل ماو تسي تونج من بين القادة الذين كان لهم أعظم تأثير على مر العصور .. أما بالنسبة للقائد صاحب المؤهلات التي من الممكن الاستفادة منها إلى درجة بعيدة في الزمن الحاضر فإنني أختار جون ف . كنيدي " .. ولم يقل الجنرال أكثر من ذلك ولكن من الواجب علينا أن نجيبه فإن الأمر يحتاج شجاعة هائلة لكتابة اسم محمد قبل المسيح عليهما السلام . ومن المؤكد أن ذلك لم
يكن زلة قلم .
جولز ماسيرمان Jules Masserman محلل نفسي أمريكي وأستاذ في جامعة شيكاغو يعطينا على عكس المشاركين الآخرين الأسس التي بنى عليها اختياره والأسباب التي جعلته يختار القائد الأعظم لجميع الأزمنة أنه يريدنا أن نكتشف ما نبحث عنه ًحقا في الرجل المطلوب , المؤهلات التي تجعله ًفريدا . وقد نبحث عن أي مجموعة من المؤهلات كما في حالة مايكل هارت الذي كان يبحث عن الشخص الذي حقق أقوى تأثير .
ومع ذلك فإن ماسيرمان لا يريد منا أن نعتمد على خيالنا وعلى ميولنا الشخصية إنه يريد منا أن نقيم معايير قيادة موضوعية للحكم قبل أن نمنح صفة العظمة لأي شخص . إنه
يقول : " يجب أن يحقق القادة ثلاثة أعمال :
. - يجب أن يتوفر في القائد التكوين السليم للقيادة .
فالقائد مهما كان يجب أن يكون ًمهتما بصالحك ويجب ألا يتطلع إلى استغلال المغفلين لأطماعه الشخصية مثل القس جيم جونز من جونزتاون في جويانا زعيم الطائفة الشهيرة المعروفة باسم " الطائفة المنتحرة " وسوف نتذكره على أنه الرجل الذي انتحر مع 910 من أتباعه كلهم في نفس الوقت !
فقد كانت حكومة الولايات المتحدة في أعقابه وكان على وشك أن يقبض عليه لإجرامه
ولكنه قبل أن يتمكنوا من اعتقاله فكر في أنه من الحكمة أن يتخلص من حياته ومعه جميع أتباعه حتى لا يبقى منهم أحد يشهد ضده فخلط عصير الليمون بالسم ودفع أتباعه لأن يشربوا منه ففعلوا وماتوا ًجميعا في نفس الوقت هذه الميتة المخزية .
وقد اكتشف فيما بعد أن الثوري جيم جونز قد ادخر .5 مليون دولار وأودعها في حسابه الخاص ببنوك في مختلف أنحاء العالم وقد كان كل ضحاياه بمثابة البقر الذي يُدر له اللبن وكان يستغلهم ليشبع شهوته وطمعه .
إن بطل ماسيرمان يجب أن يعود بالنفع على خرافه وعلى قطيعه وليس على نفسه .
. - يجب أن يوفر القائد أو من يكون قائدا نظام اجتماعي يشعر فيه الناس ًنسبيا بالأمن والطمأنينة .
وعلى عكس الماركسيين والفاشيين والنازيين الجدد والاشكنازيين. [) والصهاينة والذين اتبعوهم فإن الأستاذ ماسيرمان في مقالته المختصرة في مجلة " تايم " لم يصرح بذلك . ولكن معتقداته ومشاعره كانت واضحة ًتماما . فهو يبحث عن القائد الذي سيوفر نظام اجتماعي خالي من الأنانية والطمع والعنصرية فكل هذه المذاهب تحمل في طياتها بذور التدمير الذاتي لنفسها .
يقول عبد الله يوسف علي
" لا يزال يصاحبنا الكثير من الندم والخطيئة والظلم والاضطهاد والخطأ والكراهية . لا تزال العجرفة تميت الضمائر وتسلب الأرواح المكافحة حتى من كسرات الشفقة وتصنع من الكائنات الكريهة والغبار المتفتت معبود جميل الهيئة للعبادة .
ما يزال الجهل يوصف بالقمم القوية ويحاول أن يُخزي الحكمة .. لا يزال الإنسان يقود الصيد ويعترض بنعومة على نهاية الرق .. لا يزال الطمع يلتهم جوهر الضعفاء الذين داخل سلطانه بل أكثر من ذلك أن صوت الإنسان المهذب يخنق في وسط الضجيج الأجش للمجموعات والحشود التي تصرح بجنون بما يسمونه شعارات عصرية , .. إلافك القديم الذي رفض
تصديقه من زمن بعيد . إ . هـ
. - يجب على القائد أن يوفر لشعبه مجموعة واحدة من المعتقدات .
من السهل التحدث عن الزمالة الدينية والأخوة في الإنسانية , لكن هناك في جنوب إفريقيا اليوم ألف من الطوائف والملل المختلفة بين البيض أهالي السلالة الأوروبية
وثلاثة آلاف من السود أهالي السلالة الإفريقية . وتفرخ كنائس البيض في بلدتي أساقفة سود بمعدل سريع .
ولكن في أول ... سنة من الاحتلال الأوروبي لم يتخرج من كنائس البيض أسقف أسود واحد .
وحتى الآن لا يستطيع السود والبيض والملونين والهنود أن يصلوا ًمعا في أغلب الكنائس الهولندية البروتستانتيتية وقد عبر الإمبراطور المسيحي جوليانوس عن الكراهية بين الطوائف المسيحية بدقة حيث قال :
" لا توجد وحوش مفترسة تتسم بالعداوة للإنسان كما تعادي الطوائف المسيحية بصفة عامة بعضها البعض
سيد أمير علي في ص.. 18 من كتابه روح الإسلام
وعلى ضوء هذه المتطلبات الثلاثة السابقة يبحث ماسيرمان في التاريخ ويقوم بالتحليل والتمحيص لويس باستير – غاندي – كونفوشيوس – الاسكندر الأكبر – قيصر – هتلر – بوذا
– المسيح – إلى آخر الباقين حتى وصل ًأخيرا إلى النتيجة التالية :
" لعل أعظم قائد كان على مر العصور هو محمد صلى الله عليه وسلم الذي جمع الأعمال الثلاثة وقد فعل موسى نفس الشيء بدرجة أقل " . وليس لنا إلا أن نندهش من ماسيرمان لأنه كيهودي قد تنازل يتفحص حتى أدولف هتلر
العدو الرئيسي لشعبه فهو يعتبره ًقائدا ًعظيما . فقد كان قوم هتلر وهم الأمة الألمانية القوية المكونة من ..90 مليون نسمة كانوا مستعدين أن يسيروا إلى قدرهم أو دمارهم
أمره . واحسرتاه لقد قادهم إلى الهلاك .
ولكن هتلر ليس هو مجال السؤال . إنما السؤال هو لماذا يعلن ماسيرمان وهو يهودي أمريكي وخادم مدفوع الأجر للحكومة بالتصريح لأبناء بلدته الذين يزيدون عن 300 ... مليون منهم اليهودي والمسيحي إنه لا المسيح ولا موسى ولكن محمد عليهم السلام ًجميعا

غير معرف يقول...

الرد المتين على شبهة عدم زهد الأمين
هل كان محمد زاهداً
تقول يا صديقي:
أن النبي كان عفيفاً زاهداً، ولم يأخذ صدقة من أحد, وقلت أن هذا علامة على صدق رسالته، وأعطيت دليلاً على ذلك بواقعة المنافق الكبير سلمان
الفارسي وحفنة التمر التي رفضها النبي، فهتف سلمان قائلاً بنفاق:
صدقت يا رسول الله
- وقال إن من صدق النبوة أن لا يأخذ النبي صدقة من أحد, وقد يكون النبي قد رفض صدقة سلمان فعلاً، لكن ليس بسبب أنه لا يقبل الصدقة إنما لأنها صدقة متواضعة، فهي مجرد حفنة تمر تقدم للنبي ملك العرب؟ وأما الدليل على أن النبي كان يأخذ الصدقة فهو ما يقوله القرآن:
خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا,
فإذا كان دليلك على برهان صدق رسالة نبيك بأنه لا يأخذ الصدقة، فماذا يكون الأمر لو كان قد أخذها فعلاً؟
لم يقتصر نبيك على أخذ الصدقة فقط بل تعداه أنه كان يتحصل لنفسه على خمس الغنائم بل وكان يأخذ الأنفال أيضاً وثلث أجور الغزاة من كل سرية أو غزوة بجانب العديد من المزايا الأخرى، فهو الوحيد من جنس البشر الذي أحل له الله - كما يدّعي القرآن - أن ينكح أية امرأة تدعوه لذلك!! ولا يشترط أن تكون زوجته أو من جواريه، بل يشترط أن تكون مؤمنة فقط!! وتهب جسدها له فيعاشرها بدون حساب من الله!! يقول القرآن في ذلك:
,,, وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ المُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكْتَ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً,
بالطبع هذا كلام جارح يخدش الحياء, ومن الكفر أن ننسب مثل هذه الخطايا إلى الله كلي القداسة, والعجيب أن السماح له بمعاشرة النساء بالهبة يأتي بعد قائمة طويلة من النساء المسموح له بمعاشرتهن، أي أنه لم يكن محتاجاً للمزيد, لكن ماذا نقول للشراهة المَرَضية في الشهوة لديه، والتي كانت خروجاً على كل ما هو مألوف لدى البشر، والعجيب أن الله الخاص به - يشجعه على ذلك! ويقول أن هذا فرض إلهي عليك ولا داعي للخجل أو الحرج، وكان الله غفوراً رحيماً!! وأما قائمة المسموح له بمعاشرتهن من النساء كما يوردها القرآن كالتالي:
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ - علماً بأنهن كن تسع زوجات - اللاَّتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاَتِكِ اللاَّتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ ،الخ - وكان ينفرد عن سائر المسلمين بالسماح له بالنكاح وهو محرم، أي وهو يؤدي مناسك الحج، وهو محظور عمله للمسلمين العاديين، وكثير من المزايا التي انفرد بها دون سائر المسلمين (امتيازات النبي تجدها في السيرة الحلبية جزء 3 ص 44), بل لقد بلغ تجاوزات هذا النبي أنه تزوج من زوجة ابنه زيد بن محمد, وقصة هذا الزواج المشين تجدها في سورة الأحزاب عدد 37-38، وهي سورة مليئة بمغامرات النبي النسائية، وهي أحداث لا يليق أن توضع في كتاب ديني, ونعود إلى قصة هذا الزواج الشاذ، مجمل القصة أن النبي ذهب لزيارة ابنه زيد، فلم يجده، واستقبلته زوجة ابنه السيدة زينب بنت جحش الأسدية، وهي ابنة عم محمد، وكانت تتطلع للزواج منه وليس من مولاه زيد بن حارثة الذي تبناه محمد ورباه وصار أباه، ولم يعد يُسمى زيد بن حارثة بل زيد بن محمد, وكان العرب يعتبرون الابن بالتبني كالابن الحقيقي، فلا يجوز الزواج بزوجته, وكانت زينب ترتدي جلباباً شفافاً فهف قلبه بها، فقرر النبي أن يتزوجها!! لكن كيف يتزوجها وهي زوجة رجل آخر لا تزال في عصمته؟ وليست زوجة أي شخص عادي، بل زوجة ابنه؟ وجد النبي نفسه في حيرة، فما عساه أن يفعل لإتمام هذا الزواج؟ آه لقد وجد النبي الحل، وهل هناك حل غيره، إنه الوحي القرآني؟!! فهو الحل السريع السهل الذي لا يجرء أن يعارضه أحد لأنه آتٍ من عند الله, وأنزل الوحي قائلا:
وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ - زيد - وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ - رغبة في الزواج من زوجته - مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَّوَجْنَاكَهَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى المُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهُ مَفْعُولاً,
هكذا تفتق ذهن النبي وأوجد هذا الحل الغريب، فالله يأمره بإلغاء عادة التبني في الإسلام وحتى يتأكد الناس من ذلك يقوم الله بتزويج نبيه بزوجة ابنه بالتبني, وقد يتساءل اللبيب: ألم يكن الله قادراً على إنزال حكم بهذا الإلغاء بدون أن يعرض نبيه للحرج؟
وهل يعتبر التبني جرماً وجب إلغاءه؟ فالتبني كما هو معروف قمة الرحمة والمشاعر الإنسانية النبيلة، وكان مقبولاً لو أنه الله ألغى زواج الهبة، وكان معقولاً لو أنه ألغى القتال والكراهية، لكنه ألغى تقليداً إنسانياً عظيماً هو التبني! إن هذا الموقف يذكرني بحادث أغرب,,
ما من عبد يدخل الجنة إلا ويجلس عند رجليه اثنتان من الحور العين يغنيانه بأحسن صوت سمعه الأنس والجان - وليس بمزامير الشيطان,
مزامير داود المليئة تسبحياً وتعظيماً لله صارت مزامير الشيطان، وغناء عاهرات الجنة من الحوريات صارت أحسن! يا الله ألهذا الحد يعكس الإسلام الأشياء؟ تعالوا لنرى ما تقول مزامير الشيطان ولنقارنه بما يغني به حوريات جنة الإسلام ولنقارن ما بينهما لنعرف من هو الشيطان الحقيقي، تقول المزامير:
أُبَارِكُ الرَّبَّ فِي كُلِّ حِينٍ. دَائِماً تَسْبِيحُهُ فِي فَمِي (مزمور 34:1),
اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللّهِ، وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ (مزمور 19:1),
لَكَ يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ يَا اَللّهُ (مزمور 65:1),
اِهْتِفِي لِلرَّبِّ يَا كُلَّ الأَرْضِ (مزمور100:1),
ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ! طُوبَى لِلرَّجُلِ المُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ (مزمور 34:8),
أَنْتَ يَا رَبُّ صَالِحٌ وَغَفُورٌ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ,,, كُلُّ الأُمَمِ الذِينَ صَنَعْتَهُمْ يَأْتُونَ وَيَسْجُدُونَ أَمَامَكَ يَا رَبُّ وَيُمَجِّدُونَ ا سْمَكَ. لِأَنَّكَ عَظِيمٌ أَنْتَ وَصَانِعٌ عَجَائِبَ. أَنْتَ اللّهُ وَحْدَكَ (مزمور 86:5-10),
بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ، وَلَا تَنْسَيْ كُلَّ حَسَنَاتِهِ. الذِي يَغْفِرُ جَمِيعَ ذُنُوبِكِ. الذِي يَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِكِ, الرَّبُّ رَحِيمٌ وَرَأُوفٌ، طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ (مزمور 103:2 و3، 8),
اِحْفَظْنِي يَا اَللّهُ لِأَنِّي عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ. قُلْتُ لِلرَّبِّ: أَنْتَ سَيِّدِي (مزمور 16:1 و2),
لِلرَّبِّ الأَرْضُ وَمِلْؤُهَا. المَسْكُونَةُ وَكُلُّ السَّاكِنِينَ فِيهَا (مزمور 24:1),
يَا قُّوَتِي لَكَ أُرَنِّمُ، لِأَنَّ اللّهَ مَلْجَإِي إِلهُ رَحْمَتِي (مزمور 59:17),
رَحْمَتَكَ أَفْضَلُ مِنَ الحَيَاةِ. شَفَتَايَ تُسَبِّحَانِكَ (مزمور63:3),
سَبِّحُوا الرَّبَّ يَا كُلَّ الأُمَمِ. حَمِّدُوهُ يَا كُلَّ الشُّعُوبِ. لِأَنَّ رَحْمَتَهُ قَدْ قَوِيَتْ عَلَيْنَا، وَأَمَانَةُ الرَّبِّ إِلَى الدَّهْرِ (مزمور 117),
اِحْمَدُوا الرَّبَّ لِأَنَّهُ صَالِحٌ، لِأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ. الا حْتِمَاءُ بِالرَّبِّ خَيْرٌ مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَى إِنْسَانٍ (مزمور 118:1 و8),
هذا بعض من المزامير, كلمات روحانية عميقة تعطي المجد والعزة والتسبيح لله فهل يليق أن تُسمى بمزامير الشيطان؟ قبل أن تعطي جواباً تعالى لنرى أغاني الحور العين في الجنة وهم يستقبلن رجالهن:
نحن الخيرات الحسان، أزواج قوم كرام, ينظرون بقرة أعيان وأن ما يفنين به نحن الخالدات فلا تمتنه، فنحن الأمنات فلا نخفنه نحن المقيمات فلا تطغنه,
طالما انتظرناكم فنحن الراضيات فلا نسخط، والمقيمات فلا نظعن، والخالدات فلا نموت بأحسن أصوات سمعت, وتقول أنت حبي وأنا حبك ليس دونك مقصر ولا وراء معدل, ويقول أحد المخبولين:
هذا هو الطرب والغناء بتقديس لرب الأرض والسماء,, فالذين طهروا آذانهم من سماع الخلاعة! وخافوا ربهم وابتعدوا عن مزامير الشيطان!! أكرمهم الله الإله الذي لا يغفل ولا ينام, فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (سورة الرحمن 55: 60 و61)
قالت عائشة زوجة محمد له في سخرية وتهكم:
عجباً يا محمد أرى إلهك يسرع في هواك (73),
قالت له ذلك بعدما انقلب محمد على زوجاته التسع، وقال إنه لن يعدل بينهن من الآن وصاعداً، وقد كان لكل زوجة يوماً معيناً خاص بها، ولكن فيما يبدو أن النبي أراد التغيير! ولا سيما وقد أحضرت إليه جارية حسناء شابة هي مارية القبطية التي اهداها له المقوقس، أعجب بها محمد إعجاباً كبيراً حتى أنه عاشرها في اليوم المخصص لإحدى زوجاته وهي حفصة بنت عمر، وكان والدها عمر مريضاً فذهبت لزيارته وعادت مسرعة لتجد زوجها مع جاريته في منزلها وعلى فراشها وكادت أن تصرخ، ولكن النبي هدأ من ورعها واعتذر لها وقال: إن مارية محرمة عليه بعد اليوم، قال ذلك ليرضي زوجته حفصة, ولكن الله غضب من محمد لمرضاته لزوجته وتحريمه لمارية!
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (سورة التحريم 66:1), وتوسل لزوجته حفصة عدم إخبار عائشة وبقية زوجاته، وطلب منها أن تحفظ السر، لكن حفصة أسرعت إلى عائشة وباحت لها بهذا السر، فتجمهرت عليه نساؤه بعدما باحت حفصة بالمستور, وعلى الفور تدخل إله محمد لإنقاذه ويكشف له مؤامرة أزواجه! فيقول القرآن:
وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ,,, قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ العَلِيمُ الخَبِيرُ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ المُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيٌر عَسَى رَبُّهُ إِنْطَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ,,, ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً 78 ,
ومع هذا التهديد بطلاقهن جميعهن وباستعراض قوة مؤيديه، تلاشت مظاهرة نسائه عليه، ولم تكن هناك مشكلة في التحلل من قسمه بأنه لن يقرب مارية وأنها محرمة عليه فلقد أحل له الله التحلل من أي قسم وذلك من قوله:
قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ العَلِيمُ الحَكِيمُ ,
ويؤكد له الله أنه أصبح متحرراً من مسألة العدل بين زوجاته، وأنه لم يعد مقيداً بل يختار من يشاء منهم فيقول القرآن:
تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكَ ,
ويقول أيضاً:
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً,
ولعل محمد خاف أن تخونه إحدى زوجاته نتيجة الأسلوب التهديدي لهن، فتدخَّل الوحي يقول من جديد:
يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ ,
ثم شدد عليهن بعدم إتيان الفاحشة فقال لهن الوحي:
يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا العَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً, ثم قال:
وَلاَ أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً,
إلى هذا الحد بلغ صراع النبي مع نسائه وأتباعه,,, وواضح من أسلوب هذا الحديث معاناة النبي لكن ما يزرعه الإنسان إياه يحصد,
ووسط كل هذا الزحام مرّ موضوع زواجه من زوجة ابنه، وتبرأ تماماً من أبوته لزيد فيقول القرآن:
مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ (81),
وكأن الأبوة تتعارض مع النبوّة! وكأنها فعل شيطاني وجب أن يتخلص محمد منه!! وقال أيضاً ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ ,
هكذا كان محمد في غاية الدهاء وسعة الحيلة، فلكل عقدة تجد لها حلاً عنده - لا يقدر أن يطعن فيه أحد لأنه وحي منزل من السماء!
لقد عرضت عليك جانباً من الوجه الآخر للإسلام الذي لا تعرفه أنت ولا يعرفه غالبية المسلمين، لأنهم يكتفون بقرآنهم ولا يطلعون على أديان الآخرين وكتبهم المقدسة، فلم يتمكنوا من المقارنة والاختيار, والمعرفة لا تكمل إلا بطرح الرأي والرأي المخالف له ليقارن ويفاضل بينهما، وقد عرضت عليك هذا الرأي الآخر ولم أقل كلاماً من عندي، بل شواهدي كلها من المصادر الإسلامية، القرآن والأحاديث وكتبة المسلمين من الأئمة والمؤرخين والمفكرين وكلهم مسلمون,, ويمكنك الرجوع إلى مصادري لمعرفة الحق وإذا كانت لديك رغبة في الانطلاق للحياة الأفضل وقد جاء المسيح ليكون للناس حياة ويكون لهم الأفضل, مسيح المحبة والسلام الذي لم يحمل سيفاً ولم يهدر دم أحد، بل يطالب أتباعه بمحبة الأعداء وكان هو يحب الجميع ويشفق عليهم حتى الأعداء منهم, هذا المسيح النازل من السماء لم يأت من زرع بشر ونتاج الشهوة بل جاء من الله فهو كلمة الله وروحه، وقد تجسد في شكل إنساني بمعجزة فريدة من نوعها, وأصبح صورة الله غير المنظور وليجعله منظوراً في شخصه المبارك, ولن يستطيع أحد من البشر أن يتوصل لمعرفة الله إلا بالمسيح لأنه هو والله واحد, هذا المسيح سوف يغير مجرى حياتك لو سلمت له نفسك، سيجعلك أسعد إنساناً في الوجود، سوف يصالحك على ذاتك فلن تعاني من الانقسام الداخلي بعد,, إني أسأله لأجلك أن يضيء بصيرتك لتبصر الحق، والذي أخرجني من الظلمة لهو قادر أن يخرجك أيضاً - لك مني تحياتي ومحبتي,
الحمد لله والصلاة على ازهد خلق الله ومن تبعه بأحسان الى يوم الدين اما بعد:-
هنا بعون الله نرد على الأفترءات التي بموقع الدجاله ناهد متولي وكذب كاتبي الموقع وتأويل النصوص :
نبدأ
بسم الله الرحمن الرحيم:-
كم هو أمر خبيث أن يجهد المرء نفسه في سبيل افتعال نقائص في عقائد الآخرين للنيل منهم ومما يعتقدون
كم هو خبيث أن ينسلخ المرء من ضميره ومن إنسانيته كي يتهم دين الآخرين بما هو منه براء
كم هو خبيث أن يبرر الإنسان لغاياته كل الوسائل مهما كانت دنيئة منحطة
نعرف أن كل ما يخالف الفطرة السوية هو شيء خبيث لكننا لم نر بين الخبائث شيئا أخبث من البهتان .
نعم انه بهتان ووبعون الله نرد على هذا البهتان بتعاون من الأخوة المسلمون في كل مكان من العالم :
نبدأ اولا بفضح حقيقة النصارى لأنهم اصحاب هذا الموضوع وهم الذين افترو على نبينا
لنقرأ معا من كتابهم اخلاق انبيائهم واخلاق ربهم اليسوع المصلوب:-
اولا االأنبياء يسرقون
موسى (وحاشاه):-
نبي الله موسى يأمر بالسرقة بناء على طلب الرب !!
(( فَلاَ تَخْرُجُونَ فَارِغِينَ حِينَ تَمْضُونَ، بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا أَوْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا جَوَاهِرَ فِضَّةٍ وَذَهَبٍ وَثِيَاباً تُلْبِسُونَهَا بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ فَتَغْنَمُونَ ذَلِكَ مِنَ الْمِصْرِيِّين.
في سفر التكوين
نبي الله يعقوب يسرق الغنم والبقر ويهرب بهم ليلا!!
انبياؤهم يشربون الخمر -
نوح يقولون انه كان يشرب الخمر و يتعرى فهل شرب محمد الخمر وتعرى -
Gn:9:21: 21 وشرب من الخمر فسكر وتعرّى داخل خبائه. (SVD)
النبي إشعياء يتعرى ثلاثة سنين
Is:20:2: 2 في ذلك الوقت تكلم الرب عن يد اشعياء بن أموص قائلا.اذهب وحلّ المسح عن حقويك واخلع حذاءك عن رجليك.ففعل هكذا ومشى معرّى وحافيا. (SVD)
Is:20:3: 3 فقال الرب كما مشى عبدي اشعياء معرّى وحافيا ثلاث سنين آية وأعجوبة على مصر وعلى كوش (SVD)
Is:20:4: 4 هكذا يسوق ملك اشور سبي مصر وجلاء كوش الفتيان والشيوخ عراة وحفاة ومكشوفي الاستاه خزيا لمصر. (SVD)
Is:20:5: 5 فيرتاعون ويخجلون من اجل كوش رجائهم ومن اجل مصر فخرهم. (SVD)
يعقوب يخدع اباه ويسرق البركة فهل فعل محمد عليه الصلاة والسلام هذا :-
Gn:27:1: 1. وحدث لما شاخ اسحق وكلّت عيناه عن النظر انه دعا عيسو ابنه الاكبر وقال له يا ابني.فقال له هاأنذا. (SVD)
Gn:27:2: 2 فقال انني قد شخت ولست اعرف يوم وفاتي. (SVD)
Gn:27:11: 11 فقال يعقوب لرفقة امه هو ذا عيسو اخي رجل اشعر وأنا رجل املس. (SVD)
Gn:27:12: 12 ربما يجسّني ابي فأكون في عينيه كمتهاون واجلب على نفسي لعنة لا بركة. (SVD)
Gn:27:15: 15 وأخذت رفقة ثياب عيسو ابنها الاكبر الفاخرة التي كانت عندها في البيت وألبست يعقوب ابنها الاصغر. (SVD)
Gn:27:18: 18. فدخل الى ابيه وقال يا ابي.فقال هاأنذا.من انت يا ابني. (SVD)
Gn:27:19: 19 فقال يعقوب لأبيه انا عيسو بكرك.قد فعلت كما كلمتني.قم اجلس وكل من صيدي لكي تباركني نفسك. (SVD)
Gn:27:20: 20 فقال اسحق لابنه ما هذا الذي اسرعت لتجد يا ابني.فقال ان الرب الهك قد يسّر لي. (SVD)
Gn:27:23: 23 ولم يعرفه لان يديه كانتا مشعرتين كيدي عيسو اخيه.فباركه . (SVD)
Gn:27:34: 34 فعندما سمع عيسو كلام ابيه صرخ صرخة عظيمة ومرة جدا.وقال لأبيه باركني انا ايضا يا ابي. (SVD)
Gn:27:35: 35 فقال قد جاء اخوك بمكر واخذ بركتك. (SVD)
يضرب الرب وينتزع منه البركة
Gn:32:26: 26 وقال اطلقني لأنه قد طلع الفجر.فقال لا اطلقك ان لم تباركني. (SVD)
Gn:32:28: 28 فقال لا يدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل اسرائيل.لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت. (SVD)
ينهب ويسرق
Jos:8:27: 27 لكن البهائم وغنيمة تلك المدينة نهبها اسرائيل لأنفسهم حسب قول الرب الذي امر به يشوع. (SVD)
Jos:8:28: 28 واحرق يشوع عاي وجعلها تلا ابديا خرابا الى هذا اليوم. (SVD)
يعقوب وعرق النساء Gn:32:32:
لذلك لا يأكل بنو اسرائيل عرق النّسا الذي على حقّ الفخذ الى هذا اليوم.لأنه ضرب حقّ فخذ يعقوب على عرق النّسا ((SVD
يهرب ويخدم من أجل امرأة
Hos:12:12:
وهرب يعقوب الى صحراء ارام وخدم اسرائيل لأجل امرأة ولاجل امرأة رعى (SVD)
انبياؤهم والزنى والدياثه:-
أما عن الدياثة...فهذا بعضها سفر التكوين 12 : 10 ، 19
نبي الله ابراهيم يقدم زوجته سارة إلي فرعون لينال الخير بسببها !!وحدث لما قرب أن يدخل مصر أنه قال لساراي امرأته : إني قد علمت انك امرأة حسنة المنظر . فيكون إذا رآك المصريون أنهم يقولون هذه امرأته فيقتلونني ويستبقونك . قولي : انك اختي . ليكون لي الخير بسببك وتحيا نفسي من أجلك .............. وحدث لما دخل أبرام إلي مصر أن المصريين رأوا المرأة حسنة جداً ورآها رؤساء فرعون ومدحوها لدى فرعون فأخذت المرأة إلي بيت فرعون فصنع إلي أبرام خيراً بسببها ، وصار له غنم وبقر وحمير وعبيد وإماء وأتن وجمال . . . فدعا فرعون أبرام وقال : ما هذا الذي صنعت بي ؟ لماذا لم تخبرني أنها امرأتك؟ لماذا قلت هي أختي حتى اخذتها لي لتكون زوجتي ؟.
افتح ............... سفر هوشع 1 : 2
داود يزني ويقتل وينجب من الزنا سليمان
2Sm:11:2: 2 وكان في وقت المساء ان داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحمّ.وكانت المرأة جميلة المنظر جدا. (SVD)
2Sm:11:3: 3 فأرسل داود وسأل عن المرأة فقال واحد أليست هذه بثشبع بنت اليعام امرأة اوريا الحثّي. (SVD)
2Sm:11:4: 4 فأرسل داود رسلا وأخذها فدخلت اليه فاضطجع معها وهي مطهّرة من طمثها.ثم رجعت الى بيتها. (SVD)
2Sm:11:5: 5 وحبلت المرأة فأرسلت وأخبرت داود وقالت اني حبلى. (SVD)
2Sm:11:6: 6. فأرسل داود الى يوآب يقول ارسل اليّ اوريا الحثي.فأرسل يوآب اوريا الى داود. (SVD)
2Sm:11:7: 7 فأتى اوريا اليه فسأل داود عن سلامة يوآب وسلامة الشعب ونجاح الحرب. (SVD)
2Sm:11:8: 8 وقال داود لاوريا انزل الى بيتك واغسل رجليك.فخرج اوريا من بيت الملك وخرجت وراءه حصة من عند الملك. (SVD)
2Sm:11:13: 13 ودعاه داود فأكل امامه وشرب وأسكره.وخرج عند المساء ليضطجع في مضجعه مع عبيد سيده والى بيته لم ينزل
2Sm:11:14: 14. وفي الصباح كتب داود مكتوبا الى يوآب وأرسله بيد اوريا. (SVD)
2Sm:11:15: 15 وكتب في المكتوب يقول.اجعلوا اوريا في وجه الحرب الشديدة وارجعوا من ورائه فيضرب ويموت. (SVD)
2Sm:11:16: 16 وكان في محاصرة يوآب المدينة انه جعل اوريا في الموضع الذي علم ان رجال البأس فيه. (SVD)
2Sm:12:9:
9 لماذا احتقرت كلام الرب لتعمل الشر في عينيه.قد قتلت اوريا الحثّي بالسيف وأخذت امرأته لك امرأة واياه قتلت بسيف بني عمون. (SVD)
2Sm:12:10:
10 والآن لا يفارق السيف بيتك الى الابد لأنك احتقرتني وأخذت امرأة اوريا الحثّي لتكون لك امرأة. (SVD)
2Sm:12:11:
11 هكذا قال الرب هاأنذا اقيم عليك الشر من بيتك وآخذ نساءك امام عينيك وأعطيهن لقريبك فيضطجع مع نسائك في عين هذه الشمس.
(أقول ألا لعنة الله على الظالمين الذين يبدلون في كتاب الله ويحرفون فيه ويفترون على رسل الله وأنبيائه ووصفهم بما لا يجوز ولم يحدث منهم , وإن الله لمنتقم منهم على ما يقولون في أنبيائه ورسله , إنهم يتهمون الله عز وجل بأنه يختار أنبياء زناة وقتله وأن الله سبحانه لم يستطع أن يحسن إختيار رسله وأنبيائه .... لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم )
حتى شمشون زني
Jgs:16:1:
1. ثم ذهب شمشون الى غزّة ورأى هناك امرأة زانية فدخل اليها. (SVD)
اضحك مع إليشع
2Kgs:2:22:
22 فبرئت المياه الى هذا اليوم حسب قول اليشع الذي نطق به (SVD)
2Kgs:2:23:
23 ثم صعد من هناك الى بيت ايل.وفيما هو صاعد في الطريق اذا بصبيان صغار خرجوا من المدينة وسخروا منه وقالوا له اصعد يا اقرع.اصعد يا اقرع. (SVD)
2Kgs:2:24:
24 فالتفت الى ورائه ونظر اليهم ولعنهم باسم الرب.فخرجت دبّتان من الوعر وافترستا منهم اثنين وأربعين ولدا. (SVD)
اعتقد ان انبياؤهم عار
اخلاق ربهم الذي يعبدونه من دون الله:-
اليسوع والشذوذ:-
Jn:13:23: 23 وكان متكئا في حضن يسوع واحد من تلاميذه كان يسوع يحبه. (SVD)
Jn:13:25: 25 فاتكأ ذاك على صدر يسوع وقال له يا سيد من هو. (SVD)
يقولن ان يسوع يقول الشتامين لا يدخلون الملكوت
اقرأ:-
Dt:27:22: 22 ملعون من يضطجع مع اخته بنت ابيه او بنت امه.ويقول جميع الشعب آمين. (SVD)
اصبح هو الشعب خارج الملكوت.
لأنه قال:- 1Cor:6:10: 10 ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون ولا شتامون ولا خاطفون يرثون ملكوت الله. (SVD)
ومازال يشتم
Mt:3:7: 7. فلما رأى كثيرين من الفريسيين والصدوقيين يأتون الى معموديته قال لهم يا اولاد الافاعي من اراكم ان تهربوا من الغضب الآتي. (SVD)
Mt:16:23: 23 فالتفت وقال لبطرس اذهب عني يا شيطان.انت معثرة لي لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس (SVD)
Mt:15:26: 26 فأجاب وقال ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب. (SVD)
ربهم اليسوع عريان :-
مره أمام اليهود
Mt:27:26:
26. حينئذ اطلق لهم باراباس.واما يسوع فجلده واسلمه ليصلب (SVD)
Mt:27:27:
27 فاخذ عسكر الوالي يسوع الى دار الولاية وجمعوا عليه كل الكتيبة. (SVD)
Mt:27:28:
28 فعروه والبسوه رداء قرمزيا. (SVD)
ومره أمام التلاميذ
Jn:13:4:
4 قام عن العشاء وخلع ثيابه واخذ منشفة واتّزر بها. (SVD)
Jn:13:5:
5 ثم صبّ ماء في مغسل وابتدأ يغسل ارجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متزرا بها. (SVD)
بل كذاب
المسيح يكذب علي إخوته
Jn:7:8:
8 اصعدوا انتم الى هذا العيد.انا لست اصعد بعد الى هذا العيد لان وقتي لم يكمل بعد. (SVD)
Jn:7:10:
ولما كان اخوته قد صعدوا حينئذ صعد هو ايضا الى العيد لا ظاهرا بل كأنه في الخفاء. (SVD)
وأختم بما قاله الأخ حبيب لأحد قساوسة كنيسة الزيتون :-
مارأيك في الكتاب المقدس؟............. وكتبة الكتاب المقدس؟............. ثم ..... هل يختار الله أنبياء كهؤلاء!!!!!!!
ثم انهي هذا الجزء من رسالتي هذه إليك ................ متسائلا ............. بعد كل هذا الفحش والتفحش ....... تقولون أن الأنبياء غير معصومين ........ وإذا قرأتم مثلا أن النبي محمد .... كان يقبل زوجته ....... نعم والله زوجته ...... تقولون لانؤمن به لأنه كان يقبل زوجته!!!!! ............ بل والأدهى من ذلك ........... أنكم تقولون عليها شبهة!!!!!! ..... ألا تستحون؟!!!!!
أخوكم آلفيتوري
المصادر:-
مناظرة الأخ حبيب مع قسيسي ورهبان كنيسة الزيتون.
كتاب البيان لما في عقيدة النصارى من التحريف والبهتان..
تجميع اخوانكم في البال توك.
الرد على الجزء الذي يقول فيه الكافر لكي ينال بالباطل من الحق
وهيهات هيهات يا نصارى:-
قالت عائشة زوجة محمد له في سخرية وتهكم: عجباً يا محمد أرى إلهك يسرع في هواك (73),
قالت له ذلك بعدما انقلب محمد على زوجاته التسع، وقال إنه لن يعدل بينهن من الآن وصاعداً، وقد كان لكل زوجة يوماً معيناً خاص بها، ولكن فيما يبدو أن النبي أراد التغيير! ولا سيما وقد أحضرت إليه جارية حسناء شابة هي مارية القبطية التي اهداها له المقوقس، أعجب بها محمد إعجاباً كبيراً حتى أنه عاشرها في اليوم المخصص لإحدى زوجاته وهي حفصة بنت عمر، وكان والدها عمر مريضاً فذهبت لزيارته وعادت مسرعة لتجد زوجها مع جاريته في منزلها وعلى فراشها وكادت أن تصرخ، ولكن النبي هدأ من ورعها واعتذر لها وقال: إن مارية محرمة عليه بعد اليوم، قال ذلك ليرضي زوجته حفصة, ولكن الله غضب من محمد لمرضاته لزوجته وتحريمه لمارية!
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (سورة التحريم 66:1), وتوسل لزوجته حفصة عدم إخبار عائشة وبقية زوجاته، وطلب منها أن تحفظ السر، لكن حفصة أسرعت إلى عائشة وباحت لها بهذا السر، فتجمهرت عليه نساؤه بعدما باحت حفصة بالمستور, وعلى الفور تدخل إله محمد لإنقاذه ويكشف له مؤامرة أزواجه! فيقول القرآن:
وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ,,, قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ العَلِيمُ الخَبِيرُ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ المُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيٌر عَسَى رَبُّهُ إِنْطَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ,,, ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً 78 ,
استند الظالمون لمحمد صلى الله عليه وسلم فى توجيه هذا الاتهام إلى ما جاء فى مفتتح سورة التحريم من قوله تعالى: (يا أيها النبى لم تحرّم ما أحلّ الله لك تبتغى مرضاة أزواجك والله غفور رحيم ) (1) .
وهذه الآية وآيات بعدها تشير إلى أمر حدث فى بيت النبى صلى الله عليه وسلم عاتبته نساؤه وتظاهرن عليه بدوافع الغيرة المعروفة عن النساء عامة إذ كان صلى الله عليه وسلم قد دخل عند إحداهن وأكل عندها طعامًا لا يوجد فى بيوتهن ، فأسر إلى إحداهن بالأمر فأخبرت به أخريات فعاتبنه فحرّم صلى الله عليه وسلم تناول هذا الطعام على نفسه ابتغاء مرضاتهن.
راجعوا تفسير ابن كثير لا تفسير ابن تنصير.
او تفسير معترف به ليس تفسير محرف فيه
مثل الطبري و الجلالين .
اما الرد على حديث
(( ما أرى ربك إلا يسارع في هواك )) عندما رأت خولة بنت حكيم من اللائي وهبن أنفسهن
جواب : هذا حديث عائشة الوارد في صحيح البخاري وقد قال النووي في معنى يسارع في هواك : أي يخفف عنك ويوسع عليك في الأمور ولهذا خيرك ، وقال القرطبي : هذا قول أبرزه الدلال والغيرة , وهو من نوع قولها ما أحمدكما ولا أحمد إلا الله , وإلا فإضافة الهوى إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا تحمل على ظاهره , لأنه لا ينطق عن الهوى ولا يفعل بالهوى , ولو قالت إلى مرضاتك لكان أليق , ولكن الغيرة يغتفر لأجلها إطلاق مثل ذلك .
قلت : ومما يوضح لنا أن قول عائشه كان من باب الدلال والغيرة ليس إلا ، هو ما جاء عنها في صحيح مسلم : عن عائشة : كنت اغار على اللاتي وهبن انفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم . صحيح مسلم 10: 49.
اعتقد لا علاقة بموضوع مريم رضي الله عنها بهذا الحديث والسؤال لماذا ربط الكلب هذا بهذا.
لأ فلقد رأها وهي تقولها في سخرية وتهكم أخص تفوخص على ناس كده.
لأ وترجاها لتستره كذاب
والجواب معروف.
لأن ضعفه وانه لم يجد حجه فلجأ للكذب
على طريقة بولس يكذب بحجة انه يمجد الله
الله محتاج للكذب بل للأفتراء
اقرأو بولص Rom:3:7: 7 فانه ان كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا أدان انا بعد كخاطئ. (SVD)
اذا لا يستغرب الكذب ممن رأس ماله الكذب.

غير معرف يقول...

التوازن النفسي والسلوكي في شخصية رسول الله – صلى الله عليه وسلم –

الدارس لشخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ يستلف نظره ذلك التوازن الدقيق بين معالمها:

التوازن النفسي في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم: فكان ذو نفس سوية، فما كان صلى الله عليه وسلم بالكئيب العبوس الذي تنفر منه الطباع، ولا بالكثير الضحك الهزلي الذي تسقط مهابته من العيون.

وحزنه وبكاؤه في غير إفراط ولا إسراف:
وفي ذلك يقول ابن القيم:'وأما بكاؤه صلى الله عليه وسلم، فلم يكن بشهيق ورفع صوت، ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهملا، ويسمع لصدره أزيز، وكان بكاؤه تارةً رحمة للميت، و تارةً خوفًا على أمته وشفقة عليها، وتارةً من خشية الله، وتارةً عند سماع القرآن- وهو بكاء اشتياق ومحبة وإجلال مصاحب للخوف والخشية- ولما مات ابنه إبراهيم دمعت عيناه وبكى رحمة له ..

وبكى لما شاهد إحدى بناته ونفسها تفيض، وبكى لما قرأ عليه ابن مسعود سورة النساء وانتهى فيها إلى قوله تعالى: { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا[41]}[سورة النساء]. وبكى لما مات عثمان بن مظعون، وبكى لما جلس على قبر إحدى بناته، وكان يبكى أحيانًا في صلاة الليل'.

أما ضحكه صلى الله عليه وسلم:
فكان يضحك مما يُتعجب من مثله، ويستغرب وقوعه ويستندر، كما كان يداعب أصحابه. فَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلًا اسْتَحْمَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: [إِنِّي حَامِلُكَ عَلَى وَلَدِ النَّاقَةِ] فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَصْنَعُ بِوَلَدِ النَّاقَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ وَهَلْ تَلِدُ الْإِبِلَ إِلَّا النُّوقُ]رواه أبو داود والترمذي وأحمد .

التوازن السلوكي في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم:
وهو أحد دلائل نبوته، فلقد جعل هذا التوازن من رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة العليا التي تمثلت فيها كل جوانب الحياة، وإليك بعض مظاهر هذا التوازن السلوكي:

[أ] التوازن النبوي بين القول والفعل:
وظهور هذا التوازن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم العملية كان على أعلى ما يخطر بقلب بشر، فهو العابد والزاهد، والمجاهد والزوج... وما كان يأمر بخير إلا كان أول آخذ به، ولا ينهى عن شر إلا كان أول تارك له.

فعن عبادته: فَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُومُ مِنْ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ فَقَالَتْ عَائِشَةُ لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ: [أَفَلَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا] رواه البخاري ومسلم . وعَنْ حُمَيْدٍ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:' كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفْطِرُ مِنْ الشَّهْرِ حَتَّى نَظُنَّ أَنْ لَا يَصُومَ مِنْهُ وَيَصُومُ حَتَّى نَظُنَّ أَنْ لَا يُفْطِرَ مِنْهُ شَيْئًا وَكَانَ لَا تَشَاءُ أَنْ تَرَاهُ مِنْ اللَّيْلِ مُصَلِّيًا إِلَّا رَأَيْتَهُ وَلَا نَائِمًا إِلَّا رَأَيْتَهُ' رواه البخاري ومسلم-مختصرا-.

وعن زهده: قالت عَائِشَةُ: دَخَلَتْ عَلَيَّ اِمْرَأَة فَرَأَتْ فِرَاش النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبَاءَة مَثْنِيَّة , فَبَعَثَتْ إِلَيَّ بِفِرَاشٍ حَشْوه صُوف , فَدَخَلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَآهُ فَقَالَ: [ رُدِّيهِ يَا عَائِشَة , وَاَللَّه لَوْ شِئْتُ أَجْرَى اللَّه مَعِي جِبَال الذَّهَب وَالْفِضَّة]رواه البيهقي في دلائل النبوة.

وهو إمام الزاهدين الذي ما أكل على خوان قط، وما رأى شاة سميطاً قط، وما رأى منخلًا، منذ أن بعثه الله إلى يوم قبض ما أخذ من الدنيا شيئًا ولا أخذت منه شيئًا، وصدق صلى الله عليه وسلم؛ إذ يقول: [مَا لِي وَمَا لِلدُّنْيَا مَا أَنَا فِي الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا] رواه الترمذي وابن ماجة وأحمد .

وأما عن شجاعته وجهاده:
فيروى أنس رضي الله عنه قال:كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ وَأَجْوَدَ النَّاسِ وَأَشْجَعَ النَّاسِ وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَانْطَلَقَ النَّاسُ قِبَلَ الصَّوْتِ فَاسْتَقْبَلَهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ سَبَقَ النَّاسَ إِلَى الصَّوْتِ وَهُوَ يَقُولُ: [لَنْ تُرَاعُوا لَنْ تُرَاعُوا] وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ مَا عَلَيْهِ سَرْجٌ فِي عُنُقِهِ سَيْفٌ فَقَالَ: لَقَدْ وَجَدْتُهُ بَحْرًا أَوْ إِنَّهُ لَبَحْرٌ. رواه البخاري ومسلم .

وعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:' كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى مِنْ الْقَوْمِ مِنْهُ'رواه أحمد. ولولا خوف الإطالة؛ لسردنا شمائله صلى الله عليه وسلم التي نادى بها، وعلّمها أمته ،وكان أول الممارسين العمليين لها.

[ب] الصدق النبوي في الجد والدعابة:
لقد كان الصدق من أوضح السمات في شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكفي دلالة على هذا الصدق أن قومه لقبوه بالصادق الأمين، بل إن أول انطباع يرسخ في نفس من يراه لأول مرة أنه من الصديقين، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَقِيلَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ فَلَمَّا اسْتَثْبَتُّ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ وَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ: [أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلَامَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ] رواه الترمذي وابن ماجة والدارمي وأحمد.

فهو الصادق في وعده وعهده، وما حدث أن وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو عاهد فأخلف، أو غدر، ولا يحيد عن الصدق مجاملة لأحد . وحتى في أوقات الدعابة والمرح حيث يتخفف الكثيرون من قواعد الانضباط كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق في مزاحه، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا قَالَ: [إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا] رواه الترمذي وأحمد.

[جـ] التوازن الأخلاقي في شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من أبلغ وأجمع الكلمات التي وصفت أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قالته عائشة رضي الله عنه :'كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ' رواه مسلم. ولقد كانت هذه الأخلاق من السمو والتوازن ما جعل تواضعه لا يغلب حلمه، ولا يغلب حلمه بره وكرمه، ولا يغلب بره وكرمه صبره… وهكذا في كل شمائله صلوات الله عليه- هذا مع انعدام التصرفات الغير أخلاقية في حياته.

فعن تواضعه: يروى أبو نعيم في 'دلائل النبوة' عن أنس رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ لطفًا وَاللهِ مَا كَانَ يَمْتَنِعُ فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ مِنْ عَبْدٍ، وَلَا مِنْ أَمَةٍ، وَلَا صَبيّ أَنْ يَأْتِيَهُ بِالمَاءِ فَيَغْسِلَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ، وَمَا سَأَلَهُ سَائِلٌ قَطُّ إِلَّا أَصْغَى إِلَيْهِ أُذُنَهُ فَلَمْ يَنْصَرِفْ حَتَّى يَكُونَ هُو الَّذِي يَنْصَرِفُ عَنْهُ، وَمَا تَنَاوَلَ أَحَدٌ بِيَدِهِ إِلَّا نَاوَلَهُ إِيَّاهَا، فَلَمْ يَنْزَعْ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَنْزِعُهَا مِنْهُ'.

وعن حلمه: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ آثَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُنَاسًا فِي الْقِسْمَةِ ... قَالَ رَجُلٌ وَاللَّهِ إِنَّ هَذِهِ الْقِسْمَةَ مَا عُدِلَ فِيهَا وَمَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ فَقُلْتُ وَاللَّهِ لَأُخْبِرَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: [فَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ يَعْدِلْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ رَحِمَ اللَّهُ مُوسَى قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ]رواه البخاري ومسلم.

وعن كرمه: قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:' مَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ فَقَالَ لَا' رواه البخاري ومسلم. وعَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْإِسْلَامِ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ قَالَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَأَعْطَاهُ غَنَمًا بَيْنَ جَبَلَيْنِ فَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ أَسْلِمُوا فَإِنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءً لَا يَخْشَى الْفَاقَةَ' رواه مسلم .

[د] التوازن النبوي بين الحزم واللين:
فرغم ما حباه الله به من الحلم والرأفة إلا أنه الحلم والرأفة التي لا تجاوز حدها، فكان صلى الله عليه وسلم يغضب للحق إذا انتهكت حرمات الله، فإذا غضب؛ فلا يقوم لغضبه شيء حتى يهدم الباطل وينتهي، وفيما عدا ذلك فهو أحلم الناس عن جاهل لا يعرف أدب الخطاب، أو مسيء للأدب، فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:'مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ وَلَا امْرَأَةً وَلَا خَادِمًا إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ إِلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ' رواه البخاري ومسلم .

ولما نكث بنو قريظة العهد وتحالفوا مع الأحزاب على حرب المسلمين ثم رد الله كيدهم في نحورهم وأمكن الله رسوله منهم رضوا بحكم سعد بن معاذ كما رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحكم سعد أن تقتل رجالهم، وتسبى نساؤهم وزراريهم، فتهلل وجه الرسول، وقال: [ لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ الْمَلِكِ]رواه البخاري ومسلم . فقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم في يوم واحد أربعمائة رجل صبرًا.

و عَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ إِنَّ عَلِيًّا خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ فَسَمِعَتْ بِذَلِكَ فَاطِمَةُ فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّكَ لَا تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ وَهَذَا عَلِيٌّ نَاكِحٌ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ يَقُولُ:[أَمَّا بَعْدُ أَنْكَحْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ فَحَدَّثَنِي وَصَدَقَنِي وَإِنَّ فَاطِمَةَ بَضْعَةٌ مِنِّي وَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَسُوءَهَا وَاللَّهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَتَرَكَ عَلِيٌّ الْخِطْبَةَ]رواه البخاري ومسلم.

إنه اللين الذي لا يعرف الخور، والحزم الذي به تكون الرجال فصلوات الله وسلامه عليه.

لقد سجل لنا التاريخ سير آلاف المصلحين، ولكن لم تجتمع كل المبادئ الطيبة إلا في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم: في البيت، والقيادة، والأخلاق، والعبادة، والكثير من أوجه الحياة التي استنارت بمبعثه، فصلوات الله عليه في الأولين والآخرين.

من:' التوازن النفسي والسلوكي في شخصية رسول الله – صلى الله عليه وسلم '
د. خالد سعد النجار

غير معرف يقول...

إنتحار سحلية

بقلم / محمود القاعود

621ima

كنت فيما مضى اسأل نفسى كثيراً : أى إنسان عاقل يقبل أن يتجسد الله خالق الكون فى جسد مادى والعياذ بالله !؟
أى إنسان عاقل يقبل أن ينتحر خالق الكون والعياذ بالله !؟
ولكنى الآن امتنعت أن أسأل نفسى شيئاً كهذا ! فقد عرفت الجواب .
يقول القمص " مكارى يونان " رئيس كنيسة محرم بك بالاسكندرية ، فى تسجيل فيديو ( صوت وصورة ) :
(( وعشان يتفهم الإنجيل أو يتفسر الإنجيل لابد بالروح القدس ، اللى يفهم الإنجيل يكون روحانى واللى يفسر الإنجيل يكون روحانى .. تيجى إزاى دية ؟ وهل كل واحد بيعمل فيه الروح القدس ؟ لا .. فالإنسان الروحانى أولاً وآخراً هو إنسان بيعمل فيه روح الله القدوس ، لكن ميشتغلش فى كل إنسان .. ليه ؟ لأن الإنسان كابن لآدم الأول مرفوض من الله بسبب خطية أبيه آدم الأول . فأى إنسان مرفوض ، روح الله ميشتغلش فيه . طب إيه اللى يرد الإنسان لربنا ؟ أهو ده السر ، سر التجسد وموت المسيح وقيامته وبالسر ده يتولد الإنسان من جديد ويؤمن بالمسيح فيبتدى يشتغل فيه الروح القدس . يبقى مش أى إنسان يشتغل فيه الروح القدس .. ده لازم يكون مؤمن بالمسيح ومولود من فوق .. إيه ده ؟ ده الموضوع مش سهل يعنى ؟ لأ الموضوع مش سهل ده بسر عجيب الله بيحل فى الإنسان ويبقى إنسان روحانى . فالروح القدس اللى فيه هو اللى هيفهم الإنجيل ويفسّره .. لكن تعالى وهات مخ العالم كله عشان يفهم الإنجيل لا يمكن يفهمه )) !!
انقر على الفيديو لتشاهد .








قلت : بمنطق القمص نجعل من أى خرافة خرقاء واقع ومن أى هلوسات عقيمة وحى من السماء ومن أى سكير عربيد رسول من الله ! ومن يعترض سنقل له : لابد أن يشتغل فيك روح الله القدوس !!
أى هراء هذا وأى دجل وسخف ذلك الذى يدعيه القمص ؟؟
القمّص يدعى أن من يفهم الكتاب المقدس لابد أن تكون معه الروح القدس !! ومن هو الشخص الذى يحظى بثقة الروح القدس ؟
أولاً : لا يكون ابناً لآدم الأول !!
ثانياً : أن يؤمن بأن المسيح إله !!
ثالثاً : أن يكون مولود من فوق !!
أولاً : من يفهم الكتاب المقدس يجب ألا يكون ابناً لآدم الأول ، ذلك أن آدم الأول اقترف الخطية وكل ابن آدم لن يفهم الكتاب المقدس ، ولذلك يجب أن يكون من يفهم الكتاب المقدس ابناً لآدم التاسع عشر !!
ثانياً : من يفهم الكتاب المقدس عليه أن يؤمن بإلوهية المسيح .. أى إن ادعى شخص بأنه إله وعارضه الناس .. عليهم أولاً أن يؤمنوا بأنه إله حتى يفهموا !
ثالثاً : أما أن الإنسان مولود من فوق فلأول مرة أجد عقلى عاجزا عن الفهم والإدراك بمغزى كلام أسمعه ! إذا ما معنى أن يكون الإنسان مولود من فوق !؟ هل يقصد أن يولد الإنسان من فم المرأة بدلاً من مهبلها ؟ أم يقصد أن السماء تمطر أناساً روحانيون يفهمون الكتاب المقدس !؟
حقاً الموضوع مش سهل كما قال القُمّص الروحانى المولود من فوق ! وحقاً لو اجتمعت أمخاخ البشر كى يفهموا الكتاب المقدس لن يفهموه ذلك أنهم لم يولدوا من فوق !!
وفى تسجيل فيديو آخر للقمص " مكارى يونان " يرد على سؤال لأحد النصارى يسأله عن كيفية تجسد الله ؟ :
(( إن الله له كل المجد الذى لا يُحد بالزمان ولا بالمكان أخد من مريم العدرا إنسان كامل بلا خطية . ده عمل الروح القدس زى ما هو مكتوب : الروح القدس يحل عليك وقوة العلى .. إيه ؟ تظللك . والقدوس المولود منك يدعى ابن الله .
صحيح نؤمن أن الله تجسد وطبعاً مش ممكن إنسان حيقدر يؤمن إلا بعمل الروح القدس . يعنى بمخه ده بس هيكتب الكلام اللى انت كاتبه ده ، هيرفض ربوبية المسيح . قلت العقل وحده يرفض ربوبية المسيح أما العقل فى خضوعه لعمل الروح القدس يقبل ربوبية المسيح . يعنى لما يجيى إنسان يجيى قدام ربنا يقول له يارب : أنا عايز أوصل اعلنلى الطريق . حتلاقى روح الله يعمل فيه يبتدى يشتغل فيه ويعمل فيه ويقنعه بأن المسيح هو الله وإن التجسد خطة الله لخلاص الإنسان لكن احنا كخدام منقدرش نقنع إنسان بربوبية المسيح لأن لا يستطيع أحد أن يقول يسوع رب إلا بالروح القدس )) !!
انقر على الفيديو لتشاهد :







قلت : هذا الكلام إن دل على شئ فإنما يدل على اضمحلال وسقوط وموت فكرة التجسد التى اخترعها النصارى ، وأيضاً على عدم اقتناع قمامصة النصارى بهذا الهراء الذى يدعونه ، ويكفى اعتراف " مكارى يونان " بأنه هو وجميع قمامصة أهل الأرض لا يقدرون على اقناع إنسان بربوبية المسيح ..
والحجة السخيفة التى يلوكها دائماً مكارى يونان وغيره لاستغفال الناس وإضلالهم هى أن الروح القدس هى من تساعدهم على فهم الكتاب المقدس والإيمان بربوبية المسيح ، مثلما يقول بولس : (( لأن الحرف يقتل ولكن روح الله يُحيى )) ( 2كورنثوس 3 : 6 )
وكما قلت فهذا الهراء يفتح الباب على مصراعيه لكل خرافة رقيعة أن تكون حقيقة ومن يعترض نخبره بأن الروح القدس لا يشتغل إلا فى الذين يولدون من فوق !!
فبإمكاننا أن نقول :
أراد الرب – لا أقصد الله رب العالمين – أن يفدى البشر من الخطية التى ارتكبها أبيهم الأول ، فقرر أن يعلن عن ذاته ويظهر حبه للإنسان فأرسل الملاك إلى المرأة فحبلت وولدت سحلية ، وهذه السحلية تُدعى " بنت الرب " ، هذه السحلية لا يستطيع أحد أن يؤمن أنها الرب إلا بعمل الروح القدس ، وحينما انتحرت السحلية كان لاهوتها هو الذى يُدير شئون الكون ولكنها كسحلية بصفة الزواحف كانت تجوع وتعطش وتمرض وتتألم وتصلى وتنتحر وتقوم من بين السحالى الميتة .
والسحلية المتجسدة مثلها مثل باقى السحالى لكنها بلا خطية ، فالسحلية بلاهوتها لم تنتحر ولم تدفن ، ولكنها كسحلية انتحرت ودفنت وأقيمت بمجد الآب والبنت والروح القدس . ولو جئنا بمخ العالم كله ليفهم سر التجسد فى سحلية لن يقتنع ونحن كخدام للسحلية لن نستطيع إقناع إنسان بربوبية السحلية إلا بعمل الروح القدس !!
ما رأيكم دام فضلكم ؟ أليس من الممكن أن نخترع أى شئ ونعول عدم قبوله على عدم عمل الروح القدس ؟؟
أليس من الممكن أن نخترع أى شئ ونفعل أى شئ ونخرف ونهرف بأى شئ ومن يُكذّب ما نقول فذلك لأنه لم يولد من فوق ولم يعمل فيه الروح القدس ؟!!
الغريب والمحير فى الأمر أن هذا الإنسان الذى يفترون عليه الكذب ويدعون أنه الله المتجسد ، لم يقل كلمة واحدة تدل على أنه الله ، فلم يقل " أنا الله " أو " أنا الإله المتجسد " أو" أنا الله الذى ظهر فى الجسد " أو " أنا ربكم فاعبدون " أو " أنا الأقنوم الثانى " أو " أنا إله ذو طبيعة ثلاثية " ... إلخ . لم يقل هذا مطلقاً ، بل الكذبة هم الذين قوّلوه مالم يقله .
يقول يوحنا : " والكلمة صار جسدا وحل بيننا " (يوحنا 14:1) . يوحنا هو الذى يقول وليس المسيح .
ويقول بولس : "عظيم هو سر التقوى ، الله ظهر في الجسد" (1 تيموثاوس 16:3). بولس الذى يقول وليس المسيح .
الإله المزعوم لم يقل أى شئ يُشير إلى ألوهيته مطلقاً . وإن قابلنا نصرانى باعتراض يقول : الكتاب المقدس يقول :
"لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" رسالة بولس (2بطرس1 : 21). وذلك حتى يُدلل على أن كلام بولس ويوحنا عن تجسد المسيح هو وحى من الله .
قلت : لا حول ولا قوة إلا بالله ! بولس هو قائل هذا الكلام أيضاً . نريد قولاً صريحاً لصاحب الشأن ذاته يدعى فيه الإلوهية . لا أقوال فارغة لبعض الأدعياء الذين ينسبون للمسيح أى شئ ، مثلما قد ننسب نحن للسحلية أى شئ .
بقى أن نُشير إلى اعتراضات نصرانية على مسألة استخدام العقل فى الإيمان ..
اعتراض : يا هذا لماذا تزِن الأمور الإيمانية بميزانين وتكيل بمكيالين، لماذا لا يجوز لك أن تسأل في أمور دينك عن الكيفية التي استوى فيها الرحمن على العرش؟ فعندما سئل "الشيخ ابن باز" مفتي الديار السعودية السابق أجاب بقول ابن مالك: أما كيفيتها فلا يعلمه إلا الله سبحانه ، ولما سئل مالك عن قول القرآن : ( الرحمن على العرش استوى ) (طه: 5) كيف استوى؟ أجاب بقوله : الاستواء معلوم ، والكيف مجهول ، والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة. يعني بذلك : السؤال عن الكيفية.
فكيف تتجرأ أن تحارب الإيمان الحقيقي المعلن بالإيمان للمؤمنين لأنك لا تعرف الكيفية التي تخص الله وحده، فإن كنت في دينك تعُتبر مبتدعاً ومصيرك النار (كل بدعة في النار) إن سألت عن ما هو يخص الله وكيفية استوائه على العرش وتقبل هذه الأقوال المحمدية كحقيقة وتُسلّم بها ولا تناقش، فلماذا تريد أن تسأل عن الكيفية في أعظم عمل في الوجود، وتسأل عن سر شخص الله الحقيقي وذاته القدسية، كان يجدر بك أن تؤمن به على أساس صدق الله فيكون خير لك وعندها يُقدم لك الفهم من الله.
قلت : أى مكيالين تتحدث عنهما !؟ شتان شتان بين الإيمان بإله متجسد يتبول ويتغوط ويحتلم ويُجامع ويأكل ويشرب ويتعب ويمرض ويموت وبين الإيمان بخالق الكون الله رب العالمين الذى ليس كمثله شئ . المنزه عن التجسد والحلول والموت والخطأ والنسيان .
أما الآية الكريمة فى سورة " طه " فلا تتحدث عن حلول الله والعياذ بالله فى جسد مادى ، أو تُشبّهه بخلق من خلقه أو تنسب له من الصفات ما يرفضه العقل فوراً .
وأما السؤال عن كيفية استواء الله فهو مما لا جدوى من السؤال عنه كمثل السؤال الذى يقول : من خلق الله !؟ وقبل الله ماذا كان !؟ ومتى وُجد الله !؟ وماذا كان يفعل الله قبل أن يخلق الكون !؟ و .... إلخ .
إن مكمن الاعتراض هو فى الحط من قدر الله وكماله وجلاله ، هنا لابد للعقل أن يعترض ويرفض ويندد بهذا السخف .أما ماهية الله وذاته فما كان لبشر أن يتدخل فيها .
وأما السؤال عن أكذوبة تجسد الله والعياذ بالله ، فهذا مما تأباه الفطرة السليمة التى جُلب عليها الناس ، فلا ينتظر أحد حلول الروح القدس حتى يصدق تلك الأكاذيب الخرقاء .
اعتراض : يا هذا .. أنتم تؤمنون بالتجسد وآيات القرآن تشهد بذلك ، فقد تجسد ربكم مرة فى جبل وأخرى فى شجرة !! ..
(( وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ )) ( الأعراف : 143 ) .
(( فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ )) ( القصص : 30 ) .
(( إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ فَلَمَّا جَاءهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )) ( النمل : 7- 9 ) .
وبما أن ربكم تجسد فى الجبل والشجرة أى فى جماد ونبات فكيف تستكثرون أن يتجسد فى إنسان وهو أرقى من الجماد والنبات !!؟
قلت : أتحدى إن كان هناك إنسان عاقل على وجه الأرض يفهم من الكلام أن الله – وحاشاه – قد تجسد فى جبل أو شجرة .. إن المشكلة الرئيسية عند النصارى هى أنهم لا يفهمون اللغة العربية بل ولا يعرفون طرق الكتابة الصحيحة ورغم ذلك تجدهم يتحدثون بوقاحة منقطعة النظير وكأن كل واحد فيهم هو سيبويه !
آية الأعراف تقل " تجلى " ولا تقل " حل " وشتان الفارق بين " تجلى " و " حل " والتجلى هو انكشاف صفات الذات لا الذات ، لذلك فقوله تعالى أنه تجلى للجبل أى بدا نوره العظيم للجبل فلم يتحمل الجبل عظمة النور .فانهار الجبل فى الحال . وما حدث دليل عملى لموسى عليه السلام أنه لن يرى الله كما طلب ، فقد دُك الجبل العملاق لمجرد تجلى نور الله فكيف الحال لو كان هو الله !؟
آية القصص : الشجرة هى حجاب أوحى من خلاله الله رب العالمين لموسى عليه السلام ما أراد أن يوحيه ، يقول الحق سبحانه وتعالى :
(( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ )) ( الشورى : 51 ) .
وغير ذلك الآية الكريم لم تقل " الله حل فى الشجرة " أو " تجسد فى الشجرة " أو " الله صار شجرة " عياذاً بالله ، بل الآية الكريمة تتحدث عن نداء سمعه موسى عليه السلام من وراء حجاب الذى هو الشجرة .
مثلما نسمع الشيخ " عبدالباسط عبدالصمد " ، يُرتل القرآن الكريم من خلال الراديو .. فهل الشيخ عبدالباسط حل فى الرديو ودخل فى قلبه ويقرأ من داخله !؟ ولله المثل الأعلى .
آية النمل : اختلف العلماء فى قوله تعالى " بورك من فى النار ومن حولها " فقد قيل: المراد بمن في النار الملائكة الحاضرون فيها كما أن المراد بمن حولها موسى (عليه السلام ).
و قيل: المراد به موسى (عليه السلام) و بمن حولها الملائكة.
و قيل: في الكلام تقدير و الأصل بورك من في المكان الذي فيه النار - و هو البقعة المباركة التي كانت فيها الشجرة كما في سورة القصص - و من فيها هو موسى و حولها هي الأرض المقدسة التي هي الشامات، و من حولها هم الأنبياء القاطنون فيها من آل إبراهيم و بني إسرائيل.
و قيل: المراد بمن في النار نور الله تعالى و بمن حولها موسى.
و قيل: المراد بمن في النار الشجرة فإنها كانت محاطة بالنار بمن حولها الملائكة المسبحون.
وأياً كانت الاختلافات فهى لا تمت من قريب أو بعيد إلى أن الله – وحاشاه – قد حل فى الشجرة أو تجسد فيها ، بل تعنى أن تبارك من شرف وقدّس هذا المكان الذى تسمع فيه وحى الله ، وتنبعث منه النار حول الشجرة . تبارك هذا الحجاب الذى تسمع من خلاله كلام الله .
ولسوء حظ الأغبياء أن الله بسابق علمه يعلم أنهم سيُثيرون هذه الاعتراضات العقيمة ، فيرد عليهم عقب هذه الفاصلة القرآنية الكريمة مباشرة :
(( وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )) أى تنزّه الله رب العالمين عن التجسد والحلول والتشبّه والتغير . وتعالى الله عما يقوله هؤلاء من أنه حل فى الشجرة ..
إذاً فكلام الله جل جلاله لموسى عليه السلام من وراء حجاب لا يعنى التجسد والحلول وإنما هو تجلى ، مثلما تتجلى عظمة الله وقدرته على جميع الخلائق والأكوان والأفلاك :
(( فَانظُرْ إِلى آثَارِ رَحْمَةِ اللهِ )) ( الروم:50). وآثار رحمة الله تتجلى فى الوجود بما فيه .
فتجلى الله للجبل لا يعنى أن الجبل صارت له طبيعتان ، واحدة لاهوتية وأخرى جبلية ! كذلك تحدث الله من خلال حجاب وهو الشجرة لا يعنى أن الشجرة صارت لها طبيعتان ، واحدة لاهوتية وأخرى نباتية ! واختيار الله للوادى ليُحدث فيه موسى لا يعنى أن الوادى صارت له طبيعتان ، واحدة لاهوتية وأخرى أرضية !
الله يتجلى على جميع خلقه دون حلول أو تجسد . آثار رحمة الله تظهر فى الإنسان وفى الحيوان وفى النبات وفى كل كائن حى .
وبالرجوع لآيات سورة طه نرى أن الله يُكلم موسى وحياً دون حجاب :
(( وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي )) ( طه : 9 – 14 ) .
يخبرنا رب العالمين أن موسى ذهب إلى مكان النار التى رآها وهناك ناداه الله صراحة موحياً إليه " إنى أنا ربك " أى أنا ربك الذى أكلمك ، فاخلع نعليك احتراماً لقدسية الله وإجلالاً لعظمة كلامه . ويُخبر الله موسى أنه بالوادى المقدس الذى تقدس بوحى الله ، ويُخبر الله جل جلاله موسى أنه قد اختاره لتأدية الرسالة . " فاستمع لما يوحى " وهذا هو أول أنواع الوحى أى بدون حجاب . إننى أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدنى وأقم الصلاة لذكرى . هنا نرى الوحى الذى أوحاه الله لموسى عليه السلام . يوضح الله لموسى عليه السلام حقيقة الأمر وهى أنه لا إله إلا الله ، ويدعو موسى لعبادته " فاعبدنى " ومثل هذا النص لا نجده فى الكتاب المقدس مطلقاً ، لا نجد الإله المتجسد – كما يدعون – يدعو أى إنسان أن يعبده ، بل إننا على العكس نجده يُصلى لله ويدعو الناس لعبادة الله لا لعبادته هو – أى يسوع .
نخلص من هذا : النصارى لا يستطيعون إقناع إنسان عاقل بمعتقدهم الذى يحط من شأن خالق الكون ويستهزئ به .
الإسلام العظيم يدعو لاستخدام العقل فى الأمور العقائدية .
القرآن الكريم ينزّه الله عن التجسّد والحلول وصدق الله رب العالمين :
(( فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ )) ( الشورى : 11 ) .
ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين .

غير معرف يقول...

إنجيل بر نابا

البشارة بالنبي محمد في إنجيل القديس بر نابا
(و مبشّرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد)
هو قدّيس من قدّيسي المسيحيين باتفاقهم. و رسول من رسلهم. و ركن من الأركان التى قامت عليها الديانة المسيحية الأولى. و قد وجد إنجيل باسمه يدل على أنّه كان من الحواريين الذين إختصّهم عيسى عليه السلام بالزلفى إليه. و التقرب منه. و ملازمته فى سرّائه و ضرّائه. و لكن كتب المسيحيين غير هذا الإنجيل لا تعده من هؤلاء الحواريين و إن كانت تعده من الرسل الذين يبلغون مكانة الحواريين فى هذا الدين بعد عيسى عليه السلام. و مهما يكن من شيء فى هذا الأمر، و هو كونه من الحواريين أو ليس منهم، فإن بر نابا حجة عند المسيحيين. و هو من الملهمين فى اعتقادهم. فإن صحّت نسبة إنجيله إليه كان ما يشمله حجة عليهم. يدعوهم إلى أن يوازنوا بين ما جاء فيه و ما جاء فى غيره من كتبهم. و يؤخذ بما هو أقرب إلى التصور و التصديق. و أصح سندا. و أقرب إلى المسيحية الأولى.
اتفق المؤرخون على أن أقدم نسخة عثروا عليها لهذا الإنجيل، مسخة مكتوبة باللغة الإيطالية، عثر عليها كريمر أحد مستشارى ملك بروسيا، و ذلك فى سنة 1709. و قد انتقلت النسخة مع بقية مكتبة ذلك المستشار فى سنة 1738 إلى البلاط الملكى بفينّا. و كانت تلك النسخة هى الأصل لكل نسخ هذا الإنجيل فى اللغات التى ترجم إليها.
و فى أوائل القرن الثامن عشر، و جدت نسخة أسبانية ترجمها المستشرق سايل إلى اللغة الإنجليزية. و قيل أن الذى ترجم تلك النسخة من الإيطالية إلى الأسبانية هو أحد المسلمين.
و لقد رجّح المحققون أن النسخة الإيطالية هى الأصل للنسخة الأسبانية، و ذلك أنها قدمت بمقدمة تذكر أن الذى كشف النقاب عن النسخة الأسبانية راهب لاتينى اسمه فرامينو الذى قص قصته فقال ( أنه عثر على رسائل لإيريانوس و فيها رسالة يندد فيها بما كتبه بولس الرسول، و يسند تنديده إلى ما جاء فى إنجيل بر نابا. فدفعه حي الاستطلاع إلى البحث عن إنجيل بر نابا. و قد وصل إلى مبتغاه لمّا صار أحد المقربين من البابا سكتس الخامس، و عثر على ذلك الإنجيل فى مكتبة هذا البابا، فأخفاه بين أردانه و خرج به. ثم اعتنق الإسلام بعد قراءته) و يظهر أن تلك النسخة هى نفس النسخة التى عثر عليها سنة 1709.
من كتاب (محاضرات فى النصرانية) للإمام محمد أبو زهرة رحمه الله تعالى
و سوف أنقل لكم تباعا بعض المقتطفات المهمة من هذا الإنجيل... و بالذات الأجزاء التى تتحدث عن رسول الله محمد عليه الصلاة و السلام.
من الفصل الثانى و الأربعون و هى سورة البشرى...
قالوا: إذا لم تكن مسيّا و لا إيليا فلماذا تبشر بتعليم جديد و تجعل نفسك أعظم شأنا من مسيّا؟
أجاب يسوع: إن الآيات التى يفعلها الله على يدى تظهر أنى أتكلّم بما يريد الله. و لست أحسب نفسى نظير الذى تقولون عنه. لأنى لست أهلا أن أحل رباطات سيور حذاء رسول الله. أى الذى تسمّونه مسيّا. الذى خلق قبلى و سيأتى بعدى. و سيأتى بكلام الحق. و لا يكون لدينه نهاية.
من الفصل السابع عشر و هى سورة الإخلاص...
قال فيليبس ( و هو أحد الحواريين ) لعيسى عليه السلام: ماذا تقول يا سيد حقا لقد كتب فى أشعيا أن الله أبونا فكيف لا يكون له بنون؟
أجاب يسوع أنّه فى الأنبياء مكتوب أمثال كثيرة لا يجب أن تأخذها بالحرف بل بالمعنى. لأن كل الأنبياء البالغين مئة و أربعة و أربعين ألفا الذين أرسلهم الله إلى العالم قد تكلّموا بالمعميات بظلام. و لكن سيأتى بعد بهاء كل الأنبياء و الأطهار. فيشرق نورا على ظلمات سائر ما قال الأنبياء. لأنه رسول الله. و لما قال هذا تنهّد يسوع و قال: ترأف بإسرائيل أيها الرب الإله. و انظر بشفقة على إبراهيم و على ذريّته لكى يخدموك بإخلاص قلب. فأجاب التلاميذ: ليكن كذلك الرب الإله.
من الفصل السادس و الثلاثين و هى سورة ترك الصلوات
قال يسوع: و لكن الإنسان و قد جاء الأنبياء كلّهم إلا رسول الله، الذى سيأتى بعدى لأن الله يريد ذلك حتى أهيأ طريقه، يعيش بإهمال بدون خوف كأنه لا يوجد إله. مع أن له أمثلة لا عداد لها على عدل الله. فعن مثل هؤلاء قال داوود النبى: قال الجاهل فى قلبه ليس إله لذلك كانوا فاسدين و أمسوا رجسا دون أن يكون فيهم واحد يفعل صلاحا.
من الفصل الثالث و الأربعون و هى سورة خلق رسول الله...
حينئذ قال أندراوس: لقد حدّثتنا بأشياء كثيرة عن مسيّا، فتكرم بالتصريح لنا بكل شيء.
فأجاب يسوع: كل من يعمل فإنما يعمل لغاية يجد فيها غِنىً. لذلك لأقول لكم أن الله لمّا كان بالحقيقة كاملا. لم يكن بحاجة إلى غِنىً. لأن الغِنىَ عنده نفسه. و هكذا لمّا أراد الله أن يعمل. خلق نَفْسَ رسوله قبل كل شيء. الذى لأجله قصد إلى خلق الكل. لكى تجد الخلائق فرحا و بركة بالله. و يسرّ رسوله بكل خلائقه التى قّدر أن تكون عبيدا. و لماذا و هل كان هذا هكذا إلا لأن الله أراد ذلك؟
الحق أقول لكم إن كل نبى متى جاء فإنه إنما يحمل علامة رحمة الله لأمة واحدة فقط . و لذلك لم يتجاوز كلامهم الشعب الذى أرسل إليهم. و لكن رسول الله متى جاء. يعطيه الله ما هو بمثابة خاتم. فيحمل خلاصا و رحمة لأمم الأرض الذين يَقبلون تعليمه. و سيأتى بقوة على الظالمين. و يبيد عبادة الأصنام بحيث يخزى الشيطان. لأنّه هكذا وعد الله إبراهيم قائلا: {أنظر فإنى بنسلك أبارك كل قبائل الأرض و كما حطّمت يا إبراهيم الأصنام تحطيما هكذا سيفعل نسلك}.
أجاب يعقوب: يا معلّم قل لنا مع من صنع هذا العهد؟ فإن اليهود يقولون بإسحاق و الإسماعليون يقولون بإسماعيل.
أجاب يسوع: ابن من كان داوود و من أى ذرّية؟
أجاب يعقوب: من إسحاق لأن إسحاق كان أبو يعقوب و يعقوب كان أبو يهوذا الذى من ذريّته داوود.
فأجاب يسوع: لا تغشّوا أنفسكم. لأن داوود يدعوه فى الروح ربّا قائلا هكذا: {قال الله لربّى اجلس عن يمينى حتى أجعل أعداؤك موطئا لقدميك. يرسل الرب قضيبك الذى سيكون ذا سلطان فى وسط أعدائك}. فإذا كان رسول الله الذى تسمونه مسيّا ابن داوود فكيف يسمّيه ربا؟ صدقونى لأنى أقول لكم الحق أن العهد صنع بإسماعيل لا بإسحاق.
الفصل الرابع و الأربعون من سورة محمد رسول الله
حينئذ قال التلاميذ: يا معلّم هكذا كتب فى كتاب موسى أن العهد صنع بإسحاق.
أجاب يسوع متأوّها: هذا هو المكتوب. و لكن موسى لم يكتبه و لا يسوع. بل أحبارنا الذين لا يخافون الله. الحق أقول لكم إنكم إذا أعملتم النظر فى كلام الملاك جبريل تعلمون كذب كتبتنا و فقهاؤنا. لأن الملاك قال: {يا إبراهيم سيعلم العالم كلّه كيف يحبك الله. و لكن كيف يعلم العالم محبّتك لله؟. حقا يجب عليك أن تفعل شيئا لأجل محبة الله}. أجاب إبراهيم: ها هو ذا عبدالله مستعد أن يفعل كل ما يريد الله.
فكلّم الله حينئذ إبراهيم قائلا: {خذ ابنك بكرك إسماعيل و اصعد الجبل لتقدّمه ذبيحة}. فكيف يكون إسحاق البكر وهو لمّا ولد وكان إسماعيل ابن سبع سنين؟
فقال حينئذ التلاميذ: إن خداع الفقهاء لجلىّ. لذلك قل لنا أنت الحق لأننا نعلم أنّك مرسل من الله.
فأجاب حينئذ يسوع: الحق أقول لكم إن الشيطان يحاول دائما إبطال شريعة الله. فلذلك قد نَجَّسَ هو و أتباعه و المراءون و صانعوا الشر كل شيء اليوم. الأوّلون بالتعليم الكاذب و الآخِرون بمعيشة الخلاعة. حتى لا يكاد يوجد الحق تقريبا. ويل للمرائين لأن مدح هذا العالم سينقلب عليهم إدانة و عذابا فى الحجيم. لذلك أقول لكم إن رسول الله بهاءٌ يَسُرّ كل ما صنع الله تقريبا. لأنّه مزدان بروح الفهم و المشورة. روح الحكمة و القوّة. روح الخوف و المحبة. روح التبصر و الإعتدال. مزدان بروح المحبة و الرحمة. روح العدل و التقوى. روح اللطف و الصبر التى أخذ منها من الله ثلاثة أضعاف ما أعطى لسائر خلقه. ما أسعد الزمن الذى سيأتى فيه إلى العالم. صدّقونى إنى رأيته و قدّمت له الاحترام كما رآه كل نبى. لأن الله يعطيهم روحه نبوة. و لمّا رأيته امتلأت عزاءً قائلا: {يا محمد ليكن الله و ليجعلنى أهلا أن أحل سير حذائك}. لأنى إذا قلت هذا صرت نبيا عظيما و قدّوس الله. ثم قال يسوع: {إنّه سرُّ الله}.
من الفصل التاسع و الثلاثون و هى سورة آدم...
فلمّا انتصب آدم على قدميه. رأى فى الهواء كتابة تتألق كالشمس نصّها { لا إله إلا الله و محمد رسول الله }. ففتح آدم حينئذ فاه و قال: أشكرك أيها الرب إلهى لأنك تفضّلت فخلقتنى. و لكن أضرع إليك أن تنبئنى ما معنى هذه الكلمات { محمد رسول الله }؟ فأجاب الله: مرحبا بك يا عبدى يا آدم. و إنّى أقول لك إنك أول إنسان خلقت. وهذا الذى رأيته هو ابنك الذى سيأتى إلى العالم بعد الآن بسنين عديدة. و سيكون رسولى الذى لأجله خلقت كل الأشياء. الذى متى جاء سيعطى نورا للعالم. الذى كانت نفسه موضوعة فى بهاء سماوى ستين ألف سنة قبل أن أخلق شيئا. فتضرّع آدم إلى الله قائلا: يا رب هبنى هذه الكتابة على أظفار أصابع يدي. فمنح الله الإنسان الأول تلك الكتابة على إبهاميه. على ظفر إبهام اليد اليمنى ما نصّه { لا إله الا الله } و على ظفر إبهام اليد اليسرى ما نصّه { محمد رسول الله }. فقبّل الإنسان الأول بحنان أبوّى هذه الكلمات و مسح عينيه و قال: بورك اليوم الذى سوف تأتى فيه للعالم.
من الفصل الحادى و الأربعون و هى سورة الجزاء...
حينئذ قال الله: انصرف أيها اللعين من حضرتى. فانصرف الشيطان. ثم قال الله لآدم و حوّاء اللذين كانا ينتحبان: أخرجا من الجنة. و جاهدا أبدانكما و لا يضعف رجاؤكما. لأنى سوف أرسل ابنكما على كيفية يمكن بها لذرّيتكما أن ترفع سلطة الشيطان عن الجنس البشرى. لأنى سأعطى رسولى كل شيء. فاحتجب الله. و طردهما الملاك ميخائيل من الفردوس. فلمّا التفت آدم رأى مكتوبا فوق الباب { لا إله إلا الله محمد رسول الله }. فبكى عند ذلك و قال: إيّها الابن عسى الله أن يريد أن تأتى سريعا و تخلّصنا من هذا الشقاء.
من الفصل الخامس و الثلاثين و هى سورة سورة الملائكة...
سأل التلاميذ: يا معلم قل لنا كيف سقط الشيطان بكبريائه. لأننا كنا نعلم أنه سقط بسبب العصيان. و لأنه كان دائما يفتن الإنسان ليفعل شرّا؟
أجاب يسوع: لمّا خلق الله كتلة من التراب. و تركها خمسا و عشرين ألف سنة بدون أن يفعل شيئا آخر. علم الشيطان الذى كان بمثابة كاهن و رئيس الملائكة لما كان عليه من الإدراك العظيم أن الله سيأخذ من تلك الكتلة مئة و أربعة و أربعين ألفا موسوميين بسمة النبوة و رسول الله. الذى خلق الله روحه قبل كل شيء آخر بستين ألف سنة. و لذلك غضب الشيطان فأغرى الملائكة قائلا: انظروا، سيريد الله يوما ما أن نسجد لهذا التراب. فتبصروا أننا روح و أنه لا يليق بنا أن نفعل ذلك.
من الفصل الثانى و الخمسون و هى سورة القيامة...
الحق أقول لكم أن يوم دينونة الله سيكون رهيبا بحيث أن المنبوذين يفضّلون عشر جحيمات على أن يذهبوا ليسمعوا كلام الله يكلّمهم بغضب شديد. الذين ستشهد عليهم كل المخلوقات. الحق أقول لكم ليس المنبوذين هم الذين يخشون فقط بل القدّيسون و أصفياء الله كذلك. حتى إن إبراهيم لا يثق ببرّه. و لا يكون لأيوب ثقة فى صبره. و ماذا أقول؟ بل إن رسول الله سيخاف. لأن الله سيجرّد رسوله من الذاكرة إظهارا لجلاله. حتى لا يذكر كيف أن الله أعطاه كل شيء. الحق أقول لكم متكلما من القلب إنى أقشعرّ لأن العالم سيدعونى إلهً. و علىَّ أن أقدّم لأجل هذل حسابا. لعمر الله الذى نفسى واقفة فى حضرته إنى رجل فانٍ كسائر الناس. على أنى و إن أقامنى الله نبيا على بيت إسرائيل لأجل صحة الضعفاء و إصلاح الخطاة خادمُ الله. و أنتم شهداء على هذا. إنى أنكر على هؤلاء الأشرار الذين بعد إنصرافى من العالم سيبطلون حتى إنجيلى بعمل الشيطان. و لكنّى سأعود قبيل النهاية. و سيلأتى معى أخنوخ و إيليا. و نشهد على الأشرار الذين ستكون آخرتهم ملعونة. و بعد أن تكلّم يسوع هكذا أذرف الدموع. فبكى تلاميذه بصوت عالٍ و رفعوا أصواتهم قائلين: اصفح أيها الرب الإله و ارحم خادمك البريء. فأجاب يسوع: آمين.آمين.

من الفصل الرابع و الخمسون و هى سورة القيامة...
فمتى مرّت هذه العلامات تغشى العالم ظلمة أربعين سنة ليس فيها حى إلا الله وحده الذى له الإكرام و المجد إلى الأبد. و متى مرّت الأربعون سنة يحيى الله رسوله الذى سيطلع أيضا كالشمس إلا أنه متألق كألف شمس. فيجلس ولا يتكلّم لأنه سيكون كالمخبول (أستغفر الله). و سيقيم الله أيضا الملائكة الأربعة المقربون لله الذين ينشدون رسول الله. فمتى وجدوه قاموا على الجوانب الأربعة حرّاسا له. ثم يحي الله بعد ذلك سائر أنبيائه الذين سيأتون جميعا تابعين لآدم. فيقبّلون يد رسول الله واضعين أنفسهم فى كنف حمايته. ثم يحي الله بعد ذلك سائر الأصفياء الذين يصرخون: أذكرنا يا محمد. فتتحرك الرحمة فى رسول الله لصراخهم. وينظر فيما يجب فعله خائفا لأجل خلاصهم. ثم يحي الله بعد ذلك كل مخلوق فتعود إلى وجودها الأول. و سيكون لكل منهم قوة النطق علاوة. ثم يحي الله بعد ذلك المنبوذين كلهم الذين عند قيامتهم يخاف سائر خلق الله بسبب قبح منظرهم. و يصرخون: أيها الرب إلهنا لا تدعنا من رحمتك. وبعد هذا يقيم الله الشيطان الذى سيصير كل مخلوق عند النظر إليه كميّت خوفا من منظره المريع. ثم قال يسوع: أرجو الله أن لا أرى هذه الهولة فى ذلك اليوم. إن رسول الله وحده لا يتهيّب هذه المناظر لأنّه لا يخاف إلا الله وحده.
عندئذ يبوق الملاك مرّة أخرى فيقوم الجميع لصوت بوقه قائلا: تعالوا للدينونة أيها الخلائق لأن خالقك يريد أن يدينك. فينظر حينئذ فى وسط السماء فوق وادى يهو شافاط عرش متألّق تظلله غمامة بيضاء. فحينئذ تصرخ الملائكة: تباركت إلهنا أنت الذى خلقتنا و أنقذتنا من سقوط الشيطان. عند ذلك يخاف رسول الله لأنه يدرك أن لا أحد قد أحب الله كما يجب. لأن من يأخذ بالصرافة قطعة ذهب يجب أن يكون معه ستّون فلسا. فإذا كان عنده فلسا واحدا لا يقدر أن يصرفه. و لكن إذا خاف رسول الله فماذا يفعل الفجّار المملؤون شرّا؟

ملحوظة مهمة: لا ينبغى أن نغفل و نحن نقرأ هذه المقتطفات أن ما ورد فى هذا الإنجيل قد لا ينطبق على ما ورد فى مصادرنا كمسلمين من قرآن أو سنة نبوية مطهّرة... و ذلك إما أن يكون عائدا إلى التحريف... أو ضعف الترجمة... أو أن ما ورد قد نسخ لاحقا بدين الإسلام العظيم... أو بكل العوامل السابقة معا..

غير معرف يقول...

حقيقة الكتاب المقدس

تولى رئاسة التحرير جان شورر راعي كاتدرائية بجنيف

إدعت الكنيسة الكاثوليكية رسمياً في الإحتفال الديني المنعقد بتاريخ 18 نوفمبر 1965 مُتهمة الوحي الإلهي بقولها : إن الكتاب المقدس قد أوحي به الله (أي ترجع أصوله إلى الله) وإن كل جزء فيه مقدس وقانوني [أي تعتراف الكنيسة بقدسيته] ، "وقد كتبت كل أجزائه بوحى من الروح القدس " . لذلك فإن الكتاب المقدس صالح للتعليم " بكل تأكيد وأمانة ولا يحتوي على (أدنى) خطأ " .
ويَعْـلم ويُعلَّم هذا عن الكتاب المقدس 550 مليون كاثوليكي، وهو تعصب ديني تشتهر به هذه الكنيسة، ومما يزيد الأسف أن هؤلاء الذين ألفوا هذا الدستور وقرروه ويعلمونه للشعب ، كلهم دون استثناء يعلمون جيداً المحتوى الحقيقي للكتاب المقدس الأمر الذى سيتضح بعد ذلك .

ويُعد الشك في قدسية هذا الكتاب (المقدس) وأنه نزل كله بوحي إلهي صحيح وأنه يخلوا تماماً من أى خطأ ذنباً من الذنوب التي تستوجب عقوبة الإعدام في عُرف القائمين على شئون المذهب الكاثوليكي .
والأمر يختلف في البروتستانتية الكنسية بصورة ليست بكبيرة ، وسـيتضح فيما بعد أن علم اللاهوت عند البروتسـتانت يتمتع بحرية كـبيرة بشكل عام ، حيث يصرح السواد الأعظم من علمـاء اللاهوت وقساوسته ويؤكدون أن الكتاب المقدس بكل تأكيد من تأليف البشـر كما يحتوي على كثير من الأخطاء والتناقضات ونقاط الضعف . على الأخص إذا ما حاورتهم كقارئ ومُطّلع أو إذا ضيقت الخناق عليهم - وهذا ضروري للحصول على تصريح أمين .

أما على الصعيد الرسمي وخاصة على المنابر وأمام الشعب في الكنيسة وفي المحاضرات الرسمية يتظاهر الكل تقريباً، وخاصة الجيل الأقدم، كما لو كان هذا الكتاب ليس كتاباً بشرياً، وكما لو كانت كل كلمة فيه من وحي الله، وهو نفس ماأعلنته الكنيسة الكاثوليكية في الإحتفال السابق ذكره وتنادى به حتى اليوم .
وقد تم عرض ملحق علمي لطبعة تسفنجلي الحديثة من الكتاب المقدس، ولم يسمح له بالنشر، إلا أنه بعد (30) عاماً من ظهور هذه الطبعة سألت عن عدم طباعة هذا الملحق مع الكتاب المقدس، وجائتني الإجابة بأن ذلك سيفقد الشعب [ النصراني ] إيمانه بالكتاب المقدس إذا ما علم بكل محتوى ذلك الملحق، كما أخبرني أحد أساتذة اللاهوت قائلاً : أليس من الذكاء سلب الشعب [ النصراني ] هذا الإيمان الساذج بالكتاب المقدس ، إذا كان هذا بالطبع سيسره ؟

لذلك يدور تقريباً كل القساوسة في الكنيسة بطريقة ما حول حقيقة الكتاب المقدس بإعطاء أنصاف إجابات، وإجابات أخرى تحمل أكثر من معني، كما اعتادوا استخدام لفظ " كلمة الله " بصورة كبيرة، عسى أن يتمكنوا بذلك من إبقاء الشعب [ النصراني ] أسير هذا الإيمان - الساذج - السابق ذكره - بالكتاب المقدس .

يقول Schmidt W. صفحة 33 " إن نتائج فحص الكتاب المقدس (علم الكتاب المقدس) لم يخرج ( لليوم ) عن منصة الخطابة أو المنبر، ولا عن قاعات المحاضرات الدينية والمحاضرات التعليمية [البروتستانتية] ، الأمر الذي يحزن عدد لا يحصى من القساوسة حزناً عميقاً."
ويؤكد القس شورر: " أن الأغلبية العظمى من اللاهوتيين والقساوسة يخاطبون قومهم عن الكتاب المقدس بطريقة تدعو إلى القول بأنه لم يوجد مؤرخون قط من ذوي العلم ."

ويكتب إلينا أحد قساوسة كنيسة بلدة زيورخ قائلاً : " إن الطريق ( لتقييم يطابق حقيقة الكتاب المقدس ) قد بدأ في مطلع هذا القرن ..... وعدم استخدام اللاهوتيين هذا التقييم لجريمة تجاه البشرية تشين جباههم.

وأعلنت الدكتورة مارجا بوريج مديرة مركز إجتماعات بولدرن لكنيسة البلدية الإنجيلية في إحدى محاضراتي التي ألقيتها في اللقاء المنعقد في شهر مايو1972 قائلة: " إنه لذنب كبير يقترفه اللاهوتيين تجاه أمتهم بتكتمهم هذه المعلومات (الخاصة بنقد نصوص [الكتاب المقدس]) عن أمتهم مدة طويلة ، إلا أن هذا لم يك شيئاً جديداً . " ( راجع تقرير الإجتماع صفحة 46 ) .

كما أعلن اللاهوتي ماكس أولرش بالزيجر في كتابه " المسيحية الحرة " الصادر بتاريخ 1979 صفحة 231 وما بعدها قائلاً : " من البديهي أن نتكلم عن أزمة الكنيسة، لكن هل سمع أحد في الأونة الأخيرة عن أزمة فهم الكتاب المقدس؟ فمنذ زمن بعيد وتتفاقم مثل هذه الأزمة، وينتج عنها الكثير من المشاكل التي يمكن السيطرة عليها في كنيستنا التي تطلق على نفسها " كنيسة الكلمة ".

هذا وقد كان وما زال نقد الكتاب المقدس يُعد من الكبائر المحرمة ، ولم تنجح لليوم محاولة نشر الأبحاث الناتجة عن فحص الكتاب المقدس فحصاً علمياً على شعب الكنيسة لتعميق فهمه لديهم . فمن المسلم به أن المرء لم يَسْعَ جاهداً لتحقيق هذا، حيث كان هناك تشبث بالرأي يؤكد أن هذا سيؤدي فقط إلى البَلْبلَة .
وربما يرجع ذلك أيضاً إلى التحرك السريع نسبياً من جانب السلطات الكنسية وهيئاتها للهروب من المشاكل الأساسية التي تتعلق بالكتاب المقدس والتى لاتنتهى. "

ونقلاً عن مقال لإرنست فالتر شميث في كتاب "النصرانية الحرة" لعام 1977 صفحة 67، فقد أعلن عالم اللاهوت المعروف ميشكوفسكي قائلاً: " هناك فجوة كبيرة راسخة منذ عشرات السنين بين اللاهوت العلمي وخطب الكنيسة، حيث يعهد لقساوستنا في المحاضرات اللاهوتية بالنقد الحديث لنص الكتاب المقدس. مع علمهم أن إنجيل يوحنا على سبيل المثال يُعد وثيقة للاهوت الكنيسة القديمة ولا يُعد مصدراً لحياة يسوع ، إلا أنهم يرددون في خطبهم كلمات يسوع لإنجيل يوحنا دون أدنى حد من النقد ، وكذلك نراهم أيضاً قد غضوا أطرافهم أثناء التعميد عن قراءة " أمر تعميد " يسوع والذي تعلموا عنه أنه شيء غير حقيقي . "

وفي النهاية يقرر شميث أيضاً أنه ينبغي على الكنائس إظهار الشجاعة والتمسك بأن الكتاب المقدس ليس هو الكتاب الذي يجب أن ننفق في سبيله بدلاً من التعتيم الدائم للحقائق الواضحة وطمسها ( صفحة 51 ) .
ونحن نفهم هذه المراوغة بصورة لا تقل عن إقتناعنا الراسخ بأن الكنيسة لن تُضار مطلقاً عند إعلان حقيقة الكتاب المقدس على الشعب [ النصراني ] ، بل إنها سترفع إيمان [الشعب بها] بصورة أكبر . وكذلك لن يفقد الكتاب المقدس شيئاً من قيمته ، بل على النقيض من ذلك فإن هذا سوف يزيد من أهميته بصورة قُصوى .

وليس أقل من أن يطالب الأسقف الأنجليكاني جون روبنسون الكنائس بقلب الأوراق على المنضدة [ أي يطالبها باللعب على المكشوف ] ( صفحة 52 من كتابه " مناقشة "، ميونيخ 1964) ، مع أن الأهم هو منهم هو أساس الدين أولاً قبل التطرق إلى إصلاح العقيدة .

وعلى أية حال فإنه يُعزى إلى القساوسة أن جزأً كبيراً من شعب الكنيسة لا يريد سماع آية نقد يتعرض للكتاب المقدس ، وإلا فسوف تُفهم بنية سيئة تجاه القسيس إذا ما أشكل هذا على فهمهم ، وفي الحقيقة إن ما يثيره هذا الإشكال هو ( ولا يعد هذا نقطة إيجابية للتطور الفكري ) أحد نتائج التربية الكنسية لشعب الكنيسة التي ترجع إلى مئات السنين التي سببها التفكير غير الحر ، والإيمان المطلق بسلطة الكنيسة الذي لابد وأن يستمر مااستمر الدهر .

والمقتطفات الآتية تبين ما يدور حول حقيقة الكتاب المقدس :
وحتى لا يحدث سوء فهم فإني أؤكد مرة أخرى أن مُؤَلِّفي الكتاب المقدس لم يعتبروه فقط مصدراً من مصادر التاريخ الديني أو أحد موضوعات البحث، أو عملاً أدبياً مشوقاً ، بل أيضاً وحيا تبث نبضاته الأفكار والمعلومات العليا السامية. وأيضاً مصدر للنبضات التي لا يمكن أن يقدرها بشر. إلا أنه على الرغم من كل نقائصه فإنه كان ومازال يمثل " الدعامة " لعدد لا يحصى من البشر ، كما يمثل المنبع الحي للمواساة والقوة والسعادة لكل مواقف الحياة وخصوصاً في الأوقات الحرجة وأوقات الأزمات .

وإذا كان غاندي قد قال : " لقد كانت الجيتا تُعد لي دائماً بمثابة مصدر المواساة ، وعندما لم أكن أرى أشعة النور كنت أفتح الجيتا وأجد دائماً آية تهديني سواء السبيل ، وإذا لم تترك الأحوال المتغيرة للقدر أية أثر ، فإني أُرجع ذلك إلى التعاليم السامية التي تتمتع بها الجيتا . " وكذلك يحكم النصارى أيضاً على الكتاب المقدس .

ومع هذا التقدير الكبير الذي يكنه مؤمنوا الكتاب المقدس نجد أنفسنا غير مرتبطين بهم بالمفهوم التقليدي الذى يسود المجتمع السليم . وهنا فقط نفكر في جوته وهليني وغاندي وأينشتاين وبلانك والكثير غيرهم من الشخصيات المرموقة الأخرى .

ووجهة نظرنا هي أن الكتاب المقدس مليء دون شك بالنبضات الإلهية والحقائق الكبرى، ولكنه أيضاً كتاب بشري يحتوي على ما لا يُحصى من النقص بكل أشكاله .

ومن الواضح أن الدوائر الكنسية والكنيسة الكاثوليكية يدافعون بيأس ضد الإعتراف الرسمي بنتائج الكتاب المقدس ، حيث إنهم يقعون تحت ضغط يمكنه إطباق الدنيا عليهم، حيث يصورونه بشكل مختلف يُسوِّل لهم أنهم بإعترافهم هذا سوف يقطعون فرع الشجرة الذي يجلسون عليه، وهذا هو الإنخداع الكبير بعينه، حيث إن نقد الكتاب المقدس لا يمكنه تغيير المفهوم الداخلي والمحتوى العميق له بصورة أساسية ويجعلها مثاراً للتساؤل ، بل على العكس من ذلك فإن السعادة بالثروة التي يحتويها الكتاب المقدس سوف تصبح فقط أنقى وأكبر إذا ما تم التوصل إلى أن الإعتراف الصريح لنتائج فحص الكتاب المقدس لن تضر إنسان أو تقلل من شأن الكتاب نفسه ، وعندئذ يكون المرء قد تحرر من تأثير القلق الداخلي الواقع عليه بل والخوف المتزايد من أن تصبح نتائج فحص ونقد الكتاب المقدس حقيقة .

أ - نص الكتاب المقدس
1 - عندما نتكلم هنا عن نص الكتاب المقدس فإننا لا نعني إلا ذلك النص الذي يطلق عليه " النص الأصلي " [أقدم النصوص]، وليست الترجمات التي نستخدمها إلا أننا نذكر كلمة النص الأصلي أو الأساسى بين علامتي تنصيص حيث لا يوجد على الإطلاق نص أو مصدر أساسي، وكل ما لدينا هي فقط مخطوطات يدوية قديمة تشير فقط إلى نُسخ منقولة بدورها عن نسخ أخرى منقولة أيضاً [أي منقولات من منقولات] لكتابات أكثر قدماً، ومن المحتمل أن تكون هذه المخطوطات أيضاً نسخاً منقولة بدورها عن نسخ أخرى.
2 - هذا " النص الأصلي " لم يكن بدايةً قد كتب في كتاب ( كما تشير إليه كلمة الكتاب المقدس والتي نشأت فيما بعد ) ، ولم يكن كتاباً واحداً ، ولكنه كان يتكوَّن من عدد كبير من الكتب المنفصلة عن بعضها البعض والتي لا يوجد في الأصل إرتباط بينها ، لذلك فإنه من الخطأ أن نتخيله ككتاب واحد، حيث إن الكتاب المقدس كما نقرأ في ترجمات اليوم قد قام بتجميعه العلماء من مخطوطات عديدة ، ومخطوطات ناقصة والتي يحتوي القليل منها على تجميع كامل للكتب الإنجيلية ، كما أن هناك البعض من هذه الأعمال الناقصة عبارة عن قصاصات بالغة الصغر لأجزاء من الكتاب المقدس .
3 - أما ما يخص العهد الجديد فإن النص الأصلي -وهو ليس لدينا كما ذكرنا من قبل - قد تكوَّن بين أعوام (50) و(200) بعد الميلاد، وهذه مدة كبيرة من الزمن بعد وفاة يسوع، بل إن (50) سنة لتعد أيضاً فترة زمنية كبيرة وفي هذا الزمن استطاعت بعض الأساطير أن تجد لها طريقاً تنتشر فيه ، في وقت لم يعد فيه شهود عيان عند تكوين معظم النصوص الأصلية ، وهنا يجب علينا أن نتذكر : كم من الأساطير نشأت فقط بعد عدة سنوات بسيطة من حريق Che Guevara !
وقد كتبت المخطوطات التي لدينا كلها (كما ذكرت حوالي 1500) بين القرنين الرابع والعاشر تقريباً (انظر Realencyklopädie صفحة 739)، ويمكننا فقط تخيل حقب زمنية تبلغ (300) عام ، [ فما بالكم إن وصل بعضها] إلى (1000) عام ! وبالطبع فإن هناك مخطوطات أقدم من هذا ولكن كان يجب على العِلم أن يضع حداً فاصلاً لهذا .
4 - يجب أن نؤكد قبل أي شيء أنه ليس لدينا ولو جزء صغير من أصل الكتاب المقدس وما لدينا هي فقط نسخ منقولة .
5 - تم فقد العديد من " المخطوطات الأصلية " وعلى الأخص أقدمهم وأحسنهم حالاً تماماً مثل الأصول .
6 - والنقطة السادسة والحاسمة أنه بين كل هذه المخطوطات اليدوية لا توجد مخطوطة واحدة ( !! ) تتفق مع الأخرى - ويقول القس شــورر عن هذا (صفحة 104) إن هذه المخطوطات تحتوي على أكثر من (50000) إختلاف (إنحراف وحياد من الأصل)، (ويذكر البعض الآخر (150000)، ويحددها يولشـر من (50000) إلى (100000) ،بل إن عدد الأخطاء التي تحتويها المخطوطات اليدوية التي يتكون منها كتابنا المقدس هذا تزيد عن هذا بكثير، مما حدا بشميث أن يقول: إنه لا توجد صفحة واحدة من صفحات الأناجيل المختلفة لا يحتوي "نصها الأصلي" على العديد من الإختلافات (ص 39) .

ونود هنا أن نذكر مثالاً لذلك ، وهو مذكور في لوقا 2 : 14 ( حيث لا يتسع المقام هنا لذكر كل الإختلافات ) :
المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي الناس الإيودوكيا [مضاف إليه] .
المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبناس الإيودوكيا [مضاف إليه] .
المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي الناس الإيودوكيا
المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس الإيودوكيا
المجد لله في الأعالي ، وعلى الأرض السلام وفي الناس الإيودوكيا

والإختلاف الجوهري هنا ليس في إستخدام حرف الجر في أو (بـ) ولكنه في كون أيودوكيا مضافاً إليه أم مبتدأ [مُأخر مرفوع] ، فإذا ما كانت مرفوعه فلا بد أن يكون هذا من أفكار بولس ، أما إن كانت مكسورة [ أي مضافاً إليه كما في المثالين الأول والثانى ] فسوف يطابق هذا تعاليم يسوع تماماً والتي تقضي بأن السلام الداخلي يتعلق بالنية الحسنة للإنسان [1]، كما أنه يناقض تعاليم بولس القائلة : إن السلام غير مرتبط به ولكنه يرتبط فقط برضاء الله . ومن هنا قرر لوثر إختيارها مرفوعة لتناسب الرحمة الإلهية ، لذلك لم نقم نحن [الكلام للمؤلف] بترجمة كلمة إيودوكيا حيث أنه هناك إختلاف في ترجمتها ، فقد ترجمها لوثر بـ "الرضى" أما نحن فنفضل ترجمتها بـ " نقاء النفس " .

إلا أن الموسوعة الواقعية " Realenzyklpädie " تذهب أكثر من ذلك فتقرر أن كل جملة تحتويها المخطوطات اليدوية تشير إلى تغييرات متعددة ، وهذا ما دعا هيرونيموس أن يكتب في خطابه الشهير إلى واماسوس شاكياً إليه كثرة الإختلافات في المخطوطات

غير معرف يقول...

(((((((( البهريز فى الكلام اللى يغيظ ... مع القس عبد المسيح بسيط
رد القس عبد المسيح على البهريز

1 – يقول الكاتب دون وعي أو فهم لا بالقرآن ولا بالإنجيل:

" فلماذا لم يرسل الرب إنجيلاً واحداً كما أرسل توراة واحدة هي توراة موسى المكتوبة على لوح الحجر، وكما أرسل إنجيل عيسى - ليس إنجيل متى أو مرقس أو .. - وكما أرسل قرآناً واحداً؟ "؟؟

ونقول له: يبدو أنه ليس لديك أي خلفية لا بالإنجيل ولا بالقرآن!!

(1) فالإنجيل يؤكد أن المسيح هو كلمة الله، ومن ثم فكلامه هو كلام الله:

تكلم الله قديما وأعلن عن ذاته عن طريق الأنبياء بأنواع وطرق كثيرة مثل ؛ الرؤى والأحلام وحلول الروح القدس على الأنبياء والتكلم بلسانهم وعلى أفواههم، أو عن طريق إرسال ملائكة، وقد تميز موسى النبي على كل الأنبياء بأن الله تكلم معه فماً إلى فم كقول الله لهارون ومريم أخته " أن كان منكم نبي للرب فبالرؤيا استعلن له في الحلم أكلمه. وأما عبدي موسى فليس هكذا بل هو أمين في كل بيتي. فما إلى فم وعيانا أتكلم معه لا بالألغاز. وشبه الرب يعاين" (عدد6:12ـ8). كان موسى النبي كليم الله، أما المسيح فكان هو كلمة الله ذاته الذي من ذات الله وفي ذات الله " في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله " (يو1:1)، ابن الله الوحيد الذي في حضنه والذي هو وحده دون سواه يستطيع أن يكشف عن ذات الله ؛ " الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي في حضن الآب هو خبر" (يو18:1)، أو كما قال هو نفسه " كل شيء قد دُفع إليّ من أبي. وليس أحد يعرف الابنإلا الآب ولا أحد يعرف الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له " (مت27:11). فهو وحده كلمة الله الذاتي وابن الله الذي من ذاته وفي ذاته وعندما ظهر على الأرض كان هو الله الذي ظهر في الجسد.

إذا فالفرق بين المسيح والأنبياء هو الفرق بين رسل الله وبين كلمة الله الذاتي الذي هو الله ناطقا، الله متكلما، الله الذي ظهر في الجسد. كان جميع الأنبياء مجرد رسل ما عليهم إلا الإبلاغ برسالة الله، أما المسيح فجاء برسالته هو وتعليمه هو كالرب المعطي الوصايا فيقول: " قيل للقدماء لا تقتل 000 وأما أنا فأقول لكم أن كل من يغضب على أخيه باطلا يكون مستوجب الحكم 000 قيل للقدماء لا تزن 000 وأما أنا فأقول لكم أن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه 000 وقيل من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق 000 أما أنا فأقول لكم أن من طلّق امرأته إلا لعلّة الزنى يجعلها تزني. ومن يتزوج مطلّقة فانه يزني 000 قيل للقدماء لا تحنث بل أوف للرب أقسامك. وأما أنا فأقول لكم لا تحلفوا البتة 000 سمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن. وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر 000 سمعتم أنه قيل تحب قريبك ونبغض عدوك. وأما أنا فأقول لكم احبوا أعداءكم. باركوا لاع***م. احسنوا إلى مبغضيكم. وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم " (مت21:5ـ44). وهو هنا يتكلم كصاحب السلطان على الشريعة والإله الذي أعطاها وصاحبها.
لم يكن إنجيله هو وحي نزل عليه من السماء بوسيلة ما مثل بقية الأنبياء وإنما كان هو ذاته كلمة الله النازل من السماء وتعليمه نابع من ذاته لأنه كلمة الله، وكانت أعماله أيضا نابعة من ذاته، لأن الآب يعمل به " أبى يعمل حتى الآن وأنا أعمل 000 لأن مهما عمل ذاك (الآب) فهذا يعمله الابن كذلك. لأن الآب يحب الابن ويريه ما هو يعمله " (يو16:5-20).

لم يكن الإنجيل مجرد رسالة نزلت عليه ودونت في كتاب ليقرأُه فئة من الناس، كما هو الحال بالنسبة لأسفار موسى الخمسة أو بقية أسفار العهد القديم، وإنما الإنجيل هو الخير السار والبشارة المفرحة المقدم للعالم أجمع والذي يتلخص فيما قاله الكتاب بالروح وهو " جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلم به إلى اليوم الذي أرتفع فيه " (أع1:1،2)، هو الدعوة والكرازة بالمسيح في كل المسكونة، هو الإيمان بالمسيح ابن الله لنوال الحياة الأبدية " أما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه "(يو21:20)، هو الشهادة " أن الآب قد أرسل الابن مخلصاً للعالم " (1يو14:4).

(2) والقرآن يؤكد أن المسيح تعلم من الله مباشرة الحكمة والتوراة وكتب الأنبياء:

وفي القرآن وُصف موسى الني بأنه " كليم الله " لأن الله كلمه مباشرة، وتميز المسيح بأنه كلمة الله وروح الله " وروح منه ". وكانت العلاقة بينه وبين الله، خاصة فيما يختص بالوحي، مباشرة لا يتدخل فيها أي وسيط، سواء كان ذلك ملاك أو أي طريقة أخرى من طرق الوحي. فهو كلمة الله وروح الله، وقد عبر عن الله بطريقة تخصه هو وحده ككلمة الله وروح منه، وهذا ما لم يحدث لأي مخلوق أو نبي على الإطلاق. فيذكر القرآن قوله: " إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ " (المائدة:110).

وهناك ميزة للمسيح لم يتميز بها أحد من الأنبياء على الإطلاق، في القرآن، وهي أن الله كان يعلمه بنفسه، مباشرة!! كان معلمه هو الله، والله وحده، وليس أحد من البشر!! وماذا علمه الله؟ يقول القرآن أن الله علمه الكتابة والحكمة والتوراة والإنجيل!! ومتى علمه ذلك؟ يقول القرآن أن المسيح نطق بذلك لحظة مولده!! والسؤال هنا هل علمه وهو في بطن أمه؟ أم علمه بمجرد ولادته وخروجه من بطن أمه؟ والإجابة، على الأرجح أنه علمه ذلك وهو في بطن أمه!! وهذا لم يحدث معأحد قط إلا المسيح!!

" وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ " (آل عمران:48).

" وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ " (التحريم:110).

جاء في جامع البيان للطبري: " القول في تأويل قوله تعالى: " ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل " فيعلمه الكتاب، وهو الخط الذي يخطه بيده، والحكمة: وهي السنة التي نوحيها إليه في غيركتاب،والتوراة: وهي التوراة التي أنزلت على موسى،كانتفيهم من عهد موسى، والإنجيل: إنجيل عيسى، ولم يكن قبله، ولكن الله أخبر مريم قبل خلق عيسى أنه موحيه إليه، وإنما أخبرها بذلك، فسماه لها، لأنها كانت قد علمت فيما نزل من الكتب أن الله باعث نبيا يوحى إليه كتابا اسمه الإنجيل ".

وقال الرازي: " المراد من الكتاب تعليم الخط والكتابة، ثم المراد بالحكمة تعليم العلوم وتهذيب الأخلاق لأن كمال الإنسان في أن يعرف الحق لذاته والخير لأجل العمل به ومجموعهما هو المسمى بالحكمة، ثم بعد أن صار عالماً بالخط والكتابة، ومحيطاً بالعلوم العقلية والشرعية، يعلمه التوراة، وإنما أخر تعليم التوراة عن تعليم الخط والحكمة، لأن التوراة كتاب إلٰهي، وفيه أسرار عظيمة، والإنسان ما لم يتعلم العلوم الكثيرة لا يمكنه أن يخوض في البحث على أسرار الكتب الإلٰهية، ثم قال في المرتبة الرابعة والإنجيل، وإنما أخر ذكر الإنجيل عن ذكر التوراة لأن من تعلم الخط، ثم تعلم علوم الحق، ثم أحاط بأسرار الكتاب الذي أنزله الله تعالى على من قبله من الأنبياء فقد عظمت درجته في العلم فإذا أنزل الله تعالى عليه بعد ذلك كتاباً آخر وأوقفه على أسراره فذلك هو الغاية القصوى، والمرتبة العليا في العلم، والفهم والإحاطة بالأسرار العقلية والشرعية، والاطلاع على الحكم العلوية والسفلية، فهذا ما عندي في ترتيب هذه الألفاظ الأربعة ".
وقال ابن كثير: " إن الله يعلمه " ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ "، الظاهر أن المراد بالكتاب ههنا الكتابة، والحكمة تقدم الكلام على تفسيرها في سورة البقرة، و " ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنجِيلَ "، فالتوراة هو الكتاب الذي أنزله على موسى بن عمران، والإنجيل الذي أنزله الله على عيسى بن مريم عليهما السلام. وقد كان عيسى عليه السلام يحفظ هذا وهذا ".

وقال ابن عباس في تفسيره: " وَيُعَلِّمُهُ ٱلْكِتَابَ " كتب الأنبياء ويقال الكتابة " وَٱلْحِكْمَةَ " الحلال والحرام ويقال حكمة الأنبياء قبله " وَٱلتَّوْرَاةَ " في بطن أمه " وَٱلإِنْجِيلَ " بعد خروجه من بطن أمه ".

(3) كما يؤكد القرآن أنه ولد نبيا يستجمع في ذاته الوحي والنبوة:

ولد جميع الأنبياء باستثناء يوحنا المعمدان، يحيي ابن زكريا، الذي نضج في بطن أمه بسبب زيارة العذراء لها، وسجد للمسيح وهو في بطن أمه، كبشر عاديين، وعاشوا حياتهم إلى أن جاءتهم الدعوة للعمل كأنبياء وتوصيل رسالة الله لمن أرسلوا إليهم. أما المسيح فقد كان على عكس ذلك تماماً، فقد ولد من بطن أمه نبياً متعلماً من الله الكتاب والحكمة والتوراة وكان معه الإنجيل، وتكلم في مهده معلنا للناس أنه ولد نبياً و " قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً " (مريم:30).

كما قيل عنه " وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ " (آل عمران:46).

" إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ " (المائدة:110).

" فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً " (مريم:29).

ومن هذه الآيات يتضح لنا الآتي:
(1) أنه ولد عالماً ومتعلماً من الله الذي علمه الكتابة والحكمة والتوراة.

(2) أنه ولد وهو يعلم أنه نبي تعلم الكتابة والحكمة والتوراة من الله.

(3) ولد ومعه الإنجيل " آتَانِيَ الْكِتَابَ (الإنجيل) وَجَعَلَنِي نَبِيّاً " (مريم:30). والإنجيل هنا لا يمكن أن يكون كتابا يمسكه بيديه بل هو كتاب في رأسه.

(4) ولد وهو يعرف كل شيء عن الفروض الدينية وكان حافظاً وممارساً لها.

(5) ولد وهو معصوم من الخطية وطاهر من الذنوب ومحفوظ من الله نفسه " غُلاماً زَكِيّاً " (مريم:19)، " وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ " (مريم: 31).

(6) ولد وهو يعلم أنه الوجيه في الدنيا والآخرة، أي نبي في الدنيا وشفيع في الآخرة " وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ " (آل عمران: 45).

(7) ولد وهو يعلم تماماً ما سيحدث له في حياته الأرضية " وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً " (مريم:33).
ومن هنا فلم ينزل على المسيح لا إنجيل عيسى ولا غيره، بل كانت أقواله وتعليمه وأعماله هي الإنجيل، كما سبق أن أوضحنا أعلاه.

وكان ذلك بموقعه على شبكة النت ، والذى اقتبست منه رده وتركت استشهاده من كتابى (البهريز فى الكلام اللى يغيظ) الجزء الثانى ، ولا أعلم لماذا ترك الجزء الأول ولم يتناوله ، وهل سكت على ذلك أم فى طريقه لتحضير الرد على سؤال سؤال بالتفصيل

ولا أعرف هل سيرد على كل سؤال بجواب بعيد عن الموضوع كما فعل فى السؤال الذى طرحته واستشهد به فى أعلى الصفحة؟

لقد كان سؤالى لماذا لم يرسل الرب إنجيلا واحداً وأرسل أناجيل عدة بأسماء مختلفة ومضامين تختلف أيضاً فى كثير من الأحيان ، ومن هؤلاء الذى لم يكن تلميذاً من تلاميذ يسوع ، بل منهم من لم يره بالمرة؟ ??????قبل أن أبدأ ردى السريع على القس عبد المسيح بسيط أرجوه لتمام الفائدة أن يذكر اسم الكتاب الذى يستشهد منه مع رقم الطبعة وسنة الطبع ودار النشر حتى يتسنى للقارىء أن يعرف مدى صحة هذه المعلومة المستشهد بها ، وأنا أعنى ما ذكرته من استشهاد من الطبرى والرازى وابن كثير وابن عباس ، أو أى استشهاد قادم
=====


بسم الله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الذى لم يتخذ صاحبة ولا ولد
وأصلى وأسلم على خاتم الأنبياء ، المبعوث رحمة للعالمين
أما بعد ..

فى الخامس من شهر ديسمبر الحالى لعام 2006 وضع القس عبد المسيح بسيط رده الأول على كتابى (البهريز فى الكلام اللى يغيظ) ، ولم أعلم به إلا أمس الموافق الرابع عشر من ديسمبر لعام 2006، وكالمعتاد كباقى النصارى ـ ويبدو أنه تدريب تربوى تعلموه لمواجهة الخصوم فى المناظرات أو اللقاءات التى تتعلق بعقيدتهم ـ بدأ القس كلامه بتسفيهى علمياً ولغوياً ودينياً، وادعى أننى أجلب جملة من هنا وأخرى من هناك لأكوِّن موضوعاً. وذلك ليحافظ على نصرانية من يقرأ لى ، وليبرز قوته وأنه صاحب العلم الأوحد فى التوراة والإنجيل بل وفى القرآن وتفاسيرهم من أجل تثبيت عقيدته فى قلوب من يقرأون له.

بل وفسر القرآن بما يحلو له ، وهو نفس ما فعله من قبله نُسَّاخ ما يسمونه مخطوطات العهد الجديد فى المخطوطات التى يعتبرونا إلهامية من عند الله ، ونسى أو تناسى اعتراف علمائه فى مقدمة الكتاب المقدس للآباء ******يين ، فقد فسروا النصوص على هواهم ، ومن ثم اضطروا فى بعض الأحيان إلى حذف أو إضافة نصوص من عند أنفسهم ، أو اقتباساً من مخطوطات مهملة لتأكيد ما يزعمونه.

وفى هذا يقول مدخل الكتاب المقدس للآباء ******يين إلى الإنجيل كما رواه يوحنا ص286) “فمن الراجح أن الإنجيل كما هو بأيدينا ، أصدره بعض تلاميذ المؤلِّف فأضافوا عليه فصل 21 ، ولا شك أنهم أضافوا أيضًا بعض التعليق (مثل 4/2 (وربما 4/1) و4/44 و7،39 و11/2 و19/35). أمَّا رواية المرأة الزانية (7/53-8/11) فهناك إجماع على أنها من مرجع مجهول ، فأُدخلت فى زمن لاحق. (وهى مع ذلك جزء من "قانون" الكتاب المقدس”!!!

لكن مَن الذى كتبه على وجه اليقين؟ لا نعرف ، ولكن “التقاليد الكنسية تُسمِّيه يوحنا منذ القرن الثانى وتوحِّد بينه وبين أحد ابنى زبدى.”

ويقول المدخل إلى رسالة بطرس عن مؤلف هذه الرسالة: “لا يبدو أن الكاتب ينتمى إلى الجيل المسيحى الأول. .. .. ، يسوغ اقتراح نحو سنة 125 تاريخًا لإنشاء الرسالة ، وهو تاريخ ينفى عنها نسبتها المباشرة إلى بطرس.” نقلا عن (المناظرة الكبرى مع القس زكريا بطرس حول صحة الكتاب المقدس)

وهذا ما فعله القس عبد المسيح: ففى الوقت الذى يدعى فيه أن الإنجيل هى البشارة السارة ـ وبالطبع لم يخبرنا ما هى هذه البشارة السارة ـ استخلص من الآيات القرآنية فى رقم (3) أن المقصود بالكتاب هو الإنجيل وذلك فى قول الله (آتانى الكتابَ (الإنجيل) وجعلنى نبياً). هذا بالإضافة إلى ادعائه أن عيسى عليه السلام ولد ومعه الإنجيل!! فهل يخبرنا كيف علم بذلك؟ وأى إنجيل ولد معه؟ هل هو الإنجيل المنزل إليه كما تخبرنا الآيات أم إنجيل متى أم إنجيل لوقا أم مرقس أم يوحنا أم إنجيلاً آخراً من الأناجيل ال 119 التى ذكرت وحذفتها الكنيسة بعد أن نصبت نفسها مكان الله على الأرض مدعية أنها تملك الروح القدس الناجية والمنجية من الزلل والمهالك ، والتى يثبت التاريخ أنهم أناس أفاقون بعيدون كل البعد على القداسة ، وهو ما ذكرته أنت عارضاً ، ولم تذكره تفصيلا كما ذكرته أنا؟

هذا غير تحليله أن عيسى عليه السلام "ولد عالماً ومتعلماً من الله الذى علمه الكتابة والحكمة والتوراة" وذلك فى رقم (1). فمن أين جاء بتفسيره هذا وما الدليل عليه غير أوهامه؟ والملاحظ الدقيق قبل أن يغير القس فى مقاله أنه قال علمه الكتابة والنص القرآنى يقول علمه (الكتاب). وذلك حتى لا يسأله أى كتاب هذا الذى تعلمه يسوع من الله؟ هل هو التوراة؟ فإذا كان التوراة فبأى حق نسخ بعضاً من تعاليم التوراة؟ فإذا كنتم تؤمنون أن هذا بأمر الله فأنتم تؤمنون بأن الله قد نسخ بعض أوامره الخاصة بالتشريع ، وليس عليكم أن تدعوا أن النسخ فى الإسلام فقط!!

وإذا كان هذا الكتاب هو الإنجيل فأى إنجيل هذا الذى أتى به يسوع وأين هو؟ قد لا يعرف الكثير من النصارى أن عيسى عليه السلام قد سلم تلاميذه الإنجيل الذى نزل من الله ، وذلك تبعاً لكلام القديس اكليمندس الرومانى (30-100م) الذى كان أسقفاً لروما وأحد تلاميذ ومساعدى القديس بولس قد “أشار فى رسالته التى أرسلها إلى كورنثوس ، والتى كتبها حوالى سنة 96م ، إلى تسليم السيد المسيح الإنجيل للرسل ومنحه السلطان الرسولى لهم فقال "تسلم الرسل الإنجيل لنا من الرب يسوع المسيح ، ويسوع المسيح أرسل من الله....”؟ (الوحى الإلهى وإستحالة تحريف الكتاب المقدس) ص 97-98؟

لقد تكلمت عن ولادة يسوع الإله، ونسيت أن أتباعك سيسألونك:
هل الإله يولد؟
ومن الذى كان فى السماء يحكم العالم ويقوته بينما الإله فى رحم امرأة مدة من الزمن تُقدَّر بتسعة أشهر ، واستمرت إلى أن نضج وبلغ من العمر ما يعينه على الفهم وحسن التقدير؟
فهل انفصل اللاهوت عن الناسوت طوال هذه المدة؟
ومتى بدأ الإتحاد بالضبط؟
وأين ادعاء يسوع أنه اتحد مع الآب والابن؟
ولم تخبرنا هل كانوا ثلاثة قبل الإتحاد؟
وما حاجة الإله أن يتحد من اثنين آخرين؟
ولماذا اكتفى باثنين ولم يتحد مع أربعة أم خمسة؟
وهل اتحاده مع الابن والروح القدس زاد الإله قوة ومجداً أم أنقص من ملكوته أم زاد الإثنين الآخرين؟
وكيف يكون المولود إلهاً إذا كان الكتاب يقول إن الرب روحاً أى لا يُرى: يوحنا 3: 24 (24اَللَّهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا».) ، وأن كل من هو مولود من الجسد فهو بشر له جسد: (6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.) يوحنا 3: 6 ، (فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ) لوقا 24: 39 ، وكان ليسوع جسداً وعظاماً ، الأمر الذى ينفى عنه الألوهية: (57وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ جَاءَ رَجُلٌ غَنِيٌّ مِنَ الرَّامَةِ اسْمُهُ يُوسُفُ - وَكَانَ هُوَ أَيْضاً تِلْمِيذاً لِيَسُوعَ. 58فَهَذَا تَقَدَّمَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ. فَأَمَرَ بِيلاَطُسُ حِينَئِذٍ أَنْ يُعْطَى الْجَسَدُ. 59فَأَخَذَ يُوسُفُ الْجَسَدَ وَلَفَّهُ بِكَتَّانٍ نَقِيٍّ 60وَوَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ الْجَدِيدِ) متى 27: 57-60

لكن ما هو الخلاف بيننا على كون عيسى عليه السلام نبياً من أنبياء أولى العزم آتاه الله الكتاب والحكمة وعلمه من لدنه؟! إننا لا ننكر ذلك. ولا ينكره كتابك ، فهناك العديد من النصوص التى تؤكد أن عيسى عليه السلام كان معروفا للعامة والخاصة أنه نبى الله ، منها:
1- لوقا 7: 16 (16فَأَخَذَ الْجَمِيعَ خَوْفٌ وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ: «قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ وَافْتَقَدَ اللهُ شَعْبَهُ».)

2- متى 21: 10-11 (10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».)

3- متى 21: 45-46 (45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.)

4- يوحنا 6: 14 (14فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: «إِنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ!»)

5- يوحنا 7: 40 (40فَكَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ لَمَّا سَمِعُوا هَذَا الْكلاَمَ قَالُوا: «هَذَا بِالْحَقِيقَةِ هُوَ النَّبِيُّ».)

6- لوقا 9: 7-8 (7فَسَمِعَ هِيرُودُسُ رَئِيسُ الرُّبْعِ بِجَمِيعِ مَا كَانَ مِنْهُ وَارْتَابَ لأَنَّ قَوْماً كَانُوا يَقُولُونَ: «إِنَّ يُوحَنَّا قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ». 8وَقَوْماً: «إِنَّ إِيلِيَّا ظَهَرَ». وَآخَرِينَ: «إِنَّ نَبِيّاً مِنَ الْقُدَمَاءِ قَامَ».)

7- لوقا 13: 33 (لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَهْلِكَ نَبِيٌّ خَارِجاً عَنْ أُورُشَلِيمَ.)

8- يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)

9- أعمال الرسل 2: 22 (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.)

10- لوقا 24: 13-20 (13وَإِذَا اثْنَانِ مِنْهُمْ كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى قَرْيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ أُورُشَلِيمَ سِتِّينَ غَلْوَةً اسْمُهَا «عِمْوَاسُ». 14وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ بَعْضُهُمَا مَعَ بَعْضٍ عَنْ جَمِيعِ هَذِهِ الْحَوَادِثِ. 15وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا. 16وَلَكِنْ أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ. 17فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هَذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟» 18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟» 19فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ. 20كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ.)

11- يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)

وكونه رسولاً من عند الله ليس بدليل على ألوهيته ، بل هو دليل على نبوته ، وأن الله هو الذى علمه وآتاه الكتاب. اقرأ ما يقوله لكم الكتاب الذى تقدسه: (48مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كلاَمِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكلاَمُ الَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ هُوَ يَدِينُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ 49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».) يوحنا 12: 48-50، وقوله: (.... وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي) يوحنا 13: 20

(29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 8: 29 ، (47اَلَّذِي مِنَ اللَّهِ يَسْمَعُ كلاَمَ اللَّهِ. لِذَلِكَ أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَسْمَعُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ اللَّهِ».) يوحنا 8: 47


(24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.) يوحنا 5: 24

يوحنا17: 3-4، (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي.) يوحنا 8: 28

وهذا ينفى ألوهيته ، لأن الله هو العالم ، وكان يسوع جاهلاً لولا فضل الله عليه ، وتعليمه هذا العلم لظل جاهلاً ، وأعتقد أن العقلاء يؤمنون أن الله هو العليم ولا يحتاج إلى أن يعلمه أحد. لقد كان يسوع نبياً يتلقى الوحى ، ولم يفعل شيئاً من نفسه ، أو يخبر إلا بما قاله الله له ، وذلك إرضاءً لله تعالى. الأمر الذى ينفى كونه متحداً مع الله أو يكون هو نفسه الله ، وإلا لكان إلهاً خواراً جباناً خشى عباده ولم يخبرهم أنه هو الله ، أو كان إلهاً ضالاً مضلاً ، لم يخبر عباده وتركهم يقتلونه ويدوسوا كرامته فى الأرض ليموت هذه الميتة التى تنسبونها إليه ويرفضها التاريخ والعقل والدين: (27فَأَخَذَ عَسْكَرُ الْوَالِي يَسُوعَ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَجَمَعُوا عَلَيْهِ كُلَّ الْكَتِيبَةِ 28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ.) متى 27: 27-31

فهل هذا هو الإله القدوس المنزه عن النقص والزلل؟ وهل الإله هو ملك اليهود وإلههم فقط أم إنه رسول من رسل نفسه حيث تؤمن أن الله الرسال هو نفسه الرسول المرسل إليه؟ فما الحكمة من هذه المسرحية؟

وفى الوقت الذى تؤكد فيه أن يسوع هو الله المتجسد لم تفهم قول الكتاب: يوحنا 1: 18 (18اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ.) ، على الرغم من أنك ذكرت هذه الفقرة! فكيف يكون هذا الكتاب من وحى الرب ، وهو يقول لك (لم يرنى أحد قط) ثم تدعى أنت أنه ظهر متجسداً فى رحم امرأة ، ومتضائلاً فى صورة عبد ، يكبره البقر وكثير من الدواب والناس والجماد ، ثم تُضفى عليه أنه هو الله الأكبر من كل الوجود؟!! ولم تقف عند ذلك بل تدعى أن الله هو الذى آتاه هذا الإنجيل الذى بين يديك ، وعلى ذلك فأنت تعلم وتؤمن أنه رسولاً من عند ونسيت قول كتابك: (إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.) يوحنا 14: 16

ولم تفهم قول الكتاب إن الله ليس له شبيه ، لا إنسان ولا حيوان ولا أى شىء يشبهه فى هذا الوجود ولا فى غيره: (18فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَ اللَّهَ وَأَيَّ شَبَهٍ تُعَادِلُونَ بِهِ؟) إشعياء 40: 18

(25فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي فَأُسَاوِيهِ؟ يَقُولُ الْقُدُّوسُ.) إشعياء 40: 25

(5بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُسَوُّونَنِي وَتُمَثِّلُونَنِي لِنَتَشَابَهَ؟.) إشعياء 46: 5

(6لاَ مِثْلَ لَكَ يَا رَبُّ! عَظِيمٌ أَنْتَ وَعَظِيمٌ اسْمُكَ فِي الْجَبَرُوتِ.) إرمياء 10: 6

وعندما طلب موسى من الله أن يراه: (20وَقَالَ:«لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الْإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ») خروج 33: 20
ويؤكد سفر إشعياء على هذه الحقيقة قائلاًً: (حقاً أنت إله محتجب يا إله إسرائيل) إشعياء 45: 15

ويؤكد ذلك المعنى يوحنا قائلاً: (اللهُ لم يره أحد قط) يوحنا 1: 18

فى الوقت الذى يناقض فيه كتابك وعقيدتك كل هذا وتؤمن أن (الله ظهر فى الجسد) وأصبح إنساناً تيموثاوس الأولى 3: 16 ، هذا فى الوقت الذى تصرخ نصوص الرب فى كتابك قائلة: إن الله ليس بإنسان ، ولا يمكن أن يتجسد ويأخذ جسد إنسان ، فيقول الكتاب: (19ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَل يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلمُ وَلا يَفِي؟) عدد 23: 19

(9هَلْ تَقُولُ قَوْلاً أَمَامَ قَاتِلِكَ: أَنَا إِلَهٌ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلَهٌ فِي يَدِ طَاعِنِكَ؟)حزقيال28: 9

(هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدِ ارْتَفَعَ قَلْبُكَ وَقُلْتَ: أَنَا إِلَهٌ. فِي مَجْلِسِ الآلِهَةِ أَجْلِسُ فِي قَلْبِ الْبِحَارِ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلَهٌ, وَإِنْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ كَقَلْبِ الآلِهَةِ.) حزقيال 28: 1-2

(9«لاَ أُجْرِي حُمُوَّّ غَضَبِي. لاَ أَعُودُ أَخْرِبُ أَفْرَايِمَ لأَنِّي اللَّهُ لاَ إِنْسَانٌ الْقُدُّوسُ فِي وَسَطِكَ فَلاَ آتِي بِسَخَطٍ.) هوشع 11: 9

(40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. هَذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ.) يوحنا 8: 40

ثم علِّم مريديك أن الحياة الأبدية التى تكلمت عنها هى الخلود فى الجنة ، وأن مفتاحها هو قول (اشهد ألا إله إلا الله وأن عيسى عبد الله ورسوله): (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)????????كانت هذه مقدمة رداً على بعض ما جاء فى ردك علىّ ، وأدعوك الآن إلى اتفاق منظم علمى ـ وأنت أهل له أكثر منى فأنت العالم وأنا الجاهل كما تدعى ـ حول المسميات التى يدور حولها كلامنا:

فأنت تذكر على سبيل المثال لفظ (الله) ولفظ (يسوع) ولفظ (الإنجيل). ما هو المدلول الحقيقى لهذه الكلمات؟ وهل توجد فى أصول الكتاب كلمتى (الله) و(يسوع)؟

عزيزى القارىء .. عزيزى القس عبد المسيح بسيط
لا يوجد فى الكتاب المقدس كلمة الله ، فهذا من التحريف البيِّن فى التراجم العربية ، ولنقرأ سويا هذا البحث مستشهداً فيه بكل ما هو مسيحى:

تقول دائرة المعارف الكتابية مادة (الله): “ثالثا - أسماء الله : كانت كل أسماء الله أصلا تدل على صفاته ، ولكن اشتقاقات الكثير منها – ومن ثم معانيها الأصلية – قد فقدت، فكان لابد من البحث عن معان جديدة لها: 1- الاسماء العامة: من أقدم أسماء الله المعروفة للجنس البشري واكثرها انتشارا اسم "إيل" مع مشتقاته "إيليم" "إلوهيم" ، "إلوي" ، وهو مصطلح عام مثل "ثيوس وديوس" في اليونانية ويطلق على كل من يشغل مرتبة الألوهية ، بل قد يدل على مركز من التوقير والسلطة بين الناس، وقد كان موسى إلها "إلوهيم" لفرعون " (خر 7: 1) ، ولهارون (خر 4: 16 – قارن قض 5: 8، 1 صم 2: 25، خر 21: 5 و 6 ، 22: 7 وما بعده ، مز 58: 11 ، 82: 1)”.

فلك أن تتخيل أن يشترك عبد من عباد الله أو صنم من خلقه معه فى الاسم! ومن الممكن أيضاً أن يُشير هذا الاسم إلى عدة آلهة حيث إنه فى صيغة الجمع. كما أنه من الممكن أن يُشير إلى إله مذكر أو مؤنث. فما الفارق إذاً بين المخلوق والخالق؟
وتواصل دائرة المعارف الكتابية قائلة إنه هذا الاسم: “مصطلح عام يعبر عن العظمة والنفوذ ، واستخدم كاسم علم لإله إسرائيل في الفترة المتأخرة من فترات التوحيد عندما اعتبر اسم العلم القديم "ياه" أو "يهوه" اقدس من أن يتردد على الشفاه ، والغموض الكامل يلف معنى الأصل "إيل" ، وحقيقة العلاقة بينه وبين "إلوهيم" و"إلوي"”.

ما معنى أنه مصطلح عام؟ وماذا يقصد بأن هذا المصطلح استخدم كاسم علم لإله إسرائيل في الفترة المتأخرة من فترات التوحيد؟ وماذا كان اسمه قبل موسى؟ وكيف عبده البشر من آدم إلى موسى؟
ثم إن أول مرة ظهر فيها اسم "يهوه" في كتابهم فى الصفحة رقم تسعين ، أى بعد انتهاء سفر التكوين ، وبالضبط فى (خروج 3: 15). وهذا يعني أن الرب أنزل تسعاً وثمانين صفحة ، وما جاء فيها اسمه. فهل تعمَّدَ الرب ذلك ليضل الناس ويعبد كل إنسان الإله الذى يرغب فى عبادته تحت أى مسمَّى؟

وقد يظن البعض أن اسم يهوه ذكر فى سفر التكوين 22: 14 (14فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ اسْمَ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ «يَهْوَهْ يِرْأَهْ». حَتَّى إِنَّهُ يُقَالُ الْيَوْمَ: «فِي جَبَلِ الرَّبِّ يُرَى».) ، فهذا اسم لمكان ما، والترجمة هى من المترجم فى وقت متأخر بعد أن عرفوا اسم الرب. حيث يقول الكتاب على لسان الرب: (3وَأَنَا ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَأَمَّا بِاسْمِي «يَهْوَهْ» فَلَمْ أُعْرَفْ عِنْدَهُمْ.) خروج 6: 3

ولم يُذكر اسم الرب بعد ذلك قرابة 800 صفحة. فقد ذكر فى المزمور 83: 18 ص892 ، إلا أنه فى سفر الخروج 17: 15 ذكر اسم المذبح الذى بناه موسى وهو يهوه منسّى ، وفى القضاة 6: 24 ذكر اسم مذبح آخر بناه جدعون وأسماه يهوه شلوم ، وفى حزقيال 48: 35 بنيت مدينة أطلقوا عليها (يهوه شمّه). وإذا تم استثناء هذه المواضع يكون اسم الرب يهوه قد ذكر فى الكتاب المقدس كله 11 مرة فقط. ولم يُذكر مرة واحدة بهذا الاسم فى العهد الجديد!!

فلم يُذكر إلا فى سفر الخروج والمزامير وإشعياء وإرمياء وهوشع وعاموس. أى فى ستة كتب من مجموع 66 كتاب. فهل تصدق هذا؟!! هل يمكنك أن تتخيل أن الكتاب الذى أنزله الرب ليتعبد به الناس يخلو من اسمه؟ إن دائرة المعارف صريحة فى هذا الأمر ، إنها تقول إن اسمه فقد!! فهل فقد من الرب الذى يحفظ كتابه أم أضاعه كهنة بنى إسرائيل عمداً؟

هل تعلم كم مرة ذكر اسم الشيطان فى الكتاب الذى يقدسه اليهود والنصارى؟

لقد ذكرت كلمة شيطان 70 مرة ، وذكر ابليس 31 مرة ، وبعلزبول 7 مرات ، كلهم فى العهد الجديد فقط. هذا غير باقى الأسماء التى اشتهر بها الشيطان. فهل الشيطان أهم من الرب لهذه الدرجة؟ وإذا كان من الأهمية بمكان أن يحذرنا الرب من الشيطان وينهانا عن اتباعه ، فما هو اسم الإله الذى يجب أن نتبعه بديلاً عن الشيطان؟

وما الحكمة أن يحتفظ الرب باسم الشيطان فى كتاب يُنسب إليه ويحذف اسمه من عقول بنى إسرائيل وعيونهم؟ هل يعنى هذا أن الرب أسلمهم للهوان وللشيطان؟ أم هذه هى الفرائض غير الصالحة التى تكلم عنها الرب من قبل؟ (25وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا) حزقيال 20 : 25

كيف؟ فهل الرب إله المحبة يعطى فرائضاً غير صالحة ويضلل عبيده؟ وهل تعلم أن معنى اسم "يهوه" سر مجهول حتى اليوم؟، هل تعلم أن يهوه هو إله الجبل الذى في رأسه نار؟

إن أول ظهور لاسم "يهوه" كان حين استوطن اليهود فلسطين، أى بعد موت موسى ودفنه فى برية سيناء. ويكتبه اليهود بالأحرف: (ي هـ و هـ) (J. H. V. H) دون أحرف العلة أو التشكيل لخلو العبرية منها آنذاك. وحينما ابتكرت علامات ضبط الحروف العبرية في القرن السابع للميلاد، ركبوا الكلمة" يهوه" أحرف العلة (JeHovaH) وينطق Jahweh. بعد أن كان محرماً عليهم النطق به فكانوا يستخدمون بدلاً من "يهوه" "أدوناي" أي الرب.

فكيف كانوا ينطقون اسم إلههم قبل القرن السابع للميلاد؟

هل لم يصلُّوا إليه أو يتعبدوا باسمه عبر 2000 سنة؟

وكيف كانوا يصلون وهم لا يعرفون اسم إلههم؟

وباسم من كانوا يقدمون نذورهم؟

هل قصَّرَ موسى  فى أداء وظيفته النبوية ولم يخبرهم به؟ أم أخبرهم به وحذفوه من كتبهم؟ فإن لم يحدُث ولم يبلغهم نبيهم باسم الله، فيكونون قد ضلوا وضلَّ نبيهم، وبطل دينهم وعقيدتهم ، وإذا كان قد أبلغهم وضيعوه فأنتم اليوم تسيرون وراء أناس قد ضلوا ، وإذا كان قد فقد دون تعمِّد منهم ، فقد شاءت إرادة الله هذا إما لمجىء كتاب آخر سيهيمن عليه ، ويتولى الله حفظه وعنايته ، وإما لغضبه عليهم فرفع أقدس ما فى الكتاب منه ، وهو اسمه.

ولو نسى موسى فهل نسى كل الأنبياء بعده؟ ولو نسى كل الأنبياء بعده فهل نسى عيسى  أن يذكركم باسم الله؟ هل نسى من تؤلهونه نفسه أن يذكركم باسم الله؟ وإذا ثبتت أية حالة من هذه الحالات لثبت أن هذا ليس بكتاب الله!

وما هو الاسم الذى أخبره به الله أن يخبر به بنى إسرائيل؟ لقد سأل موسى الرب عن اسمه فقال له: («هَا أَنَا آتِي إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَقُولُ لَهُمْ: إِلَهُ آبَائِكُمْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. فَإِذَا قَالُوا لِي: مَا اسْمُهُ؟ فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ؟» 14فَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ». وَقَالَ: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ». 15وَقَالَ اللهُ أَيْضاً لِمُوسَى: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: يَهْوَهْ إِلَهُ آبَائِكُمْ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هَذَا اسْمِي إِلَى الأَبَدِ وَهَذَا ذِكْرِي إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ.) خروج 3: 13-15

وفى ترجمة الآباء ******يين: (أنا هو مَن هو)

وتقول الترجمة العربية المشتركة: (أنا هو الذى هو) ، فهل هذا اسم أم تحايل للهروب من الإجابة؟

والغريب أن هامش الترجمة العربية المشتركة علق على هذا فى هامشه قائلاً: “هكذا يختلف الله عن سائر الآلهة .. .. .. وهكذا يرفض الله أن يُعرف باسمه الشخصى.” فهل صحيح أن الله لم يخبرهم باسمه؟ وماذا تعنى كلمة (يَهْوَهْ إِلَهُ آبَائِكُمْ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ)؟ إذاً ليست كلمة يهوه اسم علم!
وإذا كان اسم يهوه نطقوه بهذا الشكل فى القرن السابع الميلادى ، فمعنى هذا أن التوراة كتبت أو تغيرت كتابتها بعد هذا الزمن وبعد معرفتهم لهذا الاسم!

عزيزى المسيحى: ما هو اسم الله الأعظم الذى علمه كل الأنبياء من قبل عيسى عليهم السلام لأتباعه؟

هل ضاع هذا الاسم أم نُسى؟ وإذا كان قد ضاع ، ألا يدل هذا على ضياع أهم شىء فى كتابهم وهو اسم إلههم الأعظم؟ وهل يدل هذا على عصمة الله لكتابهم أو محافظتهم عليه؟ وإذا كان اسم الله قد ضاع فما هى التعاليم التى ضاعت أيضاً من الكتاب؟ وهل ضياع اسم الله من الكتاب يدل على تسلط الشيطان عليه؟

وهل معنى ذلك أن هذه التوراة تم تعديلها بعد القرن السابع الميلادى عندما عرفوا الاسم الجديد لإلههم؟ وهل كان للشيطان سلطة رئيسية أو تسلط على كاتبيها، كما حدث مع بولس؟ اقرأ ما كان بولس يشعر به، ويتأوه بسببه، لقد تلبسه الشيطان وسيطر عليه سيطرة تامة: (15لأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 16فَإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِنِّي أُصَادِقُ النَّامُوسَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 17فَالآنَ لَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُ ذَلِكَ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 18فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ أَيْ فِي جَسَدِي شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. 19لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 20فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 21إِذاً أَجِدُ النَّامُوسَ لِي حِينَمَا أُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى أَنَّ الشَّرَّ حَاضِرٌ عِنْدِي. 22فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ. 23وَلَكِنِّي أَرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي. 24وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟) رومية 7: 15-24

وبما أن اليهود هم الذين واختاروا اسمه فقد أطلقوا لأنفسهم العنان في وصفه بالصفات التي تخدم أفكارهم ورغباتهم فيجدهم في ندائهم له يتجرأون عليه قائلين:" حتى متى يارب تختبيء كل الاختباء" المزمور (89: 36).) فيصفونه بما لا يليق به سبحانه تعالى عن ذلك علوا كبيرا. وسنأتى لهذه الصفات فيما بعد.

وتواصل دائرة المعارف الكتابية قائلة: “وأكثر الأشكال المستخدمة عند كتاب العهد القديم هو الاسم الجمع "إلوهيم" ولكنهم يستخدمونه بصورة منتظمة مع الأفعال والصفات المفردة للدلالة على "مفرد" وقد قدمت تفسيرات عديدة لاستخدام صيغة الجمع للدلالة على مفرد ، مثل أنها تعبر عن الكمال والتعدد في الطبيعة الإلهية ، أو أنها جمع جلالة أو عظمة كما يخاطب الملوك ، أو أنها إشارة مبكرة للثالوث ، ونجد تعبيرات أخرى من هذا النوع (تك 1: 26 ، 3: 22 ، 1 مل 22: 19 و 20 ، إش 6: 8) ، وقد تكون هذه النظريات أبرع من أن تخطر على بال العقلية العبرية في ذلك الزمن المبكر ، وهناك من يظن أنها أثار لغوية باقية من مرحلة سابقة من مراحل الفكر هي مرحلة تعدد الآلهة ، وفي العهد القديم تشير فقط إلى الفكرة العامة عن الألوهية”.

فلك أن تتخيل أن الكاتب يدعى أنها قد تكون إشارة مبكرة للثالوث ليمرر عقائده! والله لا أعرف كيف يفكر؟ وهل يعتقد أن القراء والمستمعين انعدموا من روح البحث وتقصى الحقائق؟

فكيف لم يعرف موسى أو الأنبياء قضية التثليث هذه؟

وكيف لم يعرفها عيسى  نفسه وهو الإله عندكم؟ ألم يقل عيسى  للتلاميذ: فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم باسمى؟ وذلك كما ذكرها مؤرخ الكنسة يوسابيوس القيصرى ص100 ك3: 5 ، فما هى الصيغة التى تجدها الآن؟ لقد تغيرت إلى (فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم باسم الآب والابن والروح القدس)

وهل وصل الدين بهذه الطريقة إلى اليهود عن طريق كل هذه الأنبياء ناقصاً وماتوا على ضلال؟ أم حرف أهل التثليث دينهم؟ وعلى الرغم من ذلك فهم يشتركون فى كتاب واحد!!

هل تعلم عزيزى المسيحى أن أهم صيغة للتثليث والتى ذكرت فى رسالة يوحنا الأولى قد أسقطها علماء نصوص الكتاب المقدس لأنها أُقحمت فى النص فى القرن السادس عشر؟ يقول موقع Biblegateway.comللكتاب المقدس على النت تعليقاً على هذه الفقرة بعد أن حذفها من ترجمته أنها غير موجودة فى أى نسخة يونانية قبل القرن السادس عشر:

http://bible.gospelcom.net/passage/?...fen-NIV-30617a
(not found in any Greek manuscript before the sixteenth century)
فقارن هذا بترجمة فانديك التى تقول: (7فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. 8وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الرُّوحُ، وَالْمَاءُ، وَالدَّمُ. وَالثَّلاَثَةُ هُمْ فِي الْوَاحِدِ.)

وقد وضع مترجم كتاب الحياة الجزء الذى حذفته الطبعات الأخرى بين قوسين معكوفين ، أى عدَّها عبارة تفسيرية ليست من أصل الكتاب!!

أما مترجموا الترجمة العربية المشتركة التى تعترف بصحتها كل الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية فقد حذفوا النص ، لأنهم قرروا أنه ليس من وحى الله: (7والّذينَ يَشهَدونَ هُم ثلاثةٌ. 8الرُوحُ والماءُ والدَّمُ، وهَؤُلاءِ الثَّلاثَةُ هُم في الواحدِ).

فقد حذفوا ما تحته خط ، لأنه ليس من وحى الله!! تُرى متى تفيق ضمائر باقى المسئولين عن ترجمة الكتاب المقدس ونقده ، وينقون الكتاب مما علق به.

كما أضاف التعليق الآتى فى نهاية الصفحة: (والَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ). ثم قال: هذه الإضافة وردت فى بعض المخطوطات اللاتينية القديمة.

وفى الترجمة الكاثوليكية اللاتين (العهد الجديد بمفرده بولس باسيم) الطبعة الحادية عشر لدار المشرق بيروت لعام 1986 تجدهم قد حذفوا النص وكتبوها كالآتى: (7والذين يشهدون ثلاثة(1): 8الروح والماء والدم وهؤلاء الثلاثة متفقون).

وفى الهامش السفلى قالوا: (فى بعض الأصول: الأب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد. لم يرد ذلك فى الأصول اليونانية المعوَّل عليها ، والأرجح أنه شرح أدخل إلى المتن فى بعض النسخ.) ألا يثبت هذا التحريف عند العقلاء ولو بحسن نية؟

أما ترجمة الكاثوليك لدار المشرق ببيروت عام 1986 (الكتاب المقدس بعهديه) فقد أثبتتها ضمن النص ولم يعلق عليها فى تعليقه بنهاية الكتاب إلا ما يثبت حقيقة وحى هذا النص ، ويؤكد قانونيته.

أما الترجمة الكاثوليكية للأباء ******يين الطبعة السادسة لعام 2000 فقد حذفتها من متن النص ص 779 وآثر ألا يُعلق عليها فى هوامشه حتى لا يفقد المؤمنين به إيمانهم بقدسية هذا الكتاب الذى يتلاعبون به.

إنَّ مشكلة هذا النص الوحيدة (كما يقول الأستاذ eeww2000) أنه غير موجود فى الأصول اليونانية ، ولم يظهر إلى الوجود إلا فى عصور متأخرة وليس قبل القرن السادس عشر ، أى بعد 1500 سنة من ميلاد المسيح . والآن نبدأ بملخص القصة قصة هذا النص:

هذا النص وجد فقط فى ثمانية مخطوطات سبعة منها تعود للقرن السادس عشر وهذه هى أرقام المخطوطات 61 و88 و429 و629 و636 و318 و2318 و221.

والمخطوطة الأخيرة رقم 221 هى من القرن العاشر أى بعد ألف سنة، وموجود بها هذا النص على الهامش بخط مختلف ولا يعرف على وجة الدقة تاريخ كتابته.
ومعنى ذلك أنه لا يوجد أى دليل مؤكد على وجود هذا النص فى أى مخطوطة يونانية قبل عام 1500 حتى السبعة مخطوطات السابق ذكرها منهم أربعة كُتِبَ فيها النص على الهامش. وأول مرة ظهرت هذه الكلمات كانت فى مخطوطة لاتينية فى القرن الرابع على الهامش ثم ترجمت إلى اليونانية.

والقصة واضحة: لفت نظر أحد النساخ لفظ ثلاثة الموجود فى العدد الثامن 8 "والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة الروح والماء والدم والثلاثة هم في الواحد." فلم يجد مانع من أن يضيف على لسان يوحنا ثلاثة أخرى لتساعده فى إثبات عقيدة التثليث التى لا تجد لها أى نص صريح فى الكتاب المقدس.

ويقول بعض علمائهم إن النص أضيف باللغة اللاتينية أثناء احتدام النقاش مع أريوس الموحد وأتباعه، فكان لا بد من إضافة ما ، تقوى مركزهم وتخدع السذج من أتباعهم ، ثم وجدت هذه الإضافة طريقا بعد ذلك حتى ظهرت لأول مرة فى الطبعة الثالثة من إنجيل إيرازموس 1522 ميلادية بضغط على إيرازموس هذا الذى لم يضعها فى الطبعة الأولى عام 1516 ولم يضعها فى الطبعة الثانية عام 1519 من كتابه.

وقد سُئِلَ عن سبب عدم وضعه هذا النص فأجاب الإجابة المنطقية الوحيدة: إنه لم يجدها فى أى نص يونانى قديم فتم وضع المخطوطة رقم 61 باليونانى وبها هذا النص. هنا فقط أضافها إيرازموس إلى الكتاب ، وبعد ضغط قوى من الكنيسة الكاثوليكية.

والسؤال كيف يجادل أحد والنص لم يظهر قبل القرن السادس عشر فى أى مخطوطة من آلاف المخطوطات الموجودة باللغة اليونانية؟؟؟

عودة إلى كلمة ألوهيم التى تعبر عن اسم الله الأعظم ، والتى تفترض دائرة المعارف الكتابية أنها تعبر عن جمع من الآلهة:

لو كانت صيغة (ألوهيم) هذه تعبر عن تعدد للزم جمع الفعل والصفات التى تصف هذا الإله!! وبما أنها كانت تُستخدم فى صيغة المفرد ، فهى إذاً صيغة الإحترام والتبجيل التى يُخاطب بها الملوك كما قال.

ولو كانت تعبر عن الجمع فلماذا اكتفيت بالثالوث؟ لماذا لا تعبر عن إله يتكون من اربعة آلهة أو خمسة أو أكثر؟

وهل تعلم عزيزى المسيحى أنه إذا كانت ألوهيم تعبر عن ثلاثة آلهة لكان إيمانك باطل ، حيث إنك تتكلم فى كتابك عن إله واحد وترفض التعدد؟ ولو كانوا ثلاثة واتحدوا ، فقد صدق الله العظيم فى تكفيره لمن يقولون (إن الله ثالث ثلاثة)، وأنتم تدعون أن هذه طائفة كانت موجودة وانقرضت ، وها أنتم تدعون صدقها الآن لتدللوا على صدق عقيدتكم من العهد القديم.

وتواصل دائرة المعارف الكتابية قائلة: “وهناك أسلوب آخر للدلالة على الله ، وذلك عن طريق علاقته بعابديه ، كإله إبراهيم وإسحق ويعقوب (تك 24: 12 ، خر 3: 6 )، وإله سام (تك 9: 26) ، وإله العبرانيين (خر 3: 18 ، فإله إسرائيل 33: 20)”. ومع ذلك لم يذكر لنا أيضاً ما هو اسم الإله الذى عبده بنو إسرائيل!!

وتقول دائرة المعارف الكتابية: “وهناك مصطلح له معنى غير معروف تماما هو يهوه صباءوت (رب الجنود) أو "إلوهيم صباءوت" (أو إله الجنود) .. .. .. .. ومن هنا جاء الاعتقاد بأنه يشير إلى أجناد السماء ، وهو في الواقع يستخدم اسم علم في الأنبياء ، وقد يكون معناه الأصلي قد نسى أو سقط ، ولكن لا يستتبع ذلك أن دلالة خاصة جديدة كانت مرتبطة بالكلمة "جنود" والمعنى العام للمصطلح كله تعبر عنه الترجمة السبعينية "الرب كلي القدرة"”.

لقد لاحظت عزيزى القارىء أن المصطلح الذى يستخدموه للتعبير عن الله غير معروف، وقد يكون معناه الأصلى قد نسى أو سقط!! ومع ذلك يصرون أن الله حفظ هذا الكتاب ، وكان النسَّاخ من ذوى الضمائر الصالحة!! ويسألوننا لماذا تدعون أن الله حفظ كتابكم ولم يحفظ كتبنا؟ ويتخذون من هذا السؤال دليلاً على صدق كتابهم.

وتواصل دائرة المعارف الكتابية قائلة: “3- يهوه: وهذا هو اسم العلم الشخصي لإله إسرائيل كما كان كموش إله موآب وداجون إله الفلسطينيين ، ولا نعرف المعنى الأصلي ولا مصدر اشتقاق الكلمة ، وتظهر النظريات الحديثة المتنوعة انه من ناحية تاريخ اللفظ وأصله فإنه من الممكن وجود جملة اشتقاقات ولكن لأن المعاني المرتبطة بأي منها هي دخيلة على الكلمة ومفروضة عليها ، فهي لا تضيف لمعرفتنا شيئا والعبرانيون أنفسهم ربطوا الكلمة مع كلمة "هياه" أو (حياة) أو "يكون" ففي الخروج (3: 14) يعلن الرب بأنه "أهيه" وهو صيغة مختصرة لـ "إهيه أشير إهيه" المترجمة "أهية الذي أهيه" أي "أنا هو الذي أنا هو" ويظن أن هذا يعني "الوجود الذاتي" للتعبير عن الله كالمطلق ، ومع هذا فإن مثل هذه الفكرة يمكن أن تكون تجريداً ميتافيزيقيا مستحيلا ليس فقط بالنسبة للعصر الذي ظهر فيه الاسم ولكنه أيضا غريب عن العقل العبراني في أي وقت والترجمة الدقيقة للفعل الناقص "إهيه" هي "أكون الذي أكون" وهو مصطلح سامي معناه "سأكون" كل ما هو لازم حسبما يقتضي الحال وهي فكرة شائعة في العهد القديم (انظر مز 23)”.

وهو بهذا أغنانى عن أوضح لكم أن اللغة العبرية ولا الآرامية ولا العربية يعرفون فعل الكينونة ، ولن أنس أن أذكرك عزيزى المسيحى أن لفظ الجلالة الله الموجود فى الترجمات العربية لا وجود له فى جميع ترجمات لغات العالم ، وبدلاً منها يوجد فى العبرانية كلمة ألوهيم.

وهكذا فهم يعبدون إلهاً ليس هذا اسمه ، ولكنه ربما ضاع أو نسى ، والكلمة المستخدمة للدلالة على هذا الإله لا يُعرف معناها ، والنظريات الحديثة التى يفترضونها غير مرضية أو مقبولة علمياً! وإلى اليوم تخرج نظريات حديثة على حد قول دائرة المعارف الكتابية ، تحاول التعرف على اسم الله!! فإلى من يتوجهون بالعبادة؟ وما أخبار من ماتوا دون معرفة اسم الله؟ وماذا تفعل الروح القدس التى يدعون أنها تتلبس كل قسيس أو أسقف أو بابا أو غيرهم ، وهى الهادية المرشدة فى مفهومهم؟ كيف لم تخبرهم طوال هذا الزمن باسم الإله الذى يعبدونه؟

فكيف يقول سفر المزامير أن اسم الله هو يهوه: (18وَيَعْلَمُوا أَنَّكَ اسْمُكَ يَهْوَهُ وَحْدَكَ الْعَلِيُّ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ.). مزمور 83: 18

تخيل معى: هل من العقل أن تعبد إلهاً لا تعرف اسمه؟ فكيف ستناديه؟ وبأى اسم ستناجيه؟ وأنَّى تدعوه؟ ماذا سيكون حالك لو لم تعرف اسم إلهك الذى تعبده؟

هل يكفيك أن تعرف صفاته فقط؟ ماذا سيكون حالك عندما تعرف صفة من الصفات ولا تعرف صاحبها؟ ألا يقود هذا إلى الضلال؟ تخيل أن الناس تتكلم عن طبيب جراح ممتاز ، وكل ما يعرفونه عنه أن هناك طبيب ممتاز، ولا يعرفون اسمه. أليس من السهل أن يُخطىء الإنسان فى هذا الطبيب ويظن أن هذا الطبيب هو آخر خاصة إذا اشتركا فى نفس الصفة؟ أليس من السهل أن ينتحل أى جرَّاح آخر مهمته؟ وكيف يتمايز الأطباء إن كان هناك أكثر من شخص لهم نفس الصفة؟ ألا تضيع الحقيقة وسط هذه الترهات؟

بمعنى أنه إذا كان الإله الذى أعبده (سبحانه وتعالى عن التشبيه والتمثيل) رحيماً، فإنه يوجد الكثير من الرحماء بين البشر ، وإذا كان ودوداً ، فهناك الكثير من الناس الودودة. فكيف يتعيَّن لى أن الذى أعبده هو الإله الحق؟ فإن الصفات بمفردها لا تغنى عن الاسم.

نضرب مثلاً لذلك من الكتاب المقدس:
إن الله هو القوى ، وهو المتسلط على البشر بحكمه وعلمه وعدله ورحمته:
وذلك مصداقاً لقول الكتاب: (إن العلىّ متسلط فى مملكة الناس) دانيال 4: 17
(10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ. مِنْ سُخْطِهِ تَرْتَعِدُ الأَرْضُ وَلاَ تَطِيقُ الأُمَمُ غَضَبَهُ.) إرمياء 10: 10

(26مِنْ قِبَلِي صَدَرَ أَمْرٌ بِأَنَّهُ فِي كُلِّ سُلْطَانِ مَمْلَكَتِي يَرْتَعِدُونَ وَيَخَافُونَ قُدَّامَ إِلَهِ دَانِيآلَ لأَنَّهُ هُوَ الإِلَهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى.) دانيال 6: 26

(هَلْ قَصَرَتْ يَدِي عَنِ الْفِدَاءِ وَهَلْ لَيْسَ فِيَّ قُدْرَةٌ لِلإِنْقَاذِ؟ هُوَذَا بِزَجْرَتِي أُنَشِّفُ الْبَحْرَ. أَجْعَلُ الأَنْهَارَ قَفْراً. يُنْتِنُ سَمَكُهَا مِنْ عَدَمِ الْمَاءِ وَيَمُوتُ بِالْعَطَشِ. 3أُلْبِسُ السَّمَاوَاتِ ظَلاَماً وَأَجْعَلُ الْمِسْحَ غِطَاءَهَا».) إشعياء 50: 2-3

وكان الشيطان قوياً، حيث أسر الإله المتجسد لمدة 40 يوماً تحت إمرة الشيطان، يأمره بما شاء ، ويحركه كيفما يريد ، وتركه وقتما أراد. بل أكثر من ذلك فإن الشيطان أمر الإله بالسجود له: (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزاً». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالي

غير معرف يقول...

البهريز في الكلام اللي يغيظ

- أسئلة بلا اجابات -
س1-كيف تدعون عصمة كتابكم وقدسيته إذا كان هو نفسه يشهد بغير ذلك؟ فهناك أسفار مفقودة يتكلم عنها الكتاب ، فقد ضيعها اليهود ولم يحفظوا كلمة الله بالإضافة إلى وجود خطابات شخصية وتصويرات جنسية يحتويها الكتاب المقدس: الأسفار الضائعـــة والمفقودة :
1- سفر حروب الرب وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في (العدد 21 : 14 ) .
2- سفر ياشر وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في ( يشوع 10 : 13 ) .
3- سفر أمور سليمان جاء ذكره في (الملوك الأول11 : 41 )
4- سفر مرثية إرميا على يوشيا ملك أورشليم وجاء ذكر هذه المرثية في (الأيام الثاني35: 25)
5- سفر أمور يوشيا (الأيام الثاني35: 25)
6- سفر مراحم يوشيا (الأيام الثاني35: 25)
7- سفر أخبار ناثان النبي (أخبار الأيام الثاني9 : 29)
8 - سفر أخيا النبي الشيلوني (أخبار الأيام الثاني9 : 29)
9 - وسفر رؤى يعدو الرائي وقد جاء ذكر هذه الاسفار في (أخبار الأيام الثاني9 : 29)
10 - سفر أخبار جاد الرائي وقد جاء ذكره في (أخبار الأيام الأول 29 : 31 )
11- يقول متى 2: 23 (وأتى وسكن فى مدينة يُقالُ لها ناصرة. لكى يتم ما قيل بالأنبياء إنه سيُدعَى ناصرياً) فأين كتاب الأنبياء الذى ذكر فيه هذا؟
12- (11لَمَّا كُنْتُ طِفْلاً كَطِفْلٍ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْطَنُ وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْتَكِرُ. وَلَكِنْ لَمَّا صِرْتُ رَجُلاً أَبْطَلْتُ مَا لِلطِّفْلِ. 12فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ فِي لُغْزٍ لَكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهاً لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ لَكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ. 13أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ هَذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلَكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ.) كورنثوس الأولى 13: 11-13. من المتكلم الذى كان طفلاً ؟ ومن الذى ينظر فى المرآة ؟
13- (38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
14- (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً.) كورنثوس الأولى 7: 25
15- (1أُوصِي إِلَيْكُمْ بِأُخْتِنَا فِيبِي الَّتِي هِيَ خَادِمَةُ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي كَنْخَرِيَا 2كَيْ تَقْبَلُوهَا فِي الرَّبِّ كَمَا يَحِقُّ لِلْقِدِّيسِينَ وَتَقُومُوا لَهَا فِي أَيِّ شَيْءٍ احْتَاجَتْهُ مِنْكُمْ لأَنَّهَا صَارَتْ مُسَاعِدَةً لِكَثِيرِينَ وَلِي أَنَا أَيْضاً. 3سَلِّمُوا عَلَى بِرِيسْكِلاَّ وَأَكِيلاَ الْعَامِلَيْنِ مَعِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ 4اللَّذَيْنِ وَضَعَا عُنُقَيْهِمَا مِنْ أَجْلِ حَيَاتِي اللَّذَيْنِ لَسْتُ أَنَا وَحْدِي أَشْكُرُهُمَا بَلْ أَيْضاً جَمِيعُ كَنَائِسِ الأُمَمِ 5وَعَلَى الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي بَيْتِهِمَا. سَلِّمُوا عَلَى أَبَيْنِتُوسَ حَبِيبِي الَّذِي هُوَ بَاكُورَةُ أَخَائِيَةَ لِلْمَسِيحِ. 6سَلِّمُوا عَلَى مَرْيَمَ الَّتِي تَعِبَتْ لأَجْلِنَا كَثِيراً. 7سَلِّمُوا عَلَى أَنْدَرُونِكُوسَ وَيُونِيَاسَ نَسِيبَيَّ الْمَأْسُورَيْنِ مَعِي اللَّذَيْنِ هُمَا مَشْهُورَانِ بَيْنَ الرُّسُلِ وَقَدْ كَانَا فِي الْمَسِيحِ قَبْلِي. 8سَلِّمُوا عَلَى أَمْبِلِيَاسَ حَبِيبِي فِي الرَّبِّ. 9سَلِّمُوا عَلَى أُورْبَانُوسَ الْعَامِلِ مَعَنَا فِي الْمَسِيحِ وَعَلَى إِسْتَاخِيسَ حَبِيبِي. 10سَلِّمُوا عَلَى أَبَلِّسَ الْمُزَكَّى فِي الْمَسِيحِ.) رومية 16: 1-10. وأكتفى بهذا لأن الإصحاح كله سلامات.
16- (11لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ. 12أَمَّا تِيخِيكُسُ فَقَدْ أَرْسَلْتُهُ إِلَى أَفَسُسَ. 13اَلرِّدَاءَ الَّذِي تَرَكْتُهُ فِي تَرُواسَ عِنْدَ كَارْبُسَ أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ، وَالْكُتُبَ أَيْضاً وَلاَ سِيَّمَا الرُّقُوقَ. 14إِسْكَنْدَرُ النَّحَّاسُ أَظْهَرَ لِي شُرُوراً كَثِيرَةً. لِيُجَازِهِ الرَّبُّ حَسَبَ أَعْمَالِهِ.) ثيموثاوس الثانية 4: 11-14
ولبعض النصارى حول هذه الاسفار المفقوده محاولات وأراجيف من القول لتبرير عدم ضياعها ، لايلتفت إليها .
الكتب غير القانونية (الأبوكريفا) :
1- سفر باروخ 2- سفر يهوذا
3- سفر طوبيا 4- سفر المكابيين الاول
5- سفر المكابيين الثاني 6- سفر الحكمة
7- سفر إستير

كتب أبوكريفا أخرى في نسخة ال G. N. B :
1- سفر سيراخ 2- رسالة إرميا
3- صلاة عزرا وانشودة الفتيان الثلاثة 4- سفر سوزانا
5- جرس التنين 6- سفر اسدراس الاول
7- سفر اسدراس الثاني 8- سفر صلاة مناسي
ذَكَرَ الكتاب المقدس للتحريف الذى وقع لكلمة الله :
1-(كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8 : 8
2- ليس هذا فقط بل إن الكتاب المقدس يتوعد المحرفين :
(وَإِنَّنِي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ مَا جَاءَ فِي كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا: إِنْ زَادَ أَحَدٌ شَيْئاً عَلَى مَا كُتِبَ فِيهِ، يَزِيدُهُ اللهُ مِنَ الْبَلاَيَا الَّتِي وَرَدَ ذِكْرُهَا، 19وَإِنْ أَسْقَطَ أَحَدٌ شَيْئاً مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا، يُسْقِطُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، اللَّتَيْنِ جَاءَ ذِكْرُهُمَا فِي هَذَا الْكِتَاب") رؤيا يوحنا 22:" 18
3-(24فَعِنْدَمَا كَمَّل مُوسَى كِتَابَةَ كَلِمَاتِ هَذِهِ التَّوْرَاةِ فِي كِتَابٍ إِلى تَمَامِهَا 25أَمَرَ مُوسَى اللاوِيِّينَ حَامِلِي تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ: 26«خُذُوا كِتَابَ التَّوْرَاةِ هَذَا وَضَعُوهُ بِجَانِبِ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ إِلهِكُمْ لِيَكُونَ هُنَاكَ شَاهِداً عَليْكُمْ. 27لأَنِّي أَنَا عَارِفٌ تَمَرُّدَكُمْ وَرِقَابَكُمُ الصُّلبَةَ. هُوَذَا وَأَنَا بَعْدُ حَيٌّ مَعَكُمُ اليَوْمَ قَدْ صِرْتُمْ تُقَاوِمُونَ الرَّبَّ فَكَمْ بِالحَرِيِّ بَعْدَ مَوْتِي! 28اِجْمَعُوا إِليَّ كُل شُيُوخِ أَسْبَاطِكُمْ وَعُرَفَاءَكُمْ لأَنْطِقَ فِي مَسَامِعِهِمْ بِهَذِهِ الكَلِمَاتِ وَأُشْهِدَ عَليْهِمِ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. 29لأَنِّي عَارِفٌ أَنَّكُمْ بَعْدَ مَوْتِي تَفْسِدُونَ وَتَزِيغُونَ عَنِ الطَّرِيقِ الذِي أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ وَيُصِيبُكُمُ الشَّرُّ فِي آخِرِ الأَيَّامِ لأَنَّكُمْ تَعْمَلُونَ الشَّرَّ أَمَامَ الرَّبِّ حَتَّى تُغِيظُوهُ بِأَعْمَالِ أَيْدِيكُمْ».) تثنية 31 : 24 – 29
4- (10فَقَالَ:[قَدْ غِرْتُ غَيْرَةً لِلرَّبِّ إِلَهِ الْجُنُودِ، لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ تَرَكُوا عَهْدَكَ وَنَقَضُوا مَذَابِحَكَ وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ بِالسَّيْفِ، فَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي. وَهُمْ يَطْلُبُونَ نَفْسِي لِيَأْخُذُوهَا].) ملوك الأول 19: 10
5- وهذا كلام الله الذى يقدسه نبى الله داود ويفتخر به ، يحرفه غير المؤمنين ، ويطلبون قتله لأنه يعارضهم ويمنعهم ، ولا يبالى إن قتلوه من أجل الحق ، فهو متوكل على الله: (4اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ! 5الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي. عَلَيَّ كُلُّ أَفْكَارِهِمْ بِالشَّرِّ.) مزمور 56: 4 –5
6- (15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!) إشعياء 29: 15 – 16
7- (29أَلَيْسَتْ هَكَذَا كَلِمَتِي كَنَارٍ يَقُولُ الرَّبُّ وَكَمِطْرَقَةٍ تُحَطِّمُ الصَّخْرَ؟ 30لِذَلِكَ هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَسْرِقُونَ كَلِمَتِي بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ. 31هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ لِسَانَهُمْ وَيَقُولُونَ: قَالَ. 32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ]. 33وَإِذَا سَأَلَكَ هَذَا الشَّعْبُ أَوْ نَبِيٌّ أَوْ كَاهِنٌ: [مَا وَحْيُ الرَّبِّ؟] فَقُلْ لَهُمْ: [أَيُّ وَحْيٍ؟ إِنِّي أَرْفُضُكُمْ - هُوَ قَوْلُ الرَّبِّ. 34فَالنَّبِيُّ أَوِ الْكَاهِنُ أَوِ الشَّعْبُ الَّذِي يَقُولُ: وَحْيُ الرَّبِّ - أُعَاقِبُ ذَلِكَ الرَّجُلَ وَبَيْتَهُ. 35هَكَذَا تَقُولُونَ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ وَالرَّجُلُ لأَخِيهِ: بِمَاذَا أَجَابَ الرَّبُّ وَمَاذَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ؟ 36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.) إرمياء 23: 29-36
8- انظر إلى اعتراف الكتاب المقدس بالتحريف ، ثم ينسبونه لله ، والله يتبرأ منه! (9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 9 (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلا)
9- انظر إلى التحريف الذى كان منتشراً وقتها؟ انظر كم كتاب وكم رسالة قد تم تأليفها على غير المألوف أو المشهور عند لوقا؟ الأمر الذى دفعه لكتابة هذه الرسالة! (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4
10- (7???????????????رد القس عبد المسيح على البهريز

1 – يقول الكاتب دون وعي أو فهم لا بالقرآن ولا بالإنجيل:

" فلماذا لم يرسل الرب إنجيلاً واحداً كما أرسل توراة واحدة هي توراة موسى المكتوبة على لوح الحجر، وكما أرسل إنجيل عيسى - ليس إنجيل متى أو مرقس أو .. - وكما أرسل قرآناً واحداً؟ "؟؟

ونقول له: يبدو أنه ليس لديك أي خلفية لا بالإنجيل ولا بالقرآن!!

(1) فالإنجيل يؤكد أن المسيح هو كلمة الله، ومن ثم فكلامه هو كلام الله:

تكلم الله قديما وأعلن عن ذاته عن طريق الأنبياء بأنواع وطرق كثيرة مثل ؛ الرؤى والأحلام وحلول الروح القدس على الأنبياء والتكلم بلسانهم وعلى أفواههم، أو عن طريق إرسال ملائكة، وقد تميز موسى النبي على كل الأنبياء بأن الله تكلم معه فماً إلى فم كقول الله لهارون ومريم أخته " أن كان منكم نبي للرب فبالرؤيا استعلن له في الحلم أكلمه. وأما عبدي موسى فليس هكذا بل هو أمين في كل بيتي. فما إلى فم وعيانا أتكلم معه لا بالألغاز. وشبه الرب يعاين" (عدد6:12ـ8). كان موسى النبي كليم الله، أما المسيح فكان هو كلمة الله ذاته الذي من ذات الله وفي ذات الله " في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله " (يو1:1)، ابن الله الوحيد الذي في حضنه والذي هو وحده دون سواه يستطيع أن يكشف عن ذات الله ؛ " الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي في حضن الآب هو خبر" (يو18:1)، أو كما قال هو نفسه " كل شيء قد دُفع إليّ من أبي. وليس أحد يعرف الابنإلا الآب ولا أحد يعرف الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له " (مت27:11). فهو وحده كلمة الله الذاتي وابن الله الذي من ذاته وفي ذاته وعندما ظهر على الأرض كان هو الله الذي ظهر في الجسد.

إذا فالفرق بين المسيح والأنبياء هو الفرق بين رسل الله وبين كلمة الله الذاتي الذي هو الله ناطقا، الله متكلما، الله الذي ظهر في الجسد. كان جميع الأنبياء مجرد رسل ما عليهم إلا الإبلاغ برسالة الله، أما المسيح فجاء برسالته هو وتعليمه هو كالرب المعطي الوصايا فيقول: " قيل للقدماء لا تقتل 000 وأما أنا فأقول لكم أن كل من يغضب على أخيه باطلا يكون مستوجب الحكم 000 قيل للقدماء لا تزن 000 وأما أنا فأقول لكم أن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه 000 وقيل من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق 000 أما أنا فأقول لكم أن من طلّق امرأته إلا لعلّة الزنى يجعلها تزني. ومن يتزوج مطلّقة فانه يزني 000 قيل للقدماء لا تحنث بل أوف للرب أقسامك. وأما أنا فأقول لكم لا تحلفوا البتة 000 سمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن. وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر 000 سمعتم أنه قيل تحب قريبك ونبغض عدوك. وأما أنا فأقول لكم احبوا أعداءكم. باركوا لاع***م. احسنوا إلى مبغضيكم. وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم " (مت21:5ـ44). وهو هنا يتكلم كصاحب السلطان على الشريعة والإله الذي أعطاها وصاحبها.
لم يكن إنجيله هو وحي نزل عليه من السماء بوسيلة ما مثل بقية الأنبياء وإنما كان هو ذاته كلمة الله النازل من السماء وتعليمه نابع من ذاته لأنه كلمة الله، وكانت أعماله أيضا نابعة من ذاته، لأن الآب يعمل به " أبى يعمل حتى الآن وأنا أعمل 000 لأن مهما عمل ذاك (الآب) فهذا يعمله الابن كذلك. لأن الآب يحب الابن ويريه ما هو يعمله " (يو16:5-20).

لم يكن الإنجيل مجرد رسالة نزلت عليه ودونت في كتاب ليقرأُه فئة من الناس، كما هو الحال بالنسبة لأسفار موسى الخمسة أو بقية أسفار العهد القديم، وإنما الإنجيل هو الخير السار والبشارة المفرحة المقدم للعالم أجمع والذي يتلخص فيما قاله الكتاب بالروح وهو " جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلم به إلى اليوم الذي أرتفع فيه " (أع1:1،2)، هو الدعوة والكرازة بالمسيح في كل المسكونة،

غير معرف يقول...

الكتاب الأول للرد على الحلقة الأولى من برنامج أسئلة عن الإيمان
بسم الله الرحمن الرحيم

تمهيد

بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على معلم البشرية الأدب والأمانة وحسن الخلق: محمد بن عبد الله النبى الأمى الأمين، قائد الأنبياء وإمام المرسلين، وعلى آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..

قليل من الناس هم الّذين يبحثون عن الحق ، وقليل من هؤلاء من تجدهم على استعداد لبيع كل ما يملكون ، والتضحية بكل غث وثمين بحثًا عن الحقيقة واتباعها. وقليل من رجال الدين الّذين يبيعون مراكزهم وأموالهم ومتعهم الدنيوية سعيًا وراء الحق ، وطلبًا للآخرة ، والخلود فى جنانها.

وكثير من الناس من فضَّل أن يتبع هواه دون بحث، وسعى فى حياته يكفِّر هذا ، ويُخطِّىء ذاك ، ويظنُّ أنه يملك الحقيقة ، ولا يستطيع إثباتها ، فهو قد آمن بأوهام ، وبنى عليها أكاذيب، فأصبح لا يرى سواها ، ولا يؤمن بوجود حقيقة غيرها ، ولا يُجهد نفسه فى التفكير ولا البحث عن حقائق تتعلق بإيمانه ، بل لا يتمنى أن يعرف غيرها. فأصبحوا كالأنعام يحملون أسفارًا ، لا تعرف ما تحمل ، ولا تفهم ما يُقال. وهم من شبَّههم عيسى ابن مريم عليه السلام بمن لهم أعين لا يبصرون بها ، ولهم آذان لا يسمعون بها.

فليحذروا عذاب الله الذى أنذرهم به: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} (179) سورة الأعراف


ففى أى صف من هؤلاء أنت عزيزى القارىء؟
إيَّاك أن تكون من أصحاب القلوب الغلف! فهؤلاء لعنهم الله بكفرهم: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً} (155) سورة النساء

ولكن كن من المهتدين أولى الألباب، وأصحاب العقول، الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} (18) الزمر

وكن من الذين إِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ {تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ * وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ * فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ} (83-85) سورة المائدة

أما بعد ..
إن الصدق فى القول والعمل هو نوع من أنواع العدل، الذى أمر الله تعالى به، وحث عليه ولو كان ذلك على أقرب الناس وأحبهم إلىّ. فقال الله تعالى: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} الأنعام (152)

وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ.} النساء (135)

وقال جل جلاله: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ} النساء (58)

وقال تبارك اسمه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ، وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ. اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى. وَاتَّقُواْ اللّهَ. إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} المائدة (8)

وقال تقدست صفاته: {وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} المائدة (42)

وقال جل شأنه: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} النحل (90)


وليس العدل المطلوب توافره فى المؤمن هو العدل مع المؤمنين فقط، بل العدل مع المخالفين لدينه ، بل ومع الكافرين بالله ، وأكبر درجات العدل أن يقيم الإنسان العدل على نفسه. وذلك العدل هو الصدق مع النفس ومع الآخرين. لذلك وصف الله الصادقين بأنهم هم المتقون ، ووعدهم جنة الخلد.

والصادقون هم المتقون الذين يخافون الله فى قولهم وأعمالهم، وهم أهل الجنة: {وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} الزمر (33) ، {قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاء وَمَصِيرًا} الفرقان (15)

وقال تعالت صفاته: {قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} المائدة (119)

ووصف الله تعالى المؤمنين فاعلى الخير بأنهم الصادقين: {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} البقرة (177)

ويأمر الله تعالى المؤمنين بتقواه والعمل الصالح ، ليكونوا من أهل الجنة مع الصدِّيقين يوم الحساب: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} التوبة (119)

والصدق من الفضائل التى يعرف لها المؤمن والكافر فضلها ، وقيمتها فى الدعوة ، وهى أول مراحل الإيمان والتصديق بالله ورسله وكتبه. لذلك نجد الكفار اشترطوا على الأنبياء والمرسلين أن يثبتوا صدقهم بعدة طرق مختلفة ليتبعوهم: {وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ * لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} الحجر (6-7) ، {مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} الشعراء (154) ، {فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِّنَ السَّمَاء إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} الشعراء (187) ، {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} العنكبوت (29) ، {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} الأحقاف (22)

والمتدبر لاشتراطات الكفار السابقة يلاحظ أنهم بداية كذبوا على أنفسهم ، فأضلهم الشيطان، فأنساهم ذكر الله ، فكذبوا على الله ورسله. ومن هنا يحذر الله تعالى الكاذبين المكذبين غير العادلين مع الله أو رسله أو أنفسهم والآخرين ، ويتوعدهم فى الآخرة: {لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا } الأحزاب (8)

وعلى ذلك فإن العدل قيمة تشمل جميع مناحى الحياة ، كما يقول موقع صُنَّاع الحياة. وإنه شهادة التاريخ على سلامة المجتمعات والكيانات والأمم. وهو الأمن حين تضطرب الموازين والمعايير. وهو الحارس الذي يحول دون دمار النفوس، وخراب العمران. وهو قوام الدنيا والدين. وسبب صلاح العباد والبلاد. يحكم الأقوال والأفعال ويصلح الأجساد والأبدان. فبالعدل قامت السماوات والأرض. وتآلفت به الضمائر والقلوب. والتأمت به الأمم والشعوب. وغمر الناس بالتناصف والتعاطف. وضمهم بالتواصل والتجانس. إنه القسطاس المستقيم لكل شيء وكل فرد. لا تميل كفته. ولا يختل ميزانه. ولا يضطرب مقياسه. هو صفة الله تعالى. وميزانه في الأكوان.

وحذَّرَ الله أن كل عدل أو ظلم ، وكل صغيرة وكبيرة سيجدها المرء فى سجل أعماله فى الآخرة ، وسوف يُحاسب عليها: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} الكهف (49)

وحرَّم الله الظلم على نفسه ، فقال في الحديث القدسي:(يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرمًا، فلا تظالموا) رواه مسلم.

وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة) رواه مسلم.

بل جعل الظلم لازمة من اللوازم المصاحبة للكفر، فقال: {وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} البقرة 254، وبيَّن أن أعظم أنواع الظلم هو الكذب على الله والشرك به، فقال: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} لقمان 13، فكأنما يقول إن الظلم نوع من أنواع الشرك.


وإن العدل فى القول والعمل لفضيلة يرفع الله بها العادلين في الدنيا والآخرة. أما في الدنيا فهو سياج الاطمئنان والاستقرار بين الأفراد والجماعات، ثم إن الأمة لا تُحترم ولا يكتب لها البقاء، ولا تحتل مكانتها اللائقة بها بين الأمم الراقية، إلا بقدر ما يتحقق فيها من العدل ، فعندما يدعو الإسلام إلى العدل ويأمر به كما جاء ذلك في قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ} (90) سورة النحل، فإن ذلك يعد في الوقت نفسه دعوة إلى حرية الإنسان وكرامته ، وتأكيدًا لحقوقه الإنسانية العامة. لذلك يعد الكفاح من أجل رفع الظلم عن المظلومين وتحقيق العدل بين الناس من الواجبات الإنسانية والدينية على السواء.

والإنسان مسئول مسئولية دينية وأخلاقية عن إقامة العدل الذى هو أساس العمران في هذا الوجود وهذا يعني ضرورة التغلب على نوازع الهوى، وتغليب جانب العقل. ولا سيما إن كان هذا الإنسان الذى يُنتظر منه العدل والصدق رجلاً عرف عنه الأخلاق أو الدين.

ولا تقتصر مقاومة الظلم على المجتمعات الإسلامية، أو رجال الدين فقط، فهي على العكس من ذلك خصيصة إنسانية تتجاوز الحدود الدينية والثقافية بين بني البشر. وفي هذا الصدد يجدر بنا أن نشير إلى أن المفهوم الإسلامي للعدل لا يتعارض مع مثيله في الحضارات السابقة في الشرق والغرب.

فالعدل يأمر به الله ، ويعلمه رسله ، وتنادى به الفضيلة ، وتصيح به الإنسانية ، ويصرخ عليه العدل قائلين: إنه على كل إنسان فى الحياة أن يقاوم الكذب فى نفسه أولاً ثم مع الآخرين ، ويعدل مع نفسه أولاً ثم مع الآخرين.

فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم من الصادقين قبل الرسالة وبعدها ، حتى أن كفار مكة أسموه الصادق الأمين ، قبل أن تأتيه الرسالة. وتصديقًا لهذا فقد كانوا يحفظون عنده متعلقاتهم الثمينة قبل الدعوة ، ولمدة 13 سنة يحاربونه ، ويريدون التخلص منه ومن دعوته، لكن لم ينسوا أنه أصدق من فيهم ، وأكثرهم أمانة. فلم يكفوا من وضع متعلقاتهم الثمينة عنده. وعندما همُّوا بقتله، أمره الله بالهجرة إلى المدينة ، فترك عليًا رضي الله عنه فى فراشه ليتمكن من الهرب ، وليرد عليهم أماناتهم. ففى الوقت الذى يفكرون فيه فى قتله ، يعدل ويرد عليهم أماناتهم. فأى أخلاق هذه؟! وأى صدق هذا؟!


قارن هذا بما يؤمن به القمص زكريا بطرس من أن الرب أمر موسى عليه السلام بسرقة المصريين قبل خروجهم من مصر: (21وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهَذَا الشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. 22بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ».) خروج 3: 21-22

(35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.) خروج 12: 35-36

وكان عيسى صلى الله عليه وسلم من الصادقين فقد شهد له الناس بقولهم: (يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَتُعَلِّمُ طَرِيقَ اللَّهِ بِالْحَقِّ وَلاَ تُبَالِي بِأَحَدٍ لأَنَّكَ لاَ تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ.) متى 22: 16 ، فكن من الصادقين ولا تبالى بأحد!

وطالب اليهود أن يكونوا من الصادقين فى نفوسهم أولاً: (وَلِمَاذَا لاَ تَحْكُمُونَ بِالْحَقِّ مِنْ قِبَلِ نُفُوسِكُمْ؟) لوقا 12: 57، فاحكم بالحق من قبل نفسك!

وذلك ليخرجهم من ربقة الشيطان إلى الحرية التى لا تُعرف إلا بالحق: (وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ.) يوحنا 8: 32 ، (فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَاراً.) يوحنا 8: 36


ونقرأ فى الكتاب الذى يقدسه اليهود والمسيحيون أن الكذب من الضلالات البيِّنة التى تبيد أممًا بأكملها ، فها هو الرب يتفق مع موسى على الكذب على المصريين لسرقتهم قبل الخروج: (35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.) خروج 3: 22، و12: 35-36

وعندما أراد الرب أن يضلِّل أخاب أشار عليه الشيطان أن يكون لسان كذب فى فمه ، ووافقه الرب لعلمه أن الكذب مُهلك: (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22

(30لِذَلِكَ هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَسْرقُونَ كَلِمَتِي بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ.) إرمياء 23: 30

(32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ].) إرمياء 23: 32

بل غضب الرب على أنبيائه الكذبة لادعائهم أن الرب أوحى إليهم، وفضحهم على الملأ: (8لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: لأَنَّكُمْ تَكَلَّمْتُمْ بِـالْبَاطِلِ وَرَأَيْتُمْ كَذِباً, فَلِذَلِكَ هَا أَنَا عَلَيْكُمْ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.) حزقيال 13: 8

وباستمرار كذبهم تطاولوا على كتاب الله كما تطاولوا على أنبيائه فحرفوه وأدانهم الرب وفضح أعمالهم: (كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8: 8

(4اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ! 5الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي. عَلَيَّ كُلُّ أَفْكَارِهِمْ بِالشَّرِّ.) مزمور 56: 4-5

(15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!) إشعياء 29: 15-16

الأمر الذى جعل الكتاب يقول إن كل الأنبياء الذين سبقوا يسوع ما هم إلا لصوص وسُرَّاق: (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8


والأمر الذى دفع عيسى صلى الله عليه وسلم إلى اتهام اليهود صراحة بتحريف الكتاب وإبطال وصية الله مقدمين وصاياهم على كتاب الله ، حتى أصبحت العبادة عبارة عن تقاليد الكهنة ولا علاقة لها بأوامر الله أو تعاليم أنبيائه: (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9


وكذلك عندما أراد بولس أن يُضلل أتباع عيسى صلى الله عليه وسلم ويقضى على دينهم، اتبع الكذب ، ودافع عنه ، ليكسب أتباعًا كثيرين لدينه الجديد: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7

وتلوَّن بكل لون تبعًا للشخص الذى يتعامل معه ليربح الأكثرين ويكون شريكًا فى الإنجيل: (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23


بل نسبوا الكذب لأنبياء الله ، الذين هم صفوة البشر وقدوته:

فها هو نبى الله إبراهيم أبو الأنبياء قد نسبوا إليه الكذب واتهموه ببيع شرفه حفاظًا على حياته ، وليربح من وراء جمال زوجته المال الوفير: (11وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَأَتِهِ: «إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ. 12فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ الْمِصْرِيُّونَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: هَذِهِ امْرَأَتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ. 13قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ». 14فَحَدَثَ لَمَّا دَخَلَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ أَنَّ الْمِصْرِيِّينَ رَأَوُا الْمَرْأَةَ أَنَّهَا حَسَنَةٌ جِدّاً. 15وَرَآهَا رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ وَمَدَحُوهَا لَدَى فِرْعَوْنَ فَأُخِذَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ 16فَصَنَعَ إِلَى أَبْرَامَ خَيْراً بِسَبَبِهَا وَصَارَ لَهُ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَعَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَأُتُنٌ وَجِمَالٌ.) تكوين 12: 11-16

مع الأخذ فى الاعتبار أن سارة كانت تبلغ من العمر وقتها أكثر من 66 عامًا تقريبًا. فلك أن تتخيل أن فرعون يشتهى امرأة ذات 66 ربيعًا ، ويترك العذراوات الفاتنات!! ولك أن تتخيل أن المرأة ذات السبعين ربيعًا مازال بها ملامح جمال!! إنه الكذب والافتراء على أنبياء الله وذويهم!! وبهذا الكذب ضلوا وأضلوا!


وها هو نبى الله يعقوب يكذب على أبيه ويسرق البركة والنبوة من أخيه وبذلك فرض على الرب أن يوحى إليه أو اتهم الرب بالجهل وعدم علم هذه الحادثة: (تكوين الإصحاح 27)

ولن أسترسل فى ذكر الكذب الذى نسبه الكتاب (المقدس) لكل نبى ، بل ونسبه للرب نفسه ، كما ذكرت من أمره لموسى صلى الله عليه وسلم وقومه بسرقة حلى وملابس المصريين وقت خروجهم من مصر. فمن أراد الاستزادة فعليه بكتابى (ماذا خسر العالم بوجود الكتاب المقدس، مكتبة وهبة).


أما هذا الكتاب يتخصص فى الرد على اللقاء الأول لزكريا بطرس مع مذيعته التى تسمى نفسها ناهد متولى. ويتناول هذا اللقاء فرية الثالوث التى يروج لها كل مسيحى لم يفهم طبيعة رسالة نبيه، ومنهم القمص زكريا بطرس، والذى أعياه إثباتها فلجأ إلى القرآن وتفسيره الشخصى لإثبات صدق عقيدته ، التى لم يعرفها يسوع ولا تلاميذه، ولم يفهمها آباء الكنيسة الأولون، ولا يفهمها هو نفسه ، بل وصفتها مذيعته مسيحية الأصل بأنها عقيدة معقَّدة.

وستجدنى أتخذ الموضوعية فى ردى عليه ما استطعت، فلا ألومه إلا لتحامله أو لتفريطه فى فهم شىء واضح للعيان، أو بتر نص عن سياقه، أو لقلة علمه فى مسألة بديهية فى دينه، أو موضوع البحث الذى يتناوله هو، أو لاستشهاده بحديث يعلم أنه موضوع ، وغير معتبر فى الإسلام وعند المسلمين ، كما فعل القمص مرقس عزيز خليل فى كتابه (المرأة فى اليهودية والمسيحية والإسلام). والذى جارى طبع كتابى للرد عليه.

* * *


منهج زكريا بطرس والمستشرقين فى البحث والحوار:

أما بشأن المنهج الذى يسير عليه الكثير من المستشرقين والمسيحيين ومنهم القمص زكريا بطرس فى حلقاته فهو كالآتى:

 أولاً: يذكر آيات أو ألفاظ على أنها موجودة بالقرآن وهي غير موجودة بالمرة، معتمدًا فى ذلك على أن من يستمع إليه من المسلمين البسطاء الذين لن يراجعوا أقواله. أو من أتباعه الذين يثقون به كرجل دين، لن يتحققوا من صدق ما يقول، أو يريدون الثقة به، لأن ذلك سيسعدهم نفسيًا ، ويُشعرهم بأنهم أصحاب حق، طالما أن المهاجم مسيحى ، ولا يجد من المسلمين ردًا عليه. ومن ذلك ادعائه أن القرآن يقول (لا تكذبوا على الله وروحه) ، ولا يوجد فى القرآن مثل هذا. ولكن الآية الموجودة هى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ} (32) سورة الزمر

لذلك يمتنع القمص زكريا بطرس عن قبول المناظرات العلنية ، وهو نفس الأمر الذى رفضه بابا الفاتيكان مع الشيخ أحمد ديدات رحمه الله، وعندما قبل لقاءه اشترط أن يكون اللقاء داخل جدران مكتبه ، وبدون تصوير أو تسجيل!!

وهو نفس ما يفعله القمص زكريا بطرس ، فهو يتجاهل الرد على مناظراتى الكتابية له رغم علمه بها! فقد أصدرت له عدة كتب بعض منها على النت ، وكلها بمكتبة وهبة بالقاهرة. ومازلت فى انتظار ردوده الكتابية ، لتتواصل المحبة التى من أجلها عمل لقاءاته التليفزيونية هذه. ويتجاهل دعوة الزملاء المناظرين على برنامج الدردشة الشهير البالتوك ، ورفض دعوتهم له فى مناظرة علنية تليفزيونية على أحد قناوات القمر الصناعى ، مدفوعة الأجر من قبل المسلمين، مع دفع أجر له شخصيًا. وكان هذا أحد أسباب عودة زينب إلى الإسلام ، بعد أن ذهب مناظرون معها إلى أحد مقاهى الإنترنت ، وبعد أن تقبل الكلام معهم ، فوجىء أنهم يُسائلونه عن أى كتاب مقدس يتكلم ، هل هو الإثيوبى أو البروتستانتى أم ... أم .... فقاطعهم، وسحب منهم الميكروفون ، ووضع على اسمها ( حيث كانوا يُناظرون باسمها) نقطة حمراء ، وبذلك منعها من الكلام ومن كتابة النصوص ، وأخذ يحثهم على الرد والتقاط الميكروفون، ويصيح بصورة مسرحية أنهم لا يملكون الرد ، وهم مقيدون بهذه النقطة الحمراء. الأمر الذى أكد لها كذب القمص ، وتهربه من المواجهة. ومازال العرض قائمًا للمناظرة لعله يمكنه إثبات صحة عقائده أو كتابه!!


 ثانيًا: يستدل بأسماء غير معروفة ولا مقبولة كتبت فى أماكن مجهولة، كما لو كانت هذه وجهة نظر الإسلام. وذلك مثل قوله في الحلقة الثانية: (هكذا قال الدكتور الإسلامي الشقنقيطي في بحث كتبه بالفرنسية في جامعة فى فرنسا "باريس").

فمن هو الدكتور الشقنقيطى هذا؟ وفى أى جامعة نشر هذا البحث؟ ومن الذى قام بترجمته إلى العربية أو الإنجليزية ليفهمه القمص؟ أو ما درجة إتقانه للفرنسية حتى نثق فيما فهمه؟ وفى نفس الوقت ليس من الموضوعية فى البحث أن يكون القمص زكريا الخصم والقاضى فى نفس الوقت!

وفي الحلقة الثالثة قال: (الشيخ عبد الكريم الجبلى قال هذا ... في مجلة كلية الأداب عام 1934) وبالطبع لا نعلم شيئًا عن مجلة كلية الآداب ، ولا نعرف شيئًا عن ميول كاتب المقال العقيدية (هذا إن كان بها ما قاله بالفعل).

ولا نعلم أيضًا شيئًا عن الشيخ عبد الكريم الجبلى ، ولا أعلم كيف لا يستشهد بأمهات الكتب الإسلامية ، بل تركها كلها ليكون استشهاده فقط بمجلة كلية الآداب!! فهل من الموضوعية فى البحث أن يستشهد بمجلة لكلية الآداب على موضوع دينى؟
والذى يجب أن يعرفه القارىء المسلم والمسيحى أنه لا يُقام الحُجة على الإسلام إلا بقول الله تعالى أو بقول رسوله الذى ثبت صحته وتواتره السليم. وما عدا ذلك فيقول علماؤنا أنفسهم: (كلٌ يؤخذ منه ويُرد إلا الرسول ). وبهذا تنتهى قضية الاستشهادات من كلام المؤرخين أو المفسرين. وهذا ما يلاحظه العالم كله. فقد يختلف عالم مع أستاذه فى فقه آية أو حديث. فلا يوجد فى الإسلام تقديس للأشخاص، ولكن احترام متبادل بين العالم وتلاميذه. ونؤمن أنه لا يُعرف الحق بالرجال، ولكن يُعرف الرجال بالحق.

 ثالثًا: يستدل بأسماء شهيرة فى مجال الإسلام والفكر الإسلامى ويُنسب إليها جهلاً وزورًا ما لم يقله هذا الكاتب. ومثل هذا ما حكاه عن الأستاذ عباس محمود العقاد فى كتابه ”الله“. فقد ذكر الأستاذ العقاد ملخصًا لرأى كهنة المسيحية فى التثليث، فأخذه القمص وادعى على الأستاذ العقاد أنه هو صاحب هذه الآراء ، المؤمن بها، المؤيد لها ، المدافع عنها. فيصبح بذلك الرجل المسلم مسيحيًا دون أن يعلم صاحب الشأن. والغرض من ذلك هو التغرير بالجهلاء وغير المثقفين لتنصيرهم. الأمر الذى يدل فى الحقيقة على أن الحق والصدق قد أعياهم فى الحصول على ثمرة فى مجال التنصير بالعقل وعرض الدين عرضًا صريحًا بيَّنًا ، ومقارنة ذلك مقارنة صريحة أمينة بما عندهم.

والأغرب من ذلك أنه يرفع الكتاب فى حلقاته المصوَّرة ، وتُعرِض الكاميرا هذا الجزء ، دون تفنيد الأستاذ العقاد ، الذى يلى فى الصفحات التى تلى استشهاده بآراء كهنة التثليث.

ومثل ذلك من يخرج علينا ويدعى أنه كان مسلمًا وتنصَّر ، حتى إن احد الفتيات حكت عن قصتها أيام إسلامها وأنها قامت بالحج منذ سنة ، ولما حاوطتها الأسئلة للتأكد من صدق كلامها ، قالت: صدقونى أنا حجيت العام الماضى فى مولد النبى.

وقال آخر إن صلاة العصر سنة ، وليست فرض ، وقال ثالث إن من قواعد الإيمان الخمس عند المسلمين: الشهادة أولا ، ثم قراءة الفاتحة ، ثم قراءة التشهد، ونسى الاثنين الآخرين. فكذبهم فى هذا المضمار لا ينتهى ، حتى ادعوا على الشيخ الفحام ، شيخ الأزهر ، بعد مماته أنه تنصَّر.

وما هذا إلا اعتراف ضمنى صريح بفشلهم وانتصار الإسلام فى الجانب الروحى والعقلى. كما أنهم قد أثبتوا بهذا الكذب والتزوير أنه من المستحيل انتشار المسيحية إلا بالكذب والخداع ، ولهم فى إمامهم بولس أسوة سيئة. فهو نفس الطريق الملتوى الذى اتبعه أستاذه بولس من قبل، فعندما فشل فى تعذيب أنصار عيسى  وإثنائهم عن دين الحق لجأ للكذب لتضليل أصحاب العقول الملوثة بالوثنية والجهل: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: ??????وأعلن أن هذا الكذب هو منهاج حياته الذى انتهجه فى الدعوة لدينه: (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23


 رابعًا: الخلط بين أسماء علماء المسلمين والزنادقة الكاذبين.
ومثال لذلك ما يأخذه القمص من أقوال الصوفى الضال محى الدين ابن عربى، ويُنسبه إلى الشيخ ”محى الدين بن العربى“، والفارق بين الاسمين هو الألف واللام فى اسم الشيخ ”العربى“. وقد حارب علماء المسلمين أفكار ابن عربى الضال ، وكفروه ، وفنَّدوا أفكاره.

ويترتب على هذا الجهل أو الخداع أن يُظهر أن علماء الإسلام يؤمنون بتجسُّد الله، أى بحلول الله فى الأجساد. الأمر الذى يُسهِّل عليه إقناع الجهلاء بقضية تجسُّد الإله فى عقيدته، التى يؤمن هو بها. وفى نفس الوقت يُوهم بها المسيحى الذى يسمعه ويطلب تفسيرًا أو توضيحًا لكيفية تجسُّد الإله وتغيره ، أن الإسلام أيضًا به هذه العقيدة. مما يترتب عليه بناء سدًا منيعًا فى وجوه المسيحيين للحيلولة دون دخولهم الإسلام. فعندهم أن يكفر الأرثوذكسى ويكون كاثوليكيًا أو بروتستانتيًا أو من شهود يهوه أو حتى علمانيًا أهون عليه من يُنتسب إلى الإسلام. وما هذا إلا كذب صريح مع النفس والغير. ومنها استشهاده بأسماء العلمانيين المنتميين إلى الإسلام.


 خامسًا: نسب كلام خصوم الإسلام للمسلمين ، ومن ذلك ما فعله مع المعتزلة، فقد نسب إليهم أنهم قالوا: ”إن كلام الله حل فى شجرة، أى تجسَّدَ فيها“. مع أن المعتزلة اشتهروا بأنهم من أهل التوحيد والعدل ، وجعلوا همهم الأكبر الحفاظ على أرقى مستويات التنزيه للذات الإلهية. حتى ذهبوا فى سبيل ذلك بقولهم بخلق القرآن لينفوا قدم الكلمة ، ويسدوا الباب على عقائد المسيحيين فى ألوهية المسيح ابن مريم. بل كانوا فرسان الرد على عقائد النصارى، وعلى كل دعاوى الحلول والاتحاد والتجسُّد والتشبيه. ولهم فى ذلك ردود منشورة تهرب القمص من ذكرها أو الإشارة إليها.


 سادسًا: عدم الأمانة فى نقل الآيات القرآنية أو الأحاديث، حيث يستشهد بحديث منكر عند المسلمين على أنه من متن الإسلام ، وكذلك عدم أمانته فى الاستشهاد بكتب التفاسير.


 سابعًا: ذكر قول قد يكون لأحد المفسرين دون أن يذكر طائفته إذا كانت شيعية أو بهائية أو من الرافضة أم من الجهمية، ويتجاهل باقي الأقوال التى قالها المفسر في تفسيره , فأهل التفسير ينقلون الكثير من الآراء ، حتى الروايات الكاذبة. ثم يقولون في نهايتها رأيهم فى تأصيل كل رواية ، ويُبيِّنون مدى صحة أو كذب كل منها.

ومن يريد تشويه الآخر بظلم ينتقى رأيًا من الآراء الشاذة أو غير السليمة من ناحية السند أو العقيدة ، والتى ذكرها أحد علماء المسلمين ، مفندًا إياها ، فيترك رأى العالم وتفنيده ، ويدعى عليه أنه هو الذى ذكر هذا الحديث أو هذه الرواية.

ومثل هذا يقع فيه الكثير من القساوسة والقمامصة ، لا أعلم إن كان هذا بجهل لأصول تحقيق الأحاديث أم بسوء نية. ومنهم القمص مرقس عزيز خليل راعى الكنيسة المعلقة فى كتابه (المرأة فى اليهودية والمسيحية والإسلام)! فأفوض أمرى إلى الله إن الله بصير بالعباد. فليس لى أن أحاكم أحد على نيته ، طالما أنه ليس لدى دليل على صدق كلامى.

مثال ذلك الحديث الموضوع الذى استشهد به القمص مرقس عزيز خليل على أنه حديث للرسول صلى الله عليْهِ وسلّم: ( لا تعلموهن الكتابة [يعني النساء] وعلموهن المغزل وسورة النور). فإذا كتبت (لا تعلموهن الكتابة) فى خانة البحث عن تحقيق حديث ما ستخرج لك عدة نتائج متفقة مع بعضها البعض منها:

الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: [فيه] عبد الوهاب بن الضحاك متهم متروك وله متابعة - المحدث: السخاوي - المصدر: الأجوبة المرضية - الصفحة أو الرقم: 2/788 ، كما ذكره الألبانى فى سلسلة الأحاديث الضعيفة.


 ثامنًا: فهم اللغة الفصحى بمفهوم الكلام الدارج اليوم. وأيضًا الخلط بين المجاز والحقيقة ، كيفما يشاء ، للتدليل على صحة معتقداته. فعلى سبيل المثال يعلم العامى أن النبيذ هو الخمر أو شراب مسكر. ولكن الصحيح أن النبيذ هو كل فاكهة تُنبذ فى الماء ، مثل التمر الذى يوضع فى الماء ليكون أول ما يتناوله الصائم فى رمضان. فإذا علم الحاقد على الإسلام من غير المسلمين أن الرسول شرب النبيذ، تهلل لمراده الذى تمناه عمره كله، دون بحث موضوعى عن معنى الكلمة وتأصيلها اللغوى. ودون أن يبحث فى عقيدته وعقله أن سكر الأنبياء فى كتابه الذى يقدسه لم يمنعه من الإيمان بهم. بل سكر الرب فى كتابه المقدس لم يمنعه من الإيمان به. (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ.) مزامير 78: 65

مثال ذلك استشهادهم بقول الرسول صلى الله عليْهِ وسلّم لعَائِشَةَ،‏ ‏قَالَتْ: ‏قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليْهِ وسلّم :‏ (‏نَاوِلِينِي‏ ‏الْخُمْرَةَ‏ ‏مِنْ الْمَسْجِدِ. فَقُلْتُ: إِنِّي حَائِضٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليْهِ وسلّم : ‏إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ) ‏و(الْخُمْرَة) ‏‏بِضَمِّ الْخَاء وَإِسْكَان الْمِيم. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: هِيَ السَّجَّادَة الَّتِي يَسْجُد عَلَيْهَا الْمُصَلِّي, وَيُقَال: سُمِّيَتْ بِهَا لِأَنَّهَا تُخَمِّر وَجْه الْمُصَلِّي عَلَى الْأَرْض أَيْ تَسْتُرهُ.

فيقرأ الحاقد أمر الرسول أن تناوله زوجته الخَمرة ، فيتهلل فرحًا أنه وجد ما يقضى به على الإسلام، ونسى أن الخمر الذى يحرمه الإسلام هو مذكر ، وأن ما جاء فى الحديث مؤنثًا مضموم الحرف الأول. ولا يُجهد نفسه فى قراءة شرح مفردات الحديث ، أو يقرأ مفرداته ، ولا يفكر كيف يُخبِّىء الرسول صلى الله عليْهِ وسلّم شيئًا حرمه على أتباعه فى المسجد الذى يقضون فيه معظم أوقاتهم بين الصلاة والدروس! ويرى أن ذلك لن يعرفه المسلم البسيط الذى قد يكون هو المقصود بعملية التجهيل والتنصير.

ومثال ذلك أيضًا حديث الرسول صلى الله عليْهِ وسلّم (أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏صلى الله عليْهِ وسلّم ‏بِلَبَنٍ فَقَالَ: ‏أَلَا خَمَّرْتَهُ وَلَو تَعْرِضُ عَلَيْهِ عُودًا) أى: هلا غطيته بغطاء فإن لم تفعل فلا أقل من أن تعرض عليه شيئًا. وذلك لأن الخمار معناه الغطاء. على الرغم من أن برامج الأحاديث على النت تذكر الحديث وتحته الشرح أو التخريج (أى مدى صحته أو فساده).


 تاسعًا: الاستعانة بما يسمى دائرة المعارف الإسلامية ويستشهد بها كثيرًا في حلقاته , وهو كتاب وضعه مستشرقون .... ونصارى، أى إنه ليس بكتاب إسلامي, بل هو كتاب يمثل وجهة نظر المستشرقين المسيحيين واليهود فى تعريف المصطلحات والمعارف الإسلامية.


 عاشرًا: وهو من طرق التلاعب التي يتبعها القمص زكريا بطرس وهو الاستعانة بكتاب يسمى الملل والنحل للشهرستانى، وهذا الكتاب يصف معتقد كل فرقة من الفرق، سواء فرق انشقت عن الإسلام أو فرقة مسيحية، وحتى البوذية والزرداشتية. فهو يقول مثلاً (وتعتقد الفرقة الفلانية بحلول الإله فى النار)، وعندما يستشهد زكريا بطرس من هذا الكتاب يأتى بوصف المؤلف لفرقة انشقت عن الإسلام وآمنت بحلول الإله في الجسد مثلاً ، ثم يدعى أن هذا هو رأى الإسلام فى حلول الإله بالنار. ويُشير إلى أن هذا الكلام كتبه كتاب إسلامى معروف.


 الحادى عشر: يجهل القمص قواعد التفسير الخاصة بكتابه ، وبكتاب المسلمين ، والتى يمكنه أن يُقيم بها الحُجة على خصومه ، ومنها:
أنه يجب أن تُرد الآيات المتشابهات إلى الآيات المحكمات. فيجب على سبيل المثال أن تُفهم الآيات بشأن صلب عيسى صلى الله عليْهِ وسلّم فى ضوء الآية الصريحة القاطعة: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ} (157) سورة النساء .
ويجب ألا يُدلِّل على ألوهية عيسى صلى الله عليْهِ وسلّم من القرآن ، لأن القرآن صرَّح بنفى الألوهية ، ولم يكتفِ بالإشارة والتلميح والتدليل فقط: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (17) سورة المائدة

{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} (72) سورة المائدة

{لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (73) سورة المائدة

ويجب أن تُفهم قضية التجسُّد فى ضوء الآيات الكتابية التى تنفى كون الرب إنسان أو حيوان أو طائر، أو يتغيَّر ، أو يُرى. فهو ليس كمثله شىء:
(20يَا رَبُّ لَيْسَ مِثْلُكَ وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ) أخبار الأيام الأولى 17: 20
(18فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَ اللَّهَ وَأَيَّ شَبَهٍ تُعَادِلُونَ بِهِ) إشعياء 40: 18
(5بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُسَوُّونَنِي وَتُمَثِّلُونَنِي لِنَتَشَابَهَ؟) إشعياء 46: 5
(ليس مثل الله) تثنية 34: 26

* * *
عزيزى المسيحى!

هل أظلمك لو طلبت منك أن تبحث عن الحق ، وتتبعه أينما كان؟

هل أكون قد تجنَّيت عليك لو أنقذتك من النار والهلاك الأخروى، وأخرجتك من عبودية العباد إلى عبودية رب العباد؟

قد أصدمك لو أثبت لك أنك لست على الحق، لكن فكر قبل أن تقرأ: ماذا عليك أن تعمل لو كنت على باطل؟ هل تنوى أن تتبع الحق مهما كان؟ هل تنوى أن تتحرر من عبوديتك للشيطان ، والدخول فى معية الله؟

عش رافعًا شعار الصدق ولو دفعت ثمنه حياتك!

وكن باحثًا عن الحق، ولو كلفك ما لا تطيق!

اجهد نفسك فى الدنيا من أجل حريتك فى الدنيا ، وسعادتك فى الدنيا الآخرة!

فكم ستكون سعادتك أن تكون صادقًا غير مجامل ولا متجمِّل؟

بِع الباطل والشيطان، واربح نفسك!

سِر على هدى نبيك، منفِّذاً لأوامره، ولا تخش فى الله لومة لائم: (14فَلَمَّا جَاءُوا قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَلاَ تُبَالِي بِأَحَدٍ لأَنَّكَ لاَ تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ بَلْ بِالْحَقِّ تُعَلِّمُ طَرِيقَ اللَّهِ) مرقس 12: 14

واستقم كما كان معلمك: («يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ بِالاِسْتِقَامَةِ تَتَكَلَّمُ وَتُعَلِّمُ وَلاَ تَقْبَلُ الْوُجُوهَ بَلْ بِالْحَقِّ تُعَلِّمُ طَرِيقَ اللهِ.) لوقا 20: 21

وكن من الصادقين كما كان نبيك: («يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَتُعَلِّمُ طَرِيقَ اللَّهِ بِالْحَقِّ وَلاَ تُبَالِي بِأَحَدٍ لأَنَّكَ لاَ تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ.) متى 22: 16

وكن من قضاة الحق كما أمر معلمك: (وَلِمَاذَا لاَ تَحْكُمُونَ بِالْحَقِّ مِنْ قِبَلِ نُفُوسِكُمْ؟) لوقا 12: 57

وكن حرًا بالحق كما طالبه معلمك: (وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ.) يوحنا 8: 32 ، (فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَاراً.) يوحنا 8: 36

وفِرّ بهذه الحقيقة، ولا تكُ من الذين توعدهم عيسى صلى الله عليْهِ وسلّم بالويل والثبور فى نار جهنم ، لابتعادهم عن الحق ومحبة الله ، فإن محبة الله هى أن تتبع أوامره ، وتنته بنواهيه: (فوَيْلٌ لَكُمْ [أَيُّهَا الْمُكَذِّبُونَ الضَّالونَ] لأَنَّكُمْ تَتَجَاوَزُونَ عَنِ الْحَقِّ وَمَحَبَّةِ الله

غير معرف يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم

تمهيد

بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على خير الأنام: محمد بن عبد الله النبى الأمى الأمين، قائد الأنبياء وإمام المرسلين، وصفوة خلق الله أجمعين، وعلى آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..

أما بعد ..

يتناول القمص زكريا بطرس هذه المرة موضوع التثليث فى القرآن، وكيف يراه. ورددنا عليه، وفندنا مزاعمه. وليس هذا هو الموضوع الرئيسى فقط ، بل تفرع من ذلك إلى مهاجمة القرآن مبتدءًا باسم الله ، وكيف هو مشتق من اسم إله القمر، ومنتهيًا بالتَّهكُّم على بعض أسماء الله الحسنى وصفاته.

وبعد أن فندت مزاعمه وأوهامه حول موضوع التثليث ، الذى لم يثبته إلى الآن، وأثبت له من القرآن، بل ومن كتابه الذى يقدسه أنهم مثلثين، ولا علاقة لهم بالتوحيد لا من قريب ، ولا من بعيد، أثبت له علميًا وكتابيًا مما اشتقَّ اسم إلهه ، وماذا تعنى كلمة يسوع ، وأنها لا وجود لها فى الكتاب الذى يقدسه، ومن هو يهوه ، ومتى دخل إلى كتابهم ، وأهمية الشيطان عن يهوه فى كتابه ، ومما اشتُقَّ هذا الاسم ، بل إن بعض أقاويل يسوع وبولس لها علاقة وثيقة بعبادة القمر.

وانتهيت بالرد على شبهاته على بعض أسماء الله الحسنى ، بل وأثبت له وجود مثل هذه الصفات فى كتابه. الأمر الذى يدل على جهله بنصوص كتابه ، والتلذُّذ فقط بمهاجمة الآخرين.

علاء أبو بكر



الرد على قول القرآن

(لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة)
======

أصحح بداية خطأهم فى الآية، فهى تقول: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (73) سورة المائدة

وها نحن نبدأ الرد على الحلقة الرابعة وهى تكملة للحلقات الثلاثة السابقة، وهى أيضًا عن التثليث. وتبدأ المسرحية الهزلية بين المذيعة فيبى عبد المسيح والقمص زكريا بطرس بادعاء القمص وجود طائفة تُسمَّى المريميين ، جعل مكان سكناها الجزيرة العربية، وكانت تنادى بثالوث غريب، هذا هو الثالوث الذى حاربه القرآن حسب زعمه.

وهو بذلك يريد أن يصل إلى ثلاث نقاط: الأولى تجميل ثالوثه أمام المسيحيين بالذات، بعد أن اختلط الأرثوذكس مع غيرهم على مواقع النت ، وصفحات الويب، وقرأوا أنها ديانة وثنية ، ولم يعرف عيسى u شيئًا عن هذا التثليث، ولم يمارس تلاميذه التعميد باسم الثالوث، وكذلك حذفت معظم ترجمات الكتاب المقدس نص التثليث برسالة يوحنا الأولى 5: 7 ، وكتبوا فى هامش الترجمة أن هذا النص لا يوجد فى أقدم المخطوطات. الأمر الذى ترتب عليه إعمال بعض المسيحيين لعقولهم، وأدى ذلك إما لخروجهم من المسيحية للإسلام أو الإلحاد وإما التزموا اللامبالاة تجاه هذا الدين ، وزهدوا فى الكنيسة مع إيمانهم بإله واحد خالق السماوات والأرض.

وأراد أن يصل فى النقطة الثانية إلى أن ثالوثه هو أصل الدين ، ولم يحاربه القرآن. وبالتالى يقوم بعمل غسيل مخ للبسطاء من المسيحيين والمسلمين ليسلموا له عقولهم. وقد رأينا كيف تسير المسرحية، وكيف يتخبط فى شرحه للثالوث، وكيف يتحايل للطعن بصورة غير مباشرة فى القرآن، وكيف يتناول تحليل موضوع ما وضع نتائجه مسبقًا، ثم ذهب وعاد واستخرج النتيجة دون ترتيب منطقى أو عقلى ، تمامًا مثل الحاوى.

الغرض الثالث هو جعل القرآن دينًا محليًا ، جاء به النبى محمد r لأهل الجزيرة العربية فقط. وقد رددنا على هذه النقطة بالذات. وأثبتنا أن الإسلام دين عالمى ، وأن المسيحية كانت لخراف بيت إسرائيل الضالة فقط.

وتبدأ الحلقة الرابعة بقول المذيعة فيبى عبد المسيح:
اقتباس



المذيع: يقول القرآن لقد كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد فما هو ردكم على ذلك ؟
الإجابة: بالطبع الإسلام نشأ فى الجزيرة العربية وكانت الجزيرة تعبد الأوثان وكانت الكعبة بيت الآلهه وكان فيها أكثر من 360 صنم لكل يوم صنم معبود وطبعاً كان فيه كعبات ثانية كثيرة فى الجزيرة منتشرة غير الكعبة الكبيرة .. فكان من ضمن المعبودات عندهم .. إله القمر وكان يسمى الله وإله الشمس وكانت تسمى اللآت وكانت زوجة القمر وكان لهم أولاد منات وعزة واللآت وهذه الآلهه كانوا يقولون عنها أن القمر تزوج الشمس وخلف منهم منات واللات والعزة ولما جاء الإسلام يدعو للتوحيد كان يحارب تعدد الألهة … لقد كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة .. وهناك بدعة أخرى تكلمنا عنها فى وقت سابق هى بدعة المريميين فى القرن الخامس الميلادى والمسيحية رفضت هذه البدعة وحاربتها ومنعتها وحكمت على القائمين بها … فكانوا يقولون أن الله تزوج العذراء وخلفوا المسيح وهذا كلام غير مقبول إطلاقاً وغير معقول ونحن لا نقول ذلك، ولكن نتيجة لهذه البدعة الإسلام يقول يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس أعبدونى وأمى إلهين من دون الله ؟ بالطبع هذا لم يحدث والعجيب أن القرآن ينفى هذا والقرآن يرد بالنفى على لسان المسيح أنه لم يقل هذا وهذا الكلام غير موجود نهائى .



إن قول القمص إن الكعبة كانت مركزًا لعبادة الآلهة الوثنية قبل الإسلام. فهذا صحيح. لكن من ناحية أخرى فهى أول بيت بنى لعبادة الله ، ولتوحيد الله توحيدًا خالصًا، فى الوقت الذى كانت تنتشر فيه عبادة الأوثان فى كل ربوع الأرض. حتى قوم موسى u أنفسهم تركوا عبادة الله تعالى وعبدوا العجل بعد خروجهم من مصر ، وعبدوا فيما بعد البعل وإيزيس وآلهة كل من خالطوهم من الوثنيين. ثم عادت بفضل الله تعالى مرة أخرى أكبر مركز لتوحيد الله تعالى وإفراده بالعبودية والربوبية على يد خاتم رسل الله ، رسول الختان. فحمدًا لله أن منَّ علينا بالإسلام ، وخلصنا من عبادة الثواليث فى الوحدانية والأيقونات والصُّلبان.

فإن كنت ترى أن الوثنية وعبادة الأصنام كانت منتشرة فى مكة والكعبة ، فهذا يدل على أن الفطرة السليمة هى رفض الشرك ، ونبذ عبادة الأصنام والأيقونات. فلماذا تسجدون أو تتبركون بالصور والأيقونات وتسجدون للصليب وتماثيل يسوع ومريم داخل الكنيسة؟

أما وجود كعبات كثيرة (على حد قول القمص) فى الجزيرة العربية ، فهذا من أوهامه, ويكفيك عزيزى القارىء أن تعرف عراك أهل مكة على نيل شرف إعادة أحجار الكعبة إلى مكانها فى زمن شباب الرسول r . فلو كان هناك أكثر من بيت مقدس، لكفوا عن العراك، ولقسَّموا شرف متابعة تنظيف الكعبات وحجارتها فيما بينهم.

أما عن عدد الآلهة فهذا لا يفيدنا فى الحديث إن كانوا 360 أو حتى 360 ألف. فلو عبد إنسان ما شخصًا آخر أو إلهًا آخر مع الله لأصبح مشركًا. سواء سميت هذا الشخص ابنًا أو روح قدس أو العقل أو الكلمة أو قديس أو جامايكا، فهو اشراك بالله.

لكن فاتتك نقطة ستفيدنا فى هذا الموضوع ، وهى أن المشركين من العرب كانوا يعبدون هذه الأصنام لتقربهم إلى الله. أى إن اسم الله موجود منذ الأزل. وغير مشتق من اسم آخر كما تتدعون أو تتمنون. ومعنى ذلك أيضًا أن الإله الأكبر عندهم هو من قديم الأزل هو الله. وباقى الآلهة يتلمسون منها الشفاعة ، لينالوا رضى الإله الأكبر وهو الله. وهو نفس الوثنية التى نراها فيكم اليوم تجاه مريم.

{وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} (61) سورة العنكبوت

{وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} (87) سورة الزخرف

{أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} (3) سورة الزمر

{وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ ...} (18) سورة يونس

وصدق الله تعالى إذ يقول: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} (120) سورة البقرة

* * *

والنقطة الثانية أن القمص يتَّهم المسلمين أنهم يعبدون (الله) وهو إله وثنى فى نظره ، اشتُقَّ اسمه من اسم إله القمر ، الذى هو (إل) حسب قوله. وفى الحقيقة هو (ياه) وليس (إل). لأن (إل) هو (إيل) وسنرى أنه اسم الله قديمًا فى الجزيرة العربية وكنعان ، بل من زمن آدم.

وأقول له بداية قبل أن نسترسل فى الموضوع: أنت حكمت بادعائك هذا على نفسك وعلى أهل ملَّتك أنكم أيضًا من الكفَّار ، لأن الكتاب الذى تقدسه يترجم اسم الإله الذى ينبغى أن يتفرَّد بالعبادة (الله). فإما تمَّ هذا من باب الخداع أو من باب الجهل، لأنكم فى هذه الحالة تعبدون إلهًا ليس هذا اسمه، وتخدعون المسلمين الذين يعيشون بينكم