تعجبت أشد العجب حين قراءتي لبيان القمص صرابامون الشايب أمين دير القديسين - الطود - الأقص الذي قامت بنشره وتوزريعه المواقع النصرانية البيان صراحة يدل على شخصية متطرفة متعصبة تحمل في قلبها سواد شديد وطائفية غير مستغربة من قمص
ومع أن رسالة القمص كانت موجهه الى شخصيات لمسئولين حكومين مسلمين منهم الدكتور/ سمير فرج ، رئيس المجلس الأعلى لمدينة الأقص و اللواء / منصور الشناوي، مدير أمن الأقصر و العميد / هشام منيب، مفتش مباحث أمن الدولة لمدينة الأقصر
إلا أن رسالته وبيانه لم تخل من التهديد من ناحية والصراخ والعويل من ناحية أخرى
الحكم لم يا سادة لكل قارئ واع سواء كان مسلم أو مسيحي
عنوان البيان هو ( حدوتة من زمن البداوة والجهل ) هذه هي أول القصيدة يصف اهالي القرية المسلمة أنهم من زمن البداوة مع أن القرية بل مدينة الأقصر كلها ليست مدينة بدوية ولا تمت للبدو بصلة وأهلها أصلاً ليسوا بدواً ولكن يبدوا أنه كان يقصد بكلمة البداوة شيئاً آخر فضلا عن كلمة الجهل هل يعقل ان يطلق لفظة الجهل على قريتين هما قريةعزبة مسٌلّم وعزبة عرب لمجرد تعرض اتوبيس للقذف بالحجارة من بعض الأطفال لا يعرف أصلاً إن كانوا مسلمين ولا مسيحيون ونتحدى حضرة القمص المحترم أن يثبت أنهم مسلمين ولكن يبدوا أن التعصب الأعمى أصبح لا يفرق في الكلام الذي يخرج من اللسان
بعد فاصل من البكاء والعويل واستعطاف الشعور ظهرت نيته الخبيثه في قوله ( يحدث كل هذا نتيجة لموروثات الحقد والتعصب والكراهية والتي طالت الصغير مع الكبير والتي تبثها دور العبادة الإسلامية . )
هل رأيتم يا سادة يصف المساجد أنها السبب في قذف أطفال اتوبيساتهم بالحجارة التي لا يعلم أحد أصلا من هؤلاء الأطفال وما هي ديانتهم ولكن لابد وأن يكون للإسلام دور في هذا الإرهاب والتطرف
وبعد اتهاماته يطلب من المسئولين حراسات خاصة للطريق المؤدي للدير ثم يهدد بوقف الرحلات السياحية إلى الدير
هل هناك تعليق بعد كل هذا ؟
ماذا تريدون يا قساوسة الكنيسة المصرية ؟
فلتتركوا البلد مسلميها ومسيحيها يعيشون في أمان دعكم من نبرات التهديد والوعيد
لا أعرف صراحة متى تنتهي هذه النبرة الغير شريفة في الحوار
ومع أن رسالة القمص كانت موجهه الى شخصيات لمسئولين حكومين مسلمين منهم الدكتور/ سمير فرج ، رئيس المجلس الأعلى لمدينة الأقص و اللواء / منصور الشناوي، مدير أمن الأقصر و العميد / هشام منيب، مفتش مباحث أمن الدولة لمدينة الأقصر
إلا أن رسالته وبيانه لم تخل من التهديد من ناحية والصراخ والعويل من ناحية أخرى
الحكم لم يا سادة لكل قارئ واع سواء كان مسلم أو مسيحي
عنوان البيان هو ( حدوتة من زمن البداوة والجهل ) هذه هي أول القصيدة يصف اهالي القرية المسلمة أنهم من زمن البداوة مع أن القرية بل مدينة الأقصر كلها ليست مدينة بدوية ولا تمت للبدو بصلة وأهلها أصلاً ليسوا بدواً ولكن يبدوا أنه كان يقصد بكلمة البداوة شيئاً آخر فضلا عن كلمة الجهل هل يعقل ان يطلق لفظة الجهل على قريتين هما قريةعزبة مسٌلّم وعزبة عرب لمجرد تعرض اتوبيس للقذف بالحجارة من بعض الأطفال لا يعرف أصلاً إن كانوا مسلمين ولا مسيحيون ونتحدى حضرة القمص المحترم أن يثبت أنهم مسلمين ولكن يبدوا أن التعصب الأعمى أصبح لا يفرق في الكلام الذي يخرج من اللسان
بعد فاصل من البكاء والعويل واستعطاف الشعور ظهرت نيته الخبيثه في قوله ( يحدث كل هذا نتيجة لموروثات الحقد والتعصب والكراهية والتي طالت الصغير مع الكبير والتي تبثها دور العبادة الإسلامية . )
هل رأيتم يا سادة يصف المساجد أنها السبب في قذف أطفال اتوبيساتهم بالحجارة التي لا يعلم أحد أصلا من هؤلاء الأطفال وما هي ديانتهم ولكن لابد وأن يكون للإسلام دور في هذا الإرهاب والتطرف
وبعد اتهاماته يطلب من المسئولين حراسات خاصة للطريق المؤدي للدير ثم يهدد بوقف الرحلات السياحية إلى الدير
هل هناك تعليق بعد كل هذا ؟
ماذا تريدون يا قساوسة الكنيسة المصرية ؟
فلتتركوا البلد مسلميها ومسيحيها يعيشون في أمان دعكم من نبرات التهديد والوعيد
لا أعرف صراحة متى تنتهي هذه النبرة الغير شريفة في الحوار
هناك ٦٣ تعليقًا:
((((((((هذا القس يذكرنا بالقديس"برسوم5000"و"دراكيولا" و"راسبوتين"الاخوة المسلمين لا تغرنكم العمامة السوداء الكبيرة التي يرتديها؟؟؟فليس تحتهاعلم نافع بل جهل واساطير؟المهم يسوع بيحبك والاله خروف مدبوح والارنب يجتر والرجل يحيض والحيطان تصلب بالبرص والاله تنين ياكل الاطفال وغيره الكثييييير؟اكبر مستوي علمي لصاحب العمامة السوداء هو شهادة "دبلوم صنايع ثم يعطونه "دكتوراة في التخاريف"ولقب "دكتور " مثل الفار"بسيط" وغيره؟؟؟(((((احسنت صنعا))))))))) قس يحرق نفسه احتجاجا على انتشار الإسلام
قالت صحيفة تايمز البريطانية الصادرة اليوم الجمعة إن قسا متقاعدا انتحر بحرق نفسه في دير بألمانيا احتجاجا على انتشار الإسلام وعجز الكنيسة البروتستانتية عن احتوائه.
وذكرت الصحيفة أن القس رولاند ويزلبرغ صب علبة من البنزين على رأسه وأضرم النار فيها وذلك في دير أوغيستين في مدينة أيرفيرت, التي قضى فيها مارتن لوثر ست سنوات راهبا في بداية القرن الـ16.
ونقلت تايمز عن شهود عيان قولهم إن ويزيلبرغ صعد إلى موقع بناء قرب الدير بينما كان بعض النساك يقيمون قداسا, وصرخ بأعلى صوته قائلا "المسيح وأوسكار" قبل أن تلتهمه ألسنة النار.
وأضافت أن الاسم "أوسكار" هنا يشير إلى القس "أوسكار بوزويتش" الذي أحرق نفسه عام 1976 احتجاجا على النظام الشيوعي في ألمانيا الشرقية.
ونقلت الصحيفة عن ألفريدي بغريتش رئيس كنيسة أيرفرت قوله إن أرملة ويزيلبرغ أخبرته أن زوجها انتحر بسبب ذعره من انتشار الإسلام وموقف الكنيسة من تلك القضية.
كما نقلت عن آكسيل نواك الأسقف البروتستانتي لولاية ساكسوني قوله إن هذا
الانتحار مثل صدمة للمجتمع, معربا عن أمله ألا يؤدي لتأجيج المشاعر بين المسيحيين والمسلمين.
المصدر: تايمز
=======
The Times November 03, 2006
Priest burns himself to death over Islam
From David Crossland in Berlin
A retired priest committed suicide by setting himself on fire in a German monastery in protest at the spread of Islam and the Protestant Church’s inability to contain it.
Roland Weisselberg, 73, poured a can of petrol over his head and set light to himself in the grounds of the Augustine monastery in the eastern city of Erfurt, where Martin Luther spent six years as a monk at the beginning of the 16th century.
Witnesses said that Weisselberg climbed into a building site next to the monastery church, where a Reformation Day service was being held. He shouted “Jesus and Oskar” before the flames engulfed him. The latter name was an apparent reference to Oskar Brüsewitz, a priest who burnt himself in 1976 in protest against the Communist regime in . Monastery staff tried to put out the flames and Weisselberg was still conscious as a nun prayed with him before he was taken to hospital. He died a day later, on Wednesday.
Media reports said that he had tried to kill himself inside the church but changed his mind when he found the side door was locked.
The Provost of Erfurt, Elfriede Begrich, told reporters that Weisselberg’s widow had said that he killed himself because he was alarmed at the spread of Islam and the Church’s stance on the issue.
She described Weisselberg as an erudite man who had addressed repeatedly the Church’s position on Islam in meetings over the past three to four years. He had written to her, urging her to take the matter more seriously, she said.
The Protestant Bishop of Saxony, Axel Noack, said the suicide had shocked the community and that he hoped it would not hurt relations between Christians and Muslims.
“We in the East are still among ourselves when we discuss Islam,” said Bishop Noack, adding that there were not many Muslims in the area.
Relations with Muslims have been a matter of intense debate in Germany in recent months, stoked by the cancellation of a Mozart opera in Berlin amid fears that it could provoke Muslim violence, and a speech by the Pope in September in which he quoted from a medieval **** linking the spread of the Islamic faith to violence.
The Berlin Deutsche Oper has said that it will stage the opera, which has a scene showing the severed heads of the Prophet Muhammad, Jesus and Buddha.
==================================================================((((((الجن))))))))) السؤال : كيف يعذب إبليس بالنار وهو مخلوق منها ؟!!
-- الجواب : الحمد لله
أولاً :
أمَّا أن إبليس سيدخل جهنم خالداً فيها : فهذا مما لا شك فيه ، وقد ذكر الله تعالى مصيره في الآخرة في عدة آيات ، ومنها :
1. قال تعالى : ( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ... قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ ) الأعراف/12– 18 .
قال الطبري :
وهذا قسم من الله جلّ ثناؤه ، أقسم أن من اتبع من بني آدم عدوَّ الله إبليس وأطاعه : أن يملأ جهنم من جميعهم يعني : من كفرة بني آدم أتباع إبليس ، ومن إبليس وذرّيته " انتهى باختصار وتصرف يسير .
"تفسير الطبري" (8/139) .
2. وقال تعالى : ( قَالَ يَا إِبلِيسُ مَا لَكَ أَلا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ... إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ . وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ . لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ ) الحجر/32– 44 .
قال الشنقيطي رحمه الله :
وكل آية فيها ذِكر إضلال إبليس لبني آدم بيَّن فيها أن إبليس وجميع من تبعه كلهم في النار كما قال هنا : ( وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ . لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ ) .
"أضواء البيان" (3/131) .
3. وقال تعالى : ( قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ * لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ) ص/84، 85 .
4. وقال تعالى حاكياً قول الجن : ( وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً . وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً ) الجن/14، 15 .
ثانياً :
أما كيف يعذَّب إبليس في النار وقد خُلق من النار : فالجواب عنه :
أنه لا يلزم من كون الجن خلقوا من نار أن يكونوا الآن ناراً ، كما أن الإنس خلقوا من تراب وليسوا الآن تراباً .
قال أبو الوفاء بن عقيل :
" أضاف الشياطين والجان إلى النار حسب ما أضاف الإنسان إلى التراب والطين والفخار ، والمراد به في حق الإنسان أن أصله الطين ، وليس الآدمي طيناً حقيقة ، لكنه كان طيناً ، كذلك الجان كان ناراً في الأصل " انتهى .
"لقط المرجان في أحكام الجان" (ص 33) بواسطة "عالم الجن والشياطين" (ص 58) .
وإذا كان الإنس خلقوا من تراب وقليل منه يؤذيهم ، وإن دفنوا تحته ماتوا ، وإن ضربوا به (الفخار مثلا) جرحوا أو ماتوا ، فكذلك ليس غريباً أن يكون الجن قد خلقوا من النار ، ويعذبون بنار جهنم .
والجن خلقهم الله تعالى من نار ، ولكنهم ليسوا الآن ناراً ، والأدلة على ذلك كثيرة ، منها :
1. عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي فأتاه الشيطان فأخذه فصرعه فخنقه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( حتى وجدت برد لسانه على يدي ، ولولا دعوة أخي سليمان عليه السلام لأصبح موثقا حتى يراه الناس ) رواه النسائي في "السنن الكبرى" ( 6 / 442 ) ، وصححه ابن حبان ( 6 / 115 ) .
2. عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعناه يقول : أعوذ بالله منك ثم قال : ألعنك بلعنة الله ثلاثا وبسط يده كأنه يتناول شيئا ، فلما فرغ من الصلاة قلنا : يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك ، قال : إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت : أعوذ بالله منك ثلاث مرات ثم قلت : ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر ، ثلاث مرات ، ثم أردت أخذه ، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة . رواه مسلم ( 542 ) .
فمن هذين الحديثين يتبين لنا أن الجن الآن ليسوا ناراً ؛ ويدل على ذلك : ما وجده رسول الله صلى الله عليه وسلم من برد لسان الشيطان ، كما في الحديث الأول ، وأن الشيطان لو كان باقيًا على ناريته ما احتاج أن يأتي بشهاب ليجعله في وجه النبي صلى الله عليه وسلم ، ولما استطاع الولدان أن يلعبوا به .
3. ومن الأدلة – كذلك - : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ) رواه البخاري ( 1933 ) ومسلم ( 2175 ) .
ولو كان الشيطان ناراً لاحترق الإنسان ؛ لأن الشيطان داخله ، فتبين الفرق بين كون الشيطان ناراً وكونه مخلوقاً من نار .
ولو كان الشيطان ناراً الآن –على سبيل الفرض- وأراد الله أن يعذبه بنار جهنم ، فإن الله تعالى على كل شيء قدير ، ولا يعجزه شيء سبحانه وتعالى .
والله أعلم ..=========================================================================== بعض أكاذيب زكريا بطرس والرد عليها ( 1)
بقلم / محمد جلال القصاص
mgelkassas@hotmail.com
سأعرض ـ بحول الله وقوته ـ بعض أكاذيب زكريا بطرس موثقه بالدقيقة من حلقاته ، وأقوم بالرد عليها . ومن أراد مزيد بيان يراسلني . أرمي إلى إثبات كذب هذا الخبيث المهين ، وكذا أدفع أكاذيبة عن النبي وآل النبي صلى الله عليه وسلم ـ وعن الدين . والله أسأل أن يبارك في هذه الكلمات وأن ينفع بها .
============(1 ) =============
يقول في القرآن ( لا تكذبوا على الله وروحي )(1) يعني بروحي المسيح عليه السلام .
وهذه من عنده وليست في كتاب الله . والذي عندنا في كتاب ربنا القرآن المجيد {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ }[ المائدة :111]
بي وبرسولي ، وليس بروحي . أم يحسب أنه كتابه ( المقدس ) يضع فيه ويحذف كما يحب .
===============(2)=====================
يقول : في صحيح البخاري أن الحجر الأسود نزل أبيضا واسود من دم حيض النساء(2).هكذا يتكلم دون أن يذكر رقم حديث ولا صفحة ، وهذا كذب يتكلم به من عند نفسه . لم يتكلم به لا البخاري ولا أي من رواة الأحاديث ولا كل من كتب بيده من المسلمين .
==============(3) =======================
يقول : الحج كان يقام في موسم جني البلح(3)
وهذا كذب يعرفه الجاهل والعالم ، فالحج مرتبط بشهر ذي الحجة ، وهو شهر عربي يتنقل بين الشتاء والصيف كما هو الحال مع رمضان مثلا .وجني البلح ثابت في الصيف
=================(4) ====================
يقول : في صحيح البخاري أن الحجر الأسود نزل أبيضا واسود من دم حيض النساء(4).
هكذا يتكلم دون أن يذكر رقم حديث ولا صفحة ، وهذا كذب يتكلم به من عند نفسه . لم يتكلم به لا البخاري ولا أي من رواة الأحاديث ولا كل من كتب بيده من المسلمين .
================(5)=====================
ـ يقول أن الحجر الأسود عبارة عن حجر اسطواني طويل يستخدم في الاحتكاك ؟(5)
كذبٌ وخسةٌ . . كذب من أردئ أنواع الكذب ، وخسَّة فوقها الجعلان ، يقول هذا ليقول لمن يستمعه أن النساء يستعملن الحجر الأسود في حك فروجهن به .
والحجر الأسود يراه كل عام فوق تسعة ملايين فرد ـ حجاج ومعتمرين ـ ، ويصور بكمرات التلفاز ، وهو بعيد تماما عن هذا الوصف ، ومع ذلك يكذب بطرس ولا يتحرج من الكذب في هذا الأمر . ألا لعنة الله على الكاذبين ، والأعجب من هذا أن هناك من يصدقه . ألا هدى الله الغافلين .
ـ يقول على لسان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن العرب لا تعرف الشهر أوله من آخره لأنهم بادية وأن بحيرى هو الذي علمه أن يبدأ الشهر بالهلال(6)
وهو يكذب فما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ شيء من هذا ؛ والأشهر تعرفها العرب قبل أن يولد بحيرى نفسه ، فليس بحيرى هو الذي علمها للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن ثم علمها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للعرب ، وهذه من أمارة كذبه في أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ التقى بحيرى وتعلم منه .
===============(6) ======================
يقول في صحيح البخاري عمر يقول : ما لنا وللرمل إنما كنا نرائي به المشركين وقد أهلكهم الله؟!
وهذه أيضا من عنده ، ما تكلم بها أمير المؤمنين عمر ـ رضي الله عنه ـ لا في البخاري ولا في غيره .
==============(7) ======================
يقول أن كل طقوس الحج في الجاهلية نقلت للإسلام(7) يقصد بذلك طواف الرجال والنساء بالبيت وهم عراة .. الرجال والنساء ، وتلطيخ النساء الحجر الأسود بدماء الحيض ، والزنا الجماعي في مِنى .
وهذه من أم رأسه ، فلا كان في الجاهلية زنى جماعي ولا كانت منى من مني الرجال ، ولا هي في الإسلام من يوم كان ، ويحج كل عام أكثر من مليوني مسلم كلهم يشهدون على كذبه .
===============(8)===================
يقول : نساء النبي ستة وستون ( 66 ) امرأة غير سيدات المتعة(8) ولا أدري من أين أتى بهذه .
===============(9)===================
يقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ التقى المهرطقين في اليمن(9). ولم نعرف من قبل أن نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ التقى أحدا من النصارى وجلس إليه وتعلم منه ، ولا أنه سافر لليمن قبل البعثة أو بعدها . وإنما هذا من جملة كذبه .
==============(10)====================
يقول أن الجزيرة العربية كانت مأوى للمهرطقين(10). ويذكر منهم بحيرى الراهب .
وهذا من الكذب البين ، فالنصرانية لم تكن ديانة معروفة في الجزيرة العربية قبل الإسلام ، وإنما كان هناك أفراد ، ومن أمرات كذبه أن بحيرى الراهب لم يكن بالجزيرة العربية وإنما ببلاد الشام وهو أقر بذلك في عدة أماكن .
ألا لعنة الله على الكاذبين .
==============(11)====================
أن عثمان حرق القراءات الستة(11)
والقراءات سبع وليست ست كما يقول ، ولا زالت موجودة إلى اليوم ، وعثمان حرَّق المصاحف ولم يحرق القرآن ولا القراءات . وزكريا كذاب لئيم .
=============(12)=====================
ويسأل : لماذا قرآن عثمان ؟ أين مصحف محمد ؟(12)
وهذا كذب رخيص . يعتمد على جهالة المتلقي . فليس لعثمان ـ رضي الله عنه ـ قرآن وإنما مصحف ، ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم ينزل عليه مصحف وإنما قرآن .. كلام يتلى نأخذه بالفم كابرا عن كابرا ثم دون في المصحف ..أي في الورق .
===============(13)======================
يقول قتلوا عثمان لأنه حرق كتاب الله(13)
والحقيقة أن زكريا بطرس هو أول من يقول أن سبب قتل عثمان هو حرقه للمصاحف . بل كانوا كلهم معه على حرقها .
==============(14)=======================
ويقول أن الإسلام هو الذي نشر الوثنية في الجزيرة العربية وغيرها(14) .
وهذا من الكذب الفاحش ، فالإسلام حارب الوثنية وهدم أصنامها ، وقضى عليها في الجزيرة العربية كلها ، وكانت الحرب بين الرسول صلى الله عليه وسلم وعبّاد الأصنام حتى قضى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزال أصنامهم ، وأقام شرائع الإسلام على أنقاضها ، ثم زحف للفرس فقضى على وثنيتهم والهند وأفريقيا . فالإسلام هو الذي حارب الوثنية وزكريا بطرس كذاب لئيم .
===============(15)===================
ـ ذكره أن التسليم في الصلاة عند المسلمين ثلاثة مرات يمين ويسار ووسط ، وأن هذه تعليمات بحيرى له ليشبه الثالثوث(15)
قلت : يصلي مليار ونصف مسلم كل يوم خمس مرات تقريبا ولا يسلم أحد منهم ثلاث مرات ، بل مرتين يمين ويسار . وهذا من كذبه .
وإن كانت هذه تعليمات بحيرى فلم يفعلها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفي هذا دليل على أن بحيرى لم يعلم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ شيئا .
==============(16)====================
يقول : أن موسى عليه السلام سجد لله حين تجلى في الجبل(16)يستدل على ذلك بآية من القرآن هي { وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ } [ الأعراف : 143]
طلب موسى عليه السلام رؤية ربه ، فأجابه الله بأنك لا تتحمل رؤيتي ، وأعطاه أمارة على ذلك ، طلب منه أن ينظر للجبل ، وتجلى الله للجبل . وليس تجلى في الجبل ، هناك فرق كبير ، فاندك الجبل من عظمة الله ، وأغمى على موسى عليه السلام من مشهد دك الجبل ، فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المسلمين .
فلم يتجلى الله في الجبل ، ولم يسجد موسى لله حين تجلى في الجبل . وبطرس يكذب .
=============(17)=====================
يقول عن عائشة رضي الله عنها سئل النبي كيف يأتيك الوحي ؟
قال أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي فأغيب عن الوعي وأحيانا يتمثل لي الملاك رجلا (17)
وهو يكذب . يزيد في الحديث جمل من عنده بما يتوافق وكذبه . والحديث عند مسلم وكل من روى الحديث ليس فيه ( فأغيب عن وعي ) ، وهذا نص الحديث عند مسلم ـ الذي ينقل عنه ـ يقول : عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ فَقَالَ أَحْيَانًا يَأْتِينِي فِي مِثْلِ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ ثُمَّ يَفْصِمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُهُ وَأَحْيَانًا مَلَكٌ فِي مِثْلِ صُورَةِ الرَّجُلِ فَأَعِي مَا يَقُولُ(18)
أضاف كلمة أغيب عن وعي من عنده ثم يبني عليها استشهاده من الحديث . يقول كان يغيب عن وعيه أي يصرع كما يصرع الملبوس بالجن .
==============(18)====================
ويقول : قالت عائشة ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيغيب عن وعيه ويتفصد جبينه عرقا .
وهذا نص الحديث عند مسلم ـ الذي ينقل عنه ـ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ إِنْ كَانَ لَيُنْزَلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْغَدَاةِ الْبَارِدَةِ ثُمَّ تَفِيضُ جَبْهَتُهُ عَرَقًا(19)
والعجيب أنه لا يكتفي بهذه الكذبة فقط بل يضيف عليها أيضا أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يرغي ويذبد(20). كي يقول أنه كان مجنونا يصرع كما يصرع المجنون . وهذا كله من عنده . يكذب فيه . ونبينا أعقل الناس وأكملهم . ونبينا أهم حدث في تاريخ البشرية لا زال يدوي إلى اليوم ، وأكبر شخص حاطت به هالة إعلامية .
والذي في الحديث بهذا الشأن هو أن النبي كان إذا جاءه الوحي تسكن جوارحه حتى أنه ينكس رأسه ويكف عن الحديث ، ويحمر وجهه ويغطّ ، والغطُّ هو النفخ البسيط..دخول وخروج النفس يشيء من الجهد كما يفعل النائم حين يدخل في النوم يقال فلان يغط غطيطا ، وكان يعرق ويتصبب جبينه عرقا .
هذا هو الوصف الذي جاء في الأحاديث ، وهي حالة من يثقل بشيء كأنه يحمله بكل جوارحه ، وهذا نعرفه ، قال الله { إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً }[ المزمل :5] . أما الذي ننكره ولا نجده في كتاب ربنا ولا في أي ممن كتب حديث رسولنا ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ هو أنه كان يزبد ويلقى على الأرض ويغمى عليه .. هذه كلها من أكاذيب الكذاب اللئيم بطرس .
===============(19)===================
يقول : ليس في القرآن آية تدل على تحريف النصارى للكتابهم (21)
وهذه بعض الآيات التي في كتاب الله تنطق صراحة بتحريف كتاب النصارى بعهديه القديم والحديث {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }[ آل عمران : 78]
{أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }[ البقرة : 75]
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ }[ المائدة : 15]
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }[ آل عمران:71]
==========(20)==============
يعدد من المصاحف التي حرقها عثمان ، فيذكر : مصحف عطاء بن رباح ومصحف عكرمة ومصحف مجاهد ، وسعيد بن جبير ، والأسود بن يزيد وعلقمة بن قيس ، وطالح بن قيسان ، والحجاج بن يوسف الثقفي (22)
وهؤلاء كلهم جاءوا بعد عثمان ـ رضي الله عنه ـ .. كلهم من التابعين وليسوا من الصحابة . وكثير منهم ولد بعد موت عثمان .
فتدبر كيف يكذب .
ـ يدعي أن القرآن العظيم لا يقول بأن النصارى كفار أو مشركون ، وأن القرآن يشهد لهم بالوحدانية ، وأن السبب في القول بكفر النصارى هو جهل المسلمين بالقرآن(23)
وهو يكذب .
وأنا أعرض على حضراتكم بعض الأيات من كتاب الله التي تتكلم عن أهل الكتاب والتي نزلت في نصارى نجران وهم كانوا يتكلمون بذات الأباطيل التي يتكلم بها الكذاب اللئيم زكريا بطرس اليوم .
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ }[ آل عمران :70 ]
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ }[ آل عمران : 98]
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }[
آل عمران : 71 ]
{لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ }[ البينة : 1]
وهذه الآية صريحة جدا في كفر بطرس ومن على مذهبه :
{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ }[ المائدة :72]
وقال تعالى :{ لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }[ المائدة : 17]
{لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }[ المائدة : 73 ]
هذا من ناحية النص القرآني ، ومن ناحية سياق الدعوة ، فقد واجه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نصارى نجران ودعاهم للإسلام ، وخرج للروم يوم تبوك يقاتلهم على الإسلام ، وشرع في ديننا قتال أهل الكتاب حتى يسلموا أو يعطوا الجزية عن يد وهو صاغرون ن ومعلوم أن من كانوا على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانوا على ذات المذهب الذي عليه بطرس اليوم .
ولا أدري كيف يقال بعد ذلك أن القرآن لا يكفر النصارى ؟!!
إنه كذاب لئيم .
===============(21) ===================
يقول الطعن في الكتاب المقدس طعن في القرآن ، ذلك أن القرآن يقول عن التوراة والإنجيل { قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [ القصص : 49] وقول الله تعالى : ويستدل بقول الله تعالى : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }[ الحجر : 9](24)
وهذا من الكذب .. وهذا من تحريف الكلم عن مواضعه .. وهذا من التدليس على المستمعين ببتر النص من سياقه ليتكلم بغير ما أريد له .. وهذا من الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعضه { أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }[ البقرة من الآية 85]
الذكر في آية الحجر { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }[ الحجر : 9]هو القرآن ، والسياق جازم بذلك ، فقبلها بقليل ( وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر ) [ الحجر الآية :6 ] . والله ـسبحانه وتعالى ـ استحفظ اليهود والنصارى على كتباهم ولم يتعهد هو بحفظه { بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء }[ المائدة :44] .. وأنهم لم يحفظوه بل كتبوا فيه بأيديهم وقالوا هو من عند الله وما هو من عند الله {ف َوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ }[ البقرة :79] ،وقال تعالى : { وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }[ آل عمران : 78] وقال تعالى : {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }[ المائدة : 13] هذا في اليهود والنصارى مثلهم قال الله تعالى : { وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ }[ المائدة : 14] . هذا ما نجده في كتابنا
ولذا خاطبهم القرآن جميعا بقوله تعالى : { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }[آل عمران:71]
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ }[ آل عمران :70]
{ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }[ آل عمران : 99]
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ }[ المائدة:77]
يقول الدكتور منقذ السقار : ( ووضح هذا المعتقد النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: ((إن بني إسرائيل كتبوا كتاباً، فاتبعوه، وتركوا التوراة )). (رواه الدارمي ح480، والطبراني في الأوسط ح5548، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ح2832 ).
واستقر هذا المعنى في نفوس الصحابة والمؤمنين بعدهم، يقول ابن عباس رضي الله عنهما: (كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء، وكتابكم الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدث تقرءونه محضاً لم يشب، وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا: هو من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً). (رواه البخاري ح7363).
ولا يمنع هذا من صحة بعض مواضع التوراة، لما فيها من آثار الأنبياء، ففي التوراة حق وباطل كما أخبر الله ورسوله، ومن النصوص التي أشارت إلى وجود شيء من الحق في كتبهم ألبسوه بالباطل والزور قوله تعالى: {يا أهل الكتاب لم تلبسون الحقّ بالباطل وتكتمون الحقّ وأنتم تعلمون } (آل عمران: 71)، وكذا قوله: {وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله} (المائدة:43)، وذلك في مسألة رجم الزاني، وهو مذكور في سفر التثنية، حيث يقول: " إذا كانت فتاة عذراء مخطوبة لرجل، فوجدها رجل في المدينة واضطجع معها، فأخرجوهما كليهما إلى باب تلك المدينة، وارجموهما بالحجارة حتى يموتا، الفتاة من أجل أنها لم تصرخ في المدينة، والرجل من أجل أنه أذل امرأة صاحبه، فتنزع الشر من وسطك" (التثنية 22/22-23).
وفي صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم )). وعلل سبب عدم التكذيب بوجود حق في كتبهم، حيث قال كما في رواية أبي داود : (( ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا آمنا بالله ورسله، فإن كان باطلاً لم تصدقوه، وإن كان حقاً لم تكذبوه)).
وعليه فنحن نؤمن بتوراة موسى كل الإيمان، ونؤمن بأنها حرفت ولم تحفظ، وأن القوم أخفوا شيئاً، وكتبوا أشياء، وضاع منهم الكثير، وما بين يديهم لا يخلو من بعض الحق) (25)أ . هـ .
وخلاصة الكلام أن بطرس كذاب في الاستدلال على عدم تحريف ما في يده من كتاب بالقرآن
================( 22 )==================
يقول نصا : وفي كتاب دلائل النبوة للأصبهاني ( يا رسول الله إن قريشا جلسوا فتذاكروا أحسابهم وأنسابهم فجعلوا مثلك مثل نخلة في ربوة [ أي مش في مزرعة بتاع ناس معروفين يعني واحد حطها كده ومشي محدش عارف مين اللي حطها .. كلام صعب ]. فغضب رسول الله .
وفي المرجع نفسه(26) بلغ الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قول العباس يا رسول الله إن قريشا إذا التقوا لاقى بعضهم بعضا بالبشاشة ، وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها .فغضب رسول الله غضبا شديدا . انتهى كلامه قبحه الله .
هذا نص كلامه والسياق العام الذي يتكلم فيه هو نفي أن يكون النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ابن أبيه . وهو يكذب على مستمعيه بحذف جزء من الحديث وبإدخال بعض الجمل التوضيحية ضمن السياق يُغَيِّر بها المعنى ؛ والنص كاملا هو(27): " عن العباس بن عبد المطلب قال : قلت : يا رسول الله إن قريشا إذا التقوا لقي بعضهم بعضا بالبشاشة وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك غضبا شديدا ثم قال : والذي نفس محمد بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله . فقلت : يا رسول الله إن قريشا جلسوا ، فتذاكروا أحسابهم ، فجعلوا مثلك كمثل نخلة في كبوة من الأرض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله يوم خلق الخلق جعلني في خيرهم ثم لما فرقهم قبائل جعلني في خيرهم قبيلة ، ثم حين جعل البيوت جعلني في خير بيوتهم ، فأنا خيرهم نفسا وخيرهم بيتا "
ـ ولاحظ أن الحديث في كتاب ( دلائل النبوة ) ، وعند ابن كثير في باب ( ذكر النسب الشريف وطيب الأصل المنيف ) وفي الحديث تأكيد على شرف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في نسبه ، وهو يستدل به على أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليس ابن أبيه وأنه لم يكن شريفا في نسبه. ألا قبحه الله.
والعباس يشتكي من حالة التنكر التي تبديها قريش لبني هاشم أبناء عمومة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى أنهم يقابلون العباس وبني هاشم عموما بوجوه لم يعرفوها من قبل ، قلت ولو أن بطرس يعقل ما تكلم بهذا التدليس والكذب ، فهو دائما يتكلم بأن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ جاء ليقيم ملكا قرشيا عربيا ، وهذا الحديث في أمارة على أن قريش كانت تخالفه وتتنكر له هو ومن معه .. هو وقرابته.
================( 23)==================
في سياق تدليله على أن صيام رمضان كان موجودا قبل الإسلام والإسلامُ فقط أخذه من النصارى والحنفاء يدلل على ذلك قائلا : في تفسير الطبري للآية 183 من سورة البقرة ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم .. الآية ) عن الشعبي أن النصارى فرض عليهم شهر رمضان كما فرض عليهم ولم يزل المسلمون على ذلك يصنعون كما تصنع النصارى(28) .أ . هـ .
والنص كامل هو من نفس المكان الذي ينقل عنه عن الشعبي قال : لَوْ صُمْتُ السَّنَة كُلّهَا لَأَفْطَرْتُ الْيَوْم الَّذِي يُشَكّ فِيهِ فَيُقَال مِنْ شَعْبَان وَيُقَال مِنْ رَمَضَان , وَذَلِكَ أَنَّ النَّصَارَى فُرِضَ عَلَيْهِمْ شَهْر رَمَضَان كَمَا فُرِضَ عَلَيْنَا فَحَوَّلُوهُ إلَى الْفَصْل , وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا رُبَّمَا صَامُوهُ فِي الْقَيْظ يَعُدُّونَ ثَلَاثِينَ يَوْمًا , ثُمَّ جَاءَ بَعْدهمْ قَرْن فَأَخَذُوا بِالثِّقَةِ مِنْ أَنْفُسهمْ فَصَامُوا قَبْل الثَّلَاثِينَ يَوْمًا وَبَعْدهَا يَوْمًا , ثُمَّ لَمْ يَزَلْ الْآخَر يَسْتَنّ سُنَّة الْقَرْن الَّذِي قَبْله حَتَّى صَارَتْ إلَى خَمْسِينَ , فَذَلِكَ قَوْله :{ كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَام كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلكُمْ }
وذكر الطبري بعد هذا رواية أخرى تبين المراد من قول الله تعالى { كما كتب على الذين من قبلكم } يقول : " أَمَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلنَا فَالنَّصَارَى , كُتِبَ عَلَيْهِمْ رَمَضَان , وَكُتِبَ عَلَيْهِمْ أَنْ لَا يَأْكُلُوا وَلَا يَشْرَبُوا بَعْد النَّوْم , وَلَا يَنْكِحُوا النِّسَاء شَهْر رَمَضَان . فَاشْتَدَّ عَلَى النَّصَارَى صِيَام رَمَضَان , وَجَعَلَ يُقَلِّب عَلَيْهِمْ فِي الشِّتَاء وَالصَّيْف ; فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ اجْتَمَعُوا فَجَعَلُوا صِيَامًا فِي الْفَصْل بَيْن الشِّتَاء وَالصَّيْف , وَقَالُوا : نَزِيد عِشْرِينَ يَوْمًا نُكَفِّر بِهَا مَا صَنَعْنَا . فَجَعَلُوا صِيَامهمْ خَمْسِينَ , فَلَمْ يَزَلْ الْمُسْلِمُونَ عَلَى ذَلِكَ يَصْنَعُونَ كَمَا تَصْنَع النَّصَارَى , حَتَّى كَانَ مِنْ أَمْر أَبِي قَيْس بْن صِرْمَة وَعُمَر بْن الْخَطَّاب مَا كَانَ فَأَحَلَّ اللَّه لَهُمْ الْأَكْل وَالشُّرْب وَالْجِمَاع إلَى طُلُوع الْفَجْر .أ . هـ.
هل في كلام بطرس شيء مما ذكره الطبري ؟!
يكذب ليفتري على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه أخذ شعيرة الصيام من النصارى ـ وهو لا يعترف أنهم المسحيون اليوم ـ وأنها لم تفرض بوحي من الله وإنما بتقليدٍ للأمم الأخرى نصارى وصابئة ومانوية ..الخ ثم يقول أستدل بكتب المسلمين . ألا لعنة الله على الكاذبين
===============================================================كيف يستدل زكريا بطرس بالمصادر الصحيحة ؟
بقلم / محمد جلال القصاص
mgelkassas@hotmail.com
يستدل زكريا بطرس ببعض المصادر الإسلامية الصحيحة مثل القرآن الكريم وكتب السنة الصحيحة مثل البخاري ومسلم ومسند أحمد وكتب التفسير مثل القرطبي وغير ذلك من المصادر الصحيحة . ويتكلم صراحة بأن هذا قول البخاري ومسلم وأحمد وابن كثير (1)..ولا يخفى أن هذا من شأنه أن يجعل المستمع أو القارئ يسلم ولا يناقش ، ولا أريد أن أستبق الأحداث ، سأعرض عليك أخي القارئ بعض الأمثلة لاستدلالاته لتتبين لك الصورة على حقيقتها ، وتعلم أي كذوب هذا .
المثال الأول :
ـ وهو يتكلم عن موسم الحج في الجاهلية وأنه كان موسم إخصاب وتجارة ، وأن الأمر لم يتغير في الإسلام يقول نصا : (( محمد ـ وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ـ أباح جواز المتعة في الحج ، وهذا الكلام في تفسير القرطبي سورة النساء آية 24 { فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن } يقول أبو ذر كانت المتعة لنا في الحج خاصة) وأخرجه مسلم )) ويتساءل لماذا؟ ويجيب نفسه لأنه نفس النظام ويشير بيده بما يفهم منه التكرار ، أي تكرار ما كانت عليه الجاهلية من الاجتماع في الحج من أجل الزنى والتجارة(2)!!
انظر ماذا يفعل لتعلم أنه كذّاب لئيم يتعمد الكذب .
نعم الحديث صحيح عند مسلم(3)، والمتعة هنا التي يتكلم عنها أبو ذر ـ رضي الله عنه ـ هي إحدى نسك الحج الثلاث المشهورة ( الإفراد والتمتع والقران ) وتعني كما يقول النووي في شرح الحديث ( أن فسخ الحج إلى العمرة كان للصحابة في تلك السنة ) ويوضح هذا ما جاء في سنن النسائي حديث ( 2762) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ قَالَ كُنْتُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ فَقُلْتُ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَجْمَعَ الْعَامَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لَوْ كَانَ أَبُوكَ لَمْ يَهُمَّ بِذَلِكَ قَالَ وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ إِنَّمَا كَانَتْ الْمُتْعَةُ لَنَا خَاصَّةً . فالمتعة هنا هي التمتع .. هي الفصل بين الحج والعمرة .. هي تحويل الحج إلى عمرة لمن أهلَّ بالحج ثم يهل بالحج بعد ذلك من مكة في يوم التروية . . هذا يسمى التمتع بالحج ، لا أنها الزواج المؤقت الذي حرمه الشرع كما يدعي هذا المفتري .
وينقل هذا الحديث أيضا عن القرطبي في آية { فما استمتعتم به منهن }ليوهم القارئ بأن المعنى المقصود هو نكاح المتعة .. أقول العجيب أنه بالرجوع لما كتبه القرطبي في تفسير هذه الآية من سورة النساء تجد أنه يتكلم عن تحريم جواز المتعة في الإسلام يقول القرطبي (( ولا يجوز أن تحمل الآية على جواز المتعة ؛ لأن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهى عن نكاح المتعة وحرمه )).
وبالرجوع إلى تفسير القرطبي عند الآية التي ذكرها هو لا تجد ذِكْرٌ لحديث أبي ذر هناك أبدا .
فانظر كيف يكذب . وانظر كيف يدلس على مستمعيه .
وكرر الاستدلال بهذه الآية مرة ثانية على إباحة جواز المتعة في الإسلام(4) مع أن الآية ليست دليل على ذلك ومع أن القرطبي ينفي هذا الاستدلال بشدة ويورد من أحاديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقول الصحابة والسلف ما ينفي ذلك بشدة ، ومع أنه يذكر أنه قرأ تفسير الآية عند القرطبي .
هكذا يستدل بالمصادر الصحيحة الكتاب والسنة ، ويخرج القارئ الطيب من أمامه وهو يظن أن الرجل يستمد أقواله من الكتاب والسنة بفهم المشهورين من علماء المسلمين ( القرطبي هنا ).
وشيء آخر موسم الحج تحديدا يحضره ثلاثة ملايين كل عام . هل قال أحد أن المتعة تباح في الحج ؟!. هل تكلم أحد بأن الحج موسم إخصاب وتجارة ؟! هل تكلم أحد أن النساء يمسسن الحجر الأسود بدم الحيض ؟!
يكذب في أمر يشهده ثلاثة ملايين كل عام ، والعجيب أنه يجد من يصدقه !
المثال الثاني :
ـ وهو يتكلم عن أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليس ابن أبيه عبد الله ، يقول وقبحه الله بما يقول : (( وهذا الكلام موجود في كتب المسلمين ( التراث ) في البداية والنهاية لابن كثير باب تزويج عبد المطلب لابنه عبد الله جزء 2 / 316 بلغ النبي أن رجالا من كِنْده يزعمون أن محمدا منهم وهم منه .فقال حين علم أن رجالا يقولون أنه من كِنْدَة وليس من قريش .. مش من عبد الله ـ هذا قوله ـ : ( إنا لن ننتفي من آبائنا نحن بني النضر ابن كنانة ) ، ويعلق قائلا باللهجة العامية : (بيعترف )(5) انتهى كلامه قبّحه الله .
وانظر كيف يكذب هذا اللئيم .
أولا : الكلام الذي نقله من البداية والنهاية لابن كثير ليس تحت الباب الذي ذكره ( باب تزويج عبد المطلب لابنه عبد الله ) . وإنما في الباب الذي يليه وهو بعنوان ((كتاب سيرة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وذكر أيامه وغزواته وسراياه والوفود إليه وشمائله وفضائله ودلائله الدالة عليه ـ باب ذكر نسبه الشريف وطيب أصله المنيف ))
فعدل عن اسم الباب الحقيقي عند ابن كثير وهو ( ذكر نسبه الشريف وطيب أصله المنيف ) . ولو ذكره لبان كذبه قبل أن يتكلم.
ثانيا : بَتَرَ الحديث الذي جاء به ، والنص كاملا .. من ابن كثير الذي ينقل عنه وليس من مكان آخر . يقول ابن كثير : (( وقد ورد حديثٌ في انتسابه عليه السلام إلى عدنان ، وهو على المنبر ولكن الله أعلم بصحته كما قال الحافظ أبو بكر البيهقي : ... عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال : بلغ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن رجالا من كندة يزعمون أنهم منه ، وأنه منهم فقال : إنما كان يقول ذلك العباس وأبو سفيان بن حرب ليأمنا بذلك ، وإنا لن ننتفي من آبائنا نحن بنو النضر بن كنانة قال : وخطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نذار ، وما افترق الناس فرقتين إلا جعلني الله في خيرها ، فأخْرجت من بين أبوي فلم يصبني شيء من عهر الجاهلية ، وخرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبي وأمي ، فأنا خيركم نفسا وخيركم أبا "
يقول ابن كثيرا متابعا :
وهذا حديث غريب جدا من حديث مالك تفرد به القدامى وهو ضعيف ، ولكن سنذكر له شواهد من وجوه أخر ، فمن ذلك قوله ( خرجت من نكاح لا من سفاح ) قال عبد الرزاق : عن جعفر بن محمد عن أبيه أبي جعفر الباقر في قوله تعالى( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ) قال : لم يصبه شيء من ولادة الجاهلية قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم( إني خرجت من نكاح ، ولم أخرج من سفاح ) وهذا مرسل جيد . وهكذا رواه البيهقي عن جعفر بن محمد عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله أخرجني من النكاح ولم يخرجني من السفاح ).
فابن كثير يتكلم عن النسب الشريف وطيب الأصل المنيف .
وابن كثير يتكلم بأنه حديث ضعيف (وهذا حديث غريب جدا من حديث مالك تفرد به القدامى وهو ضعيف ).
وعلى فرض صحة الحديث فالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ينفي ما تكلم به رجالُ كندة ، ويذكر نسبه إلى أبيه عبد الله بن عبد المطلب ، وأنه ولد من نكاح وليس من سفاح.
وابن كثير بعد تضعيفه للحديث يذكر شواهد على ما صح منه وهو أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولد من نكاح وليس من سفاح وأنه ابن أبيه .
وسأعود لقضية النسب الشريف لسيد ولد آدم محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد ذلك تحت عنوان منفصل ، وفقط أردت هنا بيان كيف يستدل زكريا بطرس بالمصادر الإسلامية الصحيحة مثل ابن كثير . فهو ـ زكريا بطرس ـ يكذب كذبا رخيصا مكشوفا حين يستدل بالمصادر الصحيحة التي يعترف بها المسلمون .
المثال الثالث :
يستدل من مسند الإمام أحمد ويقول على لسان الإمام أحمد ( عن ابن عباس قال وكان الرسول يطوف حول الحجر سبع لفات ثلاثة منها قافزا كالظباء وأربعة منها ماشيا في احترام للحجر المقدس من مسند أحمد الحديث2835 ) (6)
وسياق كلامه على أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان على ذات النُّسك التي كانت عليها الجاهلية من تقديس الأصنام وهي هنا الحجر الأسود على حد قوله قبَّحه الله .
وانظر أخي كيف يكذب كذبا مركبا مكشوفا .
الحديث بتمامه عند أحمد : عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ لَمَّا نَزَلَ مَرَّ الظَّهْرَانِ فِي عُمْرَتِهِ بَلَغَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أَنَّ قُرَيْشًا تَقُولُ مَا يَتَبَاعَثُونَ مِنْ الْعَجَفَِ فقَالَ أَصْحَابُهُ لَوْ انْتَحَرْنَا مِنْ ظَهْرِنَا فَأَكَلْنَا مِنْ لَحْمِهِ وَحَسَوْنَا مِنْ مَرَقِهِ أَصْبَحْنَا غَدًا حِينَ نَدْخُلُ عَلَى الْقَوْمِ وَبِنَا جَمَامَةٌ قَالَ لَا تَفْعَلُوا وَلَكِنْ اجْمَعُوا لِي مِنْ أَزْوَادِكُمْ فَجَمَعُوا لَهُ وَبَسَطُوا الْأَنْطَاعَ فَأَكَلُوا حَتَّى تَوَلَّوْا وَحَثَا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي جِرَابِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَقَعَدَتْ قُرَيْشٌ نَحْوَ الْحِجْرِ فَاضْطَبَعَ بِرِدَائِهِ ثُمَّ قَالَ لَا يَرَى الْقَوْمُ فِيكُمْ غَمِيزَةً (7) فَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ ثُمَّ دَخَلَ حَتَّى إِذَا تَغَيَّبَ بِالرُّكْنِ الْيَمَانِي مَشَى إِلَى الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ فَقَالَتْ قُرَيْشٌ مَا يَرْضَوْنَ بِالْمَشْيِ أَنَّهُمْ لَيَنْقُزُونَ نَقْزَ الظِّبَاءِ فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ فَكَانَتْ سُنَّةً قَالَ أَبُو الطُّفَيْلِ وَأَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ ذَلِكَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ "
ـ هل في الحديث شيء مما قاله بطرس ؛ اللهم قَوْلَةَ قريش ( تقافز الظباء ) التي كذب وادعى أنها قولة ابن عباس ، وقريش قالتها على سبيل المدح .. تتكلم بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحابته في قوتهم يمشون كما تمشي الظباء أو الغزلان ـ في رواية أبي داود (8)ـ وقد كانت تحسب أنهم يمتون من العَجَفْ ؟!
ـ وفي الحديث واحدة من معجزات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي مباركة الأكل للصحابة رضوان الله عليهم ، حتى أكلوا وملئوا جرابهم من الطعام ولم ينفد ، وهي معجزة تكررت كثيرا ،عمى عنها زكريا بطرس .. مر عليها وكأنه لا يراها ولابد أنه رآها ولكن { فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }[ الحج : 46]
ـ والحديث ليس بذات الرقم الذي ذكره بطرس ، وإنما برقم آخر (2646) فربما ينقل عن كذابٍ آخر ، وهي كذبة أخرى إذ أنه يدعي البحث وأن ما يتكلم به اطلع عليه بنفسه.
المثال الرابع :
بعد ذكر هذا الجزء من الآية :103 من سورة النحل {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ }. يقول مستدلا : هناك شخصيات كان يحوم حولها الشبهة أنها كانت تعلم محمد ـ وصلى الله على محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم ـ ويذكر من هؤلاء بلعام ، وعياش مولى عتبة بن أبي ربيعه وسلمان الفارسي وعدّاس و ميسرة ، يقول نصا ( دول كلهم كان يشار إليهم أنهم كلهم كانوا يملون عليه الكلام ده )(9) يعني القرآن .
ويكرر ذات الكلمات في مكان آخر قائلا جاء في كتب التفاسير . . القرطبي والطبري وابن كثير والنسفي والنيسابوري والبضاوي ـ ويعد على أصابعه بما يعني الكثرة ـ أن معارضي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانوا يشيرون إلى عبد رومي .اسمه بلعام أو يعيش ... وهذا اعتراف من علماء المسلمين بأن محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانت له علاقات مع علماء النصارى يجتمع معهم ويسمع منهم.(10)
وهذا كذب هزيل قبيح .
ـ الآية بتمامها تقول : {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ }[ النحل : 103]
فهي تحكي قول قريش .. إنما يعلمه بشر ، وترد عليه وتنفيه وتتعجب منه ، إذ أن الذين سمّت قريش عجم لا يتكلمون العربية وهذا القرآن بلسان عربي مبين عجز الفصحاء والبلغاء من العرب أن يأتوا بمثله { لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ }[ النحل : 103]
ـ والمفسرون يقولون ( وكانوا إذا سمعوا من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما مضى وما هو آتٍ مع أنه أمي لم يقرأ قالوا : إنما يعلمه ( جبر ) وهو أعجميُّ ؛ فقال الله تعالى : " لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين " أي كيف يعلمه ( جبر ) وهو أعجمي هذا الكلام الذي لا يستطيع الإنس والجن أن يعارضوا منه سورة واحدة فما فوقها ) القرطبي عند تفسير الآية.
وابن كثير يقول : يقول تعالى مخبرا عن المشركين ما كانوا يقولونه من الكذب والافتراء والبهت أن محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنما يعلمه هذا الذي يتلوه علينا من القرآن بَشر ويشيرون إلى رجل أعجمي كان بين أظهرهم غلام لبعض بطون قريش وكان بياعا يبيع عند الصفا وربما كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجلس إليه ويكلمه بعض الشيء وذاك كان أعجمي اللسان لا يعرف العربية أو أنه كان يعرف الشيء اليسير بقدر ما يردّ جواب الخطاب فيما لا بد منه فلهذا قال الله تعالى ردا عليهم في افترائهم ذلك " لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين " .
ويقول الطبري " يقول تعالى ذكره : ولقد نعلم أن هؤلاء المشركين يقولون جهلا منهم : إنما يُعلم محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا الذي يتلوهُ بشر من بني آدم ، وما هو من عند الله . يقول الله تعالى ذكره مكذبهم في قيلهم ذلك : ألا تعلمون كذب ما تقولون ؟ إن لسان الذي تلحدون إليه ، يقول تميلون إليه . بأنه يُعلم محمدا ، أعجمي . وذلك أنهم فيما ذُكر كانوا يزعمون أن الذي يُعلم محمدا هذا القرآن عبد رومي فذلك قول الله تعالى { لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ } .
المثال الخامس :
وانظر هذه ، ولا أحسبك ستنصت له بعدها .
ـ يقول : النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ اتبع ملة آبائه والدليل على ذلك من القرآن في سورة يوسف واتبعت ملة آبائي إبراهيم واسحق يوسف الآية 38 .(11)
والآية تتكلم على لسان يوسف ـ عليه السلام ـ وهذا هو السياق كاملا : { وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ . قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ . وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ . يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ . مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ . يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَان . وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ}[ يوسف :36ـ42]
الآية تتكلم عن يوسف عليه السلام ، وآبائه إبراهيم وإسحاق أنبياء ، يستدل بها ليوهم القارئ بأن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بادئ أمره لم يأت بجديد وكان على ذات الوثنية التي كان عليها قومه .
===============================================================كل شيئ في الجنة للرجال, فماذا عن النساء ؟؟
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمد لله رب العالمين
و الصلاة والسلام على سيد الأولين و الآخرين,
و على آله و صحبه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
و أرضى اللهم عنا معهم أجمعين, اللهم أمين
أخوتي الكرام , ما كان الله بظلام لعباده الصالحين
و الله عند حسن ظن عبده به , و ما العدل إلا اسم من أسماء الله تعالى
و لا يوجد من يؤمن بالله و اليوم الأخر و يشك للحظة بأن يوم الحساب هو يوم العدل العظيم , العدل المطلق الذي طالما أفتقدناه في حياتنا الدنيا
و لا توجد مؤمنة تؤمن بالله و اليوم الأخر و تخشى ألا يعدل الله و ألا يجازيها ما تحب و تبغى من كل نعيم تتمناه
و قد جاء في الحديث :
رَوَى التِّرْمِذِيّ عَنْ أُمّ عُمَارَة الْأَنْصَارِيَّة أَنَّهَا أَتَتْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ,
فَقَالَتْ : مَا أَرَى كُلّ شَيْء إِلَّا لِلرِّجَالِ , وَمَا أَرَى النِّسَاء يُذْكَرْنَ بِشَيْءٍ ! فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة :
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35)
الأحزاب
و قد أخبرنا عز و جل في كتابه الحكيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)التوبة
بسم الله الرحمن الرحيم
لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا (5)
الفتح
بسم الله الرحمن الرحيم
يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)
الحديد
و قد نقلت لكم هذا المقال من منتدى محجوب أرى أن فيه النفع و الرد على الشبهة إن شاء الله
للرجال في الجنه حورالعين ....فماذا للنساء ؟؟
عند ذكر الله للمغريات الموجودة في الجنة من أنواع المأكولات والمناظر الجميلة والمساكن والملابس فإنه يعمم ذلك للإثنين ( الذكر والأنثى ) فالجميع يستمتع بما سبق. ويتبقى: أن الله قد أغرى الرجال وشوقهم للجنة بذكر ما فيها من ( الحور العين ) و ( النساء الجميلات ) ولم يردمثل هذا للنساء.. فقد تتساءل المرأة عن سبب هذا !؟
والجواب
1- أن الله: لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون [الأنبياء:23]، ولكن لا حرج أن نستفيد حكمةهذا العمل من النصوص الشرعية وأصول الاسلام فأقول:
2- أن من طبيعة النساءالحياء – كما هو معلوم – ولهذا فإن الله – عز وجل – لايشوقهن للجنة بما يستحين منه.
3- أن شوق المرأة للرجال ليس كشوق الرجال للمرأة – كما هو معلوم – ولهذا فإن الله شوّق الرجال بذكر نساء الجنة مصداقا لقوله : { ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء } [أخرجه البخاري] أما المرأة فشوقها إلى الزينة من اللباس والحلي يفوق شوقها إلى الرجال لأنه مما جبلت عليه كما قال تعالى أومن ينشأ في الحلية الزخرف:18].
4- قال الشيخ ابن عثيمين: إنما ذكر – أيالله عز وجل – الزوجات للأزواج لأن الزوج هو الطالب وهو الراغب في المرأة فلذلك ذكرت الزوجات للرجال في الجنة وسكت عن الأزواج للنساء ولكن ليس مقتضى ذلك أنه ليس لهن أزواج.. بل لهن أزواج من بني آدم.
فائدة
** المرأة لاتخرج عن هذه الحالات في الدنيا فهي...
1- إما أن تموت قبل أن تتزوج.
2- إما أن تموت بعد طلاقها قبل أن تتزوج من آخر.
3- إما أن تكون متزوجة ولكن لا يدخل زوجها معها الجنة، والعياذ بالله.
4- إما أن تموت بعد زواجها.
5- إما أن يموت زوجها وتبقى بعده بلا زوج حتى تموت.
6- إما أن يموت زوجها فتتزوج بعده غيره.
** هذه حالات المرأة في الدنيا ولكل حالة ما يقابلها في الجنة..
1- فأما المرأة التي ماتت قبل أن تتزوج فهذه يزوجها الله – عزوجل – في الجنة من رجل من أهل الدنيا لقوله : { ما في الجنةأعزب } [أخرجه مسلم]، قال الشيخ ابن عثيمين: إذا لم تتزوج – أي المرأة – في الدنيا فإن الله تعالى يزوجها ماتقر بها عينها في الجنة.. فالنعيم في الجنة ليس مقصورا على الذكور وإنما هو للذكور والإناث ومن جملة النعيم: الزواج.
2- ومثلها المرأة التي ماتت وهي مطلقة.
3- ومثلها المرأةالتي لم يدخل زوجها الجنة. قال الشيخ ابن عثيمين: فالمرأةإذا كانت من أهل الجنة ولم تتزوج أو كان زوجها ليس من أهل الجنة فإنها إذادخلت الجنة فهناك من أهل الجنة من لم يتزوجوا من الرجال. أي فيتزوجها أحدهم.
4- وأما المرأة التي ماتت بعد زواجها فهي – في الجنة – لزوجها الذي ماتت عنه.
5- وأما المرأةالتي مات عنها زوجها فبقيت بعده لم تتزوج حتى ماتت فهي زوجة له في الجنة.
6- وأما المرأة التي مات عنها زوجها فتزوجت بعده فإنها تكون لآخرأزواجها مهما كثروا لقوله : { المرأة لآخر أزواجها }
[سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني].
ولقول حذيفة لامرأته: ( إن شئت أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تزوجي بعدي فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا فلذلك حرم الله على أزواج لنبي أن ينكحن بعده لأنهن أزواجه في الجنة ).
مسألة: قد يقول قائل: إنه قد ورد في الدعاء للجنازة أننا نقول ( وأبدلها زوجا خيرا من زوجها ) فإذا كانت متزوجة.. فكيف ندعوا لها بهذا ونحن نعلم أن زوجهافي الدنيا هو زوجها في الجنة وإذا كانت لم تتزوج فأين زوجها؟
والجواب كما قال الشيخ ابن عثيمين: 'إن كانت غير متزوجة فالمراد خيرا من زوجهاالمقدر لها لو بقيت وأما إذا كانت متزوجة فالمراد بكونه خيرا من زوجها أي خيرامنه في الصفات في الدنيا لأن التبديل يكون بتبديل الأعيان كما لو بعت شاةببعير مثلا ويكون بتبديل الأوصاف كما لو قلت لكبدل الله كفر هذا الرجل بإيمانوكما في قوله تعالى: ويوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات [إبراهيم:48]،
والأرض هي الأرض ولكنها مدت والسماء هي السماء لكنهاانشقت'.
فائدة
ورد في الحديث الصحيح قوله للنساء: { إني رأيتكن أكثر أهل النار...} وفي حديث آخر قال : { إن أقل ساكني الجنة النساء } [أخرجه البخاري ومسلم]، وورد في حديث آخر صحيح أن لكل رجل من أهل الدنيا ( زوجتان ) أي من نساء الدنيا. فاختلف العلماء – لأجل هذا – في لتوفيق بين الأحاديث السابقة: أي هل النساء أكثر في الجنة أم في النار؟
فقال بعضهم: بأن النساء يكن أكثر أهل الجنة وكذلك أكثر أهل النار لكثرتهن. قال القاضي عياض: ( النساء أكثرولد آدم ).وقال بعضهم: بأن النساء أكثر أهل النار للأحاديث السابقة. وأنهن – أيضا – أكثر
أهل الجنة إذا جمعن مع الحور العين فيكون الجميع أكثر من الرجال في الجنة.
وقال آخرون: بل هن أكثر أهل النار في بداية الأمر ثم يكن أكثر أهل الجنة بعد أن يخرجن من النار – أي المسلمات –قال القرطبي تعليقا على قوله : { رأيتكن أكثر أهل النار } : ( يحتمل أن يكون هذا في وقت كون النساء في الناروأما بعدخروجهن في الشفاعة ورحمة الله تعالى حتى لا يبقى فيها أحد ممن قال: لاإله إلاالله فالنساء في الجنة أكثر ).
الحاصل: أن تحرص المرأة أن لاتكون من أهل النار.
فائدة
إذا دخلت المرأة الجنة فإن الله يعيد إليها شبابها وبكارتها لقوله : { إن
الجنة لايدخلها عجوز إن الله تعالى إذاأدخلهن الجنة حولهن أبكارا}
فائدة
ورد في بعض الآثار أن نساء الدنيا يكن في الجنة أجمل من الحور لعين بأضعاف كثيرة نظرا لعبادتهن الله.
فائدة
قال ابن القيم ( إن كل واحد محجور عليه أن يقرب أهل غيره فيها ) أي في الجنة.
وبعد: فهذه الجنة قد تزينت لكن معشر النساء كما تزينت للرجال في مقعد صدق عندمل يك مقتدر فالله الله أن تضعن الفرصة فإن العمرعما قليل يرتحل ولا يبقى بعده إلا الخلود الدائم، فليكن خلودكن في الجنة – إن شاء الله – واعلمن أن الجنة مهرها الإيمان والعمل الصالح وليس الأماني الباطلة مع التفريط وتذكرن قوله : {
إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت
زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت
سبحان الله،والحمد لله، ولا إله إلا الله و الله أكبر
منقول
وهذا رد الدكتور محمد العوضى حول سبب كون الرجل له حور، وليس للمرأة مثله؟
عن هذه الشبهة، وإليك نص كلامه قال: ألقيت محاضرة بعنوان (الإسلام والإعاقة البصرية)، فرحت جداً بتعليقات ومشاركات وتساؤلات المكفوفين حول الموضوع، وكان أطول تعليق لمن كان يجلس معي على المنصة الأستاذ جون الدنماركي، وهو أمين سر الاتحاد العالمي، كفيف لكنه نابه جداً ومرتب الأفكار، وفعلاً يصلح أن يكون ناطقاً باسم المكفوفين، بعد أن شكر المحاضرة وألقى مداخلته، قال: عندي سؤال خارج عالم المكفوفين يخص الإسلام، وكان سؤاله: نلاحظ أن القرآن عندما يتطرق لموضوع نعيم الجنة فإنه يعد الرجال بالنساء والزوجات والجواري، ويعطيهم حقهم بينما لا نجد في المقابل عطاء مماثلاً لإشباع حاجات النساء الغريزية أي أن الرجل يحظى بالنعيم الأوفر، أليس في ذلك تحيزاً؟!
قلت له: يا أستاذ جون، سؤال جميل، ولعلمك أيها الضيف الدنماركي أن رسالتي في الدكتوراه موضوعها قضايا المسلمة وشبهات العلمانيين، فالجواب سهل، إن الله لم يفرق في العطاء الأخروي بين الذكور والإناث من حيث الإجمال، فقد وعد كلا منهما على حد سواء بالمثوبة الكبرى والأجر العظيم.
وأن لهم جميعاً في الجنة ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين، الآيات كثيرة منها على سبيل المثال: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ. وقال تعالى: مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ. فمن حيث الإجمال، الخطاب والعطاء القرآني واحد، ولكن لماذا عند ما جاء عند الجانب الغريزي فصل القرآن للرجال وأوجز للنساء؟ هنا تأتي المعجزة التربوية، فإنه معلوم من النفس البشرية أن الحب عند الرجل يتمحور بالأفعال، بينما عند المرأة يكمن في المشاعر والملاطفة، فهو غريزة تتبعها عاطفة، أما هي فعاطفة مقدمة على الغريزة، أو كما تقول (بربارا دي انجلس) المختصة في الدراسات الأسرية وصاحبة الكتاب المشهور (أسرار عن الرجل على المرأة معرفتها)، الحب أفعال عند الرجال وأسرار عند النساء، بل إننا نجد في الشعر إياً كان مصدره عربياً أو أوروبياً قديماً وحديثاً الغزل فيه ينطلق من الرجال تجاه النساء والعكس قليل.
فالرجل يعلن رغبة ويطلب، وجمال المرأة في التمنع والتلطف في الطلب، وحتى نحن عندما نداعب أولادنا نقول: إذا نجحت يا ولدي بنسبة عالية سأزوجك فتاة آية في الحسن، ولكن لا يقول الرجل لابنته إذا تفوقت في الدراسة سأزوجك فحلا من فحول الرجال! ضجت القاعة بالضحك، إنه كما يقول الفيلسوف الألماني نيتشة (الملحد): المرأة تحقق ذاتها في (هو يريد) والرجل في (أنا أريد)، وكتاب (جنس الدماغ) لعالمة الوراثة البريطانية آن موير، وكتاب (الرجال من المريخ والنساء من الزهرة) للأمريكي أشهر علماء الأسرة جون حرية، وكتاب (الذكاء العاطفي) لدانييل جولمان، والبحوث العلمية كلها تؤكد على الفوارق الدقيقة من عواطف الحب والتجاذب بين الجنسين، والبحوث العلمية كلها تؤكد على الفوارق الدقيقة من عواطف الحب والتجاذب بين الجنسين، وإذا كان البشر يراعون في خطابهم هذه الفوارق أفلا يراعيها رب البشر؟!. انتهى
...............................
===============================================================الرد على : المطلقة لا تعود لزوجها إلا بعد أن ينكحها رجل آخر
بسم الله الرحمن الرحيم
المطلقة لا تعود لزوجها إلا بعد أن ينكحها رجل آخر
فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (البقرة 230).
الطلاق مأخوذ من الانطلاق والتحرر، فكأنه حل عقدة كانت موجودة وهي عقدة النكاح. وعقدة النكاح هي العقدة التي جعلها الله عقداً مغلظاً وهي الميثاق الغليظ، فقال تعالى:
{وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً}
(من الآية 21 سورة النساء)
إنه ميثاق غليظ لأنه أباح للزوجين عورات الآخر، في حين أنه لم يقل عن الإيمان إنه ميثاق غليظ، قال عنه: "ميثاق" فقط، فكأن ميثاق الزواج أغلظ من ميثاق الإيمان. والحق سبحانه وتعالى يريد أن يربي في الناس حل المشكلات بأيسر الطرق. لذلك شرع لنا أن نحل عقدة النكاح، ونهاية العقدة ليست كبدايتها، ليست جذرية، فبداية النكاح كانت أمراً جذريا، أخذناه بإيجاب وقبول وشهود وأنت حين تدخل في الأمر تدخله وأنت دارس لتبعاته وظروفه، لكن الأمر في عملية الطلاق يختلف؛ فالرجل لا يملك أغبار نفسه، فربما يكون السبب فيها هيناً أو لشيء كان يمكن أن يمر بغير الطلاق؛ فيشاء الحق سبحانه وتعالى أن يجعل للناس أناة وروية في حل العقدة فقال: "الطلاق مرتان" يعني مرة ومرة، ولقائل أن يقول: كيف يكون مرتين، ونحن نقول ثلاث ة؟ وقد سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال يا رسول الله قال الله تعالى: "الطلاق مرتان" فلم صار ثلاثا؟
فقال صلى الله عليه وسلم مبتسماً: "فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان". فكأن معنى "الطلاق مرتان"، أي أن لك في مجال اختيارك طلقتين للمرأة، إنما الثالثة ليست لك، لماذا؟ لأنها من بعد ذلك ستكون هناك بينونة كبرى ولن تصبح مسألة عودتها إليك من حقك، وإنما هذه المرأة قد أصبحت من حق رجل آخر ..
{حتى تنكح زوجاً غيره}
(من الآية 230 سورة البقرة)
أما قول الرجل لزوجته أنت "طالق ثلاثاً" يعتبر ثلاث طلقات أم لا ؟ نقول : إن الزمن شرط أساسي في وقوع الطلاق، يطلق الرجل زوجته مرة، ثم تمضي فترة من الزمن، ويطلقها مرة أخرى فتصبح طلقة ثانية، وتمضي أيضا فترة من الزمن وبعد ذلك نصل لقوله: "فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان" ولذلك فالآية نصها واضح وصريح في أن الطلاق بالثلاث في لفظ واحد لا يوقع ثلاث طلقات، وإنما هي طلقة واحدة،
وحكمة توزيع الطلاق على المرات الثلاث لا في العبارة الواحدة، أن الحق سبحانه يعطي فرصة للتراجع. وإعطاء الفرصة لا يأتي في نفس واحد وفي جلسة واحدة. إن الرجل الذي يقول لزوجته : أنت طالق ثلاثاً لم يأخذ الفرصة ليراجع نفسه ولو اعتبرنا قولته هذه ثلاث طلقات لتهدمت الحياة الزوجية بكلمة. ولكن عظمة التشريع في أن الحق سبحانه وزع الطلاق على مرات حتى يراجع الإنسان نفسه، فربما أخطأ في المرة الأولى، فيمسك في المرة الثانية ويندم. وساعة تجد التشريع يوزع أمراً يجوز
أن يحدث ويجوز ألا يحدث، فلابد من وجود فاصل زمني بين كل مرة.
فمادام قد قال: "فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان" وقال: "الطلاق مرتان" أي أن لكل فعل زمناً، فذلك يتناسب مع حلقات التأديب والتهذيب، وإلا فالطلاق الثلاث بكلمة واحدة في زمن واحد، يكون عملية قسرية واحدة، وليس فيها تأديب أو إصلاح أو تهذيب، وفي هذه المسألة يقول الحق: "ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئاً" لأن المفروض في الزوج أن يدفع المهر ، فإذا ما حدث الطلاق لا يحل للمطلق أن يأخذ من مهره شيئاً، لكن الحق استثنى في المسألة فقال: "إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به".
وبذلك تبين لنا أنه إن وصلت الأمور بين الزوجين إلى مرحلة اللا عودة فلابد من درس قاس؛ فلا يمكن أن يرجع كل منهما للآخر بسهولة. لقد أمهلهما الله بتشريع البينونة الصغرى التي يعقبها مهر وعقد جديدان فلم يرتدعا، فكان لابد من البينونة الكبرى، وهي أن تتزوج المرأة بزوج آخر وتجرب حياة زوجية أخرى. وبذلك يكون الدرس قاسياً.
فالحكم كله في يد المطلقة ، فإن أرادت أن تتزوج لتجرب زوجاً آخر يعرف معنى المسؤلية ، فلها مطلق الحرية .... وإن طلقها الزوج الثاني بسبب استحالة العشرة أو لسبب الموت ، فلها الحق أن ترجع لزوجها الاول او لا ترجع فلها مطلق الحرية .
إذن فالطلاق لا يتكرر إلى مالانهاية، ذلك إن تكرار الطلاق يجعل الزوج في وضع الحاكم المطلق الذي لا تتحدد تصرفاته، ويجعل الحياة الزوجية تحت طائلة نزوات الزوج.
وعلى الزوج بعد الطلاقين أن يختار أحد الأمرين:
إما الإمساك بزوجته بمعروف، وزواج صالح ومعاشرة حسنة، وإما إنهاء العلاقة الزوجية للأخير، وإعطاءها حقوقها كاملة بل والإحسان إليها إضافة إلى الحقوق.
وعند الطلاق يبقى المهر عند المرأة، ولا يحل للرجل إسترجاعه إلا في حالة واحدة هي: تنازل المرأة عن مهرها بإزاء قبول الرجل بطلاقها، إن هي أرادت الطلاق.
وبعد الطلاق الثالث، تحرم الزوجة على الزوج حتى تتزوج من رجل آخر زواجاً دائماً ويباشرها الزوج مباشرة جنسية كاملة، ثم إن طلقها تحل للزوج الأول بعقد جديد إن شاءت ذلك.
ولكن لا يجوز للزوج أن يعود إليها بهدف الإضرار بها، بل لكي يؤسسا - فعلاً - حياة عائلية متينة تقوم على حدود الله وأحكامه.
وبهذا نجد أن الله عز وجل شرع احكام الطلاق للحفاظ على الكيان الأسري في الإسلام وأن يحمي المرأة من اخطاء الأزواج .
والله أعلم .
.......................................
من خواطر / الشيخ الشعراوي
==============================================================
لماذا يسمح الاسلام بضرب المراة و علانية في القران الكريم؟
الأخت الفاضلة .. نور الأمل .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- يقول الله تعالى في القرآن الكريم "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا"
- عن السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما له ولا امرأة.
- هذه الكلمات من أواخر كلمات الرسول صلى الله عليه وسلم قبل وفاته " ايها الناس اتقوا الله في النساء اتقوا الله في النساء اوصيكم بالنساء خيرا
- لقد أوصى رسول الله بالنساء خيراً فقال "ماأكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم"
- لقد أوصى رسول الله بالنساء خيراً فقال " استوصوا بالنساء خيرا "
- النبي صلى الله عليه وسلم يقول "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي "
- النبي صلى الله عليه وسلم يقول "من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله"
- النبي صلى الله عليه وسلم يقول "اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله"
- النبي صلى الله عليه وسلم يقول "استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإذا ذهبت تقيمُه كسرت وإذا تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا"
- النبي صلى الله عليه وسلم يقول "حتى اللقمة تضعها في في امرأتك يكون لك بها صدقة"
- تقول السيدة عائشة رضي الله عنها "كنت أشرب وأنا حائض ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فمه على موضع فميَّ فيشرب عليه الصلاة والسلام" ما هذه المعاملة الحسنة؟ اين نجاسة الحائض في الكتاب المقدس؟
- تقول السيدة عائشة رضي الله عنها "كان عليه الصلاة والسلام في مهنة أهله فإذا نودي بالصلاة خرج إليها وكأنه لا يعرفنا"
- النبي صلى الله عليه وسلم يقول "النساء شقائق الرجال"
- عن صفية بنت حيي أم المؤمنين رضي الله عنها قالت "ما رأيت أحسن خلقًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم"
- روي أنه صلى الله عليه وسلم وضع ركبته لتضع عليها زوجه صفية رضي الله عنها رجلها حتى تركب على بعيرها
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" .. فهل يمكن أن تتزوج الفتاة رجل عربيد يضربها ثم تهاجم الاسلام وتقول إنه يسمح للزوج بضرب وزوجته؟
- الأخت الفاضلة .. "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ لَيْلًا يَتَخَوَّنُهُمْ أَوْ يَلْتَمِسُ عَثَرَاتِهِمْ'"رواه البخاري ومسلم
- الأخت الفاضلة .. حتى في حالة الطلاق ابغض الحلال إلى الله يوصي الله الرجل بالمرأة خيرا "وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلَا تَتَّخِذُوا آَيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ "
- الأخت الفاضلة .. مرة ثانية حتى في حالة الطلاق ابغض الحلال إلى الله يوصي الله الرجل بالمرأة خيرا "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا. فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ "
- الأخت الفاضلة .. عندما يقول القرآن الكريم .. "فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا. وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا" .. فإن النبي صلى الله عليه وسلم يفسره لنا فيقول "اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ لَيْسَ تَمْلِكُونَ مِنْهُنَّ شَيْئًا غَيْرَ ذَلِكَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ فَإِنْ فَعَلْنَ فَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا" .. رواه الترمذي وابن ماجة.
- الأخت الفاضلة .. هل تعرفين معنى "فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا" .. هذا أمر من الله العلي الكبير لعباده المسلمين .. أن لايظلموا المرأة ابدا .. فإن الله هو الذي يدافع عنها .. فكيف لنا بمن يدافع الله عنهن؟ .. وهل استطيع أنا كعبد مسلم لله أن أعاند أمام الله؟
……………………………….
===============================================================قراءة هادئة في كبرى قضايا زكريا بطرس
محمد جلال القصاص
mgelkassas@hotmail.com
آخية زكريا بطرس التي يدور حولها هي نفي نبوة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا هو قطب الرحى الذي يدور حوله . وحين ترصد كلامه عن الوحي الإلهي ومحاولة صرف النبوة عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، تجد أنه كغيره ممن تكلم في هذه القضية يُكذِّب نفسه ولا يملك حقيقة يعطيها للناس ، وحين أردت أن أسرد أقوال زكريا بطرس في نفي نبوة النبي صلى الله عليه وسلم ـ وأنه لم يكن يتنزل عليه وحي من عند الله وبالتالي أرد عليها وجدت أن أفضل رد عليه هو أن أضع أقواله فقط أمام القارئ ، وما أن تتجاور أقواله حتى يظهر عورها وسوء حالها ، ويكذب بعضها بعض ، وهذه أقوال في نفي الوحي عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع قليل من التعليق .
ـ مرة يقول أن السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ هي التي أعدت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للنبوة ، يقول : كانت ذات مال .. ثرية وتريد مَلِكا كي يؤمن لها طريق التجارة (1)
قلتُ : ما كان هناك مَنْ ولا ما يخيف السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ على مالِها كي تبحث عن مَنْ يؤمنه لها ، قد كانت شريفة نسيبة حسيبه ، ولم يكن أحد من العرب ولا العجم يتجرأ على تجارة قريش كلها ، كانت القوافل تسير إلى الشام وإلى اليمن آمنة من جوع وآمنة من خوف .
ثم لم تكن البعثة النبوية سببا في حصول أمنها ونماء مالها بل أكسدت تجارتها وذهبت بمالها وجلبت عليها الهموم والأحزان فيما يبدوا للناس ؛ فقد انشغل القائم على تجارتها أعني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحاصرت قريشٌ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن تبعه ومن ناصره ـ ومنهم السيدة خديجة رضي الله عنها ـ فلم تَشْتر منهم ولم تبع لهم ، واضطرتهم إلى وديان مكة بين الجبال على الحصى في شعب من شعاب حتى أكلوا ورق الشجر من الجوع ومصّوا الحجر من العطش ، ثم تركوا ديارهم وأموالهم وخرجوا من مكة كلها ، وقد كانت السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ تشجع على هذا كله .
ـ ومرةَ يقول أنه شيطان تلبس به ؛ ويؤكد لمن يسمعه أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان مستيقنا بأن الذي خرج له في الغار شيطان ، وأن خديجة هي التي أقنعته بأنه وحي لا شيطان وأنه هو نبي هذه الأمة واختبرت له الوحي وأقنعته بذلك (2)
وأخوه ـ في الكفر والصد عن سبيل الله ـ يُكذِّبُه ووجهه في وجهه إذ يقول الدكتور رأفت العماري بأن السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ كانت قد تزوجت (نباش ) وكانت الجنُّ قد لبََسَته وراحت من خلاله ـ أي الجن ـ تتعامل مع الناس ، فقدم عليه الناس في بيته ـ بيت خديجة ـ وعمَّروا البيت ليلا ونهارا ، وبعد وفاة ( نبّاش ) استوحشت خديجة ـ ورضي الله عن السيدة خديجة ولعن الله هذا الأفاك الأثيم ـ من قلة الزائرين وأرادت أن تعيد هذه الحياة الموجودة في بيتها عن طريق زوجها الجديد محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ (3)
وفي ذات الحلقة يقول هذا ( البكَّاش ) (4)بأن الوحي كان ترتيبا بين خديجة وأبي بكر ـ لاحظ وليس ورقة وليست السيدة خديجة وحدها ـ ودليل ذلك ـ هذا قوله ـ أن الوحي لم يأت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا في لحاف عائشة(5)
وهو ( بكاش ) نضحك من كلامه ونطويه ولا نرويه .
ـ ومرة يقول بطرس ومن معه بأن ورقة بن نوفل كان يبحث عن بديل له .. خليفة يخلفه في القيام بالنصرانية بمكة هو وبنت أخيه خديجة ولذا علَّم محمد ودرّبه وبعد وفاته هو وخديجة تمرد محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وخرج على الناس بالإسلام بعد وفاة خديجة (6)
ولا تضحك ، ليست مزحة والله ، بل كلام يدعون أنه علمي أتى به البحث ( النـزيه ) ( المجرد ) ، وهناك من يصدق هذا الكلام !!
ونقول : ما كانت خديجة ـ رضي الله عنها ـ نصرانية ، ولا كان ورقة يبحث عن أتباع فضلا عن خليفة يخلفه في أتباعه ، كان فردا يعبد ربه سرا ، يذكي نفسه وربما تحدث بشيء إلى ضيفه ، ولم يحمل لواء دعوة إلى الله ، ولم يجلس لقريش في ناديها يقول لهم أعبدوا الله ما لكم من إله غيره ، كان وحيدا يحدث نفسه . وما كانت خديجة نصرانية ولا كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ نصرانيا قبل البعثة . ولا كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل البعثة يدري ما الكتاب ولا الإيمان ، ما عنده علم بشيء من أخبار السابقين ولا المعاصرين ، كان في غفلة عن هذا كله . هذا ما نقرأه في كتبنا .
ـ ومرة يقول أحدهم بأن شيئا من هذا لم يحدث ، لم ينزل عليه ملك ، وهي قصة ملفقه ، يستدل هذا الجهول (7)بأن الذي ظهر للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الغار قال له اقرأ فقرأ ، ويتساءل ـ وكأني به يضع أصبعه على رأسه عجبا بعقله إذ أتى بغريبة عجيبة لم يفطن إليها غيره ، وهي النملة تفرد ساقيها بين بني النمل فرحا بقوتها ـ مدللا كيف يقول له اقرأ وليس معه صحف يقرأ منها ؟ إذا القصة ملفقة وما كان وحيا يوحى .!!
ويهش ويبش الكذاب اللئيم زكريا بطرس لهذا الرأي ويسكت تأيدا؟
ويجلس أحدنا أمام شيخه في الكتَّاب ـ ومصر كلها كتاتيب إلى اليوم ـ أو في المسجد فيناديه إقرأ من أول كذا ، فيقرأ بلا مصحف ؟
وتُتَمتم بشفتيك فيراك قريب منك فيناديك أشيء يا أبا فلان ؟ فتقول : لا إنما أقرأ من القرآن .
قراءة القرآن لا تعني فتح المصحف والنظر فيه ، وإنما تلاوته بمصحف أو غيبا بلا مصحف . فما العجب إذا أن يقول له إقرأ ويقرأ ؟
ومرة يقول كان جدّه عبد المطلب ملكا وجد أبيه قصي كان ملكا وخرج في الناس يطلب ملك أبيه ، ويصرح بأنها كان هاشمية تطلب الملك على العرب (8)
وهذا كلام ، كل أخبار السيرة تكذبه .
فلم يخرج في قريش ملكٌ منذ ظهرت قريش ، لا عبد المطلب ولا قصي ولا غيرهما ، بل لم تلد مُضر كلها مَلِكا تملك عليها في الجاهلية .
وأول من تصدى للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو عمّه أبو لهب بن عبد المطلب ، وكان ابن عمه وأخوه في الرضاعة أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب من أشد الناس عليه وعلى أصحابه ، وحين دعاهم وأبلغهم دعوة ربه سخروا واستهزءوا ، ولم يسلم معه من بني هاشم إلا صبيان ( علي وجعفر ) ابنا أبي طالب .ثم نفر أو نفران بعد سنين طويلة من الدعوة ، وفي أول معركة أسر العباس بن عبد المطلب ، وعقيل ابن أبي طالب ، وبالكاد فرّ أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب . وكانت ثاني الغزوات بعد غزوة بدر الكبرى مع حلفاء بني هاشم وأخوالهم وهم بنو سُلَيم (9) ، بل كانت الحرب كلها مع قريش أبناء عمومته ، ومع مُضر ( غطفان وسليم وهوازن وثقيف ) وهم الدائرة الثانية من حيث القرابة .
والدعوة قامت على سواعد قبيلتين غير قريش وليسوا من مضر كلها ولا من عدنان كلها . . الأوس والخزرج (10)فكيف يقال كانت هاشمية أو قرشية ؟!
ألا لعنة الله على الكذّابين .
ـ ومرة يقول ـ قبحه الله ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ظهر في فترة كثر فيها من ادعى النبوة وأن ذلك من تأثير حكايات يهود (11)
وكالعادة يكذب ، فقبل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يدَّع أحد النبوة قط ، ولم يفكر أحد في ذلك ، بل غاية ما هنالك أن اعتزل نفرٌ ما كانت عليه العرب من شرك ، وهم الحنفاء وكانوا يُعدون على أصابع اليد كما تقدم ، أما الذين ادعوا النبوة فقد جاءوا في نهاية بعثة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل وفاته ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعام تقريبا ، ولم تكن لهم دعوة ولا كتاب كالقرآن ، ولا تبعهم أحد غير قومهم ، ولم تتحرك دعوتهم خارج ديارهم .. جميعهم قتلوا على يد المسلمين فيما يعرف تاريخيا بحروب الردَّة ، ولم يكتب لهم نصر في هذه الحياة ، وهذه أمارة أخرى على نبوة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ أن الأدعياء الكذبة يموتون قتلى ولا يكتب لهم نصر في هذه الحياة كما ينص الكتاب ( المقدس ) .
وكانت يهود بين ظهراني العرب من مئات السنين قبل بعثة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولم يخرج أحد يدعي النبوة لا من يهود ولا من العرب قاطبة حتى جاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأين كانت ثقافة يهود ؟!
وكل الذين ادعوا النبوة بعد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جاءوا بعد العام الثاني والعشرين من البعثة النبوية أي بعد ثلاث سنوات من القضاء على يهود وإخراجهم جميعهم من الجزيرة العربية إلا نفر يثيرون الأرض ويسقون الحرث. ولم يتكلم أحد منهم بأن يهود ثقفته .
قد كانت يهود تبشر بمقدم نبي ، وأنه سيهاجر إلى يثرب ( المدينة المنورة ) ، وكانت تخوف به جيرانها من الأوس والخزرج وغطفان ، تقول لهم (إنه قد تقارب زمان نبي يبعث الآن نقتلكم معه قتل عاد وإرم )، كانت في المدينة وأجوارها تنتظر ظهور هذا النبي العظيم ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم لما جاءهم ما عرفوا كفروا به (12) وهذا قول الله تعالى : { وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ }[ البقرة : 89].
لم يكن ليهود أحاديث وثقافات تبثها بين العرب عن مُلك يؤخذ بنبوة ، بل إن يهود لا تقول عن داود عليه السلام أنه نبي ، فهو عندها ملك وليس نبي ، وإنما تكلمت يهود عن نبي واحد يبعث ويهاجر إلى يثرب وزعمت أنها تتبعه وتقتل به العرب والعجم . هذا هو حديث يهود في الجاهلية لم نسمع غيره . اللهم أكاذيب زكريا بطرس التي يرويها عن إخوانه من الكافرين والمنافقين .
ومرة يقول علّمه بحيرى الراهب لينشر المذهب النسطوري في الجزيرة العربية .
وهو يقر ويعترف بأن كتب المسلمين لم تتكلم أن بحيرى جلس للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتعلم منه ، وإنما التقاه مرة وهو صبي وتعرف عليه وذكر أنه سيكون نبيا ، والثانية أشار إليه من بعيد ولم يجلسا سويا ، وما بعد ذلك مما يقال عن تعليم بحيرى للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو من أقوال النصارى . يتكلمون من أم رأسهم بما يحلو لهم . وكله كذب .
ويهود تقول علمه الحاخام اليهودي ( ألفونسو ) ، ولا أدري من ألفونسو هذا ؛ ولا أين التقى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعلمه وهو لم يخرج من شعاب مكة إلا مرتين وكان بين أهل مكة لم يفارقهم ساعة ؟
لا أدري شيئا عن ألفونسو ولا أخالهم يدرون شيئا عنه ، وإنما كلام يقذفون به كـ ( تحديف ) الصبية بالطوب (13).
وبعض المستشرقين ممن يسمون باحثين في التراث الإسلامي يقولون بأن محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ تعلم القرآن من نساءه وأصحابه (14). ومن ثم خلط شيئا من النصرانية بشيء من اليهودية بشيء من الوثنية فخرج بالإسلام .
قلت ُ : في القرآن الكريم ذم للنصارى والنصرانية واليهود واليهودية . فمَن كتب هذا بحيرة أم ألفونسو ؟!
وفي القرآن الكريم والسنة النبوية إجاباتٌ عن أشياءَ كانت تحدث ، ورصد لحوارات كانت بين النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه وبينه وبين أعدائه ، بل إن القرآنَ الكريم كلَّه مرتبط بالحدث ، مثلا ما نزل في أسئلة المشركين للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو في مكة وإجابته عليها ، وما نزل في أمر الهجرة ، وما نزل في غزوة بدر ، وما نزل في غزوة أحد والأحزاب وخيبر والحديبية وفتح مكة وحنين .
أخي القارئ !
القرآنُ كلُّه حتى التشريعي منه مرتبط بالحدث ، لم ينزل جملة واحدة ، بمعنى أن القرآن الكريم كان مع الأحداث ونزل جزءا جزءا . " وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلنا تنزيلا "
إمرأة تجادل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أمر حدث بينها وبين زوجها .. تجادله سرا لا يسمعها من في البيت ، وينزل القرآن ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله .. الآيات ) . أين بحيرى من هذه ؟
والمنافقون يجلسون في ناحية من المسجد يغمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فينزل القرآن يتحدث بحالهم وما تكنه صدورهم . أين بحيرى من هذا ؟
والمنافقون يتناجون سرا ( يعدنا كنوز كسرى وقيصر وأحدنا لا يأمن على نفسه أن يقضي حاجته ) وينزل القرآن يكشف أمرهم ويزيع في الناس قولهم . أين بحيرى من هذا ؟
وأحيانا كان يُسأل النبيَ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلا يجب ، يسكت حتى يأتيه الوحي . وأحيانا كان يفعل ويأتي الوحي يخطئه ويعقب عليه ويصوب له .
فهل يعقل أن يكون بحيرة الراهب درى بذلك ورتبه وأعطاه للنبي ، وإن كان فلم كان يسكت حين يسأل ؟ ولم كان يخطئ ويأتيه التصويب من السماء ؟
بل لِمَ لَمْ يكن بحيرة نفسَه أو ورقةَ أو الفونسو أو من سمّوا من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو نساءه لم لم يكونوا أنبياء ويتكلمون هم بأنفسهم ؟!.
وكيف عرفوا ذلك وهو ليس في كتبنا . من أين لهم بهذا ؟
لم ينتبه إليه كفار قريش واليهود والنصارى ... نصارى نجران والشام وطيء ( حي من أحياء العرب منهم عدي بن حاتم الطائي التقى النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم ) كيف لم ينتبهو إلى هذا وانتبهوا هم إليه ؟
ثم : النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ تزوج السيدة صفية بنت حيي بن أخطب سيد يهود في العام السابع من الهجرة ... في نهايته . أي بعد عشرين عاما من الدعوة . وجاءته ماريةُ القبطية ـ رضي الله عنها ـ أيضا بعد عشرين عاما من الدعوة . فكيف يكون قد تعلم من هذه وتلك ؟
أمر عجيب !!
ومَن من أصحاب النبي كان له علم بالكتاب ؟
يقولون تعلم من صهيب الرومي . ومن سلمان الفارسي ، وصهيبٌ رومي . . أعجمي .. لا ينطق العربية .. . بالكاد يُبين . فأنى له بمثل هذا ؟
وسلمانٌ فارسي أعجمي أسلم في المدينة ... وما درى برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا بعد ثلاثة عشر عاما من هجرته صلى الله عليه وسلم .
وهم يستأنسون بأن القرآن وافق النصرانية واليهودية أو وافق كتابهم بعهديه القديم والحديث في بعض الأمور .
أقول : وفي هذا يكذبون أيضا ، فحتى الأشياء التي وافقت فيها الشريعة الإسلامية كتاب النصارى في عهده القديم أو الجديد ، لم توافقها من حيث المضمون .
مثلا القرآن العظيم تكلم عن نوح إبراهيم وموسى وعيسى وسليمان وداود ولوط عليهم وعلى نبينا صلوات ربي وتسليماته .ولكن هل ما تلكم به القرآن عن أنبياء الله هو هو الذي تكلمت به النصرانية عن كتاب الله ؟
كلام القرآن عن الله سبحانه وتعالى الكبير المتعال ، الواحد الماجد الصمد ، هو ككلام كتاب النصارى عن الله ؟
أبدا . وما عندهم عن الله ورسله يستحى من ذكره .
ثم إن القرآن العظيم معجز في ذاته وبألفاظه ينادي على الجميع من يوم نزل : فأتوا بمثله ... فأتوا بعشر سور من مثله . . . فاتو بسورة من مثله ... أي سورة وإن كانت سطرا واحدا .
وقد حاول كثيرون ، وما استطاعوا .
ومرة يقول بأنه دعى إلى الحنيفية التي كانت منتشرة قبل بعثته ولذا لم تجد الدعوة صدا من الناس في أول الأمر (15) !!
ومرة يقول علمه بشر ويستدل على ذلك بقول الله تعالى : {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ }[ النحل : 103] وقراءة الآية بتمامها يكذبه {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ }[ النحل: 103] فهو قول الكفار ينفيه القرآن ويرد عليه .
ومرة يقول كتب القرآن نقلا عن شعراء عصره ، ويعد شعراءً جاءوا بعده ، وليس القرآن شعرا (16)
ومرة يقول تعلم من يهود (17) ويهود كانت في المدينة والقرآن نزل كثير منه في مكة ، ويهود كانت تقاتل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أول يوم ، ولم توافقه في أي شيء ، وهو لم يوافقها في أي شيء ، بل كان يؤمر بمخالفتها حتى في المظهر .
ومرة يقول اتخذ الأتباع عن طريق المال(18)
ومرة يقول لا دليل على النبوة إلا شهادة خديجة(19).
ومرة يقول لا دليل على النبوة إلا خاتم النبوة الذي بين كتفيه.
ومرة يقول أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ اتبع ملة آبائه والدليل على ذلك من القرآن في سورة يوسف واتبعت ملة آبائي إبراهيم واسحق يوسف الآية 38 .(20) وآية تتكلم عن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ـ عليهم السلام ـ وليس عن محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وآباء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانوا على الشرك كما كان أبو إبراهيم ـ عليه السلام ـ وكان يقول عنهم ( عبد المطلب في النار ) و ( أبي وأبيك في النار )
والمقصود أنني أردت أن أعرض على حضراتكم تفسيرات الكذّاب اللئيم زكريا بطرس للوحي وكيف يصرف النبوة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وهي أقوال متضاربة لا يمكن أن تجتمع ، وكل واحدة منها كذب في نفسها ، وكل واحدة منها تكذبها أختها .
فهل كان ملكا يطلب ملك قريش وقريش لم يكن لها مُلك كي يُطلب ؟!
أم كان ملكا هاشميا يطلب مُلك عبد المطلب وهاشم على قريش والعرب . وما كان عبد المطلب ولا هاشم ولا قصي ملوكا ؟!
أم كان صنعة زوجته الثرية كي تأمن به على تجارتها ولم يكن هناك من ولا ما يخيفها على مالها ؟! أم كان صنعة ورقه الذي لم يجلس له إلا دقائق ؟!
أم كان صنعة بحيرى الراهب الذي لم يلقاه إلا وهو صبي في الثانية عشر من عمره ولدقائق معدودة ؟!
أم علّمه غلمان مكة وعبيدها الذين لا ينطقون العربية أصلا ؟!
أم علّمه أصحابه وأتباعه الذين تبعهوه بعد سنين من البعثة ؟! أم علمته زوجته صفية وسريته مارية القبطية وقد دخلتا بيته بعد عشرين عاما تقريبا من البعثة ؟!
أم كان مسحورا تلبسته الجن فأوحت إليه وهو أعقل الناس دانت له العرب وخافته العجم وأسس أكبر دولة في التاريخ كله ؟!
أم كانت أساطير الأولين اكتتبها وجاء يرويها وقد كان أمّيا لا يكتب ولا يقرأ ؟!
أم شعرا نقله عن شعراء عصره .علما بأن كثيرا ممن يُسمونهم جاءوا بعده ؟!
هم يقولون بكل ذلك ، وأيُّ ذلك لا يصح ، وكل ذلك لا يجتمع .
إنها نفسية مريضة حقودة تتكلم من أم رأسها . ليس برأسها سوى أنها تريد أن تضل الناس بغير حق ، فكذبت وافترت .
وهي حائرة تستغل جهالة المتلقي وقلة اطلاعه .
والحقيقة أن هذا الأمر ليس بجديد ـ من حيث الجملة ـ فقد كانت قريش في ذات الحيرة التي فيها الكذاب اللئيم زكريا بطرس اليوم .مرة تقول أساطير الأولين ، ومرة تقول ساحر ، ومرة تقول شاعر ، ومرة تقول يعلمه بشر ، ومرة تقول أضغاث أحلام . تقول هذا لعامة الناس ، وبينها وبين أنفسها تصدقه وتقسم على صدقه .
ويبقى السؤال : ما هي الأمارة على نبوة رسول الله محمدٍ بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؟
هي أمارات وليست أمارة ، وأجيب عليها في االفقرة التالية بحول الله وقوته .
يمكنكم متابعة البقية في كتاب الأستاذ / محمد جلال القصاص من هنا:
الكذاب اللئيم زكريا بطرس( دراسة تحليلية نقدية لمصادرة التي يعتمد عليها وأكاذيبة
أسئلة للنصارى تحتاج إلى إجابة الشيخ عماد المهدي إعلامي وكاتب إسلامي وشماس مسيحي سابق هناك العديد من الأسئلة المحرجة يجب على النصارى الإجابة عليها وهي: 1- من المعروف أن الإنجيل أصلاً مكتوب باللغة اليونانية ثم ترجم بعد ذلك إلى جميع اللغات-كيف ذلك وقد كانت لغة المسيح وتلاميذه هي اللغة الآرامية؟! 2- إذا كان المسيح موجوداً منذ الأزل مع الله كما تقولون – فما هي طبيعة العلاقة بينهما ؟ وما هي كيفية التحول من الألوهية إلى مرتبة البشر في بطن امرأة مخلوقة ؟! 3- إذا كانت العذراء مريم والدة الإله فهل هي خالقة أو مخلوقة ؟ وما هو شأنها عند المسيح ؟ 4- من المعروف لديكم أن (الأب ، والابن ، والروح القدس ، ثلاثة أقانيم متحدون ومتساوون في الجوهر ) مفردها أقنوم – كيف ذلك وكلمة أقنوم كلمة سريانية الأصل معناها : ( الذات الإلهية المستقلة ) ؟!!!! 5- ما هي العلاقة بين اللاهوت والناسوت على ضوء الحقائق التالية : أ- ملء الجسد. ب- لم ينفصل عنه. ج- طبيعة واحدة ؟!!! 6- من المعروف أن المسيحي دائماً عندما يرسم الصليب يقول ( بسم الأب والابن والروح القدس إله واحد آمين ) . وهو يعتقد أنهما متحدون متساوون وأنهما واحد لا فرق بينهما !! فهل يجوز أن أقول : ( بسم الابن والأب والروح القدس إله واحد آمين ) أو ( بسم الإله الواحد والروح القدس والأب والابن ) وهكذا إلخ … ؟! 7- لماذا الابن مولود والروح القدس منبثق ؟!! 8- من المعروف أن اللاهوت لم يفارق الناسوت لحظة واحدة ولا طرفة عين، فهل اللاهوت صلب مع الناسوت ؟ أم أن اللاهوت ترك الناسوت لحظة الصلب والموت على عود الصليب؟ وما الدليل من الإنجيل ؟!!! 9- من المعروف أن اللعنة من الله خروج من رحمته، كيف ذلك وقد كتب في الإنجيل رسالة إلى أهل غلاطية ( ملعون كل من علق على خشبة ) إصحاح (3) فقرة (13) وهل معنى ذلك أن المسيح ملعون ؟! 10- ما هو مفهوم القدرة الإلهية على مغفرة الذنب إذا كان مغفرة الذنب لا يتم إلاّ بصلب الابن الوحيد ؟ 11- يوجد في قانون الإيمان لديكم أن المسيح بعد موته على خشبة الصليب دفن في القبر ثلاث أيام وثلاث ليال . فهل يوجد دليل من الإنجيل بذلك ؟!!! 12- ما هي المناسبة الزمنية بين خطيئة آدم ونزول المسيح لتحمل خطايا البشر ؟ وما هو مصير من كانوا قبل نزول المسيح ؟!!! 13- يوجد فقرة في الكتاب المقدس تقول: ( من رآني فقد رأى الأب ) وهذا يتناقض مع الفقرة التي تقول : (لا يستطيع أحد أن يرى الله ويعيش) . 14- من المعلوم أن هناك حكمة في الإسلام من تعدد الزوجات مع اشتراط العدل، فما هي الحكمة من عدم تعدد الزوجات في المسيحية ؟ وما هو دليلك من الكتاب المقدس ؟!!! 15- ما هي الحالات التي يجوز فيها الطلاق والزواج بزوجة ثانية ؟!!! 16- ماذا تفعل الزوجة إذا تركها زوجها لمدة عام أو أكثر ؟ هل تطلق منه أم تظل في انتظاره ولو عشر سنوات ؟ (وما هو دليلك من الكتاب المقدس) ؟ 17- ما معنى إكليل ونصف إكليل وجبان يوت ؟ ، وهل هذه الطقوس التي تمارس من أجل تزويج اثنين موجودة في الكتاب المقدس ؟!! 18- هل يجوز جماع الرجل زوجته وهي في حالة الحيض أو الصوم ؟ 19- هل يجوز صلاة الرجل في الكنيسة وهو جُنُب ؟ (وهل لديك دليل من الكتاب المقدس) ؟ 20- هل يجوز صلاة المرأة في الكنيسة وهي حائذ ؟ ( وهل لديك دليل من الكتاب المقدس ) ؟ 21- لماذا لا يستطيع الإرثوزوكسي الزواج من طائفة الكاثوليك والعكس أو أي طائفة أخرى ؟ (وهل لديك دليل من الكتاب المقدس ) ؟ 22- هل هناك لبس محدد يجب أن تلبسه المرأة المسيحية – أم أن الأمر متروك لها ؟ (وهل لديك دليل من الكتاب المقدس ) ؟ 23- هل يجوز للمرأة النصرانية أن تستضيف صديق زوجها لحين عودته من العمل ؟ (وهو ما يسمى بالخلوة ) ؟!!! 24- إذا مات رجل له زوجة وولد وبنت وقد ترك لهم عشرة آلاف جنيه مثلاً . كيف يقسمون المبلغ فيما بينهم ؟ ( وما دليلك من الإنجيل ) ؟ 25- من ضمن الوصايا العشر: ( لا تزني – لا تسرق ) إذاً ما هو عقاب الرجل أو المرأة إذا ضبطا وهما يزنيان أو يسرقان ؟! مع ذكر الدليل من الكتاب المقدس . 26- لماذا لا تنطبق قاعدة ( من يجمعه الرب لا يفرقه إنسان ) علماً بأن مرحلة الخطوبة هي البداية الطبيعية للزواج؟!! 27- ماذا تعني الأسرار السبعة التي يحتفظ بها القسيس لنفسه وهي على حد علمي ( سر الكهنوت – سر التناول – سر الزيجة – سر عماد الأطفال – سر مسحة المرضى – سر الاعتراف – سر التثليث ) … وأين هذه الأسرار في الكتاب المقدس ؟ ولماذا لا يعرفها الشعب ؟ 28- لماذا يقام القداس الإلهي يومي الأحد والجمعة فقط من كل أسبوع ؟! 29- وهل القداس الإلهي بما يشمل طقوس موجود في الكتاب المقدس ؟ وأين هو ؟ بمثل هذه الصورة وهذه الكيفية . 30- هل الاعتراف للقمص قبل القداس موجود في الكتاب المقدس ؟ وأين هو؟ 31- هل الصيام قبل التناول موجود في الكتاب المقدس ؟ وأين هو ؟ 32- هل تناول جسد ودم المسيح موجود في الكتاب المقدس ؟ وأين هو ؟ وأن العشاء الرباني دليلاً على التناول كل يوم أحد أو جمعة بهذه الكيفية ؟! 33- هل لبس الكهنوت واللحية موجود في الكتاب المقدس ؟ وأين هو ؟ 34- هل الصوم بالزيت موجود في الكتاب المقدس ؟ وأين هو ؟ 35- هل عماد الأطفال موجود في الكتاب المقدس ؟ وأين هو ؟ 36- هل تكريس حياة المسيحي للرب ( الرهبنة ) موجود في الكتاب المقدس ؟ وأين هو؟ 37- هل الخمر محرم في المسيحية تحريماً باتاً ؟ وما دليلك من الكتاب المقدس؟ 38- هل الربا محرم في المسيحية؟ وما هو تعريف الربا لديكم في الكتاب المقدس ؟ 39- ما هي كيفية غسل وتكفين الميت وكيفية الصلاة عليه ؟!!! وهل هي مستمدة من الكتاب المقدس ؟ أم أنها من التقليد الكنسي ؟!!! 40- مطلوب توضيح لاختلاف أنساب المسيح رغم أن المسيح ليس له نسب.. متّى إصحاح (1) فقرة (1) ولوقا إصحاح (3) فقرة (23) ؟ 41- من المعلوم لديكم أن الكتاب المقدس هو كلام الله فهل الكتاب المقدس (قديم أو مخلوق) ؟!!! 42- من المترجم من اللغة اليونانية إلى العبرية ؟ أو إلى اللغات الأخرى ؟ وأن المخطوطة اليونانية. 43- من المعروف أن المسيح في إنجيل متى إصحاح (4) فقرة (2) صام
(((((((((((((((((((((((أسئلة عن ألوهية المسيح تنتظر الإجابة((((((((((((((((((((((((((((((((((
هذه مجموعة من الاسئلة أوجهها لزملائي المسيحيين المؤمنين بأن المسيح - عليه السلام - هو إله :
السؤال الأول : لو تخيل أحدكم انه كان يساعد مريم عليها السلام أثناء الوضع قبل 2000 عام في مذود للبقر ، كما في إنجيل لوقا 2 : 7 ، أكان يتخيل للحظة ان ذلك المولود الصغير النازل من فرجها هو رب العالمين؟!
السؤال الثاني : تدعون ان الله نزل وعاش على الارض بينما كتابكم يقول : " لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ اللَّهُ حَقّاً عَلَى الأَرْضِ؟ هُوَذَا السَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُكَ، فَكَمْ بِالأَقَلِّ هَذَا الْبَيْتُ الَّذِي بَنَيْتُ؟ ". ملوك الأول 8 : 27 ويقول أيضاً : " فَاسْمَعْ أَنْتَ مِنَ السَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ وَاغْفِرْ .. " ملوك الأول 8 : 39 ( ترجمة فاندايك )
السؤال الثالث : تقولون ان الله غير محدود .. فكيف احتواه بطن العذراء مريم؟ وكيف خرج من فرجها متجسداً على هذه الأرض التي نسبتها إلى سائر ملكه أقل من نسبة الذرة إليها؟ ( تعالى عما يصفون ) ثم إذا كانت مريم عليها السلام حاملة للخطية الأصلية ( الجدية ) بحسب عقيدة الأرثوذكس، وخاضعة للموت كما يخضع سائر البشر، فكيف يمكن لله كلي القداسة أن يحل بطبيعة إنسانية خاطئة محكوم عليها بالموت؟!
السؤال الرابع : تحكي اناجيلكم أنه تمت محاكمة يسوع أمام رئيس الكهنة وأمام الوالى بيلاطس وأمام هيرودس بينما نفاجىء بأن الرب يقول في سفر إرميا : " لأَنَّهُ مَنْ مِثْلِي وَمَنْ يُحَاكِمُنِي وَمَنْ هُوَ الرَّاعِي الَّذِي يَقِفُ أَمَامِي؟ " إرمياء 49 : 19 ( ترجمة فاندايك ) فمن نصدق ؟
السؤال الخامس : كيف يكون المسيح إله والانجيل بحسب لوقا 22 : 43 يخبرنا أن ملاكاً ظهر له من السماء ليقويه؟ " وَخَرَجَ وَمَضَى كَالْعَادَةِ إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ ، وَتَبِعَهُ أَيْضاً تَلاَمِيذُهُ.وَلَمَّا صَارَ إِلَى الْمَكَانِ قَالَ لَهُمْ: صَلُّوا لِكَيْ لاَ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى قَائِلاً: يَا أَبَتَاهُ ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ. وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ ". ( ترجمة فاندايك )
والآن أليس يسوع المسيح كما تقولون هو ابن الله المتجسد على الأرض فما حاجته لملاك مخلوق من السماء ليقويه؟! أم ان هذا الملاك لا يعلم شيئاً عن لاهوت المسيح ؟
السؤال السادس : في سفر الخروج 33 : 20 الرب يقول لموسى : " لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ ". فإذا كان الانسان لا يستطيع أن يرى الله ويعيش فكيف الحال إذا ادعى مدع ان الله حل بإنسان اسمه يسوع ؟
السؤال السابع : كتابكم المقدس يقول أن الله لا يتغير كما في سفر ملاخي 3 : 6 ، ويعقوب 1 : 17 ، فإذا كان الرب لا يتغير فكيف آمنتم بأنه صار انساناً وأخلى نفسه كما يقول بولس ؟!
السؤال الثامن : كتابكم المقدس أوضح بأن الاعتراف بأن إنسانا هو الله يعتبر تجديفا وكفراً [ تثنية 13 : 6_10 ] وهذا الإيضاح كان قبل مجيء المسيح.
السؤال التاسع : من المعلوم ان الله جل جلاله كامل منزه عن النقائص ومن المعلوم ان اللوازم الباطلة محالة في حق الله الكامل ، فالله مثلاً لا يكذب ولا يظلم ولا ينام ولا ينسى ولا يندم ولا يموت .. الخ والمسيحيون يقرون بأن قداسة الله مطلقة وغير محدوده و ان أي خطية لا يمكن أن تظهر في محضره باعتبار مقامه الالهي السامي وقداسته وجلاله . فكيف إذن آمنتم بتجسده وتعليقه على الصليب وتحمله الآم الصليب . فأي خطايا أعظم من هذه في حق مقام الاله السامي وقداسته وجلاله ؟
السؤال العاشر : يذكر كاتب إنجيل متى في الإصحاح الرابع من إنجيله ابتداء من الفقرة الأولى حكاية تجربة إبليس للمسيح والتي جاء فيها : " ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ ، وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ ، وَقَالَ لَهُ: إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ. قَالَ لَهُ يَسُوعُ: مَكْتُوبٌ أَيْضاً: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضاً إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدّاً ، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا ".
لاحظ أخي القارئ عبارة : " ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ ". ثم لاحظ كلمة " أَوْقَفَهُ " ، ثم لاحظ عبارة : " ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضاً إِبْلِيسُ ". ثم لاحظ كلمة : " وَأَرَاهُ ".
بلا شك أن إبليس كان متسلطاً على يسوع حيث كان يقود المسيح إلي حيث شاء فينقاد له!
ونحن نسأل : كيف يقبل عاقل سلمت فطرته على اعتقاد أن رب السموات والأرض كان في جسد المسيح وكان هذا الجسد بهذه الحالة مع إبليس؟! أليس معنى هذا أن الإله الخالق الحال في الجسد قد سحبه الشيطان ، وردده وجرت عليه أحكامه بالتبعية!
وقد كتب متى في [ 4 : 8 ] : ان إبليس أخذ المسيح إلي قمة جبل عال جداً ، وأراه جميع ممالك العالم ، وقال له : " أُعْطِيكَ هَذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي ". ( ترجمة فاندايك )
فكيف يطمع إبليس في أن يسجد له وأن يخضع له من فيه روح اللاهوت . . . ؟! ومن العجب أن الشيطان لا يبقى ويثبت مع وجود الملائكة والقديسين ، فكيف يطمع ويثبت فيمن يعتقد ربوبيته وأنه صورة الله ؟
السؤال الحادي عشر : هل قال المسيح لتلاميذه وأتباعه، إنه يتكون من جزء لاهوتي وجزء ناسوتي؟ وأنه إله كامل وإنسان كامل ؟ نطالب المسيحيين بالأدلة النقلية من الكتاب المقدس على لسان المسيح التي تثبت ذلك .
وإذا كان المسيح إنسان كامل فهل يعني هذا انه يشتهي النساء كأي إنسان كامل وان قضيبه الذكري ينتصب كأي إنسان كامل ؟! ثم اذا كان الناسوت واللاهوت هو ركيزة أساسية في المسيحية وسبب من أسباب الانقسام والحروب والاضطهاد والكراهية بين النصارى. فماذا قال المسيح عنها؟ كيف شرحها لهم؟
وإذا كان هذا من البدع التي ابتدعوها بعد السيد المسيح عليه السلام فكيف يكون أساس الدين وأكثر الأمور جدالا حولها لم يشرعه الله ولم يتكلم عنها المسيح؟
ثم اذا كان كلامكم صحيح بأن المسيح ناسوت ولاهوت فلماذا تعبدون إذن الصورة البشريه للمسيح ( الناسوت ) وتسجدون لها في كنائسكم ؟ الم يكن من الأولى أن تعبدوا اللاهوت الذي لا تعرفون شكله ؟! لأن المسيح برأسه ويديه وشعره ورجليه هو ناسوت كما تقولون وأنتم تسجدون لهذا الناسوت.
وأخيرا فإن مبدأ اللاهوت والناسوت يمكن تطبيقه على معظم أنبياء الكتاب المقدس ، فنستطيع أن نقول مثلا أن النبي ( اليشع ) في سفر الملوك الثاني [ 4 : 1 ، 7 ] صنع معجزة تكثير الزيت بلاهوته ، بينما كان ينام ويأكل بناسوته و الذي يقرأ هذه المعجزة سيجد أن النبي ( أليشع ) لم يرد في خبرها أنه رفع نظره نحو السماء ، ولا أنه بارك وشكر الله كما فعل المسيح في متى 14 : 19. وعندما شق إيليا البحر بحسب ملوك الثاني [ 2 : 7 ، 8 ] كان ذلك بلاهوته وبقية افعاله كانت بناسوته !!
السؤال الثاني عشر : في يوحنا [ 11 : 41 ] المسيح قام بأفعال تنافي الالوهية منها : قيامه برفع عينيه إلى السماء ودعائه لله سبحانه وتعالى لكي يستجيب له في تحقيق معجزة إحياء العازر …. " وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ: أَيُّهَا الآبُ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ دَوْماً تَسْمَعُ لِي. وَلكِنِّي قُلْتُ هَذَا لأَجْلِ الْجَمْعِ الْوَاقِفِ حَوْلِي لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي ". ( ترجمة الحياة )
فلمن كان يتوجه ببصره إلي السماء إذا كان الأب حال فيه ؟
ثم تأمل في قوله : " لأَجْلِ الْجَمْعِ الْوَاقِفِ حَوْلِي لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي ". فالهدف من عمل هذه المعجزة هي أن يعلم الجميع أن المسيح رسول الله وقد كانت الجموع حوله تنتظر هذه المعجزة وأن كل ما طلبه المسيح هو أن يشهدوا له بالرسالة فقط .
نفس الفعل تكرر منه بحسب متى [ 14 : 19 ] إذ يقول : " فَأَمَرَ الْجُمُوعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى الْعُشْبِ . ثُمَّ أَخَذَ الأَرْغِفَةَ الْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ ، وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى الأَرْغِفَةَ لِلتَّلاَمِيذِ .. فَأَكَلَ الْجَمِيعُ وَشَبِعُوا ". ( ترجمة فاندايك )
لماذا رفع المسيح نظره إلى السماء ؟ ولمن يتجه ويطلب إذا كان الآب متحداً به ؟! أم أن المسألة واضحة وهي أنه كان يدعو خالق السموات والأرض ليمنحه القوة على تحقيق المعجزة ؟
السؤال الثالث عشر : كتب لوقا عن المسيح في [ 6 : 12 ] ما نصه : " وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ ".
الامر هنا واضح إذ ان الرب لا يمكنه ان يصلي لنفسه طوال الليل كله منفردأ . وحتى الان ، ما زال المسيح يصلي لله من أجل المؤمنين . الرسالة الى اهل رومية [ 8 : 26 ، 27 ] .
السؤال الرابع عشر : كتب لوقا في [ 3 : 23 ] ما نصه : " وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً ".
إن المسيح كما يذكر النص لما بدأ دعوته كان عمره ثلاثين سنة والسؤال الذي يطرح نفسه هو أنه إذا كان المسيح هو رب العالمين المتجسد فماذا كان يفعل الإله رب العالمين قبل تلك الفترة وطوال الثلاثين سنة ؟! هل كان يتمشى في شوارع القدس ؟!
السؤال الخامس عشر : كتب متى في [ 3 : 13 ] ما نصه :
" حِينَئِذٍ جَاءَ يَسُوعُ مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى الأُرْدُنِّ إِلَى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ مِنْهُ. وَلَكِنْ يُوحَنَّا مَنَعَهُ قَائِلاً: أَنَا مُحْتَاجٌ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ وَأَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ! فَأَجابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: اسْمَحِ الآنَ ، لأَنَّهُ هَكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرٍّ. حِينَئِذٍ سَمَحَ لَهُ. فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ ، وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ ، فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ ". ( ترجمة فاندايك )
من البديهي أنه لو كان المسيح هو الله نفسه الذي تجسد و نزل لعـالم الدنيا ـ كما يدعون ـ لكـانت رسالته مبتدئة منذ ولادتـه، و لكان روح القدس ملازما له باعتباره جزء اللاهوت الذي لا يتجزأ ـ كما يدعون ـ، و لما احتاج إلى من ينزل عليه بالوحي أو الرسالة، ولم يكن هناك أي معنى أصلا لابتداء بعثته بهبوط روح القدس عليه و ابتداء هبوط الملائكة صاعدين نازلين بالوحي و الرسائل عندما بلغ الثلاثين من العمر واعتمد على يد يوحنا النبي! فهذا النص و النصوص الأخرى التي تبين كيفية بدء البعثة النبوية للمسيح، لأكبر و أوضح دليل ـ عند ذوي التجرد و الإنصاف ـ على بشرية المسيح المحضة و عدم ألوهيته و أنه ليس الله المتجسد بل عبدٌ رسولٌ و نبيٌّ مبعوثٌ برسالة من الله كسائر الأنبياء و الرسل و حسب.
ولنقرأ ما كتبه لوقا في [ 3 : 21 ] عن بدء بعثة المسيح بنزول روح القدس عليه :
" وَلَمَّا اعْتَمَدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضاً. وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي انْفَتَحَتِ السَّمَاءُ، وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ ، بِكَ سُرِرْتُ " .
و نحن نسأل أصحاب التثليث : أليس هذا النص أوضح دليل على نفي ألوهية المسيح ونفي التثليث ؟
فأولاً : لو كان المسيح إلـها متجسدا لما احتاج لروح القدس ليهبط عليه !
ثانياً : لو كان التثليث حقا لكان المسيح متحدا دائما و أزلا مع روح القدس، لأن الثلاثة واحد فما احتاج أن يهبط عليه كحمامة!
وكيف ينادي الله عند اعتماد المسيح و ابتداء بعثته قائلاً : ( هذا ابني الحبيب )، مع انه من المفروض أن اللاهوت متحد به من البداية و لأن الله لا يمكن أن تنفصل عنه إحدى صفاته .
ثالثاً : أليس ما كتبه متى ولوقا يبطل زعمكم أن الثلاثة واحـد فالروح القدس منفصل عن الذات وهو نازل بين السماء والارض والابن صاعد من الماء !
السؤال السادس عشر : جاء في إنجيل متى [ 4 : 6 ] أن الشيطان بعدما أخذ المسيح إلي المدينة المقدسة وأوقفه على حافة سطح الهيكل قال له : " إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ : أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ. قَالَ لَهُ يَسُوعُ: مَكْتُوبٌ أَيْضاً: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ ". ( ترجمة فاندايك )
في هذا النص اقرار من المسيح للشيطان بأنه قد كتب عنه في العهد القديم أن الله يوصي ملائكته به ليحملونه ويحفظونه ونجد ان هذا ثابت بالمزمور الواحد والتسعين .
والآن إذا كان المسيح هو رب العالمين وأن الأب متحد معه وحال فيه فكيف يوصي الله ملائكته به لكي يحفظونه؟
هل رب العالمين الذي ظهر في الجسد بحاجة إلي ملائكة تكون حفظاً وحماية له ؟!!
أليس هذا دليل من الأدلة الدالة على فساد معتقد المسيحيين في ألوهية المسيح ابن مريم عليه السلام ؟
ثم ان ما حكته الأناجيل من أن اليهود عذبوا المسيح فبصقوا في وجهه وضربوه ولكموه وجلدوه هو أمر يناقض وصية الله لملائكته بأن يحفظوا المسيح. فتأمل !!
السؤال السابع عشر : جاء في انجيل مرقس [ 1 : 12 ، 13 ] : أن المسيح تم اربعين يوماً يجرب من الشيطان يقول النص : " وَلِلْوَقْتِ أَخْرَجَهُ الرُّوحُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، وَكَانَ هُنَاكَ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنَ الشَّيْطَانِ. وَكَانَ مَعَ الْوُحُوشِ. وَصَارَتِ الْمَلاَئِكَةُ تَخْدِمُه " . ( ترجمة فاندايك )
إذا كان المسيح هو رب العالمين حسبما يعتقد المسيحيون فهل يعقل أو يتصور أن الشيطان الرجيم تسلط على رب العالمين طوال أربعين يوماً ؟!!
قد يقول المسيحيون حسبما يعتقدون في لاهوت وناسوت المسيح بإن الشيطان جربه كإنسان ولم يجربه كإله ، فنقول ان النص الوارد في متى [ 4 : 3 ] يثبت حسب اعتقادكم أن الشيطان جربه كإله ، يقول النص : " فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هَذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزاً ". ولم يقل له ان كنت ابن الإنسان !
السؤال الثامن عشر : جاء في إنجيل متى 7 : 11 قول المسيح : " أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ ، يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ ". ويقول أيضاً في 12 : 50 من إنجيل متى : " لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي ". وجاء أيضاً في إنجيل متى 16 : 17 قول المسيح لبطرس : " طُوبَى لَكَ يَاسِمْعَانَ فَمَا أَعْلَنَ لَكَ هَذَا لَحْمٌ وَدَمٌ، بَلْ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ ".
تأمل عزيزي القارى في كلام المسيح لسمعان فإنه لم يقل له طوبى لك فإنني أنا الذي أعلنت لك هذا أو الآب المتجسد هو أعلن لك هذا وإنما قال له : " أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ " هو أعلن لك هذا !
وقد صرح المسيح مراراً وتكراراً من خلال النصوص السابقة بأن الأب موجود في السموات ، والسؤال الذي نوجهه للمسيحين هـو :
كيف يصرح المسيح بأن الأب موجود في السماء مع أنكم تدعون أن الأب متجسد فيه ومتحد معه ؟
فلو كان الأب متحد معه وهو صورة هذا الآب لأمتنع أن يشير إليه في السماء !
وبمعنى آخر لو كان المسيح هو الإله ، لامتنع أن يشير إلى إله آخر في السموات .
وإذا قلتم أن اقنوم الابن يشير إلى اقنوم الأب ، نقول لكم ان هذا يمنع الوحدة ما بين الاقانيم المزعومة ويؤكد انفصالها واستقلالها . .
السؤال التاسع عشر : يقول كاتب سفر التثنية 13 : 1 - 3 " : إِذَا قَامَ فِي وَسَطِكَ نَبِيٌّ أَوْ حَالِمٌ حُلماً وَأَعْطَاكَ آيَةً أَوْ أُعْجُوبَةً وَلوْ حَدَثَتِ الآيَةُ أَوِ الأُعْجُوبَةُ التِي كَلمَكَ عَنْهَا قَائِلاً: لِنَذْهَبْ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لمْ تَعْرِفْهَا وَنَعْبُدْهَا فَلا تَسْمَعْ لِكَلامِ ذَلِكَ النَّبِيِّ أَوِ الحَالِمِ ذَلِكَ الحُلمَ لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ يَمْتَحِنُكُمْ لِيَعْلمَ هَل تُحِبُّونَ الرَّبَّ إِلهَكُمْ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَمِنْ كُلِّ أَنْفُسِكُمْ " . ( ترجمة فاندايك )
ما يهمني في النص انه يدعو إلي عدم الذهاب وراء آلهه لم اعرفها واعبدها ، وهذا التحذير قيل لبني اسرائيل قبل مجيىء المسيح - عليه السلام - بمئات السنين ، فكيف يمكن دعوة بني اسرائيل لعبادة المسيح - والعياذ بالله - ولديهم نص ينهاهم عن الذهاب وراء آلهه لم يعرفوها ويعبدوها ؟
ستقول الكنيسة ان المسيح في العهد الجديد هو نفسه إله اليهود فسأقول : وهل عرف اليهود المسيح وعبدوه قبل ان يأتي ؟ أم ان دعوة عبادة المسيح هي جديدة عليهم ؟ هل عرف اليهود عبادة الثالوث أم انها دعوة جديدة عليهم ؟
لا شك ان الشعب اليهودي لم يعتقد أبداً بالتثليث ولم يعرف شيئاً عن عبادة المسيح ... فالكنيسة إذن تدعو الى عبادة إله لم يعرفه اليهود ولا أي مؤمن بالله في ذلك الوقت ...
ان الكنيسة تدعو إلى أمر يصطدم بشدة مع وصية الرب لليهود بأن لا يذهبوا وراء آلهة أخرى لم يعرفوها ويعبدوها ... وبالتالي يجب على كل مسيحي ألا يسمع لكلام الكنيسة مرددا قول الرب : وَلوْ حَدَثَتِ الآيَةُ أَوِ الأُعْجُوبَةُ التِي كَلمَكَ عَنْهَا قَائِلاً: لِنَذْهَبْ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لمْ تَعْرِفْهَا وَنَعْبُدْهَا فَلا تَسْمَعْ لِكَلامِ ذَلِكَ النَّبِيِّ..
السؤال العشرون : جاء في مرقس [ 13 : 32 ] أن المسيح بعدما سئل عن موعد الساعة قال : " وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْرِفُهُمَا أَحَدٌ، لاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ الاِبْنُ، إِلاَّ الآبُ ".
ونحن نسأل :
إذا كان الإبن هو الاقنوم الثاني من الثالوث حسبما يعتقد المسيحيون فكيف ينفي الابن عن نفسه العلم بموعد الساعة ويثبته للأب فقط ؟! ولا يصح أن يقال ان هذا من جهة ناسوته لأن النفي جاء عن الابن مطلقاً واثبت العلم بالموعد للأب فقط . وان تخصيص العلم بموعد الساعة للأب فقط هو دليل على بطلان ألوهية الروح القدس . وأن لا مساواة بين الاقانيم المزعومة .
يقول القمص تادرس يعقوب ملطي :
قبل أن يختم حديثه بالدعوة للسهر أراد أن يوجه أنظار تلاميذه إلى عدم الانشغال بمعرفة الأزمنة والأوقات، إنما بالاستعداد بالسهر المستمر وترقب مجيئه، لهذا قال : "وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بها أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الآب ".
وللرد عليه نقول :
لا يحق لك أيها القمص الفاضل ان تتهم المسيح بالكذب .. من أجل ماذا ؟؟ حتى لا يشتغل تلاميذه بالأوقات ؟؟
هل عندما أوجهك إلى عدم الاشتغال بشيء أكذب عليك وأقول لا أعرفه ؟ أم أن الأصح أقول لك لا تشتغل به لأنك لن تعرفه !
عندما سأل أحدهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : متى الساعة ؟ فقال صلى الله عليه وسلم - : وماذا أعددت لها ؟ دون أن يلجأ إلى الكذب لصرف الرجل إلى الأهم وهو الإعداد لها .
يقول الأب ثيؤفلاكتيوس : [ لو قال لهم أنني أعرف الساعة لكنني لا أعلنها لكم لأحزنهم إلى وقت ليس بقليل لكنه بحكمة منعهم من التساؤل في هذا الأمر.]
لقد أبرز هذا التفسير أن الابن منفصل عن الآب ... إذ أن المسيح كما يقول الأب ثيؤفلاكتيوس لم يعلن أنه يعرف الساعة حتى لا يحزن من معه ، ولكن يجب ان ننتبه ، لو كان المسيح هو الله ولو كان هو والآب واحد فعلاً ، لكانت فكرة أنه لن يقول لهم لكي لا يحزنوا فكرة ساقطة لأنه قال لهم بعدها أن الآب يعلمها وسيستنتجون أنه هو يعلمها وسيحزنون قطعاً ، لكن هذا لم يحدث ، إذ لو كان التلاميذ يصدقون أنه والآب واحد أي أنه يعلمها لحزنوا بأي حال من الأحوال ولأصبحت محاولة المسيح - وحاشاه - فاشلة ، لكنهم لم يحزنوا ، لأنهم قد فهموا معنى قوله أنا والآب واحد فهماً صحيحاً ولقد قبلوا الحقيقة الوحيدة أنه لا يعلم لأنه ليس الأب...
السؤال الحادي والعشرون : هل الابن مساوي للآب ؟
كتب يوحنا في [ 3 : 35 ] : " اَلآبُ يُحِبُّ الاِبْنَ وَقَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي يَدِهِ ".
كيف يمكن أن يكون الابن إله أزلي مساوي للآب في كل شيء والآب هو الذي دفع بيد الابن كل شيء؟
وجاء في يوحنا 5 : 19 : " فَأًَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمُ : الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الاِبْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئاً إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهَذَا يَعْمَلُهُ الاِبْنُ كَذَلِكَ. لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ، وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ. لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي، كَذَلِكَ الاِبْنُ أَيْضاً يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ. لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَداً، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلاِبْنِ .. ". ( ترجمة فاندايك )
وهنا نجد ان الابن لا يقدر ان يعمل من نفسه شيئاً بل ان الآب هو الذي أعطاه ويريه الاعمال العجيبة...
وفي يوحنا 5 : 26 : " لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ، كَذَلِكَ أَعْطَى الاِبْنَ أَيْضاً أَنْ تَكُونَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ ".
أي معنى في إعطاء الابن والمفترض هو الله مالك كل شىء ؟
وفي رسالة بطرس الثانية 1 : 17 : " لأَنَّهُ أَخَذَ مِنَ اللَّهِ الآبِ كَرَامَةً وَمَجْداً، إِذْ أَقْبَلَ عَلَيْهِ صَوْتٌ كَهَذَا مِنَ الْمَجْدِ الأَسْنَى: هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي أَنَا سُرِرْتُ بِهِ ". ( ترجمة فاندايك )
هنا نجد بأن مجد الابن وكرامته من عند الآب وليس من ذاته!
وفي رسالة فيلبي 2 : 9 : " لِذَلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضاً، وَأَعْطَاهُ اسْماً فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ ". ( ترجمة فاندايك )
وهنا نجد الله هو الذى رفع شأن الابن وأعطاه الكرامة لكي تجثو باسمه كل ركبه .. إذن الله هو صاحب الفضل الحقيقي .
وكتب بولس في الرسالة الأولى لكورنثوس 15 : 28 : " وَعِنْدَمَا يَتِمُّ إِخْضَاعُ كُلُّ شَيْءٍ لِلابْنِ، فَإِنَّ الابْنَ نَفْسَهُ سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ كُلَّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ اللهُ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ! ".
لقد بين بولس أن المسيح سيخضع في النهاية لله، و هذا بحد ذاته من أوضح الأدلة على عدم ألوهية المسيح لأن الإلـه لا يخضع لأحد، كما أن في قوله: " فَإِنَّ الابْنَ نَفْسَهُ سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ كُلَّ شَيْءٍ " ، دلالة أخرى على عدم ألوهية المسيح لأن مفاد هذه الجملة أن الله تعالى هو الذي كان قد أخضع للمسيح كل شيء، مما يعني أن المسيح لم يكن يستطع، بذاته و مستقلا عن الله، أن يسخر و يخضع الأشياء. فهل مثل هذا يكون إلـها ؟!!
السؤال الثاني والعشرون : قال بولس عن يسوع المسيح في رسالته إلى العبرانيين [ 1 : 4 ] : " بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيراً لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي، صَائِراً أَعْظَمَ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ بِمِقْدَارِ مَا وَرِثَ اسْماً أَفْضَلَ مِنْهُمْ ".
أليس في قول بولس أن المسيح صار أعظم من الملائكة دليل على أن المسيح لم يكن أعظم منهم ثم صار أعظم منهم ؟ فلو كان يسوع المسيح هو الله ، فكيف يصير أعظم من الملائكة ؟
السؤال الثالث والعشرون : كتب لوقا في [4 : 16 - 19 ] : ما نصه :" وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ حَيْثُ كَانَ قَدْ تَرَبَّى. وَدَخَلَ الْمَجْمَعَ حَسَبَ عَادَتِهِ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَامَ لِيَقْرَأَ ، فَدُفِعَ إِلَيْهِ سِفْرُ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ. وَلَمَّا فَتَحَ السِّفْرَ وَجَدَ الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ مَكْتُوباً فِيهِ: رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ ، وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ. . ." ( ترجمة فاندايك )
فإذا كانت هذه النبوءة التي جاءت على لسان النبي إشعياء هي نبوءة عن المسيح فإنها تقول (( رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ )) أي وحي الله وأنه لم يقل روح الرب هي ذاتي أو أقنومي أو جزئي أو نفسي ... فما تفسيركم لهذا ؟
وقد ورد في الكتاب المقدس أن روح الرب حلت على ألداد وميداد كما في سفر العدد [ 11 : 26 ] وعلى صموئيل كما في الاصحاح العاشر الفقره السادسة من سفر صموئيل . وقد قالها النبي حزقيال عن نفسه في سفره كما في الاصحاح الحادي عشر الفقرة الخامسة يقول حزقيال : " وحل عَلَيَّ رُوحُ الرَّبِّ " .
ثم ان قوله : " أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ . . . " هو دليل على انه نبي مرسل وليس هو الرب النازل إلي البشر تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .
السؤال الرابع والعشرون : هل احياء المسيح للموتى دليل على لاهوته ؟
جاء في إنجيل لوقا [ 7 : 16 ] ان المسيح بعدما أحيا الميت الذي هو ابن وحيد لإمرأة أرملة حدث ان جميع الناس الحاضرين مجدوا الله قائلين : " قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ ، وَافْتَقَدَ اللهُ شَعْبَهُ وَخَرَجَ هَذَا الْخَبَرُ عَنْهُ فِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَفِي جَمِيعِ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ ".
فالمسيح هنا بعد أن أحيا الميت استطاع جميع الحاضرين أن يفرقوا بين الله وبين المسيح فمجدوا الله وشهدوا للمسيح بالنبوة وشكروا الله إذ أرسل في بني اسرائيل نبياً ، ويسمون انفسهم شعب الله إذ أن الله ( تفقده ) أي اهتم به ، وتأمل - أخي القارىء - كيف أن المسيح أقرهم على هذا القول ولم ينكره عليهم وتأمل كيف ذاع ذلك في كل مكان .
وفي حادثة أخرى وهي عندما أراد المسيح أن يقيم العازر من الموت وكانت الجموع واقفة حوله ، كما في يوحنا 11 : 41 ، نجد الآتي :
" وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ: أَيُّهَا الآبُ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ دَوْماً تَسْمَعُ لِي. وَلكِنِّي قُلْتُ هَذَا لأَجْلِ الْجَمْعِ الْوَاقِفِ حَوْلِي لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي ". ( ترجمة الحياة )
ان غاية ما كان يريده المسيح من هذه الجموع بعد أن يقيم ألعازر من الموت هو أن يشهدوا له بالرسالة فقط أي أنه رسول من عند الله كباقي الرسل : " لأَجْلِ الْجَمْعِ الْوَاقِفِ حَوْلِي لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي " .
فهل بعد هذا يمكن لعاقل أن يتخذ من قيام المسيح بإحياء الموتى دليلاً على ألوهيته ؟
السؤال الخامس والعشرون : يقول بولس عن الله سبحانه : " الَّذِي سَيُبَيِّنُهُ فِي أَوْقَاتِهِ الْمُبَارَكُ الْعَزِيزُ الْوَحِيدُ، مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ. " ( تيموثاوس الاولى 6 : 16 )
يقول النص عن الله : ( لاَ يُدْنَى مِنْهُ ) إذن فمن الذي كان يمشي بين الناس في شوارع القدس ؟
ويقول النص عن الله : ( الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ ) فأين كانت كرامته عندما بصقوا فى وجهه، وعندما سخروا منه، وعندما لكموه؟ بل أين كان قدسيته عندما غلبه يعقوب فى المصارعة التى تمت بينهما، وقبض يعقوب على رجليه ولم يتركه حتى باركه كما في سفر التكوين ؟ هكذا تُمارس البلطجة على الإله؟ الذي له الكرامة والقدرة الأبدية ؟ " فَابْتَدَأَ قَوْمٌ يَبْصُقُونَ عَلَيْهِ، وَيُغَطُّونَ وَجْهَهُ وَيَلْكُمُونَهُ وَيَقُولُونَ لَهُ: ((تَنَبَّأْ)). وَكَانَ الْخُدَّامُ يَلْطِمُونَهُ ". مرقس 14 : 65 " و " وَكَانُوا يَضْرِبُونَهُ عَلَى رَأْسِهِ بِقَصَبَةٍ، وَيَبْصُقُونَ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَسْجُدُونَ لَهُ جَاثِينَ عَلَى رُكَبِهِمْ. وَبَعْدَمَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ، نَزَعُوا عَنْهُ الأُرْجُوانَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ، ثُمَّ خَرَجُوا بِهِ لِيَصْلِبُوهُ. " مرقس 15: 19-20
السؤال السادس والعشرون : نسب كاتب انجيل يوحنا 20 : 18 للمسيح قوله : " أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ " . ( ترجمة فاندايك )
هل تعلم ما معنى هذا صديقى المسيحى الباحث عن الحق؟
معناه ان كل تعاليم المسيح كانت واضحة وفي العلن و ليس هناك أسرار ... والآن وبناء على كلام المسيح السابق فإنني أسال الآتي :
1 . أين قال يسوع أنا الله ؟؟ أين قالها بفمه : " أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ " . ( ترجمة فاندايك )
2 . أين طلب يسوع العبادة ؟؟ أين طلبها بفمه : " أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ " . ( ترجمة فاندايك )
3 . أين قال يسوع أنا الله الظاهر فى الجسد ؟؟ أين قالها بفمه : " أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ " . ( ترجمة فاندايك )
4 . أين قال يسوع أنا جئت من أجل الخطية الأصليه ؟؟ والتى هى أساس عقيدة التجسد و الفداء : " أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ ". ( ترجمة فاندايك )
5 . أين قال يسوع أنا الله الأقنوم الثانى ؟؟ أين قالها بفمه : " أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَي لسلام عليكم تحية طيبة وبعد
الرد على أن المسيح يعلم متى قيام الساعة
اولا ان الانجيل يثبت أن المسيح لا يعلم متى قيام الساعة بدليل قوله فى
انجيل مرقصMk-13-32 واما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن الا الآب
حسنا أذا كان الابن لا يعلم متى تقوم الساعة ولا الملائكة المقربين فكيف يقول النصارى اليوم أو مسيحيين اليوم أن المسيح يعلم؟
فهذا تكذيب لقول المسيح نفسة فى انجيل مرقص المسيح نفى علمه والمسيحيين اليوم يقولون لا بل هو يعلم يا ترى من الصادق مسيحيين اليوم ام انجيلهم؟
الوحيد الذي يعلم موعد قيام الساعة هو الله وحده. وهذا يهدم دعوى النصارى بالثالوث، إذ يزعمون أن عيسى هو ابن الله. فكيف يكون كذلك إذا كان عيسى لا يعلم وأن الله وحده هو الذي يعلم ؟ كما أن التثليث النصراني يعني أن كل أقنوم في الثالوث (الآب والابن والروح القدس) هو الله، فإذا كان ثاني الثالوث (ابن الله) لا يعلم بإقراره هو، فكيف يكون عيسى ما يزعمون؟!! هو يقول لا أعلم، وهم يقولون بل أنت تعلم!!! عجيب أمرهم!!!
حسنا لنتوقف قليلا مع كلام مسيحيين اليوم وادلتهم والله أعلم يستدلون بقول الله فى الاية الكريمة فى سورة الزخرف
وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (الزخرف 61)
تفسير ابن كثير
قوله سبحانه وتعالى ” وإنه لعلم للساعة ” تقدم تفسير ابن إسحاق أن المراد من ذلك ما بعث به عيسى عليه الصلاة والسلام من إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص وغير ذلك من الأسقام وفي هذا نظر وأبعد منه ما حكاه قتادة عن الحسن البصري وسعيد بن جبير أن الضمير في وإنه عائد على القرآن بل الصحيح أنه
عائد على عيسى عليه الصلاة والسلام فإن السياق في ذكره ثم المراد بذلك نزوله قبل يوم القيامة كما قال تبارك وتعالى ” وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ”
أي قبل موت عيسى عليه الصلاة والسلام ” ثم يوم القيامة يكون عليهم شهيدا ” ويؤيد هذا المعنى القراءة الأخرى
” وإنه لعلم للساعة ” أي أمارة ودليل على وقوع الساعة
قال مجاهد ” وإنه لعلم للساعة ” أي آية للساعة خروج عيسى ابن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة وهكذا روي عن أبي هريرة وابن عباس وأبي العالية وأبي مالك وعكرمة والحسن وقتادة والضحاك وغيرهم وقد تواترت الأحاديث عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أخبر بنزول عيسى عليه السلام قبل يوم القيامة إماما عادلا وحكما مقسطا . وقوله تعالى ” فلا تمترن بها ” أي لا تشكوا فيها إنها واقعة وكائنة لا محالة ” واتبعون ” أي فيما أخبركم به .
حسما الاستدلال بالاية دليل ضدهم لا عليهم للأسباب التالية
اولا عيسى لا يعلم الساعة ولكنه أمارة للساعة اى علامة لقرب وقوعها وهى من العلامات الكبرى
ثانيا كتابهم ينفى يسوع نفسه علمه بالساعة فكيف يكذب النصارى كتابهم ويستدلون بكتبنا وينفون قول المسيح نفسه لديهم فى مرقص كما اوردنا فى اول كلامنا؟
ثالثا
ان المسيحيين ربما استدلو ومنهم هذا القس الذى كان يتحدث فربما اور ان عيسى عليه السلام ياتى فى اخر الزمان ويحكم ويسود ولكنه لربما نسى الحديث التالى ان عيسى عليه السلام يهلك كل الملل والنحل والاديان ويبقى الاسلام يحكم به والدليل
الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى، و دينهم واحد، و أنا أولى الناس بعيسى بن مريم لأنه [ ليس بيني و بينه نبي، و إنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه، رجل مربوع، إلى الحمرة و البياض، بين ممصرتين، كأن رأسه يقطر، و إن لم يصبه بلل، فيقاتل الناس ع لى الإسلام، فيدق الصليب، و يقتل الخنزير، و يضع الجزية، و يهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام، و يهلك الله المسيح الدجال، [وتقع الأمنة في الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل، و النمار مع البقر، و الذئاب مع الغنم، و يلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم ]، فيمكث في الأرض أربعين سنة، ثم يتوفى، فيصلي عليه المسلمون
خلاصة درجة الحديث : صحيح
المحدث : الألباني
المصدر : السلسلة الصحيحة
الرقم/ الصفحة : 2182
وبعدما اوردت الادلة القاطعة بذلك هناك الاية الكريمة التى يظنها النصارى تختص بعيسى بقوله تعالى وانه لعلم للساعة
حسنا كيف نطابق بها ومع قوله تعالى : ” إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ” لقمان / 34
حسنا سوف يقولون أن الله يعلم الغيب وعيسى يعلم الغيب بدلالة الاية التى تقول وأنه لعلم للساعة
نقول وبالله الحمد والمنة استلالكم باطل وذلك لأنه العلم بالساعة يحتاج علم وليس معرفة وقت مثلا فيقدر الشخص ان يقول انا اعرف فلان ربما يكون قد سمع عنه ولكن لو سألناه ما مدى علمك به سوف تراه يقول الله \اعلم
ففرق بين معرفة الشىء والعلم به لذلك الطالب يقول العالم انشتاين مثلا قد نعرف نظرياته ولكن لا نعلم علمه مثلا ونقول العالم او العلامة الالبانى ولكننا نسمى طلبة علم لو تدارسنا كتبه فمرحلته التى هو عليها كان رحمه الله يصلها العلماء وليس العوام فنفرق بين عالم وعارف كما نقول ايضا عالم الفيزياء عالم الكيمياء وهناك مدرس فيزياء ولكن لا يطلق عليه عالم لانه لم يصل لتلك المرحلة
العلم بالشىء الاحاطة به من كل جوانبه
فالمسيح عليه السلام بشهادة الانجيل لم يكن يعلم متى قيام الساعة فكيف له بالحكم على موعدها ؟
حسنا اليكم دليل آخر لمن اراد التوسع بالبحث هذا
Mk:11:13: 13 فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء اليها لم يجد شيئا الا ورقا.لانه لم يكن وقت التين. (SVD)
لعله يجد؟
كيف لعله يجد هذا ما ذكره مرقص فى انجيله ان يسوع لم يكن يعلم موسم انبات الشجرة
وهذا هو النص بالحادثة
. 12 وفي الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع.13 فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء اليها لم يجد شيئا الا ورقا.لانه لم يكن وقت التين. 14 فاجاب يسوع وقال لها لا يأكل احد منك ثمرا بعد الى الابد.وكان تلاميذه يسمعون
التعليق:
تخيلو يا أخوة يسوع يعلم موعد الساعة ولا يعلم موسم ووقت التين فكيف يكون عالما بموعد قدوم الساعة
فجزاء ذلك غضب ولعن الشجرة التى لا حول لها ولا قوة وهى مسخرة بسبب جوعه نعم كما يقول المثل الجوع كافر
وبعد هذا الشرح يا اخوتى اطرحو على المسيحيين السؤال التالى
اولا هل يعلم يسوع الساعة ومتى قيامها؟ واين الدليل من الانجيل؟ الانجيل ينفى ذلك عن المسيح
ثانيا ان الذى لا يملك ولا يعلم موعد الحصاد فكيف سوف يحصد اعمال العباد؟
والله الموفق واعتذر على الاطالةْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ " . ( ترجمة فاندايك )
(((((((الاقانيم هي الحل))))))))===يرى النصارى أن وجود الأقانيم يحل معضلة أزلية الصفات الإلهية ، فالأقانيم – في نظرهم – هي الحل السحري الذي أعضل الفلاسفة و أعجز أرباب الديانات لمشكلة أزلية الصفات و كونها متعلقة بالمخلوقات غير الأزلية في نفس الوقت . و لمزيد من التعرف على حل الإقانيم ، دعونا نصت لما يقوله النصارى أنفسهم
.
يقول احدهم في معرض كلامه عن الثالوث الأقدس – كما يسمونه - :
ولكن يعترضنا هنا اشكال.... ان كانت صفات الله اذلية كما نؤمن جميعا فهى اما عاملة او عاطلة ... فحاشا لله ان تكون صفاتة عاطلة فى اى وقت ثم اصبحت عاملة ( والا يكون قد حدث لة تغيير واللة لايتغير ) ... واذا كانت صفات الله عاملة معة منذ الاذل ... فمع من كان يتكلم فى الأزل قبل خلق الكون والملائكة؟؟؟؟ ومن كان يسمع ؟؟؟؟؟؟؟؟ ومن كان يود ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ومن كان يراة وهو البصير؟؟؟؟؟؟؟؟
فان كان يود غيرة ويتكلم مع غيرة ويسمع غيرة وينظر الى غيرة .. فهذا شرك بالله
وان كان لايود ولايتكلم ولايسمع ولايرى .. فصفاتة هنا كانت عاطلة حتى خلق البشرية واصبح يتكلم ويود ويسمع ويرى بعد ان خلق خليقتة اى حدث للة تغيير فى صفاتة .. وهنا يكون فاقد لمقومات وجودة .. وهنا يكون اشبة بصفر فى فضاء العزلة والعدم ولاوجود لة ... وهو حاشاة ان يكون هكذا فهذا الكلام كفر بين
وهنا نجد الانجيل هو الوحيد الذى حل لنا هذة المشكلة ووضح لنا الحل العقلى المقبول لها( بعكس من يدعى ان تثليث الله ضد العقل ) .. حيث يقدم لنا الانجيل الله كما اعلن لنا عن نفسة .. الها حيا كاملا بكل صفاتة التى نعرفها ..فهو يتبادل الود والتكلم والسمع والبصر بين اقانيمة الثلاثة ( متى 28 : 19) وهؤلاء الثلاثة هم واحد ( 1يو 5: 7 ) فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الاب و الكلمة و الروح القدس و هؤلاء الثلاثة هم واحد) واقنوم كلمة تعنى جانب من جوانب شخصية الله الواحد الاحد .. انة واحد احد لاشريك لة لكن لة جوانب ثلاثة .
ففي نظر النصراني تقوم الإقانيم بجعل صفات الله عاملة على الدوام حتى لا تتغير عند تعلقها بالمخلوقات بعد وقوع عملية الخلق ، فالله يتبادل الود و التكلم و السمع و البصر بين أقانيمه ، و هذا هو ما سماه النصراني بالحل العقلي المقبول .
يقول آخر :
فالإيمان بإعلان الله عن ذاته ثالوثا , وإن كان يبدو صعبا , ولكنه معقول, بل هو المعقول, لأننا سبق أن رأينا أن الوحدانية المطلقة لا تليق بالله; لأنها تقتضي تنزيهه عن الصفات والعلاقات, ولكن بما أن الله ذات فهو يتصف بصفات وله علاقات. ولكن بما أنه وحده الأزلي فلم يكن غيره في الأزل ليمارس معه الصفات والعلاقات. وبناء عليه تكون صفاته وعلاقاته عاطلة في الأزل ثم صارت عاملة بعد خلق الكائنات, وحاشا أن يكون الأمر كذلك لأن الله منزه عن التغير, وهو مكتف بذاته, مستغن عن مخلوقاته. إذا , لابد أن الله كان يمارس علاقاته وصفاته في الأزل مع ذاته لأنه لا شريك له ولا تركيب فيه. ولابد في هذه الحالة من الاعتراف بأن وحدانيته جامعة; أي جامعة لتعينات الذات الواحدة, لأن من لا تعين له لا وجود له.
ولا تناقض بين الوحدانية والتعينات, لأن الله واحد في جوهره وجامع في تعيناته, لأنه يمارس صفاته وعلاقاته مع ذاته بالفعل منذ الأزل, مع تعيناته وليس مع صفاته لأن الصفات معان وليست تعينات عاقلة يمكن التعامل معها. فلا يقال مثلا إن الله كان في الأزل يكلم صفاته ويسمعها ويبصرها ويحبها, أو إن صفاته كانت تكلمه وتبصره وتحبه, ولكن نقرأ في الكتاب المقدس أن الابن يحب الآب, والآب يحب الابن, قبل إنشاء العالم, والروح القدس هو «روح المحبة». وكانت هناك مشورة في الأزل بين الأقانيم الثلاثة.
ولابد من الإقرار بتعينات الله وإلا جعلناه جوهرآ غامضا لا يمكن الاتصال به أو معرفة شيء عنه بينما يتفق الجميع علي أنه تكلم مع موسى ومع إبراهيم وأظهر ذاته للأنبياء. ووجود التعينات في الله لا يمس وحدانيته كما قلنا لأن التعينات هم ذات الله وليسوا أجزاء من ذاته, حاشا. بل هم ذات واحدة, جوهر واحد, لاهوت واحد.
و يقول ثالث في اختصار :
تفرَّد الله دون سائر الكائنات بأنه مع وحدانيته وعدم وجود أي تركيب فيه، ليس تعيّناً واحداً بل تعينات. وكونه تعينات وليس تعيناً واحداً أمر يتوافق مع كماله واستغنائه بذاته وعدم تعرّضه للتطور أو التغير، لأنه يدل على أنه مع تفرّده بالأزلية كانت جميع صفاته بالفعل أزلاً، أي قبل وجود أي كائن سواه.
و يقول رابع معللاً الإيمان بالثالوث القدوس :
لأن الله محبة ، هو المحبة في أعلى صورها، وهذه المحبة تعود إلى كينونته فهو يمارس الحب منذ الأزل وإلى الأبد، ولا يمكن أن تكون هذه الصفة قد أضيفت إليه في وقت من الأوقات، و إلا فإنه يكون قد تغير – وحاشا لله أن يتغير -. ولابد لكي يمارس أحد الحب أن يكون هناك محبوب ، ولذا فالسؤال هو يا ترى من الذي كان يحبه الله قبل خلق الإنسان والعالم والخليقة؟ هل يوجد أزلي آخر غير الله، حاشا؟ ولذا لابد أن يكون هذا الحب موجها إلى أقنوم آخر في جوهره الواحد ، ولذا نستطيع أن نقول أن الله مكتفي بذاته من خلال أقانيمه فأقنوم الآب يحب اقنوم الإبن والإبن محبوب من الآب وهكذا ...
و يقول خامس متبعًا نفس السبيل :
من الناس من يقولون : لم يا ترى إله واحد في ثلاثة أقانيم ؟ أليس في تعدد الأقانيم انتقاص لقدر الله ؟ و أليس من الأفضل أن يقال : الله أحد و حسب ؟
لكننا إذا اطلعنا على كنه الله لا يسعنا إلا القول بالتثليث ، و كنه الله محبة (يوحنا الأولى4 : 16) ، و لا يمكن إلا أن يكون محبة ، ليكون الله سعيدًا ، فالمحبة هي مصدر سعادة الله ، و من طبع المحبة أن تفيض و تنتشر على شخص آخر فيضان الماء و انتشار النور ، فهي إذن تفترض شخصين على الأقل يتحابان ، و تفترض مع ذلك وحدة تامة بينهما ، و ليكون الله سعيدًا - و لا معنى لإله غير سعيد و إلا انتفت عنه الألوهية - كان عليه أن يهب ذاته شخصًا آخر يجد فيه سعادته و منتهى رغباته ، و يكون بالتالي صورة ناطقة له ، و لذلك ولد الله الابن منذ الأزل نتيجة لحبه إياه ، و وهبه ذاته ، و وجد فيه سعادته و منتهى رغباته ، و بادل الابن الأب هذه المحبة ، و وجد فيه هو أيضًا سعادته و منتهى رغباته ، و ثمرة هذا المحبة المتبادلة بين الأب و الابن كانت الروح القدس ، هو الحب إذًا يجعل الله ثالوثًا و واحدًا معًا .
هذا هو كلامهم الموجود على مواقعهم و في كتبهم ، لم أغير فيه حرفًا ، و نقلته بنصه و بسياقه لم أغير فيه - و لو خطأ إملائيًا ! – و الله على ما أقول شهيد . و أرجو أن تغفروا لي عدم توثيق المصادر ؛ فنحن لسنا ممن يستحل الدعاية للكافرين أو لكتبهم أو لمواقعهم .
و استدلالهم هذا على صحة التثليث شهير جدًا ؛ فقد وجدناه في كل كتبهم تقريبًا ، و لا تخلو واحدة من مطوياتهم التي يوزعونها بغرض التنصير من إيراد هذا الكلام أو شبيهه .
و الرد عليهم في هذا الاستدلال من وجوه أذكرها تباعًا بإذن الله و حوله و قوته داعين الله أن يوفقنا و يسدد خطانا و يلهمنا الصواب ... آمين ؟؟؟؟؟؟؟؟==========لم لا يتم حل المشكلة بقولنا أن الله يحب و يرى و يسمع ذاته منذ الأزل بدون الحاجة إلى أقانيم ؟ فالإنسان المخلوق – مثلاً – يحب ذاته و يرى ذاته و يسمع ذاته دون الحاجة إلى أقانيم ، فلم أوجبتم على الله وجودها ؟
ثم إن هناك دليلاً عقليًا على أن الله يرى و يسمع ذاته منذ الأزل : فإنه من المسلم به عند المسلمين و النصارى أن المؤمنين يرون الله و يسمعونه يوم القيامة . و بما أنه من المستحيل أن يرى و يسمع المخلوق ما لا يراه و لا يسمعه الله ، فالعقل يوجب أن الله يرى و يسمع ذاته يوم القيامة . و بما أنه سبحانه موجود منذ الأزل ، فهو يرى و يسمع ذاته منذ الأزل .
ما رأيكم في هذا الحل ؟
هو حل أكثر معقولية بمراحل من حل الأقانيم . و هو ينطبق كذلك على صفة المحبة ، فالله يحب ذاته منذ الأزل و ليس في هذا أي غرابة ، أليس كذلك ؟!
و هناك ملحوظة أوردها لتحاشي سوء الفهم : فقولنا الله و ذاته لا يشير لكائنين مختلفين ، بل الله علم على الذات الموصوفة بالصفات . فالذات الأزلية الموصوفة بالصفات الإلهية الأزلية هي الله . فالله هو اسم للذات و ليس كائنًا مغايرًا لها .
و للأمانة العلمية نذكر من صفوف كتّاب النصارى من تصدى بالنقد لهذا الحل ، يقول عوض سمعان في كتابه ( الله بين الفلسفة و المسيحية ) :
إن اعتبرنا وحدانية الله وحدانية مطلقة، تعذَّر علينا القول إنه يشاهد ذاته ويعيها، لأن هذا العمل يؤدي إلى تكوّن الله من إثنين هما " أ " هو " ب " وذاته، كما يؤدي إلى وجود علاقة له بينه وبين ذاته. والوحدانية المطلقة ليست مركبة، ولا علاقة لها بينها وبين ذاتها. كما تعذَّر علينا القول إنه كان يريد ذاته أو يحب ذاته، أو يسمع ذاته أزلاً. لأن ممارسته في الأزل لهذه الصفات " بل لكل صفاته الأخرى " تتطلّب إما وجود كائن أو كائنات ملازمة له أزلاً، أو وجود تركيب في ذاته. وبما أن الله واحد لا شريك له، وفي الوقت نفسه لا تركيب فيه على الإطلاق، إذاً فهذا الحل ليس على شيء من الصواب أيضاً.
و هو كلام ظاهر التكلف و يناقض المشاهدة و الحس ؛ فإنه إذا تكلم الإنسان فهو يسمع نفسه بلا مشاكل . بل إنه إذا كلم زيدُ عبيدًا ، فالكلام لا يسمعه عبيد فحسب بل و يسمعه زيد أيضًا . و هذا ثابت بالحس و المشاهدة و لا ينكره إلا مكابر !
بل إنه من الثابت لدى المسلمين أن الله بعد فناء كل المخلوقات يتكلم و يقول : (( لمن الملك اليوم ؟ )) و يرد قائلاً : (( لله الواحد القهار )) ، فهذا يدل على أن الكلام كصفة أو كفعل لا يرتبط بمفعول .
و معلوم أن الإنسان يعلم ذاته و يعيها و يدرك إن كان سعيدًا أو غاضبًا أو حزينًا ، و هو – كذلك – يرى نفسه و يسمع نفسه بدون وجود أقانيم فيه . فكيف ننفي عن الله كونه يعلم ذاته و يدركها و يراها و يسمعها ؟!
و مقتضى تطبيق هذا الكلام على الأقانيم أنه عندما يتكلم الآب بشئ إلى الإبن ، فالآب لا يسمع هذا الكلام بل الإبن فقط هو الذي يسمعه !! لأنه لا يجوز أن تكون هناك نسبة بين الآب و الآب ، بل هي فقط بين أقنومين متغايرين كالآب و الإبن ! و لا حول و لا قوة إلا بالله ! ؟؟؟؟؟؟؟؟؟==========قولهم أن عمل صفات الله بعد كونها عاطلة يقتضي وقوع التغير في ذات الله هو غير مسلّم ، بل هو باطل .
لماذا ؟
لأن التغير في اللغة المعروفة لا يراد به مجرد كون الفاعل قام بالفعل فإن الناس لا يقولون للإنسان إذا تكلم – بعد سكوته - ومشى – بعد وقوفه – أنه وقع له تغير في ذاته .
ولا يقولون إذا طاف و صلى و أمر و نهى- إذا كان ذلك من عاداته- أنه تغير ، بل يقولون ذلك لمن استحال وانقلب من وضع لآخر كالإنسان إذا مرض وقد كان صحيح البدن ، قيل قد تغير .
وكذلك إذا تغير خلقه ودينه يقال قد تغير كالذي يكون فاجراً ثم ينقلب براً يقال له قد تغير ، قال تعالى: { إن الله لا يغير ما يقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } ، ومن المعلوم أنهم إذا كانوا على عاداتهم الموجودة يقولون ويفعلون ما هو خير لم يكونوا قد غيروا ما بأنفسهم . فإذا انتقلوا عن ذلك فاستبدلوا باعتقاد الخير اعتقاد الشر قيل قد غيروا ما بأنفسهم .
فإذا كان هذا هو معنى التغير فالرب لم يزل ولا يزال يفعل أفعال الكمال وأفعاله كلها كمال سبحانه لم يتغير عن ذلك فمتى شاء تكلم ومتى شاء رزق ومتى شاء خلق .
ولكن الذين يلزمهم أن يكون قد تغير هم من يقولون كان في الأزل لا يفعل والفعل ممتنع منه لا يتمكن منه!! ثم صار الفعل ممكناً يمكنه أن يفعل ويقولون صار الفعل ممكناً له بعد أن كان ممتنعاً وهذه عين التغير .
يقول شارح الطحاوية :
ألا ترى أن من تكلم اليوم وكان متكلمًا بالأمس لا يقال : أنه حدث له الكلام ، ولو كان غير متكلم ، لأنه لآفة كالصغر . والخرس ، ثم تكلم يقال - : حدث له الكلام ، فالساكت لغير آفة يسمى متكلماً بالقوة ، بمعنى أنه يتكلم إذا شاء ، وفي حال تكلمه يسمى متكلماً بالفعل ، وكذلك الكاتب في حال الكتابة هو كاتب بالفعل ، ولا يخرج عن كونه كاتباً في حال عدم مباشرته الكتابة .
( ابن أبي العز الحنفي ، شرح العقيدة الطحاوية ص76 )
فيفهم من هذا الكلام أن التغير في ذات الله يقع لو كان الانتقال من مرحلة العجز عن الفعل إلى مرحلة القدرة على الفعل . لكنه لا يقع عند انتقال الصفة من مرحلة القدرة على الفعل إلى مرحلة القيام بالفعل .
و عليه يتبين فساد قول النصارى أن كون الصفات عاطلة ثم عاملة يستلزم وقوع التغير في ذات الله . ؟؟؟؟؟؟؟؟؟========الصفات الإلهية ثلاثة أقسام : صفات ذاتية ثابتة لله أزلاً و أبدًا لا تفارقه ، و صفات فعلية متعلقة بالمشيئة إن شاء الله فعلها و إن لم يشأ لم يفعلها ، و صفات خبرية .
يقول العلامة العثيمين رحمه الله :
الصفات : يعني ما يتصف به الموصوف وهي بالنسبة لله عز وجل ثلاثة أقسام :
1 – صفات ذاتية .
2 – وصفات فعلية .
3 – وصفات خبرية .
الصفات الذاتية : هي صفات المعاني الثابتة لله أزلاً وأبداً ، مثل : الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والعزة والحكمة إلى غير ذلك وهي كثيرة ، تسمى صفات ذاتية فهذه صفات ذاتية ، لأنه متصف بها أزلا ً وأبدًا لا تفارق ذاته .
الصفات الفعلية : هي التي تتعلق بمشيئته إن شاء فعلها وإن شاء لم يفعلها ، مثل : الاستواء على العرش ، والنـزول إلى السماء الدنيا ، والمجيء للفصل بين العباد ، والفرح بتوبة التائب ، والضحك إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخلان الجنة ، والغضب على الكافرين والرضى للمؤمنين وما أشبه ذلك ، هذه تسمى صفات فعلية ، لأنها من فعله وفعله يتعلق بمشيئته ، لكن هذا القسم من صفات الله ، آحاده حادثة تحدث شيئاً فشيئاً ، وأما جنس الفعل فإنه أزلي أبدي .
الصفات الخبرية : يعني : أننا نعتمد فيها على مجرد الخبر ، ليست من المعاني المعقولة بل المدركة بالسمع المجرد .
( محمد بن صالح بن عثيمين ، شرح العقيدة السفارينية ص153-154 بتصرف )
فبخلاف الصفات الذاتية مثل العلم و العزة و الحكمة الملازمة لله أزلاً و أبدًا ، نجد أن الصفات الفعلية مثل الرزق و المنع متعلقة بمشيئة الله : إذا شاء رزق و إذا شاء منع ، فهو يرزق من يشاء عندما يشاء و يمنع من يشاء عندما يشاء . و لا يقال أن الله يرزق أزلاً و يمنع أزلاً ؛ لأن الرزق و المنع حسب مشيئته إن شاء رزق و إن شاء منع .
وقد نشأ عن عدم التفريق بين الصفات الذاتية والصفات والفعلية فساد و إلحاد في أسماء الله و صفاته , بل نشا عن القول بقدم الصفات الفعلية هذا الإشكال النصراني .
يقول الكاتب النصراني عوض سمعان عن صفات الله:
وإن قلنا إنها قديمة افترضنا وجود كائنات معه أزلاً كان يحبها ويسمعها ويكلمها، أو افترضنا وجود تركيب في ذاته، لأن هذه الصفات تستلزم في ممارستها وجود أكثر من كائن واحد، أو وجود كائن مركب،من هيولي وصورة، أو من جوهر وعرض. وهذا باطل، لأن الله لا شريك له ولا تركيب في ذاته.
فهو يقول بقدم الصفات الإلهية و لكنه لا يفرق بين الصفات الذاتية و الفعلية ، فوقع في الإشكال !
و لا يظن أحدٌ أننا نقول بحدوث الصفات الفعلية – معاذ الله ! بل قولنا الذي ندين به هو أن الله متصف بهذه الصفات أزلاً و لكن الأفعال نفسها حادثة في آحادها ؛ فهو الخالق المصور الرزاق أزلاً و أبدًا بمعنى أنه قادر على الخلق و التصوير و الرزق منذ الأزل و إلى الأبد ، و لكن خلق زيد هو فعل حادث و تصوير زيد فعل حادث و رزق زيد فعل حادث . و لا يجوز عقلاً أن نقول أن الله يخلق زيد أزلاً أو يصوره أزلاً أو يرزقه أزلاً ، فهذا محال بين البطلان !
نتابع مع عوض سمعان :
حقاً قد يكون هناك شخص بصير دون أن يكون هناك شيء يبصره. لكن إذا أدركنا أن الله كامل في ذاته كل الكمال، وأنه لذلك لا يتغير أو يتطور أو يكتسب لذاته شيئاً على الإطلاق، تبيَّن لنا أنه لا يمكن أن صفاته كانت في الأزل عاطلة، ثم أصبحت بعد ذلك صفات عاملة، بسبب وجود الكائنات التي خلقها في الزمان. بل من المؤكد أن صفاته كانت عاملة من تلقاء ذاتها أزلاً لدرجة الكمال، قبل وجود أي كائن من الكائنات سواه. وعملها هذا، على اعتبار أن وحدانيته وحدانية مطلقة، يقتضي وجود كائن أو كائنات ملازمة له أزلاً، أو وجود تركيب في ذاته كما مرَّ بنا. لأنه لولا ذلك لما كان لصفاته عمل حينذاك. وبما أن الله لا شريك له ولا تركيب فيه، إذاً فهذا الحل ليس على شيء من الصواب كذلك.
فها هو قد وقع في فخ جعل صفات الله الفعلية عاملة من تلقاء ذاتها!! أزلاً ، بل هو يقرر أن كونها عاملة أزلاً و أبدًا هو اللائق بكمال الله سبحانه . و مقتضى هذا الاعتقاد هو نفي مشيئة الله في أفعاله ؛ فهو – حسب كلامه – لا يفعل بإرادته ، بل هو مجبر على الفعل و إلا انتفى كماله !
و هذه طعنة قاتلة لهذه الأطروحة النصرانية !
فعند النصارى أن الله مجبور على الفعل حتى لا ينتفي كماله ، فتوقفه عن الفعل نقص . و هذا نفي لإرادته و مشيئته و كونه فعال لما يريد . بخلاف اعتقادنا – كمسلمين – في كون الله قادرًا على الفعل أزلاً و أبدًا و لكنه يفعل بإرادته و مشيئته ، و أنه إذا أراد شيئًا فعله و إن لم يرد لم يفعل ، و أن فعله و إرادته متلازمان .
و العجيب أن عوض سمعان اضطر للقول بعدم أزلية الفعل نفسه بل أزلية القابلية للفعل بعد سطور حيث قال :
وقد يقول قائل آخر إن الكتاب المقدس يُسنِد إلى الله الغضب، ولا يُعقَل أن الغضب كان أزلاً، لأنه لم يكن هناك ما يدعو الله للغضب حينذاك. كما أن الغضب يدل على حدوث تأثر فيه، والتأثر يقتضي التغيّر، والله لا يتغير!
وللرد على ذلك نقول : إذا نظرنا إلى وحدانية الله كوحدانية جامعة مانعة، اتضح لنا أن مبدأ التأثر لا بد وأن يكون موجوداً فيه منذ الأزل، لأنه بسبب هذه الوحدانية يكون محباً ومحبوباً، وعالماً ومعلوماً، ومريداً ومراداً، ومتكلماً وسامعاً، منذ الأزل. فضلاً عن ذلك، فإن الغضب المسنَد إلى الله بسبب قيام الناس بعمل الشر، لا يُراد به حدوث انفعال فيه، بل يُراد به فقط عدم رضائه عن فعل الشر، وذلك وجه من الوجوه السلبية للكمال الذي يتصف به أزلاً، لأن الكمال لا يحب الخير فقط، بل ويبغض الشر أيضاً. وبما أن كمال الله كان بالفعل أزلاً، فمن البديهي أن يكون للغضب ضد الشر أساس في ذاته أزلاً أيضاً.
لاحظ كلماته ( مبدأ التأثر لا بد وأن يكون موجوداً فيه منذ الأزل ) و ( فمن البديهي أن يكون للغضب ضد الشر أساس في ذاته أزلاً ) ، فهو يعترف بأن مبدأ أو أساس أو صفة الغضب ضد الشر موجودة أزلاً في ذات الله و لكنه يهرب من القول صراحةً أن الله قادر على الغضب أزلاً و لكنه يغضب عندما يشاء ، فتأمل !
خلاصة هذا الوجه : أن النصارى يقولون أن الله فاعل أزلاً و أن استمراره في حال الفعل هو كمال له تعالى لأن كونه فاعلاً أزلاً و أبدًا هو أكمل له من كونه عاطلاً .
و عليه فيلزم النصارى القول بوجوب الفعل على الله ، و هذا الوجوب ليس لمجرد علمه بأنه سيفعل بل لأن كونه فاعلاً هو كمال له من حيث ذاته و صفاته أو أحدهما . و معلوم أن ما كان كمالاً لله تعالى فهو واجب ، لذا يجب على الله أن يكون فاعلاً ليستمر في منزلة الكمال .
و هذا قبيح جدًا ؛ لأنه ينافي القول بأن الله يفعل بإرادته المحضة . فالقول بالإرادة المحضة لا يتفق و وجوب الفعل على الله لكون الفعل أكمل له من عدمه . فالله – عندهم – لا يحب بإرادته ، بل يحب لأنه مجبر على الحب ، و لا يتكلم كما يشاء بل هو مجبر على الكلام منذ الأزل و إلى الأبد ، و هكذا مع باقي الصفات .
فإن قال لك النصراني : أنا أؤمن بإله تعمل صفاته أزلاً من تلقاء ذاتها ، قل له : أنا أؤمن بإله يفعل ما يريد .
ملحوظة : كل الاقتباسات لعوض سمعان من كتابه ( الله بين الفلسفة و المسيحية ) ، الباب الثالث ( مشكلات الوحدانية المجردة و الوحدانية المطلقة ) ، الفصل الأول ( مشكلة العلاقة بين صفات الله و ذاته ) . ؟؟؟؟؟؟؟؟؟======هناك العديد من الصفات التي لا يمكن تصور عملها بين الأقانيم قبل الخلق مثل الخالق و الغفور و الباعث و المحيي و المميت و غيرهم . فكيف يعقل أن تكون الأقانيم تخلق بعضها بعضًا أو تحيي بعضها بعضًا و تميت بعضها بعضًا أو تبعث – من الموت!! – بعضها بعضًا ؟!!
هناك حلان لهذا الإشكال :
إما أن يقول النصارى أن العالم أزلي مع الله ، و بالتالي كانت هذه الصفات عاملة أزلاً من خلال تفاعل الله الأزلي مع مخلوقاته الموجودة منذ الأزل .
أو يقولوا – كما قال عوض سمعان في صفة الغضب – أن مبدأ أو أساس صفات الخلق و المغفرة و الإحياء و الإماتة و البعث موجودة في الله منذ الأزل ، و لكنها تعمل فقط عندما يشاء الله . أو بمعنى أوضح : أن هذه الصفات متعلقة بمشيئة الله يفعلها عندما يشاء و لا يلزمه القيام بها في كل وقت .
و في الحالتين يصير حل الأقانيم في خبر كان !
لأنه وقتها نستطيع أن نقول للنصارى أن الحل المقترح لكيفية عمل هذه الصفات يصلح كذلك لباقي الصفات مثل المحبة و الكلام و السمع و البصر و غيرها . فإن كنتم – يا معشر النصارى – قد اضطررتم لهذا الحل ، فيلزمكم اتباعه في كل الصفات و بالتالي لا يصير لفرضية الأقانيم أي ضرورة أو حتى مسوغ .
و القضية باختصار أن دعوى النصارى أن الأقانيم هي الحل السحري لمشكلة عمل الصفات الإلهية يثبت فشلها عند التصدي لعمل بعض الصفات كالخلق و الإحياء و الإماتة و البعث . و عند البحث عن حل لهذه الصفات لا يلجأ النصارى لحل الأقانيم ، بل يستنبطون حلاً آخر . و هنا نقول لهم : لم لا تستخدموا هذا الحل اللاأقانيمي مع كل الصفات ؟ أليس وجود حل واحد لكيفية عمل كل الصفات أفضل من وضع حل لبعض الصفات و حل آخر للبعض الآخر ؟
و هنا تسقط دعوى اضطرارهم للقول بالأقانيم !
و أنها هي الحل العقلي المقبول !
و أن الإيمان بها هو المعقول !
و أنه لا بد من الإقرار بها !
إلى آخر هذه الدعاوى التي قرأناها سويًا في بداية هذا البحث ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟=========الموجودات لا تخلو أن تكون إما جوهرًا أو عرضًا .
يقول العلامة العثيمين في شرحه للسفارينية :
المعلومات لا تخلو من حالين :
1. إما شيءٌ قائمٌ بنفسه .
2. وإما شيءٌ قائمٌ بغيره .
كل الموجودات بل كل المعلومات إما قائمةٌ بنفسها وإما قائمةٌ بغيرها .
فمن مصطلحاتهم :
أن القائم بنفسه يسمى جوهراً .
وليس الجوهر الذي هو النوع من الزينة جوهر أي قائم بنفسه ، جسم الإنسان جوهر ، الشمس جوهر القمر جوهر و هلم جراّ .
كل شيء قائم بنفسه نسميه جوهراً .
فلو قال آدم مثلاً سأهبك جوهرةً فأخذ صدري ينشرح وأفرح بذلك ثم أعطاني حجراً قدر الأنملة ، هل وفى بالوعد ؟ نعم على كلام المؤلف وفى بالوعد لكن على العرف ، لا .
قوله : ( فذاك عرض ) : سواءٌ كان لازماً أم طارئاً يسمونه عرضاً .
وعلى هذا فالطول والقصر واللون والقوة والضعف وما أشبه ذلك تسمى عرض .
فلان جوهر كونه طويلاً أو قصيراً عرض ، الباب جوهر كونه أحمر أو أبيض أو أسود هذا عَرَض و هلم جراّ .
( محمد بن صالح بن عثيمين ، شرح العقيدة السفارينية ص745-746 )
نخلص من هذا الكلام أن الموجودات لا تخلو عن قائم بذاته و هو الجوهر مثل البيت و الجبل و القمر ، و قائم بغيره و هو العرض مثل الحركات و الصفات و الأفعال و الألوان .
إذن ما هي الأقانيم ؟
لا يقول النصارى أبدًا أنهم أعراض قائمة بغيرها ، إذن يلزمهم القول بأنها جواهر قائمة بنفسها أي أنها لا تحتاج إلى من تحل به . و عليه ، فوجود ثلاثة أقانيم يقتضي الكثرة و التعدد في الإله الواحد .
لذا تصور النصارى لثلاثة أقانيم تتبادل الحب و الود و المشاعر "الإلهية" فيما بينها يتناقض بالكلية مع التوحيد الذي يقضي بأنه لا إله إلا الله الواحد ليس له شريك .
يقول الإمام القرطبي في رده على رسالة ( تثليث الوحدانية ) :
أما قوله تثليث الوحدانية فكلام متناقض لفظا وفاسد معنى . بيان ذلك أن قوله تثليث الوحدانية كلام مركب من مضاف ومضاف إليه ، ولا يفهم المضاف ما لم يفهم المضاف إليه . فأقول لفظ الوحدانية مأخوذ من الوحدة ، ومعناها راجع إلى نفى التعدد والكثرة ، فهي إذن من أسماء السلوب . فإذا وصفنا بها موجودا فقد نفينا عنه التعدد والكثرة . والتثليث معناه تعدد وكثرة ، فإذا أضاف هذا القائل التثليث للوحدة ، فكأنه قال تكثير ما لا يتكثر . وتكثير ما لا يتكثر باطل بالضرورة . فأول كلمة تكلم بها هذا السائل متناقضة وباطلة بالضرورة .
( الإمام القرطبي ، الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام وإظهار محاسن دين الإسلام وإثبات نبوة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ص47 )
فالإيمان بالتثليث لا يتفق و توحيد الإله ، إلا إذا كان النصارى يقصدون بالأقانيم أجزاء يتركب منها الإله . و في هذه الحالة يلزم النصارى التناقض مع مذهبهم الذي يدعي عدم وقوع تركيب في الذات الإلهية .
خلاصة هذا الوجه أن إيمان النصارى بثلاثة أقانيم يؤدي إلى وقوع التناقض و الفساد في عقيدتهم : إما بكون الثلاثة أقانيم تعارض مفهوم التوحيد ابتداء ، أو بكونها تناقض مبدأ عدم وجود تركيب في ذات الإله .
التّثـليــــــث
رغبة في الاختصار ونفورًا من التّطويل لم أشأ الدّخول في متاهات شديدة الوعورة والظّلمة ترتبط بموضوع التّثليث، ومن تلك المتاهات ألوهيّة المسيح وبنوّته، وطبيعة الله اللاّهوتيّة والنّاسوتيّة .. إلخ، رغم أهمّيّة تلك المواضيع وعلاقتها الوطيدة بعقيدة التّثليث، وعدم رغبتي في دخول تلك المتاهات هو لشعوري أنّ البحث حينها سيطول جدًّا، وسيتشعّب ممّا يخرجه عن الهدف من وضعه؛ ذلك أنّ الهدف من كتابي ليس أن يصنّف ضمن الدّراسات العلميّة المتقدّمة، فيكون في متناول الباحثين المتخصّصين فقط، وإنّما الغاية منه أن يكون رسالة إعلاميّة سريعة يصل إليها النّصرانيّ العاديّ، ورجل الشّارع، دون أن يثقل كاهله كتابي إضافة إلى مشاغله اليوميّة، ومن ثمّ فضّلت التّعبير عن مناقضة التّثليث للعقل ومصادمته لكلّ منطق وعلم وتفكير بشريّ ببعض هذه الخواطر، وأعترف للقارئ أنّي وجدت صعوبة بالغة في اختياري النّقطة التي أنطلق منها في حديثي عن التّثليث، فمن أين أبدأ؟
التّثليث أهمّ اعتقاد يؤمن به النّصارى، فلا خلاص ولا غفران ولا دخول للجنّة إلاّ بالإيمان بأنّ الله هو ثلاثة أقانيم: الأب، الابن، الرّوح القدس، وهؤلاء الثّلاثة – في نظر النّصارى – ليسوا ثلاثة بل هم واحد، فالأب إله تامّ، والابن إله تامّ، و الرّوح القدس إله تامّ، لكنّ هؤلاء الآلهة التّامين ليسوا ثلاثة آلهة بل هم إله واحد تامّ!!
أنا أعلم أنّك – أيّها القارئ – لا تفهم شيئًا ممّا أقوله، لكن اعذرني فهذا قول القساوسة، هم ثلاثة آلهة… لكن يستدركون فيقولون لكنّهم واحد، وهو إله واحد، لكن يستدركون فيقولون لكنّهم ثلاثة آلهة، ثلاثة في الواحد وواحد في الثّلاثة!
وإذا كان من واجبي كباحث في هذا الموضوع أن أشرح لك هذا الكلام، فأعتذر إليك مسبقًا بقولي: "إنّ فاقد الشّيء لا يعطيه"؛ لأنّي كسائر علماء اللاّهوت ورجال الدّين والفلاسفة والمفكّرين لم أصل لغاية السّاعة لشرح أو فهم لذلك الكلام !
والتّثليث عند المسلمين كفر بالله لقد كفر الذين قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة وما من إله إلاّ إله واحد وإن لم ينتهوا عمّا يقولون ليمسّنّ الذين كفروا منهم عذاب أليم المائدة 73.
وهي عند الفلاسفة والمفكّرين أكبر خرافة في هذا الكون، جاء في مجلّة التّايم عدد 4 سنة 1966، ص 57، "إنّ الكتاب المقدّس – بما فيه من خطيئة وكفّارة وتثليث – هو أكبر مجموعة من الخرافات في تاريخ الحضارة الغربيّة ".
وهي عند المؤرّخين وعلماء مقارنة الأديان حلقة من حلقات الوثنيّة التي بدأت منذ فجر التّاريخ.
أمّا عند القساوسة والكنيسة فهي سرّ ولغز مقدّس! لا يمكن فهمه في هذه الدّنيا ولا تصوّره على حقيقته، جاء في أحد المجامع الكنسيّة، وهو مجمّع لاتيران، الذي عقد سنة 1315 م [ إنّنا نؤمن إيمانًا جازمًا من أعماق قلوبنا بأنّ هناك إلهًا واحدًا خالدًا لا نهائيًّا لا يحول ولا يزول، إلهًا لا نفهمه، عظيمًا لا يمكن التّعبير عنه: الأب والابن وروح القدس ..] ويقول القسّ بوطر بعد استعراضه عقــيدة التّثليث: » قد فهمنا ذلك على قدر طاقة عقولنا ونرجو أن نفهمه فهمًا أكثر جلاء في المستقبل، حيث ينكشف لنا الحجاب عن كلّ ما في السماوات والأرض، وأمّا في الوقت الحاضر ففي القدر الذي فهمناه الكفاية«.
ولننتقل الآن إلى تعريفات النّصارى للثّالوث وما هو المفهوم الذي يولونه لهذا المصطلح؛ يقول القسّ سامي حنا غابريال في كتابه (الله واحد أم ثالوث؟): » المسيحيّة تعلم أنّ الله الذي لا شريك له هو واحد في الجوهر موجود بذاته، ناطق بكلمته، حيّ بروحه، و يمكن أن نقول إنّ الله واحد في ثلاثة أقانيم والثّلاثة هم واحد، هم الله، دون انفصال أو تركيب، متساوون، إنّهم جميعًا الله، وكلّ أقنوم منهم هو الله، وهو ما تعلنه المسيحيّة بوضوح، الله موجود بذاته "الأب"، الله ناطق بكلمته "الابن" الله حيّ بروحه "الرّوح القدس"… والأقانيم الثّلاثة: الأب والابن والرّوح القدس واحد في الجوهر متساوون في كل شيء، في السرمدية ( الأزلية والأبدية ) وفي القدرة وفي كل ما يخص الله الواحد«.
يقول الأب بولس إلياس اليسوعي في كتابه ( يسوع المسيح ): من الناس من يقولون لماذا يا ترى إله واحد في ثلاثة أقانيم؟ أليس من الأفضل أن يقال إله واحد وحسب؟ لكننا إذا اطلعنا على كنه الله لا يسعنا إلا القول بالتثليث، وكنه الله محبة، ولا يمكن إلا أن يكون محبة، ليكون الله سعيدا، فالمحبة هي مصدر سعادة الله، ومن طبع المحبة أن تفيض وتنتشر على شخص آخر فيضان الماء وانتشار النور، فهي إذن تفترض وجود شخصين على الأقل يتحابان، وتفترض مع ذلك وحدة تامة بينهما، وليكون الله سعيدا، ولا معنى لإله غير سعيد، وإلا انتفت عنه الألوهية، كان عليه أن يهب ذاته شخصا آخر يجد فيه سعادته ومنتهى رغباته، ويكون بالتالي صورة ناطقة له.
ولهذا ولد اللهُ الابن منذ الأزل نتيجة لحبه إياه ووهبه ذاته، ووجد فيه سعادته ومنتهى رغباته وبادل الابنُ الأب هذه المحبة ووجد فيه هو أيضا سعادته ومنتهى رغباته، وثمرة هذه المحبة المتبادلة بين الأب والابن كانت الروح القدس، هو الحب إذن يجعل الله ثالوثا وواحدا معا…ولا يصح أن يكون هذا الكائن الذي حبس اللهُ الأبُ محبته عليه إلا الابن، ولو كان غير الابن، ولو كان خليقة غير محدودة، بشرا أو ملاكا، لكان الله بحاجة إلى من دونه كمالاً، وعُدّ ذلك نقصًا في الله والله منزّه عن النّقص، فتحتّم إذًا على الله والحالة هذه أن يحبس محبّته على ذاته فيجد فيها سعادته؛ لهذا يقول بولس الرّسول: إنّ الابن هو صورة الله غير المنظور… ليس الله إذًا كائنًا تائهًا في الفضاء، منعزلاً في السّماء، لكنّه أسرة مؤلّفة من أقانيم ثلاثة تسودها المحبّة، وتفيض منها على كلّ الكون براءته، وهكذا يمكننا أن نقول إنّ كنه الله يفرض هذا التّثليث «.
إنّ هذا التّفكير وإن كان يثير السّخريّة إلاّ أنّه منتشر جدًّا بين رجال الكنيسة، فهم يرون أنّ الله يجب أن يكون كائنًا مركّبًا حتّى يستطيع ممارسة صفاته الأزليّة كالسّمع والبصر والمحبّة وغيرها؛ أي أنّ الله قبل خلق العالم لم تكن صفاته معطّلة، لأنّه كان يمارس تلك الصّفات مع نفسه أو مع ابنه، لذلك وُجد الثّالوث كضرورة، لأنّه لو قلنا إنّ الله لم يكن يمارس صفاته وأفعاله قبل خلق العالم ثمّ مارسها بعد خلق العالم لحكمنا على صفات الله وأفعاله بأنّها كانت معطّلة، وعلى الله بالتغيّر من حالة إلى حالة، وهذا مستحيل لأنّ الله لا يتغيّر.
يقول القسّ سامي غابريال: » إذا كان الله محبًّا، سميعًا، عليمًا.. ناطقًا.. وأنّه غير متغيّر فماذا عن قبل الخلق؟ هل كانت صفات الله موجودة؟ نعم فهو غير متغيّر … وإن كان الله ناطقًا محبًّا، قبل أن يخلق.. فمع من كان يمارس صفاته وأعماله؟ هل كانت عاطلة… قبل خلق العالم… ثمّ صارت عاملة بعد الخلق؟ كلاّ و لو أنّ الله مطلق الوحدانيّة في الجوهر؛ فقبل أن يخلق ما معنى إذا سميع.. ناطق.. محبّ.. إذًا لا يمكن أن تكون وحدانيّة الله وحدانيّة مطلقة، مجرّدة، بل لا بدّ أن يكون الله الواحد في الجوهر جامعًا في وحدانيته، وبذلك يمارس صفاته بينه وبين نفسه لا بالوحدانيّة المجرّدة بل بوحدانيّته الجامعة الشّاملة الواحدة، وحيث أنّ صفات الله لا يمكن أن تكون قائمة في ممارستها إلاّ بين كائنين، أو أكثر أو بين عاقلين أو أكثر… وبما أنّ الله مع وحدانيّته وتفرّده بالأزليّة وعدم وجود تركيب فيه… كان يمارس الصّفات الإلهيّة بينه وبين ذاته… إذًا فوحدانيّة الله مع عدم وجود تركيب فيها هي وحدانيّة ليست مجرّدة، بل وحدانيّة من نوع لا مثيل لها في الوجود يمكن أن نسمّيها الوحدانيّة الشّاملة أو الجامعة «. وهي ما دعاها هذا القسّ وسمّتها الكنيسة وحدانيّة الثّالوث.
لقد أوردت كلام القساوسة السّابقين على طوله ليعرف النّصارى وغيرهم مقدار تفكير القسس والحجج التي يستندون إليها لتجويز الاعتقاد بالثّالوث، وإنّ هذا الاحتجاج السّخيف جدًّا ينقلب ضدّ القسس وضدّ الكنيسة وضدّ عقيدة التّثليث؛ إذ لو اعتقدنا أنّ صفات الله وأفعاله يجب أن تكون موجودة قبل خلق العالم وأنّ تلك الصّفات تمارس بين الأقانيم الثّلاثة وجب علينا إذًا أن لا نقتصر على الأمثلة التي يضربها القساوسة عن الصّفات الإلهيّة بل وجب التّعميم على جميع الصّفات والأفعال الإلهيّة، وهنا أتساءل أليست من صفات وأفعال الله الخلق وأنّ الله خالق؟ ستقولون بلى، وأقول هل كانت صفة الخلق معطّلة قبل خلق العالم ؟، ستقولون كلاّ.
وسأقول فإذن مع من كان يمارس صفة الخلق؟
لا شكّ وفق تفكيركم السّابق أنّ الله كان يمارسها مع نفسه أو ابنه أو مع الثّالوث 'الوحدانيّة الشّاملة كما يسمّيها القسّ غابريال'، فهل يمكن أن تشرحوا لنا كيف كان يمارس الله صفة وفعل الخلق مع نفسه أو ابنه أو ثالوثه، هل كان الله يخلق ذاته؟ فإذًا الله مخلوق ! هل خلق الله الابن؟!، لكنّ الكتاب المقدّس يقول عن الابن مولود غير مخلوق !، ماذا كان الله يخلق قبل خلق العالم حتّى يقال عنه خالق، وإنّه يملك صفة الخلق العاملة المعطّلة! ؟ أرأيتم أنّكم أيّها القساوسة تتورّطون في دفاعات متخبّطة عشوائيّة توقعكم في ورطات لا مخرج منها؟ وهذا مثال واحد عن صفة واحدة ضربته لكم فكيف بعشرات، بل بمئات الصّفات والأفعال التي تُنسب إلى الله؟
نعود الآن إلى الأقانيم الثّلاثة، ما معنى كلمة أقنوم؟
يقول النّصارى إنّ "الأقنوم" كلمة سريانيّة تعني كلّ ما تميّز عن سواه دون استقلال، وفي موضوع الثّالوث تعني وجود ثلاثة أشخاص متّحدين دون امتزاج ومتميّزين دون انفصال.
نسأل النّصارى هل لكم أن تضربوا لنا مثالاً واحدًا في هذا الكون "غير الثّالوث" يصدق عليه مصطلح الأقنوم،… لن تستطيعوا ذلك لأنّ المعنى 'المفبرك' الذي أضفيتموه على مصطلح الأقنوم لا تقبله العقول؛ لذا لا يصدق على أيّ مثال واقعيّ مادّيّ أو معنويّ، ثمّ لماذا يرد هذا المصطلح الفريد من نوعه بالسّريانيّة دون اللّغات الأخرى كالعبريّة مثلاً وقد كانت لغة العهد القديم؟ ألم يكن لذلك المصطلح وجود حينها؟ ثمّ لماذا لم يرد هذا المصطلح في العهد الجديد؟!
وأخاطب الآن نصارى العرب، ما هي ترجمة مصطلح أقنوم إلى العربيّة؟ ستقولون عجزت اللّغة عن إيجاد مصطلح مطابق للمعنى الذي ورد بالسّريانيّة، فيا سبحان الله ! اللغة العربيّة الغنيّة بمصطلحاتها والثّريّة بمترادفتها تعجز أمام السّريانيّة !، اللغة العربيّة التي تحتوي على عشرات المفردات المترادفة لمعنى واحد عاجزة أن تجد كلمة تعبّر بها عن أهمّ شيء في هذا الكون وهو الله أو أحد أجزائه !
مع ذلك نرى في بعض كتب النّصارى محاولات لترجمة قريبة، مع كونها منتقدة من النّصارى أنفسهم لإيحائها بالشّرك؛ فممّا قيل عن الأقانيم أنّها: خواصّ، صفات، أجزاء، أشخاص، أعضاء، أطراف، أقسام، أشياء، عناصر، تعينات … إلخ.
ولمّا استعصى فهم مصطلح الأقانيم راح رجال الكنيسة يضربون للثّالوث الأمثال ليقربوا معناه للأفهام، فقال بعضهم إنّ الثّالوث كالشّمس متكوّنة من ثلاثة أجزاء: القرص، الحرارة، الشعاع، لكن هل القرص هو الشعاع؟ وهل القرص هو الحرارة ؟ و هل الشّعاع هو الحرارة؟ فالمثال لا ينطبق على الثّالوث لأنّ الأب هو الابن، والابن هو ذاته الرّوح القدس، والأب هو عينه روح القدس، وبعضهم يمثّل الثّالوث بالتفّاحة، لأنّها متكوّنة من شكل وطعم ورائحة، وهل الرّائحة هي التفّاحة كاملة، وهل الشّكل هو التفّاحة كاملة، وهل الطّعم هو التفّاحة كاملة؟ ولا شكّ أنّ هذا المثال يلحق بسابقه.
ويضرب سانت أغسطين مثالاً معقّدًا، وهو 'أنّ الثّالوث يشبه الدّماغ، فالدّماغ يعلم بوجود ذاته، وأداة العلم هي الدّماغ نفسه، فالعلم هو الدّماغ، والمعلوم هي الدّماغ، وأداة العلم هي الدّماغ فهي إذن ثلاث صفات لشيء واحد، لكن لا يقال إنّ الدّماغ ثلاثة'، وهذا المثال لا يستقيم؛ لأنّ الدّماغ المذكور واحد في الحقيقة وتثليثه اعتباريّ ليس حقيقيًّا، في حين أنّ النّصارى يؤمنون في الإله بالتّوحيد الحقيقيّ والتّثليث الحقيقيّ، والدّماغ كعالم ليس كائنًا متميّزًا ولا منفصلاً ولا مستقلاً عن الدّماغ كمعلوم، ولا عن الدّماغ كأداة علم؛ في حين أن أقانيم الثّالوث منفصلة عن بعضها، فالأب كائن متميّز ومستقلّ عن الابن، والابن كائن متميّز ومستقلّ عن الرّوح القدس، وروح القدس كائن متميّز ومستقلّ عن سابقيه.
وقد انتقد بعض رجال الكنيسة كلّ هذه التّمثيلات والتّشبيهات، وقالوا بعدم جواز ضرب الأمثال مهما كانت، لأنّ تلك الأمثال مخلوقة يمكن إدراكها بالعقل، أمّا الثّالوث فهو كائن غير مخلوق لذا لا يمكن إدراكه بالعقل، وأيّ تمثيل أو تشبيه هو تمثيل وتشبيه مع الفارق.
قال البوصيريّ في فضح التّثليث:
ليت شعري هل الثّلاثة في الوا
أإله مركّب!، وما سمعنا
أتراهم لحاجة واضطرار
أهو الرّاكب الحمار فيا عجز
أم جميع على الحمار لقد جلّ
أم سواهم هو الإله فما نسبة
أم أردتم بها الصّفات فلمّا
أم هو ابن الإله ما شاركته
قتلته اليهود فيما زعمتم
حدّ نقص في عدّكم أم نماء؟
بإله، لذاته أجزاء
خلطوها وما بغى الخلطاء
إله يمسّه الإعياء
حمار يجمعهم مشّاء
عيسى إليه والانتماء؟
خُصّت ثلاث بوصفه وثناء؟
في معاني النبوّة الأنبياء
ولأمواتكم به إحياء
هل ورد ذكر الثّالوث والأقانيم الثّلاثة في العهد القديم، أو على لسان الأنبياء و الرّسل الذين سبقوا المسيح؟
لم يحدث ذلك إطلاقًا ! فأسفار العهد القديم خالية من أيّ تثليث ولم تشر إلى أنّ الله مكوّن من ثلاثة أقانيم أو أجزاء، ولم يُعلم أو يُسمع أنّ الله أخبر نوحًا أو إبراهيم أو موسى أو داود أنّه إله واحد في ثلاثة آلهة؛ وإذا تصفّحت بإمعان أسفار العهد القديم فلا يمكن أبدًا أن تقع عينك على كلمة ثالوث أو على صيغة الأب والابن والرّوح القدس، كما يعتقد بها النّصارى اليوم، أليس غريبًا حقًّا ! أنّ عقيدة مثل هذه، وبهذه الأهمّيّة والخطورة، يتوقّف عليها هلاك النّاس أو نجاتهم لا نرى لها أيّ إشارة في التّوراة وكتب الأنبياء لا تصريحًا ولا تلميحًا، فلماذا؟
ألم يكن الله قد قرّرّ بعد إخبار البشر بها، أم أنّ البشر لم يكونوا في ذلك الوقت قادرين على استيعابها وإدراكها مثلما لم يستوعبها أحد حتّى الآن !؟
وإنّ الإنسان ليزداد حيرة وتعجّبًا إذا وقعت عيناه في أسفار العهد القديم المقدّسة على تفاصيل زنى داود بزوجة قائد جيشه، وتفاصيل زنى لوط بابنتيه، وتفاصيل جسد المرأة في نشيد الإنشاد لسليمان، وزنى يهوذا بكنته، وإنّ الإنسان ليملّ من تفاصيل الأعداد والأرقام والأحجام والأوزان والمسافات التي تقدّمها أسفار العهد القديم عن قبائل اليهود وأنسابهم وأملاكهم وأحصنتهم وحميرهم، ثمّ تفاصيل أبعاد هيكل سليمان.. حتّى إنّك إذا اطّلعت على بعض الأسفار وجدتها أقرب إلى دفتر الحسابات منها إلى كتاب هداية، كلّ هذه التّفاصيل ذكرت حسب النّسخة الموجودة عندي الآن في 1358 صفحة، وضاق العهد القديم فلم يفسح مجالاً لجملة واحدة عن الثّالوث يقول فيها الله مثلاً: 'أنا ثالوث مكوّن من ثلاثة أقانيم: أب وابن و روح قدس'، أليس هذا غريبًا حقًّا !؟
وفي مقابل ذلك نعثر على مئات الآيات في العهد القديم التي تصف الله بالوحدانيّة وتقرّر تفرّده بالألوهيّة والرّبوبيّة.
(اسمع يا إسرائيل الربّ إلهنا ربّ واحد)( ).
(فاعلم اليوم وردّد في قلبك أنّ الربّ هو الإله في السّماء من فوق وعلى الأرض من أسفل ليس سواه)( ).
(انظروا الآن أنا أنا هو وليس إله معي)( ).
(أنا الربّ وليس آخر، لا إله سواي)( ).
(أليس أنا الربّ ولا إله آخر غيري، إله بارّ ومخلص ليس سواي التفتوا إلي وأخلصوا يا جميع أقاصي الأرض لأنّي أنا الله وليس آخر)( ).
والآيات كثيرة وكلّها تتّفق على وحدانيّة الله، بلا ثالوثيّة أو أقنوميّة، أمّا ما يذهب إليه بعض رجال الدّين بأنّ العهد القديم لمّح إلى التّثليث في بعض الآيات فهو غير صحيح، وما يفعلونه هو لَيُّ أعناق الآيات لتطابق هواهم، لكن هيهات هيهات، وأكبر دليل على غياب التّثليث في العهد القديم هو موقف اليهود – أصحاب العهد القديم- من المسيح إذ اعتبروا أقوال المسيح الغامضة حول البنوّة والألوهيّة تجديفًا وكفرا ولذلك عارضوه أشدّ المعارضة فصلبوه في زعم الإنجيل.
أمّا في العهد الجديد فالآيات التي ذكرت عن الثّالوث قليلة جدًّا جدًّا خاصّة في الأناجيل الأربعة، ولعلّ أكثر الآيات المصرّحة بالتّثليث، والتي يعتمدها القساوسة كأساس لذلك الاعتقاد هو ما جاء في رسالة يوحنّا الأولى (فإنّ الذين يشهدون في السّماء هم ثلاثة الأب والكلمة والرّوح القدس، وهؤلاء الثّلاثة هم واحد، والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة الرّوح والماء والدم والثّلاثة هم في الواحد)( ).
إنّ هذه الآية لغز غامض! هل تعلم أيّها القارئ النّصرانيّ أنّ هذه الآية مزيّفة 'مفبركة' ملحقة بالنصّ الإنجيليّ، الأصلي وليست منه، فقد حكم كبار علماء النّصارى على هذه الآية بأنّها إلحاقيّة منهم هورن وجامعو تفسير هنري وسكات وآدم كلارك في تفسيره وغيرهم، والأسباب هي:
- أنّها لا توجد في نسخة من النّسخ اليونانيّة التي كُتبت قبل القرن
السّادس عشر للميلاد.
- أنّها لا توجد في أيّ ترجمة من التّراجم القديمة غير اللاّتينيّة.
- أنّها لا توجد في معظم النّسخ القديمة اللاّتينيّة.
- لم يتمسّك بها أحد من القدماء ومؤرّخي الكنيسة.
- إنّ البروتستانت أسقطوا الآية من كتبهم ووضعوا عليها علامة
الشكّ.
- إنّ الكاثوليك والأرثودكس بدأوا ينزعونها من الإنجيل شيئًا فشيئًا.
ولذلك اختلفت طبعات الكتاب المقدّس حول إثبات أو حذف هذه الآية فبعضها يثبتها والبعض الآخر يحذفها، نجد الآية مثلاً في الكتاب المقدّس، طبعة دار الكتاب المقدّس بالقاهرة سنة 1970: (فإنّ الذين يشهدون في السّماء هم ثلاثة: الأب والكلمة والرّوح القدس وهؤلاء الثّلاثة هم واحد)، وجاء في الكتاب المقدّس، طبعة دار الكتاب المقدّس في الشّرق الأوسط سنة 1988، (فإنّ الذين يشهدون في السّماء هم ثلاثة: الأب والكلمة والرّوح القدس وهؤلاء الثّلاثة هم واحد).
والآية ذكرت في طبعة العهد الجديد الثّانية 1980 والثّالثة 1984، وعلى طاولتي الآن ثلاث طبعات أخرى للعهد الجديد حُذفت منها الآية المذكورة منها الطّبعة الرّابعة للعهد الجديد إصدار اتّحاد جمعيّات الكتاب المقدّس سنة 1993، وكذلك طبعة 1994، للنّاشر نفسه حيث جاء في الآية: (والذين يشهدون هم ثلاثة الرّوح والماء والدم وهؤلاء الثّلاثة هم في واحد)، ونلاحظ هنا – أخي القارئ – أنّ اتّحاد جمعيّات الكتاب المقدّس الذي أشرف على طباعة العهد الجديد، وحذف الآية الدّالّة على التّثليث هو نفسه الذي أشرف على الطّبعات السّابقة التي وردت فيها الآية !.
جاء في الكتاب المقدّس العهد الجديد، منشورات دار المشرق، بيروت، الطّبعة الحادية عشرة: وهي نسخة كاثوليكيّة (والذين يشهدون ثلاثة: الرّوح والماء والدم وهؤلاء متّفقون)، وورد تعليقً على ذلك في هامش الصّفحة في بعض الأصول ما يلي: "الأب والكلمة والرّوح القدس، وهؤلاء الثّلاثة هم واحد، لم يرد ذلك في الأصول اليونانيّة المعوّل عليها، والأرجح أنّه شرح أُدخل إلى المتن في بعض النّسخ، والرّوح: الرّوح القدس، والماء: المعموديّة، الدم: دم المسيح ".
وجاء في طبعة الإنجيل كتاب الحياة ترجمة تفسيريّة للعهد الجديد، صدرت سنة 1973، (فإنّ هنالك ثلاثة شهود: الرّوح والماء والدم وهؤلاء الثّلاثة هم في الواحد)، وهناك طبعات عديدة للبروتستانت تضع الآية المذكورة بين هلالين موضّحة أنّ ما داخل الهلالين غير موجود في الأصل.
وبين يديّ الآن نسخة للكتاب المقدّس باللّغة الفرنسيّة من منشورات الاتّحاد العالميّ للكتاب المقدّس، 1982 ورد في الصّفحة الأولى لهذه الطّبعة ما يلي: Traduction oecumenique de la bible.
وفي مقدّمة هذه النّسخة جاء فيها شرح كلمة oecumenique بأنّها تعني نسخة متّفق عليها من قبل الكاثوليك والأرثودكس والبروتستانت، وقد اطّلع على النّسخة قبل طبعها عشرات المتخصّصين من الطّوائف الثّلاثة وأقرّوا جميع ما فيها، وعند بحثنا عن الآية التي نحن بصددها في رسالة يوحنّا الأولى 5: 7 نجدها قد حُذفت، وباتّفاق الطّوائف الثّلاثة وحُذفت كذلك في النّسخة الأخيرة باللّغة الإنجليزيّة!
وإن تعجب فعجبك من طبعة جديدة للإنجيل باللّغتين العربيّة والفرنسيّة، نُشرت سنة 1995، وطُبعت بحيث تكون كلّ آية باللّغة العربيّة تقابل أختها بالفرنسيّة، إلاّ أنّني ذهلت عندما وجدت الآية "المشكلة" أُثبتت بالعربيّة بين هلالين [ ] في حين لم أجد ما يقابلها بالفرنسيّة، أي حُذفت بالمرّة، فلو كان القارئ لا يفهم اللّغتين المذكورتين لما تنبّه لذلك، ولتتأكّد بنفسك أضع لك صورة عن تلك الآية المحيّرة!
وضعت الآية بين هلالين دلالة على عدم وجودها في الأصول، و الغريب أنّها في التّرجمة المقابلة بالفرنسيّة محذوفة نهائيا.
هكذا بعد قرون طويلة، بعدما كانت هذه الآية تُقرأ كجزء مُوحي به من الله يتّفق رجال الكنيسة على حذفها من الكتاب المقدّس!، إنّها أهمّ آية في التّثليث، ومع ذلك فقد توصّل الجميع إلى الاتّفاق على حذفها، ألم يقل بولس في رسالته إلى تيموثاوس (كلّ الكتاب موحى به من الله)( )، لقد تبين لكل ذي عقل أنه ليس كل الكتاب موحى به من الله، والآن بعد حذفها، هل الله هو الذي أمر بذلك! ؟.
هل الله هو الذي أمر بوضعها بين قوسين أو هلالين !؟.
هل الله هو الذي أمر بوضع الحواشي والهوامش التي تشير إلى إلحاقيّتها و"فبركتها " !؟.
ويتساءل أستاذنا أحمد عبد الوهّاب البهيدي عن المسؤول عن مصائر الملايين من النّصارى الذين هلكوا، وهم يعتقدون أنّ عقيدة التّثليث التي تعلموها تقوم على نصّ صريح في كتابهم المقدّس، بينما هو نصّ زائف دخيل؟!.
لسلام عليكم تحية طيبة وبعد
الرد على أن المسيح يعلم متى قيام الساعة
اولا ان الانجيل يثبت أن المسيح لا يعلم متى قيام الساعة بدليل قوله فى
انجيل مرقصMk-13-32 واما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن الا الآب
حسنا أذا كان الابن لا يعلم متى تقوم الساعة ولا الملائكة المقربين فكيف يقول النصارى اليوم أو مسيحيين اليوم أن المسيح يعلم؟
فهذا تكذيب لقول المسيح نفسة فى انجيل مرقص المسيح نفى علمه والمسيحيين اليوم يقولون لا بل هو يعلم يا ترى من الصادق مسيحيين اليوم ام انجيلهم؟
الوحيد الذي يعلم موعد قيام الساعة هو الله وحده. وهذا يهدم دعوى النصارى بالثالوث، إذ يزعمون أن عيسى هو ابن الله. فكيف يكون كذلك إذا كان عيسى لا يعلم وأن الله وحده هو الذي يعلم ؟ كما أن التثليث النصراني يعني أن كل أقنوم في الثالوث (الآب والابن والروح القدس) هو الله، فإذا كان ثاني الثالوث (ابن الله) لا يعلم بإقراره هو، فكيف يكون عيسى ما يزعمون؟!! هو يقول لا أعلم، وهم يقولون بل أنت تعلم!!! عجيب أمرهم!!!
حسنا لنتوقف قليلا مع كلام مسيحيين اليوم وادلتهم والله أعلم يستدلون بقول الله فى الاية الكريمة فى سورة الزخرف
وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (الزخرف 61)
تفسير ابن كثير
قوله سبحانه وتعالى ” وإنه لعلم للساعة ” تقدم تفسير ابن إسحاق أن المراد من ذلك ما بعث به عيسى عليه الصلاة والسلام من إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص وغير ذلك من الأسقام وفي هذا نظر وأبعد منه ما حكاه قتادة عن الحسن البصري وسعيد بن جبير أن الضمير في وإنه عائد على القرآن بل الصحيح أنه
عائد على عيسى عليه الصلاة والسلام فإن السياق في ذكره ثم المراد بذلك نزوله قبل يوم القيامة كما قال تبارك وتعالى ” وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ”
أي قبل موت عيسى عليه الصلاة والسلام ” ثم يوم القيامة يكون عليهم شهيدا ” ويؤيد هذا المعنى القراءة الأخرى
” وإنه لعلم للساعة ” أي أمارة ودليل على وقوع الساعة
قال مجاهد ” وإنه لعلم للساعة ” أي آية للساعة خروج عيسى ابن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة وهكذا روي عن أبي هريرة وابن عباس وأبي العالية وأبي مالك وعكرمة والحسن وقتادة والضحاك وغيرهم وقد تواترت الأحاديث عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أخبر بنزول عيسى عليه السلام قبل يوم القيامة إماما عادلا وحكما مقسطا . وقوله تعالى ” فلا تمترن بها ” أي لا تشكوا فيها إنها واقعة وكائنة لا محالة ” واتبعون ” أي فيما أخبركم به .
حسما الاستدلال بالاية دليل ضدهم لا عليهم للأسباب التالية
اولا عيسى لا يعلم الساعة ولكنه أمارة للساعة اى علامة لقرب وقوعها وهى من العلامات الكبرى
ثانيا كتابهم ينفى يسوع نفسه علمه بالساعة فكيف يكذب النصارى كتابهم ويستدلون بكتبنا وينفون قول المسيح نفسه لديهم فى مرقص كما اوردنا فى اول كلامنا؟
ثالثا
ان المسيحيين ربما استدلو ومنهم هذا القس الذى كان يتحدث فربما اور ان عيسى عليه السلام ياتى فى اخر الزمان ويحكم ويسود ولكنه لربما نسى الحديث التالى ان عيسى عليه السلام يهلك كل الملل والنحل والاديان ويبقى الاسلام يحكم به والدليل
الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى، و دينهم واحد، و أنا أولى الناس بعيسى بن مريم لأنه [ ليس بيني و بينه نبي، و إنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه، رجل مربوع، إلى الحمرة و البياض، بين ممصرتين، كأن رأسه يقطر، و إن لم يصبه بلل، فيقاتل الناس ع لى الإسلام، فيدق الصليب، و يقتل الخنزير، و يضع الجزية، و يهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام، و يهلك الله المسيح الدجال، [وتقع الأمنة في الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل، و النمار مع البقر، و الذئاب مع الغنم، و يلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم ]، فيمكث في الأرض أربعين سنة، ثم يتوفى، فيصلي عليه المسلمون
خلاصة درجة الحديث : صحيح
المحدث : الألباني
المصدر : السلسلة الصحيحة
الرقم/ الصفحة : 2182
وبعدما اوردت الادلة القاطعة بذلك هناك الاية الكريمة التى يظنها النصارى تختص بعيسى بقوله تعالى وانه لعلم للساعة
حسنا كيف نطابق بها ومع قوله تعالى : ” إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ” لقمان / 34
حسنا سوف يقولون أن الله يعلم الغيب وعيسى يعلم الغيب بدلالة الاية التى تقول وأنه لعلم للساعة
نقول وبالله الحمد والمنة استلالكم باطل وذلك لأنه العلم بالساعة يحتاج علم وليس معرفة وقت مثلا فيقدر الشخص ان يقول انا اعرف فلان ربما يكون قد سمع عنه ولكن لو سألناه ما مدى علمك به سوف تراه يقول الله \اعلم
ففرق بين معرفة الشىء والعلم به لذلك الطالب يقول العالم انشتاين مثلا قد نعرف نظرياته ولكن لا نعلم علمه مثلا ونقول العالم او العلامة الالبانى ولكننا نسمى طلبة علم لو تدارسنا كتبه فمرحلته التى هو عليها كان رحمه الله يصلها العلماء وليس العوام فنفرق بين عالم وعارف كما نقول ايضا عالم الفيزياء عالم الكيمياء وهناك مدرس فيزياء ولكن لا يطلق عليه عالم لانه لم يصل لتلك المرحلة
العلم بالشىء الاحاطة به من كل جوانبه
فالمسيح عليه السلام بشهادة الانجيل لم يكن يعلم متى قيام الساعة فكيف له بالحكم على موعدها ؟
حسنا اليكم دليل آخر لمن اراد التوسع بالبحث هذا
Mk:11:13: 13 فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء اليها لم يجد شيئا الا ورقا.لانه لم يكن وقت التين. (SVD)
لعله يجد؟
كيف لعله يجد هذا ما ذكره مرقص فى انجيله ان يسوع لم يكن يعلم موسم انبات الشجرة
وهذا هو النص بالحادثة
. 12 وفي الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع.13 فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء اليها لم يجد شيئا الا ورقا.لانه لم يكن وقت التين. 14 فاجاب يسوع وقال لها لا يأكل احد منك ثمرا بعد الى الابد.وكان تلاميذه يسمعون
التعليق:
تخيلو يا أخوة يسوع يعلم موعد الساعة ولا يعلم موسم ووقت التين فكيف يكون عالما بموعد قدوم الساعة
فجزاء ذلك غضب ولعن الشجرة التى لا حول لها ولا قوة وهى مسخرة بسبب جوعه نعم كما يقول المثل الجوع كافر
وبعد هذا الشرح يا اخوتى اطرحو على المسيحيين السؤال التالى
اولا هل يعلم يسوع الساعة ومتى قيامها؟ واين الدليل من الانجيل؟ الانجيل ينفى ذلك عن المسيح
ثانيا ان الذى لا يملك ولا يعلم موعد الحصاد فكيف سوف يحصد اعمال العباد؟
والله الموفق واعتذر على الاطالة
الخطيــئـة الأصـليّـــة
يمكننا اعتبار مفهوم الخطيئة المفهوم الرّئيس والأساس في الإيمان النّصرانيّ كلّه، إذ إنّ هذا المفهوم يرتبط بجميع العقائد الأخرى: كالكفارة والصّلب والتّثليث والقيامة … وبدون الخطيئة لن يعود للنّصرانيّة مسوغ وجود أصلاً، ويُجمِع الباحثون الموضوعيّون قديمًا وحديثًا، النّصارى والمسلمون واللاّدينيّون، على أنّ مفهوم الخطيئة الأصليّة من الأمور التي لا يقبلها العقل، ولا يُسلّم بها المنطق، وذلك لأسباب عدّة يأتي بيانها بعد حين.
في البداية نتساءل ما هي الخطيئة التي يتحدّث كلّ نصرانيّ وتُروِّج لها كلّ كنيسة؟ إنّ الخطيئة الأصليّة التي لُعن من أجلها جنس البشريّة هي تلك " الغلطة " التي اقترفها آدم، أبو البشريّة قبل آلاف السّنين، عندما كان في الجنّة ومدّ يده إلى شجرة، فقطف ثمرة وأكلها هو و زوجته حوّاء، وكان من المطلوب ألاّ يفعل ذلك، لأنّ الله أباح له الأكل من جميع ثمار الجنّة إلاّ من تلك الشّجرة بعينها، لكن آدم خالف أمر الله فوقع في المحظور وجلب على نفسه وأبنائه اللّعنة والخسارة الأبديّة - على حدّ تعبيرهم - ! !
جاء في العهد القديم: ( وأوصى الربّ الإله آدم قائلاً: من جميع شجر الجنّة تأكل أكلاً، وأمّا شجرة معرفة الخير والشرّ فلا تأكل منها، لأنّك يوم تأكل منها موتًا تموت )( )، هذه هي البداية؛ فالله تعالى خلق آدم، ولم يعطه الحقّ في الأكل من شجرة المعرفة، فكأنما يريد أن يبقيه جاهلاً، وماذا يضرّ الله لو عرف آدم الخير والشرّ ! !؟ والرّواية القرآنيّة لهذه الأحداث لم تذكر نوع الشّجرة وسبب المنع، الذي هو امتحان وليس حسدًا من الله لجنس البشر، كما يُفهم من الرّواية التّوراتيّة !
ورد في الكتاب المقدَّس قصة التهام التفاحة ونيل اللعنة كما يلي (وكانت الحيّة أحْيلَ جميع حيوانات البرّيّة التي عملها الربّ الإله، فقالت للمرأة أحقًّا قال الله لا تأكل من كلّ شجر الجنّة؟، فقالت المرأة للحيّة من ثمر الجنّة نأكل، وأمّا ثمر الشّجرة التي في وسط الجنّة فقال الله لا تأكلا منه، ولا تمسّاه لئلاّ تموتا، فقالت الحيّة للمرأة لن تموتا، بل الله عالم أنّه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما، وتكونان كالله عارفين الخير والشرّ، فرأت المرأة أنّ الشّجرة جيّدة للأكل، وأنّها بهجة للعيون، وأنّ الشّجرة شهيّة للنّظر فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضًا معها فأكل، فانفتحت أعينهما وعلما أنّهما عريانان، فخاطا أوراق تين ووضعا لأنفسهما مآزر، وسمعا صوت الربّ الإله ماشيًا في الجنّة عند هبوب ريح النّهار فاختبأ آدم وامرأته من وجه الربّ الإله في وسط شجر الجنّة، فنادى الإله آدم، وقال له أين أنت! ؟ فقال سمعت صوتك في الجنّة، فخشيت لأنّي عريان فاختبأت، فقال من أعلمك أنّك عريان، هل أكلت من الشّجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها! ؟)( ).
إنّ كاتب هذا السّفر يصوّر الله كأنّه رجل يتجوّل في حديقته، ويحدّث صوتًا بأقدامه التي تدوس التّراب والحشيش، ثمّ ينادي الربّ آدم (آدم .. آدم .. أين أنت ! ؟) و هو سؤال الجاهل بمكان مخلوقه .. ثمّ يسأله مَن أعلمك أنّك عريان، هل أكلت من الشّجرة …؟ أسئلة وأسئلة تدلّ على أنّ الكاتب لهذه الرّواية لا يستطيع أن يتصوّر الله إلاّ بتصوّر البشر الذي يعتريه الجهل والغفلة والحيرة والعي، فلذلك حاك هذه المسرحيّة بأبطالها، لكنّها مسرحيّة فاشلة بجميع مقاييس البشر فضلاً عن مقاييس الإله، ثمّ يستمرّ سفر التّكوين في هذه المشاهد المسرحيّة ! ( فقال آدم: المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشّجرة فأكلت، فقال الربّ للمرأة: ما هذا الذي فعلت، فقالت المرأة: الحيّة غرّتني فأكلت)( )، والحمد للّه أنّ القصّة كما جاءت في القرآن لم تذكر البادئ بالأكل أهو المرأة أم الرّجل بعكس الرّوايتين التّوراتيّة والإنجيليّة، فقد ذهبتا إلى حدّ الحطّ من المرأة وجعلها منشأ شقاء البشريّة وسبب غواية آدم.
جاء في الإنجيل في رسالة بولس الأولى لتيموثاوس ( وعلى المرأة أن تتعلّم بصمت وخضوع تامّ، ولا أجيز للمرأة أن تُعلِّم ولا أن تتسلّط على الرّجل، بل عليها أن تلزم الهدوء، لأنّ آدم خلقه الله أوّلاً ثمّ حوّاء وما أغوى الشّريرُ آدمَ، بل أغوى المرأة فوقعت في المعصية …)( )، والذي يقرأ عن مكانة المرأة في الكتاب المقدّس، وفي كتابات قساوسة النّصارى يرى مدى الاحتقار والحيف الذي تعرّضت له المرأة بسبب تلك التّهمة؛ فقد وصف العهد القديم المرأة [ بأنّها أمَرُّ من الموت ]، ويقول قدّيس النّصارى ترتوليان: » إنّ المرأة مدخل الشّيطان إلى نفس الإنسان، ناقِضة لنواميس الله، مشوّهة لصورة الله«، وقال القدّيس سوستام: » إنّها شرّ لا بدّ منه، آفة مرغوب فيها، وخطر على الأسرة والبيت، ومحبوبة فتّاكة، ومصيبة مطلية مسموم«، وأعلن البابا أينوسنتوس الثّامن » إنّ الكائن البشريّ والمرأة يبدوان نقيضين عـنيدين «.
وأكبر دليل على تخبّط النّصارى في تقييم المرأة هو عقد مؤتمر ماكون في القرن الخامس الميلادي، الذي بحث موضوع "هل المرأة مجرّد جسم لا روح فيه أم لها روح ! ؟ "، ومؤتمر فرنسا في القرن السّادس الذي بحث موضوع " هل المرأة إنسان أم غير إنسان !؟ "، وقد سبق جميع القدّيسين في احتقار المرأة القدّيس بولس صاحب الرّسائل التي أُدخلت في الإنجيل، والذي أزرى بالمرأة أيّما زراية، فجعلها بسبب الخطيئة مخلوقًا من الدّرجة الثّانية أو الثّالثة!
ونعود إلى الخطيئة، فإذا كان النبيّ محمّد يقول: » إنّ العلماء ورثة الأنبياء وإنّ الأنبياء لم يورثوا درهمًا ولا دينارًا، وإنّما ورٌثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافر « وإذا كان النّاس يرون أنّهم يرثون عن آبائهم وأجدادهم الأموال والثّروات والعقارات … فإنّ النّصارى ترى أنّ آدم أورث أبناءه وأحفاده ذنوبه وآثامه التي اقترفها في الجنّة، ولا سيّما الخطيئة العظيمة، عندما أكل من الشّجرة الممنوعة ! !.
إنّ منطق الكنيسة يقول: إنّ البشريّة كلّها تلوّثت بدنس الخطيئة، وبفعل ناموس العدل استحقّت الهلاك الأبديّ والطّرد من الرّحمة الإلهيّة، وانتُزعت منها إرادة فعل الخير ! فقد جاء في العهد الجديد (بإنسان واحد دخلت الخطيئة إلى العالم وبالخطيئة الموت، وهكذا اجتاز الموتُ إلى جميع النّاس إذ أخطأ الجميع)( ).
أيّها القارئ لو كان أبي سارقًا فهل من العدل أن تحكم عليّ محكمة أرضيّة بأنّي مذنب لمجرّد كوني ابنا لأب سارق!؟ ويبدو أنّ المحكمة الإلهيّة عند النّصارى لها معايير قضائيّة أخرى، فهي تجعل بلايين البشر مذنبين بسبب ذنب لم يقترفوه ولم يعلموا عنه شيئًا، فهل المحاكم الأرضيّة أرحم و ألطف من المحاكم السّماويّة !؟
ويصرّ رجال الكنيسة على هذا المنطق المقلوب، ويستميتون دفاعًا عنه، وفي هذا الصّدد يقول جان كالفين، زعيم البروتستانتيّة: » حينما يقال إنّنا استحققنا العقاب الإلهيّ من أجل خطيئة آدم، فليس يعني ذلك أنّنا بدورنا كنّا معصومين أبرياء، وقد حملنا – ظلمًا – ذنب آدم .. الحقيقة أنّنا لم نتوارث من آدم " العقاب " فقط، بل الحقّ أنّ وباء الخطيئة مستقرّ في أعماقنا، تلك الخطيئة التي تعدت إلينا من آدم، والتي من أجلها قد استحققنا العقاب على سبيل الإنصاف الكامل، وكذلك الطّفل الرّضيع تضعه أمّه مستحقًّا للعقاب، وهذا العقاب يرجع إلى ذنبه هو، وليس من ذنب أحدٍ غيره«.
ويقول سانت أغسطين: » وكان الواقع أنّ جميع أفراد الإنسان الذين تلوّثوا بالخطيئة الأصليّة، إنّما وُلدوا من آدم و تلك المرأة التي أوقعت آدم في الخطيئة والتي شاركت آدم نيْل العقاب«، ويصرّح الإنجيل في عدّة آيات (بالخطيئة حَملت بنا أمّهاتنا)، وتنتقل الخطيئة عبر الرّوح من الأجداد إلى الأحفاد، كما يقرّر ذلك القدّيس توماس الإكويني حين يقول: » ومثل ذلك أنّ الذنب في الواقع تقترفه الرّوح، ولكنّه بالتّالي ينتقل إلى أعضاء وجوارح في الجسم «.
وكأنّ كاتب الآيات التي تحمِّل الإنسانيّة ذنب أبيها آدم نسي الفصول التي كتبها من مسرحيّته، والتي تناقض تمامًا العقاب الجماعيّ للمذنبين وغير المذنبين، وكذلك يتناسى قساوسة النّصرانيّة تلك الآيات العديدة في العهدين القديم والجديد، التي تحكم على عقيدة وراثة الخطيئة بالبطلان والفساد .. وتعالوا ننظر سويًّا في بعض تلك الآيات التي وردت في أسفار العهد القديم ومنها: ( لا يُقتل الأباء عن الأولاد، ولا يُقتل الأولاد عن الآباء، كلّ إنسان بخطيئته يُقتل )( )، فهل هذه الآية من سفر التّثنية منسوخة أم ملغاة!؟ وماذا يقول رجال الكنيسة في قول العهد القديم (.. وأنتم تقولون لماذا لا يحمل الابن من إثم الأب، أمّا الابن فقد فعل حقًّا وعدلاً وحفظ جميع فرائضي وعمل بها فحياة يحيا، النّفس التي تخطئ هي تموت، الابن لا يحمل من إثم الأب، والأب لا يحـمل من إثم الابن، بـرُّ البار عليه يكون وشرُّ الشرّير عليه يـكون )( ).
وهذه الآية من سفر حزقيال هل هي من الأسفار غير القانونيّة "الأبوكريفا " أم من الأناجيل التي لا تعترف بها المجاميع المسكونيّة!؟ فلماذا تتجاهلونها !؟ ثمّ هل من العدل أن يعاقب البريء بجريرة المذنب، كيف يعاقب من لم يرتكب ذنبًا؟ إنّ قوانين العقل والمنطق وجميع الأديان السّماويّة والوضعيّة تأخذ بمبدأ [ كلّ فرد بريء حتّى تثبت إدانته ]، فلماذا خالفت النّصرانيّة هذا المبدأ وضربت به عرض الحائط، وجعلت البشريّة كلّها مذنبة حتّى تُثبِت براءتها !!؟ وأين قول الكتاب المقدّس (فتقدّم إبراهيم وقال: أفتُهلك البارّ مع الأثيم؟، عسى أن يكون خمسون بارًّا في المدينة، أفتُهلك المكان ولا تصفح عنه من أجل الخمسين بارًّا الذين فيه؟، حاشا لك أن تفعل مثل هذا الأمر، أن تميت البارّ مع الأثيم فيكون البارّ كالأثيم، حاشا لك، أديّان كلّ الأرض لا يصنع عدلاً !؟ فقال الربّ: إن وجدتُ في سدوم خمسين بارًّا في المدينة فإنّي أصفح عن المكان كلّه من أجلهم)( )، وأين قوله (في تلك الأيّام لا يقولون بعدُ الآباء أكلوا حصرمًا وأسنان الأبناء ضرست، بل كلّ واحد يموت بذنبه، كلّ إنسان يأكل الحصرم تضرّس أسنانه)( )، وقوله (سيجازي كلّ واحد حسب أعماله)( ).
وبعد صفحات سنرى أنّ الله نفسه – في زعم النّصارى – أضاف إلى هذه المحاكمة الجائرة ظلمًا آخر حين أراد التخلّص من الخطيئة بصلب إنسان بريء، وتعذيبه أشدّ العذاب على يد اليهود والرّومان، إنّ منهج القرآن الكريم يختلف جذريًّا عن هذا الظّلم الشّديد الذي وقع على الإنسان واقرأوا إن شئتم آيات الله تعالى في القرآن: لا يجزي والدٌ عن ولده، ولا مولود هو جاز عن والده شيئًا لقمان 33.
من عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربّك بظلاّم للعبيد فصّلت 46.
ألاّ تزر وازرة وزر أخرى وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى النّجم 38.
فأيّ هذه الآيات هي أقرب إلى العقل، والمنطق، أهذه التي تحمِّل الفرد وحده مسؤوليّة أفعاله الخيّرة والشرّيرة، أم تلك الآيات الإنجيليّة المقدّسة، التي تجعل الجنين والرّضيع مجرمين ملعونين هالكين مطرودين من ملكوت السّموات … !
وثمّة مسألة أخرى هامّة تعصف بمفهوم الخطيئة، وهي أنّ الله عاقب البشريّة عقوبات عديدة شديدة لم يكن من العدل بعدها لعن الجنس البشريّ، ونزع إرادته على فعل الخير، ولم تكن هناك حاجة للتّكفير عن الخطيئة الأصليّة بصلب المسيح..
جاء في سفر التّكوين (وقال الربُّ الإله للحيّة لأنّك فعلت هذا ملعونة أنت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرّيّة، على بطنك تسعين وترابًا تأكلين كلّ أيّام حياتك، وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلها، هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه، وقال للمرأة تكثيرًا أُكثر أتعاب حبلك، بالوجع تلدين أولادًا( ) وإلى رجُلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك، وقال لآدم لأنّك سمعت لقول امرأتك وأكلت من الشّجرة التي أوصيتك قائلاً لا تأكل منها، ملعونة الأرض بسببك، بالتّعب تأكل منها كلّ أيّام حياتك، وشوكًا وحَسَكًا تُنبت لك وتأكل عشب الحقل، بعرق وجهك تأكل خبزًا حتّى تعود إلى الأرض التي أخذت منها، لأنّك من تراب وإلى تراب تعود)( ).
فسبحان الله من هذا الإله !كيف يعاقب بكلّ هذه العقوبات القاسية المتتالية؛ عقوبات خاصّة بالحيّة وبالمرأة وبالرّجل، ثمّ لم يكتف بذلك فلعن الأرض كذلك، ولا أدري ما ذنبها! ثمّ واصل سلسلة العقوبات بطرد الإنسان من الجنّة خوفًا من أن يأكل من شجرة الخلد فيبقى هنالك في ملكوته ! يقول سفر التّكوين: (وقال الربّ الإله هو ذا الإنسان قد صار كواحدٍ منّا عارفًا الخير والشرّ، والآن لعلّه يمدّ يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضًا، ويأكل ويحيا إلى الأبد، فأخرجه الربّ الإله من جنّة عدن ليعمل الأرض التي أُخذ منها، فطرد الإنسان وأقام شرقي جنّة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلّب لحراسة طريق شجرة الحياة)( ).
أليست كلّ هذه العقوبات كافية لتحقيق ناموس العدل!؟ فهل من العدل أن يُضيف إلى تلك القائمة الطّويلة عقوبة الخطيئة المميتة !؟
إنّ هذا المنطق الغريب الذي يصوّر الله بهذا الحقد والجبروت هو الذي دفع أحد الغربيّين إلى السّخريّة بقوله: » إنّ الله أنانيّ وقاس جدًّا، فلقد لعن البشريّة كلّها وطردها من رحمته، وحكم عليها بالشّقاء المؤبّد لمجرّد أنّ فردًا واحدًا منها تجرّأ على أكل تُفّاحة من حديقته ! «.
وثمّة ملاحظات أخرى وأخرى فقوله: ( لعلّه يمدّ يده ..) دليل على عدم تأكّد الله من أنّ آدم سيفعل ذلك أصلاً، لكنّه هذه المرّة لم يشأ أن يراهن كما فعل مع شجرة المعرفة؛ لذلك أخذ التّدابير والاحتياطات اللاّزمة لقطع الطّريق على آدم حتّى لا يصل إلى شجرة الخلد !، إنّ الله تعلّم درسًا في السّابق فلا يريد أن يُلدغ من جحر مرّتين، فطرد آدم من الجنّة حماية لمكتسباته لئلاّ يتطلّع إلى الأكل من شجرة الخلد في غفلة من الله – ! جلّ شأنه وتعالى عمّا يقولون – فيصبح آدم كالله تمامًا !
إنّ هذه الاستنتاجات نوردها إلزامًا فقط، وليس اعتقادًا منّا بها، والقارئ العاديّ لهذه الأسفار يشمّ رائحة كاتب يهوديّ عاجز عن تصوّر الذّات الإلهيّة بصفاتها العليا المنزّهة عن مشابهة الخلق، فتراه يصف ويصوّر الله كأنّه إنسان يحسد آدم، ويتحرّك بموجب غريزة التملّك والبقاء والسّيطرة ليحيك المؤامرات خشية على ذهاب عرشه ومصالحه الشّخصيّة المهدّدة بظهور منافس محتمل، وأتساءل: ما هي الحكمة من خلق شجرة الحياة هذه! هل لمجرّد استمتاع الله برؤيتها عند تجوّله في حديقته!؟
إنّ أهمّ أساس في الإيمان النّصرانيّ هو الخطيئة الأصليّة، وإنّ اعتقادًا كهذا يجرّنا إلى سلسلة طويلة من التّساؤلات، يقول سفر التّكوين: إنّ الحيّة هي التي أغوت المرأة والرّجل، فلماذا لم يكتف الله بمعاقبة الحيّة وقد كانت الرّأس المدبّر للجريمة والسّبب في جميع ذنوب بني آدم !؟
لماذا لم يتكلّم الأنبياء والرّسل الذين ذُكروا في التّوراة والعهد القديم عن هذه العقيدة "الخطيئة " !؟ لماذا لم يُشر إليها نوح، إبراهيم، إسحاق، يعقوب، داود .. بل حتّى موسى أعظم نبيّ في بني إسرائيل لم يُلمِّح إلى الخطيئة من قريب ولا من بعيد، كيف يمكن لأنبياء عظماء مثل هؤلاء أن يتجاهلوا هذه العقيدة؟ هل كانوا جاهلين بها؟ وهي أخطر عقيدة في الملكوت، هل كتموا خبرها عن النّاس وأبقوها سرًّا بينهم؟ لماذا لم يرفعوا أيديهم إلى السّماء ليدعوا ويتوسّلوا إلى الله ليرفعها عن الإنسانيّة؟ أتعرف لماذا لم يفعلوا ذلك؟ لأنّهم ببساطة لم يكونوا يؤمنون بوجود خطيئة ما، بل كانوا يؤمنون بقول الكتاب المقدّس (برُّ البارّ عليه يكون وشرّ الشرّير عليه يكون)( ).
ثمّ هل كان هؤلاء الأنبياء كنوح وإبراهيم وموسى وداود وسليمان .. أجداد المسيح خطاة ومدنّسين بالخطيئة الأصليّة التي ارتكبها أبوهم آدم؟ فإذا كانوا كذلك لماذا اختارهم الله لهداية البشر، وهم لا يختلفون عن غيرهم لكونهم منغمسين في الخطيئة كباقي أفراد جنسهم؟، لماذا كان "يهو" jeovah وهو الله في العهد القديم – راضيًا عن أنبيائه؛ فكان يدعو بعضهم بالرّجل البارّ، ورجل الله، والصّالح، يقول الكتاب المقدّس (كان نوح رجلاً بارًّا كاملاً في أجياله وسار نوح مع الله)( )، (وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأنّ الله أخذه)( )، بل إنّ العهد الجديد يجزم بأنّ أولئك الأنبياء الذين سبقوا المسيح كانوا كاملين في إيمانهم، ولم يكونوا خطاة، ولم تكن تنقصهم عقائد التّثليث والفداء والكفّارة، جاء في رسالة يعقوب في العهد الجديد (أنظر إلى أبينا إبراهيم أما برره الله بالأعمال، حين قدّم ابنه إسحاق على المذبح، فأنت ترى أنّ إيمانه وافق أعماله فصار إيمانه كاملاً بالأعمال، فتمّ قول الكتاب آمن إبراهيم بالله فبرّره الله لإيمانه ودُعي خليل الله)( ).
كيف وُفّق الأنبياء إلى فعل الخير وجميع الطّوائف النّصرانيّة ترى بموجب الخطيئة أنّ الله نزع من بني الإنسان إرادة فعل الخير، وإنّ ما يعمله الإنسان هو شرّ، وذلك رغم اعتراف المسيح بوجود أبرار على الأرض، فعندما لام أناس المسيح على دعوته الأشرار والخطاة، ردّ المسيح عليهم قائلاً: (لأنّي لم آت لأدعو أبرارًا بل خطاة إلى التّوبة)( ).
وأخيرًا لماذا كتم الله سرّ الخطيئة فلم يبده لعباده إلاّ بعد قصّة صلب المسيح، إنّ المدّة الزّمنيّة التي تفصل بين آدم والمسيح ليست بالقصيرة، فأين كان مفهوم الخطيئة خلال تلك القرون الطّويلة؟.
يقول عبد الأحد داود – رأس الكنيسة الكلدانية وقد أسلم – في كتابه (الإنجيل والصّليب): » إنّ من العجب أن يعتقد المسيحيّون أنّ هذا السرّ اللاّهوتيّ، وهو خطيئة آدم وغضب الله على الجنس البشريّ بسببها ظلّ مكتومًا عن كلّ الأنبياء السّابقين، ولم تكتشفه إلاّ الكنيسة بعد حادثة الصّلب« ويقرّر الكاتب أنّ هذه المسألة هي من المسائل التي حملته على ترك النّصرانيّة واعتناق الإسلام لأنّها أمرته بما لا يستسيغه عقله.
ومن أغرب العجائب أنّ أسفار العهد القديم لم تدع جزئيّة من الجزئيّات التّافهة كأعداد قبائل بني إسرائيل وأسمائهم، وطول وعرض ووزن الأشياء في أسفار اللاوين والتثنية والعدد، وأكاذيب زنا داود بحليلة جاره، وزواج سليمان بـ 1000 امرأة، وزنا لوط بابنتيه !.. كلّ هذه التّفاصيل سُردت في أكثر من 1200 صفحة بتفصيل مملّ، ومقزز يدعو للغثيان؛ في حين أنّ الخطيئة التي هي أهمّ عقائد النّصرانيّة على الإطلاق لا تجد لها مكانًا بين ذلك الرّكام لا تلميحًا ولا تصريحًا!
أليس هذا الأمر محيّرًا ؟ بلى.
أليس هذا الأمر غير معقول ؟، بلى.
إنّ أكثر التّحليلات العلميّة للدّيانة النّصرانيّة تُرجع منبت هذه العقائد المنحرفة عن العقل والدّين "كالخطيئة " إلى الجهود المشبوهة التي قام بها أعداء التّوحيد في تدمير الدّين وتحريفه، وعلى رأس أولئك جميعًا بولس "شاؤول " الذي يعتقد النّصارى أنّه رسول المسيح، لقد لعب بولس دورًا خطيرًا في الهدم من الدّاخل، كان يصعب – إنّ لم يكن من المستحيل – فعله من الخارج، ولقد كان ذكيًّا – بل خبيثًا – عندما لم يخترع ديانة جديدة من عنده، إنّما عمد إلى عقائد فاسدة كانت موجودة في أديان الوثنيّين " البوذيّة، البراهميّة، المتراسيّة، المصريّة القديمة، وفلسفة الإغريق والرّومان ..الخ " فأخذ من هنا وهناك أشياء كانت شائعة في ذلك الزّمان، ثمّ ألصقها بالدّيانة النّصرانيّة الجديدة في غفلة من أهل العلم، وقد تزامن ذلك مع حملة اليهود والرّومان الشّرسة على الحواريّين وتلاميذ المسيح، فضاع الحقّ وأخذ مكانه الباطل المزخرف، الذي دعّمته فيما بعد سلطة الدّولة الرّومانيّة لما تنصرت.
وبخصوص الخطيئة يذكر علماء تاريخ الأديان وجود فكرة الخطيئة في أكثر الأديان الوثنيّة التي سبقت النّصرانيّة، يقول م. ويليام في كتابه (الهندوسيّة): »يعتقد الهنود الوثنيّون بالخطيئة الأصليّة، وممّا يدلّ على ذلك ما جاء في تضرّعاتهم التي يتوسّلون بها بعد "الكياتري" وهي: إنّي مذنب، ومرتكب للخطيئة، وطبيعتي شرّيرة، وحملتني أمّي بالإثم، فخلّصني يا ذا العين الحندقوقيّة، يا مخلّص الخاطئين يا مزيل الآثام والذّنوب«، ويقول هوك في كتابه (رحلة هوك): »يعتقد الهنود الوثنيّون بتجسّد أحد الآلهة وتقديم نفسه ذبيحة فداء عن النّاس والخطيئة« ويقول »ومن الألقاب التي يُدعى بها كرشنا: الغافر من الخطايا، والمخلص من أفعى الموت«.
وختامًا فإنّ الإيمان بالخطيئة ولّد عند الإنسانيّة كثيرًا من الآلام، والعقد النّفسيّة، يحدّثنا عن بعضها، كاتب نصرانيّ ما يزال على نصرانيّته ألّف كتابًا بعنوان (محمّد الرّسالة والرّسول) أنصف فيه الإسلام ونبيّه وانتقد بشدّة فكرة الخطيئة والعقائد النّصرانيّة.
يقول الدّكتور نظمي لوقا: » وإنّ أنسى لا أنسى ما ركبني صغيرًا من الفزع والهول من جرّاء تلك الخطيئة الأولى، وما سيقت فيه من سياق مروّع، يقترن بوصف جهنّم، ذلك الوصف المثير لمخيّلة الأطفال، وكيف تتجدّد فيها الجلود كلّما أكلتها النّيران، جزاء وفاقًا على خطيئة آدم بإيعاز من حوّاء، وأنّه لولا النّجاة على يد المسيح الذي فدى البشر بدمه الطّهور، لكان مصير البشريّة كلّها الهلاك المبين، وإن أنسى لا أنسى القلق الذي ساورني وشغل خاطري عن ملايين البشر قبل المسيح أين هم؟ وما ذنبهم حتّى يهلكوا بغير فرصة للنّجاة ؟ فكان لا بدّ من عقيدة ترفع عن كاهل البشر هذه اللّعنة، وتطمئنهم إلى العدالة التي لا تأخذ البريء بالمجرم، أو تزر الولد بوزر الوالد، وتجعل للبشريّة كرامة مصونة، ويحسم القرآن( ) هذا الأمر، حيث يتعرّض لقصّة آدم، وما يُروى فيها من أكل الثّمرة؛ فيقول وعصى آدم ربَّه فغوى، ثمّ اجتباه ربُّه فتاب عليه وهدى طه 121 – 122… والحقُّ أنّه لا يمكن أن يقدِّر قيمة عقيدة خالية من الخطيئة الأولى الموروثة إلاّ من نشأ في ظلّ تلك الفكرة القاتمة التي تصبغ بصبغة الخجل والتأثّم كلّ أفعال المرء، فيمضي في حياته مضيّ المريب المتردّد، ولا يُقبِل عليها إقبال الواثق بسبب ما أنقض ظهره من الوزر الموروث.
إنّ تلك الفكرة القاسية – الخطيئة الأولى وفداءها – تُسمّم ينابيع الحياة كلّها، ورفعُها عن كاهل الإنسان منّة عظمى، بمثابة نفخ نسمة حياة جديدة فيه، بل هو ولادة جديدة حقًّا، وردٌّ اعتبار لا شكّ فيه، إنّه تمزيق صحيفة السّوابق، ووضع زمام كلّ إنسان بيد نفسه«.
قطعت جهيزة قول كلّ خطيب، يعجبني الإنصاف من أمثال الدّكتور نظمي لوقا، وهو المتبحّر في دراسة الإنجيل والكتب السّماويّة، وأين هو ممّن ادّعوا اعتناق النّصرانيّة في بعض البلاد الإسلاميّة – كبعض البربر مثلاً عندنا في الجزائر – الذين ناقشت بعضهم فوجدتهم لم يقرأوا شيئًا عن الإنجيل ولا يعرفون نصوص الكتاب المقدّس، وعند التّحقيق اكتشفت أنّ اعتناق النّصرانيّة عند أكثرهم – إن لم أقل كلّهم – كان مطيّة للحصول على تأشيرات سفر إلى أوروبا وأموال وامتيازات أخرى من جمعيّات وهيئات وسفارات غربيّة مشبوهة !!
((((الرب واخد نفسين))))))))))))(لاحظوا الفرق بين سنين الجوع هنا و هنا ؟
سِفْرُ صَمُوئِيلَ الثَّانِي
اَلأَصْحَاحُ الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ
13فَأَتَى جَادُ إِلَى دَاوُدَ وَقَالَ لَهُ: "أَتَأْتِي عَلَيْكَ سَبْعُ سِنِي جُوعٍ فِي أَرْضِكَ، أَمْ تَهْرُبُ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ أَمَامَ أَعْدَائِكَ وَهُمْ يَتْبَعُونَكَ، أَمْ يَكُونُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَبَأٌ فِي أَرْضِكَ؟ فَالآنَ اعْرِفْ وَانْظُرْ مَاذَا أَرُدُّ جَوَاباً عَلَى مُرْسِلِي".
سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ
اَلأَصْحَاحُ الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ
11فَجَاءَ جَادُ إِلَى دَاوُدَ وَقَالَ لَهُ: "هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: اقْبَلْ لِنَفْسِكَ 12إِمَّا ثَلاَثَ سِنِينَ جُوعٌ, أَوْ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ هَلاَكٌ أَمَامَ مُضَايِقِيكَ وَسَيْفُ أَعْدَائِكَ يُدْرِكُكَ, أَوْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَكُونُ فِيهَا سَيْفُ الرَّبِّ وَوَبَأٌ فِي الأَرْضِ, وَمَلاَكُ الرَّبِّ يَعْثُو فِي كُلِّ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ. فَانْظُرِ الآنَ مَاذَا أَرُدُّ جَوَاباً لِمُرْسِلِي"
====================================================================((((((((ومن الذى أغوى داود ليحصى إسرائيل؟ هل هو الله أم هو الشيطان؟
سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ
اَلأَصْحَاحُ الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ
1وَوَقَفَ الشَّيْطَانُ ضِدَّ إِسْرَائِيلَ وَأَغْوَى دَاوُدَ لِيُحْصِيَ إِسْرَائِيلَ. 2فَقَالَ دَاوُدُ لِيُوآبَ وَلِرُؤَسَاءِ الشَّعْبِ: "اذْهَبُوا عُدُّوا إِسْرَائِيلَ مِنْ بِئْرَِ سَبْعٍَ إِلَى دَانَ, وَأْتُوا إِلَيَّ فَأَعْلَمَ عَدَدَهُمْ".
هنا الشيطان
سِفْرُ صَمُوئِيلَ الثَّانِي
اَلأَصْحَاحُ الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ
1وَعَادَ فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ فَأَهَاجَ عَلَيْهِمْ دَاوُدَ قَائِلاً: "امْضِ وَأَحْصِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا". 2فَقَالَ الْمَلِكُ لِيُوآبَ رَئِيسِ الْجَيْشِ الَّذِي عِنْدَهُ: "طُفْ فِي جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ مِنْ دَانَ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ وَعُدُّوا الشَّعْبَ، فَأَعْلَمَ عَدَدَ الشَّعْبِ".
هنا الرب
==========================================================================((((((((زواج إبراهيم من سارة باطـــل ! باطـــل ! باطـــل !
سِفْرُ اَلتَّكْوِينِ
اَلأَصْحَاحُ اَلْعِشْرُونَ
12وَبِالْحَقِيقَةِ أَيْضاً هِيَ أُخْتِي اَبْنَةُ أَبِي غَيْرَ أَنَّهَا لَيْسَتِ اَبْنَةَ أُمِّي فَصَارَتْ لِي زَوْجَةً.
إبراهيم يقر أن سارة أخته لأبيه
سِفْرُ اللاَّوِيِّينَ
اَلأَصْحَاحُ الثَّامِنُ عَشَرَ
9عَوْرَةَ أُخْتِكَ بِنْتِ أَبِيكَ أَوْ بِنْتِ أُمِّكَ الْمَوْلُودَةِ فِي الْبَيْتِ أَوِ الْمَوْلُودَةِ خَارِجاً لاَ تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا.
إذن هذا الزواج باطل !!
سِفْرُ التَّثْنِيَةِ
اَلأَصْحَاحُ السَّابِعُ وَالعِشْرُونَ
22مَلعُونٌ مَنْ يَضْطَجِعُ مَعَ أُخْتِهِ ابْنَةِ أَبِيهِ أَوْ ابْنَةِ أُمِّهِ. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ.
آمين !!
======================================================================((((((((((هل صعد إنسان من قبل إلى السماء ؟؟؟
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ يُوحَنَّا
اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ
13وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ
نفهم من هذا أن لا أحد من قبل أو بعد يسوعهم صعد إلا السماء !
سِفْرُ الْمُلُوكِ الثَّانِي
اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي
1وَكَانَ عِنْدَ إِصْعَادِ الرَّبِّ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ أَنَّ إِيلِيَّا وَأَلِيشَعَ ذَهَبَا مِنَ الْجِلْجَالِ.
11وَفِيمَا هُمَا يَسِيرَانِ وَيَتَكَلَّمَانِ إِذَا مَرْكَبَةٌ مِنْ نَارٍ وَخَيْلٌ مِنْ نَارٍ فَصَلَتْ بَيْنَهُمَا، فَصَعِدَ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ.
هنا إيليا صعد إلى السماء أيضا
طيب نصدق مين ؟؟
و بالنسبة لإيليا نبي أخر الزمان كما -ذكر في سفر الملاخي- لنا معه وقفه
و إن شاء الله سوف نرى هل إيليا هو محمد و الرحلة إلى السماء هي المعراج أم لا
إذا أمد الله في عمرنا سأفتح لهذا الموضوع حوار خاص
======================================================================((((((((((((الله يندم على ما خلق !!!!!!!!
سِفْرُ اَلتَّكْوِينِ
اَلأَصْحَاحُ اَلسَّادِسُ
6فَحَزِنَ اَلرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ اَلإِنْسَانَ فِي اَلأَرْضِ وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. 7فَقَالَ اَلرَّبُّ: "أَمْحُو عَنْ وَجْهِ اَلأَرْضِ اَلإِنْسَانَ اَلَّذِي خَلَقْتُهُ: اَلإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ اَلسَّمَاءِ. لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ".
و ندم الرب مرة أخرى في
سِفْرُ الْخُرُوجِ
اَلأَصْحَاحُُ الثَّانِي وَالثَّلاَثُونَ
14فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ.
و مرة أخرى في
سِفْرُ صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ
اَلأَصْحَاحُ الْخَامِسُ عَشَرَ
35وَلَمْ يَعُدْ صَمُوئِيلُ لِرُؤْيَةِ شَاوُلَ إِلَى يَوْمِ مَوْتِهِ, لأَنَّ صَمُوئِيلَ نَاحَ عَلَى شَاوُلَ, وَالرَّبُّ نَدِمَ لأَنَّهُ مَلَّكَ شَاوُلَ عَلَى إِسْرَائِيلَ.
بالرغم من أن الله رأى أن ما صنعه حسن قبل ذلك[/color]
سِفْرُ اَلتَّكْوِينِ
اَلأَصْحَاحُ اَلأوَّلُ
25فَعَمِلَ اَللهُ وُحُوشَ اَلأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا وَاَلْبَهَائِمَ كَأَجْنَاسِهَا وَجَمِيعَ دَبَّابَاتِ اَلأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا. وَرَأَى اَللهُ ذَلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ.
27فَخَلَقَ اَللهُ اَلإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اَللهِ خَلَقَهُ. ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. 28وَبَارَكَهُمُ اَللهُ وَقَالَ لَهُمْ: "أَثْمِرُوا وَاَكْثُرُوا وَاَمْلأُوا اَلأَرْضَ وَأَخْضِعُوهَا وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ اَلْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ اَلسَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى اَلأَرْضِ". 29وَقَالَ اَللهُ: "إِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُكُمْ كُلَّ بَقْلٍ يُبْزِرُ بِزْراً عَلَى وَجْهِ كُلِّ اَلأَرْضِ وَكُلَّ شَجَرٍ فِيهِ ثَمَرُ شَجَرٍ يُبْزِرُ بِزْراً لَكُمْ يَكُونُ طَعَاماً. 30وَلِكُلِّ حَيَوَانِ اَلأَرْضِ وَكُلِّ طَيْرِ اَلسَّمَاءِ وَكُلِّ دَبَّابَةٍ عَلَى اَلأَرْضِ فِيهَا نَفْسٌ حَيَّةٌ أَعْطَيْتُ كُلَّ عُشْبٍ أَخْضَرَ طَعَاماً". وَكَانَ كَذَلِكَ. 31وَرَأَى اَللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدّاً.
ثم يقولون لك أن الله لا يندم[/color]
سِفْرُ العَدَدِ
اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ وَالعِشْرُونَ
19ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَل يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلمُ وَلا يَفِي؟
تعالى الله عما يصفون==============================================================(((((((((((((((كم عاش نوح ؟؟
سِفْرُ اَلتَّكْوِينِ
اَلأَصْحَاحُ اَلسَّادِسُ
3فَقَالَ اَلرَّبُّ: "لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي اَلإِنْسَانِ إِلَى اَلأَبَدِ. لِزَيَغَانِهِ هُوَ بَشَرٌ وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً".
و لكن يبدو أن الرب نسى ما كان ينوي فعله , فجعلوه يعيش 950 سنة
سِفْرُ اَلتَّكْوِينِ
اَلأَصْحَاحُ اَلتَّاسِعُ
29فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ نُوحٍ تِسْعَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً وَمَاتَ
======================================================================(((((((مين "قينان" ده ؟؟؟
سِفْرُ اَلتَّكْوِينِ
اَلأَصْحَاحُ اَلْعَاشِرُ
24وَأَرْفَكْشَادُ وَلَدَ شَالَحَ وَشَالَحُ وَلَدَ عَابِرَ.
جميل
سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ
اَلأَصْحَاحُ الأَوَّلُ
18وَأَرْفَكْشَادُ وَلَدَ شَالَحَ وَشَالَحُ وَلَدَ عَابِرَ.
لغاية هنا , كويس
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ لُوقَا
اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ
35بْنِ سَرُوجَ بْنِ رَعُو بْنِ فَالَجَ بْنِ عَابِرَ بْنِ شَالَحَ 36بْنِ قِينَانَ بْنِ أَرْفَكْشَادَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحِ بْنِ لاَمَكَ
لوقا جاب "قينان" هذا منين ؟؟؟=============================================((((((((((((((((إبراهيم عم لوط أم أخوه ؟؟؟
سِفْرُ اَلتَّكْوِينِ
اَلأَصْحَاحُ اَلرَّابِعَ عَشَرَ
12وَأَخَذُوا لُوطاً اَبْنَ أَخِي أَبْرَامَ وَأَمْلاَكَهُ وَمَضُوا إِذْ كَانَ سَاكِناً فِي سَدُومَ. 13فَأَتَى مَنْ نَجَا وَأَخْبَرَ أَبْرَامَ اَلْعِبْرَانِيَّ. وَكَانَ سَاكِناً عِنْدَ بَلُّوطَاتِ مَمْرَا اَلأَمُورِيِّ أَخِي أَشْكُولَ وَأَخِي عَانِرَ. وَكَانُوا أَصْحَابَ عَهْدٍ مَعَ أَبْرَامَ. 14فَلَمَّا سَمِعَ أَبْرَامُ أَنَّ أَخَاهُ سُبِيَ جَرَّ غِلْمَانَهُ اَلْمُتَمَرِّنِينَ وِلْدَانَ بَيْتِهِ ثَلاَثَ مِئَةٍ وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ وَتَبِعَهُمْ إِلَى دَانَ.
عندي شعور هنا أن المؤلف كتب 12 و 13 ثم رن التليفون فذهب ليرد عليه و لما عاد , نسى ما كان يكتبه و تكلم عن شخص آخر في 14 !
ألستم معي؟؟؟================(((((((((((((يا نهار إسود !!!!
سِفْرُ اَلتَّكْوِينِ
اَلأَصْحَاحُ اَلثَّامِنَ عَشَرَ
20وَقَالَ اَلرَّبُّ: "إِنَّ صُرَاخَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَ وَخَطِيَّتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدّاً. 21أَنْزِلُ وَأَرَى هَلْ فَعَلُوا بِالتَّمَامِ حَسَبَ صُرَاخِهَا اَلْآتِي إِلَيَّ وَإِلَّا فَأَعْلَمُ========(((((((كم أنجب بنيامين ؟
سِفْرُ اَلتَّكْوِينِ
اَلأَصْحَاحُ اَلسَّادِسُ وَاَلأَرْبَعُونَ
21وَبَنُو بِنْيَامِينَ: بَالَعُ وَبَاكَرُ وَأَشْبِيلُ وَجِيرَا وَنَعْمَانُ وَإِيحِي وَرُوشُ وَمُفِّيمُ وَحُفِّيمُ وَأَرْدُ.
إذن بنيامين أنجب 10 أبناء
سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ
اَلأَصْحَاحُ السَّابِعُ
6لِبِنْيَامِينَ بَالِعُ وَبَاكَرُ وَيَدِيعَئِيلُ. ثَلاَثَةٌ.
لا إنما أنجب 3 أبناء
سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ
اَلأَصْحَاحُ الثَّامِنُ
1وَبِنْيَامِينُ وَلَدَ: بَالَعَ بِكْرَهُ وَأَشْبِيلَ الثَّانِيَ وَأَخْرَخَ الثَّالِثَ 2وَنُوحَةَ الرَّابِعَ وَرَافَا الْخَامِسَ.
كلا كلا أنجب 5 أبناء
ثم يقولون أن هذا الجهل المقدس من عند الله====================================((((((((((((((((((((كم نفسا في مصر ؟
سِفْرُ اَلتَّكْوِينِ
اَلأَصْحَاحُ اَلسَّادِسُ وَاَلأَرْبَعُونَ
27وَابْنَا يُوسُفَ اَللَّذَانِ وُلِدَا لَهُ فِي مِصْرَ نَفْسَانِ. جَمِيعُ نُفُوسِ بَيْتِ يَعْقُوبَ اَلَّتِي جَاءَتْ إِلَى مِصْرَ سَبْعُونَ.
سِفْرُ أَعْمَالِ الرُّسُلِ
اَلأَصْحَاحُ ُ السَّابِعُ
14فَأَرْسَلَ يُوسُفُ وَاسْتَدْعَى أَبَاهُ يَعْقُوبَ وَجَمِيعَ عَشِيرَتِهِ خَمْسَةً وَسَبْعِينَ نَفْساً
==================================((((((كم كان عددهم؟
سِفْرُ الْخُرُوجِ
اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي عَشَرَ
37فَارْتَحَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ رَعَمْسِيسَ إِلَى سُكُّوتَ نَحْوَ سِتِّ مِئَةِ أَلْفِ مَاشٍ مِنَ الرِّجَالِ عَدَا الأَوْلاَدِ.
600.000 رجل من غير الأولاد
سِفْرُ العَدَدِ
اَلأَصْحَاحُ الأَوَّلُ
45فَكَانَ جَمِيعُ المَعْدُودِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمْ مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً كُلُّ خَارِجٍ لِلحَرْبِ فِي إِسْرَائِيل 46سِتَّ مِئَةِ أَلفٍ وَثَلاثَةَ آلافٍ وَخَمْسَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ.
603.550 رجل من غير الأولاد أيضا لأن من خرج فوق الـعشرين
يا سبحان الله(((((((((لاحظوا الفرق بين سنين الجوع هنا و هنا ؟
سِفْرُ صَمُوئِيلَ الثَّانِي
اَلأَصْحَاحُ الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ
13فَأَتَى جَادُ إِلَى دَاوُدَ وَقَالَ لَهُ: "أَتَأْتِي عَلَيْكَ سَبْعُ سِنِي جُوعٍ فِي أَرْضِكَ، أَمْ تَهْرُبُ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ أَمَامَ أَعْدَائِكَ وَهُمْ يَتْبَعُونَكَ، أَمْ يَكُونُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَبَأٌ فِي أَرْضِكَ؟ فَالآنَ اعْرِفْ وَانْظُرْ مَاذَا أَرُدُّ جَوَاباً عَلَى مُرْسِلِي".
سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ
اَلأَصْحَاحُ الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ
11فَجَاءَ جَادُ إِلَى دَاوُدَ وَقَالَ لَهُ: "هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: اقْبَلْ لِنَفْسِكَ 12إِمَّا ثَلاَثَ سِنِينَ جُوعٌ, أَوْ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ هَلاَكٌ أَمَامَ مُضَايِقِيكَ وَسَيْفُ أَعْدَائِكَ يُدْرِكُكَ, أَوْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَكُونُ فِيهَا سَيْفُ الرَّبِّ وَوَبَأٌ فِي الأَرْضِ, وَمَلاَكُ الرَّبِّ يَعْثُو فِي كُلِّ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ. فَانْظُرِ الآنَ مَاذَا أَرُدُّ جَوَاباً لِمُرْسِلِي"
====================================================================((((((((ومن الذى أغوى داود ليحصى إسرائيل؟ هل هو الله أم هو الشيطان؟
سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ
اَلأَصْحَاحُ الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ
1وَوَقَفَ الشَّيْطَانُ ضِدَّ إِسْرَائِيلَ وَأَغْوَى دَاوُدَ لِيُحْصِيَ إِسْرَائِيلَ. 2فَقَالَ دَاوُدُ لِيُوآبَ وَلِرُؤَسَاءِ الشَّعْبِ: "اذْهَبُوا عُدُّوا إِسْرَائِيلَ مِنْ بِئْرَِ سَبْعٍَ إِلَى دَانَ, وَأْتُوا إِلَيَّ فَأَعْلَمَ عَدَدَهُمْ".
هنا الشيطان
سِفْرُ صَمُوئِيلَ الثَّانِي
اَلأَصْحَاحُ الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ
1وَعَادَ فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ فَأَهَاجَ عَلَيْهِمْ دَاوُدَ قَائِلاً: "امْضِ وَأَحْصِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا". 2فَقَالَ الْمَلِكُ لِيُوآبَ رَئِيسِ الْجَيْشِ الَّذِي عِنْدَهُ: "طُفْ فِي جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ مِنْ دَانَ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ وَعُدُّوا الشَّعْبَ، فَأَعْلَمَ عَدَدَ الشَّعْبِ".
هنا الرب
==========================================================================((((((((زواج إبراهيم من سارة باطـــل ! باطـــل ! باطـــل !
سِفْرُ اَلتَّكْوِينِ
اَلأَصْحَاحُ اَلْعِشْرُونَ
12وَبِالْحَقِيقَةِ أَيْضاً هِيَ أُخْتِي اَبْنَةُ أَبِي غَيْرَ أَنَّهَا لَيْسَتِ اَبْنَةَ أُمِّي فَصَارَتْ لِي زَوْجَةً.
إبراهيم يقر أن سارة أخته لأبيه
سِفْرُ اللاَّوِيِّينَ
اَلأَصْحَاحُ الثَّامِنُ عَشَرَ
9عَوْرَةَ أُخْتِكَ بِنْتِ أَبِيكَ أَوْ بِنْتِ أُمِّكَ الْمَوْلُودَةِ فِي الْبَيْتِ أَوِ الْمَوْلُودَةِ خَارِجاً لاَ تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا.
إذن هذا الزواج باطل !!
سِفْرُ التَّثْنِيَةِ
اَلأَصْحَاحُ السَّابِعُ وَالعِشْرُونَ
22مَلعُونٌ مَنْ يَضْطَجِعُ مَعَ أُخْتِهِ ابْنَةِ أَبِيهِ أَوْ ابْنَةِ أُمِّهِ. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ.
آمين !!
======================================================================((((((((((هل صعد إنسان من قبل إلى السماء ؟؟؟
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ يُوحَنَّا
اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ
13وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ
نفهم من هذا أن لا أحد من قبل أو بعد يسوعهم صعد إلا السماء !
سِفْرُ الْمُلُوكِ الثَّانِي
اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي
1وَكَانَ عِنْدَ إِصْعَادِ الرَّبِّ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ أَنَّ إِيلِيَّا وَأَلِيشَعَ ذَهَبَا مِنَ الْجِلْجَالِ.
11وَفِيمَا هُمَا يَسِيرَانِ وَيَتَكَلَّمَانِ إِذَا مَرْكَبَةٌ مِنْ نَارٍ وَخَيْلٌ مِنْ نَارٍ فَصَلَتْ بَيْنَهُمَا، فَصَعِدَ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ.
هنا إيليا صعد إلى السماء أيضا
طيب نصدق مين ؟؟
و بالنسبة لإيليا نبي أخر الزمان كما -ذكر في سفر الملاخي- لنا معه وقفه
و إن شاء الله سوف نرى هل إيليا هو محمد و الرحلة إلى السماء هي المعراج أم لا
إذا أمد الله في عمرنا سأفتح لهذا الموضوع حوار خاص
======================================================================((((((((((((الله يندم على ما خلق !!!!!!!!
سِفْرُ اَلتَّكْوِينِ
اَلأَصْحَاحُ اَلسَّادِسُ
6فَحَزِنَ اَلرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ اَلإِنْسَانَ فِي اَلأَرْضِ وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. 7فَقَالَ اَلرَّبُّ: "أَمْحُو عَنْ وَجْهِ اَلأَرْضِ اَلإِنْسَانَ اَلَّذِي خَلَقْتُهُ: اَلإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ اَلسَّمَاءِ. لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ".
و ندم الرب مرة أخرى في
سِفْرُ الْخُرُوجِ
اَلأَصْحَاحُُ الثَّانِي وَالثَّلاَثُونَ
14فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ.
و مرة أخرى في
سِفْرُ صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ
اَلأَصْحَاحُ الْخَامِسُ عَشَرَ
35وَلَمْ يَعُدْ صَمُوئِيلُ لِرُؤْيَةِ شَاوُلَ إِلَى يَوْمِ مَوْتِهِ, لأَنَّ صَمُوئِيلَ نَاحَ عَلَى شَاوُلَ, وَالرَّبُّ نَدِمَ لأَنَّهُ مَلَّكَ شَاوُلَ عَلَى إِسْرَائِيلَ.
بالرغم من أن الله رأى أن ما صنعه حسن قبل ذلك[/color]
سِفْرُ اَلتَّكْوِينِ
اَلأَصْحَاحُ اَلأوَّلُ
25فَعَمِلَ اَللهُ وُحُوشَ اَلأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا وَاَلْبَهَائِمَ كَأَجْنَاسِهَا وَجَمِيعَ دَبَّابَاتِ اَلأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا. وَرَأَى اَللهُ ذَلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ.
27فَخَلَقَ اَللهُ اَلإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اَللهِ خَلَقَهُ. ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. 28وَبَارَكَهُمُ اَللهُ وَقَالَ لَهُمْ: "أَثْمِرُوا وَاَكْثُرُوا وَاَمْلأُوا اَلأَرْضَ وَأَخْضِعُوهَا وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ اَلْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ اَلسَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى اَلأَرْضِ". 29وَقَالَ اَللهُ: "إِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُكُمْ كُلَّ بَقْلٍ يُبْزِرُ بِزْراً عَلَى وَجْهِ كُلِّ اَلأَرْضِ وَكُلَّ شَجَرٍ فِيهِ ثَمَرُ شَجَرٍ يُبْزِرُ بِزْراً لَكُمْ يَكُونُ طَعَاماً. 30وَلِكُلِّ حَيَوَانِ اَلأَرْضِ وَكُلِّ طَيْرِ اَلسَّمَاءِ وَكُلِّ دَبَّابَةٍ عَلَى اَلأَرْضِ فِيهَا نَفْسٌ حَيَّةٌ أَعْطَيْتُ كُلَّ عُشْبٍ أَخْضَرَ طَعَاماً". وَكَانَ كَذَلِكَ. 31وَرَأَى اَللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدّاً.
ثم يقولون لك أن الله لا يندم[/color]
سِفْرُ العَدَدِ
اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ وَالعِشْرُونَ
19ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَل يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلمُ وَلا يَفِي؟
تعالى الله عما يصفون==============================================================(((((((((((((((كم عاش نوح ؟؟
سِفْرُ اَلتَّكْوِينِ
اَلأَصْحَاحُ اَلسَّادِسُ
3فَقَالَ اَلرَّبُّ: "لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي اَلإِنْسَانِ إِلَى اَلأَبَدِ. لِزَيَغَانِهِ هُوَ بَشَرٌ وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً".
و لكن يبدو أن الرب نسى ما كان ينوي فعله , فجعلوه يعيش 950 سنة
سِفْرُ اَلتَّكْوِينِ
اَلأَصْحَاحُ اَلتَّاسِعُ
29فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ نُوحٍ تِسْعَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً وَمَاتَ
======================================================================(((((((مين "قينان" ده ؟؟؟
سِفْرُ اَلتَّكْوِينِ
اَلأَصْحَاحُ اَلْعَاشِرُ
24وَأَرْفَكْشَادُ وَلَدَ شَالَحَ وَشَالَحُ وَلَدَ عَابِرَ.
جميل
سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ
اَلأَصْحَاحُ الأَوَّلُ
18وَأَرْفَكْشَادُ وَلَدَ شَالَحَ وَشَالَحُ وَلَدَ عَابِرَ.
لغاية هنا , كويس
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ لُوقَا
اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ
35بْنِ سَرُوجَ بْنِ رَعُو بْنِ فَالَجَ بْنِ عَابِرَ بْنِ شَالَحَ 36بْنِ قِينَانَ بْنِ أَرْفَكْشَادَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحِ بْنِ لاَمَكَ
لوقا جاب "قينان" هذا منين ؟؟؟=============================================((((((((((((((((إبراهيم عم لوط أم أخوه ؟؟؟
سِفْرُ اَلتَّكْوِينِ
اَلأَصْحَاحُ اَلرَّابِعَ عَشَرَ
12وَأَخَذُوا لُوطاً اَبْنَ أَخِي أَبْرَامَ وَأَمْلاَكَهُ وَمَضُوا إِذْ كَانَ سَاكِناً فِي سَدُومَ. 13فَأَتَى مَنْ نَجَا وَأَخْبَرَ أَبْرَامَ اَلْعِبْرَانِيَّ. وَكَانَ سَاكِناً عِنْدَ بَلُّوطَاتِ مَمْرَا اَلأَمُورِيِّ أَخِي أَشْكُولَ وَأَخِي عَانِرَ. وَكَانُوا أَصْحَابَ عَهْدٍ مَعَ أَبْرَامَ. 14فَلَمَّا سَمِعَ أَبْرَامُ أَنَّ أَخَاهُ سُبِيَ جَرَّ غِلْمَانَهُ اَلْمُتَمَرِّنِينَ وِلْدَانَ بَيْتِهِ ثَلاَثَ مِئَةٍ وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ وَتَبِعَهُمْ إِلَى دَانَ.
عندي شعور هنا أن المؤلف كتب 12 و 13 ثم رن التليفون فذهب ليرد عليه و لما عاد , نسى ما كان يكتبه و تكلم عن شخص آخر في 14 !
ألستم معي؟؟؟================(((((((((((((يا نهار إسود !!!!
سِفْرُ اَلتَّكْوِينِ
اَلأَصْحَاحُ اَلثَّامِنَ عَشَرَ
20وَقَالَ اَلرَّبُّ: "إِنَّ صُرَاخَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَ وَخَطِيَّتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدّاً. 21أَنْزِلُ وَأَرَى هَلْ فَعَلُوا بِالتَّمَامِ حَسَبَ صُرَاخِهَا اَلْآتِي إِلَيَّ وَإِلَّا فَأَعْلَمُ========(((((((كم أنجب بنيامين ؟
سِفْرُ اَلتَّكْوِينِ
اَلأَصْحَاحُ اَلسَّادِسُ وَاَلأَرْبَعُونَ
21وَبَنُو بِنْيَامِينَ: بَالَعُ وَبَاكَرُ وَأَشْبِيلُ وَجِيرَا وَنَعْمَانُ وَإِيحِي وَرُوشُ وَمُفِّيمُ وَحُفِّيمُ وَأَرْدُ.
إذن بنيامين أنجب 10 أبناء
سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ
اَلأَصْحَاحُ السَّابِعُ
6لِبِنْيَامِينَ بَالِعُ وَبَاكَرُ وَيَدِيعَئِيلُ. ثَلاَثَةٌ.
لا إنما أنجب 3 أبناء
سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ
اَلأَصْحَاحُ الثَّامِنُ
1وَبِنْيَامِينُ وَلَدَ: بَالَعَ بِكْرَهُ وَأَشْبِيلَ الثَّانِيَ وَأَخْرَخَ الثَّالِثَ 2وَنُوحَةَ الرَّابِعَ وَرَافَا الْخَامِسَ.
كلا كلا أنجب 5 أبناء
ثم يقولون أن هذا الجهل المقدس من عند الله====================================((((((((((((((((((((كم نفسا في مصر ؟
سِفْرُ اَلتَّكْوِينِ
اَلأَصْحَاحُ اَلسَّادِسُ وَاَلأَرْبَعُونَ
27وَابْنَا يُوسُفَ اَللَّذَانِ وُلِدَا لَهُ فِي مِصْرَ نَفْسَانِ. جَمِيعُ نُفُوسِ بَيْتِ يَعْقُوبَ اَلَّتِي جَاءَتْ إِلَى مِصْرَ سَبْعُونَ.
سِفْرُ أَعْمَالِ الرُّسُلِ
اَلأَصْحَاحُ ُ السَّابِعُ
14فَأَرْسَلَ يُوسُفُ وَاسْتَدْعَى أَبَاهُ يَعْقُوبَ وَجَمِيعَ عَشِيرَتِهِ خَمْسَةً وَسَبْعِينَ نَفْساً
==================================((((((كم كان عددهم؟
سِفْرُ الْخُرُوجِ
اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي عَشَرَ
37فَارْتَحَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ رَعَمْسِيسَ إِلَى سُكُّوتَ نَحْوَ سِتِّ مِئَةِ أَلْفِ مَاشٍ مِنَ الرِّجَالِ عَدَا الأَوْلاَدِ.
600.000 رجل من غير الأولاد
سِفْرُ العَدَدِ
اَلأَصْحَاحُ الأَوَّلُ
45فَكَانَ جَمِيعُ المَعْدُودِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمْ مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً كُلُّ خَارِجٍ لِلحَرْبِ فِي إِسْرَائِيل 46سِتَّ مِئَةِ أَلفٍ وَثَلاثَةَ آلافٍ وَخَمْسَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ.
603.550 رجل من غير الأولاد أيضا لأن من خرج فوق الـعشرين
يا سبحان الله الرب مش بيجمع ؟؟؟))))))(((((((((((من حمل الصليب ؟
من منكم رأي الفيلم الوهمي المسمى بآلام المسيح , و رأى أن المسيح حمل صليبه متوجها إلى مكان الصلب ؟ كان هذا إستنادا على رواية يوحنا
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ يُوحَنَّا
اَلأَصْحَاحُ التَّاسِعُ عَشَرَ
17فَخَرَجَ وَهُوَ حَامِلٌ صَلِيبَهُ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ "مَوْضِعُ الْجُمْجُمَةِ" وَيُقَالُ لَهُ بِالْعِبْرَانِيَّةِ "جُلْجُثَةُ" 18حَيْثُ صَلَبُوهُ وَصَلَبُوا اثْنَيْنِ آخَرَيْنِ مَعَهُ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَا وَيَسُوعُ فِي الْوَسْطِ.
و لكن ما قولكم أن رواية حمل المسيح للصليب هذه تعتبر شاذة عن باقي الأنجيل
إِنْجِيلُ اَلْمَسِيحِ حَسَبَ اَلْبَشِيرِ مَتَّى
اَلأَصْحَاحُ اَلسَّابِعُ وَاَلْعِشْرُونَ
31وَبَعْدَ مَا اَسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ اَلرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ. 32وَفِيمَا هُمْ خَارِجُونَ وَجَدُوا إِنْسَاناً قَيْرَوَانِيّاً اَسْمُهُ سِمْعَانُ فَسَخَّرُوهُ لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ. 33وَلَمَّا أَتَوْا إِلَى مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ جُلْجُثَةُ وَهُوَ اَلْمُسَمَّى "مَوْضِعَ اَلْجُمْجُمَةِ"
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ لُوقَا
اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ
26وَلَمَّا مَضَوْا بِهِ أَمْسَكُوا سِمْعَانَ رَجُلاً قَيْرَوَانِيّاً كَانَ آتِياً مِنَ الْحَقْلِ وَوَضَعُوا عَلَيْهِ الصَّلِيبَ لِيَحْمِلَهُ خَلْفَ يَسُوعَ.
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ مَرْقُسَ
اَلأَصْحَاحُ الْخَامِسُ عَشَرَ
21 فَسَخَّرُوا رَجُلاً مُجْتَازًا كَانَ آتِيًا مِنَ الْحَقْلِ، وَهُوَ سِمْعَانُ الْقَيْرَوَانِيُّ أَبُو أَلَكْسَنْدَرُسَ وَرُوفُسَ، لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ
====================================================================((((((((هل عايراه اللصان ؟؟
إِنْجِيلُ اَلْمَسِيحِ حَسَبَ اَلْبَشِيرِ مَتَّى
اَلأَصْحَاحُ اَلسَّابِعُ وَاَلْعِشْرُونَ
41وَكَذَلِكَ رُؤَسَاءُ اَلْكَهَنَةِ أَيْضاً وَهُمْ يَسْتَهْزِئُونَ مَعَ اَلْكَتَبَةِ وَاَلشُّيُوخِ قَالُوا: 42"خَلَّصَ آخَرِينَ وَأَمَّا نَفْسُهُ فَمَا يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهَا". إِنْ كَانَ هُوَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ فَلْيَنْزِلِ اَلآنَ عَنِ اَلصَّلِيبِ فَنُؤْمِنَ بِهِ! 43قَدِ اَتَّكَلَ عَلَى اَللَّهِ فَلْيُنْقِذْهُ اَلآنَ إِنْ أَرَادَهُ! لأَنَّهُ قَالَ: أَنَا اَبْنُ اَللَّهِ!". 44وَبِذَلِكَ أَيْضاً كَانَ اَللِّصَّانِ اَللَّذَانِ صُلِبَا مَعَهُ يُعَيِّرَانِهِ.
اللصان عايراه
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ لُوقَا
اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ
39وَكَانَ وَاحِدٌ مِنَ الْمُذْنِبَيْنِ الْمُعَلَّقَيْنِ يُجَدِّفُ عَلَيْهِ قَائِلاً: "إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ فَخَلِّصْ نَفْسَكَ وَإِيَّانَا!" 40فَانْتَهَرَهُ الآخَرُ
إذن واحد فقط من اللصان هو من عاير المسيح و الآخر نهره
من نصدق==========================================================(((((((((من اللائي ذهبن ليفتحن القبر ؟؟
إِنْجِيلُ اَلْمَسِيحِ حَسَبَ اَلْبَشِيرِ مَتَّى
اَلأَصْحَاحُ اَلثَّامِنُ وَاَلْعِشْرُونَ
1وَبَعْدَ اَلسَّبْتِ عِنْدَ فَجْرِ أَوَّلِ اَلأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ اَلْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ اَلأُخْرَى لِتَنْظُرَا الْقَبْرَ.
هنا مريم و الأخري أي إثنتين
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ مَرْقُسَ
اَلأَصْحَاحُ اَلسَّادِسُ عَشَرَ
1 وَلَمَّا انْتَهَى السَّبْتُ، اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ طُيُوباً عِطْرِيَّةً لِيَأْتِينَ وَيَدْهُنَّهُ. 2وَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الأُسْبُوعِ، أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ بَاكِراً جِدّاً مَعَ طُلُوعِ الشَّمْسِ.
هنا المجدلية و أم يعقوب و سالومة أي ثلاثة
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ لُوقَا
اَلأَصْحَاحُ الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ
1ثُمَّ فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ أَوَّلَ الْفَجْرِ أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ حَامِلاَتٍ الْحَنُوطَ الَّذِي أَعْدَدْنَهُ وَمَعَهُنَّ أُنَاسٌ. 2فَوَجَدْنَ الْحَجَرَ مُدَحْرَجاً عَنِ الْقَبْرِ 3فَدَخَلْنَ وَلَمْ يَجِدْنَ جَسَدَ الرَّبِّ يَسُوعَ. 4وَفِيمَا هُنَّ مُحْتَارَاتٌ فِي ذَلِكَ إِذَا رَجُلاَنِ وَقَفَا بِهِنَّ بِثِيَابٍ بَرَّاقَةٍ. 5وَإِذْ كُنَّ خَائِفَاتٍ وَمُنَكِّسَاتٍ وُجُوهَهُنَّ إِلَى الأَرْضِ قَالاَ لَهُنَّ: "لِمَاذَا تَطْلُبْنَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ؟ 6لَيْسَ هُوَ هَهُنَا لَكِنَّهُ قَامَ! اُذْكُرْنَ كَيْفَ كَلَّمَكُنَّ وَهُوَ بَعْدُ فِي الْجَلِيلِ 7قَائِلاً: إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُسَلَّمَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي أَيْدِي أُنَاسٍ خُطَاةٍ وَيُصْلَبَ وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ". 8فَتَذَكَّرْنَ كَلاَمَهُ 9وَرَجَعْنَ مِنَ الْقَبْرِ وَأَخْبَرْنَ الأَحَدَ عَشَرَ وَجَمِيعَ الْبَاقِينَ بِهَذَا كُلِّهِ. 10وَكَانَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَيُوَنَّا وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَالْبَاقِيَاتُ مَعَهُنَّ اللَّوَاتِي قُلْنَ هَذَا لِلرُّسُلِ.
هنا المجدلية و يونا و أم يعقوب و أخريات أي أكثر من أربعة
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ يُوحَنَّا
اَلأَصْحَاحُ الْعِشْرُونَ
1ٍوَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ إِلَى الْقَبْرِ بَاكِراً وَالظّلاَمُ بَاقٍ. فَنَظَرَتِ الْحَجَرَ مَرْفُوعاً عَنِ الْقَبْرِ.
هنا مريم المجدلية لوحدها أي واحدة فقط
من نصدق يا عبدة الصليب
+==========================================================================((((((الله لا يستطيع التغلب على العباد بسبب مركباتهم الحديدية !!!!
سِفْرُ الْقُضَاةِ
اَلأَصْحَاحُ الأَوَّلُ
18وَأَخَذَ يَهُوذَا غَّزَةَ وَتُخُومَهَا وَأَشْقَلُونَ وَتُخُومَهَا وَعَقْرُونَ وَتُخُومَهَا. 19وَكَانَ الرَّبُّ مَعَ يَهُوذَا فَمَلَكَ الْجَبَلَ, وَلَكِنْ لَمْ يُطْرَدْ سُكَّانُ الْوَادِي لأَنَّ لَهُمْ مَرْكَبَاتِ حَدِيدٍ.
ثم يأتي مرقس ليقول :
27فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ وَقَالَ: "عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ وَلَكِنْ لَيْسَ عِنْدَ اللَّهِ لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللَّهِ".
يا عم مرقس إذهب إلى العهد القديم و راجع نفسك==========================================================(((((((((متى صلب يسوعهم ؟
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ مَرْقُسَ
اَلأَصْحَاحُ الْخَامِسُ عَشَرَ
25 وكانت الساعة الثالثة فصلبوه . (ترجمة الفانديك علشان في ترجمات بتقول عن لسان مرقس أنه صلب الساعة 9 )
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ يُوحَنَّا
اَلأَصْحَاحُ التَّاسِعُ عَشَرَ
14وَكَانَ اسْتِعْدَادُ الْفِصْحِ وَنَحْوُ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ. فَقَالَ لِلْيَهُودِ: "هُوَذَا مَلِكُكُمْ". 15فَصَرَخُوا: "خُذْهُ! خُذْهُ اصْلِبْهُ!" قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: "أَأَصْلِبُ مَلِكَكُمْ؟" أَجَابَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ: "لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلاَّ قَيْصَرُ". 16فَحِينَئِذٍ أَسْلَمَهُ إِلَيْهِمْ لِيُصْلَبَ.
يوحنا بيقول أنه صلب بعد السادسة بفترة (فترة الحوار)
فمن تصدقون يا نصارى ؟
أقول لكم لا تصدقوا مرقس ولا يوحنا , صدقوا القرآن فهو لم يصلب أصلا
=======================================================================((((((((((تماحيك مرقسية
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ لُوقَا
اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ
. 47فَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ مَا كَانَ مَجَّدَ اللهَ قَائِلاً: [U]"بِالْحَقِيقَةِ كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ بَارّاً!" [/u]
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ مَرْقُسَ
اَلأَصْحَاحُ الْخَامِسُ عَشَرَ
39 ولما رأى قائد المئة الواقف مقابله انه صرخ هكذا واسلم الروح قال حقا كان هذا الانسان ابن الله .
هي تماحيك يا عم مرقس؟ مش لوقا قال أنه إنسان بار ؟ جات منين ابن الله دي بقه ؟
أما إذا إفترضنا أنكم مؤمنين بما قال مرقس , فيكون لوقا هذا كاذب , كما اثبتنا من قبل عشرات المرات
=====================================================================((((((((ظهر لـ 11 أم 12 ؟
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ مَرْقُسَ
اَلأَصْحَاحُ الْخَامِسُ عَشَرَ
14 اخيرا ظهر للاحد عشر وهم متكئون ووبخ عدم ايمانهم وقساوة قلوبهم
لانهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام .
رِسَالَةُ بُولُسَ الْرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ
اَلأَصْحَاحُ الْخَامِسُ عَشَرَ
5وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِصَفَا ثُمَّ لِلِاثْنَيْ عَشَرَ
=======================================================================((((((((((((الرب يخلف وعده لمريم
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ لُوقَا
اَلأَصْحَاحُ الأَوَّلُ
30فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ: "لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ. 31وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. 32هَذَا يَكُونُ عَظِيماً وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ 33وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ".
و عد الرب مريم بأن يتوج أبنها ملكا ً
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ يُوحَنَّا
اَلأَصْحَاحُ السَّادِسُ
14فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: "إِنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ!" 15وَأَمَّا يَسُوعُ فَإِذْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَأْتُوا وَيَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكاً انْصَرَفَ أَيْضاً إِلَى الْجَبَلِ وَحْدَهُ.
يسوعهم يرفض التتويج إذا وعد الرب لم يتحقق
فكيف تثقون في رب لا يفي بوعده ؟
مع أنه قال
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ لُوقَا
اَلأَصْحَاحُ التَّاسِعُ عَشَرَ
27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي
=======================================================================(((((((((((من من البشر يقبله الله ؟؟
سيقولون لك أن المسيح هو طريق البشر إلى الجنة حسب ما جائهم على لسان يوحنا
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ يُوحَنَّا
اَلأَصْحَاحُ الرَّابِعُ عَشَرَ
6قَالَ لَهُ يَسُوعُ: "أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.
قل لهم و لكن بطرس يقول أن الله يقبل كل من أتقى الله و صنع البر !!!
سِفْرُ أَعْمَالِ الرُّسُلِ
اَلأَصْحَاحُ الْعَاشِرُ
34فَقَالَ بُطْرُسُ: "بِالْحَقِّ أَنَا أَجِدُ أَنَّ اللهَ لاَ يَقْبَلُ الْوُجُوهَ. 35بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ الَّذِي يَتَّقِيهِ وَيَصْنَعُ الْبِرَّ مَقْبُولٌ عِنْدَهُ
========================================================================((((((((((يهوذا هالك أم غير هالك ؟
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ يُوحَنَّا
اَلأَصْحَاحُ السَّابِعُ عَشَرَ
12حِينَ كُنْتُ مَعَهُمْ فِي الْعَالَمِ كُنْتُ أَحْفَظُهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي حَفِظْتُهُمْ وَلَمْ يَهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ابْنُ الْهلاَكِ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ.
الحوار هنا بين يسوعهم و ربهم ,
وتلاحظون أن يسوع إستثنى يهوذا من التلاميذ الذين أهتدوا إلى الله و لم يهلكوا
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ يُوحَنَّا
اَلأَصْحَاحُ الثَّامِنُ عَشَرَ
وَقَالَ لَهُمْ: "مَنْ تَطْلُبُونَ؟" 5أَجَابُوهُ: "يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ". قَالَ لَهُمْ: "أَنَا هُوَ". وَكَانَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ أَيْضاً وَاقِفاً مَعَهُمْ.
9لِيَتِمَّ الْقَوْلُ الَّذِي قَالَهُ: "إِنَّ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لَمْ أُهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَداً".
هنا يسوعهم لم يستثنى أحد في نفي الهلاك عنه , بالرغم من التأكيد على وقوف يهوذا بين التلاميذ
فإما أن يكون يهوذا غير هالك أيضا
أو يكون يهوذا هالك و لكن يسوعهم "خاف" منه و ضمه معهم في النجاة من الهلاك
=======================================================================((((((((من أول القائمين من بين الأموات ؟
رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ
اَلأَصْحَاحُ الأَوَّلُ
1
5وَمِنْ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الشَّاهِدِ الأَمِينِ، الْبِكْرِ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَرَئِيسِ مُلُوكِ الأَرْضِ. الَّذِي أَحَبَّنَا، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ،
سِفْرُ أَعْمَالِ الرُّسُلِ
اَلأَصْحَاحُ السَّادِسُ وَالْعِشْرُونَ
23إِنْ يُؤَلَّمِ الْمَسِيحُ يَكُنْ هُوَ أَوَّلَ قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ
هنا بولس يخبرنا أن المسيح هو أول من يقوم من بين الأموات
الآن إقرأوا معي هذه الحوادث
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ لُوقَا
اَلأَصْحَاحُ الثَّامِنُ
54فَأَخْرَجَ الْجَمِيعَ خَارِجاً وَأَمْسَكَ بِيَدِهَا وَنَادَى قَائِلاً: "يَا صَبِيَّةُ قُومِي". 55فَرَجَعَتْ رُوحُهَا وَقَامَتْ فِي الْحَالِ.
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ لُوقَا
اَلأَصْحَاحُ السَّابِعُ
12فَلَمَّا اقْتَرَبَ إِلَى بَابِ الْمَدِينَةِ إِذَا مَيْتٌ مَحْمُولٌ ابْنٌ وَحِيدٌ لأُمِّهِ وَهِيَ أَرْمَلَةٌ وَمَعَهَا جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ الْمَدِينَةِ. 13فَلَمَّا رَآهَا الرَّبُّ تَحَنَّنَ عَلَيْهَا وَقَالَ لَهَا: "لاَ تَبْكِي". 14ثُمَّ تَقَدَّمَ وَلَمَسَ النَّعْشَ فَوَقَفَ الْحَامِلُونَ. فَقَالَ: "أَيُّهَا الشَّابُّ لَكَ أَقُولُ قُمْ". 15فَجَلَسَ الْمَيْتُ وَابْتَدَأَ يَتَكَلَّمُ فَدَفَعَهُ إِلَى أُمِّهِ.
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ يُوحَنَّا
اَلأَصْحَاحُ الْحَادِي عَشَرَ
43وَلَمَّا قَالَ هَذَا صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: "لِعَازَرُ هَلُمَّ خَارِجاً" 44فَخَرَجَ الْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاَهُ مَرْبُوطَاتٌ بِأَقْمِطَةٍ وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيلٍ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: "حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبْ
======================================================================(((((((الرب هادي أم مضل ؟؟
نحن كمسلمين نعتقد في الصفتين معا, و هما من أسماء الله الحسنى
و لكن لأن النصارى يتشدقون بأن الله محبة و يكرزون الناس بأن المسيح يحبكم
فإليكم هذه الحلقة
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى تِيمُوثَاوُسَ
اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي
1فَأَطْلُبُ أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ أَنْ تُقَامَ طِلْبَاتٌ وَصَلَوَاتٌ وَابْتِهَالاَتٌ وَتَشَكُّرَاتٌ لأَجْلِ جَمِيعِ النَّاسِ، 2لأَجْلِ الْمُلُوكِ وَجَمِيعِ الَّذِينَ هُمْ فِي مَنْصِبٍ، لِكَيْ نَقْضِيَ حَيَاةً مُطْمَئِنَّةً هَادِئَةً فِي كُلِّ تَقْوَى وَوَقَارٍ، 3لأَنَّ هَذَا حَسَنٌ وَمَقْبُولٌ لَدَى مُخَلِّصِنَا اللهِ، 4الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ.
و لكن هنا بولس يقول
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيَةُ إِلَى أَهْلِ تَسَالُونِيكِي
اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي
10وَبِكُلِّ خَدِيعَةِ الإِثْمِ، فِي الْهَالِكِينَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَقْبَلُوا مَحَبَّةَ الْحَقِّ حَتَّى يَخْلُصُوا. 11وَلأَجْلِ هَذَا سَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ اللهُ عَمَلَ الضَّلاَلِ، حَتَّى يُصَدِّقُوا الْكَذِبَ، 12لِكَيْ يُدَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ لَمْ يُصَدِّقُوا الْحَقَّ، بَلْ سُرُّوا بِالإِثْمِ
=====================================================================((((((((((الرب لا يعلم وصف عرشه أحد
و الدليل
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى تِيمُوثَاوُسَ
اَلأَصْحَاحُ السَّادِسُ
16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ.
بينما يوجد هنا وصفا دقيقا لعرش الرب
رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ
اَلأَصْحَاحُ الرَّابِعُ
2وَلِلْوَقْتِ صِرْتُ فِي الرُّوحِ، وَإِذَا عَرْشٌ مَوْضُوعٌ فِي السَّمَاءِ، وَعَلَى الْعَرْشِ جَالِسٌ. 3وَكَانَ الْجَالِسُ فِي الْمَنْظَرِ شِبْهَ حَجَرِ الْيَشْبِ وَالْعَقِيقِ، وَقَوْسُ قُزَحَ حَوْلَ الْعَرْشِ فِي الْمَنْظَرِ شِبْهُ الزُّمُرُّدِ. 4وَحَوْلَ الْعَرْشِ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ عَرْشاً. وَرَأَيْتُ عَلَى الْعُرُوشِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ شَيْخاً جَالِسِينَ مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ، وَعَلَى رُؤُوسِهِمْ أَكَالِيلُ مِنْ ذَهَبٍ. 5وَمِنَ الْعَرْشِ يَخْرُجُ بُرُوقٌ وَرُعُودٌ وَأَصْوَاتٌ. وَأَمَامَ الْعَرْشِ سَبْعَةُ مَصَابِيحِ نَارٍ مُتَّقِدَةٌ، هِيَ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللهِ. 6وَقُدَّامَ الْعَرْشِ بَحْرُ زُجَاجٍ شِبْهُ الْبَلُّورِ. وَفِي وَسَطِ الْعَرْشِ وَحَوْلَ الْعَرْشِ أَرْبَعَةُ حَيَوَانَاتٍ مَمْلُوَّةٌ عُيُوناً مِنْ قُدَّامٍ وَمِنْ وَرَاءٍ. 7وَالْحَيَوَانُ الأَوَّلُ شِبْهُ أَسَدٍ، وَالْحَيَوَانُ الثَّانِي شِبْهُ عِجْلٍ، وَالْحَيَوَانُ الثَّالِثُ لَهُ وَجْهٌ مِثْلُ وَجْهِ إِنْسَانٍ، وَالْحَيَوَانُ الرَّابِعُ شِبْهُ نَسْرٍ طَائِرٍ. 8وَالأَرْبَعَةُ الْحَيَوَانَاتُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ حَوْلَهَا وَمِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوَّةٌ عُيُوناً، وَلاَ تَزَالُ نَهَاراً وَلَيْلاً قَائِلَةً: "قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ، الرَّبُّ الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي كَانَ وَالْكَائِنُ وَالَّذِي يَأْتِي". 9وَحِينَمَا تُعْطِي الْحَيَوَانَاتُ مَجْداً وَكَرَامَةً وَشُكْراً لِلْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ، الْحَيِّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ، 10يَخِرُّ الأَرْبَعَةُ وَالْعِشْرُونَ شَيْخاً قُدَّامَ الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ، وَيَسْجُدُونَ لِلْحَيِّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ، وَيَطْرَحُونَ أَكَالِيلَهُمْ أَمَامَ الْعَرْشِ قَائِلِينَ: 11"أَنْتَ مُسْتَحِقٌّ أَيُّهَا الرَّبُّ أَنْ تَأْخُذَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْقُدْرَةَ، لأَنَّكَ أَنْتَ خَلَقْتَ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَهِيَ بِإِرَادَتِكَ كَائِنَةٌ وَخُلِقَتْ
=====================================================================((((((((((هل تبرر إبراهيم بالأعمال أم بالإيمان ؟؟
هنا بالإيمان
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ
اَلأَصْحَاحُ الرَّابِعُ
1فَمَاذَا نَقُولُ إِنَّ أَبَانَا إِبْرَاهِيمَ قَدْ وَجَدَ حَسَبَ الْجَسَدِ؟ 2لأَنَّهُ إِنْ كَانَ إِبْرَاهِيمُ قَدْ تَبَرَّرَ بِالأَعْمَالِ فَلَهُ فَخْرٌ - وَلَكِنْ لَيْسَ لَدَى اللهِ. 3لأَنَّهُ مَاذَا يَقُولُ الْكِتَابُ؟ "فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً". 4أَمَّا الَّذِي يَعْمَلُ فَلاَ تُحْسَبُ لَهُ الأُجْرَةُ عَلَى سَبِيلِ نِعْمَةٍ بَلْ عَلَى سَبِيلِ دَيْنٍ. 5وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرّاً.
أما هنا فبالأعمال
رِسَالَةُ يَعْقُوبَ
اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي
20وَلَكِنْ هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَعْلَمَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الْبَاطِلُ أَنَّ الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ؟ 21أَلَمْ يَتَبَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَدَّمَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ؟ 22فَتَرَى أَنَّ الإِيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَبِالأَعْمَالِ أُكْمِلَ الإِيمَانُ، 23وَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: "فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً" وَدُعِيَ خَلِيلَ اللَّهِ. 24تَرَوْنَ إِذاً أَنَّهُ بِالأَعْمَالِ يَتَبَرَّرُ الإِنْسَانُ، لاَ بِالإِيمَانِ وَحْدَهُ
======================================================================(((((((((((كم عدد أولاد إبراهيم ؟؟
هنا يقول الكتاب أنه كان له ابن واحد وحيد
اَلرِّسَالَةُ إِلَى الْعِبْرَانِيِّينَ
اَلأَصْحَاحُ الْحَادِي عَشَرَ
17بِالإِيمَانِ قَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ وَهُوَ مُجَرَّبٌ - قَدَّمَ الَّذِي قَبِلَ الْمَوَاعِيدَ، وَحِيدَهُ
سِفْرُ اَلتَّكْوِينِ
اَلأَصْحَاحُ اَلثَّانِي وَاَلْعِشْرُونَ
2فَقَالَ: "خُذِ اَبْنَكَ وَحِيدَكَ اَلَّذِي تُحِبُّهُ إِسْحَاقَ وَاَذْهَبْ إِلَى أَرْضِ اَلْمُرِيَّا وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ اَلْجِبَالِ اَلَّذِي أَقُولُ لَكَ".
هنا تذكروا أخيرا الأبن الأخر و أصبح لإبراهيم إبنان
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ غَلاَطِيَّةَ
اَلأَصْحَاحُ الرَّابِعُ
22فَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ أَنَّهُ كَانَ لِإِبْرَاهِيمَ ابْنَانِ، وَاحِدٌ مِنَ الْجَارِيَةِ وَالآخَرُ مِنَ الْحُرَّةِ.
الآن أضافوا 6 أخرين فأصبح المجموع 8
سِفْرُ اَلتَّكْوِينِ
اَلأَصْحَاحُ اَلْخَامِسُ وَاَلْعِشْرُونَ
1وَعَادَ إِبْرَاهِيمُ فَأَخَذَ زَوْجَةً اَسْمُهَا قَطُورَةُ 2فَوَلَدَتْ لَهُ زِمْرَانَ وَيَقْشَانَ وَمَدَانَ وَمِدْيَانَ وَيِشْبَاقَ وَشُوحاً
الملاحظة الهامة هنا , أن الرسالة إلى العبرانيين و الرسالة لأهل غلاطيه , كتبا بعد سفر التكوين بسنين طويلة
فكيف أغفل الوحي المعلومة المعروفة سلفا أن لإبراهيم ثمانية أولاد====================(((((((((((أبيثار بن أخيمالك , و ألا أخيمالك بن أبيثار ؟؟
هنا أيثار بن أخيمالك
سِفْرُ صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ
اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي وَالْعِشْرُونَ
. 20فَنَجَا وَلَدٌ وَاحِدٌ لأَخِيمَالِكَ بْنِ أَخِيطُوبَ اسْمُهُ أَبِيَاثَارُ وَهَرَبَ إِلَى دَاوُدَ.
سِفْرُ صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ
اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ
6وَكَانَ لَمَّا هَرَبَ أَبِيَاثَارُ بْنُ أَخِيمَالِكَ إِلَى دَاوُدَ إِلَى قَعِيلَةَ نَزَلَ وَبِيَدِهِ أَفُودٌ,
هنا أخيمالك بن أيثار ( لاحظ الغلطات الهجائية )
سِفْرُ صَمُوئِيلَ الثَّانِي
اَلأَصْحَاحُ الثَّامِنُ
17وَصَادُوقُ بْنُ أَخِيطُوبَ وَأَخِيمَالِكُ بْنُ أَبِيَاثَارَ كَاهِنَيْنِ، وَسَرَايَا كَاتِباً،
سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ
اَلأَصْحَاحُ الثَّامِنُ عَشَرَ
16وَصَادُوقُ بْنُ أَخِيطُوبَ وَأَبِيمَالِكُ بْنُ أَبِيَاثَارَ كَاهِنَيْنِ, وَشَوْشَا كَاتِباً
سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ
اَلأَصْحَاحُ الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ
6وَكَتَبَهُمْ شَمَعْيَا بْنُ نَثَنْئِيلَ الْكَاتِبُ مِنَ اللاَّوِيِّينَ أَمَامَ الْمَلِكِ وَالرُّؤَسَاءِ وَصَادُوقَ الْكَاهِنُ وَأَخِيمَالِكَ بْنِ أَبِيَاثَارَ وَرُؤُوسِ الآبَاءِ لِلْكَهَنَةِ وَاللاَّوِيِّينَ, فَأُخِذَ بَيْتُ أَبٍ وَاحِدٍ لأَلِعَازَارَ, وَأُخِذَ وَاحِدٌ لإِيثَامَارَ
======================================================================(((((((((ما اسم أمه ؟؟ ( راجع الحلقة رقم 79 صفحة 14 )
سِفْرُ الْمُلُوكِ الأَوَّلُ
اَلأَصْحَاحُ الْخَامِسُ عَشَرَ
1وَفِي السَّنَةِ الثَّامِنَةِ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ، مَلَكَ أَبِيَامُ عَلَى يَهُوذَا. 2مَلَكَ ثَلاَثَ سِنِينٍ فِي أُورُشَلِيمَ. وَاسْمُ أُمِّهِ مَعْكَةُ ابْنَةُ أَبْشَالُومَ.
سفر أخبار الأيام الثاني
الإصحاح الثالث عشر
1 وَفِي السَّنَةِ الثَّامِنَةَ عَشْرَةَ مِنْ حُكْمِ الْمَلِكِ يَرُبْعَامَ اعْتَلَى أَبِيَّا عَرْشَ يَهُوذَا،
2 وَدَامَ مُلْكُهُ ثَلاَثَ سَنَوَاتٍ فِي أُورُشَلِيمَ، وَاسْمُ أُمِّهِ مِيخَايَا ابْنَةُ أُورِيئِيلَ مِنْ جَبْعَةَ، وَنَشَبَتْ حَرْبٌ بَيْنَ أَبِيَّا وَيَرُبْعَامَ
=======================================================================((((((((((هل الزنا حرام فعلا ؟؟
خروج 20
14 لاَ تَزْنِ.
تثنية 5
18 لاَ تَزْنِ.
عبرانيين 13
4 حَافِظُوا جَمِيعاً عَلَى كَرَامَةِ الزَّوَاجِ، مُبْعِدِينَ النَّجَاسَةَ عَنِ الْفِرَاشِ. فَإِنَّ اللهَ سَوْفَ يُعَاقِبُ الَّذِينَ يَنْغَمِسُونَ فِي خَطَايَا الدَّعَارَةِ وَالزِّنَى.
أما هنا فربهم كان له رأي أخر
العدد 31
18 وَلَكِنِ اسْتَحْيَوْا لَكُمْ كُلَّ عَذْرَاءَ لَمْ تُضَاجِعْ رَجُلاً.
هوشع 1
2 وَأَوَّلُ مَا خَاطَبَ الرَّبُّ بِهِ هُوشَعَ أَنَّهُ قَالَ لَهُ: «اذْهَبْ وَتَزَوَّجْ مِنْ عَاهِرَةٍ، تُنْجِبُ لَكَ أَبْنَاءَ زِنًى، لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ إِذْ تَرَكَتِ الرَّبَّ».
هوشع 3
1 ثُمَّ قَالَ لِي الرَّبُّ: «اذْهَبْ ثَانِيَةً وَأَحْبِبِ امْرَأَةً عَشِيقَةَ آخَرَ، زَانِيَةً، أَحْبِبْهَا كَمَحَبَّةِ الرَّبِّ لِشَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ، عَلَى الرَّغْمِ مِنْ ضَلاَلِهِمْ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَوَلَعِهِمْ بِتَقْدِيمِ قَرَابِينِ الزَّبِيبِ لَهُمْ
=====================================================================(((((((((((هزة رمح بطل داود
هنا قتل 800
سِفْرُ صَمُوئِيلَ الثَّانِي
اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ
8هَذِهِ أَسْمَاءُ الأَبْطَالِ الَّذِينَ لِدَاوُدَ: يُشَيْبَ بَشَّبَثُ التَّحْكَمُونِيُّ رَئِيسُ الثَّلاَثَةِ. هُوَ هَزَّ رُمْحَهُ عَلَى ثَمَانِ مِئَةٍ قَتَلَهُمْ دُفْعَةً وَاحِدَةً.
هنا قتل 300
سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ
اَلأَصْحَاحُ الْحَادِي عَشَرَ
11وَهَذَا هُوَ عَدَدُ الأَبْطَالِ الَّذِينَ لِدَاوُدَ: يَشُبْعَامُ بْنُ حَكْمُونِي رَئِيسُ الثَّوَالِثِ. هُوَ هَزَّ رُمْحَهُ عَلَى ثَلاَثِ مِئَةٍ قَتَلَهُمْ دُفْعَةً وَاحِدَةً==========================================================(((((((هل آسا ابن أبيام أم أخوه ؟؟
هنا أبوه
سِفْرُ الْمُلُوكِ الأَوَّلُ
اَلأَصْحَاحُ الْخَامِسُ عَشَرَ
8ثُمَّ اضْطَجَعَ أَبِيَامُ مَعَ آبَائِهِ، فَدَفَنُوهُ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ، وَمَلَكَ آسَا ابْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ.
لاحظ فيما سيأتي اسم أم أبيام
سِفْرُ الْمُلُوكِ الأَوَّلُ
اَلأَصْحَاحُ الْخَامِسُ عَشَرَ
1وَفِي السَّنَةِ الثَّامِنَةِ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ، مَلَكَ أَبِيَامُ عَلَى يَهُوذَا. 2مَلَكَ ثَلاَثَ سِنِينٍ فِي أُورُشَلِيمَ. وَاسْمُ أُمِّهِ مَعْكَةُ ابْنَةُ أَبْشَالُومَ.
لاحظ هنا اسم أم آسا
سِفْرُ الْمُلُوكِ الأَوَّلُ
اَلأَصْحَاحُ الْخَامِسُ عَشَرَ
9وَفِي السَّنَةِ الْعِشْرِينَ لِيَرُبْعَامَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ مَلَكَ آسَا عَلَى يَهُوذَا. 10مَلَكَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ. وَاسْمُ أُمِّهِ مَعْكَةُ ابْنَةُ أَبْشَالُومَ.
بما أن آسا و أبيام لهم نفس الأم , إذن أبيام أخو آسا !
========================================================================(((((((((((هل لأبشالوم أولاد أم لا ؟؟؟
سِفْرُ صَمُوئِيلَ الثَّانِي
اَلأَصْحَاحُ الرَّابِعُ عَشَرَ
27وَوُلِدَ لأَبْشَالُومَ ثَلاَثَةُ بَنِينَ وَبِنْتٌ وَاحِدَةٌ اسْمُهَا ثَامَارُ، وَكَانَتِ امْرَأَةً جَمِيلَةَ الْمَنْظَرِ.
سِفْرُ صَمُوئِيلَ الثَّانِي
اَلأَصْحَاحُ الثَّامِنُ عَشَرَ
18وَكَانَ أَبْشَالُومُ قَدْ أَخَذَ وَأَقَامَ لِنَفْسِهِ وَهُوَ حَيٌّ النَّصَبَ الَّذِي فِي وَادِي الْمَلِكِ، لأَنَّهُ قَالَ: "لَيْسَ لِيَ ابْنٌ لأَجْلِ تَذْكِيرِ اسْمِي". وَدَعَا النَّصَبَ بِاسْمِهِ، وَهُوَ يُدْعَى "يَدَ أَبْشَالُومَ" إِلَى هَذَا الْيَوْمِ
=====================================================================(((((((((هل الرجل خلق قبل المرأة فعلا أم معها ؟؟
هنا الله خلقهما معا
سِفْرُ اَلتَّكْوِينِ
اَلأَصْحَاحُ اَلأوَّلُ
27فَخَلَقَ اَللهُ اَلإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اَللهِ خَلَقَهُ. ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ.
هنا الذكر خُلق أولا
سِفْرُ اَلتَّكْوِينِ
اَلأَصْحَاحُ اَلثَّانِي
18وَقَالَ اَلرَّبُّ اَلإِلَهُ: "لَيْسَ جَيِّداً أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِيناً نَظِيرَهُ". 19وَجَبَلَ اَلرَّبُّ اَلإِلَهُ مِنَ اَلأَرْضِ كُلَّ حَيَوَانَاتِ اَلْبَرِّيَّةِ وَكُلَّ طُيُورِ اَلسَّمَاءِ فَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ لِيَرَى مَاذَا يَدْعُوهَا وَكُلُّ مَا دَعَا بِهِ آدَمُ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ فَهُوَ اَسْمُهَا. 20فَدَعَا آدَمُ بِأَسْمَاءٍ جَمِيعَ اَلْبَهَائِمِ وَطُيُورَ اَلسَّمَاءِ وَجَمِيعَ حَيَوَانَاتِ اَلْبَرِّيَّةِ. وَأَمَّا لِنَفْسِهِ فَلَمْ يَجِدْ مُعِيناً نَظِيرَهُ. 21فَأَوْقَعَ اَلرَّبُّ اَلإِلَهُ سُبَاتاً عَلَى آدَمَ فَنَامَ فَأَخَذَ وَاَحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلَأَ مَكَانَهَا لَحْماً. 22وَبَنَى اَلرَّبُّ اَلإِلَهُ اَلضِّلْعَ اَلَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ اَمْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ
======================================================================(((((((((أيهم خلق أولا , الإنسان أم الحيوان ؟؟
هنا الإنسان خٌلق أولا
سِفْرُ اَلتَّكْوِينِ
اَلأَصْحَاحُ اَلثَّانِي
19وَجَبَلَ اَلرَّبُّ اَلإِلَهُ مِنَ اَلأَرْضِ كُلَّ حَيَوَانَاتِ اَلْبَرِّيَّةِ وَكُلَّ طُيُورِ اَلسَّمَاءِ فَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ لِيَرَى مَاذَا يَدْعُوهَا وَكُلُّ مَا دَعَا بِهِ آدَمُ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ فَهُوَ اَسْمُهَا.
هنا الحيوان خلق أولا
سِفْرُ اَلتَّكْوِينِ
اَلأَصْحَاحُ اَلأوَّلُ
25فَعَمِلَ اَللهُ وُحُوشَ اَلأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا وَاَلْبَهَائِمَ كَأَجْنَاسِهَا وَجَمِيعَ دَبَّابَاتِ اَلأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا. وَرَأَى اَللهُ ذَلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 26 وَقَالَ اَللهُ: "نَعْمَلُ اَلإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ اَلْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ اَلسَّمَاءِ وَعَلَى اَلْبَهَائِمِ وَعَلَى كُلِّ اَلأَرْضِ وَعَلَى جَمِيعِ اَلدَّبَّابَاتِ اَلَّتِي تَدِبُّ عَلَى اَلأَرْضِ". 27فَخَلَقَ اَللهُ اَلإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اَللهِ خَلَقَهُ. ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ
======================================================================((((((((عخان ابن مين ؟
سِفْرُ يَشُوعَ
اَلأَصْحَاحُ السَّابِعُ
1وَخَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ خِيَانَةً فِي الْحَرَامِ, فَأَخَذَ عَخَانُ بْنُ كَرْمِي بْنُ زَبْدِي بْنُ زَارَحَ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا مِنَ الْحَرَامِ, فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ.
24فَأَخَذَ يَشُوعُ عَخَانَ بْنَ زَارَحَ وَالْفِضَّةَ وَالرِّدَاءَ وَلِسَانَ الذَّهَبِ وَبَنِيهِ وَبَنَاتِهِ وَبَقَرَهُ وَحَمِيرَهُ وَغَنَمَهُ وَخَيْمَتَهُ وَكُلَّ مَا لَهُ, وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ, وَصَعِدُوا بِهِمْ إِلَى وَادِي عَخُورَ.
سِفْرُ يَشُوعَ
اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي وَالْعِشْرُونَ
20أَمَا خَانَ عَخَانُ بْنُ زَارَحَ خِيَانَةً فِي الْحَرَامِ, فَكَانَ السَّخَطُ عَلَى كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ, وَهُوَ رَجُلٌ لَمْ يَهْلِكْ وَحْدَهُ بِإِثْمِهِ؟
=======================================================================(((((((((كم عدد أبناء عاديين ؟
سِفْرُ عَزْرَا
اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي
15بَنُو عَادِينَ أَرْبَعُ مِئَةٍ وَأَرْبَعَةٌ وَخَمْسُونَ.
سِفْرُ نَحَمْيَا
اَلأَصْحَاحُ السَّابِعُ
20بَنُو عَادِينَ سِتُّ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَخَمْسُونَ
=========================================================================((((((((((كم عدد أبناء أدونيقام ؟؟
سِفْرُ نَحَمْيَا
اَلأَصْحَاحُ السَّابِعُ
18بَنُو أَدُونِيقَامَ سِتُّ مِئَةٍ وَسَبْعَةٌ وَسِتُّونَ.
سِفْرُ عَزْرَا
اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي
13بَنُو أَدُونِيقَامَ سِتُّ مِئَةٍ وَسِتَّةٌ وَسِتُّونَ==========================================================((((((((أين دُفن آحاز ؟؟
سِفْرُ الْمُلُوكِ الثَّانِي
اَلأَصْحَاحُ السَّادِسُ عَشَرَ
20ثُمَّ اضْطَجَعَ آحَازُ مَعَ آبَائِهِ، وَدُفِنَ مَعَ آبَائِهِ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ، وَمَلَكَ حَزَقِيَّا ابْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ.
سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الثَّانِي
اَلأَصْحَاحُ الثَّامِنُ وَالْعِشْرُونَ
27ثُمَّ اضْطَجَعَ آحَازُ مَعَ آبَائِهِ فَدَفَنُوهُ فِي الْمَدِينَةِ فِي أُورُشَلِيمَ لأَنَّهُمْ لَمْ يَأْتُوا بِهِ إِلَى قُبُورِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. وَمَلَكَ حَزَقِيَّا ابْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ============================================================(((((((قرية أخرى تقوم بعد الإبادة ( عاي)
سِفْرُ يَشُوعَ
اَلأَصْحَاحُ الثَّامِنُ
28وَأَحْرَقَ يَشُوعُ عَايَ وَجَعَلَهَا تَلاًّ أَبَدِيّاً خَرَاباً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ.
سِفْرُ نَحَمْيَا
اَلأَصْحَاحُ السَّابِعُ
32رِجَالُ بَيْتِ إِيلَ وعَايَ مِئَةٌ وَثَلاَثةٌ وَعِشْرُونَ
=======================================================================((((((((((أيلون
سِفْرُ يَشُوعَ
اَلأَصْحَاحُ الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ
23وَمِنْ سِبْطِ دَانَ إِلْتَقَى وَمَرَاعِيَهَا وَجِبَّثُونَ وَمَرَاعِيَهَا 24وَأَيَّلُونَ وَمَرَاعِيَهَا وَجَتَّ رِمُّونَ وَمَرَاعِيَهَا. أَرْبَعَ مُدُنٍ.
سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ
اَلأَصْحَاحُ السَّادِسُ
66وَبَعْضُ عَشَائِرِ بَنِي قَهَاتَ كَانَتْ مُدُنُ تُخُمِهِمْ مِنْ سِبْطِ أَفْرَايِمَ. 67وَأَعْطُوهُمْ مُدُنَ الْمَلْجَإِ: شَكِيمَ وَمَرَاعِيهَا فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ وَجَازَرَ وَمَرَاعِيهَا 68وَيَقْمَعَامَ وَمَرَاعِيهَا وَبَيْتَ حُورُونَ وَمَرَاعِيهَا 69وَأَيَّلُونَ وَمَرَاعِيهَا وَجَتَّ رِمُّونَ وَمَرَاعِيهَا
======================================================================((((((((هل الله يريد أن يودع الناس جهنم ؟؟
هنا الكتاب يقول لا
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى تِيمُوثَاوُسَ
اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي
4الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ.
رِسَالَةُ بُطْرُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيَةُ
ِاَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ
9لاَ يَتَبَاطَأُ الرَّبُّ عَنْ وَعْدِهِ كَمَا يَحْسِبُ قَوْمٌ التَّبَاطُؤَ، لَكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْنَا، وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ.
هنا الكتاب يقول نعم
سِفْرُ الأَمْثَالِ
اَلأَصْحَاحُ السَّادِسُ عَشَرَ
4اَلرَّبُّ صَنَعَ الْكُلَّ لِغَرَضِهِ وَالشِّرِّيرَ أَيْضاً لِيَوْمِ الشَّرِّ.
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ يُوحَنَّا
اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي عَشَرَ
40"قَدْ أَعْمَى عُيُونَهُمْ وَأَغْلَظَ قُلُوبَهُمْ لِئَلَّا يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ وَيَشْعُرُوا بِقُلُوبِهِمْ وَيَرْجِعُوا فَأَشْفِيَهُمْ".
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ
اَلأَصْحَاحُ التَّاسِعُ
18فَإِذاً هُوَ يَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَيُقَسِّي مَنْ يَشَاءُ.
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيَةُ إِلَى أَهْلِ تَسَالُونِيكِي
اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي
11وَلأَجْلِ هَذَا سَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ اللهُ عَمَلَ الضَّلاَلِ، حَتَّى يُصَدِّقُوا الْكَذِبَ، 12لِكَيْ يُدَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ لَمْ يُصَدِّقُوا الْحَقَّ، بَلْ سُرُّوا بِالإِثْمِ؟؟؟؟؟؟؟((((((((((هل الرب إله حرب أم إله سلام ؟
سِفْرُ الْخُرُوجِ
اَلأَصْحَاحُُ الْخَامِسُ عَشَرَ
3الرَّبُّ رَجُلُ الْحَرْبِ.
اَلرِّسَالَةُ إِلَى الْعِبْرَانِيِّينَ
اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ عَشَرَ
20وَإِلَهُ السَّلاَمِ الَّذِي أَقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ رَاعِيَ الْخِرَافِ الْعَظِيمَ، رَبَّنَا يَسُوعَ، بِدَمِ الْعَهْدِ الأَبَدِيِّ،===============================================================((((((الوصايا العشر
سِفْرُ الْخُرُوجِ
اَلأَصْحَاحُُ الْعِشْرُونَ
1ثُمَّ تَكَلَّمَ اللهُ بِجَمِيعِ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ: 2"أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ. 3لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي. 4لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. 5لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلَهَكَ إِلَهٌ غَيُورٌ أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ 6وَأَصْنَعُ إِحْسَاناً إِلَى أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ. 7لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلَهِكَ بَاطِلاً لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلاً. 8اُذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ. 9سِتَّةَ أَيَّامٍ تَعْمَلُ وَتَصْنَعُ جَمِيعَ عَمَلِكَ 10وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابِعُ فَفِيهِ سَبْتٌ لِلرَّبِّ إِلَهِكَ. لاَ تَصْنَعْ عَمَلاً مَا أَنْتَ وَابْنُكَ وَابْنَتُكَ وَعَبْدُكَ وَأَمَتُكَ وَبَهِيمَتُكَ وَنَزِيلُكَ الَّذِي دَاخِلَ أَبْوَابِكَ - 11لأَنْ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا وَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ. لِذَلِكَ بَارَكَ الرَّبُّ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَدَّسَهُ. 12أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِتَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ. 13لاَ تَقْتُلْ. 14لاَ تَزْنِ. 15لاَ تَسْرِقْ. 16لاَ تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ. 17لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ وَلاَ عَبْدَهُ وَلاَ أَمَتَهُ وَلاَ ثَوْرَهُ وَلاَ حِمَارَهُ وَلاَ شَيْئاً مِمَّا لِقَرِيبِكَ".
ملخص الوصايا
1- لا تشرك بالله
2- لا تفتري على الله الكذب
3- قدس يوم السبت
4- بر والديك
5- لا تقتل
6- لا تزن
7- لا تسرق
8- لا تشهد على قريبك شهادة زور ( معنى ذلك ولكن إشهد على الآخرين )
9- لا تشته بيت قريبك (معنى ذلك و لكن إشتهي بيوت الفلسطينين)
10- لا تشته إمرأة قريبك و لا أمته و لا ثوره و لا حماره و لا أي شئ( معنى ذلك أن تشتهي هذا إذا كان لرجل غريب
=====================================================================((((((((العاشرة
سِفْرُ الْخُرُوجِ
اَلأَصْحَاحُُ الْعِشْرُونَ
17لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ وَلاَ عَبْدَهُ وَلاَ أَمَتَهُ وَلاَ ثَوْرَهُ وَلاَ حِمَارَهُ وَلاَ شَيْئاً مِمَّا لِقَرِيبِكَ".
سِفْرُ التَّثْنِيَةِ
اَلأَصْحَاحُ الخَامِسُ
21وَلا تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ وَلا تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ وَلا حَقْلهُ وَلا عَبْدَهُ وَلا أَمَتَهُ وَلا ثَوْرَهُ وَلا حِمَارَهُ وَلا كُل مَا لِقَرِيبِكَ.
كيف يختلف النص بين سفر الخروج و سفر التثنية
بما أن الله هو الذي أنزل الوصايا على موسى عليه السلام , و موسى هو من كتب سفر الخروج و سفر التثنية كما يدعون ؟=========================(((((((((الرب يناقض الوصايا العشر
سِفْرُ الْخُرُوجِ
اَلأَصْحَاحُُ الْعِشْرُونَ
13لاَ تَقْتُلْ. 14لاَ تَزْنِ. 15لاَ تَسْرِقْ
سِفْرُ زَكَرِيَّا
اَلأَصْحَاحُ الرَّابِعُ عَشَرَ
1هُوَذَا يَوْمٌ لِلرَّبِّ يَأْتِي فَيُقْسَمُ سَلَبُكِ فِي وَسَطِكِ. 2وَأَجْمَعُ كُلَّ الأُمَمِ عَلَى أُورُشَلِيمَ لِلْمُحَارَبَةِ فَتُؤْخَذُ الْمَدِينَةُ وَتُنْهَبُ الْبُيُوتُ وَتُفْضَحُ النِّسَاءُ وَيَخْرُجُ نِصْفُ الْمَدِينَةِ إِلَى السَّبْيِ وَبَقِيَّةُ الشَّعْبِ لاَ تُقْطَعُ مِنَ الْمَدِينَةِ========================(((((((((((((((((((الرب يكشف عورات النساء !!!
سِفْرُ إِشَعْيَاءَ
اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ
17يُصْلِعُ السَّيِّدُ هَامَةَ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ وَيُعَرِّي الرَّبُّ عَوْرَتَهُنَّ.
سِفْرُ إِشَعْيَاءَ
اَلأَصْحَاحُ السَّابِعُ وَالأَرْبَعُون
2خُذِي الرَّحَى وَاطْحَنِي دَقِيقاً. اكْشِفِي نُقَابَكِ. شَمِّرِي الذَّيْلَ. اكْشِفِي السَّاقَ. اعْبُرِي الأَنْهَارَ. 3تَنْكَشِفُ عَوْرَتُكِ وَتُرَى مَعَارِيكِ. آخُذُ نَقْمَةً وَلاَ أُصَالِحُ أَحَداً". 4فَادِينَا رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ. قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ
======================================================================(((((((((((كم فرد مات بالوباء عقابا على الزنا مع بنات موآب؟
سِفْرُ العَدَدِ
اَلأَصْحَاحُ الخَامِسُ وَالعِشْرُونَ
9وَكَانَ الذِينَ مَاتُوا بِالوَبَإِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ أَلفاً.
24.000
رِسَالَةُ بُولُسَ الْرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ
اَلأَصْحَاحُ الْعَاشِرُ
8وَلاَ نَزْنِ كَمَا زَنَى أُنَاسٌ مِنْهُمْ فَسَقَطَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفاً.
23.000
بولس ده و لا عارف حاجة بيتكلم و السلام
====================================================================(((((((((((كيف لأمة أن تقوم بعد الإبادة ؟؟؟
أولا تدمير مديان و إبادة شعبها
سِفْرُ العَدَدِ
اَلأَصْحَاحُ الحَادِي وَالثَّلاثُونَ
7فَتَجَنَّدُوا عَلى مِدْيَانَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ وَقَتَلُوا كُل ذَكَرٍ. 8وَمُلُوكُ مِدْيَانَ قَتَلُوهُمْ فَوْقَ قَتْلاهُمْ. أَوِيَ وَرَاقِمَ وَصُورَ وَحُورَ وَرَابِعَ. خَمْسَةَ مُلُوكِ مِدْيَانَ. وَبَلعَامَ بْنَ بَعُورَ قَتَلُوهُ بِالسَّيْفِ. 9وَسَبَى بَنُو إِسْرَائِيل نِسَاءَ مِدْيَانَ وَأَطْفَالهُمْ وَنَهَبُوا جَمِيعَ بَهَائِمِهِمْ وَجَمِيعَ مَوَاشِيهِمْ وَكُل أَمْلاكِهِمْ. 10وَأَحْرَقُوا جَمِيعَ مُدُنِهِمْ بِمَسَاكِنِهِمْ وَجَمِيعَ حُصُونِهِمْ بِالنَّارِ.
ثانيا مديان تقوم و تهاجم بني إسرائيل !!!!!
سِفْرُ الْقُضَاةِ
اَلأَصْحَاحُ السَّادِسُ
1وَعَمِلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ, فَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ لِيَدِ مِدْيَانَ سَبْعَ سِنِينَ. 2فَاعْتَّزَتْ يَدُ مِدْيَانَ عَلَى إِسْرَائِيلَ. بِسَبَبِ الْمِدْيَانِيِّينَ عَمِلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لأَنْفُسِهِمِ الْكُهُوفَ الَّتِي فِي الْجِبَالِ وَالْمَغَايِرَ وَالْحُصُونَ. 3وَإِذَا زَرَعَ إِسْرَائِيلُ كَانَ الْمِدْيَانِيُّونَ وَالْعَمَالِقَةُ وَبَنُو الْمَشْرِقِ يَصْعَدُونَ عَلَيْهِمْ 4وَيَنْزِلُونَ عَلَيْهِمْ وَيُتْلِفُونَ غَلَّةَ الأَرْضِ إِلَى مَجِيئِكَ إِلَى غَّزَةَ, وَلاَ يَتْرُكُونَ لإِسْرَائِيلَ قُوتَ الْحَيَاةِ, وَلاَ غَنَماً وَلاَ بَقَراً وَلاَ حَمِيراً. 5لأَنَّهُمْ كَانُوا يَصْعَدُونَ بِمَوَاشِيهِمْ وَخِيَامِهِمْ وَيَجِيئُونَ كَالْجَرَادِ فِي الْكَثْرَةِ وَلَيْسَ لَهُمْ وَلِجِمَالِهِمْ عَدَدٌ, وَدَخَلُوا الأَرْضَ لِيُخْرِبُوهَا. 6فَذَلَّ إِسْرَائِيلُ جِدّاً مِنْ قِبَلِ الْمِدْيَانِيِّينَ. وَصَرَخَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ.
طيب إزاي يا أخونا , أنتم مش لسه مموتنهم========================================================((((((((((((((بني عمون !
سِفْرُ التَّثْنِيَةِ
اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي
19 فَمَتَى قَرُبْتَ إِلى تُجَاهِ بَنِي عَمُّونَ لا تُعَادِهِمْ وَلا تَهْجِمُوا عَليْهِمْ لأَنِّي لا أُعْطِيكَ مِنْ أَرْضِ بَنِي عَمُّونَ مِيرَاثاً - لأَنِّي لِبَنِي لُوطٍ قَدْ أَعْطَيْتُهَا مِيرَاثاً.
سِفْرُ يَشُوعَ
اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ عَشَرَ
24وَأَعْطَى مُوسَى لِسِبْطِ جَادَ, بَنِي جَادَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. 25فَكَانَ تُخُمُهُمْ يَعْزِيرَ وَكُلَّ مُدُنِ جِلْعَادَ وَنِصْفَ أَرْضِ بَنِي عَمُّونَ إِلَى عَرُوعِيرَ الَّتِي هِيَ أَمَامَ رَبَّةَ,
ده يعتبر ناسخ و منسوخ وألا أيه علشان نفهم بس ؟==========================((((((((((((((يائير بن مين بالضبط ؟
سِفْرُ التَّثْنِيَةِ
اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ
14يَائِيرُ بْنُ مَنَسَّى أَخَذَ كُل كُورَةِ أَرْجُوبَ إِلى تُخُمِ الجَشُورِيِّينَ وَالمَعْكِيِّينَ وَدَعَاهَا عَلى اسْمِهِ بَاشَانَ "حَوُّوثَ يَائِيرَ" إِلى هَذَا اليَوْمِ).
سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ
اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي
22وَسَجُوبُ وَلَدَ يَائِيرَ, وَكَانَ لَهُ ثَلاَثٌ وَعِشْرُونَ مَدِينَةً فِي أَرْضِ جِلْعَادَ=================(((((((((أبشالوم أنجب معكة أم لا
سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الثَّانِي
اَلأَصْحَاحُ الْحَادِي عَشَرَ
20ثُمَّ بَعْدَهَا أَخَذَ مَعْكَةَ بِنْتَ أَبْشَالُومَ فَوَلَدَتْ لَهُ أَبِيَّا وَعَتَّايَ وَزِيزَا وَشَلُومِيثَ.
سِفْرُ صَمُوئِيلَ الثَّانِي
اَلأَصْحَاحُ الرَّابِعُ عَشَرَ
27وَوُلِدَ لأَبْشَالُومَ ثَلاَثَةُ بَنِينَ وَبِنْتٌ وَاحِدَةٌ اسْمُهَا ثَامَارُ، وَكَانَتِ امْرَأَةً جَمِيلَةَ الْمَنْظَرِ.
أمال معكة بنت مين ؟
=====================================================================((((((((((زكريا ابن مين ؟
سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الثَّانِي
اَلأَصْحَاحُ الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ
20وَلَبِسَ رُوحُ اللَّهِ زَكَرِيَّا بْنَ يَهُويَادَاعَ الْكَاهِنَ فَوَقَفَ فَوْقَ الشَّعْبِ وَقَالَ لَهُمْ: [هَكَذَا يَقُولُ اللَّهُ: لِمَاذَا تَتَعَدَّوْنَ وَصَايَا الرَّبِّ فَلاَ تُفْلِحُونَ؟ لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمُ الرَّبَّ قَدْ تَرَكَكُمْ].
إِنْجِيلُ اَلْمَسِيحِ حَسَبَ اَلْبَشِيرِ مَتَّى
اَلأَصْحَاحُ اَلثَّالِثُ وَاَلْعِشْرُونَ
35لِكَيْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ كُلُّ دَمٍ زَكِيٍّ سُفِكَ عَلَى اَلأَرْضِ مِنْ دَمِ هَابِيلَ اَلصِّدِّيقِ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا اَلَّذِي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ اَلْهَيْكَلِ وَاَلْمَذْبَحِ=========================================================((((((((كم عدد المغنين و المغنيات ؟
سِفْرُ عَزْرَا
اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي
63وَقَالَ لَهُمُ التِّرْشَاثَا أَنْ لاَ يَأْكُلُوا مِنْ قُدْسِ الأَقْدَاسِ حَتَّى يَقُومَ كَاهِنٌ لِلأُورِيمِ وَالتُّمِّيمِ. 64كُلُّ الْجُمْهُورِ مَعاً اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ أَلْفاً وَثَلاَثُ مِئَةٍ وَسِتُّونَ 65فَضْلاً عَنْ عَبِيدِهِمْ وَإِمَائِهِمْ فَهَؤُلاَءِ كَانُوا سَبْعَةَ آلاَفٍ وَثَلاَثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاَثِينَ وَلَهُمْ مِنَ الْمُغَنِّينَ وَالْمُغَنِّيَاتِ مِئَتَانِ.
سِفْرُ نَحَمْيَا
اَلأَصْحَاحُ السَّابِعُ
65وَقَالَ لَهُمُ التَّرْشَاثَا أَنْ لاَ يَأْكُلُوا مِنْ قُدْسِ الأَقْدَاسِ حَتَّى يَقُومَ كَاهِنٌ لِلأُورِيمِ وَالتُّمِّيمِ. 66كُلُّ الْجُمْهُورِ مَعاً أَرْبَعُ رَبَوَاتٍ وَأَلْفَانِ وَثَلاَثُ مِئَةٍ وَسِتُّونَ 67فَضْلاً عَنْ عَبِيدِهِمْ وَإِمَائِهِمِ الَّذِينَ كَانُوا سَبْعَةَ آلاَفٍ وَثَلاَثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاَثِينَ. وَلَهُمْ مِنَ الْمُغَنِّينَ وَالْمُغَنِّيَاتِ مِئَتَانِ وَخَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ
=======================================================================(((((((((((((أوليس المسيح هو الفادي لخطايا كل العالم ؟؟
لماذا نجد نص مثل هذا في كتابكم ؟
سِفْرُ الأَمْثَالِ
اَلأَصْحَاحُ الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ
18اَلشِّرِّيرُ فِدْيَةُ الصِّدِّيقِ وَمَكَانَ الْمُسْتَقِيمِينَ الْغَادِرُ============================(((((((((((الرب يعطي البشر أحكاما "أي كلام " !!!!!!
سِفْرُ حِزْقِيَالَ
اَلأَصْحَاحُ الْعِشْرُونَ
25وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا 26وَنَجَّسْتُهُمْ بِعَطَايَاهُمْ إِذْ أَجَازُوا فِي النَّارِ كُلَّ فَاتِحِ رَحِمٍ لأُبِيدَهُمْ, حَتَّى يَعْلَمُوا أَنِّي أَنَا الرَّبُّ.
أوليس هو نفس الرب الذي يقولون له
رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ
اَلأَصْحَاحُ الْخَامِسُ عَشَرَ
3وَهُمْ يُرَتِّلُونَ تَرْنِيمَةَ مُوسَى عَبْدِ اللهِ وَتَرْنِيمَةَ الْحَمَلِ قَائِلِينَ: "عَظِيمَةٌ وَعَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. عَادِلَةٌ وَحَقٌّ هِيَ طُرُقُكَ يَا مَلِكَ الْقِدِّيسِينَ
=====================================================================((((((((((نبوخذ نصر يهدم صور و لا يقيمها الله للأبد
سِفْرُ حِزْقِيَالَ
اَلأَصْحَاحُ السَّادِسُ وَالْعِشْرُونَ
1وَكَانَ فِي السَّنَةِ الْحَادِيَةِ عَشَرَةَ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ أَنَّ كَلاَمَ الرَّبِّ كَـانَ إِلَيَّ: 2"يَا ابْنَ آدَمَ, مِنْ أَجْلِ أَنَّ صُورَ قَالَتْ عَلَى أُورُشَلِيمَ: هَهْ! قَدِ انْكَسَرَتْ مَصَارِيعُ الشُّعُوبِ. قَدْ تَحَوَّلَتْ إِلَيَّ. أَمْتَلِئُ إِذْ خَرِبَتْ. 3لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَئَنَذَا عَلَيْكِ يَا صُورُ فَأُصْعِدُ عَلَيْكِ أُمَماً كَثِيرَةً كَمَا يُعَلِّي الْبَحْرُ أَمْوَاجَهُ. 4فَيَخْرِبُونَ أَسْوَارَ صُورَ وَيَهْدِمُونَ أَبْرَاجَهَا. وَأَسْحِي تُرَابَهَا عَنْهَا وَأُصَيِّرُهَا ضِحَّ الصَّخْرِ. 5فَتَصِيرُ مَبْسَطاً لِلشِّبَاكِ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ, لأَنِّي أَنَا تَكَلَّمْتُ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. وَتَكُونُ غَنِيمَةً لِلأُمَمِ. 6وَبَنَاتُهَا اللَّوَاتِي فِي الْحَقْلِ تُقْتَلُ بِـالسَّيْفِ, فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ". 7لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: "هَئَنَذَا أَجْلِبُ عَلَى صُورَ نَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكَ بَابِلَ مِنَ الشِّمَالِ مَلِكَ الْمُلُوكِ بِخَيْلٍ وَمَرْكَبَاتٍ وَفُرْسَانٍ وَجَمَاعَةٍ وَشَعْبٍ كَثِيرٍ, 8فَيَقْتُلُ بَنَاتِكِ فِي الْحَقْلِ بِـالسَّيْفِ, وَيَبْنِي عَلَيْكِ مَعَاقِلَ وَيَبْنِي عَلَيْكِ بُرْجاً وَيُقِيمُ عَلَيْكِ مِتْرَسَةً وَيَرْفَعُ عَلَيْكِ تُرْساً, 9وَيَجْعَلُ مَجَانِقَ عَلَى أَسْوَارِكِ وَيَهْدِمُ أَبْرَاجَكِ بِأَدَوَاتِ حَرْبِهِ. 10وَلِكَثْرَةِ خَيْلِهِ يُغَطِّيكِ غُبَارُهَا. مِنْ صَوْتِ الْفُرْسَانِ وَالْعَجَلاَتِ وَالْمَرْكَبَاتِ تَتَزَلْزَلُ أَسْوَارُكِ عِنْدَ دُخُولِهِ أَبْوَابَكِ كَمَا تُدْخَلُ مَدِينَةٌ مَثْغُورَةٌ. 11بِحَوَافِرِ خَيْلِهِ يَدُوسُ كُلَّ شَوَارِعِكِ. يَقْتُلُ شَعْبَكِ بِـالسَّيْفِ فَتَسْقُطُ إِلَى الأَرْضِ أَنْصَابُ عِزِّكِ. 12وَيَنْهَبُونَ ثَرْوَتَكِ وَيَغْنَمُونَ تِجَارَتَكِ وَيَهُدُّونَ أَسْوَارَكِ وَيَهْدِمُونَ بُيُوتَكِ الْبَهِيجَةَ وَيَضَعُونَ حِجَارَتَكِ وَخَشَبَكِ وَتُرَابَكِ فِي وَسَطِ الْمِيَاهِ. 13وَأُبَطِّلُ قَوْلَ أَغَانِيكِ, وَصَوْتُ أَعْوَادِكِ لَنْ يُسْمَعَ بَعْدُ. 14وَأُصَيِّرُكِ كَضِحِّ الصَّخْرِ فَتَكُونِينَ مَبْسَطاً لِلشِّبَاكِ. لاَ تُبْنَيْنَ بَعْدُ, لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ تَكَلَّمْتُ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ". 15هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لِصُورَ: "أَمَا تَتَزَلْزَلُ الْجَزَائِرُ عِنْدَ صَوْتِ سُقُوطِكِ, عِنْدَ صُرَاخِ الْجَرْحَى, عِنْدَ وُقُوعِ الْقَتْلِ فِي وَسَطِكِ؟ 16فَتَنْزِلُ جَمِيعُ رُؤَسَاءِ الْبَحْرِ عَنْ كَرَاسِيِّهِمْ وَيَخْلَعُونَ جُبَبَهُمْ وَيَنْزِعُونَ ثِيَابَهُمُ الْمُطَرَّزَةَ. يَلْبِسُونَ رَعْدَاتٍ وَيَجْلِسُونَ عَلَى الأَرْضِ وَيَرْتَعِدُونَ كُلَّ لَحْظَةٍ وَيَتَحَيَّرُونَ مِنْكِ. 17وَيَرْفَعُونَ عَلَيْكِ مَرْثَاةً وَيَقُولُونَ لَكِ: كَيْفَ بِدْتِ يَا مَعْمُورَةُ مِنَ الْبِحَارِ, الْمَدِينَةُ الشَّهِيرَةُ الَّتِي كَـانَتْ قَوِيَّةً فِي الْبَحْرِ هِيَ وَسُكَّانُهَا الَّذِينَ أَوْقَعُوا رُعْبَهُمْ عَلَى جَمِيعِ جِيرَانِهَا؟ 18اَلآنَ تَرْتَعِدُ الْجَزَائِرُ يَوْمَ سُقُوطِكِ وَتَضْطَرِبُ الْجَزَائِرُ الَّتِي فِي الْبَحْرِ لِزَوَالِكِ. 19لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: حِينَ أُصَيِّرُكِ مَدِينَةً خَرِبَةً كَـالْمُدُنِ غَيْرِ الْمَسْكُونَةِ, حِينَ أُصْعِدُ عَلَيْكِ الْغَمْرَ فَتَغْشَاكِ الْمِيَاهُ الْكَثِيرَةُ, 20أُهْبِطُكِ مَعَ الْهَابِطِينَ فِي الْجُبِّ, إِلَى شَعْبِ الْقِدَمِ, وَأُجْلِسُكِ فِي أَسَافِلِ الأَرْضِ فِي الْخِرَبِ الأَبَدِيَّةِ مَعَ الْهَابِطِينَ فِي الْجُبِّ, لِتَكُونِي غَيْرَ مَسْكُونَةٍ وَأَجْعَلُ فَخْراً فِي أَرْضِ الأَحْيَاءِ. 21أُصَيِّرُكِ أَهْوَالاً وَلاَ تَكُونِينَ, وَتُطْلَبِينَ فَلاَ تُوجَدِينَ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ".
حد يا أخواني هنا من صور يقول للجماعة دول أن صور وجدت مرة أخرى (رغما عن ربهم) ووعد الرب لها لم يتحقق
ثم أنظروا كيف أن سفر حزقيال الذي قال عن صور أنها هدمت بواسطة نبوخذ نصر
يقول أنه قد خدمها خدمات عظيمة بدون أجر
سِفْرُ حِزْقِيَالَ
اَلأَصْحَاحُ التَّاسِعُ وَالْعِشْرُونَ
18"يَا ابْنَ آدَمَ, إِنَّ نَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكَ بَابِلَ اسْتَخْدَمَ جَيْشَهُ خِدْمَةً شَدِيدَةً عَلَى صُورَ. كُلُّ رَأْسٍ قَرِعَ, وَكُلُّ كَتِفٍ تَجَرَّدَتْ, وَلَمْ تَكُنْ لَهُ وَلاَ لِجَيْشِهِ أُجْرَةٌ مِنْ صُورَ
(((((((((((((((((الشذوذ المقدس))))))))))))))))) احتدم الجدل مؤخراً في الأوساط الدينية النصرانية حول العالم بسبب تفاقم حالة تراخي الموقف الكهنوتي للطوائف الكبرى حيال تزايد حالات الشذوذ الجنسي، ليس فقط بين رعية الكنائس ولكن على مستوى الكهنة والقساوسة وصولاً إلى رئاسة الأساقفة بعد تعيين أول أسقف مجاهر بعلاقتة الشاذة رئيساً لأسقفيته في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2003م والذي أثار المزيد من الجدل مجدداً بإعلانه في شهر يونيو الماضي وعلى شاشات التلفزرة الاقتران كنسياً بشريكه في الشذوذ.
وفي الأسبوع الماضي وحده تناقلت وسائل الإعلام الإلمانية خبر أقالة بابا الفاتيكان لقسيس من منصبه الكهنوتي وطرده من الكنيسة بعد ثبوت تورطه في ((مباركة)) عقد قران شاذين داخل الكنيسة ذاتها إذ أعلنهما زوج وزوج!
أيضاً لم يزل ملف اختراق الشذوذ الجنسي لكنائس طائفة الانجليكان التابعة للتاج البريطاني مشتعلاً منذ تصدع هذه الكنيسة إلى عدة فرق متناحرة بين أقصى اليمين والوسط واليسار، فمن مرحب بالشذوذ بل وترسيم كهنة شاذين وسحاقيات وتقليدهم أعلى الرتب الكنسية، كما هو الحال على الجبهة الأمريكية من الأنجليكان بها، مروراً بتيار ((معتدل)) يحاول اللعب على الحبلين متمثلاً في موقف الكنيسة الأم في كانتبري ببريطانيا وانتهاء بكنائس تابعة في أفريقيا وخصوصاً نيجريا حيث يهدد الأنجليكان فيها سنوياً بالانفصال وتكوين طائفة خاصة بهم بسبب موقفهم ((المتشدد)) المعارض للشذوذ ولادماج الشاذين في صفوف الرعية.
مزيد من الزيت على النار
وبعيداً عن الملف الضخم لانشقاقات الأنجليكان وانهيار كنيستهم على مؤخرات قساوستهم الشاذين جنسياً، فإن ولاية كالفورنيا الأمريكية كانت قد دقت أكبر ((خابور)) ثالث في نعش التنصير الغربي بعدما أعلنت محاكمها في أواخر يونيو الماضي السماح للشاذين بالاقتران مدنياً وكنسياً في ((علاقة زواج)) لتكون بذلك ثالث ولاية أمريكية تعترف بأنماط شاذة من هذه الأنكحة الفاسدة لتنقلب الأمور والصورة أكثر وأكثر.
وهكذا تسارعت وتيرة الانشقاقات الكنسية إذ بادرت العديد من كنائس الولاية وبموجب القانون الجديد إلى فتح أبوابها لاستقبال العشرات من الشاذين والسحاقيات وقامت بعقد قرانهم بـ ((مباركة يسوع المسيح)) أمام ((المذبح المقدس)) والصليب!!
وانقسم المشهد التنصيري الأمريكي بالذات إلى مؤيد ومعارض بينما يرشق كل فريق الآخر بنصوص من أسفارهم المقدسة والأناجيل وحياة من يسميهم النصارى بـ ((القديسين)) في اطار احتجاج كل فريق على مخالفيهم بما يجده في بطون النصوص المقدسة وسير كبار آباء الكنيسة من الأوائل.
الموضوع الصاعقة
ففي سياق كل ما تقدم من تطور للجدل الذي يعصف بكنائس النصارى في الغرب وما يتبعها من كنائس في العالم الثالث، يأتي هذا الموضوع المنشور في موقع إعلامي أمريكي [المصدر]، تحت عنوان ((زواج المثليين والنصرانية: ليس دوماً في تضاد))، ولينكأ الموضوع المزيد من الجراح وليفجر كل علامات التعجب والاستفهام فوق رؤوس النصارى أنفسهم قبل المسلمين وغيرهم.
Gay Marriage & Christianity: Not Always At Odds!
يستفتح المحرر موضوعه بافادة أكبر مرجع غربي متخصص في تاريخ الشذوذ في النصرانية، وهو البروفيسور ((جون بوسويل))، المؤرخ المعروف بجامعة ييل الأمريكية العريقة وأستاذ قسم التاريخ سابقاً بها، والذي يؤكد أن مؤسسة الزواج بين المثليين كانت موضة الزمن النصراني الأول إلا أنها تعود اليوم وبقوة لكي تضيف صفحة جديدة لها بين صفحات التاريخ، بحسب تعبير الأستاذ الأكاديمي.
ويشير الموضوع إلى تأكيد البروفيسور بوسويل إلى أن النصارى الأوائل كانوا – وبمباركة باباوات الكنائس الكبار – متقبلين لأنماط الأنكحة [الفاسدة] بين الشاذين جنسياً. بل يؤكد البروفيسور أنهم ذهبوا إلى ما هو أبعد من هذا إلى درجة تزيين كنائسهم وأديرتهم بتصاوير مصنوعة من الجص تمثل الذكور ((في علاقة حميمة))!!
early Christians, including the Pope, were so cool with same-sex committed relationships, they even adorned their churches with frescoes of sweet man love.
ومن ضمن هذه الأدلة المصورة التي يشير إلها المتخصص الأبرز عالمياً في موضوع شذوذ النصارى، أيقونة مقدسة لدى مختلف طوائف النصارى الكبرى تم اكتشافها في دير سانت كاترين بسيناء.
دير سانت كاترين [من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة]
يقع دير سانت كاترين في جنوب سيناء بمصر أسفل جبل كاترين أعلى الجبال في مصر، بالقرب من جبل موسى. ويقال عنه أنه أقدم دير في العالم، يعد مزارا سياحيا كبيرا، حيث تقصده أفواج سياحية من جميع بقاع العالم، وهو معتزل يديره رهبان من الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية لا يتكلمون العربية فهم ليسوا مصريين أو عربا ولا يتبع الدير بطريركية الإسكندرية، وإنما هم من أصول يونانية، على الرغم من أن الوصاية على الدير كانت لفترات طويلة للكنيسة الأرثوذكسية الروسية.
ونقرأ في موقع الهيئة العامة للاستعلامات المصرية [مجلة مصر العدد 40 عام 2005م]:
وبالدير مجموعة نادرة من الأيقونات والصور المقدسة تعتبر أعظم وأغنى مجموعة من نوعها فى العالم كله ، كما أنها تفوق من حيث الكم والكيف والنوع والأساليب الفنية غيرها من الصور المقدسة والأيقونات فى الأديرة المصرية الأخرى ويبلغ عددها حوالى 2000 صورة وأيقونة من مختلف العصور التاريخية وهى تمثل إحدى المظاهر المميزة للطقوس الدينية للكنيسة الأرثوذكسية .
صورة الخبر الفضيحة وفيها أيقونة القديسين من دير سانت كاترين
لكن ما هي علاقة اقتران الشاذين جنسياً وتزوج الذكر بالذكر بهذه الأيقونة المقدسة التي تتصدر صورتها الموضوع الأمريكي والتي يشير إليها البروفيسور جون بوسويل؟
ليستعد النصارى الآن للطامة إذ يؤكد بوسويل أن الأيقونة – والتي هي صورة تخيلية ملتقطة بفرشاة الرسام – فيها علامات واشارات بالرسم تزمز إلى انعقاد حفل قران / زواج ((القديس سرجيوس)) بعشيقه وصديق عمره ((القديس باخوس))!!
ويعضد هذه القراءة للأيقونة اكتشفات كتابات كنسية قديمة دونت سيرة كلا من القديسين صرحت أسطرها بكل وضوح عن علاقة زواج جمعت القديسين برباط مقدس كالذي يجمع الرجل بالمرأة في مؤسسة الزواج التقليدية.
سوف نعود إلى هذه الكتابات القديمة في وقت لاحق من هذه التدوينة لكن لنتوقف قليلاً وأولاً حول شخصية هذين ((القديسين)) المعظمين جداً في النصرانية قبل المرور بالأيقونة الفاضحة والتوقف عندها بعناية.
سرجيوس وباخوس في ثياب النساء، لماذا؟
لو تصفحت قاموس آباء الكنيسة وقديسيها المضمن بموقع مطرانية طنطا وتوابعها / أسرة البابا كيرلوس العلمية التابع للكنيسة الأرثوذكسية المصرية لوجدت التالي بحق القديسين:
تُعيد الكنيسة القبطية للقديس سرجيوس (أبوسرجة) في 10 بابة، والقديس باخوس Baccus أو فاخوس في 4 بابه من كل عام، وتوجد في مصر القديمة كنيسة أثرية باسم القديس سرجيوس تسمى كنيسة أبي سرجة، بها المغارة الأثرية اسفل الهيكل القبلي حيث هربت إليها العائلة المقدسة. قدَّم لنا القديس ساويرس الأنطاكي مقالاً (57) عن هذين الشهيدين قام المتنيح الشماس يوسف حبيب بترجمته ونشره عام 1969. أمام مكسيميانوس وقف الشابان سرجيوس القائد بالجيش الروماني في منطقة سوريا والعامل في المدرسة العسكرية ومساعده واخس (باخوس) أمام مكسيميانوس الطاغية شريك دقلديانوس ومثيره ضد المسيحيين، يشهدان للسيد المسيح ويرفضان التبخير للأوثان، وكان قد استدعاهما لهذا الغرض. لاطفهما في البداية، وأخذهما كصديقين له إلى الهيكل جوبيتر حيث قُدمت مائدة من اللحوم المذبوحة للأوثان، وطُلب منهما أن يشاركاه في المائدة فرفضا بإصرار، عندئذ أمر بتجريدهم من النياشين التي على صدريهما وأن يُقادا في سوق المدينة وهما مرتديان ملابس النساء لتحطيم نفسيّتهما…
وفي موقع موسوعة تاريخ أقباط مصر كتب عزت اندراوس تحت مدخل ((إستشهاد سرجيوس وباخوس)) يقول معترفاُ:
في بداية القرن الرابع زمن حكم ديوقليتيانوس أوغسطس للشرق ، قام الاضطهاد العاشر الكبير للمسيحية وهو الأخير بحجمه ، وذلك بتشجيع من قيصره غلاريوس الذي بدأ باضطهاد جنوده المسيحيين قبل إعلان الاضطهاد رسمياً ، فقتل عدد كبير منهم لدى عودته ظافراً من حرب فارس، وبين هؤلاء الضابطان سرجيوس وباخوس اللذان أهانهما الحاكم وألبسهما ثياب النساء للسخرية منهما، ثم استشهد باخوس أولا وتبعه سرجيوس بعدما قاسى عذاب مسامير حديدية مسننة محمّاة بالنار سمرت في حذائه وأكره على المشي بها مسافات طويلة، وتم استشهادهما في مقاطعة الفرات فدعيت المدينة القريبة لاحقاً سرجيوبوليس تكريماً لهما (الرصافة)، وبنيت كنيسة فاخرة على اسمهما كانت مشهورة خصوصاً بين المسيحيين العرب الذين كانوا يحجون إليها عصوراً عديدة.
ومازال النصارى وخصوصا من مستوطني الشام يحجون إلى تلك الكنيسة إلى اليوم [خبر] في مدينة سورية كانت تعرف بإسم ((سيرجيوس)) سابقاً قبل أن يطلق عليها ((الرصافة)) التي اكتبست…
أهمية خاصة بسبب استشهاد القديس سرجيوس فيها، فأصبحت المدينة محجاً هاماً لمسيحي سورية وجوارها.وأُطلق عليها اسم سيرجيوس (من اليونانية – مدينة سيرجيوس) إكراماً لرفات القديسين الشهيدين سيرجيوس وباخوس اللذين رفضا تقديم الذبائح لآلهة الرومان والتخلي عن المسيحية عام 305م [المصدر].
بل ونجد قرية في لبنان تحمل اسم العاشق الشاذ الأول سرجيوس والذي يعرف عند نصارى لبنان بإسم ((سركيس)).
فعن كتاب ((السنكسار بحسب طقس الكنيسة الانطاكية المارونية)) نقرأ تحت مدخل ((سركيس وباخوص
)):
الشهيدين سرجيوس (سركيس) وباخوس: كانا من اشراف المملكة الرومانية واخلص الجنود لها. انتصرا في الحرب التي شنّها الرومان على الفرس سنة 297 فجعلهما الملك مكسيميانوس من اعضاء ديوانه. فيوم عيد الأصنام في مدينة افغوسطيا ببلاد سوريا الشمالية، دعاهما الملك للاشتراك في هذا الاحتفال فرفضا معلنين انهما مسيحيان وديانتهما تحظّر عليهما تقديم الذبائح لإصنام ليست سوى حجارة صمّاء لا يرجى منها خير. فغضب الملك وامر بنزع شارات الشرف عنهما والبسهما ثياباً نسائية للهزء والسخرية.
أما في موقع الرابطة السريانية في لبنان فنقرأ تحت مدخل ((تذكار القديسين سرجيوس وباخوس)):
فأغتاظ الأمبراطور غيظاً شديداً، وأمر للحال بنزع أثوابهما وخاتميهما وكل علائم الرفعة عنهما وبإلباسهما أثواباً نسائية. ثم وضعوا أغلالاً حول أعنقيهما وساقوهما وسط المدينة للهزء والسخرية.
والسؤال الذي يطرح نفسه بناء على ما تقدم ذكره من مراجع النصارى: هل كان من عادة الرومان السخرية من المحكوم عليهم بالاعدام من الرجال بالباسهم ثياب النساء؟
لو كان هذا الكلام صحيحاً في فنون التعذيب والقتل الروماني لطال هذا شخص المصلوب في أناجيل النصارى، والذي يظنونه المسيح عليه السلام بزعمهم، ولقرأنا في كتبهم المقدسة عن الباس ((يسوع)) ثياب النساء، خصوصاً وأن الجند الروماني كانوا يعيرون المصلوب ويسخرون منه [إنجيل لوقا 23: 35] فلماذا تناسى الرومان أقسى وسيلة للاستهزاء بالمصلوب وسط جموع المتفرجين إذ لم يقوموا بالباسه ثياب النساء بينما هم قد مزقوا ثيابه وعروه بحسب اعتراف روايات الاناجيل [إنجيل متى 27: 28]؟
لماذا لم نسمع إلا عن القديسين سرجيوس وباخوس في لباس النساء؟ وأيضاً لماذا لا نجدهما في المصادر السالفة الذكر وبقية معاجم النصارى ودوائر معارفهم إلا والأول مقترن باسم الثاني لا ينفك عنه أبداً مثل اقتران آدم بحواء؟
ايقونتان في الرأس!
ومن وكيبيديا، الموسوعة الحرة بالانجلزية تحت مدخل Saints Sergius and Bacchus نجد الأيقونة – المنشورة في موضوع الموقع الإعلامي الأمريكي – للقديسين المتهمين بالشذوذ ونقرأ فيه النص التالي بالانجليزية:
Sergius and Bacchus’s close relationship has led many modern commenters to believe they were lovers. The most popular evidence for this view is that the oldest text of their martyrology, in the Greek language, describes them as “erastai”, or lovers.
Yale historian John Boswell considers their relationship to be an example of an early Christian same-sex union, reflecting his contested view of tolerant early Christians attitudes toward homosexuality.
The artist Robert Lentz advocated this view, portraying the men as a gay couple in his religious iconography painting.
وترجمة النص كالتالي:
إن العلاقة الوطيدة التي جمعت كلا من سرجيوس وباخوس قادت كثيرين من شراح الكتاب المقدس المعاصرين إلى الاعتقاد أنهما كانا عشيقين. والدليل الذي حظي بشعبية أكبر عند من تبنى هذا التصور يتمثل في أقدم نص مكتوب باللغة اليونانية من ((سجل شهداء الكنيسة)) الرسمي والذي يصف القديسين بأنهما كانا ((عشيقين)) [بحسب كلمة صريحة في اليونانية تفيد هذا المعنى بشكل واضح].
مؤرخ جامعة ييل الامريكية العريقة، ((جون بوسويل)) يعتبر العلاقة [التي جمعت القديسين سرجيوس وباخوس] نموذجاً على حالات اقتران بين مثماثلين في الجنس في مجتمع النصارى الأوائل، وهو القول الذي يعكس وجهة نظر متنازع عليها حول ما يسميه المؤرخ بمواقف متسامحة لدى النصارى الأوائل تجاه قضية المثلية الجنسية / الشذوذ.
وقد قام الرسام ((روبرتز لينتز)) بالدفاع عن وجهة النظر هذه برسم الرجلين [سرجيوس وباخوس] كزوجين من الشاذين جنسياً في لوحته التي تعد من ضمن الأيقونات الدينية المقدسة [لدى نصارى اليوم وخصوصاً في المنطقة العربية].
والآن استعد للصدمة التالية: فإن هذه اللوحة الفنية والتي رسمها هذا الفنان الديني الشهير بغرض تثبيت تهمة الشذوذ على سرجيوس وباخوس صارت أيقونة مقدسة يتعبد لها النصارى ودخلت ضمن طقوس عبادتهم وصلواتهم التي يرفعونها أمام هذه التصاوير.
أيقونة ليتنز: شعار اقتران الشاذين!
هذا هو رابط اللوحة في صفحة موسوعة ويكبيديا العالمية، والآن هذه هي الأيقونة لنفس الرسام في مواقع النصارى العرب وخذ منها على سبيل المثال وليس الحصر:
• معرض أيقونات الشبكة الأرثوذكسية الأنطاكية العربية [رابط المصدر | رابط الصورة]
لكنك لا تجد نفس الأيقونة في أهم موقع نصراني للأيقونات، ولا في بعض معارض الايقونات الأخرى بالمواقع النصرانية مثل هذا الموقع على سبيل المثال ولا في موقع كنيسة دنست تراب دولة قطر، مما يؤكد وقوع النصارى في الحرج الشديد وتجنبهم لتلك الأيقونة الفاضحة رغم تقديس عوامهم لها دون معرفة حقيقتها!!
وعن أهمية هذه الأيقونة ومنزلتها وغيرها عند النصارى لابد من مطالعة كتاباتهم في هذا الشأن، فخذ على سبيل المثال ما كتبه نيافة الأنبا رافائيل تحت عنوان ((تأملات فى طقس تدشين الأيقونة)):
إن إكرام الأيقونات فى كنيستنا الأرثوذكسية يستند إلى أهم عقيدة نؤمن بها ، ولها أثر مباشر فى قضية خلاصنا ، وهى عقيدة تجسد الله وحضوره الحقيقى بيننا ؟ فعندما نكرم الأيقونات فإننا نعلم إيماننا بحقيقة تجسد وتأنس ربنا يسوع المسيح .
وعن طقوس النصارى – وخصوصا من الأرثوذكس الشرقيين – في تقديس الأيقونات يقول الأنبا المصري مجيبا على سؤال ((ماذا يحدث فى طقس تدشين الأيقونات؟)) :
1- التدشين هو التكريس أى التقديس والتخصيص لله … فتصير الأيقونة بعد تدشينها أداة مقدسة لإعلان حضور الله بفعل الروح القدس ؛ لذلك وجب تكريمها والتبخير أمامها وتقبيلها بكل وقار .
2- يقوم بطقس التدشين الأب الأسقف وليس غيره …
3- فى الصلاة التى يصليها الأب الأسقف لتدشين الأيقونة يذكر الأساس الكتابى واللاهوتى لعمل الأيقونات…
لذلك تعتبر الكنيسة أن تدشين الأيقونة هو مباركة وتمجيد لاسم الله القدوس … إذ عندما يلتفت المؤمنون إلى كرامة القديسين ومجدهم ترتفع أنظارهم إلى السماء ليمجدوا اسم الله ويباركوه . لك المجد فى جميع القديسين الله .
ولك أن تقدر الآن حجم الكارثة التي تحل بالكنيسة لعظم قدر أيقونة الرسام لينتز والذي قصد تصوير شذوذ سرجيوس وباخوس فصارت لوحته الفاضحة ((مباركة وتمجيد لاسم الله القدوس)) تبخر وتقبل بكل وقار!! ليس هذا فحسب، ولكن يزداد خطر الأيقونة من مثل هذه بقدر تعلق نفوس النصارى بها والتي تتمثل في بقية من كلام الأنبا رافئيل حيث يقول عن الأيقونة:
إنها ميناء خلاص وميناء ثابت لكل نفس متعبة في بحر العالم المتلاطم الذي يزعج سلامنا وأمننا، ويُهددنا بالغرق في الخطية والمشاكل والهموم الدنيوية.. فتلجأ النفس إلى أيقونات القديسين لترى فيهم إشعاعات النور الإلهي.. وترى فيها إلهام النصرة والطهارة [!!]، فتتشجع النفس وترتقي إلى السماويات ماسكة برجاء المجد، ناظرة إلى رئيس الإيمان ومُكمله الرب يسوع.
هل تتطلع النفس حقاً بعد النظر إلى أيقونات سرجيوس وباخوس الى السماويات ماسكة برجاء المجد أم إلى المؤخرات ماسكة برجاء شهوات الدبر؟ صدق من قال ((من ثمارهم تعرفونهم)) فلا أدل من أثر هذه الأيقونات مما نقرأ ونسمع عن اختراق الشذوذ للكنائس وعلى أعلى مستويات كهنوتية.
ويتعاظم خطر هذه الأيقونات مع قراءة ما كتبه الأرشمندريت بندلايمون فرح حيث يعترف بقوله تحت عنوان ((لاهوت الأيقونة الأرثوذكسية)) [المصدر]:
يعتبر السجود الإكرامي للأيقونة أمراً طبيعياً. اعتبار الأيقونة واحترامها يعطيان للمؤمنين آلاف البركات:
- فالأيقونة هي كتاب لغير القادرين على القراءة. إنها تذكرنا بتاريخ الخلاص كله وبصنيع الله وبأسرار تدبيره الإلهي.
- أنها تعليم صامت للتشبّه بمثل القديسين [ضع مليون خط تحت هذه العبارة].
-أنها قناة لانسكاب النعم الإلهية. فهي صلة وصل بالنعمة وبها ومن خلالها يوزع الله إحساناته وعطاياه علينا. فهي تشترك، بشكل من الأشكال، في قوة النموذج الأول، الذي تمثله وفي صلاحه. ويمكننا القول بأن النعمة الإلهية، والعمل الإلهي يقيمان ويسكنان في الأيقونة كما يسكنان في البقايا المقدسة.
فالقديسون منذ حياتهم على الأرض كانوا مملوئين من الروح القدس وبعد موتهم لم تبتعد النعمة الإلهية التي بالروح القدس، عن أرواحهم ولا عن أجسادهم في القبور، ولا عن أيقوناتهم المقدسة. ليس لأنها تلازمهم جوهرياً، ولكن لأنها من خلالهم، تعمل البركات
وبناء على ما تقدم فإن الرسام الذي قصد تصوير شذوذ منسوب للقديسين سرجيوس وباخوس قد أنجز حلول الروح القدس في لوحته التي صارت أيقونة مقدسة تسكن فيها النعمة الالهية بزعم النصارى!! لكن أخطر ما ورد في هذا المقال قول الارشمندت أن الأيقونة ((تعليم صامت للتشبّه بمثل القديسين))، فهو بهذه العبارة الذهبية قد وضح سر اختراق الشذوذ الجنسي للنصرانية بالطول والعرض بعد تشبه النصارى من أيقونات سرجيوس وباخوس لأنها تعليم صامت. فإذا كانت الصورة عند الصينيين بمليون كلمة كما يقال فإن الأيقونة بمليار فاحشة شذوذ وسحاق كما هو مشاهد اليوم.
الرسام قبل الأيقونة
وإذا قال نصراني أن الأيقونة مقدسة بغض النظر عن مقاصد الرسام أوأن الأيقونات ليست بالنيات ولذا فليس مهما عنده نوايا ولا أفكار الرسام لينتز في تصوير شذوذ سرجيوس وباخوس، فإنني أهدي هذا النصراني من العوام هذا المقال المؤصل لمكانة الأيقونة ومن يرسمها حتى يتأمل هداه الله في الفقرة التالية من هذا الموقع النصراني الكبير لنصارى المشرق [منتديات الكنيسة] فتحت عنوان ((كيف تقرأ الأيقونة القبطية)) نقرأ:
طبعاً طقسياً الأيقونة لها أهميتها فى الكنائس وحصل منها معجزات كثيرة أشهرها لما وقفت والدة القديس مارمينا أمام أيقونة العذراء لتطلب ابن فجاءها صوت العذراء الحنون “أمين” من الأيقونة وكلنا بنقف قدام الأيقونة نصلى بخشوع ونولع الشمع لكن هل تأملنا الأيقونة فى يوم وعرفنا قواعد رسم الأيقونة كيف تكون؟؟؟؟ اليوم يا رب أقدر أفيدكم بشرح فن الأيقونات القبطية
أولاً : من يقوم برسم الأيقونة لابد أن يكون بدرجة روحية عالية و بعد صلاة وإرشاد يقوم برسم الأيقونة لأن الأيقونة هنا تكون عقيدة أو أيات من الكتاب المقدس أو سيرة قديس لكن بالألوان وليس بالكلمات فلابد أن ترسم صحيحة وقد سمعت قصة عن البابا شنودة عن إنه عندما رأى أيقونة فيها أقنوم الآب وقد رسمه الفنان شيخ متقدم الأيام وأقنوم الابن فى صورة شاب حديث السن فكان تعليق البابا شنودة أن هذه الأيقونة آريوسية لأنها صورت الآب متقدم فى الزمن على الابن وهذا خطأ لاهوتى لأن الابن مساو للآب فى الجوهر وكائن معه منذ الأزل وإلى الأبد…
وبعيدا عن كلام شنودة المضحك جداً ومعتقدات أتباعه في ((معجزات)) الأيقونات، فإن ما يهمنا من الفقرة المتقدمة هو قولهم أن الشرط الأول اللازم لقبول اللوحة الفنية كأيقونة مقدسة هو مرتبط في الأساس بشخص من يقوم برسم الايقونة وأن انتاجه الفني إنما يكون بعد صلاة وإرشاد إلهي” لأن الأيقونة تكون عقيدة أو آيات من الكتاب المقدس أو سيرة قديس لكن بالألوان وليس بالكلمات فلابد أن ترسم صحيحة “. وبناء على هذا كله، وبناء على قبول النصارى وكنائسهم للوحة ((روبرتز لينتز)) كأيقونة مقدسة وإلى اليوم فإنها تعتبر سيرة صحيحة بإرشاد إلهي، وبهذا تثبت تهمة الشذوذ على القديسين وأنهما اقترنا في علاقة محرمة.
وماذا لو قلت لك أن النصارى الكاثوليك والأرثوذكس يعتقدون أن أرواح القديسين تحضر معهم من خلال هذه الأيقونات التي صوروها لهم؟ اقرأ ما جاء في ((كلمة الراعي)) التي تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس [الأحد 16 آذار 2008 العدد 11]:
الأيقونات تُـوضع في الكنائس اولًا لكون القديـسين حاضرون معنـا في العبـادة ونـبخّرهم كما نبـخّر المؤمنين. هم والملائكة يـشاركوننا الخدمة. ونضعها في المنازل لأن العائلة كنيسة صغيرة كما يقول الكتاب.
هل تريد أيها النصراني تحضير أرواح متهمين بالشذوذ من خلال التأمل في أيقونتهم التي تصور علاقتهم بحسب المعنى الذي أراده الرسام؟ لا عجب إذن من استفحال الشذوذ في الكنائس إذا كانت هذه هي الأرواح التي تحضر وسطها!!
الأيقونة الرمز للشاذين النصارى
وهذه مواقع نصرانية أجنبية تحتفي بشذوذ القديسين وتجاهر به كحقيقة مسلم بها رافعة أيقونة الرسام ليتنز شعاراً لها:
Gay heroes Saints Sergius and Bacchus
Orthodox Catholic Religion, Franciscan Mission, GLBT Affirming …
الموقع الأخير هو لنصارى الفرنسسكان المؤيدين للشاذين حيث رفعوا أيقونة الرسام ليتنز في صدر الصفحة الرئيسية واعترفوا في صفحة التعريف بـ ((ارسالية القديس سرجيوس)) بما نصه في الانجليزية بكل وضوح:
Mission St. Sergius has as its primary goal “to foster a spirit of community and fellowship among gay Catholics so that
they can offer and receive mutual support in living our their lives of faith with the Church.” (Cardinal Roger Mahoney, (2-
2-86).
وترجمة الفقرة السابقة بما معناه أن الهدف الرئيس التي وضعته ارسالية القديس سرجيوس نصب عينيها هو العمل على انخراط الشاذين والسحاقيات من الكاثوليك في مجتمعهم وضمان تبعيتهم للكنيسة حتى يحصلوا على الدعم ويقدمونه لها بدورهم، بينما يعيشون حياتهم الدينية مع كنيستهم وليس بعيداً عنها بعبارة أخرى.
فلا عجب أن ينشأ تنظيم كهنوتي يجعل من هذين ((القديسين)) رمزاً لكل النصارى الشاذين ويعمل تحت اسميهما المقترن دوماً كما اقترنا في معظم الأيقونات التي صورت لهما. وهذا هو عنوان هذا التنظيم الكهنوتي الجديد وموقعه الإلكتروني:
United Order of Sergius and Bacchus
وعن مهام هذا التنظيم المقدس نقرأ هذا الاعتراف الصريح في أصله الانجليزي:
The United Order of Saints Sergius and Bacchus has an open and accepting attitude towards homosexuality. While welcoming all seekers after Truth, we have a special mission to spiritual seekers of same-sex orientation.
هكذا أعلن هذا التنظيم الكهنوتي عن موقفه المنفتح تجاه الشذوذ الجنسي وتقبله للشاذين وأن مهمة هذا التنظيم الخاصة إنما تكمن في الارتقاء بروحانية المثليين جنسياً!!
أيضاً لا تخطئ العين أيقونة الرسام ليتنز التي صارت أيقونة لاقتران الشاذين جنسياً من النصارى!! انظر صورة من الصفحة الأولى لموقع التنظيم الكهنوتي:
موقع جماعة القديسين سرجيوس وباخوس الموحدة على الشذوذ!
وهذا موقع كنيسة كاثوليكية رسولية بإسم القديسين سرجيوس وباخوس شقت عصا الطاعة على بابا الفاتيكان لتفتح أبوابها مشرعة للترحيب بكل النصارى الكاثوليك من الشاذين والسحاقيات. ولا تتعجب أيضاً إذا رأيت أيقونة لينتز وقد صارت راية لهذه الكنيسة للشواذ.
قسيس من كنيسة القديسين سرجيوس وباخوس يعقد قران شاذين!! [مصدر الصورة]
وهذه مدونة متخصصة في رصد الشاذين والسحاقيات من قديسي وقديسات النصارى على مر التاريخ، حيث تطالعنا فيها أيقونة ليتنز مرة أخرى في صفحة خاصة بالقديسين سرجيوس وباخوس:
Gay & Lesbian Saints
وهكذا تتحول أيقونات القديسين إلى شعار للشاذين من النصارى فهاهم ((قوم لوط)) الجدد قد صاروا يرتدون تلك الأيقونات على قمصان لهم تجاهر بفسقهم وفجورهم في المجتمعات الغربية:
مصدر الصورة
أيقونات ومخطوطات
وليست هذه الأيقونات المكتشفة وحدها هي كل ما لدى ذلك الفريق من النصارى الذين يؤكدون شذوذ القديسين، فقد كتب الأب أنطوان ملكي مقالاً مطولاً بعنوان ((موقف أرثوذكسي من الشذوذ الجنسي)) اعترف فيه بالتالي [رابط المصدر]:
خلال البحث، عثرنا على صفحة على الإنترنت يسمي أصحابها أفسهم أرثوذكسيين من الكنيسة اليونانية في أميركا الشمالية. وهم يتبنون دعوة الكنيسة الأرثوذكسية إلى مباركة علاقة اللواطيين والسحاقيين[17]. وهم يستندون إلى الآيات التي ذكرناها سابقاً من (راعوث 1و2) وغيرها كالآية 11:4 من سفر الجامعة: “إن اضطجع إثنان يكون لهما دفء أما الوحد فكيف يدفأ”. ويتمادون في التفسير على هواهم مضيفين بعض الاستشهادات كالتالي المأخوذ من القطعة الأولى في إينوس سحر عيد القديسين سرجيوس وباخوس (7 تشرين الأول): “لا مرتبطَين بعلاقة الطبيعة بل بطريقة الإيمان”. فيفسرون أن عدم الارتباط بعلاقة الطبيعة هو إشارة إلى أن القديسين قد جمعتهما علاقة من نوع آخر ويستنتجون أنها علاقة لواط.
مما تقدم يتبين التالي:
• الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية في امريكا الشمالة تدعو إلى مباركة علاقة اللواطيين والسحاقيات
• استند أتباع هذه الكنيسة إلى فقرات من الكتاب المقدس
• قالوا بأن القديسين سرجيوس وباخوس كانا على علاقة لواط
شعار كنيسة الأرثوذكس الشرقيين للشاذين والسحاقيات [المصدر]
وعودة إلى موضوع التحقيق المنشور في الموقع الإعلامي الأمريكي الذي أفتتحت بسببه هذه التدوينة فإن أهم ما جاء فيه هذه الفقرة:
إن العلاقة الوطيدة التي جمعت كلا من سرجيوس وباخوس قادت كثيرين من شراح الكتاب المقدس المعاصرين إلى الاعتقاد أنهما كانا عشيقين. والدليل الذي حظي بشعبية أكبر عند من تبنى هذا التصور يتمثل في أقدم نص مكتوب باللغة اليونانية من ((سجل شهداء الكنيسة)) الرسمي والذي يصف القديسين بأنهما كانا عشيقين.
إذن ما حاجتنا إلى ايقونات للقديسين الشاذين أو الجدل حول غايات الرسام من وراء أيقونة منها بينما لدينا السجل الرسمي في أقدم نص مكتوب باللغة اليونانية وهو يشهد عليهما بتورطهما في تلك العلاقة الآثمة. فالثابت بما لا يدع مجالاً للشك وبحسب تلك المخطوطات اليونانية أن ((القديسين)) اقترنا في علاقة شاذة بنكاح فاسد.
وهذا موقع آخر يؤكد وجود هذه المخطوطة بهذه العبارات:
Recent attention to Greek manuscripts has also revealed that they were openly gay men and that they were erastai, or lovers. The manuscripts are found in various libraries in Europe and indicate an earlier Christian attitude toward homosexuality…
The feast of these saints is October 7…
For nearly a thousand years they were the official patrons of the Byzantine armies, and Christian Arabs continue to revere them as their special patron saints.
ورد في الفقرة أعلاه أن لهذين القديسين عيد في السابع من اكتوبر من كل عام وأنهما ظلا لمدة ألف سنة المحامين عن جيوش البيزنطيين في معتقدهم حتى سقطت بيزنطية وفتحت بالاسلام على يد محمد الفاتح رحمه الله تبارك وتعالي ليقضي على جيوشهم للأبد فأين حماة هذا الجيش من دون الله اليوم؟ وورد أيضاً في هذا النص مدى تقدير وتقديس نصارى العرب وإلى اليوم لهذين القديسين الذين يعتبران لديهم المدافعين عنهم بخاصة من دون النصارى كلهم!! إذا كانا هذين ((القديسين)) هما من نصيرا كنائس المشرق فأبشر بطول سلامة يا مربع!!
وعودة إلى المخطوطة الفضيحة، فقد ترجمها كاملة إلى اللغة الإنجليزية البروفيسور بوسويل الذي سبق ذكره والذي يعد مرجعاً في شذوذ القديسين والقديسات النصارى وتخصص فيه أكاديمياً ليذكر اسمه ومؤلفاته وأبحاثه العلمية عند كل باحث ودارس في هذا الموضوع. وهذا رابط الترجمة الكاملة للمخطوطة
The Passion of SS. Serge and Bacchus
لكن هل هناك من قديسين نصارى آخرين عرفوا بالشذوذ أو اقترونا بأنكحة فاسدة؟ وهل من قديسات اقترنت الواحدة منهن بالأخرى في علاقة سحاق ((مقدسة))؟ الجواب مع شديد الأسف من قبل النصارى العرب لو أنصفوا وحققوا جيداً هي نعم كبيرة بحجم الشذوذ اليوم في مجتمعاتهم المنحطة. وليس أبلغ من هذه الروزنامة / التقويم الذي وضعها النصارى المؤديين للشذوذ لتذكر القديسين والقديسات من أهل الشذوذ الجنسي، ليس هذا فحسب بل ومن الذين تحولوا من ذكر إلى انثى أو العكس ممن يسمون بـ ((الجنس الثالث))!! يعني قديس ومخنث!! أو قديسة مسترجلة!! أعوذ بالله من ضلال النصارى وفجورهم!
Calendar of Lesbian, Gay, Bisexual, and Transgender Saints
وقد تصادف اليوم مع صدور هذه التدوينة بتاريخ 28 أغسطس أن أجده مخصصا للاحتفال بعيد القديس أوغسطين الذي يعتبر ((أحد أهم الشخصيات المؤثرة في المسيحية الغربية. تعتبره الكنيستان الكاثوليكية والأنغليكانية قديسا وأحد آباء الكنيسة البارزين وشفيع المسلك الرهباني الأوغسطيني. يعتبره العديد من البروتستانت، وخاصة الكالفنيون أحد المنابع اللاهوتية لتعاليم الإصلاح البروتستانتي حول النعمة والخلاص. وتعتبره بعض الكنائس الأورثوذكسية مثل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قديسا بينما يعتبره البعض هرطقيا بسبب آرائه حول مسألة الانبثاق)) [ويكبيديا].
وقد أشارت صفحة التقويم النصراني إلى اعتراف أغسطين بشذوذه على نفسه نقلاً عن وثائق كنسية تم الكشف عنها وذكرتها الموسوعات الغربية ونشرها التقويم كاملة مترجمة إلى اللغة الانجليزية برقم الكتاب والجزء لمن أراد التوثيق حول حقيقة أعظم شخصية كهنوتية بعد بولس في تاريخ النصرانية. الجميل في التقويم أنه يحيلك إلى روابط مواقع المراجع النصرانية المعتمدة لدى الطوائف الكبرى كي لا يبقى لديك أدنى شك في المسألة حيال ما أخفاه أباء الكنائس في بطون مراجعهم وكتموه عن ((خراف الكنيسة)) وعوام النصارى المضللين.
يقول المؤرخ الشهير ((ول ديورانت)) صاحب مصنف ((قصة الحضارة)) عن كتاب ((الاعترافات)) الذي ألفه أوغسطين:
ولقد قال هو نفسه -بعد أن بلغ الرابع والستين من عمره وأصبح أسقفاً- إن الصورة الشهوانية القديمة [يقصد علاقاته الجنسية الشاذة]، “لا تزال حية في ذاكرتي، تندفع إلى افكاري…فهي تساورني في نومي لا لتسرني فحسب بل قد يبلغ بي الأمر أن أرضى عنها وأوافق عليها وأحب أن أخرجها من التفكير إلى التنفيذ“(87).
هذا هو القديس أوغسطين [من أصول أمازيغية] الذي عرف بعداوته للمرأة والتزوج من النساء ومقنن الرهبنة بين كهنة النصارى، فلما عرف السبب بطل العجب إذ يتساءل القديس أوغسطين لماذا خلق الله النساء ؟. ثم يقول:
” إذا كان ما احتاجه آدم هو العشرة الطبية، فلقد كان من الأفضل كثيراً أن يتم تدبير ذلك برجلين يعيشان كصديقين بدلاً
من رجل وامرأة؟؟؟؟
((((((((((الرد علي زيكو ===صفعة ثانية)))))))))))) الرد على الحلقة الثانية.
عنوان الحلقة الثانية..هل هناك حتمية لعقيدة الثالوث ؟؟
تبدأ المذيعة ناهد متولي بالسؤال : ((( ألا يمكن أن تتخلى المسيحية عن عقيدة الثالوث أم أن هناك حتمية لهذه العقيدة ؟؟))).
أجاب القمص زكريا بطرس : (((استكمالاً للحديث السابق لا يمكن التخلى عن هذا الموضوع ....ولقد قلنا أن الثالوث معناه أن الله, له وجود ككائن حقيقى ، فهل نقدر أن نتخلى عنه ؟ والله الموجود له عقل أى عاقل …هل نقدر أن نتخلى عنه ؟ حاشا أن يكون الله بدون عقل ... والله الموجود العاقل المفروض أنه حى له روح وحياة ولذلك خلق البشر عاقلين ، فهل نستطيع التخلى عن الروح ؟ بالتأكيد لا ....))).
الرد بفضل الله تعالى :
أولاً: لم يتخلَ أي من الأنبياء في العهد القديم أو يتخلَ أي من العقلاء عن حياة الله تعالى , فالله تعالى حي لا يموت في كل المعتقدات وعند كل العقلاء.
ثانياً : لم ينسب أحد لله تعالى أن حياة الله هي روحه وأن روحه إله كامل منبثق منه , ويقول لو قلنا إن الروح ليس إلهاً لتخلينا عن حياة الله إلا في مجمع القسطنطينية عام 481 ميلادية, فلم يكن هذا قول المسيح عليه السلام كما لم يكن قول أي من الأنبياء قبله أو بعده عليهم جميعاً الصلاة والسلام.
ثالثاً : صفة الحياة لله تعالى لا تصبح كياناً مستقلاً, فلا نقول إن الحياة تصبح شخصاً تتم له العبادة والكلمة تصبح شخصاً تتم له العبادة ويصير حوار بين الثلاثة ((الكيان والكلمة والحياة))!!, أو يرسل الكيان الحياة لتقوي الكلمة عندما تجسدت!!, نحن نقول إن الصفات لا تصبح أشخاصاً أو كيانات مستقلة يكون كل منه إلها بنفسه ومجموعهم هم الثلاثة إله واحد.
رابعاً : بالاختصار نحن لا ننكر صفات الله تعالى ولكننا لا نقول إن الصفات هي كيانات مستقلة تستحق العبادة.
مثال للتوضيح الدكتور خليل تخرج من كلية الطب ودخل الجيش ليؤدي الخدمة العسكرية وهو يتصف بالذكاء والمهارة.
فعندما نقول إن الدكتور خليل ذكي وماهر وجندي وطبيب, فنحن نقول إن الشخص واحد وما سبق صفات أو ميزات للشخص لن نتخلى عنها ( لن نتخلى عن كونه حي أو طبيب أو جندي أو له كلمات أو له أشعار...الخ )) ولكننا لن نقول : إن خليل الطبيب قابل خليل الجندي , أو إن خليل الماهر هو أقنوم من خليل الطبيب أو من خليل الذات أو الجسم أو إن خليل الذات أرسل خليل الشاعر ليحضر ندوة شعرية وأرسل خليل الطبيب ليجري عملية جراحية ونظر إليهم من الشرفة قائلاً : " هذا ابني الحبيب الذي به سررت" !!.
لذلك نحن لا نتخلى عن الصفات الواضحة الثابتة مثل صفة الحياة أو الكلام أو الحكمة , ولكننا لا نقول إن الذات أرسلت الحكمة لتتجسد , ثم أرسلت لها صفة الروح لتقويها !, ولا نقول إن الحكمة هي إله كامل والحياة إله كامل , فلا نقول ذلك .
نكرر نحن لا نعترض على صفة الحياة أو صفة الكلام ولكننا نعترض على أن الصفات هي أقانيم وكل أقنوم إله كامل ومجموع الثلاثة آلهة هو إله واحد !.
خامساً : أين الدليل الكتابي ؟؟ ...............لا يوجد !!!
هل تفهمون هذا الوضع ؟؟؟.................. لا............ لا نفهمه أبداً !!!.
يكمل القمص زكريا بطرس الحوار, فيقول: (لاحظ تلاعب القمص ).
(((وعلى هذا نعطى تشبيهاً بسيطاً … نحن نقول أن المثلث مساحة مثلثة الشكل وهى مساحة واحدة … قطعة أرض واحدة ومكونة من ثلاثة أضلاع … والسؤال هل ممكن أن نستغني عن ضلع من هذه أضلاع ؟ ستبقى القطعة مفتوحة ولا يطلق عليه مثلث!!.))).
الرد بفضل الله تعالى :
المثلث يتكون من ثلاثة أضلاع, هذه خاصية له, وإن أزلنا إحدى خواصه أصبح غير مثلث, فإن أزلنا منه ضلعا أصبح ضلعين فقط وليس مثلثا !!.
نحن أمام شيء مركب من ثلاثة أشياء!! , المثلث مُركب من ثلاثة أضلاع.
المثلث له ثلاثة أضلاع وكل ضلع من الأضلاع ليس مثلثا ولكن الثالوث حسب قانون الإيمان إله واحد له ثلاثة اقانيم وكل أقنوم إله كامل.
فالمثلث لا يصلح كمثال للثالوث أبداً ...ولكي ينطبق المثال على المثلث, يجب أن يكون المثلث له ثلاثة أضلاع وكل ضلع مثلث كامل تام بنفسه.
ونكرر هذا ما ليس له نص ولا يفهمونه إلا بالأمثلة التي لا تنطبق وخط الدفاع الأخير أنه فوق العقل !!, و نقول لهم بالعقل كيف عرفتم بوجود هذا الثالوث الذي هو فوق العقل ؟!.
فصل : بيان زيف استخدام الشمس أو الشمعة أو المصباح كمثال الثالوث :
يتم إعطاء مثال للثالوث كالتالي : المصباح له جسم وحرارة وضوء ومع ذلك هو واحد , بذلك فهو ثلاثة في واحد." نفس المثال يعطى عن الشمس وعن الشمعة ".
الرد بفضل الله تعالى :
المصباح له جسم موجود أمامنا وهو جوهر نشعر به ونحمله , ولهذا الجسم خواص وهي وزنه والضوء الصادر منه وحجمه والحرارة الناتجة منه , و لو أطفأنا المصباح وأصبح بدون ضوء وبدون حرارة سيظل الجسم موجوداً ولكن خواصه تغيرت, فالحرارة والضوء خواص له وليست هي المصباح نفسه.
لذلك : ضوء المصباح وحرارته يعتمدان على وجود الجسم , ولكن وجود الجسم لا يعتمد على الضوء والحرارة.
الأقانيم إن كان أي منهم خواص أو صفات للأخر , إذن فهو لا يساويه . ولو اعتمد أحد الاقانيم على الآخر , إذن فهو ليس إلهاً كاملاً بل يعتمد على غيره.
كذلك ضوء أو أشعة الشمس ليست هي الشمس بل خاصية لها, وحرارة الشمس ليست هي الشمس!,
فالشمس لها خواص وهي حرارة وضوء ووزن وحجم وكتلة وكثافة ولا يكون كل من هذه الخواص الشمس نفسها.
المصباح ليس ثلاثة في واحد والشمس ليست ثلاثة في واحد .
الشمس نجم واحد ولها صفات مثل الوزن والحجم والكثافة والحرارة والضوء الناتج منها, ولا تكون الصفة أو الخاصية التي لها هي نفسها الشمس .
والمصباح له جسم وحرارة وإضاءة ووزن وكل ما ذكر خواص وصفات مميزة له , ولكنه واحد.
الصفات لا تكون هي نفس الشيء أو تنفصل عنه.
السيارة لها موديل وحركة ولا نقول الحركة سافرت إلى (القاهرة) والموديل ذهب إلى (أسوان) ولا يزال جسم السيارة في الإسكندرية ؟.
نقول إن الله تعالى متصف بالحياة والحكمة والقوة والرحمة وله جميع صفات الكمال, وليس كمثله شيء.وصفة الحياة وصفة الحكمة وصفة القوة صفات لله تعالى أزلية لا يمكن الاستغناء عنهما ولكن الصفات لا تتجسد وتصبح كيانات منفصلة تتحاور وتخلق وترسل وتتحدث .
نكرر ونقول صفة الحياة موجودة ولكنها ليست شخصا" أو أقنوما" بل صفة مثل صفات القوة والرحمة والحياة والحكمة .
فالتخلي عن الثالوث ( الذي تم اختراعه ) لا يؤدي للتخلي عن صفات الحياة والحكمة لله تعالى.
نكرر الثالوث ...لا نصوص له .
الثالوث .... ليس من تعاليم المسيح.
الثالوث... ليس من تعاليم أي من الأنبياء.
الثالوث ... غير مفهوم وضد العقل.
والآن بعد أن فشلوا في إيجاد الثالوث من كتابهم, سيقول لنا إن الثالوث موجود في القرآن!!.
قالت المذيعة ناهد متولي : (((أحباؤنا فى الإسلام يقولون الله فقط لا شريك له . لا إله إلا الله هو لا شريك له ، لذا نقول لأحبائنا أن الله واحد فى ثالوث ، فهل ممكن أن نوضحها أكثر لتكون قريبة منهم ؟))).
قال زكريا بطرس : (((ممكن نتكلم من القرآن نفسه … وكنا قبلا قد استشهدنا من الكتاب المقدس .....وقد يسألني واحد مسلم : وهل أنت تؤمن بالقرآن حتى تستشهد به ؟ طبعاً أنا لا أؤمن بالقرآن فليس الاستشهاد بالشىء معناه الإيمان به ....فمثلاً عندما أقنع واحداً ماركسياً .. لو كلمته بكلام من الرأسمالية يقول لي كلامك باطل .. ولكن لو أستشهدت بكلام من كارل ماركس وأقنعه بأن كارل ماركس قال فى الموضوع الفلانى كذا فإذن كلام مقبول لذا فأنا سأستشهد بالقرآن لأن أخى مقتنع بالقرآن مائة بالمائة .. وسنرى أن القرآن تكلم عن الثالوث مثل إيماننا تماماً .. هل تتصور إن القرآن يؤمن بالثالوث مثل إيماننا !!!. ))).
الرد بفضل الله تعالى :
أولاً : قول المذيعة أن الله واحد في ثالوث , ليس له أي نص من الكتاب المقدس كما وضحنا وقمنا بالرد على أهم نصين للاستدلال على الثالوث ذكرهما في الحلقة الأولى.
ثانياً : بينا في المقدمة أنه لا حجة لهم في الاستشهاد بالقرآن الكريم .
ثالثاً : بينا في المقدمة أن القرآن الكريم والسنة الشريفة أشارا بكل وضوح إلى كفر القائلين بالثالوث وإلى أنه لا إله إلا الله, وأشارا بكل وضوح إلى كفر القائلين بألوهية المسيح عليه الصلاة والسلام وكفر الرافضين لنبوة محمد عليه الصلاة والسلام.
رابعاً : إن كان القرآن بالنسبة لهم من عند الله فقد خرجوا من المسيحية أما لو كانوا يعتقدون أنه ليس من عند الله فمن السخف أن يستشهدوا به لإثبات ما لم يستطيعوا إثباته في دينهم من كتبهم !!.
خامساً : القول( لا يجب أن أؤمن بما أستشهد به ), قول باطل, لأنه من غير المعقول أن أستشهد لحل مسألة رياضية بقانون أنا أعلم أنه خطأ, ولا يمكن أن أفسر حدثا علميا بنظرية خاطئة لا أؤمن بها .
أما عن قول زكريا بطرس :" لو أحدث ماركسياً فيجب أن أبين له أقوال كارل ماركس ", نسأله :وهل ستقول له إن كارل ماركس كان ضد الماركسية التي أسسها !؟. كما يجب أن نوضح أن أقوال كارل ماركس حول الشيوعية أو غيرها لا تعنينا فهو بشر يخطئ ويصيب ويغير أقواله وأفعاله أما عند الحديث حول الشريعة أو النبوة, فنحن نتعامل مع منهج وشريعة إلهية لا تحتمل إلا وجهاً من وجهين, إما أن تكون كلها صادقة أو أن تكون كلها مفتراة على الله تعالى.
سادساً : الرسول عليه الصلاة والسلام, إما أن تصدقه في كل ما قاله عن الله تعالى, أو لا تصدقه في أي شيء, لأنك لو صدقت جزءاً مما قاله عن الله تعالى لعلمت أنه كان يوحى إليه وإن علمت أنه كان يوحى إليه علمت أنه نبي وإن علمت أنه نبي علمت أن كل ما يُبلغه عن الله تعالى صحيح.
فلا يمكن أن تصدق جزءاً من كلام من قال إنه نبي فيما أخبر به عن الله وتكذب جزءاً من كلامه.
سابعاً: لو أخبرناكم أن ديانة خرجت الآن واسمها الهوائية مثلا" ( الديانة الهوائية ), وعند أتباعها كتاب يدعون أنه من عند الله أسمه كتاب (( المنارة )) مثلاً, فهل من الممكن أن تذهبوا لتستشهدوا بكتاب المنارة على الثالوث أو على ألوهية المسيح !؟ , الإجابة عن هذا السؤال ستوضح لكم تفكيركم وتفكير من يدرسون لاهوت المسيح في القرآن لمدة ثمانية أشهر في الكليات الأكليريكية !!.
الشاهد : الإسلام إما أن تعتبره من عند الله تعالى أو تعتبره افتراء على الله تعالى, فلا يصح لك بأي حال من الأحوال الاستشهاد بالقرآن الكريم على صحة عقيدتك.
ولكننا سنتابع إن شاء الله تعالى كل ما تقوله ونرد عليه بالتفصيل.
قال زكريا بطرس : (((أهم آية فى القرآن تتحدث من الثالوث هى : عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه [ النساء 171 ] وسنترك كلمة رسول مؤقتاً ولكن دعونا نكمل وأريد أن أؤكد أن هذه الآية تثبت أن الله له وجود .. هذا الإله له كلمة فيقول وكلمته ..... فالآية تقول أن المسيح كلمة الله … وروح منه ...… إذن الله له ذات وله كلمة وله روح ، وهذا هو الثالوث الذى نقول عنه ... !!))).
الرد بفضل الله تعالى :
أولاً : تم الرد على استشهاده بالقرآن في الجزء السابق وفي المقدمة .
ثانياً : تم الرد على استشهاده بهذا الجزء الذي اقتطعه من الآية وكان يكفي قراءة الآية كاملة
وما بعدها وما قبلها.
ثالثاً : تم بيان معنى كلمة الله وروح منه في المقدمة .
رابعاً : حسب فهمه للآية وكما قال ابن تيميه رحمه الله :( الآية حسب فهمهم, تبين أن المسيح هو الثالوث وليس الله ثالوثا فهو رسول وروح وكلمة , ومن المعروف أن الروح أقنوم متساوي عندهم مثل اقنوم الابن).
ردت المذيعة ناهد متولي على استدلال زكريا بطرس من أن ( روح منه ) تعني نسمة الحياة فقالت :
(((فى الحقيقة هناك ملاحظة أن الأخوة فى الإسلام يقولون أننا كلنا فينا روح من الله وعندما خلق الله آدم نفخ فيه من روحه أى كلنا فينا روح الله...))).
رد زكريا بطرس قائلا" : ((( فرق كبير بين نسمة الحياة التى فينا كلنا من الله أى الروح البشرية، وبين روح الله التى هى المسيح . الروح الإلهية . فكلنا فينا نسمة الحياة التى من الله، لكنها مختلفة عن روح الله الإلهية.))).
الرد بفضل الله تعالى:
أولاً : لا يوجد أي دليل كتابي على ما ذكره من أن هناك فرقاً بين نسمة الحياة وروح الله التي قال أنها في المسيح.
ثانياً : قوله روح الله التي في المسيح تبين أن الكلمة لم تتجسد بل الروح القدس هو الذي تجسد !!, فالمسيح عندهم هو الكلمة المتجسدة وليس الروح المتجسد.
أكمل زكريا بطرس البرنامج بالموضوع التالي :
(((نرجع إلى الآية 171 من سورة النساء إن الله له وجود وله عقل وله حياة وهذا هو الثالوث .
وهناك استشهاد بعلماء المسلمين عن الثالوث بهذا المعنى للدكتور محمد الشقنقيرى أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة باريس ... . كتب فى الأهرام بتاريخ 26 / 5 / 1985 مقالاً نشر فى باريس فى جامعة باريس وترجمه أستاذ آخر .. اسمه الدكتور محمد بدر أستاذ القانون بكلية الحقوق جامعة عين شمس .
يقول الشقنقيرى : نعرف أن القرآن يقول عن يسوع أنه كلمة الله وروحه ....
ويستطرد قائلاً : ...ما المسيح ؟ سؤال يحتاج إلى إجابة . فيجيب المسلم أنه كلمة الله وأنه روح الله ولكن هذه الكلمة وهذا الروح مخلوقة أم غير مخلوقة وروح الله مخلوقة أم غير مخلوقة ....
هذه الكلمة مخلوقة أم غير مخلوقة والروح مخلوقة أم غير مخلوقة فإذاً كان روح الله غير مخلوق فلا إشكال إذن لا يوجد مشكلة ... إذن فالمسيح هو الله وهذه هى المفاجأة القنبلة وإذا كان روح الله مخلوقاً وكلمته مخلوقة فإذن قبل أن يخلق روحه وعقله فكان الله بلا عقل وبلا روح وذلك غير متصور ولا ممكن أبداً فهذا هو كلام المنطق على لسان الدكتور محمد الشقنقيرى .))).
الرد بفضل الله تعالى :
أولاً : بينا أنه لا يجوز الاستشهاد بالقرآن الكريم ولا يصلح للاستشهاد كلام شخص مجهول, فالعقيدة الإسلامية لا تبنى على آراء شاذة أو منفردة لأشخاص , ولا تبنى على أقوال مجهول كتب مقالاً في جريدة.
ثانياً : استشهاد القمص حجة عليه , فحين يستشهد بالشقنقيري ( المجهول ) , ويقول إنه كتب هذا في مقال بالفرنسية في جامعة بباريس !, فمعنى ذلك أنه لم يجد أي استشهاد يستشهد به من علماء المسلمين فلجأ إلى مجهول في مجلة جامعة باريس !!.
ثالثاً : نفند الرد بصرف النظر عن الجهل بمصدره وعلى غرابته وتناقضه وخطأه :
يقول أن مسيو الشقنقيري قال : (((نعرف أن القرآن يقول عن يسوع أنه كلمة الله وروحه.))).
ونقول ربما الشقنقيري كان يتحدث عن شيء آخر وليس القرآن, فلا يوجد أي نص من القرآن يقول أن المسيح كلمة الله وروحه , بل إن ما جاء في القرآن الكريم هو كلمة الله وروح منه.
ونعجب من الشقنقيري الذي كتب بالفرنسية أنه موجود بالقرآن شيء وهو غير موجود بالقرآن !.
وللأمانة في طرح الموضوع, هذا التعبير "روح الله" موجود في أحد أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام, وهو حديث الشفاعة والمعنى باختصار أن الخلق سيذهبون يوم القيامة إلى عيسى عليه السلام ويطلبون أن يتشفع لهم عند الله تعالى بعد أن ذهبوا لآدم عليه السلام وإبراهيم عليه السلام وموسى عليه السلام, فيقولون له أنت روح الله فتشفع لنا فيرفض عيسى عليه السلام كما رفض آدم وإبراهيم وموسى عليهم السلام من قبله, ثم يذهبون للرسول عليه الصلاة والسلام, فيقبل الرسول عليه الصلاة والسلام أن يشفع عند الله تعالى.
ونص ومعنى الحديث كاف جداً للرد على هذه الشبهة فاقبلوا الحديث كله أو ارفضوه كله.
وكما بينا "روح الله " لا تعني الله فقد أطلق الله تعالى على جبريل عليه السلام روحنا كما قال الل تعالى : " فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً [مريم : 17], فالإضافة هي إضافة تشريف وتخصيص كما سبق وبينا أنواع الإضافات إلى الله تعالى.
وللتأكيد نكرر إن "روح الله" ليس هو الله, وبيت الله ليس هو الله , وكلمة الله ليست الله فهي إما صفات تمت إضافتها إلى الله تعالى والله تعالى متصف بها, أو أعيان ( قائمة بنفسها ) أضيفت إلى الله تعالى للتشريف أو للتخصيص.
وكمثال قول بولس في العهد الجديد : (1 كورنثوس 3 : 16 أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم), والمعنى بعيد جداً عن أنه يقصد أنهم الله !!.
يتحدث بعد ذلك أن الشقنقيري يتساءل :
(((هل كلمة الله مخلوقة أم غير مخلوقة وهل روح الله تعالى مخلوقة أم غير مخلوقة.))).
بالنسبة لكلمة الله , وضحنا أنها صفة لله تعالى, فكلمة الله ليست هي الله كما أن قوة الله ليست هي الله وليست أقنوما رابعا ورحمة الله ليست هي الله وليست أقنوما خامسا, فإن قالوا إن كلمة الله هي أقنوم ثالث, ما الذي يمنعهم من اعتبار القوة والرحمة أقنومين رابعا وخامسا !؟.
فكلمة الله تعالى صفة من صفاته, فمتى شاء الله سبحانه وتعالى تكلم.
أما روح الله , فهي ليست حياة الله وليست الله. الله تعالى لا يعتمد على شيء للحياة فهو حي كما يليق به أن يحيا فليس كمثله شيء. وكل ما عدا الله فهو مخلوق.
أما القول إن كان الله خلق روحه فأين كان الله قبل أن يخلق روحه, فقد بينا أن روح الله ليست هي الله وليست شيئا يعتمد الله تعالى عليه للحياة. وما ذكره زكريا بطرس على أنه قول عالم إسلامي هو بالضبط هو ما قاله المدافعون عن ألوهية الروح القدس التي أقروها في مجمع القسطنطينية عام 381 ميلادية , فقد ثار جدال حول " هل الروح القدس إله أم لا ؟", ونادى المدافعون عن ألوهية الروح القدس بمرافعة بُنيت على افتراض خاطئ, وهي اعتبار أن الروح هي حياة الله فقد قال محامي الفريق المنادي بألوهية الروح القدس : " لا نعلم عن الروح إلا أنها حياة الله وحياة الله ليست مخلوقة و إلا كان الله مخلوقا" , فحياة الله أزلية , إذن الروح أزلية إذن الروح هو الله !!" , وبالطبع تم بناء المرافعة على افتراض خاطئ وهو أن الروح هي حياة الله !!.
(لاحظ أنه بعد أكثر من 300 عام من وجود المسيح بينهم اعتبروا الروح القدس إلها ).
سنتبع معكم نفس الأسلوب ونحن على ثقة أنكم لن تجدوا رداً لما سنسأل عنه وهو:
تقولون في قانون الإيمان أن الكلمة مولودة من الله , فأين كان قبل أن يولد من الله كما تقولون في قانون الإيمان .؟ , فإن كان موجوداً قبل أن يولد سألناكم ولماذا ولد طالما كان موجوداً, وإن قلتم إن الابن لم يكن موجوداً قبل أن يولد من الآب فقد كفرتم بألوهية الابن وبالاقانيم وبالثالوث.
ثم حسب قانون الإيمان إن الروح القدس وهو أقنوم وإله منبثق من الآب , نقول لكم أين كانت الروح قبل أن تنبثق ؟.
لو قلتم كانت موجودة قبل أن تنبثق سألناكم ولماذا انبثقت ؟, وإن قلتم كانت غير موجودة قبل أن تنبثق , فقد كفرتم بألوهية الروح القدس وبالثالوث.
ما أضعف المعتقد الذي لا يقوم على دليل كتابي واضح ولا يفهمه العقل بل يبحث صاحبه في كل مكان لأن يأتي بشبه دليل على صحته ويطلب من أتباعه الإيمان الأعمى.
يكمل زكريا بطرس فيقول : ((( وأنا أريد أن أقول شهادة ثانية إذا أمكن : الأستاذ أحمد عبد المعطى حجازى كتب فى الأهرام فى 19 / 6 /2002 قال أن المسيحية دين توحيد والتثليث فيها لا يعنى الكثرة أو التعدد وإنما يشير إلى الصور المختلفة للحقيقة الواحدة،....))).
ثم يقول زكريا بطرس : ((( فنحن نؤمن بالله الواحد ولسنا مشركين ولكن عندنا ذات الله فى صفاتها المشتركة .))).
الرد بفضل الله تعالى:
أولاً : أحمد حجازي , شاعر شيوعي لا يعلم عن الإسلام ولا عن المسيحية ولم يسمع عن قانون الإيمان كما لم يسمع به أغلب النصارى, فإن كان فعلاً قد كتب ما نقلتموه , فهو ينقل ما سمعه, ولا يخفى على مستمع أو قارئ فشلكم في إحضار أي أدلة من المصادر الإسلامية مما جعلكم تجمعون قصاصة من جريدة حائط في كلية الآداب منذ 70 عاماً كتبها مجهول ومقال بالفرنسية بجامعة باريس كتبه مجهول وتلجأون لشهادة كاتب صحفي شيوعي يعلم الماركسية أكثر من الإسلام , ثم تقولون هذا رأي الإسلام والثابت في القرآن والسنة والإجماع !.
ثانياً : الصفات لا تصبح أشخاصاً تتحاور مع بعضها وترسل بعضها ولا تكون صفة الحكمة هي الخالق للعالم وصفة الحياة هي التي أعطت الحياة للخالق نفسه ولجميع الكائنات الحية ولا يكون حواراً بين الحياة والحكمة والذات كما حدث في واقعة تعميد المسيح من تواجد الابن وحمامة هي الروح القدس المتجسد وصوت من السماء وهو الآب , فكان التواجد لثلاث صور مختلفة تتحدث ويتم رؤيتها فهذه ليست صفات بل كيانات منفصلة وحسب قانون الإيمان كل منهما إله كامل والصفة لا تكون إلهاً كاملاً.
قالت المذيعة ناهد متولي: ((( يقودنا هذا إلى سؤال من أخوتنا المسلمين : ألا ترى أن ما تقوله هو الكفر والشرك بعينه ثم تدعون أنكم موحدون بالله؟))).
جاء رد زكريا بطرس: ((( لا نحن لسنا مشركين ولا ملحدين والقرآن يشهد لنا بذلك ففى سورة العنكبوت آية 46 يقول: ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن وقولوا آمنا بالذى أُنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد.))).
الرد بفضل الله تعالى :
أولاً : لا يهمنا أنه حسب مقياسكم هذا ليس شركاً , فحسب المقياس الإسلامي هذا هو الشرك بعينه وهو واضح من قولكم أن (الابن إله وهو ابن الله ومولود من الله وهو يستحق العبادة ) ومن قولكم إن ( الروح القدس إله منبثق من الآب وهو يستحق العبادة والسجود ), فإن كنتم تقولون إن الثلاثة واحد وأن هذا توحيد , فلا يعنينا قولكم في ما تعتقدون ولكن لا تجهدوا أنفسكم لإثبات أنكم حسب الإسلام الذي لا تعتقدون بصحته أنتم على حق !, فقانون الإيمان عندكم واضح ويقول إن : ( الابن إله حق مولود من إله حق وتجسد في رحم مريم العذراء وولدت العذراء إلهاً كاملاً لذلك فهي عندكم أم الإله ).
وهذه أقوال لا تجدون عليها دليلاً واحداً ولا تفهمونها , وقد قال الله تعالى:" أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ "[الطور : 43] , وأنتم عندكم الروح إله والابن إله .
ثانياً : بينا بطلان الاستشهاد بالقرآن الكريم في المقدمة وتم الرد على الاستشهاد بالآية من سورة العنكبوت بعد اقتطاع جزء منها ظلماً وعدواناً.
ثالثاً : سيناقض زكريا بطرس في الحلقات القادمة كلامه من أن إله المسلمين وإلهه واحد , فسيقول إن إله المسلمين هو إله القمر معتمداً على أن محبيه لا يراجعون أقواله ولا يقارنون بين ما يقوله في الحلقات المختلفة.
ردت ناهد متولي فقالت: ((( المسلمون يستخدمون آيات أخرى مثل لقد كفر الذين قالوا إن المسيح هو الله .. ))).
رد زكريا بطرس : ((( الموضوع عايز فهم ، فنحن لا نقول أن جسد المسيح هو الله ، ولكن نقول أن الله ظهر فى جسد المسيح. وإيماننا فى الكنيسة نقول أن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين، وجعله واحداً مع لاهوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير . فلا الجسد أصبح لاهوتاً ولا اللاهوت أصبح جسداً))).
أولاً : ذكرت الآية خطأ والصحيح كما يلي : "" لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "" [المائدة : 17]
والآية الثانية : "" لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ "" [المائدة : 72].وهما آيتان واضحتان تبطلان كل محاولات الاستدلال على ألوهية المسيح من القرآن.
ثانياً : ما ذكره زكريا بطرس ليس له أي دليل كتابي من المسيحية ( الكتاب المقدس) , ولم يكن أبداً من أقوال المسيح بل هي أقوال قوانين إيمان معتنقي الثالوث في القرن الرابع الميلادي.
ثالثاً : يوجد خلاف بين الطوائف حول هل للمسيح طبيعتان كما يقول الكاثوليك والبروتستانت أم طبيعة واحدة كما يقول الأرثوذكس, وقد نشأت الخلافات نتيجة لعدم وجود أي نصوص حول الموضوع .
رابعاً : حسب قول زكريا :" أن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين، وجعله واحداً مع لاهوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير"", نرجو الإجابة عن السؤال الذي لم يجب عنه أحد وهو, من الذي مات على الصليب بالنسبة لكم ؟
هل الإله (( اللاهوت )), أم الإنسان (( الناسوت )) ؟؟
فصل : من الذي مات على الصليب ؟
قلتم : إن اللاهوت والناسوت لا ينفصلان , وتقولون إن الإله لا يموت كما في :
1- ( التثنية 32 : 40 حي أنا إلى الأبــد ).
2- (إرميا 10: 10 لَكنَّ الرّبَّ هوَ الإلهُ الحَقُّ، الإلهُ الحَيُّ والمَلِكُ الأزَليُّ.)
وهذا مخالف لما تقولونه من أن الرب ضحى بابنه ( إله ), ومخالف لما تقولونه من أن الله أقام الرب !!
1- ( يوحنا 3 : 16 لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.)
2- (ِ 1 كُورِنْثُوسَ 2 : 8 ..... لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْد )
3- (ِ 1 كُورِنْثُوسَ 6 : 14 وَاللَّهُ قَدْ أَقَامَ الرَّبَّ ).
وإن قلتم : إن الإنسان مات فلا تضحية قام بها الرب ولا ابن الرب والقول مخالف لأن النصوص تبين أن الإنسان لا يحمل خطيئة إنسان !!
1-(حزقيال 18 : 20 - 21 " النفس التي تخطيء هي تموت، الابن لا يحمل من إثم الأب، والأب لا يحمل من إثم الابن، بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون ").
فمن الذي مات على الصليب(( اللاهوت أم الناسوت أم كلاهما )) !؟.
يضرب لنا زكريا بطرس مثلا" عن إتحاد اللاهوت بالناسوت فيقول: ((( نحضر قطعة من الحديد ونضعها فى النار وعندما يسخن الحديد جداً يتحول لونه بدلاً من أسود يصبح أحمر فهاهنا طبيعتان متحدتان الحديد نستطيع ثنيه وتشكيله وطبيعة النار نحرق به أيضاً وهو متحد بالحديد والملاحظ أن الحديد لم يتحول إلى نار ولا النار تحولت إلى حديد وهذا هو الاتحاد بلا اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ....والمسيح أتحاد بين اللاهوت " النار " والناسوت " الجسد " فيعمل أعمال خاصة باللاهوت ويعمل أعمال جسدية بناسوته. ))).
الرد بفضل الله تعالى :
أولاً : لم يقل المسيح ما يدل على المثل ولم يذكر المثل .
ثانياً : لو ناقشنا المثل مناقشة علمية , سيتضح أنه مثل خاطئ لأنه بنى على افتراض خاطئ بأن هناك اتحاداً بين الحديد والنار الحديد عندما يكون الحديد ساخناً ولونه أحمر من الحرارة, والحقيقة العلمية لا تقول هذا أبداً. (مع العلم أن المثال قاله آباء الكنيسة في القرن الثالث الميلادي فلم يخترعه زكريا , بل قاله الآباء في عصر غاب عنه العلم والغريب أنه بعد ظهور الحقائق العلمية واضحة تنكر وتنفي هذا , يخرج علينا زكريا بأقوال آباء اخترعوا الثالوث وحاروا في تفسيرة في القرن الرابع الميلادي ), فالصحيح أن الحديد عندما يتم تسخينه تتغير خواصه ولكنه يظل حديد . والحديد الذي لونه أحمر غير متحد ولا ممتزج ولا مختلط مع النار كما شبهةا اختلاط اللاهوت بالناسوت.
والدليل أن الحديد بدون النار من الممكن أن يصل إلىدرجة الإحمرار بوضعه في فرن حراري, أي بالتعرض للحرارة بدون التعرض للهب .
عند الحوار بهذه الطريقة حواراً علمياً لتفنيد أمثلة الثالوث , يعود النصراني لخط الدفاع الأخير وهو أن المثال للتوضيح ونرد عليه أين النص الذي تريد أن تشرحه بهذا المثال ؟.
ثالثاً : المسيح عليه السلام لم يقل أبداً في العهد الجديد : ناسوتي مع لاهوتي بدون اختلاط ولا قال أنا طبيعة واحدة أو طبيعتان, ولم يقل إلا أنا إنسان كلمكم بالحق الذي سمعه من الله !!
فصل : أقوال المسيح عليه السلام حسب العهد الجديد التي تنفي الألوهية والثالوث:
1- ( يوحنا 8 : 40 وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. )
فما الذي كان من المفروض أن يقوله أكثر من هذا لتعرفوا أنه بشر ؟؟
2- ( يوحنا 20 : 17 ..وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».) فلم يقل ناسوتي ولاهوتي.
3- ( يوحنا 17 : 3 وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.) ولم يقل يعرفوا الثالوث وأقانيمه واللاهوت والناسوت والحديد والنار والشمس والحرارة.
4- ( لوقا 4 : 43 فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ».) فبين أن هناك من أرسله وبين أن رسالته الدعوة وليس الموت على الصليب.
5- ( مرقس 13 : 32 وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ الاِبْنُ إلاَّ الآبُ. ) , نفى علمه بالساعة وبين أن العلم عند الله فقط.
6- ( يوحنا 11 : 41-42 وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي , وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».), صلى لله تعالى وتوجه له بالشكر أن أيده بالمعجزات لكي يعلموا أنه رسول الله .
فما الذي كان من المفترض أن يقوله أكثر من ذلك لتعلموا أنه رسول الله ونبي بشر من عند الله , ولا تؤمنوا بالثالوث وبألوهيته التي لا يوجد عليهما أي دليل واضح إلا اتباع الظن والبحث عن المتشابه من الكلمات وإهمال الواضح الصريح.!!؟؟.
قالت المذيعة ناهد متولي: ((( نحتاج أيضاً إيضاحاً أكثر ، فأخوتنا فى الإسلام يقولون كيف أن الله يأكل ويشرب وينام ويجوع إلى أخره ؟ ))).
قال زكريا بطرس : ((( .. أنه بطبيعته الإلهية يخلق ويقيم موتى ويصنع معجزات ويشبع الجياع والعطاش ... وبطبيعته الجسدية يأكل ويشرب وينام مثل الحديد المحمى بالنار يحرق ويكوى ويلسع بالنار الموجودة فيه ويطرق ويثنى ويشكل بطبيعته " الحديد " ، فالمسيح له طبيعتان متحدتان بالطبيعة الجسدية يعمل كل حاجة جسدية وبالطبيعة اللاهوتية يعمل كل حاجة لاهوتية . وهنا الاتحاد لم يحدث فيه اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير وبهذا نقول عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد . مثل ظهوره لموسى في الشجرة وظهر له فى الجبل .))).
الرد بفضل الله تعالى :
أولاً : لا يتم الفصل بين الطبيعتين حسب معتقد الأرثوذكس الذين منهم زكريا بطرس.
ثانياً : أين الدليل على هذا من أقوال المسيح عليه السلام ؟ .
ثالثاً : المثال الخاص بقطعة الحديد المتحدة بالنار تم تفنيده علمياً , فالحديد يصبح حديداً ساخناً وليس حديداً متحداً مع النار, فما يسبب الإحراق عند ملامسة الحديد الساخن هو الحديد الساخن نفسه وليس النار المتحدة فيه حسب فهم عباقرة القرن الرابع الميلادي.
رابعاً : قال زكريا بطرس : "وبهذا نقول : (( عظيم هو سر التقوى, الله ظهر في الجسد ))",
وهذا النص لم يكن من أقوال المسيح عليه السلام , بل جاء النص السابق من ضمن رسالة أرسلها بولس ( الذي لم يرى المسيح إلا في رؤيته المزعومة "الحلم" ), إلى صديقه وقد تم وضع هذه الرسالة من ضمن محتويات العهد الجديد , على أنها وحي من الله تعالى !.
وقد أرسل بولس رسالة ثانية إلى نفس الصديق موجودة داخل الكتاب المقدس أيضاً على أنها بالوحي الإلهي قال له فيها : ( رسالة بولس الثانية إلى تيموثاس 4: 11 «لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ؛ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ». 12: «أَمَّا تِيخِيكُسُ فَقَدْ أَرْسَلْتُهُ إِلَى أَفَسُسَ». 13: «اَلرِّدَاءَ الَّذِي تَرَكْتُهُ فِي تَرُواسَ عِنْدَ كَارْبُسَ أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ، وَالْكُتُبَ أَيْضًا وَلاَ سِيَّمَا الرُّقُوقَ». 19: «سَلِّمْ عَلَى فِرِسْكَا وَأَكِيلاَ وَبَيْتِ أُنِيسِيفُورُسَ». 20: «أَرَاسْتُسُ بَقِيَ فِي كُورِنْثُوسَ. وَأَمَّا تُرُوفِيمُسُ فَتَرَكْتُهُ فِي مِيلِيتُسَ مَرِيضًا». 21: «بَادِرْ أَنْ تَجِيءَ قَبْلَ الشِّتَاءِ. يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَفْبُولُسُ وَبُودِيسُ وَلِينُسُ وَكَلاَفَِدِيَّةُ وَالإِخْوَةُ جَمِيعا».), فهل مثل هذه الرسائل والأقوال يستخرج منها الدليل على أهم معتقد في النصرانية , بعيداً عن أقوال المسيح عليه السلام !؟.
خامساً : النص الوحيد بالعهد الجديد الذي جاء فيه إن (الله ظهر في الجسد ) والذي استشهد به زكريا بطرس على أنه من أقوال بولس, اتضح أنه حدثت فيه إضافة للفظ الجلالة ( الله ) في الجملة , لذلك تم حذف لفظ ( الله ) من الترجمة العربية المشتركة ومن الترجمة الكاثوليكية فجاءت الجملة أو العدد كما يلي : ( عظيم هو سر التقوى ظهر في الجسد !) أو ( عظيم هو سر التقوى الذي ظهر في الجسد !) ويمكن التأكد بزيارة أي مكتبة لدار الكتاب المقدس أو لدار الثقافة أو لكنائس الكاثوليك أو من الموسوعة المسيحية على الانترنت.
بينما أبقت ترجمة الفان دايك وترجمة كتاب الحياة لفظ الجلالة ( الله) في النص بالرغم من اعتراف جميع الهيئات العلمية النصرانية بأنه كان غير موجود في رسالة بولس , والتي لم تكن أبداً حجة !, وقد حذفت التراجم الإنجليزية التالية لفظ ( الله ) أيضا" ( NI, NAS, RS, NRS, LB).
فالغريب أن زكريا بطرس وأمثاله يستشهدون على أهم معتقداتكم بلفظ حذفته التراجم الأخرى التي اعتمدت على مخطوطات أكثر دقة ( لا نقول أصلية ) , في قول قاله شخص لم ير المسيح , في رسالة أرسلها إلى صديقه !. فما الدليل على الوحي في قول بولس ؟. وما هو النص الصحيح الذي قاله بولس بصرف النظر عن هل قاله بالوحي أم لم يقله بالوحي. ؟
سادساً : قول زكريا بطرس بأن الله ظهر في الجسد مثل ظهوره لموسى في الشجرة وعلى الجبل.
نرد بأنه حسب الإسلام لم يظهر الله تعالى لموسى في الشجرة ( لم يتجسد الله في الشجرة ) ولا على الجبل. فالله تعالى قال لموسى (لن تراني), وتجلى الله تعالى للجبل وليس لموسى على الجبل.
قال الله تعالى : " وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ [الأعراف : 143]".
فصل : حسب الكتاب المقدس الله لم يره أحد.
1- (( يوحنا 1: 18 - ما مِنْ أحدٍ رأى الله قَط.))
2- (( خروج 33: 20 - أمَّا وجهي فلا تقدِرُ أنْ تراهُ، لأنَّ الذي يراني لا يعيشُ. )).
3- (( رسالة يوحنا الأولى 4: 12 - ما مِنْ أحَدٍ رأى الله قَطْ. ))
4- (( رسالة بولس إلى صديقه تيموثاوس الأولى 6: 16 - ما رآهُ إنسانِ ولن يَراهُ..)).
انتهى الرد على الحلقة الثانية, والحمد لله رب العالمين.
الرد على الحلقة الثالثة.
عنوان الحلقة الثالثة.. شهادة الإسلام لعقيدة الثالوث !!
قالت المذيعة ناهد متولي : ((( تكلمنا فى الحلقات الماضية عن تعبير الثالوث وإيمان المسيحية بإله واحد وعقيدة الثالوث ليست شركاً بالله وكيف أنها إله واحد وليست ثلاثة آلهة .. وهناك سؤال جديد يقول : يقولون أن عقيدة الثالوث لم ترد فى أى دين آخر ما رأيكم فى ذلك ؟ ))).
قال زكريا بطرس : (((... خطأ أن نقول أن الثالوث موجود فى ديانات وثنية .. خطأ أى فكرته خطأ مثل وجوده فى تاريخ قدمائنا المصريين مثل إيزيس وأوزوريس وحورس ولكنه ثالوث خطأ ....))).
قالت ناهد متولي : (((وهل ثالوث القدماء المصريين هو الذى ذُكر فى القرآن أم غيره ؟ ))).
فأجاب الخبير زكريا بطرس : ((( بالطبع لا ، فما ذُكر فى القرآن ثالوث آخر .... وهذا موضوع لا نؤمن به نهائى وإخواننا المسلمين يعتقدوا عندما يقول القرآن لقد كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة ويقول أيضاً كيف يكون لله ولد ولم تكن له صاحبة ففى ذهنهم شيئاً بهذا الشكل.))).
ثم قال زكريا : ((( وفكرة الثالوث موجودة منذ القديم بالفطرة عند البشر منذ آدم.... تعبير الله الواحد فى ثالوث موجود بذاته .. حكيم بعقله .. حى بروحه ، وهذه الصفات ذاتية كما تكلمنا سابقاً وهذه الصفات لا يمكن أن تنقص منها واحدة ...... الإسلام يؤمن بالثالوث والقرآن يتحدث عن ثالوث .))).
الرد بفضل الله تعالى :
أولاً : من الواضح أنها مسرحية هزلية بدأت من عنوانها , فالإسلام الذي قال بكفر القائلين بالتثليث وكفر الذين قالوا بألوهية المسيح والذي دعاهم إلى الإسلام والذي حاربهم وحاربوه والذي فرض عليهم الجزية , اتضح للأذكياء أنه لا يحارب الثالوث بل يؤيده ويشيد بالنصرانية !!.
ثانياً : حارب الإسلام كل من اتخذ غير الله إلهاً , فندد بالوثنية وندد بمن قالوا في قانون إيمانهم إن الابن إله والروح القدس إله .
ثالثاً : بين الإسلام كفر كل من لا يعتقد بالإسلام ونبوة الرسول عليه الصلاة والسلام , وتم تفصيل ذلك في المقدمة.
رابعاً: الفطرة كانت دائماً التوحيد الخالص لله تعالى كما جاء في العهد القديم وكما كانت أقوال المسيح, فلم يتم تعريف الثالوث إلا بعد المسيح بعشرات أو مئات السنين ولم يذكره أي من أنبياء العهد القديم.
خامساً : بينا في الرد على الحلقة الأولى أننا نثبت الصفات التي أثبتها الله تعالى لنفسه مثل الحكمة والرحمة والحياة ولكننا لا نقول إن الصفات تجسدت فمنها ما ذهب ليخلق ومنها وما تجسد في حمامة والأخر في إنسان , ولا نقول إن الله تعالى يعتمد على الروح من أجل الحياة ولا على الابن ليكون حكيماً, وبينا أن كل ما يضاف لله تعالى هو أما صفات لا تستقل وتنفصل عنه فتخلق أو تتجسد (مثل رحمة الله , قوة الله , كلمة الله. ) أو جواهر "أعيان" تضاف إلى الله تعالى إضافة تخصيص أو تشريف (مثل روح الله, بيت الله, كتاب الله , ناقة الله ) ....الخ.
سادساً : أنتم المقصودون بقول الله تعالى ( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ) , وذلك نقلاً بما تواتر بالنقل عن المسلمين جميعاً وبما تأكد في مواضع أخرى من القرآن والسنة.
وعقلاً من قولكم في قانون الإيمان فأنت تقولون : " نعبد واحداً في تثليث, وثالوثا في توحيد", وتقولون : "بسم الثالوث الأقدس" وتقولون: "بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد" وتقولون: "الآب إله والابن إله والروح القدس إله", وتقولون: "إن الله مثلث الأقانيم واحد الجوهر", فكل هذه أقوالكم تشير إلى التثليث والثالوث وأن الله (تعالى عن ذلك ) ثلاثة في واحد, لذلك لا مفر فأنتم من ينطبق عليكم قول الله تعالى.
سابعاً : القرآن جاء بإنكار نسب الولد إلى الله تعالى على الإطلاق, سواء أكان نسباً مجازيا أو جسديا, ومن أساليب الإعجاز القرآني الأدلة العقلية التي يسوقها بقوله تعالى (أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة ؟) , وأنتم في قانون الإيمان تقولون ( إن الابن مولود من الله قبل كل العصور وتقولون مولود غير مخلوق , إله حق من إله حق ...إلى أخره) , فأنكر القرآن هذا متسائلاً سؤالاً استنكارياً :" (( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [الأنعام : 101]))" , وأنكر القرآن أي بنوة أو ولادة مجازية أو غير مجازية في قول الله تعالى: " (( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4) سورة الأخلاص )). وأنكر الله تعالى نسب الولد له فقال تعالى : "((قَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـذَا أَتقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [يونس : 68] ))".
فلا مجال للتلاعب بالقول أن القرآن الكريم يؤيد معتقد الثالوث أو الولد أي أن كان مجازياً أو حقيقاً .
أنهىزكريا بطرس الفقرة السابقة بالقول: (((الإسلام يؤمن بالثالوث والقرآن يتحدث عن ثالوث))).
فعلقت المذيعة ناهد متولي قائلة : (((ولكن هذا غير واضح يا أبونا ))).
وطبعاً هذا غير واضح في المسيحية ومستحيل في الإسلام !!.
فقال زكريا بطرس : ((( فكرة الثالوث موجدة فى القرآن ولكن أحباؤنا فى الإسلام لا يريدون أن يفهموها ويمرون عليها مرور الكرام....))).
وأعاد استشهاده بالآية 171 من سورة النساء والتي تم الرد عليها في المقدمة .
" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً [النساء : 171].
ثم قال زكريا بطرس : (((وهنا أريد أن أتكلم كيف أن المسيح كلمة الله والقرآن يشهد بأكثر وضوح أن المسيح كلمه الله .... الإمام أبو السـعود محمد ابن محمد العمادى صفحة 233: ماذا قال : مصدقاً لكلمة الله يفسرها أى بعيسى عليه السلام..))).
أولا" : لا نعترض على أن الإسلام يسمي عيسى عليه السلام كلمة الله والآية الكريمة : فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ [آل عمران : 39]
وفي التفسير الميسر: فنادته الملائكة وهو واقف بين يدي الله في مكان صلاته يدعوه: أن الله يخبرك بخبر يسرُّك, وهو أنك سترزق بولد اسمه يحيى, يُصَدِّق بكلمة من الله -وهو عيسى ابن مريم عليه السلام-، ويكون يحيى سيدًا في قومه, له المكانة والمنزلة العالية, وحصورًا لا يأتي الذنوب والشهوات الضارة, ويكون نبيّاً من الصالحين الذين بلغوا في الصَّلاح ذروته.
ثانياً : قول الإمام أبي السعود اقتطع منه أجزاء وألغى الباقي فما كتبه أبو السعود في تفسيره الجزء الأول طبعة دار الفكر صفحة 356 : (( " بكلمة من الله " أى بعيسى عليه السلام وإنما سمى كلمة لأنه وجد بكلمة كن من غير أب, فشابه البديعيات التي هي عالم الأمر ومن لابتداء الغاية متعلقة بمحذوف وقع صفة لكلمة أى بكلمة كائنة منه تعالى : قيل هو أول من آمن به و صدق بأنه كلمة الله وروح منه .)). فإكمال القول الذي استشهد به زكريا يفضحه ويرد عليه.
ثالثاً : بينا في المقدمة المقصود بأن عيسى عليه السلام "كلمة الله", فإن كان هناك من يقول إن القرآن يشهد بأن المسيح هو كلمة الله, نعم, المسيح هو كلمة الله لأنه أتى بالكلمة من الله تعالى وهي كلمة (كن) كما وضحنا سابقاً, وإن من يعجبه قول القرآن : إن المسيح كلمة الله, فالقرآن أيضاً يقول إن الله ليس هو المسيح وأن المسيح بشر رسول, وأن محمد عليه الصلاة والسلام رسول, وأنه لا يوجد نبي بين المسيح وبين محمد عليهما الصلاة والسلام, وأن القرآن من عند الله تعالى, فهل يوافق على هذا كله ؟.
رابعاً : من يستشهد بأي من أقوال المفسرين نسأله وبوضوح, هل هناك من المفسرين الإسلاميين الذين يستشهد بهم من قال إن المسيح هو الله ؟ أو أن هناك ثالوثا ؟ أو أن الإسلام لا يكفر من يقولون بألوهية المسيح ومن يدعون الثالوث ؟...بالطبع لا .. فقد أجمع المفسرون على الأسس السابقة الواضحة فكيف يستشهد النصارى بجزء من أقوالهم ويدعون أنهم يقولون بالألوهية أو بالثالوث ؟.
قال زكريا بطرس : ((( وهناك تفسير أخر للسندى يستشهد به فى نفس المرجع فماذا يقول ؟.
لقيت أم يحيى أم عيسى، بمعنى أنهما تقابلتا فقالت يا مريم أشعرتِ بحبلى وقالت مريم وأنا أيضاً حبلى فقالت أم يحيى إنى وجدت ما فى بطنى يسجد لما فى بطنك وذلك قوله تعالى مصدقاً لكلمة الله ))).
الرد بفضل الله تعالى:
أولاً : هل هذا قول القرآن الكريم أو قول الصحيح من الأحاديث ؟؟... الإجابة بالطبع لا.. فهذه رواية قالها أحد المفسرين , وهي في الغالب من الروايات التي بدون سند, فالمفسر في أغلب الأحيان ينقل الكثير من الروايات ويكتب بعدها وهذه الرواية ضعيفة أو هذه الرواية بدون سند وغيره من التعليقات على الروايات, والروايات التي بدون سند في كتب التفسير ليست مصدراً من مصادر التشريع أو مصدراً من مصادر المعرفة بل هي في الغالب للاستئناس.
ثانياً : في كتب التفسير من الممكن أن يقول المفسر جاءتنا هذه الرواية من كتب بني إسرائيل أو موجود في كتاب النصارى كذا, فكتب التفسير تنقل وجهات نظر مختلفة وغالباً ما يميل المؤلف إلى إحدى الآراء ويستبعد الكثير من الآراء والروايات التي ينقصها الدليل في النهاية, ونحن نتحدى أن يكون أي تفسير مسلم تبنى هذا الرأي, بل الحقيقة أنك ستجده ذكر الرواية على أنها منقولة من أهل الكتاب ولم يقل بصحتها ولا بتأييدها.
ثالثاً : هذه الرواية جاءت في إنجيل لوقا كما يلي : تقول إلياصابت ( أم يحيي عليه السلام ) , لمريم رضي الله عنها ( أم المسيح عليه السلام , رب النصارى ), عندما قامت بزيارتها:( لوقا 1 : 44 فهو ذا حين صار صوت سلامك في أذني ارتكض الجنين بابتهاج في بطني.)., مما يعني أن الجنين عندما سمع صوتك تحرك في بطني !, فالرواية في كتابكم ( العهد الجديد ) لا تذكر أن يحيي عليه السلام سجد للمسيح عليه السلام عندما كان ربكم جنبيناً في بطن أمه !!, فكيف يريد القس أن يستخرج من رواية بدون سند في كتاب غير كتابه أن يحيي علي السلام وهو جنين عرف المسيح عليه السلام وهو جنين وسجد له , في حين أنه في كتابه لم يحدث هذا !.
رابعاً : حسب الكتاب المقدس , عندما قابل يحيي عليه السلام وهو رجل ناضج , المسيح ربكم , لم يعرفه , فكيف يكون عرفه وهو جنين يتحرك في بطن أمه ولم يعرفه وهو رجل منتصب القامة أمامه !؟, , فقد سأل يوحنا ( يحي عليه السلام) المسيح هل أنت من ننتظره أم ننتظر غيرك؟! (( متى 11 : 3 وقال له أنت هو الآتي أم ننتظر آخر. )) , وفي رواية أخرى في لوقا لم يسأله وجهاً لوجه بل أرسل له من يسأله : ( لوقا 17 : 19 فدعا يوحنا اثنين من تلاميذه وأرسل إلى يسوع قائلا أنت هو الآتي أم ننتظر آخر).
فهل عرفه وكلاهما جنين, ولما رآه لم يعرفه !؟.
خامساً : بفرض أن يحيي عليه السلام عرف المسيح وسجد له وهو جنين ( سنتناسى أنه لم يعرفه عندما كانا رجالاً ولم يسجد له !)., يقول زكريا بطرس: ((( فمن إذن الذي يسجد لمن فبالطبع يوحنا يسجد للمسيح وهو فى بطن مريم … والسجود هنا لله وحده. لله وحده تسجد وإياه وحده تعبد وهذا فى القرآن))).
والرد بفضل الله تعالى عن أن السجود يعني العبادة في بيان أنواع السجود حسب الكتاب المقدس كما يلي : ( هذا بفرض أن يحيي الجنين سجد لعيسى الجنين عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام ).
فصل : السجود ليس دليلاً على العبادة حسب الكتاب المقدس:
- أخوة يوسف سجدوا له: ( تكوين 42 : 6 وكان يوسف هو المسلّط على الأرض وهو البائع لكل شعب الأرض.فأتى أخوة يوسف وسجدوا له بوجوههم إلى الأرض).
- النبي لوط يسجد لملاكين ويقول لهما عبدكما: ( تكوين 19 : 1 فجاء الملاكان إلى سدوم مساء وكان لوط جالسا في باب سدوم.فلما رآهما لوط قام لاستقبالهما وسجد بوجهه إلى الأرض 2 وقال يا سيّديّ ميلا الى بيت عبدكما وبيتا واغسلا ارجلكما.).
- النبي سليمان يسجد لامرأة( ملوك الأول 2 : 19 فدخلت بثشبع إلى الملك سليمان لتكلمه عن ادونيا.فقام الملك للقائها وسجد لها وجلس على كرسيه.).
- النبي إبراهيم يسجد للشعب: ( تكوين 23 : 7 فقام إبراهيم وسجد لشعب الأرض...).
- اولاد يعقوب يسجدون لعيسو (عمهم): ( تكوين 33 : 7 ثم اقتربت ليئة أيضا وأولادها وسجدوا.وبعد ذلك اقترب يوسف وراحيل وسجدا. ).
- حسب إنجيل متى لقد سجد له المجوس, ولم يعتبروه إلها" ( متى 2 : 2..إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ.).
فالسجود ليس إثباتاً للألوهية حسب عادات ومفاهيم العهد القديم والجديد, ونريد أن نعلم لمن كان يسجد ويصلي المسيح عليه السلام !؟, ( متى 26 : 39 ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ ُيصَلِّي.) , فإن كان يخر على وجه ساجداً يصلي لله فمن هو ؟!.
لماذا لا نجد في كتابكم أي شيء واضح يبين ألوهية المسيح, بل كل ما نجده يقول إن المسيح عليه السلام بشر رسول من عند الله تعالى !؟
قال زكريا بطرس: (((وفى سورة آل عمران آية 45 " وإذا قالت الملائكة يا مريم أن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم طبعاً.....وهنا نقول أن الكلمة ليست كلمة عادية أو بشرية فهى كلمة مذكرة وهى كلمة الله وهى عقل الله، الكلمة فى اللغة اليونانية أسمها لوغوس يعنى عقل الله الناطق والله مذكر وعقله مذكر وعلى هذا قال كلمة إسمه وليس إسمها لأنه عقل الله زرع فى جسد المسيح ))).
الرد بفضل الله تعالى:
أولا" : لا نعترض على أن المسيح عليه السلام كلمة الله وقد بينا معنى كلمة الله مرات وعدم جواز الاستشهاد بالقرآن الكريم ولا الاستشهاد بالمتشابه وترك المحكم الواضح .
ثانيا" : القول أن معنى الكلمة هو اللوجس أي العقل في اليونانية وأن معنى هذا أن الابن هو العقل أو العلم أو الحكمة قول لا يعنينا , فهذه الأقوال نشأت في الفلسفة اليونانية قبل المسيحية بقرون وللأسف عندما انتشرت المسيحية أوروبا في عهد قسطنطين في القرن الرابع الميلادي اصطبغت المسيحية بالفلسفة اليونانية التي كان من ضمنها أن أول ما خلقه الله هو الحكمة (( اللوجوس )) وقامت الحكمة بإكمال الخلق!, حتى أنه يقال عندما دخلت المسيحية روما لم تصبح روما مسيحية بل أصبحت المسيحية رومية !!. فتم أكل الخنزير وتم منع تعدد الزوجات وتم ترك الختان وتم الانفصال عن اليهود في أماكن العبادة وتم اختيار العطلة يوم الأحد بدلاً من السبت وتم الاحتفال بأم الإله التي لم يذكرها الكتاب المقدس أي ذكر بعد المسيح عليه السلام ولم تتعرض لها أعمال الرسل ولا الرسائل .
ثالثاً : لا توجد أي نصوص على ما ذكره زكريا بطرس من العهد القديم أو العهد الجديد , فلم يقل المسيح هذا أبداً.
قال زكريا بطرس : ((( وهناك عالم آخر اسمه الشيخ محيى الدين العربى فى كتاب فصوص الحكم الجزء الثانى صفحة 35 يقول عن الكلمة هى الله متجلياً.))).
الرد بفضل الله تعالى:
أولاً : محي الدين ابن عربي وليس العربي.
ثانياً : محي الدين ابن عربي خارج عن الإسلام وكافر بشهادة كل علماء المسلمين لادعائه بأن :" الله هو العبد والعبد هو الله وكل المخلوقات هم الله والله هو كل المخلوقات".
ثالثاً : محي الدين ابن عربي يقول في كتابه ( فصوص الحكم ) الذي يستدل منه زكريا بطرس بغرض التدليس على أتباعه (( كل هذه الموجودات القائمة من السماء والأرض والجن والإنس والملائكة والحيوان والنبات ما هي إلا الله وأن هذه الموجودات هي عين وجوده، وأنه لا يوجد خالق ومخلوق ولا رب ولا عبد، بل الخالق هو عين المخلوق، والعبد هو عين الرب، والرب هو عين العبد، وأن الملك والشيطان، والجنة والنار، والطهر والنجاسة وكل المتناقضات والمتضادات ما هي إلا عين واحدة تتصف بكل صفات الموجودات، وهي عين الله الواحد الذي ليس معه غيره )).
أكمل زكريا بطرس استدلاله بأقوال محي الدين بن عربي فرحاً بأن ابن عربي قال إن الكلمة لاهوت, ولا عجب فقد قال ابن عربي أن كل ما على الأرض لاهوت , واستدلال زكريا بطرس بشخص مثل ابن عربي يفضحه ويثبت أنه لم يجد أي موافقة من علماء المسلمين لما يريده , فاستدل بأقوال ابن عربي الذي لم يقل إن المسيح هو الله ولم يقل إن هناك ثالوثا هو واحد في جوهر ومتمايز في الخواص الأقنومية , بل قال كل ما على الأرض هو الله !.
يقول زكريا بطرس: ((( إذن الله الأب موجود وكلمته ناطقة إذن هى عقل الله يبقى معنا الروح القدس :
هل الروح القدس هو الله ؟ نرى من القرآن ... فى سورة البقرة آية 87 ، 253 من نفس السورة . يقول وآتينا عيسى مريم بالبينات وأيدناه بالروح القدس وفى سورة المائدة 110 إذ قال الله يا عيسى ابن مريم أذكر نعمتى عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بالروح القدس تكلم الناس فى المهد وكهلا.))).
الرد بفضل الله تعالى:
أولاً : نقول إن الله تعالى له صفات أثبتها لنفسه سبحانه وتعالى مثل العلم والكلام والقدرة والحكمة والحياة والصفات لا تكون شخصا" آخر منفصلا عنه, فلا يرسل الشخص صفته لتقابل شخصا آخر ويجلس في انتظارها ثم يرسل لها الصفة الأخرى لتقويها أو تأتي بها !! .
ثانياً : تم الرد الكامل على الادعاء الخاص بالاستشهاد بالقرآن الكريم في المقدمة وتم الرد الكامل على دعوى أن الله تعالى موجود بذاته وناطق بكلمته وحي بروحه في الرد على الحلقة الأولى.
ثالثاً : الآيات التي استدل بها زكريا بطرس كاملة كما يلي: " وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ [البقرة : 87]
والثانية : " تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ...الآية [البقرة : 253]
ومن الواضح في ا؟لآيات السابقة أن عيسى عليه السلام رسول من الله تعالى والروح القدس هو جبريل عليه السلام كما سيتبين من المزيد من الآيات والأحاديث.
أما الآية الثالثة التي يحاول الاستدلال بها على الثالوث أو على ألوهية الروح القدس من القرآن فهي تبطل كل حجته الواهية فهي كاملة كما يلي: " ِإذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ [المائدة : 110]
فهل يفهم من قول الله تعالى : " قال الله يا عيسى " , أن الله هو عيسى عليه السلام ؟.
هل من الآية السابقة يمكن فهم أن الله ثالوث وهو الله المتكلم في الآية وعيسى وهو المخاطب , والروح القدس الذي أرسله الله ليؤيده !؟, هل نفهم من الآية أن الثلاثة هم إله واحد وهو الله ؟, بالطبع لا يمكن أن يفهم عاقل هذا , ولذلك لم يأت زكريا بطرس بالآية كاملة.
قالت ناهد متولي : (((هناك اعتراض من إخوتنا فى الإسلام، يقولون أن الروح القدس هو الذى كان ينزل القرآن على نبى الإسلام محمد فنريد التوضيح وهل هناك فرق ؟ ))).
أجاب زكريا بطرس : ((( ..فى القرآن يُشار إلى جبريل بأنه الروح القدس بمعنى روح آتٍ من عند الله .
ولكن فى القرآن أيضاً : الروح القدس هو روح الله ويشهد على ذلك الشيخ محمد الحريرى البيومى فى كتاب الروح وما هيتها صفحة 53 يقول : الروح القدس هو روح الله وفى القرآن يقول لا تكذبوا على الله وروحه فالروح القدس هو روح الله لأنه هل نتصور الله بدون روح ؟ ))).
الرد بفضل الله تعالى :
أولاً : وإن كان لا يهمنا اعترافه , فقد اعترف بأنه يشار إلى جبريل عليه السلام بالروح القدس, وبذلك يتضح تفسير قول الله تعالى أيدتك بالروح القدس أي بجبريل, وهذا رد على قول سابق لزكريا بطرس , وسيتم وضع الأدلة من القرآن والحديث والكتاب المقدس أن الروح القدس تعني جبريل عليه السلام.
ثانياً : استشهد زكريا بطرس بمن سماه الشيخ محمد الحريري البيومي , فقال أنه كتب كتابا" قال فيه إن الروح القدس هو روح الله , فإن كان الحريري الذي لا نعلمه قال هذا , فالمعنى أن الروح (روح الله) مثل المسجد (بيت الله) , الكتاب (كتاب الله) , فتم نسبه لله تعالى كتشريف وتكريم وتخصيص , مثلما جاء في الكتاب المقدس (جبل الله) و(أرض الله) .
وإن كان الحريري الذي لا نعلمه , قال أو يقصد أنها روح الله مما يعني أن الروح هو الله , ( ولم يقل زكريا أن الحريري مؤمن بهذا أو قاله ) , فنحن لا نأخذ الدين من الحريري أو القطني أو الصوفي , فالدين يؤخذ من الله تعالى ومن الرسول عليه الصلاة والسلام وغير ما قاله الله وما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام هو اجتهاد يصيب صاحبه أو يخطئ ولقد بحثت عن ما سماه بمحمد الحريري فلم أجد له أي ذكر إلا في المواقع التي تنقل كلمات زكريا بطرس كما لو كانت وحياً من الله.
ثالثاً : قال زكريا بطرس: ((( الله في القرآن يقول لا تكذبوا على الله وروحه ))).
ونقول له كذبت, فلا يوجد هذا اللفظ في القرآن الكريم أبداً , ولا يوجد في السنة الشريفة , ولكن الواضح أن زكريا يخاطب من لا يبحثون وراءه , بل يصفقون على التدليس الذي يتبعه على جهل وعمى !.
رابعاً: قفز زكريا بطرس للاستنتاج بدون أي أدلة وهو أن الروح القدس هو الله !, ثم بين أن استنتاجه معقول فتسائل وهل الله بدون روح ؟!
فنقول له : ومن الذي أخبركم أن الله تعالى له روح يعتمد عليها للحياة وأنها هي الروح القدس وأن الروح القدس إله ولكنها تشترك في الجوهر الواحد مع الله وأنها منبثقة من الآب (أو من الآب والابن كما يقول الكاثوليك والبروتستانت) ؟. , من الذي أخبركم بهذه الاعتقادات وبعد ذلك تحاولون أن تجدوا عليها أدلة في كتب الغير لأن كتبكم لم تبين هذا ولم تقل ثالوثا ولا أقنوما ولا أن الروح القدس هو الله !؟.
أين أدلتكم على ذلك ؟
هل قال لكم المسيح : ثالوث – أقنوم – الروح القدس هو إله – أنا إله – نحن ثلاثة آلهة – أنا مولود من الآب قبل كل العصور – الروح القدس منبثق – واحد في ثالوث وثالوث في توحيد –أتيت من أجل خطيئة آدم – من يريد الحياة الأبدية فيكفيه الإيمان بموتي على الصليب !؟.
لم يقل المسيح أيا من هذا بل قال ما ينفي هذا وبيناه في الرد على الحلقة الثانية تحت عنوان أقوال المسيح التي تنفي الألوهية والثالوث ومنها : .( يوحنا 8 : 40 .. وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. ) ومنها : وقال : ( يوحنا 20 : 17 ....: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ». ) , فمن أين أتيتم باعتقادكم الذي لا تجدون عليه أي دليل كتابي عندكم , ثم يبحث العباقرة لاستخراج الدليل من الإسلام !؟.
قاال زكريا بطرس : ((( والسؤال الآن هل الله بدون روح بصرف النظر عن جبريل ؟ لا يمكن أن نقول الله بدون روح …… حاشا، فإذن الله له روح وروحه قدوس وهذه صفة أيضاً واسماً من أسماء الله الحسنى . فهذا إيماننا بالثالوث الآب موجود والكلمة هى عقل الله الذى تجلى فى جسد بشر وروحه القدس الذى يحيا به .))).
الرد بفضل الله تعالى :
أولاً : ما معنى بصرف النظر عن جبريل ؟, فهي لا تعني إلا التهرب من حقيقة أقرها ووضحها الإسلام.
ثانياً : نحن لا نقول إن الله تعالى انبثقت منه الروح ونقول أن الروح هي التي يعتمد عليها للحياة , فالله تعالى حي كما تليق به الحياة بدون أن يعتمد على شيء.
ثالثاً : بينا أن روح الله ليس هو الله , وبيت الله ليس هو الله , وحكمة الله ليست هي الله وكلمة الله ليست هي الله , فما يضاف إما صفات أو إضافات تشريف وتخصيص.
رابعاً : يقول : "الله له روح" , ولا دليل كتابي على هذا فيما يقصده , ثم أعطى صفة للروح أنها قدوس !, ثم قال: "القدوس أسم من أسماء الله الحسنى", , فهل عندما أقول: "عندي صديق وهو كريم ورحيم, هذا يعني أن صديقي هو الله لأن من أسماء الله الحسنى الرحيم والكريم ؟!.
خامساً : الرد على قوله هذا إيماننا بالثالوث (الآب موجود والكلمة هي عقل الله الذي تجلى في جسد بشر وروحه القدس الذي يحيا به .) تم الرد عليه في نهاية الرد على الحلقة الأولى.
فصل : في معنى الروح حسب القرآن الكريم والحديث الشريف والكتاب المقدس:
ذكرت الروح في العهد القديم والجديد بمفردها أو مضافة إلى الله تعالى ( روح الله ) أو مضافة للقدس (روح القدس), وكلها بمعان واضحة ومقبولة بعيدا" عن ادعاء الألوهية, فقد جاءت الروح حسب العهد القديم والجديد بمعنى:
1- الروح جاءت بمعنى نسمة الحياة:
أ-( الجامعة 12 : 7 فَيَرْجِعُ التُّرَابُ إِلَى الأَرْضِ كَمَا كَانَ وَتَرْجِعُ الرُّوحُ إِلَى اللَّهِ الَّذِي أَعْطَاهَا.)
ب- ( مرقس 15 : 39 ولما رأى قائد المئة الواقف مقابله انه صرخ هكذا واسلم الروح ).
ويماثلها في المعنى ما جاء بالقرآن الكريم:
أ - وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً [الإسراء : 85]
ب - فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ [الحجر : 29]
2- الروح جاءت بمعنى جبريل عليه السلام:
أ- ( زكريا 7 : 12 بل جعلوا قلبهم ماسا لئلا يسمعوا الشريعة والكلام الذي أرسله رب الجنود بروحه عن يد الأنبياء الأولين .).
ب- ( أعمال 10 : 38 يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة الذي جال يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس لان الله كان معه. ).
((هل العبارة السابقة تعني أن يسوع هو الله والروح هو الله !؟)).
ج-( متى 1 : 18 لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس.)
د-( لوقا 2 : 26 وكان قد أوحي إليه بالروح القدس انه لا يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب.)
هـ-( 1 صموئيل 10 : 6 فيحل عليك روح الرب فتتنبأ معهم وتتحول إلى رجل آخر.)
ويماثلها في المعنى ما جاء بالقرآن الكريم والأحاديث الشريفة:
أ- (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ [الشعراء : 193]
ب- (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) [النحل : 102]
وروح القدس ( جبريل عليه السلام ), هو الذي أيد الله تعالى به عيسى عليه السلام كما جاء في الآية الكريمة: (......وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ..... [البقرة : 87].
ج- دعا النبي صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت فقال: ( اللهم أيده بروح القدس). رواه البخاري ـ كتاب الصلاة ـ 453، وبدء الخلق 3213، ورواه مسلم ـ فضائل الصحابة ، 151ـ153 ، 157
3- الروح جاءت بمعنى الوحي والإلهام والحكمة :
أ- ( لوقا 1 : 67. وامتلأ زكريا أبوه من الروح القدس وتنبأ قائلا)
ب- ( لوقا 4 : 1. أما يسوع فرجع من الأردن ممتلئا من الروح القدس وكان يقتاد بالروح في البرية ).
ج- ( لوقا 1 : 15 .....ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس. ).
د- ( لوقا 1 : 41 ......وامتلأت اليصابات من الروح القدس.)
هـ-( أعمال 21 : 4 ......وكانوا يقولون لبولس بالروح أن لا يصعد إلى أورشليم.). ( هل بولس كان ينقصه الروح !!؟)
و-( متى 12 : 36 لان داود نفسه قال بالروح القدس ).
ز- ( تكوين 41 : 38 فقال فرعون لعبيده هل نجد مثل هذا رجلا فيه روح الله.).
ح-( خروج 35 : 31 وملأه من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعة).
ويماثلها في المعنى ما جاء بالقرآن الكريم:
أ- يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ... [النحل : 2]
4- الروح جاءت بمعنى التأييد والثبات والقوة :
أ- ( قضاة 3 : 10 فكان عليه روح الرب وقضى لإسرائيل).
ب-( قضاة 14 : 6 فحلّ عليه روح الرب فشقه كشق الجدي).
ج-( لوقا 11 : 13 ..الآب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسألونه ).
ويماثلها في المعنى ما جاء بالقرآن الكريم :
أ-قال تعالى عن المؤمنين ( ... أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ..[المجادلة : 22]
5 – الروح جاءت بمعنى الملائكة:
( رؤيا 5 : 6. ورأيت فإذا في وسط العرش والحيوانات الأربعة وفي وسط الشيوخ خروف قائم كأنه مذبوح له سبعة قرون وسبع أعين هي سبعة أرواح الله المرسلة إلى كل الأرض. ).
(( فهل هناك سبعة أرواح قدس ؟ وهل يكون كل منها روح الله !, التي فُسرت بمعنى حياة الله !؟ سبحان الله وتعالى عما يصفون.)).
6 – الروح جاءت بمعنى شيطان:
( مرقس 1 : 23. وكان في مجمعهم رجل به روح نجس)
الخلاصة: الروح سواء أكانت مضافة إلى الله، أم إلى القدس، أم بدون إضافة، فإن المعنى أنها صادرة عن الله تعالى, وكل ما سوى الله فهو مخلوق من مخلوقاته. ونسبة الروح لله بالقول (روح الله ) هي نسبة تعظيم وتخصيص، لا تأليه كالقول: جبال الله وارض الرب.
( مزمور 36 : 6 عدلك مثل جبال الله ), ( هوشع 9 : 3 لا يسكنون في ارض الرب ).
ويماثلها في الإضافة ما جاء في قول الله تعالى: ( ..هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَة ... [الأعراف : 73]، وقوله تعالى : (....وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ .. [الحج : 26].
من الواضح أن الروح القدس في الآيات التي استشهد بها القمص زكريا بطرس, المقصود بها جبريل عليه السلام وليس الثالوث الذي لم يجده في الكتاب المقدس وذهب ليبحث عنه في الإسلام الذي بين بكل وضوح كفر من قال بألوهية المسيح وكفر من قال بالثالوث !.
قالت المذيعة ناهد متولي : ((( أليست تسمية هذا الثالوث غريبة حقاً وما معنى الثالوث ؟ ممكن تبدأ لنا بمعنى الآب ))).
قال زكريا بطرس : ((( معنى الآب، كلمة الآب لها معانى كثيرة.
(أ) فمن معانى كلمة الآب معنى مجازى بلاغى وليس فيه تناسل مثل أب المخلوقات او أب الخليقة كلها فليس من المعقول أن الله تزوج وخلف الخليقة ...
(ب) وهناك معنى شرعى مثل التبنى ...
(ج) وهناك المعنى الجوهرى لكلمة الآب : مثل ما نقول النور تولد من النار فكيف ذلك ؟ لا نقول أن النار تزوجت الحطب وخلقت نور بالطبع لا ولكن هناك معنى جوهرى فى جوهر الشئ بمعنى النور من النار ولكن مختلف فى درجة السرعة بمعنى أن النار لها حركة بطيئة أما النور فله سرعة أكبر وهو متولد من النار فهذا هو المعنى الجوهرى لكلمة الآب .
ومن هذا نقول أن النار ولدت نوراً وهذا الفكر مختلف عن الولادة التناسلية العادية .
وهناك أيضاً المعنى الروحى فعندما نقول أن المسيح ابن الله فذلك هو المعنى اللاهوتى الروحى .
وفى ذلك يقول الكتاب المقدس فى ( يوحنا 1 : 13 ) الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله والمسيح مولود من الله قبل كل الدهور ولادة شخصية خاصة مثل النور الخارج من النار .
وهنا نرى أن الله حل فى جسد المسيح فذلك معنى الآب بدون تناسل وبدون جنس.))).
الرد بفضل الله تعالى :
فصل : في بيان معنى الآب حسب العهد الجديد :
جاء لفظ الآب في الكتاب المقدس معبراً عن الله الذي أرسل المسيح:
1 - ( يوحنا 5 : 30 أنا لا اقدر أن افعل من نفسي شيئا.كما اسمع أدين ودينونتي عادلة لأني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي أرسلني ).
2 - ( يوحنا 8 : 29 والذي أرسلني هو معي ولم يتركني الآب وحدي لأني في كل حين افعل ما يرضيه).
3 - (يوحنا 12 : 44. فنادى يسوع وقال.الذي يؤمن بي ليس يؤمن بي بل بالذي أرسلني. ).
وجاء لفظ الآب متميزاً في الإرادة والعلم عن المسيح الذي يدعون أنه صفة العلم لله تعالى !؟.
1 - ( متى 10 : 32 فكل من يعترف بي قدام الناس اعترف أنا أيضا به قدام أبي الذي في السماوات.).
2 - ( متى 12 : 50 لان من يصنع مشيئة أبي الذي في السماوات هو أخي وأختي وأمي ).
3 - ( مرقس 13 : 32 وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الآب. )
وجاء لفظ الآب كأب مجازي لكل المؤمنين يرعاهم .
1- ( متى 6 : 9 فصلّوا انتم هكذا.أبانا الذي في السماوات.ليتقدس اسمك. ).
2- ( متى 5 : 48 فكونوا انتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل ).
بذلك لفظ الآب عندهم متميز عن المسيح, وهو آب لكل المؤمنين وليس لشخص وهو أعظم من المسيح, وهو الذي أرسل المسيح. ولم يأت في أي مرة أن الآب هو جزء من الثالوث أو أن هناك ثالوث من الأصل !؟.ولم يأت قول المسيح إن الآب بالنسبة له مختلف عن الآب بالنسبة لباقي المؤمنين فقال : ( يوحنا 20 : 17 ..: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ». ).
انتقل زكريا بطرس لشرح لفظ الابن فقال : ((( وما معنى كلمة ابن ؟ .... أولاً : فى اللغة نستخدم ابن البلد ، ابن النيل ، ابن البادية ، ابن مصر. فلا نقصد أن هناك تناسل فى البنوة، وفى القرآن أيضاً كلمة إبن لا تفيد التناسل ولا الجسد . سورة البقرة آية 215 تقول " قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل . وعندما يقول إبن السبيل فهل معنى ذلك أن السبيل تزوج الطريق وخلفوا ولداً أسموه السبيل . ليس هذا معقول ولهذا فإن القرآن نفسه شهد للبنوة الغير جسدية، فلماذا لا نستخدم نحن كمسيحيين كلمة إبن ونهاجم عليها .))).
الرد بفضل الله تعالى :
فصل : في بيان معنى الابن حسب العهد الجديد :
جاء تعبير ابن الله وأبناء الله مرات عديدة بالعهد الجديد والعهد القديم مشيراً إلى القرب من الله أو مشيراً إلى كل عبد مخلص لله تعالى ولم يكن هذا التعبير مختصاً بأحد فقد أعطي اللقب ليعقوب وسليمان وآدم وأفرايم وعامة الناس الصالحين أيضاً ! والأمثلة كما يلي:
1- يعقوب ( إسرائيل ) هو ابن الله البكر:( خروج 4: 22 وقُلْ لِفِرعَونَ هذا ما قالَ الرّبُّ: ((إِسرائيلُ اَبْني البِكْرُ)))
2- أفرايم هو ابن الله البكر: (إرميا 31: 9 أنا أبٌ لإسرائيلَ وأفرايمُ بِكْرٌ لي.).
3- آدم هو ابن الله : آدمَ، اَبنِ اللهِ. ( لوقا 3 : 38 بن انوش بن شيت بن آدم ابن الله )
4- بنو إسرائيل آلهة ( لأنهم ينفذون شرع الله ) وأبناؤه لأنهم أحباؤه (مزامير 82: 6 أنا قلتُ أنتُم آلهةٌ وبَنو العليِّ كُلُّكُم.).
5- الصالحين (متى 5: 45 فتكونوا أبناءَ أبيكُمُ الّذي في السَّماواتِ. ).
6- (التثنية 14: 1 أنتُم أبناءُ الرّبِّ إلهِكُم ).
7- (رسالة فيلبي 2: 15 حتّى تكونوا أنقِياءَ لا لَومَ علَيكُم وأبناءَ اللهِ بِلا عَيبٍِ ....).
8- (رسالة يوحنا الأولى 3: 1-2 أنظُروا كم أحَبَّنا الآبُ حتّى نُدعى أبناءَ اللهِ، ونحنُ بِالحقيقَةِ أبناؤُهُ. إذا كانَ العالَمُ لا يَعرِفُنا، فلأنَّهُ لا يَعرِفُ اللهَ. يا أحبّائي، نَحنُ الآنَ أبناءُ اللهِ. ).
كتب شيخ الإسلام ابن تيمية: " ولفظ الابن عندهم في كتبهم يراد به من رباه الله تبارك وتعالى فلا يطلق عندهم في كلام الأنبياء لفظ الابن قط إلا على مخلوق محدث ولا يطلق إلا على الناسوت دون اللاهوت فيسمى عندهم إسرائيل ابنا وداود ابنا لله والحواريون كذلك ". [1]
بذلك فإن الوصف أو اللقب ابن الله, وأبناء الله, وأبانا في السماء, وغيرها غير مختصة بالمسيح عليه السلام بل جاءت بمعنى العباد الصالحين والمقربين لله تعالى حسب العهد الجديد.
فمن الذي أخرج ابن الله من المعنى المجازي الذي يعني العباد الصالحون بوجه عام, إلى معنى محدد يختص به المسيح بمفرده "ابن الله الوحيد" ؟! , بالطبع لم يفعل المسيح هذا , بل الذي أخرج المعنى من المجاز ( مقصوداً به كل العباد الصالحين ) إلى معنى مميز يختص بفرد واحد هو يوحنا بقوله: (يوحنا 3 : 16 لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد ... !).
فلم يقل المسيح عليه السلام " أنا ابن الله الوحيد " أو " أنا ابن الله بالمعنى الحرفي" أو "إن أبي الله وأباكم ليس الله" أو " "أنا مولود من الله " أو أن هناك ثالوثاً وأنا أقنوم من الثالوث أو أي شيء من هذا !.
وقد نشأت هذه العقيدة وهذا التميز بعد المسيح بعشرات السنين بأنه هو الابن الوحيد وأن لقب الابن بالنسبة له يختلف عن إطلاق الابن على سائر المؤمنين.
فأصبحت البنوة بنوة مجازية تعم كل المؤمنين حسب المفهوم المسيحي, ولكن فيما يختص بالمسيح تحولت الأبوة إلى أبوة خاصة بالمسيح فقط , وحسب قانون الإيمان فإن الابن مولود قبل كل العصور من الله , فكيف يكون مولوداً ولادة مجازية , وأين كان الابن الإله قبل أن يولد من الإله الحق !؟.
وإن قلتم إن بنوة المسيح عليه السلام مجازية انتفت صفة الابن الوحيد عن المسيح لأن كل المؤمنين يشاركونه نفس الصفة حسب الكتاب المقدس .
ونذكر بقانون الإيمان النيقاوي ( نؤمن بإله واحد، آب ضابط الكل، خالق السماء والأرض، كل ما يرى وما لا يرى. وبرب واحد يسوع المسيح، ابن اللـه الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور، إله من إله، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر، الذي به كان كل شيء ) , فهل هذا مجاز مثله مثل باقي المجاز في الكتاب المقدس ؟؟
وبقانون الإيمان الأثانسي : ( إن للآب أقنوماً .وللابن أقنوماً .وللروح القدس أقنوماً. - ولكن الآب والابن والروح القدس لاهوت واحد ومجد متساوٍ .وجلال أبدي معاً.- وهكذا الآب إله .والابن إله .والروح القدس إله. - ولكن ليسوا ثلاثة آلهة .بل إله واحد. - وهكذا الآب رب .والابن رب .والروح القدس رب. - ولكن ليسوا ثلاثة أرباب .بل رب واحد. - فالآب غير مصنوع من أحد .ولا مخلوق .ولا مولود. - والابن من الآب وحده .غير مصنوع .ولا مخلوق .بل مولود.)
فأين قال لكم المسيح ما جاء في قانون الإيمان ؟.
باقي ما قاله زكريا بطرس : ((( وعندنا أيضاً الإمام النسفى علق على هذا الموضوع (إبن السبيل) بقوله : دعى إبن السبيل كونه ملازماً للطريق وهذا تفسير النسفى الجزء الأول صفحة 86 وهناك حديث قدسى يقول : الأغنياء وكلائى والفقراء عيالى بمعنى أولادى فمتى خلف هؤلاء؟!. ولكن المقصود هو معانى أخرى وليس المفهوم الضيق .))).
الرد بفضل الله تعالى :
تحدث أن البنوة مجازية واتفقنا أنها مجازية على كل المؤمنين حسب الكتاب المقدس ولكن تم تخصيص المسيح بمفرده بهذه البنوة بدون دليل من أقواله وحسب قانون الإيمان فإن الابن مولود من الآب قبل كل العصور وهذا ما نعترض عليه ولا تملكون عليه أدلة ولا برهان ولا قاله المسيح عليه السلام.
أما الحديث القدسي الذي ذكره وعلق عليه : ((( الأغنياء وكلائى والفقراء عيالى بمعنى أولادى فمتى خلف هؤلاء؟))).
فأولاً : الحديث غير موجود في أي من كتب السنة ( مكذوب ), فهو موجود في بعض كتب الشيعة الذين يقبلون الروايات بدون أسانيد على أساس أن قائليها من الأئمة المعصومين.
ثانياً : " عيالي " تعني " الذين أعولهم" , فليس من اللغة العربية أن "عيالي" تعني "أولادي", بل هذا ما أدخلته العامية الحديثة , فمن تنفق عليهم وتعولهم وتهتم بأسرهم هم "عيالك" أي الذين تعولهم.
قالت المذيعة ناهد متولي : ((( ويبقى معنى الروح القدس ))).
أجاب زكريا بطرس : ((( فى سورة يوسف آية 87 " ولا تيئسوا من روح الله فمن ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون "..وفى سورة البقرة آية 87 ، 253 " وأتينا عيسى ابن مريم بالبينات وأيدناه بروح القدس " وكذلك فى سورة المائدة : إذ أيدتك بروح القدس . والشيخ عبد الكريم الجبلى قال : عن الروح القدس أنه غير مخلوق وغير المخلوق أزلى والأزلى هو الله دون سواه .. وهذا فى مجلة كلية الآداب سنة 1934 : وهذا هو الروح القدس .))).
الرد بفضل الله تعالى :
أولاً : في سورة يوسف جاء قول الله تعالى : " لا تيأسوا من رٌوح الله " (بفتح الراء ) و رٌوح الله هي ( رحمة الله) والآية لم يأت فيها "لا تيأسوا من رُوح الله" ( بالضم ).
قال الله تعالى : " يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ [يوسف : 87]".
ولم يأتِ زكريا بطرس بأي تفسير مخالفـًا عادته, لعلمه بأنه لن يجد ما يخدمه.
وقد جاء في تفسير الجلالين: « { ولا تيأسوا } تقنطوا { من روح الله } رحمته ».
ثانياً : بينا أن المقصود بالروح القدس جبريل عليه السلام .
ثالثاً : استدلال زكريا بطرس بما كتبه شخص مجهول يسمى عبد الكريم الجبلي في مجلة الحائط لكلية الآداب عام 1934 يدل على أنه لم يجد أي قول من علماء المسلمين يؤيده, فأتى باسم شخص مجهول كتب في مجلة كما يدعي بإحدى الكليات منذ أكثر من سبعين عاماً, وكان من الممكن أن يقول ومن لا يصدقني ربما تكون المجلة لا تزال على حائط كلية الآداب !.
رابعاً : أراء الأشخاص لا تلزمنا ولا تلزمكم كما بينا في المقدمة , وكمثال كتب الدكتور يونان لبيب رزق وهو مسيحي أرثوذكس كتاباً بالأسواق اسمه " الإرهاب ليس صناعة إسلامية ", قال فيه إن الإسلام دين سماوي , فهل شهادته هذه تلزمكم أم ستقولون هذا رأيه الشخصي ؟.
خامساً : نحن لا نأخذ ديننا إلا من الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام فما كتبه مجهول عن مجهول لا يعنينا , والرأي الشاذ لأي من علمائنا الأجلاء لا يؤخذ به , فالكل يصيب ويخطئ ولا أحد معصوم إلا النبي عليه الصلاة والسلام.
وتصرف زكريا بطرس باستشهاده بمجهول كتب في مكان مجهول ليس غريبا على الفكر والمنهج النصراني, فحسب الموسوعة البريطانية ومدخل الكاثوليك إلى الكتاب المقدس ( العهد الجديد ) وحسب الكثير من المراجع العلمية فإن كاتب إنجيل مرقس مجهول وكاتب إنجيل متى مجهول وكاتب إنجيل يوحنا مجهول وكاتب الرسالة إلى العبرانيين (التي يدل اسمها أنه ليس لها كاتب) مجهول ومع ذلك يتم أخذ أهم تعاليم النصرانية من مثل هذه الكتب التي بدون أسانيد من مجهولين ويمكن التأكد من أي مكتبة أو بمراجعة الموسوعة البريطانية ومدخل الكتاب المقدس للكاثوليك.
لقد قضى المسيح ما يقرب من 33 عاماً فهل لم يجد الوقت ليقول كلمة واحدة عن الثالوث أو عن الأقانيم أو عن خطيئة أدم ؟
هل لم يكن المسيح كفئاً ليعبر عن الله تعالى فقام بالتعبير عن الله تعالى أنه واحد لا شريك له وأنه أرسله ليبشر المدن الأخرى ولا يعلم موعد الساعة ولا أي ما نسبوه إليه بعد عشرات السنين !؟.
(مرقس 12 : 29 فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ.).
( يوحنا 5 : 30 أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي. )
( لوقا 4 : 43 .. «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ».)
( يوحنا 8 : 40 وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. )
( يوحنا 20 : 17. اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ». )
لقد قال المسيح عليه السلام حسب العهد الجديد كل ما سبق وأكثر ولم يقل بالثالوث ولا الأقانيم ولا اللاهوت ولا الناسوت ولا طبيعتين ولا جوهر واحد ولا أنا تجسدت ولا خطيئة آدم ولا آمنوا بموتي على الصليب ولا أنا الله ولا الثلاثة واحد ولا أي من التعاليم المسيحية التي تم ابتداعها بعد المسيح بعشرات السنين اعتمادا" على أقوال أشخاص آخرين ضاربين بأقوال المسيح الواضحة عرض الحائط !, وللحصول على أدلة كتابية على معتقد الثالوث نجدهم يبحثون عن الثالوث فيما وراء الكلمات تاركين الكلمات الواضحة الجلية التي تقول لا إله إلا الله, عيسى عليه السلام رسول الله.
اكتمل الرد على الحلقة الثالثة
والحمد لله رب العالمين.
الرد على الحلقة الرابعة.
عنوان الحلقة الرابعة.. الرد على قول القرآن "كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة"
تبدأ المذيعة ناهد متولي بالقول: (((يقول القرآن لقد كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد فما هو ردكم على ذلك ؟))).
قال زكريا بطرس : (((بالطبع الإسلام نشأ فى الجزيرة العربية وكانت الجزيرة تعبد الأوثان وكانت الكعبة بيت الآلهه وكان فيها أكثر من 360 صنم لكل يوم صنم معبود وطبعاً كان فيه كعبات ثانية كثيرة فى الجزيرة منتشرة غير الكعبة الكبيرة .. فكان من ضمن المعبودات عندهم .. إله القمر وكان يسمى الله وإله الشمس وكانت تسمى اللآت وكانت زوجة القمر وكان لهم أولاد منات وعزة واللآت وهذه الآلهه كانوا يقولون عنها أن القمر تزوج الشمس وخلف منهم منات واللات والعزة ولما جاء الإسلام يدعو للتوحيد كان يحارب تعدد الألهة … لقد كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة. ))).
الرد بفضل الله تعالى :
أولاً : الكعبة لم يطلق عليها بيت الآلهة أبداً , فلا يوجد أي مصدر تاريخي لهذا الكذب.
ثانياً : كان حول الكعبة 360 صنما وليس داخل الكعبة كما قال, فمساحة الكعبة لا تسمح بوجود 360 صنما بداخلها.
ثالثاً : قال زكريا بطرس: إنه كان هناك كعبات أخرى بالجزيرة العربية وهذا كذب صريح !.
رابعاً : القول بأن إله القمر يسمى ( الله ) وزوجته تسمى ( اللات ) قول بلا أي دليل والملاحظ أنه قال بعدها جاءوا بأبناء وذكر منهم (اللات ) مكرراً اللفظ .
خامساً : (( الله واللات ومناة والعزى )) ,أربعة وليسوا ثلاثة حسب قوله , فكيف يقول إنهم المقصودون بالآية : "ولا تقولوا ثلاثة " !؟.
سادساً : الأصنام حول الكعبة كانت خاصة بالقبائل وليست خاصة بالأيام , فقد كان لكل قبيلة رمز وهو صنم في أهم مكان بالجزيرة العربية وهو الكعبة , فكانت الأصنام ممثلة للقبائل مثل أعلام الدول حول مقر الأمم المتحدة.
سابعاً : يقول : جاء الإسلام يدعوا إلى التوحيد, مع أنه بعد عدة حلقات سيقول الإسلام ديانة وثنية تدعو إلى الوثنية !, فنقول له إذا كنت كذوباً فكن ذكوراً.
أكمل زكريا بطرس فقال : (((.. وهناك بدعة أخرى تكلمنا عنها فى وقت سابق هى بدعة المريميين فى القرن الخامس الميلادى والمسيحية رفضت هذه البدعة وحاربتها ومنعتها وحكمت على القائمين بها … فكانوا يقولون أن الله تزوج العذراء وخلفوا المسيح وهذا كلام غير مقبول إطلاقاً وغير معقول ونحن لا نقول ذلك، ولكن نتيجة لهذه البدعة الإسلام يقول يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس أعبدونى وأمى إلهين من دون الله ؟ بالطبع هذا لم يحدث والعجيب أن القرآن ينفى هذا والقرآن يرد بالنفى على لسان المسيح أنه لم يقل هذا وهذا الكلام غير موجود نهائى.))).
الرد بفضل الله تعالى:
أولاً : لقد حارب الإسلام القائلين بالتثليث سواء من اعتبروا بنوة المسيح عليه السلام بنوة مجازية مثلما تعتبرونها حالياً , أو ما قالته إحدى الطوائف من أن البنوة جسدية.
ثانياً : تم التوضيح أنه لا يحق لكم الاستشهاد بالقرآن الكريم لإثبات صحة معتقدكم وقد تم الرد في الحلقة الثالثة ببيان أنكم المقصودون في الآية الكريم حسب النقل والعقل.
ثالثاً : تقولون إنه حسب القرآن الكريم عيسى عليه السلام لم يقل لهم أبداً أنا إله, فلو كان القرآن مصدراً موثوقاً لكم وتصدقونه, وتجدون فيه أن عيسى عليه السلام أنكر هذا , فلماذا تتخذونه إلهاً !؟.
قالت المذيعة ناهد متولي : (((هل معنى ذلك أن إخواننا المسلمين يخطئون عندما يقولون عنا أننا نعبد ثلاثة آلهه؟ ))).
قال زكريا بطرس : ((( بالتأكيد وحتى يحكم الإنسان على شئ يلجأ للتاريخ ولقد أيد التاريخ هذه العملية … فلقد كانت هذه البدعة فى القرن الخامس وبقى منها بعض الأشخاص من المعتقدين بذلك والإسلام كرر ما قالته المسيحية أن هذه العقيدة خطأ والإسلام شهد بذلك أن المسيح قال لا ونفى أننا نعبد ثلاثة آلهه هذا الموضوع لا يخصنا كمسيحيين ))).
الرد بفضل لله تعالى :
أولاً : حسب قانون الإيمان : الآب إله والابن إله والروح القدس إله (( كم العدد ؟ وتكملون هذا بالافتراض الذي لا تفهمونه )) ولكنهم ليسوا ثلاثة آلهة بل إله واحد , وبداية قانون الإيمان الأثانسي تقول نعبد واحداً في تثليث وثالوثا في توحيد وتقولون بسم الثالوث الأقدس.
ثانياً : كما سبق التوضيح وكما جاء لنا عن طريق النقل المتواتر فيما لا يدع أي مجال للشك, أن المقصود بقول الله تعالى " قد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة " هم النصارى القائلون بالتثليث. وقد بينا هذا بالتفصيل في الرد على الحلقة الثالثة.وبينا في المقدمة عدم جواز استشهادكم من القرآن الكريم.
ثالثاً : إن لم تكونوا تعتقدون بصحة الإسلام, فما المشكلة عندكم إن كان القرآن يقصدكم أم لا يقصدكم؟.
قالت ناهد متولي : (((هناك أيضاً تكملة للآية : لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة نرجو إيضاحاً أكثر. )))
فقال زكريا بطرس : ((( هذا الفكر ينفى وجود تزاوج بين إله وإله مؤنث وإنجاب، لذلك فى سورة الأعراف آية 101 يقول : بديع السماوات والأرض أنا يكون له ولد ولم تكن له صاحبه أى زوجة .. وهذا الفكر ينفيه الإسلام وتنفيه المسيحية أيضاً… وفى سورة الإخلاص قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد . بمعنى أحد مساو له ونحن لا نقول أن الله يلد ويولد …
ولا يوجد عندنا مفهوم الولادة الجسدية التناسلية ولسبب بسيط جداً نحن نؤمن أن الله روح .. فكيف يتزوج ويخلف وما إلى ذلك وفى سورة المائدة آية 73 : يقول لقد كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وذلك هو إيمان المسيحية ونحن نقول أنه إله واحد وليس ثلاثة ألهه ولكن إيماننا أن الله له وجود وعالم وحى ولا أحد ينكر ذلك ))).
الرد بفضل الله تعالى :
أولاً : المسيح حسب اعتقادكم هو الله أو ابن الله الذي تجسد في صورة بشر وحسب الاعتقاد المسيحي فإنه تمت ولادته مرتين , الولادة الأولى من الآب قبل كل العصور حسب قوانين الإيمان والولادة الثانية بالجسد من مريم.
ثانياً : بصرف النظر عن وجود تزاوج أم لا يوجد تزاوج فإنه حسب قانون الإيمان فالابن عندكم مولود من الآب قبل كل العصور, وتقولون في قانون الإيمان مولود غير مخلوق.
ثالثاً : نفى القرآن الكريم الذي لا يصلح أن تتخذه شاهداٍ لك بكل المقاييس, نفى على العموم أن الله تعالى يلد أو يولد, فلم يقل القرآن الكريم بل ممكن يلد ولادة مجازية وليس جسدية , بل جاء اللفظ عاماً ومطلقاً فقال تعالى : (قل هو الله أحد. الله الصمد. لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفواً أحد).[الإخلاص].
رابعاً : قولكم أن في المسيحية لا يوجد إلا إله واحد هو قول خاطئ فالمسيحية تؤمن بوجود ثلاثة آلهة كاملين ولكن مجموعهم إله واحد فحسب قوانين الإيمان الآب إله والابن إله والروح القدس إله ولكنهم ليسوا ثلاثة آلهة بل إله واحد وهو ما لا يفهمه قائلوه ولا يجدون له نصاً.
خامساً : تقولون في قانون الإيمان عن الابن إله من إله , إله حق من إله حق, مولود غير مخلوق, وتقولون عن الروح القدس إله من إله, ليس مخلوقاً ولا مولوداً بل منبثق وتقولون توحيد في تثليث وتثليث في توحيد.
سادساً : القول أن إيمانكم هو أن الله له وجود وعالم وحي ولا أحد ينكر هذا قول مخادع لأنه حسب الاعتقاد المسيحي الوجود هو إله كامل قائم بذاته وهو الآب والعلم إله كامل قائم بذاته وهو الابن والحياة إله قائم بذاته وهو الروح القدس ومجموعهم إله واحد كامل قائم بذاته وهو الله وهذا ما لا نص له ولم يكن أبداً من تعاليم الأنبياء ولا يفهمه آباء الكنيسة بل قالوا هذا سر لا نفهمه كما بينا في أول الرد على الحلقة الأولى.
قالت المذيعة ناهد متولي : (((سؤال مع إحترامى لكل هذه المناقشات ولكن يصعب الإيمان بهذه العقيدة أليس كذلك ؟ فهل ممكن أن نبسطها أكثر ...))).
قال زكريا بطرس : (((فى الحقيقة الأمور التى تختص بالله بالتأكيد صعبة لماذا لأنه فوق مستوى العقل ولكن رغم أنها فوق العقل لكنها لا تتعارض مع العقل وليست ضد العقل .... ))).
وهذا اعتراف صريح بغرابة هذه العقيدة واستحالتها على العقل بعد أربع حلقات من الشرح والحمد لله الذي بين كذب زكريا بطرس في الحلقة الأولى من أن الثالوث ليس معقداً على الإطلاق.
أكمل زكريا بطرس وحكي قصة القديس أوغسطينيوس ولكنه لم يذكره بالاسم بل قال فيلسوف عقلاني متحرجاً من الإقرار بأن أكبر فلاسفة وآباء الكنيسة لم يفهم الثالوث (ولم يجد له أي نص كتابي ).
فقال زكريا بطرس : ((( وأنا أريد الآن أن أقدم بعض التشبيهات : نحن نتفق بمحدودية العقل وعدم محدودية الله .. والعقل المحدود لا يتسع للغير محدود ويحضرنى هنا أنه كان هناك فيلسوفاً عقلانياً يريد إدراك الله ومعرفته وأن يدرك كل معرفته .. وواجه صعوبة لدرجة أنه قارب على الجنون .
وفى مرة رأى فى حلم أنه هناك شاطئ محيط مترامى الأطراف ورأى طفل صغير يحفر حفرة صغيرة على الشاطئ ومعه دلواً يحاول به أن يملأ الحفرة ماء من المحيط ، ثم يترك الحفرة الصغيرة ويرجع مرة أخرى إلى المحيط ويكرر هذه الفعل عدة مرات … فسأله الفيلسوف ماذا تفعل يا إبنى فرد الطفل أريد أن أنقل ماء المحيط إلى الحفرة الصغيرة . فرد عليه الفيلسوف أأنت مجنون يا أبنى ؟كيف تريد إحضار مياه المحيط المترامى الأطراف وتضعها فى حفرة صغيرة؟!.. فرد عليه الطفل وكيف تريد أنت إدراك الله غير المحدود بعقلك المحدود؟!.. فأستيقظ الفيلسوف من نومه وقد أيقن أنه يحتاج إلى معونه إلهية .)))
نبين بفضل الله تعالى أننا من الممكن أن نوقف العقل عندما نجد نصوصا محكمة, فإن وجدنا أقوالاً صريحة ونصوصاً واضحة من رسل الله تعالى حول الله تعالى أخذنا هذه النصوص على حالها وأوقفنا العقل ولكننا لا نوقف العقل بناء على تصور ليس له أي دليل.
لا نوقف العقل ونقول إننا لا نفهم الثالوث وسنقبله بدون فهم في حين أنه لا يوجد أي دليل على وجوده ولم يكن أبداً من تعاليم المسيح والرسل الذين سبقوه ولم يرد لفظه أبداً .
فالله تعالى قال إنه يحيي الموتى ونحن لا نعلم الكيفية ولكننا أمام نصوص صريحة بذلك نقبل , لذلك المسلم يستخدم العقل للتأكد من صحة النقل , وعند ثبوت النقل يوقف العقل.
قالت المذيعة ناهد متولي : ((( فى الحقيقة هذا الكلام صعب بالنسبة لأحبائنا فى الإسلام فهم يحتاجون إلى كلام أبسط من ذلك ليصلوا به إلى الحقيقة .))).
نعم ولله الحمد فالمسلم لا يؤمن إلا بالدليل ولا يؤمن إيمانا أعمى.
قال زكريا بطرس : (((ببساطة الإنسان يدعو الله يقول لله يا رب من فضلك علمنى وأشرق بنورك فى حياتى وعرفنى مالا أعرفه )))
وسرد زكريا بطرس قصة عن سفاح قال يا رب ارني ذاتك فالله تعالى أرسل له راهباً, وبين له من هو الله , إلى غير ذلك من القصص التي بدون سند ولا تصلح إلا قبل النوم.
فقال : ((( ....وأخذ الراهب على إفهام الرجل حتى عرف ان الله فى محبته الكبيرة وهو غير المرئى أراد أن يظهر للإنسان لكى يريه نفسه فى صورة جسدية .
مثل ما حدث فى سورة الأعراف : أراد موسى أن يرى الله فقال الله لا تستطيع رؤيتى فأنظر للجبل عندما يستقر تستطيع أن ترانى فتجلى الله للجبل فصار دكاً وصار موسى صعقاً.)))
ما يعنيه من القصة أن فهم الله تعالى والثالوث غير ممكن إلا بالمعونة الإلهية فإن لم تفهم الثالوث فأنت في وضع سيء وتحتاج للمعونة الإلهية لتعرف الله , ونتساءل إن كان كل الآباء لم يفهموه لماذا تطلبون منا الفهم وبعضكم يدعي فهمه مرات وينكر مرات أخرى هذا مع عدم وجود نصوص له ؟.
الواضح أنه إن لم تفهم الثالوث فأنت مثل كل آباء الكنيسة وتحتاج إلى معونة إلهية, وإن فهمته فأنت فهمت ما عجزوا عن فهمه جميعا, ومن المؤكد أنك فهمت شيئاً مختلفاً ولست إلا واهماً.
تحول زكريا بطرس إلى موضوع آخر فقال : إن الله تعالى تجلى للجبل عندما طلب موسى أن يرى الله تعالى, ثم سيقول في موضوع آخر إن الله تعالى تجلى لموسى وهذا لم يحدث, ثم سيقول إن كان الله ظهر للجبل فهل من الغريب أن يظهر في إنسان ؟؟
وبالطبع ظهوره للجبل بعيد عن ظهوره في إنسان, فالأولى تجلي أو ظهور, والثانية تجسد وحلول.
أكمل زكريا بطرس فقال : ((( فماذا يقول النسفى فى هذا الموضوع ؟ ... يقول الله أعطى للجبل حياة وأعطى له علم وأعطى له رؤيا للجبل الجماد والقرآن يقول أنه تجلى للجبل وليس لموسى .. فإذا كان الله تجلى للجبل فهل بكثير على الإنسان سيد المخلوقات أن يتجلى الله فيه . فبالطبع يتجلى للإنسان عامة ويتجلى للمسلم والمسيحى… فإذن موسى رأى الله عندما قال له عندما يستقر الجبل ترانى وعندما رأى موسى الله صار صعقا .. وتجلى الله لموسى مرة أخرى فى الشجرة..
والفكرة هنا أن أدعو إلى الله وأقول له أنا أريد أن أراك مثل موسى … يارب موسى طلب أن يراك فتراءيت له بطريقة إعجازية وجعلت الجبل كذلك يرى الله وليس موسى فقط .. يارب أنا أريد إشراقة بنورك.))).
الرد بفضل اله تعالى :
أولاً : لقد قال زكريا بطرس أن موسى لم ير الله في بيانه لقول الله تعالى لموسى ( لن تراني ) , ثم عاد وقال معنى هذا أن موسى رأى الله !!, ولا نعلم من أين استدل عليها فالقرآن واضح وينفي تجسد الله تعالى أو رؤية موسى لله فقد قال تعالى : " ( وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ [الأعراف : 143])".
ثانياً: لم يظهر الله تعالى لموسى في الشجرة بل إن موسى عليه السلام سمع صوتاً من عند الشجرة, فقد قال الله تعالى:" (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [القصص : 30])" , وفي كل التفاسير الإسلامية جاء التفسير بأن موسى عليه السلام كان بجانب الشجرة فسمع الصوت أو سمع موسى الصوت من جانب الشجرة ولا يوجد في الإسلام أبدا أن الله تعالى ظهر في شجرة أو إنسان أو نار أو سحاب.
ثالثاً : القول إن الله قادر على أي شيء لا ننكره ولكن الله تعالى منزه عن أن يتجسد في إنسان أو في جنين داخل رحم أو في حيوان أو في حشرة, فهو قادر على كل شيء ولا يلزمه التجسد ليغفر أو ليكفر عن ذنب شخص أو ليعفو.
ذكر زكريا بطرس مرة أخرى قصة الشخص الذي ظهر له الراهب وبين له محبة الله تعالى, ثم تحول لانتقاد الإسلام الذي لا يقول إن الله محبة ويمدح في المسيحية التي تقول أن الله تعالى أحب العالم فقال زكريا بطرس: (((ماذا يقول الكتاب المقدس .. يقول الله محبة .. والغريب أن صفات الله فى القرآن 99 منها الجبار ، المنتقم ، المتكبر والمذل ولا توجد فيها صفة المحبة . فهل تعذر على الله أن يضع فى كل مجموعة الصفات كلمة المحب ؟ بالطبع لا .. لأنها تتعارض مع أشياء أخرى … ولكن كتابنا المقدس يقول " الله محبة " … أحب العالم وعلىَّ أن أقول يارب علمنى ذاتك ومحبتك ))).
الرد بفضل الله تعالى :
فصل الرد على أن الله محبة في المسيحية وجبار في الإسلام:
يقول النصارى: الله عند المسلمين جبار ومتكبر أما عندنا فإن الله محبة: } هُوَ الله الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ الله عَمَّا يُشْرِكُونَ { [الحشر:23].
الرد من وجهين:
أولًا: توضيح معنى الجبار وبعض من صفات الله تعالى التي غفلوا عنها:في تفسيرالجلالين: } هُوَ الله الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ {
(القدوس) الطاهر عما لا يليق به (السَّلَامُ) ذو السلامة من النقائص (الْـمُؤْمِنُ) المصدق رسله بخلق المعجزة لهم (الْمُهَيْمِنُ) من هيمن يهيمن إذا كان رقيبًا على الشيء أي الشهيد على عباده بأعمالهم (الْعَزِيزُ) القوي (الْجَبَّارُ) جبر خلقه على ما أراد (ŽÉi9x6tGßJø9$#) عما لا يليق به (سُبْحَانَ الله) نزه نفسه (عَمَّا يُشْرِكُونَ) به.
وفي تفسير ابن كثير: (âالْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ) أي الذي لا تليق الجبرية إلا له ولا التكبر إلا لعظمته.
إن الله تعالى: } لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ { [الشورى:11] ومن أسمائه تعالى: «الرحمن، والرحيم، والغفور، والرءوف، والودود».
قال تعالى: } وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ { [هود:90].
في التفسير الميسر: واطلبوا من ربِّكم المغفرة لذنوبكم، ثم ارجعوا إلى طاعته واستمروا عليها. إن ربِّي رحيمٌ كثيرالمودة والمحبة لمن تاب إليه وأناب يرحمه ويقبل توبته. وفي الآية إثبات صفة الرحمة والمودة لله تعالى كما يليق به سبحانه.
قال تعالى: } وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ { [البروج: 14] وفي التفسير الميسر: وهو الغفور لمن تاب، كثير المودة والمحبة لأوليائه.
ثانيًا: نفس الصفات بكتابهم ولكنهم غفلوا عنها:
1- (نحميا 9: 32):«والآن يا إلهنا الإله العظيم الجبار المخوف حافظ العهد والرحمة».
2-(أيوب 9: 9):«صَانِعُ النَّعْشِ وَالْجَبَّارِ وَالثُّرَيَّا وَمَخَادِعِ الْجَنُوبِ».
3- (المزامير 24: 8): «مَنْ هُوَ هَذَا مَلِكُ الْمَجْدِ؟ الرَّبُّ الْقَدِيرُ الْجَبَّارُ الرَّبُّ الْجَبَّارُ فِي الْقِتَالِ!».
4- (اشعياء 11:25):«فيبسط يديه فيه كما يبسط السابح ليسبح فيضع كبرياءه مع مكايد يديه».
5- (المزامير47: 9) «...لأن لله مجان الأرض هو متعال جدًا».
الرد على أن الله محبة:
4: } وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء الله وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِير { [المائدة: 18[.
يقول النصارى: الله (خلقنا لأنه يحبنا) و(الله محبة)، وهذا القول يتناقض مع العقل ومع النصوص ومع التاريخ للأسباب الآتية:
-الإنسان يمرض ويبكي ويتألم، فالدنيا دار اختبار من أجل الآخرة وليست جنة خُلقت من أجل محبة الله تعالى لنا.
- أمر الله تعالى اليهود بقتل الكثير من الناس في العهد القديم، وكل الخلق سواء ولا يمكن أن يكون الله الذي هو محبة في فكرهم، يأمر بعض شعبه الذين خلقهم من أجل المحبة (كما يقولون) لقتل شعوب أخرى يفترض أنه خلقهم من أجل المحبة!.
- قتل بالطوفان وقتل في الحروب الملايين، فأين هي المحبة وأن الله تعالى خلقنا لأنه يحبنا ؟
- لا يوجد التعبير (الله محبة) في الكتاب المقدس على لسان أي من أنبياء العهد القديم, أو على لسان السيد المسيح، فهل يكون فعلا الله محبة، ويخبئ الله هذا الأمر حتى يأتي يوحنا وبولس في رسائلهم ويقولون الله محبة وأحبوا بعضكم، فيما غفل المسيح وجميع أنبياء العهد القديم عن هذا ؟
- هل الله تعالى يحب هتلر وشارون ؟
- هل الله تعالى يحب من ألقى القنبلة الذرية فقتل 200 ألف مدني في ثوان ؟
- هل الله تعالى يحب من يكفر به وينشر الفساد في الأرض ويحب الزناة والقوادين وتجار المخدرات ؟
في الإسلام بين الله تعالى أنه يحب من يستحق حبه تعالى ولا يحب الظالمين والكافرين والمعتدين.
الله يحب
1- } وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ الله وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ الله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ { [البقرة: 195[.
2- } بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ الله يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ { ]آل عمران: 76[.
3- } وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ الله يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ { [المائدة:42].
الله لا يحب
1- } وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ الله الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ الله لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِين {
[البقرة:190[
2- } قُلْ أَطِيعُواْ الله وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ الله لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ {
]آل عمران:32[.
3- } وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَالله لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ { [آل عمران:57[.
وقد جاء في (مزمور5: 4 6):«لأَنَّكَ أَنْتَ لَسْتَ إِلَهًا يُسَرُّ بِالشَّرِّ لاَ يُسَاكِنُكَ الشِّرِّيرُ. لاَ يَقِفُ الْمُفْتَخِرُونَ قُدَّامَ عَيْنَيْكَ. أَبْغَضْتَ كُلَّ فَاعِلِي الإِثْمِ. تُهْلِكُ الْمُتَكَلِّمِينَ بِالْكَذِبِ. رَجُلُ الدِّمَاءِ وَالْغِشِّ يَكْرَهُهُ الرَّبُّ».
وهو نفس المعنى الخاص بأن الله تعالى يكره فاعلي الإثم.
يقول الله تعالى أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ [القلم :35- 36], والسؤال استنكاري, وبعده جاء قول الله تعالى ما لكم كيف تحكمون هذا الحكم الفاسد " تفسير الجلالين" ؟؟.
هل تعتقدون أنه من العدل أن يحب الله هتلر وموسوليني ويدخلهم الجنة في نفس المنزلة مع يحيي وموسى وأدم وإبراهيم عليهم السلام ؟؟.
الله تعالى يرضى الخير لعباده ولا يرضى لهم الكفر ويفرح الله تعالى بعودة عباده له بالتوبة ويتقبلهم فقد قال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر : 53]
ولكن أن نقول إن الله محبة ونقول بالمساواة بين الناس في أعمالهم والخلاص بالإيمان, هذا لم يأت به أي رسول من قبل ولم يقله المسيح عليه السلام في الكتاب المقدس أو في أي موضع آخر.
الله تعالى في الإسلام لا يضيع أجر من أحسن عملا", والمجرمون الذين يحاربون الله ورسوله لهم عذاب جهنم وبئس المصير إن لم يتوبوا إلى الله تعالى.
مع العلم أنه لم يأت لفظ الله محبة على لسان أي من أنبياء العهد القديم ولم يأت على لسان المسيح لأنه غير منطقي وغير معقول, ولكن اللفظ الله محبه أول من قاله هو يوحنا في إنجيله الذي تمت كتابته بعد المسيح بحوالي سبعين عاماً .
فصل : كاتب إنجيل يوحنا حسب المصادر المسيحية والموسوعات العالمية :
بمراجعة مقدمة الكتاب المقدس للكاثوليك أو الموسوعة البريطانية أو أي معجم للكتاب المقدس يحترم القارئ , نجد أن كاتب إنجيل يوحنا , حيث تؤخذ أهم التعاليم ومنها ( الله محبة ) يوحنا مجهول كما يلي:
1- الموسوعة البريطانية -تحت عنوان العهد الجديد- الإنجيل وفقا" ليوحنا.
"بالرغم من أن ظاهر الإنجيل يبين أنه كتب بواسطة " يوحنا " الحواري الحبيب للسيد المسيح, لكن هناك الكثير من الجدل حول شخصية الكاتب ... لغة الإنجيل وصيغته اللاهوتية تبين أن الكاتب ربما عاش في فترة حديثة عن "يوحنا" واعتمدت كتابته على تعاليم وشهادة "يوحنا".....كثير من الفصول عن حياة المسيح تم إعادة سردها بترتيب مختلف عن باقي الأناجيل المتناظرة ( متى- مرقس- لوقا) والفصل الأخير يبدو وكأنه إضافة لاحقة تظهر احتمالية أن يكون النص الخاص بالإنجيل مركبا.
مكان كتابة الإنجيل وتاريخ الكتابة كذلك غير معلومين, الكثير من العلماء يعتقدون أنه كتب في "أفسس" في آسيا الصغرى, تقريبا" عام 100 ميلادية ". (الموسوعة البريطانية- الإصدار 15-الجزء 14 – ص 977 )
2- الكتاب المقدس للكاثوليك: " وليس لنا أن نستبعد استبعادا" مطلقا" الافتراض القائل بأن يوحنا الرسول هو الذي أنشأه. ولكن معظم النقاد لا يتبنون هذا الاحتمال. فبعضهم يتركون تسمية المؤلف فيصفونه أنه مسيحي كتب باليونانية في أواخر القرن الأول في كنيسة من كنائس آسية حيث كانت تتلاطم التيارات الفكرية بين العالم اليهودي والشرق الذي اعتنق الحضارة اليونانية. وبعضهم
يذكرون يوحنا القديم الذي ذكره بابياس. وبعضهم يضيفون أن المؤلف كان على اتصال بتقليد مرتبط بيوحنا الرسول." ( الكتاب المقدس للكاثوليك- طبعة دار المشرق – ص 287.)
فصل : التعريف بأسماء الله تعالى والرد على أن أسماء الله تعالى تغيرت.
- القاعدة الإسلامية هي أننا لا نسمي الله تعالى إلا بما سمى به نفسه في القرآن الكريم أو على لسان نبيه عليه الصلاة والسلام.
- لم يأت نص صريح في القرآن الكريم أو في السنة الصحيحة تحدد أسماء الله تعالى كلها, بل اجتهد العلماء لاستخراج الأسماء من القرآن والسنة.
- اتفق كل العلماء على أسماء ثابتة وواضحة لله تعالى مثل التي جاءت معرفة بالألف واللام في القرآن الكريم أو السنة الصحيحة وذلك مثل : الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن... كما في الآيات الكريمة: "هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24) سورة الحشر" .
- هناك بعض الأسماء (حوالي 20 اسما ) اختلف العلماء حولها وذلك مع اجتهادهم في استنباطها لأن اجتهادهم معرض للصواب والخطأ .
- إن اجتهد أحد العلماء ووضع أسساً لاستنباط الأسماء التي عليها خلاف واستخرجها من القرآن والسنة الصحيحة, فهذا لا يعني أن أسماء الله تعالى تغيرت بل يعني أن تفسيرنا لبعض الآيات أو لبعض الأحاديث قد تغير في بعض النقاط بناءاً على دراسات ومنهج علمي.
- القرآن الكريم كما هو لم يتغير وكذلك السنة الشريفة ولكن التفسير والاستنباط هو الذي يتطور في الإطار الشرعي المسموح به.
- لذلك عندما خرج أحد علماء الأزهر وقال هذه هي الأسماء الحسنى وأقر حوالي سبعين اسماً من الأسماء الواضحة ( المتعارف عليها قديماً ) ووضع أدلته حول طريقة استنباطه واستخراجه لباقي الأسماء فهذا لا يعني أن أسماء الله تعالى تغيرت ولكن يعني أن طريقة معرفتنا واستدلالنا تغيرت فلم يكن هذا الأمر يستدعي الضجة التي قامت تحت عنوان " الأزهر يغير أسماء الله الحسنى " وزاد البعض في خياله وقال إن الأزهر يريد أن يضع "الله محبة" بدلاً من "الله الجبار", وبالطبع القائل جاهل لا يعلم معنى الجبار ولا يعلم أنها بكتابه ولا يعلم أن القائل إن "الله محبة" هو مجهول ابن مجهول!.
انتهى الرد على الحلقة الرابعة.والحمد لله رب العالمين.
الرد على الحلقة الخامسة.
تبدأ المذيعة ناهد متولي بالقول: (((هناك سؤال يسأله لنا أحباؤنا فى الإسلام وهو :
من هو المسيح فى المسيحية هل هو الله أم ابن الله هل هو إله أم إنسان ؟ نرجو من قدسك أن توضح هذه الحقيقة ؟ وسنأخذ فى هذه الحلقة الجزء الأول من السؤال … من هو المسيح فى المسيحية ؟ الله أم ابن الله ؟ ))).
بعد أن ذكر زكريا بطرس الكثير من الكلمات التي تبين أن ابن لها معنى مجازي مثل ابن السبيل التي تعني ملازم للطريق وابن النيل التي تعني يعيش بجواره أو من مصر وابن عشرة التي تعني أن عمره عشر سنوات وراجل ابن راجل تعني المساواة في الرجولة وغيرها قال : ((( ابن الله بمعنى الذى من الله) مثل عندما نقول بنت شفة بمعنى الذي استمعنا إليه من الشفتين ومثل بنات الفكر بمعنى أن الفكر معلن عنه فى كلام أو صور هذا هو المعنى (وابن الله يعنى الله ظاهر فى الجسد) مثل بنات الفكر ظاهرة فى كلمات تكتب بالحبر على ورق والأفكار تجسدت فى حبر على ورق أليس هذا صحيح ؟ . ففكر الله تجسد فى جسد إنسان .))).
ونلاحظ أنه قال (ابن الله) بمعنى ( الذي من عند الله) , ثم قال ابن الله ( يعني الله ) !.
وقد بينا معنى الابن حسب الكتاب المقدس في نهاية الرد على الحلقة الثالثة.
ثم قال زكريا بطرس : ((( سمعت تشبيهاً لطيفاً جداً وهو من صاحب فكر تجسد الله , فكرة الحبل بالمسيح وظهور الله فى جسد الإنسان . بالطبع الله هو صاحب هذه الأفكار بمعنى الله أبوها وتؤكد هنا أن ابن الله بمعنى مساوى لله أى هو من الله مثل ابن الطائر .. طائر ، ابن السمك : سمك ، وابن الإنسان : إنسان ، وابن الله : الله وهذه هى المدلولات .. وننصح أن الموضوع يحتاج أتساع ذهن وتقبل الرؤية المتسعة وعلى الإنسان لا يقصر الرؤية ويبقى ذهنه فى حدود ضيقة.))).
نرد على هذه الأمثلة الواهية بأن ابن الإنسان إنسان أخر وليس نفس الإنسان, وابن الطائر طائر آخر وليس نفس الطائر وعلى حسب قانون الإيمان المسيحي ابن الإله إله آخر ( إله حق من إله حق ) , وعلى حسب قول زكريا بطرس السابق ابن الله هو الله آخر.
الخلاصة هي أنه لا توجد أي نصوص صريحة بل تلاعب وأمثلة وخط دفاعهم الأخير هو أن الموضوع فوق العقل , ويحتاج إلى اتساع الذهن , فكيف عرفتم بما هو فوق العقل !؟.
ثم قال زكريا بطرس : (((.. إذن المسيح هو الله ظاهر فى الجسد ..))).
وقبل أن يقول إذن, من المفروض أن يقول بما أن كذا وكذا ويسرد الأدلة والمقدمات, ثم يقفز للنتيجة والاستنتاج, والواضح أنه لم يقدم أي دليل لعدم توافره, فلا يملك إلا الظن. فالأقوال والمعتقدات لم ترد على لسان المسيح عليه السلام ولم ترد حتى في الكتاب المقدس على لسان الحواريين !.
فلم يقل المسيح أبداً أنا الله الظاهر في الجسد, ولا يوجد أي مبرر لأن يظهر الله في الجسد ليموت على الصليب حتى يكفر عن خطيئة آدم لأنه يحب البشرية !.
وأقوال المسيح عليه السلام واضحة جداً وتنفي هذا الادعاء مثل : أنا إنسان كلمكم بالحق الذي سمعه من الله, أنا ذاهب إلى إلهي وإلهكم , الذي أرسلني, لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا" ...الخ.
وقد عرضنا جانبا من الأقوال الواضحة الصريحة التي تنفي الألوهية في الرد على الحلقة الثانية.
وبينا من قبل أن الاستدلال بالعدد الذي يقول إن سر التقوى عظيم, باطل من جوانب عدة بيناها في الرد على الحلقة الثانية.
ثم قال زكريا بطرس : ((( والنقطة التى دائماً تصيب الأخ المسلم بالصدمة : كيف يكون الله إنسان يأكل ويشرب وينام وأشياء أخـرى ؟ فكيف ذلك وتفكير دائماً أننا نعبد إنسان ؟؟
وهنا نقول إن المسيح له طبيعة جسدية مثلى ومثلك تماماً ولكن بدون خطية وله طبيعة أخرى أن الله ظاهر فيه اللاهوت ظهر فيه مثلما قلت أن الله تجلى للجبل وتجلى فى الشجرة وإذا تجلى فى نبات وهو الشجرة وتجلى فى جماد وهو الجبل أ فكثير أن يتجلى فى الإنسان وهو أرقى المخلوقات ولكن
الموضوع هو التعصب وتفضيل الأذهان يجعل الإنسان يخاف يصدق هذه الأفكار جيداً وهذا يجعل الإنسان يرفض الأفكار من بدايتها … لكن لو فكر جيداً أن الله تجلى للجبل وهو جماد وتجلى للشجرة وهى نبات فهل يعتبر كفر أن الله يتجلى فى إنسان ؟ وهو ملك الخليقة.))).
الرد بفضل الله تعالى:
أولاً : الحديث على أن للمسيح أكثر من طبيعة, هو خلاف بين الكنائس حيث لم يأت أي نص للمسيح يقول : إن له طبيعتين متلازمتين لا ينفصلان ولا يمتزجان أو قال أنا لي طبيعة واحدة لاهوتية وناسوتية بل هي آراء آباء أقرتها أو رفضتها المجامع التي تمت لإقامتها للنظر في الخلافات.
ثانياً : لم يقل المسيح عليه السلام في أي وقت أن اللاهوت حل في الناسوت أو أنا إله مع إنسان .
ثالثاً : أقوال المسيح الواضحة التي تنفي الألوهية تم وضعها في الرد على الحلقة الثانية.
رابعاً : يخلط القس بين (ظهر إلى) و(ظهر في ), فيقول : إن الله تجلى للجبل ولا نعترض ثم يقول ما المشكلة أن يتجلى في ( في وليس إلى ) إنسان !؟, وبنفس هذا المنطق الفاسد ما المانع أن يقول إن الله تجلى في حيوان أو حشرة ؟! ( سبحان الله وتعالى عما يصفون ).
قالت المذيعة ناهد متولي: (((ولكن إخواننا فى الإسلام يسألونا دائماً هو الله أم ابن الله ارجو أن قدسك توضح أنه لا يوجد فرق ؟))).
نذكر أن القمص زكريا بطرس قال منذ قليل
(ابن الله بمعنى الذى من الله ) ثم قال (وابن الله يعنى الله ظاهر فى الجسد).
قال زكريا بطرس : ((( عندنا آية كتابية تلخص كل الموضوع تقول فى رسالة معلمنا بولس إلى ابنه تيموثاوس أصحاح 3 وعدد 16 تقول " عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد " بمعنى أن المسيح هو الله من جهة اللاهوت وابن الله بمعنى الخارج من الله وظاهر فى الجسد من جهة الناسوت وابن من الناحية اللاهوتية أى من طبيعة الله أى طبيعة لاهوتية حلت فى جسد بشرى طاهر وعلى هذا نقول أن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين . وأتحد بناسوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ، بمعنى أن اللاهوت ظل كما هو والناسوت كما هو .. وضربنا مثلاً سابقاً عن الحديد المحمى بالنار. ))).
الرد بفضل الله تعالى:
أولاً : القول الذي ذكره هو قول بولس الذي لا يوجد أي دليل على أنه قاله بالوحي الإلهي فهو ليس قول المسيح عليه السلام, فهل ترك المسيح هذا الأمر ولم يخبر به أحداً حتى اكتشفه أو عرفه بولس الذي لم يقابل المسيح بل قال إنه شاهده في رؤيه أو حلم !.
ثانياً : الرسالة التي بها النص هي رسالة من بولس إلى صديق له يسمى تيموثاس وهي مليئة بالسلامات والتحيات فكيف يتم اعتبارها وحياً ويتم وضعها بالكتاب المقدس (تم الرد المفصل في الرد على الحلقة الثانية).
قالت المذيعة ناهد متولي : ((( إذاً نستطيع القول لإخواننا المسلمين لا يوجد فرق بين ابن الله والله ونتطرق إلى الجزء الثانى هل هو إنسان أن ابن الإنسان ؟؟))).
قال زكريا بطرس : ((( هنا نفس المنطق كلمة ابن تفيد من ذات الطبيعة ابن الطائر : طائر وابن السمك : سمك وابن الإنسان هو من طبيعة الإنسان .. فالمسيح من جهة الناسوت إنسان ابن إنسان ويحمل طبيعة البشر الإنسان أخذه من بطن العذراء مريم ونستطيع القول بأنه إنسان وابن الإنسان .
وفى القرآن يقول المسيح عيسى ابن مريم ومريم إنسان إذن هو ابن الإنسان وابن الله وهو الله وابن الله متحد فى طبيعة فريدة هى المسيح. ))).
الرد بفضل الله تعالى :
أولاً : كما قال (ابن الطائر) هو ( طائر) نوافق ونقول ولكنه (طائر آخر), إذن (ابن الإله) يكون ( إله آخر ) ,إذن ( ابن الله ) هو على نفس منطقه ( الله آخر).
ثانياً : موضوع أن المسيح من جهة الناسوت كذا ومن جهة اللاهوت شيء آخر, لا توجد عليه أي أدلة من أقوال المسيح ولا الأنبياء عليهم جميعاً السلام وغير مطابق للعقل, فلا يوجد نقل أو عقل في اللاهوت والناسوت.
قالت المذيعة ناهد متولي : ((( يقولون أن المسيح نفسه يقول فى الكتاب المقدس ، والآية تكررت كثيراً ، أنه إنسان ويقولون أنه عندما قال المسيح عن نفسه أنه ابن الإنسان إذن نفى عن نفسه اللاهوت. ))).
قال زكريا بطرس : ((( لا ، عندما يتكلم من جهة الإنسان فيقول ابن الإنسان ، فهو فى الكتاب المقدس يقول شريككم فى الطبيعة البشرية اقتراب بالحق إلينا وتكلم أيضاً على أنه ابن الله ونلاحظ أنه سبب من أسباب الصلب أنه قال عن نفسه أنه ابن الله معادلاً نفسه بالله. ))).
الرد بفضل الله تعالى:
أولاً : نعم نقول لكم ذلك , فإن كان المسيح عليه السلام قد كرر القول في كتابكم (أنا إنسان) , (أنا إنسان) ولم يقل أنا الله أبداً , فلماذا تعتبرونه إلهاً وإنساناً وأنه هو الله ظاهراً في الجسد !؟.
ثانياً : لم يقل المسيح أنا أتكلم بطبيعة وعندي طبيعة أخرى, ولم يذكر إلا أنه إنسان وأن الله أرسله وأنه صاعد إلى إلهه وإله من حوله وأنه لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئاً ولا يعلم موعد الساعة وغيرها من الأدلة الكثيرة التي تنفي الألوهية تماما" ( راجع فصل في أقوال المسيح في الرد على الحلقة الثانية).
ثالثاً : لا يوجد في الكتاب المقدس أن المسيح قال: ( شريككم في الطبيعة البشرية ),ولم يقل المسيح عن نفسه أنه ابن الله بمفهوم مختلف عن المفهوم المتبع بالكتاب المقدس مثل : (رسالة يوحنا الأولى 3: 1 أنظُروا كم أحَبَّنا الآبُ حتّى نُدعى أبناءَ اللهِ، ونحنُ بِالحقيقَةِ أبناؤُهُ.).
(للمزيد مراجعة معنى الابن حسب الكتاب المقدس في الرد على الحلقة الثالثة).
قالت ناهد متولي : ((( نرجو من قدسك أن تشرح لنا كيف أن المسيح هو الله الذى ظهر فى الجسد نرجو إيضاحاً أكثر))).
قال زكريا بطرس : ((( لقد قلنا قبلاً أن الله فى الكتاب المقدس ظهر فى صورة مادية، فيقول أن الله ظهر لموسى فى العليقة أى شجرة،.... ونفس الشئ ذكر فى القرآن فى سورة القصص وسورة طه وسورة النمل الذى يقول فيها " هل آتاك حديث موسى إنقضى الأجل وصار بأهله فأنس من جانب الطور ناراً فقال لأهله أمكثوا فأنى آنست ناراً لعلى آتيكم بخبر منها أو جذوة من النار لعلكم تصطلون ، فلما آتاها نودى من شاطئ الوادى الأيمن فى البقعة المباركة من الشجرة . وهنا بالتحديد يتكلم من شاطئ الوادى الأيمن وليس من السماء وفى البقعة المباركة من الشجرة بمعنى أكثر تحديداً يقول يا موسى إنى أنا الله رب العالمين أخلع نعليك إنك بوادى المقدس طوى . وطوى هنا اسم الوادى وأضيفت إليها فى سورة طه لا إله إلا أنا وفى سورة النمل يضيف إليها بورك من فى النار ومن حولها !! ))).
الرد بفضل الله تعالى:
أولاً : ظهور الله تعالى في كتابكم المقدس بأي صورة لا يعنينا, ولكن لا تقولوا أن الإسلام يقر بهذا.
ثانياً : لم يأت في القرآن ولا في السنة أن الله تعالى تجسد في الشجرة أو في النار أو في إنسان, وبالتالي لم يأت أي من هذه الأقوال في أي كتاب من كتب التفسير المشهورة ولم يذكره أي من المفسرين فالتجسد هو منهج بعيد كل البعد عن الإسلام ومحاولة إلصاقه بالإسلام تنم عن كذب وتلاعب صريح أو عن جهل فادح.
أكمل زكريا بطرس فقال : ((( فمن إذن فى النار ومن حولها ونلاحظ هنا استخدام كل أدوات التأكيد منها إن التأكيدية .. ففى الآية يقول إنى أنا الله رب العالمين وهناك أسلوب أخر فى التوكيد وهو تكرار الكلمة إنى أنا والياء فى " إنى " ضمير المتكلم يؤكدها مرة أخرى بأنا وهذا تكرار لضمير المتكلم والمفروض فى الحالة العادية يقول أنا رب العالمين أو إنى رب العالمين وهناك أسلوب آخر للتوكيد وهو أسلوب القصر فى لا إله إلا أنا بمعنىأنه لا يوجدإله آخر إلا أنا الله ..))).
الرد بفضل الله تعالى :
أولاً : قال الله تعالى: " أن بورك من في النار " , وهذا بالطبع بعيد عن ما ذهب إليه القمص من أن الله تعالى كان متجسداً ومحدوداً في النار ويقول: " أن بورك من في النار " .
( من في النار ) جاءت في تفسير ابن كثير والقرطبي والطبري أن النار ( أو هي نور متوهج )هي حجاب الرحمن تعالى وأنها كانت متصلة إلى السماء.
كما جاءت ( من في النار ) بمعان أخرى ليس فيها أن الله تعالى كان متجسدا" فيها !!.
فجاءت بأن المقصود بها هو الملائكة., وجاءت بمعنى القريب من النار وهو موسى عليه السلام, فحرف الجر ( في ) يأتي بمعاني متعددة ولا يلزم حلول الشخص داخل المكان بذاته مثل القول فلان كان في البحر أو كان في النيل فمن الممكن أن تعني أنه كان على الشاطيء بالقرب من البحر أو على شاطئ النيل ولم يكن داخل أي منهم.
ثانياً : ذكر القمص أن استخدام أسلوب التأكيد من الله تعالى بالقول (إني أنا الله ) له دلالة خاصة يلمح بها على حلول الله تعالى في النار, ونقول إن هذا الأسلوب استخدمه الله تعالى في أكثر من موضع يبطل حجته ويرد عليه بكل وضوح , فقد قال الله تعالى لإبراهيم عليه السلام: " وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ " [البقرة : 124]
وقال تعالى للرسول عليه الصلاة والسلام: " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ " [البقرة : 186]
وقال تعال لموسى عليه السلام :" إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي " [طه : 14]
وقال تعالى : " وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ " [المؤمنون : 52] .
ثالثاً : كما بينا أن في القرآن آيات واضحة وأحاديث واضحة تنفي تجسد الله تعالى, فإن كان المتحدث يبحث بحثاً صريحاً فعليه وضع كل الأدلة والآيات والأحاديث التي تتحدث عن نفس الموضوع , أما أن يأتي بشيء متشابه ويفرضه حسب فهمه في وجود أدلة واضحة مضادة له ففي هذا خداع وكذب صريح أو جهل تام يناقض كل طرق البحث العلمي السليم.
يكمل زكريا بطرس فيقول : ((( ونلاحظ هنا استخدام أدوات التأكيد فى أن وتكرار الكلمة وأسلوب القصر . إذن الله ظهر فى الشجرة .))).
لم نجد أي من آيات القرآن تقول إن الله ظهر في الشجرة, فكيف وصل لهذا الاستنتاج !؟.
يكمل زكريا بطرس فيقول : ((( والمعتزلة هنا يقولون أن كلام تجسد فى الشجرة وتكلم منها كمثل تجلى الله فى الجبل وتكلم منه وإذا تجلى فى الجبل والشجرة وتكلم منها فهل هذا صعب وعسير أن تجلى فى إنسان ؟))).
بالطبع أكثر من 99 بالمائة ممن يخاطبهم لا يعلمون معنى المعتزلة , والقمص لم يذكر من قال هذا من المعتزلة !.
وبأي حال المعتزلة فرقة لا تعنينا مثلما لا يعنيكم المورمون أو شهود يهوه, فلو أخبرتكم بالمثل أن شهود يهوه يقولون إن المسيح هو بشر وليس هو الله والبروتستانت يقولون إن الأسفار القانونية ليست جزءاً صحيحاً من الكتاب المقدس والكاثوليك يقولون إن للمسيح طبيعتين ويقولون إن الروح القدس منبثق من الآب والابن وليس من الآب فقط كما تقولون, فهل تترك إيمانك لأن هناك من قال عكس هذا أم يجب أن يكون القول من علمائك أنفسهم أو بالأدلة الصحيحة المنطقية !؟.
فاذهبوا وناقشوا المجهول من المعتزلة الذي قال هذا ولا تلزمونا برأي هذا المجهول من عندهم !.
يكمل زكريا بطرس فيقول : ((( وهناك فريق إسلامى يقول أن هذا ليس كفر ولا إله إلا الله مثل أهل الناصرية والإسحاقية فى كتاب الملل والأهواء والنِحَل الجزء الثانى صفحة 25 يقولون أن الظهور الروحانى بالجسد الجسمانى لا ينكره عاقل كظهور جبريل وهو روحانى فى صورة إعرابى وتمثله فى صورة البشر والأحاديث النبوية تقول أن جبريل كان يظهر للرسول فى صورة طحية الكلبى يعنى فى صورة إنسان كامل وهنا نقول أن أهل النصيرية والإسحاقية يؤيدون الظهور الروحانى فى صورة جسد وهذا ممكن جداً ولا ينكره عاقل ..))).
الرد بفضل الله تعالى:
أولاً : اللجوء لكتاب الملل والنحل أو لكتاب الفصل في الأهواء والملل والنحل , يفضح ويفند الادعاء أن هذا رأي الإسلام , فالكتاب ليس كتاباً عن العقيدة الإسلامية بل هو كتاب يجمع كل الاعتقادات بدءاً بمن يعبدون الفأر أو النار حتى الفرق التي انشقت عن الإسلام , وحديث المؤلف عن فرقة انشقت عن الإسلام وتؤمن بشيء مخالف عنه لا يعنينا ولا يلزمنا كما بينا في الفقرة السابقة من أن شهود يهوه لا يعنيكم معتقدهم.
ثانياً : النصيرية هي فرقة تؤمن بأن الإله حل في علي بن أبي طالب وأن علي بن أبي طالب له لاهوت وناسوت , والإسحاقية هي فرقة انشقت عنها فكلاهما في كفر بواح بالنسبة للإسلام.
ثالثاً : ظهور الملاك في صورة بشر جاءت عنه أدلة من القرآن الكريم ومن السنة الشريفة ويقبله العقل فالملاك مخلوق مثل الإنسان, أما ظهور إلهك في المسيح فلم يأت عليه أي دليل من أقوال المسيح عليه السلام وكفر الإسلام القائلين بأن الله هو المسيح.
قال زكريا بطرس:((( وفى سورة مريم 19 أيضاً . وأذكر فى الكتاب مريم إذ أنتبذت من أهلها أى ( اعتزلت ) مكاناً شرقياً فاتخذت من دونهم حجاباً أى " ستراً " فأرسلنا لها روحنا أى " الذين يقولون عليه جبريل " فتمثل لها بشراً سوياً أى إنسان كامل أى أخذ صورة إنسان كامل وهنا الملاك وهو روحانى أخذ صورة إنسان كامل مادى بشرى وهذا ما ينادى به أهل النصيرية وعلى ذلك خلصوا إلى هذا القول أن الله تعالى قد ظهر بصورة أشخاص.))).
ظهور الملائكة في صورة بشرية ثبت بالدليل من القرآن الكريم والسنة الصحيحة , أما التجسد الإلهي في المسيح فلا دليل عنه في الكتاب المقدس ويرفضه العقل وكفر الإسلام القائلين بأن الله هو المسيح ولا علاقة بين المثالين فالملاك رسول لله تعالى يرسله ليؤدي دوراً ربما يتطلب تجسداً في صورة بشر , ولكن أن يتجسد الإله في صورة بشر ليضربوه على قفاه ويبصقوا على وجهه ويعلقوه على الصليب ويطعنوه بالحربة حتى يغفر جريمة المعصية بأكل التفاحة فهذا سخف وبدون دليل ولا برهان.
أكمل زكريا بطرس فقال: (((والشيخ أبو الفضل القرشى فى كتابه هامش الشيخ القرشى على تفسير الإمام البيضاوى جزء 2 صفحة 143 قال أن اللاهوت ظهر فى المسيح وهذا لا يستلزم الكفر وإن لا إله إلا الله .))).
ثم قال : ((( إذن القرآن يشهد أن الله يظهر فى صورة جسد وأهل العلم والمعرفة يشهدوا أيضاً بذلك ولا ينكره عاقل ))).
لا نعلم من هو أبو الفضل القرشي الذي يقول إنه كتب هامشا على كتاب تفسير للشيخ البيضاوي , ولا نظن أن هذه طريقة شريفة أو منصفة في البحث العلمي, فلو كان قد وجد أيا من آراء العلماء لكان ذكرها لنا ولكن كما استشهد من قبل بشخص مجهول كتب في مجلة كلية الآداب عام 1934, يستشهد الآن بشخص مجهول كتب تعليقاً على كتاب تفسير ثم يقفز إلى الاستنتاج الذي يظن أنه قد ساق أدلته عليه!!.
ولا نعلم أين يشهد القرآن أن الله ظهر في الجسد !, فلم يأت بدليل على ما يدعيه ثم قال ( إذن القرآن يشهد بهذا ), ونقول له : أحضر قولا من أقوال المسيح بذلك وقولا من القرآن بهذا , ثم أحضر أقوال أهل العلم والمعرفة .
وهذا تفسير البيضاوي لسورة الأعراف , الآية 143 :
" وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ [الأعراف : 143],
" قال رب أرني أنظر إليك " أرني نفسك بأن تمكنني من رؤيتك ، أو تتجلى لي فأنظر إليك وأراك . وهو دليل على أن رؤيته تعالى جائزة في الجملة لأن طلب المستحيل من الأنبياء محال ، وخصوصا ما يقتضي الجهل بالله ولذلك رده بقوله تعالى : " لن تراني " دون لن أرى أو لن أريك أو لن تنظر إلي ، تنبيها على أنه قاصر عن رؤيته لتوقفها على معد في الرائي لم يوجد فيه بعد ، وجعل السؤال لتبكيت قومه الذين قالوا : " أرنا الله جهرة " خطأ إذ لو كانت الرؤية ممتنعة لوجب أن يجهلهم ويزيح شبهتهم كما فعل بهم حين قالوا : " اجعل لنا إلهاً " ولا يتبع سبيلهم كما قال لأخيه " ولا تتبع سبيل المفسدين " والاستدلال بالجواب على استحالتها أشد خطأ إذ لا يدل الإخبار عن عدم رؤيته إياه على أن لا يراه أبدا وأن لا يراه غيره أصلا فضلا عن أن يدل على استحالتها ودعوى الضرورة فيه مكابرة أو جهالة بحقيقة الرؤية . " قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني " استدراك يريد أن يبين به أنه لا يطيقه ، وفي تعليق الرؤية بالاستقرار أيضا دليل على الجواز ضرورة أن المعلق على الممكن ممكن ، والجبل قيل هو جبل زبير ، " فلما تجلى ربه للجبل " ظهر له عظمته وتصدى له اقتداره وأمره . وقيل أعطى له حياة ورؤية حتى رآه ." جعله دكاً" مدكوكا مفتتا والدك والق أخوان كالشك والشق ،وقرأ حمزة والكسائي (دكاء ) أي أرضا مستوية ومنه ناقة دكاء التي لا سنام لها . وقرئ " دكاً " أي قطعا جمع دكاء . " وخر موسى صعقاً " مغشيا عليه من هول ما رأى . " فلما أفاق قال " تعظيما لما رأى . " سبحانك تبت إليك " من الجراءة والإقدام على السؤال من غير إذن . " وأنا أول المؤمنين " مر تفسيره . وقيل معناه أنا أول من آمن بأنك لا ترى في الدنيا." .
فهذا هو تفسير البيضاوي , فعلى أي شيء يستند زكريا بطرس !؟ , على كاتب مجهول كتب هامشاً على تفسير , بافتراض أن هناك وجود لهذا الكاتب !.
تحول زكريا بطرس للهجوم على المسلمين واتهامهم بالجهل فقال : ((( والآن لماذا يستبعد الأخ المسلم هذه الفكرة ؟ أتعرف لماذا ؟ لأنه لا يدرس ولا يقرأ ولا يبحث والقضية هنا هى ضحالة المعرفة والأخ المسلم بكل أسف شديد أنه نشأ كده وتربى كده وعرف كده وهذه أمور مسلمات ولا يوجد فيها نقاش وهى غير قابلة للتفكير ومن صغره أفهموه أن النصارى كفرة ومُشركين ويعبدون إنسان يأكل ويشرب وينام ويعمل كذا وكذا وهكذا أُغلقت الأمخاخ … لا لا لا أنتم كفرة .))).
نبين أن : المسلم يؤمن بالأدلة وعندما يتأكد من الدليل يؤمن بالغيب, فعندما قال الله تعالى إن جبريل عليه السلام تجسد في صورة إنسان صدقنا وآمنا, وعندما قال الله تعالى : إن المسيح بشر رسول وأنه مخلوق وأنه نبي الله ورسوله وقد كفر من قال إن الله هو المسيح, صدقنا وآمنا .
ونسألكم متى قال الله لكم : إن الله هو المسيح ومتى قال المسيح هذا عندكم ؟ , ابحثوا عندكم قبل أن تبحثوا عن هذا في القرآن الكريم والسنة الشريفة الواضحين في نفي وإنكار ما تدعونه.
ينهي زكريا بطرس الحلقة فيقول : ((( عزيزى المسلم لا تقرأ كتابنا بل أقرأ القرآن بوعى وأقرأ كتب المفسرين بفهم وهى توصلك للحقائق .))).
ولا تعليق , نطلب من المسلمين أن يقرأوا الكتب ويقرأوا القرآن الكريم فهو واضح جداً في نفي ألوهية المسيح وتأكيد نبوة الرسول عليه الصلاة والسلام.
انتهى الرد على الحلقة الخامسة.والحمد لله رب العالمين.
________________________________________
الرد على الحلقة السادسة.
قالت المذيعة ناهد متولي: (((حضرتك شرحت أن المسيح هو الله ظهر فى صورة إنسان وقد ناقشنا ذلك ولكنك قلت أيضاً أن المسيح هو كلمة الله المتجسد فماذا تقصد بكلمة الله المتجسد ؟)))
قال زكريا بطرس : (((هذا سؤال مكمل للأسئلة السابقة والإجابة أنه هناك حقيقة يعلنها الكتاب المقدس فى بشارة معلمنا يوحنا والإصحاح الأول والعدد الأول فى البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله وحتى عدد 14 والكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مداً كما لوحيد من الآب مملوءاً نعمة وحقاً .))).
الرد بفضل الله تعال:
أولاً : القائل أن ( الكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله ) هو يوحنا كاتب إنجيل يوحنا ولم يأت هذا القول على لسان المسيح ولا على لسان أي من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
ثانيا" : يوحنا هو شخصية مجهولة حسب المصادر المسيحية والعالمية والتفاصيل في الرد على الحلقة الرابعة.
ثالثاً : ما معنى أن الكلمة كان عند الله والكلمة هو الله !؟, فلو كان (الكلمة) هو (الله) فحسب ما قاله يوحنا ( في البدء كان الكلمة وكان الكلمة عند الله وكان الكلمة الله.) , لو وضعنا (الله) بدلاً من ( الكلمة), طالما أن (الكلمة) هي (الله) لحصلنا على : (( في البدء كان الله وكان الله عند الله وكان الله هو الله !) وهذا غير مفهوم ولا معقول ولا مقبول إلا مع إغلاق العقل والتسليم للمجهول يوحنا كاتب الإنجيل الرابع.
رابعاً : القول بالتجسد الإلهي ليس له أي دليل من أقوال المسيح بالمرة وما يتم الاستناد عليه أقوال كتبة كتبوا بعد المسيح بعشرات السنين ولم يقابلوا المسيح ولا يوجد أي دليل على أن كتاباتهم تمت بالوحي الإلهي !, فلماذا نجد أن العقيدة كلها لا تستند على أقوال المسيح الواضحة بل على كتابات مخالفة له من أشخاص لم يقابلهم وتم اعتبارهم يكتبون بالوحي حتى مع عدم معرفة شخصياتهم !؟.
أكمل زكريا بطرس فقال : ((( إذاً الكلمة كما تكلمنا سابقاً هو عقل الله الناطق وكما قلنا عن صفات الذاتية سابقاً إن الله له وجود وبنسميه الله الآب وعقل أى كلمة والكلمة بنت العقل وإذن الكلمة الذى هو عقل الله الناطق ليس شئ آخر سوى الله , اله فى وجوده , الله فى علمه , الله فى روحه ومن يقول الكتاب وكان الكلمة الله والكلمة صار جسداً أى حل فى الجسد وبالطبع عقل الله لا ينفصل عن وجود الله ولا ينفصل عن روحه وهذا غير ممكن وفى رسالة معلمنا بولس الرسول إلى تلميذه تيموثاوس الرسالة الأولى الإصحاح الثالث وعدد 16 عظيم وبالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد فكيف ذلك ؟ ))).
الرد بفضل الله تعالى :
أولاً : القول أن الكلمة هو عقل الله الناطق لم يرد على لسان أي من الأنبياء ولم يكن من تعاليم المسيح أبداً, بل هو قول مقتبس من الفلسفة اليونانية .
ثانياً : القول بأن الله إله في وجوده وإله في علمه وإله في روحه وهذا بالطبع تعليم الثالوث الذي تم الرد عليه في الحلقة الأولى.
ثالثاً : القول "وكان الكلمة الله", هو قول يوحنا المجهول كما بينا وهو قول غير منقول عن المسيح عليه السلام.
رابعاً : (الكلمة صار جسدا" ) قول يوحنا , و( الله ظهر في الجسد ) نص مضطرب قاله بولس في رسالة أرسلها لصديقه !, فأين أقوال المسيح الواضحة ؟, ولماذا لا يتم الرجوع لأقوال المسيح الواضحة التي تقول : "لا إله إلا الله وأنا رسول الله أرسلني الله ولا أستطيع أن افعل من نفسي شيئاً ولا أعلم وقت الساعة وأنا ذاهب إلى إلهي وإلهكم " !(راجع الرد على الحلقة الثانية).
ثم أعاد زكريا بطرس بعض النقاط فقال : ((( كلمة الله تجسد فى إنسان وهذا الوضع ممكن يكون مستغرب كيف كلام الله يتجسد ولكن فى الحقيقة هناك أرضية مشتركة بيننا وبين أخوتنا فى الإسلام ... وعندما نرجع للقرآن وللتفسير للعلماء والفقهاء فى الإسلام سيكتشف أنها حقيقة كائنة وليس اختراعاً من عندنا .. فى سورة النساء آية 171 – إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وهنا المسيح كلمة الله.))).
وقد تم توضيح معنى (كلمة الله) في المقدمة, وتم الرد على تجسد الكلمة سابقاً بأنه لا توجد له نصوص من أقوال الانبياء وأن كلمة الله ليس هو الله ورحمة الله ليست هي الله في الرد على الثالوث.
((( ويستشهد الإمام أبو السعود بتفسير آخر للسدى فماذا يقول .. لقيت أم يحيى أم عيسى فقال أم يحيى يا مريم أشعرت بحبلى فقالت مريم وأنا أيضاً حبلى فقالت أم يحيى إنى وجدت ما فى بطنى يسجد لما فى بطنك. ))).
تم الرد على أن يحيي سجد للمسيح عليهما السلام وكلاهما جنين في الرد على الحلقة الثالثة.
((( فنرجع إلى العلماء والفقهاء والمفكرين والمفسرين المسلمين لكى نستدل على الحقائق :
الشيخ محى الدين العربى فى كتابة فصوص الحكم الجزء الثانى صفحة 35 يقول عن الكلمة : هى الله متجلياً وهى عين الذات الإلهية لا غيرها...
وهناك مفسرين آخرين هم المعتزلة وهم فرقة من فرق الإسلام المعروفة وكيف أنهم يشرحون تجلى لله لموسى فى الشجرة...
إن كلام الله تجلى فى الشجرة أو تجسد فيها والكلام ده موجود فى كتاب شيعه المعتزلة فى كتاب الملل والأهواء والمحن باب المعتزلة فإذن كلام الله تجلى وتجسد فى شجرة وبكلام وشهادة المعتزلة . ))).
تم الرد على الاستشهاد بقول محي الدين بن عربي من أن الكلمة هي إله في الرد على الحلقة الثالثة.
كما تم الرد على القول بأن الإسلام يؤمن بالتجسد الإلهي وبيان ضعف استشهاده بالمعتزلة في نهاية الرد على الحلقة الخامسة.
((( وسنذكر شاهد ثالث ...... الحائطين وهى فرقة من فرق الإسلام فى نفس الكتاب الملل والأهواء والمحن ... قال الإمام أحمد ابن الحائط إمام فرقة الحائطين عن المسيح فقال : أن المسيح تدرع بالجسد الجسمانى... وهذا الكلام موجود فى كتاب الملل والمحن والأهواء والجزء الأول صفحة 77 وهذا هو المعنى لتجسد الكلمة .))).
كتاب الملل والنحل للشهرستاني أو كتاب الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم, كلاهما يذكر اعتقادات كل الملل والنحل من البوذية إلى الزرداشتية إلى فرق انشقت عن المسيحية إلى فرق انشقت عن الإسلام, فما به من اعتقاد لا يمثل الإسلام, بل هو وصف لاعتقادات أغلبها خارج عن الإسلام 0 فإن يستشهد به ويقول الإمام فلان قال كذا في كتاب الملل والنحل, فهو يخدع المستمعين بلا شك الذين سيظنون أن الإسلام قال هذا أو يقر هذا !.
قالت المذيعة ناهد متولي : ((( نحن نقول أن كلمة الله تجسد فى المسيح وقلت سابقاً أن كلمة الله هى عقل الله فكيف يتجسد عقل الله فى إنسان ، وهنا يأتى التساؤل : هل الله سبحانه بدون عقل فى السماء عندما كان عقله متجسداً فى المسيح على الأرض ؟ وهل كان الله بدون عقل فى السماء حتى عندما قُبَّر المسيح ؟ كيف كان حال الدنيا آن ذاك ؟))).
قال زكريا بطرس : (((... هنا ماذا يقول المنطق .. المسيح كلمة الله بمعنى عقله وتقول أن كلمة الله تجسد فى جسد إنسان بمعنى أن عقله فى جسد إنسان فهل الله كان فى السماء بدون عقل فبالطبع التساؤل ناتج عدم وعى بالكامل … فأنا أسأل الآن السائل هل عقلك ممكن أن ينفصل عن وجودك بالطبع لا … فحيثما ما وجدت كلمة الله وجد الله ..))).
يقول إن التساؤل ناتج عن عدم وعي ولا يجيب بل يقول وأنا اسأل السائل هل عقلك ممكن أن ينفصل عن وجودك !؟
نحن نسألكم كيف فصلتم العقل وجعلتموه يتجسد في مكان آخر ؟, وإن كان بالطبع لا يمكن أن ينفصل كما يجيب على نفسه زكريا بطرس فكيف تجسد العقل أو الكلمة في جسد الإنسان ؟, وكيف اجتمعت الثلاثة أقانيم عند معمودية المسيح في (آب في السماء يتكلم قائلاً هذا هو ابني الحبيب ) و( روح قدس متجسد في حمامة) و(عقل الله متجسد في إنسان وخرج بعد التعميد )!, فإن كان الروح القدس هو روح الله فهل كان الله بدون روح وإن كان الكلمة المتجسدة في المسيح هي عقل الله فهل كان الله بدون عقل !؟, هذا هو السؤال والإجابة لا تكون بسؤال السائل.
يكمل زكريا بطرس فيقول : ((( وهذه آية فى الكتاب المقدس فى سفر الأمثال تقول " حيثما وجد كلمة الله فهناك هو لأن الله غير محدود وعقله غير محدود فحيثما وجد العقل وجد الله لأن الله موجود فى كل مكان ولا يحده مكان ومتجلى فى هذا الجسد . ))).
لماذا لم يذكر زكريا بطرس الآية أو العدد الذي يقول عليه ؟
الإجابة ببساطة لأنه لا يوجد عدد لما ذكره, فلا يوجد أي عدد في العهد القديم به لفظ (كلمة الله) أو (حيثما وجد كلمة ) أو لفظ ( فهناك هو) إلا في العدد الآتي : ( أيوب 39 : 30 فراخه تحسو الدم وحيثما تكن القتلى فهناك هو ), وبالطبع زكريا بطرس مطمئن أنه لن يراجع أقواله أي من مستمعيه الذين يسعدون باستشهاده ومعرفته الواسعة بالكتب الإسلامية وبالقرآن وبالكتاب المقدس ولا يعلمون أنه يستغل جهلهم ليقول ما يريد !.
يكمل زكريا بطرس فيقول : ((( وكما قلنا مثل سابق من القرآن لما تجلى الله لموسى فى الجبل وفى الشجرة فإذا كان الله متجلى فى الشجرة إذن هو غير موجود فى مكان آخر ؟ .. وإذا تعمقنا فى كتب الإسلام جيداً نلاحظ فى حديث عن الرسول يقول : إن الله فى الثلث الأخير من الله ينزل إلى السماء الدنيا ... فتأمل معى يا عزيزى ينزل إلى السماء الدنيا وهل ترك السماء العليا ومن فيها عندما نزل ؟ ))).
الرد بفضل الله تعالى:
أولاً : المسلم عنده نص صريح من السنة الشريفة أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا, وأنتم لا يوجد عندك أي نص من كتابك من أقوال المسيح أن الكلمة أو عقل الله تجسد في إنسان, فالفارق كبير.
ثانياً : المسلم يقول إن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا وليس ينزل ليتجسد في شجرة أو نار أو حيوان أو إنسان .
ثالثاً : إن كان النزول غير واضح فهو له نص ويقول المسلم إن الله تعالى (ليس كمثله شيء), وإن الله تعالى إن أخبرنا على لسان نبيه عليه الصلاة والسلام أنه ينزل إلى السماء الدنيا فنحن نؤمن بهذا (لوجود النص ) , ونقول ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا نزولاً يليق بعزته وجلاله.
يكمل زكريا بطرس فيقول : ((( فالكلام لا يؤخذ بهذا المفهوم لأن الله موجود فى كل مكان ولكنه يترآى فى مكان معين ويظهر فى مكان معين آخر ولكنه موجود فى كل مكان .
والملخص أن الله موجود فى كل مكان وعقله يتجلى ويظهر فى موضع معين وفى مكان معين وهذا لا يمنع وجوده فى كل مكان .))).
قالت ناهد متولي : ((( إذن يا أبونا عندما يسألنا أحباءنا المسلمين هذا السؤال فطريقة إلقاء السؤال أصلاً خطأ وهذا السؤال غير منطقى .))).
قال زكريا بطرس : ((( بالطبع هذا سؤال ساذج ...))).
قالت ناهد متولي: ((( قدسك تكلمت بالدليل من الإنجيل والقرآن لذا نرجو أن تعطينا ملخصاً بسيطاً لما قبل .))).
القول أن الله تعالى موجود في كل مكان قول لم يرد في الكتاب المقدس ومخالف للنصوص الواضحة في الكتاب المقدس التي تقول إن الله تعالى في السماء ( الرد على الحلقة الأولى).
وأنهى زكريا بطرس الحلقة بأن ذكر ملخصاً لما سبق في الحلقة ثم وجه حديثه للمسلم بأن عليه القراءة !.
انتهى الرد على الحلقة السادسة.
والحمد لله رب العالمين.
الرد على الحلقة السابعة.
الحلقة السابعة.. هي ملخص للحلقات السابقة.
بدأت المذيعة ناهد متولي قائلة : ((( قدس أبونا أرجو أن تقدم لنا ملخصاً عن الأحاديث السابقة حتى يستطيع المشاهد أن يكمل معنا.))).
حتى قرب نهاية الحلقة أعاد زكريا بطرس تكرار ما ذكره في الحلقات السابقة من أن المسيح هو إنسان وإله وكرر مثال الحديد والنار وقال معنى الابن مرة أخرى وكيف هو ابن الله وهو الله في نفس الوقت ولكنه ذكر موضوعاً جديداً هذه المرة فقال: ((( والأستاذ عباس محمود العقاد وهو كاتب من كتاب مصر الكبار وهو مشهود بعبقرياته ، كتب عن الله فى كتاب الله وفى صفحة 171 يقول فيه أن معنى كلمة أقنوم هى جوهر واحد وأن الله والآب هى وجودٌ واحدٌ. ))).
والمعروف أن الكاتب الكبير عباس العقاد في كتابه " الله " ذكر معنى الإله في كل العقائد منها الله في دول الحضارة القديمة مثل مصر والهند والصين وفارس وبابل واليونان ومعنى الإله ومفهومه في اليهودية والمسيحية والإسلام, فهو كتب عن مفهوم الإله عند المسيحيين ولم يكتب أن إيمانه بالأقنوم هو واحد في الجوهر ومتميز في الشخصية !, لقد تكلم عباس العقاد عن المسيحية بعد الفلسفة واختلافهم حول هل الأقانيم مختلفة أم متماثلة في القوى وأشار إلى خلافات المجامع ومن وضعوا الفكر المسيحي مثل أوريجين وأوغسطينيوس وأثناسيوس .
فالأقنوم حار في فهمه فلاسفة المسيحية فهل سيشرحه ويؤمن به عباس العقاد !؟.
انتقل زكريا بطرس إلى تدليس واضح وتلاعب غريب فقال : ((( ولاحظت هنا علاقة بين كلمة أقنوم والحى القيوم فى معناها فالحى القيوم بمعنى ذو الوجود القائم بذاته الغير منفصل عن غيره والأقنوم قائم بذاته غير منفصل عن غيره .))).
الرد بفضل الله تعالى :
أولاً : أقنوم هي ترجمة لكلمة شخص بالإنجليزية Person .
ثانياً : القيوم هي كلمة عربية تعني (القائم على كل شيء) وفي تفسير الجلالين بمعنى :
( المبالغ في القيام بتدبير خلقه).
ثالثاً : أقنوم لم ترد في أي كتاب مقدس, ولم يقلها المسيح , فكيف يتم تفسير ترجمة كلمة على كلمة أخرى أنها قريبة منها في حين أن مصدر كلا الكلمتين مختلف بالمرة ؟؟.
ما رأيه زكريا بطرس لو قلنا أن كلمة (أقنوم) هي قريبة من كلمة (أشمون) وهي بلدة بمصر !؟ أو الفيوم أو أفيون.
رابعاً : تم تعريف كلمة أقنوم حسسب المصادر المسيحية كما يلي :
1- "في اللاهوت المسيحيّ نقول إنَّ " الله واحد في ثلاثة أقانيم ". فما معنى " أقنوم "؟ إن كلمة " أقـنوم " تعنى شخصًا. فنقول إنَّ الآب أقنوم والابن أقنوم والروح القدس أقنوم." (من موسوعة المعرفة المسيحية- دار المشرق – بيروت.).
2- "ولا يعني المسيحيّون بتعدُّد الأقانيم أن الله ثلاثة جواهر .لأن لفظ أقنوم لا يعني جوهر . فالمراد هنا بالجوهر الذات الواحدة .أي انه الوحدة اللاهوتية. والمراد بالأقنوم واحد من الآب والابن والروح القدس. ومع ذلك فكلمة أقنوم - كسائر الألفاظ البشرية - قاصرة عن إيضاح حقيقة إلهية .هي أن الله ثالوث في الأقنومية . وواحد في الجوهر."(من كتاب " وحدانية الثالوث في المسيحيّة والإسلام" - "إسكندر جديد")
3- قال بوسويه: ولقد خلت الكتب المقدسة من تلك المعضلة حتى وقف آباء الكنيسة حائرين زمنًا طويلاً ؛ لأن كلمة أقنوم لا توجد في قانون الإيمان الذي وضعه الرسل ، ولا في قانون مجمع نيقية ، وأخيرًا اتفق الآباء على أنه كلمة تعطي فكرة ما عن كائن لا يمكن تعريفه بأي وجه من الوجوه . (من كتاب شمس البر - ص 118 - القمص منسي يوحنا – مطبعة المحبة – شبرا- موضوع الثالوث).
فكيف يقول أن أقنوم شبيهة بالفيوم أو أشمون أو مجنون ؟؟.
أكمل زكريا بطرس فقال : ((( يقول أن كلمة الأقنوم هى جوهر واحد والكلمة والآب وجود واحد كما أن كلمتى أنا أى عقلى هو نفس وجودى . وعندما نقول الآب فإنها لا تدل على ذات منفصلة عن الابن لأنه لا تركيب فى الذات الإلهية أى أنه الله غير مركب أى أن الله غير مركب من ذوات ونفوس متعددة ولكن جوهر واحد. عنصر واحد أى الله له وجود وعقل وروح والله له وجود وله صفات ذاتية لازمة لهذا الوجود وكما أننا لا نتصور إنسان بدون عقل وبدون حياة هكذا لا نتصور الله ككائن حى بدون وجوده بدون عقله بدون روحه وهذه الصفات ضرورية وحتمية ذاتية لازمة لهذه الذات .))).
الرد بفضل الله تعالى :
أولاً : لفظ الأقنوم لا نجده في الكتاب المقدس بل هو نتاج فكر فلاسفة المسيحية بعد المسيح وكما ذكرنا في الرد على الحلقة الأولى لم يذكر المسيح عليه السلام في أي وقت لفظ أقنوم ولا ناسوت ولاهوت ولا متحد في الجوهر ومتمايز في الصفات الأقنومية ولا طبيعتين ولا مشيئتين!.
ثانياً : تم الرد على هذه النقاط في الرد على الحلقة الأولى مع بيان أقوال الآباء أنهم لم يفهموا الثالوث والأقانيم .
ثالثاً : لبيان هشاشة الأمثال والشرح الطويل الذي سرده زكريا بطرس سنذكر موقفا من الكتاب المقدس يهدم كل ما شرحه وهو الخاص بمعمودية المسيح الذي جاء فيه أن :
1- الآب كان في السماء وقال هذا ابني الحبيب الذي به سررت .
2- المسيح الذي هو الله المتجسد حسب المسيحية ( كلمة الله – عقل الله ) كان على الأرض خارجاً من الماء.
3-الروح القدس الذي هو الأقنوم الثالث ( روح الله – حياة الله ) متجسدا" في حمامة !!.
ولو عدنا للفقرة السابقة لوجدناه يقول جوهر واحد وذات واحدة وغير مركب , فين هذا من النصوص التالية: ففي إنجيل متى (متى 3 : 16 فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ 17وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».)
وفي إنجيل مرقس: ( مرقس 1 : 9وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يَسُوعُ مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ وَاعْتَمَدَ مِنْ يُوحَنَّا فِي الأُرْدُنِّ. 10وَلِلْوَقْتِ وَهُوَ صَاعِدٌ مِنَ الْمَاءِ رَأَى السَّمَاوَاتِ قَدِ انْشَقَّتْ وَالرُّوحَ مِثْلَ حَمَامَةٍ نَازِلاً عَلَيْهِ. 11وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ!». )
وفي لوقا : ( لوقا 3 : 21 وَلَمَّا اعْتَمَدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضاً. وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي انْفَتَحَتِ السَّمَاءُ 22وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ بِكَ سُرِرْتُ!». ).
ومن الواضح أن :
أ- النص لا يشير إلى أن هناك ثلاثة في واحد أو واحد في ثالوث.
ب- النص يشير إلى وجود ثلاثة كيانات أو ذوات مختلفة ومنفصلة عن بعضها, فلو كان كل منهم إلهاً لكان هذا تصريحاً واضحاً بعبادة ثلاثة آلهة.
الأول هو: المسيح على الأرض بعد خروجه من الماء.
الثاني هو: الروح المتجسد على هيئة حمامة تطير.
الثالث هو: صاحب الصوت من السماء, ولا يشير بأي حال إلى أن الثلاثة مجتمعين هم الله !.
ج- النص دليل على عدم ألوهية المسيح فالنص متناقض مع نفسه في جزئية أزلية وجود المسيح فالقول الذي نسب إلى الآب ( ابني الذي به سررت ) يعني ويفيد أنه لم يكن موجودا في وقت من الأوقات وبعد أن أصبح موجودا" حدث السرور. ( به سررت ).
د- النص متناقض مع نص صريح جداً يقول إن الله تعالى لم يسمع صوته أحد, مثل قول المسيح عليه السلام:(يوحنا5 :37 وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ)
فكيف يقال سمعنا صوتاً يقول هذا ابني الحبيب, في حين النص يقول لم تسمعوا صوته أبداً ؟!.
الخلاصة : الثالوث غير مفهوم وليس له نصوص فمن يؤمن بغير المعقول ولا يجد علي إيمانه دليل فلا يلومن إلا نفسه.
انتهى الرد على الحلقة السابعة والحمد لله رب العالمين.
الرد على الحلقة الثامنة.
قالت المذيعة ناهد متولي: (((نواصل حديثنا عن الله الكلمة المتجسد ونريد أن نعطى فكرة صغيرة على الأحداث الماضية لكى يستطيع المشاهد المتابعة معنا))).
اتهم زكريا بطرس المسلمين أنهم لا يبحثون وأن كلمة ابن الله لا تعني علاقة جسدية فقال: ((( ... المشكلة والقضية عند الأخ المسلم هى أننا نقول أن المسيح ابن الله وهذا غير مستساغ وغير مهضوم فكرياً وغير مقبول .. لماذا ؟ لأنه هو معترض على كلمة ابن الله لماذا ؟ لأن هو فاهم كلمة ابن الله هو المعنى الحرفى والجسدى والتناسلى وبسبب ذلك الكلمة غير مقبولة...
وسؤالك لى من البداية من هو المسيح ؟ هو الله أم ابن الله ؟ هو ابن الله أم ابن إنسان والموضوع مرتبك فى ذهن أخى المسلم .. وأنا أقول أنه معذور لأنه لم يقرأ أو يبحث ولكن يسمع كلمات بل مزروعة فيه كل كلمات الرفض للديانة المسيحية .....))).
الرد بفضل الله تعالى :
أولاً : تم توضيح معنى ابن الله وأبناء الله حسب اصطلاح الكتاب المقدس في الرد على الحلقة الثالثة.
ثانياً : لم يطلق لفظ الابن إلا على إنسان مخلوق لوصفه بالقرب من الله أو النبوة.
ثالثاً : في الحلقات السابقة قال زكريا بطرس أن (ابن الله تعني الله !), وهذا ما لم يقله المسيح ولم يذكره أي من كتبة الأناجيل ولا يوجد له مبرر ولا يقبله عقل حيث يجرنا إلى الثالوث المبهم الذي ليس له نصوص كتابية وغير مفهوم حتى عند كبار النصارى.
أكمل زكريا بطرس استخفافه بالمستمعين فقال : ((( وفى يوم من الأيام جاء الصليبيين لاحتلال بلادنا وطردهم صلاح الدين الأيوبى ..بالطبع الصليبيين لم يكونوا يؤمنون بالمسيح لأن الصليب مقتله مات عليها المسيح والصليب ليس سلاحاً نقتل به ونميت الآخرين والحملات الصليبية ضد المسيحية والصليب منها برئ والتسمية من أساها خطأ ولكنها أطماع استعمارية بعيدة كل البعد عن المسيحية بدليل أن الصليب حسب قول المسيح .. من أراد أن يتبعنى فليحمل صليبه ويتبعنى أى يحمل مقصلة إعدامه فكيف نستخدم الصليب فى القتل.
والمسيح له موقف واضح عندما جاءوا للقبض على المسيح فقطع بطرس بسيفه أذن أحد الذين أرادوا القبض على المسيح .. فرد عليه المسيح ضع سيفك فى غمده وفى هذا الدين السيف لا ينفع وأخذ أذن الرجل ورجعها مكانها وشفاه .
ولو كان المسيح يريد أن نأخذ بالسيف لدرب التلاميذ على ذلك ونلاحظ هنا عدم مهارة بطرس الرسول فى الضرب بالسيف فأراد أن يقتل الرجل ولكن لعدم درايته ضرب بالسيف فى أذن الرجل .. وقال المسيح الذين يريدون أن يأخذون بالسيف . بالسيف يؤخذون .. وسيفنا هو كلمة الله الحنونة ، المقنعة ، المحبة ، التى تعلن محبة الله وسلامه .
إذن الصليبيين لم يكونوا مسيحيين ولكنهم مستعمرين تحت هذا الاسم للدعاية للمتطوعين معهم. ..مثل ايرلندا هناك حرب فى الظاهر بين المسيحيين الكاثوليك والمسيحيين البروتستانت والحقيقة أن الكاثوليكية والبروتستانتية براء من هذه الحرب ولكنها أسماء أحزاب فقط وليس أديان . ومثل الحزب المسيحى الديمقراطى فى ألمانيا وهذا حزب وليس دين ...))).
الرد بفضل الله تعالى:
أولاً : يعلم الجميع أن الحروب الصليبية لم يكن هدفها استعماري بل كان هدفها تحرير بيت المقدس من أيدي المسلمين وأول من دعي لها كان آباء الكنيسة الكاثوليكية في روما.
ثانياً : الصليب كان شعارا ورمزا وليس سلاحا, ولم يقل أحد أو يدعي أن الصليبيين كانوا يحاربون مستخدمين الصليب كسلاح.
ثالثاً : ردا على القول "وفي هذا الدين السيف لا ينفع" , نسأل لماذا كان يحمل حواري المسيح السيف ؟, ولماذا قال ربكم في العهد القديم الذي هو نفسه ربكم الحالي ( أم هل تغير الرب !؟):
أ-(التثنية 20: 16 وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيباً فلا تستبق منها نسمة).
ب- (حزقيال 9: 6 وَاضْرِبُوا لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ.)
ج- ( إشعيا 13 : 16 يقول الرب : "وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم")
وإن قلتم أن هذه التعاليم كانت في العهد القديم قبل المسيح قلنا لكم :
أ- المسيح لم يأت بدين جديد فقد قال: (متى 5: 17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ.).
ب- لم يكن المسيح ملكاً وقائداً ولا توجد تشريعات من أقوال المسيح إلا نادراً.
ج- جاءت عبارات على لسان المسيح لا تنكر السيف فقال ( لوقا 22: 37 "فَقَالَ لَهُمْ "يسوع": لَكِنِ الآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذَلِكَ وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً".) فما الذي يفعله من يشتري سيفاً , فهل كان سيقبل بالسيف أحبائه, أم هو سيف للقتال ؟؟.
وقال حسب العهد الجديد : (متى 10: 34 لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً )
وقال أيضاً :( لوقا 19: 27 "أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي"). ولا يكون الذبح في الآخرة حسب محاولة تهرب المدافعين عن هذا القول لأن النصارى يعتقدون أن بعث الآخرة بالروح وليس بالجسد.
د- لم يقل المسيح في أي وقت إن عهدي هو العهد الجديد ولا تطبقوا التعليمات والوصايا بل أصر على الأمر بإتباع الوصايا السابقة.
رابعاً : وعلى أرض الواقع بعد أن تحدثنا بالنصوص الكتابية , هناك ما يسمى بالحروب الدينية وهي التي جرت في أوروبا بين الكاثوليك والبروتستانت والتي قُتل فيها أكثر من مائة مليون نسمة وسنعطي أربعة أمثلة فقط :
أ- الحروب الدينية في فرنسا زهاء ما يزيد على أربعين عاماً متتالية خلال القرن السادس عشر.وكان من ضمنها مذبحة "سانت بارتليميو" في 24 أغسطس عام 1572 "St. Bartholomew's Day massacre" حيث انقض الكاثوليك بمباركة البابا "جريجوري الثالث عشر" (Pope Gregory XIII ) على البروتستانت أثناء إحدى الأعياد, وذبحوا منهم الآلاف, وشنقوا العديد على أغصان الشجر.
وتحدد مصادر البروتستانت عدد القتلى في هذه المذبحة 30 ألف قتيل, أما الكاثوليك فيدعون أن عدد القتلى ألفين فقط. ( معجم الحروب-د.فردريك-جروس برس- ص -323.).
ب- حاول الإنجليز إخضاع أيرلندا دينياً بفرض المذهب البروتستانتي اعتباراً من 1536 واستمرت الحروب بين الكاثوليك والبروتستانت حتى القرن الثامن عشر, ولا تزال آثار العنف تظهر في بعض المناسبات الدينية.
ج- حرب الثلاثين عاماً الدينية بين البروتستانت والكاثوليك في ألمانيا من (1618-1648) التي تعدى ضحاياها 30 مليونا.
د- الحرب الأهلية في أسبانيا (1936-1939) تعد من آخر الحروب التي نشأت بين الكاثوليك والبروتستانت وقد بلغ عدد القتلى فيها 306 ألف شخص, وتم ذبح رجال الدين الكاثوليك فقتل في الحرب 6845 رجل دين كاثوليكي. ( معجم الحروب-د.فردريك-جروس برس- ص- 228)
ه- حرب البوسنة والهرسك التي اشتعلت مرتين بين الأرثوذكس الصرب والكاثوليك الكروات وفي المرة الثانية تحولت على المسلمين وتم ذبح مئات الآلاف من المدنيين على يد الأرثوذكس الذين يقولون هذا الدين دين سلام ومحبة والصليبيون لم يكونوا مسيحيين !.
قالت ناهد متولي :((( تسائل أحد أحباءنا فى الإسلام : هل يليق مثل هذه التعبيرات لله ؟ وهل يليق أن نقول ابن الله ؟ ))).
قال زكريا بطرس : ((( نفس الموضع ونفس القصة إن الأخ المسلم يفهم أن الموضع فيه علاقة تناسلية وزواج وجسد ولكن أحب أقول لأخى المسلم أنا بحبك حقاً وأحب أن أفهمك الحقيقة … تعال معى للإسلام وفى القرآن هل هناك أشياء فى القرآن لا تليق بالله ؟
هناك تعبيرات فى حديث قدسى يقول الفقراء عيالى ولما يقول الحديث : الفقراء عيالى مقبولة ولما نحن نقول المسيح ابن الله غير مقبول فلابد للإنسان أن يكون عادل فى التفكير .
مثال آخر فى سورة طه يقول الرحمن على الكرسى أستوى وناقشنا ذلك سابقاً … فأى كرسى جلس عليه الرحمن وما حجم الكرسى ؟ هل هذا الكرسى غير محدود أيضاً .
فالأمور لا تؤخذ بالحرفية .. فهل الله يجلس وكيف يجلس الله !! فالأخ المسلم يسأل هذا يليق بالله وأنا أسأل هل يليق الجلوس لله ؟ إذن الأمور لا تؤخذ بالمعانى الحرفية .))).
الرد بفضل الله تعالى:
أولاً : حسب قانون الإيمان المسيحي " المسيح هو ابن الله المولود له قبل كل العصور وهو إله حق من إله حق وهو مولود غير مخلوق" , وقد تم بيان معنى الابن حسب لغة الكتاب المقدس وكيف تم تغيير معنى بنوة المسيح لمعنى أخر مخالف لمعاني البنوة التي جاءت في العهد القديم والجديد وذلك في الرد على الحلقة الثالثة.
ثانياً : القول الفقراء عيالي – لم يرد في القرآن بل هو في حديث مكذوب , وعيالي تعني أعولهم ولا تعني أولادي وتم الرد على هذه الجزئية في الحلقة الثالثة.
ثالثاً : قوله " في أخر سورة طه الرحمن على الكرسي استوى" , قول كاذب قام بتكراره للمرة الثانية فالنص في القرآن " الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه : 5] " وفي التفسير الميسر: الرحمن على العرش استوى أي ارتفع وعلا استواء يليق بجلاله وعظمته. فلم يأت القول أن الله على الكرسي جلس.
رابعاً : يقول لا يؤخذ النص بالمعنى الحرفي نقول أين النصوص التي تتحدث عنها ؟؟ , فلم نجد نصوص للثالوث ولا للتجسد الإلهي ولا أن المسيح هو ابن الله الذي هو الله ولا لخطيئة آدم ولا للكفارة عن البشرية بالموت على الصليب حتى نأخذ النصوص بالرمز أو بالحرف , أعطونا النصوص أولاً ثم أشرحوها لنا , فلا تشرحوا ما لا يوجد له نصوص ولا تفهمونه وغير معقول.
خامساً :نحن نقول لا يليق بالله تعالى أن يتجسد في بشر ويلطم على قفاه ويبصق على وجهه ويصلب وغيرها من أمور الذل والمهانة لأنه لا يريد أن يغفر خطيئة أكل آدم من الشجرة إلا بعد أن يتعذب أحد فاختار الله أن يتعذب هو ويموت هو على الصليب , ونقول لا يليق بالله تعالى أن يتجسد في ذبابة أو في حيوان ولا يليق بالله تعالى أن يتجسد في إنسان يهان ويضرب ويقتل , أم أن الصلب والبصق والضرب على القفا والوخز بالحربة وتعليق الشوك كان مجازياً ؟.
سادساً : القول أنا أحبك يا مسلم وسأبين لك أن في القرآن أقوالا لا تليق على الله , معناه اعتراف أن ما عنده فعلاً لا يليق ويحاول التبرير باستخدام أسلوب ( لا تعايرني ولا أعايرك فالحال من بعضه) .
سابعاً : نحن عندنا نصوص نثبتها ولا ننفيها, ونعرف معناها ولا ندرك كيفيتها , لأن الله تعالى أثبتها ولم يطلعنا على كيفيتها , فأثبتنا ما أثبت وفوضنا كيفيتها لله تعالى , لأنه لم يعلمنا بها.
ولكننا لا نؤمن بلا نصوص ونغلق عقولنا لعدم فهمنا ما لا يوجد عليه أي دليل كتابي .
يكمل زكريا بطرس فيقول : ((( ولكن لابد وأن نسأل ما الهدف وما الدلالة على ذلك وماذا وراء الرمز وما هى الكناية عن ذلك ونأخذ المعنى وليس الحرف فبالطبع يقصد القرآن أن الله ملك فتشبيه بالملك كما يجلس على العرش ويحكم ويقصد أن الله سبحانه وتعالى ملك العالم وهو المالك وهذا تعبير بلاغى وعلى هذا نقول يا حبيبنا المسلم لا تأخذ الكلام حرفياً لأنه أيضاً عندك فى القرآن أشياء حرفية لا تليق بالله ومثال آخر فى سورة الحديد إن الفضل ليد الله فهل ربنا له يد وما طولها وهل أصابع مثلنا ولها عضلات ومفاصل وعظام ولحم ؟ فإذا أخذنا الأمر بالحرف لا تقبل ولكن المعنى لهذا التعبير قوة الله وهو صاحب الفضل وملك الفضل ومعطيه .))).
الرد بفضل الله تعالى:
أولاً : المسلم يثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه في القرآن والسنة الصحيحة, فإن قال الله تعالى "يد الله", قال أهل السنة والجماعة إن الله تعالى أثبت لنفسه يداً ولكن اليد لا نشبهها ولا نمثلها فلا نقول اليد تشبه كذا ولا نقول اليد مثل يد فلان. هذا مع اعتبار القاعدة الرئيسية أن الله تعالى ليس كمثله شيء .(..... لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى : 11])
ثانياً : الآية الكريمة هي الفضل بيد الله وليس الفضل ليد الله . ( لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّن فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [الحديد : 29]).
في التفسير الميسر : أعطاكم الله تعالى ذلك كله؛ ليعلم أهل الكتاب الذين لم يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، أنهم لا يقدرون على شيء مِن فضل الله يكسبونه لأنفسهم أو يمنحونه لغيرهم, وأن الفضل كله بيد الله وحده يؤتيه مَن يشاء من عباده, والله ذو الفضل العظيم على خلقه.
ثالثاً : اليهود والنصارى هم آخر من يتحدث عن صفات الله تعالى فقد شبهوا الله بالخروف وبأنه يصفر للذباب ( الذي لا يسمع ) وأنه ينزل ليتأكد لأنه لا يعلم وأنه ينسى ووضع القوس لكي يتذكر وعده مع نوح وغيرها مما لا يليق بالله تعالى والنصارى خاصة جسدوه في صورة بشر يتعرض لكل أنواع الإهانة!.
فصل : صفات الله تعالى حسب الكتاب المقدس :
أ- الرب يصفر للذباب والنحل ( الذباب لا يسمع !). : (إشعياء 7 : 18 18 ويكون في ذلك اليوم أن الرب يصفر للذباب الذي في أقصى ترع مصر وللنحل الذي في ارض أشور ).
ب- الرب خروف وشاة !: (رؤيا يوحنا 17: 14 هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم لأنه ربُّ الأرباب وملك الملوك)
ج- الرب ضعيف لم يستطع طردهم لأن لهم مركبات حديد !: (القضاة 1 : 19 وكان الرب مع يهوذا فملك الجبل، ولكن لم يطرد سكان الوادي لأن لهم مركبات حديد ).
د- الرب يخرج الدخان من أنفه والنار من فمه !: ( 2 صموئيل 22 :8 - 11 نفث الله دخاناً من أنفه ....واندلعت نار من فمه .....وركب ....وطار ....ورآه الناس !).
ه- الرب يتعب ويستريح : ( تكوين 2 : 2 وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. 3وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابِعَ وَقَدَّسَهُ لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقاً.)..كذلك في ( خروج 31 :17).
يحاول النصارى التهرب من هذه الجزئية فيقولون إن المعنى توقف وليس استراح !
والرد إن الكلمة العبرية الأصلية المُستخدمة هي ( شاباث ) بالعبرية, (سَبَتَ ) بالعربية.
وتعني التوقف بعد الإجهاد, ففي قاموس سترونج العبري: شابات = " مصدر أولي بمعنى: يرقد ويسترخي, يكف عن القيام بالعمل بعد إجهاد "..
و- الرب ينسى ويحتاج لعوامل مخلوقة تذكره ما نسيه: فحتى لا ينسى الله عهده ( حسب الكتاب المقدس ) مع نوح بأن لا يُغرق الأرض مره أخرى بعد الطوفان, وضع قوسه في السحاب, فعندما يرى المطر هاطلا يرى القوس فيتذكر الله أنه قد عقد اتفاقا" مع نوح عليه السلام, ألا يُغرق الأرض فيوقف المطر!:
( تكوين 9 : 11أُقِيمُ مِيثَاقِي مَعَكُمْ فَلاَ يَنْقَرِضُ كُلُّ ذِي جَسَدٍ أَيْضاً بِمِيَاهِ الطُّوفَانِ. وَلاَ يَكُونُ أَيْضاً طُوفَانٌ لِيُخْرِبَ الأَرْضَ». 12وَقَالَ اللهُ: «هَذِهِ عَلاَمَةُ الْمِيثَاقِ الَّذِي أَنَا وَاضِعُهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ كُلِّ ذَوَاتِ الأَنْفُسِ الْحَيَّةِ الَّتِي مَعَكُمْ إِلَى أَجْيَالِ الدَّهْرِ: 13وَضَعْتُ قَوْسِي فِي السَّحَابِ فَتَكُونُ عَلاَمَةَ مِيثَاقٍ بَيْنِي وَبَيْنَ الأَرْضِ. 14فَيَكُونُ مَتَى أَنْشُرْ سَحَاباً عَلَى الأَرْضِ وَتَظْهَرِ الْقَوْسُ فِي السَّحَابِ 15أَنِّي أَذْكُرُ مِيثَاقِي الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ كُلِّ نَفْسٍ حَيَّةٍ فِي كُلِّ جَسَدٍ. فَلاَ تَكُونُ أَيْضاً الْمِيَاهُ طُوفَاناً لِتُهْلِكَ كُلَّ ذِي جَسَدٍ. 16فَمَتَى كَانَتِ الْقَوْسُ فِي السَّحَابِ أُبْصِرُهَا لأَذْكُرَ مِيثَاقاً أَبَدِيّاً بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ كُلِّ نَفْسٍ حَيَّةٍ فِي كُلِّ جَسَدٍ عَلَى الأَرْضِ». 17وَقَالَ اللهُ لِنُوحٍ: «هَذِهِ عَلاَمَةُ الْمِيثَاقِ الَّذِي أَنَا أَقَمْتُهُ بَيْنِي وَبَيْنَ كُلِّ ذِي جَسَدٍ عَلَى الأَرْضِ».).
وعندما سمع أنين وصراخ بني إسرائيل, تذكر عهده معهم!.: (خروج 6 : 5 "وَأَنَا أَيْضاً قَدْ سَمِعْتُ أَنِينَ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ يَسْتَعْبِدُهُمُ الْمِصْرِيُّونَ وَتَذَكَّرْتُ عَهْدِي.")
ز- الرب يندم !, والندم لا يكون إلا عندما يسيء الشخص التصرف لأنه يجهل العواقب, وبعد التصرف يندم على فعلته , وهذا لا يجوز في حق الله تعالى الذي يعلم ما سيكون.
1- ( تكوين 6:6 فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. 7فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ: الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ. لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ».),
2- (خروج 32: 14 فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ.).
3-(صموئيل الأول 15: 35 وَالرَّبُّ نَدِمَ لأَنَّهُ مَلَّكَ شَاوُلَ عَلَى إِسْرَائِيلَ).
ح- لا يعلم ما يجري على الأرض فينزل ليتأكد !! : ( تكوين 18 :20وَقَالَ الرَّبُّ: «إِنَّ صُرَاخَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَ وَخَطِيَّتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدّاً. 21أَنْزِلُ وَأَرَى هَلْ فَعَلُوا بِالتَّمَامِ حَسَبَ صُرَاخِهَا الْآتِي إِلَيَّ وَإِلَّا فَأَعْلَمُ».).
هل بعد هذا كله يقولون إن المسلمين قالوا إن لله يدا, ويسخرون ويقولون أصابع وغيره ؟؟.
في الإسلام الله تعالى منزه عن كل نقص وعيب, وله صفات الكمال جميعا, " ليس كمثله شيء" سبحانه وتعالى عما يصفون.
قالت ناهد متولي : ((( ولكن تحكم عليها حرفياً فلا تُـقبل ؟ "تقصد أن ابن الله بالمعنى الحرفي".)))
قال زكريا بطرس : ((( لا تقبل لأن الله روح.))).
وكيف جعلتموه يصفر وينزل ليتأكد ويتجسد مرات في حمامة ومرات في إنسان وكيف قيل في أول سفر التكوين أن آدم وحواء سمعا صوت الله ماشياً في الجنة !؟
( تكوين 3 : 8 وسمعا صوت الرب الإله ماشيا في الجنة عند هبوب ريح النهار.فاختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة. ).
الواضح أن القساوسة عندما يشرحون ويفسرون إيمانهم يفسرونه على خلاف الاعتقاد الراسخ عندهم وعلى خلاف قانون الإيمان والنصوص الواضحة وذلك للبعد والهروب من التناقض.
أكمل زكريا بطرس فقال : ((( وفى سورة البقرة تقول أينما تولوا فثم وجه الله ولو أخذنا الأمر حرفياً ما شكل الله فى وجهه ؟ ولون عينيه وما شكل باقى الأعضاء ؟ ..إذن لو أخى المسلم وافق على المعانى الحرفية فإذن أنا أسأله ما يليق وما لا يليق فى القرآن ؟ ولكن هذا تعبير بلاغى هدفه ربنا موجود فى كل مكان أى أينما تنظر وفى أى اتجاه . الله موجود ومالئ الكون وكذلك عندما تقول ابن الله لا نعنى التناسل الجسدى ولكن له معنى راقى . لذلك فالظهور من الآب فى صورة بشر مثل ظهور الفكر وتجسده. ونسألك هنا من أبو المسيح ؟ هل له أب جسدى ولكنه منسوب إلى الله مثل الفقراء عيالى أى ليس لهم أب يعتنى بهم والمسيح أصلاً ليس له جسدى فإذن ابن من ؟ ))).
الرد بفضل الله تعالى:
أولاً : ليس معنى الآية الكريمة أن الله موجود في كل مكان. فالآية الكريمة :" وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة : 115]
في التفسير الميسر: ولله جهتا شروق الشمس وغروبها وما بينهما, فهو مالك الأرض كلها. فأي جهة توجهتم إليها في الصلاة بأمر الله لكم فإنكم مبتغون وجهه, لم تخرجوا عن ملكه وطاعته. إن الله واسع الرحمة بعباده, عليم بأفعالهم, لا يغيب عنه منها شيء.
ثانياً : نحن كمسلمين لا نؤمن بوجود الله بذاته في كل مكان , ولكنه سبحانه وتعالى مستو على عرشه وفي كل مكان بعلمه وأحاطته.
ثالثاً : تم بيان معنى ابن الله حسب مصطلح الكتاب المقدس في العهد القديم والعهد الجديد وتم بيان أن اللفظ لم يطلق إلا على إنسان مخلوق ولم يطلق في أي مرة على الكلام أنه ابن الله ولا على الفكر أنه ابن الله ولا على الحياة أنها ابن لله , بل أطلق اللفظ على المؤمنين وعلى الأنبياء.
رابعاً : عدم وجود أب للمسيح عليه السلام لا يعني أنه الله أو ابن لله , فآدم عليه السلام لم يكن له أب جسدي وكذلك حواء ولا يعني هذا أنهما فكر الله المتجسد أو عقل الله المتجسد.
أكمل زكريا بطرس فيقول : ((( وعلى هذا القياس نقول أن هناك تعبيرات فى القرآن ذاته تفسيرها بالنص الحرفى مرفوضه تماماً ولابد أن تؤخذ بالدلالة والمعنى .. وكذلك تقصد بابن الله فى المسيحية أى المنسوب لله ، الخارج من عند الله ، فكر الله المتجلى ، كلمة الله الظاهرة فى الإنسان . وهذا الكلام بالنقاش يعنى منطق سليم .. واحد + واحد يساوى أثنين ولكن أيضاً هذا المنطق يقنع العقل فقط وليس الروح ومع محاولاتنا لتبسيط الفكرة . ولكن بالنسبة للروح لابد من تلامس إلهى.))).
الرد بفضل الله تعالى :
أولاً : المصادر الإسلامية واضحة جداً ولا تطلب منك الإيمان بما لا يوجد عليه نص ولا تفهمه.
ثانياً : حسب قواعد تفسير القرآن وقواعد تفسير الكتاب المقدس وكل قواعد التفسير للكتب, النص يؤخذ على ظاهره ولا يتم تفسيره بمعنى مخالف للظاهر إلا بوجود الدليل أو لاستحالة أخذ النص على ظاهره, وبتطبيق هذه القاعدة نجد أنه عندما ذكر في الكتاب المقدس أن آدم ابن الله وداود ابن الله تم التفسير بالقرب من الله تعالى وأن الله تعالى يرعاهم وهذا التفسير لا يخالف أي قواعد للتفسير, ولكن عندما ذكر أن المسيح ابن الله تم تفسيرها أنه أقنوم لله وأنه هو الله وهذا تفسير ليس له أي دليل .
ثالثاً : قال زكريا بطرس في الحلقة الخامسة :"" ابن الله بمعنى الذي من الله مثل عندما نقول بنت شفة بمعنى الذي استمعنا إليه من الشفتين ومثل بنات الفكر بمعنى أن الفكر معلن عنه في كلام أو صور هذا هو المعنى وابن الله يعنى الله ظاهر في الجسد.." فالكلام متناقض فهو يقول ابن الله لها معنى مجازي ثم يقول ابن الله تعني الله !.
رابعاً : لو كان ابن الله بمعنى الخارج من عند الله فالملائكة أيضاً يكونون أبناؤه بمعنى من عنده وبمعنى منه وبمعنى أنهم هم الله , وقدرة الله نابعة من الله فتكون "قدرة الله" ابنا لله من الممكن أن تتجسد في أي كائن حي لتصنع المعجزات, و"روح الله" تكون أيضا ابنا لله , و"رحمة الله" تكون هي أيضا ابناً لله !!.
خامساً : أين الأدلة الكتابية من أقوال المسيح أو من أقوال أنبياء العهد القديم بهذه الأمور الحيوية ؟, هل فضل كتبة الأناجيل الكتابة عن الحمار الذي امتطاه المسيح في أربعة أناجيل وتجاهلوا بيان من هو المسيح ؟, وهل فضل بولس كتابة صفحات من سلاماته وقبلاته إلى بريسكيلا وغيرها وتجاهل كتابة لفظ واحد عن الثالوث !؟0
قالت ناهد متولي :((( فعلاً يا أبونا لأن فى الإسلام الله سبحانه وتعالى فهو متعالى وفوق كل البشر وهناك حواجز كبيرة بينى وبينه ولكن بالنسبة لنا فى المسيحية الله أب حنون فالله داخلى وأقرب لى من نفسى. والأخوة المسلمين يستصعبون جداً هذه التعبيرات : الله أب وأنا ابن لله والمسيح ابن لله ))).
الرد بفضل الله تعالى:
أولاً : لقد بينا من قبل أن هذه الصفات ليست صفات نقص ولا تتعارض مع صفات أخرى لله تعالى مثل الودود الرحمن الرحيم الغفور.
ثانياً : بينا وجود صفات لله تعالى مثل الجبار والمتعال في الكتاب المقدس وذلك في الرد على الحلقة الرابعة.
ثالثاً : الله تعالى قريب من عباده فقد قال الله تعالى: " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة : 186]".
رابعاً : قالت المذيعة أنها ابنة الله والمسيح ابن الله , فإن كان المعنى مجازياً يعني القرب من الله وقع هذا المعنى على المسيح عليه السلام وإن كان المعنى فعلياً فهي بذلك تعني أنها هي الله المتجسد !.
قال زكريا بطرس : (((أعطيك مثلاً الكاتب المشهور الأستاذ توفيق الحكيم الله يرحمه وأفتكر أنه فى أواخر أيامه كتب فى جريدة الأهرام .....منذ الآن إلى وفاتى سوف لا أستخدم قلمى إلا مع أحاديثى مع الله وذلك بعد وفاة أبنه إسماعيل وأبتدأ يكتب فى الأهرام مناجاة مع الله ...... . مثال : قلت لله كذا وكذا وقال الله لى كذا وكذا .. ...... فلك أن تتخيل معى ماذا حدث من كارثة ورد فعل عنيف تجاه الكاتب الكبير .. فكيف تكلم الله وهو يكلمك أأنت نبى كى يكلمك الله واتهموه بالكفر .
والفكرة كما قلت أنه هناك حاجز وحجاب يفصل الإنسان عن الله وهذا استحالة والمسيحية ليست بهذا الفكر لأن الله بدونه لا أستطيع الحياة فحبه يملأنى وروحه يقوينى والله قريب منى جداً .))).
الرد بفضل الله تعالى :
أولاً : المسلم يدعو ويناجي الله تعالى وهو يشعر في كل حين أن الله تعالى مطلع عليه ويسمعه ويستجيب لدعائه, قال تعالى: " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ". [البقرة : 186].
ثانياً : توفيق الحكيم في مقالاته التي كان عنوانها "حوار مع الله" , كان يأتي بكلمات وألفاظ على أنها كلمات وألفاظ الله تعالى مثل: قال الله لي : (إن الظروف الاقتصادية قد أثرت تأثيرا كبيرا على الحالة الاجتماعية في البلاد خلال هذه الفترة و....), وبالطبع هذا ليس كلام الله ولا يصح نسبة كلام إلى الله تعالى والله تعالى لم يقله, فالله تعالى يرسل رسالته عن طريق الأنبياء والباب ليس مفتوحاً لغير الأنبياء بأن يخرج كل يوم شخص ويقول قال لي الله شجع الفريق الفلاني بدلاً من الفريق الفلاني!.
أكمل زكريا بطرس فقال : ((( فى سفر الرؤيا يقول " هاأنذا واقف على الباب وأقرع إن سمع أحد صوتى وفتح الباب أدخل إليه أتعشى معه وهو معى " وهنا إن سمع أحد صوتى وفتح الباب يقصد به الإرادة باب الإرادة ، باب الأشواق ، باب القلب وبكل هذه يفتح ويقل له يارب أنا حياتى مفتوحة لك فأدخل إلى حياتى يارب ونورنى وباركنى ولابد أن يكون إيمان فعلاً أنه سيستجيب وهناك إخلاص بأنه يريد الله فى حياته ونؤكد على الثقة فى استجابة الله له .))).
الرد بفضل الله تعالى:
أولاً : كاتب سفر الرؤيا الموجود بالكتاب المقدس هو مجهول.
ثانياً : وصف كاتب سفر الرؤيا الله تعالى بأنه خروف فقال ( رؤيا 17 : 14 هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم لأنه رب الأرباب وملك الملوك والذين معه مدعوون ومختارون ومؤمنون.)
وأيضاً: ( رؤيا 22 : 1 واراني نهرا صافيا من ماء حياة لامعا كبلّور خارجا من عرش الله والخروف.).
ثالثاً : سفر الرؤيا تمت إضافته للكتاب المقدس بعد خلاف كبير بين آباء النصارى ونقاشات مطولة حول هل تتم إضافته واعتباره بالوحي أم أنه لا يرقي لمستوى الوحي الإلهي !؟.
رابعاً : أقوال ووصايا المسيح لا تتعدى وصايا العهد القديم وهي الحفاظ على الوصايا ولم يأت بها أن الله تعالى يقول إنه يقف بالباب ينتظر من يفتح له الباب ليدخل في حياته مثلما قال المجهول كاتب سفر الرؤيا !, ( متى 19 : 17 –18 .. فقال له لماذا تدعوني صالحا.ليس احد صالحا إلا واحد وهو الله.ولكن إن أردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا. 18 قال له أية الوصايا.فقال يسوع لا تقتل.لا تزن.لا تسرق.لا تشهد بالزور.).
قالت ناهد متولي : ((( سؤال ما هو هدف عقيدة التجسد ولماذا تؤمنون بتجسد الله فى المسيح ؟))).
قال زكريا بطرس : ((( هذا مهم ولكن قبل ذلك هناك أسئلة عرضت علي كثيرة سابقة على هذا السؤال وهو هل الله ترك السماء وترك العالم لما تجسد فى المسيح ؟ وهذا سؤال منطقى وبدوره يكون عقدة فكيف ذلك ؟..........أنتم تقولون تجسد ولو صدقنا إلى حين هذا التجسد .. فمن كان فى السماء ومن كان يحكم العالم ؟
وفى الحقيقة الرد على هذا .. فى سورة النور آية 25 يقول الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فى مصباح والمصـباح فى زجاجة والزجاجة تضئ كأنها كوكب درى . كمشكاة هنا { فتحة فى حائط } ونلاحظ أن الزجاجة لم تحجب نور المصباح .... والله يساوى نور السماوات والأرض ويقول أنه لا شئ يحد النور. ونحن نقول أن الله نور السماوات والأرض وتجلى فى جسد المسيح والنور لم يحجب بجسد المسيح لأن نوره لا يحده مكان.))).
الرد بفضل الله تعالى:
أولاً : أين الدليل الكتابي على ذلك من أقوال المسيح الذي لم يقل أنا الله أو ثالوث أو أقانيم أو اللاهوت حل في الناسوت !؟.
ثانياً : الآية الخاصة بسورة النور تعطي المثال عن نور الله وليس عن الله تعالى , ونور الله ليس هو الله ورحمة الله ليست هي الله.
ثالثاً : لا علاقة للمصباح والزجاجة التي لا تحجب النور بالله وبأن ادعاؤكم أن المسيح لم يحجب اللاهوت, فالضوء الذي لم يحجبه الزجاج هو عرض ناتج من المصباح ( المصباح أنتج ضوءا والزجاجة مررت الضوء ولم تحجبه ).
رابعاً : القول أن الله تعالى تجسد في المسيح ولم يحجب ألوهيته بل استمرت كما هي في العالم أجمع, لا يعني أن المسيح هو الله , فحسب هذا القول فلا مانع من أن يكون الله متجسدا في العديد من الكائنات طالما هو في كل مكان ويتجسد ولا يمنع تجسده اللاهوت من أن يكون موجودا في مكان آخر ولا يزال حتى بعد تجسده غير محدود في العالم أجمع كما هو, وإن لم يكن هناك دليل كتابي واضح على تجسد الله في المسيح, فلا داعي للبحث عن أدلة كتابية لتجسد الله في آخرين!.
أكمل زكريا بطرس فقال : ((( وفى سورة القصص وفى سورة طه وسورة النمل عن حديث الله لموسى من الشجرة ويقول له إنى أنا الله ولا إله إلا أنا والسورة يقول بورك من فى النار ومن حولها .
ونسأل هنا عندما كان الله فى الشجرة إذن من كان فى السماء وهذا نفس السؤال وتجلى أيضاً فى الجبل فى سورة الأعراف " تجلى ربك للجبل " فإذن من كان فى الدنيا بعد ذلك .))).
الرد بفضل الله تعالى :
أولاً : لم يتحدث الله تعالى لموسى من الشجرة وتم الرد على شبهات التجسد في الرد على الحلقة الخامسة .
ثانياً : القول تجلى ربه للجبل لا يلزم التجسد فعقيدة أهل السنة والجماعة أن لله تعالى في السماء وتجلي الله تعالى للجبل لا يعني أن الله تعالى حل في الجبل.
أكمل زكريا بطرس فقال : (((وفى صحيح البخارى ... قال النبى ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة فى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير يقول من يدعونى استجيب له . فإذن من كان فى السماء العليا ؟ أليس أحداً هناك ؟ إذن الموضوع تعبيرات والله موجود في كل مكان و لا يخلوا منه مكان فهذا كان موضع مهم لابد من إيضاحه وننتقل إلى سؤالك ما هو هدف عقيدة التجسد أو لماذا تجسد الله فى المسيح ؟ ))).
الرد بفضل الله تعالى:
أولاً : الحديث واضح وثابت والمسلم يبني اعتقاده على نصوص واضحة, والحديث يقول ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا ويؤمن المسلم بنزول الله تعالى إلى السماء الدنيا بناءا على النص الواضح والثابت ويقول المسلم إن الله تعالى ينزل نزولاً يليق بعظمته وجلاله فسبحانه ليس كمثله شيء.
ثانياً : لثبوت الحديث آمنا بالنزول وقلنا لا نعلم كيفيته ولكنكم تؤمنون بأن الله تعالى يملأ كل الكون وأن الله تعالى تجسد في المسيح ولم يمنع تجسده في المسيح أن يكون لاهوته في العالم أجمع ولا يوجد أي نص لإيمانكم بهذا ؟.
ثالثاً : نصوصكم التي تفيد بأن الله تعالى في السماء تم وضعها في نهاية الرد على الحلقة الأولى.
الرد على الحلقة التاسعة.
بعد مقدمة طويلة من المذيعة ناهد متولي قالت : (((..هل يمكن أن توضح لنا ذلك ماذا تقصد بأن التجسد هو من أجل تحقيق الفداء ؟))).
قال زكريا بطرس : ((( الواقع أن فكرة التجسد هدفها فداء الإنسان وهذا سينقلنا للحديث عن الحكاية من البداية .. الكتاب المقدس فى سفر التكوين يكلمنا الله عن الإنسان أنه خلقه على أروع صورة وأبرع مثال .. فيقول الله أنه خلق الإنسان على صورته على صورة الله خلقه وليس صورة جسدية من عينين وخلافه ولكن صورة البهاء والعظمة والعقل والخلود فالإنسان مخلوق عاقل مثل الله وهو خالق مثل الله فإذن الله خلق الإنسان على أسمى صورة وهذا من الحب الذى عبر عنه الله ....
فنلاحظ محبة ربنا منذ الأزل وتعبير الكتاب المقدس عن إجابة من هو الله ؟ قال الله محبة لأنه قلبه فائض من الحب نحو خلقة يديه وبالأخص نحو الإنسان المخلوق على صورته ومثاله .
فخلق الإنسان ووضعه فى جنة عدن ووفر له كل وسائل الراحة والمعيشة فى جنة كاملة فى فرح وسرور وليبتهج به الله . الإنسان عايش فى سعادة مع أبوه كطفل يعيش فى سعادة فى منزل أبيه ، فلك أن تتخيل السعادة التى يعيش الطفل فى منزل أبيه فى أيام طفولته فى تدليل بدون هموم ومتاعب وهذه هى البداية لخلقه البشرية ، حتى جاءت نقطة الخطر وهى الشيطان حسد الإنسان لأنه وجده فى حالة أحسن منه وأكثر حالاً فى راحته وسعادته لأن الشيطان كان رئيس ملائكة وسقط لأجل كبرياءه ، فأبتـدأ يدبر له المكيدة. ))).
الرد بفضل الله تعالى:
أولاً : لا توجد له أي نصوص لموضوع الفداء كما سيتم توضيح ذلك بالتفصيل فلم يقل المسيح فداء ولا خطيئة ولا أموت على الصليب ولم يذكر اسم آدم أو حواء بالمرة !.
ثانياً : قصة الخلق حسب سفر التكوين تبين أن الله تعالى خلق الإنسان ليعمر الأرض وليس ليربيه في الجنة كالأطفال عند أبيهم كما قال القمص وهذا هو الدليل , فأين الدليل على ما ادعاه مناقضاً لهذا الدليل من كتابه ؟( تكوين 1 : 26 وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الانْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ وَعَلَى كُلِّ الارْضِ وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الارْضِ». 27 فَخَلَقَ اللهُ الانْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرا وَانْثَى خَلَقَهُمْ. 28 بَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «اثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلاوا الارْضَ وَاخْضِعُوهَا وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الارْضِ».)
أكمل زكريا بطرس فقال: ((( سندخل إلى النقطة الثانية : فلقد أوصى الرب الإله آدم من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً ما عدا شجرة معرفة الخير والشر لا تأكل منها لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت وهذا هو محك بداية المشكلة .....ونفس هذا الكلام موجود فى القرآن فى سورة طه ...
ومن هنا بدأت المشكلة وهى مشكلة السقوط وهنا نلقى فكرة تسلسل الموضوع لنفهم سوياً تكلمنا عن خلقة الإنسان على أحسن صورة ومثال ، وتكلمنا عن سعادة الإنسان وسروره وهو فى الجنة وأبتدأ الشيطان يغويه بالأكل من شجرة معرفة الخير والشر .))).
ننتظر نصوص الفداء والخطيئة الكبرى ونلاحظ أن (الشيطان يغويه ليأكل من شجرة معرفة الخير والشر ), ونتساءل إن لم يكن يعرف الخير من الشر لماذا يعتبر أنه ارتكب خطيئة !؟.
أكمل زكريا فقال : ((( وهناك سؤال يطرح نفسه لماذا ربنا أوجد الشجرة من أساسها ؟ وسؤال آخر لماذا خلق الله الشيطان ؟ ...وسؤال القارئ لماذا خلق الشجرة والشيطان أساس الغواية والشر أليس كذلك ؟
فى البداية نجاوب على خلق الشيطان : فى الحقيقة الله لم يخلق الشيطان . الشيطان من أين جاء أخلق نفسه ؟ بالطبع لا ....الله خلق ملائكة والشيطان كان رئيس ملائكة .... فهذه خلقة الملاك فى صورة بهية ولكن دخله الكبرياء .))).
حتى الآن لم يذكر موضوع الفداء ولا نريد أن نتعرض للنصوص الخاصة بالخلق التي لا تعنينا.
قالت المذيعة ناهد متولي : ((( من أين جاءت تسمية شيطان ؟؟.))).
لا تعنينا الإجابة على هذا السؤال لذلك, تم تجاهل الرد.
أكمل زكريا بطرس القصة فقال : ((( ولما سقط الشيطان وترك مجده السابق رأى آدم فى نفس المجد فكيف يتركه وعزم على إيقاعه وذهب إليه . ..... الشيطان ذهب إلى حواء لأن حواء تحب الاستطلاع وتحب المعرفة فذهب إليها بسؤال ماكر أصحيح أن الله قال لكم لا تأكلوا من جميع شجر الجنة ؟ فردت عليه من قال هذا ؟ الله قال من جميع شجر الجنة نأكل ما عدا شجرة واحدة لا نأكل منها وهى شجرة الخير والشر فسأل الشيطان لماذا هذه الشجرة بالذات ؟ قالت حواء الله قال هكذا يوم تأكلا منها موتاً تموتا .. فابتدأ الشيطان يكذب الله وقال لها لن تموتا ! فاستغربت حواء لماذا قال الله هكذا ؟ فرد الشيطان بالطبع ربنا لا يريدكما أن تأكلا من هذه الشجرة لأن الله ماكر جداً وأنا أعرفه جيداً لأنه لا يريد أن تصبحا مثله عندما تأكلون . فنصيحتى لكما أن تأكلا من الشجرة وتستقلا عن الله .وفى الحقيقة هى تنفصل عن الله فأكلت حواء وأعطت زوجها وشارك آدم حواء المسؤولية .))).
لا تعنينا القصة حتى الآن فقد بين القرآن أن الشيطان وسوس لهما فأكلا من الشجرة المحرمة ثم استغفرا الله فغفر الله لهما وتاب عليهما, أما في العهد القديم كما سيتم بيان ذلك لاحقاً فقد أوقع الله تعالى العقاب بحواء بأوجاع الحمل والولادة وأن الرجل يتسلط عليها ولم يذكر لهما أي شيء عن خطيئة وتلوث وجرثومة وفداء وخلاص .
لذلك لا يؤمن اليهود أصحاب العهد القديم بالخطيئة الأصلية التي لا نصوص لها.
يكمل زكريا بطرس بعيدا" عن موضوع الفداء لأنه ليس له أي نصوص فقال : ((( وبقى سؤال لماذا الله خلق الشجرة ؟ ..... ربنا خلق الحيوانات والنباتات والجماد فهل هناك عقل لهذه المخلوقات ؟ فالإنسان الوحيد بين هذه المخلوقات الذى يتميز بالعقل وهناك مثل يقول اللى عنده عقل يميز فإعطاء العقل للإنسان يقتضى أن يكون له حرية إرادة وهنا احتياج العقل لحرية الإرادة ضرورة حتمية لأن الإرادة يحكمها العقل .. وكما أن الله خلق حرية الإرادة فى الإنسان فلابد أن يكون هناك حرية اختيار . مثال أذهب يميناً أم شمالاً ، إذ أُريد هذا الشئ أم شئ آخر .
فالذى عنده إرادة حرة لابد وأن يكون له عقل حُر يختار وإلا سيعبد ربنا مرغم وليس عنده حرية اختيار أى بالريموت كنترول . فالله خلق له محك اختيار أن يختار بين أن يحيا مع الله فى سعادة أو يأكل من الشجرة وينفصل .))).
حتى الآن لم يذكر أي دليل على الخطيئة والفداء وحتمية الفداء!, ثم قال قصة ليبتعد بها عن موضوع الفداء الذي لا يوجد له نص واضح فقال : ((( أذكر قصة فى بداية خدمتى كنت فى زيارة إحدى الأسر فكانت أسرة ممتازة ورب الأسرة رجل موظف كبير وبيت سعيد ولكنهم عندهم نقطة حزن وهى ولد شاب يبدوا عليه الاحترام فقال لى هذه هى نقطة الحزن هو هذا الشاب . وهو لا يتحرك من مكانه إلا لو حركناه ولا يأكل إلا لو أكلناه وهكذا التواليت والنوم والقيام والجلوس فسألت لماذا هكذا فردوا عليه أنه لا يوجد عقل ولكن لا يمثل خطورة ولا يؤذى أحداً ولكن يجلس مثل الكرسى وكانوا فى منتهى الحزن وكان الرجل مفتش فى مصلحة الرى وهذا الكلام منذ 45 عاماً وكان حزين على أبنه ومتألم من ربنا جداً متفكراً فى قلبه لماذا يجربه الله هذه التجربة . وفى يوم حلم هذا الرجل أنه ذهب إلى قرية فأرد أهل القرية أن يقتلوه لأنهم غاضبين بسبب قطع المياه عنهم وجهزوا على قتله ولكنهم نظروا فرأوا العمدة آتى محذراً إياهم بتركه بسبب أبنه الذى يعوله هذا وعندما أستيقظ من نومه قبل أبنه شاكراً ربه لإنقاذ حياته بسبب أبنه .
بالطبع لا علاقة للقصة التي في بداية خدمته بالفداء !!؟؟..
أكمل زكريا بطرس فقال : وما رأيك لو ربنا خلق آدم وحواء بدون عقل هل الله يقول لذاتى مع بنى آدم وعلى ذلك الله خلق الإنسان بعقل يفكر بيه علشان لو أراد المعيشة مع الله تصبح بإرادته وهذه هى الميزة ووضع له شجرة معرفة الخير والشر محك اختبار....
قصة أخرى : ...مرة واحد ملحد تقابل مع قسيس!!.))).
( تم حذف القصة الثانية والإبقاء على الأولى لبيان المنهج الذي يستخدمه للتهرب من إحضار الدليل على أهم معتقد عنده !.), وما يعنينا هو أين كُتب عندكم أن أكل آدم وحواء من الشجرة تسببا في الخطيئة الكبرى وأصبح النسل كله ملوثاً والله لم يستطع أن يغفر فتجسد ومات على الصليب لكي يوقع العقاب بأحد !؟.
أكمل زكريا بطرس فقال: ((( وكما أن قصة سقوط الإنسان فى الإصحاح الثالث . قالت الحية للمرأة أحقاً قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة ، فقالت المرأة للحية من ثمر شجر الجنة نأكل ، وأما ثمر الشجرة التى فى وسط الجنة فقال الله لا تأكلا منه ولا تمساه لئلا تموتا فقالت الحية للمرأة لن تموتا ، بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر ، فرأت المرأة أن الشجرة جيدة فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضاً فأكل فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان فأخذا أوراق تين وصنع لأنفسهما مآزر ونفس القصد فى القرآن فى سورة طه آية 117 ، 123 فوسوس إليه الشيطان وقال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى فأكلا منها وبدت لهما " سوآتهما " أى عوراتهما . فعصى آدم ربه فغوى .))).
في القرآن الكريم : " فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [البقرة : 37]
و حسب التفسير الميسر : فتلقى آدمُ بالقبول كلماتٍ, ألهمه الله إياها توبة واستغفارًا, وهي قوله تعالى: (ربَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِن الخَاسِرِينَ) فتاب الله عليه, وغفر له ذنبه إنه تعالى هو التواب لمن تاب مِن عباده, الرحيم بهم.
وهذه هي نهاية القصة في القرآن الكريم ومن المؤكد أنها نهايتها في الكتاب المقدس حيث لا دليل على عكسها مؤيدا" لموضوع الخطيئة الكبرى والفداء والتجسد وحتمية الموت على الصليب في العهد القديم أو من أقوال المسيح عليه السلام.
أكمل زكريا بطرس فقال: ((( وهذه هى بداية الحكاية خلق الله الإنسان بالحب ثم مارس الإنسان حرية إرادته بعقله وأكل من الشجرة وخالف الوصية فسقط من المركز الرائع السابق وجوده وهذا السقوط يستلزم الفداء لأن أجرة الخطية موت والله فى محبته لابد وأن يغفر ولهذا لابد وأن تكون هناك خطة للفداء وسنتكلم عليها لاحقاً .))).
لا يوجد أي دليل على أن هذا السقوط يستلزم الفداء ولا يستلزم مغفرة فقط من الله تعالى, فقد عاقب الله تعالى آدم وحواء حسب الكتاب المقدس ولم يقل أبداً أن العقاب غير كاف ويلزم فداء وموت على الصليب !!.
فصل : الاعتراضات على مبدأ الخطيئة الأصلية وتوارثها:
1- يتضح من النص الخاص بالأكل من الشجرة أن الشجرة التي منع الله آدم أن يأكل منها هي شجرة معرفة الخير والشر، فكيف يتم حسابه على خطئه إن لم يكن يعلم الخير من الشر!!؟.
2- خير تمثيل لهذا المبدأ هو: أن خادما أخطأ، فعاقبه سيده، ونتيجة لخطأ الخادم أصبح أبناء الخادم ملوثين بخطئه، ولمحبة السيد لأسرة الخادم ورحمته بهم، وعدله في أن يوقع العقاب، قام السيد بعقاب ابنه وليس ابن الخادم، وذلك لكي يخلص أبناء الخادم من الذنب!.
وفي المثال السابق لا نجد عدلا ولا رحمة!، فلا ذنب لأبناء الخادم، ولا ذنب لابن السيد، ولا داعي للفداء. فقد تم عقاب الفاعل أو العفو عنه وانتهى الأمر!.
وبالمثل الاعتقاد بالخطيئة والفداء، فالقول بأن عدل الله كان يتطلب أن ينزل العقاب على أحد قول باطل نقول: بل العدل أن ينزل العقاب على الفاعل ولا على غيره. كما أن رحمة الله وقدرته على غفران الذنب تقتضي عدم عقاب البريء.
3- من الغريب أن يكون الحل الوحيد لكي تغفر خطيئة آدم (حسب عقيدة الفداء) عندما أكل من الشجرة هي أن يتم تعليق الإله على الصليب ليذوق الآلام، أليس من العقل ومن العدل أن يقول الله للمذنبين: تطَهروا من أخطائكم وتوبوا إلي أقبلكم؟ فلا يكون هناك قتل ولا صلب ولا فداء؟ أم لا يستطيع الرب خالق الأرض والسماوات أن يغفر الأكل من الشجرة، ويغفر الزنى والقتل والاغتصاب والسرقة وغيرها فيما بعد!؟.
إن الحل الذي قدمه الإسلام لهذه القضية هو حل بسيط لا يتعارض مع قدرة الله وحكمته تعالى فقد4 في سورة طه: } وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى «121» ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى { [طه:121 122].
في التفسير الميسر: ثم اصطفى الله آدم, وقرَّبه, وقَبِل توبته, وهداه رشده.
وَ6: } فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ { [البقرة: 37].
في التفسير الميسر: فتلقى آدمُ بالقبول كلماتٍ, ألهمه الله إياها توبة واستغفارًا, وهي قوله تعالى: } ربَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِن الخَاسِرِينَ { فتاب الله عليه, وغفر له ذنبه , إنه تعالى هو التواب لمن تاب مِن عباده, الرحيم بهم.
4- ذكر العهد القديم أن الله تعالى عاقب آدم وحواء نتيجة مخالفتهم أمره, فكان عقاب آدم المشقة التي يعانيها في الدنيا, وعقاب حواء آلام الوضع واشتياقها لزوجها وتسلط الزوج عليها ولم يذكر أبدًا أن هذه الخطيئة ستتوارث.
(تكوين 3: 16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَدًا. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ». 17وَقَالَ لِآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلًا: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. 18وَشَوْكًا وَحَسَكًا تُنْبِتُ لَكَ وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ).
5- بينت نصوص العهد القديم أن كل إنسان يتحمل ذنبه وإثمه ولا يتحمل وزر غيره.
أ-(حزقيال 18: 20 - 21 النفس التي تخطيء هي تموت، الابن لا يحمل من إثم الأب، والأب لا يحمل من إثم الابن، بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون).
ب-(تثنية 24: 16 لا يقتل الآباء عن الأولاد، ولا يقتل الأولاد عن الآباء، كل إنسان بخطيئته يقتل).
ج- (إرمياء 31: 30 «بل كل واحد يموت بذنبه، كل إنسان يأكل الحصرم تضرس أسنانه).
د-(2 أيام25: 4 لا تموت الآباء لأجل البنين، ولا البنون يموتون لأجل الآباء، بل كل واحد يموت لأجل خطيته).
6- بين الكتاب المقدس أنه كان هناك الكثيرون الأبرار من ذرية آدم 5 وأنهم في ملكوت الله بدون فداء ولا صلب:
أ- نوح 5, (تكوين 6. 9. .... وَسَارَ نُوحٌ مَعَ اللهِ).
ب- أخنوخ الذي رفعه الله إليه,(تكوين 5: 24 وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ أَخَذَهُ).
ج- إبراهيم 5 الذي باركه الله ,(تكوين 12: 1وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ: «اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. 2فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ وَتَكُونَ بَرَكَةً. 3وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ»).
د- يوحنا المعمدان الذي قال عنه المسيح حسب العهد الجديد (متى 11: 11 اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ).
7- لم تأت أقوال المسيح تتحدث عن الخطيئة والكفارة والخلاص فإن كان الفداء هو سبب نزوله وتجسده كما يدعون, فمن غير المعقول أن يخفى المسيح هذا الأمر ولا يذكر أي شيء خاصًا بالفداء, ولا يعقل أن يأتي المسيح ليفتدي البشرية من خطيئة آدم ولا يذكر اسم «آدم» ولو مرة واحدة في الأناجيل؟!.
إن أول من ذكر قصة الفداء والخلاص هو «بولس»: (رومية 15: 5-6 ولكن الله بين محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا، فبالأولى كثيرًا، ونحن متبررون الآن بدمه نخلص به من الغضب).
8- تعبير الخلاص والفداء, لم يكن يعني عند اليهود مفهوم التخلص من الخطيئة الأصلية التي لم تخطر عليهم ولم يذكرها أي من الرسل من قبل, فموسى 5 كان فاديًا للشعب: (أعمال 7: 35 هَذَا مُوسَى الَّذِي أَنْكَرُوهُ قَائِلِينَ: مَنْ أَقَامَكَ رَئِيسًا وَقَاضِيًا؟ هَذَا أَرْسَلَهُ اللهُ رَئِيسًا وَفَادِيًا بِيَدِ الْمَلاَكِ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ فِي الْعُلَّيْقَةِ).
9- بين العهد القديم والعهد الجديد أن مغفرة الذنوب بالتوبة وليست بالتضحية والفداء.
أ- (حزقيال 18: 21-23 فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها، وحفظ كل فرائضي وفعل حقًا وعدلًا، فحياة يحيا، لا يموت، كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه، بره الذي عمل يحيا).
ب- (متى 3: 1 وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ يَكْرِزُ فِي بَرِّيَّةِ الْيَهُودِيَّةِ. قَائِلًا: «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ..حِينَئِذٍ خَرَجَ إِلَيْهِ أُورُشَلِيمُ وَكُلُّ الْيَهُودِيَّةِ وَجَمِيعُ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ بِالأُرْدُنّ …وَاعْتَمَدُوا مِنْهُ فِي الأُرْدُنِّ مُعْتَرِفِينَ بِخَطَايَاهُمْ).
معترفين بخطاياهم وليس معترفين بالخطيئة الأصلية.
ج- (مرقس 1: 4 كان يوحنا يعمد في البرية ويكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا).
د- بين المسيح أن التوبة هي الوسيلة المقبولة لغفران الذنوب فقال حسب العهد الجديد:
(لوقا 15: 7 أقول لكم: إنه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب...).
فكيف يتم تجاهل أقوال الله (حسب الكتاب المقدس) وأقوال المسيح 5 (حسب الكتاب المقدس) ويتم فقط استخراج العقيدة من أقوال بولس الذي لم يقابل المسيح!؟, بولس الذي أسس النصرانية بمفهومها الحالي البعيد عن تعاليم المسيح قائلًا تصالحنا مع الله بموت ابن الله على الصليب.
(رومية5: 10 لأنه وإن كنا ونحن أعداء فقد صولحنا مع الله بموت ابنه).
ومن الذي فرض على الله تعالى قانون «أن الله لا يستطيع غفران الذنوب بدون دم»؟
ومتى قال الله لهم إنكم أعدائي وسأصالحكم بدم المسيح؟
لقد كشف المسيح عن رسالته بأنه جاء يدعو الخطاة إلى التوبة وهذا هو نهج الأنبياء على مر العصور.
ولم يقل: لقد جئت تكفيرًا عن الخطيئة!.(متى 4: 17 من ذلك الزمان ابتدأ يسوع يكرز ويقول: توبوا لانه قد اقترب ملكوت السموات).
10- لم يذكر المسيح أنه أتى ليقوم بعمل جديد خلافًا للرسل السابقين، فقد أصر على الحفاظ على الوصايا والقوانين فقال: (متى 17:5 لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. و قال المسيح للشاب الذي سأله كيف يدخل لملكوت الله: (متى 19: 17 فقال له: لماذا تدعوني صالحا.ليس أحد صالحا إلا واحد وهو الله.ولكن إن أردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا).
فلم يقل له: آمن بالصلب والفداء وإنني هنا من أجل خطيئتكم, ولم يقل له: اترك الوصايا وآمن بالخلاص!.
ولكن هذا ما قاله مؤسسو النصرانية ومنهم «أثناسيوس» الذي وضع قانونًا للإيمان يسير عليه النصارى ولا يتبعون تعاليم المسيح 5.
فصل : قانون الإيمان الأثناسي الذي ينص على الإيمان بالفداء والخلاص "القرن الرابع":
«(1) كل منْ ابتغى الخلاص وجب عليه قبل كل شيء أن يتمسك بالإيمان الكاثوليكي (أي الإيمان الجامع العام للكنيسة المسيحية). (2) وكل من لا يحفظ هذا الإيمان دون إفساد يهلك بدون شك هلاكاً أبدياً. ..... وأيضاً يلزم له للخلاص الأبدي أن يؤمن بتجسد ربنا يسوع المسيح. (30) لأن الإيمان المستقيم هو أن نؤمن ونقرَّ بأن ربنا يسوع المسيح ابن الله هو إله وإنسان. (31) هو إله من جوهر الآب، مولود قبل الدهور. وإنسان من جوهر أمه، مولود في هذا الدهر. (32) إلهٌ تام وإنسان تام، كائنٌ بنفس ناطقة وجسدٌ بشري. (33) مساوٍ للآب بحسب لاهوته، ودون الآب بحسب ناسوته. (34) وهو وإن يكن إلهاً وإنساناً، إنما هو مسيح واحد لا اثنان. (35) ولكن واحد، ليس باستحالة لاهوته إلى جسدٍ، بل باتخاذ الناسوت إلى اللاهوت. (36) واحد في الجملة، ليس باختلاط الجوهر، بل بوحدانية الأقنوم. (37) لأنه كما أن النفس الناطقة والجسد إنسان واحد، كذلك الإله والإنسان مسيح واحد. (38) هو الذي تألم لأجل خلاصنا ونزل إلى الجحيم (الهاوية أو عالم الأرواح). وقام أيضاً في اليوم الثالث من بين الأموات، (39) وصعد إلى السماء، وهو جالس عن يمين الله الآب الضابط الكل.....(44) هذا هو الإيمان الكاثوليكي الذي لا يقدر الإنسان أن يخلُص بدون أن يؤمن به بأمانة ويقيناً»..
جاء في تعريف القانون السابق أنه "يُنسب إلى أثناسيوس الذي كان أسقف الإسكندرية من نحو سنة 328-373م ورئيس الحزب الأرثوذكسي المضاد لزعيم الهراطقة أريوس، ولكن العلماء المتأخرين أجمعوا على نسبته إلى أصل آخر ونسبوه إلى شمال أفريقيا إلى تابعي أغسطينوس. قال »شاف« إن صورته الكاملة لم تظهر قبل نهاية القرن الثامن." [1]
فلم تكن الخطيئة والفداء والخلاص من تعاليم المسيح عليه السلام , ولم تكن قوانين الإيمان بالوحي الإلهي بل وضعها قساوسة في القرن الرابع الميلادي واستندوا على أهم ما فيها من تعاليم على رسائل بولس ورسائل آخرين بعيدا عن تعاليم المسيح.فلم تكن الخطيئة والفداء والخلاص من تعاليم المسيح عليه السلام.
انتهى الرد على الحلقة التاسعة والحمد لله رب العالمين.
الرد على الحلقة العاشرة.
قالت المذيعة ناهد متولي : ((( سؤال كيف دخلت الخطية إلى حياة الإنسان ؟ وما علاقة الخطية بالفداء ؟)))
قال زكريا بطرس : ((( دخلت الخطية بحسد الشيطان عندما قدم الشيطان عرضه على حواء لتأكل من الشجرة...))).
قالت ناهد متولي : ((( يحضرنى كلمة يا أبونا فى الكتاب المقدس يقول أنه نظرت حواء إلى الشجرة فوجدتها شهية للنظر بمعنى أنه منظرها جميل لدرجة أنها فتحت نفسها ومدت أيديها لتأكل منها ))).
قال زكريا بطرس : ((( ولو أنها شجرة طبيعية حقيقية ولكنها لها مدلول روحى ... فالشجرة هى شجرة طبيعية ولكنها لها رمز روحى وهو الطاعة وكسر الطاعة هو الأكل منها وليس الثمرة فى حد ذاتها ولكن فى معناها وعندما نقول أن آدم وحواء أكلا من الشجرة يعنى كسرا الوصية أى شقا عصا الطاعة فدخلت الخطية إلى حياتهما والخطية هنا جرثومة وفى سفر يشوع : لأن جرثومة الخطية متأصلة فيهم أن المرض الموجود فى الشيطان هو الكبرياء وهو وضع العدوى فى آدم فقال له أنها شهية وطبع عليها لعاب الكبرياء وهذا هو تشبيهه بأن الشيطان وضع جرثومة الكبرياء فى آدم ... والكتاب يقول قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح فأصبحت جرثومة الخطية فى دم البشرية وليس آدم فقط بل بنسله أيضاً ونستعرض هذا الكلام فى الكتاب المقدس وأيضاً فى القرآن.))).
حتى الآن لا نجد ما نستدل منه أن الإنسان أخطأ مما استلزم تضحية الإله نظرا لأنه لا يستطيع التغاضي عن الخطأ وغفران الذنب.
والجدير بالذكر أن القمص استشهد بعبارة وقال (في سفر يشوع: لأن جرثومة الخطية متأصلة...) ولم يذكر رقم الإصحاح أو العدد لأن ما استشهد به مع عدم أهميته غير موجود , وسفر يشوع بالكامل لا يوجد به لفظ (الخطية) ولا لفظ (جرثومة) ولا لفظ (متأصلة), كذلك الكتاب المقدس كله لا يوجد به هذه الجملة.واستشهد القمص بجزء آخر من سفر الأمثال لا علاقة له بالخطية الكبرى وتوارثها وهو ( قبل الكسر الكبرياء..) وهو مثل من ضمن آلاف الأمثال الموجودة في سفر الأمثال الذي يقولون قائله سليمان عليه السلام والمراجع العلمية تقول إن كاتب السفر مجهول ولكنه ينسب إلى سليمان !.
وهذه بعض العبارات من سفر الأمثال :
(( أمثال 5 : لان شفتي المرأة الأجنبية تقطران عسلا وحنكها انعم من الزيت.)).
((أمثال 7 : 16 بالديباج فرشت سريري بموشّى كتان من مصر. 17 عطرت فراشي بمرّ وعود وقرفة. 18 هلم نرتو ودّا إلى الصباح.نتلذذ بالحب. 19 لان الرجل ليس في البيت.ذهب في طريق بعيدة. ))
(أمثال 5 : 19 الظبية المحبوبة والوعلة الزهية.ليروك ثدياها في كل وقت وبمحبتها اسكر دائما.)
فهل ما استشهد به من هذا السفر يعني شيئا أكثر من أمثال قائلها مجهول!؟, فضلاً عن هذه المعاني المرتبطة بالجنس والحب والغرام !.
قالت ناهد متولي : ((( يحضرنى ما كتب فى القرآن أن آدم تلقى من ربه كلمات فتاب عليه ؟)))
قال زكريا بطرس : ((( سنناقش هذا الأمر بعدما نواصل الكلام على عقوبة الخطية يقول الكتاب المقدس فى ( تكوين 3 : 6 ، 7 ) فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل وأنها بهجة للعيون وشهية للنظر فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضاً معها فأكل ، فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان . فخاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر فطردهما الله من الجنة والبشرية ورثت هذه الجرثومة . والكتاب يقول بأنه بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم ومن قبل الخطية صار الموت .
وفى رومية أيضاً يقول لكنى أرى ناموساً آخر فى أعضائى يسبينى إلى ناموس الخطية الكائن فى أعضائى . وناموس بمعنى : قاعدة أو نظام .))).
الرد بفضل الله تعالى :
أولاً : الآية صحتها : " فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ "[البقرة : 37].
ثانياً : القول أن بالكتاب المقدس " فطردهما الله من الجنة والبشرية ورثت هذه الجرثومة " , غير موجود في العهد القديم ولا في أقوال المسيح, فهل تم تجاهل هذا الأمر لآلاف السنين حتى جاء بولس الذي لم يقابل المسيح ولم يكن من حوارييه أو تلاميذه ويقول هذا الأمر ؟.
ثالثاً : لم يستشهد القمص حتى الآن بأي أقوال إلا برسائل بولس الذي ابتدع مبدأ الخطيئة.
رابعاً : تم وضع الاعتراضات كاملة على الخطيئة والكفارة في نهاية الرد على الحلقة التاسعة.
قالت ناهد متولي: ((( يعنى الخطية متوارثة من جيل إلى جيل حتى وقتنا هذا ولا نستطيع إلا أن نقول أنها متوارثة ؟))).
قال زكريا بطرس : ((( بالطبع الكتاب يقول أن الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله . وبإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم ومن الخطية صار موتاً .))).
لا يزال زكريا بطرس يستشهد بأقوال بولس فلم ولن يجد أيا من أقوال العهد القديم ولا أقوال كتبة الأناجيل ولا أقوال تلاميذ المسيح ولا أقوال المسيح نفسه مناسبة ليستشهد بها بل كل الأقوال معارضة لأقوال بولس !!.
أكمل زكريا بطرس فقال : ((( والقرآن فى سورة يوسف آية 53 يقول أن النفس الأمارة بالسوء .. ومن أين هذا السوء بالطبع بالوراثة وتفسير الإمام الرازى على هذه الآية يقول الإمارة بالسوء أى الميالة إلى القبائح والراغبة إلى المعصية والطبيعة البشرية تواقة إلى اللذات .))).
الرد بفضل الله تعالى :
أولاً : قال الله تعالى: ((وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا [الشمس :7- 10]
وفي التفسير الميسر : وبكل نفس وإكمال الله خلقها لأداء مهمتها, فبيَّن لها طريق الشر وطريق الخير, قد فاز مَن طهَّرها ونمَّاها بالخير, وقد خسر مَن أخفى نفسه في المعاصي.
فبين الله تعالى أنه خلق النفس وبين لها الصحيح والخطأ وقد فاز من اتبع الطريق الصحيح وخسر من اتبع طريق الشهوات.
ثانياً : القول (إن النفس لأمارة بالسوء) قالته امرأة العزيز بعد أن أغوت يوسف عليه السلام فقالت حسب ما جاء في القرآن الكريم: ((وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ [يوسف : 53])). فلا يستخدمه على أنه تصريح من القرآن بذلك.
وفي التفسير الميسر : قالت امرأة العزيز: وما أزكي نفسي ولا أبرئها, إن النفس لكثيرة الأمر لصاحبها بعمل المعاصي طلبا لملذاتها, إلا مَن عصمه الله. إن الله غفور لذنوب مَن تاب مِن عباده, رحيم بهم.
ثالثاً : بين الله تعالى أن هناك نفوس تقية مطمئنة فقال الله تعالى:" يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ [الفجر : 27] أي يا أيتها النفس المطمئنة إلى ذِكر الله والإيمان به, وبما أعدَّه من النعيم للمؤمنين,
وبين الله تعالى أن هناك نفس لوامة أي تلوم نفسها عند أي تقصير فقال الله تعالى : " وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ "[القيامة : 2] وفي التفسير الميسر : وأقسم بالنفس المؤمنة التقية التي تلوم صاحبها على ترك الطاعات وفِعْل الموبقات، أن الناس يبعثون.
رابعاً: بين الله تعالى أنه لا يوجد توارث للإثم فقال الله تعالى : " قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ [الأنعام : 164]
وفي التفسير الميسر: قل -أيها الرسول- : أغير الله أطلب إلها, وهو خالق كل شيء ومالكه ومدبره؟ ولا يعمل أي إنسان عملا سيئا إلا كان إثمه عليه, ولا تحمل نفس آثمة إثم نفس أخرى, ثم إلى ربكم معادكم يوم القيامة, فيخبركم بما كنتم تختلفون فيه من أمر الدين.
وقال تعالى : " مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً [الإسراء : 15]
وفي التفسير الميسر : من اهتدى فاتبع طريق الحق فإنما يعود ثواب ذلك عليه وحده، ومن حاد واتبع طريق الباطل فإنما يعود عقاب ذلك عليه وحده، ولا تحمل نفس مذنبة إثم نفس مذنبة أخرى. ولا يعذب الله أحدًا إلا بعد إقامة الحجة عليه بإرسال الرسل وإنزال الكتب.
كما قال الله تعالى: " أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى (41) { النجم }.
التفسير الميسر : أنه لا تؤخذ نفس بمأثم غيرها، ووزرها لا يحمله عنها أحد, وأنه لا يحصل للإنسان من الأجر إلا ما كسب هو لنفسه بسعيه. وأن سعيه سوف يُرى في الآخرة, فيميَّز حَسَنه من سيئه؛ تشريفًا للمحسن وتوبيخًا للمسيء. ثم يُجزى الإنسان على سعيه الجزاء المستكمل لجميع عمله.
خامساً : لا يوجد أي دليل بالكتاب المقدس من أقوال أنبياء العهد القديم ومن أقوال المسيح عليه السلام عن الخطيئة والجرثومة والكفارة, وقد أنكر الإسلام هذا المبدأ فمن العبث استشهاد القمص بالقرآن الكريم.وقد تم تفصيل الاعتراض على مبدأ الكفارة في الرد على الحلقة التاسعة.
قالت المذيعة ناهد متولي : ((( نريد أن نضع ربط كلامى بين ما يقوله الإسلام أن الإنسان يولد بدون خطية وبين أن النفس أمارة بالسوء ؟))).
قال زكريا بطرس : ((( فى الحقيقة أن الشخص الذى يرفض فكر أن الإنسان يولد بالخطية فهذا ناتج عن عدم دراسة . وكل ما عليه إلا أن يقول لا الخطية ليست متوارثة . فقط لا غير لماذا ؟
هو كذلك ! فهو معترض بدون براهين خوفاً من الاقتناع والتسليم . ولكن عندما يرجع إلى الكتب فيجد أن النفس أمارة بالسوء والطبيعة البشرية تواقة إلى اللذات مياَّله إلى القبائح وراغبة إلى المعصية ...والكتاب المقدس فى رومية 3 :10 كما هو مكتوب أنه ليس بار ولد أحد ليس من يفهم ليس من يطلب الله . الجميع زاغوا وفسدوا معاً . ليس من يعمل صرحاً ليس ولا أحد .))).
ونرد عليه بقولنا : الشخص الذي يقبل فكر أن الإنسان ولد بالخطيئة فهو يؤمن إيمانا أعمى مخالفا لكل النصوص وللعقل وموافقا فقط لأقوال بولس وقد بينا معنى ( إن النفس لأمارة بالسوء ) , والعدد الذي استشهد به زكريا بطرس وهو من رسائل بولس مخالف لكل نصوص الكتاب المقدس كما سبق بيان ذلك في الرد على الحلقة التاسعة.
أكمل زكريا بطرس فقال : ((( وماذا يقول الترمذى أيضاً : جحد آدم فجحدت ذريته وخطأ آدم فخطأت ذريته ... عزيزى ماذا تفهم من هذه الكلمات ؟ بالطبع الأجيال ورثت الخطية من آدم فحتى الأنبياء ؟ نعم حتى الأنبياء فى الكتاب المقدس فى تكوين 12 يوضح أن إبراهيم كذب مرتين مرة على فرعون حينما قال أن سارة أخته ومرة على أبيمالك وأيضاً نوح أخطأ أيضاً فى تكوين 9 عندما سكر وتعرى ، وموسى أيضاً أخطأ فى إصحاح 9 فى سفر الخروج قتل المصرى وهرب ، وداود زنى وهكذا ... فالكتاب المقدس يقر بخطايا الأنبياء .))).
الرد بفضل الله تعالى:
أولاً : لا نجد في هذا القول أي إشارة إلى أن الإنسان ورث الخطيئة عن آدم, ولا يعني أكثر من أن آدم أخطأ وبعد ذلك أخطأت ذريته وليس المعنى أن آدم أخطأ وتتحمل ذريته الخطأ مما يستلزم موت الإله على الصليب كفارة لخطيئة آدم !!.
ثانياً : هناك الكثير من النصوص الصريحة الواضحة التي تبين نفي الإسلام لمبدأ الخطيئة وتوارثها.
ثالثاً : لا توجد علاقة بين مبدأ توارث الخطيئة الأصلية وبين استمرار ارتكاب الأخطاء من البشر.
رابعاً : لقد شوه كهنة اليهود صورة الأنبياء في الكتاب المقدس فصوروا الأنبياء وهم أفضل خلق الله تعالى زناة وقتلى ولصوص وذلك ليبرر الكهنة سوء أخلاقهم ولا علاقة لهذا التشويه بمبدأ خطيئة آدم وتوارثها في ذريته مما استلزم الكفارة من الإله بأن يموت على الصليب فلم يأت أي ذكر لهذا الموضوع في العهد القديم أو في العهد الجديد قبل أن يذكره بولس في رسائله .
أكمل زكريا بطرس فقال : ((( فهل الإسلام يقر بخطايا الأنبياء ؟ وهذا سؤال خطير يقول القرآن عن إبراهيم النبى فى سورة إبراهيم آية 41 يقول ربنا أغفر لى ولوالدى وللمؤمنين يوم يقوم الحساب . فإبراهيم يطلب الغفران هنا عن الخطية . وموسى أيضاً أخطأ فى سورة القصص آية 15 : 16 . يوضح أنه قتل ثم قال ربى إنى ظلمت نفسى فأغفر لى فأذن موسى أخطأ .. وهناك أمر شائك .... أنا سأقول الحق ورزقى على الله .. ولكنها حقائق وسنقول الآية والشاهد وعزيزى القارئ سيعرف من قائل هذا الكلام ..( فى سورة الفتح آية 2 ) يقول : يغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فمن هذا الذى يغفر له ما تقدم من الذنب وما تأخر .. ؟؟
وفى صحيح البخارى الجزء 2 صفحة 134 يقول : كان رسول الله يدعو ويقول اللهم إنى أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النار ، فلماذا ؟ بسبب الخطية ؟
وفى البخارى أيضاً يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما منكم من أحد يدخل الجنة إلا برحمة الله . قيل ولا أنت يا رسول الله . قال : ولا أنا إلا أن يتغمدنى الله برحمته .))).
الرد بفضل الله تعالى :
أولاً : لم يقل إبراهيم عليه السلام اغفر لي الخطية كما هو واضح من النص ولم يرد لفظ الخطية في القرآن الكريم كما لم يرد بمعنى خطيئة آدم في الكتاب المقدس أبدا إلا في رسائل بولس الذي وضع فيها الكثير من سلاماته وتحياته وتم اعتبارها بالوحي من الله تعالى !!.
ثانياً : الاستغفار من أنواع العبادة , فالمؤمن يستغفر لذنوبه سواء أخطأ أم لم يخطئ , يستغفر عن السهو الذي هو خارج عن إرادته ويستغفر عن الصغيرة وعن الكبيرة ويستغفر عن تقصيره في الطاعة.
ثالثاً : الله تعالى غفر للرسول عليه الصلاة والسلام ما تقدم من ذنبه وما تأخر , والأنبياء معصومون من الكبائر ومن تعمد فعل الصغائر , والمغفرة لا تستلزم وجود ذنوب وآثام.
في تفسير الجلالين : (ليغفر لك الله) بجهادك (ما تقدم من ذنبك وما تأخر) منه لترغب أمتك في الجهاد وهو مؤول لعصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بالدليل العقلي القاطع من الذنوب واللام للعلة الغائية فمدخولها مسبب لا سبب.
رابعاً : هل يعتقد القمص أن القرآن من عند الله تعالى أم أن الرسول عليه الصلاة والسلام افتراه على الله ؟, فلو اعتقدوا أنه من عند الله وجب إيمانهم به وبطل إيمانهم بالنصرانية والخطيئة والفداء وألوهية المسيح والثالوث وغيرها ولو اعتقدوا أنه تم افتراؤه على الله تعالى فلماذا يبحثون عن الخطيئة الكبرى التي لا يجدونها في كتابهم في القرآن الكريم؟؟.
خامساً : هل محمد عليه الصلاة والسلام نبي ورسول الله بالنسبة له أم لا ؟, فإن كان نعم فكما سبق وجب عليه الإيمان وإن كان لا يعتبره نبيا فلا معنى لأن يقول أن الأنبياء عندهم خطيئة ويعطي مثالا الرسول عليه الصلاة والسلام.
سادساً : بينا أن الاستغفار نوع من العبادة في الإسلام , واستغفار الرسول عليه الصلاة والسلام ليستن به في الإسلام فقد قال الله تعالى : " فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ [محمد : 19]
في تفسير الجلالين : (فاعلم أنه لا إله إلا الله) أي دم يا محمد على علمك بذلك النافع في القيامة (واستغفر لذنبك) لأجله قيل له ذلك مع عصمته لتستن به أمته وقد فعله قال صلى الله عليه وسلم إني لأستغفر الله في كل يوم مائة مرة (وللمؤمنين والمؤمنات) فيه إكرام لهم بأمر نبيهم بالاستغفار لهم (والله يعلم متقلبكم) متصرفكم لأشغالكم في النهار (ومثواكم) مأواكم إلى مضاجعكم بالليل أي هو عالم بجميع أحوالكم لا يخفى عليه شيء منها فاحذروه والخطاب للمؤمنين وغيرهم.
وقال تعالى : " فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ [غافر : 55]
وفي تفسير الجلالين : (فاصبر) يا محمد (إن وعد الله) بنصر أوليائه (حق) وأنت ومن تبعك منهم (واستغفر لذنبك) ليستن بك (وسبح) صل متلبسا (بحمد ربك بالعشي) وهو من بعد الزوال (والإبكار) الصلوات الخمس.
سابعاً : لا تعارض بين القول أن دخول الجنة برحمة الله تعالى وبين عدل الله تعالى بأن يجزي الحسنات , فمن رحمة الله تعالى تقبله لصالح أعمالنا وذلك بإخلاصنا النية لله تعالى, أم يظن أحد أنه يستطيع دخول الجنة قسرا وغصبا !؟., لقد وعد الله المؤمنين بالجنة وهذا من فضله ورحمته فلا تعارض بين الدخول بالرحمة والدخول بالعمل في الدنيا فجاء في أكثر من ستين موضعا في القرآن الكريم قول الله تعالى :
1- " وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ...َ [البقرة : 25]
2- " ... وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [النساء : 13]
3- " يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ [التوبة : 21]
4- " وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة : 72]
5- " أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة : 89]
6- " وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة : 100]
7- " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً [الكهف : 107]
8- " جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً [مريم : 61]
9- " جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء مَن تَزَكَّى [طه : 76]
10- " الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ [الحج : 56]
فلا تعارض والنصوص واضحة وثابتة والأدلة على كل صغيره وكبيرة من إيمان المسلم موجودة بفضل الله تعالى وحفظه للدين.
قالت ناهد متولي :((( إذن المقولة التى يرددونها الأخوة فى الإسلام أن الإنسان يولد بلا خطية غير صحيحة ؟ ))).
قال زكريا بطرس : ((( المشكلة أن عزيزي في الإسلام لا يقرأ وإذا قرأ لا يفهم وإذا فهم لا يطبق الكلام ولا يقتنع به.. ))).
لا تعليق على قول المذيعة وقول زكريا بطرس اللذين يتحدثان كما لو أنهما اكتشفا أن هناك سورة في القرآن تسمى سورة الخطية ملأت الفراغ الموجود عندهم عن خطيئة آدم وكان المسلم يجهلها !!.
أكمل زكريا بطرس فقال : ((( فماذا يقول النووى فى كتاب رياض الصالحين صفحة 9 : قال رسول الله إنى أتوب إلى الله فى اليوم مائة مرة . يتوب عن ماذا ؟ بالطبع الخطية .... نصيحتى أن يحرقوا الكتب هذه احسن حتى لا تكن نقطة خلاف ... يقول أهل السُنة وهذه معروفة فى مصر : [ يجوز صدور الكبائر عن الأنبياء قبل بعثتهم مثل القتل والزنا وغيره أما الصغائر فإنه يجوز صدور بعضها عن الأنبياء قبل بعثتهم عمداً بعد البعثة سهواً .. ] ))).
الرد بفضل الله تعالى :
أولاً : الرسول عليه الصلاة والسلام نستن بأفعاله فنتوب إلى الله تعالى كما تاب عليه الصلاة والسلام والتوبة نوعان عامة وهي لا تختص بذنب معين, بل هي تطهير للنفس, وتوبة خاصة من ذنب من الذنوب يندم الإنسان ويتوب إلى الله تعالى عازما أن لا يعود إلى هذا الذنب مرة أخرى.
ثانياً : كما وضحنا أكثر من مرة لا يوجد أي نصوص للخطيئة الكبرى في الكتاب المقدس إلا في رسائل بولس, والإسلام بعيد كل البعد عن هذه العقيدة .
ثالثاً : بينا أنه لا علاقة لفكرة الخطيئة الكبرى وفكرة أن الإنسان يخطئ ولكن القمص يدخل الاثنين معا تهربا من عدم وجود نصوص تساعده, فالإيمان مبني على أقوال بعض آباء المسيحية استنادا على رسائل بولس والرسالة إلى العبرانيين التي لا يعلم من هو كاتبها وتشكل ركنا أساسيا من أساسيات الإيمان المسيحي.
رابعاً : لا نجد مشكلة في أن أهل السنة يقولون من الممكن أن يقع النبي في خطأ غير متعمد فهذا لا يعني الخطيئة الكبرى ولا علاقة له بالخطيئة والكفارة والفداء وموت الإله على الصليب !! وقد اعترف منذ قليل القمص أنه حسب الكتاب المقدس فإن أنبياء العهد القديم زناة ولصوص وسكارى وعرايا !!.
خامساً : لا صحة لكلامه الذي أورده ونسبه إلى أهل السنة بجواز فعل الكبائر على الأنبياء , فهذا محض كذب وافتراء , وكل ما قالوه أنهم جوزوا فعل الصغائر قبل النبوة فحسب.
قالت ناهد متولي: ((( بمعنى أن الأنبياء بعدما يبعثوا أيضاً يخطئوا .))).
قال زكريا بطرس : ((( هذا كلام أهل السنة وإذن هناك خطية سواء عمداَ أو سهواً . وإذن بدخول الخطية على الإنسان استوجبت عقاب عن هذه الخطية وأصبحت مشكلة.))) .
قالت ناهد متولي : ((( وهذا سيقودنا إلى الجزء الثانى من السؤال وهو علاقة الخطية بالفداء ؟)))
حتى الآن لم يورد القمص زكريا بطرس أي نص من الكتاب المقدس يبين أن الخطيئة الكبرى الخاصة بآدم عليه السلام لوثت البشرية كلها وكان يلزمها فداء ولن تسعفه نصوص الكتاب المقدس التي تبين أن طريق الخلاص من الخطأ والذنب هو التوبة إلى الله وليس أن يموت الرب على الصليب !!.
فصل : التعريف ببولس مبتدع مبدأ الخطيئة والفداء :
1- بولس ( شاول ) كان يسرق الكنائس : (أعمال 8 : 3 وأما شاول فكان يسطو على الكنيسة وهو يدخل البيوت ويجر رجالا ونساء ويسلمهم إلى السجن( .
2- رؤيته للمسيح جاءت في روايتين متناقضتين : ( أعمال 26 : 14 فلما سقطنا جميعنا على الأرض سمعت صوتا يكلمني ويقول باللغة العبرانية شاول شاول لماذا تضطهدني.صعب عليك ان ترفس مناخس. (
( أعمال 9 : 7 وأما الرجال المسافرون معه فوقفوا صامتين يسمعون الصوت ولا ينظرون أحدا).
( أعمال 22 : 9 والذين كانوا معي نظروا النور وارتعبوا ولكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني ).
3- اختلف بولس مع الحواريين لأنه طلب البعد عن الشرائع اليهودية التي ؟أقرها المسيح مثل الختان :
( أعمال 21 : 21 وقد أخبروا عنك انك تعلّم جميع اليهود الذين بين الأمم الارتداد عن موسى قائلا أن لا يختنوا أولادهم ولا يسلكوا حسب العوائد ).
4- اعترف بولس في رسالته أنه يعطي رأيه الشخصي:(1 كورنثوس 7 : 25 وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26 فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ.)
5- برر بولس في رسالته الكذب من أجل ازدياد مجد الله (كما يتصور) !: ( رومية 3 : 7 فانه ان كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا أدان أنا بعد كخاطئ ).
6- لعن بولس المسيح عليه السلام بقوله في رسالته إلى أهل غلاطية :( 3 : 13 المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب ملعون كل من علّق على خشبة ).
7- وضع بولس رسائله الشخصية من ضمن محتوى الكتاب المقدس مثل إصحاح السلامات !!.
( رومية 16 : 3 سَلِّمُوا عَلَى بِرِيسْكِلاَّ وَأَكِيلاَ الْعَامِلَيْنِ مَعِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ ...... سَلِّمُوا عَلَى أَبَيْنِتُوسَ حَبِيبِي الَّذِي هُوَ بَاكُورَةُ أَخَائِيَةَ لِلْمَسِيحِ. 6سَلِّمُوا عَلَى مَرْيَمَ الَّتِي تَعِبَتْ لأَجْلِنَا كَثِيراً. 7سَلِّمُوا عَلَى أَنْدَرُونِكُوسَ وَيُونِيَاسَ نَسِيبَيَّ الْمَأْسُورَيْنِ مَعِي اللَّذَيْنِ هُمَا مَشْهُورَانِ بَيْنَ الرُّسُلِ وَقَدْ كَانَا فِي الْمَسِيحِ قَبْلِي. 8سَلِّمُوا عَلَى أَمْبِلِيَاسَ حَبِيبِي فِي الرَّبِّ. 9سَلِّمُوا عَلَى أُورْبَانُوسَ الْعَامِلِ مَعَنَا فِي الْمَسِيحِ وَعَلَى إِسْتَاخِيسَ حَبِيبِي. 10سَلِّمُوا عَلَى أَبَلِّسَ الْمُزَكَّى فِي الْمَسِيحِ. سَلِّمُوا عَلَى الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ أَرِسْتُوبُولُوسَ. 11سَلِّمُوا عَلَى هِيرُودِيُونَ نَسِيبِي. سَلِّمُوا عَلَى الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ نَرْكِسُّوسَ الْكَائِنِينَ فِي الرَّبِّ. 12سَلِّمُوا عَلَى تَرِيفَيْنَا وَتَرِيفُوسَا التَّاعِبَتَيْنِ فِي الرَّبِّ. سَلِّمُوا عَلَى بَرْسِيسَ الْمَحْبُوبَةِ الَّتِي تَعِبَتْ كَثِيراً فِي الرَّبِّ. 13سَلِّمُوا عَلَى رُوفُسَ الْمُخْتَارِ فِي الرَّبِّ وَعَلَى أُمِّهِ أُمِّي. 14سَلِّمُوا عَلَى أَسِينْكِرِيتُسَ وَفِلِيغُونَ وَهَرْمَاسَ وَبَتْرُوبَاسَ وَهَرْمِيسَ وَعَلَى الإِخْوَةِ الَّذِينَ مَعَهُمْ. 15سَلِّمُوا عَلَى فِيلُولُوغُسَ وَجُولِيَا وَنِيرِيُوسَ وَأُخْتِهِ وَأُولُمْبَاسَ وَعَلَى جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ الَّذِينَ مَعَهُمْ. 16سَلِّمُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَةٍ. كَنَائِسُ الْمَسِيحِ تُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ.....21يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ تِيمُوثَاوُسُ الْعَامِلُ مَعِي وَلُوكِيُوسُ وَيَاسُونُ وَسُوسِيبَاتْرُسُ أَنْسِبَائِي..).
8- كاتب رسالة بولس وضع سلاماته في نفس الرسالة : ففي رسالة بولس إلى رومية (رومية 16 : 22أَنَا تَرْتِيُوسُ كَاتِبُ هَذِهِ الرِّسَالَةِ أُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ فِي الرَّبِّ. 23يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ غَايُسُ مُضَيِّفِي وَمُضَيِّفُ الْكَنِيسَةِ كُلِّهَا. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ أَرَاسْتُسُ خَازِنُ الْمَدِينَةِ وَكَوَارْتُسُ الأَخُ.)
9- طلب بولس رداءه ووضعوا رسالته كجزء من الكتاب المقدس : " ("2 تيموثيوس 4 :11لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ. 12أَمَّا تِيخِيكُسُ فَقَدْ أَرْسَلْتُهُ إِلَى أَفَسُسَ. 13اَلرِّدَاءَ الَّذِي تَرَكْتُهُ فِي تَرُواسَ عِنْدَ كَارْبُسَ أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ، وَالْكُتُبَ أَيْضاً وَلاَ سِيَّمَا الرُّقُوقَ...)..
فكيف يتم أخذ أقوال بولس وبناء العقيدة المسيحية بوضعها الحالي عليها مع تجاهل تام لكل أقوال المسيح وأقوال العهد القديم !!؟؟
ما الدليل على أن بولس كان يكتب بالوحي الإلهي بعد العبارات السابقة الموجودة في الكتاب المقدس ؟
قال زكريا بطرس : ((( عرفنا سابقاً أن الله خلق الإنسان فى أحسن صورة ومثال . بالحب أوجده فى الجنة والإنسان بغواية الحية سقط فى الخطية وكانت نتيجة الخطية أن أجرتها موت وطرد من حضرة الله وصارت الخطية للبشرية بما فيهم من أنبياء . إذن فى عقوبة . لماذا باعتبار أن الله حاكم عادل . فقال أجرة الخطية موت إذن لا مبدل لكلمات الله ... فى مزمور 7 آية 11 يوضح هذه الحقيقة أن الله قاضى عادل . وفى سورة النحل آية 90 أن الله يأمر بالعدل وفى سورة الرعد 41 يقول أن الله يحكم ولا معقب لحكمه إذن الله عدله مطلق لا يتجاوزه ولا يمكن أن يمس وبما أن أجرة الخطية موت إذن ما هو الموت . للموت ثلاث أنواع : جسدى وأدبى وأبدى .. أخطر موت هو الانفصال عن الله وهذا هو الموت الروحى .))).
الرد بفضل الله تعالى:
أولاً : بينا في الرد على الحلقة التاسعة أنه حسب الكتاب المقدس كان خلق الإنسان لعمارة الأرض وأن الله تعالى حسب الكتاب المقدس عاقب حواء ولم يتم ذكر أي شيء عن خطأهم مرة أخرى حتى ذكره بولس وكاتب الرسالة إلى العبرانيين ( المجهول ).
ثانياً : لا علاقة بالمرة أن الله في الإسلام يأمر بالعدل وبين الخطيئة الكبرى.
قالت ناهد متولي :((( هذه نقطة صعبة على أخواننا فى الإسلام نريد التوضيح , ما معنى الانفصال عن الله ؟)))
قال زكريا بطرس : ((( مثال : هناك أثنين من الناس وبينهم علاقة ابن وأبيه.. وإذ بالابن يخطأ إلى أبيه ويقول له لا أريد المعيشة معك مثل : الابن الضال فى الكتاب المقدس .. الابن أتى إلى أبيه وقال له أعطينى ميراثى رغم حياة أبيه وصمم على ذلك فأعطى الرجل المحب ميراث ابنه فأخذ الولد ميراثه وبدده على الزوانى والفجور والخمور إلى آخره فأنفصل عن أبيه ولم تعد هناك علاقة ..هكذا الانفصال عن ربنا فالله موجود فى كل مكان ولكن علاقة الحب الذى بينه وبين الإنسان …لخاطئ رفض هذه العلاقة لا يريد الله ولا يريد الخضوع له بل يريد الحياة بمزاجه ويسير حسب أهوائه وملذاته وغرائزه وشهواته فإذن أين الله فى حياته فذها هو الانفصال ! ومعناه بعد عن الله وحضرته وبعد عن وصيته وهذا هو الموت الروحى لأن الله روح وحياة والذى ينفصل عن الحياة يموت بمعنى أن روح فى القلب والقلب أنفصل عن الله أصبح فى حالة موت. ))).
قصص وأمثلة بدون أي نص وبدون أي دليل وبالمخالفة للواضح الصريح من الكتب !!.
أكمل زكريا بطرس فقال : ((( فى الكتاب المقدس يقول فأخرجه الرب الإله من جنة عدن وهذا أجتاز الموت إلى جميعنا ..وفى الإسلام يقول فى سورة طه 124 اهبطا منها جميعاً أى من الجنة . والإمام النسفى علق على هذا الموضوع وقال المراد هما وذريتهما وهذا هو الانفصال .)))
الرد بفضل الله تعالى :
لم يقل الكتاب المقدس أن هذا اجتاز الموت إلينا جميعاً ومن الغريب أنه في حوالي 4000 صفحة من صفحات الكتاب المقدس لا نجد سطرا واحدا عن الكفارة والخطيئة من أقوال أنبياء العهد القديم ولا من أقوال المسيح ولا نجد سطرا واحدا عن الثالوث والأقانيم ووحدة الجوهر وتعدد الصفات الأقنومية وطبيعة المسيح وكفارته والغرض الأساسي من وجوده و............الخ.
أما استشهاده بالآية الكريمة من القرآن , فالآية لا تفيده شيئا" فلم تقل - كما لم يقل كتابه - خطيئة كبرى وفداء وخلاص بالموت على الصليب !!.
أكمل زكريا بطرس فقال : ((( الموت الثانى وهو العار أو الموت الأدبى والكتاب المقدس يقول عار الشعوب الخطية والإنسان الخاطئ شبه يقال أنت تعرف فلان ؟ لا لا ده سيرته مش تمام وهذا عار وهل فى الإسلام اعتراف بأن الخطية عار فى سورة الزمر آية 26 ( فأذاقهم الله الخزى فى الحياة الدنيا والعذاب الآخرة أكبر ) . وهذا عن آدم وحواء ونسلهم الخطاة ويقول الشيخ عبد الله يوسف المترجم القرآن للإنجليزية فى شروحاته صفحة 1188 يعلق بقوله غالباً ما تثمر الخطية خزياً وعاراً فى الدنيا ولكن العقوبة الأكبر فى الآخرة وهى جهنم الأبدية والموت الثالث فى جهنم الأبدية .
يقول الكتاب المقدس اذهبوا عنى يا ملاعين إلى النار الأبدية فى متى 25 وفى متى 13 سيطرحونهم فى آتون النار وهناك يكون صرير الأسنان .
وفى الإسلام يقول فى سورة الجن آية 23 ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبداً ، والبقرة 81 ومن كتب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار . (الصحيح "كسب" بدلا" من "كتب" )
فهذا عقوبة الخطيئة وهو الموت انفصال عن الله وعار وخزى فى الحياة ثم جهنم النار الأبدى يعنى فى عذاب أبدى ونار لا تطفئ ودود لا يموت .))) .
الرد بفضل الله تعالى :
هل وجد القمص أن هناك أي عقاب من أجل الخطيئة , أم أن العقاب في الآيات السابقة , ناتج من مخالفة أمر الله تعالى ؟؟ ..وإن كان القمص يستشهد بالقرآن الكريم , فنضع له آية من أخر آيتين استشهد بهما لتكون نهاية الرد عليه :
(....وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً [الجن : 23]).
فصل ارتباط الإيمان مع العمل الصالح في الإسلام :
بين الإسلام أن الإيمان والعمل الصالح مرتبطان ببعضهما فلا يصح إيمان بلا عمل ولا يصح عمل بلا إيمان, وقد بين القرآن الكريم حسن الجزاء الذي ينتظر الذين آمنوا وعملوا الصالحات في مواضع عدة مثل:
1- ( وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ [المائدة : 9])
2- ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً [الكهف : 30])
بين الله تعالى أن الجزاء في الآخرة بمقدار العمل في الدنيا وأن الله تعالى لا يظلم أحد فقال تعالى:
1- (مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ [غافر : 40])
2- (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ [فصلت : 46])
من عدل الله تعالى أن الإنسان لا يتحمل خطيئة غيره فقد قال الله تعالى :
1- ( وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ [البقرة : 281])
2- (قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ [الأنعام : 164] )
في التفسير الميسر جاء عن الآية السابقة : قل -أيها الرسول- : أغير الله أطلب إلها, وهو خالق كل شيء ومالكه ومدبره؟ ولا يعمل أي إنسان عملا سيئا إلا كان إثمه عليه, ولا تحمل نفس آثمة إثم نفس أخرى, ثم إلى ربكم معادكم يوم القيامة, فيخبركم بما كنتم تختلفون فيه من أمر الدين.
وقد جاء في العهد القديم معنى مماثل وهو : (حزقيال 18 : 20 - 21 " النفس التي تخطيء هي تموت، الابن لا يحمل من إثم الأب، والأب لا يحمل من إثم الابن، بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون ").
انتهى الرد على الحلقة العاشرة والحمد لله رب العالمين.
________________________________________
)))))))(((((((الفيل في المنديل ....... والبنسة في السبنسة .... شفرة النصارى(((((((((((((((
مشاركة حبيب عبد الملك
دخلت أحد المنتديات النصرانية ...... وكتبت هذه الأعداد التي هي من وحي رب النصارى في سفر نشيد الإنشاد 7: 1 - 8 "ما أجمل رجليكِ بالنعلين يا بنت الكريم. دوائر فخذيك مثل الحلي، صنعة يدي صناع. سرتك كاس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج. بطنك صبرة حنطة مسيجة بالسوسن. ثدياك كخشفتين توأمي ظبية. عنقك كبرج من عاج.عيناك كالبرك... ما أجملك وما أحلاك أيتها الحبيبة باللذّات. قامتك هذه شبيهة بالنخلة، وثدياك بالعناقيد.....وتكون ثدياك كعناقيد الكرم ورائحة أنفك كالتفاح"
وكتبت هل هذا وحي من عند الله؟؟؟؟
فرد علي أحد النصارى ويسمى "يسوع مات من أجله" .... وقال أهكذا انتم دائما يا مسلمون؟؟؟ ..... لاتأخذون هذا الكلام إلا على المحمل الجنسي ...... ثم زاد كلاما يعلمهم إياه شنودة قائلا "الثديين" هم العهد القديم والجديد ...... وذلك لأننا نأخذ منهما العلم كما نأخذ اللبن من الثدي؟؟؟؟؟!!!!!!
فرددت عليه قائلا "هل يمكنك الذهاب اليوم إلى بيتكم وتقول لأمك إعطني ثدييك لأمصهما ...... أقصد العهدين القديم والجديد لأتعلم؟؟؟"
فما كان من المنتدى النصراني إلا أن أوقف عضويتي!!!!!
وسؤالي الآن للنصارى "لماذا دائما تتعاملون بنظام شفرة اللصوص .... الفيل في المنديل ...... والإزازة في البزازة ......... والبنسة في السبنسة؟؟؟؟"
وووووووووو
البابا شنودة يفسر الأعداد القادمة بأنها غزل في الكنيسة؟؟؟؟
"ما أجمل رجليكِ بالنعلين يا بنت الكريم. دوائر فخذيك مثل الحلي، صنعة يدي صناع. سرتك كاس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج. بطنك صبرة حنطة مسيجة بالسوسن. ثدياك كخشفتين توأمي ظبية. عنقك كبرج من عاج.عيناك كالبرك... ما أجملك وما أحلاك أيتها الحبيبة باللذّات. قامتك هذه شبيهة بالنخلة، وثدياك بالعناقيد.....وتكون ثدياك كعناقيد الكرم ورائحة أنفك كالتفاح". نشيد الإنشاد 7: 1 - 8
كنيسة ولها ثديين وفخذين وسرة؟؟؟؟؟
سلم لي على جوزك يا اسماعيل بيه؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!
تعقيب الريحانة
بسم الله الرحمن الرحيم
*******************
هذا هو تفسير القس زكريا بطرس
يقول انها تعبيرات مجازية مأخوذة من العلاقة الشرعية الحبية المقدسة التى تربط العريس بعروسه لتعبر عن محبة الله لشعبه و يقول هى تعبيرات حبية لا جنسية .!!!!
.
و علماء النصارى فى محاولاتهم المستميتة للتوفيق بين نصوص هذا السفر ينقسموا الى نوعين :
النوع الاول التفسير الحرفى كما فى كتاب التفسير التطبيقى للكتاب المقدس يقول بالحرف الواحد "نشيد الانشاد هو قصة علاقة حميمة بين رجل وامراة قصة الحب بينهما وتوددهما و زواجهما انه قصة درامية حية حوار محبة بين فتاة يهودية و حبيبها الملك سليمان ويصف السفر اشواقهم للالتقاء معا وطول الحوار نجد الجنس و الزواج فى موضعهما الصحيح كما قصدهما الله ....... " والخلاصة هنا ان كتبة التفسير التطبيقى يعترفوا ان الكلام جنسى ولكن فى حدود الزواج وكذلك يقول منيس عبد النور فى كتابه شبهات وهمية" السفر يصف المباهج الزوجية ولا خطأ فى الجنس الذى هو فى اطار الزواج " و نقول نحن الا ينبطبق ذلك على اى قصة او فيلم جنسى هل نقبله لانه يدور بين زوجين !!!! والبابا على اى حال لا يعترف بهذا التفسير و يصفه تفسير الجسدانيون .
النوع الثانى التفسير الرمزى وهو باختصار ان الحبيب رمز الى الرب و الحبيبة رمز لشعبه المختار (و هذا تفسير اليهود القديم) او الحبيب رمز للمسيح و حبيبته الكنيسة او النفس البشرية الخاطئة فهذا السفر على زعمهم هنا يوضح دخول الرب و النفس البشرية فى شركة او ارتباط يشبه الارتباط الزوجى !!!! واليك الان محاولة عملية لعمل مقابلة لفظية بين ما ورد بالسفر وبين ما يحاولوا ان يقنعوا السذج به تخيل هذا الحوار بين الرب والنفس البشرية تقول النفس البشرية بشوق و تلهف للرب :
ليقبلنى بقبلات فمه لان حبك اطيب من الخمر........
واليك النص التالى لمزيد من الايضاح:
قامتك هذه شبيهة بالنخلة وثدياك بالعناقيد قلت اصعد الى النخلة و امسك بعذوقها وتكون ثدياك كعناقيد الكرم .....
هل يستطيع اى عاقل لا يزال يستخدم عقله ان "يركب " هذا الحوار على الرب والنفس البشرية من الذى يصعد النخلة منهما لا يمكن ان يكون الرب اذن هى النفس فمن اذن الذى ثدياه كالعناقيد !!!!! وهناك امثلة كثيرة و لكن الصورة وضحت الان .
و صاحب اول تفسير لاهوتى لهذا السفر هو اوريجين او اوريجانوس الذى اشتهر بانه خصى نفسه ثم سار على خطى هذا المخصى بلهاء المسيحة الاخرون و تخيل وقع هذا النشيد على راهبات الدير صاحبات الدم الفائر اللواتى من شدة تصوفهن يتصورن انفسهن عرائس للمسيح و مع اضافة اننا كلنا من الخطية وان الاعتراف يحل المشكلة ليس من الصعب الان تخيل ما يحدث فى الاديرة .
و نقول ان هذا السفر لا يستحق ان يضم الى كتاب مقدس وذلك للاسباب الاتية :
1 - لا يحتوى هذا السفر على اى حقائق دينية بالمرة
2 - لا يرد فيه ذكر اسم الله و لا مرة واحدة
3 - لا يعكس اى اهتمامات اخلاقية او حتى اجتماعية
4 - لا صلة له بالعبادة ولا يعطى رؤية للدين
5 - محاولة اضفاء اى بعد رمزى تنهار مباشرة لعدم الاستطاعة التوفيق بين النصوص كما قلنا اذا قلنا ان الحبيب رمز للرب فما معنى ان تقول له الحبيبة فى اخر عدد من النشيد " اهرب يا حبيبي و كن كالظبي او كغفر الايائل على جبال الاطياب " ومن يستطيع ان يفسر هذا الهروب ؟
6 - تطلب الحبيبة من بنات اورشاليم و تستحلفهم بالظباء وبايائل الحقول الا يقظن الحبيب من النوم و الحبيب النائم لا يمكن ان يكون الرب ولا يمكن ايضا ان نحلف بالظباء و ايائل الحقول و هذا كفر صريح حتى عند النصارى الذين لا يحلفون اصلا الا اذا كان المسيح قد نسخ حكم الحلف بالظباء فى العهذ الجديد ونطلب تفسير لذلك ايضا.
7 - وصف العلاقة بين الرب والنفس البشرية فى صورة زواج و حب وهى مع الاسف موجودة فى اكثر من موضع فى العهد القديم والجديد و ليست فى النشيد فقط بل ان النشيد ابعدها عن ذلك الوصف نقول هذا الوصف لا يصلح اطلاقا لما فى هذه العلاقة من توتر وهجر و وصل و رغبة واشتياق ....الخ وكلها لا تليق بالرب .
8 - هناك اشارة غريبة لم اجد احد يلتفت اليها وهى فى النص التالى من الاصحاح الثامن :
1 ليتك كاخ لي الراضع ثديي امي فاجدك في الخارج و اقبلك و لا يخزونني
8: 2 و اقودك و ادخل بك بيت امي و هي تعلمني فاسقيك من الخمر الممزوجة من سلاف رماني
8: 3 شماله تحت راسي و يمينه تعانقني
هى هنا تتمنى ان يكون الحبيب اخ لها لتقبله بدون خزى وتسقيه خمرا و يعانقها و هذا المقطع بفرده كافى لاثبات ان الذى يضع هذا النص فى كتاب مقدس هو زنديق ومن يفسره ويحاول ان يقنع به الجهلة هو محتال ومن يصدقهما هو متخلف عقليا .
9 - الخمر تذكر فى هذا السفر 7 مرات كلها فى صيغة المدح .
و الان هذه هى الكلمات الجنسية التى تغاضى عنها القمص الذى لم يذكر الا عبارة واحدة هى ليقبلنى بقبلات من فمه ولم يذكر اى عبارة اخرى يوضح المقصود منها ومن امثلة العبارات التى تعمد المخفى عدم ذكرها :
16هَا أَنْتَ جَمِيلٌ يَا حَبِيبِي وَحُلْوٌ وَسَرِيرُنَا أَخْضَرُ.
1فِي \للَّيْلِ عَلَى فِرَاشِي طَلَبْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي
3شَفَتَاكِ كَسِلْكَةٍ مِنَ \لْقِرْمِزِ. وَفَمُكِ حُلْوٌ
5ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْ ظَبْيَةٍ تَوْأَمَيْنِ
\شْرَبُوا وَ\سْكَرُوا أَيُّهَا \لأَحِبَّاءُ
قَدْ غَسَلْتُ رِجْلَيَّ فَكَيْفَ أُوَسِّخُهُمَا؟
10حَبِيبِي أَبْيَضُ وَأَحْمَرُ.
مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ \لْكَرِيمِ
دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ \لْحَلِيِّ
2سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ
3ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْنِ تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ.
7قَامَتُكِ هَذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ.
9وَحَنَكُكِ كَأَجْوَدِ \لْخَمْرِ
8لَنَا أُخْتٌ صَغِيرَةٌ لَيْسَ لَهَا ثَدْيَانِ. فَمَاذَا نَصْنَعُ لِأُخْتِنَا فِي يَوْمٍ تُخْطَبُ؟
10أَنَا سُورٌ وَثَدْيَايَ كَبُرْجَيْنِ
14اُهْرُبْ يَا حَبِيبِي وَكُنْ كَالظَّبْيِ
تخيل كل هذا لم يلفت نظر المخفى و ذكر فقط عبارة ليقبلنى بقبلات و اغفل كل هذه العبارات و يقول ان المعنى الروحى وراء هذا التشبية المجازى هو توضيح الرباط الحبى المقدس الذى يربط المسيح بكنيسته التى هى شعبه ثم يقول بكل بجاحة هل فى هذا ابة غضاضة او ابتذال فاضح ؟؟
تعقيب : إيهاب حسني
رموز دهاليز عقد و حل في الالغاز
فلسف تتوه بشر ارمز بكل مجاز
بدع و لعلع يا بولس و اشرب ازازة جاز
اشطب و حرف وزود لو حتي يبقى نشاز
خلي النصارى هزأ و يعبدوا فنطاز
يهودي فيه العبر و يعملوه استاذ
27 أكتوبر, 2008 04:40 ص
غير معرف يقول...
((((((((((الغباء في العهد القديم
"هذه الحلقة تتبع بالتي تليها لأن الموضوع لا بد و أن يتم ربطه و لكن قسم الموضوع لحلقتين لطولها"
عند قراءة الكتاب المقدس يلفت النظر كثرة و صف البشر بالغباء سواء من الله أو مرسلية أو قديسيهم
أولا ننظر لكيف يوصف البشر بالغباء في العهد القديم و الفرق بينه و بين العهد الجديد
نعت البشر بالغباء في العهد القديم 13 مرة (لاحظ الفرق العددي بين القديم و الجديد في الحلقة القادمة )
في تلك المواقع
سِفْرُ التَّثْنِيَةِ
اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي وَالثَّلاثُونَ
6هَل تُكَافِئُونَ الرَّبَّ بِهَذَا يَا شَعْباً غَبِيّاً غَيْرَ حَكِيمٍ؟ أَليْسَ هُوَ أَبَاكَ وَمُقْتَنِيَكَ هُوَ عَمِلكَ وَأَنْشَأَكَ؟
.............
21هُمْ أَغَارُونِي بِمَا ليْسَ إِلهاً أَغَاظُونِي بِأَبَاطِيلِهِمْ. فَأَنَا أُغِيرُهُمْ بِمَا ليْسَ شَعْباً بِأُمَّةٍ غَبِيَّةٍ أُغِيظُهُمْ.
سِفْرُ أَيُّوبَ
اَلأَصْحَاحُ الْخَامِسُ
2لأَنَّ الْغَيْظَ يَقْتُلُ الْغَبِيَّ وَالْغَيْرَةَ تُمِيتُ الأَحْمَقَ. 3إِنِّي رَأَيْتُ الْغَبِيَّ يَتَأَصَّلُ وَبَغْتَةً لَعَنْتُ مَرْبِضَهُ.
سِفْرُ الأَمْثَالِ
اَلأَصْحَاحُ السَّابِعُ
22ذَهَبَ وَرَاءَهَا لِوَقْتِهِ كَثَوْرٍ يَذْهَبُ إِلَى الذَّبْحِ أَوْ كَالْغَبِيِّ إِلَى قَيْدِ الْقِصَاصِ
سِفْرُ الأَمْثَالِ
اَلأَصْحَاحُ الْعَاشِرُ
14اَلْحُكَمَاءُ يَذْخَرُونَ مَعْرِفَةً أَمَّا فَمُ الْغَبِيِّ فَهَلاَكٌ قَرِيبٌ.
.................
21شَفَتَا الصِّدِّيقِ تَهْدِيَانِ كَثِيرِينَ أَمَّا الأَغْبِيَاءُ فَيَمُوتُونَ مِنْ نَقْصِ الْفَهْمِ.
سِفْرُ الأَمْثَالِ
اَلأَصْحَاحُ الْحَادِي عَشَرَ
29مَنْ يُكَدِّرْ بَيْتَهُ يَرِثِ الرِّيحَ وَالْغَبِيُّ خَادِمٌ لِحَكِيمِ الْقَلْبِ.
سِفْرُ الأَمْثَالِ
اَلأَصْحَاحُ الرَّابِعُ عَشَرَ
15اَلْغَبِيُّ يُصَدِّقُ كُلَّ كَلِمَةٍ وَالذَّكِيُّ يَنْتَبِهُ إِلَى خَطَوَاتِهِ.
..................
18اَلأَغْبِيَاءُ يَرِثُونَ الْحَمَاقَةَ وَالأَذْكِيَاءُ يُتَوَّجُونَ بِالْمَعْرِفَةِ.
سِفْرُ الأَمْثَالِ
اَلأَصْحَاحُ السَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ
12الذَّكِيُّ يُبْصِرُ الشَّرَّ فَيَتَوَارَى. الأَغْبِيَاءُ يَعْبُرُونَ فَيُعَاقَبُونَ.
سِفْرُ إِشَعْيَاءَ
اَلأَصْحَاحُ التَّاسِعُ عَشَرَ
11"إِنَّ رُؤَسَاءَ صُوعَنَ أَغْبِيَاءَ! حُكَمَاءُ مُشِيرِي فِرْعَوْنَ مَشُورَتُهُمْ بَهِيمِيَّةٌ. كَيْفَ تَقُولُونَ لِفِرْعَوْنَ: أَنَا ابْنُ حُكَمَاءَ ابْنُ مُلُوكٍ قُدَمَاءَ.
...................
13رُؤَسَاءُ صُوعَنَ صَارُوا أَغْبِيَاءَ. رُؤَسَاءُ نُوفَ انْخَدَعُوا. وَأَضَلَّ مِصْرَ وُجُوهُ أَسْبَاطِهَا.
و الآن تعالوا نرى الغباء في العهد الجديد
الحلقة 86
الغباء في العهد الجديد
"نعت" البشر بالغباء في العهد الجديد 20 مرة
في تلك المواقع
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ لُوقَا
اَلأَصْحَاحُ الْحَادِي عَشَرَ
40يَا أَغْبِيَاءُ أَلَيْسَ الَّذِي صَنَعَ الْخَارِجَ صَنَعَ الدَّاخِلَ أَيْضاً؟
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ لُوقَا
اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي عَشَرَ
20فَقَالَ لَهُ اللهُ: يَا غَبِيُّ هَذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ فَهَذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ لُوقَا
اَلأَصْحَاحُ الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ
25فَقَالَ لَهُمَا: "أَيُّهَا الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِيئَا الْقُلُوبِ فِي الإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاءُ
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ
اَلأَصْحَاحُ الأَوَّلُ
21لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلَهٍ بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ.
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ
اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي
20وَمُهَذِّبٌ لِلأَغْبِيَاءِ وَمُعَلِّمٌ لِلأَطْفَالِ وَلَكَ صُورَةُ الْعِلْمِ وَالْحَقِّ فِي النَّامُوسِ.
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ
اَلأَصْحَاحُ الْعَاشِرُ
19لَكِنِّي أَقُولُ: أَلَعَلَّ إِسْرَائِيلَ لَمْ يَعْلَمْ؟ أَوَّلاً مُوسَى يَقُولُ: "أَنَا أُغِيرُكُمْ بِمَا لَيْسَ أُمَّةً. بِأُمَّةٍ غَبِيَّةٍ أُغِيظُكُمْ".
رِسَالَةُ بُولُسَ الْرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ
اَلأَصْحَاحُ الْخَامِسُ عَشَرَ
36يَا غَبِيُّ! الَّذِي تَزْرَعُهُ لاَ يُحْيَا إِنْ لَمْ يَمُتْ.
رِسَالَةُ بُولُسَ الْرَّسُولِ الثَّانِيَةُ إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوس
اَلأَصْحَاحُ الْحَادِي عَشَرَ
16أَقُولُ أَيْضاً: لاَ يَظُنَّ أَحَدٌ أَنِّي غَبِيٌّ. وَإِلاَّ فَاقْبَلُونِي وَلَوْ كَغَبِيٍّ، لأَفْتَخِرَ أَنَا أَيْضاً قَلِيلاً.
..................
19فَإِنَّكُمْ بِسُرُورٍ تَحْتَمِلُونَ الأَغْبِيَاءَ، إِذْ أَنْتُمْ عُقَلاَءُ!
رِسَالَةُ بُولُسَ الْرَّسُولِ الثَّانِيَةُ إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوس
اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي عَشَرَ
6فَإِنِّي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَفْتَخِرَ لاَ أَكُونُ غَبِيّاً، لأَنِّي أَقُولُ الْحَقَّ. وَلَكِنِّي أَتَحَاشَى لِئَلاَّ يَظُنَّ أَحَدٌ مِنْ جِهَتِي فَوْقَ مَا يَرَانِي أَوْ يَسْمَعُ مِنِّي.
.......................................
11قَدْ صِرْتُ غَبِيّاً وَأَنَا أَفْتَخِرُ. أَنْتُمْ أَلْزَمْتُمُونِي! لأَنَّهُ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ أُمْدَحَ مِنْكُمْ، إِذْ لَمْ أَنْقُصْ شَيْئاً عَنْ فَائِقِي الرُّسُلِ، وَإِنْ كُنْتُ لَسْتُ شَيْئاً
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ غَلاَطِيَّةَ
اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ
1أَيُّهَا الْغَلاَطِيُّونَ الأَغْبِيَاءُ، مَنْ رَقَاكُمْ حَتَّى لاَ تُذْعِنُوا لِلْحَقِّ؟ أَنْتُمُ الَّذِينَ أَمَامَ عُيُونِكُمْ قَدْ رُسِمَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ بَيْنَكُمْ مَصْلُوباً!
....................
3أَهَكَذَا أَنْتُمْ أَغْبِيَاءُ! أَبَعْدَمَا ابْتَدَأْتُمْ بِالرُّوحِ تُكَمَّلُونَ الآنَ بِالْجَسَدِ؟
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ أَفَسُسَ
اَلأَصْحَاحُ الْخَامِسُ
17مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ لاَ تَكُونُوا أَغْبِيَاءَ بَلْ فَاهِمِينَ مَا هِيَ مَشِيئَةُ الرَّبِّ.
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى تِيمُوثَاوُسَ
اَلأَصْحَاحُ السَّادِسُ
9وَأَمَّا الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَكُونُوا أَغْنِيَاءَ فَيَسْقُطُونَ فِي تَجْرِبَةٍ وَفَخٍّ وَشَهَوَاتٍ كَثِيرَةٍ غَبِيَّةٍ وَمُضِرَّةٍ تُغَرِّقُ النَّاسَ فِي الْعَطَبِ وَالْهَلاَكِ،
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيَةُ إِلَى تِيمُوثَاوُسَ
اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي
23وَالْمُبَاحَثَاتُ الْغَبِيَّةُ وَالسَّخِيفَةُ اجْتَنِبْهَا، عَالِماً أَنَّهَا تُوَلِّدُ خُصُومَاتٍ،
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى تِيطُسَ
اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ
3لأَنَّنَا كُنَّا نَحْنُ أَيْضاً قَبْلاً أَغْبِيَاءَ، غَيْرَ طَائِعِينَ، ضَالِّينَ، مُسْتَعْبَدِينَ لِشَهَوَاتٍ وَلَذَّاتٍ مُخْتَلِفَةٍ، عَائِشِينَ فِي الْخُبْثِ وَالْحَسَدِ، مَمْقُوتِينَ، مُبْغِضِينَ بَعْضُنَا بَعْضاً.
...................
9وَأَمَّا الْمُبَاحَثَاتُ الْغَبِيَّةُ وَالأَنْسَابُ وَالْخُصُومَاتُ وَالْمُنَازَعَاتُ النَّامُوسِيَّةُ فَاجْتَنِبْهَا، لأَنَّهَا غَيْرُ نَافِعَةٍ، وَبَاطِلَةٌ.
رِسَالَةُ بُطْرُسَ الرَّسُولِ الأُولَى
اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي
15 لأَنَّ هَكَذَا هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ أَنْ تَفْعَلُوا الْخَيْرَ فَتُسَكِّتُوا جَهَالَةَ النَّاسِ الأَغْبِيَاءِ.
هل لاحظتم أي شئ ؟
أولا : لماذا في كتاب يفترض أنه مقدس و دستور البشر أن يكون فيه شتائم بهذا الكم ؟
(33 من لفظ واحد للشتم و هو الغباء , وما خفي كان أعظم)
ثانيا : لماذا العهد القديم ( فوق الـ 900 صفحة) يكون فيه لفظ غباء أقل من كتاب عدد صفحاته 200 صفحة ؟
ثالثا : هل لاحظتم الفرق بين مكان استخدام الغباء بين العهدين ؟
في العهد القديم أنا متأكد أنكم لم تسؤكم مكان اللفظ في الجملة لأن العهد القديم يصف بها حالة معينة غالبا يستخدم اللفظ للتشبيه , و ليس لشتم شخص محدد
على العكس من العهد الجديد فهي شتيمة لا محالة و لا شبهة "تشبيه" فيها
و اللي مش مصدقني يقرأ التالي
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ لُوقَا
اَلأَصْحَاحُ الْحَادِي عَشَرَ
45فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ النَّامُوسِيِّينَ: "يَا مُعَلِّمُ حِينَ تَقُولُ هَذَا تَشْتِمُنَا نَحْنُ أَيْضاً".
=======================================================================((((((((((((نسب المسيح
"و هل للمسيح نسب يا أصحاب العقول ؟ "
إِنْجِيلُ اَلْمَسِيحِ حَسَبَ اَلْبَشِيرِ مَتَّى
اَلأَصْحَاحُ اَلأَوَّلُ
1كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ اَلْمَسِيحِ اَبْنِ دَاوُدَ اَبْنِ إِبْراهِيمَ. 2إِبْراهِيمُ وَلَدَ إِسْحاقَ. وَإِسْحاقُ وَلَدَ يَعْقُوبَ. وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يَهُوذَا وَإِخْوَتَهُ. 3وَيَهُوذَا وَلَدَ فَارِصَ وَزَارَحَ مِنْ ثَامَارَ. وَفَارِصُ وَلَدَ حَصْرُونَ. وَحَصْرُونُ وَلَدَ أَرَامَ. 4وَأَرَامُ وَلَدَ عَمِّينَادَابَ. وَعَمِّينَادَابُ وَلَدَ نَحْشُونَ. وَنَحْشُونُ وَلَدَ سَلْمُونَ. 5وَسَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ مِنْ رَاحَابَ. وَبُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ مِنْ رَاعُوثَ. وَعُوبِيدُ وَلَدَ يَسَّى. 6وَيَسَّى وَلَدَ دَاوُدَ اَلْمَلِكَ. وَدَاوُدُ اَلْمَلِكُ وَلَدَ سُلَيْمَانَ مِنَ اَلَّتِي لأُورِيَّا. 7وَسُلَيْمَانُ وَلَدَ رَحَبْعَامَ. وَرَحَبْعَامُ وَلَدَ أَبِيَّا. وَأَبِيَّا وَلَدَ آسَا. 8وَآسَا وَلَدَ يَهُوشَافَاطَ. وَيَهُوشَافَاطُ وَلَدَ يُورَامَ. وَيُورَامُ وَلَدَ عُزِّيَّا. 9وَعُزِّيَّا وَلَدَ يُوثَامَ. وَيُوثَامُ وَلَدَ أَحَازَ. وَأَحَازُ وَلَدَ حَزَقِيَّا. 10وَحَزَقِيَّا وَلَدَ مَنَسَّى. وَمَنَسَّى وَلَدَ آمُونَ. وَآمُونُ وَلَدَ يُوشِيَّا. 11وَيُوشِيَّا وَلَدَ يَكُنْيَا وَإِخْوَتَهُ عِنْدَ سَبْيِ بَابِلَ. 12وَبَعْدَ سَبْيِ بَابِلَ يَكُنْيَا وَلَدَ شَأَلْتِئِيلَ. وَشَأَلْتِئِيلُ وَلَدَ زَرُبَّابِلَ. 13وَزَرُبَّابِلُ وَلَدَ أَبِيهُودَ. وَأَبِيهُودُ وَلَدَ أَلِيَاقِيمَ. وَأَلِيَاقِيمُ وَلَدَ عَازُورَ. 14وَعَازُورُ وَلَدَ صَادُوقَ. وَصَادُوقُ وَلَدَ أَخِيمَ. وَأَخِيمُ وَلَدَ أَلِيُودَ. 15وَأَلِيُودُ وَلَدَ أَلِيعَازَرَ. وَأَلِيعَازَرُ وَلَدَ مَتَّانَ. وَمَتَّانُ وَلَدَ يَعْقُوبَ. 16وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يُوسُفَ رَجُلَ مَرْيَمَ اَلَّتِي وُلِدَ مِنْهَا يَسُوعُ اَلَّذِي يُدْعَى اَلْمَسِيحَ. 17فَجَمِيعُ اَلأَجْيَالِ مِنْ إِبْراهِيمَ إِلَى دَاوُدَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً وَمِنْ دَاوُدَ إِلَى سَبْيِ بَابِلَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً وَمِنْ سَبْيِ بَابِلَ إِلَى اَلْمَسِيحِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً.
يعني يسوع بن يوسف بن يعقوب بن متان بن اليعازر بن اليود بن أخيم بن صادوق بن عازور بن ألياقيم بن أبيهود بن زربايل بن شالتئيل بن يكنيا بن يوشيا بن أمون بن منسي بن حزقيا بن أحاز بن يوثام بن عزيا بن يورام بن يهوشافاط بن آسا بن أبيا بن رحبعام بن سليمان بن داود (من الزنا .. فاكرين الحلقة 55 ؟ ) بن يسي بن عويبد بن بوعز بن سلمون (من الزنا .. فاكرين الحلقة 55 ؟) بن نحشون بن عمينادب بن أرام بن حصرون بن فارص (من الزنا .. فاكرين الحلقة 55 ؟) بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم
من المسيح إلى إبراهيم 40 اسم
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ لُوقَا
اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ
23وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ بْنِ هَالِي بْنِ مَتْثَاتَ بْنِ لاَوِي بْنِ مَلْكِي بْنِ يَنَّا بْنِ يُوسُفَ 25بْنِ مَتَّاثِيَا بْنِ عَامُوصَ بْنِ نَاحُومَ بْنِ حَسْلِي بْنِ نَجَّايِ 26بْنِ مَآثَ بْنِ مَتَّاثِيَا بْنِ شِمْعِي بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَهُوذَا 27بْنِ يُوحَنَّا بْنِ رِيسَا بْنِ زَرُبَّابِلَ بْنِ شَأَلْتِئِيلَ بْنِ نِيرِي 28بْنِ مَلْكِي بْنِ أَدِّي بْنِ قُصَمَ بْنِ أَلْمُودَامَ بْنِ عِيرِ 29بْنِ يُوسِي بْنِ أَلِيعَازَرَ بْنِ يُورِيمَ بْنِ مَتْثَاتَ بْنِ لاَوِي 30بْنِ شِمْعُونَ بْنِ يَهُوذَا بْنِ يُوسُفَ بْنِ يُونَانَ بْنِ أَلِيَاقِيمَ 31بْنِ مَلَيَا بْنِ مَيْنَانَ بْنِ مَتَّاثَا بْنِ نَاثَانَ بْنِ دَاوُدَ 32بْنِ يَسَّى بْنِ عُوبِيدَ بْنِ بُوعَزَ بْنِ سَلْمُونَ بْنِ نَحْشُونَ 33بْنِ عَمِّينَادَابَ بْنِ آرَامَ بْنِ حَصْرُونَ بْنِ فَارِصَ بْنِ يَهُوذَا 34بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ تَارَحَ بْنِ نَاحُورَ 35بْنِ سَرُوجَ بْنِ رَعُو بْنِ فَالَجَ بْنِ عَابِرَ بْنِ شَالَحَ 36بْنِ قِينَانَ بْنِ أَرْفَكْشَادَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحِ بْنِ لاَمَكَ 37بْنِ مَتُوشَالَحَ بْنِ أَخْنُوخَ بْنِ يَارِدَ بْنِ مَهْلَلْئِيلَ بْنِ قِينَانَ 38بْنِ أَنُوشَ بْنِ شِيتِ بْنِ آدَمَ ابْنِ اللهِ.
يعني يسوع بن هالي بن متثات بن لاوي بن ملكي بن ينا بن يوسف بن متاثيا بن عاموص بن ناحوم بن حسلي بن نجاي بن ماث بن متاثيا بن شمعي بن يوسف بن يهوذا بن يوحنا بن ريسا بن زربايل بن شالتئيل بن نيري بن ملكي بن أدي بن قصم بن ألمودام بن عير بن يوسي بن أليعازر بن يوريم بن متاثا بن ناثان بن داود بن يسي بن عويبد بن بوعز بن سلمون بن نحشون بن عميناداب بن آرام بن حصرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم
كفاية كده
هنا من المسيح إلى إبراهيم 45 اسم
أنظروا إلى الإختلافات بين نسب متى و نسب لوقا
تجدونني أظللها باللون الأحمر
إذا أفترضنا أن متى و لوقا كل منهم نسب المسيح الذي لا نسب له لأب مختلف أو أن اليهود (كما يدعي القساوسة) ينسبون الرجل لاسم "خطيبته" و هو هالي كما يدعون مفسرين الإختلاف في النسب
فكيف يبررون الإختلاف الموجود في نسب زربايل بن شالتئيل ؟ و هو العامل المشترك بين النسبين
بمعنى أخر
إذا كان نسب متى لنسب يوسف و عائلته و نسب لوقا لمريم عائلتها لماذا عندما يتلاقى النسبان عند زربايل بن شالتئيل يفترقان مجددا ؟؟؟
و لن يجيبوا أبدا
ثم نبحث في نسب زربايل بن شالتئيل في العهد القديم نجد الآتي
سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ
اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ
17وَابْنَا يَكُنْيَا: أَسِّيرُ وَشَأَلْتِئِيلُ ابْنُهُ
أي أن شالتئيل بن يكنيا كم قال متى و ليس بن نيري كما قال لوقا !
إذن لوقا مخطئ !
إذن لوقا لا يوحى إليه !
إذن إنجيل لوقا ليس من عند الله===============================================================(((((((((إتباع المسيح سهل أم صعب ؟
إِنْجِيلُ اَلْمَسِيحِ حَسَبَ اَلْبَشِيرِ مَتَّى
اَلأَصْحَاحُ اَلسَّابِعُ
13"ادْخُلُوا مِنَ اَلْبَابِ اَلضَّيِّقِ لأَنَّهُ وَاسِعٌ اَلْبَابُ وَرَحْبٌ اَلطَّرِيقُ اَلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى اَلْهَلاَكِ وَكَثِيرُونَ هُمُ اَلَّذِينَ يَدْخُلُونَ مِنْهُ! 14مَا أَضْيَقَ اَلْبَابَ وَأَكْرَبَ اَلطَّرِيقَ اَلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى اَلْحَيَاةِ وَقَلِيلُونَ هُمُ اَلَّذِينَ يَجِدُونَهُ!
إذن إتباع المسيح أمر شاق و صعب
إِنْجِيلُ اَلْمَسِيحِ حَسَبَ اَلْبَشِيرِ مَتَّى
اَلأَصْحَاحُ اَلْحَادِي عَشَرَ
29اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ اَلْقَلْبِ فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. 30لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ".
أما هنا فمسيحهم يقول إن إتباعه أمر سهل و هين
====================================================================((((((((((((بعد كام يوم صعدوا للجبل ؟
إِنْجِيلُ اَلْمَسِيحِ حَسَبَ اَلْبَشِيرِ مَتَّى
اَلأَصْحَاحُ اَلسَّابِعُ عَشَرَ
1وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ مُنْفَرِدِينَ.
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ لُوقَا
اَلأَصْحَاحُ التَّاسِعُ
28وَبَعْدَ هَذَا الْكَلاَمِ بِنَحْوِ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ أَخَذَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا وَيَعْقُوبَ وَصَعِدَ إِلَى جَبَلٍ لِيُصَلِّيَ.
يبدو أن الإختلافات بين متى و لوقا لا تنتهي
لماذا لا ينقسم النصارى بين متيين و لوقيين ؟
الإجابة ببساطة
لأن النصارى لا يقرأون الإنجيل أصلا و لا يحفظونه==========================================================((((((((((ما اسم الرجل الجالس عند مكان الجباية ؟
إِنْجِيلُ اَلْمَسِيحِ حَسَبَ اَلْبَشِيرِ مَتَّى
اَلأَصْحَاحُ اَلتَّاسِعُ
9وَفِيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاكَ رَأَى إِنْسَاناً جَالِساً عِنْدَ مَكَانِ اَلْجِبَايَةِ اَسْمُهُ مَتَّى. فَقَالَ لَهُ: "اتْبَعْنِي". فَقَامَ وَتَبِعَهُ.
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ لُوقَا
اَلأَصْحَاحُ الْخَامِسُ
27وَبَعْدَ هَذَا خَرَجَ فَنَظَرَ عَشَّاراً اسْمُهُ لاَوِي جَالِساً عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ فَقَالَ لَهُ: "?تْبَعْنِي". 28فَتَرَكَ كُلَّ شَيْءٍ وَقَامَ وَتَبِعَهُ.
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ مَرْقُسَ
اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي
14وَفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ رَأَى لاَوِيَ بْنَ حَلْفَى جَالِساً عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ فَقَالَ لَهُ: "اتْبَعْنِي". فَقَامَ وَتَبِعَهُ.
هنا متى وقع مع لوقا و مرقس مجتمعين
=========================يوحنا لا يأكل و لا يشرب !!!!
إِنْجِيلُ اَلْمَسِيحِ حَسَبَ اَلْبَشِيرِ مَتَّى
اَلأَصْحَاحُ اَلْحَادِي عَشَرَ
18لأَنَّهُ جَاءَ يُوحَنَّا لاَ يَأْكُلُ وَلاَ يَشْرَبُ فَيَقُولُونَ: فِيهِ شَيْطَانٌ. 19جَاءَ اَبْنُ اَلإِنْسَانِ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ فَيَقُولُونَ: هُوَذَا إِنْسَانٌ أَكُولٌ وَشِرِّيبُ خَمْرٍ مُحِبٌّ لِلْعَشَّارِينَ وَاَلْخُطَاةِ. وَاَلْحِكْمَةُ تَبَرَّرَتْ مِنْ بَنِيهَا".
برغم من أنه ثابت في إنجيل مرقس أنه أكل و شرب !!
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ مَرْقُسَ
اَلأَصْحَاحُ الأَوَّلُ
6وَكَانَ يُوحَنَّا يَلْبَسُ وَبَرَ الإِبِلِ وَمِنْطَقَةً مِنْ جِلْدٍ عَلَى حَقَوَيْهِ وَيَأْكُلُ جَرَاداً
(((((((((((((((((((((((((=============================================(((((((((((((أي أية أعطى يسوع للفريسيين ؟
إِنْجِيلُ اَلْمَسِيحِ حَسَبَ اَلْبَشِيرِ مَتَّى
اَلأَصْحَاحُ اَلثَّانِي عَشَرَ
38حِينَئِذٍ قَالَ قَوْمٌ مِنَ اَلْكَتَبَةِ وَاَلْفَرِّيسِيِّينَ: "يَا مُعَلِّمُ نُرِيدُ أَنْ نَرَى مِنْكَ آيَةً". 39فَقَالَ لَهُمْ: "جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ اَلنَّبِيِّ.
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ مَرْقُسَ
اَلأَصْحَاحُ الثَّامِنُ
11فَخَرَجَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَابْتَدَأُوا يُحَاوِرُونَهُ طَالِبِينَ مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ لِكَيْ يُجَرِّبُوهُ. 12فَتَنَهَّدَ بِرُوحِهِ وَقَالَ: "لِمَاذَا يَطْلُبُ هَذَا الْجِيلُ آيَةً؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَنْ يُعْطَى هَذَا الْجِيلُ آيَةً!" 13ثُمَّ تَرَكَهُمْ وَدَخَلَ أَيْضاً السَّفِينَةَ وَمَضَى إِلَى الْعَبْرِ
======================================================================((((((((((بر الوالدين في النصرانية
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ لُوقَا
اَلأَصْحَاحُ الرَّابِعُ عَشَرَ
26"إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.
مع أنه قال في متى
إِنْجِيلُ اَلْمَسِيحِ حَسَبَ اَلْبَشِيرِ مَتَّى
اَلأَصْحَاحُ اَلْخَامِسُ عَشَرَ
4فَإِنَّ اَللَّهَ أَوْصَى قَائِلاً: أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ وَمَنْ يَشْتِمْ أَباً أَوْ أُمّاً فَلْيَمُتْ مَوْتاً
=====================================================================((((((((((ربهم متقلب المزاج, و لا يعرف ما سيقوله المتحدث إليه قبل أن يقوله
إِنْجِيلُ اَلْمَسِيحِ حَسَبَ اَلْبَشِيرِ مَتَّى
اَلأَصْحَاحُ اَلسَّادِسُ عَشَرَ
17فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: "طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي اَلَّذِي فِي اَلسَّمَاوَاتِ. 18وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ اَلصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ اَلْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ اَلسَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى اَلأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي اَلسَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى اَلأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي اَلسَّمَاوَاتِ". 20حِينَئِذٍ أَوْصَى تَلاَمِيذَهُ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ يَسُوعُ اَلْمَسِيحُ. 21مِنْ ذَلِكَ اَلْوَقْتِ اَبْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيراً مِنَ اَلشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ اَلْكَهَنَةِ وَاَلْكَتَبَةِ وَيُقْتَلَ وَفِي اَلْيَوْمِ اَلثَّالِثِ يَقُومَ. 22فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَاَبْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلاً: "حَاشَاكَ يَا رَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هَذَا!" 23فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: "اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ
========================================================================((((((((((من الذي طلب منه بالضبط الأم أم إبنيها ؟
إِنْجِيلُ اَلْمَسِيحِ حَسَبَ اَلْبَشِيرِ مَتَّى
اَلأَصْحَاحُ اَلْعِشْرُونَ
20حِينَئِذٍ تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ أُمُّ اَبْنَيْ زَبْدِي مَعَ اَبْنَيْهَا وَسَجَدَتْ وَطَلَبَتْ مِنْهُ شَيْئاً. 21فَقَالَ لَهَا: "مَاذَا تُرِيدِينَ؟" قَالَتْ لَهُ: "قُلْ أَنْ يَجْلِسَ اَبْنَايَ هَذَانِ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَاَلآخَرُ عَنِ اَلْيَسَارِ فِي مَلَكُوتِكَ".
هنا الأم هي التي طلبت
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ مَرْقُسَ
اَلأَصْحَاحُ الْعَاشِرُ
35وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا ابْنَا زَبْدِي قَائِلَيْنِ: "يَا مُعَلِّمُ نُرِيدُ أَنْ تَفْعَلَ لَنَا كُلَّ مَا طَلَبْنَا". 36فَسَأَلَهُمَا: "مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَفْعَلَ لَكُمَا؟" 37فَقَالاَ لَهُ: "أَعْطِنَا أَنْ نَجْلِسَ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَالآخَرُ عَنْ يَسَارِكَ فِي مَجْدِكَ".
هنا إبنا زبدي من طلب منه================================================================((((((((((((هل شفا المسيح أعمى واحد أم إثنين عند خروجه من أريحا ؟
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ مَرْقُسَ
اَلأَصْحَاحُ الْعَاشِرُ
وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ مِنْ أَرِيحَا مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَجَمْعٍ غَفِيرٍ كَانَ بَارْتِيمَاوُسُ الأَعْمَى ابْنُ تِيمَاوُسَ جَالِساً عَلَى الطَّرِيقِ يَسْتَعْطِي. 47فَلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ ابْتَدَأَ يَصْرُخُ وَيَقُولُ: "يَا يَسُوعُ ابْنَ دَاوُدَ ارْحَمْنِي!" 48فَانْتَهَرَهُ كَثِيرُونَ لِيَسْكُتَ فَصَرَخَ أَكْثَرَ كَثِيراً: "يَا ابْنَ دَاوُدَ ارْحَمْنِي". 49فَوَقَفَ يَسُوعُ وَأَمَرَ أَنْ يُنَادَى. فَنَادَوُا الأَعْمَى قَائِلِينَ لَهُ: "ثِقْ. قُمْ. هُوَذَا يُنَادِيكَ". 50فَطَرَحَ رِدَاءَهُ وَقَامَ وَجَاءَ إِلَى يَسُوعَ. 51فَسَأَلَهُ يَسُوعُ: "مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ؟" فَقَالَ لَهُ الأَعْمَى: "يَا سَيِّدِي أَنْ أُبْصِرَ". 52فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: "اذْهَبْ. إِيمَانُكَ قَدْ شَفَاكَ". فَلِلْوَقْتِ أَبْصَرَ وَتَبِعَ يَسُوعَ فِي الطَّرِيقِ.
إِنْجِيلُ اَلْمَسِيحِ حَسَبَ اَلْبَشِيرِ مَتَّى
اَلأَصْحَاحُ اَلْعِشْرُونَ
29وَفِيمَا هُمْ خَارِجُونَ مِنْ أَرِيحَا تَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ 30وَإِذَا أَعْمَيَانِ جَالِسَانِ عَلَى اَلطَّرِيقِ. فَلَمَّا سَمِعَا أَنَّ يَسُوعَ مُجْتَازٌ صَرَخَا قَائِلَيْنِ: "ارْحَمْنَا يَا سَيِّدُ يَا اَبْنَ دَاوُدَ". 31فَانْتَهَرَهُمَا اَلْجَمْعُ لِيَسْكُتَا فَكَانَا يَصْرَخَانِ أَكْثَرَ قَائِلَيْنِ: "ارْحَمْنَا يَا سَيِّدُ يَا اَبْنَ دَاوُدَ". 32فَوَقَفَ يَسُوعُ وَنَادَاهُمَا وَقَالَ: "مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَفْعَلَ بِكُمَا؟" 33قَالاَ لَهُ: "يَا سَيِّدُ أَنْ تَنْفَتِحَ أَعْيُنُنَا!" 34فَتَحَنَّنَ يَسُوعُ وَلَمَسَ أَعْيُنَهُمَا فَلِلْوَقْتِ أَبْصَرَتْ أَعْيُنُهُمَا فَتَبِعَاهُ
======================================================================((((((((((الرب و التين !
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ مَرْقُسَ
اَلأَصْحَاحُ الْحَادِي عَشَرَ
13فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ. 14فَقَالَ يَسُوعُ لَهَا: "لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَراً بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ". وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُونَ. 15وَجَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَلَمَّا دَخَلَ يَسُوعُ الْهَيْكَلَ ابْتَدَأَ يُخْرِجُ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي الْهَيْكَلِ وَقَلَّبَ مَوَائِدَ الصَّيَارِفَةِ وَكَرَاسِيَّ بَاعَةِ الْحَمَامِ. 16وَلَمْ يَدَعْ أَحَداً يَجْتَازُ الْهَيْكَلَ بِمَتَاعٍ. 17وَكَانَ يُعَلِّمُ قَائِلاً لَهُمْ: "أَلَيْسَ مَكْتُوباً: بَيْتِي بَيْتَ صَلاَةٍ يُدْعَى لِجَمِيعِ الأُمَمِ؟ وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ". 18وَسَمِعَ الْكَتَبَةُ وَرُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ فَطَلَبُوا كَيْفَ يُهْلِكُونَهُ لأَنَّهُمْ خَافُوهُ إِذْ بُهِتَ الْجَمْعُ كُلُّهُ مِنْ تَعْلِيمِهِ. 19وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ خَرَجَ إِلَى خَارِجِ الْمَدِينَةِ. 20وَفِي الصَّبَاحِ إِذْ كَانُوا مُجْتَازِينَ رَأَوُا التِّينَةَ قَدْ يَبِسَتْ مِنَ الأُصُولِ 21فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: "يَا سَيِّدِي انْظُرْ التِّينَةُ الَّتِي لَعَنْتَهَا قَدْ يَبِسَتْ!"
س: هل يجوز في هذه الحاله أن يطلق على التينة أنها يبست في الحال ؟
جـ : طبعا لا , لأنه هناك الكثير من الأحداث حدثت قبل أن يرى التلاميذ يبوس التينة
إِنْجِيلُ اَلْمَسِيحِ حَسَبَ اَلْبَشِيرِ مَتَّى
اَلأَصْحَاحُ اَلْحَادِي وَاَلْعِشْرُونَ
18وَفِي اَلصُّبْحِ إِذْ كَانَ رَاجِعاً إِلَى اَلْمَدِينَةِ جَاعَ 19فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى اَلطَّرِيقِ وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئاً إِلاَّ وَرَقاً فَقَطْ. فَقَالَ لَهَا: "لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى اَلأَبَدِ". فَيَبِسَتِ اَلتِّينَةُ فِي اَلْحَالِ.
هنا يقولون لنا أنها يبست في الحال
ثم كيف لا يعلم ربهم موسم التين ؟
و لماذا يلعنها ؟ و ما ذنبها ؟ أهي تثمر بغير إذن خالقها ؟
و لا بزالون يؤمنون بأنه ابن الرب الذي جاء رحمة للعالمين
=====================================================================((((((((((((أي أعضائه طيبت المرأة ؟
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ يُوحَنَّا
اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي عَشَرَ
3فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ مَناً مِنْ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ وَمَسَحَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا فَامْتَلَأَ الْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ الطِّيبِ. 4فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْ تلاَمِيذِهِ وَهُوَ يَهُوذَا سِمْعَانُ الإِسْخَرْيُوطِيُّ الْمُزْمِعُ أَنْ يُسَلِّمَهُ: 5"لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هَذَا الطِّيبُ بِثلاَثَمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَ لِلْفُقَرَاءِ؟"
هنا طيبت المرأة قدمي يسوع
إِنْجِيلُ اَلْمَسِيحِ حَسَبَ اَلْبَشِيرِ مَتَّى
اَلأَصْحَاحُ اَلسَّادِسُ وَاَلْعِشْرُونَ
6وَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ عَنْيَا فِي بَيْتِ سِمْعَانَ اَلأَبْرَصِ 7تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ اَمْرَأَةٌ مَعَهَا قَارُورَةُ طِيبٍ كَثِيرِ اَلثَّمَنِ فَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ. 8فَلَمَّا رَأَى تَلاَمِيذُهُ ذَلِكَ اَغْتَاظُوا قَائِلِينَ: "لِمَاذَا هَذَا اَلإِتْلاَفُ؟ 9لأَنَّهُ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُبَاعَ هَذَا اَلطِّيبُ بِكَثِيرٍ وَيُعْطَى لِلْفُقَرَاءِ".
هنا طيبت المرأة راس يسوع
ثم من أعترض على هذا الموقف ؟
يهوذا أم التلاميذ ؟
بالله عليكم محدش يقولي ما هو يهوذا تلميذ لأن لو كان المعني هو يهوذا لقال متى "رأي تلميذ ذلك فأغتاظ"؟؟؟؟====(((((((((((((((((الله يتعب ثم يسترح
هل تصدقون أن الله يسترح بعد العمل ؟
سِفْرُ اَلتَّكْوِينِ
اَلأَصْحَاحُ اَلثَّانِي
3وَبَارَكَ اَللهُ اَلْيَوْمَ اَلسَّابِعَ وَقَدَّسَهُ لأَنَّهُ فِيهِ اَسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ اَلَّذِي عَمِلَ اَللهُ خَالِقاً.
و لكن يبدو أن أشعياء يعرف الله أكثر من موسى فقد قال
سِفْرُ إِشَعْيَاءَ
اَلأَصْحَاحُ الأَرْبَعُونَ
28أَمَا عَرَفْتَ أَمْ لَمْ تَسْمَعْ؟ إِلَهُ الدَّهْرِ الرَّبُّ خَالِقُ أَطْرَافِ الأَرْضِ لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَعْيَا. لَيْسَ عَنْ فَهْمِهِ فَحْصٌ
==========================================================================((((((((((كم من الحيوانات كانت مع نوح في الفلك ؟
سِفْرُ اَلتَّكْوِينِ
اَلأَصْحَاحُ اَلسَّادِسُ
19وَمِنْ كُلِّ حَيٍّ مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ اَثْنَيْنِ مِنْ كُلٍّ تُدْخِلُ إِلَى اَلْفُلْكِ لِاسْتِبْقَائِهَا مَعَكَ. تَكُونُ ذَكَراً وَأُنْثَى. 20مِنَ اَلطُّيُورِ كَأَجْنَاسِهَا وَمِنَ اَلْبَهَائِمَ كَأَجْنَاسِهَا وَمِنْ كُلِّ دَباَّبَاتِ اَلأَرْضِ كَأَجْنَاسِهِ. اَثْنَيْنِ مِنْ كُلٍّ تُدْخِلُ إِلَيْكَ لِاسْتِبْقَائِهَا.
جميل إذن نوح أخذ معه اثنين من كل حيوان ذكر و أنثى
سِفْرُ اَلتَّكْوِينِ
اَلأَصْحَاحُ اَلسَّابِعُ
2مِنْ جَمِيعِ اَلْبَهَائِمِ اَلطَّاهِرَةِ تَأْخُذُ مَعَكَ سَبْعَةً سَبْعَةً ذَكَراً وَأُنْثَى. وَمِنَ اَلْبَهَائِمِ اَلَّتِي لَيْسَتْ بِطَاهِرَةٍ اَثْنَيْنِ: ذَكَراً وَأُنْثَى. 3وَمِنْ طُيُورِ اَلسَّمَاءِ أَيْضاً سَبْعَةً سَبْعَةً: ذَكَراً وَأُنْثَى. لِاسْتِبْقَاءِ نَسْلٍ عَلَى وَجْهِ كُلِّ اَلأَرْضِ.
غير كاتب السفر رأيه و جعل نوح آخذ معه أربعة عشر من كل حيوان طاهر و إثنين من كل حيوان غير طاهر
سِفْرُ اَلتَّكْوِينِ
اَلأَصْحَاحُ اَلسَّابِعُ
8وَمِنَ اَلْبَهَائِمِ اَلطَّاهِرَةِ وَاَلْبَهَائِمِ اَلَّتِي لَيْسَتْ بِطَاهِرَةٍ وَمِنَ اَلطُّيُورِ وَكُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى اَلأَرْضِ: 9دَخَلَ اَثْنَانِ اَثْنَانِ إِلَى نُوحٍ إِلَى اَلْفُلْكِ ذَكَراً وَأُنْثَى. كَمَا أَمَرَ اَللهُ نُوحاً.
عدل رأيه مرة أخرى فجعل أثنين من كل حيوان سواء كان طاهر أو غير طاهر
رحماك ربي
======================================================================(((((((((((((المفاجأة في قصة إسماعيل و أمه
لفت نظري في قصة إسماعيل خطأ رهيب سبب إحراج كبير لأحد القساوسة عندي ذكري له
أحب إطلاعكم عليه كما أطلعته عليه
حين طردت هاجر و أبنها , كان عمر إسماعيل 16 عام "على الأقل" , في البداية هو أعترض على هذه الفرضية فالكتاب لم يذكرها صريحة أنه كان ابن 16 عام
فقلت له : لا بل قال و الدليل التالي :
التكوين 16
"15فَوَلَدَتْ هَاجَرُ لأَبْرَامَ اَبْناً. وَدَعَا أَبْرَامُ اَسْمَ اَبْنِهِ اَلَّذِي وَلَدَتْهُ هَاجَرُ "إِسْمَاعِيلَ". 16كَانَ أَبْرَامُ اَبْنَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ سَنَةً لَمَّا وَلَدَتْ هَاجَرُ إِسْمَاعِيلَ لأَبْرَامَ. "
إبراهيم كان عنده 86 سنة لما أنجب إسماعيل , حلو ؟؟
التكوين 17
"16وَأُبَارِكُهَا وَأُعْطِيكَ أَيْضاً مِنْهَا اَبْناً. أُبَارِكُهَا فَتَكُونُ أُمَماً وَمُلُوكُ شُعُوبٍ مِنْهَا يَكُونُونَ". 17فَسَقَطَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى وَجْهِهِ وَضَحِكَ وَقَالَ فِي قَلْبِهِ: "هَلْ يُولَدُ لِابْنِ مِئَةِ سَنَةٍ؟ ""
أولا البشارة بإسحق كان إبراهيم عنده 100 سنة يعني إسماعيل كان عند 14 و لكن ملحوظة سارة هنا لم تكن حملت بعد
ثانياً إزاي تصدقوا أن نبي الله إبراهيم , يسخر من كلام الله و يقع من الضحك
التكوين17
"21وَلَكِنْ عَهْدِي أُقِيمُهُ مَعَ إِسْحَاقَ اَلَّذِي تَلِدُهُ لَكَ سَارَةُ فِي هَذَا اَلْوَقْتِ فِي اَلسَّنَةِ اَلْآتِيَةِ"."
زاي دلوقت السنة الجاية حايكون إسماعيل عنده 15 سنة
مركزين معايا ؟؟
التكوين 21
" 8فَكَبِرَ اَلْوَلَدُ وَفُطِمَ. وَصَنَعَ إِبْرَاهِيمُ وَلِيمَةً عَظِيمَةً يَوْمَ فِطَامِ إِسْحَاقَ. 9وَرَأَتْ سَارَةُ اَبْنَ هَاجَرَ اَلْمِصْرِيَّةِ اَلَّذِي وَلَدَتْهُ لإِبْرَاهِيمَ يَمْزَحُ 10فَقَالَتْ لإِبْرَاهِيمَ: "اطْرُدْ هَذِهِ اَلْجَارِيَةَ وَاَبْنَهَا لأَنَّ اَبْنَ هَذِهِ اَلْجَارِيَةِ لاَ يَرِثُ مَعَ اَبْنِي إِسْحَاقَ". "
دلوقت إسحاق ولد و إسماعيل عنده 15 و بعدين "فطم" في حد بيفطم قبل سنة على الأقل ؟؟؟؟ و بعدبن لو أقل من سنة مكنش ربكم قالكم "كبر"
يعني لما إسحق فطم كان إسماعيل عنده 16 سنة ساعتها طرد هو و أمه
أظن أنني أثبت لك عمر إسماعيل ساعة ما طرد هو و أمه من الكتاب المقدس
حد عنده إعتراض ؟
دلوقتى موضوع كتف هاجر ووضع إسماعيل و المفاجأة
التكوين 21
"14فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحاً وَأَخَذَ خُبْزاً وَقِرْبَةَ مَاءٍ وَأَعْطَاهُمَا لِهَاجَرَ وَاَضِعاً إِيَّاهُمَا عَلَى كَتِفِهَا وَاَلْوَلَدَ وَصَرَفَهَا. فَمَضَتْ وَتَاهَتْ فِي بَرِّيَّةِ بِئْرِ سَبْعٍ. 15وَلَمَّا فَرَغَ اَلْمَاءُ مِنَ اَلْقِرْبَةِ طَرَحَتِ اَلْوَلَدَ تَحْتَ إِحْدَى اَلأَشْجَارِ "
هذه يثبت أن إسماعيل كان على كتف هاجر
طبعاً حتقولي أن كتفها كان مشغوا بالخبز و قربة الماء
طبعاً ده مش كلام مضبوط
ليه ؟
أولاً : الخبز لا يوضع فوق الكتف !!!!!! لكن القربة توضع !!
ثانيا : " و دي الأهم " "طَرَحَتِ اَلْوَلَدَ"
سمعت ؟ طرحت الولد !!! و الطرح لا يكون إلى للمرفوع !!
إسمع دي , "المصارع رفع غريمه ثم طرحه أرضاً "
أما لو كان غريمه واقف أو ماشي
كنا حانقول
"أوقع المصارع غريمه أرضاً "
اللفظ "طرحت" يثبت أن إسماعيل كان مرفوعاً
و منطقياً , يستحيــــــــــــــل أن يرفع إبن السادسة عشر في هذا العصر من قبل أمه فكما أسلفنا , إبن 16 كان راجل و سيد الرجاله !! و الإسكندر الأكبر غزا الدنيا و هو ابن السادسة عشر سنة
عايز الضربة القاضية ؟
التكوين 21
"17فَسَمِعَ اَللهُ صَوْتَ اَلْغُلاَمِ. وَنَادَى مَلاَكُ اَللهِ هَاجَرَ مِنَ اَلسَّمَاءِ وَقَالَ لَهَا: "مَا لَكِ يَا هَاجَرُ؟ لاَ تَخَافِي لأَنَّ اَللهَ قَدْ سَمِعَ لِصَوْتِ اَلْغُلاَمِ حَيْثُ هُوَ. 18قُومِي اَحْمِلِي اَلْغُلاَمَ وَشُدِّي يَدَكِ بِهِ لأَنِّي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً".
أهو طلع بيتشال أهو !!!!
و كما ترون الكتاب متخبط في رواية القصة فهو أحيانا يوحي للقارئ أن الغلام رضيع بينما هو يقر أن كان شاب يافع
=======================================================================((((((((((((يسوع من نسل زناه !!!!!
إِنْجِيلُ اَلْمَسِيحِ حَسَبَ اَلْبَشِيرِ مَتَّى
اَلأَصْحَاحُ اَلأَوَّلُ
1كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ اَلْمَسِيحِ اَبْنِ دَاوُدَ اَبْنِ إِبْراهِيمَ. 2إِبْراهِيمُ وَلَدَ إِسْحاقَ. وَإِسْحاقُ وَلَدَ يَعْقُوبَ. وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يَهُوذَا وَإِخْوَتَهُ. 3وَيَهُوذَا وَلَدَ فَارِصَ وَزَارَحَ مِنْ ثَامَارَ. وَفَارِصُ وَلَدَ حَصْرُونَ. وَحَصْرُونُ وَلَدَ أَرَامَ. 4وَأَرَامُ وَلَدَ عَمِّينَادَابَ. وَعَمِّينَادَابُ وَلَدَ نَحْشُونَ. وَنَحْشُونُ وَلَدَ سَلْمُونَ. 5وَسَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ مِنْ رَاحَابَ. وَبُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ مِنْ رَاعُوثَ. وَعُوبِيدُ وَلَدَ يَسَّى.6وَيَسَّى وَلَدَ دَاوُدَ اَلْمَلِكَ. وَدَاوُدُ اَلْمَلِكُ وَلَدَ سُلَيْمَانَ مِنَ اَلَّتِي لأُورِيَّا.
من هي ثامار ؟
سِفْرُ اَلتَّكْوِينِ
اَلأَصْحَاحُ اَلثَّامِنُ وَاَلثَّلاَثُونَ
13فَأُخْبِرَتْ ثَامَارُ: "هُوَذَا حَمُوكِ صَاعِدٌ إِلَى تِمْنَةَ لِيَجُزَّ غَنَمَهُ". 14فَخَلَعَتْ عَنْهَا ثِيَابَ تَرَمُّلِهَا وَتَغَطَّتْ بِبُرْقُعٍ وَتَلَفَّفَتْ وَجَلَسَتْ فِي مَدْخَلِ عَيْنَايِمَ اَلَّتِي عَلَى طَرِيقِ تِمْنَةَ - لأَنَّهَا رَأَتْ أَنَّ شِيلَةَ قَدْ كَبِرَ وَهِيَ لَمْ تُعْطَ لَهُ زَوْجَةً. 15فَنَظَرَهَا يَهُوذَا وَحَسِبَهَا زَانِيَةً لأَنَّهَا كَانَتْ قَدْ غَطَّتْ وَجْهَهَا. 16فَمَالَ إِلَيْهَا عَلَى اَلطَّرِيقِ وَقَالَ: "هَاتِي أَدْخُلْ عَلَيْكِ". لأَنَّهُ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّهَا كَنَّتُهُ. فَقَالَتْ: "مَاذَا تُعْطِينِي لِكَيْ تَدْخُلَ عَلَيَّ؟" 17فَقَالَ: "إِنِّي أُرْسِلُ جَدْيَ مِعْزَى مِنَ اَلْغَنَمِ". فَقَالَتْ: "هَلْ تُعْطِينِي رَهْناً حَتَّى تُرْسِلَهُ؟" 18فَقَالَ: "مَا اَلرَّهْنُ اَلَّذِي أُعْطِيكِ؟" فَقَالَتْ: "خَاتِمُكَ وَعِصَابَتُكَ وَعَصَاكَ اَلَّتِي فِي يَدِكَ". فَأَعْطَاهَا وَدَخَلَ عَلَيْهَا. فَحَبِلَتْ مِنْهُ.
أي أن ثامار هذه زنت مع حماها
و من هي راحاب ؟؟
سِفْرُ يَشُوعَ
اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي
1فَأَرْسَلَ يَشُوعُ بْنُ نُونٍ مِنْ شِطِّيمَ رَجُلَيْنِ جَاسُوسَيْنِ سِرّاً, قَائِلاً: "اذْهَبَا انْظُرَا الأَرْضَ وَأَرِيحَا". فَذَهَبَا وَدَخَلاَ بَيْتَ امْرَأَةٍ زَانِيَةٍ اسْمُهَا رَاحَابُ وَاضْطَجَعَا هُنَاكَ.
راحاب هذه إمرأة زانية
من هي" اَلَّتِي لأُورِيَّا."؟
أمرأة زانية أخرى
سأخبركم قصتها الحلقة القادمة (#56) بإذن الله لأنها تدخل تحت بند خطايا الأنبياء
إذا كان الله يريد أن يتخذ ولدا ( و حاشا لله)
فهل لا ينتقي الله لنطفته نسب غير نسل الزانيات ؟
أنبياء الله عند النصارى
عصاه - كذبه - زناه - ديوثيين -
جعلوا نبي الله إبراهيم ديوث و كاذب !!
سِفْرُ اَلتَّكْوِينِ
اَلأَصْحَاحُ اَلثَّانِي عَشَرَ
11وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ اَمْرَأَتِهِ: "إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ اَمْرَأَةٌ حَسَنَةُ اَلْمَنْظَرِ. 12فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ اَلْمِصْرِيُّونَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: هَذِهِ اَمْرَأَتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ. 13قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ". 14فَحَدَثَ لَمَّا دَخَلَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ أَنَّ اَلْمِصْرِيِّينَ رَأَوُا اَلْمَرْأَةَ أَنَّهَا حَسَنَةٌ جِدّاً. 15وَرَآهَا رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ وَمَدَحُوهَا لَدَى فِرْعَوْنَ فَأُخِذَتِ اَلْمَرْأَةُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ 16فَصَنَعَ إِلَى أَبْرَامَ خَيْراً بِسَبَبِهَا وَصَارَ لَهُ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَعَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَأُتُنٌ وَجِمَالٌ. 17فَضَرَبَ اَلرَّبُّ فِرْعَوْنَ وَبَيْتَهُ ضَرَبَاتٍ عَظِيمَةً بِسَبَبِ سَارَايَ اَمْرَأَةِ أَبْرَامَ. 18فَدَعَا فِرْعَوْنُ أَبْرَامَ وَقَالَ: "مَا هَذَا اَلَّذِي صَنَعْتَ بِي؟ لِمَاذَا لَمْ تُخْبِرْنِي أَنَّهَا اَمْرَأَتُكَ؟ 19لِمَاذَا قُلْتَ هِيَ أُخْتِي حَتَّى أَخَذْتُهَا لِي لِتَكُونَ زَوْجَتِي؟ وَاَلْآنَ هُوَذَا اَمْرَأَتُكَ! خُذْهَا وَاَذْهَبْ!".
سبحان الله ! فرعون يعرف صالح الأعمال و يعلمها لنبي الله إبراهيم الذي لا يعلمها !!!
جعلوا نبي الله لوط يشرب الخمر و يزني زنا محارم مع إبنتيه و نسله من أولاد هذا الزنا !!
سِفْرُ اَلتَّكْوِينِ
اَلأَصْحَاحُ اَلتَّاسِعُ عَشَرَ
30وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي اَلْجَبَلِ وَاَبْنَتَاهُ مَعَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي اَلْمَغَارَةِ هُوَ وَاَبْنَتَاهُ. 31وَقَالَتِ اَلْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: "أَبُونَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي اَلأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ اَلأَرْضِ. 32هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْراً وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلاً". 33فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اَللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ اَلْبِكْرُ وَاَضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. 34وَحَدَثَ فِي اَلْغَدِ أَنَّ اَلْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: "إِنِّي قَدِ اَضْطَجَعْتُ اَلْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْراً اَللَّيْلَةَ أَيْضاً فَادْخُلِي اَضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً". 35فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اَللَّيْلَةِ أَيْضاً وَقَامَتِ اَلصَّغِيرَةُ وَاَضْطَجَعَتْ مَعَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا 36فَحَبِلَتِ اَبْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا.
هل أحدا هنا يفهم لماذا قالتا " وَلَيْسَ فِي اَلأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا " ؟؟؟؟؟
و كيف لا يعلم الرجل أنه زنا في الليلة السابقة ؟
جعلوا داود لا يغض بصره ثم يزني , ثم يتسبب في موت زوج المرأة ثم يتزوج المرأة !!!!
سِفْرُ صَمُوئِيلَ الثَّانِي
اَلأَصْحَاحُ الْحَادِي عَشَرَ
أولا غض النظر
2وَكَانَ فِي وَقْتِ الْمَسَاءِ أَنَّ دَاوُدَ قَامَ عَنْ سَرِيرِهِ وَتَمَشَّى عَلَى سَطْحِ بَيْتِ الْمَلِكِ، فَرَأَى مِنْ عَلَى السَّطْحِ امْرَأَةً تَسْتَحِمُّ. وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ جَمِيلَةَ الْمَنْظَرِ جِدّاً. 3فَأَرْسَلَ دَاوُدُ وَسَأَلَ عَنِ الْمَرْأَةِ، فَقَالَ وَاحِدٌ: "أَلَيْسَتْ هَذِهِ بَثْشَبَعَ بِنْتَ أَلِيعَامَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ؟" 4
ثانيا الزنا !
فَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً وَأَخَذَهَا، فَدَخَلَتْ إِلَيْهِ فَاضْطَجَعَ مَعَهَا وَهِيَ مُطَهَّرَةٌ مِنْ طَمْثِهَا. ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا. 5وَحَبِلَتِ الْمَرْأَةُ، فَأَرْسَلَتْ وَأَخْبَرَتْ دَاوُدَ وَقَالَتْ: "إِنِّي حُبْلَى".
ثالثا : داود أسكر الزوج الغلبان !!!
13وَدَعَاهُ دَاوُدُ فَأَكَلَ أَمَامَهُ وَشَرِبَ وَأَسْكَرَهُ.
رابعا : داود يضع الزوج على خط النار حتى يقتل سريعا
15وَكَتَبَ فِي الْمَكْتُوبِ يَقُولُ: "اجْعَلُوا أُورِيَّا فِي وَجْهِ الْحَرْبِ الشَّدِيدَةِ، وَارْجِعُوا مِنْ وَرَائِهِ فَيُضْرَبَ وَيَمُوتَ".
و فعلا مات الرجل
17فَخَرَجَ رِجَالُ الْمَدِينَةِ وَحَارَبُوا يُوآبَ، فَسَقَطَ بَعْضُ الشَّعْبِ مِنْ عَبِيدِ دَاوُدَ، وَمَاتَ أُورِيَّا الْحِثِّيُّ أَيْضاً.
ثم تزوج "نبي الله و مصطفاه " من إمرأة الرجل الغلبان و أنجب منها !!!!
و الطريف أن ابن هذا الزنا يدخل في نسب المسيح كما رأيتم الحلقة السابقة (#55) !!!
26فَلَمَّا سَمِعَتِ امْرَأَةُ أُورِيَّا أَنَّهُ قَدْ مَاتَ أُورِيَّا رَجُلُهَا نَدَبَتْ بَعْلَهَا. 27وَلَمَّا مَضَتِ الْمَنَاحَةُ أَرْسَلَ دَاوُدُ وَضَمَّهَا إِلَى بَيْتِهِ، وَصَارَتْ لَهُ امْرَأَةً وَوَلَدَتْ لَهُ ابْناً. وَأَمَّا الأَمْرُ الَّذِي فَعَلَهُ دَاوُدُ فَقَبُحَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ.
كل ما حدث مجرد قبح في عيني الرب !!
نبي يقترف الجريمة التي يهتز لها عرش الرحمن و يقولون "فَقَبُحَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ" !!!
تعالى الله عما يصفون
جعلوا سليمان يبني للألهة الوثنية معابد و يعبد الأصنام !!!
سِفْرُ الْمُلُوكِ الأَوَّلُ
اَلأَصْحَاحُ الْحَادِي عَشَرَ
4وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلَهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. 5فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلَهَةِ الصَّيْدُونِيِّينَ وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ. 6وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلَمْ يَتْبَعِ الرَّبَّ تَمَاماً كَدَاوُدَ أَبِيهِ. 7حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ. 8وَهَكَذَا فَعَلَ لِجَمِيعِ نِسَائِهِ الْغَرِيبَاتِ اللَّوَاتِي كُنَّ يُوقِدْنَ وَيَذْبَحْنَ لِآلِهَتِهِنَّ. 9فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ،
النساء يميلن قلب الأنبياء !!
لماذا إذن هو نبي الله يا نصارى إذا كان من عبدة الأوثان !!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟
جعلوا أيوب يسب دهره (من يسب الدهر يكون سب الخالق , بالمنطق و بدون نصوص )
سِفْرُ أَيُّوبَ
اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ
1بَعْدَ هَذَا سَبَّ أَيُّوبُ يَوْمَهُ 2وَأَخَذَ يَتَكَلَّمُ فَقَالَ: 3[لَيْتَهُ هَلَكَ الْيَوْمُ الَّذِي وُلِدْتُ فِيهِ
ثم يعترض على قدر الله و قضائه
11لِمَ لَمْ أَمُتْ مِنَ الرَّحِمِ؟ عِنْدَمَا خَرَجْتُ مِنَ الْبَطْنِ لِمَ لَمْ أُسْلِمِ الرُّوحَ؟
الطريف أن أيوب هذا هو نبي الصبر عندنا و لا يمكن أن يكون أعترض على مشيئة الله!!
سبحان الله , شتان بين أمه تمجد أنبيائها و أمها تحقر من شأنهم
=========================================================================((((((((((باقي خطايا الأنبياء
جعلوا هارون يصنع عجل للعبادة!!
سِفْرُ الْخُرُوجِ
اَلأَصْحَاحُُ الثَّانِي وَالثَّلاَثُونَ
1وَلَمَّا رَأَى الشَّعْبُ أَنَّ مُوسَى أَبْطَأَ فِي النُّزُولِ مِنَ الْجَبَلِ اجْتَمَعَ الشَّعْبُ عَلَى هَارُونَ وَقَالُوا لَهُ: "قُمِ اصْنَعْ لَنَا آلِهَةً تَسِيرُ أَمَامَنَا لأَنَّ هَذَا مُوسَى الرَّجُلَ الَّذِي أَصْعَدَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لاَ نَعْلَمُ مَاذَا أَصَابَهُ". 2فَقَالَ لَهُمْ هَارُونُ: "انْزِعُوا أَقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي آذَانِ نِسَائِكُمْ وَبَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ وَأْتُونِي بِهَا". 3فَنَزَعَ كُلُّ الشَّعْبِ أَقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي آذَانِهِمْ وَأَتُوا بِهَا إِلَى هَارُونَ. 4فَأَخَذَ ذَلِكَ مِنْ أَيْدِيهِمْ وَصَوَّرَهُ بِالْإِزْمِيلِ وَصَنَعَهُ عِجْلاً مَسْبُوكاً. فَقَالُوا: "هَذِهِ آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّتِي أَصْعَدَتْكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ!"
آحاز (ابن داود) يعبد الأصنام !!
سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الثَّانِي
اَلأَصْحَاحُ الثَّامِنُ وَالْعِشْرُونَ
1كَانَ آحَازُ ابْنَ عِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ وَمَلَكَ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ يَفْعَلِ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ كَدَاوُدَ أَبِيهِ 2بَلْ سَارَ فِي طُرُقِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ وَعَمِلَ أَيْضاً تَمَاثِيلَ مَسْبُوكَةً لِلْبَعْلِيمِ. 3وَهُوَ أَوْقَدَ فِي وَادِي ابْنِ هِنُّومَ وَأَحْرَقَ بَنِيهِ بِالنَّارِ حَسَبَ رَجَاسَاتِ الأُمَمِ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 4وَذَبَحَ وَأَوْقَدَ عَلَى الْمُرْتَفَعَاتِ وَعَلَى التِّلاَلِ وَتَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ.
موقف غريب بين الله و سارة و إبراهيم !!!
سِفْرُ اَلتَّكْوِينِ
اَلأَصْحَاحُ اَلثَّامِنَ عَشَرَ
12فَضَحِكَتْ سَارَةُ فِي بَاطِنِهَا قَائِلَةً: "أَبَعْدَ فَنَائِي يَكُونُ لِي تَنَعُّمٌ وَسَيِّدِي قَدْ شَاخَ!" 13فَقَالَ اَلرَّبُّ لإِبْرَاهِيمَ: "لِمَاذَا ضَحِكَتْ سَارَةُ قَائِلَةً: أَفَبِالْحَقِيقَةِ أَلِدُ وَأَنَا قَدْ شِخْتُ؟ 14هَلْ يَسْتَحِيلُ عَلَى اَلرَّبِّ شَيْءٌ؟ فِي اَلْمِيعَادِ أَرْجِعُ إِلَيْكَ نَحْوَ زَمَانِ اَلْحَيَاةِ وَيَكُونُ لِسَارَةَ اَبْنٌ". 15فَأَنْكَرَتْ سَارَةُ قَائِلَةً: "لَمْ أَضْحَكْ". (لأَنَّهَا خَافَتْ). فَقَالَ: "لاَ! بَلْ ضَحِكْتِ".
جعلوا نبى الله يعقوب يصارع الله ويغلبه !!!!!!!
سِفْرُ اَلتَّكْوِينِ
اَلأَصْحَاحُ اَلثَّانِي وَاَلثَّلاَثُونَ
24فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ اَلْفَجْرِ. 25وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26وَقَالَ: "أَطْلِقْنِي لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ اَلْفَجْرُ". فَقَالَ: "لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي". 27فَسَأَلَهُ: "مَا اَسْمُكَ؟" فَقَالَ: "يَعْقُوبُ". 28فَقَالَ: "لاَ يُدْعَى اَسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اَللهِ وَاَلنَّاسِ وَقَدِرْتَ". 29وَسَأَلَهُ يَعْقُوبُ: "أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ". فَقَالَ: "لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اَسْمِي؟" وَبَارَكَهُ هُنَاكَ. 30فَدَعَا يَعْقُوبُ اَسْمَ اَلْمَكَانِ "فَنِيئِيلَ" قَائِلاً: "لأَنِّي نَظَرْتُ اَللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي"؟؟؟؟
الفــــداء والكفّــــارة
ترتبط عقيدة الكفارة بعقيدة الخطيئة ارتباط اليد بالمعصم، فالمقصود بالكفارة هو رفع الخطيئة الأصليّة وتكفيرها عن كاهل البشريّة لإنقاذها من الموت الأبديّ، الذي أصابها جرّاء أكل آدم من الشّجرة.. ويُعتبر علماء الأديان قاطبة أنّ الكفّارة أُسّ الدّين النّصرانيّ، ومركز الدّائرة ونقطة التقاء جميع العقائد النّصرانيّة الأخرى، فهي ذات علاقة بالخطيئة من حيث إنّ هذه الأخيرة سبب لها وذات علاقة بالتجسّد والصّلب والقيامة .. من حيث كون هذه العقائد نتيجة حتميّة للكفّارة، وهي في الواقع أكثر تعقيدًا والتواءً، الأمر الذي أضنى الدّارسين والباحثين في أعماقها، وأحرج الكنيسة ورجالها، وأعجزهم عن الإجابة عن التّساؤلات العديدة حولها، لذا تراهم يأمرون أتباعهم بالإيمان بها دون البحث في جوهرها و ماهيّتها.
كيف نشأت فكرة الكفّارة ؟
نشأت هذه الفكرة بعد نزاع مرير بين صفتين من صفات الله تعالى، وهما صفة العدل وصفة الرّحمة، فإذا عدنا إلى الوراء قليلاً نجد أنّ الله حذّر آدم من الأكل من الشّجرة بقوله: (يوم تأكل منها موتًا تموت)( )، فهذا الحكم بالإعدام – على آدم وذرّيته – نافذ وغير قابل للاستئناف أو الطّعن أو التّخفيف؛ لأنّ مقتضى العدل عند الله أن ينفّذ وعده بمعاقبة المسيء بالموت، وقانون العدل الإلهيّ يُلزم الله بعدم التّساهل والتّراخي في تطبيق العقوبة.
وحتّى لا يوصف الله بالجور وعدم الإنصاف أو بالإخلال بقانون العدل بدأ بتنفيذ سلسلة العقوبات التي ذكرناها سابقًا، وكان آخرها طرد الإنسان من الجنّة والحكم عليه باللّعنة وإلصاق الخطــيئة برقبته إلى الأبد – وفي زعم النّصارى – يكون الله قد حقّق العدل بهذه الخطوات !!
واستمرّ الوضع على ما هو عليه دهرًا، وفجأة ظهرت صفة أخرى من صفات الله، وهي الرّحمة، فراودت الله على غفران خطيئة الإنسان؛ لأنّ من رحمة الله بالنّاس ومحبّته لهم ألاّ يتركهم على هذه الحالة التّعيسة؛ فكان على الله بمقتضى هذه الصّفة أن يعفو عن البشر ويغفر لهم ويرفع عنهم اللّعنة والشّقاء !
إنّ هذا المنطق الكنسيّ يبرز الله حائرًا بين صفتين من صفاته، أيّهما يغلب على الأخرى؟، فكلّما أراد الإماتة واللّعنة بمقتضى العدل عاقته الرّحمة، وكلّما أراد رحمة خلقه والمغفرة لهم وقفت صفة العدل بالمرصاد !إنّه خيار صعب بين طرفين أحلاهما مرّ، فإلى ماذا سيؤول نزاع الصّفتين وكيف يوفّق الله بينهما لحلّ المشكلة التي أوقع نفسه فيها وتورّط في براثنها ؟!( ) ولا ندري كيف يمتلك رجال الكنيسة الجرأة بمنطقهم هذا ليلزموا الله بإلزامات كهذه !فكان لزامًا – إذن – على الله أن يصل إلى حلّ وسط ينال بموجبه العدل حقّه وتأخذ الرّحمة مكانها، فما السّبيل لذلك الحلّ السّحريّ ؟
وبما أنّنا، الآن، نكتب بمنطق النّصارى فلنترك أكبر ممثّل للفكر النّصرانيّ بولس "شاؤول" يبيّن لنا السّبيل لحلّ أزمة "العدل والرّحمة"، ولا سيّما أنّ بولس أكبر مدافع عن عقيدة الكفّارة، إن لم يكن هو مخترعها، يقول في العهد الجديد: (لا يوجد مغفرة بدون سفك دم)( )، ويبدو أنّ بولس ما يزال متأثّرًا بيهوديّته؛ إذ إنّ الإله "يهو" في العهد القديم كان مغرمًا بدم القرابين، فلم يكن يرضى عن بني إسرائيل إلاّ حين يشمّ رائحة مشاوي ودم الذّبائح التي يقدّمها كهنة اليهود، حين يسترضون ربّهم عند غضبه بذبيحة ليغفر لهم موبقاتهم.
كذلك كانت عقيدة سفك الدّم من أجل المغفرة والخلاص سائدة في العديد من الدّيانات الوثنيّة القديمة، لدى المصريّين والبوذيّين والإغريق والهنود.. فقد كانت تلك الأقوام تدفع للمذابح الرّجال والنّساء والأطفال والحيوانات بل والآلهة وأبناء الآلهة قربانًا إلى الله، فركِب بولس الموجة وسار مع التيار فاستعار الفكرة، أو قل سرقها وطبّقها على النّصرانيّة، ونسبها إلى تعاليم المسيح فأضلّ بها خلقًا عظيمًا إلى أيّامنا هذه، وسنعود بعد صفحات إلى شهادات علماء الأديان لنطّلع على عقيدة الكفّارة والفداء في الوثنيّة التي سبقت مولد المسيح بآلاف السّنين.
لا بدّ من سفك دم!! ولكن ما هو حجم الذّبائح التي يقبلها الله لفداء البشر، كم مترًا مكعّبًا من الدّماء تكفي لغسل خطيئة الأكل من تفّاحة الجنّة، من يتبرّع ليكون فاديًا، وما نوع الذّبيحة المناسبة !؟، أيكون حيوانًا؟( )؛ لا يقدر حيوان على فداء إنسان لفرق القيمة، أو ملَكًا؟؛ الملائكة لم تشارك في الخطيئة وربّما لا تملك دمًا، أو إنسانًا؟، كلّ النّاس تدنّسوا بالخطيئة، ولا يصلح أن يكون فاديًا إلاّ طاهرٌ، أو إلها؟؛ أغلق بولس جميع منافذ الفداء إلاّ هذا المنفذ، فالفادي يجب أن يكون طاهرًا ولا طاهر إلاّ الله، إذن الفادي هو الله لا غيره ! !وكيف يكون الله فدية، هل ينتحر أو يزهق روحه أو يتركها تقتل على أيدٍ، أيًّا كانت، فيبقى العالم بدون إله!؟
دبّر الله حيلة التجسّد – وهو اختراع آخر لبولس – والتجسّد متاهة لا يُعرف لها مدخل من مخرج، سنحاول إلقاء بعض الضّوء عليها بعد قليل، وإن كان كلّ ضوء الدّنيا لا يقدر على إنارة ظلمتها، فقد خرج بولس بلازمة أنّ حلّ أزمة الخطيئة لا يتحقّق إلاّ أن يفدي اللّه بنفسه البشريّة، لأنّه طاهر من الخطيئة الأصليّة، و ذلك قادر على التجسّد، بأخذ جسم إنسان، حتّى ينوب عن الإنسان المخطئ، ومفاد "حيلة" التجسّد أنّ الله نزل من عليائه حاملاً معه صفات الألوهيّة، ثمّ دخل رحم العذراء مريم ومكث هناك تسعة أشهر كما يمكث أيّ جنين في بطن أمّه، ثمّ خرج إلى الوجود بالولادة عن الطّريق المعهود، فاختلط الإله المولود بدم الحيض والنّفاس، واستقبلته الأيدي ووضعته في القماط، وناولته أمّه ثديها ترضعه وتعطف عليه عطف الأمّ على ولدها.
لقد أصبح الإله إنسانًا وصار واحدًا منّا، فهو إله كامل وإنسان كامل، وتتّفق جميع الطّوائف النّصرانيّة على هذه العقيدة، وقد وردت في قانون الإيمان كالآتي: [.. الذي لأجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السّماء وتجسّد من الرّوح القدس ومن مريم العذراء، وتأنّس وصُلِب عنّا على عهد بيلاطس البنطي..].
وسنشفق على القارئ فلا ندخله في صراعات الطّوائف النّصرانيّة التي دارت حول طبيعة المولود، هل هو الأب أم ابنه أم الثّالوث؟، هل ولدت مريم الله أم المسيح؟ هل المولود هو اللاّهوت أم النّاسوت.. إلخ !؟
وسنشير إلى بعض ذلك فيما بعد، ولا ننصح أحدًا بالبحث فيها؛ لأنّه حينها تفنى الأعمار ولا يخرج المرء بنتيجة تذكر، اللهمّ إلاّ الشكّ والحيرة وربّما الإعاقة النّفسيّة والعقليّة والوقاية خير من العلاج فتنبّه !
كبُر المولود الذي دعي المسيح، وتقدّم في السنّ، وبدأ بدعوته بين اليهود في فلسطين، وكانت دعوته كلّها تنصبّ على عبادة الله وحده لا شريك له، والاستمساك بالتّوراة الموسويّة ، ولم يذكر المسيح في حياته نصًّا عن الخطيئة أو الكفّارة أو الصّلب أو الثّالوث، فتلك عقائد طبخها بولس والقساوسة بعد رفع المسيح .. واستمرّ المسيح يدعو إلى تطبيق شريعة العهد القديم، وكان هو نفسه يعمل بمقتضاها ويسير على هداها؛ قال المسيح: (لا تظنّوا أنّي جئت لأبطل الشّريعة وتعاليم الأنبياء، ما جئت لأبطل بل لأكمل)( )، لكن اليهود خافوا على مصالحهم ومكتسباتهم بعد أن هدّدهم المسيح وفضحهم على رؤوس الأشهاد، فتآمروا وخطّطوا فأُلقي القبض عليه، فحاكموه وأهانوه، ثمّ قدّموه إلى الصّليب فصلبوه – حسب الأناجيل – وبعدما صُلب زعم النّصارى أنّ صلبه كان تكفيرًا وفداء لخطيئة آدم و تخليصًا للبشريّة من اللّعنة التي أصابتها منذ فجر التّاريخ، ويجمــع النّصارى – على اختلاف مللهم ونحلهم – على أنّ المسيح صلب من أجل خطايا البشر بإرادته وطواعيته، وبموته رُفعت الخطيئة الأبديّة واسترجع الإنسان حرّيته، وغفرت لبني آدم جميع زلاّتهم وسيّئاتهم، واستحقّ المسيح أن يلقّب بالمخلّص لأنّه خلّص البشر من عبوديّة الشّيطان.
وأكثر الآيات الإنجيليّة التي تقرّر عقيدة الكفّارة والفداء توجد في الرّسائل الأربع عشرة لبولس، الذي كان متحمّسًا تحمّسًا مريبًا لهذه الفكرة، حتّى إنّه لم يكن مستعدًّا لقبول فكرة أخرى غيرها إلاّ تلك، يقول بولس (إنّي لم أعزم أن أعرف شيئًا بينكم إلاّ يسوع المسيح وإيّاه مصلوبًا)( )، ويقول بولس مروّجًا سلعة الفداء (المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب)( )، ولا أدري ما هي الكتب التي يقصدها بولس !؟، وللملاحظة فكثيرًا ما نجد في العهد الجديد إحالات مبهمة كهذه دون ذكر الكتب بأسمائها وأسفارها، لتعويم القارئ وإيهامه بصدق الإحالة دون إعطائه فرصة الاطّلاع عليها، وقد اكتشف العديد من الباحثين عدم صدق الكثير من تلك الإحالات فتنبّه، ويقول بولس: (الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا)( )، وجاء في رؤيا يوحنا (الذي أحبّنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه)( ).
أمّا أشهر آية إنجيليّة في هذا الباب والتي يفتخر رعاة الكنائس بترديدها في كلّ صلاة وقدّاس فهي (هكذا أحبّ الله العالم حتّى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كلّ من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبديّة)( )، إنّ الكنيسة برجالها وأناجيلها تقرّر أنّ المسيح وُلد ليموت ونزل من السّماء ليُقتل، إنّه عطيّة الله للنّاس، لم يأت المسيح ليعيش بل جاء ليموت عن آخرين، أرسل الله المسيح ليغسل بدمه خطيئة آدم، وبذلك يمحو جميع الخطايا التي ورثناها بفعل الخطيئة الأصليّة، ويفهم من عقيدة النّصارى أنّ المسيح حضر إلى الأرض لأداء مهمّة "الانتحار" على يد اليهود والرّومان !
وقد يُصدّق بعض من لا يقرأ الأناجيل بتلك المسرحيّة المحبوكة، لكن من يتمعّن قليلاً في نصوص العهد الجديد يستغرب أشدّ الاستغراب من استماتة المسيح في الدّفاع عن نفسه، ورفضه للموت وحرصه على البقاء حيًّا، وليس من العجب أن نراه يقوم بجميع المحاولات للنّجاة بنفسه من أعدائه، لقد كان المسيح إنسانًا يحبّ الحياة، لقد جاء ليعيش، وهذا حقّه الطّبيعيّ، على الرّغم من المحاولات الفاشلة للأناجيل وشرّاحها الذين أرادوا إجبار المسيح على الموت رغم أنفه، ونرى أنّ رجال الكنيسة إذا أرادوا إقناع النّاس بقصّة الفداء يستدلّون بأقوال المسيح في التّنبّؤ بآلامه ومنها قوله (.. كيف هو مكتوب عن ابن الإنسان أن يتألّم كثيرًا ويُرذل)( ).
وقوله: (كذلك ابن الإنسان أيضًا سوف يتألّم منهم)( ) فهل هذه أدلّة يُركن إليها وأين الفداء و الخلاص و الصّلب من هذه الأقوال…؟، إنّ ما فعله المسيح بأقواله هذه هو تحضير أصحابه إلى الآلام التي يعانيها كلّ صاحب دعوة، فالطّريق وعرة ومحفوفة بالمخاطر، ومنهج الأنبياء مليء بالعقبات والأشواك، وقد أصابت تلك الاضطهادات المؤلمة الدّعاة إلى الله منذ فجر التّاريخ وما تزال، قال محمّد رسول الله : "الأنبياء أشدّ بلاء ثمّ الأمثل فالأمثل".
لكن البوْن شاسع بين أن يتعرّض الدّاعية لاضطهاد الكفّار والمجرمين وأن يستسلم للموت كالنّعجة طواعية وعن اختيار !وقد استبعد المسيح فكرة الموت الاختياري والفداء بلسان حاله ومقاله، ونستشفّ ذلك من عدّة آيات إنجيليّة: (أجابهم يسوع وقال تعليمي ليس لي بل للذي أرسلني .. أليس موسى قد أعطاكم النّاموس، وليس أحدٌ منكم يعمل بالنّاموس، لماذا تطلبون أن تقتلوني؟)( )، (أنا عالم أنّكم ذريّة إبراهيم، لكنّكم تطلبون أن تقتلوني، لأنّ كلامي لا موضع له فيكم.. لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم، ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني وأنا إنسان قد حدّثكم بالحقّ الذي سمعه من الله، هذا لم يفعله إبراهيم)( )، حاول المسيح بهذه الكلمات العاطفيّة إقناع اليهود بأنّه نبيّ مرسل يتكلّم بالحقّ من عند الله، وأعلّمهم بأنّ أيّ مؤامرة لقتله ستكون ظلمًا وعدوانًا على الكتب السّماويّة وتعاليم الأنبياء، ثمّ عزف المسيح على وتر العاطفة حين ذكّرهم بإبراهيم، فقد كان اليهود يفتخرون به ويحبّون الانتساب إليه، محاولة منه لحماية نفسه من شرّهم، وجاء في الإنجيل: (.. وجاءوا إلى حافّة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه حتّى يطرحوه أسفل، أمّا هو "المسيح" فجاز في وسطهم ومضى)( )، وفي مرّة أخرى (فلمّا خرج الفريسيّون تشاوروا عليه لكي يهلكوه، فعلم يسوع وانصرف من هناك)( )، ومرة ثالثة (فرفعوا حجارة ليرجموه أمّا يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازًا في وسطهم ومضى)( )، (كان يسوع يتردّد بعد هذا في الجليل؛ لأنّه لم يرد أن يتردّد في اليهوديّة لأنّ اليهود كانوا يطلبون أن يقتلوه)( )، (فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه، فلم يكن يسوع أيضًا يمشي بين اليهود علانية بل مضى من هناك إلى الكورة القريبة من البرّيّة)( ).
هل هذه تصرّفات من يريد الموت أو من جاء ليصلب لخلاص البشريّة!؟، لماذا المماطلة، لماذا التخفّي عن أعين اليهود والهرب من وجه الأعداء خوفًا من أذيّتهم، لقد حاولوا قتله كما نرى عدّة مرّات، وطلبوا إزهاق روحه في عدّة مناسبات، فلماذا لم يُسلّم نفسه لهم منذ البداية !؟ لماذا هذا التّأخير الذي يكلّف الإنسانيّة العناء الشّديد، لماذا أصرّ المسيح على إطالة معاناة البشريّة التي تنتظر فداءها بفارغ الصّبر، فهلاّ أسرع في إنقاذها بقوله لليهود: "من فضلكم خذوني وارجموني واصلبوني من أجلكم أيّها الخاطئون ثقيلو الأحمال !" لكن نرى المسيح في الإنجيل، من خلال تلك الآيات كأنّه يريد ترك الفداء البطوليّ إلى آخر الفيلم، وما فائدة فيلم يموت البطل في أوّله !، لقد أصرّ المسيح على اللّعب مع اليهود لعبة 'السّارق و الشّرطيّ' وتقاعس عن أداء واجبه الذي كلّف به !؟
سيجيب أيّ قسّ عن هذا المنطق بأنّ ساعة المسيح لم تكن قد حانت بعد، فعندما تأتي ساعته يسلّم نفسه لليهود والرّومان بكلّ هدوء وبرودة أعصاب وبلا خوف ولا وجل من رعب الصّلب وأفعى الموت !.. فهل حدث هذا، وهل جاءت تلك السّاعة!؟
رغم أنّ النّصارى يقولون بحدوث ذلك ومجيء تلك السّاعة، إلاّ أنّ روايات الأناجيل عن آخر ساعات المسيح على هذه الأرض تعصف بفكرة الفداء وتجعلها قاعًا صفصفًا، وتحكم على الكفّارة بالخرافة المحضة، وتعال – أيّها القارئ الموضوعيّ – نتابع سلوك رجل يريد أن يموت بكلّ قواه من أجل الآخرين في آخر لحظات حياته كما ترويها الأناجيل الأربعة.
عندما اقتربت ساعة القبض على المسيح قال لتلاميذه: (عندما أرسلتكم بلا مال ولا كيس ولا حذاء هل احتجتم إلى شيء؟ قالوا: لا، فقال لهم: أمّا الآن فمن عنده مال فليأخذه، أو كيس فليحمله، ومن لا سيف عنده فليبع ثوبه ويشتر سيفًا… فقالوا: يا ربّ معنا هنا سيفان، فأجابهم يكفي)( ).
يأمر المسيح تلاميذه بالتزوّد بالمال، وبيع ثيابهم لشراء السّيوف، فالمال قد يساعدهم في التسلّح والدّعم اللّوجيستي، وفعلاً امتلك التّلاميذ سيفين، ولو كان باستطاعتهم اقتناء أكثر من ذلك لفعلوا، ولو كان المسيح في عصرنا لأمر أتباعه بشراء القنابل والبنادق الرشّاشة… وما فائدة السّيوف يا ترى التي يأمر المسيح باقتنائها، هل هي سيوف للزّينة والدّيكور، أم كما يقول أحمد ديدات لنزع قشر الموز والبرتقال!!
السّيوف لم تصنع لذلك، فقد كانت الدّعوة لاقتنائها استنفارًا عامًّا قبل أن يداهم اليهود التّلاميذ، وقد ظنّ المسيح أنّ التّلاميذ الأحد عشر الأقوياء الأشاوس – مزوّدين بالسّيفين والعصيّ – قادرون على ردّ عدوان شرذمة من حرس اليهود، فلم يكن المسيح عالمًا بأنّ اليهود سيستعينون بجنود الرّومان.
وما يزال السّؤال مطروحًا، الذي يأتي حقًّا لتسليم نفسه للموت كالنّعجة المسالمة والخروف الوديع ماذا عساه أن يفعل بالسّيوف، أجيبوا أيّها القساوسة !؟.
(ثمّ جاء يسوع مع تلاميذه إلى موضع اسمه جتسماني فقال لهم: اقعدوا هنا حتّى أذهب وأصلّي هناك وأخذ معه بطرس وابني زبدي.. ثمّ قال لهم: انتظروا هنا واسهروا معي)( ).
يقول أحمد ديدات في تعليقه على هذه الآيات في كتابه (مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والخيال): » ولستَ بحاجة إلى عبقريّة عسكريّة، لكي تدرك أنّ المسيح يوزّع قوّاته كأستاذ في فنّ التّكتيك… والسّؤال الذي يفرض نفسه على أيّ مفكّر هو لماذا ذهبوا جميعًا إلى ذلك البستان؟ ألكي يصلّوا؟ ألم يكونوا يستطيعون الصّلاة في تلك الحجرة( )؟ ألم يكونوا يستطيعون الذّهاب إلى هيكل سليمان، ولقد كان على مرمى حجر منهم وذلك لو كانت الصّلاة هي هدفهم؟ كلاّ ! لقد ذهبوا إلى البستان ليكونوا في موقف أفضل بالنّسبة لموضوع الدّفاع عن أنفسهم!. ولاحظ أيضًا أنّ المسيح لم يأخذ الثّمانية لكي يصلّوا معه إنّه يضعهم بطريقة استراتيجيّة في مدخل البستان، مدجّجين بالسّلاح كما يقتضي موقف الدّفاع والكفاح.. لقد وزّع ثمانية لدى مدخل البستان، والآن على أولئك الشّجعان الأشاوس الثّلاثة – مسلّحين بالسّيفين – أن يتربّصوا ويراقبوا ويقوموا بالحراسة!، الصّورة هكذا مفعمة بالحيويّة، إنّ يسوع لا يدع شيئًا نُعمل فيه خيالنا«.
ويستمرّ الإنجيل في سرده آخر تفاصيل حياة المسيح فيذكر عن ملابسات اعتقاله (وأخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنّا، وبدأ يشعر بالرّهبة والكآبة، فقال لهم: نفسي حزينة حتّى الموت انتظروا هنا واسهروا! وابتعد قليلاً ووقع إلى الأرض يصلّي حتّى تعبر عنه ساعة الألم إن كان ممكنًا فقال أبي، يا أبي ! أنت قادر على كلّ شيء، فابعد عنّي هذه الكأس، ولكن لا كما أنا أريد بل كما أنت تريد)( )، ويقول متّى إنّ المسيح صلّى تلك الصّلاة المفعمة بالعواطف ثلاث مرّات، في حين يضيف لوقا بعض التّفاصيل الدراميّة في هذا المشهد؛ فيقول: (وابتعد عنهم مسافة رمية حجر ووقع على ركبتيه وصلّى فقال: يا أبي، إن شئت، فأبعد عنّي هذه الكأس !، ولكن لتكن إرادتك لا إرادتي، وظهر له ملاك من السّماء يقوّيه، ووقع في ضيق فأجهد نفسه في الصّلاة، وكان عرقه مثل قطرات دم تتساقط على الأرض)( ).
يا له من موقف تتقطّع له الأكباد حزنًا وضحكًا، لم أعد أفهم شيئًا، أين سيصنف نقّاد أفلام السّينما هذا المشهد، مع المشاهد الدّراميّة أم الكوميديّة!؟ فإنّ من المفترض أنّ المسيح ُقدّر له بقضاء الله قبل ميلاد آدم صاحب الخطيئة أن يموت من أجل البشريّة طواعية، وكان من المتّفق أن يتأنّس الله وينزل إلينا ويصبح واحدًا منّا ليُسلّم نفسه فيموت عنّا، لكنّ المسيح يفاجئ الجميع في هذه الآيات عندما يدعو الله أن يجيز عنه تلك الكأس، ويطمع أن يعفيه الله من تلك الآلام ومن تلك المهمّة، إن كان ممكنًا، لقد وقّع المسيح على صفقة إعدامه قبل آلاف السّنين، فلماذا يراوغ الآن ويحاول التهرّب من تنفيذ الصّفقة – طبعًا إن كان ممكنًا – هل أدرك المسيح أنّ هذه الصّفقة كانت خاسرة، أم أنّ الله جعله يوقّع على بياض ثمّ …؟ أم أنّ المسيح الذي وظّفه الله لتلك المهمّة الفدائيّة لم يكن مطّلعًا على تعليمات الوظيفة التي تقلّدها؟ فبماذا يمكن تفسير الحزن والكآبة والرهبة، وقطرات عرق كالدم، والبكاء، والصّلاة، والدّعاء بالنّجاة…؟
إنّ الأقنوم( ) الثّاني "المسيح" كان له رأي آخر مخالف لرأي الأقنوم الأوّل "الأب" في معالجة قضيّة الخطيئة، لكن يبدو أنّ الأقنوم الأوّل فرض رأيه ونفذ إرادته بلا مشاورة الأقنوم الثّاني، وأتساءل لماذا يكفِّر الله خطيئة البشر بتقديم غيره كفداء؟
إنّ المسيح كغيره من الأنبياء لم يكن يؤمن بعقيدة الخطيئة، ولا بحاجة البشريّة لتكفيرها، فقد رفض بتصرّفاته الفداء، فلماذا يجبره الله على فعل شيء لا يريده؟ لماذا لم يقدّم الأب حينها نفسه للفداء بدل ابنه؟ فما ذنب المسيح حتّى يقاسي كلّ تلك الآلام وهو يصرخ ويصيح ويتألّم؟ في حين أنّ آدم الذي أكل من الشّجرة يتنعّم في الجنّة بعد رفع الخطيئة عنه.
(((((المسيح ليس مسيحيا)))))))))
****************
مقتطفات من كتاب للأديب العالمي : جورج برنارد شو .
ترجمة / جورج فتاح – دار الطليعة ببيروت .سنة 1973 م.
*****************************************************
الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , محمد ابن عبد الله .
الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة .
أما بعد
فاني لم أقرأ انتقاصا من أي كتاب بقدر ما قرأت من انتقاص المسيحيين لكتابهم .
وهذا الكتاب الذي أختصره لكم يعلن أن المسيح – عليه السلام – لو جاء الآن ودخل كنيسة فلن يعرف من فيها , وما هو دينهم . بمعنى أن كل المسيحيين حاليا قد ضلوا عن المسيح بهذا الكتاب الذي يقدسونه , بينما هو كتاب لا يصدقه عاقل . و بالمثل قال ( موريس بوكاي ) الطبيب الفرنسي , في كتابه الذي سنلقاه قريبا إن شاء الله على هذا الموقع , و عنوانه ( الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة ).سنة 1970 م.
و إليك – عزيزي القارئ – مقتطفات من كتاب ( جورج برنارد شو ) مع ( جورج فتاح ).
قال المؤلف في ص.11:
لن أثير موضوع مدى صحة الأناجيل , وكم أقحم فيها من أدبيات يونانية و صينية , فقد قال ( كونفوشيوس )
ما دونوه من أقوال يسوع – من قبل يسوع ب. 550 سنه ق. م.
و كذلك زعم ( الإسكندر ) و ( أغسطس ) قيصر , من قبل يسوع , أنهم أبناء الله , مثلما قالت الأناجيل عن المسيح .
و في ص: 12 _ كتب تحت عنوان ( أكان يسوع جبانا ؟)
إذا نحن نحينا جانبا تلك الكتلة الهائلة من المفاهيم الخاصة بعبادة المسيح ,و التي تم فرضها بالتعليم المستمر الطويل , فانك تجد من يكره يسوع و يسخر من فشله في إنقاذ نفسه و التغلب على أعدائه , بعكس ما فعل محمد ( صلى الله عليه وسلم ).
= ص . 13 : أما يسوع اللطيف فهو اختراع عصري , لا سند له يدعمه من الإنجيل .
و في ص. 15 , تحت عنوان ( أكان يسوع شهيدا ؟)
توضح الأناجيل أن اليهود أعدموا يسوع لأنه قال انه ابن الله , و أن يسوع لم ير جدوى من الشهادة .
وفي الأناجيل الكثير مما يدل على أن يسوع لم يكن يحبذ فكرة الموت في سبيل العقيدة .ومنها مضمون وصاياه لتلاميذه في ( متى 10 ) و هروبه و اختفائه عند مقتل يوحنا .
وتقول الأناجيل إن قضاته لم يحرموه من فرصة الدفاع عن نفسه و لم يتهموه ظلما , بل إن الوالي كان في صفه , وعطف عليه , إلا أن يسوع أقر بالتهمة ؟ تلك التهمة التي بسببها تركه بعض تلاميذه , وضربه اليهود بالحجارة في الشارع بسببها .( إنجيل يوحنا ).
= ص. 18 : إن الأناجيل الموجودة الآن : إذا قرأتها لن تفهم شيئا و لن تستطيع الاستمرار في قراءتها, و سوف تصيبك بالملل .
= قي ص. 25 قال :و مسيحية الأناجيل تختلف عن المسيحية الموروثة التي يتم ممارستها في الكنائس .
=وفي ص. 26 , 27 : يسخر الكاتب من فكرة ( الفداء بصلب المسيح )و ( الكفارة من خطية آدم ) ( وسوف يشرح رأيه في الصفحات التالية ).
= في ص. 31 كتب: يعتقد المسيحيون أن الله قابل للتجسد , وأن في إمكانهم اقتباس شرارة من ألوهية الله القابل للتجسد بأكل لحمه وشرب دمه , مثلما يعتقد الإنجليزي أن أكل لحم ( البوفتيك ) و شرب الويسكي يكسبه قوة وشجاعة الثور , ثم تجده ينهزم أمام النباتيين .
= وفي ص. 33 كتب تحت عنوان : ( شرف الأبوة الإلهية )
هو أسطورة من قبل المسيح , وتشير إلى الملك الذي لم يولد من إنسان, بل من الله , حيث تذهب العذراء إلى المعبد , فيأتيها كبير الآلهة ,( أبوللو ), و يعاشرها , فتنجب ابن الإله , مثلما حدث مع الاسكندر المقدوني و أباطرة الرومان ( الملوك الآلهة ) , وكلهم يصرون على أنهم من سلالة ( ملوك البشر ). و بالمثل قالوا عن يسوع المسيح الذي لم يكن أبوه يوسف , و مع ذلك تشير الأناجيل برغم تناقضها إلى انتساب يسوع عن طريق يوسف إلى بيت داود الملكي .!!!
إنجيل متى –
**********
=== ص. 41: عنوان : يوحنا الهمجي و يسوع الحضري :
عاش يوحنا في الصحراء ولم يدخل الكنيسة ( اليهودية ) وكان يرتدي سترة من جلد الحيوانات , ويأكل الجراد والعسل , وراح يطلب الشهادة , فنالها على يد الملك هيرودس .
أما يسوع فلم يجد فضيلة في التقشف أو حب الاستشهاد , حتى أن اليهود انتقدوا المسيح على شرب الخمر و الشراهة ( في الطعام ) و مجالسة العشارين و العاهرات , ومشاركة موظفي الرومان مثل ( زكا ) موائدهم , وهذا يؤكده إنجيل لوقا ,و كان مخيبا لآمال تلاميذ يوحنا لأنهم رأوه هو وتلاميذه لا يصومون , ولا يخشى المرض فيأكل مع الأبرص ( متناسيا نهي الله في التوراة عن ذلك )و تتقدم امرأة تريد حمايته من العدوى فتسكب عليه عطرا غاليا , و يسخر المسيح من فكرة توزيع ثمن العطر الغالي على الفقراء (!!!).
وهو يكسر عطلة السبت المقدسة , ويضيق بالتقاليد , و يرى المرض كأنه إثم , فيقول للمريض ( مغفورة لك خطاياك ), ولما انتقده العلماء قال انه أعظم من سليمان و يونان ( و ملكة سبأ. ودعاها بالخطأ : ملكة التيمن)
= ص. 44 : لم يكن يسوع داعيه إلى دين جديد ,و لم يطلب من تلاميذه التحول من اليهودية إلى المسيحية ,
و كان يعتبر من يتبعه يهوديا دخل حظيرة الديانة بالمعمودية بدلا من الختان وقبل يسوع على أنه المسيح واعتبر تعاليمه أوثق من تعاليم موسى .
= ص. 45 : تعاليم يسوع : لم يهتم يسوع بالمعمودية ولا بالنذور , بل بمكارم الأخلاق , وترك الانتقام .
و دافع عن الشيوعية بالتحول إلى الأسرة البشرية التي تخضع للأبوة الإلهية .
= ص. 48 : التعصب : إنجيل متى ينسب التعصب ليسوع . ويقدمه للقراء على أنه يهودي متعصب , ويضع بينه و بين الوثنيين حاجزا , فبدت المرأة الكنعانية و كأنها وبخته , فجعلت يسوع مسيحيا , و أذابت قلبه اليهودي .
= ص. 50 : التحول العظيم : خاب ظن المسيح في تلاميذه , حين سألهم عن نفسه , فأخذوا يتساءلون هل هو أحد الأنبياء القدماء بعثه الله من موته . ولما هتف بطرس : ( انك أنت المسيح ابن الله ) فرح المسيح فرحا لا حد له , فصرخ ( إن الله أوحى لبطرس بما قال ), وأعلن أن بطرس الصخرة مؤسس الكنيسة . وأعلن يسوع أنه سيتم قتله . فلما بدا على بطرس عدم الفهم , انتهره يسوع بحدة ( ابعد عني يا شيطان ) , ثم صار يسوع منشغلا بألوهيته , و صار ديكتاتورا متعجرفا لا يكلمهم إلا بأمثلة جارحة , و يلعن شجرة التين التي لم يجد فيها ثمر مع أنه لم يكن أوان التين !!!. ثم يقوم بعمل تقاليد مجهولة و هي مباركة الخبز و الخمر على أنها جسده و دمه , ويعلن أنه سيأتي ثانية في حياة من عاصروه ليقيم مملكته على الأرض . ؟؟؟
= ص. 53 : الصلب : قبل الصلب ظل يسوع شجاعا , ويقول لهم انهم سوف يرون ابن الإنسان جالسا عن يمين الآب و آتيا من السماء فوق السحاب .
ثم يفقد عزيمته و يموت وهو يهتف ( الهي الهي لماذا تركتني )!
=== القيامة :
ونزل ملاك و فتح باب القبر , فقام يسوع , وخرج و استأنف الوعظ مؤكدا للناس أنه سيكون معهم إلى انقضاء الدهر . و تنقطع القصة !!!
و هو ( أي كاتب الإنجيل ) مقتنع بالمجيء الثاني للمسيح في حياة تلاميذه . ولذلك ترك إنجيله ناقصا ليختمه بالمجيء المنتظر كما دون على لسان يسوع :( لن يزول هذا الجيل حتى يرى ابن الإنسان يأتي في ملكوته ).!!
== و إنجيل متى يوحي أن يسوع من أعلى طبقة في البلاد , وينحدر من سلالة الملوك .
== وهو يرى صحة المثل القائل ( كلما زدت قربا من الكنيسة – زدت بعدا عن الله )
كتاب مرقس
*********
سبق كتاب متى تأليفا .وهو مختصر , لا يضيف شيئا , إلا حادثة صعود المسيح إلى السماء .
وهو يعتبر يسوع ناصريا مثل إنجيل يوحنا , بعكس متى و لوقا , الذان يعتبرانه من ( بيت لحم ) ( و أقول : بل يعتبرانه من بلدة كفر ناحوم ).
و ( مرقس ) جعل المرأة الكنعانية التي ذكرها ( متى )- امرأة وثنية( فينيقية), لكي يبرر فظاظة يسوع معها .
و جعل يسوع يقول بعد قيامته ( من آمن و اعتمد خلص , ومن لم يؤمن يقضى عليه و يلعن ), و علماء الكتاب ( الإنجيل ) المسيحيين يرون أن الجملة الأخيرة مدسوسة .
ملحوظة : في الإنجيل الحالي باللغة العربية ,الموجود معي, كتبوا ( ومن لم يؤمن يدان). و المؤلف يكتب من الإنجيل الإنجليزي الموجود في القرن الثامن عشر . وهاهم علماؤهم يعترفون أن في كتابهم جملا مدسوسة , ومع ذلك يوهمون أنفسهم و شعبهم بقدسيته , ولا يجرءون على حذف المدسوس فيه , وإلا لضاع الكتاب كله .
لوقا – الأديب و الفنان .
*******************
ص. 61 : قصة الميلاد : قصة رائعة , تبدأ بمريم التي يضطرها ازدحام الفندق إلى أن تلد في الإسطبل . ؟ وليس في بيت كقول ( متى ) . وبالمناسبة ( لهذا الوضع في الزريبة ) يأتي رعاة الأغنام بدلا من الملوك ( المجوس ) المذكورين في حكاية ( متى ) .!
= ص 62 البشارة : تأتي لمريم فتصيبها بالفرح لأنها عروس الروح القدس , بعكس ( متى ) الذي جعلها تأتي ليوسف بمثابة إنذار ألا يطلق امرأته بسبب شكه في سوء سلوكها .!
= شخصية يسوع و شخصية يوحنا : هنا تجد يسوع مهذب و رقيق , و تجد يوحنا اجتماعي و متحضر , بدلا من صرامته في ( متى ) . وهنا تجد يسوع متسامحا مواليا للكفرة الأنجاس , بدلا من تعصبه في ( متى ) .
= ص 63 . وهنا يموت المسيح بجلال ووقار , مستودعا روحه عند الله , طالبا المغفرة لصالبيه.
و أقول : في الطبعة العربية الحالية صرخ المصلوب بصوت عظيم حين أسلم الروح في الأناجيل الثلاثة الأولى , و أما في ( يوحنا ) فقد نكس رأسه في صمت و أسلم الروح .
= ص. 65 : يسوع بطل النساء : يسهب لوقا في مشاعر يسوع مع النسوة اللاتي تتلمذن على يديه , ونساء تتبعه , ومريم ومرثا ,فجعله بطل نساء , و النساء ينفقن عليه من أموالهن .
= ص. 66 : يوحنا المعمدان لا يقتنع بيسوع : فيرسل شابين اليه , فيقدم لهما يسوع عرضا خاصا من المعجزات , ويطلب منهما أن يبلغا يوحنا بما رأياه , ويسألونه عن رأيه فيه .
وهذا يناقض ( متى ) حيث كان المسيح يرفض عمل المعجزات لمن يطلبها .
و هنا تجد أن حتى دعوة بطرس و يوحنا لا تمر بدون أعجوبة هازلة بصيد سمك كثير , فيقفز بطرس في الماء و يهتف ( اتركني أغرق لأني من الخطاة يا سيد ) .
و أقول : في الطبعة العربية الحالية مكتوب أن بطرس قال ( اخرج من سفينتي يا رب لأني إنسان خاطئ).
= و ينتقد المرأة التي باركت أمه , و يعامل قاربه معاملة غريبة .
و حاليا مكتوب :أن المرأة صاحت ( طوبى للبطن التي حملتك و الثديين الذين رضعتهما )
و لذلك وجدت في آخر صفحة من الجزء الرابع من كتاب ( قصة الكنيسة القبطية ) للمؤرخة المصرية ( ايريس حبيب المصري ) صلاة تقول فيها لربها يسوع ( وحياة البز اللي رضعته , تغفر لي يا رب اللي عملته )؟؟؟؟
أفلا يخجلون من عبادتهم لرب ( رضع البز )؟؟؟
إنجيل يوحنا
******************
== ص. 71 شاهد العيان الخالد : يوحنا ادعى أنه شاهد عيان . و ادعى أنه سأل يسوع همسا عمن سيقوم بتسليم يسوع لليهود , فهمس يسوع في أذنه ( هو الذي أناوله اللقمة التي سأغمسها ). و هذا أقرب للعقل من الروايات الثلاثة الأخرى في ( متى ) و ( مرقس) و ( لوقا ) التي تجعل يسوع يشير صراحة إلى يهوذا دون أن يحتج التلاميذ أو يعلقوا !!!
= ص.72 سيرة يسوع و شخصيته هنا تخالف ( متى ) تماما , و يكرر بصورة سيئة أن كل أعمال يسوع تهدف إلى تحقيق النبوات فقط ( مثلما فعل (متى ) الذي كتب سيرة مختلفة تماما )
= إن ( متى ) و( مرقس )و ( لوقا ) يقصون قصة واحدة عن المعلم المتجول الذي ذهب إلى أورشليم في آخر حياته فقط , و ( يوحنا) قال إن معلمه قضى مرحلة بلوغه كلها في أورشليم , وكان يزور الأقاليم أحيانا .[/u]
[u]ملحوظة : باستثناء ( لوقا ) الذي قال إن يسوع في طفولته كان يذهب إلى أورشليم لقضاء عيد الفصح فيها مع والديه , إلي أن بلغ 12 سنة .
= و رواية ( يوحنا ) عن دعوة التلاميذ تختلف عن الثلاثة الآخرين تماما .
= و تنقلب عنده استغاثة يسوع الأليمة ( في صلاته ) في بستان جسثيماني ( المعصرة ), إلى مجرد اقتراح يتقدم به يسوع ببرود دم في الهيكل .( ؟؟؟ وادي قدرون في الإنجيل الحالي ).
= ص. 73 إننا أمام أربعة مؤلفين يختلفون اختلافات كبيرة و ينتهون إلى موقف واحد مؤكدين على أن المسيح أكد على مجيئه الثاني في حياة معاصريه .
و المفترض أن هذه الأناجيل الأربعة استمدت وقائعها من حكايات تم تدوينها في القرن الأول الميلادي
ملحوظة : بالمثل كتب القس / صموئيل مشرقي – في كتابه ( عصمة الكتاب المقدس ) ص. 20 .
=== ص. 79 إلى 85 : يتكلم عن استسلام القراء اليوم لما في الأناجيل , مع أن تلاميذ يسوع لما سمعوا أنه يقدم جسده ودمه طعاما للناس تركوه ولم يعودوا يمشون معه ( بحسب رواية إنجيل يوحنا ) بالرغم من رؤيتهم لكل معجزاته بأعينهم .
=== ص. 86 مسيحية التماثيل
و خطورة تحطيم التماثيل
و الإيمان الأعمى
انتشر الشرك في دين المسيح بعبادة الأيقونات ( الصور التي يقدسونها) تلك العبادة التي يقدمها الناس لصور المسيح وتماثيله ( أقول : و بالأكثر لصور العذراء و الشهداء والملائكة و الرهبان المدعوين القديسين )
و إذا أنكرت ألوهية المسيح ستجد أن عباد الصور و التماثيل يضعونك في صف الملاحدة وهم يسخرون منك .
و سوف تدرك أن عبدة التماثيل لم يتصوروا المسيح شخصا حقيقيا . ومن هذا ترى خطر الإيمان الأعمى , لأنهم نفخوا الحياة في الصورة و التمثال , فيجب عليك الاحتياط .!!!
المسيح الأيقوني , و مسيح بولس .
ص 88 :كلاهما فشل في تحقيق خلاص المجتمع البشري .
فالمسيحيون الآن ( في القرن التاسع عشر ) في أوروبا – يذبح بعضهم بعضا بكل الآلات التي وضعتها المدنية في متناول يدهم , وبحماسة كبيرة كالتي تحدوهم وهم يقتلون الأتراك ( المسلمين )
== ص 89 : و عندما نتخلص تماما من المسيحية المرتكزة على عقيدة الخلاص , سنعترف أننا نظلم يسوع ظلما صارخا .
ملحوظة : عقيدة الخلاص كما قال يوحنا في رسائله : إن من آمن أن يسوع هو المسيح , وقد أتى في جسد – أي لم يكن روحا بدون جسد – فقد خلص ,أي فاز بالجنة .أما بولس فقد فسرها على أن من عبد المسيح لا يخضع للدينونة .!!!
ما بعد الصلب
( دين بولس يهدم دين المسيح )
ص. 125 : قبل أن يبرد جسم يسوع ( في قبره ) أو قبل أن يبلغ سماواته – اختر منهما ما يحلو لك – قام تلاميذه بجر تعاليمه إلى الأسفل حتى بلغوا بها المستوى الذي بقى عليه إلى يومنا هذا .( يعني : في الأناجيل التي تنتسب إليهم )
== ص. 126 : خذ الأعاجيب ( المعجزات ) مثلا : تجد أن التينة العقيمة كانت هي الضحية الوحيدة لسخط يسوع .
و أول أعمال تلاميذه مستعينين بقواهم الخارقة كان قتل رجل وزوجته لأنهما أخفيا جزءا من مالهما الخاص بهما عن التلاميذ ؟؟, كما أصابوا بعض الناس بالعمى أو الموت دون أي تأنيب ضمير .؟؟,وكانت تملؤهم روح الدعاية و حب الظهور .
ص. 128 : ( بولس يهدم المسيحية الأصلية )
و فجأة يدخل إلى المسرح – شاول – العبقري العنيف في عدائه للمسيحية , ويعتبر اضطهاد المسيحيين هواية,
و يكره المسيح الذي لم يقع بصره عليه كرها عجيبا .
ثم ظهرت له رؤيا كوميض البرق وهو في طريقه إلى دمشق , فكانت صدمة أطفأت نور عينيه – كما قال – و أنه سمع صوتا يناديه من السحاب : يا شاول لماذا تضطهدني .فانقلب بغضه الشديد للمعلم إلى عبادة شخصية جنونية للمعلم .من زاوية ضوء كاذب خالب . فكان الخطر الأكبر من هذه الهداية إذ انقلب الهمجي إلى مسيحي
فقلب المسيحية إلى همجية .ثم قابل الوالي ( بولس ) فأعجبه اسمه , فاختار هذا الاسم لنفسه .!!!
ملحوظة : جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أن سجن المتكبرين في جهنم اسمه بولس .
=== ص. 129 : تطور عقيدة بولس :
لم يكن اهتداء بولس إلى المسيحية – اهتداءا – على الإطلاق , فقد حولها من دين رفع الإنسان فوق الخطية و الموت ، إلى دين أسلم الناس للخطيئة والموت ( يعني : سمح لهم بكل الخطايا بعد أن أفتى لهم بأنه لا دينونة على من يعبدون المسيح , فأسلمهم للهلاك في الآخرة ) .
فلم يكن في نية بولس أن يسلم يهوديته أو جنسيته الرومانية للعالم الاشتراكي اليسوعي الأخلاقي الجديد , فقام بإعادة بناء عقيدة الخلاص القديمة التي حاول يسوع إنقاذها من بولس و أمثاله ففشل . فأنتج بولس من جراء ذلك لاهوتا عجيبا ( تأليه المسيح و الثالوث ) ما زال أغرب شيء معروف لدينا .
=== ص. 132 : ( الزواج عند بولس ) إن نظرية بولس في الخطيئة الأصلية ( الموروثة من آدم )جعلته يعتقد أن ممارسة الجنس ( في الزواج ) خطيئة , فأخذ ينصح الآخرين بألا ينشغلوا بالزواج لئلا يقدموا مسرة الزوج على مسرة الله , و أصر على أن تكون الزوجة عبدة رقيقة عند زوجها , و أشار على من تشعر بالتحرق أن تتزوج , وقال إن مهمة الزوجة هي تحرير الزوج من الانشغال بالجنس بإشباع شهواته , لكي ينطلقا إلى الله .
=== ص. 133 : ( بولس عدو المرأة )
و هذا جعل بولس عدوا خالدا للمرأة , و أدى إلى كثير من التخمينات حول أخلاقه و ظروفه .!!!
لقد نجح بولس في سرقة صورة المسيح المصلوب , ليجعله تمثالا ( تعويذة ) لسفينته الخلاصية, ويجعل آدم- الخطيئة الملعونة – التي لا يمكن الخلاص منها إلا بالتضحية بالمسيح على الصليب .
و الواقع إن المسيح طرح الخرافات أرضا , فجاء بولس و أنهض تنين الخرافات على قدميه باسم يسوع نفسه
== لقد أصبح هناك دينين مختلفين باسم المسيحية ,
= ص.134 : وأصبح واضحا أنه ليس هناك كلمة واحدة من مسيحية بولس في أقوال يسوع , لأن شاول الذي حرس ثياب اسطفانوس أثناء رجمه ؟؟؟ ( المسيحي الذي رجمه أعوان بولس) استمرت معتقداته السابقة تسري في دمه وهو بولس المسيحي .( أي : رجم دين المسيح الأصلي وقضى عليه ).
= إن فكرة بذل دم المسيح حتى يخوض فيه كل محتال و زان و فاجر , ليخرج أنصع بياضا من الملاك , لا يمكن أن تكون فكرة يسوع و ليست من أقوال الإنجيل ( ولكن بولس اخترعها و صدقها أتباعه -).
= إن المسيح نفسه عندما اعتقد أنه اله لم يعتبر نفسه كبش فداء .فلا توجد إشارة في الأناجيل إلى أن يسوع قال لأنسان اذهب و أثم بقدر ما تريد , وبإمكانك أن تضع آثامك كلها على عاتقي . بل قال يسوع ( لا تأثموا)
لأن صلاح المؤمنين برسالته يجب أن يرتقي فوق صلاح علماء اليهود .
= ص 136 : و صار بولس يعلم الناس أن الإنسان يمكنه أن يقترف الآثام كلها على حساب المسيح ثم يدخل السماء سعيدا مطمئنا , مما سبب شيوع مسيحية بولس إلى يومنا هذا ,و بالتالي يسهل فهم سبب فشل مسيحية يسوع فشلا تاما .
== لقد كانت البداية أيام الدولة الرومانية التي اتخذت البولسية ( مسيحية بولس ) دينا رسميا , وانتهت الآلهة الرومانية القديمة أمام المخلص الجديد , حيث امتزجت الآلهة القديمة – بيسوع – داخل العقول البدائية .
=== ص 137 : لذلك – صار بولس – وليس يسوع – هو الزعيم الحقيقي .( وهذه حقيقة إلى اليوم ).
أما أتباع يسوع الناصري الحقيقيين ,فقد قضي عليهم قضاءا مبرما .
كتاب أعمال الرسل
ص. 138 : كتاب القصص المسمى بأعمال الرسل , مؤلفه هو قاص جيد ,و قد أنكر اللاهوتيون البولسيون الكتاب برمته , لأنه أظهر( بولس) و التلاميذ بصورة و كأنهم بعثيون مبتذلون يجذبون الانتباه بالمغامرات أكثر مما يجذبونه بالفضائل و الأخلاق .
كما وصف بولس بأنه أوجد بدعة , ظلت إلى يومنا هذا .
و كلما خاطب بولس الجمهور , تراه يسهب بحرارة عظيمة في ذكر آثامه قبل هدايته الزائفة . مستهدفا الإيحاء بحالة القداسة الحاضرة( عنده ) ثم يحكي تفاصيل هدايته مرة بعد مرة , لجذب سامعيه للانضمام تحت لوائه , ويهدد بالعقاب الإلهي لكل من يرفض السير ورائه .( رواها بصورة متناقضة تماما أربعة مرات .انظر موقعي)
وهذا لا يشبه تعاليم المسيح .
= ص 139 :و اليوم تسمع وترى نفس تصرفات بولس في أي اجتماع كنسي , حيث يعملون على التأثير على أعصاب المجتمعين ,بدلا من إضاءة الطريق لهم .فتجد الجاهلين ينتشون بزهوة متوهمين أن هذا من فعل الروح القدس
و هذا كله لا علاقة له بمبادئ المسيح المعروفة .
و تجد خلفاء التلاميذ ( يعني القساوسة و البطاركة) يثابرون على جمع المال , والمحافظة على مداومة الناس على حضور الكنيسة , ويحاربون متع الحياة , فيستمر الناس في دفع المال ,لأنه ليس لهم ما يعملونه به سوى ذلك .والتعويض الوحيد هو التصور الجنوني أنك تصبح صفي الله , وأن لك مقعدا محجوزا في السماء .!!!
= ص 141 :
و هناك كثيرون أكثر صلاحا من بطرس الذي مات مصلوبا , ماتوا ميتات أشنع منه , مثل الأسقف الإنجليزي
( هيولاتيمر ) الذي أحرقه المسيحيون حيا ( على خازوق) بينما هو يساوي ( 50) اسطفانوس و ( 12) بطرس, أحرقوه بتهمة الزيغ و الهرطقة ,لأنه رفض إنكار عقيدته البروتستانتية , في سنة 1555 م.
و كانت النهاية الحتمية لنبذ مبادئ يسوع أن اهتداء الوثنيين للنصرانية أصبح أسهل من اهتداء اليهود إليها .
فقد كان لليهود فريضة للتهود , وهي الختان , العلامة التي تدل على أنهم شعب الله المختار , فاختار بولس – التعميد ( الاغتسال )ليسهل الطريق لمن يريد أن يصير طاهرا . و أعلن بولس أن الختان ليس مهما . و هذا
كفر عند اليهود .( وكان ومازال – الاغتسال في النهر المقدس أو المعبد هو علامة انضمام الوثني إلى المعبد)
= أما الوثنيون أمثالنا فعندنا الرسالة إلى رومية التي كتبها بولس , وهي مملة إلى حد تتعذر معه قراءتها , لأنها محاولة خائبة لأثبات أن الرجل الذي يعتمد لا يهتم بموضوع الختان .
وهكذا تعثرت مسيحية تلاميذ المسيح بالخلاف حول إذا كان الخلاص يتم بعملية جراحية ( الختان ) أم بصب الماء ( التعميد ) وهي شعائر ماكان يسوع يبدد فيها عشرين كلمة .
===== ثم قام في الغرب نزاع أعظم و أنكى حول فريضة أكل الإله , بعد أن يقوموا بتمثيلية عمل الذبيحة الإلهية,أي التضحية بالمسيح , ثم أكل الضحية , و هذا كان يحدث بين الوثنيين قبل المسيح .
== ثم نشأ جدال حول مصير الإله المهضوم , هل يتحول إلى فضلات تخرج مع البول و البراز ؟ فنشأت أسباب شنعاء مخيفة للاضطهاد بسبب هذه الفكرة التي يشمئز منها يسوع لو كان حاضرا .
== و ظهرت شعبذات جديدة في الدين , حول مادة الجنين يسوع في بطن أمه .
== وهل مريم هي والدة المسيح أم والدة الإله ؟
و ظهرت الأنشقاقات , وراح كل زعيم يكفر الزعيم الآخر و أتباعه , بكل حقد و فظاظة , محولا اجتذاب الأباطرة إلى صفه .( وما زال هذا التكفير ساريا إلى اليوم بدون تنازل أي طائفة عن تكفير الطوائف الأخرى)
=== و في القرن الرابع ابتدأ كل واحد منهم يحرق الآخر بسبب الخلاف في الرأي.
== وفي القرن الثامن جعل ( شارلمان ) الديانة المسيحية إجبارية بقتل كل من يرفض اعتناقها , مانعا الهداية الاختيارية .و ظل الصراع المسيحي دمويا مشتعلا بالنار – مثل الحروب الصليبية – و بالاضطهادات و محاكم التفتيش و الحروب الدينية ( بين الطوائف ). وتم قتل آلاف البروتستانت في فرنسا , في مذبحة القديس بارثولوميو ( بارثلماوس ) و حروب ( جوستاف أدولف )ملك السويد , و حروب ( فريدريك الأكبر ) ضد الطائفة اليسوعية , وغيرها .
= و عندما ترجم البروتستانت التوراة مع الأناجيل , ونشروها بين العامة , ظهر التناقض الصارخ بين الكتاب و بين التطبيق . و مع أن كنيسة دعوة يسوع لم تقم بعد , و نظامه السياسي لم يوضع موضع التجربة حتى الآن , فان إفلاس كل الأنظمة ( يعني الطوائف المسيحية ) يدفعنا إلى قبوله ( أي قبول دعوة المسيح التي تركوها ) .
ما هو بديل المسيح ؟
ص. 145 : يقص العهد الجديد – حكايتين – لنوعيتين مختلفتين من القراء .
أولهما : القصة القديمة عن الخلاص بالتضحية التي يقدمها الإله المذبوح و المبعوث في اليوم الثالث , و يقول أن التلاميذ قبلوها على علاتها , ولم يكن فيه أهمية لأراء المسيح , و الخلاص يكون بالإيمان لا بالأعمال .
و أنا أعتقد أنه يقصد رسائل بولس و إنجيل يوحنا .
و ثانيهما : قصة النبي الذي عبر عن أفكار هامة بخصوص السلوك العملي , وأمر تلاميذه بالتمسك بهذا السلوك , ثم غم على عقله فتوهم أنه شكل أسطوري خام من أشكال الله , واندفع بتأثير هذا الوهم يبحث عن ميتة قاسية , معتقدا أنه سيقوم ثم يأتي ممجدا ليتربع على عرش الحكم في دنيا جديدة .
أما روايات الولادة من عذراء و المعجزات و القيامة , فقد طرحت جانبا باعتبارها تلفيق .!!!
وأنا أعتقد أنه يقصد إنجيل متى و مرقس و لوقا .
السذاجة ليست مقياسا .
ص. 146 : هذا القبول الاعتباطي و الرفض الاعتباطي لأجزاء من الأناجيل – ليس غريبا , فقد رأينا ( لوقا ) و ( يوحنا ) و ( مرقس ) يرفضون حكاية ( متى ) عن مذبحة الأطفال و هروب المسيح إلى مصر .
وقد تكون أنت خلاصيا ( بوليسيا ) متعصبا و ترفض حكايات معجزات يسوع , كما فعل الكاتب الإنجليزي
( هكسلي ) , وقد ترفض يسوع بوصفه مخلصا ( ترفض عقيدة الفداء بالصلب الإلهي) رفضا مطلقا .
== ص. 147 : و أما يسوع المهاتما ( الذي يحب أن يعذب نفسه مثل غاندي )بآلام الكفارة ( التعذيب على الصليب ) و الذي يعظ به الكهنة المعمدانيون ( البروتستانت الأمريكان )لجماعة المؤمنين الذين لا يؤمنون بالأعاجيب مثل الكاتب الأمريكي ( أنجرسون )الذي انتقد حرفية التوراة و الإنجيل لعدم منطقيتهما .
و ( لوثر )الذي كنس القديسين كنسا مع الملايين من معجزاتهم , وأنزل العذراء مريم إلى منزلة الأوثان .
= و هؤلاء كلهم كان ( بطرس ) تلميذ المسيح – سوف يصعقهم موتى ( بحسب رواية كتاب أعمال الرسل ) لأنهم حسب عقيدته أشد كفرا من ( شمعون ) الساحر ( في الطبعة الحالية :سيمون . وتعني : سمعان . وهو اسم – بطرس – الأصلي ) .
==== ص. 149 : و عندما احتج يسوع على الزواج و الأسرة لأنهما يسلبان خدمة أبيه السماوي , حينئذ يتعذر علينا الاعتقاد بأنه كان يتكلم بسلامة تفكير , وخاصة عند إعلانه بصورة مفاجئة بأنه هو – الله متجسدا.
و أن – لحمه ودمه – طعام عجائبي يجب أن يتناوله الناس .و أنه سيموت و يقوم من الأموات بعد ثلاثة أيام , و أن النجوم سوف تتساقط من السماء عند مجيئه الثاني , و أنه سوف يملك على فردوس أرضي .
====== وهكذا , فان الأناجيل التي هي مجرد مذكرات و خواطر , موحية لعقيدة , وان انتهت إلى تاريخ الوهم المرضي , فإنها مفهومة و معقولة فقط لدى ناس يفرض الوهم نفسه عليهم فرضا .
ومن السهل أن تجد في كل بيمارستان ( مصحة أمراض عقلية) نزيل يعاني من وهم كونه إلها, في حين أنه عاقل – فيما عدا هذه الفكرة .
==== ص.154 : تقوم فكرة الفادي على أن يدفع يسوع حساب خطية آدم الموروثة لكل البشر , بموت
المسيح على الصليب بعد تعذيبه و الاستهزاء به .!!!!
و أول المستفيدين هو اللص الذي نال الخلاص بينما المسيح على الصليب , فأصابه فرح غامر , مما يغريه بمعاودة السرقة ليتكرر هذا الشعور .
و أنا أقول : لم نقرأ في أي قانون أن اللص يتم قتله بالصليب إلا في الأناجيل , لأجل حبك رواية الصلب بإيجاد رفقاء للمسيح المصلوب كذبا لتطويل الرواية .
=== ص. 155 : من هذا ترى أن سعادة الإيمان الساذج الرخيص هي من فضائل الإيمان الرخيصة و الخطرة في نفس الوقت . و المعترض يقول إن دخول الجنة مجانا بدون العمل في سبيلها هو أمر في غاية الوضاعه . أما المساومة على تاج المجد فوق كل هذا فهو مما لا يمكن قبوله .
لقد تعلمت في طفولتي عن طريق التعليم الديني أن كل الآخرين (المسلمين و الهندوس ...الخ ) من أعظم المشركين الذين لهم هلاك أبدي .
و المسيحي الذي يرفض أن يدفع أموالا إلى الكنيسة الرومانية ( الفاتيكان ) يعتبرونه منشقا .
==== ص. 161 : بينما هذه الضرائب تنفق في إرسال المسيحيين إلى السجن بتهمه الكفر , بسبب عرض التوراة للبيع في شوارع الخرطوم ( يعني للمسلمين )
و الدولة الإنجليزية تعرض على سكان المستعمرات اعتناق المسيحية كبديل عن الموت ( يعني القتل ) و يؤسفني أن أقول هذا.
==== و ليس بمقدور ملك إنجليزي أو رئيس فرنسي أن يمارس الحكم وهو يزعم أن يسوع أعظم من محمد أو زرادشت أو كونفوشيوس. بل انه مضطر عمليا إلى معاملة الكل معاملة الزيغ و الهرطقة ( الكفر) مادام يقوم بسن القوانين ضد الكفر .
=== ص. 164 : و المستعمرون البريطانيون ينطلقون من افتراضهم أن مهمتهم هي تثبيت أصول البروتستانتية , و جمع المال من السكان البائسين .( و بالمثل الآن نسل مجرمي المعتقلات البريطانية – المدعوين – الأمريكان – في المستعمرات المدعوة : الحرب ضد الإرهاب ) .
= = ص. 165 : و المستعمرات الفرنسية ( المدعوة الآن الدول الصديقة لفرنسا ) التي ينشرون فيها المسيحية ,تجد سكانها عندهم حساسية شديدة ضد الاهتداء إلى تلك المسيحية الزائفة التي نتج عنها كل الاضطهادات و الحروب الدينية خلال الخمسة عشر قرنا الماضية .
و أسأل : هل تفكر الحكومة الفرنسية في الشروع في سلسلة جديدة من الحروب الصليبية , أم تفكر في تخليص باريس من قبضة هؤلاء الكفار العلمانيين تحت شعار : فلنعد إلى الرسل . فلنعد إلى شارلمان ( الذي جعل المسيحية إجبارية بقتل كل من أبى اعتناقها .ص.143 )
إننا الإنجليز أسعد حظا من الفرنسيين لأن الأغلبية الساحقة من رعايانا ( سكان المستعمرات ) مسلمين و هندوس و بوذيين , أي من ذوي الديانات العصرية , التي تقوم بمثابة عامل وقائي ضد المسيحية الخلاصية
( البولسية ).
إن الديانة المحمدية التي قال عنها ( نابليون ) إنها خير دين يصلح للتطبيق السياسي الحديث , كانت ستبدو كديانة مسيحية مستصلحة لو أن محمدا ( صلى الله عليه و سلم ) بشر برسالته بين مسيحيين من أهل القرن السابع عشر , بدلا من العرب الذين كانوا يعبدون الأحجار .
و تجد أن الناس لا يتركون محمد ( الإسلام) لأجل الانضمام إلى ( كالفن ) ( أي المسيحية البروتستانتية )
وانك إذ تقدم للهندوسي لاهوتا مثل لاهوتنا الساذج بدلا من عبادته , أو تقدم له أدبيات الشرائع اليهودية بوصفها نسخة محسنة للأدبيات الهندوسية , فانك تكون مثل من يقدم مصابيح قديمة , عوضا عن مصابيح أقدم , في سوق تكون فيها أقدم المصابيح أعلى قيمة من سواها .
من هنا تأتي أهمية إنكار يسوع عمل الهداية , و قاعدته ( لا تقلع الحسكة لئلا تقلع السنبلة معها )
و ليس هناك في تعاليم يسوع ما لا يمكن أن يوافق عليه مسلم أو براهماتي أو بوذي أو يهودي , بدون الحاجة إلى اهتدائهم للمسيحية . و أحيانا يكون الجمع بين مسلم و يسوع أسهل من الجمع بين بريطاني و يسوع .
إن يسوع لم يطلب من تلاميذه تفضيل أنفسهم على جمهور المؤمنين , ولا تجد عنده كلمة طيبة مهذبة للكهنة , ولذلك أظهروا له العداء و سعوا لقتله , لأنه كان خصما لكهنة اليهود على طول الخط ( ؟؟؟) .
و كان المسيح يرفض أن يمتنع تلاميذه عن دفع الضريبة لقيصر , معترفا بأن لقيصر مكانته في تصريف أمور البلاد .و لكم تلاميذه جعلوا هذا عذرا لأظهارهم التبعية و الخضوع للحكام , حتى انحدروا إلى هاوية الشرك التي انتهت إلى نظرية ( حق الملوك الإلهي ), فأثاروا الناس حتى دفعوهم دفعا إلى قطع رقاب ملوكهم لأجل تحقيق بعض العدل .
ولا شك أن يسوع لم يفكر في تحطيم الإمبراطورية الرومانية و إحلال منظمة كنيسية مسيحية محل الكنيس اليهودي أو محل نظام كهنوت الآلهة الرومانية كجزء من برنامجه .
عزيزي القارئ :
أكتفي بهذا الجزء البسيط من ملخص كتاب ساخر كبير , مؤلفه و مترجمه من المسيحيين . وأترك الحكم لك .
سبحانك اللهم و بحمدك . أشهد أن لا اله إلا أنت . أستغفرك و أتوب إليك .
و صلى اللهم على سيدنا محمد و على سائر الأنبياء و المرسلين .
و الحمد لله رب العالمين .
د. وديع أحمد فتحي؟؟؟؟؟؟؟؟==============((((((((((((( المسيحية – دين و دولة .
**********************
السلام عليكم إخواني المسلمين .
الحمد لله على نعمة الإسلام و كفى بها نعمة .
كان الإسلام من أول لحظة نشأ فيها – دين و دولة – لا ينفصلان .و استمر على هذا طول عهد الصحابة و التابعين – رضي الله عنهم جميعا ,ومن بعدهم الخلفاء ,و انتهاءا بالخلافة العثمانية – عليهم رحمة الله جميعا .
و لما كان الدين لا ينفصل عن الدولة , فقد قاموا بنهضة عظيمة , أخضعت لهم الدنيا كلها , من الصين إلى المغرب إلى أوروبا ., وهزموا كل الإمبراطوريات السابقة , حتى و هم في أضعف أحوالهم في أيام الخلافة العثمانية .ونشروا دين الله في العالم القديم كله , وهزموا الكفر , وأذلوا الكفار , حتى أن اّخرهم – الخليفة العثماني – الذي كانوا يصفون إمبراطوريته بالرجل المريض – كان كل ملوك أوروبا يسترضونه بالهدايا ,التي تملأ الآن متاحف ( اسطنبول) .و كان من أعظمهم ( هارون الرشيد ) الذي كرهه الكفار فشوهوا سيرته الحميدة – عليه رحمة الله الواسعة , كان يخاطب السحابة في السماء قائلا :( أمطري حيث شئت فسوف يأتيني خراجك )أي ضريبة الزرع الخارج من ماء مطرها . وعندما فكر ملك الروم أن يمنع الجزية , أرسل إليه
( هارون الرشيد ) يقول ( من هارون الرشيد أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم . تجاوزت قدرك يا ابن الكافرة . أما الجواب فهو ما تراه لا ما تسمعه . فلأتينك بجيش أوله عندك و آخره عندي .). وقد وفى هذا الأمير العظيم بما وعد وأخذ منه الجزية وملك الروم صاغر . وكان ( هارون ) يحج بالمسلمين عاما ويحارب عن حدود المسلمين عاما ,ومتى حارب أنفق من ماله الخاص على ألف حاج من فقراء المسلمين , حتى مات و دفن في إحدى القرى المجهولة على حدود إمبراطوريته وهو يحمي حدودها بجيش المسلمين .
و عرف الكفار أن انتصار المسلمين في تمسكهم بالإسلام , فأخذوا بعض المسلمين المحبين للدنيا و الذين يزعمون الثقافة ويحبون المناصب , و قاموا بتربيتهم عندهم لسنوات نزعوا فيها من صدورهم الإسلام الصحيح , و زرعوا مكانه الانبهار بالكفار و الولاء لهم , و أعادوهم إلى بلادهم واشتروا لهم المناصب من الحكام , و أشاعوا بهم ضرورة فصل الدين عن الدولة لكي نرتقي .
و استجاب لهم الحكام المسلمين المرتشين من الكفار , من أيام رفاعة الطهطاوي و محمد عبده وتابعهم طه حسين ,وغيرهم ( انظر موضوع المستشرقين على موقعي ) وساد هذا الرأي و انخدع به المسلمون , من جهلهم بدينهم و تاريخهم , فضاعت دولة الإسلام و ابتعدوا عن دينهم أيضا . فلا ربحوا الدنيا ولا الآخرة .
و انا لله و انا إليه راجعون . اللهم أجرنا في مصيبتنا هذه واخلف لنا خيرا منها .
و قد كان الكفار في الغرب المسيحي تسيطر الكنيسة عليهم بوثنيتها , فأضاعت البلاد والعباد , فلما تخلصوا من سلطان رجال الكنيسة الوثنيين تقدمت البلاد علميا , وارتدت إلى الكفر و الجاهلية المفرطة في الزنا .
فقرروا العودة إلى دينهم , وعلى أساسه يحاربون الإسلام في كل مكان تحت شعار ( الحرب على الإرهاب )
أما نحن فلا يوجد عندنا رجال دين يتحكمون في مقادير العباد كما هو حال الكهنة , بل كان القران هو سلاح الأمة و دستورها الدائم , ففتح به صلاح الدين - بيت المقدس , وهذا من أهم ما لم يسجله ( يوسف شاهين ) اليهودي قلبا والكاثوليكي قالبا ,و الصانع فيلما مائعا عن صلاح الدين – المنصور من الله , والذي ما إن تولى الحكم حتى أمر بإعداد الجيوش بالسلاح و بحفظ سورتي ( الأنفال ) و ( التوبة ) , فأعد العدة و القلوب معا ضد الكفار , فهزم جحافلهم بجيوش قليلة العدد و العدة .
وكان ّأخر أسلحة الأمة الإسلامية هو الخلافة الإسلامية التي كانت توحد صفوفهم ضد كل الكفار . فزعم الكفار وخدعوا المسلمين قائلين لهم إن هذا احتلال يجب الاستقلال عنه ., وما زالت كتب التاريخ تدرس لأبنائنا تاريخ استقلال العرب عن الخلافة العثمانية , والحقيقة أن الكلاب لم يتجرءوا على بلاد المسلمين , وأهمها بيت المقدس , إلا بعد انهيار الخلافة العثمانية بمعونة كل من : محمد على – والى مصر , و ابراهيم ابنه , و الكلب اللورد الليمبي , و عميلهم ( لورانس العرب), وغيرهم مثل ( ماسبيرو ) .
وهذا الأمر يجب أن يعيه كل مسلم و يدرسه لأبنائه , ويعلمهم ألا يعظموا أمر الكفار , مثلما يفعل – المسطول دائما – محمد سعد – لا حمده الله ولا أسعده إلى أن يتوب هو و أمثاله .
والى أن يعود القران و يسود على أمة الإسلام, يجب أن نقيم القران و شرع الله في أنفسنا و في أهلنا أولا , كي نعود إلى سيادة العالم , بدءا بسيادة أراضينا التي احتلها المنافقون عبيد الكفار و أخضعونا للكفار , حتى تقاعسنا عن نطق كلمة صدق في حق أخواتنا المنهوبين و المنتهكين أرضا و عرضا من الكفار يوميا بزعم الحرب على الإرهاب , و يتعاون فيها بعض حكام المسلمين مع الكفار ضد المسلمين في بلاد المسلمين , حتى لم تعد معظم بلاد المسلمين آمنة لأهلها البسطاء.
فلماذا ضعفنا و تخاذلنا ؟ الجواب هو :( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ).
قريبا سيأتي الدور على الثور السود بعد أن أكلوا الثور الأبيض .و يومها لن ينفع الندم .
و ستصبح نساؤنا و فتياتنا مثل بنات فلسطين والعراق و أفغانستان و الشيشان . هل نسيتم الشيشان ؟
تعالوا لنقرأ كتابا من كتبهم يتكلم بصدق و يشرح لنا كيف أنهم عادوا إلى دينهم , و يتصرفون معنا على أساس أن الدين هو الدولة , مستفيدين من تجربة نجاح المسلمين قرونا طويلة حين قامت دولتهم على القران
مقتطفات بتصرف من كتاب :
ميلاد العصور الوسطى.
*****************
تأليف : ه. سانت . ل. ب. موسى .
ترجمة : عبد العزيز توفيق جاويد .
1967 م.
مقدمة ؛ الخلافات العقائدية :
لم يعرف المسيحيون خلافا في العقيدة قبل ظهور قسطنطين الوثني , وقيامه بتجميع كتابا ليكون مقدسا عند المسيحيين ,كما يوجد كتاب مقدس عند اليهود. , و ذلك في مجمع ( نيقية ) سنة325 م. حيث اجتمع أكثر من ثلاثة آلاف رجل دين مسيحي , ومعهم أكثر من مائة كتاب ( إنجيل ), ولم يتفق مع قسطنطين إلا حوالي
1/10 المجتمعين ( 318) , فطرد الباقين (9/ 10 ) ووافق على 4( 1/25 ) من الكتب التي كانت معهم و و التي كانت متداولة في العالم المسيحي يومئذ , وافق فقط على ما يوافق عقيدته الوثنية و التي تؤمن بالإله الأب , وابنه الذي يموت ويقوم , وأمه العذراء الجميلة .
و بدأت الخلافات تنشب بين الشعوب بسبب ظهور هذه الكفريات على السطح و فرضها بالقوة , واتخاذها عقيدة دينية .
و سيطر رجال الكنيسة على الحكام و على الدولة , التي قمعت الدين و العلم و الشعب , لصالح البطاركة و أعوانهم , الذين زادت ثرواتهم , فسعوا إلي السيطرة على العالم , و قتل كل من يخالفهم في الدين , خوفا من منافسته لهم على الدنيا .
و لنبدأ مع هذا الكتاب – الأوروبي - الذي يحكي عن بداية العصور الوسطى – عصور الظلام في أوروبا , بسبب سيطرة رجال الكنيسة , على الدولة . أما رجال الدين الحقيقيين فانهم ينشرون كتاب الله , كما كان في المسلمين عندما سادت دولة الإسلام
ص : 69 ( الخلافات الكنسية ) .
في القرن الرابع تركزت الخلافات و الخصومات المذهبية حول علاقة الأب بالابن , و في القرن الخامس تركزت حول طبيعة هذا الابن ,و بعد ذلك أصبح النزاع يدور حول علاقة الناحية البشرية بالناحية الإلهية في شخص هذا الابن .
( المذاهب السائدة يومئذ )
1- مذهب اّريوس : أخضع الابن للآب , منكرا ألوهية الابن, بعكس عقيدة أثناسيوس و أنصاره المصريين .
2- مذهب سابيليوس :( النقيض لمذهب اّريوس) و قد أنكر الصفة البشرية للابن , بدون دليل كما يرى أنصار اّريوس .[/b]
[b]3- مذهب فلافيانوس : قال إن الابن له طبيعتان منفصلتان تماما ( اله و إنسان منفصلين ؟) ولكل منهما إرادة مستقلة .[/b]
[b]4- مذهب يوتيخوس :وقال إن المسيح طبيعة واحدة ( اله متأنس – أي متلبس بالإنسان ؟).[/b]
[b]5- مذهب نسطوريوس :الذي قال : إن المخلوق لا يمكنه أن يلد خالقه , فتكون مريم قد ولدت إنسانا ,[/b]
[b]وليس اله .
ملحوظة : وكل هؤلاء بطاركة و أساقفة وعلماء, و أتوا بعقيدتهم من الكتب السائدة يومئذ قبل فرض الإنجيل الموحد بقوة جيوش الأباطرة في القرن السابع الميلادي , كما تروي كتب التاريخ .
= في سنة 381 م.: مجمع( القسطنطينية) أقر عقيدة مجمع( نيقية ) الذي أقر عقيدة أثناسيوس السكندري , و اشتد القمع ضد أتباع اّريوس .
= ص. 70 : ومن سنة 395 –إلى سنة 450 اشتد العداء بين بطريرك القسطنطينية و بطريرك السكندرية , وتولى الإسكندرية أحبار أقوياء مجردين من كل خلق أو ضمير , واستخدموا الرشوة والإرهاب و رهبان طيبه و النوتية المسلحين في صراعهم ضد خصومهم ,و اتخذ الصراع (4) مراحل :
1- المرحلة الأولى سنة 389 م. : الصراع بين ( ثيوفيلوس ) بطرك الإسكندرية , و ( يوحنا فم الذهب ) بطرك القسطنطينية , حيث استغل بطرك الإسكندرية إساءة بطرك القسطنطينية للإمبراطورة [/b]
[b]( يودوكيا ) فحرضها ضده , فقامت بنفي ( يوحنا فم الذهب ).
2- الثانية سنة 413 م.: تمكن ( كيرلس ) بطرك الإسكندرية- باستخدام نفس الوسائل – من خلع [/b]
[b]( نسطوريوس ) بطرك القسطنطينية , وحرمانه – في مجمع ( أفسس الأول) بتهمة أنه قال بالانقسام الشديد في شخصية المسيح .( بل قال إن المخلوق لا يمكنه أن يلد خالقه , فتكون مريم ولدت إنسان).[/b]
[b]3- الثالثة سنة 439 م. : في مجمع ( أفسس الثاني )المدعو ( مجمع اللصوص )نجح ( ديسقوروس ) بطرك الإسكندرية في خلع ( فلافيانوس ) بطرك القسطنطينية , و إعادة ( يوتيخوس ) الذي حارب[/b]
[b]( نسطوريوس ) .[/b]
[b]4- الرابعة : سنة 451 م. : في مجمع ( خلقيدونيا ) تم ادانه ( يوتيخوس ) و تم نفي ( ديوسقوروس ) وبذلك زالت نهائيا سيادة بطاركة الإسكندرية من على كنائس العالم , وتم إقرار مبدا ( الطبيعتين ) للمعبود ( يسوع ) والذي صاغه بطرك روما ( ليو ) أو ( لاوون ).[/b]
[b]==== و قاومت الإسكندرية مبدأ الطبيعيتين المنفصلتين , و انتشر في سوريا و مصر مبدأ ( وحدة طبيعة المسيح )و كان على الأباطرة الاختيار بين الاتفاق مع كنيسة روما في عقيدتها السليمة , أو مع مصر و سوريا المهمين مع تأييد عقيدتهما الفاسدة .( الكاتب لم يوضح إلى أيهما مال الأباطرة . ويبدو لي أن كل إمبراطور كان يميل بحسب هواه الشخصي و بحسب الأهمية السياسية و الاقتصادية , إلى أي عقيدة , ثم يفرضها بالقوة )
ملحوظة : نفهم من ذلك أن كل المجامع و التكفيرات – مجرد صراعات على السلطة , وينتصر الأقوى وليس الصحيح .و أن كل قرارت المجامع الأولى التي انتصرت لعقيدة بطاركة الإسكندرية التي فرضت تأليه المسيح ,كانت خطأ و مفروضة بالقوة , نظرا لأهمية مصر اقتصاديا لإمبراطور روما و القسطنطينية
=== في ص. 197 ( مذهب الطبيعة الواحدة )
وحتى سنة 541 م, كان اسم معتنقي هذا المذهب ( المترددين ) , ولقد ناقشهم الإمبراطور ( جستنيان ) بالمنطق , ثم عاملهم بشدة بالغة , لأن بلادهم ( مصر و الشام ) كانت موفورة الرخاء , فكانت العمود الفقري للإمبراطورية الرومانية .
و استقر أنصار الطبيعتين في القسطنطينية , يؤيدهم جميع أساقفة الغرب , وكانوا يتخذون موقفا متطرفا من أنصار الطبيعة الواحدة , واضطهدوهم زمانا طويلا , بتشجيع من البابا ( أجا بتيوس ) (ومن السخرية أن معنى اسمه : مصدر المحبة ؟؟؟) للإمبراطور ( جستينان ), و أصدر هذا البابا قرارا بالحرم ( الخلود في جهنم ) ضد أسقف القسطنطينية ( أنتيخوس ) لأنه اعتنق مبدأ الطبيعة الواحدة .
و طاردوا الرهبان في سوريا و أرمينية و أرض الجزيرة العربية , و ضربوهم بالسياط و أحرقوهم أحياء في الأسواق , ومنعوا عنهم الطعام .
ومن بعده البابا ( بيلاجيوس ) الذي أخضع مصر بالقوة لعقيدة الطبيعتين ( الكاثوليك ) , و استمر الاضطهاد من سنة 543 م. إلى سنة 554 م.
ونعود إلى ص. 73 : ( الرهبنة ( الديرية ) و السلطة )
في سنة 270 م. عاش( أنطونيوس ) في صحراء وادي النطرون , ومن بعده ( باخوميوس ) في القرن الرابع الميلادي .
وكان الرهبان إذا تنازعوا مع سلطات الكنيسة أو الدولة استخدموا الهراوات و هاجموا المجامع الكنسية وهدموا المعابد الوثنية , وهاجموا المخالفين لهم في العقيدة .
وكان ( شنودة ) يقود مئات الرهبان لمهاجمة أصحاب الأملاك الجائرين و القضاة الظالمين و الكفرة الآثمين .( من وجهة نظره )
و أصبحت الكنيسة هيئة ضخمة ذات جيش من الاتباع , وتملك الأراضي و الثروات و المؤسسات , برئاسة الأساقفة ( البطاركة ) الذين أصبحوا الزعماء الحقيقيين للمجتمع , ويتولون تنظيم المقاومة المسلحة ضد من يعادونه .
ص. 221 : ( سلطات و ممتلكات البابا )
احتل رجال الكنيسة الكثير من الوظائف في السلطة المركزية ,وأصبحوا أكبر مالك للأراضي في ( إيطاليا )
و أصبح الأسقف هو الذي يسيطر على أبوب المدينة , وسيطروا على أمور القضاء و الضرائب . وامتلك البابا رقعة كبيرة من الأراضي الزراعية , تزداد مع ازدياد نفوذه . حتى أن إيرادات البابا ( جريجوري الكبير ) تضخمت لدرجة إحلال الكنيسة محل الحكومة في روما , عاصمة الإمبراطورية يومئذ !!!.
و أصبح هو ومن بعده من الباباوات ( القاضي العام ) لروما .وتسلحوا بمفاتيح الحل و الحرمان التي اختص بها ( بطرس ) تلميذ المسيح , فأصبح البابا فوق البشر , وامتدت سلطته إلى خارج إيطاليا .
و استخدم السلطة الإمبراطورية ( الجيوش الرومانية ) لألزام الأساقفة بالطاعة ,وفي قمع حركة الوثنيين
( ؟) في أفريقيا .
وكان البابا فوق الحاكم , والكنيسة فوق الدولة , زاعمين أن الطريق الوحيد إلى الجنة هو الكهنة و الرهبان .
و ثار صراع بين ( جريجوري ) بابا روما , و بطريرك القسطنطينية الذي أراد أن يكون ( البطريرك المسكوني ) زعيم البطاركة في العالم . وتوترت بينهما العلاقات لهذا السبب .
==== ص. 226 : ووضع ( جريجوري الكبير ) قوانين للمسيحيين , منها :
1- المطهر ( مكان يتطهر فيه المسيحيون من ذنوبهم فلا يدخلون النار مع الغير مسيحيين . والخلاص منه بدفع المال لرجال الكنيسة )
2- دفع الصدقات للكنيسة ( رجال الدين ) للتكفير عن الخطايا بصكوك الغفران . حتى إن من ارتكبوا جرائم شنيعة صاروا ذوي شأن كبير لأنهم ( أنصار الكنيسة ) ( يعني : بما دفعوه من المال ).[/b]
[b]3- منع أي دراسات متعمقة ( في الدين ) لأنها تعوق مصلحة الكنيسة , وتسبب توجيه النقد لها .[/b]
[b]و بعد موته كتبوا على قبره ( ولي الله ) .
== ص. 230 : صراع الأباطرة , و الاضطهاد الديني :
اشتد الاضطهاد ضد أتباع مذهب ( الطبية الواحدة للمسيح ) و ضد اليهود بأمر صريح من الإمبراطور
( فوقاس ), وجاء الفرس بجيوش قوية في سنة 608 م. و هددوا الدولة الرومانية , وانتشر الطاعون و المجاعات . و سخط النبلاء في القسطنطينية . و تولى ( هرقل ) سنة 610 م. بعد أن قتل ( فوقاس ) .
= في سنة 614 م. انتصر الفرس على الروم في دمشق ثم في بيت المقدس ,واستمرت سيادتهم حوالي عشر سنوات .
و خلال تلك الفترة قام ( هرقل ) بتهدئة الصراعات الدينية بالقوة , لعدم وجود تسامح ديني بين أنصار الطبيعة الواحدة و أنصار الطبيعتين .
===ص. 233 : و قامت بيزنطة بحرب صليبية ضد فارس , ومن يومها أصبحت كل حروبها تتخذ صورة حروب مقدسة دفاعا عن العقيدة المسيحية .
وقام البطرك ( سرجيوس ) بتمويل كل العمليات الحربية من أموال الكنيسة .
و استمرت انتصارات هرقل على كسرى حتى خلعه عن عرشه و عذبه ثم قتله . وتصالح مع ابنيه .
== ص 240 – 243 : و ظهر الإسلام .
و قد ولد محمد – صلى الله عليه وسلم في سنة 570 م. , وهاجر في سنة622م. و فتح مكة سنة 630 م. , و أنكر الآلهة المحليين كشفعاء عند الله , و شدد على ضرورة الزكاة والرحمة بالضعفاء .
و لم يكن الإسلام عقيدة جديدة فقط , بل كان تأكيدا لاستمرار الوحي لأهل الكتاب ( نسل إبراهيم عليه السلام .) .
و تعاليم الإسلام تعديل موحى به لأسمى ما تحتويه اليهودية و المسيحية من عناصر , بعد أن غطت عليهما الخرافات . ومن قبله كانت الديانة غامضة عند العرب , إلا أن المسيحية و اليهودية أدخلتا عقائدهما التي كانت في صورة منحطة أو مبتدعة . غير أن الغالبية العظمى من العرب ظلت متمسكة بعقائدها العتيقة التي كان معظمها يتجه الى الأحجار , وبعضها للتوحيد .
==== و توفي محمد – صلى الله عليه و سلم – سنة633 م. و الحجاز كله يدين بالطاعة لسلطانه السياسي و الديني . والاحترام يقابل جيوشه في كل مكان تخرج إليه .
=== ص. 245 : و من بعده أقام المسلمون دولة تتصف بالتسامح المطلق , و لم ينشروا عقائدهم بحد السيف , بل تركوا رعاياهم أحرارا في ممارسة عقائدهم , شريطة أداء الجزية المفروضة .
و اعتنقت الشعوب الإسلام رويدا رويدا , فكان الفتح الإسلامي يسبق طبع البلاد بالإسلام بمدة تزيد على 200 سنة .
=== ص. 247 : الفتوح الإسلامية :
و بدأت الغارات الأولى للمسلمين على الشام و العراق , بجيوش قليلة العدد , و مع ذلك اجتاحت كل من أمامها , في اليرموك و القادسية.
ولم تتمكن إمبراطوريتي روما و فارس من صدهم . و انهارت قوة فارس العسكرية , وانصرفت روما إلى الخصومات الدينية . وعاد الاضطهاد الديني المسيحي يشمل مصر و سوريا و فلسطين , فضاع ولاؤهم للدولة البيزنطية .
ص. 249 : و تحولت الكراهية بين المسيحيين واليهود إلى مذابح , و فتن في المدن الكبرى , بعد تعميد اليهود بالإكراه .
ص. 634 : و صدرت الأوامر الإمبراطورية بتعميد اليهود بالإكراه .
=== و رفض أنصار عقيدة الطبيعة الواحدة الصيغة التي عرضها الإمبراطور للتوفيق بين المذاهب الدينية , فأنزل الاضطهاد بكل من مصر و الشام .
=== فلما انتصر المسلمون على الروم , ساد الفرح بين الشعوب المسيحية لأجل كل ما حل بالإمبراطورية الرومانية من هزائم , على أن هذا انتقام الهي من هراطقة ( كفار) خلقيدونيا ( الكاثوليك ).
=== و بذل ( هرقل ) جهودا جبارة لإنقاذ ( دمشق )من المسلمين ,و لكن بلا جدوى . فاضطرت المدينة إلى فتح أبوابها للمسلمين . ثم تبعتها باقي مدن الشام .
= وضاعت جيوش هرقل في معركة اليرموك . سنة 636 م.
= و تحول المسلمون إلى ( القادسية ) سنة 637 م. و هزموا الفرس و شتتوهم . و اندفع المسلمون إلى أعلى دجلة و الفرات , ثم إلى سلاسل جبال( أرمينيا ).
= وفي سنة 650 م. لم يعد للإمبراطورية الفارسية أي وجود .
= وفي وسط ( آسيا ) استمرت الفتوح إلى ( بخاري ) و ( سمرقند ), حتى وصلت إلى ( الصين ) .
=== ص. 253 : و جاء ( عمرو ابن العاص ) رضي الله عنه - إلي مصر .و حاصر حصن ( بابليون )
قرب القاهرة الحديثة . وتم تسليم الحصن إلى المسلمين سنة 641 م. بدون إراقة دماء أو تدمير ممتلكات .
و في العام التالي , فتحت الإسكندرية أبوبها أمام المسلمين بمقتضى معاهدة عقدها البطريرك مع ( عمرو بن العاص ). و بعدها تم إخضاع باقي القطر المصري للمسلمين .
== و كانت سياسة المسلمين في كل فتوحاتهم هي عزل جيوشهم عن سكان البلاد المفتوحة . فاختار ( عمرو بن العاص ) مكان ( الفسطاط ) و بنى عاصمة جديدة لسلطان المسلمين , وهي مصر القديمة حاليا ., مثلما فعل المسلمون في العراق باختيار ( الكوفة ) عاصمة إسلامية , بدلا من المدائن ( العاصمة الفارسية ).
= ثم استكمل ( عمرو بن العاص ) فتح شمال أفريقيا .
= و أصبحت القوة البحرية الإسلامية في نمو سريع , ففتحوا المواني الأفريقية , وكريت وجزائر اليونان , وقبرص . ثم ظلوا يهاجمون القسطنطينية , حتى فتحوها بعد ثلاثة قرون .
ص. 302 النضال ضد عبادة الصور و التماثيل :
إن حركة تحطيم الصور و مناهضتها هي إنكار لحقيقة التجسد ( تحول الله إلى إنسان ) . وبالتبعية هي إنكار لأساس العقيدة المسيحية الحالية . وهي حركة دينية ذات دوافع سياسية و عنصرية . فلقد تمادى الأباطرة في الشرك حتى اعترفوا بيهوذا ( الخائن الذي سلم المسيح لليهود ليصلبوه ) قديسا .
و ترجع سخافة عبادة سحرية الصور – إلى الوثنية , واستمرت في المسيحية متأثرة بالفن التشكيلي اليوناني و الروماني .
==== و في آسيا الصغرى ازدهرت طوائف تكره عبادة الأوثان , متأثرة بجيرانهم من المسلمين , فنشأت حرب تحطيم الصور .
== وفي سنة 735م. بدأ الإمبراطور ( ليو ) حملة لتحطيم الصور , وأصدر أوامره لجنوده بإزالة تمثال المسيح المنصوب فوق القصر في القسطنطينية , فثار الدهماء , و حدثت اضطرابات , وانتصر( ليو )بتأييد الطبقة المتعلمة من الشعب – له .
و ازداد الأمر في عهد ( قسطنطين الخامس) – ابن ( ليو ) . فطالب الرهبان باستقلال الكنيسة عن الدولة .
و أشرف الإمبراطور بنفسه على تحطيم التماثيل في الكنائس .
==== وفي سنة 787 م. تولت الإمبراطورة (ايريني ) و أعادت عبادة الصور لإخماد فتنة الشعب .
== وفي سنة 815 م. عادت حركة تحطيم الصور . ولكنها ضعفت في سنة 843 م. لما تولت الإمبراطورة
( ثيودورا ). و فاز الرهبان . وتعلق الناس بالصور و التماثيل , التي ظلت تلعب دورا رئيسيا في العبادة والعقائد المسيحية بسبب كراهية الناس للسلطة والضرائب التي فرضتها الدولة البيزنطية , والتنافر بين البابوية في روما و الإمبراطورية في القسطنطينية .
ص. 346 الإكراه في الدين ( شارلمان ):
( شارلمان أغسطس ) الذي حكم الرومان 46 سنة , من سنة 790 م. , وقاد 60 حملة حربية .
ومع ذلك وقف ذليلا ثلاثة أيام وسط الجليد خارج قصر ( بابا ) روما , ينتظر أن يغفر له إثمه .
ثم توجه راكعا على ركبتيه إلى البابا ,أمام قبر ( بطرس ) تلميذ المسيح .
و لذلك أصبح نفوذ الكنيسة في عهده رهيبا – على البلاد و العباد .
و قام بحملات عاتية مجردة من كل رحمة , لينزل الخراب بالبلاد المحيطة , بغرض نشر عقيدة روما .
و أصدر مراسيم قهرية , من أهمها :
1- قتل كل من يرفض أن يتنصر .
2- غرامات فادحة على كل من تأخر عن تنصير ابنه حتى عمر سنة .[/b]
[b]3- قتل كل من يأكل اللحم في الصوم الكبير . [/b]
[b]4- دفع العشور ( مقابل الزكاة ) للقسيس – بالأمر .[/b]
[b]5- تقديم الخدمات للقسيس بالأمر ( بالغصب ) .[/b]
[b]6- و استخدم عقيدة الاعتراف بالخطايا أمام الكاهن – سلاحا سياسيا لإخضاع الشعب . [/b]
[b]و في النهاية حدث عصيان في بلاد الساكسون ( ألمانيا ), وقام الشعب بقتل القساوسة والرهبان , فزحف
( شارلمان ) بجيوشه و قضى على كل المعارضين .
ص. 406 : الوثنية والخرافات :
لقد أضفت العبادات الرومانية ( الوثنية ) قدرا كبيرا من عقيدتها على العبادات المسيحية , و بالمثل فعلت الوثنية في القرون الوسطى أيضا , حيث نفضت ميراثها على العقول المسيحية , وهي تلفظ آخر أنفاسها .
فقد تم نقل عبادة الآلهة المحلية ( الأصنام ) و الينابيع المقدسة و قدرتها على الشفاء – بحذافيرها و دون أدنى تغيير – من الوثنية إلى القديسين المختصين بنفس الأماكن . فأصبح ضريح الإله الوثني هو هو دار الشهيد المسيحي , ذو الأثر الفعال .وكان هذا متعمدا من رئاسة الكنيسة , إرضاء لقوة المشاعر الشعبية تجاه العبادة الوثنية ( إعطاء البديل للوثنيين – ليدخلوا في المسيحية ) . فتنازلت الكنيسة عن العقيدة الأصلية لأجل جذب الوثنيين إلى المسيحية .
حتى أن أعياد أبطال البلاد الموسمية , تحولت إلى أعياد للقديسين , كما قال ( أوغسطين ) .
كما أن ( مليتوس ) أسقف لندن تلقى تعليمات من البابا (جريجوري ) الكبير بعدم منع التضحية بالثيران التي يتقربون بها للشياطين ., وأمر قومه أن يفعلوا بالمثل عند الاحتفال بعيد أي شهيد محلى .( وما زال هذا هو الذي يحدث في مصر في مولد جرجس قي كفر الدوار و ميت دمسيس و دميانه و العذراء بأسيوط و غيرها )
ص. 408 : و كل هذا يعود إلى ما أحاط بالمسيحية في القرون الأولى من بيئة وثنية , و إلى جهل رجال الكنيسة , و إلى اعتناقهم مبادئ مسيحية غير مفهومة تماما .حتى أوشك الرقص المرتبط بالطقوس الوثنية البدائية أن يغمر الطقوس المسيحية في مصر سنة 589 – 1617 م. (؟؟؟)( وما زال موجودا في بعض الكنائس البروتستانتية في حفلات مغلقة )
غير أن الوثنية ظلت حية طول العصور الوسطى في صورة معتقدات , مثل الاعتقاد ألإيطالي في أرواح النبات وأرواح الماء و عفاريته و الغيلان و الجنيات ( وهي منتشرة في مصر ).
تم مختصر الكتاب .
في الختام أقول لك عزيزي القارئ :
إن كل ما رواه الكاتب هو ما يحدث إلى اليوم .و لكن بصورة أخرى لا يلحظها إلا المدقق .
فكل من يتولى الحكم في أمريكا أو أوروبا , يتوجه أولا إلى ( بابا روما ) ثم يشرع في مهاجمة الإسلام بكل ما أتاه الله من سلطان وقوة , مستعينا بأبناء ديننا من المنافقين .
و انا لله و انا إليه راجعون .
اللهم أجرنا في مصيبتنا و اخلف لنا خيرا منها .
سبحانك اللهم و بحمدك . نستغفرك ونتوب إليك .
و الحمد لله رب العالمين . وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى اّله و أصحابه أجمعين .(دكتور"وديع احمد")====================================================================((((((((السلام عليكم
صدر اليوم كتاب / البشارات - للدكتور وديع أحمد
[bوفيه 93 بشارة بالاسلام و سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم [/b]
[b]وهو بداية الرد على كتاب :
هل تنبأ الكتاب المقدس عن نبي بعد المسيح
للقس عبد المسيح بسيط أبو الخير الصادر سنة 2004
[/b]نرجو أن تتمتعوا بقرائته
و نسألكم الدعاء لنا و لكل القائمين على نشره بالخير في الدنيا و الآخرة .
نسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتنا الى يوم نلقاه
الكتاب موجود بالمكتبات في شارع ابن الخطاب بمحطة مصر و بجوار مسجد الخلفاء في موقف السيارات بأبي سليمان
محتويات كتاب البشارات :
====== ===========العهد القديم :
==========================
==== كتاب تكوين :
= الأولى :نبي الأمة العظيمة في نسل إبراهيم .
= الثانية : الختان هو علامة شعب الله , و إسماعيل هو أول مختون .
= الثالثة : دعاء إبراهيم لأجل إسماعيل, واستجابة الله في نسل إسماعيل بالنبي الذي يوحدهم .
= الرابعة : وعد الله لإبراهيم أن يكون نسل إسماعيل ( أمة ) أي من المؤمنين .
= الخامسة : وعد الله لهاجر أن يكون نسل إسماعيل ( أمة عظيمة ) أي بأعظم نبي .
= السادسة : الله مع إسماعيل , إشارة إلى عظم شأن نسله في التوحيد .
=========نبوءات موسى في كتاب تثنية :
= السابعة : النبي المثيل لموسى , من بني إسماعيل , ويكون أميا .
= الثامنة : الكتب السماوية , و أعظمها في نسل إسماعيل بأعظم نبي , في أعظم أمة .
= التاسعة : للنبي هوشع بن نون ( يشوع ): أن النبي المثيل لموسى لا يكون من بني إسرائيل .
======== نبوءات داود :
= العاشرة : النبي الأمي , من خارج بني إسرائيل , الذي يقهر الممالك بسيفه , وينشر دعوته في كل الشعوب
= الحادية عشر : النبي المنتصر الذي يصير رئيسا للأمم , و يتلو كتابه بين قومه .
= الثانية عشر : نبي بني إسماعيل الذي ينسخ عبادة اليهود و النصارى .
= الثالثة عشر : أعظم الأنبياء الذي يأتي بأفصح كتاب , و يحفظه في قلبه , و ينتصر في حروبه .
= الرابعة عشر : نبوءة سليمان عن النبي الحاكم العادل الذي يبعثه الله في بلد صحراوية جبلية , و ينصره بالرعب .
= الخامسة عشر: الحجر الذي صار رأس الزاوية ( بين الأنبياء ), وهو النبي الآتي باسم الرب و ينتصر على الأمم .
===========نبوءات أشعياء :
= السادسة عشر : الحج إلى بيت و جبل للرب الذي تقصده جميع الأمم .
= السابعة عشر : دعوة الله للأمم ( الأميين ) ليعبدوه , فيستجيبون للداعي, و يجاهدون في سبيل الله .
= الثامنة عشر : نبي الله الذي يقود جنوده في سبيل الله وهو خاتم الشهادة و الشريعة .
= التاسعة عشر : ( جليل ) أي : عظيم (الأمم ), الذي يكون آخر الأنبياء, و أعظمهم , يأتي من نسل هاجر , و يصير نورا للأمم .
=العشرون :أهم و أوضح نبوءة لأشعياء عن المسيح ( راكب الحمار ) ثم النبي الذي يركب الجمال , و يأتي من بني إسماعيل , ويكسر الأصنام , و يظهر في بلاد العرب , و يقاتل يهود ( تيماء ) .
=الحادية و العشرون : الرجل البار الذي يحكم الأرض , و صحابته ينتصرون على أعدائه .
= الثانية و العشرون : بقية نبوءة (حجر الزاوية) الذي تكون رسالته بلغة مخالفة للغة اليهود و يدمر أخر معاقلهم و ينسخ شريعتهم .
= الثالثة و العشرون :النبي الأمي الذي يقال له ( اقرأ ) فيقول لا أعرف القراءة .
= الرابعة و العشرون : الطريق المقدسة التي لا يعبرها نجس ( طريق الحج ) .
= الخامسة و العشرون : النبي المحارب المنتصر الذي يأتي بعد المسيح .
= السادسة و العشرون : النبي المختار الذي يخرج الحق للأمم و يأتي بالشريعة.
= السابعة و العشرون : نبي التوحيد الذي يأتي من نسل إسماعيل , الضحوك القتال , الذي يستحي .
= الثامنة و العشرون : النبي الأعظم شأنا من أن يكون رسولا إلى بني إسرائيل فقط فجعله الله نورا للعالم .
= التاسعة و العشرون : النبي الأمي الذي يكون أفضل من كل علماء الأرض .
= الثلاثون : النبي المثيل لإبراهيم- عليهما الصلاة و السلام .
= الحادية و الثلاثون : دخول الإسلام إلى بيت المقدس و عودته إليها في آخر الزمان .
= الثانية و الثلاثون : كفاح النبي و صفاته و نصر الله له .
= الثالثة و الثلاثون : بشارة لهاجر لكي تفرح بانتشار نسلها و كثرتهم و انتصارهم و يصيرون شعب الله المختار , ولهم مدينة الأمن و الأمان .
= الرابعة و الثلاثون : النبي الذي يأتي بالشريعة الكاملة من عند الله لكل الشعوب .
= الخامسة و الثلاثون : شعب الله الذي يعطيه الله اسما أفضل من بني إسرائيل ,و يكون لهم جبل مقدس .
= السادسة و الثلاثون :المتوكل على الله الذي يملك الأرض و الجبل المقدس و يبعد اليهود من أرضه .
= السابعة و الثلاثون : النبي الذي يحفظ رسالته , و يحفظها أتباعه من بعده إلى الأبد .
= الثامنة و الثلاثون : أوضح نبوءة عن مكة المكرمة , و عبادة المسلمين فيها .
= التاسعة و الثلاثون : بشارة كاملة تبدأ باليهودية , و تمر بالمسيحية , و تنتهي بالإسلام .
= الأربعون : هزيمة اليهود و المسيحيين أمام الدين الجديد , الذي تفتح جيوشه البلدان .
==========نبوءات أرميا :
= الحادية و الأربعون :النبي الأمي الذي سيرسله الله إلى كل الشعوب بقوة و سلطان .
= الثانية و الأربعون : الأمر العظيم الذي يظهر في بني إسماعيل بعد فساد اليهود و النصارى .
= الثالثة و الأربعون : النبي الذي يتسلط على اليهود بعد أن رفضوا المسيح .
= الرابعة و الأربعون : الأمة التي تأتي بعد المسيح و تتكلم بلغة غير لغة اليهود و تتسلط على خيراتهم.
= الخامسة و الأربعون : النبي المثيل للنبي داود في قوته و الذي يتسلط على كل أرض اليهود بالعدل .
= السادسة و الأربعون : النبي الذي يأتي بعد المسيح و يغير اسم أورشليم و يجعلها آمنة .
= السابعة و الأربعون : النبي الذي يفني سلطان مملكة فارس إلى الأبد .
= الثامنة و الأربعون : الله يرفض أن يكون اليهود حكاما لنسل إبراهيم , و يعني أن نسل إسماعيل هم الذين يصبحون حكاما لنسل إبراهيم , و المقصود هو السلطان الديني .
= التاسعة و الأربعون : رسول الأمم , الأسد , الذي يمتد سلطانه إلى كل المناطق المحيطة ببلده .
= الخمسون : محرر الأقصى الذي يتسلط على بابل ( العراق ).
= الحادية و الخمسون : نسل هاجر يأخذ مدينة بيت المقدس .
=========== نبوءات حزقيال :
= الثانية و الخمسون : خراب أورشليم بعد المسيح , وانتظارهم النبي الخاتم الذي ينسخ شريعتهم .
= الثالثة والخمسون : عباد الله الذين سيماهم في وجوههم , و يدخلون بيت المقدس ليطهروها .
= الرابعة و الخمسون : يكون لبني إسماعيل بيتا مقدسا في أرضهم ,و يأخذون أرض اليهود.
= الخامسة و الخمسون : الله اختار النبي الخاتم من أشرف نسل إسماعيل .
= السادسة و الخمسون : الله يرفع العرب فوق اليهود حين يرسل ( الذي له الحكم)و يسلطه على اليهود.
= السابعة و الخمسون : اليهود لا يرثون الأرض التي وعد الله بها إبراهيم,بل يرثها نبي آخر من نسل إبراهيم.
=============نبوءات دانيال :
= الثامنة و الخمسون : النبي دانيال يفسر حلم ملك بابل عن ( الحجر ) الذي أرسله الله لكي يسحق جميع ممالك الأرض , و يؤسس مملكة تملأ الأرض و تبقى إلى الأبد .
= التاسعة و الخمسون : ( قديس العليّ )الذي يسلطه الله على كل الممالك بعد هلاك النصارى الحقيقيين على أيدي من أفسدوا دين المسيح .
= الستون : زمن مجيء المسيح, و زمن مجيء النبي الرئيس من بعده.
= الحادية و الستون : النبي الذي يهزم فارس و الروم بعون الله و بمدد بالملائكة .
= الثانية و الستون : استيلاء ابنة كسرى على الحكم . ثم يقهرهم ( رئيس العهد ) و يغنم منهم .
= الثالثة و الستون : النبي الخاتم الذي يخبر الدنيا كلها بكل ما يحدث إلى يوم القيامة .
======== نبوءات ميخا :
= الرابعة و الستون : آخر الأنبياء الذي يأتي من نسل هاجر .
= الخامسة و الستون : آخر الأنبياء يتسلط على بني إسرائيل .
========== نبوءة حبقوق :
= السادسة و الستون : مجيء ختام الرسالات من أرض إسماعيل , و يتسلط على الكل .
= =========نبوءة حجي – رسول الرب :
= السابعة و الستون :النبي ( مشتهى كل الأمم ) الذي يبني بيتا آمنا لعبادة الله , ويكون هذا البيت أعظم مجدا من بيت بني إسرائيل .
= ====== نبوءات زكريا :
= الثامنة و الستون : نبي الأمم الذين يصيرون شعب الله .
= التاسعة و الستون : ( العبد الغصن ) أي أنه فرع من شجرة الأنبياء , هو ( الحجر)الذي يزيل إثم الأرض.
= السبعون : عن المسيح و محمد – عليهما الصلاة و السلام .
= الحادية والسبعون : بشارة بالأنبياء الأربعة الذين يرسلهم الله من بعد ( زكريا )صاحب هذه النبوءة , و خاتمهم يتسلط على الأرض .
= الثانية و السبعون : ( الرجل الغصن ) الذي يبني معبدا للرب في مكان مولده , و يكون حاكما لبلده .
= الثالثة و السبعون : دين التوحيد الذي يدخل بيت المقدس بالعدل و السلام .
= الرابعة و السبعون : دخول الإسلام إلى بيت المقدس , ونهاية الكفر منها , وعودة التوحيد إليها .
= =============
= ======= == العهد الجديد :
= === إنجيل متى :
= الخامسة و السبعون : المسيح يبشر بالرسالة الكاملة التي تأتي بعده .
=السادسة و السبعون: المسيح يحذر قومه من الأنبياء الكذبة , و يخبرهم عن علامة النبي الصادق.
= السابعة و السبعون : آخر الأمم التي تؤمن بالله إيمانا صحيحا .
= الثامنة و السبعون : آخر الأمم هي أولها دخولا للجنة .
= التاسعة و السبعون : أجمل و أكمل نبوءة قالها المسيح .
= الثمانون : المسيح يخبر عن المبارك الآتي باسم الرب .
= =======إنجيل مرقس .
= ====== إنجيل لوقا :
= الحادية و الثمانون : الأمة التي تنشر دين الله بالجهاد , وتدخل الجنة .
=الثانية و الثمانون : نجاة أهل أورشليم من الاحتلال حين تكمل أزمنة الأمم ( أي بمجيء النبي الأمي )و يستقر التوحيد في الأرض .
= ==== إنجيل يوحنا :
= الثالثة و الثمانون : اليهود يعلمون بمجيء نبي بعد المسيح و يسألون عنه .
= الرابعة و الثمانون : بشارة النبي ( ملاخي) بخاتم الأنبياء .
= الخامسة و الثمانون : اليهود يعلمون أن المسيح ليس هو النبي الذي سألوا عنه سابقا .
= السادسة و الثمانون : المعزي الآخر ( البارقليط ) , روح الحق , و خاتم الأنبياء .
= السابعة و الثمانون : المسيح يأمرهم بالإيمان بالمعزي متى جاء , لأنه يكون رئيس العالم و هو الذي يعلمهم كل شيء .
= الثامنة و الثمانون : المسيح يبشر بالنبي( روح الحق ), النور المنبثق من عند الله و الذي يشهد للمسيح.
= التاسعة و الثمانون : و يبشر بالنبي الأمي الذي يوبخ العالم , و يرشدهم إلى جميع الحق , و يخبرهم عن
= ======= كتاب رؤيا يوحنا :
= التسعون : الرسائل السماوية الأربع , و الرسل الذين جاءوا بها , و سلطان الرسول الخاتم الذي منحه الله له لنشر دين التوحيد .
= الحادية و التسعون : غضب الله على شعوب الأرض , حتى ملك المختار الذي بشر به الأنبياء , و يملك إلى الأبد .
= الثانية و التسعون : المنتصر الذي يسحق اليهود و النصارى لأن الله غضب عليهما , و يدعوه ( ملك الأمم ) و الملائكة يمدحونه .
= الثالثة و التسعون : شهادة يسوع هي روح النبوة , و هو يشهد للصادق الأمين الذي يحكم و يحارب بالعدل.
============= الختام .
المسيح بيحبنى - ابن الفاروق المصرى
الله محبه
الرب بيحبك
المسيح بيحبك
المسيح مات عشانك
مافيش جديد اللى نبات فيه بنصبح فيه , نفس الأسطوانة المشروخة كل يوم أسمعها فى الغرف الحوارية بالبالتوك من الضيوف النصارى , غلبت افهمهم ان ده من باب تفسير الماء بالماء , قلت لهم وهو يعنى الهندوس بيقولوا ان ربهم كره ؟ ولا البوذيين ربهم عداء ؟ , ايه الجديد ؟ . ماهو الكل بيقول ان الله محبه المهم الفعل مش الكلام . مش كده ولا ايه ؟
المهم ذات غرفة وبسبب الضجر والملل من الإسطوانة اياها قبلت دعوة صديق من ملاحدة البالتوك للحوار معه فى غرفته , والتغيير حلو برضه , ولكن الكفر ملة واحدة كل مداخلة منى يعقب عليها ستة اشخاص منهم على اقل تقدير , بس زى ما بيقولوا قضا اخف من قضا , ومن طول مداخلاتهم شعرت بالحنين للمايك وشعرت انى قد لا اراه مرة اخرى , وكنت ناوى اكتب وصيتى لعل الله يتوفانى قبل ان يصيبنى الدور , وفجاءة ارسل لى احد الأشخاص على البرايفت يقول :
*سيبك منهم دول عالم بهايم
فضحكت وقلت له :
**لأ يا اخى دول مش بهايم دول ناس اكلت مخها .
طبعا عدانى العيب وماقلتش حاجة غلط
و لقيت الأخ بيقول لى :
*سبحان الله
قلت له :
**خير يا اخى
فقال :
*شوف بتبقوا حلوين ازاى , انت بتقولى اخى دلوقتى مع انى مسيحى مع انك لو كنت عارف انى مسيحى كان لا يمكن تقولها لى .
قلت له :
**وماله من باب الإنسانية انت أخى برضه مافيش مشكلة
فأرسل تعبير الوجه المندهش قائلا :
*أخوك !! .. أخوك ازاى مش انتم بتقولوا علينا كفره ؟
فقلت له :
**نعم كفره وأولاد كفره كمان
فقال :
*اديك ظهرت على حقيقتك.
فضحكت وقلت له :
**هى كلمة كافر دى حاجة وحشة ؟
فقال :
*أمال حاجة حلوة ؟
فقلت :
**بصراحة هى لا حلوة ولا وحشة عارف ازاى ؟
فقال :
*هى دى كمان فيها اسباب نزول محتاج اعرفها .. طيب هتفرح ولا تزعل لو قلت لك يا كافر ؟
فقلت له :
**بمنتهى الأمانة هفرح وهعتبر ده وسام على صدرى .
فقال :
*يا سلام ؟
فقلت له :
**والله , بص هقولك ليه , أولا كلمة كافر هى وصف حالة وليست سباب , وكل واحد فينا بيؤمن بحاجة بيكفر بنقيضها صح ؟
فقال :
*احنا ما بنكفرش حد يا استاذ , انتم اللى بدعتم الكفر
فضحكت وقلت :
**يعنى على كده أنت بتعتبرنى مؤمن بالمسيح ؟
فقال :
*طبعا لا .
فقلت :
**طيب كافر بالمسيح .
فقال :
*احنا ما بنكفرش حد قلت لك
قلت له :
**سبحان الله , ممكن تقولى عكس كلمة مؤمن ايه ؟
فقال :
غير مؤمن .
فقلت له بسرعة :
**طيب غير المؤمن بيدخل الجنة ولا النار ؟
فقال :
*الجنة والنار عندكم احنا عندنا الملكوت وبحيرة النار والكبريت
فقلت له :
**ماشى , طيب انا هدخل الملكوت ولا بحيرة النار والكبريت ؟
فقال بعد فترة قصيرة نسبيا :
*نحن لا ندين احد الله هو الديان.
فقلت له :
**كلام جميل انا هسألك سؤال , ممكن ؟
فارسل ابتسامة ثم قال :
*أتفضل اسأل
فقلت له :
**طيب بأمانه مادمت راجل محترم كده , تحب انتى أموت وانا مسلم ولا أموت وانا مسيحى ؟
فقال :
*طبعا وانت مسيحى
فقلت له :
**هايل جدا بس ليه ؟
فصمت لفترة ثم قال :
*بص براحتك انا ماليش دعوة اللى بيشيل قربة مخرومة بتخر عليه
فسألته بأستغراب :
**سبحان الله مش انت لسه من ثوانى قلت ان نفسك اموت مسيحى ايه اللى حصل ؟
فقال لى :
*انا فاهم انت عاوز توصل لأيه بالضبط
فضحكت وارسلت له الوجه الضاحك
*فقال ايه اللى بيضحكك دلوقتى ؟
فقلت له :
**لأنك وبمنتهى الوضوح الآن بينت الفارق بين المسيحية والإسلام , الإسلام دين واضح أبلج أم المسيحية فتظهرون عكس ما تخفون .
فقال :
*طبعا لأ أنا بس ما كنتش احب اقولك انك هتدخل بحيرة النار والكبريت .
فقلت له :
**وادخلها بأمارة ايه ؟
فأرسل ضحكه ثم قال :
*شكلى مش هخلص معاك . المهم انا مضطر امشى دلوقتى وعاوز اقولك كلمتين اتنين .
قلت له :
**قول عشرة حتى براحتك .
فقال :
* لأ هما كلمتين .. المسيح بيحبك
فقلت له :
**احبه الله الذى احبنا فيه.
فأرسل ضحكة طويلة وقال :
*مش قلت لك مش هخلص معاك .. سلام يا صاحبى
فقلت له :
**سلام ونعمة يا كافر .
فأبتسم واغلق الخاص .
ثم سرحت مع نفسى فى الحوار الذى دار بيننا وانا ابتسم بل واكاد اضحك , وإذ بى اسمع من ينادى اسمى من على المايك بالغرفة ويقول ابن الفاروق اتفضل المايك معاك نسمع تعليق على المداخلات , مداخلات ايه انا اساسا نسيت الحوار اللى كان مع الملاحدة وانى فى غرفتهم , ولم اركز فى حرف واحد مما قالوه , بل قل وكانى لم اكن اسمعهم تقريبا , طيب وايه العمل اخلى الناس دى كلها تعيد اللى قالته ؟ المهم أخذت المايك وقلت طبعا اتكلمتم فى كذا موضوع متشعب وفى الف نقطة لكن لفت انتباهى كلام الأستاذ اللى مش عاجبه التشريع وبصرحة نسيت اسمه يا ريت يكتب واحد فكتب احدهم واحد فقلت له اتحداك الآن امام الغرفة أن تاتى بأى تشريع ولو لقيط من بنات افكارك يضاهى التشريع الإسلامى من اى ناحية ثم تركت المايك وانتظرت إلى ما شاء الله حتى يأتينى الدور . وانا استمع إلى ملاحدة العرب الصناعة التايوانى الذين لم يضيرهم الإسلام فى شئ كما أضرت المسيحية بالملاحدة الأصليين فى اوروبا يوم كانت الكنيسة هى الآمر الناهى يوم كان التكفير والإتهام بالهرطقة والحرق والتعذيب لمجرد الظن وكله كان تحت شعار المحبة وكله فى حبك يهون.
والله محبه
والرب بيحبك
والمسيح بيحبك
والمسيح مات عشانك
إلى اخر الإسطوانة المشروخة.؟؟؟هاهاها=============هل حضر يسوع العشاء الأخير ؟؟؟؟؟ - ابن الفاروق المصرى
فليسمح لى القارئ هنا ان اقتبس بتصرف قول كاتب إنجيل برنابا مقدمة إنجيله :
[الآيات التي اتخذها الشيطان ذريعة لتضليل كثيرين بدعوى التقوى ، مبشرين بتعليم شديد الكفر ، داعين المسيح ابن الله ، وواضعين الرب فى رغيف ومحولين اياه إلى وجبة كومبو ، الذين ضل في عدادهم أيضا عقل الرهبان الذي لا أتكلم عنه إلا مع الأسى ، وهو السبب الذي لأجله أسطر ذلك الحق].[1]
اقنعت بعض الطوائف المسيحية اتباعها بموضوع الأفخارستيا وهو مايعنى تحول ربهم تحول فعلى لا ينكره إلا مهرطق إلى خبز ونبيذ وهو ما يطلق عليه ايضا عقيدة الاستحالة (أي تغيير الخبز والخمر إلى ذات المسيح معبودهم) , وهم يعتمدون فى هذا على النص التالى من الإنجيل المنسوب لمتى 26: 26 – 28 حيث يقول مؤلفه متحدثا عن عشاء الفصح أو العشاء الأخير للمسيح مع تلاميذه :
[وفيما هم يأكلون أخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطى تلاميذه وقال: خذوا كلوا، هذا هو جسدي. وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلاً: اشربوا منها كلكم لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد، الذي يسفك من أجل الكثيرين لمغفرة الخطايا].
وعلى هذا النص تقوم تلك العقيدة فى بعض كنائس النصارى , وقبل ان نبطل عمل الشيطان ونوضح الحقيقة جلية لأتباع النصرانية دعونا نطرح هذا السؤال :
هل حضر المسيح فعلا العشاء الأخير أو عشاء الفصح المزعوم ؟
بالطبع وقبل أن يرتد للسائل طرفه وقبل أن ينهى سؤاله ستأتى الإجابة من أتباع الكنائس والتى دربهم عليها الكهنة والرهبان والتى تتلخص فى الإجابة بالتأكيد إستنادا للنصوص التالية من كتابهم :
[و في اليوم الاول من الفطير حين كانوا يذبحون الفصح قال له تلاميذه اين تريد ان نمضي و نعد لتاكل الفصح . فارسل اثنين من تلاميذه و قال لهما اذهبا الى المدينة فيلاقيكما انسان حامل جرة ماء اتبعاه . و حيثما يدخل فقولا لرب البيت ان المعلم يقول اين المنزل حيث اكل الفصح مع تلاميذي . فهو يريكما علية كبيرة مفروشة معدة هناك اعدا لنا . فخرج تلميذاه و اتيا الى المدينة و وجدا كما قال لهما فاعدا الفصح . و لما كان المساء جاء مع الاثني عشر . و فيما هم متكئون ياكلون قال يسوع الحق اقول لكم ان واحدا منكم يسلمني الاكل معي . فابتداوا يحزنون و يقولون له واحدا فواحدا هل انا و اخر هل انا . فاجاب و قال لهم هو واحد من الاثني عشر الذي يغمس معي في الصحفة . ان ابن الانسان ماض كما هو مكتوب عنه و لكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الانسان كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد . و فيما هم ياكلون اخذ يسوع خبزا و بارك و كسر و اعطاهم و قال خذوا كلوا هذا هو جسدي . ثم اخذ الكاس و شكر و اعطاهم فشربوا منها كلهم] [ مرقس 14: 12 – 23].
ثم يتابع من إنجيل لوقا 22: 7 – 20 :
[و جاء يوم الفطير الذي كان ينبغي ان يذبح فيه الفصح . فارسل بطرس و يوحنا قائلا اذهبا و اعدا لنا الفصح لناكل . فقالا له اين تريد ان نعد . فقال لهما اذا دخلتما المدينة يستقبلكما انسان حامل جرة ماء اتبعاه الى البيت حيث يدخل . و قولا لرب البيت يقول لك المعلم اين المنزل حيث اكل الفصح مع تلاميذي . فذاك يريكما علية كبيرة مفروشة هناك اعدا . فانطلقا و وجدا كما قال لهما فاعدا الفصح . و لما كانت الساعة اتكا و الاثني عشر رسولا معه . و قال لهم شهوة اشتهيت ان اكل هذا الفصح معكم قبل ان اتالم . لاني اقول لكم اني لا اكل منه بعد حتى يكمل في ملكوت الله . ثم تناول كاسا و شكر و قال خذوا هذه و اقتسموها بينكم . لاني اقول لكم اني لا اشرب من نتاج الكرمة حتى ياتي ملكوت الله . و اخذ خبزا و شكر و كسر و اعطاهم قائلا هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم اصنعوا هذا لذكري . و كذلك الكاس ايضا بعد العشاء قائلا هذه الكاس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم].
ثم يختم كلامه من إنجيل متى 26: 17 – 27 :
[و في اول ايام الفطير تقدم التلاميذ الى يسوع قائلين له اين تريد ان نعد لك لتاكل الفصح . فقال اذهبوا الى المدينة الى فلان و قولوا له المعلم يقول ان وقتي قريب عندك اصنع الفصح مع تلاميذي . ففعل التلاميذ كما امرهم يسوع و اعدوا الفصح . و لما كان المساء اتكا مع الاثني عشر . و فيما هم ياكلون قال الحق اقول لكم ان واحد منكم يسلمني . فحزنوا جدا و ابتدا كل واحد منهم يقول له هل انا هو يا رب . فاجاب و قال الذي يغمس يده معي في الصحفة هو يسلمني . ان ابن الانسان ماض كما هو مكتوب عنه و لكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الانسان كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد . فاجاب يهوذا مسلمه و قال هل انا هو يا سيدي قال له انت قلت . و فيما هم ياكلون اخذ يسوع الخبز و بارك و كسر و اعطى التلاميذ و قال خذوا كلوا هذا هو جسدي . و اخذ الكاس و شكر و اعطاهم قائلا اشربوا منها كلكم].
وإلى هنا يختم النصرانى كلامه ظنا منه أنه القم السائل الحجر واقام عليه الحجة وقد يهتز قلبه طربا من النعمة التى يظن أنها انسكبت من شفتيه فى إجابة السؤال وإفحام السائل ولعله يتابع قائلا : الا يكفيك كل هذه النصوص لأثبات صحة معتقدنا ؟
وبالطبع نحن كأهل حق يكفينا بالفعل تلك النصوص الثلاثة وحتى لو كان نص واحد لكان وفى وكفى لأثبات ان معتقدهم من داخل كتبهم المقررة عليهم من قبل الكنيسة , ولكن لنا هنا أن نسأل النصارى ورهبانهم سؤالا بسيطا لماذا لم نجد ردا من إنجيل يوحنا ؟ هل يوحنا لم يكتب عن هذا الموضوع ولماذا لم تبينوا لنا رأيه وحتى لا أطيل على القارئ دعونا معا نرى مايقوله كاتب إنجيل يوحنا حول هذا الطقس والذى هو أحد الأسرار السبعة التى لا مناص منها مادمت مسيحى , علشان الرب يحبك يقول يوحنا 18: 28 :
[ثم جاءوا بيسوع من عند قيافا الى دار الولاية و كان صبح و لم يدخلوا هم الى دار الولاية لكي لا يتنجسوا فياكلون الفصح ]
ويلاحظ القارئ هنا ان يوحنا يقر ان المسيح كان مقبوضا عليه قبل الفصح فبما انه كان مقبوضا عليه فى صباح الفصح فهذا يعنى انه لم يتناول عشاء الفصح مع التلاميذ .
وحتى نكون اكثر دقة وحتى نجيب على كل ما سيحاول به الكهنة إصلاح ما أفسده مؤلفى الأناجيل دعونا نتعرف على عيد الفصح وعشاء الفصح من نصوص كتابهم المقدس , فحول تاريخ وتوقيت عيد الفصح يقول مؤلف سفر العدد 23: 5 – 6 :
[في الشهر الاول في الرابع عشر من الشهر بين العشاءين فصح للرب . و في اليوم الخامس عشر من هذا الشهر عيد الفطير للرب سبعة ايام تاكلون فطيرا ].
أى أن ميعاد تناول الفصح يكون يوم الرابع عشر من شهر نيسان العبرى ويتم تناوله بين العشاءين ثم يليه فى اليوم التالى عيد الفطير والذى يستمر سبعة أيام .
وهو مايؤكده أيضا مؤلف سفر العدد حيث يقول 9: 2 - 5 :
[و ليعمل بنو اسرائيل الفصح في وقته . في اليوم الرابع عشر من هذا الشهر بين العشاءين تعملونه في وقته حسب كل فرائضه و كل احكامه تعملونه . فكلم موسى بني اسرائيل ان يعملوا الفصح . فعملوا الفصح في الشهر الاول في اليوم الرابع عشر من الشهر بين العشاءين في برية سيناء حسب كل ما امر الرب موسى هكذا فعل بنو اسرائيل].
ولنا هنا ان نوضح للقارئ الكريم أن عيد الفصح يكون فى اليوم الرابع عشر من شهر نيسان فقط وميعاد تناول حمل الفصح يكون بين العشاءين ثم يليه فى اليوم التالى أى يوم الخامس عشر من نيسان عيد الفطير والذى يستمر لمدة سبعة ايام , وعيد الفصح وعيد الفطير عيدان منفصلان وإن كان متتابعان .
وحتى لا يكذب الكهنة على اتباعهم من النصارى كمحاولة منهم لخداع عوام النصارى الذين هم فى عمومهم لم يقروا كتابهم ولو من باب الفضول أو يقرؤا اجزاء معينه منها بحسب ما يأمرهم رهبانهم فدعونا نوضح الموضوع بشكل اكبر من خلال نصوص كتابهم حتى لا ينخدع النصرانى أو لا يخدعه الكاهن وحتى نؤكد له ان عشاء الفصح لا يتناوله اليهود سوى بين عشاءين يوم الرابع عشر من نيسان فقط وحول هذه النقطة يخبرنا سفر الخروج 12: 5 - 10 :
[تكون لكم شاة صحيحة ذكرا ابن سنة تاخذونه من الخرفان او من المواعز . و يكون عندكم تحت الحفظ الى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر ثم يذبحه كل جمهور جماعة اسرائيل في العشية . و ياخذون من الدم و يجعلونه على القائمتين و العتبة العليا في البيوت التي ياكلونه فيها . و ياكلون اللحم تلك الليلة مشويا بالنار مع فطير على اعشاب مرة ياكلونه . لا تاكلوا منه نيئا او طبيخا مطبوخا بالماء بل مشويا بالنار راسه مع اكارعه و جوفه و لا تبقوا منه الى الصباح و الباقي منه الى الصباح تحرقونه بالنار].
وكما هو جلى وواصح من النص السابق فإن اليهود يذبحون حمل الفصح فى وقت واحد (يذبحه كل جمهور جماعة اسرائيل في العشية) ويأكلونه فى وقت واحد أيضا (و ياكلون اللحم تلك الليلة مشويا بالنار مع فطير على اعشاب مرة ياكلونه) ولا يصح تناوله فى أى يوم غير يوم الرابع عشر من نيسان بين العشاءين بل انه ايضا لا يجوز تناول ماتبقى منه فى أى يوم اخر أو حتى الإحتفاظ به (و لا تبقوا منه الى الصباح و الباقي منه الى الصباح تحرقونه بالنار) لذا يقوم اليهود بحرق ماتبقى من حمل الفصح قبل حلول صباح اليوم التالى يوم الخامس عشر من نيسان الذى يوافق أول ايام عيد الفطير بحسب مايخبرنا سفر الخروج ايضا 12: 15 :
[سبعة ايام تاكلون فطيرا اليوم الاول تعزلون الخمير من بيوتكم فان كل من اكل خميرا من اليوم الاول الى اليوم السابع تقطع تلك النفس من اسرائيل].
والآن بحسب الأناجيل الثلاثة الأولى بحسب الترتيب (متى – مرقس – لوقا ) فإن المسيح كان حاضرا مع تلاميذة عشاء الفصح وتناوله معهم ثم القى القبض عليه بعدها . أما إنجيل يوحنا فيخبرنا بأن المسيح كان مقبوضا عليه فجر يوم الفصح أى قبل أن يذبح اليهود حمل الفصح من اساسه وقبل ان يتناولوه بالطبع .
ولنا هنا ان نكرر سؤالنا مرة أخرى على النصارى .. هل حضر المسيح فعلا العشاء الأخير أو عشاء الفصح المزعوم ؟
• ولا يزال التحريف مستمرا :
فى خلال دقائق من نشر هذا البحث المبسط (المكتوب بعاليه) وصلنى رد من الأخ السيف البتار قال معلقا على البحث فى منتديات شبكة ابن مريم الإسلامية قائلا :
((بحثك رائع أخي الكريم ولكن عليك ان تحلل هذا الكلام المذكور في تفسيرات لإنجيل يوحنا والتي تتحدث في نفس الصدد .)).
ثم اردف مشكورا ردود مفسرى إنجيل يوحنا حول هذا الموضوع , وهو وأيم الله إن يدل على شئ فهو إنما يدل على مدى صدق المسلمين وإتباعهم الحق فما الذى يجعل الأخ الفاضل السيف البتار يحثنى على استكمال البحث بالرد على مزاعم المفسرين سوى لأنه من أهل الحق ويرد الحق أن يظهر واضحا جليا , ونزولا على رغبة الأخ الكريم السيف البتار سأكمل بأمر الله الرد على النقاط التى أوردها الأخ بالتفصيل لأثبات أن التحريف لا يزال مستمرا.
أولا وقبل أن نشرع فى الرد على تفسيراتهم التى يتبعون فيها اهوائهم كما سنثبت الآن دعونا نشرح أحد أهم أنواع التحريف التى يعتمد عليها أحبار النصارى ومن هم على شاكلتهم فى الديانات والعقائد الأخرى وهو التحريف المعنوى بمعنى أن يقوم المفسر بالألتفاف حول النص محاولا إخراج مفهوم جديد لم يقصده كاتب النص على الإطلاق وغالبا مايكون معارضا للنص وحتى يتضح بجلاء معنى التحريف المعنوى لدى القارئ فدعونا نبدأ بالرد على ما تفضل الأخ السيف البتار وأرسله لى من أقوال وتفاسير الكهنة والرهبان.
أول الأرأء يقول :
[ يرى البعض أن "الفصح" هنا لا يعني حمل الفصح، وإنما ذبائح أخرى كانت تُقدم خلال الاحتفال بالفصح، كانت تؤكل في العشية السابقة للعيد، وأن السيد المسيح صُلب في اليوم التالي لعيد الفصح.]. انتهى
وكما أول الغيث قطرة فإن أول التحريف المعنوى متاهة فيبدأ المفسر كما رأينا فى النص السابق بإيراد مراجع مبهمة حيث قال [يرى البعض] وبالطبع لا أحد يدرى من هم هؤلاء البعض ولا يمكن لأحد أن يتأكد من هؤلاء البعض انهم قالوا ذلك , وهى عادة جرى عليها العرف عندهم فدائما ما نجدهم فى إستدلالتهم يقولون على سبيل المثال ( قال البعض – أجمع العلماء – أكد الباحثون – من المعروف ) وطبعا القارئ النصرانى الغلبان لن يستطيع ان يتأكد من تفسير ابوه بتاع الكنيسة لأن المرجع مبهم , ولو غضينا الطرف عن عبارة [يرى البعض] الفضفاضة سنجد أن باقى الكلام ليس له مرجع من كتابهم ولكنه يخالفه على طول الخط فبأى حق يقول البعض ماقالوه من أين اتى البعض بأن المقصود [هنا لا يعني حمل الفصح] لإذا كان الكتاب يقولها بكل صراحة ووضوح بحسب ما يخبرنا مؤلف إنجيل متى 26: 17 - 21 :
[و في اول ايام الفطير تقدم التلاميذ الى يسوع قائلين له اين تريد ان نعد لك لتاكل الفصح . فقال اذهبوا الى المدينة الى فلان و قولوا له المعلم يقول ان وقتي قريب عندك اصنع الفصح مع تلاميذي . ففعل التلاميذ كما امرهم يسوع و اعدوا الفصح . و لما كان المساء اتكا مع الاثني عشر . و فيما هم ياكلون قال الحق اقول لكم ان واحد منكم يسلمني].
وكما هو معروف وكما يخبرنا كتابهم المقدس فإن عيد الفطير سبعة أيام أو ستة أيام (لتضارب النصوص بكتبهم) يسبقها يوم عيد الفصح بحسب ما يخبرنا سفر اللاويين 23: 5 - 6 :
[في الشهر الاول في الرابع عشر من الشهر بين العشاءين فصح للرب . و في اليوم الخامس عشر من هذا الشهر عيد الفطير للرب سبعة ايام تاكلون فطيرا].
فإذا كان عيد الفصح فى الرابع عشر ويليه من يوم الخامس عشر عيد الفطير لمدة سبعة ايام كما يخبرنا نص اللاويين فكيف نفهم ما أورده مؤلف إنجيل متى قائلا :[و في اول ايام الفطير تقدم التلاميذ الى يسوع قائلين له اين تريد ان نعد لك لتاكل الفصح]. بالطبع سنفهم أن التلاميذ تتحدث عن عمل الفصح وهو ذبح خروف الفصح وحوارهم مع المسيح كان فى يوم عيد الفصح الذى يسبق عيد الفطير وهو ما يسمى كله مجازا بعيد الفطير . فكيف لا يكون المقصود [هنا لا يعني حمل الفصح] بحسب تعبيرهم , هذا هو مانسميه تحريف معنوى يحاول فى المفسر لى أعناق النصوص وتحميلها مالا تطيق لمجرد أثبات فكرة يتبناها أو لحل مشكلة تثبت زيف معتقده .
ثم نجد المفسر يتابع قائلا :
[يرى آخرون أن الفصح هنا يعني خروف الفصح، وأنه كان اليوم المناسب لتقديم الذبيحة، لأن السيد المسيح علق على الصليب في ذات لحظات أكل الفصح، بهذا لم يشترك السيد المسيح في أكل الفصح.].
هنا يناقض المفسر كلامه السابق ويطلعنا من فيض علمه الغزير بأنه [يرى آخرون] وطبعا الآخرون هنا أصحاب هذا الراى غير [يرى البعض] اللى هما الأولنين وإن كانوا يتفقون فى أن كلاهما مجهول لا يمكن الرجوع إليه , وطبعا كما رأينا فأن الآخرون المخالفين للبعض يرون أن الفصح هنا يعنى خروف الفصح (!!) وهذا فى حد ذاته إن دل شئ يدل على جهل النصارى بأهم عقائدهم ويصدق قيهم قول الرحمن سبحانه وتعالى :
(وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً)(النساء:157).
فالبعض يروا أنه ليس حمل الفصح المقود والآخرون يرون أنه هو حمل الفصح وعظيم هو سر العباسية .
ثم نجد فى باقى التفسير أن الموضوع لم يتوقف عند البعض والآخرون ولكنه يتعداهم ليصل لفريق من اليهود حيث نجد جناب المفسر يقول :
[ويرى فريق أن اليهود كانت لهم الحرية لأكل خروف الفصح منذ الخميس في العشية حتى الجمعة عشية، وأن هذا السماح كان لازمًا بسبب كثرة عدد الحملان التي كانت تُذبح.].
ولا ندرى لماذا لم يحدد لنا جناب المفسر المتأمل أى فرقة من اليهود هى التى تقول بهذا هل هى فرقة فنون شعبية مثلا فعف لسانه عن ذكرها أم لعلها فرقة كرة قدم تجاهل ذكرها حزنا على هزيمة فريقه المفضل منها .
والنتيجة الآن كالتالى فنحن بحمد الله عرفنا رأى البعض ورأى الآخرون وفرقة من اليهود , بمعنى ان المفسر أخبرنا بأراء ثلاثة مجاهيل لم يعرفنا بهم ولا حتى أعطانا مرجع واحد يمكننا من الإستدلال على ماقاله .
ولإثبات زيف إدعائه نورد له كلام كتابه الذى يوضح حتى للعميان متى يكون الفصح بدقة :
الخروج 12: 5 - 10 :
[تكون لكم شاة صحيحة ذكرا ابن سنة تاخذونه من الخرفان او من المواعز . و يكون عندكم تحت الحفظ الى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر ثم يذبحه كل جمهور جماعة اسرائيل في العشية . و ياخذون من الدم و يجعلونه على القائمتين و العتبة العليا في البيوت التي ياكلونه فيها . و ياكلون اللحم تلك الليلة مشويا بالنار مع فطير على اعشاب مرة ياكلونه . لا تاكلوا منه نيئا او طبيخا مطبوخا بالماء بل مشويا بالنار راسه مع اكارعه و جوفه و لا تبقوا منه الى الصباح و الباقي منه الى الصباح تحرقونه بالنار].
إذا الفصح لا يصح سوى يوم الرابع عشر من الشهر فقط وتحديدا بين العشاءين وما يتبقى منه يحرق ولا إدرى غن كان القارئ قد لاحظ الفقرة الكوميدية التى قال فيها المفسر [وأن هذا السماح كان لازمًا بسبب كثرة عدد الحملان التي كانت تُذبح.]. وهى بالفعل كانت فقرة كوميدية جديرة بالتأمل والتوقف أمامها قليلا جناب المفسر يحاول التدليس على اتباعه وإيهامهم بأنه لكثرة اليهود كانوا لايقدرون على ذبح حمل الفصح فى يوم واحد ولذلك لكثرة عدد الحملان التى ستذبح , ونحن نسأل هنا هل عدد الحملان المعدة للذبح كان أكثر من عدد يهود بنى إسرائيل ايام المسيح ؟ بالطبع لا لأنه ليس كل يهوديا يقوم بذبح حمل لنفسه ولكن كل أسرة وأحيانا تشترك عدة أسر فى الحمل الواحد بحسب ما يخبرنا سفر الخروج 12: 3 - 4 :
[كلما كل جماعة اسرائيل قائلين في العاشر من هذا الشهر ياخذون لهم كل واحد شاة بحسب بيوت الاباء شاة للبيت . و ان كان البيت صغيرا عن ان يكون كفوا لشاة ياخذ هو و جاره القريب من بيته بحسب عدد النفوس كل واحد على حسب اكله تحسبون للشاة].
وهنا لا يبقى لنا سوى أن نسأل كم كان عدد اليهود فى عصر المسيح بالطبع لا اعتقد أن أكذب مفسر بلا مرجع سيقدرهم بأكثر من اربعة ملايين نسمة مثلا (وهو طبعا رقم وهمى وضعناه من باب اثبات الكذب باجلى صورة). فكم شاة يذح بنى غسرائيل البالغ عددهم اربعة ملايين ؟ لو أفترضنا أن كل بنى إسرائيل فى عهد المسيح كانوا من أهل الثراء الفاحش ولا يوجد بينهم فقيرا واحد سيكون العدد التقريبى للحملان المذبوحة فى الفصح أقل من مليون حمل بأعتبار إن كل إسرة يهودية تذبح لوحدها بدون إشراك إسرة أخرى وبفرض إن الإسرة تتكون من زوج وزوجة وطفلين فقط.
فما بالك إن كان المسلمون والبالغ عدهم مليار ونصف يقومون سنويا بذبح خراف عيد الأضحى بدون اى مشاكل وكلهم فى يوم واحد ولا تحتاج المسألة ليومين أو أكثر بل غإن المسألة لا تتعدى سويعات قلائل من يوم . فهل ما يفعلة المسلمون فى الخراف معجزة لا يستطيع اليهود عملها مع الحملان ؟؟ . ناهيك طبعا عن كون القضية محلوله عند اليهود حيث إن من لا يستطيع ذبح حمل الفصح فى يوم الرابع عشر لأى ظرف كان سوا كان نجسا أو غيره يمكنه فى ذبح حمل الفصح فى الشهر الذى يليه وفقا للنص المذكور فى سفر العدد 9: 10 - 12 :
[كلم بني اسرائيل قائلا كل انسان منكم او من اجيالكم كان نجسا لميت او في سفر بعيد فليعمل الفصح للرب . في الشهر الثاني في اليوم الرابع عشر بين العشاءين يعملونه على فطير و مرار ياكلونه . لا يبقوا منه الى الصباح و لا يكسروا عظما منه حسب كل فرائض الفصح يعملونه].
وفى نهاية التعليق على هذه الفقرة ولإثبات النصب والتحريف المعنوى من المفسر أقول له إنه لايمكن لأى كائن كان من بنى إسرائيل آلا يذبح الفصح فى الرابع عشر من نيسان وذلك لسبب بسيط هو إن من لا يذبح الفصح بدون مبرر كأن يكون نجسا أو غائبا قتلا يقتل لأنه لم يقدم الفصح فى موعده وإليكم النص الذى يبرهن على هذا من سفر العدد 9: 13 :
[لكن من كان طاهرا و ليس في سفر و ترك عمل الفصح تقطع تلك النفس من شعبها لانها لم تقرب قربان الرب في وقته ذلك الانسان يحمل خطيته].
لاحظ عزيزى القارئ إننا اوردنا المراجع التى تثبت كلامنا ولم نقم حتى بتفسيرها بينما لم نحصل من جناب المفسر سوى على (يرى البعض ويقول الآخرون) واكاذيب لا تنتهى بلا دليل أو برهان.
البعض قال لى :
وعودة إلى المفسر التبعيضى نجده يتابع قائلا :
[يرى البعض أن السيد المسيح أكل بالفعل الفصح في السنة الأخيرة من حياته على الأرض (مت ٢٦: ١٧- ١٩؛ مر ١٤: ١٢- ١٨؛ لو ٢٢: ٨- ١٥)، وأنه أكله قبل الموعد بعدة ساعات، وأن السيد نفسه قد ذُبح في نفس اللحظات التي يجب أن يُذبح الحمل حسب الشريعة.].انتهى.
وكأن مبدؤه فى الحياة أنا أبعض إذا انا موجود , فنجد هنا ايضا إنه يرى البعض والله أعلم هل البعض الذين يروا هنا هما نفسهم البعض فى الفقرة السابقة ولا بعض تانيين , وعموما للتميز لحين سماع رد المفسر التبعيضى سنسمى الأولين البعض والتانيين البعض أبو شرطة لحين ثبوي الرؤية ولا اراكم الله مكروها فى بعضا لديكم.
الخلاصة أنه يقول البعض من فصيلة ابو شرطة أن المسيح اكل الفصح [قبل الموعد بعدة ساعات].
الله مش هو رب السبت بحسب كتابهم ورب السبت ممكن يعمل اللى يعجبه مندهشين ليه يا مسلمين عادى بتحصل فى احسن الكنائس .
ثم يتابع قائلا :
[واضح من الأناجيل الإزائية (متى ومرقس ولوقا) أن السيد المسيح وتلاميذه أكلوا الفصح في يوم خميس العهد، وبعد ذلك قدم جسده ودمه فصحًا للعهد الجديد. غير أن ما ورد هنا في إنجيل يوحنا يوضح إن القيادات اليهودية لم تكن بعد أكلت الفصح، وبهذا يكون الفصح في يوم الجمعة العظيمة.]. انتهى.
والمشكلة هنا بإيجاز إن الفصح لايؤكل سوى فى اليوم الرابع عشر فكيف أكله المسيح فى الثالث عشر ولماذا لم نسمع إستنكارا أو حتى مجرد إستفهاما من أحد تلاميذه , ولماذا لم يضيف اليهود فعلته هذه لباقى التهم التى نسبوها إليه وهم كانوا يترصدونه ويصنعون له المكائد للإيقاع به , أضف إلى ذلك قوله [إن القيادات اليهودية لم تكن بعد أكلت الفصح] محاولا إيهامنا بأن من لم يأكل الفصح هم القيادات اليهودية فقط ولا ادرى من اين آتى بهذا سوى من الفراغ الذى يملاء رأسه والذى يمكن ملؤه بسهوله وببساطة بإختراع يدعى عقل , ولله الأمر من قبل ومن بعد ,
ثم وبعد كل هذا العناء يقول مفرسنا التبعيضى متخليا عن تبعيضيته بعض الشئ قائلا ومعترفا أنهم يواجهون مشكلة مابين الثلاثة أناجيل وإنجيل يوحنا فى موضوع حضور او عدم حضور المسيح الفصح مع التلاميذ قائلا :
[نشر كثير من الدارسين كتبًا كاملة في حل هذه المشكلة. ]. انتهى.
هل تأكدت الآن عزيزى القارئ انها بالفعل مشكله وإن الموضوع يلزمه حاوى لكى يصلح ما افسده كتبة الأناجيل , وبالطبع لا ننسى عبارة [نشر كثير من الدارسين] . المرجع هو كثير من الدارسين يعنى لو سألت احد الدارسين وقال لك كلام مخالف اعرف على طول أنه مش من الدارسيين اللى المفسر يقصدهم وما تحبكهاش يعنى. ثم يتابع قائلا
[توجد دلائل على أن جماعات مختلفة في إسرائيل استخدمت تقويم مختلف عن التقويم الذي يستخدمه المسئولون في الهيكل. مثال ذلك الجماعات التي أنتجت مخطوطات البحر الميت استخدمت تقويمًا قديمًا وحسبت أن الكهنة في أورشليم يحتفلون الأعياد كلها في تواريخ خاطئة.]. انتهى.
هنا يحاول المفسر الخروج عن أصول التبعيض والبدء فى التحريف المعنوى كده عينى عينك حيث لم يذكر مرجع ولا دليل واحد مما اسماه بالدلائل التى يتحدث عنها وياليته كان قد تكرم بإيراد دليل , ثم يتابع جناب المفسر اللمعى محاولا تهوين المسألة على القارئ النصرانى والعودة به إلى نقطة البدء اللى هى الرب مات عشانك قائلا :
[ فالحل البسيط للمشكلة القائمة بين أيدينا هو أن يسوع وتلاميذه استخدموا تقويمًا مختلفًا، فحفظوا الفصح يومًا مقدمًا عن المسئولين في الهيكل. هذا يفسر لنا لماذا لم يشر إلى الحمل الخاص بالفصح في العشاء الرباني، مع أنه أساسي في حفظ الفصح، حيث لم يكن ممكنًا تقديم الحمل ذبيحة قبل أكله بدون موافقة السلطات الخاصة بالهيكل. أشارت الأناجيل الإزائية إلى وجبة الفصح التي مارسها السيد المسيح وتلاميذه، أما يوحنا فأشار إلى الاحتفال الرسمي، وإذ لم يكن بعد قد تم لذلك امتنع فريق رؤساء الكهنة من دخول دار الولاية، حتى لا يتدنسوا، فيضطروا إلى الاحتفال بالفصح بعد شهر من موعده (عد 9: 6- 13).].انتهى.
وطبعا هنا لا يسعنا سوى تقديم حل ايسر للمشكلة من الذى طرحة جناب المفسر وهو يتلخص فى أن نقول :
تخبرنا كتب التاريخ ويؤكد الباحثون وأجمع العلماء وأكد الدارسون أن اليهود فى هذه الفترة كانوا قد دمجوا يوم الرابع عشر من نيسان مع اليوم الخامس عشر وجعلوهم فى يوم واحده وسموه أشرف على اسم جده.
ولا ايه رأيكم؟؟؟هاهاها==========صمتك لوحده مش كفايه .. اتبرع ولو بإصحاح واحد - ابن الفاروق المصرى
لم أستغرب ولم تعترينى الدهشة عندما قرأت خبر عزم الأنبا شنودة إصدار نسخة جديدة لكتابهم المقدس والتى سيقوم بإجراء تعديلات فيه بغرض ابراز صيغة الكهنوت بشكل لفظى صريح ليضمن عودة الهيبة المفقودة للكنيسة ورهبانها.
ولعل السبب فى عدم إستغرابى أو دهشتى هو تكرار حدوث هذه العملية أى تعديل أو حذف فقرات أو إصحاحات كاملة من كتابهم المقدس على مر العصور وهو مايؤكده اختلاف النسخ المتداولة بين يدينا الآن . فعلى سبيل المثال تنبه أحد الكهنة فى القرن السادس عشر مثلما تنبه الأنبا شنوده لعدم وجود نص واحد يتحدث عن الثالوث وأنه أى الثالوث وحده واحده لا تتجزء فقامت الكنيسة فى القرن السادس عشر الميلادى بإضافة الفقرات التاليه من رسالة يوحنا الأولى 5 : 7-8:
[[ فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الاب و الكلمة و الروح القدس و هؤلاء الثلاثة هم واحد . و الذين يشهدون في الارض هم ثلاثة الروح و الماء و الدم و الثلاثة هم في الواحد ]].
وهى الفقرات التى تم حذفها فى معظم النسخ الحديثة المنقحة (!!) وقد قامت بعض النسخ بالأبقاء عليها مع وضع هامش لها يذكر أن تلك الفقرات ليس لها وجود فى اقدم النسخ وانها اضيفت فى القرن السادس عشر ومن هذه النسخ نسخة الإصدار العالمى الجديد (New International Version) والتى ذكر فى هامش تلك الفقرات التالى [1] :
(not found in any Greek manuscript before the sixteenth century)
وهو ماترجمته : (غير موجوده فى اى نسخة يونانية قبل القرن السادس عشر ).
أو كما نرى فى النسخة الأمريكية القياسية الجديدة (New American Standard Bible) حيث يقول هامش الفقرات [2]:
A few late mss add ...in heaven, the Father, the Word, and the Holy Spirit, and these three are one. And there are three that testify on earth, the Spirit
وهو ما ترجمته : بعض المخطوطات المتأخرة أضافت ...فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الاب و الكلمة و الروح القدس و هؤلاء الثلاثة هم واحد . و الذين يشهدون في الارض هم ثلاثة الروح
ويقول ايضا هامش الفقرتان فى نسخة الحياة الجديدة (New Living Translation) ما نصه [3] :
Some very late manuscripts add in heaven--the Father, the Word, and the Holy Spirit, and these three are one. And we have three witnesses on earth.
وترجمته : بعض النسخ المتاخرة جدا (يقصد متأخرة عن عصر المسيح) اضافت -- في السماء هم ثلاثة الاب و الكلمة و الروح القدس و هؤلاء الثلاثة هم واحد . و الذين يشهدون في الارض هم ثلاثة
ونفس الكلام تقريبا تخبرنا به نسخة الملك جيمس الجديدة (New King James Version) وكأنها تكشف ما اخفته النسخة القديمة المدعوة بنسخة الملك جيمس (King James Version) [4]
وكذلك تجد كل النسخ الجديدة المنقحة (!!) ولعل اكثر تلك النسخ من حيث خفة الدم هى نسخة (Amplified Bible) حيث تقول حاشية التعليق على تلك النصوص [5] :
The italicized section is found only in late manuscripts.
وهو ما ترجمته :الجزء المكتوب بالخط المائل موجود فقط فى النسخ المتأخرة. وخفة دمهم نتجت من عدم وجود اى كتابة بخط مائل على الإطلاق فى تلك الفقرة . وقد تكون خفة دم او أستخفاف بعقول القارئ . وسأكتفى بهذا القدر فقط حتى لا نضيع وقت القارئ بأطنان من الروابط يغنى عنها ما قدمناه ويزيد .
وعودة إلى الموضوع الإصلى والذى يتحدث عن قيام الأنبا شنودة بإدخال تعديلات على كتابهم المقدس بحيث يبرز فيه دور الكهنة لضمان عودة هيبتهم المفقودة فهذا قرار اعتبره من وجهة نظرى قرار حكيم لأن الكنيسة والكهنة فى الوقت الراهن أصبحت بالفعل تعانى من قلة إحترام أتباع الكنيسة أو شعبها (كما يحلو للرهبان ان يصفوهم) فكل يوم نقرأ خبر يؤكد تعامل بعض النصارى مع كهنة الكنيسة وكانهم بشر وليسوا آلهة أو أنصاف آلهة فمثلا طالعتنا جريدة الوفد المصرية بالخبر التالى :
قبطي يقتحم كنيسة في نجع حمادي وينهال ضربا علي الكاهن والمصلين! [6] اقتحم مواطن قبطي كاتدرائية القديس ماريو حنا الحبيب بنجع حمادي في قنا، وانهال ضربا بالعصي علي كاهن الكنيسة والمصلين اثناء ادائهم الصلاة مساء امس الاول. وكانت حالة من الذعر قد انتابت المصلين بعد قيام المواطن فيليب فهمي- كهربائي بالدخول الي صحن الكنيسة وبيده عصي ونادي علي القس ايليا بولس بدون ألقاب وانهال عليه ضربا، واعتدي علي المصلين. كشفت التحريات عن وجود خلافات بين الكاهن والكهربائي.
ومن كاهن كاتدرائية القديس ماريو حنا الحبيب بنجع حمادي في قنا نذهب إلى مصر القديمة وتحديدا فى كنيسة مارجرجس حيث يقول الخبر :
كاهن 'مارجرجس' يتهم مسيحيًا مصريًا بمحاولة قتل قساوسة بكنيسته [7] اتهم القمص 'مرقس عزيز'، كاهن كنيسة مارجرجس بمصر القديمة، رجل الأعمال المسيحي 'عادل إسكندر' بمحاولة اغتيال بعض كهنة الكنيسة، مشيرًا إلى أن آخر تلك المحاولات كان منذ شهرين، حيث حاول قتل القمص 'صرابامون فريد' والقس 'داود نجيب' بعد مطاردتهما بسيارة. وقد كان الكاهن 'ويصا عبدالحكيم' بلاغًا ضد رجل الأعمال متهمًا له بأنه قد صفعه على وجهه واعتدى عليه ومنعه من إتمام الصلاة، بعد أن اعترض على عمليات الهدم والبناء المجاورة للكنيسة التي يقوم بها رجل الأعمال لإنشاء مجمع سكني، وادعى أنه حاول تحرير محضر بالواقعة مصطحبًا ١٣ كاهنًا، إلا أن مسئولي قسم الشرطة رفضوا تحريره خشية علاقاته بكبار قيادات الدولة.
وطبعا هناك العديد والعديد لمن يطلب المزيد من أمثال تلك الحكايات والأحداث ولكن لعل ابز وأهم الأحداث التى قللت من قيمة الكهنة بالفعل فى نظر اتباعهم هى الخلافات الشخصية بين الكهنة بعضهم البعض والتى نجم عنها شلح أو طرد بعضهم من الكنيسة وإيقافهم عن الخدمة والقائمة هنا طويله فيها مالايقل عن ثلاثمائة كاهن أو راهب تم شحهم من الكنيسة بل ووصل الأمر برفض الصلاة عليهم عند موتهم وإن كنت لا أدرى أى قلب هذا الذى لا يغفر حتى للأموات , ونذكر لكم هنا على سبيل المثال لا الحصر أسماء بعض أبرز الكهنة والرهبان الذين قامت الكنيسة بشلحهم : • القس إبراهيم عبد السيد الذي "حرمه" البابا قبل أن يتوفى (1995)، وظلت أسرته تسترحم البابا أياماً ليأذن في الصلاة على جثمانه في أية كنيسة لكنه تمسك بالرفض! وقد كان الحرم عقاباً له على سلسلة مقالات نشرها في مجلة "روز اليوسف" تطرق فيها إلى مواضيع إصلاح الكنيسة وعصرنتها وتحجيم السلطة البابوية، وإدخال آليات ديمقراطية وشفافة في إدارة الكنيسة، وهو ما اعتبره البابا شنودة محاولة لخلعه من على الكرسي البابويّ!. أو بحسب ماتقول موسوعة أقباط مصر النصرانية : الإيقاف غير المحدد المدة وهو ما تعرض له عدد أكبر من الكهنة على رأسهم القس «إبراهيم عبد السيد» حيث تم إيقافه عن الخدمة من قبل محاكمة كنسية برئاسة الأنبا بيشوى اعتراضا على مقالات وأفكار له تخص زواج الأساقفة والرهبنة فى المسيحية، والأغرب أن كل كتبه تم منعها رغم ارتفاع مستواها الفكرى والدينى وكانت تثرى المكتبة المسيحية ومنها موسوعة «الفروق الذهبية بين الطوائف المسيحية» وغيرها حيث مات دون أن يرفع الإيقاف عنه، ورفضت الكنيسة الصلاة عليه سواء بصفته الكهنوتية أو بشخصه المسيحى!! إلا أن أسرته استطاعت الصلاة عليه فى كنيسة صغيرة بالمدافن. طبعا يحضرنا هنا مقولة (أحبوا أعدائكم) !!!
القس فلوباتير راعي كنيسة الطوابق
الأب أغاثون سكرتير البابا وراعي كنيسة مارمينا في مصر الجديدة
تكلا يوسف راعى كنيسة الأنبا تكلا فى الإبراهيمية
القس مينا اسحاق
القس بسادة زكي
القس هابيل سعيد
القس يؤانس زكي فيدرا
الأب تكلا يوسف بالاسكندرية
القس انسطاس شفيق بكنيسة مار جرجس
وسنكتفى هنا بأسماء هؤلاء الكهنة العشرة كعينة على الشلح بالجملة ومدى الصراع الداخلى وأختلاف وتضارب الأراء او فساد الذمم مثل حالة القس تكلا يوسف الذى ادعت إحدى النساء أنه زنى معها، وتم شلحه فى جلسة واحدة . أو للتدخل فى الشئون السياسية للكنيسة (!!) مثل حالة القس فلوباتير الذى تم إيقافه لمدة عامين بسبب مواقفه السياسية التى رأت الكنيسة أنها تتعارض مع العمل الكنسى.
وللعلم فأن ايا من الأسباب التى طرحناها سابقا لم تحرك شعرة فى راس الأنبا شنودة ولم تكن هى المحرك الرئيسى الذى دفعه لإعلان بإصدار نسخة جديدة لكتابهم المقدس ولكن السبب الرئيس هو محاولات الإنقلاب الداخلية على كرسيه ولعل اشهر من قام بالإنقلاب أو الإنشقاق عليه هو الأنبا مكسيموس الذى تعامل معه معاملة الند للند واتهمه بأن عهده هو أسوء العهود فى الكنيسة القبطية وبأن تصرفاته هى المحرك الأساسى للفتنة فى مصر وقد قام الأنبا مكسيموس بفتح النار على شنودة وصرح أنه لا ينتظر رده وأن رأيه لا يعنيه من قريب أو من بعيد وأتهمه بانه يضطهد كل من يحاول تدريس المسيحية على أسس سليمه ولعل الأنبا مكسيموس هو أبرز من انشق على الكنيسة . ولعل معظم النصارى لا يعلمون شيئا عن الإنشقاقات الأخرى فهناك أيضا القس هابيل توفيق سعيد والذى طالب صراحة بتنصيبه بطريركا للكنيسة المصرية عوضا عن شنودة وقام برفع قضية بهذا الصدد امام محكمة القضاء الإداري ويدعى القس هابيل بأن عدد أنصاره حوالى ثلاثة ملايين قبطي وإن كنا نحن نرى فى الأمر مبالغة فجة لا يعادلها سوى إدعاء أن النصارى على كافة طوائفهم يمثلون عشرة فى المائة من الشعب المصرى .
ومادم تعددت الأسباب والشلح واحدا وتعددت الأسباب وإصدار نسخة جديدة لكتابهم المقدس . والغريب وإن كان ليس مستغرب إن تصريح شنودة بإصدار نسخة لم يقلبله أى استنكار أو استغراب من نصارى مصر ولا العالم ولم أجد أحد منتدياتهم تناقش هذا الموضوع ولو على سبيل الأستفسار والإستفهام ولا اقول الإستنكار اللهم إلا مقالة يتيمة كتبها نصرانى مصرى يدعى (عادل جرجس سعد) والمقالة بعنوان (أخطاء الإنجيل القبطى الأرثوذكسى).[8] ويشرح فيها بعض الأسباب التى أدت بالأنبا شنودة للأقدام على عمل تعديلات فى كتابهم حيث يقول : هناك بعض الأسباب الاقتصادية التى كانت وراء ظهور الإنجيل والتى تعطى القوة للقائمة التى تم ذكرها وهى :
1. احتكار طباعة النسخة العربية من الإنجيل.
2. إعادة طباعة كتب الكنيسة الطقسية والتفاسير وتعديلها حسب ما جاء بالإنجيل الجديد وهو ما سوف يفتح سوقا جديدة لتجارة هذه الكتب فسوف تتهافت الكنائس على الحصول على هذه النسخ المعدلة.
3. جذب الدعم المالى العالمى والذى تخصصه بعض المنظمات الدولية الدينية المسيحية والتى تهتم بنشر الإنجيل والحصول على الجزء المخصص منه لطباعة النسخة العربية.
4. لمن لا يعرف فإن صناديق التبرعات داخل الكنائس يكتب على كل صندوق منها الغرض الذى سوف يموله هذا الصندوق مثل مساعدة الطلبة - أخوات المسيح - اليتامى - الأرامل.. إلخ وهنا سوف نجد أن تمويل طباعة الإنجيل الجديد سوف يعتبر صندوقا جديدا سوف تتم إضافته إلى صناديق التبرعات داخل الكنيسة.
ويتابع الأستاذ عادل جرجس قائلا : الأسباب الاجتماعية ونوجزها فيما يلى:
1. عدم قدرة الكنيسة على مجاراة الطوائف الأخرى روحيا فى ظل وجود مرجعية واحدة وثابتة للجميع.
2. سلطان الكنيسة على المؤمنين هو سلطان رضائى يقبله المؤمنون عن طيب خاطر فيلزم لقيام السلطان وجود رضاء بهذا السلطان وفى ظل قرارات الكنيسة التعسفية فى الفترة الأخيرة كان هناك عدم رضاء ممن وقع عليهم هذا التعسف والأمر الأخطر هو ظهور طبقة من المتعاطفين مع من تعسفت الكنيسة معهم وهو ما ينذر باحتمال الاعتذار أو الهروب من الكنيسة فلجأت الكنيسة إلى تأكيد سلطانها من خلال الإنجيل سواء رضى المؤمنون أم لم يرضوا.
مما سبق يتضح أن الهدف من وراء هذا الإنجيل ليس الترجمة العربية الصحيحة للإنجيل ولكن كان هذا هو السبب المعلن. أنتهى
وإن عجبت فاعجب لصمتهم ولكن إذا عرف السبب بطل العجب فالنصرانى فى مصر على وجه الخصوص لم يتعود ان تكون له شخصيته المستقلة ودائما ماتراه يهرع للكنيسة فاغرا فاه قبل ان يقول (هنعمل ايه يا ابونا) وطبعا ابونا فى موضوع تعديل كتابهم المقدس قال لهم بالتأكيد هش أبن الطاعة تحل عليه البركة ولن نصارى مصر ولاد طاعه وبيحبوا تحل عليهم البركة صمتوا كشاة سيقت للذبح ولم تفتح فاها .
ولهذا فنحن كمسلمون لا نستغرب عدم خوضهم فى هذا الحديث ولو من باب الإستفهام. وإن كنت عن نفسى سوف أقوم بحملة تؤيد الأنبا شنودة فى تعديله لكتابهم المقدس والحملة تحت شعار (صمتك لوحده مش كفاية أتبرع ولو بإصحاح واحد ) .
والهدف من تلك الحملة هى مساعدة أصدقائنا النصارى على تعديل كتابهم بإحكام حتى لا يضطر أحد آباء الكنيسة مستقبلا لأجراء تعديلات فيه وسنقوم بوضع بعض النصوص التى نرى أنها بالفعل تحتاج للتعديل وللكنيسة الرأى الأخير فى الأخذ برأينا أو القائه فى اليم . ونبدء الآن بسم الله الرحمن الرحيم بفتح باب التبرعات الإصحاحية (إن جاز التعبير) :
• حذف أسم الجلالة (الله) : نهيب باسادة القائمين على النسخة المعدلة بحذف لفظ الجلالة (الله) من كافة كتبهم حيث ان رب النصارى لا يدعى الله فالله هو رب المسلمين فقط وللتوضيح لمن أستشكل عليه الأمر فإن (الله) هو أسم علم وأسما الأعلام لا تترجم فمثلا لو هناك شخص ما يدعى شاكر قلنا له أهلا ياشاكر بالعربية فعند الترجمة بالإنجليزية سنقول له (Hello Shaker) وليس (Hello Thankful) لأن الأسماء لا تترجم وبمراجعة النصوص الإنجليزية سنجد ان الكلمة المستخدمة هى God وهى تعنى إله وليس الله كما أن النصوص فى العهد القديم تتحدث عن الرب باسم ايلوهيم او ياهوه وهو مانراه على سبيل المثال فى الأصحاح الأول والعدد الول من الكناب الأول (سفر التكوين) فبينما يقول النص العبر الأصلى : בְּרֵאשִׁית, בָּרָא אֱלֹהִים, אֵת הַשָּׁמַיִם, וְאֵת הָאָרֶץ. ونطقها بالعربية : بريشيت برا ايلوهيم إت هشمايم فإت هآرتس وهى ماتعنى ترجمتها : فى البدء خلق إيلوهيم السماء والأرض . النص يقول إيلوهيم ولا يقول الله وللعلم اسم إيلوهيم أيضا أسم لا تجوز ترجمته ليصبح (الله) بالعربية ولا (God) بالإنجليزية حيث أن كلمة إيلوهيم تعنى الآلهه. هذا بإيجاز أول تبرع منا لكتابكم المقدس الجديد.
• تصحيح الفقرة (35:23 ) من إنجيل متى : (لكي ياتي عليكم كل دم زكي سفك على الارض من دم هابيل الصديق الى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل و المذبح). حيث أن من قتل بين المقدس والمذبح ليس زكريا بن برخيا .
• إنجيل متى (6:26) وانجيل مرقس (3:14) ضد إنجيل يوحنا (2:12) : فبينما تخبرنا أناجيل متى ومرقس أن المسيح العشاء في بيت سمعان الأبرص نجد ان يوحنا يقول أن العشاء كان فى بيت لعازر. متى 26: 6 و فيما كان يسوع في بيت عنيا في بيت سمعان الابرص مرقس 14: 3 و فيما هو في بيت عنيا في بيت سمعان الابرص يوحنا 12: 2 فصنعوا له هناك عشاء و كانت مرثا تخدم و اما لعازر فكان احد المتكئين معه
• أضافة النصوص التالية لأنها غير موجودة
- متى (23:2) : (و اتى و سكن في مدينة يقال لها ناصرة لكي يتم ما قيل بالانبياء انه سيدعى ناصريا) وهذه النبؤه مكذوبه وغير موجوده فى العهد القديم.
- كورنثوس الأولى (2: 9 ) : (بل كما هو مكتوب ما لم تر عين و لم تسمع اذن و لم يخطر على بال انسان ما اعده الله للذين يحبونه) وهو مالانجده مكتوبا .
- كورنثوس الأولى (15: 54 ) : (فحينئذ تصير الكلمة المكتوبة ابتلع الموت الى غلبة) ولا ندرى أين كتبت تلك الكلمة
- رسالة يهوذا (1: 9 ) (و اما ميخائيل رئيس الملائكة فلما خاصم ابليس محاجا عن جسد موسى لم يجسر ان يورد حكم افتراء بل قال لينتهرك الرب ) ولا نعلم اين خاصم ميخائيل أبليس محاجا عن جسد موسى ولا متى قال له لينتهرك الرب.
- تيموثاوس الثانية (3: 8 ) : و كما قاوم ينيس و يمبريس موسى كذلك هؤلاء ايضا يقاومون الحق اناس فاسدة اذهانهم و من جهة الايمان مرفوضون ولا ندرى من هم ينيس او يمبريس ولا متى قابلا موسى ناهيك عن مقاومتهم له.
وحتى لا نطيل على الكنيسة فى عملها الجلل هذا نرجو أخيرا منها أضافة رسالة لبولس يبدو أنها فقدت بطريق السهو وهى رسالة بولس للاوديكيين والتى يقول عنها فر رسالته لكولوسى:
(4: 16 و متى قرئت عندكم هذه الرسالة فاجعلوها تقرا ايضا في كنيسة اللاودكيين و التي من لاودكية تقراونها انتم ايضا ).
وختاما أرجو من الأخوة القراء المساهمة فى مشروع هذا تحت شعار (صمتك لوحده مش كفايه أتبرع ولو بإصحاح واحد) . وفى أنتظار تبرعاتكم الإصحاحية لا أراكم الله مكروها فلى كتابا لديك؟؟هاهاها؟؟؟
(((((((((((المسيحية والسيف
وثائق تاريخية عن فظائع الحروب الصليبية
34 لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُرْسِيَ سَلاماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُرْسِيَ سَلاَماً، بَلْ سَيْفاً. 35 فَإِنِّي جِئْتُ لأَجْعَلَ الإِنْسَانَ عَلَى خِلاَفٍ مَعَ أَبِيهِ، وَالْبِنْتَ مَعَ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ مَعَ حَمَاتِهَا. 36 وَ هَكَذَا يَصِيرُ أَعْدَاءَ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ! (إنجيل متى :10)
يتغنى النصارى بمقولة المسيح : ( من ضربك على خدك الايمن فادر له خدك الايسر ) ليدللوا على ان دينهم دين سلام ورحمة وفي المقابل نجدهم ينعقون ليلا نهارا بأن الاسلام دين السيف والارهاب فهل التاريخ والواقع يصدق ذلك ؟؟
روى ابن الاثير في تاريخه 8/189-190 عن دخول الصليبين للقدس في الحروب الصليبية فقال : ( ملك الفرنج القدس نهار يوم الجمعة لسبع بقين من شعبان وركب الناس السيف ولبث الفرنج في البلدة اسبوعا يقتلون فيه المسلمين واحتمى جماعة من المسلمين بمحراب داود فاعتصموا به و قاتلوا فيه ثلاثة ايام و قتل الفرنج بالمسجد الاقصى ما يزيد على سبعين الفا منهم جماعة كبيرة من ائمة المسلمين وعلمائهم وعبادهم وزهادهم ممن فارق الاوطان و جاور بذلك الموضع الشريف )
كما وصف ستيفن رنسيمان في كتابه تاريخ الحروب الصليبية ما حدث في القدس يوم دخلها الصليبيون فقال : ( و في الصباح الباكر من اليوم التالي اقتحم باب المسجد ثلة من الصليبيين فأجهزت على جميع اللاجئين اليه وحينما توجه قائد القوة ريموند اجيل في الضحى لزيارة ساحة المعبد اخذ يتلمس طريقه بين الجثث والدماء التي بلغت ركبتيه وتركت مذبحة بيت المقدس اثرا عميقا في جميع العالم وليس معروفا بالضبط عدد ضحاياها غير انها ادت الى خلو المدينة من سكانها المسلمين واليهود بل ان كثير من المسيحيين اشتد جزعهم لما حدث) 1/404/406
وقد وصف كثير من المؤرخين احداث المذبحة التي حدثت في القدس يوم دخول الصليبيين اليها و كيف انهم كانوا يزهون بانفسهم لان ركب خيولهم كانت تخوض في دماء المسلمين التي سالت في الشوارع و قد كان من وسائل الترفيه لدى الصليبيين ان يشووا اطفال المسلمين كما تشوى النعاج. ويذكر الكثيرون ماذا فعل ريتشارد قلب الاسد في الحملة الصليبية الثالثة عند احتلاله لعكا بأسرى المسلمين فقد ذبح 2700 أسير من اسرى المسلمين الذين كانوا في حامية عكا و قد لقيت زوجات واطفال الاسرى مصرعهم الى جوارهم.
فاي سلام يحمله هؤلاء ؟؟؟
فقد امنهم الاسلام على انفسهم لكنهم لا يعرفون معنا للقيم والعهد والسلام . ومع ما فعله الصليبيون في القدس فاننا نرى رحمة الاسلام ومسا محته حتى مع هؤلاء الكلاب فقد وصف المؤرخون ما حدث في اليوم الذي دخل فيه صلاح الدين الايوبي رضي الله عنه الى القدس فاتحا لم ينتقم او يقتل او يذبج بل اشتهر المسلمون الظافرون في الواقع بالاستقامة والانسانية فبينما كان الصليبيون منذ ثماني وثمانين سنة يخوضون في دماء ضحاياهم المسلمين لم تتعرض ا أي دار من دور بيت المقدس للنهب ولم يحل بأحد من الاشخاص مكروه اذ صار رجال الشرطة يطوفون بالشوارع والابواب تنفيذا لامر صلاح الدين لمنع كل اعتداء يحتمل وقوعه على المسيحيين وقد تأثر الملك العادل لمنظر بؤس الاسرى فطلب من اخيه صلاح الدين اطلاق سراح الف اسير فوهبهم له فاطلق العادل سراحهم على الفور واعلن صلاح الدين انه سوف يطلق سراح كل شيخ وكل امراة عجوز.
وأقبل نساء الصليبيين وقد امتلأت عيونهن بالدموع فسألن صلاح الدين أين يكون مصيرهن بعد أن لقي ازواجهن أو آباؤهن مصرعهم أو وقعوا في الأسر فأجاب صلاح الدين بأن وعد باطلاق سراح كل من في الأسر من أزواجهن وبذل للأرامل واليتامى من خزانته العطايا كل بحسب حالته فكانت رحمته وعطفه نقيض افعال الصليبيون الغزاة.
اما بالنسبة لرجال الكنيسة انفسهم وعلى رأسهم بطريرك بيت المقدس فانهم لم يهتموا الا بأنفسهم وقد ذهل المسلمون حينما رأوا البطريرك هرقل وهو يؤدي عشرة دنانير ( مقدار الفدية المطلوبة منه ) ويغادر المدينة وقد انحنت قامته لثقل ما يحمله من الذهب وقد تبعته عربات تحمل ما بحوزته من الاموال والجواهر والاواني النفيسة .
ولو نظرنا الى عصرنا الحاضر لما احتجنا كثيرا لقراءة التاريخ فالتاريخ اسود والواقع اشد سوادا فما يزالون يحملون احقادهم ضد المسلمين في كل مكان وضد الانسانية التي يتغنون بها وجنوب السودان وصبرا وشاتيلا والبوسنة والفلبين و الشيشان وكوسوفا وابخازيا واذربيجان تشهد على دمويتهم وحقدهم فقد خرجوا من جحورهم واستأسدوا عندما غابت الليوث لكن سيأتي يوم الحساب قريبا ومهما طال ليل الباطل فلا بد له ان يندحر وتشرق شمس الحق من جديد.
وصف للمجاز الصليبية التي حدثت في القدس حين دخول الصليبيين اليها
ذكر غوستاف لوبون في كتابه الحضارة العربية نقلا عن روايات رهبان ومؤرخين رافقوا الحملة الصليبية الحاقدة على القدس ما حدث حين دخول الصليبيين للمدينة المقدسة من مجازر دموية لا تدل إلا على حقد أسود متأصل في نفوس ووجدان الصليبيين. فقال الراهب روبرت أحد الصليبيين المتعصبين وهو شاهد عيان لما حدث في بيت المقدس واصفا سلوك قومه ص325 ( كان قومنا يجوبون الشوارع والميادين وسطوح البيوت ليرووا غليلهم من التقتيل وذلك كاللبؤات التي خطفت صغارها ! كانوا يذبحون الأولاد والشباب ويقطعونهم إربا إربا وكانوا يشنقون أناسا كثيرين بحبل واحد بغية السرعة وكان قومنا يقبضون كل شيء يجدونه فيبقرون بطون الموتى ليخرجوا منها قطعا ذهبية فيا للشره وحب الذهب وكانت الدماء تسيل كالأنهار في طرق المدينة المغطاة بالجثث )
وقال كاهن أبوس ( ريموند داجميل ) شامتا ص326-327:
(حدث ما هو عجيب بين العرب عندما استولى قومنا على أسرار القدس وبروجها فقد قطعت رؤوس بعضهم فكان هذا أقل ما يمكن أن يصيبهم وبقرت بطون بعضهم فكانوا يضطرون إلى القذف بأنفسهم من أعلى الأسوار وحرق بعضهم في النار فكان ذلك بعد عذاب طويل وكان لا يرى في شوارع القدس وميادينها سوى أكداس من رؤوس العرب وأيديهم وأرجلهم فلا يمر المرء إلا على جثث قتلاهم ولكن كل هذا لم يكن سوى بعض ما نالوا).
وقال واصفا مذبحة مسجد عمر:
لقد أفرط قومنا في سفك الدماء في هيكل سليمان وكانت جثث القتلى تعوم في الساحة هنا وهناك وكانت الأيدي المبتورة تسبح كأنها تريد أن تتصل بجثث غريبة عنها فإذا اتصلت ذراع بجسم لم يعرف اصلها. ولم يكتفي الفرسان الصليبيون الأتقياء (!) بذلك فعقدوا مؤتمرا أجمعوا فيه على إبادة جميع سكان القدس من المسلمين واليهود و خوارج النصارى الذين كان عددهم ستين ألفا فأفنوهم على بكرة أبيهم في ثمانية أيام و لم يستبقوا منهم امرأة و لا ولدا و لا شيخا )
وفي ص396 يقول : ( و عمل الصليبيون مثل ذلك في مدن المسلمين التي اجتاحوها ففي المعرة قتلوا جميع من كان فيها من المسلمين اللاجئين في الجوامع و المختبئين في السراديب فأهلكوا صبرا ما يزيد على مائة ألف إنسان في أكثر الروايات و كانت المعرة من أعظم مدن الشام بعدد السكان بعد أن فر إليها الناس بعد سقوط أنطاكية و غيرها بيد الصليبيين).
فأي انسانية يتغنى بمثلها هؤلاء ؟ هل فعلا يديرون الخد الأيسر لمن يصفعهم على خدهم الأيمن ؟
تاريخهم يجيب عن ذلك
=====================================================================(((((((((وثائق إبادة هنود القارة الأمريكية
على أيدي المسيحيين الأسبان
34 لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُرْسِيَ سَلاماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُرْسِيَ سَلاَماً، بَلْ سَيْفاً. 35 فَإِنِّي جِئْتُ لأَجْعَلَ الإِنْسَانَ عَلَى خِلاَفٍ مَعَ أَبِيهِ، وَالْبِنْتَ مَعَ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ مَعَ حَمَاتِهَا. 36 وَ هَكَذَا يَصِيرُ أَعْدَاءَ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ! (إنجيل متى :10)
هذا الكتاب من تأليف المطران برتولومي دي لاس كازاس. ترجمة سميرة عزمي الزين. من منشورات المعهد الدولي للدراسات الإنسانية. لمن أراد أن يستزيد فالكتاب ملئ بالفضائع التي تقشعر لها الأبدان واسمحوا لي هنا أقوم بعرض موجز لبعض ما جاء في هذا الكتاب
من مقدمة الكتاب:
((يقول المؤرخ الفرنسي الشهير (( مارسيل باتييون )) أن مؤلف كتابنا ((برتولومي دي لاس كازاس )) أهم شخصية في تاريخ القارة الأمريكية بعد مكتشفها (( كر يستوف كولومبوس )) وأنه ربما كان الشخصية التاريخية التي تستأهل الاهتمام في عصر اجتياح المسيحيين الأسبان لهذه البلاد. ولولا هذا المطران الكاهن الثائر على مسيحية عصره وما ارتكبه من فظائع ومذابح في القارة الأمريكية لضاع جزء كبير من تاريخ البشرية. فإذا كان كولومبوس قد اكتشف لنا القارة , فان برتولومي هو الشاهد الوحيد الباقي على أنه كانت في هذه القارة عشرات الملايين من البشر الذين أفناهم الغزاة بوحشية لا يستطيع أن يقف أمامها لا مستنكرا لها , شاكا في إنسانية البشر الذين ارتكبوها ))
ولد (( برتولومي دي لاس كازاس )) عام 1474 م في قشتالة الأسبانية , من أسرة اشتهرت بالتجارة البحرية. وكان والده قد رافق كولومبوس في رحلته الثانية إلى العالم الجديد عام 1493 م أي في السنة التالية لسقوط غر ناطة وسقوط الأقنعة عن وجوه الملوك الأسبان والكنيسة الغربية. كذلك فقد عاد أبوه مع كولومبوس بصحبة عبد هندي فتعرف برتولومي على هذا العبد القادم من بلاد الهند الجديدة. بذلك بدأت قصته مع بلاد الهند وأهلها وهو ما يزال صبيا في قشتاله يشاهد ما يرتكبه الأسبان من فضائع بالمسلمين وما يريقونه من دمهم وإنسانيتهم في العالم الجديد. لقد جرى الدميان بالخبر اليقين أمام عيني هذا الراهب الثائر على أخلاق أمته ورجال كنيستها , وبعثات تبشيرها : دم المسلمين ودم الهنود , سكان القارة الأمريكية.
كانوا يسمون المجازر عقابا وتأديبا لبسط الهيبة وترويع الناس, كانت سياسة الاجتياح المسيحي : أول ما يفعلونه عندما يدخلون قرية أو مدينة هو ارتكاب مجزرة مخيفة فيها.. مجزرة ترتجف منها أوصال هذه النعاج المرهفة)).
وانه كثيرا ما كان يصف لك القاتل والمبشر في مشهد واحد فلا تعرف من تحزن : أمن مشهد القاتل وهو يذبح ضحيته أو يحرقها أو يطعمها للكلاب , أم من مشهد المبشر الذي تراه خائفا من أن تلفظ الضحية أنفاسها قبل أن يتكرم عليها بالعماد , فيركض إليها لاهثا يجرجر أذيال جبته وغلاظته وثقل دمه لينصرها بعد أن نضج جسدها بالنار أو اغتسلت بدمها , أو التهمت الكلاب نصف أحشائها.
إن العقل الجسور والخيال الجموح ليعجزان عن الفهم والإحاطة , فإبادة عشرات الملايين من البشر في فترة لا تتجاوز الخمسين سنة هول لم تأت به كوارث الطبيعة. ثم إن كوارث الطبيعة تقتل بطريقة واحدة . أما المسيحيون الأسبان فكانوا يتفننون ويبتدعون ويتسلون بعذاب البشر وقتلهم . كانوا يجرون الرضيع من بين يدي أمه ويلوحون به في الهواء, ثم يخبطون رأسه بالصخر أو بجذوع الشجر , أو يقذفون به إلى أبعد ما يستطيعون. وإذا جاعت كلابهم قطعوا لها أطراف أول طفل هندي يلقونه , ورموه إلى أشداقها ثم أتبعوها بباقي الجسد. وكانوا يقتلون الطفل ويشوونه من أجل أن يأكلوا لحم كفيه وقدميه قائلين : أنها أشهى لحم الإنسان.
رأى لاس كازاس كل ذلك بعينيه , وأرسل الرسائل المتعددة إلى ملك أسبانيا يستعطفه ويسترحمه ويطالبه بوقف عذاب هؤلاء البشر. وكانت آذان الملك الأسباني لا تسمع إلا رنين الذهب. ولماذا يشفق الملك على بشر تفصله عنهم آلاف الأميال من بحر الظلمات ما دامت جرائم عسكره ورهبانه في داخل أسبانيا لا تقل فظاعة عن جرائم عسكره ورهبانه في العالم الجديد؟ كان الأسبان باسم الدين المسيحي الذي يبرأ منه المسيح عليه السلام , يسفكون دم الأندلسيين المسلمين الذين ألقوا سلاحهم وتجردوا من وسائل الدفاع عن حياتهم وحرماتهم. وكان تنكيلهم بهم لا يقل وحشية عن تنكيلهم بهنود العالم الجديد. لقد ظلوا يسومون المسلمين أنواع العذاب والتنكيل والقهر والفتك طوال مائة سنة فلم يبق من الملايين الثلاثة الثلاثين (حسبما ذكر الكتاب) مسلم واحد , كما ساموا الهنود تعذيبا وفتكا واستأصلوهم من الوجود. كانت محاكم التفتيش التي تطارد المسلمين وتفتك بهم , ورجال التبشير الذين يطاردون الهنود ويفتكون بهم من طينة واحدة
إن أحدا لا يعلم كم عدد الهنود الذين أبادهم الأسبان المسيحيين , ثمة من يقول انه مائتا مليون, ومنهم من يقول انهم أكثر . أما لاس كازاس فيعتقد أنهم مليار من البشر , ومهما كان الرقم فقد كانت تنبض بحياتهم قارة أكبر من أوروبا بسبعة عشر مرة , وها قد صاروا الآن أثرا بعد عين.
أما المسيحيون فعاقبوهم بمذابح لم تعرف في تاريخ الشعوب. كانوا يدخلون على القرى فلا يتركون طفلا أو حاملا أو امرأة تلد إلا ويبقرون بطونهم ويقطعون أوصالهم كما يقطعون الخراف في الحظيرة. وكانوا يراهنون على من يشق رجلا بطعنة سكين , أو يقطع رأسه أو يدلق أحشاءه بضربة سيف.
كانوا ينتزعون الرضع من أمهاتهم ويمسكونهم من أقدامهم ويرطمون رؤوسهم بالصخور . أو يلقون بهم في الأنهار ضاحكين ساخرين. وحين يسقط في الماء يقولون: ((عجبا انه يختلج)). كانوا يسفدون الطفل وأمه بالسيف وينصبون مشانق طويلة , ينظمونها مجموعة مجموعة , كل مجموعة ثلاث عشر مشنوقا , ثم يشعلون النار ويحرقونهم أحياء . وهناك من كان يربط الأجساد بالقش اليابس ويشعل فيها النار.
كانت فنون التعذيب لديهم أنواعا منوعة. بعضهم كان يلتقط الأحياء فيقطع أيديهم قطعا ناقصا لتبدو كأنها معلقة بأجسادهم, ثم يقول لهم : (( هيا احملوا الرسائل)) أي : هيا أذيعوا الخبر بين أولئك الذين هربوا إلى الغابات. أما أسياد الهنود ونبلاؤهم فكانوا يقتلون بأن تصنع لهم مشواة من القضبان يضعون فوقها المذراة, ثم يربط هؤلاء المساكين بها, وتوقد تحتهم نار هادئة من أجل أن يحتضروا ببطء وسط العذاب والألم والأنين.
ولقد شاهدت مرة أربعة من هؤلاء الأسياد فوق المشواة. وبما انهم يصرخون صراخا شديدا أزعج مفوض الشرطة الأسبانية الذي كان نائما ( أعرف اسمه , بل أعرف أسرته في قشتاله) فقد وضعوا في حلوقهم قطعا من الخشب أخرستهم , مث أضرموا النار الهادئة تحتهم.
رأيت ذلك بنفسي , ورأيت فظائع ارتكبها المسيحيون أبشع منها. أما الذين هربوا إلى الغابات وذرى الجبال بعيدا عن هذه الوحوش الضارية فقد روض لهم المسيحيون كلابا سلوقية شرسة لحقت بهم, وكانت كلما رأت واحدا منهم انقضت عليه ومزقته وافترسته كما تفترس الخنزير. وحين كان الهنود يقتلون مسيحيا دفاعا عن أنفسهم كان المسيحيون يبيدون مائة منهم لأنهم يعتقدون أن حياة المسيحي بحياة مائة هندي أحمر.
وشهد شاهد من أهلها …كما يقولون ..
ألم تذكرنا هذه الفضاعات والوحشية بما حصل في البوسنة و الشيشان؟ من وراء ذلك كله أليسوا هم دعاة المسيحية الذين يتشدقون بالحرية والإنسانية والمساواة والعدالة؟ ويتهمون الإسلام بالإرهاب؟
يقول المثل إذا كان بيتك من زجاج لا ترمي الناس بحجر .
لا تنه عن خلق وتأتي مثله * عار عليك إذا فعلت عظيم
==================================================================((((((((أصغر رسالة في نقض المسيحية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً، ولم يكن له شريك في الملك ، ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيراً ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد فهذه نبذة مختصرة جداً (1) أردت أن أبين من خلالها أصل النصرانية وواقعها ، كتبتها ابتداءً للإنسان النصراني ؛ ليقف بنفسه على أصل عقيدته ، ويعرف كيف تحولت وتبدلت وأصبحت ديانة وضعية بشرية بعد أن كانت رسالة إلهية ، والتَزَمْتُ في هذه النبذة أن أورد الأدلة التي اعتمدت عليها في بيان الحق - من التوراة والإنجيل- ؛ حتى يعلم أنني أردت دلالته إلى الحق ، وإرشاده إلى الصواب فأقول مستعيناً بالله :-
أصل النصرانية رسالة إلهية كغيرها من الرسالات الإلهية كرسالة نوح وإبراهيم وموسى عليهم الصلاة والسلام ، وجميع الرسالات الإلهية تتفق في العقائد الأساسية للدين كالإيمان بأن الله واحد لا شريك له ، وأنه لم يلد ولم يولد ، والإيمان بالملائكة واليوم الآخر والقدر خيره وشره ، والإيمان بالرسل والأنبياء ، ولم يرد في التأريخ كله من لدن آدم عليه السلام إلى آخر الأنبياء وهو محمد صلى الله عليه وسلم أن رسالة إلهية وردت تخالف هذه العقائد ، وإنما كان الخلاف فيما بينها يتعلق بأنواع العبادات وهيئاتها ، وأصناف المحرمات والمباحات وأسبابها وغير ذلك مما يشرعه الله لأنبيائه ويأمرهم ببيانه للناس الذين أرسل إليهم هذا الرسول أوذاك.
إذاً فالنصرانية رسالة إلهية تدعو إلى الإيمان بأن الله واحد لا شريك له ، وأنه لم يلد ولم يولد ، وتؤكد بأن لله رسلاً وأنبياء اصطفاهم واختارهم من بين سائر البشر لتبيلغ رسالته للناس لئلا يكون للناس على الله حجة بعد إرسال الرسل .
والسؤال الذي يفرض نفسه هو : هل بقيت النصرانية على هيئتها التي أنزلها الله على عبده ورسوله عيسى عليه السلام أم لا ؟
وللإجابة على هذا السؤال لا بد أن نستعرض وإياك واقع النصرانية اليوم ونعرضه على ما نقل في التوراة والإنجيل عن موسى وعيسى عليهما السلام لننظر أيتفق الواقع مع أصل الرسالة أم يختلف ؟ وهل النصوص المنقولة عن هذين الرسولين تؤيد العقائدَ القائمة في حياة الأمة النصرانية ؟ وهل ما نقل في هذه الكتب عن حياة المسيح عليه السلام يتفق مع الصورة التي ترسمها الكنائس لشخصية المسيح ...حتى أصبحت شخصية أسطورية يستحيل تصديقها في الأذهان أو تحققها في الوجود . وأول هذه العقائد هي :
1- اعتقاد النصارى أن المسيح (( ابن الله )) .
هذا الاعتقاد ليس له ما يؤيده من كلام المسيح عليه السلام ؛ بل نجد أن التوراة والإنجيل مليئة بما يعارض هذا الاعتقاد ويناقضه حيث جاء في إنجيل يوحنا19 : 6
قوله : (فلما رآه رؤساء الكهنة والخدام صرخوا قائلين : اصلبه ، اصلبه قال لهم بيلاطس : خذوه أنتم واصلبوه ؛ لأني لست أجد فيه علة . أجابه اليهود : لنا ناموس وحسب ناموسنا يجب أن يموت ؛ لأنه جعل نفسه ابن الله ) ولقد صدّر متى إنجيله 1 : 1 بذكر نسب المسيح عليه السلام فقال : (كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود بن إبراهيم). فهذا النسب دليل على البشرية ، مناقض لما دُعي فيه من الألوهية .
وكأني بك تقول : لقد أُطْلِقَ على المسيح وصف ((ابن الله)) ولذلك دُعي ابن الله فأقول : إن هذه الصفة وردت في كتابك وقد أطلقت على أنبياء آخرين ووصفت بها أمماً وشعوباً ، ولم يختص بها المسيح عليه السلام ولتتأكد من ذلك انظر مثلاً : (خروج 4: 22 ، مزمور 2 : 7 ، وأخبار الأيام الأول 22 : 10.9 ، متى 5 : 9 ، ولوقا 3 : 38، ويوحنا 1: 12 وهؤلاء الموصوفون بأنهم أنبياء الله لم يرفعوا إلى المنزلة التي رفعتم إليها المسيح عليه السلام .
كما أن إنجيل يوحنا : 1 : 12 حمل إلينا تفسير أو وصف مصطلح ((ابن الله)) وأنها بمعنى المؤمن بالله حيث قال : (وأما الوصف الذي قَبِلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باْسمه ).
2- اعتقاد النصارى أن المسيح عليه السلام إله مع الله ، بل هو الأقنوم الثاني من الثالوث المقدس عندهم .
عندما نتصفح العهد الجديد لننظر الأساس الذي بُني عليه هذا الاعتقاد لا نجد للمسيح عليه السلام أي قول يسنده ويدعو إليه ؛ بل نفاجأ بأن العهد الجديد يضم بين طياته نصوصاً ترفض هذا الاعتقاد وتعلن بكل صراحة ووضوح أنه لا إله إلا الله ، وأن المسيح عبد الله ورسوله أرسله إلى بني إسرائيل مصدقاً بالتوراة والإنجيل ، وإليك بعض هذه النصوص التي تؤيد ما قلت فمنها :-
أ - قال المسيح عليه السلام في إنجيل برنابا 94 : 1 (إني أشهد أمام السماء ، وأُشهد كل ساكن على الأرض أني بريء من كل ما قال الناس عني من أني أعظم من بشر ؛ لأني بشر مولود من امرأة وعرضة لحكم الله ، أعيش كسائر البشر عرضة للشقاء العام ).
ب - شهد لوقا وكليوباس ببشرية المسيح حيث قالا : (ولم تعرف ما جرى في هذه الأيام من أمر المسيح الذي كان رجلاً مصدقاً من الله في مقاله وأفعاله) لوقا 24 : 19 ، وانظر لوقا 7 : 17 ، وأعمال الرسل 2 : 22 .
ج - قول المسيح عليه السلام : (وهذه الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ، ويسوع الذي أرسلته) يوحنا 17 : 3 .
فأنت ترى أن المسيح عليه السلام في النص الأول شهد أمام السماء وأشهد كل ساكن على الأرض أنه بريء من كل من وصف يرفعه فوق منزلته البشرية ؛ وما ذاك إلا لأنه بشر .
وفي النص الثاني شهد اثنان من معاصريه أنه رجل مصدق من الله في قوله وفعله .
وفي النص الثالث أطلقها شهادة مدوية بأن الحقيقة الكبرى في هذا الكون التي تمنح صاحبها السعادة الأبدية هي معرفة أن الله هو الإله الحقيقي وكل ما سواه فهو زائف باطل ، وأن يسوعَ المسيح رسولُ الله
3-اعتقاد أن اللاهوت حلّ في الناسوت .
وعندما نستعرض تعاليم المسيح عليه السلام نجد أنه لم يشر إلى هذه المسألة إطلاقاً ؛ بل على العكس من ذلك يقوم بتعليم عقيدة التوحيد الخالص من كل شوائب الشرك ، ولعل أظهر دليل على ذلك قول المسيح عليه السلام : ( اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد ) مرقس : 12 : 29 .
ولعلك تستعرض الأدلة التي وردت في الفقرة الثانية مضيفاً إليها هذا الدليل لتنظر هل هذه الأدلة المنقولة من كتابك المقدس تؤيد هذه العقيدة ؟ أم تصادمها وترفضها ؟
4- اعتقاد أن الله يتكون من ثلاثة أقانيم وهو ما يعرف بـ ((عقيدة الثليث )) .
هذا الاعتقاد انفردت به الديانة النصرانية من بين سائر الديانات الإلهية ، فهل يؤيده الكتاب المقدس أم يعارضه ؟ إن المتأمل المنصف لما نقل عن المسيح عليه السلام سيجد أنه جعل أساس رسالته الدعوة إلى التوحيد ، وتنزيه الله عن مشابهة خلقه ، وتجريد مقام الألوهية عن كل ما سوى الله ، وتحقيق مقام العبودية لله وحده ...
فارجع البصر إلى الأدلة التي أوردتها لك في الفقرة الثانية والثالثة تجد ما ذكرته لا لبس فيه ولا غموض ، هذا من جانب ، ومن جانب آخر فإن النصرانية المحرفة تدّعي أن لله ثلاثة أقانيم متساوية :
فالآب هو الإله الأول ، والابن هو الإله الثاني ، والروح القدس هو الإله الثالث .
وليس هذا صحيحاً ؛ لأنهم يعتقدون أن الروح القدس قد انبثق عن الآب والابن ، ولا يمكن أن تتساوى هذه الأقانيم في الأزلية والثالث قد انبثق عن الاثنين قبله ، كما أن لكل واحد منها صفات تخصه لا يمكن أن يوصف بها الآخر ، ثم إن الآب دائماً في المرتبة الأولى ، والابن يأتي بعده ، والروح القدس في الدرجة الثالثة ، فلا ترضون أبداً أن يعاد ترتيب هذا الثالوث فيكون الروح في المقدمة والابن في المرتبة الثانية بل تعتبرون ذلك كفراً وإلحاداً فكيف التسوية إذاً ؟
ومن جهة ثانية فإن وصف الروح وحده بالقدس دليل على عدم المساواة .
5-اعتقاد النصارى أن المسيح عليه السلام صلبته اليهود بأمر بيلاطس البنطي وتوفي على الصليب .
وتكفل الكتاب المقدس بتفنيد هذا الاعتقاد ؛ ففي كتابك أن المصلوب ملعون ، كما ورد ذلك في سفر التثنية : 22 : 23 : (وإذا كان على إنسان خطيّة حقها الموت فقُتل وعلقته على خشبة . فلا تثبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم ، لأن المعلق ملعون من الله فلا تنجس أرضك التي يعطيك الرب إلهك ) فتأمل كيف يكون إلهكم ملعوناً بنص كتابكم ؟
كما أن في إنجيل لوقا 4: 29-30 أن الله عصم المسيح عليه السلام وحفظه من كيد اليهود ومكرهم فلم يستطيعوا أن يصلبوه : (فقاموا وأخرجوه خارج المدينة وجاءوا به إلى حافة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه حتى يطرحوه أسفل . أما هو فجاز في وسطهم ومضى) وقال يوحنا : 8 : 59 : (فرفعوا حجارة ليرجموه . أما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازاً في وسطهم ومضى هكذا ). وقال يوحنا 10 : 93 : (فطلبوا أيضاً أن يمسكوه فخرج من أيديهم ). هذه النصوص -وسواها كثير -تؤكد أن الله عصم المسيح عليه السلام من كيد اليهود ومكرهم .
بل عن هناك نصوصاً تثبت أن اليهود لم يكونوا متحققين من شخصية المسيح حتى استأجروا من يدلهم عليه ، وأعطوه لذلك أجراً (انظر متى 27 : 3-4). كما أخبر المسيح عليه السلام أن كل الجموع ستشك في خبره تلك الليلة التي وقعت فيها الحادثة فقال : (كلكم تشكّون فيّ هذه الليلة ) مرقس 14 : 27 .
إذاً فماذا كانت نهاية المسيح على الأرض ؟ لقد رفعه الله إليه ، وهذا خبره في كتابك : (إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء ) أعمال الرسل 1 : 11 . و : (مكتوب أنه يوصي ملائكته بك فعلى أيادِيهم يحملونك ) متى 4 : 6 ، ولوقا 4 : 10-11 .
أرأيت كيف حمل كتابك الحقائق التالية :-
1-أن من عُلق على خشبة الصلب فهو ملعون.
2-أن الله عصم المسيح وحفظه من الصلب.
3-أخبر المسيح أن الجموع ستكون في شك من أمره في تلك الليلة.
4-أن الله رفعه إلى السماء.
والآن أطرح إليك هذا السؤال : ما السبب في كون هذا الصليب مقدساً في النصرانية ؟
في حين أنه كان هو السبب في إصابة المسيح عليه السلام- كما تعتقدون- بالأذى ؟ أليس هو تذكار الجريمة ؟ أليس هو شعار الجريمة وأداتها ؟ . ثم ألم تر أن حادثة الصلب المتعلقة بالمسيح عليه السلام كلها تفتقد إلى الأساس التأريخي والديني الذي تستند إليه ، فلماذا تشغل كل هذا الحيز ولماذا تأخذ كل هذا الاهتمام في عقيدتك ؟
وإن كنت ولا تزال على قناعتك بهذه العقيدة فأجب وبصدق عن هذه التساؤلات
التالية :-
من كان يمسك السماوات والأرض حين كان ربها وخالقها مربوطاً على خشبة . . . الصليب ؟
وكيف يتصور بقاء الوجود ثلاثة أيام بغير إله يدبر أمره ويحفظ استقراره ؟
ومن كان يدبر هذه الأفلاك ويسخرها كيف يشاء ؟
ومن الذي كان يحي ويميت ويعز من يشاء ويذل من يشاء ؟
ومن الذي كان يقوم برزق الأنام والأنعام ؟
وكيف كان حال الوجود برمته وربه في قبره ؟
ومن الذي أماته ، ومن الذي منّ عليه بالحياة ؟
تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً .
6-اعتقاد النصارى أن المسيح مات مصلوباً فداءاً للبشرية وكفارة للخطيئة الموروثة.
هذه العقيدة رغم مخالفتها للعقل والمنطق فهي مخالفة لقواعد أساسية ونصوص رئيسة اشتمل عليها كتابك ، فمن هذه القواعد :-
1-لا يقتل الآباء عوضاً عن الأبناء.
2-أن كل واحد يموت بذنبه.
3-أن النفس التي تخطيء هي تموت .
4-أن الله يقبل توبة التائبين.
أما النصوص التي حملت هذه القواعد فمنها :-
(لا يقتل الآباء عن الأولاد ، ولا يقتل الأولاد عن الآباء كل إنسان بخطيئته يقتل ) تثنية 24 : 16 .
(في تلك الأيام لا يقولون بعدُ الآباء أكلوا حصرماً وأسنان الأبناء ضرست ؛ بل كل واحد يموت بذنبه ، كل إنسان يأكل الحصرم تضرس أسنانه ) ارمياء 31 : 29- 3.
(وأنتم تقولون لماذا لا يحمل الابن من إثم الأب . أما الابن فقد فعل حقاً وعدلاً حفظ جميع فرائضي وعمل بها فحياة ً يحيا . النفس التي تخطيء هي تموت . الابن لا يحمل من إثم الأب ، والأب لا يحمل من إثم الابن . برّ البارّ عليه يكون ، وشر الشرير عليه يكون ... فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها وحفظ كل فرائضي وفعل حقاً وعدلاً فحياةً يحيا. لا يموت ، كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه في بره) حزقيال 18 : 19-22 .
7-فريضة العشاء الرباني .
حينما يورد كل من متى ومرقس قصة العشاء الرباني لم يشفعا ذلك بأمر المسيح عليه السلام بجعل هذا العمل عبادة مستمرة وطقساً دائماً ، وارجع إلى ذكر هذه القصة في هذين الإنجيلين تجد الأمر كما قلت .
لكن بولس لما أراد أن تأخذ هذه العبادة طابع الاستمرار أضاف إلى تلك القصة الجملة التالية ((اصنعوا هذا لذكري)) الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس 11 : 24 .
هذا أصل النصرانية وهذا واقعها ، وهذا الواقع - كما رأيت لا يمت إلى المسيح عليه السلام بصِلَة ، ولا تربطه به إلا رابطة الانتساب الاسمي الذي يفتقد أدنى مقوماته الدينية والتأريخية ...
بل إن كتاب النصرانية المقدس يحمل نصوصاً تُعزى إلى المسيح عليه السلام تعارض وترفض هذه العقائد الأساسية والركائز الهامة التي تقوم عليها الديانة النصرانية...
والإنسان العاقل يأنف من الزيف ، وينفر من الخطأ . وحري بك أن تكون واحداً من أولئك القوم العقلاء الذين هجروا هذا الواقع المرير ، وركبوا كل صعب وذلول بحثاً عن الحق ، وطلباً للدليل ، ورغبة في الوصول إلى الحقيقة .
فأقول : لن أتجاوز كتابك ففيه ما يدلك على الحق ويرشدك إلى الصواب ، ألست تقول في صلاتك : (ليتقدس اسمك ، ليأت ملكوتك) متى 6 : 9-10 . ألى الآن تنتظر قائلاً : ((ليأت ملكوتك)) ألم يأت هذا الملكوت ؟ فإن كان الملكوت قد جاء وتحقق فلماذا لا تزال تدعو بهذا الدعاء ؟
قد جاء هذا الملكوت وتحقق بمجيء رسوله الذي بشّر به المسيح عليه السلام فقال : (البارقليط (2) الذي يرسله أبي في آخر الزمان هو يعلمكم كل شيء ) يوحنا :14 : 26 وقال : (ومتى جاء البارقليط الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي ) يوحنا 15 : 26 فمن الذي شهد للمسيح بالرسالة ونزهه عما افتراه اليهود عليه سوى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ؟
وقال المسيح أيضاً : (إن لي أموراً كثيرة لَأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن . وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق؛ لأنه لا يتكلم من نفسه ، بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتيه. ذاك يمجدني ؛ لأنه لا يأخذ مما لي ويخبركم ) يوحنا 16 : 12-14 . فمحمد صلى الله عليه وسلم هو البارقليط الذي أشار إليه المسيح عليه السلام ، وهو الذي أرشد الخلق إلى الحق ؛ لأنه لا يتكلم من نفسه إذ أنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى .
فهلم هلم اتبع البارقليط الذي أرشدك إليه المسيح عليه السلام ، وهذا البارقليط هو الذي بشر به موسى عليه السلام حين قال كما في سفر التثنية 18: 18 : (أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه فيتكلم بكل ما أوصيه ) وإخوة بني إسرائيل هم بنو إسماعيل ، ولم يخرج من بني إسماعيل رسول سوى محمد صلى الله عليه وسلم . وهو الذي أخبرنا موسى عليه السلام أنه يخرج من قمم ((فاران)) حيث قال في سفر التثنية 33 : 2 : (جاء الرب من سيناء وأشرق من ساعير وتلألأ من جبل فاران) وفاران هي مكة المكرمة . وأنشد سكان ((سالع)) أنشودة الفرح بمقدمه إليهم كما قال اشعياء 42: 11 : (لتترنم سالع من رؤوس الجبال ليهتفوا) وسالع جبل في المدينة المنورة التي انطلقت منها رسالة محمد صلى الله عليه وسلم . وهوت تحت قدميه الأصنام (انظر إشعياء 42 : 17 ) ، وعمت رسالته وجه الأرض ، وسعدت به البشرية ، وآمنت به الآلاف المؤلفة من البشر فكن واحداً من هؤلاء تفز بسعادة الدنيا والآخرة . . .
أما كيف تكون من أتباعه ؟
ليتحقق لك ما تحقق لأصحابه ، فالأمر جد يسير ، فما عليك إلا أن تغتسل وتتطهر وتزيل عن جسدك كل أثر غير حميد ، ثم تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، عالماً بمقتضاهما ، عارفاً بمعناهما ، وهو أن تعتقد أن لا معبود بحق سوى الله ، وأن الله هو المتفرد بالألوهية والربوبية ، وأن محمداً رسول الله فتطيعه بما أمر ، وتصدقه فيما أخبر ، وتبتعد عما نهى عنه وزجر .
وأن تشهد أن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، وأن الجنة حق ، والنار حق ، وأن الله يبعث من في القبور ، فإذا حققت ذلك أصبحت أهلاً لأن تكون من ورثة جنة الفردوس مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .
وإن أردت مزيد مصادر ومراجع ترشدك إلى الحق وتهديك إلى الصراط المستقيم فإليك قائمة ببعض الكتب التي ألفها بعض القساوسة النصارى الذين هداهم الله إلى الإسلام فدوّنوا في هذه الكتب خبر انتقالهم من النصرانية إلى الإسلام ، والأسباب التي أدت بهم إلى هجر النصرانية ، والأدلة التي استدلوا بها على أن الإسلام هو الرسالة الخاتمة الخالدة وهذه الكتب هي :-
1-الدين والدولة ، تأليف علي بن ربِّن الطبري.
2-النصيحة الإيمانية في فضيحة الملة النصرانية، تأليف نصر بن يحيى المتطبب.
3-محمد في الكتاب المقدس نُشِر باللغتين العربية والإنجليزية من قبل رئاسة المحاكم الشرعية بدولة قطر .
4-الإنجيل والصليب وكلاهما من تأليف دافيد بنجامين كلداني الذي أسلم وتسمى بعبد الأحد داود.
5-محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل والقرآن .
6-الغفران بين الإسلام والمسيحية وكلاهما من تأليف إبراهيم خليل أحمد كان قساً نصرانياً وكان اسمه قبل إسلامه إبراهيم فيلبس.
7-الله واحد أم ثالوث .
8-المسيح إنسان أم إله وكلاهما من تأليف مجدي مرجان .
9-سر إسلامي من تأليف فؤاد الهاشمي .
10-المنارات الساطعة في ظلمات الدنيا الحالكة من تأليف المهتدي محمد زكي الدين النجار.
هذه الكوكبة المباركة التي آثرت الحق على الباطل ، والهدى على الضلال ، أتراك أعلم بدينك منهم ؟
فَلِمَ لم تسأل نفسك عن الأسباب التي أدّت بهم إلى هجر دينهم وإعلانهم الهجرة إلى الإسلام ؟ وما هي الأدلة والبراهين التي وقفوا عليها فقادتهم إلى الهدى والنور .
وأقول لك ليست هذه الجماعة المباركة هي فقط التي هجرت دينها وأعلنت إسلامها ؛ إنما هؤلاء نزر يسير من علماء النصارى الذين أسلموا ذكرتهم لك للاسترشاد والاستشهاد... وغيرهم كثير فها هي القوافل الإيمانية التي نشهدها كل يوم تشد رحالها وتيمم شطر الإسلام معلنة أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
الهوامش :
(1) رغبة أن تؤدي هذه النبذة الثمار المرجوة منها -أؤمل من كل من أراد ترجمتها إلى أي لغة أن يعتمد نقل نصوص التوراة والإنجيل من الطبعة المتداولة في اللغة التي سيترجم إليها .
(2) البارقليط : كلمة يونانية بمعنى أحمد
كتبها د/ محمد بن عبد الله السحيم صب 6249 الرياض 11442 من نشر دار العاصمة الرياض هاتف 4915154 -4933318 فاكس ... 4915154
عند حصول خطأ في نقل هذه النسخة من الأصل يرجى الاتصال بالناسخ على بريد
====================================================================((((((((((البشارة بالنبي محمد
في التوراة و الإنجيل
(و مبشّرا برسول يأتى من بعدى إسمه أحمد)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
نود هنا أن نذكر البشائر التي بشرت بها التوراة وكذلك الإنجيل بنبوة نبينا محمد - عليه السلام - رغم التحريف الطارئ عليها , فالتوراة التي بين أيدي الناس اليوم محرفة مغيرة يدلك على ذلك هذا الاختلاف الذي تجده في أمور كثيرة بين نسخها وطبعاتها , فهناك ثلاث نسخ للتوراة : العبرانية , واليونانية , والسامرية , وكل قوم يدعون أن نسختهم هي الصحيحة , وهناك فروق واضحة بين طبعات التوراة وترجماتها. وقد أدى هذا التحريف إلى ذهاب كثير من البشارات أو طمس معالمها, ومع ذلك فقد بقي من هذه البشارات شيء كثير , ولا تخفى هذه البشارات على من يتأملها , ويعرضها على سيرة رسول الله - عليه السلام - متجردا من الهوى .
لقد صرح بعض هذه البشارات باسم محمد - عليه السلام - وقد اطلع بعض العلماء المسلمين على هذه النصوص , ولكن التحريف المستمر لهذا الكتاب أتى على هذه النصوص , فمن ذلك ما ورد في سفر أشعيا : ( إني جعلت أمرك محمدا , يا محمد يا قدوس الرب , اسمك موجود من الأبد ) , وقوله إن اسم محمد موجود من الأبد موافق لقول الرسول - عليه السلام - : ( كنت نبيا وإن آدم لمنجدل في طينته ) .
وفي التوراة العبرانية في الإصحاح الثالث من سفر حبقوق : ( وامتلأت الأرض من تحميد أحمد , ملك بيمينه رقاب الأمم ) .
وفي النسخة المطبوعة في لندن قديما سنة 1848 , والأخرى المطبوعة في بيروت سنة 1884 , والنسخ القديمة تجد في سفر حبقوق النص في غاية الصراحة والوضوح : ( لقد أضاءت السماء من بهاء محمد , وامتلأت الأرض من حمده , ... زجرك في الأنهار , واحتدام صوتك في البحار , يا محمد أدن , لقد رأتك الجبال فارتاعت ).
ونلتقي إن شاء الله مع سلسلة أخرى من هذه البشائر , وأذكر مراجعي في سرد هذا الموضوع : 1- الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية , 2- الرسل والرسالات للدكتور عمر الأشقر , 3- نسخة من التوراة والإنجيل المحرفة باللغة العربية واللغة الألمانية .
في بعض الأحيان يذكر مكان مبعث النبي - عليه السلام - , ففي سفر التثنية الإصحاح الثالث والثلاثون : ( أقبل الرب من سيناء , وأشرق لهم من سعير , وتجلى من جبل فاران ) , وسيناء هي الموضع الذي كلم الله فيه موسى , وساعير الموضع الذي أوحى الله فيه لعيسى , وفاران هي جبال مكة , حيث أوحى الله لمحمد - عليه السلام - , وكون جبال فاران هي مكة , دلت عليه نصوص من التوراة . وقد جمع الله هذه الأماكن المقدسة في قوله : ( والتين والزيتون وطور سينين , وهذا البلد الأمين )
وذكرت التوراة مكان الوحي إليه ففي سفر أشعيا الإصحاح الواحد والعشرون : وحي من جهة بلاد العرب في الوعر ) . وقد كان بدء الوحي في بلاد العرب في الوعر في غار حراء
وفي هذا الموضع من التوراة حديث عن هجرة الرسول - عليه السلام - وإشارة إلى الجهة التي هاجر إليها : ( هاتوا ماء لملاقاة العطشان يا سكان أرض تيماء , وافوا الهارب بخبزة , فإنهم من أمام السيوف قد هربوا , من أمام السيف المسلول , ومن أمام القوس المشدودة , ومن أمام شدة الحرب ) , وتيماء من أعمال المدينة المنورة , وإذا نظرت في النص ظهر لك بوضوح أنه يتحدث عن هجرة الرسول عليه السلام
وتكملة النص السابق يقول : ( فإنه هكذا قال لي السيد في مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار , وبقية قسي أبطال بني قيدار تقل , لأن الرب إله إسرائيل قد تكلم ) , وهذا النص يتحدث عن معركة بدر , فإنه بعد سنة كسنة الأجير من الهجرة كانت وقعة بدر , وفني مجد قيدار , وقيدار من أولاد إسماعيل , وأبناؤه أهل مكة , وقد قلت قسي أبناء قيدار بعد غزوة بدر
وأشارت بعض نصوص التوراة إلى مكان هجرة الرسول - عليه السلام - , ففي سفر أشعيا الإصحاح الثاني والأربعون : ( لترفع البرية ومدنها صوتها , الديار التي سكنها قيدار , لتترنم سكان سالع من رؤوس الجبال ليهتفوا ليعطوا الرب مجدا ... ـ ) , وقيدار أحد أبناء إسماعيل كما جاء في سفر التكوين الإصحاح الخامس والعشرون العدد الثالث عشر . وسالع جبل سلع في المدينة المنورة . والترنم والهتاف ذلك الأذان الذي كان ولا يزال يشق أجواء الفضاء كل يوم خمس مرات , وذلك التحميد والتكبير في الأعياد وفي أطراف النهار وآناء الليل كانت تهتف به الأفواه الطاهرة من أهل المدينة الطيبة الرابضة بجانب سلع . إلى هنا نكتفي بهذا القدر من هذه الحلقة , على أمل اللقاء بكم في حلقة أخرى إن شاء الله من سلسلة البشائر بنبوة محمد من كتاب اليهود والنصارى المحرف اليوم , وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد , والحمد لله رب العالمين
====================================================================(((((((((((((أسئلة عن إلهية المسيح
تنتظر الجواب من النصارى
من كان الممسك للسموات والأرض، حين كان ربها وخالقها مربوطا على خشبة الصليب، وقد شدّت يداه ورجلاه بالحبال، وسمرت اليد التي أتقنت العوالم، فهل بقيت السموات والأرض خلوا من إلهها، وفاطرها، وقد جرى عليه هذا الأمر العظيم؟ !!!
أم تقولون: استخلف على تدبيرها غيره، وهبط عن عرشه، لربط نفسه على خشبة الصليب، وليذوق حر المسامير، وليوجب اللعنة على نفسه، حيث قال في التوراة: ((ملعون من تعلق بالصليب)) أم تقولون: كان هو المدبر لها في تلك الحال، فكيف وقد مات ودفن؟ ! أم تقولون - وهو حقيقة قولكم - لا ندري، ولكن هذا في الكتب، وقد قاله الآباء، وهم القدوة. والجواب عليهم: فنقول لكم، وللآباء معاشر النصارى: ما الذي دلّكم على إلهية المسيح؟ فإن كنتم استدللتم عليها بالقبض من أعدائه عليه، وسوقه إلى خشبة الصليب، وعلى رأسه تاج من الشوك، وهم يبصقون في وجهه، ويصفعونه. ثم أركبوه ذلك المركب الشنيع، وشدوا يديه ورجليه بالحبال، وضربوا فيها المسامير، وهو يستغيث، وتعلق. ثم فاضت نفسه، وأودع ضريحه؛ فما أصحه من استدلال عند أمثالكم ممن هم أضل من الأنعام؟ وهم عار على جميع الأنام!!
وإن قلتم: إنما استدللنا على كونه إلها، بأنه لم يولد من البشر، ولو كان مخلوقا لكان مولودا من البشر، فإن كان هذا الاستدلال صحيحا، فآدم إله المسيح، وهو أحق بأن يكون إلها منه، لأنه لا أم له، ولا أب، والمسيح له أم، وحواء أيضا اجعلوها إلها خامسا، لأنها لا أم لها، وهي أعجب من خلق المسيح؟ !! والله سبحانه قد نوع خلق آدم وبينه، إظهارا لقدرته، وإنه يفعل ما يشاء، فخلق آدم لا من ذكر، ولا من أنثى، وخلق زوجه حوى من ذكر، لا من أنثى، وخلق عبده المسيح من أنثى لا من ذكر، وخلق سائر النوع من ذكر وأنثى. وإن قلتم: استدللنا على كونه إلها، بأنه أحيا الموتى، ولا يحييهم إلا الله. فاجعلوا موسى إلها آخر، فإنه أتى من ذلك بشيء، لم يأت المسيح بنظيره، ولا ما يقاربه، وهو جعل الخشبة حيوانا عظيما ثعبانا، فهذا أبلغ وأعجب من إعادة الحياة إلى جسم كانت فيه أولا. فإن قلتم: هذا غير إحياء الموتى. فهذا اليسع النبي أتى بإحياء الموتى، وهم يقرون بذلك. وكذلك إيليا النبي أيضا أحيا صبيا بإذن الله. وهذا موسى قد أحيا بإذن الله السبعين الذين ماتوا من قومه. وفي كتبكم من ذلك كثير عن الأنبياء والحواريين، فهل صار أحد منهم إلها بذلك؟ !!
وإن قلتم: جعلناه إلها للعجائب التي ظهرت على يديه، فعجائب موسى أعجب وأعجب، وهذا إيليا النبي بارك على دقيق العجوز ودهنها، فلم ينفد ما في جرابها من الدقيق، وما في قارورتها من الدهن سبع سنين!! وإن جعلتموه إلها لكونه أطعم من الأرغفة اليسيرة آلافا من الناس، فهذا موسى قد أطعم أمته أربعين سنة من المن والسلوى!! وهذا محمد بن عبد الله قد أطعم العسكر كله من زاد يسير جدا، حتى شبعوا، وملؤا أوعيتهم، وسقاهم كلهم من ماء يسير، لا يملأ اليد حتى ملؤا كل سقاء في العسكر، وهذا منقول عنه بالتواتر؟ !! وإن قلتم: جعلناه إلها، لأنه صاح بالبحر فسكنت أمواجه، فقد ضرب موسى البحر بعصاه، فانفلق اثني عشر طريقا، وقام الماء بين الطرق كالحيطان، وفجر من الحجر الصلد اثني عشر عينا سارحة!! وإن جعلتموه إلها لأنه أبرأ الأكمه والأبرص، فإحياء الموتى أعجب من ذلك، وآيات موسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين أعجب من ذلك!!
وإن جعلتموه إلها لأنه ادعى ذلك، فلا يخلو إما أن يكون الأمر كما تقولون عنه، أو يكون إنما ادعى العبودية والافتقار، وأنه مربوب، مصنوع، مخلوق، فإن كان كما ادعيتم عليه فهو أخو المسيح الدجال، وليس بمؤمن، ولا صادق فضلا عن أن يكون نبيا كريما، وجزاؤه جهنم وبئس المصير، كما قال تعالى: (ومن يقل منهم إني إله من دونه، فذلك نجزيه جهنم) وكل من ادعى الإلهية من دون الله، فهو من أعظم أعداء الله كفرعون، ونمرود، وأمثالهما من أعداء الله، فأخرجتم المسيح عن كرامة الله، ونبوته، ورسالته، وجعلتموه من أعظم أعداء الله، ولهذا كنتم أشد الناس عداوة للمسيح في صورة محب موال!!
ومن أعظم ما يعرف به كذب المسيح الدجال أنه يدعي الإلهية، فيبعث الله عبده ورسوله مسيح الهدى ابن مريم، فيقتله، ويطهر للخلائق أنه كان كاذبا مفتريا، ولو كان إلها لم يقتل، فضلا عن أن يصلب، ويسمر، ويبصق في وجهه!! وإن كان المسيح إنما ادعى أنه عبد، ونبي، ورسول كما شهدت به الأناجيل كلها، ودل عليه العقل، والفطرة، وشهدتم أنتم له بالإلهية - وهذا هو الواقع - فلِم تأتوا على إلهيته ببينة غير تكذيبه في دعواه، وقد ذكرتم عنه في أناجيلكم في مواضع عديدة ما يصرح بعبوديته، وأنه مربوب، مخلوق، وأنه ابن البشر، وأنه لم يدع غير النبوة والرسالة، فكذبتموه في ذلك كله، وصدقتم من كذب على الله وعليه!!
وإن قلتم: إنما جعلناه إلها، لا لأنه أخبر بما يكون بعده من الأمور، فكذلك عامة الأنبياء، وكثير من الناس يخبر عن حوادث في المستقبل جزئية، ويكون ذلك كما أخبر به، ويقع من ذلك كثير للكهان والمنجمين والسحرة!! وإن قلتم: إنما جعلناه إلها، لأنه سمى نفسه ابن الله في غير موضع من الإنجيل كقوله: ((إني ذاهب إلى أبي)) ((وإني سائل أبي)) ونحو ذلك، وابن الإله إله، قيل: فاجعلوا أنفسكم كلكم آلهة، في غير موضع إنه سماه ((أباه، وأباهم)). كقوله: ((اذهب إلى أبي وأبيكم)). وفيه: ((ولا تسبوا أباكم على الأرض، فإن أباكم الذي في السماء وحده)) وهذا كثير في الإنجيل، وهو يدل على أن الأب عندهم الرب!!
وإن جعلتموه إلها، لأن تلاميذه ادعوا ذلك له، وهم أعلم الناس به، كذبتم أناجيلكم التي بأيديكم، فكلها صريحة أظهر صراحة، بأنهم ما ادعوا له إلا ما ادعاه لنفسه من أنه عبد. فهذا متى يقول في الفصل التاسع من إنجيله محتجا بنبوة شعيا في المسيح عن الله عز وجل: ((هذا عبدي الذي اصطفيته، وحبيبي الذي ارتاحت نفسي له)). وفي الفصل الثامن من إنجيله: ((إني أشكرك يا رب)) ((ويا رب السموات والأرض)). وهذا لوقا يقول في آخر إنجيله: ((أن المسيح عرض له، ولآخر من تلاميذه في الطريق ملك، وهما محزونان فقال لهما وهما لا يعرفانه: ما بالكما محزونين؟ فقالا: كأنك غريب في بيت المقدس، إذ كنت لا تعلم ما حدث فيها في هذه الأيام من أمر الناصري، فإنه كان رجلا نبيا، قويا، تقيا، في قوله، وفعله عند الله، وعند الأمة، أخذوه، واقتلوه)). وهذا كثير جدا في الإنجيل!!
وإن قلتم: إنما جعلناه إلها لأنه صعد إلى السماء، فهذا أخنوخ، وإلياس قد صعدا إلى السماء، وهما حيان مكرمان، لم تشكهما شوكة، ولا طمع فيهما طامع، والمسلمون مجمعون على أن محمد صلى الله عليه وسلم صعد إلى السماء، وهو عبد محض، وهذه الملائكة تصعد إلى السماء، وهذه أرواح المؤمنين تصعد إلى السماء بعد مفارقتها الأبدان، ولا تخرج بذلك عن العبودية، وهل كان الصعود إلى السماء مخرج عن العبودية بوجه من الوجوه؟ !!
وإن جعلتموه إلها لأن الأنبياء سمته إلها، وربا، وسيدا، ونحو ذلك، فلم يزل كثير من أسماء إله عز وجل تقع على غيره عند جميع الأمم، وفي سائر الكتب، وما زالت الروم، والفرس، والهند، والسريانيون، والعبرانيون، والقبط، وغيرهم، يسمون ملوكهم آلهة وأربابا. وفي السفر الأول من التوراة: ((أن نبي الله دخلوا على بنات إلياس، ورأوهن بارعات الجمال، فتزوجوا منهن)). وفي السفر الثاني من التوراة في قصة المخرج من مصر: ((إني جعلتك إلها لفرعون)). وفي المزمور الثاني والثمانين لداود ((قام الله لجميع الآلهة)) هكذا في العبرانية، وأما من نقله إلى السريانية فإنه حرفه، فقال (قام الله في جماعة الملائكة)). وقال في هذا المزمور وهو يخاطب قوماً بالروح: ((لقد ظننت أنكم آلهة، وأنكم أبناء الله كلكم)).
وقد سمى الله سبحانه عبده بالملك، كما سمى نفسه بذلك، وسماه بالرؤوف الرحيم، كما سمى نفسه بذلك، وسماه بالعزيز، وسمى نفسه بذلك. واسم الرب واقع على غير الله تعالى في لغة أمة التوحيد، كما يقال: هذا رب المنزل، ورب الإبل، ورب هذا المتاع. وقد قال شعيا: ((عرف الثور من اقتناه، والحمار مربط ربه، ولم يعرف بنو إسرائيل)). وإن جعلتموه إلهاً لأنه صنع من الطين صورة طائر، ثم نفخ فيها، فصارت لحماً، ودماً، وطائراً حقيقة، ولا يفعل هذا إلا الله، قيل: فاجعلوا موسى بن عمران إله الآلهة، فإنه ألقى عصا فصارت ثعباناً عظيماً، ثم أمسكها بيده، فصارت عصا كما كانت!! وإن قلتم: جعلناه إلهاً لشهادة الأنبياء والرسل له بذلك، قال عزرا حيث سباهم بختنصر إلى أرض بابل إلى أربعمائة واثنين وثمانين سنة (يأتي المسيح ويخلّص الشعوب والأمم)). وعند انتهاء هذه المدة أتى المسيح، ومن يطيق تخليص الأمم غير الإله التام، قيل لكم: فاجعلوا جميع الرسل إلهة، فإنهم خلّصوا الأمم من الكفر والشرك، وأخلصوهم من النار بإذن الله وحده، ولا شك أن المسيح خلّص من آمن به واتبعه من ذل الدنيا وعذاب الآخرة. كما خلّص موسى بني إسرائيل من فرعون وقومه، وخلّصهم بالإيمان بالله واليوم الآخر من عذاب الآخرة، وخلّص الله سبحانه بمحمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم عبده، ورسوله من الأمم والشعوب ما لم يخلّصه نبي سواه، فإن وجبت بذلك الإلهية لعيسى، فموسى، ومحمد أحق بها منه.
وإن قلتم: أوجبنا له بذلك الإلهية، لقول أرمياء النبي عن ولادته: ((وفي ذلك الزمان يقوم لداود ابن، وهو ضوء النور، يملك الملك، ويقيم الحق، والعدل في الأرض، ويخلص من آمن به من اليهود، ومن بني إسرائيل، ومن غيرهم، ويبقى بيت المقدس من غير مقاتل، ويسمى الإله)). فقد تقدم أن اسم الإله في الكتب المتقدمة وغيرها، قد أطلق على غيره، وهو بمنزلة الرب، والسيد، والأب، ولو كان عيسى هو الله، لكان أجل من أن يقال ويسمى الإله، وكان يقول: وهو الله، فإن الله سبحانه لا يعرف بمثل هذا، وفي هذا الدليل الذي جعلتموه به إلهاً أعظم الأدلة على أنه عبد، وأنه ابن البشر، فإنه قال: ((يقوم لداود ابن)) فهذا الذي قام لداود هو الذي سمى بالإله، فعلم أن هذا الاسم لمخلوق مصنوع، مولود، لا لرب العالمين، وخالق السموات والأرضين.
وإن قلتم: إنما جعلناه إلهاً من جهة، قول شعيا النبي: قل لصهيون يفرح ويتهلل فإن الله يأتي، ويخلّص الشعوب، ويخلّص من آمن به، ويخلّص مدينة بيت المقدس، ويظهر الله ذراعه الطاهر فيها لجميع الأمم المتبددين، ويجعلهم أمة واحدة، ويصرّ جميع أهل الأرض خلاص الله، لأنه يمشي معهم، وبين أيديهم، ويجمعهم إله إسرائيل)). قيل لهم: هذا يحتاج إلى أن يعلم أن ذلك في نبوة أشعيا بهذا اللفظ، بغير تحريف للفظه، ولا غلط في الترجمة، وهذا غير معلوم، وإن ثبت ذلك لم يكن فيه دليل على أنه إله تام، وأنه غير مصنوع، ولا مخلوق، فإنه نظير ما في التوراة: ((جاء الله من طور سيناء، وأشرق من ساعير، واستعلن من جبال فاران)) وليس في هذا ما يدل على أن موسى ومحمداً إلهان، والمراد بهذا مجيء دينه، وكتابه، وشرعه، وهداه، ونوره. وأما قوله: ((ويظهر ذراعه الطاهر لجميع الأمم المبددين)) ففي التوارة مثل هذا، وأبلغ منه في غير موضع، وأما قوله: ((ويصرّ جميع أهل الأرض خلاص الله، لأنه يمشي معهم، ومن بين أيديهم)). فقد قال في التوراة في السفر الخامس لبني إسرائيل: ((لا تهابوهم، ولا تخافوهم، لأن الله ربكم السائر بين أيديكم، وهو محارب عنكم)) وفي موضع آخر قال موسى: ((إن الشعب هو شعبك، فقال: أنا أمضي أمامك، فقال: إن لم تمض أنت أمامنا، وإلا فلا تصعدنا من ههنا، فكيف أعلم أنا؟ وهذا الشعب أني وجدت نعمة كذا إلا بسيرك معنا)). وفي السفر الرابع (إني أصعدت هؤلاء بقدرتك، فيقولان لأهل هذه الأرض: الذي سمعوا منك الله، فيما بين هؤلاء القوم يرونه عيناً بعين، وغمامك تغيم عليهم، ويعود عماماً يسير بين أيديهم نهاراً، ويعود ناراً ليلاً. وفي التوراة أيضاً: ((يقول الله لموسى: إني آتٍ إليك في غلظ الغمام، لكي يسمع القوم مخاطبتي لك)). وفي الكتب الإلهية، وكلام الأنبياء من هذا كثير. وفيما حكى خاتم الأنبياء عن ربه تبارك وتعالى أنه قال: ((ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل
حتى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، فبي يسمع، وبي يبصر، وبي يبطش، وبي يمشي)).
وإن قلتم: جعلناه إلهاً، لقول زكريا في نبوته لصهيون: ((لأني آتيك وأحل فيك، واترائي، وتؤمن بالله في ذلك اليوم الأمم الكثيرة، ويكونون له شعباً واحداً، ويحل هو فيهم، ويعرفون أني أنا الله القوي الساكن فيك، ويأخذ الله في ذلك اليوم الملك من يهوذا، ويملك عليهم إلى الأبد))... قيل لكم: إن أوجبتم له الإلهية بهذا، فلتجب لإبراهيم، وغيره من الأنبياء؛ فإن عند أهل الكتاب وأنتم معهم ((أن الله تجلى لإبراهيم، واستعلن له، وترائى له)). وأما قوله: ((وأحل فيك)) لم يرد سبحانه بهذا حلول ذاته، التي لا تسعها السموات والأرض في بيت المقدس، وكيف تحل ذاته في مكان يكون فيه مقهوراً مغلوباً، مع شرار الخلق؟ !! كيف، وقد قال ((ويعرفون أني أنا الله القوي الساكن فيك)). افترى، عرفوا قوته بالقبض عليه، وشد يديه بالحبال، وربطه على خشبة الصليب، ودق المسامير في يديه ورجليه، ووضع تاج الشوك على رأسه، وهو يستغيث ولا يغاث، وما كان المسيح يدخل بيت المقدس إلا وهو مغلوب مقهور، مستخف في غالب أحواله. ولو صح مجيء هذه الألفاظ صحة لا تدفع، وصحت ترجمتها كما ذكروه، لكان معناها: أن معرفة الله، والإيمان به، وذكره، ودينه، وشرعه، حل في تلك البقعة، وبيت المقدس لما ظهر فيه دين المسيح بعد دفعه، حصل فيه من الإيمان بالله ومعرفته، ما لم يكن قبل ذلك.
(وجماع الأمر): أن النبوات المتقدمة، والكتب الإلهية، لم تنطق بحرف واحد يقتضي أن يكون ابن البشر إلهاً تاماً: إله حق من إله حق، وأنه غير مصنوع، ولا مربوب، بل بِمَ يخصه إلا بما خص به أخوه، وأولى الناس به محمد بن عبد الله، في قوله: ((أنه عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه)). وكتب الأنبياء المتقدمة، وسائر النبوات موافقة لما أخبر به محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك كله يصدّق بعضه بعضاً، وجميع ما تستدل به النصارى على إلهية المسيح من ألفاظ، وكلمات في الكتب، فإنها مشتركة بين المسيح وغيره، كتسميته أبا وكلمة، وروح حق، وإلهاً، وكذلك ما أطلق من حلول روح القدس فيه، وظهور الرب فيه، أو في مكانه
=====================================================================((((((((((((البشارة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم
في إنجيل القديس برنابا
(و مبشّرا برسول يأتى من بعدى إسمه أحمد)
هو قدّيس من قدّيسي المسيحيين بإتفاقهم. و رسول من رسلهم. و ركن من الأركان التى قامت عليها الدعلية المسيحية الأولى. و قد وجد إنجيل بإسمه يدل على أنّه كان من الحواريين الذين إختصّهم عيسى عليه السلام بالزلفى إليه. و التقرب منه. و ملازمته فى سرّائه و ضرّائه. و لكن كتب المسيحيين غير هذا الإنجيل لا تعده من هؤلاء الحواريين و إن كانت تعده من الرسل الذين يبلغون مكانة الحواريين فى هذا الدين بعد عيسى عليه السلام. و مهما يكن من شيء فى هذا الأمر، و هو كونه من الحواريين أو ليس منهم، فإن برنابا حجة عند المسيحيين. و هو من الملهمين فى إعتقادهم. فإن صحّت نسبة إنجيله إليه كان ما يشمله حجة عليهم. يدعوهم إلى أن يوازنوا بين ما جاء فيه و ما جاء فى غيره من كتبهم. و يؤخذ بما هو أقرب إلى التصور و التصديق. و أصح سندا. و أقرب إلى المسيحية الأولى.
إتفق المؤرخون على أن أقدم نسخة عثروا عليها لهذا الإنجيل، مسخة مكتوبة باللغة الإيطالية، عثر عليها كريمر أحد مستشارى ملك بروسيا، و ذلك فى سنة 1709. و قد انتقلت النسخة مع بقية مكتبة ذلك المستشار فى سنة 1738 إلى البلاط الملكى بفينّا. و كانت تلك النسخة هى الأصل لكل نسخ هذا الإنجيل فى اللغات التى ترجم إليها.
و فى أوائل القرن الثامن عشر، و جدت نسخة أسبانية ترجمها المستشرق سايل إلى اللغة الإنجليزية. و قيل أن الذى ترجم تلك النسخة من الإيطالية إلى الأسبانية هو أحد المسلمين.
و لقد رجّح المحققون أن النسخة الإيطالية هى الأصل للنسخة الأسبانية، و ذلك أنها قدمت بمقدمة تذكر أن الذى كشف النقاب عن النسخة الأسبانية راهب لاتينى إسمه فرامينو الذى قص قصته فقال ( أنه عثر على رسائل لإيريانوس و فيها رسالة يندد فيها بما كتبه بولس الرسول، و يسند تنديده إلى ما جاء فى إنجيل برنابا. فدفعه حي الإستطلاع إلى البحث عن إنجيل برنابا. و قد وصل إلى مبتغاه لمّا صار أحد المقربين من البابا سكتس الخامس، و عثر على ذلك الأنجيل فى مكتبة هذا البابا، فأخفاه بين أردانه و خرج به. ثم اعتنق الإسلام بعد قراءته) و يظهر أن تلك النسخة هى نفس النسخة التى عثر عليها سنة 1709.
من كتاب (محاضرات فى النصرانية) للإمام محمد أبو زهرة رحمه الله تعالى
و سوف أنقل لكم تباعا بعض المقتطفات المهمة من هذا الإنجيل... و بالذات الأجزاء التى تتحدث عن رسول الله محمد عليه الصلاة و السلام.
من الفصل الثانى و الأربعون و هى سورة البشرى...
قالوا: إذا لم تكن مسيّا و لا إيليا فلماذا تبشر بتعليم جديد و تجعل نفسك أعظم شأنا من مسيّا؟
أجاب يسوع: إن الآيات التى يفعلها الله على يدى تظهر أنى أتكلّم بما يريد الله. و لست أحسب نفسى نظير الذى تقولون عنه. لأنى لست أهلا أن أحل رباطات سيور حذاء رسول الله. أى الذى تسمّونه مسيّا. الذى خلق قبلى و سيأتى بعدى. و سيأتى بكلام الحق. و لا يكون لدينه نهاية.
من الفصل السابع عشر و هى سورة الإخلاص...
قال فيليبس ( و هو أحد الحواريين ) لعيسى عليه السلام: ماذا تقول يا سيد حقا لقد كتب فى أشعيا أن الله أبونا فكيف لا يكون له بنون؟
أجاب يسوع أنّه فى الأنبياء مكتوب أمثال كثيرة لا يجب أن تأخذها بالحرف بل بالمعنى. لأن كل الأنبياء البالغين مئة و أربعة و أربعين ألفا الذين أرسلهم الله إلى العالم قد تكلّموا بالمعميات بظلام. و لكن سيأتى بعد بهاء كل الأنبياء و الأطهار. فيشرق نورا على ظلمات سائر ما قال الأنبياء. لأنه رسول الله. و لما قال هذا تنهّد يسوع و قال: ترأف بلإسرائيل أيها الرب الإله. و انظر بشفقة على إبراهيم و على ذريّته لكى يخدموك بإخلاص قلب. فأجاب التلاميذ: ليكن كذلك الرب الإله.
من الفصل السادس و الثلاثين و هى سورة ترك الصلوات
قال يسوع: و لكن الإنسان و قد جاء الأنبياء كلّهم إلا رسول الله، الذى سيأتى بعدى لأن الله يريد ذلك حتى أهيء طريقه، يعيش بإهمال بدون خوف كأنه لا يوجد إله. مع أن له أمثلة لا عداد لها على عدل الله. فعن مثل هؤلاء قال داوود النبى: قال الجاهل فى قلبه ليس إله لذلك كانوا فاسدين و أمسوا رجسا دون أن يكون فيهم واحد يفعل صلاحا.
من الفصل الثالث و الأربعون و هى سورة خلق رسول الله...
حينئذ قال أندراوس: لقد حدّثتنا بأشياء كثيرة عن مسيّا، فتكرم بالتصريح لنا بكل شيء.
فأجاب يسوع: كل من يعمل فإنما يعمل لغاية يجد فيها غِنىً. لذلك لأقول لكم أن الله لمّا كان بالحقيقة كاملا. لم يكن بحاجة إلى غِنىً. لأن الغِنىَ عنده نفسه. و هكذا لمّا أراد الله أن يعمل. خلق نَفْسَ رسوله قبل كل شيء. الذى لأجله قصد إلى خلق الكل. لكى تجد الخلائق فرحا و بركة بالله. و يسرّ رسوله بكل خلائقه التى قّدر أن تكون عبيدا. و لماذا و هل كان هذا هكذا إلا لأن الله أراد ذلك؟
الحق أقول لكم إن كل نبى متى جاء فإنه إنما يحمل علامة رحمة الله لأمة واحدة فقط . و لذلك لم يتجاوز كلامهم الشعب الذى أرسل إليهم. و لكن رسول الله متى جاء. يعطيه الله ما هو بمثابة خاتم. فيحمل خلاصا و رحمة لأمم الأرض الذين يَقبلون تعليمه. و سيأتى بقوة على الظالمين. و يبيد عبادة الأصنام بحيث يخزى الشيطان. لأنّه هكذا وعد الله إبراهيم قائلا: {أنظر فإنى بنسلك أبارك كل قبائل الأرض و كما حطّمت يا إبراهيم الأصنام تحطيما هكذا سيفعل نسلك}.
أجاب يعقوب: يا معلّم قل لنا مع من صنع هذا العهد؟ فإن اليهود يقولون بإسحاق و الإسماعليون يقولون بإسماعيل.
أجاب يسوع: إبن من كان داوود و من أى ذرّية؟
أجاب يعقوب: من إسحاق لأن إسحاق كان أبو يعقوب و يعقوب كان أبو يهوذا الذى من ذريّته داوود.
فأجاب يسوع: لا تغشّوا أنفسكم. لأن داوود يدعوه فى الروح ربّا قائلا هكذا: {قال الله لربّى إجلس عن يمينى حتى أجعل أعداؤك موطئا لقدميك. يرسل الرب قضيبك الذى سيكون ذا سلطان فى وسط أعدائك}. فإذا كان رسول الله الذى تسمونه مسيّا إبن داوود فكيف يسمّيه ربا؟ صدقونى لأنى أقول لكم الحق أن العهد صنع بإسماعيل لا بإسحاق.
الفصل الرابع و الأربعون من سورة محمد رسول الله
حينئذ قال التلاميذ: يا معلّم هكذا كتب فى كتاب موسى أن العهد صنع بإسحاق.
أجاب يسوع متأوّها: هذا هو المكتوب. و لكن موسى لم يكتبه و لا يسوع. بل أحبارنا الذين لا يخافون الله. الحق أقول لكم إنكم إذا أعملتم النظر فى كلام الملاك جبريل تعلمون كذب كتبتنا و فقهاؤنا. لأن الملاك قال: {يا إبراهيم سيعلم العالم كلّه كيف يحبك الله. و لكن كيف يعلم العالم محبّتك لله؟. حقا يجب عليك أن تفعل شيئا لأجل محبة الله}. أجاب إبراهيم: ها هو ذا عبدالله مستعد أن يفعل كل ما يريد الله.
فكلّم الله حينئذ إبراهيم قائلا: {خذ إبنك بكرك إسماعيل و اصعد الجبل لتقدّمه ذبيحة}. فكيف يكون إسحاق البكر وهو لمّا ولد وكان إسماعيل ابن سبع سنين؟
فقال حينئذ التلاميذ: إن خداع الفقهاء لجلىّ. لذلك قل لنا أنت الحق لأننا نعلم أنّك مرسل من الله.
فأجاب حينئذ يسوع: الحق أقول لكم إن الشيطان يحاول دائما إبطال شريعة الله. فلذلك قد نَجَّسَ هو و أتباعه و المراؤون و صانعوا الشر كل شيء اليوم. الأوّلون بالتعليم الكاذب و الآخِرون بمعيشة الخلاعة. حتى لا يكاد يوجد الحق تقريبا. ويل للمرائين لأن مدح هذا العالم سينقلب عليهم إدانة و عذابا فى الحجيم. لذلك أقول لكم إن رسول الله بهاءٌ يَسُرّ كل ما صنع الله تقريبا. لأنّه مزدان بروح الفهم و المشورة. روح الحكمة و القوّة. روح الخوف و المحبة. روح التبصر و الإعتدال. مزدان بروح المحبة و الرحمة. روح العدل و التقوى. روح اللطف و الصبر التى أخذ منها من الله ثلاثة أضعاف ما أعطى لسائر خلقه. ما أسعد الزمن الذى سيأتى فيه إلى العالم. صدّقونى إنى رأيته و قدّمت له الإحترام كما رآه كل نبى. لأن الله يعطيهم روحه نبوة. و لمّا رأيته إمتلأت عزاءً قائلا: {يا محمد ليكن الله و ليجعلنى أهلا أن أحل سير حذائك}. لأنى إذا قلت هذا صرت نبيا عظيما و قدّوس الله. ثم قال يسوع: {إنّه سرُّ الله}.
من الفصل التاسع و الثلاثون و هى سورة آدم...
فلمّا انتصب آدم على قدميه. رأى فى الهواء كتابة تتألق كالشمس نصّها { لا إله إلا الله و محمد رسول الله }. ففتح آدم حينئذ فاه و قال: أشكرك أيها الرب إلهى لأنك تفضّلت فخلقتنى. و لكن أضرع إليك أن تنبئنى ما معنى هذه الكلمات { محمد رسول الله }؟ فأجاب الله: مرحبا بك يا عبدى يا آدم. و إنّى أقول لك إنك أول إنسان خلقت. وهذا الذى رأيته هو إبنك الذى سيأتى إلى العالم بعد الآن بسنين عديدة. و سيكون رسولى الذى لأجله خلقت كل الأشياء. الذى متى جاء سيعطى نورا للعالم. الذى كانت نفسه موضوعة فى بهاء سماوى ستين ألف سنة قبل أن أخلق شيئا. فتضرّع آدم إلى الله قائلا: يا رب هبنى هذه الكتابة على أظفار أصابع يدي. فمنح الله الإنسان الأول تلك الكتابة على إبهاميه. على ظفر إبهام اليد اليمنى ما نصّه { لا إله الا الله } و على ظفر إبهام اليد اليسرى ما نصّه { محمد رسول الله }. فقبّل الإنسان الأول بحنان أبوّى هذه الكلمات و مسح عينيه و قال: بورك اليوم الذى سوف تأتى فيه للعالم.
من الفصل الحادى و الأربعون و هى سورة الجزاء...
حينئذ قال الله: إنصرف أيها اللعين من حضرتى. فانصرف الشيطان. ثم قال الله لآدم و حوّاء اللذين كانا ينتحبان: أخرجا من الجنة. و جاهدا أبدانكما و لا يضعف رجاؤكما. لأنى سوف أرسل إبنكما على كيفية يمكن بها لذرّيتكما أن ترفع سلطة الشيطان عن الجنس البشرى. لأنى سأعطى رسولى كل شيء. فاحتجب الله. و طردهما الملاك ميخائيل من الفردوس. فلمّا التفت آدم رأى مكتوبا فوق الباب { لا إله إلا الله محمد رسول الله }. فبكى عند ذلك و قال: إيّها الإبن عسى الله أن يريد أن تأتى سريعا و تخلّصنا من هذا الشقاء.
من الفصل الخامس و الثلاثين و هى سورة سورة الملائكة...
سأل التلاميذ: يا معلم قل لنا كيف سقط الشيطان بكبريائه. لأننا كنا نعلم أنه سقط بسبب العصيان. و لأنه كان دائما يفتن الإنسان ليفعل شرّا؟
أجاب يسوع: لمّا خلق الله كتلة من التراب. و تركها خمسا و عشرين ألف سنة بدون أن يفعل شيئا آخر. علم الشيطان الذى كان بمثابة كاهن و رئيس الملائكة لما كان عليه من الإدراك العظيم أن الله سيأخذ من تلك الكتلة مئة و أربعة و أربعين ألفا موسوميين بسمة النبوة و رسول الله. الذى خلق الله روحه قبل كل شيء آخر بستين ألف سنة. و لذلك غضب الشيطان فأغرى الملائكة قائلا: انظروا، سيريد الله يوما ما أن نسجد لهذا التراب. فتبصروا أننا روح و أنه لا يليق بنا أن نفعل ذلك.
من الفصل الثانى و الخمسون و هى سورة القيامة...
الحق أقول لكم أن يوم دينونة الله سيكون رهيبا بحيث أن المنبوذين يفضّلون عشر جحيمات على أن يذهبوا ليسمعوا كلام الله يكلّمهم بغضب شديد. الذين ستشهد عليهم كل المخلوقات. الحق أقول لكم ليس المنبوذين هم الذين يخشون فقط بل القدّيسون و أصفياء الله كذلك. حتى إن إبراهيم لا يثق ببرّه. و لا يكون لأيوب ثقة فى صبره. و ماذا أقول؟ بل إن رسول الله سيخاف. لأن الله سيجرّد رسوله من الذاكرة إظهارا لجلاله. حتى لا يذكر كيف أن الله أعطاه كل شيء. الحق أقول لكم متكلما من القلب إنى أقشعرّ لأن العالم سيدعونى إلهً. و علىَّ أن أقدّم لأجل هذل حسابا. لعمر الله الذى نفسى واقفة فى حضرته إنى رجل فانٍ كسائر الناس. على أنى و إن أقامنى الله نبيا على بيت إسرائيل لأجل صحة الضعفاء و إصلاح الخطاة خادمُ الله. و أنتم شهداء على هذا. إنى أنكر على هؤلاء الأشرار الذين بعد إنصرافى من العالم سيبطلون حتى إنجيلى بعمل الشيطان. و لكنّى سأعود قبيل النهاية. و سيلأتى معى أخنوخ و إيليا. و نشهد على الأشرار الذين ستكون آخرتهم ملعونة. و بعد أن تكلّم يسوع هكذا أذرف الدموع. فبكى تلاميذه بصوت عالٍ و رفعوا أصواتهم قائلين: اصفح أيها الرب الإله و ارحم خادمك البريء. فأجاب يسوع: آمين.آمين.
من الفصل الرابع و الخمسون و هى سورة القيامة...
فمتى مرّت هذه العلامات تغشى العالم ظلمة أربعين سنة ليس فيها حى إلا الله وحده الذى له الإكرام و المجد إلى الأبد. و متى مرّت الأربعون سنة يحيى الله رسوله الذى سيطلع أيضا كالشمس إلا أنه متألق كألف شمس. فيجلس ولا يتكلّم لأنه سيكون كالمخبول (أستغفر الله). و سيقيم الله أيضا الملائكة الأربعة المقربون لله الذين ينشدون رسول الله. فمتى وجدوه قاموا على الجوانب الأربعة حرّاسا له. ثم يحي الله بعد ذلك سائر أنبيائه الذين سيأتون جميعا تابعين لآدم. فيقبّلون يد رسول الله واضعين أنفسهم فى كنف حمايته. ثم يحي الله بعد ذلك سائر الأصفياء الذين يصرخون: أذكرنا يا محمد. فتتحرك الرحمة فى رسول الله لصراخهم. وينظر فيما يجب فعله خائفا لأجل خلاصهم. ثم يحي الله بعد ذلك كل مخلوق فتعود إلى وجودها الأول. و سيكون لكل منهم قوة النطق علاوة. ثم يحي الله بعد ذلك المنبوذين كلهم الذين عند قيامتهم يخاف سائر خلق الله بسبب قبح منظرهم. و يصرخون: أيها الرب إلهنا لا تدعنا من رحمتك. وبعد هذا يقيم الله الشيطان الذى سيصير كل مخلوق عند النظر إليه كميّت خوفا من منظره المريع. ثم قال يسوع: أرجو الله أن لا أرى هذه الهولة فى ذلك اليوم. إن رسول الله وحده لا يتهيّب هذه المناظر لأنّه لا يخاف إلا الله وحده.
عندئذ يبوق الملاك مرّة أخرى فيقوم الجميع لصوت بوقه قائلا: تعالوا للدينونة أيها الخلائق لأن خالقك يريد أن يدينك. فينظر حينئذ فى وسط السماء فوق وادى يهو شافاط عرش متألّق تظلله غمامة بيضاء. فحينئذ تصرخ الملائكة: تباركت إلهنا أنت الذى خلقتنا و أنقذتنا من سقوط الشيطان. عند ذلك يخاف رسول الله لأنه يدرك أن لا أحد قد أحب الله كما يجب. لأن من يأخذ بالصرافة قطعة ذهب يجب أن يكون معه ستّون فلسا. فإذا كان عنده فلسا واحدا لا يقدر أن يصرفه. و لكن إذا خاف رسول الله فماذا يفعل الفجّار المملؤون شرّا؟
ملحوظة مهمة: لا ينبغى أن نغفل و نحن نقرأ هذه المقتطفات أن ما ورد فى هذا الإنجيل قد لا ينطبق على ما ورد فى مصادرنا كمسلمين من قرآن أو سنة نبوية مطهّرة... و ذلك إما أن يكون عائدا إلى التحريف... أو ضعف الترجمة... أو أن ما ورد قد نسخ لاحقا بدين الإسلام العظيم... أو بكل العوامل السابقة معا...
المسيحية دين المخبة:
نعم ، الحقيقة دامغة وأقوى برهانا من الخيال أو أية محاولات للتغيير والتحريف ، بل وأقوى من الدفاع مغالطةً ! وهو ما يتم بكل جبروت كلما أثيرت مسألة " أن المسيحية قد انتشرت بالسيف" .. فترتفع الأصوات معترضة ثائرة نافية – رغم كل ما يحمله التاريخ من وثائق وأدلة وبراهين تثبت المشوار الدامي للمؤسسة الكنسية الرومية ، منذ أن أصبحت الديانة الرسمية الوحيدة للإمبراطورية
الرومانية ، في أواخر القرن الرابع ، بعد اقتلاع الديانات الوثنية والمحلية الأخرى .. وهو مشوار تواصل بلا انقطاع من وقتها حتى يومنا هذا ، وإن اختلفت الأساليب والوسائل ، لكن من الواضح أن الاقتلاع أو اقتلاع الآخر هو القانون لديها ! .
فلقد نشر موقع "المصريون" اليوم 19/2/2008 مجرد رسالة وصلت إلى رئيس التحرير ، الذي نشرها بدوره محملا مسؤوليتها على من أرسلها لغرابتها .. وبما أن الخبر جدير بالتأمل ، فقد بادرت بالتعليق عليه ، خاصة وأن موضوع الخبر له موقع على "الانترنت" لمن يود الرجوع إليه للتأكد ..
ويقول الخبر المتداول على الانترنت منذ فترة بين المواقع الفردية أن هناك كنيسة على بُعد 70 كيلومترا من عاصمة تشيكوسلوفاكيا ، مزدانة بعظام آلاف المسلمين ! والخبر يتم تداوله بالصور المأخوذة عن الموقع دون ذكر لذلك الموقع ، وهو ما يؤجج المشاعر ، ويشعل الفتن بلا داعي – على الرغم من أن الواقع أكثر مرارة وألماً ..
ويحكي النص المعلن في ذلك الموقع أن هذه الكنيسة كانت لأحد الأديرة التابعة لفرقة السيسترسيين الكاثوليك ، وأنها ترجع إلى القرن العاشر ومرفق بها مدافن وتم توسعتها ، ويقال : إنه في عام 1218 قام رئيس الدير برحلة للأراضي المقدسة ، وعاد ومعه حفنة من تراب الآثار الناجمة عن الحروب الصليبية هناك ونثرها على المقابر للتبرك !..
وأيام وباء الطاعون الذي اجتاح أوروبا ضمت المقابر رفات 30000 إنسانا ، ثم أضيف إليها ضحايا الحرب التي قادتها الكنيسة الرومية ضد البروتستانت وكانت لأكثر من 40000 ألف شخصا ، هم أتباع جان هاسّ ، عميد كلية اللاهوت في مدينة براغ ، وكان يعترض على صكوك الغفران والمتاجرة بالدين ، ويتهم البذخ الفاحش الذي يعيش فيه رجال الدين ، وخاصة قيادة المؤسسة الكنسية وابتعادهم الصارخ عن تعاليم يسوع .. فأقالته الكنيسة وحرمته ، ثم أدانه مجمع كونستانس عام 1414 وقامت محاكم التفتيش باعتقاله ومحاكمته ، وتم حرقه حيا على أنه هرطقي لا بد من إبادته ! .
وتراكمت جثث الضحايا بالآلاف أتلالا عقب المعارك الدينية المختلفة سواء مع البروتستانت أو الأريوسيين أو الكاتار والبوجوميل والفودْوَا ، بينما المسيحية تنتشر بصورة قانية متواصلة !!.. وكل معركة من هذه المعارك تحصد الآلاف من ضحايا التعصب .
وفي عام 1870 طلب القس المسئول عن هذه الكنيسة من الفنان التشيكى فرانتيشك رينت Frantisek Rint)) أن يعيد تنزيين الكنيسة بعد ترميمها تخليدا لتاريخها "المجيد" .. فقام باستخدام الهياكل العظمية لأربعين ألف إنسان لتصبح الكنيسة نبراسا وشاهدا على التاريخ الكنسي الأصيل ..
ويتندر مؤسس الموقع الخاص بهذه الكنيسة الفاضحة ، بالمستوى "الإبداعي" للفنان رينت هذا ، على أنه استطاع عمل النجف الرئيسي باستخدام كافة أنواع وأشكال العظام الآدمية التي يحتوي عليها جسم الإنسان ، كما قام بجمع عظام الآلاف من القتلى لوضعها على شكل أجراس ضخمة ، قام بعضها في أركان الكنيسة الأربعة.. والصور المرفقة تقول ما فيه الكفاية !
وأياً كان أصحاب تلك العظام المغلوبة على أمرها والدالة على اغتيال الآلاف المؤلفة من البشر ، سواء أكانوا من المسلمين أو البروتستانت أو الأريوسيين الموحدين بالله والرافضين لتأليه المسيح ، أو لأي ملة من الملل ، وكان من الأكرم دفنها احتراما لحرمة الموتى ، فلا يوجد أي دليل إدانة أقوى وأصدق وأعنف من دليل تلك الكنيسة ، التي تجأر بأعلى صوت أنها تشهد على المذابح التي قادتها الكنيسة لفرض عقيدتها ، وعلى أن المسيحية قد انتشرت فعلا بالسيف في جميع أنحاء العالم !.
والطريف أن الكنيسة تدعى : " كاتدرائية صعود السيدة مريم والقديس يوحنا المعمدان " .. ويا له من عنوان لصعود سماوي يتم على هياكل آلاف البشر المذبوحين ظلما وعدوانا !.
والأطرف من ذلك أن منظمة اليونسكو تحافظ على هذه الكنيسة على أنها من الآثار المجيدة للذكرى والتاريخ !!
واللهم لا تعليق سوى : أن يكف إخواننا المسيحيون عن إلصاق تهمة أن الإسلام قد انتشر بالسيف ويروا بأعينهم مدى الخطأ الذي يقعون فيه بمثل هذا الإسقاط الذي يقومون به في حق الإسلام ، وأن يكف القائمون على عمليات التبشير والتنصير ، وأن يخجلوا من التاريخ الذي يحملونه على أكتافهم ، وأن يرفعوا أيديهم عن الإسلام والمسلمين !!
وهى عبارة أرفعها أيضا إلى البابا بنديكت السادس عشر ، الذي يقود عمليات تنصير العالم بهيستريا غير مسبوقة : ليرفع أيديه عن الإسلام الذي يحاول اقتلاعه بإصرار رهيب ، بكافة الوسائل والأحاييل ، وقد حان له أن يدرك أن الإسلام لم يأت كرسالة سماوية من عند الله إلا بعد أن حادت المؤسسة الكنسية عن رسالة التوحيد بالله ، وأشركت به وضلّت ، فجاء الإسلام كاشفا لكل عمليات التحريف التي تمت ، وكفى "قداسة" البابا آلام ما تكشفه الأيام من إدانات لمؤسسته العتيدة ..
المسيح يهدم الأسرة!!
جميع الأديان السّماويّة بَلْ حتى الإيديولوجيّات الأرضيّة، اعتنت بالأسرة من حيث إنّها النّواة التي تحتضن الفرد، ومن ثمّ فهي التي تعدّ الأفراد لبناء مجتمع، لذلك فمن المهمّ بمكان أن تكون الأسرة مستقرّة آمنة ذات علاقات إيجابيّة وسليمة بين أفرادها حتّى تؤدّي واجبها كمؤسّسة اجتماعيّة، إلاّ أنّ النّصرانيّة وبلسان حال الإنجيل المحرف تُورّط المسيح في متاهة خطيرةٍ جدًّا، وهي متاهة تفكيك الأسرة، وقطع الصّلات بين أطرافها ووضع مفاهيم هادمة لكيان الأسرة، وإليك ذلك في عجالة.
يقول المسيح (إنّ كلّ أحد يأتي إلي ولا يبغض أباه وأمّه وامرأته وأولاده وأخوته وأخواته لا يقدر أن يكون لي تلميذًا)( ).
إذن إنّ الحصول على تأشيرة الدّخول في مدرسة المسيح والتّتلمذ على يديه لا يتمّ إلاّ بدفع ضريبة البغض للأهل والولد، هل هذا هو المسيح الذي يزعم الإنجيل أنّه جاء ليخلّص العالم!؟
لقد جاء المسيح ليشعل العداوات بين الأولاد وآبائهم، ويؤجّج نار الفتن بين الأخوة والأخوات، ويفرق المتحابّين داخل الأسرة.
ويوضّح النصّ التّالي خطورة هذا الإنجيل المحرف، وخبث الذين كتبوه، لأنّه ليس كلامًا موحى به، إنّه كلام المزوّرين.
يقول المسيح (جئت لألقي نارًا على الأرض، وكم أتمنّى أن تكون اشتعلت! وعليّ أن أقبل معموديّة الآلام، وما أضيق صدري حتّى تتمّ، أتظنّون أنّي جئت لألقي السّلام على الأرض؟ أقول لكم: لا، بل الخلاف، فمن اليوم يكون في بيت واحد خمسة، فيخالف ثلاثة منهم اثنين، واثنان ثلاثة، يخالف الأب ابنه، والابن أباه، والأمّ ابنتها، والبنت أمّها، والحماة كنّتها، والكنّة حماتها)( ).
وفي رواية متّى (لا تظنّوا أنّي جئت لألقي سلامًا على الأرض ما جئت لألقي سلامًا بل سيفًا، فإنّي جئت لأفرّق الإنسان ضدّ أبيه والابنة ضدّ أمّها، والكنّة ضدّ حماتها، أعداء الإنسان أهل بيته)( ).
إنّ هذه الآيات تكشف أنّ المسيح عكس ما يصوّره القساوسة ورجال الكهنوت وغيرهم، فهو لم يأت بالسّلام، وليس إله السّلام ولا ابن السّلام، كما يحبّ أن يذكره رجال الدّين النّصارى، عندما يريدون لمز الإسلام بأنّه دين الحرب والسّيف والعنف، فهذا هو الإنجيل يفصح ولا يداري بأنّه دين الخلاف والحرب والسّيف، دين هدفه الأوّل على الأرض إلقاء النّار المشتعلة بين أفراد الأسرة الواحدة والمجتمع.
وهذا الفهم طبّقه القساوسة وعملت به الكنيسة عبر القرون الطّويلة ولا تزال، فمنذ الأيّام الأولى لهذا الدّين بدأت تفترق الجماعات النّصرانيّة وتتبادل التّهم واللّعن والتّكفير ثمّ العدوان على بعضها، ويحدّثنا التّاريخ الطّويل للكنيسة عن ملايين من البشر الذين هرستهم آلات الحرب بقطع الرّؤوس والحرق بالنّار، وغير ذلك من فنون القتل والتّشريد بين الطوائف النصرانية، التي أبيدت بعضها عن بكرة أبيها ثم انتقلت فيما بعد إلى الكاثوليك والأرتدوكس والبروتستانت.
كما لا ننسى الحروب الصّليبيّة التي شرعتها وخاضتها جيوش الصّليب في البحر المتوسّط وغيره، وفي الأراضي المسالمة المسلمة، وكم من ملايين من البشر ماتوا تحت أقدام الخيول من نساء وأطفال فضلاً عن الرّجال! وذلك كلّه باسم الدّين، وكم من ملايين من البشر قُتلوا في غزوات الصّليبيّين في الأدغال والغابات النّائية، في حملات التّنصير والتّبشير بسلام الإنجيل وحبّ المسيح!
وأمّا في العصور المتأخّرة، زمن الإمبرياليّة الغربيّة المتحالفة مع الكنيسة، وبمباركة الباباوات، اسْتعُمر العالم بأسره ودانت الدّول لفرنسا وبريطانيا وإسبانيا والبرتغال وايطاليا وغيرها من الدّول الصّليبيّة الإمبرياليّة، وكم عانت البشريّة وعانت جرّاء ذلك! ولو ذهبنا نذكر تفاصيل جرائم النّصرانيّة في دنيا النّاس لاقشعرّت جلود القرّاء وذرفت عيونهم دمًا، وحسبي أن أذكر قصّة قصيرة عن ذلك.
ففي زمن اكتشاف أمريكا الجنوبيّة، دخلت جيوش إسبانيا أمريكا اللاّتينيّة فعاثوا في الأرض الفساد، وأبادوا قبائل الهنود بأكملها، وأذاقوا السكّان الأصليّين من صنوف العذاب ما لا يخطر على بال، فقُبض ذات يوم على رئيس قبيلة من الهنود، ووضعت السّلاسل في يديه ورجليه، فجاءه القسّيس الإسبانيّ المصاحب للجيش، فعرض الصّليب والإنجيل على الرّئيس القبليّ ودعاه لاعتناق النّصرانيّة، فقال له ذلك الرّئيس وماذا أربح باعتناقي هذا الدّين؟ فقال القسّ ستدخل الجنّة، فقال له الرّئيس وهل يوجد في الجنّة إسبانيّون؟ فردّ القسّ نعم.
فقال الرّئيس القبليّ: لا أريد أن أدخل جنّة فيها أسبان وفضّل الموت على أن يعتنق دين النّصرانيّة !!
وشتّان بين هذا والإسلام، فلا يزال التّاريخ يشهد على تسامحه في فتوحاته، ففي فتح مصر عدَل الإسلام، وقال عمر بن الخطّاب كلمته الخالدة «متى استعبدتم النّاس وقد ولدتهم أمّهاتهم أحرارًا».
وفي فتح الأندلس، أضحت مدنها منارات حضاريّة في ظلام أوروبا الدّامس، ولقد قال أحد المؤرّخين الغربيّين: "إنّ أكبر مصيبة وقعت للإنسانيّة وللغرب، هو انهزام المسلمين في معركة بواتيي (Poitier) بفرنسا، لأنّ حينها توقّف المدّ الإسلاميّ في العالم، ممّا جعل العالم يخسر كلّ شيء".
وحتّى لا نسترسل في الحديث عن التّاريخ، نعود إلى الإنجيل والمسيح، فالمسيح الذي ذكر تلك الآيات التي تضرب الأسرة والمجتمع في مقتلٍ طبّق نظرّياته في أرض الواقع وبجدارة.
جاء في الإنجيل (وقال يسوع لرجل: اتبعني، فأجابه الرّجل، يا سيّد دعني أذهب أوّلاً وأدفن أبي، فقال له يسوع اترك الموتى يدفنون موتاهم، وأمّا أنت فاذهب وبشّر بملكوت الله)( ).
هذا هو المسيح، وهذا هو الإنجيل، فالمسيح ينهى أحد تلاميذه عن التفرّغ لدفن أبيه، ويأمره بالذّهاب للتّبشير بالملكوت، كأنّ الملكوت لا يدخله النّاس إلاّ بإهانة الوالدين بتركهم في العراء إذا ما ماتوا، وإكرام الميّت دفنه!
(وقال له آخر أتبعك يا سيّد، لكن دعني أوّلاً أودّع أهلي، فقال يسوع ما من أحد يضع يده على المحراث ويلتفت إلى الوراء يصلُح لملكوت الله)( ).
هل يعقل هذا!؟، قبل قليل ينهى المسيح أحد تلاميذه عن مواراة أبيه الميّت تحت التّراب، ثمّ بعد ذلك ينهى تلميذًا آخر عن توديع أهله، بحجّة أنّه لا يصلح أن يدعو إلى الملكوت من يهتمّ بأهله وولده، مع أنّه لا يوجد تضارب ولا تناقض بين إكرام الأهل والإحسان إليهم والدّعوة إلى الملكوت، لكن الإنجيل متطرّف في أحكامه وأهدافه، فهو يهدم الأسرة ويحطّم أواصر العائلة كلّها بحجّة الدّعوة إلى الملكوت.
وحتّى إذا طبّق تلاميذه تلك النّصائح بل الأوامر الغريبة المريضة، وذهبوا يدعون إلى ملكوت في أصقاع الدّنيا، فهو يأمرهم كذلك أن يقاطعوا النّاس، ويجعلوا بينهم وبين البشر حائط الجفاء وقلّة الأدب، واسمعوا لنصيحة المسيح.
(وبعد ذلك اختار الربُّ يسوعُ سبعين آخرين "من التّلاميذ" وأرسلهم … وقال لهم ... لا تسلّموا على أحد في الطّريق)( ).
وماذا يضرّ التّلاميذ لو ألقوا السّلام على النّاس في الطّريق!؟، أليس هذا أفضل من حيث الإحسان إلى النّاس وجلبهم إلى الدّين الجديد الذي يبشّرون به، أليس التّسليم على النّاس من السّلام والمحبّة التي يدّعيها الإنجيل يرشدنا إلى التّسليم على النّاس في الطّريق،والكنيسة!؟ رسولنا محمّد وعلى أن نسلّم على من عرفنا ومن لم نعرف، فإلقاء السّلام على النّاس دين، وخلق وأدب وإنسانيّة، فهل من معتبر أيّها القساوسة!؟.
ويستمرّ الإنجيل في مثل هذه التّوجيهات والأوامر المكبوتة والمجنونة، بل أكثر من ذلك يجعل أحد أبطال هذه الأخلاق الرّذيلة المسيح نفسه، فاستمع واقرأ عزيزي القارئ -، في رواية مزوّرة عن حدث وقعبعض أخلاق المسيح مع أمّه الصدّيقة مريم - في زمن صباه، وقد كان عمره اثنى عشر عامًا، ترك سرًّا والديه (مريم ويوسف النجّار)، وذهب إلى أورشليم ليتعلّم في الهيكل دون علم وإذن والديه، وبعد أن اكتشفت مريم غياب ولدها المسيح، أصابها الخوف والقلق على فلذة كبدها، ففتّشت عنه في كلّ مكان وبعد ثلاثة أيّام من اختفائه وجدوه في الهيكل يتناقش مع معلّمي الشّريعة.
يقول الإنجيل (وقالت له أمّه: يا بنيّ، لماذا فعلت بنا هكذا؟ فأنا وأبوك تعذّبنا كثيرًا ونحن نبحث عنك، فأجابهما: ولماذا بحثتما عنّي؟ أما تعرفان أنّه يجب أن أكون لأبي؟ فما فهما معنى لكلامه)( ).
فمريم أمّ المسيح تخبر ابنها بقلقها وعذابها بسبب غيابه فجأة ثلاثة أيام بلياليها، وهو دون أيّ إحساس بالمسؤوليّة يجيبها، ولماذا تفتّشين وتبحثين عنّي! ؟
إن كان هذا الموقف الغريب والجواب اليسوعيّ المستهجّن، قد صدر منه لمّا كان عمره اثني عشر عامًا، ممّا يدفعنا إلى إيجاد عذر له، فهو في سنّ الصّبا ومرحلة المراهقة، وتلك بعض مظاهرها لكن ماذا نقول في مواقف أخرى لمّا كبر المسيح ونزلت عليه الرّسالة.
يقول الإنجيل (وفي اليوم الثّالث كان في قانا الجليل عرس، وكانت أم يسوع هناك فدعي يسوع وتلاميذه إلى العرس، ونفذت الخمر، فقالت له أمّه ما بقي عندهم خمر، فأجابها ما لي ولك يا امرأة، ما جاءت ساعتي بعد)( ).
ما لي ولك يا امرأة!!؟
هكذا يخاطب الرّسول، الإله أمّه، هكذا يسيء المسيح أدبه مع أمّه، التي طالما حمته، ودافعت عنه، وحفظته من كلّ شرّ، وبكت عليه عند كلّ مكروه أصابه، فبماذا يكافئها؟
بهذه الإجابة:
ما لي ولك يا امرأة!!؟
تصبح أمّه مريم بجرّة قلم إنجيليّة امرأة نكرة في سياق التضجّر، والتأفّف، هذا هو الأدب الإنجيليّ مع الأمّهات.
والقصّة هذه واضحة أنّها مزوّرة، فمريم الصدّيقة لا يمكنها أن تطلب من المسيح أن يجد حلاّ لمشكلة نفاذ الخمر في العرس المزعوم، فالخمر عند اليهود كانت محرّمة، ومريم والمسيح كانا يهوديّين تقيين ملتزمين بشريعة موسى، لا يشربان الخمر، ولا يتعاطيانها، ولا شك أن النص من وضع هواة السكر والعربدة والتزوير.
وفي قصّة أخرى، وما أكثر قصص الإنجيل!، ذُكر ما يلي (وبينما يسوع يكلّم الجموع، جاءت أمّه وإخوته ووقفوا في خارج الدّار يطلبون أن يكلّموه، فقال له أحد الحاضرين: أمّك وإخوتك واقفون في خارج الدّار يريدون أن يكلّموك، فأجابه يسوع، من هي أمّي ومن هم إخوتي؟ ثمّ مدّ يده نحو تلاميذه، وقال ها هي أمّي وإخوتي)( ).
وفدت أسرة المسيح، أمّه وأخوته، إلى المسيح لقضاء حاجة، يريدون الحديث معه، لكنه يرفض الخروج إليهم، ولا يقبل الحديث معهم، ويتبجّح بقوله: إنّ أمّي وإخوتي هم تلاميذي، تزكية واعتزازًا بالتّلاميذ، فالمسيح يفضّل تلاميذه على أمّه مريم تلك الصدّيقة، والأغرب أنّ الكاثوليك يعبدونها، ويدعونها "أمّ الرب"، "المطوّبة"، "الممتلئة نعمة"، ولا ندري من نصدّق الكنيسة التي تعبد مريم، أم المسيح الذي يهينها مرّة تلو أخرى ؟
وفي هذه الآيات التي يبدو فيها المسيح عاقًّا لوالدته، تخالف تلك الآية الشّهيرة التي يكرّرها المسيح في العهد القديم ومن الوصايا العشر (أكرم أمّك وأباك)( ).
فهذه الوصيّة، من أعظم وصايا الكتاب المقدّس، لكنّ المسيح لا يأبه بها ولا يطبّقها، لأنّ الإنجيل المزوّر يريده مسيحًا عاقًّا لأمّه، قليل الأدب معها، لا يبرّها، وهي عانت وتكبّدت المشاق أثناء حملها، لمّا حام حولها قومها واتّهمها النّاس بالزّنا لأنّها لم تكن متزوّجة، وقد قاست السيّدة مريم الويلات من اليهود والفسّاق وأعداء المسيح، لكنّ المسيح يمسح ذلك كلّه بجرّة قلم مسموم.
ولقد دافع القرآن الكريم عن المسيح وأمّه، وأظهر الصّورة الحقيقيّة لهذا النبيّ فأتت به قومها تحمله، قالوا ياالعظيم، قال الله تعالى في سورة مريم: مريم لقد جئت شيئًا فريّا ياأخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء و ما كانت أمّك بغيّا،فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيّا،قال إنّي عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيّا، وجعلني مباركًا أينما كنت وأوصاني بالصّلاة والزّكاة ما دمت حيّا،وبرًّا بوالدتي ولم يجعلني جبّارًا شقيّا مريم 26 – 31.
هذه أخلاق المسيح، يعترف المسيح بالأمر الإلهي بطاعة والدته، فالله سبحانه وتعالى اطّلع بعلمه على الأناجيل المزوّرة المهينة للمسيح، التي تصوّره بقلّة الأدب والعقوق لأمّه، فجاء القرآن في سورة كاملة باسم مريم يعلن برّ المسيح بوالدته.
وإنّ ما أستغربه من المسيح كيف يقدّم تلاميذه على أمّه، ويفخر بأولئك التّلاميذ، ويرفع قيمتهم لدرجة أنّه يقول هؤلاء هم أمّي وأخوتي ؟
ووجه الغرابة أنّ أولئك التّلاميذ -كما سنرى بعد صفحات- كان يصفهم بالرّياء، وقلّة الإيمان، وغيرها من الأوصاف المشينة.
فيهوذا الإسخريوطيّ كفر وسلّم المسيح للصّلب، مقابل ثلاثين درهما من الفضة !.
وبطرس أكبر التّلاميذ وأعظمهم دعاه المسيح بالشّيطان، وأنكر المسيحَ ثلاث مرّات قبل صلبه !.
وتوما دُعي بتوما الشّكّاك، إذ شكّ في المسيح !.
وقُبض على أحد التّلاميذ من ثوبه ليلة الإمساك بالمسيح، ففرّ عاريًا، تاركا ثوبه ومسيحه بيد الروم!.
))))))))))))))الى كل مسلم مخدوع في النصارى : رحله تنصير زينب اكتر من 188 يوم
--------------------------------------------------------------------------------
بعد رحلة 'تنصير' دامت أكثر من 188 يوما
زينب تعود للإسلام من جديد
أول فصول الحكاية بدأ في 13 ديسمبر 2004 عندما نشر الزميل مصطفي بكري تفاصيل مثيرة حملت عنوان: 'وقائع تنصير فتاة مسلمة' وروي قصة زينب الطالبة بالفرقة الثالثة بكلية الآداب جامعة حلوان والتي فوجئت أسرتها بخطابها بعد أن تركت المنزل لتخبرهم بأنها تنصرت ولن تعود، كان في الفصل الثاني من الحكاية استغاثات الأب لكي تعود ابنته التي تأكد أنها وقعت فريسة لحملات التنصير التي يقوم بها القمص زكريا بطرس بين الشباب المسلم عبر الانترنت.
ثم نشرنا الخطاب الذي اعتقد الأب أن ابنته أرسلته من خارج مصر وأنها قد سافرت بالفعل.. لم ييأس الأب وكان لديه شعور قوي أن ابنته ستعود.
وبعد مرور عدة أشهر وتحديدا في الثامن من مايو الماضي فوجئنا باتصال هاتفي بالجريدة من شخص رفض الافصاح عن هويته يخبرنا بأن زينب قد عادت لأسرتها وأنه ينتظر أن تنشر الجريدة حقيقة غيابها وأين كانت!!
الغريب أن هذا الشخص اتصل في نفس الوقت والساعة التي عادت فيها زينب لأسرتها وهذا ما عرفناه عندما اتصلنا بالأب لنتأكد من الخبر وتعجب فقد كان علي وشك الاتصال بنا لاخبارنا بعودتها بكامل إرادتها، مؤكدا أن ابنته عادت مشوشة وغير مستقرة وفي رأسها العديد من الأسئلة التي تبحث عن إجابات لها، كما نبحث نحن عن إجابات لأسئلة كثيرة حول غياب زينب وكيف تم تنصيرها وتفاصيل الفترة التي غابت فيها؟ وكيف عادت؟ ولماذا؟ أشار الأب إلي أنه لن يضغط عليها للإجابة عن هذه الأسئلة إلا بعد أن تستقر حالتها وتجد إجابات عن تساؤلاتها الحائرة حتي تستطيع أن تقول الحقيقة كاملة.
احترمنا رغبته وسألناه عن تفاصيل اللقاء الأول وكيف استقبل ابنته بعد هذه الفترة فقال: إنها عادت فلم تجد أحدا في المنزل وانتظرت عند أحد الجيران وعندما اتصلوا به لاخباره بعودتها لم يصدق وأسرع إلي الجار لتقع عيناه مرة أخري علي ابنته وقد اختلطت بداخله العديد من المشاعر المتناقضة فزينب هي أقرب أبنائه إليه ولكن ما حدث أقوي من احتمال أي أب، ولكن بمجرد أن وقعت عيناه عليها وجدها ترتجف خوفا ورعبا من رد فعله وتتشبث بيد والدتها التي وصلت قبله، ففتح ذراعيه لها لترتمي في حضنه وتبكي بشدة.
زيارة زينب
تابعنا أخبار زينب يوميا عن طريق الأب خلال تلك الفترة، عرفنا تفاصيل الجلسات التي التقت فيها زينب مع مجموعة من الشباب المتخصصين في الرد علي الافتراءات التي يحاول البعض إلصاقها بالدين الإسلامي لتشويش الشباب عبر الانترنت، والذين جندوا أنفسهم للرد علي كل الأسئلة التي طرحتها زينب، وعرفنا كذلك الكثير من المعلومات عن فترة غيابها، ولكننا لم نبادر بالنشر منتظرين بعد أن تستقر حالتها وتجد كل الإجابات عن تساؤلاتها.. حتي اتصل بنا والدها صباح الخميس قبل الماضي الموافق 6 يونية ليخبرنا أن زينب قد نطقت بالشهادة بمحض إرادتها، وقامت بأداء صلاة الفجر وأنها ترغب في الكشف عن تفاصيل غيابها وقد حدد لنا موعدا للقائها والحوار معها، وقبل أن يحل هذا الموعد فوجئنا وفوجئت زينب ووالدها بموضوع منشور علي أحد مواقع الانترنت يشير إلي أن زينب قد عادت من أجل تنصير أسرتها، ويحوي معلومات خاطئة ومشوهة عنها، فبادرت زينب بسرعة بزيارة الجريدة لتعلن أنها تريد أن يعرف الناس الحقيقة الكاملة علي صفحات 'الأسبوع' وعلي لسانها لتكشف العديد من الحقائق حول الأسباب التي أدت إلي اختفائها وتفاصيل ما يجري في جامعة حلوان من عمليات تنصير منظمة ومكثفة ودور زكريا بطرس وأعوانه بالخارج وبعض القساوسة في مصر في اللعب بعقول الشباب والفتيات بما يهدد باشعال نيران الفتنة في أي لحظة.. وتفاصيل أخري كشفت عنها زينب في حوارها ل'الأسبوع'.
تركنا زينب تتحدث وقد كانت أكثر منا حرصا علي تسجيل كل كلمة تقولها.. بدت واثقة من نفسها ومن كل كلمة تنطق بها، أكدت أنها تريد أن تنقل تجربتها لكل من يضعون أقدامهم علي بداية الطريق الذي مشت فيه، وكل من يمرون بنفس الضغوط والظروف التي مرت بها.
بدأت حديثها قائلة: كنت أعيش حياة عادية داخل أسرة ملتزمة دينيا، أمارس بعض الأنشطة في المساجد من حولي، حيث كنت أقوم بتحفيظ القرآن للأطفال وشرح بعض الدروس لأخواتي المسلمات.. وكنت وقتها أعتمد علي شريحة معينة وعدد محدود من المشايخ وأئمة المساجد من حولي في استقاء المعلومات الدينية وتوصيلها للأخوات.. كانت تقف أمامي بعض الأسئلة التي لا أجد لها إجابات عندي، وكنت وقتها قد تعرفت علي اثنتين من زميلاتي بجامعة حلوان وهما 'ريهام، وهبة' وعرفت فيما بعد أنهما متنصرتان وعندما كنت أتحدث معهما عن الأسئلة التي كانت تقف أمامي بدأتا تطرحان المزيد من الأسئلة التي تزيد من حيرتي وشكوكي وكانت معظمها عن أمور غيبية وحول شخص الرسول الكريم والسنن النبوية، لجأت من جديد إلي أئمة المساجد فلم أجد لديهم إجابات مقنعة، بل ومنهم من نهرني واتهمني بالشرك والكفر، وأنه لا يصح أن اسأل مثل هذه الأسئلة..
ازدادت علامات الاستفهام في رأسي، في الوقت نفسه عرفتني ريهام وهبة علي 3 شباب و4 فتيات في الجامعة عرفت أيضا فيما بعد أنهم متنصرون. حكوا لي عن مواقف مشابهة وطرحوا عليٌ المزيد من الأسئلة التي طلبوا مني أن أسأل المشايخ عن إجابات لها.
صراع
سألناها: هل حاولت أن تطرحي هذه الأسئلة علي أحد من العلماء المتخصصين؟
أشارت إلي أنها اكتفت بالعدد المحدود الذي تعرفه من المشايخ وأئمة المساجد.. واسترسلت قائلة: كنت في ذلك الوقت أقوم بزيارات لصديقتي هبة في منزلها، وفي إحدي المرات فوجئت بوجود أحد القساوسة وعرفت بعد ذلك أن أسرتها بأكملها قد تنصرت.. بادرت هبة وأخبرت القس عني وعن حيرتي والأسئلة الكثيرة بداخلي.. تحدث معي هذا القس وهو راع لإحدي الكنائس القبطية عن الدين المسيحي وأعطاني مجموعة من الكتب، كنت أستمع إليه في البداية لأجادله وأناقشه لأثبت أنني الأقوي في الحجة، وبعد أن كنت قد انقطعت عن المساجد والمشايخ الذين عرفتهم عدت لأسألهم من جديد عما يقوله هذا القس، فنصحني أحدهم بالابتعاد عن الحديث في هذه الأمور والجدال حول الدين اتقاء لما يمكن أن يحدث من فتنة طائفية قائلا: 'لكم دينكم ولي ديني'. ولكنني وقتها لم أكن علي استعداد لقبول هذه النصيحة، واعتبرت أن هذا يعد انسحابا وتساءلت: لماذا يدعو هذا القس لدينه بكل هذه الجرأة دون أن يخشي شيئا؟ ولماذا نكتفي نحن المسلمين بالانسحاب من النقاش حول الاديان'؟
وتعلق زينب قائلة: 'اعتبرت بفهمي المحدود والعاجز وقتها أن هذا الاختلاف يمثل ضعفا في العقيدة وخاصة أن أحد هؤلاء المشايخ كان قد رفض مقابلتي بعد طرح هذه الأسئلة عليه قائلا: إن فكري شاذ وأنه لن يضيع وقته معي، وفي الوقت نفسه كنت أجد هذا القس وقد فرغ نفسه تماما لمقابلتي وأصبح يزور منزل هبة مرات عديدة تصل إلي أربع مرات في الأسبوع لمقابلتي ونصحي باعتناق المسيحية.. وكنت وقتها قد عرفت أن زملائي التسعة قد تنصروا'.
تستكمل زينب حديثها قائلة: 'وقتها ازداد الصراع بداخلي وساورني شك في وجود الله'.. تغيرت ملامحها وهي تتذكر هذه الفترة وأضافت: كان خطئي انني تكتمت الأمر عن أسرتي ولم ألجأ إلي أهل العلم والدين، وبعدها توقفت تماما عن الاستماع للمشايخ أو مقابلة هذا القس.. وفي ذلك الوقت كان عدد من أصدقائي المتنصرين قد سافروا للخارج فاتصلت بي صديقتي ريهام تليفونيا من كندا لتحدثني عن حياتها الجديدة بعد أن سافرت وكيف أنها تعمل وتقوم بالتدريس في الجامعة كما أنها تلقي بعض الدروس علي أحد مواقع الشات علي الانترنت وطلبت مني أن أدخل علي هذا الموقع للاتصال بها والتحدث معها.
بوسي 1982
وتضيف زينب: وقتها لم أكن أعرف استخدام برنامج 'البال توك' جيدا فطلبت من أحد أصدقائي أن يعلمني استخدامه وبالفعل دخلت علي Room)) بعنوان 'إن كان الله معنا فمن علينا'.. وأخري بعنوان 'هل كان محمدا أشرف الخلق؟' وهي غرف تنصيرية وفيها يأتون بأحاديث وروايات عن الرسول الكريم لم أكن أسمع عنها من قبل ويأتون بتفسيرات وشروح محرفة لها.. كان تركيزي واهتمامي هو أن أتاكد من وجود هذه الأحاديث أم لا وعندما أتأكد من ذلك لا أبحث عن التفسيرات الحقيقية لها، واكتفي بسماع التفسيرات التي يطرحونها علي هذه المواقع فقط.
وتكمل زينب حديثها لتقول: 'دخلت علي برنامج باسم Boosy 1882 بوسي 1982 وجاء الدور عليٌ في الحديث فوجدت نفسي أقول: إنني أحب الله واشتاق إليه ولكنني لا أعرف أين هو وأين أجده وأين الحقيقة'.
وهنا يهتز جسد زينب وصوتها وهي تتذكر هذه اللحظات وتلك الكلمات لتقول: 'كنت بالفعل أعبر عما بداخلي من حيرة ورغبة في الوصول للحقيقة، فبكيت أثناء حديثي.. ووقتها حدثتني الفتاة المسئولة عن الغرفة لتقول لي إن اسمها فرحة وتخبرني بأنها تشعر بما أشعر به الآن وأنها كانت مسلمة ولكنها تنصرت حينما عرفت أن الرب يقول: ائتوا إليٌ أيها المتعبون وأنا أريحكم'.
وتكمل زينب حديثها لتقول: 'أخذت فرحة تتودد إليٌ في الحديث وتحدثني عن شعورها بالارتياح وتستخدم عبارات مثل 'يسوع يحبك.. لا تقلقي فيسوع يناديك' وهنا وجدت نفسي أرد عليها بقوة قائلة: 'ليس معني حديثي معك وبكائي أنني قد أصبحت مسيحية'.. فردت فرحة بكل ثقة ورقة ونعومة: 'أنا أريد فقط أن أكون صديقتك ونتحدث معا وإما أن أقنعك بالحقيقة أو تقنعيني فيكون لك الأجر والثواب'.
توقفت زينب قليلا ثم عادت تقول والحسرة تملأ صوتها 'للأسف وقتها رأيت أن كلامها منطقيا وفي الوقت نفسه كنت أنا في منتهي السلبية لم أتحرك أو أحاول البحث عن إجابات لأسئلتي وحيرتي بطريقة صحيحة، وتركت نفسي أتلقي كل ما يريدون أن يبثوه في نفسي من شكوك، وللأسف أيضا أنني لم أكن متمكنة في البحث علي برنامج البال توك الذي عرفت فيما بعد أن هناك العديد من الغرف الإسلامية التي ترد علي كل الافتراءات والادعاءات وتظهر ضعف من رأيتهم أقوياء في لحظة ضعفي'، فلم أكن استطيع التعامل سوي مع هذه الغرف التنصيرية التي عرفتها'.
وعن علاقتها بناهد متولي قالت زينب إنها كانت تتصل بها وتتحدث معها عن المسيحية وتشجعها علي اعتناق المسيحية واستمرت فترة حتي كان آخر اتصال سمعت خلاله صوت إذاعة القرآن الكريم فعنفتها ولم تتصل من يومها.
المؤامرة تكتمل
وتكمل زينب تفاصيل المؤامرة 'فوجئت بعد هذا الاتصال بسيل من الاتصالات الدولية عبر الانترنت من أمريكا وغيرها من الدول من أشخاص لا أعرفهم يشجعونني علي الدخول في المسيحية بادعاء أنهم كانوا مسلمين وتنصروا بعد أن وصلوا للحقيقة.. وبدأت ريهام في الاتصال بي علي النت ووقتها أيضا عرفوني علي زعيمهم القمص زكريا بطرس الذي يقيم في أمريكا وبدأ يتحدث معي باستمرار.. كان عنده من الاستعداد والوقت ما يجعله يتصل بي في أي وقت ولفترات طويلة.. وكنت أدخل علي النت باسم مني.. وجدت منه اهتماما غير عادي وأخذ يزودني بشحنات مكثفة من الكراهية للإسلام والمسلمين مدعيا أنه يأتي بهذه المعلومات من كتب السنة والقرآن وأنه لا يستطيع أن يتحداه أو يقف أمامه أي شيخ من مشايخ المسلمين.
وأصابني الضعف بعد كل هذا الحصار الفكري الذي استسلمت له فقررت أن أعتنق المسيحية وغيرت اسمي إلي 'mona love yasso3' 'مني تحب المسيح'.
وتكمل وقد تغيرت ملامح وجهها لتقول 'في هذا الوقت كنت قد تعرفت عن طريق النت علي فتاة أصبحت من الصديقات المقربات لي وأطلقت علي نفسها اسم 'بنت السامرية' وعرفت أنها طالبة بجامعة حلوان أيضا وكانت تتصل بي علي تليفون المنزل والمحمول ولكني لم أتقابل معها وكانت دائما تتحدث معي عن كيفية اعتناقها للمسيحية وأنها تركت بيت أسرتها وأنها بذلك تستطيع أن تتعايش أكثر مع المسيح وأخذت تقنعني بضرورة تركي للمنزل حتي أحتفظ بالمسيح ولا أفقده وأستطيع أن استكمل الطقوس المسيحية وأزور الكنائس كما أريد'.
وتستطرد لتقول: مؤخرا عرفت أن هذه الفتاة هي أسماء التي نشرتم قصتها والتي أخبرت والدتها بعد أن تركت المنزل أنها تنصرت وتقوم بتنصير الفتيات المسلمات'.
كانت تشجعني وتعدني بأنها ستوفر لي المكان الذي أعيش فيه وكان تعلقي بأسرتي ووالدي يمنعني من اتخاذ هذه الخطوة ولكن استمرار حديثي معها وما دبرته مع باقي المجموعة من الإلحاح علي لدفعي لترك المنزل حتي أنهم كانوا يستشهدون بآيات من الانجيل لتشجيعي علي هذه الخطوة مثل 'من أحب أبا أو أما أكثر مني فلا يستحقني'.
واتخذت القرار في نوفمبر 2004 ودون أن أخبر أحدا بهذه الخطوة قبل أن أقوم بها وبمجرد خروجي اتصلت ببنت السامرية لأخبرها أنني تركت المنزل وأريد أن أعيش معها فقالت لي إن ظروفها لا تسمح في الوقت الحالي باستضافتي فاتصلت بأحد خدام الكنيسة الذي كنت قد تعرفت عليه أيضا من خلال النت فاستأجر لي شقة بحلوان لأعيش بها بمفردي لفترة حيث إنني خرجت وبحوزتي مبلغ كبير من المال.. اتصلت بمعارفي من القساوسة الذين كنت قد تعرفت عليهم وتلقيت منهم الاهتمام والرعاية المادية والمعنوية وتبادلت معهم الزيارات هم وأسرهم في منازلهم وفي الكنائس وتعرفت من خلالهم علي عدد من الفتيات المتنصرات ونصحني أحد الآباء الكهنة أنا ومجموعة من هؤلاء الفتيات وعددهن أربع باستئجار شقة كبيرة نعيش فيها سويا وكنت أقمت فترة عند أحد القساوسة وبالفعل استأجرنا شقة في المقطم وكان هؤلاء القساوسة وزوجاتهم يزوروننا باستمرار للحديث في الدين والصلاة.
السفر مرفوض
سألنا زينب عن فكرة السفر للخارج وهل شجعها أحد عليها؟.. فأكدت أن الفكرة كانت مرفوضة بالنسبة لها علي الرغم من أن كثيرا من أصدقائنا الذين سافروا أكدوا لها أن الحياة في مصر غير آمنة وأن حياتهم بالخارج أفضل وتقول 'كنت أري أن السفر هروب وأنني تركت المنزل لأبحث عن الله وإن كانت هناك بعض الصعاب فلابد أن أتحملها'.
فسألناها عن الخطاب الذي وصل لوالدها بخط يدها من الخارج؟
فأجابت أنها كانت تريد أن تتصل بأسرتها بأي شكل لتطمئنهم عليها ولكن لصعوبة ذلك ولخوفها من أن يكتشف والدها مكانها قررت أن ترسل الخطاب إلي إحدي صديقاتها في فرنسا داخل مظروفين لتقوم هذه الصديقة بإرسال الخطاب من الخارج لوالدها.
وتكمل زينب.. 'كنت عن طريق البال توك قد تعرفت علي سيدة مسيحية اسمها شيرين وقابلتها أكثر من مرة هي وزوجها وكانت هي حلقة الوصل بيني وبين زكريا بطرس والمجموعة بالخارج حيث لم يكن بإمكاني الاتصال بهم فلم يكن لدي كمبيوتر أو موبايل.. وقد أعطتني شيرين أسماء بعض الآباء الكهنة الذين سيقدمون لي المساعدة وبعدها انشغلت عني.. وكانت جريدة 'الأسبوع' وقتها قد نشرت موضوعا عني فامتنعت عن الاتصال بأحد منهم حتي لا ينكشف أمري وفي يوم شم النسيم ذهبت مع صديقاتي إلي أديرة وادي النطرون وهناك قمت بدق الصليب في دير مارجرجس الخطاطبة'.
أما عن التعميد فتقول زينب 'نصحني أحد المعاونين لزكريا بطرس بالتوجه إلي أحد القساوسة من آباء الكنيسة الإنجيلية والذي قام بتعميد عدد من الفتيات المتنصرات من صديقاتي وغيرهن وله نشاط واضح في التنصير وهو قمص بكنيسة مشهورة بوسط القاهرة واسمه (م.ع). ولكن ولأنني ذهبت إليه وطلبت مقابلته بمفردي رفض مقابلتي لشكه في أنني مدسوسة عليه من الأمن(!!) وبعدها عرفتني زميلاتي بأحد القساوسة المشهورين بالكنيسة الأرثوذكسية (الكاتدرائية) وهو القمص (م.ي) وقد قام بتعميد عدد منهن وهو الذي أطلق عليٌ اسم كريستينا وأخذ يعطيني الدروس والكتب. وكان علي وشك تعميدي وأعطاني موعدا لذلك ولكن في ذلك الوقت تم القبض علي أحد أصدقائي المتنصرين وزوجته فتراجعت تماما عن مقابلته'.
وعندما سألنا زينب عن إحساسها بأسرتها خلال تلك الفترة تنهدت وامتلأت عيناها بالدموع وقالت: 'كان يملؤني الحنين والشوق لأبي وأمي وإخوتي وفكرت في الرجوع أكثر من مرة ولكن حديث صديقاتي حول حد الردة وأن أهلي سوف يقتلونني إذا ما عدت إليهم كان يمنعني.
العودة
'ظل هذا الصراع بداخلي حتي توفي العم ميخائيل وهو رجل مسن قعيد كنت قد تعرفت عليه في الكنيسة وارتبطت به بشدة فشعرت بهزة نفسية جعلتني أفكر في مصيره بعد الموت وهل سنتقابل معا في الآخرة؟ وأين؟ وإذا مت أنا أيضا هل أكون قد مت علي الحق أم أنني ضللت الطريق؟ ومن ناحية أخري ذكرني بأسرتي.. ماذا لو توفي والدي لا قدر الله وأنا بعيدة عنه وهو غير راض عني؟ وماذا لو حدث مكروه لأحد أفراد أسرتي؟ وماذا لو لقيت حتفي دون أن يروني أو يعرفوا مصيري.. كل هذه التساؤلات أخذت تتصارع داخلي بدأت أفكر هل سرت في الطريق الصحيح؟ وأخذت هذه الأسئلة تلح عليٌ حتي قررت أن أعود لأسرتي وتوقعت أن أجد ردود فعل عنيفة تجاهي بل وتوقعت أن يقتلني والدي وأن يكون يوم عودتي هو آخر يوم في عمري ولكن ظل لدي الأمل في أن تتاح لي الفرصة وأن يسعني صدر أبي وأهلي'.
وتكمل قائلة: 'لم أخبر أحدا ممن حولي باعتزامي العودة.. جمعت أشيائي في الثامن من مايو الماضي توجهت إلي منزل أسرتي وأنا أكاد أسمع دقات قلبي تعلو وتعلو خوفا واشتياقا.. ذهبت لمنزلي فلم أجد أحدا وانتظرت عند أحد جيراننا الذين أرتبط بهم ارتباطا قويا انتظرت حتي اتصل جارنا بوالدي ليخبره بعودتي، مرت علي هذه اللحظات كالجبال وعندما وقعت عيناي علي أبي ارتعد جسدي كله'.
وهنا توقفت زينب وارتعشت الكلمات علي لسانها وانهمرت دموعها وقالت: ' فوجئت بأبي يفتح ذراعيه لي ويتجه نحوي فانطلقت إليه احتضنه بشده وأبكي.. كانت لحظة حاسمة في حياتي أعطتني القوة والثقة والشجاعة وشعرت أنني استرد جزءا من نفسي التي افتقدتها'.
وبصوت يحمل الكثير من الخشوع والإحساس بالندم تكمل 'تنامي بداخلي إحساس بأن الله الغفور الرحيم لا يريد لي أن أهلك أو أضيع بفعل هؤلاء الأشرار الذين يتلاعبون بالكلمات.. وجدت كل أفراد أسرتي يتعاملون معي بحب واشتياق اتسع لي صدر والدي عندما أخبرته بأنني تائهة ومشوشة ولدي الكثير من الأسئلة التي تملأ رأسي.. لم يضغط علي والدي لمعرفة أي تفاصيل.. وخلال هذه الفترة سخر لي الله مجموعة من الشباب المسلم علي دراية كبيرة بالدين وبالمداخل التي يتلاعب بها هؤلاء الشياطين وعرفت أن هذه المجموعة تخصصت في الرد علي الافتراءات التي ينسبها زكريا بطرس وأمثاله للإسلام وللرسول من خلال عدد من الغرف الإسلامية علي البال توك والتي لم يكن لدي علم بوجودها في البداية، وتخيلت أن أسئلتي ليس لها إجابات.. تعجبت فقد كانت سنهم قريبة من سني أكبرهم لا يكبرني سوي بسبع سنوات.. جلسوا معي كثيرا وأجابوا علي العديد من الأسئلة التي دارت في ذهني حتي قبل أن أطرحها.
وتتوقف زينب لتقول: 'وقوف هؤلاء الشباب بجانبي خلال هذه الفترة ذكرني بقول رسولنا الكريم 'مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي'.. وقد كنت جزءا من هذا الجسد فجند لي الله هؤلاء الشباب دون أن أكون قد عرفتهم من قبل ودون أن يكون بيننا أية مصالح سوي الحب والأخوة في الله'
وتضيف 'وقوفهم معي جعلني أشعر وأري كيف أن المجتمع الإسلامي مجتمع جميل يعلمنا قيما جميلة إذا احتفظنا بها وطبقناها.. وقد وفر لي هؤلاء الشباب الكثير من الكتب عن الإسلام والمسيحية كي يكون لي مطلق الاختيار رأيت صورة لم أكن قد رأيتها قبل أن أسير في الطريق الذي مشيت فيه'.
المناظرة
'فاجأتني شجاعتهم وحماسهم وجرأتهم لمناظرة زكريا بطرس أمامي لإثبات مدي ضعفه وخداعه.. وكنت قد اتصلت به فور عودتي لإخباره بأنني قد عدت فلم يرد بأي تعليق.. بعدها اتصلت به مرة أخري لأعرض عليه أن أحد أقاربي يريد أن يناظره أمامي وبالفعل تحدد يوم المناظرة علي البال توك وكنت قد عرفت أنه كثيرا ما كان يتهرب من هذه المناظرات وهذا ما حدث فعلا خلال هذه المناظرة'.
وتصف زكريا بطرس لتقول 'حاول الاختفاء مثل الحرباء التي تتلون لتختفي عن الأنظار.. لقد كنت أعتبره الأب الروحي لي وقد كنت أفهم نبرة صوته فهرب من مناقشة العديد من النقاط التي استغل ضعفي فيها ليثبت قوة حجته.. اختلفت لهجته تماما وأصابه الارتباك والعصبية وامتنع عن الرد صرخت فيه قائلة: إنك قد خذلتني وعليك أن ترد فأين حججك الآن؟
وتقول زينب إنها عادت تسأل هؤلاء الشباب: لماذا لا يقومون وباستمرار بدخول هذه الغرف للرد علي زكريا؟ فقالوا: هذه نسميها غرف المراحيض لأنها تهدف فقط إلي سب الإسلام والرسول وغرس الكراهية ويمتنع عن دخولها حتي أغلبية المسيحيين.
بعدها فضلت أن أخلو بنفسي حتي أبحث بداخلي عن زينب وأجلس لمحاسبتها شعرت بالخجل من نفسي أمام الله فبأي ثمن بخس فرطت في ديني ودنياي ؟ شعرت أنني لم أفهم ديني الفهم الصحيح وأنني اخترت الطريق السهل وتركت نفسي لمن يتلاعب بي بلا إرادة'.
وبعد هذه الأيام الثلاثة قررت أن أنفض الغبار الذي علق بقلبي وأن أكون زينب المسلمة إسلاما صحيحا.
رجعت بقوة
'كنت أرتعد عندما أتذكر قول الله تعالي 'إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء' (النساء:116) ولكني في نفس الوقت كنت أتذكر آية رائعة تفتح الباب أمامي وهي قوله تعالي: ' قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله' (الزمر:53) وآيات أخري من القرآن تقول 'يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون' (آل عمران: 102) وتسيل الدموع من عيني زينب لتقول: 'وجدت قلبي يركض ركضا ويدفعني دفعا أن أصلي وأسجد لله رب العالمين الواحد الأحد وأبكي بكل خلايا جسدي وكياني لعله يغفر لي...'. وتستطرد قائلة : 'ولكنني مع ذلك أشعر أنني عدت أقوي بكثير مما كنت عليه من قبل وأنني قد خرجت من هذه التجربة المريرة بفوائد كثيرة أهمها أنني لابد وأن أرد الدين وأن أمد يدي لمن يسيرون في بداية الطريق الذي مشيت فيه'.
وقبل أن تنهي حديثها طلبت زينب أن تقوم بتوجيه بعض الرسائل عبر جريدة 'الأسبوع'.
الحمد الله على نعمه الاسلام اخيرا لقيت الجريدة للا خ مصطفى بكرىحواره مع زينب لتحطها للا عضاء الكرام ليقرؤ ضلال المسيحيه وزيف الباطل لهم من اخوك طربوش كلبشات
أولي هذه الرسائل لشيخ الأزهر تقول له فيها 'تذكر قول رسول الله: 'كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته' فاتق الله فينا.
إلي شيوخ المسلمين 'لا تنسوا أخلاق رسول الله ولا تنسوا قول الله تعالي 'ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك'.
إلي الشباب المسلم: 'دينكم حق فلا تتركوا الفرصة لمن يفتنكم فيه ولا تتخاذلوا.. وألجموا الكلاب المسعورة التي تتعدي علي الإسلام'.
الي القمص زكريا بطرس: 'أشكرك جدا لأنك جعلتني أعود إلي الإسلام أقوي مما كنت'.
إلي أهلي وجيراني: 'سترون أختكم المسلمة زينب أفضل مما أحببتم أن تروها.. وادعوا لي'.
إلي باباهم شنودة: 'هل ترضي الكنيسة القبطية المصرية بما يقوم به زكريا بطرس من إشعال للفتنة وإساءة للإسلام والمسلمين؟ ولماذا لا تزال كتبه تباع في مصر ويضع صورتك في مقدمة كل هذه الكتب؟'.
وفي النهاية تقول زينب: أتمني أن أزور بيت الله الحرام وأتعلق بأستار الكعبة المشرفة لأنهمر في البكاء كي أغسل ذنوبي.
وأخيرا اقول أنا فموتوا بغيظكم يا عباد الصليب
(((((((((((((((امسك حرامي الحمير)))))))))))))))))))))))؟؟؟ولمّا قَرُبوا مِنْ أُورُشليمَ ووَصَلوا إلى بَيتِ فاجي عِندَ جبَلِ الزَّيتونِ، أرسَلَ يَسوعُ اَثنَينِ مِنْ تلاميذِهِ، 2وقالَ لهُما: "اَذهَبا إلى القريةِ التي أمامكُما، تَجِدا أتانًا مربوطةً وجَحشُها مَعها، فحُلاَّ رِباطَهُما وجيئا بِهِما إليَّ. 3وإنْ قالَ لكُما أحدٌ شيئًا، فأجيبا: "السيَّدُ مُحتاجٌ إلَيهِما، وسيُعيدُهُما في الحالِ".
4وكانَ هذا لِـيَــتِمَّ ما قالَ النَّبـيٌّ: 5."قولوا لابنَةِ صِهيونَ: ها هوَ مَلِكُكِ قادِمٌ إلَيكِ وديعًا راكِبًا على أتانٍ وجَحشٍ اَبنِ أتانٍ".
6فذهَبَ التَّلميذانِ وفَعَلا ما أمرَهُما بِه يَسوعُ 7وجاءا بالأتانِ والجَحشِ. ثُمَّ وضَعا علَيهِما ثَوبَيْهِما، فركِبَ يَسوعُ. 8وبَسَطَ كثيرٌ مِنَ النّاسِ ثيابَهُم على الطَّريقِ، وقطَعَ آخَرونَ أغصانَ الشَّجرِ وفَرَشوا بِها الطريقَ. 9وكانَتِ الجُموعُ التي تتَقَدَّمُ يَسوعَ والتي تَتْبَعُهُ تَهتِفُ: "المَجْدُ لاَبنِ داودَ! تبارَكَ الآتي بِاَسمِ الرَّبَّ! المجدُ في العُلى!"
10ولمّا دخَلَ يَسوعُ أُورُشليمَ ضَجّتِ المدينةُ كُلٌّها وسألَتْ: "مَنْ هذا؟" 11فأجابَتِ الجُموعُ: "هذا هوَ النَّبـيٌّ يَسوعُ مِنْ ناصرةِ الجليلِ".
يسوع يطرد الباعة من الهيكل.
12.ودخَلَ يَسوعُ الهَيكلَ وطرَدَ جميعَ الَّذينَ يَبـيعونَ ويَشتَرونَ فيهِ، فقَلَبَ مناضِدَ الصَّيارِفَةِ ومَقاعِدَ باعَةِ الحَمامِ، 13وقال لهُم: "جاءَ في الكِتابِ: بَيتي بَيتُ الصَّلاةِ، وأنتُم جَعَلْتُموهُ مغارَةَ لُصوصٍ!"
.14وجاءَ إلَيهِ العُرجُ والعُميانُ وهوَ في الهَيكلِ فشَفاهُم. 15فغَضِبَ رُؤساءُ الكَهنَةِ ومُعلَّمو الشَّريعةِ عِندَما رَأَوا المُعْجزاتِ التي صَنَعَها، وغاظَهُم هُتافُ الأولادِ في الهَيكَلِ: "المجدُ لاَبنِ داودَ!" 16فقالوا لَه: "أتَسمَعُ ما يَقولُ هؤُلاءِ؟" فأجابَهُم: "نعم، أما قرأتُم هذِهِ الآيةَ: مِنْ أفواهِ الصَّغارِ والأطفالِ أخرَجْتَ كلامَ الحمدِ؟" 17ثُمَّ تَركَهُم وخرَجَ مِنَ المدينةِ إلى بَيتِ عَنيا وباتَ فيها.
يسوع يلعن شجرة التين.
18وبَينَما هوَ راجِـــعٌ إلى المدينةِ في الصَّباحِ، أحَسَّ بالجوع 19فَجاءَ إلى شَجرَةِ تِـينٍ رَآها على جانِبِ الطَّريقِ، فما وجَدَ علَيها غَيرَ الوَرقِ. فقالَ لها: "لن تُثمِري إلى الأبدِ!" فيَبِسَتِ التّينةُ في الحالِ.
20ورأى التَّلاميذُ ما جرى، فتَعجَّبوا وقالوا: "كيفَ يَبِسَتِ التّينةُ في الحالِ?" 21فأجابَهُم يَسوعُ: "الحقَّ أقولُ لكُم: لو كُنتُم تؤمنونَ ولا تَشُكٌّونَ، لَفعَلْتُم بِهذِهِ التّينةِ مِثلَما فعَلتُ، لا بلْ كُنتُم إذا قُلتُم لِهذا الجبَلِ: قُمْ واَنطَرِحْ في البحرِ، يكونُ لكُم ذلِكَ. 22فكُلُّ شيءٍ تَطلُبونَهُ وأنتُم تُصلٌّونَ بإيمانٍ، تنالونَهُ".
السلطة المعطاة ليسوع.
23ودخَلَ يَسوعُ الهَيكلَ. وبَينَما هوَ يُعَلَّمُ، جاءَ إلَيهِ رؤَساءُ الكَهنَةِ وشُيوخُ الشَّعبِ وقالوا لَه: "بأيَّةِ سُلطَةٍ تَعمَلُ هذِهِ الأعمالَ؟ ومَنْ أعطاكَ هذِهِ السٌّلطَةَ؟"
24فأجابَهُم يَسوعُ: "وأنا أسألُكُم سُؤالاً واحدًا، إن أجَبْتُموني عَنهُ، قُلْتُ لكُم بأيَّةِ سُلطَةٍ أعمَلُ هذِهِ الأعمالَ: 25مِنْ أينَ ليوحنّا سُلطةُ المَعمودِيَّةِ؟ مِنَ السَّماءِ أمْ مِنَ النّاسِ?"
فقالوا في أنفُسِهِم: "إنْ قُلنا مِنَ الله، يُجيبُنا: فلِماذا ما آمنتُم بِه؟ 26وإنْ قُلنا مِنَ النّاسِ، نَخافُ الشَّعبَ، لأنَّهُم كُلَّهم يَعُدٌّون يوحنّا نبـيُا". 27فأجابوا يَسوعَ: "لا نَعرِفُ". فقالَ لهُم: "وأنا لا أقولُ لكُم بأيَّةِ سُلطَةٍ أعمَلُ هذِهِ الأعمالَ".
مثل الاِبنينِ.
28وقالَ يَسوعُ: "ما رأيُكُم؟ كانَ لِرَجُلٍ اَبنانِ. فجاءَ إلى الأوَّل وقالَ لَه: يا اَبني، اَذهَبِ اليومَ واَعمَل في كرمي. 29فأجابَهُ: لا أريدُ. ولكِنَّه نَدِمَ بَعدَ حينٍ وذهَبَ إلى الكَرمِ. 30وجاءَ إلى الابنِ الآخَرِ وطَلَبَ مِنهُ ما طلَبَهُ مِنَ الأوَّلِ، فأجابَهُ: أنا ذاهِبٌ، يا سيَّدي! ولكِنَّه ما ذهَبَ. 31فأيَّهُما عَمِلَ إرادةَ أبـيهِ؟" قالوا: "الأوَّلُ". فقالَ لهُم يَسوعُ: "الحقَ أقولُ لكُم: جُباةُ الضَّرائبِ والزَّواني يَسبِقونكُم إلى مَلكوتِ الله. 32جاءَكُم يوحنّا المَعمَدانُ سالِكًا طَريقَ الحَقَّ فما آمنتُم بِه وآمنَ بِه جُباةُ الضَّرائبِ والزَّواني. وأنتُم رأيتُم ذلِكَ، فما ندِمتُم ولو بَعدَ حينٍ فتـؤْمنوا بِه".
مثل الكرّامين.
33"إسمَعوا مَثَلاً آخَرَ: غرَسَ رجُلٌ كرمًا، فسَيَّجَهُ وحفَرَ فيهِ مَعْصَرَةً وبَنى بُرجًا وسَلَّمَهُ إلى بَعضِ الكرّامينَ وسافَرَ. 34فلمّا جاءَ يومُ القِطافِ، أرسَلَ خدَمَهُ إليهِم ليأخُذوا ثمَرَهُ. 35فأمسَكَ الكرّامونَ خدَمَهُ وضَرَبوا واحدًا منهُم، وقَتَلوا غَيرَهُ، ورَجَموا الآخَرَ. 36فأرسَلَ صاحِبُ الكرمِ خَدَمًا غَيرَهُم أكثرَ عددًا مِنَ الأوَّلينَ، ففَعَلوا بِهِم ما فَعلوهُ بالأوَّلينَ. 37وفي آخِر الأمرِ أرسلَ إلَيهِم اَبنَهُ وقالَ: سَيَهابونَ اَبني. 38فلمّا رأى الكرّامونَ الاَبنَ قالوا في ما بَينَهُم: ها هوَ الوارِثُ! تعالَوْا نَقْتُلُه ونأخُذُ ميراثَهُ! 39فأمسكوهُ ورمَوْهُ في خارِجِ الكرمِ وقَتَلوهُ.
40فماذا يفعَلُ صاحِبُ الكرمِ بِهؤلاءِ الكرّامينَ عِندَ رُجوعِهِ؟" 41قالوا لَه: "يَقتُلُ هؤُلاءِ الأشرارَ قَتلاً ويُسلَّمُ الكرمَ إلى كرّامينَ آخرينَ يُعطونَهُ الثَمرَ في حينِهِ".
42فقالَ لهُم يَسوعُ: "أما قرأتُم في الكُتُبِ المُقَدَّسةِ: الحجَرُ الَّذي رَفضَهُ البنّاؤونَ صارَ رأسَ الزّاويَةِ؟ هذا ما صنَعَهُ الرَّبٌّ، فيا للْعجَبِ!
43لذلِكَ أقولُ لكُم: سيأخُذُ الله مَلكوتَهُ مِنكُم ويُسلَّمُهُ إلى شعبٍ يَجعلُهُ يُثمِرُ. 44مَنْ وقَعَ على هذا الحَجَرِ تَهَشَّمَ. ومَنْ وقَعَ هذا الحجَرُ علَيهِ سَحقَهُ".
45فلمّا سَمِعَ رُؤساءُ الكَهنَةِ والفَرّيسيّونَ هذَينِ المَثلينِ مِنْ يَسوعَ، فَهِموا أنَّهُ قالَ هذا الكلامَ علَيهِم. 46فأرادوا أن يُمسكوهُ، ولكنَّهُم خافوا مِنَ الجُموعِ لأنَّهُم كانوا يَعُدّونَهُ نَبـيُا".
ويبدأ هذا الفصل بعملية سرقة مستوفية الأركان، فالمسيح يرسل اثنين من حوارييه ليأخذا أتانا وابنها من أحد البيوت دون إذن من أهله، وإن كان قد أضاف على سبيل الاحتياط فى حالة التلبس أن يقول الرسولان إن السيد (أى سيد؟ لا يهم. المهم أنه السيد، وخلاص، رغم أنه لا أحد هناك كان يعرف السيد!) قد أرسلنا لأخذهما لأنه محتاج إليهما، وهو يعدكما بأنه سيعيدهما فى الحال. ولما لم يرهما أحد عند أخذهما لهما فإن السيد قد حُلَّ من وعده، ومن ثم لم يعد الجحش ولا الست والدته المحترمة إلى الحظيرة، وهذا هو السبب فى أن كاتب الإنجيل "طَنَّشَ" على الموضوع. ثم متى كان المسيح يركب فى أسفاره؟ إنه دائما يسير على قدميه هو وتلاميذه. ولقد أتوا إلى أورشليم على أقدامهم، بل إنه حتى فى البحر قد مشى مرة على قدميه، فلماذا الإصرار على الركوب هذه المرة؟ إنها النبوءة! فما أصدقها من نبوءة تلك التى تستلزم سرقة حمارة وحمار!
إن هذا يذكرنا بما كانت تقوله جريدة "الوفد" المصرية فى ثمانينات القرن الماضى حين كانت تكايد الدكتور ر. م. فتشير إلى أقاربه المشهورين (والعهدة عليها) بسرقة الحمير فى قريتهم وجوارها وصبغهم إياها إيغالا منهم فى التمويه على أصحاب الحمير المسروقة كما يفعل لصوص الكائنات النهاقة فى الأرياف المصرية! أما العبد لله فيرى أن هذا كله كلام لا حقيقة له، كلام وطحينة! ولم يحدث أن أمر بسرقة جحش وحمارة، لأنه عليه السلام كان نبيا ولم يكن صبّاغ حمير من أجوار دمياط! ونقول لهم إن كتابكم محرَّف فيشتمون الرسول الكريم ويتطاولون عليه، وما دَرَوْا أنهم إنما يتسافلون وينحطون أكثر مما هم سفلة منحطون! ولعن الله دبر زيكو، الذى هو السبب فى هذا كله! وحديثا قيل فى الأمثال: "فَتِّشْ عن الدبر"! وبمناسبة النبوءة هناك فزورة كانوا يسألونناها ونحن صغار، إذ يقولون: لماذا تُبْنَى الجسور فوق الأنهار؟ وبدلا من أن تكون الإجابة الصحيحة: "لكى يعبر عليها الناس من ضفة إلى الضفة الأخرى" يقولون: "إنها قد أقيمت لكى يمر الماء من تحتها"، قالبين بذلك الآية مثلما قلبها كتبة الأناجيل. ومثلها القول بأن الله خلق للإنسان أنفا لكى يضع عليه النظارة! فكأن المسيح قرأ العهد القديم فى طفولته وصباه كما جاء فى روايات تلك الأناجيل، وكان يعرف أن هناك نبوءة تقول إنه سوف يدخل أورشليم على جحش وأتان (كيف؟ لا أدرى، إلا أن يقال إنه سوف يُفَرْشِح فيفتح ساقيه على الآخر حتى تحتويا الركوبتين معا، فيتفوق بذلك على لاعبى الأكروبات)! لكن فات كاتب السفر، لأنه ضعيف الخيال ركيك التفكير، أن يشرح لنا كيف استطاع الرسولان التعرف على البيت الذى حدده لهما السيد، وكيف دخلا البيت دون مفتاح، وكيف سرقا الحمارين من غير أن يتعرض لهما الجيران، وذلك بافتراض أن أصحاب البيت كانوا مسافرين مثلا! لا لا، إن هذا رجل لا يصلح لحكاية الحواديت!
لكن النبوءة (يا خسارة!) تقول إن هذا الداخل ملك وديع. وهذا هو نصها بالحرف حسبما ساقها السيد متى: "قولوا لابنَةِ صِهيونَ: ها هوَ مَلِكُكِ قادِمٌ إلَيكِ وديعًا راكِبًا على أتانٍ وجَحشٍ اَبنِ أتانٍ". وبطبيعة الحال لم يكن المسيح عليه السلام مَلِكًا، وهذه لا شك فيها ولا تحتمل الجدال والمراء. وكذلك لم يكن وديعا طبقا للذى افتراه عليه متّى ورفاقه الآخرون: فقد صوروه لعّانا عصبيا جافيا قلقا دائم الاتهام حتى لحوارييه بعدم الإيمان، وسوف نسمعه بعد أسطر يشنّف آذانهم بهذا الاتهام لا أدرى للمرة الــ"كم"، كما سنراه وهو يقلب موائد البيع والشراء والصرافة فى الهيكل، وكذلك وهو يلعن شجرة التين المسكينة التى لم يكن فيها تين لأنه لم يكن موسم تين، لكن الملك الوديع من وداعته، بدلا من أن يمد يده من كم قميصه أو يمد يده فى الهواء (أليس هو اله أو ابن الله؟) فيأتى بما شاء من تين وعنب ورمان وبلح وجوافة وفراولة وكاكا (لأنى أحب الكاكا، ولا داعى للموز، رغم أنى أحبه، لأنه شديد السكرية، وخَلِّنا فى البرتقال لأننا فى الشتاء الآن)، بدلا من أن يفعل السيد المسيح ذلك لعنها فيبست فى الحال! يا سلام على الوداعة! وانظروا إلى الوداعة أيضا فى "الهيصة والزمبليطة" التى صاحبت دخوله أورشليم وهتاف الجماهير له وفَرْشهم أثوابهم لدابتيه: "المَجْدُ لاَبنِ داودَ! تبارَكَ الآتي بِاَسمِ الرَّبَّ! المجدُ في العُلى!"! يا لها من وداعة لم تحدث من قبل! لكنْ إذا كانت هذه هى الوداعة، فما هو الكِبْر والغطرسة إذن؟ ثم هل كان المسيح، وهو الذى كان بارعا فى المعجزات براعةً لم تكن لأحد بهذه الكثافة من قبل، عاجزا عن أن يأتى بدابّة أو اثنتين (ويا حبذا لو وفّر لكل تلميذ أيضا، ولن نقول: لكل واحد من الجموع التى كانت تصحبه فى هذا الدخول، دابة خاصة به) من عند أبيه السماوى بدلا من أن يرسل تلاميذه لأخذ الحمير دون إذن أصحابها ولا علمهم؟ وما السبب يا ترى فى أن الجماهير خرجت هذه المرة بالذات عن مألوفها، إذ كانت تكتفى قبل هذا بالالتفاف حوله كى يُبْرِئهم هم وأولادهم من مرض أو يُطْعِمهم من جوع أو يُحْيِىَ موتاهم بإذن الله، فخالفت هذه المرة عن سلوكها المعتاد وفرشت له الطريق بالملابس والأغصان وأخذت تهتف له حتى داخل الهيكل؟
ليس ذلك فحسب، بل إن تفسير النبوءة كله تضليل فى تضليل، فالنبوءة ليست خاصة بالسيد المسيح ولا بدينه البتة، بل بخلاص اليهود! وأين المسيح عليه السلام من خلاص اليهود وعودة مجدهم لهم، وهو الذى تنبأ فى هذا الفصل نفسه أن ملكوت السماء سوف يتحول عنهم إلى أمة أخرى (هى أمة العرب كما هو واضح). ولنقرإ الفصل كله لنرى ونحكم بأنفسنا: "كلامٌ مُوحًى مِنَ الرّبِّ إلى النَّبيِّ في أرضِ حَدْراخ ودِمشقَ مَوضِعِ إقامتِهِ، لأنَّ لِلرّبِّ كُلَ البشَرِ كما لَه كُلُّ أسباطِ إسرائيلَ. 2ولَه حماةُ التي تُتاخمُ تِلكَ الأرضَ وصُورُ وصَيدونُ بكُلِّ مَناعتِها. 3بَنتْ صُورُ حِصنًا لها وكنَزَتِ الفِضَّةَ كالتُّرابِ، والذَّهبَ كوحلِ الشَّوارِعِ. 4ها السَّيِّدُ يَمتلِكُها ويَضرِبُ في البحرِ قُدرَتَها فتُؤكَلُ بالنَّارِ. 5تَرى ذلِكَ أشقَلونُ فتَخافُ، وغزَّةُ فتنحلُّ عزيمتُها، وعقرونُ فتَخزى مِنْ ضَعفِها. ويَبيدُ المُلكُ مِنْ غزَّةَ، وأشقَلونُ لا تُسكنُ، 6ويَسكُنُ الغُرَباءُ في أشدودَ. وأقضي على كبرياءِ الفلِسطيِّين، يقولُ الرّبُّ، 7وأُزِيلُ دَمَ الذَّبائحِ مِنْ أفواهِهِم، ولَحمَها الرَّجسَ مِنْ بَينِ أسنانِهِم. فتبقى مِنهُم بقيَّةٌ لإلهِنا، ويألَفونَ السَّكنَ في يَهوذا، ويكونُ أهلُ عَقرونَ هؤلاءِ كما كانَ اليبوسيُّونَ. 8وأَنزِلُ في بَيتي وأحرسُهُ مِنَ العابرِ والمُقيمِ، يقولُ الرّبُّ، فلا يَمرُّ على شعبي طاغيةٌ بَعدَ أنْ رأيتُ الآنَ بعينَيَ ما قاسُوهُ مِنَ الآلامِ. 9إِبْتَهِجي يا بنتَ صِهيَونَ، واَهتفي يا بِنتَ أُورُشليمَ ها مَلِكُكِ يأتيكِ عادلاً مُخلِّصًا وديعًا راكبًا على حمارٍ، على جحشٍ اَبنِ أتانٍ. 10سأقضي على مَركباتِ الحربِ في أفرايمَ، والخيلِ وأقواسِ القِتالِ في أورُشليمَ، فيَتكلَّمُ مَلِكُكِ بالسَّلامِ للأُمَمِ ويكونُ سُلطانُهُ مِنَ البحرِ إلى البحرِ ومِنَ النَّهرِ إلى أقاصي الأرضِ 11ولأجلِ عَهدي المَختومِ بدَمِ الضَّحايا أُطلِقُ أسرَاكِ مِنَ البِئرِ التي لا ماءَ فيها، 12فأقولُ لهُم: إِرجعوا إلى الحُصنِ أيُّها الأسرَى الذينَ لهُم رجاءٌ. اليومَ أُخبركُم أنِّي أُبارِكُكُم وأعوِّضُكُم منْ آلامِكُم ضِعفَينِ، 13فأنا سأَحني يَهوذا قَوسًا لي وأجعَلُ أفرايمَ سِهامًا لها، وأُثيرُ بنيكِ يا صِهيَونُ على بني يونانَ وأُشهِرُكِ كسَيفِ الجبَّارِ. 14ثُمَ يَظهرُ الرّبُّ علَيهم وسَهمُهُ يخرُج كالبَرقِ، والسَّيِّدُ الرّبُّ يَنفخُ في البُوقِ وينطلِقُ في زوابعِ الجنوبِ. 15الرّبُّ القديرُ يُحامي عَنهُم، فيرُوزونَ حجارةَ المِقلاعِ ويتناولونَها بمِلءِ أكُفِّهِم ويشربونَ دِماءَ أعدائِهِم كالخمرِ، ويَمتلئونَ بها كَقِصاعِ المذبَحِ وزواياهُ. 16في ذلِكَ اليومِ يُخلِّصُ الرّبُّ الإلهُ شعبَهُ كما يُخلِّصُ الرَّاعي غنَمَهُ، فيُقيمونَ في أرضِهِ كالحجارةِ الفريدةِ. 17فما أطيبَها وما أوفاها تكونُ لهُم. بِحِنطتِها ينمو الفِتيانُ وبِخمرِها العَذارَى".
إن الأمر، كما هو واضح حتى للعُمْى، إنما يختص ببنى إسرائيل والخلاص من المذلة التى كتبها الله عليهم وألّفوا له تلك الكتب وادَّعَوْا أنها وحى من الله. وعلى أية حال فلا القدس عادت أيامها لبنى إسرائيل، ولا السلام عمّ العالم أو حتى عرفته أرض الشام وفلسطين، ولا المسيح قامت له حينذاك مملكة، ولا سلطانه اتسع من البحر للبحر كما جاء فى النبوءة. يعنى باختصار: كله كلام فى الهجايص! وأخيرا فكل ما وصفته به الجموع، ولم يعترض عليه السلام على شىء منه بالمناسبة، أنه "ابن داود" و"النبى يسوع" فقط لا غير! وهذا هو الذى نقوله نحن المسلمين، لكن لا نسميه فى لغتنا: "يسوع" بل "عيسى"، "عيسى بن مريم" عليه السلام، ودُمْتُمْ!
وإلى الهيكل ندخل مع المسيح عليه الصلاة والسلام فنفاجأ به يثور على ما يجده هناك من تحويل اليهود له إلى دكان للبيع والشراء والمراباة، ويقلب أيضا الموائد والكراسى ويطرد الباعة والصيارفة قائلا إن الله إنما جعل العيكل للعبادة لا للبيع والشراء وخداع الناس وسرقة آمالهم بالغش والتزوير. ونحن لا نملك إلا أن نكون معه فى هذا الذى فعل، وإن كنا نستغرب انهزام الأشرار بهذه السهولة أمامه، وهو الذى لم يكن يمثل أية سلطة: لا دينية ولا سياسية ولا عسكرية! أتراها المفاجأة والجرأة التى عاملهم بها وقولة الحق التى بدههم بها قبل أن يستعدوا له لأنهم لم بكونوا يتوقعون منه ما صنع؟ ربما كان هذا أوجه تفسير لما حدث. إلا أننا فى ذات الوقت نستغرب أن يرضى عن الهتافات التى كانت تجلجل فى داخل الهيكل بتمجيده! أليست هى أيضا مما لم يُنْشَأ له الهيكل؟ أم ماذا؟ هذه فقط نقطة نظام ننبه إليها ولا نتوقف لديها طويلا لأنها غنية بنفسها عن كل شرح أو تعليق. أما شفاؤه المرضى فى الهيكل فلست أجد به بأسا، فقد قلنا إن الدين إنما جاء لراحة الإنسان وخدمته لا العكس، وإن فضلت مع ذلك لو أنه انتظر حتى يخرج من المعبد ثم يشفيهم كما يحب، وذلك للحفاظ على هيبة المكان وجلاله، إذ العامة لا تفهم المعانى العالية التى تحدثنا عنها هنا، ومن ثم فإن مثل هذا التصرف من جانبه قد يُفْهَم خطأ فيظنون أن كل شىء يجوز عمله فى المعبد.
وإذا كان الشىء بالشىء يُذْكَر فقد كان النبى عليه الصلاة والسلام يستهجن أن يَنْشُد فاقدُ الشىء شَيْئَه فى المسجد، ويُؤْثَر عنه أنه كان يعقّب على من يسمعه يفعل ذلك بألا يردّ الله عليه ضالّته، إذ كان يريد أن تبقى للمساجد حرمتها فى نفوس الناس لأن المساجد ليست أماكن يؤدى فيها المصلون صلواتهم فحسب، بل هى فوق هذا وقبل هذا معانٍ وعواطفُ وإشعاعات! ومع ذلك فقد رأى ذات مرة أعرابيا جافيا حديث عهد بالإسلام لم يستطع أن يتحكم فى نفسه فشرع يتبول فى ركن من أركان المسجد فهاج الصحابة عليه وهمّوا به يمنعونه من ذلك، لكنه صلى الله عليه وسلم، بما فُطِر عليه من رحمةٍ هاميةٍ ولمعرفته العميقة الصادقة بالضعف البشرى وبأن ثمة حاجات إنسانية يشقّ على البشر تأجيلها أو تجاهلها ولإدراكه جهل الأعرابى وأنه لم يقصد شيئا من الإساءة ولا كانت اللامبالاة هى باعثه على ذلك التصرف المشين، لكل ذلك قد كفّهم عنه قائلا: لا تقطعوا عليه بَوْلَته. ذلك أن المبادئ، حين تنزل من عليائها إلى أرض البشر، قد تتلون إلى حد ما بالسياق الذى يراد تطبيقها فيه والظروف التى تكتنفها آنذاك، ومن هنا كان لا بد من المرونة فى بعض الأحيان، وإلا توقفت سفينة الحياة والنجاة! وهذه نصوص بعض الأحاديث فى ذلك الموضوع:
عن أبى هريرة فال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سمع رجلا يَنْشُد ضالَّة في المسجد فليقل: لا رد الله عليك. فإن المساجد لم تُبْنَ لهذا". وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك. وإذا رأيتم من يَنْشُد فيه ضالَّة فقولوا :لا رد الله عليك". قال أبو عيسى: حديث أبي هريرة حديث حسن غريب، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، كرهوا البيع والشراء في المسجد، وهو قول أحمد وإسحق. وقد رخص فيه بعض أهل العلم في البيع والشراء في المسجد". وعن أنس بن مالك قال: "بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَهْ! مَهْ! قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تُزْرِموه، دَعُوه. فتركوه حتى بال. ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له: إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر. إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فأمر رجلا من القوم فجاء بدلو من ماء فشنّه عليه". ولست أريد أن أقارن بين تصرف الرسول وتصرف عيسى بن مريم وأقول إن تصرف سيد الأنبياء أحكم وأهدأ وأرفق، فلكل مقام مقال وسلوك. ولم يكن اليهود الذين حولوا معبد أورشليم إلى سوق للصيرفة وتجارة الطيور كذلك الأعرابى الجاهل الذى لم يكن عنده أية فكرة عما ينبغى للمساجد من احترام وإجلال، على عكس الصيارفة والباعة الذين حولوا الهيكل إلى سوق لا تراعى فيه أدنى درجات الحياء ولا الاحتشام، مع معرفتهم رغم ذلك بكتابهم وما يوجبه عليهم تجاه بيت عبادتهم.
لكن هذا لا يسوغ السكوت على لعنه، صلى الله عليه وسلم، شجرة التين لأنه كان جائعا وكان يبحث عن شىء يتقوّت به فلم يجد فيها إلا الورق فلعنها ألا تثمر أبدا، لأنها ما ذنبها؟ إنها نبات لا يعقل ولا يفهم ولا يقدّر آلام الجائعين ولا يعرف أنه فى ساعة البطون تتيه عقول البشر الفانين! فكيف فات هذا عيسى عليه السلام، وهو نبى الرحمة والسلام كما يصوره من يزعمون أنهم على دينه، وهو ودينه منهم براء؟ ولو قلنا إنه إله كما يقولون، فلماذا لم يوفر لنفسه طعاما يأكله، مع ما فى هذا الكلام من مفارقة، إذ لو كان إلها لما جاع، ولو افترضنا المستحيل الذى لا تقبله العقول وقلنا إن الآلهة قد تجوع (الآلهة أم العشرة بمليم!)، أفلم يكن جديرا به ألا يكشف جوعه وضعفه هكذا على رؤوس الأشهاد فيَرَوْه مغتاظا نافد الصبر لا يستطيع أن يمسك نفسه لدقائق، مع أنه (فيما ذكروا لنا) قد صام عن الطعام والشراب أربعين يوما، فماذا يكون صبر دقائق أو حتى ساعات إزاء ذلك؟ وعلى أية حال فالتينة لا تملك إلا أن تطيع القوانين الكونية التى خلقها الله على أساسها. وعلى هذا فلو أراد منها المسيح أن تعطيه تينا لكان عليه أن يلغى تلك القوانين بوصفه الإله أو ابن الإله. أما أن يلعن الشجرة المسكينة على شىء ليس لها أى ذنب فيه فهو ما لا أفهمه ولا يفهمه أى عاقل! ودعونا من هذا كله، أفلم يكن من آياته إطعام الآلاف من بضع كِسْرات من الخبز وسمكات قليلة لا تصلح إلا لإطعام فرد واحد؟ أم تراه لا يستطيع أن يصنع المعجزات الطعامية إلا إذا كان عنده أساس من كِسَرٍ وأسماك وما أشبه يقيم عليه معجزته لأنه لا يمكنه أن يبدأ هذه المعجزات من الصِّفْر كما هو الحال مع الخبز، الذى لا يمكن صنعه إلا بوجود الخميرة أولا؟ أعطونى عقولكم أتصبَّر بها أيها القراء، فقد احترت واحتار دليلى، لا حَيَّر الله لكم دليلا! ولكى يزداد الطين بِلّةً نراه عليه السلام، للمرة التى لا أدرى "كَمْ"، يتهم حوارييه بأنهم شكاكون ليس عندهم إيمان، قائلا لهم: "لو كُنتُم تؤمنونَ ولا تَشُكٌّونَ، لَفعَلْتُم بِهذِهِ التّينةِ مِثلَما فعَلتُ"، وكأن ما فعله هو مما يُفْتَخَر به ويُقَاس عليه وينبغى تكراره. وعلى أية حال إذا كان هذا هو رأى المسيح عليه السلام فى الحواريين فى مسألة الإيمان والتصديق، فما وضع النصارى العاديين؟
وبالنسبة للنص التالى الذى أبدى فيه عيسى بن مريم عليه السلام رأيه فيمن يسارع من الزوانى وجُبَاة الضرائب إلى الإيمان فى الوقت الذى ينكل فيه رؤساء الكهنة عنه: "الحقَ أقولُ لكُم: جُباةُ الضَّرائبِ والزَّواني يَسبِقونكُم إلى مَلكوتِ الله. 32جاءَكُم يوحنّا المَعمَدانُ سالِكًا طَريقَ الحَقَّ فما آمنتُم بِه وآمنَ بِه جُباةُ الضَّرائبِ والزَّواني. وأنتُم رأيتُم ذلِكَ، فما ندِمتُم ولو بَعدَ حينٍ فتـؤْمنوا بِه"، فهو كلام نبيل ورائع وجميل. وقل فيه ما تشاء من مديح وثناء من هنا للصبح فلن توفيه حقه أبدا. إنه، صلى الله عليه وسلم، يؤسس قاعدة إنسانية عظيمة لا يمكن أن تكون إلا من عند الله الرحيم الكريم الذى لا تغره مظاهر الناس ولا أشكالهم بل تقواهم وإخلاصهم واستعدادهم للانخلاع عن ماضيهم الملوث وبدء صفحة جديدة طاهرة، والذى يعلم أنهم كثيرا ما تغلبهم الظروف القاهرة على أنفسهم دون رغبة منهم فيُضْطَرّون اضطرارًا إلى مقارفة الإثم، وإن قلوبهم لتلعنه وتتمنى التخلص منه وتتربص لذلك الفرصَ المواتية. وفى أحاديث المصطفى أن الإسلام يَجُبّ ما قبله، وأن الله لا ينظر إلى صوركم وأشكالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم وأن التقوى فى الصدور لا فى الطقوس، وأن مومسًا استحقت دخول الجنة بسبب شربة ماء سقتها كلبًا برّح به الظمأ فخلعت خفها عطفا على الحيوان الأعجم ودلّته إلى البئر وملأته ماء وسقته، فغفر الله لها وأدخلها الجنة، وهل يمكن أن يكون الله أقل رحمة بها منها بالكلب، وهو خالق الرحمات التى فى الدنيا كلها؟ عن أبي هريرة قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: غُفِر لامرأةٍ مُومِسَةٍ مرّت بكلب على رأس رَكِيٍّ يلهث قد كاد يقتله العطش، فنزعت خُفّها فأوثقته بخمارها فنزعت له من الماء، فغُفِر لها بذلك". وفى القرآن نقرأ الآية التالية عن جاريةٍ لزعيم المنافقين كان ابن سَلُول يُكْرِهها على ممارسة البغاء على تضررٍ منها واشمئزازٍ وتطلُّعٍ إلى يوم يتوب الله عليها فيه من هذا القذر: "وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (النور/ 33). يا لله لهذا الكلام الرائع العظيم، وصلى الله على عيسى ومحمد ما ذَرَّ شارقٌ، وما سجعتْ يمامةٌ على أغصان الحدائق. هكذا الدين الصحيح، وإلا فلا.
وهناك النبوءة الخاصة بالـحَجَر الذى رفضه البناؤون، فما ذلك الحجر؟ واضح أن الله قد نَفِدَ صبره مع اليهود، أى أن المسألة تتعلق بأمة تحل محل بنى إسرائيل. وأنا أفهم هذا على أن المقصود به أمة العرب، الذين ينتمون إلى إسماعيل ابن الجارية، والذين كان بنو إسرائيل فى غبائهم العنصرى ينظرون إليهم مِنْ عَلٍ، والذين لم يقف فى طريقهم عند دعوتهم بدعوة الإسلام أحد، إذ انتصروا انتصارا ساحقا على إمبراطوريات ذلك الزمان. وأحسب أننا حين قلنا إن المقصود بالنبوءة هم العرب لم نَفْتَرِ على الحقيقة ولا اعتسفنا الكلام ولا لويناه عن وجهه شيئا، وإلا فمَنْ تلك الأمة التى ينطبق عليها هذا الكلام؟ ليست هناك أمة من أمم الأرض ورثت النبوة وفتحت الأرض وخضعت لها الشعوب وكانت انتصاراتها باهرة لم يسبق لها شبيه سواء فى السرعة أو فى الحسم أو فى اتساع رقعة الفتح غير العرب. وعلى هذا فالعرب بلا جدال هم المرادون بتلك النبوءة! وقبل أن ننتهى من هذا الفصل ننبه مرة أخرى إلى أن الذين قبلوا من قوم عيسى عليه السلام دعوته إنما آمنوا به نبيا لا ابنا لله، فضلا عن أن يكون هو الله ذاته كما تقول الأساطير المأخوذة عن وثنيات الشعوب القديمة، فهو عندهم مثل يحيى عليه السلام لا يزيد ولا ينقص! وبالمناسبة فلو كان السيد المسيح إلها أو ابن الله ما جرؤ يحيى على أن يعمّده ولأعلن للناس جميعا أنه من عنصر إلهى. وها هو ذا النص الخاص بالنبوءة والنبوة لكى يحكم القراء على ما قلناه بأنفسهم:
"إسمَعوا مَثَلاً آخَرَ: غرَسَ رجُلٌ كرمًا، فسَيَّجَهُ وحفَرَ فيهِ مَعْصَرَةً وبَنى بُرجًا وسَلَّمَهُ إلى بَعضِ الكرّامينَ وسافَرَ. 34فلمّا جاءَ يومُ القِطافِ، أرسَلَ خدَمَهُ إليهِم ليأخُذوا ثمَرَهُ. 35فأمسَكَ الكرّامونَ خدَمَهُ وضَرَبوا واحدًا منهُم، وقَتَلوا غَيرَهُ، ورَجَموا الآخَرَ. 36فأرسَلَ صاحِبُ الكرمِ خَدَمًا غَيرَهُم أكثرَ عددًا مِنَ الأوَّلينَ، ففَعَلوا بِهِم ما فَعلوهُ بالأوَّلينَ. 37وفي آخِر الأمرِ أرسلَ إلَيهِم اَبنَهُ وقالَ: سَيَهابونَ اَبني. 38فلمّا رأى الكرّامونَ الاَبنَ قالوا في ما بَينَهُم: ها هوَ الوارِثُ! تعالَوْا نَقْتُلُه ونأخُذُ ميراثَهُ! 39فأمسكوهُ ورمَوْهُ في خارِجِ الكرمِ وقَتَلوهُ. 40فماذا يفعَلُ صاحِبُ الكرمِ بِهؤلاءِ الكرّامينَ عِندَ رُجوعِهِ؟" 41قالوا لَه: "يَقتُلُ هؤُلاءِ الأشرارَ قَتلاً ويُسلَّمُ الكرمَ إلى كرّامينَ آخرينَ يُعطونَهُ الثَمرَ في حينِهِ".42فقالَ لهُم يَسوعُ: "أما قرأتُم في الكُتُبِ المُقَدَّسةِ: الحجَرُ الَّذي رَفضَهُ البنّاؤونَ صارَ رأسَ الزّاويَةِ؟ هذا ما صنَعَهُ الرَّبٌّ، فيا للْعجَبِ! 43لذلِكَ أقولُ لكُم: سيأخُذُ الله مَلكوتَهُ مِنكُم ويُسلَّمُهُ إلى شعبٍ يَجعلُهُ يُثمِرُ. 44مَنْ وقَعَ على هذا الحَجَرِ تَهَشَّمَ. ومَنْ وقَعَ هذا الحجَرُ علَيهِ سَحقَهُ". 45فلمّا سَمِعَ رُؤساءُ الكَهنَةِ والفَرّيسيّونَ هذَينِ المَثلينِ مِنْ يَسوعَ، فَهِموا أنَّهُ قالَ هذا الكلامَ علَيهِم. 46فأرادوا أن يُمسكوه ولكنهم خافوا من الجموع لانهم كانوا يعدونه نبيا؟؟
(((((((((((
امتياز المسيح بولادته من الله
يدعي المسيحيون إدعاءً باطلاً وهو أن المسيح امتاز بولادته من الله :
و الحقيقة إن هذا الادعاء لا أساس له ، لأن الكتاب المقدس اصطلح على أن كل مؤمن تقي وبار هو مولود من الله أو من فوق ، فالتولد من الله مجازي وعام ، يشترك فيه المسيح وغيره بالمعنى اللائق بعظمة الله ولندلل على ذلك بالأمثلة من كتابهم المقدس :
1) بالنسبة للولادة من الله فقد ورد في سفر التثنية الإصحاح الرابع عشر العدد الأول على لسان موسى عليه السلام : (( أنتم أولاد الرب إلهكم ))
2) وورد في المزمور الثاني الفقرة السابعة ان الله قال لداود : (( أنا اليوم ولدتك ))
3) وورد في رسالة يوحنا الأولى الاصحاح الرابع الفقرة السابعة قوله : (( أيها الاحباء لنحب بعضنا بعضاً لأن المحبة من الله وكل من يحب الله فقد ولد من الله ))
4) وقد أصطلحت الاسفار على أن كل مؤمن بار هو مولود من فوق أو من السماء فورد في إنجيل يوحنا [ 3 : 3 ] قول المسيح : (( الحق أقول لك : إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله )) .
5) وقد جاء في رسالة يوحنا الأولى [ 2 : 29 ] : (( إن علمتم انه بار هو فاعلموا ان كل من يصنع البر مولود منه )) أي من الله .
ويوحنا الذي فسر في الفقرة 38 من الاصحاح الأول كلمة رب بمعنى معلم في حق المسيح يوضح لنا في الفقرة 12 من الاصحاح الاول معنى الولادة من الله فيقول : (( أَمَّا الَّذِينَ قَبِلُوهُ، أَيِ الَّذِينَ آمَنُوا بِاسْمِهِ، فَقَدْ مَنَحَهُمُ الْحَقَّ فِي أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ )) فالمولود من الله هو المؤمن باسمه .
ولقد أورد يوحنا في [ 4 : 34 ] قول المسيح للتلاميذ : (( . . . طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني ، وأتمم عمله ))
ويقول المسيح أيضاً : (( لأني نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي ، بل مشيئة الذي أرسلني )) [ يوحنا 6 : 38 ]
ويلاحظ هنا أن المسيح قد قال : ( أرسلني ) ، ولم يقـل : الذي ولدنـي .
ويلاحظ أيضاً ان النصوص تتضمن لفظ ( أرسلني ) وهذا لا يقتضي دعوى الاتحاد والمساواة من أساسها لأن المرسل غير المرسل بداهــة
ثم ان هذه النصوص تفيد بأن الابن وقع عليه الإرسال ، ولا يصح أن من وقع عليه الإرسال أن يكون قديماً ، فكيف يتحد مع مرسله القديم .
ثم أن قول بولس بأن المسيح هو (( بكر كل خليقة )) [ كو1 : 15 ] فيه الدليل الواضح على ان المسيح مخلوق ، ومن الجدير بالذكر ان اللغة لم تعرف البكر إلا على أنه الأول من الأولاد وبكر الخلائق لا يكون إلا من جنسهم . وقد جاء في [ متى 1 : 25 ] : إن جبرائيل تراءى ليوسف النجار خطيب مريم وقال له خذ خطيبتك واصعد إلى الجبل ولا تباشرها حتى تلد ابنها البكر . وقد اعتبر يعقوب التلاميذ باكورة المخلوقات فقال: (( شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه )) [ يعقوب 1 : 18 ]
ومن جهة أخرى نريد ان نناقش المسيحيين على أساس القول في الاقانيم الثلاثة والتي الابن واحداً منها :
فإنكم تزعمون أن المسيح مولود من أبيه أزلاً ونحن نقول : إذا كان الأمر كما تقولون فيكونان موجودان أزليان الله الأب أزلي والله الابن أزلي فإن كان الأب قديماً فالابن مثله وإن كان الأب خالقاً كان الابن خالقاً مثله ، والسؤال هو :
لم سميتم الأب أباً والابن ابناً ؟
فإذا كان الأب استحق اسم الأبوة لقدمه فالابن أيضاً يستحق هذا الاسم بعينه لأنه قديم قدم الأب ، وإن كان الأب عالماً قديراً فالابن أيضاً مثله ، فهذه المعاني تبطل اسم الأبوة والبنوة ، لأنه إذا كان الأب والابن متكافئين في القدرة والقدم فأي فضل للأب على الابن حتى يرسله فيكون الأب باعثاً والابن مبعوثاً ؟
أرسل الابن للعالم . ولا شك ان الراسل هو غير المرسل
.
======================================================================(((((((((((((((((=
.
بكم تبيع هذا الإله؟؟؟؟؟))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))
وأنا في طريقي الي المنزل ….إذا بي أجد امام احد المكاتب ..وليس داخل فترينة العرض . بل على جانب احد الدرجات المطروحة في الشارع لصعود عليها للمحل ..تمثال ليسوع
http://moozah.com/uploads/84d44a04fd.jpg
لا يتعدى طوله 40سم ….ويضم بيديه الاثنين الي صدره خروف صغير
قلت أي اله هذا ؟!
يصنعون بأيديهم تمثال ..ويقولون الله
ويضعه المسيحي في الطريق امام محله معرض للأتربة وغبار السيارات
http://moozah.com/uploads/0bd13ac5d2.jpg
يضعه على جانب احد الدرجات المصعدة لمحله وبجواره تحط الأقدام بأحذيتها صعودا ونزولا
http://moozah.com/uploads/9435e7d903.jpg
لا يعيره عابر الطريق أو المترددين الي المكتبة أي اهتمام
قلت ماذا لو مد احد البشر يده اليه وقلبه على الارض ….أو سخر منه.. أو هشمه ….ماذا هو فاعل ..هل يملك الدفاع عن نفسه ؟
تذكرت ما فعله إبراهيم عليه السلام بالأصنام التي كان يعبدها قومه
فما الفرق بين هذا التمثال والتماثيل التي حطمها إبراهيم عليه السلام
{فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} سورة الصافات من الآية 91 الي 96
وتذكرت ما جاء في الأفلام الدينية …التي كانت تحكي عن الضلال الذي كان عليه الناس قبل الإسلام
يصنع تمثال من التمر ..ثم يعبدوه ويقدسه ..ثم يلتهمه
وهناك من يصنع التماثيل ..ويذهب الي السوق ليبيعها ..وينادي على المارين ليشتري اله
ويأتي له من يرغب في الشراء …ويأخذ يقلب بين الآلهة المزعومة الي ان ينال احد الآلهة استحسانه ..فيمسك به ويذهب به الي البائع …ويقول له ….بكم تبيع هذا الإله
فقلت …ما الفرق بين هذا الوضع الحالي وما كان يحدث أيام الجاهلية
وماذا لو دخلت الي البائع الذي بالمكتبة ….وأمسكت بالتمثال وقلت له ..
بكم تبيع هذا الإله؟؟؟؟=============================((((جاء في الانجيل طريقة لتطهير البيت ؟؟؟؟؟؟اديني عقلك ولا تحاول التجربة الفاشلة))))))وهي
جاء في سفر اللاويين:
14: 49 فياخذ لتطهير البيت عصفورين و خشب ارز و قرمزا زوفا
14: 50 و يذبح العصفور الواحد في اناء خزف على ماء حي
14: 51 و ياخذ خشب الارز و الزوفا و القرمز و العصفور الحي و يغمسها في دم العصفور المذبوح و في الماء الحي و ينضح البيت سبع مرات
14: 52 و يطهر البيت بدم العصفور و بالماء الحي و بالعصفور الحي و بخشب الارز و بالزوفا و بالقرمز
14: 53 ثم يطلق العصفور الحي الى خارج المدينة على وجه الصحراء و يكفر عن البيت فيطهر
ينضح البيت سبع مرات بالدم!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ولكن من المعلوم ان الدم يجلب البكتيري؟؟؟===(((من الأشياء المضحكة والغريبة والتي تبين أن الثالوث فلسفة مخترعة لتأليه المسيح مسألة الحمار هذه
فهناك ثلاثة أناجيل من الأربعه كتب فيها أن المسيح دخل أورشليم على حمار …وإبن إتانة كمان :D
لكن العجيب أن لفظ التعميد بالتثليث في متى 28 لم يذكره سوى متى فقط
والأعجب أن التلاميذ لم يعمدوا أبدا بتلك الصيغة
والحمار يكسب الثالوث .. فعلا
بس ممكن يكون الحمار لما اتذكر في 3 أناجيل علامة على الثالوث ؟ :p
أه ممكن ليه لأ ؟:D
وربنا يشفي؟؟؟====(((ذكر لفظ الحمار في العهد القديم مئات المرات ولم يذكر الثالوث
وذكر الحمار وقصته عدة مرات مكررة في العهد الجديد ولم يذكر الثالوث .
(( متى لم يقل شيء عن الثالوث والعبارة لا تعني أي ثالوث ))
الخروف ذكر مرات عديدة أكثر من الحمار ؟؟؟
ولذلك أخرج أحد المطربين الأغنية الرائعة بحبك يا حمار ولم يقل بحبك يا ثالوث .
فأيهما أهم الحمار ولا الثالوث ؟؟؟؟؟؟؟؟؟=====((((الحمد لله علي نعمة الإسلام و الإيمان و كفي بهما نعمة
و الحمد لله علي نعمة العقل و إن لم يستخدمه الكثير
و هنا مثال
و قبل الحدوتة الجميلة و التي فاقت سوبر مان و بات مان و سبايدر مان و كل من له مان يحكي عليه
الرفة كلمة مصرية معناها إصلاح العيوب في الملابس لترجع كما كانت تقريبا
و الآن مع الحدوتة
—————————
التلفزيون السورى يعرض اغرب معجزه للعذراء مريم ام الاله
شهر يناير سنه 2005 عرض التلفزيون السورى (القناه الاولى الارضيه ) برنامج الشرطه فى خدمه الشعب وكان موضوع الحلقه القاء القبض على عصابه قامت بقتل (مواطن سعودى ) وسرقه امواله وقد تحدث المواطن السعودى عن مجريات القصه
الفشر المرة دي كبر قوي و وصل لسوريا و في الوقت الحاضر 2005 مما يدل علي تطور العقلية المهلبية لدي أتباع الديانة الحنكورية و ده كان الموجز و إليكم التفاصيل
العذراء تهب سعوديا مسلما ولدا
بالتفصيل :
فى العام الماضى وتحديدا فى الصيف قدم المواطن السعودى من السعوديه الى سوريا وقد التقى بمواطنين سوريين وذكر لهم انه لم يرزق باولاد وقد حاول كثيرا عن طريق الطب ولكن بدون جدوى
فذكر له احد السوريين ان هناك ديرا باسم السيده العذراء فى ( صيدنايا -دمشق )
وقد جرت معجزات عديده وهناك العديد من الذين لم يرزقو باولاد والان لهم العديد
مش الدير بتاع أم الرب يعني واسطة
ما علينا و نكمل
فقصد الدير وطلب من العذراء ولد وعند عودته وعد ساق التاكسى انه اذا رزق ولد فسيمنحه هديه مبلغ (20 الف دولار ) وسيهدى الدير اربعه اضعاف هذا المبلغ (80 الف دولار )
وقد استجاب الله بشفاعه امنا العذراء
إشمعني يعني صاحب التاكسي و مش الراجل اللي بلغه ؟!!
و لا يمكن اللي بلغه بموضوع الدير ده صاحب تاكسي !!
بس المهم إن الرب بتاعهم إستجاب لأمه … أصل ما ينفعش يكسف الست برده
ما علينا و نكمل
العذراء تفعل اغرب معجزه فى تاريخ البشريه
دي معجزة غير العيل بتاع الراجل
دي بقي أشد و نكمل
قام هذا المواطن السعودى بالاتصال هاتفيا مع سائق التاكسى وبشره ان الله رزقه بولد وسيوفى بوعده وانه بعد ايام قليله سيكون فى سوريا وعليه ان ينتظره فى المطار فى الموعد المتفق عليه فيما بينهما
طبعا يا جماعة وعد الحر دين عليه
و لازم يوفي الندر يا إما يسحبوا الواد منه تاني
ده عليه أقساط
وعند قرب الموعد اتفق هذا السائق مع مجموعه من اصدقائه على قتل هذا السعودى وسرقه امواله التى تقدر باكثر من (100الف دورلار) وبعد قدومه تمت عمليه قتله ولم يكتفوا بذلك فقد قطعوا راسه واطرافه ووضعوها فى كيس ووضعو الكيس فى صندوق السياره
مش عارف إشمعني يعني قتلوه و قطعوا راسه و أطرافه كمان ؟!!
يمكن تلاقي شنطة العربية صغيرة و مش حتاخده كله علي بعضه فقالوا نقطعه ؟!!
و لا يمكن السكينة جديدة و بيجربوها ؟!!
و ممكن كمان كل واحد عاوز منابه
وغادرو مدينه دمشق وعلى الطريق الخارجى توقفت السياره لعطل مفاجىء وقد حاولو اصلاحها لكن بدون جدوى وفى تلك الاثناء مرت سياره شرطه (دوريه خارجيه )
شوية أكشن بقي علشان العملية تسخن
ما هو حيتكشفوا إزاي يعني إلا لما العربية تعطل و تعدي عربية بوليس
نكمل القصة الجميلة
واستفسرو عن وقوفهم فى هذا المكان وهل يحتاجون الى مساعده فرفضو ذلك وانهم لا يحتاجون الى مساعده وكان على وجههم الارتباك
يعني خلوا بالكم عالم واقفين في الصحرا و العربية عطلانة و أكيد الكبوت مفتوح و البوليس بيسأل هم واقفين ليه ؟!! بوليس بيفهم بجد
أكيد بيشموا هوا صحراوي معتبر من اللي يرد الروح و هو فعلا السبب الحقيقي زي ما حنشوف
فشك عناصر الشرطه فيهم فطلبو منهم فتح صندوق السياره فرفضو بالبدايه
وبعد اصرارهم على فتح الصندوق رضخو لامر الشرطه وعند قياهم بذلك
ظلمنا البوليس يا جماعة … طلعوا بيفهوا
فعلا بوليسك بخير يا سوريا
و عند فتح الصندوق … موسيقي تصويرية و الجو العام ظلام و الإضاءة باهته علي أنوار كشافات عربية البوليس
جو مرعب مرعب بجد
(صدر صوت السعودى من داخل الصندوق يقول لهم لا تفتحوا الصندوق لان العذراء مريم والملائكه يقومون بخياطه رقبتى )
:eek:
يا سبحان الله
مش قلنا من شوية إن الصندوق صغير و قطعوا الراجل علشان يعرفوا يدخلوه في الصندوق ؟!!
دلوقت بقي واسع لدرجة أم الرب و كمان ملايكة و أكيد طبعا ماكينة الخياطة أو علي الأقل إبرتين و بكرة خيط معتبرة علشان ما تفكش
مش قلتلكم معجزة
أهو الصندوق بقي واسع أهه
وبعد فتح الصندوق وجدوه كامل الجسد ويحتاج الى اكمال خياطه الرقبه (بقى قطبتين لتكتمل الرقبه)
:o
برده فتحوا الصندوق قبل ما يقولهم إتفضلوا و النتيجة فاضل غرزتين
طب نحاسبهم إزاي يعني دلوقت و الشغل لسه ما خلصش
فعلا البوليس في كل حته لا يحترم حقوق المواطنة
وقامو بنقله الى اقرب مستشفى اما المجرمون فقد اصابهم الذهول والهيستريه وعندما راوا ذلك السعودى المقطع اشلاء قد عاد راسه وبقيه اعضاءه
أهو في المستشفي يكملوا الغرزتين
بس مش الراجل قال إنهم بيخيطوا رقبته بس ؟!! :confused:
يبقي أكيد الخياطة بدأت من ساعة ما حطوه في الكيس علشان يلحقوا يخيطوا كل الأجزاء بدري بدري
ليتمجد اسم الرب الى الابد امين
طيب
نقلا عن التلفزيون السورى / القناه الاولى الارضيه
القناة الأرضية اللي تحت الأرض السابعة
—————-
مع تحيات محلات أم الرب للرفة و نبشركم بأنه تم فتح قسم جديد للخياطة و التفصيل من البداية لمن يرغب في تفصيل نفسه من جديد
—————–
مش قلتلكم الفشر تطور
و مع عينة عشوائية من الردود الحلزونية علي المعجزة السمبوسية
فليتمجد أسم الرب
معجزة رهييييييييييييييييييييبة و جميييييييييييييييلة جدآ جدآ
شكرآ لك اخى الجوكر على المعجزة الروووووووووووووووعة دى
طبعا رهيبة مش أكبر إشتغالة سمعتها لحد دلوقت
دي عدت رجل المستحيل في زمانه
يثبت الموضوع لعظمة وجمال المعجزة
يلا خلي الشعب يهيص و يضحك
وانا سمعت المعجزة دة قبل كدة ولكن اول مرة اعرف مصدرها بمعني هي حصلت فين فبركة ام النور تكون مع كل شعب ابنها وتبارك كل العاملين بهذا المنتدي الجميل
و أبشركم بإن كل أعضاء المنتدي لهم تخفيض 50%؟؟؟===((((كما عودناكم دائما علي الإبداع و التميز و كل ما هو جديد و طريف اللي حألف أجيبهولكم من كل أنحاء المنتديات المسيحية علشان خاطركم
المرة دي مع معجزات سوبر مان القرن العشرين
قصدي باباهم شنودة
نبدأ علي طول علشان نلحق نضحكلنا شويتين
———————————-
هل تعلمون أن الباب شنودة من الأباء السواح،و أن هذاالموضوع معروفا لدى العديد من المسيحيين
و زي ما قال عبدالحيلم سوااااااااااااااااااح و ماشي في البلاد سوااااااااااااااااااح
و كل ده بهدف تشجيع السياحة في مصر و تعريف المصريين بآثار بلدهم
و لكن كعادة كل القديسين فهم لا يرغون فى اشتهار قداستهم امام الناس طوال حياتهم
طبعا علشان يبقي الفشر بعد ما الراجل يموت لإنه منظره حيبقي وحش قوي قوي لو قالوها في حياته
فده منعا للإحراج يعني …. معاهم حق و الله
و الاب شنودة اطال الله عمرة بعد نياحته أظن اننا سنسمع الكثير عن قداسته و معجزاته مثل البابا كيرلس و العديد من القديسين
هي نياحته يعني يتكل علي الله و ملك الموت يزوره ؟!!
نياحاااااااااااااااااااااااا
و زي ما قلنا الراجل لما يموت يعملوله أساطير و حكايات و لا ألف ليلة و ليلة اللي شهرزاد قدمت إستقالتها منها لضآلة حكاياتها مقارنة بسوبر مان 2000
و اليكم بعض معجزاته التى حدثت بالفعل
إيوه كده عاوزين البهاريز خلي الناس و الشعب يهيص
1
أولنا يا هادي
يحكى أن فتاة كانت ذاهبة لحضور اجتماع البابا،و لكنها لم تكن تعلم مكان الكاتدرائية
عادي يا جماعة و ماله … ما يضرش برده
فسألت سيده تسير فى الطريق،فأخبرتها أنها هى الأخرى ذاهبه لحضور اجتماع البابا
عداها العيب بجد … سألت سيده تسير في الطريق إنما لو كانت سألت عدلات كنت زعلت منها قوي قوي
لأ و كمان سيدة رايحة الإجتماع برده
يمكن إجتماع مجلس الأمن
و لكنها أخذتها معها فى شقة كان بها العديد من الرجال و أرادت أذيتها
النقطة دي محتاجة توضيح علشان صعبة شويتين
أخدتها شقة … يعني أكيد في عمارة سكنية
و طبعا الكاتدرائية مش حتبقي شقة في عمارة لإنها مبني منفصل كله صلبان من برا و الأعمي يعرفه
بس علشان ما نظلمش البنت دي فهي ما كانتش تعرف شكل الكاتدرائية و لا الطريق و تلقيها إفتكرت إنهم واخدين شقتين و فاتحينهم علي بعض
و كمان الشقة كان بها العديد من الرجال
كويس إنها ما قالتش مسلمين زي ما حيحصل في القصة اللي جاية علي طول
فاستنجدت الفتاة قائلة(بقى كده يا بابا شنودة،بقى أنا يبقى فى نيتى أحضر اجتماعك،تقوم تسيبنى كده)
طبعا لازم تستنجد و ببوليس النجدة كمان
هي دي صغيرة يا جماعة
و قالت إلحقني يا بابا شنودة و لو مش فاضي تبقي يا ماما مرات شنودة أو حتي شنودة الصغير المهم حد من ريحته (إإإإإإإإإإإإإإإإف)
بس البنت إتبلت علي الراجل الغلبان لإنها بتقول إنه سابها و هو لا عمره شافها
و كان البنت ممكن ترقعلها صوتين و خاصة إنها مصرية و ساعتها إحتمال بابا الفاتيكان نفسه يسمعها و ييجي هو كمان بالمرة
ما هي هاصت
و اذ فجأة
شفتوا بقي إنها قصة بوليسية كلها تشويق و مغامرات
ظهر البابا شنودة أمامها و أخذها و اختفوا من هذه الشقة،لتجد نفسها واقفة فى الكاتدرائية،بجوار قاعة اجتماع البابا
هنا برده نقطة محتاجة توضيح
إزاي البابا سمعها ؟!! لإنه سوبر مان سمعه 6/6 يعني يسمع دبة النملة
و إزاي ظهر فجأة ؟!! لإنه اللهو الخفي برده و بيظهر براحته و يختفي براحته
و إشمعني أمامها ؟!! علشان لو ظهر وراها يبقي في أوتوبيس و ده عيب علي رأي عادل إمام
طب إختفوا إزاي ؟!! مش قلنا مرة إنه اللهو الخفي يعني عادي جدا بالنسبة له
لقت نفسها في الكاتدرائية إزاي ؟!! سوبر مان واخدها طيران و لا الفانتوم .. عادي بقي يا جماعة ما تتلككوش علي الواحدة و نص كده
و إشمعني بجوار قاعة الإجتماعات ؟!! علشان من الأدب إنها تخبط قبل ما تدخل ألا حد يكون قالع راسه و لا حاجة
- و أظن كان من الأسهل إنها تقوله يا بابا أنا عاوزة أحضر الإجتماع بس مش عارفة الطريق كان خدها من الاول و وفر عليها التعب و الرعب
يلا حصل خير و نشوف القصة التانية
———————————–
2
يا مسهل
يحكى أيضا” أن
مش قلتلكم حدودتة يبقي لازم يحكي أن دي و طبعا أيضا لإنها تبع سلسلة حواديت سوبر مان 2000 (شنودة سابقا)
فتاة أخري
أكيد واحدة تانية غير الأولانية … هو إحنا فاضيين للأولانية و لا إيه
مش لازم نخدم الكل برده
كانت تقوم بخدمة افتقاد أبناء التربية الكنسية فى منازلهم
و لو إني مش فاهم يعني إيه إفتقاد دي بس مش حتأثر في سياق الحدودتة يعني
إمشي يا إفتقاد
و لا أكنها موجودة
حين أخطأت أحد العناوين و أطرقت على باب شقة رجل مسلم سنى من الاخوان بالخطأ
طبعا لازم تشويق و إثارة و هو الخطأ في العنوان و ده جزاة اللي ما يسمعش كلام بابا و بابا
الأولاني شنودة و التاني بتاع الفاتيكان
و خدوا بالكم شقة راجل سني … يعني تبع الجماعة السنية السلفية
من الإخوان … و تبع الإخوان المسلمين
راجل سلطة باين عليه
و كمان بالخطأ لإن لازم نفترض حسن النية
فما أن علم أنها خادمة مسيحية
مش مهم عرف إزاي و بلاش تلاكيك
إمشي يا علم
جذبها من يدها بعنف الى الداخل
خيال علمي و أكشن كمان
أحمدك يا رب
و فوجئت أن معه عدد من أصدقائه سنيين أيضا
بجد لازم نشكر المؤلف إن خلي الراجل الأصلي صاحب الشقة هو الوحيد اللي سلطة في الليلة دي علش أساس إنه هو سني و من الإخوان
إنما أصحابة سنيين أيضا
فجذبها الى حجرة النوم فى عنف
ده علي أساس إن الشقة كلها أوضة واحدة
يعني هي كلها ريسبشن و في نفس الوقت حجرة نوم و كمان أكيد حمام
ما علينا إمشي يا حجرة
فأرادت أن تستنجد بأحد القديسين
واجب برده يا جماعة أصلهم أهل كرم
بركاتك يا مكدس
فأخطأت القول و قالت (يا بابا شنودة)
عادي جدا تشابه في الأسماء مش أكتر
و تقريبا و الله أعلم ده علي إعتبار ما سيكون أصله حيترقي
فاذا بجرس الباب يدق
ده أكيد الواد بتاع الديليفيري Delivery أصلهم كانوا طالبين إتنين مخ من كنيسة هت أصل المخ عندهم ملوش لازمة
فذهب الرجل ليفتح الباب
أكيد طبعا أمال حيسيب الباب يدق كده
و رقصني يا جدع علي دقة و نص
ففوجئ بالبا شنودة يقف أمامه
هو شنودة شغال في الديليفيري الأيام دي و لا إيه ؟!!
أكيد الكنيسة محتاجة دخل
و لا يمكن الراجل جه من الباب علشان مفعول اللهو الخفي إنتهي و لسه حيشحن تاني
و قال له(روح هات بنتى اللى عندك جوه و اوعى تئذيها)
أصيل يا شنودة
لأ عداه العيب بجد
مش قلتلكم اللهو الخفي مفعوله خلص و عاوز يتشحن
فخاف الرجل
و نسينا نقول إن أصدقائه السنيين جروا و قفزوا بس مش من البلكونة لإن الشقة أصلا ما فيهاش بلكونة لإنها غرفة واحدة
أمال قفزوا منين بقي ؟!!
من علي الحصيرة طبعا خوفا من شنودة الجبار آكل النار و محدث الإعصار
و أحضر له الفتاة
شفتوا بقي صاحب الشقة مؤدب إزاي و بيكرم ضيفه
أول زيارة لشنودة و أول طلب ما رضاش يكسفه و جابله الفتاة اللي هي بنت شنودة
فخرجا سويا
اللي هو شنودة و البنت
وسط ذهول كل الحاضرين
حاضرين إيه بقي مش قلنا أصدقائه السنيين قفزوا من فوق الحصيرة يعني الشقة ما فيهاش إلا صاحبها بس
يمكن تكون كل دي للتعظيم
جايز
إمشي يا كل
و ما أن نزلا بضع سلالم حتى اختفى الباب شنودة،ووجدت الفتاة نفسها فى الكاتدرائية
واحد خبيث نيته مش حلوة حيقولي ليه إختفي لما نزل السلالم و مش علي طول لما أخد البنت
حأرد عليه و أقوله إن الطيارة لابد لها من ممر إقلاع علشان تكتسب السرعة اللازمة علشان تعرف تطير في الهوا
نفس النظام هنا برده
و كمان لإن الشبكة بتاعة سوبر مان كانت ضعيفة و لما لقي الشبكة قوية علي السلالم الراجل إختفي
العيب في الشبكة مش في شنودة
و كان يوم الأربعاء
اللي هو يوم سوق البهايم أعزكم الله
يوم اجتماع البابا
صدقتم بقي إنه فعلا يوم سوق البهايم
التى اعتادت تلك الخادمة على المواظبة على حضوره
ما جمع إلا ما وفق
فبعد أن حضرت الاجتماع أرسلت للبابا ورقة
مش ورقة بفرة ألا حد يفهمنا غلط و يبلغ شرطة المخضروات
و سط كل أوراق الأسئلة التى يرسلها اليه بعض الحاضرين فى كل اجتماعاته
يعني غرزة و الحمد لله
قصت فيها ما حدث
واجب برده يا بنتي يمكن الراجل يكون نسي
ما هو حكم السن يا جماعة
و قصت بس ما لوش لزقت و لا لأ
مش مشكلة
و تسائلت( هل انت الذى أتيت و أنقذتى؟؟؟؟)
السؤال مش عيب و مش حرام
و لاحظوا الأربع علامات إستفهام دول مهمين جدا في سياق القصة
فعندما جاء دور تلك الورقة
عالم منظمة فعلا و بالدور
ليقرأها الباب
باب و لا شباك مش مهم
و ده إستعارة متنية مهوية عائدة علي البابا الغرض منها التحكير بحذف الحرف الأخير و الذي يعود علي اللاوعي المنبثق من الثالوت و الرابوع و الخاموس و الجاموس كمان
على الملأ فى الاجتماع
إحنا ما بنخبيش حاجة و اللي عندنا بنقوله
أه أحلي م الشرف ما فيش
قرا أول جزئية التى قصت فيه الخادمة ما حدث
يعني من الأخر قرأ الحكاية كلها
و بالترتيب
و عندما وصل الى الجزئية التى تحوى تساؤلها
أيوه إثارة و أكشن و خيال علمي
موسيقي تصويرية مؤثرة تناسب الموقف
منظر خارجي داخلي ليلي بالنهار
الكاميرا تقترب من وجه شنودة و تركز علي الدبانة اللي بتعملها علي وشه
صمت تماما
حاجة من إتنين
يا إما الراجل نام
أو ما عرفش يقرأ الجزئية دي
أو إتخرس
مش قلتلكم حاجة من إتنين فعلا
و نظر الى تلك الخادمة وسط جموع الحاضرين
واجب برده و مش عيب دي بنته يا جماعه
و ابتسم لها
هيـــــــــــــــــــــــــــه
فعلا كبير بأفعالك يا شنودة
—————————-
و مع الفطشة الأخيرة
أقصد المعكزة الأخيرة
3
التالتة تابتة
يحكى أيضا
مش قلتلكم أساطير
أن فتاة خادمة ضلت
خادمة في شقق و لا إيه النظام
و ضلت الطريق زي إخواتها اللي فاتوا و لا ضلت حاجة تانية ؟!!
و هو فيه ضلال بعد الكفر
ما علينا
و كذبت على أهلها
أوبــــــــــــــــــــــااااااااااااااا
كذبت
لأ تدخل النار أقصد بحيرة الكبريت أهو بالمرة تستحمي
و أخبرتهم أنها ذاهبة الى خدمة
أصل الولية أم برعي عاوزاها تساعدها في الخبيز
فهمتوا بقي
فى حين ذهبت لتقابل شاب فى منزلة!!!!!!
يا تري من الإخوان و لا السنيين و لا الأستاذ سلطة برده ؟!!
ما قالوش علشان التشويق
فما أن طرقت الباب
أصل الجرس كان عطلان
حتى فوجئت بأن من فتح لها هو البابا شنودة بنفسه
بركاتك يا شوشو
ده كان واخد الشقة تمليك
آه يا خلبوص
تلاقيك إنت الشاب اللي هي رايحة تقابله يا خبيث
و أهو إنت لسه في سن المراهقة برده
مش عيب
فقال لها
يقولها و يقولها و يقولها كمان
دي رايحة شقة عازب لوحدها
روحى
لأ مش روحي و إنت طالق
و لا روحي إنتي و حياتي إنت
ما تستعجلوش حيكملها دلوقت بس هو بيتهته ساعات
(روحى خدمتك يا بنتى و متعمليش كده تانى)
ياتك خيبة
بدل ما تغسل عارك بيدك
و لا علي الأقل تديها صك غفران زي برسوم المحروقي الله يحرقه
تقوليها روحي و ما تعمليش كده تاني
يا تك خيبة 50 نظام و تكون بالألوان و 60 بوصة كمان
فانصرفت الفتاة ذاهبة الى خدمتها خجلانه تائبة
جعلك الشيطان ذخرا يا شنودة
و جمعك الله به في جهنم أهو تونسوا بعض
———————————
و توته توته خلصت الحدودتة الملتوتة
يلا بقي نام منك له له لها؟؟؟====((((السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما اشطر النصارى بتاليف القصص
اضحك مع معجزات البابا شنوده
يحكى أن فتاة كانت ذاهبة لحضور اجتماع البابا،و لكنها لم تكن تعلم مكان الكاتدرائية.فسألت سيده تسير فى الطريق،فأخبرتها أنها هى الأخرى ذاهبه لحضور اجتماع البابا،،و لكنها أخذتها معها فى شقة كان بها العديد من الرجال و أرادت أذيتها،فاستنجدت الفتاة قائلة(بقى كده يا بابا شنودة،بقى أنا يبقى فى نيتى أحضر اجتماعك،تقوم تسيبنى كده)و اذ فجأة ظهر البابا شنودة أمامها و أخذها و اختفوا من هذه الشقة،لتجد نفسها واقفة فى الكاتدرائية،بجوار قاعة اجتماع البابا…….
يحكى أيضا” أن فتاة أخرى،كانت تقوم بخدمة افتقاد أبناء التربية الكنسية فى منازلهم،حين أخطأت أحد العناوين و أطرقت على باب شقة رجل مسلم سنى من الاخوان بالخطأ…….فما أن علم أنها خادمة مسيحية،جذبها من يدها بعنف الى الداخل و فوجئت أن معه عدد من أصدقائه سنيين أيضا”،فجذبها الى حجرة النوم فى عنف،فأرادت أن تستنجد بأحد القديسين،فأخطأت القول و قالت (يا بابا شنودة)،فاذا بجرس الباب يدق،فذهب الرجل ليفتح الباب ،ففوجئ بالبا شنودة يقف أمامه،و قال له(روح هات بنتى اللى عندك جوه و اوعى تئذيها)فخاف الرجل و أحضر له الفتاة،فخرجا سويا” وسط ذهول كل الحاضرين،و ما أن نزلا بضع سلالم حتى اختفى الباب شنودة،ووجدت الفتاة نفسها فى الكاتدرائية،و كان يوم الأربعاء،يوم اجتماع البابا التى اعتادت تلك الخادمة على المواظبة على حضوره،فبعد أن حضرت الاجتماع أرسلت للبابا ورقة و سط كل أوراق الأسئلة التى يرسلها اليه بعض الحاضرين فى كل اجتماعاته،قصت فيها ما حدث،و تسائلت( هل انت الذى أتيت و أنقذتى؟؟؟؟)فعندما جاء دور تلك الورقة ليقرأها الباب على الملأ فى الاجتماع قرا أول جزئية التى قصت فيه الخادمة ما حدث،و عندما وصل الى الجزئية التى تحوى تساؤلها،صمت تماما” و نظر الى تلك الخادمة وسط جموع الحاضرين و ابتسم لها
يحكى أيضا” أن فتاة خادمة ضلت،و كذبت على أهلها و أخبرتهم أنها ذاهبة الى خدمة،فى حين ذهبت لتقابل شاب فى منزلة!!!!!!فما أن طرقت الباب،حتى فوجئت بأن من فتح لها هو البابا شنودة بنفسه،فقال لها(روحى خدمتك يا بنتى و متعمليش كده تانى)فانصرفت الفتاة ذاهبة الى خدمتها خجلانه تائبه
ما بوسعي الاان اقول لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم
يا اخوان كلها قصص خرافيه ما منسمعها الى من النصارى الله يهديهم الى
طريق الحق .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.؟؟؟؟===(((((هذه مقارنة بين الإله في الإسلام و بين الإله في المسيحية أرجو أن يستفيد منها المسلمون قبل المسيحيون و نحمد الله كثيرا أن هدانا للإسلام و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله :
الرب في الكتاب المقدس ينام و يشبه بشخص مخمور و يحزن و يتأسف !!!!!
(مزمور 65 :78) فاستيقظ الرب كنائم كجبار معيط من الخمر.
تكوين:6 عدد6:. فحزن الرب انه عمل الإنسان في الأرض و
تأسف في قلبه
في الإسلام :
اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ سورة البقرة آية 255
__________________________________________
الرب في الكتاب المقدس يوصف بدبة و لبوة و أسد و نمر
!!!!
هوشع 13: 6-8 لَمَّا رَعُوا شَبِعُوا. شَبِعُوا وَارْتَفَعَتْ قُلُوبُهُمْ لِذَلِكَ نَسُونِي. فَأَكُونُ لَهُمْ كَأَسَدٍ. أَرْصُدُ عَلَى الطَّرِيقِ كَنَمِرٍ. أَصْدِمُهُمْ كَدُبَّةٍ مُثْكِلٍ وَأَشُقُّ شَغَافَ قَلْبِهِمْ وَآكُلُهُمْ هُنَاكَ كَلَبْوَةٍ
في الإسلام :
فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ سورة الشورى11
__________________________________________
الرب في الكتاب المقدس له ذيل!!!!!!!!!!
إشعياء :6 عدد1: في سنة وفاة عزيا الملك رأيت السيد جالسا على كرسي عال ومرتفع وأذياله تملأ الهيكل
في الإسلام :
هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
سورة الحشر آيه 24
يتبع ………
Alaa El-Din
03-12-2007, 02:29 PM
الرب في الكتاب المقدس يوصف بخروف بسبعة قرون !!!!!!
-سفر الرؤيا 17:14 هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم لأنه رب الأرباب وملك الملوك والذين معه مدعوون ومختارون ومؤمنون.
سفر الرؤيا
5:13:وكل خليقة مما في السماء وعلى الأرض وتحت الأرض وما على البحر كل ما فيها سمعتها قائلة.للجالس على العرش وللخروف البركة والكرامة والمجد والسلطان إلى ابد الآبدين
ثم يقولون في موضع آخر :
متى12:12:فالإنسان كم هو افضل من الخروف.إذا يحل فعل الخير في السبوت
فطبقا لعقيدتهم الإنسان أفضل من الخروف و حيث أن الخروف عندهم هو رب الأرباب إذن فإذن الإنسان هو أفضل من رب الأرباب !!! و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .
في الإسلام :
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ - سورة النور 35
__________________________________________
الرب في الكتاب المقدس لا يعلم وقت التين الذي يعلمه الفلاح الأمي !!!!!!!!
مرقص11:13 فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء إليها لم يجد شيئا إلا ورقا. لأنه لم يكن وقت التين
في الإسلام :
يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ - سورة لقمان آية 16
__________________________________________
الرب في كتابهم المقدس لا يعلم وقت الساعة !!!!
مرقص
13:32
و أما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الآب
في الإسلام :
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ - سورة سبأ آية 3
الحمد لله على نعمة الإسلام و كفى بها نعمة
يتبع …
Alaa El-Din
03-12-2007, 02:46 PM
الرب في الكتاب المقدس لا يقدر أن يصنع قوات !!!!
مرقص 6 عدد 5 ولم يقدر أن يصنع هناك ولا قوة واحدة غير انه وضع يديه على مرضى قليلين فشفاهم
في الإسلام :
وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [ آل عمران (http://www.alnoor.info/Quran/quran.asp?page=75) الآية 189]
__________________________________________
الرب في الكتاب المقدس ينقض عهده !!!!!!
زكريا11 عدد10: فأخذت عصاي نعمة وقصفتها لانقض عهدي الذي قطعته مع كل الأسباط. 11 فنقض في ذلك اليوم وهكذا علم اذل الغنم المنتظرون لي إنها كلمة الرب
في الإسلام :
لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ
سورة الزمر آية 20
__________________________________________
الرب في الكتاب المقدس يحلق بموس مستأجرة!!!!
إشعيا7:20 في ذلك اليوم يحلق السيد بموسى مستأجرة في عبر النهر بملك اشور الرأس وشعر الرجلين وتنزع اللحية أيضا.
في الإسلام :
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ سورة الشورى11
__________________________________________
الرب في الكتاب المقدس يوصف بأنه جاهل وضعيف !!!!!!
1كورونثس 1:25 لان جهالة الله احكم من الناس.وضعف الله اقوى من الناس
في الإسلام :
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [ آل عمران (http://www.alnoor.info/Quran/quran.asp?page=53) الآية 26]
وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ [ الأنعام (http://www.alnoor.info/Quran/quran.asp?page=129) الآية 18]
وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [ البقرة (http://www.alnoor.info/Quran/quran.asp?page=37) الآية 231]
يتبع …
Alaa El-Din
03-12-2007, 03:01 PM
الرب في الكتاب المقدس يصْفر للذباب !!!!!!
أشعيا 7:18 وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ الرَّبَّ يَصْفِرُ لِلذُّبَابِ الَّذِي فِي أَقْصَى تُرَعِ مِصْرَ وَلِلنَّحْلِ الَّذِي فِي أَرْضِ أَشُّو
في الإسلام :
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ سورة الشورى11
__________________________________________
الرب في الكتاب المقدس يصرخ !!!!
إشعياء 42 عدد13: الرب كالجبار يخرج.كرجل حروب ينهض غيرته.يهتف ويصرخ ويقوى على أعدائه
في الإسلام :
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ سورة الشورى11
__________________________________________
الرب يخسر المصارعة أمام يعقوب و يطلب من يعقوب أن يطلقه !!!!
سفر التكوين 32:24 فبقي يعقوب وحده.وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر. 25 ولما رأى انه لا يقدر عليه ضرب حقّ فخذه.فانخلع حقّ فخذ يعقوب في مصارعته معه 26وقال أطلقني لانه قد طلع الفجر.فقال لا أطلقك إن لم تباركني
في الإسلام :
إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً سورة فاطر آيه 41
__________________________________________
الرب في الكتاب المقدس يسيطر عليه الشيطان أربعين يوما !!!!
إنجيل لوقا 4 عدد 1 أما يسوع فرجع من الأردن ممتلئا من الروح القدس وكان يقتاد بالروح في البرية 2 أربعين يوما يجرّب من إبليس
في الإسلام :
قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ* قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ*قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ
الحجر آيات 32 :35
__________________________________________
الرب في الكتاب المقدس له بطن و أحشاء ترن !!!
إشعياء :16 عدد11: لذلك ترن أحشائي كعودمن اجل موآب وبطني من اجل قير حارس
في الإسلام :
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ سورة الشورى11
؟؟؟؟؟===(((السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…
المصدر: منتدى مسيحى
منقول ( نسخ _ لصق) يعنى بدون اى تغيير والله
راهب قبطي يوقف قطار الصعيد لمده ساعتين كان ذلك عنوان مقاله في الصحف اليومية الحكومية منذ حوالي 25 عام والقصة عن ابونا يسطس الأنطوني بركه صلواته وشفاعته تكون مع جميعنا آمين
كان ابونا يسطس الأنطوني في طريقه إلي مشوار خاص بالكنيسة وكان معه عشرون جنيه عشره وعشره ومر عليه وهو ذاهب إلي محطة القطار من يطلب منه حسنه فأعطاه عشرة جنيهات وبعد فترة وجيزه جاء اليه شخص آخر طلب منه حسنه فأعطاه عشرة جنيهات أخري وأصبح ابونا يسطس الأنطوني بلا مال ووصل للمحطة وجاء القطار وصعد فيه وجاء إليه الكمساري ليطلب منه التذكرة او ما يقابلها من مال فقال له عند الله فقال له الكمساري ماينفعش لازم تدفع او تنزل فقال له ابونا سيبني يا ابني اروح مشواري فرفض الكمساري وانزل ابونا من القطار فجلس ابونا علي المقعد علي الرصيف وأشار علي القطار بيده علامة عدم التحرك وحاول الفنيين تشغيل القطار دون فائدة وحاول مهندسون لمده ساعتين ولا فائدة وطلب ناظر المحطة كل العاملين بالقطار ليحاول فهم الأمر ربما حدث شئ غريب وحينئذ قال الكمساري ما حدث مع الراهب الجالس علي الرصيف فذهبوا له واستسمحوه وصعده ابونا يسطس القطار وأشار للقطار بعلامة الذهاب فسار القطار وفي ثاني يوم نشرت الصحف الخبر بالعنوان أعلاه….
الحمد لله على نعمة الاسلام
اخوكم فى الله / على أبو مريم؟؟؟====(((((السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…
المصدر: منتدى مسيحى
منقول ( نسخ _ لصق) يعنى بدون اى تغيير والله
راهب قبطي يوقف قطار الصعيد لمده ساعتين كان ذلك عنوان مقاله في الصحف اليومية الحكومية منذ حوالي 25 عام والقصة عن ابونا يسطس الأنطوني بركه صلواته وشفاعته تكون مع جميعنا آمين
كان ابونا يسطس الأنطوني في طريقه إلي مشوار خاص بالكنيسة وكان معه عشرون جنيه عشره وعشره ومر عليه وهو ذاهب إلي محطة القطار من يطلب منه حسنه فأعطاه عشرة جنيهات وبعد فترة وجيزه جاء اليه شخص آخر طلب منه حسنه فأعطاه عشرة جنيهات أخري وأصبح ابونا يسطس الأنطوني بلا مال ووصل للمحطة وجاء القطار وصعد فيه وجاء إليه الكمساري ليطلب منه التذكرة او ما يقابلها من مال فقال له عند الله فقال له الكمساري ماينفعش لازم تدفع او تنزل فقال له ابونا سيبني يا ابني اروح مشواري فرفض الكمساري وانزل ابونا من القطار فجلس ابونا علي المقعد علي الرصيف وأشار علي القطار بيده علامة عدم التحرك وحاول الفنيين تشغيل القطار دون فائدة وحاول مهندسون لمده ساعتين ولا فائدة وطلب ناظر المحطة كل العاملين بالقطار ليحاول فهم الأمر ربما حدث شئ غريب وحينئذ قال الكمساري ما حدث مع الراهب الجالس علي الرصيف فذهبوا له واستسمحوه وصعده ابونا يسطس القطار وأشار للقطار بعلامة الذهاب فسار القطار وفي ثاني يوم نشرت الصحف الخبر بالعنوان أعلاه….
الحمد لله على نعمة الاسلام
اخوكم فى الله / على أبو مريم
بارك الله فيك أخي الحبيب
لقد عرفنا اسبب حوادث القطارات في مصر
نرجو من المسئولين عن الموصلات في مصر تعيين راهب او أكثر لتفادي هذه الكوارث
وربنا يهدي؟؟؟؟====(((((السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…
المصدر: منتدى مسيحى
منقول ( نسخ _ لصق) يعنى بدون اى تغيير والله
راهب قبطي يوقف قطار الصعيد لمده ساعتين كان ذلك عنوان مقاله في الصحف اليومية الحكومية منذ حوالي 25 عام والقصة عن ابونا يسطس الأنطوني بركه صلواته وشفاعته تكون مع جميعنا آمين
كان ابونا يسطس الأنطوني في طريقه إلي مشوار خاص بالكنيسة وكان معه عشرون جنيه عشره وعشره ومر عليه وهو ذاهب إلي محطة القطار من يطلب منه حسنه فأعطاه عشرة جنيهات وبعد فترة وجيزه جاء اليه شخص آخر طلب منه حسنه فأعطاه عشرة جنيهات أخري وأصبح ابونا يسطس الأنطوني بلا مال ووصل للمحطة وجاء القطار وصعد فيه وجاء إليه الكمساري ليطلب منه التذكرة او ما يقابلها من مال فقال له عند الله فقال له الكمساري ماينفعش لازم تدفع او تنزل فقال له ابونا سيبني يا ابني اروح مشواري فرفض الكمساري وانزل ابونا من القطار فجلس ابونا علي المقعد علي الرصيف وأشار علي القطار بيده علامة عدم التحرك وحاول الفنيين تشغيل القطار دون فائدة وحاول مهندسون لمده ساعتين ولا فائدة وطلب ناظر المحطة كل العاملين بالقطار ليحاول فهم الأمر ربما حدث شئ غريب وحينئذ قال الكمساري ما حدث مع الراهب الجالس علي الرصيف فذهبوا له واستسمحوه وصعده ابونا يسطس القطار وأشار للقطار بعلامة الذهاب فسار القطار وفي ثاني يوم نشرت الصحف الخبر بالعنوان أعلاه….
الحمد لله على نعمة الاسلام
اخوكم فى الله / على أبو مريم
ههههههههههههههههههههههههههههه
ههههههههههههههههههههههههه
ههههههههههههههههههههه
يا اخوان لازم يكون عندكم روح القدس على شان تقدروا توقفوا القطار .
وانا بقول ليش لما يكون في نصراني في القطار بيتاخر القطار
بيكون النصراني رايحه عليه نومه ومش معطي الاشاره للقطار على السير
ولما يفيق ويجهز حاله وينزل بيعطي الاشاره للانطلاق
سمعت خبر في الجريده
لتفادي هذا الامر قرر وزير المواصلات ان يعين جميع السائقين القطارات من الرهبان والبابوات
ويجب ان يكون ممتلاء بالروح القدس ويتم اختبارهم من قبل القص المحروقي لياكد من الروح القدس
لتفادي هذه المشكله ؟؟؟؟====(((معجزات البابا كيرلس السادس منقول من منتدى طريق الضلال بتاع انسر مي مسلم
اقرأوا و استمتعوا و لا تنسوا ان تقولوا
هاللويا
ما زلت حيا
يحكى ابونا صليب سوريال ويقولذهبت يوما الى مدينة ابو قرقاص ودعانى طبيب للغذاء عنده وبعد الغذاء قص لى ذلك الطبيب قصة جميلة جدا…
قال:اصبت بازمة قلبية وذهبت لطبيب فى القاهرة وبعد الكشفعرفنى ان الازمة قوية وفى حاجة لملازمة الفراش مدة 3 شهور دون حركة اطلاقا ويقول انى حزنت على نفسى كثيرا لانى صغير السن وفى احد الايام خلال رقادى فى السرير اخذت اعاتب الله خاصة وان اولادى الثلاثة فى سن السابعة والخامسة والثالثة وانخرطت فى البكاء فى هذه اللحظة تذكرت لو ان البابا كيرلس كان لسة عايش مش كنت رحت له وصلى لى يمكن كنت نلت الشفاء فى هذه اللحظة فُتح باب الغرفة وسمعت دقات عصا تدق الارض وسمعت صوت يقول انا عايش .. انت فاكر انى مت ؟ وهنا دخل البابا كيرلس بهيبته وقامته المرفوعة وعلى وجهه ابتسامة وجلس على كرسى الى جوار السرير ووضع يده على رأسى وصلى ثم قال لى الحياة دى هِدمة ولقمة .. ليه مموت نفسك .. هدى شوية .. هدى ي ابنى شوية .. ومن المهم ي ابنى انك تسافر للنزهة مع اسرتك لبعض الوقت ورشمنى بالصليب ووضع يده على قلبى وضغط عليه وقال لى خلاص انت نلت الشفاء لكن لا ترهق نفسك ثانية .. خفف من الجهد الكبير الذى تبذله .. ثم انصرف وانا غير مصدق توجهت بعد ذلك الى معهد القلب بامبابة اقود سيارتى بنفسى وأجرى الكشف علىّ مدير المعهد وقام بعمل رسم قلب وكانت النتيجة عجيبة لان نتيجة الرسم مختلفة تماما عن الرسم السابق حتى ظن مدير المعهد انها خاصة بمريض اخر ووقعت فى يدى بطريق الخطأ ولكنه وجد اسمى على الرسم فلم يسطع ان يقدم تفسيرا لما حدث سوى انه معجزة
قطرات ماء من يد البابا
السيد ….. محافظة سوهاج
في سنة 1969 مرض أخي، وقرر الأطباء في سوهاج ضرورة إجراء عملية استئصال اللوزتين لما تسببه إفرازتهما من أضرار بالغة. فأصطحبته الى القاهرة للعرض على طبيب أخصائي، فلم نجده، فذهبنا الى كنيسة العذراء بالزيتون، وقضينا ليلتنا هناك طالبين شفاعتها. ولكنها لم تظهر في تلك الليله، وإن كان أخي قد شاهدها داخل الكنيسة.
وفي الصباح ذهبنا الى الكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية. وكان البابا كيرلس في قلايته، وجموع الشعب تنتظره في الفناء، فأقبل شخص أخذ يهتف: “يحيا البابا كيرلس… أولادك عاوزين يشوفوك”. وكان الشعب يردد هذا الهتاف. وعندئذ تطلع البابا من الشرفة، وأخذ يرش الماء، فسقطت بضع قطرات على موضع الألم.
وشكراً لله، فمنذ تلك اللحظة حتى كتابة هذه السطور (1982)، وأخي في أتم صحة.
وليس ما يثير الأنتباه في هذه الواقعة هو شفاء اللوزتين، فأن عملية استئصالهماليس بالأمر المشكل، ولكن ما يلفت النظر هو الطريقة العجيبة التي تمت بها المعجزة…. بضع قطرات من ماء رشه البابا، وهو أمر ألفه الناس في الكنائس ويعتبرونه مجرد عادة لايأبهون لها كثيراً. لذا نجد أنفسنا نتساءل: هل تصور صاحب المعجزة البركة التي نالها لحظة سقوط هذه القطرات والتي ظن أن ماحدث كان محض صدفة؟…
أليس من حقنا أن نعتقد أن يداً خفية حملت الماء المقدس الى مكان المرض لينال صاحبهما الشفاء؟… أليست هذه الواقعة توضح كيف يعمل الله في قديسيه ؟….. وكيف يبارك أعمالهم؟…. وكيف يحل مشاكل رعيتهم؟….
البابا مع الطلبة
“عجيبة هي أعمال الرب في قديسيه”
من طالب بكلية الطب، جامعة عين شمس الى ابناء البابا كيرلس السادس، قديسنا المعاصر، أريد ان اخبركم عن من اعماله الجليلة معي:
كنت في السنة الاعدادية بكلية الطب وفي أول يوم من أيام الامتحان وجدت أمامي صورة للبابا كيرلس ومن خلفه شفيعي مارمينا العجايبي، فأخذتها للبركة.
وعندما فرغت من امتحان هذه المادة، وجدت نفسي “لخبطت قوي” ورجعت “متعكنن” أعاتب البابا وألقي عليه بكل المسئوليه، لأنني لم أجد متنفساً إلا البابا ، أتحامل عليه وألقي عليه الملامه، وكنت أقول له “يعني ياسيدنا أول مرة آخد فيها صورتك معايا معرفش أحل كويس….”.
أخرجت الصورة من جيبي، وصممت ألا آخذها معي في باقي الامتحانات.
وجاء يوم ظهور النتيجة… لقد حصلت على درجة “مقبول” في كل المواد
ماعد المادة الأولى التي أخذت فيها صورة سيدنا البابا كيرلس… حصلت فيها على تقدير “أمتياز”.!!!!!!!!!
ومن هذا الوقت أصبحت هذه الصورة هي صورة الامتحانات المفضلة، وطبعت منها عدة نسخ لأوزعها على أصدقائي وأنبهم لكيلا ينسوها في أيام الامتحانات.
البابا أنقذهم من الموت
من السيد …. في عام 1979 كنت وأسرتي (زوجتي وابنتاي وابني مينا وعمره وقتها 3 سنوات) في زيارة لإحدى قريباتي.
وفي طريق العودة، عندما أقتربنا من المنزل فوجئنا بسيارة نقل كبيرة تتجه نحونا بسرعة الأمر الذي يهددنا جميعاً بالهلاك، ولم نكن ندري سر هذا الأندفاع الخطير، ولكن عمال الجراج الذي تبيت فيه العربة، خرجوا يصيحون لينبهوا المارة بأن السيارة بدون سائق.
ولم يكن أمامنا سوى أن نسرع بالوقوف الى جوار أحد المنزل لنحتمي من هذا الخطر الداهم. ولكن السيارة توقفت فجأة، ولم يكن بينها وبيننا سوى إلا بضع سنتيمترات.
وأسرع عمال الجراج نحونا للإطمئنان علينا، وكم شكرنا الله الذي أنقذنا من هذا الحادث الأليم الذي كان سيقضي – في لحظة – ربما على أسرة بأكملها.
ولما عدنا الى المنزل، أحضرت زوجتي ماء في كوب ورشمته بعلامة الصليب، ثم قدمته لنا لنشرب منه لإزالة أثر الخضه، وهذه عادة قديمه، فشربنا جميعاً ما عدا أبني مينا الطفل “مينا” الذي قال لأمه:
“أنا مكنتش خايف يا ماما ….” ثم سالها “أنت عارفة مين اللي خاى السيارة تقف؟ …. أبونا ده…” وأشار بيده الى صورة البابا كيرلس.
ثم قال مينا: “لقد رأيته يرفع يده ناحية العربة،ويقول بصوت عالي “هوب” فوقفت في الحال”
لقد شاهد هذا الطفل البابا كيرلس، بل وسمعه يصيح بصوت عال …. أما نحن فلم نر أو نسمع شيئاً…..!! ومما يذكر أن الصورة التي أشار اليها ابني مهداه لنا من قداسة البابا كيرلس السادس؟؟؟=====(((هذة المعجزة أقدمها لكل دارسى الطب فى العالم حتى يتعلموا الطب على أصوله
وللعلم هذة القصة وجدتها فى اكثر من منتدى ووصلتنى عن طريق مجموعة بريدية قبطية
ظهور العذارء مريم والرب يسوع والقديسين للمسلمين ليعلنوا الإيمان المسيحى
طبعا ظهورهم جماعة كده تقريبا كانوا فى رحلة كشفية مش بالصدفة
التلفزيون السورى يعرض أغرب معجزة للعذراء مريم أم الإله
شهر يناير سنة 2005م قبل عدة أيام عرض التلفزيون السوري ( القناة الأولى الأرضية )
برنامج الشرطة في خدمة الشعب
وكان موضوع الحلقة إلقاء القبض على عصابة قامت بقتل (مواطن سعودي ) وسرقة أمواله وقد تحدث المواطن السعودي عن مجريات القصة
طبعا سوريا لان المجموعة قبطية يعنى مصرية وبالتالى مفيش حد هيعرف ان كان ده حصل فى سوريا ولا لا
وكمان القناة الأولى الأرضية؟؟؟؟؟
(((((((((((((((اديني عقلك؟؟خرافة نقل جبل المقطم.))))نحن احفاد الفراعنة الذين بنوا الاهرامات وصنعوا عجائب الدنيا وجاء المسيحيين الذين عبدوا الهة الفراعنة مثل حورس وايزيس واوزوريس كثالوث مقدس ومن احفادهم البطريق "سمعان الخراز" الذي نقل جبل المقطم في لحظة واحدة وتكسر منه الي قطع ومن توابعها للاسف الانهيار الذي وقع ضحيته العشرات ومازال ؟؟؟
القصة باختصار أن الخليفة الفطمي المعز لدين الله تحدى الأقباط أن ينقلوا جبل المقطم , لأنه حسب إحدى فقرات الإنجيل أن المسيح عليه السلام قال لهم لو عندكم إيمان تستطيعون نقل الجبال , فاجتمع بعض النصارى وتلوا صلوات فانتقل المقطم أمام أعين السلطان , فترك السلطان المعز لدين الله الإسلام ودخل في المسيحية .
(لاحظ المكتوب باللون الأحمر في القصة, فهو إما متروك لفهم القارئ أو سيتم الرد عليه ).
حسب المصادر المسيحية , تبدأ وقائع القصة, والتي يتبناها ويصدقها الأرثوذكس فقط كما يلي:
في القرن العاشر الميلادي في عهد الخليفة الفاطمي المُعز لدين الله (952-975) والبطريرك القبطي أبرآم السرياني (البطريرك الثاني والستين—975-978). كان المسئول على جباية الخراج رجل يدعى يعقوب بن كلس الذي تحوّل من اليهودية إلى الإسلام حتى يحصل على منصب عالي في الحكومة. كان يعقوب يمقت المسيحية والمسيحيين. قد حاول أن يثبت أن المسيحية ديانة كاذبة وباطلة.
دخل الوزير اليهودى عند المعز وقال : " مكتوب فى إنجيل النصارى: من كان فيه إيمان مثل حبة خردل فإنه يقول للجبل إنتقل وإسقط فى البحر فيفعل والنص الإنجبلى هو: لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل إنتقل من هنا إلى هناك فينتقل ( متى 17 : 20 "فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ". )) فليرى أمير المؤمنين رأيه فى مطالبتهم بتنفيذ هذا القول لأنه من المستحيل أن يتم هذا وإنه كذب فإن هم لم يفعلوا فلنفعل بهم ما يستحقوه على إيمانهم الكاذب " فلنختبر النصارى بهذا القول ولنا فى ذلك إحدى فائدتين فإن صح زعمهم به فهذا جبل مكتنف القاهرة سمى فيما بعد بالمقطم (تذكر مخطوطة بدير الأنبا أنطونيوس , أن جبل المقطم سُمى بذلك لأن سطحه كان متساوياً أى متصلاً فأصبح بعد نقله ثلاث قطع واحده خلف الأخرى ويفصل بينهما مسافة لهذا سمى بالمقطم أو المقطع أو المقطب) , وإذا إبتعد عنها كان هوائها أنقى ومناخها أجمل ونكسب مكاناً نبنى فوقه المدينه ونوسعها , وإن لم يصح كان المسلمون أولى بمساكن هؤلاء الكفرة والإستيلاء على أملاكهم وإذا طردناهم ومحونا أثرهم من الوجود ويبقى لا ذنب علينا من قبل الله .
فوافقه المعز وأرسل فى طلب الأنبا أبرآم البطريرك وقال له : " ماذا تقول فى هذا الكلام , هو فى إنجيلكم أم لا ؟ " فقال البطريرك : " نعم هو فيه " قال له : " هوذا أنتم نصارى ألوف ألوف وربوات ربوات فى هذه البلاد وأريد أن تحضر لى واحد منهم تظهر هذه الآية على يدية وأنت يا مقدمهم ( رئيسهم ) يجب أن يكون فيك هذا الفعل وإلا أفنيكم وأمحيكم بالسيف أو أمامك ثلاثه لتختار إما قبول الإسلام أنت والنصارى أو هجر البلاد ( طرد الأقباط من البلاد) أو نقل جبل الشرقى ( سمى بعد ذلك بالمقطم ) " .
حينئذ ذهل البطرك وخاف خوفاً عظيماً ولم يدرى بماذا يجيبه وألهمة الرب فقال : " إمهلنى ثلاثة أيام حتى أبحث وأطلب من الرب إله السماء أن يطيب ويسر قلب أمير المؤمنين على عبيده " .. وعاد البابا إلى منزلة بمصر وأحضر الكهنة والآراخنة بمصر وجميع الشعب القبطى وعرفهم ما حدث وهو يبكى .
وجزع النصارى لهذا النبأ ولبس كبارهم وصغارهم المسوح وفرشوا الرماد وذروا التراب على رؤوسهم وصرخ الشيوخ والأطفال إلى الرب وألقت الأمهات المرضعات صغارهن بلا رضاعة أمام الكنائس وصعد العويل والصراخ إلى الرب من كل حدب وصوب (الخريده النفيسه فى تاريخ الكنيسة للأسقف الأنبا إيسوزورس طبع القاهره 1923 الجزء الثانى ص 246).
أما البطريرك صام صوماً إنقطاعياً فى الكنيسة المعلقة ولم يفطر طيلة النهار من الليل إلى الليل يأكل خبزاً وملحاً وماء يسير وظل واقفاً فى صلاه يبكى وتنهمر دموعه بين يدى الرب كل تلك الأيام ولياليها وفقد القوة على الحركة ولكنه جاهد فى الصلاه أكثر وفى صباح اليوم الثالث سقط البطرك القديس على الأرض من تعبه وحزن قلبه وصيامه الشديد وغفى غفوه قصيرة فرأى السيدة العذراء الطاهرة مريم وهى تقول له بوجه فرح: " ما الذى أصابك " .. فقال لها : " أنظرى حزنى يا سيدتى فإن ملك هذه الأرض هددنى قائلاً إن لم تفعل آية ومعجزة وتنقل جبل سأقتل جميع النصارى فى مصر وأبيدهم من خلافتى جميعاً بحد السيف " .. فقالت له السيدة العذراء :" لا تخاف فإنى نظرت إلى دموعك التى ذرفتها وسكبتها فى كنيستى هذه , قم الآن وأترك المكان وأخرج من باب درب الحديد الذى يؤدى إلى السوق الكبير وفيما أنت خارج ستجد إنسان على كتفه جرة مملوءه ماء وستعرفة من علامته أنه بعين واحدة فإمسكه فهو الذى سوف تظهر عليه العلامه على يديه " فإستيقظ البطريرك فى الحال وهو مرتعب وكان جالساً على الأرض فنهض بسرعة ولم يدع أحد يعلم بإستيقاظه وخروجه وذهب فى الطريق الذى ذكرته السيدة العذراء حتى وصل إلى الباب فوجده مغلقاً فشك فى قلبه وقال : " اظن أن الشيطان لعب بى " ثم دعا البواب ففتح له فأول من دخل من الباب كان هو الرجل الذى ذكرت علامته السيدة العذراء له فمسكه وظل يربطه بعلامة الصليب قائلاً : " من جهه الرب , إرحم هذا الشعب ثم أخبره ما حدث فى إجتماعهم بالكنيسة المعلقه "
فقال له الرجل : " إغفر لى يا أبى فإنى إنسان خاطئ ولم أبلغ هذا الحد ( يقصد من القداسة ) " وعندما قال له ذلك اخبره البطريرك بما قالته السيدة العذراء مريم عند ظهورها له ثم قال له ما صناعتك وعملك...
وبعد أن قص عليه قصته قال سمعان الخراز : الذى أقوله لك إفعله أخرج أنت وكهنتك وشعبك كله إلى الجبل الذى يقول لك الملك عنه ومعكم الأناجيل والصلبان والمجامر والشمع الكبير وليقف الملك وعسكره والمسلمين فى جانب وأنت وشعبك فى الجانب الآخر وأنا خلفك واقف فى وسط الشعب بحيث لا يعرفنى احد وإقرأ أنت وكهنتك وصيحوا قائلين : "كيرياليصون" ... "كيرياليصون" , ( تعنى يارب إرحم ) ساعة طويلة ثم إصدر أمراً بالسكوت والهدوء وتسجد ويسجدون كلهم معك وأنا أسجد معكم من غير أن يعرفنى أحد وإفعل هكذا ثلاث مرات وكل مرة تسجد وتقف ثم تصلب على الجبل فسترى مجد الرب " . فلما قال هذا القول هدأت نفس البطريرك بما سمعه .
وجمع البطريرك الشعب وذهبوا إلى الخليفة المعز وقالوا له : " أخرج إلى الجبل " فأمر جميع عساكره ومشيريه وحكماؤه ووزراؤه وكتبته وجميع موظفين الدولة بالخروج وضربت الأبواق وخرج الخليفه ورجاله وفى مقدمتهم موسى اليهودى .. وفعل البابا كما قال سمعان الدباغ ووقف المعز ورجاله فى جانب وجميع النصارى فى جانب آخر ووقف سمعان الرجل السقى خلف البطرك بثيابه الرثه ولم يكن فى الشعب يعرفه إلا البطرك وحده وصرخوا "كيرياليصون" ... "كيرياليصون" (يارب إرحم ) مرات كثيرة ثم أمرهم البابا بالسكوت وسجد على الأرض وسجدوا جميعا معه ثلاث مرات وكل مره يرفع راسه يصلب على الجبل كان الجبل يرتفع عن الأرض وظهرت الشمس من تحته فإذا سجدوا نزل الجبل وإلتصق بالأرض وحدثت زلزله إرتجت لها كل جهات الأرض – فخاف المعز خوفاً عظيماً وصاح المعز ورجاله : " الله أكبر لا إله غيرك " وطلب المعز من البطرك أن يكف عن ذلك لئلا تنقلب المدينة رأساً على عقب ثم قال المعز بعد ثالث مرة يا بطرك عرفت أن دينكم هو الصحيح بين الأديان فلما سكن الناس وهدأوا إلتفت البابا خلفه يبحث عن سمعان الدباغ الرجل القديس فلم يجده , ثم قال المعز للبطرك أنبا أفرآم : " تمنى أى أمنية " فقال البابا : " أتمنى أن يثبت الرب دولتك ويعطيك النصر على أعدائك " وسكت البطرك فكرر المعز ما قاله ثلاث مرات وأخيراً قال : " لا بد أن تتمنى على شئ , فقال البطرك إذا كان لا بد فأنا أسأل مولانا أن يأمر إن أمكن من بناء كنيسة الشهيد العظيم ابو مرقورة فى مصر القديمة لأنها لما هدموها لم يكن بإمكاننا أن نبنيها مرة أخرى وحولوها شونة قصب – والمعلقة بقصر الشمع إنهدمت حوائطها وظهرت الشروخ فيها فطلب الإذن بترميمها وإعادة ما تهدم منها " فأمر المعز فى الحال بأن يكتب سجل ( أمر مكتوب من الخليفة) بالتصريح له بذلك .
وقد أكد أبو المكارم حادثة إعادة بناء الكنائس السابقة فى زمن الخليفة المعز لدين الله الفاطمى أما جاك تاجر فى كتابه أقباط ومسلمون: " ويؤكد المؤرخون النصارى أن المعجزه حدثت بالفعل ( هامش الموضوع : لا يؤمن رينودو بهذه المعجزة , وهو يلاحظ أن مكين النصرانى والمقريزى إمتنعا عن الإشارة إلى هذا الحادث .) وأن الخليفة أبدى دهشته وأمر بإعادة بناء جميع الكنائس المخربة ثم أرسل فى طلب كبار الأقباط والعلماء المسلمين وأمر بقراءة الإنجيل والقرآن أمامه , ولما إستمع إلى النصين , ما كان منه إلا أن أمر بهدم المسجد القائم أمام كنيسة أبو شنودة وبناء كنيسة مكانه وتوسيع كنيسة أبى سيفين
ومن أسباب السلام الذى حل على الكنيسة هو ما قيل عن الخليفة المعز نفسه (20) , كما ذكر الفريد بتلر - ص 78 ، ص 79 : " سمع الخليفة المعز مؤسس القاهرة كثيرا عن حياة النصارى الروحية وعن إخلاصهم ليسوع وعن الأمور العجيبة التي يحويها كتابهم المقدس فأرسل لكبيرهم وأرسل لكبير الشيوخ وأمر بإجراء تلاوة رسمية للإنجيل ثم للقرآن وبعد أن سمع كلاهما بعناية شديدة قال بمنتهي العزم - محمد مفيش - أي بما بمعناه لا شئ وامر بتوسيع كنيسة أبي سيفين وهدم المسجد الذي أمامها وزاد على ذلك بأنه تعمد في كنيسة القديس يوحنا "
تكمل المصادر المسيحية القصة بأن الأنبا ساويرس مات بالسم عام 970 كما يلي :
الأنبا ساويرس إحتمل المشاق من أجل محاربه الفواحش والتسرى بالجوارى بين الأقباط وضحى بحياته فى سبيل مقاومة الميسارين ومن الذين لم ينجح معهم بنصائحه وتهديداته فإن إنسان قبطى من الأراخنة إسمه أبى سرور الكبير كان على علاقة بكبار رجال الدولة أبى أن يصدع لأوامره ويخضع لناموس الإنجيل الذى يحرم تعدد الزوجات وكان له سرارى كثيرة فطلب منه ألا يضاجعهم وإستمر يرعى البغى والطغيان ولم يفعل فحرمه ومنعه من القربان ومنعه من دخول الكنيسة فتحايل ومكر ودعاه لمنزله بحجه كونه يريد أن يتوب عن فعلته الشنعاء ويطرد البغى من عنده ويكتفى بحلاله حتى سقاه شيئاً به سم ومن ذلك الوقت إعتلت صحته وقضى نحبه ومضى إلى الرب بسلام فى 6 كيهك سنة 970م وايد الحدث السابق الأنبا يوساب اسقف فوه وهو من آباء القرن 12 (تاريخ الاباء البطاركة للأنبا يوساب أسقف فوه من آباء القرن 12 أعده للنشر للباحثين والمهتمين بالدراسات القبطية الراهب القس صموئيل السريانى والأستاذ نبيه كامل ص 83)– وإستمر على كرسى رئاسة الكهنوت ثلاث سنين وستة أيام وبكاه الناس أقباطا ومسلمين .
وتبين المصادر المسيحية اعمال البطريرك , الذي فرض على الأقباط صوم ثلاثة أيام , لا يزالون يصومونهم تقربا" إلى الرب, بما بما لم يأمر به الله فتقول :
لما حل الصوم الكبير صام شعب الكنيسة القبطية جمعة هرقل التى إنفرد بصومها الأقباط (لخريده النفيسه فى تاريخ الكنيسه للأسقف الأنبا إيسوزورس) عن عموم المسيحيين فصامها البطرك الأنبا أبرآم الأنطاكى الأصل معهم إذ كان من غير الائق أن يفطر فى الوقت الذى فيه أولاده صائمين ولما حان صوم يونان صام البطرك فإقتدى به بنوه ومن ثم حافظت الكنيسة القبطية على هذه العادة إلى يومنا هذا .ومن مآثره أيضاً أنه أضاف ثلاثة أيام إلى صوم الميلاد بعد أن كان يصام أربعين يوماً فقط وسبب هذه الزياده الحادثة الشهيرة المتواتره والمتناقله عبر الأجيال ويحكيها الآباء لأبنائهم ومسجله فى جميع كتب التاريخ القبطى المعروفه بمعجزه نقل جبل المقطم وقد فرضها على الكنيسة حين أرغمه المعز على نقله فجعلها تذكاراً لهذه المعجزة وفريضه لكى يقى الرب الكنيسة من مثل هذه المحنة ولا يعرضها لمثلها فى المستقبل.
وقال القس المتنيح منسى يوحنا (تاريخ الكنيسه القبطيه للمتنيح القس منسى 1899- 1930م طبع على مطابع شركة تريكرومى للطباعة – مكتبة المحبة – سنة 1983 ص 377): " ومن مآثر البابا آبرام أنه أدخل فى الكنيسة القبطية فرض صوم نينوى الذى يصومه السريان وذلك لأنه لما حل أول الصوم الكبير صامت الكنيسة القبطية أسبوع هرقل فجاراهم البطريرك إذ لم يرى لائقاً أن يكون فاطراً وأولاده الأقباط صائمين ولما جاء ميعاد صوم نينوى صامه فإقتدى به بنوه ومن ثم حافظت الكنيسة القبطية على هذه العاده حتى يومنا .
تحدد المصادر المسيحية الوقت الذي حدثت فيه المعجزة فتقول :
ولكن ما هى السنة التى حدثت فيها المعجزة ؟ (سيرة القديس سمعان الخراز " الدباغ" – المؤلف والناشر – كنيسة القديس سمعان الدباغ بالمقطم – الطبعة الرابعة إبريل 1996) لإستنتاج تاريخ السنة التى حدثت فيها المعجزة نستعرض الحقائق التالية :-
حدثت المعجزة فى عهد الأنبا أبرآم الذى جلس على كرسى مار مرقس الرسول فيما بين عامى 975م- 979م .. لأنه رُسِمَ بطريركاً سنة 975م وتنيح سنة 979م , لابد أن تكون المعجزه حدثت فى سنة تجديد كنيسة أبى سيفين لأن تجديد هذه الكنيسة كانت نتيجة من نتاج هذه المعجزة ..إذاً فالسنة التى حدثت فيها المعجزة هى السنة التى تم فيها تجديد كنيسة أبى سيفين والثابت فى كتب التاريخ أن إعادة بناء كنيسة أبى سيفين قد حدث سنة 979م .
وقد نشر شخصا" اسمه " واصف سميكة باشا " مؤسس المتحف القبطي في حصن بابليون بمصر القديمة هذه الخرافة في جريدة الأهرام العدد الصادر 8 أغسطس 1931م , وقد استقى معلوماته من كتاب ألفريد بتلر ومن كتاب الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة ( وهما الذان نقلا عن مذكرات أحد الرهبان عن الموضوع ) .
فقال : " إن المعز بعد حادث جبل المقطم تخلى عن كرسي الخلافة لإبنه "العزيز" وتنصر ولبس زي الرهبان وقبره إلى الآن في كنيسة أبي سيفين " .
وكما ذكرنا جاء في كتاب ( الفريد بتلر - ص 78 ، ص 79 ).
سمع الخليفة المعز مؤسس القاهرة كثيرا عن حياة النصارى الروحية وعن إخلاصهم ليسوع وعن الأمور العجيبة التي يحويها كتابهم المقدس فأرسل لكبيرهم وأرسل لكبير الشيوخ وأمر بإجراء تلاوة رسمية للإنجيل ثم للقرآن وبعد أن سمع كلاهما بعناية شديدة قال بمنتهي العزم - محمد مفيش - أي بما بمعناه لا شئ وامر بتوسيع كنيسة أبي سيفين وهدم المسجد الذي أمامها وزاد على ذلك بأنه تعمد في كنيسة القديس يوحنا "
الملاحظات على الموضوع حسب رواية الكنيسة :
1- جبل المقطم لم يسمى بهذا الاسم قبل الواقعة.
2- الواقعة حدثت أمام الآلاف من الناس وكان الجبل يرتفع وتظهر الشمس من تحته .
3- الواقعة حدثت 979 ميلادي وحضرها المعز لدين الله الفاطمي , وتنصر بعدها.
4- الواقعة ذكرها المؤرخ الفريد بتلر.
وسنبين بعون الله تعالى, خطأ كل النقاط السابقة, التي لو اكتفينا ببيان خطأ واحد , لتهدمت الرواية , ولكن بعون الله تعالى سنبين العديد من أخطاء الخرافة .
كما يتبين من القصة السابقة ما يلي :
1- موت البابا مسموما" , مخالفا" ( مرقس 16 : 17 وهذه الآيات تتبع المؤمنين.يخرجون الشياطين باسمي ويتكلمون بألسنة جديدة. 18 يحملون حيّات وان شربوا شيئا مميتا لا يضرهم........).
2- تشريعات الصيام والعبادة من صنع الآباء وليست أوامر إلهية !!.
3- الاستغاثة تمت بالسيدة العذراء والتلبية جاءت منها
=====================================================================الرد
أولا" : نحن لانتحدث عن واقعة نقل كوب داخل كهف , شهدها شخص أو اثنان , نحن نتحدث عن معجزة كبيرة لنقل جبل ضخم كان يرتفع فتظهر الشمس من تحته وينتقل من مكانه إلى مكان أخر أمام عشرات الألاف من الشهود وفي وضح النهار في القرن العاشر الميلادي,
فمن الغريب أن لا نجد أي ذكر لهذه القصة إلا في مذكرات راهب واحد فقط ويتم اكتشافها بعد موته !!.
فكيف لم يذكرها مئات المؤرخين المسيحيين ومئات المؤرخين اليهود والمسلمين , أو على الأقل يوجد لها مذكرات من داخل الأديرة تؤيد الواقعة التي سبقها حزن عميق واعقبها فرح غامر .
ثانيا" : ذكرت المصادر المسيحية أن المعجزة حدثت في زمن الخليفة الفاطمي المعز عام 979 ميلادية , والخليفة المعز توفي قبل هذا التاريخ !, ويمكن مراجعة تاريخ وفاة المعز من أي مصدر تاريخي فيتبين أن الخليفة الفاطمي المعز لدين الله توفي قبل تنصره المزعوم بأربعة سنوات !!.
وهذه بعض التواريخ المهمة في حياة المعز لدين الله والخاصة بهذه الحادثة.
- ولى المعز لدين الله الخلافة الفاطمية في سنة 341هـجري الموافق 952 ميلادي خلفا لأبيه المنصور أبي طاهر إسماعيل.
- عين المعز لدين الله القائد جوهر الصقلي اشهر واكفأ قادته لفتح مصر وتم الفتح في 17 من شعبان 358هـجرية الموافق 6 يوليو 969 ميلادي.
- بعد ان استقرت الاوضاع في مصر ارسل جوهر الصقلي داعيا المعز لدين الله لمصر ووصلها في 7 من رمضان 362هـجري الموافق 11 من يونيو 972 ميلادي.
- لم يقضي المعز لدين الله سوى 3 سنوات في مصر من مجموع سنين خلافته وتوفي في 16 من ربيع الآخر 365 هـ الموافق 23 من ديسمبر 975م.
.أي توفى قبل موعد الخرافة ( 979م ) بأربعة سنوات !!.
جاء في كتاب " تاريخ مصر إلى الفتح العثماني " تأليف : عمر الإسكندري , أ . ج سفدج
" ضمن مجموعة صفحات من تاريخ مصر " نشر مكتبة مدبولي - ص214, 215
" ولي "العزيز بالله أبو منصور نزار" (365 – 36 : 975 – 996 ) , ( وهو ابن المعز لدين الله الفاطمي ) , ......كان مثل أبيه شديد التسامح مع المسيحيين وكثيرا ما كان يجلس للمناقشة في الأمور الدينية , وجدد لهم كنيسة "أبي سيفين خارج الفسطاط بعد أن كانت مستترة في شكل مخزن للبضائع .
ومن تسامحه في الدين أن كان أكبر وزرائه "يعقوب بن كلس " و"عيسى بن نطرون" والأول اسرائيلي أسلم والثاني مسيحي "
فالتجديد كان في عهد ابن المعز لدين الله وليس في عهد المعز نفسه, مما يؤكد أن كل مصادرهم وروايتهم غير صحيحة.
ثالثا" : ذكرت الخرافة أن حدوث المعجزة أدى لتسمية جبل المقطم بهذا الأسم , لأن معنى المقطم هو المقطع !!.
ولنسف هذا الزعم من أساسه، نثبت بإذن الله تعالى بالدليل القاطع أن " المقطم " عُرِف " بهذا الاسم ، قبل زمان هذه الحادثة المزعومة .
فلو كان " المقطم " سمى بذلك نتيجة لتقطيعه فى تلك الحادثة المفتراة ، لكان معنى ذلك أن الاسم لم يطلق عليه من قبل ، وإنما أطلقه الناس عليه ، لما رأوه مقطعاً بعد المعجزة.
والثابت تاريخياً أن فتح مصر بأمر المعز لدين الله الفاطمى كان سنة 358 هـ .. فلنبحث إذن عن ذكر للفظة " المقطم " كاسم لجبلنا المنشود ، على لسان أحدهم قبل سنة 358 هـ .
المثال الأول :
الجاحظ - المتوفى سنة 255 هـ .. له رسالة تسمى " البرصان والعرجان ". يقول فيها [ص 120]:
" ومن البرصان، أيمن بن خريم بن فاتك، كان عند عبد العزيز بن مروان ، فدخل عليه نصيب أبو الحجناء ، مولى بني ضمرة ، فامتدحه، فقال عبد العزيز: كيف ترى شعره؟ قال: إن كان قال هذا فليس له ثمن، وإن كان رواه قيمته كذا وكذا، فقال عبد العزيز: هو والله أشعر منك، قال: لا والله، ولكنك طرف ملول!.. قال: أنا طرفٌ ملولٌ وأنا أؤاكلك منذ كذا وكذا؟ .. وكان بأيمن بياضٌ في يده، فتركه أيمن ولحق ببشر بن مروان، وقال:
ركبت من المقطم في جمادى .. .. .. .. .. إلى بشرٍ بن مروان البريدا " ا.هـ.
المثال الثاني :
أبو الفرج الأصفهانى ، صاحب كتاب " الأغانى " ، يروى الحادثة السابقة التى رواها الجاحظ ، مسترسلاً مع بعض الأبيات ..
ركبت من المقطم في جمادى .. .. .. .. .. إلى بشر بن مروان البريدا
ولو أعطاك بشرٌ ألف ألفٍ .. .. .. .. .. رأى حقاً عليه أن يزيدا
أمير المؤمنين أقم ببشرٍ .. .. .. .. .. عمود الحق إن له عمودا
ودع بشراً يقومهم ويحدث .. .. .. .. .. لأهل الزيع إسلاماً جديدا
[الأغانى : ص 552]
أما عن " بشر " بن مروان الممدوح فى الأبيات ، فقد توفى سنة 74 هـ .
أى أن " المقطم " قد تقطم وعرف بهذا الاسم واشتهر به قبل سنة 74 هـ !
وتوفى الأصفهانى سنة 356 هـ .. والمعز الفاطمى لم يدخل مصر إلا سنة 362 هـ.
المثال الثالث :
فى نفس كتاب " الأغانى " يقول الأصفهانى :
" حمل عبد العزيز بن مروان [الحاكم] النصيب [الشاعر] بالمقطم "مقطم مصر" على بختيٍّ قد رحله بغبيطٍ فوقه، وألبسه مقطعات وشيٍ، ثم أمره أن ينشد؛ فاجتمع حوله السودان وفرحوا به، فقال لهم: أسررتكم؟ قالوا: إي والله. قال: والله لما يسوءكم من أهل جلدتكم أكثر " [ص566]
المثال الرابع :
قال أبو تمام المتوفي 281 هـ :
أَيُّ اِمرِىءٍ مِنكَ أَثرى بَينَ أَعظُمِهِ .. .. .. .. .. ثَرى المُقَطَّمِ أَو مَلحودُهُ الرَمِلُ
وقال :
بِمِصرَ وَأَيُّ مَأرُبَةٍ بِمِصرٍ .. .. .. .. .. وَقَد شَعَبَت أَكابِرَها شَعوبُ
وَوَدَّأَ سَيبَها ما وَدَّأَتهُ .. .. .. .. .. يَحابِرُ في المُقَطَّمِ بَل تُجيبُ
المثال الخامس :
قال منصور بن إسماعيل الفقيه المتوفي 306 هـ ، فى أبيات يمدح بها الشافعى رحمه الله :
أَكرِم بِه رَجُلاً ما مثله رجلٌ .. .. .. .. .. مشارِكٌ لِرَسولِ اللَّهِ في نَسَبِه
أَضحى بمصر دفينا في مقطَّمِها .. .. .. .. .. نِعم المُقَطَّم وَالمَدفون في تُربِه
المثال السادس :
قال المتنبىالمتوفي 354 هـ :
وَسَمنا بِها البَيداءَ حَتّى تَغَمَّرَت .. .. .. .. .. مِنَ النيلِ وَاِستَذرَت بِظِلِّ المُقَطَّمِ
المثال السابع :
" النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة " لابن تغرى بردى المتوفى سنة 874 هـ ..
ذكر أبيات قالها المسور الخولانى ، يحذر ابن عم له من مروان ، ويذكر قتل مروان ( مروان بن محمد آخر خلفاء بنى أمية توفى سنة 132 هـ ) لحفص ابن الوليد ، ورجاء بن الأشيم ، وآخرين من أشراف أهل مصر .... يقول المسور الخولانى ( في القرن الثاني الهجري ) :
وإن أمير المؤمنين مسلط .. .. .. .. .. على قتل أشراف البلاد فاعلم
فإياك لا تجني من الشر غلطة .. .. .. .. .. فتودي كحفص أو رجاء بن الأشيم
فلا خير في الدنيا ولا العيش بعدهم .. .. .. .. .. وكيف وقد أضحوا بسفح المقطم
[ج:1 ص:293]
والشاهد : أن المسور الخولانى يذكر " المقطم " كاسم لذلك الجبل الذى اشتهر بدفن الموتى به ، وهذا يثبت أن المقطم كان " مقطماً " من قبل سنة 132 هـ على الأقل !
وفى نفس الكتاب، ينشد بعض شعراء البصرة ، ليرثى إسحق بن يحيى الذى مات سنة 237 هـ :
سقى الله ما بين المقطم والصفا .. .. .. .. .. صفا النيل صوب المزن حيث يصوب
وما بى أن يسقى البلاد وإنما .. .. .. .. .. مرادى أن يسقى هناك حبيب
[النجوم الزاهرة ج:2 ص:285].
المثال الثامن :
" فتوح الشام " .. كتاب لأبى عبد الله محمد بن عمر الواقدى .. توفى سنة 207 هـ .. يروى عن ابن إسحق بسنده إلى من فوقه ، بعض الأحداث التى جرت فى فتح مصر فيقول : " ان الملك المقوقس كان من عادته أنه في شهر رمضان لا يخرج الى رعيته ، ولا يظهر لأحد من أرباب دولته ... " [ج2:ص52].....وبعد عدة صفحات يواصل الواقدى قائلاً : " قال ابن اسحق ـ رحمه الله ورضي عنه ـ : هكذا وقع له مع القبط ، وكان عمرو إذا ذكر ذلك يقول : لا والذي نجاني من القبط .. قال : وعاد الرسول وأخبر الملك بما قاله عمرو ، فعند ذلك قال [أى الملك] : أريد أن أدبر حيلة أدهمهم بها .. فقال الوزير : اعلم أيها الملك أن القوم متيقظون لأنفسهم ، لا يكاد أحد أن يصل إليهم بحيلة ، ولكن بلغني أن القوم لهم يوم في الجمعة يعظمونه كتعظيمنا يوم الأحد ، وهو عندهم يوم عظيم ، وأرى لهم من الرأي أن تكمن لهم كميناً ، مما يلي الجبل المقطم ، فاذا دخلوا في صلاتهم يأتي إليهم الكمين ، ويضع فيهم السيف ..... " [ج2:ص56]
ولا يهمنا في هذه الرواية إلا ان كل رجال السند الذين ذكروها قد توفوا قبل الحادثة المزعومة بعشرات السنين وذكروا " المقطم " في الرواية.
فالمقطم " كان علماً على ذلك الجبل الشهير ، قبل عشرات السنين من تلك الحادثة الملفقة وهو المطلوب إثباته فى هذا المقام دون سواه .
يقول الواقدى (توفى سنة 207 هـ ): " وساروا حتى قربوا من الجبل المقطم فرأوا جيش القبط .... [فتوح الشام ج:2 ص:62]
المثال التاسع :
" فتوح مصر وأخبارها " .. كتاب لأبى القاسم عبد الرحمن بن عبد الله القرشى .. توفى سنة 257 هـ .. يقول :
" حدثنا عبد الله بن صالح ، حدثنا الليث بن سعد ، قال : سأل المقوقس عمرو بن العاص أن يبيعه سفح المقطم بسبعين ألف دينار ، فعجب عمرو من ذلك ، وقال : أكتب في ذلك إلى أمير المؤمنين.... [ج:1 ص:274،275]
وفي موضع أخر : " وتوفي عمرو بن العاص يوم الفطر ، سنة ثلاث وأربعين ، وصلى عليه عبد الله بن عمرو ، ودفن بالمقطم من ناحية الفج .. يكنى أبا عبد الله ، وكان طريق الناس يومئذ إلى الحجاز ، فأحب أن يدعو له من مر به " .[فتوح مصر وأخبارها ج:1 ص:426]
المثال العاشر :
" الطبقات الكبرى " .. مختصر من كتاب الواقدى على يد كاتبه محمد بن سعد .. كانت وفاة محمد بن سعد كاتب الواقدى سنة 230 هـ .
وفي موضع أخر : .. فقدم عمرو المدينة ، فأقام بها ... ثم ولاه معاوية مصر ، فخرج إليها ، فلم يزل بها والياً ، وابتنى بها داراً ونزلها ، إلى أن مات بها يوم الفطر ، سنة ثلاث وأربعين ، في خلافة معاوية ، ودفن بالمقطم مقبرة أهل مصر وهو سفح الجبل " .[ج:7 ص:493]
بذلك يتضح أنه ذكرت العديد من المصادر أسم المقطم في القرن الأول والثاني الهجري , أي قبل الحادثة المزعومة بأكثر من مائتي عام.
ما أوردنا إلا أمثلة من أكثر من موضع وغطت الأمثلة عدة مصادر متنوعة.
وبهذا نصل إلى أن لفظة " المقطم " كانت علماً معروفاً على ذلك الجبل بمصر ، قبل عشرات السنين ـ إن لم تكن مئات ـ من حدوث تلك المعجزة المزعومة
حتى الآن وصلنا إلى :
1- وفاة المعز قبل الحادثة .
2- الحادثة غير مسجلة تاريخيا" ولم توجد إلا في مذكرات راهب .
3- المقطم كان معروفا" بهذا الاسم قبل الحادثة .
رابعا" : معنى المقطم 0
قالت الرواية أن جبل المقطم , سمي بهذا الاسم لأن المعجزة قطعته , ويكفي الرد بأن أسمه كان المقطم قبل تاريخ الخرافة , ولكن للزيادة نقدم معنى اسم المقطم .
من معانى " ق ط م " الأخرى التى صرحت بها المعاجم اللغوية :
" القطم ( بالتحريك ) : شهوة اللحم والضراب و... والقطم : الغضبان " . [لسان العرب]
يقول ياقوت الحموى : " المقطم ... الجبل المشرف على القرافة مقبرة فسطاط مصر والقاهرة ، وهو جبل يمتد من أسوان وبلاد الحبشة على شاطىء النيل الشرقي ، حتى يكون منقطعه طرف القاهرة ، ويسمى في كل موضع باسم ، وعليه مساجد وصوامع للنصارى ، لكنه لا نبت فيه ولا ماء غير عين صغيرة تنز في دير للنصارى بالصعيد ...
فالذي يتصور أن هذا اسم أعجمي , " فإن كان عربياً ، فهو من القطم ، وهو العض بأطراف الأسنان ، والقطم : تناول الحشيش بأدنى الفم ، فيجوز أن يكون المقطم : الذي قُطم حشيشه ، أي أُكل ؛ لأنه لا نبات فيه ..
" أو يكون من قولهم " فحل قطم " ، وهو شدة اغتلامه ، فشبه بالفحل الأغلم ؛ لأنه اغتلم ، أي هزل ، فلم يبق فيه دسم ، وكذلك هذا الجبل لا ماء فيه ولا مرعى ..".
" قال الهنائي : المقطم مأخوذ من القطم ، وهو القطع ، كأنه لما كان منقطع الشجر والنبات سمي مقطما .,
" وظهر لي بعد وجه آخر حسن ، وهو أن هذا الجبل كان عظيماً طويلاً ممتداً ، وله في كل موضع اسم يختص به ، فلما وصل إلى هذا الموضع قطم ، أي قطع عن الجبال ، فليس بعده إلا الفضاء " ا.هـ.
[معجم البلدان ج:5 ص:176]
وخلاصة الأمر : أن وجود القطع كأحد معانى " ق ط م " ، لا يعد دليلاً على أن إطلاق اسم " المقطم " على ذلك الجبل نسبة لما جرى له فى تلك الحادثة المزعومة .
خامسا" : الاستشهاد بكتبة ألفريد بتلر 0
ألفريد بتلر نقل واقعة نقل جبل المقطم في كتابه, ويستشهدون بألفريد بتلر كإثبات لصحة الواقعة والغريب أن : ألفريد بتلر كتب في كتابه عند سرده للواقعة : وتقول هذه ال ( ليجند Legend ) كذا وكذا .
فقام المترجم الغير أمين بترجمتها
وتقول الرواية , بدلا" من أن يترجمها وتقول الأسطورة .
فكلمة legend التي تعني أسطورة أو خرافة.
فتحول إنكار ألفريد بتلر للخرافة وتسميته لها ( خرافة أو أسطورة ) , بفضل المترجم إلى دليل على صحتها , فيقولون : "" لقد ذكرها ألفريد بتلر في كتابه "" , ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ملاحظة: تعبير ( محمد مفيش ) من غير الممكن أن يكون أتى من شخص , يتكلم العربية , مثل الخليفة الذي كان يكتب شعرا" , فالتعبير ( محمد مفيش ) , لم يأت أو لم يؤلفه إلا ( خواجه خايب ) في اللغة العربية !!!.
سادسا" : مستندات منها :
1 - إنكار لويزا يوتشر للواقعة .
2- تعليق المترجم العربي على كتابها بعد قيامه باختصاره .
3- صورة ضؤية من مجلة الحياة القبطية , تنشر الخبر على شعب الكنيسة .
4- صورة ضؤية من حوار قامت به صفحات من مجلة الأهرام الرياضي مع راهب من دير سمعان الخراز , يحكي الواقعة ويذكر التاريخ !!0
5 – صورة من 3 مواقع على النت تسوق للموضوع ( معجزة نقل الجيل !!).
سابعا" :
نرجو تكرار الأمر , ولو على مستوى صغير . ( كوم من الزلط فقط )
نرجو البحث عن دليل علمي .
نرجو البحث عن صحة وصدق الروايات
=======================================================================
الرد على تفسير البابا شنودة لنشيد الأنشاد للأستاذ / eeww2000
الجزء الأول من الرد
بواسطة: trutheye
أخوانى السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذا الموضوع لأستاذنا eeww2000 من موقع شبكة بن مريم و هو بعنوان تعقيب على تفسير البابا شنودة لنشيد الأنشاد
كتب أستاذنا الفاضل:
سفر نشيد الإنشاد هو سفر سيىء السمعة يواجه معظم النصارى حرجا كبيرا فى تبريره وتفسير المعاني الجنسية و المبتذلة الموجودة فيه. وتتلخص المحاولة في إصباغ صبغة روحية على هذه المعانى وتحميل النصوص ما لا تحتمل تحت
أي منطق ديني أو عقلي مما لم يخطر على بال من كتب هذا السفر .
ويبدو أن الحرج اشتد والأسئلة زادت فاحتاج الامرالى نزول البابا شنودة بنفسه لتفسير وتبرير بل وتمرير هذا السفر فهل يا ترى نجح فى ذلك أم أن الموقف ازداد تعقيدا. ومن سلسلة المقالات في جريدة وطني القاهرية اليك صورة من بعضها لتعرف مقدار العبء الذى يتحمله قداسة البابا الذى نشفق عليه .
(فى الليل على فراش حبيبى)3-1
نستطيع ان نخمن ماذا حدث على الفراش ليلا ولا تخشى شيئا البابا موجود لتفسير ذلك حتى لو قاله طفل صغير لا ندرى ما الذى فعله على الفراش ليلا .
(حبيبى أبيض و أحمر)5-10
لا هذه صعبة والبابا لا بد ان يشتغل فى الازرق مادام الموضوع ألوان في ألوان لكي يبرر من هو الحبيب الابيض فى احمر هذا.
وارجوا أن يكون واضحا أن العناوين السابقة هي عناوين حقيقية فى جريدة وطنى القاهرية والبابا فعلا يقوم بتفسيرها تفسير روحاني بعيد عن افكار الجسدانين كما يقول قداسته. وهذا ما سوف نرد عليه بالتفصيل بحول الله وتوفيقه .
والان لمناقشة جدية للموضوع نبدا بما قاله( ول ديورانت) فى كتابه المشهور قصة الحضارة "مهما يكن من امر هذه الكتابات الغرامية فان وجودها فى العهد القديم سر خفى .... ولسنا ندرى كيف غفل او تغافل رجال الدين عما فى هذه الاغانى من عواطف شهوانية واجازوا وضعها فى الكتاب المقدس" الجزء 3 صفحة 388 .
و علماء النصارى فى محاولاتهم المستميتة للتوفيق بين نصوص هذا السفر ينقسموا الى نوعين :
النوع الاول
التفسير الحرفى كما فى كتاب التفسير التطبيقى للكتاب المقدس يقول بالحرف الواحد
"نشيد الانشاد هو قصة علاقة حميمة بين رجل وامراة قصة الحب بينهما وتوددهما و زواجهما انه قصة درامية حية حوار محبة بين فتاة يهودية و حبيبها الملك سليمان ويصف السفر اشواقهم للالتقاء معا وطول الحوار نجد الجنس و الزواج فى موضعهما الصحيح كما قصدهما الله ....... "
والخلاصة هنا ان كتبة التفسير التطبيقى يعترفوا ان الكلام جنسى ولكن فى حدود الزواج وكذلك يقول منيس عبد النور فى كتابه شبهات وهمية
" السفر يصف المباهج الزوجية ولا خطأ فى الجنس الذى هو فى اطار الزواج "
و نقول نحن الا ينبطبق ذلك على اى قصة او فيلم جنسى هل نقبله لانه يدور بين زوجين !!!! والبابا على اى حال لا يعترف بهذا التفسير و يصفه بتفسير الجسدانيون .
النوع الثانى
التفسير الرمزى وهو باختصار ان الحبيب رمز الى الرب و الحبيبة رمز لشعبه المختار (و هذا تفسير اليهود القديم) او الحبيب رمز للمسيح و حبيبته الكنيسة او النفس البشرية الخاطئة فهذا السفر على زعمهم هنا يوضح دخول الرب و النفس البشرية فى شركة او ارتباط يشبه الارتباط الزوجى !!!!
(علامات التعجب من عندى) واليك الان محاولة عملية لعمل مقابلة لفظية بين ما ورد بالسفر وبين ما يحاولوا ان يقنعوا السذج به تخيل هذا الحوار بين الرب والنفس البشرية تقول النفس البشرية بشوق و تلهف للرب :
...ليقبلنى بقبلات فمه لان حبك اطيب من الخمر.
و اليك الرد من الرب بالنص :
ما اجمل رجليك بالنعلين يا بنت الكريم ... دوائر فخذيك مثل الحلى .. سرتك كاس .. ثدياك . و هكذا
ما رايك الان ايها القارىء المنصف من الساذج الذى يصدق هذا التفسير؟
واليك النص التالى لمزيد من الايضاح:
قامتك هذه شبيهة بالنخلة وثدياك بالعناقيد قلت اصعد الى النخلة و امسك بعذوقها وتكون ثدياك كعناقيد الكرم ...
هل يستطيع اى عاقل لا يزال يستخدم عقله ان يطبق هذا الحوار على الرب والنفس البشرية من الذى يصعد النخلة منهما لا يمكن ان يكون الرب اذن هى النفس فمن اذن الذى ثدياه كالعناقيد !!!!! وهناك امثلة كثيرة و لكن الصورة وضحت الان .
و صاحب اول تفسير لاهوتى لهذا السفر هو اوريجين او اوريجانوس الذى اشتهر بانه خصى نفسه ثم سار على خطى هذا المخصى بلهاء المسيحية الاخرون و تخيل وقع هذا النشيد على راهبات الدير صاحبات الدم الفائر اللواتى من شدة تصوفهن يتصورن انفسهن عرائس للمسيح و مع اضافة اننا كلنا من الخطية وان الاعتراف يحل المشكلة ليس من الصعب الا ان تخيل ما يحدث فى الاديرة .
و الان مع البابا و تفسيره يقول البابا فى العدد 2108 من جريدة وطنى تحت العنوان الذى ذكرناه فى اول المقال
" فى الليل على فراشى" نشيد الانشاد الاصحاح 3 : 1
العنوان كما ترى عزيزى القارىء صعب اشفق على من يحاول تفسير مثل هذا الكلام لكن بقليل من الحيل والخيال الواسع الذى يسع اى معنى بل المعنى وضده يامل صاحب التفسير ان ينجح فى جعل هذا الكلام كلام الهى مقدس له معانى روحية سامية.
يقول البابا الليل رمز للحيرة والقلق , و الفراش رمز للكسل والتهاون , وهذا الرمز على تهافته الشديد يمكن قبوله. نحن الان مع نفس خاطئة كسلانة راقدة على الفراش ويقول البابا: لم تفتح قلبها بعد و لذلك "تحول عنها وعبر" نش 5 : 6
اى ان نتيجة انها لم تفتح قلبها تحول عنها الله ولكن ما الذى جعل البابا يقفز من الاصحاح الثالث العدد الاول الى الاصحاح الخامس العدد 6 ليثبت هذا التحول لانه لو اكملنا النص سوف نكتشف انها وجدت حبيبها الذى تطلبه بعد عددين فقط فى الاصحاح الثالث بعد ان نزلت فى منتصف الليل تبحث عنه ووجدته ولم تتركه حتى دخل معها حجرة من حبلت بها اى امها وطلبت من بنات اورشليم الا يزعجن الحبيب (لم يبقى الا ان تضع لافتة ممنوع الازعاج على باب حجرة امها)
فاذا كان البابا اختار الكلمتين الفراش والليل واضفى عليهما معانى رمزية , فعليه ان يعطى لكل الكلمات الاتية معانى ايضا وهى المدينة , الاسواق , الحرس , الشوارع , الحجرة .... وكذلك معنى ان ينام الحبيب الذى هو الرب فى حجرتها
ونلخص الامر كالتالى :
فى الليل على الفراش طلبت حبيبها و ما وجدته
تطوف تبحث عنه فى المدينة والاسواق و فى الشوارع وما وجدته سالت الحرس عنه
بعد مجاوزة الحرس وجدته مباشرة
هذا ما ذكر فى الاصحاح الثالث وتجد الامر سهل لا صعوبة فيه الان الاصحاح الخامس خلاصة ما ذكر انا نائمة وقلبى مستيقظ صوت الرب على الباب اقتحى يا اختى يا حمامتى يا كاملتى راسى امتلىء من الطل والندى ...... هذا قول الرب ؟؟؟
اما العروس فمشكلتها هىانها خلعت ثوبها وغسلت رجلها اى الوقت غير مناسب ذهبت تفتح ويداها تقطر مرا ؟؟؟؟ وفتحت لحبيبها وهنا تحول عنها وعبر
والسبب واضح نشف من البرد , و انتظر مدة طويلة على الباب وهى مترددة و موقفها هذا هو الذى جعل حبيبها يتحول عنها .............. والسؤال هنا هل من اصول التفسير ان اتجاوز الاعداد المتتالية و اقفز اصحاحين لكى اثبت نظرية مخترعة؟
هل ادركت الان ان البابا يقوم بعملية انتقاء لكى يرص مقالا يبرر فيه كل هذا الهراء
لنستمر مع المقال يشير بعد ذلك الى مقطع اطلبوا تجدوا فى متى 7 : 7 اى اطلب الرب و كعادته ياخذ مقطع مبتور لان بقية النص اقرعوا يفتح لكم وهذا تعبير لا يناسب البابا هنا لانه فى مجال ان الرب هو الذى يقرع الباب وليس العبد فلا يذكر بقية النص ولكن يذكر النص فى رؤية يوحنا 3 : 20 هانذا واقف على الباب اقرع وبقية النص بالمناسبة ان الرب مستعد للعشاء ايضا مع من يفتح له .العبد فى النص الاول هو الذى يقرع و الرب فى النص الثانى هو الذى يقرع الباب مع العشاء ايضا وكلا النصين لا علاقة بينهما وبين الحبيب الواقف فى الطل فى سفر الانشاد الا فى عقل البابا ومن يصدقه .
وهنا جملة خطيرة يقولها البابا "وعجيب امر هذه العروس على الرغم من تكاسلها و تهاونها وسوادها لا تزال تكرر القول بانها تحب الرب "
ولم يوضح سبب العجب هنا ووجة الغرابة فى ذلك .
ويقول ايضا
عذراء النشيد احكم من ابينا ادم ؟؟؟؟؟؟
هل هذا كلام يقوله رجل دين ولكن اذا كان ربهم واقف على الباب مرة بردان و مرة ينتظر العشاء فهل تنتظر اى خير لابينا ادم عليه السلام
و عذراء النشيد احكم منه ؟؟ لماذا؟؟ لان ادم اختبا خلف الشجرة (راجع نص ادم ) ولكن ولكن العذراء هذه خرجت تبحث عنه فى الشارع و هى التى تركته فى الطل فكيف نعتبرها أ حكم من ادم. ولا ينسى البابا ان يحذر من يقرا هذا الكلام الماسخ الا ينسى الكنيسة والاعتراف
وهذا الاكتشاف اعتقد ان احدا لم يسبق البابا اليه و ارجو ان ينشر على مجال واسع لعل احد يرد عليه بما يستحق .
ثم يذكر بعد ذلك قول بولس فى رومية 7 : 18 وهذا القول يحتاج مقال منفصل ولكن ما نقوله هنا أن البابا يذكر قول بولس هذا بعد ان يقول انى اخطىء لكنى احبك اى الضعف البشرى موجود
ونص بولس خطير لانه يبرر الخطيئة لاى انسان ويقول ايضا "ناموس الخطية الكائن فى اعضائى " وكما ترى خطية لها ما يبررها و نصوص جنسية والنتيجة معروفة.
ثم يبحث البابا عن اى واحد يطبق عليه اختراعاته فلا يجد الا( زكا العشار) لمحاولة ربطه بالقصة فى النشيد ولكن لا يوجد فى قصة ( زكا) اى ذكر لفراش او ليل , و راجع القصة فى لوقا 19 وكذلك لص اليمين فى حادثة الصلب المزعومة يعنى باختصار اىقصة تصلح للاستشهاد بها وكذلك اوغسطين و مريم القبطية وموسى الاسود و لم اراجع هؤلاء و لكن بدون مراجعة انا واثق انه لا علاقة لهم من قريب او بعيد بالليل و الفراش موضوع شرح البابا.
ولاحظت ان البابا كتب ثلاثة مقالات متتالية فى هذا الموضوع كان عنوان الاولى كما سبق فى الليل على فراشى ولكن المقالة الثانية كان عنوانها" فى الليل على فراشى طلبت من تحبه نفسى" اما الثالث فكان" طلبته فما وجدته" فقط والمقال الثانى هو تكرار مخل للمقال الاول اما الثالث فلا جديد فيه الا تفسير قول عذراء النشيد" غسلت رجلى فكيف اوسخهما "
واليك نص كلام البابا اولا :
(لأنه من الجائز أن محبة الله لنا بدلا من أن تقودنا إلى الله نتحول بها إلى التدلل
فتقول غسلت رجلى فكيف أوسخهما
لك ما شئت و لكن النتيجة أن حبيك تحول و عبر فماذا أفادك التدلل؟؟)
هل فهمت ماذا يريد قداسته ان يقول محبة الله تفسدنا فنتدلل عليه او بالعامية المصرية ( مش انتى اللى اتدلعتى يعنى كان لازم تغسلى رجلك طيب اهو مشى وطنشك عملتى ايه بالدلع ..؟ )
والامر كما ترى اسفاف اصارحك القول ان مناقشة مثل هذا الهراء اصبح عملية صعبة والله المستعان .
والان الى المقال الثانى :
المقطع الشهير"حبيبى ابيض و احمر " يقول البابا انها اكثر عبارة تناسب يسوع المصلوب ثم يرص مقالة كاملة لاثبات ذلك
يعنى منهج البابا وضح هنا يخطف كلمة من النص الاصلى ويخترع لها نظرية لاهوتية و يبدأ يرص ,
ونسأ ل سؤال هنا هل يجوز تحت اى منطق او قياس ان نشبه الرب باى لون ؟؟؟ فما بالك بلونين و خليط منهم كما سنرى بعد قليل .
يبدا البابا الرص فيقول : ثياب الرب بيضاء مرقص 9 : 2 و متى 17 :2 و كذلك الملائكة متى 28 :3 ومرقص 16 : 5 ومن يغلب ايضا ثيابه بيضاء رؤيا 3 : 5 وهكذا وضحت فكرته والان بعض العبارات التى يوضح بها فكرته مواصلا الرص :
اللون الابيض يرمز الى وقار الله و ازليته
ان كنت تحب الها كن ابيض مثله
لعل يوحنا قال فى قلبه حين رأه "ابيض و احمر"
فى رحمتك ابيض فى عدلك احمر
فيك يا رب يمتزج اللونين الابيض والاحمر كالخمر لذلك قيل حبك اطيب من الخمر
فى المعمودية نرى المعمد بملابس بيضاء مع شريط احمر
وكنت قد وضعت تعليق من عندى على كل جملة من كلام البابا السابق بما يستحق و حذفتها رغم انها مناسبة لمستوى الكلام ولكن لا تصلح للنشر العام حتى على الانترنت.
و نقطة اخيرة فى اللون الاحمر الامر اختلط عليه فى اول المقال كان رمز لدم المسيح المسفوك على الصليب ولكن فى اخر المقال اصبح الاحمر رمز للخطية ويقول كانت الخطية فى العهد القديم تشبة احيانا اللون الاحمر ويقول ايضا عيسو الخاطىء خرج من بطن امه احمر كله خروج 25 : 25 وهذا غير صحيح النص المشار اليه هو فى سفر التكوين و ليس الخروج وقصة عيسو الخاطىء فيها كلام كثير يكفى ان تعرف ان اخاه يعقوب لم يقدم له الطعام الا بعد ان تنازل عن بكوريته اى امتيازات كونه الابن البكر واضطر عيسو ان يفغل ذلك لانه كان جائعا وهذه هى خطيئته .
ويقول ايضا و اللون الاحمر يرمز الى ثياب الملوك !!!!!!!! ايضا .
والان نهدى الى البابا و اتباعه البلهاء هذه الهدية اللون الابيض هو رمز للنجاسة او علامة عليها نعم النجاسة ومن كتابك المقدس فى اللاويين اصحاح 13: من اول عدد نقرا وَقَالَ لرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: 2"إِذَا كَانَ إِنْسَانٌ فِي جِلْدِ جَسَدِهِ نَاتِئٌ أَوْ قُوبَاءُ أَوْ لُمْعَةٌ تَصِيرُ فِي جِلْدِ جَسَدِهِ ضَرْبَةَ بَرَصٍ يُؤْتَى بِهِ إِلَى هَارُونَ لْكَاهِنِ أَوْ إِلَى أَحَدِ بَنِيهِ لْكَهَنَةِ. 3فَإِنْ رَأَى لْكَاهِنُ لضَّرْبَةَ فِي جِلْدِ لْجَسَدِ وَفِي لضَّرْبَةِ شَعَرٌ قَدِ بْيَضَّ وَمَنْظَرُ لضَّرْبَةِ أَعْمَقُ مِنْ جِلْدِ جَسَدِهِ فَهِيَ ضَرْبَةُ بَرَصٍ. فَمَتَى رَآهُ لْكَاهِنُ يَحْكُمُ بِنَجَاسَتِهِ.
تامل يا عاقل شعر قد اصبح ابيض يحكم الكاهن هنا بلا مناقشة بالنجاسة اى علامة النجاسة هى اللون الابيض رمز الرب عند البابا و اتباعه .
واليك نص اخر وهو اكثر نص فى كتابك يناسب الحبيب الابيض و الاحمر نفس الاصحاح :
"وَإِذَا كَانَ لْجِسْمُ فِي جِلْدِهِ دُمَّلَةٌ قَدْ بَرِئَتْ 19وَصَارَ فِي مَوْضِعِ لدُّمَّلَةِ نَاتِئٌ أَبْيَضُ أَوْ لُمْعَةٌ بَيْضَاءُ ضَارِبَةٌ إِلَى لْحُمْرَةِ يُعْرَضُ عَلَى لْكَاهِنِ. 20فَإِنْ رَأَى لْكَاهِنُ وَإِذَا مَنْظَرُهَا أَعْمَقُ مِنَ لْجِلْدِ وَقَدِ بْيَضَّ شَعْرُهَا يَحْكُمُ لْكَاهِنُ بِنَجَاسَتِهِ. إِنَّهَا ضَرْبَةُ بَرَصٍ أَفْرَخَتْ فِي لدُّمَّلَةِ.
لاحظ النص هنا يقول بيضاء ضاربة الى الحمرة اى مثل حبيب البابا ربه الذى يعبده و لكنه هنا ايضا مع الاسف نجس ايضا اما الاعجاز الطبى فى هذا النص فسنهمله الى حين.
اليك ايضا نص اخر يثبت ان اللون البيض علامة للخراب نعم الخراب :
سِفْرُ يُوئِيل اَلأَصْحَاحُ لأَوَّل : 6إِذْ قَدْ صَعِدَتْ عَلَى أَرْضِي أُمَّةٌ قَوِيَّةٌ بِلاَ عَدَدٍ أَسْنَانُهَا أَسْنَانُ لأَسَدِ وَلَهَا أَضْرَاسُ للَّبْوَةِ. 7جَعَلَتْ كَرْمَتِي خَرِبَةً وَتِينَتِي مُتَهَشِّمَةً. قَدْ قَشَرَتْهَا وَطَرَحَتْهَا فَابْيَضَّتْ قُضْبَانُهَا. و القضبان هنا هى اغصان الشجر وواضح ان تحولها للون البيض علامة على الخراب و الدمار .
امامك ثلاثة نصوص تدل على ان اللون الابيض هو رمز للنجاسة و الدمار
بل هناك نص منهم يقول ابيض ضارب الى الحمرة وهذه نتيجة اللعب بالالوان بلا تروى ولدينا المزيد و ان عدتم عدنا و الله المستعان.
وربما انتبة الذين يكتبون الكتاب بايديهم لمشكلة اللون الابيض النجس فقاموا بتغيير النص كما ترى فى الصورة المرفقة فتحول حبيبى ابيض و احمر الى حبيبى متألق و احمر ..!!!!!
هل ادركت عزيزى القارىء المصيبة التى وقع فيها البابا ومن يتبعه تحولت كلمة ابيض فى النص العربى القديم الى كلمة متالق و راح كل تعب البابا ومحاولته المستميتة هباء و اصبح النص حبيبى متالق واحمر وعلى الاقل باقى لون يسترزق منه البابا حتى يتم التعديل الجديد.
وبمناسبة الالوان لم يفسر لنا احد هذا لنص 16 ها انت جميل يا حبيبي و حلو و سريرنا اخضر
[و اخيرا نقول ان هذا السفر لا يستحق ان يضم الى كتاب مقدس وذلك للاسباب الاتية:
1- لا يحتوى هذا السفر على اى حقائق دينية بالمرة
2 - لا يرد فيه ذكر اسم الله و لا مرة واحدة
3 - لا يعكس اى اهتمامات اخلاقية او حتى اجتماعية
4 - لا صلة له بالعبادة ولا يعطى رؤية للدين
5 - محاولة إضفاء اى بعد رمزى تنهار مباشرة لعدم الاستطاعة التوفيق بين النصوص كما قلنا اذا قلنا ان الحبيب رمز للرب فما معنى ان تقول له الحبيبة فى اخر عدد من النشيد " اهرب يا حبيبي و كن كالظبي او كغفر الايائل على جبال الاطياب " ومن يستطيع ان يفسر هذا الهروب؟
6 - تطلب الحبيبة من بنات اورشاليم و تستحلفهم بالظباء وبايائل الحقول الا يقظن الحبيب من النوم و الحبيب النائم لا يمكن ان يكون الرب ولا يمكن ايضا ان نحلف بالظباء و ايائل الحقول و هذا كفر صريح حتى عند النصارى الذين لا يحلفون اصلا الا اذا كان المسيح قد نسخ حكم الحلف بالظباء فى العهذ الجديد ونطلب تفسير لذلك ايضا.
7 - وصف العلاقة بين الرب والنفس البشرية فى صورة زواج و حب وهى مع الاسف موجودة فى اكثر من موضع فى العهد القديم والجديد و ليست فى النشيد فقط بل ان النشيد ابعدها عن ذلك الوصف نقول هذا الوصف لا يصلح اطلاقا لما فى هذه العلاقة من توتر وهجر و وصل و رغبة واشتياق ....الخ وكلها لا تليق بالرب .
8 - هناك اشارة غريبة لم اجد احد يلتفت اليها وهى فى النص التالى :
1 ليتك كاخ لي الراضع ثديي امي فاجدك في الخارج و اقبلك و لا يخزونني
8: 2 و اقودك و ادخل بك بيت امي و هي تعلمني فاسقيك من الخمر الممزوجة من سلاف رماني
8: 3 شماله تحت راسي و يمينه تعانقني .
هى هنا تتمنى ان يكون الحبيب اخ لها لتقبله بدون خزى وتسقيه خمرا و يعانقها و هذا المقطع بفرده كافى لاثبات ان الذى يضع هذا النص فى كتاب مقدس هو زنديق ومن يفسره ويحاول ان يقنع به الجهلة هو محتال ومن يصدقهما هو متخلف عقليا .
9 الخمر تذكر فى هذا السفر 7 مرات كلها فى صيغة المدح .
ونظرا للنجاح الباهر للبابا وبناء على طلب الجماهير نرجوا من قداسته ان يستمر فى التفسير وهذه بعض العناوين المقترحة لاعداد فى الكتاب المقدس نرجوا منه ان يتكرم ويفسرها وسوف نقترح عليه بعض الافكار للمساعدة فقط والمجال مفتوح للتحسينات ولا رابط ولا حدود اى شىء مباح وكما قيل اذ لم تستح افعل ما شئت او اكتب ما شئت طالما لا احد يحاسب احد.
لِيُقَبِّلْنِي بِقُبْلاَتِ فَمِهِ لأَنَّ حُبَّكَ أَطْيَبُ مِنَ لْخَمْرِ. نش 1 : 2
و لمساعدة البابا القبلة هنا قبلة مقدسة كما يقول بولس وممكن نعتبر النص نبؤة فى القبل والتقبيل وتكون معجزة اخرى للكتاب المقدس ولا تنسى قبلة بطرس فى المحبة وهى غير مشهورة وهنا ممكن نعمل مدرستين اتباع قبلة المحبة و اتباع القبلة المقدسة والفرق بينهم اما موضوع الخمر فقد حلها بولس واصبحت حلال ولا داعى للتكرار وممكن هنا نغمزبكلمتين على المسلمين (قال ايه عندهم انهار خمر فى الجنة).
قَدْ غَسَلْتُ رِجْلَيَّ فَكَيْفَ أُوَسِّخُهُمَا ؟
وهنا واضح هذا اعلان صابون او ارهاصات لاعلانات الشامبو الثلاثية وهذا النص يصلح ايضا لاثبات ان الكتاب المقدس يحث على النظافة وهو من النصوص النادرة فى هذا الموضوع لان المسيح على زعمهم رفض حتى ان يغسل يديه قبل الاكل ولا ننصح بالتوسع اكثر من ذلك حتى لا يلاحظ احد التناقض .
دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ لْحَلِيِّ
الدوائر تحوى بتفسير هندسى وممكن نقول هذا اعجاز علمى فى الكتاب المقدس لكن المشكلة فى الافخاذ وهذه لن نستطيع المساعدة فيها علشان عيب ونترك الامر للحاوى اللعوب سوف يجد حلا لها .
لَنَا أُخْتٌ صَغِيرَةٌ لَيْسَ لَهَا ثَدْيَانِ.
المشكلة هنا غير واضحة هل ليس لها ثديان لانها صغيرة والامر محتاج شوية صبر ام انها صغيرة ولا امل لها والاقتراح هنا ان نقول هذا النص يعلمنا الا نفقد الامل ومع الصبر والامل الصغير يكبر بمباركة الرب.
و فولتير قال "بما ان نشيد الانشاد هو وصف مجازى لزواج الكنيسة الابدى من ابن مريم فاننا نرغب فى ان نعرف معنى هذه الجملة "لنا اخت صغيرة ليس لها ثديان" .
ونختم بنص من صمويل 1 20 : 30 ورغم ان البابا يركز على نشيد الافساد هذا الا اننا نجد كنوز كثيرة فى الكتاب المقدس نرجوا الا يحرمنا قداسته من تفسيرها التفسير الروحانى المناسب
يَا بْنَ لْمُتَعَوِّجَةِ لْمُتَمَرِّدَةِ, أَمَا عَلِمْتُ أَنَّكَ قَدِ خْتَرْتَ بْنَ يَسَّى لِخِزْيِكَ وَخِزْيِ عَوْرَةِ أُمِّكَ؟
قاموس السب العلنى هذا لا يفسره الا البابا .
و إلى اللقاء مع الجزء الثاني .
أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا سورة الفرقان 44 _ 45
وهذا هو الحكم الإلهي لمن يقبل من البشر ان يلغى عقله الى مثل هذا الحد المتردى اقل من الانعام اى من البقر ومن الخرفان وارجو ممن يقرا هذا المقال ان ينتبه الى حقيقة اعتقاده و تدينه لعله يعى هذا و يتدارك موقفه فبل فوات الأوان.
المراجع :
الحقيقة المطلقة د. محمد الحسينى اسماعيل
التوراة و الأناجيل السيد سلامة
شبهات وهمية منيس عبد النور
التفسير التطبيقي للكتاب المقدس
مدخل نقدي إلى أسفار العهد القديم د. محمد خليفة حسن احمد
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اخوكم 2000-???????ا=========
((((((((((تكملة قصة نقل جبل المقطم بواسطة سمعان الخراز)))))؟؟؟؟في جبل المقطم !
رؤية ومعجزة
ورجع البابا ليجمع شعبه ويطلب منهم الصوم ثلاثة أيام مع الصلاة المستمرة واعتكف هو ورجال الدين داخل كنيسة العذراء بالمعلقة.. وفجر اليوم الثالث ظهرت السيدة العذراء للبابا أثناء غفوته وأخبرته بأن يخرج إلي الشارع فسيجد رجلا يحمل جرة ماء وبعين واحدة.. إن هذا الرجل ستتم المعجزة علي يديه.. وأسرع البابا إلي الشارع ناحية السوق فوجد فعلا رجلا بهذه الأوصاف فأمسك به وأدخله الكنيسة وأخبره بأن اختير لتقع معجزة نقل جبل المقطم علي يديه.. واضطرب الرجل وأخبر البابا بأنه رجل فقير ويعمل اسكافيا فكيف يقع الاختيار عليه؟!
ولكن البابا البطريرك أكد له أن السيدة العذراء ظهرت لتبلغه بهذا الأمر.. ووافق
الرجل واشترط أن يتكتم حقيقة أمره طالما هو حي علي الأرض.
كان هذا الرجل يدعي سمعان الخراز نسبة إلي مهنته التي كانت موزعة بين دباغة الجلود والاسكافي وهو من يقوم بإصلاح الأحذية.. المهم انه طلب من البابا البطريرك أن يصعد إلي الجبل ومعه رجال الدين حاملين الأناجيل والصلبان والشموع.. وأيضا المجامر مملوءة بالبخور ويقفون في جانب أعلي الجبل وأن يصعد الخليفة وحاشيته ورجال الدولة أعلي الجانب المقابل من الجبل.. وأن يصعد الشعب أيضا ليري ويشاهد الجميع هذه المعجزة التي وعد بها الرب.
وفي الموعد المحدد.. أي بعد ثلاثة أيام من الصوم والصلاة خرج الخليفة المعز من داره ممتطيا جواده وخلفه حشد كبير من حاشيته ورجال الدولة متوجها إلي جبل المقطم وهناك وجد في انتظاره البابا ابرام السرياني ومعه رجال الكنيسة والشعب خلفه.. وقف الخليفة ومن معه علي جانب من الجبل.. وعلي الجانب المقابل وقف البابا ابرام ورجال الكنيسة والشعب خلفه.. وكان من ضمن أفراد الشعب سمعان الخراز الذي وقف خلف البابا مباشرة..
وبعد أن قام البابا بالصلاة طلب من شعبه أن يرددوا كلمة 'كيريالسيون' وهي كلمة باللغة القبطية معناها يارب ارحم اربعمائة مرة.. بواقع مائة مرة كل جهة من الجهات الأربع شرقا وغربا وشمالا وجنوبا.. وبعدها سجد البابا وشعبه ثلاث مرات.. وعندئذ شعر الجميع بزلزلة غاية في القوة تجتاح الجبل.. وفي كل سجدة يتحرك الجبل.. ومع كل قيام يرتفع الجبل إلي أعلي وتظهر الشمس من تحته ثم يتحرك من مكانه إلي هذا المكان الذي استقر به.. وفزع الخليفة كما فزع الجميع وقال بأعلي صوته 'عظيم هو الله تبارك اسمه' ثم طلب من البابا أن يكف حتي لاتنقلب المدينة.. وما إن هدأت الامور حتي تلفت البابا باحثا عنه سمعان الخراز فاكتشف انه اختفي تماما!..
وقد أكدت الوثائق أن الجبل انتقل فعلا من بركة الفيل بالسيدة زينب إلي هذا المكان ليفسح مساحة كبيرة استطاع الخليفة المعز أن يعمرها وتظهر القاهرة الحالية.. وقد عثر علي مخطوطة بدير الانبا انطونيوس تضم اسم المقطم لهذا الجبل فقد سمي بالمقطم أو المقطع أو المقطب لأن سطحه كان متساويا أي متصلا ثم صار بعد المعجزة ثلاث قطع.. واحدة خلف الأخري.. ويفصل بينهم مسافة..
------------------------------------------------
ونترك قصة حياة سمعان الخراز ونرجع إلي جبل المقطم الذي انتقل ليحتل مكانه الحالي.. ففي عام 1969 صدر قرار من محافظة القاهرة بنقل الزبالين وجامعي القمامة إلي مكان في حضن جبل المقطم ويتبع حي منشأة ناصر.. وتجمع في هذا المكان 15 ألف نسمة هم الزبالون وعائلاتهم.. كان المكان مهجورا.. مجرد منطقة منبسطة وسط مغارات جبل المقطم.. وهناك بنوا مساكن لهم عبارة عن عشش من الصاج.. وكانت المنطقة محرومة تماما من أية خدمات أو مرافق.. عاش هؤلاء حياة وسط ظروف صعبة.. في الفجر ينتشرون لجمع القمامة بواسطة عربات بدائية تجرها حمير وعند الغروب يأوون إلي عششهم التي يسمونها زرائب لقضاء الليل مع الحيوانات التي يربونها مثل الماعز والخراف.. وأيضا الخنازير التي تفضل أن تلتقط طعامها من أكوام الزبالة.. أما السيدات والأطفال فلهم مهمة أخري.. هي فرز القمامة واخراج كل نوع علي حدة.. الزجاج والورق والصفيح وهكذا.. وكل نوع يعاد بيعه إلي مصانع لإعادة تصنيعه من جديد.. وأصبح واضحا أن هذه المهنة تدر أرباحا كبيرة لدرجة أن ظهر بينهم معلمون كبار اسرعوا ببناء مساكن وعمارات شاهقة واختفت العشش الصفيح وظهرت بدلا منها العمارات بالحديد والأسمنت المسلح..
ومع مرور الزمن تكاثروا حتي أصبح عددهم 40 ألف نسمة يسكنون في هذه المنطقة وبجوارهم مغارات الجبل خاوية تسكنها الحيوانات المفترسة والضالة..
وتشاء العناية الالهية ان ترسل إليهم في عام 1974 شابا تقيا من حي شبرا يدعي فرحات في محاولة فردية منه لدراسة أحوال المنطقة ورغبة شخصية في محاولة ما يحتاجونه من رعاية وخدمات لتوصيل مطالبهم إلي الجهات المسئولة.. وأخذ الشاب يتردد علي المنطقة.. وفي احدي المرات شاهد صخرة تظلل مكانا هادئا يصلح للصلاة.. انبهر من هذا المكان فكان يأوي إليه للصلاة بمفرده وبعد عدة مرات اصطحب معه شخصين آخرين وأصبح الثلاثة يصلون في هذا المكان بصفة مستمرة..
وفي أحد الأيام وأثناء قيام الشاب فرحات وصديقيه بالصلاة في هذا المكان هبت عاصفة شديدة وتطايرت أوراق كثيرة من أكوام الزبالة ملأت المنطقة.. وبعد أن هدأت العاصفة لفت نظر الشاب فرحات ورقة استقرت أمامه وتأملها فوجدها ورقة من انجيل سفر أعمال الرسل أي انها ورقة من الانجيل.. واعتبر الشاب أن استقرار هذه الورقة التي تحمل كلاما مقدسا في هذا المكان هو اختيار من الرب ان تقام كنيسة في هذا المكان..
وبالجهود المتواضعة تم إنشاء أول كنيسة في هذا المكان سميت باسم القديس سمعان الخراز علي أساس أن هذا القديس تمت علي يديه معجزة نقل جبل المقطم إلي هذا المكان.. وكانت الكنيسة عبارة عن جدران من الصاج أما سقفها فمن البوص.. تماما مثل بقية المساكن قبل أن تتحول إلي قلاع حديثة..
اللهم أرزق النصاري عقول
اللهم إرزق النصاري عقول
اللهم إرزق النصاري عقول
هذا هو المقال الأصلي :
وإليكم طلب العضو / DAY_LIGHT
و الأن بعد قرأة القصة و طالما الأمر بهذه البساطة و بيد من لديه ايمان أن ينقل لنا الجبال من مكانها فأنا الأن أطالب كل بابوات و مسيحي العالم أن يفعلوا ما يحلوا لهم من طقوس وهمية و يحملوا ما استطاعوا من أناجيل و صلبان و غيره ، و أن يثبتوا لنا أن الدين المسيحي صحيح و ينقلوا لنا جبل أخر ، بلاش جبل نريدهم أن ينقلوا زلطة صغيرة في الشارع من مكانها دون أن يلمسها أحد
كمان هناك أسئلة موضوعية تطرح نفسها و تبحث عن اجابة مقنعة
لماذا لم يلجأ المسيحين الى معجزاتهم الفظيعة للدفاع عن أنفسهم أمام الرومان مثلا طالما الأمر هكذا؟
لماذا لم يدافع رسولكم بولس عن نفسه بدل موتته الشنيعة و ينقل حتى بطيخة في وجه من قتلوه ، و لا هو ليس عنده ايمان ؟
يا مسيحين لماذا لا تريدون لنا أن نعرف الطريق الصحيح ، لماذا يظلمنا يسوعكم الانجيلي و لا يعرفنا أن الدين المسيحي صحيح ؟
لماذا لا يقوم المسيحين بنقل الزلطة و لا لا يوجد مسيحي واحد على وجه الأرض عنده ايمان مثل حبة الخردل ؟؟ ؟؟؟؟======كملة حدودة معجزة نقل جبل المقطم))))
حوار النفس والعقل
مناظرة بين العقل والروح بين حقيقة الكتاب المقدس
هو حديث بين العقل والقلب ، يُمثِّل العقل فيها المنطق والواقع دون زيف أو مجاملة ، مُستَخرَجة من الكتاب المقدس ، ومُؤيَّدة بأدلة نقلية أيضاً من الكتاب المقدس ، أو باستشهاد علماء الكتاب المقدس أنفسهم ، وقد يقسوا فيها العقل أحيانا بكلمات ، لكن بنفس الغرض الأبوى التربوى ، الذى يقسوا فيها الأب على ابنه ، قاصداً مصلحته ونجاحه فى الدنيا وفلاحه فى الآخرة.
ويُمثِّل القلب فيها ما يعيشه النصرانى من أوهام وخرافات ، ما أنزل الله بها من سلطان ، مُبرَّرة أحياناً بنصوص من الكتاب المقدس ، أو بأقوال من علماء الكتاب المقدس.
وقد دفعنى لكتابة هذا المقال ، إحساسى بما يمر به النصرانى من صراع داخلى حول حقيقة الكتاب المقدس ، وحول محتوياته وصدقها ، الأمر الذى لا يمر إلا بهذا الشد والجذب بين العقل والنفس.
تقول نفسه: إن المسيح يحبنى ومات من أجلى.
ويقول له العقل: هل مات فعلاً أم هذه من الخرافات؟ يبدو أنك خُدِعت ، وهل يحبك فعلاً ، أم أنت واهم؟
يسوع يحب من اتبعه وأطاع الله: (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!) متى 7: 21-23
لماذا أعدَّهم من فاعلى الإثم ، مع أنهم فعلوا الخيرات؟ لأنهم فعلوها باسمه ، ولم يفعلوا إرادة الله. وهل تختلف إرادة الله فى الخير عن إرادة الأنبياء؟ لا. ولكنهم اتخذوه إلهاً. وهذه ليست إرادة الله ، أن يُعبَد غيره.
وقد أقرَّ أنه رسول الله ، وطالبكم بالإيمان بالله رباً وبه نبياً ورسولا: (24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.) يوحنا 5: 24
وأخبركم أن الخلود فى الجنة يتوقف على إيمان حقيقى بالله وحده ، ولتباع رسالة نبيه يسوع: (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ:أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.) يوحنا 17: 3
وأعلمكم أن الله يغفر الذنوب جميعاً إلا أن يُشرك به: (28اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ جَمِيعَ الْخَطَايَا تُغْفَرُ لِبَنِي الْبَشَرِ وَالتَّجَادِيفَ الَّتِي يُجَدِّفُونَهَا. 29وَلَكِنْ مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَيْسَ لَهُ مَغْفِرَةٌ إِلَى الأَبَدِ بَلْ هُوَ مُسْتَوْجِبٌ دَيْنُونَةً أَبَدِيَّةً».) مرقس 3: 28-29
كما رفض هو نفسه تسميته إلا بالمعلم ، ورفض أن يعتبروه أكثر من إنسان معرض للهلاك ، ونسب الصلاح كله لله ، الذى لم يره أحد: (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».) يوحنا 3: 1-2 ،
ونسبَ الصلاح لله وحده ، وما عداه فهم خلق الله وعبيده: (16وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟» 17فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا».) متى 19: 16-17 ،
لذلك: (16اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.) يوحنا 14: 16،
(سَمِعْتُمْ أَنِّي قُلْتُ لَكُمْ أَنَا أَذْهَبُ ثُمَّ آتِي إِلَيْكُمْ. لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ
أَمْضِي إِلَى الآبِ لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) يوحنا 14: 28 لكن أن تدعوه إلهاً فهذا قمة الزيغ عن الحق! فكيف يكون إلهاً ، والله لم يره أحد قط كما قال؟
(18اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ.) يوحنا 1: 18
(24اَللَّهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا»)يوحنا3: 24
(فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ) لوقا 24: 39 وعيسى عليه السلام كان له جسد وعظام لأنه مولود من جسد: (6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.) يوحنا 3: 6
و(كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ، 3وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ.)رسالة يوحنا الأولى 4: 2-3
أما الله فهو إله كل ذى جسد ، وهو نفسه ليس له جسد: (27[هَئَنَذَا الرَّبُّ إِلَهُ كُلِّ ذِي جَسَدٍ.) إرمياء 32: 17، فهو رسول الله إليكم فآمنوا بالله وأطيعوه وصدِّقوا رسوله
وإذا ما سألت: ما هى الحياة الأبدية هذه؟وكيف أصل إليها؟
اسمع إلى قول عيسى عليه السلام بنفسه: (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ) يوحنا17: 3-4
وعل ذلك فإن يسوع لا يحبك ، وأنت لا تتبعه. أنت تتبع بولس ، فأنت بولسىّ ، ولست من أتباع يسوع، وبالتالى فليس لك فى الآخرة من نصيب. أنت فى النار! هل تسمعنى؟
أما فى موضوع موته أو صلبه ، فإننى لن أُصدِمُكَ بالتناقضات الموجودة فى القصة الواحدة بين الأناجيل المختلفة ، لكن أقول لك: أنت تعتقد أن المسلمون هم فقط مَن يقولون ذلك ، وهذا غير سليم.
فقد كان من المعاصرين لعيسى عليه السلام والأجيال التى عاشت بالقرب من زمانه مَن يرفض فكرة تأليه عيسى عليه السلام ، ومنهم من رفض أنه صُلِبَ ، ومنهم من رفض مسائل الصلب والفداء. منهم:
الماينسية الكاربوكراتية الساطرينوسية
الماركيونية البارديسيانية النايتانيسية
البارسكاليونية البوليسية
وهؤلاء مع كثيرين غيرهم لم يُسلِّموا أن عيسى عليه السلام قد سُمِّرَ فعلاً ، ومات على الصليب ، حتى إنهم استخفوا بالصلب والصليب (32وَلَمَّا سَمِعُوا بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ كَانَ الْبَعْضُ يَسْتَهْزِئُونَ وَالْبَعْضُ يَقُولُونَ: «سَنَسْمَعُ مِنْكَ عَنْ هَذَا أَيْضاً!».) أعمال الرسل 17: 12
(وهذا مقرر فى تاريخ “موسيهيم” الشهير الذى يدرس فى مدارس اللاهوت الإنجيلية)
فقد اعتقدت هذه الطوائف بألوهية عيسى عليه السلام، وجزمت بأنه لا يجوز أن يُمتَهَن، واستنتجت من هذا أنه لم يُصلَب قطعاَ ، وأن ألفاظ التوجع والتضجُّر التى نسبتها إليه كتب النصارى المتأخرين لم يتفوه بها ولا تصح نسبتها إليه.
ومنهم السيرنتيون فإنهم قرروا أن أحد الحواريين صُلِبَ بدل عيسى، وقد عثر على فصل من كتاب الحواريين وإذا كلامه نفس كلام الباسيليدين. وقد صرَّحَ إنجيل القديس برنابا أن الذى صُلِبَ بدل عيسى هو يهوذا.”
وكذلك فإن المسيو “ارنست دى بوش” الألمانى قد قال فى كتابه (الإسلام أى النصرانية الحقَّة) ص 142 ما معناه: “إن جميع ما يختص بمسائل الصلب والفداء هو من مبتكرات ومخترعات بولس ومَن شابهه من الذين لم يروا المسيح ، وليست من أصول النصرانية الحقة.
بالإضافة إلى ذلك فإن أغلب الشعوب الشرقية – قبل الإسلام – رفضت قبول مسألة الصلب والقتل ، حتى قال باسيليوس الباسيليدى: “إن نفس حادثة القيامة بعد الصلب لتُعَد من ضمن البراهين الدالة على عدم حصول الصلب على ذات المسيح.”
قال المسيو “أردوار سيوس” الشهير أحد أعضاء الأنسيتودى الفرنسى فى باريس وهو مشهور بمعارضته للمسلمين – فى كتابه ص 49): “إن القرآن ينفى قتل عيسى وصلبه ، ويقول بأنه ألقى شبهه على غيره ، فغلط اليهود فيه ، وظنوا أنهم قتلوه ، وما قاله القرآن موجود عند طوائف نصرانية منهم: الباسيليدون. فقد كانوا يعتقدون بغاية السخافة أن عيسى وهو ذاهب لمحل الصلب أُلقى شبهه على (سيمون السيرناى [القيروانى]) تماماً، وألقى شبه سيمون عليه، ثم أخفى نفسه ليضحك على مضطهديه – اليهود – الغالطين.
وهذا محتمل بصورة كبيرة ، على الأخص أن الأناجيل الثلاثة المتوافقة اتفقت على أن الذى حمل صليب عيسى وهو متجه ليُصلب هو سمعان القيروانى (مرقس 15: 21 ؛ لوقا 23: 26 ؛ ومتى 27: 32) ؛ وقد أكد يوحنا أن الذى حمل الصليب هو عيسى نفسه (يوحنا 19: 17) فلا يُستَبعَد أن يكون حامل الصليب هو سمعان القيروانى ثم أُلقِىَ شبه عيسى عليه وأكمل المسيرة ليُصلَب نيابة عن نبيه، خاصة وأن وقت تنفيذ الحكم كان فى وقت الغلس ، وإسدال ثوب الظلام، فيُستنتج من ذلك إمكان إبدال المسيح عليه السلام بحامل الصليب أو بأحد المجرمين الذين كانوا فى سجون القدس منتظرين حكم القتل عليهم. وهذا ما قال به “ملمن” فى الجزء الأول من كتابه المسمى (تاريخ الديانة النصرانية).
كما كان عيسى عليه السلام يُجيد تغيير شكله وصورته وصوته: (يوحنا 18: 3-8) ؛
(1بَعْدَ هَذَا أَظْهَرَ أَيْضاً يَسُوعُ نَفْسَهُ لِلتّلاَمِيذِ عَلَى بَحْرِ طَبَرِيَّةَ. ظَهَرَ هَكَذَا: 2كَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَتُومَا الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ وَنَثَنَائِيلُ الَّذِي مِنْ قَانَا الْجَلِيلِ وَابْنَا زَبْدِي وَاثْنَانِ آخَرَانِ مِنْ تلاَمِيذِهِ مَعَ بَعْضِهِمْ. 3قَالَ لَهُمْ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «أَنَا أَذْهَبُ لأَتَصَيَّدَ». قَالُوا لَهُ: «نَذْهَبُ نَحْنُ أَيْضاً مَعَكَ». فَخَرَجُوا وَدَخَلُوا السَّفِينَةَ لِلْوَقْتِ. وَفِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ لَمْ يُمْسِكُوا شَيْئاً. 4وَلَمَّا كَانَ الصُّبْحُ وَقَفَ يَسُوعُ عَلَى الشَّاطِئِ. وَلَكِنَّ التّلاَمِيذَ لَمْ يَكُونُوا يَعْلَمُونَ أَنَّهُ يَسُوعُ. 5فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «يَا غِلْمَانُ أَلَعَلَّ عِنْدَكُمْ إِدَاماً؟». أَجَابُوهُ: «لاَ!» 6فَقَالَ لَهُمْ: «أَلْقُوا الشَّبَكَةَ إِلَى جَانِبِ السَّفِينَةِ الأَيْمَنِ فَتَجِدُوا». فَأَلْقَوْا وَلَمْ يَعُودُوا يَقْدِرُونَ أَنْ يَجْذِبُوهَا مِنْ كَثْرَةِ السَّمَكِ. 7فَقَالَ ذَلِكَ التِّلْمِيذُ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ لِبُطْرُسَ: «هُوَ الرَّبُّ». فَلَمَّا سَمِعَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنَّهُ الرَّبُّ اتَّزَرَ بِثَوْبِهِ لأَنَّهُ كَانَ عُرْيَاناً وَأَلْقَى نَفْسَهُ فِي الْبَحْرِ. ) يوحنا 21: 1-7
كذلك أُمسِكَت أعين التلاميذ عن معرفته: (13وَإِذَا اثْنَانِ مِنْهُمْ كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى قَرْيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ أُورُشَلِيمَ سِتِّينَ غَلْوَةً اسْمُهَا «عِمْوَاسُ». 14وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ بَعْضُهُمَا مَعَ بَعْضٍ عَنْ جَمِيعِ هَذِهِ الْحَوَادِثِ. 15وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا. 16وَلَكِنْ أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ. 17فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هَذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟» 18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟» 19فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ)لوقا 24: 13-19
وكذلك خرج من وسط جموع الناس التى تعرفه وأمسكته لتقذف به من أعلى الجبل: (28فَامْتَلَأَ غَضَباً جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْمَجْمَعِ حِينَ سَمِعُوا هَذَا 29فَقَامُوا وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ وَجَاءُوا بِهِ إِلَى حَافَّةَِ الْجَبَلِ الَّذِي كَانَتْ مَدِينَتُهُمْ مَبْنِيَّةً عَلَيْهِ حَتَّى يَطْرَحُوهُ إِلَى أَسْفَلُ. 30أَمَّا هُوَ فَجَازَ فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى.) لوقا 4: 28-30
ولم يعرفه جموع اليهود الذين توجهوا للقبض عليه ، ولا يهوذا نفسه: (3فَأَخَذَ يَهُوذَا الْجُنْدَ وَخُدَّاماً مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ وَجَاءَ إِلَى هُنَاكَ بِمَشَاعِلَ وَمَصَابِيحَ وَسِلاَحٍ. 4فَخَرَجَ يَسُوعُ وَهُوَ عَالِمٌ بِكُلِّ مَا يَأْتِي عَلَيْهِ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ تَطْلُبُونَ؟» 5أَجَابُوهُ: «يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ». قَالَ لَهُمْ: «أَنَا هُوَ». وَكَانَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ أَيْضاً وَاقِفاً مَعَهُمْ. 6فَلَمَّا قَالَ لَهُمْ: «إِنِّي أَنَا هُوَ» رَجَعُوا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَقَطُوا عَلَى الأَرْضِ. 7فَسَأَلَهُمْ أَيْضاً: «مَنْ تَطْلُبُونَ؟» فَقَالُوا: «يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ». 8أَجَابَ: «قَدْ قُلْتُ لَكُمْ إِنِّي أَنَا هُوَ.) يوحنا 18: 3-7
وكذلك لم تعرفه مريم المجدلية وظنته البستانى: (11أَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ وَاقِفَةً عِنْدَ الْقَبْرِ خَارِجاً تَبْكِي. وَفِيمَا هِيَ تَبْكِي انْحَنَتْ إِلَى الْقَبْرِ 12فَنَظَرَتْ ملاَكَيْنِ بِثِيَابٍ بِيضٍ جَالِسَيْنِ وَاحِداً عِنْدَ الرَّأْسِ وَالآخَرَ عِنْدَ الرِّجْلَيْنِ حَيْثُ كَانَ جَسَدُ يَسُوعَ مَوْضُوعاً. 13فَقَالاَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ لِمَاذَا تَبْكِينَ؟» قَالَتْ لَهُمَا: «إِنَّهُمْ أَخَذُوا سَيِّدِي وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ». 14وَلَمَّا قَالَتْ هَذَا الْتَفَتَتْ إِلَى الْوَرَاءِ فَنَظَرَتْ يَسُوعَ وَاقِفاً وَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ يَسُوعُ. 15قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا امْرَأَةُ لِمَاذَا تَبْكِينَ؟ مَنْ تَطْلُبِينَ؟» فَظَنَّتْ تِلْكَ أَنَّهُ الْبُسْتَانِيُّ فَقَالَتْ لَهُ: «يَا سَيِّدُ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ حَمَلْتَهُ فَقُلْ لِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ وَأَنَا آخُذُهُ». 16قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا مَرْيَمُ!» فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ: «رَبُّونِي» الَّذِي تَفْسِيرُهُ يَا مُعَلِّمُ. 17قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».) يوحنا 20: 11-17
فإن كانت عنده المقدرة على إخفاء نفسه على تلاميذه المقربين إليه ، فلماذا لم يستغل هذه الموهبة للهروب من اليهود؟ ألم تكن هذه أمنيته؟ ألم يصلى لله أن يُذهب عنه هذه الكأس؟ (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.) لوقا 22: 41-43
ألم يطلب من تلاميذه أن يبيعون ملابسهم لشراء سيوف للدفاع عنه؟ (35ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حِينَ أَرْسَلْتُكُمْ بِلاَ كِيسٍ وَلاَ مِزْوَدٍ وَلاَ أَحْذِيَةٍ هَلْ أَعْوَزَكُمْ شَيْءٌ؟» فَقَالُوا: «لاَ». 36فَقَالَ لَهُمْ: «لَكِنِ الآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذَلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً.) لوقا 22: 35-36
ألم يقل (32هُوَذَا تَأْتِي سَاعَةٌ وَقَدْ أَتَتِ الآنَ تَتَفَرَّقُونَ فِيهَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى خَاصَّتِهِ وَتَتْرُكُونَنِي وَحْدِي. وَأَنَا لَسْتُ وَحْدِي لأَنَّ الآبَ مَعِي. 33قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ وَلَكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ».) يوحنا 16: 32-33؟ فكيف يكون غلب العالم لو كان سفلة اليهود قد أهانوه ومسمروه ثم صلبوه؟
ألم يؤكد عيسى عليه السلام أنه لن يُقبض عليه ولن يُسلَّم لليهود؟ (33فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً يَسِيراً بَعْدُ ثُمَّ أَمْضِي إِلَى الَّذِي أَرْسَلَنِي. 34سَتَطْلُبُونَنِي وَلاَ تَجِدُونَنِي وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا». 35فَقَالَ الْيَهُودُ فِيمَا بَيْنَهُمْ: «إِلَى أَيْنَ هَذَا مُزْمِعٌ أَنْ يَذْهَبَ حَتَّى لاَ نَجِدَهُ نَحْنُ؟ أَلَعَلَّهُ مُزْمِعٌ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى شَتَاتِ الْيُونَانِيِّينَ وَيُعَلِّمَ الْيُونَانِيِّينَ؟ 36مَا هَذَا الْقَوْلُ الَّذِي قَالَ: سَتَطْلُبُونَنِي وَلاَ تَجِدُونَنِي وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا؟».) يوحنا 7: 33-36
(21قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «أَنَا أَمْضِي وَسَتَطْلُبُونَنِي وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا» 22فَقَالَ الْيَهُودُ: «أَلَعَلَّهُ يَقْتُلُ نَفْسَهُ حَتَّى يَقُولُ: حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا؟» 23فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. 24فَقُلْتُ لَكُمْ إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ». 25فَقَالُوا لَهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا مِنَ الْبَدْءِ مَا أُكَلِّمُكُمْ أَيْضاً بِهِ. 26إِنَّ لِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةً أَتَكَلَّمُ وَأَحْكُمُ بِهَا مِنْ نَحْوِكُمْ لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ. وَأَنَا مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ فَهَذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَمِ». 27وَلَمْ يَفْهَمُوا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لَهُمْ عَنِ الآبِ. 28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي. 29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 8: 21-29
ألم يقل الرب نفسه: (تُصيبُ يدَكَ جميعَ أعدائكَ ... ... لأنهم نصبوا عليك شراً ، تفكروا بمكيدة ثم لم يستطيعوها) مزامير 21: 8-11
ألم يقرر الرب فى شريعته:(الربُّ قضاءً أمضى،الشرير يُعَلَّقُ بعملِ يديه)مزامير9: 16
فأين قضاء الله هذا لو صلب رسوله (ابنه / هو نفسه)؟ أين المصداقية فى كلام الرب هذا؟ فلو كذَّبتَ كلامه هذا ، فأنى لكَ أن تثق فى عدله “إنْ كان قد صلب ابنه لغفران خطيئة آخرين؟ ولو صدقت فرية الصلب والفداء فكيف تثق فى هذا الكتاب إذا كان رب هذا الكتاب كاذب؟ فلم يُعَلَّقُ الشرير بعملِ يديه كما قال بل البرىء هو الذى صُلِب؟ وكيف تثق فى كلام الإله بعد أن ترك ابنه يثق فى الفوز والنصر على أعدائه (ثقوا أنى قد غلبت العالم) وأوهمه أن يده تصيب كل أعداءه لأنهم نصبوا عليه شراً وتفكروا بمكيدة هو الذى مكنهم منها؟
أفتؤمنُ ببعض الكتاب وتكفرُ ببعض؟
لكن النفس ردت قائلة: لقد قال القديس بولس:
(بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
وقال: (8وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. 9فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ. 10لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ. 11وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً بِاللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ. 12مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ. 13فَإِنَّهُ حَتَّى النَّامُوسِ كَانَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْعَالَمِ. عَلَى أَنَّ الْخَطِيَّةَ لاَ تُحْسَبُ إِنْ لَمْ يَكُنْ نَامُوسٌ. 14لَكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى وَذَلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي. 15وَلَكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هَكَذَا أَيْضاً الْهِبَةُ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً نِعْمَةُ اللهِ وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ. 16وَلَيْسَ كَمَا بِوَاحِدٍ قَدْ أَخْطَأَ هَكَذَا الْعَطِيَّةُ. لأَنَّ الْحُكْمَ مِنْ وَاحِدٍ لِلدَّيْنُونَةِ وَأَمَّا الْهِبَةُ فَمِنْ جَرَّى خَطَايَا كَثِيرَةٍ لِلتَّبْرِيرِ. 17لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. 19لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضاً بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً. 20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ. وَلَكِنْ حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدّاً. 21حَتَّى كَمَا مَلَكَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْمَوْتِ هَكَذَا تَمْلِكُ النِّعْمَةُ بِالْبِرِّ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.) رومية 5: 8-21
وقال أيضاً: (22وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!) عبرانيين 9: 22
وقال: (23إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ 24مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ 25الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ.) رومية 3: 23-25
وفى الحقيقة فهو يرى - أن الأعمال الحسنة التى يقوم بها الإنسان وسلوكه الطيب لا يشفعان له للمصالحة مع الله ، ذلك لأن الخلاص ليس إلا عطية، ولا يمكننا أن نفعل حيال ذلك أى شئ: رومية 3: 24 ؛ 3: 28 [ "إذ نحسب أن الإنسان يتبرر بالإيمان بدون أعمال الناموس" ]؛ 9: 11؛ 9: 16، كورنثوس الأولى 1: 29، غلاطية 2: 16 وأيضا أفسس 2: 8-9 ويقول فيها : "8لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. 9لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ. ".
ولا يمكن أن يزول غضب الله (الذى يشمل أيضا كل مولود) إلا بموت عيس عليه السلام ودمه، ولم يغفر الله الخطيئة الأولى - تبعا لقول بولس - إلا بموت عيسىعليه السلام وسفك دمه (21وَأَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً اجْنَبِيِّينَ وَأَعْدَاءً فِي الْفِكْرِ، فِي الأَعْمَالِ الشِّرِّيرَةِ، قَدْ صَالَحَكُمُ الآنَ 22فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِالْمَوْتِ، لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى امَامَهُ،) انظر كولوسى 1: 22
و "…... وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة " (عبرانيين 9: 22).
ولكى يتمكن الله من غفران هذا الذنب (تبعا لخطة أزلية) جعل ابنه من صلبه انساناً ثم نبذه لكى يستغفر للبشرية كلها عن الخطيئة الأزلية بموته ودمه : "21لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ." (كورنثوس الثانية 5 :21) وأيضا : (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) (غلاطية 3: 13).
وقد تمكن الإنسان بهذه الطريقة فقط من محو خطيئة إنسان آخر (أدم). وأشهر الفقرات التى تكلمت فى ذلك - نذكر منها : رومية 3 :24-25، (24مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ 25الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ.).
(4أَمَّا الَّذِي يَعْمَلُ فَلاَ تُحْسَبُ لَهُ الأُجْرَةُ عَلَى سَبِيلِ نِعْمَةٍ بَلْ عَلَى سَبِيلِ دَيْنٍ. 5وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرّاً)رومية4: 4-5
(6لأَنَّ الْمَسِيحَ إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ. 7فَإِنَّهُ بِالْجَهْدِ يَمُوتُ أَحَدٌ لأَجْلِ بَارٍّ. رُبَّمَا لأَجْلِ الصَّالِحِ يَجْسُرُ أَحَدٌ أَيْضاً أَنْ يَمُوتَ. 8وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. 9فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ. 10لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ. 11وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً بِاللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ. 12مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 6-14
(18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. 19لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضاً بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً.) رومية 5: 18-19
(16لأَنَّهُ إِنْ كَانَ الْمَوْتَى لاَ يَقُومُونَ فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ. 17وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ. أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ! 18إِذاً الَّذِينَ رَقَدُوا فِي الْمَسِيحِ أَيْضاً هَلَكُوا!) كورنثوس الأولى 15: 16-18
(30وَمِنْهُ أَنْتُمْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ الَّذِي صَارَ لَنَا حِكْمَةً مِنَ اللهِ وَبِرّاً وَقَدَاسَةً وَفِدَاءً.) كورنثوس الأولى 1: 30 ؛
(4وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُوداً تَحْتَ النَّامُوسِ، 5لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ.) غلاطية 4 :4-5
(7الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ،) أفسس 1: 7
(16وَيُصَالِحَ الِاثْنَيْنِ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ مَعَ اللهِ بِالصَّلِيبِ، قَاتِلاً الْعَدَاوَةَ بِهِ)أفسس2: 16
(20وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلاً الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ مَا عَلَى الأَرْضِ امْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ.) كولوسى 1: 20
(14إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدّاً لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّراً ايَّاهُ بِالصَّلِيبِ،) كولوسى 2: 14
(10وَتَنْتَظِرُوا ابْنَهُ مِنَ السَّمَاءِ، الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، يَسُوعَ، الَّذِي يُنْقِذُنَا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي.) تسالونيكى الأولى 1: 10
(9لأَنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْنَا لِلْغَضَبِ، بَلْ لاِقْتِنَاءِ الْخَلاَصِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، 10الَّذِي مَاتَ لأَجْلِنَا، حَتَّى إِذَا سَهِرْنَا أَوْ نِمْنَا نَحْيَا جَمِيعاً مَعَهُ) تسالونيكى الأولى 5: 9-10
(5لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، 6الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً لأَجْلِ الْجَمِيعِ، الشَّهَادَةُ فِي أَوْقَاتِهَا الْخَاصَّةِ،) تيموثاوس الأولى 2: 5-6
(14الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْباً خَاصّاً غَيُوراً فِي أَعْمَالٍ حَسَنَةٍ.) ثيطس 2: 14
(17مِنْ ثَمَّ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ رَحِيماً، وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِيناً فِي مَا لِلَّهِ حَتَّى يُكَفِّرَ خَطَايَا الشَّعْبِ. 18لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّباً يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ.) عبرانيين 2: 17-18
(10فَبِهَذِهِ الْمَشِيئَةِ نَحْنُ مُقَدَّسُونَ بِتَقْدِيمِ جَسَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَرَّةً وَاحِدَةً.) عبرانيين 10: 10
(27الَّذِي لَيْسَ لَهُ اضْطِرَارٌ كُلَّ يَوْمٍ مِثْلُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ أَنْ يُقَدِّمَ ذَبَائِحَ أَوَّلاً عَنْ خَطَايَا نَفْسِهِ ثُمَّ عَنْ خَطَايَا الشَّعْبِ، لأَنَّهُ فَعَلَ هَذَا مَرَّةً وَاحِدَةً، إِذْ قَدَّمَ نَفْسَهُ.) عبرانيين 7: 27
(14لأَنَّهُ بِقُرْبَانٍ وَاحِدٍ قَدْ أَكْمَلَ إِلَى الأَبَدِ الْمُقَدَّسِينَ.) عبرانيين 10: 14
(19فَإِذْ لَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ ثِقَةٌ بِالدُّخُولِ إِلَى «الأَقْدَاسِ» بِدَمِ يَسُوعَ)عبرانيين10: 19
(12لِذَلِكَ يَسُوعُ أَيْضاً، لِكَيْ يُقَدِّسَ الشَّعْبَ بِدَمِ نَفْسِهِ، تَأَلَّمَ خَارِجَ الْبَابِ.) عبرانيين 13: 12
لن أرد عليك الآن يا عقل بشأن ما أثرته من أن يسوع كان نبياً رسولاً فقط ، ولم يكن إلهاً. لكن: أبعد كل هذه النصوص المقدسة تدعى يا عقل أن يسوع لم يُصلَب ولم يمت لأجلنا؟
أما العقل فقد بدا ممتعضاً ، وتظهر على وجهه علامات الأسى ، كأنه يريد أن يقول: (مسكين! خدعوك فقالوا) ، ثم نطق العقلُ قائلاً: ألم يخطر ببالك أن كل النصوص التى ذكرتها من بولس ، الذى يُكذبه علماء اللاهوت ، ولكنى لن أذكر لك هنا أى قول من أقوال علماء اللاهوت ، لأنك ببساطة لن تصدقهم ، وستقول: إنه فى كل دين يوجد أناس مارقون عن تعاليمه ، فما الذى يُجبرنى على تصديقهم ، بمعنى آخر هم ليسوا حُجَّة على الدين ، إلا أن يثبت صحة كلامهم.
وهذا بالطبع مردود عليه: فالأناس الذين يفتون فى الدين بغير علم ، هم الخارجون عن الدين ، المتكلمون فيه بجهل ، أما أصحاب التفاسير والفقه ، فهم أهل الدين ، خاصة وأن علم الدين ليس هوائى ، لكن الآيات تفسر بعضها البعض. على أى حال ، أنا قلت لك من البدء إننى لن أتعرض لكلام علماء اللاهوت ، فها هو بولس نفسه يعترف بكذبه ونفاقه ، فقال: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
واعترف باحتياله ، فقال: (16فَلْيَكُنْ. أَنَا لَمْ أُثَقِّلْ عَلَيْكُمْ. لَكِنْ إِذْ كُنْتُ مُحْتَالاً أَخَذْتُكُمْ بِمَكْرٍ!) كورنثوس الثانية 12: 16
واعترف بنفاقه ، فقال: (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23
فكيف يُؤخذ دين وعقيدة عن كذَّاب ، محتال ، منافق؟
وخلاصة القول: إن بولس كان واضح المنهاج ، فقد قرر ألا يعرف إلا المسيح وإياه مصلوباً ، وبنى على ذلك عقائده ، غير مبالى أى طريق سيسلكه لتحقيق ذلك ، حتى لو أُهين أو قتل.
ويتفاخر أنه أتى بإنجيل ، لم يعرفه الرسل ولا أحد ، ولكن أخذه مباشرة من يسوع الذى أوحاه إليه. هل تتخيل هذا القول؟ يسوع لم يُعلِّم تلاميذه رسالته إليهم؟ فماذا كانوا يفعلون معه طوال مدة تبشيره؟ وماذا علمهم هو؟ وماذا فعل الروح القدس الذى حل عليهم فى اليوم الخمسين؟ هل يُرفَض كل هذا من أجل كلمة ذكرها إنسان كذَّاب ، مُحتال ، منافق؟
(11وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الإِنْجِيلَ الَّذِي بَشَّرْتُ بِهِ، أَنَّهُ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ. 12لأَنِّي لَمْ أَقْبَلْهُ مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلاَ عُلِّمْتُهُ. بَلْ بِإِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.) غلاطية 1: 11-12
والغريب أنه لمَّا يختار يسوع من يُمثله فى مواصلة رسالته، لا يُرشِّح أحد من تلاميذه، ولكنه يُرشِّح ألدَّ أعدائه!!
لذلك فإن بولس قد اعتبر تعاليمه هو نفسه هى التعاليم الوحيدة الحقيقية وأن التعاليم المسيحية هي تعاليم بولس فقط دون إختلاف فهي قد أوحيت إليه:
(11وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الإِنْجِيلَ الَّذِي بَشَّرْتُ بِهِ، أَنَّهُ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ. 12لأَنِّي لَمْ أَقْبَلْهُ مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلاَ عُلِّمْتُهُ. بَلْ بِإِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.) غلاطية 1: 11-12
ولا يجب على أتباعه أن يقبلوا أية تعاليم أخرى ، حتى ولو بشر ملاك بإنجيل آخر فهو ملعون: (8وَلَكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا».) غلاطية 1: 8
وربما أراد أن يُفهمنا أنه هو وأوامره يمثلان الروح القدس (28لأَنَّهُ قَدْ رَأَى الرُّوحُ الْقُدُسُ وَنَحْنُ أَنْ لاَ نَضَعَ عَلَيْكُمْ ثِقْلاً أَكْثَرَ غَيْرَ هَذِهِ الأَشْيَاءِ الْوَاجِبَةِ:) أعمال الرسل 15: 28 ؛ و(وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 40
فإنه (بناءً على ذلك) يمكنه إدانة كل شيء بلا إستثناء حتى الملائكة أنفسهم (كورنثوس الأولى 6 : 3) ["ألستم تعلمون أننا سندين ملائكة فبالأولى أمور هذه الحياة"]
هذا على الرغم من أنه قد عارض الإدانة من قبل (رومية 2: 1 ؛ 14: 10 , 13 (["وأما أنت فلماذا تدين أخاك أو أنت أيضاً فلماذا تزدري بأخيك، لأننا جميعاً سوف نقف أمام كرسي المسيح"]؛ كورنثوس الأولى 4 : 5 ["إذاً لا تحكموا في شيء قبل الوقت حتى يأتي الرب الذي سينير خفايا الظلام، ويظهر آراء القلوب، وحينئذ يكون المدح لكل واحد من الله"]،كورنثوس الأولى 5: 12)،
ولم يكتفى بولس الكذَّاب بكل هذا ، بل ادعى أنه سيدين الملائكة وسيفحص روح الله نفسه ، فقال: (3أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّنَا سَنَدِينُ مَلاَئِكَةً؟ فَبِالأَوْلَى أُمُورَ هَذِهِ الْحَيَاةِ!) كورنثوس الأولى 6: 3
(10فَأَعْلَنَهُ اللهُ لَنَا نَحْنُ بِرُوحِهِ. لأَنَّ الرُّوحَ يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ اللهِ.) كورنثوس الأولى 2: 10
ومن عجب العجاب أنه وضع نصوصاً فى رسائله تصرِّح أنها لم توحَ إليه ، ومع ذلك وضعتموها ضمن الكتاب المقدس وصدقتموها، وأيضاً هذا ما نستنتجه من خطابات بولس ، فالسلامات على المرسل إليهم وأقربائهم لا يدل إلى على كون هذا الخطاب خطاب شخصى:
(25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ. أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا:) كورنثوس الأولى 7: 25-26
(40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 40
(2هَا أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) غلاطية 5: 2
(12وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ فَلاَ يَتْرُكْهَا. 13وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا فَلاَ تَتْرُكْهُ.) كورنثوس الأولى 7: 12-13
(1أُوصِي إِلَيْكُمْ بِأُخْتِنَا فِيبِي الَّتِي هِيَ خَادِمَةُ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي كَنْخَرِيَا 2كَيْ تَقْبَلُوهَا فِي الرَّبِّ كَمَا يَحِقُّ لِلْقِدِّيسِينَ وَتَقُومُوا لَهَا فِي أَيِّ شَيْءٍ احْتَاجَتْهُ مِنْكُمْ لأَنَّهَا صَارَتْ مُسَاعِدَةً لِكَثِيرِينَ وَلِي أَنَا أَيْضاً. 3سَلِّمُوا عَلَى بِرِيسْكِلاَّ وَأَكِيلاَ الْعَامِلَيْنِ مَعِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ 4اللَّذَيْنِ وَضَعَا عُنُقَيْهِمَا مِنْ أَجْلِ حَيَاتِي اللَّذَيْنِ لَسْتُ أَنَا وَحْدِي أَشْكُرُهُمَا بَلْ أَيْضاً جَمِيعُ كَنَائِسِ الأُمَمِ 5وَعَلَى الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي بَيْتِهِمَا. سَلِّمُوا عَلَى أَبَيْنِتُوسَ حَبِيبِي الَّذِي هُوَ بَاكُورَةُ أَخَائِيَةَ لِلْمَسِيحِ. 6سَلِّمُوا عَلَى مَرْيَمَ الَّتِي تَعِبَتْ لأَجْلِنَا كَثِيراً. 7سَلِّمُوا عَلَى أَنْدَرُونِكُوسَ وَيُونِيَاسَ نَسِيبَيَّ الْمَأْسُورَيْنِ مَعِي اللَّذَيْنِ هُمَا مَشْهُورَانِ بَيْنَ الرُّسُلِ وَقَدْ كَانَا فِي الْمَسِيحِ قَبْلِي. 8سَلِّمُوا عَلَى أَمْبِلِيَاسَ حَبِيبِي فِي الرَّبِّ. .. .. .. .. 10سَلِّمُوا عَلَى أَبَلِّسَ الْمُزَكَّى فِي الْمَسِيحِ. سَلِّمُوا عَلَى الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ أَرِسْتُوبُولُوسَ. 11سَلِّمُوا عَلَى هِيرُودِيُونَ نَسِيبِي. سَلِّمُوا عَلَى الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ نَرْكِسُّوسَ الْكَائِنِينَ فِي الرَّبِّ. 12سَلِّمُوا عَلَى تَرِيفَيْنَا وَتَرِيفُوسَا التَّاعِبَتَيْنِ فِي الرَّبِّ. سَلِّمُوا عَلَى بَرْسِيسَ الْمَحْبُوبَةِ الَّتِي تَعِبَتْ كَثِيراً فِي الرَّبِّ. 13سَلِّمُوا عَلَى رُوفُسَ الْمُخْتَارِ فِي الرَّبِّ وَعَلَى أُمِّهِ أُمِّي. .. .. . 15سَلِّمُوا عَلَى فِيلُولُوغُسَ وَجُولِيَا وَنِيرِيُوسَ وَأُخْتِهِ وَأُولُمْبَاسَ وَعَلَى جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ الَّذِينَ مَعَهُمْ. 16سَلِّمُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَةٍ. كَنَائِسُ الْمَسِيحِ تُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ. .. .. .. .. 21يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ تِيمُوثَاوُسُ الْعَامِلُ مَعِي وَلُوكِيُوسُ وَيَاسُونُ وَسُوسِيبَاتْرُسُ أَنْسِبَائِي. 22أَنَا تَرْتِيُوسُ كَاتِبُ هَذِهِ الرِّسَالَةِ أُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ فِي الرَّبِّ. 23يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ غَايُسُ مُضَيِّفِي وَمُضَيِّفُ الْكَنِيسَةِ كُلِّهَا. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ أَرَاسْتُسُ خَازِنُ الْمَدِينَةِ وَكَوَارْتُسُ الأَخُ. .. .. (كُتِبَتْ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ مِنْ كُورِنْثُوسَ عَلَى يَدِ فِيبِي خَادِمَةِ كَنِيسَةِ كَنْخَرِيَا) رومية 16:1-27
وكذلك (11لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ. 12أَمَّا تِيخِيكُسُ فَقَدْ أَرْسَلْتُهُ إِلَى أَفَسُسَ. 13اَلرِّدَاءَ الَّذِي تَرَكْتُهُ فِي تَرُواسَ عِنْدَ كَارْبُسَ أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ، وَالْكُتُبَ أَيْضاً وَلاَ سِيَّمَا الرُّقُوقَ. 14إِسْكَنْدَرُ النَّحَّاسُ أَظْهَرَ لِي شُرُوراً كَثِيرَةً. لِيُجَازِهِ الرَّبُّ حَسَبَ أَعْمَالِهِ. 15فَاحْتَفِظْ مِنْهُ أَنْتَ أَيْضاً لأَنَّهُ قَاوَمَ أَقْوَالَنَا جِدّاً. 16فِي احْتِجَاجِي الأَوَّلِ لَمْ يَحْضُرْ أَحَدٌ مَعِي، بَلِ الْجَمِيعُ تَرَكُونِي. لاَ يُحْسَبْ عَلَيْهِمْ. 17وَلَكِنَّ الرَّبَّ وَقَفَ مَعِي وَقَوَّانِي، لِكَيْ تُتَمَّ بِي الْكِرَازَةُ، وَيَسْمَعَ جَمِيعُ الأُمَمِ، فَأُنْقِذْتُ مِنْ فَمِ الأَسَدِ. 18وَسَيُنْقِذُنِي الرَّبُّ مِنْ كُلِّ عَمَلٍ رَدِيءٍ وَيُخَلِّصُنِي لِمَلَكُوتِهِ السَّمَاوِيِّ. الَّذِي لَهُ الْمَجْدُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. آمِينَ. 19سَلِّمْ عَلَى فِرِسْكَا وَأَكِيلاَ وَبَيْتِ أُنِيسِيفُورُسَ. 20أَرَاسْتُسُ بَقِيَ فِي كُورِنْثُوسَ. وَأَمَّا تُرُوفِيمُسُ فَتَرَكْتُهُ فِي مِيلِيتُسَ مَرِيضاً. 21بَادِرْ أَنْ تَجِيءَ قَبْلَ الشِّتَاءِ. يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَفْبُولُسُ وَبُودِيسُ وَلِينُسُ وَكَلاَفَِدِيَّةُ وَالإِخْوَةُ جَمِيعاً.) تيموثاوس الثانية 4: 11-21
وكذلك ألغى الناموس ، وهكذا تمكن من إلغاء دين عيسى عليه السلام ، الذى كان دينه ودين آبائه من الأنبياء والمرسلين السابقين: (14فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ النَّامُوسَ رُوحِيٌّ وَأَمَّا أَنَا فَجَسَدِيٌّ مَبِيعٌ تَحْتَ الْخَطِيَّة.) رومية 7: 14 ، فإذا كان الناموس هو روحه ، وقد نبذه وخالفه ، فلنرى جسده وهو ماتبقى.
(15لأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 16فَإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِنِّي أُصَادِقُ النَّامُوسَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 17فَالآنَ لَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُ ذَلِكَ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 18فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ أَيْ فِي جَسَدِي شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. 19لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 20فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 21إِذاً أَجِدُ النَّامُوسَ لِي حِينَمَا أُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى أَنَّ الشَّرَّ حَاضِرٌ عِنْدِي. 22فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ. 23وَلَكِنِّي أَرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي. 24وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟ 25أَشْكُرُ اللهَ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا! إِذاً أَنَا نَفْسِي بِذِهْنِي أَخْدِمُ نَامُوسَ اللهِ وَلَكِنْ بِالْجَسَدِ نَامُوسَ الْخَطِيَّةِ.) رومية 7: 14-25
هذا هو القديس بولس ، الذى أُلِّفت فيه الكتب والمراجع ، وكان سببا فى اختلاف العلماء والمفكرين. وما إن يأخذ أحد الباحثين الحيدة والموضوعية فى بحثه عن بولس ومقارنته بالعهد القديم أو الجديد ، إلا واكتشف ديناً جديداً أخرجه بولس للنصارى، وأخرجهم به من عهد الرب فى الدنيا والآخرة.
لقد تمحور دينه فى كون يسوع هو المسيح ، وأنه صُلِبَ من أجل خطايا البشر: (2لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئاً بَيْنَكُمْ إِلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوباً.) كورنثوس الأولى 2: 2
الأمر الذى رفضه كل المؤمنين المعاصرين ليسوع بصور مختلفة:
فقد منعه الرسل (التلاميذ) من التواجد بينهم: (أعمال الرسل 19: 30) (30وَلَمَّا كَانَ بُولُسُ يُرِيدُ أَنْ يَدْخُلَ بَيْنَ الشَّعْبِ لَمْ يَدَعْهُ التَّلاَمِيذُ.)
ولم تتفق شكواهم ضده إلا على قوله بقيامة يسوع من الأموات: (18فَلَمَّا وَقَفَ الْمُشْتَكُونَ حَوْلَهُ لَمْ يَأْتُوا بِعِلَّةٍ وَاحِدَةٍ مِمَّا كُنْتُ أَظُنُّ. 19لَكِنْ كَانَ لَهُمْ عَلَيْهِ مَسَائِلُ مِنْ جِهَةِ دِيَانَتِهِمْ وَعَنْ وَاحِدٍ اسْمُهُ يَسُوعُ قَدْ مَاتَ وَكَانَ بُولُسُ يَقُولُ إِنَّهُ حَيٌّ.) أعمال الرسل 25: 18-19
ومنهم من استهزأ به (أعمال الرسل 17: 32) (32وَلَمَّا سَمِعُوا بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ كَانَ الْبَعْضُ يَسْتَهْزِئُونَ)
ومنهم من حكم عليه بالخبل والجنون (الهزي) (أعمال الرسل 26: 24) (24وَبَيْنَمَا هُوَ يَحْتَجُّ بِهَذَا قَالَ فَسْتُوسُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «أَنْتَ تَهْذِي يَا بُولُسُ! الْكُتُبُ الْكَثِيرَةُ تُحَوِّلُكَ إِلَى الْهَذَيَانِ».)
ومنهم من ادعى أن أقواله كلها غريبة ، ولم يتبق له إلا أن يقول هذا (سنسمع منك عن هذا أيضاً): (31لأَنَّهُ أَقَامَ يَوْماً هُوَ فِيهِ مُزْمِعٌ أَنْ يَدِينَ الْمَسْكُونَةَ بِالْعَدْلِ بِرَجُلٍ قَدْ عَيَّنَهُ مُقَدِّماً لِلْجَمِيعِ إِيمَاناً إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ». 32وَلَمَّا سَمِعُوا بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ كَانَ الْبَعْضُ يَسْتَهْزِئُونَ وَالْبَعْضُ يَقُولُونَ: «سَنَسْمَعُ مِنْكَ عَنْ هَذَا أَيْضاً!». 33وَهَكَذَا خَرَجَ بُولُسُ مِنْ وَسَطِهِمْ.) أعمال الرسل 17: 31-33
ومنهم من ادعى عليه بالتخفيف أنه مهزار ، ولا يمكن أن يكون هذا الهزل الذى يقوله حقيقة: (18فَقَابَلَهُ قَوْمٌ مِنَ الْفَلاَسِفَةِ الأَبِيكُورِيِّينَ وَالرِّوَاقِيِّينَ وَقَالَ بَعْضٌ: «تُرَى مَاذَا يُرِيدُ هَذَا الْمِهْذَارُ أَنْ يَقُولَ؟» وَبَعْضٌ: «إِنَّهُ يَظْهَرُ مُنَادِياً بِآلِهَةٍ غَرِيبَةٍ» - لأَنَّهُ كَانَ يُبَشِّرُهُمْ بِيَسُوعَ وَالْقِيَامَةِ. 19فَأَخَذُوهُ وَذَهَبُوا بِهِ إِلَى أَرِيُوسَ بَاغُوسَ قَائِلِينَ: «هَلْ يُمْكِنُنَا أَنْ نَعْرِفَ مَا هُوَ هَذَا التَّعْلِيمُ الْجَدِيدُ الَّذِي تَتَكَلَّمُ بِهِ. 20لأَنَّكَ تَأْتِي إِلَى مَسَامِعِنَا بِأُمُورٍ غَرِيبَةٍ فَنُرِيدُ أَنْ نَعْلَمَ مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هَذِهِ».) أعمال الرسل 17: 18-20
وحكم الرسل عليه (التلاميذ) بالإستتابة والعودة إلى دين آبائه وأجداده، وصححوا عقائد الناس الذين هبط بهم بولس إلى هاوية الكفر: (أعمال الرسل 21: 23-25) (23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا».)
ومنهم من أمسكوه وأرادوا قتله (أعمال الرسل 21: 27-32) (27وَلَمَّا قَارَبَتِ الأَيَّامُ السَّبْعَةُ أَنْ تَتِمَّ رَآهُ الْيَهُودُ الَّذِينَ مِنْ أَسِيَّا فِي الْهَيْكَلِ فَأَهَاجُوا كُلَّ الْجَمْعِ وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ الأَيَادِيَ 28صَارِخِينَ: «يَا أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ أَعِينُوا! هَذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يُعَلِّمُ الْجَمِيعَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ضِدّاً لِلشَّعْبِ وَالنَّامُوسِ وَهَذَا الْمَوْضِعِ حَتَّى أَدْخَلَ يُونَانِيِّينَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ وَدَنَّسَ هَذَا الْمَوْضِعَ الْمُقَدَّسَ». 29لأَنَّهُمْ كَانُوا قَدْ رَأَوْا مَعَهُ فِي الْمَدِينَةِ تُرُوفِيمُسَ الأَفَسُسِيَّ فَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ بُولُسَ أَدْخَلَهُ إِلَى الْهَيْكَلِ. 30فَهَاجَتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا وَتَرَاكَضَ الشَّعْبُ وَأَمْسَكُوا بُولُسَ وَجَرُّوهُ خَارِجَ الْهَيْكَلِ. وَلِلْوَقْتِ أُغْلِقَتِ الأَبْوَابُ. 31وَبَيْنَمَا هُمْ يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ نَمَا خَبَرٌ إِلَى أَمِيرِ الْكَتِيبَةِ أَنَّ أُورُشَلِيمَ كُلَّهَا قَدِ اضْطَرَبَتْ 32فَلِلْوَقْتِ أَخَذَ عَسْكَراً وَقُوَّادَ مِئَاتٍ وَرَكَضَ إِلَيْهِمْ. فَلَمَّا رَأُوا الأَمِيرَ وَالْعَسْكَرَ كَفُّوا عَنْ ضَرْبِ بُولُسَ.)
ومنهم من قدموه إلى المحاكمة (أعمال الرسل 26: 1-2) (1فَقَالَ أَغْرِيبَاسُ لِبُولُسَ: «مَأْذُونٌ لَكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ لأَجْلِ نَفْسِكَ». حِينَئِذٍ بَسَطَ بُولُسُ يَدَهُ وَجَعَلَ يَحْتَجُّ: 2«إِنِّي أَحْسِبُ نَفْسِي سَعِيداً أَيُّهَا الْمَلِكُ أَغْرِيبَاسُ إِذْ أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَحْتَجَّ الْيَوْمَ لَدَيْكَ عَنْ كُلِّ مَا يُحَاكِمُنِي بِهِ الْيَهُودُ.)
فانظر إلى (الرسل) التلاميذ أنفسهم لم يعرفوا شيئاً عن الروح القدس ولا معمودية بولس: (1فَحَدَثَ فِيمَا كَانَ أَبُلُّوسُ فِي كُورِنْثُوسَ أَنَّ بُولُسَ بَعْدَ مَا اجْتَازَ فِي النَّوَاحِي الْعَالِيَةِ جَاءَ إِلَى أَفَسُسَ. فَإِذْ وَجَدَ تَلاَمِيذَ 2سَأَلَهُمْ: «هَلْ قَبِلْتُمُ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمَّا آمَنْتُمْ؟» قَالُوا لَهُ: «وَلاَ سَمِعْنَا أَنَّهُ يُوجَدُ الرُّوحُ الْقُدُسُ». 3فَسَأَلَهُمْ: «فَبِمَاذَا اعْتَمَدْتُمْ؟» فَقَالُوا: «بِمَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا». 4فَقَالَ بُولُسُ: «إِنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ قَائِلاً لِلشَّعْبِ أَنْ يُؤْمِنُوا بِالَّذِي يَأْتِي بَعْدَهُ أَيْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ». 5فَلَمَّا سَمِعُوا اعْتَمَدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ. 6وَلَمَّا وَضَعَ بُولُسُ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْهِمْ فَطَفِقُوا يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ وَيَتَنَبَّأُونَ.) أعمال الرسل 19: 1-6
واتهمه البعض بالكفر وبأنه يدعوا إلى آلهة غريبة ، فهم لم يسمعوا بها لا من موسى ولا من الأنبياء ولا من عيسى عليهم الصلاة والسلام (أعمال الرسل 17: 18) (18فَقَابَلَهُ قَوْمٌ مِنَ الْفَلاَسِفَةِ الأَبِيكُورِيِّينَ وَالرِّوَاقِيِّينَ وَقَالَ بَعْضٌ: «تُرَى مَاذَا يُرِيدُ هَذَا الْمِهْذَارُ أَنْ يَقُولَ؟» وَبَعْضٌ: «إِنَّهُ يَظْهَرُ مُنَادِياً بِآلِهَةٍ غَرِيبَةٍ» - لأَنَّهُ كَانَ يُبَشِّرُهُمْ بِيَسُوعَ وَالْقِيَامَةِ. 19فَأَخَذُوهُ وَذَهَبُوا بِهِ إِلَى أَرِيُوسَ بَاغُوسَ قَائِلِينَ: «هَلْ يُمْكِنُنَا أَنْ نَعْرِفَ مَا هُوَ هَذَا التَّعْلِيمُ الْجَدِيدُ الَّذِي تَتَكَلَّمُ بِهِ. 20لأَنَّكَ تَأْتِي إِلَى مَسَامِعِنَا بِأُمُورٍ غَرِيبَةٍ فَنُرِيدُ أَنْ نَعْلَمَ مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هَذِهِ».) أعمال الرسل 17: 18-20
هذا بالنسبة لموت يسوع أو صلبه ، ولكننى أريدك أن تسمع نصاً وفكِّر فيه كثيراً: (7الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ) عبرانيين 5: 7 فكيف سُمِعَ له إن لم يكن قد نجَّاه؟
هل تتخيل بعد ذلك أن عيسى عليه السلام تكلم عن فرية الصلب والفداء هذه؟
انظر إلى بولس: فبعد ما وصف هذا العمل الهمجى بالتضحية ، سبَّ الله واتهمه بعدم الرحمة وعدم الإشفاق على ابنه: (31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية8: 31-32
ثم كان هذا العمل سبباً فى لعن يسوع الذى تعبده: (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:«مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ»)غلاطية3: 13
أى بدلاً من أن تقول تعاليت يا الله ، تقدست أسماؤك وصفاتك وأعمالك يا الله ، لك الحمد يا الله! أى بدلاً من تسبح بحمد الله ، تلعنه. هل تعى ما تؤمن به؟ أيتها النفس أفيقى قبل فوات الأوان! أيقبل الله أن يُصلَب ويُلعن من أجل أن آدم وحواء أكلا من الشجرة؟ فماذا سيفعل إذن ليغفر الذنوب العظام من شرك وسحر وأيمان كاذبة وسب لله ودينه والزنى والسرقة؟ هل فقد هذا الإله رشده لكى يُصلَب من أجل ثمرة أو من أجل عبد من عبيده؟
هل تقبل أن تذاكر وتتفوق ، ويُحكم عليك بالفشل وتُطرَد من الإمتحان ، لأن أخوك لم يستذكر دروسه جيداً
هل تقبل أن تُطرَد من عملك ، لأن ابنك أساء الأدب فى مدرسته؟
تخيل أنك لك عبد ، فهل تُسجن مكان عبدك ، وهل تُصلَب وتموت بدلاً منه؟ أيسرق عبدى وتُسجَن أنت نيابة عنه؟ لماذا؟ أى عدل هذا الذى يُشجِّع على انتشار الإثم والفساد؟ فالغرض من العقوبة هو منع انتشار الفساد ، وعدم تكرارها. فهل ترى أن الرب قد نجح فى إدارة ملكوته بسكوته عن خطيئة آدم وحواء؟
لا. فقد زاغ الأنبياء أنفسهم ، فمنهم من اكتسب عن طريق تفريطه فى شرف زوجته ، ومنهم من زنى بجارنه ، ومنهم من زنى بمحارمه ، ومنهم من نصب وسرق ، ومنهم من تطاول على الرب الخالق وصارعه ، ومنهم من كفر وزاغ عن الطريق المستقيم.
فهل فعلوا هذا لعلمهم ، بما يدبره الرب من نزوله ليُصلَب نيابة عن البشرية؟ لو كان الأمر كذلك ، لكان هذا الإله إله فاشل ، وهو الذى تسبب فى حالة الإحباط والتقاعس عن المسارعة فى الصالحات. ولابد أن يُحاكم هو ، وليس عبيده. وفى هذه الحالة أسألك يانفس: ما الفرق إذن بين الرب والشيطان؟ كلاهما قد أضلَّ البشر.
فما رأيك يانفس وما رأيك يا عقل أن يكون الإله أسوأ من الشيطان أو مثله؟ كلاهما أضل البشر! أرسل الرب أسوأ خلقه لإضلال الناس ، وسماهم أنبياء ليخدع الناس ويجعلهم يصدقوهم!
.......................................
ابوبكر
(((حكاية الخديوي التائه))))))))))بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً }
صدق الله العظيم
[الإسراء : 81]
السلام علي من إتبع الهدي
إخواني و أخواتي المسلمين الموحدين بالله و المؤمنين برسول الله (صلي الله عليه و سلم)
زوار الموقع من المسيحيين الباحثين عن الحق
هذه سلسلة من إعدادي أبين لكم فيها كذب و تدليس المواقع التبشيرية أو ما إتفق علي تسميتها مواقع المراحيض و ذلك لأنها فقط مخصصة لسب الإسلام و سب رسول الله (صلي الله عليه و سلم). و أوضح أن كل كلامي سيكون مدعما بالدليل و البرهان ، و أرجوا منك إعمال العقل و التفكير العميق فيما هو مكتوب لنتدبر أي دين هو الأحق أن يتبع فعلا
للعلم فأنا مسلم عادي لا أنتمي إلي أي جماعة من الجماعات كالإخوان المسلمين أو السلفيين أو ما شابه ، بل أنا فرد مسلم عادي غير متفقه في الدين الإسلامي و لا المسيحي و لذلك لن ألجأ لمناقشة المسائل الدينية فلها علمائها الأجلاء للحديث عنها و إنما سأكتفي بالحديث عن المسائل الأخري مثل القصص و المعجزات المذكورة لديهم و إعمال العقل و البحث في التاريخ لإيجاد هل حدثت فعلا أم أنها كذبه لا أكثر
قد يطول الموضوع قليلا و لكن أعدكم أن يكون شيقا مفيدا للجميع بإذن الله و لن يحتوي علي أي سب أو لفظ خارج لأي شخص مهما كان ، فلندع هذه الأساليب الملتوية لهم أما نحن المسلمون فنحاور بالأدب و الحسني إمتثالا لقول الله تعالي في كتابه الكريم
{ ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }
[النحل : 125]
و كنت قد كتبت موضوع من قبل بعنوان " رحلتي مع المراحيض " شرحت فيه ما إتبعوه معي في هذه المنتديات التبشيرية من حجر للرأي و تدليس و كذب و كله مدعم بالدليل من عندهم
و الحلقات القادمة ستكون كل منها مخصصة لموضوع واحد فقط لإثبات كذبه و تلفيقه
هذه هي الحلقة الثانية بعنوان
" الخديـــوي التائـــه "
::....................................::
هذه القصة مذكورة في منتدي " طريق الضلال (الحق) " و كتبها العضو " الملك العقرب "
سأضع كل مشاركة من هناك كاملة ثم أضع تعليقي المفصل عليها هنا
مشاركة 1
الملك العقرب
حدثت هذه القصة منذ ما يقرب من 150 سنة مع الخديوى عباس الاول وتحكى القصة:
بينما كان الخديوى عباس الاول عائدا من رحلته فى البحر الابيض المتوسط عام 1850م قادما الى الاسكندرية فى احد ليالى الشتاء, كان البرد شديد جدا والظلام اشد
مما ساعد على ان تضل سفينة الخديوى طريقها وعبثا حاول القبطان ان يهتدى طريقه ليصل الى الميناء ولكنه لم يفلح, وبعد كثير من الجهد والخوف لمح من بعيد ضوءا خافتا لا يكاد يذكر, ولكن ينطبق عليه المثل القائل " ان ظلام العالم كله لا يمكن ان يخفى ضوء شمعة" فأستبشر القبطان خيرا وأطمأن كثيرا وأخذ يتتبع هذا الضوء حتى وصل الى الميناء بسلام وبمجرد ان وصل الخديوى عباس للميناء وفرح بنجاته اخذ يبحث عن مصدر الضوء الذى انقذه من الموت محقق ولشدة دهشته وجد نفسه وهو على الشاطئ امام الكنيسة المرقسية بالأسكندرية والتى كانت فى ذلك الوقت تطل على البحر مباشرة إذ لم تكن هناك مبانى تحجز بنيها وبين البحر وتطلع الخديوى لمصدر النور الذى أنقذه وأذ به يأتى من مقصورة مارمرقس حيث يضاء قنديل صغير معلق امامها فتعجب الخديوى وفرح بهذا القنديل الذى انار الطريق له وارشد سفينته التائهة واعترافا من الخديوى بجميل مارمرقس عليه اصدر فرمان رسميا بصرف مبلغ 271 مليم "27 قرشا الان" كتبرع سنوى من الدولة للكنيسة المرقسية وهي قيمة الزيت المستهلك بالقنديل, وظلت محافظة الاسكندرية تصرف المبلغ لنفس الغرض حتى عام 1960م ولكنها بعد ذلك جعلته شهريا ويقوم مندوب عن البطريركية بأستلامه من المحافظة حتى يومنا هذا
هذه كانت القصة كما قرأتها هناك و هي قصة عجيبة لا أتقبلها للعديد من الأسباب أضعها لكم بالترتيب
1. القصة كما هو مذكور حدثت مع أحد اهم حكام مصر في العصر الحديث و هو الخديوي عباس حلمي الأول و الذي تولي عرش مصر في الفترة من 1849 - 1854 م أي أنه ليس بالشخص العادي و بالطبع لابد أن تكون هذه الحادثة مسجلة في كتب التاريخ المعاصر خاصة أنها حادثة هامة و لكن لم أسمع عنها إلا عندما قرأت هذه القصة فقط و بحثت عنها علي الإنترنت فلم أجد أي ذكر لها كما سألت أحد المهتمين بالتاريخ و أخبرني أنه أول مرة يسمع عنها !!!!
2. مذكور في القصة أن السفينة ضلت الطريق في البحر لشدة الظلام و لم يفلح القبطان لمعرفة طريق الميناء !!!! هل تصدق هذا ؟!! من المعروف أنه قديما كان الإبحار يعتمد علي النجوم جتي تم إختراع البوصلة عام 270م و هي لمن لا يعرفها أداة لتحديد الإتجاهات حيث تشير إبرتها إلي القطب الشمالي دائما و أصبحت أحد أهم أدوات تحديد الإتجاه عامة و في البحر خاصة. و لا يعقل أبدا أن يكون القبطان المسئول عن سفينة خديوي مصر عام 1850م لم يسمع عن البوصلة و مازال يستخدم النجوم في الإبحار !!!! فهل يكون الظلام مهما كان حالكا عائق أمام إبحار سفينة الخديوي.
3. بعد وصول الخديوي إلي ميناء الإسكندرية و معرفته أن مصدر الضوء كان من قنديل صغير في كنيسة مارمرقس فهل يعقل أن تكون المكافأة عبارة عن فرمان بمبلغ 270 مليم سنويا فقط ؟!!! خديوي مصر الذي كان يملك كل الأراضي الزراعية في مصر تقريبا و أموال لا تعد و لا تحصي يصدر فرمان بـ 270 مليم فقط !!!! و مقابل ماذا إنقاذ حياته !!!! من المعروف أن الخديوي كان يمنح المقربين منه الكثير من الهدايا و الأراضي و الألقاب في المناسبات فما بالنا بمن ينقذ حياته .... أليس من باب أولي أن تكون عطيته له أكبر و أعظم !!!! أما كان في إستطاعة الخديوي و هو يملك كل مصر تقريبا حسب القوانين في هذه الأيام أن يصدر الفرمان بمبلغ أكبر من 270 مليم سنويا !!!!
4. مذكور أنه في عام 1961م تم جعل المبلغ (270 مليم = 27 قرش) شهريا و ليس سنويا و هو قيمة الزيت المستهلك كما هو مذكور أيضا ، بل و يصرف المبلغ حتي الآن .... أي كلام هذا !!!! هل يتم تسليم مبلغ 27 قرش شهريا إلي كنيسة مارمرقس في عصرنا الحالي كثمن للزيت المستهلك لهذا القنديل ؟!!! إن كان الأمر صحيحا أما كان في إستطاعة الدولة أن تقرر زيادة هذا المبلغ قليلا تماشيا مع الأسعار ؟!!! علي الرغم من أن ثورة 23 يوليو ألغت الكثير من القرارات التي أصدرها الحكام السابقين من أسرة محمد علي فيما يعرف حينها بالعهد البائد و لكنها قررت الإستمرار في صرف هذا المبلغ الضئيل !!!! بل هل يكلف مندوب من البطريركية نفسه شهريا و يذهب لإستلام مبلغ و قدره 27 قرش إلي شهرنا هذا !!!! إن المبلغ المدفوع في وسيلة المواصلات للذهاب لمقر الإستلام سيتعدي حتما مبلغ الـ 27 قرش حيث إن هذا المندوب لو إستقل أحد الأتوبيسات العامو فلن يدفع أقل من 50 قرش ذهابا و مثلها إيابا هذا علي إعتبار أن المسافة بين البطريركية و مقر الإستلام قريبة و أنه سيستقل المواصلات العامة !!!!
5. القصة تبدو خيالية و مصطنعة و لكنها كالعادة مليئة بالثغرات و أهمها أنها تمس تاريخ مصر الذي يمكن لأي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟=================================
(((((((((((((((((شخص البحث فيه للتأكد من صدقها أو كذبها. معجزات للملاك ميخائيل (( بمناسبة تذكاره ))
كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل – فى كفر النحال بالزقازيق – تقع قريبة جدا من المدافن . و هى فى منطقة فقيرة و معظم المساكن المجاورة للكنيسة يسكنها غير مسيحيين
بدايه القصيده كفر اختاروا تاريخ قديم علشان يقولوا كل اللى شافو الحدثه ماتوا
فى سنة 1946 كان يخدم الكنيسة راهب بسيط .. كان متوكلا على الله ، و كان بحسب إمكانات جيله يخدم الله ، يزور بعض العائلات ، و يصلى قداس الأحد كل أسبوع .. كانت الكنيسة وقتها مبنى صغير محاط بسور مبنى ، و الباب الخرجى للسور مصنوع من أسياخ حديدية ، و يقفل بقفل من الخارج .
كان هذا الأب يزور أسرة فى غروب أحد أيام الأسبوع ، و كانت من العائلات المتدينة . رب الأسرة رجل ميسور و زوجته إمرأة تقية و لم يكن لهما أولاد لمدة طويلة . و قد رزقهما الله بعد السنين الطويلة طفلا ، كان بالنسبة لهما كأنه نور الحياة ، و كانا شاكرين الله على صنيعه . جلس الأب الراهب مع الرجل و زوجته و طفلهما يتكلمون فى أعمال الله و عجائب قديسيه ، و كان على منضدة بحجرة الجلوس طبق صغير فيه قليل من حبات الترمس ، و كان الطفل الصغير إبن سنة يحبو حول المنضدة ، و يمسك بها تساعده على الوقوف . و فى غفلة من الكبار مد يده إلى الطبق و أخذ حبة ترمس و وضعها فى فمه ، حاول أن يمضغها تفتت فى فمه .. حاول أن يبتلعها فدخلت فى القصبة الهوائية ، و بلا مقدمات وجدوه ملقى على الأرض يسعل سعالا صعبا متلاحقا ، يكاد أن يختنق .
صرخ الأب و الأم منزعجين ، و وقف الراهب متحيرا ماذا يفعل ؟ خطر بباله أن يجرى إلى الكنيسة يحضر زيت قنديل أو ماء اللقان هوه مفيش زيت غير فى الكنيسه هما معندهمش بقال ولا ايه، لعله يسعف الطفل المسكين ، و فعلا جرى إلى الكنيسة .. و لكنها مقفولة بالقفل الحديدى .. ليس أحد بالداخل .. و قرابنى الكنيسة يبدو أنه أغلقها و ذهب . إحتر الأب ، حاول أن ينادى و لكن لا من مجيب . إنه يريد أن يأخذ أى شىء من الكنيسة و الوقت يمر و الولد فى خطر ، فلما لم يجد شيئا مد يده من بين أسياخ الحديد و أخذ بيده حفنة من التراب ، تراب الكنيسة .. و عاد مسرعا يجرى .. وصل إلى البيت و إذ زحام .. لقد تجمع الجيران على صراخ الأب و الأم كالعاده يقولوا ان المسلمين شافوا المعجزات ومحدش شاف حاجه اتكلم براحتك يا عم حد هيراجع وراك .. الطفل مازال حيا و لكنه لا يقدر على التنفس و قد بدا لونه أزرق .. دخل الأب الراهب بسرعة يكاد يلهث ، دخل إلى حيث الطفل و هو يقبض بيده على التراب ، كشف ملابس الطفل و عرى صدره ، و وضع تراب الكنيسة كعلامة صليب على صدر الطفل ، و صرخ إلى الله متشفعا برئيس الملائكة ميخائيل ، فعطس الطفل عطسات متكررة ، خرجت معها فتات حبة الترمس و للحال بدأ يتنفس طبيعيا .
ذهل كل الواقفين إذ رأوا عمل الله و كانوا يتحدثون بهذه الأعجوبة و يقولون حتى تراب الكنيسة مبروك يعمل به الرب آيات .
مبروك عليكم التراب
ربنا يشفى
كل ده والولد عايش
وبعدين هوه مينفعش يدعى من غير التراب
لم تكن هذه الحادثة الوحيدة
فقد تكررت القصص العجيبة فى هذه الكنيسة . فقد حدث أن قام غير المؤمنين قصده المسلمين برده فى سنة 1948 بالهجوم على الكنيسة و أحرقوا بعض مقاعدها و بدأ بعضهم يهدم الكنيسة من الداخل يا عم ارحمنا فيه حد بيهد حاجه من جوه علشان تقع على دماغه ، و قد تمجد رب الكنيسة يومها تعالى الله على مايدعون ، فسقط ماسك الفأس من أعلى حجاب الهيكل و إنشجت رأسه و خرج من الكنيسة مشدوخ الرأس ، ففزع الآخرين الذين كانوا يرمون كرات النار على الكنيسة كل ده والمسلمين جواها يبقى اكيد اللى كانوا عايزين يهدوها نصارى ههههههههههه و نجت الكنيسة بإعجوبة إذ كان رئيس الملائكة الجليل يحرسها .
سبحان الله وباقى الكنايس مبيحرسهاش ليه رئيس الملايكه
عنده نبطشيه
ربنا يشفى
و تذكر المؤمنون يومها
ما حدث لطفلة صغيرة بنت أحد الشمامسة ، كانت قد أرسلتها أمها تسأل عن والدها الذى كان فى غروب أحد الأيام مع مجموعة من الشمامسة يحفظون الألحان ، و إذ تأخر عن الحضور للمنزل ، أرسلت الأم الطفلة – 6 سنوات – ست سنين وصدقتوا كان الله فى عونكم فلما دنت هذه إلى الكنيسة ، رأت الملاك ميخائيل و كأنه إنسان كبير جدا واقف بباب الكنيسة و ساقاه بإرتفاع الباب الحديدى ، و يديه كجناحين ممتدين على مبنى الكنيسة حول قبابها ، فخافت الطفلة و صرخت إذ رأت هذا المنظر ، و لكنه إنحنى بقامته العجيبة نحوها يطمئنها ، و يقول لها " يا حبيبتى لا تخافى ، ماذا تطلبين ؟ " قالت له و هى مرتعبة سبحان الله طفله عندها ست سنين طلعلها عفريت هتتكلم معاه " أنا عاوزة بابا " قال لها " بابا مين ؟كل المعجزات دى وميعرفش ابوها مش غريبه عليكم فى الانجيل ربكم سال يعقوب عن اسمه " قالت " بابا فلان " قال لها " نعم كان ههنا مع الشمامسة ، و قد إنتهوا من درس الألحان و مضوا " فقالت " و أنت هنا ماذا تعمل ؟ " قال " أنا حارس الكنيسة " قالت الطفلة بسذاجة " إسمك أيه ؟ " قال لها " أنا ميخائيل " .ده ايه الشجاعه دى والروقان ده مخدتش رقم الموبيل كمان ليه هههههههههههه
و هكذا كان رئيس الملائكة الجليل سندا و حارسا لهذه الكنيسة ، بل بحسب فكر الآباء هو حارس كل كنيسة و لهذا كانوا يبنون فى كل الأديرة كنيسة على إسم رئيس الملائكة فى الحصن كدليل لقوة شفاعته و حراسته
ياراجل -- قول كلام غير ده
احتفال عيد الملاك
كان هناك رجل محب لله أسمه دوروسيس وإمرأته أسمها ثيؤبسته، كانوا يقيمون كل يوم 12 من كل شهر تذكار عيد رئيس الملائكة الجليل ميخائيل. ومرت هذه العائلة بظروف صعبة جداً ولم يكن لديهم أي أموال ليقوموا بالأحتفال بعيد الملاك. فأخذوا ملابسهم ليبيعوها وبثمنها يقيموا الأحتفال هو مش التقرب لله افضل ولا ايه. ولكن رئيس الملائكة ميخائيل ظهر لدوروسيس وأمره أن لايبيع ملابسه ولكن أن يذهب لراعي غنم ويشترى خروف بثلث دينار، ويذهب لصياد سمك ويشتري سمكة بثلث ديناراستنى هنا هى سمكه بسعر خروف ليه هيشترى حوت - وبعدين ايه اللى يخلينى اشترى سمكه تاكل واحد ماشترى خروف يوكل عيله ولا حبكم فى الخروف السبب. ولايفتح دوروسيس السمكة حتى يأتي له الملاك مرة أخرى ياترى ايه الحكمه فى كده - هنعرف . ثم في النهاية يذهب الى تاجر القمح ويأخذ منه ما يحتاج من دقيق.
قام دوروسيس وفعل كل ما أمره رئيس الملائكة ميخائيل. ثم دعى جميع الناس للأحتفال بتذكار رئيس الملائكة كعادتهم. وعندما ذهب لمخزن المنزل ليبحث عن خمر لتقديمه للمدعويين راجل تقى فعلا وجد جميع براميل الخمر في مخزن بيته مليئة وكذلك أشياء أخرى كثيرة - خدوا بالكم من يبحث دى - هوه مش كان هيبيع هدومه من شويه يبقى المفروض انه متاكد ان بيته فاضى
ُذهل الرجل وتعجب لما رآه ومجد الرب القدوس. وعندما إنتهوا من الأحتفال وأنصرف المدعوين، ظهر له رئيس الملائكة الجليل ميخائيل وأمره أن يفتح بطن السمكة ههههه امال الناس كلت ايه سكرت بس على لحم بطنها . فوجد بداخلها 300 دينار من الذهب وثلاث عملات معدنية كل منها ثلث دينار. وقال له الملاك "هذه العملات الثلاث للخروف والسمكة والدقيق، و 300 دينا ذهب له ولأولاده".
جنى بخيل صحيح مكنش قادر يخليها ورقه بخمسه
وبعدين سمكه تشيل فى بطنها تلاثمئه دينار دهب
ومحسش بالوزن
وبعد القصه العظيمه دى
تقدروا تقولو ايه الحكمه من وجود السمكه
اقولكم
فى فلم علاء الدين
فتح السمكه لقى خاتم
طبعا مش علاء الدين بتاع المنتدى ركزوا
طبعا كانت هتبقى بايخه قوى لو قالوا خاتم
هنا التغيير بقى يا جماعه
بركة وشفاعة رئيس الملائكة الجليل ميخائيل الواقف أمام عرش النعمة، وجميع طغمات وروؤساء الملائكة تكون معنا جميعاً آمــين
الملاك ميخائيل والطفلين
حضرت عائلة مباركة تشمل الاسرة من الاب والام وطفلين ولد وبنت حوالى من ثلاث الى اربع سنين طبعا نفس السن الصغير علشان محدش يمسك عليهم حاجه بالاضافة لباقى الاسرة دخل الطفل واختة كنيسة السيدة الغذراء( بدير الملاك ميخائيل بمدينة اخميم بسوهاج ) فشاهد طفل مثلهما ولكنة كان منيرا ولة اجنحة بيضاء نورانية وتبادل الحديث وتبادل الحديث وخدين بالكم - ايه الناس اللى مبتخفش دى -التالى قال الولد .... هو انتة مركب نور فى جسمك ياترى كانت الكهربا ظهرت
قالت البنت ... هى مامتك عملت لك اجنحة من ريش الوز ؟....
على فكره الوزه بتلت دينار برده
انا هاخلى مامتى تعملى اجنحة زيك .
ثم سألا ه معا هوة انت اسمك اية ؟...
فرد عليهما انا ميخائيل رئيس جند الرب .
فاسرع الطفلان الى ابيهم الذى كان يقف امام هيكل الملاك ميخائيل وصرخ الطفلان بابا بابا ...... المرسوم على الستر دة شفناة جوة فى كنيسة السيدة العذرا وكلمناه
وصدقكم - ربنا يهنيكم ببعض
خبر عاجل ..
ملك فارس يختطف ملاك الرب ويحتجزه رهينة!!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
في خبر عاجل وردنا منذ قليل: اعلن الكتاب المقدس ان ملك فارس احتجز احد ملائكة الرب ويرجح ان يكون هذا الملاك هو جبرائيل
تفاصيل الخبر
توجه دانيال بالدعاء والتذلل والتضرع إلي الرب
وبعد فترة من الوقت جاء إليه الملاك في صورة رجل تلبية لتضرعه للرب
وهنا يخبر الملاك.. دانيال انه منذ اليوم الأول لتضرعه وسماعه ذلك أسرع إليه لتلبية تضرعه ....ولكن اعترضهُ رئيس مملكة فارس وقومه واحتجزه لمدة 21 يوم ...ولم يخلصه الا مخائيل احد كبار الرؤساء ....وانه بعد الانتهاء من مهمته معه سوف يرجع لمحاربة رئيس فارس ...واخبره بأنه لا معاون له ضد هؤلاء سوء الملاك ميخائيل
10وَإِذَا بِيَدٍ لَمَسَتْنِي وَأَقَامَتْنِي، وَأَنَا أَرْتَجِفُ عَلَى يَدَيَّ وَرُكْبَتَيَّ 11وَقَالَ لِي: «يَادَانِيآلُ، أَيُّهَا الرَّجُلُ الْمَحْبُوبُ، افْهَمِ الْكَلاَمَ الَّذِي أُخَاطِبُكَ بِهِ، وَقِفْ عَلَى رِجْلَيْكَ لأَنَّنِي قَدْ أُرْسِلْتُ إِلَيْكَ». وَعِنْدَمَا قَالَ لِي هَذَا الْكَلاَمَ نَهَضْتُ مُرْتَعِداً. 12فَقَالَ لِي: «لاَ تَخَفْ يَادَانِيآلُ، فَمُنْذُ الْيَوْمِ الأَوَّلِ الَّذِي عَزَمْتَ فِيهِ عَلَى الْفَهْمِ، وَتَذَلَّلْتَ أَمَامَ إِلَهِكَ، سُمِعَتْ تَضَرُّعَاتُكَ، وَهَا أَنَا جِئْتُ تَلْبِيَةً لَهَا. 13غَيْرَ أَنَّ رَئِيسَ مَمْلَكَةِ فَارِسَ قَاوَمَنِي وَاحِداً وَعِشْرِينَ يَوْماً. فَأَقْبَلَ مِيخَائِيلُ، أَحَدُ كِبَارِ الرُّؤَسَاءِ لِمَعُونَتِي، بَعْدَ أَنْ حُجِزْتُ هُنَاكَ عِنْدَ مُلُوكِ فَارِسَ.
»...........20فَسَأَلَنِي: «هَلْ أَدْرَكْتَ لِمَاذَا جِئْتُ إِلَيْكَ وَالآنَ هَا أَنَا أَعُودُ لأُحَارِبَ رَئِيسَ فَارِسَ، وَمَا إِنْ أَنْتَهِي مِنْهُحَتَّى يُقْبِلَ رَئِيسُ الْيُونَانِ. 21وَلَكِنِّي أُطْلِعُكَ عَلَى مَا نُصَّ عَلَيْهِ فِي كِتَابِ الْحَقِّ، وَلاَ أَحَدٌ يُؤَازِرُنِي ضِدَّ هَؤُلاَءِ سِوَى حَارِسِ شَعْبِكُمُ الْمَلاَكِ مِيخَائِيلَ». ..... سفر دنيال 10/10: 21
وقد بدأت ردود الأفعال تتوالى على هذا الفعل المشين.
فقد حمّل البابا شنودة ..الحكومة المصرية المسؤولية عما جرى، وقررالاعتكاف في دير الإنبا بيشوي احتجاجا على "خطف" ملاك الرب لجبره على الاسلام
ومن جهته أعلن وزير الدفاع الأمريكي أن قواته مستعدة لتحرير ..ملاك الرب من قبضة ملك فارس ..والقضاء على المفاعلات النووية الفارسية التي تهدد ملائكة الرب
ولقد اجتمع مجلس الأمن الدولي منذ قليل بصورة عاجلة لبحث هذا التطور الخطير، وأصدر قراراً فرض بموجبه عقوبات على الدول التي تساند الارهاب ضد ملائكة الرب
ولقد استخدمت روسيا حق الفيتو ضد القرار
وامتنعت عن التصويت الصين
واعلنت كوبا وفنزويلا مساندتها لملك فارس
ومن جهتها أبدت حكومة عربية أسفها لما جرى...وتعهدت بتقديم الدعم المادي والمعنوي لمحاربة الارهاب ضد ملائكة الرب
وكذبت هيئة علماء المسلمين الخبر لاستحالة حدوث ذلك فكيف لاحد البشر ان يحتجز ملاك من ملائكة الله بل ولا يتمكن من الخلاص منه لا بمساعدة أخر
وسوف نوافيكم الاخبار اول باول
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؟؟؟==(((بي- العربية.نت
تمنح كنيسة بريطانية عشية اليوم مباركتها للزواج بين رجال الدين الشواذ جنسيا الراغبين في دخول عقد شراكة مدني.
إلا أن "الكنيسة البريطانية" ترفض منح هذه الشراكة الزوجية المدنية صفة "العلاقة الزوجية الرسمية" كما أنها ستطالب رجال الدين الشواذ الراغبين بالزواج بالحفاظ على طهارتهم أي علاقة زوجية " بلا ممارسة جنسية".
وكان أسقف "نوريتش" قد أشرف على إعداد هذا الحل بالنسبة لرجال الدين الشواذ- كما أوردت صحيفة "التايمز" اللندنية اليوم 25-7-2005.
يذكر أن المجمع الإنجيلي العالمي منقسم حول فكرة زواج رجال الدين الشواذ جنسيا، ووصل إلى حافة الانشقاق بعد انتخاب أول أسقف شاذ جنسيا، ريف روبنسون في الولايات المتحدة.
ومن المتوقع أن يجري احتفال رسمي بأول زواج لرجال دين شواذ في ديسمبر/كانون أول القادم. وكان جاك سبونغ، أسقف أبرشية تابعة للكنيسة الأسقفية البروتستانتية وهي أبرشية "نيووراك" في أمريكا، قد أعلن مؤخرا بعد تقاعده أن "نصف الأساقفة الكاثوليك شاذون جنسيا".
المصدر:
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟====((((((ه الصفحة مخصصة إن شاء الله لأطرف وأغرب وأعجب ما قاله بولس ...
وسأبدأ بهذه الجملة على لسان بولس..
يقول بولس : ــ
17 غير انه كما قسم الله لكل واحد كما دعا الرب كل واحد هكذا ليسلك وهكذا انا آمر في جميع الكنائس.
18 دعي احد وهو مختون فلا يصر اغلف.دعي احد في الغرلة فلا يختتن.
بولس هنا يتحدث عن عدم أهمية الختان...
فمن آمن وهو أغلف لا يلزم أن يختن والعكس بالعكس ..
ولكن مهلاً ....
فهمنا أن الأغلف قد يصير مختون ...
ولكن يا بولس كيف يصبح المختون أغلف ؟؟؟
هل يفسر أحد لي هذا ؟؟؟؟ ==((((((يحكى لوقا ومرقس ويوحنا ومتى قصة معجزةالخمس أرغفة والسمكتين
حيث بارك المسيح الخبز والسمكتين وجعله يكفى خمسة آلاف رجل غير النساء والأطفال
فيقول لوقا
فَأَخَذَهُمْ وَانْصَرَفَ مُنْفَرِدًا إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ لِمَدِينَةٍ تُسَمَّى بَيْتَ صَيْدَا. 11فَالْجُمُوعُ إِذْ عَلِمُوا تَبِعُوهُ،..... فَقَالُوا:«لَيْسَ عِنْدَنَا أَكْثَرُ مِنْ خَمْسَةِ أَرْغِفَةٍ وَسَمَكَتَيْنِ، إِلاَّ أَنْ نَذْهَبَ وَنَبْتَاعَ طَعَامًا لِهذَا الشَّعْبِ كُلِّهِ». 14لأَنَّهُمْ كَانُوا نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُل... 16فَأَخَذَ الأَرْغِفَةَ الْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ، وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَهُنَّ، ثُمَّ كَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ لِيُقَدِّمُوا لِلْجَمْعِ. 17فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا جَمِيعًا. ثُمَّ رُفِعَ مَا فَضَلَ عَنْهُمْ مِنَ الْكِسَرِ اثْنَتَا عَشْرَةَ قُفَّةً. لوقا 9
.
ثم ماذا حدث بعد ذلك
يقول مرقس
42فَأَكَلَ الْجَمِيعُ وَشَبِعُوا. 43ثُمَّ رَفَعُوا مِنَ الْكِسَرِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مَمْلُوَّةً، وَمِنَ السَّمَكِ. 44وَكَانَ الَّذِينَ أَكَلُوا مِنَ الأَرْغِفَةِ نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُلٍ. 45وَلِلْوَقْتِ أَلْزَمَ تَلاَمِيذَهُ أَنْ يَدْخُلُوا السَّفِينَةَ وَيَسْبِقُوا إِلَى الْعَبْرِ، إِلَى بَيْتِ صَيْدَا، حَتَّى يَكُونَ قَدْ صَرَفَ الْجَمْعَ مرقس 6
من بيت صيدا ليذهب إلى بيت صيدا
أتوبيس كام يروح فين؟؟!!
هداكم الله يا نصارى؟؟؟؟؟====((((
)))))))))))))))))))))((حيل القساوسة قديما((((((((((((((((((((
يقول شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله فى كتابه (الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح)
فصل # والخوارق التي تضل بها الشياطين لبني آدم مثل تصور الشيطان بصورة شخص غائب أو ميت ونحو ذلك ضل بها خلق كثير من الناس من المنتسبين إلى المسلمين أو إلى أهل الكتاب وغيرهم وهم بنو ذلك على مقدمتين # إحداهما أن من ظهرت هذه على يديه فهو ولي لله وبلغة النصارى هو قديس عظيم # الثانية أن من يكون كذلك فهو معصوم فكل ما يخبر به فهو حق وكل ما يأمر به فهو عدل وقد لا يكون ظهرت على يديه خوارق لا رحمانية ولا شيطانية ولكن صنع حيلة من حيل أهل الكذب والفجور وحيل أهل الكذب والفجور كثيرة جدا فيظن أن ذلك من العجائب الخارقة للعادة ولا يكون كذلك مثل الحيل المذكورة عن الرهبان
# وقد صنف بعض الناس مصنفا في حيل الرهبان مثل الحيلة المحكية عن أحدهم في جعل الماء زيتا بأن يكون الزيت في جوف منارة فإذا نقص صب فيها ماء فيطفو الزيت على الماء فيظن الحاضرون أن نفس الماء انقلب زيتا # ومثل الحيلة المحكية عنهم في ارتفاع النخلة وهو أن بعضهم مر بدير راهب وأسفل منه نخلة فأراه النخلة صعدت شيئا شيئا حتى حاذت الدير فأخذ من رطبها ثم نزلت حتى عادت كما كانت فكشف الرجل الحيلة فوجد النخلة في سفينة في مكان منخفض إذا أرسل عليه الماء امتلأ حتى تصعد السفينة وإذا صرف الماء إلى موضع آخر هبطت السفينة # ومثل الحيلة المحكية عنهم في التكحل بدموع السيدة يضعون كحلا في ماء متحرك حركة لطيفة فيسيل حتى ينزل من تلك الصورة فيخرج من عينها فيظن أنه دموع # ومثل الحيلة التي صنعوها بالصورة التي يسمونها القونة
بصيدنايا وهي أعظم مزاراتهم بعد القمامة وبيت لحم حيث ولد المسيح وحيث قبر فإن هذه صورة السيدة مريم وأصلها خشبة نخلة سقيت بالأدهان حتى تنعمت وصار الدهن يخرج منها دهنا مصنوعا يظن أنه من بركة الصورة # ومن حيلهم الكثيرة النار التي يظن عوامهم أنها تنزل من السماء في عيدهم في قمامة وهي حيلة قد شهدها غير واحد من المسلمين والنصارى ورأوها بعيونهم أنها نار مصنوعة يضلون بها عوامهم يظنون أنها نزلت من السماء ويتبركون بها وإنما هي صنعة صاحب محال وتلبيس # ومثل ذلك كثير من حيل النصارى فجميع ما عند النصارى المبدلين لدين المسيح من الخوارق إما حال شيطاني وإما محال
بهتاني ليس فيه شيء من كرامات الصالحين # وكذلك أهل الإلحاد المبدلين لدين محمد الذين يتخذون دينا لم يشرعه الله ورسوله ويجعلونه طريقا إلى الله وقد يختارونه على الطريق التي شرعها الله ورسوله مثل أن يختاروا سماع الدفوف والشبابات على سماع كتاب الله تعالى فقد يحصل لأحدهم من الوجد والغرام الشيطاني ما يلبسه معه الشيطان حتى يتكلم على لسان أحدهم بكلام لا يعرفه ذلك الشخص إذا أفاق كما يتكلم الجني على لسان المصروع وقد يخبر بعض الحاضرين بما في نفسه ويكون ذلك من الشيطان فإذا فارق الشيطان ذلك الشخص لم يدر ما قال ومنهم من يحمله الشيطان ويصعد به قدام الناس في الهواء # ومنهم من يشير إلى بعض الحاضرين فيموت أو يمرض أو يصير مثل الخشبة # ومنهم من يشير إلى بعض الحاضرين فيلبسه الشيطان ويزول عقله حتى يبقى دائرا زمانا طويلا بغير إختياره
# ومنهم من يدخل النار ويأكلها ويبقى لهبها في بدنه وشعره # ومنهم من تحضر له الشياطين طعاما أو شيئا من لادن أو سكر أو زعفران أو ماء ورد ومنهم من تأتيه بدراهم تسرقها الشياطين من بعض المواضع # ثم من هؤلاء من إذا فرق الدراهم على الحاضرين أخذت منهم فلا يمكنون من التصرف فيها إلى أمور يطول وصفها وآخرون ليس لهم من يعينهم على ذلك من الشياطين فيصنعون حيلا ومخاريق # فالملحدون المبدلون لدين الرسل دين المسيح أو دين محمد صلى الله عليهما وسلم هم كأمثالهم من أهل الإلحاد
والضلال الكفار المرتدين والمشركين ونحوهم كمسيلمة الكذاب والأسود العنسي والحارث الدمشقي وبابا الرومي وغيرهم ممن لهم خوارق شيطانية # وأما أهل الحيل فيكثرون وهؤلاء ليسوا أولياء الله بل خوارقهم إذا كانت شيطانية من جنس خوارق الكهنة والسحرة لم يكن لهم حال شيطاني بل محال بهتاني فهم متعمدون للكذب والتلبيس بخلاف من تقترن به الشياطين فإن فيهم من يلتبس عليه فيظن أن هذا من جنس كرامات الصالحين كما أن فيهم من يعرف أن ذلك من الشياطين ويفعله لتحصيل أغراضه فالمقصود أنه كثير من الخوارق ما يكون من الشياطين أو يكون حيلا ومخاريق ويظن أنها من كرامات الصالحين فإن ما يكون شبيه الشرك أو الفجور إنما يكون من الشيطان مثل أن يشرك الرجل بالله فيدعو الكواكب أو يدعو مخلوقا من البشر ميتا أو غائبا أو يعزم ويقسم بأسماء مجهولة لا يعرف معناها أو يعرف أنها أسماء الشياطين أو يستعين بالفواحش والظلم فإن ما كان هذا سببه من الخوارق فه
محمد جلال القصاص
حادث سبِّ النبي صلى الله عليه وسلم في الصحف الأوروبية، ومن قبل امتهان أوراق القرآن الكريم، والتعدي على المصحف، وغير هذا مما يحدث من (أهل الكتاب) في واقعنا المعاصر، وما حدث منهم على مر التاريخ، حين دخلوا بيت المقدس وسفكوا فيه دم مائة ألف من النساء والأطفال ومن وضعوا السلاح حتى صار الدم بِرِكٌ تسبح فيها الخيل،
وما حدث في البوسنة والهرسك في العقد الماضي، وما حدث في العراق من قصف ملاجئ الآمنين وطوابير الـمُنسحبين وحصارٍ دامَ لسنين، وما حدث في الصومال من تجويع وتخريب، وما حدث في أفغانستان ... كل هذا -وغيره- أمارات بيّنة على أن دعوى المحبة عند القوم كاذبة.
يدّعي النصارى أن النصرانية دين محبة، ويرددون نصاً من الإنجيل (حبوا أعدائكم، باركوا لاعنيكم، صلّوا من أجل الذين يسيئون إليكم).
ويتكلم النصارى أن قلوبهم تفيض حباً وشفقة على الغير، وأن المسيح ما جاء إلا للفداء، وأنه جاء ليلقي سلاماً على الأرض... وكله كذب!
أين هذا على أرض الواقع؟ بل أين هذا في كتابهم (المقدس)؟
نحن لا نتكلم عن مسابّة بين شخصين من عوام الناس، بل تهكم على أغلى ما عند المسلمين، النبي والقرآن، وبأسلوب يُستقبح من السفهاء وعوام الناس فما بالك بالمفكرين وأرباب الإعلام؟
ونحن لا نتكلم عن حادث فردي حدث مرة أو مرتين، وإنما عادة للقوم تتكرر في كل مكان وزمان حين يكون لأهل الصليب شوكة.
الحدث ليس فردياً؛ فصحيفة نشرت، وجمهور قرأ ولم ينكر، ومثقّفون لم يعتذروا أو يتبرؤوا، و (رجال دين) سكتوا سكوت المقرّ الراضي بالحدث، وحكومة سيق إليها كل عزيز كي تعتذر ولم تعتذر، ولم تر في الأمر شيئاً!!
وقل مثل هذا على باقي الأحداث التي تحدث هنا وهناك، والتي حدثت بالأمس، والتي تحدث اليوم.
فأين المحبة يا أدعياء المحبة؟!
إن الحقيقة التي لا مراء فيها أن دين النصرانية دين لا يعرف أدباً مع المخالف، أي أدب! وأن دين النصارى دين إرهاب هذا ما تقوله نصوص كتابهم المقدس في (العهد الجديد) و (العهد القديم).. وهذا ما يحدث على أرض الواقع بتمامه. وأنقل لك -أخي القارئ- بعض ما يقوله كتّابهم لتعرف كيف يتطابق مع الواقع، وأن القوم في سفاهتهم وبطشهم ينطلقون من منطلق عقدي ديني وليس تصرفات فردية كما يخدعون عوام الناس.
جاء على لسان المسيح -كما يزعمون-: "لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض. ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً" [متّى: 10: 34].
وجاء في سفر حزقيال [9 : 5 ـ 7] على لسان (الرب): "اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ خَلْفَهُ وَاقْتُلُوا. لاَ تَتَرََّأفْ عُيُونُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. أَهْلِكُوا الشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. وَلَكِنْ لاَ تَقْرَبُوا مِنْ أَيِّ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ، وَابْتَدِئُوا مِنْ َقْدِسِي. فَابْتَدَأُوا يُهْلِكُونَ الرِّجَالَ وَالشُّيُوخَ الْمَوْجُودِينَ أَمَامَ الْهَيْكَلِ. وَقَالَ لَهُمْ : نَجِّسُوا الْهَيْكَلَ وَامْلَأُوا سَاحَاتِهِ بِالْقَتْلَى، ثُمَّ اخْرُجُوا. فَانْدَفَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ وَشَرَعُوا يَقْتُلُون"
أليس هذا ما حدث في بيت المقدس حين دخله الصليبيون أول مرة ؟؟!!
و (الكتاب المقدس) هو الكتاب الوحيد الذي يأمر بقتل الأطفال!!
جاء في سفر العدد (31: 1ـ 18): "وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: انْتَقِمْ مِنَ الْمِدْيَانِيِّينَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، وَبَعْدَهَا تَمُوتُ وَتَنْضَمُّ إِلَى قَوْمِكَ. فَقَالَ مُوسَى لِلشَّعْبِ: جَهِّزُوا مِنْكُمْ رِجَالاً مُجَنَّدِينَ لِمُحَارَبَةِ الْمِدْيَانِيِّينَ وَالانْتِقَامِ لِلرَّبِّ مِنْهُمْ. فَحَارَبُوا الْمِدْيَانِيِّينَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ وَقَتَلُوا كُلَّ ذَكَرٍ؛ وَقَتَلُوا مَعَهُمْ مُلُوكَهُمُ الْخَمْسَةَ: أَوِيَ وَرَاقِمَ وَصُورَ وَحُورَ وَرَابِعَ، كَمَا قَتَلُوا بَلْعَامَ بْنَ بَعُورَ بِحَدِّ السَّيْفِ. وَأَسَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ نِسَاءَ الْمِدْيَانِيِّينَ وَأَطْفَالَهُمْ، وَغَنِمُوا جَمِيعَ بَهَائِمِهِمْ وَمَوَاشِيهِمْ وَسَائِرَ أَمْلاَكِهِمْ، وَأَحْرَقُوا مُدُنَهُمْ كُلَّهَا بِمَسَاكِنِهَا وَحُصُونِهَا، وَاسْتَوْلَوْا عَلَى كُلِّ الْغَنَائِمِ وَالأَسْلاَبِ مِنَ النَّاسِ وَالْحَيَوَانِ، ... فَخَرَجَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ وَكُلُّ قَادَةِ إِسْرَائِيلَ لاِسْتِقْبَالِهِمْ إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ ، فَأَبْدَى مُوسَى سَخَطَهُ عَلَى قَادَةِ الْجَيْشِ مِنْ رُؤَسَاءِ الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءِ الْمِئَاتِ الْقَادِمِينَ مِنَ الْحَرْبِ، وَقَالَ لَهُمْ: لِمَاذَا اسْتَحْيَيْتُمُ النِّسَاءَ؟ إِنَّهُنَّ بِاتِّبَاعِهِنَّ نَصِيحَةَ بَلْعَامَ أَغْوَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِعِبَادَةِ فَغُورَ، وَكُنَّ سَبَبَ خِيَانَةٍ لِلرَّبِّ، فَتَفَشَّى الْوَبَأُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. فَالآنَ اقْتُلُوا كُلَّ ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ، وَاقْتُلُوا أَيْضاً كُلَّ امْرَأَةٍ ضَاجَعَتْ رَجُلاً، وَلَكِنِ اسْتَحْيَوْا لَكُمْ كُلَّ عَذْرَاءَ لَمْ تُضَاجِعْ رَجُلاً".
وجاء في سفر إشعيا (13 : 16) يقول (الرب): "وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم".
أليس هذا بتمامه ما شاهدناه في البوسنة والهرسك؟ ألم يكونوا يحطّمون الأطفال -وليس فقط يقتلونهم، يضعونهم في خلطات الأسمنت ويعلقونهم بمسامير كبيرة في الأشجار ويتركونهم ينزفون حتى الموت!! ألم تفضح نساء المسلمين في البوسنة والهرسك أمام أعين الرجال؟ ألم تنهب البيوت؟!
إنها تعاليم الكتاب المقدس!
واسمع إلى إله الكتاب المقدس وهو يأمر بحرب إبادة كاملة: "أما مُدُنُ الشُّعُوبِ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ مِيرَاثاً فَلاَ تَسْتَبْقُوا فِيهَا نَسَمَةً حَيَّةً، بَلْ دَمِّرُوهَا عَنْ بِكْرَةِ أَبِيهَا، كَمُدُنِ الْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ كَمَا أَمَرَكُمُ الرَّبُّ " جاء في سفر التثنية (20 : 16).
وغير هذا كثير، أمسكتُ عنه لضيق المقام، وهو معروف مشهور للمتخصصين، فمن شاء رجع إليه.
والمقصود أن هذا هو الوجه الحقيقي للنصرانية، أنها لا تحب أحداً، وأنها لا تحمل وقاراً (للآخر)، وليس عندها إلا القتل والسفك إن قدرت. هذا ما يقوله التاريخ، وما ينطق به الواقع في (أبو غريب) و (جوانتنامو) و (قلعة حاجي) في أفغانستان وغيرهم.
وصدق الله العظيم {كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ} [التوبة:8].
وأين هذا من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للجيش حين يغزوا: «انطلقوا باسْمِ الله وَبالله وَعَلَى مِلّةِ رَسُولِ الله، وَلا تَقْتُلُوا شَيْخاً فَانِياً وَلاَ طِفْلاً وَلا صَغيراً وَلا امْرَأةً، وَلا تَغُلّوا وَضُمّوا غَنَائِمَكُم وَأصْلِحُوا وَأحْسِنُوا إنّ الله يُحِبّ المُحْسِنِينَ». (زيادة الجامع الصغير- للإمام السيوطي)
وقوله عليه الصلاة والسلام: «سِيُروا بِاسْمِ اللهِ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ. قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللهِ، وَلاَ تَمْثُلُوا، وَلاَ تَغْدِرُوا، وَلاَ تَغُلُّوا، وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيداً». رواه ابن ماجه.
نعم، عندنا الولاء والبراء، ونعم {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة:22]
ولكن الكره والسيف عندنا لمن حادّ الله ورسوله، لمن كفر وحمل الناس على الكفر، لمن ضلّ وأضلّ وأبى إلا ذلك بعد بذل كل سبل الحسنى له..
السيف عندنا لمن حمل في وجهنا السيف، أما من وضعه وأغلق عليه باب داره فلا حاجة لنا فيه.
السيف عندنا بعيد كل البعد عن النساء والأطفال ومن ليس من أهل القتال.
لا نفعل بالنساء والأطفال والضعاف ما فعله القوم في بيت المقدس وما فعلوه في فلسطين والعراق والشيشان والبوسنة والهرسك وأفغانستان كما أمرهم كتابهم (المقدس)، بل عندنا: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة:8].
وليس في شرعنا ولا في تاريخنا ولا في واقعنا المعاصر أننا سببنا نبياً أو رسولاً، أو استهزأنا بعقيدة ما وإن كنا نقر بأنها محرفه.
فأيُّنا المحب للخير؟
وأيُّنا المؤدب؟
؟؟؟؟؟؟؟؟يتشدق ( المبشرون ) بأنهم بالحق ينطقون ، وأنهم لم يأتوا بجديد وإنما فقط اظهروا الحقيقة التي أخفاها المسلمون منذ ألف وأربعمائة عام ، فما هم إلا قراء للكتب الإسلامية ، هكذا يتكلمون ، وصدقهم قومهم ونفر من قومنا ، ثم شاء الله أن يخرج بطرس اللئيم على الملأ فاستدعانا للدفاع عن ديننا ، ورحنا نتتبع ما تكلم به فوجدناهم يكذبون . فضحهم بطرس . وهاك البيان .
وباستقراء شبهات النصارى التي يتكلمون بها بألسنتهم في البالتوك أو الفضائيات أو في التسجيلات المنتشرة على الشبكة العنكبوتية ، يتضح لنا أن شبهات النصارى تتكون بثلاثِ طرقٍ رئيسية (1) وباقي الطرق فرعٌ على هذه الثلاث :
*الطريقةُ الأولى : الكذبُ الصريحُ
*والطريقةُ الثانية ـ القولي أو الفعلي ـ ثم استخدامُ مقدماتٍ عقليةٍ أو عرفيةٍ لتفسيره.
*والطريقةُ الثالثة : اعتمادُ الضعيفِ والشاذِ وما لا يصح من الحديثِ وأقوالِ العلماءِ ، وتصديرُه للناس على أنه حديثُ رسولِ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأقوالُ علماءِ المسلمين .
هذه هي الطرق الرئيسية التي تتكون بها شبهات النصارى . وبقليل من التمعن .نجد أن الطريقةَ الثانيةَ والثالثةَ ترجع للأولى ... وهي الكذب الصريح . إذ أن بترَ النص من سياقه العام ـ القولي أو الفعلي ـ ثم استخدام مقدماتٍ عقليةٍ أو عرفيةٍ لتفسيره نوع من الكذب . وكذا اعتمادُ الضعيفِ والشاذِ وما لا يصح من الحديثِ وأقوالِ العلماءِ ، وتصديرُه للناس على أنه حديثُ رسولِ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأقوالُ علماءِ المسلمين نوع من الكذب أيضا .
فيمكننا أن نقول في جملة واحدة أن شبهات النصارى تتكون بالكذب . هذا هو طريقها . . الكذب المباشر أو الكذب غير مباشر . وهاك البيان .
أمثلة للكذب الصريح:
* يقول ( في تفسير القرطبي لآية الأعراف 143 : إن موسى عليه السلام رأى الله فلذلك خر صعقا ، وأما الجبل رأى ربه فصار دكا (2)) وهذا كذب صريح ، فليس عند القرطبي شيء من هذا ، يكذب ليدلل على عقيدته .
* يقرأ آية من القرآن ويطلب من المذيع أن يتابع معه في مصحفٍ آخر بيد المذيع ، فيظهر اختلاف بين المصحف الذي في يد زكريا بطرس والمصحف الذي في يد المذيع ، فيقول للمذيع لا بد أن المصحف الذي في يدك المصحف الخاص بشمال أفريقيا . ثم يسأل أتبع ؟(3)
المصحف في كل الدنيا واحد ، ليس هناك مصحف خاص بأهل المغرب ( شمال أفريقيا ) ، وليس هناك مصحف خاص بغيرهم ، كل المصاحف واحدة ، وكل الآيات تحمل أرقاماً ثابتة ، وهو يكذب ليقول للناس أن لكل بلد ( أو مجموعة بلاد من المسلمين ) مصحف خاص بهم . أو ليقول أن هناك نسخ من القرآن العظيم ، وشهد المذيع عليه في ذات الحلقة إذْ قال : ( أنا أول مرة أشوف قرآن مختلف عن قرآن ثاني ) ، وهذه هي الحقيقة ليس هناك قرآن مختلف عن قرآن ثاني إلا عند هذا الكذاب اللئيم . وإن كان صادقاً فليأتنا بمصحف أهل المغرب ( شمال أفريقيا ) ويتلو علينا الآية الذائد فيه في سورة آل عمران كما زعم .ولا يستطيع لأنه لا يوجد .
* يقول ناقلاً عن كتابه ( المسيح يقول : إمرأة واحدة لرجل واحد ومن يتزوج بامرأة مطلقة يزني ) (4) ، وهو هنا يكذب أيضاً .. حتى في دينه يكذب ، وهذا طبعي جداً فالكذاب كذاب تكلم في الإسلام أو تكلم في غيره .
ليس في كتابه ( إمرأة واحدة لرجل واحد ) وإنما هي من عنده ، وضعها في النص من عند نفسه ثم راح يستشهد بها ، في [ متى 19 :9 ] 9 وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَب الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي، وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي». ، ثم يحتج علينا بأن النصرانية حرَّمت التعدد وأن ذلك رحمة بالنساء ونوعاً من الاحترام لهنَّ ، وهو يكذب فالمسيح لم يحرم التعدد ، وإنما حرمه الذين جاءوا من بعده ، ولم يرحموا المرأة بل عذبوها حين تركوها بلا زوج ، ولم يرحموا الإنسانية حين تركوا ملايين النساء بلا زواج ، أين يذهبن ؟ ومن أين يشبعن رغباتهم ولا زوج معهن ؟ وهو ما جعل الفاحشة تنتشر بين الناس في مجتمعاتهم ، لست هنا لمناقشة التعدد وإنما لبيان كيف يأتي بطرس بشبهاته ، إنه يكذب .. يكذبه حتى وهو يتكلم عن دينه .
* يقول ورد في صحيح البخاري ومسلم ما يدل على أن التمتع بالنساء حلال ، وأن الصحابة فعلوه في عهد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم وأبي بكر ، ويستدل على ذلك بحديث عند البخاري (5) " عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ أُنْزِلَتْ آيَةُ الْمُتْعَةِ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَفَعَلْنَاهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُنْزَلْ قُرْآنٌ يُحَرِّمُهُ وَلَمْ يَنْهَ عَنْهَا حَتَّى مَاتَ قَالَ رَجُلٌ بِرَأْيِهِ مَا شَاءَ "
وكذباً يفسر المتعة الواردة في الحديث بالتمتع بالنساء ( الزواج المؤقت الذي أجمعت الأمة على تحريمه ) والمتعة التي في الحديث هي التمتع بالحج ، بمعنى فصل العمرة عن الحج ، لم يقل أحد بغير هذا ، بدليل ما ورد في صحيح مسلم عن نفس الراوي ـ عمران بن حصين رضي الله عنه ـ يقول " نَزَلَتْ آيَةُ الْمُتْعَةِ فِي كِتَابِ اللَّهِ يَعْنِي مُتْعَةَ الْحَجِّ وَأَمَرَنَا بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ لَمْ تَنْزِلْ آيَةٌ تَنْسَخُ آيَةَ مُتْعَةِ الْحَجِّ وَلَمْ يَنْهَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى مَاتَ قَالَ رَجُلٌ بِرَأْيِهِ بَعْدُ مَا شَاءَ " مسلم / 2158
وقد نص على ذلك شارح البخاري ( ابن حجر العسقلاني ) في شرحه لحديث عمران نفسه عند البخاري /1469
يقول أن الفخر الرازي في تفسيره ( التفسير الكبير ) نص في موضعين على أن هناك شيطاناً أبيض كان يظهر للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في صورة جبريل ، وذلك في تفسير سورة الحج آية (52 ) وسورة التكوير آية (25 )
وهذا من الكذب الفاحش فالفخر الرازي ذكر هذا الكلام على أنه من كلام المخالف ورد عليه ونفاه بشده ، وهي عادة الفخر الرازي أن يذكر كلام المخالف ثم يرد عليه ، بل اشتد الفخر الرازي في نفي أن يكون الشيطان تكلم على لسان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فضلا عن أن يكون قد تمثل إليه في صورة ملك وأوحى إليه ، ولك أن ترجع إلى تفسير الفخر الرازي لآية الحج (52 ) وآية التكوير (25 )
وتكرر هذا النوع من الكذب من بطرس في قضية الصلب ، يقول بأن علماء المسلمين يعترفون بصلب المسيح وقتله ، ويقول بأن ذلك عند الفخر الرازي في تفسيره لآية [ النساء : 157 ] ، وينقل عن الفخر الرازي ما ينفيه الفخر الرازي ويرد عليه ، بمعنى أن الفخر الرازي أورد شبهات القائلين بالصلب من إخوان بطرس ثم راح يرد عليها ، فأتى بطرس ونقل ما ينفيه الرازي ويرد عليه وقال هو قول الفخر الرازي . !! (6)
ولذلك تجد النصارى كثيراً ما ينقولون عن الفخر الرازي ، وهم لا ينقلون عنه في الحقيقة ، وإنما ينقلون الشبهات التي يسردها ثم يرد عليها ، ينقلون الشبهات دون الرد عليها . وهذا كذب وخيانة .
* يقول في سورة الأحزاب جاء في (سورة الأحزاب 50) { وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ } [ الأحزاب: 50] ، قال ابن كثير ـ والقول لبطرس الكذاب ـ : "إنَّ اللَّاتِي وَهَبْنَ أَنْفُسهنَّ لِلنَّبِيِّ كَثِير كَمَا قَالَ الْبُخَارِيّ "(7)
والكذب هنا هو أنه بتر النص من سياقه العام ، حيث يوهم من قولهِ "إنَّ اللَّاتِي وَهَبْنَ أَنْفُسهنَّ لِلنَّبِيِّ كَثِير كَمَا قَالَ الْبُخَارِيّ " الذي ينقله عن ابن كثير أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تزوج كل هؤلاء اللاتي وهبن أنفسهن له ـ صلى الله عليه وسلم ـ والثابت أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يتزوج أي إمرأة وهبت نفسها إليه ، وفي ذات المكان الذي ينقل منه ذكر ابن كثير أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تزوج ثلاثة عشر امرأة فقط ، وفي ذات المكان الذي ينقل منه ( تفسير ابن كثير ) أن المرأة التي وهبت نفسها للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يتزوجها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بل زوجها من أحد الصحابة على أن يعلمها ما تعلم من القرآن .
يقول خولة بنت حكيم ووهبت نفسها للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ويتساءل كيف يكون ذلك وهي خالته؟(8) وفي مكان آخر ـ في البالتوك ـ يقول هو ومن معه بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تزوج خالته ، يقصدون هذه الصحابية الكريمة خولة بنت حكيم السلمية ـ رضي الله عنها .
وأم النبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ السيدة آمنة بنت وهب من قريش .. قرشية زهرية ، وليست سُلَمية ، ليس من أخواتها خولة بنت حكيم السلمية هذه التي يتكلمون عنها ، وإنما خولة بنت حكيم من قبيلة أخرى غير قريش ، وهي قبيلة بني سُليم .
وإنما قيل أنها خالته جرياً على عادة العرب ، فأخوال وهب ـ أبي آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم ـ بنو سُلَيم ، وأخوال هاشم وأخوال عبد مناف ـ أجداد النبي صلى الله عليه وسلم ـ من قبيلة سُلَيم ، ولذا يقال لقبيلة سليم كلها أخوال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، كما يقال لبني النجار من الخزرج أخوال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأن منهم أم عبد المطلب . فهم ليسوا أخوال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مباشرة ، وإنما على عادة العرب في الحديث ، وكذا يقال أن هوازن ـ وهم قبائل كبيرة ـ أعمام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كونه رضع في إحدى قبائل هوازن ، وهذا أمر يعرفه العام والخاص ، وبطرس يتعمد الكذب ليضل الناس ، يقول وهبت نفسها له ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويوهم المستمع أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ تزوجها ، ثم يقول للناس أنها خالته .
ولم تكن خالته أخت أمه من نسب أو رضاعة ، ولم يتزوجها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي الخالة التي حرمها الشرع . فانظر كيف يكذب !!
*كبيرهم شنودة وقفَ ذاتَ مرةٍ يُغْمضُ عينيه ، ويعقدُ جبهتَه ، يكسوه قبحُ المعصية ، وقف يخاطب جموع قومه من السذج يقول لهم ـ والمحاضرة مسجلة متداولة ـ إن الإسلام يذم نوعا واحدا من النصارى ، وهم الذين قالوا بان لله ابنا ، ويتلوا عليهم الآيات التي تقول بهذا .مثل قول الله تعالى { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً . لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً . تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً . أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً . وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً } [ مريم : 92 ] .
أما نحن ـ هو يعني ومن على شاكلته من الأرثوذكس ـ بنص القرآن لسنا على خطأ، لأننا لا نقول بأن الله اتخذ صاحبة ولا ولدا . وإنما نقول بأن المسيح هو عين الله ، وتعالى ربنا وتقدس عما يقول شنودة ومن معه . والمسلمون يعادوننا لأنهم لا يعرفون دينهم . هكذا يتكلم .
أرئيتم كيف يكذب على قومه ؟!
القرآن يذم نوعين من النصارى: من قالوا بأن لله صاحبة وولدا ، ومن قالوا بأن الله هو المسيح بن مريم .
والقرآن صريح في ذلك ، قال تعالى : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) (المائدة : 72 ). وكِلاهما قد ذم اللهُ في سورة واحدة في آيات متجاورة ، فكيف قرأ شنودة هذه ولم يقرأ تلك ؟؟!!
لا بد أنه قرأهما معا ، وتعمَدَ الكذب ليضل قومه .
لا بد أن من يقرأ هذه الآية يقرأ الأخرى معها . فهما متجاورتان . وذم كل النصرانية معلوم من الدين بالضرورة عند عامة المسلمين وعامة النصارى .
ومحاسبة القائل علي إمكانية علمه بالأمور والمسائل قاعدة ثابته عند كل العقلاء .. وهي ما يقال عنها عند الأصوليين قاعدة إمكانية العلم . والشاهد أن شنودة كبطرس سواء بسواء يكذب وهو يعلم أنه يكذب فقط ليضل قومه .
وأذكر القارئ الكريم بأني ذكرت أمثلة أخرى عديدة في بحثي الأول ( الكذاب اللئيم زكريا بطرس ) وفي ثنايا هذا البحث أمثلة أخرى من كذبه المباشر ، ولولا أن يطول المقال وتمل المقال لأكثرت من الأمثال فالرجل لا يكاد يصدق .
أمثلة على الطريقة الثانية من الطرق التي تتكون بها شبهات النصارى وهي : بَترُ النص من سياقه العام ثم استخدام مقدماتٍ عقليةٍ أو عرفيةٍ لتفسيره(9).
*يقول مستشهدا على عدم تحريف الكتاب المقدس بقول الله تعالى ( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ) يقصها هكذا ، يقول ـ موجها الدليل .. أو مستنتجاً من الآية ـ يعرفون التوراة والإنجيل كما يعرفون أبنائهم إذا الكتاب غير محرف .!!(10)
ألا لعنة الله على الكاذبين بطرس وأمثاله
هكذا بتر النص من سياقه ثم فسره بما يحلو له ، واستشهد به على عكس مراده .
الآية تتكلم عن معرفة أهل الكتاب بنبوة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصدق رسالته ، والضمير عائد على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما يقول القرطبي في تفسيره للآية الكريمة ، وهذه هي الآية كاملة قال تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }[ البقرة : 146]
والشاهد هنا أنه كوَّن الشبهة عن طريق بتر النص من سياقه العام ثم فسره بما يحلو له .
*في كتابه ( الله واحد في ثالوث ) وفي مقدمة الفصل الثالث يقول روح القدس هو روح الله ، وأن هذا ورد في القرآن في مواضع كثيرة منها { وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }[ يوسف: 87 ] يكتب الآية هكذا مبتورة ، والآية كاملة تتكلم على لسان يعقوب ـ عليه السلام ـ وهو يخاطب أبناءه يقول لهم {يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }والمعنى كما يقول الطبري في تفسيره ( ولا تقنطوا من أن يُرَوِّحَ الله عنا ما نحن فيه من الحزن على يوسف وأخيه بفرح من عنده فيرينيهما ( إنه لا ييأس من روح الله ) أي لا يقنط من فرجه ورحمته ويقطع رجاءه منه ) ، فانظر كيف بتر النص ، وفسره بغير معناه . ثم يقول أنه باحث وأنه قارئ !!
ألا لعنة الله على الكاذبين .
*يقول أن الكفارة التي في النصرانية منصوص عليها في القرآن الكريم ، في قول الله تعالى { وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا }[آل عمران : من الآية 193] ، وقول الله تعالى { لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ }آل عمران : من الآية195 (11)
ماذا فعل هو ؟ بتر النص من سياقه ثم فسره من عنده يستغل جهالة المتلقي . وهذا والله عين الكذب والخيانة.
والكفارة ـ ويعبرون عنها بالفداء ـ التي في النصرانية كما يعرفها بطرس نفسه في كتابه ( حتمية الفداء ) يقول : ( أن يتحمل الشخص الذي سيقوم بعملية الفداء الحكم المحكوم به على الشخص المفدى. أو بمعنى أبسط : الفداء هو أن يموت الفادي بدلاً عن المفدى ) (12) . والفادي هو المسيح ـ عليه السلام بزعمهم ـ مات كفارة عن خطايا البشرية كلها ، أو تحديداً من قبلوه فادياً ومخلصاً لهم .
يقولون نزل الإله وتألم وتعذب وقتل كفارةً عن خطايانا .
وهو كذب ولا يعنيني الآن إثبات كذب دعوى الفداء ( الكفارة ) وبيان أنها من أقوال ( بولس ) وليست من أقوال المسيح عليه السلام . وأن المسيح ـ عليه السلام ـ ما تكلم يوماً بأنه هو الله أو ابن الله متجسداً ، أو أنه ناسوت ولاهوت ،وأن هذا كله جاء من بعده ، لا يعنيني هذا أبداً هنا وإنما فقط أسأل : ما العلاقة بين هذا الكلام ( الفداء في النصرانية ) وآية آل عمران {رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ }[ آل عمران : 193]
وكفر عنا سيئاتنا هنا تعني اغفرها لنا واسترها علينا ، فالتكفير ( ما يستغفر به الإثم من صدقة أو صوم ونحوهما ) كما يقول أهل اللغة ، وتكفير الله للسيئات يعني ستر المعصية ومحوها هذا ما نعرفه في لغتنا وما قاله المفسرون ، أما أن ينزل الإله ويتجسد في هيئة بشر ويأكل ويشرب ويبول ويتغوط ثم يصفع على قفاه ويُلبسوه ثوباً قرمزياً من ثياب النساء ثم يقتلوه ، ويقولون فداء للخطايا ، فهذا لا نعرف سوى أنها خطة الشيطان في تحريف الأديان .
والمقصود هو بيان كيف يتعامل بطرس مع النصوص ..يبترها من سياقها ثم يفسرها من عند نفسه .
*يستشهد الكذاب اللئيم زكريا بطرس(13) ، وغيره ، على ألوهية السيد المسيح ـ عليه السلام ـ المزعومة بقول الله : ( ... وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ) (النساء : من الآية171 ) . يبترون النص هكذا . يقول كلمة الله وروح الله ، تعني أنه هو عين الله .
ماذا فعل ؟
بتر النص ثم فسره من عنده .. فسره بما يحلو له
هذه هي الطريقة التي تكونت بها الشبهة ، ونقول : القرآن صريح في أن المسيحَ ـ عليه السلام ـ عبد الله ورسولُه ، فبالنفي والاستثناء ـ وهي أقوى أساليب الحصر ـ جاء التعبير عن عبودية المسيح لله عز وجل في أكثر من آية في كتاب الله تعالى ، قال الله : ( إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ) (الزخرف : 59 )
وقال الله تعالى : (مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (المائدة : 75 )
وعلى لسان المسيح جاء في القرآن الكريم : (إِنَّ اللّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَـذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ) (آل عمران : 51 ) (وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ) (مريم : 36 ) (إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ) (الزخرف : 64 )
بل في نفس الآية التي يستدلون بجزء منها يقول الله تعالى : ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً ) (النساء : 171 ) والآية التي بعدها صريحة في هذا المعنى أيضا ، قال الله تعالى : ( لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعاً) (النساء : 172 ) .
ـ وإضافة الصفة إلى الله على نوعين ، إن كانت هذه الصفة ذاتٌ منفصلةٌ لها استقلاليةٌ فيكون ( إضافتها إلى الله تتضمن كونها مخلوقه مملوكة لكن أُضيفت لنوع من الاختصاص المقتضي للإضافة . لا لكونها صفة ) (14)
أي من باب التشريف والرِّفعة مثل بيت الله الحرام ، وسيف الله خالد بن الوليد ، وأسد الله الحمزة بن عبد المطلب و ( ناقة الله ) ، فـ ( روح الله ) و ( كلمة الله ) . لا تعني أبدا أنه جزء من الله .
والروح في استعمال القرآن شيء آخر غير هذا الذي يتكلم به بطرس ،
الروح تطلق على القرآن الكريم نفسه أو على الوحي عموماً ـ قرآن وسنة ـ قال تعالى : { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }[ الشورى : 52] ،( رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ) (غافر : 15 ) وقال تعالى : {يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ }[ النحل : 2] ، هذا كله معناه الوحْي سُمِّيَ رُوحاً لأَنّه حياةٌ من موتِ الكُفْرِ، فصار بحياتِه للناسِ كالرُّوح الّذي يَحْيَا به جَسَدُ الإِنسانِ .وأيضاً الروح في القرآن هو الذي يقوم به الجسد ويموت حين يفارقه وهو المقصود في قول الله تعالى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }[ الإسراء : 85] .
ويطلق الروح في القرآن على شخص جبريل ـ عليه السلام ـ . قال تعالى : (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ) (الشعراء : 193 ) وقال تعالى : ( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً) (النبأ : 38 ) وقال تعالى : (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) (النحل : 102 ) . وتطلق الروح على الفرج والرحمة ، والرَّوْح" بالفتح: الرّاحةُ" والسُّرورُ والفَرحُ .وتطلق على القوة والغلبة { وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ }[ الأنفال : 46]
فالروح عندنا ملك من الملائكة هو ـ جبريل عليه السلام ـ وليس هو عين الله كما يزعم بطرس وقومه (15).
وقول الله تعالى (وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ) يقول الطبري في تفسيره للآية : ( عن قتادة : { وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ } قال هو قوله : كن فكان .. وأما قول الله تعالى (وَرُوحٌ مِّنْهُ ) ونفخة منه , لأنه حدث عن نفخة جبريل عليه السلام في درع مريم بأمر الله إياه بذلك فنسب إلى أنه روح من الله , لأنه بأمره كان , قال : وإنما سمي النفخ روحا لأنها ريح تخرج من الروح ) أ . هـ (16).
والمقصود بيانه هنا هو كيف يتعامل مع النصوص الشرعية ليخرج منها بباطله . . . يبتر جزءًا من النص ثم يفسروه بما يحلو له .
*ويقول : ( هذه الأحاديث وهي تتكلم عن المرأة بهذا الأمر يجعلني أتساءل : هل لَمْ يتقابل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع إمرأة شريفة ؟) ( أسئلة 72 /13 )
هذا بعد أن أورد الأحاديث التي تأمر بالعفة وعدم النظر للنساء ، وعدم التهاون في الدخول عليهن والخلوة بهن دون مَحْرَمٍ ، ومعلوم أن النهي لا يعني أن المخاطب قد فعل ما يُنهى عنه ، فحين يقول الله لموسى ـ عليه السلام ـ وبني إسرائيل كلهم في الوصايا العشر لا تزني لا تسرق لا تقتل ليس معنى هذا أن موسى عليه السلام ـ قد زنا أو سرق أو غير ذلك ، وإنما النهي يكون أيضاً للمداومة على الفعل أو الترك .
فحين يأمر الإسلام بالعفة والشرف والبعد عن الرذيلة ويحث الناس على تحصيل الفضيلة وحراستها ، فهذا لا يعني أنه يتهم من يأمرهم . لم يفهم أحد هذا ولا بطرس نفسه ولكنه لئيم يدس السم .
*ينقل عن الدكتورة عائشة بنت عبد الرحمن ( بنت الشاطئ ) من مقدمة كتابها ( نساء النبي ) ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا النص ( لابد لي أن أشير إلى رغبة كريمة أبداها بعض السادة القراء، ممن يؤثرون أن نطوي بعض الأخبار، عن حياة الرسول الخاصة، تعلقت بها شبهات أعداء الإسلام.
غير أني في الحق ألفيت أن طي هذه الأخبار، لا تقره أمانة البحث، ولا هو من هدى القرآن الكريم، الذي حرص على أن يسجل منها ما يؤكد بشرية الرسول ... وما كان لي أن أطوي ما لم يطوه الله تعالى، عن بيت نبينا صلى الله عليه وسلم في آيات نتعبد بها ... فلم يعد يحل لدارس مسلم أن يضرب الصفح عن ذكرها.
وأنا بعد لا أرى في هذه المواقف آية عظمَة في نبينا.)(17)
وهو هنا بتر النص من سياقه العام فغير المعنى ، وبالتالي تكلم على لسان الدكتورة عائشة بما لم تتكلم به ، بل وغير في النص ذاته .. وضع قلمه فيه .. . كما هي عادتهم مع كتابهم وكما هي عادته مع النصوص الشرعية ،
وهذا هو النص الأصلي من كتاب الدكتورة الطبعة الثالثة عشر . تقول : ( ولا بد لي أن أشير إلى رغبة كريمة ، أبداها بعض السادة القراء ، ممن يؤثرون أن نطوي بعض أخبار عن حياة الرسول الخاصة ، تعلقت بها شبهات أعداء الإسلام .
غير أني في الحق ، ألفيت أن طي هذه الأخبار ، لا تقره أمانة البحث ، ولا هو من هدي القرآن الكريم الذي حرص على أن يسجل منها ما يؤكد بشرية الرسول ، كي يعصمنا مما تورط فيه غيرنا ، حين جردوا رسلهم من بشريتهم ، وأضفوا عليهم من صفات الألوهية ما يشوب عقيدة التوحيد التي هي جوهر الدين كله .
وما كان لي أن اطوي ما لم يطوه الله تعالى ، عن بيت نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ في آيات نتعبد بها ونتلوها قياما وقعوداً وعلى جنوبنا ، فلم يعد يحل لدارس مسلم أن يضرب الصفح عن ذكرها ، فيما يتناول من حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وقد نزل بها الوحي في سور وآيات محكمات .
وأنا بعد لا أرى في هذه المواقف ، إلا آية عظمة في نبينا الذي استطاع وهو بشر مثلنا أن يضطلع بآخر رسالات السماء ، وأن ينقل بها الإنسانية إلى مرحلة الرشد ، ويحررها من ضلال الوثنية وشوائب الشرك ، ويقودها على مراقي طموحها إلى تحقيق وجودها الأسمى .
آية البطولة في محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه استطاع وهو بشر مثلنا أن يدخل التاريخ كما لم يدخله سواه ، وأن يوجه سيره على امتداد الزمان والمكان منذ اصطفاه الله تعالى خاتما للنبيين عليهم السلام .
أريد لأقول :
إنني في كل ما تناولت من حياة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم أر في شيء منه قط ما أتحرج من تعريضه لضوء البحث الأمين ، وقد كان مرجعي فيها جميعاً القرآن الكريم والحديث الشريف ، ومصادر إسلامية في السيرة والتاريخ ، لا يرقى إليها أي شك في حسن المقصد وصحة الإيمان ) انتهى كلامها .
التعليق : تقرأ ما نقل بطرس الكذاب على لسان الدكتورة فتخال أن على بيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أُلقيت سُتُرٌ غليظة ، وتخال المسلمين وقد تجمعوا حول بيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخفون شيئا معيباً تستره جدارن البيت ، وأن بنت الشاطئ جاءت لتزيح هذه السدود وتلك الستر الغليظة وتكشف للناس الحقيقة بعد ألف وأربعمائة عام ، نقل بطرس كلامها ليقول للناس أن المسلمين يخفون أشياء كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يفعلها وإن عرفها الناس انفضوا عنه .
وحين تقرأ كلام الدكتورة كاملاً بدون تحريفات هذا الكذاب اللئيم تجد أنها تفاخر بحياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وترد على الكذاب اللئيم زكريا بطرس وإخوانه ما تكلموا به في حقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بل وتنال من معتقدهم صراحة .
فما أقبح الكذب .
والمقصود أن هكذا يستدل بطرس .. يبتر الكلام ويدخل عليه بعد التعديلات ( البسيطة ) التي تخرجه عن معناه الأصلي .
الطريقة الثالثة التي يفتعلون بها الشبهات : اعتماد الضعيف والشاذ وغيرِ الصحيح من الحديث وأقوال العلماء ، وتصديره للناس على أنه حديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأقوالُ علماء المسلمين .
كتب التاريخ والسيرة غير كتب الحديث ، وكتَّاب السيرة والتاريخ ليسوا على ذات الدرجة من الضبط التي عليها أهل الحديث ، حتى من يكتب التاريخ ممن لهم دراية بعلم الحديث لا يعتمد ذات الضبط الذي يعتمده حين يكتب الحديث النبوي الشريف ، لذا تجد كثيراً من كتب السيرة والتاريخ تأتي بروايات ضعيفة ، وقد تذكر ضعفها وقد لا تذكر ، وغالباً لا تذكر ، وبطرس ومن على شاكلته يذهبون إلى هذه الكتب ويأخذون منها الضعيف والشاذ ومالا يصح ويستدلون به ، وهي خيانة لمن يقرأ لهم .
ومن أوضح ما يضرب مثالاً على ذلك ما يتكلم به بطرس وغيره من الأفاكين في خلق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مثل رؤيته لزينب بنت جحش حاسرة ومن ثم سعى في طلاقها وتزوجها . وهذا الكلام لا يصح ، مما أجمع الناس على ضعف روايته بل وعدم صحتها .
والذي نعرفه
ـ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يرَ زينبا متفضلة في ثيابها أبدا ، وهذه الرواية لا تصح . من ذكرها ضعفها وشجب عليها .
ـ والرسول لم يحب زينباً ، ولو كان قد أحبَّها فقد كانت أمامه منذ الصغر ؛ أفيرغبُ فيها بعد أن كبر سنه ، وبعد أن كبر سنها وذاقت غيره من الرجال ؟ !
ـ زيد كان يشكو دائما من زينب ، وكانت تشكو منه ، والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يوصيه بأن يتقي الله ويمسك عليه زوجه ، وهذا عكس ما يذهب إليه النصارى إذ يقولون أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو الذي طلق زينب من زيد وتزوجها .
ـ ( طلق زيدٌ زينباً وهو لا يفكر لا هو ولا زينب فيما سيكون بعد الطلاق .. لم يكن أحد يعلم شيء ، لم ينزل خبر على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأن زينب تطلق ويتزوجها هو ، وإنما كان وحيا بالإلهام ، ولم يكن أمرا صريحا من الله . وإلا ما تردد فيه ولا أخَّرَه ولا حاول تأجيله ، ولجهر به في حينه مهما كانت العواقب التي يتوقعها من إعلانه .ولكنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان أمامَ إلهامٍ يجده في نفسه ، ويتوجس في الوقت ذاته من مواجهته ، ومواجهة الناس به.
ـ الحرج كان من زواج مطلقة الابن بالتبني ، وليس من تطليق زينب لزواجها ، وليس من محبة زينب التي تربعت في قلبه وهو يخفيها كما يفتري بطرس وغيره .. إذ كان العرف السائد يومها أن زينب مطلقة زوجة الابن بالتبني ، كان العرف أنها لا تحل لمن تبني مطلقها .. كان هذا العرف سائدا حتى بعد إبطال التبني )(18) .
ـ وهذا الأمر واضح في الآية نفسها { فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا } فزيد قضى منها وطره ، وطلقها وهو كاره لعشرتها وهي كارهةٌ لعشرته ثم جاء زواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد ذلك .
ـ كان يعلم ـ بالإلهام ـ أن هذا الأمر حادث ، ولم يكن يحبه ، بل كان يخشاه ، يخشى من كلام الناس ( وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ) وهذه أمارة على سلامة الطبع ، وأمارة على عدم الرغبة في الزواج من زينب .
ـ بعد انقضاء عدة زينب ، أرسل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ زيدا زوجها السابق إليها ليخطبها عليه.في الحديث عن أنس ـ رضي الله عنه قال : ( لَمَّا انْقَضَتْ عِدَّةُ زَيْنَبَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِزَيْدٍ فَاذْكُرْهَا عَلَيَّ قَالَ فَانْطَلَقَ زَيْدٌ حَتَّى أَتَاهَا وَهِيَ تُخَمِّرُ عَجِينَهَا قَالَ فَلَمَّا رَأَيْتُهَا عَظُمَتْ فِي صَدْرِي حَتَّى مَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَنْظُرَ إِلَيْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَهَا فَوَلَّيْتُهَا ظَهْرِي وَنَكَصْتُ عَلَى عَقِبِي فَقُلْتُ يَا زَيْنَبُ أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُكِ قَالَتْ مَا أَنَا بِصَانِعَةٍ شَيْئًا حَتَّى أُوَامِرَ رَبِّي فَقَامَتْ إِلَى مَسْجِدِهَا وَنَزَلَ الْقُرْآنُ وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ عَلَيْهَا بِغَيْرِ إِذْنٍ ) (19)
. لم يشتكِ زيد ، ولم تشتكِ زينب ولو كان زيد مكرها على طلاق زينب ، ولو كانت مكرهة على فراقه لتكلم وأسمع ، ولتكلمت وأسمعت ، والذي نجده هو أن الذي خطب زينب هو زيد ، ونجد زيداً لا ينظر إليها إجلالا للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كونه فقط ذكرها للزواج ، وزينب تآمر ربها . . إنها نفوس موصولة بالله .
ـ العلة من هذه القصة مذكورة في ذات السياق الذي يتكلمون به { لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً } [ الأحزاب : 37 ] يقول صاحب الظلال : ( وقد شاء الله أن ينتدب لإبطال هذا التقليد من الناحية العملية رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد كانت العرب تحرم مطلقة الابن بالتبني حرمة مطلقة الابن من النسب ؛ وما كانت تطيق أن تحل مطلقات الأدعياء عملا ، إلا أن توجد سابقة تقرر هذه القاعدة الجديدة . فانتدب الله رسوله ليحمل هذا العبء فيما يحمل من أعباء الرسالة . وسنرى من موقف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من هذه التجربة أنه ما كان سواه قادرا على احتمال هذا العبء الجسيم ، ومواجهة المجتمع بمثل هذه الخارقة لمألوفه العميق ، وسنرى كذلك أن التعقيب على الحادث كان تعقيبا طويلا لربط النفوس بالله ولبيان علاقة المسلمين بالله وعلاقتهم بنبيهم ، ووظيفة النبي بينهم .. كل ذلك لتيسير الأمر على النفوس وتطبيب القلوب لتقبل أمر الله في هذا التنظيم بالرضا والتسليم ) أ .هـ .
ـ وفي القصة كلها أمارة على صدق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ـ (( لَوْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَاتِمًا شَيْئًا لَكَتَمَ هَذِهِ ))(20) نعم لم يكن يكتم شيئا من الوحي ، وما كان يتصرف بغير وحي { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}[ النجم :3 ، 4 ]
ليس في القصة ولا حواليها أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ رأي زينب وأعجبته ومن ثم طلّقها هو من زيد ليتزوجها . أبدا .. ليس هذا في القصة ولا في صريح النص محل الاستدلال ، ولا يمكن أن يظن ممن يعرف الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؛ وإنما بطرس كذاب .
ونسأل النصارى لو سلمنا جدلا أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ طلق زينب وتزوجها هل يطعن هذا في نبوة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمقاييسكم أنتم ؟ أنت تشهدون على الأنبياء بالزنا .. زنا المحارم ثم تطعنون بما لا يصح على رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ ؟
أمرٌ عجيب . وأعجب منه أن هذه الشبهة ردَّ عليها الأولون ،والآخرون يتكلمون بكلام الأولين دون أن يلتفتوا للردود السابقة والردود الحالية ، مما يعكس أنها فقط نفسية مريضة لا تريد سوى إضلال الناس ولذا تكذب وتفتري .
*ومن الأمثلة كذلك ما يردده هذا الكذاب اللئيم وإخوانه حول قصة الغرانيق العلى ، لم يتكلم أحد ممن نقِّرهم من علماء المسلمين بأن القصة صحيحة ويأتي هذا الأفاك الأثيم وينقل الكلام ويقول تكلم بها كل علماء المسلمين ، هم ذكروها وضعفوها واشتد نكيرهم على من تكلم بها ، ومع ذلك يستدل به .
الفخر الرازي في تفسيرة للآية ( 52 ) من سورة الحج أشتد نكيره على هذه القصة جداً ، ونقل عن الإمام بن خزيمة قوله عنها " هذه القصة من وضع الزنادقة " ، ونقل عن الإمام البيهقي قوله : " هذه القصة غير ثابتة من جهة النقل " . وقال ابن حزم في كتاب " الفصل في الأهواء والنحل " (2/311) : " وأما الحديث الذي فيه : ( وأنهن الغرانيق العلى ، وإن شفاعتها لترتجى ) فكذب بحت موضوع ، لأنه لم يصح قط من طريق النقل ، ولا معنى للاشتغال به ، إذ وضع الكذب لا يعجز عنه أحد " اهـ .
وقال القاضي عياض في الشفا (2/79) : " هذا حديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة ، ولا رواه ثقة بسند سليم متصل....،
وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره (3/239) : " قد ذكر كثير من المفسرين قصة الغرانيق ، وما كان من رجوع كثير من المهاجرة إلى أرض الحبشة ظناً منهم أن مشركي قريش قد أسلموا ، ولكنها من طرق كلها مرسلة ، ولم أرها مسندة من وجه صحيح ، والله أعلم " . اهـ .
وقال الشوكاني :" ولم يصح شيء من هذا ، ولا يثبت بوجه من الوجوه " .
وهذا هو مذهب أكثر المفسرين والمحدثين ، وممن ذهب إليه الجصاص ، و ابن عطية و أبو حيان ،و السهيلي ،و الفخر الرازي ،و القرطبي ،و بن العربي ،و الآلوسي ، و أبو السعود ، و البيضاوي ، و القاسمي و الشنقيطي ، و المنذري ، و الطيبي ، و الكرماني و العيني وغيرهم .
ومن أراد الاستزادة حول الروايات والطرق فليرجع إلى كتاب الشيخ الألباني رحمه الله : " نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق " ، وكتاب " التحقيق في قصة الغرانيق " لأحمد بن عبد العزيز القصير .
كل مَن نعرف من أهل العلم قالوا أنها ضعيفة وبطرس ينقل عنهم ويقول قالوا بها . !!
هكذا تتكون شبهاته .
*ومثال ذلك ما يردده حول وجود زيادة مشطوبة من المصحف ، ينقل عن الشيعة ، وكلامهم لا نلتفت إليه . والمقصود بيانه هنا هو أن الضيعف وما لا يصح هو إحدى الوسائل الرئيسية في تكون شبهات الكذاب اللئيم زكريا بطرس ومن على شاكلته .
ثانياً :
ننصح كل من يسمع شبه من شبهات النصارى أن يفتش عن أمرين :
الأول : المصدر الذي تكونت منه الشبه .
والثاني : الطريقة التي تكونت بها الشبهة .
وبعد قليل من التدبر لن تجد أي شبهة للنصارى ولا لغيرهم بل ستجد أنها كلها افتراءات ومحض كذب . أو أفهاما عليلةً هي التي افتعلت الشبه بجهلها أو حقدها .
*ويسعنا أن نقول : إننا لا نواجه شبهات حقيقة وإنما نواجه عقلية مريضة هي التي تفتعل هذه الشبهات .
وانظر إلى خالقهم كيف يخاطبهم .
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ }آل عمران70
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }آل عمران71
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ }آل عمران98
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }آل عمران99
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ }المائدة15
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ }المائدة77
ويخبر ربنا عما تكن صدورهم فيقول سبحانه وتعالى : {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }البقرة1
؟؟؟؟؟؟؟؟(((((((((((و من الشيطان كما قد بسط الكلام على ذلك في غير هذا الموضع؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
((((((((((((((((رسول الله محمد كما ورد في الكتاب المقدس
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على من إتبع الهدى :
أما بعد :
في كتاب نشيد الأناشيد الذي ينسب لسليمان بن داوود عليهما السلام، نلاحظ في الجزء الخامس أنه يصف رجلاً يقول اليهود أنه سليمان علية السلام بينما يقول النصارى أنه المسيح علية السلام . و المتكلم مجهول لكنه يبدو لنا أنه أنثى. و يرجح اليهود أن المتكلم هو زوجة سليمان المسماة شولميث و أنها تصف سليمان علية السلام نفسه. على أن النصارى لديهم أدلة قوية على أن الخطاب هو للمسيح عيسى بن مريم علية السلام. فإن كان هذا صحيحاً فإننا أمام نبوءة برسول جديد لم يلد بعد. فطالما أن الجزء الخامس من كتاب نشيد الأناشيد يتحدث عن نبي يخرج في المستقبل فهو بلا شك يتحدث عن محمد عليه أتم الصلاة و التسليم.
الجزء الخامس من نشيد الأناشيد:
9(بَنَاتُ أُورُشَلِيمَ): بِمَ يَفُوقُ حَبِيبُكِ الْمُحِبِّينَ أَيَّتُهَا الْجَمِيلَةُ بَيْنَ النِّسَاءِ؟ بِمَ يَفُوقُ حَبِيبُكِ الْمُحِبِّينَ حَتَّى تَسْتَحْلِفِينَا هَكَذَا؟
10(الْمَحْبُوبَةُ): حَبِيبِي أَبيَضٌ وَ أَزْهَرُ (متورد)، عَلَمٌ بَيْنَ عَشَرَةِ آلاَفٍ. 11رَأْسُهُ ذَهَبٌ خَالِصٌ وَغَدَائِرُهُ مُتَمَوِّجَةٌ حَالِكَةُ السَّوَادِ كَلَوْنِ الْغُرَابِ. 12عَيْنَاهُ حَمَامَتَانِ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ، مَغْسُولَتَانِ مُسْتَقِرَّتَانِ فِي مَوْضِعِهِمَا. 13خَدَّاهُ كَخَمِيلَةِ طِيبٍ (تَفُوحَانِ عِطْرَاً) كَالزُهُوْرِ الحُلْوَة، وَشَفَتَاهُ كَالسُّوْسَنِ تَقْطُرَانِ مُرّاً (صمغ ذكي الرائحة) شَذِيّاً. 14يَدَاهُ حَلْقَتَانِ مِنْ ذَهَبٍ مُدَوَّرَتَانِ وَمُرَصَّعَتَانِ بِالزَّبَرْجَدِ، وَجِسْمُهُ عَاجٌ مَصْقُولٌ مُغَشًّى بِالْيَاقُوتِ. 15سَاقَاهُ عَمُودَا رُخَامٍ قَائِمَتَانِ عَلَى قَاعِدَتَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ نَقِيٍّ، طَلْعَتُهُ كَلُبْنَانَ، كَأَبْهَى أَشْجَارِ الأَرْزِ. 16فَمُهُ عَذْبٌ، نعم: إِنَّهُ مَحَمَد. هَذَا هُوَ حَبِيبِي وَهَذَا هُوَ صَدِيْقٍي يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ!
إن أول ملاحظة هنا أن الشخص الذي نتكلم عنه له طلعة وجهه كلبنان، أي طلعة وجهه كالعرب و ليس كاليهود. رأسه كالذهب الخالص و غدائره متموجة حالكة السواد، و هذا ما ورد في وصف محمد رسول الله صلى الله علية وسلم في صحيح البخاري. و كون و جهه أبيض متورد أيضاً ورد في صحيح البخاري. و كون جسمه ذهبي عاجي أبيض يلمع كالشمس قد ورد أيضاً في صحيح البخاري.
حتى الآن كل هذه الأوصاف يمكن أن تنطبق على كثير من الناس ، فلماذا قلنا أن الحديث بلا شك هو عن محمد صلى الله علية وسلم؟ إن المقطع رقم 16 يحتوي على الكلمة العبرية مَحَمَد
====================================================((((((((((((((
كيف يخاطبون الله في الكتاب المقدس ؟
اذا رحنا نقلب صفحات الكتاب المقدس لنتعرف منها على آداب الدعاء والضراعة إلى الله العظيم . . . فإننا نجد عجباً !!
إن الخطاب مع الله يتسم بالجرأة والاتهام ، وأقرأ معي هذه النصوص :
_ في سفر الملوك الأول أن إيليا ( إلياس ) النبي خاطب الله _ يقول السفر :
(( وصرخ إلى الرب وقال : أيها الرب إلهي ، أأيضاَ إلى الأرملة التي أنا نازل عندها أسأت باماتتك ابنها )) [ 17 : 20 ] ( ترجمة الفاندايك )
_ في سفر الخروج [ 5 : 22 ] أن موسى النبي خاطب الله _ يقول السفر :
(( فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ : لِمَاذَا أَسَأْتَ إِلَى شَعْبِكَ يَارَبُّ؟ لِمَاذَا أَرْسَلْتَنِي؟ فَمُنْذُ أَنْ جِئْتُ لأُخَاطِبَ فِرْعَوْنَ بِاسْمِكَ، أَسَاءَ إِلَى الشَّعْبِ، وَأَنْتَ لَمْ تُخَلِّصْ شَعْبَكَ عَلَى الإِطْلاقِ )) .
_ في سفر إشعياء [ 63 : 17 ] أن إشعيا النبي خاطب الله قائلاً :
(( لماذا أضللتـنا يا رب عن طرقك ؟ قسيت قلوبنا عن مخافتك )) .
_ في مزمور [ 10 : 1 ] أن داود النبي خاطب الله قائلاً :
(( يارَبُّ : لماذا تقف بعيداً ؟ لماذا تختفي في أزمنة الضيق ؟ )) .
ونحن نسأل :
إذا كان الأنبياء بهذه الوقاحة ، وهم حملة كلمة الله الهادية ، فماذا بقي للفساق والسفهاء ؟
منقول من موقع المسيحية فى الميزان
=======================================================================(((((((((((((((
مريم العذراء والدة الله
يقول النصارى عن مريم العذراء أنها والدة الإله تماماً كما يقول الوثنيين عن والدات الآلهة عندهم ، وقول النصارى هذا وخصوصاً عند الكاثوليك هو أشهر من نار على علم حتى أنهم ينشدون الأناشيد تعظيماً لها ويتضرعون إليها في أيام مخصوصة يسمونها ( الأيام المريمية ) ويلقبونها ( ملكة السماء ووالدة الآله الممتلئة نعمة وصاحبة المجد على الأرض وفي السماء ) وقد صار القول بأنها والدة الإله في مجمع أفيسوس سنة 431 بعد المسيح .
وإليك عزيزي القارىء بعض ما يقوله النصارى من الكفريات عن مريم في رسائلهم الرعوية :
" وكما يحني الطفل الى امه ويشعر بالإطمئنان في حضنها، كذلك نحن، علينا التوجه الى امنا السماوية مريم العذراء طالبين منها بان تمنح المحبة والسلام لكل من يدعو باسم ابنها يسوع المسيح. لتعطينا أم اللّه العذراء المجيدة والدة الاله رسلا غيورين ليعلنوا اسم المسيح فيكل مكان "
وفي ادعيتهم يقولون : " يا مريم ام الاله ، يا مسكن الطيب الموَقر ، اجعليني بصلواتك اناء منتخباً لكي اتناول قدسات ابنك "
" يا والدة الاله، اذ قد لجأنا تحت كنف تحننك، فلا تعرضي عن توسلاتنا في الضيقات، بل نجنا من الشدائد،ايتها النقية المباركة وحدك "
قال : ( داون ) في كتابه : خرافات التوراة والإنجيل وما يماثلها في الديانات الأخرى ما ملخصه : " كما نجد عند الوثنيين والدات للآلهة يعظمونهن ويلقبوهن بألقاب التمجيد والتفخيم كذلك نجد عند النصارى والدة للإله يعظمونها ويلقبونها بالألقاب التي يلقب الوثنيون بها والدات آلهتهم ، يؤكد ذلك الرسوم التي يصور الوثنيون بها والدات آلهتهم تماماً "
وهناك طائفة من هذه الرسوم يمكنك أن تقابلها بما هو موجود الآن عند النصارى من الصور والتماثيل مع ملاحظة تلك القرون الطويلة التي كانت بين آلهة الوثنيين كبوذا وكرشنة وغيرهما وبين المسيح إله النصارى ، وأيضاً فإن الصينيين يضعون صورة الإله ( شينمو ) إلههم في أحسن محل من البيت ويغطونها بغطاء من الحرير كما يفعل أكثر النصارى بصورة العذراء مريم . ويبنون الهياكل على اسمها مثل ( هيلك ) ( والدة الإله ) متسوبو كما يبني النصارى كنائسهم مثل ( كنيسة السيدة وكنيسة العذراء )
وكان المصريون القدماء يلقبون والدة الإله إيسيس أو والدة المخلص هورس بأسماء عديدة منها ( السيدة ) ( ملكة السماء ) ( نجمة البحر ) ( والدة الإله ) ( الشفيعة ) ( العذراء ) الخ . ويصورونها واقفة على الهلال يحيط بها اثنتا عشرة نجمة . غير أن تصوير الوثنيين لوالدات آلهتهم بهذا الشكل سابق لتصوير النصارى لمريم العذراء بقرون عديدة فتدبر !!
قال بونويك في كتابه ( دين المصريين ) :
لقد جاء في كتاب للنصارى قديم العهد اسمه ( سفر أخبار الاسكندرية ) ما نصه : " انظروا كيف يمثل المصريون ولادة العذراء ثم ولادة ابنها " وهذا عين ما يقوله النصارى بخصوص ولادة المسيح مع أن الحين بين القصتين مديد جداً .
وعيد دخول المسيح إلى الهيكل وتطهير العذراء الذي يقع في 2 شباط من كل سنة هو من أصل مصري فقد كان المصريون يعيدون اجلالاً وتعظيماً للعذراء نايث وفي ذات اليوم يعيد النصارى هذا العيد .
وأهالي بابل وآشور عبدوا عذراء زعموا أنها والدة إله وصوروها وعلى يدها ولدها الإله كما هي الحال عند النصارى تماماً واسم هذه العذراء ( ميليتا ) واسم ابنها المخلص ( تموز ) يلقب بالوسيط والمخلص وكان يوجد في جزيرة قبرص هيكل اسمه ( هيكل العذراء ميليتا ) وهو أعظم الهياكل التي كانت في عصر اليونانيين إبان مجدهم .
وقد ولج اليهود أيضاً في لجج بحار الوثنية حتى إنهم عبدوا الشمس والقمر والنجوم وقدموا من الإنسان ذبيحة وقرباناً لأحد تلك الآلهة ومما عبدوه عذراء دعوها ( ملكة السماء ) كما جاء في سفر إرميا الاصحاح 44 من عدد 16 _ 19 . قالت اليهود إلى ارميا : " اننا لا نسمع لك الكلمة التي كلمتنا بها باسم الرب بل سنعمل كل امر خرج من فمنا فنبخر لملكة السموات ونسكب لها سكائب كما فعلنا نحن وآباؤنا وملوكنا ورؤساؤنا في ارض يهوذا وفي شوارع اورشليم فشبعنا خبزا وكنا بخير ولم نر شرا. ولكن من حين كففنا عن التبخير لملكة السموات وسكب سكائب لها احتجنا الى كل وفنينا بالسيف والجوع. واذ كنا نبخر لملكة السموات ونسكب لها سكائب فهل بدون رجالنا كنا نصنع لها كعكا لنعبدها ونسكب لها السكائب "
وكان اليونانيون يدعون والدة الإله العذراء ( جونو ) ( ملكة السماء ) ويعبدونها معتقدين إنها حارسة النساء من المهد إلى اللحد كما تعتقد النصارى اليوم بمريم العذراء .
وصدق الله إذ يقول : " يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ "
====================================================================((((((((((
ديانة المسيح أم ديانة بولس ؟
اعداد الاخ : يوسف عبد الرحمن
عندما يبحث المرء عن أصول المسيحية لا بد له أن يبدأ أو ينتهي بدارسة عن بولس رائدها الأول ، لأن بولس الذي لم يكن من الحواريين الاثنى عشر ، ولم يكن من صحابة المسيح عليه السلام ولم يكن شاهداً على أحداث بعثته ، تمكن بمفرده من تأسيس المسيحية ، وهو السبب الأول الذي من أجله يطلق على الديانة المسيحية اليوم اسم مسيحية بولس ،نسبةً إلى مؤسسها الفعلي ، برغم الانطباع السائد بين العامة أن المسيح عليه السلام هو المؤسس ، ذلك أنهم احتفظوا بالمسيح رمزاً لعقيدة بولس ، وقد يكون من المفيد التأمل فيما كانت ستكون عليه المسيحية اليوم لو لم تنفجر ظاهرة بولس على مسرح التاريخ بعد رفع المسيح .
التحول المفاجىء !! :
تجمع المراجع الموثوق بها على أن لبولس الطرطوسي دوراً خطيراً في تحريف وتبديل المسيحية الأصلية ويدل على ذلك التحول المفاجىء والغريب من الاضطهاد الشديد للمسيحيين إلى كونه رسول من عند الله ومصدراً للوحي والشرع !!!!!!
لقد كانت هذه حقيقة بالفعل ، ولكنها حقيقة تدعو إلى العجب ، فكيف بشخص شرير ومضطهد للأبرياء ينتقل إلى رسول وديع، ينزل عليه الوحي ويكلم الله ؟!!! هكذا بدون أي مقدمات، وبدون دليل عقلي أو نقلي كنص في كتاب سماوي يدل أو يشير إليه أو يصفه، لأن رسائله شهادة منه لنفسه فهي غير مقبولة، وكذلك ما كتب بتأثير منه، كل ذلك لا يعتبر دليلاً نقلياً أو عقلياً على كونه رسولاً يوحى إليه أو كاتب وحي ملهم .
ولنفرض جدلاً أن بولس هذا كان كأي منحرف أو مشرك كافر، ثم هداه الله فآمن حتى مع تذكر سوابقه المشينة، فإن ذلك يعقل إذا كان دوره - فيما بعد - لا يعدو أن يكون مؤمناً متبعاً أو مجتهداً ، أما أن ينتقل من عدو لدود وظالم، إلى رسول ملهم ومشرع ويكلم الله، فإن هذا ما يرفضه العقل السليم ، والفطرة المتيقظة ...
ما قيل عن معجزات بولس وإرساليته في كتب العهد الجديد :
أولاً : لا بد لكون الكتاب سماوياً واجب التسليم أن يثبت أولاً بدليل تام أن هذا الكتاب كتب بواسطة نبياً ما، ووصل بعد ذلك إلينا بالسند المتصل بلا تغيير ولا تبديل، والاستناد إلى شخص ذي إلهام بمجرد الظن والوهم لا يكفي في إثبات أنه من تصنيف ذلك الشخص، وكذلك مجرّد ادعاء فرقة أو فرق لا يكفي فيه، فمن كتب العهد الجديد سوى الكتب المعروفة الآن كتب جاوزت سبعين منسوبة إلى عيسى ومريم والحواريين وتابعيهم ولهم فيها الكثير من قصص المعجزات والآيات والمبهرة ، والمسيحيون الآن يدّعون أن كلاً من هذه الكتب بما فيها من قصص المعجزات من الأكاذيب المصنوعة .
ثانياً : لا يخفى على العقل والقانون الفطري أن كل دعوى يراد إقامة الحجة عليها لا بد من أن تكون غير ساقطة في نفسها ولا مقرونة بالموانع الشاهدة على سقوطها ، وبولس المدعو رسولاً قد بنى إرساليته على أساس عقائد قد قضت الأدلة القيمة والحجج الثمينة برفضها ، كعقيدة الصلب والفداء وكفارة الصليب ، وتأليه المسيح الإنسان أو رفعه عن المرتبة البشرية ، وفوق هذا وذاك دعواه في اعمال الرسل 9 : 3 - 6 و كورنثوس الأولى 1 : 17 بأن من أرسله هو المسيح ، وهي دعوى مرفوضة لأن الله هو الذي يرسل الرسل ويوحي إليهم.
لذلك فإن فتنة ( الدجال ) وهي من أعظم الفتن لما اقترنت بدعواه خوارق العادات كان معها ما يدل على كذبه ، كدعوى الإلهية ، ومن انه سيموت ، والله لا يراه أحد حتى يموت .
قال أبو الحسن الماوردي رحمه الله : تحت عنوان لا تقبل الخوارق ممن يكذب نفسه : فإن قيل : فقد جاء زرادشت وبولس بآيات مبهرة ولم تدل على صدقهما في دعوى النبوة . قيل : لأنهما قد أكذبا أنفسهما ما ادعياه في الله تعالى ، مما يدل على جهلهما به ، لأن بولس يقول إن عيسى إله. وزعم زرداشت أن الله تعالى كان وحده ، ولا شيىء معه ، فجين طالت وحدته فكر ، فتولد من فكرته : أهرمن وهو إبليس ، فلما مثل بين عينيه أراد قتله وامتنع عنه ، فلما رأى امتناعه وادعه إلى مدته ، وسالمه إلى غايته. ومن قال بهذا في الله تعالى ولم يعرفه ، لم يجز أن يكون رسولاً له ... " [ أعلام النبوة للماوردي - دار احياء العلوم ]
هذا و لقد شرع زرادشت عبادة النيران وبولس عبادة المسيح الانسان وفي سفر التثنية 13 إن النبي الذي ينادي بآلهة أخرى خلاف اللّه فهو ليس من اللّه (يهوه).
ثالثا : لقد كانت نهاية بولس مخالفة لما ورد في أعمال الرسل 26 : 17 من أن المسيح سينقذه من شعب إسرائيل والأمم الذين سيرسله إليهم ، إذ أن بولس قد قضى أيامه الأخيرة في أحد سجون روما قبل أن يصدر حكم الإعدام فيه ، والذي تم تنفيذه على عهد نيرون كما يقول التقليد الكنسي. لذلك نجده يكتب وهو في سجن روما لصديقه تيموثاوس بعد أن علم أن لحظة تنفيذ حكم الاعدام وشيكة : " فإني أنا الآن أسكب سكيباً ، ووقت انحلالي قد حضر "
ولم يتحقق هذا الإنقاذ المطلق ، وهو دليل كافي لرفض إرسالية بولس .
رابعاً : ومما يدعو إلى رفض إرسالية بولس المزعومة بما لا يحتاج معه الالتفات لمعجزاته ان كانت فعلاً قد وقعت هو ذلك التحول المفاجىء والغريب كما قلنا من الاضطهاد الشديد للمسيحيين إلى كونه رسول من عند الله ومصدراً للوحي والشرع !! ولنفرض جدلاً أن بولس كان كأي منحرف أو مشرك كافر، ثم هداه الله فآمن حتى مع تذكر سوابقه المشينة، فإن ذلك يعقل إذا كان دوره - فيما بعد - لا يعدو أن يكون مؤمناً متبعاً أو مجتهداً ، أما أن ينتقل من عدو لدود وظالم، إلى رسول ملهم ومشرع ويكلم الله، فإن هذا ما يرفضه العقل السليم ، والفطرة المتيقظة..
بولس يقول آراءه الشخصية والنصارى يدعون ان كلامه هو من عند الله :
قال بولس في رسالته الأولى إلى كورنثوس [ 7 : 25 ] :
(( وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً.))
وقال أيضاَ في رسالته الأولى إلى كورنثوس [ 7 : 38 _ 40 ]
(( إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ. ))
وجاء في رسالة بولس إلى أهل رومية [ 16 : 21 ] : " يسلم عليكم تيموثاوس العامل معي ولوكيوس وياسون وسوسيباترس انسبائي. انا ترتيوس كاتب هذه الرسالة اسلم عليكم في الرب. يسلم عليكم غايس مضيفي ومضيف الكنيسة كلها. يسلم عليكم اراستس خازن المدينة وكوارتس الاخ. "
ما علاقة هذه التحيات والسلامات الشخصية بكلمة الله ؟!
ويقول في رسالته الثانية إلي صديقه تيموثاوس [ 4 : 9 ] بحسب ترجمة الفاندايك : " بادر ان تجيء اليّ سريعا لأن ديماس قد تركني إذ أحب العالم الحاضر وذهب الى تسالونيكي وكريسكيس الى غلاطية وتيطس الى دلماطية.لوقا وحده معي.خذ مرقس واحضره معك لانه نافع لي للخدمة. اما تيخيكس فقد ارسلته الى افسس..الرداء الذي تركته في ترواس عند كاربس احضره متى جئت والكتب ايضا ولا سيما الرقوق."
ثم يقول له في الفقرة 19 من نفس الرسالة : " سلم على فرسكا واكيلا وبيت انيسيفورس. اراستس بقي في كورنثوس.واما تروفيمس فتركته في ميليتس مريضا. بادر ان تجيء قبل الشتاء.يسلم عليك افبولس وبوديس ولينس وكلافدية والاخوة جميعا. "
ونحن نسأل :
أي عاقل يقول : إن هذا الكلام الذي هو رسالة شخصية محضة ، تتعلق بطلب بولس من صديقه الحضور سريعاً وتتعلق برداءه الشخصي وطلب السلام على فلان وبيت فلان ... أي عاقل يقول أنها وحي من عند رب العالمين ؟!
ما علاقة هذا الكلام بوحي السماء حتى يوضع في كتاب ينسب إلي الرب تبارك وتعالى ؟ !
ويقول بولس لصديقه تيطس [ تي 3 : 12 ] : " حينما ارسل اليك ارتيماس او تيخيكس بادر ان تأتي اليّ الى نيكوبوليس لاني عزمت ان أشتي هناك."
هل أصبح قول بولس لصديقه " تيطس " أنه قرر أن يشتي في المكان الفلاني وحي من عند رب العالمين ؟!!
إن هذه الفقرات السابقة تؤكد أن رسائل بولس ليست وحي من الله وانما رسائل متبادلة أدخلت في الكتاب لتصير وحياً . وإلا فماذا ينفع وجود نص في كتاب ينسب إلى الله يتعلق برداء بولس الشخصي ؟! وينص يعلن فيه بولس انه سوف يشتي في المكان الفلاني ؟! ونص يبعث فيه سلامات وتحيات شخصية ؟
من الواضح جداً ان كتابات بولس ما هي إلا رسائل شخصية أرسلها لأناس مختلفة ، وعلى الرغم من ذلك إلا ان المسيحيون يقدسونها ويعتبرونها وحي من عند رب العالمين زوراً وبهتاناً.
هذا هو بولس الذى لعب بالكل ليربح الكل !!! :
هذا هو بولس الذى لعب بالكل ليربح الكل وليكون شريكاً فى الإنجيل فهو القائل : ((19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.)) [ كورنثوس الأولى 9: 20-23 ]
وقد كشف بولس عن نفاقه وكذبه ونظرته العنصرية عندما تحدث عن بني إسرائيل ، بني جلدته قائلاً : (( أيها الأخوة لسنا أولاد جارية بل أولاد حرة )) غلاطية [ 4 : 31 ]
وذلك في إشارة واضحة منه إلى أبناء ( الجارية ) هاجر أم العرب والمسلمين و ( الحرة ) سارة أم اسحاق ابن يعقوب ( إسرائيل ) وجد بني اسرائيل واليهود من بعد .
ونظرة بولس هذه هي _ للأسف _ نفس النظرة العنصرية الاستعلائية والاستكبارية التي ينظرها صهاينة اليهود والصلبيون إلى المسلمين والعرب .
بولس يهدم تعاليم المسيح عليه السلام !! :
ان المسيحيين يقدسون كلا العهدين القديم والجديد ويضمونهما في كتاب واحد ويطلقون عليه اسم الكتاب المقدس.
وقد قال المسيح : (( لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ.)) متى [ 5 : 17 ]
وقال أيضاً: (( حِينَئِذٍ خَاطَبَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَتَلاَمِيذَهُ قَائِلاً: «عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ
وهذا طبقاً لما جاء في رسالته الأولى إلى كورنثوس [ 11 : 21 _ 22 ]
ورسالته الأولى إلى تيموثاوس [ 3 : 8 ]
وهو القائل : (( لا تكن فيما بعد شراب ماء بل استعمل خمراً قليللاً من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة )) [ رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس 5 : 23 ]
وكما تعلم أيها القارىء الكريم فإن كل انسان لديه معدة . وما أكثر أسقام البشر . ولو شرب كل ذي معدة خمراً مدعياً اعتلالها ، ولو شرب كل من يعاني سقماً خمراً ، أينجو أحــد من الخمر ؟ وماذا عساها أن تكون الخمر في حقيقة أمرها ؟
هناك آلاف من القساوسة المسيحيين غرر بهم وتدرجوا للوصول إلى الادمان الكامل عن طريق رشف ما يسمى بقليل من الخمر في التقليد الكنسي باقامة العشاء الرباني . . .
بولس يتهم الله سبحانه وتعالى بالظلم والجور !!
لقد ادعى بولس في احدى رساله أن الله سبحانه وتعالى يرسل للناس عمل الضلال ليصدقوا الكذب ثم يعاقبهم عليه !
فهو القائل : (( سَيُرْسِلُ اللهُ إِلَيْهِمْ طَاقَةَ الضَّلاَلِ حَتَّى يُصَدِّقُوا مَا هُوَ دَجْلٌ، 12فَتَقَعَ الدَّيْنُونَةُ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا بِالْحَقِّ )) [ الرسالة الثانية الي أهل تسالونيكي 2 : 11 ]
بولس يتهم الله سبحانه وتعالى بالحماقة بكلام لا ذوق فيه !
يقول بولس في رسالته الاولى إلى كورنثوس [ 1 : 25 ] بدون روية أو تفكير : (( إن حماقة الله أعقل من الناس وضعف الله أشد قوة من الناس ))
ونحن نسأل :
هل تصح هذه المقارنة ؟!
وهل هذا التعبير فيه ذوق مع الله ؟
وهل هذا كلام يصح ان يكون من عند الله ؟
بولس يعترف انه كذاب !!
فهو القائل : (( وَلكِنْ، إِنْ كَانَ كَذِبِي يَجْعَلُ صِدْقَ اللهِ يَزْدَادُ لِمَجْدِهِ، فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ بِاعْتِبَارِي خَاطِئاً؟ )) [ رومية 3 : 7 ]
انه ينشر دين الله بالكذب والطرق الملتوية وهذا هو حال بعض المبشرين اليوم أمثال زكريا بطرس
بولس يزعم انه سيدين ملائكة الله !!
فهو القائل في رسالته الاولى الي كورنثوس [ 6 : 3 _ 4 ] :
(( أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّنَا سَنَدِينُ الْمَلاَئِكَةَ؟ أَفَلَيْسَ أَوْلَى بِنَا أَنْ نَحْكُمَ فِي قَضَايَا هَذِهِ الْحَيَاةِ؟ ))
بولس يعترف انه انسان تعيس ولا يسكن في جسده الصلاح !
يقول في رسالته الي اهل روما [ 7 : 15 _ 24 ] :
((15فَإِنَّ مَا أَفْعَلُهُ لاَ أَمْلِكُ السَّيْطَرَةَ عَلَيْهِ: إِذْ لاَ أُمَارِسُ مَا أُرِيدُهُ، وَإِنَّ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَعْمَلُ. 16فَمَا دُمْتُ أَعْمَلُ مَا لاَ أُرِيدُهُ، فَإِنِّي أُصَادِقُ عَلَى صَوَابِ الشَّرِيعَةِ. 17فَالآنَ، إِذَنْ، لَيْسَ بَعْدُ أَنَا مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ، بَلِ الْخَطِيئَةُ الَّتِي تَسْكُنُ فِيَّ. 18لأَنَّنِي أَعْلَمُ أَنَّهُ فِيَّ، أَيْ فِي جَسَدِي، لاَ يَسْكُنُ الصَّلاَحُ: فَأَنْ أُرِيدَ الصَّلاَحَ ذَلِكَ مُتَوَفِّرٌ لَدَيَّ؛ وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَهُ، فَذَلِكَ لاَ أَسْتَطِيعُهُ. 19فَأَنَا لاَ أَعْمَلُ الصَّلاَحَ الَّذِي أُرِيدُهُ؛ وَإِنَّمَا الشَّرُّ الَّذِي لاَ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أُمَارِسُ. 20وَلكِنْ، إِنْ كَانَ مَا لاَ أُرِيدُهُ أَنَا إِيَّاهُ أَعْمَلُ، فَلَيْسَ بَعْدُ أَنَا مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ، بَلِ الْخَطِيئَةُ الَّتِي تَسْكُنُ فِيَّ. 21إِذَنْ، أَجِدُ نَفْسِي، أَنَا الَّذِي يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ مَا هُوَ صَالِحٌ، خَاضِعاً لِهَذَا النَّامُوسِ: 22أَنَّ لَدَيَّ الشَّرَّ. فَإِنَّنِي، وَفْقاً لِلإِنْسَانِ الْبَاطِنِ فِيَّ، أَبْتَهِجُ بِشَرِيعَةِ اللهِ. 23وَلكِنَّنِي أَرَى فِي أَعْضَائِي نَامُوساً آخَرَ يُحَارِبُ الشَّرِيعَةَ الَّتِي يُرِيدُهَا عَقْلِي، وَيَجْعَلُنِي أَسِيراً لِنَامُوسِ الْخَطِيئَةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي. 24فَيَا لِي مِنْ إِنْسَانٍ تَعِيسٍ ! ))
ان هذا الكلام الذي قاله بولس يتعارض مع ما قال يوحنا في رسالته الأولى : (( كل من هو مولود من الله لا يفعل خطيةٍ ، لأَنَّ طَبِيعَةَ اللهِ صَارَتْ ثَابِتَةً فِيهِ. بَلْ إِنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمَارِسَ الْخَطِيئَةَ، لأَنَّهُ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ.10إِذَنْ، هَذَا هُوَ الْمِقِيَاسُ الَّذِي نُمَيِّزُ بِهِ بَيْنَ أَوْلاَدِ اللهِ وَأَوْلاَدِ إِبْلِيسَ.)) [ رسالة يوحنا الاولى 3 : 9 ]
فبحسب كلام يوحنا يكون بولس هو من اولاد أبليس !!!
وختاماً نسأل النصارى :
هل أنتم تقيمون الشعائر والطقوس والعبادات لبولس أم للمسيح ؟!
نريد إجابــة . . .
ونسأل الله العلي القدير أن يهدينا سواء السبيل ،
=====================================================================((((((((((((((
ديانة المسيح أم ديانة بولس ؟
اعداد الاخ : يوسف عبد الرحمن
عندما يبحث المرء عن أصول المسيحية لا بد له أن يبدأ أو ينتهي بدارسة عن بولس رائدها الأول ، لأن بولس الذي لم يكن من الحواريين الاثنى عشر ، ولم يكن من صحابة المسيح عليه السلام ولم يكن شاهداً على أحداث بعثته ، تمكن بمفرده من تأسيس المسيحية ، وهو السبب الأول الذي من أجله يطلق على الديانة المسيحية اليوم اسم مسيحية بولس ،نسبةً إلى مؤسسها الفعلي ، برغم الانطباع السائد بين العامة أن المسيح عليه السلام هو المؤسس ، ذلك أنهم احتفظوا بالمسيح رمزاً لعقيدة بولس ، وقد يكون من المفيد التأمل فيما كانت ستكون عليه المسيحية اليوم لو لم تنفجر ظاهرة بولس على مسرح التاريخ بعد رفع المسيح .
التحول المفاجىء !! :
تجمع المراجع الموثوق بها على أن لبولس الطرطوسي دوراً خطيراً في تحريف وتبديل المسيحية الأصلية ويدل على ذلك التحول المفاجىء والغريب من الاضطهاد الشديد للمسيحيين إلى كونه رسول من عند الله ومصدراً للوحي والشرع !!!!!!
لقد كانت هذه حقيقة بالفعل ، ولكنها حقيقة تدعو إلى العجب ، فكيف بشخص شرير ومضطهد للأبرياء ينتقل إلى رسول وديع، ينزل عليه الوحي ويكلم الله ؟!!! هكذا بدون أي مقدمات، وبدون دليل عقلي أو نقلي كنص في كتاب سماوي يدل أو يشير إليه أو يصفه، لأن رسائله شهادة منه لنفسه فهي غير مقبولة، وكذلك ما كتب بتأثير منه، كل ذلك لا يعتبر دليلاً نقلياً أو عقلياً على كونه رسولاً يوحى إليه أو كاتب وحي ملهم .
ولنفرض جدلاً أن بولس هذا كان كأي منحرف أو مشرك كافر، ثم هداه الله فآمن حتى مع تذكر سوابقه المشينة، فإن ذلك يعقل إذا كان دوره - فيما بعد - لا يعدو أن يكون مؤمناً متبعاً أو مجتهداً ، أما أن ينتقل من عدو لدود وظالم، إلى رسول ملهم ومشرع ويكلم الله، فإن هذا ما يرفضه العقل السليم ، والفطرة المتيقظة ...
ما قيل عن معجزات بولس وإرساليته في كتب العهد الجديد :
أولاً : لا بد لكون الكتاب سماوياً واجب التسليم أن يثبت أولاً بدليل تام أن هذا الكتاب كتب بواسطة نبياً ما، ووصل بعد ذلك إلينا بالسند المتصل بلا تغيير ولا تبديل، والاستناد إلى شخص ذي إلهام بمجرد الظن والوهم لا يكفي في إثبات أنه من تصنيف ذلك الشخص، وكذلك مجرّد ادعاء فرقة أو فرق لا يكفي فيه، فمن كتب العهد الجديد سوى الكتب المعروفة الآن كتب جاوزت سبعين منسوبة إلى عيسى ومريم والحواريين وتابعيهم ولهم فيها الكثير من قصص المعجزات والآيات والمبهرة ، والمسيحيون الآن يدّعون أن كلاً من هذه الكتب بما فيها من قصص المعجزات من الأكاذيب المصنوعة .
ثانياً : لا يخفى على العقل والقانون الفطري أن كل دعوى يراد إقامة الحجة عليها لا بد من أن تكون غير ساقطة في نفسها ولا مقرونة بالموانع الشاهدة على سقوطها ، وبولس المدعو رسولاً قد بنى إرساليته على أساس عقائد قد قضت الأدلة القيمة والحجج الثمينة برفضها ، كعقيدة الصلب والفداء وكفارة الصليب ، وتأليه المسيح الإنسان أو رفعه عن المرتبة البشرية ، وفوق هذا وذاك دعواه في اعمال الرسل 9 : 3 - 6 و كورنثوس الأولى 1 : 17 بأن من أرسله هو المسيح ، وهي دعوى مرفوضة لأن الله هو الذي يرسل الرسل ويوحي إليهم.
لذلك فإن فتنة ( الدجال ) وهي من أعظم الفتن لما اقترنت بدعواه خوارق العادات كان معها ما يدل على كذبه ، كدعوى الإلهية ، ومن انه سيموت ، والله لا يراه أحد حتى يموت .
قال أبو الحسن الماوردي رحمه الله : تحت عنوان لا تقبل الخوارق ممن يكذب نفسه : فإن قيل : فقد جاء زرادشت وبولس بآيات مبهرة ولم تدل على صدقهما في دعوى النبوة . قيل : لأنهما قد أكذبا أنفسهما ما ادعياه في الله تعالى ، مما يدل على جهلهما به ، لأن بولس يقول إن عيسى إله. وزعم زرداشت أن الله تعالى كان وحده ، ولا شيىء معه ، فجين طالت وحدته فكر ، فتولد من فكرته : أهرمن وهو إبليس ، فلما مثل بين عينيه أراد قتله وامتنع عنه ، فلما رأى امتناعه وادعه إلى مدته ، وسالمه إلى غايته. ومن قال بهذا في الله تعالى ولم يعرفه ، لم يجز أن يكون رسولاً له ... " [ أعلام النبوة للماوردي - دار احياء العلوم ]
هذا و لقد شرع زرادشت عبادة النيران وبولس عبادة المسيح الانسان وفي سفر التثنية 13 إن النبي الذي ينادي بآلهة أخرى خلاف اللّه فهو ليس من اللّه (يهوه).
ثالثا : لقد كانت نهاية بولس مخالفة لما ورد في أعمال الرسل 26 : 17 من أن المسيح سينقذه من شعب إسرائيل والأمم الذين سيرسله إليهم ، إذ أن بولس قد قضى أيامه الأخيرة في أحد سجون روما قبل أن يصدر حكم الإعدام فيه ، والذي تم تنفيذه على عهد نيرون كما يقول التقليد الكنسي. لذلك نجده يكتب وهو في سجن روما لصديقه تيموثاوس بعد أن علم أن لحظة تنفيذ حكم الاعدام وشيكة : " فإني أنا الآن أسكب سكيباً ، ووقت انحلالي قد حضر "
ولم يتحقق هذا الإنقاذ المطلق ، وهو دليل كافي لرفض إرسالية بولس .
رابعاً : ومما يدعو إلى رفض إرسالية بولس المزعومة بما لا يحتاج معه الالتفات لمعجزاته ان كانت فعلاً قد وقعت هو ذلك التحول المفاجىء والغريب كما قلنا من الاضطهاد الشديد للمسيحيين إلى كونه رسول من عند الله ومصدراً للوحي والشرع !! ولنفرض جدلاً أن بولس كان كأي منحرف أو مشرك كافر، ثم هداه الله فآمن حتى مع تذكر سوابقه المشينة، فإن ذلك يعقل إذا كان دوره - فيما بعد - لا يعدو أن يكون مؤمناً متبعاً أو مجتهداً ، أما أن ينتقل من عدو لدود وظالم، إلى رسول ملهم ومشرع ويكلم الله، فإن هذا ما يرفضه العقل السليم ، والفطرة المتيقظة..
بولس يقول آراءه الشخصية والنصارى يدعون ان كلامه هو من عند الله :
قال بولس في رسالته الأولى إلى كورنثوس [ 7 : 25 ] :
(( وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً.))
وقال أيضاَ في رسالته الأولى إلى كورنثوس [ 7 : 38 _ 40 ]
(( إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ. ))
وجاء في رسالة بولس إلى أهل رومية [ 16 : 21 ] : " يسلم عليكم تيموثاوس العامل معي ولوكيوس وياسون وسوسيباترس انسبائي. انا ترتيوس كاتب هذه الرسالة اسلم عليكم في الرب. يسلم عليكم غايس مضيفي ومضيف الكنيسة كلها. يسلم عليكم اراستس خازن المدينة وكوارتس الاخ. "
ما علاقة هذه التحيات والسلامات الشخصية بكلمة الله ؟!
ويقول في رسالته الثانية إلي صديقه تيموثاوس [ 4 : 9 ] بحسب ترجمة الفاندايك : " بادر ان تجيء اليّ سريعا لأن ديماس قد تركني إذ أحب العالم الحاضر وذهب الى تسالونيكي وكريسكيس الى غلاطية وتيطس الى دلماطية.لوقا وحده معي.خذ مرقس واحضره معك لانه نافع لي للخدمة. اما تيخيكس فقد ارسلته الى افسس..الرداء الذي تركته في ترواس عند كاربس احضره متى جئت والكتب ايضا ولا سيما الرقوق."
ثم يقول له في الفقرة 19 من نفس الرسالة : " سلم على فرسكا واكيلا وبيت انيسيفورس. اراستس بقي في كورنثوس.واما تروفيمس فتركته في ميليتس مريضا. بادر ان تجيء قبل الشتاء.يسلم عليك افبولس وبوديس ولينس وكلافدية والاخوة جميعا. "
ونحن نسأل :
أي عاقل يقول : إن هذا الكلام الذي هو رسالة شخصية محضة ، تتعلق بطلب بولس من صديقه الحضور سريعاً وتتعلق برداءه الشخصي وطلب السلام على فلان وبيت فلان ... أي عاقل يقول أنها وحي من عند رب العالمين ؟!
ما علاقة هذا الكلام بوحي السماء حتى يوضع في كتاب ينسب إلي الرب تبارك وتعالى ؟ !
ويقول بولس لصديقه تيطس [ تي 3 : 12 ] : " حينما ارسل اليك ارتيماس او تيخيكس بادر ان تأتي اليّ الى نيكوبوليس لاني عزمت ان أشتي هناك."
هل أصبح قول بولس لصديقه " تيطس " أنه قرر أن يشتي في المكان الفلاني وحي من عند رب العالمين ؟!!
إن هذه الفقرات السابقة تؤكد أن رسائل بولس ليست وحي من الله وانما رسائل متبادلة أدخلت في الكتاب لتصير وحياً . وإلا فماذا ينفع وجود نص في كتاب ينسب إلى الله يتعلق برداء بولس الشخصي ؟! وينص يعلن فيه بولس انه سوف يشتي في المكان الفلاني ؟! ونص يبعث فيه سلامات وتحيات شخصية ؟
من الواضح جداً ان كتابات بولس ما هي إلا رسائل شخصية أرسلها لأناس مختلفة ، وعلى الرغم من ذلك إلا ان المسيحيون يقدسونها ويعتبرونها وحي من عند رب العالمين زوراً وبهتاناً.
هذا هو بولس الذى لعب بالكل ليربح الكل !!! :
هذا هو بولس الذى لعب بالكل ليربح الكل وليكون شريكاً فى الإنجيل فهو القائل : ((19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.)) [ كورنثوس الأولى 9: 20-23 ]
وقد كشف بولس عن نفاقه وكذبه ونظرته العنصرية عندما تحدث عن بني إسرائيل ، بني جلدته قائلاً : (( أيها الأخوة لسنا أولاد جارية بل أولاد حرة )) غلاطية [ 4 : 31 ]
وذلك في إشارة واضحة منه إلى أبناء ( الجارية ) هاجر أم العرب والمسلمين و ( الحرة ) سارة أم اسحاق ابن يعقوب ( إسرائيل ) وجد بني اسرائيل واليهود من بعد .
ونظرة بولس هذه هي _ للأسف _ نفس النظرة العنصرية الاستعلائية والاستكبارية التي ينظرها صهاينة اليهود والصلبيون إلى المسلمين والعرب .
بولس يهدم تعاليم المسيح عليه السلام !! :
ان المسيحيين يقدسون كلا العهدين القديم والجديد ويضمونهما في كتاب واحد ويطلقون عليه اسم الكتاب المقدس.
وقد قال المسيح : (( لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ.)) متى [ 5 : 17 ]
وقال أيضاً: (( حِينَئِذٍ خَاطَبَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَتَلاَمِيذَهُ قَائِلاً: «عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ
وهذا طبقاً لما جاء في رسالته الأولى إلى كورنثوس [ 11 : 21 _ 22 ]
ورسالته الأولى إلى تيموثاوس [ 3 : 8 ]
وهو القائل : (( لا تكن فيما بعد شراب ماء بل استعمل خمراً قليللاً من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة )) [ رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس 5 : 23 ]
وكما تعلم أيها القارىء الكريم فإن كل انسان لديه معدة . وما أكثر أسقام البشر . ولو شرب كل ذي معدة خمراً مدعياً اعتلالها ، ولو شرب كل من يعاني سقماً خمراً ، أينجو أحــد من الخمر ؟ وماذا عساها أن تكون الخمر في حقيقة أمرها ؟
هناك آلاف من القساوسة المسيحيين غرر بهم وتدرجوا للوصول إلى الادمان الكامل عن طريق رشف ما يسمى بقليل من الخمر في التقليد الكنسي باقامة العشاء الرباني . . .
بولس يتهم الله سبحانه وتعالى بالظلم والجور !!
لقد ادعى بولس في احدى رساله أن الله سبحانه وتعالى يرسل للناس عمل الضلال ليصدقوا الكذب ثم يعاقبهم عليه !
فهو القائل : (( سَيُرْسِلُ اللهُ إِلَيْهِمْ طَاقَةَ الضَّلاَلِ حَتَّى يُصَدِّقُوا مَا هُوَ دَجْلٌ، 12فَتَقَعَ الدَّيْنُونَةُ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا بِالْحَقِّ )) [ الرسالة الثانية الي أهل تسالونيكي 2 : 11 ]
بولس يتهم الله سبحانه وتعالى بالحماقة بكلام لا ذوق فيه !
يقول بولس في رسالته الاولى إلى كورنثوس [ 1 : 25 ] بدون روية أو تفكير : (( إن حماقة الله أعقل من الناس وضعف الله أشد قوة من الناس ))
ونحن نسأل :
هل تصح هذه المقارنة ؟!
وهل هذا التعبير فيه ذوق مع الله ؟
وهل هذا كلام يصح ان يكون من عند الله ؟
بولس يعترف انه كذاب !!
فهو القائل : (( وَلكِنْ، إِنْ كَانَ كَذِبِي يَجْعَلُ صِدْقَ اللهِ يَزْدَادُ لِمَجْدِهِ، فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ بِاعْتِبَارِي خَاطِئاً؟ )) [ رومية 3 : 7 ]
انه ينشر دين الله بالكذب والطرق الملتوية وهذا هو حال بعض المبشرين اليوم أمثال زكريا بطرس
بولس يزعم انه سيدين ملائكة الله !!
فهو القائل في رسالته الاولى الي كورنثوس [ 6 : 3 _ 4 ] :
(( أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّنَا سَنَدِينُ الْمَلاَئِكَةَ؟ أَفَلَيْسَ أَوْلَى بِنَا أَنْ نَحْكُمَ فِي قَضَايَا هَذِهِ الْحَيَاةِ؟ ))
بولس يعترف انه انسان تعيس ولا يسكن في جسده الصلاح !
يقول في رسالته الي اهل روما [ 7 : 15 _ 24 ] :
((15فَإِنَّ مَا أَفْعَلُهُ لاَ أَمْلِكُ السَّيْطَرَةَ عَلَيْهِ: إِذْ لاَ أُمَارِسُ مَا أُرِيدُهُ، وَإِنَّ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَعْمَلُ. 16فَمَا دُمْتُ أَعْمَلُ مَا لاَ أُرِيدُهُ، فَإِنِّي أُصَادِقُ عَلَى صَوَابِ الشَّرِيعَةِ. 17فَالآنَ، إِذَنْ، لَيْسَ بَعْدُ أَنَا مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ، بَلِ الْخَطِيئَةُ الَّتِي تَسْكُنُ فِيَّ. 18لأَنَّنِي أَعْلَمُ أَنَّهُ فِيَّ، أَيْ فِي جَسَدِي، لاَ يَسْكُنُ الصَّلاَحُ: فَأَنْ أُرِيدَ الصَّلاَحَ ذَلِكَ مُتَوَفِّرٌ لَدَيَّ؛ وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَهُ، فَذَلِكَ لاَ أَسْتَطِيعُهُ. 19فَأَنَا لاَ أَعْمَلُ الصَّلاَحَ الَّذِي أُرِيدُهُ؛ وَإِنَّمَا الشَّرُّ الَّذِي لاَ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أُمَارِسُ. 20وَلكِنْ، إِنْ كَانَ مَا لاَ أُرِيدُهُ أَنَا إِيَّاهُ أَعْمَلُ، فَلَيْسَ بَعْدُ أَنَا مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ، بَلِ الْخَطِيئَةُ الَّتِي تَسْكُنُ فِيَّ. 21إِذَنْ، أَجِدُ نَفْسِي، أَنَا الَّذِي يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ مَا هُوَ صَالِحٌ، خَاضِعاً لِهَذَا النَّامُوسِ: 22أَنَّ لَدَيَّ الشَّرَّ. فَإِنَّنِي، وَفْقاً لِلإِنْسَانِ الْبَاطِنِ فِيَّ، أَبْتَهِجُ بِشَرِيعَةِ اللهِ. 23وَلكِنَّنِي أَرَى فِي أَعْضَائِي نَامُوساً آخَرَ يُحَارِبُ الشَّرِيعَةَ الَّتِي يُرِيدُهَا عَقْلِي، وَيَجْعَلُنِي أَسِيراً لِنَامُوسِ الْخَطِيئَةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي. 24فَيَا لِي مِنْ إِنْسَانٍ تَعِيسٍ ! ))
ان هذا الكلام الذي قاله بولس يتعارض مع ما قال يوحنا في رسالته الأولى : (( كل من هو مولود من الله لا يفعل خطيةٍ ، لأَنَّ طَبِيعَةَ اللهِ صَارَتْ ثَابِتَةً فِيهِ. بَلْ إِنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمَارِسَ الْخَطِيئَةَ، لأَنَّهُ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ.10إِذَنْ، هَذَا هُوَ الْمِقِيَاسُ الَّذِي نُمَيِّزُ بِهِ بَيْنَ أَوْلاَدِ اللهِ وَأَوْلاَدِ إِبْلِيسَ.)) [ رسالة يوحنا الاولى 3 : 9 ]
فبحسب كلام يوحنا يكون بولس هو من اولاد أبليس !!!
وختاماً نسأل النصارى :
هل أنتم تقيمون الشعائر والطقوس والعبادات لبولس أم للمسيح ؟!
نريد إجابــة . . .
ونسأل الله العلي القدير أن يهدينا سواء السبيل ،
=====================================================================((((((((((((
هل الظهورات المريمية حقيقة أم لا؟
كما نفعل دائما في مواجهة مثل هذه الدعاوي المسيحية ، فإن اجابتنا عليهم ستكون من كتابهم المقدس نفسه وليس سواه ، فنقول وبالله التوفيق :
كلنا يعرف ان مريم عليها السلام هي - انسانة - مخلوقة كباقي البشر ، والكتاب المقدس يخبرنا بأن (( الأَحْيَاءَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُمْ سَيَمُوتُونَ، أَمَّا الْمَوْتَى فَلاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا، وَلَيْسَ لَهُمْ أَجْرٌ بَعْدُ لأَنَّ ذِكْرَهُمْ نُسِيَ. وَمَحَبَّتُهُمْ وَبُغْضَتُهُمْ وَحَسَدُهُمْ هَلَكَتْ مُنْذُ زَمَانٍ، وَلاَ نَصِيبَ لَهُمْ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ، فِي كُلِّ مَا عُمِلَ تَحْتَ الشَّمْسِ )) (جامعة 9 : 5، 6). وبما أن الأموات لا يعلمون شيئاً، كما ذكر سليمان الحكيم، فهم لا يقدرون على تسبيح الله. (( لَيْسَ الأَمْوَاتُ يُسَبِّحُونَ الرَّبَّ، وَلاَ مَنْ يَنْحَدِرُ إِلَى أَرْضِ السُّكُوتِ )) (مزمور 115 : 17). فالموتى لا يسبحون الله ولا يعلمون شيئاً لأنه عندما يموت الإنسان (( تَخْرُجُ رُوحُهُ (أي نسمة حياته) فَيَعُودُ إِلَى تُرَابِهِ. فِي ذلِكَ الْيَوْمِ نَفْسِهِ تَهْلِكُ أَفْكَارُهُ )) (مزمور 146: 4). فالإنسان عندما يموت يعود إلى وضعه كما كان قبل دخول نسمة الحياة (الروح) إلى أنفه. يقول الكتاب المقدس (( فَيَرْجعُ التُّرَابُ إِلَى الأَرْضِ كَمَا كَانَ، وَتَرْجعُ الرُّوحُ (نسمة الحياة) إِلَى اللهِ الَّذِي أَعْطَاهَا )) (جامعة 12: 7).
ولأنه وُضِع للناس أن يموتوا مرة، ثم بعد ذلك الدينونة (عبرانيين 9: 27) والموتى لا يعودون كما قال داود عن ولده الذي مات (( أنا ذاهبٌ إليه، أما هو فلا يرجع إليَّ )) (2صموئيل 12: 23) وهناك هوَّة لا تُعبَر بين الأحياء والأموات (لوقا 16 :24-27) .
نلخص ما أثبتناه حتى الآن من آيات الكتاب المقدس :
1) الموتى لا يعلمون شيئاً. فمعنى ذلك أنهم لا يستطيعون أن يكلمونا أو يعلموا ما يدور في الأرض.
2) الموتى لا يسبحون الله. ولو كان الموتى مستمرون في الحياة لكان أول ما يفعلونه هو تسبيح الله. (( لأَنَّ الْهَاوِيَةَ لاَ تَحْمَدُكَ. الْمَوْتُ لاَ يُسَبِّحُكَ. لاَ يَرْجُو الْهَابِطُونَ إِلَى الْجُبِّ أَمَانَتَكَ )) (إشعياء 38: 18).
3) الله وحده له صفة عدم الموت.
والآن نعود إلى السيدة مريم العذراء. فالذين يعتقدون بأنها حية يقعون بين فئتين:
الفئة الأولى : هي التي تعتقد وتؤمن بأن الإنسان عندما يموت، تستمر روحه في الحياة، وتكون روحه واعية وملمة بكل ما يحدث في الأرض بالنسبة إلى الناس القريبة من هذا الإنسان قبل موته. وما قد ذكرناه أعلاه من آيات وإيضاحات يؤكد استحالة هذا الاعتقاد.
أما الفئة الثانية : فهي عندما تدرك استحالة وجود أي نوع من الوعي أو الإدراك عند الموتى، كما أوضحنا أعلاه، تلجأ إلى الاعتقاد بأن السيدة مريم العذراء بعـد موتهـا قد تم إقامتها ونقلها إلى ملكوت الابن المزعوم في السماء وذلك نظراً لمكانتها ومنزلتها السامية والمقدسة. وهنا علينا أن نسأل من يؤمنون بانتقال السيدة مريم العذراء إلى السماء بعد موتها، على أي أساس بنوا هذا الاعتقاد؟ فلا يوجد دليل واحد في الكتاب المقدس يعزّز هذه الفكرة - أي انتقال السيدة مريم العذراء إلى السماء عند موتها؟ فالكتاب المقدس يؤكد أنه سوف (( تَكُونُ قِيَامَةٌ لِلأَمْوَاتِ، الأَبْرَارِ وَالأَثَمَةِ )) (أعمال 24: 15).
فلم يفصح الكتاب المقدس عن انتقال القديسة مريم إلى السماء سواء قبل موتها أو بعد موتها. وبما أنه لم يتم ذكر أي شيء عن هذا الأمر، فهذا يعني أن السيدة مريم العذراء خضعت للقاعدة العامة بخصوص الموتى الأبرار. إذ لو كان هناك أي استثناء لذلك في حالة السيدة مريم العذراء لكان قد ذُكِرْ في الكتاب المقدس،
إذاً، كيف نفسّر الظهورات المريمية المزعومة ؟ و هل من المعقول أنّ الظهورات المريمية تقوم بها شياطين وليست مريم العذراء؟
مرة أخرى نعود إلى الكتاب المقدس لنجد التفسير الكتابي لهذه الدعاوي . لقد سبق وأنذر المسيح بقوله : (( انْظُرُوا! لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ )) (متى 24: 4). هذا التنبيه المتكرر في العهد الجديد يوضح لنا أن الشيطان يسعى باجتهاد لا يعرف الملل أو الكلل، لكي يضل الناس بشتى الوسائل والطرق. (( وَلاَ عَجَبَ. لأَنَّ الشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يُغَيِّرُ شَكْلَهُ إِلَى شِبْهِ مَلاَكِ نُورٍ! )) (كورنثوس الثانية 11: 14). فمن مصلحة الشيطان، في سعيه لتضليل العالم أجمع، أن يجذب الأنظار إلى شخص العذراء مريم. فهي شخصية محبوبة ومُكرّمة لدى كافة الناس. وللأسف فقد نجح الشيطان بجعل مريم عليه السلام وسيطة أخرى بالإضافة إلى الوسيط المزعوم يسوع المسيح بين الله والناس . فأصبح يطلق عليها لقب Co-Mediatrix أي شريكة في الشفاعة.
وهذه بدعة مخالفة لتعليم الكتاب. وعن طريق إعلاء شأن مريم وجعلها وسيطة بين الله والناس استطاع الشيطان، ان يتقمص هيئة العذراء مريم، وأن يبث لضحاياه تعاليم وتوجيهات مخالفة لتعاليم الكتاب المقدس، الأمر الذي من شأنه ترسيخ الضلالات السائدة في عقول الناس. (( وَلاَ عَجَبَ. لأَنَّ الشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يُغَيِّرُ شَكْلَهُ إِلَى شِبْهِ مَلاَكِ نُورٍ! )) (كورنثوس الثانية 11: 14).
وأخيراً فإن البعض يتسائل : لماذا بدأ ظهور العذراء و معجزاتها بعد مماتها فقط و هى التى لم يكن لها أى معجزه أو أى شيئ خارق للعاده طوال حياتها غير إنها حبلت دون رجل فهى لم تشف مريض و لم تحيى ميت و لم تبرء أكمه ، وهل من اللائق أن يرسل الإله أمه و لا يأتى هو ؟؟!!
ولا يفوتنا ان نذكر بأن اتباع كرشنا وبوذا المخلص يثبتون له ظهورات مصحوبة بمعجزات ... وهل ما يفعله الهندوس من اخراج الشياطين دليل علي ان ديانتهم صحيحه .. الم تنشر الاخبار والصحف العالميه واكد شهود العيان ان تمثال عند الهندوس لفيل يشرب اللبن ؟
وها هو الرابط : http://www.newfrontier.com/asheville/hindu-milk-miracle.htm
ان الأديان الوثنية يروون الأضعاف المضاعفة من هذه القصص ، كالبوذيين والهندوس وغيرهم ، فهل من المنطقي أن يقبل الناس مثل هذا الكلام ؟؟؟
الرد علي الملعون زيكو علقة:((((((((((زواجه من خديجة)))))
عقد المؤلف هذا المبحث ليتسائل سؤالاً يتوصل به للطعن في =========================================
فلماذا اذاً تزوج هذا الشاب ثيباً في الاربعين من عمرها ولديها طفلان؟ فهل يجوز انه تزوجها من اجل مالها؟ وانه عندما كان في عنفوان شبابه، لم يتزوج غيرها، خوفاً من ان تحرمه مالها، ولما ماتت وعمره خمسون عاماً تزوج اربع عشرة امرأة او يزيد؟
الجواب:قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم بالسيدة خديجة رضي الله عنها من فضائله عليه الصلاة والسلام فلا أدري كيف أنتكست القيم عند الكاتب إلى هذه الدرجة .وذكر الكاتب شبهتين : الأولى :زواج النبي صلى الله عليه وسلم بالسيدة خديجة وهي أكبر منه سناً ولم يتزوج عليها ؟الشبهة الثانية : زواجه بعدد من النساء بعد وفاتها.
فأما جواب الشبهة الأولى :1ـ فإن المرأة عادةً تنكح لمميزات عديدة والنساء تتفاوق في ذلك وأعظمهن من يجمع كل تلك المميزات ،وهذا لا يرتاب فيه عاقل وأعظم المميزات الديانة والخلق الحسن فإن أضافت إلى ذلك الجمال ،والمال ،والنسب الشريف غير الوضيع ،فإن الرغبة فيها تزيد بلا ريب .ولا يستنكر أن يتزوج الإنسان بامرأة حوت كل تلك الإضافات بعد أن تميزت بأعظم خصلة من الخصال وهي الخلق والدين. حتى قال صلى الله عليه وسلم ((كمل من الرجال كثير، وكمل من النساء أربع: آسية بنت مزاحم، ومريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد )) .وأما غمزك باحتمال كونه طامعاً في مالها فحاشاه صلى الله عليه وسلم فلم نعرفه إلا عاش فقيراً ومات مديوناً ديناً مضموناً بدرع رهنه لصاحب الدين فأين الطمع.وعرضت عليه الدنيا فرفضها
ثم أن المشهور أنها هي التي أرسلت إليه من يعرض عليه الزواج منها .فقد ذكر جميع أهل السير عن نفيسة بنت منية قالت: كانت خديجة بنت خويلد امرأة حازمة ، قوية، شريفة مع ما أراد الله تعالى لها من الكرامة والخير، وهي يومئذ أوسط قريش نسباً، وأعظمهم شرفاً، وأكثرهم مالاً، وأحسنهم جمالاً وكانت تدعى في الجاهلية بالطاهرة، قد طلبها جلّ رجال قومها، وذكروا لها الأموال، فلم تقبل فأرسلتني خفية إلى محمد(صلى الله عليه وسلم)، بعد أن رجع في عيرها من الشام فقلت: يا محمد ما يمنعك أن تتزوج؟..فقال: ما بيدي ما أتزوج به..
قلت: فإن كفيت ذلك... ودعيت إلى المال... والجمال... والشرف... والكفاية.. ألا تجيب؟قال: فمن هي؟..قلت: خديجة بنت خويلد..)).أنتهى
وأما ماذكر النبي صلى الله عليه وسلم من قوله ، ((وآستني بمالها اذ حرمني الناس)) فغاية ما فيه أنه يدافع عنها في مقام ذكر فضائلها .وغاية ما فيه أن المرأة أحسنت إلى زوجها ،حين فرضت قريش عليه المقاطعة الاقتصادية المشهورة فوقفت معه في الشدائد.وزوجها صلى الله عليه وسلم أقر بفضلها ولم يتنكر لذلك كما يفعله كثير من الناس اليوم.وليس فيه أي طمع منه في ذلك فإنها هي الباذلة لذلك ،ونعلم من سيرته أنه عاش الفقر المالي طوال حياته ولو كان يريد المال لكان أغنى العالمين مالاً.وكم الفرق بين إنسانة تبذل المال حباً لزوجها وإيماناً برسالته عن طيب نفس منها.وأخرى تعاني الظلم واستنزاف أموالها بشتى أنواع الإهانة والتعذيب والابتزاز ؟!
2ـ أن العهد المكي ركز على أسس العقيدة في أغلب ما أنزل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ،وأما التعدد فكان من فروع الشريعة التي أجازها الشرع ،ولم تكن أهداف النبي صلى الله عليه وسلم دنيوية شهوانية بل كانت تحقيقاً لمصالح ومكاسب للدعوة الخالدة ، فشغلته عن الزواج بالأبكار حتى استقر في المدينة.
3ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان جميع زوجاته ثيبات إلا عائشة رضي الله عنها .والعرب لم تكن تستنكر ذلك بل كان هذا أمر اعتيادي .
ولم تكن العرب تستنكر زواج الرجال بصغيرة السن كما حصل في زواجه من عائشة رضي الله عنها ،ولو كان أمر منكراً في عرفهم أو في الذوق السليم لسبقوا إلى إنكاره ، ولكن لم يكن كذلك.
وأما أسباب زواجه : فإن العرب وغيرهم من الأمم في ذلك الزمان عادة يتزوجون بالجم الغفير من النساء فجاء الإسلام وأذن للرجال في الجمع بين أربع من النساء فقط دون زيادة وإن خشي الإنسان من عدم العدل فلا يزد عن واحدة فقط . وشرع للنبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوج بأكثر من أربع لمصالح تعود على الدعوة الإسلامية ولم يكن فيهن بكراً إلا واحدة فقط فلم يكن التشريع لشهوة أو رغية من الرغبات التي تحوم في ذهن الكاتب وغيره .
وإليك الحكم العظيمة من زواج النبي صلى الله عليه وسلم :
1ـ زواجه بسودة بنت زمعة : قال أ ـ د :أحمد زقزوق :وهنا أقول للمرجفين الحاقدين: هذه هي الزوجة الأولى للرسول بعد خديجة، فهي مؤمنة هاجرت الهجرة الأولى مع من فرّوا بدينهم إلى الحبشة وقد قَبِلَ الرسول زواجها حماية لها وجبرًا لخاطرها بعد وفاة زوجها إثر عودتهما من الحبشة.وليس الزواج بها سعارَ شهوة للرسول ولكنه كان جبرًا لخاطر امرأة مؤمنة خرجت مع زوجها من أهل الهجرة الأولى إلى الحبشة ولما عادا توفي زوجها وتركها امرأة تحتاج هي وبنوها إلى من يرعاهم.أنتهى ولم يعدم النبي صلى اله عليه وسلم نفعاً منها فقد قا بعاة أولاده أيضاً فكان من باب التكال التعاون على الخير .
2ـ زواجه بعائشة بنت صاحبه أبي بكر الصديق :قال أ ـ د أحمدزقزوق:لم يدهش مكة نبأ المصاهرة بين أعز صاحبين؛ بل استقبلته كما تستقبل أمرًا متوقعاً؛ ولذا لم يجد أي رجل من المشركين في هذا الزواج أي مطعن - وهم الذين لم يتركوا مجالاً للطعن إلا سلكوه ولو كان زورًا وافتراء.وتجدر الإشارة هنا إلى أن زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بفتاة بينه وبينها قرابة خمسين عامًا ليس بدعا ولا غريبًا لأن هذا الأمر كان مألوفًا في ذلك المجتمع. لكن المستشرقين ومن تحمل قلوبهم الحقد من بعض أهل الكتاب - على محمد صلى الله عليه وسلم - جعلوا من هذا الزواج اتهامًا للرسول غافلين بل عامدين إلى تجاهل ما كان واقعًا في ذلك المجتمع من زواج الكبار بالصغيرات كما في هذه النماذج:فقد تزوج عبد المطلب جد الرسول صلى الله عليه وسلم من هالة بنت عم آمنة التي تزوجها أصغر أبنائه عبد الله ـ والد الرسول صلى الله عليه وسلم. وتزوج عمر بن الخطاب ابنة على بن أبى طالب وهو أكبر سنًّا من أبيها. وعرض عمر على أبى بكر أن يتزوج ابنته الشابة " حفصة " وبينهما من فارق السن مثل الذي بين المصطفي صلى الله عليه وسلم وبين عائشة " كان هذا واقع المجتمع الذي تزوج فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بعائشة.
والخلاصة : أن زواج النبي صلى الله عليه وسلم شرف لأي امرأة وأنه لحكم اجتماعية ودينية عظيمة
============================================================================================================================نبوته
عقد الكاتب هذا المبحث ليبث قلقه ويشكو من اضطرابه النفسي .ويشكو من وسواسه التي ضاق بها صدره، نتيجة ثورة الشك التي جلبها لنفسه مع قلة علمه ،وفهمه في علوم الدين فمما جاء في هذا المبحث:
قال الكاتب: مادام الله قد خلق الانسان،وهوالقادرعلى كل شئ،لماذا لم يخلقهم مؤمنين كلهم
الجواب: أولاً:إيجاد الخلق هو من الممكنات التي إذا شاء الله فعلها وإذا شاء لم يفعالها، فليس بواجب على الله تعالى ولا لازم لوجوده هكذا يفهم المسلم عقيدته ويؤمن بربه .فإذا كان إيجاد المخلوقات أصلاً ليس بلازم لوجود الله تعالى وإنما هو من الممكن فقط فهل تتصور أن ما تفرع عن ذلك من إيمانهم أو كفرهم يكون واجباً على الله تعالى أو مستحيل عليه سبحانه وتعالى ؟!لا شك أنك تفترض وجود إله مجبور على أفعاله .!ولا يشك عاقل أن هذا نقيض كونه إلهاً متصرفاً قديراً يفعل ما يشاء ولا مكره له على أي شيء .
وعلى هذا فتعلم أن سر سطحية الطرح الذي تسأل عنه هو في كونك لا تعرف صفات الخالق أصلاً .وهذا ما جعلك تتخيل إلهاً مجبور على ما يفعل غير مختار في أحكامه وأفعاله.
وثانياً: فإن لله تعالى صفات عظيمة: منها وصفه بالقدرة ،ومنزه عن ضد ذلك وهو العجز .ومن قدرته أن يغفر ويرحم ، كما أنه يعذب ويجازي وينتقم .كما أنه عدل في فعله وحكمه ،وحكيم في أمره.
والإيمان والكفر أفعال يكتسبها العبد ويجازى عليها فإن كانت أفعالاً
حسنة فله الثواب .وإن كانت أفعالاً سيئة: فإن كانت كفراً بالله فلا
يستحق صاحبها إلا النار .وأماإن كانت من جملة الذنوب والمعاصي
فقد يغفرها الله له ولن يخلده في النار بلا ريب .
ولا بد أن تتنبه للفرق بين الأمور التالية :
الأمر الأول :الإرادة الكاملة: فالله لا مكره له بل هو يفعل مايريد فعله ،وكونه لا يستطيع أن يجعل كافرين كما جعل مؤمنين فهو من العجز بلا ريب .
الأمر الثاني :العدل : ومن عظيم عدله جل جلاله أنه لا يكره أحد على الإيمان به ،ولا على الكفر به بل جعل لهم حرية الاختيار . ولم يظلمهم بل بين لهم أن الإيمان هو طريق الصواب والمطيع له الثواب. وأن العصيان طريق الضلال ،والعاصي عليه العقاب ولم يظلم الناس شيئاً بل الناس لأنفسهم يظلمون .ولذا فمن أطاع الله دخل الجنة ومن عصاه دخل النار . ولن يدخل الطائعين النار أبداً .وكلنا نعلم هذا ونحن في دار الدنيا وفي فرصة التغيير والاختيار .
الأمر الثالث: العلم :فالله تعالى من صفته العلم التام بما كان وما يكون بخلاف من لا يعلم عاقبة الأمور فهو ناقص بلا ريب .ولا يمكن أن نتصور إلهاً لا يعلم أو حتى يجهل بعض الأشياء .ولو لم يكن الله يعلم مصير فلاناً من الناس لكان هذا جهلاً لا يجوز أن يوصف به من نؤمن بأنه يعلم بدقائق الأشياء .ولا يعني علمه بذلك أنه منع العبدمن الطاعة ،ولا أنه أمره بمعصية. بل من أطاع الله فلن يبخسه حقه وسيزيده من فضله. ومن عصاه فله النار من غير ظلم أبداً .ولا يصلح أن يسوى الناكر بالمقر، ولا حتى يستوى المجتهد في الطاعة بالمقل منها .
قال الكاتب:قد نسأل لماذا احتاج الله ان يختبر الانسان وهو عالم بكل سرائره وما سيفعله في حياته من قبل ان يولد الانسان؟
الجواب: أن المسلمين يؤمنون بأن الله غير محتاج لخلقه بل الخلق هم الفقراء إليه كما قال تعالى ((ياأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد))وإنما هو يخبر العباد بواقع حالهم في الدنيا أنه ابتلاء لهم ،وعليه فالواجب عليهم طاعته واجتناب معاصيه .وفي الدنيا مثلاً فإن الاستاذ يضع الأسئلة وهو يعلم أن الطالب الفلاني سيرسب لأنه غير جاد في طلب النجاح ،ولا يمنع من ذلك أن يختبره لتقوم عليه الحجة مع أنه يدرسه كما درس أقرانه فإذا أهمل ورسب فهل اللوم على المدرس أم على الطالب ؟! ولله المثل الأعلى فقد بينت لك سابقاً أن الله قد أعطى لهم وسائل الطاعة ،وأقدرهم على ذلك فإذا أبوا إلا النفور فهم الملامون على فعلهم.ومن خلال قراءتي لكلام الكاتب في هذا المبحث فهو يتوهم التالي:
1ـ الكاتب يتوهم أن الإله مجبور على أفعاله وأنه يجري مقاديره على ما يشتهي الناس لا بمحض إرادته .والمسلمون يقولون: خلق الله الخلق ليظهر وجوده ،ولو لم يخلق لما عرف أنه موجود .وليظهر كمال علمه وقدرته بظهور أفعاله المتقنة المحكمة .لأنها لا تتأتي إلا من قادر حكيم وليعبدوه فإنه يحب عبادة العابدين ويثيبهم عليها علي قدر فضله لا علي قدر أفعالهم وإن كان غنياً عن عبادة خلقه لا تزيد في ملكه طاعة المطيعين ،ولا تنقص من ملكه معصية العاصين. كما قال الله تعالى{ إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا }
2ـ والكاتب يتصور أن العبد ليس له قدرة ولا اختيار في عمله : وهذا باطل بلا ريب فقد قال تعالى {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا }وهذا وعد تفضل الله به .وقال تعالى {إنا هديناه السبيلا إما شاكراً وإما كفورا} فهو الذي يختار .والله يهديه إن صدق قال الله تعالى{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} [الرعد : 27] فمن أناب ورجع إلى الحق هداه الله .ويقول الله تعالى {وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [الحج : 54]
3ـ ويتصور أن الله محتاج لطاعتهم أو تضره معصيتهم . والمسلمون لا يقولون ذلك بل نؤمن أنه غني عن الناس ونحن الفقراء إليه ولا تنفعه طاعة الطائعين ولا يضره معصية العاصين ، بل النفع يعود عليهم فقط.
( إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً وَلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) [آل عمران : 177]
4ـ ويتصور أن هداية الرسل للناس هي هداية توفيق للإيمان. والمسلمون يعتقدون أن الأنبياء تقتصر هدايتهم للناس على هداية الدلالة والإرشاد، لا هداية خلق للإيمان في قلوب الناس. فهذه لا يملكه البشر.فالمنذر ينذر ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وكل من الفريقين له جزاءه.وليس بمجبور على شيء.{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً }
قال الكاتب:ومما يثبت فشل تجربة الرسل ان بني اسرائيل عندما قادهم موسى في هجرتهم من مصر ورأوا ان الله قد شق لهم البحر وانجاهم واغرق فرعون وجنده، وانزل لهم المن والسلوى من السماء ليطعمهم، لم يقتنعوا بوجوده او برسالته فصنعوا لانفسهم عجلاً من ذهب وعبدوه. فهل هناك معجزات أكثر من هذه لتقنع الناس بوجود الله؟ فإذا لم يقتنع بنو أسرائيل بعد أن رأوا كل هذه المعجزات، الا يقنع كل هذا الله بأن ارسال الانبياء لا يجدي فتيلا؟
الجواب: أولاً:سبق أن بينت أن الكاتب يتوهم أن الرسل يخلقون الهداية في قلوب الناس وهذا خطأ محض. ولذا فالفشل الذي تزعمه لا يلحق حقيقة إلا بالأمم المكذبة فهم الفاشلون حقاً .واما الرسل عليهم السلام فقد نجحوا في بيان الحق والدعوة إليه فمن شاء فليؤمن ومن شاء كفر وكل ينال جزاءه من الله تعالى الذي لا يظلم شيئاً.
وكان من أبسط قواعد البحث أن توجه الملام على من كابر الحجة ،وعاند البرهان وكذب الحقائق ،لا أن تلقي بالعتب على من دعاه وأقام الحجج ،والبراهين .ولكن موازين البحث عندك معدومة تماماً . و من يرمي نفسه في الطريق السريع ويحتج بالقدر ،هو كمن يرمي بنفسه في أوحال الكفر ويحتج بالقدر.والله لم يكلفك بعلم الغيب مما قدر لك وإنما كلفك بما تراه وتقدر عليه ،وعليه تحاسب لا على غيره مما لاتطيق .ولا يكلف نفساً إلا وسعها .وكما أن العاقل لا يتناول السم ويحتج بأنه مجبور على ذلك ،فكذا لا يغرق في الكفر ويحتج بأنه مجبور على ذلك. لأن الله لم يأمره بهذا ولا ذاك .وإنما أمره بماهو خير له في حياته الأولى والأخرة.
ثانياً: أن من فوائد إرسال الرسل إقامة الحجة وبيان السبيل القويم لكي لا يكون لأحد حجة على الله تعالى كما قال جل جلاله: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً} وقال: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} وقال: {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِأَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}.وفي سورة آل عمران، ألآية 55 ثالثاً: فإرسالهم واقع منه سبحانه تفضلاً ورحمة لما فيه من الحكم والمصالح الكثيرة. ومنها استفادة الحكم من الأنبياء في معرفة تفاصيل الغيبيات من جنة ونار وغيرهما. ومنها تكميل النفوس البشرية ، وتبين الأخلاق الفاضلة، الراجعة إلى الأشخاص، والسياسات الكاملة العائدة إلى الجماعات. فهم قد دلونا على الحكمة من وجود الأكوان، وأرشدونا إلى الله تبارك وتعالى، وبينوا لنا الطريق الموصل إلى رضوانه، وحذرونا من الطريق الموصول بالنار، ونظموا لنا الحياة بما يتلاءم مع واقعية العبودية وأصالتها.وأنت تتصور أنهم أُرسلوا للمعاند الذي لا يؤمن فقط ،وتغافلت عن فضلهم على من آمن بدعوتهم فنال السعادة الأبدية.
قال الكاتب:وفي سورة آل عمران، ألآية 55 عندما يخاطب الله عيسى فيقول له: " وجاعل الذين أتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة "، فنفهم من هذه ألآية أنه سيكون هناك مسيحيون مؤمنون بعيسى الى يوم القيامة، فما فائدة ارسال محمد بالاسلام ليظهره على الدين كله
الجواب:نحن نفهم من الآية وجود مؤمنين متبعين لعيسى عليه السلام يظهرهم الله إلى يوم القيمة ،ولاشك أن الذين أتبعوا عيسى عليه السلام هم أهل التوحيد لا أهل التثليث ،ثم بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم
ليجدد الدعوة إلى التوحيد وأتباع الرسل جميعاً ومنهم عيسى عليه السلام ولا شك أن المسلمين هم أتباعه وأتباع جميع الرسل .اما من جعلوه ولداً لله تعالى ،وأشركوا بالربوبية والعبادة فليسوا بأتباعه حقيقة.
يقول الكاتب:ان الانسان مسيّر، ليس بيده اي شئ، الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء ويدمر القرى التي يختار تدميرها. فاذاً ما الحكمة في ارسال الانبياء لهداية البشر، والبشر لا يملكون الحق في تقرير مصيرهم؟
الجواب: الكاتب يتكلم عن الإنسان ويزعم انه مسير أي مجبور على أفعاله ليس له فيما يفعل اختيار .وهذا غير صحيح بل إذا نظرنا إلى الإنسان وجدنا ان أفعاله على قسمين : القسم الأول : ما لااختيار له فيه :مثل خفقات القلب وحركات الارتعاش والسقوط المفاجىء وغير ذلك مما نلمسه ونعايشه .
والقسم الثاني : حركات له فيها اختيار :فهو يستطيع اكتساب معيشته ويستطيع أن يصلي ،ويقوم ،ويقعد ،ويسلم ،ويكفر، وغير ذلك من الحركات الاختيارية .
غير أن الكاتب استشهد بالآيات التي تبين كمال قدرة الله وأنه لا مكره له بل هو يفعل ما يشاء ،وتصور أن معنى ذلك أن العبد مسلوب القدرة نهائياً. وهذا كلام باطل بدلالتين :الأولى : دلالة النصوص : فقد قال تعالى ((فمن يعمل مثال ذرة خيراً يره ،ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ))وقال تعالى {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} وقال تعالى (({وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} وقال ((إنا هديناه السبيل اما شاكراً واما كفورا)) وقال ((إن الله لايرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ))أي يرضى لكم الشكر . وقال تعالى ((فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه )) فجعل لهم سعياً وتصرفاً واختياراً.
الدلالة الثانية دلالة النظر الصحيح: إذ أننا نعلم أن الرزق مقدر والأجل مقدر وكل شيء لا يخفى على الله جل جلاله. وعلى هذا النهج فنحن مأمورون بالعمل ،والسعي في كسب الرزق ،ولكل مجتهد نصيب . وانظر إلى الناس وهم يتسابقون إلى ارزاقهم هل هم كفروا بالقدر ؟ لا والله ولكن علموا أنهم مأمورن بالسعي في تحصيل ذلك كما أنهم مأمورون بالعمل بالطاعة واجتناب المعصية ولا يبخسون جهدهم ولذا قال الله تعالى : {ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا} وقال تعالى{ومن يعمل من الصالحات من ذكرأوأنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً} .فهل فوق هذا عدل لو أنصفت وأردت الحقيقة ؟!.
يقول الكاتب:: " ألم تر إنا ارسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم ازاً " اي تهيّجهم الى المعاصي حسب تفسير الجلالين. فما الحكمة في ارسال انبياء لهداية الناس، وفي نفس الوقت يرسل الله الشياطين لتهيّجهم على المعاصي؟
الجواب: أما الآية بتمامها فقد سيقت بهذا الترتيب قال تعالى ((واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا * كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا * ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا * فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا * يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا * ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا *)) إذ أن المتأمل يجد أن الكافرين هنا كفرهم كفر عناد وتكبر.وأن الشياطين أتوهم وهم كافرين بالله تعالى ،أي أن وجود الإرسال نوع من العذاب على أفعالهم التي منها الكفر المتلبسون به عن عناد، وكبرياء،واستهزاء لا عن جهل منهم ،ولذا قال ابن عباس رضي الله عنهما : نزلت في المستهزئين بالقرآن وهم خمسة رهط .أنتهى كلامه .إذن هو نوع عذاب ولذلك قال تعالى ((إنا أرسلنا الشياطين على الكافرين )) ولم يقل أرسلناهم إليهم والفرق بين المعنيين واضح .فكما يرسل الله العذاب على المعاندين كالحجارة والطوفان كذلك يرسل عليهم الشياطين أي يسلطهم عليهم كنوع من العذاب. وبذلك يتبين لكل عاقل سوء فهم الكاتب الذي أدى إلى تخبطه.
قال الكاتب :وهناك مفكرون عبر التاريخ قد انكروا فكرة ارسال الانبياء
الجواب:لا شك أن هناك من شذ فأنكر حقائق الأشياء حتى أنكر وجود نفسه ، لكن لا يعني هذا الإنكار أن الفكرة صحيحة بل هي فاسدة جداً ،كذلك إنكار بعض الشذاذ لفكرة النبوة لا يعني صحة هذه الفكرة.
وعليه فإن من كان مقر بوجود الله جل جلاله فلابد أن يعلم أن الله له في خلقه أفعال، وأحكام .والناس يحتاجون إلى العلم بها. فإذا لم يكن هناك من يبلغها لهم فلن تصل إليهم .بصرف النظر عن ذلك المبلغ هل هو من الملائكة ،أو الإنس ،أو الجن أو غيرهم .وإنما النقاش عن النبوة كمبدأ فإنه لايرتاب عاقل بضرورة ذلك .وقد تواترت الأخبار بوجود أنبياء بلغوا دين الله تعالى بما يمنع من تكذيب ذلك. فإن من يكذب بذلك كمن يكذب بوجود ما سمع عنه ولم يره كوجود مدينة يقال لها واشنطن ،فإن الأخبار قد تواترت بهذا الخبر بحيث لا يمكن تكذيب التواتر ،لأنه يستحيل تواطئ الجم الغفير على هذه الكذبة . فلو جاء من يكذب بوجود واشنطن لكان هو الكاذب بلا ريب، لأنه مكذب لما هو متواتر .وكذلك مكذب النبوة ،والأنبياء مكذب بما يستحيل أن يصدق فيه.وكذلك المكذب بمبدأ النبوة مكذب بما يستحيل تصديقه فيه إذ كيف نعرف أن الله هو الخالق لا غيره ،وأنه من أوجدنا .بل وكيف نعرف أحكامه وما أرشدنا إليه من أمور فيها الصلاح لمعاشنا ،ومعادنا ،وكيف نعرف أن هناك جنة ونار ، ومالا يرضيه فنجتنبه. إذمن المعلوم ضرورة تفاوت الناس واختلافهم في مدارك العقول ،وما يحسن عند شخص قد لا يحسن عند أخر .فكانت الحاجة ملحة لمعرفة مراد ربنا عز وجل وأحكامه، وتوجيهاته .
واذا اخذنا في الاعتبار الاعداد الهائلة من البشر الذين قُتلوا في الحروب الصليبية بين المسيحيين والمسلمين، والذين قُتلوا في محاكم التفتيش الاسبانية " Spanish inquisition"، وكذلك الذين قُتلوا ايام انتشار الدولة الاسلامية، والالاف الذين مازالوا يموتون في الحروب بين الاديان في عدة اقطار من العالم يتضح لنا ان الاديان جلبت للجنس البشري ضرراُ يفوق المصلحة التي نتجت عنها.
أولاً :هذا الكلام فيه مغالطة مكشوفة ،لأننا نعلم بلا شك ما فعلته الدول العلمانية في سبيل نشر أفكارها .كما في الدولة الماركسية الشيوعية ،وكما نشاهده اليوم من استبداد الأمبريالية في العالم لنشر العولمة الثقافية ،والاقتصادية، والاجتماعية بالقوة ولو كانت مخالفة لثقافات الشعوب الأخرى .وكم من الدماء تنزف شرقاً،وغرباً في سبيل نشر هذه الثقافات .ولو كانت ثقافة صحيحة لكان هذا مستساغاً بالنظر إلى المنافع التي ستنتجها ولكنها ثقافة تدمر العقول ،والأعراض وتستبد بالأموال ولا تعطي للجوانب الاجتماعية،والنفسية معنى مقبولاً.
ثانياً: إذا علمنا أن جميع الثقافات تتدافع في سبيل إثبات وجودها وجدارتها ومنع من يقف في سبيل وصولها إلى الناس، فلا بد إذن أن ننظر إلى مقارنة سريعة بين الإسلام واللادينية في الجوانب الأساسية للحياة .
1ـ في الجانب الروحي (النفسي) نجد أن الثقافة اللادينية لا تقدم حلولاً لما يحتاجه الإنسان في هذا الجانب الأساسي من كيانه . وذلك لأنها لا تؤمن أصلاً بغير العالم الحسي ولا تؤمن بماوراء ذلك فنهاية الإنسان تكون بالموت .أما الثقافة الإسلامية :فتعتني بذلك وتقدم الحلول المناسبة لمشاكل النفوس فيشعر الإنسان أن حياته متصلة من الحياة الدنيا إلى حياة باقية يتنعم فيها ولا يحزن .هذا إذا تمسك بتعاليم الإسلام وأخلاقه.
2ـ نجد الثقافة اللادينية قد أغرقت في الجانب المادي، حتى أصبح الإنسان كالآلة لا يكل في طلب المال ليلاً ونهاراً .مما أدى إلى ضياع كثير من الجوانب الأخرى كالبيت والأسرة والعلاقات الاجتماعية .
بخلاف ثقافة المسلمين فإنها لا تمنع من الأخذ المادي بما يحتاجه الإنسان ولا تهمل الجوانب الأخرى كالعلاقات الأسرية والاجتماعية ،والروحية .كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن لأهلك عليك حق ولنفسك عليك حق فأعط كل ذي حق حقه))
3ـ نجد أن الثقافة غير الدينية تهتم بالعلم ،والأخذ به ،والحث عليه. وهي نقطة إجابية لا تختلف عن الثقافة الإسلامية حيث أن الإسلام يحث على الأخذ بأسباب العلم ويجل العلماء .ولا يحرم ولا يمنع من يبادر إلى ذلك بل يشجع عليه حتى كان من الفروض الشرعية كما قدمت في موضع سابق .
4ـ وأما في الجانب العسكري الذي يمكن لنشر الثقافة. فإن الثقافة اللادينية قد ضربت أبشع الأمثلة للتطرف ،والاضطهاد ،وسفك الدماء وتشريد البشر ،وقتل الأطفال ،وهتك أعراض النساء .وما جرائم سجن بوغريب ولا ما فعلوه في العراق والأفغان وفلسطين عنا ببعيد.
بخلاف الثقافة الإسلامية فإنها تحرم القتل ابتداءً إلا بعد الدعوة إلى الإسلام فإن دخلوا فيها فهم كرعايا المسلمين ،وإن أبوا فيدفعون رسم مالي يسمى الجزية فإن أبوا إلا العناد فحينها يكون القتال مع الرجال المقاتلون فقط ولا يجوز الاعتداء على الضعفاء كالأطفال ولا يجوز الاعتداء على النساء بضرب ولا قتل ولا هتك عرض ولا غير ذلك .
بل من هتك عرض امرأة مسلمة أو غير مسلمة وهو محصن أي متزوج فإنه يرجم حتى يموت جزاء لاعتداءه .وإن كان غير متزوج فإنه يجلد على الزنا ويعزر على الاغتصاب وتأخذ المرأة حقها منه وافيا.والخلاصة : أن جميع الثقافات تستخدم القوة لنشر ثقافتها بما في ذلك الثقافة الإلحادية التي يدندن حولها المؤلف. وليس الدين فقط هو من يفعل ذلك. ولكن كيف ينشر هذه الثقافة وماذا تحوي وهل هو يفعل القتال ابتداء أم إذا منع من إيصال ثقافته إلى الغير؟ وهل عنده بدائل تسبق القتال ؟وماذا يستفيد المجتمع بعد وصول تلك الثقافة وتطبيقها؟ هذا كله يتفاوت بين أصحاب الثقافة .غير أنني أجزم أن أعدلها وأرحمها ،وأقواها إقناعاً هو الثقافة الإسلامية إذا طبقت كما جاء في تعاليم الإسلام .وتنبه للتفريق بين الإسلام كثقافة ،وبين من يحملون تلك الثقافة. لأنهم قد يطبقونها وقد يتخاذلون عن تطبيقها لشهوات أنفسهم .فالفرق واضح لمن تعقل.وأخطاء الحملة لاتحسب على أسس الثقافة التي يحملونها إلا إذا وافقت ثقافتهم أما إن خالفتها فالخطأ منهم لا من نفس الثقافة .وبهذا يتبين زيف مايدعي الكاتب في هذه الفقرة.
ومع ان محمداً كان من بني هاشم، لم يعتبره سادات قريش ذا مكانة عظيمه لانه كان يتيماً وفقيرا، وكان في مفهومهم ان الله اذا اراد ان يرسل رسولاً، لا بد له ان يختار رسولاً ذا مكانة في مجتمعه حتى قال الوليد بن المغيرة، زعيم بني مخزوم بمكة: عندما يكون في قريش رجل مثلي وفي بني تميم رجل مثل عروة بن مسعود، كيف يدّعي محمد انه نبي؟
الجواب: النبي صلى الله عليه وسلم أفضل وأعظم المخلوقات بلا شك يقوله
كل منصف عاقل .لأن محمد صلى الله عليه وسلم خيرهم نسباً وأمانة ، وعقلاً .وإنما منعهم من أتباعه الحسد ويدل على ذلك ما أخرج البيهقي عن المغيرة بن شعبة قال : " إن أول يوم عرفت فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أمشي أنا وأبو جهل في بعض أزقة مكة إذ لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جهل : يا أبا الحكم هلمَّ إلى الله ورسوله ، أدعوك إلى الله . فقال أبو جهل : يا محمد هل أنت منتهٍ عن سبَِ آلهتنا ؟ هل تريد إلا أن نشهد أنك قد بلَّغت ؟ فنحن نشهد أن قد بلَّغت ، فوالله لو أني أعلم أن ما تقول حق لاتبعتك . فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأقبل عليَّ فقال : والله إني لأعلم أن ما يقول حق ولكن يمنعني شيء . أن بني قصي قالوا : فينا الحجابة . قلنا : نعم . ثم قالوا : فينا السقاية . قلنا : نعم . ثم قالوا : فينا الندوة . فقلنا : نعم . ثم قالوا : فينا اللواء . فقلنا : نعم ، ثم أطعموا وأطعمنا ، حتى إذا تحاكت الركب قالوا : منا نبي . والله لا أفعل " وأخرجه ابن أبي شيبة بنحوه .إذن قول أبو جهل وقول الوليد إنما هو يدل صراحة على الحسد العظيم للنبي صلى الله عليه وسلم .فكلام الوليد بن المغيرة فيه اعتراض على الله في إرساله غيره وكان يأمل ذلك وهو مجرد حسد أمتلاً به صدره فهل تتوقع من الحسود غير هذا الموقف . ثم أن النبوة أمانة والرسول صلى الله عليه وسلم أعظمهم أمانة حتى لقب بالصادق الأمين أما الوليد ابن المغيرة فلم يكن أصلاً مؤهلاً لأن يكون قدوة حسنة بل قد حوى أدنى الصفات وإن كان ذو مال وبنين فليس هذا هو مقياس القدوة أبداً [1]. يقول الله تعالى في الوليد بن المغيرة ((ولا تطع كل حلاف مهين ،هماز مشاء بنميم ،مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم ))فهل هذا يؤخذ برأيه في رجل أطبقت الدنيا على فضله وشرفه؟!!وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.والمؤلف كعادته في الجور والظلم لا يذكر أي شيء من مميزات وفضائل النبي صلى الله عليه وسلم .فكيف ترجو نقداً صحيحاً من مثله.
أخيراً : فلم يعرج المؤلف على دعوة النبي صلى الله عليه وسلم في مكة ولا ذكرأساليبه العظيمة الحسنة في تقديم هذه الدعوة،ولا ذكر صبره وكفاحه في سبيل إيصالها للناس .ولا غرابة !لأنه يريد أن يطمس الحقائق ويزور التاريخ.
===============================================================غزواته
في هذا المبحث يخادع المؤلف قراء الكتاب فيصور أن غزوات النبي صلى الله عليه وسلم هدفها مادي بحت فلنقف مع هذه الدعوى .
الحل الذي لجأ اليه النبي كان السطو على قوافل قريش التي كانت دائماً محملةً بأثمن البضائع من الشام وكذلك غزو القبائل المجاورة.
الجواب : أنا كقارىء لهذا المبحث فلابد أن أبحث عن صدق التحاليل والنتائج التي يذكرها الكاتب.وهو يصور في هذا المبحث أن الرسول صلى الله عليه وسلم مجرد عربي يغزو لأجل السطو على المال وربح المنافع الدنيوية فقط. وماهو إلا امتداداً لأسلوب الغزو العربي في الاستيلاء على أموال الآخرين،ويحاول أن يوجّه النقد من خلال ذلك _ للنبّي صلى الله عليه وسلم ، وللإسلام كذلك، بإعطائه الوجه العدواني الذي يعمل على اتباع سياسة الغزو من أجل الغنيمة، لا من أجل الوصول إلى الأهداف الكبيرة التي تتمثل فيها قيم الحياة .وسنرى ذلك في ضمن جوانب متعددة :1ـ بالنظر إلى حال الرسول صلى الله عليه وسلم ،وأصحابه في مكة : نجد أن قريشاً مارست عليهم ألواناً من الضغوط المادية والحروب النفسية ، حتى شردوهم وأخذوا أموالهم ،وقتلوا طائفة منهم ، وحبسوا بعضهم ومنعوهم من الهجرة ،ولاحقوهم في الهجرة الأولى إلى الحبشة، وألبوا عليهم الناس بما فيهم النجاشي .وحبسوهم في شعب أبي طالب ،وحاصروهم ومنعوا عنهم الطعام وضرورات المعيشة ،وهذه حقائق مذكورة في النصوص والآثار والسير والتي لم يعرج عليها الكاتب الناقد.!! إذن من أبسط حقوق الإنسان أن يسترد ماله ويدافع عن نفسه ومبادئه .
2ـ لعلَّ من أفضل الوسائل للوصول إلى طبيعة هذا الحدث، هو الوقوف مع الآيات القرآنية التي تحدثت عن ظروف خروج المسلمين، ودعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم، ونوعيّة الأهداف المطروحة في الساحة في تلك الأجواء التي رافقت الدعوة، فإنها هي المصدر المعصوم الصادق في ما نريد أن نستوحيه فلننظر إلى معركة بدروهي منطلق المعارك .قال تعالى:{كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون * يجادلونك في الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون * وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين * ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون}[الأنفال: 5 ـ 7].إذن القضية كانت منذ بدايتها خاضعةً لاحتمالات المعركة، وذلك من خلال الإشارة إلى ما وعدهم الله من إحدى الطائفتين أنّها لهم؛ إمّا الغنيمة، وإمّا القتال، ولذلك كان التقاعس والتخوّف لدى المؤمنين منطلقاً من طبيعة الخطورة الناشئة من صراع مسلّح مع قريش فإن خوف البعض من الموقف من خلال شعورهم بالرهبة من قوّة قريش، ما جعلهم يتمثلون الخطر كما لو كان ماثلاً أمامهم.وعندما تهيأت ظروف المعركة وأجواؤها فلم تكن المواجهة للقافلة إلاّ وسيلةً من وسائل إيصال الموقف إلى مستوى ، و الغاية من ذلك كله، ابتداء الصراع المسلّح بين الشرك والإسلام، بعد أن كان الصراع فكرياً يتحرك من خلال أساليب الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة من جانب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والمسلمين معه، ولكنه كان يجابه من جانب المشركين بالضغط المادّي والمعنوي والإرهاب والتعذيب الجسدي من أجل فتنتهم عن دينهم ،و استضعافاً منهم للمسلمين، فأراد الله أن يؤيد الحق بالقوة التي تدعمه ، وذلك بقهر سيطرة المشركين على مقدّرات الأمور، لتستقيم للإسلام حريته في الدعوة، من دون أي خوفٍ أو ضعف، فيحق الله الحقّ في الحياة في جانبها الفكري والعملي بكلماته ،ويقطع دابر الكافرين الذين يقفون حاجزاً بين الإسلام والناس في سائر بقاع الأرض. فليست القضية قضية أموالٍ يُراد للمسلمين أن يغنموها بل القضية قضية حق لابد أن يؤيد ، وقضية باطل لابد أن يدحر ، وذلك بمختلف الوسائل المتاحة لأهل الحقّ ولو كره المجرمون الذين اتخذوا كافة الوسائل الإجرامية فصدّوا عن سبيل الله من آمن بالله، ووقفوا ضد مصلحة الإنسان في السير على دين الله وشريعته.
3ـ و قضيَّة الغنائم وإن كانت واردةً، إلاّ أنها لم تكن هدفاً ذاتياً للرسول صلى الله عليه وسلم، بل كانت وسيلةً من وسائل الضغط على قوّة قريش التجارية التي كانت أساساً لقوّتها العسكرية والسياسيّة، وذلك بالسيطرة على الطريق الحيوي لتجارتها. وعلى ضوء ذلك، فإن الموقف لم يكن منسجماً مع الأسلوب العربي الجاهلي للغزو، الذي كان يستهدف الحصول على المال من أجل الحاجة إلى المال ،كما يدعي الكاتب وأمثاله.ثم إن الغزو يسبقه الدعوة إلى الإسلام فلو أسلموا لحفظوا اموالهم وأنفسهم .ولو كان الهدف هو المال كما يدعي الكاتب لغزاهم مباشرة دون دعوة .
4ـ إن الموقف هو إثبات وجود لقوة حقيقة تقابل القوى الموجودة على ساحة الواقع. من أجل تخفيف الضغط على الفئات الضعيفة المسحوقة الخاضعة لسيطرة القوة المالية، والعسكرية الغاشمة المتمثلة بقريش وغيرها من اعداء الحق. وبذلك، كان لا بدّ من مواقف حاسمةٍ فاصلةٍ تفرض الموقف الجديد الذي يملك الناس معه حرية الاختيار بين الكفر والإيمان والحق والباطل. وكان لا بدّ من اللجوء إلى كل الأساليب الموجودة على الساحة للوصول إلى هذا الهدف الكبيروفق سنة التدافع بين الحق والباطل .
5ـ أن الموقف قد أفاد في تقوية الروح المعنوية للمسلمين وهذا ما عبّرت عنه الآية الكريمة: {إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفاً من الذين كفروا بأنهم لا يفقهون}[الأنفال/65].وفي ضوء ذلك، نفهم أنّ المطلوب هو مضاعفة الشعور بالقوّة، ومع الإيحاء بضرورة التصاعد بها ليشعر المؤمن دائماً بالتفوّق على أعداء الله في مواقفه الحاسمة في معارك الجهاد في سبيل الله، فلا يخضع لضغوطات حركة الكافرين التي تستعرض القوة كأسلوب من أساليب الحرب النفسيّة.
6ـ ترسيخ عقيدة الإيمان بالغيب :وهذه هي بعض الآيات التي أثارت الحديث حول جوانب الغيب في المعركة:قال تعالى {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألفٍ من الملائكة مردفين * وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم * إذ يغشاكم النعاس أمنة منه وينـزل عليكم من السماء ماءً ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام * إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان * ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار}[الأنفال/،9-14].وهكذا نخرج بفكرة محدّدة، وهي أن الله قد يتفضل على المؤمنين بإمداد غير عادي في المواقف الصعبة جداً، كما في بدر، أمَّا في الأصل فإن الواجب الأخذ بالأسباب الموصلة للنصر حسب المعتاد في حياة البشر كما في معركة أحد،وغيرها من المعارك . حتى لا يتقاعس المسلمون عن الأخذ بالأسباب لأن هذا هو الأصل. ولهذا أكّد في كتابه المجيد على ضرورة الإعداد العسكري من أجل تحصيل القدرة على المجابهة من جهة، وتحطيم القوّة المعنوية للعدو من جهة ثانية، وهذا هو قوله تعالى: {وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدَّو الله وعدوَّكم..}[الأنفال/60].
وهذه دروس للمسلمين ليرتفعوا بإيمانهم إلى المستوى الذي يمنحهم الثبات في المواجهات بالاعتماد على الله،فلا يحزنون ولا يخافون، انطلاقاً من التوجيهات الربانية ، التي تنهى المؤمنين عن الوهن والحزن، وذلك قوله تعالى: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}[آل عمران/139]. وقوله تعالى: {إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا}[التوبة/40].
الخلاصة : أن هذا هو هدف غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم .وأن الكاتب لم يتوخى الحق فيما قال ولم يكن فعله للنقد المجرد بل هو إظهار للحقد الدفين في صدره على الإسلام والرسالات .
قال الكاتب:الاية: " يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه، قل: قتال فيه كبيرٌ، وصدٌ عن سبيل الله وكفرٌ به، والمسجد الحرام واخراج اهله منه اكبر عند الله، والفتنة اكبر من القتل، ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا" ......إلى أن قال: فلما نزل القرآن بهذا الامر وفرّج الله تعالى عن المسلمين ما كانوا فيه من الشفق، أخذ رسول الله –ص- العير والاسيرين. ... وهذه ألآية طبعاً عذر لا تسنده الوقائع، فقريش لم تكن تحاربهم في ذلك الوقت، بل بالعكس، حاول المسلمون اعتراض قوافل قريش ثلاث مرات قبل هذا. وحتى في هذه المرة لم تكن قريش قد اعتدت عليهم وانما هم الذين اعتدوا، وفي الشهر الحرام.
الجواب : ذكر الكاتب ثلاث نقاط سننظر في صدقه فيها :
الأولى : قال :وهذه ألآية طبعاً عذر لا تسنده الوقائع، فقريش لم تكن تحاربهم في ذلك الوقت .!
إذن إذا انتهكت قريش حقوق المسلمين وعذبتهم وسلبت أموالهم وأخرجتهم من ديارهم ،واغتالت منهم من استطاعة فكل هذا لاتسنده الوقائع !!لماذا أيه الكاتب ؟لأن قريش لم تحاربهم في ذلك الوقت.وعلى فهم الكاتب فإن قريش تقتل كما تشاء وتفعل من الجرائم ما تشاء ،وتوقف المواجهة في الوقت الذي تريد. وعلى المسلمين الخنوع والخضوع ،والاستسلام لذلك .فأي عاقل يدعي النقد يجازف بهذا الكلام ؟! وأي عاقل يقبل مجازفاته.
النقطة الثانية : قال الكاتب(بل بالعكس، حاول المسلمون اعتراض قوافل قريش ثلاث مرات قبل هذا ) فالكاتب يصور أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل من يقاتل القوافل ،مع أنه نقل بنفسه أسباب المرات الثلاث ودعونا نقف مع نقله هل يصدق ماادعاه ؟أما واحدة منها: ففي شهر رمضان على رأس سبعة اشهر من هجرته الى المدينة، عقد النبي لحمزة بن عبد المطلب لواءً ابيضاً في ثلاثين رجل من المهاجرين، وامره ان يعترض لعيرات قريش، كما زعم الواقدي . ولكن حمزة لما حاول اعتراض القافلة وجد ابا جهل بن هشام في ثلاثمائة رجل، فحجز بينهم مجدي بن عمرو الجهني فافترقوا ولم يكن بينهم قتال.
وهذه تنقض مراد الكاتب من وجهين : الأول:أنه ليس في الأشهر الحرم وهي الأربعة المعروفة (رجب وذي القعدة وذي الحجة ومحرم ) ولذلك فالقتال سائغ للأسباب التي ذكرتها في الفقرة السابقة .
والوجه الثاني: أنه لم يحصل قتال أصلاً.
المرة الثانية : كما نقل الكاتب:(وفي شهر ربيع الاول من السنة الثانية للهجرة خرج الرسول في غزوة مع مائتي راكب، وكان مقصده ان يعترض لعير قريش، وكان فيها امية بن خلف ومائة رجل والفان وخمسمائة بعير. وسار النبي حتى بلغ بُواط من ناحية رضوى لكنه لم يجد عير قريش، فرجع للمدينة وسميت هذه الغزوة " غزوة بواط" ).أنتهى وهذه ليست في الأشهر الحرم وليس فيها قتال رغم أن القتال سائغ للأسباب السابقة .
المرة الثالثة:نقل الكاتب فقال :(في رجب من نفس العام أرسل عبد الله بن جحش مع ثمانية من المهاجرين، وكتب له كتاباً وامره الا ينظر فيه حتى يسير يومين، ثم ينظر فيه. فلما فتح الكتاب وجد فيه: " اذا نظرت في كتابي فامض حتى تنزل نخلةً بين مكة والطائف فترّصد بها قريشاً وتعلم لنا من اخبارهم".)أنتهى إذن أي عاقل يعلم أن المراد هو رصد الأخبار لا القتال فلماذ التدليس ؟فكيف يقول أن الآية عذر لا تسنده الوقائع مع أن الوقائع كلها متطابقة ؟فالرسول لم يأمرهم بالقتال، والصحابة قتلوا في الأشهر الحرم ،والرسول صلى الله عليه وسلم أغتم لذلك وقال لم آمركم بقتال ،ولم يزح الغم إلا نزول الآية العظيمة التي وازنت بين مفسدتين فدعونا نقف مع الآية لنرى مضمونها بجلاء :
1ـ ذكر في الآية المفسدة الأولى وهي القتال في الشهر الحرام وهذا من فعل الصحابة لا من أمر الرسول صلى الله عليه وسلم فقال تعالى {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه، قل: قتال فيه كبيرٌ}وهذا إقرار مافيه ريب .
2ـ بيان المفسدة الأعظم : وهي ما فعلته قريش فقال تعالى {وصدٌ عن سبيل الله وكفرٌ به، والمسجد الحرام واخراج أهله منه أكبر عند الله، والفتنة أكبر من القتل} فبين أن الصد عن الحق وأن الكفر بالله ،وتشريد الصحابة من وطنهم وهو مكة أكبر وأعظم .
3ـ ثم بين حكم أخر يتعلق بالمستقبل فقال تعالى {ولايزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعو} وهذا هو الذي حصل طوال ذلك العصر وهم من قتال إلى أخر كما يُعلم من القرآن الكريم وسائر الأخبار.فأين الاعتداء يامن تدعي النقد فإن الناقد يوازن الأمور كلها .والخلاصة :ليست السرايا الثلاث في الأشهر الحرم.ولم يحصل قتل في أثنتين منها.وأن إحداهن كانت في الأشهر الحرم. والرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمرهم بالقتال وإنما هدفها الرصد لمعرفة أخبار قريش وأخطأ الصحابة فقتلوا ،ولكن ذلك لم يرضي الرسول صلى الله عليه وسلم واغتم لذلك ،فنزلت الآية تبين أن فعل الصحابة لا يقاس بجرائم قريش. لكثرة عداوتهم سابقاً وما يحصل مستقبلاً وهذا هو الواقع الذي أنكره الناقد الجائر .!!!
قال الكاتب: المنطق يتطلب ان تكون الشرائع السماوية ارحم من تشريع البشر، فالله يصف نفسه بانه رحيم بعباده غفور بهم. ومن اسمائه السلام والرؤوف وما الى ذلك، فهل يعقل ان يغضب الله على الرسول لانه لم يقتل الاسرى.....
الجواب:1ـ شكك الكاتب في صحة القرآن لأن هناك نتاقض بين رحمة الله وما حصل في أسرى بدر .
2ـ خلص في أخر بحثه أن العلماء يأمرون بقتل الأسرى .فقال الكاتب: ". فحتى بعد أن تلطف الله على المشركين بعد أن غضب على الرسول لانه أخذ منهم الفداء في واقعة بدر، وقال " فأما مناً واما فداء" يقول علماء المسلمين يجب قتل الاسرى.) والجواب :
أما تصور التناقض بين رحمة الله وما جاء في قوله تعالى : {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض} فجواب ذلك أننا لا نشك أن الله رؤوف رحيم بعباده ،ولا نشك أيضاً أنه شديد العقاب باعداء الحق والحقيقة .وأنه أعلم بالأصلح لعباده فيحكم بما يشاء.وهو يعلم جل وعلا والواقع يشهدأن أخذ الأسير والإبقاء عليه وفداءه ثم عودته إلى قومه وملته وهي ما تزال قوية الجانب،يكون سبباً في تقوية كفة العدو وتعزيزها بخلاف قتلهم فإنه يفت في عضدهم ويضعف من شكيمتهم ويعلم العدو أنه أمام خيارين إما القتل وهو مالا يطيقه وإما النصر الذي لم يظفر به .
بخلاف إذا ظهرت قوة المسلمين ومكن الله لهم فهم حين إذن مخيرين بين الأسر والفداء أو حتى القتل في حالات خاصة جداً وذلك إذا كان فيه مصلحة أعظم أو درأ مفسدة أعظم
إذن فرحمة الله فضلاً منه يضعه حيث يشاء .وأفعاله تابعة لمشيئته وحكمته .فإذا فعل شيء ففيه حكمة أبلغ ،سواء ظهرت لكل الناس أو لبعضهم .
ثانياً: أن فيها دليل ناصع أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم من الغيب إلا ما علمه الله تعالى وأطلعه عليه ،وهو دال على صدق نبوته ولو كان ليس بنبي لما تراجع عن اجتهاده ،ولفضل البقاء على رأيه لكي يؤكد عظمته ولكن هذا الموقف يبين أنه نبي خاضع لأوامر ربه عزوجل ، فما أمره به أمتثله .
ثالثاً: أما الرد على النقطة الثانية وهي قول الكاتب أن علماء المسلمين يوجبون قتل الاسرى ؟فأقول هذا بهتان عظيم بل إليك أقوال العلماء في ذلك :الحكم في مصير الأسرى يقرّره القرآن الكريم بقوله - تعالى -: {فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها} (محمّد: 4). وبقوله - تعالى -: { فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} وحول هذه الآية الكريمة تدور هنا مسألتان:المسألة الأولى: يقول بعض العلماء أنّ الآية الأولى منسوخة بقوله - تعالى -: { فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} (التوبة: 5) ويقول آخرون أنها ناسخة. وقد ذكر الطبري هذه الأقوال ثمّ ردّها جميعاً بقوله:والصواب من القول عندنا في ذلك أنّ الآية محكمة غير منسوخة.واستدلّ على ذلك:بالسنة العمليةفي أهل الحرب فيقتل بعضاً ويفادي بعضاً ويمنّ على بعض ولم يزل ذلك ثابتاً من سيره في أهل الحرب من لدن إذن الله بحربهم إلى أن قبضه إليه.كما ذكر القرطبي الأقوال المختلفة، واختار أنّ الآية محكمة واستدلّ على ذلك كما فعل الطبري، بفعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الثابت في الصحيح، وأنّ النسخ إنما يكون لشيء قاطع، فإذا أمكن العمل بالآيتين فلا معنى للنسخ. وبذلك نعلم أن المؤلف ركز على مايريد مما نقله من أراء ذكرها القرطبي ولم يأبه لترجيح القرطبي الذي تابع فيه ابن جرير الطبري.وصور للقارىء الكريم أنهم يقتلون بلا دليل بل يخالفون القرآن الكريم .!
المسألة الثانية: أننا نعرف الحكم عند العلماء من خلال ما استقرت عليه الفتيا في المذاهب المتبوعة إلى اليوم ،وليس في الأقوال المندثرة التي لا يعلم سندها ولا ثبوتها من جهة الضعف ،والصحة ،ولا محترزات القول من حيث الشروط ،والاستثناءت ونحو ذلك مما لايجهله أهل العلم. فاذا علمنا ذلك حق العلم فا لحكم عند العلماء الذي أخذوه من النصوص هو التالي:
التخيير بين أربعة أمور هي: له أن يمن عليه فيكرمه بإطلاقه دون مقابل ، أو يطلقه مقابل فداء أي مقابل عوض مالي أو مقابل إطلاق أسرى المسلمين عند الكفار ،أو يكون رقيقاً .أو الخيار الأخير وهو القتل لكنّهم يجعلون هذه الخيارات مرتبطة بالمصلحة وجوباً وليست للهوى والتشهي. ولذلك إذا كان الأصلح إطلاقه فيطلق وإن كان الأصلح أخذ الفدية فيأخذها أو كان الأصلح الاسترقاق بحيث يتعلم أحوال المسلمين عن كثب ويسلم على نفسه من القتل والكفر فله ذلك .أو يكون الأصلح قتله كمجرمي الحرب ونحوهم إذا رأى ولي الأمرأن قتله أصلح فله ذلك وهكذا . و هو مذهب الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة.
تنبيه:التخيير في القتل:هو مذهب جمهور الفقهاء من الأحناف والمالكية والشافعية والحنابلة وغيرهم. لكنّهم يجعلونه خياراً مرتبطاً بالمصلحة وجوباً، فإذا كانت المصلحة تقضي بعدم قتلهم، فلا يجوز في هذه الحال أن يحكم عليهم بالقتل، كما أنه إذا ارتبط المسلمون بمعاهدات دولية تمنع قتل الأسرى فيجب عليهم الوفاء بها، ولا يجوز في هذه الحالة قتل الأسير . لكن ذكر ابن رشد في (بداية المجتهد): (وقال قوم لا يجوز قتل الأسير، وحكى الحسن بن محمّد التميمي أنه إجماع الصحابة). وإذا أسلم الأسير فلا يجوز قتله أبداً.
هذا هو قول علماء المسلمين لا كما تدعي أنهم يوجبون قتل الأسير .
قال الكاتب:وحتى بعد أن كثر عدد المسلمين ونزلت سورة محمد، قال الله: " فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فاما مناً بعد واما فداء". ويقول القرطبي في تفشير هذه ألآية: قال الله: فضرب الرقاب، ولم يقل اقتلوهم، لأن في العبارة " ضرب الرقاب" من الغلظة والشدة ما ليس في لفظ القتل، لما فيه من تصوير القتل بأشنع صوره وهو حز العنق وإطارة العضو الذي هو رأس البدن.
فالله لا يكتفي بقتل الكافرين فحسب، بل يجب أن نقتلهم شر وافظع قتل. أما ألاسرى، فرغم أن الله قال " اما مناً واما فداء" فيقول القرطبي في تفسير ألآية: " قال قتادة ومجاهد إذا أُسر المشرك لم يجز أن يُمن عليه، ولا أن يُفادى به فيرد الى المشركين، ولا يجوز أن يُفادى عندهم الا بالمرأة لأنها لا تُقتل
الجواب: أولاً: المؤلف كرر الآية في مواضع وهو يحذف منها رغم أنه تكرر منه ذلك والآية بدون تحريف هي هكذا {فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما مناً بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها}
ثانياً: أن المؤلف يصور أن جميع علماء المسلمين أطبقوا على هذا الفهم الذي فهمه القرطبي من الآية. رغم أن أكثر المفسرين على خلاف ذلك ممن سبق القرطبي أو أتى بعده وحتى الإمام القرطبي رحمه الله تعالى الذي يستشهد بكلامه الكاتب قد نقل أقوال العلماء فيها .فنقل عن الزجاج أنه قال : قال الزجاج: أي فاضربوا الرقاب ضرباً،وخص الرقاب بالذكر لأن القتل أكثر ما يكون بها.أنتهى إذن هذا هو سبب تخصيص الرقاب بالقتل لأن السيف أكثر ما يضرب به الرقاب عادة .وعليه أكثر المفسرين .
ثالثاً: أن الهدف من القتل هو إزالة الظلم وعليه فإزالة الظلم بأقوى الأساليب المؤثرة مطلوب في نفسه،لأن المؤمن في موقف الحرب ليس بدافع ليتدرج في الدفع مثل من يدفع الصائل ، إنما هو مدافع وذلك لأن من يدفع الصائل مثلاً لا ينبغي أن يقصد أولاً مقتله ، بل يتدرج فيدفعه عنه بالقدر الأسهل ويضرب غير المقتل فإن اندفع فذاك ، ولا يرقى إلى درجة الإهلاك ، بينما المقصود في الحرب أكبر من ذلك فالمطلوب دفعهم بالأقوى حتى يكون فيه عبرة لغيرهم، وتطهير للأرض من شرهم وشر ظلمهم. لأنهم سد يحول بين الناس وبين الحق . [1]فهذا هو حال كفار مكة وهذا هو الحكم الفصل عند قتالهم .مع أن الضررلايتعدى غير قتل المقاتل المعاند الذي أرخص نفسه مقابل أن يقف في وجه الحق ،فما كان هدفه رخيصاً كان بقاءه رخيصاً .وتذكر أنهم في ميدان مواجهة لا مجال فيه للعواطف المفتعلة ، وجميع المحاربين من المسلمين وغير المسلمين يعرفون أن موقف الحرب ليس فيه مجال للعواطف الساذجة.
رابعاً: بعد ذلك لاأنسى أن أذكر بأن الإسلام ينفرد بأمرعظيم وهو أن الحرب ليست ميداناً لظلم الأبرياء ،ولا المعاهدين ولا النساء والمسالمين .وإنما هي ميدان للصراع بين متقاتلين يتقاتلون على مبادىء سواء كانت صحيحة أو فاسدة .ولكن الإسلام يتميز باحترام العهود، والمواثيق ،وحقن دماء الأبرياء بحسب الاستطاعة .
===============================================================الاسلام والعلم
عقد المؤلف هذا الفصل ليثبت نتاقض القرآن مع النظريات العلمية الحديثة.والحقيقة أن القرآن الكريم لايعارض القطعيات وسنرى بإذن الله.
قال الكاتب:هي أن القرآن جاء كرسالةٍ لتقنع الناس بوجود الله ومن ثم يبيّن لهم بعض الاحكام. وفي إعتقادي أن القرآن لم ينزل ليتكهن بالتطورات العلمية التي ستحدث بعد آلاف السنين في المستقبل.
الجواب: أولاً:القرآن الكريم أنزله الله تعالى لتحقيق الإيمان بالحقائق كما هي،ومن أعظمها وجودالله،ووحدانيته،ووجوب إفراده بالعبادة،وبيان كيفية العلاقة بين المخلوق مع الخالق ،والعلاقة بين المخلوق والمخلوق الأخرعلى المستوى الاجتماعي والسياسي ،والعسكري ،والأخلاقي وغيرذلك .فهو اعتقادات ،وعبادات ،ومعاملات ،وتضمن إخبار بالغيبيات المستقبلية كالجنة ،والنار،والحساب ،ونحو ذلك .كما أخبر بدقائق أكدها العلم الحديث في الفلك،والأحياء ،والطبيعة والطب وغيرها.وحث على العلم فقال تعالى{قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } وقال {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } وقال {وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ }
ثانياً: أن التوسع في ربط النظريات العلمية ،بالحقائق القرآنية لا يجوز إلا في أمر واضح الدلالة لا مكان فيه للاحتمالات .لأن بعض ما يطلق عليه نظريات وما يطلق عليه فرضيات ،لا تصل إلى كونها حقائق علمية.ولكن بعض علماء الطبيعة لا يعطي الألفاظ حكمها الاصطلاحي كما هو .ولذا تجد كل نظرية تنقض سابقتها لأن من المفترض أصلاً أن لا تكون الأولى حقيقة علمية ، بل هي مجرد فرضية أو نظرية على أكثر تقدير .ولذا فلابد أن نتحقق من مراد القرآن سواء خالف الذي يزعمون أنه نظرية أو وافقه ،لأن العبرة بالحقائق كما هي لا كما يزعم الزاعمون.واما الحقائق العلمية فلن تخالف النصوص القطعية أبداً.
قال الكاتب: ولنبدأ بخلق السماء والأرض كما يراه العلماء. فالدكتور موريس يخبرنا ( أنه في البداية كان العالم عبارة عن كتلة من غازات الهايدروجين والهيليوم، تُسمي " Nebula ". وبالتدريج انقسمت هذه الغازات الى كُتل مختلفة الحجم، بعضها يبلغ
مائة بليون مرة حجم الشمس. وحجم الشمس يساوي 300000 مرة حجم الكرة الارضية. وكنتيجة لهذا الانقسام تكونت المجرات التي تحتوي على بلايين النجوم، بعضها أضعاف حجم شمسنا. وكذلك تكونت الكواكب مثل ألارض وزحل والمريخ. ولابد أن تكون هناك أراضيٍ كأرضنا هذه لم يكتشفها العلم بعد. وعندما انقسمت هذه الغازات وكونت النجوم والكواكب، كان سطح الكواكب والنجوم في درجة عالية جداً من الحرارة نتيجة التفاعلات الذرية التي مازالت تجري في داخل النجوم والكواكب. وكان سطح الارض ساخناً جداً لا يسمح بالحياة. ولم يكن هناك أي تسلسل او إنتظام في تكوين الاجسام السماوية هذه.... ... ويقول الدكتور موريس كذلك ( قد قدر العلماء عمر مجرتنا هذه بعشرة بلايين سنة، وشمسنا وأرضنا عمرهما حوالى أربعة بلايين ونصف البليون من السنين. والمجرة التي نحن بها " The Milky Way" تحتوي على مائة بليون نجم، ويصعب تخيل حجمها إذ يحتاج الضوء لمدة 90000 سنة ضوئية ليسافر من طرف مجرتنا الى طرفها ألآخر) . هذا ما يقول به العلم الحديث وألان أنظر ما ذا يقول القرآن: " قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق ألارض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك رب العالمين. وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيامٍ سواء للسائلين. ثم استوى الى السماء وهى دخان فقال لها وللارض إئتيا طوعاً أو كُرهاً قالتا أتينا طايعين. فقضهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماءٍ أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظاً ذلك تقدير العزيز العليم".........إلى أن قال : فهل يتفق هذا مع العلم الحديث؟
الجواب: الكاتب هنا حشر عدة مسائل متداخلة دون تمييز لأحدها عن الأخر .
المسألة الأولى :مسألة ابتداء نشأة خلق العالم(الكون) ..والمسألة الثانية :عمر المجرة منذ خلقت. والثالثة:مدة خلق السماء والأرض خاصة ثم يستشهد بآية في القرآن الكريم ليثبت مناقضته لكل هذه القضايا بزعمه.وسأبين الكلام فيها بما أفهم من كلام الله تعالى.
أولاً: ابتداء نشأة الكون :عقيدة المؤمنين في ابتداء النشأة: أنه لم يكن أي شيء موجود إلا الخالق جل جلاله . ثم بعد ذلك خلق المخلوقات أي أوجدها من العدم .والمفهوم من النصوص الشرعية ما يلي :
1ـ أن السماء كانت دخاناً ولذاقال الله تعالى {ثماستوى إلى السماء وهي دخان ..}
2ـ أن السماوات والأرض كانتا رتقاً أي ملتصقة حيث قال الله تعالى {أولم يرالذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما ،وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون}
ولكن لا يوجد دليل شرعي ثابت يبين سبب هذا الالتصاق، ولا سبب التفكك، ولا كيفيته .فيما أعلم .والنظريات العلمية تكلمت عن سبب هذا الالتصاق وهذا التفكك .كما في كلام الكاتب هنا.وليس لدينا معارضة لها ،ولا انجراف ورائها .ولكنها لم ترتقي بعد لأن تكون حقائق علمية ،بل ليست سوى نظرية فلكية . تقوم اليوم وقد تنقض غداً ، وتقوم نظرية أخرى تصلح لتفسير الظواهر الكونية بفرض آخر يتحول إلى نظرية . ونحن المسلمون لا نحاول أن نحمل النص القرآني المستيقن على نظرية غير مستيقنة ، تقبل اليوم وترفض غداً . لأنها ليست حقائق علمية ثابتة .إن القرآن ليس كتاب نظريات علمية ،وإنما هو حقائق صادقة ،ولم يجيء ليكون علماً تجريبياً يثبت اليوم وينقض غداً . إنما هو منهج للحياة كلها . منهج لتقويم العقل ليعمل وينطلق في حدوده . ولتقويم المجتمع ليسمح للعقل بالعمل والانطلاق . دون أن يدخل في جزئيات وتفصيليات علمية بحتة . فهذا متروك للعقل بعد تقويمه وإطلاق سراحه .وقد يشير القرآن أحياناً إلى حقائق كونية ،فنحن نستيقن هذه الحقيقة لمجرد ورودها في القرآن . وقصارى ما يُقال :أن النظرية الفلكية القائمة اليوم لا تعارض المفهوم الإجمالي لهذا النص القرآني السابق عليها بأجيال ! [1]
المسألة الثانية:عمر المجرة منذ خلقت: فقد قدر الفلكيون عمر مجرتنا هذه بعشرة بلايين سنة، وشمسنا وأرضنا عمرهما حوالى أربعة بلايين ونصف البليون من السنين كما نقل الكاتب عن الدكتور موريس .وهذا العمر لو تأملت ليس في القرآن فيما أعلم أي كلام عنه ولا يضرنا أن يذكره العلم الحديث ويتوصل إليه بل هو مما يسعدنا ،فكل ما فيه سعادة للإنسان ورقي وتقدم ،فهو مطلوب في ديننا ، وذلك وفق منظور ديننا إلى العلم والحياة .قال الله تعالى {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}وقال تعالى{سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق}وقال تعالى {انظرواماذا في السموات والأرض}.والقرآن الكريم أتى للأمم في كل زمان ومكان.
المسألةالثالثة :المدة التي خلق الله تعالى فيها السماء والأرض خاصة:فهذا ما لايتطرق إليه العلم الحديث ولا يفهمه وإنما مصدره القرآن الكريم والسنة النبوية وما وافقهما .قال الله تعالى {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ}أي ليس في ذلك تعب ولا نصب يمس المولى جل جلاله، لأنه أصلاً لا يجوز عليه ذلك .رغم أن الله قادر على أن يقول لها كن فتكون ،ولكن لا يعني أن ذلك واجب عليه بل هو يخلق كيف يشاء ،فلو شاء ما كان لإيجاد السموات والأرض مدة مقدرة ،ولو شاء لجعلها مقدرة في ستة أيام ،أو أقل ،أو أكثر .فهو يفعل ما يشاء ولا يجب عليه شيء جل جلاله.
وهناك نصوص أخرى دالة على مدة خلق السموات والأرض كالآية التي ذكرها الكاتب،وغيرها من النصوص الشرعية الدالة على أنها ستة ايام.وإلى الآن لا تناقض بين العلم الحديث والحقائق القرآنية الثابتة .وإنما العلم الحديث تكلم عن عمرالمخلوقات لا عن مدة خلقها .بل من الفلكين من لايؤمن بالخالقية أصلاً.وقد قدمت في المسألة السابقة أنه لا مشكلة عندنا في تقدير عمر الأرض والسماء وغيرها من المخلوقات ،وإنما التعارض لو قال أحد من الناس أن الله خلقها في مدة يخالف بها نصوص الحق جل وجلاله . وبه تعلم أن كل التشنيعات التى يشنع بها الملحدون ،إنما هي للجهل بدين الإسلام.وما الكاتب إلا من أولئك الذين يهرفون بما لايعرفون .
فالفرق كبير بين عمر المخلوقات ،وبين مدة خلقها.فمدة خلقها هو ماذكره القرآن قطعاً ،ولا سبيل للعلم الحديث إلى كشفه ،واما عمر الأكوان فقد ذكرته النظريات العلمية ،وهو لايعارض النصوص الشرعية لأنها لم تتكلم عنه أصلاً. سواءً كان نظرية ثابتة أو ستتغير فهو متروك للعقول البشرية تبذل فيه الجهد حسب طاقتها .ولذلك فإن من المغالطة الواضحة قول الكاتب:(ولكننا نعرف الآن أن عمر مجرتنا عشرة بلايين من السنين، ناهيك عن المجرات الأخرى. فأين علم القرآن هنا من العلم الحديث؟
قال الكاتب:ويستمر تسلسل الخلق في القرآن فيقول في سورة الذاريات، الآية 47: " والسماء بنيناها بايدٍ وانا لموسعون". فالله قد بنى السماء اما بأيديه او كلف الملائكة ببنائها وهذا دليل قاطع ان السماء صلبة وبُنيت بايدٍ، وقال الله هذا القول لتأكيد ان السماء صلبة، لانه في العادة اذا اراد شيئاً ان يقول له كن فيكون. فلو اراد الله للسماء ان تكون لقال لها: كوني، فكانت. لكنه للتأكيد قال بنيناها بأيد.
الجواب:أولاً:قوله تعالى والسماء بنيناها بأيد:معناه بقوة وليس كما يتوهم الكاتب.
ثانياً:من اين أتى الكاتب بكون السماء صلبة أو غير صلبة ؟فالآية بينت وصف
الفعل بأنه دال على قوة الله تعالى ،ولم يصف السماء بصلابة ولا بغيرها .فإن كانت السماء صلبة فالله بناها بقوة ،وإن كانت غير صلبة فالله بناها بقوة .فلا يستفيد الكاتب من الآية وصفاً للسماء بالصلابة كما يتخرص .فلو قال لها كن فكانت فلا يدل على أن ذلك بغير قوة كما يوهم الكاتب فلا أدري اين يذهب به التخرص في كل فج.!
ونحن نفهم أن أصل السماء دخان كما قال الله تعالى {ثم استوى إلى السماء وهي دخان} والدخان ليس بصلب كما نعلم .إذا فهم العاقل ذلك فله أن يتعجب من قول الكاتب : وهذا دليل قاطع ان السماء صلبة.!رغم أنه لايوجد دليل من الآية لا قطعاً ولا احتمالاً .ثم إن وصف أصل السماء بأنه دخان يكذب تخرصات الكاتب هداه الله.
قال الكاتب:ويقول الدكتور موريس " وإنا لموسعون" تعني أن الكون أو السماء ما زال يتوسع وينتشر. وهذه حقيقة علمية لكون دوران المجرات يخلق قوة " Centrefugal Force " تجعلها تبتعد عن بعضها البعض.أنتهى ولكن كلمة موسعون في اللغة تعني المال والغنى. وإذا قلنا أوسع الرجل يعني أصبح ذا غنى ومال.
الجواب: أولاً:للقارىءأن يلاحظ أن كتاب الكاتب ألفه لنقد الإسلام ـ كما يزعم ـ لكن من الواضح أن النقد هنا لأشخاص معينين لا للإسلام .لأن الإسلام له مصدران هما الكتاب والسنة .
ثانياً:اعتراض الكاتب على الدكتور مورس يعتبر في غاية السقوط لأن الله تعالى يقول { والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون } فالآن هذا التوسيع هل هو للسماء الذي يتكلم عنهافي الآية أم أراد أن يتكلم عن سعة الرزق لا عن السعة الحسية للسماء .
قال الإمام الزبيدي في شرح القاموس:ووسعه توسيعا : ضد ضيقه كما في الصحاح فاتسع واستوسع : صار واسعاً كما في الصحاح.أنتهى .فهذا معنى السعة في اللغة .
وهي أصلاً تستعمل للسعة الحسية فيقال مكان واسع أي ممتد .ووسّع البيت أي زاد في مساحته .وتستعمل أيضاً لسعة الرزق والمال .
والله موسع بالمعنيين فهو يوسع توسيعاً حسياً كما في الآية الدالة على توسيعه للسماءبقوله تعالى {والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون}ويوسع في الرزق إذا شاء .وعليه فيتبين للقارىء الكريم أن حمل الكاتب للآية على توسعة المال دون توسعة السماء حساً هو تحكم لادليل عليه بل هومحض الهوى.وكلام د:مورس صحيح بلا ريب .
قال الكاتب: وهناك دليل آخر في سورة الأنبياء، الآية 104: " يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب". فلا بد ان تكون السماء صلبة ومسطحة حتى يتسنى له أن يطويها كطي الصحيفة. فكل هذه الآيات تخبرنا ان السماء صلبة ومحسوسة وبنيت وسوف تُطوى كطي السجل.
الجواب:أولاً:السماء :هي كل ما سمى وعلى .مأخوذ معناها من السمو وهو العلو . فالمعنى هنا يشمل الغلاف الجوي والكون المحيط بنا من فضاء ونجوم وكواكب وغيرذلك،مما علمنا ومالم نعلم. فهي تشمل كل ما يحيط بالأرض بدءً من غلافها الغازي, والذي أدرك العلماء منه مساحة يبلغ قطرها 36 ألف مليون سنة ضوئية.فقط.أما ماعدا ذلك فلم يصلوا إليه إلى الآن .
ثانياً:هذا العلو للسماء قد يكون جسماً صلباً كما يقول الكاتب وقد يكون جسماً رقيقاً وقد يكون غير ذلك فلا وجه لحمله على الصلابة دون غيرها لأنه مجرد تحكم .
ثالثاً:الاستدلال بقوله تعالى {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب } على أن السماء صلبة كلام فارغ من العلم والمعرفة ،لأننا نشاهد الإنسان وهو يطوي الصلب والرقيق طياً حسياًفلا مجال لحمله على الصلابة فقط.
ثالثاً:من اين يستفاد كون السماء مسطحة أم غير مسطحة من الآية التي يستدل بها؟!فالآية لاتدل على أن السماء مسطحة أو غير مسطحة بل وصفت فعل الطي فقط بأنه كطي السجل للكتاب ،ولم تصف السماء بأنها مسطحة ولا غير مسطحة في هذه الآية ،وليس فيها أن السماء كالكتاب بل الوصف لو تأملتم هو للطي ،لا لغير ذلك فهي تُطوى كما يُطوى .
والخلاصة :أن الملحدين يصفون القرآن بمناقضة العلم الحديث في وصف السماء:ولابد أن نستعرض ما قاله القرآن الكريم وهو الحق قطعاً ،وما قاله العلم الحديث حتى نرى هل صدق الملحد؟
أولاًـ قال الله تعالى ((ثم استوى إلى السماء وهي دخان ..)) وسأنقل ماذكره المهندس عبدالدائم كحيل بتمامه حيث قال:
جاءتني رسالة يقول صاحبها: إن القرآن قد أخطأ في كلمة (دخان)!! وحجّته في ذلك أن التعريف العلمي للدخان لا يتطابق مع الحالة السائدة في بداية الكون، حيث كان الكون وقتها يتألف من عنصرين هما غاز الهيدروجين وغاز الهليوم. وأن كلمة (دخان) الواردة في قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت: 11].
إنه يقول: إن كلمة (غاز) هي الأنسب من الناحية العلمية من كلمة (دخان). وتذكرتُ الانتقادات التي يوجهها أعداء الإعجاز العلمي لهذه الآية، بل ويشككون في مصداقيتها ويقولون: إن محمداً صلى الله عليه وسلم هو من كتب هذه الآية وأخطأ في وصفه للكون المبكر بكلمة (دخان)!
أستغفرك يارب من قول هؤلاء فأنا لا أشك أبداً بأي كلمة من كلمات كتابك المجيد. وثقتي بما في القرآن هي أكبر من ثقتي بما أراه وألمسه، لأن الحواس قد تخطئ ولكن رب هذا الكون سبحانه لا يُخطئ. وقلت في بداية الأمر: بما أن القرآن نزل في بيئة صحراوية فقد خاطب الناس وقتها بما يدركون. وكلمة (غاز) غير موجودة في اللغة العربية، لأنها كلمة أجنبية، ولذلك يمكن التعبير عنها بكلمة (دخان)، إذن المسألة محسومة.
ولكن تذكرت على الفور بأن القرآن لم ينزل للعرب وحدهم، بل نزل لكل البشر! ولم ينزل لبيئة محددة أو عصر من العصور، بل نزل لكافة العصور ولكل زمان ومكان! فما هو العمل؟ لقد قلتُ في مقالتي "السماء تتكلم": إن القرآن اختصر كل هذه المصطلحات "غيوم من الغاز، غاز حار، غبار، ذرات متأينة.." اختصرها في كلمة جامعة ومعبرة وهي (دُخان)!
غاز أم غبار أم دخان؟
لقد اكتشف العلماء أن الكون في مراحله الأولى امتلأ بالغاز gas، وخصوصاً غاز الهيدروجين وغاز الهيليوم ، ولكنهم اكتشفوا بعد ذلك غباراً كونياً cosmic dustينتشر بين النجوم، ويقولون إنه من مخلفات الإنفجارات النجمية. ولكن الغاز يختلف عن الغبار ويختلف طبعاً عن الدخان. فكيف يمكن التوفيق بين العلم والقرآن، ونحن طبعاً نرفض أن نحمّل الآية ما لا تحتمله من المعاني والدلالات، لكي لا تكون وسيلة للطعن في هذا الدين.وبدأتُ جولة في عالم المكتشفات الكونية وكانت المفاجأة عندما قرأت تصريحاً لأحد علماء الغرب يعترف فيه أن ما كشفوه من غبار كوني لا يمتُّ بصلة للغبار الذي نعرفه ولا يشبهه أبداً، وأن هذا الغبار أشبه ما يكون بدخان السيجارة!!!
فهذا هو الدكتور دوغلاس بيرس يقول بالحرف الواحد:
Unlike household dust, cosmic 'dust' actually consists of tiny solid grains (mostly carbon and silicates) floating around in interstellar space, with similar sizes to the particles in cigarette smoke.
ومعنى ذلك: "الغبار الكوني- والذي لايشبه الغبار المنزلي- في الحقيقة يتألف من حبيبات صلبة دقيقة (وغالباً من الكربون والسيليكون) تسبح في الفضاء بين النجوم، وحجمها مشابه لحجم دخان السيجارة".
ولذلك وجدتُ بأن العلماء يسمون هذا الغبار بالدخان الكوني، بعد أن وجدوا أنه لا يشبه الغبار، بمعنى آخر: التسمية التي أطلقها علماء الفلك خاطئة! ولو تأملنا الأبحاث الصادرة حديثاً نجد أنها تؤكد على هذه التسمية، بل هنالك من العلماء من يصرح بأن أفضل وصف لحقيقة الكون المبكر هي كلمة (دخان).
وهذه إحدى المقالات العلمية الحديثة يصرح كاتبها بالحرف الواحد:
The dust particles that are mixed with the gas are tiny, only a fraction of a micrometer in size, and could therefore better be described as ``smoke´´.
ومعنى ذلك أن: ذرات الغبار الممزوج بالغاز دقيقة، وحجمها يساوي جزء من الميكرون فقط، ولذلك فإن أفضل وصف لها "دخان".وسبحانك يا من أحكمت آيات كتابك العظيم! يحتار العلماء في مصطلحاتهم وتعابيرهم، فتارة يقولون عن الكون البدائي "غاز" ثم تتطور معرفتهم بالكون فيقولون "غبار" ثم بعد ذلك يتضح لهم أن الغبار لا يشبه الغبار الذي نعرفه ، ويدركون بعد سنوات طويلة بأن الكلمة الأفضل لوصف حالة الكون في مراحله الأولى هي "دخان" أي smoke، بينما كتاب الله تعالى أعطانا الكلمة الأنسب منذ 1400 سنة ولم تتغير!
شكل (1) في البداية ظن العلماء أن الكون في مراحله المبكرة كان يحوي الغاز فقط أي غاز الهيدروجين والهيليوم، لذلك أطلقوا عليه كلمة gas
شكل (2) لقد اكتشف العلماء بعد ذلك أن الكون مليء بالغبار، وليس الغاز فقط. لذلك أطلقوا عليه اسم آخر هو الغبار الكوني cosmic dust
شكل (3) وأخيراً وبعد أن فحص العلماء الغبار الكوني، تبين أنه لا يشبه الغبار وأن هذه التسمية خاطئة، وأنه يشبه إلى حد كبير الدخان في حجمه وتركيبه، فأطلقوا عليه اسم الدخان smoke. وهذا الاسم الأخير ثبت لهم يقيناً بعدما استطاعوا أن يحللوا عينات ملتقطة حديثاً من الغبار الكوني، وتبين أنها تعود إلى بلايين السنين وهي تمثل الكون في مراحله الأولى، وهذا يتطابق مئة بالمئة مع قوله تعالى: (ثم استوى إلى السماء وهي دخان)، فهل هذه مصادفة أم معجزة؟ أنتهى كلامه وفقه الله.
ثانياً:المصابيح الكونية:رغم أن النجوم التي نراها مصابيح للدلالات وزينة للسماء إلا أن العلم الحديث اكتشف معنى أخر يضاف للمعنى السابق لمعنى الآية الكريمة{ ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح } وأنقل من مقال للمهندس :عبدالدائم كحيل بتصرف للأختصار:جميع علماء الفضاء يقررون أن الكون كان مليئاً بغاز حار ثم تبرد وأول ما تشكل هو النجوم. والقرآن يقرر بأن السماء أو الكون كان دخاناً ثم زيَّن الله السماء بالنجوم وسماها المصابيح، وهنا لا بدّ من تساؤل:لماذا لم يقل الله تعالى في هذه الآية بالذات التي في سورة فصلت: وزينا السماء الدنيا بنجوم، أو كواكب أو مجرات... ؟ لماذا ذكر المصابيح في هذه المرحلة من عمر الكون عندما كان دخاناً؟ ونحن نعلم من خلال معاجم اللغة العربية بأن المصباح يستخدم لإضاءة الطريق، ونعلم بأن ضوء هذه النجوم لا يكاد يرى، فكيف سمى القرآن هذه النجوم بالمصابيح، فماذا تضيء هذه المصابيح؟ هذا التساؤل تطلب مني رحلة شائكة في عالم الاكتشافات الكونية حول الكون المبكر وتشكل النجوم والدخان الكوني، ولكن الذي أدهشني بالفعل أن العلماء التقطوا صوراً رائعة للنجوم شديدة اللمعان أو الكوازرات، وأدركوا أن هذه النجوم الأقدم في الكون تضيء الطريق الذي يصل بيننا وبينها، وبواسطتها استطاع العلماء دراسة ما حولها واستفادوا من إضاءتها الهائلة والتي تبلغ ألف شمس كشمسنا!!!لذلك أطلقوا عليها اسماًَ جديداً وغريباً وهو "المصابيح الكاشفة" أي flashlights ، وسبحان الذي سبقهم إلى هذا الاسم فقال عن النجوم التي تزين السماء: (زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت: 12]. ألا نرى من خلال هذا الاسم التطابق الكامل بين ما يكشفه العلم من حقائق كونية يقينية، وبين كلمات القرآن الكريم؟ ولكي يكون كلامنا موثقاً وعلمياً وفيه رد على أولئك المشككين بالإعجاز العلمي والكوني لكتاب الله تعالى، سوف نأتي بأقوال العلماء بحرفيتها ومن مصادرها.لقد جاء في إحدى المقالات بعنوان: "متى تشكلت الأبنية الكونية الأولى" . [2]، يقولون بالحرف الواحد:
"Since light from a quasar illuminates all of the material along its path to us, quasars serve as distant flashlights revealing the properties of the early universe".
وهذا معناه: "بما أن النجوم اللامعة تُنير كل المادة على طول الطريق الواصل إلينا، فإن هذه النجوم تعمل مثل مصابيح كاشفة بعيدة تكشف خصائص الكون المبكر".وقد وجدتُ بأن جميع العلماء عندما يتحدثون عن هذه النجوم المبكرة البرّاقة يشبهونها بالمصابيح، حتى إن أحد هؤلاء العلماء يقول [3]:
"they act as the brightest flashlights"
ومعنى هذا الكلام : "إن هذه النجوم تعمل مثل المصابيح الأكثر لمعاناً". [4].
إن هؤلاء العلماء عندما رأوا هذه النجوم البعيدة، رأوا تطابقاً تاماً بينها وبين المصابيح التي تضيء لهم الطريق، ولذلك سارعوا إلى تسميتها بهذا الاسم، وسبحان من سبقهم إلى هذا الاسم، كيف لا يسبقهم وهو خالق المصابيح وخالق الكون!ونتساءل...ما معنى هذا التطابق والتوافق بين ما يكشفه العلماء في القرن الحادي والعشرين وبين كتاب أُنزل قبل أربعة عشر قرناً؟ وما معنى أن يسمي العلماء الأشياء التي يكتشفونها تسميات هي ذاتها في القرآن وهم لم يقرءوا القرآن؟إنه يعني شيئاً واحداً وهو أنكم أيها الملحدون المنكرون لكتاب الله وكلامه، مهما بحثتم ومهما تطورتم ومهما اكتشفتم، فسوف تعودون في نهاية الطريق إلى هذا القرآن، وسوف ترجعون إلى خالقكم ورازقكم والذي سخر لكم هذه الأجهزة لتشاهدوا خلق الله تعالى وآياته ومعجزاته، والذي تعهّد في كتابه بأنه سيُريكم آياته في الآفاق وفي القرآن حتى تستيقنوا بأن هذا القرآن هو كلام الله الحق. فهل تبيّن لكم الحقّ؟ إذن استمعوا معي إلى هذا البيان الإلهي المحكم: (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ
رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ) [فصلت: 53-54].
1- يقول العلماء: إن المرحلة التالية للدخان (أو الغاز الحار والغبار) كانت تشكل النجوم اللامعة أو الكوازارات، وعندما درسوا هذه النجوم وجدوها تعمل عمل المصابيح فهي تكشف وتنير الطريق الواصل إلينا ويمكن بواسطتها رؤية الأجسام المحيطة بها. والإعجاز الأول هنا يتمثل في السبق العلمي للقرآن في تسمية هذه النجوم بالمصابيح، بما يتطابق مئة بالمئة مع ما يراه العلماء اليوم. أما الإعجاز الثاني فيتمثل في أن القرآن حدد المرحلة الزمنية التي تشكلت فيها هذه النجوم وهي المرحلة التالية لمرحلة الذخان.
2-إننا نجد في قول الله تعالى: (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ)، حديثاً عن زينة السماء بالنجوم البراقة، وهذا ما يتحدث عنه العلماء اليوم. فهم يشبهون هذه النجوم والمجرات والتي تشكل النسيج الكوني باللآلئ التي تزين السماء!! وهذا سبق علمي للقرآن في استخدام التعابير الدقيقة والمتوافقة مع الواقع [5].
8- لو تأملنا النص القرآني لوجدنا بأن الخطاب فيه موجه للكفار الذين لا يؤمنون بالخالق تبارك وتعالى: (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيم) [فصلت: 9-12].ِ وهذا يشير إلى أن هؤلاء الملحدين هم من سيكتشف هذه الحقائق الكونية، وهم من سيراها، وهذا سبق علمي للقرآن في تحديد من سيرى هذه الحقائق، لذلك وجَّه الخطاب لهم.
..وفي نهاية هذا البحث لا نملك إلا أن نسجد خشوعاً أمام عظمة كتاب الله تعالى وأمام عظمة إعجازه، ولا نملك إلا أن نردّد قول الحق جلّ وعلا: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [النمل: 93].أنتهى كلام المهندس :عبدالدائم كحيل.
وأخيراً:فإننا نؤمن بكون النجوم مصابيحاً ورجوماً للشياطين لأن الله تعالى ذكر ذلك سواء اكتشفها العلم الحديث ،أو لم يكتشفها .كما أننا نؤمن بأن السماء بنيت بقوة وبكل ماورد في القرآن وصحيح السنة عن السماء وغيرها.
________________________________________
===============================================================الأرض
بعد أن فشل الكاتب في إثبات التناقض بين القرآن والعلم في وصف السماء أنتقل إلى الأرض فلننظرهل استطاع ذلك،أم خاب كالعادة؟
قال الكاتب:واذا نظرنا الى خلق الارض، نجد في سورة الحجر، الاية التاسعة عشر:" والارض مددناها والقينا فيها رواسي وانبتنا فيها من كل شئ موزون " ...إلى أن قال:ونفهم من العرض الذي سبق ان الارض مسطحة واراد الله ان يحفظ توازنها فالقى بها جبالاً ليمنعها ان تنقلب بنا. وهذه الفكرة قديمة قدم التاريخ
الجواب: يوهم الكاتب أن العلماء الأمة الإسلامية في القديم متفقون على أن الأرض ليست كروية وهذا كلام باطل لأنه ليس في النصوص الشرعية مايدل قطعاً على كروية الأرض، ولا عدم كرويتها .بل الأدلة في ذلك اجتهادية لأن مدار التكليف ليس على الإيمان بأن الأرض كرة أو غير كرة . فإذا فهمنا ذلك فإليك النقول عن بعض علماء الأمة الذين صرحوا بكروية الأرض في تفاسيرهم قال الإمام الرازي في تفسيره لسورة الغاشية : في قوله تعالى{وإلى الأرض كيف سطحت } سطحاً بتمهيد وتوطئة ، فهي مهاد للمتقلب عليها ، ومن الناس من استدل بهذا على أن الأرض ليست بكرة وهو ضعيف ، لأن الكرة إذا كانت في غاية العظمة يكون كل قطعة منها كالسطح.
وقال في تفسير سورة الكهف عند قوله تعالى {حتى إذا بلغ مغرب الشمس
..} البحث الثاني : أنه ثبت بالدليل أن الأرض كرة وأن السماء محيطة بها ، ولا شك أن الشمس في الفلك.أنتهى.
ونقل عنه الإمام ابن عادل الحنبلي في تفسيره مؤيداً له ما نصه: قال ابن الخطيب (الرازي): وهذا القول إنما يتم إذا قلنا : الأرض مسطحة لا كرة وأصحاب هذا القول ، احتجوا عليه بقوله تعالى : { والأرض بعد ذلك دحاها }
[ النازعات : 30 ] وهو مشكل من وجهين :
الأول : أنه ثبت بالدليل أن الأرض كرة ، فإن قالوا : قوله تعالى : مد الأرض ينافي كونها كرة .قلنا : لا نسلم؛ لأن الأرض جسم عظيم ، والكرة إذا كانت في غاية الكبر كان كل قطعة منها تشاهد كالسطح ..أنتهى المراد.
وقال الألوسي في تفسيره: { كيف سطحت } سطحاً بتوطئة وتمهيد وتسوية وتوطيد حسبما يقتضيه صلاح أمور أهلها ولا ينافي ذلك القول بأنها قريبة من الكرة الحقيقية لمكان عظمها.
وقال النيسابوري في تفسيره: { كيف سطحت } وليس في السطح دلالة على عدم كرية الأرض لأنها في النظر مسطحة وقد تكون في الحقيقة كرة إلا أنها لعظمها لا تدرك كريتها .أنتهى
والخلاصة :أنه لا منافاة بين كون الأرض مسطحة للمعاش والسير فيها ،وكونها كروية الخلقة والشكل ،لأن الكرة إذا كانت في غاية العظمة يكون كل قطعة منها كالسطح.كما بين العلماء من قديم الزمن فيما نقلت بعاليه .
قال الكاتب:وفي سورة الكهف عندما يتحدث القرآن عن ذي القرنين في الآية 86: " حتى اذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوماً قلنا يا ذا القرنين اما ان تعذب واما ان تتخذ منهم حسناً ". فهذا هو ذو القرنين مشى في الارض حتى بلغ مغرب الشمس ووجدها تغرب في عينٍ حمئة. ...ولكن لان الارض في نظرهم مسطحة، وصل ذو القرنين آخرها ووجد الشمس تغرب في طين اسود.
الجواب:أولاً: المعنى أنه أراد بلوغ المغرب فأتبع سبباً يوصله إليه حتى بلغه.
ثانياً: تأويل قوله تعالى { تغرب فى عين حمئة } أن ذا القرنين لما بلغ موضعها في المغرب ولم يبق بعده شيء من العمارات وجد الشمس كأنها تغرب في عين مظلمة وإن لم تكن كذلك في الحقيقة كما أن راكب البحر يرى الشمس كأنها تغيب في البحر إذا لم ير الشط.وهذا ماذكره الإمام الرازي في تفسيره. حتى أنه قال : قال أهل الأخبار : إن الشمس تغيب في عين كثيرة الماء والحمأة وهذا في غاية البعد ، وذلك لأنا إذا رصدنا كسوفاً قمرياً فإذا اعتبرناه ورأينا أن المغربيين قالوا : حصل هذا الكسوف في أول الليل ورأينا المشرقيين قالوا : حصل في أول النهار فعلمنا أن أول الليل عند أهل المغرب هو أول النهار الثاني عند أهل المشرق بل ذلك الوقت الذي هو أول الليل عندنا فهو وقت العصر في بلد ووقت الظهر في بلد آخر ، ووقت الضحوة في بلد ثالث . ووقت طلوع الشمس في بلد رابع ، ونصف الليل في بلد خامس ، وإذا كانت هذه الأحوال معلومة بعد الاستقراء والاعتبار . وعلمنا أن الشمس طالعة ظاهرة في كل هذه الأوقات كان الذي يقال : إنها تغيب في الطين والحمأة كلاماً على خلاف اليقين وكلام الله تعالى مبرأ عن هذه التهمة ، فلم يبق إلا أن يصار إلى التأويل الذي ذكرناه .أنتهى كلامه.والرازي من علماء المسلمين في القرن السادس الهجري.فتأمل في أهتمام علماء المسلمين بالعلم واحترامهم له .قبل أن يوجد ماركس وغيره من الملاحدة.وبه يتبين لطالب الحق أن العلماء قد اجتهدوا وأن الآية ليس فيها قطع بقول دون الأخر ،ولكن لما كانت الدلائل الأخرى دالة على صحة أحد الأقوال دون غيره كان هو القول الصواب المعتمد ،فلا يلتفت لغيره .ولو كان الكاتب صاحب نقد سليم لاستعرض أقوال علماء الإسلام في المسألة ليعلم رأيهم بوضوح، ولكنه صاحب هوى يتتبع ما يخدم هواه ،وهذا ليس مسلك لطالب الحق أبداً. وبه تعلم أن القرآن الكريم منزه عن التناقض وأن للنصوص أئمة بينوا وجه الحق فيها .
قال الكاتب:وبمناسبة الحديث عن السماء، دعنا ننظر للآية 43 من سورة النور: " ألم تر ان الله يزجي سحاباً ثم يُؤلف بينه ثم يجعله ركاماً فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من بَرَد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء".ٍ.....إلى أن قال: ونحن نعرف الان ان ليس في السماء جبال من ثلج ينزل منها البَرَدُ او الجليد. والبَرَد هو عبارة
عن قطرات مطر تجمدت اثناء نزولها من السحاب لشدة برودة الطقس، وكذلك الجليد يتكون عندماء يكون الطقس بارداً ولكن اقل برودة من الطقس الذي يسبب البَرَد . فالعلم هنا ابعد ما يكون عن منطق القرآن.
الجواب: أولاً: قول الكاتب:( ونحن نعرف الآن أن ليس في السماء جبال من ثلج ينزل منها البَرَدُ او الجليد. والبَرَد هو عبارة عن قطرات مطر تجمدت اثناء نزولها من السحاب لشدة برودة الطقس ) يدل على جهل عظيم لأن العلم الحديث لا يقول بما يقول به الكاتب
أولاً: من المعلوم أن السحاب على أنواع .والذي يختص بنزول المطر والبرد منه نوع واحد فقط هو السحب الركامي الذي ألف الله بينه. يقول العلماء:هناك سحاب ركامي يصل إلى ارتفاعات شاهقة ويشتمل على قطرات ماء في القاعدة، وخليط من ماء شديد البرودة وحبات برد في الوسط، أما القمة فتسودها بللورات الثلج وهذا السحاب هو الذي تكون زخاته من الماء أو البرد أو كليهما ويحدث به برق ورعد وهو السحاب الركامى المزنى الذي يكون في شكل الجبال. ,وإليكم التفاصيل:تطور السحب الركامية:
1-التجميع: (ثم يؤلف بينه): من المعلوم أن سرعة السحب تكون أبطأ من سرعة الرياح المسيرة لها، وكلما كبر حجم السحابة كانت سرعتها أبطأ، وذلك بسبب تأثير قوى الإعاقة (Drag-Force) كذلك تقل سرعة الرياح عامة كلما اتجهنا إلى مناطق التجمع ،وعلى ذلك يؤدى العاملان السابق ذكرهما إلى أن قطع السحب تقترب من بعضها، ثم تتلاحم، وبالتالي نلاحظ تكاثف السحب كلما اقتربنا من مناطق التجميع .وقد لخص " أنش Anthes" وآخرون العمليات السابقة .
2-الركم: ( ثم يجعله ركاما): إذا التحمت سحابتان أو أكثر فإن تيار الهواء الصاعد داخل السحابة يزداد بصفة عامة، ويؤدى ذلك إلى جلب مزيد من بخار الماء، من أسفل قاعدة السحابة، والذي بدوره يزيد من الطاقة الكامنة للتكثف والتي تعمل على زيادة سرعة التيار الهوائي الصاعد دافعاً بمكونات السحابة إلى ارتفاعات أعلي، وتكون هذه التيارات أقوى ما يمكن في وسط السحابة، وتقل على الأطراف مما يؤدى إلى ركم هذه المكونات على جانبي السحابة، فتظهر كالنافورة أو البركان الثائر، الذي تتراكم حممه على الجوانب وقد أثبتت الشواهد أن التحام السحب (Cloud - merger) يؤدى إلى زيادة كبيرة في الركم وبالتالي إلى زيادة سمك السحاب وأن تجمعاً من الدرجة الأولى(First - order merger) يؤدى إلى عشرة أضعاف المطر المنتظر وتجميعاً من الدرجة الثانية(Scond- order merger) يؤدى إلى مائة ضعف من كمية الأمطار المتوقعة بدون أي تجميع للسحب.
وإجمالاً فإن تجميع قطع السحب يؤدى إلى زيادة ركمه وبالتالي إلى زيادة سمكه التي تدل على قوة هذا السحاب من ناحية أمطاره ورعده وبرقه بل نجد أن السحاب الذي نحن بصدده يسمى سحاباً ركامياً لأن عملية الركم في هذا النوع أساسية وتفرقة عن باقي أنواع السحاب. ومن المعلوم أن عملية سوق السحاب قد تستغرق بضع ساعات، بينما تستغرق عمليتا التجميع والركم أقل من ذلك (حوالي ساعة أو أقل). ومن المعلوم أيضاً أن من السحب الركامية ما يسمى بالركامى الساخن (ذو سمك صغير نسبياً) وأقل درجة حرارة داخل هذا السحاب أعلى من درجة التجمد. وهو بذلك السمك الصغير نسبياً أقرب شبهاً بالتلال لا الجبال وحرارته لا تسمح بتكون البرد وهذا النوع تتكون الأمطار فيه من قطرات الماء فقط، وليس به رعد وبرق.
وهناك سحاب ركامي يصل إلى ارتفاعات شاهقة ويشتمل على قطرات ماء في القاعدة، وخليط من ماء شديد البرودة وحبات برد في الوسط، أما القمة فتسودها بللورات الثلج وهذا السحاب هو الذي تكون زخاته من الماء أو البرد أو كليهما ويحدث به برق ورعد وهو السحاب الركامى المزنى الذي يكون في شكل الجبال.
الظواهر الجوية المصاحبة: الهطول (زخات من المطر أو البرد أو كليهما):
تتحرك السحب الركامية إلى ما شاء الله لها وعامل الركم والبناء مستمر طالما كانت تيارات الهواء الصاعدة قادرة على حمل مكونات السحاب من قطرات ماء، أو حبات برد وعندما تصبح الرياح الرأسية غير قادرة على حمل هذه المكونات تتوقف عملية الركم وتبدأ مكونات السحاب في الهبوط مباشرة إلى أسفل كمطر من ماء أو برد أو كليهما، وذلك حسب مكونات السحاب وتوزيع درجات الحرارة والرطوبة أسقل السحاب ويتكون البرد داخل السحاب بين درجتي حرارة: أقل من الصفر وحتى 40درجة-م).
وفي هذه المنطقة تكون هناك قطرات من ماء شديد البرودة (أقل من الصفر المئوي) وذلك لعدم كفاية نويات التثلج وهذه القطرات غير مستقرة بمعنى أنها تتجمد فور اصطدامها بأي جسم آخر. وفي حالة وجود تيار هوائي شديد صاعد داخل السحاب الركامى المزني ونتيجة اختلاف سرعات القطرات شديدة البردة تحدث تصادمات ينتج عنها تحول قطرات الماء شديدة البرودة إلى ثلج، يغطى حبات البرد، فتكبر وتستمر في الكبر حتى يثقل وزنها ولا يستطيع التيار الرأسي حملها فتهبط برداً وقد شوهدت حبات برد يصل حجمها إلى حجم البرتقالة وهذا يعنى: أنه في مثل هذه الحالات التي تكون فيها حبات البرد كبيرة فإن هذه السحب تحمل في طياتها دماراً عاما، خاصة الزراعة.ومن المعلوم كذلك أن نزول المطر من قاعدة السحاب يكون على شكل زخات خلال جزء من قاعدة السحاب في بداية الهطول،حيث يسود في نـهاية حياة السحاب في نهاية الهطول ثم زخات من معظم قاعدة السحاب تيار هابط. أنتهى .ما أردت نقله مختصراً. [1]
ثانياً:من أقوال المفسرين:قال الإمام ابن عادل في تفسيره: وقيل : المراد بالسماء هو الغيم المرتفع ، سمي بذلك لسموه وارتفاعه ، وأنه تعالى أنزل من الغيم الذي هو سماء البرد . وأراد بقوله : « من جبال » : السحاب العظام ، لأنها إذا عظمت شبهت بالجبال كما يقال : فلان يملك جبالاً من مال ، ووصف بذلك توسعاً .وذهبوا إلى أن البرد ماء جامد خلقه الله في السحاب ، ثم أنزل إلى الأرض .
وقال أبو السعود: (وينزل من السماء) من الغمام فإن كل ما علاك سماء (من جبال فيها) أي: من قطع عظام تشبه الجبال في العظم، كائنة فيها (من برد) مفعول ينزل على أن (من) تبعيضية والأوليان لابتداء الغاية على أن الثانية بدل اشتمال من الأولى بإعادة الجار أي ينزل مبتدئاً من السماء من جبال فيها بعض برد وقال من السماء من جبال فيها بعض برد، وقال الشوكانى بمثل ما قال .
وقال ابن الجوزى:(وينزل من السماء) مفعول الإنزال محذوف تقديره: وينزل من السماء من جبال فيها من برد برداً، فاستغنى عن ذكر المفعول للدلالة عليه و"من" الأولى لابتداء الغاية لأن ابتداء الانزال من السماء والثانية للتبعيض لأن الذي ينزله الله بعض تلك الجبال والثالثة لتبيين الجنس لأن جنس تلك الجبال جنس البرد).
وهذا الذي فهمه هؤلاء المفسرون هو ما كشف عنه العلم الحديث ،فلابد أن يكون السحاب في شكل جبلى يسمح بتكوين الثلج في المناطق العليا منه ويسمح بتكوين الماء الشديد البرودة الذي سيتحول إلى مزرعة للبرد عندما يشاء الله في المنطقة الوسطى من السحابة وإن البرد يتكون عندما تمكث نواة ثلجية لفترة زمنية كافية وتحتوى على ماء شديد البرودة (ماء درجة حرارته تحت الصفر حتى درجة -40درجةْم) وتحت هذه الظروف المواتية فإن البرد ينمو بتعدد اصطدامه مع قطرات الماء الشديد البرودة والتي تتجمد بمجرد ملامسته فلابد أن يكون في تلك السحابة شئ من برد (فيها من برد) ويكون المعنى والله اعلم وينزل من السماء برداً من جبال فيها شئ من برد والجبال هي: السحب الركامية التي تشبه الجبال وفيها شئ من برد وهي: تلك البذور الأولى للبرد. وهكذا فإنك إذا تأملت في الآية ستراها ترتب مراحل تكوين السحاب الركامي خطوة خطوة مشيرة إلى التدرج الزمني. وتتجلى أوجه الإعجاز المتعددة في هذه الآية الكريمة.كما في المقال المختصر بعاليه.فمن أخبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بكل هذه الأمور ؟!إنه الله الذي بعثه للعالمين بشيراً ونذيراً.
قال الكاتب:والحقيقة ان المني لا يخرج من الظهر ولا من بين الصلب والترائب. فالمني يتكون في جهاز خاص به تحت مثانة البول، يسمى البروستاتة
الجواب: قال الدكتور :شريف كف الغزال : أن النطاف تتكون في الخصية والتي تتشكل بدورها كما أثبت علم الأجنة من خلايا تقع أسفل الكليتين في الظهر ثم تنزل إلى الأسفل في مراحل الحمل الأخيرة وهذا تأكيد لقوله تعالى ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم ) (الأعراف 172) وهذه إشارة واضحة إلى أن أصل الذرية هي منطقة الظهر حيث مكان تشكل الخصية الجنيني ، فسبحان الله أعلم العالمين.أنتهى وقد أكثر الكاتب من المغالطات ،وزعم أن القرآن الكريم لا يوجد فيه إخبار إعجازي بما وصل إليه العلم الحديث في الأجنة .وحيث أنني غير متخصص في هذا المجال فسأنقل لكم وبالحرف عن أهل الاختصاص في ذلك .
________________________________________
====================================================================
((((((((زواج في السادسة من العمر في الكتاب المقدس)))))))))))))============طلب مني أحد الأخوة أن أعمل بحث عن عمر فارص بن يهوذا بن يعقوب عليه السلام ، وتلبية لرغبة الأخ الفاضل قمت ببحثي هذا وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون الصواب حليفي والله ولي التوفيق .
وسوف نكتشف سويا ( وهذا يحتاج إلى تركيز منكم ) كيف ان الكتاب المقدس يقول ان فارص بن يهوذا بن يعقوب تزوج وهو اقل من 8 سنوات وانجب طفلين، وهذا مستحيل طبعاً.
فأبدأ وأقول وبالله تعالى التوفيق :
من وقت رمي يوسف عليه السلام في الجب حتى دخول يعقوب وابنائه مصر 22 سنة ، يقول الكتاب المقدس في سفر التكوين ( 37 : 2 ) ان يوسف عليه السلام كان عمره 17 سنة عندما تآمر عليه اخوته : ( يوسف اذ كان ابن سبع عشرة سنة كان يرعى مع اخوته الغنم وهو غلام عند بني بلهة وبني زلفة امرأتي ابيه ) وعندما وقف يوسف بين يدي فرعون كان ابن 30 سنة التكوين (41 : 46 ) ثم بعد ذلك مرّت سبع سنين رخاء تكوين ( 41 : 53 ) ثم سنتين جوع وفي هذه الاثناء اتى يعقوب عليه السلام وابنائه بحسب تكوين ( 45 : 6 ) فمن وقت رمي يوسف عليه السلام في الجب الى مجيئ يعقوب الى مصر 22 سنة ، لأنه لو حسبنا من وقت رميه وهو 17 سنة الى سن ال 30 زمن وقوفه امام فرعون يكون المجموع 13 سنة اضف الى 13 سنة ال 7 سنين رخاء فيكون المجموع 20 سنة بالإضافة الى سنتين جوع فيكون المجموع 22 سنة . فلنرى ماذى جرى في هذه ال 22 سنة من احداث ، ونحسب زمن الاحداث :
يقول الكتاب في التكوين ( 37 : 1 ، 5 ) ان يهوذا اخو يوسف تزوج من إبنة شوع وحملت ثم انجبت ( عير )، وهذا لا يمكن ان يكون في اقل من سنة ، ثم بعد ذلك حملت وأنجبت ( اونان ) ، وهذا ايضا لا يكون في اقل من سنة ، ثم بعد ذلك حملت وأنجبت ( شيلة ) ، وهذا ايضاً في سنة
ثم من عدد (6 ، 10 ) نرى ان ( عير ) تزوج ( ثامار ) ثم مات بعدها ، ولا يمكن ان يكون تزوجها وهو اقل من 12 سنة ، ولنفرض انه كان ابن 12 سنة وأنه مات بعدما تزوجها بيوم ، ولنحسب المدة الآن من وقت زواج يهوذا حتى ولادة عير هي سنة ، زائد عمره في سن الزواج 12 سنة فيصبح المجموع 13 سنة من 22 سنة ، ثم تزوجها ( أونان ) ، ثم مات ايضاً ، ولنفرض انه مات بعدما تزوجها بيوم ، ثم في عدد (11) انتظرت شيلة حتى يكبر ، ولكنه ايضاً كبر ولم يتزوجها كما في عدد (14) ولا يمكن ان يكون هذا في اقل من سنة ، لأن المانع من الزواج كان صغر سنه كما في عدد (11) فمنطقياً لا يمكن ان تكون انتظرته اسبوع او شهر او شهرين بل على اقل تقدير سنة واحدة فنضيفها ال 13 سنة فيصبح المجموع 14 سنة من 22 سنة ، ثم يقول انه بعد هذا الإنتظار زنى بها يهوذا نفسه وحملت منه ثم وضعت طفلين هما فارص وزارح وهذا تم في تسعة اشهر اي ما يقرب السنة ، ولنقل انه سنة ونضيفها الى ال 14 سنة فيصبح المجموع 15 سنة من 22 سنة فيبقى 7 الى 8 سنوات على الأكثر ، وهذا هو عمر فارص عندما دخل مصر كما سيأتي .
وفي التكوين ( 46 : 12 ) يذكر لنا اسماء الذين دخلوا مصر مع يعقوب ويذكر من بينهم فارص ، والمضحك المبكي انه ذكر أن لفارص ولدين دخلوا معه مصر هما حصرون وحامول وهذا كما اسلفنا في خلال 22 سنة وكان عمره اقل من 8 سنوات ، فكيف يكون له طفلين وهو في هذا العمر ؟؟؟
وهذا يعني انه تزوج وهو اقل من 7 سنوات أي 6 سنوات هذا إذا فرضنا انهما توأمين وإلا يكون تزوج وهو في سن الخامسة ، ويجب ان لا ننسى اننا حسبنا كل شئ على اقل تقدير والله المستعان
وبعد هذا هل يستطيع احد ان يقول ان هذا الكلام من عند الله ؟
وفي هذا دليل على ان كتبهم طرأ عليها التغيير والتبديل من زيادة ونقصان ، نسأل الله السلامة ونعوذ به من الخذلان .
وقد تكلم الدكتور منقذ السقار حفظه الله عن نفس الموضوع فقال :
دعونا نتأمل في ثنايا هذه القصة ، لنر كم كان عمر فارص بن يهوذا بن يعقوب حين تزوج ، سنرى أنه تزوج وعمره 8 سنوات على أحسن تقدير، وانجب طفلين وهو في التاسعة من عمره، وهذا مستحيل طبعاً.
ودعونا نوضح مسألة تتعلق بيوسف عليه السلام، ومن خلالها سنقف في المسألة الثانية على الخطأ الكبير
1- عندما كان يوسف في السابعة عشرة من عمره تآمر عليه إخوته، يقول سفر التكوين: ".يوسف اذ كان ابن سبع عشرة سنة كان يرعى مع اخوته الغنم وهو غلام عند بني بلهة وبني زلفة امرأتي ابيه.واتى يوسف بنميمتهم الرديئة الى ابيهم." (التكوين 27/1-2)
وبعد ثلاث عشرة سنة وقف أمام فرعون ، وعين مسئولا على خزائن مصر "وكان يوسف ابن ثلاثين سنة لما وقف قدام فرعون ملك مصر" (41 : 46 )،
ثم مرت سبع سنين رخاء على مصر، قام يوسف فيها بالمحافظة على غلات الأرض "فجمع كل طعام السبع سنين التي كانت في ارض مصر وجعل طعاما في المدن.طعام حقل المدينة الذي حواليها جعله فيها" (التكوين 41/47).
ثم بدأت سنين الجوع، وفي السنة الثانية منه جاء إخوة يوسف يطلبون الغوث من مصر فعرفهم وأمرهم بإحضار أبيهم " لان للجوع في الارض الآن سنتين.وخمس سنين ايضا لا تكون فيها فلاحة ولا حصاد.. اسرعوا واصعدوا الى ابي وقولوا له هكذا يقول ابنك يوسف.قد جعلني الله سيدا لكل مصر.انزل اليّ"(التكوين 45/6_9)،
وبالفعل جاء إسرائيل وبنوه إلى مصر، وممن كان مع الآتين فارص بن يهوذا وولديه، "وبنو يهوذا عير وأونان وشيلة وفارص وزارح.واما عير وأونان فماتا في ارض كنعان.وكان ابنا فارص حصرون وحامول" (التكوين 46/12)
وقد مر على ضياعه وقدومه إلى مصر 39 -17 (عمره عندما فقد) =22 سنة
2- فلنرى ماذا جرى في هذه ال 22 سنة من احداث تتعلق بفارص الذي نود أن نعرف عمره حين دخل مصر مع ولديه ، ونحسب زمن الاحداث
يقول الكتاب في التكوين : "وحدث في ذلك الزمان (زمن ضياع يوسف) ان يهوذا نزل من عند اخوته ومال الى رجل عدلاميّ اسمه حيرة. ونظر يهوذا هناك ابنة رجل كنعاني اسمه شوع.فاخذها ودخل عليها. فحبلت وولدت ابنا ودعا اسمه عيرا. ثم حبلت ايضا وولدت ابنا ودعت اسمه أونان. ثم عادت فولدت ايضا ابنا ودعت اسمه شيلة.وكان في كزيب حين ولدته
واخذ يهوذا زوجة لعير بكره اسمها ثامار. وكان عير بكر يهوذا شريرا في عيني الرب.فأماته الرب. فقال يهوذا لأونان ادخل على امرأة اخيك وتزوج بها واقم نسلا لاخيك. فعلم أونان ان النسل لا يكون له.فكان اذ دخل على امرأة اخيه انه افسد على الارض لكيلا يعطي نسلا لاخيه. فقبح في عيني الرب ما فعله.فاماته ايضا."
حصلت الأحداث التالية في ال22 سنة :
أ. تزوج يهوذا من حيرة وأنجبت له أبناءه عيرا ثم أونان ثم شيلة
ب. كبر أبناء يهوذا وتزوج عيرا من ثامار ثم مات فتزوجها أخوه أونان ثم مات
لنفرض أن عير تزوج ثامار وعمره 10 سنوات فقط، فإن ذلك يعني أننا في السنة الحادية عشرة من ال22 سنة، ولنفرض أن اونان تزوجها في نفس السنة ثم مات عنها.
ج. انتظرت ثامار حتى كبر شيلة ليتزوجها كما وعد يهوذا كنته " فقال يهوذا لثامار كنته: اقعدي ارملة في بيت ابيك حتى يكبر شيلة ابني.... ولما طال الزمان " (التكوين 38/11) لقد انتظرته طويلا حتى يكبر، لنفرض أنها انتظرته سنة واحدة فقط فكبر فيها، ولم يزوجه أبوه منها، فقررت الانتقام من حماها يهوذا على طريقتها الخاصة (نكاح المحارم).فنحن وفق هذا الفرض في السنة الثانية عشرة من السنوات ال22.
د. حملت ثامار سفاحا من يهوذا وأنجبت ابنيها فارص وزارح بعد تسعة أشهر، لقد أصبحنا في السنة الثالثة عشرة من ال22 .
هـ. في السنة ال22 أي سنة الدخول إلى مصر قدم فارص وعمره تسع سنوات (وفق أكبر الافتراضات) والمفاجأة أنه كان يحمل معه ولدين هما حصرون وحامول، يقول سفر التكوين وهو يعدد الداخلين إلى مصر: "وبنو يهوذا عير وأونان وشيلة وفارص وزارح.واما عير وأونان فماتا في ارض كنعان.وكان ابنا فارص حصرون وحامول" (التكوين 46/12)، فله من الاولاد ولدين، وعمره تسع سنوات (على الافتراض الاكثر).
و. لنفترض أن الولدين توأم وأنهما ولدا في السنة الاولى من زواج أبيهما، وأنهما عندما قدما معه إلى مصر كان عمرهما يوما واحدا، فهذا يعني أن والدهما فارص قد تزوج وعمره ثمان سنوات فقط، واستطاع أن ينجب وعمره تسع سنوات. وهذا محال.وهو إحدى عجائب الكتاب المقدس.
ختاما أرجو من القارئ الكريم أن يلحظ أنا قد استخدمنا أحسن الافتراضات، ففرضنا أن عيرا تزوج ثامار وعمره عشر سنوات فقط، وأنه في نفس السنة مات عنها وتزوجها أخوه أونان الذي هو أصغر من بسنة على أحسن تقدير، فعمره حين تزوجها تسع سنوات، كما افترضنا أن أخوهما الصغير شيلة قد صار مؤهلا للزواج خلال سنة واحدة أي وعمره تسع سنوات.
كما افترضنا أخيرا ان الطفلين الذين انجبهما فارص دخلا مصر وعمرهما يوم واحد وأنهما توأم...
فهل أخطأ الروح القدس أم الأنبياء أم كتبة العهد القديم الذين أضافوا إلى الله ما لم يوح به.
وبقي احتمال أخير أن بني إسرائيل كانوا بشرا فوق العادة ، يقدر على النكاح أطفالهم وينجبون وهم مازالوا دون الثامنة من العمر....
ولنا أن نتساءل عن عمر زوجة فارص ، هل كانت أكبر من زوجها أم أصغر منه، ولسوء الحظ فإن الكتاب المقدس لا يبين لنا شيئا عن هذه النقطة.؟============(((تناقضات تناقضات تناقضات)))))))))========ان التناقض والتعارض الموجود في الكتاب المقدس هو أكبر دليل على تحريفه وبطلانه . ذلك أن التناقض من صفات الفكر البشري ، ولا يمكن بأي حال أن يقع في الوحي السماوي إذ معناه الكذب والاختلاف والرب سبحانه وتعالى لا يكذب ولا يختلف مع نفسه .
وإليك - عزيزي القارىء - بعض من تناقضات الاناجيل الموجودة اليوم :
(1) لقد أورد كل من متى ومرقس رواية لعن يسوع لشجرة التين فقد وردت عند متى في [ 21 : 18 ] ووردت عند مرقـس في [ 11 : 12 ]
لكنهما وقعا في تناقض واضح وهو :
قول متى أن المسيح لعن شجرة التين [ بعد ] أن قام بتطهير الهيكل وطرد الذين كانوا يبيعون ويشترون فيه ونجد عكس ذلك في انجيل مرقس الذي يذكر أن المسيح لعن شجرة التين [ قبل ] ان يكون قد طهر الهيكل من الذين كانوا يبيعون ويشترون فيه !!
ورواية تطهير الهيكل أوردها متى في [ 21 : 12 ] وأوردها مرقس في [ 11 : 15 ] وهي قصة واحدة لحدث واحد تناقض في روايتها متى ومرقس .
------------------------------------------
(2) وبينما نجد في انجيل مرقس [ 11 : 12 ] أن المسيح لعن شجرة التين وان التلاميذ ومنهم بطرس علموا أنها يبست في [ اليوم التالي ] عندما رأوا الشجرة يابسة وهم راجعون الي المدينة [ 11 : 20 ]
نجد عكس ذلك في انجيل متى فهو يحكي وقوع جميع الاحداث في [ نفس اليوم ] وان الشجرة يبست في الحال وان التلاميذ رأوا ما جرى وقالوا : كيف يبست التينة في الحـال ؟ متـى [ 21 : 18 - 20]
فهل يقال لهذا التضارب انه إلهام من عند رب العالمين ؟
------------------------------------------
(3) حسب إنجيل مرقس [ 14 : 32 – 43 ] أن المسيح ألقي القبض عليه من ضيعة اسمها ( جتسيماني )
وحسب إنجيل لوقا [ 22 : 29 – 47 ] أن المسيح ألقي القبض عليه من جبل الزيتون !
والتناقض واضح وواقع في اسم المكان الذي اعتقل منه المسيح .
وللتأكد من اختلاف جغرافية ضيعة ( جتسيماني ) عن جغرافية جبل الزيتون انظر (مت 26: 30 ومر 14: 26 و 32 ويو 18: 1) وانظر أيضاً خريطة أورشليم في أيام المسيح الموجودة في نهاية العهد الجديد ، كي لا يدعي مدع أن ضعية جتسيماني = جبل الزيتون كما أن 3 = 1 .
ونوجه هذا السؤال للمسيحيين :
إذا كانت الاناجيل مقدسة لديكم وكتبت بإلهام الروح القدس فكيف يحدث هذا التناقض ؟
---------------------------------------------
(4) كتب متى في [ 8 : 1 ] رواية شفاء المسيح للأبرص الذي جاء إلى المسيح قائلاً ( يا سيد إن أردت تقدر أن تطهرني ) . فمد يسوع يده ولمسه قائلاً : أريد فاطهر . ثم كتب متى في [ 8 : 14 ] رواية شفاء المسيح لحماة بطرس من الحمى .
إلا ان لوقا ناقضه فكتب في [ 4 : 38 ] رواية شفاء المسيح لحماة بطرس أولاً ثم كتب في [ 5 : 12 ] رواية شفاء المسيح للأبرص .
و التناقض واضح :
فعند متى أن المسيح شفى الابرص قبل أن يكون قد قام بشفاء حماة بطرس من الحمى لكن عند لوقا أن المسيح شفى الابرص بعدما كان قد قام بشفاء حماة بطرس الحمى !
ولا يخفى عليك أيها القارىء الفطن أن التقديم والتأخير في تاريخ الوقائع وتوقيت الحوادث من الذين يدعون أنهم يكتبون بالالهام لهو تناقض واضح .
-------------------------------------------
(5) كتب متى في [ 12 : 17 ] مستشهداً بالعهد القديم ( بخصوص المسيح ) :
( لكي يتم ما قاله النبي إشعياء : هوذا فتاي الذي اخترته حبيبي الذي به رضيت سأفيض روحي عليه . )
هذه العبارة انفرد متى بذكرها وهي مخالفة للعبارة الأصلية الموجودة في سفر إشعياء [ 42 : 1 ] لأن عبارة إشعيا هكذا : (( هوذا عبدي الذي أعضده مختاري الذي سرت به نفسي ))
فتأمل أيها القارىء الفطن بين عبارة متى ( هوذا فتاي الذي اخترته ) وبين العبارة الأصلية ( هوذا عبدي )
فقد تم تغيير وصف العبودية وهي أشرف نعوت المخلوق لاسيما وقد اضافه الله سبحانه الى نفسه ، ومن الذي يرفض أن يكــون عبداً لله ؟
يقول الاستاذ أحمد عبد الوهاب في كتابه المسيح في مصادر العقائد المسيحية :
إذا سلمنا جدلاً بأن نبؤة أشعياء التي ذكرها متى تتحقق في المسيح لكان من اللازم أن تكون أول صفاته أنه : عبد الله .
وحين يتفق المسيحيون على أن أول صفات المسيح أنه عبد الله ، تتحقق الوحدة المسيحية . أما أن يستشهد بفقرة تقول أن يسوع : عبد الله ، ثم تقول فقرات أخرى من الانجيل أنه غير ذلك ، فإن هذا تضارب واضح يترك أمر الحكم فيه لعقل القارىء وضميره .
-------------------------------------------
(6) حسب إنجيل متى في [ 8 : 5 ] أن المسيح شفى خادم الضابط أولاً قبل أن يكون قد قام بشفاء حماة بطرس من الحمى .
وحسب إنجيل لوقا في [ 4 : 38 ] أن شفاء حماة بطرس كان قبل قيام المسيح بشفاء خادم الضابط في [ 7 : 1 ]
وراوية شفاء حماة بطرس وردت عند متى في [ 8 : 14 ] وعند لوقا في [ 4 : 38 ]
ونحن نسأل المسيحيين :
أليس هذا تناقض واضح في تاريخ الواقعة وتوقيتها ؟
فكيف يعتقد بعد ذلك أن كتبة الاناجيل يكتبون بإلهام من الله ؟
ان الملهمين ينبغي أن تكون أقوالهم سالمة عن التناقض والاختلاف فلا يختلف خبر الوحي والإلهام لديهم وهذا ما لا نراه في الاناجيل الاربعــة .
-----------------------------------------
(7) جاء في يوحنا [ 18 : 9 ] قول المسيح : ( إن الذين أعطيتني لم أفقد منهم أحداً )
ان المسيح في هذا النص لم يفقد أحداً على الأطلاق ولكن حين ترجع أيها القارىء الفطن إلي يوحنا في [ 17 : 12 ] قبل هذا النص كان المسيح نفسه يقول : ( حين كنت معهم في العالم كنت أحفظهم في اسمك . الذين أعطيتني حفظتهم ، ولم يهلك منهم أحد إلا ابن الهلاك ليتم الكتاب . )
ففي الاصحاح الثامن عشر لم يفقد أحداً وفي الاصحاح السابع عشر فقد واحد والفرق واضح انه تناقض !
-----------------------------------------
(8) جاء في متى [ 24 : 29 ] عن علامات نهاية الزمان قول المسيح ( وفي الحال بعد تلك المصائب تظلم الشمس ولايضيىء القمر وتتساقط النجوم من السماء [ إلى أن قال ]ويرى الناس ابن الانسان آتياً على سحاب السماء في كل عزة وجلال فيرسل ملائكته ببوق عظيم إلى جهات الرياح الاربع ليجمعوا مختاريه من أقصى السماوات الى أقصاها ) ثم قال فى الفقرة 34 ( الحق أقول لكم لن ينقضي هذا الجيل حتى يتم هذا كله )
ولنا أن نسأل المسيحيون :
لقد مضى ذلك الجيل ومضت أجيال عديدة ولم تسقط نجمة واحده من السماء ولم ينزل المسيح في سحابة ولم يكن شىء مما وعد به المسيح عليه السلام ، أليس ذلك من الكذب الواضح المفترى به من كتبة الاناجيل على المسيح ؟
ولبعض النصارى في هذا الخير أراجيف من القول لا يلتفت إليها .
----------------------------------------
(9) لقد ارتكب بولس خطأً فادحاً عندما صرح بأن القيامة ستقوم في جيله وأنه والذين معه سوف يفنى العالم في ايامهم : قال بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس [10 : 11 ] : ( نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور ) وهذا خطأ لأنهم ليسوا آخر جيل فقد جاءت بعدهم أجيال وأجيال ويقول في رسالته الأولى إلى أهل تسالونيكي [4 : 15-17 ] : ( نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب ) .
لقد مات بولس ومات جميع الذين كانوا معه ولم يأتي الرب ولم تقم القيامة .
----------------------------------------
(10) بطرس والمسيح :
جاء في متى [ 16 : 17 ] أن المسيح كافأ بطرس و أعطاه تفويضاَ مطلقاً قائلاً له : (( طُوبَى لَكَ يَاسِمْعَانَ بْنَ يُونَا. فَمَا أَعْلَنَ لَكَ هَذَا لَحْمٌ وَدَمٌ، بَلْ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. وَأَنَا أَيْضاً أَقُولُ لَكَ: أَنْتَ صَخْرٌ. وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا! وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ: فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ، يَكُونُ قَدْ رُبِطَ فِي السَّمَاءِ؛ وَمَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ، يَكُونُ قَدْ حُلَّ فِي السَّمَاءِ! ))
أيها القارىء الكريم :
هذه مكرمة عظيمة وأفضلية كبيرة منحها المسيح عليه السلام لبطرس ، ولا يمكن أن يكون المسيح قد قال هذا الكلام بدون وعي أو إدراك لمضمونه .
ولكن للأسف ، ومما يثبت فساد الاناجيل أنه بعد هذا النص وفي نفس الاصحاح نجد نصاً آخر ينسب إلي المسيح متعارضاَ مع النص السابق يقول فيه المسيح لبطرس : (( ابتعد عني يا شيطان انت عقبة في طريقي )) متى [ 16 : 23 ]
لقد نسي متى التوفيق بين ما سطره في اصحاح واحد جعل فيه بطرس وكيلاً للمسيح يحل ويربط كيف يشاء ، وجعله في نفس الاصحاح شيطاناً ومعثرة للمسيح !
-----------------------------------------
(11) كتب متى في [ 16 : 6 ] أن المسيح قال لتلامذته (( انتبهوا إياكم وخمير الفريسيين والصدوقيين ففكروا في انفسهم قائلين : (( يقول هذا لأننا ما زودنا خبزاً )) فعرف يسوع وقال لهم : (( يا قليلي الايمان ، كيف تقولون في انفسكم لا خبز معنا ؟ أما فهمتم بعد ؟ . . . .كيف لا تفهمون أني ما عنيت الخبز بكلامي ؟ ))
فهذه شهادة من المسيح بأن التلاميذ قليلي الايمان لذلك تعجب من عدم فهمهم .
إلا ان هذا افتراء واضح من متى لأنه قد سبق و ذكر في الاصحاح الثالث عشر ان التلاميذ يعرفون اسرار ملكوت السموات وهم من أهل الجنة الكاملي الايمان .
وان هذا يستلزم تكذيب المسيح لأنه قال للتلاميذ في متى [ 13 : 10 ] : (( قد أعطي لكم أن تعرفوا اسرار ملكوت السموات )) وقال لهم في [13 : 16 ] : (( هنيئاً لكم لأن عيونكم تبصر وآذانكم تسمع )) والغريب العجيب أن مرقس في [ 6 : 52 ] حكم على التلاميذ بالعمى وأن قلوبهم غليظة !!!
فبالضرورة نحكم بكذب متى البته .
-------------------------------------------
(12) أورد كل من متى في [26 : 18 ] ولوقا في [ 22 : 8 ] قصة عشاء الفصح مع التلاميذ لكنهما وقعا في تناقض واضح :
فعند متى أن التلاميذ شاركوا في إعداد العشاء [ 26 : 17 ] فهو يقول : (( وَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنْ أَيَّامِ الْفَطِيرِ، تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ يَسْأَلُونَ : أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُجَهِّزَ لَكَ الْفِصْحَ لِتَأْكُلَ؟» أَجَابَهُمْ: «اُدْخُلُوا الْمَدِينَةَ، وَاذْهَبُوا إِلَى فُلاَنٍ وَقُولُوا لَهُ: الْمُعَلِّمُ يَقُولُ إِنَّ سَاعَتِي قَدِ اقْتَرَبَتْ،وَعِنْدَكَ سَأَعْمَلُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي». فَفَعَلَ التَّلاَمِيذُ مَا أَمَرَهُمْ بِهِ يَسُوعُ ، وَجَهَّزُوا الْفِصْحَ هُنَاكَ..))
لكن عند لوقا أن العشاء أعده إثنان فقط من التلاميذ وهما بطرس ويوحنا [ 22 : 7 ] : (( وَجَاءَ يَوْمُ الْفَطِيرِ الَّذِي كَانَ يَجِبُ أَنْ يُذْبَحَ فِيهِ الْفِصْحِ. فَأَرْسَلَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا قَائِلاً : اذْهَبَا وَجَهِّزَا لَنَا الْفِصْحَ، لِنَأْكُلَ! فَسَأَلاَهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُجَهِّزَ؟» فَقَالَ لَهُمَا: «حَالَمَا تَدْخُلاَنِ الْمَدِينَةَ، يُلاَقِيكُمَا إِنْسَانٌ يَحْمِلُ جَرَّةَ مَاءٍ، فَالْحَقَا بِهِ إِلَى الْبَيْتِ الَّذِي يَدْخُلُهُ.وَقُولاَ لِرَبِّ ذلِكَ الْبَيْتِ: يَقُولُ لَكَ الْمُعَلِّمُ: أَيْنَ غُرْفَةُ الضُّيُوفِ الَّتِي آكُلُ فِيهَا الْفِصْحِ مَعَ تَلاَمِيذِي؟ فَيُرِيكُمَا غُرْفَةً فِي الطَّبَقَةِ الْعُلْيَا، كَبِيرَةً وَمَفْرُوشَةً. هُنَاكَ تُجَهِّزَانِ!» فَانْطَلَقَا، وَوَجَدَا كَمَا قَالَ لَهُمَا، وَجَهَّزَا الْفِصْحَ.. ))
وكذلك عند مرقس أعد العشاء إثنان فقط من التلاميذ [ 14 : 13 ] .
------------------------------------------
(13) تناقض في موضوع سماع كلام الله :
جاء في إنجيل يوحنا [ 5 : 37 ] قول المسيح لليهود : (( والأب نفسه الذي أرسلني يشهد لي ، لم تسمعوا صوته قط . . . ))
ولكن متى أورد في [ 17 : 1 ] أن المسيح ومعه بطرس ويعقوب ويوحنا لما استقروا فوق الجبل سمعوا صوب الأب من السماء يقول : (( هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت ، له اسمعوا ! )) وهذا تصريح بسماع كلام الله . وقد جاء في سفر التثنية أن ان الله طلب من موسى أن يجمع بني اسرائيل ناحية جبل ( حوريب ) ليسمعوا صوت الله وهو يتكلم مع موسى فسمعوا صوت الرب [ تثنية 4 : 10 ، 12 ]
------------------------------------------
(14) تناقض في موضوع رؤية الله :
صرح يوحنا في [ 1 : 18 ] بأن الله لم يره أحد قط .
وهذا ما يؤكده أيضاً يوحنا في رسالته الأولى [ 4 : 12 ] بقوله : (( ما من أحد رأى الله )) .
وجاء في سفر الخروج [ 33 : 20 ] قول الرب لموسى :
(( وَلَكِنَّكَ لَنْ تَرَى وَجْهِي، لأَنَّ الإِنْسَانَ الَّذِي يَرَانِي لاَ يَعِيشُ ))
إلا اننا نجد أن هناك نصوصاً تناقض هذا و تؤكد رؤية الله !
فقد جاء في سفر التكوين [ 32 : 30 ] أن نبي الله يعقوب رأى الله وجهاً لوجه فهو يقول : (( لأني نظرت الله وجهاً لوجه ))
وجاء في سفر الخروج أيضاً [ 33 : 11 ] أن الرب كلم موسى وجهاً لوجه كما يكلم الرجل صاحبه !
وورد في سفر الخروج [ 24 : 9 ] : (( ثُمَّ صَعِدَ مُوسَى وَهَرُونُ وَنَادَابُ وَأَبِيهُو وَسَبْعُونَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ، وَرَأَوْا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ، وَتَحْتَ قَدَمَيْهِ أَرْضِيَّةٌ كَأَنَّهَا مَصْنُوعَةٌ مِنَ الْيَاقُوتِ الأَزْرَقِ الشَّفَّافِ تُمَاثِلُ السَّمَاءَ فِي النَّقَاءِ، وَلَكِنَّ اللهَ لَمْ يَمُدَّ يَدَهُ لِيُهْلِكَ أَشْرَافَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. فَرَأَوْا اللهَ وَأَكَلُوُا وَشَرِبُوا. ))
--------------------------------------------
(15) جاء في يوحنا [ 3 : 13 ] قول المسيح : (( ليس أحد صعد إلى السماء ، إلا الذي نزل من السماء ، ابن الانسان الذي هو في السماء )) .
وهذا الكلام خاطىء لأن كل من أخنوخ كما جاء في [ تكوين 5 : 24 ] وإيليا النبي كما جاء في [2ملوك 2: 11 ] قد صعدا إلى السماء .
-------------------------------------------
(16) ورد في انجيل متى 39:5 قول المسيح : (( واما انا فاقول لكم لا تقاوموا الشر.بل من لطمك على خدك الايمن فحوّل له الآخر ايضا . ))
ولكن :
جاء في انجيل يوحنا 18 : 22 : (( ولما قال هذا لطم يسوع واحد من الخدام كان واقفا قائلا: أهكذا تجاوب رئيس الكهنة. اجابه يسوع : ان كنت قد تكلمت رديّا فاشهد على الردي وان حسنا فلماذا تضربني. ))
لماذا لم يحول يسوع خده الآخر للخادم عندما لطمه ؟؟؟
وإن قالوا انه لا يجب تفسير هذا النص تفسيرا حرفيا فلماذا قاوم يسوع الشر وأعترض عندما لطمه الخادم ؟؟؟
------------------------------------------
(17) قال المسيح في لوقا [ 19 : 27 ] : (( وَأَمَّا أَعْدَائِي أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ، فَأَحْضِرُوهُمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامــي ))
كيف يتفق هذا النص عن المسيح مع قول الاناجيل عنه إنه أمر تلاميذه بمحبة الأعداء [ متى 5 : 44 ] ؟!
-------------------------------------------
(18) أورد كل من متى في [ 26 : 6 ] ومرقس في [ 14: 1] ولوقـا في [ 7 : 36 ، 39 ] ويوحنـا فـي [ 12 : 1 ، 4 ] قصة المرأة التي أفرغت قارورة الطيب على المسيح ، لكنهم وقعوا في إختلافات واضحة :
الاختلاف الاول : حسـب روايــة مرقس أن المرأة أفرغت قارورة الطيب في منزل سمعان الأبرص في بيت عنيا [ 14 : 3 ]
لكن حسب رواية لوقا ان ذلك حدث في بيت الفريسي [ 7 : 36 ]
وحسب رواية يوحنا أن ذلك حدث في منزل مريم ومرثا ولعازر [ 12 : 1_2 ]
الاختلاف الثاني : حسب رواية مرقس ان هذه القصة حدثت قبل عيد الفصح بيومين [ 14 : 1 ]
ولكن حسب رواية يوحنا ان هذه القصة حدثت قبل الفصح بستة أيام [ 12 : 1 ]
الاختلاف الثــالث : حسب رواية مرقس ان المرأة بعد أن كسرت القارورة استاء قوم لإسرافها [ 14 : 4 ]
لكن حسب رواية يوحنا أن الذي استاء هو يهوذا الاسخريوطي [ 12 : 4 ]
الاختلاف الرابع : عند يوحنا أن قصة المرأة التي سكبت قارورة الطيب على جسد المسيح حدثت قبل أن يكون المسيح قد دخل أورشليم وركب على الجحش .
لكن عند متى أن قصة المرأة التي سكبت قارورة الطيب على المسيح تمت بعد دخول المسيح لأورشليم وركوبة على الجحش .
ورواية دخول المسيح لأورشليم وركوبه الجحش ذكرها يوحنا في [ 12 : 12 ] وذكرها متى في [ 21 : 1].
ولا شك أن هذا تناقض فاحش في تاريخ القصة لايمكن أن يكون كتابها ملهمين من عند الله .
وليس للمسيحيين إلا أن يكذبوا أحد الانجيلين فتأمل أيها القارىء الفطن .
-------------------------------------------
(19) هل الكلمة عند الله أم هو الكلمة ؟
إذا تأملنا العبارة الأولي من الاصحاح الأول في إنجيل يوحنا يظهر لنا التناقض في كلامه فيقول : (( في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله ، وكان الكلمة الله ، هذا كان في البدء عند الله ))
فهذه الفقرات متناقضة المعنى لا تتفق مع مفهوم العقل ، فإن قوله ( والكلمة كان عند الله ) لا تتوافق مع قوله (( وكان الكلمة الله )) فإذا كان الله عين الكلمة لا يصح أن تكون الكلمة عنده ، لأن العندية تقتضي المغايرة لأنها عبارة عن حصول شيء عند شيء كحصول المال عند بطرس ولا شك أن المال غير بطرس وهذا ظاهر لا جدال فيه ، فكيف تكون الكلمة هي الله وكيف تكون عنده ؟
ثم ما المراد بالبدء ؟ هل يعني ذلك بداية الله أم بداية الكلمة التي هي المسيح ؟ كلاهما باطل لدى المسيحييون فهم يعتقدون أن الله أزلي والكلمة معه أزلية وأن الله لم يسبق المسيح في الوجود فهذا أيضاً لا مدلول ولا معنى له لدى المسيحيين بل هو يناقض عقيدتهم .
وإذا كان المراد بالبدء أي منذ الازل فما معنى ما جاء في سفر التكوين [ 1 : 1 ] : (( في البدء خلق الله السموات والأرض )) هل يعنى ذلك ان السموات والارض أزليتان ؟!
(20) أورد متى في [ 9 : 18 ] حكاية ابنة رئيس المجمع فقال : (( وفيما هو يكلمهم بهذا، إِذَا رَئِيسٌ لِلْمَجْمَعِ قَدْ تَقَدَّمَ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً : ابْنَتِي الآنَ مَاتَتْ. وَلَكِنْ تَعَالَ وَالْمُسْهَا بِيَدِكَ فَتَحْيَا فَقَامَ يَسُوعُ وَتَبِعَهُ وَمَعَهُ تَلاَمِيذُهُ…))
وهنا تصريح من رئيس المجمع بأن ابنته ماتت ، لكن مرقس ذكر في روايته [ 5 : 22 ] أنها كانت مريضة ولم تمت فيقول : (( وإذا واحداً من رؤساء المجمع . . . طلب إليه كثيراً قائلاً : (( ابنتي الصغيرة على آخر نسمة ، ليتك تأتي وتضع يدك عليها لتشفى ))
والذي يمعن النظر في قراءة هذه القصة بين متى ومرقس لا يتطرق إليه الشك في أنها واحدة ، لكن عند متى أن الفتاة ميتة وأبوها يطلب إحياءها ، وعند مرقس أن الفتاة مريضة وأبوها يطلب شفاءها ، وفرق كبير بين الحالتين .
----------------------------------------
(21) كتب مرقس في [ 10 : 35 ] ما نصه : (( وتقدم إليه يعقوب ويوحنا إبنا زبدي قائلين : يا معلم نريد أن تفعل لنا كل ما طلبناه . فقال لهما ماذا تريد أن افعل لكما ؟ فقالا له : أعطنا أن نجلس واحد عن يمينك والآخر على يسارك في مجدك . ))
لكن متى في [ 20 : 20 ] يقول : (( حينئذ تقدمت إليه أم إبني زبدي مع ابنيها وسجدت وطلبت منه شيئاً فقال لها : ماذا تريدين ؟ قالت : قل أن يجلس ابناي هذان واحد عن يمينك والآخر عن يسارك في ملكوتك . ))
والاختلاف هنا واضح بين الروايتين ، فبينما الأم هي التي تتقدم وتطلب من يسوع أن يجعل أحد أبنائها عن يمينه والآخر عن يساره على حسب رواية متى ، نجد أن الولدين هما اللذان يتقدمان ويطلبان ذلك عى حسب رواية مرقس !! والقصة واحدة والزمان واحد والمكان واحد .
وقد بين لنا (جون فنتون) في تفسيره لإنجيل متى : السر في هذا التغير فيقول : لقد أحدث متى بعضاً من التغيرات والحذف لما في إنجيل مرقس ، وأهم ما في ذلك ، أنه بينما في إنجيل مرقس نجد أن التلميذين نفسيهما يطلبان من يسوع إذ بأمهما هي التي تطلب منه حسب رواية متى .
-----------------------------------------
(22) يتحدث يوحنا عن شهادة المسيح ، ولكنه يسوق حديثاً متناقضاً فمرة يذكر على لسان المسيح أن شهادته حق ومقبولة ، ومرة أخرى يذكر أنها باطل وغير مقبوله ، والمراد في الحالتين شهادته لنفسه .
فقد كتب يوحنا في [ 8 : 14 ] أن المسيح قال : (( إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي حق ))
إلا انه قد كتب في [ 5 : 31 ] أن المسيح قال : (( إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي غير حق ))
وإذا قلنا أن هاتين العبارتين يمكن تأويل التناقض الظاهر الموجود فيهما بأن تكون كل عبارة منهما قيلت لسبب خاص . ولكن مما لا شك فيه أن المسيح هو رسول من عند الله ، بل هم يدعون أنه الله ، فكيف يصح أن يكذب ذلك الكذب الصريح فيقول إن شهادته لنفسه كاذبة مع أنها صادقه لا محالة ، فلا مناص من كذب العبارة الثانية مهما قيل في رفع التناقض .
------------------------------------------
(23) جاء في متى [ 18 : 15] قول المسيح : (( إِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ، فَاذْهَبْ إِلَيْهِ وَعَاتِبْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَلَى انْفِرَادٍ. فَإِذَا سَمِعَ لَكَ، تَكُونُ قَدْ رَبِحْتَ أَخَاكَ. وَإِذَا لَمْ يَسْمَعْ، فَخُذْ مَعَكَ أَخاً آخَرَ أَوِ اثْنَيْنِ، حَتَّى يَثْبُتَ كُلُّ أَمْرٍ بِشَهَادَةِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ. فَإِذَا لَمْ يَسْمَعْ لَهُمَا، فَاعْرِضِ الأَمْرَ عَلَى الْكَنِيسَةِ. فَإِذَا لَمْ يَسْمَعْ لِلْكَنِيسَةِ أَيْضاً، فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ كَالْوَثَنِيِّ وَجَابِي الضَّرَائِبِ . ))
إلا انه تقدم في نفس الإنجيل في الاصحاح الخامس قول المسيح : (( لا تنتقموا ممن يسيىء إليكم من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر ))
فبين الأمر بالمسامحة والحكم عليه بأنه وثني وكافر تناقض ظاهر فتأمل !
----------------------------------------
(24) ذكر متى في [ 12 : 38 ] أن قوم من الكتبة والفريسيين طلبوا من المسيح أن يريهم آية فأجاب المسيح وقال لهم : (( جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تعطى له آية إلا آية يونان النبي ))
فيفهم من قول المسيح ( جيل ) أنه أراد عموم من كان في عصره ، والجيل هو الطبقة المعاصرة من الناس .
لكن متى ناقض ما قد كتبه فذكر أن المسيح قام بعمل الآيات والمعجزات بعد أن صرح أن هذا الجيل لن يعطى آية !
فذكر ان المسيح كثر الطعام وأشفى الابرص ومشى على البحر . . .
ان ما ذكره متى يدل على ان الجيل الذي فيه المسيح لا تقع فيه آية إلا آية واحدة وهي قيامه من القبر بعد ثلاثة أيام فكل ما رواه الانجيليون من معجزات للمسيح هي روايات متناقضه مع هذه العبارة في خط مستقيم والعجيب أنه ذكر ذلك بعبارة تفيد الحصر بحيث لا يمكن تأويلها .
-----------------------------------------
(25) اختلاف حول معرفة يوحنا المعمدان للمسيح :
إذا قرأنا ما جاء في الاصحاح الثالث من ( متى ) نجد أن المسيح لما جاء يتعمد من يوحنا قام يوحنا بمنعه قائلاً : أنا محتاج أن أتعمد على يدك وأنت تأتي إلي ؟ و لكن المسيح أصر على أن يتعمد منه وحين تعمد وصعد من الماء نزل عليه الروح القدس مثل ( حمامه )
إلا اننا نقرأ في الاصحاح الأول من إنجيل ( يوحنا ) أن يسوع حين أقبل على يوحنا ليتعمد منه لم يكن ليعرفه وما عرفه إلا بنزول الروح القدس عليه مثل ( حمامه ) من السماء فاستقر عليه .
والاختلاف واضح فحسب انجيل ( متى ) أن يوحنا المعمدان كان يعرف المسيح ومن قبل نزول الرح القدس عليه وعلى حسب انجيل يوحنا أنه لم يكن ليعرفه إلا بعد نزول الروح القدس عليه مثل حمامه !
------------------------------------------
(26) كتب مرقس في [ 9 : 2 ] : (( وبعد ستة أيام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا وصعد إلي جبل عال منفردين ))
إلا أن لوقا كتب في [ 9 : 28 ] : (( وبعد هذا الكلام بنحو ثمانية أيام أخذ يسوع بطرس ويوحنا ويعقوب وصعد إلي الجبل ))
وأنا لا أدري كيف زاد لوقا يومين مع أنه قد التزم أن يكتب القصة بتدقيق كما وعدنا في بداية الاصحاح الأول !
-----------------------------------------
(27) لقد أورد كل من متى ومرقس رواية مثل ( الزراع ) الذي حكاه المسيح للجموع وهو جالس في القارب وراوية متى وردت في [ 13 : 1 ] : (( فِي ذَلِكَ الْيَومِ خَرَجَ مِنَ الْبَيْتِ وَجَلَسَ عَلَى شَاطِيءِ الْبُحَيْرَةِ. فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ، حَتَّى إِنَّهُ صَعِدَ إِلَى الْقَارِبِ وَجَلَسَ، بَيْنَمَا وَقَفَ الْجَمْعُ كُلُّهُ عَلَى الشَّاطِيءِ. فَكَلَّمَهُمْ بِأَمْثَالٍ فِي أُمُورٍ كَثِيرَةٍ، قَالَ: «هَا إِنَّ الزَّارِعَ قَدْ خَرَجَ لِيَزْرَ عَ. وَبَيْنَمَا هُوَ يَزْرَعُ، وَقَعَ بَعْضُ الْبِذَارِ عَلَى الْمَمَرَّاتِ، فَجَاءَت الطُّيُورُ وَالتَهَمَتْهُ.))
ورواية مرقس وردت في [ 4 : 1 ] : (( ثُمَّ أَخَذَ يُعَلِّمُ ثَانِيَةً عِنْدَ شَاطِيءِ الْبُحَيْرَةِ، وَقَدِ احْتَشَدَ حَوْلَهُ جَمْعٌ كَبِيرٌ، حَتَّى إِنَّهُ صَعِدَ إِلَى الْقَارِبِ وَجَلَسَ فِيهِ فَوْقَ الْمَاءِ، فِيمَا كَانَ الْجَمْعُ كُلُّهُ عَلَى شَاطِيءِ الْبُحَيْرَةِ. فَعَلَّمَهُمْ أُمُوراً كَثِيرَةً بِالأَمْثَالِ. وَمِمَّا قَالَهُ لَهُمْ فِي تَعْلِيمِهِ: «اِسْمَعُوا! هَا إِنَّ الزَّارِعَ قَدْ خَرَجَ لِيَزْرَعَ. وَبَيْنَمَا هُوَ يَزْرَعُ، وَقَعَ بَعْضُ الْبِذَارِ عَلَى الْمَمَرَّاتِ، فَجَاءَتِ الطُّيُورُ وَالْتَهَمَتْهُ.))
لكنهما وقعا في تناقض واضح وهو :
عند متى أن المسيح قال هذا المثل بعد ان كان قد أرسل الرسل الأثنى عشر وراوية ارسال الرسل وردت عند متى في [ 10 : 5 ]
أما عند مرقس فان المسيح لم يكن قد ارسل الرسل الأثنى العشر بعد عندما تكلم بهذا المثل ورواية ارسال الرسل عند مرقس وردت في [ 6 : 7 ] والقصة واحدة والزمان واحد والمكان واحد .
فتأمل أيها القارىء الفطن الى ما يسرده أصحاب الاناجيل المسوقون من الروح القدس !!
---------------------------------------
(28) لقد أورد متى في بداية انجيله ما يؤكد أن يوحنا كان على علم بالمسيح حتى أن المسيح تعمد على يده كما في متى [ 3 : 13 ] وأن يوحنا قال للمسيح (( أنا احتاج أن اتعمد على يدك .))
لكن متى نسي ما قد كتب وعاد ليخبر بأن يوحنا لم يكن يعرف المسيح لذلك أرسل الي المسيح ليسأله أنت هو الآتي أم ننتظر آخر ؟ فكتب متى في [11 : 2 ] : (( وسمع يوحنا وهو في السجن بأعمال المسيح فأرسل إليه بعض تلاميذه ليقولوا له : هل أنت هو الآتي أو ننتظر آخر ؟ ))
----------------------------------------
(29) ذكر كل من متى في [ 8 : 21 ] ولوقا في [ 9 : 59 ] حكاية الرجل الذي استأذن من المسيح كي يذهب الي دفن ابيه فرد عليه المسيح قائلاً : (( اتبعني واترك الموتى يدفنون موتاهم ))
لكن متى ولوقا وقعا في تناقض واضح :
فعند متى أن حكاية استئذان الرجل من المسيح كي يذهب الي دفن ابيه تمت قبل حادثة التجلي التي صعد فيها المسيح الي الجبل مع بطرس ويعقوب و يوحنا الواردة في [ 17 : 1 ] لكن عند لوقا أن حكاية استئذان الرجل من المسيح كي يذهب الي دفن ابيه كانت بعد حادثة التجلي التي صعد فيها المسيح الي الجبل مع بطرس ويعقوب ويوحنا الواردة في [ 9 : 28 ] !! والقصة واحدة من سياق الروايتين .
--------------------------------------
(30) ذكر متى في [ 5 : 1 ] أن موعظة المسيح كانت على الجبل يقول متى : (( ولما رأى الجموع صعد إلى الجبل فلما جلس تقدم إليه تلاميذه فأخذ يعلمهم ))
لكن لوقا ناقض ما ذكره متى فذكر في [ 6 : 17 ] أن موعظة المسيح كانت بعد نزوله من الجبل إلى موضع سهل !!! يقول لوقا (( ونزل معهم ووقف في موضع سهل ))
فمن هو الصادق ومن هو الكاذب يا ترى ؟
---------------------------------------
(31) كتب متى في [ 5 : 17 ] ان المسيح قال : (( لا تظنوا أني جئت لانقض الناموس أو الانبياء ما جئت لانقض بل لأكمل ))
فالمسيح من خلال هذا النص لم يأت ليبطل الناموس الذي هو شريعة موسى ولم يأت لينقض أقوال وتعاليم الانبياء بل جاء مكملاً لها .
إلا اننا نفاجىء في نفس الاصحاح بكلام آخر للمسيح ينقض فيه الشريعة وتعاليم الانبياء حرفاً حرفاً وكلمة كلمة فعلى سبيل المثال يقول في الفقرة 38 من نفس الاصحاح : (( وَسَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بسن أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ بِمِثْلِهِ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ، فَأَدِرْ لَهُ الْخَدَّ الآخَرَ؛ ))
ونحن نسأل :
كيف يصرح المسيح في موضع أنه ما جاء لينقض شريعة موسى ثم يصرح في موضع آخر بما ينقضها ويبطلها ؟ وهذا ما حدث أيضاً بالنسبة لأحكام الطلاق في متى [ 5 : 3 [ وفي حلف اليمين والزنى وفي الغضب .
(32) أورد متى في [ 5 : 39 [ قول المسيح : (( لا تقاوموا الشر بالشر )) لكنه ناقض ما أورده عن المسيح فكتب في [ 5 : 21 ] أن المسيح قال : (( إن كل من يغضب على أخيه باطلاً يكون مستوجب الحكم ومن قال لأخيه يا أحمق استوجب حكم المجلس ))
----------------------------------------------
(33) ان كتبة الاناجيل لم يضبطوا نسب المسيح عليه السلام فوقعوا في فوارق وأغلاط عديدة فأعطاه كل من متى في [1 : 1 _ 8 ] و لوقا في [ 3 : 23 _ 38 ] نسباً مختلفاً وعلى سبيل المثال :
_ في متى : ان المسيح ينتهي نسبه إلي سليمان بن داود .
_ وفي لوقا : ينتهي إلي ناثان بن داود .
فمتى جعل المسيح ابن داود ماراً بسليمان ، بينما لوقا جعله ابن داود ماراً بناثان ، وهذا يستحيل أن يكون إنسان من نسل شخصين مختلفين أصلهما واحد .
ونجد أن متى غالط نفسه حيث صرح في [ 1 : 17 ] أن جميع الاجيال في العصور الثلاثة (14) جيلاً فقط لكنه ذكر في العصر الأخير من سبي بابل إلى المسيح 13 جيلاً فقط [ 1 : 12 _ 16 ]
------------------------------------------
(34) كتب متى في [ 8 : 5 ] أن المسيح أشفى خادم الضابط أولاً قبل أن يكون قد أشفى حماة بطرس من الحمى وحسب إنجيل لوقا في [ 4 : 38 ] ان شفاء خادم الضابط كان بعد شفاء حماة بطرس من الحمى وحكاية شفاء حماة بطرس من الحمى وردت عند متى في [ 8 : 14 ] وعند لوقا في [ 4 : 38 ]
وهذا تناقض واضح في تاريخ الحادثة وتوقيتها يتنزه عنه الوحي الالهي .
----------------------------------------
(35) أورد كل من متى ومرقس ويوحنا رواية مشي المسيح على البحر :
ذكرها متى في [ 14 : 22 ] فقال : (( وَفِي الْحَالِ أَلْزَمَ يَسُوعُ التَّلاَمِيذَ أَنْ يَرْكَبُوا الْقَارِبَ وَيَسْبِقُوهُ إِلَى الضَّفَّةِ الْمُقَابِلَةِ مِنَ الْبُحَيْرَةِ، حَتَّى يَصْرِفَ هُوَ الْجُمُوعَ. وَبَعْدَمَا صَرَفَ الْجُمُوعَ، صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ عَلَى انْفِرَادٍ. وَحَلَّ الْمَسَاءُ وَهُوَ وَحْدَهُ هُنَاكَ. وَكَانَ قَارِبُ التَّلاَمِيذِ قَدْ بَلَغَ وَسَطَ الْبُحَيْرَةِ وَالأَمْوَاجُ تَضْرِبُهُ، لأَنَّ الرِّيحَ كَانَتْ مُعَاكِسَةً لَهُ. وَفِي الرُّبْعِ الأَخِيرِ مِنَ اللَّيْلِ جَاءَ يَسُوعُ إِلَى التَّلاَمِيذِ مَاشِياً عَلَى مَاءِ الْبُحَيْرَةِ. ))
وذكرها مرقس في [ 6 : 45] فقال : (( وَفِي الْحَالِ أَلْزَمَ تَلاَمِيذَهُ أَنْ يَرْكَبُوا الْقَارِبَ وَيَسْبِقُوهُ إِلَى الضَّفَّةِ الْمُقَابِلَةِ، إِلَى بَيْتِ صَيْدَا، رَيْثَمَا يَصْرِفُ الْجَمْعَ. وَبَعْدَمَا صَرَفَهُمْ ذَهَبَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَلَمَّا حَلَّ الْمَسَاءُ، كَانَ الْقَارِبُ فِي وَسَطِ الْبُحَيْرَةِ، وَيَسُوعُ وَحْدَهُ عَلَى الْبَرِّ. وَإِذْ رَآهُمْ يَتَعَذَّبُونَ فِي التَّجْذِيفِ، لأَنَّ الرِّيحَ كَانَتْ مُعَاكِسَةً لَهُمْ، جَاءَ إِلَيْهِمْ مَاشِياً عَلَى مَاءِ الْبُحَيْرَةِ، ))
وذكرها يوحنا في [ 6 : 16 ] فقال : (( وَلَمَّا حَلَّ الْمَسَاءُ نَزَلَ تَلاَمِيذُهُ إِلَى الْبُحَيْرَةِ، وَرَكِبُوا قَارِباً مُتَّجِهِينَ إِلَى كَفْرَنَاحُومَ فِي الضَّفَّةِ الْمُقَابِلَةِ مِنَ الْبُحَيْرَةِ. وَخَيَّمَ الظَّلاَمُ وَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ قَد لَحِقَ بِهِمْ. وَهَبَّتْ عَاصِفَةٌ قَوِيَّةٌ، فَاضْطَرَبَتِ الْبُحَيْرَةُ. وَبَعْدَمَا جَذَّفَ التَّلاَمِيذُ نَحْوَ ثَلاَثَةِ أَمْيَالٍ أَوْ أَرْبَعَةٍ، رَأَوْا يَسُوعَ يَقْتَرِبُ مِنَ الْقَارِبِ مَاشِياً عَلَى مَاءِ الْبُحَيْرَةِ، فَاسْتَوْلَى عَلَيْهِمِ الْخَوْفُ،))
ولا يخفى على القارىء الفطن أن من تناقضات هذه الرواية نجد أن متى ذكر أن المسيح أمر التلاميذ بركوب القارب وأن يسبقوه بدون تعيين اسم المحل ومرقس ذكر اسم المحل بانه ( بيت صيدا ) والمدهش أن لوقا ذكر أن معجزة الارغفة كانت في بيت صيدا فكيف يخرج منها إليها ؟!
أما يوحنا فذكر أن التلاميذ ركبوا القارب متجهين إلى كفرناحوم !!
والطامة الكبرى في رواية يوحنا أنه ذكر أن التلاميذ جذفوا نحو ( 3 ) أميال أو ( 4 ) على سبيل التشكيك !!
فهو يقول في [ 6 : 19 ] : (( وَبَعْدَمَا جَذَّفَ التَّلاَمِيذُ نَحْوَ ثَلاَثَةِ أَمْيَالٍ أَوْ أَرْبَعَةٍ، رَأَوْا يَسُوعَ يَقْتَرِبُ مِنَ الْقَارِبِ ))
ونحن نسأل :
هل يمكن للروح القدس أن يلهم بهذا الشك ؟
هل الروح القدس لا يدري ان كان التلاميذ جذفوا 3 أميال أو 4 ؟!!
أهذا كلام مقدس وموحى به من عند الله ؟
وإليك عزيزي القارىء مثال آخر نأخذه من سفر الملوك الثاني :
لقد جاء في سفر الملوك الثاني ( 9 : 30 _ 34 ) الآتي :
(( وَتَوَجَّهَ يَاهُو إِلَى يَزْرَعِيلَ. فَلَمَّا عَلِمَتْ إِيزَابَلُ بِذَلِكَ كَحَّلَتْ عَيْنَيْهَا وَزَيَّنَتْ شَعْرَهَا وَأَطَلَّتْ مِنَ الكُوَّةِ. وَعِنْدَمَا اجْتَازَ يَاهُو عَتَبَةَ بَابِ سَاحَةِ الْقَصْرِ قَالَتْ: «أَجِئْتَ مُسَالِماً يَازِمْرِي يَاقَاتِلَ سَيِّدِهِ؟» فَرَفَعَ وَجْهَهُ إِلَيْهَا وَصَاحَ: «مَنْ هُنَا مَعِي؟» فَأَشْرَفَ عَلَيْهِ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْخِصْيَانِ.))
ونكرر نفس السؤال للمسيحيين :
يقول كاتب هذا السفر (( فأشرف عليه اثنان أو ثلاثة من الخصيان .))
ان كاتب هذا السفر يكتب على سبيل التشكيك ولايدري ان كان الذين أشرفوا على ياهو 2 أو 3 !!
فهل يمكن لوحي الله أن يروي بهذا الشك ؟
لو كان من عند الله لما كان بهذا الشك. لأن كلام الله سبحانه وتعالى لايحمل الشك !
----------------------------------------
(36) جاء في الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس [ 14 : 33 ] أن الله ليس إله تشويش بل إله سلام و جاء في رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس [ 2 : 4 ] قوله (( الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون ))
وقد ناقض هذا الكلام ما جاء في الرسالة الثانية إلى أهل تسالونيكي [ 2 : 11] من أن الله يرسل إليهم عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب.
-----------------------------------------
(37) اختلف رواة الاناجيل الأربعة في حكاية إنكار بطرس عدة اختلافات فاحشة :
فرواية متى في [ 26 : 69 ] هكذا : (( أما بطرس كَانَ جَالِساً فِي الدَّارِ الْخَارِجِيَّةِ، فَتَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ خَادِمَةٌ وَقَالَتْ: «وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ الْجَلِيلِيِّ». فَأَنْكَرَ بُطْرُسُ أَمَامَ الْجَمِيعِ وَقَالَ: «لاَ أَدْرِي مَا تَقُولِينَ!» ثُمَّ خَرَجَ إِلَى مَدْخَلِ الدَّارِ، فَعَرَفَتْهُ خَادِمَةٌ أُخْرَى، فَقَالَتْ لِلْحَاضِرِينَ هُنَاكَ: «وَهَذَا كَانَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ!» فَأَنْكَرَ بُطْرُسُ مَرَّةً ثَانِيَةً وَأَقْسَمَ: «إِنِّي لاَ أَعْرِفُ ذلِكَ الرَّجُلَ!» وَبَعْدَ قَلِيلٍ تَقَدَّمَ الْوَاقِفُونَ هُنَاكَ إِلَى بُطْرُسَ وَقَالُوا لَهُ: «بِالْحَقِّ إِنَّكَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ، فَإِنَّ لَهْجَتَكَ تَدُلُّ عَلَيْكَ!» فَابْتَدَأَ بُطْرُسُ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ، قَائِلاً : إِنِّي لاَ أَعْرِفُ ذَلِكَ الرَّجُلَ! وَفِي الْحَالِ صَاحَ الدِّيكُ، فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلِمَةَ يَسُوعَ إِذْ قَالَ لَهُ : قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ تَكُونُ قَدْ أَنْكَرْتَنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. فَخَرَجَ إِلَى الْخَارِجِ، وَبَكَى بُكَاءً مُرّاً..))
ورواية مرقس في [ 14 : 66 ] هكذا : (( وَبَيْنَمَا كَانَ بُطْرُسُ تَحْتُ فِي سَاحَةِ الدَّارِ، جَاءَتْ إِحْدَى خَادِمَاتِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَلَمَّا رَأَتْ بُطْرُسَ يَسْتَدْفِيءُ، نَظَرَتْ إِلَيْهِ وَقَالَتْ: «وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ!» وَ لكِنَّهُ أَنْكَرَ قَائِلاً: «لاَ أَدْرِي وَلاَ أَفْهَمُ مَا تَقُولِينَ!» ثُمَّ ذَهَبَ خَارِجاً إِلَى مَدْخَلِ الدَّارِ. فَصَاحَ الدِّيكُ وَإِذْ رَأَتْهُ الْخَادِمَةُ ثَانِيَةً، أَخَذَتْ تَقُولُ لِلْوَاقِفِينَ هُنَاكَ: «هَذَا وَاحِدٌ مِنْهُمْ!» فَأَنْكَرَ ثَانِيَةً. وَبَعْدَ قَلِيلٍ أَيْضاً، قَالَ الْوَاقِفُونَ هُنَاكَ لِبُطْرُسَ: «حَقّاً أَنْتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ، لأَنَّكَ جَلِيلِيٌّ». وَلكِنَّهُ بَدَأَ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: «إِنِّي لاَ أَعْرِفُ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي تَتَحَدَّثُونَ عَنْهُ». وَصَاحَ الدِّيكُ مَرَّةً ثَانِيَةً فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ مَا قَالَه يَسُوعُ لَهُ: «قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ، تَكُونُ قَدْ أَنْكَرْتَنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». وَإِذْ تَفَكَّرَ بِذَلِكَ أَخَذَ يَبْكِي.))
أما رواية لوقا في [ 22 : 54 ] فقد ساق القضية قبل محاكمة المسيح و محاورته مع رئيس الكهنة فيكون بطرس أنكر المسيح قبل محاكمته عند لوقا وعند متى ومرقس ويوحنا أن بطرس انكر المسيح بعد محاكمته ونص رواية لوقا فهكذا : (( وَلَمَّا أُشْعِلَتْ نَارٌ فِي سَاحَةِ الدَّارِ وَجَلَسَ بَعْضُهُمْ حَوْلَهَا، جَلَسَ بُطْرُسُ بَيْنَهُمْ. فَرَأَتْهُ خَادِمَةٌ جَالِساً عِنْدَ الضَّوْءِ، فَدَقَّقَتِ النَّظَرَ فِيهِ، وَقَالَتْ: «وَهَذَا كَانَ مَعَهُ!» وَلكِنَّهُ أَنْكَرَ قَائِلاً: «يَاامْرَأَةُ، لَسْتُ أَعْرِفُهُ!» وَبَعْدَ وَقْتٍ قَصِيرٍ رَآهُ آخَرُ فَقَالَ: «وَأَنْتَ مِنْهُمْ!» وَلكِنَّ بُطْرُسَ قَالَ: «يَاإِنْسَانُ، لَيْسَ أَنَا!» وَبَعْدَ مُضِيِّ سَاعَةٍ تَقْرِيباً، قَالَ آخَرُ مُؤَكِّداً: «حَقّاً إِنَّ هَذَا كَانَ مَعَهُ أَيْضاً، لأَنَّهُ أَيْضاً مِنَ الْجَلِيلِ!» فَقَالَ بُطْرُسُ: «يَاإِنْسَانُ، لَسْتُ أَدْرِي مَا تَقُولُ!» وَفِي الْحَالِ وَهُوَ مَازَالَ يَتَكَلَّمُ، صَاحَ الدِّيكُ. فَالْتَفَتَ الرَّبُّ وَنَظَرَ إِلَى بُطْرُسَ. فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلِمَةَ الرَّبِّ إِذْ قَالَ لَهُ: قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ تَكُونُ قَدْ أَنْكَرْتَنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ وَانْطَلَقَ إِلَى الْخَارِجِ، وَبَكَى بُكَاءً مُرّاً . ))
ورواية يوحنا في ( 18 : 15 ) هكذا : (( وَتَبِعَ يَسُوعَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَتِلْمِيذٌ آخَرُ كَانَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ يَعْرِفُهُ. فَدَخَلَ ذَلِكَ التِّلْمِيذُ مَعَ يَسُوعَ إِلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ. أَمَّا بُطْرُسُ فَوَقَفَ بِالْبَابِ خَارِجاً. فَخَرَجَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِي كَانَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ يَعْرِفُهُ، وَكَلَّمَ الْبَوَّابَةَ فَأَدْخَلَ بُطْرُسَ. فَسَأَلَتِ الْخَادِمَةُ الْبَوَّابَةُ بُطْرُسَ: «أَلَسْتَ أَنْتَ أَحَدَ تَلاَمِيذِ هَذَا الرَّجُلِ؟» أَجَابَهَا: «لاَ، لَسْتُ مِنْهُمْ!» . . . . وَكَانَ بُطْرُسُ لاَيَزَالُ وَاقِفاً هُنَاكَ يَسْتَدْفِيءُ، فَسَأَ لُوهُ: «أَلَسْتَ أَنْتَ أَيْضاً مِنْ تَلاَمِيذِهِ؟» فَأَنْكَرَ وَقَالَ: «لَسْتُ أَنَا». فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْ عَبِيدِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، وَهُوَ نَسِيبُ الْعَبْدِ الَّذِي قَطَعَ بُطْرُسُ أُذُنَهُ: «أَمَا رَأَيْتُكَ مَعَهُ فِي الْبُسْتَانِ؟» فَأَنْكَرَ بُطْرُسُ مَرَّةً أُخْرَى. وَفِي الْحَالِ صَاحَ الدِّيكُ! ))
أولاً : لو تأمل القارىء الفطن في حكاية الانكار برمتها ، سيجد أنها مناقضة لما ورد في لوقا [ 22 : 32 ] من خطاب المسيح لبطرس بقوله : (( ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك ، وأنت متى رجعت ثبت إخوتك ))
وما ورد في يوحنا [ 17 : 15 ] وملخصه أن المسيح سأل الله أن يحفظ تلاميذه من الشرير وأنه أعطاهم المجد الذي أعطاه إياه الله ، ليكونوا واحداً .
وقد قال المسيح لبطرس في متى [ 16 : 17 ] : (( أنت صخر وعلى هذا الصخر سأبني كنيستي وسأعطيك مفاتيح ملكوت السموات فما تربطه فى الارض يكون مربوطاً في السماء … ))
فإن صدقت هذه الرويات عن لوقا ويوحنا ومتى ، كيف يصح لبطرس أن ينكر سيده ومعلمه ؟
ثانياً : اختلفت الاناجيل في الذين قاموا بسؤال بطرس :
فعلى رواية متى التي سألته أولاً جارية ، والتي سألته ثانياً جارية ، والذين سألوه ثالثاُ الرجال القيام .
وعلى رواية لوقا ، التي سألته أولاً جارية ، وثانياً رجل ، وثالثاً رجل آخر .
وعلى رواية يوحنا ، التي سألت أولاً الجارية البوابة ، وثانياً الرجال ، وثالثاً واحد من عبيد رئيس الكهنة .
وهذا اختلاف فاحش وفي حادثة واحدة .
ثالثاً : كان بطرس وقت سؤال الجارية في ساحة الدار حسب رواية متى ، وفي وسط الدار على رواية لوقا، وأسفل الدار على رواية مرقس، وداخل الدار على رواية يوحنا .
رابعاً : اختلفوا في نوع الأسئلة الموجَّهة لبطرس :
فعند متى أن الجارية قالت له : (( وأنت كنت مع يسوع الجليلي )) ، ومرقس مثله ، لكنه أبدل لفظ الجليلي بالناصري ، وعند لوقا أنها قالت : (( وهذا كان معه )) أما يوحنا فذكر أنها سألته هكذا : (( ألست أنت أيضاً من تلاميذ هذا الانسان )) .
ونحن نقول لما كانت الحادثة واحدة ، كان ينبغي ألا تختلف نوعية الأسئلة من إنجيل لآخر .
خامساً : اختلفوا في وقت صياح الديك : فعلى رواية متى ولوقا ويوحنا صاح الديك بعد مرات الانكار الثلاثة ، وصاح مرة واحده ، وعلى رواية مرقس صاح الديك مرة بعد الانكار الأول ، وصاح مرة ثانية بعد الانكار الثاني والثالث .
سادساً : في جواب بطرس للجارية التي سألته أولاً فحسب رواية متى انه قال : لست أدري ما تقولين وعلى رواية لوقا انه قال : لست أعرف يا امرأة ,وعلى رواية ويوحنا : انه أتى بلفظ لا النافية فقط .
سابعاً : في جوابه للسؤال عند الانكار الثالث ، فعلى رواية متى ومرقس أنه أنكر مع القسم واللعن قائلاً : (( إني لست أعرف الرجل )) ورواية لوقا : (( يا إنسان لست أعرف ما تقول )) ، وفي إنجيل يوحنا انه قال : (( لست أنا )) .
ثامناً : يفهم من رواية مرقس أن الرجال القيام وقت السؤال كانوا خارج الدار ويفهم من رواية لوقا أنهم كانوا في وسط الدار .
وهكذا يسرد الحدث الواحد ، في أكثر من إنجيل بشكل مختلف تماماً و متناقض .
فاعتبر أيها المسيحي بالمناقضات الكثيرة ، في هذه الحكاية الصغيرة .
------------------------------------------
(38) ان الاناجيل الأربعة اتفقت على أن كهنة اليهود كانوا قد اتفقوا على قتل المسيح بعد عيد الفصح ، حتى لا يحصل شغب بين الشعب في العيد ، ولكن كتبة الاناجيل نسوا أو نقضوا ما اتفقوا عليه ، فحكوا أن اعتقال المسيح وقتله وصلبه كان في العيد ، ومن المعلوم أن اليهود لا يجيزوا فعل شيئ حتى فعل الخير في السبت والاعياد كما صرحت الاناجيل فثبت التناقض .
------------------------------------------
(39) توقيت العشاء الأخير وأثره على قضية الصلب :
يتفق متى مع مرقس وكذلك لوقا في [ 22 : 8 [ في أن العشاء كان هو الفصح ، وعلى العكس من ذلك نجد يوحنا يجعل الفصح يؤكل في المساء بعد موت المسيح [ يوحنا 18 : 28 ] .
ويرى أغلب العلماء أن توقيت كل من متى ومرقس ولوقا صحيح ، وأن يوحنا قد غير ذلك لأسباب عقائدية .
ذلك أن يوحنا يقرر أن العشاء الأخير الذي حضره يسوع مع تلامذته كان قبل الفصح [ 14 : 1_5 ]
وكذلك يقرر يوحنا أنهم قبضوا على يسوع في مساء اليوم السابق لأكل الفصح ، وذلك في قوله :
(( ثُمَّ أَخَذُوا يَسُوعَ مِنْ دَارِ قَيَافَا إِلَى قَصْرِ الْحَاكِمِ الرُّومَانِيِّ، وَكَانَ ذلِكَ فِي الصَّبَاحِ الْبَاكِرِ. وَلَمْ يَدْخُلِ الْيَهُودُ إِلَى الْقَصْرِ لِئَلاَّ يَتَنَجَّسُوا فيأكلون الفصح )) يوحنا [ 18 : 28 ]
إن اختلاف الأناجيل في توقيت العشاء الأخير ترتب عليه اختلافهم في نقطة جوهرية تعتبر واحدة من أهم عناصر قضية الصلب ، ألا وهي تحديد يوم الصلب ، فإذا أخذنا برواية مرقس ومتى ولوقا لكان المسيح قد أكل الفصح مع تلاميذه مساء الخميس ثم كان القبض بعد ذلك بقليل في مساء الخميس ذاته وبذلك يكون الصلب قد حدث يوم الجمعة .
أما الأخذ بإنجيل يوحنا فانه يعني أن القبض كان مساء الأربعاء ، وأن الصلب حدث يوم الخميس .
ونحن نتسائل هل حدث الصلب يوم الخميس أم يوم الجمعة ؟ !!
هل ما ألهمه الروح القدس إلي متى ومرقس هو الصحيح أم ما ألهمه إلي يوحنا هو الصيحيح ؟
أم ان كتبة الاناجيل يكتبون باجتهاد شخصي فلا يوجد إلهام ولا عصمة ؟
----------------------------------------
(40) جاء في لوقا وفي يوحنا أن المسيح أعلم بطرس أنه سينكره ،وكان الإعلام أثناء العشاء ( أي عشاء فصح اليهود السنوي الذي ينبغي أن يصادف وقتئذ ليلة السبت ) وفي داخل الغرفة وقبل مغادرتها :
تقول رواية لوقا في [22: 13] : .. وَجَهَّزَا الْفِصْحَ. .. وَقَالَ لَهُمْ: «اشْتَهَيْتُ بِشَوْقٍ أَنْ آكُلَ هَذَا الْفِصْحَ مَعَكُمْ قَبْلَ أَنْ أَتَأَلَّمَ... فَقَالَ: «إِنِّي أَقُولُ لَكَ يَابُطْرُسُ إِنَّ الدِّيكَ لاَ يَصِيحُ الْيَوْمَ حَتَّى تَكُونَ قَدْ أَنْكَرْتَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَعْرِفُنِي!».. ثُمَّ انْطَلَقَ وَذَهَبَ كَعَادَتِهِ إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، وَتَبِعَهُ التَّلاَمِيذُ أَيْضاً.
وفي يوحنا [ 13 : 38] : أَجَابَهُ يَسُوعُ: .. أَقُولُ لَكَ: لاَ يَصِيحُ الدِّيكُ حَتَّى تَكُونَ قَدْ أَنْكَرْتَنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ!» .. يوحنا [ 18 : 1 ] : بَعْدَمَا انْتَهَى يَسُوعُ مِنْ صَلاَتِهِ هَذِهِ، خَرَجَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَعَبَرُوا وَادِي قِدْرُونَ.
ولكننا نجد اختلافاً في مرقص ومتّى، فالإعلام بالإنكار،كان بعد العشاء وبعد مغادرة الغرفة وفي الخارج بالطريق : وإليك رواية مرقس :
يقول مرقص في [ 14: 26] : (( ثُمَّ رَتَّلُوا، وَانْطَلَقُوا خَارِجاً إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ. .. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ، فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ، تَكُونُ قَدْ أَنْكَرْتَنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ))
ورواية متّى في [ 26 : 30] تقول : (( ثُمَّ رَتَّلُوا، وَانْطَلَقُوا خَارِجاً إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ. .. أَجَابَهُ يَسُوعُ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ، تَكُونُ قَدْ أَنْكَرْتَنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ! ))
-------------------------------------------
(41) ذكر كل من متى في [ 26 : 47 ] ويوحنا في [ 18 : 1 ] : حكاية القبض على المسيح لكنهما وقعا في تناقض واضح :
فالمفهوم من إنجيل يوحنا أن يهوذا الخائن كان دليلاً على الموضع الذي فيه المسيح لكن المفهوم من إنجيل متى أن يهوذا كان دليلاً على شخص المسيح ومتى ذكر أن يهوذا الخائن جعل بينه وبين الجند علامة وهي تقبيله للمسيح ليعرفوه ، لكن يوحنا خالفه فذكر أن المسيح عرض نفسه دون علامة من يهوذا ودون تقبيل !
-----------------------------------------
(42) في محاكمة المصلوب الذي يدعي المسيحيون أنه المسيح نجد أن متى في [ 27 : 11 - 14 ] يتحدث في إنجيله عن كيفية مثول المسيح أمام الوالي بيلاطس فيقول : (( فوقف يسوع أمام الوالي فسأله الوالي قائلاً : أأنت ملك اليهود ؟ فقال له يسوع : أنت تقول . وبينما كان رؤساء الكهنة والشيوخ يشتكون عليه لم يجب بشيء فقال له بيلاطس : أما تسمع كم يشهدون عليك ، فلم يجبه ولا عن كلمة واحدة حتى تعجب الوالي جداً ))
لكن يوحنا يذكر هذه الواقعة بطريقة مخالفة تماماً لما ذكره متى .
يقول يوحنا في [ 18 : 33 _ 38 ] : فَدَخَلَ بِيلاَطُسُ قَصْرَهُ وَاسْتَدْعَى يَسُوعَ وَسَأَلَهُ: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَرَدَّ يَسُوعُ: «أَتَقُولُ لِي هَذَا مِنْ عِنْدِكَ، أَمْ قَالَهُ لَكَ عَنِّي آخَرُونَ؟» فَقَالَ بِيلاَطُسُ: «وَهَلْ أَنَا يَهُودِيٌّ؟ إِنَّ أُمَّتَكَ وَرُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ سَلَّمُوكَ إِلَيَّ. مَاذَا فَعَلْتَ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. وَلَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ، لَكَانَ حُرَّاسِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. أَمَّا الآنَ فَمَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هُنَا». فَسَأَلَهُ بِيلاَطُسُ: «فَهَلْ أَنْتَ مَلِكٌ إِذَنْ؟» أَجَابَهُ: «أَنْتَ قُلْتَ، إِنِّي مَلِكٌ. وَلِهَذَا وُلِدْتُ وَجِئْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ، وَكُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ يُصْغِي لِصَوْتِي». فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «مَا هُوَ الْحَقُّ!» ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْيَهُودِ وَقَالَ: «إِنِّي لاَ أَجِدُ فِيهِ ذَنْباً!
في هذه الحادثة نجد أن متى يؤكد أن كل ما قاله المسيح لبيلاطس (( أنت تقول )) ويصرح بأن بيلاطس حاول بعد ذلك أن يتحدث مع المسيح أو يناقشه فلم يجبه المسيح ولا عن كلمة واحدة حتى تعجب الوالي جداً . هذا ما يذكره متى ووافقه مرقس ، أما يوحنا فقد أورد حديثاً طويلاً يرد به المسيح على الوالي ويناقشه ، ويتحدث فيه عن مملكته !
---------------------------------------
(43) ورد في انجيل متى [ 27 : 27 ] ان جنود بيلاطس ألبسو المسيح رداءً قرمزياً لكن يوحنا في [ 19 : 2 ] يقول ألبسوه ثوب أورجواني …
ونحن نسأل هل ألبسوه رداءً قرمزياً أم ثوباً أورجواني ؟
---------------------------------------
(44) يُفهم من كلام متى في [ 27: 27 و28 ] ومرقس في 15: 16 و17 أن الذين استهزأوا بالمسيح وألبسوه اللباس كانوا جند بيلاطس لا هيرودس ، ويُعلم من كلام لوقا خلاف ذلك فإن هيرودس هو الذي ألبسه ثياباً لامعة ! لوقا [23: 11 ] (( فاحتقره هيرودس مع عسكره واستهزأوا به، وألبسه لباساً لامعاً ورده إلى بيلاطس .))
وإذا تأملنا رواية متى ، فإنه يقول : عروه ، ثم ألبسوه تلك الثياب . وعند مرقس لم يفهم من كلامهم أنهم عروه ، بل ألبسوه فوق ثيابه .
-------------------------------------
(45) وقد ذكر متى في [ 27 : 29] أن الجنود ركعوا للمسيح استهزاءً له ثم بصقوا عليه وخالفه مرقس في [ 15 : 19 ] فجعل البصق أولاً ثم ركعوا له .
------------------------------------
(46) ورد في إنجيل لوقا [ 23 : 26 ] : (( ولما مضوا به أمسكوا سمعان، رجلاً قيروانياً كان آتياً من الحقل، ووضعوا عليه الصليب ليحمله خلف يسوع )) وورد في يوحنا [ 19: 16 ] : (( فأخذوا يسوع ومضوا به، فخرج وهو حامل صليبه إلى الموضع الذي يُقال له موضع الجمجمة حيث صلبوه ))
فعند لوقا أن سمعان هو الذي كان حاملاً لصليب المسيح وعند يوحنا أن المسيح هو الذي كان حاملاً صليبه !
وحاول المسيحيين ايجاد مخرج لهذا التناقض فقالوا لما حمل المسيح الصليب على كتفه كالعادة وسار به مسافة، ضعفت قواه الجسدية وتعذّر عليه المشي, فوجدوا في الطريق سمعان القيرواني وأنا اقول ليت شعري أين كان لاهوت المسيح عندما خارت وضعفت قواه الجسديه وهل الاله الذي ما جاء إلا من أجل هذا الصليب تخور قواه عند حمله ويترك غيره ليحمله ؟ فتأمل وتعجب !
--------------------------------------
(47) قال مرقس في رواية موت المصلوب [ 15 : 36 _ 37 ] : (( ركض واحد وملأ إسفنجة خلا وجعلها على قصبة وسقاه قائلاً اتركوا ( انتظروا ) لنر هل يأتي إيليا لينزله ، فصرخ يسوع بصوت عظيم و أسلم الروح ))
أما متى فيقول في [ 27 : 48 ] : (( وأسرع واحد منهم إلى إسفنجة فبللها بالخل ووضعها على طرف قصبة ورفعها إليه ليشرب . وأما الباقون فقالوا : (( اترك ( انتظر ) لنرى هل يجيىء إليا ليخلصه ! )) وصرخ يسوع أيضاً بصوت عظيم وأسلم الروح ))
وهنا نجد أن متى هو الذي فرق بين ذلك الذي أعطى يسوع الخل ، ومن قال انتظر ، ففي مرقس نجد أن نفس الشخص هو الذي يعطيه الخل ويقول تلك الكلمات . ولكن في متى نجد الباقين هم الذين يخاطبون الرجل الذي أعطاه الخل بقولهم : انتظر ( المخاطب مفرد ) ، بينما هي في مرقس : انتظروا المخاطب جمع ، وقد قيلت للمتفرجين .
-----------------------------------------
(48) ذكر متى في [ 27 : 32 ] أن الجنود لما صلبو المصلوب اقتسموا ثيابه واقترعوا عليها واستشهد بالنبي القائل : (( اقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسي ألقوا قرعة )) .
وخالفه يوحنا في [ 19 : 23 - 24 ] وجعل القرعة على القميص فقط وناقض قوله بقوله : (( ليتم الكتاب القائل اقتسموا ثيابي بينهم ، وعلى لباسي ألقو قرعة )) لأنهم لم يقترعوا على لباسه ، بل على قميصه فقط .
----------------------------------------
(49) ذكر لوقا في [23 :38 ] أن العنوان الذي كان مكتوبا فوق المصلوب كتب بأحرف يونانية ورومانية وعبرانية (( هذا هو ملك اليهود )) وناقضه يوحنا في [19 : 19 – 20 ]
فقال: (( وكان مكتوباً بالعبرانية واليونانية واللاتينية )) فجعل اللاتينية عوضاً عن الرومانية .
فتأمل أيها القارىء الفطن إلي مدى دقة الكتب المنسوبة لله !
--------------------------------------
(50) ما هو عنوان تهمة المصلوب ؟
يقول مرقس في [ 15 : 26 ] : (( وكان عنوان علته مكتوباً : ملك اليهود ))
ويقول متى في [ 27 : 37 ] : (( وجعلوا فوق رأسه علته مكتوبه : هذا يسوع ملك اليهود )).
ويقول لوقا في [ 23 : 38 ] : (( وكان عنوان مكتوب فوقه . . . هذا هو ملك اليهود )).
ويقول يوحنا في [ 19 : 19 ] : (( وكتب بيلاطس عنواناً ووضعه على الصليب وكان مكتوباً : يسوع الناصري ملك اليهود ))
يقول الاستاذ أحمد عبد الوهاب في كتابه المسيح في مصادر العقائد المسيحية عن اختلاف الاناجيل في عنوان علة المصلوب :
ان اختلاف الأناجيل في عنوان علة المصلوب _ وهو لا يزيد عن بضع كلمات معينة كتبت على لوحة قرأها المشاهدون _ إنما هو مقياس لدرجة الدقة لما ترويه الأناجيل .
وطالما كان هناك اختلاف _ ولو في الشكل كما في هذه الحالة _ فإن درجة الدقة لا يمكن أن تصل إلى الكمال .
وقياساً على ذلك نستطيع تقييم درجة الدقة لما تذكره الأناجيل عن ألقاب المسيح ، وخاصة عندما ينسب إنجيل ما إلي أحد المؤمنين به قوله : كان هذا الإنسان باراً ، بينما يقول إنجيل آخر : كان هذا الانسان ابن الله أو عندما يقول أحد الاناجيل على لسان تلميذه : يا معلم ، ويقول آخر : يا سيد ، بينما يقول ثالث : يا رب .
ان الحقيقة تبقى دائماً هنا محل خلاف .
--------------------------------------------
(51) اختلف مرقس ويوحنا في تحديد ساعة الصلب :
مرقس [ 15 : 25 ] : وكانت الساعة الثالثة ( التاسعة صباحاً ) حينما صلبوه
يوحنا [ 19 : 14 ] : وكان الوقت نحو الساعة السادسة في يوم الإعداد للفصح . . . فسلمه بيلاطس إليهم ليصلب .
--------------------------------------------
(52) اللصان اللذان صلبا مع المسيح :
لقد صرح مرقس في [ 5 : 32 ] أن اللصين كانا يستهزئان به ويعيرانه .
إلا أن لوقا ناقضه فصرح في [ 23 : 33 ، 43 ] أن اللصين الذين صلبا مع المسيح كان أحدهما مؤمناً به عطوفاً عليه ، والآخر مستهزئاً به ساباً له .
ولا شك أن إحدى القصتين كذب ، لأن مرقس أخبر بأن اللصين كليهما كانا يعيرانه ويستهزئان به ، ولوقا يخبر بأن أحدهما كان يستهزىء به ، والآخر مؤمن به وكان ينكر على الذي يعيره ، وليس يمكن ها هنا أن يدعى أن أحد اللصين استهزىء به وعيره في وقت ، وآمن به في وقت آخر ، لآن سياق خبر لوقا يمنع ذلك ، ويخبر أنه أنكر على صاحبه سبه ، إنكار من لم يساعده قط على ذلك ، فكلاهما متفق على أن كلام اللصين وهم ثلاثتهم مصلوبين على الخشب ، فوجب ضرورة أن لوقا كذب أو كذب من أخبره ، أو أن مرقس كذب أو الذي أخبره ولا بد من ذلك .
-------------------------------------------
(53) ومن التناقضات الواضحة نجد أنه جاء في سفر أعمال الرسل [ 13 : 27 ] أن الذين دفنوا المسيح هم من اتهموه وتسببوا في قتله : (( فَإِنَّ أَهْلَ أُورُشَلِيمَ وَرُؤَسَاءَهُمْ .. إِذْ حَكَمُوا عَلَى يَسُوعَ بِالْمَوْتِ.. طَلَبُوا مِنْ بِيلاَطُسَ أَنْ يَقْتُلَهُ. وَبَعْدَمَا نَفَّذُوا فِيهِ كُلَّ مَا كُتِبَ عَنْهُ، أَنْزَلُوهُ عَنِ الصَّلِيبِ، وَدَفَنُوهُ فِي قَبْرٍ ))
لكن لوقا كتب في إنجيله [ 23 : 50 ] أن الذي دفن المسيح كان شخصاً صالحاً اسمه يوسف وكان تلميذاً للمسيح : (( وَكَانَ فِي الْمَجْلِسِ الأَعْلَى إِنْسَانٌ اسْمُهُ يُوسُفُ، وَهُوَ إِنْسَانٌ صَالِحٌ وَبَارٌّ لَمْ يَكُنْ مُوَافِقاً عَلَى قَرَارِ أَعْضَاءِ الْمَجْلِسِ وَفِعْلَتِهِمْ، وَهُوَ مِنَ الرَّامَةِ إِحْدَى مُدُنِ الْيَهُودِ، .. ثُمَّ أَنْزَلَهُ (مِنْ عَلَى الصَّلِيبِ) وَكَفَّنَهُ بِكَتَّانِ، وَوَضَعَهُ فِي قَبْرٍ .))
فأين المصداقية بعد ذلك فيما تخبرنا به الاناجيل ؟
-------------------------------------------
(54) هل تم شراء الطيوب والحنوط قبل أو بعد السبت ؟
جاء في مرقس [ 16 : 1 ] : (( وَلَمَّا انْتَهَى السَّبْتُ، اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ طُيُوباً عِطْرِيَّةً لِيَأْتِينَ وَيَدْهُنَّهُ.))
ولكن في لوقا ،كن قد جهّزنها ليلة السبت (يتضمن شرائهن لها قبل السبت) :
لوقا [23: 55] : (( وَتَبِعَتْ يُوسُفَ النِّسَاءُ اللَّوَاتِي خَرَجْنَ مِنَ الْجَلِيلِ مَعَ يَسُوعَ، فَرَأَيْنَ الْقَبْرَ وَكَيْفَ وُضِعَ جُثْمَانُهُ. ثُمَّ رَجَعْنَ وَهَيَّأْنَ حَنُوطاً وَطِيباً، وَاسْتَرَحْنَ يَوْمَ السَّبْتِ حَسَبَ الْوَصِيَّةِ. ))
-------------------------------------------
(55) بعد دفن المسيح في قبره _ كما يزعمون _ ذهب البعض لمشاهدة القبر ، وقد اختلفت الأناجيل في :
1 _ تحديد عدد الحاضرين .
2 _ المهمة التي من أجلها حضروا .
3 _ الوقت الذي حضروا فيه .
فالحاضرون :
1 – إمرأة واحدة حسب إنجيل يوحنا [ 20 : 1 ]
2 _ إمرأتان حسب إنجيل متى [ 28 : 1 ]
3 _ ثلاث نسوة حسب إنجيل مرقس [ 16 : 1 ]
4 _ جمع من النسوة وأناس آخرون حسب إنجيل لوقا [ 24 : 1 ]
الهدف من الحضور :
1 _ مشاهدة القبر والتظر إليه حسب إنجيل متى [ 28 : 1 ]
2 _ دهن المسيح بالحنوط والطيب حسب إنجيل لوقا [ 24 : 1 ]
زمن الحضور إلي القبر :
1 _ عند الفجر أو أول الفجر حسب إنجيل متى [ 28 : 1 ] و لوقا [ 24 : 1 ]
2 – بعد إذ طلعت الشمس حسب إنجيل مرقس [ 16 : 1 ]
3 _ كان الظلام باق حسب إنجيل يوحنا [ 20 : 1 ]
-----------------------------------------
(55) ذكر متى في [ 28 : 2 ] ان مريم المجدلية ومن معها رأتا عند القبر ملاكاً واحداً وناقضه يوحنا في [ 20 : 12 ] بأن مريم المجدلية رأت عند القبر ملاكين .
-----------------------------------------
(56) وفي مرقس [ 16 : 5 ] أن مريم المجدلية ومن معها رأين عند القبر شاباً واحداً فقط .
وناقضه لوقا في [ 24 : 3 ] بان مريم ومن معها رأين رجلين
----------------------------------------
(57) حسب إنجيل متى [ 28 : 1 _ 2 ] أنه حين جاءت المرأتان إلي قبر المسيح حدثت زلزلة عظيمة تبعها نزول ملاك الرب من السماء ودحرجته الحجر عن القبر الذي دفن فيه المسيح ثم جلس الملاك على الحجر .
لكن حسب إنجيل مرقس [ 16 : 1 _ 2 ] أن نزول ملاك الرب كان قبل حضور النسوة ، كما دحرج الحجر قبل حضورهن أيضاً فلما جاءت النسوة وقت طلوع الشمس وجدن أن الحجر قد دحرج عن القبر .
وإليك نص رواية كل من متى ومرقس :
متى [ 28 : 1 ، 2 ] : (( وَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الأُسْبُوعِ، بَعْدَ انْتِهَاءِ السَّبْتِ، ذَهَبَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى تَتَفَقَّدَانِ الْقَبْرَ. 2فَإِذَا زِلْزَالٌ عَنِيفٌ قَدْ حَدَثَ، لأَنَّ مَلاَكاً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، وَجَاءَ فَدَحْرَجَ الْحَجَرَ وَجَلَسَ عَلَيْهِ. ))
مرقس [ 16 : ، 2 ، 3 ، 4 ] : (( وَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الأُسْبُوعِ، أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ بَاكِراً جِدّاً مَعَ طُلُوعِ الشَّمْسِ. وَكُنَّ يَقُلْنَ بَعْضُهُنَّ لِبَعْضٍ: «مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الْحَجَرَ مِنْ عَلَى بَابِ الْقَبْرِ؟» لكِنَّهُنَّ تَطَلَّعْنَ فَرَأَيْنَ أَنَّ الْحَجَرَ قَدْ دُحْرِجَ ))
--------------------------------------------
(56) من هو أول من ظهر له المسيح ( بعد قيامته )
هناك تناقض في هذه المسألة :
حسب رسالة بولس الأولى إلى كورنثوس [ 15 : 5 ] : أنه ظهر لبطرس ثم للرسل الاثنى عشر لكن حسب إنجيل مرقس [ 16 : 9 ] : أنه ظهر لمريم المجدلية أولاً !
يحق لنا أن نتسائل أين المصداقية في الأناجيل بعد هذا الكم من التناقضات والاختلافات ؟!
------------------------------------------
(57) وفي موضوع قيامة المسيح من الأموات نجد أن هناك تناقضاً صارخاً بين رواية مرقس وبين ما يقوله لوقا :
فعلى حسب رواية مرقس في [ 16 : 9-13 ] أن المسيح بعد أن مات و دفن فانه قام من الأموات ثم (( ظهر أولاً لمريم المجدلية . . . فذهبت وأخبرت الذين كانوا معه . . . فلما سمع أولئك أنه حي وأنها رأته لم يصدقوها )) و بعد ذلك ظهر بهيئة أخرى لإثنين منهم وهما يمشيان منطلقين إلى البرية و ذهب هذان وأخبرا الباقين فما صدقوهما .
ولكن حسب انجيل لوقا [ 24 :13 -35 ] ان المسيح ظهر إلى اثنين من التلاميذ كانا منطلقين في ذلك اليوم إلى قرية بعيدة . . . فقاما في تلك الساعة ورجعا إلى أورشليم ووجدا الاحد عشر مجتمعين ومن معهم وكانوا يقولون : (( قام الرب حقاً وظهر لسمعان ! ))
فعلى حسب رواية مرقس نجد أن التلاميذ ومن معهم لم يؤمنوا يقيامة المسيح من قبل أن يأتيهم التلميذان ومن بعد ما أخبراهم بظهوره - ولكن حسب رواية لوقا نجد أن التلاميذ ومن معهم آمنوا بقيامة المسيح وكانوا يقولون : (( قام الرب حقاً وظهر لسمعان )) قبل أن يخبرهم التلميذان بقيامته وظهوره !
----------------------------------------
(58) قال متى في [ 28 : 5 ] : فَطَمْأَنَ المَلاَكُ الْمَرْأَتَيْنِ قَائِلاً: «لاَ تَخَافَا. فَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَبْحَثَانِ عَنْ يَسُوعَ الَّذِي صُلِبَ. إِنَّهُ لَيْسَ هُنَا، فَقَدْ قَامَ، كَمَا قَالَ. تَعَالَيَا وَانْظُرَا الْمَكَانَ الَّذِي كَانَ مَوْضُوعاً فِيهِ. وَاذْهَبَا بِسُرْعَةٍ وَأَخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ أَنَّهُ قَدْ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ، وَهَا هُوَ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ، هُنَاكَ تَرَوْنَهُ. هَا أَنَا قَدْ أَخْبَرْتُكُمَا!» فَانْطَلَقَتِ الْمَرْأَتَانِ مِنَ الْقَبْرِ مُسْرِعَتَيْنِ، وَقَدِ اسْتَوْلَى عَلَيْهِمَا خَوْفٌ شَدِيدٌ وَفَرَحٌ عَظِيمٌ، وَرَكَضَتَا إِلَى التَّلاَمِيذِ تَحْمِلاَنِ الْبُشْرَى. وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُبَشِّرَا التَّلاَمِيذَ، إِذَا يَسُوعُ نَفْسُهُ قَدِ الْتَقَاهُمَا وَقَالَ: «سَلاَمٌ!» فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ، وَ سَجَدَتَا لَهُ. فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «لاَ تَخَافَا! اذْهَبَا قُولاَ ِلإِخْوَتِي أَنْ يُوَافُونِي إِلَى الْجَلِيلِ، وَهُنَاكَ يَرَوْنَنِي!
ان متى ناقض نفسه ، حيث حكى في أول الرواية عن الملاك ، أن المسيح سبقهم عقب قيامه من قبره إلى الجليل ، ولا يرونه إلا هناك ، وبذلك بلغ مريم ورفيقتها ، وأمرهما بأن يبلغا التلاميذ ، ثم نقض ذلك بقوله : (( لاقاهما المسيح وقال : سلام لكما )) ، وهذا يدل على أن الملك الذي كلمهما كاذب في وحيه لهما ، فإن قالوا : إن رؤيته بالجليل مختصة بالتلاميذ فقط ، وعلى هذا فلا تعارض في الرواية ، فنقول : إن صريح العبارة دال على أن مطلق الرؤية لا تكون إلا في الجليل ، وذلك مأخوذ من قوله : ها هو يسبقكم إلى الجليل وهناك ترونه .))
-------------------------------------------
(59) قال متى في [ 28 : 1_ 8 ] : وَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الأُسْبُوعِ، بَعْدَ انْتِهَاءِ السَّبْتِ، ذَهَبَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى تَتَفَقَّدَانِ الْقَبْرَ. فَإِذَا زِلْزَالٌ عَنِيفٌ قَدْ حَدَثَ، لأَنَّ مَلاَكاً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، وَجَاءَ فَدَحْرَجَ الْحَجَرَ وَجَلَسَ عَلَيْهِ . . . . فَطَمْأَنَ المَلاَكُ الْمَرْأَتَيْنِ قَائِلاً: «لاَ تَخَافَا. فَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَبْحَثَانِ عَنْ يَسُوعَ الَّذِي صُلِبَ. إِنَّهُ لَيْسَ هُنَا، فَقَدْ قَامَ، كَمَا قَالَ. تَعَالَيَا وَانْظُرَا الْمَكَانَ الَّذِي كَانَ مَوْضُوعاً فِيهِ. وَاذْهَبَا بِسُرْعَةٍ وَأَخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ أَنَّهُ قَدْ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ، وَهَا هُوَ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ، هُنَاكَ تَرَوْنَهُ. هَا أَنَا قَدْ أَخْبَرْتُكُمَا!» فَانْطَلَقَتِ الْمَرْأَتَانِ مِنَ الْقَبْرِ مُسْرِعَتَيْنِ، وَقَدِ اسْتَوْلَى عَلَيْهِمَا خَوْفٌ شَدِيدٌ وَفَرَحٌ عَظِيمٌ، وَرَكَضَتَا إِلَى التَّلاَمِيذِ تَحْمِلاَنِ الْبُشْرَى. وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُبَشِّرَا التَّلاَمِيذَ، إِذَا يَسُوعُ نَفْسُهُ قَدِ الْتَقَاهُمَا وَقَالَ: «سَلاَمٌ!» فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ، وَ سَجَدَتَا لَهُ. فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «لاَ تَخَافَا! اذْهَبَا قُولاَ ِلإِخْوَتِي أَنْ يُوَافُونِي إِلَى الْجَلِيلِ، وَهُنَاكَ يَرَوْنَنِي!
ان المفهوم من رواية متى هذه أن ظهور المسيح لمريم كان في الطريق وهي تهرول راكضة لتبشر التلاميذ لكن مقتضى رواية يوحنا أنه كان عند القبر !
وإليك أيها القارىء الكريم رواية يوحنا :
يوحنا [ 20 : 11 _ 18 ] : (( أَمَّا مَرْيَمُ فَظَلَّتْ وَاقِفَةً فِي الْخَارِجِ تَبْكِي عِنْدَ الْقَبْرِ. وَفِيمَا هِيَ تَبْكِي، انْحَنَتْ إِلَى الْقَبْرِ. فَرَأَتْ مَلاَكَيْنِ بِثِيَابٍ بِيضٍ، جَالِسَيْنِ حَيْثُ كَانَ جُثْمَانُ يَسُوعَ مَوْضُوعاً، وَاحِداً عِنْدَ الرَّأْسِ وَالآخَرَ عِنْدَ الْقَدَمَيْنِ. فَسَأَلاَهَا: «يَاامْرَأَةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟» أَجَابَتْ: «أَخَذُوا سَيِّدِي، وَلا أَدْرِي أَيْنَ وَضَعُوهُ». قَالَتْ هَذَا وَالْتَفَتَتْ إِلَى الْوَرَاءِ، فَرَأَتْ يَسُوعَ وَاقِفاً، وَلكِنَّهَا لَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ يَسُوعُ. فَسَأَلَهَا: «يَاامْرَأَةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟ عَمَّنْ تَبْحَثِينَ؟» فَظَنَّتْ أَنَّهُ الْبُسْتَانِيُّ، فَقَالَتْ لَهُ: «يَاسَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ أَخَذْتَهُ فَقُلْ لِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ لِآخُذَهُ». فَنَادَاهَا يَسُوعُ: «يَامَرْيَمُ!» فَالْتَفَتَتْ وَهَتَفَتْ بِالْعِبْرِيَّةِ: «رَبُّونِي»، أَيْ: يَامُعَلِّمُ. فَقَالَ لَهَا: «لاَ تُمْسِكِي بِي!فَإِنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى الآبِ، بَلِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي سَأَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ، وَإِلهِي وَإِلهِكُمْ!» فَرَ جَعَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَبَشَّرَتِ التَّلاَمِيذَ قَائِلَةً: «إِنِّي رَأَيْتُ الرَّبَّ!» وَأَخْبَرَتْهُمْ بِمَا قَالَ لَهَا. ))
فهل يقال لمثل هذا الاختلاف والتباين أنه إلهام من رب العالمين ؟
والغريب في رواية يوحنا أن مريم اشتبه عليها المسيح بعد تلك الصحبة الطويلة حتى ظنته أنه البساني
----------------------------------------
(60) ومن التناقضات الواضحة نجد أنه حسب إنجيل لوقا [ 24 : 1- 12 ] أن حكاية ذهاب بطرس إلى القبر ورؤيته لللأكفان على الأرض كان بعد رجوع مريم من القبر إلى التلاميذ وإخبارها لهم بما حدث فقام بطرس وأسرع إلى القبر ، فلما انحنى رأى الأكفان وحدها …
أما عند يوحنا [ 20 : 1 - 18 ] فحكاية ذهاب بطرس إلى القبر ورؤيته للأكفان كان قبل رجوع مريم للتلاميذ وإخبارها لهم بما حدث !
-------------------------------------------
(61) ذكر مرقس في [ 16 : 2 ] : أن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة أتين القبر إذ طلعت الشمس وعند يوحنا في [ 20 : 1 ] : إن الظلام كان باقياً والآتي إمراة واحدة وبينهما اختلاف ، لأن مرقس عين الوقت في النهار والآتي جمع ، ويوحنا عينه في الليل والآتية واحدة .
------------------------------------------
(62) متى أصعد المسيح إلى السماء ؟
هناك تناقض في هذه المسألة :
حسب إنجيل لوقا أن صعوده كان في نفس اليوم الذي قام فيه من بين الأموات [لوقا 24 : 36 _ 50 ]
لكن حسب سفر أعمال الرسل أن صعوده كان بعد 40 يوماً من قيامته ! [ 1 : 2-3 ]
----------------------------------------
(63) من أين أصعد المسيح ؟
هناك تناقض في هذه المسألة :
حسب إنجيل لوقا أن المسيح أصعد إلى السماء من بيت عنيا _ ضواحي أورشليم [ لوقا 24 : 50 ، 51 ] : (( وأخرجهم خارجاً إلي بيت عنيا ، ورفع يديه وباركهم ، وفيما هو يباركهم انفرد عنهم وصعد إلي السماء )) لكن حسب سفر أعمال الرسل أن المسيح أصعد إلى السماء من جبل الزيتون ! [ 1 : 9 _ 12 ] :
(( ولما قال هذا هذا ارتفع عنهم وهو ينظرون وأخذته سحابة عن أعينهم . . . حينئذ رجعوا إلي أورشليم من جبل الزيتون ))
ان لوقا كتب في إنجيله أن المسيح ارتفع من بيت عنيا وعندما كتب سفر اعمال الرسل جعل صعوده من جبل الزيتون .
ولكي تتأكد أيها القارىء الفطن من اختلاف جغرافية جبل الزيتون عن جغرافية بيت عنيا راجع خريطة أورشليم في أيام المسيح الموجودة في نهاية العهد الجديد لترى الاختلاف ولتعلم أن كتبة الاناجيل ليسوا ملهمين ولا معصمين !
------------------------------------------
(64) تفيد رواية متى [ 28 : 19 ] أن المسيح أمر تلاميذه بالذهاب ، ليكرزوا في كل الأمم لكن رواية لوقا [ 24 : 49 ] تفيد أن المسيح أمرهم بالمكث في أورشليم قائلاً لهم : (( فأقيموا في اورشليم الي أن تحل عليكم القوة من العلى ))
-------------------------------------------
(65) روى مرقس في [ 16 : 20 ] أن التلاميذ ، بعد أن ارتفع عنهم المسيح ، خرجوا ، فبشروا في كل مكان ، فكذبه لوقا في [ 24: 53 ] وصرح بأنهم كانوا كل حين في الهيكل ، يسبحون الله
-------------------------------------------
(66) جاء في سفر أعمال الرسل [ 9 : 7 ] ان المسافرين مع بولس حينما ظهر له المسيح وهو في الطريق إلي دمشق : (( وقفوا صامتين يسمعون الصوت ولا ينظرون أحداً ))
إلا اننا نجد في موضع آخر أن الذين كانوا مع بولس نظروا النور ولم يسمعوا الصوت ! سفر أعمال الرسل [ 22 : 9 ] : (( والذين كانوا معي نظروا النور وارتعبوا ولكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني ))
وصدق الله العظيم إذ يقول : (( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيــه اختلافاً كثيــراً ))======هل ذهب بولس على الفور الي العربية أم أنه جلس في دمشق أيام كثيرة ؟
ذهب على الفور
جلس اياماً كثيرة في دمشق
غلاطية 1 : 15 " ولكن لما سرّ الله الذي افرزني من بطن امي ودعاني بنعمته 16 ان يعلن ابنه فيّ لابشر به بين الامم. للوقت لم استشر لحما ودما 17 ولا صعدت الى اورشليم الى الرسل الذين قبلي بل انطلقت الى العربية ثم رجعت ايضا الى دمشق.
سفر اعمال الرسل 9 : 22 " واما شاول فكان يزداد قوة ويحيّر اليهود الساكنين في دمشق محققا ان هذا هو المسيح 23 ولما تمت ايام كثيرة تشاور اليهود ليقتلوه. 24 فعلم شاول بمكيدتهم. وكانوا يراقبون الابواب ايضا نهارا وليلا ليقتلوه. 25 فاخذه التلاميذ ليلا وانزلوه من السور مدلين اياه في سل"
واليك النص ايضاً من الترجمة الامريكية القياسية :
The American Standard Version : And when many days were fulfilled,the Jews took counsel together to kill him
هل من المقبول أن يتفاخر الشخص بإيمانه ؟
لا
نعم
لوقا 18 : 9 ، رومية 11 : 20 ، 1بطرس 5 : 5
رومية 15 : 17 ، 2كورنثوس 5 : 12 و 11 : 17
هل تم تدوين جميع ما عمله يسوع من البداية حتى النهاية أم لا ؟
نعم تم تدوين كل شىء
لا لم يتم تدوين كل شىء
اعمال الرسل 1 : 1 " الكلام الاول انشأته يا ثاوفيلس عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلّم به. 2 الى اليوم الذي ارتفع فيه بعدما اوصى بالروح القدس الرسل الذين اختارهم. " [ الفاندايك ]
وبحسب الترجمة المشتركة : " دونت في كتابي الأول ، يا ثاوفيلس ، جميع ما عمل يسوع وعلم من بدء رسالته إلى اليوم الذي ارتفع فيه الى السماء .. "
يوحنا 21 : 25 " واشياء أخر كثيرة صنعها يسوع ان كتبت واحدة واحدة فلست اظن ان العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة آمين "
متى تم دحرجة الحجر ؟
عند وصول النسوة
قبل وصول النسوة
متى 28 : 1 -5 " 1 وبعد السبت عند فجر اول الاسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الاخرى لتنظرا القبر .2 واذا زلزلة عظيمة حدثت .لان ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه .3 وكان منظره كالبرق ولباسه ابيض كالثلج .4 فمن خوفه ارتعد الحراس وصاروا كاموات .5 فاجاب الملاك وقال للمرأتين لا تخافا انتما .فاني اعلم انكما تطلبان يسوع المصلوب . "
وفي ترجمة كتاب الحياة : ذهبت مريم المجدلية ومريم الأخرى تتفقدان القبر فإذا زلزال عنيف قد حدث .... وفي الترجمة العربية المشتركة : جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لزيارة القبر . وفجأة وقع زلزال عظيم ....
لوقا 24 : 1 - 2 " ثم في اول الاسبوع اول الفجر أتين الى القبر حاملات الحنوط الذي أعددنه ومعهنّ اناس .2 فوجدن الحجر مدحرجا عن القبر .
أين ظهر المسيح لمريم ؟
عند القبر
في الطريق وهي تهرول راكضة
يوحنا 20 : 1 - 18 " وفي اول الاسبوع جاءت مريم المجدلية الى القبر باكرا والظلام باق فنظرت الحجر مرفوعا عن القبر . ......... اما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجا تبكي .وفيما هي تبكي انحنت الى القبر12 فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحدا عند الراس والآخر عند الرجلين حيث كان جسد يسوع موضوعا .13 فقالا لها يا امرأة لماذا تبكين .قالت لهما انهم اخذوا سيدي ولست اعلم اين وضعوه .14 ولما قالت هذا التفتت الى الوراء فنظرت يسوع واقفا ولم تعلم انه يسوع .15 قال لها يسوع يا امرأة لماذا تبكين .من تطلبين .فظنت تلك انه البستاني فقالت له يا سيد ان كنت انت قد حملته فقل لي اين وضعته وانا آخذه .16 قال لها يسوع يا مريم .فالتفتت تلك وقالت له ربوني الذي تفسيره يا معلّم .17 قال لها يسوع لا تلمسيني لاني لم اصعد بعد الى ابي .ولكن اذهبي الى اخوتي وقولي لهم اني اصعد الى ابي وابيكم والهي والهكم .
متى 28 : 1 - 10 " 1 وبعد السبت عند فجر اول الاسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الاخرى لتنظرا القبر .2 واذا زلزلة عظيمة حدثت .لان ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه .3 وكان منظره كالبرق ولباسه ابيض كالثلج .4 فمن خوفه ارتعد الحراس وصاروا كاموات .5 فاجاب الملاك وقال للمرأتين لا تخافا انتما .فاني اعلم انكما تطلبان يسوع المصلوب .6 ليس هو ههنا لانه قام كما قال .هلم انظرا الموضع الذي كان الرب مضطجعا فيه .7 واذهبا سريعا قولا لتلاميذه انه قد قام من الاموات .ها هو يسبقكم الى الجليل .هناك ترونه .ها انا قد قلت لكما .8 فخرجتا سريعا من القبر بخوف وفرح عظيم راكضتين لتخبرا تلاميذه . 9 وفيما هما منطلقتان لتخبرا تلاميذه اذا يسوع لاقاهما وقال سلام لكما .فتقدمتا وامسكتا بقدميه وسجدتا له .10 فقال لهما يسوع لا تخافا .اذهبا قولا لاخوتي ان يذهبوا الى الجليل وهناك يرونني
متى وصل النسوة إلى القبر ؟
أتين عند طلوع الشمس
الظلام باقي
مرقس 16 : 2 " وباكرا جدا في اول الاسبوع أتين الى القبر اذ طلعت الشمس "
يوحنا 20 : 1 " وفي اول الاسبوع جاءت مريم المجدلية الى القبر باكرا والظلام باق فنظرت الحجر مرفوعا عن القبر .
ملاحظة : قال أحدهم لا تناقض بينهما، لأن يوحنا يتكلم عن وقت بدء السير إلى القبر، بينما مرقس يشير إلى وقت الوصول إليه, وبدهي أنه كان لا بد لأولئك النساء من قطع مسافة قبل الوصول إلى القبر، سواء كنَّ مقيمات في أورشليم أو في بيت عنيا التي تبعُد عنها قليلاً, فعندما بدأنَ في السير كان الظلام باقياً، ولكن عند وصولهن إلى القبر الواقع شمال أورشليم كانت الشمس على وشك الطلوع . "
الرد :
هذا قول مغلوط و تدليس مرفوض فضلاً عن كونه بلا أدنى دليل فهو أيضاً لا يوافق أبداً النص الصريح فى إنجيل يوحنا 20 : 1 والذى يقول "و فى أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكراً، والظلام باق، فنظرت الحجر مرفوعاً عن القبر " فالكلام عن وقت مجىء مريم للقبر أى وقت وصولها إليه لا عن وقت خروجها أو بدء مسيرتها لذا قال يوحنا أنها جاءت باكراً والظلام باق ثم قال مباشرة " فنظرت الحجر" و نضرب مثالاً بسيطاً على ذلك فعندما نقول "جاء زيد إلى العمل فى السابعة " يُفهم بداهةً أن الكلام عن وقت وصوله إلى عمله فلا يقول عاقل بأن المقصود أن زيد خرج من بيته فى السابعة و وصل فى التاسعة مثلاً!! وكلمتا (أتى و جاء) لهما نفس المدلول فى اللغة و تفيدان الوصول و كذا الحال بالنظر فى التراجم الأخرى فمثلاً فى الترجمة الأمريكية القياسية (american standard version) نجد النصين هكذا :
And very early on the first day of the week, they come to the tomb when the sun was risen ( mark16:2 )
Now on the first day of the week cometh Mary Magdalene early, while it was yet dark, unto the tomb, and seeth the stone taken away from the tomb ( john 20:1 )
و بذلك يبرز التناقض بين مرقس و يوحنا فى وقت وصول مريم للقبر فتأمل .
هل المسيح يدين أحداً ؟
نعم
لا
يوحنا 5 : 22 " لان الآب لا يدين احداً بل قد اعطى كل الدينونة للابن. "
يوحنا 5 : 27 " واعطاه سلطانا ان يدين ايضا لانه ابن الانسان "
اعمال 10 : 42 " واوصانا ان نكرز للشعب ونشهد بان هذا هو المعين من الله ديانا للاحياء والاموات. "
يوحنا 3 : 17 " لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلّص به العالم. "
يوحنا 8 : 15 " انتم حسب الجسد تدينون .اما انا فلست ادين احدا ."
يوحنا 12 : 47 " وان سمع احد كلامي ولم يؤمن فانا لا ادينه .لاني لم آت لادين العالم بل لاخلّص العالم "
الانكار الثاني لبطرس كان مع من ؟
الانكار الثاني كان مع نفس الخادمة الأولى
الانكار الثاني كان مع خادمة أخرى
مرقس 14 : 66 " وبينما كان بطرس في الدار اسفل جاءت احدى جواري رئيس الكهنة 67 فلما رأت بطرس يستدفئ نظرت اليه وقالت وانت كنت مع يسوع الناصري 68 فانكر قائلا لست ادري ولا افهم ما تقولين وخرج خارجا الى الدهليز فصاح الديك 69 فرأته الجارية ايضا وابتدأت تقول للحاضرين ان هذا منهم 70 فانكر ايضا وبعد قليل ايضا قال الحاضرون لبطرس حقا انت منهم لانك جليلي ايضا ولغتك تشبه لغتهم 71 فابتدأ يلعن ويحلف اني لا اعرف هذا الرجل الذي تقولون عنه 72 وصاح الديك ثانية فتذكر بطرس القول الذي قاله له يسوع انك قبل ان يصيح الديك مرتين تنكرني ثلاث مرات فلما تفكر به بكى
The New King James Version: And the servant girl saw him again, and began to say to those who stood by, This is one of them" النسخة المنقحة
متى 26 : 69 " اما بطرس فكان جالسا خارجا في الدار 70 فجاءت اليه جارية قائلة وانت كنت مع يسوع الجليلي فانكر قدام الجميع قائلا لست ادري ما تقولين 71 ثم اذ خرج الى الدهليز رأته اخرى فقالت للذين هناك وهذا كان مع يسوع الناصري 72 فانكر ايضا بقسم اني لست اعرف الرجل .73 وبعد قليل جاء القيام وقالوا لبطرس حقا انت ايضا منهم فان لغتك تظهرك .74 فابتدأ حينئذ يلعن ويحلف اني لا اعرف الرجل .وللوقت صاح الديك .75 فتذكر بطرس كلام يسوع الذي قال له انك قبل ان يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات .فخرج الى خارج وبكى بكاء مرا
The New King James Version: And when he had gone out to the gateway, another girl saw him and said to those who were there, "This fellow also was with Jesus of Nazareth." النسخة المنقحة
ملاحظة : كما هو واضح فإن كل من متى ومرقس اوردا عدد الانكارات الثلاث ليتحقق وعد المسيح لبطرس بأنه سينكره ثلاث مرات وهذا الأمر لا يدع أي مجال لرفع التناقض .
هل زكريا هو ابن برخيا ؟
زكريا هو ابن برخيا
زكريا بن يهوياداع
متى 23 : 35 " لكي يأتي عليكم كل دم زكي سفك على الارض من دم هابيل الصدّيق الى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح "
اخبار الأيام الثاني 24 : 20 " ولبس روح الله زكريا بن يهوياداع الكاهن فوقف فوق الشعب وقال لهم هكذا يقول الله لماذا تتعدون وصايا الرب فلا تفلحون "
هل يجوز الخداع والكذب ؟
لا يجوز
المسيح يكذب على اخوته
كولوسي 3 : 8 " واما الآن فاطرحوا عنكم انتم ايضا الكل الغضب السخط الخبث التجديف الكلام القبيح من افواهكم.9 لا تكذبوا بعضكم على بعض "
لاويين 19 : 11 " لا تسرقوا ولا تكذبوا "
يوحنا 7 : 1 " 2 وكان عيد اليهود عيد المظال قريبا .3 فقال له اخوته انتقل من هنا واذهب الى اليهودية لكي يرى تلاميذك ايضا اعمالك التي تعمل .4 لانه ليس احد يعمل شيئا في الخفاء وهو يريد ان يكون علانية .ان كنت تعمل هذه الاشياء فاظهر نفسك للعالم .5 لان اخوته ايضا لم يكونوا يؤمنون به .6 فقال لهم يسوع ان وقتي لم يحضر بعد .واما وقتكم ففي كل حين حاضر .7 لا يقدر العالم ان يبغضكم ولكنه يبغضني انا لاني اشهد عليه ان اعماله شريرة .8 اصعدوا انتم الى هذا العيد .انا لست اصعد بعد الى هذا العيد لان وقتي لم يكمل بعد .9 قال لهم هذا ومكث في الجليل10 ولما كان اخوته قد صعدوا حينئذ صعد هو ايضاً الى العيد لا ظاهرا بل كانه في الخفاء .
هل المسيح وديع رقيق القلب ؟
نعم
لا
متى 11 : 29 " احملوا نيري عليكم وتعلموا مني لاني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم "
يوحنا 2 : 15 " ووجد في الهيكل الذين كانوا يبيعون بقراً وغنماً وحماماً والصيارف جلوساً. 15 فصنع سوطاً من حبال وطرد الجميع من الهيكل. الغنم والبقر وكب دراهم الصيارف وقلب موائدهم. "
(Note: The presence of the money changers in the outer court of the Temple had been authorized by the Temple authorities and was, in fact, a necessity since the Jews would not accept Roman coin for the purchase of sacrifices.)
هل للتلاميذ الاثنى عشر سلطان بأن يشفوا كل مرض وعلة ؟
نعم
لا
متى 10 : 1 " ثم دعا تلاميذه الاثني عشر واعطاهم سلطانا على ارواح نجسة حتى يخرجوها ويشفوا كل مرض وكل ضعف "
متى 17 : 14 " ولما جاءوا الى الجمع تقدم اليه رجل جاثيا له وقائلا يا سيد ارحم ابني فانه يصرع ويتألم شديدا ويقع كثيرا في النار وكثيرا في الماء 16 واحضرته الى تلاميذك فلم يقدروا ان يشفوه 17 فاجاب يسوع وقال ايها الجيل غير المؤمن الملتوي الى متى اكون معكم الى متى احتملكم قدموه اليّ ههنا 18 فانتهره يسوع فخرج منه الشيطان فشفي الغلام من تلك الساعة "
هل أرسل عبداً أم عبيداً ؟
أرسل عبيداً
أرسل عبداً واحداً
متى 21 : 33 " اسمعوا مثلا آخر .كان انسان رب بيت غرس كرما واحاطه بسياج وحفر فيه معصرة وبنى برجا وسلمه الى كرامين وسافر .34 ولما قرب وقت الاثمار ارسل عبيده الى الكرامين لياخذ اثماره ."
مرقس 12 : 1 " وابتدأ يقول لهم بامثال انسان غرس كرما واحاطه بسياج وحفر حوض معصرة وبنى برجا وسلمه الى كرامين وسافر 2 ثم ارسل الى الكرامين في الوقت عبدا ليأخذ من الكرامين من ثمر الكرم "
- المثلين لحدث وزمن واحد حسب السياق وحسب مواضيع الاناجيل المشتركة الواردة في طبعة دار الكتاب المقدس .
هل الاخصاء مقبول ومطلوب ؟
غير مقبول
مرغوب ومطلوب
تثنية 23 : 1 " لا يدخل مخصيّ بالرضّ او مجبوب في جماعة الرب. "
متى 19 : 12 " لانه يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون امهاتهم .ويوجد خصيان خصاهم الناس .ويوجد خصيان خصوا انفسهم لاجل ملكوت السموات .من استطاع ان يقبل فليقبل "
كيف مات اخزيا ؟
تابع هربه لمجدو حيث مات هناك
أتوا به الي ياهو وقتلوه
ملوك الثاني 9 : 27 " ولما رأى ذلك أخزيا ملك يهوذا هرب في طريق بيت البستان ، فطارده ياهو وقال : اضربوه . فضربوه ايضاً في المركبة في عقبه جور التي عند بلعام . فهرب إلى مجدو ومات هناك .
أخبار الأيام الثاني 22 : 8 ، 9 " واذ كان ياهو يقضي على بيت اخآب وجد رؤساء يهوذا وبني اخوة اخزيا اللذن كانوا يخدمون اخزيا فقتلهم. 9 وطلب اخزيا فامسكوه وهو مختبئ في السامرة وأتوا به الى ياهو وقتلوه ودفنوه لانهم قالوا انه ابن يهوشافاط الذي طلب الرب بكل قلبه. فلم يكن لبيت اخزيا من يقوى على المملكة
هل أزال يهوشافاط المرتفعات ؟
لا
نعم
ملوك الأول 22 : 42 " وكان يهوشافاط ابن خمس وثلاثين سنة حين ملك وملك خمسا وعشرين سنة في اورشليم واسم امه عزوبة بنت شلحي . 43 وسار في كل طريق آسا ابيه . لم يحد عنها . اذ عمل المستقيم في عيني الرب . الا ان المرتفعات لم تنتزع بل كان الشعب لا يزال يذبح ويوقد على المرتفعات . "
اخبار الأيام الثاني 17 : 5 " فثبّت الرب المملكة في يده وقدم كل يهوذا هدايا ليهوشافاط وكان له غنى وكرامة بكثرة. 6 وتقوى قلبه في طرق الرب ونزع ايضا المرتفعات والسواري من يهوذا "
من الذي قتل جليات ( الفلسطيني ) الجتي ؟
قتله داود
قتله الحانان بن يعرى
صموئيل الاول 17 : 4 " فخرج رجل مبارز من جيوش الفلسطينيين اسمه جليات من جتّ طوله ست اذرع وشبر.
و في صموئيل الأول 17 : 50 قتله داود
صموئيل الثاني 21 : 19 " ثم كانت ايضا حرب في جوب مع الفلسطينيين. فالحانان بن يعري ارجيم البيتلحمي قتل جليات الجتّي "
كم عدد ابناء يسي من الرجال ؟
ثمانية
سبعة
صموئيل الاول 16 : 10 - 11 " وعبّر يسّى بنيه السبعة امام صموئيل فقال صموئيل ليسّى الرب لم يختر هؤلاء. وقال صموئيل ليسّى هل كملوا الغلمان. فقال بقي بعد الصغير وهوذا يرعى الغنم . "
وفي صموئيل الأول 17 : 12 " وداود هو ابن ذلك الرجل الافراتي من بيت لحم يهوذا الذي اسمه يسّى وله ثمانية بنين "
اخبار الأيام الأول 2 : 13 - 15 " 13 ويسّى ولد بكره اليآب وابيناداب الثاني وشمعى الثالث 14 ونثنئيل الرابع وردّاي الخامس 15 واوصم السادس وداود السابع.
ملاحظة : قال احدهم في محاولة يائسة لرفع هذا التناقض الجلي : أن أحد الابناء مات دون أن يترك نسلاً، قبل تسجيل إحصاء 1أخبار، فسجل مؤرخ سفر الأخبار أسماء الأحياء السبعة من أبناء يسى.
وهذه محاولة مفضوحة لأن كاتب سفر الاخبار الذي هو من المفترض انه يكتب بوحي وللذي يقرأ السفر سيجد انه يسجل ويسرد تاريخ بني اسرائيل في سلاسل الانساب وقصص الملوك و اسماء الناس في الماضي الذين قد ماتوا ورحلوا في أحداث مضمت وكما جاء في التفسير التطبيقي فإن تاريخ كتابة السفر حوالي عام 430 ق . م وقد كتب ليسجل الأحداث التي وقعت بين عامي 1000 - 960 ق . م . فنستطيع إذن أن نرد على هذه المحاولة اليائسة بالآتي :
أولاً: لم يقل أحد أن الأخ الثامن المذكور فى 1صموئيل قد مات ، و هل موت أحد الأشخاص يبرر حذف اسمه من بين نسل أبيه؟!
ثانياً: أن كاتب سفر الأخبار لم يكن يسجل أسماء الأحياء فقط على العكس فقد خصص أول ثمانية إصحاحات من سفره لذكر سلاسل النسب من لدن نوح إلى الأسباط بالتفصيل فكانت جل الأسماء المذكورة من الأموات و كثير منهم لم يذكر له نسلاً كحال يعوش و يعلم و قورح أبناء عيسو (1أخبار 35:1) و كحال زمران و مدان و بشباق و شوحا أبناء ابراهيم (1أخبار23:1) ....إلخ،
و أكثر من هذا فنحن نقرأ فى تكوين46 عملية احصاء أبناء يعقوب (الأحياء) الذين جاءوا إلى مصر و مع ذلك أورد المؤلف اسمى عير و أونان الذين ماتا فى أرض كنعان و لم يتركا نسلاً "و بنو يهوذا : عير و أونان و شيلة و فارص و زارح " تك12:46
- و قد جاء لفظ 1أخبار صريحاً فى ترتيب الأبناء الذكور المولودين ليسى و أعدادهم بما لا يترك مجالاً للشك : "و يسى ولد : بكره ألياب ، و أبيناداب الثانى، و شمعى الثالث، و نثيئيل الرابع، و رداى الخامس، و أوصم السادس، و داود السابع " اأخبار 2 : 13 -15
بينما نص 1صموئيل على أن داود هو الثامن و كان له سبعة أخوة ذكور "و عبر يسى بنيه السبعة أمام صموئيل فقال صموئيل ليسى: الرب لم يختر هؤلاء، و قال صموئيل ليسى: هل كملوا الغلمان؟ فقال: بقى بعد الصغير و هوذا يرعى الغنم "
من الذي استولى على أرض دبير ؟
يشوع بنفسه
عثنيئيل
سفر يشوع 10 : 38 ، 39 " ثم رجع يشوع وكل اسرائيل معه الى دبير وحاربها. 39 وأخذها مع ملكها وكل مدنها وضربوها بحد السيف وحرّموا كل نفس بها. لم يبق شاردا. كما فعل بحبرون كذلك فعل بدبير وملكها وكما فعل بلبنة وملكها "
يشوع 15 : 13 " واعطى كالب بن يفنّة قسما في وسط بني يهوذا حسب قول الرب ليشوع قرية اربع ابي عناق. هي حبرون. 14 وطرد كالب من هناك بني عناق الثلاثة شيشاي واخيمان وتلماي اولاد عناق. 15 وصعد من هناك الى سكان دبير وكان اسم دبير قبلا قرية سفر. 16 وقال كالب. من يضرب قرية سفر ويأخذها اعطيه عكسة ابنتي امرأة. 17 فاخذها عثنيئيل بن قناز اخو كالب. فاعطاه عكسة ابنته امرأة.
ملاحظة : قال أحدهم في محاولة لرفع التناقض بأن الهاربين من دبير عندما أخذها يشوع عادوا اليها وسكنوها ثانية فغزاها عثنئيل كما جاء في يشوع 15 : 13 وهو تعليل لا دليل عليه فضلاً عن ان النص في يشوع يقول : "وضربوها بحد السيف وحرّموا كل نفس بها. لم يبق شاردا. " أي لم يفلت منها ناج كما في ترجمة كتاب الحياة . ثم ان التناقض الآخر انه بحسب سفر القضاة فإن الاستيلاء على دبير حدث بعد موت يشوع سفر القضاة 1 : 10 ، 11 .
هل كان سيسرا نائماً أم واقفاً عندما قتلته ياعيل ؟؟
كان نائماً
كان واقفاً وسقط
قضاة 4 : 18 - 21 " 18 فخرجت ياعيل لاستقبال سيسرا وقالت له مل يا سيدي مل اليّ. لا تخف. فمال اليها الى الخيمة وغطته باللحاف. 19 فقال لها اسقيني قليل ماء لاني قد عطشت. ففتحت وطب اللبن واسقته ثم غطته. 20 فقال لها قفي بباب الخيمة ويكون اذا جاء احد وسألك أهنا رجل انك تقولين لا. 21 فأخذت ياعيل امرأة حابر وتد الخيمة وجعلت الميتدة في يدها وقارت اليه وضربت الوتد في صدغه فنفذ الى الارض وهو متثقل في النوم ومتعب فمات.
قضاة 5 : 25 " طلب ماء فاعطته لبنا. في قصعة العظماء قدمت زبدة. 26 مدت يدها الى الوتد ويمينها الى مضراب العملة وضربت سيسرا وسحقت راسه شدخت وخرقت صدغه. 27 بين رجليها انطرح سقط اضطجع. بين رجليها انطرح سقط. حيث انطرح فهناك سقط مقتولا "
اين انتقل بنو اسرائيل بعد موت هارون ؟
ارتحلوا من هور الي صلمونه الى فونون
ارتحلوا من موسير الي الجدجود الى يطبات
العدد 33 : 41 ، 42 " ثم ارتحلوا من جبل هور ونزلوا في صلمونة. 42 ثم ارتحلوا من صلمونة ونزلوا في فونون. "
تثنية 10 : 6 ، 7 " وبنو اسرائيل ارتحلوا من ابآر بني يعقان الى موسير. هناك مات هرون وهناك دفن. فكهن العازار ابنه عوضا عنه. 7 من هناك ارتحلوا الى الجدجود ومن الجدجود الى يطبات ارض انهار ماء "
كم عدد بنو أليفاز ؟
6
7
تكوين 36 : 11 " وكان بنو أليفاز تيمان واومار وصفوا وجعثام وقناز . 12 وكانت تمناع سرية لاليفاز بن عيسو فولدت لاليفاز عماليق "
اخبار الايام الأول 1 : 36 " بنو اليفاز تيمان واومار وصفي وجعثام وقناز وتمناع وعماليق. "
عندما دخل يسوع أورشليم هل قام بتطهير الهيكل في نفس اليوم ؟
نعم
لا
متى 21 : 12 - 17 مرقس 11 : 1 -17
note : He went into the temple and looked around, but since it was very late he did nothing. Instead, he went to Bethany to spend the night and returned the next morning to cleanse the temple
ولا يسعنا بعد هذا إلا كالعادة بأن نوجه هذا السؤال للمسيحيين :
إذا كان الكتاب مقدس لديكم وكتب بإلهام الروح القدس فكيف تحدث فيه مثل هذه الأخطاء والتناقضات ؟
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى اللهم وسلم على عبدك ورسولك محمد خاتم الرسل ==========في أي يوم جاء ( نبوزردان ) رئيس الشرطة كي يدمر الهيكل ؟
في سابع الشهر
في عاشر الشهر
سفر ملوك الثاني 25 : 8 "وفي الشهر الخامس في سابع الشهر وهي السنة التاسعة عشرة للملك نبوخذناصّر ملك بابل جاء نبوزرادان رئيس الشرط عبد ملك بابل الى اورشليم. 9 واحرق بيت الرب وبيت الملك وكل بيوت اورشليم وكل بيوت العظماء احرقها بالنار. 10 وجميع اسوار اورشليم مستديرا هدمها كل جيوش الكلدانيين الذين مع رئيس الشرط. 11 وبقية الشعب الذين بقوا في المدينة والهاربون الذين هربوا الى ملك بابل وبقية الجمهور سباهم نبوزرادان رئيس الشرط. 12 ولكن رئيس الشرط ابقى من مساكين الارض كرامين وفلاحين. "
سفر إرميا 52 : 12 "وفي الشهر الخامس في عاشر الشهر وهي السنة التاسعة عشرة للملك نبوخذراصر ملك بابل جاء نبوزرادان رئيس الشرط الذي كان يقف امام ملك بابل الى اورشليم. 13 واحرق بيت الرب وبيت الملك وكل بيوت اورشليم وكل بيوت العظماء احرقها بالنار14 وكل اسوار اورشليم مستديرا هدمها كل جيش الكلدانيين الذي مع رئيس الشرط. 15 وسبى نبوزرادان رئيس الشرط بعضا من فقراء الشعب وبقية الشعب الذين بقوا في المدينة والهاربين الذين سقطوا الى ملك بابل وبقية الجمهور. 16 ولكن نبوزرادان رئيس الشرط ابقى من مساكين الارض كرّامين وفلاحين ."
كم عدد ندماء الملك الذين اخذهم ( نبوزردان ) رئيس الشرطة ؟
خمسة رجال
سبعة رجال
سفر الملوك الثاني 25 : 18 " واخذ رئيس الشرط سرايا الكاهن الرئيس وصفنيا الكاهن الثاني وحارسي الباب الثلاثة. 19 ومن المدينة اخذ خصيا واحدا كان وكيلا على رجال الحرب وخمسة رجال من الذين ينظرون وجه الملك الذين وجدوا في المدينة وكاتب رئيس الجند الذي كان يجمع شعب الارض وستين رجلا من شعب الارض الموجودين في المدينة20 واخذهم نبوزرادان رئيس الشرط وسار بهم الى ملك بابل الى ربلة. "
سفر إرميا 52 : 24 " واخذ رئيس الشرط سرايا الكاهن الاول وصفنيا الكاهن الثاني وحارسي الباب الثلاثة25 واخذ من المدينة خصيا واحدا كان وكيلا على رجال الحرب وسبعة رجال من الذين ينظرون وجه الملك الذين وجدوا في المدينة وكاتب رئيس الجند الذي كان يجمع شعب الارض للتجند وستين رجلا من شعب الارض الذين وجدوا في وسط المدينة 26 اخذهم نبوزرادان رئيس الشرط وسار بهم الى ملك بابل الى ربلة. "
كم يبلغ أرتفاع تاج عمود بيت الرب ؟
ثلاثة أذرع
خمسة أذرع
سفر الملوك الثاني 25 : 17 " ثماني عشرة ذراعا ارتفاع العمود الواحد وعليه تاج من نحاس وارتفاع التاج ثلاث اذرع والشبكة والرمانات التي على التاج مستديرة جميعها من نحاس. وكان للعمود الثاني مثل هذه على الشبكة 18 واخذ رئيس الشرط سرايا الكاهن الرئيس وصفنيا الكاهن الثاني وحارسي الباب الثلاثة. "
سفر إرميا 52 : 22 " وعليه تاج من نحاس ارتفاع التاج الواحد خمس اذرع وعلى التاج حواليه شبكة ورمانات الكل من نحاس. ومثل ذلك للعمود الثاني والرمانات 23 وكانت الرمانات ستا وتسعين للجانب. كل الرمانات مئة على الشبكة حواليها 24 واخذ رئيس الشرط سرايا الكاهن الاول وصفنيا الكاهن الثاني وحارسي الباب الثلاثة "
هل نتلف الأشجار المثمرة في الحرب أم لا نتلفها ؟
لا
نعم
سفر التثنية 20 : 18 " اذا حاصرت مدينة اياماً كثيرةً محارباً اياها لكي تأخذها فلا تتلف شجرها بوضع فاس عليه. انك منه تأكل. فلا تقطعه. لانه هل شجرة الحقل انسان حتى يذهب قدامك في الحصار. "
سفر الملوك الثاني 3 : 19 " فتضربون كل مدينة محصّنة وكل مدينة مختارة وتقطعون كل شجرة طيبة .. "وبحسب الترجمة التفسيرية " فتدمرون كل مدينة محصنة ، وكل مدينة رئيسية ، وتقطعون كل شجرة مثمرة .. "
هل كان ابياثار أب أم ابن لأخيمالك ؟
أبياثار كان أباً لأخيمالك
أبياثار كان ابناً لأخيمالك
صموئيل الثاني 8 : 17 "وصادوق بن اخيطوب واخيمالك بن ابياثار كاهنين وسرايا كاتبا "
أخبار الأيام الأول 18 : 16 "وصادوق بن اخيطوب وابيمالك بن ابياثار كاهنين وشوشا كاتبا "
أخبار الأيام الأول 24 : 6 "وكتبهم شمعيا بن نثنئيل الكاتب من اللاويين امام الملك والرؤساء وصادوق الكاهن واخيمالك بن ابياثار "
صموئيل الأول 22 : 20 " فنجا ولد واحد لاخيمالك بن اخيطوب اسمه ابياثار وهرب الى داود "
صموئيل الأول 23 : 6 "وكان لما هرب ابياثار بن اخيمالك الى داود الى قعيلة نزل وبيده افود. "
صموئيل الأول 30 : 7 "ثم قال داود لابياثار الكاهن ابن اخيمالك قدم اليّ الافود " .
متى خرج المسيح إلى المكان المقفر ليصلي لله سبحانه وتعالى ؟
لقد روى كل من مرقس 1 : 35 ولوقا 4 : 42 في بشارتهما حكاية قيام المسيح عليه السلام بالخروج إلى مكان مقفر حيث صار منعزلاً فيه عن الناس وأخذ يصلي هناك ويعبد الله سبحانه وتعالى ، وقد كان ذلك بعد ان قام بشفاء حماة بطرس من الحمى حسب الروايتين وايضاً قبل خروجه من كفرناحوم ويسير في الجليل ليقوم بالتبشير حسب الروايتين . وما لفت انتباهي - عزيزي القارىء - ان مرقس ولوقا قد تناقضا في تحديد وقت هذا الخروج لذاك المكان المقفر الذي أخذ يصلي فيه المسيح لله سبحانه وتعالى . فبحسب رواية مرقس ان خروج المسيح لذاك المكان كان قبل طلوع الفجر أي في الصباح الباكر جداً وبحسب رواية لوقا ان خروج المسيح لذاك المكان حدث لما صار النهار !!!
خرج قبل طلوع الفجر
خرج لما طلع النهار
مرقس 1 : 35 " وَفِي الصُّبْحِ بَاكِراً جِدّاً قَامَ وَخَرَجَ وَمَضَى إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ ، وَكَانَ يُصَلِّي هُنَاكَ، .....
و بحسب الترجمة التفسيرية : " وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي، نَهَضَ بَاكِراً قَبْلَ الْفَجْرِ، وَخَرَجَ إِلَى مَكَانٍ مُقْفِرٍ وأَخذَ يُصَلِّي هُناك....."
لوقا 4 : 42 " وَلَمَّا صَارَ النَّهَارُ خَرَجَ وَذَهَبَ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ ..."
وبحسب الترجمة التفسيرية " وَلَمَّا طَلَعَ النَّهَارُ، خَرَجَ وَذَهَبَ إِلَى مَكَانٍ مُقْفِرٍ....."
الخطأ الصريح عندما صار المساء على المسيح :
يحدثنا كاتب انجيل متى 14 : 13 عن معجزة المسيح في اشباع الخمسة آلاف رجل فيقول :
13 فلما سمع يسوع انصرف من هناك في سفينة الى موضع خلاء منفردافسمع الجموع وتبعوه مشاة من المدن
14 فلما خرج يسوع ابصر جمعا كثيرا فتحنن عليهم وشفى مرضاهم
15 ولما صار المساء تقدم اليه تلاميذه قائلين الموضع خلاء والوقت قد مضىاصرف الجموع ..
16 فقال لهم يسوع لا حاجة لهم ان يمضوا اعطوهم انتم ليأكلوا
17 فقالوا له ليس عندنا ههنا الا خمسة ارغفة وسمكتان
18 فقال ايتوني بها الى هنا
19 فامر الجموع ان يتكئوا على العشب ثم اخذ الارغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وبارك وكسر ...
20 فأكل الجميع وشبعوا ثم رفعوا ما فضل من الكسر اثنتي عشر قفة مملوءة
21 والآكلون كانوا نحو خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والاولاد
22 وللوقت ألزم يسوع تلاميذه ان يدخلوا السفينة ويسبقوه الى العبر حتى يصرف الجموع
23 وبعدما صرف الجموع صعد الى الجبل منفردا ليصلّي ولما صار المساء كان هناك وحده
24 واما السفينة فكانت قد صارت في وسط البحر معذبة من الامواجلان الريح كانت مضادة ...ترجمة الفاندايك
ان القارىء الملاحظ سيجد ان قول متى في العدد 23 : " ولما صار المساء كان هناك وحده " هو قول فيه خطأ واضح إذ انه من المفترض حسب العدد 15 ان المساء كان قد صار وحل من قبل ان يصعد المسيح للجبل منفردا ليصلي ويعبد الله سبحانه وتعالى . وسنجد أيضاً نفس المعنى في ترجمة كتاب الحياة : " وحل عليه المساء وهو وحده هناك " بينما المفترض في العدد 15 ان المساء كان قد حل .
تناقض الكتاب المقدس في نسبة الخطايا لداود النبي
ورد في سفر الملوك الأول 15 : 5 عن داود النبي أنه صنع ما هو صالح في عيني الرب ، ولم يحد عن كل ما أمره به كل أيام حياته ، باستثناء خطيئته المزعومة مع أوريا الحثي، فيقول النص : " لأَنَّ دَاوُدَ عَمِلَ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ وَلَمْ يَحِدْ عَنْ شَيْءٍ مِمَّا أَوْصَاهُ بِهِ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ، إِلاَّ فِي قَضِيَّةِ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ. " وفي الترجمة الانجليزية The King James Version :
" David did that which was right in the eyes of the Lord, and turned not aside from anything that he commanded him all the days of his life, save only in the matter of Uriah the Hittite."
نلاحظ في النص - عزيزي القارىء - حرف الاستثناء ( إلا ) أي ان داود لم يحد عن شىء كل أيام حياته باستثناء خطيئة أوريا الحثي الواردة في 2صموئيل 11 : 2 . وهذا الكلام فيه خطأ وهو يتناقض مع النصوص الأخرى من الكتاب المقدس التي تنسب له الخطايا العظيمة بخلاف خطيئة أوريا الحثي، فعلى سبيل المثال :
أولاً : في سفر أخبار الأيام الأول 21 : 1 نجد ان الكاتب ينسب لداود النبي وحاشاه ارتكاب خطيئة احصاء الشعب احساسا منه بالكبرياء كي يستطيع الافتخار بقوة جيشه وكيف انه وضع اتكاله على حجم جيشه وليس على قدرة الله ( التفسير التطبيقي ) وبالرغم من تحذير يوآب والرؤساء لداود أن أن لا يقدم على هذا التعداد أو الاحصاء فإن داود أصر على المضي فيه . فيقول النص : " َوَقَفَ الشَّيْطَانُ ضِدَّ إِسْرَائِيلَ وَأَغْوَى دَاوُدَ لِيُحْصِيَ إِسْرَائِيلَ. 2فَقَالَ دَاوُدُ لِيُوآبَ وَلِرُؤَسَاءِ الشَّعْبِ : اذْهَبُوا عُدُّوا إِسْرَائِيلَ مِنْ بِئْرَِ سَبْعٍَ إِلَى دَانَ, وَأْتُوا إِلَيَّ فَأَعْلَمَ عَدَدَهُمْ». 3فَقَالَ يُوآبُ: «لِيَزِدِ الرَّبُّ عَلَى شَعْبِهِ أَمْثَالَهُمْ مِئَةَ ضِعْفٍ. أَلَيْسُوا جَمِيعاً يَا سَيِّدِي الْمَلِكَ عَبِيداً لِسَيِّدِي؟ لِمَاذَا يَطْلُبُ هَذَا سَيِّدِي؟ لِمَاذَا يَكُونُ سَبَبَ إِثْمٍ لإِسْرَائِيلَ؟ 4فَاشْتَدَّ كَلاَمُ الْمَلِكِ عَلَى يُوآبَ. فَخَرَجَ يُوآبُ وَطَافَ فِي كُلِّ إِسْرَائِيلَ ثُمَّ جَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. 5فَدَفَعَ يُوآبُ جُمْلَةَ عَدَدِ الشَّعْبِ إِلَى دَاوُدَ, فَكَانَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ مِلْيُوناً وَمِئَةَ أَلْفِ رَجُلٍ مُسْتَلِّي السَّيْفِ وَيَهُوذَا أَرْبَعَ مِئَةٍ وَسَبْعِينَ أَلْفَ رَجُلٍ مُسْتَلِّي السَّيْفِ, 6وَأَمَّا لاَوِي وَبِنْيَامِينُ فَلَمْ يَعُدَّهُمْ مَعَهُمْ لأَنَّ كَلاَمَ الْمَلِكِ كَانَ مَكْرُوهاً لَدَى يُوآبَ. 7وَقَبُحَ فِي عَيْنَيِ اللَّهِ هَذَا الأَمْرُ فَضَرَبَ إِسْرَائِيلَ. 8فَقَالَ دَاوُدُ لِلَّهِ : لَقَدْ أَخْطَأْتُ جِدّاً حَيْثُ عَمِلْتُ هَذَا الأَمْرَ. وَالآنَ أَزِلْ إِثْمَ عَبْدِكَ لأَنِّي سَفِهْتُ جِدّاً. 9فَقالَ الرَّبُّ لِجَادَ رَائِي دَاوُدَ: 10اذْهَبْ وَقُلْ لِدَاوُدَ: هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: ثَلاَثَةً أَنَا عَارِضٌ عَلَيْكَ فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ وَاحِداً مِنْهَا فَأَفْعَلَهُ بِكَ. 11فَجَاءَ جَادُ إِلَى دَاوُدَ وَقَالَ لَهُ: «هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: اقْبَلْ لِنَفْسِكَ 12إِمَّا ثَلاَثَ سِنِينَ جُوعٌ, أَوْ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ هَلاَكٌ أَمَامَ مُضَايِقِيكَ وَسَيْفُ أَعْدَائِكَ يُدْرِكُكَ, أَوْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَكُونُ فِيهَا سَيْفُ الرَّبِّ وَوَبَأٌ فِي الأَرْضِ, وَمَلاَكُ الرَّبِّ يَعْثُو فِي كُلِّ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ. فَانْظُرِ الآنَ مَاذَا أَرُدُّ جَوَاباً لِمُرْسِلِي. 13فَقَالَ دَاوُدُ لِجَادٍ : قَدْ ضَاقَ بِيَ الأَمْرُ جِدّاً. دَعْنِي أَسْقُطْ فِي يَدِ الرَّبِّ لأَنَّ مَرَاحِمَهُ كَثِيرَةٌ, وَلاَ أَسْقُطُ فِي يَدِ إِنْسَانٍ. 14فَجَعَلَ الرَّبُّ وَبَأً فِي إِسْرَائِيلَ, فَسَقَطَ مِنْ إِسْرَائِيلَ . "
ثانيا : و يفهم من الكتاب المقدس ان النبي داود حاد عن شريعة الله حيث انه لم يعاقب ابنه أمنون بسبب ما فعله بأخته من خطيتي الاغتصاب والزنى بالمحارم في صموئيل الثاني 13 : 1 وكلتا الخطيتين حرمهما الله ( لا 18 : 6 - 9 ، 20 : 17 ) فكان يجب على داود أن ينفي ابنه ( لاويين 20 : 17 ) تنفيذاً لأمر الله ، الا انه لم يفعل وحاد عن وصية الله .
ثالثا : ويحدثنا الكتاب المقدس صموئيل الأول 18 : 26 ايضاً كيف أن داود قام بقتل 200 فلسطيني وقطع مذاكيرهم وأتى بها وقدمها لتكون مهراً لميكال ابنة شاول حسب طلبه . فزوجه شاول عندئذ من ابنته .
هل قام المسيح بتعميد أي شخص ؟
هناك تناقض في هذه المسألة فالمفهوم من يوحنا 3 : 22 انه قام بالتعميد الا ان يوحنا في 4 : 2 ناقض نفسه وذكر ان المسيح لم يعمد واليك نص الروايتين :
يوحنا 3 : 22 : " وبعد هذا جاء يسوع وتلاميذه الى ارض اليهودية ومكث معهم هناك وكان يعمد. 23 وكان يوحنا ايضا يعمد في عين نون بقرب ساليم لانه كان هناك مياه كثيرة وكانوا يأتون ويعتمدون. "
يوحنا 4 : 2 : " فلما علم الرب ان الفريسيين سمعوا ان يسوع يصيّر ويعمد تلاميذ اكثر من يوحنا. 2 مع ان يسوع نفسه لم يكن يعمد بل تلاميذه. 3 ترك اليهودية ومضى ايضا الى الجليل "
فهل كان يعمد أم لم يكن يعمد ؟
وإذا قيل بأن المراد من يوحنا 3 : 22 ان المسيح لم يكن يعمد بنفسه أيضاً ، بل تلاميذه وذلك بناء على أوامره وتوجيهاته قلنا : ان هذا القول لا يتفق والمعمودية على يد يوحنا في آن واحد كما يتضح من سياق النص .
في أي يوم أخرج يهوياكين من السجن ؟
في اليوم الخامس والعشرين
في اليوم السابع والعشرين
سفر الملوك الثاني 25 : 27 " وفي السنة السابعة والثلاثين لسبي يهوياكين ملك يهوذا في الشهر الثاني عشر في السابع والعشرين من الشهر رفع اويل مرودخ ملك بابل في سنة تملكه رأس يهوياكين ملك يهوذا من السجن28 وكلمه بخير وجعل كرسيه فوق كراسي الملوك الذين معه في بابل. 29 وغيّر ثياب سجنه وكان ياكل دائما الخبز امامه كل ايام حياته. 30 ووظيفته وظيفة دائمة تعطى له من عند الملك امر كل يوم بيومه كل ايام حياته "
سفر ارميا 52 : 31 " وفي السنة السابعة والثلاثين لسبي يهوياكين في الشهر الثاني عشر في الخامس والعشرين من الشهر رفع اويل مرودخ ملك بابل في سنة تملكه رأس يهوياكين ملك يهوذا وأخرجه من السجن32 وكلمه بخير وجعل كرسيه فوق كراسي الملوك الذين معه في بابل. 33 وغيّر ثياب سجنه وكان يأكل دائما الخبز امامه كل ايام حياته. 34 ووظيفته وظيفة دائمة تعطى له من عند ملك بابل امر كل يوم بيومه الى يوم وفاته كل ايام حياته "
متى خلقت النباتات ؟
قبل الانسان
بعد الانسان
سفر التكوين 1 : 11 - 13 " 11 وقال الله لتنبت الارض عشبا وبقلا يبزر بزرا وشجرا ذا ثمر يعمل ثمرا كجنسه بزره فيه على الارض . وكان كذلك . 12 فاخرجت الارض عشباً وبقلاً يبزر بزراً كجنسه وشجراً يعمل ثمراً بزره فيه كجنسه . ورأى الله ذلك انه حسن . 13 وكان مساء وكان صباح يوما ثالثا .
سفر التكوين 1 : 27 - 31 " فخلق الله الانسان على صورته . على صورة الله خلقه . ذكرا وانثى خلقهم . 28 .... 29 وقال الله اني قد اعطيتكم كل بقل يبزر بزرا على وجه كل الارض وكل شجر فيه ثمر شجر يبزر بزرا . لكم يكون طعاماً . 30 ولكل حيوان الارض وكل طير السماء وكل دبّابة على الارض فيها نفس حية اعطيت كل عشب اخضر طعاماً . وكان كذلك . 31 ورأى الله كل ما عمله فاذا هو حسن جدا . وكان مساء وكان صباح يوما سادسا .
سفر التكوين 2 : 4 - 7 " هذه مبادئ السموات والارض حين خلقت . يوم عمل الرب الاله الارض والسموات . 5 كل شجر البرية لم يكن بعد في الارض وكل عشب البرية لم ينبت بعد . لان الرب الاله لم يكن قد امطر على الارض . ولا كان انسان ليعمل الارض .
كم كان طول العمودين اللذين اقامهما سليمان امام الهيكل ؟
طول كل منهما خمس وثلاثون ذراعاً
طول كل منهما ثماني عشرة ذراعاً
سفر الملوك الأول 7 : 15 " وصوّر العمودين من نحاس طول العمود الواحد ثمانية عشر ذراعا وخيط اثنتا عشرة ذراعا يحيط بالعمود الآخر . 16 وعمل تاجين ليضعهما على راسي العمودين من نحاس مسبوك . طول التاج الواحد خمس اذرع وطول التاج الآخر خمس اذرع . .........21 واوقف العمودين في رواق الهيكل . فاوقف العمود الايمن ودعا اسمه ياكين . ثم اوقف العمود الايسر ودعا اسمه بوعز .
سفر أخبار الأيام الثاني 3 : 15 " وعمل امام البيت عمودين طولهما خمس وثلاثون ذراعا والتاجان اللذان على راسيهما خمس اذرع. ...... 17 واوقف العمودين امام الهيكل واحدا عن اليمين وواحدا عن اليسار ودعا اسم الأيمن ياكين واسم الأيسر بوعز "
من الذي خلف الملك يهوياقيم كملك على عرش داود ؟
لن يخلفه احد من ذريته
خلفه ابنه يهوياكين
سفر ارميا 36 : 30 " لذلك هكذا قال الرب عن يهوياقيم ملك يهوذا. لا يكون له جالس على كرسي داود وتكون جثته مطروحة للحر نهارا وللبرد ليلا.
" Therefore thus saith the Lord of Jehoiakim king of Judah; He shall have none to sit upon the throne of David."
سفر الملوك الثاني 24 : 6 " ثم اضطجع يهوياقيم مع آبائه وملك يهوياكين ابنه عوضا عنه. "
" So Jehoiachim slept with his fathers; and Jehoiachin his son reigned in his stead."
هل سأل (استشار) الملك شاول الرب ؟
شاول سأل الرب
شاول لم يسأل الرب
سفر صموئيل الأول 28 : 6 ، 7 " فسأل شاول من الرب فلم يجبه الرب لا بالاحلام ولا بالاوريم ولا بالانبياء. 7 فقال شاول لعبيده فتشوا لي على امرأة صاحبة جان فاذهب اليها واسألها ... "
سفر أخبار الأيام الأول 10 : 13 " فمات شاول بخيانته التي بها خان الرب من اجل كلام الرب الذي لم يحفظه. وايضاً لاجل طلبه الى الجان للسؤال 14 ولم يسأل من الرب فاماته وحوّل المملكة الى داود بن يسّى "
- شاول قد سأل الرب ولم يجبه .
هل من المقبول أن يطيل الرجال شعورهم ؟
اطالة شعر رأس الرجل مقبوله ومطلوبة
غير مقبولة أو لائقة
سفر العدد 6 : 5 " كل ايام نذر افترازه لا يمرّ موس على راسه. الى كمال الايام التي انتذر فيها للرب يكون مقدسا ويربي خصل شعر راسه.
" No razor shall come upon his [ Nazarite's] head. He shall be holy, and shall let the locks of the hair on his head grow."
سفر القضاة 13 : 5 " فها انك تحبلين وتلدين ابنا ولا يعل موسى رأسه لان الصبي يكون نذيرا لله من البطن "
" For, lo, thou shalt conceive, and bear a son [Samson]; and no razor shall come on his head: for the child shall be a Nazarite."
صموئيل الأول 1 : 11 " ونذرت نذرا وقالت يا رب الجنود ان نظرت نظرا الى مذلة امتك وذكرتني ولم تنس امتك بل اعطيت امتك زرع بشر فاني اعطيه للرب كل ايام حياته ولا يعلو راسه موسى. "
" I will give him [Samuel] unto the Lord all the days of his life, and there shall no razor come upon his head." king James Version .
رسالة بولس الي كورنثوس الأولى 11 : 14 " ام ليست الطبيعة نفسها تعلّمكم ان الرجل ان كان يرخي شعره فهو عيب له . "
king James Version :
" Doth not even nature herself teach you, that, if a man have long hair, it is a shame unto him? "
واليك - عزيزي القارىء - صورة مزعومة للمسيح وقد بلغ شعر رأسه اسفل كتفه من كنيسة مارمرقس القبطية :
كم عدد المولودين لداود النبي في أورشليم ؟
11 مولود
13 مولود
صموئيل الثاني 5 : 14، 15 ، 16
أخبار الآيام الأول 14 : 4 ، 5 ، 6 ، 7
وأخيراً :
قد يبدو لك - عزيزي القارىء - ان هذه التناقضات ليست ذو أهمية بالغة حيث انها لا تمس العقيدة أو التعليم المسيحي بشىء ولكن السؤال الأهم والأخطر هل كلام الله العالم بكل شىء يحتمل التناقض سواء كان هذا التناقض صغيراً أو كبيراً ؟ أم ان وقوع التناقض ممتنع في كلام الله سبحانه وتعالى ؟! وان هذه الاناجيل من صنع البشر ؟
ولا يسعنا بعد هذا إلا كالعادة بأن نوجه هذا السؤال للمسيحيين :
إذا كان الكتاب مقدس لديكم وكتب بإلهام الروح القدس فكيف تحدث فيه مثل هذه الأخطاء والتناقضات ؟
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى اللهم وسلم على عبدك ورسولك محمد خاتم الرسل .
كتبه الأخ يوسف===========================================================(((((((
(((زيكو علقة و "دون كيشوت")))))))))يقول في القرآن ( لا تكذبوا على الله وروحي ) يعني بروحي المسيح عليه السلام .
وهذه من عنده وليست في كتاب الله . والذي عندنا في كتاب ربنا القرآن المجيد {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ }[ المائدة :111]
بي وبرسولي ، وليس بروحي . أم يحسب أنه كتابه ( المقدس ) يضع فيه ويحذف كما يحب .
=====================================
يقول : في صحيح البخاري أن الحجر الأسود نزل أبيضا واسود من دم حيض النساء .
هكذا يتكلم دون أن يذكر رقم حديث ولا صفحة ، وهذا كذب يتكلم به من عند نفسه . لم يتكلم به لا البخاري ولا أي من رواة الأحاديث ولا كل من كتب بيده من المسلمين .
=====================================
يقول : الحج كان يقام في موسم جني البلح
وهذا كذب يعرفه الجاهل والعالم ، فالحج مرتبط بشهر ذي الحجة ، وهو شهر عربي يتنقل بين الشتاء والصيف كما هو الحال مع رمضان مثلا .وجني البلح ثابت في الصيف .
=====================================
يقول : في صحيح البخاري أن الحجر الأسود نزل أبيضا واسود من دم حيض النساء .
هكذا يتكلم دون أن يذكر رقم حديث ولا صفحة ، وهذا كذب يتكلم به من عند نفسه . لم يتكلم به لا البخاري ولا أي من رواة الأحاديث ولا كل من كتب بيده من المسلمين .
=====================================
ـ يقول أن الحجر الأسود عبارة عن حجر اسطواني طويل يستخدم في الاحتكاك ؟
كذبٌ وخسةٌ . . كذب من أردئ أنواع الكذب ، وخسَّة فوقها الجعلان ، يقول هذا ليقول لمن يستمعه أن النساء يستعملن الحجر الأسود في حك فروجهن به .
والحجر الأسود يراه كل عام فوق تسعة ملايين فرد ـ حجاج ومعتمرين ـ ، ويصور بكمرات التلفاز ، وهو بعيد تماما عن هذا الوصف ، ومع ذلك يكذب بطرس ولا يتحرج من الكذب في هذا الأمر . ألا لعنة الله على الكاذبين ، والأعجب من هذا أن هناك من يصدقه . ألا هدى الله الغافلين .
ـ يقول على لسان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن العرب لا تعرف الشهر أوله من آخره لأنهم بادية وأن بحيرى هو الذي علمه أن يبدأ الشهر بالهلال
وهو يكذب فما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ شيء من هذا ؛ والأشهر تعرفها العرب قبل أن يولد بحيرى نفسه ، فليس بحيرى هو الذي علمها للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن ثم علمها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للعرب ، وهذه من أمارة كذبه في أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ التقى بحيرى وتعلم منه .
=====================================
يقول في صحيح البخاري عمر يقول : ما لنا وللرمل إنما كنا نرائي به المشركين وقد أهلكهم الله؟!
وهذه أيضا من عنده ، ما تكلم بها أمير المؤمنين عمر ـ رضي الله عنه ـ لا في البخاري ولا في غيره .
=====================================
يقول أن كل طقوس الحج في الجاهلية نقلت للإسلام يقصد بذلك طواف الرجال والنساء بالبيت وهم عراة .. الرجال والنساء ، وتلطيخ النساء الحجر الأسود بدماء الحيض ، والزنا الجماعي في مِنى .
وهذه من أم رأسه ، فلا كان في الجاهلية زنى جماعي ولا كانت منى من مني الرجال ، ولا هي في الإسلام من يوم كان ، ويحج كل عام أكثر من مليوني مسلم كلهم يشهدون على كذبه .
==================================
يقول : نساء النبي ستة وستون ( 66 ) امرأة غير سيدات المتعة
ولا أدري من أين أتى بهذه .
==================================
يقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ التقى المهرطقين في اليمن .
ولم نعرف من قبل أن نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ التقى أحدا من النصارى وجلس إليه وتعلم منه ، ولا أنه سافر لليمن قبل البعثة أو بعدها . وإنما هذا من جملة كذبه .
==================================
يقول أن الجزيرة العربية كانت مأوى للمهرطقين . ويذكر منهم بحيرى الراهب .
وهذا من الكذب البين ، فالنصرانية لم تكن ديانة معروفة في الجزيرة العربية قبل الإسلام ، وإنما كان هناك أفراد ، ومن أمرات كذبه أن بحيرى الراهب لم يكن بالجزيرة العربية وإنما ببلاد الشام وهو أقر بذلك في عدة أماكن .
ألا لعنة الله على الكاذبين .
==================================
أن عثمان حرق القراءات الستة
والقراءات سبع وليست ست كما يقول ، ولا زالت موجودة إلى اليوم ، وعثمان حرَّق المصاحف ولم يحرق القرآن ولا القراءات . وزكريا كذاب لئيم .
==================================
ويسأل : لماذا قرآن عثمان ؟ أين مصحف محمد ؟
وهذا كذب رخيص . يعتمد على جهالة المتلقي . فليس لعثمان ـ رضي الله عنه ـ قرآن وإنما مصحف ، ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم ينزل عليه مصحف وإنما قرآن .. كلام يتلى نأخذه بالفم كابرا عن كابرا ثم دون في المصحف ..أي في الورق .
=====================================
يقول قتلوا عثمان لأنه حرق كتاب الله .
والحقيقة أن زكريا بطرس هو أول من يقول أن سبب قتل عثمان هو حرقه للمصاحف . بل كانوا كلهم معه على حرقها .
=====================================
ويقول أن الإسلام هو الذي نشر الوثنية في الجزيرة العربية وغيرها .
وهذا من الكذب الفاحش ، فالإسلام حارب الوثنية وهدم أصنامها ، وقضى عليها في الجزيرة العربية كلها ، وكانت الحرب بين الرسول صلى الله عليه وسلم وعبّاد الأصنام حتى قضى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزال أصنامهم ، وأقام شرائع الإسلام على أنقاضها ، ثم زحف للفرس فقضى على وثنيتهم والهند وأفريقيا . فالإسلام هو الذي حارب الوثنية وزكريا بطرس كذاب لئيم .
==================================
ـ ذكره أن التسليم في الصلاة عند المسلمين ثلاثة مرات يمين ويسار ووسط ، وأن هذه تعليمات بحيرى له ليشبه الثالثوث
قلت : يصلي مليار ونصف مسلم كل يوم خمس مرات تقريبا ولا يسلم أحد منهم ثلاث مرات ، بل مرتين يمين ويسار . وهذا من كذبه .
وإن كانت هذه تعليمات بحيرى فلم يفعلها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفي هذا دليل على أن بحيرى لم يعلم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ شيئا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟يقول : أن موسى عليه السلام سجد لله حين تجلى في الجبل يستدل على ذلك بآية من القرآن هي
{ وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ } [ الأعراف : 143]
طلب موسى عليه السلام رؤية ربه ، فأجابه الله بأنك لا تتحمل رؤيتي ، وأعطاه أمارة على ذلك ، طلب منه أن ينظر للجبل ، وتجلى الله للجبل . وليس تجلى في الجبل ، هناك فرق كبير ، فاندك الجبل من عظمة الله ، وأغمى على موسى عليه السلام من مشهد دك الجبل ، فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المسلمين .
فلم يتجلى الله في الجبل ، ولم يسجد موسى لله حين تجلى في الجبل . وبطرس يكذب .؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟قول عن عائشة رضي الله عنها سئل النبي كيف يأتيك الوحي ؟
قال أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي فأغيب عن الوعي وأحيانا يتمثل لي الملاك رجلا .
وهو يكذب . يزيد في الحديث جمل من عنده بما يتوافق وكذبه . والحديث عند مسلم وكل من روى الحديث ليس فيه ( فأغيب عن وعي ) ، وهذا نص الحديث عند مسلم ـ الذي ينقل عنه ـ يقول : عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ فَقَالَ أَحْيَانًا يَأْتِينِي فِي مِثْلِ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ ثُمَّ يَفْصِمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُهُ وَأَحْيَانًا مَلَكٌ فِي مِثْلِ صُورَةِ الرَّجُلِ فَأَعِي مَا يَقُولُ
أضاف جملة أغيب عن وعي من عنده ثم يبني عليها استشهاده من الحديث . يقول كان يغيب عن وعيه أي يصرع كما يصرع الملبوس من الجن؟؟؟؟؟ويقول : قالت عائشة ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيغيب عن وعيه ويتفصد جبينه عرقا .
وهذا نص الحديث عند مسلم ـ الذي ينقل عنه ـ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ إِنْ كَانَ لَيُنْزَلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْغَدَاةِ الْبَارِدَةِ ثُمَّ تَفِيضُ جَبْهَتُهُ عَرَقًا
والعجيب أنه لا يكتفي بهذه الكذبة فقط بل يضيف عليها أيضا أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يرغي ويذبد . كي يقول أنه كان مجنونا يصرع كما يصرع المجنون . وهذا كله من عنده . يكذب فيه . ونبينا أعقل الناس وأكملهم . ونبينا أهم حدث في تاريخ البشرية لا زال يدوي إلى اليوم ، وأكبر شخص حاطت به هالة إعلامية .
والذي في الحديث بهذا الشأن هو أن النبي كان إذا جاءه الوحي تسكن جوارحه حتى أنه ينكس رأسه ويكف عن الحديث ، ويحمر وجهه ويغطّ ، والغطُّ هو النفخ البسيط..دخول وخروج النفس يشيء من الجهد كما يفعل النائم حين يدخل في النوم يقال فلان يغط غطيطا ، وكان يعرق ويتصبب جبينه عرقا .
هذا هو الوصف الذي جاء في الأحاديث ، وهي حالة من يثقل بشيء كأنه يحمله بكل جوارحه ، وهذا نعرفه ، قال الله { إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً }[ المزمل :5] . أما الذي ننكره ولا نجده في كتاب ربنا ولا في أي ممن كتب حديث رسولنا ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ هو أنه كان يزبد ويلقى على الأرض ويغمى عليه .. هذه كلها من أكاذيب الكذاب اللئيم بطرس .؟؟؟؟؟؟؟يقول : ليس في القرآن آية تدل على تحريف النصارى للكتابهم ويشتد في كذبه فيقول نصّا : أتحدى أي آية في القرآن تقول أن النصارى يحرفون الكلم عن مواضعه لا لفظا ولا معنى
وهذه بعض الآيات التي في كتاب الله تنطق صراحة بتحريف كتاب النصارى بعهديه القديم والحديث ، وهذه الآيات التي سأضعها الآن نزلت في نصارى نجران وهم كانوا يقولون بألوهية السيد المسيح ـ عليه السلام ـ ويتكلمون بما يتكلم به نصارى نجران اليوم ، هذه الآيات التي أنقلها الآن نزلت في النصارى وحدهم وفي سياق حكاية القرآن عن المسيح عليه السلام في سورة آل عمران ، يقول الله تعالى :
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }[ آل عمران:71]
ولبس الحق بالباطل يقتضي ولا بد تحريف الكلم بحذف أو تبديل إذ أنهم يدعون أنهم موافقون للكتاب في كل شيء .
ويقول تعالى : { وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }[ آل عمران : 78]
وفي سورة المائدة وفي سياق الحديث عن النصارى واليهود يقول الله تعالى مخاطبا الاثنين معا :
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ }[ المائدة : 15]
-------------
الحلقة 124 وكتاب النصارى أو ما يسمى ب الكتاب المقدس عبارة عن قسمين العهد القديم والعهد الجديد ، العهد القديم يتكون من عدة أجزاء : الأسفار الخمسة المنسوبة لموسى عليه السلام ، وهي ما يقال لها عند المسلمين التوراة مجازا ، و الأسفار التاريخية منسوبة لعدد من الأنبياء الذين عاصروا هذه المرحلة . ، و أسفار الشعر والحكمة ، والأسفار النبوية ، واسفار الأبوكريفا ـ وهي محل خلاف عندهم ـ ويطلق النصارى لا اليهود على هذا الأجزاء الأربعة اسم العهد القديم ، وتسمى أيضا الكتب والناموس ، ويطلق اسم التوراة على الأجزاء الثلاثة الأخيرة تجوزا .
و العهد الجديد هو مجموعة الأناجيل الأربعة والرسائل الملحقة بها، وينسب إلى ثمانية من المحررين ينتمون إلى الجيل الأول والثاني من النصرانية، وهم متى ومرقس ولوقا ويوحنا أصحاب الأناجيل، ثم بولس صاحب الأربع عشرة رسالة ( )، ثم بطرس ويعقوب ويهوذا، تلاميذ المسيح الذين تنسب إليهم القليل من الرسائل.
وهؤلاء الكتبة الثمانية بعضهم تتلمذ على يد السيد المسيح (متى – يوحنا – بطرس – يعقوب - يهوذا)، بعضهم تنصر بعد المسيح ولم يلقه (بولس ومرقس تلميذ بطرس)، وبعضهم تنصر على يد من لم يلق المسيح (لوقا تلميذ بولس) . راجع إن شئت ـ هل العهد الجديد كلمة الله ؟! ، وهل العهد القديم كلمة الله ؟! للشيخ الدكتور منقذ محمود السقار .
أسئلة عن الإيمان االحلقة 16 د/4؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ـ يدعي أن القرآن العظيم لا يقول بأن النصارى كفار أو مشركون ، وأن القرآن يشهد لهم بالوحدانية ، وأن السبب في القول بكفر النصارى هو جهل المسلمين بالقرآن
وهو يكذب .
وأنا أعرض على حضراتكم بعض الأيات من كتاب الله التي تتكلم عن أهل الكتاب والتي نزلت في نصارى نجران وهم كانوا يتكلمون بذات الأباطيل التي يتكلم بها الكذاب اللئيم زكريا بطرس اليوم .
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ }[ آل عمران :70 ]
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ }[ آل عمران : 98]
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }[ آل عمران : 71 ]
{لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ }[ البينة : 1]
وهذه الآية صريحة جدا في كفر بطرس ومن على مذهبه :
{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ }[ المائدة :72]
وقال تعالى :{ لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }[ المائدة : 17]
{لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }[ المائدة : 73 ]
هذا من ناحية النص القرآني ، ومن ناحية سياق الدعوة ، فقد واجه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نصارى نجران ودعاهم للإسلام ، وخرج للروم يوم تبوك يقاتلهم على الإسلام ، وشرع في ديننا قتال أهل الكتاب حتى يسلموا أو يعطوا الجزية عن يد وهو صاغرون ن ومعلوم أن من كانوا على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانوا على ذات المذهب الذي عليه بطرس اليوم .
ولا أدري كيف يقال بعد ذلك أن القرآن لا يكفر النصارى ؟!!
إنه كذاب لئيم .
----------------
الحلقة 62 من أسئلة عن الإيمان22 ، والحلقة 63 د /16ويكرر هذا في الحلقة 32 من أسئلة عن الإيمان د/22 وما بعدها .؟؟؟؟؟؟؟؟؟يقول : ( اشتري كتاب أثوذكسي وإقرأه وكتاب بروتوستانتي واقرأه وكتاب كاثوليكي واقرأه هتلاقيهم كلهم واحد )
يدلل بهذا الكلام على أنه لا يوجد أي خلاف بين كتاب النصارى عند طوائفهم الثلاث الرئيسية ( البروتستنت والأرثوذكس والكاثوليك ) ، وهذا الكلام من الكذب الذي يعرفه الجميع . فمن المعلوم أن الكنائس المسيحية تختلف فيما بينها في عدد أسفار الكتاب ( المقدس ) . فالكنيسة الكاثوليكية مثلاً ومعها الأرثوذكسية تؤمن بثلاثٍ وسبعين سفراً مقدساً. ( انظر الترجمة الكاثوليكية / دار المشرق ) بينما الكنيسة البروتستانتية تؤمن بـستٍ وستين سفراً مقدساً فقط، وترفض ما زاد عن ذلك من أسفار ( انظر ترجمة فاندايك / دار الكتاب المقدس ).
كذلك فإن بعض الأسفار المقدسة تختلف عن بعضها البعض بحسب كل كنيسة ، فمثلاً سفر دانيال لدى الكنائس البروتستانتية والإنجيلية ينتهي عند الإصحاح الثاني عشر ( انظر ترجمة فاندايك / دار الكتاب المقدس ) بينما الكنائس الكاثوليكية تضيف عليه الإصحاح الثالث عشر والرابع عشر ، وتتمة للإصحاح الثالث وهي عبارة عن 67 عدداً تقع بعد العدد 23 من الإصحاح نفسه ، ويطلق عليها "تسبيحة الفتية القديسين الثلاثة" ( انظر الترجمة الكاثوليكية / دار المشرق ).
كذلك الحال بالنسبة لسفر ( أستير ) فهو يضم مقاطع بحسب الطبعة الكاثوليكية لا وجود لها بحسب الطبعة البروتستانتية منها : حلم مردكاي وتفسيره ورسالتين لأحشورش وصلاة مردكاي وصلاة أستير ورواية أخرى لدخول استير على الملك ... كل هذه المقاطع لا وجود لها بحسب الطبعات البروتستانية كترجمة كتاب الحياة وترجمة فاندايك لدار الكتاب المقدس.
وغير هذا كثير من الخلاف بين الكتاب المقدس عند الطوائف المسيحية الثلاث الكبرى ، وهناك مواقع على الشبكة العنكبوتية كثيرة قامت بعمل جدول وذكرت فيه الخلاف بين الكتب الثلاث ، وعدّ ذلك بآلالاف الاختلافات
والمقصود هنا بيان كذب زكريا بطرس ، وأنه يستغل جهالة المستمع أو ثقته في المتحدث وأن أحد لن يذهب ويشتري الكتاب ومن ثم يقارن بين نسخه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟يقول الطعن في الكتاب المقدس طعن في القرآن ، ذلك أن القرآن يقول عن التوراة والإنجيل { قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [ القصص : 49] وقول الله تعالى : {وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ }[ المائدة : 46] ويستدل بقول الله تعالى : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }[ الحجر : 9]
وهذا من الكذب .. وهذا من تحريف الكلم عن مواضعه .. وهذا من التدليس على المستمعين ببتر النص من سياقه ليتكلم بغير ما أريد له .. وهذا من الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعضه { أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }[ البقرة من الآية 85]
الذكر في آية الحجر { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }[ الحجر : 9]هو القرآن ، والسياق جازم بذلك ، فقبلها بقليل ( وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر ) [ الحجر الآية :6 ] . والله ـسبحانه وتعالى ـ استحفظ اليهود والنصارى على كتباهم ولم يتعهد هو بحفظه { بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء }[ المائدة :44] .. وأنهم لم يحفظوه بل كتبوا فيه بأيديهم وقالوا هو من عند الله وما هو من عند الله {ف َوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ }[ البقرة :79] ،وقال تعالى : { وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }[ آل عمران : 78] وقال تعالى : {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }[ المائدة : 13] هذا في اليهود والنصارى مثلهم قال الله تعالى : { وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ }[ المائدة : 14] . هذا ما نجده في كتابنا
ولذا خاطبهم القرآن جميعا بقوله تعالى : { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }[آل عمران:71]
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ }[ آل عمران :70]
{ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }[ آل عمران : 99]
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ }[ المائدة:77]
يقول الدكتور منقذ السقار : ( ووضح هذا المعتقد النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: ((إن بني إسرائيل كتبوا كتاباً، فاتبعوه، وتركوا التوراة )). (رواه الدارمي ح480، والطبراني في الأوسط ح5548، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ح2832 ).
واستقر هذا المعنى في نفوس الصحابة والمؤمنين بعدهم، يقول ابن عباس رضي الله عنهما: (كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء، وكتابكم الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدث تقرءونه محضاً لم يشب، وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا: هو من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً). (رواه البخاري ح7363).
ولا يمنع هذا من صحة بعض مواضع التوراة، لما فيها من آثار الأنبياء، ففي التوراة حق وباطل كما أخبر الله ورسوله، ومن النصوص التي أشارت إلى وجود شيء من الحق في كتبهم ألبسوه بالباطل والزور قوله تعالى: {يا أهل الكتاب لم تلبسون الحقّ بالباطل وتكتمون الحقّ وأنتم تعلمون } (آل عمران: 71)، وكذا قوله: {وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله} (المائدة:43)، وذلك في مسألة رجم الزاني، وهو مذكور في سفر التثنية، حيث يقول: " إذا كانت فتاة عذراء مخطوبة لرجل، فوجدها رجل في المدينة واضطجع معها، فأخرجوهما كليهما إلى باب تلك المدينة، وارجموهما بالحجارة حتى يموتا، الفتاة من أجل أنها لم تصرخ في المدينة، والرجل من أجل أنه أذل امرأة صاحبه، فتنزع الشر من وسطك" (التثنية 22/22-23).
وفي صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم )). وعلل سبب عدم التكذيب بوجود حق في كتبهم، حيث قال كما في رواية أبي داود : (( ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا آمنا بالله ورسله، فإن كان باطلاً لم تصدقوه، وإن كان حقاً لم تكذبوه)).
وعليه فنحن نؤمن بتوراة موسى كل الإيمان، ونؤمن بأنها حرفت ولم تحفظ، وأن القوم أخفوا شيئاً، وكتبوا أشياء، وضاع منهم الكثير، وما بين يديهم لا يخلو من بعض الحق) أ . هـ .
وخلاصة الكلام أن بطرس كذاب في الاستدلال على عدم تحريف ما في يده من كتاب بالقرآن
---------
الحلقة 52 د/11
نقلا عن كتاب هل العهد القديم كلمة الله ؟ للشيخ الدكتور منقذ السقار ـ المقدمة . ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟يقول نصا : وفي كتاب دلائل النبوة للأصبهاني ( يا رسول الله إن قريشا جلسوا فتذاكروا أحسابهم وأنسابهم فجعلوا مثلك مثل نخلة في ربوة [ أي مش في مزرعة بتاع ناس معروفين يعني واحد حطها كده ومشي محدش عارف مين اللي حطها .. كلام صعب ]. فغضب رسول الله .
وفي المرجع نفسه بلغ الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قول العباس يا رسول الله إن قريشا إذا التقوا لاقى بعضهم بعضا بالبشاشة ، وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها .فغضب رسول الله غضبا شديدا . انتهى كلامه قبحه الله .
هذا نص كلامه والسياق العام الذي يتكلم فيه هو نفي أن يكون النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ابن أبيه . وهو يكذب على مستمعيه بحذف جزء من الحديث وبإدخال بعض الجمل التوضيحية ضمن السياق يُغَيِّر بها المعنى ؛ والنص كاملا هو : " عن العباس بن عبد المطلب قال : قلت : يا رسول الله إن قريشا إذا التقوا لقي بعضهم بعضا بالبشاشة وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك غضبا شديدا ثم قال : والذي نفس محمد بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله . فقلت : يا رسول الله إن قريشا جلسوا ، فتذاكروا أحسابهم ، فجعلوا مثلك كمثل نخلة في كبوة من الأرض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله يوم خلق الخلق جعلني في خيرهم ثم لما فرقهم قبائل جعلني في خيرهم قبيلة ، ثم حين جعل البيوت جعلني في خير بيوتهم ، فأنا خيرهم نفسا وخيرهم بيتا "
ـ ولاحظ أن الحديث في كتاب ( دلائل النبوة ) ، وعند ابن كثير في باب ( ذكر النسب الشريف وطيب الأصل المنيف ) وفي الحديث تأكيد على شرف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في نسبه ، وهو يستدل به على أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليس ابن أبيه وأنه لم يكن شريفا في نسبه. ألا قبحه الله.
والعباس يشتكي من حالة التنكر التي تبديها قريش لبني هاشم أبناء عمومة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى أنهم يقابلون العباس وبني هاشم عموما بوجوه لم يعرفوها من قبل ، قلت ولو أن بطرس يعقل ما تكلم بهذا التدليس والكذب ، فهو دائما يتكلم بأن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ جاء ليقيم ملكا قرشيا عربيا ، وهذا الحديث في أمارة على أن قريش كانت تخالفه وتتنكر له هو ومن معه .. هو وقرابته. ؟؟؟؟؟؟؟؟في سياق تدليله على أن صيام رمضان كان موجودا قبل الإسلام والإسلامُ فقط أخذه من النصارى والحنفاء يدلل على ذلك قائلا : في تفسير الطبري للآية 183 من سورة البقرة ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم .. الآية ) عن الشعبي أن النصارى فرض عليهم شهر رمضان كما فرض عليهم ولم يزل المسلمون على ذلك يصنعون كما تصنع النصارى .أ . هـ .
والنص كامل هو من نفس المكان الذي ينقل عنه عن الشعبي قال : لَوْ صُمْتُ السَّنَة كُلّهَا لَأَفْطَرْتُ الْيَوْم الَّذِي يُشَكّ فِيهِ فَيُقَال مِنْ شَعْبَان وَيُقَال مِنْ رَمَضَان , وَذَلِكَ أَنَّ النَّصَارَى فُرِضَ عَلَيْهِمْ شَهْر رَمَضَان كَمَا فُرِضَ عَلَيْنَا فَحَوَّلُوهُ إلَى الْفَصْل , وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا رُبَّمَا صَامُوهُ فِي الْقَيْظ يَعُدُّونَ ثَلَاثِينَ يَوْمًا , ثُمَّ جَاءَ بَعْدهمْ قَرْن فَأَخَذُوا بِالثِّقَةِ مِنْ أَنْفُسهمْ فَصَامُوا قَبْل الثَّلَاثِينَ يَوْمًا وَبَعْدهَا يَوْمًا , ثُمَّ لَمْ يَزَلْ الْآخَر يَسْتَنّ سُنَّة الْقَرْن الَّذِي قَبْله حَتَّى صَارَتْ إلَى خَمْسِينَ , فَذَلِكَ قَوْله :{ كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَام كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلكُمْ }
وذكر الطبري بعد هذا رواية أخرى تبين المراد من قول الله تعالى { كما كتب على الذين من قبلكم } يقول : " أَمَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلنَا فَالنَّصَارَى , كُتِبَ عَلَيْهِمْ رَمَضَان , وَكُتِبَ عَلَيْهِمْ أَنْ لَا يَأْكُلُوا وَلَا يَشْرَبُوا بَعْد النَّوْم , وَلَا يَنْكِحُوا النِّسَاء شَهْر رَمَضَان . فَاشْتَدَّ عَلَى النَّصَارَى صِيَام رَمَضَان , وَجَعَلَ يُقَلِّب عَلَيْهِمْ فِي الشِّتَاء وَالصَّيْف ; فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ اجْتَمَعُوا فَجَعَلُوا صِيَامًا فِي الْفَصْل بَيْن الشِّتَاء وَالصَّيْف , وَقَالُوا : نَزِيد عِشْرِينَ يَوْمًا نُكَفِّر بِهَا مَا صَنَعْنَا . فَجَعَلُوا صِيَامهمْ خَمْسِينَ , فَلَمْ يَزَلْ الْمُسْلِمُونَ عَلَى ذَلِكَ يَصْنَعُونَ كَمَا تَصْنَع النَّصَارَى , حَتَّى كَانَ مِنْ أَمْر أَبِي قَيْس بْن صِرْمَة وَعُمَر بْن الْخَطَّاب مَا كَانَ فَأَحَلَّ اللَّه لَهُمْ الْأَكْل وَالشُّرْب وَالْجِمَاع إلَى طُلُوع الْفَجْر .أ . هـ.
هل في كلام بطرس شيء مما ذكره الطبري ؟!
يكذب ليفتري على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه أخذ شعيرة الصيام من النصارى ـ وهو لا يعترف أنهم المسحيون اليوم ـ وأنها لم تفرض بوحي من الله وإنما بتقليدٍ للأمم الأخرى نصارى وصابئة ومانوية ..الخ ثم يقول أستدل بكتب المسلمين . ألا لعنة الله على الكاذبين .؟؟؟؟؟؟؟؟يقول : ( الدنيا تتعطل في رمضان ، ينامون ليلا . وفي الليل ينصرفون لشتى أنواع المتع فوازير وإتيان النساء ، وكل ما كلمت أحدهم قال لك ابعد عني أنا صايم .
ليوهم المستمع أن رمضان في الإسلام نوم بالنهار ولهو ولعب بالليل ، يعرض فعال الفاسقين على أنها شريعة رب العالمين . ألا لعنة الله على الكذابين .
علّة الصيام ( لعلكم تتقون ) ، ورمضان عندنا شهر القيام والقرآن ، وفي رمضان يلتزم الناس بالشعائر أكثر من أي وقت في العام وهذا أمر مشاهد في كل مكان . وشهر رمضان في تاريخنا هو شهر الجهاد وشهر الانتصارات .
أرأيتم أكذب من بطرس ؟!؟؟؟؟؟؟ـ الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يتزوج غير خديجة لأنه تزوج على النصرانية .
كتب السير جميعها تقول أن الذي زوج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من خديجة هم أعمامه الحمزة أو أبو طالب وأنهم خطبوها من أبيها خويلد أو عمّها عمرو بن أسد وقيل أخوها عمرو بن خويلد بن أسد ، وأن أبا طالب قام وخطب خطبة النكاح وأبو طالب وثني مات على شركه
،. وكل من حضر الزواج كانوا على الشرك ( الوثنية ) يدعونها ملة أبيهم إبراهيم وليس ثم ذكر قط لورقة ابن نوفل إلا في رواية حُكم عليها بأنها لا تصح قال فيها عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( هو الفحل لا يقدع أنفه فأنكحها منه ) يمدح النبي ويكلم ولي أمر خديجة ( أبوها أو عمها أو أخاها ) وإن صحت هذه الرواية ـ وهي لا تصح ـ فهي تدل على أنه كان شخصا عاديا حضر الزواج ، فلا أدري من أين جاء زكريا بطرس بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تزوج على النصرانية .!!
إنه كلام القس النصراني اليبناني الماروني جوزيف قذى المشهور بأبي موسى الحريري في كتابه ( قس ونبي ) تكلم بهذا الكلام من رأسه هكذا أوهام جعلها حقائق ونقل عنه الآفاك الأثيم خليل عبد الكريم ونقل عن خليل عبد الكريم زكريا بطرس . وهذا الكلام محض كذب . لم تتكلم به السيرة النبوية ، ولا أحد من علماء المسلمين .
-------------
سؤال جريئ الحلقة الأولى من هل القرآن كلام الله د/51
ابن هشام ج1/190 ، والروض الأُنُف ج1/322؟؟؟؟؟؟؟يتعجب كيف يصلي الله على نبيه . يقول سألنا كثيرا عن الصلاة على النبي ولم نجد من يجيب . ويتابع قائلا : في سدرة المنتهى قال جبريل لله انتظر هنا الله يصلي ، فقال له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ماذا يقول الله ؟ قال يقول سبوح . . سبوح وينحني بجبهته قليلا وكأن الله يسجد أو يركع .
قلنا : لم تسمع لأنك لا تريد أن تسمع ، ولو قرأت ما كتب المفسرون في الآيات التي فيها ذكر صلاة الله على نبيه لعلمت ما هي صلاة الله على نبيه ، وكيف لم يقرأ وهو يذكر أنه يرجع إلى كتب التفسير في كل شيء ؟!
وبيانا لمن يقرأ أقول :
ورد صلاة الله تعالى على نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعلى عباده المؤمنين في سورة الأحزاب في قوله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }[ الأحزاب: 56] ، وفي قوله تعالى : {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً }[ الأحزاب : 43] ، فالله ـ سبحانه وتعالى ـ وملائكته يصلون على النبي ، والله ـ سبحانه وتعالى ـ وملائكته يصلون على عباد الله المؤمنين .
ومعنى صلاة الله على عباده المؤمنين رحمتهم ، ومعنى صلاة الملائكة على عباد الله الدعاء لهم ، وهذا واضح من تمام الآية التي أتت كتعليل لصلاة الله عليهم { لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً } يقول الشيخ السعدي ـ رحمه الله ـ ( أي: من رحمته بالمؤمنين ولطفه بهم, أن جعل من صلاته عليهم, وثنائه, وصلاة ملائكته ودعائهم, ما يخرجهم من ظلمات الذنوب والجهل, إلى نور الإيمان, والتوفيق, والعلم, والعمل. فهذه أعظم نعمة, أنعم بها على العباد الطائعين, تستدعي منهم شكرها, والإكثار من ذكر اللّه, الذي لطف بهم ورحمهم. وجعل حملة عرشه, أفضل الملائكة, ومن حوله, يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا ) أ .هـ .
ويقول ابن كثير ( والصلاة من الله تعالى ثناؤه على العبد عند الملائكة حكاه البخاري وقال غيره الصلاة من الله عز وجل الرحمة ... وأما الصلاة من الملائكة فبمعنى الدعاء للناس والاستغفار كقوله تبارك وتعالى " الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْش وَمَنْ حَوْله يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبّهمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبّنَا وَسِعْت كُلّ شَيْء رَحْمَة وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَك وَقِهمْ عَذَاب الْجَحِيم رَبّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّات عَدْن الَّتِي وَعَدْتهمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجهمْ وَذُرِّيَّاتهمْ إِنَّك أَنْتَ الْعَزِيز الْحَكِيم وَقِهمْ السَّيِّئَات " .
قلتُ : ونحن نصلى على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصلاتنا عليه دعاء ، نصلي نرجو من الله الثواب لنا كما وعدنا .
وقلتُ : الشريعة الإسلامية لها خصوصية في استعمال الألفاظ اللغوية ، فهي وإن كانت تستعمل اللفظ اللغوي إلا أنها لا تستعمله بذات المعنى الموضوع له في اللغة على الدوام بل تخصصه غالبا ، وتستعمله كما هو أحيانا ، وأحيانا تضيف عليه أو تنقص منه . ولفظ الصلاة عند إطلاقه ينصرف للصلاة المخصوصة التي هي أقوال وأفعال مخصوصة في أوقات مخصوصة بهيئة مخصوصة . وعند التقيد يحدد السياقُ المعنى فصلتنا لله غير صلاتنا على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ غير صلاة الله علينا غير صلاة الملائكة علينا .
والمقصود أن زكريا بطرس يتعمد الكذب ليلبس على الناس ويكذب عليهم فمعنى صلاة الله موجود في كتب التفسير .. كل كتب التفسير ، وكتب الحديث الصحية .. كل كتب الحديث الصحيحة ثم هو يدعي أنه سأل وبحث ولم يجد من يجيب . ألا لعنة الله على الكاذبين .
---------
سؤال جريئ الحلقة الثانية هل القرآن كلام الله ؟د /35
جعله البخاري بابا فقال : باب قوله تعالى " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " قال أبو العالية صلاة الله ثناؤه عليه عند الملائكة وصلاة الملائكة الدعاء قال ابن عباس ( يصلون ) يُبَرِّكونَ.؟؟؟؟؟؟؟يدعي الكذّاب اللئيم زكريا بطرس أننا نحن المسلمين لا نملك دليلا على نبوة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سوى خاتم النبوة الذي كان في كتف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويفسره بأنه وحمه كانت في ظهره ثم يتساءل هل الوحمة تعني أنه نبي ؟
وهو كذّاب لئيم ، فقد قامت كل الأدلة على أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نبي من عند الله . فعلى حد قوله هو لا غيره مقايس معرفة صدق النبي في دعواه هي
ـ أن يأتي بمعجزات ونبوءات .
ـ أن يؤيده الله بروح القدس .كي يعطي كلمته بعد روحي قوي يؤثر في القلوب .
ـ أن تكون بعثة الرسول لخلاص البشرية من الخطية ومن سلطان إبليس ومن النجاسة الموجودة في العالم ـ على حد تعبيره ـ ومن ثم النجاة من عذاب الله والفوز برضوانه .
ـ ويقول ومن أمارة النبوة أن يبذل النبي نفسه وأن لا يعيش لنفسه . ثم يعلق بأن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يسعى لتكوين إمبراطورية هاشمية ودولة عربية وقد كان له
هذه هي المقاييس التي وضعها الكذاب اللئيم زكريا بطرس لمعرفة هل هذا نبي أم لا ؟
وهي مقاييس صحيحة ، فتأييد النبي بمعجزات وإخباره عن غيبيات أتت أو ستأتي دليل على أنه على علاقة برب الأرض والسموات ، علام الغيوب سبحانه ، ومعجزات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كثيرة بالكاد تحصى ، ونبوءات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كثيرة أيضا لا تكاد تحصى . القرآن أول معجزاته ، والجمادات نطقت بين يديه وشهدت له بالرسالة ، وانشق له القمر ، وعدد من المرضى برأ بدعائه أو بلمسة يده أو بتفلة من فمه ، والطعام كُثِّر ببركته عدة مرات يوم الأحزاب ويوم تبوك ويوم عمرة القضاء ، والشاة العجوز التي لا تلد حلبت حين مسّ ضرعها بيده الشريفة ، والماء نبع من بين أصابعه والجذع حنَّ لفراقه ... وغير هذا كثير في كتب السنة الصحيحة . وأنبأ عديً بأن الله سيتم هذا الأمر حتى يصير الراكب لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه ، وأن الله سيفتح الشام واليمن والعراق وأن نفرا من أصحابه سيخروجون إليها ويدعون المدينة ، وأنه إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده ، وأن عمار تقتله الفرقة الباغية ، وأن عمر وعثمان شهيدان ، وأن أصحابه يقتلون أمية بن خلف ونعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه وهو بالحبشة ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالمدينة ونعى جعفرا وزيدا وابن رواحة حين قتلوا في مؤتة ( بالأردن حاليا ) وهو بالمدينة ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان يصف المعركة ، وأخبر من أنباء الماضي .. حكى عن مريم وعن موسى وعيسى وأهل مدين والمؤتفكات وقوم تبع وأصحاب الرس وثمود وعاد وفرعون وإخوان لوط ، هذا وهو أمي لم يقرأ ولم يكتب ، ولم يخرج من بين شعاب مكة . وما حكاه عنهم لا يتوافق في قليل أو كثير مع حكايات كتب النصارى واليهود حتى يقال أنه أخذ منهم ومن شاء فليقرأ هذا وذاك .
ثانيا : وتأييد الرسول بروح القدس كي يعطي كلامه بعدا روحيا فهذا موجود جدا في القرآن الكريم والسنة النبوية . ومنصوص عليه في القرآن { نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ }[ الشعراء : 193] {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }[ الشورى : 52] {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }[ النحل : 102] فهذا هو الروح ، والشريعة التي جاء بها رسول الله محمد بن عبد الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ تحي الناس قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }[ الأنفال : 24] وقال تعالى : { أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }[ الأنعام : 122]
ـ أما كون الرسالة لخلاص البشرية فقد رددنا عليه من قبل ، وكذا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم لم يكن ملكا ، ولم يبن ملكا لبني هاشم أو لقريش .
والمقصود هنا هو بيان أن زكريا كذّاب في دعوى أننا لا نملك دليلا على نبوة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سوى الخاتم الذي بين كتفيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأردت هنا أن أشير إشارات ، والأمر ـ دلائل نبوة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مبسوط في مصنفات ، آخرها زمنا دلائل النبوة للشيخ الدكتور منقذ السقار ـ حفظه الله ـ لمن شاء أن يطلع عليه
((((((((((((((((سخافة الذي يدعي بأن عيسى
هو الله عز وجل .
الإسلام هو الدين الوحيد الذي يؤمن ان الله لايوجد مثله في صفاته
(( ليس كمثله شيئ وهو السميع البصير )) ، (( قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد )) .
لقد ظهر رجل في مدينة " بينيني " ( مدينة في جنوب افريقيا ) ليس كفوا في علم مقارنة الاديان ولكنه مغرم ومتعلق بوهمه بأنه رسول المسيح ، وانه معين ومكرس من عند الله لتنصير المسلمين ( ونظرا ) لأن مهمته المحاماة فإنه ماهر في استخدام الكلمات والاستشهاد والاقتباس من القران الكريم بما هو خارج عن السياق بدون ادنى معرفة بأي كلمة عربية .
فهو يريد من المسلمين أن يعتقدوا بأن عيسى ايضا إله !! ويعتمد في ذلك تغطية وقلب الحق .
يقول عز وجل : (( قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا )) ، وعلى ذلك فهو لن ينجح ابدا في قلب الحقائق وتزييفها لان طريق الحق واحدة (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) .
دليلان :
إنه يعطي دليلين ليثبت بهما أن عيسى هو الله ، وهذين الدليلين هما :
1- عندما نقول بأن عيسى إله !! أو حتى أنه حقا هو الله !! فنحن لانجعله الأب ، فإنه هو واحد ( آخر ) مع الأب ولذلك فهو يشاركه في طبيعته .
2- وثاني الادلة : ان عيسى يكون من كل طريقة ووجهة مثل الأب ولكنه ليس الأب .
هذه هي الادلة الواهية التي يثبت بها هذا المنصر ألوهية عيسى عليه السلام ، ادلة تدل على قلة عقله وعلمه حتى بالنصرانية نفسها ، فهو يناقض نفسه كثيرا ، هؤلاء المنصرون المتحمسون يتعلقون بالادلة الواهية لاثبات الوهية عيسى .
وتبعا لكلامه ، فان عيسى هو الله لانه مشارك في طبيعة الله ، وهو من كل وجه مثل الله ، وهذين الدليلين الذين استدل بهما لاثبات ألوهية المسيح عليه السلام ، واهية ، ولكنه يستطيع ملأ المجلدات من هذه المجادلات .
ولقد قدمت في هذه السطور العديد من الادلة المقتبسة من الكتاب المقدس نفسه لأثبت لهم ( للنصارى ) ان عيسى ليس مشارك في طبيعة الله ولا يكون من اي طريقة ووجهة مثل الله ، وعلى ذلك لايكون عيسى هو اله .
وقد اوردت هذه الادلة من الكتاب المقدس من دون اي تعليق مني ، لان الكتاب المقدس ( كما يدعون هم ) يحاجج عن نفسه .
وكل اقتباساتنا من الكتاب المقدس ، اقتبست من النسخة الاصلية المنقحة .
وقد اشرنا في رؤوس العناوين الرئيسية ، وتحت رؤوس العناوين الفرعية بوضع كلمة " الرب " بدلا من عيسى ، لكي تظهر سخافة الذي يدعي بأن عيسى هو الله عز وجل .
ميلاد الرب : ( لقد خلق " الرب " من نسل داوود . . . عن ابنه الذي صار من نسل داوود من جهة الجسد ) . ( الرسالة لأهل رومية 1 : 3
كان " الرب " من ثمرة صلب داوود : ( فإذا كان نبيا وعلم ان الله له بقسم أنه من ثمرة صلبه يقيم المسيح حسب الجسد ليجلس على كرسيه ( أعمال الرسل 2 : 3 ) .
سلسلة نسب " الرب " : ( كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داوود ابن ابراهيم ) . ( متي 1 : 1 ) .
جنس " الرب " : ( ولما تمت ثمانية أيام ليختنوا الصبي سمي يسوع كما تسمى الملاك قبل أن حبل به في البطن ) . ( لوقا 2 : 12 ) . ويعني هذا ان مريم عليها السلام مرت بكل مراحل الحمل الطبيعية التي تمر بها أي امرأة من حمل ومخاض وولادة ، ولم يكن في ولادتها أي اختلاف عن أي امرأة أخرى منتظرة لوليدها !.
" الرب " رضع من ثدي امرأة : ( وبينما هو يتكلم بهذا رفعت امرأة صرتها من الجمع وقالت له طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما ) . ( لوقا 11 : 27 ) .
البلد الذي نشأ فيه " الرب " : ( ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في أيام هيرودس الملك ) . ( متي 2 : 1 ) .
عمل " الرب " : ( أليس هذا هو النجار ابن مريم ) . ( مرقس 9 : 3 )
وسائل تنقل " الرب " وتجواله : ( قولوا لابن صهيون هو ذا ملكك يأتيك وديعا على أتان أو جحش ابن أتان ) . ( متي 21 : 25 ) ، ( ووجد يسوع جحشا فجلس عليه كما هو مكتوب ) . ( يوحنا 12 : 14 ) .
" الرب " يأكل ويشرب الخمر : ( جاء بن الانسان يأكل ويشرب فتقولون هوذا إنسان اكول وشريب خمر ) . ( لوقا 7 : 34 ، ومتي 11 : 19 ) .
فقر " الرب " : ( فقال له يسوع للثعلب اوجره . . . اما ابن الانسان فليس له ، اين يسند رأسه ؟ ) . ( متي 8 : 20 ) .
ممتلكات " الرب " : ( حذاء ليسوع ) . ( لوقا 7 : 16 ) ، ( ثم ان العسكر لما قد صلبوا يسوع اخذوا ثيابه وجعلوها اربعة اقسام لكل عسكري قسما واخذوا القميص ايضا ) . ( يوحنا 19 : 23 ) .
كان " الرب " يهوديا ، ومتعبدا ، ومؤلها لقيصر !! : ( وفي الصبح باكرا قام يسوع وخرج ومضى الى موضع خلاء وكان يصلي هناك ) . ( مرقس 1 : 35 ) ، ( كان يسوع مواطنا صالحا فكان مؤلها لقيصر يقول يسوع اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله (1) ) . ( متي 22 : 21 ) .
كان " الرب " يدفع الضريبة بإنتظام كبقية الرعية : ( ولما جاء إلى كفرنا تقدم نحو الذين يأخذون الدرهمين إلى بطرس وقالوا أما يوفي معلمكم المسيح الدرهمين قال بلى ) . ( متي 17 : 24 ) .
كان " الرب " ابن يوسف النجار : ( وقال له وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء يسوع بن يوسف الذي من الناصرة ) . ( يوحنا 1 : 45 ) .
أخوة " الرب " : ( ولما جاء الى وطنه وكان يعلمهم في مجتمعهم حتى بهتوا وقالوا . . . اليس هذا ابن النجار اليست امه تدعى مريم واخوته يعقوب وبوسى وسمعان ويهوذا ) . ( متي 13 : 45 ) .
النشأة الروحية للـ " رب " : ( وكان الصبي ينمو ويتقوى بالروح ممتلئا حكمة وكانت نعمة الله عليه ) . ( لوقا 2 : 4 ) .
النشأة الطبيعية والذهنية والخلقية للـ " الرب " : ( واما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله وعند الناس ) . ( لوقا 2 : 52 ) .
لقد كان عمر " الرب " عندما اخذه ابواه الى اورشليم اثنا عشر عاما : ( وكان ابواه يذهبان كل سنة الى اورشليم في عيد الفصح ولما كانت له اثنتا عشر ة سنة صعدوا الى اورشليم كعادة العيد ) . ( لوقا 2 : 41 )
" الرب " مسلوب القوة !! : ( انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا ) . ( يوحنا : 5 : 30 ) .
لقد كان " الرب " يجهل الوقت : ( واما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن الا الاب ) . ( مرقس 13 : 2 ) .
" الرب " يجهل مواسم المحاصيل : ( وفي الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع يسوع فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء اليها لم يجد شيئا الا ورقا لانه لم يكن وقت التين ) . ( لوقا 11 : 12 ) .
" الرب " تعلم من خلال التجربة : ( مع كونه ابنا تعلم الطاعة مما تألم به ) . ( الرسالة للعبرانيين 5 : 8 ) .
الشيطان يجرب " الرب " اربعين يوما : ( وللوقت اخرجه الروح الى البرية وكان هناك في البرية اربعين يوما يجرب من الشيطان ) . ( مرقس 1 : 12 ) .
الشيطان جرب " الرب " اكثر من مرة : ( ولما اكمل ابليس كل تجاربه فارقه الى حين ) . ( لوقا 4 : 13 ) .
" الرب " يتوب ويندم ويعترف قبل بدء خدمته العلنية : ( حينئذ جاء يسوع من الجليل الى الاردن الى يوحنا ليتعمد عنده ) . ( متي 1 : 13) ، ( واعتمدوا - يسوع واصحابه - منه -يوحنا - في الاردن معترفين بخطاياهم ) . ( متي 3 : 6 ) .
" الرب " جاء لليهود فقط : ( فاجاب وقال لم ارسل الا الى خراف بني اسرائيل الضالة ) . ( متي 15 : 24 ) .
مملكة " الرب " : ( ويملك على بيت يعقوب للابد ولايكون لملكه نهاية ) . ( لوقا 1 : 33 ) .
غير اليهود في نظر " الرب " كلاب ! : ( فاجاب وقال ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب ) . ( متي 15 : 26 ) .
" الرب " يجوع : ( فبعد ما صام اربعين يوما وليلة جاع اخيرا ) . ( متي 4 : 2 ) ، ( وفي الصباح اذ كان راجعا الى المدينة جاع ) . ( متي 21 : 18 ) .
" الرب " ينام : ( وكان هو نائما ) . ( متي 8 : 24 ) ، ( وفيما هم سائرون نام ) . ( لوقا 8 : 23 ) ، ( وكان هو المؤخرة على وسادة نائما ) . ( مرقس 4 : 38 ) .
" الرب " يتعب : ( وكان هناك بئر يعقوب فاذا كان يسوع قد تعب في السفر جلس هكذا على البئر ) . (يوحنا 4 : 6 ) .
" الرب " ينزعج ويضطرب : ( انزعج - عيسى - بالروح واضطرب ) . ( يوحنا 11 : 33 ) ، ( فانزعج يسوع في نفسه ) . ( 11 : 38 ) .
" الرب " يبكي : ( بكى يسوع ) . ( يوحنا 11 : 35 ) .
" الرب " يحزن ويكتئب : ( ثم اخذ معه بطرس وابني زبدي وابتدأ يحزن ويكتئب ) . ( متي 26 : 37 ) ، ( فقال لهم نفسي حزينة جدا حتى الموت ) . ( متي 26 : 38 ) .
" الرب " يندهش ويهرع : ( وابتدأ يدهش ويكتئب وقال لهم نفسي حزينة حتى الموت ) . ( مرقس 14 : 33 ) .
" الرب " ضعيف : ( فظهر له ملاك في السماء يقويه ) . ( لوقا 22 : 43 ) .
" الرب " مذهول من الذعر : ( وكان يسوع يتردد بعد هذا في الجليل لانه لم يرد ان يتردد في اليهودية لان اليهود كانوا يطلبون ان يقتلوه ) .( يوحنا 7 : 11 ) .
" الرب " كان يمشي خائفا من اليهود : ( فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه فلم يكن يسوع ايضا يمشي بين اليهود علانية ) . ( يوحنا 11 : 53 ) .
" الرب " يفر : ( فطلبوا ايضا ان يمسكواه فخرج من ايديهم ) . ( يوحنا 10 : 39 ) .
" الرب " يخرج متخفيا من اليهود : ( اما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل في وسطهم مجتازا ومضى هكذا ) . ( يوحنا 8 : 59 ) .
خيانة وغدر الصديق ، دلت على المكان السري الذي كان يختبئ فيه " الرب " ! : ( وكان يهوذا مسلمه يعرف المكان السري الذي كان يختبئ به " الرب " لان يسوع اجتمع هناك كثيرا مع تلاميذه فاخذ يهوذا الجند وخدما من عند رؤساء الكهنة والفريسين وجاء الى هناك ) . ( يوحنا 18 : 2 ) .
قبض على " الرب " واوثقت يديه ومضي به : ( قبضوا على يسوع واوثقوه ومضوا به ) . ( يوحنا 12 : 13 ) .
لقد اهين " الرب " : ( والرجال الذين كانوا ضابطين يسوع كانوا يستهزئون به وهم يجلدونه وغطوه وكانوا يضربون وجهه ) . ( لوقا 22 : 63 ) ، ( وحينئذ بصقوا في وجهه ولكموه واخرون لطموه ) . ( متي 26 : 67 ) .
" الرب " لم يستطع الدفاع عن ةنفسه : ( فصرخ يسوع بصوت عظيم واسلم الروح ) . ( مرقس 15 : 37 ) .
" الرب " مات : ( لانهم رأوه قد مات ) . ( يوحنا 19 : 33 ) .
جسد " الرب " بعد موته : ( تقدم بيلاطس وطلب جسد يسوع فأمر بيلاطس حينئذ ان يعطي الجسد ) . ( متي 27 : 58 ) ، ( فاخذ يوسف الجسد ولفه بكتان نقي ) . ( متي 27 : 59 ) .
" الرب " المرحوم الذي نيح عليه : ( فلما رأى قائد المئة ماكان مجد الله قائلا بالحقيقة كان هذا الانسان بارا ) . ( لوقا 23 : 47 ) .
---
خاتمة :
وطبقا لما قال هذا الذي عين وكرس نفسه رسولا للمسيح بأن عيسى هو الله لأن يسوع ( في نظره ) يشارك في طبيعة الله ، ولانه في كل وجه وطريقة هو الله . طبقا وتبعا لما سقناه سالفا من الاقتباسات التي اخذناها من الكتاب المقدس ، نحن نستخلص الى ان عيسى ليس مشاركا لطبيعة الله ولم يكن من اي وجهة هو الله ، وبناء على ذلك فإن عيسى ليس هو الله ولم يدعي الالوهية قط .
اما ادعاء هذا المنصر بأن عيسى هو الله فعليه ان يقدم الدليل المنطقي المقنع ، او ان يعترف بأنه مشرك كافر ، لانه يؤمن ويعتقد بوجود اكثر من إله .
وهو حتى لو استخدم كل الحيل والالاعيب التي تعلمها من مهنته فإنه لن يتمكن من اثبات ان عيسى هو الله .
ولن ينجح هو واخوته من المنصرين في اقناع المسلمين بأن عيسى ابن مريم عليهما السلام كان اي شيئ غير رجل عادي ورسول من عند الله ، ارسل الى بني اسرائيل حاملا لهم البشارة السارة بمجيئ ملكوت الله ، هذه البشارة تحققت بمجيئ الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
الشيخ / أحمد ديدات
=========================================================================(((((((((أمور إسلامية في التوراة و الإنجيل
وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُون (القرآن الكريم: العنكبوت 46)
1- وحدانية الله :-
-سفر التثنية الإصحاح 4 : 35 " أن الرب هو الإله . ليس آخر سواه "
-سفر التثنية الإصحاح 6 : 4 " الرب إلهنا رب واحد "
-رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس الإصحاح 6 : 16 " الذي وحده له عدم الموت "
-إنجيل متى الإصحاح 4 : 10 من أقوال المسيح عليه السلام :-" للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد "
-إنجيل مرقس الإصحاح 12 : 29 من أقوال المسيح عليه السلام:-"إن أول كل الوصايا… الرب إلهنا رب واحد"
-إنجيل يوحنا الإصحاح 1 : 18 " الله لم يره أحد قط "
2- الصلاة :-
-سفر التكوين الإصحاح 17 : 3 "وسقط أبرام على وجهه"
أيوب الإصحاح 1 : 20 " وخر على الأرض وسجد"
سفر العدد الإصحاح 16 : 22 " فخرا على وجهيهما"
إنجيل متى الإصحاح 26 : 39 " وخر على وجهه "
رؤيا يوحنا الإصحاح 7 : 11 "وخروا أمام العرش على وجوههم وسجدوا لله "
أي أن الجميع كانوا يسجدون لله الواحد ولم يكن معه أحد
-إنجيل لوقا الإصحاح 22 : 41 + إنجيل مرقس الإصحاح 1 : 35 + إنجيل متى الإصحاح 26 : 39
" وجثا على ركبتيه وصلى"
-سفر الملوك الأول الإصحاح 8 : 22-62 كما يحدث في المساجد
-المزمور 95 : 6 ركوع وسجود
-أعمال الرسل الإصحاح 21 : 26 الطهارة
-إنجيل متى الإصحاح 15 : 1-2 الطهارة
-إنجيل مرقس الإصحاح 7 : 1-5 الطهارة
-سفر الخروج الإصحاح 40 : 31-32 الطهارة
3- الزكاة :-
-سفر العدد الإصحاح 31 : 39
4- الصوم :-
-إنجيل متى الإصحاح 4 : 2
-إنجيل لوقا الإصحاح 5 : 29-33
-إنجيل مرقس الإصحاح 2 : 15-18
5- الحج :-
-سفر التكوين الإصحاح 28 : 10-22
-سفر التكوين الإصحاح 31 : 45-55
-سفر التكوين الإصحاح 35 : 9-15ألأمر بالتطهر وتبديل الثياب كالإحرام
يعقوب عليه السلام يعين مكاناً ويبني بيت إيل أي بيت الله
6- الأضاحي :-
-سفر الملوك الأول الإصحاح 8 : 63-66
7- الجهاد :-
-سفر العدد الإصحاح 31 : 1-13
8- حجاب المرأة :-
-رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس الإصحاح : 11 : 5-6 "إذ المرأة إن كانت لا تتغطى فليُقص شعرها….فلتتغط "
إذا كان تغطية شعر المرأة في الكنيسة واجباً فمن باب أولى تغطيته خارج بيتها .
نشيد الإنشاد الإصحاح 4 : 1 - 4" من تحت نقابك "
9- إفشاء السلام :-
-سفر التكوين الإصحاح 43 : 26
-إنجيل يوحنا الإصحاح : 20 : 21-22
-إنجيل لوقا الإصحاح : 10 : 5
10- الختان :-
-سفر التكوين الإصحاح 17 : 9-27
11- خلع الأحذية :-
-سفر الخروج الإصحاح 3 : 5
-أعمال الرسل الإصحاح 7 : 33
12- ولا تزر وازرة وزر أُخرى :-
-سفر حزقيال الإصحاح 18 : 20-22 " الابن لا يحمل من إثم الأب والأب لا يحمل من إثم الابن "
13- رجم الزاني :-
-إنجيل يوحنا الإصحاح : 8 : 4
14- تعدد الزوجات :-
-سفر التكوين الإصحاح 4 : 19 تزوج من امرأتين .ما زال المبشرون النصارى يتغاضون عن تعدد الزوجات في إفريقية وغيرها
سفر الملوك الأول الإصحاح 11 : 3
700 زوجة و 300 سرية لسليمان عليه السلام
15- الكفارة :-
-سفر العدد الإصحاح 16 : 46
16- المحرمات :-
-سفر التثنية الإصحاح 5 : 7 + 17-22
الشرك بالله-القتل-الزنا-السرقة-شهادة الزور-النظر بشهوة للنساء
17- قتل الكافر :-
-سفر الخروج الإصحاح 34 : 11-15 تدمير ممتلكاتهم
-سفر التثنية الإصحاح 13 : 1-6 وجوب قتل النبي الذي يدعو لعبادة غير الله سبحانه وتعالى
-سفر التثنية الإصحاح 13 : 8-9 وجوب قتل المرتد
-سفر التثنية الإصحاح 13 : 15-17 قتل الكفار وحرق ممتلكاتهم
-سفر التثنية الإصحاح 13 : 10 وسفر التثنية الإصحاح 17 : 5
رجم الذي يعبد غير الله سبحانه وتعالى حتى الموت أمام شهود
==================================================================(((((((((الرد على النصارى في ادعاءهم
بنبوة المسيح و ألوهيته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله ، ثم أما بعد :
إن ما أوردته أناجيل النصارى المحرفة على لسان المسيح – عليه السلام – من كونه ابن الله و أن الله حل فيه أو كون الله هو المسيح إلى غيرها من التهم والخزعبلات ، أقول : إن تلك العقائد هي مما ألصق بالسيد المسيح – عليه السلام – و هو منه بريء ، لمنافاته لعقيدة التوحيد التي جاء بها كغيره من الرسل ، إذ يستحيل أن يصف المسيح نفسه بأوصاف الله عز وجل من الأزلية و الأبدية و العلم المطلق بكل شيء والوجود في كل مكان .. إلى غير ذلك من الصفات والأفعال الخاصة بالله عز وجل
و لو فرض – جدلاً – أن شيئاً من هذه الأقوال قد جاء على لسان المسيح – عليه السلام – مما يتضمن وصفه لنفسه بالبنوة والألوهية ، فإن بالضرورة ليس بالمعنى الذي يقصده المسيحيون من هذه الألفاظ ، فإن هذه الألفاظ قد وردت في الأسفار الكتابية بمعان أخرى ذكرها ابن تيمية في معرض رده على المسيحيين الذين يحتجون على قولهم ببنوة المسيح لله تعالى و ألوهيته بما ورد في أناجيلهم من النصل على ذلك .
و كذلك فعل غيره من العلماء في إبطالهم لاستشهادات النصارى على عقيدتهم الباطلة هذه من الكتاب المقدس .
لو فرض ذلك لابد وأن يؤول لفظ البنوة و الألوهية في حق المسيح بما لا يتنافى مع العقيدة الصحيحة في الله والمسيح ككونه دالاً على تكريمه و قربه من الله ، أو دالاً على رئاسته الدينية و شرفه و كونه متكلماً باسمه ، حاكماً بحكمه ، عاملاً بوصاياه .. الخ ، لاسيما إذا علمنا أن أسفار العهد القديم كانت تطلق لفظ البنوة على إسرائيل و على داود و غيرهما كما كانت تطلق لفظ الألوهية على موسى – عليه السلام – وعلى غيره من قضاة بني إسرائيل بهده المعاني ، بذكر التأويلات الصحيحة لما ورد في الأناجيل من ألفاظ الأبوة والبنوة والألوهية .. الخ ، ليست إذاً بنوة المسيح وألوهيته – حتى لو فرضت صحة هذه النصوص – بنوة و ألوهية حقيقية ، بل مجازية يجب أن تؤول نصوصها بما لا يتضمن فساداً في العقيدة ، ولا مخالفة للتوحيد ، و لتتفق مع النصوص المحكمة في العقيدة .
زد على ذلك – على فرض صحة نقله – لابد وأن يفهم على ضوء بقية ما تضمنه الكتاب المقدس من خصائص البشرية للمسيح – عليه السلام
أما ما أسند إلى المسيح من أفعال الله – عز وجل – فهو نوع من التحريف الذي ألحقه المسيحيون بعقيدتهم التوحيدية الصحيحة ، و ما داموا قد انحرفوا و ألهوا المسيح ، فمن الطبيعي أن يضيفوا إليه أفعال الألوهية ، وإذا كان تأليههم المسيح اعتقاد باطل ، فإن إضافتهم إليه أعمال الألوهية يعد أمراً باطلاً هو الآخر ، فإن مقتضى استحالة الألوهية في حق المسيح هو استحالة أفعالها في حقه كذلك .
والذي يتمعن فيما يستدلون به هنا من نصوص ، يجد أنها لا تتضمن في الحقيقة وصف المسيح لنفسه بالأزلية – كما يزعمون – بل أقصى ما فيها تقدير الله لنبوته ، و تمجيده له في قدره السابق ، قبل أن يخلق الخلائق ، و هذا أمر وارد في حق كل نبي من الأنبياء .
أما المعجزات : كمعجزة إحياء الموتى ، فلم يفعلها المسيح باعتباره إلهاً قادراً على كل شيء ، وإنما فعلها بالقدرة التي منحها الله له ، و بعد أن تضرع إلى الله الذي أرسله طالباً تأييده ، و ليس في هذا ما يدل على ألوهيته و لكنه يدل على نبوته ، وتأييد الله له بهذه المعجزات .
أما ما يزعمونه من جلوس المسيح على يمين الرب ، لدينونة الخلائق ، فذلك أمر باطل ، دفعهم إليه غلوهم في حق المسيح ، فالله هو مالك يوم الدين ، و هو المتفرد بحساب الخلائق في ذلك اليوم . و لو فرض وأن تعميد الناس إنما يكون باسمه مع اسم الله و روح القدس – مما تضمنه إنجيل متى – فهذا ليس على سبيل المشاركة في الألوهية ، و إنما على سبيل البركة باعتباره نبي الله .
و بديهي أن عيسى – عليه السلام – لا يمكن أن يرد على لسانه إقراره لـ ( توما ) في وصفه له بالألوهية ، و هو النبي الداعي إلى التوحيد ، و سوف يجيب ربه يوم القيامة – إذا سأله عن تأليه الناس له – قائلاً : {ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي و ربكم }[المائدة/117] .
و غاية القول : إن ما يستشهد به النصارى على عقيدتهم في المسيح – عليه السلام – إما أن تكون شواهد مكذوبة النسبة إلى المسيح – عليه السلام – أو محرفة في نقلها و ترجمتها ، أو تكون متضمنة لألفاظ مؤولة لا ينبغي فهمها إلا في ضوء استعمال الكتب المقدسة لها ، و على ضوء بقية النصوص الأخرى التي تتضمن النص على بشرية المسيح – عليه السلام – و غيره من الأنبياء .
و سوف يتضح بجلاء بطلان ما يستشهد به النصارى على عقيدتهم في المسيح بعد أن نعرض فيما يأتي إبطال ابن تيمية و غيره من العلماء لما يستدل به النصارى من أدلة أخرى غير تلك التي أوردناها و أبطلناها في هذا المقام .
يذكر ابن تيمية أن عقيدة اليهود و النصارى في شأن المسيح – عليه السلام – على طرفي نقيض . فاليهود لم يعطوا المسيح حقه الذي منحه الله إياه ، فزعموا أن ولد زنا ، و أنه كذاب و ساحر ، و لم يؤمنوا به .
أما النصارى فقد غالوا في تعظيمه لدرجة تأليهه ، فقالوا عنه : إنه الله و ابن الله ، بل صار من يقول فيه القول الحق من علمائهم و عبادهم يجمعون لهم مجمعاً و يلعنونهم فيه على وجه التعصب ، واتباع الهوى ، و الغلو فيمن يعظمونه . الجواب الصحيح ( 2/88 ) .
و يبطل ابن تيمية عقيدة النصارى هذه في بنوة المسيح لله تعالى و ألوهيته ، و أدلتهم عليها من جهات متعددة ..
فهو يبطلها بإبطال أدلتهم من الكتاب المقدس – عندهم - ، و كذلك بإبطال استدلالهم عليها – في زعمهم – بالقرآن الكريم .
تفصيل ذلك : المقصود هنا – كما يقول ابن تيمية - : بيان بطلان احتجاج النصارى على أن المسيح هو الله ، أو ابن الله ، أو أنه كلمة الله الخالقة ، و أنه ليس لهم في ظاهر القرآن ولا باطنه حجة كما ليس لهم حجة في سائر كتب الله ، و إنما تمسكوا بآيات متشابهات ، و تركوا المحكم ، كما أخبر الله تعالى عنهم بقوله {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب و أخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله }[آل عمران/7] . والآية -كما يقول ابن تيمية – نزلت في النصارى فهم مرادون من الآية قطعاً . الجواب الصحيح (2/304) .
يقول ابن تيمية : ثم يقال للنصارى في هذا المقام : أنتم لا يمكنكم إثبات كون المسيح هو الله إلا بهذه الكتب ، ولا يمكنكم تصحيح هذه الكتب إلا بإثبات أن الحواريين رسل الله معصومون ، ولا يمكنكم إثبات أنهم رسل الله إلا بإثبات أن المسيح هو الله ، فصار ذلك دوراً ممتنعاً .- والدور هو : توقف الشيء على نفسه ، أي يكون هو نفسه عله لنفسه ، بواسطة أو بدون واسطة والدور مستحيل بالبداهة العقلية . أنظر : ضوابط المعرفة لعبد الرحمن الميداني ( ص333) - . فإنه لا تعلم إلهية المسيح إلا بثبوت هذه الكتب ، ولا تثبت هذه الكتب إلا بثبوت أنهم رسل الله ، ولا يثبت ذلك إلا بثبوت أنه الله ، فصار ثبوت الإلهية متوقفاً على ثبوت إلهيته ، و ثبوت كونهم رسل الله متوقفاً على كونهم رسل الله ، فصار ذلك دوراً ممتنعاً . الجواب الصحيح ( 1/357 ) .
إبطال ابن تيمية لاستدلالات النصارى على بنوة المسيح وألوهيته بالتوراة ثم بالإنجيل .
أولاً : إبطال أدلتهم من التوراة :
يستشهد النصارى على عقيدتهم ببنوة المسيح لله تعالى و أبوة الله له وبالتالي على ألوهية المسيح ، ببعض نصوص التوراة التي تتضمن هذه الألفاظ الدالة على تلك العقائد ، فقد قالوا : نحن معشر النصارى لم نسم المسيح بهذه الأسماء من ذات أنفسنا ، بل الله سماه بها ، و ذلك أنه قال على لسان موسى النبي في التوراة مخاطباً بني إسرائيل : أليس هو أباك و مقتنيك ، هو عملك وأنشأك . سفر التثنية ( 32 : 6 ) . أي أن اسم الأب أو كلمة الأب قد استعملت في التوراة بالنسبة لله عز وجل ، فلم يكونوا – في نظر أنفسهم – هم المبتدعين لتلك الكلمة في حق الله عز وجل ، ولا ما تستتبعه تلك الكلمة من النبوة بالنسبة للمسيح .
و قد أجاب ابن تيمية على ذلك بقوله : إن في هذا الكلام أنه سماه أباً لغير المسيح – عليه السلام – و هذا نظير قوله لإسرائيل : أنت ابني بكري - سفر الخروج ( 4 : 22 و 23 ) - و لداود : ابني و حبيبي – مزمور ( 89 : 26 . 27 ) – و قل المسيح : أبي وأبيكم – يوحنا ( 20 :17 ) - ، و هم يسلّمون أن المراد بهذا في حق غير المسيح بمعنى الرب ، لا بمعنى التولد الذي يخصون به المسيح .
ثم إن هذا الدليل الذي يستدلون به على بنوة المسيح لله تعالى و ألوهيته هو حجة عليهم ، فإذا كان في الكتب المتقدمة تسميته أباً لغير المسيح ، و ليس المراد بذلك إلا معنى الرب ، علم أن هذا اللفظ في لغة الكتب يراد به الرب ، فيجب حمله ف يحق المسيح على هذا المعنى ، لأن الأصل عدم الاشتراك في الكلام ، وأن استعماله في المعنى الذي خصو به المسيح إنما يثبت إذا علم أنه أريد به المعنى الذي ادعوه في المسيح ، فلو أثبت ذلك المعنى بمجرد إطلاق لفظ الأب لزم الدور ، فإنه يعلم أنه أريد به ذلك المعنى ، من حيث يثبت أنه كان يراد به في حق الله هذا المعنى ، ولا يثبت ذلك حتى يعلم أنه أريد به ذلك المعنى في حق المسيح ، فإذا توقف العلم بكل منهما على الآخر لم يعلم واحد منهما ، فتبين أنه لا علم عندهم بأنه أريد في حق المسيح بلفظ الأب ما خصوه به في محل النزاع .
ثم إنه لا يوجد في كتب الأنبياء و كلامهم إطلاق اسم الأب والمراد به أب اللاهوت ، ولا إطلاق اسم الابن و المراد به شيء من اللاهوت ، و لا كلمته ولا حياته ، بل لا يوجد لفظ الابن إلا والمراد به المخلوق ، فلا يكون لفظ الابن إلا لابن مخلوق ، و حينئذ فيلزم من ذلك أن يكون مسمى الابن في حق المسيح هو الناسوت ، و هذا يبطل قولهم : إن الابن و روح القدس صفتان لله ، وإن المسيح اسم اللاهوت والناسوت ، فتبين أن نصوص كتب الأنبياء تبطل مذهب النصارى و تناقض أمانتهم . الجواب الصحيح ( 2 / 123 ) .
ثانياً : إبطال أدلتهم من الإنجيل :
يستشهد النصارى ببعض نصوص الأناجيل التي تتضمن ألفاظاً دالة على تلك العقائد ، فقالوا : عمدوا الناس باسم الأب و الابن والروح القدس . متى ( 28 : 19 ) .
و قد رد ابن تيمية على ذلك بقوله : هذا النص هو عمدتكم على ما تدعونه من الأقانيم الثلاثة ، و ليس فيه شيء يدل على ذلك لا نصاً ولا ظاهراً ، فإن لفظ الابن لم يستعمل قط في الكتب الإلهية في معنى صفة من صفات الله ، ولم يسم أحد من الأنبياء علم الله ابنه ، ولا سموا كلامه ابنه ، و لكن عندكم أنهم سموا عبده وأو عباده ابنه أو بنيه ، وإذا كان كذلك فدعواكم أن المسيح أراد بالعلم ابن الله ، و كلامه دعوى في غاية الكذب على المسيح ، و هو حمل للفظ على مالم يستعمله هو ولا غيره فيه لا حقيقة و لا مجازاً ، فأي كذب و تحريف لكلام الأنبياء أعظم من هذا ، و لو كان لفظ الابن يستعمل في صفة الله لسميت حياته ابناً ، و قدرته ابناً ، فتخصيص العلم بلفظ الابن دون الحياة خطأ ثانٍ لو كان لفظ الابن يستعمل في صفة الله ، فكيف إذا لم يكن كذلك ...
بل ظاهر هذا الكلام أن يعمدوهم باسم الأب الذي يريدون به في لغتهم الرب ، والابن الذي يريدون به في لغتهم المربي ، و هو هنا المسيح ، و الروح القدس الذي أيد الله به المسيح من الملك والوحي وغير ذلك ، و بهذا فسر هذا الكلام من فسره من أكابر علمائهم . الجواب الصحيح ( 2/131-134 ) بتلخيص .
كما و يستدل النصارى على صحة عقيدتهم في بنوة المسيح لله عز وجل بما يدعونه و يتأولونه كعادتهم من آيات الكتاب الحكيم ، فيقولون
1 – إنه قد جاء في هذا الكتاب – يقصدون القرآن الكريم – الذي جاء به هذا الإنسان – أي محمد صلى الله عليه وسلم – {إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله و كلمته ألقاها إلى مريم و روح منه} [النساء/171] . و يقولون : و هذا يوافق قولنا : إن المسيح لاهوت و ناسوت ، إذ قد شهد القرآن أنه إنسان مثلنا بالناسوت الذي أخذ من مريم ، و كلمة الله و روحه المتحدة فيه ، وحاشا أن تكون كلمة الله و روحه الخالقة مثلنا نحن المخلوقين ، فأشار بهذا إلى اللاهوت الذي هو كلمة الله الخالقة . نقلاً عن الجواب الصحيح لابن تيمية ( 2/279 ) .
و قد رد ابن تيمية على استشهادهم هذا بقوله : إن دعواكم - أيها النصارى – على محمد صلى الله عليه وسلم أنه أثبت في المسيح اللاهوت والناسوت كما تزعمون أنتم فيه ، هي من الكذب الواضح المعلوم ، فلو ادعى اليهود على محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان يكذّب المسيح عليه السلام و يجحد رسالته ، كان كدعوى النصارى عليه أنه كان يقول : أنه رب العالمين وأن اللاهوت والناسوت ، و محمد صلى الله عليه وسلم قد أخبر فيما بلغه عن الله عز وجل بكفر من قال ذلك ، وبما يناقض ذلك في غير موضع كقوله تعالى { لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم ، قل فمن يملك من الله شيئاً إن أراد أن يهلك المسيح بن مريم وأمه و من في الأرض جميعاً }[المائدة/17] .
و قوله تعالى {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم و قال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي و ربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و مأواه النار و ما للظالمين من أنصار } [المائدة/72] .
و قوله تعالى { وقالت اليهود عزيز ابن الله و قالت النصارى المسيح بن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون }[التوبة /30] .
إلى غير ذلك من أمثال هذه الآيات ، فكيف يزعمون أن القرآن يثبت لاهوت المسيح و هو يكفّر صراحة – كما رأينا – من يثبت بنوته لله تعالى و ألهيته .
2 - و يقولون أيضاً في استدلالهم على ألوهية المسيح بآيات الكتاب الكريم في موضع آخر : أن الله قد سماه كذلك في هذا الكتاب خالقاً ، حيث قال : { وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيراً بإذني }[المائدة/110] . و هذا مما يوافق رأينا – والكلام للنصارى - واعتقادنا في السيد المسيح لذكره ؛ لأنه حيث قال {أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله } أي بإذن اللاهوت الكلمة المتحدة في الناسوت . نقلاً عن الجواب الصحيح لابن تيمية( 2/ 287 ) .
و قد أجاب شيخ الإسلام على ذلك بقوله : إن جميع ما يحتج به النصارى من هذه الآيات – و غيرها – هو حجة عليهم لا لهم ، و ذلك من وجوه :-
الوجه الأول : أن الله لم يذكر عن المسيح خلقاً مطلقاً ، ولا خلقاً عاماً ، كما ذكر عن نفسه تبارك وتعالى ، في كثير من الآيات . وأما المسيح عليه السلام فقال فيه : { وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني .. الآيات } و قال المسيح عن نفسه : { أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله .. الآيات } ، فلم يذكر إلا خلق شيء معين خاص بإذن الله ، فكيف يكون هذا الخالق هو ذاك ؟!
الوجه الثاني : أنه خلق من الطين كهيئة الطير ، والمراد به : تصويره بصورة الطير ، و هذا الخلق يقدر عليه عامة الناس ، فإنه يمكن لأحدهم أن يصور من الطين كهيئة الطير ، و غير الطير من الحيوانات ، والمعجزة أنه ينفخ فيه الروح فيصير طيراً بإذن الله عز وجل و ليس مجرد خلقه من الطين ، فإن هذا أمر مشترك .
الوجه الثالث : أن الله أخبر أن المسيح إنما فعل التصوير المحرم والنفخ بإذن الله تعالى ، و أخبر المسيح عليه السلام أنه فعله بإذن الله ، و أخبر الله أن هذا من نعمه التي أنعم بها على المسيح عليه السلام كما قال تعلى {إن هو إلا عبد أنعمنا عليه و جعلناه مثلاً لنبي إسرائيل }[الزخرف/59] .
و قوله تعالى { يا عيسى بن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد و كهلا ، و إذ علمتك الكتاب و الحكمة والتوراة و الإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيراً بإذني و تبرئ الأكمه و الأبرص بإذني و إذ تخرج الموتى بإذني } [المائدة/110] .
و هذا كله صريح في أنه ليس هو الله ، إنما هو عبد الله فعل ذلك بإذن الله كما فعل مثل ذلك غيره من الأنبياء ، و صرح بأن الآذن غير المأذون له ، و المعلِّم ليس هو المعلَّم ، و المنعم عليه و على والدته ليس هو إياه ، كما ليس هو والدته .
الوجه الرابع : إنهم قالوا : أشار بالخالق إلى كلمة الله المتحدة في الناسوت ، ثم قالوا في قوله { بإذن الله } أي بإذن الكلمة المتحدة في الناسوت ، و هذا يبين تناقضهم و افتراءهم على القرآن ؛ لأن الله أخبر في القرآن أن المسيح خلق من الطين كهيئة الطير بإذن الله ، ففرق بين المسيح و بين الله ، و بين أن الله هو الآذن للمسيح ، و هؤلاء زعمهم أن مراده بذلك أن اللاهوت المتحد بالناسوت المسيح هو الخالق ، و هو الآذن ، فجعلوا الخالق هو الآذن ، و هو تفسير للقرآن بما يخالف صريح القرآن .
الوجه الخامس : إن اللاهوت إذا كان هو الخالق لم يحتج إلى أن ياذن لنفسه ، فإنهم يقولون : هو إله واحد ، و هو الخالق ، فكيف يحتاج أن يأذن لنفسه و ينعم على نفسه ؟!
الوجه السادس : إن الخالق إما أن يكون الذات الموصولة بالكلام ، أو الكلام الذي هو صفة للذات ، فإن كان هو الكلام ، فالكلام صفة لا تكون ذاتاً قائمة بنفسها خالقة ، و لو لم تتحد بالناسوت ، واتحادها بالناسوت دون الموصوف ممتنع لو كان الاتحاد ممكناً ، فكيف و هو ممتنع ؟!
و إذا كان الخالق هو الذات المتصفة بالكلام ، فذاك هو الله الخالق لكل شيء رب العالمين ، و عندهم هو الأب ، و المسيح عندهم ليس هو الأب فلا يكون هو الخالق لكي شيء ، و القرآن يبيّن أن الله هو الذي أذن للمسيح حتى خلق من الطين كهيئة الطير ، فتبين أن الذي خلق من الطين كهيئة الطير ليس هو الله ، ولا صفة من صفاته ، فليس المسيح هو الله ، و لا ابن قديم أزلي لله ، و لكن عبده فعل بإذنه .
الوجه السابع : قولهم فأشار بالخالق على كلمة الله المتحدة في الناسوت المأخوذ من مريم لأنه كذا قال على لسان داود النبي : ( بكلمة الله خلقت السماوات و الأرض ) فيقال لهم : هذا النص عن داود حجة عليكم ، كما أن التوراة والقرآن و سائر ما ثبت عن الأنبياء حجة عليكم ، فإن داود عليه السلام قال : ( بكلمة الله خلقت السماوات و الأرض ) و لم يقل : إن كلمة الله هي الخالقة ، كما قلتم أنتم أنه أشار بالخالق إلى كلمة الله .
والفرق بين الخالق للسماوات والأرض و ين الكلمة التي بها خلق السماوات والأرض أمر ظاهر معروف ، كالفرق بين القادر والقدرة ، فإن القادر هو الخالق ، و قد خلق الأشياء بقدرته ، و ليست القدرة هي الخالقة .. فالله تعالى يخلق بقدرته و مشيئته وكلامه ، و ليس صفاته هي الخالقة .
الوجه الثامن : إن قول داود عليه السلام : ( بكلمة الله خلقت السماوات و الأرض ) يوافق ما جاء في القرآن و التوراة ، و غير ذلك من كتب الأنبياء ، إن الله يقول للشيء {كن فيكون} و هذا في القرآن في غير موضع و في التوراة قال الله : ( ليكن كذا ليكن كذا ) .
الوجه التاسع : قولهم : ( لأنه ليس خالق إلا الله و كلمته و روحه ) . إن أرادوا بكلمته كلامه ، و بروحه حياته فهذه من صفات الله ، كعلمه و قدرته ، فلم يعبر أحد من الأنبياء عن حياة الله بأنه روح الله ، فمن حمل كلام أحد من الأنبياء بلفظ الروح أنه يراد به حياة الله ، فقد كذب عليه ، ثم يقال : هذا كلامه و حياته من صفات الله كعلمه و قدرته ، وحينئذ فالخالق هو الله وحده و صفاته داخلة في مسمى اسمه ، لا يحتاج أن تجعل معطوفة على اسمه بواو التشريك التي تؤذن بأن الله له شريك في خلقه ، فإن الله لا شريك له ، و لهذا لما قال تعالى {الله خالق كل شيء} دخل كل ما سواه في مخلوقاته ، و لم تدخل صفاته كعلمه و قدرته و مشيئته و كلامه ، لأن هذه داخلة في مسمى اسمه ليست أشياء مباينة له .. وإن أرادوا بكلمة روحه المسيح ، أو شيئاً اتحد بناسوت المسيح ، فالمسيح عليه السلام كله مخلوق كسائر الرسل و الله وحده هو الخالق
الوجه العاشر : إن داود عليه السلام لا يجوز أن يريد بكلمة الله المسيح ؛ لأن المسيح عند جميع الناس هو اسم للناسوت ، و هو عند النصارى اسم اللاهوت والناسوت لما اتحدا ، و الاتحاد فعل حادث عندهم ، فقبل الاتحاد لم يكن هناك ناسوت ولا ما يسمى مسيحاً ، فعلم أن داود لم يرد بكلمة الله المسيح ، و لكن غاية النصارى أن يقولوا : أراد الكلمة التي اتحدت فيها – أي مريم – بجسد المسيح لكن الذي خلق بإذن الله هو المسيح كما نطق به القرآن بقوله {إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيهاً في الدنيا و الآخرة و من المقربين }[آل عمران/45] .
فالكلمة التي ذكرها ، و إنها هي التي بها خلقت السماوات والأرض ليست هي المسيح الذي خلق من الطين كهيئة الطير بإذن الله .
فاحتجاجهم بهذا – أي بأن المسيح باعتباره كلمة الله خلق الأشياء – على الكلمة الخالقة بإذنه ، هذا احتجاج باطل ، بل تلك الكلمة التي بها خلقت السماوات و الأرض لم يكن معها ناسوت حين خلقت باتفاق الأمم و المسيح لابد أن يدخل فيه الناسوت فعلم أنه لم يرد بالكلمة المسيح . أنظر : الجواب الصحيح (2 /287 – 293 ) .
3 - و يستشهد النصارى أيضاً على صحة بنوة المسيح لله وألويته بقوله تعالى { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ..الآية }[آل عمران/59 ] .
فقالوا : قد عنى بقوله : مثل عيسى ، إشارة إلى البشرية المأخوذة من مريم الطاهرة ، لأنه لم يذكر هنا اسم المسيح إنما ذكر عيسى فقط .
و كما أن آدم خلق من غير جماع ولا مباضعة ، فكذلك جسد المسيح خلق من غير جماع ولا مباضعة ، وكما أن جسد آدم ذاق الموت ، فكذلك جسد المسيح ذاق الموت .
و قالوا كذلك : و قد يبرهن على عقيدتنا أيضاً بما ذكره القرآن عن المسيح من أن الله ألقى كلمته إلى مريم ، و ذلك حسب قولنا : إن كلمة الله الأزلية الخالقة حلت في مريم و تجسدت بإنسان كامل . أنظر : الجواب الصحيح ( 2 / 294 ) .
و قد أجاب ابن تيمية رحمه الله عن ذلك بما يأتي :
أولاً : إن قوله تعالى {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون } كلام حق فإنه سبحانه خلق هذا النوع البشري على الأقسام الممكنة ؛ ليبين عموم قدرته ، فخلق آدم من غير ذكر ولا أنثى ، و خلق زوجته حواء من ذكر بلا أنثى ، و خلق المسيح من أنثى بلا ذكر ، و خلق سائر الخلق من ذكر و أنثى ، و كان خلق آدم و حواء أعجب من خلق المسيح ، فإن حواء خلقت من ضلع آدم ، و هذا أعجب من خلق المسيح في بطن مريم ، و خلق آدم أعجب من هذا و هذا ، و هو أصل خلق حواء ؛ فلهذا شبهه الله بخلق آدم الذي هو أعجب من خلق المسيح ، فإذا كان سبحانه قادراً أن يخلقه من تراب ، و التراب ليس جنس بدن الإنسان ، أفلا يقدر أن يخلقه من امرأة هي من جنس بدن الإنسان ؟ و هو سبحانه خلق آدم من تراب ، ثم قال له كن فكان لما نفخ فيه من روحه ، فكذلك المسيح نفخ فيه من روحه ، و قال له كن فكان ، و لم يكن آدم بما نفخ من روحه لاهوتاً وناسوتاً ، بل كله ناسوت ، و كذلك المسيح كله ناسوت .
وهذا كله يبين به إن المسيح عبد ليس بإله ، وأنه مخلوق كما خلق آدم ، و قد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يباهل من قال أنه إله ، فيدعوا كل من المتباهلين أبنائه و نسائه و قريبه المخلص به ثم يبتهل هؤلاء و هؤلاء يدعون الله أن يجعل لعنته على الكاذبين ، فإن كان النصارى كاذبين في قولهم : هو الله ، حقت اللعنة عليهم ، و إن كان من قال ليس هو الله بل عبد الله كاذباً حقت اللعنة عليه ، و هذا إنصاف من صاحب يقين يعلم أنه على الحق .
و النصارى لما لم يعلموا أنهم على حق نكلوا عن المباهلة ، و قد قال تعالى عقب ذلك { إن هذا لهو القصص الحق و ما من إله إلا الله .. الآية}[آل عمران/62] . تكذيباً للنصارى الذين يقولون : هو إله حق من إله حق ، فكيف يقال : إنه أراد أن المسيح فيه لاهوت وناسوت و أن الناسوت فقد دون اللاهوت ؟
و بهذا ظهر الجواب عن قولهم : أعني بقوله : – عيسى – إشارة إلى البشرية المأخوذة من مريم الطاهرة ؛ لأنه لم يذكر الناسوت هاهنا اسماً للمسيح ، إنما ذكر عيسى فقط .
فإنه يقال لهم : عيسى هو المسيح بدليل قوله تعالى {إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله و كلمته ألقاها إلى مريم و روح منه .. الآية} و قوله تعالى {ما المسيح بن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل .. الآية } فأخبر أن المسيح ليس هو ابن الله و إنما هو ابن مريم ، والذي هو ابن من مريم هو الناسوت ، و أنه ليس إلا رسول .
ثانياً : قولهم : ( و قد يبرهن أيضاً – أي عقيدتهم في المسيح من أنه إله و ابن إله – بما ذكره القرآن عن المسيح من أن الله ألقى كلمته الخالقة إلى مريم ، و ذلك حسب قولنا نحن معشر النصارى : إن كلمة الله الخالقة الأزلية حلت في مريم ، واتحدت بإنسان كامل ) . نقلاً عن الجواب الصحيح لابن تيمية ( 2/294 ) .
فيقال لهم : أما قول الله في القرآن فهو حق ، و لكن ضللتم في تأويله كما ضللتم في تأويل غيره من كلام الأنبياء ، وما بلّغوه عن الله و ذلك أن الله تعالى قال : {إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة من اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيهاً في الدنيا و الآخرة ومن المقربين ، و يكلم الناس في المهد و كهلاً و من الصالحين ، قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر ، قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون }[آل عمران/45-47 ] .
ففي هذا الكلام وجوه تبيّن أنه مخلوق ، ليس هو ما يقوله النصارى ، منها : أنه قال ( بكلمة منه ) و قوله : ( بكلمة منه ) نكرة في الإثبات ، يقتضي أنه كلمة من كلمات الله ، ليس هو كلامه كله كما يقوله النصارى .
و منها : أنه بيّن مراده بقوله ( بكلمة منه ) أنه مخلوق ، حيث قال {كذلك الله يخلق ما يشاء ، إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون }.
و قال في الآية الأخرى {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون } . وقال تعالى أيضاً {ذلك عيسى بن مريم قول الحق الذي فيه يمترون ، ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون } .
فهذه ثلاث آيات في القرآن تبيّن أنه قال له ( كن ) فكان ، و هذا تفسير كونه ( كلمة منه ) .
و قال ( اسمه المسيح عيسى بن مريم ) فأخبر أنه ابن مريم و أخبر أنه وجيهاً في الدنيا و الآخرة ومن المقربين ، و هذه كلها صفة مخلوق و الله تعالى و كلامه الذي هو صفته لا يقال فيه شيء من ذلك . و قال تعالى على لسان مريم {أنى يكون لي ولد } فتبين أن المسيح الذي هو الكلمة ، هو ولد مريم لا ولد الله سبحانه و تعالى ..
فمع هذا البيان الواضح الجلي ، هل يظن ظان أم مراده بقوله : ( و كلمته ) أنه إله خالق ، أو أنه صفة لله قائمة به ، وأن قوله ( و روح منه ) المراد به : أنه حياته ، أو روح منفصلة من ذاته ؟! أنظر الجواب الصحيح ( 2 / 299- 301) بتلخيص .
و لنا في هذا المقام كلمة :
بعد ردود ابن تيمية رحمه الله على النصارى فيما يستشهدون به على عقيدتهم من آيات القرآن ، فإذا كانوا يستشهدون بآيات القرآن على أنها من كلام الله ، أو من كلام محمد صلى الله عليه وسلم ، ليأخذوا جملة العقيدة التي أوحى بها الله ، أو العقيدة التي يعتقدها محمد صلى الله عليه وسلم ، ليأخذوا ذلك من جميع نصوص القرآن الواردة في الموضوع ، فلا يقتصرون على جملة هنا أو جملة هناك ، فالتعبيرات القرآنية عن المسيح بأنه كلمة الله أو روح من الله ، لابد وأن تفهم على ضوء الآيات الأخرى التي تنفي ألوهية المسيح و بنوته ، و تكفر من يقول بهما ، والتي تثبت براءة المسيح ممن يؤلهه أو يؤله أمه ، والتي تثبت كذلك اعترافه ببشريته .
على ضوء ذلك كله لابد و أن تفسر الآيات التي وصفت المسيح بأنه كلمة الله و روح منه ، و إلا فهو إيمان ببعض الكتاب و كفر بالبعض الآخر ، كما هو ديدنهم . و سواء اعتبر النصارى القرآن كلام الله أو كلام محمد صلى الله عليه وسلم فلابد من أن يأخذوا العقيدة القرآنية في المسيح من كل ما جاء في حقه من آيات . و هذا هو ما فعله شيخ الإسلام ، حيث جمع في مناقشتهم بين ما يستشهدون به من آيات القرآن ، و ما غضوا الطرف عنه من الآيات الأخرى ، و بذلك يكون التصور الكامل للعقيدة القرآنية في المسيح ، و في نفس الوقت يظهر بطلان استشهادهم على عقيدتهم الزائفة بآيات القرآن من جهة ، و بطلان عقيدتهم نفسها من جهة أخرى .
شبه أخرى :-
- يحتج النصارى على اختصاص المسيح بالبنوة والألوهية دون سائر الأنبياء والرسل بأنه كلمة الله الأزلية التي انفصلت عنه واتحدت بالمسيح من دون سائر البشر ، فكان ابناً بالطبع و ليس ابناً بالوضع الجواب : إنما خص المسيح بتسميته كلمة الله دون سائر البشر ؛ لأن سائر البشر خلقوا على الوجه المعتاد في المخلوقات ، بخلق الواحد من ذرية آدم من نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم ينفخ فيه الروح ، و خلقوا من ماء الأبوين ( الأب والأم ) . والمسيح عليه السلام لم يخلق من ماء رجل ، بل ما نفخ روح القدس في أمه حبلت به ، و قال الله له ( كن ) فكان ، و لهذا شبهه الله بآدم في قوله {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون } فإن آدم عليه السلام خلق من تراب و ماء فصار طيناً ، ثم أيبس الطين ، ثم قال له : ( كن ) فكان بشراً تاماً بنفخ الروح فيه ، و لكن لم يسم كلمة الله ؛ لأن جسده خلق من التراب والماء ، و بقي مدة طويلة يقال : أربعين سنة ، فلم يكن خلق جسده إبداعياً في وقت واحد ، بل خلق شيئاً فشيئاً ، و خلق الحيوان من الطين معتاد في الجملة ، وأما المسيح عليه السلام فخلق جسده خلقاً إبداعياً بنفس نفخ روح القدس في أمه ، قيل له : ( كن ) فكان له من الاختصاص – بكونه خلق بكلمة الله – ما لم يكن لغيره من البشر . أنظر الجواب الصحيح ( 2/166) .
- يقول ابن تيمية : إن النصارى عمدوا إلى ما هو جسد من جنس سائر أجساد بني آدم ، و قالوا : ( إنه إله تام وإنسان تام ) ، و ليس فيه من الإلهية شيء فما بقي - مع هذا – يمتنع أن يعتقد في نظائره ما يعتقد فيه .
فلو قال القائل : إن موسى بن عمران كان هو الله ، لم يكن هذا أبعد من قول النصارى فإن معجزات موسى كانت أعظم وانتصاره على عدوه أظهر و قد سماه الله في التوراة إلها لهارون و لفرعون . انظر سفر الخروج (4 :16 ، 7 :1 ) . والجواب الصحيح ( 3/174) .
ثم يقول : والمعجزات التي احتججتم بها للمسيح قد وجدت لغير المسيح ، ولو قدر أن المسيح أفضل من بعض أولئك ، فلا ريب أن المسيح عليه السلام أفضل من جمهور الأنبياء ، أفضل من داود وسليمان و أصحاب النبوات الموجودة عندكم ، و أفضل من الحواريين ، لكن مزيد الفضل يقتضي الفضيلة في النبوة والرسالة ، كفضيلة إبراهيم وموسى و محمد صلوات الله عليهم و سلامه ، و ذلك لا يقتضي خروجه عن جنس الرسل ، كما قال تعالى {ما المسيح بن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام أنظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون } و قال تعالى { و قال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي و ربكم أنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار و ما للظالمين من أنصار } .
وجماع هذا القول : إن سائر ما يوصف به المسيح عندهم و يدّعون اختصاصه به من كونه ابناً لله و كونه مسيحاً و كون الله حل فيه ، أو ظهر أو سكن أو أظهر المعجزات على يديه .. كل ذلك موجود عندهم في حق غير المسيح ، فليس للمسيح اختصاص بشيء من هذه الألفاظ في كلام الأنبياء توجب أن يكون هو الله أو ابن الله بل قد عرف – باتفاقهم واتفاق المسلمين – أن المراد بتلك الألفاظ حلول الإيمان بالله ومعرفته ، و هداه و نوره ومثاله العليّ في قلوب عباده الصالحين .
و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
أبو عبد الله الذهبي
===================================================================_((((((((((((((
سماسرة أسلمة المسيحيين في الإسكندرية
تامر صلاح الدين
الواقعة لا يعرفها الكثيرون في الاسكندرية لكنها حدثت بالفعل، توجد الآن تسعيرة ثابتة تدفع لسماسرة الأسلمة مقابل كل فتي أو فتاة قبطية يدخلان الإسلام، وهي تسعيرة لم تتغير في مناطق الاسكندرية كلها من السيوف إلي العامرية ومن الحضرة إلي غيط العنب، ويقف وراء هذا التمويل الهائل رجال أعمال يدفعون لكل سمسار عشرة آلاف جنيه عن الشاب وسبعة آلاف عن كل فتاة، مستغلين في ذلك فقر بعض الأقباط وحاجتهم إلي المال فيغرونهم بالمال للدخول في الإسلام. حلوه فقر الاقباط دى هل تعلم ان تعرف ان 90% من الشركات والمصانع المسيحي مبيشغلوش غير مسيحيين - المسيحيين 8% من عدد سكان مصر ويملكو 50% من اقتصادها وفى بعض القطاعات بيملكوا 70%
حققنا في الواقعة وتحدثنا مع مسلمين وأقباط من أطراف القضية، وفوجئنا أنهم يتحدثون معنا بمنتهي الصراحة، وهي صراحة لم تخل من اتهامات متبادلة بين الشيخ غنيم الذي يرعي الأسلمة وبين أهالي الأولاد الأقباط، وصلت إلي حد التجريح في السمعة وبعضها أقر بها أصحابها.
المثير في القضية أن الشيخ غنيم- نحتفظ باسمه كاملا وبياناته- يدعي أن أقارب رموز قبطية عديدة دخلوا الإسلام وأوراق إشهار الإسلام التي لديه تؤكد ذلك، لكن مصادر قبطية أكدت لنا أن هناك أسماء عديدة تحظي باحترام وتقدير من قبل رجال الشرطة تقف وراء أسلمة الأقباط من بينهم مهندس زراعي يمتلك فيللا في منطقة الكافوري ويناديه ضباط الداخلية بالدكتور، وقد استطاعت إحدي الفتيات أن تخرج من فيللته بالحيلة وقدمت ضده بلاغا في قسم الشرطة لكن البلاغ تم حفظه. زى كلام دكتور زغلول النجار بالضبط لما اتكلم عن التنصير فى مصر
الفتاة أغرت شابا مسلما- كما تقول المصادر - وهربت معه فاصطحبها إلي فيللا الدكتور لتشهر إسلامها، وهناك وجدت مجموعة من الفتيات المسيحيات،ههههه لاحظ فيلا زى كلام دكتور زغلول طب غيروا شويه يمكن نصدق يا اغبيه عندما انفردن بها قلن لها لا تطيعي الدكتور امال قاعدين ليه عنده، فقالت لصديقها المسلم إنها تمتلك مبلغا من المال تحتفظ به في غرفتها مع مشغولاتها الذهبية وأقنعته بضرورة إحضار هذه الأشياء لتعينهم علي الحياة، وهكذا استطاعت أن تخرج. بجد روحوا اتعالجوا
الواقعة الأغرب والتي تؤكد أن الأسلمة تحولت إلي بيزنس وتجارة هي واقعة الشاب فادي، لأن السمسار هذه المرة كان مسيحيا من منطقة غيط العنب، وقد حصلت الداخلية علي تسجيلات صوتية يطلب السمسار فيها من والد الشاب ربع مليون جنيه حتي يعيد له ابنه الذي اسلم، وهي الواقعة التي تعاطف معها الأمن بعد أن أصبح فادي بعيدا عن بيته ودراسته وحتي عن أولئك الذين أقنعوه بإشهار إسلامه، وقد وجده أبوه في منطقة ميامي وأعاده إلي بيته ودراسته مرة أخري. اذا كان المتكلم مجنون فالمستمع عاقل
أما أحدث الوقائع والتي لا تزال ساخنة فقد وقعت في منطقة الحضرة الجديدة وتحديدا في شارع الزهور وبدأت في شهر مارس الماضي، وانتهي الفصل الأول منها في قسم شرطة سيدي جابر، ومن المنتظر أن يبدأ الفصل الثاني في محل سكن الفتاة التي أسلمت والتي ستتزوج من سيد كنانة المسجل خطر مخدرات الأسبوع القادم وهي تحمل جنينا في شهره الرابع باعترافها أمام أمها. يا ناس فيه واحده تسلم علشان تتجوز بلطجى
في هذه الواقعة تحديدا اعترف لنا الشيخ غنيم الذي يعيش في كفر الدوار أنه سيدعو قسيسا إلي هذا الفرح رغم بأنه كما قال لنا لا يرضي عن هذه الزيجة، أما تفاصيل هذه الواقعة فقد كانت كالتالي:
في السابعة من صباح 10 مارس خرجت دميانة كامل فوزي من مواليد 18 أكتوبر 88 من بيتها متوجهة إلي الكنيسة ولم تعد، في اليوم التالي ذهبت الأم وحررت المحضر رقم 3842 لسنة 2008 إداري سيدي جابر وأرفقت صورة لابنتها، كما سألت عنها كل معارفها وجيرانها المسلمين والمسيحيين. ممن واحده اسلمت اسمها كده وبيحاولوا يشوهوا سمعتها
بعد فترة أخبرها الجيران أن تسأل أحد تجار المخدرات بالمنطقة واسمه سيد كنانة، لكن سيد أنكر ي معرفة بالفتاة، وفي الأسبوع الماضي وبسبب إلحاح الفتاة عليه أخبرها أن ابنتها أشهرت إسلامها لكنه رفض أن يخبر الأم بمكانها، وإن كان أعطاها رقم أحد الشيوخ الذي يقيم في كفر الدوار بمحافظة البحيرة، تحدثت معه، لتعرف منه انه زوجها لأحد أصدقائه لأنه شخصيا متزوج من ثلاث نساءهههههه الله يجازى شيطانكم ، وقال للام إنها لن تري ابنتها إلا إذا أعلنت إسلامها هي الأخري يا ناس حد يسكت المجنون ده ، جارته الأم فيما يقوله بسهوله كده الاسلام فحدد لها موعدا في الثامنة مساء اليوم نفسه أمام «بنزينة» صبري في منطقة السيوف بالإسكندرية وأخبرها أن تأتي بمفردها، لكن كاهن الكنيسة طلب منها أن تصطحب معها من يراقبها حتي لا يحدث لها مكروه. ههههه ده لو حصل كانوا بعتوا معاها جيش
في الموعد اتصل بها الشيخ وأخبرها أنها كاذبة وأنها لن تري ابنتها مرة أخري وهددها بحرق المنطقة التي تسكن فيها والمسلمين كمان هههههه ويذاء ابنها الآخرين، وقال إن ابنتها دميانة اسلمت وأصبح اسمها فاطمة وأنه لا شارون ولا شنودة يستطيعان استرداد الفتاة منه شارون مات يامسطول ، وفي صباح 7 ميو ذهبت الأم لاستخراج شهادة ميلاد لابنتها لتتاكد من صحة إدعاء الشيخ، وفي السجل المدني أخبرها الموظفون بصورة ودية أن ابنتها حضرت بصحبة ثلاثة رجال وقدمت لهم شهادة رسمية تفيد إشهار إسلامها، ثم غيرت اسمها في شهادة الميلاد.
في اليوم نفسه توجهت الأم بصحبة جوزيف ملاك المحامي إلي قسم سيدي جابر لعمل محضر بالوقائع الجديدة، حمل المحضر رقم 56 أحوال، طالبت الأم في المحضر التأكد من إشهار إسلام ابنتها وحمية ابنيها الآخرين من تهديدات الشيخ غنيم، وهي في القسم كلمها الشيخ غنيم وقال إنها ستتحمل نتيجة ذهابها إلي القسم جوه القسم اسم النبى حارسك ههههه، ثم طلب منها أن يتحدث مع المأمور الذي ظل يستمع إليه لمدة خمس دقائق.
بعدها طلب منهم المأمور إعادة النظر في أقوالهم، لكن الموقف ازداد اشتعالا عندما حضرت دميانة إلي القسم وهي ترتدي النقاب وبصحبتها فتاة أخري قيل إنها سيد كنانة جميل الفيلم الكرتون ده بينما ينتظرها في الخارج ثلاثة رجال آخرين.
حررت الفتاة محضرا لم يستطع المحامي ان يطلع عليه، وأخبرهم المأمور أنه سيحيلهم جميعا إلي النيابة، وطلب الأمن من الأم عدم التعرض للفتاة بي طريقة حتي لا تقع تحت طائلة القانون.
أفرجت النيابة عن دميانة وسيد كنانة الذي كان أصدقاؤه ينتظرونه وتحت ملابسهم الأسلحة البيضاء لإرهاب الأم التي أكدت أن كنانة حصل علي سبعة آلاف جنيه ليتزوج من إبنتها وأن اهالي المنطقة أكدوا لها أنه بمجرد أن ينفق الفلوس سيرمي ابنتها «رمية الكلاب» يا راجل ، وإن كانت الأم قد أكدت أن ابنتها اتصلت بها وأخبرتها أن تبتعد عنها وتعيش حياتها.
تحدثنا مع الشيخ غنيم الذي قال الكثير بالفعل: فتاة الحضرة اسمها شهد أما فاطمة فهي فتاة أخري وقد قابلت شهد أول مرة عندما جئت إلي الإسكندرية لأتمم إشهار إسلام رجل مسيحي طلب مني أن أرعي معه شهد يضا.
قلت له:ومن فوضك لإشهار إسلام المسيحيين؟
فقال:يتم إشهار الإسلام في الأزهر ثم يأتوا لنا لنعلمهم دينهم قلت له:لكن الفتاة قالت إنها وجدت لديك فتيات أخريات من القاهرة والمنصورة فهل توجد حالات كثيرة؟
فقال:البنات يعذبن في الكنيسة ولدينا فتاة عمرها 16 سنة ولم تعد تطيق سماع سيرة النصاري، ولدينا فتيات كثيرات يردن الدخول في الإسلام...بل لدينا أسرتان كاملتان تريدان إعلان إسلامهم. وايه اللى مانعهم
سألته عما دار بينه وبين مأمور قسم سيدي جابر في التليفون؟، فقال: أنا لا اتعامل مع ضباط الأقسام ولكن مع ضباط امن الدولة بشكل مباشر. امال مين اللى بيتعذب القساوسه
قلت له وماذا فعلت في أمن الدول؟ فقال: ولا حاجة مجرد أسئلة عادية، سألته، ومن ين تنفق علي هؤلاء جميعا؟
فقال بغموض:الخير من عند الله، وأنكر أنه يتلقي تمويلا من ي جهة خارجية، وإن كان لم ينكر أن لديه بيتا في كفر الدوار وآخر في الاسكندرية وتجارة واسعة في كفر الدوار.
عدنا لفتاة الحضرة قلنا له: هل أعطيت سيد كنانة سبعة آلاف جنيه ليتزوج من الفتاة؟فقال:لا لم يحدث فالمسلمون فقراء لا يملكون هذه الأموال، وقد أتم سيد كتب الكتاب ولم يبق غير الفرح الذي سندعو إليه القساوسة، سارعت وقلت له:سيد هذا مسجل خطر فهل أنت راض عن هذه الزيجة؟ فقال :بصراحة لا لكنها تحبه وكانت تريد دخول الإسلام لتتزوجه ههه مينفعش تتجوز وهيه مسيحيه والحمد لله قمنا بتعليمها.
المفاجأة في هذا الملف لم تأت بعد...فدميانة أو فاطمة أو شهد ادعت أمام النيابة أن كامل فوزي ليس أبيها وإنما زوج أمها، كما دعت يضا أن أمها أرادت إشهار إسلامها من قبل وتراجعت، وهو ما نفته الأم تماما، كما نفت مصادر من داخل الكنيسة دعاء الشيخ غنيم بأن الأم هربت مع عشيق لها، لكن المدهش أن الأمن نفسه تحدث مع الأطراف الحقوقية التي تتابع الموضوع وحذرها من الزج باسمه في هذه القضيا وادعت مصادر أمنية أن الأم وابنتها من الأساس مسجلتين خطر آداب. محاوله لتشويه سمعه من تسلم معلش اصلكم بتنسوا اللى بيحصل فى الكنايس
انتهى الفيلم الكوميدى
تحذير
الفيلم ده بيعلم الغباء
محدش يدخلوا كتير
((((((((((((عظيم هو سر العباسية؟)))))))))))))========== أأأه يا نافوخيييي
يرجع قدم الخلافات ووجهات النظر والمجادلات والمجالادات بين الفرق النصرانية منذ أول يوم ابتدعت الطوائف النصرانية فيه عقائدها المنحولة من الديانات الوثنية التى كان يعتنقها سكان البلدان الذين وجدوا بها , وإن كانت المجادلة ووجهة النظر تحتاج بالطبع إلى عقول سوية للتباحث والتناظر ولإبداء الأسباب التى من اجلها يعتنق كل فريق ما ينادى به . أما فى النصرانية على كافة طوائفها المتعددة فيبدو أن كلمة العقل مفقودة أو لا محل لها فى قاموسهم أو أنها خارج نطاق الخدمة فمعظم الخلافات الموجودة بين الطوائف النصرانية غالبا مضحكة يشعر المرء أمامها وكأنه طبيب فى مستشفى المجانين وكما يقولون فإن شر البلية ما يضحك وللنصارى فيما يسمى بعلم اللاهوت مجادلات ومناظرات كفيله بقتل من يستمع إليها أو يقرأها من الضحك وموضوع هذه المقالة هو الخلاف بين الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت واخرون من جهة ونصارى الأدفنتست وأخرون من جهة اخرى والموضوع.
بإختصار غير مخل بالموضوع هو إعتقاد طائفة الأدفنتست أو السبتيون بأنه ينبغى على كل الطوائف النصرانية أن تقدس يوم السبت وليس الأحد على إعتبار أن التوراة تقول بهذا فى سفر الخروج (20: 8 اذكر يوم السبت لتقدسه) . بينما يرى النصارى ومنهم الأرثوذكس والكاثوليك وغيرهم أنه ينبغى تقديس يوم الأحد بدلا من السبت ونحن طبعا على الحياد بينهم فسواء كان السبت أو الأحد أو حتى الخميس فهذا لن يقدم ولن يؤخر عندنا , والمضحك فى هذا الموضوع هو رد أحد المواقع الأرثوذكسية على طائفة الأدفنتست أو السبتيون حيث يقول كاتب المقال الذى لم يذكر أسمه فى موقع "حامى الإيمان" ردا على الأدفنتست فى موضوع يوم السبت التالى أنقله بتمامه حتى بدون تصحيح الأخطاء :
((( يريدون إعادة بناء اليهودية وتقديس يوم السبت بدلاً من الأحد... هل تقدسون السبت الذى كان المسيح فيه ميتاً فى القبر والأختام موضوعة، ولم تكن أمجاد القيامة قد أستعلنت بعد،وترفضةون تقديس يوم الأحد الذى قام فيه الرب وأنتصر على الموت... حقاً إنه صوت الشيطان الذى زلزلت القيامة مملكته، فذهب يحاربها محاولاً طمس معالمها، وهمس فى آذان رؤساء الكهنة فأغروا الحراس أن يشيعوا أن التلاميذ سرقوا الجسد وهم نيام... حقاً إن الذين يقدسون يوم السبت هم بالحقيقة أعداء قيامة المسيح.))). أنتهى
والآن عزيزى القارئ العاقل هل تفضل يوم السبت الذى كان (الرب) (ميتا) (مقبورا) أم أنك تفضل يوم الأحد الذى (قام) فيه (الرب) من بين (الأموات) هل هو فعلا (صوت الشيطان الذى زلزلت القيامة مملكته) أم انه صوت السرايا الصفراء والعصفورية .
هل هو فعلا ( إن الذين يقدسون يوم السبت هم بالحقيقة أعداء قيامة المسيح ) أم هو صوت أعداء العقل والمنطق .
عزيزى القارئ المسلم لو كنت ممن أسعدهم حظهم ولم تلتقى بمبشرين نصارى فأعلم ان اول ما يبدؤن به كلامهم معك هو ( يا فلان الرب مات عشانك ) فإن كنت مهذبا ولم تخلع حذائك لأستعراض متانته على رأس المبشر أو كنت مشغولا أو لا يوجد فى قلبك رحمة لحمله لقرب مستشفى للمجانين فستجده يقول لك ( نعم الرب مات عشانك ولكنه قام من بين الأموات ) أو ( المسيح انتصر على الموت على الصليب) ثم ( المسيح (الرب) افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لاجلنا ويليها بقوله (عظيم هو سر النعمة ) وفى راوية اخرى نقول عظيم هو سر العباسية .
وإذا كان رب النصارى قد مات نقول لهم البقاء لله ولا أراكم الله مكروها فى معبودا لديكم .هاهاها؟؟؟مُحرف بعلم أهله - ابن الفاروق المصرى
هذه المقالة ردا علي مقالة نشرت تحت عنوان (هل كل ما في التوراة: محرف مبدل؟) في جريدة الشرق الأوسط موقعه بأسم سعودي يدعي زين العابدين الركابي ولكن عند قراءة المقال تبين أنه وضع أسمه عليه فقط وأن والمقال تأليف نصراني يدعوا إلي تمييع العقيدة الإسلامية داعيا فيما بين السطور وليس علنا لمؤامرة الحوار بين الأديان لأنه تقريبا لم يجد الشجاعة الأدبية الكافيه لإعلان رأيه صراحة وكم من مقالات ترتكب بأسم الدين
الأستاذ زين العابدين الركابي
ردا علي مقالتك ( هذا إن كنت أنت من كتبها فعلا ) والتي تحمل عنوانا أكبر منها (هل كل ما في التوراة: محرف مبدل؟) فعنوان كهذا تكتب فيه مجلدات وليس سطور قليلة تعتمد علي النسخ واللصق أحيانا ناهيك من أن المفترض في كاتبها أن يكون من أهل العلم .
أولا أنا لم اسمع بك من قبل (وإن كان جهلي بك لن يضيرك كما أن علمي بك لن يفيدني) ولكني أسألك من تكون سيادتك هل أنت من المشايخ أو طلبة العلم أو حتي طويلب علم مثلا حتي تخوض فيما لم تحط بيه علما وتورد آيات قرآنية لا تعرف سبب نزولها أو هل لديك إطلاع أصلا علي كتب اليهود والنصاري ؟؟ لا اعتقد والدليل أنك لم تميز في مقالتك بين التوراة وهي للعلم الكتب الخمسة الأولي من كتاب اليهود فقط أما الباقي فلا يطلق عليه توراة .
وكل هذا ليس من أجل كشف حقيقة ما أو تصحيح مفهوم وهذا بحسب ما نجده بين سطور مقالتك التي لا دور لك فيها سوي التوقيع ولكنه ما يمكننا تسميته بالتبشير الباطني الذي يتزعمه النصاري واليهود ليس بغرض التقريب بين الأديان كما يزعمون لا سمح الله ولكن كما تعلم بغرض تمييع العقيدة الإسلامية وإبعاد المسلمين عن دينهم بوضع السم في العسل كما يقولون .
ودعوني أولا قبل ان أرد علي المقالة أورد لكم أولا ما أعنيه بالتبشير الباطني تلك الطريقة التي يتبعها النصاري ويعاونهم في اليهود ولعل مقولة زويمر [1] الشهيرة هي خير معبر عن هذا المصطلح إذ يقول :
[[ مهمة التبشير التي ندبتكم دول النصرانية للقيام بها في البلاد المحمدية ، ليس هو إدخال المسلمين في النصرانية ، فإنَّ في هذا هداية لهم وتكريمًا (هنا يقول أخوانا الشوام ده قصر ديل يا أزعر) ، وإنما مهمتكم أنْ تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقًا لا صلة له بالله]]
ثم ينتقل إلي مزيد من تفاصيل الخطة الباطنية شارح أركانها بقوله :
[[يجب إقناع المسلمين بأنَّ النصارى ليسوا أعداءً لهم ، وينبغي أنْ يتبنى التبشير رجال من المسلمين لأنَّ الشجرة لابد أن يقطعها أحد أعضائها ، ولا يجب أن يتسرب اليأس إلى المبشرين إذا كانت النتائج ضعيفة في البداية.]]
ومن هنا يمكننا ببساطة أكتشاف أن الحوار بين الأديان ما هو إلا أسم التدليل لمخططات زويمر وغيره من مسئولي التنصير في البلدان الإسلامية.
وفي المقالة التي نرد عليها هنا (هل كل ما في التوراة: محرف مبدل؟) للموقع أدناه زين العابدين الركابي نجد أن كاتب المقالة (وشركاه) ينفذون المخطط النصراني للتبشير الباطني علي أكمل وجه فقارئ المقالة لن يشك ولو للحظة في كاتبها بحكم انه مسلم حسبما يظن والآيات المبتورة التي يوردها تبدو وكأنها عين العقيدة الإسلامية مما سيدعو القارئ للتعاطف مع مؤلف المقال (هذل إن صحت التسمية) بل وقد يتبني عن جهل الأفكار المسمومة التي التي يحاول زين الدين الركابي أقناعنا بها .
وفي السطور القادمة بأمر الله سنوضح مآخذنا علي المقالة وسنوضح أن كل ما فيها من أفكار مسمومة ماهي إلا نتاج أمر دبر بليل الغرض منه ليس الحوار ولكن الخراب والبوار لكل ما هو إسلامي .
• سبب المقالة
يبدو من أول وهلة بسبب أسم المقالة الفضفاض (هل كل ما في التوراة: محرف مبدل؟) أن الهدف الرئيس منها هو أقناع المسلمين زورا وبهتانا بان التوراة اليهودية ليست محرفه كلها ولكن بعد سطور قلائل يتضح أن العنوان الذي خشي أن يكتبه موقع المقال كان من المفترض أن يكون (عصمة التوراة ةعدم تحريفها) وهذا يتضح مثلا في قوله :
[[ونبي الاسلام مؤمن بما أنزل الله على موسى، متبع للوحي، وقاف عند كلمة الله، ولذلك عظم التوراة تعظيما، ووقرها توقيرا..]] وهو ما ليس له دليل.
وقوله : وهذا الكتاب العظيم الذي أنزل على موسى، نحن مأمورون بالايمان به: لا يتحقق إيماننا بالقرآن إلا اذا أمنا بالتوراة
وقوله : والتوراة مرجع ديني من مراجعنا نحن المسلمين .
قيل قديما تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها ففهم البعض أن الحكمة للنساء فقط وأكلوا بأستهم .
وسنرد علي هذه النقاط في الأجزاء المخصصة لذلك ولكننا قبل أن نبدأ الرد نسأل سيادة المؤلف ومشاركوه ما هو الهدف من هذه المقالة أساسا ؟؟؟؟؟
هل هو يسترضي بها اليهود والنصاري ؟؟
أم انه يهدف لإلي أن يرضي عنا اليهود والنصاري ؟؟؟؟
هل سيخرج اليهود من فلسطين مثلا لو قلنا ان كتابهم غير محرف ؟؟؟
أم سيخرج الصليبيين من العراق والشيشان وأفغانستان .. ألخ عندما نقول هذا ؟؟
طبعا الأجابة لا هذا ولا ذاك ونسأل ثانية ما هو الهدف والإجابة ستكون كلاما مضحكا غير صالح للإستهلاك الآدمي ستجد كلام وآماني وشعارات جوفاء لطالما رددوها ولم نجد منها خير سيقولون مثلا : لإرساء قواعد السلام والتفاهم بين الأديان السماوية الثلاثة ولتقريب وجهات النظر بين معتنقي الأديان الثلاثة وهو كلام ليس له معني وإن كان له فأطلب تفسيره أو تصويره علي أرض الواقع .
الأستاذ موقع المقال يقول الله عز وجل في سورة [البقرة : 120] :
( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير)
ولن يرضي اليهود والنصاري لا بحوار أديان ولا حتي بكفرنا لن يرضوا إلا إذا أتبعنا ملتهم فعد إلي رشدك ولا تتبع اهوائهم فلن تجد من دون الله من ولي ولا نصير
الأستاذ موقع المقال يقول الله عز وجل في سورة [الكافرون : 1-6] :
( قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبد * ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولي دين )
وتفسيرها إن كنت تجهل هو قل يا أيها الرسول للذين كفروا بالله ورسوله: يا أيها الكافرون بالله لا أعبد ما تعبدون من الأصنام والآلهة الزائفة ولا أنتم عابدون ما أعبد من إله واحد, هو الله رب العالمين المستحق وحده للعبادة لكم دينكم الذي أصررتم على اتباعه, ولي ديني الذي لا أبغي غيره.
الإسلام منذ أن اشرقت شمسه قال رسوله بوحي من ربه ( لكم دينكم ولي دين ) فما هو الهدف من حوار الأديان سوي التبشير الباطني وتمييع عقيدة الأمة هل ستقولون لنا كما قال مشركي قريش للرسول صلي الله عليه وسلم نعبد إلهك يوما وتعبد إلهنا يوما ؟؟؟؟؟
نقض المقالة :
نجد أن موقع المقالة أكثر إيمان بالتوراة ومن عدم تحريفها من إله اليهود نفسه الذي يقول بصريح العبارة في كتابهم في سفر أرميا :
23: 36 اما وحي الرب فلا تذكروه بعد لان كلمة كل انسان تكون وحيه اذ قد حرفتم كلام الاله الحي رب الجنود الهنا
رب اليهود يقول لهم بصريح العبارة قد حرفتم كلامي وسيادتك تري علي ما يبدو لي أن رب اليهود أيضا علي خطأ أو أنه من معاندي مؤامرة حوار الأديان
ويقول أيضا في سفر المزامير المنسوب لداوود عليه السلام :
56: 5 اليوم كله يحرفون كلامي علي كل افكارهم بالشر .
نرجو من سيادتكم توقيع مقال آخر للرد علي إله اليهود وأحتسب الأجر عند من وقعت له المقال.
ويبدأ الموقع أدناه مقالة غيره بقوله :
[[ أكان للناس عجبا: أن عظم نبي الإسلام التوراة؟.. لقد غشى العجب أقواما: كيف يعظم النبي كتابا أنزل على موسى، ويوقره توقيراً وهو الذي أنزل عليه الوحي الخاتم الناسخ؟! ]] .
والسؤال هنا هو أية توراة عظمها الرسول عليه الصلاة والسلام (وليس نبي الإسلام كما اعتاد أن يطلق عليه اليهود والنصاري تأدبا أثناء الحوار مع المسلمين) . ومتي عظمها الرسول عليه الصلاة والسلام ؟؟؟؟
للأسف لم يورد ما يبرهن علي إفتراءه وزعمه هذا ولو حتي بالتلميح ولكنه يرتكب الكلمات وكأنها أمرا مقضيا وكأنها شيئا من البديهيات وقالوا أن اول القصيدة كفر وأقول أول المقالة غش . ولا أدري من هم الناس أو من هم الأقوام الذين كان لهم عجبا اللهم إلا من قرأ هذا فأستعب من جراءة الكاتب علي رسول الله وكذبه عليه والإدعاء عليه بما لم يفعله .
أما بخصوص الآيات القرانية التي تفضلت مشكورا ومأجورا (من اليهود والنصاري) بأيرادها والتي لا يجرؤ يهودي علي الأستشهاد بها (إما للعلم أو للحياء) فيبدو ان سيادتكم لست علي دراية بما يسمي بأسباب النزول أو لم تكلف نفسك أن تقرأ ولو حتي التفسير الميسر للقرآن الكريم لتعلم إن كان ما تقوله حقا أم أفتراء
فعلي سبيل المثال فيما يختص بالآيه الكريمة من سورة [المائدة : 44] :
(إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور)
فهو امر بديهي لأن الله يوم انزلها عليهم كان بها هدي ونور وبديهيا أيضا أن هذا لا ينفي تحريفهم لها حتي أن التفسير الميسر للقرآن الكريم يقول بكل وضوح :
((إنا أنزلنا التوراة فيها إرشاد من الضلالة, وبيان للأحكام, وقد حكم بها النبيُّون -الذين انقادوا لحكم الله, وأقروا به- بين اليهود, ولم يخرجوا عن حكمها ولم يُحَرِّفوها))
وضع تحت كلمة ولم يحرفوها مليار خط.
أما حول سورة [المائدة : 43] :
(وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله)
فلا أدري سبب صمت سيادتكم عن باقي الآية أو أغفالها بمعني أدق والآية كاملة تقول :
( وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين )
لا حظ جملة ثم يتولون من بعد ذلك فالآية هنا تستعجب من حال اليهود الذين جاؤا يحكموا الرسول في قضية زنا المتهم فيها احد أشرافهم من أجل الحصول علي حكم مخفف له بالرغم من عدم إيمانهم بالرسول صلوات ربي وتسليمه عليه فالله يستنكر عليهم فعلتهم هذه وعوده للتفسير الميسر والذي انصح سيادتكم بالأطلاع عليه قبل أن تخوض في مقالات أخري يقول : ((إنَّ صنيع هؤلاء اليهود عجيب, فهم يحتكمون إليك -أيها الرسول- وهم لا يؤمنون بك, ولا بكتابك, مع أن التوراة التي يؤمنون بها عندهم, فيها حكم الله, ثم يتولَّون مِن بعد حكمك إذا لم يُرضهم, فجمعوا بين الكفر بشرعهم, والإعراض عن حكمك, وليس أولئك المتصفون بتلك الصفات, بالمؤمنين بالله وبك وبما تحكم به.))
أظن أن الأمر واضح فهم اي اليهود بعد أن حرفوا كلام ربهم بحسب قوله في كتابهم كما أوضحت سلفا فهم يكفرون كفرا علي كفرهم في هذه الآية إذا يتغاضون عما يؤمنوا به من أجل إنقاذ أحد اشرافهم وهو كفر علي كفر .
أما بخصوص الآية في سورة [البقرة : 53] :
(وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان)
فالله هنا يذكر بني إسرائيل بنعمته عليهم أو كما يقول التفسير الميسر أستاذي الفاضل :
((واذكروا نعمتنا عليكم حين أعطينا موسى الكتاب الفارق بين الحق والباطل -وهو التوراة-; لكي تهتدوا من الضلالة))
فهو تذكيرا لهم بنعمة الله ولا يفيد في نقض التحريف شيئا.
وطبعا الآية التالية والتي أستشهدت سيادتكم بها ينطبق عليها نفس تفسير الآية السابقة وأعني بها [الأنعام : 154]
((ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن وتفصيلا لكل شيء وهدى ورحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون )).
أما بخصوص قولك :
ونبي الاسلام مؤمن بما أنزل الله على موسى، متبع للوحي، وقاف عند كلمة الله، ولذلك عظم التوراة تعظيما، ووقرها توقيرا..
فدعني أحيط سيادتكم علما بأن الرسول عليه الصلاة والسلام (ولا أدري لماذا تقول نبي الإسلام وتقف إلا إذا كان كل دورك في المقالة التوقيع بأسمك وكاتبها كافر) والمسلمين أجمعين يؤمنون بكل ما أنزل من قبله من كتب الكتب التي كان فيها هدي ونور وليست المحرفة الموجود لديهم الآن وهو إن كنت لا تعلم الركن الثالث من أركان الإيمان وهي ستة: أن تؤمن بالله وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، وباليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره من الله تعالى.
أما بخصوص الكلام المفبرك والذي تقول فيه عن الرسول عليه الصلاة والسلام ((ولذلك عظم التوراة تعظيما، ووقرها توقيرا)) فهو كلام خيالي ينبع من عقلك الباطن الذي يحاول اثبات ما يتمناه الكفار من اليهود والنصاري ولتأكيد كلامي أنقل لك هذا الحديث الصحيح :
(( أن عمر بن الخطاب أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتب فقرأه فغضب النبي صلى الله عليه وسلم فقال أمتهوكون فيها يا بن الخطاب والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به والذي نفسي بيده لو أن موسى صلى الله عليه وسلم كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني)).
حديث صحيح رواه أحمد (3/387) عن جابر بن عبد الله
هل لاحظت عبارة (فغضب النبي صلى الله عليه وسلم) هل قرأت (والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية) هل رأيت (لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به) هل فهمت (والذي نفسي بيده لو أن موسى صلى الله عليه وسلم كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني ) سيدي الموقع أدناه لا نقول لو كان اليهود او لو كان النصاري ولكن نقول سائرين علي خطا الحبيب المصطفي صلوات الله وتسليمه عليه لو أن موسى صلى الله عليه وسلم كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعنا وأن عيسي عليه السلام سيأتي في أخر الزمان ويتبعنا تحت راية المهدي فمن يكون أسيادك الذين تدعوا لهم وتوقع من أجلهم المقالات هل هم اعظم من موسي وعيسي .
أما بخصوص النقطة الأولي والتي تقول فيها :
ـ وأول الحق: أن التوراة كتاب أنزله الله بيقين، على نبي الله موسى صلى الله عليه وسلم: «قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين. وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها».
فهو أمر لا يتناطح فيه عنزان وهو الركن الثالث من أركان الإيمان كما اوضحنا سلفا وإن كنت لا اعلم ما تعنيه بعبارة وأول الحق فأول الحق هو أن تعلم أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله.
أما بخصوص قولكم:
2 ـ وهذا الكتاب العظيم الذي أنزل على موسى، نحن مأمورون بالايمان به: لا يتحقق إيماننا بالقرآن إلا اذا أمنا بالتوراة
ولا أدري ما تعنيه بكلمة وهذا الكتاب العظيم وعن أي توراة تتحدث أتطلق صفة العظمة علي كتاب يقول :
[اول ما كلم الرب هوشع قال الرب لهوشع اذهب خذ لنفسك امراة زنى و اولاد زنى] (سفر هوشع 1: 2).
هل هذا هو ما تصفه بالعظمة ؟؟؟ وكما نقول أول القصيدة كفر
أم عن كتاب يقول :
[ لنا اخت صغيرة ليس لها ثديان فماذا نصنع لاختنا في يوم تخطب ] (نشيد الإنشاد 8: 8)
أستاذي واصف الكتاب بالعظمة ماهي إجابة هذا السؤال المقدس لأخوة الأخت الصغيرة عديمة الثديين ؟؟؟ وهل هناك جدوي من الهرمونات أو السيلكون ؟؟ (نرجو سرعة الرد لأقتراب يوم الخطوبة)
وهذا علي سبيل المثال لا الحصر من أجل عدم خدش حياء القارئ .
أما بخصوص عبارة (نحن مأمورون بالايمان به: لا يتحقق إيماننا بالقرآن إلا اذا أمنا بالتوراة ) فدعني أكرر ما قلته سلفا مع المزيد من الإيضاح مادمت لا تعلم بالأساسيات :
نحن فعلا مأمورون بحسب الركن الثالث من أركان الإيمان أن نصدق بالكتب السماويه التي أنزلت من عند الله ومنها التوراة ولسنا مأمورين أن نؤمن بالموجودة حاليا. هل تعلم لماذا ؟ أقول لك وأجري علي الله يتفق علماء اليهو والنصاري أنه لا توجد نسخة أصلية واحدة من أي سفر من أسفار التوراة او الإنجيل وإن كل ما هو موجود لديهم هو عبارة عن مخطوطات غير أصلية يعود أقدمها للقرن الرابع الميلادي أي بعد صلب المسيح المزعوم بأكثر من ثلاث قرون وسأترك السير فردريك كينيون صاحب كتاب عصمة الكتاب المقدس يحدثك عن هذه القصة حيث يقول :
(( أن الكتاب المقدس هو صاحب أكبر عدد للمخطوطات القديمة. وقد يندهـش البعض إذا عرفوا أن هذه المخطوطات جميعها لا تشتمل على النسخ الأصلية والمكتوبة بخط كتبة الوحي أو بخط من تولوا كتابتها عنهم. فهذه النسخ الأصلية جميعها فقدت ولا يعرف أحد مصيرها.))
هل قرأت كلمة فقدت ولم يعرف أحد مصيرها كلمة الله ضاعت فقدت أختفت أندثرت وساتركه يروي لك سبب سماح الرب بضياعها حيث يقول :
(( ونحن نعتقد أن السر من وراء سماح الله بفقد جميع النسخ الأصلية للوحـي هو أن القلب البشري يميل بطبعه إلي تقديس وعبادة المخلفات المقدسـة؛ فماذا كان سيفعل أولئك الذين يقدسون مخلفات القديسين لو أن هذه النسخ كانت موجودة اليوم بين أيدينا؟ أية عبادة لا تليق إلا بالله كانت ستقدَّم لتلك المخطوطات التي كتبها أواني الوحي بأنفسهم؟ ألا نتذكر ماذا فعل بنو إسرائيل قديمـاً بالحية النحاسية التي كانت واسطة إنقاذهم من الموت، وكيف عبدوهـا؟ فماذا فعـل حزقيا الملك التقى بها؟ لقد سحق هذه الحية النحاسية تماماً (عد21: 4-9، 2مل18: 1-6)، والرب صادق علي هذا العمل.))
طبعا قصة جميلة ومثيرة للشفقة ولكنها لا تثير القريحة لكتابة مقالة للدفاع عن كتاب الكفار . ألست معي في هذا؟
والمشكلة في وجود نص أصلي تكمن في التضارب الموجود بين النسخ المتوفرة لدينا بما فيها من تضارب وتناقض وسأذكر مثل أو مثلين علي الأكثر علي سبيل المثال :
المثال الأول :
من سفر ايوب 19-26 إذ يقول أيوب فيه : ( و بعد ان يفنى جلدي هذا و بدون جسدي ارى الله )
اما نفس العدد من النسخة الإنجليزية فيقول فيه :
And though after my skin worms destroy this body, yet in my flesh shall I see God
النسخة العربية تقول بدون جسدي ارى الله والنسخة الإنجليزية تقول in my flesh shall I see God أي بجسدي سأري الله فما هو المرجع الصحيح لمعرفة الكلمة الحقيقة المختلف عليها في النص ؟
المثال الثاني :
وهو من نفس السفر ايضا أيوب 2: 9
فقالت له امراته انت متمسك بعد بكمالك بارك الله و مت
أما النسخة الإنجليزية فتقول :
Then said his wife unto him, Dost thou still retain thine integrity? Curse God, and die
النسخة العربية تقول : بارك الله و مت والنسخة افنجليزية تقول : Curse God, and die أي ألعن الرب ومت فهل الكلمة الأصلية هي ألعن ام بارك ؟؟؟
أما بخصوص كلمة التوراة التي توردها كثيرا بغير علم بمعناها فدعني اوضح لك بماذا يؤمن اليهود حقيقة وما هي اسماء كتابهم الذي تكتب فيه مقالا بغير علم.
أولا كتب اليهود والتي تسمي بالعهد القديم والتي يؤمنون بها ليس التوراة فقط وأليكم التفصيل
العهد القديم ينقسم إلى قسمين :
1- التوراة : وفيه خمسة أسفار : التكوين أو الخلق ، الخروج ،اللاوين ، الأخبار ، العدد ، التثنية ،ويطلق عليه اسم أسفار موسى .
2- أسفار الأنبياء : وهي نوعان :
ا) أسفار الأنبياء المتقدمين : يشوع ، يوشع بن نون ، قضاة ، صموئيل الأول ، صموئيل الثاني ،الملوك الأول ، الملوك الثاني .
ب) أسفار الأنبياء المتأخرين : أشعيا ، إرميا ، حزقيال ، هوشع ، يوئيل ، عاموس ،عوبديا ، يونان ، يونس ، ميخا ، ناحوم ، حبقوق ، صفنيا ، حجى ، زكريا ، ملاخي .
- وهناك الكتابات وهي :
1- الكتابات العظيمة : المزامير ، الزبور ، الأمثال ، أمثال سليمان ، أيوب .
2- المجلات الخمس : نشيد الإنشاد ، راعوت ، المرائي ، مرائي إرميا ، الجامعة ، أستير .
3- الكتب : دانيال ، عزرا ، نحميا ، أخبار الأيام الأول ، أخبار الأيام الثاني .
وهذه الأسفار السابقة الذكر معترف بها لدى اليهود ، وكذلك لدى البروتستانت أما الكنيسة الكاثوليكية : فتضيف سبعة أخرى هي : طوبيا ، يهوديت الحكمة ، يسوع بن سيراخ ، باروخ ، المكابيين الأول ،المكابيين الثاني . كما تجعل أسفار الملوك أربعة وأولها وثانيها بدلاً من سفر صموئيل الأول والثاني .
استير ويهوديت : كل منهما أسطورة تحكي قصة امرأة تحت حاكم من غير بني إسرائيل حيث تستخدم جمالها وفتنتها في سبيل رفع الظلم عن اليهود ، فضلاً عن تقديم خدمات لهم .
أي أن التوراة هي فقط الأسفار الخمس الأولي فقط بحسب إيمان اليهود أنفسهم فإذا فرضنا جدلا صحة كلامك فماذا عن باقي كتابهم هل نؤمن بتحريفه أم أن الأمر يحتاج إلي مقالة أخري.
وحتي الأسفار الخمسة الأولي الملقبة بالتوارة تشهد بنفسها علي تحريفها فنقرأ مثلا في الأصحاح الرابع والثلاثون :
34: 5 فمات هناك موسى عبد الرب في ارض مواب حسب قول الرب
34: 6 و دفنه في الجواء في ارض مواب مقابل بيت فغور و لم يعرف انسان قبره الى هذا اليوم
أي أن موسي عليه السلام توفي حسب زعمهم قبل أن تكتمل التوراة نفسها ولا حظوا عبارة ( و لم يعرف انسان قبره الى هذا اليوم ) والتي تعني أن من ألف هذا الكلام المحرف كتبه بعد وفاة موسي المزعومة في الروايه بفترة فكلمة إلي يومنا هذا تعني بعد الفترة الزمنية بين وفاة موسي عليه السلام وكتابة هذه العبارة وهو كفيل بأثبات تحريف التوراة وأن من كتبها ليس موسي ناهيك عن خطاب الرب لموسي في كتابهم إذ أننا نجد ان الحديث علي لسان شخص ثالث فنجد الحوار الذي يدور بين موسي والرب بالشكل التالي
4: 10 فقال موسى للرب استمع ايها السيد لست انا صاحب كلام منذ امس و لا اول من امس و لا من حين كلمت عبدك بل انا ثقيل الفم و اللسان
4: 11 فقال له الرب من صنع للانسان فما او من يصنع اخرس او اصم او بصيرا او اعمى اما هو انا الرب
أي قال الرب لموسي وقال موسي للرب وهو ما يتنافي أن يكون موسي هو من كتب هذا أساسا
وأضف إلي تلك الكتب كتاب التلمود والذي يعتبره اليهود أعظم قيمة من كتبهم المنزله من عند الله (قاتلهم الله أنى يؤفكون) وهو موسوعة عظيمة الحجم بلا قيمة في السفهات والترهات والأفتراءات والتفكير المعوج وسأنقل لك مقتطفات يسيرة منه لتحكم بنفسك :
• يقولون قاتلهم الله :
[ إن الله إذا حلف يميناً غير قانونية احتاج إلى من يحله من يمينه،وقد سمع أحد الإسرائيليين الله تعالى يقول:من يحلني من اليمين التي أقسم بها؟ ولما عَلمَ باقي الحاخامات أنه لم يحله منها اعتبره حماراً (أي الإسرائيلي) لأنه لم يحل الله من اليمين، ولذلك نصبوا مَلكاً بين السماء والأرض اسمه(مى)، لتحل الله من أيمانه ونذوره عند اللزوم ] .
• و يقولون قاتلهم الله :
[ إن الله يستشير الحاخامات على الأرض عندما توجد مسألة عويصة لا يمكن حلها في السماء]
• و يقولون قاتلهم الله :
[ إن تعاليم الحاخامات لا يمكن نقضها ولا تغيرها حتى بأمر الله ]
• و يقولون قاتلهم الله :
[ أن إلاههم يهوى يغفر لهم في عيد الغفران (الكيبور) كل سيئاتهم نحو الآخرين الأمميين ومقدم مغفور العام القادم، بل هو عمل مبرر إلا أن يكون الإجرام في حق يهودي ولذا من يقتل يهودياً كمن قتل الناس جميعاً ]
سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا
وهذا أيضا علي سبيل المثال لا الحصر وناقل الكفر ليس بكافر أما ناصر الكفي فأنه .....
أما قولك المتفرد في النقطة الثالثة والذي اعتبره دعارة بالكلمات .
3 ـ والتوراة مرجع ديني من مراجعنا نحن المسلمين..
فلا أدري من اين جئت بهذا أو كيف سولت لك نفسك النطق به سيدي الموقع أدناه الرسول عليه الصلاة والسلام يقول في الحديث الذي أوردته سلفا :
(لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به والذي نفسي بيده لو أن موسى صلى الله عليه وسلم كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني)
سبحان الله الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام يقول أنه لو كان موسي حيا لأتبعه وأنت تقول أنه مرجع لنا
منذ متي كان الكفر مرجع المؤمنين اما بخصوص برهانك الذي لا يبرهن علي صحة كلامك ولكن علي شدة ولائك للكفار والذي أستشهدت فيه بسورة
( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ) [الشورى : 13] .
فأعلم يا هذا إن الله سبحانه وتعالي يقول :
( إن الدين عند الله الإسلام) [آل عمران : 19]
والإسلام تعني الانقياد لله وحده بالطاعة والاستسلام له بالعبودية, واتباع الرسل فيما بعثهم الله به في كل حين حتى خُتموا بمحمد صلى الله عليه وسلم, الذي لا يقبل الله مِن أحد بعد بعثته دينًا سوى الإسلام الذي أُرسل به . وليس ما تدعيه قائلا :
( ان شرع من قبلنا هو شرع لنا: ما لم ينسخه شرع تنزل على نبينا، وما لم يكن قد حرف وبدل تبديلا: انطمس به جوهر الحق ووجهه ) .
وهو ما لم يأتي به الأولون ولا ندري من اين فبركته
أما بخصوص أستشهادك بسورة [الأنعام : 90] :
(أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده )
وشرحك لها وتفسيرك الذي لا وجود له خارج عقلك ( إن وجد ) بأننا مأمورين بأتباع شرائع من قبلنا فهو كذب بواح وتخرصات المتعالمين وسأحيلك للتفسير الميسر لتعلم معني الآيه بقول التفسير الميسر في تفسير الآية :
[ أولئك الأنبياء المذكورون هم الذين وفقهم الله تعالى لدينه الحق, فاتبع هداهم -أيها الرسول- واسلك سبيلهم. قل للمشركين: لا أطلب منكم على تبليغ الإسلام عوضًا من الدنيا, إنْ أجري إلا على الله, وما الإسلام إلا دعوة جميع الناس إلى الطريق المستقيم وتذكير لكم ولكل مَن كان مثلكم, ممن هو مقيم على باطل, لعلكم تتذكرون به ما ينفعكم ].
ونزيدك تفصيلا أي أن الله سبحانه وتعالي يأمر الرسول أن يسلك طريق الأنبياء الذين ذكرهم في الآية ويكون فيما كانوا فيه من التوحيد والصبر . وليس ان يقتدي بشريعتهم . وسأورد لك دليل ما كنت لأقوله لمن عند عقل مادمت تقول بالحرف :
(أي اقتد بهدى هؤلاء الأنبياء والمرسلين: إبراهيم واسحاق ويعقوب ونوح وداود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا. )
وتقصد بهذا أن نتبع شريعتهم فهل تتفضل بأن تأتي لنا بشرائع هؤلاء الأنبياء وكتبهم حتي نتبعها وأقصد عليه السلام جميعا السابق ذكرهم وهم : ( إبراهيم واسحاق ويعقوب ونوح وداود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا ) .
ولن تجد طبعا سوي شريعة موسي او بمعني أدق الشريعة المنسوبة لموسي وللنظر ماذا تقول هذه الشريعة لنري هل ستعمل بها أم لا .
يقول رب اليهود في شريعته :
[ كل انسان سب اباه او امه فانه يقتل قد سب اباه او امه دمه عليه ] (اللاويين 20: 9 )
هل تقبل أن يقتل من سب أباه أو امه ؟؟
و الابرص الذي فيه الضربة تكون ثيابه مشقوقة و راسه يكون مكشوفا و يغطي شاربيه و ينادي نجس نجس (اللاويين 13: 45)
هل هذا هو تشريع الله لمرضي البرص وهل تقبل به ؟؟
وأخير نأتي إلي الفقرة الدرامية في المقالة حيث يقول الموقع أدناه :
كيف نعرف الصحيح من المحرف؟.. المقياس ليس أهواء طوائف من اليهود والمسلمين، بل المقياس هو: القرآن الذي جاء مصدقا للتوراة.
يبدو أن الموقع أدنا لم يقبل عقله الباطل أقصد الباطن ما أملي علي في المقال فأعاد الأمر للقرآن الكريم في النهاية وهي النهاية الطبيعية لمثل هذا الفيلم ومادام الموقع أدناه يقر بهذا وهو ما حاولنا توضيحه منذ البداية فما حاجتنا أصلا لوجود التوراة مادام الأعتماد الكلي علي القرآن سبحان الله له في خلقه شئون .
وختاما أقول إنا لله وإنا إليه راجعون
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وسلاما علي من أتبع اله؟؟؟هاهاها؟؟؟هل قالت اليهود عزير بن الله - أبن الفاروق المصرى
وردت الشبهة في عدة مواقع نصرانية يتحدي فيها النصاري المسلمون بأن يأتوا من كتب اليهود بما يؤيد قوله تعالي في كتابه الكريم :
( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ([التوبة : 30].
بمعني أدق يطلب النصاري من المسلمون بأن يأتوا بدليل علي قول اليهود أو إدعاء اليهود بأن عزير أبن الله من كتب اليهود المعتمدة لديهم .
وبالطبع أي قارئ لأسفار (العهد القديم) لن يجد أي إشارة تفيد هذا .
وللرد علي هذا نجيب بفضل الله في النقاط التالية :
أولا :
بمراجعة الآية الكريمة نجد أن الله سبحانه وتعالي يقول :
( ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ([التوبة : 30].
أي وببساطة لم يقول الله عز وجل أنها في كتبهم ولكنه يقول إن هذا زعمهم بأفواههم أي لم تخرج عن إطار الزعم الشفوي , فلم يقل عز وجل مثلا [ وقالت اليهود عزير بن الله الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة ] ولكنه قال :
( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ([التوبة : 30].
وهذا بحد ذاته يجيب علي تساؤلات النصاري حول هذه النقطة .
ولا ننسي أن نذكر دقة اللفظ القرآني هنا ) ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ([التوبة : 30]. والكلام هنا يعود علي النصاري واليهود في زعم بنوة عزير والمسيح لله فإن كان لا يوجد بكتب اليهود ما يقول ببنوة عزير لله فأيضا لن يجد القاري لكتب النصاري ما يؤيد زعمهم بأن المسيح أبن الله بل أن هناك ما يثبت عبودية المسيح عليه السلام لله إذ يقول يوحنا في الإنجيل المنسوب إليه :
[ 17: 3 و هذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك و يسوع المسيح الذي ارسلته ]
حيث نجد بكل وضوح أقرار المسيح بأن الله هو الإله الحقيقي وحده وأن يسوع ما هو إلا رسول خلت من قبله الرسل . بل أن المسيح نفسه لم يدعي هذا يخبرنا كاتب إنجيل لوقا :
22: 70 فقال الجميع افانت ابن الله فقال لهم انتم تقولون اني انا هو
لم يقل المسيح نعم أنا أبن الله ولكنه قال لهم أنتم الذين تقولون. وكاتب إنجيل يوحنا يقول :
( قال لهم يسوع : لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم ، ولكنكم تطلبون أن تقتلوني ، وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله).
يقول هنا المسيح بكل وضوح أنه إنسان يبلغهم الحق من ربه وربهم .
أما لفظة أبن الله فهي لفظة مجازية وليست حقيقة ولم يدعي بها المسيح وحده بل هناك أكثر من شخص أخر دعي بنفس اللقب أبن الله وهذا نجدهسفر الأيام الأول العدد 17 : 11-14 حيث يقول الربي لداوود :
[ ويكون متى كملت أيامك .. أني أقيم بعدك نسلك .. أنا أكون له أباً وهو يكون لي ابناً ] .
وهذا علي سبيل المثال لا الحصر لأثبات أن كلا من اليهود والنصاري إنما يقولون هذا بأفوههم ولم تقله كتبهم
ولكننا لن نتوقف عند هذا الحد بأمر الله بل سوف ننتقل لنقاط أخري تبطل هذا الزعم .
ثانيا :
لا يوجد أي وجه لللإستغراب في إدعاء اليهود بأن عزير أبن الله فمن قتل الأنبياء مثل زكريا ويوحنا علي سبيل المثال ومن عبد العجل الذهبي ورمال البحر المنشق بأمر الله وأمام اعينهم لا زالت عالقة بقدمة لا يستغرب منه أن يدعي للرحمن ولدا بل ونقول للنصاري هل يصعب تصديق هذا علي من قتل ربكم بحسب زعمكم .
ثالثا :
يجهل النصاري أن في علوم القرآن ما يعرف بأسباب النزول وأسباب نزول هذه الآيه وحده كفيل بدحض الشبهة ففي كتاب الروض الأنف نجد الرواية التالية لأسباب نزول هذه الآيه الكريمة :
[ قال ابن إسحاق : وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم سلام بن مشكم ، ونعمان بن أوفى أبو أنس ومحمود بن دحية وشأس بن قيس ، ومالك بن الصيف ، فقالوا له كيف نتبعك وقد تركت قبلتنا ، وأنت لا تزعم أن عزيرا ابن الله ؟ فأنزل الله عز وجل في ذلك من قولهم ) وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ([التوبة : 30]. ]
وهذه الآية لا تتحدث عن اليهود بصفة عامة بل عن يهود المدينة فقط فقد كانوا هم من انتشر فيهم هذا القول الفاسد بنسب عزير لله كما أن زعم انصاري بأن المسيح أبن الله لا محل له عند العديد من الطوائف الأخري إذ يخطئ من يتصور أن كل المسيحيين تقول ببنوة المسيح لله فعلي سبيل المثال في العصر الحديث هناك شهود يهوه ينكروا بنوة المسيح لله وألوهيته المزعومه وقديما بقدم الأرثوذكسية والكاثوليكة يوجد الناسطرة نسبة إلي نسطور الذي يري يرى (أن اتحاد اللاهوت بعيسى الإنسان ليس اتحاداً حقيقياً، بل ساعده فقط، وفسر الحلول الإلهي بعيسى على المجاز أي حلول الأخلاق والتأييد والنصرة. وقال في إحدى خطبه:
"كيف أسجد لطفل ابن ثلاثة أشهر؟" وقال: "كيف يكون لله أم؟ إنما يولد من الجسد ليس إلا جسداً، وما يولد من الروح فهو روح. إن الخليقة لم تلد الخالق، بل ولدت إنساناً هو إله اللاهوت".) .
ويقول عنه المؤرخ ساويرس ابن المقفع في كتابه "تاريخ البطاركة": " إن نسطور كان شديد الإصرار على تجريد المسيح من الألوهية إذ قال: إن المسيح إنسان فقط. إنه نبي لا غير".
وهذا لا يعطي أي مصداقية لصاحب السؤال لأنه لا يوجد عقيدة واحدة لدي كل يهود العالم كما لا توجد عقيدة نصرانية واحدة لدي كل نصاري العالم فكل أتخذ إلهه هواه أو حمل النصوص مالا تحتمل من أجل أثبات ما يوافق هواه .
أما قوله تعالي في نهاية الآية :
( ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ ([التوبة : 30].
فيشير الله سبحانه وتعالي أن اليهو والنصاري إنما يفترون علي الله الكذب ويقولون بأفوههم أكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان مثلهم مثل من سبقوهم إلي الكفر كالبوذيين القائلين بأن بوذا هو أبن الله أو من قالوا بأن كريسنا أبن الله من العذراء ديفاكي .
وأختتم الرد بقوله تعالي :
(قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني له ما في السماوات وما في الأرض إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون ( [يونس : 68]؟؟؟هاهاها
(((قصة عمو شفيق)))))=========قصة العم شفيق!
العم شفيق كان رجل طيب جدا جدا جدا و متسامح
و كان عنده اولاد كتير بيحبهم اوى
و بيصرف عليهم جامد و يديهم كل اللى يطلبوه
الظاهر بقى انه دلعهم جامد اوى
لدرجة انهم خانوه و عصوه و سبوه و تمردوا عليه
إلا كبيرهم ماعملش زيهم
كان مؤدب و بار بأبوه
و لذلك كان احب واحد لأبوه
لكن المعاصى كترت
ففكر العم شفيق ازاى يسامح اولاده السيئيين؟
هو بيحبهم و مش عايز يشيل فى نفسه حاجة منهم
فجمعهم مرة و قال لهم
انا بحبكم جدا و قررت أنى أسامحكم على كل حاجة عملتوها
فقررت انى أضحى بابنى البكر الحبيب
و "أطلع" فيه كل غيظى
و اذبحه عشان انا بحبكم اوى
و مش عايز احاسبكم على معاصيكم
و اخترت الوحيد فيكم اللى ما عصانيش عشان أذبحه
بدل ما أطلع غيظى فيكم كلكم
و فعلا!
جاب ابنه حبيبه و قرر يذبحه
الابن الكبير قعد يصرخ و يمسك فى هدومه
ارجوك ارجوك ما تذبحنيش
لكن العم شفيق اللى كان اسم على مسمى
لم يشفق على ابنه حبيبه الوحيد
لأنه شفيق و بيحب اولاده العصاة جدا جدا
و نفسه يسامحهم
فكان لازم يضحى بحبيبه!
و بالرغم من كل استغاثات ابنه الكبير
ذبحه!
و قال لاولاده العصاة
يلا يلا هيصوا فى المعاصى
مش ممكن ابدا هزعل منكم
ما انا خلاص طلعت غيظى فى ابنى البكر
هسامحكم مهما عملتم
بس بشرط!
لازم لازم لازم
تصدقوا انى ذبحت ابنى الكبير عشان اقدر اسامحكم
و اللى مش هيصدق
هاعقبه عقاب صعب اوى
هاولع فيه!
لكن لو صدقتم
انى عشان انا شفيق
و بحبكم جدا جدا جدا
ذبحت ابنى عشان اقدر اسامحكم
هكافئكم مكافآت محصلتش
كل اللى نفسكم فيه هاجيبوه لكم
و هاحبكم اكتر و اكتر
و بكده عشان اولاده فى طغيان المعاصى
و هما واثقين ان ابوهم بيحبهم جدا جدا جدا
لأنه فعلا اسم على مسمى
فعلا العم شفيق شفيق جداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا!
القصة دى بتفكركم بحاجة؟!؟؟؟؟؟؟؟((((((مش عارفة ليه القصة دى بتفكرنى بقصة قائد الجيش "حبيب"اللى كان برده اسم على مسمى!
كل أفراد الجيش بيحبوه جدا جدا جدا
و ليل نهار يقولوا شعارات تعبيرهم عن حبهم له و حبه لهم
عشان كده كانوا بيسمعوا أوامره حرف بحرف لما كان يأمرهم بقوانين الحب
قوانين الحب دى هو الوحيد اللى وضعها فى الجيش
حب من نوع خاص جدا
الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك
فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي
وَاقْتُلُوا. لاَ تَتَرََّأفْ عُيُونُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا
لان من ليس علينا فهو معنا.
فالآن اقتلوا كل ذكر من الاطفال.وكل امرأة عرفت رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها
.تحطم أطفالهم والحوامل تشقّ
نجسوا البيت واملأوا الدور قتلى
سيف سيف مسلول للذبح مصقول للغاية للبريق
واحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم وجميع حصونهم بالنار
لأن قائدنا حبيب نار آكلة
لا سلام
بل حب! ولكن حب من نوع خاااااااااااااااص جدا
وكما يقول المثل فمن الحب ما قتل؟؟؟؟؟=========((((((لأ و كمان بتفكرنى بقصة المدرس "أمين" فعلا فعلا كان اسم على مسمى
كان مدرس شاطر أوى أوى و بيشرح حلو جدا للتلاميذ
عشان يبقوا شاطرين و ينجحوا فى الامتحان الكبير
فكانوا بيحبوه و بيسمعوا كلامه
و كاتبلهم كتاب فى الشرح كله
بس حذرهم انه ما يعرفش معاد الامتحان
و مش هو اللى هيحط الأسئلة
لكن كان فى مدرس تانى حقود عليه
عشان ماكانش شاطر زيه
و كان نفسه ان تلاميذ "أمين" يسقطوا
فعمل خطة!
قال لهم المدرس بتاعكم عامل لكم مفاجأة
انه هو اللى هيمتحن بدلكم
عشان بيحبكم اوى اوى اوى
و مش عايزكم تتعبوا
هو اللى هيمتحن بدلكم! فعلى ايه وجع القلب...اوعوا تذاكروا
فالتلاميذ اتقسموا نصين
الشاطرين قالوا مش ممكن يكون الكلام ده صح
أمال كان ليه تعب نفسه و شرح كل حاجة جامد اوى
و كمان كاتب لنا كتاب و قال مهم جدا تذاكروه
و كان دايما يقول انه مش عارف أصلا امتى الامتحان
يبقى ازاى هو اللى هيمتحن بدلنا!
و النص التانى كانوا التلاميذ الخايبين
ما صدقوا!!!
لقوا شماعة يعلقوا عليها حجتهم أنهم خايبين
و يقولوا لأ أصله كان بيحبنا اوى اوى أوى
فعشان كده مش عايزنا نوجع قلبنا بالمذاكرة
و ليه نخاف من المتحان
احنا اهل سلام مش اهل خوف و شقا زيكم!
احنا واثقين فى حبه لينا!
على فكرة!
الإمتحان لسه ماجاش
بس على العموم...
فى الإمتحان...يكرم المرء أو يهان!؟؟؟؟؟===========((((((((((حوار مع نصراني حول عقيدة الفداء عند النصارى
سؤال:
لماذا يصر المسلون على إنكار أن المسيح قد جاء مخلصا لفدائنا ؟.
الجواب:
الحمد لله
تعد عقيدة الفداء عند النصارى وأصلها الذي بنيت عليه ، وهو قولهم بصلب المسيح عليه السلام ، من العقائد الأساسية عند النصارى ؛ حتى إنهم ليراهنون بالديانة كلها إذا لم تصح هذه العقيدة . يقول الكاردينال الإنجليزي منينغ في كتابه : " كهنوت الأبدية " : ( لا تخفى أهمية هذا البحث الموجب للحيرة ، فإنه إذا لم تكن وفاة المسيح صلباً حقيقية ، فحينئذ يكون بناء عقيدة الكنيسة قد هدم من الأساس ، لأنه إذا لم يمت المسيح على الصليب ، لا توجد الذبيحة ، ولا النجاة ، ولا التثليث . . فبولس والحواريون وجميع الكنائس كلهم يدعون هذا ، أي أنه إذا لم يمت المسيح لا تكون قيامة أيضاً ) .
وهذا ما يقرره بولس :{ وإن لم يكن المسيح قد قام ، فباطل كرازتنا ، وباطل أيضاً إيمانكم } [ كورنثوس 1/14-15] .
وعلى نحو ما تخبطوا في قولهم بالتثليث ، وما مفهومه ، وكيف يوفقون بينه وبين التوحيد الذي يقرره العهد القديم ، [ راجع السؤال رقم 12628 ] ، وعلى نحو تخبطهم أيضا في كل ما يتعلق بالصلب من تفصيلات ، وهو أصل قولهم بالفداء الذي يعتبرونه علة لهذا الصلب ، [ راجع أيضا سؤال رقم 12615 ] ، نقول : على نحو هذا الخبط الملازم لكل من حاد عن نور الوحي المنزل من عند الله ، كان تخبطهم في عقيدة الفداء .
فهل الفداء خلاص لجميع البشر ، كما يقول يوحنا : { يسوع المسيح البار ، شفيع عند الآب ، فهو كفارة لخطايانا ، لا لخطايانا وحدها ، بل لخطايا كل العالم أيضاً } [ رسالة يوحنا الأولى 2/2 ] ، أو هو خاص بمن آمن واعتمد : { من آمن واعتمد خلص ، ومن لم يؤمن يدن } [ مرقس 16/16 ] .
إن المتأمل في سيرة المسيح وأقواله يرى بوضوح أن دعوة المسيح كانت لبني إسرائيل ، وأنه خلال سني دعوته نهى تلاميذه عن دعوة غيرهم ، وعليه فالخلاص أيضاً يجب أن يكون خاصاً بهم ، وهو ما نلمسه في قصة المرأة الكنعانية التي قالت له : { ارحمني يا سيد يا ابن داود . ابنتي مجنونة جداً ، فلم يجبها بكلمة واحدة ، فتقدم إليه تلاميذه ، وطلبوا إليه قائلين : اصرفها لأنها تصيح وراءنا ، فأجاب وقال : لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة ، فأتت وسجدت له قائلة : يا سيد أعني ، فأجاب وقال : ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب{ (متى 15/22 - 26) ، فالمسيح لم يقم بشفاء ابنة المرأة الكنعانية ، وهو قادر عليه ، فكيف يقوم بالفداء عن البشرية جمعاء ؟
وهل هذا الخلاص من خطيئة آدم الأولى فقط ، أو هو عام لجميع خطايانا ؟
إن أحدا لا يحمل إثم أحد ، ولا يفديه بنفسه ، كما قال الله تعالى في كتابه الكريم : ( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) فاطر/18 .
وهذا هو ما تقرره نصوص كتابكم المقدس : { النفس التي تخطيء هي تموت ، الابن لا يحمل من إثم الأب ، والأب لا يحمل من إثم الابن ، بر البار عليه يكون ، وشر الشرير عليه يكون } [ حزقيال 18/20 - 21 ] .
فليس هناك خطيئة موروثة : { لولا أني جئت وكلمتهم ، لما كانت عليهم خطيئة ، وأما الآن فلا عذر لهم في خطيئتهم . . لولا أني عملت بينهم أعمالاً ما عمل أحد مثلها ، لما كانت لهم خطيئة ، لكنهم الآن رأوا ، ومع ذلك أبغضوني وأبغضوا أبي } [ يوحنا 15/22 - 24 ] .
وحين تكون هناك خطيئة ، سواء كانت مما اكتسبه العبد ، أو ورثه عن آدم ، أو من دونه من الآباء (؟!!) ، فلم لا يكون محو هذه الخطيئة بالتوبة ؟!
إن فرح أهل السماء بالتائب كفرح الراعي بخروفه الضائع إذا وجده ، والمرأة بدرهمها الضائع إذا عثرت عليه ، والأب بابنه الشارد إذا رجع :
{ هكذا يكون الفرح في السماء بخاطئ واحد يتوب ، أكثر من الفرح بتسعة وتسعين من الأبرار لا يحتاجون إلى التوبة } [ لوقا 15/1-31 } .
ولقد وعد الله التائبين بالقبول : { فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها ، وحفظ كل فرائضي وفعل حقاً وعدلاً ، فحياة يحيا ، لا يموت ، كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه ، بره الذي عمل يحيا } [ حزقيال 18/21-23 ] ، وانظر [ إشعيا 55/7 ]
إن الاتكال على النسب من غير توبة وعمل صالح ، ضرب من الخبال ؛ فمن أبطأ به عمله ، لم يسرع به نسبه ، كما يقول نبينا صلى الله عليه وعلى إخوانه المرسلين وسلم [ صحيح مسلم 2699] ، وهكذا علمكم يوحنا المعمدان ( يحي عليه السلام ) : { يا أولاد الأفاعي من علمكم أن تهربوا من الغضب الآتي ، أثمروا ثمراً يبرهن على توبتكم ، ولا تقولوا لأنفسكم : نحن أبناء إبراهيم ، أقول لكم : إن الله قادر على أن يجعل من هذه الحجارة أبناء لإبراهيم ؛ ها هي الفأس على أصول الشجر : فكل شجرة لا تعطي ثمرا جيدا تقطع ، وترمى في النار } [ متى 3/7 - 11 ] .
إن غفران الذنب بتوبة صاحبه هو اللائق بالله البر الرحيم ، لا الذبح والصليب ، وإراقة الدماء ، هذا ما يقرره الكتاب المقدس :
{ إني أريد رحمة لا ذبيحة ، لأني لم آت لأدعو أبراراً ، بل خطاة إلى التوبة } [ متى 9/13 ]
و لهذا يقول بولس : { طوبى للذين غفرت آثامهم وسترت خطاياهم ، طوبى للرجل الذي لا يحسب له الرب خطية } [ رومية 4/7-8 ] .
هذا مع إيماننا بأن الله تعالى لو أمر بعض عباده بقتل أنفسهم توبة من خطاياهم ، لم يكن كثيرا عليهم ، ولم يكن منافيا لبره سبحانه ورحمته ، وقد أمر بذلك بني إسرائيل لما طلبوا أن يروا الله جهرة ، لكن حينئذ لا يقتل أحد عن أحد ، بل يقتل المرء عن إثم نفسه ، لا عن آثام غيره ، وقد كان ذلك من الإصر والأغلال التي وضعها الله عن هذه الأمة المرحومة .
ومما يبطل نظرية وراثة الذنب أيضاً النصوص التي تحمل كل إنسان مسئولية عمله ؛ كما قال الله تعالى في كتابه الكريم : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ ) فصلت /46 وقال : ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ) المدثر/38 .
وهكذا في كتابكم المقدس :
{ لا تَدينوا لئلا تُدانوا ، فكما تدينون تُدانون ، وكما تكيلون يُكال لكم } [ متى 7/1-2 ]
{ فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته ، وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله } [ متى 16/27 ]
وأكد المسيح على أهمية العمل الصالح والبر ، فقال للتلاميذ : { ليس كل من يقول : لي يا رب يا رب ، يدخل ملكوت السموات . بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السموات ، كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم : يا رب يا رب ، أليس باسمك تنبأنا وباسمك أخرجنا شياطين ، وباسمك صنعنا قوات كثيرة ، فحينئذ أصرّح لهم : إني لم أعرفكم قط . اذهبوا عني يا فاعلي الإثم } [ متى 7/20-21 ] .
ومثله قوله : { يرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون في ملكوته جميع المعاثر ، وفاعلي الإثم ، ويطرحونهم في أتون النار } [ متى 13/41-42 ] .
فلم يحدثهم عن الفداء الذي سيخلصون به من الدينونة .
والذين يعملون الصالحات هم فقط الذين ينجون يوم القيامة من الدينونة ، بينما يحمل الذين عملوا السيئات إلى الجحيم ، من غير أن يكون لهم خلاص بالمسيح أو غيره :
{ تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته ، فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة ، والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة } [ يوحنا 5/28-29] .
{ متى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة والقديسين معه ، فحينئذ يجلس على كرسي مجده . . . ثم يقول أيضاً للذين عن اليسار : اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته } [ متى 25/31 - 42 ] .
ويقول المسيح لهم : { أيها الحيات أولاد الأفاعي كيف تهربون من دينونة جهنم }( متى 23/33 ) .
ويلاحظ أدولف هرنك أن رسائل التلاميذ خلت من معتقد الخلاص بالفداء ، بل إنها جعلت الخلاص بالأعمال كما جاء في رسالة يعقوب { ما المنفعة يا إخوتي إن قال أحد : إنّ له إيماناً ، ولكن ليس له أعمال ، هل يقدر الإيمان أن يخلصه ؟ الإيمان أيضاً إن لم يكن له أعمال ميت في ذاته . . الإيمان بدون أعمال ميت } [ يعقوب 2/14 – 20 وانظر :1/22 , 1/27 ] .
ويقول بطرس : { أرى أن الله لا يفضل أحدا على أحد في الحقيقة ، فمن خافه من أية أمة كانت ، وعمل الخير ، كان مقبولا عنده } [ أعمال الرسل 10/34-35 ] . ومثل هذا كثير في أقوال المسيح والحواريين .
وصدق الله العظيم : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) الحجرات/13 .
والعجب أن بولس نفسه الذي أعلن نقض الناموس وعدم فائدة الأعمال ، وأن الخلاص إنما يكون بالإيمان ، هو ذاته أكد على أهمية العمل الصالح في مناسبات أخرى منها قوله : { إن الذي يزرعه الإنسان ، إياه يحصد أيضاً . . . فلا تفشل في عمل الخير لأننا سنحصده في وقته{ ( غلاطية 6/7) .
ويقول : {كل واحد سيأخذ أجرته حسب تعبه} (كورنثوس (1) 3/8) .
[ انظر حول هذه القضية بتوسع : د . منذر السقار : هل افتدانا المسيح على الصليب ]
وهكذا ، فليس أمامك حيال هذا التناقض إلا أن تلغي فهمك وعقلك ، وتعلل نفسك بالأماني الكاذبة ، على نحو ما فعلت في عقيدة التثليث والتوحيد ، وهو ما ينصحك به "ج . ر . ستوت" في كتابه "المسيحية الأصلية" : ( لا أجسر أن أ تناول الموضوع ، قبل أن أعترف بصراحة بأن الكثير منه سوف يبقى سرا خفيا . . . ، ويا للعجب كيف أن عقولنا الضعيفة لا تدركه تماما ، ولا بد أن يأتي اليوم الذي فيه ينقشع الحجاب ، وتُحل كل الألغاز ، وترى المسيح كما هو !!
. . فكيف يمكن أن يكون الله حل في المسيح ، بينما يجعل المسيح خطية لأجلنا ، هذا ما لا أستطيع أن أجيب عنه ، ولكن الرسول عينه يضع هاتين الحقيقتين جنبا إلى جنب ، وأنا أقبل الفكرة تماما ، كما قبلت أن يسوع الناصري هو إنسان وإله في شخص واحد . . . وإن كنا لا نستطيع أن نحل هذا التناقض ، أو نفك رموز هذا السر ، فينبغي أن نقبل الحق كما أعلنه المسيح وتلاميذه ، بأنه احتمل خطايانا )
[ المسيحية الأصلية ص 110 ، 121 ، نقلا عن د . سعود الخلف : اليهودية والنصرانية ص 238 ] .
ونعم ، سوف نرى نحن وأنتم المسيح كما هو ؛ عبدا من عباد الله المقربين ، وأنبيائه المرسلين ، وفي هذا اليوم الذي ينقشع فيه الحجاب يتبرأ ممن اتخذه إلها من دون الله ، أو نسب إليه ما لم يقله ، لتعلم ساعتها أنه لم يكن هناك لغز ولا أسرار :
( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (120) ) سورة المائدة .
فهل من وقفة قبل فوات الأوان ، وعودة إلى كلمة سواء ، لا لغز فيها ولا حجاب :
( قُلْ يا أهل الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) آل عمران /64 .
والله اعلم .
الإسلام سؤال وجواب
((((((((((((كم كان له ؟
سِفْرُ الْمُلُوكِ الأَوَّلُ
اَلأَصْحَاحُ الأَوَّلُ
26وَكَانَ لِسُلَيْمَانَ أَرْبَعُونَ أَلْفَ مِذْوَدٍ لِخَيْلِ مَرْكَبَاتِهِ، وَاثْنَا عَشَرَ أَلْفَ فَارِسٍ.
سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الثَّانِي
اَلأَصْحَاحُ التَّاسِعُ
25وَكَانَ لِسُلَيْمَانَ أَرْبَعَةُ آلاَفِ مِذْوَدِ خَيْلٍ وَمَرْكَبَاتٍ وَاثْنَا عَشَرَ أَلْفَ فَارِسٍ فَجَعَلَهَا فِي مُدُنِ الْمَرْكَبَاتِ وَمَعَ الْمَلِكِ فِي أُورُشَلِيمَ=============================================================(((((((((كم يسع ؟
سِفْرُ الْمُلُوكِ الأَوَّلُ
اَلأَصْحَاحُ السَّابِعُ
26وَسُمْكُهُ شِبْرٌ وَشَفَتُهُ كَعَمَلِ شَفَةِ كَأْسٍ بِزَهْرِ سَوْسَنٍّ. يَسَعُ أَلْفَيْ بَثٍّ.
سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الثَّانِي
اَلأَصْحَاحُ الرَّابِعُ
5وَسُمْكُهُ شِبْرٌ وَشَفَتُهُ كَعَمَلِ شَفَةِ كَأْسٍ بِزَهْرِ سَوْسَنٍّ. يَأْخُذُ وَيَسَعُ ثَلاَثَةَ آلاَفِ بَثٍّ
=========================================================================((((((((((ألا يعرفون الفرق بين الآلاف و المئات ؟؟؟
سِفْرُ صَمُوئِيلَ الثَّانِي
اَلأَصْحَاحُ الثَّامِنُ
3وَضَرَبَ دَاوُدُ هَدَدَ عَزَرَ بْنَ رَحُوبَ مَلِكَ صُوبَةَ حِينَ ذَهَبَ لِيَرُدَّ سُلْطَتَهُ عِنْدَ نَهْرِ الْفُرَاتِ. 4فَأَخَذَ دَاوُدُ مِنْهُ أَلْفاً وَسَبْعَ مِئَةِ فَارِسٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ رَاجِلٍ. وَعَرْقَبَ دَاوُدُ جَمِيعَ خَيْلِ الْمَرْكَبَاتِ وَأَبْقَى مِنْهَا مِئَةَ مَرْكَبَةٍ.
سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ
اَلأَصْحَاحُ الثَّامِنُ عَشَرَ
وَضَرَبَ دَاوُدُ هَدَدَ عَزَرَ مَلِكَ صُوبَةَ فِي حَمَاةَ حِينَ ذَهَبَ لِيُقِيمَ سُلْطَتَهُ عِنْدَ نَهْرِ الْفُرَاتِ, 4وَأَخَذَ دَاوُدُ مِنْهُ أَلْفَ مَرْكَبَةٍ وَسَبْعَةَ آلاَفِ فَارِسٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ رَاجِلٍ, وَعَرْقَبَ دَاوُدُ كُلَّ خَيْلِ الْمَرْكَبَاتِ وَأَبْقَى مِنْهَا مِئَةَ مَرْكَبَةٍ.
و اللهي لأن المرء يتعجب كيف أنه هناك 1.7 مليار شخص يقول على نفسه أنه من أتباع هذا الكتاب المقدس على هذه الأرض
ألا أنهم لا يقرأون=========================================================((((((((هل أرسل من أبنائه يورام أم هدورام أم رمضان ؟ !!!!!
سِفْرُ صَمُوئِيلَ الثَّانِي
اَلأَصْحَاحُ الثَّامِنُ
وَسَمِعَ تُوعِي مَلِكُ حَمَاةَ أَنَّ دَاوُدَ قَدْ ضَرَبَ كُلَّ جَيْشِ هَدَدَ عَزَرَ، 10فَأَرْسَلَ تُوعِي يُورَامَ ابْنَهُ إِلَى الْمَلِكِ دَاوُدَ لِيَسْأَلَ عَنْ سَلاَمَتِهِ وَيُبَارِكَهُ لأَنَّهُ حَارَبَ هَدَدَ عَزَرَ وَضَرَبَهُ، لأَنَّ هَدَدَ عَزَرَ كَانَتْ لَهُ حُرُوبٌ مَعَ تُوعِي. وَكَانَ بِيَدِهِ آنِيَةُ فِضَّةٍ وَآنِيَةُ ذَهَبٍ وَآنِيَةُ نُحَاسٍ.
سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ
اَلأَصْحَاحُ الثَّامِنُ عَشَرَ
وَسَمِعَ تُوعُو مَلِكُ حَمَاةَ أَنَّ دَاوُدَ قَدْ ضَرَبَ كُلَّ جَيْشِ هَدَدَ عَزَرَ مَلِكِ صُوبَةَ, 10فَأَرْسَلَ هَدُورَامَ ابْنَهُ إِلَى الْمَلِكِ دَاوُدَ لِيَسْأَلَ عَنْ سَلاَمَتِهِ وَيُبَارِكَهُ, لأَنَّهُ حَارَبَ هَدَدَ عَزَرَ وَضَرَبَهُ. (لأَنَّ هَدَدَ عَزَرَ كَانَتْ لَهُ حُرُوبٌ مَعَ تُوعُوَ). وَبِيَدِهِ جَمِيعُ آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالنُّحَاسِ
=====================================================================((((((((القائم بتحرف الكتاب المقدس إما مسطول أو سكران !!!
نفس السفر مرة يقول أن ميكال لم تنجب أبدا و بعدها يقول أن لها خمسة أولاد !!!
سِفْرُ صَمُوئِيلَ الثَّانِي
اَلأَصْحَاحُ السَّادِسُ
23وَلَمْ يَكُنْ لِمِيكَالَ بِنْتِ شَاوُلَ وَلَدٌ إِلَى يَوْمِ مَوْتِهَا.
سِفْرُ صَمُوئِيلَ الثَّانِي
اَلأَصْحَاحُ الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ
8فَأَخَذَ الْمَلِكُ ابْنَيْ رِصْفَةَ ابْنَةِ أَيَّةَ اللَّذَيْنِ وَلَدَتْهُمَا لِشَاوُلَ: أَرْمُونِيَ وَمَفِيبُوشَثَ، وَبَنِي مِيكَالَ ابْنَةِ شَاوُلَ الْخَمْسَةَ الَّذِينَ وَلَدَتْهُمْ لِعَدْرِئِيلَ بْنِ بَرْزِلاَّيَ الْمَحُولِيِّ،
=====================================================================(((((((((((شهادة المسيح , حق أم ليست حق ؟؟؟
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ يُوحَنَّا
اَلأَصْحَاحُ الْخَامِسُ
"إِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي لَيْسَتْ حَقّاً. 32?لَّذِي يَشْهَدُ لِي هُوَ آخَرُ وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ الَّتِي يَشْهَدُهَا لِي هِيَ حَقٌّ.
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ يُوحَنَّا
اَلأَصْحَاحُ الثَّامِنُ
14أَجَابَ يَسُوعُ: "وَإِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي حَقٌّ لأَنِّي أَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ أَتَيْتُ وَإِلَى أَيْنَ أَذْهَبُ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فلاَ تَعْلَمُونَ مِنْ أَيْنَ آتِي وَلاَ إِلَى أَيْنَ أَذْهَبُ
=====================================================================(((((((((((هل مات قبل أم بعد إنشقاق حجاب الهيكل ؟
إِنْجِيلُ اَلْمَسِيحِ حَسَبَ اَلْبَشِيرِ مَتَّى
اَلأَصْحَاحُ اَلسَّابِعُ وَاَلْعِشْرُونَ
50فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ اَلرُّوحَ. 51وَإِذَا حِجَابُ اَلْهَيْكَلِ قَدِ اَنْشَقَّ إِلَى اَثْنَيْنِ مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ. وَاَلأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ وَاَلصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ لُوقَا
اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ
45وَأَظْلَمَتِ الشَّمْسُ وَانْشَقَّ حِجَابُ الْهَيْكَلِ مِنْ وَسَطِهِ. 46وَنَادَى يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: "يَا أَبَتَاهُ فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي". وَلَمَّا قَالَ هَذَا أَسْلَمَ الرُّوحَ
=====================================================================(((((((((متى صعد المسيح إلى الجنة ؟؟؟؟؟
يوم الصلب
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ لُوقَا
اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ
43فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: "?لْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ". 44وَكَانَ نَحْوُ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ فَكَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ.
بعد الصلب بيومين
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ يُوحَنَّا
اَلأَصْحَاحُ الْعِشْرُونَ
17قَالَ لَهَا يَسُوعُ: "لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ===============================================================((((((((((كيف مات يهوذا ؟
سِفْرُ أَعْمَالِ الرُّسُلِ
اَلأَصْحَاحُ الأَوَّلُ
18فَإِنَّ هَذَا اقْتَنَى حَقْلاً مِنْ أُجْرَةِ الظُّلْمِ وَإِذْ سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ انْشَقَّ مِنَ الْوَسَطِ فَانْسَكَبَتْ أَحْشَاؤُهُ كُلُّهَا.
إِنْجِيلُ اَلْمَسِيحِ حَسَبَ اَلْبَشِيرِ مَتَّى
اَلأَصْحَاحُ اَلسَّابِعُ وَاَلْعِشْرُونَ
5فَطَرَحَ اَلْفِضَّةَ فِي اَلْهَيْكَلِ وَاَنْصَرَفَ ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ
======================================================================(((((((ماذا كانت كلمات عيسى الأخيرة قبل أن يموت؟
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ يُوحَنَّا
اَلأَصْحَاحُ التَّاسِعُ عَشَرَ
30فَلَمَّا أَخَذَ يَسُوعُ الْخَلَّ قَالَ: "قَدْ أُكْمِلَ". وَنَكَّسَ رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.
إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ لُوقَا
اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ
46وَنَادَى يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: "يَا أَبَتَاهُ فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي". وَلَمَّا قَالَ هَذَا أَسْلَمَ الرُّوحَ
====================================================================((((((((((كيف يستهلون الإناجيل ؟
لماذا توضع في أول الأناجيل الأربع ( متى / لوقا / يوحنا / مرقس )
العبارة الأتية :
- إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ يُوحَنَّا ؟
و أحيانا
- إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ وفقا للْبَشِيرِ يُوحَنَّا ؟
السبب في ذلك أنه ليس هناك إنجيل واحد يحمل توقيع كاتبه الأصلي!
=======================================================================((((((((((متى لم يكتب إنجيل متى !
إِنْجِيلُ اَلْمَسِيحِ حَسَبَ اَلْبَشِيرِ مَتَّى
اَلأَصْحَاحُ اَلتَّاسِعُ
وَفِيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاكَ رَأَى إِنْسَاناً جَالِساً عِنْدَ مَكَانِ اَلْجِبَايَةِ اَسْمُهُ مَتَّى. فَقَالَ لَهُ: "اتْبَعْنِي". فَقَامَ وَتَبِعَهُ.
يا أهل الصليب أين عقولكم ؟؟
((((((((((ما يخفيه زكريا بطرس عن مستمعيه((((((((((((
في هذا المبحث :
ـ أول من آمن به أهل بيته.
ـ يسكن في غرفاتٍ من طين .
ـ مناجاة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لربه .
لا يعرف التاريخ أحد كُتب عنه ثناءً ومدحاً كالنبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، يمدحون خُلُقه وخلقته وكل شيء ، ولم يعرف التاريخ أحد أحيط بهالة من التعظيم والتبجيل في حياته وبعد مماته كالنبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ولم يعرف أحد مدحه أعدائه كما مدح أعداء رسولِ الله رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وهذا الأمر صنفت فيه مصنفات مشهورة ومعروفه . ولم يعرف التاريخ أحد تطاول على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كهذا الخنزير بطرس . ش
ومدح الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ شرفت به المصنفات الكبيرة ، وشرف به المختصون في جميع الفنون والعلوم .
ووالله كلماتي ترد خجلى وهي تحكي عن الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ فمهما كتبتُ لا أجد نفسي قد وفيت شيئا . ولكن أراعي المقام وأضع خطوطا رئيسية تبين كذب من يتكلم عنه من الحاقدين أمثال بطرس الكذاب .
النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بيته .
لماذا النبيُ ـ صلى الله عليه وسلمَ ـ في بيته ؟؟ لماذا ألقي الضوءَ على رسولِ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بيته ؟
الرجل في بيته يكونُ على حقيقته ، لا يتكلفُ أمام أهلهِ وأولادهِ ، فإن تجملَ خارج البيت ، فإنه لا يستطيع أبدا أن يتصنع أمام أهله ، ولذا آثرت أن القي الضوءَ على شيءٍ من حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بيته ، ليعلمَ من جهل أي الرجال كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ . وأنه ما كان جبارا ولا كان شهوانيا يقضي الليل مع النساء كما يفترون عليه صلى الله عليه وسلم .
أول من آمن به أهل بيته
أول من آمن بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هم أهل بيته ، زوجتُه السيدةُ خديجةُ ـ رضي الله عنها ـ وعلي بن أبي طالبٍ الذي كان في بيته ،وزيدُ بنُ حارثة ، وبناتُه ـ صلى الله عليه وسلم ، وكذا أخصُّ أصحابه أبو بكر الصديق رضي الله عنه .
لم يتخلف أحدٌ من خواص محمدٍ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، بل لم يتلكأ منهم أحد ، كلهم آمنوا به وصدقوه فور سماعهم خبرَ نبوته ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
يقولُ أحدُهم " إن إيمانَ أهلِ بيت محمدٍ ـ صلى الله عليه وسلم ـ بهِ دليلٌ على صدقه ، فأعرف الناس بالرجل أهلُ بيته وخاصتُه ".
وصدق . فإن أحدنا قد يُخفي على الناس عيبه ، لا يُظهرُ عيبَه في الشارعِ ولا في المجالس العامة ، ولكنه ينبسط في بيته أمام زوجته وأبناءه ، وينبسط بين خاصّة أصحابه والمقربين منه فتبدوا سريرتُه فلولا أنهم يعرفون منه الخير ما اتبعوه ولاتهموه في خبره وكذبوه وما صدَّقوه .أليس كذلك ؟!
أقول : وأن يحبَ الرجلَ زوجتُه وأبناءُه فهذا أمر طبعي ، أما أن يحبَّه خادمُه وعبدُه الذي يملكُه فهذا لا يكون كثيرا . وأن يفضّل الرجلُ العبوديةَ والغربةَ مع شخصٍ ، على الحريةِ في وطنه مع أبيه وأمه وأعمامه وأخواله وإخوانه ، وهو بعدُ شابا صغيرا ، فهذا لم نسمع به إلا مع النبي محمدٍ ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
كان زيدُ بن حارثةَ حرا أخذته اللصوصُ وهو غلام فباعوه عبدا بالشام ، واشتراه حكيمُ بن حزامٍ من الشام وحملهُ إلى مكةَ وانتهى به المطافُ مولا عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
ورحل حارثةُ ـ أبو زيد ـ بين أحياء العرب يبحث عن ابنه الذي أخذته اللصوص واسترقُّوه ، وهو حرٌ ذو نسب ... خرج يطوف البلدان وهو يقول :
بَكَيْتُ عَلَى زَيْدٍ وَلَمْ أَدْرِ مَا فَعَلْ *** أَحَيّ فَيُرْجَى أَمْ أَتَى دُونَهُ الْأَجَلْ
فَوَاَللّهِ مَا أَدْرِي وَإِنّي لَسَائِلٌ *** أَغَالَكَ بَعْدِي السّهْلُ أَمْ غَالَك الْجَبَلْ
ُتذَكّرْنِيهِ الشّمْسُ عِنْدَ طُلُوعِهَا *** وَتَعْرِضُ ذِكْرَاهُ إذَا غَرْبُهَا أَفَلْ
وَإِنْ هَبّتْ الْأَرْوَاحُ هَيّجْنَ ذِكْرَهُ *** فَيَا طُولَ مَا حُزْنِي عَلَيْهِ وَمَا وَجَلْ
سَأُعْمِلُ نَصّ الْعِيسِ فِي الْأَرْضِ جَاهِدًا * * * وَلَا أُسْأَمُ التّطْوَافَ أَوْ تَسْأَمُ الْإِبِلْ
حَيَاتِي أَوْ تَأْتِي عَلَيّ مَنِيّتِي * * * فَكُلّ امْرِئٍ فَانٍ وَإِنْ غَرّهُ الْأَمَلُ
خرج هذا الأب المفجوع يقطع الصحاري بحرها ، ووجد ولده عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فراح يناشده أن يَبِيعَهُ ولدَه بما شاء . . يعرض على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يشتري منه ولده بما يشاء من ثمن . فأجابه النبيُ ـ صلى الله عليه وسلم ـ بما لم يتوقعه . قال لَهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ــ يخاطب زيدا ـ إنْ شِئْتَ فَأَقِمْ عِنْدِي ، وَإِنْ شِئْت فَانْطَلِقْ مَعَ أَبِيك ، فأجاب زيد : بَلْ أُقِيمُ عِنْدَك .يقيم عند من ؟
عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ . اختار زيدٌ البقاء عبدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، على الرجوع حرا مع أبيه . ماذا رأى زيدٌ من محمدٍ صلى الله عليه وسلم ــ كي يختار العبودية معه في مكة بعيدا عن أهله وداره ، على الحرية مع أبيه وبين أمه وإخوانه وهو بعد صغير السن ؟
لك أن تتخيلَ ما كان من حسن عشرة وطيب خلق جعلت زيدا لا يرحل من دار الغربة والعبودية .إلى أبيه وأمه . واسمع :
قَالَ لَهُ أَبُوهُ : يَا زَيْدُ أَتَخْتَارُ الْعُبُودِيّةَ عَلَى الْحُرّيّةِ وَ عَلَى أَبِيك وَأُمّك وَبَلَدِك وَقَوْمِك ؟
فَقَالَ زيدٌ : إنّي قَدْ رَأَيْت مِنْ هَذَا الرّجُلِ شَيْئًا ، وَمَا أَنَا بِاَلّذِي أُفَارِقُهُ أَبَدًا .
وأنشد يقول :
أَحِنّ إلَى أَهْلِي ، وَإِنْ كُنّ نَائِيًا *** بِأَنّي قَعِيدُ الْبَيْتِ عِنْدَ الْمَشَاعِرِ
فَكُفّوا مِنْ الْوَجْدِ الّذِي قَدْ شَجَاكُمْ *** وَلَا تُعْمِلُوا فِي الْأَرْضِ نَصّ الْأَبَاعِرِ
َإِنّي بِحَمْدِ اللّهِ فِي خَيْرِ أُسْرَةٍ *** كِرَامِ مَعَدّ كَابِرًا بَعْدَ كَابِرِ
لم ينته الأمر عند هذا الحد .
تجمَّل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بما هو خيرٌ من ذلك .فأخذ بيدِ زيدٍ وقام إلى الملأ من قريش ينادي فيهم : " اشْهَدُوا أَنّ هَذَا ابْنِي ، وَارِثًا وَمَوْرُوثًا " فَطَابَتْ نَفْسُ أَبِيهِ عِنْدَ ذَلِكَ .ولم ينته الأمر عند ذلك أيضا .بعد أن رحل أبوه تجمل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بما هو أكثر من ذلك أيضا ، تجمل بما هو أكثر من عتقه ، وبما هو أكبر من تبنيه ، فقد زوجه من بنت عمته زينبَ بنتَ جحشٍ ـ رضي الله عنها ـ . ومن يعرف عادات العرب في الزواج يعرف حجم هذا الكرم من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ . أرأيتم أكرمَ من هذا ؟!
لا . والله .
فما له لا يؤمن به ، وهذا حاله معه ؟ !
مشهد آخر
جاء الْمَلَكُ لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غار حراء فأخذه وضمَّه ضما شديدا حتى بلغ منه الجَهَدَ ثم أرسله، وقال له أقرأ والحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجيب ما أنا بقارئ .ثم أخذه ثانية وضمه ضما شديدا حتى بلغ منه الجهد وناداه اقرأ يا محمد ، والحبيب يجيب : ما أنا بقارئ . فأخذه الثالثة وضمه ضما شديدا وناده اقرأ يا محمد ، والحبيب يجيب : ما أنا بقارئ . فقال الملكُ : اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ .ورَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بيته يَرْجُفُ فُؤَادُهُ . ودَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنها ينادي : زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي. . . . غطوني بالفراش . فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ .وجلس يحدث زوجته بما رأى يقول لها :َ لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي . فَقَالَتْ ، وهذا محل الشاهد ، : كَلَّا وَاللَّهِ . . . لا يُخْزِيكَ اللَّهُ أبدا . والله إنك لتصل الرَّحِمَ . . . وتَصْدُقُ الحديث . . . وَتَحْمِلُ الْكَلَّ . . . وَتُكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ . . . وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ .
هكذا وصفتهُ زوجتُه وهو بعد لم يوحى إليه ، كريم شهمٌ هينٌ لين ، قريب يجيب .هذا حاله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما تصفه زوجته . وهو بعد لم يوحى إليه .. هذا حاله في الجاهلية .
يا من له الأخلاق ما تهوى * ** العلا منها ويتعشق الكبراء زانتك في الخلق العظيم شمائل * * * يغرى بهن ويولع الكرماء فإذا سخوت بلغت بالجود المدى * * * وفعلت ما لا تفعله الأنواء وإذا رحمت فأنت أم أو أب * * * هذان في الدنيا هم الرحماء وإذا عفوت فقادرا ومقتدرا * * * لا يستهين بعفوك الجهلاء
وإذا غضبت فإنما هي غضبة في الحق * * * لا ضغن ولا بغضاء
وإذا رضيت فذاك في مرضاته * * * ورضا الكثير تحلم ورياء وإذا بنيت فخير زوج عشرة * * * وإذا ابتنيت فدونك الآباء
وحين أخبر أبا بكر ، وهو صاحبه في الجاهلية بأن الله أوحى إليه ، أسلم ابو بكر من فوره وما نظر ولا تردد . لماذا ؟
أعرف الرجل بالرجل صاحبه . فلولا أن أبا بكر ـ رضي الله عنه ـ يعرف من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الخير ما أقبل هكذا . ولتردد ولقال وأسمع .
وآمن بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كل من كان في بيته ، علي بن أبي طالب وأم أيمن وزوجته وبناته وغلامه زيد بن حارثه لم يتخلف منهم أحد .
الدائرة التي تحيط بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتتعامل معه يوميا هي أول الناس إيمانا به . وكما سبق معنا أن في هذا دِلالة واضحة على صدقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهم لو لم يعرفوا منه الصدق ما آمنوا من فروهم هكذا .
بل شهد له من حاربوه بالصدق والأمانة ، ولقبوه بالصادق الأمين ، ولم نسمع أن أحدا ممن عاصره ذكره بسوء . . . لا يوجد أحد ممن رأى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى من قاتلوه وأخرجوه من داره ، تكلم في خلقه بشيء ، كلُّهم أجمعوا على صدقه وأمانته وحسن خلقه ، وهذه الجعجعة حادثة أتت بعد ألف وأربعمائة عام .
وقفة تَزيد الأمر وضوحا :
اتخذ القرآن من حال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الجاهلية بين أهله وأصحابه دليلا على صدقه في دعوى النبوة ، فمعلوم أن قريشا كذَّبت النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ كحال بني إسرائيل مع المسيح ـ عليه السلام ـ ، وكحال كل الأمم التي بعث الله إليها نبيا من أنبياءه .
وفي مواجهة هذا التكذيب ، وفي إطار التدليل على صدق رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في دعوى النبوة ، اتخذ القرآنُ الكريم من حال النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ بين أهله وأصحابه دليلا على صدقه . قال تعالى : { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }[ الأعراف : 184 ]
وقال تعالى :{ قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ }[ سبأ :46 ] ، وقال تعالى :{ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى }[ النجم :2 ] وقال تعالى :{وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ } [ التكوير : 22]
ما وجه الدليل في ذلك ؟
يقول أهلُ العلمِ : ذِكرُ لفظِ الصاحب هنا دون غيره ، إذ قال صاحبكم ولم يقل محمد ولا النبي، ليذكرهم بأن هذا صاحبهم ، لازمهم أربعين عاما ، ويعرفوه معرفة الصاحب بصاحبه . جلس بينهم أربعين عاما . لم يخرج النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ من مكة ، إلا مرة أو مرتين ، وكان ـ في خروجه هذا ـ بين أهل مكة . فهو إذا لم يتعامل مع غير أهل مكة .
والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ اتخذ من حاله بين قومه دليلا على صدقه في دعوى النبوة ، وقف على الصفا ينادي لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغيرَ عليكم أكنتم مصدقي ؟
قالوا نعم . ما جربنا عليك إلا صدقا . قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد . [ هذه رواية البخاري من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ]
فهذا حاله صلى الله عليه وسلم في بيته وبين أهله في الجاهلية . اتخذها القرآنُ دليلا على صدقه صلى الله عليه وسلم .
يسكن في غرفات من طين
قالوا : كان جبارا لا همَّ له إلا القتل ، والزواج ، قلنا : لو كان كذلك لاتخذ القصور وجمع الأموال ، وقضى الليل مع النساء ، ولكن ما كان هذا حاله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
حين هاجر إلى المدينة اتخذ بيتا من طين ( لبن ) سقفه من الجريد يطاله الرجل بيديه . بيت كل واحدة من نسائه عبارة عن غرفة من طين ، وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ينام على الحصير حتى يؤثرَ في جنبه ـ صلى الله عليه وسلم ـ عند الترمذي من حديث عبد الله بنِ مسعود رضي الله عنه قال : ( نَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَصِيرٍ فَقَامَ وَقَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ اتَّخَذْنَا لَكَ وِطَاءً فَقَالَ مَا لِي وَمَا لِلدُّنْيَا مَا أَنَا فِي الدُّنْيَا إِلَّا َكرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا ) وفي رواية أخرى عند أحمد من حديث عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : ( مالي وللدنيا، ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار، ثم راح وتركها ) يقول : ثم راح وتركها ، أي أنه لم يمكث حتى يتحول عنه الظل بل قام هو وترك الظل .
ودخلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ـ رضي الله عنه ـ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ نائم على حصير قد أثر الحصير في جنبه ، وجالت عينُ عمرٍ في بيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ، يقول عمر : فإِذَا أَنَا بِقَبْضَةٍ مِنْ شَعِيرٍ نَحْوِ الصَّاعِ ( حفنة أو حفنتين ) وَقَرَظٍ ( نوع من ورق الشجر يدبغون به الجلود ) فِي نَاحِيَةٍ فِي الْغُرْفَةِ وَإِذَا إِهَابٌ مُعَلَّقٌ .
هذا كل ما في بيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حصير ينام عليه ، وحفنه من شعير ووسادة معلقة بالجدار .
فبكى عمر مما رأى . وحُقَّ له .
وناداه الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ : مَا يُبْكِيكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ؟
يقول عمر : فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَمَالِي لَا أَبْكِي وَهَذَا الْحَصِيرُ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِكَ وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ لَا أَرَى فِيهَا إِلَّا مَا أَرَى وَذَلِكَ كِسْرَى وَقَيْصَرُ فِي الثِّمَارِ وَالْأَنْهَارِ وَأَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَصَفْوَتُهُ وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ
قَالَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ : أَلَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَنَا الْآخِرَةُ وَلَهُمْ الدُّنْيَا ؟
فقال عمر : بَلَى .
هذا هو همّهُ ـ صلى الله عليه وسلم ـ الآخرة . لا حاجة له في الدنيا .
وعن أنس رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : ( مَا أَمْسَى فِي آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاعُ تَمْرٍ وَلَا صَاعُ حَبٍّ . وَإِنَّ عِنْدَهُ يَوْمَئِذٍ لَتِسْعَ نِسْوَةٍ )
وعند مسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضي الله عنه ـ أن رجلا نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فَأَرْسَلَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ يسأل عن شيء يضيفه به ، ثم أرسل إلى الثانية والثالثة وإلى كل نسائه وكلهم يجيب : والذي بعثك بِالْحَقِّ مَا عِنْدِي إِلَّا مَاءٌ .
ليس في بيته إلا الماء .
وعند البخاري من حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلَالِ ثُمَّ الْهِلَالِ ثَلَاثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ وَمَا أُوقِدَتْ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَارٌ ) ، فقيل لها : ما كَانَ يُعِيشُكُمْ . قَالَتْ الْأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالْمَاءُ إِلَّا أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِيرَانٌ مِنْ الْأَنْصَارِ كَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ وَكَانُوا يَمْنَحُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَلْبَانِهِمْ فَيَسْقِينَا .
تمر وماء ، والمنحة لبن .
وفي الصحيحين وغيرهما عن أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها قالت ـ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا فِي بَيْتِي مِنْ شَيْءٍ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلَّا شَطْرُ شَعِيرٍ ) .
ومشهور أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مات وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ .
وعند البخاري أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم مات وما ترك درهما ولا دينارا ولا عبدا ولا أمه إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها ، وسلاحه ، وارضا جعلها لابن السبيل صدقة .
أجبارٌ هذا ؟
لا والله .
جاء في قصة إسلام عُدي بن حاتم الطائي ـ رضي الله عنه ـ وكان نصرانيا . أنه دخل على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ، المسجد فسلم عليه ، ثم قام معه إلى بيته ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، يقول عُدي : فَانْطَلَقَ بِي إلَى بَيْتِهِ فَوَاَللّهِ إنّهُ لَعَامِدٌ بِي إلَيْهِ إذْ لَقِيَتْهُ امْرَأَةٌ ضَعِيفَةٌ كَبِيرَةٌ فَاسْتَوْقَفَتْهُ فَوَقَفَ لَهَا طَوِيلًا تُكَلّمُهُ فِي حَاجَتِهَا ; يقول عُدي : فقُلْت فِي نَفْسِي : وَاَللّهِ مَا هَذَا بِمَلِكٍ .
ثُمّ مَضَى بِي رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حَتّى إذَا دَخَلَ بِي بَيْتَهُ تَنَاوَلَ وِسَادَةً مِنْ أَدَمٍ مَحْشُوّةً لِيفًا ، فَقَذَفَهَا إلَيّ ،فَقَالَ : اجْلِسْ عَلَى هَذِهِ . قُلْت : بَلْ أَنْتَ فَاجْلِسْ عَلَيْهَا ، فَقَالَ بَلْ أَنْتَ . يقول عدي : فَجَلَسْتُ عَلَيْهَا ، وَجَلَسَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِالْأَرْضِ ، قَالَ قُلْت فِي نَفْسِي : وَاَللّهِ مَا هَذَا بِأَمْرِ مَلِكٍ .نعم لم يكن ملكا ظالما غشوما ... كان يجلس على الأرض ، ويقف للعجوز طويلا وهو أعظم الناس مسئولية وأكثرهم شغلا . ويسكن في غرفات من طين .
يقول ابن كثير في البداية والنهاية معلقا على ما ورد في البخاري ، من أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مات وما ترك دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا أمة يقول ، وقد جعلَهُ عنوانَ بابٍ يقول : فإن الدنيا بحذافيرها كانت أحقر عنده - كما هي عند الله - من أن يسعى لها أو يتركها بعده ميراثا، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى إخوانه من النبيين والمرسلين، وسلم تسليما كثيرا دائما إلى يوم الدين .
ولم يكن ضيق العيش ، وقلة المتاع في بيته ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ فترة من الزمن فقط ، بل كان هذا حاله حتى توفاه ربه .
ولم يكن ضيق العيش وقلة المتاع في بيته ـ صلى الله عليه وسلم ـ جبراً عنه ، بل باختياره ، فقد كان زاهدا في الدنيا . راغبا عنها . يقول ما لي وما للدنيا .
لما فتح الله على رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خيبر ، وأتت الغنائم ، اجتمع حوله نسوتُه يريدون سعةَ في العيش ، فخيرهم بين أن يبقون معه على هذه الحال وأن يطلقهن . ونزل قول الله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً . وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً }[ الأحزاب : 29] ، وكلهن اخترن البقاء معه ـ صلى الله عليه وسلم ـ على هذه الحال .
وفي هذا دليل أيضا على أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يكن مضطرا لهذا ، فقد كان عنده سهمه من الغنائم ، ولو شاء لصارت الجبال معه ذهبا ، بل كانت رغية عن الدنيا ، كما قال هو ـ صلى الله عليه وسلم ـ " ( مالي وللدنيا، ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار، ثم راح وتركها ) ،وفي هذه القصة أيضا بيان لمحبة نساء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للنبي وحبهم للبقاء معه على هذه الحال ، كانوا يحبونه أشد من حبهم لآبائهم وأمهاتهم ، عائشة تقول أفيك أستأمر أبوي يا رسول الله ؟! وحبيبة ترفض أن يجلس أبوها وهو سيد قريش يومها على فراش رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتقول له أنت مشرك نجس لا تجلس على فراش رسول الله .صلى الله عليه وسلم ـ .
وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقضي ثلث الليل أو نصفه أو يزيد عن ذلك في الصلاة ، يقوم حين يسمع الصارخ .. الديك .. ويصرخ الصارخ في منتصف الليل أو قبله أو بعده بقليل .. يقف بين يدي ربه يقرأ قرآنه ويسجد له داعيا وشاكرا ، قال الله {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ }[ المزمل : من الآية 20 ] .
لم يترك صلاة الليل أبدا .
وعند مسلم من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ فَقُلْتُ يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ . . . ثُمَّ مَضَى فَقُلْتُ يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ فَمَضَى فَقُلْتُ يَرْكَعُ بِهَا ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ فَقَرَأَهَا ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ فَقَرَأَهَا يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا ـ أي متهملا ومُرتلا ـ إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ . ثُمَّ رَكَعَ فَجَعَلَ يَقُولُ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ . فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ ، ثُمَّ قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ثُمَّ قَامَ طَوِيلًا قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ ثُمَّ سَجَدَ فَقَالَ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ "
وروى الشيخان من حديث عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال : صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً فَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا حَتَّى هَمَمْتُ بِأَمْرِ سَوْءٍ . قُلْنَا وَمَا هَمَمْتَ ؟ قَالَ هَمَمْتُ أَنْ أَقْعُدَ وَأَذَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
يقول بن حجر معلقا على هذا الحديث وقد كان بنُ مسعود ـ رضي الله عنه ـ قويا محافظا على الاقتداء بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وما همَّ بالعقود إلا بعد طولٍ ما اعتاد عليه .
وجاء من وصف صلاة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بيته ليلا : عن الْمُغِيرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ إِنْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَقُومُ لِيُصَلِّيَ حَتَّى تَرِمُ قَدَمَاهُ أَوْ سَاقَاهُ فَيُقَالُ لَهُ فَيَقُولُ أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟
يقضي ليله يناجي ربه ، وهذه بعض أقواله :
مناجاة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ربه
وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ .
إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ .
اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ .سُبْحَانَكَ .أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ . . . . أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ . . . وَلَا مَنْجَا وَلَا مَلْجَأَ إِلَّا إِلَيْكَ . . . . أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ .
خَشَعَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَمُخِّي وَعَظْمِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .
اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ .لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ .لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ .قَوْلُكَ الْحَقُّ وَوَعْدُكَ الْحَقُّ وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ حَقٌّ .اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَأَسْرَرْتُ وَأَعْلَنْتُ أَنْتَ إِلَهِي لَا إِلَهَ لِي غَيْرُكَ .
اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ .
اللهم إني أسألك فعل الخيرات ، وترك المنكرات ، وحب المساكين ، وأن تغفرَ لي وترحمَني ، وإذا أردتَ فتنة قوم فتوفني غير مفتون ، وأسألك حُبَّك ، وحبَّ من يحبُّكَ ، وحب عمل يقربني إلى حبك .
وكان إذا آوى إلى فراشه يقول بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ " .
ينام ذاكرا ويستيقظ ذاكرا .
تقول أمُّ المؤمنين عائشةُ ـ رضي الله عنها ـ فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً مِنْ الْفِرَاشِ فَالْتَمَسْتُهُ . . . تبحث عنه بيدها ... تقول .. : فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ [ المصلى ] وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ وَهُوَ يَقُولُ اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ .
منازلٌ كانت للصلاةِ وللتقى * * * وللصومِ والتطهيرِ والحسناتِ
ديارٌ عفاها جورُ كلِّ منابذٍ * * * ولمْ تعفُ للأيام والسنواتِ
إلى الله أشكو لوْعةُ عند ذكرهِمْ * * * سقتني بكأسِ الثكلِ والفظعاتِ
فما العدو إلا حاسدٌ ومكذبٌ * * * ومضغنٌ ذو إحنةٍ وتراتِ
فياربِّ زدني من يقيني بصيرةَ * * * وزدْ حٌبَّهم يا ربِّ في حسناتي
سأذكرهم ما حج لله راكبٌ * * * وما ناحَ قمريٌ على الشجراتِ
كان النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يضع رأسه في حجر زوجته ويقرأ القرآن ثم يغلبه النوم فينام ورأسه في حجرها ، تدبروا .هذا حال المُجهد الذي ما أن يستكينُ على الأرض حتى يغلبه النعاس وينام . وفي حجر زوجته يقرأ القرآن .
وكان حسن العشرة مع زوجاته يقول ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) . لا يفضل واحدة منهن على الأخرى في القسم ، ويطوف كل يوم عليهن يسأل عن أخبارهن ، ثم يبيت عند التي هو في نوبتها .
متواضعا حليما ، يرقع ثوبه ويخصف نعله ، بساما ضحاكا ، كما تصفه زوجته ، يقول صاحب الرحيق المختوم ، كان أشد الناس حياء وإغضاء ، وإذا كره شيئا عرف في وجهة . وكان لا يُثْبِتْ نظرُه في وجه أحد ، خافض الطرف . نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جلُّ نظره الملاحظة، لا يشافه أحدا بما يكره حياء وكرم نفس، وكان لا يسمي رجلا بلغ عنه شيء يكرهه، بل يقول . ( ما بال أقوام يصنعون كذا ) . ، ولَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا وَلَا صَخَّابًا فِي الْأَسْوَاقِ وَلَا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصفحُ .لا يضرب ولا يسب ، ولا يغضب إلا إن انتهكت حرمة من حرمات الله . ولا يعيب الطعام ... إن اشتهاه أكله وإلا تركه . يستيقظ من نومه جائعا فيسأل عن طعام فلا يجد فينوي الصيام إلى الليل .
يقول أنس بن مالك رضي الله عنه فيما رواه أحمد : " خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ . لَا وَاللَّهِ مَا سَبَّنِي سَبَّةً قَطُّ وَلَا قَالَ لِي أُفٍّ قَطُّ وَلَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ فَعَلْتُهُ لِمَ فَعَلْتَهُ وَلَا لِشَيْءٍ لَمْ أَفْعَلْهُ أَلَّا فَعَلْتَهُ .
يقول هند بن أبي هالة ـ رضي الله عنه ـ : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، ولا يتكلم في غير حاجة، طويل السكوت ) انتهى كلامه رضي الله عنه .
أقول : ليس هذا حال من يحب النساء ، فالأنوثة لا تظهر مع التقشف ، والعيش على التمر والماء بين جدران الطين . فمَن لا همَّ له إلا النساء لا يقضي شبابَه كلَّه مع إمرأة واحدة عجوز تكبره بخمسة عشرة سنة ، وقد تزوجت برجلين قبله وأنجبت أكثر من مرة . ليس هذا حال من يعشق النساء . من لا همَّ له إلا النساء لا يتزوج بإمرأة عجوز ثبطة ... ثبطة تعني ثقلية متينة . . بدينة .. تمشي كأنها مقيدة ، أم أولاد يبكون ويصيحون ليل نهار عند رأسه ...ذلكم سودة رضي الله عنها ، ثاني من تزوج الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
ماتت خديجة رضي الله عنها وهي قد تجاوزت الستين من عمرها .. بل قاربت السبعين من عمرها ، ثم مكث رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ بعدها لا يفكر في الزواج حتى أشارت عليه إحداهن بأن يتزوج فهو أبٌ عنده بنين وبنات ، وتزوج من ؟
تزوج سودة رضي الله عنها ... إمرأة كبيرة .. بدينة .. بطيئة الحركة تمشي الهوين كأنها مقيدة .. أم أولاد ، وظلت معه وحدها ثلاث سنوات . أي حتى بلغ النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ سن الثلاثة والخمسين من عمره .
من لا همَّ له إلا النساء لا ينخلع من فراش أحب الناس إليه ويطيل السجود لله . يدعو ربه خوفا وطمعا . من لا همَّ له إلا النساء لا ينخلع من فراش أحب الناس إليه ويذهب للمقابر يزور الموتى ويدعوا لهم . من لا هم له إلا النساء .. لا يقوم من الليل حتى ترم قدماه أو ساقاه ، وقد آذنه ربه بالمغفرة على ما تقدم من ذنبه وما تأخر . ولا ذنب له وإنما هو الشعور بعظمة المعبود وتقصير العبد .
من الصعب جدا أن يقتنع عاقل بأن هذا حال شهوانيٍ يحب النساء ، أو ملكٍ ظلوم سفاك لا همَّ له إلا القتل .
إنها حالة من الوقار ، والسكينة ، والاتصال بالله عز وجل .
إنه قلب معلق بما عند ربه ، وجسم قد أنهكته علو الهمة وسمو الطلب .
كلمني أحدهم ـ من المسلمين ـ بكلام بطرس اللعين ، يقول كان النبي ـ شهوانيا ، وكان وكان ، فأجبته : أنت متزوج ؟ قال نعم ، فقلت كيف بالبيت حين يكون غرفة واحدة ويكون أبنائك كثيرون ومستيقظون ، بل كيف بالبيت إن كان به غير أبنائك .. يضج بالأبناء والضيوف ، وجداره بجدار المسجد ، هل تستطيع أن تأخذ فيه راحتك ؟ قال : أبدا . . أبدا .
قلت هذا حال النبي ، كان بيته كل واحدة من نسائه غرفة ضيقة .. من الطين ... سقفها بالجريد ، ملاصقة للمسجد .. إن أراد أن يسجد وكز زوجته لتوسع له مكانا للسجود ، وإن رفع يديه رفع سقف الغرفة ، وإن خرج من باب الغرفة وجد عددا من الأطفال من أبنائه وأحفاده .
بالله عليك : أهذا بيتٌ يستمتع فيه بالنساء ؟!
أهذا حال من يريد المتعة بالنساء ؟ !
أفي مثل هذا البيت تظهر الأنوثة وتنتعش ؟!
وتابعت : بطرس يكذب ، سله عن بيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعن ليل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كيف كان يقضيه ، وعن مطعم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وملبسه ؟
إنه كذّاب لئيم .
فأجاب : حقا إنه كذّاب لئيم .
يبقى يجيش بصدر كثيرين ، ويتكلم به النصارى وكأنه كان شغل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
هذا الشيء هو ما ورد من أخبار صحيحة عن أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يواقع من تتزين له من زوجاته حتى ولو على فراش غيرها ، وهي قصة حدثت مرة ، كما جاء في سبب نزول الآيات الأول من سورة التحريم . وأنه صلى الله عليه وسلم ربما طاف على زوجاته في ليلة واحدة .
وكل هذا صحيح .
ولكنه أبدا لم يكن هذا هو السياق العام الذي كان يعيش فيه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمعنى لم يكن حاله أنه يطوف كل ليله على نسائه ، ولم يكن حاله أن يذهب يبحث عن المتجملة منهن ويواقعها . لم يكن هذا أبدا حاله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؛ بل كان حاله كما قدمنا ، زاهدا في الدنيا ، متقشفا في عيشه ، يدعو ربه : اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا . اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين .كان حاله أنه لم يتزوج إلا امرأة واحدة عجوز في الأربعين من عمرها وقضى معها ربع قرن من الزمن لم يتزوج عليها ، وبدأ التعدد بعد البعثة بثلاثة عشر عاما أو يزيد ، وهو ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد تجاوز الخمسين من عمره. وكل زواج كان بسبب . فكيف هذا ؟
حبُّ النساء فطرة خلقها الله في الرجال ، كل الرجال إلا المريض نفسيا أو بدنيا ، وهو شاذ لا يقاس عليه . ومعاشرة النساء لها ارتباط قوي برباطة الجأش . . . الشجاعة ، فالضعيف الذي يهتم لأي مشكلة لا يستطيع أن يذهب لأهله ، كلما جاءته مصيبة أو لاحت في الأفق ذهبت بعقله وبات ليلتَه يفكر فيما كان وفيما سيكون ، وما لم يكن لو كان كيف كان يكون ، ويذهل عن أهله وإن كانت متجملة متزينة ، أما صاحب الشجاعة والبأس ، فلا تأخذه المشاكل ، وحين يرى امرأتَه متزينة تذهب كل الهموم ، فهي صغيرة في حسه مهما كبرت ، ويجتمع عليه شمله ، ومن ثمَّ ينتفع به أهله .وهذه النوعية من الرجال ورسولنا سيدهم تكون حسنة العشرة في الغالب . لماذا ؟
لأن من هذا حاله يستعلي على مشاكل البيت الصغيرة التي تثيرها المرأة . يستعلي على عدد من النقود تنفق هنا أو هناك . ولا يتقصى صغار الأمور . وكما قيل : ما استقصى كريمٌ قط .
وقد رأينا خالدا مثلا يتزوج حيث ينتصر ، وقد قال له أبو بكر مرة حين تزوج من بني حنيفة بعد أن هزمهم وقتل رجالهم : أنت امرؤ فارغ القلب . يتزوج ممن هزمهم ، ولا بد أن عروسه هذه قُتل أبوها أو أخوها . يتزوج ولا يلتفت لهذا كله . يتزوج وهو في دار عدوه لم يرحل بعد . وهذا حال أرباب الحزم والعزم والشجاعة من يوم كانوا ، وسل تعلم .
أما مريض القلب ... الضعيف ، فهو كالطفل تأخذه النظرة كل مأخذ ، وإن ضحكت له امرأة أجلسته عن كل شيء وأخذت بخواطره . وأقامت عنده الخاطرات ولم ترحل .
حال الضعيف أنه لا يذهب لأهله إلا في أوقات محددة ويستعين على ذلك بالدواء ، ويجلس يخطط لذلك أياما . وغالبُ من هذا حاله يكون أمره بيد أهله . فإن غضبت عليه أركبت الهمومَ على ظهره وساقته حيث شاءت . وإن رضيت عنه وتدللت سحبته حيث شاءت ، وأولئك ليسوا من خيار الرجال .ومن هذا حاله ، مع حبه للنساء وأنه لو استطاع لتزوج كل يوم ، تجده مع هذا يتعجب ويتساءل : كيف يجمع الرجل بين امرأتين فضلا عن ثلاث أو أربع أو تسع . كيف يجمع بينهم مع هموم الوظيفة والحياة ؛ يقول لك ، واحدة وتفعل بي كذا وكذا ، فما بال ذي التسعة ؟!
يتعجب . والعجب من حاله هو .
نقول له : لأصحاب العزائم حديث آخر .
حلف البخيل ليأتين بمثله ** * حنثت يمينك يا بخيلُ فكفرِ
(((((((((((((((((((((((((((
(((((((((((((((((ماذا خسر العالم من وجود الكتاب المقدس؟؟))))))))))))))))
هذا البحث فى الواقع هو مرجع او خيط اساسى يجب ان يتتبع من خلاله النصارى كل أضافة لو افتراء مزيف اوجد على كتابهم .. هو سهل ويدلهم بالتحديد اين يتدارسوا المخالفات لكشف زيفها ... ما فى الكتاب من فحش وحث على الرذيله والجريمة ...الخ ، لا يتوفق ابدا مع ما نزل به الله على الرسل السابقين ..
فالمعلوم ان الله لا يامر بالفحشاء والسوء والمنكر .. وانما امر ربى ان نقيم الدين وننهى عن المنكر ونأمر بالمعروف وان ننتهى عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن ..
فكان لزاما علينا بعد ما قرأناه وعاصرناه من تطبيق لتعاليم الكتاب المقدس ، ان نبين للنصارى ، ان مايحدث ليس من شرع الله فى شىء ... وعليه ، يجب عليهم مراجعة عقائدهم وكتبهم وتصحيحها قبل فوات الآوان ...
ما شرعه الكتاب المقدس لأتباعه:
1زنى المحارم: الابن أنجب نفسه من أمه
فقد ادعى كتابكم سكر نبى الله لوط وزناه بابنتيه: (30وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. 31وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أَبُونَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ. 32هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْراً وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 33فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. 34وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْراً اللَّيْلَةَ أَيْضاً فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 35فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضاً وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا 36فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. 37فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ» -وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. 38وَالصَّغِيرَةُ أَيْضاً وَلَدَتِ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي» - وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ.) تكوين19: 30-38
وكذلك نبى الله موسى وأخوه هارون أولاد حرام (زواج غير شرعى):
يقول سفراللاويبن 18: 12 (عورة أخت أبيك لا تكشف إنها قريبة أبيك) ؛
إلا أن عمرام أبو نبى الله موسى قد تزوج عمته: (وأخذ عمرام يوكابد عمته زوجة له فولدت له هارون وموسى) الخروج 6 : 20
وكذلك نبى الله يعقوب يجمع بين الأختين: فقد تزوج ليئة وراحيل الأختين وأنجب منهما (تكوين 29: 23-30)؛ويحرم سفر اللاويين الجمع بين الأختين(لاويين18: 18)
وأيضاً نبى الله إبراهيم يتزوج من أخته لأبيه: تزوج نبى الله إبراهيم عليه السلام من سارة وهى أخته من أبيه (تكوين 20: 12) ؛ على الرغم من أن سفر اللاويين 18: 9 يحرم الزواج من الأخت للأب أو للأم!
وأيضاً نبى الله يهوذا عليه السلام يزنى بثامار زوجة ابنه: (تكوين الإصحاح 38).
وأيضاً نبى الله رأوبين يزنى بزوجة أبيه بلهة: (تكوين 35: 22 ؛ 49: 3-4)
وأيضاً الكتاب المقدس يعلمك كيف يزنى الأخ بأخته: (أمنون بن داود يزنى بأخته ثامار أخت أبشالوم بن داود) اقرأ سيناريو هذا الفيلم فى (صموئيل الثانى صح 13).
وأيضاً نبى الله حزقيال يشجع النساء على الزنى والفجور (حزقيال 16: 33-34)
2. الاستهانة بالزنى
فإذا كان أنبياء الله يزنون فكيف يكون شأن أتباع هؤلاء الأنبياء؟
نبى الله يهوذا عليه السلام يزنى بثامار زوجة ابنه: (تكوين الإصحاح 38).
نبى الله داود عليه السلام يزنى بجارته ”امرأة أوريا“ وخيانته العظمى للتخلص من زوجها وقتله: فى (صموئيل الثانى صح 11) !!!
نبى الله شاول يُزوِّج ابنته زوجة داود عليه السلام من شخص آخر وهى لم تُطلَّق من زوجها الأول: (44فَأَعْطَى شَاوُلُ مِيكَالَ ابْنَتَهُ امْرَأَةَ دَاوُدَ لِفَلْطِي بْنِ لاَيِشَ الَّذِي مِنْ جَلِّيمَ.) (صموئيل الأول 25: 44) و (14وَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً إِلَى إِيشْبُوشَثَ بْنِ شَاوُلَ يَقُولُ: «أَعْطِنِي امْرَأَتِي مِيكَالَ الَّتِي خَطَبْتُهَا لِنَفْسِي بِمِئَةِ غُلْفَةٍ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». 15فَأَرْسَلَ إِيشْبُوشَثُ وَأَخَذَهَا مِنْ عِنْدِ رَجُلِهَا، مِنْ فَلْطِيئِيلَ بْنِ لاَيِشَ. 16وَكَانَ رَجُلُهَا يَسِيرُ مَعَهَا وَيَبْكِي وَرَاءَهَا إِلَى بَحُورِيمَ. فَقَالَ لَهُ أَبْنَيْرُ: «اذْهَبِ ارْجِعْ». فَرَجَعَ.) صموئيل الثانى 3: 14-16.
نبى الله إبراهيم ضحى بشرفه وشرف زوجته سارة مرة مع فرعون (تكوين 12: 11-16) ومرة مع أبيمالك (تكوين 20: 1-12)
نبى الله داود لا ينام إلا فى حضن امرأة عذراء: ملوك الأول 1: 1-4
نبى الله شمشون ذهب إلى غزة ورأى هناك امرأة زانية فدخل إليها(قضاة 16: 1)
نبى الله حزقيال شجع النساء على الزنى والفجور (حزقيال 16: 33-34)
وإذا كان الرب نفسه يدفع النساء العفيفات للزنى انتقاماً من أزواجهن ،فكيف يكون حال أولادهم وبناتهم؟
رب الأرباب انتقم من نبيه داود عليه السلام على زناه فيسلم أهل بيته للزنى: صموئيل الثانى 12: 11-12 ،
وعلى ذلك فلابد من نساء داود أن ينفذوا وعد الله ، وعلى ذلك فإن ما يقترفنه من الزنا يكون من البر والتقوى.
أضف إلى ذلك القوانين التى تدفع النساء إلى الزنى ومنها:
الكتاب المقدس يُرغِّب الرجال فى تجنب النساء عن طريق إخصاء أنفسهم:
(12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 12
فأين حق النساء فى الزواج وهدوء النفس والمتعة الحلالإذا تتبع كل إنسان هذه التعليمات؟
وكيف يمنع الرب الزنى عن هذا الطريق؟ لقد رأينا أكبر حالات الزنى تأتى من المتبتلين أمثال برسوم وغيره الكثيرون فى كل بقاع الأرض.
وإذا كان هذا كلام الرب الذى يؤدى إلى دمار البشرية ، فلماذا تُحرِّمون تحديد النسل؟ وإذا كان هناك أناس ولدوا بعاهات بدون خصية ، فهل يُعمِّم الرب هذا التشوُّه على باقى البشر؟
فماذا يريد الرب بالضبط؟ هل يريد إفناء البشرية أم إعمارها؟
وهل تصفون هذا الرب الذى يأمر بذلك بإله المحبة؟
كما دفعهم للتبتل وعدم الزواج:
(1وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً. 2وَلَكِنْ لِسَبَبِ الزِّنَا لِيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ امْرَأَتُهُ وَلْيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ رَجُلُهَا) كورنثوس الأولى 7: 1-2
ويرى بولس أن الرب لم يوحى شيئاً عن العذارى فأكمل ما نساه الرب قائلاً: (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ. أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا: 27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً.) كورنثوس الأولى 7: 25-28
وأخذه الغرور فأكمل ما نساه الرب ، وفى النهاية تعتبروا كل هذا الكلام مقدساً من وحى الرب: (38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
ومنع المطلقة أو المطلق أن يتزوج:
(32وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي.) متى 5: 32
فما الغرض من ذلك إلا دفعهم للتحرق والانفجار ثم اقتراف الزنى ، على الأخص إذا
قرأ نصوص الجنس الفاضح التى يعج بها سفر نشيد الإنشاد:
(لاَحَظْتُ بَيْنَ الْبَنِينَ غُلاَماً عَدِيمَ الْفَهْمِ 8عَابِراً فِي الشَّارِعِ عِنْدَ زَاوِيَتِهَا وَصَاعِداً فِي طَرِيقِ بَيْتِهَا. ... 10وَإِذَا بِامْرَأَةٍ اسْتَقْبَلَتْهُ فِي زِيِّ زَانِيَةٍ ... 13فَأَمْسَكَتْهُ وَقَبَّلَتْهُ. أَوْقَحَتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ لَهُ: ... 16بِالدِّيبَاجِ فَرَشْتُ سَرِيرِي بِمُوَشَّى كَتَّانٍ مِنْ مِصْرَ. 17عَطَّرْتُ فِرَاشِي بِمُرٍّ وَعُودٍ وَقِرْفَةٍ. 18هَلُمَّ نَرْتَوِ وُدّاً إِلَى الصَّبَاحِ. نَتَلَذَّذُ بِالْحُبِّ. 19لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ فِي الْبَيْتِ. ذَهَبَ فِي طَرِيقٍ بَعِيدَةٍ. 20أَخَذَ صُرَّةَ الْفِضَّةِ بِيَدِهِ. يَوْمَ الْهِلاَلِ يَأْتِي إِلَى بَيْتِهِ». 21أَغْوَتْهُ بِكَثْرَةِ فُنُونِهَا بِمَلْثِ شَفَتَيْهَا طَوَّحَتْهُ. 22ذَهَبَ وَرَاءَهَا لِوَقْتِهِ كَثَوْرٍ يَذْهَبُ إِلَى الذَّبْحِ أَوْ كَالْغَبِيِّ إِلَى قَيْدِ الْقِصَاصِ.) (أمثال 7: 7-22)
(وَافْرَحْ بِامْرَأَةِ شَبَابِكَ 19الظَّبْيَةِ الْمَحْبُوبَةِ وَالْوَعْلَةِ الزَّهِيَّةِ. لِيُرْوِكَ ثَدْيَاهَا فِي كُلِّ وَقْتٍ وَبِمَحَبَّتِهَا اسْكَرْ دَائِماً.) (أمثال 5: 18-19)
(10مَا أَجْمَلَ خَدَّيْكِ بِسُمُوطٍ وَعُنُقَكِ بِقَلاَئِدَ! ... 13صُرَّةُ الْمُرِّ حَبِيبِي لِي. بَيْنَ ثَدْيَيَّ يَبِيتُ. ... 15هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ. عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ. 16هَا أَنْتَ جَمِيلٌ يَا حَبِيبِي وَحُلْوٌ وَسَرِيرُنَا أَخْضَرُ.) (نشيد الإنشاد 1: 10-16)
(1فِي اللَّيْلِ عَلَى فِرَاشِي طَلَبْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. 2إِنِّي أَقُومُ وَأَطُوفُ فِي الْمَدِينَةِ فِي الأَسْوَاقِ وَفِي الشَّوَارِعِ أَطْلُبُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي. طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. 3وَجَدَنِي الْحَرَسُ الطَّائِفُ فِي الْمَدِينَةِ فَقُلْتُ: «أَرَأَيْتُمْ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي؟» 4فَمَا جَاوَزْتُهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً حَتَّى وَجَدْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي فَأَمْسَكْتُهُ وَلَمْ أَرْخِهِ حَتَّى أَدْخَلْتُهُ بَيْتَ أُمِّي وَحُجْرَةَ مَنْ حَبِلَتْ بِي. 5أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ بِالظِّبَاءِ وَبِأَيَائِلِ الْحَقْلِ أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ.) نشيد الإنشاد 3: 1-5
(1هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ! عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ مِنْ تَحْتِ نَقَابِكِ. شَعْرُكِ كَقَطِيعِ مِعْزٍ رَابِضٍ عَلَى جَبَلِ جِلْعَادَ. 2أَسْنَانُكِ كَقَطِيعِ الْجَزَائِزِ الصَّادِرَةِ مِنَ الْغَسْلِ اللَّوَاتِي كُلُّ وَاحِدَةٍ مُتْئِمٌ وَلَيْسَ فِيهِنَّ عَقِيمٌ. 3شَفَتَاكِ كَسِلْكَةٍ مِنَ الْقِرْمِزِ. وَفَمُكِ حُلْوٌ. خَدُّكِ كَفِلْقَةِ رُمَّانَةٍ تَحْتَ نَقَابِكِ. 4عُنُقُكِ كَبُرْجِ دَاوُدَ الْمَبْنِيِّ لِلأَسْلِحَةِ. أَلْفُ مِجَنٍّ عُلِّقَ عَلَيْهِ كُلُّهَا أَتْرَاسُ الْجَبَابِرَةِ. 5ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْ ظَبْيَةٍ تَوْأَمَيْنِ يَرْعَيَانِ بَيْنَ السَّوْسَنِ. 6إِلَى أَنْ يَفِيحَ النَّهَارُ وَتَنْهَزِمَ الظِّلاَلُ أَذْهَبُ إِلَى جَبَلِ الْمُرِّ وَإِلَى تَلِّ اللُّبَانِ. 7كُلُّكِ جَمِيلٌ يَا حَبِيبَتِي لَيْسَ فِيكِ عَيْبَةٌ.) نشيد الإنشاد 4: 1-7
(1مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ! دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الْحَلِيِّ صَنْعَةِ يَدَيْ صَنَّاعٍ. 2سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمْزُوجٌ. بَطْنُكِ صُبْرَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسَّوْسَنِ. 3ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْنِ تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ. 4عُنُقُكِ كَبُرْجٍ مِنْ عَاجٍ. عَيْنَاكِ كَالْبِرَكِ فِي حَشْبُونَ عِنْدَ بَابِ بَثِّ رَبِّيمَ. أَنْفُكِ كَبُرْجِ لُبْنَانَ النَّاظِرِ تُجَاهَ دِمَشْقَ. ... 6مَا أَجْمَلَكِ وَمَا أَحْلاَكِ أَيَّتُهَا الْحَبِيبَةُ بِاللَّذَّاتِ! 7قَامَتُكِ هَذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ. 8قُلْتُ:«إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكُ بِعُذُوقِهَا». وَتَكُونُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ وَرَائِحَةُ أَنْفِكِ كَالتُّفَّاحِ) نشيد الإنشاد 7: 1-8
(1لَيْتَكَ كَأَخٍ لِي الرَّاضِعِ ثَدْيَيْ أُمِّي فَأَجِدَكَ فِي الْخَارِجِ وَأُقَبِّلَكَ وَلاَ يُخْزُونَنِي. 2وَأَقُودُكَ وَأَدْخُلُ بِكَ بَيْتَ أُمِّي وَهِيَ تُعَلِّمُنِي فَأَسْقِيكَ مِنَ الْخَمْرِ الْمَمْزُوجَةِ مِنْ سُلاَفِ رُمَّانِي. 3شِمَالُهُ تَحْتَ رَأْسِي وَيَمِينُهُ تُعَانِقُنِي. 4أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ.) نشيد الإنشاد 8: 1-4
(8لَنَا أُخْتٌ صَغِيرَةٌ لَيْسَ لَهَا ثَدْيَانِ. فَمَاذَا نَصْنَعُ لِأُخْتِنَا فِي يَوْمٍ تُخْطَبُ؟ 9إِنْ تَكُنْ سُوراً فَنَبْنِي عَلَيْهَا بُرْجَ فِضَّةٍ. وَإِنْ تَكُنْ بَاباً فَنَحْصُرُهَا بِأَلْوَاحِ أَرْزٍ. 10أَنَا سُورٌ وَثَدْيَايَ كَبُرْجَيْنِ. حِينَئِذٍ كُنْتُ فِي عَيْنَيْهِ كَوَاجِدَةٍ سَلاَمَةً.) نشيد الإنشاد 8: 8-10
(1وَكَـانَتْ إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ: 2[يَا ابْنَ آدَمَ, عَرِّفْ أُورُشَلِيمَ بِرَجَاسَاتِهَا .. .. 15[فَـاتَّكَلْتِ عَلَى جَمَالِكِ وَزَنَيْتِ عَلَى اسْمِكِ, وَسَكَبْتِ زِنَاكِ عَلَى كُلِّ عَابِرٍ فَكَانَ لَهُ. 16وَأَخَذْتِ مِنْ ثِيَابِكِ وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ مُرْتَفَعَاتٍ مُوَشَّاةٍ وَزَنَيْتِ عَلَيْهَا. أَمْرٌ لَمْ يَأْتِ وَلَمْ يَكُنْ. .. .. وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ صُوَرَ ذُكُورٍ وَزَنَيْتِ بِهَا. .. .. 25فِي رَأْسِ كُلِّ طَرِيقٍ بَنَيْتِ مُرْتَفَعَتَكِ وَرَجَّسْتِ جَمَالَكِ, وَفَرَّجْتِ رِجْلَيْكِ لِكُلِّ عَابِرٍ وَأَكْثَرْتِ زِنَاكِ. 26وَزَنَيْتِ مَعَ جِيرَانِكِ بَنِي مِصْرَ الْغِلاَظِ اللَّحْمِ, وَزِدْتِ فِي زِنَاكِ لإِغَاظَتِي. .. .. 33لِكُلِّ الزَّوَانِي يُعْطُونَ هَدِيَّةً, أَمَّا أَنْتِ فَقَدْ أَعْطَيْتِ كُلَّ مُحِبِّيكِ هَدَايَاكِ, وَرَشَيْتِهِمْ لِيَأْتُوكِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ لِلزِّنَا بِكِ. 34وَصَارَ فِيكِ عَكْسُ عَادَةِ النِّسَاءِ فِي زِنَاكِ, إِذْ لَمْ يُزْنَ وَرَاءَكِ, بَلْ أَنْتِ تُعْطِينَ أُجْرَةً وَلاَ أُجْرَةَ تُعْطَى لَكِ, فَصِرْتِ بِـالْعَكْس!) حزقيال 16: 1-34
3. الدياثة أسوة بنبى الله إبراهيم:
نبى الله إبراهيم لا يخشى الله ويضحى بشرفه وشرف زوجته سارة خوفاً على نفسه من القتل ولتحقيق مكاسب دنيوية، ويأمر زوجته بالكذبتكوين 12: 11-16)
نبى الله إبراهيم لا يخشى الله ويقبل التضحية بشرفه وشرف زوجته سارة، ولم يتعلم من الدرس الذى أخذه من حكايته مع فرعون: (تكوين 20: 1-12)
4 نكران الجميل: يَخلق الآب ويُعبَد غيره
فهناك العديد من النصوص التى تثبت أن عيسى عليه السلام رسول الله إلى بنى إسرائيل ، ومع ذلك تتركون الآب الذى عبده عيسى عليه السلام ، وتعبدون يسوع نفسه.
متى5: 48 (48فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ)
متى 6: 6-8 (6وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.)
متى 6: 9-15 (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ. 11خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. 12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. 13وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. 14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. 15وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً زَلَّاتِكُمْ.)
متى 10: 40-42 (40مَنْ يَقْبَلُكُمْ يَقْبَلُنِي وَمَنْ مرقس 6: 14-16 (14فَسَمِعَ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ لأَنَّ اسْمَهُ صَارَ مَشْهُوراً. وَقَالَ: «إِنَّ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانَ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ وَلِذَلِكَ تُعْمَلُ بِهِ الْقُوَّاتُ». 15قَالَ آخَرُونَ: «إِنَّهُ
إِيلِيَّا». وَقَالَ آخَرُونَ: «إِنَّهُ نَبِيٌّ أَوْ كَأَحَدِ الأَنْبِيَاءِ». 16وَلَكِنْ لَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ قَالَ: «هَذَا هُوَ يُوحَنَّا الَّذِي قَطَعْتُ أَنَا رَأْسَهُ. إِنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ!»)
متى 23: 8-10 (8وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تُدْعَوْا سَيِّدِي لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ وَأَنْتُمْ جَمِيعاً إِخْوَةٌ. 9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 10وَلاَ تُدْعَوْا مُعَلِّمِينَ لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ.)
يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
متى 24: 36 (36وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ.)
(41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».) يوحنا 11: 41-42 ، وأكَّدَ ذلك أيضاً بقوله: (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.) لوقا 11: 20 وهذه شهادة لأحد معاصريه: (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.) أعمال الرسل 2: 22 ، (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».) يوحنا 3: 1-2
يوحنا 17: 1-3 (1تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهَذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ. مَجِّدِ ابْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ابْنُكَ أَيْضاً 2إِذْ أَعْطَيْتَهُ سُلْطَاناً عَلَى كُلِّ جَسَدٍ لِيُعْطِيَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً لِكُلِّ مَنْ أَعْطَيْتَهُ. 3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
مرقس 9: 36-37 (36فَأَخَذَ وَلَداً وَأَقَامَهُ فِي وَسَطِهِمْ ثُمَّ احْتَضَنَهُ وَقَالَ لَهُمْ: 37«مَنْ قَبِلَ وَاحِداً مِنْ أَوْلاَدٍ مِثْلَ هَذَا بِاسْمِي يَقْبَلُنِي وَمَنْ قَبِلَنِي فَلَيْسَ يَقْبَلُنِي أَنَا بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي».)
يوحنا 17: 3-4 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ
وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ)
مرقس 3: 35 (لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللَّهِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».)
يوحنا 11: 33-44 (33فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ تَبْكِي وَالْيَهُودُ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَهَا يَبْكُونَ انْزَعَجَ بِالرُّوحِ وَاضْطَرَبَ 34وَقَالَ: «أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ؟» قَالُوا لَهُ: «يَا سَيِّدُ تَعَالَ وَانْظُرْ». 35بَكَى يَسُوعُ. 36فَقَالَ الْيَهُودُ: «انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ يُحِبُّهُ». 37وَقَالَ بَعْضٌ مِنْهُمْ: «أَلَمْ يَقْدِرْ هَذَا الَّذِي فَتَحَ عَيْنَيِ الأَعْمَى أَنْ يَجْعَلَ هَذَا أَيْضاً لاَ يَمُوتُ؟». 38فَانْزَعَجَ يَسُوعُ أَيْضاً فِي نَفْسِهِ وَجَاءَ إِلَى الْقَبْرِ وَكَانَ مَغَارَةً وَقَدْ وُضِعَ عَلَيْهِ حَجَرٌ. 39قَالَ يَسُوعُ: «ارْفَعُوا الْحَجَرَ». قَالَتْ لَهُ مَرْثَا أُخْتُ الْمَيْتِ: «يَا سَيِّدُ قَدْ أَنْتَنَ لأَنَّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ». 40قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَلَمْ أَقُلْ لَكِ: إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللَّهِ؟». 41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي». 43وَلَمَّا قَالَ هَذَا صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «لِعَازَرُ هَلُمَّ خَارِجاً» 44فَخَرَجَ الْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاَهُ مَرْبُوطَاتٌ بِأَقْمِطَةٍ وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيلٍ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبْ».)
يوحنا 3: 24 (24اَللَّهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا».) ، فإذا كان الله روح ، ولا يمكن أن يرى الإنسان هذا الروح فإن (اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ.) يوحنا 1: 18. فكيف يكون عيسى عليه السلام هو الله. وهل الله له جسد أو مولود من الجسد؟ لا. لأن (6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.) يوحنا 3: 6 ، وعيسى (كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ، 3وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ.) رسالة يوحنا الأولى 4: 2-3، وكان لعيسى عليه السلام جسد ، لأنه ليس للروح عظام أو لحم (فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ) لوقا 24: 39
(16وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟» 17فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا».) متى 19: 16-17 ، (16اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.) يوحنا 14: 16، (سَمِعْتُمْ أَنِّي قُلْتُ لَكُمْ أَنَا أَذْهَبُ ثُمَّ آتِي إِلَيْكُمْ. لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) يوحنا 14: 28 لكن أن تدعونه إلهاً فهذا قمة الزيغ عن الحق! فكيف يكون إلهاً ، والله لم يره أحد قط كما قال؟ (18اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ.) يوحنا 1: 18
مرقس 7: 34 (34وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَأَنَّ وَقَالَ لَهُ: «إِفَّثَا». أَيِ انْفَتِحْ.) يا ترى لماذا رفع عينيه إلى السماء؟ وماذا قال وهو يَئِنُ؟ كانوا يدعوا الآب؟ نعم. إذن فهو لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئاً. (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.) يوحنا 5: 30 ، (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ.) يوحنا 5: 20 ، فكيف تقولون بإتحاد الابن مع الآب؟ هل الإتحاد يعنى أنَّ فرد منهم فى السماء والآخر على الأرض؟ (37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ) يوحنا 5: 37
هل تريد أن تعلم ماذا كان يقول عندما رفع نظره للسماء؟ فاقرأ قوله (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ. 5وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ.
6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. كَانُوا لَكَ وَأَعْطَيْتَهُمْ لِي وَقَدْ حَفِظُوا كلاَمَكَ. 7وَالآنَ عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْ عِنْدِكَ 8لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.) يوحنا 17: 3-8
(25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.) يوحنا 17: 25
متى 26: 36-44 (36حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي فَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ: «اجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أَمْضِيَ وَأُصَلِّيَ هُنَاكَ». 37ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَابْنَيْ زَبْدِي وَابْتَدَأَ يَحْزَنُ وَيَكْتَئِبُ. 38فَقَالَ لَهُمْ: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ. امْكُثُوا هَهُنَا وَاسْهَرُوا مَعِي». 39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ». 40ثُمَّ جَاءَ إِلَى التَّلاَمِيذِ فَوَجَدَهُمْ نِيَاماً فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «أَهَكَذَا مَا قَدَرْتُمْ أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟ 41اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». 42فَمَضَى أَيْضاً ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ». 43ثُمَّ جَاءَ فَوَجَدَهُمْ أَيْضاً نِيَاماً إِذْ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ ثَقِيلَةً. 44فَتَرَكَهُمْ وَمَضَى أَيْضاً وَصَلَّى ثَالِثَةً قَائِلاً ذَلِكَ الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ.)
(10فَخَرَرْتُ أَمَامَ رِجْلَيْهِ لأَسْجُدَ لَهُ، فَقَالَ لِيَ: «انْظُرْ لاَ تَفْعَلْ! أَنَا عَبْدٌ مَعَكَ وَمَعَ إِخْوَتِكَ الَّذِينَ عِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ. اسْجُدْ لِلَّهِ. فَإِنَّ شَهَادَةَ يَسُوعَ هِيَ رُوحُ النُّبُوَّةِ».) رؤيا يوحنا 19: 10
متى 27: 43(43قَدِ اتَّكَلَ عَلَى اللَّهِ فَلْيُنْقِذْهُ الآنَ إِنْ أَرَادَهُ! لأَنَّهُ قَالَ: أَنَا ابْنُ اللَّهِ!»)
متى 27: 46 (46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي» (أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟) أيصرخ الله؟ أيخاف الله من الموت؟ أيموت الإله؟ ومن هو إله الله؟ من هو الإله الخائن الذى ضحك على الإله الطيب وتركه يُصلَب؟
(3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.) يوحنا 17: 3 ، (24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.) يوحنا 5: 24 (هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً 7وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. 8لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: …».) مرقس 7: 6-8، (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.) يوحنا 5: 30
فلو كان عيسى عليه السلام هو الله بنفسه وتجسَّدَ فى صورة بشر ونزل ليُصلَب كفارة عن خطيئة آدم ، لكان هو المسئول عن إضلال البشر الذين لم يتخذوه إلهاً. لأنه لم يأمر أتباعه ولا معاصريه بالسجود له وعبادته ، ولأنه لم يأت بنصوص واضحة تبين أنه هو الله ، وتحدد شريعته ، فهل يُعقل مثل هذا؟
لقد حدَّدَ عيسى عليه السلام أنه قد جاء لا لينقض الناموس أو الأنبياء بل ليُكمل(متى 5: 17)، فهل أكمل أم لا؟ وإذا كان قد أكمل، فما حاجتكم وحاجته هو نفسه لرسائل بولس؟
5- عدم تحملكم المسئولية وظلم الآخرين
فإيمانكم بفرية الخطيئة الأزلية ، قد جعلتكم ترضون بظلم الله ، من أجل رفع هذا الإثم عنكم ، فبذلك ظلمتم الإله.
وعلقتم ذنب آدم على البشرية كلها ، وعلى الأخص المرأة ، وهذا من الآثام ، لأنكم ظلمتم كل الأبرار الذين عاشوا وماتوا قبل صلب إلهكم ، وجعلتكم تضطهدون المرأة ، وتحرقون النساء تحت زعم أنهن السبب فى مشاكلكم ، وظناً منكم أن هذا انتصاراً لله.
وجعلتم دخولكم الجنة يتوقف على إيمانكم بيسوع كإله وإياه مصلوباً، وهو سوف يتحمل عنكم ذنوبكم كلها ، وليس من العدل أن يتوقف دخول الجنة على الإيمان فقط ، لأن هذا
يعطيكم فرصاً أكبر للإساءة وارتكاب الآثام فى حق من تخالطوهم
………………………………
كتبة الاخ :علاء ابو بكر
شبكة بن مريم الاسلامية:منتدى نصرانيات
:
فقد اخترع لكم بولس ديناً جديداً وعبادة غير التى أمر بها يسوع: وبذلك أخرجكم من جماعة الرب بطرق عديدة ، منها:
1) اخترع لهم اسم (المسيحيين) أي (عابدي المسيح) – والكنيسة:
(26فَحَدَثَ أَنَّهُمَا اجْتَمَعَا فِي الْكَنِيسَةِ سَنَةً كَامِلَةً وَعَلَّمَا جَمْعاً غَفِيراً. وَدُعِيَ التَّلاَمِيذُ «مَسِيحِيِّينَ» فِي أَنْطَاكِيَةَ أَوَّلاً.) (أعمال 11: 26)
والعجيب أن من يتابع كتاب (أعمال الرسل) سيجد أن بولس لم يدخل أي كنيسة – ولا تلاميذ المسيح.
2) اخترع لهم نظام القساوسة – وألغى النظام القديم (المشايخ):
(6فَاجْتَمَعَ الرُّسُلُ وَالْمَشَايِخُ لِيَنْظُرُوا فِي هَذَا الأَمْرِ.) أعمال الرسل 15: 6
(23وَانْتَخَبَا لَهُمْ قُسُوساً فِي كُلِّ كَنِيسَةٍ ثُمَّ صَلَّيَا بِأَصْوَامٍ وَاسْتَوْدَعَاهُمْ لِلرَّبِّ الَّذِي كَانُوا قَدْ آمَنُوا بِهِ.) أعمال الرسل 14: 23
3) اخترع (الأساقفة) أي رؤساء الكهنة بدلا من (الشيوخ):
(28اِحْتَرِزُوا اذاً لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً لِتَرْعُوا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ.) أعمال الرسل 20: 28
4) طلب من المسيحيين ألا يخالطوا الزاني والسكِّير منهم فقط ، وألا يفعلوا ذلك مع الذين لم يتنصروا:
(11وَأَمَّا الآنَ فَكَتَبْتُ إِلَيْكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ مَدْعُوٌّ أَخاً زَانِياً أَوْ طَمَّاعاً أَوْ عَابِدَ وَثَنٍ أَوْ شَتَّاماً أَوْ سِكِّيراً أَوْ خَاطِفاً أَنْ لاَ تُخَالِطُوا وَلاَ تُؤَاكِلُوا مِثْلَ هَذَا. 12لأَنَّهُ مَاذَا لِي أَنْ أَدِينَ الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ تَدِينُونَ الَّذِينَ مِنْ دَاخِلٍ. 13أَمَّا الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ فَاللَّهُ يَدِينُهُمْ. فَاعْزِلُوا الْخَبِيثَ مِنْ بَيْنِكُمْ.) كورنثوس الأولى 5: 11-13
5) دعاكم لإخصاء أنفسكم: (12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 12 ، على الرغم من الأمر الإلهى: («لا يَدْخُل مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) تثنية 23: 1
6) يشجع على الرهبنة (وهي نظام يهودي):
(1وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً.) كورنثوس الأولى 7: 1
(8وَلَكِنْ أَقُولُ لِغَيْرِ الْمُتَزَوِّجِينَ وَلِلأَرَامِلِ إِنَّهُ حَسَنٌ لَهُمْ إِذَا لَبِثُوا كَمَا أَنَا.) كورنثوس الأولى 7: 8
(37وَأَمَّا مَنْ أَقَامَ رَاسِخاً فِي قَلْبِهِ وَلَيْسَ لَهُ اضْطِرَارٌ بَلْ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى إِرَادَتِهِ وَقَدْ عَزَمَ عَلَى هَذَا فِي قَلْبِهِ أَنْ يَحْفَظَ عَذْرَاءَهُ فَحَسَناً يَفْعَلُ. 38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ.) كورنثوس الأولى 7: 37-38
وهو عكس كلامه الذى فيه يحرض الرجل على أن يعتزل زوجته ولا يمسها:
(1وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً.) كورنثوس الأولى 7: 1 (فلماذا تزوج إذاً؟
7) يرفض الأرامل صغار السن ويُحرِّض على عدم زواج الأرامل كلهن:
(11أَمَّا الأَرَامِلُ الْحَدَثَاتُ [صغار السن] فَارْفُضْهُنَّ، لأَنَّهُنَّ مَتَى بَطِرْنَ عَلَى الْمَسِيحِ يُرِدْنَ أَنْ يَتَزَوَّجْنَ، 12وَلَهُنَّ دَيْنُونَةٌ لأَنَّهُنَّ رَفَضْنَ الإِيمَانَ الأَوَّلَ. 13وَمَعَ ذَلِكَ أَيْضاً يَتَعَلَّمْنَ أَنْ يَكُنَّ بَطَّالاَتٍ، يَطُفْنَ فِي الْبُيُوتِ. وَلَسْنَ بَطَّالاَتٍ فَقَطْ بَلْ مِهْذَارَاتٌ أَيْضاً، وَفُضُولِيَّاتٌ، يَتَكَلَّمْنَ بِمَا لاَ يَجِبُ.) تيموثاوس الأولى 5: 11-13
(38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
8) يحرض على زواج المؤمنين والمؤمنات – من الكافرات والكافرين:
(12وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ فَلاَ يَتْرُكْهَا. 13وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا فَلاَ تَتْرُكْهُ.) كورنثوس الأولى 7: 12-13
9) يؤيد انفصال الزوج عن زوجته (أي الطلاق):
(27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ. وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْعَذْرَاءُ لَمْ تُخْطِئْ. وَلَكِنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ.) كورنثوس الأولى 7: 27-28
(32فَأُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا بِلاَ هَمٍّ. غَيْرُ الْمُتَزَوِّجِ يَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ كَيْفَ يُرْضِي الرَّبَّ 33وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُ فَيَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ يُرْضِي امْرَأَتَهُ. 34إِنَّ بَيْنَ الزَّوْجَةِ وَالْعَذْرَاءِ فَرْقاً: غَيْرُ الْمُتَزَوِّجَةِ تَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ لِتَكُونَ مُقَدَّسَةً جَسَداً وَرُوحاً. وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجَةُ فَتَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ تُرْضِي رَجُلَهَا.) كورنثوس الأولى 7: 32-34
10) يُحلل تعدد الزوجات وهذا عكس الكلام المنسوب للمسيح في الأناجيل تماما:
(27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ. وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْعَذْرَاءُ لَمْ تُخْطِئْ. وَلَكِنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ.) كورنثوس الأولى 7: 27-28
ولم يقصر الزواج بامرأة واحدة إلا على الأساقفة ، وهذا دليل انتشار تعدد الزوجات تبعاً لناموس موسى ، واقتداءً بسنة الأنبياء: (2فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ الأُسْقُفُ بِلاَ لَوْمٍ، بَعْلَ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ، صَاحِياً، عَاقِلاً، مُحْتَشِماً، مُضِيفاً لِلْغُرَبَاءِ، صَالِحاً لِلتَّعْلِيمِ، 3غَيْرَ مُدْمِنِ الْخَمْرِ، وَلاَ ضَرَّابٍ، وَلاَ طَامِعٍ بِالرِّبْحِ الْقَبِيحِ، بَلْ حَلِيماً، غَيْرَ مُخَاصِمٍ، وَلاَ مُحِبٍّ لِلْمَالِ، 4يُدَبِّرُ بَيْتَهُ حَسَناً، لَهُ أَوْلاَدٌ فِي الْخُضُوعِ بِكُلِّ وَقَارٍ.) تيموثاوس الأولى 3: 2
11 - أباح للمطلَّقة الزواج:
فقد تم تحريمها عند متى: (31«وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَقٍ 32وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي.)متى5: 31-32
وأباحها بولس: (27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ.) كورنثوس الأولى 7: 27-28
12 - كأس الخمر في الكنيسة هو شركة دم المسيح، والخبز هو شركة جسد المسيح (وليسا دم وجسد المسيح): (16كَأْسُ الْبَرَكَةِ الَّتِي نُبَارِكُهَا أَلَيْسَتْ هِيَ شَرِكَةَ دَمِ الْمَسِيحِ؟ الْخُبْزُ الَّذِي نَكْسِرُهُ أَلَيْسَ هُوَ شَرِكَةَ جَسَدِ الْمَسِيحِ؟ 17فَإِنَّنَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ خُبْزٌ وَاحِدٌ جَسَدٌ وَاحِدٌ لأَنَّنَا جَمِيعَنَا نَشْتَرِكُ فِي الْخُبْزِ الْوَاحِدِ.) كورنثوس الأولى 10: 16-17
13- تغطي رأسها في الصلاة فقط – لأجل الملائكة؟ والتي لا تفعل يُقَص شعرها (أى تُشوَّه):
(6إِذِ الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحاً بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ فَلْتَتَغَطَّ. 7فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ. 8لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ<
20) ألغى الصوم والأعياد: (يدعوها: عبادة الملائكة وعبادة نافلة ليس لها قيمة):
(16فَلاَ يَحْكُمْ عَلَيْكُمْ أحَدٌ فِي أكْلٍ أوْ شُرْبٍ، اوْ مِنْ جِهَةِ عِيدٍ اوْ هِلاَلٍ اوْ سَبْتٍ، 17الَّتِي هِيَ ظِلُّ الأُمُورِ الْعَتِيدَةِ، وَأَمَّا الْجَسَدُ فَلِلْمَسِيحِ. 18لاَ يُخَسِّرْكُمْ احَدٌ الْجِعَالَةَ، رَاغِباً فِي التَّوَاضُعِ وَعِبَادَةِ الْمَلاَئِكَةِ، مُتَدَاخِلاً فِي مَا لَمْ يَنْظُرْهُ، مُنْتَفِخاً بَاطِلاً مِنْ قِبَلِ ذِهْنِهِ الْجَسَدِيِّ، 19وَغَيْرَ مُتَمَسِّكٍ بِالرَّأْسِ الَّذِي مِنْهُ كُلُّ الْجَسَدِ بِمَفَاصِلَ وَرُبُطٍ، مُتَوَازِراً وَمُقْتَرِناً يَنْمُو نُمُوّاً مِنَ اللهِ. 20إِذاً انْ كُنْتُمْ قَدْ مُتُّمْ مَعَ الْمَسِيحِ عَنْ ارْكَانِ الْعَالَمِ، فَلِمَاذَا كَأَنَّكُمْ عَائِشُونَ فِي الْعَالَمِ، تُفْرَضُ عَلَيْكُمْ فَرَائِضُ: 21لاَ تَمَسَّ، وَلاَ تَذُقْ، وَلاَ تَجُسَّ؟ 22الَّتِي هِيَ جَمِيعُهَا لِلْفَنَاءِ فِي الاِسْتِعْمَالِ، حَسَبَ وَصَايَا وَتَعَالِيمِ النَّاسِ، 23الَّتِي لَهَا حِكَايَةُ حِكْمَةٍ، بِعِبَادَةٍ نَافِلَةٍ، وَتَوَاضُعٍ، وَقَهْرِ الْجَسَدِ، لَيْسَ بِقِيمَةٍ مَا مِنْ جِهَةِ اشْبَاعِ الْبَشَرِيَّةِ.) رسالة كولوسى 2: 16-23
21) يهاجم الصوم الذي يصومه المسيحيون الآن ، ويهاجم الرهبنة (لأنها كانت عبادات يهودية) ويصف من يفعل ذلك بأنهم شياطين ضالين ومضلين:
(1وَلَكِنَّ الرُّوحَ يَقُولُ صَرِيحاً: إِنَّهُ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ يَرْتَدُّ قَوْمٌ عَنِ الإِيمَانِ، تَابِعِينَ أَرْوَاحاً مُضِلَّةً وَتَعَالِيمَ شَيَاطِينَ، 2فِي رِيَاءِ أَقْوَالٍ كَاذِبَةٍ، مَوْسُومَةً ضَمَائِرُهُمْ، 3مَانِعِينَ عَنِ الزِّوَاجِ، وَآمِرِينَ أَنْ يُمْتَنَعَ عَنْ أَطْعِمَةٍ قَدْ خَلَقَهَا اللهُ لِتُتَنَاوَلَ بِالشُّكْرِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَعَارِفِي الْحَقِّ. 4لأَنَّ كُلَّ خَلِيقَةِ اللهِ جَيِّدَةٌ، وَلاَ يُرْفَضُ شَيْءٌ إِذَا أُخِذَ مَعَ الشُّكْرِ، 5لأَنَّهُ يُقَدَّسُ بِكَلِمَةِ اللهِ وَالصَّلاَةِ.) تيموثاوس الأولى 4: 1-5
22) اخترع وضع أيدي المشيخة (القساوسة) على الناس لأجل إعطائهم البركة:
(14لاَ تُهْمِلِ الْمَوْهِبَةَ الَّتِي فِيكَ الْمُعْطَاةَ لَكَ بِالنُّبُوَّةِ مَعَ وَضْعِ أَيْدِي الْمَشْيَخَةِ.) رسالة تيموثاوس الأولى 4: 14
23) الخمر يعالج أمراض المعدة والأسقام الكثيرة؟:
(23لاَ تَكُنْ فِي مَا بَعْدُ شَرَّابَ مَاءٍ، بَلِ اسْتَعْمِلْ خَمْراً قَلِيلاً مِنْ أَجْلِ مَعِدَتِكَ وَأَسْقَامِكَ الْكَثِيرَةِ.) تيموثاوس الأولى 5: 23
24) ألغى الختان:ففى الوقت الذى يتمسك فيه الله بالختان قائلاً:
(9وَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «وَأَمَّا أَنْتَ فَتَحْفَظُ عَهْدِي أَنْتَ وَنَسْلُكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ. 10هَذَا هُوَ عَهْدِي الَّذِي تَحْفَظُونَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ: يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ 11فَتُخْتَنُونَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِكُمْ فَيَكُونُ عَلاَمَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ. 12اِبْنَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ فِي أَجْيَالِكُمْ: وَلِيدُ الْبَيْتِ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّةٍ مِنْ كُلِّ ابْنِ غَرِيبٍ لَيْسَ مِنْ نَسْلِكَ. 13يُخْتَنُ خِتَاناً وَلِيدُ بَيْتِكَ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّتِكَ فَيَكُونُ عَهْدِي فِي لَحْمِكُمْ عَهْداً أَبَدِيّاً. 14وَأَمَّا الذَّكَرُ الأَغْلَفُ الَّذِي لاَ يُخْتَنُ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا. إِنَّهُ قَدْ نَكَثَ عَهْدِي».) تكوين 17: 9-14
وفى الوقت الذى خُتِنَ الإله نفسه على الأرض:
وهذا ما فعله عيسى ويوحنا المعمدان عليهما السلام (59وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ جَاءُوا لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ وَسَمَّوْهُ بِاسْمِ أَبِيهِ زَكَرِيَّا. 60فَقَالَتْ أُمُّهُ: «لاَ بَلْ يُسَمَّى يُوحَنَّا».) لوقا 1: 59-60 ، (21وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ.) لوقا 2: 21
قرَّرَ بولس من إخراجكم من عهد الرب وعنايته ، بإبطال الختان فقال:
(أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) غلاطية 5: 2
(4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.) غلاطية 5: 4-6
25) أبطل الناموس:
(18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً.) عبرانيين 7: 18-19
(13فَإِذْ قَالَ«جَدِيداً» عَتَّقَ الأَوَّلَ.وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الاِضْمِحْلاَلِ) عبرانيين8: 13
(7فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ.) عبرانيين 8: 7
(9ثُمَّ قَالَ: «هَئَنَذَا أَجِيءُ لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ». يَنْزِعُ الأَوَّلَ لِكَيْ يُثَبِّتَ الثَّانِيَ.)عبرانيين10: 9
(16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.) غلاطية 2: 16
(5وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرّاً.) رومية 4: 5
(4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.) غلاطية 5: 4-6
(20لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ. 21وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ مَشْهُوداً لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ.) رومية 3: 20-21
(27فَأَيْنَ الافْتِخَارُ؟ قَدِ انْتَفَى! بِأَيِّ نَامُوسٍ؟ أَبِنَامُوسِ الأَعْمَالِ؟ كَلاَّ! بَلْ بِنَامُوسِ الإِيمَانِ. 28إِذاً نَحْسِبُ أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ النَّامُوسِ.) رومية 3: 27-28
(20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ.) رومية 5: 20
(21لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذاً مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ.) غلاطية 2: 21
(أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ)كورنثوس الأولى15: 56
26) اخترع أسطورة الخطيئة الأزلية:
(بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
(29فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لاَ يَقُولُونَ بَعْدُ: الآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِماً وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ. 30بَلْ: كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ. كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ.) إرمياء31: 29-30
(16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية
اخترع أسطورة الصلب والفداء:
(2لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئاً بَيْنَكُمْ إِلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوباً.) كورنثوس الأولى 2: 2
و "…... وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة " (عبرانيين 9: 22).
(8وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. 9فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ. 10لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ. 11وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً بِاللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ. 12مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ. 13فَإِنَّهُ حَتَّى النَّامُوسِ كَانَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْعَالَمِ. عَلَى أَنَّ الْخَطِيَّةَ لاَ تُحْسَبُ إِنْ لَمْ يَكُنْ نَامُوسٌ. 14لَكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى وَذَلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي. 15وَلَكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هَكَذَا أَيْضاً الْهِبَةُ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً نِعْمَةُ اللهِ وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ. 16وَلَيْسَ كَمَا بِوَاحِدٍ قَدْ أَخْطَأَ هَكَذَا الْعَطِيَّةُ. لأَنَّ الْحُكْمَ مِنْ وَاحِدٍ لِلدَّيْنُونَةِ وَأَمَّا الْهِبَةُ فَمِنْ جَرَّى خَطَايَا كَثِيرَةٍ لِلتَّبْرِيرِ. 17لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. 19لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضاً بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً. 20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ. وَلَكِنْ حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدّاً. 21حَتَّى كَمَا مَلَكَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْمَوْتِ هَكَذَا تَمْلِكُ النِّعْمَةُ بِالْبِرِّ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.) رومية 5: 8-21
(22وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!) عبرانيين 9: 22
(23إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ 24مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ 25الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ.) رومية 3: 23-25
على الرغم من مهاجمة الله لهذه الأسطورة ، وإقراره العدل:
(16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية 24 : 16
(19وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ.) حزقيال 18: 19-20
(32وَمَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ لاَ فِي هَذَا الْعَالَمِ وَلاَ فِي الآتِي.) (متى12: 32)
إذن فما أهمية الفداء إذا كان هناك حساب فى العالم الآخر على أقوالنا وأفعالنا؟)
28) اخترع كون عيسى عليه السلام المسيَّا (المسيح النبى الخاتم):
(2لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئاً بَيْنَكُمْ إِلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوباً.) كورنثوس الأولى 2:
29) اخترع أسطورة موت عيسى عليه السلام وقيامته من الأموات:
(23إِنْ يُؤَلَّمِ الْمَسِيحُ يَكُنْ هُوَ أَوَّلَ قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ مُزْمِعاً أَنْ يُنَادِيَ بِنُورٍ لِلشَّعْبِ وَلِلْأُمَمِ». 24وَبَيْنَمَا هُوَ يَحْتَجُّ بِهَذَا قَالَ فَسْتُوسُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «أَنْتَ تَهْذِي يَا بُولُسُ! الْكُتُبُ الْكَثِيرَةُ تُحَوِّلُكَ إِلَى الْهَذَيَانِ».) أعمال الرسل 26: 23-24
(18فَلَمَّا وَقَفَ الْمُشْتَكُونَ حَوْلَهُ لَمْ يَأْتُوا بِعِلَّةٍ وَاحِدَةٍ مِمَّا كُنْتُ أَظُنُّ. 19لَكِنْ كَانَ لَهُمْ عَلَيْهِ مَسَائِلُ مِنْ جِهَةِ دِيَانَتِهِمْ وَعَنْ وَاحِدٍ اسْمُهُ يَسُوعُ قَدْ مَاتَ وَكَانَ بُولُسُ يَقُولُ إِنَّهُ حَيٌّ.) أعمال الرسل 25: 18-19
(31لأَنَّهُ أَقَامَ يَوْماً هُوَ فِيهِ مُزْمِعٌ أَنْ يَدِينَ الْمَسْكُونَةَ بِالْعَدْلِ بِرَجُلٍ قَدْ عَيَّنَهُ مُقَدِّماً لِلْجَمِيعِ إِيمَاناً إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ». 32وَلَمَّا سَمِعُوا بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ كَانَ الْبَعْضُ يَسْتَهْزِئُونَ وَالْبَعْضُ يَقُولُونَ: «سَنَسْمَعُ مِنْكَ عَنْ هَذَا أَيْضاً!». 33وَهَكَذَا خَرَجَ بُولُسُ مِنْ وَسَطِهِمْ.) أعمال الرسل 17: 31-33
30) ألغى السبت وتقديسه:
تقديس السبت هو الوصية الرابعة من الوصايا العشر: (14فَتَحْفَظُونَ السَّبْتَ لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ لَكُمْ. مَنْ دَنَّسَهُ يُقْتَلُ قَتْلاً. إِنَّ كُلَّ مَنْ صَنَعَ فِيهِ عَمَلاً تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا. 15سِتَّةَ أَيَّامٍ يُصْنَعُ عَمَلٌ. وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابِعُ فَفِيهِ سَبْتُ عُطْلَةٍ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ. كُلُّ مَنْ صَنَعَ عَمَلاً فِي يَوْمِ السَّبْتِ يُقْتَلُ قَتْلاً. 16فَيَحْفَظُ بَنُو إِسْرَائِيلَ السَّبْتَ لِيَصْنَعُوا السَّبْتَ فِي أَجْيَالِهِمْ عَهْداً أَبَدِيّاً. 17هُوَ بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلاَمَةٌ إِلَى الأَبَدِ لأَنَّهُ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ اسْتَرَاحَ وَتَنَفَّسَ».) خروج 31: 14
وأمر الرب بقتل المتعدى على السبت: (35فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «قَتْلاً يُقْتَلُ الرَّجُلُ. يَرْجُمُهُ بِحِجَارَةٍ كُلُّ الجَمَاعَةِ خَارِجَ المَحَلةِ». 36فَأَخْرَجَهُ كُلُّ الجَمَاعَةِ إِلى خَارِجِ المَحَلةِ وَرَجَمُوهُ بِحِجَارَةٍ فَمَاتَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى.) عدد 15: 32-36
وأيَّدَ ذلك عيسى عليه السلام قائلاً: (27ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ.) مرقس 2: 27
وألغاه بولس:
(18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً. وَلَكِنْ يَصِيرُ إِدْخَالُ رَجَاءٍ أَفْضَلَ بِهِ نَقْتَرِبُ إِلَى اللهِ.) عبرانيين 7: 18-19
(7فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ.) عبرانيين 8: 7
(13فَإِذْ قَالَ«جَدِيداً» عَتَّقَ الأَوَّلَ. وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الاِضْمِحْلاَلِ) عبرانيين 8: 13
(9ثُمَّ قَالَ: «هَئَنَذَا أَجِيءُ لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ». يَنْزِعُ الأَوَّلَ لِكَيْ يُثَبِّتَ الثَّانِيَ.) عبرانيين 10: 9
وتقول موسوعة دائرة المعارف الكتابية ، تحت كلمة السبت (الرسول بولس والسبت):
وفى حديثه عن الناموس، لم يفرق الرسول بولس بين الناموس الأدبي والنامس الطقسي، فكلاهما جزء من العهد العتيق الذي أُبطل فى المسيح ( 2كورنثوس 3: 14). ولاشك فى أن "السبت" كان جزءاً من الصك الذى "كان علينا فى الفرائض الذي كان ضّداً لنا، وقد رفعه (الله) من الوسط مسمراً إياه بالصليب" (كولوسى 2: 14). وقد ورد ذكر السبت مع الأعياد والأهلة "التى هي ظل الأمور العتيدة" (كولوسى 2: 16و17) و "حفظ أيام وشهور وأوقات وسنين" هو استعباد " للأركان الضعيفة الفقيرة" ( غلاطية 4: 9 و 10، وانظر أيضاً كولوسى 2: 20). "فحفظ أيام" هو أحد خصائص الإنسان "الضعيف فى الإيمان" ( رومية 14: 1-5).
- 31علمكم الكذب والنفاق والتحايل فى الدعوة:
فقد كان ينافق كل طائفة حسب عقيدتها، فقام بختان تابعه (تيموثاوس) لينافق اليهود (بعد أن كان يحارب الختان) (3فَأَرَادَ بُولُسُ أَنْ يَخْرُجَ هَذَا مَعَهُ فَأَخَذَهُ وَخَتَنَهُ مِنْ أَجْلِ الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي تِلْكَ الأَمَاكِنِ .. .. ..) (أعمال 16: 3).
ثم نافق عبدة الأصنام في أثينا عندما رأى صنما مكتوبا عليه (إله مجهول) فقال لهم لقد جئتكم لأبشركم بهذا الإله؟؟ (23لأَنَّنِي بَيْنَمَا كُنْتُ أَجْتَازُ وَأَنْظُرُ إِلَى مَعْبُودَاتِكُمْ وَجَدْتُ أَيْضاً مَذْبَحاً مَكْتُوباً عَلَيْهِ: «لِإِلَهٍ مَجْهُولٍ». فَالَّذِي تَتَّقُونَهُ وَأَنْتُمْ تَجْهَلُونَهُ هَذَا أَنَا أُنَادِي لَكُمْ بِهِ.) (أعمال 17: 23)
ونافق عبدة الأصنام فى أثينا وقال مثل قولهم (نحن ذرية الله)؟ (29فَإِذْ نَحْنُ ذُرِّيَّةُ اللهِ) أعمال الرسل 17: 29
وكان هذا هو منهاج حياته الذى أقر به: (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23
والغريب أنه لا يستح من كذبه ، ويبرره بأن مجد الله ازداد بكذبه: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
والأعجب من ذلك أنه يتفاخر بذلك قائلاً: (16فَلْيَكُنْ. أَنَا لَمْ أُثَقِّلْ عَلَيْكُمْ. لَكِنْ إِذْ كُنْتُ مُحْتَالاً أَخَذْتُكُمْ بِمَكْرٍ!) كورنثوس الثانية 12: 16
32-بِمَكْرٍ!) كورنثوس الثانية 12: 16
32) اخترع الأقنوم الثالث ، وهو الروح القدس:
(فَإِذْ وَجَدَ تَلاَمِيذَ 2سَأَلَهُمْ: «هَلْ قَبِلْتُمُ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمَّا آمَنْتُمْ؟» قَالُوا لَهُ: «وَلاَ سَمِعْنَا أَنَّهُ يُوجَدُ الرُّوحُ الْقُدُسُ».) أعمال الرسل 19: 1-2
33) جعل عيسى عليه السلام ابناً لله:
(فَاللَّهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ) رومية 8: 3
(3عَنِ ابْنِهِ. الَّذِي صَارَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ مِنْ جِهَةِ الْجَسَدِ 4وَتَعَيَّنَ ابْنَ اللهِ بِقُوَّةٍ مِنْ جِهَةِ رُوحِ الْقَدَاسَةِ بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ: يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.) رومية 1: 3-4
(31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية 8: 31-32
34) رفع عيسى عليه السلام لمصاف الآلهة:
(1بُولُسُ وَتِيمُوثَاوُسُ عَبْدَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، الَّذِينَ فِي فِيلِبِّي، مَعَ أَسَاقِفَةٍ وَشَمَامِسَةٍ.) رسالة فيليبى 1: 1
(5لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، 6الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً لأَجْلِ الْجَمِيعِ، الشَّهَادَةُ فِي أَوْقَاتِهَا الْخَاصَّةِ،) تيموثاوس الأولى 2: 5-6
(12شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي اهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ، 13الَّذِي انْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ وَنَقَلَنَا الَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ، 14الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا، 15اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ. 16فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً امْ سِيَادَاتٍ امْ رِيَاسَاتٍ امْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. 17اَلَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ 18وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ. الَّذِي هُوَ الْبَدَاءَةُ، بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدِّماً فِي كُلِّ شَيْءٍ.) كولوسى 1: 12-18
35) علمكم الكبر:
(1739- علمكم استحسان الضلال والإضلال وعدم الموضوعية فى البحث العلمى:
فقد استشهد الكتاب بكتب سماوية أنزلها الله على أنبيائه ، وليس لها وجود فى الكتاب المقدس: (ومع ذلك مازلتم تعدون هذا الكتاب من وحى الله)
1- سفر حروب الرب وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في (العدد 21 : 14 ) .
2- سفر ياشر وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في ( يشوع 10 : 13 ) .
3- سفر أمور سليمان جاء ذكره في (الملوك الأول11 : 41 )
4- سفر مرثية إرميا على يوشيا ملك أورشليم وجاء ذكر هذه المرثية في(الأيام الثاني35: 25)
5- سفر أمور يوشيا (الأيام الثاني35: 25)
6- سفر مراحم يوشيا (الأيام الثاني35: 25)
7- سفر أخبار ناثان النبي (أخبار الأيام الثاني9 : 29)
8 - سفر أخيا النبي الشيلوني (أخبار الأيام الثاني9 : 29)
9 - وسفر رؤى يعدو الرائي وقد جاء ذكر هذه الاسفار في (الأيام الثاني9 : 29)
10 - سفر أخبار جاد الرائي وقد جاء ذكره في (أخبار الأيام الأول 29 : 31 )
11- سفر شريعة الله (يشوع 24: 26)
12- سفر توراة موسى (يشوع 8: 31)
13- سفر شريعة موسى (يشوع 23: 6)
1- زبور عيسى الذى كان يعلم منه 35- إنجيل الأنكرتيين
2- رسالة عيسى إلى بطرس وبولس 36- إنجيل أتباع إيصان
3- رسالة عيسى إلى أبكرس ملك أديسه 37- إنجيل عمالانيل
4- إنجيل يعقوب ويُنسب ليعقوب الحوارى 38- إنجيل الأبيونيين
5- آداب الصلاة وينسب ليعقوب الحوارى 39- إنجيل أتباع فرقة مانى
6- إنجيل الطفولة ويُنسب لمتى الحوارى 40- إنجيل أتباع مرقيون(مرسيون)
7- آداب الصلاة وينسب لمتى الحوارى 41- إنجيل الحياة (إنجيل الله الحى)
8- إنجيل توما وينسب لتوما الحوارى 42- إنجيل أبللس (تلميذ لماركيون)
9- أعمال توما وينسب لتوما الحوارى 43- إنجيل تاسينس
10- إنجيل فيليب ويُنسب لفيليب الحوارى 44- إنجيل هسيشيوس
11- أعمال فيليب وينسب لفيليب الحوارى 45- إنجيل اشتهِرَ باسم التذكرة
12- إنجيل برنابا 46- إنجيل يهوذا الإسخريوطى
13- رسالة برنابا 47- أعمال بولس
14- إنجيل برتولما ويُنسب لبرتولما الحوارى 48-أعمال بطرس وأندراوس
15- إنجيل طفولة المسيح ويُنسب لمرقس الحوارى 49- أعمال بطرس وبولس
16- إنجيل المصريين ويُنسب لمرقس الحوارى 50- رؤيا بطرس
17- إنجيل بيكوديم وينسب لنيكوديم الحوارى 51- إنجيل حواء (ذكره أبيفانوس)
18- الإنجيل الثانى ليوحنا الحوارى 52- مراعى هرماس
19- إنجيل أندريا وينسب لأندريا الحوارى 53- إنجيل يهوذا
20- إنجيل بطرس وينسب لبطرس الحوارى 54- إنجيل مريم
21- أعمال بطرس وينسب لبطرس الحوارى 55- أعمال بولس وتكلة
22- رسالة بولس الثالثة إلى أهل تسالونيكى 56- سفر الأعمال القانونى
23- رسالة بولس الثالثة إلى أهل كورنثوس 57- أعمال أندراوس
24- إنجيل الإثنى عشر رسولا 58- رسالة يسوع
25- إنجيل السبعين وينسب لتلامس 59- راعى هرماس
26- أعمال يوحنا (ذكره أوغسطينوس) 60- إنجيل متياس
27- أعمال بطرس والاثنى عشر رسولا 61- إنجيل فليمون
28- إنجيل برتولماوس 62- إنجيل كيرنثوس
29- إنجيل تداوس 63- إنجيل مولد مريم
30- إنجيل ماركيون 64- إنجيل متى المُزيَّف
31- إنجيل باسيليوس 65- إنجيل يوسف النجار
32- إنجيل العبرانيين أو الناصريين 66- إنجيل إنتقال مريم
33- إنجيل الكمال 67- إنجيل يوسيفوس
34- إنجيل الحق 68- سفر ياشر
ومن المعروف كثرة الأناجيل عندهم ، التى تُعدِّدها دائرة المعارف الكتابية (كلمة أبوكريفا) ب 280 كتاباً: (فوتيوس : أما أكمل وأهم الإشارات إلى الأعمال الأبوكريفية فهي ما جاء بكتابات فوتيوس بطريرك القسطنطينية في النصف الثاني من القرن التاسع ، ففي مؤلفه "ببليوتيكا" تقرير عن 280 كتاباً مختلفاً قرأها في أثناء إرساليته لبغداد .. .. .. لابد أن تأليف هذه الأناجيل ونشرها كانا أيسر مما عليه الحال الآن . ويبلغ عدد هذه الأناجيل نحو خمسين)
تقول دائرة المعارف الكتابية (كلمة أبوكريفا): أن هناك (رسالة مفقودة إلى الكورنثيين: ففي (1كو 5: 9) يذكر الرسول رسالة إلى الكورنثيين يبدو أنها قد فقدت. وفي القرن الخامس أدمجت بعد الرسالة الثانية لكورنثوس رسالة قصيرة من الكورنثيين إلى بولس وأخرى من بولس إلى الكورنثيين، وهما موجودتان في السريانية، ويبدو أنهما كانتا مقبولتين في دوائر كثيرة في نهاية القرن الرابع، وهما تكونان جزءً من أعمال بولس الأبوكريفية، ويرجع تاريخ كتابتهما إلى حوالي 200 م.)
ذَكَرَ الكتاب المقدس التحريف الذى وقع لكلمة الله:
1) (كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8: 8
2) وهذا كلام الله الذى يقدسه نبى الله داود ويفتخر به ، يحرفه غير المؤمنين ، ويطلبون قتله لأنه يعارضهم ويمنعهم ، ولا يبالى إن قتلوه من أجل الحق ، فهو متوكل على الله: (4اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ! 5الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي. عَلَيَّ كُلُّ أَفْكَارِهِمْ بِالشَّرِّ.) مزمور 56: 4 –5
3) (15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!) إشعياء 29: 15 – 16
4) (38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
5) (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً.) كورنثوس الأولى 7: 25
6) (2هَا أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) غلاطية 5: 2
7) (12وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ فَلاَ يَتْرُكْهَا. 13وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا فَلاَ تَتْرُكْهُ.) كورنثوس الأولى 7: 12-13
8) (36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.) إرمياء 23:
(((((((معلومات عن نبينا محمد صلي الله عليه وسلم)))))))))نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
1-اسمه ونسبه :
هو محمد بن عبدالله بن عبد المطلب , من قبيلة قريش , ينتهي نسبه إلى قبيلة عدنا ثم إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام 0
2-ولادته:
ولد صلى الله عليه وسلم في مكة بشعب بني هاشم صبيحة يوم الاثنين 12ربيع الأول من عام الفيل الموافق 20أبريل عام 571- قبل الهجرة بثلاث وخمسين سنة 0
3-هجرته:
هاجر صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة في يوم الاثنين 27 من شهر صفر عام 14 للبعثة المباركة الموافق 12 سبتمبر عام 622م ووصل إلى المدينة المنورة في يوم الاثنين 12 ربيع الأول عام 14 للبعثة الموافق 26 سبتمبر عام 622 .
وقيل وصل إلى المدينة المنورة في يوم الاثنين 8ربيع الأول عام 14 للبعثة الموافق 23 سبتمبر عام 622م ولعل هذا الاختلاف ناتج عن مدة الثلاثة أيام التي مكثها في الغار
4- وفاته :
توفى صلى الله عليه وسلم ضحى يوم الاثنين 12 ربيع الأول عام 11للهجرة الموافق 8 يونية عام 632 وذلك في المدينة المنورة ودفن في حجرة عائشة رضي الله عنها ,جنوب شرق المسجد النبوي.
5 كنيته :
كنيته : أبو القاسم
6- أسماؤه وصفاته وألقابه:
محمد,احمد,الماحي,العاقب , الحاشر,الخاتم,المقتفي ,نبي الرحمة,البشير,النذير ,الأمين,الصادق,المصطفى,طه,يس,السراج,المنير,رؤوف,
رحيم ,واوصاف أخرى كثيرة
7-زوجاته:
1-خديجة بنت خويلد
2- سوده بنت زمعة
3- عائشة بنت أبى بكر الصديق
4- حفصة بنت عمر بن الخطاب
5- زينب بنت خزيمة
6- هند بنت أبي أمية(ام سلمة
7- زينب بنت جحش
8- أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان
9- ميمونة بنت الحارث
10- جويرية بنت الحارث
11- صفية بنت حيي بن أخطب
12- مارية القطبية
13- ريحانة بنت زيد من بني النظير
8-أولاده:
1-القاسم
2-عبدالله
3-إبراهيم
4-زينب
5-رقية
6-أم كلثوم
7-فاطمة,وجميعهم من ام المؤمنين خديجة بنت خويلد ماعدا إبراهيم فهو من مارية القطبية
9-أخواله:
أخواله : بنو زهرة, وبنو عدي بن النجار
10-عمـــــــلــــه:
كان صلى الله عليه وسلم قبل البعثة يرعى الغنم ثم عمل بالتجارة وبعد البعثة تفرغ لامر الدعوة والجهاد
11-أبوه من الرضاعة:
هو الحارث بن عبد العزى بن رفاعة 000من هوازن
12- أمــــه:
هي آمنة بنت وهب من بني زهرة
13- مرضعاته:
1-أ مــــه
2- ثوبية (جارية أبي لهب )
3- حليمة السعدية
14- أخوته من الرضاعة:
عبدالله بن الحارث ,أنيسة بنت الحارث, وحذافة بنت الحارث (الشيماء
15- أخوته من النسب
ليس له اخوة من النسب بل كان وحيد أبويه
16-أعمامه وعماته:
1-الحارث بن عبد المطلب
2- أبو طالب واسمه عبدمناف
3- حمزة
4- أبو لهب واسمه عبد العزى
5- العباس
6- الزبير
7- حجلا
8- المقوم
9- ضرار
عمــــــــــاته ست :
1-صفية
2- البيضاء
3- عاتكة
4-أميمة
5-أروى
6- بره
17-أصهاره
1-العاص بن الربيع زوج زينب
2-عتبة بن أبى لهب تزوج رقية ثم طلقها
3- عتيبة بن أبى لهب تزوج ام كلثوم ثم طلقها
4- عثمان بن عفان تزوج رقية ثم ماتت فتزوج أم كلثوم
5- علي بن أبى طالب تزوج فاطمة الزهراء
18- صاحبه:
هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه واسمه عبدالله بن أبى قحافة
19- سبطاه:
هم الحسن والحسين أبناء أبنته فاطمة
20-أمين سره :
حذيفة بن اليمان رضي الله عنه
21- حواريه:
الزبير بن العوام رضي الله عنه
22- حبــه:
زيد بن الحارثة رضي الله عنه
23- ابن حبه:
أسامة بن زيد بن الحارث ويطلق عليه أيضا حبه وابن حبه
24 شعراؤه :
حسان بن ثابت , عبدالله بن رواحه, كعب بن مالك
25- خـــــــدمـــــــــــــــــه:
1-أنس بن مالك
2- هند وأسماء أبناء حارثة الاسلمي
3- أبو هريرة , سلمى, خضرة
4-رضوى
5- ميمونة بنت سعد
6-بركة أم أيمن
7- أنجشة
8- شقران
9- سفينة(مهران ثوبان
10- يسار النوبي
11-رباح,أسلم (أبو رافع فضالة
12-مدعم
13-رافع
14 -كركرة
26- حاضنته:
هي بركة أم ايمن
قابلته:
القابلة التي قامت على ولادته صلى الله عليه وسلم هي الشفاء والدة عبد الرحمن بن عوف
27- كافــــــــلــه:
كفله جده عبد المطلب ,وبعد وفاته عمه أبو طالب
28- عمره:
توفى صلى الله عليه وسلم وعمره 63عاما
29- ساعيه:
هو عمرو بن أمية الضمري
30- حارسه:
محمد بن مسلمة الأنصاري رضي الله عنه
31- فارسه:
أبوقتادة الأنصاري رضي الله عنه
32- المؤذنون في عهده
1-بلال بن رباح
2-عبدالله بن أم كلثوم
3-أبومحذوره واسمه أوس بن معير الجمحي , اسلم بعد حنين وتوفى
عام 59هـ
33- حجاته:
حج النبي صلى الله عليه وسلم حجة واحده وهي حجة الوداع عام 10هـ
34- عمراته :
اعتمر صلى الله عليه وسلم أربع عمرات هن:
1-عمرة الحديبة عام 6هـ
2-عمرة القضاء عام7هـ
3-وعمرة الجعرانه عام 8هـ
4-وعمرته التي قرنها مع حجته عام 10هـ وكانت جميع تلك العمر في شهر ذي القعدة
35-أسماء سيوفه :
1-ذوالفقار
2-بتار
3-الحيف
4-رسوب
5-المخدم
6-مأثور(وهو السيف الذي ورثه عن والده )
7-العضب
8-القضيب
36-أسماء أقواسه:
1-الزوراء
2-الروحاء
3-الصفراء
4-الكتوم
5- السداد
37- أسماء دروعه :
ذات الفضول (وهي التي رهنها عند اليهود ذات الوشاح,ذات الحواشي , السعدية , فضة, البتراء ,الخرنق بكسر الخاء
38-أسماء خيوله:
1-السكب
2-المرتجز
3-اللحيف
4-اللزاز
5-الطرب
6-سبحة أو(سبخة بالخاء
7-الورد
39- أسماء نوقه وجماله ودوابه الأخرى:
كان له ناقة واحده هي القصواء وهي التي هاجر عليها من مكة إلى المدينة وكانت تسمى الجدعاء والعضباء
وكان عنده حمار يقال له عفير
واخر يسمى يعفور
البغال :
بغلة اسمها دلدل أهداها له المقوقس هي والحمار عفير
وبغلة أخرى اسمها فضة أهداها له فروة بن عمرو الجذامي ومعها الحمار يعفور وقد أهداها صلى الله عليه وسلم هذه البغله (فضة إلى أبي بكر الصديق
وكان عنده من منائح المعز سبعة هن :
1-عجوة
2-زمزم
3-سقيا
4-بركة
5-ورسة
6-أطلال
7-أطراف ومن النوق اللقائح ذات اللبن سبع لقائح.
40- رايته :
أسم رايته صلى الله عليه وسلم العقاب
41- أشباهه:
كان يشبه من الصحابة
1- الحسن بن على بن أبى طالب
2- جعفر بن أبى طالب رضي الله عنه
3- قثم بن عباس بن عبد المطلب
4- أبو سفيان بن الحارث
5- السائب بن عبيد بن عبد مناف
6- عبدالله بن جعفر بن أبي طالب
42- كتابه:
كان هناك كتاب للرسول صلى الله عليه وسلم يكتبون ما ينزل من القران الكريم أشهرهم :
1- أبو بكر الصديق
2- عمر ابن الخطاب
3- عثمان بن عفان
4- علي بن أبى طالب
5-معاذ بن جبل
6- زيد بن ثابت
7- معاوية بن أبى سفيان
8- ابي بن كعب
9- عبدالله بن مسعود
10- خالد بن الوليد
11- ثابت بن قيس
12- أبان ابن سعيد
وقد ذكر الحافظ العراقي اثنين واربعين كاتبا من كتاب الوحي 0
43- بيوته :
كان للرسول صلى الله عليه وسلم تسعة بيوت (حجرات وهن :حجرات زوجاته إضافة إلى حجرة فاطمة الزهراء ,وقيل إن هناك حجرة عاشره لاام المؤمنين ميمونة بنت الحارث ولم يرد في عبارات المتقدمين يحدد موقع هذه الحجرات ولعلها كانت في الجهة الشمالية الشرقية
44- جملة الغزوات التي كانت في عهده 29 غزوة والمشهور إن عدد غزواته 27 غزوة وذلك باعتبار صلح الحديبية ليست غزوة ,وباعتبار عدم خروجه في غزوة موتة ,فتكون الغزوات التي اشترك فيها وكان قائدها 27غزوة وجملة الغزوات 29غزوة وعدد الغزوات التي قاتل فيها بنفسه 9غزوات وعدد سراياه التي أرسلها : ستون سرية ,وعدها بعضهم 56 سرية بسبب عدم ذكرهم ليوم الرجيع وحدث بئر مؤنه وبعث أسامة بن زيد ,وهكذا
وكانت أول غزواته هي غزوة الأبواء (ودان في صفر عام 2هـ واخر غزوة غزاها غزوة ( تبوك جيش العسرةعام 9هـ
واول سرية أرسلها صلى الله عليه وسلم هي سرية حمزة بن عبد المطلب وكانت إلى ساحل البحر في رمضان عام 1 هـ0 وقد قال علماء السيرة إن الغزوة :هي الموقعة التي شهدها الرسول صلى الله وسلم سواء قاتل فيها ام لم يقاتل بنفسه 0
والسرية هي : الموقعة التي لم يشهدها الرسول صلى الله عليه وسلم ,وإنما أرسل غيره فيها 0 أقول : إن غزوة مؤته لم يشهدها الرسول بنفسه ومع ذلك سميت غزوة ,بل وهي غزوة ومعركة حقيقة كبيرة مع الروم , كما أن صلح الحديبية يعد من ضمن الغزوات رغم أنه كان صلحا واتفاقا 0
وعلى ذلك فاقول :إن الغزوة هي التي تضم جيشا بالمعنى المعروف للجيش حدث قتال ام لم يحدث هذا والله اعلم
من اعجاز الكتاب المقدس)))))))))))))))))))))))))(((((((((((()))))))))))))))
ليس القران فقط هو ةالذى به اعجاز بل الكتاب المقدس ايضا به اعجاز
ساقول لكم معجزه من معجزات الكتاب المقدس لكن ارجوكم لا تضحكون
: 1 و كلم الرب موسى و هرون قائلا
15: 2 كلما بني اسرائيل و قولا لهم كل رجل يكون له سيل من لحمه فسيله نجس
15: 3 و هذه تكون نجاسته بسيله ان كان لحمه يبصق سيله او يحتبس لحمه عن سيله فذلك نجاسته
15: 4 كل فراش يضطجع عليه الذي له السيل يكون نجسا و كل متاع يجلس عليه يكون نجسا
15: 5 و من مس فراشه يغسل ثيابه و يستحم بماء و يكون نجسا الى المساء
15: 6 و من جلس على المتاع الذي يجلس عليه ذو السيل يغسل ثيابه و يستحم بماء و يكون نجسا الى المساء
15: 7 و من مس لحم ذي السيل يغسل ثيابه و يستحم بماء و يكون نجسا الى المساء
15: 8 و ان بصق ذو السيل على طاهر يغسل ثيابه و يستحم بماء و يكون نجسا الى المساء
15: 9 و كل ما يركب عليه ذو السيل يكون نجسا
15: 10 و كل من مس كل ما كان تحته يكون نجسا الى المساء و من حملهن يغسل ثيابه و يستحم بماء و يكون نجسا الى المساء
15: 11 و كل من مسه ذو السيل و لم يغسل يديه بماء يغسل ثيابه و يستحم بماء و يكون نجسا الى المساء
15: 12 و اناء الخزف الذي يمسه ذو السيل يكسر و كل اناء خشب يغسل بماء
15: 13 و اذا طهر ذو السيل من سيله يحسب له سبعة ايام لطهره و يغسل ثيابه و يرحض جسده بماء حي فيطهر
الرجل يحيض هل كنت تعرفون تلك المعجزه قبل ذلك طبعا سيرد اتباع الكتاب المكدس ويقولون لك انه حيض روحى
طب ممكن سؤال لاى مسيحى هل حاض رجل قبل ذلك انتظر الاجابه
ناقص يقولنا الكتاب المقدس ان الرجل يلد ويبيض ؟؟؟؟؟؟؟؟===========================================================================((((((((ألعلّي حبلت بجميع هذا الشعب او لعلّي ولدته)))))))))))))))))))))))))))))) !
هكذا كان يتحدث موسي مع الله كما يفتري عليه الكتاب المقدس !!!!!
{ فقال موسى للرب لماذا اسأت الى عبدك ولماذا لم اجد نعمة في عينيك حتى انك وضعت ثقل جميع هذا الشعب عليّ. * ألعلّي حبلت بجميع هذا الشعب او لعلّي ولدته حتى تقول لي احمله في حضنك كما يحمل المربي الرضيع الى الارض التي حلفت لآبائه. * من اين لي لحم حتى اعطي جميع هذا الشعب.لانهم يبكون عليّ قائلين اعطنا لحما لناكل. * لا اقدر انا وحدي ان احمل جميع هذا الشعب لانه ثقيل عليّ. *فان كنت تفعل بي هكذا فاقتلني قتلا ان وجدت نعمة في عينيك.فلا ارى بليتي }{سفر العدد 11/11:15 }
هل موسي يتحدث بهذه اللهجة مع رب العالمين ؟!
موسي الذي يقول عنه الكتاب المقدس ……انه حليما جدا
واما الرجل موسى فكان حليما جدا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الارض {سفر العدد 12/3 }
فهل حليم .......يتحدث بهذه الصورة؟
....مستحيل
ثم انه يتحدث مع من؟!
.........مع الخالق العظيم
الذي قال عنه الكتاب المقدس
لان الرب الهكم هو اله الآلهة ورب الارباب الاله العظيم الجبار المهيب الذي لا يأخذ بالوجوه==============(((((((((لله الحمد والمنة
بسم الله نبدأ
هناك قصة أسطورية للخلق
تتغير في القصة الأسماء فقط مع كل جيل
وتبقى القصة الأسطورية كما هي و منبعها أشور
فهناك قصة أشورية أسطورية للخلق
إله الضباب إنليل السومري يقتل الإلهة تعامة تنين البحار)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))( (()))))))))))
ويُقسمها إلى قسمين سماء وأرض
وتكررت نفس القصة في بابلية أسطورية الخلق
مع اختلاف بسيط
أن الإله مردوخ يقتل الإلهة (تهوم) تيامات تنين البحار بمساعدة الإله إنليل (إله الضباب) ويُقسمها إلى قسمين سماء وأرض
وتكررت نفس القصة في إنوما إليش(ملحمة الخلق) قصة الخلق البابلية ... المُكتشفة في نيبال والذي اكتشفها عالم الأشوريات الإنجليزي هنري لايرد ... مُدونة بالأحرف المسمارية
أن الإله مردوخ يقتل الإلهة (تهوم) تيامات تنين البحار ويُقسمها إلى قسمين سماء وأرض
سيناريو القصة
فتبدأ قصة الخلق بصراع بين الإله مردوك و الإلهة تيامات (تهوم ) وأبنائها الوحوش العظيمة الأحد عشر ...
فماذا فعل الإله مردوك ليقبض سيطرته على الكون ؟!!! ... لقد أرسل الرياح الأربع لتُحيط ب (تيامات) من كل جانب ثم أرسل سبع رياح في بطنها وهكذا تمكن من سحقها ثم قسمها إلى سماء وأرض
هل هناك علاقة بين هذه القصة وقصة الخلق في سفر التكوين؟
الحقيقة نعم .... علاقة مميتة .... القصة نفسها نُقلت بحذافيرها .....
مين اللى طفى النور ؟ - ابن الفاروق المصرى
يبدو أن النصارى لازالوا كالغريق الذى يحاول التشبث ولو حتى بقشة ودائما ما تتحول تلك القشة إلى القشة التى تقصم ظهر البعير , فقد وصلتى الموضوع التالى من أحد المواقع المسيحية يبدؤه كاتبه بسؤال (هل هناك دليل تاريخى على حدوث ظلمة على الأرض أثناء صلب السيد المسيح كما ذكر الإنجيل ؟ ) ثم يقوم بالإجابة عليه , والآن تعالوا لنرى بماذا أجاب صديقنا النصرانى ولنرى قشته التى يحاول جاهدا التشبث بها , تعالوا لنتمعن فى القشة لنرى إن كانت هى قشة الغريق أم القشة التى قصمت ظهر البعير .
يبدء الصديق النصرانى بالإجابة بالدليل التالى :
الدليل الأول هو:
حوالى سنة 52 م ، كتب المؤرخ ( ثالوس ) تاريخ أمم شرق البحر المتوسط من حرب طروادة حتى هذا التاريخ، هذا المجلد الذى دون فيه التاريخ قد فُقد ، و لكن هناك أجزاء من عمله ظلت باقية إلى اليوم فى صورة أقتباسات و ضعها العديد من المؤرخين فى أعمالهم، منهم المؤرخ ( يوليوس أفريكانوس ) أحد المؤرخين الذى عاش سنة 221 م ... ، أثناء كلامه عن صلب السيد المسيح و الظلام الذى غطى الأرض وجد مصدراً في كتابات ثالوس الذي تعامل مع هذا الحدث الكوني الفريد ، يذكر فيها " غطى الظلام العالم بأكمله، و الصخور تشققت بفعل زلزال، و العديد من الأماكن فى اليهودية (Judea) ومناطق أخرى طرحوا و أندثروا بفعل الزلزال" قد ذكُر هذا فى كتاب ثالوس رقم ثلاثة فى سلسلة مجلداته التاريخية .
والآن تعالوا نفند القشة الأولى أو الدليل الأول لنرى مدى صموده :
أولا : وبغض النظر عن (المؤرخ ثالوس ؟؟!!) والذى لم اعثر على أسمه اللهم إلا فى المواقع النصرانية التى أدمنت الأستشهاد به . نقول بغض النظر عنه تعالوا لنرى ماكتبه , قال الصديق النصرانى فى دليليه الأول محدثا عن ثالوس التالى :
(حوالى سنة 52 م ، كتب المؤرخ ( ثالوس ) تاريخ أمم شرق البحر المتوسط من حرب طروادة حتى هذا التاريخ ) .
وياله من تاريخ عظيم ومجيد الذى دونه المدعو ثالوس , نعم تاريخ رهيب تخيلوا إن كان عندنا مؤرخ قام بالكتابة عن حرب طروادة , إن مجرد كتابة المدعو ثالوس عن حرب طروادة يفقده بالضرورة لقب مؤرخ الذى ينعته به النصارى ويضعه فى مصاف منشدى الربابه وذلك لأنه بتأريخه حرب طرواده يعتبره الباحثون حاطب ليل وذلك لكون حرب طروادة عبارة عن أسطورة من أساطير الإغريقية وليست بواقعة تاريخة تحتاج إلى مؤرخ بعظمة المدعو ثالوس ومصدر إسطورة حرب طروادة تحديدا هو الإلياذه والأوديسا وتعالوا نقرأ معا قصة حرب طروادة العظيمة التى كان أحد مؤرخيها المؤرخ ثالوس ولنرى هل سيقبل بها النصارى أم أنهم سيقولون عنها تخاريف وهل سيظلوا على قولهم وإستشهادهم بثالوس أم سيتركوه ويلعبوا غيرها هل سيقبلوا وضع إسطورة يسوع جنبا إلى جنب مع إسطورة حرب طرواده أم سينعتوا كاتب تلك الأسطورة بالكفر والهرطقة وعدم إيمانهم بما كتبه :
قصة حرب طروادة
[1] :
عديد من الروايات نسجت حول هذه الحرب من أهمها :
ذات يوم دعيت هيرا وأثينا وأفروديت إلى عرس ثيتيس على بيليوس، ولم تكن إيريس -إلهة النزاع- قد دعيت إلى هذا العرس، فحنقت وألقت بين المدعوين - لتثير بينهم النزاع - تفاحة ذهبية مكتوب عليها "للأجمل" وفي الحال قام نزاع بين الإلهات الثلاث: أيُّهن أحق بهذه التفاحة؟ وحسمًا للنزاع قرر زيوس أن يلجئن إلى تحكيم أجمل البشر من الرجال، وهو باريس بن بريام ملك طروادة، وكان يعيش إذ ذاك فوق جبل أيدا. وعلى ذلك انتقل إليه هيرميس وأعلن إليه النبأ وأحضر أمامه الإلهات الثلاث. وحاولت كل منهن أن تستميله إلى جانبها ليحكم لها بالتفاحة فوعدته هيرا بالعظمة الملكية، ووعدته أثينا بالنصر في الحرب، ووعدته أفروديت بأجمل نساء العالم لتكون زوجة له، فحكم للأخيرة بالتفاحة.
وبمعونتها تمكن من الفرار خلسة بهيلين زوجة مينيلاوس -الأخ الأصغر لاجاممنون ملك أرجوس- وبذلك جلب على نفسه عداء الإلهتين الأخريين، كما أثار حنق جميع خطاب هيلين السابقين، الذين أقسموا على احترام اختيارها لأي منهم ليكون زوجًا لها، والقيام في وجه كل معتد أثيم تخول له نفسه النيل منها أو من زوجها. وهكذا أعلنت حرب طروادة. وهكذا أيضاً تحققت مشيئة زيوس، الذي رأى أن الجنس البشري يتزايد بصورة مذهلة، حتى أثقلوا الأرض بحملهم، ومن ثمَّ قرر إنقاص عددهم بهذه الحرب المدمرة.
وأعدت السفن وانتظمت صفوف الجنود وتأهبت للرحيل تحت قيادة أجاممنون العظيم. ووصلت أخبار هذا الجيش العرم إلى طروادة، فهبَّ رجالها البواسل يستعدون لمجابهة العدو، ودقت الطبول، ودوَّى النفير، ووصل جيش الإغريق، وضرب حصارًا منيعًا حول أسوار طروادة، وتوالت المعارك، وكانت الخسائر في كلا الجانبين فادحة، وطال الحصار واستمر عشر سنوات مليئة بالخطوب والأهوال.
و"الإلياذة" ملحمة هوميروس العظيمة تصف أهوال الفترة الأخيرة من هذه الحرب الضروس، وقد قسمها علماء الإسكندرية إلى أربع وعشرين أنشودة.
بدأ هوميروس الأنشودة الأولى بالدعاء لربات الشعر والتوسل إليهن أن يلهمنه الشدو والغناء، ثم أخذ في سرد روايته، وهذه خلاصة لأهم الموضوعات التي عالجها: لقد نشب خلاف بين أجاممنون -رئيس الحملة الإغريقية-، وأخيليوس -قائد جنود الميرميدون الشجعان- وذلك بسبب تصميم أجاممنون على أخذ بريسيس، وهي إحدى السبايا التي كان قد وهبها الإغريق لأخيليوس مكافأة له على شجاعته، وذلك بدلاً من سبيته خريسيس، ابنة كاهن الإله أبوللون، التي أصر الإغريق على ردها لأبيها، بناء على اقتراح العراف كالخاس، حتى ينزاح على جنودهم ذلك الوباء الذي فتك بهم تسعة أيام متوالية، وقد غضب أخيليوس لذلك وأعلن توقفه عن الحرب هو وجنوده، وطلب إلى أمه تيتيس أن تثأر له من الإغريق، فاستعطفت زيوس ليحقق لها غرضها، واستجاب رب أوليمبوس لدعوتها، ووعدها بتنفيذ رغبة أخيليوس وأكد لها أن الإغريق سيدفعون الثمن غالياً مقابل الإهانة التي ألحقوها بولدها.
لم يكترث أجاممنون بموقف أخيليوس وامتناعه عن الحرب، وأخذ يستعد للاستيلاء على مدينة طروادة، وفي تلك اللحظة يظهر باريس ويتحدى الإغريق فيقبل مينيلاوس التحدي، ويتفق الجانبان على أن يكون في هذه المبارزة تقرير مصير الحرب، فإن تغلب مينيلاوس استرد هيلين وأخذ تعويضاً عن الخسائر التي لحقت بالإغريق، وإن انتصر باريس عاد الإغريق إلى بلادهم فوراً، وبدأت المبارزة وكاد باريس أن ينهزم وأوشك على الهلاك، لولا أن تدخلت أفروديت، وحملته من ميدان القتال إلى مدينة طروادة وأنقذته من موت محقق. وعبثًا حاول مينيلاوس الاهتداء إلى عدوه الذي اختفى فجأة. وإذا هو يبحث عن غريمه، إذ دفعت الإلهتان هيرا وأثينا بإنداروس أحد حلفاء طروادة أن يرمي مينيلاوس بسهم نافذ في جسمه، وبذلك خرقت الهدنة التي كان قد ارتضاها الفريقان، ونشبت أول معركة صاخبة يصفها الشاعر في الجزء الأخير من الأنشودة الرابعة وكذلك الأناشيد التالية حتى الثامنة. وإننا لنشعر أثناء وصفه بأن كفة الطرواديين كانت راجحة وأن خسائر الإغريق كانت فادحة؛ لأن زيوس أراد أن يحقق وعده لأم أخيليوس، فألْحَق بالإغريق خسائر جسيمة. عندئذ أحس الإغريق بخطئهم، وأخذ أجاممنون يلوم نفسه على ما قدمت يداه في حق أخيليوس، فأرسل بعضهم القواد ليعرضوا عليه صلحًا كريمًا ويسألوه الصفح والمغفرة، ولكنه رفض اعتذارهم وردهم خائبين.
يجمع الإغريق شملهم مرة ثانية ويستمرون في الحرب وتنشب بينهم وبين الطرواديين معركة حامية يصفها الشاعر وصفًا تفصيليًّا مسهبًا في خمس أناشيد من 11 إلى 17 نلاحظ فيها أن النصر يحالف الإغريق أحيانًا، عندما يساعدهم بوسيدون وهيرا، وأحياناً تحل بهم الهزيمة، عندما تتوقف الآلهة عن مساعدتهم سمعًا وطاعة لأمر سيدهم الأعلى زيوس، وعندما أخذت خسائر الإغريق تزداد وأوشكوا على التقهقر نحو سفنهم، نجح باتروكلوس صديق أخيليوس الحميم أن يستأذن البطل المغوار ليسمح له بالاشتراك في القتال مع جنوده مستخدمًا عدته الحربية. وخرج باتروكلوس على رأس جنود الميرميدون، وكانت خوذة أخيليوس وحدها كافية لإلقاء الرعب في قلوب الطرواديين ودفعهم إلى الفرار، فاضطرب نظامهم وسقط منهم أعداد غفيرة. كان المفروض أن يكتفي باتروكلوس بهذا القدر من النصر ويعود أدراجه حسب تعليمات صديقه أخيليوس، غير أن خمرة النصر أسكرته وجعلته ينسى ما اتفق عليه مع أخيليوس، ويصر على ملاقاة هيكتور بطل أبطال طروادة، الذي ينتصر عليه بمعونة أبوللون فيطعنه برمح قاتل، ويسقط المسكين مضرجاً بدمائه، ويجرده هيكتور من عدته الحربية ويرتديها هو. يستميت الإغريق في القتال، وأخيراً يتراجعون إلى معسكرهم ومعهم جثة باتروكلوس، وذلك بمعونة أخيليوس الذي خرج إلى الميدان بلا عدة ولا سلاح عندما علم بموت صديقه، وصرخ صرخة مدوية ألقت الرعب في قلب أهل طروادة وجعلتهم يفرون بجلودهم من بطش أخيليوس.
الجزء الأخير من الملحمة هو عودة أخيليوس إلى المعركة بقصد الانتقام من هيكتور وقتله؛ لأنه هو الذي قتل حبيبه باتروكلوس، فعندما سمح أخيليوس بالنبأ، جن جنونه وحزن حزناً بالغًا، ونسي غضبه القديم وصفح عن أجاممنون وعاد إلى ميدان القتال، ونزل المعركة وقد ارتدى عدة حربية جديدة صنعها له إله الحدادين هيفايستوس، ثم أخذ يحصد رؤوس الطرواديين ويفتك بجنودهم، فاستولى الرعب على من نجا منهم ففروا هاربين، ولم يصمد إلا بطلهم هيكتور، الذي لقي حتفه في النهاية، وقد أمعن أخيليوس في التشنيع بجثته، فأخذ يجرها وراء عربته حول أسوار طروادة أمام زوجته أندروماك التي حزنت عليه حزنًا بالغًا، بعد ذلك يحتفل أخيليوس بتشييع جنازة صديقه في احتفال مهيب تكريمًا له وتمجيدًا للذكرى وتخليدًا لصداقتهما التي ذهبت مضرب الأمثال. وتنتهي الملحمة بتسليم جثة هيكتور لأبيه بريام الذي جاء وتوسل لأخيليوس وذرف أمامه دمعًا غزيراً أثار البطل ودفعه إلى احترام شيخوخة الأب الكريم، فرد إليه جثة ابنه فتقبلها الأب وشيعها إلى مقرها الأخير.
هذه هى حرب طروادة مجموعة من الإلهة الأغريقية أقامت حرب بين البشر ولم يضير المدعو (ثالوس) إيرادها كما هى وهى تماما مثل إيراده قصة الظلام الذى غطى الكرة الأرضية المزعوم ( هذا غن كان قد أورد شيئا عنها) والتى لا تضيف لكتباته سوى إله مزعوم أخر , والنصارى الآن بين خيارين إما أن يقبلوا كل ما يزعمون أن ثالوس قد كتبه وإما أن يرفضوه كله .
السجل المفقود :
أضف إلى هذا أنه وبشهادة الصديق النصرانى قوله (هذا المجلد الذى دون فيه التاريخ قد فُقد ، و لكن هناك أجزاء من عمله ظلت باقية إلى اليوم فى صورة أقتباسات و ضعها العديد من المؤرخين فى أعمالهم ) . أى أن هذا المجلد مفقود وهو يستدل على وجوده بمؤرخين جاؤا بعد ثالوس وبحسب زعمه نقلوا عنه . و الإستشهاد بالمؤرخين هنا هو ما ينطبق عليه المثل العامى (الغريق يتعلق بقشة) فمع ضياع كتاب ثالوس الخرافى (هذا إن كان له وجود اساسا) لا يصح الإستدلال بأعماله عن طريق من زعموا انهم كتبوا عنه لأنه بعضهم قد يحذف أو يضيف لما كتبه شيئا وينسبه إليه .
رحلة البحث عن أفريكانوس :
واما بخصوص ما وصفه صديقنا النصرانى بقوله (أقتباسات و ضعها العديد من المؤرخين فى أعمالهم ) فهو للآسف لم يذكر لنا من هم هؤلاء المؤرخين اللهم إلا واحد وصفه الصديق النصرانى (بالمؤرخ يوليوس أفريكانوس أحد المؤرخين الذى عاش سنة 221 م) فنحن الآن أمام أحد أمرين أولهما أن يكون الصديق النصرانى جاهل جهل مطبق لعدم علمه بـ (يوليوس أفريكانوس) وهذا يضعف مصداقية موضوعه اصلا أو ان يكون من أنصار مقولة بولس :
( فانه ان كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا ادان انا بعد كخاطئ ) [روميه 3: 7].
فقد يكون كاذب آشر أراد أثبات صحة كتابه بكذبة يلفقها حول يوليوس أفريكانوس وينعته بلقب المؤرخ . و يوليوس أفريكانوس يعلمه كل مسيحى ينبرى للحديث حول المسيحية لأن يوليوس أفريكانوس هو احد أبرز آباء الكنيسة ولعله من أهمهم على الإطلاق وهو صاحب التاثير الرهيب واليد الطولى فى كل كتابات الأباء الكنسين الذين جاؤا بعده , وحتى لا نكون مثل النصارى ونتحدث بلا دليل تعالوا نثبت لهم من هو يوليوس أفريكانوس إذا كانوا لا يعرفون . وهو بحسب ما تخبرنا الموسوعة الكاثوليكية [2] :
Julius Africanus is the father of Christian chronography. Little is known of his life and little remains of his works. He is important chiefly because of his influence on Eusebius, on all the later writers of Church history among the Fathers, and on the whole Greek school of chroniclers.
وهو ما ترجمته :
يوليوس افريكانوس ابو التأريخ الكنسى لا يعرف سوى القليل عن حياته والقليل من بقايا أعماله وهو مهم بصورة اساسيه لتأثيره البالغ على يوسابيوس
[3] ( أسقف قيصرية بفلسطين وأبو تاريخ الكنيسة) وعلى كل كتاب التاريخ الكنسى اللحقون والآباء وعلى كل مؤرخى المدرسة اليونانية .
وكما هو واضح فصديقنا النصرانى يحاول أثبات حدوث الظلمة على الأرض من كلام أحد أخطر وأشهر اباء الكنيسة وهو ما نقوله عنه بالمثل العامى ( قالوا للحرامى أحلف قال جالك الفرج) وطبعا صديقنا النصرانى كان يحاول جلب الفرج عن طريق يوليوس أفريكانوس الذى تصفه الموسوعه الكاثوليكية بأنه شبه مجهول لا يعرف سوى النذر اليسير عن حياته وأعماله أى أن صديقنا يستشهد بشخص شبه مجهول أقتبس عن شخص مجهول ناهيك عن كونه من آباء الكنيسة !!.
والآن ننتقل للدليل الثانى والأخير الذى أعتمد عليه صديقنا النصرانى :
الدليل الثانى هو:
يحدثنا التاريخ فى سيرة ديوناسيوس الآريوباغى القاضى ، أنه حين حدث كسوف فى الشمس وقت صلب السيد المسيح كان ديوناسيوس يدرس فى جامعة عين شمس (أحدى الجامعات اليونانية القديمة فى مصر) علوم الفلك و الهندسة و القانون و الطب ... إلخ. و هذا هو منهج من يتولى سلطان القاضى و هو أن يكون ملماً بجميع العلوم ، و حين حدث كسوف الشمس حدث تساؤل .. فكانت الإجابة أن هناك إحتمالاً من ثلاث إحتمالات :
1- أن يكون العالم أوشك على النهاية و هذا الكسوف من أحدى الدلالات .
2- أن تكون كل قواعد علم الفلك خاطئة من أساسها .
3- أن يكون إله الكون متألماً .
و ظلت هذه الواقعة فى ذاكرة ديوناسويس إلى أن بشره القديس بولس فى أريوس بأغوس، متأكذاً بأن لإحتمال الثالث هو الأوقع و الأصح و هو أن يكون إله الكون كان متألماً .. لان حادث الكسوف الذى حدث للشمس الذى أستمر ثلاثة ساعات ليس بأمراً عادياً بل هو فوق مقدور البشر و فوق القواعد و التحاليل العلمية. أنتهى .
اما القاضى ديوناسيوس الآريوباغى أو Dionysius the Areopagite الذى يتحدث عنه صديقنا فهو نفس الشخص الذى ورد أسمه فى سفر أعمال الرسل :
17: 34 و لكن اناسا التصقوا به و امنوا منهم ديونيسيوس الاريوباغي و امراة اسمها دامرس و اخرون معهما.
وهذا الشخص قد تنصر على يد بولس ولا يوجد ذكر لموضوع الظلام الذى ساد الأرض عند وفاة المسيح لا على لسانه ولا على لسان أى شخص أخر أى أنه من المسيحيين الأوائل إن صح التعبير . ولا ندرى لماذا لم يرد ذكر مثل هذه الواقعه على لسانه فى أيا من الأناجيل أو الرسائل مادام هذا الحدث بهذه الأهمية القصوى لدرجة محاولة النصارى التدليل على ألوهية ربهم المطعون فيها بتلك القصة .
ولنلاحظ ان صديقنا النصرانى فى بدء كلامه حول هذه النقطة بدء كلامه بعبارة فضفاضة ألا وهى (يحدثنا التاريخ فى سيرة ديوناسيوس الآريوباغى القاضى ) ولا أدرى ما هو المرجع الذى يمكننى الإطلاع عليه لمعرفة صدقه من عدمه وهى على أية حال عادة نصرانية مستديمة ومستحكمه فغالبا ما تجد إستدلالتهم تبدء بـ أجمع العلماء أو اكد الباحثون أو يقول التاريخ بدون الإشارة لمصدر واحد. وهم يعتمدون فى هذا على سحر كلمة اجمع التى يأتى منها الإجماع وأكد التى لا تدع مجالا للشك أو يقول التاريخ التى توحى بالمصداقية التاريخية , ولكن عند أول سؤال نطلب فيه اسم واحد من الذين أجمعوا أو اكدوا أو حتى قالوا لا تجد سوى صدى صوتك يرتد إليك مدويا من داخل النفق المظلم ومغارات الزيف التى جاؤا منها بإدعاءتهم .
وكأن الزيف لا يكفى فنجد صديقنا قد ترك الزيف إلى النصب قائلا :
(و حين حدث كسوف الشمس حدث تساؤل .. فكانت الإجابة أن هناك إحتمالاً من ثلاث إحتمالات :
1- أن يكون العالم أوشك على النهاية و هذا الكسوف من أحدى الدلالات .
2- أن تكون كل قواعد علم الفلك خاطئة من أساسها .
3- أن يكون إله الكون متألماً .
وبالطبع يا عزيزى القارئ هو يحاول أن يلخص النصبه فى ثلاثة إحتمالات أوردهم , وحتى تتأكد عزيزى القارئ من محاولة النصب هذه أطلب منك أن تضع نفسك مكان ديوناسيوس الآريوباغى أى أنك الآن تعمل قاضيا ومعلما فى واحدة من جامعتها وأنت الآن فى مصر وحدث كسوفا للشمس , فماذا عساك أن تفكر أو تقول ؟
بالطبع ليس لها سوى حل واحدا هو أن كسوف الشمس ظاهرة طبيعية ومتكررة تحدث فى أوقات متفرقة وبلدان متفرقة . أما أن يحاول أقناعنا أن ديوناسيوس الآريوباغى فكر فى أن العالم قد أوشك على النهاية فهو لا يجعله معلما فى واحده من أرقى جامعات العام القديم (عين شمس) بحسب مايزعم صديقنا ولكنه يضعه فى مصاف الأطفال الذين يدرون فى شوارع الأرياف وهم يطرقون على أوانى معدنية قائلين ( يا بنات الحو ماتسيبوا القمر يدور) وهى حادثة رأيتها مرة فى أحدى قرى مصر فور حدوث خسوف للقمر . فبالله عليكم من يكون بتلك العقلية ماذا عساه قد كان يدرس فى الجامعة ؟
أما الحجة الثانية فوهمية أيضا وذلك لكون ديوناسيوس الآريوباغى موجودا فى مصر فى تلك اللحظة بحسب ما يخبرنا صديقنا النصرانى ومادام كان موجودا فى مصر أو غيرها فمن المستحيل أن يكون متواجدا فى نفس الوقت فى أى دولة أخرى ليعرف بحدوث الكسوف على الكرة الأرضية كلها اللهم إلا إذا كان يعتمد على إشتراكه مع موقع قناة الجزيرة ووصله الخبر عبر الأنترنت أو عبر هاتفه المحمول أو لعله كان من رواد برامج الشات والمحادثة الصوتية ,وحتى إن نما إلى علمه حدوث كسوف للشمس فى فلسطين ايضا فهذا أمر طبيعى فكسوف الشمس يحدث ويراه سكان عدة دول مختلفه وهذه ظاهرة طبيعية وذلك ببساطة لن الشمس لا تخضع لأتفاقية تقسيم سايكس بيكو التى قسمت العالم الإسلامى لدويلات فلا يمكن للشمس مثلا أن تقرر عمل خسوف لمصر فقط أو لألمانيا فقط ولابد وان يشاهد هذا الكسوف فى عدة دول مختلفة . أما بالنسبة لصديقنا ديوناسيوس الآريوباغى فبالتأكيد إن رؤيته للكسوف ستكون ترسيخا لحقيقة علمية قد عرفها القدماء من آلاف السنين و كحدث عادى قد رآه من قبل يتوقع حدوثه من آن لأخر .
والثالثة ألمى وآلالام العقلاء :
يحاول صديقنا النصرانى فيها أقناع أهل ملته وإقناع المسلمين إن أستطاع بأن كسوف الشمس قد يكون بسبب إله الكون متألماً , يكتبها وكأنها حقيقة علمية وهل الإله يتألم إلا فى الأساطير الوثنية والخرافات المتهالكة .
خالق هذا الكون يتألم ؟
من ماذا يتألم ؟
ومن ذا الذى بأمكانه إيلامه ؟
والله إن أحد أحد يتألم فعلا فهم المسلمون والعقلاء فى الكون على مر العصور الذين يتألمون مما وصل إليه حال بعض البشر وتعطيلهم لعقولهم وصدق وعز من قال :
( ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (التوبة: من الآية30)
نعم عزيزى النصرانى إلهكم يسوع ليس أو الآله المتألمين إن كان للإله ان يتألم فلقد سبقه العديد والعديد من الآلهه الذين تألموا وماتوا ولا تظن أن يسوع ربكم أول من مات على الصليب بل سبقته آلهة أخرى(صورة شخص عاري تماما مصلوب علي صليب)هل تعلم ماذا تحكى هذه الصورة ؟
بالطبع ستقول أنها ليسوع عندما علق على الصليب . أليس كذلك ؟
لو كان هذا هو تحليلك للصورة الساقة فدعنى أوضح لك خطائك وأبين لك الصورة حتى تتضح لمن الصورة .
تلك الصورة لأحد الآلهة المزعومة أيضا إله يدعى ديوناسيوس وهو بالطبع ليس ديوناسيوس الآريوباغى الذى تحدثنا عنه فى السطور السابقة ولكنه ديوناسيوس إله صلب قبل المسيح بأكثر من مائتين عام وقام من بين الأموت ورأى الناس مجده مثله تماما مثل يسوع أو لعله نسخة بالكربون منه . وإن كان هو سابقا ليسوع كما أشرت حيث انه صلب ستة 200 ق.م تقريبا . وكان يعبد فى إيطاليا واليونان ومصر ومناطق عديدة من الشرق الأوسط . أى انه له السبق وحق تسجيل الصليب كبراءة أختراع يكون هو صاحب حق التكسب منه وليس الكهنة والأحبار.
ومادام الشئ بالشئ يذكر ومادمنا نتحدث عن كسوف الشمس فيحضرنى الآن قصة حقيقة سجلها التاريخ نجدها فى اكثر من مرجع وفى أكثر من كتاب والقصة حدثت فى صدر الإسلام مع الصحابة والحبيب المصطفى خير خلق الله وسأترككم مع القصة لتروا عظمة الإسلام والدين الإسلامى العظيم الذى لم يعطى الظواهر الطبيعية أكبر من حجمها ولم يدعى ويفترى لأثبات صدقه :
حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا هاشم بن القاسم قال حدثنا شيبان أبو معاوية عن زياد بن علاقة عن المغيرة بن شعبة قال : (كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات إبراهيم فقال الناس كسفت الشمس لموت إبراهيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم فصلوا وادعوا الله). رواه البخاري
وقبل أن أنهى بحثى الملخص هذا لى سؤال أطرحه على النصارى .
عزيزى النصرانى لو لم يقنعك هذا البحث المختصر بأن الإله لم يمت ولم تحدث تلك الظلمة المزعومة فدعنى أطرح عليك هذا السؤال :
إن كان الإله قد مات على الصليب يبقى مين اللى طفى النور ( أقصد من الذى جعل الشمس يحدث لها كسوف )
اللهم يا من جعلت القمر ينخسف ويا من جعلت الشمس تنكسف اسألك أن تجعل رؤوس الكفر تنخسف وأن تجعل من أتبعهم ينكسف ويشعر بالخجل والعار لما أوقعه فيه الكهنة والأحبار.
(((((((((((التوازن النفسي والسلوكي في شخصية رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
الدارس لشخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ يستلف نظره ذلك التوازن الدقيق بين معالمها:
التوازن النفسي في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم: فكان ذو نفس سوية، فما كان صلى الله عليه وسلم بالكئيب العبوس الذي تنفر منه الطباع، ولا بالكثير الضحك الهزلي الذي تسقط مهابته من العيون.
وحزنه وبكاؤه في غير إفراط ولا إسراف:
وفي ذلك يقول ابن القيم:'وأما بكاؤه صلى الله عليه وسلم، فلم يكن بشهيق ورفع صوت، ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهملا، ويسمع لصدره أزيز، وكان بكاؤه تارةً رحمة للميت، و تارةً خوفًا على أمته وشفقة عليها، وتارةً من خشية الله، وتارةً عند سماع القرآن- وهو بكاء اشتياق ومحبة وإجلال مصاحب للخوف والخشية- ولما مات ابنه إبراهيم دمعت عيناه وبكى رحمة له ..
وبكى لما شاهد إحدى بناته ونفسها تفيض، وبكى لما قرأ عليه ابن مسعود سورة النساء وانتهى فيها إلى قوله تعالى: { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا[41]}[سورة النساء]. وبكى لما مات عثمان بن مظعون، وبكى لما جلس على قبر إحدى بناته، وكان يبكى أحيانًا في صلاة الليل'.
أما ضحكه صلى الله عليه وسلم:
فكان يضحك مما يُتعجب من مثله، ويستغرب وقوعه ويستندر، كما كان يداعب أصحابه. فَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلًا اسْتَحْمَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: [إِنِّي حَامِلُكَ عَلَى وَلَدِ النَّاقَةِ] فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَصْنَعُ بِوَلَدِ النَّاقَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ وَهَلْ تَلِدُ الْإِبِلَ إِلَّا النُّوقُ]رواه أبو داود والترمذي وأحمد .
التوازن السلوكي في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم:
وهو أحد دلائل نبوته، فلقد جعل هذا التوازن من رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة العليا التي تمثلت فيها كل جوانب الحياة، وإليك بعض مظاهر هذا التوازن السلوكي:
[أ] التوازن النبوي بين القول والفعل:
وظهور هذا التوازن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم العملية كان على أعلى ما يخطر بقلب بشر، فهو العابد والزاهد، والمجاهد والزوج... وما كان يأمر بخير إلا كان أول آخذ به، ولا ينهى عن شر إلا كان أول تارك له.
فعن عبادته: فَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُومُ مِنْ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ فَقَالَتْ عَائِشَةُ لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ: [أَفَلَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا] رواه البخاري ومسلم . وعَنْ حُمَيْدٍ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:' كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفْطِرُ مِنْ الشَّهْرِ حَتَّى نَظُنَّ أَنْ لَا يَصُومَ مِنْهُ وَيَصُومُ حَتَّى نَظُنَّ أَنْ لَا يُفْطِرَ مِنْهُ شَيْئًا وَكَانَ لَا تَشَاءُ أَنْ تَرَاهُ مِنْ اللَّيْلِ مُصَلِّيًا إِلَّا رَأَيْتَهُ وَلَا نَائِمًا إِلَّا رَأَيْتَهُ' رواه البخاري ومسلم-مختصرا-.
وعن زهده: قالت عَائِشَةُ: دَخَلَتْ عَلَيَّ اِمْرَأَة فَرَأَتْ فِرَاش النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبَاءَة مَثْنِيَّة , فَبَعَثَتْ إِلَيَّ بِفِرَاشٍ حَشْوه صُوف , فَدَخَلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَآهُ فَقَالَ: [ رُدِّيهِ يَا عَائِشَة , وَاَللَّه لَوْ شِئْتُ أَجْرَى اللَّه مَعِي جِبَال الذَّهَب وَالْفِضَّة]رواه البيهقي في دلائل النبوة.
وهو إمام الزاهدين الذي ما أكل على خوان قط، وما رأى شاة سميطاً قط، وما رأى منخلًا، منذ أن بعثه الله إلى يوم قبض ما أخذ من الدنيا شيئًا ولا أخذت منه شيئًا، وصدق صلى الله عليه وسلم؛ إذ يقول: [مَا لِي وَمَا لِلدُّنْيَا مَا أَنَا فِي الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا] رواه الترمذي وابن ماجة وأحمد .
وأما عن شجاعته وجهاده:
فيروى أنس رضي الله عنه قال:كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ وَأَجْوَدَ النَّاسِ وَأَشْجَعَ النَّاسِ وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَانْطَلَقَ النَّاسُ قِبَلَ الصَّوْتِ فَاسْتَقْبَلَهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ سَبَقَ النَّاسَ إِلَى الصَّوْتِ وَهُوَ يَقُولُ: [لَنْ تُرَاعُوا لَنْ تُرَاعُوا] وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ مَا عَلَيْهِ سَرْجٌ فِي عُنُقِهِ سَيْفٌ فَقَالَ: لَقَدْ وَجَدْتُهُ بَحْرًا أَوْ إِنَّهُ لَبَحْرٌ. رواه البخاري ومسلم .
وعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:' كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى مِنْ الْقَوْمِ مِنْهُ'رواه أحمد. ولولا خوف الإطالة؛ لسردنا شمائله صلى الله عليه وسلم التي نادى بها، وعلّمها أمته ،وكان أول الممارسين العمليين لها.
[ب] الصدق النبوي في الجد والدعابة:
لقد كان الصدق من أوضح السمات في شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكفي دلالة على هذا الصدق أن قومه لقبوه بالصادق الأمين، بل إن أول انطباع يرسخ في نفس من يراه لأول مرة أنه من الصديقين، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَقِيلَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ فَلَمَّا اسْتَثْبَتُّ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ وَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ: [أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلَامَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ] رواه الترمذي وابن ماجة والدارمي وأحمد.
فهو الصادق في وعده وعهده، وما حدث أن وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو عاهد فأخلف، أو غدر، ولا يحيد عن الصدق مجاملة لأحد . وحتى في أوقات الدعابة والمرح حيث يتخفف الكثيرون من قواعد الانضباط كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق في مزاحه، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا قَالَ: [إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا] رواه الترمذي وأحمد.
[جـ] التوازن الأخلاقي في شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من أبلغ وأجمع الكلمات التي وصفت أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قالته عائشة رضي الله عنه :'كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ' رواه مسلم. ولقد كانت هذه الأخلاق من السمو والتوازن ما جعل تواضعه لا يغلب حلمه، ولا يغلب حلمه بره وكرمه، ولا يغلب بره وكرمه صبره… وهكذا في كل شمائله صلوات الله عليه- هذا مع انعدام التصرفات الغير أخلاقية في حياته.
فعن تواضعه: يروى أبو نعيم في 'دلائل النبوة' عن أنس رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ لطفًا وَاللهِ مَا كَانَ يَمْتَنِعُ فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ مِنْ عَبْدٍ، وَلَا مِنْ أَمَةٍ، وَلَا صَبيّ أَنْ يَأْتِيَهُ بِالمَاءِ فَيَغْسِلَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ، وَمَا سَأَلَهُ سَائِلٌ قَطُّ إِلَّا أَصْغَى إِلَيْهِ أُذُنَهُ فَلَمْ يَنْصَرِفْ حَتَّى يَكُونَ هُو الَّذِي يَنْصَرِفُ عَنْهُ، وَمَا تَنَاوَلَ أَحَدٌ بِيَدِهِ إِلَّا نَاوَلَهُ إِيَّاهَا، فَلَمْ يَنْزَعْ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَنْزِعُهَا مِنْهُ'.
وعن حلمه: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ آثَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُنَاسًا فِي الْقِسْمَةِ ... قَالَ رَجُلٌ وَاللَّهِ إِنَّ هَذِهِ الْقِسْمَةَ مَا عُدِلَ فِيهَا وَمَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ فَقُلْتُ وَاللَّهِ لَأُخْبِرَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: [فَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ يَعْدِلْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ رَحِمَ اللَّهُ مُوسَى قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ]رواه البخاري ومسلم.
وعن كرمه: قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:' مَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ فَقَالَ لَا' رواه البخاري ومسلم. وعَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْإِسْلَامِ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ قَالَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَأَعْطَاهُ غَنَمًا بَيْنَ جَبَلَيْنِ فَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ أَسْلِمُوا فَإِنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءً لَا يَخْشَى الْفَاقَةَ' رواه مسلم .
[د] التوازن النبوي بين الحزم واللين:
فرغم ما حباه الله به من الحلم والرأفة إلا أنه الحلم والرأفة التي لا تجاوز حدها، فكان صلى الله عليه وسلم يغضب للحق إذا انتهكت حرمات الله، فإذا غضب؛ فلا يقوم لغضبه شيء حتى يهدم الباطل وينتهي، وفيما عدا ذلك فهو أحلم الناس عن جاهل لا يعرف أدب الخطاب، أو مسيء للأدب، فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:'مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ وَلَا امْرَأَةً وَلَا خَادِمًا إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ إِلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ' رواه البخاري ومسلم .
ولما نكث بنو قريظة العهد وتحالفوا مع الأحزاب على حرب المسلمين ثم رد الله كيدهم في نحورهم وأمكن الله رسوله منهم رضوا بحكم سعد بن معاذ كما رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحكم سعد أن تقتل رجالهم، وتسبى نساؤهم وزراريهم، فتهلل وجه الرسول، وقال: [ لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ الْمَلِكِ]رواه البخاري ومسلم . فقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم في يوم واحد أربعمائة رجل صبرًا.
و عَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ إِنَّ عَلِيًّا خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ فَسَمِعَتْ بِذَلِكَ فَاطِمَةُ فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّكَ لَا تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ وَهَذَا عَلِيٌّ نَاكِحٌ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ يَقُولُ:[أَمَّا بَعْدُ أَنْكَحْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ فَحَدَّثَنِي وَصَدَقَنِي وَإِنَّ فَاطِمَةَ بَضْعَةٌ مِنِّي وَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَسُوءَهَا وَاللَّهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَتَرَكَ عَلِيٌّ الْخِطْبَةَ]رواه البخاري ومسلم.
إنه اللين الذي لا يعرف الخور، والحزم الذي به تكون الرجال فصلوات الله وسلامه عليه.
لقد سجل لنا التاريخ سير آلاف المصلحين، ولكن لم تجتمع كل المبادئ الطيبة إلا في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم: في البيت، والقيادة، والأخلاق، والعبادة، والكثير من أوجه الحياة التي استنارت بمبعثه، فصلوات الله عليه في الأولين والآخرين.
من:' التوازن النفسي والسلوكي في شخصية رسول الله – صلى الله عليه وسلم '
د. خالد سعد النجار
(((((((((الطب النبوي)))))))))بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاه والسلام علي اشرف المرسلين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
سأعرض لكم - ان شلء الله - مقتطفات من كتاب الطب النبوي ل الامام شمس الدين ابي عبد الله بن قيم الجوزيه
وهذا كتاب دليل قاطع علي نبوه محمد صلي الله علي وسلم ردا علي المشككين في ذلك
بسم الله
المرض: نوعان: مرض القلوب، ومرض الأبدان
وهما مذكوران في القرآن.
ومرض القلوب: نوعان: مرض شبهة وشك، ومرض شهوة وغي
وكلاهما في القرآن. قال تعالى في مرض الشبهة: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا} [البقرة: 110]. وقال تعالى: {وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا} [المدثر: 31]. وقال تعالى في حق من دعي إلى تحكيم القرآن والسنة، فأبى وأعرض: {وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون} [النور: 48 :49] فهذا مرض الشبهات والشكوك.
وأما مرض الشهوات، فقال تعالى: {يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض} [الأحزاب: 32]. فهذا مرض شهوة الزنى، والله أعلم.
فصل: وأما مرض الأبدان
فقال تعالى: {ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج} [النور: 61]، وذكر مرض البدن في الحج والصوم والوضوء لسر بديع يبين لك عظمة القرآن، والإستغناء به لمن فهمه وعقله عن سواه، وذلك أن قواعد طب الأبدان ثلاثة: حفظ الصحة، والحمية عن المؤذي، واستفراغ المواد الفاسدة، فذكر سبحانه هذه الأصول الثلاثة في هذه المواضع الثلاثة.
فقال في آية الصوم: {فمن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر} [البقرة: 184]، فأباح الفطر للمريض لعذر المرض، وللمسافر طلبًا لحفظ صحته وقوته لئلا يذهبها الصوم في السفر لاجتماع شدة الحركة، وما يوجبه من التحليل، وعدم الغذاء الذي يخلف ما تحلل، فتخور القوة، وتضعف، فأباح للمسافر الفطر حفظًا لصحته وقوته عما يضعفها.
وقال في آية الحج: {فمن كان منكم مريضًا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك} [البقرة: 196]، فأباح للمريض، ومن به أذى من رأسه، من قمل، أو حكة، أو غيرهما، أن يحلق رأسه في الإحرام استفراغًا لمادة الأبخرة الرديئة التي أوجبت له الأذى في رأسه باحتقانها تحت الشعر، فإذا حلق رأسه، تفتحت المسام، فخرجت تلك الأبخرة منها، فهذا الإستفراغ يقاس عليه كل استفراغ يؤذي انحباسه.
والأشياء التي يؤذي انحباسها ومدافعتها عشرة: الدم إذا هاج، والمني إذا تبيغ، والبول، والغائط، والريح، والقيء، والعطاس، والنوم، والجوع، والعطش. وكل واحد من هذه العشرة يوجب حبسه داء من الأدواء بحسبه.
وقد نبه سبحانه باستفراغ أدناها، وهو البخار المحتقن في الرأس على استفراغ ما هو أصعب منه، كما هي طريقة القرآن التنبيه بالأدنى على الأعلى.
وأما الحمية: فقال تعالى في آية الوضوء: {وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا} [النساء: 43]، فأباح للمريض العدول عن الماء إلى التراب حمية له أن يصيب جسده ما يؤذيه، وهذا تنبيه على الحمية عن كل مؤذ له من داخل أو خارج، فقد أرشد ـ سبحانه ـ عباده إلى أصول الطب ومجامع قواعده، ونحن نذكر هدي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في ذلك، ونبين أن هديه فيه أكمل هدي.
فأما طب القلوب، فمسلم إلى الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، ولا سبيل إلى حصوله إلا من جهتهم وعلى أيديهم، فإن صلاح القلوب أن تكون عارفة بربها، وفاطرها، وبأسمائه، وصفاته، وأفعاله، وأحكامه، وأن تكون مؤثرة لمرضاته ومحابه، متجنبة لمناهيه ومساخطه، ولا صحة لها ولا حياة البتة إلا بذلك، ولا سبيل إلى تلقيه إلا من جهة الرسل، وما يظن من حصول صحة القلب بدون اتباعهم، فغلط ممن يظن ذلك، وإنما ذلك حياة نفسه البهيمية الشهوانية، وصحتها وقوتها، وحياة قلبه وصحته، وقوته عن ذلك بمعزل، ومن لم يميز بين هذا وهذا، فليبك على حياة قلبه، فإنه من الأموات، وعلى نوره، فإنه منغمس في بحار الظلمات.
فصل: وأما طب الأبدان: فإنه نوعان
نوع قد فطر الله عليه الحيوان ناطقه وبهيمه، فهذا لا يحتاج فيه إلى معالجة طبيب، كطب الجوع، والعطش، والبرد، والتعب بأضدادها وما يزيلها.
والثاني: ما يحتاج إلى فكر وتأمل، كدفع الأمراض المتشابهة الحادثة في المزاج، بحيث يخرج بها عن الاعتدال، إما إلى حرارة، أو برودة، أو يبوسة، أو رطوبة، أو ما يتركب من اثنين منها، وهي نوعان: إما مادية، وإما كيفية، أعني إما أن يكون بانصباب مادة، أو بحدوث كيفية، والفرق بينهما أن أمراض الكيفية تكون بعد زوال المواد التي أوجبتها، فتزول موادها، ويبقى أثرها كيفية في المزاج.
وأمراض المادة أسبابها معها تمدها، وإذا كان سبب المرض معه، فالنظر في السبب ينبغي أن يقع أولًا، ثم في المرض ثانيًا، ثم في الدواء ثالثًا. أو الأمراض الآلية وهي التي تخرج العضو عن هيئته، إما في شكل، أو تجويف، أو مجرى، أو خشونة، أو ملاسة، أو عدد، أو عظم، أو وضع، فإن هذه الأعضاء إذا تألفت وكان منها البدن سمي تألفها اتصالًا، والخروج عن الاعتدال فيه يسمى تفرق الإتصال، أو الأمراض العامة التي تعم المتشابهة والآلية.
والأمراض المتشابهة: هي التي يخرج بها المزاج عن الاعتدال، وهذا الخروج يسمى مرضًا بعد أن يضر بالفعل إضرارًا محسوسًا.
وهي على ثمانية أضرب: أربعة بسيطة، وأربعة مركبة، فالبسيطة: البارد، والحار، والرطب، واليابس، والمركبة: الحار الرطب، والحار اليابس، والبارد الرطب، والبارد اليابس، وهي إما أن تكون بانصباب مادة، أو بغير انصباب مادة، وإن لم يضر المرض بالفعل يسمى خروجًا عن الاعتدال صحة.
وللبدن ثلاثة أحوال: حال طبيعية، وحال خارجة عن الطبيعية، وحال متوسطة بين الأمرين. فالأولى: بها يكون البدن صحيحًا، والثانية: بها يكون مريضًا. والحال الثالثة: هي متوسطة بين الحالتين، فإن الضد لا ينتقل إلى ضده إلا بمتوسط، وسبب خروج البدن عن طبيعته، إما من داخله، لأنه مركب من الحار والبارد، والرطب واليابس، وإما من خارج، فلأن ما يلقاه قد يكون موافقًا، وقد يكون غير موافق، والضرر الذي يلحق الإنسان قد يكون من سوء المزاج بخروجه عن الاعتدال، وقد يكون من فساد في العضو، وقد يكون من ضعف في القوى، أو الأرواح الحاملة لها، ويرجع ذلك إلى زيادة ما الاعتدال في عدم زيادته، أو نقصان ما الاعتدال في عدم نقصانه، أو تفرق ما الاعتدال في اتصاله، أو اتصال ما الاعتدال في تفرقه، أو امتداد ما الاعتدال في انقباضه، أو خروج ذي وضع وشكل عن وضعه وشكله بحيث يخرجه عن اعتداله.
فالطبيب: هو الذي يفرق ما يضر بالإنسان جمعه، أو يجمع فيه ما يضره تفرقه، أو ينقص منه ما يضره زيادته، أو يزيد فيه ما يضره نقصه، فيجلب الصحة المفقودة، أو يحفظها بالشكل والشبه، ويدفع العلة الموجودة بالضد والنقيض، ويخرجها، أو يدفعها بما يمنع من حصولها بالحمية، وسترى هذا كله في هدي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ شافيًا كافيًا بحول الله وقوته، وفضله ومعونته.؟؟؟فصل فكان من هديه - صلي الله عليه وسلم - فعل التداوي في نفسه
والأمر به لمن أصابه مرض من أهله وأصحابه، ولكن لم يكن من هديه ولا هدي أصحابه استعمال هذه الأدوية المركبة التي تسمى أقرباذين، بل كان غالب أدويتهم بالمفردات، وربما أضافوا إلى المفرد ما يعاونه، أو يكسر سورته، وهذا غالب طب الأمم على اختلاف أجناسها من العرب والترك، وأهل البوادي قاطبة، وإنما عني بالمركبات الروم واليونانيون، وأكثر طب الهند بالمفردات.
وقد اتفق الأطباء على أنه متى أمكن التداوي بالغذاء لا يعدل عنه إلى الدواء، ومتى أمكن بالبسيط لا يعدل عنه إلى المركب..
قالوا: وكل داء قدر على دفعه بالأغذية والحمية، لم يحاول دفعه بالأدوية.
قالوا: ولا ينبغي للطبيب أن يولع بسقي الأدوية، فإن الدواء إذا لم يجد في البدن داء يحلله، أو وجد داء لا يوافقه، أو وجد ما يوافقه فزادت كميته عليه، أو كيفيته، تشبث بالصحة، وعبث بها. وأرباب التجارب من الأطباء طبهم بالمفردات غالبًا، وهم أحد فرق الطب الثلاث.
والتحقيق في ذلك أن الأدوية من جنس الأغذية، فالأمة والطائفة التي غالب أغذيتها المفردات، أمراضها قليلة جدًا، وطبها بالمفردات، وأهل المدن الذين غلبت عليهم الأغذية المركبة يحتاجون إلى الأدوية المركبة، وسبب ذلك أن أمراضهم في الغالب مركبة، فالأدوية المركبة أنفع لها، وأمراض أهل البوادي والصحاري مفردة، فيكفي في مداواتها الأدوية المفردة، فهذا برهان بحسب الصناعة الطبية.
ونحن نقول: إن ها هنا أمرًا آخر، نسبة طب الأطباء إليه كنسبة طب الطرقية والعجائز إلى طبهم، وقد اعترف به حذاقهم وأئمتهم، فإن ما عندهم من العلم بالطب منهم من يقول: هو قياس. ومنهم من يقول: هو تجربة. ومنهم من يقول: هو إلهامات، ومنامات، وحدس صائب. ومنهم من يقول: أخذ كثير منه من الحيوانات البهيمية، كما نشاهد السنانير إذا أكلت ذوات السموم تعمد إلى السراج، فتلغ في الزيت تتداوى به، وكما رؤيت الحيات إذا خرجت من بطون الأرض، وقد عشيت أبصارها تأتي إلى ورق الرازيانج، فتمر عيونها عليها. وكما عهد من الطير الذي يحتقن بماء البحر عند انحباس طبعه، وأمثال ذلك مما ذكر في مبادئ الطب.
وأين يقع هذا وأمثاله من الوحي الذي يوحيه الله إلى رسوله بما ينفعه ويضره، فنسبة ما عندهم من الطب إلى هذا الوحي كنسبة ما عندهم من العلوم إلى ما جاءت به الأنبياء، بل ها هنا من الأدوية التي تشفي من الأمراض ما لم يهتد إليها عقول أكابر الأطباء، ولم تصل إليها علومهم وتجاربهم، وأقيستهم من الأدوية القلبية، والروحانية، وقوة القلب، واعتماده على الله، والتوكل عليه، والإلتجاء إليه، والإنطراح والإنكسار بين يديه، والتذلل له، والصدقة، والدعاء، والتوبة، والاستغفار، والإحسان إلى الخلق، وإغاثة الملهوف، والتفريج عن المكروب، فإن هذه الأدوية قد جربتها الأمم على اختلاف أديانها ومللها، فوجدوا لها من التأثير في الشفاء ما لا يصل إليه علم أعلم الأطباء، ولا تجربته، ولا قياسه.
وقد جربنا نحن وغيرنا من هذا أمورًا كثيرة، ورأيناها تفعل ما لا تفعل الأدوية الحسية، بل تصير الأدوية الحسية عندها بمنزلة أدوية الطرقية عند الأطباء، وهذا جار على قانون الحكمة الإلهية ليس خارجًا عنها، ولكن الأسباب متنوعة فإن القلب متى اتصل برب العالمين، وخالق الداء والدواء، ومدبر الطبيعة ومصرفها على ما يشاء كانت له أدوية أخرى غير الأدوية التي يعانيها القلب البعيد منه المعرض عنه، وقد علم أن الأرواح متى قويت، وقويت النفس والطبيعة تعاونا على دفع الداء وقهره، فكيف ينكر لمن قويت طبيعته ونفسه، وفرحت بقربها من بارئها، وأنسها به، وحبها له، وتنعمها بذكره، وانصراف قواها كلها إليه، وجمعها عليه، واستعانتها به، وتوكلها عليه، أن يكون ذلك لها من أكبر الأدوية، وأن توجب لها هذه القوة دفع الألم بالكلية، ولا ينكر هذا إلا أجهل الناس، وأغلظهم حجابًا، وأكثفهم نفسًا، وأبعدهم عن الله وعن حقيقة الإنسانية، وسنذكر إن شاء الله السبب الذي به أزالت قراءة الفاتحة داء اللدغة عن اللديغ التي رقي بها، فقام حتى كأن ما به قلبة.
فهذان نوعان من الطب النبوي، نحن بحول الله نتكلم عليهما بحسب الجهد والطاقة، ومبلغ علومنا القاصرة، ومعارفنا المتلاشية جدًا، وبضاعتنا المزجاة، ولكنا نستوهب من بيده الخير كله، ونستمد من فضله، فإنه العزيز الوهاب.؟؟؟؟بقيه الموضوع
فصل: روى مسلم في صحيحه
من حديث أبى الزبير، عن جابر بن عبد الله، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: (لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء، برأ بإذن الله عز وجل).
وفي الصحيحين : عن عطاء، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء).
وفي مسند الإمام أحمد : من حديث زياد بن علاقة، عن أسامة بن شريك، قال: كنت عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وجاءت الأعراب، فقالوا: يا رسول الله ! أنتداوى؟ فقال: (نعم يا عباد الله تداووا، فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له شفاء غير داء واحد، قالوا: ما هو؟ قال: الهرم).
وفي لفظ: (إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه وجهله من جهله).
وفي المسند : من حديث ابن مسعود يرفعه: (إن الله ـ عز وجل ـ لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه، وجهله من جهله) وفي المسند و السنن : عن أبي خزامة، قال: قلت: يا رسول الله ! أرأيت رقى نسترقيها، ودواء نتداوى به، وتقاة نتقيها، هل ترد من قدر الله شيئًا؟ فقال: (هي من قدر الله).
فقد تضمنت هذه الأحاديث إثبات الأسباب والمسببات، وإبطال قول من أنكرها، ويجوز أن يكون قوله: (لكل داء دواء)، على عمومه حتى يتناول الأدواء القاتلة، والأدواء التي لا يمكن لطبيب أن يبرئها، ويكون الله عز وجل قد جعل لها أدوية تبرئها، ولكن طوى علمها عن البشر، ولم يجعل لهم إليه سبيلًا، لأنه لا علم للخلق إلا ما علمهم الله، ولهذا علق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الشفاء على مصادفة الدواء للداء، فإنه لا شيء من المخلوقات إلا له ضد، وكل داء له ضد من الدواء يعالج بضده، فعلق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ البرء بموافقة الداء للدواء، وهذا قدر زائد على مجرد وجوده، فإن الدواء متى جاوز درجة الداء في الكيفية،أو زاد في الكمية على ما ينبغي، نقله إلى داء آخر، ومتى قصر عنها لم يف بمقاومته، وكان العلاج قاصرًا، ومتى لم يقع المداوي على الدواء، أو لم يقع الدواء على الداء، لم يحصل الشفاء، ومتى لم يكن الزمان صالحًا لذلك الدواء، لم ينفع، ومتى كان البدن غير قابل له، أو القوة عاجزة عن حمله، أو ثم مانع يمنع من تأثيره، لم يحصل البرء لعدم المصادفة، ومتى تمت المصادفة حصل البرء بإذن الله ولا بد، وهذا أحسن المحملين في الحديث.
والثاني: أن يكون من العام المراد به الخاص، لا سيما والداخل في اللفظ أضعاف أضعاف الخارج منه، وهذا يستعمل في كل لسان، ويكون المراد أن الله لم يضع داء يقبل الدواء إلا وضع له دواء، فلا يدخل في هذا الأدواء التي لا تقبل الدواء، وهذا كقوله تعالى في الريح التي سلطها على قوم عاد: {تدمر كل شيء بأمر ربها} [الأحقاف: 25] أي كل شيء يقبل التدمير، ومن شأن الريح أن تدمره، ونظائره كثيرة.
ومن تأمل خلق الأضداد في هذا العالم، ومقاومة بعضها لبعض، ودفع بعضها ببعض، وتسليط بعضها على بعض، تبين له كمال قدرة الرب تعالى، وحكمته، وإتقانه ما صنعه، وتفرده بالربوبية، والوحدانية، والقهر، وأن كل ما سواه فله ما يضاده ويمانعه، كما أنه الغني بذاته، وكل ما سواه محتاج بذاته.
وفي الأحاديث الصحيحة الأمر بالتداوي، وأنه لا ينافي التوكل، كما لا ينافيه دفع داء الجوع، والعطش، والحر، والبرد بأضدادها، بل لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله مقتضيات لمسبباتها قدرًا وشرعًا، وأن تعطيلها يقدح في نفس التوكل، كما يقدح في الأمر والحكمة، ويضعفه من حيث يظن معطلها أن تركها أقوى في التوكل، فإن تركها عجزًا ينافي التوكل الذي حقيقته اعتماد القلب على الله في حصول ما ينفع العبد في دينه ودنياه، ودفع ما يضره في دينه ودنياه، ولا بد مع هذا الإعتماد من مباشرة الأسباب، وإلا كان معطلًا للحكمة والشرع، فلا يجعل العبد عجزه توكلًا، ولا توكله عجزًا.
وفيها رد على من أنكر التداوي، وقال: إن كان الشفاء قد قدر، فالتداوي لا يفيد، وإن لم يكن قد قدر، فكذلك. وأيضًا، فإن المرض حصل بقدر الله، وقدر الله لا يدفع ولا يرد، وهذا السؤال هو الذي أورده الأعراب على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ. وأما أفاضل الصحابة، فأعلم بالله وحكمته وصفاته من أن يوردوا مثل هذا، وقد أجابهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بما شفى وكفى، فقال: هذه الأدوية والرقى والتقى هي من قدر الله، فما خرج شيء عن قدره، بل يرد قدره بقدره، وهذا الرد من قدره، فلا سبيل إلى الخروج عن قدره بوجه ما، وهذا كرد قدر الجوع، والعطش والحر، والبرد بأضدادها، وكرد قدر العدو بالجهاد وكل من قدر الله: الدافع، والمدفوع والدفع.
ويقال لمورد هذا السؤال: هذا يوجب عليك أن لا تباشر سببًا من الأسباب التي تجلب بها منفعة، أو تدفع بها مضرة، لأن المنفعة والمضرة إن قدرتا، لم يكن بد من وقوعهما، وإن لم تقدرا لم يكن سبيل إلى وقوعهما، وفي ذلك خراب الدين والدنيا، وفساد العالم، وهذا لا يقوله إلا دافع للحق، معاند له، فيذكر القدر ليدفع حجة المحق عليه، كالمشركين الذين قالوا: {لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا} [الأنعام: 148]، و {لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا} [النحل: 35]، فهذا قالوه دفعًا لحجة الله عليهم بالرسل.
وجواب هذا السائل أن يقال: بقي قسم ثالث لم تذكره، هو أن الله قدر كذا وكذا بهذا السبب، فإن أتيت بالسبب حصل المسبب، وإلا فلا، فإن قال: إن كان قدر لي السبب، فعلته، وإن لم يقدره لي لم أتمكن من فعله.
قيل: فهل تقبل هذا الإحتجاج من عبدك، وولدك، وأجيرك إذا احتج به عليك فيما أمرته به، ونهيته عنه فخالفك؟ فإن قبلته، فلا تلم من عصاك، وأخذ مالك، وقذف عرضك، وضيع حقوقك، وإن لم تقبله، فكيف يكون مقبولًا منك في دفع حقوق الله عليك. وقد روي في أثر إسرائيلي: أن إبراهيم الخليل قال: يا رب ممن الداء؟ قال: مني . قال: فممن الدواء؟ قال: مني. قال: فما بال الطبيب؟. قال: رجل أرسل الدواء على يديه.
وفي قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لكل داء دواء)، تقوية لنفس المريض والطبيب، وحث على طلب ذلك الدواء والتفتيش عليه، فإن المريض إذا استشعرت نفسه أن لدائه دواء يزيله، تعلق قلبه بروح الرجاء، وبردت عنده حرارة اليأس، وانفتح له باب الرجاء، ومتى قويت نفسه انبعثت حرارته الغريزية، وكان ذلك سببها لقوة الأرواح الحيوانية والنفسانية والطبيعية، ومتى قويت هذه الأرواح، قويت القوى التي هي حاملة لها، فقهرت المرض ودفعته.
وكذلك الطبيب إذا علم أن لهذا الداء دواء أمكنه طلبه والتفتيش عليه. وأمراض الأبدان على وزان أمراض القلوب، وما جعل الله للقلب مرضًا إلا جعل له شفاء بضده، فإن علمه صاحب الداء واستعمله، وصادف داء قلبه، أبرأه بإذن الله تعالى.؟؟؟؟بقيه الموضوع
فصل وكان علاجه - صلي الله عليه وسلم - للمرض ثلاثه انواع
أحدها: بالأدوية الطبيعية.
والثاني: بالأدوية الإلهية.
والثالث: بالمركب من الأمرين.
ونحن نذكر الأنواع الثلاثة من هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ فنبدأ بذكر الأدوية الطبيعية التي وصفها واستعملها، ثم نذكر الأدوية الإلهية، ثم المركبة.
وهذا إنما نشير إليه إشارة، فإن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنما بعث هاديًا، وداعيًا إلى الله، وإلى جنته، ومعرفًا بالله، ومبينًا للأمة مواقع رضاه وآمرًا لهم بها، ومواقع سخطه وناهيًا لهم عنها، ومخبرهم أخبار الأنبياء والرسل وأحوالهم مع أممهم، وأخبار تخليق العالم، وأمر المبدأ والمعاد، وكيفية شقاوة النفوس وسعادتها، وأسباب ذلك.
وأما
طب الأبدان
فجاء من تكميل شريعته، ومقصودًا لغيره، بحيث إنما يستعمل عند الحاجة إليه، فإذا قدر على الإستغناء عنه،كان صرف الهمم والقوى إلى علاج القلوب والأرواح، وحفظ صحتها، ودفع أسقامها، وحميتها مما يفسدها هو المقصود بالقصد الأول، وإصلاح البدن بدون إصلاح القلب لا ينفع، وفساد البدن مع إصلاح القلب مضرته يسيرة جدًا، وهي مضرة زائلة تعقبها المنفعة الدائمة التامة، وبالله التوفيق.
الحمد لله
وللحديث بقيه؟؟؟فصل : في هديه في علاج استطلاق البطن
في الصحيحين: من حديث أبي المتوكل، عن أبي سعيد الخدري (أن رجلًا أتى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: إن أخي يشتكي بطنه: وفي رواية: استطلق بطنه، فقال: اسقه عسلًا، فذهب ثم رجع، فقال: قد سقيته، فلم يغن عنه شيئًا. وفي لفظ: فلم يزده إلا استطلاقًا مرتين أو ثلاثًا، كل ذلك يقول له: اسقه عسلًا، فقال له في الثالثة أو الرابعة: صدق الله، وكذب بطن أخيك).
وفي صحيح مسلم في لفظ له: (إن أخي عرب بطنه)، أي فسد هضمه، واعتلت معدته، والاسم العرب بفتح الراء، والذرب أيضًا.
والعسل فيه منافع عظيمة، فإنه جلاء للأوساخ التي في العروق والأمعاء وغيرها، محلل للرطوبات أكلًا وطلاءً، نافع للمشايخ وأصحاب البلغم، ومن كان مزاجه باردًا رطبًا، وهو مغذ ملين للطبيعة، حافظ لقوى المعاجين ولما استودع فيه، مذهب لكيفيات الأدوية الكريهة، منق للكبد والصدر، مدر للبول، موافق للسعال الكائن عن البلغم، وإذا شرب حارًا بدهن الورد، نفع من نهش الهوام وشرب الأفيون، وإن شرب وحده ممزوجًا بماء نفع من عضة الكلب الكلب، وأكل الفطر القتال، وإذا جعل فيه اللحم الطري، حفظ طراوته ثلاثة أشهر، وكذلك إن جعل فيه القثاء، والخيار، والقرع، والباذنجان، ويحفظ كثيرًا من الفاكهة ستة أشهر، ويحفظ جثة الموتى، ويسمى الحافظ الأمين. وإذا لطخ به البدن المقمل والشعر، قتل قمله وصئبانه، وطول الشعر، وحسنه، ونعمه، وإن اكتحل به، جلا ظلمة البصر، وإن استن به، بيض الأسنان وصقلها، وحفظ صحتها، وصحة اللثة، ويفتح أفواه العروق، ويدر الطمث، ولعقه على الريق يذهب البلغم، ويغسل خمل المعدة، ويدفع الفضلات عنها، ويسخنها تسخينًا معتدلًا، ويفتح سددها، ويفعل ذلك بالكبد والكلى والمثانة، وهو أقل ضررًا لسدد الكبد والطحال من كل حلو.
وهو مع هذا كله مأمون الغائلة، قليل المضار، مضر بالعرض للصفراويين، ودفعها بالخل ونحوه، فيعود حينئذ نافعًا له جدًا.
وهو غذاء مع الأغذية، ودواء مع الأدوية، وشراب مع الأشربة، وحلو مع الحلوى، وطلاء مع الأطلية، ومفرح مع المفرحات، فما خلق لنا شيء فى في معناه أفضل منه، ولا مثله، ولا قريبًا منه، ولم يكن معول القدماء إلا عليه، وأكثر كتب القدماء لا ذكر فيها للسكر البتة، ولا يعرفونه، فإنه حديث العهد حدث قريبًا، وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يشربه بالماء على الريق، وفي ذلك سر بديع في حفظ الصحة لا يدركه إلا الفطن الفاضل، وسنذكر ذلك إن شاء الله عند ذكر هديه في حفظ الصحة.
وفي سنن ابن ماجه مرفوعًا من حديث أبي هريرة (من لعق العسل ثلاث غدوات كل شهر، لم يصبه عظيم من البلاء)، وفي أثر آخر: (عليكم بالشفائين: العسل والقرآن). فجمع بين الطب البشري والإلهي، وبين طب الأبدان، وطب الأرواح، وبين الدواء الأرضي والدواء السمائي.
إذا عرف هذا، فهذا الذي وصف له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ العسل، كان استطلاق بطنه عن تخمة أصابته عن امتلاء، فأمره بشرب العسل لدفع الفضول المجتمعة في نواحي المعدة والأمعاء، فإن العسل فيه جلاء، ودفع للفضول، وكان قد أصاب المعدة أخلاط لزجة، تمنع استقرار الغذاء فيها للزوجتها، فإن المعدة لها خمل كخمل القطيفة، فإذا علقت بها الأخلاط اللزجة، أفسدتها وأفسدت الغذاء، فدواؤها بما يجلوها من تلك الأخلاط، والعسل جلاء، والعسل من أحسن ما عولج به هذا الداء، لا سيما إن مزج بالماء الحار.
وفي تكرار سقيه العسل معنى طبي بديع، وهو أن الدواء يجب أن يكون له مقدار، وكمية بحسب حال الداء، إن قصر عنه، لم يزله بالكلية، وإن جاوزه. أوهى القوى، فأحدث ضررًا آخر، فلما أمره أن يسقيه العسل، سقاه مقدارًا لا يفي بمقاومة الداء، ولا يبلغ الغرض، فلما أخبره، علم أن الذي سقاه لا يبلغ مقدار الحاجة، فلما تكرر ترداده إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أكد عليه المعاودة ليصل إلى المقدار المقاوم للداء، فلما تكررت الشربات بحسب مادة الداء، برأ، بإذن الله، واعتبار مقادير الأدوية، وكيفياتها، ومقدار قوة المرض مرض من أكبر قواعد الطب.
وفي قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (صدق الله وكذب بطن أخيك)، إشارة إلى تحقيق نفع هذا الدواء، وأن بقاء الداء ليس لقصور الدواء في نفسه، ولكن لكذب البطن، و كثرة المادة الفاسدة فيه، فأمره بتكرار الدواء لكثرة المادة.
وليس طبه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كطب الأطباء، فإن طب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ متيقن قطعي إلهي، صادر عن الوحي، ومشكاة النبوة، وكمال العقل. وطب غيره، أكثره حدس وظنون، وتجارب، ولا ينكر عدم انتفاع كثير من المرضى بطب النبوة، فإنه إنما ينتفع به من تلقاه بالقبول، واعتقاد الشفاء به، وكمال التلقي له بالإيمان والإذعان، فهذا القرآن الذي هو شفاء لما في الصدور ـ إن لم يتلق هذا التلقي ـ لم يحصل به شفاء الصدور من أدوائها، بل لا يزيد المنافقين إلا رجسًا إلى رجسهم، ومرضًا إلى مرضهم، وأين يقع طب الأبدان منه، فطب النبوة لا يناسب إلا الأبدان الطبية، كما أن شفاء القرآن لا يناسب إلا الأرواح الطبية والقلوب الحية، فإعراض الناس عن طب النبوة كإعراضهم عن طب الإستشفاء بالقرآن الذي هو الشفاء النافع، وليس ذلك لقصور فى الدواء، ولكن لخبث الطبيعة، وفساد المحل، وعدم قبوله، والله الموفق
الحمد لله
وللحديث بقيه؟؟؟
فصل : في هديه في داء الاستسقاء وعلاجه
في الصحيحين : من حديث أنس بن مالك، قال: قدم رهط من عرينة وعكل على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاجتووا المدينة، فشكوا ذلك إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: (لو خرجتم إلى إبل الصدقة فشربتم من أبوالها وألبانها، ففعلوا، فلما صحوا، عمدوا إلى الرعاة فقتلوهم، واستاقوا الإبل، وحاربو الله ورسوله، فبعث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في آثارهم، فأخذوا، فقطع أيديهم، وأرجلهم، وسمل أعينهم، وألقاهم في الشمس حتى ماتوا).
والدليل على أن هذا المرض كان الإستسقاء، ما رواه مسلم في صحيحه في هذا الحديث أنهم قالوا: إنا اجتوينا المدينة، فعظمت بطوننا، وارتهشت أعضاؤنا، وذكر تمام الحديث...
والجوى: داء من أدواء الجوف ـ والاستسقاء: مرض مادي سببه مادة غريبة باردة تتخلل الأعضاء فتربو لها إما الأعضاء الظاهرة كلها، وإما المواضع الخالية من النواحي التي فيها تدبير الغذاء والأخلاط، وأقسامه ثلاثة: لحمي، وهو أصعبها. وزقي، وطبلي.
ولما كانت الأدوية المحتاج إليها فى علاجه هي الأدوية الجالبة التي فيها إطلاق معتدل، وإدرار بحسب الحاجة، وهذه الأمور موجودة في أبوال الإبل وألبانها، أمرهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بشربها، فإن في لبن اللقاح جلاءً وتليينًا، وإدرارًا وتلطيفًا، وتفتيحًا للسدد، إذ كان أكثر رعيها الشيح، والقيصوم، والبابونج، والأقحوان، والإذخر، وغير ذلك من الأدوية النافعة للإستسقاء.
وهذا المرض لا يكون إلا مع آفة في الكبد خاصة، أو مع مشاركة، وأكثرها عن السدد فيها، ولبن اللقاح العربية نافع من السدد، لما فيه من التفتيح، والمنافع المذكورة.
قال الرازي: لبن اللقاح يشفي أوجاع الكبد، وفساد المزاج، وقال الإسرائيلي: لبن اللقاح أرق الألبان، وأكثرها مائية وحدة، وأقلها غذاء، فلذلك صار أقواها على تلطيف الفضول، وإطلاق البطن، وتفتيح السدد، ويدل على ذلك ملوحته اليسيرة التي فيه لإفراط حرارة حيوانية بالطبع، ولذلك صار أخص الألبان بتطرية الكبد، وتفتيح سددها، وتحليل صلابة الطحال إذا كان حديثًا، والنفع من الاستسقاء خاصة إذا استعمل لحرارته التي يخرج بها من الضرع مع بول الفصيل، وهو حار كما يخرج من الحيوان، فإن ذلك مما يزيد في ملوحته، وتقطيعه الفضول، وإطلاقه البطن، فإن تعذر انحداره وإطلاقه البطن، وجب أن يطلق بدواء مسهل.
قال صاحب القانون: ولا يلتفت إلى ما يقال: من أن طبيعة اللبن مضادة لعلاج الإستسقاء. قال: واعلم أن لبن النوق دواء نافع لما فيه من الجلاء برفق، وما فيه من خاصية، وأن هذا اللبن شديد المنفعة، فلو أن إنسانًا أقام عليه بدل الماء والطعام شفي به، وقد جرب ذلك في قوم دفعوا إلى بلاد العرب، فقادتهم الضرورة إلى ذلك، فعوفوا. وأنفع الأبوال: بول الجمل الأعرابي، وهو النجيب، انتهى.
وفي القصة: دليل على التداوي والتطبب، وعلى طهارة بول مأكول اللحم، فإن التداوي بالمحرمات غير جائز، ولم يؤمروا مع قرب عهدهم بالإسلام بغسل أفواههم، وما أصابته ثيابهم من أبوالها للصلاة، وتأخير البيان لا يجوز عن وقت الحاجة.
وعلى مقاتلة الجاني بمثل ما فعل، فإن هؤلاء قتلوا الراعي، وسملوا عينيه، ثبت ذلك في صحيح مسلم .
وعلى قتل الجماعة، وأخذ أطرافهم بالواحد.
وعلى أنه إذا اجتمع في حق الجاني حد وقصاص استوفيا معًا، فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قطع أيديهم وأرجلهم حدًا لله على حرابهم، وقتلهم لقتلهم الراعي.
وعلى أن المحارب إذا أخذ المال، وقتل، قطعت يده ورجله في مقام واحد وقتل.
وعلى أن الجنايات إذا تعددت، تغلظت عقوباتها، فإن هؤلاء ارتدوا بعد إسلامهم، وقتلوا النفس، ومثلوا بالمقتول، وأخذوا المال، وجاهروا بالمحاربة.
وعلى أن حكم ردء المحاربين حكم مباشرهم، فإنه من المعلوم أن كل واحد منهم لم يباشر القتل بنفسه، ولا سأل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن ذلك.
وعلى أن قتل الغيلة يوجب قتل القاتل حدًا، فلا يسقطه العفو، ولا تعتبر فيه المكافأة، وهذا مذهب أهل المدينة، وأحد الوجهين فى مذهب أحمد، اختاره شيخنا، وأفتى به.
الحمد لله؟؟؟بقيه الموضوع
فصل: في هديه في العلاج بشرب العسل , والحجامه , والكي
في صحيح البخاري: عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (الشفاء في ثلاث: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار، وأنا أنهى أمتي عن الكي).
قال أبو عبد الله المازري: الأمراض الامتلائية: إما أن تكون دموية، أو صفراوية، أو بلغمية، أو سوداوية. فإن كانت دموية، فشفاؤها إخراج الدم، وإن كانت من الأقسام الثلاثة الباقية، فشفاؤها بالإسهال الذي يليق بكل خلط منها، وكأنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالعسل على المسهلات، وبالحجامة على الفصد، وقد قال بعض الناس: إن الفصد يدخل في قوله: شرطة محجم. فإذا أعيا الدواء، فآخر الطب الكي، فذكره ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الأدوية، لأنه يستعمل عند غلبة الطباع لقوى الأدوية، وحيث لا ينفع الدواء المشروب. وقوله: وأنا أنهى أمتي عن الكي، وفي الحديث الآخر: وما أحب أن أكتوي، إشارة إلى أن يؤخر العلاج به حتى تدفع الضرورة إليه، ولا يعجل التداوي به لما فيه من استعجال الألم الشديد في دفع ألم قد يكون أضعف من ألم الكي، انتهى كلامه.
وقال بعض الأطباء: الأمراض المزاجية: إما أن تكون بمادة، أو بغير مادة، والمادية منها: إما حارة، أو باردة، أو رطبة، أو يابسة، أو ما تركب منها، وهذه الكيفيات الأربع، منها كيفيتان فاعلتان: وهما الحرارة والبرودة، وكيفيتان منفعلتان، وهما الرطوبة واليبوسة، ويلزم من غلبة إحدى الكيفيتين الفاعلتين استصحاب كيفية منفعلة معها، وكذلك كان لكل واحد من الأخلاط الموجودة في البدن، وسائر المركبات كيفيتان: فاعلة ومنفعلة.
فحصل من ذلك أن أصل الأمراض المزاجية هي التابعة لأقوى كيفيات الأخلاط التي هي الحرارة والبرودة، فجاء كلام النبوة في أصل معالجة الأمراض التي هي الحارة والباردة على طريق التمثيل، فإن كان المرض حارًا، عالجناه بإخراج الدم، بالفصد كان أو بالحجامة، لأن في ذلك استفراغًا للمادة، وتبريدًا للمزاج. وإن كان باردًا عالجناه بالتسخين، وذلك موجود في العسل، فإن كان يحتاج مع ذلك إلى استفراغ المادة الباردة، فالعسل أيضًا يفعل في ذلك لما فيه من الإنضاج، والتقطيع، والتلطيف، والجلاء، والتليين، فيحصل بذلك استفراغ تلك المادة برفق وأمن من نكاية المسهلات القوية.
وأما الكي: فلأن كل واحد من الأمراض المادية، إما أن يكون حادًا فيكون سريع الإفضاء لأحد الطرفين، فلا يحتاج إليه فيه، وإما أن يكون مزمنًا، وأفضل علاجه بعد الإستفراغ الكي في الأعضاء التي يجوز فيها الكي، لأنه لا يكون مزمنًا إلا عن مادة باردة غليظة قد رسخت في العضو، وأفسدت مزاجه، وأحالت جميع ما يصل إليه إلى مشابهة جوهرها، فيشتعل في ذلك العضو، فيستخرج بالكي تلك المادة من ذلك المكان الذي هو فيه بإفناء الجزء الناري الموجود بالكي لتلك المادة.
فتعلمنا بهذا الحديث الشريف أخذ معالجة الأمراض المادية جميعها، كما استنبطنا معالجة الأمراض الساذجة من قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (إن شدة الحمى من فيح جهنم، فأبردوها بالماء).
الحمد لله ؟؟؟فصل: وأما الحجامة
ففي سنن ابن ماجه من حديث جبارة بن المغلس، ـ وهو ضعيف ـ عن كثير بن سليم، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (ما مررت ليلة أسري بي بملإ إلا قالوا: يا محمد مر أمتك بالحجامة).
وروى الترمذي في جامعه من حديث ابن عباس هذا الحديث: وقال فيه: (عليك بالحجامة يا محمد).
وفي الصحيحين: من حديث طاووس، عن ابن عباس، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (احتجم وأعطى الحجام أجره).
وفي الصحيحين أيضًا، عن حميد الطويل، عن أنس، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حجمه أبو طيبة، فأمر له بصاعين من طعام، وكلم مواليه، فخففوا عنه من ضريبته، وقال: (خير ما تداويتم به الحجامة).
وفي جامع الترمذي عن عباد بن منصور، قال: سمعت عكرمة يقول: كان لابن عباس غلمة ثلاثة حجامون، فكان اثنان يغلان عليه، وعلى أهله، وواحد لحجمه، وحجم أهله. قال: وقال ابن عباس: قال نبي الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (نعم العبد الحجام يذهب بالدم، ويخف الصلب، ويجلو البصر)، وقال: إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث عرج به، ما مر على ملإ من الملائكه إلا قالوا: (عليك بالحجامة)، وقال: (إن خير ما تحتجمون فيه يوم سبع عشرة، ويوم تسع عشرة، ويوم إحدى وعشرين)، وقال: (إن خير ما تداويتم به السعوط واللدود والحجامة والمشي)، وإن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لد فقال: (من لدني؟ فكلهم أمسكوا، فقال: لا يبقى أحد في البيت إلا لد إلا العباس). قال: هذا حديث غريب، ورواه ابن ماجه.
فصل: وأما منافع الحجامة
فإنها تنقي سطح البدن أكثر من الفصد، والفصد لأعماق البدن أفضل، والحجامة تستخرج الدم من نواحي الجلد.
قلت: والتحقيق في أمرها وأمر الفصد، أنهما يختلفان باختلاف الزمان، والمكان، والأسنان، والأمزجة، فالبلاد الحارة، والأزمنة الحارة، والأمزجة الحارة التي دم أصحابها في غاية النضج الحجامة فيها أنفع من الفصد بكثير، فإن الدم ينضج ويرق ويخرج إلى سطح الجسد الداخل، فتخرج الحجامة ما لا يخرجه الفصد، ولذلك كانت أنفع للصبيان من الفصد، ولمن لا يقوى على الفصد، وقد نص الأطباء على أن البلاد الحارة الحجامة فيها أنفع وأفضل من الفصد، وتستحب في وسط الشهر، وبعد وسطه. وبالجملة، في الربع الثالث من أرباع الشهر، لأن الدم في أول الشهر لم يكن بعد قد هاج وتبيغ، وفي آخره يكون قد سكن. وأما في وسطه وبعيده، فيكون في نهاية التزيد.
قال صاحب القانون: ويؤمر باستعمال الحجامة لا في أول الشهر، لأن الأخلاط لا تكون قد تحركت وهاجت، ولا في آخره لأنها تكون قد نقصت، بل في وسط الشهر حين تكون الأخلاط هائجة بالغة في تزايدها لتزيد النور في جرم القمر. وقد روي عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: (خير ما تداويتم به الحجامة والفصد). وفي حديث: (خير الدواء الحجامة والفصد). انتهى.
وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (خير ما تداويتم به الحجامة) إشارة إلى أهل الحجاز، والبلاد الحارة، لأن دماءهم رقيقة، وهي أميل الى ظاهر أبدانهم لجذب الحرارة الخارجة لها إلى سطح الجسد، واجتماعها في نواحي الجلد، ولأن مسام أبدانهم واسعة، وقواهم متخلخلة، ففي الفصد لهم خطر، والحجامة تفرق اتصالي إرادي يتبعه استفراغ كلي من العروق، وخاصة العروق التي لا تفصد كثيرًا، ولفصد كل واحد منها نفع خاص، ففصد الباسليق: ينفع من حرارة الكبد والطحال والأورام الكائنة فيهما من الدم، وينفع من أورام الرئة، وينفع من الشوصة وذات الجنب وجميع الأمراض الدموية العارضة من أسفل الركبة إلى الورك.
وفصد الأكحل: ينفع من الإمتلاء العارض في جميع البدن إذا كان دمويًا، وكذلك إذا كان الدم قد فسد في جميع البدن.
وفصد القيفال: ينفع من العلل العارضة في الرأس والرقبة من كثرة الدم أو فساده.
وفصد الودجين: ينفع من وجع الطحال، والربو، والبهر، ووجع الجبين.
والحجامة على الكاهل: تنفع من وجع المنكب والحلق.
والحجامة على الأخدعين، تنفع من أمراض الرأس، وأجزائه، كالوجه، والأسنان، والأذنين، والعينين، والأنف، والحلق إذا كان حدوث ذلك عن كثرة الدم أو فساده، أو عنهما جميعًا. قال أنس رضي الله تعالى عنه: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحتجم في الأخدعين والكاهل.
وفي الصحيحين عنه: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحتجم ثلاثًا: واحدة على كاهله، واثنتين على الأخدعين.
وفي الصحيح: عنه، أنه احتجم وهو محرم في رأسه لصداع كان به.
وفي سنن ابن ماجه عن علي، نزل جبريل على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بحجامة الأخدعين والكاهل.
وفي سنن أبي داود من حديث جابر، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (احتجم في وركه من وثء كان به).
الحمد لله ؟؟؟
على نقرة القفا، وهى القمحدوة.
وذكر أبو نعيم في كتاب الطب النبوي حديثًا مرفوعًا (عليكم بالحجامة في جوزة القمحدوة، فإنها تشفي من خمسة أدواء)، ذكر منها الجذام.
وفي حديث آخر: (عليكم بالحجامة في جوزة القمحدوة، فإنها شفاء من اثنين وسبعين داء).
فطائفة منهم استحسنته وقالت: إنها تنفع من جحظ العين، والنتوء العارض فيها، وكثير من أمراضها، ومن ثقل الحاجبين والجفن، وتنفع من جربه. وروي أن أحمد بن حنبل احتاج إليها، فاحتجم في جانبي قفاه، ولم يحتجم في النقرة، وممن كرهها صاحب القانون وقال: إنها تورث النسيان حقًا، كما قال سيدنا ومولانا وصاحب شريعتنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإن مؤخر الدماغ موضع الحفط، والحجامة تذهبه، انتهى كلامه.
ورد عليه آخرون، وقالوا: الحديث لا يثبت، وإن ثبث فالحجامة، إنما تضعف مؤخر الدماغ إذا استعملت لغير ضرورة، فأما إذا استعملت لغلبة الدم عليه، فإنها نافعة له طبًا وشرعًا، فقد ثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه احتجم في عدة أماكن من قفاه بحسب ما اقتضاه الحال في ذلك، واحتجم في غير القفا بحسب ما دعت إليه حاجته.
فصل: والحجامة تحت الذقن
تنفع من وجع الأسنان والوجه والحلقوم، إذا استعملت في وقتها، وتنقي الرأس والفكين، والحجامة على ظهر القدم تنوب عن فصد الصافن، وهو عرق عظيم عند الكعب، وتنفع من قروح الفخذين والساقين، وانقطاع الطمث، والحكة العارضة في الإنثيين، والحجامة في أسفل الصدر نافعة من دماميل الفخذ، وجربه وبثوره، ومن النقرس والبواسير، والفيل وحكة الظهر.
الحمد لله ؟؟؟فصل: في هديه في أوقات الحجامة
روى الترمذي في جامعه: من حديث ابن عباس يرفعه: (إن خير ما تحتجمون في يوم سابع عشرة، أو تاسع عشرة، ويوم إحدى وعشرين).
وفيه (عن أنس كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحتجم في الأخدعين والكاهل، وكان يحتجم لسبعة عشر، وتسعة عشر، وفي إحدى وعشرين).
وفي سنن ابن ماجه عن أنس مرفوعًا: (من أراد الحجامة فليتحر سبعة عشر، أو تسعة عشر، أو إحدى وعشرين، لا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله).
وفي سنن أبي داود من حديث أبي هريرة مرفوعًا: (من احتجم لسبع عشرة، أو تسع عشرة، أو إحدى وعشرين، كانت شفاء من كل داء)، وهذا معناه من كل داء سببه غلبة الدم.
وهذه الأحاديث موافقة لما أجمع عليه الأطباء، أن الحجامة في النصف الثاني، وما يليه من الربع الثالث من أرباعه أنفع من أوله وآخره، وإذا استعملت عند الحاجة إليها نفعت أي وقت كان من أول الشهر وآخره.
قال الخلال: أخبرني عصمة بن عصام، قال: حدثنا حنبل، قال: كان أبو عبد الله أحمد بن حنبل يحتجم أي وقت هاج به الدم، وأي ساعة كانت.
وقال صاحب القانون: أوقاتها في النهار: الساعة الثانية أو الثالثة، ويجب توقيها بعد الحمام إلا فيمن دمه غليط، فيجب أن يستحم، ثم يستجم ساعة، ثم يحتجم، انتهى.
وتكره عندهم الحجامة على الشبع، فإنها ربما أورثت سددًا وأمراضًا رديئة، لا سيما إذا كان الغذاء رديئًا غليظًا. وفي أثر: (الحجامة على الريق دواء، وعلى الشبع داء، وفي سبعة عشر من الشهر شفاء).
واختيار هذه الأوقات للحجامة، فيما إذا كانت على سبيل الإحتياط والتحرز من الأذى، وحفظًا للصحة. وأما في مداواة الأمراض، فحيثما وجد الاحتياح إليها وجب استعمالها. وفي قوله: (لا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله). دلالة على ذلك، يعني لئلا يتبيغ، فحذف حرف الجر مع (أن)، ثم حذفت (أن). والتبيغ: الهيج، وهو مقلوب البغي، وهو بمعناه، فإنه بغي الدم وهيجانه. وقد تقدم أن الإمام أحمد كان يحتجم أي وقت احتاج من الشهر.
فصل: وأما اختيار أيام الأسبوع للحجامة
فقال الخلال في جامعه: أخبرنا حرب بن إسماعيل، قال: قلت لأحمد: تكره الحجامة في شء من الأيام؟ قال: قد جاء في الأربعاء والسبت.
وفيه: عن الحسين بن حسان، أنه سأل أبا عبد الله عن الحجامة: أي يوم تكره؟ فقال: في يوم السبت، ويوم الأربعاء، ويقولون: يوم الجمعة.
وروى الخلال، عن أبي سلمة وأبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة مرفوعًا: (من احتجم يوم الأربعاء أو يوم السبت، فأصابه بياض أو برص، فلا يلومن إلا نفسه).
وقال الخلال: أخبرنا محمد بن علي بن جعفر، أن يعقوب بن بختان حدثهم، قال: سئل أحمد عن النورة والحجامة يوم السبت ويوم الأربعاء؟ فكرهها. وقال: بلغني عن رجل أنه تنور، واحتجم يعني يوم الأربعاء، فأصابه البرص. قلت له: كأنه تهاون بالحديث؟ قال: نعم.
وفي كتاب الأفراد للدارقطني، من حديث نافع قال: قال لي عبد الله بن عمر: تبيغ بي الدم، فابغ لي حجامًا، ولا يكن صبيًا ولا شيخًا كببرًا، فإني سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: (الحجامة تزيد الحافظ حفظًا، والعاقل عقلًا، فاحتجموا على اسم الله تعالى، ولا تحتجموا الخميس، والجمعة، والسبت، والأحد، واحتجموا الإثنين، وما كان من جذام ولا برص، إلا نزل يوم الأربعاء). قال الدارقطني: تفرد به زياد بن يحيى، وقد رواه أيوب عن نافع، وقال فيه: (واحتجموا يوم الاثنين والثلاثاء، ولا تحتجموا يوم الأربعاء).
وقد روى أبو داود في سننه من حديث أبي بكرة، أنه كان يكره الحجامة يوم الثلاثاء، وقال: إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (يوم الثلاثاء يوم الدم وفيه ساعة لا يرقأ فيها الدم).
الحمد لله؟؟؟فصل: وفي ضمن هذه الأحاديث المتقدمة استحباب التداوي
واستحباب الحجامة، وأنها تكون في الموضع الذي يقتضيه الحال، وجواز احتجام المحرم، وإن آل إلى قطع شيء من الشعر، فإن ذلك جائز. وفي وجوب الفدية عليه نظر، ولا يقوى الوجوب، وجواز احتجام الصائم، فإن في صحيح البخاري أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (احتجم وهو صائم). ولكن هل يفطر بذلك، أم لا؟ مسألة أخرى، الصواب: الفطر بالحجامة، لصحته عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من غير معارض، وأصح ما يعارض به حديث حجامته وهو صائم، ولكن لا يدل على عدم الفطر إلا بعد أربعة أمور. أحدها: أن الصوم كان فرضًا. الثاني: أنه كان مقيمًا. الثالث: أنه لم يكن به مرض احتاج معه إلى الحجامة. الرابع: أن هذا الحديث متأخر عن قوله: (أفطر الحاجم والمحجوم).
فإذا ثبتت هذه المقدمات الأربع، أمكن الإستدلال بفعله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على بقاء الصوم مع الحجامة، وإلا فما المانع أن يكون الصوم نفلًا يجوز الخروج منه بالحجامة وغيرها، أو من رمضان لكنه في السفر، أو من رمضان في الحضر، لكن دعت الحاجة إليها كما تدعو حاجة من به مرض إلى الفطر، أو يكون فرضًا من رمضان في الحضر من غير حاجة إليها، لكنه مبقى على الأصل. وقوله: (أفطر الحاجم والمحجوم)، ناقل ومتأخر، فيتعين المصير إليه، ولا سبيل إلى إثبات واحدة من هذه المقدمات الأربع، فكيف بإثباتها كلها.
وفيها دليل على استئجار الطبيب وغيره من غير عقد إجازة، بل يعطيه أجرة المثل، أو ما يرضيه.
وفيها دليل على جواز التكسب بصناعة الحجامة، وإن كان لا يطيب للحر أكل أجرته من غير تحريم عليه، فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أعطاه أجره، ولم يمنعه من أكله، وتسميته إياه خبيثًا كتسميته للثوم والبصل خبيثين، ولم يلزم من ذلك تحريمهما.
وفيها دليل على جواز ضرب الرجل الخراج على عبده كل يوم شيئًا معلومًا بقدر طاقته، وأن العبد أن يتصرف فيما زاد على خراجه، ولو منع من التصرف، لكان كسبه كله خراجًا ولم يكن لتقديره فائدة، بل ما زاد على خراجه، فهو تمليك من سيده له يتصرف فيه كما أراد، والله أعلم.
الحمد لله؟؟؟؟فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في قطع العروق والكي
ثبت في الصحيح من حديث جابر بن عبد الله، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعث إلى أبي بن كعب طبيبًا، فقطع له عرقًا وكواه عليه.
ولما رمي سعد بن معاذ في أكحله حسمه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم ورمت، فحسمه الثانية. والحسم: هو الكي.
وفي طريق آخر: أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كوى سعد بن معاذ في أكحله بمشقص، ثم حسمه سعد بن معاذ أو غيره من أصحابه.
وفي لفظ آخر: أن رجلًا من الأنصار رمي في أكحله بمشقص، فأمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ به فكوي.
وقال أبو عبيد: وقد أتي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ برجل نعت له الكي، فقال: (اكووه وارضفوه). قال أبو عبيد: الرضف: الحجارة تسخن، ثم يكمد بها.
وقال الفضل بن دكين: حدثنا سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كواه في أكحله.
وفي صحيح البخاري من حديث أنس، أنه كوي من ذات الجنب والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حي.
وفي الترمذي، عن أنس، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (كوى أسعد بن زرارة من الشوكة)، وقد تقدم الحديث المتفق عليه وفيه (وما أحب أن أكتوي) وفي لفظ آخر: (وأنا أنهى أمتي عن الكي).
وفي جامع الترمذي وغيره عن عمران بن حصين، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهى عن الكي قال: فابتلينا فاكتوينا فما أفلحنا، ولا أنجحنا. وفي لفظ: نهينا عن الكي وقال: فما أفلحن ولا أنجحن.
قال الخطابي: إنما كوى سعدًا ليرقأ الدم من جرحه، وخاف عليه أن ينزف فيهلك. والكي مستعمل في هذا الباب، كما يكوى من تقطع يده أو رجله.
وأما النهي عن الكي، فهو أن يكتوي طلبًا للشفاء، وكانوا يعتقدون أنه متى لم يكتو، هلك، فنهاهم عنه لأجل هذه النية.
وقيل: إنما نهى عنه عمران بن حصين خاصة، لأنه كان به ناصور، وكان موضعه خطرًا، فنهاه عن كيه، فيشبه أن يكون النهي منصرفًا إلى الموضع المخوف منه، والله أعلم.
وقال ابن قتيبة: الكي جنسان: كي الصحيح لئلا يعتل، فهذا الذي قيل فيه: لم يتوكل من اكتوى، لأنه يريد أن يدفع القدر عن نفسه.
والثاني: كي الجرح إذا نغل، والعضو إذا قطع، ففي هذا الشفاء.
وأما إذا كان الكي للتداوي الذي يجوز أن ينجع، ويجوز أن لا ينجع، فإنه إلى الكراهة أقرب. انتهى.
وثبت في الصحيح في حديث السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حساب (أنهم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون).
فقد تضمنت أحاديث الكي أربعة أنواع، أحدها: فعله، والثاني: عدم محبته له، والثالث: الثناء على من تركه، والرابع: النهي عنه، ولا تعارض بينها بحمد الله تعالى، فإن فعله يدل على جوازه، وعدم محبته له لا يدل على المنع منه. وأما الثناء على تاركه، فيدل على أن تركه أولى وأفضل. وأما النهي عنه، فعلى سبيل الإختيار والكراهة، أو عن النوع الذي لا يحتاج إليه، بل يفعل خوفًا من حدوث الداء، والله أعلم.؟؟؟فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج الصرع
أخرجا في الصحيحين من حديث عطاء بن أبي رباح، قال: قال ابن عباس: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى. قال: هذه المرأة السوداء، أتت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقالت: إني أصرع، وإني أتكشف، فادع الله لي، فقال: (إن شيءت صبرت ولك الجنة، وإن شيءت دعوت الله لك أن يعافيك، فقالت: أصبر. قالت: فإني أتكشف، فادع الله أن لا أتكشف، فدعا لها).
قلت: الصرع صرعان: صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية، وصرع من الأخلاط الرديئة.
والثاني: هو الذي يتكلم فيه الأطباء في سببه وعلاجه.
وأما صرع الأرواح، فأئمتهم وعقلاؤهم يعترفون به، ولا يدفعونه، ويعترفون بأن علاجه بمقابلة الأرواح الشريفة الخيرة العلوية لتلك الأرواح الشريرة الخبيثة، فتدافع آثارها، وتعارض أفعالها وتبطلها، وقد نص على ذلك بقراط في بعض كتبه، فذكر بعض علاج الصرع، وقال: هذا إنما ينفع من الصرع الذي سببه الأخلاط والمادة. وأما الصرع الذي يكون من الأرواح، فلا ينفع فيه هذا العلاج.
وأما جهلة الأطباء وسقطهم وسفلتهم، ومن يعتقد بالزندقة فضيلة، فأولئك ينكرون صرع الأرواح، ولا يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع، وليس معهم إلا الجهل، وإلا فليس في الصناعة الطبية ما يدفع ذلك، والحس والوجود شاهد به، وإحالتهم ذلك على غلبة بعض الأخلاط، هو صادق في بعض أقسامه لا في كلها.
وقدماء الأطباء كانوا يسمون هذا الصرع: المرض الإلهي، وقالوا: إنه من الأرواح، وأما جالينوس وغيره، فتأولوا عليهم هذه التسمية، وقالوا: إنما سموه بالمرض الإلهي لكون هذه العلة تحدث في الرأس، فنضر بالجزء الإلهي الطاهر الذي مسكنه الدماغ.
وهذا التأويل نشأ لهم من جهلهم بهذه الأرواح وأحكامها، وتأثيراتها، وجاءت زنادقة الأطباء فلم يثبتوا إلا صرع الأخلاط وحده.
ومن له عقل ومعرفة بهذه الأرواح وتأثيراتها يضحك من جهل هؤلاء وضعف عقولهم.
وعلاج هذا النوع يكون بأمرين: أمر من جهة المصروع، وأمر من جهة المعالج، فالذي من جهة المصروع يكون بقوة نفسه، وصدق توجهه إلى فاطر هذه الأرواح وبارئها، والتعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان، فإن هذا نوع محاربة، والمحارب لا يتم له الانتصاف من عدوه بالسلاح إلا بأمرين: أن يكون السلاح صحيحًا في نفسه جيدًا، وأن يكون الساعد قويًا، فمتى تخلف أحدهما لم يغن السلاح كثير طائل، فكيف إذا عدم الأمران جميعًا: يكون القلب خرابًا من التوحيد، والتوكل، والتقوى، والتوجه، ولا سلاح له.
والثاني: من جهة المعالج، بأن يكون فيه هذان الأمران أيضًا، حتى إن من المعالجين من يكتفي بقوله: اخرج منه. أو بقول: بسم الله أو بقول لا حول ولا قوة إلا بالله، والنبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يقول: (اخرج عدو الله أنا رسول الله).
وشاهدت شيخنا يرسل إلى المصروع من يخاطب الروح التي فيه، ويقول: قال لك الشيخ: اخرجي، فإن هذا لا يحل لك، فيفيق المصروع، وربما خاطبها بنفسه، وربما كانت الروح ماردة فيخرجها بالضرب، فيفيق المصروع ولا يحس بألم، وقد شاهدنا نحن وغيرنا منه ذلك مرارًا.
وكان كثيرًا ما يقرأ في أذن المصروع: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون} [المؤمنون: 115].
وحدثني أنه قرأها مرة في أذن المصروع، فقالت الروح: نعم، ومد بها صوته. قال: فأخذت له عصا، وضربته بها في عروق عنقه حتى كلت يداي من الضرب،، ولم يشك الحاضرون أنه يموت لذلك الضرب. ففي أثناء الضرب قالت: أنا أحبه، فقلت لها: هو لا يحبك، قالت: أنا أريد أن أحج به، فقلت لها: هو لا يريد أن يحج معك، فقالت: أنا أدعه كرامة لك، قال: قلت: لا ولكن طاعة لله ولرسوله، قالت: فأنا أخرج منه، قال: فقعد المصروع يلتفت يمينًا وشمالًا، وقال: ما جاء بي إلى حضرة الشيخ، قالوا له: وهذا الضرب كله؟ فقال: وعلى أي شيء يضربني الشيخ ولم أذنب، ولم يشعر بأنه وقع به ضرب البتة.
وكان يعالج بآية الكرسي، وكان يأمر بكثرة قراءتها المصروع ومن يعالجه بها، وبقراءة المعوذتين.
وبالجملة فهذا النوع من الصرع، وعلاجه لا ينكره إلا قليل الحظ من العلم والعقل والمعرفة، وأكثر تسلط الأرواح الخبيثة على أهله تكون من جهة قلة دينهم، وخراب قلوبهم وألسنتهم من حقائق الذكر، والتعاويذ، والتحصنات النبوية والايمانية، فتلقى الروح الخبيثة الرجل أعزل لا سلاح معه، وربما كان عريانًا فيؤثر فيه هذا.
ولو كشف الغطاء، لرأيت أكثر النفوس البشرية صرعى هذه الأرواح الخبيثة، وهي في أسرها وقبضتها تسوقها حيث شاءت، ولا يمكنها الإمتناع عنها ولا مخالفتها، وبها الصرع الأعظم الذي لا يفيق صاحبه إلا عند المفارقة والمعاينة، فهناك يتحقق أنه كان هو المصروع حقيقة، وبالله المستعان.
وعلاج هذا الصرع باقتران العقل الصحيح إلى الإيمان بما جاءت به الرسل، وأن تكون الجنة والنار نصب عينيه وقبلة قلبه، ويستحضر أهل الدنيا، وحلول المثلات والآفات بهم، ووقوعها خلال ديارهم كمواقع القطر، وهم صرعى لا يفيقون، وما أشد داء هذا الصرع، ولكن لما عمت البلية به بحيث لا يرى إلا مصروعًا، لم يصر مستغربًا ولا مستنكرًا، بل صار لكثرة المصروعين عين المستنكر المستغرب خلافه.
فإذا أراد الله بعبد خيرًا أفاق من هذه الصرعة، ونظر إلى أبناء الدنيا مصروعين حوله يمينًا وشمالًا على اختلاف طبقاتهم، فمنهم من أطبق به الجنون، ومنهم من يفيق أحيانًا قليلة، ويعود إلى جنونه، ومنهم من يفيق مرة، ويجن أخرى، فإذا أفاق عمل عمل أهل الإفاقة والعقل، ثم يعاوده الصرع فيقع في التخبط.؟؟؟؟فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج عرق النسا
روى ابن ماجه في سننه من حديث محمد بن سيرين، عن أنس بن مالك، قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: (دواء عرق النسا ألية شاة أعرابية تذاب، ثم تجزأ ثلاثة أجزاء، ثم يشرب على الريق في كل يوم جزء).
عرق النساء: وجع يبتدئ من مفصل الورك، وينزل من خلف على الفخذ، وربما على الكعب، وكلما طالت مدته، زاد نزوله، وتهزل معه الرجل والفخذ، وهذا الحديث فيه معنى لغوي، ومعنى طبي. فأما المعنى اللغوي، فدليل على جواز تسمية هذا المرض بعرق النسا خلافًا لمن منع هذه التسمية، وقال: النسا هو العرق نفسه، فيكون من باب إضافة الشيء إلى نفسه، وهو ممتنع وجواب هذا القائل من وجهين. أحدهما: أن العرق أعم من النسا، فهو من باب إضافة العام إلى الخاص نحو: كل الدراهم أو بعضها.
الثاني: أن النسا: هو المرض الحال بالعرق، والإضافة فيه من باب إضافة الشيء إلى محله وموضعه. قيل: وسمي بذلك لأن ألمه ينسي ما سواه، وهذا العرق ممتد من مفصل الورك، وينتهي إلى آخر القدم وراء الكعب من الجانب الوحشي فيما بين عظم الساق والوتر.
وأما المعنى الطبي: فقد تقدم أن كلام رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ نوعان: أحدهما: عام بحسب الأزمان، والأماكن، والأشخاص، والأحوال.
والثاني: خاص بحسب هذه الأمور أو بضعها، وهذا من هذا القسم، فإن هذا خطاب للعرب، وأهل الحجاز، ومن جاورهم، ولا سيما أعراب البوادي، فإن هذا العلاج من أنفع العلاج لهم، فإن هذا المرض يحدث من يبس، وقد يحدث من مادة غليظة لزجة، فعلاجها بالإسهال والألية فيها الخاصيتان: الإنضاج، والتليين، ففيها الإنضاج، والإخراج. وهذا المرض يحتاج علاجه إلى هذين الأمرين، وفي تعيين الشاة الأعرابية لقلة فضولها، وصغر مقدارها، ولطف جوهرها، وخاصية مرعاها لأنها ترعى أعشاب البر الحارة، كالشيح، والقيصوم، ونحوهما، وهذه النباتات إذا تغذى بها الحيوان، صار في لحمه من طبعها بعد أن يلطفها تغذيه بها، ويكسبها مزاجًا ألطف منها، ولا سيما الألية، وظهور فعل هذه النباتات في اللبن أقوى منه في اللحم، ولكن الخاصية التي في الألية من الإنضاج والتليين لا توجد في اللبن، وهذا كما تقدم أن أدوية غالب الأمم والبوادي هي الأدوية المفردة، وعليه أطباء الهند.
وأما الروم واليونان، فيعتنون بالمركبة، وهم متفقون كلهم على أن من مهارة الطبيب أن يداوي بالغذاء، فإن عجز فبالمفرد، فإن عجز، فبما كان أقل تركيبًا.
وقد تقدم أن غالب عادات العرب وأهل البوادي الأمراض البسيطة، فالأدوية البسيطة تناسبها، وهذا لبساطة أغذيتهم في الغالب. وأما الأمراض المركبة، فغالبًا ما تحدث عن تركيب الأغذية وتنوعها واختلافها، فاختيرت لها الأدوية المركبة، والله تعالى أعلم؟؟؟؟فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج يبس الطبع
واحتياجه إلى ما يمشيه ويلينه
روى الترمذي في جامعه وابن ماجه في سننه من حديث أسماء بنت عميس، قالت: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (بماذا كنت تستمشين؟ قالت: بالشبرم، قال: حار جار، قالت: ثم استمشيت بالسنا، فقال: لو كان شيء يشفي من الموت لكان السنا).
وفي سنن ابن ماجه عن إبراهيم بن أبي عبلة، قال: سمعت عبد الله بن أم حرام، وكان قد صلى مع رسول الله ـ صلى الله وسلم ـ القبلتين يقول: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: (عليكم بالسنا والسنوت، فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام، قيل: يا رسول الله ! وما السام؟ قال: الموت).
قوله: بماذا كنت تستمشين؟ أي: تلينين الطبع حتى يمشي ولا يصير بمنزلة الواقف، فيؤذي باحتباس النجو، ولهذا سمي الدواء المسهل مشيًا على وزن فعيل. وقيل: لأن المسهول يكثر المشي والإختلاف للحاجة وقد روي: بماذا تستشفين؟ فقالت: بالشبرم، وهو من جملة الأدوية اليتوعية، وهو قشر عرق شجرة، وهو حار يابس في الدرجة الرابعة، وأجوده المائل إلى الحمرة، الخفيف الرقيق الذي يشبه الجلد الملفوف، وبالجملة فهو من الأدوية التي أوصى الأطباء بترك استعمالها لخطرها، وفرط إسهالها.
وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: حار جار ويروى: حار يار، قال أبو عبيد: وأكثر كلامهم بالياء. قلت: وفيه قولان، أحدهما: أن الحار الجار بالجيم: الشديد الإسهال، فوصفه بالحرارة، وشدة الإسهال وكذلك هو، قاله أبو حنيفة الدينوري.
والثاني ـ وهو الصواب ـ أن هذا من الإتباع الذي يقصد به تأكيد الأول، ويكون بين التأكيد اللفظي والمعنوي، ولهذا يراعون فيه إتباعه في أكثر حروفه، كقولهم: حسن بسن، أي: كامل الحسن، وقولهم: حسن قسن بالقاف، ومنه شيطان ليطان، وحار جار، مع أن في الجار معنى آخر، وهو الذي يجر الشيء الذي يصيبه من شدة حرارته وجذبه له، كأنه ينزعه ويسلخه. ويار: إما لغة في جار، كقولهم: صهري وصهريج، والصهاري والصهاريج، وإما إتباع مستقل.
وأما السنا، ففيه لغتان: المد والقصر، وهو نبت حجازي أفضله المكي، وهو دواء شريف مأمون الغائلة، قريب من الإعتدال، حار يابس فى الدرجة الأولى، يسهل الصفراء والسوداء، ويقوي جرم القلب، وهذه فضيلة شريفة فيه، وخاصيته النفع من الوسواس السوداوي، ومن الشقاق العارض في البدن، ويفتح العضل وينفع من انتشار الشعر، ومن القمل والصداع العتيق، والجرب، والبثور، والحكة، والصرع، وشرب مائه مطبوخًا أصلح من شربه مدقوقًا، ومقدار الشربة منه ثلاثة دراهم، ومن مائه خمسة دراهم، وإن طبخ معه شيء من زهر البنفسج والزبيب الأحمر المنزوع العجم، كان أصلح.
قال الرازي: السناء والشاهترج يسهلان الأخلاط المحترقة، وينفعان من الجرب والحكة، والشربة من كل واحد منهما من أربعة دراهم إلى سبعة دراهم.
وأما السنوت ففيه ثمانية أقوال، أحدها: أنه العسل. والثاني: أنه رب عكة السمن يخرج خططًا سوداء على السمن، حكاهما عمرو بن بكر السكسكي. الثالث: أنه حب يشبه الكمون وليس به، قاله ابن الأعرابي.
الرابع: أنه الكمون الكرماني. الخامس: أنه الرازيانج. حكاهما أبو حنيفة الدينوري عن بعض الأعراب. السادس: أنه الشبت. السابع: أنه التمر حكاهما أبو بكر بن السنى الحافظ. الثامن: أنه العسل الذي يكون في زقاق السمن، حكاه عبد اللطيف البغدادي. قال بعض الأطباء: وهذا أجدر بالمعنى، وأقرب إلى الصواب، أي: يخلط السناء مدقوقًا بالعسل المخالط للسمن، ثم يلعق فيكون أصلح من استعماله مفردًا لما في العسل والسمن من إصلاح السنا، وإعانته له على الإسهال. والله أعلم.
وقد روى الترمذي وغيره من حديث ابن عباس يرفعه: (إن خير ما تداويتم به السعوط واللدود والحجامة والمشي) والمشي: هو الذي يمشي الطبع ويلينه ويسهل خروج الخارج.؟؟؟؟فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج حكة الجسم وما يولد القمل
في الصحيحين من حديث قتادة، (عن أنس بن مالك قال: رخص رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام رضي الله تعالى عنهما في لبس الحرير لحكة كانت بهما).
وفي رواية: (ن عبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام رضي الله تعالى عنهما، شكوا القمل إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غزاة لهما، فرخص لهما في قمص الحرير، ورأيته عليهما).
هذا الحديث يتعلق به أمران: أحدهما: فقهي، والآخر طبي.
فأما الفقهي: فالذي استقرت عليه سنته ـ صلى الله عليه وسلم ـ إباحة الحرير للنساء مطلقًا، وتحريمه على الرجال إلا لحاجة ومصلحة راجحة، فالحاجة إما من شدة البرد، ولا يجد غيره، أو لا يجد سترة سواه. ومنها: لباسه للجرب، والمرض، والحكة، وكثرة القمل كما دل عليه حديث أنس هذا الصحيح.
والجواز: أصح الروايتين عن الإمام أحمد، وأصح قولي الشافعي، إذ الأصل عدم التخصيص، والرخصة إذا ثبتت في حق بعض الأمة لمعنى تعدت إلى كل من وجد فيه ذلك المعنى، إذ الحكم يعم بعموم سببه.
ومن منع منه، قال: أحاديث التحريم عامة، وأحاديث الرخصة يحتمل اختصاصها بعبد الرحمن بن عوف والزبير، ويحتمل تعديها إلى غيرهما. وإذا احتمل الأمران، كان الأخذ بالعموم أولى، ولهذا قال بعض الرواة في هذا الحديث: فلا أدري أبلغت الرخصة من بعدهما، أم لا؟
والصحيح: عموم الرخصة، فإنه عرف خطاب الشرع في ذلك ما لم يصرح بالتخصيص، وعدم إلحاق غير من رخص له أولًا به، كقوله لأبي بردة في تضحيته بالجذعة من المعز: (تجزيك ولن تجزي عن أحد بعدك) وكقوله تعالى لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في نكاح من وهبت نفسها له: (خالصة لك من دون المؤمنين) [الأحزاب: 50].
وتحريم الحرير: إنما كان سدًا للذريعة، ولهذا أبيح للنساء، وللحاجة، والمصلحة الراجحة، وهذه قاعدة ما حرم لسد الذرائع، فإنه يباح عند الحاجة والمصلحة الراجحة، كما حرم النظر سدًا لذريعة الفعل، وأبيح منه ما تدعو إليه الحاجة والمصلحة الراجحة، وكما حرم التنفل بالصلاة في أوقات النهي سدًا لذريعة المشابهة الصورية بعباد الشمس، وأبيحت للمصلحة الراجحة، وكما حرم ربا الفضل سدًا لذريقة ربا النسيئة، وأبيح منه ما تدعو إليه الحاجة من العرايا، وقد أشبعنا الكلام فيما يحل ويحرم من لباس الحرير في كتاب التحبير لما يحل ويحرم من لباس الحرير؟؟؟فصل: وأما الأمر الطبي
: فهو أن الحرير من الأدوية المتخذة من الحيوان، ولذلك يعد في الأدوية الحيوانية، لأن مخرجه من الحيوان، وهو كثير المنافع، جليل الموقع، ومن خاصيته تقوية القلب، وتفريحه، والنفع من كثير من أمراضه، ومن غلبة المرة السوداء، والأدواء الحادثة عنها، وهو مقو للبصر إذا اكتحل به، والخام منه ـ وهو المستعمل في صناعة الطب ـ حار يابس في الدرجة الأولى. وقيل: حار رطب فيها: وقيل: معتدل. وإذا اتخذ منه ملبوس كان معتدل الحرارة في مزاجه، مسخنًا للبدن، وربما برد البدن بتسمينه إياه.
قال الرازي: الإبريسم أسخن من الكتان، وأبرد من القطن، يربى اللحم، وكل لباس خشن، فإنه يهزل، ويصلب البشرة وبالعكس.
قلت: والملابس ثلاثة أقسام: قسم يسخن البدن ويدفئه، وقسم يدفئه ولا يسخنه، وقسم لا يسخنه ولا يدفئه، وليس هناك ما يسخنه ولا يدفئه، إذ ما يسخنه فهو أولى بتدفئته، فملابس الأوبار والأصواف تسخن وتدفئ، و ملابس الكتان والحرير والقطن تدفئ ولا تسخن، فثياب الكتان باردة يابسة، وثياب الصوف حارة يابسة، وثياب القطن معتدلة الحرارة، وثياب الحرير ألين من القطن وأقل حرارة منه.
قال صاحب المنهاج: ولبسه لا يسخن كالقطن، بل هو معتدل، كل لباس أملس صقيل، فإنه أقل إسخانًا للبدن، وأقل عونًا في تحلل ما يتحلل منه، وأحرى أن يلبس في الصيف، وفي البلاد الحارة.
ولما كانت ثياب الحرير كذلك، وليس فيها شيء من اليبس والخشونة الكائين في غيرها، صارت نافعة من الحكة، إذ الحكة لا تكون إلا عن حرارة ويبس وخشونة، فلذلك رخص رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ للزبير وعبد الرحمن في لباس الحرير لمداواة الحكة، وثياب الحرير أبعد عن تولد القمل فيها، إذ كان مزاجها مخالفًا لمزاج ما يتولد منه القمل.
وأما القسم الذي لا يدفئ ولا يسخن، فالمتخذ من الحديد والرصاص، والخشب والتراب، ونحوها، فإن قيل: فإذا كان لباس الحرير أعدل اللباس وأوفقه للبدن، فلماذا حرمته الشريعة الكاملة الفاضلة التي أباحت الطيبات، وحرمت الخبائث؟
قيل: هذا السؤال يجيب عنه كل طائفة من طوائف المسلمين بجواب، فمنكرو الحكم والتعليل لما رفعت قاعدة التعليل من أصلها لم يحتاجوا إلى جواب عن هذا السؤال.
ومثبتو التعليل والحكم ـ وهم الأكثرون ـ منهم من يجيب عن هذا بأن الشريعة حرمته لتصبر النفوس عنه، وتتركه لله، فتثاب على ذلك لا سيما ولها عوض عنه بغيره.
ومنهم من يجيب عنه بأنه خلق في الأصل للنساء، كالحلية بالذهب، فحرم على الرجال لما فيه من مفسدة تشبه الرجال بالنساء، ومنهم من قال: حرم لما يورثه من الفخر والخيلاء والعجب. ومنهم من قال: حرم لما يورثه بملامسته للبدن من الأنوثة والتخنث، وضد الشهامة والرجولة، فإن لبسه يكسب القلب صفة من صفات الإناث، ولهذا لا تكاد تجد من يلبسه في الأكثر إلا وعلى شمائله من التخنث والتأنث، والرخاوة ما لا يخفى، حتى لو كان من أشهم الناس وأكثرهم فحولية ورجولية، فلا بد أن ينقصه لبس الحرير منها، وإن لم يذهبها، ومن غلظت طباعه وكثفت عن فهم هذا، فليسلم للشارع الحكيم، ولهذا كان أصح القولين: أنه يحرم على الولي أن يلبسه الصبي لما ينشأ عليه من صفات أهل التأنيث.
وقد روى النسائي من حديث أبي موسى الأشعري، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: (إن الله أحل لإناث أمتي الحرير والذهب، وحرمه على ذكورها). وفي لفظ: (حرم لباس الحرير والذهب على ذكور أمتي، وأحل لإناثهم).
وفي صحيح البخاري عن حذيفة قال: نهى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن لبس الحرير والديباج، وأن يجلس عليه، وقال: (و لهم في الدنيا، ولكم في الآخرة).؟؟؟؟
(((الصلاة علي النبي)))))سؤال : ما المقصود بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم :
الجواب :
الصلاة من الله تعالى رحمة و رفع درجات ، ومن الملائكة استغفار ، ومن المؤمنين دعاء . ولم يُذكَر عن أحد سوى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أنه سبحانه وتعالى يصلي عليه هكذا ثم كلَّف به المؤمنين .
و للرسول صلى الله عليه و سلم أفضال عظيمة على الأمة كلها، فبه صلى الله عليه و سلم عرفنا خالقنا و مالكنا و تشرَّفنا بالإيمان و عن طريقه وصلت إلينا تلك التعليمات المباركة التي بها نحصل على فلاح الدنيا و الآخرة في صورة القرآن الكريم و الحديث الشريف .
قال ابن عبد السلام : ليست صلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم شفاعة منا له، فإن مثلنا لا يشفع لمثله، ولكن الله أمرنا بالمكافأة لمن أحسن إلينا وأنعم علينا، فإن عجزنا عنها كافأناه بالدعاء، فأرشدنا الله لما علم عجزنا عن مكافأة نبينا إلى الصلاة عليه؛ لتكون صلاتنا عليه مكافأة بإحسانه إلينا، وأفضاله علينا، إذ لا إحسان أفضل من إحسانه صلى الله عليه وسلم، وفائدة الصلاة عليه ترجع إلى الذي يصلي عليه دلالة ذلك على نضوج العقيدة، وخلوص النية، وإظهار المحبة والمداومة على الطاعة والاحترام.
وقال أبو العالية: صلاة الله على نبيه ثناؤه عليه عند ملائكته، وصلاة الملائكة عليه الدعاء .
قال ابن حجر : وهذا أولى الأقوال، فيكون معنى صلاة الله عليه ثناؤه وتعظيمه، وصلاة الملائكة وغيرهم طلب ذلك له من الله تعالى .
قال الطبري عن ابن عباس في تفسير هذه الآية : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ} . [الأحزاب: 56] .
يقول : يباركون على النبي، ومعنى ذلك أن الله يرحم النبي، وتدعوا له ملائكته ويستغفرون، وذلك أن الصلاة في كلام العرب من غير الله إنما هو الدعاء، ويقول الله تعالى ذكره : يا أيها الذين آمنوا ادعوا لنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم وسلموا عليه تسليما، يقول : وحيوه تحية الإسلام .
وصلاة الله على النبي ذكره بالثناء في الملأ الأعلى ؛ وصلاة ملائكته دعاؤهم له عند الله سبحانه وتعالى، ويالها من مرتبة سنية حيث تردد جنبات الوجود ثناء الله على نبيه ؛ ويشرق به الكون كله، وتتجاوب به أرجاؤه، ويثبت في كيان الوجود ذلك الثناء الأزلي القديم الأبدي الباقي . وما من نعمة ولا تكريم بعد هذه النعمة وهذا التكريم، وأين تذهب صلاة البشر وتسليمهم بعد صلاة الله العلي وتسليمه، وصلاة الملائكة في الملأ الأعلى وتسليمهم ؛ إنما يشاء الله تشريف المؤمنين بأن يقرن صلاتهم إلى صلاته وتسليمهم إلى تسليمه، وأن يصلهم عن هذا الطريق بالأفق العلوي الكريم .
معنى صلاة الله والملائكة والرسول على المؤمنين كلمة الصلاة تعني مزيجاً من الثناء والمحبة ورفعة الشأن والدرجة وهذه الكلمة وردت بالنسبة إلى أعمال صالحة قام بها أصحابها، فاستحقوا بها الصلاة، وبالنسبة إلى جمهور المؤمنين عموماً، فالذين يصبرون على مصابهم، ويتحملون بجلدٍ بلواهم هؤلاء لا يحرمون من عناية الله ورحمته، قال الله تعالى : {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة : 156-157].
ووردت آية أخرى تقول : {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب: 43] .
وتبين هذه الآية الكريمة أن رب العالمين يحب أهل الإيمان، ويتولاهم بالسداد والتوفيق، وتحيط بهم في الدنيا ظلمات شتى، فهو يخرجهم من الظلمة، ويبسط في طريقهم أشعة تهديهم إلى الغاية الصحيحة، وترشدهم إلى الطريق المستقيم، وهذا المعنى في عمومه ذكرته الآية :
{اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}، [البقرة: 257].
إن الصلاة التي يستحقها الصابرون على مصابهم، والصلاة التي يستحقها المؤتون للزكاة، والصلاة التي يخرج بها أهل الإيمان من الظلمة إلى الضوء، ومن الحيرة إلى الهدى، هذه الصلوات كلها دون الصلاة التي خصَّ الله بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؛ لأن صلاة الله وملائكته على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم تنويه بالجهد الهائل الذي قام به هذا الإنسان الكبير، كي يخرج الناس من الظلام إلى النور، وهو الذي بدد الجاهليات، وأذهب المظالم والظلمات .
لقد نقل النبي صلى الله عليه وسلم وحده العالم أجمع من الضلال إلى الهدى، وأكد هذا المعنى قوله جل جلاله :
{ لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ * رَسُولٌ مِنْ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفًا مُطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ} [البينة: 1-3 ].
فما كان أهل الكتاب ولا كان المشركون ينفكون عن ضلالهم، يفارقون غوايتهم وحيرتهم وعوجهم وشروهم، ما كانوا يستطيعون الانفكاك من مواريث الغفلة وتقاليد العمى؛ إلا بعد أن جاء هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وقد جعل الحليمي في شعب الإيمان تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم من شعب الإيمان وقرر أن التعظيم منزلة فوق المحبة، ثم قال : فحق علينا أن نحبه ونبجله ونعظمه أكثر وأوفر من إجلاله كل عبد سيده وكل ولد والده، بمثل هذا نطق الكتاب ووردت أوامر الله تعالى، ثم ذكر الآيات والأحاديث، وما كان من فعل الصحابة رضوان الله عليهم معه، الدال على كمال تعظيمه وتبجيله في كل حال وبكل وجه؟؟؟؟؟سأل سائِل فقال :
" كيف يقبلُ المُسلِمونَ أن يُصلي إله المُسلمين على محمد ؟!!"
وستكون الإجابة هنا للمسيحي ... بأسلوب مُبسّط لعلهُ يُدرِك ما خفي عليْهِ ...
فنقول قد يكون من المدهش للسائل أن يعلم أن :
الله لا يُصلي على محمد - صلّى اللهُ عليْهِ وسلّم - كشخص وحده
بل
الله يُصلي علينا نحن أيضاً
تفضِّل أضِف عندك هذه الآية هدية منا لتساعد في إنماء معلوماتك .
"هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً"
وليس هذا فقط .. ليس الله وحده الذي يُصلي علينا بل والملائكة أيضاً
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الملائكة تصلي على أحدكم مادام في مصلاه الذي صلى فيه مالم يحدث , تقول:اللهم اغفر له اللهم ارحمه"
كيف يُصلي الله على بشر وهو الله؟
توهم السائل أن صلاة الله معناها:
ركوع وسجود ودعاء ورجاء كصلاة المسلم
أو
برسم الصليب والدعاء والرجاء كصلاة المسيحي.
هنا نرد و نقول لك
لو عرفت معنى الصلاة لعرفت كيف.
أولاً : فالصلاة هي الصلة (التواصل)
بين طرفين
والطرفانِ هما : الله والعبد.
يتضح لك هذا التواصل (الصلاة) في السؤالين الآتيين:
هل تُنكر أن هناك عباد لهم تواصل قوي مع الله؟
أنت لا تُنكر ذلك
هل تُنكر أن الله اصطفى بعض من عباده وتواصل معهم ومدحهم أو خصهم بشيء عن غيرهم؟
أنت لا تُنكر ذلك
إذاً :
فالصلاة(التواصل والصلة) من العبد لله : معناها الدعاء والرجاء ,
والصلاة (التواصل والصلة) من الله للعبد : معناها المدح والثناء
وصلاة (تواصل وصلة) الملائكة : معناها الدعاء والإستغفار
كما قال: "ويستغفرون للذين آمنوا" [غافر: 7]
قال تعالى: الذين إذا إصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون, أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة
يعني إن الله يصلي على الصابرين كما يصلي على النبي
والصلاة من الله ليست ركوعاً وسجوداً ولكن الصلاة من الله هي المغفرة ورفع الدرجة.
الآن نأتي لآية أخرى:
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
فتعالى الآن نُفسِّرها معاً:
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ( إن الله يُثني على النبي ) ( والملائكة تستغفر للنبي) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ( ادعوا له وأثنوا ) وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
أعتقد أنك بعد فهم معنى الصلاة توافقني في ذلك
ثانياً :هناك فرق كبير بين:
الصلاة ل , والصلاة على
فالله يصلي على محمد , ولا يصلي ل محمد
ونحن نصلي ل الله , ولا نصلي ل محمد
ونحن نصلي على محمد, ولا نصلي على الله
إذاً
لمن نصلي؟
ل الله
على من نصلي؟
على البشر
إذاً فالصلاة ل الله = العبادة
والصلاة على البشر = المدح والثناء والدعاء
أعتقد أنك بعد فهم معنى الصلاة إلى والصلاة على توافقني في ذلك
إذاً فالحرف إلى وعلى يجعل هناك فرقاً كبيرة
ثالثاً : إيماناً بأن جميعنا هدفه هو الحقيقة , ولأننا رددنا على ما أسأتم فهمه نتمنى الرد على ما نُسيء فهمه
فما معنى قولكم يا مسيحيين:
الصلاة على الميت؟
رابعاً: إيماناً بأن جميعنا هدفه هو الحقيقة , ولأننا رددنا على ما أسأتم فهمه نتمنى الرد على ما نُسيء فهمه, في نفس سياق الموضوع
هل يقبل العقل والمنطق أن:
يُصلي يسوع ل الله؟....
وهل يقبل العقل والمنطق أن:
يُصلي إله لنفسه؟
وفي تلك الأيام خرج إلى الجبل ليصلّي، وقضى الليل كله في الصلاة لله" (لوقا 6/12)
فإذا قلت أنه صلى ليُعلمنا الصلاة , فأقول لك ... وكيف كان يصلي يسوع؟
بل إن صلاة يسوع تختلف عن صلاتكم
وكما هو مكرر مرة أخرى في متى عندما صلى لله ليُزيح عنه الكأس , كانت صلاته بأن جثا على ركبتيه وسجد لله
فهل يقبل العقل والمنطق أن:
يُصلي يسوع ل الله؟....
وهل يقبل العقل والمنطق أن:
يُصلي إله لنفسه؟
أم ماهو التفسير؟
أتمنى إن كان لأحد إجابة مقنعة وبالإثبات بأدلة كتابية من كتابه أن يساعدنا بها
وشُكراً؟؟؟؟==========(((هل كان الرسول قاطع طريق؟؟؟))))يلحظ الناظر في شبهات المستشرقين ومن تبعهم سياستهم في قلب الحقائق والنظر إلى الأمور بمنظار قاتم ، يُرى فيه الحق باطلاً ، والحسن قبيحاً ، والفضيلة رذيلةً ، متوصلين بذلك إلى مأربهم الدنيء من تشويه صورة هذا الدين وتزييف حقائقه ، وهذه هي طريقتهم المفضّلة في حربهم على الإسلام .
وسوف نستعرض في مقالنا هذا ، نموذجا لإحدى التشويهات المتعمدة والنظرات الجائرة للتاريخ الإسلامي .
لقد حاول المستشرقون ومن تبعهم إيهام الناس أن النبي صلى الله عليه وسلّم لجأ إلى السطو على قوافل قريش التي كانت محمّلة بأثمن البضائع ، رغبةً منه في التوسّع المالي ، وتكديس الثروات ، متناسين ما وُصف به النبي صلّى الله عليه وسلم والمؤمنون معه من زهدٍ وتقشّفٍ طيلة حياتهم ، ويقول أحدهم واصفاً جيوش المؤمنين في العهد المدني قبل غزوة بدر : " ..وبدأت هذه السرايا باعتراض قوافل قريش والسطو عليها ، وأخذ ما أمكن من الغنائم منها " .
وللإجابة على هذه الشبهة ، ينبغي لنا أن نعلم تداعيات الأحداث وسرد تسلسلها التاريخي كي نفهم المناخ الذي ألجأ المسلمين إلى التعرّض لتلك القوافل ، ولأجل أن يتّضح للقاريء الكريم كيف تُقلب الحقائق وتُسمّى بغير اسمها .
إن الوضع الذي عاش فيه المسلمون في العهد المكيّ كان شديداً ، فقد ضُيّق عليهم من قبل صناديد قريش وكبرائها ، فقاموا بتعذيبهم والتنكيل بهم ، ومارسوا معهم كل أساليب الاضطهاد الديني والتعذيب الوحشيّ ، حتى فقدوا بعضهم ، وأكلوا أوراق الشجر ، وعاشوا حياةً مليئةً بالمصاعب والآلام ، فما كان للمسلمين بدّ أن يتخلّوا عن أوطانهم وديارهم ، فراراً بدينهم ، وطلباً لمكان يعبدون فيه ربّهم ، دون أن يتعرّض لهم أحد ، وصدق الله إذ يقول في كتابه : { الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله } ( الحج : 40 ) .
ومما يؤكد ذلك قول عائشة رضي الله عنها : " كان المؤمنون يفرّ أحدهم بدينه إلى الله تعالى وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، مخافة أن ُيفتن عليه" رواه البخاري ، وعنها أيضا : " ..وجعل البلاء يشتد على المسلمين من المشركين لما يعلمون من الخروج – أي : لبيعة العقبة - ، فضيّقوا على أصحابه وتعبّثوا بهم ، ونالوا منهم مالم يكونوا ينالون من الشتم والأذى ؛ فشكا ذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واستأذنوه في الهجرة " رواه ابن سعد في الطبقات .
وعلى الرغم من ذلك ، لم تقف قريش مكتوفة الأيدي ، بل قامت بالاستيلاء على جميع ممتلكات المهاجرين ، واستباحت ديارهم وأموالهم ، وليس أدل على ذلك من تجريدهم لأموال صهيب الرومي رضي الله عنه .
حتى إذا تم استقرار المسلمين في المدينة واستتبّ لهم الأمر ، أذن الله تعالى لهم بالقتال لمن ظلمهم وبغى عليهم ، قال الله تعالى : { أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا } ( الحج : 39 ) ، فأُعلنت الحرب على قُريش ورجالاتها منذ تلك اللحظة ، ومعلوم أن الحروب تأخذ أشكالا عديدة ، يأتي في مقدّمها ما يُسمى بلغة عصرنا : " الحرب الاقتصادية " ، فلهذا كان المسلمون يتعرّضون لقوافل قريش ، ويقطعون طريقها .
يقول اللواء محمد جمال الدين محفوظ : " والضغط الاقتصادي من الأساليب التي لها آثار استراتيجية في الصراع ، وبدراسة الأعمال العسكرية التي تمت خلال العامين الأول والثاني للهجرة إلى ما قبل غزوة بدر ، يتّضح أن هدفها الغالب هو التعرّض لقافلة قريش على طريق تجارتها من مكة إلى الشام ، مما شكّل ضغطاً اقتصادياً على قريش التي أدركت أن هذا الطريق أصبح محفوفاً بالمخاطر ، وخاصةً بعد أن عقد الرسول صلّى الله عليه وسلّم الاتفاقات والمعاهدات مع القبائل العربية ، وأبلغ تعبير عن آثار هذا الضغط الاقتصادي قول صفوان بن أميّة لقومه : إن محمدا وأصحابه قد عوّروا علينا متجرنا ، فما ندري كيف نصنع بأصحابه وهم لا يبرحون الساحل ، وأهل الساحل قد وادعهم ودخل عامتهم معه ، فما ندري أين نسلك ؟ ، وإن أقمنا في دارنا هذه أكلنا رؤوس أموالنا ، لم يكن لها من بقاء ، وإنما حياتنا بمكة على تجارة الشام في الصيف ، وإلى الحبشة في الشتاء " أ.هـ.
ويؤكّد ما سبق ، ما رواه الإمام الطبراني في معجمه أن أبا جهل قال في معرض كلامه عن سريّة سيف البحر : " يا معشر قريش ، إن محمداً قد نزل يثرب وأرسل طلائعه ، وإنما يريد أن يصيب منكم شيئا ، فاحذروا أن تمرّوا طريقه وأن تقاربوه ، فإنه كالأسد الضاري ، إنه حنق عليكم " ، وهكذا أعادت قريش النظر في صراعها مع المسلمين بعد تلك الضربات الموجعة .
ولم تكن تلك الضربات هي المعتمد الإقتصادي لدى المسلمين ، فقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على إنشاء سوق منافسة لسوق اليهود في المدينة ، وسرعان ما ازدهرت تلك الحركة التجارية لتصبح مورداً قوياً لتلك الدولة الناشئة .
ثم لو كان المقصود من هذه الغارات الطمع في التوسّع المادي المجرد من القيم الأخلاقية ، لما روى لنا التاريخ في صدره الأول أمثلةً راقيةً لذلك الجيل ، تبيّن لنا ما وصلوا إليه من زهدٍ في الدنيا ، وتقلّلٍ من متاعها ، ولما وجدت في تعاليم النبي صلى الله عليه وسلّم ذمّا لها أو تحذيرا من الافتتان ببهرجها وزخارفها.
ولما تضافرت النصوص النبوية نهياً عن كل مظاهر الإسراف والترف ، أو بياناً لعواقب المتكبّرين والمختالين ، أو ترغيباً بالجود والعطاء ، والكرم والسخاء ، والإيثار بكل صوره .
ثم إن المسلمين قد تحقّق لهم توسعٌ أكبر في دولتهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وصار لها ثقل اقتصادي ضخم ، وموارد مالية عديدة ، فما زادهم إلا زهداً في الدنيا وما فيها ، وغدا الجميع كأسرةٍ واحدة ، يحنو بعضهم على بعض ، ويغيث الأخ أخاه ، ويتعاهده في حضرته وغيبته .
ولم تقتصر هذه المظاهر الإنسانية على أبناء ملتهم فحسب ، بل امتدّت لتشمل الآخرين من معتنقي الملل الأخرى ، وشواهد التاريخ أعظم دليلٍ على ذلك .
فخلاصة الأمر : أن التعرض لقوافل قريشٍ كان نوعاً من الحرب الاقتصادية عليها ، وكسراً لشوكتها ، وما ذلك إلا رغبةً في رد حقوق المسلمين المسلوبة وأموالهم المنهوبة ، وبهذا يتقرّر لنا أن هذه الشبهة المثارة ليس لها رصيد من الحقيقة ، ولا تجرّد من قائليها ، بل هي انحرافٌ ظاهرٌ في تقييم الأمور وتوصيف الأحداث .
عن الشبكة الاسلامية؟؟؟؟=======(((((ادلة صدق الرسول))))لما كان المبشرون ومعظم المستشرقين يؤمنون بالوحي فسوف نجابههم بتحد كبير ، وهو مطالبتهم بتقديم أوصاف الوحي الصحيحة وسماته في أنبياء كتابهم المقدس الذي يؤمنون به ، ثم نحتكم إلى صحيحها في إعلان تحقق وحي الله إلى رسوله محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ... وفي تقديري أنهم لن يستجيبوا لهذا التحدي أبداً ...
وإليك أخي القارىء الكريم بعض من أدلة صدق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :
أولاً : دليل الإلزام :
نريد أن نسأل اليهود : كيف آمنتم برسولكم موسى عليه السلام ؟
فإن قالوا : بسبب معجزاته ، أو أخلاقه ، أو تشريعه ، أو تأييد الله له ونصرته ، أو استجابة دعائه ، أو عدم رغبته في المصلحة الذاتية ، أو غير ذلك من الأدلة .
قلنا : كل ما ذكرتموه هو موجود في النبي صلى الله عليه وسلم .
وكذلك النصارى نسألهم هل هم يؤمنون بنبوة موسى عليه السلام ؟، فإن الجواب سيكون :نعم . قلنا: كيف استدللتم على نبوته ؟ . فإن قالوا: لأنه قد ذكره لنا عيسى .
قلنا : هل هناك دليل آخر؟ .
إن قالوا : لا يوجد دليل آخر على نبوة موسى عليه السلام . قلنا: إذن أنتم صَحَّحْتم مذهب مَن كفر بموسى عليه السلام من قومه ؛ حيث إن موسى عليه السلام لم يأت بدليل على رسالته ، ولم ينزل عيسى عليه السلام في ذلك الوقت ، وأثبتم لمن آمن به أنه آمن بغير بينة ولا علم ولا دليل ، وأن رسالة موسى علقت عن التصحيح قرونا متطاولة حتى بعث الله عيسى عليه السلام .
فإن قالوا : نعم، هناك أدلة أخرى على رسالة موسى عليه السلام.
قلنا : كل دليل استدللتم به على نبوة موسى عليه السلام هو موجود في محمد صلى الله عليه وسلم.
فلا حجة إذن لرجل يهودي أو نصراني لا يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ،ولكن صدق الله إذ يقول :
(( وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ .)) [الأعراف : 198]
ثانياً : إقرار الله تعالى له ولدعوته :
من أدلة صدق النبي صلى الله عليه وسلم إقرار الله لدعوته ؛ فإن الله تعالى أخبر أن محمدا لو تقوّل على ربه شيئا من الأقاويل لأهلكه : (( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ )) [الحاقة :41-47] وقال سبحانه : (( قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى )) [طه:61] ، وقال تعالى : (( قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ )) [يونس:69] ، وقال تعالى : (( إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ )) [الزمر: 3] ، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم ما خاب بل هُدي وأفلح في كل المجالات ، وصار دينه من أعظم الأديان في الأرض وأكثرها انتشارا.
وقد قرر ابن القيم - رحمه الله تعالى - هذا الدليل أوضح تقرير ، فقال - رحمه الله - : وقد جرت لي مناظرة بمصر مع أكبر من يشير إليه اليهود بالعلم والرياسة ، فقلت له في أثناء الكلام : أنتم بتكذيبكم محمدا صلى الله عليه وسلم قد شتمتم الله أعظم شتيمة ، فعجب من ذلك وقال : مثلك يقول هذا الكلام ؟ فقلت له : اسمع الآن تقريره ؛ إذا قلتم : إن محمدا ملك ظالم ، وليس برسول من عند الله ، وقد أقام ثلاثا وعشرين سنة يدعي أنه رسول الله أرسله إلى الخلق كافة ، ويقول أمرني الله بكذا ونهاني عن كذا ، وأُوحي إلي كذا ؛ ولم يكن من ذلك شيء، وهو يدأب في تغيير دين الأنبياء، ومعاداة أممهم ، ونسخ شرائعهم ؛ فلا يخلو إما أن تقولوا : إن الله سبحانه كان يطلع على ذلك ويشاهده ويعلمه . أو تقولوا : إنه خفي عنه ولم يعلم به . فإن قلتم : لم يعلم به . نسبتموه إلى أقبح الجهل ، وكان من عَلَم ذلك أعلم منه ، وإن قلتم : بل كان ذلك كله بعلمه ومشاهدته واطلاعه عليه . فلا يخلو إما أن يكون قادرا على تغييره والأخذ على يديه ومنعه من ذلك أو لا ، فإن لم يكن قادرا فقد نسبتموه إلى أقبح العجز المنافي للربوبية ، وإن كان قادرا وهو مع ذلك يعزه وينصره ، ويؤيده ويعليه ويعلى كلمته ، ويجيب دعاءه ، ويمكنه من أعدائه ، ويظهر على يديه من أنواع المعجزات والكرامات ما يزيد على الألف، ولا يقصده أحد بسوء إلا أظفره به ، ولا يدعوه بدعوة إلا استجابها له ، فهذا من أعظم الظلم والسفه الذي لا يليق نسبته إلى آحاد العقلاء ، فضلا عن رب الأرض والسماء ، فكيف وهو يشهد له بإقراره على دعوته وبتأييده وبكلامه ، وهذه عندكم شهادة زور وكذب ،فلما سمع ذلك قال : معاذ الله أن يفعل الله هذا بكاذب مفتر بل هو نبي صادق .
ومثال هذا ( لو أن حاجب الأمير قال للناس : إن الأمير قد أمركم بفعل كذا وكذا . فإن الناس يعلمون أنه لا يتعمد الكذب في مثل هذا وإن لم يكن بحضرته ، فكيف إذا كان بحضرته وبعلمه)
وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يكاد يدعو بدعاء إلا استجاب الله تعالى له في الحال ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ :أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ جُمُعَةٍ، مِنْ بَابٍ كَانَ نَحْوَ دَارِ الْقَضَاءِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمًا ثُمَّ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتِ الْأَمْوَالُ وَانْقَطَعْتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُغِيثُنَا . فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ :« اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ». قَالَ أَنَسٌ :وَلَا وَاللَّهِ مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ وَلَا قَزَعَةً، وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ سَلْعٍ مِنْ بَيْتٍ وَلَا دَارٍ ،قَالَ :فَطَلَعَتْ مِنْ وَرَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ، فَلَمَّا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ انْتَشَرَتْ ثُمَّ أَمْطَرَتْ، فَلَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا الشَّمْسَ سِتًّا-وفي رواية : فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا وَضَعَهَا حَتَّى ثَارَ السَّحَابُ أَمْثَالَ الْجِبَالِ، ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عَنْ مِنْبَرِهِ حَتَّى رَأَيْتُ الْمَطَرَ يَتَحَادَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ فِي الْجُمُعَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا فَقَالَ :يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتِ الْأَمْوَالُ وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُمْسِكْهَا عَنَّا. قَالَ :فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ :« اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الْآكَامِ وَالظِّرَابِ وَبُطُونِ الْأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ ». قَالَ : فَمَا يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنِ السَّحَابِ إِلَّا انْفَرَجَتْ ،فَأَقْلَعَتْ وَخَرَجْنَا نَمْشِي فِي الشَّمْسِ، وَصَارَتِ الْمَدِينَةُ مِثْلَ الْجَوْبَةِ، وَسَالَ الْوَادِي قَنَاةُ شَهْرًا، وَلَمْ يَجِئْ أَحَدٌ مِنْ نَاحِيَةٍ إِلَّا حَدَّثَ بِالْجَوْدِ.
إلى غير ذلك من الأدعية الكثيرة جدا، التي استجاب الله له فيها بالحال ، وهذا لا يمكن أن يتيسر لكاذب، بل لا يكون إلا لصادق مؤيد من الله،فيطوع له الطبيعة، ويسخر له السحاب والأمطار .
ثالثاً : تأييد الله له :
والأمثلة كثيرة نكتفي بثلاث ذكرها القرآن الكريم :
المثال الأول : تأييد الله لرسوله أثناء هجرته :
خرج النبي وصاحبه أبوبكر الصديق مهاجرين إلى المدينة النبوية، واختفيا في غار ثور ثلاثة أيام، وصعد المشركون إلى الغار بحثاً عن النبي وأبي بكر، فحمى الله نبيه وأبا بكر منهما ، قال أبوبكر : قلت للنبي ونحن في الغار : لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه ، فقال النبي : يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما [1] ، وأشار القرآن إلى ذلك فقال تعالى : (( إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )) (التوبة:40).
المثال الثاني : نصرة الله لرسوله بالريح الشديدة في غزوة الأحزاب :
يقول الله سبحانه وتعالى : (( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتْ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا ))
فلقد تجمع الأحزاب من الكفار لقتال النبي ، وكان عددهم نحواً من عشرة آلاف ، وتحالفوا مع اليهود القاطنين في شرق المدينة على حرب النبي وأصحابه ، وأشتد الحال على المسلمين الذين حفروا خندقاً بينهم وبين الكفار ، واستمر الكفار قريباً من شهر وهم يحاصرون المسلمين في المدينة .
فدعا النبي ربه أن ينصره على المتمالئين على الإسلام فقال : اللهم منزل الكتاب ، سريع الحساب ، اهزم الأحزاب ، اللهم اهزمهم وزلزلهم[2] .
فاستجاب الله دعاء رسوله وأرسل على الأحزاب ريحاً شديدةً اقضّت مضاجعهم ، وجنوداً زلزلتهم مع ما ألقى الله بينهم من التخاذل فأجمعوا أمرهم على الرحيل وترك المدينة النبوية .
ولو كانت هذه المعجزة لم تقع لتشكك المسلمون في القرآن ، وربما ارتدوا عن دينهم، وقالوا : كيف نصدق ما لم يقع؟!
المثال الثالث : وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى :
يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم في شأن القبضة من التراب التي حصب بها وجوه الكافرين يوم معركة بدر حين خرج عليه الصلاة والسلام من العريش بعد دعائه وتضرعه واستكانته فرماهم بها وقال " شاهت الوجوه " ثم أمر أصحابه أن يصدقوا الحملة إثرها ففعلوا فأوصل الله تلك الحصباء إلى أعين المشركين فلم يبق أحد منهم إلا ناله منها ما شغله عن حاله ولهذا قال الله تعالى : (( وَمَا رَمَيْت إِذْ رَمَيْت وَلَكِنَّ اللَّه رَمَى )) أي هو الذي بلغ ذلك إليهم وكبتهم بها لا أنت . قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه يعني يوم بدر فقال " يا رب إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض أبدا " فقال له جبريل خذ قبضة من التراب فارم بها في وجوههم فأخذ قبضة من التراب فرمى بها في وجوههم فما من المشركين أحد إلا أصاب عينيه ومنخريه وفمه تراب من تلك القبضة فولوا مدبرين وقال السدي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه يوم بدر " أعطني حصبا من الأرض " فناوله حصبا عليه تراب فرمى به في وجوه القوم فلم يبق مشرك إلا دخل في عينيه من ذلك التراب شيء ثم ردفهم المؤمنون يقتلونهم ويأسرونهم وأنزل الله : (( فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى )) وقال أبو معشر المدني عن محمد بن قيس ومحمد بن كعب القرظي قالا : لما دنا القوم بعضهم من بعض أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبضة من تراب فرمى بها في وجوه القوم وقال " شاهت الوجوه " فدخلت في أعينهم كلهم وأقبل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتلونهم ويأسرونهم وكانت هزيمتهم في رمية رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله " وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى " وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم " وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى " قال هذا يوم بدر أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث حصبات فرمى بحصبات ميمنة القوم وحصبات في ميسرة القوم وحصبات بين أظهرهم وقال " شاهت الوجوه " فانهزموا وقد روي في هذه القصة عن عروة عن مجاهد وعكرمة وقتادة وغير واحد من الأئمة أنها نزلت في رمية النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر وإن كان قد فعل ذلك يوم حنين أيضاً ( تفسير ابن كثير )
رابعاً : إخباره بالغيب :
من أدلة صدق النبي صلي الله عليه وسلم إخباره بالغيب سواء كان غيباً لاحقاً أو سابقاً أو حاضراً فقد أخبر بالردة في زمن أبي بكر ، والفتنة في زمن علي وأخبر بأن الخلفاء الثلاثة عمر وعثمان وعلي يقُتلون شهداء ، وأخبر بفتح القسطنطينية والحيرة ومصر وفارس والروم وبيت المقدس، وأخبر بخروج كثير من الفرق كالخوارج والقدرية ، وبشر كثير من الصحابة بالجنة فماتوا على الإيمان ، وبشر الكثير بالنار فماتوا على الكفر، وأخبر بكثير من أشراط الساعة الصغرى وقد تحققت . وليرجع القارىء الكريم الى مقال ( الأخبار المستقبلية في القرآن ودلالتها على مصدره الرباني )
خامساً : الحقائق العلمية :
فلقد سبق القرآن الكريم العلم الحديث بذكره لحقائق كثيرة لم يكتشفها العلم الا في العصر الحديث ، وليرجع القارىء الكريم إلى مقال ( الحقائق العلمية في القرآن الكريم ودلالتها على مصدرها الرباني )
سادساً : نشأته في بيئة أمية وإتيانه بعلوم إلهية :
لقد ظهر الرسول صلى الله عليه وسلم من قبيلة ليسوا من أهل العلم ومن بلده كانت الجهالة غالبة عليهم . ولم يتفق له الاتصال بعالم . فإذا نبت في هذه البيئة ثم بلغ في معرفة الله وصفاته وأفعاله وأحكامه هذا المبلغ العظيم وجاء بكتاب يحتوي على مختلف العلوم عجز جميع الأذكياء من العقلاء عن القرب منه ، فإن ذلك يحمل كل ذي عقل سليم وطبع قويم على الاقرار بأن هذا العلم الفذ لا يتيسر لأحد من البشر إلا بتعليم إلهي خاص . تأمل أخي القارىء الي قوله تعالى : (( تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ )) [ هود : 49 ] وتأمل أخي القارىء في قوله تعالى : (( وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ )) [ العنكبوت : 48 ]
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تهتدون .
__________________________________________________ __________
[ 1 ] أخرجه البخاري ك/ المناقب ب/ مناقب المهاجرين وفضلهم ، ومسلم ك/ فضائل الصحابة ب/ من فضائل أبي بكر الصديق والترمذي ك/ التفسير ب/ ومن سورة التوبة وابن حبان في صحيحه 14/181 وأحمد في المسند 1/4 وغيرهم .
[ 2 ] أخرجه البخاري ك/ المغازي ب/ غزوة الخندق ومسلم/ ك/ الجهاد والسير ب/ استحباب الدعاء بالنصر عند لقاء العدو والترمذي ك/ الجهاد ب/ ما جاء في الدعاء عند القتال ، وغيرهم
إلى القُمّص المشلوح:
الأناجيل: نظرة طائر
د. إبراهيم عوض
تأتينى كل يوم رسائل تعلّق على ما أكتب فى هذا الموضوع، وبعض هذه الرسائل يثنى على ما أكتب، وبعضها يخطئنى، وبعض ثالث يشتم ويصفنى بأننى "آتٍ من وراء الجاموسة" ويبشّرنى بأن "محمدا سوف يأخذنى معه إلى الهاوية"، أى الجحيم، وأخرى يؤكد صاحبها أنه يحترق بحبى ويحرص على تنويرى وهدايتى ويقول، كنوع من التدليل على محبته لى، إن محمدا أخذ الشعراوى وديدات إلى الجحيم، وسوف يأخذنى معه هناك كما أخذهما من قبل، ورسالة يقول كاتبها إنهم يتبعون المسيح الإله الحى الباقى، أما نحن فنمشى وراء شخص قد مات وأنتنت جثته... وشتائم أخرى من هذا النوع المقذع الذى يبدو أن أصحابه يفهمون أن السيد المسيح قد وصى به فى العبارة التالية المنسوبة إليه فيما يسمَّى بــ"الأناجيل": "أحبوا أعداءكم! باركوا لاعنيكم! من ضربك على خدك الأيمن، فأدر له خدك الأيسر"، فضلا عما أخذ كثير من المهجريين بالذات يرددونه من وجوب خروج المسلمين من مصر وعودة الإسلام إلى بلاد العرب البدوية المتخلفة التى جاء منها. وأنا، حين أفكر فى هذه الرسائل بناء على رد الفعل الطبيعى، وكذلك بناء على ما ينصحنى به بعض أصحابها من إعادة النظر فى إيمانى بما أتى به محمد ("الشيطان" كما يسمونه)، لا أستطيع أن أجد فى الإسلام شيئا يَثْنِينى عن مواصلة الإيمان به والافتخار بأننى واحد من أتباعه، وإلا فما الذى فى دين هذا الرسول الكريم مما ينبغى إدانته؟
هل هو التوحيد النقى الذى يرفض كل ألوان الوثنية والشرك وعبادة الأصنام والأوثان والبشر الذين يتبولون ويخرأون؟ هل هو الصلاة لله سبحانه وتمجيده وعبادته؟ هل هو الحض على الرأفة بالفقراء والمساكين، لا كلاما جميلا فقط دون فاعلية، بل بتشريع الزكاة والصدقات تشريعا محددا ملزما؟ هل هو المبادئ الإنسانية التى تقول إنه لا فضل لعربى على عجمى إلا بالتقوى والعمل الصالح، وإن التقوى ليست فى الشعائر فى حد ذاتها بل فى إخلاص القلب والتوجه بهذه الشعائر إلى الله سبحانه والتصرف بمقتضاها فى سلوكنا اليومى وعلاقاتنا بالآخرين وبعيدا عن الرياء والجرى وراء السمعة بين الناس؟ هل هو دعوته إلى طلب العلم وفرضه على كل مسلم ومسلمة وإعلاؤه من شأن العقل حتى فى الاعتقاد، بعكس ما تدعو به بعض الأديان الأخرى من وجوب التسليم دون بحث أو نقاش؟ هل هو إقراره مبدأ المسؤولية الفردية وعدم توريث الخطيئة الأولى لعموم البشرية ظلما وغبنا، مما استوجب قتل الله، أستغفر الله؟ هل هو إعطاؤه الأجر على مجرد الاجتهاد حتى لو أخطأ صاحبه؟ هل هو فتحه باب التوبة والغفران دائما على مصراعيه أمام الناس جميعا دون تعقيدات أو وثنيات؟ هل هو موازنته العبقرية بين المثال والواقع فى تشريعاته ومتطلباته؟ هل هو فى اتجاهه للبشرية كلها لا إلى بنى إسرائيل وحدهم من دون الخلق جميعا؟هل هو رفعه لقيمةِ العمل وإتقانِه إلى سماء سامقة وإعلاء الأجر عليه إلى الحد الذى يؤكد فيه أن هناك ذنوبا لا يكفّرها إلا العمل؟ هل هو حَثُّه على النظافة فى كل الأمور حتى فى تنظيف الأسنان وجعلها من الإيمان، فى الوقت الذى تضع فيه بعض الأديان تلك القيمة فى تعارض مع صحيح الاعتقاد؟ هل هو نجاحه المذهل الذى لم يستطعه أى دين آخر فى تنفير أتباعه من أم الخبائث تنفيرا يُضْرَب به المثل، على حين تحتل معجزة تحويل الماء إلى خمرٍ البند "رقم واحد" فى قائمة معجزات "س" من الأديان؟ هل هو اهتمامه بالجمال والتنبيه إلى أن الله جميل يحب كل شىء جميل؟ هل هو اعترافُه بحدود القدرة البشرية ومراعاتُه لطبيعة الإنسان فى تشريعاته بحيث لا تجىء تهويماتٍ مثاليةً ساذجةً مستحيلةَ التنفيذ، ومن ثم لا تصلح إلا لترديدها على ألسنة المشقشِقين المغرمين بالكلام الكبير الفارغ دون أن يكون لها أى أثر فى قلوبهم أو تصرفاتهم؟ هل هو دفاعه المجيد عن السيد المسيح وأمه من الاتهامات السافلة الكافرة التى يرددها اليهود وملاحدة الغرب وبعض من يزعمون أنهم من أتباعه؟ هل هو تحذيره من شهوات النفس ووسوسات الشيطان؟ هل هو حرصه على أن يكون عمل الخير خالصا لوجه الله بعيدا عن الرياء؟ هل هو حملته على النفاق والمنافقين؟ هل هو تشديده النهى على أتباعه أن يَجْرِمهم شَنَآن قوم على ألا يَعْدِلوا؟ هل هو جعْله التعاون على البر والتقوى مبدأً من مبادئه؟ هل هو فضحه المتاجرة بالدين وكشفه عن جشع فريق كبير من الأحبار والرهبان وأكلهم أموال الناس بالباطل وصدهم عن سبيل الله وقيادتهم جمهور أتباعهم من أنوفهم وراءهم دون عقل أو تفكير؟ هل هو إماطته اللثام عن حقيقة ما تم من عبث وتحريف فى التوراة والإنجيل؟ هل هو دفاعه العظيم عن الأنبياء والمرسلين وتبرئتهم من تهم الزنا والقتل والزواج بالمحارم وتسهيل عبادة الأوثان التى يتهمهم بها مؤلفو الكتاب المقدس؟
أما القول بأن الإسلام ليس بدين مصرى فكذلك النصرانية ليست بدين مصرى، وأما ما يردده بعض من طمس الشيطان بصائرهم من أن المسلمين فى مصر ليسوا مصريين بل وافدين من الجزيرة العربية فهو كلام يدل على جهل وغباء أو على استبلاه واستحماق، لأن كلا من المسلمين والنصارى فى مصر هم بوجه عام مصريون أبًا عن جَدّ، اللهم إلا القليل هنا وهناك مما لا يخلو منه بلد. ولم يحدث قط أن قال مسلم فى مصر إن على النصارى أن يرحلوا، فلماذا يقولها بعض الناس من الطرف الآخر؟ هذه أول مرة نرى فيها "أقلية الأقلية" تقول هذا الكلام الغريب. وأقول: "أقلية الأقلية" لأنه ليس كل النصارى (فيما أفهم) يقولون ذلك، إنما هى أقلية صغيرة بينهم، وإلا فهى الكارثة!
إننى والله فى حيرة من أمرى، ولا أدرى ماذا يمكن أن يصنع الإنسان فى الرد على هذه السفالات؟ أحد الإخوة من عقلاء المهجر (وما أقلهم!) رجانى أن أهمل الرد على القُمّص إياه وقال إننى ينبغى ألا أهتم بما يردده من اتهامات للإسلام جائرة، وإنه يعرف أن دين محمد دين عظيم، أو شيئا بهذا المعنى لأن نص كلامه ليس أمامى الآن. إلا أننى، بعد شكره الجزيل على هذا الكلام حتى لو كان مجرد مجاملة لا أكثر، أتساءل: ما دام ذلك الأخ الكريم يعتقد بهذا فلم لا يوجه مثل هذا النداء لذلك القُمّص وأشياعه؟ أمن المعقول أن آتى للمُعْتَدَى عليه وأطالبه بالسماح، ولا أكلّف نفسى بمحاولة لفت نظر المُعْتَدِى إلى سوء ما يفعل؟ إننا لا يمكن أن ننال من السيد المسيح ولا من أمه الطاهرة ولا حتى من الحواريين، بل إننا لنردّ على ما جاء فى العهد الجديد مما يمكن أن يُتَّخَذ تُكَأَة فى الإساءة إلى أى منهم، فلم التسافُه والتباذؤ مع سيّد الخلق إذن؟ لا يا أخى الكريم، لن نسكت على قلة الأب، وسنرد بكل قوة، لكن مع احترام السيد المسيح وأمه وتلاميذه، لا من باب المجاملة، بل من باب الإيمان بمحمد عليه السلام، الذى يوجب علينا دينه العبقرى النبيل الراقى المتحضر أن نؤمن بكل الأنبياء، والذى يُعْلِى من شأن مريم وابنها عليهما السلام كل الإعلاء مع رفض كل تأليه لأى منهما تماما.
والآن نمضى فى الرد على السخافات المهجرية وقلة العقل والغفلة والبذاءة والسفالة التى هى حجة الصايع الضايع الذى لم يربّه أهله فتربّيه الأيام والليالى وتقوّم اعوجاجه بالصرمة القديمة، وذلك من خلال التحليل العلمى للأناجيل بغية توضيح موقفنا العقيدى ولتوجيه نظر من عنده بقية من نظر إلى عظمة ما عندنا وعبقريته، وكل إنسان حر بعد هذا فى اتخاذ الموقف الذى يراه واعتناق الرأى الذى يعتقد فى صحته، ونحن بحمد لله نردد من كل قلوبنا ما قاله ربنا فى قرآنه المجيد ونؤمن به أتم الإيمان: "لا إكراه فى الدين، قد تبين الرُّشْد من الغَىّ. فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفضام لها. والله سميع عليم" (البقرة/ 256)، "ولو شاء ربك لآمن من فى الأرض كلهم جميعا. أفأنت تُكْرِه الناسَ حتى يكونوا مؤمنين؟" (يونس/ 99)، " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة. ولا يزالون مختلفين إلا مَنْ رَحِمَ ربك، ولذلك خلقهم. وتمت كلمة ربك: لأملأنّ جهنم من الجنة والناس أجمعين" (هود/ 119)، "وقل: الحق من ربكم، فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر. إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سُرَادِقها، وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمُهْل يشوى الوجوه" (الكهف/ 29)، "كذلك زَيَّنّا لكل أمة عملهم، ثم إلى ربهم مَرْجِعهم فينبئّهم بما كانوا يعملون" (الأنعام/ 108)... إلخ.
أما الجاموسة والإتيان من وراء الجاموسة فماذا فيه؟ إن للجاموسة منافع كثيرة: فقد كانت أيام أن كنت أمشى وراءها (رغم أن أهلى ليسوا من أصحاب الأرض بل تجارا، لكنى كنت أحب أن أرافق زملائى من أولاد جيراننا الفلاحين إلى حقولهم التى أعشق التجوال فيها وما زلت عشقًا والِهًا عجيبًا)، أقول: كانت الجاموسة تجر المحراث والنورج وتدير الساقية، وكانت وما زالت تعطينا "لبنا سائغا خالصا للشاربين" كما يقول القرآن، ويُؤْكَل لحمها الطيب الذى لا رائحة له منتنة كرائحة لحم الخنزير ورائحة أفواه وأدبار من يحبونه، كما أن فى رَوْثها فائدة كبيرة للأرض الزراعية، وكذلك لتلطيخ وجه القُمّص المذكور، وجهه فقط لا دبره لأن على حوافى دبره، والحمد لله، من الفضلات المنتنة كرائحة فمه وعقله وقلبه ما يلطّخ وجوه السفلة المتطاولين على سيد الأنبياء والمرسلين على بَكْرَة أبيهم وأمهم أيضا ويملأ أفواههم جميعا حتى يشبعوا ويكُظّوا كروشهم دون الحاجة إلى "تزويدة" من رَوْث الجاموسة التى نحن آتون من ورائها! بالله ماذا فى الإتيان من وراء الجاموسة؟ أليس ذلك أفضل من الإتيان من وراء زيكو، وأنتم تعرفون ماذا يعنى الإتيان من وراء زيكو، وزيكو لا يُؤْتَى إلا من ورائه؟ ليست المشكلة فى الإتيان من وراء الجاموسة يا جاموسة أنت وهو وهى، بل المشكلة كل المشكلة فى أن يكون البعيد جاموسة يا من تخفيت وراء اسم امرأة، ثم لا حصّلت أن تكون امرأة ولا رجلا، بل جاموسة، وأدنى من الجاموسة لأن الجاموسة، يا أدنى من الجاموسة، لا تشرك بالله الواحد الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، أو تعبد معه صنما أو وثنا أو بشرا. إن الجاموسة (التى هى جاموسة) قد فهمت هذا، فهل فهمت أنت يا أدنى من الجاموسة؟ ثم إن للجاموسة، يا أدنى من الجاموسة، فضلاً آخر لا أدرى كيف نسيتُه، ألا وهو أنها بعد أن تُذْبَح وتُسْلَخ نأخذ جلدها وندبغه ونصنع منه جِزَمًا نلبسها فى أقدامنا، وبعد أن تصبح هذه الجزم صُرَمًا قديمة نستخدمها فى صفع زيكو على وجهه القبيح وقفاه العريض ودبره المنتن وضميره الخرب المظلم، وأنا على يقين أنه سيستزيدنا من هذه الأنواع المختلفة كلها من الضرب كرامةً لنوع واحد فقط منها هو ضربه على دبره وما يجده ذلك المازوكىّ فى هذا الضرب من لذة شاذة! هل وصلت الرسالة؟ أم هل أعيدها من أول وجديد يا أدنى من الجاموسة؟ والله إن فى مقارنتك أنت وأمثالك بالجاموسة إساءة إلى الجاموسة يا أدنى من الجاموسة! وأنا هنا، أيها القراء الكرام، لا أدافع عن نفسى، فليست المسألة بينى وبين هؤلاء مسألة شخصية، إذ لا أحد منا يعرف الآخر، بل هم يشتمون لأننى أدافع عن محمد بن عبد الله (عليه وعلى أخيه عيسى بن مريم الصلاة والسلام) ضد سفالاتهم وإجرامهم رغم أن هذا الدفاع تأخر كثيرا جدا على أمل أن يفيقوا أو ينصحهم عقلاؤهم بالإفاقة من نوبة السفالة التى اعترتهم فجأة، لكنهم انهالوا علىّ برسائلهم النجسة مثلهم، والتى سبق أن أهملت كثيرا منها من قبل حين لم يكن لها علاقة بالتطاول على رسول الله صلى الله عليه وسلم. إنى لا أعد نفسى شيئا ذا بال على الإطلاق، ولم أكن لأهتم بما يقولون لو كان الأمر خاصا بى، أمّا والتطاول على الرسول هو المراد فالأمر يختلف جدا جدا جدا...
وعجيب أن يكون الحب الذى يكنونه لى، حسبما كتب إلىّ "فلان المحب" (كما سمى نفسه)، سببا فى كيل هذه الشتائم والبذاءات والسفالات لنا، مما يجعلنا نتساءل: إذا كان هذا هو ما يؤدى إليه الحب، فما الذى يمكن أن يؤدى إليه الكره إذن؟ إن المخبول الذى يتطاول على أشرف الأنبياء والمرسلين ويقول إنه قد مات وأنتن يعتقد بجهله وغبائه وقلة عقله وضيق أفقه وتحجر عقيدته أننا نعبد الرسول الكريم كما يعبد هو السيد المسيح، غافلا (لأنه مغفل من الطراز الأول) أننا لا نعتقد فيه أكثر مما يقوله المنطق والعقل وما أكده هو ذاته عليه صلوات الله وسلامه، وعلى من يمسه بأية كلمة بذيئة لعنات الله والرسل، والمسيح على رأسهم، والملائكة والناس أجمعين، ألا وهو أنه عبد الله ورسوله. فنحن إذن لا نعبد ميتا كما يفعل ذلك الحمار الغبى الجهول وأشباهه، بل نعبد الحى الذى لا يموت، الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، الذى لا يهينه عباده ولا يبصقون فى وجهه أو يصفعونه على خديه أو يطعنونه بالحربة فى جنبه أو يضعونه على الخشبة التى لا يوضع عليها إلا كل ملعون بنص العهد القديم، ولا يوصف بالخروف ولا يصرخ من الألم وما من مغيث، ولا يفقد أعصابه فيَعْنُف بأمه ويناديها بــ" يا امرأة" لا بــ" يا أمى"كما يفعل كل من يحبون أمهاتهم ويحترمونهن، ولا يُذِلّ الكنعانيات المسكينات إذلالا ما بعده إذلال ويسميهن هن وسائر البشر من غير بنى إسرائيل بــ"الكلاب"، ولا يتهم الحواريين دائما بأنهم ضعفاء الإيمان شياطين، ولا يعمل كما يعمل كل الناس، ومعروف ما يفعله كل الناس فى دورات المياه، يا عيب الشؤم، ولا يأمرنا بتطليق الدنيا والاحتفاء بالموت والعدم! أما الموت فهو لا يختص بالرسول الكريم الذى لم يشأ أن يضلل أتباعه عن حقيقته فلم يقل لهم (ولم يقولوا هم بدورهم عنه) إنه ابن الله، بل قال بكل بساطة وعظمة وتواضع حقيقى إنه ميت مثلما كل البشر ميتون، بما فيهم السيد المسيح، عبد الله ورسوله عليه الصلاة والسلام. أما الرسالة التى وصلتنى الآن من "النعمة"، وفيها تلك العبارة: "I am sending this message again because I love u & I want u to know who is going to save u from Hell in the last day which is coming very soon as the prophecies say!"، فيبدو أن صاحبها قد نسى أنه يخوفنى بشىءٍ المفروضُ، حسب نص الكلام الذى ينسبونه للمسيح عليه السلام، أنه قد وقع من زماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااان (منذ نحو ألفى عام)، إذ قال، طبقا لما رَوَوْه عنه، إن ملكوت السماوات سوف يأتى قبل أن يموت أصغر واحد من الموجودين معه، أو شيئا من هذا القبيل. يعنى: نحن الآن فى الملكوت، أو فى الباى باى!
والآن، وبعد هذه التوطئة التى أرجو أن تكون قد وضعت الأمور فى نصابها فأَوْلَجَتِ "الألف" فى "ميم" زيكو، "أَلِجُ" أنا فى الموضوع فأقول إن المقارنة بين الأناجيل الأربعة تكشف لنا عن أشياء مذهلة. ولا أود أن أستبق الأحداث بل أترك النصوص تتحدث بنفسها، حاصرًا دورى فى التعليق عليها ولفت النظر إلى ما أظنه يستحق الالتفات فيها، والله المستعان، ومنه التوفيق، وعليه التُّكَلان، وباسمه تعالى نبدأ المقارنة والتحليل، لكن بعد أن أرجو السادة القراء ألا يقفزوا فوق النقول التى أستشهد بها إذا ما طالت حتى يتحققوا من صحة ما أقول أو خطئه، والخطأ واردٌ فى كل حال، وجارٍ على كل إنسان:
فمتّى فى بداية الإصحاح الأول منه يقول إن المسيح عليه السلام هو ابن داود بن إبراهيم، أى أنه من سلالة بشرية: "1 كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْراهِيمَ: 2إِبْراهِيمُ وَلَدَ إِسْحاقَ. وَإِسْحاقُ وَلَدَ يَعْقُوبَ. وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يَهُوذَا وَإِخْوَتَهُ. 3وَيَهُوذَا وَلَدَ فَارِصَ وَزَارَحَ مِنْ ثَامَارَ. وَفَارِصُ وَلَدَ حَصْرُونَ. وَحَصْرُونُ وَلَدَ أَرَامَ. 4وَأَرَامُ وَلَدَ عَمِّينَادَابَ. وَعَمِّينَادَابُ وَلَدَ نَحْشُونَ. وَنَحْشُونُ وَلَدَ سَلْمُونَ. 5وَسَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ مِنْ رَاحَابَ. وَبُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ مِنْ رَاعُوثَ. وَعُوبِيدُ وَلَدَ يَسَّى. 6وَيَسَّى وَلَدَ دَاوُدَ الْمَلِكَ. وَدَاوُدُ الْمَلِكُ وَلَدَ سُلَيْمَانَ مِنَ الَّتِي لأُورِيَّا. 7وَسُلَيْمَانُ وَلَدَ رَحَبْعَامَ. وَرَحَبْعَامُ وَلَدَ أَبِيَّا. وَأَبِيَّا وَلَدَ آسَا. 8وَآسَا وَلَدَ يَهُوشَافَاطَ. وَيَهُوشَافَاطُ وَلَدَ يُورَامَ. وَيُورَامُ وَلَدَ عُزِّيَّا. 9وَعُزِّيَّا وَلَدَ يُوثَامَ. وَيُوثَامُ وَلَدَ أَحَازَ. وَأَحَازُ وَلَدَ حَزَقِيَّا. 10وَحَزَقِيَّا وَلَدَ مَنَسَّى. وَمَنَسَّى وَلَدَ آمُونَ. وَآمُونُ وَلَدَ يُوشِيَّا. 11وَيُوشِيَّا وَلَدَ يَكُنْيَا وَإِخْوَتَهُ عِنْدَ سَبْيِ بَابِلَ. 12وَبَعْدَ سَبْيِ بَابِلَ يَكُنْيَا وَلَدَ شَأَلْتِئِيلَ. وَشَأَلْتِئِيلُ وَلَدَ زَرُبَّابِلَ. 13وَزَرُبَّابِلُ وَلَدَ أَبِيهُودَ. وَأَبِيهُودُ وَلَدَ أَلِيَاقِيمَ. وَأَلِيَاقِيمُ وَلَدَ عَازُورَ. 14وَعَازُورُ وَلَدَ صَادُوقَ. وَصَادُوقُ وَلَدَ أَخِيمَ. وَأَخِيمُ وَلَدَ أَلِيُودَ. 15وَأَلِيُودُ وَلَدَ أَلِيعَازَرَ. وَأَلِيعَازَرُ وَلَدَ مَتَّانَ. وَمَتَّانُ وَلَدَ يَعْقُوبَ. 16وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يُوسُفَ رَجُلَ مَرْيَمَ الَّتِي وُلِدَ مِنْهَا يَسُوعُ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ". هذا ما قاله متى، على حين يقول لوقا فى أول فقرة من أول إصحاح فيه: "بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ اللَّهِ"، أى أنه من سلالة إلهية، لكنه فى موضع آخر يورد نسبه على النحو التالى: "23وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً ، وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ ، بْنِ هَالِي،24بْنِ مَتْثَاتَ، بْنِ لاَوِي ، بْنِ مَلْكِي ، بْنِ يَنَّا ، بْنِ يُوسُفَ،25بْنِ مَتَّاثِيَا ، بْنِ عَامُوصَ ، بْنِ نَاحُومَ ، بْنِ حَسْلِي ، بْنِ نَجَّايِ، 26بْنِ مَآثَ ، بْنِ مَتَّاثِيَا ، بْنِ شِمْعِي ، بْنِ يُوسُفَ ، بْنِ يَهُوذَا،27بْنِ يُوحَنَّا ، بْنِ رِيسَا ، بْنِ زَرُبَّابِلَ ، بْنِ شَأَلْتِئِيلَ ، بْنِ نِيرِي،28بْنِ مَلْكِي ، بْنِ أَدِّي ، بْنِ قُصَمَ ، بْنِ أَلْمُودَامَ ، بْنِ عِيرِ، 29بْنِ يُوسِي ، بْنِ أَلِيعَازَرَ ، بْنِ يُورِيمَ ، بْنِ مَتْثَاتَ ، بْنِ لاَوِي،30بْنِ شِمْعُونَ ، بْنِ يَهُوذَا ، بْنِ يُوسُفَ ، بْنِ يُونَانَ ، بْنِ أَلِيَاقِيمَ،31بْنِ مَلَيَا ، بْنِ مَيْنَانَ ، بْنِ مَتَّاثَا ، بْنِ نَاثَانَ ، بْنِ دَاوُدَ،32بْنِ يَسَّى ، بْنِ عُوبِيدَ ، بْنِ بُوعَزَ ، بْنِ سَلْمُونَ ، بْنِ نَحْشُونَ،33بْنِ عَمِّينَادَابَ ، بْنِ آرَامَ ، بْنِ حَصْرُونَ ، بْنِ فَارِصَ ، بْنِ يَهُوذَا ، 34بْنِ يَعْقُوبَ ، بْنِ إِسْحَاقَ ، بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، بْنِ تَارَحَ ، بْنِ نَاحُورَ،35بْنِ سَرُوجَ ، بْنِ رَعُو ، بْنِ فَالَجَ ، بْنِ عَابِرَ ، بْنِ شَالَحَ، 36بْنِ قِينَانَ ، بْنِ أَرْفَكْشَادَ ، بْنِ سَامِ ، بْنِ نُوحِ ، بْنِ لاَمَكَ، 37بْنِ مَتُوشَالَحَ ، بْنِ أَخْنُوخَ ، بْنِ يَارِدَ ، بْنِ مَهْلَلْئِيلَ ، بْنِ قِينَانَ،38بْنِ أَنُوشَ ، بْنِ شِيتِ ، بْنِ آدَمَ ، ابْنِ اللهِ".
وكما ترى فهذه السلسلة تختلف إلى حد بعيد عن سلسلة متى، سواء فى عدد حلقاتها أو فى ترتيبها، وهو أمر مضحك، إذ ليس من المعقول أن يجهل القوم سلسلة نسب ربهم. فيا له من رب! وياله من نسب! ولا تظن أيها القارئ أنى أتهكم حين أقول: "سلسلة نسب ربهم"، فقد قالوها هم بأنفسهم رغم أنى كتبت ما كتبت قبل أن أرى ما كتبوا، بل رجعت إليه فيما بعد. وهذا مثلا ما كتبه محررو "تفسير الكتاب المقدس": "إن غرض تتبع سلسلة نسب ربنا والرجوع به إلى داود هو أن يظهر أن المواعيد التى أعطيت لداود إنه سيصير سلفا للمَسِيّا قد تحققت فى يسوع المسيح" (تأليف مجموعة من اللاهوتيين برئاسة الدكتور فرنسيس دافدسون/ ط2/ دار منشورات التفسير/ بيروت/ 5/ 1990م/ 14). بل إن الشخص المذكور فى هذه السلسة على أنه ابن الله ليس هو المسيح بل آدم، أما المسيح فهو، حسبما كان يقول الناس، ابن يوسف! أما سلسلة متى فهى صريحة فى أنه ابن يوسف، أستغفر الله، إذ ليس هناك من معنى للقول بأنه ابن يوسف إلا معنى واحد لا أستطيع أن أنطق به!
وهو ما يؤكده النص التالى المأخوذ من مطلع إنجيل توما (أحد الأناجيل غير القانونية): "And a certain Jew when he saw what Jesus did, playing upon the Sabbath day, departed straightway and told his father Joseph: Lo, thy child is at the brook, and he hath taken clay and fashioned twelve little birds, and hath polluted the Sabbath day. "، إذ يقول المؤلف إن أحد اليهود الغيارى على الشريعة الموسوية، حين رأى عيسى الصغير يصنع يومَ سبتٍ من الطين طيرًا، ذهب من فوره إلى "أبيه يوسف" وشكا له ما صنع الغلام من الاعتداء على حرمة اليوم المقدس. ومثله قول المؤلف فى موضع آخر إن عيسى ذهب ذات يوم لزراعة القمح مع "والده" فى حقلهم: "Again, in the time of sowing the young child went forth with his father to sow wheat in their land: and as his father sowed, the young child Jesus sowed also one corn of wheat"... وغير ذلك من المواضع التى وُصِف فيها يوسف بأنه "أبوه". بل إننا لنقرأ أن يوسف، تعجُّبًا من المعجزات التى كان يعملها عيسى الصغير، قد دعا ربه شاكرا أنْ أعطاه طفلا مثله: " Happy am I for that God hath given me this young child".
وعَوْدًا إلى ما كنا بسبيله أرجو ألا تضحك، عزيزى القارئ، من حكاية نسب ربنا هذه، ذلك أن الكلام ليس عن الإله الذى نعرفه، رب العالمين، بل عن إله مجهول الهوية يراد تحديد أسرته ومكان إقامته ومهنته وتاريخ ميلاده وصحيفة أحواله المدنية حتى نعرف من هو، ومن أين أتى، وإلى أين هو ذاهب، وأين يسكن، ومن وَلِىّ أمره... إلخ. ويا حبذا لو اطّلعنا أيضا على رخصة قيادة السيارة (أو بالأحرى: رخصة ركوب الأتان والجحش ابنها)، فكل شىء من هذه الوثائق من شأنه أن يطمئننا على أننا ماشُون فى الطريق السليم وأننا لا نتعامل مع شخص لا نعرف له مرجعا ولا مكان عمل أو سكن. ونحن نعرف أن الناس هذه الأيام لا يبعثون على الاطمئنان، وأن ابن الحرام لم يترك لابن الحلال حاجة، فــ"بردون: pardon" يا عزيزى. آه! هذه أشياء لا تُغْضِب، أو ينبغى ألا تُغْضِب، أحدا. وهذا الإله لم نسمع به من قبل، وقد كثرت الآلهة، ولم يعد هناك شىء موثوق به، فالأفضل الأخذ بالأحوط!
وبعد قليل يقول الكاتب السابق: "يُرَجَّح أن سلسلة النسب هذه (يقصد سلسلة النسب المذكورة فى متّى) لا تتبع التسلسل الطبيعى (الذى تجده فى لوقا...)، بل الملكى والشرعى الذى بفضله كان المسيح وارثا لعرش داود" (نفس المرجع والصفحة). يا حلاوة! هناك إذن نسب طبيعى متسسل، ونسب كده وكده (نسبًا مضروبًا يعنى)، نسب يُذْكَر فى الأوراق الرسمية حتى تكون مهمة مجلس الوصاية على ولى العهد سهلة فلا يتلكّك أحد لأعضائه بحجة الرسميات وختم النسر، فكل شىء كما ترى جاهز، وتستطيع بعد ذلك أن تضع إصبعك فى عين أى موظف يشاغبك ويتحجج بلوائح الروتين، فنحن الذين خَرَمْنا التعريفة ودهنّا الهواء دُوكُو كما يقول المصريون الخائبون!
والله عال! عشنا وشفنا الآلهة لها نسب، وأى نسب؟: 1- نسبٌ طبيعى، وهذا نعرفه فيما بيننا، لكن لا يصح أن نظهره لأنه كفيل بإفساد الخطة الخاصة بوراثة العرش. 2- ونسبٌ أىّ كلام لزوم وراثة العرش عن داود وعشيقته (التى صارت زوجته فيما بعد) بَتْشَبَع: إى نعم، داود وبتشبع الزانيين القراريّين كما تكلم عنهما الكتاب المقدس ذاته ولست أنا والله العظيم! وأنطسّ فى نظرى لو كنت قلت هذا أو شيئا من هذا أو أرضى بهذا أو لا ألعن سنسفيل جدود من قال هذا، عليه وعلى من يرضى بهذا لعنات الله والملائكة والرسل والمسيح والناس أجمعين خالدين فيها إلى يوم يبعثون! ولا أظنك قد نسيت حكايتهما ولا السطح والطست والكوز والحركات إياها التى كانت تأتيها المستحمة العارية فى قلب الحوش المكشوف جنب القصر خبط لزق وهى تغنى أغنية "الطشت قال لى" مع الحفاظ على حقوق الأداء العلنى لورثة المرحومة عايدة الشاعر! ولقد كان الشدياق يداعب امرأته كلما نشزت عليه فيقول لها: "بحق السطح" فتلين فى الحال. ويبدو أنه كان بينهما شىء خاص وقع فوق السطح، فهو يذكّرها به فتتذكر، أو ربما كان يشير إلى الواقعة الغرامية بين داود وبتشبع. ولم أكن أعلم أن للسطوح سرا باتعا بهذا الشكل! ولأن الشىء بالشىء يُذْكَر فقد كنا ونحن صغار (وكان ذلك فى منتصف الخمسينات من القرن الماضى) نتجمع ليلا على إحدى المصاطب قريبا من بيوتنا فى ضوء القمر ثم يحكى البارعون منا فى الكلام حواديت، وكان من بيننا ولد عفريت يمتهن مع زوج أمه مهنة صنع الغرابيل والمناخل، فكان يحكى لنا دائما حدوتة واحد من أصحاب هذه المهنة كان يعاكس النساء وهو ينادى على بضاعته، فيرفع عقيرته صائحا أمام البيوت التى يمر بها: "يا ستى يا اللى فوق السطوح! آجِى واللا ارُوح؟ يا اللى عاوزة المنخل"! فهذه ثلاثة شواهد على مدى أهمية السطوح فى حياة البشر، ولو بحثتم عن شواهد أخرى فأنا موقن أنها متوفرة بغزارة! لكن الذين ذكروا هذا النسب الـــ"أى كلام" نَسُوا للأسف أنه هو نسب يوسف النجار. يا ألطاف الله! يعنى: الحكاية مطيَّنة من الناحيتين: فهو أولا نسب مزوَّر وملخبط، وثانيا نسب مريب يسىء للسيد المسيح، الذى نجلّه نحن المسلمين ولا نرضى أن تناله شبهة إساءة، فهو نبى من أنبياء الله الأطهار، عليه أفضل الصلوات وأزكى السلامات، ولعن الله كل من تسوِّل له نفسه النجسة الإساءة إليه ولو بالتلميح من بعيد!
لكن نعود للنسبين: الإلهى والبشرى، ونتساءل: لماذا هذا الاختلاف بين الكاتبين فلم يذكر كل منهما النسبين فيريح ويستريح؟ سيقولون إن كلا منهما ركز على جانب من جانبى السيد المسيح. لكن السؤال هو: ولماذا لم يكن كل منهما واضحا فى هذه المسألة التى تقوم عليها الديانة التى ينتمى إليها فيقول بصريح العبارة إنه قد ركز على جانب واحد من الأمر وترك الجانب الآخر من أجل كذا وكذا؟ كما أن ثمة سؤالا آخر فى غاية الخطورة: ترى هل معنى تركيز متّى على الجانب البشرى فى المسيح أن ينسبه، وفى بداية الإصحاح الأول منه، إلى يوسف النجار، الذى كان كثير من اليهود وما زالوا يتهمون به مريم عليها السلام؟ إن أقل ما يقال فى متّى أنه قد أعطى بذلك أعداء المسيح صلى الله عليه وسلم السكين لطعن شرفه وعِرْض أمه الكريمة الطاهرة التى رفعها القرآن الكريم فوق نساء العالمين، إن لم نقل فيما فعله ذلك المؤلف أكثر من هذا! وهاهو ذا متّى يؤكد أنه ابن يوسف ومريم معا فى أكثر من موضع، إذ يصفهما مثلا بأنهما: "أَبَوَاهُ" (2/ 41)، "وَعِنْدَمَا دَخَلَ بِالصَّبِيِّ يَسُوعَ أَبَوَاهُ ، لِيَصْنَعَا لَهُ حَسَبَ عَادَةِ النَّامُوسِ..." (2/ 27)، كما تقول مريم مخاطبة عيسى الصغير وهى تشير إلى يوسف ونفسها:"يَا بُنَيَّ، لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هَكَذَا؟ هُوَ ذَا أَبُوكَ وَأَنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ!" (2/ 48).
كذلك يقول لوقا فى ذات الفصل إن الملاك قد ظهر لمريم مبشرا إياها أنها ستلد ولدا اسمه يسوع، قائلا لها مرة إنه سوف يُدْعَى: "ابن العَلِىّ"، ومرة أخرى: "ابن الله"، أما متّى فيقول فى نفس الفصل أيضا إنه سيُدْعَى: "عِمّانوئيل"، أى "الله معنا". فهذا تناقض فيما قاله الملاك، فضلا عن أنه فى رواية متّى لم يقل هذا لها هى، بل ليوسف، وهو تناقض آخر! وهاتان هما الروايتان على الترتيب: "30فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ: لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ. 31وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. 32هَذَا يَكُونُ عَظِيماً ، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ،33وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَد، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَة .34فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟ 35فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَهُ (هكذا وردت فى طبعة المشباك التى رجعتُ إليها، والصواب: "لها"): اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ ،وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ ، فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ"، "20وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ، لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ . لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُم . 22وَهَذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ القَائِلِ : 23 هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً ، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيل الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا".
وحين يولد عيسى بن مريم عليه السلام يحكى لنا متّى (ف 2) حكاية فى منتهى الطرافة تخالف العقل من كل ناحية نظرت إليها وبأى معنى حاولت أن تفهمها. ولنسمع أولا الحكاية ثم نفصل القول فيها بعض التفصيل حتى يتضح وجه طرافتها ومجانبتها للعقل: "1وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ، إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ:«أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ». 3فَلَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ اضْطَرَبَ وَجَمِيعُ أُورُشَلِيمَ مَعَهُ. 4فَجَمَعَ كُلَّ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَكَتَبَةِ الشَّعْب، وَسَأَلَهُمْ:«أَيْنَ يُولَدُ الْمَسِيحُ؟» 5فَقَالُوا لَهُ:«فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ. لأَنَّهُ هكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ: 6وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ، أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا، لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ».7حِينَئِذٍ دَعَا هِيرُودُسُ الْمَجُوسَ سِرًّا، وَتَحَقَّقَ مِنْهُمْ زَمَانَ النَّجْمِ الَّذِي ظَهَرَ. 8ثُمَّ أَرْسَلَهُمْ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ، وَقَالَ:«اذْهَبُوا وَافْحَصُوا بِالتَّدْقِيقِ عَنِ الصَّبِيِّ. وَمَتَى وَجَدْتُمُوهُ فَأَخْبِرُونِي، لِكَيْ آتِيَ أَنَا أَيْضًا وَأَسْجُدَ لَهُ». 9فَلَمَّا سَمِعُوا مِنَ الْمَلِكِ ذَهَبُوا. وَإِذَا النَّجْمُ الَّذِي رَأَوْهُ فِي الْمَشْرِقِ يَتَقَدَّمُهُمْ حَتَّى جَاءَ وَوَقَفَ فَوْقُ، حَيْثُ كَانَ الصَّبِيُّ. 10فَلَمَّا رَأَوْا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحًا عَظِيمًا جِدًّا. 11وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ، وَرَأَوْا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ. فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا. 12ثُمَّ إِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِمْ فِي حُلْمٍ أَنْ لاَ يَرْجِعُوا إِلَى هِيرُودُسَ، انْصَرَفُوا فِي طَرِيق أُخْرَى إِلَى كُورَتِهِمْ".
والآن إلى تحليل الحكاية الطريفة المجانبة للعقل: أول كل شىء أن المجوس يتحدثون عن مَلِك لليهود. فأين ذلك المَلِك؟ لقد وُلِد المسيح عليه السلام فى مِذْوَد، لا فى قصر ملكى، وكان ولى أمره نجارا لا قيصرًا ولا كسرًى ولا فرعونًا من الفراعين. كما أنه لم يصر ملكا فى يوم من الأيام بأى معنى من المعانى. الشىء الثانى أن هؤلاء المجوس الآتين من المشرق قد أخذوا يسألون عن ملك اليهود، وهو ما يدل على أنهم كانوا بحاجة إلى من يسألونه عن مكان هذا المَلِك المزعوم لا أنهم كانوا يعرفونه. لكننا بعد قليل سوف نسمع "الراوى يا سادة يا كرام" يقول إن النجم المذكور سوف يظهر لهم ويسير أمامهم، ثم يجىء ويقف فوق بيت الملك المزعوم. فأى الروايتين نصدق بالله عليكم؟ وثالثا فإن "الراوى يا سادة يا كرام" يتحدث عن تحرك النجم أمام هؤلاء المجوس وكأنه كان يمشى بنفس إيقاع حركتهم، فهل هذا معقول؟ وهل كان يتوقف نهارا حتى يستطيعوا استئناف رؤيتهم له ليلا فلا يضلوا عنه بعد أن يكون قد سبقهم فى سماء الله الواسعة؟ أعطونى عقلكم من فضلكم أتصبر به! اللهم إلا إذا قالوا إنه نجم "نونو" كان لا يزال فى اللفّة، فلم يكن قد تعلم المشى بعد، دَعْكَ من الجرى بسرعة لا تطولها سرعة الصاروخ ولا فى الأحلام، بل كان يحبو على أربع، وكانت أمه النجمة الكبيرة (نجمة حقيقية من نجوم السماء لا من بتوع السينما) تصفق له وقد أدارت له شريط أحلام: "تاتا خَطِّ العتبة! تاتا حَبّة حَبّة!"، فإن كان كذلك فإنى أسلِّم من الآن وأغلق فمى فلا أفتحه أبدا! وهذا النجم هل يمكن أن نصدق أنه قد انخلع من مداره ولم يسقط مع ذلك فى الفضاء السحيق مثل أى نجم يخرج عن فَلَكه؟ ثم ما معنى قول الراوى عن النجم إنه "جاء ووقف فوق"، أى فوق البيت الذى كان فيه الملك الرضيع المزعوم؟ والسؤال هو: جاء من أين؟ من السماء طبعا؟ وإلى أين؟ إلى تحت طبعا بحيث يكون قريبا من المذود الذى كان فيه الطفل الرضيع. أليس هذا هو ما نفهمه من النص بدون أى تكلف؟ فهل هذا ممكن، ونحن نعرف أن النجم أكبر من الأرض أضعافًا مضاعفة؟ أما ما يقال من أن هؤلاء المجوس كانوا يحملون بعض الآلات الهندسية التى يمكنهم أن يحددوا عن طريقها مكان المذود مع الاستعانة بالنجم، كبيرة كانت هذه الآلات أم صغيرة، فأمر يبعث على الضحك لأن النص لم يقل ولا يمكن أن يقول شيئا عن هذا، ذلك أنهم لم يكونوا فلكيين، وإلا ما فاتت هذه متّى ولشنّف آذاننا بها. وقد رأينا المجوس فى البداية لا يعرفون كيف يستدلون على المكان، فكانوا يسألون الناس. ولو كانت معهم آلات فلكية ما كانوا بحاجة إلى مثل هذا السؤال أصلا! أليس كذلك؟ ثم كيف يا ترى استطاعوا التفاهم مع مريم ويوسف، وهم من غير أهل البلاد، أى لم يكونوا يتكلمون لغة الأم وخطيبها؟ وثالث عشر (أو رابع عشر، لا أدرى بالضبط): من أى كتابٍ أو فمٍ عَلِمَ أولئك المجوسُ بأمر ذلك النجم؟ بل لماذا يهتم المجوس بذلك الأمر أساسا، وهم ليسوا من اليهود؟ ولماذا ينبغى أن يشعروا أنهم لا بد لهم من السجود لملك بنى إسرائيل؟ ترى بأى كتاب أم بأية سنة وجب عليهم هذا؟ وبعد أن رَأَوْا ملك اليهود لماذا لم يَبْقَوْا إلى جانبه ما داموا قد تكلفوا مشاق ذلك السفر الطويل الذى يهدّ القُوَى؟ أو على الأقل لماذا لم يظهروا ثانية فى حياة السيد المسيح حين كبر وأعلن دعوته وشرع يبشر بملكوت السماوات؟ وهو نفس السؤال الذى يصدق على جماعة الرعاة فى حكاية لوقا المقبلة بعد قليل، فاستعدوا لها.
وثمة أسئلة كثيرة أخرى لا أريد أن أرهق القارئ بها فأكتفى بهذه، وأنبه إلى أن هذه الحكاية هى من اختراع متّى وإحدى بُنَيّات خياله: سجلها باسمه ببراءة اختراع خاصة به، ولهذا لا نجدها فى أقاصيص الأناجيل الثلاثة الباقية، بل نجد بدلا منها قصة مخترعة أخرى عند لوقا، الذى رأى أنه لا يصح أن يكون أقل مقدرة على اختراع القصص الشائقة (الشائقة على ما بها من ثغرات كثيرة مزعجة رغم طرافتها)، فأورد حكاية مختلفة عن جماعة من الرعاة ظهرت لهم الملائكة وهى تترنم مبشرة بولادة عيسى عليه السلام... إلى آخر ما قاله فى الفصل الثانى من إنجيله عن أولئك الرعاة المساكين الذين لا لهم فى الثور ولا فى الطحين، لكن لوقا أكرههم على الظهور فى حكايته إكراها. ولهذا لا نراهم، بل لا نسمع بهم أو عنهم مجرد سماع بعد ذلك أبدا بما يدل على أن مؤلف القصة يفتقر إلى القدرة على إحكام الحبكة الفنية وأنه إنما أراد ألا يتأخر عن متّى فى التأليف والاختراع. ثم لماذا تظهر الملائكة لجماعة من الرعاة ليس لهم فى حياة السيد المسيح عليه السلام أى دور يؤدونه ولا حتى دور الكومبارس؟
وهذه هى الحكاية الشائقة: "1وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ صَدَرَ أَمْرٌ مِنْ أُوغُسْطُسَ قَيْصَرَ بِأَنْ يُكْتَتَبَ كُلُّ الْمَسْكُونَةِ. 2وَهذَا الاكْتِتَابُ الأَوَّلُ جَرَى إِذْ كَانَ كِيرِينِيُوسُ وَالِيَ سُورِيَّةَ. 3فَذَهَبَ الْجَمِيعُ لِيُكْتَتَبُوا، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ. 4فَصَعِدَ يُوسُفُ أَيْضًا مِنَ الْجَلِيلِ مِنْ مَدِينَةِ النَّاصِرَةِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ، إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ الَّتِي تُدْعَى بَيْتَ لَحْمٍ، لِكَوْنِهِ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَعَشِيرَتِهِ، 5لِيُكْتَتَبَ مَعَ مَرْيَمَ امْرَأَتِهِ الْمَخْطُوبَةِ وَهِيَ حُبْلَى. 6وَبَيْنَمَا هُمَا هُنَاكَ تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ. 7فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ. 8وَكَانَ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ، 9وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ، فَخَافُوا خَوْفًا عَظِيمًا. 10فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ:«لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: 11أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ. 12وَهذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلاً مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ». 13وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ: 14«الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ».15وَلَمَّا مَضَتْ عَنْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ الرجال الرُّعَاةُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ:«لِنَذْهَبِ الآنَ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَنَنْظُرْ هذَا الأَمْرَ الْوَاقِعَ الَّذِي أَعْلَمَنَا بِهِ الرَّبُّ». 16فَجَاءُوا مُسْرِعِينَ، وَوَجَدُوا مَرْيَمَ وَيُوسُفَ وَالطِّفْلَ مُضْجَعًا فِي الْمِذْوَدِ. 17فَلَمَّا رَأَوْهُ أَخْبَرُوا بِالْكَلاَمِ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ عَنْ هذَا الصَّبِيِّ. 18وَكُلُّ الَّذِينَ سَمِعُوا تَعَجَّبُوا مِمَّا قِيلَ لَهُمْ مِنَ الرُّعَاةِ. 19وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا. 20ثُمَّ رَجَعَ الرُّعَاةُ وَهُمْ يُمَجِّدُونَ اللهَ وَيُسَبِّحُونَهُ عَلَى كُلِّ مَا سَمِعُوهُ وَرَأَوْهُ كَمَا قِيلَ لَهُمْ".
وحينما سألتْ يحيى، عليه السلام، الجموعُ التى أتت لتتعمد على يديه هل هو نفسه المسيح، جاء رده على النحو التالى فى الأناجيل المختلفة: "أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ ، وَلَكِنْ يَأْتِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي ، الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ" (لوقا/ 1/ 169)، " أَنَا أُعَمِّدُ بِمَاءٍ، وَلَكِنْ فِي وَسْطِكُمْ قَائِمٌ الَّذِي لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ.27 هُوَ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي، الَّذِي صَارَ قُدَّامِي، الَّذِي لَسْتُ بِمُسْتَحِقٍّ أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِه" (يوحنا/ 1/ 26- 27)، "11أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ لِلتَّوْبَةِ ، وَلَكِنِ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي هُوَ أَقْوَى مِنِّي ، الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَهُ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ. 12الَّذِي رَفْشُهُ فِي يَدِهِ ، وَسَيُنَقِّي بَيْدَرَهُ ، وَيَجْمَعُ قَمْحَهُ إِلَى الْمَخْزَنِ ، وَأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لاَ تُطْفَأ" (متى/ 3/ 11- 12)، "يَأْتِي بَعْدِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَنْحَنِيَ وَأَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ. 8أَنَا عَمَّدْتُكُمْ بِالْمَاءِ ، وَأَمَّا هُوَ فَسَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُس" (مرقس/ 1/ 7- 8). وبنظرة سريعة نستطيع أن نتبين الاختلاف الموجود بين نص كلام يحيى فى الأناجيل الأربعة ما بين أنه لا يستحق أن يحل سيور حذاء المسيح أو أنه لا يستحق حمل الحذاء أو سكوت القصة عن هذه النقطة أصلا، وكذلك الاختلاف فى أن المسيح سوف يعمدهم بالروح القدس والنار أو بالروح القدس فقط... إلى آخر الاختلافات بين نصوص الأناجيل الأربعة.
ونسمع يحيى فى إنجيل لوقا (الفصل الأول) يشتم الجموع كلها التى أتت لتتعمد على يديه: "7وَكَانَ يَقُولُ لِلْجُمُوعِ الَّذِينَ خَرَجُوا لِيَعْتَمِدُوا مِنْهُ: يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي ، مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي؟ 8فَاصْنَعُوا أَثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ. ولاَ تَبْتَدِئُوا تَقُولُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ: لَنَا إِبْرَاهِيمُ أَباً. لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ : إِنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هَذِهِ الْحِجَارَةِ أَوْلاَداً لإِبْرَاهِيمَ. 9وَالآنَ قَدْ وُضِعَتِ الْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ الشَّجَرِ ، فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّار. 10وَسَأَلَهُ الْجُمُوعُ قَائِليِنَ : فَمَاذَا نَفْعَلُ؟ 11فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ : مَنْ لَهُ ثَوْبَانِ فَلْيُعْطِ مَنْ لَيْسَ لَهُ، وَمَنْ لَهُ طَعَامٌ فَلْيَفْعَلْ هَكَذَا "، على حين أن شتائمه فى لوقا (الفصل الثالث) تقتصر من هذه الجموع على الفَرِّيسيّين والصَّدُّوقيّين وحدهم: "7فَلَمَّا رَأَى كَثِيرِينَ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ يَأْتُونَ إِلَى مَعْمُودِيَّتِهِ، قَالَ لَهُمْ: يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي ، مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي؟ 8فَاصْنَعُوا أَثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ". أما فى مرقس ويوحنا فلا ذكر لتلك الشتائم!
وفى متّى (4/ 15) أن الملائكة جاءت وصارت تخدم المسيح بعد أن فشل الشيطان فى أن يُغْوِيَه أثناء الأيام الأربعين التى قضاها عليه السلام فى البَرِّّية صائما فانصرف عنه: "12ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ ، وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ"، أما فى مرقس (1/ 13) فكانت الملائكة تخدمه فى الوقت الذى كان يجرَّب فيه من الشيطان: "13وَكَانَ هُنَاكَ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنَ الشَّيْطَانِ. وَكَانَ مَعَ الْوُحُوشِ. وَصَارَتِ الْمَلاَئِكَةُ تَخْدِمُهُ". وهذا تناقض لا أدرى كيف نحلّه!
أما بالنسبة لأول لقاء تم بين المسيح عليه السلام وسمعان وأندراوس (تلميذان من تلاميذه) فهكذا يحكيه لنا يوحنا (الفصل الأول) :"35وَفِي الْغَدِ أَيْضاً كَانَ يُوحَنَّا وَاقِفاً هُوَ وَاثْنَانِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، 36 فَنَظَرَ إِلَى يَسُوعَ مَاشِياً، فَقَالَ: هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ ! . 37 فَسَمِعَهُ التِّلْمِيذَانِ يَتَكَلَّمُ، فَتَبِعَا يَسُوعَ. 38 فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَنَظَرَهُمَا يَتْبَعَانِ، فَقَالَ لَهُمَا: مَاذَا تَطْلُبَانِ؟ فَقَالاَ: رَبِّي، الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ، أَيْنَ تَمْكُثُ؟ 39فَقَالَ لَهُمَا: تَعَالَيَا وَانْظُرَا . فَأَتَيَا وَنَظَرَا أَيْنَ كَانَ يَمْكُثُ، وَمَكَثَا عِنْدَهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ. وَكَانَ نَحْوَ السَّاعَةِ الْعَاشِرَةِ. 40كَانَ أَنْدَرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَاحِداً مِنَ الاِثْنَيْنِ اللَّذَيْنِ سَمِعَا يُوحَنَّا وَتَبِعَاهُ. 41 هَذَا وَجَدَ أَوَّلاً أَخَاهُ سِمْعَانَ، فَقَالَ لَهُ: قَدْ وَجَدْنَا مَسِيَّا الَّذِي تَفْسِيرُهُ: الْمَسِيحُ . 42فَجَاءَ بِهِ إِلَى يَسُوعَ. فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَقَالَ: أَنْتَ سِمْعَانُ بْنُ يُونَا. أَنْتَ تُدْعَى صَفَا الَّذِي تَفْسِيرُهُ: بُطْرُسُ . 43 فِي الْغَدِ أَرَادَ يَسُوعُ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْجَلِيلِ، فَوَجَدَ فِيلُبُّسَ فَقَالَ لَهُ: اتْبَعْنِي . 44 وَكَانَ فِيلُبُّسُ مِنْ بَيْتِ صَيْدَا، مِنْ مَدِينَةِ أَنْدَرَاوُسَ وَبُطْرُسَ. 45فِيلُبُّسُ وَجَدَ نَثَنَائِيلَ وَقَالَ لَهُ: وَجَدْنَا الَّذِي كَتَبَ عَنْهُ مُوسَى فِي النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءُ يَسُوعَ ابْنَ يُوسُفَ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَة". فإذا يممنا وجوهنا نحو متّى (الفصل الرابع) راعنا أن القصة مختلفة بما لا يمكن التوفيق بينها وبين رواية يوحنا: "18وَإِذْ كَانَ يَسُوعُ مَاشِياً عِنْدَ بَحْرِ الْجَلِيلِ أَبْصَرَ أَخَوَيْنِ: سِمْعَانَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ ، وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ يُلْقِيَانِ شَبَكَةً فِي الْبَحْرِ ، فَإِنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْنِ. 19فَقَالَ لَهُمَا: هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيِ النَّاس. 20فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا الشِّبَاكَ وَتَبِعَاهُ. 21ثُمَّ اجْتَازَ مِنْ هُنَاكَ فَرَأَى أَخَوَيْنِ آخَرَيْنِ: يَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَاهُ فِي السَّفِينَةِ مَعَ زَبْدِي أَبِيهِمَا يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا ، فَدَعَاهُمَا. 22فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا السَّفِينَةَ وَأَبَاهُمَا وَتَبِعَاهُ"، ومثلها رواية مرقس (الفصل الأول):"14وَبَعْدَ مَا أُسْلِمَ يُوحَنَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ اللَّهِ 15وَيَقُولُ: قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ، فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيل .16 وَفِيمَا هُوَ يَمْشِي عِنْدَ بَحْرِ الْجَلِيلِ أَبْصَرَ سِمْعَانَ وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ يُلْقِيَانِ شَبَكَةً فِي الْبَحْرِ، فَإِنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْنِ. 17فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا تَصِيرَانِ صَيَّادَيِ النَّاس . 18فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا شِبَاكَهُمَا وَتَبِعَاهُ. 19ثُمَّ اجْتَازَ مِنْ هُنَاكَ قَلِيلاً فَرَأَى يَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَهُمَا فِي السَّفِينَةِ يُصْلِحَانِ الشِّبَاكَ. 20فَدَعَاهُمَا لِلْوَقْتِ. فَتَرَكَا أَبَاهُمَا زَبْدِي فِي السَّفِينَةِ مَعَ الأَجْرَى وَذَهَبَا وَرَاءَهُ". فها نحن أولاء إزاء روايتين مختلفتين فى موضوع واحد اختلافا لا يمكن تجاهله والمرور فوقه دون اهتمام بمغزاه، وهو مغزى خطير بالنسبة لعصمة الكتاب المقدس كما لا بد أن يخطر فى بال القارئ! فأين يا ترى تم ذلك اللقاء الأول بين المسيح وتلميذيه؟ هل لَقِىَ السيد المسيح الأخوين المذكورين عند أبيهما بجوار القارب؟ أم هل فى حلقة يحيى يستمعان إلى مواعظه؟ مشكلة كبيرة لا سبيل لحلها!
وهناك ما يسمَّى بــ"موعظة الجبل"، فهل كانت فعلا فوق جبل كما يقول متّى، وهل كانت على النحو التالى:"5 1 وَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ ، فَلَمَّا جَلَسَ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ. 2 فَفتحَ فاهُ وعَلَّمَهُمْ قَائِلاً : 3 طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 4طُوبَى لِلْحَزَانَى ، لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ. 5طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ، لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ. 6طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ ،لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ. 7طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ، لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ. 8طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللَّهَ. 9طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللَّهِ يُدْعَوْنَ. 10طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 11طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ ، مِنْ أَجْلِي ،كَاذِبِينَ. 12اِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا، لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُمْ هَكَذَا طَرَدُوا الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ. 13 أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ ، وَلَكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. 14أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ ، 15وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجاً وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ ،بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. 16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ ،لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 17 لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا ،يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ ،فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.20فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ. 21 قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ ، وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. 22وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ. 23فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ ، وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئاً عَلَيْكَ ،24فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ ،وَاذْهَبْ أَوَّلاً اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ. 25كُنْ مُرَاضِياً لِخَصْمِكَ سَرِيعاً مَا دُمْتَ مَعَهُ فِي الطَّرِيقِ ،لِئَلا يُسَلِّمَكَ الْخَصْمُ إِلَى الْقَاضِي ، وَيُسَلِّمَكَ الْقَاضِي إِلَى الشُّرَطِيِّ ، فَتُلْقَى فِي السِّجْنِ. 26اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لاَ تَخْرُجُ مِنْ هُنَاكَ حَتَّى تُوفِيَ الْفَلْسَ الأَخِيرَ! 27 قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَزْنِ. 28وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا ، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ. 29فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ ، لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ. 30وَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ ، لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ. 31 وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَقٍ . 32وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي ، وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي. 33 أَيْضاً سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ:لاَ تَحْنَثْ ، بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ أَقْسَامَكَ. 34وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ ، لاَ بِالسَّمَاءِ لأَنَّهَا كُرْسِيُّ اللَّهِ ، 35وَلاَ بِالأَرْضِ لأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْهِ ، وَلاَ بِأُورُشَلِيمَ لأَنَّهَا مَدِينَةُ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ. 36وَلاَ تَحْلِفْ بِرَأْسِكَ، لأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً بَيْضَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ. 37بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ ، لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ. 38 سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. 39وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً. 40وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضاً. 41وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِداً فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ. 42مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ. 43 سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. 44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ ، 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. 46لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ ، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ ذَلِكَ؟ 47وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ فَأَيَّ فَضْلٍ تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ هَكَذَا؟48فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ. 6 1 اِحْتَرِزُوا مِنْ أَنْ تَصْنَعُوا صَدَقَتَكُمْ قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَنْظُرُوكُمْ ، وَإِلا فَلَيْسَ لَكُمْ أَجْرٌ عِنْدَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 2فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُصَوِّتْ قُدَّامَكَ بِالْبُوقِ، كَمَا يَفْعَلُ الْمُرَاؤُونَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي الأَزِقَّةِ ، لِكَيْ يُمَجَّدُوا مِنَ النَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ! 3وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ ،4لِكَيْ تَكُونَ صَدَقَتُكَ فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً. 5 وَمَتَى صَلَّيْتَ فَلاَ تَكُنْ كَالْمُرَائِينَ ،فَإِنَّهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يُصَلُّوا قَائِمِينَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي زَوَايَا الشَّوَارِعِ ،لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ! 6وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً. 7وَحِينَمَا تُصَلُّونَ لاَ تُكَرِّرُوا الْكَلاَمَ بَاطِلاً كَالأُمَمِ ، فَإِنَّهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ بِكَثْرَةِ كَلاَمِهِمْ يُسْتَجَابُ لَهُمْ. 8فَلاَ تَتَشَبَّهُوا بِهِمْ. لأَنَّ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ. 9 فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ. 11خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. 12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. 13وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ ، لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ ، وَالْقُوَّةَ ، وَالْمَجْدَ ، إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. 14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلاتِهِمْ ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. 15وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلاَّتِهِمْ ، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً زَلاّتِكُمْ. 16 وَمَتَى صُمْتُمْ فَلاَ تَكُونُوا عَابِسِينَ كَالْمُرَائِينَ ، فَإِنَّهُمْ يُغَيِّرُونَ وُجُوهَهُمْ لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ صَائِمِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ. 17وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صُمْتَ فَادْهُنْ رَأْسَكَ وَاغْسِلْ وَجْهَكَ ،18لِكَيْ لاَ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِماً، بَلْ لأَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً. 19 لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً عَلَى الأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ ،وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ. 20بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً فِي السَّمَاءِ ، حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ ، وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ ، 21لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضاً. 22سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ ،فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّراً ، 23وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِماً ، فَإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظَلاَماً فَالظَّلاَمُ كَمْ يَكُونُ!24 لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللَّهَ وَالْمَالَ. 25لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ ، وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ. أَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَامِ ، وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ؟ 26 اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ،وَأَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟27وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا اهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعاً وَاحِدَةً؟ 28وَلِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بِاللِّبَاسِ؟ تَأَمَّلُوا زَنَابِقَ الْحَقْلِ كَيْفَ تَنْمُو! لاَ تَتْعَبُ وَلاَ تَغْزِلُ. 29وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ : إِنَّهُ وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا. 30فَإِنْ كَانَ عُشْبُ الْحَقْلِ الَّذِي يُوجَدُ الْيَوْمَ وَيُطْرَحُ غَداً فِي التَّنُّورِ،يُلْبِسُهُ اللَّهُ هَكَذَا ، أَفَلَيْسَ بِالْحَرِيِّ جِدّاً يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟ 31فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ ؟ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟ 32فَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ كُلِّهَا. 33لَكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ ، وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. 34فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ. 7 1 لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا ،2لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ ، وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ. 3وَلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ 4أَمْ كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ: دَعْنِي أُخْرِجِ الْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ ، وَهَا الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ؟ 5يَا مُرَائِي ، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ ،وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّداً أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ! 6لاَ تُعْطُوا الْقَُدْسَ لِلْكِلاَبِ ، وَلاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الْخَنَازِيرِ ، لِئَلا تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُمْ. 7 اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. 8لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ. 9أَمْ أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ إِذَا سَأَلَهُ ابْنُهُ خُبْزاً ، يُعْطِيهِ حَجَراً؟ 10وَإِنْ سَأَلَهُ سَمَكَةً ،يُعْطِيهِ حَيَّةً؟ 11فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ ، يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ! 12فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهِمْ ، لأَنَّ هَذَا هُوَ النَّامُوسُ وَالأَنْبِيَاءُ. 13 اُدْخُلُوا مِنَ الْبَابِ الضَّيِّقِ ،لأَنَّهُ وَاسِعٌ الْبَابُ وَرَحْبٌ الطَّرِيقُ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْهَلاَكِ ، وَكَثِيرُونَ هُمُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ مِنْهُ! 14مَا أَضْيَقَ الْبَابَ وَأَكْرَبَ الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْحَيَاةِ ، وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَجِدُونَهُ! 15 اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَابِ الْحُمْلاَنِ ، وَلَكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِلٍ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ! 16مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَباً ، أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِيناً؟ 17هَكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَاراً جَيِّدَةً ، وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَاراً رَدِيَّةً ، 18لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً رَدِيَّةً ، وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً جَيِّدَةً. 19كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ. 20فَإِذاً مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ.21 لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ ، يَا رَبُّ ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ ، يَا رَبُّ ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا ، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ! 24 فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هَذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا ،أُشَبِّهُهُ بِرَجُلٍ عَاقِلٍ ، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ. 25فَنَزَلَ الْمَطَرُ ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ ، وَوَقَعَتْ عَلَى ذَلِكَ الْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ ، لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّساً عَلَى الصَّخْرِ. 26وَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هَذِهِ وَلاَ يَعْمَلُ بِهَا ، يُشَبَّهُ بِرَجُلٍ جَاهِلٍ ، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الرَّمْلِ. 27فَنَزَلَ الْمَطَرُ ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَصَدَمَتْ ذَلِكَ الْبَيْتَ فَسَقَطَ ، وَكَانَ سُقُوطُهُ عَظِيماً! . 28فَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هَذِهِ الأَقْوَالَ بُهِتَتِ الْجُمُوعُ مِنْ تَعْلِيمِهِ، 29لأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَمَنْ لَهُ سُلْطَانٌ وَلَيْسَ كَالْكَتَبَةِ".
وهل كانت بهذا اللفظ حرفيا وبنفس هذا الطول؟ أم هل كانت أقصر وبلفظ مختلف على نحو ما وألقاها المسيح فى سَهْلٍ لا فوق جَبَلٍ حسبما جاء عند لوقا (الفصل الخامس): "17وَنَزَلَ مَعَهُمْ وَوَقَفَ فِي مَوْضِعٍ سَهْلٍ ، هُوَ وَجَمْعٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ ، وَجُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ الشَّعْبِ ، مِنْ جَمِيعِ الْيَهُودِيَّةِ وَأُورُشَلِيمَ وَسَاحِلِ صُورَ وَصَيْدَاءَ ، الَّذِينَ جَاءُوا لِيَسْمَعُوهُ وَيُشْفَوْا مِنْ أَمْرَاضِهِمْ،18وَالْمُعَذَّبُونَ مِنْ أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ. وَكَانُوا يَبْرَأُونَ. 19وَكُلُّ الْجَمْعِ طَلَبُوا أَنْ يَلْمِسُوهُ ، لأَنَّ قُوَّةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنْهُ وَتَشْفِي الْجَمِيعَ.20وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ إِلَى تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: طُوبَاكُمْ أَيُّهَا الْمَسَاكِينُ ، لأَنَّ لَكُمْ مَلَكُوتَ اللهِ. 21طُوبَاكُمْ أَيُّهَا الْجِيَاعُ الآنَ لأَنَّكُمْ تُشْبَعُونَ. طُوبَاكُمْ أَيُّهَا الْبَاكُونَ الآنَ لأَنَّكُمْ سَتَضْحَكُونَ. 22طُوبَاكُمْ إِذَا أَبْغَضَكُمُ النَّاسُ ، وَإِذَا أَفْرَزُوكُمْ وَعَيَّرُوكُمْ ، وَأَخْرَجُوا اسْمَكُمْ كَشِرِّيرٍ مِنْ أَجْلِ ابْنِ الإِنْسَانِ. 23اِفْرَحُوا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَتَهَلَّلُوا ، فَهُوَذَا أَجْرُكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاءِ. لأَنَّ آبَاءَهُمْ هَكَذَا كَانُوا يَفْعَلُونَ بِالأَنْبِيَاءِ. 24وَلَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الأَغْنِيَاءُ ، لأَنَّكُمْ قَدْ نِلْتُمْ عَزَاءَكُمْ. 25وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الشَّبَاعَى ، لأَنَّكُمْ سَتَجُوعُونَ. وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الضَّاحِكُونَ الآنَ لأَنَّكُمْ سَتَحْزَنُونَ وَتَبْكُونَ. 26وَيْلٌ لَكُمْ إِذَا قَالَ فِيكُمْ جَمِيعُ النَّاسِ حَسَناً. لأَنَّهُ هَكَذَا كَانَ آبَاؤُهُمْ يَفْعَلُونَ بِالأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ. 27 لَكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ أَيُّهَا السَّامِعُونَ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ ، أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ،28بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ. 29مَنْ ضَرَبَكَ عَلَى خَدِّكَ فَاعْرِضْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً ، وَمَنْ أَخَذَ رِدَاءَكَ فَلاَ تَمْنَعْهُ ثَوْبَكَ أَيْضاً. 30وَكُلُّ مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ ، وَمَنْ أَخَذَ الَّذِي لَكَ فَلاَ تُطَالِبْهُ. 31وَكَمَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهِمْ هَكَذَا. 32وَإِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ ، فَأَيُّ فَضْلٍ لَكُمْ؟ فَإِنَّ الْخُطَاةَ أَيْضاً يُحِبُّونَ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُمْ. 33وَإِذَا أَحْسَنْتُمْ إِلَى الَّذِينَ يُحْسِنُونَ إِلَيْكُمْ ، فَأَيُّ فَضْلٍ لَكُمْ؟ فَإِنَّ الْخُطَاةَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ هَكَذَا. 34وَإِنْ أَقْرَضْتُمُ الَّذِينَ تَرْجُونَ أَنْ تَسْتَرِدُّوا مِنْهُمْ ، فَأَيُّ فَضْلٍ لَكُمْ؟ فَإِنَّ الْخُطَاةَ أَيْضاً يُقْرِضُونَ الْخُطَاةَ لِكَيْ يَسْتَرِدُّوا مِنْهُمُ الْمِثْلَ. 35بَلْ أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ ، وَأَحْسِنُوا وَأَقْرِضُوا وَأَنْتُمْ لاَ تَرْجُونَ شَيْئاً ، فَيَكُونَ أَجْرُكُمْ عَظِيماً وَتَكُونُوا بَنِي الْعَلِيِّ ، فَإِنَّهُ مُنْعِمٌ عَلَى غَيْرِ الشَّاكِرِينَ وَالأَشْرَارِ. 36فَكُونُوا رُحَمَاءَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ أَيْضاً رَحِيمٌ. 37وَلاَ تَدِينُوا فَلاَ تُدَانُوا. لاَ تَقْضُوا عَلَى أَحَدٍ فَلاَ يُقْضَى عَلَيْكُمْ. اِغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ. 38أَعْطُوا تُعْطَوْا ، كَيْلاً جَيِّداً مُلَبَّداً مَهْزُوزاً فَائِضاً يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ. لأَنَّهُ بِنَفْسِ الْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُم .39وَضَرَبَ لَهُمْ مَثَلاً: هَلْ يَقْدِرُ أَعْمَى أَنْ يَقُودَ أَعْمَى؟ أَمَا يَسْقُطُ الاِثْنَانِ فِي حُفْرَةٍ؟ 40لَيْسَ التِّلْمِيذُ أَفْضَلَ مِنْ مُعَلِّمِهِ ، بَلْ كُلُّ مَنْ صَارَ كَامِلاً يَكُونُ مِثْلَ مُعَلِّمِهِ. 41لِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ 42أَوْ كَيْفَ تَقْدِرُ أَنْ تَقُولَ لأَخِيكَ: يَا أَخِي ، دَعْنِي أُخْرِجِ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِكَ ، وَأَنْتَ لاَ تَنْظُرُ الْخَشَبَةَ الَّتِي فِي عَيْنِكَ؟ يَا مُرَائِي! أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّداً أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ. 43لأَنَّهُ مَا مِنْ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تُثْمِرُ ثَمَراً رَدِيّاً ، وَلاَ شَجَرَةٍ رَدِيَّةٍ تُثْمِرُ ثَمَراً جَيِّداً. 44لأَنَّ كُلَّ شَجَرَةٍ تُعْرَفُ مِنْ ثَمَرِهَا. فَإِنَّهُمْ لاَ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ تِيناً ، وَلاَ يَقْطِفُونَ مِنَ الْعُلَّيْقِ عِنَباً. 45اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الصَّالِحِ يُخْرِجُ الصَّلاَحَ ، وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشَّرَّ. فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ فَمُهُ. 46وَلِمَاذَا تَدْعُونَنِي: يَا رَبُّ ، يَا رَبُّ ، وَأَنْتُمْ لاَ تَفْعَلُونَ مَا أَقُولُهُ؟ 47كُلُّ مَنْ يَأْتِي إِلَيَّ وَيَسْمَعُ كَلاَمِي وَيَعْمَلُ بِهِ أُرِيكُمْ مَنْ يُشْبِهُ 48يُشْبِهُ إِنْسَاناً بَنَى بَيْتاً ، وَحَفَرَ وَعَمَّقَ وَوَضَعَ الأَسَاسَ عَلَى الصَّخْرِ. فَلَمَّا حَدَثَ سَيْلٌ صَدَمَ النَّهْرُ ذَلِكَ الْبَيْتَ ، فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُزَعْزِعَهُ ، لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّساً عَلَى الصَّخْرِ. 49وَأَمَّا الَّذِي يَسْمَعُ وَلاَ يَعْمَلُ ، فَيُشْبِهُ إِنْسَاناً بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الأَرْضِ مِنْ دُونِ أَسَاسٍ ، فَصَدَمَهُ النَّهْرُ فَسَقَطَ حَالاً ، وَكَانَ خَرَابُ ذَلِكَ الْبَيْتِ عَظِيماً"؟
وحين ننتقل معه، صلى الله عليه وسلم، إلى كفرناحوم بعد تجريب الشيطان له فى البرية لمدة أربعين يوما كما تقول الأسطورة نفاجأ أن لدينا فى الأناجيل ثلاث روايات مختلفة لما حدث آنئذ: ففى لوقا: "31وَانْحَدَرَ إِلَى كَفْرِنَاحُومَ ، مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ ، وَكَانَ يُعَلِّمُهُمْ فِي السُّبُوتِ. 32فَبُهِتُوا مِنْ تَعْلِيمِهِ، لأَنَّ كَلاَمَهُ كَانَ بِسُلْطَانٍ. 33وَكَانَ فِي الْمَجْمَعِ رَجُلٌ بِهِ رُوحُ شَيْطَانٍ نَجِسٍ ، فَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: 34 آهِ! مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ ؟أَتَيْتَ لِتُهْلِكَنَا! أَنَا أَعْرِفُكَ مَنْ أَنْتَ: قُدُّوسُ اللهِ ! . 35فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: اخْرَسْ ! وَاخْرُجْ مِنْهُ !. فَصَرَعَهُ الشَّيْطَانُ فِي الْوَسْطِ وَخَرَجَ مِنْهُ وَلَمْ يَضُرَّهُ شَيْئاً. 36فَوَقَعَتْ دَهْشَةٌ عَلَى الْجَمِيعِ ، وَكَانُوا يُخَاطِبُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً قَائِلِينَ: مَا هَذِهِ الْكَلِمَةُ ؟لأَنَّهُ بِسُلْطَانٍ وَقُوَّةٍ يَأْمُرُ الأَرْوَاحَ النَّجِسَةَ فَتَخْرُجُ ! . 37وَخَرَجَ صِيتٌ عَنْهُ إِلَى كُلِّ مَوْضِعٍ فِي الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ".
وفى يوحنا: "12 وَبَعْدَ هَذَا انْحَدَرَ إِلَى كَفْرِنَاحُومَ، هُوَ وَأُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ وَتلاَمِيذُهُ، وَأَقَامُوا هُنَاكَ أَيَّاماً لَيْسَتْ كَثِيرَةً 13 وَكَانَ فِصْحُ الْيَهُودِ قَرِيباً، فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ،14 وَوَجَدَ فِي الْهَيْكَلِ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ بَقَراً وَغَنَماً وَحَمَاماً، وَالصَّيَارِفَ جُلُوساً. 15 فَصَنَعَ سَوْطاً مِنْ حِبَالٍ وَطَرَدَ الْجَمِيعَ مِنَ الْهَيْكَلِ، اَلْغَنَمَ وَالْبَقَرَ، وَكَبَّ دَرَاهِمَ الصَّيَارِفِ وَقَلَّبَ مَوَائِدَهُمْ. 16وَقَالَ لِبَاعَةِ الْحَمَامِ: ارْفَعُوا هَذِهِ مِنْ هَهُنَا! لاَ تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتَ تِجَارَةٍ ! . 17فَتَذَكَّرَ تلاَمِيذُهُ أَنَّهُ مَكْتُوبٌ: غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي .18فَأَجَابَ الْيَهُودُ وَقَالُوا لَهُ : أَيَّةَ آيَةٍ تُرِينَا حَتَّى تَفْعَلَ هَذَا؟ 19أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: انْقُضُوا هَذَا الْهَيْكَلَ، وَفِي ثلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُه . 20فَقَالَ الْيَهُودُ: فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ هَذَا الْهَيْكَلُ، أَفَأَنْتَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ تُقِيمُهُ؟ 21وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ. 22 فَلَمَّا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ تَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ أَنَّهُ قَالَ هَذَا، فَآمَنُوا بِالْكِتَابِ وَالْكَلاَمِ الَّذِي قَالَهُ يَسُوعُ.23 وَلَمَّا كَانَ فِي أُورُشَلِيمَ فِي عِيدِ الْفِصْحِ، آمَنَ كَثِيرُونَ بِاسْمِهِ، إِذْ رَأَوُا الآيَاتِ الَّتِي صَنَعَ. 24 لَكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَأْتَمِنْهُمْ عَلَى نَفْسِهِ، لأَنَّهُ كَانَ يَعْرِفُ الْجَمِيعَ. 25وَلأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مُحْتَاجاً أَنْ يَشْهَدَ أَحَدٌ عَنِ الإِنْسَانِ ، لأَنَّهُ عَلِمَ مَا كَانَ فِي الإِنْسَانِ".
وفى مرقس: "21ثُمَّ دَخَلُوا كَفْرَنَاحُومَ وَلِلْوَقْتِ دَخَلَ الْمَجْمَعَ فِي السَّبْتِ وَصَارَ يُعَلِّمُ. 22فَبُهِتُوا مِنْ تَعْلِيمِهِ لأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَمَنْ لَهُ سُلْطَانٌ وَلَيْسَ كَالْكَتَبَةِ. 23وَكَانَ فِي مَجْمَعِهِمْ رَجُلٌ بِهِ رُوحٌ نَجِسٌ فَصَرَخَ24قَائِلاً: آهِ! مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ؟ أَتَيْتَ لِتُهْلِكَنَا! أَنَا أَعْرِفُكَ مَنْ أَنْتَ قُدُّوسُ اللَّهِ! 25فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: اخْرَسْ ! وَاخْرُجْ مِنْهُ! 26فَصَرَعَهُ الرُّوحُ النَّجِسُ وَصَاحَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَخَرَجَ مِنْهُ. 27 فَتَحَيَّرُوا كُلُّهُمْ، حَتَّى سَأَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً قَائِلِينَ: مَا هَذَا؟ مَا هُوَ هَذَا التَّعْلِيمُ الْجَدِيدُ؟ لأَنَّهُ بِسُلْطَانٍ يَأْمُرُ حَتَّى الأَرْوَاحَ النَّجِسَةَ فَتُطِيعُهُ! 28فَخَرَجَ خَبَرُهُ لِلْوَقْتِ فِي كُلِّ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ بِالْجَلِيلِ".
والآن أعتقد أن الروايات الثلاث تتحدث بنفسها ولا تحتاج لمن يستطلع خبرها، إذ هى واضحة وضوح الشمس: فلوقا يقول إن المسيح عليه السلام كان يذهب كل سبت إلى المجمع فيعلم أهل كفر ناحوم، وإنه أخرج ذات مرة شيطانا من أحد المصروعين كان يشغب عليه فى دروسه، وإن الناس عجبوا لما حدث وذاع صِيتُه بسبب ذلك فى المنطقة المحيطة. وغَنِىٌّ عن القول إننا، وإن آمنّا بأن المسيح كان يشفى المرضى، لا نصدق أن الشياطين التى تسكن الأجساد (إن كانت شياطين فعلا) تتكلم وتتحدى من يحاول إخراجها من جسد المصروع. أما يوحنا فلم يتعرض لما حدث منه أو له فى كفرناحوم، بل انتقل سريعا إلى أورشليم وأورد غضبه من تحول الهيكل على يد الكهنة والتجار والصيارفة إلى مكان للبيع وصرف النقود وحظيرة للبهائم، وسَوْقه، صلى الله عليه وسلم، كل ذلك أمامه إلى خارج المكان بالسوط، وفى ذات الوقت لم يذكر شيئا عما وقع منه من شفاء بعض المرضى. وتتبقى رواية متى، وخلاصتها أن قائدا من قواد المائة اعترض طريق المسيح طالبا منه أن يشفى غلاما له، ولما تهيأ عيسى للذهاب معه إلى منزله علّق القائد قائلا إنه ليس بحاجة إلى الانتقال معه إلى البيت حيث الغلام المريض، بل كل ما يحتاجه منه أن يقول كلمة فيُشْفَى المريض على الفور، فعَدّ عيسى هذا منه إيمانا قويا لا يتوفر لأى إنسان من بنى إسرائيل، وكانت النتيجة أن برأ الغلام لوقته وهو فى الدار.
ولا أظن القارئ إلا تنبه لاستجابة المسيح السريعة لقائد المائة، إذ أبدى استعداده للذهاب معه فى الحال لبيته ليشفى له غلامه، على عكس سلوكه مع المرأة الكنعانية التى كانت لها ابنة مريضة وأخذت تتذلل وتسجد له وتلح عليه، على حين يردّ هو على لهفتها بكلمات قارصة مذلة بحجة أنه لم يُرْسَل إلا لخراف بنى إسرائيل الضالة (رغم أن قائد المائة هو أيضا أممى مثلها، أى من غير بنى إسرائيل)، حتى استجاب لها أخيرا، ولَمّا يَكَدْ! أتراه فعل هذا لأن الرجل قائد عسكرى، بينما هى مجرد امرأة مسكينة لا حول لها ولا طول؟ إننا لا نقصد بأى حال أن السيد المسيح قد فعل ذلك حقا، بل نقصد أن متّى (أقصد من ألف هذا الإنجيل، وهو ليس متى الحوارى بأى حال، وأغلب الظن أنه لا يسمى: "متّى" أصلا) قد عكس نفسه وأخلاقه على المسيح، ورسول الله من مثل ذلك السلوك براء!
ثم عندنا معجزة الخبز والسمك، وكل من مؤلفى الأناجيل يكتبها بطريقته التى تتفق مع ما قاله غيره فى أشياء، وتختلف فى أشياء: فمثلا هل كانت الجموع قد مكثت مع عيسى عليه السلام عدة أيام قبل أن يفكر فى مشكلة الطعام وكيفية تدبيره لهم؟ أم هل كان ذلك فى أول يوم؟ وإذا كان فى أول يوم، فهل كان ذلك بعد الوعظ؟ أم هل كان بمجرد أن رفع بصره ورآهم مقبلين نحوه؟ كما أن بعض الروايات تقول إنه "خرج" ليقابل تلك الجموع، فما المقصود بالخروج هنا، وهو إنما كان فى موضعٍ خلاء؟ ثم كيف يا ترى تم التفكير فى مشكلة الطعام؟ هل الحواريون هم الذين لفتوا نظره إليها؟ أم هل هو الذى فكر فيها ابتداء وطلب منهم أن يفكروا معه فى حلها؟ وهل هم الذين عرضوا عليه أن يذهبوا فيشتروا الطعام؟ أم هل هو الذى عرض عليهم ذلك؟ هنا تختلف الروايات، وإن اتفق الأربعة على أن هناك معجزة طعامية قد وقعت أشبع فيها السيد المسيح عدة آلاف من البشر، لا ندرى أهم أربعة آلاف أم خمسة؟ وهل كانوا رجالا فقط حسبما يُفْهَم من بعض الروايات أو كان هناك نساء وأطفال أيضا كما نصّت بعض الروايات الأخرى؟ وماذا كان عدد الأرغفة؟ أكانت خمسة أرغفة أم كانت سبعة؟ والسمكات: هل كانت سمكتين تحديدا؟ أم المقصود أنها كانت قليلة العدد جدا، والسلام؟ والأرغفة التى تبقت بعد أن أكلت الجموع وشبعت: هل ملأت سبع سلال (أو قُفَّة. واختر ما يعجبك، فإنها لا تفرق كثيرا)؟ أم هل ملأت اثنتى عشرة قُفَّة (أو سَلَّة)؟ ثم هل بقيت أسماك بعد الأكل أو لم يتبقّ إلا الخبز فقط؟ وماذا كان مصير ذلك الخبز؟ هل تركوه وراءهم على أساس أن المسيح موجود فى كل حين يستطيع أن يتكفل لهم بالطعام والشراب دون تعب منهم أو مشقة؟ أم هل تقاسموه بينهم تحسّبا للمفاجآت؟ على كل حال نترك القارئ مع الروايات المختلفة للحكاية:
متى: "13فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ انْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ فِي سَفِينَةٍ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ مُنْفَرِداً. فَسَمِعَ الْجُمُوعُ وَتَبِعُوهُ مُشَاةً مِنَ الْمُدُنِ.14فَلَمَّا خَرَجَ يَسُوعُ أَبْصَرَ جَمْعاً كَثِيراً فَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ وَشَفَى مَرْضَاهُمْ. 15وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: الْمَوْضِعُ خَلاَءٌ وَالْوَقْتُ قَدْ مَضَى. اِصْرِفِ الْجُمُوعَ لِكَيْ يَمْضُوا إِلَى الْقُرَى وَيَبْتَاعُوا لَهُمْ طَعَاما . 16فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: لاَ حَاجَةَ لَهُمْ أَنْ يَمْضُوا. أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ لِيَأْكُلُوا . 17فَقَالُوا لَهُ: لَيْسَ عِنْدَنَا هَهُنَا إِلاَّ خَمْسَةُ أَرْغِفَةٍ وَسَمَكَتَان . 18فَقَالَ: ائْتُونِي بِهَا إِلَى هُنَا . 19فَأَمَرَ الْجُمُوعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى الْعُشْبِ . ثُمَّ أَخَذَ الأَرْغِفَةَ الْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ ، وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى الأَرْغِفَةَ لِلتَّلاَمِيذِ ، وَالتَّلاَمِيذُ لِلْجُمُوعِ. 20فَأَكَلَ الْجَمِيعُ وَشَبِعُوا. ثُمَّ رَفَعُوا مَا فَضَلَ مِنَ الْكِسَرِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مَمْلُوءةً. 21وَ?لآكِلُونَ كَانُوا نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُلٍ ، مَا عَدَا النِّسَاءَ وَالأَوْلاَدَ".
مرقس: "8(إلى9 :1) 1فِي تِلْكَ الأَيَّامِ إِذْ كَانَ الْجَمْعُ كَثِيراً جِدّاً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ، دَعَا يَسُوعُ تَلاَمِيذَهُ وَقَالَ لَهُمْ: 2((إِنِّي أُشْفِقُ عَلَى الْجَمْعِ، لأَنَّ الآنَ لَهُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَمْكُثُونَ مَعِي وَلَيْسَ لَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ. 3وَإِنْ صَرَفْتُهُمْ إِلَى بُيُوتِهِمْ صَائِمِينَ يُخَوِّرُونَ فِي الطَّرِيقِ ، لأَنَّ قَوْماً مِنْهُمْ جَاءُوا مِنْ بَعِيد.((مِنْ أَيْنَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُشْبِعَ هَؤُلاَءِ خُبْزاً هُنَا فِي الْبَرِّيَّةِ؟ 5فَسَأَلَهُمْ: كَمْ عِنْدَكُمْ مِنَ الْخُبْزِ؟ فَقَالُوا: سَبْعَةٌ . 6فَأَمَرَ الْجَمْعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى الأَرْضِ، وَأَخَذَ السَّبْعَ خُبْزَاتٍ وَشَكَرَ وَكَسَرَ وَأَعْطَى تَلاَمِيذَهُ لِيُقَدِّمُوا ، فَقَدَّمُوا إِلَى الْجَمْعِ. 7وَكَانَ مَعَهُمْ قَلِيلٌ مِنْ صِغَارِ السَّمَكِ، فَبَارَكَ وَقَالَ أَنْ يُقَدِّمُوا هَذِهِ أَيْضاً. 8فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا . ثُمَّ رَفَعُوا فَضَلاَتِ الْكِسَرِ: سَبْعَةَ سِلاَلٍ. 9وَكَانَ الآكِلُونَ نَحْوَ أَرْبَعَةِ آلاَفٍ. ثُمَّ صَرَفَهُمْ. 10وَلِلْوَقْتِ دَخَلَ السَّفِينَةَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَجَاءَ إِلَى نَوَاحِي دَلْمَانُوثَةَ.11فَخَرَجَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَابْتَدَأُوا يُحَاوِرُونَهُ طَالِبِينَ مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ ، لِكَيْ يُجَرِّبُوهُ.12فَتَنَهَّدَ بِرُوحِهِ وَقَالَ: لِمَاذَا يَطْلُبُ هَذَا الْجِيلُ آيَةً؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَنْ يُعْطَى هَذَا الْجِيلُ آيَةً!. 4((مِنْ أَيْنَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُشْبِعَ هَؤُلاَءِ خُبْزاً هُنَا فِي الْبَرِّيَّةِ؟ 5فَسَأَلَهُمْ: كَمْ عِنْدَكُمْ مِنَ الْخُبْزِ؟ فَقَالُوا: سَبْعَةٌ . 6فَأَمَرَ الْجَمْعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى الأَرْضِ، وَأَخَذَ السَّبْعَ خُبْزَاتٍ وَشَكَرَ وَكَسَرَ وَأَعْطَى تَلاَمِيذَهُ لِيُقَدِّمُوا ، فَقَدَّمُوا إِلَى الْجَمْعِ. 7وَكَانَ مَعَهُمْ قَلِيلٌ مِنْ صِغَارِ السَّمَكِ، فَبَارَكَ وَقَالَ أَنْ يُقَدِّمُوا هَذِهِ أَيْضاً. 8فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا . ثُمَّ رَفَعُوا فَضَلاَتِ الْكِسَرِ: سَبْعَةَ سِلاَلٍ. 9وَكَانَ الآكِلُونَ نَحْوَ أَرْبَعَةِ آلاَفٍ. ثُمَّ صَرَفَهُمْ. 10وَلِلْوَقْتِ دَخَلَ السَّفِينَةَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَجَاءَ إِلَى نَوَاحِي دَلْمَانُوثَةَ.11فَخَرَجَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَابْتَدَأُوا يُحَاوِرُونَهُ طَالِبِينَ مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ ، لِكَيْ يُجَرِّبُوهُ.12فَتَنَهَّدَ بِرُوحِهِ وَقَالَ: لِمَاذَا يَطْلُبُ هَذَا الْجِيلُ آيَةً؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَنْ يُعْطَى هَذَا الْجِيلُ آيَةً"!
يوحنا: "61 بَعْدَ هَذَا مَضَى يَسُوعُ إِلَى عَبْرِ بَحْرِ الْجَلِيلِ، وَهُوَ بَحْرُ طَبَرِيَّةَ. 2وَتَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ لأَنَّهُمْ أَبْصَرُوا آيَاتِهِ الَّتِي كَانَ يَصْنَعُهَا فِي الْمَرْضَى. 3فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى جَبَلٍ وَجَلَسَ هُنَاكَ مَعَ تلاَمِيذِهِ. 4 وَكَانَ الْفِصْحُ، عِيدُ الْيَهُودِ، قَرِيباً. 5 فَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ أَنَّ جَمْعاً كَثِيراً مُقْبِلٌ إِلَيْهِ، فَقَالَ لِفِيلُبُّسَ: مِنْ أَيْنَ نَبْتَاعُ خُبْزاً لِيَأْكُلَ هَؤُلاَءِ؟ 6 وَإِنَّمَا قَالَ هَذَا لِيَمْتَحِنَهُ، لأَنَّهُ هُوَ عَلِمَ مَا هُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَفْعَلَ. 7أَجَابَهُ فِيلُبُّسُ: لاَ يَكْفِيهِمْ خُبْزٌ بِمِئَتَيْ دِينَارٍ لِيَأْخُذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ شَيْئاً يَسِيرا . 8 قَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنْ تلاَمِيذِهِ، وَهُوَ أَنْدَرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ: 9 هُنَا غُلاَمٌ مَعَهُ خَمْسَةُ أَرْغِفَةِ شَعِيرٍ وَسَمَكَتَانِ، وَلَكِنْ مَا هَذَا لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ؟ 10فَقَالَ يَسُوعُ: اجْعَلُوا النَّاسَ يَتَّكِئُون . وَكَانَ فِي الْمَكَانِ عُشْبٌ كَثِيرٌ، فَاتَّكَأَ الرِّجَالُ وَعَدَدُهُمْ نَحْوُ خَمْسَةِ آلاَفٍ. 11 وَأَخَذَ يَسُوعُ الأَرْغِفَةَ وَشَكَرَ، وَوَزَّعَ عَلَى التّلاَمِيذِ، وَالتّلاَمِيذُ أَعْطَوُا الْمُتَّكِئِينَ. وَكَذَلِكَ مِنَ السَّمَكَتَيْنِ بِقَدْرِ مَا شَاءُوا. 12 فَلَمَّا شَبِعُوا، قَالَ لِتلاَمِيذِهِ: اجْمَعُوا الْكِسَرَ الْفَاضِلَةَ لِكَيْ لاَ يَضِيعَ شَي ْء . 13 فَجَمَعُوا وَمَلأُوا اثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مِنَ الْكِسَرِ، مِنْ خَمْسَةِ أَرْغِفَةِ الشَّعِيرِ، الَّتِي فَضَلَتْ عَنِ الآكِلِينَ. 14فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: إِنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ! 15 وَأَمَّا يَسُوعُ فَإِذْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَأْتُوا وَيَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكاً، انْصَرَفَ أَيْضاً إِلَى الْجَبَلِ وَحْدَهُ".
لوقا: "10وَلَمَّا رَجَعَ الرُّسُلُ أَخْبَرُوهُ بِجَمِيعِ مَا فَعَلُوا ، فَأَخَذَهُمْ وَانْصَرَفَ مُنْفَرِداً إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ لِمَدِينَةٍ تُسَمَّى بَيْتَ صَيْدَا. 11فَالْجُمُوعُ إِذْ عَلِمُوا تَبِعُوهُ ، فَقَبِلَهُمْ وَكَلَّمَهُمْ عَنْ مَلَكُوتِ اللهِ ، وَالْمُحْتَاجُونَ إِلَى الشِّفَاءِ شَفَاهُمْ. 12فَابْتَدَأَ النَّهَارُ يَمِيلُ. فَتَقَدَّمَ الاِثْنَا عَشَرَ وَقَالُوا لَهُ: اصْرِفِ الْجَمْعَ لِيَذْهَبُوا إِلَى الْقُرَى وَالضِّيَاعِ حَوَالَيْنَا فَيَبِيتُوا وَيَجِدُوا طَعَاماً ، لأَنَّنَا هَهُنَا فِي مَوْضِعٍ خَلاَء . 13فَقَالَ لَهُمْ: أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ لِيَأْكُلُوا. فَقَالُوا: لَيْسَ عِنْدَنَا أَكْثَرُ مِنْ خَمْسَةِ أَرْغِفَةٍ وَسَمَكَتَيْنِ ، إِلاَّ أَنْ نَذْهَبَ وَنَبْتَاعَ طَعَاماً لِهَذَا الشَّعْبِ كُلِّه. 14لأَنَّهُمْ كَانُوا نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُلٍ. فَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: أَتْكِئُوهُمْ فِرَقاً خَمْسِينَ خَمْسِين . 15فَفَعَلُوا هَكَذَا، وَأَتْكَأُوا الْجَمِيعَ. 16فَأَخَذَ الأَرْغِفَةَ الْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ ، وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَهُنَّ ، ثُمَّ كَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ لِيُقَدِّمُوا لِلْجَمْعِ. 17فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا جَمِيعاً. ثُمَّ رُفِعَ مَا فَضَلَ عَنْهُمْ مِنَ الْكِسَرِ اثْنَتَا عَشْرَةَ قُفَّةً".
ونفس الاضطراب نجده فى أسماء الرسل الاثنى عشر الذين يقال إن عيسى بن مريم عليه السلام أرسلهم للتبشير بملكوت السماوات بين بنى إسرائيل، فهناك روايتان تذكران تداوس، وهناك رواية تذكر بدلا منه يهوذا أخا يعقوب (يعقوب من؟ لا ندرى لأن لدينا يعقوبين لا يعقوبا واحدا). وبطبيعة الحال لا نستطيع أن نعرف أىٌّ هى الصحيحة، إن كانت هناك رواية صحيحة أصلا، فكل شىء فى الأناجيل مُشْكِل إلا القليل. ويقول محررو "تفسير الكتاب المقدس" إن يهوذا وتداوس قد يكونان شخصا واحدا (5/ 107)، وهو توجيه سخيف وكلام فارغ يبدو أن صاحبه قد كتبه وهو سكران، وإلا أفلا يعرف أن تداوس لم يُذْكَر أنه أخ ليعقوب (سواء كان يعقوب بن حلفى أو يعقوب بن زبدى) على عكس ما قيل عن يهوذا ذاك وعن غيره؟ فضلا عن أن تداوس كان له اسم آخر هو لباوس، فلا يعقل أن يكون له ثلاثة أسماء، وإلا كانت الحكاية سِيبَة! المهم أن هؤلاء الشراح واعون بهذه الكارثة، وإن حاولوا بخفة واستهتار أن يقدموا لها حلا مضحكا لا يقنع الطفل الصعير! وإلى القارئ الكريم لائحة التلاميذ الاثنى عشر كما وردت فى الأناجيل الثلاثة:
متى (الفصل العاشر): "101ثُمَّ دَعَا تَلاَمِيذَهُ الاِثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً عَلَى أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ حَتَّى يُخْرِجُوهَا ، وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ. 2وَأَمَّا أَسْمَاءُ الاِثْنَيْ عَشَرَ رَسُولاً فَهِيَ هَذِهِ: الأَََوَّلُ سِمْعَانُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ ، وَأَنْدَرَاوُسُ أَخُوهُ. يَعْقُوبُ بْنُ زَبْدِي ، وَيُوحَنَّا أَخُوهُ. 3فِيلُبُّسُ ، وَبَرْثُولَمَاوُسُ. تُومَا ، وَمَتَّى الْعَشَّارُ. يَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى ، وَلَبَّاوُسُ الْمُلَقَّبُ تَدَّاوُسَ. 4سِمْعَانُ الْقَانَوِيُّ ، وَيَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ الَّذِي أَسْلَمَهُ. 5هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا ، وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ".
مرقس (الفصل الثالث): "13ثُمَّ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ وَدَعَا الَّذِينَ أَرَادَهُمْ فَذَهَبُوا إِلَيْهِ. 14 وَأَقَامَ اثْنَيْ عَشَرَ لِيَكُونُوا مَعَهُ، وَلْيُرْسِلَهُمْ لِيَكْرِزُوا، 15وَيَكُونَ لَهُمْ سُلْطَانٌ عَلَى شِفَاءِ الأَمْرَاضِ وَإِخْرَاجِ الشَّيَاطِينِ. 16وَجَعَلَ لِسِمْعَانَ اسْمَ بُطْرُسَ. 17 وَيَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَا يَعْقُوبَ، وَجَعَلَ لَهُمَا اسْمَ بُوَانَرْجِسَ أَيِ ابْنَيِ الرَّعْدِ . 18 وَأَنْدَرَاوُسَ ، وَفِيلُبُّسَ ، وَبَرْثُولَمَاوُسَ ، وَمَتَّى وَتُومَا، وَيَعْقُوبَ بْنَ حَلْفَى، وَتَدَّاوُسَ ، وَسِمْعَانَ الْقَانَوِيَّ، 19وَيَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ الَّذِي أَسْلَمَهُ. ثُمَّ أَتَوْا إِلَى بَيْتٍ".
لوقا (الفصلان السادس والتاسع): "12وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.13وَلَمَّا كَانَ النَّهَارُ دَعَا تَلاَمِيذَهُ ، وَاخْتَارَ مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ ، الَّذِينَ سَمَّاهُمْ أَيْضاً رُسُلا : 14سِمْعَانَ الَّذِي سَمَّاهُ أَيْضاً بُطْرُسَ وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ. يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا. فِيلُبُّسَ وَبَرْثُولَمَاوُسَ. 15مَتَّى وَتُومَا. يَعْقُوبَ بْنَ حَلْفَى وَسِمْعَانَ الَّذِي يُدْعَى الْغَيُورَ. 16يَهُوذَاأَخَا يَعْقُوبَ ، وَيَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ الَّذِي صَارَ مُسَلِّماً أَيْضاً... 91دَعَا تَلاَمِيذَهُ الاِثْنَيْ عَشَرَ ، وَأَعْطَاهُمْ قُوَّةً وَسُلْطَاناً عَلَى جَمِيعِ الشَّيَاطِينِ وَشِفَاءِ أَمْرَاضٍ، 2وَأَرْسَلَهُمْ لِيَكْرِزُوا بِمَلَكُوتِ اللهِ وَيَشْفُوا الْمَرْضَى. 3وَقَالَ لَهُمْ: لاَ تَحْمِلُوا شَيْئاً لِلطَّرِيقِ : لاَ عَصاً وَلاَ مِزْوَداً وَلاَ خُبْزاً وَلاَ فِضَّةً ، وَلاَ يَكُونُ لِلْوَاحِدِ ثَوْبَانِ. 4وَأَيَُّ بَيْتٍ دَخَلْتُمُوهُ فَهُنَاكَ أَقِيمُوا ، وَمِنْ هُنَاكَ اخْرُجُوا. 5وَكُلُّ مَنْ لاَ يَقْبَلُكُمْ فَاخْرُجُوا مِنْ تِلْكَ الْمَدِينَةِ ، وَانْفُضُوا الْغُبَارَ أَيْضاً عَنْ أَرْجُلِكُمْ شَهَادَةً عَلَيْهِم . 6فَلَمَّا خَرَجُوا كَانُوا يَجْتَازُونَ فِي كُلِّ قَرْيَةٍ يُبَشِّرُونَ وَيَشْفُونَ فِي كُلِّ مَوْضِع ".
ولقد قرأنا فى ذيل قائمة متّى الخاصة بأسماء الحواريين ما قاله المسيح لهؤلاء التلاميذ، وهذا نصه مرة أخرى من باب التذكرة: "5هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا، وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ"، وهو ما يدل أيضا على أن رسالته إنما هى لبنى إسرائيل وحدهم كما قال هو نفسه أكثر من مرة حسبما رأينا من قبل، ومن ثم فهو لم يأت للتكفير عن الخطيئة الأولى للبشرية جمعاء عكس ما يقال! وهذه مشكلة كبيرة لا أدرى كيف يمكن التغلب عليها! ومع ذلك فلسوف ينطلق هؤلاء التلاميذ فيمضون إلى الأمم ويتركون بنى إسرائيل، فمن أذن لهم بهذا بعد كل النهى الذى نهاهموه ربهم (كما يقولون عنه، أستغفر الله العظيم من كل ذنب وكفر، أو نبيهم كما نقول نحن)؟ هذه مشكلة أو بالحَرَى: كارثة أخرى! استر يا ستار! ليس ذلك فقط، بل إن المسيح نفسه قد قام بشفاء ابنة امرأة سامرية، وكان من نتيجة هذا أن آمن به، عليه السلام، كثير من السامريين ودَعَوْه إلى بيوتهم فاستجاب لهم وعاش بينهم يومين كاملين، وكان تعليقهم على ذلك أن "هذا هو بالحقيقة المسيح مخلّص العالم"، أى ليس مخلص بنى إسرائيل وحدهم: "39فَآمَنَ بِهِ مِنْ تِلْكَ الْمَدِينَةِ كَثِيرُونَ مِنَ السَّامِرِيِّينَ بِسَبَبِ كلاَمِ الْمَرْأَةِ الَّتِي كَانَتْ تَشْهَدُ أَنَّهُ: قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْت. 40فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهِ السَّامِرِيُّونَ سَأَلُوهُ أَنْ يَمْكُثَ عِنْدَهُمْ، فَمَكَثَ هُنَاكَ يَوْمَيْنِ.41فَآمَنَ بِهِ أَكْثَرُ جِدّاً بِسَبَبِ كلاَمِهِ. 42وَقَالُوا لِلْمَرْأَةِ: إِنَّنَا لَسْنَا بَعْدُ بِسَبَبِ كلاَمِكِ نُؤْمِنُ، لأَنَّنَا نَحْنُ قَدْ سَمِعْنَا وَنَعْلَمُ أَنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ الْمَسِيحُ مُخَلِّصُ الْعَالَم" (يوحنا/ ف 4). كما أنه استجاب لامرأة كنعانية وشفى لها بنتها، وإن كانت قد أُذِلّت أولا إذلالا كثيرا قبل أن يستجيب لها، وبالمثل نزل على رجاء أحد الضباط الرومان وشفى له غلامه رغم أنه أعلن مرارا أنه لم يرسل إلا لخراف بنى إسرائيل!
آه، لكنك يا حضرة الكاتب (الذى هو أنا) قد نَسِيتَ فيما يبدو أن المسيح نفسه قد عاد فى كلامه (ومن منا لا يعود؟ فلا تكن إذن حنبليا هكذا!) فأَمَرَهم أَمْرًا أن يذهبوا إلى الأمم الأخرى من غير بنى إسرائيل ويدعوهم بدعوته. أما تعليقى على هذا (أنا حضرة الكاتب) فهو أن ذلك حدث بعد أن مات المسيح (حسب كلامهم) ثم قام من القبر (أيضا بناء على كلامهم)، والمعروف أنه بعد العيد لا يُفَتَّل كعك! فليس من المعقول أن تنتهى حياته عليه السلام على الأرض ولا يتذكر مثل هذا التشريع إلا بعد أن يتم الصلب والقتل ولم تعد تربطه بالأرض رابطة. أما لو أصررتم على أن هذا تشريع صحيح، فعليكم أن تقرّوا أن هذا هو النسخ بعينه، وهو ما تشنِّعون به على الإسلام كيدًا رخيصًا مضحكًا. لكنه يظل مع ذلك نسخا غريبا غير مقنع، إذ إن الموضوع الذى بين أيدينا لا يقبل بطبيعته الدخول فى ميدان النسخ، فالمفروض أن المسيح عليه السلام إنما جاء منذ البداية خِصِّيصًا بغرض التكفير عن البشرية كلها لا عن بنى إسرائيل وحدهم، وهذه ليست مسألة تشريعية يُرَاعَى فيها التدرج والنسخ من ثَمَّ. ولقد جاء فى "إنجيل الولادة" (The Gospel of The Nativity of Mary) ما نصه من كلام الملاك الذى أتى ليوسف النجار فى المنام حينما لاحظ أن مريم خطيبته حامل وشرع الشك والقلق ينهشان قلبه: "For she alone of all virgins shall bring forth the Son of God, and thou shalt call His name Jesus, that is, Saviour; for He shall save His people from their sins. "، وهو ما يعنى بصريح العبارة أن الخلاص الذى أتى به المسيح إنما هو لبنى إسرائيل فحسب، ولا يتعداهم إلى ما وراءهم من أمم العالم. وبالمناسبة فقد نسخ المسيح أشياء أخرى من شريعة موسى رغم أنه كان قد وعد ألا يغير منها شيئا، ثم جاء بطرس وبولس فجاءا بدُرَفها، والحمد لله الذى لا يحمد على المجىء بالدُّرَف سواه! وهذا هو النص الذى أورده مرقس وحده مناقضًا به بقية مؤلفى الأناجيل الأربعة:
"14أَخِيرًا ظَهَرَ لِلأَحَدَ عَشَرَ وَهُمْ مُتَّكِئُونَ، وَوَبَّخَ عَدَمَ إِيمَانِهِمْ وَقَسَاوَةَ قُلُوبِهِمْ، لأَنَّهُمْ لَمْ يُصَدِّقُوا الَّذِينَ نَظَرُوهُ قَدْ قَامَ. 15وَقَالَ لَهُمُ:«اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا. 16مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ. 17وَهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ. 18يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ، وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئًا مُمِيتًا لاَ يَضُرُّهُمْ، وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَبْرَأُونَ».19ثُمَّ إِنَّ الرَّبَّ بَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ارْتَفَعَ إِلَى السَّمَاءِ، وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ اللهِ. 20وَأَمَّا هُمْ فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَالرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُمْ وَيُثَبِّتُ الْكَلاَمَ بِالآيَاتِ التَّابِعَة"ِ.
وبالنسبة لما قام به عيسى بن مريم من معجزات شاعت واستفاض ذِكْرها وما قاله هيرودس تعليقا على هذا نجد أن لدينا فى القصص المسماة بالأناجيل أكثر من رواية، وبعض ما جاء فى هذه الروايات واحد، وبعضه مختلف أو متناقض. وهذه هى الروايات ليقرأها القارئ بنفسه ويحكم لنفسه:
متى (الفصل الرابع عشر): "14 1 فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ سَمِعَ هِيرُودُسُ رَئِيسُ الرُّبْعِ خَبَرَ يَسُوعَ، 2فَقَالَ لِغِلْمَانِهِ: هَذَا هُوَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ ! وَلِذَلِكَ تُعْمَلُ بِهِ الْقُوَّات . 3 فَإِنَّ هِيرُودُسَ كَانَ قَدْ أَمْسَكَ يُوحَنَّا وَأَوْثَقَهُ وَطَرَحَهُ فِي سِجْنٍ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا امْرَأَةِ فِيلُبُّسَ أَخِيهِ، 4لأَنَّ يُوحَنَّا كَانَ يَقُولُ لَهُ: لاَ يَحِلُّ أَنْ تَكُونَ لَك . 5وَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَهُ خَافَ مِنَ الشَّعْبِ ، لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ. 6ثُمَّ لَمَّا صَارَ مَوْلِدُ هِيرُودُسَ ، رَقَصَتِ ابْنَةُ هِيرُودِيَّا فِي الْوَسَطِ فَسَرَّتْ هِيرُودُسَ. 7مِنْ ثَمَّ وَعَدَ بِقَسَمٍ أَنَّهُ مَهْمَا طَلَبَتْ يُعْطِيهَا. 8فَهِيَ إِذْ كَانَتْ قَدْ تَلَقَّنَتْ مِنْ أُمِّهَا قَالَتْ: أَعْطِنِي هَهُنَا عَلَى طَبَقٍ رَأْسَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَان . 9فَاغْتَمَّ الْمَلِكُ. وَلَكِنْ مِنْ أَجْلِ الأَقْسَامِ وَالْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ أَمَرَ أَنْ يُعْطَى. 10فَأَرْسَلَ وَقَطَعَ رَأْسَ يُوحَنَّا فِي السِّجْنِ. 11فَأُحْضِرَ رَأْسُهُ عَلَى طَبَقٍ وَدُفِعَ إِلَى الصَّبِيَّةِ ، فَجَاءَتْ بِهِ إِلَى أُمِّهَا.12فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَرَفَعُوا الْجَسَدَ وَدَفَنُوهُ. ثُمَّ أَتَوْا وَأَخْبَرُوا يَسُوعَ".
مرقس (الفصل السادس): "14فَسَمِعَ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ، لأَنَّ اسْمَهُ صَارَ مَشْهُوراً. وَقَالَ: إِنَّ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانَ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ وَلِذَلِكَ تُعْمَلُ بِهِ الْقُوَّات . 15قَالَ آخَرُونَ: إِنَّهُ إِيلِيَّا . وَقَالَ آخَرُونَ: إِنَّهُ نَبِيٌّ أَوْ كَأَحَدِ الأَنْبِيَاءِ . 16وَلَكِنْ لَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ قَالَ: هَذَا هُوَ يُوحَنَّا الَّذِي قَطَعْتُ أَنَا رَأْسَهُ. إِنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ! 17لأَنَّ هِيرُودُسَ نَفْسَهُ كَانَ قَدْ أَرْسَلَ وَأَمْسَكَ يُوحَنَّا وَأَوْثَقَهُ فِي السِّجْنِ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا امْرَأَةِ فِيلُبُّسَ أَخِيهِ، إِذْ كَانَ قَدْ تَزَوَّجَ بِهَا. 18لأَنَّ يُوحَنَّا كَانَ يَقُولُ لِهِيرُودُسَ: لاَ يَحِلُّ أَنْ تَكُونَ لَكَ امْرَأَةُ أَخِيكَ)) 19 فَحَنِقَتْ هِيرُودِيَّا عَلَيْهِ ، وَأَرَادَتْ أَنْ تَقْتُلَهُ وَلَمْ تَقْدِرْ، 20لأَنَّ هِيرُودُسَ كَانَ يَهَابُ يُوحَنَّا عَالِماً أَنَّهُ رَجُلٌ بَارٌّ وَقِدِّيسٌ، وَكَانَ يَحْفَظُهُ. وَإِذْ سَمِعَهُ، فَعَلَ كَثِيراً ، وَسَمِعَهُ بِسُرُورٍ. 21وَإِذْ كَانَ يَوْمٌ مُوافِقٌ، لَمَّا صَنَعَ هِيرُودُسُ فِي مَوْلِدِهِ عَشَاءً لِعُظَمَائِهِ وَقُوَّادِ الأُلُوفِ وَوُجُوهِ الْجَلِيلِ ، 22دَخَلَتِ ابْنَةُ هِيرُودِيَّا وَرَقَصَتْ، فَسَرَّتْ هِيرُودُسَ وَالْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ. فَقَالَ الْمَلِكُ لِلصَّبِيَّةِ: مَهْمَا أَرَدْتِ اطْلُبِي مِنِّي فَأُعْطِيَك . 23وَأَقْسَمَ لَهَا أَنْ مَهْمَا طَلَبْتِ مِنِّي لأُعْطِيَنَّكِ حَتَّى نِصْفَ مَمْلَكَتِي . 24فَخَرَجَتْ وَقَالَتْ لأُمِّهَا: مَاذَا أَطْلُبُ؟ فَقَالَتْ: رَأْسَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَان . 25فَدَخَلَتْ لِلْوَقْتِ بِسُرْعَةٍ إِلَى الْمَلِكِ وَطَلَبَتْ قَائِلَةً: أُرِيدُ أَنْ تُعْطِيَنِي حَالاً رَأْسَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ عَلَى طَبَقٍ . 26فَحَزِنَ الْمَلِكُ جِدّاً. وَلأَجْلِ الأَقْسَامِ وَالْمُتَّكِئِينَ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَرُدَّهَا. 27فَلِلْوَقْتِ أَرْسَلَ الْمَلِكُ سَيَّافاً وَأَمَرَ أَنْ يُؤْتَى بِرَأْسِهِ. 28فَمَضَى وَقَطَعَ رَأْسَهُ فِي السِّجْنِ. وَأَتَى بِرَأْسِهِ عَلَى طَبَقٍ وَأَعْطَاهُ لِلصَّبِيَّةِ، وَالصَّبِيَّةُ أَعْطَتْهُ لأُمِّهَا. 29وَلَمَّا سَمِعَ تَلاَمِيذُهُ، جَاءُوا وَرَفَعُوا جُثَّتَهُ وَوَضَعُوهَا فِي قَبْرٍ".
لوقا (الفصل التاسع): " 7فَسَمِعَ هِيرُودُسُ رَئِيسُ الرُّبْعِ بِجَمِيعِ مَا كَانَ مِنْهُ ، وَارْتَابَ ، لأَنَّ قَوْماً كَانُوا يَقُولُونَ: إِنَّ يُوحَنَّا قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَات . 8وَقَوْماً: إِنَّ إِيلِيَّا ظَهَر . وَآخَرِينَ: إِنَّ نَبِيّاً مِنَ الْقُدَمَاءِ قَام . 9فَقَالَ هِيرُودُسُ: يُوحَنَّا أَنَا قَطَعْتُ رَأْسَهُ. فَمَنْ هُوَ هَذَا الَّذِي أَسْمَعُ عَنْهُ مِثْلَ هَذَا؟ وَكَانَ يَطْلُبُ أَنْ يَرَاهُ".
ففى الراويتين الأُولَيَيْن نسمع هيرودس نفسه يقول: "هَذَا هُوَ يُوحَنَّا الَّذِي قَطَعْتُ أَنَا رَأْسَهُ. إِنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ!"، ومعنى ذلك أنه كان مطمئنا إلى أن المسيح هو يوحنا، الذى كان هو ذاته قد قتله: قام من القبر وعاد للحياة كرة ثانية. ومع ذلك ففى رواية لوقا نجد كلاما آخر. إنه غير مطمئن إلى شىء، وليس هو الذى قال إن المسيح هو يوحنا قام من الأموات، بل غيره هو الذى قال ذلك، وهناك آخرون قالوا شيئا ثالثا. هذه واحدة، أما الثانية فقول إحدى الروايات إن هيرودس كان يؤمن أن يوحنا نبى، ولهذا لم يشأ فى البداية أن يقتله، أما فى الروايتين الأُخْرَيَيْن فتقولان إنه إنما تردد فى قتله فى البداية مراعاة لمشاعر الناس، إذ كانوا يؤمنون بنبوته، أما هو فلا. وهاتان مشكلتان كبيرتان تحتاجان إلى حل، لكن هذا الحل غير متوفر للأسف!
ولدى سؤال التلاميذ لمعلمهم عمن يكون الخائن الذى سيسلمه لأعدائه ليقتلوه (كبرت كلمة تخرج من أى فم يقول إن عيسى بن مريم قد قُتِل وصُلِب!) يجيب المسيح عليه السلام حسب رواية يوحنا (الفصل الثالث عشر) بأن الخائن هو الذى سيغمس لقمته معه فى نفس الطبق: "26أَجَابَ يَسُوعُ: هُوَ ذَاكَ الَّذِي أَغْمِسُ أَنَا اللُّقْمَةَ وَأُعْطِيهِ! فَغَمَسَ اللُّقْمَةَ وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ. 27فَبَعْدَ اللُّقْمَةِ دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَة. 28وَأَمَّا هَذَا فَلَمْ يَفْهَمْ أَحَدٌ مِنَ الْمُتَّكِئِينَ لِمَاذَا كَلَّمَهُ بِه، 29لأَنَّ قَوْماً، إِذْ كَانَ الصُّنْدُوقُ مَعَ يَهُوذَا، ظَنُّوا أَنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ: اشْتَرِ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِلْعِيدِ، أَوْ أَنْ يُعْطِيَ شَيْئاً لِلْفُقَرَاءِ "، بخلاف ما جاء فى الفصل السادس عشر من متّى، الذى يقول: "20وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ اتَّكَأَ مَعَ الاِثْنَيْ عَشَرَ. 21وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ قَالَ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِداً مِنْكُمْ يُسَلِّمُنِي . 22فَحَزِنُوا جِدّاً ،وَابْتَدَأَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَقُولُ لَهُ: هَلْ أَنَا هُوَ يَا رَبُّ؟ 23فَأَجَابَ وَقَالَ : الَّذِي يَغْمِسُ يَدَهُ مَعِي فِي الصَّحْفَةِ هُوَ يُسَلِّمُنِي! 24إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ ،وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ ابْنُ الإِنْسَانِ. كَانَ خَيْراً لِذَلِكَ الرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ! . 25فَسَأَلَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ وَقَالَ : هَلْ أَنَا هُوَ يَا سَيِّدِي؟ قَالَ لَهُ: أَنْتَ قُلْت"، وهو نفسه ما قاله مرقس (الفصل الثانى عشر): "18وَفِيمَا هُمْ مُتَّكِئُونَ يَأْكُلُونَ قَالَ يَسُوعُ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِداً مِنْكُمْ يُسَلِّمُنِي. اَلآكِلُ مَعِي! 19فَابْتَدَأُوا يَحْزَنُونَ، وَيَقُولُونَ لَهُ وَاحِداً فَوَاحِداً: هَلْ أَنَا؟ وَآخَرُ: هَلْ أَنَا؟ 20فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: هُوَ وَاحِدٌ مِنَ الاِثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِي يَغْمِسُ مَعِي فِي الصَّحْفَةِ. 21إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ، وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ ابْنُ الإِنْسَانِ. كَانَ خَيْراً لِذَلِكَ الرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ!". أما رواية لوقا (الفصل الثانى والعشرون) فتقول شيئا مختلفا عن هذا وذاك جميعا: "17ثُمَّ تَنَاوَلَ كَأْساً وَشَكَرَ وَقَالَ: خُذُوا هَذِهِ وَاقْتَسِمُوهَا بَيْنَكُمْ ، 18لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ حَتَّى يَأْتِيَ مَلَكُوتُ الله . 19وَأَخَذَ خُبْزاً وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: هَذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ. اِصْنَعُوا هَذَا لِذِكْرِي . 20وَكَذَلِكَ الْكَأْسَ أَيْضاً بَعْدَ الْعَشَاءِ قَائِلاً: هَذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ. 21وَلَكِنْ هُوَذَا يَدُ الَّذِي يُسَلِّمُنِي هِيَ مَعِي عَلَى الْمَائِدَةِ. 22وَابْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَحْتُومٌ ، وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي يُسَلِّمُهُ! . 23فَابْتَدَأُوا يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: مَنْ تَرَى مِنْهُمْ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْعَلَ هَذَا؟". فأى هذه الروايات الثلاث هى التى ينبغى أن نصدّق إن كان لنا أن نصدق؟ نحن المسلمين بطبيعة الحال لا نصدق البتة شيئا من هذا، لكننا نحب أن نلفت النظر إلى الاضطراب والتناقض فيما يقوله مؤلفو الأناجيل!
وحينما دنت ساعة الموت (حسبما تقول الأناجيل) نقرأ عند متّى (ف 26) ومرقس (ف 14) أنه، صلى الله عليه وسلم، كان حزينا مكتئبا، وكان يصلى ويلحّ فى الدعاء أن يجنبه الله شرب تلك الكأس المرة، ثم لما جاء رجالُ الشرطة وخَدَمُ رؤساء الكهنة ليقبضوا عليه فرّ عنه التلاميذ هاربين، وإن انفرد متّى بأنه عليه السلام عندما قبّله يهوذا قبلة الخيانة كان تعليقه: "يا صاحبى، لماذا جئت؟"، مثلما انفرد مرقس بأن الشرطة قد حاولت القبض على أحد الشبان الذين تبعوه وأمسكته من إزاره فخلعه عن نفسه وتركه لهم وجرى عريانا. أما فى لوقا (ف 22) فليس فيها شىء عن فرار التلاميذ ولا عن الشاب الذى هرب عريانا، كما أن العبارة التى قالها المسيح ليهوذا تختلف عما سمعناه فى رواية متى، إذ قال له هنا: " أَبِقُبْلَةٍ تُسَلِّمُ ابْنَ الإِنْسَانِ؟ "، بل إن لوقا لم يذكر هل قبّله يهوذا فعلا أو لا، إذ الموجود عنده هو: "فَدَنَا مِنْ يَسُوعَ لِيُقَبِّلَهُ. 48فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: يَا يَهُوذَا ، أَبِقُبْلَةٍ تُسَلِّمُ ابْنَ الإِنْسَانِ؟"، على حين أن يوحنا (ف 18) لا يعرف شيئا عن حكاية القبلة هذه التى ضُرِب بها المثل، بل كل ما هنالك أن يوحنا كان واقفا معهم، فضلا عن أن وقائع القبض على المسيح تختلف عما فى الروايات الأخرى اختلافا شديدا، فتلك الروايات تتحدث عن قوله مقرّعا القادمين للقبض عليه: "أعَلَى لصٍّ خرجتم؟" ثم تقدُّمهم وإلقائهم القبض آنذاك عليه، أما هنا فإنه ما إن يقول: "أنا هو"، حتى نفاجأ بهم يتراجعون للخلف ويسقطون على ظهورهم. أما التلاميذ فلم يفرّوا بل هو الذى طلب من المهاجمين أن يَدَعوهم ينصرفون بسلام. وهذه كلها مصائب متلتلة كان الله فى عون من يحاول أن يداوى شروخها التى تنذر بسقوط البناء كله!
فإذا تحولنا إلى مشهد المحاكمة راعنا أيضا الاختلاف بين الروايات: فرواية تقول إن عيسى، لما سئل: "هل قلت إنك المسيح ابن الله؟"، قد أجاب: "أنا هو"، ورواية تقول إنه اكتفى بعبارة : "أنت قلت"، وثالثة لا يجيب بنعم أو لا، بل نسمعه يقول: "إِنْ قُلْتُ لَكُمْ لاَ تُصَدِّقُونَ ، 68وَإِنْ سَأَلْتُ لاَ تُجِيبُونَنِي وَلاَ تُطْلِقُونَنِي" . كما أن بعض الروايات تتحدث عن أن الضرب واللطم ابتدأ بعد أن تمت إدانته، وبعضها يذكر ذلك منذ البداية، ورواية تذكر الجَلْد، وبقية الروايات لا تذكر هذا، ورواية لا تذكر من كل ذلك سوى أن أحد الخدم صفع عيسى عليه السلام على وجهه قرب نهاية المحكمة على ما عَدَّه جرأة منه فى مخاطبة رئيس الكهنة. أما يوحنا فقد سكت فلم يورد طبيعة السؤال الذى سُئِلَه عيسى عليه السلام، وكل ما هناك أنهم سألوه عن الأمور التى كان يدعو بها، وأنه قد أجاب بأنه إنما كان يدعو بما عنده علانية لا فى الخفاء، فليسألوا إذن أولئك الذين كان يعلمهم، فعندهم الجواب:
متى (ف 26): " 7وَالَّذِينَ أَمْسَكُوا يَسُوعَ مَضَوْا بِهِ إِلَى قَيَافَا رَئِيسِ الْكَهَنَةِ ،حَيْثُ اجْتَمَعَ الْكَتَبَةُ وَالشُّيُوخُ. 58وَأَمَّا بُطْرُسُ فَتَبِعَهُ مِنْ بَعِيدٍ إِلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ ،فَدَخَلَ إِلَى دَاخِلٍ وَجَلَسَ بَيْنَ الْخُدَّامِ لِيَنْظُرَ النِّهَايَةَ. 59وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ وَالْمَجْمَعُ كُلُّهُ يَطْلُبُونَ شَهَادَةَ زُورٍ عَلَى يَسُوعَ لِكَيْ يَقْتُلُوهُ، 60فَلَمْ يَجِدُوا. وَمَعَ أَنَّهُ جَاءَ شُهُودُ زُورٍ كَثِيرُونَ ،لَمْ يَجِدُوا. وَلَكِنْ أَخِيراً تَقَدَّمَ شَاهِدَا زُورٍ 61وَقَالاَ: هَذَا قَالَ : إِنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَنْقُضَ هَيْكَلَ اللَّهِ ،وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِيه . 62فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ: أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هَذَانِ عَلَيْكَ؟ 63وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتاً. فَأَجَابَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ : أَسْتَحْلِفُكَ بِاللَّهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ؟ 64قَالَ لَهُ يَسُوعُ: أَنْتَ قُلْتَ! وَأَيْضاً أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ ،وَآتِياً عَلَى سَحَابِ السَّمَاء . 65فَمَزَّقَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ حِينَئِذٍ ثِيَابَهُ قَائِلاً: قَدْ جَدَّفَ! مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟ هَا قَدْ سَمِعْتُمْ تَجْدِيفَهُ! 66مَاذَا تَرَوْنَ؟ فَأَجَابُوا وَقَالوُا: إِنَّهُ مُسْتَوْجِبُ الْمَوْت . 67حِينَئِذٍ بَصَقُوا فِي وَجْهِهِ وَلَكَمُوهُ وَآخَرُونَ لَطَمُوهُ 68قَائِلِينَ: تَنَبَّأْ لَنَا أَيُّهَا الْمَسِيحُ مَنْ ضَرَبَكَ؟" .
مرقس (ف 65): "53فَمَضَوْا بِيَسُوعَ إِلَى رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَاجْتَمَعَ مَعَهُ جَمِيعُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ وَالْكَتَبَةُ. 54وَكَانَ بُطْرُسُ قَدْ تَبِعَهُ مِنْ بَعِيدٍ إِلَى دَاخِلِ دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ وَكَانَ جَالِساً بَيْنَ الْخُدَّامِ يَسْتَدْفِئُ عِنْدَ النَّارِ. 55وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ، وَالْمَجْمَعُ كُلُّهُ يَطْلُبُونَ شَهَادَةً عَلَى يَسُوعَ لِيَقْتُلُوهُ، فَلَمْ يَجِدُوا 56لأَنَّ كَثِيرِينَ شَهِدُوا عَلَيْهِ زُوراً، وَلَمْ تَتَّفِقْ شَهَادَاتُهُمْ. 57ثُمَّ قَامَ قَوْمٌ وَشَهِدُوا عَلَيْهِ زُوراً قَائِلِينَ: 58 نَحْنُ سَمِعْنَاهُ يَقُولُ: إِنِّي أَنْقُضُ هَذَا الْهَيْكَلَ الْمَصْنُوعَ بِالأَيَادِي، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِي آخَرَ غَيْرَ مَصْنُوعٍ بِأَيَاد . 59وَلاَ بِهَذَا كَانَتْ شَهَادَتُهُمْ تَتَّفِقُ. 60فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ فِي الْوَسْطِ وَسَأَلَ يَسُوعَ قَائلاً: أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هَؤُلاَءِ عَلَيْكَ؟ 61أَمَّا هُوَ فَكَانَ سَاكِتاً وَلَمْ يُجِبْ بِشَيْءٍ. فَسَأَلَهُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ أَيْضاً وَقَالَ لَهُ: أَأَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ الْمُبَارَكِ؟ 62فَقَالَ يَسُوعُ: أَنَا هُوَ. وَسَوْفَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِياً فِي سَحَابِ السَّمَاءِ . 63فَمَزَّقَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ ثِيَابَهُ وَقَالَ: مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟ 64قَدْ سَمِعْتُمُ التَّجَادِيفَ! مَا رَأْيُكُمْ؟ فَالْجَمِيعُ حَكَمُوا عَلَيْهِ أَنَّهُ مُسْتَوْجِبُ الْمَوْتِ. 65فَابْتَدَأَ قَوْمٌ يَبْصُقُونَ عَلَيْهِ، وَيُغَطُّونَ وَجْهَهُ وَيَلْكُمُونَهُ وَيَقُولُونَ لَهُ: تَنَبَّأ . وَكَانَ الْخُدَّامُ يَلْطِمُونَهُ".
لوقا (ف 22): "63وَالرِّجَالُ الَّذِينَ كَانُوا ضَابِطِينَ يَسُوعَ كَانُوا يَسْتَهْزِئُونَ بِهِ وَهُمْ يَجْلِدُونَهُ، 64وَغَطَّوْهُ وَكَانُوا يَضْرِبُونَ وَجْهَهُ وَيَسْأَلُونَهُ قَائِليِنَ : تَنَبَّأْ! مَنْ هُوَ الَّذِي ضَرَبَكَ؟ 65وَأَشْيَاءَ أُخَرَ كَثِيرَةً كَانُوا يَقُولُونَ عَلَيْهِ مُجَدِّفِينَ.66وَلَمَّا كَانَ النَّهَارُ اجْتَمَعَتْ مَشْيَخَةُ الشَّعْبِ: رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ ، وَأَصْعَدُوهُ إِلَى مَجْمَعِهِمْ 67قَائِلِينَ: إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمسِيحَ ، فَقُلْ لَنَا! . فَقَالَ لَهُمْ: إِنْ قُلْتُ لَكُمْ لاَ تُصَدِّقُونَ ، 68وَإِنْ سَأَلْتُ لاَ تُجِيبُونَنِي وَلاَ تُطْلِقُونَنِي. 69مُنْذُ الآنَ يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ قُوَّةِ الله . 70فَقَالَ الْجَمِيعُ: أَفَأَنْتَ ابْنُ اللهِ؟ فَقَالَ لَهُمْ: أَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا هُو . 71فَقَالُوا: مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شَهَادَةٍ؟ لأَنَّنَا نَحْنُ سَمِعْنَا مِنْ فَمِه" .
يوحنا (18): "19فَسَأَلَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ يَسُوعَ عَنْ تلاَمِيذِهِ وَعَنْ تَعْلِيمِهِ. 20أَجَابَهُ يَسُوعُ: أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ عَلاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ. 21لِمَاذَا تَسْأَلُنِي أَنَا؟ اِسْأَلِ الَّذِينَ قَدْ سَمِعُوا مَاذَا كَلَّمْتُهُمْ. هُوَذَا هَؤُلاَءِ يَعْرِفُونَ مَاذَا قُلْتُ أَنَا .22وَلَمَّا قَالَ هَذَا لَطَمَ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنَ الْخُدَّامِ كَانَ وَاقِفاً ، قَائِلاً: أَهَكَذَا تُجَاوِبُ رَئِيسَ الْكَهَنَةِ؟ 23أَجَابَهُ يَسُوعُ: إِنْ كُنْتُ قَدْ تَكَلَّمْتُ رَدِيّاً فَاشْهَدْ عَلَى الرَّدِيِّ، وَإِنْ حَسَناً فَلِمَاذَا تَضْرِبُنِي؟ 24وَكَانَ حَنَّانُ قَدْ أَرْسَلَهُ مُوثَقاً إِلَى قَيَافَا رَئِيسِ الْكَهَنَةِ".
فإذا بلغنا ندم يهوذا على ما ارتكب من غدر وخيانة ألفينا أمامنا هاتين الروايتبن: فالأولى، وهى موجودة لدى كتاب الأناجيل، تقول إنه ذهب فردَّ الثلاثين فضة التى كان قد أخذها من الكهنة لقاء خيانته وغدره بمعلمه، ثم ثنّى بشنق نفسه: "27 1 وَلَمَّا كَانَ الصَّبَاحُ تَشَاوَرَ جَمِيعُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَشُيُوخُ الشَّعْبِ عَلَى يَسُوعَ حَتَّى يَقْتُلُوهُ ،2فَأَوْثَقُوهُ وَمَضَوْا بِهِ وَدَفَعُوهُ إِلَى بِيلاَطُسَ الْبُنْطِيِّ الْوَالِي. 3حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ ،نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ 4قَائِلاً: قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَماً بَرِيئا . فَقَالُوا: مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ! 5فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ ،ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ. 6فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ الْفِضَّةَ وَقَالُوا: لاَ يَحِلُّ أَنْ نُلْقِيَهَا فِي الْخِزَانَةِ لأَنَّهَا ثَمَنُ دَم . 7فَتَشَاوَرُوا وَاشْتَرَوْا بِهَا حَقْلَ الْفَخَّارِيِّ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ. 8لِهَذَا سُمِّيَ ذَلِكَ الْحَقْلُ حَقْلَ الدَّم إِلَى هَذَا الْيَوْمِ" (متى/ 27، وبقية الأناجيل تنحو نفس المنحى)، أما الرواية الثانية فنعثر عليها فى "أعمال الرسل"، وفيها أنه قد انشق بطنه فى الحقل ولم ينتحر: ""18فَإِنَّ هَذَا اقْتَنَى حَقْلاً مِنْ أُجْرَةِ الظُّلْمِ وَإِذْ سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ انْشَقَّ مِنَ الْوَسَطِ فَانْسَكَبَتْ أَحْشَاؤُهُ كُلُّهَا. 19وَصَارَ ذَلِكَ مَعْلُوماً عِنْدَ جَمِيعِ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ حَتَّى دُعِيَ ذَلِكَ الْحَقْلُ فِي لُغَتِهِمْ «حَقْلَ دَمَا» (أَيْ: حَقْلَ دَمٍ). 20لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ الْمَزَامِيرِ: لِتَصِرْ دَارُهُ خَرَاباً وَلاَ يَكُنْ فِيهَا سَاكِنٌ وَلْيَأْخُذْ وَظِيفَتَهُ آَخَرُ" (أعمال الرسل/ 1/ 18- 19). والآن أترك القارئ يحاول أن يزيل هذا التناقض براحته! المهم أنى قلت ما عندى، والسلام!
والآن إلى محاكمة بيلاطس للمسيح عليه السلام حسبما كتب مؤلفو الأناجيل. ولسوف نورد النصوص أولا ثم نثنِّى بتحليلها ومقارنة بعضها ببعض لنرى مدى اتساقها أو اختلافها أو تناقضها، وها هى ذى النصوص المذكورة:
متى (ف 27): "11فَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ الْوَالِي. فَسَأَلَهُ الْوَالِي قَائِلاً : أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: أَنْتَ تَقُول . 12وَبَيْنَمَا كَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ لَمْ يُجِبْ بِشَيْءٍ. 13فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: أَمَا تَسْمَعُ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ؟ 14فَلَمْ يُجِبْهُ وَلاَ عَنْ كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ ،حَتَّى تَعَجَّبَ الْوَالِي جِدّاً.15وَكَانَ الْوَالِي مُعْتَاداً فِي الْعِيدِ أَنْ يُطْلِقَ لِلْجَمْعِ أَسِيراً وَاحِداً،مَنْ أَرَادُوهُ. 16وَكَانَ لَهُمْ حِينَئِذٍ أَسِيرٌ مَشْهُورٌ يُسَمَّى بَارَابَاسَ. 17فَفِيمَا هُمْ مُجْتَمِعُونَ قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: مَنْ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟ بَارَابَاسَ أَمْ يَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟ 18لأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُمْ أَسْلَمُوهُ حَسَداً. 19وَإِذْ كَانَ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّ الْوِلاَيَةِ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ امْرَأَتُهُ قَائِلَةً: إِيَّاكَ وَذَلِكَ الْبَارَّ ،لأَنِّي تَأَلَّمْتُ الْيَوْمَ كَثِيراً فِي حُلْمٍ مِنْ أَجْلِه . 20وَلَكِنَّ رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخَ حَرَّضُوا الْجُمُوعَ عَلَى أَنْ يَطْلُبُوا بَارَابَاسَ وَيُهْلِكُوا يَسُوعَ. 21فَأَجَابَ الْوَالِي وَقَالَ لَهُمْ : مَنْ مِنْ الاِثْنَيْنِ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟ فَقَالُوا: بَارَابَاسَ! . 22قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: فَمَاذَا أَفْعَلُ بِيَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟ قَالَ لَهُ الْجَمِيعُ: لِيُصْلَبْ! 23فَقَالَ الْوَالِي: وَأَيَّ شَرٍّ عَمِلَ؟ فَكَانُوا يَزْدَادُونَ صُرَاخاً قَائِلِينَ: لِيُصْلَبْ! 24فَلَمَّا رَأَى بِيلاَطُسُ أَنَّهُ لاَ يَنْفَعُ شَيْئاً، بَلْ بِالْحَرِيِّ يَحْدُثُ شَغَبٌ ،أَخَذَ مَاءً وَغَسَلَ يَدَيْهِ قُدَّامَ الْجَمْعِ قَائِلاً: إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هَذَا الْبَارِّ! أَبْصِرُوا أَنْتُمْ ! . 25فَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ وَقَالوُا : دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنَا . 26حِينَئِذٍ أَطْلَقَ لَهُمْ بَارَابَاسَ ،وَأَمَّا يَسُوعُ فَجَلَدَهُ وَأَسْلَمَهُ لِيُصْلَبَ. 27فَأَخَذَ عَسْكَرُ الْوَالِي يَسُوعَ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَجَمَعُوا عَلَيْهِ كُلَّ الْكَتِيبَةِ، 28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً، 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ ،وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ! 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ ،وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ ،نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ، وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ".
مرقس ( ف 15- 16):"15 1وَلِلْوَقْتِ فِي الصَّبَاحِ تَشَاوَرَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ وَالْكَتَبَةُ وَالْمَجْمَعُ كُلُّهُ، فَأَوْثَقُوا يَسُوعَ وَمَضَوْا بِهِ وَأَسْلَمُوهُ إِلَى بِيلاَطُسَ. 2فَسَألَه بِيلاَطُسُ: أَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُ: أَنْتَ تَقُول . 3وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ كَثِيراً. 4فَسَأَلَهُ بِيلاَطُسُ أَيْضاً قائِلاً: أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ انْظُرْ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ! 5فَلَمْ يُجِبْ يَسُوعُ أَيْضاً بِشَيْءٍ حَتَّى تَعَجَّبَ بِيلاَطُسُ. 6وَكَانَ يُطْلِقُ لَهُمْ فِي كُلِّ عِيدٍ أَسِيراً وَاحِداً، مَنْ طَلَبُوهُ. 7وَكَانَ الْمُسَمَّى بَارَابَاسَ مُوثَقاً مَعَ رُفَقَائِهِ فِي الْفِتْنَةِ الَّذِينَ فِي الْفِتْنَةِ فَعَلُوا قَتْلاً. 8فَصَرَخَ الْجَمْعُ وَابْتَدَأُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَفْعَلَ كَمَا كَانَ دَائِماً يَفْعَلُ لَهُمْ. 9فَأَجَابَهُمْ بِيلاَطُسُ: أَتُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ مَلِكَ الْيَهُودِ؟ . 10لأَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ كَانُوا قَدْ أَسْلَمُوهُ حَسَداً. 11فَهَيَّجَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ الْجَمْعَ لِكَيْ يُطْلِقَ لَهُمْ بِالْحَرِيِّ بَارَابَاسَ. 12فَأَجابَ بيِلاطُس ُأيْضاً وَقَالَ لَهُمْ: فَمَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ أَفْعَلَ بِالَّذِي تَدْعُونَهُ مَلِكَ الْيَهُودِ؟ 13فَصَرَخُوا أَيْضاً: اصْلِبْهُ! 14فقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: وَأَيَّ شَرٍّ عَمِلَ؟ فَازْدَادُوا جِدّاً صُرَاخاً: اصْلِبْهُ! 15فَبِيلاَطُسُ إِذْ كَانَ يُرِيدُ َنْ يَعْمَلَ لِلْجَمْعِ مَا يُرْضِيهِمْ، أَطْلَقَ لَهُمْ بَارَابَاسَ، وَأَسْلَمَ يَسُوعَ، بَعْدَمَا جَلَدَهُ، لِيُصْلَبَ. 16فَمَضَى بِهِ الْعَسْكَرُ إِلَى دَاخِلِ الدَّارِ، الَّتِي هِيَ دَارُ الْوِلاَيَةِ، وَجَمَعُوا كُلَّ الْكَتِيبَةِ.17وَأَلْبَسُوهُ أُرْجُواناً، وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَيْهِ، 18وَابْتَدَأُوا يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ قَائِلِينَ: السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ! 19وَكَانُوا يَضْرِبُونَهُ عَلَى رَأْسِهِ بِقَصَبَةٍ، وَيَبْصُقُونَ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَسْجُدُونَ لَهُ جَاثِينَ عَلَى رُكَبِهِمْ. 20وَبَعْدَمَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ، نَزَعُوا عَنْهُ الأُرْجُوانَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ، ثُمَّ خَرَجُوا بِهِ لِيَصْلِبُوهُ. 21فَسَخَّرُوا رَجُلاً مُجْتَازاً كَانَ آتِياً مِنَ الْحَقْلِ، وَهُوَ سِمْعَانُ الْقَيْرَوَانِيُّ أَبُو أَلَكْسَنْدَرُسَ وَرُوفُسَ، لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ".
لوقا (ف 15- 16): "15 1وَلِلْوَقْتِ فِي الصَّبَاحِ تَشَاوَرَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ وَالْكَتَبَةُ وَالْمَجْمَعُ كُلُّهُ، فَأَوْثَقُوا يَسُوعَ وَمَضَوْا بِهِ وَأَسْلَمُوهُ إِلَى بِيلاَطُسَ. 2فَسَألَه بِيلاَطُسُ: أَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُ: أَنْتَ تَقُول . 3وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ كَثِيراً. 4فَسَأَلَهُ بِيلاَطُسُ أَيْضاً قائِلاً: أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ انْظُرْ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ! 5فَلَمْ يُجِبْ يَسُوعُ أَيْضاً بِشَيْءٍ حَتَّى تَعَجَّبَ بِيلاَطُسُ. 6وَكَانَ يُطْلِقُ لَهُمْ فِي كُلِّ عِيدٍ أَسِيراً وَاحِداً، مَنْ طَلَبُوهُ. 7وَكَانَ الْمُسَمَّى بَارَابَاسَ مُوثَقاً مَعَ رُفَقَائِهِ فِي الْفِتْنَةِ الَّذِينَ فِي الْفِتْنَةِ فَعَلُوا قَتْلاً. 8فَصَرَخَ الْجَمْعُ وَابْتَدَأُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَفْعَلَ كَمَا كَانَ دَائِماً يَفْعَلُ لَهُمْ. 9فَأَجَابَهُمْ بِيلاَطُسُ: أَتُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ مَلِكَ الْيَهُودِ؟ . 10لأَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ كَانُوا قَدْ أَسْلَمُوهُ حَسَداً. 11فَهَيَّجَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ الْجَمْعَ لِكَيْ يُطْلِقَ لَهُمْ بِالْحَرِيِّ بَارَابَاسَ. 12فَأَجابَ بيِلاطُس ُأيْضاً وَقَالَ لَهُمْ: فَمَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ أَفْعَلَ بِالَّذِي تَدْعُونَهُ مَلِكَ الْيَهُودِ؟ 13فَصَرَخُوا أَيْضاً: اصْلِبْهُ! 14فقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: وَأَيَّ شَرٍّ عَمِلَ؟ فَازْدَادُوا جِدّاً صُرَاخاً: اصْلِبْهُ! 15فَبِيلاَطُسُ إِذْ كَانَ يُرِيدُ َنْ يَعْمَلَ لِلْجَمْعِ مَا يُرْضِيهِمْ، أَطْلَقَ لَهُمْ بَارَابَاسَ، وَأَسْلَمَ يَسُوعَ، بَعْدَمَا جَلَدَهُ، لِيُصْلَبَ. 16فَمَضَى بِهِ الْعَسْكَرُ إِلَى دَاخِلِ الدَّارِ، الَّتِي هِيَ دَارُ الْوِلاَيَةِ، وَجَمَعُوا كُلَّ الْكَتِيبَةِ.17وَأَلْبَسُوهُ أُرْجُواناً، وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَيْهِ، 18وَابْتَدَأُوا يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ قَائِلِينَ: السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ! 19وَكَانُوا يَضْرِبُونَهُ عَلَى رَأْسِهِ بِقَصَبَةٍ، وَيَبْصُقُونَ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَسْجُدُونَ لَهُ جَاثِينَ عَلَى رُكَبِهِمْ. 20وَبَعْدَمَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ، نَزَعُوا عَنْهُ الأُرْجُوانَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ، ثُمَّ خَرَجُوا بِهِ لِيَصْلِبُوهُ. 21فَسَخَّرُوا رَجُلاً مُجْتَازاً كَانَ آتِياً مِنَ الْحَقْلِ، وَهُوَ سِمْعَانُ الْقَيْرَوَانِيُّ أَبُو أَلَكْسَنْدَرُسَ وَرُوفُسَ، لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ".
يوحنا (ف 18- 19): "28ثُمَّ جَاءُوا بِيَسُوعَ مِنْ عِنْدِ قَيَافَا إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ ، وَكَانَ صُبْحٌ. وَلَمْ يَدْخُلُوا هُمْ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ لِكَيْ لاَ يَتَنَجَّسُوا، فَيَأْكُلُونَ الْفِصْحَ. 29فَخَرَجَ بِيلاَطُسُ إِلَيْهِمْ وَقَالَ: أَيَّةَ شِكَايَةٍ تُقَدِّمُونَ عَلَى هَذَا الإِنْسَانِ؟ 30أَجَابُوا وَقَالُوا لَهُ : لَوْ لَمْ يَكُنْ فَاعِلَ شَرٍّ لَمَا كُنَّا قَدْ سَلَّمْنَاهُ إِلَيْكَ! 31فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاحْكُمُوا عَلَيْهِ حَسَبَ نَامُوسِكُم . فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: لاَ يَجُوزُ لَنَا أَنْ نَقْتُلَ أَحَدا . 32لِيَتِمَّ قَوْلُ يَسُوعَ الَّذِي قَالَهُ مُشِيراً إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعاً أَنْ يَمُوتَ.33ثُمَّ دَخَلَ بِيلاَطُسُ أَيْضاً إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَدَعَا يَسُوعَ، وَقَالَ لَهُ: أَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ 34أَجَابَهُ يَسُوعُ: أَمِنْ ذَاتِكَ تَقُولُ هَذَا، أَمْ آخَرُونَ قَالُوا لَكَ عَنِّي؟ 35أَجَابَهُ بِيلاَطُسُ: أَلَعَلِّي أَنَا يَهُودِيٌّ؟ أُمَّتُكَ وَرُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ أَسْلَمُوكَ إِلَيَّ. مَاذَا فَعَلْتَ؟ 36أَجَابَ يَسُوعُ: مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ، لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلَكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا .37فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: أَفَأَنْتَ إِذاً مَلِكٌ؟ أَجَابَ يَسُوعُ: أَنْتَ تَقُولُ: إِنِّي مَلِكٌ. لِهَذَا قَدْ وُلِدْتُ أَنَا، وَلِهَذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ. كُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي . 38قَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: مَا هُوَ الْحَقُّ؟ . وَلَمَّا قَالَ هَذَا خَرَجَ أَيْضاً إِلَى الْيَهُودِ وَقَالَ لَهُمْ: أَنَا لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً. 39وَلَكُمْ عَادَةٌ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ وَاحِداً فِي الْفِصْحِ. أَفَتُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ مَلِكَ الْيَهُودِ؟ . 40فَصَرَخُوا أَيْضاً جَمِيعُهُمْ قَائِليِنَ: لَيْسَ هَذَا بَلْ بَارَابَاسَ! وَكَانَ بَارَابَاسُ لِصّاً. 191فَحِينَئِذٍ أَخَذَ بِيلاَطُسُ يَسُوعَ وَجَلَدَهُ. 2وَضَفَرَ الْعَسْكَرُ إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَأَلْبَسُوهُ ثَوْبَ أُرْجُوانٍ، 3وَكَانُوا يَقُولُونَ: السّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ! . وَكَانُوا يَلْطِمُونَهُ. 4فَخَرَجَ بِيلاَطُسُ أَيْضاً خَارِجاً وَقَالَ لَهُمْ: هَا أَنَا أُخْرِجُهُ إِلَيْكُمْ لِتَعْلَمُوا أَنِّي لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَة . 5فَخَرَجَ يَسُوعُ خَارِجاً وَهُوَ حَامِلٌ إِكْلِيلَ الشَّوْكِ وَثَوْبَ الأُرْجُوانِ. فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: هُوَذَا الإِنْسَانُ! . 6فَلَمَّا رَآهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْخُدَّامُ صَرَخُوا قَائِليِنَ: اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ! قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاصْلِبُوهُ، لأَنِّي لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّة . 7أَجَابَهُ الْيَهُودُ: لَنَا نَامُوسٌ، وَحَسَبَ نَامُوسِنَا يَجِبُ أَنْ يَمُوتَ، لأَنَّهُ جَعَلَ نَفْسَهُ ابْنَ اللَّه . 8فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاَطُسُ هَذَا الْقَوْلَ ازْدَادَ خَوْفاً. 9فَدَخَلَ أَيْضاً إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَقَالَ لِيَسُوعَ: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمْ يُعْطِهِ جَوَاباً. 10فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: أَمَا تُكَلِّمُنِي؟ أَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّ لِي سُلْطَاناً أَنْ أَصْلِبَكَ وَسُلْطَاناً أَنْ أُطْلِقَكَ؟ 11أَجَابَ يَسُوعُ: لَمْ يَكُنْ لَكَ عَلَيَّ سُلْطَانٌ الْبَتَّةَ، لَوْ لَمْ تَكُنْ قَدْ أُعْطِيتَ مِنْ فَوْقُ. لِذَلِكَ الَّذِي أَسْلَمَنِي إِلَيْكَ لَهُ خَطِيَّةٌ أَعْظَم . 12مِنْ هَذَا الْوَقْتِ كَانَ بِيلاَطُسُ يَطْلُبُ أَنْ يُطْلِقَهُ ، وَلَكِنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَصْرُخُونَ قَائِليِنَ : إِنْ أَطْلَقْتَ هَذَا فَلَسْتَ مُحِبّاً لِقَيْصَرَ. كُلُّ مَنْ يَجْعَلُ نَفْسَهُ مَلِكاً يُقَاوِمُ قَيْصَرَ! .13فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاَطُسُ هَذَا الْقَوْلَ أَخْرَجَ يَسُوعَ، وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ الْوِلاَيَةِ فِي مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ الْبَلاَط وَبِالْعِبْرَانِيَّةِ جَبَّاثَا . 14وَكَانَ اسْتِعْدَادُ الْفِصْحِ ، وَنَحْوُ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ. فَقَالَ لِلْيَهُودِ: هُوَذَا مَلِكُكُمْ! . 15فَصَرَخُوا: خُذْهُ! خُذْهُ ! اصْلِبْهُ! قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: أَأَصْلِبُ مَلِكَكُمْ؟ أَجَابَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ: لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلاَّ قَيْصَرَ! . 16فَحِينَئِذٍ أَسْلَمَهُ إِلَيْهِمْ لِيُصْلَبَ".
ومن خلال القراءة لنصوص الأناجيل فى هذه الواقعة يتبين لنا الآتى: أن ثمة تناقضا بين رواية يوحنا من جهة وروايات المؤلفين الثلاثة الآخرين من جهة أخرى، فعلى حين يتفق هؤلاء الثلاثة فى أن عيسى بن مريم لم يجب الوالى بأى شىء، اللهم سوى رده بكلمة "أنت قلت" على سؤاله: "أنت ملك اليهود؟"، نراه عليه السلام فى إنجيل يوحنا يناقش الوالى ويجادله ويشرح له موقفه وعقيدته وكيف أنه أتى إلى العالم من أجل مهمة محددة لولا هى لسارع إلى إنقاذه من سماهم: "خُدَّامِى". وها هما ذان النصان، وهما يدلان على أننا أمام روايتين لا يمكن التوفيق بينهما بحال مهما كان الموفِّق أكروباتيًّا عبقرىَّ الأكروباتيّة. وسوف أكتفى، من الروايات الثلاث المتفقة، برواية مرقس لأنها، فيما يخص كلام السيد المسيح فى رده على الوالى بيلاطس وصَمْته التام فيما عدا عبارة "أنت قلت"، لا تختلف عن الروايتين الأُخْرَيَيْن فى شىء، وهذه هى أولا: "15 1وَلِلْوَقْتِ فِي الصَّبَاحِ تَشَاوَرَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ وَالْكَتَبَةُ وَالْمَجْمَعُ كُلُّهُ، فَأَوْثَقُوا يَسُوعَ وَمَضَوْا بِهِ وَأَسْلَمُوهُ إِلَى بِيلاَطُسَ. 2فَسَألَه بِيلاَطُسُ: أَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُ: أَنْتَ تَقُول . 3وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ كَثِيراً. 4فَسَأَلَهُ بِيلاَطُسُ أَيْضاً قائِلاً: أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ انْظُرْ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ! 5فَلَمْ يُجِبْ يَسُوعُ أَيْضاً بِشَيْءٍ حَتَّى تَعَجَّبَ بِيلاَطُسُ. 6وَكَانَ يُطْلِقُ لَهُمْ فِي كُلِّ عِيدٍ أَسِيراً وَاحِداً، مَنْ طَلَبُوهُ"، ثم ها هى ذى رواية يوحنا: ""28ثُمَّ جَاءُوا بِيَسُوعَ مِنْ عِنْدِ قَيَافَا إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ ، وَكَانَ صُبْحٌ. وَلَمْ يَدْخُلُوا هُمْ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ لِكَيْ لاَ يَتَنَجَّسُوا، فَيَأْكُلُونَ الْفِصْحَ. 29فَخَرَجَ بِيلاَطُسُ إِلَيْهِمْ وَقَالَ: أَيَّةَ شِكَايَةٍ تُقَدِّمُونَ عَلَى هَذَا الإِنْسَانِ؟ 30أَجَابُوا وَقَالُوا لَهُ : لَوْ لَمْ يَكُنْ فَاعِلَ شَرٍّ لَمَا كُنَّا قَدْ سَلَّمْنَاهُ إِلَيْكَ! 31فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاحْكُمُوا عَلَيْهِ حَسَبَ نَامُوسِكُم. فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: لاَ يَجُوزُ لَنَا أَنْ نَقْتُلَ أَحَدا . 32لِيَتِمَّ قَوْلُ يَسُوعَ الَّذِي قَالَهُ مُشِيراً إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعاً أَنْ يَمُوتَ.33ثُمَّ دَخَلَ بِيلاَطُسُ أَيْضاً إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَدَعَا يَسُوعَ، وَقَالَ لَهُ: أَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ 34أَجَابَهُ يَسُوعُ: أَمِنْ ذَاتِكَ تَقُولُ هَذَا، أَمْ آخَرُونَ قَالُوا لَكَ عَنِّي؟ 35أَجَابَهُ بِيلاَطُسُ: أَلَعَلِّي أَنَا يَهُودِيٌّ؟ أُمَّتُكَ وَرُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ أَسْلَمُوكَ إِلَيَّ. مَاذَا فَعَلْتَ؟ 36أَجَابَ يَسُوعُ: مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ، لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلَكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا .37فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: أَفَأَنْتَ إِذاً مَلِكٌ؟ أَجَابَ يَسُوعُ: أَنْتَ تَقُولُ: إِنِّي مَلِكٌ. لِهَذَا قَدْ وُلِدْتُ أَنَا، وَلِهَذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ. كُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي . 38قَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: مَا هُوَ الْحَقُّ؟ . وَلَمَّا قَالَ هَذَا خَرَجَ أَيْضاً إِلَى الْيَهُودِ وَقَالَ لَهُمْ: أَنَا لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً. 39وَلَكُمْ عَادَةٌ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ وَاحِداً فِي الْفِصْحِ. أَفَتُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ مَلِكَ الْيَهُودِ؟". ولست أحسب الأمر الآن إلا قد اتضح تماما بحيث لا يمكن أن يخطر فى ذهن عاقل، أو حتى مجنون، أن هناك شبهةَ إمكانيةٍ للتوفيق بين الحكايتين. لو أن الأمر اقتصر على أن بعض الروايات قد أَوْجَزَتْ، وبعضها الآخر قد فَصَّل لما كانت هناك مشكلة لأن هذا لا يكون بالضرورة تناقضا، أما أن تقول بعض الروايات إنه لم يردّ على أى سؤال وجهه له بيلاطس، وتقول رواية أخرى إنه أجاب على كل أسئلة الوالى، فمن المؤكد أن ثمة خللا كبيرا وشيئا فاسدا يحتاج إلى الشعور بالخجل من الزعم بأن هذه اللخبطات هى وحى إلهى.
كذلك هناك مشكلة باراباس: فهل كان لصا كما تقول بعض الروايات أم هل كان أحد المشاركين فى الفتنة وأعمال القتل طبقا لما ورد فى رواية أخرى؟ هذه أيضا مشكلة! وفوق هذا فلدينا فى رواية لوقا أن بيلاطس لم يحكم على السيد المسيح ابتداءً، بل انتهز معرفته، أثناء مداولاته مع اليهود، إلى أنه من الجليل فحوّله إلى هيرودس، الذى يقول لوقا إنه كان متشوقا لرؤية المسيح لعله يستطيع أن يصنع أمامه آية. أما فى الروايات الأخرى فقد حكم عليه بيلاطس منذ البداية دون الرجوع لهيرودس. فكيف نحل هذه أيضا؟ الواقع أَنْ ليس هناك ما يمكن الاستناد إليه فى التوفيق بين الروايات فى هذه النقطة بأى حال أو على أى وضع!
وفى روايات الصلب نجد ذات العجب: ففى بعض الروايات أن الذى حمل الصليب الخاص بصلِب المسيح رجل من القيروان (القيروان التى لم تُبْنَ إلا بعد ذلك بنحو ألف عام!) اسمه سمعان، أما عند يوحنا فالذى حمل صليب المسيح هو المسيح ذاته وليس شخصا آخر لا من القيروان ولا من الظهران ولا من أم درمان. ثم عندنا الرجلان اللذان صُلِبا معه: واحد عن يمينه، والآخر عن يساره، واللذان تقول بعض الروايات إنهما كانا يعيّرانه ويتهكمان عليه مع المتهكمين، على حين يقول يوحنا إن مصلوبا واحدا هو فقط الذى كان يسخر به، أما الآخر فكان يقرِّع زميله الساخر ويدافع عن عيسى عليه السلام، بل ويناديه: "يا ربى"، طالبًا منه أن يتذكره فى ملكوت السماوات، فيرد عليه المسيح مؤكدا له أنه سوف يكون معه فى الفردوس! والآن: أنت أيها القارئ من أى الشيعتين؟ عليك أن تضرب الودع كى تعرف الحقيقة وسط هذا الركام من الخيوط المتشابكة المعقدة، ثم تعال قابلنى!
أتعرف، أيها القارئ الكريم، أن كثيرا من الباحثين والعلماء الغربيين ينكرون وجود شخص اسمه عيسى، ويؤكدون أنه ليس سوى خرافة؟ وكل هذا بسبب تلك الروايات المضطربة التى تحير العقل وتستعصى على المنطق وتتناقض كذلك فيما بينها تناقضا لا يمكن القفز فوقه بأى حال! فإذا قلنا لهم إن كتابكم قد حُرِّف وأصابه عبث شديد شتموا سيد الأنبياء والمرسلين، ولا أدرى لماذا، مع أنه هو الوحيد الذى دافع عن المسيح وأمه، فضلا عن أن القرآن الذى نزل عليه من عند الله الواحد الأحد قد أسبغ على المسيح صفات البركة والحنان والبر والرحمة واحترام الأم وتبجيلها، نافيا عنه بذلك عار ما جاء فى الأناجيل مما يشينه شينا كبيرا، إذ يصوره كتبة تلك الأناجيل عصبيا جافيا خشنا شتاما عيابا متكبرا على المسحوقين ناظرا إليهم من عَلٍ متهما جميع الناس حتى حوارييه أنفسهم بقلة الإيمان لامزًا أمه عليها السلام هى وإخوته حين قال عنهم إنهم ليسوا أمه وإخوته، بل أمه وإخوته هم الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها، بما يعنى أنهم لم يكونوا كذلك! كما أنكر أشد الإنكار ما نُسِب إليه من أنه كان يدعو إلى الثالوث ويطلب من الناس اتخاذه إلها!
ثم مَنْ أولئك النسوة اللاتى كن واقفات على مقربة منه وشاهدنه يُصْلَب؟ هنا تختلف الروايات: فإحداها (وهى الرواية الموجودة فى الإنجيل الذى يحمل اسم يوحنا) تذكر مريمين معينتين هما أمه وخالته، أما الروايات الباقيات فلا تذكر أيا من هاتين المريمين، بل تذكر مريمين أخريين! وعجيب غريب غاية العجب والغرابة ألا يأتى ذكر الأم والخالة فى الروايات التى تدور فى هذا السياق تحت أى اعتبار! واضح أن هناك تخليطا بسبب اسم مريم. وثَمّ اختلاف آخر فى الأسماء يستطيع القارئ أن يدركه بنفسه دون مساعدة من أحد. وبالمثل فإن رواية يوحنا هى الرواية الوحيدة التى تتحدث عن توصية المسيح أحد تلاميذه أن يأخذ باله من أمه، على حين لم تقل أية رواية أخرى شيئا من هذا، ذلك أن مريم ليس لها وجود فى تلك الروايات كما لاحظنا. وبالمناسبة فقد كان المسيح لا يزال، حتى وهو على الصليب، جافا جافيا مع أمه لا يترك شكاسته معها، إذ بدلا من مناداته لها بــ"يا أمى الحبيبة" مثلا نجده يقول لها: "يا امرأة"! أيمكن أن يكون هذا هو عيسى الذى أثنى القرآن عليه وعلى بره بأمه؟ كذلك تختلف الروايات حول الكلمات التى قالها الضابط ومن معه حين شاهدوا الظلمة والزلازل وانشقاق حجاب الهيكل وبعثرة القبور وخروج الموتى منها إلى الدنيا عند صلب المسيح، فهل قال ذلك الضابط: "حقا كان هذا ابن الله"؟ أم هل كان ما قاله هو: "بالحقيقة كان هذا الإنسان بارًّا"؟ لاحظ أنه لا سبيل للتوفيق بين العبارتين، فبينهما من التباعد فى المعنى والمغزى والاعتقاد مسافة تقدَّر بملايين السنين الضوئية!
كذلك هل قال عيسى بن مريم، حسبما تقول الأناجيل المؤلفة بأيدى البشر: "إِيلِي ،إِيلِي، لَمَا شَبَقْتَنِي؟"؟ أم هل كانت صيحته: "إِلُوِي، إِلُوِي، لِمَا شَبَقْتَنِي؟ (أى "يا إلهى، لماذا تركتنى؟")؟ أم هل قال: "يَا أَبَتَاهُ ، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي"؟ أم هل كل ما قاله هو: "أنا عطشان"، وبعدما بَلَّ ريقه من إسفنجة الخل التى قُدِّمَتْ له قال: "قد أُكْمِِل"، ثم فارق الحياة؟ إن معنا هاهنا أربع روايات بأربع عبارات مختلفة، وليس من أمل فى التوفيق بينها، فى أمرٍ هو أهم الأحداث فى حياة المسيح عيسى بن مريم عليه وعلى سيد النبيين والمرسلين أصدق الصلوات وأحسن التساليم، فهل يليق بل هل يصح هذا؟ أترك هذه الكارثة لك لتتأملها على أقل من مهلك يا عزيزى القارئ!
ثم خذ عندك أيضا حكاية الدفن: فهل الذى قام بالدفن هو يوسف الرامىّ وحده، أم هل كان معه نيقوديموس؟ هنا روايتان لا رواية واحدة. فهيا شمر عن ساعد التفكير والحيرة وحاول أن تحل ذلك اللغز أيضا بالمرة! ثم هل قام يوسف الرامىّ هذا بتطييب جسد المسيح قبل دفنه بمائة مَنٍّ من مزيج المر والعود، وكأنه كان سيطيب أجساد الموتى كلهم؟ أم هل اكتفى يا ترى بلفّه فى كتان، ثم ذهبت أمه فأعدت الأطياب، وإن لم تمكنها الفرصة لتطييبه بسبب قيامه قبل ذلك من الأموات حسبما كتب مؤلفو الأناجيل؟ وقبل ذلك كله هل الإله يحتاج إلى طيب، وهو خالق الطيب والعطور التى فى الدنيا كلها؟ بل لماذا يُطَيَّب أصلا؟ أترى الآلهة تُنْتِن؟ هنا أيضا مشكلة فى حاجة إلى نظرة من أم العواجز!
ولو تركنا وراء ظهورنا هذه المشكلة إلى أن يجد أحد لها حلا، وهذا مستحيل، وانتقلنا إلى موضوع آخر هو موضوع الحَجَر الذى زُحْزِح من فوق فوهة القبر المدفون فيه المسيح لوجدنا مشكلة أعقد، وكل ما فى تلك الديانة معقد تعقيدا لم تتعقده أية قضية أخرى: فهل كانت مريم أمه وخالته هما اللتين ذهبتا إلى القبر؟ أم هل كانت مريم المجدلية ومريم الأخرى؟ أم هل كانت المجدلية وحدها؟ وهل كان ذلك فى غلس الظلام؟ أم هل كان عند الفجر؟ أم هل كان بعد بزوغ الشمس؟ وهل دخلت مَنْ ذهبتْ هناك إلى القبر أو لم تدخله وانصرفت كما جاءت؟ وهل كان هناك ملاك واحد أو اثنان أو شابّ أو لم يكن هناك ملائكة ولا ناس بالمرة؟ وهل كل الذى قيل هو أن يسوع قام من الأموات وينتظر تلاميذه فى الجليل؟ أم هل قيل كلام أكثر من ذلك؟ وهل أتى بعض التلاميذ للقبر ليتأكدوا مما حدث أو لا؟ وهل لمست مريم المسيح كما جاء فى الرواية التى تقول إنها ورفيقتها أمسكتا بقدميه وسجدتا له؟ أم هل منعها عليه السلام من لمسه بذريعة أنه لم يصعد بعد إلى السماء، وكأنها بعد صعوده للسماء ستراه مرة أخرى وتلمسه كما تحب؟ والمضحك أنه بعد كل ما قاله لها عن "أبيه وأبيهم وإلهه وإلههم" نسمعها تقول إنها قد رأت "ربّها"! يعنى: على رأى سعد زغلول "ما فيش فايدة"! غطِّيه إذن يا صفيه والْطِمِى! وها هى ذى النصوص أضعها أمام القارئ ليقارن بينها ويتحقق من الأمر بنفسه:
متى (ف 27- 28): "62وَفِي الْغَدِ الَّذِي بَعْدَ الاِسْتِعْدَادِ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ إِلَى بِيلاَطُسَ 63قَائِلِينَ: يَا سَيِّدُ ،قَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذَلِكَ الْمُضِلَّ قَالَ وَهُوَ حَيٌّ: إِنِّي بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَقُومُ. 64فَمُرْ بِضَبْطِ الْقَبْرِ إِلَى الْيَوْمِ الثَّالِثِ ،لِئَلا يَأْتِيَ تَلاَمِيذُهُ لَيْلاً وَيَسْرِقُوهُ، وَيَقُولُوا لِلشَّعْبِ: إِنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ ،فَتَكُونَ الضَّلاَلَةُ الأَخِيرَةُ أَشَرَّ مِنَ الأُولَى! 65فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: عِنْدَكُمْ حُرَّاسٌ. اذْهَبُوا وَاضْبُطُوهُ كَمَا تَعْلَمُون. 66فَمَضَوْا وَضَبَطُوا الْقَبْرَ بِالْحُرَّاسِ وَخَتَمُوا الْحَجَرَ. 28 1 وَبَعْدَ السَّبْتِ، عِنْدَ فَجْرِ أَوَّلِ الأُسْبُوعِ، جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى لِتَنْظُرَا الْقَبْرَ.2وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ ،لأَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنِ الْبَابِ ،وَجَلَسَ عَلَيْهِ. 3وَكَانَ مَنْظَرُهُ كَالْبَرْقِ ،وَلِبَاسُهُ أَبْيَضَ كَالثَّلْجِ. 4فَمِنْ خَوْفِهِ ارْتَعَدَ الْحُرَّاسُ وَصَارُوا كَأَمْوَاتٍ. 5فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لِلْمَرْأَتَيْنِ: لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ. 6لَيْسَ هُوَ هَهُنَا ،لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ! هَلُمَّا انْظُرَا الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعاً فِيهِ. 7وَاذْهَبَا سَرِيعاً قُولاَ لِتَلاَمِيذِهِ : إِنَّهُ قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ. هَا هُوَ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ. هَا أَنَا قَدْ قُلْتُ لَكُمَا . 8فَخَرَجَتَا سَرِيعاً مِنَ الْقَبْرِ بِخَوْفٍ وَفَرَحٍ عَظِيمٍ ،رَاكِضَتَيْنِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ. 9وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ إِذَا يَسُوعُ لاَقَاهُمَا وَقَالَ: سَلاَمٌ لَكُمَا . فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ. 10فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: لاَ تَخَافَا. اِذْهَبَا قُولاَ لإِخْوَتِي أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى الْجَلِيلِ وَهُنَاكَ يَرَوْنَنِي".
مرقس (ف 16): "16 1وَبَعْدَمَا مَضَى السَّبْتُ، اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ، حَنُوطاً لِيَأْتِينَ وَيَدْهَنَّهُ. 2وَبَاكِراً جِدّاً فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ إِذْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ. 3وَكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ: مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الْحَجَرَ عَنْ بَابِ الْقَبْرِ؟ 4فَتَطَلَّعْنَ وَرَأَيْنَ أَنَّ الْحَجَرَ قَدْ دُحْرِجَ! لأَنَّهُ كَانَ عَظِيماً جِدّاً. 5وَلَمَّا دَخَلْنَ الْقَبْرَ رَأَيْنَ شَابّاً جَالِساً عَنِ الْيَمِينِ لاَبِساً حُلَّةً بَيْضَاءَ، فَانْدَهَشْنَ. 6فَقَالَ لَهُنَّ: لاَ تَنْدَهِشْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ الْمَصْلُوبَ. قَدْ قَامَ! لَيْسَ هُوَ هَهُنَا. هُوَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي وَضَعُوهُ فِيهِ. 7لَكِنِ اذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلاَمِيذِهِ وَلِبُطْرُسَ: إِنَّهُ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ كَمَا قَالَ لَكُم . 8فَخَرَجْنَ سَرِيعاً وَهَرَبْنَ مِنَ الْقَبْرِ، لأَنَّ الرِّعْدَةَ وَالْحَيْرَةَ أَخَذَتَاهُنَّ. وَلَمْ يَقُلْنَ لأَحَدٍ شَيْئاً لأَنَّهُنَّ كُنَّ خَائِفَاتٍ. 9وَبَعْدَمَا قَامَ بَاكِراً فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ ظَهَرَ أَوَّلاً لِمَرْيَمَ الْمَجْدَلِيَّةِ، الَّتِي كَانَ قَدْ أَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِينَ. 10فَذَهَبَتْ هَذِهِ وَأَخْبَرَتِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ وَهُمْ يَنُوحُونَ وَيَبْكُونَ. 11فَلَمَّا سَمِعَ أُولَئِكَ أَنَّهُ حَيٌّ، وَقَدْ نَظَرَتْهُ، لَمْ يُصَدِّقُوا".
لوقا (ف 24): "24 1ثُمَّ فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ ، أَوَّلَ الْفَجْرِ ، أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ حَامِلاَتٍ الْحَنُوطَ الَّذِي أَعْدَدْنَهُ ، وَمَعَهُنَّ أُنَاسٌ. 2فَوَجَدْنَ الْحَجَرَ مُدَحْرَجاً عَنِ الْقَبْرِ، 3فَدَخَلْنَ وَلَمْ يَجِدْنَ جَسَدَ الرَّبِّ يَسُوعَ. 4وَفِيمَا هُنَّ مُحْتَارَاتٌ فِي ذَلِكَ ، إِذَا رَجُلاَنِ وَقَفَا بِهِنَّ بِثِيَابٍ بَرَّاقَةٍ. 5وَإِذْ كُنَّ خَائِفَاتٍ وَمُنَكِّسَاتٍ وُجُوهَهُنَّ إِلَى الأَرْضِ ، قَالاَ لَهُنَّ: لِمَاذَا تَطْلُبْنَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ؟ 6لَيْسَ هُوَ هَهُنَا ، لَكِنَّهُ قَامَ! اُذْكُرْنَ كَيْفَ كَلَّمَكُنَّ وَهُوَ بَعْدُ فِي الْجَلِيلِ 7قَائِلاً: إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُسَلَّمَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي أَيْدِي أُنَاسٍ خُطَاةٍ ، وَيُصْلَبَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُوم . 8فَتَذَكَّرْنَ كَلاَمَهُ، 9وَرَجَعْنَ مِنَ الْقَبْرِ ، وَأَخْبَرْنَ الأَحَدَ عَشَرَ وَجَمِيعَ الْبَاقِينَ بِهَذَا كُلِّهِ. 10وَكَانَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَيُوَنَّا وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَالْبَاقِيَاتُ مَعَهُنَّ ، اللَّوَاتِي قُلْنَ هَذَا لِلرُّسُلِ. 11فَتَرَاءَى كَلاَمُهُنَّ لَهُمْ كَالْهَذَيَانِ وَلَمْ يُصَدِّقُوهُنَّ. 12فَقَامَ بُطْرُسُ وَرَكَضَ إِلَى الْقَبْرِ ، فَانْحَنَى وَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً وَحْدَهَا ، فَمَضَى مُتَعَجِّباً فِي نَفْسِهِ مِمَّا كَانَ".
يوحنا (ف 20): "20 1وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ إِلَى الْقَبْرِ بَاكِراً، وَالظّلاَمُ بَاقٍ. فَنَظَرَتِ الْحَجَرَ مَرْفُوعاً عَنِ الْقَبْرِ. 2فَرَكَضَتْ وَجَاءَتْ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَإِلَى التِّلْمِيذِ الآخَرِ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ، وَقَالَتْ لَهُمَا: أَخَذُوا السَّيِّدَ مِنَ الْقَبْرِ، وَلَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ! . 3فَخَرَجَ بُطْرُسُ وَالتِّلْمِيذُ الآخَرُ وَأَتَيَا إِلَى الْقَبْرِ. 4وَكَانَ الاِثْنَانِ يَرْكُضَانِ مَعاً. فَسَبَقَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ بُطْرُسَ وَجَاءَ أَوَّلاً إِلَى الْقَبْرِ، 5وَانْحَنَى فَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ. 6ثُمَّ جَاءَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَتْبَعُهُ، وَدَخَلَ الْقَبْرَ وَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً، 7وَالْمِنْدِيلَ الَّذِي كَانَ عَلَى رَأْسِهِ لَيْسَ مَوْضُوعاً مَعَ الأَكْفَانِ، بَلْ مَلْفُوفاً فِي مَوْضِعٍ وَحْدَهُ. 8فَحِينَئِذٍ دَخَلَ أَيْضاً التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِي جَاءَ أَوَّلاً إِلَى الْقَبْرِ، وَرَأَى فَآمَنَ، 9لأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا بَعْدُ يَعْرِفُونَ الْكِتَابَ: أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَقُومَ مِنَ الأَمْوَاتِ. 10فَمَضَى التِّلْمِيذَانِ أَيْضاً إِلَى مَوْضِعِهِمَا. 11أَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ وَاقِفَةً عِنْدَ الْقَبْرِ خَارِجاً تَبْكِي. وَفِيمَا هِيَ تَبْكِي انْحَنَتْ إِلَى الْقَبْرِ، 12فَنَظَرَتْ مَلاَكَيْنِ بِثِيَابٍ بِيضٍ جَالِسَيْنِ وَاحِداً عِنْدَ الرَّأْسِ وَالآخَرَ عِنْدَ الرِّجْلَيْنِ، حَيْثُ كَانَ جَسَدُ يَسُوعَ مَوْضُوعاً. 13فَقَالاَ لَهَا: يَا امْرَأَةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟ قَالَتْ لَهُمَا: إِنَّهُمْ أَخَذُوا سَيِّدِي، وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ! . 14وَلَمَّا قَالَتْ هَذَا الْتَفَتَتْ إِلَى الْوَرَاءِ، فَنَظَرَتْ يَسُوعَ وَاقِفاً، وَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ يَسُوعُ. 15قَالَ لَهَا يَسُوعُ: يَا امْرَأَةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟ مَنْ تَطْلُبِينَ؟ فَظَنَّتْ تِلْكَ أَنَّهُ الْبُسْتَانِيُّ، فَقَالَتْ لَهُ: يَا سَيِّدُ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ حَمَلْتَهُ فَقُلْ لِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ، وَأَنَا آخُذُه . 16قَالَ لَهَا يَسُوعُ: يَا مَرْيَم فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ: رَبُّونِي! الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ. 17قَالَ لَهَا يَسُوعُ: لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُم . 18فَجَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَأَخْبَرَتِ التَّلاَمِيذَ أَنَّهَا رَأَتِ الرَّبَّ، وَأَنَّهُ قَالَ لَهَا هَذَا".
ويتبقى لنا المشهد الأخير من قصة المسيح، وهو الخاص بظهوره لحوارييه بعد قيامه من الأموات على ما يقول القوم لا على ما نقول نحن. وسوف أورد أولاً ما قاله كل من مؤلفى الأناجيل ثم أعقب عليه بملاحظاتى تاركا كل قارئ يكوّن رأيه فيما بينه وبين نفسه:
متى (ف 28): "16وَأَمَّا الأَحَدَ عَشَرَ تِلْمِيذاً فَانْطَلَقُوا إِلَى الْجَلِيلِ إِلَى الْجَبَلِ ،حَيْثُ أَمَرَهُمْ يَسُوعُ. 17وَلَمَّا رَأَوْهُ سَجَدُوا لَهُ ،وَلَكِنَّ بَعْضَهُمْ شَكُّوا. 18فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ، 19فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.20وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْر. آمِينَ". وهنا نلاحظ أن عيسى بن مريم عليه السلام قد قابل أحد عشر حواريا فقط لا غير، فعدد الحواريين قد نقص واحدا بعد سقوط يهوذا، الذى لا أدرى لماذا استُبْعِد، مع أنه كان ينبغى أن يكون أقربهم الآن إلى معلمه وأحظاهم لديه لو كانت الأمور هنا تسير على منطق العقل، إذ لولا أنه ساعد اليهود على القبض عليه وصلبه فكيف كانت الخطة الإلهية لغفران الذنوب البشرية المتلتلة تتم؟ ما علينا، المهم أنه قابل تلاميذه وأنهم سجدوا له، وإن كان بعضهم شك فيه، وأن عيسى أخبرهم أنه قد أخذ كل سلطان فى السماء والأرض، بما يعنى أن الآب قد تنازل له عن صلاحياته جميعا لأن المثل يقول: "إنْ كَبِرَ ابنُك خاوِه"، مع أن الأمر الآن ليس مخاواة، بل سلبا لجميع السطات من البابا وشطبه بأستيكة، ولكنهم لم يقولوا لنا هل كان ذلك بتدبير الماما أو لا. ويبدو أن هذه المنطقة مغرمة بسلب الأبناء الحكم من الآباء من زمان! فلننتقل الآن إلى السيد مرقس لنرى ماذا قال هو أيضا.
مرقس (ف 16): "9وَبَعْدَمَا قَامَ بَاكِراً فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ ظَهَرَ أَوَّلاً لِمَرْيَمَ الْمَجْدَلِيَّةِ، الَّتِي كَانَ قَدْ أَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِينَ. 10فَذَهَبَتْ هَذِهِ وَأَخْبَرَتِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ وَهُمْ يَنُوحُونَ وَيَبْكُونَ. 11فَلَمَّا سَمِعَ أُولَئِكَ أَنَّهُ حَيٌّ، وَقَدْ نَظَرَتْهُ، لَمْ يُصَدِّقُوا. 12وَبَعْدَ ذَلِكَ ظَهَرَ بِهَيْئَةٍ أُخْرَى لاِثْنَيْنِ مِنْهُمْ وَهُمَا يَمْشِيَانِ مُنْطَلِقَيْنِ إِلَى الْبَرِّيَّةِ. 13وَذَهَبَ هَذَانِ وَأَخْبَرَا الْبَاقِينَ فَلَمْ يُصَدِّقُوا وَلاَ هَذَيْنِ. 14أَخِيراً ظَهَرَ لِلأَحَدَ عَشَرَ وَهُمْ مُتَّكِئُونَ، وَوَبَّخَ عَدَمَ إِيمَانِهِمْ وَقَسَاوَةَ قُلُوبِهِمْ، لأَنَّهُمْ لَمْ يُصَدِّقُوا الَّذِينَ نَظَرُوهُ قَدْ قَامَ. 15وَقَالَ لَهُمُ: اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا. 16مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ. 17وَهَذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ. 18يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ، وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئاً مُمِيتاً لاَ يَضُرُّهُمْ، وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَبْرَأُون. 19ثُمَّ إِنَّ الرَّبَّ بَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ارْتَفَعَ إِلَى السَّمَاءِ، وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ اللَّهِ. 20وَأَمَّا هُمْ فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَالرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُمْ وَيُثَبِّتُ الْكَلاَمَ بِالآيَاتِ التَّابِعَةِ. آمِينَ".
ومن الواضح أن الكلام هنا غيره هناك، فالحواريون هنا لم يسجدوا ولا صدّقوا، بل شكّوا كلهم، على عكس ما سمعناه من السيد متّى، الذى قال إن الشك كان من بعضهم فقط. كما أن المسيح هنا قد وبخهم للمرة اللاأدرى كم، وكأنه كان يتلذذ بتسفيههم وتحقير إيمانهم فى كل فرصة تسنح، وهو ما يدفعنا للقول بأنه إذا كان الحواريون أنفسهم قليلى الإيمان وقساة القلوب إلى هذا الحد، فكيف يكون حال المؤمنين العاديين؟ لا شك أن رأيه عليه الصلاة والسلام فيهم لا يسر عدوا ولا صديقا. لكننا لن نقف أمام هذه النقطة طويلا رغم خطورتها. وبالمثل فنحن هنا نسمع شيئا جديدا لم نسمعه هناك، فعيسى بن مريم يبشرهم أن كل مؤمن سيكون عنده المقدرة على شفاء جميع الأمراض، والتعرض للحيّات دون خوف عليه، وكذلك شرب السم دون أن يؤثر فيهم. حواة يعنى ورفاعية، وهذا النوع من البشر متوفر فى مصر، والواحد منهم (فيما أسمع) على استعداد لإخراج ما شئت من ثعابين من شقوق جدران بيتك! وكان منهم عم شاهين بياع الجاز (على العربية أم حصان) بالقرية فى طفولتنا، وكان يحمل معه دائما مخلاة فيها عدد من الثعابين يفتحها كلما خَفَّتْ أرجل الزبائن ويخرجها ويلعب بها أمامنا، وكنا ننظر له مبهورين، وكنت أنا بالذات أحسده (أو قل: "أغبطه" إذا كرهتَ كلمة "حسد")، وأتمنى أن أكون مثله، ولم أكن أعلم وقتها أنه يصنع ما يصنعه تلاميذ المعلم دون كرازةٍ ولا أَخْذِ سلطانٍ من الرب ولا دياولو، بل حاجة ع الماشى كده! وكلما تذكرت عم شاهين ومخلاته تلذعنى الحسرة على أننى لم أصبح مثله رغم أننى ألاعب الآن حيات البشر الذين يلدغون الضمائر ويقتلون العقول لو استطاعوا، وأثرّم لهم أسنانهم وأفرّج عليهم الأطفال والكبار على السواء وأجعل الذى لا يشترى يتفرج، وكله ببلاش لوجه الله تطلعا لما عند أبى وأبيكم السماوى، وطمعا فى تذوق ألوان النعيم فى ملكوت السماوات!
وهنا نتوقف وننتقل إلى ما كتب السيد لوقا (ف 24):"13وَإِذَا اثْنَانِ مِنْهُمْ كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى قَرْيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ أُورُشَلِيمَ سِتِّينَ غَلْوَةً ، اسْمُهَا عِمْوَاس . 14وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ بَعْضُهُمَا مَعَ بَعْضٍ عَنْ جَمِيعِ هَذِهِ الْحَوَادِثِ. 15وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ ، اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا. 16وَلَكِنْ أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ. 17فَقَالَ لَهُمَا: مَا هَذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟ 18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا ، الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟ 19فَقَالَ لَهُمَا: وَمَا هِيَ؟ فَقَالاَ: الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ ، الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ. 20كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ. 21وَنَحْنُ كُنَّا نَرْجُو أَنَّهُ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْدِيَ إِسْرَائِيلَ. وَلَكِنْ ، مَعَ هَذَا كُلِّهِ ، الْيَوْمَ لَهُ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ مُنْذُ حَدَثَ ذَلِكَ. 22بَلْ بَعْضُ النِّسَاءِ مِنَّا حَيَّرْنَنَا إِذْ كُنَّ بَاكِراً عِنْدَ الْقَبْرِ، 23وَلَمَّا لَمْ يَجِدْنَ جَسَدَهُ أَتَيْنَ قَائِلاَتٍ: إِنَّهُنَّ رَأَيْنَ مَنْظَرَ مَلاَئِكَةٍ قَالُوا إِنَّهُ حَيٌّ. 24وَمَضَى قَوْمٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَنَا إِلَى الْقَبْرِ ، فَوَجَدُوا هَكَذَا كَمَا قَالَتْ أَيْضاً النِّسَاءُ ، وَأَمَّا هُوَ فَلَمْ يَرَوْه . 25فَقَالَ لَهُمَا: أَيُّهَا الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِيئَا الْقُلُوبِ فِي الإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاءُ 26أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ بِهَذَا وَيَدْخُلُ إِلَى مَجْدِهِ؟ 27ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ.28ثُمَّ اقْتَرَبُوا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ إِلَيْهَا ، وَهُوَ تَظَاهَرَ كَأَنَّهُ مُنْطَلِقٌ إِلَى مَكَانٍ أَبْعَدَ. 29فَأَلْزَمَاهُ قَائِلَيْنِ: امْكُثْ مَعَنَا ، لأَنَّهُ نَحْوُ الْمَسَاءِ وَقَدْ مَالَ النَّهَار . فَدَخَلَ لِيَمْكُثَ مَعَهُمَا. 30فَلَمَّا اتَّكَأَ مَعَهُمَا ، أَخَذَ خُبْزاً وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَنَاوَلَهُمَا ، 31فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَرَفَاهُ ثُمَّ اخْتَفَى عَنْهُمَا، 32فَقَالَ بَعْضُهُمَا لِبَعْضٍ: أَلَمْ يَكُنْ قَلْبُنَا مُلْتَهِباً فِينَا إِذْ كَانَ يُكَلِّمُنَا فِي الطَّرِيقِ وَيُوضِحُ لَنَا الْكُتُبَ؟ 33فَقَامَا فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وَرَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ ، وَوَجَدَا الأَحَدَ عَشَرَ مُجْتَمِعِينَ ، هُمْ وَالَّذِينَ مَعَهُمْ 34وَهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّ الرَّبَّ قَامَ بِالْحَقِيقَةِ وَظَهَرَ لِسِمْعَانَ! 35وَأَمَّا هُمَا فَكَانَا يُخْبِرَانِ بِمَا حَدَثَ فِي الطَّرِيقِ ، وَكَيْفَ عَرَفَاهُ عِنْدَ كَسْرِ الْخُبْزِ. 36وَفِيمَا هُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِهَذَا وَقَفَ يَسُوعُ نَفْسُهُ فِي وَسَطِهِمْ ، وَقَالَ لَهُمْ: سَلاَمٌ لَكُمْ! 37فَجَزِعُوا وَخَافُوا ، وَظَنُّوا أَنَّهُمْ نَظَرُوا رُوحاً. 38فَقَالَ لَهُمْ: مَا بَالُكُمْ مُضْطَرِبِينَ ، وَلِمَاذَا تَخْطُرُ أَفْكَارٌ فِي قُلُوبِكُمْ؟ 39اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ! جُسُّونِي وَانْظُرُوا ، فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي . 40وَحِينَ قَالَ هَذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ. 41وَبَيْنَمَا هُمْ غَيْرُ مُصَدِّقِين مِنَ الْفَرَحِ ، وَمُتَعَجِّبُونَ ، قَالَ لَهُمْ: أَعِنْدَكُمْ هَهُنَا طَعَامٌ؟ 42فَنَاوَلُوهُ جُزْءاً مِنْ سَمَكٍ مَشْوِيٍّ ، وَشَيْئاً مِنْ شَهْدِ عَسَلٍ. 43فَأَخَذَ وَأَكَلَ قُدَّامَهُمْ.44وَقَالَ لَهُمْ: هَذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ وَأَنَا بَعْدُ مَعَكُمْ : أَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِير . 45حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ. 46وَقَالَ لَهُمْ: هَكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ ، وَهَكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ ، 47وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ ، مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ. 48وَأَنْتُمْ شُهُودٌ لِذَلِكَ. 49وَهَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ مَوْعِدَ أَبِي. فَأَقِيمُوا فِي مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ الأَعَالِي . 50وَأَخْرَجَهُمْ خَارِجاً إِلَى بَيْتِ عَنْيَا ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَبَارَكَهُمْ. 51وَفِيمَا هُوَ يُبَارِكُهُمُ ، انْفَرَدَ عَنْهُمْ وَأُصْعِدَ إِلَى السَّمَاءِ. 52فَسَجَدُوا لَهُ وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ ، 53وَكَانُوا كُلَّ حِينٍ فِي الْهَيْكَلِ يُسَبِّحُونَ وَيُبَارِكُونَ اللهَ. آمِين"َ.
وفى هذا النص نقرأ أن الذى قابله أولا وأخبر التلاميذ بقيامه من الأموات هو هذان الرجلان لا مريم. هذه واحدة، والثانية أن هذين الرجلين وصفا عيسى، وعلى مسمع منه، بأنه" "إنسان نبى"! يسلم فمك يا رجل أنت وهو! إن هذا ما نقوله من الصبح، لكن القوم يشتمون رسولنا ويكتبون لنا فى محبة وتواضع رسائل من نوعية "أحبوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم! إذا ضربك أحد على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر، واشتم النبى محمدا وقل فى نهاية الرسالة: من فلان المحب". حَبَّك بُرْص يا بعيد منك له له، بل حَبَّك ثعبان من النوع الأقرع الذى يشغل المسلمين فى هذا المنعطف التاريخى من حياتهم، المنعطف الذى سوف يشهد اندحار الإمبريالية العالمية على يد الحرامية ووعيهم بالكفاح "الطبقى": (نسبةً إلى "طبق" حرامى نجيب محفوظ الذى خطف "الطبق"! لا إلى "الطبقة" التى كثيرا ما أزعجَنا بها الشيوعيون الأوساخ الذين استداروا هذه الأيام وتوسخوا وساخة أمريكية بدل الوساخة السوفييتية!). أرجو من القراء ألا يأخذوا فى بالهم من هذا الكلام الذى لا معنى له والذى اضطرنى إليه هذا الفكر السقيم الذى لا معنى له أيضا، والذى علىّ برغم ذلك أن أتناوله كما أتناول أى موضوع جاد!
والثالثة أن المسيح يطلب منهما أن يجسّاه حتى يطمئنا إلى أنه هو المسيح، مع أنه سبق أنْ نهى أمه عن لمسه مجرد لمس بذريعة أنه لم يصعد بعد إلى أبيه الذى فى السماوات. طيب، فهو حتى الآن لم يصعد أيضا إلى أبيه الذى فى السماوات، فلماذا هذه التفرقة؟ يبدو أن هناك سرا يدفعه إلى معاملة والدته بهذه الطريقة الخشنة. فما هو يا ترى؟ والرابعة أنه رغم قوله لهم إنه لم يعد من لحم ودم نراه لا يجد طريقة يؤكد لهما من خلالها أنه هو المسيح إلا أن يناولاه بعض الطعام فيأكله، مع أن هذا الدليل هو فى نظرى آخر دليل يمكن أن يصلح هنا، إذ الروح لا تستطيع أن تأكل أكلنا ولا أن تشرب شرابنا. وهذا هو ما يعترضون به على جنة الإسلام رغم أن الإسلام لم يقل قط إن طعام الجنة أو شرابها أو نساءها ستكون كمثيلاتها فى الدنيا، بل ستكون شيئا آخر لا عين رأته من قبل ولا سمعت به أذن ولا خطر على قلب بشر. آه يا أبا الزيك الوغد أنت والسفلة تبعك! هذا هو المسيح يفضح نفاقكم، وفى كتابكم المقدس نفسه. ما رأيك أيها المشلوح، ذا الدبر المقروح؟ والخامسة أن السجود للمسيح إنما تم بعد صعوده للسماء وليس أول ما رأوه عند خروجه من القبر. ودعنا من مسألة التناقض، وإلا فلن ننتهى إلى الأبد! والسادسة أننا هنا أمام حدوتة مختلفة تماما، وهى حدوتة تليق بعشاق "ألف ليلة وليلة" وما فيها من خيال عجائبى خِصْب من النوع الذى يسمى هذه الأيام بــ"الواقعية السحرية"! والسابعة أنه أمرهم أن يَبْقَوْا فى أورشليم حتى يفيض الله عليهم نعمته ويعطيهم القدرة على التحكم فى الشياطين والمقدرة على شفاء الأمراض، وهذا عكس ما فعل مع التلاميذ فى رواية متى ومرقس. وبالمناسبة فمن الواضح أنه نسى أنه كان أعطاهم هذا السلطان من قبل فى حياته. ولكن معلهش، فزيادة الخير خيران، والتكرار يعلّم الشطار، وكذلك الحمار!
وهنا يأتى دور يوحنا (ف 20- 21)، فلنسع روايته هو أيضا: "19وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَهُوَ أَوَّلُ الأُسْبُوعِ، وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ، جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ ، وَقَالَ لَهُمْ: سلاَمٌ لَكُمْ! . 20وَلَمَّا قَالَ هَذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ، فَفَرِحَ التّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوُا الرَّبَّ. 21فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: سلاَمٌ لَكُمْ! كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا . 22وَلَمَّا قَالَ هَذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ: اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ. 23مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَت . 24أَمَّا تُومَا، أَحَدُ الاِثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ حِينَ جَاءَ يَسُوعُ. 25فَقَالَ لَهُ التَّلاَمِيذُ الآخَرُونَ: قَدْ رَأَيْنَا الرَّبَّ! . فَقَالَ لَهُمْ: إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لاَ أُومِن .26وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تَلاَمِيذُهُ أَيْضاً دَاخِلاً وَتُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ، وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ وَقَالَ: سلاَمٌ لَكُمْ! . 27ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنا . 28أَجَابَ تُومَا وَقَالَ لَهُمْ: رَبِّي وَإِلَهِي! . 29قَالَ لَهُ يَسُوعُ: لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا .30وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هَذَا الْكِتَابِ. 31وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ. 21 1بَعْدَ هَذَا أَظْهَرَ أَيْضاً يَسُوعُ نَفْسَهُ لِلتَّلاَمِيذِ عَلَى بَحْرِ طَبَرِيَّةَ. ظَهَرَ هَكَذَا: 2كَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ، وَتُومَا الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ، وَنَثَنَائِيلُ الَّذِي مِنْ قَانَا الْجَلِيلِ، وَابْنَا زَبْدِي، وَاثْنَانِ آخَرَانِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ مَعَ بَعْضِهِمْ. 3قَالَ لَهُمْ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: أَنَا أَذْهَبُ لأَتَصَيَّد . قَالُوا لَهُ: نَذْهَبُ نَحْنُ أَيْضاً مَعَك . فَخَرَجُوا وَدَخَلُوا السَّفِينَةَ لِلْوَقْتِ. وَفِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ لَمْ يُمْسِكُوا شَيْئاً. 4وَلَمَّا كَانَ الصُّبْحُ ، وَقَفَ يَسُوعُ عَلَى الشَّاطِئِ. وَلَكِنَّ التَّلاَمِيذَ لَمْ يَكُونُوا يَعْلَمُونَ أَنَّهُ يَسُوعُ. 5فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: يَا غِلْمَانُ أَلَعَلَّ عِنْدَكُمْ إِدَاماً؟ . أَجَابُوهُ: لاَ! 6فَقَالَ لَهُمْ: أَلْقُوا الشَّبَكَةَ إِلَى جَانِبِ السَّفِينَةِ الأَيْمَنِ فَتَجِدُوا . فَأَلْقَوْا، وَلَمْ يَعُودُوا يَقْدِرُونَ أَنْ يَجْذِبُوهَا مِنْ كَثْرَةِ السَّمَكِ. 7فَقَالَ ذَلِكَ التِّلْمِيذُ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ لِبُطْرُسَ: هُوَ الرَّبُّ! . فَلَمَّا سَمِعَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنَّهُ الرَّبُّ، اتَّزَرَ بِثَوْبِهِ، لأَنَّهُ كَانَ عُرْيَاناً، وَأَلْقَى نَفْسَهُ فِي الْبَحْرِ. 8وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ الآخَرُونَ فَجَاءُوا بِالسَّفِينَةِ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا بَعِيدِينَ عَنِ الأَرْضِ إِلاَّ نَحْوَ مِئَتَيْ ذِرَاعٍ، وَهُمْ يَجُرُّونَ شَبَكَةَ السَّمَكِ. 9فَلَمَّا خَرَجُوا إِلَى الأَرْضِ نَظَرُوا جَمْراً مَوْضُوعاً وَسَمَكاً مَوْضُوعاً عَلَيْهِ وَخُبْزاً. 10قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: قَدِّمُوا مِنَ السَّمَكِ الَّذِي أَمْسَكْتُمُ الآن .11فَصَعِدَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَجَذَبَ الشَّبَكَةَ إِلَى الأَرْضِ، مُمْتَلِئَةً سَمَكاً كَبِيراً ، مِئَةً وَثلاَثاً وَخَمْسِينَ. وَمَعْ هَذِهِ الْكَثْرَةِ لَمْ تَتَخَرَّقِ الشَّبَكَةُ. 12قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: هَلُمُّوا تَغَدَّوْا! . وَلَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ مِنَ التَّلاَمِيذِ أَنْ يَسْأَلَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ إِذْ كَانُوا يَعْلَمُونَ أَنَّهُ الرَّبُّ. 13ثُمَّ جَاءَ يَسُوعُ وَأَخَذَ الْخُبْزَ وَأَعْطَاهُمْ وَكَذَلِكَ السَّمَكَ. 14هَذِهِ مَرَّةٌ ثَالِثَةٌ ظَهَرَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ بَعْدَمَا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ. 15فَبَعْدَ مَا تَغَدَّوْا قَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ بُطْرُسَ: يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِنْ هَؤُلاَءِ؟ قَالَ لَهُ: نَعَمْ يَا رَبُّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّك . قَالَ لَهُ: ارْعَ خِرَافِي . 16قَالَ لَهُ أَيْضاً ثَانِيَةً: يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟ قَالَ لَهُ: نَعَمْ يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّك . قَالَ لَهُ: ارْعَ غَنَمِي . 17قَالَ لَهُ ثَالِثَةً: يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟ فَحَزِنَ بُطْرُسُ لأَنَّهُ قَالَ لَهُ ثَالِثَةً: أَتُحِبُّنِي؟ فَقَالَ لَهُ: يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ. أَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّك . قَالَ لَهُ يَسُوعُ: ارْعَ غَنَمِي. 18اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لَمَّا كُنْتَ أَكْثَرَ حَدَاثَةً كُنْتَ تُمَنْطِقُ ذَاتَكَ وَتَمْشِي حَيْثُ تَشَاءُ. وَلَكِنْ مَتَى شِخْتَ فَإِنَّكَ تَمُدُّ يَدَيْكَ وَآخَرُ يُمَنْطِقُكَ، وَيَحْمِلُكَ حَيْثُ لاَ تَشَاء . 19قَالَ هَذَا مُشِيراً إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعاً أَنْ يُمَجِّدَ اللَّهَ بِهَا. وَلَمَّا قَالَ هَذَا قَالَ لَهُ: اتْبَعْنِي . 20فَالْتَفَتَ بُطْرُسُ وَنَظَرَ التِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ يَتْبَعُهُ، وَهُوَ أَيْضاً الَّذِي اتَّكَأَ عَلَى صَدْرِهِ وَقْتَ الْعَشَاءِ، وَقَالَ: يَا سَيِّدُ ، مَنْ هُوَ الَّذِي يُسَلِّمُكَ؟ 21فَلَمَّا رَأَى بُطْرُسُ هَذَا ، قَالَ لِيَسُوعَ: يَا رَبُّ، وَهَذَا مَا لَهُ؟ 22قَالَ لَهُ يَسُوعُ: إِنْ كُنْتُ أَشَاءُ أَنَّهُ يَبْقَى حَتَّى أَجِيءَ ، فَمَاذَا لَكَ؟ اتْبَعْنِي أَنْتَ!. 23فَذَاعَ هَذَا الْقَوْلُ بَيْنَ الإِخْوَةِ: إِنَّ ذَلِكَ التِّلْمِيذَ لاَ يَمُوتُ. وَلَكِنْ لَمْ يَقُلْ لَهُ يَسُوعُ إِنَّهُ لاَ يَمُوتُ، بَلْ: إِنْ كُنْتُ أَشَاءُ أَنَّهُ يَبْقَى حَتَّى أَجِيءَ ، فَمَاذَا لَكَ؟ .24هَذَا هُوَ التِّلْمِيذُ الَّذِي يَشْهَدُ بِهَذَا وَكَتَبَ هَذَا. وَنَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ حَقٌّ.25وَأَشْيَاءُ أُخَرُ كَثِيرَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ ، إِنْ كُتِبَتْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً، فَلَسْتُ أَظُنُّ أَنَّ الْعَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُ الْكُتُبَ الْمَكْتُوبَةَ. آمِينَ".
ونحن هنا مع حدوتة أخرى، ولم لا، والتسلية لا تضر، وبخاصة هذه الأيام التى رَبَّتْ فيها أمريكا لنا الرعب، ويشاركها فى ذلك إخواننا البعداء الذين يهددوننا بها، وفى ذات الوقت يشنّفون أسماعنا بــ"أحب أعداءك! بارك لاعنيك! أما مع الرسول الكريم فكن قليل الأدب سافلا سفيها، وخنزيرا قذرا، وتطاولْ على سيد البشر والأنبياء والرسل أجمعين، وتَلَوَّ من الحقد والبغضاء التى تأكل كبدك وقلبك، ودبرك فوق البيعة، يا أبا الزِّيك، يا ذا الدبر الهَتِيك"؟ فها هو ذا المسيح يأتى بنفسه دون سابق إنذار فيقف بين التلاميذ ويعرّفهم بنفسه. والثالثة أن المسيح قد أخذ يد توما وجعله يَجُسّ يده وجنبه حتى يطمئن ويؤمن، ثم لم يتركه دون أن يغمزه غمزة من إياها فينعته بضعف الإيمان كالعادة!
هذه بعض الملاحظات التى عَنَّتْ لنا بعد تفحصنا للأناجيل الأربعة، وهذه الأناجيل (كما ينبغى أن نعرف) ليست هى الإنجيل الذى أنزله الله على المسيح والذى جاء فى بعض هذه الكتب التى بين أيدينا أنه عليه السلام كان يبشّر به، بل هى مجرد تآليف بشرية لا يضبطها فى معظم الأحيان من العقل ضابط، ولا يربطها بالمنطق رابط! وبعد فإننا لم نكتب هذا الكلام لنعتدى به على أحد، فقد كنا وما زلنا نعيش فى مصرنا العزيزة سويا فى مودة ويحترم كل من الطرفين اعتقاد الآخر رغم مخالفته إياه فيه، ولم يحدث ولا يمكن أن يحدث أن يفكر أى مسلم مجرد تفكير فى الإساءة للسيد المسيح ولا لوالدته ولا لحوارييه، بيد أننا فوجئنا بجماعة من السفلة المجرمين الذين يعيشون فى الخارج يتصورون أن ضعف حكومات المسلمين الحالى يخوّل لهم التباذؤ على رسول الله وصحابته وزوجاته ويشتموا ويسبّوا على هواهم محتمين وراء ماما أمريكا، ونَسُوا الحكمة القائلة بأنه إذا كان بيتك من زجاج فلا تقذف الجبال الشُّمّ الرواسى بالحجارة كما يفعل الأطفال الأغرار، فاضطرونا أن نفضح زيفهم ونرد على قلة أدبهم، لكن دون المساس بنبى الله عيسى وأمه الطاهرة البتول وصحابته الكرام ودون أن نقلب ظهر المجنّ لإخواننا وجيراننا فى الوطن الذين لا يشاركون هؤلاء السبّابين فى شىء مما يجترحونه فى حق الرسول العظيم. وكل عام والجميع، بمناسبة عيد الميلاد المجيد وعيد الأضحى المبارك، بخير ومودة وتعاون من أجل صالح الوطن الذى يسع من "الحبايب" لا ألفا بل مليارا بمشيئة الله إذا صحت العزائم وصلحت النيات وساد الحب، أو على الأقل: المجاملة، وانصرف كل إلى أداء واجبه وجوّد عمله وأتقنه وتنافسنا جميعا فى الخيرات كما أمرنا القرآن الكريم. أقول هذا تعقيبا على رسالة الأستاذ الذى أشرت إليه فى أول المقال وذكرت ثناءه على الإسلام، وأقوله من أعماق قلبى، وشاهدى عليه أننى على يقين من أن أحدا من إخوان الوطن لا يمكنه أن يتذكر وقوع إساءةٍ منى إليه أو افتئاتٍ على حقه: طالبا كان أو زميلا أو صديقا أو جارا أو بائعا، بل لا يمكنه أن يتذكر أننى فتحت معه ولا مع غيره فى أى يوم من الأيام نقاشًا حول اختلاف دِينَيْنَا. لكن هذا شىء، والسكوت على الإساءات الجلفة إلى سيدنا رسول الله شىء آخر لا علاقة له بالمجاملات المطلوبة بين المعارف والجيران والأصدقاء. ولا أظن أن فى هذا الكلام شيئا يمكن أن يعاب على أحد، أما إذا كنت مخطئا فليسامحنى الله سبحانه وتعالى، وهو المسامح الكريم!
.
Home
(((((((((((((القران وسفر الخروج)))))))))) يقول فاندر صاحب كتيب ميزان الحق ان القرآن نقل الآية 45 من سورة المائدة من التوراة
) وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ .(
والآية كاملة كالتالي :
) وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (
بتر هذا الدجال نصف الآية والتي تتحدث عن من يتجاوز عن الأقتصاص من خصمه وأعتبارها كفارة له عن ذنوبه وهذا كما هو واضح غير موجود بالنص المدعي الأقتباس منه في سفر الخروج 21 :23-25 ونصه وَإِنْ حَصَلَتْ أَذِيَّةٌ تُعْطِي نَفْساً بِنَفْسٍ وَعَيْناً بِعَيْنٍ وَسِنّاً بِسِنٍّ وَيَداً بِيَدٍ وَرِجْلاً بِرِجْلٍ.
وهو لا يسمح كما نري بالعفو من المعتدي في حقه بالتازل للمخطئ وشتان ما بين الفهمين فهم يطالب بأخذ الحق فقط وفهم يرتقي بالأنسان للعفو والصفح عمن أساء إليه وهو قادر علي عقابه والعفو عند المقدرة .
ولا أدري لماذا لا يملك صاحب هذا الكتيب روحا مرحه ولماذا لم يكمل باقي الأعداد التي يحاول يائسا أثبات أنها من عند الله وأعتقد أنه لا مانع من الترويح قليلا عن أنفسنا بإيراد الأعداد التي تلي النص الذي أستشهد به هذا الكاذب لوضع بسمه علي شفة القراء حيث نجد النصوص التالية تقول :
21: 28 و اذا نطح ثور رجلا او امراة فمات يرجم الثور و لا يؤكل لحمه و اما صاحب الثور فيكون بريئا
ولا ندري ما الحكمة من هذا النص المضحك والحكم بأن يرجم الثور لماذا الرجم مطلوب لذاته ولماذا لا يذبح أو يقتل بأي طريقة حسبما يري الناس هل من حكمة في رجم الثور هل ستجمع الثيران الأخري لتشهد رجمه ليكون لها أي للثيران عظة وتخويف من أن تأتي بمثل هذا الفعل , ولا يكتفي مؤلف هذا النص بهذا القدرمن الكوميديا الهزلية ولكنه يتابع قائلا في العدد الذي يليه :
21: 29 و لكن ان كان ثورا نطاحا من قبل و قد اشهد على صاحبه و لم يضبطه فقتل رجلا او امراة فالثور يرجم و صاحبه ايضا يقتل
لله الأمر من قبل ومن بعد إن تغاضينا عن النص الأول وجدنا النص الثاني يضعنا في معضلة فكيف يكون الثور نطاحا من قبل هل أبوه مثلا (أبو الثور) من كبار القوم أو عضو مجلس شعب مثلا نجح في تهريبه من النطحة الأولي ولم يتمكن في الثانية , (فعلا اصحاب العقول في راحة) وفي نهاية النص وبعد الكوميديا الهزلية نجد أن مؤلف النص ينهي نصه نهاية درامية لا يقبلها عقل ولا منطق فينهي هذا السخف برجم صاحب الثور ولنتخيل معا المشهد التالي :
الحاخام كوهين يجلس في بيته ممسكا ببعض أوراق التوراة يقرأ منها في خشوع وفجأة يسمع طرق شديد علي الباب فينهض مسرعا ويفتح الباب فيجد أحد رجال الشرطة عابسا وهو يقول :
الشرطي : أنت الحاخام كوهين
الحاخام كوهين : نعم انا هو خير
الشرطي : أنت مطلوب القبض عليك
الحاخام كوهين بدهشة : أنا .. أزاي أكيد حضرتك غلطان .
الشرطي : لا غلطان ولا حاجة .. أتفضل معايا بهدوء من فضلك
الحاخام كوهين : طيب ايه تهمتي .
الشرطي : هتعرف في التحقيق
يرتدي الحاخام كوهين ثيابه كامله ويذهب مع الشرطي إلي المحقق وأمام بيت المحقق يلمح ثوره واقفا فيبتسم الحاخام كوهين قائلا في نفسه تلاقي الثور تاه وجايبني علشان أخده والله فيهم الخير ويصيح هاليلويا هاليلويا فيرمقه الشرطي بأستغراب فيبتسم كوهين خجلا ويسير معه إلي أن يصلا إلي المحقق .
المحقق : أسمك ووظيفتك
الحاخام كوهين : أنا حاخام يا ابني وأسمي كوهين
المحقق وهو يشير من النافذه بأتجاة الثور : الثور ده بتاعك ؟
الحاخام كوهين : أيوه يا بني كتر خيركم ده تايه مني بقي له يومين
المحقق للكاتب : أثبت عندك أعترافه
الحاخام كوهين : أيوه يا ابني أثبت الرب يباركك ثم يتابع قائلا ممكن اخد الثور وامشي .
فيبتسم المحقق بجانب فمه ويقول بسخرية : تمشي أيه يا سيدي أنت مقبوض عليك
الحاخام كوهين : مقبوض عليه ليه
المحقق : الثور بتاعك نطح شالوم وقتله
الحاخام كوهين : الثور قتل شالوم .. طيب وتقبضوا عليه ليه ؟
المحقق : أنت هتستهبل ولا ايه .. أنت مش عارف سفر الخروج 21: 29 .
الحاخام كوهين يضيق عينيه ويحاول جاهدا أن يفكر ثم يقول : عافه يا أبني بس مش واخد بالي بس أيه علاقته بموضوعنا.
المحقق يخرج من درج مكتبه ورقه ويعطيها لكوهين وهو يقول : ولكن ان كان ثورا نطاحا من قبل و قد اشهد على صاحبه و لم يضبطه فقتل رجلا او امراة فالثور يرجم و صاحبه ايضا يقتل واخد بالك وصاحبه أيضا يقتل
يغشي علي كوهين ويسقط أرضا وتنتهي القصة
القصة الخيالية السابقة ليست بقصد السخرية ولكن بالتأكيد هناك العديد من الناس الذين وقعوا تحت حكم هذا النص واجهوا مثل هذا الموقف هل فكرت يا صديقي في هذا أن يقتل إنسان بسبب ثور بسبب حيوان أعجم هل هذا كلام الله .
المهم عودة لموضوعنا لم يدعي رسول الله علية الصلاة والسلام أن دين الإسلام لا علاقة له باليهودية أو النصرانية أو أنه جاء بديانه من إله لم يرسل رسل من قبله ولكنه وكما يقول المولي عز وجل في سورة (النحل:64) :
) وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ( .
بسبب هذا نعامل اليهود والنصاري كأهل كتاب وهي ميزة لهم علي باقي الملل والديانات الأخري كالبوذية والهندوسية مثلا فالرسول عليه الصلاة والسلام جاء ليكمل ويختم الأنبياء من آدم وحتي المسيح عليه السلام فإن كان هناك تشابها في شئ فهو يؤكد صدق الرسول عليه الصلاة والصلام أثبات نبوته وليس العكس وهو ما يؤكد أيضا علي صحة القرآن الكريم وصدق ما فيه فالرسول عليه الصلاة والسلام كان أميا أي أنه لم يقرأ كتب اليهود والنصاري وهذا معروف ومعلوم للجميع ونورد هنا آية قرآنية لأثبات هذا إذ يقول المولي عز وجل :
) وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ( [العنكبوت : 48] .
وهي تؤكد علي معجزة بينة للرسول وهي أنه امي وجاء بمثل هذا القرآن والآية تخبرنا أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يكن يقرأ أو يكتب حتي لا يكابر الكافرون ويقولون أن القرآن من تأليفه .
ومن ناحية أخري فإن التوراة والإنجيل لم تكن متداولة أو موجوده كما يظن النصاري في عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام ولم يكن حتي مسموحا بقراءتها لعوام النصاري واليهود قبل ثورة مارتن لوثر علي الكنيسة وقيامه بطباعتها رغما عن أنف الكنيسة وكما قلنا سلفا نؤكد ثانية نحن لا نقول أن الكتاب مزيف لا اصل له ولكنه محرف أي أنه قد يوجد به قليلا من الصدق
من كتاب صواعق الحق – ابن الفاروق
........................................................
نقلا عن شبكة ردود الاسلامية لدعوة النصارى
===================================================(((((((((فائدة"نصرت بالرعب"))))))))يقول فاندر صاحب كتيب ميزان الحق ان القرآن نقل الآية 45 من سورة المائدة من التوراة
) وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ .(
والآية كاملة كالتالي :
) وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (
بتر هذا الدجال نصف الآية والتي تتحدث عن من يتجاوز عن الأقتصاص من خصمه وأعتبارها كفارة له عن ذنوبه وهذا كما هو واضح غير موجود بالنص المدعي الأقتباس منه في سفر الخروج 21 :23-25 ونصه وَإِنْ حَصَلَتْ أَذِيَّةٌ تُعْطِي نَفْساً بِنَفْسٍ وَعَيْناً بِعَيْنٍ وَسِنّاً بِسِنٍّ وَيَداً بِيَدٍ وَرِجْلاً بِرِجْلٍ.
وهو لا يسمح كما نري بالعفو من المعتدي في حقه بالتازل للمخطئ وشتان ما بين الفهمين فهم يطالب بأخذ الحق فقط وفهم يرتقي بالأنسان للعفو والصفح عمن أساء إليه وهو قادر علي عقابه والعفو عند المقدرة .
ولا أدري لماذا لا يملك صاحب هذا الكتيب روحا مرحه ولماذا لم يكمل باقي الأعداد التي يحاول يائسا أثبات أنها من عند الله وأعتقد أنه لا مانع من الترويح قليلا عن أنفسنا بإيراد الأعداد التي تلي النص الذي أستشهد به هذا الكاذب لوضع بسمه علي شفة القراء حيث نجد النصوص التالية تقول :
21: 28 و اذا نطح ثور رجلا او امراة فمات يرجم الثور و لا يؤكل لحمه و اما صاحب الثور فيكون بريئا
ولا ندري ما الحكمة من هذا النص المضحك والحكم بأن يرجم الثور لماذا الرجم مطلوب لذاته ولماذا لا يذبح أو يقتل بأي طريقة حسبما يري الناس هل من حكمة في رجم الثور هل ستجمع الثيران الأخري لتشهد رجمه ليكون لها أي للثيران عظة وتخويف من أن تأتي بمثل هذا الفعل , ولا يكتفي مؤلف هذا النص بهذا القدرمن الكوميديا الهزلية ولكنه يتابع قائلا في العدد الذي يليه :
21: 29 و لكن ان كان ثورا نطاحا من قبل و قد اشهد على صاحبه و لم يضبطه فقتل رجلا او امراة فالثور يرجم و صاحبه ايضا يقتل
لله الأمر من قبل ومن بعد إن تغاضينا عن النص الأول وجدنا النص الثاني يضعنا في معضلة فكيف يكون الثور نطاحا من قبل هل أبوه مثلا (أبو الثور) من كبار القوم أو عضو مجلس شعب مثلا نجح في تهريبه من النطحة الأولي ولم يتمكن في الثانية , (فعلا اصحاب العقول في راحة) وفي نهاية النص وبعد الكوميديا الهزلية نجد أن مؤلف النص ينهي نصه نهاية درامية لا يقبلها عقل ولا منطق فينهي هذا السخف برجم صاحب الثور ولنتخيل معا المشهد التالي :
الحاخام كوهين يجلس في بيته ممسكا ببعض أوراق التوراة يقرأ منها في خشوع وفجأة يسمع طرق شديد علي الباب فينهض مسرعا ويفتح الباب فيجد أحد رجال الشرطة عابسا وهو يقول :
الشرطي : أنت الحاخام كوهين
الحاخام كوهين : نعم انا هو خير
الشرطي : أنت مطلوب القبض عليك
الحاخام كوهين بدهشة : أنا .. أزاي أكيد حضرتك غلطان .
الشرطي : لا غلطان ولا حاجة .. أتفضل معايا بهدوء من فضلك
الحاخام كوهين : طيب ايه تهمتي .
الشرطي : هتعرف في التحقيق
يرتدي الحاخام كوهين ثيابه كامله ويذهب مع الشرطي إلي المحقق وأمام بيت المحقق يلمح ثوره واقفا فيبتسم الحاخام كوهين قائلا في نفسه تلاقي الثور تاه وجايبني علشان أخده والله فيهم الخير ويصيح هاليلويا هاليلويا فيرمقه الشرطي بأستغراب فيبتسم كوهين خجلا ويسير معه إلي أن يصلا إلي المحقق .
المحقق : أسمك ووظيفتك
الحاخام كوهين : أنا حاخام يا ابني وأسمي كوهين
المحقق وهو يشير من النافذه بأتجاة الثور : الثور ده بتاعك ؟
الحاخام كوهين : أيوه يا بني كتر خيركم ده تايه مني بقي له يومين
المحقق للكاتب : أثبت عندك أعترافه
الحاخام كوهين : أيوه يا ابني أثبت الرب يباركك ثم يتابع قائلا ممكن اخد الثور وامشي .
فيبتسم المحقق بجانب فمه ويقول بسخرية : تمشي أيه يا سيدي أنت مقبوض عليك
الحاخام كوهين : مقبوض عليه ليه
المحقق : الثور بتاعك نطح شالوم وقتله
الحاخام كوهين : الثور قتل شالوم .. طيب وتقبضوا عليه ليه ؟
المحقق : أنت هتستهبل ولا ايه .. أنت مش عارف سفر الخروج 21: 29 .
الحاخام كوهين يضيق عينيه ويحاول جاهدا أن يفكر ثم يقول : عافه يا أبني بس مش واخد بالي بس أيه علاقته بموضوعنا.
المحقق يخرج من درج مكتبه ورقه ويعطيها لكوهين وهو يقول : ولكن ان كان ثورا نطاحا من قبل و قد اشهد على صاحبه و لم يضبطه فقتل رجلا او امراة فالثور يرجم و صاحبه ايضا يقتل واخد بالك وصاحبه أيضا يقتل
يغشي علي كوهين ويسقط أرضا وتنتهي القصة
القصة الخيالية السابقة ليست بقصد السخرية ولكن بالتأكيد هناك العديد من الناس الذين وقعوا تحت حكم هذا النص واجهوا مثل هذا الموقف هل فكرت يا صديقي في هذا أن يقتل إنسان بسبب ثور بسبب حيوان أعجم هل هذا كلام الله .
المهم عودة لموضوعنا لم يدعي رسول الله علية الصلاة والسلام أن دين الإسلام لا علاقة له باليهودية أو النصرانية أو أنه جاء بديانه من إله لم يرسل رسل من قبله ولكنه وكما يقول المولي عز وجل في سورة (النحل:64) :
) وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ( .
بسبب هذا نعامل اليهود والنصاري كأهل كتاب وهي ميزة لهم علي باقي الملل والديانات الأخري كالبوذية والهندوسية مثلا فالرسول عليه الصلاة والسلام جاء ليكمل ويختم الأنبياء من آدم وحتي المسيح عليه السلام فإن كان هناك تشابها في شئ فهو يؤكد صدق الرسول عليه الصلاة والصلام أثبات نبوته وليس العكس وهو ما يؤكد أيضا علي صحة القرآن الكريم وصدق ما فيه فالرسول عليه الصلاة والسلام كان أميا أي أنه لم يقرأ كتب اليهود والنصاري وهذا معروف ومعلوم للجميع ونورد هنا آية قرآنية لأثبات هذا إذ يقول المولي عز وجل :
) وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ( [العنكبوت : 48] .
وهي تؤكد علي معجزة بينة للرسول وهي أنه امي وجاء بمثل هذا القرآن والآية تخبرنا أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يكن يقرأ أو يكتب حتي لا يكابر الكافرون ويقولون أن القرآن من تأليفه .
ومن ناحية أخري فإن التوراة والإنجيل لم تكن متداولة أو موجوده كما يظن النصاري في عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام ولم يكن حتي مسموحا بقراءتها لعوام النصاري واليهود قبل ثورة مارتن لوثر علي الكنيسة وقيامه بطباعتها رغما عن أنف الكنيسة وكما قلنا سلفا نؤكد ثانية نحن لا نقول أن الكتاب مزيف لا اصل له ولكنه محرف أي أنه قد يوجد به قليلا من الصدق
من كتاب صواعق الحق – ابن الفاروق
........................................................
نقلا عن شبكة ردود الاسلامية لدعوة النصارى
(((((((((((جهلاء الأعاجم يخطّئون لغة القرآن))))فى عَسَّةٍ من عَسّاتى فى المشباك وقعتُ على مقال بالإنجليزية يخطِّئ لغة القرآن المجيد جرَّنى بدوره إلى موقع تبشيرى يهاجم الإسلام اسمه: "answering-islam"، فأخذت أدور فى أرجائه، وإذ بكتاب بعنوان "BEHIND THE VEIL: UNMASKING ISLAM" يتناول مؤلفه كتاب الله الكريم بالتخطئة والنقد فى كل جانب من جوانبه بما فيها لغته وأسلوبه. لغته وأسلوبه حتة واحدة؟ إى والله لغته وأسلوبه حِتَّة واحدة وليس حِتَّتَيْن! وللأسف لم يذكر الموقع اسم المؤلف، ومن ثم فوَّت علينا شرف التعرف إلى هذا العبقرى الذى سوَّلَتْ له نفسه الإقدام على تخطئة القرآن، وبالذات أنه خواجةٌ أعجمى! وهذا النقد موجود فى الفصل الثامن من الكتاب تحت عنوان: "Qur'anic Language and Grammatical Mistakes"، هكذا خَبْط لَزْق دون إِحِمْ ولا دستور! وهو نفسه المقال الذى قادنى إلى الموقع كما ذكرت آنفا. فتعالَوْا نَرَ ماذا كتب الرجل، وماذا يمكن أن نقول فى الرد عليه: يقول المؤلف إن "إخوانه المسلمين" (أرجو ألا تفوتكم هذه الرقة والإنسانية فى تسميته لنا بــ"إخوانه المسلمين"! الواقع أن الدموع تكاد تطفر من عينى تأثرا بهذا الحنان الأخوى الذى يبديه لنا ذلك الثعلب!)، يقول إن "إخوانه المسلمين" يردِّدون أن بلاغة القرآن وسموّ لغته وجمال أسلوبه هو دليل قاطع على أنه من عند الله، ذلك أن إعجازه إنما يكمن عندهم فى أسلوبه الجميل. ثم يمضى قائلا إنه لا ينكر أن أسلوب القرآن (فى بعض آياته وسوره) هو أسلوب بليغ ومعبر حقا، وهو ما لا يمكن أن يشك فيه أحد ممن يستطيعون تذوق اللسان العربى. إلا أن هذا (كما يقول) لا يعنى أبدا أن القرآن يخلو من كثير من الأخطاء الواضحة التى تخرج على أبسط قواعد النحو والصرف وأساليب التعبير الأدبى فى لغة العرب. كما أن فيه كثيرا من الألفاظ التى لا وجود لها فى أية لغة، فضلاً عن احتوائه على عدد كبير من المفردات التى لا يمكن أن يفهمها أحد، وهو ما أقرّ به الصحابة أنفسهم.
كذلك يرى المؤلف أن روعة الأسلوب فى كتاب ما لا يمكن أن تكون برهانا على عظمة ذلك الكتاب ولا على أنه من وحى السماء، إذ ليست العبرة بالأسلوب بل بالمضمون وما يشيعه فى النفس والمجتمع من سلام وحب وسكينة. ثم إن الله لا يشغل نفسه بتعليم البشر فى أنحاء العالم قواعد اللغة العربية ومبادئها، فهو سبحانه ("سبحانه" هذه من عندى أنا) ليس معلِّما للغةٍ مندثرةٍ كاللغة العربية، بل الإله الحقيقى هو قائدنا الروحى فى طريق الحب والغبطة. وعلى هذا فالمهم أن نعرف: هل يستحق المضمون القرآنى فعلاً أن ننسبه إلى الله أَوْ لا؟ وبالإضافة إلى هذا فإن بلاغة القرآن وسموّ اللغة الفصحى التى صِيغَ فيها قد خلقا مشكلة لمن يريدون أن يقرأوه ويفهموه حتى من العرب أنفسهم، فما بالنا بغير العرب؟ وحسبما يقول فإنه لا يكفى أن تعرف اللغة العربية كى تستطيع أن تفهم القرآن، بل لا بد أن تدرس الأدب العربى دراسة مستفيضة شاملة، فهناك مئات الألفاظ القرآنية التى حيَّرت الصحابة فى تحديد معانيها، علاوة على مئات أخرى لم يستطيعوا فهمها البتة.
ويشير المؤلف إلى أن فى "الإتقان فى علوم القرآن" لجلال الدين السيوطى فصلاً كاملاً يزيد على مائة صفحة بعنوان: "فيما وقع فيه بغير لغة العرب" خصَّصه كله لـلكلمات القرآنية الصعبة التى تحتاج إلى شرح، كما يؤكد قائلا إن مفردات اللغة العربية الفصحى وبعض تعبيراتها لم تعد تستعمل الآن البتة حتى من قِبَل العرب أنفسهم، فضلا عن أن العربية ذاتها هى من التنوع والتشعب حتى لقد قال الشافعى عنها إنها لا يحيط بها إلا نبى. وهو من ثم يتساءل: ما الفائدة يا ترى التى يمكن أن يجنيها العالم من كتاب الله إذا كان هذا الكتاب مصوغا بلغة صعبة حتى على العرب أنفسهم بما فيهم صحابة النبى، وبخاصة أن العلماء المسلمين يصرون على أنه لا يجوز ترجمة القرآن، بل لا يمكن معرفة وجه إعجازه عن طريق الترجمة، ولا بد من قراءته بالعربية، وكأن الله عربى، ولا يريد لأحد من غير العرب أن يقرأ القرآن؟
ثم ينتقل الكاتب إلى الحديث عن وضع الخط العربى حين نزول القرآن الكريم مبينًا أنه كان يفتقر آنذاك إلى تنقيط الحروف وتشكيلها، وهو ما كان يجعل قراءة الكلام المكتوب شديد الصعوبة، إن لم يكن مستحيلا: فمثلاً الكلمات التالية: "تُبْت" و"بَيْت" و"نَبْت" و"بِنْت" و"ثَبَت" كانت تُكْتَب جميعا على هيئة واحدة (يقصد أنها كانت تُكْتَب على شكل ثلاث سِنَن، السِّنَّة الأخيرة منها سِنّة طويلة، وكلها مجردة من النقط والشكل)، فكيف يستطيع القارئ أن يعرف أية كلمة من هذه الكلمات الخمس هى الكلمة المرادة؟ وبتطبيق ذلك على آيات القرآن الكريم يشير إلى أن قوله تعالى: "...أن اللهَ برىء من المشركين ورسوله" يمكن أن يُفْهمَ بمعنيين مختلفين حسب إعراب كلمة "رسوله"، لأننا إذا شكَّلنا لام "الرسول" بالضم كان المعنى أن الله ورسوله بريئان من المشركين، بخلاف ما لو ضبطناها بالكسر، إذ يكون المعنى حينئذ أن الله برىء من المشركين ومن رسوله أيضا. وهو يتساءل عن الحكمة فى أن الله لم ينزل القرآن فى لغة عربية كاملة التنقيط والتشكيل حتى لا يقع القراء فى مثل هذا الخطإ.
ثم يقول: ترى لو أن طالبا كتب لأستاذه الآن بحثا خاليا من النَّقْط والشَّكْل، أيعطيه الأستاذ عندئذ شيئا آخر غير الصفر؟ وهؤلاء الذين أضافوا للخط العربى التنقيط والتشكيل، أوقد نزل عليهم ملاكٌ أَوْحَى لهم ما ينبغى عمله؟ يقصد أنه كان من الأفضل أن يقوم النبى نفسه بهذه المهمة منذ البداية حتى يضمن ألا تقع فيها أخطاء. أم ترى الله وجبريل والرسول وخلفاءه كانوا يجهلون أن الخط العربى يفتقر لهذا وذاك؟ ألم يكونوا يعرفون أن الاختلاف فى قراءة النص بسبب عدم تنقيطه وتشكيله سوف يؤثر فى استنباط الأحكام الشرعية من هذا النص؟ إنها لمفاجأة (كما يقول) ألاّ تخطر هذه المشكلة لله وجبريل والنبى والصحابة والخلفاء جميعا، ثم يتنبه لها أولئك العلماء الذين اخترعوا النقط والشكل وأضافوهما إلى الخط العربى! وهو يسوق من كتاب "الإتقان" للسيوطى مثالا على اختلاف الحكم الشرعى تبعا للاختلاف فى ضبط الحروف من قوله تعالى فى الآية 38 من سورة "النساء"، التى تتحدث عن الأسباب الموجبة للغسل، ومنها لمس (أو ملامسة) النساء: "يا أيها الذين آمنوا، إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهَكم وأيديَكم إلى المرافق، وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين. وإن كنتم جُنُبًا فاطَّهَروا، وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحدٌ منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمَّموا صعيدًا طيبًا...". فالذين يقرأون الكلمة على أنها "لامستم"، أى بألف بعد اللام، يقولون إن الطهارة لا تجب إلا بملامسة النساء، أى بمجامعتهن. أما الذين يقرأون الكلمة بدون هذه الألف، أى "لمستم"، فيَرَوْنَ أنه يكفى أن يلمس الرجل المرأة بيده اللمس العادى حتى تجب الطهارة.
ويستمر المؤلف فيقول إن جميع العلماء المسلمين يقرون بأن فى القرآن ألفاظا لم يكن يفهمها أقرباء الرسول أو صحابته. ثم يستشهد على كلامه بالسيوطى، الذى يقول فى كتابه: "الإتقان": "هذه الصحابة، وهم العرب العرباء وأصحاب اللغة الفصحى ومن نزل القرآن عليهم وبلغتهم، توقفوا في ألفاظ لم يعرفوا معناها فلم يقولوا فيها شيئا. فأخرج أبو عبيد في الفضائل عن إبراهيم التميمي أن أبا بكر الصديق سئل عن قوله: "وفاكهةً وأَبًّا"، فقال: أيّ سماءٍ تُظِلّني، وأيّ أرضٍ تُقِلّني إنْ أنا قلت في كتاب الله ما لا أعلم؟ وأخرج عن أنس أن عمر بن الخطاب قرأ على المنبر: "وفاكهةً وأَبًّا"، فقال: هذه الفاكهة قد عرفناها، فما الأبّ؟ ثم رجع إلى نفسه فقال: إن هذا لهو التكلف يا عمر. وأخرج من طريق مجاهد عن ابن عباس قال: كنت لا أدري ما فاطر السموات حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر فقال: أحدهما: أنا فطرتها. يقول: أنا ابتدأتها. وأخرج ابن جريج عن سعيد بن جبير أنه سئل عن قوله: "وحَنَانًا من لَدُنّا"، فقال: سألت عنها ابن عباس فلم يجب فيها شيئًا". وينتهى إلى القول بأنه إذا كان هؤلاء لم يفهموا بعض ألفاظ القرآن، فمن يا ترى يمكنه أن يفهم ما لم يفهموه؟ ثم يتابع قائلا بكل يقين: لا شك أنهم قد سألوا محمدا عن معانى هذه الكلمات، لكنه لم يجبهم إلى ذلك لأنه هو نفسه لم يكن يعرف معناها، وإلا لكان قد قاله لهم!
وبالإضافة إلى ذلك هناك كلمات أخرى يبلغ عدها أربع عشرة كلمة ليس لها أى معنى، وهى تلك الحروف المقطعة الموجودة فى أوائل تسع وعشرين سورة، مثل: "ألم، ألمر، ألمص، طه، ص، ق، حم...". بل إن بعض هذه الحروف قد جُعِلَت عناوين لعدد من السور، وهى: "طه" و"يس" و"ص" و"ق"، ومعنى هذا أن عددا من سور القرآن يحمل عناوين لا معنى لها! وهذه الرموز التى لا معنى لها فى أية لغة من اللغات هى سمة من سمات البلاغة العربية التى قد تتضمن كلمات لا تعنى شيئا بالمرة! وفى القرآن: ويل لمن يسأل عن المعنى! (The Qur’an says woe to anyone who asks for the meaning!). وفى الآية السابعة من سورة "آل عمران" نقرأ أن هناك كلمات فى القرآن لا يعرف معناها إلا الله، وهو ما يسمَّى بالآيات المتشابهات. والسؤال هو: إذا كان الأمر كذلك فلم جاءت هذه الكلمات فى القرآن؟ لكن ليس فى القرآن جواب عن هذا السؤال.
كذلك يوجد فى القرآن ما يسمَّى بـ"ألفاظ الأضداد"، ومعنى هذا أن لغة القرآن ليست دائما صحيحة كما يظن البعض. ومن ذلك كلمة "بَعْد"، التى وردت فى آيتين بمعنى "قبل" كما جاء فى "الإتقان" للسيوطى، وهذا نص ما قال: "قال ابن خالويه: ليس في القرآن "بَعْد" بمعنى "قَبْل" إلا حرف واحد: "ولقد كتبنا في الزَّبُور من بعد الذكر". قال مغلطاي في كتاب "الميسر": قد وجدنا حرفا آخر، وهو قوله تعالى: "والأرضَ بعد ذلك دَحَاها". قال أبو موسى في كتاب "المغيث": معناه هنا "قَبْل" لأنه تعالى خلق الأرض في يومين ثم استوى إلى السماء، فعلى هذا خَلَق الأرض قبل السماء". وهنا يتساءل الكاتب: هل لمثل هذا العيب وجود فى أية لغة من لغات الأرض؟ وهل يتمشى هذا مع خصائص العربية وبلاغتها وطرائقها فى التعبير الفنى؟ وهل يُعْقَل أن الملاك جبريل قد أراد "قبل"، لكنه رغم ذلك قال لمحمد أن يكتبها: "بعد"؟ أليس معنى هذا أن القارئ سيجد نفسه فى حيص بيص؟ على أن المشكلة لا تقتصر على هذه الكلمة، فقد أورد السيوطى عددا آخر من الألفاظ على نفس الشاكلة خصص له ثمانى صفحات من كتابه المذكور. ومن ذلك قوله: "أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا؟" (الرعد/ 31). ترى هل "ييأس" معناها: "يعلم" مثلما هو الأمر فى هذه الآية؟ وهل "شهداء" بمعنى "شركاء" كما هو الحال فى الآية 23 من سورة "البقرة" التى تقول: "وإن كنتم فى ريب مما نزَّلْنا على عبدنا فَأْتُوا بسورة من مثله، وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين"؟ وهل كلمة "بَخْس" تعنى "حرام" فى قوله فى الآية 20 من سورة "يوسف": "وشَرَوْه بثمنٍ بخس"؟ وهل يمكن أن يكون الفعل "يَرْجُم" معناه: "يلعن" كما فى الآية 46 من سورة "مريم": "لإِنْ لم تَنْتَهِ لأَرْجُمَنَّك"؟
ترى لماذا لم يقل القرآن مباشرة: "أفلم يعلم الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا؟" "بدلا من "أَفَلَمْ ييأس الذين آمنوا...؟"؟ هل "اليأس" هو "المعرفة"؟ وحين يقول القرآن: "أفلم يعلم...؟" هل يكون المقصود: "فقدان كل أمل"؟ ونفس الشىء يقال عن كلمتَىْ: "بَخْس" و"شُهَداء". أليس لكل كلمة من هذه مَعْنًى يختلف عن ذلك المعنى الذى ورد فى القرآن؟ أتكون إحدى مميزات اللغة أنها تستخدم كلمات لها معنى يختلف عن معناها الحقيقى؟
ثم يسوق إلى القارئ أمثلة أخرى أشار إليها السيوطى فى كتابه، بادئًا بكلمة "النجم" فى قوله: "والنجم والشجر يسجدان"، التى تعنى النبات الذى ليس له ساق، لا الجِرْم السماوى كما ينبغى أن يكون الكلام، إذ لا يمكن (حسبما يقول) أن يتخيل أحد أن معنى كلمة "نجم" هو هذا النوع من النبات! ولهذا كان من الطبيعى أن نجدها فى الترجمة الإنجليزية التى قام بها السعوديون بمعنى "النجم السماوى"، وهذا هو المعنى الصحيح لا المعنى الذى نص عليه السيوطى وغيره من المفسرين كالبيضاوى والجلالين والزمخشرى، فهؤلاء كلهم مخطئون، وإلا فليصلح السعوديون من ترجمتهم، مع أنها هى الصواب لا كلام هؤلاء المفسرين! ومثلها كلمة "وَسَط"، التى يقول السيوطى عنها: "ولما كان الخطاب لموسى من الجانب الغربي وتوجهت إليه اليهود (يقصد أنهم توجهوا إليه فى قِبْلَتهم) وتوجهت النصارى إلى المشرق كانت قِبْلَة الإسلام وَسَطًا بين القبلتين (قال تعالى: "وكذلك جعلناكم أمةً وَسَطًا"، أي خِيَارًا. وظاهر اللفظ يوهم "التوسط" مع ما يعضده من توسط قبلة المسلمين)، صَدَقَ على لفظة "وَسَط" هاهنا أن يسمى تعالى بها لاحتمالها المعنيين. ولما كان المراد أبعدهما، وهو الخيار، صلحت أن تكون من أمثلة التورية".
ومن الأمثلة التى يسوقها أيضا قوله تعالى: "لئلا يعلم أهل الكتاب ألاّ يَقْدِرُون على شىء من فضل الله وأن الفضل بيد الله" (الحديد/ 29)، الذى يؤكد أن معناه الحرفى هو: "كيلا يعلم أهل الكتاب"، بيد أن المفسرين والمترجمين يقولون إن معناه: "فلربما يعلم أهل الكتاب"، قالبين المعنى الحرفى هكذا رأسا على عقب! ومنها أيضا ما جاء فى عدد من الآيات القرآنية من قوله: "لا أُقْسِم بكذا"، على حين أن المراد، حسبما يقول المفسرون والمترجمون، هو: "أُقْسِم بكذا"، أو "لا. إننى أُقْسِم بكذا". ومن الشواهد على ذلك:"لا أقسم بيوم القيامة، ولا أقسم بالنفس اللوامة" (القيامة/ 1- 2)، "لا أقسم بهذا البلد* وأنتَ حِلٌّ بهذا البلد" (البلد/1- 2).
ولا يكتفى المؤلف بهذا، بل يضيف أن فى القرآن ألفاظا محذوفة كان ينبغى أن تُذْكَر، وعبارات غير تامة، وجُمَلاً مبنية بناءً خاطئًا. ومن ذلك حسبما جاء فى كلامه: "فإنها من تقوى القلوب" (الحج/ 32)، إذ يذكر السيوطى أن هاهنا حذفا لأكثر من كلمة، وأن المعنى: "فإن تعظيمها من أفعال ذوي تقوى القلوب"، ومنه قوله: "فقبضتُ قبضةً من أثر الرسول" (طه/ 96)، على حين أن المراد هو "فقبضتُ قبضةً من أثر حافر فرس الرسول". ومنه كذلك قوله: "فأَرْسِلونِ:* يوسفُ أيها الصِّدِّيق، أَفْتِنا فى سَبْعِ بقراتٍ سِمَانٍ يأكلهنّ سبعٌ عِجَافٌ..." (يوسف/ 45- 46)، إذ المعنى: " فأرسِلون إلى يوسف لأستعبره الرؤيا، ففعلوا فأتاه فقال له: يا يوسف، أَفْتِنا فى سبع بقرات..."، ففى هاتين الآيتين لم تُذْكَر إلا كلمتان اثنتان فقط فى أول الكلام وأُخْرَيَان فى آخره، أما باقى الكلام فمحذوف، وهو ما يجعله بلا معنى. ومنه أيضا قوله: "فلا تُعْجِبْكَ أموالهم ولا أولادهم. إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون" (التوبة/ 85)، فقد فسرها السيوطى استنادا إلى ابن أبى حاتم عن قتادة قائلا: "هذا من تقاديم الكلام. يقول: لا تُعْجِبْكَ أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا. إنما يريد الله ليعذبهم في الآخرة" برغم أنه لا ذكر للآخرة فى الآية على الإطلاق. ومنه قوله: "أفرأيتَ من اتخذ إلهه هواه...؟" (الفرقان/ 34)، إذ يقول السيوطى إن الأصل هو: أفرأيتَ من اتخذ هواه إلهه؟ "لأن من اتخذ إلهه هواه غَيْرُ مذموم، فقدم المفعول الثاني للعناية به".
وهنا يورد الكاتب ما قاله السيوطى من أن هناك "من الآيات ما أَشْكَلَتْ مناسبتها لما قبلها. من ذلك قوله تعالى في سورة "القيامة" (13- 19): "لا تُحَرِّكْ به لسانَك لِتَعْجَل به"، فإن وجه مناسبتها لأول السورة وآخرها عَسِرٌ جدًّا، فإن السورة كلها في أحوال القيامة...".
كما يشير الكاتب إلى أن هناك كثيرا من التكرار الممل فى القرآن مثل قوله: "فبأى آلاء ربكما تكذِّبان؟"، الذى تكرر فى سورة "الرحمن" إحدى وثلاثين مرة رغم أن آيات السورة كلها لا تتجاوز ثمانى وسبعين آية، وكذلك قصص الأنبياء التى تكرر كل منها فى عدة سور.ثم يختم كلامه قائلا إن فى القرآن من الأخطاء النحوية ما يتراوح بين خمسة عشر وعشرين خطأً، وإن لم يقف منها إلا عند قوله تعالى: "إن هذان لَساحران"، الذى كان ينبغى، بناءً على ما يقول، أن يجىء على النحو التالى: "إنّ هذين لَساحران" (طه/ 63) بنصب كلمة "هذين" بوصفها اسم "إن" على ما يعرفه أى طالب ثانوى عنده إلمام بأساسيات القواعد العربية. أما أن تجىء فى القرآن مرفوعة فهو "خطأٌ بالثُّلُث: completely wrong" كما يقول.
هذا مجمل كلام الكاتب فى انتقاده للقرآن، والآن نبدأ النظر فيما قال: فأولا ليس صحيحا أن المسلمين يحصرون إعجاز القرآن فى الناحية البلاغية والأسلوبية وما أشبه مما يوحى به كلام الرجل، فالواقع أن هذا ليس سوى رأى من الآراء، وهو رأى قلة منهم قليلة، أما الآراء أخرى فتجعل الإعجاز متوزعا على عدة وجوه. ولو أن الكاتب الذى صدَّع أدمغتنا بالنقل عن السيوطى لإيهامنا بصدق ما يقول، قد اهتم ذات الاهتمام بالنقل عن السيوطى فى هذه النقطة لما قال هذا الذى قال، فقد أفرد السيوطى فصلا كاملا لهذا الموضوع عنوانه "في إعجاز القرآن" أورد فيه الآراء المختلفة: فمن العلماء من قال بالصرفة، أى أن الله سبحانه وتعالى قد صرف عزائم العرب عن التفكير فى مواجهة تحدى القرآن لهم أن يأتوا بمثله أو بعشر سُوَرٍ منه أو حتى بآية واحدة من آياته، فلم تتحرك لهم إرادة نحو هذه الغاية. ومنهم من اعترض على هذا التفسير قائلا إن هذا يعنى أنهم لو كانوا قد عزموا على معرضة القرآن والإتيان بقرآن مثله فلربما نجحوا فى ذلك، ومن ثم لا يمكن أن يكون هذا إعجازا، إذ الإعجاز إنما هو استحالة الفعل مع الرغبة فيه وتوفر الدواعى له. ومن العلماء من تريث عند الجانب البيانى والبلاغى فعلا بما يُفْهَم منه أن هذا الوجه هو أظهر وجوه إعجازه.
لكن الاتجاه العام، كما قلنا، هو عدم قصر الإعجاز القرآنى فى وجه واحد. وليس هذا الرأى وليد اليوم، بل هو موجود منذ وقت مبكر. ولقد أورد السيوطى نفسه آراء بعض العلماء فى هذا السبيل: "وقال قوم: وجه إعجازه ما فيه من الإخبار عن الغيوب المستقبلة ولم يكن ذلك من شأن العرب. وقال آخرون: ما تضمنه من الإخبار عن قصص الأولين وسائر المتقدمين حكاية من شاهدها وحضرها. وقال آخرون: ما تضمنه من الإخبار عن الضمائر من غير أن يظهر ذلك بقول أو فعل كقوله: "إذ همَّتْ طائفتان منكم أن تفشلا"، "ويقولون في أنفسهم: لولا يعذبنا الله". وقال القاضي أبو بكر: وجه إعجازه ما فيه من النظم والتأليف والترصيف وأنه خارج عن جميع وجوه النظم المعتاد في كلام العرب ومباين لأساليب خطاباتهم. قال: ولهذا لم يمكنهم معارضته. قال: ولا سبيل إلى معرفة إعجاز القرآن من أصناف البديع التي أودعوها في الشعر لأنه ليس مما يخرق العادة، بل يمكن استدراكه بالعلم والتدريب والتصنع به كقول الشعر ورصف الخطب وصناعة الرسالة والحذق في البلاغة، وله طريق تسلك. فأما شأو نظم القرآن فليس له مثال يحتذى ولا إمام يقتدى به ولا يصح وقوع مثله اتفاقًا". ولعل القارئ قد تنبه إلى أن من العلماء من لا يَعُدّ البلاغة والبيان، أو على الأقل لا يعد جزءا من هذه البلاغة والبيان، وهو البديع ومحسناته، داخلا فى الإعجاز لأنه كما قالوا يمكن تعلمه لمن رامه.
وبالمثل ينقل السيوطى عن الإمام الخطابى أن وجوه الإعجاز متعددة لا تنحصر فى جانب واحد: " وأما معانيه فكل ذي لب يشهد له بالتقدم في أبوابه والترقي إلى أعلى درجاته، وقد توجد هذه الفضائل الثلاث على التفرق في أنواع الكلام. فأما أن توجد مجموعةً في نوع واحد فلم توجد إلا في كلام العليم القدير، فخرج من هذا أن القرآن إنما صار معجزًا لأنه جاء بأفصح الألفاظ في أحسن نظوم التأليف مضمَّنًا أصح المعاني من توحيد الله تعالى وتنزيهه في صفاته ودعائه إلى طاعته وبيانه لطريق عبادته من تحليل وتحريم وحظر وإباحة ومن وعظ وتقويم وأمر بمعروف ونهي عن منكر وإرشاد إلى محاسن الأخلاق وزجر عن مساويها واضعًا كل شيء منها موضعه الذي لا يرى شيء أَوْلَى منه ولا يُتَوَهَّم في صورة العقل أمرٌ أليق به منه مودعًا أخبار القرون الماضية وما نزل من مَثُلاَت الله بمن مضى وعاند منهم منبئًا عن الكوائن المستقبلة في الأعصار الآتية من الزمان، جامعًا في ذلك بين الحجة والمحتج له، والدليل والمدلول عليه ليكون ذلك آكد للزوم ما دعا إليه وأداء عن وجوب ما أمر به ونهى عنه. ومعلوم أن الإتيان بمثل هذه الأمور والجمع بين أشتاتها حتى تنتظم وتتسق أمر يعجز عنه قوى البشر ولا تبلغه قدرتهم، فانقطع الخلق دونه وعجزوا عن معارضته بمثله أومناقضته في شكله، ثم صار المعاندون له يقولون مرة إنه شعر لمّا رأوه منظومًا ومرة أنه سحر لمّا رأوه معجوزا عنه غير مقدور عليه. وقد كانوا يجدون له وقعًا في القلوب وقرعًا في النفوس يرهبهم ويحيرهم، فلم يتمالكوا أن يعترفوا به نوعًا من الاعتراف، ولذلك قالوا: إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة. وكانوا مرة بجهلهم يقولون: أساطير الأولين اكتتبها فهي تُمْلَي عليه بكرة وأصيلا، مع علمهم أن صاحبهم أُمِّيّ، وليس بحضرته من يملي أو يكتب في نحو ذلك من الأمور التي أوجبها العناد والجهل والعجز. ثم قال: وقد قلت في إعجاز القرآن وجهًا ذهب عنه الناس، وهو صنيعه في القلوب وتأثيره في النفوس، فإنك لا تسمع كلامًا غير القرآن منظومًا ولا منثورًا إذا قرع السمع خلص له إلى القلب من اللذة والحلاوة في حال ذوي الروعة والمهابة في حال آخر ما يخلص منه إليه. قال تعال:ى لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ لرأيتَه خاشعًا متصدعًا من خشية الله. وقال: الله نزَّل أحسن الحديث كتابًا متشابهًا مَثَانِيَ تقشعرّ منه جلود الذين يخشَوْن ربهم. وقال ابن سراقة: اختلف أهل العلم في وجه إعجاز القرآن فذكروا في ذلك وجوهًا كثيرة كلها حكمة وصواب، وما بلغوا في وجوه إعجازه جزءًا واحدًا من عشر معشاره، فقال قوم: هو الإيجاز مع البلاغة.وقال آخرون: هو البيان والفصاحة. وقال آخرون: هو الوصف والنظم. وقال آخرون: هو كونه خارجًا عن جنس كلام العرب من النظم والنثر والخطب والشعر، مع كون حروفه في كلامهم ومعانيه في خطابهم وألفاظه من جنس كلماتهم، وهو بذاته قبيلٌ غير قبيل كلامهم، وجنس آخر متميز عن أجناس خطابهم، حتى إن من اقتصر على معانيه وغيَّر حروفه أذهب رونقه، ومن اقتصر على حروفه وغير معانيه أبطل فائدته، فكان في ذلك أبلغ دلالة على إعجازه. وقال آخرون: هو كون قارئه لا يكلّ، وسامعه لا يمل، وإن تكررت عليه تلاوته. وقال آخرون: هو ما فيه من الإخبار عن الأمور الماضية. وقال آخرون: هو ما فيه من علم الغيب والحكم على الأمور بالقطع. وقال آخرون: هو كونه جامعًا لعلوم يطول شرحها ويشقّ حصرها. وقال الزركشي في البرهان: أهل التحقيق على أن الإعجاز وقع بجميع ما سبق من الأقوال لا بكل واحد على انفراده، فإنه جمع ذلك كله، فلا معنى لنسبته إلى واحد منها بمفرده مع اشتماله على الجميع بل وغير ذلك مما لم يسبق: فمنها الروعة التي له في قلوب السامعين وأسماعهم سواء المقر والجاحد. ومنها أنه لم يزل ولا يزال غضًّا طريًّا في أسماع السامعين وعلى ألسنة القارئين. ومنها جمعه بين صفتي الجزالة والعذوبة وهما كالمتضادين لا يجتمعان غالبًا في كلام البشر. ومنها جعله آخر الكتب غَنِيًّا عن غيره، وجعل غيره من الكتب المتقدمة قد تحتاج إلى بيانٍ يرجع فيه إليه كما قال تعالى: إن هذا القرآن يقصّ على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون. وقال الرماني: وجوه إعجاز القرآن تظهر من جهات ترك المعارضة مع توفر الدواعي وشدة الحاجة والتحدي للكافة والصَّرْفة والبلاغة والإخبار عن الأمور المستقبلة ونقض العادة وقياسه بكل معجزة. قال: ونقض العادة هو أن العادة كانت جارية بضروب من أنواع الكلام معروفة: منها الشعر ومنها السجع ومنها الخطب ومنها الرسائل ومنها المنثور الذي يدور بين الناس في الحديث، فأتى القرآن بطريقة مفردة خارجة عن العادة لها منزلة في الحسن تفوق به كل طريقة ويفوق الموزون الذي هو أحسن الكلام".
ونضيف إلى ذلك ما يثبت كل يوم من إعجاز القرآن العلمى، سواء التاريخى أو الجغرافى أو الطبى أو الكيميائى أو الصيدلى أو الفيزيائى... مما أفاض ويُفِيض فيه العلماء المختصون، وما كان بعضه سببا فى إسلام عدد من كبار علماء الغرب أنفسهم. وهناك مواقع مشباكية خاصة بذلك الجانب الإعجازى فى القرآن المجيد. ولا يقدح فى الأمر أن بعض من يتناولون هذا الموضوع قد يغالون فى تفسير الآيات بحيث تدل على تناول القرآن لهذه النقطة أو تلك رغم أن الأمر ليس كذلك، فما من شأن من شؤون الحياة إلا وتدخله المغالاة من جانب المتحمسين فلا يكون هذا سببا عند العقلاء فى رفض الموضوع بِرُمّته.
وقد اهتم بعض الدارسين بالجانب الإحصائى فى القرآن الكريم فأدهشهم ما يسوده من توازنات عددية بين الموضوعات المتقابلة أو الموضوعات المتقاربة: فمثلا تكرَّرَ ذِكْر كل من الدنيا والآخرة 115 مرة، وذِكْر كل من الموت والحياة ومشتقاتهما 145 مرة، وذكر كل من الملائكة والشياطين 88 مرة، وذكر كل من الشدة والصبر مائة مرة واثنتين، وذكر كل من المصيبة والشكر 75 مرة، وذكر كل من إبليس والاستعاذة بالله 7 مرات، وذكر كل من الصالحات والسيئات بمشتقاتها 167 مرة. كما تكرر ذكر الجزاء 117 مرة، على حين تكرر ذكر المغفرة ضعف ذلك، وبالمثل تكرر ذكر الفجار 3 مرات، والأبرار ستا، وتكرر ذكر العسر 12 مرة، بينما تكرر اليسر 36 مرة، أى ثلاثة أضعافه. كذلك لوحظ أن كلمة "قُلْ" أَمْرًا من الله سبحانه قد تكررت 332 مرة، وهو ذاته مجموع ألفاظ "قالوا"... وهكذا. ولا ريب فى أن هذا لون آخر من ألوان الإعجاز القرآنى، وأشهر من تناوله فى دراساته المرحوم عبد الرزاق نوفل.
ومما يتميز به القرآن الكرم عن سائر الكتب: البشرى منها والإلهى، أنه هو وحده الكتاب الذى يهتم أتباعه بحفظه فى الصدور بالملايين: فى كل الأقطار وفى كل العصور، وفى أوقات القوة وفى أوقات الضعف والانهيار، ومن كل الأجناس المسلمة والفئات العمرية، يستوى فى ذلك من يعرف العربية ويفهمها ومن لا يعرف ولا يفهم. كما يتميز بأنه قد نشأ حوله وفى خدمته عدد من العلوم المسماة بالعلوم القرآنية مثل إعراب القرآن، والمكى والمدنى، والناسخ والمنسوخ، وأسباب النزول، ورسم المصحف، والقراءات، والتفسير، والإعجاز، والتلاوة وأحكامها...إلخ. وبلغ من اهتمام المسلمين به أنهم حرصوا حتى على إحصاء آياته وكلماته وحروفه، وهو ما لم يقع لأى كتاب آخر دينيا كان أو دنيويا! وهذا من أسرار بركاته وإعجازه!
وهناك جانب آخر قد يصحّ ذكره هنا، ألا وهو أن الذى ينظر فى أسلوب القرآن الكريم وأسلوب الحديث النبوى الشريف نظرا نقديا متأنيا سوف يلحظ أنهما من نسيجين مختلفين تماما بحيث لا يمكن أن يقال إن محمدا هو مؤلف القرآن، فالمعروف أن هناك بصمةً أسلوبيةً لكل واحد من الكتاب أو المتحدثين تميزه عن نظرائه مهما كان المنزع الذى ينزعون عنه متشابها. وقد يمكن أن نسمى هذا إعجازا أسلوبيا، بمعنى أنه يستحيل أن يكون محمد هو صاحب هذا القرآن. وعندما أقول أنا بالذات هذا الكلام فإنى لا أقوله تهويشا، بل أقوله من واقع دراسة قمت بها منذ ستة عشر عاما، وإن تأخر نشرها حتى عام 2000م، وعنوانها: "القرآن والحديث- مقارنة أسلوبية"، وتقع فيما يقرب من 600 صفحة. ولن يمنعنى كونى صاحبها من القول بأنها أول دراسة من نوعها فى تاريخ الفكر الإسلامى لا غرورا ولا تنفُّجا ولا رغبة فى الظهور بل تقريرا لواقع لا يُنْكَر ورغبة فى تنبيه الأذهان إلى خطورة هذه الدراسة التى لن يمنعنى كونى صاحبها أيضا من القول بأنها مع ذلك ليست إلا بداية لدراسات مثلها تتناول ما لم أتناوله ويعرف أصحابها كيف يستعملون الحاسوب أفضل منى ويحرصون على اتباع المنهجية العلمية بطريقة أكثر صرامة. وبالمناسبة فإنى، عندما كتبتها فى سنة 1989م، لم يكن عندى جهاز، ولم أكن أستطيع أن أخط حرفا واحدا على تلك الآلة، بل كنت أستعمل عينى ويدى على نحو بدائى، لكنه والحمد لله كان رغم بدائيته مؤثرا ووصل بى إلى نتائج عجيبة، وكله بفضل الله. وفى هذه الدراسة لم أضيع وقتى فى الكلام العام، بل غُصْتُ مباشرة فى المقارنات بين كتاب الله وأحاديث رسوله من ناحية اللفظ والصيغة والتركيب والصورة البيانية وزاوية الرؤية والبناء القَصَصى والقَسَمى ...إلخ. وهى مقارنات أقرب إلى الإحصاءات منها إلى أى شىء آخر، وكنت أشفعها بذكر النتائج الدقيقة والعجيبة التى توصلتُ إليها من خلال هذه المقارنات.
كما أن هناك وجها إعجازيا آخر للقرآن الكريم، فمَنْ من الذين تنبأوا فى عصره أو بعد عصره يا ترى كان لوحيهم الذى جاؤوا به هذا التأثير الرهيب الذى كان للقرآن أو هذه النتائج الباهرة التى أثمرها القرآن، سواء على مستوى الفتوحات وتأسيس الإمبراطوريات، أو على مستوى الروح والعقيدة، أو على مستوى النفس والأخلاق، أو على مستوى التقدم الحضارى، أو على مستوى الأعداد الهائلة التى دخلت وما زالت تدخل فى دين الله أفواجا حتى فى أوقات انهيار المسلمين عسكريا واقتصاديا وعلميا كما هو حاصل الآن ورغم أن المسلمين لا يعرفون التبشير الممنهج الذى يتبعه النصارى مثلا؟ وعندنا مسيلمة الكذاب وسجاح والأسود العنسى قديما، وعندنا الباب وغلام أحمد ورشاد خليفة حديثا، فأين أتباعهم؟ وأين تأثيرهم؟ إن ديانات هؤلاء الأخيرين مثلا لأشبه ما تكون بأكشاك سجائر مما تبيع اللب والسودانى والدخان والبونبون فى الظاهر، والحشيش والأفيون والبانجو والهيروين فى باطن الأمر وحقيقته، وكان الله يحب المحسنين، ويلعن المسيئين الخائنين! ولن أتحدث عن المساعدات والمؤامرات التى كانت ولا تزال وراء أمثال هذه النبوات ومدّعيها والإمكانات الضخمة التى تسخرها القوى العالمية لهم من أجل ضرب الإسلام. ثم ها هى ذى الصليبية العالمية تحاول على مدى القرون أن تقضى على الإسلام، لكن الله غالب على أمره. لقد كان الإسلام ينهض بعد كل محنة أكثر قوة ونقاء وحيوية، ولن يُخْلِف هذا الدين العظيم وعده لنا هذه المرة أيضا رغم القنابل النووية التى تنهال على أتباعه، بل حتى لو افترضنا أن أتباعه الحاليين قد أبيدوا إبادة، إذ إنى موقن أنه سيعود، وسوف يكون انبعاثه من بلاد هؤلاء الذين يحاربونه نفسها، ولسوف يثبت المستقبل صدق هذه الكلمات. والأيام بيننا، ودعونا من الأوغاد الأنغال ممن أَلْقَوْا بيد الاستسلام لأعداء دينهم وأمتهم متصورين أن أمريكا قد ملكت العالم إلى الأبد، جاهلين فى غمرة انخلاع قلوبهم المنخوبة والمنخورة أن أمريكا ليست إلا المسيخ الدجال أو صورة من صوره قد تُعْشِى أعين المرمودين، لكنها لا تستطيع أن تؤثر ولا شَرْوَى نَقِير فى قلوب المؤمنين المعتزين بربهم ورسوله. ويكفى أن أمريكا فى الفترة الأخيرة، وبعد أن أفلستْ فى حربها التى تشنّها على دين الله، لم تجد من تجنده لمحاربة الإسلام إلا السحاقيات والزانيات اللاتى يحملن سفاحا والمتهوسات المهلوسات اللاتى يجب عرضهن على طبيب عقلى ونفسى معا رغم أنهن قد يكنّ ممن يمارسن الطب النفسى، وذلك على طريقة الأطباء النفسيين الذين يظهرون فى أفلامنا ويثيرون رثاءنا واستهزاءنا جميعا، إذ يتبين لنا أنهم أحوج إلى العلاج والرعاية من المرضى الذين يترددون عليهم.
ثم إن الكاتب قد شاء له كرمه البالغ أن يقر بأن أسلوب القرآن فى بعض آياته وسوره (لاحظ: فى بعض آياته وسوره فقط) هو أسلوب بليغ ومعبر حقا. وقد كان ينبغى أن نشكر له هذه الشهادة لولا أنه رجل أعجمى لا يفهم شيئا فى بلاغة القرآن، ومن ثم فلا يعتد به ولا بما يقول. كما أنه لم يقل ذلك حُبًّا فى القرآن ولا رغبةً فى أن يقول كلمة حق وصدق، بل ليمهد به إلى الزراية على كتاب الله، حتى إذا اعترض عليه أحد قيل له إن الرجل قد قال فى القرآن ما يرضى ضميره ولم يقصد الإساءة إليه بل تبيان وجه الحق فيه، وإلا لذمَّ أسلوبه على طول الخط. ودليلنا على هذا هو مسارعته فى الحال إلى القول بأن القرآن لا يخلو من كثير من الأخطاء الواضحة التى تخرج على أبسط قواعد النحو والصرف وأساليب التعبير الأدبى فى لغة العرب، كما أن فيه كثيرا من الألفاظ التى لا وجود لها فى أية لغة، فضلاً عن احتوائه على عدد كبير من المفردات التى لا يمكن أن يفهمها أحد، وهو ما أقرّ به الصحابة أنفسهم.
قد يقول بعضهم: وماذا فى أن يكون فى القرآن هذا الذى يدّعيه الكاتب؟ لكننا نعرف أنه إنما قال هذا للخروج منه بأن القرآن ليس وحيا سماويا بل كلاما اخترعه محمد وزعم أنه وَحْىٌ أُوحِىَ إليه من عند الله. ولسوف أفاجئه هو ومن يرافئونه على مثل هذه الدعوى فأسلك فى الرد على هذا القىء سبيلا لا يتوقعها هذا الجاهل ولا خطرت له ببال، إذ سأفترض أن محمدا هو حقا صاحب هذا القرآن، ثم أعاجله بمفاجأة لا تقلّ عن الأولى إذهالا إن لم تزد، وهى أن القرآن رغم هذا يظل فوق المؤاخذة من هذه الناحية. لماذا؟ "هذه هى المسألة" كما يقول شكسبير! فالمعروف أن أية لغة هى فى الأساس من صنع أهلها الأوائل الذين تكون ممارستهم لها حينئذ بالسليقة، أى دون أن يكونوا واعين تماما بالقواعد التى تحكمها، بل يتشرَّبها كل جيل من الجيل السابق عليه تشرُّبا. ثم تأتى مرحلة أخرى بعد ذلك تُجْمَع فيها اللغة وتُسْتَخْلَص قواعدها من كلام أهلها، فما قالوه يكون هو الصواب، وما لم يقولوه أو لا يجرى على الخطوط التى نسجوا عليها لا يكون مقبولا.
ولْنطبِّق الآن هذا الكلام على العربية فنقول: لقد كان الجاهليون يمارسونها بالسليقة، وكان كلامهم هو مقياس الصواب والخطإ. وبطبيعة الحال فإن شعراءهم وخطباءهم كانوا يمثّلون أرقى المستويات اللغوية لكونهم أفضل قومهم ثقافة وذوقا أدبيا ورهافة حس، وكان محمد على أسوإ الفروض واحدا من هؤلاء، مَثَلُه مَثَلُ امرئ القيس وطَرَفة وزُهَيْر والأعشى وقُسّ بن ساعدة وأُمَيّة بن أبى الصَّلْت وحَسّان بن ثابت وغيرهم من الشعراء والخطباء الذين أُخِذَتْ عنهم اللغة، ومن كلامهم قُعِّدَتْ قواعدها. فهل سمع أحد أن شخصًا قد خَطَّأ أيًّا من هؤلاء الشعراء أو الخطباء رافضًا أن يأخذ عنهم لغة العرب؟ إن هذا لم يحدث، ولن يحدث. فقرآن محمد إذن هو، على أسوإ الفروض، مثل شعر امرئ القيس مثلا أو خُطَب قُسّ بن ساعدة، أى أنه هو المعيار الذى يُحْتَكَم إليه ويُؤْخَذ منه ويُهْتَدَى به.أما إذا تطاول أحد وتطلع إلى تخطئته فتلك هى الطامّة الكبرى، وهذا ما فعله ذلك الأعجمى!
وفضلا عن ذلك ينبغى ألا يفوتنا أنه لو كان فى القرآن الكريم أى خطإ لغوى مهما تَفِه لملأ مشركو العرب الدنيا صياحا واستهزاء بمحمد. لقد افْتَرَوْا عليه الأكاذيب ولم يألوا جهدا فى اتهامه زورا وبهتانا بأنه مجنون وأنه ساحر وأنه كذاب وأنه إنما يعلمه بشر، ولكنْ رغم ذلك كله لم يجرؤ أى منهم قط أن يهمس مجرد همس بأن فى القرآن أخطاء لغوية، مع كثرة ما تحداهم أن يأتوا بقرآنٍ مثله أو بعشر سُوَرٍ منه أو حتى بسورةٍ واحدةٍ تشبه سُوَرَه، ومع كثرة ما نَشِبَ بينهم وبينه من حروبٍ كلاميةٍ ومعاركَ بالسيف والرمح والحصان. فما معنى هذا؟ إن أعداء الرسول من المبشِّرين لا يخجلون، بل يلقون بأنفسهم فى المعاطب والمهالك دون تبصر فى العواقب! ذلك أنهم إنما يحركهم الحقد والدناءة، وناسٌ هذه دوافعهم كيف ننتظر منهم أن يُعْمِلوا عقولهم أو يتقوا ربهم؟
وهناك شىء مهم جدا لا بد من توضيحه قبل أن نبدأ الرد على دعاوى الكاتب، ألا وهو أن ما يشير إليه دائما من قواعد يزعم أن القرآن قد خالفها فى هذا الاستعمال أو ذاك قائلاً إن كل طالب فى المرحلة الثانوية يعرفها ولا يمكنه أن يخطئ فيها، هذه القواعد لا تغطى كل الاستعمالات العربية الصحيحة، بل تمثل فقط بعضا من هذه الاستعمالات. ذلك أن اللغة واسعة جدا جدا، أما القواعد التى يدرسها الطلاب فى المدارس فهى جزء صغير منها. ولو رجع الباحث إلى كتب النحو القديمة لوجد محيطًا زخَّارًا متلاطم الأمواج واستعمالاتٍ متعارضةً تَعَارُضَ القبائل العربية القديمة، بل لو رجع الباحث إلى النصوص الشعرية الجاهلية بنفسه لوجد أن ما تقوله كتب النحو هذه لا يغطى بدوره كل الاستعمالات اللغوية الجائزة، وهو ما أتحقق منه كل يوم. فكم من استعمال يؤكد علماء النحو واللغة أنه استعمال خاطئ أجد له شواهد غير قليلة من الشعر العربى القديم، وذلك بفضل الحاسوب والأقراص المدمجة التى تضم الشعر العربى كله تقريبا، ويمكن الباحث أن يحصل منها على مبتغاه فى دقائقَ قليلةٍ لا أسابيعَ أو شهورٍ أو أعوامٍ كما كان يفعل اللغوى القديم، إذ كل ما يحتاجه هو النقر بالفارة على كلمة "ابحث" فيكون بين يديه كنز سليمان اللغوى متمثلا فى الشواهد الشعرية أو النثرية الراجعة إلى كل عصور الأدب العربى تقريبا.
لنأخذ مثلا "المُثَنَّى"، الذى لا يعرف الطلاب عنه إلا أنه يُعْرَب بالألف رَفْعًا، وبالياء نَصْبًا وخَفْضًا، لكن هذا ليس إلا وجها واحدا فى استعماله، إذ كانت هناك قبائل عربية تُعْرِبه بالألف فى كل الأحوال، وهو ما أشرتُ إليه إشارة ضاحكة فى مقال لى سابق حين سُقْتُ المثل الشعبى الذى يردده الشحاذون تحنينا للقلوب فيقولون: "من قدّم شيئا بيداه، التقاه" بدلا من أن يقولوا: "بيديه". ثم نأخذ مثالا آخر، وهو "إن وأخواتها"، التى لا يعرف الطلاب عنها أكثر من أنها تنصب اسمها وترفع خبرها. ولهذا أخذتنى المفاجأة والدهشة عندما وجدت فى بعض النصوص القديمة اسمها وخبرها كليهما منصوبا، وظننت أنه خطأ، إلى أن وجدت أن من العرب القدامى من كان ينصب اسمها وخبرها جميعا. وبالمثل يمكننا أن نشير إلى إعراب "الأفعال الخمسة"، التى درسنا أنها تُرْفَع بثبوت النون وتُنْصَب وتُجْزَم بحذفها، ثم صَدَف أن وجدت بشار بن برد يحذف نونها دون ناصب أو جازم، وظننت أنه قد أخطأ تحت ضغط الضرورة الشعرية، ثم اتضح لى أن معلوماتى هى القاصرة، إذ لم يدرّسوا لنا فى قسم اللغة العربية أن من العرب من كانوا يحذفون نونها فى كل الأحوال. كذلك كانت هناك قبائل لا تمنع أى اسم من التنوين على خلاف ما ندرس فى أبواب النحو من أن ثَمَّةَ ضُروبًا من أسماء الأعلام والصفات وغيرها تُمْنَع من الصَّرْف بشروط أو بغير شروط. وكنت أول ما رأيت من الكتّاب الصحفيين من يقول: "سنينٌ، سنينًا، سنينٍ" (وهو مصطفى أمين) أستغرب ذلك أشد الاستغراب ولا أتصوره، وأعزوه إلى الجهل بالقواعد النحوية، إلى أن عرفت أن هذه طريقة أخرى من طرق إعراب هذه الكلمة، إلى جانب "سنونَ، سنينَ" و"سَنَواتًٌٍ/ سَنَهاتًٌٍ". كما أذكر أنى قد ضحكت حين سمعت للمرة الأولى أن من العرب من كانوا يقولون فى حال الرفع: "عاد القوم الَّذُون سافروا" مثلا، إلى جانب "الذين" فى حالة النصب والخفض، لكنى الآن لم أعد أضحك بعد أن تبين لى أن ما كنا نعرفه لم يكن يزيد على القشور. وبينى وبينكم، وما زال الذى نعرفه حتى الآن لا يزيد على القشور، لكن أرجوكم أن تتركونا نأكل عيشًا وتكتموا هذا الكلام علىّ حتى لا يطمع فىّ طلاّبى، رغم أنى دائما ما أقول لهم هذا، لكن بطريقة ماكرة توهمهم أننى حين أقوله فمن باب التواضع ليس إلا، ومن هنا فإنهم لا يصدّقون أننى لا أعرف شيئا أكثر من القشور ويظلون على عماهم متصورين أن تحت القبة شيخا... وقد كان هذا سببا فى أننى لم أعد أسارع إلى تخطئة أى استعمال إلا بعد أن أذهب فأراجع على الأقل "الموسوعة الشعرية" التى فى حوزتى والتى تضم كل الشعر العربى قديمه وحديثه تقريبا ونحو ثلاثمائة كتاب من أمهات كتب التراث الأدبية والنقدية. فهذا المبشِّر الأعجمى على أحسن الفروض، وهو فرض مستبعد تماما، لا يزيد إذن عن ذلك الطالب الذى لم يعرف من اللغة العربية إلا الجلوس على ساحلها ومدّ رجليه فى الماء ثم يزعم بعد هذا أنه قد غاص فى أعماقها ووصل إلى قرارها وأتى منها بكنوز من الدُّرَر واللآلئ، وهو لم يكد يعرف منها شيئا. وعلى هذا ينبغى على الأقل أن نميز بين الشاعر القديم والأديب المعاصر عندما نحكم على لغتهما، إذ بينما يمكننا مطالبة أديبنا المعاصر بالتزام القواعد النحوية والصرفية التى درسناها فى المدارس واستقر عليها الوضع، فإنه من الظلم القول بأن الشاعر القديم، الذى لم تكن القواعد على عهده قد وُضِعَتْ فى قوالبها التى نعرفها وثبتت على وضعها النهائى، قد أخطأ بسبب عدم التزامه بهذه القواعد. ذلك أنه إن كان قد أهمل قواعدنا الحالية فإنه مع ذلك لم يخرج عن اللغة، إذ اللغة، كما قلت، بحرٌ زخّارٌ فيه العجب العُجَاب!
وبالنسبة لما قاله صاحبنا عن الحروف المقطَّعة نجيب بأن الرأى القائل بعجزنا عن التوصل إلى معنى هذه الحروف هو رأى بعض العلماء فحسب، بينما هناك فريق آخر يرى أن المقصود بها تنبيه المعاندين إلى أن القرآن مؤلف من هذه الحروف وأمثالها، ومع ذلك لا يستطيع البشر أن يأتوا بمثله ولا بسورة منه. ونحن إذا ما قرأنا الآية التى تلى هذه الأحرف فى كل سورة تقريبا فسوف نجد أن هذا تفسير جِدّ وجيه. ومن ذلك قوله تعالى فى أول "البقرة": "ألم* ذلك الكتاب لا ريب فيه"، وفى أول "الحِجْر": "ألر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين"، وفى أول "الشورى": "حم* عسق* كذلك يوحى إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم"...وهكذا، إذ المعنى فى الشاهد الأخير على سبيل المثال أنه من هذه الحروف وأشباهها (وهذا معنى قوله تعالى: "كذلك) يوحى إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم". وقس على ذلك السُّوَرَ الباقيةَ، وإن لم يأت التعبير فيها دائما على هذا النحو المباشر، بل تنوَّع من سورة لأخرى. أما السورتان أو الثلاث التى لا يوجد فى أولها مثل هذه الإشارة ففى الكلام فيها حذف كالحذف الذى يقابلنا فى كثير من آيات القرآن الكريم جريًا على سنة العرب وغير العرب فى لغاتهم.
وللمسلمين آراء أخرى فى تفسير هذه الحروف: منها أنها أسماء للسور التى تبتدئ بها. ومن هذا أننا، عندما كنا صغارا نحفظ القرآن فى الكتّاب،كنا نقول مثلا: لقد وصل فلان فى حفظه للقرآن إلى "الحواميم". وبعض العلماء يقولون إنها اختصار لأسماء الله، وبعضهم يقول: بل هى اختصار لصفاته تعالى، فإذا أخذنا "ألم" مثلا فإن "الألف" تشير إلى "آلاء الله"، و"اللام" إلى "لطفه"، و"الميم" إلى "مجده وملكه"... وهكذا. ومع أن الاتجاه الحديث فى التفسير بوجه عام لا يأخذ بهذا الرأى فإنه، رغم كل شىء، أَوْجَهُ كثيرا جدا من التفسير البهلوانى الذى يدّعى كاتب سفر "دانيال" فى العهد القديم أن دانيال قد فسّر به رؤيا المَلِك البابلى حين رأى فى منامه كتابة مرسومة ليس لها معنى هذا نصّها: "مَنَا مَنَا تَقِلْ وفَرْسِين"، إذ قال له: "مَنَا: أى أحصى الله مُلْكك وأنهاه. تَقِل: أى وُزِنْتَ فى الميزان فوُجِدْتَ ناقصا. فَرْس: أى قُسِّمَت مملكتك ودُفِعْتَ إلى ماداى وفارس". ترى أيمكن أن يدخل فى رُوع أحد أن يهوديًّا منفيًّا فى مملكة ذلك العاهل يمكن أن يجبهه بهذا الكلام الفظيع؟ وأدهى منه وأطمّ أن يدَّعى مؤلف السفر أن المَلِك، من إعجابه بهذا التفسير، قد ألبسه الأرجوان وطوَّق عنقه بالذهب! إن هذا لهو المستحيل بعينه، إذ لو صحت هذه الرواية، ولا أحسبها صحيحة أبدا، لما كان رد فعل الملك شيئا آخر غير تطيير رقبة ذلك اليهودى بالسيف فى التو واللحظة! لكن مؤلف السِّفْر يعرف أن قُرّاءه داقّون عصافير ومختومون على قفاهم، ولهذا يتوسع مؤلفو الكتاب المقدس فى هذه "المطاوى" غير المقدسة! على أن المسرحية لمّا تكتمل فصولا، إذ تمضى القصة فتقول إن المَلِك البابلى قد قُتِل فى تلك الليلة ذاتها وانتقل مُلْكه فعلا إلى الملك داريوس المادى (دانيال/ الإصحاح الخامس كله).
بَيْدَ أنه فى العقود الأخيرة قد اكتُشِف، عن طريق الحاسوب، مغزى إضافى لورود هذه الحروف فى أوائل السور، إذ وُجِد أن الحرف الذى يتصدر آيات السورة هو أكثر الحروف دورانا فيها، أما إذا كان هناك حرفان أو أكثر فإن تردد أولها يكون أكثر من تردد الثانى، وهذا أكثر من تردد الثالث...وهكذا. ولا تزال الأيام حبلى بالكثير من مثل هذه الاكتشافات الخاصة بالحروف والأرقام.
ثم إن الذى يقرأ كلام هذا الأعجمى المتطاول يظن أن كتابهم المقدس قد خلا من الألفاظ التى حيرت مفسريه رغم أن أسلوبهم فى التفسير يفتقر إلى الانضباط والمنهجية ويتسع لكل شىء ولأى شىء. ولن أذكر للببغاء إلا مثالا واحدا هو كلمة "سلاه"، التى وردت فى "المزامير" 63 مرة، وثلاثا فى "حبقّوق"، والتى اختلف مفسروهم فى شرحها اختلافا شديدا وما زالوا رغم أنهم، كما قلت، لا يتقيدون بمنهج فى تفسيرهم! ثم فلنفترض بعد ذلك كله أن هذه الحروف المقطعة ليس لها معنى، فأى ضير يا ترى سوف يترتب على وجودها فى أوائل السور؟ بل أية فائدة يا ترى سيحرمنا منها وجودها فى ذلك المكان؟ لقد كان القدماء يَصِفون من يثير مثل هذه المماحكات بأنه "لُكَع"! وأخيرا فحتى لو قلنا إنه قد جىء بها لمجرد التنبيه ولفت الآذان والأذهان من خلال الإدهاش بشىء جديد طازج، أفيكون هذا شيئا قليلا؟
وينفى الكاتب أن يكون جمال الأسلوب وسموه غاية لله فى أى وحى ينزله على أحد من رسله، قائلا إنه سبحانه ليس معلما للغة العربية ولا يعنيه أن ينشر هذه اللغة فى العالم، بل الذى يهمه أن يوصل المضمون الذى يريد توصيله للبشر كى يشعروا بالسكينة والبهجة. والحق أن هذا خبط على غير هدى وخلط للمفاهيم، إذ من قال إن الله سبحانه حين ينزِّل وحيا بأسلوبٍ رائعٍ على نبى من أنبيائه إنما يحوّل نفسه بهذه الطريقة إلى مدرس لتلك اللغة؟ إن هذا لتفكير مضحك عجيب! وهل نفهم من هذا أنه سبحانه عليه أن ينزِّل وحيه بأى أسلوب، والسلام؟ وما المانع من أن يكون مضمون الوحى فخمًا ساميًا، وأسلوبه فخمًا ساميًا كذلك فيجمع بذلك بين السُّمُوّيْن حتى يليق بجلال الله وجماله وكماله؟ أم ترى الكاتب العبقرى يرى فى هذا ما يقدح فى ألوهيته سبحانه؟ وهل القرآن قد تحول بسبب من إبداعه الأسلوبى إلى كتاب فى قواعد النحو والصرف، أو إلى معجم لغوى مثلا؟
ثم إن الكاتب يسم اللغة العربية بأنها لغة مندثرة، فبأية أمارة كان ذلك يا ترى؟ وأية لغة إذن تلك التى نتكلم بها ونكتب الآن؟ يقينا ليست هى اللغة الصينية أو البنغالية مثلا، أم لكاتبنا الهمام رأى آخر؟ أما إن قيل إن العربية اليوم ليست هى العربية التى كانت فى الجاهلية، فإننا لا نشاحّ فى هذا، بل نتفهمه ونتقبله ولا نجد فيه أية غرابة أو معابة، لسببٍ جِدّ بسيط، وهو أن هذه سُنّة لغوية عامة لا تفلت منها لغة من اللغات قَدُمَتْ تلك اللغة أم حَدُثّتْ. ومع هذا فإن أسلوب القرآن مازال غَضًّا إلى حدٍّ كبيرٍ بالنسبة لأسلوب الشعر الجاهلى مثلا أو حتى الإسلامى والأموى، بل والعباسى أيضا، سواء من حيث المفردات أو العبارات أو التراكيب، مع التسليم بأن هناك تراكيبَ قرآنيةً لم تعد تستخدم الآن إلا على سبيل الندرة، إلا أن ورودها فى القرآن الذى يقدسه المسلمون ويحبونه مهما بلغ بفريق منهم الجهل والأمية قد عصمها من الاندثار وجعلها مفهومةً ولو فهمًا مقاربًا رغم كل شىء! ودعنا من اللغات الأخرى التى تتسع فيها مسافة الخُلْف بين أساليب عصورها المختلفة، كالإنجليزية مثلا حيث تختلف لغة تشوسر عن لغة العصر الحالى اختلافا رهيبا فكأنهما لغتان منفصلتان. ليس ذلك فحسب، بل إن بَرَكة القرآن قد حفظت لغة يَعْرُب كل هاتيك القرون وستحفظها إلى ما شاء الله، بخلاف اللغات الأخرى بما فيها اللغات السامية أخوات لغة القرآن، فقد اختفت تلك اللغات وأصبحت من حكايا التاريخ الغابر، باستثناء اللغة العبرية التى بعثها أهلوها فى العقود الأخيرة بعد قيام دولة الصهاينة. ومع ذلك فالعبرية المبعوثة هى شىء مختلف إلى مدى بعيد عن العبرية القديمة، وهذه العبرية الجديدة مصيرها إن شاء الله إلى اختفاء مع زوال الدولة الصهيونية. أما متى؟ فقل: عسى ألا يكون بعيدا!
وإذا كانت هناك مشكلة فى فهم القرآن فهى ناتجة من أن للقرآن أدواتِه ومداخلَه التى يتعين على من يريد فهمه الفهم الدقيق والعميق أن يتوسل بها، ويأتى على رأسها ما يسمى فى "علوم القرآن" بــ"أسباب النزول"، وهى الظروف التى واكبت نزول هذا النص أو ذاك من نصوص القرآن، إذ القرآن يقوم على الإيجاز وتجنب التفاصيل والتفريعات، ويكتفى عادة بالخطوط العامة مهملاً الأسماء والتواريخ وتحديد الأماكن...إلخ، على عكس الحال مع مؤلفى العهد القديم والعهد الجديد الذين جعلوا وُكْدهم التأريخ لبنى إسرائيل وأنبيائهم، فجاء ذانك الكتابان أقرب للسيرة النبوية منهما للقرآن فى الغاية وطريقة التأليف، بل إن السيرة النبوية فى التفاصيل والتفصيصات فى غير قليل من المواضع لتبدو بالنسبة لهما وكأنها النسمة البليلة بالنسبة لحر الصيف المرهق بل المزهق. وعلى أية حال فمعروف أن من يريد دراسة نص ما وتذوقه عليه أن يلم بعدة أشياء كى يصل إلى مبتغاه من هذا الفهم والتذوق على أحسن ما يرام، أما من يريد أن يفهم أى فهم والسلام، ولو كان فهما مغلوطا أو ضبابيا، فهذا شأن آخر، ولن نتكلم فى هذه الحالة عن التذوق والاستمتاع. إن الفهم والتذوق الصحيح يقتضيان أن يكون القارئ على معرفة كافية بقواعد اللغة والبلاغة، ومقدرة على استعمال المعجم، وإلمام معقول بالخلفية التاريخية والجغرافية والاجتماعية والنفسية التى تقف خلف النص، وأن يكون صاحب ممارسة ودربة فى ميدان القراءة واستطعام الأساليب الأدبية، وإلا فلن يتحقق له الفهم والتذوق المطلوبان.
أما قوله إن فى القرآن مئات الألفاظ التى حيرت الصحابة واستعصت على أفهامهم فهو كلام سخيف وتافه وكذاب مثل صاحبه لا يؤبه له ولا يوقف عنده! إن كل ما ضربه من أمثلة على دعواه هذه لا يعدو مثالين، ولا أظن أن الصحابى المذكور فى كل حالة لم يكن يفهم دلالة اللفظ بالمعنى الذى يريد الكاتب أن يخيّله لنا، بل كل ما هنالك أنه لم يكن يحدد المعنى على وجه الدقة كما يحدث لكثير منا مع بعض النصوص، إذ تبقى هناك ألفاظ لا يتضح معناها تمام الاتضاح، ولا يمنع هذا من فهم النص رغم ذلك، إذ من قال إن كل قارئ يفهم كل نص يطالعه فهما دقيقًا عميقًا بحيث لا يكون هناك أى لفظ إلا وكان معناه مَجْلُوًّا تمام الجلاء؟ ثم إنه إذا لم يفهم قارئٌ ما كلمةً أو عبارةً أو تركيبًا فليس معنى هذا أن هذا اللفظ أو ذلك التركيب أو تلك العبارة غير قابلة للفهم بالنسبة لكل القراء كما يزعم الكاتب، وإلا فالسؤال هو: فمن إذن يا ترى شَرَحَ الكلمتين المذكورتين للصحابيين الجليلين؟ إنهم أشخاص عرب آخرون، لا أشخاص أَتَوْا من الفضاء الخارجى. ومن الواضح أن اللفظين اللذين ذكرهما الكاتب هما من الألفاظ الخاصة بقبيلة أخرى غير التى جاء منها الصحابى موضع التعليق، فمن الطبيعى ألا تكون اللفظة واضحة المعنى لمن لا ينتمى إلى تلك القبيلة. ذلك أن القرآن لم يقتصر فى بعض الحالات على لهجة قبيلة واحدة. وهذا كله إن كانت مثل هذه الروايات فعلا صحيحة. وها هو ذا ابن عباس يفسر كلمة "الأبّ" ببيت من الشعر وردت فيه يدل على أنها نبات من النباتات. وقد جاء هذا الكلام فى "الإتقان" للسيوطى، لكنك، أيها المبشر الرقيع، لم تورده لأنه يكذّبك فى أصل وجهك. وهذا هو نص السؤال الذى طرحه نافع بن الأزرق على ابن عباس وجواب ترجمان القرآن عليه كما نقله السيوطى عن "مسائل نافع بن الأزرق": "أَخْبِرْني عن قوله تعالى: وأَبًّا. قال: الأبّ: ما يعتلف منه الدواب. أمَا سمعتَ قول الشاعر:
ترى به الأبَّ واليقطين مختلطًا على الشـ*ـــــــريعة يجري تحتها الغرب؟"
أما زعم ذلك المجنون أن النبى لم يستطع هو أيضا أن يفهم معنى هذه الألفاظ فلا أدرى ماذا أقول بشأنه. ألم يحاول الكاتب الأحمق أن يسأل نفسه: فكيف يا ترى تسللت هذه الألفاظ التى لم يكن النبى يفهمها إلى القرآن، الذى يزعم المؤلف أنه مخترعه؟ إنه ما من كلمة فى القرآن إلا وهى تعنى شيئا فى سياقها وتشعّ بالإيحاءات وتنفح بأنفاس الجمال والجلال، لا تتخلف كلمة واحدة عن ذلك، وهو ما يدل على أن كل لفظة من ألفاظه كانت مقصودة معروفة المعنى مشحونة بالإيحاءات والإيماءات منذ البداية. أما ادعاء المؤلف أن الصحابة قد سألوا النبى عن عدد من الألفاظ فعجز عن شرحها لهم فهو ادعاء من شأنه أن يسوق صاحبه إلى مستشفى الأمراض العقلية، إذ ما الذى يحمل النبىَّ على أن يضمن قرآنه مثل هذه الألفاظ؟ ألا يعرف أنه سوف يُسْأَل عن معانيها، وأنه سوف يُعَرِّض نفسه لحَرَجٍ بالغٍ، بل قد تواجَه رسالته كلها عندئذ بالتكذيب إنْ هو لم يعرف كيف يشرحها لهم؟ وهذا لو قبلنا أصلا أن يُقْدِم الرسول عليه السلام على استعمال ألفاظ ليس لها دلالة فى ذهنه، بما يعنى أنه كان يستعمل ألفاظا لا وجود لها فى اللغة، إذ أَنَّى لإنسان بألفاظ لا يعرف لها معنى فيستخدمها فى كلامه؟ فإن قيل إنه كان يحفظها ويرددها دون فهم قلنا إن الشخص فى هذه الحالة يكون عنده فهمه الخاص (والخاطئ بطبيعة الحال) لهذه الكلمات، أما أن يقال إنه لم يكن يعرف لها معنى البتة فهذا لا يجوز عند أصحاب العقول، اللهم إلا إذا كان رجلا هازلا، وكانت الظروف التى يتحدث فيها ظروفا تبعث على الهزل أو على الأقل تتحمله! وأين هذا من ظروف الرسول عليه الصلاة والسلام أو من شخصيته أو شخصية أصحابه؟ وبطبيعة الحال فأنا لا أقول عن الرسول إنه هو مؤلف القرآن لأنى، والحمد لله، أعقل من هذا، بل لقد أنفقت عمرى فى البرهنة العقلية على أنه رسول من عند رب العالمين وأن القرآن الذى أتى به هو كتاب الله سبحانه، لكن طبيعة المجادلة هى التى تجعلنى أتسامح غاية التسامح مع أمثال ذلك المبشر الأحمق حتى أُبْطِل له كلّ شبهة ولا أترك له ولا ثَقْب إبرة ينفذ منه.
كذلك يقول الكاتب إن فى القرآن كثيرا جدا من الألفاظ التى لا وجود لها فى أية لغة من اللغات. وهذا كلام عجيب لا معنى فى الواقع له إلا أن المبشرين الذين يحاربون القرآن قد فقدوا عقولهم. طيب يا ابن الحلال (وابن الحلال هذه هى على سبيل التهكم لا الحقيقة! أقولها، ورزقى على الله، حتى يفهم المسكين قصدى ولا يظن أنى أمدحه، فمن الواضح أن آلة الفهم لديه معطلة أو معطوبة أو من نوع مضروب غير يابانى) أقول: طيب يا ابن الـحلال، إذا كان الصحابة قد عجزوا عن فهم هذه المئات من الألفاظ القرآنية، ومن قبلهم الرسول نفسه، فمعنى ذلك أن النص القرآنى هو نص مغلق (مغلق لا بالمعنى الحداثى المأفون الذى يريد من ورائه الحداثيون أن يفصلوا أى نص عن سياقه حتى يعيثوا فيه فسادا بالتفسيرات الشيطانية بشبهة أن مؤلفه قد مات، وخلّف بنات، وأصبحوا هم الورثة له يفعلون به ما يشاؤون وما تشاء لهم شياطينهم، مع أن الله سبحانه قال إن الذين يستحقون إرث الأرض (وقِسْ عليها كل إرثٍ صالحٍ آخَر) إنما هم "عبادى الصالحون"، بل بمعنى أن النص القرآنى الكريم غير قابل للفهم)، إذ ليس هناك، كما ترى، باب أو حتى ثغرة فى جدار يمكن أن ينفذ منها القارئ إلى فهمه، وإلا فما الذى يبقى من النص القرآنى حين يدعى هذا الرجل العجيب أنه يحتوى على مئات من الألفاظ التى لا يستطيع أحد فهمها ولا حتى الرسول نفسه الذى أتى به، سواء قلنا إنه أتى به من عند الله أو من عند نفسه؟ طيب (وإن شاء الله يَطِيب ويَنْهَرِى لقاء ما شغلنى عن عمل شىء مهم بدلا من توضيح غبائه وهَطَله والتواء عقله ونيته)، طيب إذا كان الأمر كما تقول يا ذكى (و"ذكى" هنا مستعمَلة على سبيل السخرية، فلا يَغُرَّنّك ظاهر القول!)، فكيف تم تفسير هذه الألفاظ فيما بعد وفَهِمَ الناس القرآن إذن وفسَّروه ودرسوه وترجموه: مسلمين وغير مسلمين؟ أم تراك تقول إنهم، حين فسروا هذه الألفاظ، قد أَعْطَوْها تفسيراتٍ كُلّشِنْكانيّةً؟ وهذه الكلمة الأخيرة لن تفهمها بطبيعة الحال ما دمت لا تفهم السهل المباشر!
يا أخى القارئ الكريم، هأنتذا ترى كيف يحارب المبشرون قرآن الله المجيد ويرسلون إلينا الرسائل يحرضوننا على ترك الإسلام والكفر بسيد الرسل والأنبياء قائلين إننا ينبغى أن نعود ثانية إلى ديانة أجدادنا المصريين الذين أُكْرِهوا على الإسلام إكراها بالقتل والتعذيب والاضطهاد واغتصاب النساء! يعنى: يأمروننا بالكفر بعد إذ نحن مسلمون، مرددين هذه المرة كذبة أخرى بدلا من الكذبة القديمة التى كانت تقول إن المسلمين ليسوا مصريين بل عرب محتلون، ولما انكشف سخف هذه الفِرْية (التى كان سخفها مكشوفا من البداية، لكن فهمهم البطىء مثل حاسوبى الذى أكتب عليه الآن قد استغرق وقتا طويلا ومملا حتى فهمها كما فهمها الآخرون للوهلة الأولى)، لما انكشف سخف هذه الفرية غيَّروا الأسطوانة كما نسمع وتسمعون، وشرعوا يتهمون العرب بأنهم أكرهوا أجدادنا على اعتناق الإسلام واغتصبوا نساءهم! يا سيدى، نحن راضون، وعلى رأى المثل: أنا راض، وأبوها راض، فما دخلك أنت يا قاض؟ ولا أظن أننا سنترك توحيد محمد النقى إلى غيره، فلينصرف كل منا إلى ما يعتنقه، ولا داعى للشتم ليل نهار فى رسولنا الكريم والدين القيّم الذى أتى به والقرآن المجيد الذى نزل عليه، هذا الشتم الذى يدفعنا إلى الرد مضيعين وقتنا بدلا من إنفاقه فى شىء مهم، ولولا هو ما اهتممنا بالحديث فى هذه الموضوعات، فكل إنسان حر فى معتقده وعبادته، لكن هناك للأسف أقواما لا يحبون أن يشيع السلام بين طوائف العباد.
ويشير المؤلف إلى أن فى "الإتقان" لجلال الدين السيوطى فصلاً كاملاً يزيد على مائة صفحة بعنوان: "فيما وقع فيه بغير لغة العرب" خصَّصه كله لـلكلمات القرآنية التى تحتاج إلى شرح، كما يؤكد قائلا إن مفردات اللغة العربية الفصحى وبعض تعبيراتها لم تعد تستعمل الآن بَتَّةً حتى من قِبَل العرب أنفسهم، فضلا عن أن العربية ذاتها هى من التنوع والتشعب حتى لقد قال الشافعى عنها إنها لا يحيط بها إلا نبى. ومن ثم فهو يتساءل: ما الفائدة يا ترى التى يمكن أن يجنيها العالم من كتاب الله إذا كان هذا الكتاب مصوغا بلغة صعبة حتى على العرب أنفسهم بما فيهم صحابة النبى، وبخاصة أن العلماء المسلمين يصرون على أنه لا يجوز ترجمة القرآن، بل لا يمكن معرفة وجه إعجازه عن طريق الترجمة، ولا بد من قراءته بالعربية، وكأن الله عربى، ولا يريد أحدا من غير العرب أن يقرأ القرآن؟
ويقول الكاتب المسكين (لكن ليس من المساكين الذين هم أحباب الله، فأولئك هم الأطفال البرءاء، أما هو وأمثاله فليسوا من البراءة ولا البراءة منهم فى شىء) يقول إن السيوطى قد خصص نحو مائة صفحة لشرح الكلمات الصعبة فى القرآن بما يعنى أن القرآن صعب الفهم لأنه مكتوب بلغة صعبة. وهذا الكلام من كاتبنا المسكين (المسكين بالمعنى الذى تعرفون، فلا داعى للتوضيح مرة أخرى) ينسف كل ما قاله عن وجود مئات الألفاظ فى القرآن غير قابلة للفهم، فهذا هو السيوطى رضى الله عنه، ولا رضى عن كل كذاب مداور يحاد الله ورسوله ويدعو إلى الكفر، قد استطاع شرح الكلمات التى كان هذا الكذاب يزعم قبل قليل أنها لا يمكن فهمها أبدا ولا بالطبل البلدى (أو بالأوركسترا السيمفونى، وذلك حسب موقعك من خريطة التذوق الموسيقى: فإن كنت مثل حالاتى وحالات يوسف السباعى ومن لفّ لفّنا فتوكل على الله واختر الطبل البلدى (البلدى يُؤْكَل!)، وأما إن كنت على شاكلة حسين فوزى وفؤاد زكريا وأمثالهما فسبيلك السيمفونيات). وهذه واحدة، أما الثانية فلو أن القارئ الكريم كلف نفسه ورجع إلى السيوطى وطالع تلك الكلمات فلسوف يتبين له فى الحال أن الأغلبية الساحقة منها لا تحتاج إلى أى شرح، وأن كثيرا من المتبقى بعد هذا إنما يشرحه السيوطى بمعناه المجازى الذى يظن أنه يحتاج إلى توضيح، مع أن الأمر ليس بمثل هذه الحاجة. وإليكم البيان بأول ثلاثين لفظا من الألفاظ التى أوردها السيوطى فى قائمته المذكورة وشَرَحَها:
"يَعْهَمُون: يتمادَوْن. مطهَّرة: من القذر والأذى. الخاشعين: المصدِّقين بما أنزل الله. وفي ذلكم بلاء: نعمة. فُومها: الحنطة. إلا أمانيّ: أحاديث. قلوبنا غُلْف: في غطاء. ننسخ: نبدّل. نُنْسِها: نتركها فلا نبدّلها.مثابة: يثوبون إليه ثم يرجعون. حنيفًا: حاجًّا. شطره: نحوه. فلا جناح: فلا حرج. خطوات الشيطان: عمله. أُهِلّ به لغير الله: ذُبِح للطواغيت. ابن السبيل: الضيف الذي ينزل بالمسلمين. إنْ تَرَك خيرا: مالاً. جَنَفًا: إثمًا.حدود الله: طاعة الله. لا تكون فتنة: شِرْك. فَرَضَ: حرَّم. قُلِ العفو: ما لا يتبين في أموالكم. لأَعْنَتَكم: لأَحْرَجَكم وضيَّق عليكم. ما لم تمسّوهن أو تفرضوا: المس: الجماع. والفريضة: الصَّدَاق. سكينة: رحمة. يئوده: يثقل عليه. صَفْوان: حجر. صَلْد: ليس عليه شيء. متوفّيك: مميتك". هذا، وأحب أن أضبف شيئا، ألا وهو أننا لو قرأنا هذه الكلمات فى سياقها من الآيات الكريمة ما احتجنا فى فهمها إلى أى شرح تقريبا، وهذا هو الفهم الذى يحتاجه كل إنسان، أما لو كان قصدنا التعمق فى التفسير والتحليق فى آفاق النص العليا التى لا تهم إلا المتخصصين ومن يلوذون بهم فهذا شىء آخر. وللعلم فإن المعجم القرآنى ليس كبيرا كما قد يظن بعض الناس، فمعنى وجود مئات الألفاظ فيه غير قابلة للفهم أنه لا فائدة فى القرآن الكريم ولا أمل من ورائه فى الهداية أو التعليم، فكيف يا ترى تطوّر المسلمون كل هذا التطور وكانت لهم حضارتهم وثقافتهم وعقيدتهم وتشريعاتهم التى تختلف اختلافا كبيرا عما فى أيدى الآخرين حتى من الذين يقولون إنهم يؤمنون بعيسى وموسى عليهما السلام؟ وكيف يا ترى نفسر وجود هذه الطوائف المتتالية على مدى القرون من المفسرين ومعربى القرآن ومستخلصى العقائد الإيمانية والقواعد الفقهية والنظم الأخلاقية والمبادئ الاجتماعية والسياسية والاقتصادية منه؟ أكل هؤلاء مجانين أو على الأقل مضللون، وأنت وحدك الذى تفهم الفُولة وقشرتها؟ ما أصدق فمك الطاهر الشريف يا رسول الله، صلى الله عليك وسلم، حين قلت: "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت!".
وإضافة إلى هذا فإن تخطئة الكاتب الكذاب للقرآن الكريم تدل على أنه، وهو الأعجمى، يفهم القرآن، على الأقل فى نظر نفسه (إلهى يَنْطَسّ فى نظره! قولوا: آمين!)، فما بالنا بالعرب، بل بالصحابة، بل بالرسول، الذى جُنَّ الرجل الباذنجان هذا وزعم أنه عليه السلام لم يكن يفهم القرآن؟ طيب لماذا؟ ألا يدل هذا يا كذاب يا قرارىّ أن القرآن قد جاءه من خارج نفسه ولم يؤلفه هو؟ أليس هذا هو مقتضى هذه الكذبة البلقاء التى كَذَبْتَها وانقلبتْ عليك شأن كل من يقف فى طريق القرآن كما انقلبتْ منذ غير بعيد على ملفقى "الفرقان الحق" حسبما بينتُ من خلال الكتاب الذى رددتُ فيه عليهم وفضحتهم وهتكت ستره وسترهم، هذا الكتاب الذى سرقه "أبو عبد الرحمن" منى حرفيا (شُفِ الوقار الذى فى اسم "أبو عبد الرحمن"، وليس شىء منه فى اسم العبد لله، مع أن هذا السارق لا يزال فى طور الشباب، وليس رجلا كبيرا مثلى! لكن ماذا نقول فى عُدّة الشغل ومستلزماته؟)، وبعد أن سرقه منى غنيمةً باردةً زعم فضيلته أنه قد واصل الأيام والليالى فى تأليفه خدمةً لكتاب الله ودفاعًا عن دينه (يا ليتها ما زَنَتْ ولا تصدَّقَتْ!)، ولم ينس توجيه الشكر لــ"أم عبد الرحمن" على ما بذلته معه من جهد وما شجعته به أثناء... أثناء ماذا؟ أثناء سطوه طبعا على كلامى وفكرى. الواقع أنها حاجة تكسف وتبعث على الاشمئزاز! لكن ما علينا من هذا الآن، وتَعَاَلْوا إلى ما كنا بصدده! ألا إن موعدنا الصبح، وليس الصبح ببعيد!
وجوابا على سؤال المبشِّر الذى يقول فيه: "ما الفائدة يا ترى التى يمكن أن يجنيها العالم من كتاب الله إذا كان هذا الكتاب مصوغا بلغة صعبة حتى على العرب أنفسهم بما فيهم صحابة النبى، وبخاصة أن العلماء المسلمين يصرون على أنه لا يجوز ترجمة القرآن، بل لا يمكن معرفة وجه إعجازه عن طريق الترجمة، ولا بد من قراءته بالعربية، وكأن الله عربى، ولا يريد أحدا من غير العرب أن يقرأ القرآن؟"، جوابا على هذا نقول إنه إذا كان هناك من علماء المسلمين من لا يجوِّز الترجمة فهناك فى الوقت نفسه من لا يجد بأسا، بل يرى الفائدة كل الفائدة، فى الترجمة، على أن يُفْهَم من الترجمة أنها ليست قرآنا بل مجرد محاولة لنقل معانيه إلى اللغات الأخرى. وهو موقف مستنير جدا، سواء فى تجويزه الترجمة أو نظرته إلى عملية الترجمة ذاتها على أنها ليست هى الأصل نفسه، بل مجرد محاولة لنقل المعانى التى يحتوى عليها هذا النص من لغة إلى أخرى لا غير. وبالمناسبة فهذا الكلام ليس خاصا بالقرآن وحده، يل يصدق على ترجمة أى نص، وبالذات النصوص الأدبية، وإن ظل للقرآن مع ذلك وضعه الخاص من حيث إعجازه وكثافة عبارته وأسلوبه الفذ الفريد وطبيعة كثير من موضوعاته التى تتجاوز نطاق الخبرة البشرية مما يتعلق بعالم الغيب وما أشبه. وعلى كل حال فالله سبحانه وتعالى لم يَنْهَ عن ترجمة كتابه، بل هو مجرد رأى لبعض العلماء يأخذ به من يأخذ، ويَدَعُه من يَدَع. وعلى كل حال مرة ثانية فهذا هى ذى الترجمات القرآنية بجميع لغات العالم تقريبا تملأ المكتبات، فلا داعى لكل هذه الضجة التى يزعج بها الكاتب آذاننا جهلاً منه وتساخفًا.
ومما انتقده المؤلف على القرآن أنه استخدم بعض الكلمات فى عكس معناها جريا على سنة العرب فيما يعرف فى لغتهم بــ"ألفاظ الأضداد"، إذ نراه يستخدم مثلا كلمة "بعد" بمعنى "قبل"، مربكا القارئ بهذه الطريقة الغريبة فى استعمال الكلمات فى عكس ما عُرِف لها من معنى. وهو هنا يستشهد بالسيوطى، الذى ينقل عن ابن خالويه أن "بعد" قد استعملت فى القرآن بمعنى "قبل" فى موضعين أحدهما قوله تعالى: "ولقد كتبنا فى الزَّبور من بعد الذِّكْر أن الأرض يرثها عِبَادِىَ الصالحون""، مع أن تفسير الآية لا يحوج إلى كل هذا التكلف الذى لجأ إليه ابن خالويه ظنا منه، فيما أتصور، أن "الذِّكْر" هنا هو القرآن الكريم، وما دام الزبور قد جاء قبل القرآن فــ"بعد" إذن فى الآية تعنى: "قبل". لكن الحقيقة تقتضى أن نقول إن الآية لا تحوج كما قلنا إلى هذا التفسير المعكوس، إذ المعنى فيها أن الله سبحانه وتعالى، بعد أن ذكَّر الناس فى الزبور بالإيمان به سبحانه وبوجوب التمسك بالهدى والصلاح، قد كتب فى الزَّبور نفسه أيضا أن الأرض يرثها عباده الصالحون. وقد رجعتُ بعد هذا إلى "تفسير التحرير والتنوير" للشيخ الطاهر بن عاشور فوجدته يقول نفس ما قلت، وإن كان قد أضاف أن هناك من يقول إن "الذكر" المراد هنا هو "التوراة"، وهى قد نزلت قبل الزبور، ومن ثم فلا تضاد ولا يحزنون. أى أن المسألة هى مجرد اجتهاد من السيوطى وابن خالويه، اجتهاد مشكور بلا ريب، وإن كنا لا نشاطرهما نتيجته. وهذا نص ما كتبه ابن عاشور: "ومعنى "مِنْ بَعْد الذِّكْر" أن ذلك الوعد ورد في الزَّبُور عقب تذكيرٍ ووعظٍ للأمة. فبعد أن أُلْقِيَتْ إليهم الأوامر وُعِدُوا بميراث الأرض. وقيل: المراد بــ"الذكر" كتاب الشريعة، وهو التوراة". كذلك فقوله تعالى فى الآية 30 من سورة "النازعات": "والأرضَ بعد ذلك دَحَاها" معناه: "فوق ذلك، فضلا عن ذلك، إلى جانب هذا"، وهو مثل قوله سبحانه "فبأى حديث بعد الله وآياته يؤمنون؟" (الجاثية/ 6)، "فإن الله هو مولاه (أى مولى رسول الله) وجبريل وصالح المؤمنين. والملائكة بعد ذلك ظهير" (التحريم/ 4)، "ولا تُطِعْ كلَّ حلاّفٍ مَهِين* همّازٍ مشّاءٍ بنَمِيم* منّاعٍ للخير معتدٍ أثيم* عُتُلِّ بعد ذلك زَنِيم" (القلم/ 10- 13). وإذن فلا مشكلة هنا أيضا تستدعى كل هذا التصايح المضحك!
ونأتى إلى كلمة "ييأس"، التى يظن الرجل أنها لا تعنى فى العربية إلا شيئا واحدا، مع أن تعدد معانى اللفظ الواحد هو ظاهرة معروفة فى كل اللغات، بل هو من البدائه والمسلَّمات. لنأخذ مثلا كلمة "ضَرَب" ولننظر إلى معانيها المختلفة فى الاستعمالات التالية: "ضرب فلان فلانا على وجهه، وضرب الطبّاخ البيض فى الخلاط، وضرب موسى لقومه طريقا فى البحر، وضرب الله عليهم الذلة والمسكنة، وضربنا حول الأعداء نطاقا أو حصارا، وضربهم الله بالطاعون، وضربهم الزلزال، وضربت الدولةُ العُمْلَةَ الجديدة، وضربتُ عن هذا الأمر صفحا، وضرب الثور البقرة، وضرب عليهم الجزية، وضرب لهم موعدا، وضربه مَقْلَبا، وضرب الأستاذ لنا مثلا، وضربت شادية خمسة فى ستة بثلاثين يوما، وضربت هدى سلطان لحبيبها الودع"، وبالمناسبة فأنا أكرّ هذا من ذاكرتى، وإلا ففى المعجم معانٍ أخرى لهذا الفعل. فهل إذا استخدم أحدنا الفعل "ضرب" فى أى معنى غير الضرب الذى نعرفه يكون قد أخطأ كما يريد منا المبشِّر الأحمق أن نعتقد؟ ضربك الله على قلبك يا بعيد! وعلى هذا فما وجه الغرابة فى أن يكون للفعل: "ييأس" أكثر من معنى؟ لقد كان من العرب من يستخدمه فى معنى "الكف عن الأمل"، وكان هناك من يستخدمه فى معنى "العِلْم"، فأين المشكلة إذن؟ وبالمناسبة فمؤلفو العهد القديم كثيرا ما يستعملون الفعل: "عرف" بمعنى "جامَعَ"، والمسافة بين الأمرين أبعد من المسافة بين "يئس" و"عَلِم" كما يرى القارئ. وهذه بعض الأمثلة على ما نقول: "وعرف آدم حواء امرأته فحبلت وولدت قايين" (تكوين/ 4/ 1)، "وعرف قايين امرأته فحبلت وولدت حنوك" (4/ 17)، "وعرف آدم امرأته أيضا فولدت ابنا ودَعَتِ اسمه شيثا" (4 /25)، "فنادَوْا لوطا وقالوا له :أين الرجلان اللذان دخلا إليك الليلة؟ أَخْرِجْهما إلينا لنعرفهما" (19/ 5)، "وكانت الفتاة حسنة المنظر جدا، وعذراء لم يعرفها رجل" (24/ 16)، "وفيما هم يطيِّبون قلوبهم إذا برجال المدينة، رجال بني بليعال، أحاطوا
بالبيت قارعين الباب وكلموا الرجل صاحب البيت الشيخ قائلين: أخرج الرجل
الذي دخل بيتك فنعرفه*...* فلم يُرِدِ الرجالُ أن يسمعوا له. فأمسك الرجل سُرِّيَّته وأخرجها إليهم خارجا فعرفوها وتعللوا بها الليل كله إلى الصباح. وعند طلوع الفجر
أطلقوها" (قضاة/ 19/ 22، 25)، "وشاخ الملك داود (يقصدون النبى داود، عليهم لعنات الله والملائكة والناس والجن أجمعين)، تقدم في الايام. وكانوا يدثِّرونه بالثياب فلم يدفأ* فقال له عبيده: ليفتشوا لسيدنا الملك على فتاة عذراء، فلْتقف أمام الملك، ولْتكن له حاضنة، ولْتضطجع في حضنك فيدفأ سيدنا الملك* ففتشوا على فتاة جميلة في جميع تخوم إسرائيل، فوجدوا أبيشج الشونمية فجاءوا بها إلى الملك* وكانت الفتاة جميلة جدا فكانت حاضنة الملك. وكانت تخدمه، ولكن الملك لم يعرفها" (الملوك الأول/ 1/ 1- 4). فما رأى سخيفنا الثقيل الظل، الوخيم النفس، الكليل الذهن، البليد العقل، الغليظ الإحساس؟
ونستطيع أن نَسُوق، على تعدد المعانى لِلَّفْظ الواحد، مثالا من كل من اللغة الإنجليزية والفرنسية حتى يخرس هذا الجاهل: فعندنا فى الإنجليزية مثلا كلمة "bull" التى تعنى، كما هو معروف، "ثورا"، لكنها تعنى أيضا "مرسوما بابويا" و"مُضاربا فى البورصة" و"قَلْب الهدف (الذى نصوّب عليه)"...إلخ، أما من الفرنسية فسنأخذ الفعل"manger"، الذى يدل، إلى جانب معناه المعروف، على المعانى المختلفة التالية: "manger toute sa fortune, manger beaucoup d argent dans cette affaire, manger la consigne, manger le chemin, manger de la vache enragee, manger du cure, manger de la prison, manger de baisers"، وترجمته على الترتيب: "بدد كل ثروته، خسر كثيرا من المال فى هذه القضية، نسى المهمة المكلف بها، ينهب الأرض نهبا، عانى شظف العيش، يعادى الأكليروس (بينى وبينكم له كل الحق، إن لم يكن من أجل شىء فمن أجل هذا المبشر السخيف!)، قضى وقتا طويلا فى السجن، غَطَّا(ه) بالقبلات".
والآن أحسب أن القارئ الذى كان خالى الذهن من هذه المعلومات (وهو القارئ الذى يضع هؤلاء المبشرون أعينهم عليه لأن من السهل على من كان خالى الذهن أن يسرع إلى الاقتناع بما يبدو للعين المتعجلة أنه صواب)، هذا القارئ أحسب أنه قد أصبح الآن مهيَّئًا لِكَشْف الدجل الذى كان المبشر الخبيث يريد أن يمارسه عليه وتَفَهُّم ما تقوله لنا المعاجم والأشعار من أنه لا شىء فى استعمال كلمة "يأْس" بمعنى "العِلْم"، ولا حتى بمعنى "السّلّ"، وهذا المعنى الأخير هو شىء جديد نضيفه بالمرة كى يتيقن القراء أن اللغة أوسع من أن يفتى فيها هذا الجاهل الذى لم يكتف بما أنعم الله به عليه من جهل، بل أضاف إليه الخبث والكيد الوضيع. ومن شواهد استعمال "اليأس" فى معنى "العلم" قول سُحَيْم بنُ وَثِيلٍ اليَرْبُوعِيُّ الرَّياحِيُّ:
أَقُولُ لَهُمْ بالشَّعْب إِذْ يَيْسِرُونَنِي: * * * أَلَمْ تَيْأَسُوا أَنِّي ابنُ فارِسِ زَهْدَمِ؟
أى "ألم تعلموا...؟"، وكذلك قول مالك بن عوف:
لقد يئس الأقوام أني أنا ابنه * * * وإن كنت عن أرض العشيرة نائيا
أما استعمالها فى معنى "السّلّ" فمنه قول أبى العَاصِيَةِ السُّلَمِىّ:
فَلَوْ أَنَّ داءَ اليَاسِ بِي فأَعَانَنِي * * * طَبِيبٌ بأَرْوَاجِ العَقِيقِ شَفانِيَا
وفى "أساس البلاغة" أن استعمال "اليأس" بمعنى العلم هو استعمال مجازى، وأن دلالة قولنا مثلا: "قد يَئِسْتُ أَنّكَ رَجُلُ صِدْقٍ" على معنى "العِلْم" سببه أَنَّ الطَّمَع يصاحبه القَلَقَ، ومع انْقِطَاع القلق يكون السُّكُون والطُّمَأْنِينَة كَمَا هو الحال مَعَ العِلْم، ولِذلك قِيلَ: اليَأْسُ إِحْدَى الرّاحَتَيْنِ.
أما بالنسبة لاعتراض متفيهقنا على مجىء كلمة "نجْم"، فى القرآن بمعنى "النبات الذى لا ساق به" فنسوق فى تفنيده وفضحه بعض ما جاء فى "لسان العرب" حول هذه الكلمة مع بعض التصرف: "نَجَمَ الشيءُ يَنْجُم نُجوماً: طَلَعَ وظهر. ونَجَمَ النباتُ والنابُ والقَرْنُ والكوكبُ وغيرُ ذلك: طلَعَ. قال الله تعالى: "والنَّجْمُ والشجرُ يَسْجُدان"ِ. وفي الحديث: "هذا إِبَّانُ نُجومِه"، أَي وقتُ ظهورِ النبيّ صلى الله عليه وسلم. يقال: نَجَم النبتُ يَنْجُم، إذا طلع. وكلُّ ما طلع وظهر فقد نَجَم. وقد خُصَّ بالنَّجْم منه ما لا يقوم على ساقٍ، كما خُصَّ القائمُ على الساق منه بالشجر. وفي حديث حُذَيفة: "سِراجٌ من النارِ يَظْهَرُ في أَكتافِهم حتى يَنْجُم في صُدورِهم". والنَّجْمُ من النباتِ: كلُّ ما نبتَ على وجه الأَرض ونَجَمَ على غيرِ ساقٍ وتسطَّح فلم يَنْهَض، والشجرُ كلُّ ما له ساقٌ. ومعنى سُجودِهما دَوَرانُ الظلِّ معهما. قال أَبو إِسحق: جائز أَن يكون النَّجْمُ ههنا ما نبت على وجه الأَرض وما طلع من نُجومِ السماء. والنُّجومُ: ما نَجَمَ من العروق أَيامَ الربيع، ترى رؤوسها أَمثالَ المَسالِّ تَشُقُّ الأَرضَ شقًّا. ابن الأَعرابي: النَّجْمةُ: شجرةٌ، والنَّجْمةُ: الكَلِمةُ، والنَّجْمةُ: نَبْتةٌ صغيرة، وجمعها "نَجْمٌ"، فما كان له ساقٌ فهو شجر، وما لم يكن له ساقٌ فهو نَجْمٌ. وللحرث بن ظالم المُرّيّ يهجو النعمان:
أَخُصْيَيْ حِمارٍ ظَلَّ يَكْدِمُ نَجْمةً؟ * * * أَتُؤْكَلُ جاراتي، وجارُك سالمْ؟
والنَّجْمُ هنا: نَبْتٌ بعينه، واحدُه: "نَجْمةٌ"، وهو الثَّيِّلُ. وقال أَبو نصر: الثَّيِّلُ الذي ينبت على شُطُوطِ الأَنهارِ، وجمعه: "نَجْمٌ"؛ ومثلُ البيت في كون "النَّجْم" فيه هو الثَّيِّل قولُ زهير:
مُكَلَّلٌ بأُصولِ النَّجْمِ تَنسجُه * * * ريحُ خَرِيقٌ، لِضاحي مائة حُبُكُ
وجاء في التفسير أَيضاً أَن النجم: نُزول القرآن نَجْمًا بعد نَجْمٍ، وكان تَنزل منه الآيةُ والآيتان. وقال أَهل اللغة: "النجمُ" بمعنى النُّجوم، و"النُّجوم" تَجْمع الكواكب كلها".
والملاحظ أن كلمة "النجم" فى سورة "الرحمن" قد أتت بعد ذكر "الشمس والقمر" من ناحية، وقبل "الشجر" من الناحية الأخرى. وعلى هذا فلكل فريق من الفريقين وجهة نظره: فمن فسَّرها بالجِرْم السماوى فقد ألحقها بالشمس والقمر قُبَيْلَها، ومن فسَّرها بالنبات فقد ألحقها بالشجر عَقِبها. ومن ثم فلا داعى لتخطئة أى من التفسيرين اللذين أرى أن الأحجى هو الأخذ بهما معا، بمعنى أن النجم الذى فى السماء وكذلك النجم الذى فى الأرض كليهما يسجدان لله تعالى مع الشجر. وأظن بعد هذا أن الأمر قد اتضح اتضاحا تاما بما يسد المسالك على هذا المبشر الجهول الذى يريد من القرآن الكريم أن ينزل من عليائه على مقتضى جهله وعِيّه وفساد ذوقه اللغوى والبلاغى!
والآن إلى كلمة "لا" فى قوله تعالى: "فلا أُقْسِم بمواقع النجوم" وأشباهها، التى يرى الكاتب أن النص القرآنى فيها مربك، إذ يستخدمها وهو يريد الإثبات مع أنها للنفى. والعلماء يقولون إن "لا" هنا وفى قوله عز ّشأنه عن المشركين: "وما يُشْعِركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون؟"، وقوله تعالى لإبليس حين رفض السجود لآدم: "ما مَنَعك ألاّ تسجد إذ أَمَرْتُك؟"، وقوله عز من قائل على لسان موسى يعاتب هارون على أنه لم يتبعه حين عبد بنو إسرائيل العجل أثناء غيابه للقاء ربه: "مَا مَنَعَكَ إذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا ألاّ تَتَّبِعَنِي؟"، وقوله سبحانه: "وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ"، وقوله جلَّتْ قدرته: "يا أيها الذين آمنوا، اتَّقُوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كِفْلَيْن من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به. والله غفور رحيم* لئلاّ يعلم أهل الكتاب ألاّ يقدرون على شىء من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء. والله ذو الفضل العظيم"، هى للتوكيد لا للنفى، ومن ثم فلا مشكلة. وقد تحقق التوكيد من أن المعنى المضمر فى قوله تعالى مثلا: "ما منََعَك ألاّ تسجد إذ أَمَرْتُك؟" هو: "ما منعك من السجود وجعلك لا تسجد؟" أو "ما منعك من السجود وقال لك: لا تسجد...؟"، أما فى قوله عز ّشأنه: "وما يُشْعِركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون؟" فالمعنى هو: "وما يُشْعِركم (أيها المؤمنون) أنها (أى الآيات التى كان المشركون يطلبونها من النبى) إذا جاءت سوف يؤمنون فعلا كما يقولون؟ بل الواقع أنهم لايؤمنون"، فكأنه كرَّر المعنى بطريقتين مختلفتين. وبطبيعة الحال لا يمكن أن يكون كل ذلك خطأً ثم لا يلفت نظر أحد من المشركين، وهم الذين كانوا يتربصون بالدعوة وصاحبها الدوائر، إذ ليس من المعقول أن يفلتوا مثل هذه الفرصة التى أتتهم لحدّ بيوتهم دون سعى منهم أو تعب. ومن شعرٍ منسوبٍ إلى آمنة أم الرسول نقرأ هذا البيت:
فَاللَّه ينهاكَ عن الأصنامِ * * * أن لا تُوَاليها مع الأقوامِ
ومثله قول حاتم الطائى:
أَلا أَرِقَت عَيني فَبِتُّ أُديرُها * * * حِذارَ غَدٍ أَحْجَى بِأَن لا يَضيرُها
ثم هذا البيت الذى أورده ابن منظور فى "لسان العرب":
وتَلْحَيْنَنِي في اللهو أن لا أحبّه * * * ولِلّهْوِ داعٍ دائِبٌ غير غافلِ
و هذا البيت الذى جاء فى "محيط المحيط":
وآلَيْتُ آسَى على هالِكٍ *** وأَسْأَلُ نائحةً: ما لَها؟
أى حلفت إننى لن آسى على أى شخص يموت. وكذلك هذان البيت الذى وجدته فى "إعراب القرآن" للحلبى:
أفَعَنْك لا بَرْقٌ كأن وميضَه * * * غابٌ تسنَّمه ضِرامٌ مُثْقَبُ؟
ولعلنا لا نخرج عن موضوعنا إذا أوردنا بيت جميل بن معمر الذى يقول فيه:
لا لا أبوح بحبِّ بَثْنَةَ، إنها * * * أخذتْ عَلَىَّ مواثقًا وعُهُودا
فهو فى الوقت الذى يؤكد فيه أن لن يبوح بحبه لبثينة نراه يرفع صوته فاضحًا هذه العاطفة. أى أنه يقول إنه لن يبوح، لكنه يبوح، وبَوْحُه إنما يتم عن طريق الكلام نفسه الذى يؤكد به عدم البَوْح. وعلى الناحية الأخرى نجد العرب يحذفون "لا" فى الوقت الذى يريدون فيه النفى كما هو الحال فى قوله تعالى: "قالوا: تاللهِ تَفْتَأُ تَذْكُر يوسفَ حتى تكون حَرَضًا أو تكون من الهالكين" (أى "لا تفتأ")، "يبيّن الله لكم أن تَضِلّوا" (أى "لئلا تضلوا")، " إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السمواتِ والأَرضَ أَنْ تَزُولا " (أى "لئلا تزولا"). ومعروف أن الكلمة الواحدة قد يكون لها معانٍ متعددة، وأحيانا متباعدة بل متناقضة، وهذه طبيعة اللغة، والسياق هو الذى يحدد المعنى المراد. وفى الفرنسية مثلا يستخدمون فى الجُمَل الشَّكِّيّة المُثْبَتة حرف النفى مع أن لا نفى هناك كما نعرف. وأكتفى بهذا، وفيما قلناه غُنْيَة عما لم نَقُلْه، إذ يستطيع القارئ بما طالعه هنا أن يقيس عليه ما لم نتناوله من السخف الساخف الذى يمطرنا به ذلك الجهول الخبيث!
ويعترض هذا الجهول على أن فى بعض المواضع من القرآن حذفا، ولا أدرى ما وجه العيب فى هذا، إذ هناك بلاغة الصمت والحذف مثلما أن هناك بلاغة الكلام والذِّكْر. وليست هناك لغة واحدة على وجه الأرض تخلو من الحذف، والحذف الكثير، أما القول بغير هذا فهو جهل وغباء مطبق أو كَيْد رخيص يراد به الضحك على ذقون الأغرار من المسلمين الذين يكتب لهم هؤلاء المبشرون ومن يشايعهم على غاياتهم مستهدفين خَتْلهم عن دينهم وخَلْعهم منه بهذه الطرق الخبيثة لمن لا يعرفها، والساذجة لمن يعرف كيف يتعامل معها ومع أصحابها! وليس من المعقول أن يكون الأسلوب كله فى جميع الفنون والكتابات وعند جميع المؤلفين ماء واحدا لا يتغير أبدا. إن هذا مناقض للطبيعة البشرية تمام المناقضة، تلك الطبيعة التى خلقها الله بحيث تضيق بالوتيرة الواحدة إذا طالت، وتشعر من جرائها بالملل الخانق. وفضلا عن هذا فإن الحرص على أن تكون كل الجمل تامة فيه اتهام للقارئ بأنه لا يزال قاصرا لا يعرف كيف يُكْمِل الكلام. ثم إن فى الإيجاز بالحذف وغيره مندوحة لإظهار البراعة الفنية والتفاوت من ثم بين كاتب وكاتب. فكيف يريدنا هذا الرجل أن نفرّط فى كل هذا كى نرضى شهوته الأثيمة الجاهلة فى الزراية على القرآن؟
وفى معلقة امرئ القيس مثلا يقابلنا هذا البيت الذى يقول فيه عن لقائه بحبيبته:
فلما أَجَزْنا ساحةَ الحىِّ وانتحى * * * بنا بطنُ خَبْتٍ ذى حِقافٍ عَقَنْقَلِ
والذى انتهى دون أن يذكر جواب "لَمَّا"، وبهذا استطاع الشاعر أن يثير خيال السامع لينطلق فيتصور على هواه كل ما يمكن أن يكون قد وقع بينه وبين حبيبته! وفى الكتاب المقدس عند صاحبنا نقرأ مثلا: "وندم بنو إسرائيل على بنيامين إخوتهم" (قضاة/ 21/ 6)، و"بنيامين" (المبدل منه) فرد، والبدل "إخوتهم" جمع، فهل نملأ الدنيا صراخا وعويلا بأن هذا خطأ كما فعل جاهلنا حين أخذ يلطم خدوده التى سيسليها الله فى قعر الجحيم لأن القرآن قال: "فإنها من تَقْوَى القلوب" (الحج/ 32)، ولم يقل: "فإن تعظيمها (أى تعظيم شعائر الحج) من أفعال ذوي تقوى القلوب"! أرأيتم أيها القراء الكرام سخفا وتنطعا وتفيهقا كهذا السخف والتنطع والتفيهق التبشيرى الذى بلانا الله به على أيدى هذا الأحمق؟ من يا ترى ممن أنعم الله بنعمة الذوق يمكن أن يقول إننا ينبغى أن نترك الأولى ونركن للثانية؟ ألا شاهت الوجوه والعقول والأذواق جميعا! إن من السهل إدراك أن معنى عبارة الكتاب المقدس هو: "وندم بنو إسرائيل على بنى بنيامين". هكذا ببساطة ودون تساخف!
ومن الحذف أيضا فى كتاب صاحبنا المقدس: "ارْحَمْنِي يَا رَبُّ لأَنِّي ضَعِيفٌ. اشْفِنِي يَا رَبُّ لأَنَّ عِظَامِي قَدْ رَجَفَتْ* وَنَفْسِي قَدِ ارْتَاعَتْ جِدّاً. وَأَنْتَ يَا رَبُّ فَحَتَّى مَتَى؟" (مزامير/ 6/ 2- 3)، إذ أين بقية الكلام فى "حتى متى؟"؟ ومنه أيضا النص التالى: "الرجل اللئيم، الرجل الأثيم، يسعى باعوجاج الفم* يغمز بعينيه. يقول برجله. يشير بأصابعه" (أمثال/ 6/ 12- 13)، لأن السؤال هو: ما معنى "يسعى باعوجاج الفم. يغمز بعينيه. يقول برجله. يشير بأصابعه"؟ ليس فى الكلام جواب عن هذا، ومع ذلك فإن السياق يشير إلى المحذوف، ويجد الذهن فى ذات الوقت لذة فى التوصل إلى ما غاب عن النص. أما ما يريده المبشر الجاهل فإنه قد يصلح فى الكُتّاب مع الأطفال الذين بدأوا لتوّهم عملية التعلم، فهم محتاجون إلى أن نوضح لهم كل شىء، وإلا ضلّوا.
أما قوله عز من قائل: "فلا تُعْجِبْكَ أموالهم ولا أولادهم. إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتَزْهَق أنفسهم وهم كافرون" فليس فيه تقديم وتأخير كما ظن السيوطى، وانتهزها صاحبنا فرصةً فأخذ يشنع على القرآن. لقد نزلت الآية فى ابن سَلُول رأس النفاق والضلال على عهد الرسول، وكان ذا مال وولد ورئاسة فى قومه، لكن الله سبحانه لم يكتب له الهداية فتحوَّل كل ذلك شقاء وتعاسة له، إذ كان ابنه المسلم المخلص يعاديه ويكرهه لنفاقه ومؤامراته على الرسول والمسلمين، بل لقد بلغت كراهيته له أنْ عرض على الرسول عليه السلام أن يقتله لو أراد حتى يريح المسلمين والإسلام من شره، لكن الرسول أمره ببرّه وأعلن أنه سوف يتحمله إلى آخر المدى. كذلك كان على هذا المنافق أن يدفع الزكاة وأن يشارك فى نفقات الغزو بوصفه فى ظاهر الأمر من المسلمين، رغم عدم إيمانه بشىء من ذلك ولا بأن الله مكافئه عليه. أى أن المال والولد قد صارا عذابا له فى الدنيا. ثم إنه مات كافرا بنفاقه الذى أرداه جهنم، وبئس المصير! وهكذا يرى القراء الكرام أنه ليس فى الآية أية مشكلة على الإطلاق!
وبالنسبة لقوله تعالى: "أرأيت من اتخذ إلهه هواه؟ أفأنت تكون عليه وكيلا؟" فلا أدرى فى الحقيقة أين وجه الاعتراض على التركيب فيه، إذ ليست هناك أية صعوبة فى فهمه سواء قلنا إن كلمة "إلهه" هى المفعول الأول أو هى المفعول الثانى. كما أن الرَّذْل لم يوضح لنا وجه اعتراضه سوى أن فيه تقديما وتأخيرا؟ ترى أفيه صعوبة فى الفهم؟ أبدا. ترى أفيه هلهلة أو ركاكة فى التركيب؟ ولا هذه. إذن ماذا؟ لا أدرى كما قلت، ولا أظن إلا أنه أراد أن يثير عَجَاجًا سخيفًا فارغًا مثل عقله الفاضى السخيف! وهذا لو كان فيها فعلا تقديم وتأخير، إذ من الممكن أن يكون المعنى أن ذلك الكافر قد جعل هواه إلها له، أو نزل بمفهوم الإله من عليائه التى تليق بجلاله سبحانه إلى أن جعله تابعا لهواه، خالعًا بذلك تصوراته التافهة على مفهوم الألوهية العظيم. وأخيرا أرى من المفيد أن أسوق ما فسَّر به الإمام الطبرى الجليل هذه الآية حتى يتضح ما أقول تمام الاتضاح: "الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: "أَرَأَيْت مَنِ اتَّخَذَ إِلَهه هَوَاهُ؟ أَفَأَنْت تَكُون عَلَيْهِ وَكِيلا؟" يَعْنِي تَعَالَى ذِكْره: "أَرَأَيْت" يَا مُحَمَّد "مَنِ اتَّخَذَ إِلَهه" شَهْوَته الَّتِي يَهْوَاهَا؟ وَذَلِكَ أَنَّ الرَّجُل مِنَ الْمُشْرِكِينَ كَانَ يَعْبُد الْحَجَر، فَإِذَا رَأَى أَحْسَن مِنْهُ رَمَى بِهِ، وَأَخَذَ الآخَر يَعْبُدهُ، فَكَانَ مَعْبُوده وَإِلَهه مَا يَتَخَيَّرهُ لِنَفْسِهِ، فَلِذَلِكَ قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: "أَرَأَيْت مَنِ اتَّخَذَ إِلَهه هَوَاهُ؟ أَفَأَنْت تَكُون عَلَيْهِ وَكِيلا؟". يَقُول تَعَالَى ذِكْره: أَفَأَنْت تَكُون يَا مُحَمَّد عَلَى هَذَا حَفِيظًا فِي أَفْعَاله مَعَ عَظِيم جَهْله؟".
ونأـى إلى قوله جل شأنه: "إن هذان لَساحران"، الذى كان ينبغى بناءً على ما يقول أن يجىء على النحو التالى: "إنّ هذين لَسَاحران" (طه/ 63) بنَصْب كلمة "هذين" بوصفها اسم "إن" على ما يعرفه أى طالب ثانوى عنده إلمام بأساسيات القواعد العربية، أما أن تجىء فى القرآن مرفوعة فهو "خطأٌ بالثُّلُث: completely wrong" كما يقول. وتعليقًا على كلام المبشر الجهول نقول إنه لم يبين طريقة النطق لكلمة "إن" التى كان ينبغى فى رأيه أن يأتى اسم الإشارة بعدها منصوبا: هل هى "إنْ" بسكون النون كما جاءت فى إحدى القراءات؟ أم هل هى "إنّ" بتشديد النون كما جاءت فى قراءة أخرى؟ لأنها إن كانت بتسكين النون فلا مشكلة على الإطلاق، لأن هذه هى ما تسمَّى فى النحو بــ"إن المخفَّفة من الثقيلة"، أى التى أصبحت نونها مسكَّنة بعد أن كانت مشدَّدة، وهى فى هذه الحالة لا تنصب اسمها بالضرورة، أى أنه لا شىء يستحق أن نقف عنده فيها. لكنها إذا كانت مشددة النون كان الأمر يحتاج لشىء من التوضيح: التوضيح لا الدفاع، إذ القرآن أكبر من أن يحتاج منى أو من غيرى إلى أى دفاع، فهو الذى يفرض القاعدة، وليست القاعدة هى التى تُفْرَض عليه، لا لمجرد أنه من عند الله، فقد سبق أن قلنا إنه حتى لو كان من عند الرسول فإنه حينئذ يكون هو الأساس الذى يقاس عليه لا العكس.
أما الكلمة التى نقولها على سبيل التوضيح: التوضيح لمن ليس فى قلوبهم مرض، بل لمن يبتغون وجه الحق، فهى أن من العرب القدماء من كانوا يُعْرِبون المثنى بالألف فى كل الأحوال: رفعًا ونصبًا وخفضًا فيقولون: "ضربنى الزيدان، ورأيتُ الزيدان، ومشيتُ مع الزيدان". ومنه قو ل الشاعر:
تَزَوَّد منّا بين أُذْناه طعنةً * * * دعتْه إلى هابى التراب عقيمِ
بدلا من "بين أذنيه". ومنه أيضا البيت التالى:
أعرفُ منها الجِيدَ والعَيْنَانا * * * ومَنْخِران أَشْبَها ظَبْيانا
بدلا من "العينين" و"مَنْخِرَيْن". وقد يكون فى الآية قَطْعٌ لــ"إنّ" عن اسمها وخبرها فبقيا مرفوعين، أو كأن ضمير شأن قد توسط بينها وبينهما تقديرًا فمنعهما من التأثر بها. ومع ذلك فقد وردت "هذان" فى قراءة ثالثة منصوبةً بالياء جريا على الإعراب المشهور. أقول: "المشهور" لا الصحيح، فكلاهما (كما هو واضح من كلامى) إعرابٌ سليم. ومجيئها فى هذه القراءة الأخيرة بالياء يدلّ على أن المسألة ليست أبدا خطأ فى الإعراب كما فَهقََت اسْتُ مبشِّرنا الرقيع، عليه وعليها لعنات الخلق أجمعين، بل مسألة تنوع فى القراءات. وكلها صحيحة، لا لأننا نراها كذلك، بل لأنها هى بطبيعتها كذلك رغم أنوف المبشرين الجهلاء، وإلا فهل يتأثر قانون الجاذبية مثلا بما قد يتقوَّله عليه بعضُ الجاهلين فيتوقف عمله بناء على هذا؟ كلا، بل يبقى هذا القانون كما هو مهما كان موقف الجهلة منه أو رأيهم فيه!
كذلك يعيب صاحبنا القرآن زاعمًا أن هناك كثيرا من التكرار المملّ فى مثل قوله جلّ من قائل: "فبأى آلاء ربكما تكذِّبان؟"، الذى تكرر فى سورة "الرحمن" إحدى وثلاثين مرة رغم أن آيات السورة كلها، كما يقول، لا تتجاوز ثمانى وسبعين آية، وكذلك قصص الأنبياء التى تكرر كل منها فى عدة سور. والعجيب أن يقول مبشرنا ذلك، وهو الذى يقوم دينه على عدة أناجيل يتناول كل منها حياة المسيح عليه السلام وتلاميذه وجهاده فى تبليغ دعوته إلى قومه، مع شىء من التلوين يين كل إنجيل وآخر! كما أن العهد القديم كثيرا ما يورد القصة الواحدة أو الموضوع الواحد عدة مرات فى أكثر من موضع منه. ترى كم من المرات دمدم الله أو دمدم هذا النبى أو ذاك باللعنات على رؤوس بنى إسرائيل بنفس الكلمات تقريبا أو بكلمات مشابهة؟ وكم من المرات تحدث العهد القديم عن أسباط بنى إسرائيل بأسماء رؤسائهم وأعدادهم ومساكنهم والطرق التى سلكوها فى تنقلاتهم...إلخ؟ فالملل الذى يصيب قارئ الجزء الأخير من سفر "الخروج" وكل أسفار "الأخبار" و"العدد" و"التثنية" وأوائل "الأيام الأول" أمر لا يطاق. إنه يصل إلى حد الغثيان والدُّوار وانبهار العينين: فمن سلاسل نسبٍ وأسماء أشخاصٍ ومواقعَ تتتابع وتتداخل ويأخذ بعضها برقاب بعض مع النص فيها على تفصيلات تفصيلات التفصيلات، إلى حوادثَ يتكرر ذكرها، وعهودٍ يُعَاد صَوْغها...إلخ حتى تتركك القراءة جثة هامدة. وفى "المزامير" و"الأمثال" يظل الإنسان يطالع نفس الأفكار والمشاعر مصوغةً بنفس العبارات أو بعبارات مقاربة على مدى مائة وستين صفحة من الصفحات المزدحمة حتى ليختنق اختناقا. ثم هناك الأسفار الخاصة بأنبياء بنى إسرائيل التى تكتظ بتقريع هؤلاء الأنبياء لقومهم الصِّلاب الرقبة وشتمهم لهم ولعنهم إياهم وشماتتهم بهم وتنبُّئهم بما ينتظرهم من مستقبل أسود مما يستغرق مئات الصفحات.
أما بالنسبة للعبارات والجمل التى تتكرر بنصها، فهل نَسِىَ المبشِّر مثلا عبارة "فإن إلى الأبد رحمته"، التى تكررت ستًّا وعشرين مرة فى ستٍّ وعشرين جملة هى مجموع المزمور الخامس والثلاثين بعد المائة، كما تكررت قبل ذلك فى المزمور السابع عشر بعد المائة فى الآيات الثلاث الأولى والآية الأخيرة. ومثلها كلمة "سلاه"، التى تكررت كثيرا فى عدد من المزامير تكرارا متقاربا. ولنأخذ أيضا: "سبِّحوا الله فى قدسه. سبِّحوه فى جَلَد عزته. سبحوه لأجل جبروته. سبحوه بحسب كثرة عظمته. سبِّحوه بصوت البوق. سبحوه بالدف والرقص. سبحوه بالأوتار والمزمار. سبِّحوه بصنوف السماع. سبحوه بصُنُوج الهتاف. كل نسمة تسبِّح الرب"، وهى كل المزمور المائة والخمسين. وفى الفصلين الأول والثانى من سفر "الجامعة" تظل تتردد فى آذاننا فى إلحاح مزعج أن "الجميع باطل وكآبة الروح" حتى نُصَاب فعلا بالكآبة. أما فى بداية الفصل الثالث قتأتى عبارة "للشىء الفلانى وقت" ثلاثين مرة على النحو التالى: "لكل غرض تحت السماء وقت: للولادة وقت، وللموت وقت. للغرس وقت، ولقلع المغروس وقت... للاعتناق وقت، وللإمساك عن المعانقة وقت... للتمرين وقت، وللخياطة وقت..." وهكذا إلى آخر المرات الثلاثين. وفى الفصل الأربعين من سفر "يشوع" تتكرر عَشْرَ مراتٍ تقريبا عبارةُ "الأمر الفلانى والأمر الفلانى شأنهما كذا وكذا، ولكن الأمر العلانى فوقهما". وفى الإصحاح الثالث والعشرين من إنجيل متى تقابلنا العبارة التالية سبع مرات منسوبة للسيد المسيح فى صفحة واحدة ليس غير: "ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون"، ومثلها فى نفس الإصحاح عبارة "أيها العميان"، أو "أيها الجهّال والعميان" موجَّهة إلى طائفة الفريسيين. وعلى مدى الإصحاحين الثانى والثالث جميعا من "رؤيا يوحنا" تقابلنا بعد كل عدة آيات جملة "من له أذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس"... وهذه مجرد أمثلة معدودة! إن التكرار، كما هو معروف، أداة من أدوات البلاغة، وبخاصة فى الخُطَب وما أشبه. ولا ينبغى أن يغيب عن بالنا أن القرآن إنما كان يتم تبليغه شفويا أولا بأول ردًّا على مواقف كانت تتكرر بنفس الأحداث والكلمات تقريبا فى المرحلة المكية التى يمكن تلخيصها فى تكذيب الكفار للرسول فى كل مكان يذهب إليه وتحذيرهم الناس منه وصفيرهم واستهجانهم لما يقول واتهامهم إياه بأنه كذاب وساحر ومجنون وبأنه ينقل ما يتلوه عليهم من كتب الأولين. ومن ثم يمكننا أن نتصور الجو الذى كانت تنزل فيه آيات القرآن على الرسول عليه السلام والدواعى التى كانت تستلزم تكرار بعض العبارات والتقريعات، والتى هى مع ذلك أخف كثيرا من نظيراتها فى الكتاب المقدس. والآن ألا يرى القارئ الكريم كيف أن هؤلاء المبشرين يلجأون إلى أساليب غير شريفة فى حربهم للقرآن معتمدين على جمود وجههم وقدرتهم الفائقة على الكذب والتدجيل واللف والدوران وعلى أن المسلمين لا علم لهم بكتاب أولئك المبشرين. ثم هم بعد هذا كله لا يرعوون إذا ما فضحهم فاضح، بل يظلون يرددون انتقاداتهم الكاذبة السخيفة للقرآن، ولسان حالهم يقول: كم يا ترى مِنَ القراء مَنْ عنده الاهتمام أو الوقت الذى يمكن أن ينفقه فى التحقق من كذب ما نقول؟ ثم يمضون فى ترديد الأسطوانة المشروخة معتمدين على أن طلقة الرصاص إن لم تُصِبْ فإنها على الأقل تزعج!
ومما أورده الكاتب عن السيوطى أن "من الآيات ما أَشْكَلَتْ مناسبتها لما قبلها. من ذلك قوله تعالى في سورة "القيامة" (13- 19): "لا تُحَرِّكْ به لسانَك لِتَعْجَل به"، فإن وجه مناسبتها لأول السورة وآخرها عَسِرٌ جدًّا، فإن السورة كلها في أحوال القيامة...". والأمر أبسط من هذا كثيرا، ويمكن فهمه فى ضوء ما يحدث أحيانا من بعض المحاضرين أو الخطباء حين يقطعون ما هم فيه فجأة ليعلّقوا على شىء وقع أثناء الكلام أو يوجِّهوا الحديث لأحد المستمعين، ثم يعودوا مرة أخرى لما كانوا فيه، وكأن شيئا لم يكن. ويمكن تشبيهه أيضا بالأحفورة الناتجة عن بركان مثلا، إذ تفاجئ الحُمَمُ حيوانًا أو شخصًا فتجمّده إلى الأبد على وضعه الذى كان عليه عند انفجار البركان وانصباب الحُمَم بحيث يبدو شيئا خارج السياق بمعنى من المعانى وداخله بمعنى آخر. وكثير منا قد قرأ، ولا شك، عن البركان الذى باغت أهل بومباى فى التاريخ القديم ودفنهم تحت ركامه إلى الأبد مبقيًا بذلك عليهم فى ذات الوضع الذى كان كل منهم فيه ساعة حدوث الكارثة! ولقد رأيت ذات مرة، وأنا شابٌّ، صُوَر الحفل الخاص بخِطْبة أحد الزملاء، فلاحظت فى إحدى الصور شخصا فى الطرف الأيسر ينظر للزميل الموجود فى أقصى يمين الصورة نظرةً غير مريحة، على حين كان الصديق مشغولا فى تلبيس عروسه الشبكة. ولما سألت الصديق عن ذلك الشاب وعن سر نظرته الغريبة أجابنى ضاحكا: لقد كان يريد أن يخطبها لنفسه، لكنها كانت من نصيبى أنا. وطبعا لم يكن من هَمّ المصوِّر أن يصور ذلك الشاب بل الخطيبين فقط، أما من عداهما، بما فيهم هذا الشخص، فظهورهم فى الصورة أمر عارض. ومع هذا فقد ثبّتت اللقطةُ نظرة الشاب المنافس لصديقى ما بقيت الصورة. كذلك نسمع فى تسجيل بعض الحفلات الغنائية لأم كلثوم صوت كُحَّة أثناء انتقال العزف الموسيقى من مقطع غنائى إلى آخر، ولا ندرى أهى التى تَكُحّ أم أحد أعضاء الفرقة الموسيقية. المهم أن جهاز التسجيل قد التقط الكُحَّة وثبّتها تثبيتا دائما بحيث نظل نسمعها كلما استمعنا إلى الأغنية رغم أنها لم تكن فى الحسبان، ورغم أنها ليست عنصرا من عناصر الأغنية، لكن هكذا جرت الأمور. وبنفس الطريقة نرى أن الآيات التى نحن بسبيلها قد ثتبتت الموقف الذى نزلت فيه إلى أبد الآبدين، كما أنها من جهة أخرى تدل على تلقائية عجيبة من شأنها أن تُشِيع فى النص مزيدًا من الحرارة والحيوية!
ويتبقى ما قاله الرجل عن رسم القرآن الأول الذى لم يكن فيه نَقْط ولا تشكيل، إذ تساءل كيف أن الله لم يُنْزِل القرآن منقوطا مشكَّلا كى يمنع الخطأ فى نطقه؟ وهو سؤال غريب، وإلا فعلينا أن نعمِّمه فنقول: ولماذا لم يخلق الله البشر من أول الأمر جاهزين لكل مشكلة تقابلهم فيحلّونها فى التو واللحظة بدلا من المرور بكل هذه المراحل التاريخية الطويلة التى استغرقت الآلاف المؤلفة من السنين، إن لم تكن الملايين، بما فيها من عناء وتعب وتعس وشقاء يعرفه كل إنسان؟ ولماذا كانت الأمراض والشرور والكذب والزنا والخمر والكفر والقتل والقلق والملل والغدر والخيانة والضعف والعجز...؟ ولماذا كانت الرسل والأنبياء، ولم ينزل البشر من بطون أمهاتهم مهتدين؟ بل لماذا كان عليهم أن يتعلموا كل شىء تعلما بدلا من أن يُخْلَقوا كالنحل والنمل والمعز والفراش وسائر الحيوانات والحشرات والطيور عارفين بفطرتهم ما ينبغى عمله؟ بل لماذا كان موتٌ وابتلاءٌ ولم يكن خلودٌ وسعادةٌ من الأصل؟ بل لماذا ابْتُلِىَ البشر بك وبأمثالك من الضلاليين الكذابين ولم يقصف عمرك من قبل حتى يستريحوا أو أستريح أنا على الأقل من وجع الدماغ الذى أتجشمه فى الرد عليك كما يتجشم الطبيب المتاعب فى مكافحة السرطان والإيدز مثلا؟ إن سؤال الرجل لهو سؤال ساذج مغرق فى السذاجة، أو خبيث عريق فى الخباثة، وكلاهما أضرط من أخيه! ثم إننا سائلوه: أترى العرب كانوا سيفهمون الرسم القرآنى الجديد لو نزل عليهم جاهزا من السماء مختصرا الوقت والجهد والتجارب ومراحل التعليم الطويلة التى مروا بها؟ هاتوا لى شيئا مثل هذا حدث فى التاريخ ولم يحوج البشر إلى بذل الجهد وإنفاق الوقت وتجشم التعب والإرهاق ومكابدة الضيق والملل والإحباطات قبل أن يصلوا إلى مبتغاهم من إتقان العلم الجديد. ما كانت العين بكت! يدك فى يدى يا أخا التبشير، وأرنى همتك! فأنا "نَفْسِى ومُنَى عَيْنِى" أن أتوصل لطريقة تمكّننى من الرد على سخفك هذا دون أن أقرأ شيئا أو أكتب حرفا أو أجلس أمام الحاسوب وأتعرض لمشاكل استعماله، بل يكفى أن أنظر إليه من بعيد (أو لا أنظر)، وفى نيتى أن يتولى هو الرد عليك فيقوم فى الحال بهذا الرد، ثم يزيد هو من عنده كرما منه وتفضلا فيحضرك أمامى لأظل أضربك على أصداغك حتى يظهر لك صاحب يعتقك من يدى. أليست رغباتنا ومطالبنا ستتحقق هكذا بمجرد خطورها ببالنا فى الجنة، التى لن تَرِيح أنت وأمثالك رائحتها ولو على بعد سبعين خريفا (خريفًا ضوئيًّا لا خريفًا عاديًّا) بمشيئة الله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذى لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كُفُوًا أحد؟
ومن جهة أخرى فإن الطريقة التى كان العرب يكتبون بها آنذاك كانت تقوم بالمهمة المطلوبة فى تلك المرحلة التاريخية. حتى إذا لم تعد تلبى مطالبهم رأيناهم يطورونها لتتواءم مع الوضع الجديد شأن كل شىء فى الدنيا: يكون فى حينه كافيا وفوق الكافى، ثم بمرور الأيام لا يبقى كذلك. وإذا كنا نحن الآن نرى أن ذلك الرسم ينقصه الكثير فإنهم هم لم يكونوا يَرَوْنَه بنفس العين، وإلا فكيف كانت حياتهم منضبطة فى كتابة الديون والمعاهدات وتسجيل الحوادث والأسماء والحقوق وسائر المعلومات؟ إن معنى كلامك أن حياتهم كانت متوقفة تماما إلى أن اخترعوا التنقيط والضبط بالحركات والمدّ؟ فهل هذا صحيح؟ لا يقول بذاك إلا جاهل! إننا الآن مثلا لا نستطيع أن نعيش بدون السيارات والطائرات والمكيفات والثلاجات والمذياعات والمرناءات والحواسيب...إلخ، لكن أجدادنا لم يكونوا يشعرون بحاجة إلى شىء من هذا، ببساطة لأنه لم يكن لشىء من هذا وجود، ولا كانت حياتهم قد تطورت إلى الحد الذى أصبح استعمال هذه الآلات معه لازما لزوم الهواء للتنفس!
إن الخفيف الظل يتساءل: ماذا لو أن طالبا الآن كتب لأستاذه بحثا دون نقط أو حركات؟ أويعطيه الأستاذ حينئذ شيئا غير الصفر؟ ألا إنك لبكّاش من الطراز الأول أيها الرجل، وإلا فإننى أتساءل بدورى: ترى لو أن أحدنا عاش الآن فى الكهوف أو على أغصان الأشجار، وكان عليه أن يأكل اللحم نَيِّئًا ويشرب من البِرَك الآسنة، ويترك جسده دون أن يستره أصلا أو يستره على أحسن تقدير بأوراق الشجر، ويستخدم رجليه فى السفر والترحّل، ويدفع عن نفسه أخطار أعدائه من البشر والحيوانات بالظِّئْر، ويقضى الليل فى ظلام دامس أو فى ضوء القمر على الأكثر، ولا يعرف شيئا اسمه المدرسة أو الرعاية الصحية أو المذياع أو التلفاز أو الصحيفة، أكانت حياته فى ظروف العصر الحالى تنجح وتستمر؟ فهذا مِثْل هذا! إن حياة الرجل البدائى بهذا الوضع الذى وصفناه كانت ناجحة وموفقة إل حد بعيد، كما أن حياتنا بأوضاعها الحالية ناجحة وموفقة إلى حد بعيد، لكن ظروف الرجل البدائى لا تصلح الآن بتاتًا، مثلما لن تكون ظروف حياتنا الحاليّة صالحة بعد فترة من الزمن. والأمور كما نعرف نسبية، وهذه هى الحقيقة دون حذلقات تبشيرية مضللة!
ثم إن العرب لم يكونوا يكتفون بتسجيل القرآن كتابة، بل كانوا يحفظونه فى الصدور. أى أنه كان محفوظا حفظا مضاعفا، كما أنهم فى كل مرحلة من مراحل تدوينه كانوا يستعملون هاتين الطريقتين معا، ومن هنا كان ذلك الحفظ المذهل لكتاب الله الذى استمرت جماهير المسلمين حتى من غير العرب تحفظه وتتبرك بحفظه فى قلوبها على مدى القرون رغم وجود المصاحف، وهو ما لم وما لن يحدث لأى كتاب آخر. وكما قلت فالأمور نسبية، ومن هنا كان يكفى أن تقع عين الواحد منهم على الرسم الذى يراه صاحبنا ناقصا معيبا حتى ينطلق كالريح المرسلة بالخير، وهو ما يقع لنا الآن نحن الذين نحفظ القرآن أو للذين تعلموا على الأقل الرسم العثمانى المتَّبَع فى كتابة المصحف، إذ لا نجد أية مشكلة على الإطلاق فى قراءته دون خطإ رغم مخالفته فى بعض الأشياء لقواعد الإملاء المعمول بها حاليًّا وخلوّه تماما من علامات الترقيم التى نعرفها. ولا يقتصر هذا على العرب، بل يَشْرَكهم فيه المسلمون الأعاجم حتى لو لم يعرفوا من العربية شيئا آخر سوى قراءة القرآن. أما اختلاف الحكم الشرعى أحيانا بسبب هذا الرسم فهو مقصود، إذ القرآن قد نزل على ما يُعْرَف فى تاريخه بــ"السبعة الأحرف"، وهى طرقٌ سبعٌ لأدائه من باب التوسعة على العرب الذين لم يكونوا قد اعتادوا جميعهم بكل مستوياتهم الثقافية على استخدام لغة موحَّدة بعد، بل كانت تتوزعهم لهجات تختلف قليلا أو كثيرا، إلى جانب اللغة الفصحى التى لا نظن أن كل عربى كان يعرفها بنفس الدقة والتعمق اللذين كان يعرف بهما لهجة قبيلته. وقد كان الخط العربى آنذاك بقلة قيوده مما يسهِّل تأدية القرآن بهذه الأحرف السبعة جميعها رغم ما يوجهه الكاتب لهذا الخط بسبب ذلك من انتقادات
((((((((زواج الرسول من امنا صفية))))=========== الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد ..
فإن النصارى أثاروا شبهة زواج النبي عليه السلام من أم المؤمنين صفية رضي الله عنها ، وقالوا كيف يدخل بها دون عدة بعد سبيها في غزوة خيبر ؟؟؟
وللرد نقول وبالله تعالى نتأيد :
إن أصل الإشكال عند أصحاب الشبهة هو جهلهم بعدة المسبية وعدم التفريق بينها وبين غيرها ، فعدة المسبية هي أن تستبرئ بحيضة واحدة ، لما رواه أبو داود والإمام أحمد عن أبي سعيد ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في سبي أوطاس : لا توطأ حامل حتى تحيض ، ولا غير حامل حتى تحيض حيضة ) . وصححه الألباني ، وهو مخرج عنده في الإرواء .
وقال الإمام الشوكاني في نيل الأوطار عقب الحديث (حديث أبي سعيد أخرجه أيضا الحاكم وصححه وإسناده حسن ) .
وقال الإمام الصنعاني في سبل السلام في كلامه عن حديث أبي سعيد وأخرج أحمد أيضا { من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا ينكح شيئا من السبايا حتى تحيض حيضة } .
وعند أبي داود عن حنش الصنعاني عن رويفع بن ثابت الأنصاري قال ( قام فينا خطيبا قال أما إني لا أقول لكم إلا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم حنين قال لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقي ماءه زرع غيره يعني إتيان الحبالى ولا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقع على امرأة من السبي حتى يستبرئها ولا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيع مغنما حتى يقسم ) ورواه أحمد في مسنده .
والحديث حسّنه الألباني في صحيح أبي دواد .
أما إن كانت المسبية حاملاً فعدتها أن تضع حملها وبرهان ذلك حديث أبي سعيد الذي مرّ معنا و ما أخرجه الترمذي من حديث العرباض بن سارية (أن النبي صلى الله عليه وسلم حرم وطء السبايا حتى يضعن ما في بطونهن ) .
والآن بعد هذا الشرح نأتي لزواج النبي عليه السلام من صفية لنرى هل دخل بها النبي عليه السلام دون أن يستبرئها ؟؟؟؟
الجواب لا ، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يدخل بها إلا بعد استبرائها ، وبرهان قولنا ما رواه البخاري في صحيحه – كتاب المغازي – غزوة خيبر :
حدثنا عبد الغفار بن داود حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن ح و حدثني أحمد حدثنا ابن وهب قال أخبرني يعقوب بن عبد الرحمن الزهري عن عمرو مولى المطلب عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
(( قدمنا خيبر فلما فتح الله عليه الحصن ذكر له جمال صفية بنت حيي بن أخطب وقد قتل زوجها وكانت عروسا فاصطفاها النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه فخرج بها حتى بلغنا سد الصهباء ، حَلَّتْ فبنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صنع حيسا في نطع صغير ثم قال لي آذن من حولك فكانت تلك وليمته على صفية ثم خرجنا إلى المدينة فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يحوي لها وراءه بعباءة ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته وتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب )) .
فكما نرى أنّه يقول ( حَلَّتْ ) أي طهرت ، قال الحافظ ابن حجر في الفتح :
(( قوله : ( حَلَّتْ ) أي طهرت من الحيض )) .
وعند مسلم من طريق ثابت عن أنس :
( ثم دفعها - أي صفية - إلى أم سليم تصنعها له وتهيئها قال وأحسبه قال وتعتد في بيتها ) .
قال الإمام النووي في شرح الحديث (( أما قوله : ( تعتد ) فمعناه تستبرئ فإن كانت مسبية يجب استبراؤها وجعلها في مدة الاستبراء في بيت أم سليم , فلما انقضى الاستبراء جهزتها أم سليم وهيأتها أي زينتها وجملتها على عادة العروس بما ليس بمنهي عنه من وشم )) .
فكما نرى أن النبي عليه السلام لم يدخل على أم المؤمنين صفية حتى استبرئها ، وفي هذا كفاية لردّ هذه الشبهة التي بنيت على جهل قائلها وعدم تفريقه بين المسبية وغيرها .
والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات .
كتبه bilal
==================================================================((((((((((((نسب النبي الكريم))))))))))))))=========== الرد على الطعن في نسب النبي صلى الله عليه الصلاة
زائر المراسل "الشيخ الفلوجة
الرد العلمي على الطعن في نسب الرسول صلى الله عليه وسلم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
نتناول في يأتي من سطور الرد على الطعن في نسب النبي صلى الله عليه وسلم استدلالا ببعض الروايات الساقطة الواردة في بعض كتب التراث التي كان أصحابها معروفين بعدم اقتصارهم على نقل الصحيح من الروايات بل كانوا إذا ذكروا الرواية بسندها لم يجدوا ضرورة في التعليق عليها لأن ذكر السند بمثابة ذكر الحكم على الرواية وإلا لماذا يتعب هؤلاء العلماء أنفسهم بذكر أسماء الرواة وأنسابهم وتعريفهم للقارئ فلو كانت هذه الروايات مقبولة كلها لما ذكروا لها سندا. الطعن مبني على ان عبد الله بن عبد المطلب وأبوه هاشم تزوجوا في نفس اليوم بينما ولد لهاشم سيدنا حمزة قبل أربع سنين من ولادة النبي بناء على أن حمزة رضي الله عنه أكبر من النبي صلى الله عليه وسلم. الآن نورد الروايات التي تمسكوا وبها ونحققها بإذن الله.
1- الرواية الأولى: التي تتحدث أن عبد الله بن عبد المطلب وأبوه تزوجوا في نفس اليوم.
الطبقات الكبرى ج: 1 ص: 94
ذكر تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حدثنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني عبد الله بن جعفر الزهري عن عمته أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن أبيها قال وحدثني عمر بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن يحيى بن شبل عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قالا كانت آمنة بنت وهب ابن عبد مناف بن زهرة بن كلاب في حجر عمها وهيب بن عبد مناف بن زهرة فمشى اليه عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بابنه عبد الله بن عبد المطلب أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب عليه آمنة بنت وهب فزوجها عبد الله بن عبد المطلب وخطب اليه عبد المطلب بن هاشم في مجلسه ذلك ابنته هالة بنت وهيب على نفسه فزوجه إياها فكان تزوج عبد المطلب بن هاشم وتزوج عبد الله بن عبد المطلب في مجلس واحد فولدت هالة بنت وهيب لعبد المطلب حمزة بن عبد المطلب فكان حمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم في النسب وأخاه من الرضاعة قال أخبرنا هشام بن محمد بن عن أبيه وعن أبي الفياض الخثعمي قالا لما تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أقام عندها ثلاثا وكانت تلك السنة عندهم إذا دخل الرجل على امرأته في أهلها.
الرواية ساقطة لانها من رواية محمد بن عمر الواقدي قال عنه العلماء:
الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج: 3 ص: 87
3137 محمد بن عمر بن واقد أبو عبد الله الأسلمي الواقدي قاضي بغداد قال أحمد بن حنبل هو كذاب كان يقلب الأحاديث يلقي حديث ابن أخي الزهري على معمر ونحو ذا وقال يحيى ليس بثقة وقال مرة ليس بشيء لا يكتب حديثه وقال البخاري والرازي والنسائي متروك الحديث وذكر الرازي والنسائي أنه كان يضع الحديث وقال الدراقطني فيه ضعف وقال ابن عدي احاديثه غير محفوظة والبلاء منه.
الرواية الثانية:
المستدرك على الصحيحين ج: 2 ص: 656 مجمع الزوائد ج: 8 ص: 230
4176 أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي حدثنا هاشم بن مرثد الطبراني حدثنا يعقوب بن محمد الزهري حدثنا عبد العزيز بن عمران حدثنا عبد الله بن جعفر عن أبي عون عن المسور بن مخرمة عن بن عباس عن أبيه قال قال عبد المطلب قدمنا اليمن في رحلة الشتاء فنزلنا على حبر من اليهود فقال لي رجل من أهل الزبور يا عبد المطلب أتأذن لي أن أنظر إلى بدنك ما لم يكن عورة قال ففتح إحدى منخري فنظر فيه ثم نظر في الأخرى فقال أشهد أن في إحدى يديك ملكا وفي الأخرى النبوة وأرى ذلك في بني زهرة فكيف ذلك فقلت لا أدري قال هل لك من شاعة قال قلت وما الشاعة قال زوجة قلت أما اليوم فلا قال إذا قدمت فتزوج فيهم فرجع عبد المطلب إلى مكة فتزوج هالة بنت وهب بن عبد مناف فولدت له حمزة وصفية وتزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب فولدت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت قريش حين تزوج عبد الله آمنة فلح عبد الله على أبيه قال الإمام الهيثمي مجمع الزوائد ج: 8 ص: 230 رواه الطبراني وفيه عبدالعزيز بن عمران وهو متروك
هذه الرواية كذلك ساقطة لأن فيه سندها عبدالعزيز بن عمران قال عنه العلماء
الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج: 2 ص: 111
1957 عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز أبو ثابت ويعرف بابن أبي ثابت المدني الزهري قال يحيى ليس بثقة وقال البخاري لا يكتب حديثه وقال النسائي متروك الحديث وقال الترمذي والدارقطني ضعيف وقال ابن حبان يروي المناكير عن المشاهير
كما أن لفظ تزوج لا تعني الدخول بل هي تعني إبرام العقد وقد يتأخر الدخول عن الزواج بسنين فالروايات ليس فيها أن عبد الله بن عبد المطلب وأبوه دخل كل واحد على زوجته في نفس اليوم حتى يكون هنا استعجاب من تأخر ولادة النبي صلى الله عليه وسلم عن عمه حمزة رضي الله عنه.
2- الرواية الثالثة: التي تفيد أن حمزة رضي الله عنه أكبر من النبي بأربع سنين
الطبقات الكبرى ج: 3 ص: 10
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال كان حمزة معلما يوم بدر بريشة نعامة قال محمد بن عمر وحمل حمزة لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بني قينقاع ولم يكن الرايات يومئذ وقتل رحمه الله يوم أحد على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة وهو يومئذ بن تسع وخمسين سنة كان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع سنين وكان رجلا ليس بالطويل ولا بالقصير قتله وحشي بن حرب وشق بطنه وأخذ كبده فجاء بها إلى هند بنت عتبة بن ربيعة فمضغتها ثم لفضتها ثم جاءت فمثلت بحمزة وجعلت من ذلك مسكتين ومعضدين وخدمتين حتى قدمت بذلك وبكبده مكة وكفن حمزة في بردة فجعلوا إذا خمروا بها رأسه بدت قدماه وإذا خمروا بها رجليه تنكشف عن وجهه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غطوا وجهه وجعل على رجليه الحرمل.
هذه الرواية ساقطة فقد اجتمع فيها محمد بن عمر الواقدي وقد قدمنا كلام العلماء فيه وكذلك موسى بن محمد بن إبراهيم وقد قال فيه العلماء:
أبو حاتم في كاتبه المجروحين ج: 2 ص: 241
موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي من أهل المدينة يروي عن أبيه ما ليس من حديثه فلست أدري أكان المتعمد لذلك أو كان فيه غفلة فيأتي بالمناكير عن أبيه والمشاهير على التوهم وأيما كان فهو ساقط الاحتجاج.
3- الرواية الرابعة: حول طعن قريش في نسب النبي صلى الله عليه وسلم
سنن الترمذي ج: 5 ص: 584
3607 حدثنا يوسف بن موسى البغدادي حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسماعيل بن أبي خالد عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن العباس بن عبد المطلب قال قلت ثم يا رسول الله إن قريشا جلسوا فتذاكروا أحسابهم بينهم فجعلوا مثلك كمثل نخلة في كبوة من الأرض فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم من خير فرقهم وخير صليت ثم تخير القبائل فجعلني من خير قبيلة ثم تخير البيوت فجعلني من خير بيوتهم فأنا خيرهم نفسا وخيرهم بيتا قال أبو عيسى هذا حديث حسن وعبد الله بن الحارث هو أبو نوفل
أولا من بفهم من الرواية طعن قريش في نسب النبي صلى الله عليه وسلم هو جاهل باللغة العربية لأن الرواية تقول الأحساب جمع حسب ولا ذكر للنسب في الرواية ومعنى الحسب مخالف للنسب كما جاء في كتب اللغة:
مختار الصحاح ج: 1 ص: 57
و الحَسَبُ أيضا ما يعده الإنسان من مفاخر آبائه وقيل حسبه دينه وقيل ماله والرجل حَسِيبٌ وبابه ظرف وقال بن السكيت الحَسَبُ والكرم يكونان بدون الآباء والشرف والمجد لا يكونان إلا بالآباء
النهاية في غريب الحديث ج: 1 ص: 381
الحَسب في الاصل . الشَّرَف بالآباء ومايَعُدُّه الناس من مَفاخرهم . وقيل الحَسب والكَرم يكونان في الرجُل وان لم يكن له آبَاء لهُم شَرف والشَّرف والمَجْد لايكونان إلاَّ بالآباء
فهم أرادوا الانتقاص من قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم بني هاشم في مفاخرهم ولهذا جعلوا النبي مثل النخلة وهي شيء مكرم عند العرب فالنبي عند قريش إنسان عظيم وجعلوا بني هاشم كالكبوة وهي أن تلقى الكناسة أي أن النبي كرجل فهو عظيم معروف بأخلاقه العالية لكن قبيلته لا مكانة لها وما يدل على ذلك صراحة الرواية التالية:
مجمع الزوائد ج: 8 ص: 215
وعن عبدالله بن عمر قال إنا لقعود بفناء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مرت امرأة فقال رجل من القوم هذه ابنة محمد فقال رجل من القوم إن مثل محمد في بني هاشم مثل الريحانة في وسط النتن فانطلقت المرأة فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب ثم قام على القوم فقال ما بال أقوال تبلغني عن أقوام إن الله عز وجل خلق السموات سبعا فاختار العليا منها فسكنها وأسكن سمواته من شاء من خلقه وخلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم واختار من بني آدم العرب واختار من العرب مضر واختار من مضر قريشا واختار من قريش بني هاشم واختارني من بني هاشم فأنا من خيار إلى خيار فمن أحب العرب فبحبي أحبهم ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم رواه الطبراني في الكبير والأوسط إلا انه قال فمن أحب العرب فلحبي أحبهم ومن أبغض العرب فلبغضي ابغضهم وفيه حماد بن واقد وهو ضعيف يعتبر به وبقية رجاله وثقوا
ونذكر رواية تذكر الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف كان معروفا لدى قريش في اليوم الذي ولد فيه أنه ابن عبد الله بن عبد المطلب:
المستدرك على الصحيحين ج: 2 ص: 656
4177 حدثنا أبو محمد عبد الله بن حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا أبو غسان محمد بن يحيى الكناني حدثني أبي عن بن إسحاق قال كان هشام بن عروة يحدث عن أبيه عن عائشة رضي الله عنهما قالت ثم كان زفر قد سكن مكة يتجر بها فلما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مجلس من قريش يا معشر قريش هل الليلة مولود فقالوا والله ما نعلمه قال الله أكبر أما إذا أخطأكم فلا بأس فانظروا واحفظوا ما أقول لكم ولد هذه الليلة نبي هذه الأمة الأخيرة بين كتفيه علامة فيها شعرات متواترات كأنهن عرف فرس لا يرضع ليلتين وذلك أن عفريتا من الجن أدخل أصبعيه في فمه فمنعه الرضاع فتصدع القوم من مجلسهم وهم متعجبون من قوله وحديثه فلما صاروا إلى منازلهم أخبر كل إنسان منهم أهله فقالوا قد ولد لعبد الله بن عبد المطلب غلام سموه محمدا فالتقى القوم فقالوا هل سمعتم حديث اليهودي وهل بلغكم مولد هذا الغلام فانطلقوا حتى جاءوا اليهودي فأخبروه الخبر قال فاذهبوا معي حتى أنظر إليه فخرجوا حتى أدخلوه على آمنة فقال اخرجي إلينا ابنك فأخرجته وكشفوا له عن ظهره فرأى تلك الشامة فوقع اليهودي مغشيا عليه فلما أفاق قالوا ويلك ما لك قال ذهبت والله النبوة من بني إسرائيل فرحتم به يا معشر قريش أما والله ليسطون بكم سطوة يخرج خبرها من المشرق والمغرب وكان في النفر يومئذ الذين قال لهم اليهودي ما قال هشام بن الوليد بن المغيرة ومسافر بن أبي عمرو وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب وعتبة بن ربيعة شاب فوق المحتلم في نفر من بني مناف وغيرهم من قريش هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقد تواترت الأخبار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد مختونا مسرورا وولد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدار التي في الزقاق المعروف بزقاق المدكل بمكة وقد صليت فيه وهي الدار التي كانت بعد مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم في يد عقيل بن أبي طالب في أيدي ولده بعده
إذن قريش كانت تقر أن النبي صلى الله عليه وسلم ابن عبد الله بن عبد المطلب وفي صحيح مسلم في قصة صلح الحديبية دليل قاطع على عدم اعتراض قريش على نسب النبي صلى الله عليه وسلم:
صحيح مسلم ج: 3 ص: 1411
1784 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس ثم أن قريشا صالحوا النبي صلى الله عليه وسلم فيهم سهيل بن عمرو فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي اكتب بسم الله الرحمن الرحيم قال سهيل أما باسم الله فما ندري ما بسم الله الرحمن الرحيم ولكن اكتب ما نعرف باسمك اللهم فقال اكتب من محمد رسول الله قالوا لو علمنا أنك رسول الله لأتبعناك ولكن اكتب اسمك واسم أبيك فقال النبي صلى الله عليه وسلم اكتب من محمد بن عبد الله فاشترطوا على النبي صلى الله عليه وسلم أن من جاء منكم لم نرده عليكم ومن جاءكم منا رددتموه علينا فقالوا يا رسول الله أنكتب هذا قال نعم إنه من ذهب منا إليهم فأبعده الله ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجا ومخرجا
فقد اعترضت قريش على انه رسول الله وطلبوا منه كتابة اسمه واسم أبيه فكتب محمد بن عبد الله ولم يعترض أحد فأين الاعتراض المزعوم؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ونختم برواية صحيحة تذكر بوضوح كيف كان نسب النبي صلى الله عليه وسلم معروفا لدى العرب:
صحيح ابن خزيمة ج: 4 ص: 13
2260 حدثنا محمد بن عيسى حدثنا سلمة يعني بن الفضل قال محمد بن إسحاق وهو بن يسار مولى مخرمة وحدثني محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي عن أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة قالت ثم لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها حين جاء النجاشي فذكر الحديث بطوله وقال في الحديث قالت وكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب قال له أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله لتوحيده ولنعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة وأن نعبد الله لا نشرك به شيئا وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام قالت فعدد عليه أمور الإسلام فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ما جاء به من ثم الله فعبدنا الله وحده ولم نشرك به وحرمنا ما حرم علينا وأحللنا ما أحل لنا ثم ذكر باقي الحديث.
فنسب النبي كان معروفا لا اعتراض حوله جدير بالذكر أن هذه الواقعة التي كانت في بلاط النجاشي حضرها سيدنا عمرو بن العاص وهو كافر يومئذ جاء يسترد المسلمين الذي هاجروا إلى الحبشة وحاول في سبيل ذلك كل طاقته وهو سمع هذا الكلام وكيف أن نسب النبي صلى الله عليه وسلم معروف لا اعتراض عليه وقد سكت ولم يعترض فأن الاعتراض المزعوم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
في الأخير ارجوا أني قد وفقت إلى الرد على هذا الافتراء فإن كان حقا فمن الله وإن كان غير ذلك فمن نفسي والشيطان والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العلمين
لا تنسونا من صالح دعائكم
…...................................
نقلا عن موقع شبكة ردود الاسلامية لدعوة النصارى
====================================================================((((((((لغة الاناجيل))))))======= ما هى طبيعة وأسلوب اللغة التى كتبت بها الأناجيل ؟
مرقس: يلفت (جرانت) الأنظار إلى خشونة وعامية اللغة التى حرر بها مرقس إنجيله. ويذكر (الكتور بوكاى) نقلاً عن (كولمان) قوله: “إن هناك الكثير من تراكيب الجمل فى هذا الإنجيل تدعم الغرض القائل بأن مؤلف هذا الإنجيل يهودى الأصل”. ويرى (بوكاى) نفسه أن “نص هذا الإنجيل يُظهِر عيباً رئيسياً أولياً لا جدال فيه ، فلقد تحرر دون اهتمام بالتعاقب الزمنى للأحداث .. .. كما أن هذا المبشر يبرز افتقاراً كاملاً للمعقولية”.
ويُنقل عن الأب (روجى) قوله: “إن مرقس كان كاتباً غير حاذق ، وأكثر المبشرين ابتذالاً ، فهو لا يعرف أبداً كيف يحرر حكاية”.
ويرى كولمان (أن لوقا يحذف أكثر الآيات اليهودية عند مرقس ، ويبرز كلمات المسيح فى مواجهة كفر اليهود وعلاقته الطيبة مع السامريين الذين يمقتهم اليهود ، على حين يقول متى فى إنجيله إن المسيح طلب إلى حوارييه تجنب السامريين).
وذلك مثال جلى ـ بين أمثلة كثيرة ـ على أن المبشرين يضعون على لسان يسوع ما يتناسب مع وجهات نظرهم الشخصية ، كما يقول دكتور موريس بوكاى.
أما كاتب إنجيل يوحنا فهو متأثر جداً بالأسلوب الإغريقى الفلسفى ، الذى كان منتشراً فى نهاية القرن الأول وبداية القرن الثانى الميلادى ، عندما انتشرت نظرية الغنوصية ، التى تزيد من تبجيل يسوع فجعلته شبحاً بلا وجود أو مخلوقا إلهياً تجسَّدَ مؤقتاً ولم يعان عذاباً ولم يذق موتاً).
وتقول دائرة المعارف الكتابية عن مفردات مرقس (مادة إنجيل مرقس): (يبلغ عدد المفردات فى إنجيل مرقس (فى الأصل اليونانى) 1.330 كلمة ، منها ستون كلمة أسماء أعلام ، و 79 كلمة ينفرد مرقس باستخدامها (فيما يختص بأسفار العهد الجديد) ، و 203 كلمة لا توجد إلا فى الأناجيل الثلاثة الأولى ، و 15 كلمة فى إنجيل يوحنا ، و 23 كلمة فى كتابات الرسول بولس (بما فيها الرسالة إلى العبرانيين) وكلمتان فى الرسائل الجامعة (واحدة فى يعقوب والثانية فى بطرس الثانية) ، وخمس كلمات فى سفر الرؤيا . ونحو ربع الكلمات التسع والسبعين التى ينفرد بها مرقس ، هى كلمات غير بليغة ، بالمقابلة مع السُّبع فى لوقا ، وأكثر من السُّبع قليلاً جداً فى متى.
أما بالنسبة لزمن الأفعال التى استُخدِمَت فى إنجيل مرقس: فقد استخدم صيغة (الفعل فى المضارع 151 مرة ، مقابل 78 مرة فى متى ، وأربع مرات فى لوقا ، وذلك فى غير الأمثال حيث أن مرقس لا يستعمله مطلقاً فى الأمثال ، بينما يستخدمه متى 15 مرة ، ولوقا خمس مرات. ويستخدم يوحنا صيغة الفعل المضارع 162 مرة (أكثر قليلاً من مرقس).
وبالنسبة للإقتباسات فتقول دائرة المعارف الكتابية مادة (إنجيل مرقس): (اقتباسات: مما يسترعى النظر أن متى فى كثير من الفصول ، يجذب الأنتباه إلى أن يسوع قد أكمل النبوات، بينما نجد أن مرقس لا يقتبس سوى مرة واحدة من العهد القديم ويضع هذا الاقتباس فى صدر إنجيله . والجزء المقتبس من إشعياء يظهر فى الأناجيل الأربعة ، أما الجزء المقتبس من ملاخى ، فلا يذكر إلا فى إنجيل مرقس فقط ، على الرغم من وجود تلميح لهذا الجزء فى إنجيل يوحنا (3: 28) .
يذكر مرقس فى إنجيله 19 اقتباساً بالمقارنة مع 40 اقتباساً يذكرها متى، 17 اقتباساً فى لوقا، 12 اقتباساً فى يوحنا – وثلاثة من هذه الاقتباسات التسعة عشر، لا توجد فى مكان آخر من العهد الجديد وهى (9: 48، 10: 19، 12: 32) ، وكل الاقتباسات فى العهد الجديد هى 160 اقتباساً.
وإذا أخذنا فى الاعتبار الإشارات إلى العهد القديم ، الصريحة والضمنية ، فيذكر وستكوت وهورت (فى كتابهما : العهد الجديد فى اليونانية) لمتى 100 استشهاد ، ولمرقس 58 ، وللوقا 86 ، وليوحنا 21 ، ولسفر الأعمال 107.
تقول دائرة المعارف الكتابية عن معجزات يسوع مادة (إنجيل مرقس): (وليس غريبا أيضاً أن تكون المعجزات أكثر عدداً من الأمثال . ويقول وستكوت (فى مقدمة لدراسة الأناجيل – 480- 486) أن مرقس يذكر تسع عشرة معجزة وأربعة أمثال ، بينما يذكر متى 21 معجزة و15 مثلاً ، ولوقا 20 معجزة و19 مثلاً ومن المعجزات ينفرد مرقس بذكر اثنتين ، كما ينفرد بذكر مثل واحد . كما يسجل البشير مرقس أعمال المسيح أكثر مما يسجل أقواله . وهذه الحقائق تقدم لنا نقطة التقاء أخرى مع حديث بطرس (أع 10: 37-43) ، فهى أعمال خير وإحسان (أع 10: 38) ولها دلالات قوية (أع 2: 22، أنظر مرقس 1: 27، 2: 10 إلخ).
ويبين مرقس أن معجزات الشفاء كثيراً ما كانت فورية (1: 31، 2: 11و12، 3: 5) ، واحياناً تمت شيئاً فشيئاً أو بصعوبة (1: 26، 7: 32-35 ، 9: 26- 28) ، كما لم يستطع مرة أن يصنعها " بسبب عدم إيمانهم (6: 5و6).
أما عن معرفة مؤلف إنجيل مرقس لفلسطين فتقول دائرة المعارف الكتابية (مادة مرقس): إنه جليلى من أورشليم ، أما H. Conzelmann فى كتابه (Arbeitsbuch zum Neuen Testament) صفحة 304 و 305 أن مؤلف إنجيل لوقا لا يعرف فلسطين.
وهذا كله يدل إذاً على أن كاتبوا الأناجيل غير موحى إليهم ، ولكنهم أشخاص اجتهدوا فى كتابة هذه الإناجيل بأسلوبهم الخاص ، مستندين فى ذلك على مصادر لديهم ، كما تقول دائرة المعارف الكتابية (مادة إنجيل مرقس): (سادسا – المصادر: رأينا أنه طبقاً لشهادة الآباء ، كانت كرازة بطرس وتعليمه ، هما – على الأقل – المصدر الرئيسي ، وأن الكثير من معالم الإنجيل تؤيد هذا الرأي. وقد رأينا أيضاً أسباباً دقيقة ، ولكن لها وزنها ، تدفعنا إلى الاعتقاد بأن مرقس نفسه قد أضاف القليل.
يعتقد "وايس" أن مرقس استخدم وثيقة مفقودة الآن كانت تضم أساساً أقوال يسوع يطلق عليها فى الكتابات المبكرة "اللوجيا" أى الأقوال ، وكان يرمز لها بالحرف "سا" ولكنها تعرف الآن بالحرف “ Q ” ، وقد أيده فى هذا مؤخراً ، ساندى وستريتر. وقد حاول هارناك والسيرجون هوكنز وفلهاوزن إعادة إنشاء “ Q ” على أساس ما لا ينتمى لمرقس فى متى ولوقا ، أما " ألن" فيستخلصها من متى فقط معتقداً أن مرقس أيضاً يحتمل أن يكون قد أخذ أقوالاً قليلة منه. والبعض يفترض مصدراً معيناً للأصاح الثالث عشر، ويعتبره ستريتر وثيقة كتبت بعد سقوط أورشليم بزمن وجيز، متضمنة أقوالاً قليلة مما نطق به يسوع، وقد أدمجها مرقس فى إنجيله. ويفترض بيكون وجود مصادر أخرى شفهية كانت أو مكتوبة، لأجزاء صغيرة من الإنجيل، وسماها بالرمز ““ X ، ويزعم أن الكاتب الأخير لإنجيل مرقس ( ويرمز له بالرمز R ) ليس مرقس، بل شخصاً من مدرسة بولس من نوع راديكالي.)
ويقول لوقا فى إنجيله: (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4
وعن هذا النص تقول دائرة المعارف الكتابية (مادة لوقا) (منهج لوقا : لقد صرح لوقا بمنهجه فى مقدمته الرائعة البليغة (1: 1-4) ، فهنا نرى لمحة من شخصية الكاتب ، وهو ما لا نجده فى إنجيل متى ومرقس ، وإن كنا نراه فى لمحات عابرة فى الإنجيل الرابع. ولكنا هنا نجد الكاتب يأخذ القارئ موضع ثقة ويكشف عن موقفه ومؤهلاته للقيام بهذا العمل العظيم ، فهو يكتب كمعاصر عن الماضى القريب، وهذا النوع من أعسر الكتابات التاريخية فى تفسيره ، ولكنه فى الغالب من أهمها ، فهو يكتب عن "الأمور المتيقنة عندنا" التى حدثت فى زمننا. وكما سبق القول ، لا يدَّعى لوقا أنه كان شاهد عيأن لهذه الأمور" ،فكما نعلم، كان لوقا أممياً ومن الظاهر أنه لم ير يسوع فى الجسد ، فهو يقف فى مكان خارج الأحداث العظيمة التى يسجلها. وهو لا يخفى اهتمامه الشديد بهذه القصة ، ولكنه يذكر أيضاً أنه يكتب بروح المؤرخ المدقق. أنه يريد أن يؤكد لثاوفيلس هذه الأمور "لتعرف صحة الكلام الذى علمت به" ، ويقرر أنه قد تتبع أو فحص "كل شئ من الأول بتدقيق" ، وهو ما يجب على كل مؤرخ صادق . ومعنى هذا أنه حصل على مقتطفات من مصادر مختلفة ومحصها وسجلها فى قصة مترابطة "على التوالى" حتى يعرف ثاوفيلس تماماً التتابع التاريخى للأحداث المرتبطة بحياة يسوع الناصرى. وحقيقة أن " كثيرين قد أخذوا بتأليف قصة فى هذه الأمور" لم تمنع لوقا عن العمل . بل بالحرى دفعه ذلك العمل "رأيت أنا أيضا " لكتابه تاريخه عن حياة يسوع وعمله كما جمعه من بحثه ، ولم يكن الزمن قد بعد به عن الجيل الذى عاش فيه يسوع ومات . فقد كان أمراً بالغ الأهمية عنده كأحد أتباع يسوع المثقفين ، أن يتتبع أصل هذه الدعوة التى قد أصبحت حركة عالمية، وكان قادراً على الوصول إلى الحقائق لأنه تقابل مع شهود العيان ليسوع وعمله كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداماً للكلمة ". لقد كانت هناك فرصة واسعة أمام لوقا خلال السنتين اللتين قضاهما مع بولس فى قيصرية (أع 24- 26) ليقوم بدراسته وابحاثه الدقيقة ، فقد كان عدد كبير من أتباع المسيح ، مازالوا أحياء (1كو 15: 6) وكانت هذه فرصة ذهبية للوقا ، كما كان عنده القصص المكتوبة التى "كان كثيرون قد أخذوا " فى كتابتها. ولا شك فى أننا ننتظر أن نرى فى إنجيل لوقا كتاباً مشابهاً لسفر الأعمال فى الأسلوب والمنهج ، مع غرام المؤرخ بالدقة والترتيب ، ومع استيعاب الكاتب واستفادته من كل ما سمع وقرأ ، ولا يمكن أن نتوقع من مثل هذا الكاتب أى تهاون أو عدم مبالاة ، بل نتوقع منه المزج الذكى بين ما جمعه من مواد ليجعل منه عملاً فنياً متكاملاً.)
وهنا تطرح نفسها عدة أسئلة :
- لماذا أوحى الرب عدة أناجيل تختلف فى التفاصيل، وتختلف فى الأسلوب اللغوى وتختلف فى إهتمامات المؤلفين، وتختلف محتوياتها تبعاً لإختلاف مصادرها التى كتب منها مؤلف الإنجيل؟
- لماذا لم يوحى الرب إنجيلاً واحداً يجمع كل هذه التفاصيل فى كتاب واحد؟ أليس ذلك أبلغ وأقوى فى البشارة به؟
- لماذا أوحى الرب لأناس ما هم بأنبياء وبعضهم غير معروفة هويته أو مُختَلَف فيها اختلاف كبير ، ولم يوحى إلى نبيه؟
- فأين إنجيل نبيه عيسى عليه السلام؟ فإن كنت تقولون إنه هو الرب فكيف لم يتمكن من الحفاظ على إنجيله وكلمته؟ أهو إله ضعيف إلى هذا الحد؟ ألا يتمكن من الحفاظ على حياته ، ولا كلامه؟ فكيف أصدق أن هذا هو الإله الذى يجب أن أستأمنه على نفسى وحياتى؟
- ولماذا اختلف وحى الرب وأسلوبه فى الكتابة باختلاف ثقافة الكاتب؟
- ألا يدل ذلك على مبادرة شخصية منهم للكتابة مثل لوقا؟
- ولماذا لم تتبقى إلا كتابات بولس وتلاميذه؟
أما دائرة المعارف البريطانية فكانت أكثر وضوحاً وصراحة فى اعترافاتها، فقالت عن إنجيل يوحنا: (أما إنجيل يوحنا فإنه لا مرية ولا شك كتاب مزور ، أراد صاحبه مضادة اثنين من الحواريين بعضها لبعض ، وهما القديسان يوحنا بن زبدى الصياد ومتى ، وقد ادعى الكاتب المزوَّر فى متن الكتاب أنه هو الحوارى الذى يحبه يسوع ، فأخذت الكنيسة هذه الجملة على علاَّتها ، وجزمت بأن الكاتب هو يوحنا الحوارى .. .. .. مع أن صاحبه غير يوحنا الحوارى يقيناً ، ولا يخرج هذا الكتاب عن كونه مثل بعض كتب التوراة التى لا رابط بينها وبين من نسبت إليه ، وإنا لنشفق على الذين يبذلون أقصى جهدهم ليربطوا ـ ولو بأوهى رابطة ـ ذلك الرجل الفلسفى .. الذى ألف هذا الكتاب فى الجيل الثانى بالحوارى يوحنا الصياد الجليلى ، وأن أعمالهم تضيع عليهم سُدى لخبطهم على غير هدى).
كتبه الأخ أبو بكر
عصمته الرسول من أكل ما ذبح على النصب؟
من أكل ما ذبح على النصب، ودفع ما يتوهم عصمته عكس ذلك :
، لقى زيد بن عمرو 1- عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما، أن النبى سفرة( ) الوحى، فقدمت إلى النبى بن نفيل( ) بأسفل بلدح( ) قبل أن ينزل عليه فأبى أن يأكل منها، ثم قال زيد : إنى لست آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل إلا ، مما ذبح على النصب ما ذكر اسم الله عليه"( )، ففى الحديث تصريح بعدم أكله
- ، وزيد بن حارثة( ) مر بهم أما ما جاء فى حديث سعيد بن زيد بن عمرو أن رسول الله زيد بن عمرو، فدعوه إلى سفرة لهما، فقال : يا ابن أخى إنى لا آكل مما ذبح على بعد ذلك أكل شيئاً مما ذبح على النصب"( ) النصب، فما رؤى النبى
- وفى حديث وهو مردفى إلى نصب من الأنصاب، زيد بن حارثة رضى الله عنه قال : خرج رسول الله فذبحنا له شاة، ووضعناها فى التنور( ) حتى إذا نضجت، استخرجناها فجعلناها فى يسير، وهو مردفى فى أيام الحر، من أيام مكة، حتى إذ سفرتنا، ثم أقبل رسول الله كنا بأعلى الوادى لقى فيه زيد بن عمرو – فذكر الحديث مطولاً – وفيه : ثم قدّمنا إليه يعنى زيد بن عمرو – السفرة التى كان فيها الشواء، فقال : ما هذه؟ فقلنا : هذه شاة ذبحناها لنصب كذا وكذا، فقال : إنى لا آكل ما ذبح لغير الله"( )
وفى رواية قال : "ما كنت لآكل مما لم يذكر اسم الله عليه"( ) فليس فى الروايتين ما يتعارض مع من أكل ما ذبح للأصنام، لأن قول زيد : "هذه شاة رواية البخارى السابقة من عصمته ذبحناها لنُصب كذا وكذا" تعنى الحجر الذى ذبحت عليه الشاة، وليس هذا الحجر بصنم ولا معبود، وإنما هو من آلات الجزار التى يذبح عليها، لأن النُصب فى الأصل حجر كبير. فمنها ما يكون عندهم من جملة الأصنام، فيذبحون له وعلى اسمه! ومنها مالا يعبد، بل يكون من آلات الذبح، فيذبح الذابح عليه لا للصنم!
وهذا أكثر ما تحمله العبارة السابقة : أن يكون زيد بن حارثة ذبح شاة، واتفق ذلك الذبح عند صنم، كانت قريش تذبح عنده، لا أنه ذبحها للصنم!
فظن زيد بن عمرو أن ذلك اللحم مما ذبح لصنم، فامتنع لذلك حسماً للمادة، ولم يكن الأمر كما ظن زيد( )
ويكون بعد ذلك عن أكل شئ ذبح على النصب أى الحجر مثل امتناع زيد بن عمرو امتناع النبى حسماً للمادة
بعد ذلك هذا ولا يعنى قول زيد بن حارثة : "فما رؤى النبى قبل ذلك كان يأكل مما ذبح لصنم! كلا! وحاشاه أكل شيئاً مما ذبح على النصب" أنه من ذلك، ويؤكده ما جاء فى نفس الرواية السابقة من حديث زيد بن حارثة قال : "وكان صنماً من نحاس يقال له أساف أو نائلة يتمسح به المشركون إذا طافوا، فطاف رسول الله : "لا تمسه" قال زيد : فطفنا. وطفت معه، فلما مررت مسحت به، فقال رسول الله : "ألم تنه؟"( فقلت فى نفسى لأمسنه حتى أنظر ما يقول، فمسحته! فقال رسول الله )
عن استلام الأصنام ثم يذبح لها؟!( فكيف يعقل إذن أن ينهى رسول الله )
أما ما يستشكل من قول زيد بن عمرو : "إنى لا آكل مما لم يذكر اسم الله عليه" وهو ما يعنى أنه علم أن الشاة المذبوحة، إنما ذبحت على النصب الذى هو من آلات الذبح، ولم تذبح لصنم، ولكنه مع ذلك امتنع عن الأكل منها، لأنها لم يذكر عليها اسم كان أولى بهذه الفضيلة من زيد بن عمرو الله عز وجل، وهو ما يعنى أن رسول الله
أكل منها، وعلى تقدير أن يكون أكل، فزيد فالجواب : أنه ليس فى الحديث أنه إنما كان يفعل ذلك برأى يراه، لا بشرع بلغه، ولاسيما وزيد يصرح عن نفسه بأنه لم يتبع أحداً من أهل الكتابين( )
وهو وإن كان على دين سيدنا إبراهيم، فشرعه على تحريم الميتة، لا تحريم ما لم يذكر اسم الله عليه، واستمر ذلك حتى جاء الإسلام( )
أما قول بعض خصوم السيرة العطرة : "بأن هذا جواب بارد، لأن فيه إدراك زيد لهذا الأمر الذى وافق فيه نظر الشرع"( )
فأقول له : وأين نظر الشرع هنا فى إدراكه، وقد جاء النهى عن أكل ما ذبح إلى غير اسم الله عز وجل، بعد المبعث بمدة ولا}طويلة، ولم ينقل أن أحداً بعد المبعث كف عن الذبائح حتى نزل قوله تعالى : ( ) {تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق
أما زعمه بان إدراك مما لا يمكن قبوله، أو الالتزام به، لأنه يعنى أن زيداً كان أعقل زيد لذلك دونه وأعرف به( ) من النبى
فالجواب : أنه ليس فى إسناد فضيلة لزيد بن عمرو أو ،ولا ما يثبت تفضيله عليه. إذ من المسلم أنه لغيره، ما يعود بالنقض على رسول الله قد يكون فى المفضول من الخصائص ما ليس للأفضل، ولا يؤثر هذا فى أفضليته، لأن له من الخصائص ما يؤهله لاستحقاق الأفضلية. وهذا بديهى. وإلا فليخبرنا الرافضى، هل الفضائل والمناقب الصحيحة، بل وحتى الضعيفة والموضوعة التى تنسب لسيدنا على بن أبى طالب، أو غيره من الصحابة رضى الله عنهم أجمعين تعنى أنه أو أنهم أعقل من سيدنا وأعرف منه، وأفضل منه؟!! أه رسول الله
من الحلف بأسماء هـ عصمته الأصنام التى كان يعبدها قومه، ويحلفون بها تعظيماً لها:
جاء فى قصة بحيرا باللات والعزى حينما لقيه بالشام فى سفرته مع عمه أبى الراهب أنه استحلف النبى يا غلام أسألك باللات طالب وهو صبى، لما رأى فيه علامات النبوة، فقال بحيرا للنبى والعزى إلا أخبرتنى عما أسألك عنه، وإنما قال له بحيرا ذلك لأنه سمع قومه يحلفون : "لا تسألنى باللات والعزى شيئاً، فوالله ما أبغضت بغضه بهما. فقال له النبى شيئاً قط"( )
وعن عروة بن الزبير رضى الله عنه قال : حدثنى جار لخديجة بنت يقول لخديجة : أى خديجة والله لا أعبد خويلد رضى الله عنها قال : سمعت النبى اللات أبداً، والله لا أعبد العزى أبداً، قال : فتقول خديجة خل العزى، قال : كانت صنمهم الذى يعبدون، ثم يضطجعون"( )
===================
شهادة المنصفين من أهل الكتاب والكفار وأعدائه له بالصحة والصدق:
وهذا من باب أن أقوى الشهادات على صحة الشيء شهادة الخصوم ؛ فأهل الكتاب والكفار مع شدة عداوتهم للقرآن ، إلا أن منهم من اعترف به ، وأقر بصدقه وصحته، وهذا الدليل مأخوذ من قوله تعالى:
( أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ( [الأنعام:114].
وقوله جل جلاله:( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ( [القصص:52-53].
وقوله تعالى : ( وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا ( [الإسراء:106-108].
وقوله سبحانه : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ( [الأحقاف:10] .
وقوله تعالى (...وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ( [المائدة:82-85].
أخرج مسلم عن أبي ذر قَالَ:قَدْ صَلَّيْتُ قَبْلَ أَنْ أَلْقَى رَسُولَ اللَّهِ ( بِثَلَاثِ سِنِينَ . قُلْتُ: لِمَنْ؟ قَالَ :لِلَّهِ . قُلْتُ :فَأَيْنَ تَوَجَّهُ ؟ قَالَ :أَتَوَجَّهُ حَيْثُ يُوَجِّهُنِي رَبِّي ،أُصَلِّي عِشَاءً حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ أُلْقِيتُ ، كَأَنِّي خِفَاءٌ حَتَّى تَعْلُوَنِي الشَّمْسُ ،فَقَالَ أُنَيْسٌ :إِنَّ لِي حَاجَةً بِمَكَّةَ فَاكْفِنِي . فَانْطَلَقَ أُنَيْسٌ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ فَرَاثَ (424)عَلَيَّ ثُمَّ جَاءَ ، فَقُلْتُ :مَا صَنَعْتَ ؟ قَالَ: لَقِيتُ رَجُلًا بِمَكَّةَ عَلَى دِينِكَ يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ . قُلْتُ :فَمَا يَقُولُ النَّاسُ ؟ قَالَ :يَقُولُونَ شَاعِرٌ كَاهِنٌ سَاحِرٌ –وَكَانَ أُنَيْسٌ أَحَدَ الشُّعَرَاءِ –قَالَ أُنَيْسٌ :لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ فَمَا هُوَ بِقَوْلِهِمْ ، وَلَقَدْ وَضَعْتُ قَوْلَهُ عَلَى أَقْرَاءِ الشِّعْرِ فَمَا يَلْتَئِمُ عَلَى لِسَانِ أَحَدٍ بَعْدِي أَنَّهُ شِعْرٌ ،وَاللَّهِ إِنَّهُ لَصَادِقٌ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ . قَالَ قُلْتُ :فَاكْفِنِي حَتَّى أَذْهَبَ فَأَنْظُرَ . قَالَ :فَأَتَيْتُ مَكَّةَ فَتَضَعَّفْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ ،فَقُلْتُ :أَيْنَ هَذَا الَّذِي تَدْعُونَهُ الصَّابِئَ ؟ فَأَشَارَ إِلَيَّ ،فَقَالَ :الصَّابِئَ . فَمَالَ عَلَيَّ أَهْلُ الْوَادِي بِكُلٍّ مَدَرَةٍ (425) وَعَظْمٍ حَتَّى خَرَرْتُ مَغْشِيًّا عَلَيَّ ،قَالَ :فَارْتَفَعْتُ حِينَ ارْتَفَعْتُ كَأَنِّي نُصُبٌ أَحْمَرُ . قَالَ :فَأَتَيْتُ زَمْزَمَ فَغَسَلْتُ عَنِّي الدِّمَاءَ وَشَرِبْتُ مِنْ مَائِهَا ،وَلَقَدْ لَبِثْتُ يَا ابْنَ أَخِي ثَلَاثِينَ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءُ زَمْزَمَ ، فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي ، وَمَا وَجَدْتُ عَلَى كَبِدِي سُخْفَةَ جُوعٍ ...)(426).
(وأخرج ابن إسحاق والبيهقي(427) من طريق عكرمة ، أو سعيد عن ابن عباس :أن الوليد بن المغيرة اجتمع ونفر من قريش ، وكان ذا سن فيهم ، وقد حضر الموسم ،فقال :إن وفود العرب ستقدم عليكم فيه وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا ، فأجمعوا فيه رأيا واحدا ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضا ، ويرد قول بعضكم بعضا ، فقالوا :فأنت يا أبا عبد شمس فقل ، وأقم لنا رأيا نقوم به ، فقال: بل أنتم فقولوا لأسمع . فقالوا :نقول كاهن . فقال :ما هو بكاهن، لقد رأيت الكهان فما هو بزمزمة الكاهن وسحره . فقالوا :نقول : مجنون . فقال :وما هو بمجنون ، ولقد رأينا الجنون وعرفناه ، فما هو بخنقه ولا تخالجه ولا وسوسته . قال :فنقول: شاعر . قال :فما هو بشاعر ، قد عرفنا الشعر برجزه وهزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه، فما هو بالشعر . قال :فنقول : ساحر. قال :فما هو ساحر ، قد رأينا السحار وسحرهم ، فما هو بنفثه ولا عقده . فقالوا :ما تقول يا أبا عبد شمس ؟ قال :والله إن لقوله لحلاوة ، وإن أصله لمعذق وإن فرعه لجنى ،فما أنتم بقائلين من هذا شيئا إلا عرف أنه باطل ، وإن أقرب القول لأن تقولوا : ساحر . فتقولوا : هذا ساحر يفرق بين المرء وبين أبيه ، وبين المرء وبين أخيه ، وبين المرء وبين زوجته ، وبين المرء وعشيرته ، فتفرقوا عند ذلك ، فجعلوا يجلسون للناس حين قدموا الموسم ، لا يمر بهم أحد إلا حذروه إياه وذكروا لهم أمره ،فأنزل الله عز وجل في النفر الذين كانوا معه ، ويصفون له القول في رسول الله فيما جاء به من عند الله : ( الذين جعلوا القرآن عضين ( أي أصنافا ( فوربك لنسألنهم أجمعين ( أولئك النفر الذين يقولون ذلك لرسول الله لمن لقوا من الناس ،قال :وصدرت العرب من ذلك الموسم بأمر رسول الله ، وانتشر ذكره في بلاد العرب كلها .
وأخرج أبو نعيم(428) من طريق العوفي ، عن ابن عباس ، قال :أقبل الوليد بن المغيرة على أبي بكر يسأله عن القرآن ،فلما أخبره خرج على قريش ،فقال :يا عجبا لما يقول ابن أبي كبشة ، فوالله ما هو بشعر ، ولا سحر ، ولا بهُذاء مثل الجنون ، وان قوله لمن كلام الله .
وأخرج ابن إسحاق والبيهقي وأبو نعيم(429) ، عن ابن عباس قال :قام النضر بن الحارث ابن كلدة ابن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي ،فقال :يا معشر قريش ، إنه والله لقد نزل بكم أمر ما ابتليتم بمثله ، لقد كان محمد فيكم غلاما حدثا ، أرضاكم فيكم وأصدقكم حديثا ، وأعظمكم أمانة ، حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب ، وجاءكم بما جاءكم : قلتم ساحر . لا والله ما هو بساحر ؛ قد رأينا السحرة ونفثهم وعقدهم ، وقلتم : كاهن . لا والله ما هو بكاهن ؛ قد رأينا الكهنة وحالهم وسمعنا سجعهم ، وقلتم : شاعر . لا والله ما هو بشاعر ؛ لقد روينا الشعر وسمعنا أصنافه كلها هزجه ورجزه ، وقلتم : مجنون . لا والله ما هو بمجنون؛ لقد رأينا الجنون فما هو بخنقه ولا وسوسته ولا تخليطه ، يا معشر قريش انظروا في شأنكم، فإنه والله لقد نزل بكم أمر عظيم .
وأخرج ابن إسحاق والبيهقي(430) ، عن محمد بن كعب ، قال :حُدَّثْتُ أن عتبة بن ربيعة قال ذات يوم ورسول الله ( في المسجد :يا معشر قريش ألا أقوم إلى هذا فأكلمه ، فأعرض عليه أمورا لعله أن يقبل منها بعضها ويكف عنا ؟ قالوا :بلى يا أبا الوليد . فقام عتبة حتى جلس إلى رسول الله ( ،قال عتبة :يا محمد أنت خير أم هاشم ؟ أنت خير أم عبد المطلب ؟ أنت خير أم عبد الله ؟ فلم يجبه قال :فبم تشتم آلهتنا ، وتضلل آباءنا ،فإن كنت إنما بك الرئاسة عقدنا ألويتنا لك فكنت رأسنا ما بقيت ، وإن كان بك الباءة زوجناك عشر نسوة تختار من أي بنات قريش شئت ، وإن كان بك المال جمعنا لك من أموالنا ما تستعين بها أنت وعقبك من بعدك . ورسول الله ( ساكت ولا يتكلم ، حتى إذا فرغ عتبة ،قال رسول الله ( :يا أبا الوليد . قال :نعم . قال :فاسمع مني . قال :افعل . فقال رسول الله ( : بسم الله الرحمن الرحيم ( حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا ( فمضى رسول الله فقرأها عليه ، فلما سمعها عتبة أنصت لها وألقى بيديه خلف ظهره معتمدا عليهما ، يسمع منه حتى انتهى رسول الله إلى السجدة فسجد فيها ،ثم قال :سمعت يا أبا الوليد ؟ قال :سمعت. قال :فأنت وذاك . فقام عتبة إلى أصحابه ، فقال بعضهم لبعض :نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به . فلما جلس إليهم ،قالوا :وما وراءك يا أبا الوليد ؟ قال: ورائي إني والله قد سمعت قولا ما سمعت بمثله قط ، والله ما هو بالشعر ، ولا السحر ، ولا الكهانة ،يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها بي ، خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه واعتزلوه ، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ ؛ فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم ، وإن يظهر على العرب ، فملكه ملككم ، وعزه عزكم ، وكنتم أسعد الناس به . قالوا: سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه . فقال :هذا رأيي لكم فاصنعوا ما بدا لكم)(431).
وهذه بعض شهادات المنصفين من المعاصرين :
-يقول إبراهيم خليل(432):( يرتبط هذا النبي ( بإعجاز أبد الدهر بما يخبرنا به المسيح –عليه السلام- في قوله عنه:(ويخبركم بأمور آتية) ، وهذا الإعجاز هو القرآن الكريم ، معجزة الرسول الباقية ما بقي الزمان ، فالقرآن الكريم يسبق العلم الحديث في كل مناحيه ؛ من طب وفلك و جغرافيا وجيولوجيا وقانون واجتماع وتاريخ… ففي أيامنا هذه استطاع العلم أن يرى ما سبق إليه القرآن بالبيان والتعريف ..)(433) .
وقال : ( أعتقد يقينا أني لو كنت إنسانا وجوديا ، لا يؤمن برسالة من الرسالات السماوية، وجاءني نفر من الناس وحدثني بما سبق به القرآن العلم الحديث في كل مناحيه ؛ لآمنت برب العزة والجبروت خالق السماوات والأرض ، ولن أشرك به أحدا)(434).
وقال بلاشير(435): (إن القرآن ليس معجزة بمحتواه وتعليمه فقط، إنه أيضاً و يمكنه أن يكون قبل أي شيء آخر تحفة أدبية رائعة ، تسمو على جميع ما أقرته الإنسانية وبجلته من التحف ، إن الخليفة المقبل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - المعارض الفظ في البداية للدين الجديد ،قد غدا من أشد المتحمسين لنصرة الدين عقب سماعه لمقطع من القرآن ، وسنورد الحديث فيما بعد عن مقدار الافتتان الشفهي بالنص القرآني بعد أن رتله المؤمنون )(436).
وقالت بوتر(437) :(عندما أكملت قراءة القرآن الكريم ، غمرني شعور بأن هذا هو الحق الذي يشتمل على الإجابات الشافية حول مسائل الخلق وغيرها ، وإنه يقدم لنا الأحداث بطريقة منطقية ، نجدها متناقضة مع بعضها في غيره من الكتب الدينية ، أما القرآن فيتحدث عنها في نسق رائع وأسلوب قاطع لا يدع مجالاً للشك بأن هذه هي الحقيقة ، وأن هذا الكلام هو من عند الله لا محالة )(438).
وقالت بوتر أيضا: (كيف استطاع محمد ( الرجل الأمي ، الذي نشأ في بيئة جاهلية أن يعرف معجزات الكون التي وصفها القرآن الكريم ،والتي لا يزال العلم الحديث حتى يومنا هذا يسعى لاكتشافها ؟ لابد إذن أن يكون هذا الكلام هو كلام الله عز وجل )(439).
قال بوكاي(440): (لقد قمت أولاً بدراسة القرآن الكريم ،وذلك دون أي فكر مسبق ، وبموضوعية تامة بحثاً عن درجة اتفاق نص القرآن ومعطيات العلم الحديث ،وكنت أعرف قبل هذه الدراسة ،وعن طريق الترجمات ،أن القرآن يذكر أنواعا كثيرة من الظاهرات الطبيعية، لكن معرفتي كانت وجيزة ،وبفضل الدراسة الواعية للنص العربي ، استطعت أن أحقق قائمة أدركت بعد الانتهاء منها ، أن القرآن لا يحتوي على أية مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم في العصر الحديث ، وبنفس الموضوعية قمت بنفس الفحص على العهد القديم والأناجيل، أما بالنسبة للعهد القديم فلم تكن هناك حاجة للذهاب إلى أبعد من الكتاب الأول،أي سفر التكوين فقد وجدت مقولات لا يمكن التوفيق بينها وبين أكثر معطيات العلم رسوخاً في عصرنا ، وأما بالنسبة للأناجيل ،فإننا نجد نص إنجيل متي يناقض بشكل جلي إنجيل لوقا،وأن هذا الأخير يقدم لنا صراحة أمراً لا يتفق مع المعارف الحديثة الخاصة بقدم الإنسان على الأرض)(441) .
وقال حتي(442) : (إن أسلوب القرآن مختلف عن غيره،ثم إنه لا يقبل المقارنة بأسلوب آخر ،ولا يمكن أن يقلد، وهذا في أساسه . هو إعجاز القرآن .. فمن جميع المعجزات كان القرآن المعجزة الكبرى)(443).
وقال أرنولد(444) :(.. (إننا) نجد حتى من بين المسيحيين مثل الفار (الإسباني) الذي عرف بتعصبه على الإسلام ،يقرر أن القرآن قد صيغ في مثل هذا الأسلوب البليغ الجميل ،حتى إن المسيحيين لم يسعهم إلا قراءته والإعجاب به)(445).
ولقد ألف الدكتور مراد هوفمان –سفير ألمانيا السابق بالرباط- كتاب (الإسلام كبديل)(446)، وفيه شهادات كثيرة على إعجاز القرآن وصدقه ، وصدق النبي ( وكمال التشريع.
إلى آخر تلك الشهادات الطويلة على صدق القرآن وإعجازه .
قارن بين هذا الكلام وكلام نصر أبو زيد عندما يقول: (إن إعجاز القرآن ليس إلا في تغلبه على الشعر وسجع الكهان ، ولكنه ليس معجزا في ذاته)(447).
(((صور من محبة الرسول لامته)))))الصورة الأولى :
جاء في صحيح البخاري في حديث الشفاعة العظمى عن أنس رضي الله عنه وفي الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم (فيأتوني ، فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه ، فإذا رأيته وقعت ساجدا ، فيدعني ما شاء الله أن يدعني ، فيقول : ارفع محمد ، وقل يسمع ، واشفع تشفع ، وسل تعط ، قال : فأرفع رأسي فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمنيه ، فيحد لي حدا ، فأخرج فأدخلهم الجنة - قال قتادة : وسمعته أيضا يقول : فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة - ثم أعود فأستأذن على ربي في داره ، فيؤذن لي عليه ، فإذا رأيته وقعت ساجدا ، فيدعني ما شاء الله أن يدعني ، ثم يقول : ارفع محمد ، وقل يسمع ، واشفع تشفع ، وسل تعط ، قال : فأرفع رأسي فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمنيه ، قال : ثم أشفع فيحد لي حدا ، فأخرج فأدخلهم الجنة - قال قتادة : وسمعته يقول : فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة - ثم أعود الثالثة ، فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه ، فإذا رأيته وقعت له ساجدا ، فيدعني ما شاء الله أن يدعني ، ثم يقول : ارفع محمد ، وقل يسمع ، واشفع تشفع ، وسل تعطه ، قال : فأرفع رأسي ، فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمنيه ، قال : ثم أشفع فيحد لي حدا ، فأخرج فأدخلهم الجنة - قال قتادة : وقد سمعته يقول : فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة - حتى ما يبقى في النار إلا من حبسه القرآن) . أي وجب عليه الخلود . قال : ثم تلا هذه الآية : {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} . قال : وهذا المقام المحمود الذي وعده نبيكم صلى الله عليه وسلم .
الصورة الثانية ..
جاء عند البخاري أيضاً من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في حديث الشفاعة العظمى أيضاً قول النبي صلى الله عليه وسلم (فأنطلق فآتي تحت العرش ، فأقع ساجدا لربي عز وجل ، ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي ، ثم يقال : يا محمد ارفع رأسك ، سل تعطه ، واشفع تشفع ، فأرفع رأسي فأقول : أمتي يا رب ، أمتي يا رب ، فيقال : يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة ، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ، ثم قال : والذي نفسي بيده ، إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وحمير ، أو : كما بين مكة وبصرى).
الصورة الثالثة ..
( قرأ صلى الله عليه وسلم يوماً قول اللـه فى إبراهيم: ( رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) [ ابراهيم: 36 ]
وقرأ قول اللـه فى عيسى:( إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )[ المائدة: 118 ].
فبكى صلى الله عليه وسلم فأنزل اللـه إليه جبريل عليه السلام وقال: باجبريل سل محمد ما الذى يبكيك؟ - وهو أعلم-، فنزل جبريل وقال: ما يبكيك يا رسول اللـه؟ قال أمتي.. أمتي يا جبريل، فصعد جبريل إلى الملك الجليل. وقال: يبكى على أمته واللـه أعلم، فقال لجبريل: انزل إلى محمد وقل له إنا سنرضيك فى أمتك ) رواه مسلم .
الصورة الرابعة
قول النبي صلى الله عليه وسلم (لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها ، وأريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي في الآخرة ) رواه البخاري .
الصورة الخامسة
أن رجلا أصاب من امرأة قبلة ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فأنزل الله : {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} . فقال الرجل : يا رسول الله ، ألي هذا ؟ قال : لجميع أمتي كلهم ) رواه البخاري .
الصورة السادسة
قول النبي صلى الله عليه وسلم ( لولا أن أشق على أمتي ، أو على الناس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة ) رواه البخاري .
الصورة السابعة
روى البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قوله ( خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال : (عرضت علي الأمم ، فجعل يمر النبي معه الرجل ، والنبي معه الرجلان ، والنبي معه الرهط ، والنبي ليس معه أحد ، ورأيت سوادا كثيرا سد الأفق ، فرجوت أن يكون أمتي ، فقيل : هذا موسى وقومه ، ثم قيل لي : انظر ، فرأيت سوادا كثيرا سد الأفق ، فقيل لي : انظر هكذا وهكذا ، فرأيت سوادا كثيرا سد الأفق ، فقيل : هؤلاء أمتك ، ومع هؤلاء سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب) . فتفرق الناس ولم يبين لهم ، فتذاكر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : أما نحن فولدنا في الشرك ، ولكنا آمنا بالله ورسوله ، ولكن هؤلاء هم أبناؤنا ، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (هم الذين لا يتطيرون ، ولا يسترقون ، ولا يكتوون ، وعلى ربهم يتوكلون) . فقام عكاشة بن محصن فقال : أمنهم أنا يا رسول الله ؟ قال : (نعم) . فقام آخر فقال : أمنهم أنا ؟ فقال : (سبقك بها عكاشة) .
منى محمد
07-22-2006, 04:13 PM
الصورة الثامنة ..
جاء في حديث الإسراء والمعراج الطويل ..قال النبي صلى الله عليه وسلم : ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام . قال ابن حزم وأنس بن مالك : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ففرض الله على أمتي خمسين صلاة ، فرجعت بذلك ، حتى مررت على موسى ، فقال : ما فرض الله لك على أمتك ؟ قلت : فرض خمسين صلاة ، قال : فارجع إلى ربك ، فإن أمتك لا تطيق ذلك ، فراجعني فوضع شطرها ، فرجعت إلى موسى ، قلت : وضع شطرها ، فقال : راجع ربك ، فإن أمتك لا تطيق ، فراجعت فوضع شطرها ، فرجعت إليه ، فقال ارجع إلى ربك ، فإن أمتك لا تطيق ذلك ، فراجعته ، فقال : هي خمس ، وهي خمسون ، لا يبدل القول لدي ، فرجعت إلى موسى ، فقال : راجع ربك ، فقلت : استحييت من ربي ، ثم انطلق بي ، حتى انتهى بي إلى سدرة المنتهى ، وغشيها ألوان لا أدري ما هي ، ثم أدخلت الجنة ، فإذا فيها حبايل اللؤلؤ ، وإذا ترابها المسك .رواه البخاري .
الصورة التاسعة ..
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قول "سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه" . قالت فقلت : يا رسول الله ! أراك تكثر من قول "سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه ؟ " فقال "خبرني ربي أني سأرى علامة في أمتي . فإذا رأيتها أكثرت من قول : سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه . فقد رأيتها . إذا جاء نصر الله والفتح . فتح مكة . ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا . فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا" . رواه مسلم .
الصورة العاشرة ..
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما تعدون الشهيد فيكم ؟ قالوا : يا رسول الله ! من قتل في سبيل الله فهو شهيد . قال : إن شهداء أمتي إذا لقليل ، قالوا : فمن هم ؟ يا رسول الله ! قال : من قتل في سبيل الله فهو شهيد . ومن مات في سبيل الله فهو شهيد . ومن مات في الطاعون فهو شهيد . ومن مات في البطن فهو شهيد . قال ابن مقسم : أشهد على أبيك ، في هذا الحديث ؛ أنه قال : والغريق شهيد . وفي رواية : قال عبيدالله بن مقسم : أشهد على أخيك أنه زاد في هذا الحديث : ومن غرق فهو شهيد . وفي رواية : زاد فيه : والغرق شهيد ) رواه مسلم .
الصورة الحادية عشرة ..
( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الريح والغيم ، عرف ذلك في وجهه ، وأقبل وأدبر . فإذا مطرت ، سر به ، وذهب عنه ذلك . قالت عائشة : فسألته . فقال : "إني خشيت أن يكون عذابا سلطا على أمتي" . ويقول ، إذا رأى المطر "رحمه" . ) رواه مسلم .
الصورة الثانية عشرة ..
عن عبدالله بن عمر ؛ قال : ( مكثنا ذات ليلة ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة العشاء الآخرة . فخرج إلينا حين ذهب ثلث الليل أو بعده . فلا ندري أشيء شغله في أهله أو غير ذلك . فقال حين خرج إنكم لتنتظرون صلاة ما ينتظرها أهل دين غيركم . ولولا أن يثقل على أمتي لصليت بهم هذه الساعة ثم أمر المؤذن فأقام الصلاة وصلى ) رواه مسلم
الصورة الثالثة عشرة ..
( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل ذات يوم من العالية . حتى إذا مر بمسجد بني معاوية ، دخل فركع فيه ركعتين . وصلينا معه . ودعا ربه طويلا . ثم انصرف إلينا . فقال صلى الله عليه وسلم "سألت ربي ثلاثا . فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة . سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها . وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها . وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها" . وفي رواية : أنه أقبل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه . فمر بمسجد بني معاوية( . رواه مسلم .
الصورة الرابع عشرة ..
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار . قال فأتاه جبريل عليه السلام . فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف . فقال "أسأل الله معافاته ومغفرته . وإن أمتي لا تطيق ذلك" . ثم أتاه الثانية . فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين . فقال "أسأل الله معافاته ومغفرته . وإن أمتي لا تطيق ذلك" . ثم جاءه الثالثة فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف . فقال "أسأل الله معافاته ومغفرته . وإن أمتي لا تطيق ذلك" . ثم جاءه الرابعة فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف . فأيما حرف قرءوا عليه ، فقد أصابوا .رواه مسلم .؟؟؟؟؟؟؟؟؟السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ملخص لمائة خصلة انفرد بها صلى الله عليه وسلم عن بقية الأنبياء السابقين عليهم السلام
عبد الله بن جار الله الجار الله
أضيفت بتاريخ : 10 - 09 - 2006 نقلا عن : كتاب تذكير المسلمين باتباع سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم نسخة للطباعة القراء : 2653
للدكتور /خليل إبراهيم ملا خاطر
أستاذ مشارك في المعهد العالي للدعوة الإسلامية بالمدينة النبوية
لخّصها إبراهيم الحدادي
ما أكرمه الله تعالى به لذاته في الدنيا
1- أخذ الله له العهد على جميع الأنبياء، صلى الله عليه وسلم.
2- كان عند أهل الكتاب علم تام به صلى الله عليه وسلم.
3- كان نبياً وآدم منجدل في طينته صلى الله عليه وسلم.
4- هو أول المسلمين صلى الله عليه وسلم.
5- هو خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم.
6- هو نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم.
7- هو أولى بالأنبياء من أممهم صلى الله عليه وسلم.
8- هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وأزواجه أمهاتهم صلى الله عليه وسلم.
9- كونه منة يمتن الله بها على عباده.
10- كونه خيرة الخلق، وسيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم.
11- طاعته ومبايعته هي عين طاعة الله ومبايعته.
12- الإيمان به مقرون بالإيمان بالله تعالى.
13- هو رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم.
14- هو أمنة لأمته صلى الله عليه وسلم.
15- عموم رسالته صلى الله عليه وسلم.
16- تكفّل المولى بحفظه وعصمته صلى الله عليه وسلم.
17- التكفل بحفظ دينه صلى الله عليه وسلم.
18- القسم بحياته صلى الله عليه وسلم.
19- القسم ببلده صلى الله عليه وسلم.
20- القسم له صلى الله عليه وسلم.
21- لم يناده باسمه صلى الله عليه وسلم.
22- ذكر في أول من ذكر من الأنبياء.
23- النهي عن مناداته باسمه صلى الله عليه وسلم.
24- لا يرفع صوت فوق صوته صلى الله عليه وسلم.
25- تقديم الصدقة بين يدي مناجاتهم له ( ثم نسخ ذلك ).
26- جعله الله سراجاً منيراً صلى الله عليه وسلم.
27- فرض بعض شرعه في السماء صلى الله عليه وسلم.
28- تولى الإجابة عنه صلى الله عليه وسلم.
29- استمرار الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم.
30- الإسراء والمعراج به صلى الله عليه وسلم.
31- معجزاته صلى الله عليه وسلم.
32- غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر صلى الله عليه وسلم.
33- تأخير دعوته المستجابة ليوم القيامة صلى الله عليه وسلم.
34- أعطي جوامع الكلم صلى الله عليه وسلم.
35- أعطي مفاتيح خزائن الأرض صلى الله عليه وسلم.
36- إسلام قرينه من الجن صلى الله عليه وسلم.
37- نصره بالرعب مسيرة شهر صلى الله عليه وسلم.
38- شهادة الله وملائكته له صلى الله عليه وسلم.
39- إمامته بالأنبياء في بيت المقدس صلى الله عليه وسلم.
40- قرنه خير قرون بني آدم صلى الله عليه وسلم.
41- ما بين بيته ومنبره روضة من رياض الجنة صلى الله عليه وسلم.
42- أعطي انشقاق القمر صلى الله عليه وسلم.
43- يرى من وراء ظهره صلى الله عليه وسلم.
44- رؤيته في المنام حق صلى الله عليه وسلم.
45- عرض الأنبياء مع أممهم عليه صلى الله عليه وسلم.
46- جعل خاتم النبوة بين كتفيه صلى الله عليه وسلم.
47- اطلاعه على المغيبات صلى الله عليه وسلم.
ما أكرمه الله تعالى به في الآخرة
48- وصفه بالشهادة صلى الله عليه وسلم.
49- ما أعطي من الشفاعات صلى الله عليه وسلم.
50- هو أول من يبعث صلى الله عليه وسلم.
51-هو إمام الأنبياء وخطيبهم صلى الله عليه وسلم.
52- كل الأنبياء تحت لوائه صلى الله عليه وسلم.
53- هو أول من يجوز على الصراط صلى الله عليه وسلم.
54- هو أول من يقرع باب الجنة صلى الله عليه وسلم.
55- هو أول من يدخل الجنة صلى الله عليه وسلم.
56-إعطاؤه الوسيلة والفضيلة صلى الله عليه وسلم ( الوسيلة: أعلى منزلة في الجنة ).
57-إعطاؤه المقام المحمود صلى الله عليه وسلم ( وهي الشفاعة العظمى ).
58- إعطاؤه الكوثر صلى الله عليه وسلم ( وهو نهر في الجنة ).
59- إعطاؤه لواء الحمد صلى الله عليه وسلم.
60-يكون له كرسي عن يمين العرش صلى الله عليه وسلم.
61-هو أكثر الأنبياء تبعاً صلى الله عليه وسلم.
62- هو سيد الأولين والآخرين يوم القيامة صلى الله عليه وسلم.
63- هو أول شافع ومشفع صلى الله عليه وسلم.
64- هو مبشر الناس يوم يفزع إليه الأنبياء صلى الله عليه وسلم.
65- ما يوحى إليه في سجوده تحت العرش مما لم يفتح على غيره من قبل ومن بعد صلى الله عليه وسلم.
66- منبره على حوضه صلى الله عليه وسلم.
ما أكرمه الله به في أمته في الدنيا
67- جعلت خير الأمم.
68- سماهم الله تعالى المسلمين، وخصهم بالإسلام.
69- أكمل الله لها الدين، وأتم عليها النعمة.
70- ما حطه الله لها عنها من الإصر والأغلال.
71- صلاة المسيح خلف إمام المسلمين.
72- أحلّت لها الغنائم.
73- جعلت صفوفها كصفوف الملائكة.
74- التيمم والصلاة على الأرض.
75- خصّهم بيوم الجمعة.
76- خصهم بساعة الإجابة يوم الجمعة.
77- خصهم بليلة القدر.
78- هذه الأمة هي شهداء الله في الأرض.
79- مثلها في الكتب السابقة { ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ }.
80- لن تهلك بجوع، ولا يسلط عليها عدو من غيرها فيستأصلها.
81- خصت بصلاة العشاء.
82- تؤمن بجميع الأنبياء.
83- حفظها من التنقص في حق ربها عز وجل.
84- لا تزال طائفة منها على الحق منصورة.
ما أكرمه الله تعالى به في أمته في الآخرة
85- هي شاهدة للأنبياء على أممهم.
86- هي أول من يجتاز الصراط.
87- هي أول من يدخل الجنة، وهي محرمة على الناس حتى تدخلها.
88- انفرادها بدخول الباب الأيمن من الجنة.
89- سيفديها بغير من الأمم.
90- تأتي غرا محجلين من آثار الوضوء.
91- هي أكثر أهل الجنة.
92- سيرضي الله نبيه صلى الله عليه وسلم فيها.
93- زيادة الثواب مع قلة العمل.
94- كلها تدخل الجنة إلا من أبى بمعصيته لله ورسوله للحديث الذي رواه البخاري.
95- كثرة الشفاعات في أمته.
96- تمني الكفار لو كانوا مسلمين.
97- هم الآخرون في الدنيا السابقون يوم القيامة.
98- دخول العدد الكثير منها الجنة بغير حساب.
99- لها علامة تعرف بها ربها عز وجل وهو الساق.
100- فيها سادات أهل الجنة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله
"عزازيل" للدكتور يوسف زيدان
الرواية التى أثارت الزوابع
تخاريف صائم، وشخابيط ناقد
د. إبراهيم عوض
فى لقاء تلفازى فى برنامج "العاشرة مساءً" خاص بمناقشة رواية "عزازيل" للدكتور يوسف زيدان قدمته قناة دريم" منذ عدة أسابيع يفاجأ المشاهدون فى بداية الحلقة بالدكتور محمد الجوادى يتحدث "من منازلهم" متناولا الرواية بالنقد مؤكدا أن صاحبها قد خانه التوفيق، فهى فى نظره رواية دون المستوى، وتسىء إلى الكنيسة الأرثوذكسية. وكنت أشعر شعورا قويا، وأنا أتابع كلماته وتعبيرات وجهه وتلوينات صوته وحركات رقبته ونظرات عينيه، أنه لا يتحدث بما انتهت إليه دراسته للرواية، بل يقول ما يتصور أنه يرضى بعض الأطراف، وهو ما دفع المؤلف، بعد كلمتين عن لطف الجوادى وحلاوة شخصيته وما إلى هذا، إلى أن يمطره بأشد مما قاله هو فى الرواية، إذ كان رأيه أن الجوادى ليس ناقدا ولا أديبا، بل مجرد طبيب، وعليه ما دام الأمر كذلك أن يلتفت إلى عمله فى الطب وأن يترك الأدب للأدباء والنقاد، وبخاصة أنه، كما قال، لم يقرأ الرواية أصلا.
وقد كان الدكتور زيدان، والحق يقال، رابط الجأش حاضر البديهة، فلم يؤخذ بكلام الجوادى المباغت، أو بالأحرى: بكلامه الذى بدا لى مباغتا، إذ هو صديق للمؤلف حسبما فهمنا منه، فلم يكن من المتوقع أن يهاجم الصديق صديقه على مرأى ومسمع من ملايين المشاهدين بهذه الطريقة، وفى وقت تحتاج الرواية إلى من يدافع عنها، على الأقل: بإبراز أنها لا تسىء إلى النصارى الذين قيل إن كنيستهم تنوى مقاضاة المؤلف وجَرْجَرته فى المحاكم شأنها مع كل مسلم يبدى رأيًا لا يرضيها حتى لقد علق بعض الساخرين بأن الأمر بهذه الطريقة سوف ينتهى بوضع كل الكتاب المسلمين فى السجن إلى أن يتم إعدامهم على بكرة أبيهم كى تستريح الكنيسة فلا يفكر أحد فى أن يقول مما يعتقده فى ضميره كلمة ولا حرفا واحدا، ليتلوها تطهير مصر من المسلمين جميعا باعتبارهم أجانب غرباء جاء أجدادهم من الجزيرة العربية واحتلوها وأكرهوا النصارى المصريين على اعتناق الإسلام كما نسمع هذه الأيام فى كل مكان، فينبغى من ثم إخراجهم من أرض الكنانة وإعادتهم من حيث جاؤوا والقضاء على كل ما يمت بأية صلة لهم وللغتهم وللدين الذين جلبوه وفرضوه على أهل مصر. ومن هنا ندرك معنى قولى آنفا إن المؤلف كان رابط الجأش. وكان هذا شأنه أيضا فى الحلقتين التلفازيتين اللتين شاهدتهما فى قناتين مصريتين أخريين، وهو ما أعجبنى منه بغض النظر عن العوامل المسؤولة عن ذلك، وهل رباطة الجأش نابعة منه هو ذاته أو راجعة إلى اطمئنانه إلى مساندة بعض الجهات القادرة على تعضيده وعدم تركه وحيدا فى هذه المواجهة. كما أعجبنى أن ممثل الكنيسة فى هذا اللقاء، وهو القمص عبد المسيح بسيط، كان هو أيضا هادئا ضابطا لنفسه فلم يكن متشنجا أو غاضبا أو مقعقعا بالتهديد، وإن كان قد اختلف مع المؤلف فى بعض المضامين التى تتعلق بتاريخ الكنيسة وتطورات العقيدة النصرانية، مع حرصه فى ذات الوقت على أن يبدأ كلامه بالإشادة بالجانب الإبداعى فى الرواية إشادة بالغة، وهو ما شاركه فيه الضيفان الآخران: د. يحيى الجمل ود. وسيم السيسى، مما ارتاح له المؤلف بطبيعة الحال ارتياحا عظيما ولقى منه الرضا والابتهاج، ناسيا أن يعلق على كلامهما بما علق به على كلام الجوادى من أنه كلام لشخصين غير أديبين وغير ناقدين.
وهى قفشة أخذتها من قبل على الأستاذ رجاء النقاش، الذى كان قد كتب مدافعا عن نجيب محفوظ وروايته: "أولاد حارتنا" ضد التقرير الذى كتبه ضدها فى آخر الخمسينات الشيخ أحمد الشرباصى والشيخ محمد الغزالى، إذ قال إن قراءتهما للرواية إنما هى قراءة دينية لا تصلح لتناول الأعمال الأدبية لأنهما ليسا أديبين ولا ناقدين، وفى ذات الوقت قَبِلَ شهادة د. أحمد كمال أبو المجد ود. محمد سليم العوا فى حق الرواية رغم أنهما أيضا ليسا أديبين ولا ناقدين، ورغم أن الغزالى كان شاعرا، فضلا عن أنه صاحب أسلوب أدبى لا يجارَى فى حلاوته وحرارته، وأن الشرباصى كان متخصصا فى الأدب العربى ونقده وليس شيخا من شيوخ الدين كما أراد النقاش الإيحاء، على خلاف الدكتورين الفاضلين اللذين لا نعرف لهما مشاركة فى الأدب ولا يتسم أداؤهما الكتابى بشىء من خصائص الأساليب الأدبية رغم احترامنا لهما كرجلى قانون وكاتبين فى الشؤون العامة، وهى الصفة التى يشاركهما فيها د. الجمل، أما الدكتور السيسى فطبيب متخصص فى المسالك البولية، فلا علاقة له بهذا المعنى بالأدب ولا النقد هو أيضا. وبالمناسبة فقد أفلتت منه فى الحلقة كلمة تساوى مليارات الجنيهات، إذ كان الدكتور زيدان يشرح كيف أنه ما من شخصية أو فكرة على طول التاريخ لم تتعرض للانتقاد، ثم ساق دليلا على ما يقول أنه قد انتقد عمرو بن العاص ذاته، وهو (حسبما قال) "جَدّه"، فما كان من الدكتور السيسى إلا أن رد على البديهة ودون تفكير قائلا: إنه ليس جَدّك، فأنت مصرى. وقيمة هذه الكلمة العارضة تكمن فى أننا، مسلمى مصر الذين نشكل نحو خمسة وتسعين فى المائة من سكان المحروسة، كثيرا ما نسمع من رفقاء الوطن النصارى أننا عرب محتلون، وينبغى أن نعود من حيث أتينا، أى إلى الجزيرة العربية ونترك مصر لهم أو ندخل فى النصرانية إن استحببنا البقاء معهم فى بلاد اللبن والعسل بدلا من بلاد الشظف والقشف، ناسين أن الجزيرة العربية لم تعد بلاد جدب وفقر، بل بلاد بترول وألماس وياقوت وذهب ومرجان... أحمدك يا رب! وسلِّمْ لى من فضلك على مرزوق العُتَقى! وبطبيعة الحال لم يكن زيدان يريد المعنى المباشر لكلمة "جَدِّى"، بل يقصد المعنى الثقافى والدينى والحضارى، إذ نحن نَدِين لعمرو بن العاص دَيْنًا كبيرا، إذ لولا هو لكان لخريطة مصر التاريخية والثقافية والروحية شأن مختلف تمام الاختلاف. وهذا ما أراده الدكتور زيدان، وهو محق فى هذا كل الحق رغم أهمية الكلمة التى خرجت من فم السيسى تدوى كطلقة الرصاص. يسلم فُمّك يا دكتور: يا دكتور سيسى، ويا دكتور زيدان كليكما!
إلا أننا نعود فنقول إن موقف د. زيدان بوجه عام هو موقف أملته الطبيعة البشرية التى تعمل ما فى وسعها لإحراز النصر على الخصوم بكل وسيلة متاحة، وبخاصة أنه لم يكن لديه فى البث التلفازى المباشر على الهواء وقت للمراجعة والتأنى. ذلك أن كلام الشخص فى حلقة تلفازية غير كلامه حين يكتب فتكون أمامه فرصة للتحقق من صحة ما يقول ودقته وما إلى هذا، أما فى اللقاءات التلفازية، وبالذات المذاع منها على الهواء، فإن نصف مخ المتكلم يكون غائبا فى العادة، اللهم إلا من رحم الله فيكون ثلث مخه فقط ضائعا، "وليس الثلث بقليل" كما قال رسولنا الأعظم عليه الصلاة والسلام، علاوة على قلة الوقت المتاح ومقاطعة مقدم البرنامج له بغية إعطاء الأطراف كلها نصيبا متساويا من هذا الوقت القليل، وشعوره بأن خصمه يصوب إليه نظرات التربص وينتظر الفرصة كى ينقض على ما يتفوه به ليفنّده، ودعنا من إحساسه بأن هناك ملايين تشاهد البرنامج وقد أرهفت الآذان وأحدّت الأبصار وركّزت الأعصاب فى كل كلمة يلفظها، وكأن كلا منهم قد تحول إلى "الرقيب العتيد" الذى يحدثنا عنه القرآن، هذا الإحساس الذى يضغط هو أيضا على أعصابه ضغطا شديدا.
وإلى القارئ ما سبق أن قلته فى هذا الموضوع ضمن دراستى التى نشرتها منذ عدة أسابيع بعنوان: "قضية خاسرة ودفاع متهافت: رجاء النقاش يترافع عن أولاد حارتنا" بمناسبة صدور كتاب النقاش عن "دار الهلال" فى هذا الموضوع: "ونحن نقول للأستاذ النقاش، وإن كان انتقل إلى ذمة الله، إلا أنه حاضر معنا بكتاباته وآرائه ومواقفه، وبخاصة فى كتابه هذا الذى يدور عليه حديثنا الآن: إنك قد استفتيت بشأن "أولاد حارتنا" الدكتور محمد سليم العوا والدكتور أحمد كمال أبو المجد وطرت بما قالاه حتى لامست النجوم التى نراها فوق رؤوسنا، بل حتى تجاوزتها إلى نجوم المجرّة التى فوقها مما لا نراه الآن، وقد نراه فى مقبل الأيام إن كتب الله لنا عمرا طويلا ندرك به عصر المناظير الفلكية العملاقة التى سوف يتم اختراعها فى تلك الأثناء لترينا نجوم المجرات الأخرى، مع أنهما ليسا ناقدين بالمعنى الذى تريد، فكيف كان منك ذلك؟ إنهما أقرب إلى أن يكونا عَالِمَىْ دينٍ، وليسا ناقدين أدبيين. فلماذا قَبِلْتَ منهما ما قالاه عن الرواية المحفوظية وأثنيت عليه وطنطنت به، ورفضت أن يكون لأمثالهما ممن ليسوا بنقاد، أى ممن لم يدرسوا النقد مثلى ومثلك فى قسم اللغة العربية بكلية الآداب أو أى قسم آخر يناظره، رأى يَرَوْنَه فى تلك الرواية؟ وهل كل النقاد الذين يملأون الساحة النقدية هذه الأيام وقبل هذه الأيام بزمن طويل هم من المتخصصين فى النقد الأدبى؟ بطبيعة الحال لا، فلم إذن تخص من تسميهم: "علماء دين" ممن لا يَحْسُن رأيهم فى رواية نجيب محفوظ بالحرمان، وكأننا فى محكمة من محاكم التفتيش؟
ألا يكفى أن يكون لدى الشخص اطلاع جيد على الأعمال الأدبية ومعرفة بالطريقة التى ينبغى التعامل معها من خلالها؟ وهل يفعل الدارسون فى أقسام اللغة العربية والأدب العربى شيئا آخر غير هذا؟ صحيح أن الدراسة المنظمة قمينة أن تكون أفضل، إلا أن ثم كثيرا من النقاد استطاعوا تكوين شخصياتهم النقدية بالقراءة الحرة والعكوف على الكتب والدراسات التى من شأنها إعانتهم على أداء هذه المهمة. وهل كان سليمان البستانى مثلا أو إبراهيم اليازجى أو جبران خليل جبران أو أمين الريحانى أو روحى الخالدى أو شكيب أرسلان أو الرافعى أو العقاد أو الزيات أو محمد لطفى جمعة أو محمد عبد الغنى حسن أو مصطفى عبد اللطيف السحرتى أو جورج طرابيشى أو لطفى الخولى أو محمد دكروب أو محمود أمين العالم أو حتى نجيب محفوظ ذاته من خريجى أقسام اللغة العربية الذين درسوا النقد الأدبى دراسة منظمة، ودعنا من الفُسُول من أصحاب الدبلومات الضِّحَال الثقافة والذوق الذين لا يستطيع الواحد منهم أن يكتب أو يقرأ جملة واحدة سليمة، فضلا عن أن يفهم النص الذى أمامه فهما صحيحا، وهم الذين يتصدرون مجالس الأدب والنقد هذه الأيام ويمدد الواحد منهم رجليه فى وجوهنا وكأنه جالس على المصطبة الملاصقة لبيتهم فى القرية ثم يفتى فى كل شىء وفى أى شىء، وهو يجهل كل شىء جهلا فاحشا يبعث على القىء، بل هو أجهل من الجهل ذاته إن كان هناك جهل يتجاوز ما نعرفه من جهل، وكل بضاعته كَمْ مصطلحًا من مصطلحات الخردة النقدية الغربية يرددها دون وعى ودون ذوق ودون عقل متصورا أنه قد جاء بالذئب من ذيله؟ الجواب هو "كلا" بالثلث. فلماذا لا تنكر على أى من هؤلاء قيامهم بمهمة الناقد الأدبى وحديثهم عن رواية محفوظ التى نحن بسبيلها؟ أقول لك السبب؟ إنه رفضك أن يكون هناك رأى فى رواية "أولاد حارتنا" يخالف ما ترتئيه. هذا هو السر، ولا سر سواه!".
وهو نفسه ما نقوله تعقيبا على نصيحة يوسف زيدان لمحمد الجوادى، وإن كنا نتفهم الدوافع التى حدت به إلى الرد عليه بهذه الشاكلة، فقد شعرتُ، وبعض الشعور إثم، وإن كان بعضه الآخر حقا كل الحق، أن الجوادى يريد توصيل رسالة ما إلى جهة ما لا أن يقول رأيه فى الرواية، التى جزم الدكتور زيدان بأن صديقه لم يقرأها. وأنا أميل إلى تصديق زيدان لأكثر من سبب: فلو كان الجوادى قرأ الرواية لاتصل بمقدمة البرنامج عقب سماعه هذا الكلام ونقض ما قاله زيدان. بل لو كان قرأ الرواية لكان اتصل قبل ذلك بصاحبها وناقشه فيها، وبخاصة أنهما صديقان كما فهمنا من كلام الدكتور زيدان. وفوق هذا فهو لم يخصّ بالحديث شيئا معينا فى الرواية، بل كان حريصا على أن يكون هذا الحديث عاما لا يمكن الإمساك بشىء منه ومناقشته. ومن هنا شعر يوسف زيدان، فيما أظن، أن عليه رد التحية بأحسن (!) منها، فنفى عنه بكلمة واحدة القدرة على فهم الأعمال الإبداعية وتذوقها، ومن ثم العجز عن نقد الإبداعات الأدبية. ونقرة بنقرة، بل بثلاث نقرات، والبادئ أظلم. وهذا عكس ما قاله يحيى الجمل، ود. صلاح فضل، الذى اتصل هاتفيا بالبرنامج على ما هو متبع فى مثل تلك الحلقات بترتيب مسبق، إذ وصفا الرواية بأنها تتسم بالعذوبة والرقة والشاعرية.
ومما له صلة بفنية الرواية ما أثير من حديث عن صحة ما قاله مؤلفها فى بدايتها من أنها عبارة عن مذكراتٍ مخطوطةٍ كتبها راهب مصرى من أتباع نسطور فى أحد الديارات بمنطقة حلب ثم دفنها هناك حيث ظلت خافية عن الأنظار أكثر من ستة عشر قرنا، إلى أن قيض الله لها فى الفترة الأخيرة من اكتشفها بالمصادفة كما يقع فى مثل تلك الظروف، وقام الكاتب بترجمتها من السريانية التى كُتِبَتْ بها إلى اللسان العربى. ولم يكتف د. زيدان بهذا، بل زاد فأضاف إلى الرواية عِدّةً غير قليلة من الهوامش يُفْهَم من كل منها على نحو أو على آخر أنه ليس إلا مترجما لتلك المذكرات التى خلفها وراءه الراهب هيبا. وقد لاحظت أن كثيرا ممن قرأت ما كتبوه عن الرواية قد تكلموا عنها بوصفها مخطوطا سريانيا ترجمه الدكتور زيدان إلى العربية. وقد تباهى الدكتور زيدان فى الحلقة المشار إليها قائلا إن كل من قرأها جازت عليه الحيلة الفنية التى احتالها وظن فعلا أنها مخطوط سريانى، وأن كل دوره ينحصر فى الترجمة. وممن ذكرهم فى هذا السياق د. أحمد عتمان، الذى قال عنه إنه، بعد أن ألقى كلمته عن الرواية وأخذ راحته فى تحليلها فى إحدى الندوات، مال على أذنه وسأله هامسا: الرواية بطبيعة الحال مخطوط سريانى؟ أليس كذلك؟ وهو ما يدل، فى نظر زيدان، على استيلاء الرواية على أذهان من قرأوها بحيث إنهم استغرقوا فيها ولم يكتشفوا أنه هو مؤلفها وأن الراهب هيبا المصرى ليس إلا خَلْقًا من صنع خياله دون أن يكون له أى وجود تاريخى. ومن الطريف رغم هذا أن يعكس عبد المسيح بسيط المسألة مائة وثمانين درجة فيقول، فى حلقة "العاشرة مساء"، إن كل النقاد قد خطّأوا الكاتب لأنه أوحى للقراء أن الرواية حقيقية وأنها فعلا مذكرات تركها الراهب هيبا وراءه. أما الأنبا بيشوى فيقول إن زيدان "يتخذ من أحد المخطوطات السريانية سندا لروايته، مع مزجها بخياله الروائى". أى أن هناك فى رأيه مخطوطا سريانيا فعلا، وكل ما فى الأمر أن المؤلف قد مزجه بشىء من الخيال (انظر ما كتبه رامى النجار فى جريدة "المصريون" بتاريخ 19/ 9/ 2008م تحت عنوان "بيان منسوب للأنبا بيشوي ينتقد فيه رواية "عزازيل" ويتهم مؤلفها بمحاولة تدمير الأرثوذوكسية وبيان آخر ينفي عزله من المجمع المقدس").
ومماله صلة بتلك المذكرات التى قال الكاتب إن البطل هيبا قد تركها وراءه موحيا بهذه الطريقة أنها مذكرات حقيقية وأن دوره هو ينحصر فى نقلها من السريانية إلى العربية أن شماسا من الدقهلية يُدْعَى: هانى اتصل بحلقة "العاشرة مساء" على الهواء مطالبا المؤلف أن يوضح للمشاهدين أين وجد هذه المخطوطة. أما الأستاذ جمال أسعد فكان واعيا بأن المسألة لا تعدو أن تكون حيلة فنية، إذ كتب فى مقال نشره فى 2/ 9/ 2008م بجريدة "المصريون" عنوانه: "الإبداع الفني والرقابة الدينية" قائلا إن رواية "عزازيل" "هي عمل أدبي أوهم فيه المؤلف القارئ بأن أحداثه استقاها من خلال مخطوطات سريانية". بل إنه زاد فدافع عن حق المؤلف فى كتابة ما يشاء على النحو الذى يشاء، مؤكدا أن "هذا الإيهام جائز حتى أن العمل يدخل تحت بند الإبداع الأدبي ولا علاقة له بالعقيدة الدينية".
فأما فيما يخصنى فقد أقبلت، والحق يقال، على الرواية بوصفها مخطوطا سريانيا ترجمه يوسف زيدان، وإن كنت استغربت أن يعرف الدكتور يوسف اللسان السريانى، وهو المتخصص فى الفلسفة، لكنى رددت على نفسى بأن ذلك ربما يكون راجعا إلى اهتمامه بالمخطوطات، التى من بينها مخطوطات سريانية كثيرة تهم دارس النصرانية فى تلك العصور، ومن ثم قد يكون تعلَّمها ببادرة ذاتية لا من خلال التخصص. إلا أننى ما إن مضيت قليلا فى القراءة حتى تيقظ عفريت الشك فى صدرى، إذ إن بناء الرواية بناء عصرى تماما، كما أن لفتات الذهن والاهتمامات العقلية والوجدانية التى تحرِّك الكاتب هى لفتات واهتمامات عصرية أيضا. وكان من بين ما حاك فى قلبى ولم أتقبله بسهولة أن يُقْدِم راهب فى تلك العصور فيكشف ستر الله الذى ستره به ويتحدث عن ممارسته للفاحشة مع الخادمة التى رآها على شاطئ الإسكندرية أول ما وصل إليها من بلده إخميم وعام فى بحرها وكاد أن يغرق لولا لطف الله به، فكانت أول إنسان يتعرف إليه. وفضلا عن ذلك فالرواية فى هذه النقطة تقوم على المصادفات الساذجة التى يستبعد الذهن أن تحدث فى الواقع على هذا النحو السلس الذى وقعت به فى الرواية. صحيح أن القَصَص القديم كان يقوم فى كثير من الأحيان على هذا اللون من المصادفات، بيد أننا هنا لسنا بإزاء قصة خيالية نسجتها يد أحد المؤلفين القدماء، بل تلقاءَ حكايةٍ المفروضُ أنها قد حدثت فعلا. أضف إلى هذا أن الكنيسة المصرية أبدت غضبها وقيل إنها بسبيلها إلى رفع دعوى قضائية ضد الدكتور زيدان لإهانته العقيدة النصرانية. فلو كانت الرواية مترجمة لما كان هناك مجال للكنيسة كى تغضب وتفكر فى مقاضاة الدكتور، إذ هو مجرد ناقل لنص موجود فعلا لا منشئ له. وهذا إن كان هناك أى أذى فى الكتاب للكنيسة أو لأتباعها. وكنت، كلما مضيت فى القراءة، تيقّن لدىّ أننى أمام رواية ألفها د. زيدان لا مخطوط سريانى اقتصر دوره على ترجمته... إلى أن استمعت إليه، فى تسجيل للحلقة المذكورة فى موقعه المشباكى، يقول إنه فى الواقع مؤلف الرواية لا مترجمها، فلم يكن لإقراره هذا أى تأثير لدىّ، إذ كنت قد وصلت إلى ذلك منذ وقت مبكر من مطالعتى لــ"عزازيل".
وهناك فى أدبنا الحديث من أراد أن يحتال على قرائه قبل د. زيدان ذات الحيلة التى احتال هو بها على قرائه، فقد كتب الفيلسوف الجزائرى مالك بن نبى، فى مقدمة سيرته الذاتية التى أصدرها فى جزأين بعنوان "مذكرات شاهد القرن"، أنها مخطوط وجده بجواره بعد أن فرغ من صلاة العصر منفردا فى ركن ناء بمسجد قسنطينة، الذى كان المستعمرون الفرنسيون قد حولوه إلى كاتدرائية طوال قرن كامل، وذلك عقب الاستقلال عن فرنسا بثلاثة أعوام. وكان قد شعر، وهو مندمج فى صلاته، بشخص يتسلل فى خفة وسكون إلى جانبه حيث ترك لفافة من الأوراق عن يمينه وانصرف من فوره، فاضطر هو فيما بعد إلى فتحها، ليكتشف أنها مخطوطٌ جِدُّ هامًّ ألفاه جديرا بالنشر فنشره. وفى الآداب الأجنبية يمكن أن نشير إلى رواية "دون كيشوت"، التى ألفها فى السجن الكاتب الإسبانى سرفانتس وادعى أنها فى الأصل مخطوط خلّفه مسلم إسبانى (موريسكى)، وانحصرت مهمته هو فى نشره للقراء. وقد أشار د. صلاح فضل إشارة سريعة إلى شىء من هذا فى مداخلته على الهواء فى الحلقة المومإ إليها، كما أشار أيضا إلى قيام رواية "وردة" لألبرتو إيكو على مثل هذه الحيلة.
وفى مادة "Don Quixote" من النسخة الإنجليزية من الموسوعة المشباكية الحرة: "الويكيبيديا: Wikipedia" نقرأ أن "Cervantes created a fictional origin for the story based upon a manuscript by the Invented historian, Cide Hamete Benengeli". وهو ما نجد شيئا من التفصيل له فى النسخة الفرنسية من ذات الموسوعة حيث نجد ما يلى: "Cervantès déclare que les premiers chapitres sont tirés des «Archives de La Manche» et le reste traduit depuis l’arabe de l’auteur morisque Cid Hamet Ben Engeli, l’enchanteur qui tire les ficelles de don Quichotte tout au long du roman".
وفى "أولاد حارتنا" نرى نجيب محفوظ يتبع خطة قريبة من هذه، إذ يقول على لسان الرواى: "هذه حكاية حارتنا، أو حكايات حارتنا، وهو الأصدق. لم أشهد من واقعها إلا طوره الأخير الذى عاصرته، ولكنى سجلتها جميعا كما يرويها الرواة، وما أكثرهم! جميع أبناء حارتنا يروون هذه الحكايات. يرويها كلٌّ كما يسمعها فى قهوةِ حيِّه أو كما نُقِلت إليه خلال الأجيال، ولا سند لى فيما كتبتُ إلا هذه المصادر... شهدتُ العهد الأخير من حياة حارتنا وعاصرت الأحداث التى دفع بها إلى الوجود "عرفة" ابن حارتنا البارّ. وإلى أحد أصحاب عرفة يرجع الفضل فى تسجيل حكايات حارتنا على يده، إذ قال لى يوما: "إنك من القلة التى تعرف الكتابة، فلماذا لا تكتب حكايات حارتنا؟ إنها تُرْوَى بغير نظام، وتخضع لأهواء الرواة وتحزباتهم، ومن المفيد أن تسجَّل بأمانة فى وحدة متكاملة ليحسن الانتفاع بها. وسوف أمدّك بما لا تعلم من الأخبار والأسرار". ونشطتُ إلى تنفيذ الفكرة اقتناعًا بوجاهتها من ناحية، وحبًّا فيمن اقترحها من ناحية أخرى. وكنت أول من اتخذ من الكتابة حرفة فى حارتنا على رغم ما جره ذلك علىَّ من تحقير وسخرية. وكانت مهمتى أن أكتب العرائض والشكاوى للمظلومين وأصحاب الحاجات. وعلى كثرة المتظلمين الذين يقصدوننى فإن عملى لم يستطع أن يرفعنى عن المستوى العام للمتسولين فى حارتنا، إلى ما أطلعنى عليه من أسرار الناس وأحزانهم حتى ضيّق صدرى وأشجن قلبى. ولكن مهلاً، فإننى لا أكتب عن نفسى ولا عن متاعبى، وما أهون متاعبى إذا قيست بمتاعب حارتنا، حارتنا العجيبة ذات الأحداث العجيبة: كيف وُجِدَتْ؟ وماذا كان من أمرها؟ ومن هم أولاد حارتنا؟". ولعل الفرق الوحيد بين الحيلتين أن محفوظ لم يقل بصريح العبارة إنه مجرد ناشر لما كتبه ذلك الرواى، الذى من الواضح أن كاتبنا قد عمل بكل قواه على إيهام القراء أنه شخص آخر غيره. أى أننا، فى ظاهر الأمر، أمام مخطوط كتبه شخص ما غير نجيب محفوظ، ثم وصل هذا المخطوط إلى يده فأداه إلينا كما وقع له، كما أن البيئة والناس اللذين ينتمى إليهما يختلفان عن البيئة والناس اللذين ينتمى إليهما كاتبنا الكبير، وإن لم يعبر هو عن هذه النقطة الأخيرة تعبيرا واضحا مباشرا كما فعل الدكتور زيدان فى مقدمة روايته.
وككل عمل أدبى سوف نتناول رواية "عزازيل" من الناحتين: الفنية والمضمونية، رغم وعينا بأن هذا التقسيم لا وجود له فى واقع الأمر، وإلا لصار العمل الأدبى من ناحيةٍ مجموعةً من الأفكار العادية جدا يستطيع أن يقولها كثير من الناس دون أن يكون لها أى وقع على النفس، ولوجدنا أنفسنا من الناحية الأخرى أمام شكل مجرد لا يمكن الإمساك به ولا الإحساس بتميزه. ولنا هنا فى الإنسان أسوة، فما إن تفارق الروح الجسد حسبما نعتقد نحن المؤمنين بالله وبالآخرة حتى يئيض الجسد بعد قليلٍ جثة منتنة سرعان ما يعيث فيها الدود فتستحيل رمادا وينتهى أمرها بالنسبة للدنيا ومن فيها بعد أن كانت كائنا حيا يملأ الدنيا صخبا وضجيجا ويمتلئ بالآمال والآلام والأفكار والمخاوف والمطامح ويدفع من حوله إلى الانشغال به واتخاذ المواقف المختلفة نحوه ونحو ما يرمز إليه ويمثله... إلخ. أما الروح فأين هى حتى يمكن التعامل معها، فضلا عن الشعور بها؟ إنها هناك عند ربها لا ندرى من أمرها شيئا. ومع هذا كله مما يعرفه النقاد ويرددونه كثيرا إلى درجة الإملال فإننا نشعر برغبةٍ مُلِحّةٍ فى التذكير بهذه الفكرة التى تبين أننا حين نتعامل مع النصوص الأدبية فلا بد أن نتعامل معها باعتبارها شكلا ومضمونا، وإلا صعب علينا، بل ربما عجزنا فى الحقيقة، عن أن نقول فيها شيئا. وكلنا رجاء ألا تضيق صدور القراء بهذه التذكِرة.
ولقد سبق أنْ وَصَفَ ضيوفُ الحقلة المذكورة روايةَ زيدان بأنها بالغة العذوبة والرقة. وهى بالفعل كذلك إلى حد بعيد. وسببه أن الراوى راهب غير تقليدى، فهو لا يؤدى الفروض ويقوم بواجبات الرهبنة كما ينبغى أن يؤديها كل راهب سواء اقتنع بما يصنع أولا، وسواء كان لهذا الذى يصنع وقع فى قلبه أو لا. كما أن هذا الراهب، واسمه: "هيبا"، لم يكن يعطى دائما ظهره للحياة متجسدة فى المرأة بوجه خاص، بل كان يقدر حلاوتها ويتشهاها، وإذا ما أتيح له أن يتذوقها لم يتردد فى أن يمد يده ويقطف ثمارها ويملأ بها فمه دون تردد، ويظل طول الوقت يصف هذه الحلاوة ويصف إحساسه بها، ناسيا أثناء ذلك أن هذه الثمرة ثمرة حرام، وأن السبيل القويم أمامه هو هجران الرهبنة والإقرار بأن لنداء الحياة قوة وجاذبية لا تقاوَم مثلما أَفْهَمَ الإسلامُ أتباعَه وحرّم من ثم الرهبنة ولم يكلفهم من الأمر عنتا لا تستطيعه الفطرة ولا يصلح لها بل يفسدها إفسادا شنيعا، وهو ما صنعه هيبا فى آخر المطاف. ومن العجيب أن المؤلف لم يضع هيبا فى هذا الموقف إلا مع امرأتين اثنتين ليس غير على مدى عشرات السنين مع أن النساء موجودات حوله طوال الوقت، وصراخ الغريرة فى الجسد والنفس لا يعرف الصمت، وبخاصة فى جسد هيبا ونفسه كما أرتنا الرواية. ونضيف إلى كل ما مر أن الرواية مكتوبة بضمير المتكلم، وهذه الطريقة تقرّب البطل من نقوس القراء وتضفى على ما يكتبه شاعرية، أو مزيدا من الشاعرية إذا كان الموضوع بطبيعته شاعريا. وهيبا من جهة أخرى إنسان متفتح العين والأذن لكل ما هو جميل فى الطبيعة أيضا، فهو دائما ما يصف السحاب والحقول والشروق والغروب والجبال والسهول وما إلى ذلك. ثم لا ننس أن هذا جميعه قد صاغه يراع زيدان، وهو شاعر كما ربما لا يعلم كثير من القراء، وفوق هذا فهو متمكن من الصياغة اللغوية إلى حد كبير كما هو بين جلىّ.
ولعل هذا العامل الأخير هو السبب فى أن كثيرا من ألفاظ الرواية مشكولٌ على غير عادة قصاصى عصرنا، الذين يتسم نتاج كثير منهم بالضعف الشائن فى اللغة ونحوها وصرفها، وبالتالى فإن تشكيل الألفاظ فى كتاباتهم أمر غير وارد بالمرة، وإلا كانت فضيحة، اللهم إلا إذا أوعزوا لبعض المتضلعين من اللغة وقواعدها وآدابها أن يُعْمِلوا قلم الإصلاح والتهذيب فيما يكتبون، وهو أمر لا يخطر لهم ببال لضحولة ثقافتهم اللغوية بل لضحولة ثقافتهم عموما، وإن ظن القراء الطيبون أن تحت قبابهم شيوخا مطمطمين، أما غير الطيبين من القراء، وهم فئة النقاد المطلعين على حقائق الأمور فيقولون: لا شيخ تحت القبة ولا يحزنون، لأننا قد دفنّا هذا الذى تحت القبة معا، فنحن نعرف أصله وفصله. وبالمناسبة فقد فوجئت بمقدمة البرنامج الأستاذة منى الشاذلى، وهى تقرأ فقرة من كتاب "عزازيل" لتثبت أنه يخلو من الإساءة إلى أحد، أنها قد قرأت الفقرة قراءة سليمة غاية السلامة، وهو أمر لم نتعوده من مقدمى أو مقدمات مثل هذه البرامج. وحتى لو كانت قد ضبطت مسبقًا الفقرةَ التى كانت تنوى أن تقرأها على الجمهور أو استرشدت بمن قرأتْها عليه وصححها لها فإن ذلك يُحْسَب لها بكل تأكيد، إذ يدل على حرصها على الظهور فى برنامجها فى أحسن صورة، كما يدل على احترامها للغة بلدها وحضارتها مما لا يفقه معناه كثير من المثقفين أو ممن يقال عنهم إنهم مثقفون رغم أن الثقافة لا تصح لمن يهملون شأن لغتهم، إذ الثقافة تشمل اللغة، بل تأتى اللغة على رأس مكوناتها كما يدرك العالمون. ولقد كنت، وأنا لا أزال بالجامعة، أضيق صدرا بقصص يوسف إدريس مثلا، التى بدأتُ التعرف إليها فى ذلك الوقت ورأيت كثيرا من النقاد يهللون لها أيما تهليل رغم امتلائها بالأخطاء التى من هذا النوع، وكأن تلك الأخطاء من الهوان وقلة القيمة بحيث لا تقدم ولا تؤخر. وكنت أقول: يجب على الكاتب، حتى لو كان ضعيفا فى اللغة كضعف يوسف إدريس بل فقره المعيب، أن يتقن لغته قبل أن يمتشق حسامها. أما إذا ما ابتلاه الله بالكسل واللامبالاة بهذا الضعف فعلى الأقل ينبغى أن يعهد بها إلى أحد المصححين يجيل فيها قلمه وينفى عنها ما فيها من وضر لا يليق. لكن على من تلقى مزاميرك يا داود؟ ولهذا السبب يرانى القارئ فى كتابى: "فصول من النقد القصصى" قد ألهبت ظهر إدريس وتهكمت على كثرة أخطائه اللغوية تهكما شديدا. ومع هذا يقتضينا الحق أن نقول إننى قد لاحظت فى المرحلة الأخيرة من كتاباته قبل وفاته اختفاء تلك الأخطاء البشعة واستقامة لغته كثيرا. ولعل لانضمامه إلى كُتّاب جريدة "الأهرام" دخلا فى ذلك، ففى "الأهرام"، كما فى الصحف المحترمة، مصححون لغويون ينظرون فى كل ما يُتْشَر فيها ولا يتركونه يخرج إلى القراء بعُجَره وبُجَره، أو كما نقول فى مصر بالعامية، وهو فى ذات الوقت مقبول فصحويا: "بِعَبَلِه"، وإن اكتسح التبلد السائد فى بلادنا فى جميع مناحى الحياة هذا الميدان أيضا فصرنا نقابل أخطاء كثيرة حتى فى كبريات الصحف.
وما حادثة الدويقة إلا مظهر من مظاهر هذا التبلد وتلك اللامبالاة.
ولا شك أن أمثال تلك الكارثة سوف تتكرر كثيرا كثيرا كثيرا كثيرا كما تكررت من قبل رغم تأكيدات المسؤولين الكذابين بأنها لن تتكرر بعد ذلك أبدا، ويأبى الله فى كل مرة يصرحون فيها بذلك إلا أن يخزيهم فتقع دائما كارثة أشنع عقب تلك التصريحات مباشرة. ولكنْ لا المسؤولون الكذابون يستحون فيكفون عن تصريحاتهم النارية العنترية، ولا الكوارث تستحى فتكفّ عن ترويعنا وإفعام قلوبنا بالرعب والحزن واليأس من صلاح الحال. والمضحك فى الأمر كله أن الناس تدعو الله دائما بالستر. ولأنى أحب الوضوح والصراحة أرانى لا أسكت، بل أنبرى فى الحال قائلا: لا أظنه تعالى سوف يستر علينا أبدا لأننا لا نستحق الستر: لا الحكومات ولا الشعوب. كما أن الله سبحانه لن يلغى سنن كونه من أجل كسلنا وإخلادنا فى كل أمورنا إلى "البَكَش والفهلوة وطريقة سلق البيض وشغل الثلاث ورقات"، فنحن ليس على رأسنا ريشة، بل نحن بعض خلقه يجرى علينا ما يجرى على غيرنا. ومن هنا أجدنى بوجه عام متشائما منذ زمن بعيد إلى حد بعيد، ولا أنتظر فى العادة خيرا من تلك الأحوال لمعرفتى بعيوب مجتمعاتنا القاتلة وحساسيتى لأوضاعنا المقلوبة فى كل ميادين الحياة ووعيى الحاد بأننا نعيش فى هذه المرحلة الحضارية خارج التاريخ والجغرافيا وخارج كل ما هو صحيح مستقيم! وما ظَنُّك بأممٍ ليس لها من عمل تقريبا فى الحياة إلا أن تأكل وتشرب وتتناسل، شأنها فى ذلك شأن الأبقار والطيور والأسماك والديدان والحشرات لا شأن البشر، وإلا فلم نحن متخلفون فى ميدان السياسة والاقتصاد والحرب والعلم والإبداع كل هذا التخلف؟ ولم نحن أذلاء وتافهون كل هذه المذلة والتفاهة حتى فى مجال الرياضة واللعب؟ وليست بعيدةً عنا فضيحةُ أوليمبياد بكين، وهذا مجرد مثال واحد فقط لا غير، وإلا فالفضائح والكوارث لا تكاد تنتهى!
كنت منذ بضعة أعوام فى أحد المؤتمرات النقدية ببلد عربى، وبعدما انتهيت من إلقاء ملخص بحثى الخاص بشعر المستشار حسن نجم رحمه الله عن قضية فلسطين، وهو البحث المتاح فى صيغته الكاملة فى موقعى وفى منتداى بموقع "واتا" وغيرهما من المواقع والمنتديات والذى أحمل فيه على الشعوب العربية حملة شعواء وأعلّق برقبتها قبل الحكومات مسؤولية ما هى فيه من تخلف ومذلة، قامت زميلة لا أدرى من أى بلد عربى قائلة فى استنكار: إلى متى سنظل نمارس جلد الذات بهذه الطريقة؟ فقلت لها: الواقع أننا قد تجاوزنا مرحلة الجلد، الذى ثبت فشله فى إيقاظ شعوبنا النائمة فى الـ... (ولا داعى لإكمال الجملة)، وأصبحت الشعوب بحاجة إلى إِرْزَبَّةٍ ينهال بها المصلحون على يوافيخها: فإما أيقظوها من بلادتها وخمولها، وإما حطموا هذه اليوافيخ العفنة تحطيما! والواقع أننى، مهما أَجَلْتُ النظر حولى، لا أستطيع أن أجد لتلك الشعوب نظيرا فى رضاها بالبؤس الذى هى فيه ولا بالخنوع الذى تمارسه باقتدار باهر وعبقرية فريدة، وأمام من؟ أمام حكام لا يساوى العشرة منهم فى سوق السياسة والإدارة والدهاء مليما صدئا! والمصيبة بل الكارثة أن هذا كله إنما يحدث فى القرن الحادى والعشرين وليس فى العصور القديمة ولا فى العصور الوسطى، أى بعد أن تنورت الشعوب وعرفت حقوقها وسحلت حكامها المستبدين التافهين من كل شاذ النفس والفكر لئيم الطبع مجرم السلوك لم يحسن أبوه وأمه ولا حتى الأيام والليالى ذاتها تربيته، ونصَّبت بدلا منهم من يعرف أنه إنما أتى إلى كرسى الحكم كى يخدمها لا ليبنى السجون فوق الأرض وتحت الأرض وفى الفضاء الخارجى وعلى سطح القمر والمريخ حتى يغيّب فيها زهرة شبابها ويقمع أية بادرة تحرُّك لدى القلة التى شذت عن أمتها ففكرت فى التغيير، على حين نرى سائر الشعب مشغولا بمتابعة أخبار الراقصات العاميات الجاهلات ومشاهدة مباريات الكرة المتخلفة ككل شىء تمسه أيدينا! ولا ننس أن من يساعدون الحكام فى فتكهم بشعوبهم إنما هم أبناء تلك الشعوب. بل إن الحاكم ذاته هو بعض نتاج تلك البيئة. أليس ابنا من أبناء تلك الشعوب؟ أم تُرَاه وارد الخارج؟
حين انتهيت من الفقرة السابقة بدأتْ بغتة "دون إحم ولا دستور" أغنية شريفة فاضل: "أمانة يا بكرة"، التى كان مذيع محطة الأغانى فى المذياع الموجود أمامى على المكتب قد أعلن عنها قبل نحو ساعة، وإن لم يحدد وقتها بالضبط، فقمت فى الحال وأطفأت النور وبقيت فى الظلام أغسل عن نفسى أوضارها وأقذاءها إلى أن انتهت الأغنية سريعا مثل أى شىء بهيج فى الحياة. ثم قلت فى نفسى وقد قمت لأشعل الضوء مرة أخرى كى أستأنف الكتابة: نعم، أمانة يا بكرة، أمانة يا غد العرب والمسلمين، لا تأت أبدا، لأنى موقن أنك لن تحمل إلينا الفرحة. ثم سرعان ما تذكرت أننى لست فى مناحة، بل فى نقد أدبى استطردتُ وابتعدتُ عنه طويلا وآن أن أعود عن طريق هذه الأغنية البديعة التى لا أدرى لِمَ لَمْ تستمر المطربة على النهج الراقى المصقول الذى كانت تتبعه فى أدائها وفضلت عليه اللُّوثة التى تسمى: "الغناء الشعبى". أجل، آن أن أعود إلى ما كنت فيه من نقد وأدب، فسرعان ما عدتُ أدراجى، والعَوْد أحمد، إلى الدكتور زيدان وروايته التى وصفها، كما سبق القول، ضيوف حلقة "العاشرة مساء" بأن فيها رقة وعذوبة (وشاعرية أيضا. لن يضر!)، وهو ما حاولت آنفا أن أعلله. غير أن هذا لا يعنى أبدا أن الرواية تَعْرَى من العيوب فى هذا المجال رغم تأكيد د. يحيى الجمل أنها من الناحية اللغوية أيضا عمل ليس له نظير. بل لقد قد أثنى القمص بسيط فى ندوتين تلفازيتين عليها من هذه الناحية أيضا، ولم ير فيها عيبا رغم أنه أشد المعارضين لها، وكتب يفند ما جاء فيها.
ونبدأ باللغة، وقد قلت إن أسلوب الكاتب محكم إلى حد بعيد، مرافئا بذلك ضيوف الحلقة المذكورة على أن فى الرواية شاعرية واضحة فى كثير من المواضع. إلا أن ثم ملاحظات عليها من ناحية اللغة والأسلوب رغم هذا. وأنا، حين أفتح هذا الباب، لا أفتحه تعالما، فالمسألة لا تستأهل، وبخاصة فى مثل سنى، كما أننى دائم القول بأن اللغة أوسع من أن يحيط بها إنسان كائنةً ما كانت عبقريته فيها واطّلاعه عليها وتضلعه منها وفراغه لها. كذلك فأنا ممن لا يسدّون بابا أبدا فى وجه أى استعمال ما دام له وجه من الصواب. ودائما ما أنبه الذين يحفظون بعض المقولات الشائعة عن خطإ ذلك اللفظ أو هذا الاستعمال مثلا ويعملون على تطبيقها بحرفيتها دون فهم ومراجعة، إلى أن من السهل القول بصحة لفظة أو عبارة، لكن الصعوبة فى تخطئتهما. ذلك أنه يكفى أن تجد عددا معقولا من الشواهد حتى يصح الاستناد إليها فى قبولهما، أما إذا أردتَ التخطئة فلا بد من تفلية اللغة كلها من "طقطق" إلى "سلام عليكم" كى تتأكد من عدم وجود الكلمة أو الاستعمال الذى تريد تخطئته بتاتا. وأَنَّى لإنسان ذلك؟ بل لو افترضنا أن شخصا ما قد حفظ المعاجم كلها على سبيل المثال وأنه فوق ذلك لا يمكن أن ينسى منها شيئا، وهو المستحيل بعينه، فيبقى أن اللغة لا تستوعبها المعاجم أبدا، إذ ما أكثر ما فات المعجميين من أمور. هذا بالنسبة إلى الصحة المعجمية، أما القواعد النحوية فإننى أرى وجوب احترامها وعدم إحياء اللهجات القبلية القديمة، اللهم إلا إذا كان هناك سبب قوى يدعو إلى ذلك، ويكون هذا على سبيل الاستثناء العارض.
من هنا لا أجدنى أخطِّئ من يكررون مثلا "بين" مع اسمين ظاهرين، ولا أشترط أن يكون أحد الطرفين اللذين تربط بينهما على الأقل ضميرا. ذلك أن ثم سياقات لا بد من تكريرها حتى مع الاسمين الظاهرين، وهذا كاف لنسف تشدد المتشددين فى هذا السبيل. وذلك من الناحية النظرية وحدها، فإذا ما علمنا أننى قد عكفت خمس ليال منذ نحو خمس عشرة سنة فى مدينة الطائف على كتاب "معجم البلدان" أستقرئ شواهده الشعرية حتى خرجت وفى كفىّ أكثر من عشرين شاهدا من عصور الاحتجاج على صحة ذلك التكرير تبين لنا أن من خطأوا تكرار "بين" مع الاسمين الظاهرين غير مصيبين. وبالمثل وجدت بضعة عشر شاهدا على مجىء جواب "كلما" فعلا مضارعا لا ماضيا كما يشترط المشترطون. بل لقد وجدت فى بعض تلك الشواهد أن فعلها ذاته قد أتى مضارعا. وهذا وذاك مما ينكره ويرفضه أولئك المتنوِّقون، أو إذا أحببت فقل: "المتنيِّقون"، فهناك من يقول إن "تنوَّق" بالواو خطأ، وهناك من يخطِّئ هذا المخطِّئ مؤكدا أنه استعمال صحيح، أما العبد لله فيجيز الاثنين. وإذا كان هناك من يخطّئ مجىء "واو" العطف" بعد "بل" بحجة أنه لا يصح تتالى حرفَىْ عطف، فإنى لا أرى فى هذا من بأس، إذ أُقَدِّر معطوفا قبل "الواو": وحده أو مع عامله، وذلك كما لو قال قائل: "لـَمْ آكل التفاح وحده، بل والكمثرى أيضا"، فإن تقديره هو : "بل (أكلت) التفاح والكمثرى أيضا". وبذلك تنحل المشكلة ببساطة. ومما يخطئونه أيضا، ولا أرى فيه ما يشين، مجىء "لا" بعد "قد"، وكذلك استعمال "يعتبر" بمعنى "يَعُدّ"، وإنْ قَلَّ لجوئى إلى هذين الاستعمالين. وقد صوب الأستاذ محمد العدنانى فى معجمه الاستعمال الأول استنادا إلى شاهد شعرى وعبارة وردت فى بعض كتب النحو القديمة على ما أذكر. وأضفت أنا بعض الشواهد الشعرية الأخرى. أما الثانى فقد وجدت العقاد على جلالة قدره يستعملها. أفلا يكفى هذا؟ ثم إن من الممكن لمح معنى "يَعُدّ" فى الفعل المغضوب عليه دون أية حساسيات لا داعى لها. وعلى هذه الشاكلة لا أرى خطأ فى قولنا: "العشرينات" و"الأربعينات" والتسعينات" دون "ياء نسب" بالضرورة، بل أرى أنها هى الأصل. وكذلك لا أرى أدنى خطإ فى استعمال كلمة "أثناء" الظرفية دون أن يسبقها الحرف: "فى"، إذ إن الظروف تتضمن دائما معنى "فى"، بالإضافة إلى أن القرآن استخدم "آناء" دون هذا الحرف، ولا فرق بين هذا وذاك، كما وجدت العرب القدماء قد استعملوا مفرده: "ثِنْى" عاريا عن هذا الحرف الجار، فما الـخَطْب إذن؟ وفى كلامى فى الندوات والمحاضرات ومناقشات الرسائل العلمية كثيرا ما أستخدم كلمة "فقرة" بفتح القاف ثم أعقبها بكسرها قائلا إننى أرى أن كلتيهما صحيحة. وليس هذا موضع بسط حجتى فيما أوردته هنا من مسائل، فكل ما أريده هو تحريك الأذهان ونفى إرادة التعالم عن الملاحظات التى أحب أن أوردها حتى يتنبه إليها القراء ويفكروا معنا فيها، ولعل أحدا منهم يهتدى إلى وجه من وجوه الصواب فيها أو فى بعضها فأتراجع عما قلته بشأنها رغم حرصى ألا أبتعد عما تقرر واستقر وأضحى قواعد راسخة. ومن المضحك أن كثيرا من الأساتذة الذين يناقشون الطلاب فى رسائل الماجستير والدكتورية يقعون أثناء المناقشة ذاتها فيما يؤاخذون عليه الطالب المسكين ويكررونه مرات دون أن يتنبهوا إلى هذه المفارقة الطريفة.
والآن مع الملاحظات اللغوية والأسلوبية التى ألفيتها فى الرواية. فمن هذه الملاحظات قول المؤلف على لسان هيبا: "أُلْهِمْتُ بأبيات أخرى (بدلا من "أُلهمت أبياتا أخرى"/ ص291). ذلك أن الفعل: "ألهم" هو من الأفعال المتعدية إلى مفعولين، ومن ثم لا حاجة به إلى أن نستخدم حرف جر مع مفعوله الثانى. ولقد وقعت يوما فى خطإ مشابه سببه أننى كتبت ما كتبته وأنا مرهق مريض، فضلا عن أننى لم أكن قد نمت كفايتى فى تلك الليلة العصيبة، وكان ذلك فى آخر مراجعة لى فى الكتاب الذى وقع الخطأ فيه فلم يتسن لى تصحيح ذلك الخطإ إلا بعد صدور الكتاب، إذ نبهت إليه وفضحت نفسى فى مقال لى مشهور بعنوان "أخطائى". أما الخطأ الذى وقعت فيه فهو تعديتى الفعل: "آتى" إلى مفعوله بحرف جر، إذ قلت: "يُؤْتِى بثمرةٍ طيبة" أو شيئا قريبا من هذا، وكان المفروض أن أقول: "يَأْتِى بثمرةٍ طيبة" أو "يُؤْتِى ثمرةً طيبة"، أما الجمع بين "آتى" والباء فهو خطأ. والقارئ النبيه لن يقوم فى رُوعه أننى كنت مريضا مرهقا فى غير حالتى الطبيعية حين كتبت ما كتبت، وبالتالى فلن يعذرنى، وله الحق كل الحق، فهو لا يشمّ على ظهر يده.
وفى موضع آخر يكتب المؤلف "العتّة" (ص398) بدلا من "العُثّ"، وهى فى الأناجيل بالمناسبة: "غِنَاكُمْ قَدْ تَهَرَّأَ، وَثِيَابُكُمْ قَدْ أَكَلَهَا الْعُثُّ" (رسالة يعقوب/ 5/ 2)، فلا عذر له إذن، فهو يتناول فى روايته الديانة النصرانية وتفسيرات كنائسها المختلفة لتلك الأناجيل، فضلا عن أنه شاعر ينبغى أن تكون معرفته باللغة أدق من هذا. وليس من المقبول أن يجهل واحد كالدكتور يوسف زيدان مثل تلك الصيغة الفصحوية. وعلى كل حال فالمفروض أن يجعل الكاتب مجموعة من المعاجم المختلفة بجواره وطوع يمينه، حتى إذا شك فى كلمة أو بدا له أن من الممكن أن يخطئ فيها أو ما إلى ذلك فتح تلك المعاجم واستشارها فأشارت عليه، وما خاب من استشار كما قال مولانا رسول لله صلى الله عليه وسلم. وكثيرا ما ألفيت المعاجم تقول شيئا آخر غير ما كنت أظنه هو الصواب. ولا يعيبنى أبدا أن أتكئ عليها، فأنا لست كاملا، وعلىّ أن أكتمل بها. ولا يصدق هذا علىّ أنا وحدى، بل على الجميع. بل ربما كان العبد المسكين أفضل من كثيرين غيره لاهتمامه الشديد باللغة منذ وقت مبكر وتخصصه فيها وحرصه على معرفة دقائقها وغرائبها والحديث بالفصحى فى المناسبات العلمية المختلفة: سواء فى المذياع أو المرناء أو المحاضرات أو الندوات أو المناقشات العلمية، حتى إننى لأجد نفسى فيها حينئذ ولا أجدها أبدا فى العامية، التى لا يسلس لسانى بها ساعتها البتة. وهنا أود أن أقول إننى كنت أوثر لو تكلم الدكتور زيدان ومناقشوه فى الحلقة المشار إليها بالفصحى حتى لو وقعوا فى أخطاء الإعراب، كما هو الحال فى قناة الجزيرة مثلا حيث يحرص الجميع على استعمال الفصحى مهما كان الأمر، ورغم وقوع مذيعيها أحيانا فى الخطإ حين يرتجلون. والزمن كفيل بسدّ هذه الثُّغْرة، كما أن الفصحى تضمن أن يفهم عنهم جميع المشاهدين أيا كان بلدهم، بخلاف العامية التى لن يفهمها (فهما كاملا على الأقل) فى تلك الحالة إلا أهل بلد المتحدث فقط.
ومما لاحظته على لغة الكاتب رغم ما تتمتع به من رقة وعذوبة فى غير قليل من المواضع أننى ألفيته يخطئ أحيانا فى إعراب اسم "إن" المتأخر فيرفعه بدلا من نصبه. وهى ملاحظة تصدق على كثير ممن يكتبون ولهم أسماء مشهورة. ولا بد أن أعترف أن هذه الملاحظة بالذات تشكل لى ما يمكن أن يلحق بما يسمى: "العقد النفسية"، إذ ما زلت أذكر تلك اللحظة التى قال لى أستاذ الفقه فيها بمعهد طنطا الدينى، وأنا طالب بالإعدادية قبل أن أترك الأزهر فى العام التالى إلى مدرسة الأحمدية الثانوية بنفس المدينة، وكان ساعتها يقرأ مجلة الحائط التى كنت علقتها خارج فصلى والتى كنت كتبت فيها مقالا أخطأت فيه ذلك الخطأ، إنه سوف يخبر الأستاذ صديق عوض أستاذ النحو بأنى أخطئ فى إعراب اسم "إن" المتأخر عن خبره. ولقد شعرت وقتها بالخجل الشديد، وأضحيت من يومها متنبها تنبها استثنائيا لهذه النقطة.
ومن الملاحظات اللغوية التى تكررت فى الرواية للأسف التركيب التالى الذى يجرى فيه الكلام على الأسلوب العامى: "صارت بيوت الشارع متباعدة عن بعضها" (ص78)، بدلا من "متباعدة بعضها عن بعض"، إذ المعنى هو أن بيوت الشارع "كلها" قد تباعدت عن "بعضها"، وهو مستحيل، إذ كيف يتباعد الكل عن البعض، وذلك البعض متضمن فى كله بما يعنى أن هذا البعض سوف يتباعد عن نفسه؟ ولقد حاولت أن أجد لهذا الأسلوب بابا من القبول فلم يستطع ضميرى تسويغه ولو بحجة قياسه على قوله تعالى: "لا نفرق بين أحد من رسله"، والمقصود: "لا نفرق بين أحد من رسله وغيره"، أو قوله عز شأنه: "مذبذبين بين ذلك" بمعنى "بين ذلك وهذا"، إذ من الواضح أن الأمرين مختلفان، علاوة على أننى لم أجد فى نص عربى قديم مثل هذا التركيب الذى انتشر فى كتابات المحدثين انتشار النار فى الهشيم، وأرجو ألا تسألونى ما هو الهشيم.
كذلك أعيذ شاعرنا وروائينا أن يقع فيما يقع فيه أولئك المسمَّوْن: كتابا، وما هم عندى بكتاب ولا قراء، من عدم الالتفات إلى بعض صور الممنوع من الصرف كما فى قوله: "وتدغدغ فىّ حواسًّا منسية" (ص80) عوضا عن "حواسَّ". وأغلب الظن أنه لم يتنبه إلى أنها كــ"مساجد" وغيرها مما جاء على صيغة "مفاعل" أحد صيغ منتهى الجموع، وذلك لما أصابها من تضعيفٍ أخفى شبهها بــ"مساجد" وغيرها من الكلمات التى لم تأت مضعَّفة. ولا أظن مثل هذا الخطإ قد تكرر فى الرواية. أقول هذا وأنا أعرف أن كثيرا من شعراء العربية القدامى، حتى الفطاحل منهم بما فيهم شعراء جاهليون، كانوا كثيرا ما ينونون الممنوع من التنوين، وبالذات من هذه الصيغة، وأن من عرب الجاهلية من كانوا لا يمنعون من التنوين شيئا من الأسماء بتاتا. ذلك أن الشعراء، كما يعلم هو قبل غيره، يجوز لهم أحيانا من التصرف فى اللغة ما لا يجوز لسواهم. إلا أننا لن نقف طويلا عند تلك القبائل المنونة على الدوام رغبةً منا فى توحيد القواعد النحوية والصرفية بقدر الإمكان، ولا أظنه إلا حريصا على هذا العنصر المهم من عناصر الوحدة العربية الكبرى التى كان عرب الجاهلية يفتقرون إليها، إذ كانوا قبائل متشرذمة متطاحنة إلى أن أتاهم رسول الله فوحدهم وخلق منهم دولة سرعان ما استحالت إمبراطورية فى زمن إعجازى. صحيح أن عرب قبل المبعث كانوا، إذا ما شعروا أو خطبوا أو تمثلوا الأمثال، ينحون نحو تلك اللغة الموحَِّدة التى اصطنعوها لتلك المناسبات والتى تعلو فوق القبلية الضيقة، إلا أن هذا لم يمح اللهجات الصغيرة، فنرجو بقدر الإمكان ألا نعيد إحياء تلك اللهجات.
ومما تكرر كذلك فى الرواية قول المؤلف على لسان راهبنا العفريت المحب للدنيا والمخلد للأرض والمتبع هواه والعاقد مع إبليس اللعين الظريف رغم ذلك صفقة شيطانية ظريفة تتلخص فى أنه لا مانع من نزول الإنسان بين الحين والحين على حكم غرائزه، وبخاصة الجنسية منها، دون أن يحبّكها ويعمل فيها عفيفا شريفا: "وعلى رغم كذا إلا أنه..."، وهو تركيب بُحَّتْ أصوات أهل اللغة، الذين أعترف وأقر أننى لست منهم، بأنه تركيب غير صحيح، ولهم كل الحق، فإن عبارة "على رغم كذا" تحتاج إلى ما يتعلق بها، وهو ما لا وجود له، كما أن الجملة تخلو من مستنى منه نستطيع أن نستثنى منه ما بعد إلا. أقول هذا وأنا واعٍ بأن للعادة فعلها القاهر، وما منا إلا وله مثل تلك الاستعمالات، غير أن مداومة الاطلاع على كتب اللغة ومعاجم التخطئة والتصويب وقرارات المجامع اللغوية وما إلى هذا كفيلة بتنبيه الناسى.
وقد وجدت المؤلف فى موضعين على الأقل يجمع فى نفى المضارع الذى يُتَوَقَّع أو يُرْجَى أن يقع فيما بعد، وإن لم يقع حتى الآن، "لـمّا" و"بَعْد": "لمّا تصل بعد إلى أذنها" (ص95)، و"لما أقرأ الرسالة بعد" (ص256). وهذا غريب، وإن كان غير قليل فى كتابات المحدثين. ذلك أن علينا فى مثل تلك الحالة أن نقول: "لم أقرأ ذلك بعد" أو "لما أقرأ ذلك". أما الجمع بين "لما" و"بعد" فهو استعمال لا تعرفه العرب، بل يناقض ما استعملوا له "لما"، التى تقوم مقام "لم" و "بعد" معا، فلا معنى للجمع بينها وبين "بعد" إذن". وهذا يشبه بالضبط ما وجدته على قلة فى بعض الكتابات المعاصرة من الجمع بين "سوف" و"لن" فى مثل قولنا: "سوف لن أفعل هذا".
ومما ينبغى التنبيه إليه كذلك فى لغة الرواية كلمة "بيضاويّة" (ص102، 148، 249، 394)، والصواب "بيضيّة"، وهى ما يشبه شكلها شكل البيضة. أما "بيضاوية" فهى النسبة إلى "بيضاء" لا "بيضة"، اللهم إلا إذا قيل: "خطأ مشهور خير من صواب مهجور"، فعندئذ سأسكت وأغلق فمى لا اقتناعا بل بسبب إرهاق الصيام. ومنها قوله: "كانت درجاته عشرة" بدلا من "عَشْرًا" بحذف التاء، وقوله: "لا أريد أن أعرف إلا أنت" (ص114)، وصوابها: "لا أريد أن أعرف إلا إياك" لأن الضمير هنا منصوب على المفعولية، فلا يمكن أن نستخدم ضمير رفع، بل ضمير نصب. وبالمناسبة فقد سألنى منذ قريب بعض قرائى عن تنوع حكم المستثنى وحيرتهم أمامه، فقل له: يمكنك، وأنت مرتاح البال والضمير، أن تنصب المستثنى فى كل الأحوال، إلا إذا كان الاستثناء مفرغا وكان المستثنى فى حالة رفع أو خفض. أما فى مثالنا الحالى فنجد أن المستثنى فى حالة نصب، وهو الحكم العام للمستثنى كما قلت (ومثلها " "لا أريد إلا أنت (إياك)"/ ص359).
ومن ذلك كذلك قوله: "لم يطل صمت هيباتيا... إلا ثوانٍ (ثوانىَ) معدودات" (ص146)، و"سوف أُعِدُّ (أَعُدُّ) ما سمعته منك مزاحا ثقيلا" (ص154)، و"ين الرهبان والقسوس والشمامسة... وأبناءُ (وأبناءِ) التائبين" (ص156)، و"عَمَت (عَمِيَت) العقول" (ص164)، و"شَيِّقا (ص189، وصوابه: "شائقا/ مُشَوِّقا"، أما "شَيِّقا" فمعناها: "مشتاق" كما فى قول شوقى رحمه الله عن عروس النيل مخاطبا النهر العظيم فى قصيدة "النيل" التى تتغنى بها أم كلثوم: "وأتتكَ شَيِّقةً حواها شَيِّقُ"، أى أتتك مشتاقة هى وما يحملها من محفة أو هودج لترمى بنفسها فى مائك)"، و"جلسنا ساعاتٍ طوالٍ (طوالا. ويبدو أنه سها فظن أن الكسرتين تحت "ساعات" كسرتا جَرٍّ، فَجَرَّ أيضا كلمة "طوالٍ" بدورها على اعتبار أن النعت يتبع المنعوت فى الإعراب، فى حين أن الكسرتين المذكورتين هما فى الواقع علامة نصب لأن كلمة "ساعات" مجموعة بالألف والتاء. هذا ما أظنه، والله أعلى وأعلم)" (ص194)، و"الشوك الوخّاذ (وخّاز. أما الفعل "وَخَذَ" (بالذال)، الذى يُعَدّ "وخّاذ" أفعل تفضيل منه، فهو لغةٌ فى "أخذ")" (ص212)، و"صِخْتُ (أَصَخْتُ) سمعى لنصائحه" (ص244)، و"فى شوق لرؤياك (لرؤيتك، لأن "الرؤيا" تختص عادة بالمنام، أما "الرؤية" فلليقظة)" (ص253)، و"آتون (أى فرن) الإسكندرية (والصواب: "أَتُّون: بالتشديد، والجمع: أتاتين، ويمكن تخفيفها أيضا: "أَتُون")" (ص275)، و"امتنانى (الصواب: "شُكْرِى"، لأن الامتنان هو الإنعام أو التذكير بذلك الإنعام، وهو هنا يقصد شعور الشخص بجميل المنعم، فهو الشكر إذن)" (ص276. ومنها "ممتن" (شاكر)/ ص303، و"امتنانها" (شكرها)/ ص306، و"يتلهُّون (يتلهَّوْن)" (ص283)، و"رأيت مرتا وعمتها واقفتين... ينظران (تنظران)" (ص307)، و"كان واحدًا (واحدٌ) من رهبان الدير يجلس معى حين جاءت" (ص319)، و"لا بد أن تُقَاد ناره ثلاثة أيام (توقَد)" (ص322)، و"كان ما أنوى زراعته من أعشاب لن يحتاج مياها كثيرة (وهى ركاكة، وكان يمكن أن يكتبها هكذا مثلا: "ولم يكن ما أنوى زراعته ليحتاج...)" (ص329).
ولدينا كذلك العبارة التالية التى وردت فى حديث مرتا جارة الدير الحلبية إلى هيبا وهى تحكى له ما وقع لها مع زوجها السابق: "دَبَّ إصبعه فىّ" (ص339). ومعنى"دَبَّ" فى سياقنا الحالىّ هو "غَرَز"، إشارة إلى افتضاض زوجها بكارتها. والكاتب هنا يستخدم التعبير العامى الذى لا يعرفه إلا المصريون، أو بعض المصريين فقط، ومن ثم قد يكون من الصعب على غيرهم أن يفهموه. كذلك قد جرى العرف على أن تُكْتَب الروايات التاريخية باللسان الفصيح، فما بالنا بالروايات التاريخية المترجمة؟ المترجمة شكلا لا حقيقة كما نعرف. وفضلا عن هذا وذاك فإن الفعل: "دَبَّ" هو فعل لازم لا متعدٍّ على النحو الذى استعمله الكاتب، إلى جانب أنه لا يدل فى الفصحى على المعنى الذى قصده الكاتب من قريب أو من بعيد، إذ يدل فيها على الحركة الهينة أو الخفية وما أشبه. كما أن الجو الذى يغلف هذا التعبير لا يناسب جو الرواية الجاد الراقى، إذ التعبير تعبير بلدى قد يليق بجو الهزل أو بكلام الشوارعية ومن يشبههم. أما إذا كان لا بد من استخدام مثل ذلك التعبير العامى بعد ذلك كله فلعله كان من الأفضل لو أن المؤلف وضعه بين علامتى تنصيص إشارةً إلى أنه استعمال غير عادى على الأقل.
ومن هذه الملاحظات اللغوية أيضا: "مزقوه إِرَبا (وصحتها: "مزقوه إِرْبًا إِرْبًا"، أى شِلْوًا شِلْوًا. أما "إِرَبًا" فقائمة على الظن بأنها جمع "إرْبة" بمعنى "شلو"، وهو خطأ أبلق، إذ "الإِرْبة" هى "المطمع" وما إلى هذا، ولا علاقة لها بالأشلاء)" (ص353)، و"لا خَلاَق لهنّ (أى للنساء. والصحيح "لا أخلاق لهن"، أما "الـخَلاَق" فهو "النصيب". وفى القرآن الكريم مثلا عمن يدعو الله أن يرزقه الدنيا ولا يبالى بالآخرة: " وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ"، أى ليس له نصيب من رحمة الله/ ص381) ، و"مُغْمِضًا عيناى (عينىّ، وإن كان هناك لهجة قبلية قديمة تعرب المثنى بالألف فى كل الأحوال. إلا أن ذلك تاريخ قديم مضى وانقضى)" (ص386).
وثم شىء آخر هو أننى لست أوافق المؤلف على إهدار هذه الرقة والعذوبة الأسلوبية على وصف المواقف الجنسية التى من شأنها إثارة الشهوات والإغراء بمواقعتها حتى لو لم يرم الكاتب إلى ذلك كما سوف يدعى كثير من أصحاب الأقلام. وكعادتى فى الصراحة لن أتوانى عن التصريح بأن للجنس لذته وبهجته، وإلا فلِمَ يظل الواحد منا حيران مؤرقا لا يستقر له قرار حتى يتزوج أو يعثر على من تعيش معه فى الحرام يقارفان المتعة الجنسية دون مبالاة بدين أو خلق كريم. نعم للجنس لذته وبهجته. أليس يقول القرآن: "زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (آل عمران/ 14)"؟ على أن هذا الأمر لا يحتاج فى معرفة مدى خطورته إلى أن نكون على علم بتلك الآية، فهو شىء مغروس بل مغروز فى الفطرة بحيث يجرى من ابن آدم (الذى هو أنت وأنا وهو وهى) مجرى الدم فى العروق، ومن ثم كان لوصف المواقف الجنسية لذته وبهجته بالتبعية، ومن هنا خطورته كما سبق القول. سيقول بعض المؤلفين: وماذا فى ذلك؟ والجواب هو أن وصف مثل تلك المواقف يشعل الشهوات ويقترب بالقراء من حافة الحرام فى كثير من الأحيان. سيقولون: إن للإبداع قوانينه التى لا تخضع للخلق والدين. وجوابنا هو أن هذا كلام فارغ، إذ لا يعقل أن يبنى المجتمع شيئا فيأتى مؤلف فيهدمه بحجة أنه مبدع. إن الإبداع الفنى والأدبى ليس هو إلهنا، بل إلهنا هو الله سبحانه، الذى حذر من مقارفة الحرام وتوعد عليه، وأمر بألا نحوم حول الحِمَى حتى لا نقع فيه، فحُسِمت المسألة. وأنا دائما ما أردد أن المؤلفين الذين يجادلون عن عملهم من هذا المنطلق هم فى العادة ممن لا يؤمنون بقيم الإسلام، وإلا لالتزموها أو على الأقلك لشعروا بالخجل إن نبههم منبِّهٌ إلى خروجهم عليها وعملوا على ألا ينتهكوها مرة أخرى، وإلا كانوا مصابين بانفصام فى شخصياتهم، فهم يؤمنون بشىء، ويتصرفون بعكس ما يوجبه ذلك الإيمان، ويزيدون على هذا بالمجادلة فيما لا يصح الجدال فيه. سيقولون: إن فى التراث مؤلفات جنسية تثير الشهوات. وجوابى: هذا صحيح. ولكن من قال إن التراث طاهر كله؟
وبالنسبة إلى ما فى الرواية من مشاهد جنسية فالمقصود المشاهد التى تسبق وقوع هيبا فى الزنا مع أوكتافيا الخادمة السكندرية ومرتا المطلقة الحلبية، إذ يرى القارئ كيف أفرغ الكاتب كل ما فى وسعه فى إضفاء هالة براقة على ذلك الصنيع بحيث إن أعتى الأعفّاء يجد نفسه مخدرا إزاء هذا الوصف الذى يحوله الكاتب إلى شىء مرفرف لا عيب له. لا نكران، كما قلت، لحلاوة الجنس ووصفه، ولكن تداعيات ذلك الوصف وثماره شديدة الخطورة كما قلت أيضا. سيقولون: لكن المشباك (النت) يكسر كل الحدود وينتهك كل المحاذير والمحاظير، فلا فائدة من الكلام فى هذا الموضوع لأننا مهما تكلمنا وحذّرْنا ومنعْنا فلن يجدى ذلك بشىء. وجوابى هو أننا لو اتبعنا هذا المبدأ فلن نعمل خيرا أبدا ولن نتجنب شرا أبدا، بل علينا أن نصنع ما فى وسعنا ولا نَأْلُو، أما ما يفعله الآخرون فهم يبوؤون بإثمه ويتحملون نتائجه أمام ربهم. سيقال: وهل ما زلت تؤمن بالله؟ وجوابى: تعجبنى هذه الصراحة التى كان من شأنها، لو روعيت منذ البداية، أن تريحنا من عناء الكلام السابق وما استلزمه من لف ودروان يبرع فيه صنف من الناس لا يصرح بما فى قلبه بسهولة. بلى أنا ما زلت مؤمنا بالله. سيقال: لكننا لا نشاركك هذا الإيمان. وجوابى هو أنكم أحرار فيما تؤمنون به أو لا تؤمنون، أما أنا فإيمانى يقتضينى أن أقف هذا الموقف الذى وقفت، وأقول هذا القول الذى قلت. والقراء يقررون مع أى من الجانبين يقفون. ولا أحسب إلا أن هذا غاية العقل والعدل والإنصاف. وهناك روايات وأشعار وأفلام كثيرة جدا جدا جدا جدا تخلو من هذه التوابل المثيرة للعاب، ومع ذلك فقد بلغت غاية الروعة والإبداع، مثلما أن هناك روايات وأشعارا وأفلاما تفيض بالإثارة الجنسية، وهى مع ذلك قد تَدَهْدَتْ إلى الدرك الأخير من الانحطاط الفنى وليس لها مستقبل فى دنيا الإبداع، بل سرعان ما ينساها الجمهور، فكأنها ألقيت فى الزُّبالة. والكاتب المبدع الحقيقى يمكنه فى هذا الميدان أن يقول دون أن يقول. وله فى الرمز والإيحاء وما يسمونه: "المعادل الموضوعى" مندوحة، وأى مندوحة!
وما كتبه المؤلف فى هذا الصدد يدخل بكل جدارة فى باب ما أسميه: "الكتابة الاستمنائية"، وإن لم يوغل إيغال صنع الله إبراهيم، الذى صككتُ هذا المصطلح وأنا أكتب عن روايته: "العمامة والقبعة". بيد أنه، والحق يقال، قد حرص على توشية المشهد بالجو الشاعرى كما فعل حيدر حيدر فى "وليمة لأعشاب البحر" رغم أن ما كتبه حيدر يخلو من هذه الاستمنائية المقيتة، وإن كانت روايته قد أثارت الضجيج والعجيج وقامت ضدها التظاهرات الملتهبة وسُحِبت من الأسواق وعوقب من كانوا وراء طبعها ونشرها فى "هيئة الكتاب" الحكومية، وذلك بسبب تهجمها السفيه على الله والرسول والإسلام، وهى معاقبة يقول المعارضون إنها شكلية، فإن أحد الذين عوقبوا سرعان ما عُيِّن رئيسا لأخطر المؤسسات الثقافية فى البلاد، وكأنهم يكافئونه على دوره فى نشر الرواية.
وقد تكررت الإشارة فى الرواية إلى أن فُحْش أوكتافيا، الخادمة التى قابلت هيبا بطل الرواية أول إنسان فى الإسكندرية على شاطئ البحر ومارس معها الزنا عقب هذا فى مغارة هناك، يرجع إلى أنها وثنية. ولكن هل عصمت البطلَ من الاستجابة إلى ذلك الفحش أخلاقُه النصرانية؟ ثم لقد كانت المرأة الجاهلية تحافظ على طهارتها وعرضها وشرفها رغم كل ارتكاسات الوثنية. ولست أقول هذا كى أنتقد الكاتب، بل رغبة فى تمحيص الأمر، فقد درجنا على ترديد هذه المقولة وكأنها حقيقة لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، حتى إن كاتبا كبيرا كالعقاد قد اتكأ عليها فى روايته: "سارة" وصفا لبطلته وتعليلا لعدم التفاتها إلى أى من المناهى الدينية التى تتعلق بالجنس أو مبالاتها بحلال أو حرام. وهذا نص ما قاله العقاد فى بطلته تحديدا: "عاشت بعد ذلك تنظر إلى خطايا الأديان نظرة المرأة الوثنية التى نشأت قبل أن ينشأ الأنبياء، فهى ليست كالمتدينة التى خامرها الشك فى دينها، ولكنها كالمرأة التى لم تتدين قط ولا قِبَل لها بالتدين"، "هى وثنية فى مقاييس الأخلاق كما هى وثنية فى التدين. لا تؤمن بالعصمة الإنسانية فى أحد ولا فى صفة، وشديدة الإيمان بضعف الإنسان مع أضعف المغريات" (العقاد/ سارة/ العدد 108 من سلسلة "اقرأ"/ ط2/ 1964م/ 84، 92). ولا تعليق لى على هذا سوى أن أقول: ترى هل دَرَجَ على البشر زمان لم يكن قد ظهر أنبياء بعد؟ ذلك أننى أفهم من القرآن أن أبا البشر كان نبيا، بما يعنى أن النبوة قد واكبت موكب الحياة الإنسانية منذ لحظتها الأولى. ومن هنا فإنى أفهم كلام العقاد عن الأنبياء على نحو مجازى لا ينبغى قياسه بالمسطرة والفرجار كما يقولون.
وثم سؤال يثور فى نفسى كثيرا، وهو: هل "عزازيل" هو العنوان المناسب للرواية؟ ذلك أن دور إبليس فيها غير بارز، إذ لا نكاد نحس به إلا عندما يظهر للبطل وهو يكتب مذكراته، وذلك قليل. اللهم إلا إذا كان يقصد أن كل ما يفعله البشر، حتى لو ارتدى أطهر الثياب، هو من وحى عزازيل رغم أننا لا نتنبه إلى ذلك بل ندعى عادةً خلافه. لكن ذلك بدوره غير بارز هو أيضا. ومع هذا فلا مشاحة فى العناوين. ولقد كان لذلك العنوان دوىٌّ مُضِجٌّ حتى لقد عرفت جماهير القراء المسلمين، بسبب هذا الضجيج، أن المقصود بــ"عزازيل" هو الشيطان. وقد تكون هذه أول مرة يعرف فيها المسلم العادى ذلك، إذ إن هذه التسمية لا وجود لها فى ديننا ولا فى تراثنا، بل لا وجود لها فى العهد الجديد نفسه. إنما يجدها القارئ فى سفر "اللاويين" من العهد القديم وفى تراث اليهود. وهذه نقطة أخرى تلفت الانتباه لأن الرواية تدور حول النصرانية وعقائدها وأساقفتها فى القرن الرابع الميلادى، ولا علاقة بينها وبين اليهود، اللهم إلا حين تعرضت لذكرهم فى الإسكندرية حيث كانوا يخضعون لعَنَتٍ كبيرٍ من جانب النصارى فى ذلك الحين.
ونورد أولا ما قاله الإصحاح السادس عشر من سفر "اللاويين" فى هذا الشأن، وهو ما أورد الأحمقُ السفيه المتخفى تحت قناع "الأب يوتا" بعضا منه فى تقديمه لروايته التافهة: "تيس عزازيل فى مكة": "1وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى بَعْدَ مَوْتِ ابْنَيْ هَارُونَ عِنْدَمَا اقْتَرَبَا أَمَامَ الرَّبِّ وَمَاتَا. 2وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «كَلِّمْ هَارُونَ أَخَاكَ أَنْ لاَ يَدْخُلَ كُلَّ وَقْتٍ إِلَى الْقُدْسِ دَاخِلَ الْحِجَابِ أَمَامَ الْغِطَاءِ الَّذِي عَلَى التَّابُوتِ لِئَلاَّ يَمُوتَ، لأَنِّي فِي السَّحَابِ أَتَرَاءَى عَلَى الْغِطَاءِ. 3بِهذَا يَدْخُلُ هَارُونُ إِلَى الْقُدْسِ: بِثَوْرِ ابْنِ بَقَرٍ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ، وَكَبْشٍ لِمُحْرَقَةٍ. 4يَلْبَسُ قَمِيصَ كَتَّانٍ مُقَدَّسًا، وَتَكُونُ سَرَاوِيلُ كَتَّانٍ عَلَى جَسَدِهِ، وَيَتَنَطَّقُ بِمِنْطَقَةِ كَتَّانٍ، وَيَتَعَمَّمُ بِعِمَامَةِ كَتَّانٍ. إِنَّهَا ثِيَابٌ مُقَدَّسَةٌ. فَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ وَيَلْبَسُهَا. 5وَمِنْ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَأْخُذُ تَيْسَيْنِ مِنَ الْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ، وَكَبْشًا وَاحِدًا لِمُحْرَقَةٍ. 6وَيُقَرِّبُ هَارُونُ ثَوْرَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لَهُ، وَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ بَيْتِهِ. 7وَيَأْخُذُ التَّيْسَيْنِ وَيُوقِفُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 8وَيُلْقِي هَارُونُ عَلَى التَّيْسَيْنِ قُرْعَتَيْنِ: قُرْعَةً لِلرَّبِّ وَقُرْعَةً لِعَزَازِيلَ. 9وَيُقَرِّبُ هَارُونُ التَّيْسَ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِلرَّبِّ وَيَعْمَلُهُ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. 10وَأَمَّا التَّيْسُ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِعَزَازِيلَ فَيُوقَفُ حَيًّا أَمَامَ الرَّبِّ، لِيُكَفِّرَ عَنْهُ لِيُرْسِلَهُ إِلَى عَزَازِيلَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ.
11«وَيُقَدِّمُ هَارُونُ ثَوْرَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لَهُ وَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ بَيْتِهِ، وَيَذْبَحُ ثَوْرَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لَهُ، 12وَيَأْخُذُ مِلْءَ الْمَجْمَرَةِ جَمْرَ نَارٍ عَنِ الْمَذْبَحِ مِنْ أَمَامِ الرَّبِّ، وَمِلْءَ رَاحَتَيْهِ بَخُورًا عَطِرًا دَقِيقًا، وَيَدْخُلُ بِهِمَا إِلَى دَاخِلِ الْحِجَاب 13وَيَجْعَلُ الْبَخُورَ عَلَى النَّارِ أَمَامَ الرَّبِّ، فَتُغَشِّي سَحَابَةُ الْبَخُورِ الْغِطَاءَ الَّذِي عَلَى الشَّهَادَةِ فَلاَ يَمُوتُ. 14ثُمَّ يَأْخُذُ مِنْ دَمِ الثَّوْرِ وَيَنْضِحُ بِإِصْبَعِهِ عَلَى وَجْهِ الْغِطَاءِ إِلَى الشَّرْقِ. وَقُدَّامَ الْغِطَاءِ يَنْضِحُ سَبْعَ مَرَّاتٍ مِنَ الدَّمِ بِإِصْبَعِهِ.
15«ثُمَّ يَذْبَحُ تَيْسَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لِلشَّعْبِ، وَيَدْخُلُ بِدَمِهِ إِلَى دَاخِلِ الْحِجَابِ. وَيَفْعَلُ بِدَمِهِ كَمَا فَعَلَ بِدَمِ الثَّوْرِ: يَنْضِحُهُ عَلَى الْغِطَاءِ وَقُدَّامَ الْغِطَاءِ، 16فَيُكَفِّرُ عَنِ الْقُدْسِ مِنْ نَجَاسَاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمِنْ سَيِّئَاتِهِمْ مَعَ كُلِّ خَطَايَاهُمْ. وَهكَذَا يَفْعَلُ لِخَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ الْقَائِمَةِ بَيْنَهُمْ فِي وَسَطِ نَجَاسَاتِهِمْ. 17وَلاَ يَكُنْ إِنْسَانٌ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ مِنْ دُخُولِهِ لِلتَّكْفِيرِ فِي الْقُدْسِ إِلَى خُرُوجِهِ، فَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ بَيْتِهِ وَعَنْ كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ. 18ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الْمَذْبَحِ الَّذِي أَمَامَ الرَّبِّ وَيُكَفِّرُ عَنْهُ. يَأْخُذُ مِنْ دَمِ الثَّوْرِ وَمِنْ دَمِ التَّيْسِ وَيَجْعَلُ عَلَى قُرُونِ الْمَذْبَحِ مُسْتَدِيرًا. 19وَيَنْضِحُ عَلَيْهِ مِنَ الدَّمِ بِإِصْبَعِهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَيُطَهِّرُهُ وَيُقَدِّسُهُ مِنْ نَجَاسَاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 20«وَمَتَى فَرَغَ مِنَ التَّكْفِيرِ عَنِ الْقُدْسِ وَعَنْ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَعَنِ الْمَذْبَحِ، يُقَدِّمُ التَّيْسَ الْحَيَّ. 21وَيَضَعُ هَارُونُ يَدَيْهِ عَلَى رَأْسِ التَّيْسِ الْحَيِّ وَيُقِرُّ عَلَيْهِ بِكُلِّ ذُنُوبِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَكُلِّ سَيِّئَاتِهِمْ مَعَ كُلِّ خَطَايَاهُمْ، وَيَجْعَلُهَا عَلَى رَأْسِ التَّيْسِ، وَيُرْسِلُهُ بِيَدِ مَنْ يُلاَقِيهِ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، 22لِيَحْمِلَ التَّيْسُ عَلَيْهِ كُلَّ ذُنُوبِهِمْ إِلَى أَرْضٍ مُقْفِرَةٍ، فَيُطْلِقُ التَّيْسَ فِي الْبَرِّيَّةِ. 23ثُمَّ يَدْخُلُ هَارُونُ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَيَخْلَعُ ثِيَابَ الْكَتَّانِ الَّتِي لَبِسَهَا عِنْدَ دُخُولِهِ إِلَى الْقُدْسِ وَيَضَعُهَا هُنَاكَ. 24وَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ، ثُمَّ يَلْبَسُ ثِيَابَهُ وَيَخْرُجُ وَيَعْمَلُ مُحْرَقَتَهُ وَمُحْرَقَةَ الشَّعْبِ، وَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنِ الشَّعْبِ. 25وَشَحْمُ ذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ يُوقِدُهُ عَلَى الْمَذْبَحِ. 26وَالَّذِي أَطْلَقَ التَّيْسَ إِلَى عَزَازِيلَ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ، وَبَعْدَ ذلِكَ يَدْخُلُ إِلَى الْمَحَلَّةِ. 27وَثَوْرُ الْخَطِيَّةِ وَتَيْسُ الْخَطِيَّةِ اللَّذَانِ أُتِيَ بِدَمِهِمَا لِلتَّكْفِيرِ فِي الْقُدْسِ يُخْرِجُهُمَا إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ، وَيُحْرِقُونَ بِالنَّارِ جِلْدَيْهِمَا وَلَحْمَهُمَا وَفَرْثَهُمَا. 28وَالَّذِي يُحْرِقُهُمَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ، وَبَعْدَ ذلِكَ يَدْخُلُ إِلَى الْمَحَلَّةِ.
29«وَيَكُونُ لَكُمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً، أَنَّكُمْ فِي الشَّهْرِ السَّابعِ فِي عَاشِرِ الشَّهْرِ تُذَلِّلُونَ نُفُوسَكُمْ، وَكُلَّ عَمَل لاَ تَعْمَلُونَ: الْوَطَنِيُّ وَالْغَرِيبُ النَّازِلُ فِي وَسَطِكُمْ. 30لأَنَّهُ فِي هذَا الْيَوْمِ يُكَفِّرُ عَنْكُمْ لِتَطْهِيرِكُمْ. مِنْ جَمِيعِ خَطَايَاكُمْ أَمَامَ الرَّبِّ تَطْهُرُونَ. 31سَبْتُ عُطْلَةٍ هُوَ لَكُمْ، وَتُذَلِّلُونَ نُفُوسَكُمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً. 32وَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ الَّذِي يَمْسَحُهُ، وَالَّذِي يَمْلأُ يَدَهُ لِلْكَهَانَةِ عِوَضًا عَنْ أَبِيهِ. يَلْبَسُ ثِيَابَ الْكَتَّانِ، الثِّيَابَ الْمُقَدَّسَةَ، 33وَيُكَفِّرُ عَنْ مَقْدِسِ الْقُدْسِ. وَعَنْ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَالْمَذْبَحِ يُكَفِّرُ. وَعَنِ الْكَهَنَةِ وَكُلِّ شَعْبِ الْجَمَاعَةِ يُكَفِّرُ. 34وَتَكُونُ هذِهِ لَكُمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً لِلتَّكْفِيرِ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُمْ مَرَّةً فِي السَّنَةِ». فَفَعَلَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى".
ثم إلى القارئ ثانيا ما كتبته "دائرة المعارف المشباكية الحرة" (الويكبيديا: Wikipedia) فى مادتها المسماة: "Azazel" عن ذلك الموضوع، وخلاصته أنه يوجد فى الروايات اليهودية شيطان أو روح شرير يبعث له اليهود بكبش فداء فى يوم الغفران يحمل عنهم آثامهم حيث يختارون لذلك الأمر كبشين يخصصون أحدهما للرب، والآخر لعزازيل، فيطلقون الأخير فى البرية ويقذفون به من فوق جبل كى يموت آخذا معه سيئات الشعب:
"In Jewish legends, a demon or evil spirit to whom, in the ancient rite of Yom Kippur (Day of Atonement), a scapegoat was sent bearing the sins of the Jewish people. Two male goats were chosen for the ritual, one designated by lots “for the Lord,” the other “for Azazel” (Leviticus 16:8). The ritual was carried out by the high priest in the Second Temple and is described in the Mishna. After the high priest symbolically transferred all the sins of the Jewish people to the scapegoat, the goat destined “for Azazel” was driven into the wilderness and cast over a precipice to its death. Azazel was the personification of uncleanness and in later rabbinic writings was sometimes described as a fallen angel."
ويذكر كاتب مادة "Azazel" فى "دائرة المعارف اليهودية: Encyclopedia Judica" أن هذه التسمية تعانى من الاضطراب والغموض بحيث يصعب معرفة المعنى الدقيق لها، وإن ذكر فى ذات الوقت أن اللفظ اسم لموضع "القوة" الذى يرسَل إليه بأحد الكبشين على ما مرت الإيماءة إليه: "Name of the place or the “power”… to which one of the goats in the Temple service of the Day of Atonement was sent. There is a great deal of confusion regarding the exact meaning of the word".
وفى ذات المادة بــ"jewish Encyclopedia" نقرأ أن كلمة "عزازيل" إما أن تكون مشتقة من "Az" و"El"، فيكون معناها "الجبل الوعر" دلالة على الجبل أو الحرف الذى يُلْقَى من فوقه الكبش ليموت، وإما أن تكون مشتقة من "Uza" و"Azael" إشارةً إلى الملاكين الساقطين المظنون أن ثم إشارة إليهما فى سفر "التكوين" من العهد القديم. وهو ما فصلته "دائرة المعارف اليهودية: Encyclopedia Judica" فى السطور التالية التى تبين لنا أن الأمر ليس بالبساطة التى عرضتها وسائل الإعلام فى تغطيتها للرواية المثيرة للجدل:
"The exact meaning of Azazel was a point of dispute already in the times of the talmudic sages: some held that it is the name of the place to which the goat was sent, while others believed that it was the name of some “power.” According to the first opinion, the word Azazel is a parallel to “a land which is cut off” (Lev. 16:22), meaning (according to the rabbinic interpretation) an area of rocks and cliffs, i.e., inaccessible. The word Azazel is also interpreted as meaning strong and hard as though it were written עזז אל, namely, hardest of the mountains (Yoma 63b; cf. Sifra Aḥarei Mot 2:8; Targum Jonathan to Lev. 16:10). It does appear, however, that this is an attempt to reconcile the meaning of the word Azazel with the actual usage in the time of the Second Temple, namely to bring the goat to a cliff and to push it over. The interpretation does not quite fit the written form of the word עזאזל. The second opinion, which sees Azazel as a supernatural power, also treats the word as though it were written עַזָזֵאל. This opinion is based on Leviticus (16:8): “One lot for the Lord and the other lot for Azazel,” i.e., just as the first goat is set aside for the Lord so the second is set aside for Azazel, Azazel being a parallel to the Lord (cf. P Re ch. 46, p. 111a). God gets a burnt offering while Azazel gets a sin offering. This view is reinforced by the widespread belief that the wilderness was the habitat of demons (see Lev. 13:21; 34:14; esp. Lev. 17:7). The demonic identification would indicate that the original purpose of the ritual was to get rid it to its original source."
وقد أدلت الرواية هى أيضا بدلوها فى هذا المضمار فكتب هيبا: "فى أصل عزازيل، آراءٌ وأقاويل. بعضها مذكورٌ فى الكتب القديمة، وبعضها منقولٌ عن ديانات الشرق. لاتؤمن كل الديانات بوجوده، ولم يعرفه المصريون القدماء، العرفاء. ويُقال إن مولده فى وَهْمِ الناس، كان فى زمن سومر القديمة، أو كان أيام الفرس الذين يعبدون النور والظلام، معا، ومنهم عرفه البابليون. ثم كان ذكره الأشهر، فى التوراة التى كتبها الأحبار بعد عودة اليهود من السبى البابلى. أما فى ديانة المسيح، فالمذاهب كلها تؤكِّده، ولاتقبل الشك فيه. فهو دوما فى مقام عدو الله، وعدو المسيح، ولا يُعرف مقامه من الروح القدس! روى عنه القدماءُ، أنه خلق الطاووس، فقد ورد فى نقشٍ قديم، إنهم عَيرَّوا عزازيل بأنه لايفعل إلا القبائح، ولا يدعو إلا إليها، فأراد أن يثبت لهم قدرته على فعل الجمال، فخلق هذا الطائر. قلتُ ذلك يوما لعزازيل، فابتسم وهَزَّ كتفه اليمنى متعجِّبا. سمعتُ صوت عصافير تملأ الأفق، وكان باب الصومعة مفتوحا، وعزازيل يجلس صامتا عند الباب. أحببتُ أن أسمع منه صوتى، فسألته أىُّ أسمائه أحبُّ إليه؟ فقال: كلها عندى سواء، إبليس، الشيطان، أهريمان، عزازيل، بعلزبوب، بعلزبول. قلتُ له إن بعلزبول تعنى فى العبرية: سيد الزبالة، وبعلزبوب تعنى: سيد الذباب، فكيف لايكترث بالفروق التى بين أسمائه، ويراها كلها سواء؟ قال: كلها سواسية، فالفروق فى الألفاظ ، لا فى المعنى الواحد" (ص374- 375).
هذا، وتشبه قصة هيبا، فى بحثه عما يريح ضميره وفى تنقله بين الدول، قصة سلمان الفارسى، فضلا عن أن كليهما يروى قصته بضمير المتكلم. ولم يكن يبقى إلا أن يعلن هيبا إسلامه مثلما صنع سلمان، لولا أنه لم يعاصر الإسلام للأسف. والرواية قائمة على الرحلة، وتحديدا: الرحلة الدينية، وهى رحلة يبغى هيبا من ورائها البحث عن الحق بغض النظر عما إذا كان الذى انتهى إليه هو الحق أو لا. ومعروف أن الرحلات ضروب مختلفات: فهناك الرحلة السياسية، وهناك الرحلة الترفيهية، وهناك الرحلة العلاجية، وهناك الرحلة العلمية، وهناك الرحلة الاقتصادية، وهناك الرحلة الدينية... إلخ. ومن هذه الأخيرة رحلة النبى إلى الطائف حين شعر أن مكة قد ازدادت تصلبا وعنادا وقسوة ولم يعد سهلا أن تمد الإسلام بالمزيد من المؤمنين، وكذلك رحلتا عبد الغنى النابلسى الدمشقى فى القرن الثانى عشر الهجرى، وهما الرحلتان اللتان خلّف عنهما كتابيه: "الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية" و"الحقيقة والمجاز في رحلة بلاد الشام ومصر والحجاز"، مع الفارق الرهيب بين الراحِلَيْن والرحلتين. وليست رواية "عزازيل" أول رواية تقوم: كلها أو جزء منها على الرحلة، فلدينا فى أدبنا مثلا رواية "جلال حامد" لمحمود أحمد السيد (العراقى)، و"جولة حول حانات البحر المتوسط" لعلى الدوعاجى (التونسى)، و"عصفور من الشرق" لتوفيق الحكيم، وهناك "قنديل أم هاشم" ليحيى حقى، و"الحى اللاتينى" لسهيل إدريس (اللبنانى)، و"جسر الشيطان" لعبد الحميد جودة السحار، و"رحلة ابن فطومة" لنجيب محفوظ، و"حب فى كوبنهاجن" لمحمد جلال، و"موسم الهجرة إلى الشمال" للطيب صالح (السودانى). ومما أذكر أنى قرأته، وأنا فى أوكسفورد قبل نحو ثلاثين عاما، رواية دينية تستخدم فى عنوانها كلمة "رحلة: Progress"، ألا وهى الرواية التى ألفها الكاتب البريطانى الشهير جون بانيان (John Bunyan) عام 1678م وهو فى السجن بعنوان "رحلة الحاج: The Progress of the Pilgrim "، وقد ترجمت إلى العربية فيما أعرف. ومما يحضرنى الآن من هذا اللون أيضا روايتان إنجليزيتان أُخْرَيَان تقومان على الرحلة وتحملان أيضا فى عنوانيهما كلمة "رحلة"، وهما من إبداع كاتب واحد هو الروائى البريطانى إدوارد مورجان فورستر (E. M. Forster)، وعنواناهما: "The Longest Journey"، و"رحلة إلى الهند: A Passage to India". وهذه الأخيرة قد تُرْجِمَتْ أيضا إلى العربية، كما حولها البريطانيون إلى فلم سينمائى.
وتقوم الرحلة فى روايتنا على المصادفات وعدم التخطيط بحيث لا نقتنع بأن خطها الذى اتخذته مسألة حتمية، إذ كان البطل يغير مسار رحلته من الإسكندرية إلى القدس إلى حلب القريبة من أنطاكية حسب الظروف المفاجئة التى لم تكن فى الحسبان، وإن كان واضحا أن المؤلف قد قصد الخط الذى اتخذته الرحلة قصدا كى يتناول النصرانية ومذاهبها المختلفة فى عواصمها الشرقية الشهيرة: الإسكندرية والقدس وأنطاكية.
أما اسم البطل: "هيبا" فمأخوذ من اسم الفيلسوفة الإغريقية "هيباتيا"، التى كان مفتونا بها، من بعيد، فتنة لا حدود لها: بعلمها وجمالها ومكانتها ودمائة طبعها وتواضعها وما تحظى به لدى الجميع من تبجيل واحترام، لم يمنعه من ذلك فقره وهوانه ورثاثة ملابسه وقتئذ. وقد اتخذ هذا الاسم لَدُنْ تعمّده بنفسه فى بحيرة شرقى الإسكندرية عقب فراره من تلك المدينة ومن الكنيسة التى كان يقيم بها هناك إثر مقتل هيباتيا البربرى نفورا من المذهبية الضيقة بعد الذى عاينه من وحشية تصرف الجموع التابعة للمذهب الأرثوذكسى، مما جعله يشق رداء الكهنوت ويلقيه عنه ويكتفى بملابسه العادية ثم يتجه إلى الله بدعاء حار نابع من أعماق قلبه، وإن بدت عليه سيماء الفكر الفلسفى مع ذلك (ص177).
وبالنسبة إلى تصوير شخصية البطل الذهنية والوجدانية فالملاحظ أنه يُرْجِع كل شىء يراه أو يقع له أو منه إلى مشيئة الله وترتيبه. لا أقصد أن هذا خطأ، فأنا من المؤمنين بهذا وموقن به تمام الإيمان والإيقان، بل أقصد أنه واع بذلك طول الوقت حتى حين يشكّ أو يكره شيئا فى النصرانية، التى كان راهبا فيها يوما. فهل هو من المجبّرة الذين لا يرون أن للإنسان مشيئة فيما يقع منه أو له، وأن كل شىء إنما يتم على نحو لا يقبل تغييرا أو تعديلا مهما بدا للناس أن الأمر ليس كذلك؟ أما أنا فأومن بأن للبشر مشيئة، لكنها مشيئة متضمنَّة فى المشيئة الإلهية ومتولدة منها. ذلك أن المشيئة الإلهية تتجلى فى القوانين التى يجرى عليها الكون: ما ظهر من تلك القوانين وما خفى، وفى داخل هذه الشبكة الشديدة التعقيد من هذه القوانين تقف المشيئة البشرية: تخضع لها فى جانب، وتحاول أن تجد لها مسارا بينها مستعينة بها فى جانب آخر، فهناك إذن تفاعل بين الإرادة البشرية وبقية القوانين الكونية، وكل ذلك هو مجلى الإرادة الربانية. وهذه المشيئة البشرية محدودة جدا، وتكاد ألا تكون شيئا إزاء المشيئة الكبرى الشاملة، إلا أنها رغم محدوديتها قادرة على صنع المبهرات، وكل إنجازات البشر العجيبة فى جميع ميادين الحياة على مدار التاريخ إنما هى ثمرة تلك المشيئة الصغيرة. ومن هذا الإحساس الطاغى لدى البطل بالمشيئة الإلهية فإنه يرى الله فى كل شىء حتى فى أشكال السحاب وفى الحوادث العَرَضِيّة التى لا يتوقف الشخص عادة أمامها، فضلا عن أن يرى فيها معنى غير عادى. كذلك كثيرا ما يتفلسف راهبنا ويتكلم عن الدنيا على أنها دار أحزان وأن هذه طبيعتها التى لا يمكن أن تفارقها. وهذا الشعور كان يلازمه دائما حتى عندما كان شابا صغير السن. وقد يكون شعوره الحاد بالحزن راجعا إلى المقتل الشنيع لأبيه الوثنى على يد النصارى فى طرف مصر الجنوبى وتزوُّج أمه من أحد قَتَلته بما يدل على أنها تآمرت معهم، فضلا عن غربته فى البلاد وفقره وجوعه وحرمانه من أوكتافيا الخادمة الوثنية الإسكندرية التى أفاض فى وصف جمالها وفتنتها وغزوها لقلبه غزوا لا تصلح معه أية مقاومة، إن كان هناك موضع للمقاومة أصلا، والتى أنفق معها أياما وليالى فى قصر سيدها الغائب فى رحلة تجارية له خارج الديار يمارسان المتعة دون حسيب أو رقيب، وكذلك إلى مشاهدته هيباتيا الفيلسوفة الإغريقية السكندرية الأنيقة الفخيمة الشامخة الباهرة الجمال وهى تُقْتَل على يد الغوغاء ورجال الدين النصارى وتُسْحَل ويُكْشَط لحم جسدها من عَظْمه على حجارة الطريق الحادة ثم يمزَّق هذا الجسد وتُشْعَل فيه النار على الشاطئ، كل ذلك بتحريض من كيرلس أسقف الإسكندرية، ورؤيته أيضا مقتل أوكتافيا على يد أولئك الغوغاء والرهبان حين أرادت الدفاع عن هيباتيا واستنقاذها من أيديهم، مضافا إلى هذا كله إحساسه الحاد بما كان من عجزه البائس عن صنع شىء يدفع به عن أيتهما ما وقع لها من العذاب الشنيع.
كذلك يميز هيبا أنه لم يكن فى أعماقه مستعدا استعدادا حقيقيا للتدين بالنصرانية على الوضع الذى عرفها عليه، فهو يستعمل عقله فى كل شىء ولا يتلقى الأمور تلقى الرضا والسكون، بل يعرضها على عقله، ذلك العقل الذى لا يستطيع التوافق مع الإيمان حسبما تقول الكنيسة من أنه شىء لا صلة بينه وبين العقل، بل بالعكس من ذلك يحسن إلغاء العقل تماما. وقد ظل هيبا طول حياته يقلب فى ذهنه أمور الدين والكنيسة والرهبنة والانشقاقات المذهبية ويترك نفسه لتيارات الشك والحيرة ويحاور إبليس فى كل حين، وبالذات فى المنعطفات الهامة والحاسمة من حياته حتى انتهى أمره معه إلى أنْ عقد معه اتفاقا يخصص له بمقتضاه من نفسه نصيبا، وللدين ونواهيه نصيبا آخر بحيث لا يجور أحد النصيبين على عديله. ليس هذا فقط، بل كان هيبا من ذلك الصنف من البشر الذى يحب الدنيا ويتذوقها ويهش لما فيها من جمال ويستجيب لفتنة المرأة بكل كيانه ولا يرى فيها شهوة جسدية تُشْبَع وينتهى الأمر، بل يجد فيها إلى جانب ذلك إشراقات وجدانية وتجليات جمالية، ويريد أن يكرع الدنيا كرعا لولا ما يحجزه عن ذلك من نظام الترهب الذى كان يخضع له فى الظاهر، فيما كانت نفسه تمور بتيارات شهوية وجدانية جمالية لا يطلع عليها الآخرون ولا تجد سانحة يمكنها إرواء ظمئها إلا اهتبلتها ورشفت من رحيق المرأة التى يضعها القدر فى طريقه دون تفكير فى دين أو مجتمع ما دامت تفعل ذلك فى السر من غير أن يطلع عليها أحد. ومن هنا كان لا بد أن ينتهى إلى نبذ الرهبنة والخروج من شرنقتها الخانقة إلى الحياة الرحبة. كان هيبا إذن يتسم بسمتين لا تتسقان مع ذلك النظام الذى يراه الإسلام نظاما مضادا للفطرة التى فطر الله عباده عليها والتى لا يمكن أن تستمر فى الخضوع له أمدا طويلا دون أن تقع فى الإثم وترتكب الفواحش خضوعا لناموس الحياة ما دام الشخص لا يشبع ذلك النزوع فى الحلال.
على أن ما أستغربه هو أن هيبا، وهو من يهمنا وحده من بين الرهبان الذين فى الرواية جميعا، لم يقارف الفاحشة إلا مع امرأتين اثنتين فقط، ولمدة جد محدودة فى كل مرة. فهل يعقل أن يبلغ مثلُه السنَّ التى بلغها ثم يقدر على كظم غرائزه ومشاعره كل تلك السنين الطويلة تجاه نصفه الآخر، النصف الفاتن الساحر الباهر الذى "يبرجل" عقول الرجال ويُسِيل لعابهم ويطير النوم من جفونهم ويحول حياتهم إما إلى جنة وإما إلى نار ويلهب العقول ويطلق الخيال ويخلق الأدب والشعر خلقا، دون أن يروى عطشه إلى المرأة إلا تينك المرتين العابرتين المتباعدتين: الأولى فى الإسكندرية فى شبابه الأول، والثانية بالقرب من حلب فى آخر الرواية حين أضحى كهلا؟ ألا إن هذا لغريب! ولا ينبغى أن يقال إنه لم يكن يرى النساء إلا فى فترات جد متباعدة، إذ حتى لو كان ذلك صحيحا، وهو غير صحيح، لأن المرأة كانت حوله فى كل مكان، فإن الشهوة إنما تجرى فى دمائنا ما دامت شيئا مركوزا فى أصل الخلقة. ولو لم يجد الرجل المرأة لتحول إلى وسائل أخرى محرمةٍ أو شاذةٍ أو على الأقل: غير اعتيادية ولا ترضى النفس الرضا الصحيح. وهذه الشهوة لا تعترف برهبنة ولا غير رهبنة لأنها عابرة للأنظمة والأديان والقوميات والقارات والثقافات والطبقات والأجناس البشرية، بل الأجناس الحيوانية أيضا على اختلاف أنواعها. وهل الرهبان أكظم لشهواتهم من أنبياء العهد القديم وأهليهم، ومنهم من تعددت زوجاته تعددا كبيرا، ومنهم من ارتكب الفاحشة، ومنهم من سقته ابنتاه خمرا ونامتا معه الواحدة تلو الأخرى، ومنهم من مورس نكاح المحارم فى بيته... إلخ؟
وليوسف إدريس قصة ذات دلالة هامة فى سياقنا هذا بطلها رجل سجين قيل له إن البناء الملاصق للسجن الذى هو فيه هو سجن للنساء، فكان يضع أذنه على الجدار ويتنصت متوهما أنه يسمع على الناحية الأخرى من الجدار مَنْ تناجيه، وإن لم تكن المناجاة واضحة تماما، مما حدا به إلى أن يحضر علبة صفيح فارغة أخذ يضعها على الجدار لتكبير الأصوات القادمة من سجن النساء، وكانت عبارت غزل وحب وهيام من امرأة ظلت تشغل وتشعل خياله فيحاول تصور ملامحها، وانشغلت حياته تماما بسب ذلك... إلى أن تبين له عن طريق المصادفة أنه لا وجود لأى بناء ملاصق لسجنهم، بل أرض فضاء.
وأحسب أن المعنى واضح لا يحتاج إلى مزيد شرح، فالسجين فى كل ما كان يصنع إنما كان يصغى إلى ذلك الصوت الملحاح الصادر من عمق أعماق نفسه، ألا وهو صوت الغريزة الجنسية، الذى لو لم يجد المرأة لخلقها بخياله خلقا. إنها سنة الحياة القاهرة التى لا يمكن الإنسان أن يتجاهلها، وإلا فرمته فرما أو حولت حياته إلى شقاء لا يحتمل، اللهم إلا إذا كان هذا الجانب فى كيان الشخص خامدا أو خاملا أو ميتا، وهو وضع لا يقاس عليه. أما القول بأن الإنسان يستطيع قهر تلك الغريزة وإماتتها عن طريق الرياضات العنيفة وممارسة ألوان الزهد والجوع والعطش والسهر وما إلى ذلك فلا أدرى كيف يكون، إذ المرأة فى الحقيقة إنما تكمن بداخلنا وتسكن منا العقول وتحتل القلوب قبل أن تكون كيانا قائما بذاته مستقلا عنا يعيش خارجنا.
لكن هناك أمرا حيرنى ولا يزال يحيرنى فى مسألة العلاقة الجنسية بين هييا وكل من الخادمة الإسكندرانية والفتاة الحلبية، وهى أنه كان يمارس الجنس معهما دون أن يخشى افتضاح ثمرة تلك الممارسة متمثلة فى الحمْل، وهى ثمرة متوقعة جدا فى مثل تلك الحالة، بل دون أن يتخذ هو والمرأة التى يواقعها شيئا من الاحتياطات التى تمنع ذلك الحمل، بل حتى دون أن يُثَار بينهما هذا الموضوع أصلا، وكأنه لا وجود له. ولا أظن المجتمع المصرى فى حينه كان لا يبالى بهذا الأمر، ولا أظن أوكتافيا الوثنية كانت لا تبالى به أيضا. صحيح أن الوثنيين لا يعرفون الحلال والحرام كما نعرفهما نحن المتدينين، لكن لهم رغم ذلك حواجزهم وموانعهم الأخلاقية، وإن كانت مرجعيتها اجتماعية لا دينية، وإلا كانت الأمور فوضى لا ضابط لها ولا رابط، وهو ما لا يتحمله أى مجتمع يحرص على تماسكه ويحاول تجنب الانهيار، حتى لو تم ذلك دون وعى كامل بأبعاد الأمر. ولنفترض أن أوكتافيا، بسبب من وثنيتها (رغم عدم اقتناعى بذلك كما سبق القول)، لم تكن تبالى بتلك المسألة لا هى ولا سيدها ولا المحيط الوثنى الذى كانت تعيش وتتحرك فيه، فما القول فى الفتاة الحلبية التى كانت تسكن هى وخالتها بجوار مسكن هيبا فى الدير هناك، وهى فتاة نصرانية لا وثنية؟ ولنفترض أننا غضضنا الطرف عن هذا وذاك، فكيف فات هيبا، وهو الراهب الذى لو انفضح ما كان يأتيه مع تلك الفتاة لكانت قاصمة الظهر بالنسبة له، كيف فاته أن يتخذ شيئا من الاحتياطات التى من شأنها منع الحمل عن عشيقته، وبخاصة أنه قد درس الطب، وكان طبيبا بارعا لم يحدث أنْ عجز عن مداواة أى مريض، فكان أسهل شىء عليه أن يحاول تلافى ذلك الأمر مسبقا حتى لا يحدث؟ هذا ما لا أفهمه!
وفى الصفحة السابعة والثمانين يكتب هيبا واصفا شعوره تجاه نَهْدَىْ أوكتافيا حين رآها لأول مرة على شاطئ البحر فالتجآ إلى مغارة هناك حيث أكلا وشربا مما كانت تُحْضِر مثلَه معها إلى الشاطئ على مدار العامين السابقين من طعام ونبيذ، وهو ما لا يقنعنى أبدا، ولكن علينا أن نفوّتها للمؤلف، وإلا فلن ننتهى، فالمهم الآن هو تصوير هيبا لمشاعره نحو نَهْدَىْ أوكتافيا، وكأن هذه أول مرة يتنبه فيها إلى أن للنساء نهودا، وأن نهودهن مثيرة. ترى هل من الممكن أنه لم يشعر بأية شهوة تجاه صدر المرأة قبل أن يرى أوكتافيا ويتنبه فى المغارة إلى بروز نهديها فيعى لأول مرة أن الثديين خُلِقا، على حد تعبيره، لشىء آخر إلى جانب الرضاعة؟ إذن فهو ليس بشرا. الواقع أن هذا أمر غير معقول.
ثم لقد انتصب ذَكَرُه لمجرد رؤيتها تمشى بدلال أمامه. أفلم ير امرأة قبل ذلك وينتصب ذكره إلا هذه المرة؟ ولنفترض أنه لم ير امرأة من قبل، وهو ما لا يمكن أن يكون، فيبقى أن هذا أيضا أمر غير معقول. ذلك أن المرأة تعيش فى دمنا قبل أن تعيش معنا وحولنا. إن المرأة هنا هى الغريزة والشهوة، وهما يجريان فينا مجرى الدم فى العروق حتى لو كان الواحد منا يعيش فى قمقم، وأين يجرى هاربٌ من دمه كما يقول إبراهيم ناجى؟ وكان هيبا قد قال فى أول الفصل ما معناه أنه كان قبل ذلك يكتفى بتخيل الأشياء والاستمتاع بها ذهنيا. وعلى هذا فلا بد أنه كان يتخيل نهود النساء ويتلذذ بذلك ولم ينتظر حتى رأى نهدى أوكتافيا فى المغارة (الله يخرب بيت المغارة وسنينها. لقد غلبت مغارة على بابا والأربعين حراميا)، مع أن هذا غير صحيح، إذ لا يعقل أنه لم ير امرأة قبل ذلك ولا أن النساء اللاتى رآهن لم يكن لهن نهود. وإذن فماذا كان لهن؟ أم هل هناك نساء فى أى مكان فى الدنيا قد حُرِمْن كلهن من النهود؟ وهل يُسَمَّيْن فى تلك الحالة: نساء؟ يا عيب الشُّوم!
وفى هذا السياق أيضا يؤكد راهبنا العفريت أنه لم يكن يعرف معنى القبلة قبل أن تقبّله أوكتافيا ويدخل دنيا، وإن كانت دنيا حراما، ولكن تلك قضية أخرى، ومع هذا ينسى بعد قليل ما قاله فى هذا الموضوع فيكتب (ص102) أنه كانت يثيره منظر سفاد العصافير (ونكاح الدواب أيضا بالمرة!). وأنا لا أذكر، رغم ولوعى بالعصافير وغرامى بصيدها فى طفولتى وصباى، أننى رأيت عصفورين يتسافدان. ومعنى هذا أننا أمام شخص "مقطّع السمكة وذيلها" حتى إنه ليلاحظ سفاد العصافير الذى قلما يلتفت له أحد، ثم يزعم رغم هذا أنه لم يكن يعرف معنى القبلة! بالذِّمّة أهذا كلام؟ يا رجل، قل كلاما غيره. أتريد أن أصدقك، وأنا أراك تمارس الفاحشة دون أن تبدى أى قدر من التردد أو المقاومة أو التحرج كلما واتتك الفرصة ناسيا أن الزنا حرام، وبالذات فى حالتك أنت أيها الراهب المحيِّر؟ ومع من؟ مع امرأة وثنية! ثم تقول لى إنك لم تعرف "معنى" القبلة من قبل؟ وحتى لو لم يقع لك أنْ قبّلت امرأة قبلا، وهذا أمر أستبعده كثيرا، فإن هذا شىء، وقولك إنك لم تكن تعرف "معنى" القبلة شىء آخر. ذلك أن "طعم" القبلة أمر يختلف عن "معناها". وهل فى الدنيا كلها من شرقها إلى غربها، ومن غربها إلى شرقها، من لا يعرف مثل ذلك المعنى؟ إنه معنى عالمى يا أخا الرهبان!
كذلك هل من المعقول أن يفكر شاب عنده 23 عاما أثناء ممارسة الجنس مع امرأة لأول مرة فى حياته فى الأمر الذى طرد الله آدم بسببه من الجنة وهل هو عصيان آدم له أو لأنه حين عرف سر أنوثة حواء أدرك رجولته واختلافه عن الله مع أنه خلقه على صورته؟ ألا ترى أنه تنطع منك، يا أيها الراهب الفلاتى، أن تفكر فى أمر كهذا فى وقت كهذا فى وضع كهذا؟ ثم يا دكتور زيدان، أوهذا هو الفرق بين الإنسان والله؟ طيب، فإذا كانت الرجولة من نصيب آدم، فماذا كان نصيب الله سبحانه، أستغفره جل وعلا؟ أرجو ألا تقول إن هذه فكرة هيبا لا فكرتك أنت، فهيبا إنما هو من صنع يديك وعقلك ووجدانك وخيالك. وهذا هو النص:
"كان لكلمة الطب وَقْعٌ سحرىٌّ عليها! رفعتْ حاجبيها، وأشرق وجهها ببسمةٍ بدتْ معها أسنانها الناصعة، وقد زادها نورُ القمر بياضاً وألقاً. مالت بوجهها، بل بجسمها كله، ناحيتى. حتى أعادتنى إلى استلقائى الأول، بارتماءتها المتوهِّجة بالاشتياق. كنتُ أظن قبلها أن الرجل إذا خلا بالمرأة، فإنه يعتليها. لكن الذى جرى لحظتها، هو أنها اعتلتنى. لن أستطيع تدوين بقية ما جرى بيننا فى ليلتنا الأولى هذه، ليلتنا. كانت حافلة بالشهوات المحرَّمة التى أهبطت آدم من الجنة. تُرى، هل طرد اللهُ آدم من الجنة لأنه عصى الأمر. أم لأنه حين عرف سِرَّ أنوثة حواء، أدرك رجولته واختلافه عن الله، مع أنه خلقه على صورته!" (ص97).
ويتعلق بهذا ما كتبه هيبا فى مذكراته وصفا لأوكتافيا، الخادمة الإسكندرانية الجميلة المثقفة التى تذكرنى بــ"هنادى" خادمة المهندس الأمية فى "دعاء الكروان"، تلك التى استطاعت تعلم القراءة والكتابة وأصبحت من مدمنات القراءة الجادة، وصارت تتحدث الفصحى بطلاقة عجيبة حتى إنها لتروى لنا قصتها بأسلوب طه حسين ذاته، كما تعلمت الفرنسية "فوق البيعة" وأتقنتها من مجرد استماعها لحصص الدرس الخصوصى لابنة الأسرة التى كانت تعمل لديهم، مما استفزنى وجعلنى أقول ما معناه أن رواية طه حسين "تعلمنا الفرنسية فى ثلاثة أيام بدون معلم". وسبب تهكمى أن الظروف لم تكن كافية لكى تصل خادمة جاهلة فقيرة بائسة وهاربة من أسرتها التى كانت تبحث عنها ويريد خالها أن يقتلها لهروبها وعيشها مع مهندسٍ عَزَبٍ شاب فى شقة واحدة، خادمة آتية من قلب الصعيد وتعمل لدى أسرة مصرية فى وقت لا أظن الخادمات كان لهن فيه أى اعتبار، إلى هذا المستوى الراقى الذى نعجز نحن الأساتذة فى المدارس والجامعات فى الوصول بطلابنا وطالباتنا إليه بعد كل تلك الأعوام التى يقضيها هؤلاء الطلاب فى العملية التعليمية ومع ما نبذله وتبذله الدولة فى هذا السبيل، وهو ما لم تحظ هنادى بشىء منه: لا فى الوقت ولا فى الإمكانات. ثم لا يكتفى طه حسين بذلك، بل تنتهى روايته بتزوج المهندس من الخادمة رغم ما وصفها به فى أول الكتاب من دمامة وقبح شديدين، وإن كان قد نسى فى نهايته فقال على لسانها إن عيون الناس كانت ترمقها بإعجاب فى المشرب الذى ذهبت تتناول الشاى فيه عصرا كأية سيدة من سيدات المجتمع الراقى، ثم زاد الطين بلةً فأوقع فى غرامها المهندس ابن الأكابر الذى كانت تشتغل عنده والذى كان قد أغوى أختها من قبل وتسبب فى قتل خالها لها حفاظا على العرض والشرف، وكان أن اتخذها زوجة. وهو ما استفزنى مرة أخرى فقلت إن طه حسين هو على كل شىء قدير، مما أزعج بعض الطلاب الضيّقى العَطَن ظنا منهم أننى أشبهه بالله سبحانه، أستغفر الله، وفاتهم لضيق عطنهم أننى، بهذا الأسلوب، لا أمجده بل أسخر من طريقته فى القصّ! ويمكن القراء أن يقرأوا الفصل الذى خصصته لنقد "دعاء الكروان" كاملا فى كتابى: "فصول من النقد القصصى".
لقد كان من الممكن أن تلم أوكتافيا ببعض الألفاظ والأفكار التى يرددها سيدها ومتبنيها التاجر المثقف الذى يحرص على اقتناء الكتب وعلى الخلوّ فى مكتبته يقرؤها ويعلق بما يعنّ له على هوامش صفحاتها تعليقات تدل على ثقافة عميقة، لكن دون أن تتعمق فى شىء من ذلك. أى أن تكون معرفتها بتلك الألفاظ والأفكار "من شواشيها" كما نقول فى العامية. أما أن تبلغ ثقافتها المدى الذى يجعلها من المتشيعين لهيباتيا والمولهين بعقلها وفكرها وفلسفتها حتى لتخرج وتتحدى الجماهير الغوغائية التى كانت تسحل تلك الفيلسوفة على أرض الشارع حيث كُشِط جلدها ولحمها عن عظامها كما تقول الرواية التى أوردها هيبا فى مذكراته (وإن كانت هناك رواية أخرى تقول إن أولئك الوحوش قد كشطوا الجلد بأطراف المحار الذى وجدوه على الشاطئ، وثالثة تقول: بل تم الكشط بما استخدموه من حجارة حادة الأطراف) وتحاول الدفاع عنها وحمايتها من القتل فكان أن قُتِلَتْ هى أيضا. الحق أن الرواية هنا قد "زادتها حبيتن". لكن هذا لا يمنعنى من القول بأننى استمتعت، رغم ما يسود الأمر كله من لاواقعية كلاواقعية "دعاء الكروان"، بوصف المؤلف على لسان هيبا تلك الخادمة فى ملابسها البالغة الأناقة وجمالها الناضج الفتان وتصرفاتها الأرستقراطية وصرة الطعام الفخمة التى كانت تحملها معها عند الشاطئ حين التقت بهيبا لأول مرة ووقع كلاهما فى غرام الآخر من النظرة الأولى ومارسا الجنس هناك ببساطة متناهية يُحْسَدان عليها (على الأقل: من جانبى أنا لأننى من الذين يخافون ويمشون جنب الحائط، وأخاف أن آتى بحركة "كذا أو كذا" حتى لا أضيع فى شربة ماء، إن لم يكن خشية لله، وليست خشيتى لله بالشىء القليل، فخوفا من التبعات الاجتماعية والفضيحة والجُرْسَة وشماتة من يساوى ومن لا يساوى)، وكأنهما قد رتبا الأمر كله ترتيبا من "طَقْ طَقْ لسلامٌ عليكم"، وإن لم تَسْلَمْ أفكارها رغم ذلك كله من نزعة عامية تمثلت فى تصديقها للعرافة التى تنبأت لها قبل عامين بأنها سوف تلقى حبيبها قادما من البحر بعد نقطتين. قل: يومين! قل: أسبوعين! قل: شهرين! قل: عامين! لكن من فضلك لا تقل: قرنين، لأنها واسعة شوية! فكانت تخرج كل يوم على مدار العامين إلى الشاطئ (يا قوة الله! عامين كاملين؟) تترقب ورود حبيب القلب، ومعها صرة الطعام وزجاجة النبيذ المعتق (الذى لم أذقه ولا ذقت أى شراب فى حياتى نفورا طبيعيا من الخمر حتى لو لم يحرمها الله)... إلى أن لقيتْ هيبا وهو يكاد يغرق أثناء سباحته هناك فوقع فى خاطرها للتو واللحظة أن هذا هو حبيب القلب الذى ذكرته لها الكاهنة، وهوما يذكرنا بالمعالجات الساذجة التى تقوم عليها بعض الأفلام المصرية القديمة، فكان ما كان مما لست أتحرج من ذكره، بل لقد ذكرته، وأفاض فيه الكاتب إفاضة جعلتنى أخاف على نفسى من الفتنة وأنا الشيخ الكبير (كدت أقول مثل محمد رشدى فى أغنية "عَدَوِيّة": وأنا الشاب الفقير!)، فما بالنا بالشاب، وبالذات الشاب الفقير الذى لا أمل عنده فى الزواج قريبا أو بعيدا، وبالذات بالذات فى ظل الاحتكار الجلف البشع حاليا للحديد المصرى وارتفاع أسعاره إلى أرقام فلكية تحطّم العقول والقلوب والجيوب تحطيما وتجعل شراء شقة حلما مستحيلا، اللهم إلا فى المشمش... أو فى الجنة، التى لن يدخلها بطبيعة الحال كل محتكر لئيم، وبخاصة إذا لم يكن معروفا من أين حصل هذا المحتكر على أمواله؟ أى أن هيبا نجا من الغرق فى بحر الإسكندرية فغرق فى بحر أوكتافيا. نعم لقد نجا من البحر المالح ليغرق فى بحر العسل! عسل أسود ومطين بستين نيلة، لكنه فى نهاية المطاف عسل، ياناس يا عسل!
وعلى ذكر "عدوية" محمد رشدى فقد كانت شخصية حقيقية تشتغل خادمة لدى الموسيقار عبد العظيم عبد الحق، وكان الأبنودى يراها كلما كان فى زيارة للموسيقار الكبير، إذ كانت تحضر لهما ما يحتاجه الضيف ومضيفه، وكان عبد الحق لا يكف عن ندائها كى تلبى هذا الطلب أو ذاك: روحى يا عدوية! تعالى ياعدوية! أنت يا بنت يا عدوية! إلى أن لَفَتَ جَرْس الاسم وغرابته أذن الأبنودى وانتباهه فنظم فيها أغنيته المشهورة. وحينئذ عرضها على الأستاذ عبد الحق فرفض قائلا إنه لا يليق به أن يلحن أغنية تتغنى باسم خادمته، فأعطاها الشاعر لبليغ حمدى ونجحت الأغنية وكسّرت الدنيا، فكان عبد الحق كلما فتح الإذاعة سمع الأغنية وفيها اسم "عدوية"، وكلما مشى فى الشارع سمع الناس تردد الأغنية وفيها اسم "عدوية"، فكان يضحك قائلا وهو يكاد يشد شعره: منك لله يا أبنودى!
ويرتبط بموضوع أوكتافيا وممارسة هيبا الفاحشة معها فى المغارة قول راهبنا، الذى لا أستطيع أن أفهمه فى كل حالاته ولا أستطيع متابعته فى بدواته العجيبة، إن تسجيله الكتابىّ لما وقع من فاحشة بينه وبين أوكتافيا قد دنّس روحه، ليعود بعد أسطر قليلة فيقول إن الاعتراف، أى الكتابة فى هذا الموضوع، يطهرنا من كل الخطايا (ص108). حيرتنا معك يا عمّ هيبا! يدنّس أم يطهّر؟ أو بالبلدى الفصيح: نفتح الشباك أم نغلق الشباك؟ ومثل ذلك فى التناقض ما نلاحظه من أن فكره وعقيدته مضطربان ويتناقضان من لحظة إلى لحظة، ففيما كان يقول إن الله معاقبه لا محالة على ارتكابه الفاحشة مع أوكتافيا، إذا به عقب ذلك يقول إن الله سوف يغفر للجميع مؤمنين ووثنيين لأنه رحيم (ص104- 105). مرة أخرى: حيرتنا يا عم هيبا! يغفر أو لا يغفر؟ اُرْسُ لك على بَرّ، الله لا يسوؤك! ومن التناقضات المضحكة فى تصرفاته وكلامه أيضا قوله إنه ألقى جلبابه على جسمه العارى خجلا من نظرات أوكتافيا. والحق أنه لا معنى لهذا الخجل بعدما قضى الليل وأول النهار يجامعها ويطّلع منها وتطّلع منه على كل شىء وتحمّمه وتدلكه بالليفة، وهو ما تكرر كثيرا طوال كل يوم، إلى أن عرفت أنه نصرانى لا وثنى مثلها فطردته من جنة الشياطين هذه بلا عودة. بالله عليكم، أيها القراء، أو تصدقون ذلك العفريت حين يقول إنه كان خجلان من عريه أمام الخادمة فتغطى؟:
"نسيتُ ذاتى ساعتها، وغاظنى أنها غالبا ما تبدأ الأمر، فدعتنى نفسى إلى البدء تلك المرة، حتى أشعرها بقوتى! كنتُ صغيرا، ومندفعا. أدرتها من كتفيها حتى وَلَّت وجهها نحو الجدار، ثم أزحتها بضغطَّةٍ من كفىَّ على جانبىْ ظهرها، فانزاحتْ مستسلمةً لى. نفختُ شعلة القنديل فانطفأت، ولفَّنا الظلامُ. كان صدرها إلى الجدار الرطب، وصدرى إلى ظهرها الدافئ. تحسَّستُ فى الظلام جسمها، فوجدتها مستسلمةً تماماً وقد أسندتْ يديها إلى الحائط، ومالت برأسها قليلاً إلى الإمام. رفعتُ عنى جلبابى، وأنزلتُ السروال، ورفعتُ عنها ثوبها، ولم يكن تحته شيئ لأُنزله. صرنا عاريين تماما. علا صوتها، وهى تئنُّ طالبةً منى شَقَّها لنصفين. يا إلهى. لايصح هذا الذى أتذكره وأذكره بعد مرور هذه السنين الطوال" (ص125- 126).
ولا أدرى لماذا "نصفين" فقط مع أن الأغنية تقول: "قطّعنى حتت وارمينى فى الزيت"، أى حتتا كثيرة لا حتتين فقط. وما ضَرَّها أو ضَرَّه لو طلبت منه أن يقطّعها أكثر من ذلك، وليس شرطا أن يرميها فى الزيت، لأن ما تكون فيه ساعتها أشد لهيبا من الزيت والزفت المغلى ذاته؟ هل الكلام فى مثل تلك الظروف عليه جمرك أو يأخذه أحد على محمل الجِدّ؟
كذلك هل يعقل أن نصرانيا مثل هيبا، الذى كان راهبا لا نصرانيا عاديا ويبدو فى غير قليل من الأحيان متحرجا جدا فيما يخص أمور عقيدته، يمكن أن يقول فى حديثه عن أوكتافيا: "على طرف سريرها جلستْ وهى تمد ذراعيها نحوى مثل ربة مانحة، ربة حنون وطيبة ومرحة" (ص128)؟ الواقع أن هذا كلام لا يقوله إلا الوثنيون المؤمنون بتعدد الأرباب. لكن لا ينبغى أن نحاسبه على كلامه فى تلك الظروف التى تطير أبراج العقول جميعا لا بُرْجًا واحدا كما يقال، أو بُرْجَيْن كما تقول صباح فى إحدى أغانيها! وإذا كان المثل الشعبى يقول: "بلدك من أين جحا؟ - بلدى التى فيها امرأتى"، فيمكننا بدورنا أن نقول فى سياقنا هذا: "ما هى عقيدتك يا هيبا؟ ليرد علينا قائلا: فأما عقيدتى مطلقا فهى النصرانية، وأما فى السرير فهى العقيدة التى عليها حبيبتى. على كل حال فإن هذا التناقض فى تصرفات وكلام هيبا ينال من عنصر رسم الشخصية فى الرواية، وقد كنا نود لو برئ رسم الشخصيات فيها من هذه الملاحظة، وبالذات رسم شخصيتها الأولى.
ثم تعرف أوكتافيا، كما قلنا، أن هيبا نصرانى فتطرده فى الحال من فردوسها الشيطانى غاضبة غضبا بركانيا مزلزلا، وتكون تلك هى الفاصلة الأبدية. لكن هل من المقنع أن أوكتافيا، بعدما ذاقت عُسَيْلته وذاق عُسَيْلتها أياما وليالى فى المغارة (ولا مغارة على بابا!) وفى قصر سيدها، لا تعرف ولا يعرف هو تحرجا ولا ترددا ولا تخلّج ضمير، بل عاشا فى بُلَهْيِنَةٍ لا تتاح عادة للبشر فى هذه الأرض المزعجة التى لا تترك لذة من اللذات إلا بترتْها أو كدرتها أو شابتها بالتوتر والخوف من المجهول، وكانت تنتظره منذ عامين بالطعام والنبيذ كل يوم عند الشاطئ، هل من المقنع أن تفعل أوكتافيا هذا مع حبيب القلب وحبيب غير القلب ثم لا تتراجع فى موقفها منه ودون أى تلجلج أو تندم أو تفكير فيما كان بينهما، وهو ليس أبدا بالشىء القليل، وكأن قلبها قُدَّ من حديد؟ لقد كل كل ما يهمها هو الشهوة وإشباعها، والشهوة لغة عالمية عند الزناة والفلاتية، وكان البطل يعطيها ذلك بغزارة وثرارة وصفاء ونقاء إن كان لنا أن نصدق ما تقوله الرواية فى هذا الصدد، فماذا تريد تلك "الجاحدة" أكثر من ذلك؟ ثم إنها خادمة فى نهاية المطاف، ولا موقف عقيدىٌّ لها صُلْبٌ كما يريد المؤلف أن يوهمنا. ولا ننس أنها كانت تنظر إليه (إلى هيبا طبعا لا إلى المؤلف) بوصفه عطيةً من الآلهة حسبما ذكرتْ له. كذلك فالمسائل العاطفية والجنسية لا تُحْسَم بهذه السهولة، بل لا بد أن يقوم بشأنها صراع فى نفس الشخص طويل قبل أن تستقر الأمور على وضعها الأخير (انظر ص132- 133). ولعل القارئ يتساءل: وإلى أين ذهب هيبا فى تلك المدينة التى لم يكن يعرف فيها أحدا ولا كان له من المال ما يمكنه أن يكترى به مسكنا مثلا؟ فهل هناك سوى المغارة والجوع والعطش؟ تستأهل يا هيبا يا من استحللت قصر الرجل الطيب الغائب فعِثْتَ فيه زنا ودعارة وأكلا وشربا وقراءة كتب من مكتبة الرجل دون حساب ولا عتاب. يعنى: أكل ومرعى وقلة صنعة! لكن الله سرعان ما اقتص منك فطردتك المجنونة بنت المجنونة شر طردة لترجع إلى الشارع حيث البرد والجوع والتشرد والعويل واصطكاك الأسنان! تستأهل. هل قال لك أحدٌ: ازْنِ!
لقد كان أمامك الزواج، وهو الطريق الشرعى لنيل ما تريده من المرأة وما تريده منك المرأة، لكنك تنكرت له وترهبت، ولم تسلم الجـََرّة فى أية مرة. ولقد قالت لك مرتا البنت الحلبية الحلوة: تزوجنى، فأجبتها، خيبة الله عليك، بأنك راهب، ولا يمكن الراهب أن يتزوج. فما كان منها، نوَّر الله عليها وعلى بديهتها الحاضرة وفصاحتها المفحمة، إلا أنْ صفعتْك بقولها: وهل الرهبنة تجيز لك ما كنا نفعله الآن؟ تقصد الفاحشة التى كانا يمارسانها فى بيتها بجوار الدير. وهذا ما حذر منه نبينا العبقرى وأنكره مؤكدا أنه لا رهبانية فى الإسلام. ذلك أنه عليه الصلاة والسلام يعرف أن الرجال لا يستغنون تحت أى ظرف عن النصف الحلو، كما أن النصف الحلو لا يمكن أن يستغنى عن النصف الخنشورى، وأن من يحاول ذلك فهو كناطحِ صخرةٍ يوما ليوهنها، فلم يضرها فى شىء، ولم يَنُبْه إلا إدماء قرنه وعودته فاشلا يجرجر أذيال الفشل. وفى رأيى أن الرجل، أى رجل، إما أن يتزوج أو يزنى أو يظل طول حياته يجاهد غرائزه، ومن ذا الذى يستطيع ذلك؟ إنه، إن نجح فى مجاهدة تلك الغرائز، ولا أظنه ينجح أبدا، فلسوف يبقى سائر عمره يعانى من مشاكل نفسية رهيبة تربك شخصيته وأوضاعه كلها، اللهم إلا أن تكون غريزة الجنس لديه ميتة أو يكون تركيبه الذكورى غير طبيعى. وكم نسبة الرجال من هذا الصنف؟ لهذا ولغير هذا كان نبى الإسلام، صلى الله عليه وسلم، حاسما حين نهى عن الرهبانية وحَضَّ كل مستطيع على الزواج دون إبطاء، وإلا فعليه بالصوم فإنه له وِجَاءٌ إلى أن ييسر الله الأمور. وإنى لأتصور أنْ لو أدرك هيبا عصر النبى لكان من أوائل المسلمين، ولكنا ذكرنا اسمه الآن مع بلال الحبشى وصُهَيْب الرومى وسلمان الفارسى فقلنا: "سيدنا هيبا المصرى رضى الله عنه". لكنه لم يفز بها، وسبقه بها أكثر من عكاشة!
كذلك فالاعتراف طقس لا يعرفه الإسلام، وهو طقس لا معنى له سوى فضح الإنسان لنفسه ولمن شاركه الإثم وإعطاء الكاهن الفرصة لاستغلال المعترف، وبخاصة إذا كان طفلا أو امرأة كما هو معروف فى كل مكان. ثم إن الغافر هو الله لا الكاهن. كما أن هذه الفلسفة من شأنها أن تجرئ الشخص على التمادى فى ارتكاب الخطايا ما دام الاعتراف جاهزا، والغفران حاضرا. أما الإسلام فيأمر الشخص بالاستتار بالبلايا وعدم هتك الستر الذى ستره الله به، وأن يعود عن المعصية ويضع أمله فى الغفران فى الله. كما أن الإسلام لا يعتبر ما يسمى: الخطيئة الأصلية ولا يضعها فى الحساب لأن آدم قد نال ما استحقه وانتهى الأمر، ونحن (ذريته) شىء آخر.
أما لماذا غضبت الكنيسة من هذه الرواية، فالأسباب متعددة: ذلك أن الرواية قد فضحت نظام الرهبنة متمثلا فى هيبا، الذى كان يشك فى عقيدته ويمارس الخطيئة دون تردد أو تلجلج كلما أتيحت له فرصة ممارستها. ثم هو لا يكتفى بها، بل يأخذ فى وصف ما وقع وصفا من شأنه إضرام نار الشهوة فى العروق، وبخاصة أنه يضفى على الفاحشة غلالة رومانسية عذبة تسهّل لهذا الوصف التغلغل إلى النفوس والقيام بتأثيره فى خفاء ويسر يصعّبان مقاومته. كذلك فهيبا، الذى لا شك أنه يعبر عن أفكار المؤلف، وإن كان ذلك بطريقة فنية، لا يدع أية فرصة إلا وعرض شكوكه فى النصرانية وفى الكنيسة ورجالها، وبالذات كنيسة الإسكندرية رغم أنه مصرى، وكان يُتَوَقَّع أو يُرْجَى منه على أقل تقدير أن يؤازرها ويعمل على التغطية على عيوبها، لكنه أخلف الرجاء والظن وكشف كثيرا من عوراتها وصور رجالها تصويرا لا يسر عدوا ولا حبيبا. فمثلا نراه يحمّل كيرلس أسقف الإسكندرية فى عصره ورهبان كنيستها مقتل الفيلسوفة الإغريقية الجميلة هيباتيا، ذلك المقتل المتوحش الذى يدل على أن مرتكبيه لا يمكن أن ينتموا إلى جنس الإنسان، وإن تقنعوا بقناع الدين والغيرة عليه. وقد أدان نسطور مقتل هيباتيا واتهم كيرلس برشوة القضاة حتى انتهى البحث إلى لاشىء ولم تتم إدانة أحد (ص188). وجدير بالذكر أن نقول إن القمص بسيط، فى حلقة "العاشرة مساءً"، قد أثنى على هيباتيا وعلمها ومكانتها وذكر أن بعض رجال الدين النصارى قد تتلمذوا على يديها، إلا أنه أنكر مع هذا أن يكون لكيرلس أى دخل على الإطلاق فى مقتلها، مضيفا أن الذى ألصق هذه التهمة بكيرلس مؤرخ وثنى صدّقه الكتاب اللاحقون.
ولقد كان من الممكن إلى حد ما أن نجد بعض العذر لمن قتلها لو أنها كانت تعذب النصارى مثلا. أما وهيباتيا لم تسئ إلى النصارى بشىء فلا أظن من الممكن أن يكون لقاتليها عذر أى عذر. بل حتى لو شاركتت هيباتيا فى محاربة النصرانية والنصارى فإن الطريقة الرهيبة البشعة التى قُتِلَتْ بها لا مسوغ لها أبدا. ولندع هيبا، أو بالحرى: المؤلف، يرسم لنا ذلك المشهد الفظيع الذى لا أظن كاتبا آخر قد ساواه فى رسمه. أقول هذا وقد قرأت وصف مقتلها فى عدد من الكتب ودوائر المعارف باللغات الثلاث: العربية والإنجليزية والفرنسية، فأنا حين أقول ذلك لا أقوله من فراغ. وسبب ذلك أن المؤلف، أو هيبا: لا فرق، قد وصف المشهد بأسلوب أدبى تفنن فيه وفى توبلته بكثير من التفاصيل المثيرة التى تبرز جريمة المتوحشين البرابرة إبرازا. لقد أراد إدانة التعصب الكنسى وحشد لذك كل قواه التعبيرية والوجدانية، فكان هذا النجاح الفريد. ولنقرأ، ولكن ليس قبل تحذير القراء الذين لا يستطيعون الصمود أمام مشاهد القتل العنيف من الاستمرار معنا فى الصفحات التالية:
"فى الأعوام الرتيبة التى قضيتها بالإسكندرية، كنتُ أحضر دروس الطب واللاهوت بانتظام. واشتهرتُ بين أهل الكنيسة بكثرة الصلاة وقلة الكلام، فحسن اعتقادهم فى صلاحى وورعى. ومع كَرِّ الأيام والشهور، نسيتُ ما كان من أمر أيامى الأولى بالمدينة، ولم أعد أسمع أخباراً عن هيباتيا، ولا عن غيرها. حتى جاءت تلك الأيامُ العصيبة من شهور سنة خمس عشرة وأربعمائة للميلاد المجيد، إذ سَرَتْ أولاً بين رجال الكنيسة، همهماتٌ عن احتدام الخلاف بين البابا كِيرُلُّس وحاكم الإسكندرية أورستوس. ثم شاعت أخبارٌ كثيرةٌ عن اعتراض جماعة من شعب الكنيسة، المؤمنين، طريقَ الحاكم أوريستوس، ورجمهم له بالحجارة. مع أنه فى الأصل رجلٌ مسيحىٌّ، ومعروفٌ أن عماده أيام شبابه، كان فى أنطاكية على يد يوحنا فم الذهب. ومع أن يسوع المسيح فى بدء بشارته، نهى اليهود عن رجم العاهرة، فى الواقعة المشهورة التى قال فيها: مَنْ كان منكم بلا خطية، فليرجمها بحجر .
غير أن هذا الخلاف الثائر بين الأسقف والحاكم، لم يكن أيامها يعنينى فى شئ! ومن ثم، انشغلت عنه بهمومى اليومية وصلواتى ودروسى المملَّة، فلم أحرص على التقاط الهمهمات أو تتبُّع الأخبار. حتى بدأ اسم هيباتيا يجرى على الألسنة فى أكثر الجلسات. كنتُ أظن أننى نسيتها تماماً، ثم وجدتنى كلما سمعت اسمها، أضطربُ ويخفق قلبى لذكرها.
تاقت نفسى لمعرفة ما يدور وراء أسوار الكنيسة، فتتبعتُ الحكايات ومحدثات الأمور. بدأتُ بسؤال القَسّ يوأنَّس الذى نهرنى، وأمرنى بعدم الانشغال بغير ما جئت من أجله. بعد أيام عاودتُ سؤاله بلطفٍ، فنصحنى بالابتعاد عن الموضوع، والاهتمام بما أنا موجودٌ فى الكنيسة من أجله. سألتُ غيره، فلم أهتد منهم إلى خبرٍ يطمئن له قلبى. غير أننى تأكَّدت من همهمات الخدم الذين يتردَّدون بين المدينة والكنيسة، أن كراهية البابا لهيباتيا كانت قد بلغت المدى. كانوا يقولون إن الحاكم أوريستوس طرد رجلا مسيحيا من مجلسه، فغضب البابا. ويقولون إن الحاكم يعارض ما يريده البابا من طرد اليهود بعيدا عن الإسكندرية، بعدما طردهم الأسقف ثيوفيلوس إلى رَبْع اليهود الكائن بالجهة الشرقية، وراء الأسوار. ويقولون إن الحاكم كان يُفترض فيه أن يصير نصيرا لأهل ديانتنا، إلا أن الشيطانة هيباتيا تدعوه إلى غير ذلك. ويقولون إنها تشتغل بالسحر، وتصنعُ الآلات الفلكية لأهل التنجيم والمشعوذين. قالوا أشياء كثيرة، لم يطمئن إليها قلبى .
مرت الأيام مترعةً بالتوتر، حتى كان يوم الأحد المشؤوم. المشؤوم بكل ما فى الكلمة من معنى عميق. ففى صبيحة ذاك اليوم، خرج البابا كِيرُلُّس إلى مقصورته ليلقى على الجموع عظته الأسبوعية، وكان على هيئته الحزنُ. لم ينظر إلى مستمعيه فرحاً بشعبه كعادته ، وإنما أطرق لحظةً طويلة، ثم أسند صولجانه الذهبى إلى جدار المقصورة، ورفع يديه إلى السماء حتى انسدلت أكمامه الواسعة وبدت ذراعاه النحيلتان. انشرعت أصابعه فى الهواء، فكأنها أطراف المذراة. وبصوت جهيرٍ هادر،ٍ راح يقرأ الصلاة المذكورة فى إنجيل متى: أبانا الذى فى السماوات، ليتقدَّس اسمُك، ليأت ملكوتك، لتكن مشيئك فى السماء، وكذلك فى الأرض.
أخذ الأسقفُ يعيد الصلاة، حتى أخذ الناسَ النشيجُ وهم يردِّدون الدعاء وراءه. ثم صار صوته نارياً متأججاً وهو يقول لهم: يا أبناء الله، يا أحباء يسوع الحى، إن مدينتكم هذه، هى مدينةُ الرَّبِّ العظمى. فيها استقر مُرقس الرسول، وعلى أرضها عاش الآباء، وسالت دماءُ الشهداء، وقامت دعائم الديانة. ولقد طهَّرناها من اليهود، المطرودين. أعاننا الرَّبُّ على طردهم، وتطهير مدينته منهم. ولكن أذيال الوثنيين الأنجاس، مازالت تثير غبار الفتن فى ديارنا. إنهم يعيثون حولنا فسادا وهرطقة، يخوضون فى أسرار كنيستنا مستهزئين، ويسخرون مما لايعرفون، ويلعبون فى مواطن الجد ليشوهوا إيمانكم القويم. يريدون إعادة بيت الأوثان الكبير الذى انهدم على رؤوسهم قبل سنين، ويودون تعمير مدرستهم المهجورة التى كانت تبثُّ الضلال فى العقول، ويفكِّرون فى إعادة اليهود من الرَّبْع الذى سكنوه إلى داخل أسوار مدينتكم . لكن الرَّبَّ ، ياجند الرَّبِّ ، لن يرضى بذلك أبداً. ولسوف يُحبط مساعيهم الدنيئة، وسوف يبدِّدُ أحلامهم المريضة، وسوف يرفع قَدْر هذه المدينة العظمى، بأيديكم أنتم. مادمتم بحقٍّ، جنودَ الرب. مادمتم بحقٍّ، جنود الحق. لقد صدق ربنا يسوع المسيح، حين نطق بلسانٍ من نورٍ،ِ فقال: الحقُّ يطهِّركم! فتطهَّروا يا أبناء الرب، وطهِّروا أرضكم من دنس أهل الأوثان. اقطعوا ألسنة الناطقين بالشَّرِّ. ألقوهم مع معاصيهم فى البحر، واغسلوا الآثام الجسيمة. اتَّبعوا كلمات المخلِّص، كلمات الحق، كلمات الرَّبِّ. واعلموا أن ربنا المسيح يسوع، كان يحدثنا نحن أبناءه فى كل زمان، لما قال : ماجئتُ لأُلقى فى الأرض سلاما، بل سيفا!
اهتزت الجموعُ مهتاجةً، حتى كاد اهتياجُها يبلغ الغاية. وراح كِيرُلُّس يكرِّر بهديره الحماسىِّ الآسر، قول يسوع المسيح: ماجئتُ لأُلقى فى الأرض سلاما، بل سيفا! فيزداد هياجُ الجموع، ويقارب بحدَّته حدود الجنون. بدأ الناس يردِّدون وراءه العبارة، ولم يكفوا إلا حين قَطَعَ التردادَ بصرخةٍ كالرعد، ذلك الضخمُ المعتادُ على إنهاء خطب يوم الأحد النارية، أعنى بطرس قارئ الإنجيل بكنيسة قيصرون الذى انفجر من بين الجموع قائلاً: بعون السماء، سوف نطهِّر أرض الرب من أعوان الشيطان. سكت الأسقف، فسكن الناسُ إلا بطرس القارئ. ثم أخذ بعضهم يعيد وراءه عبارته، وأضاف إليها أحدهم الترنيمة المرعبة: بسم الإله الحى سنهدم بيت الأوثان، ونبنى بيتاً جديداً للرب. بعون السماء سوف نطهر أرض الربِّ من أعوان الشيطان. بسم الإله الحى سنهدم بيت الأوثان.
استدار الأسقفُ، فتناول صولجانه، ورفعه فى الهواء ليرسم به علامة الصليب، فاجتاح الكنيسة هوسُ الجموع. تداخلت الهتافاتُ واصطخبت، عَمَتِ العقولُ، وعمَّتِ القلوب فوضى منذرةٌ بحادثٍ جسيم. كان بطرس القارئ أول مَنْ تحرَّك نحو الباب، ثم تحرَّك من خلفه الناس جماعاتٍ وهم يرددون عبارته الجديدة: بعون السماء سوف نطِّهر أرض الرَّبِّ.
كادتْ ساحةُ الكنيسة تخلو، وكانت أصواتُ الهاتفين وراء بطرس القارئ تأتى من خارج الأسوار. دخل الأسقفُ من شرفته ووراءه القسوس، ولم أدرِ ساعتها إلى أين أذهب؟ هل أعود لصومعتى وأغلق بابى علىَّ، مثلما أفعل دوما؟ أم أظل فى ساحة الكنيسة، حتى يظهر ما سوف يظهر من مشيئة الرب؟ أم أخرج وراء الجموع؟ ومن دون تدبيرٍ منى، أو بتدبيرٍ خفىِّ عنى، خرجتُ مدفوعا بتوجُّسى خلف الجموع، فلحقت بهم. ولكننى بالطبع، لم أكن أردِّد وراءهم ما يقولون .
اتجه بطرس قائدُ الجموع إلى الشارع الكانوبى الكبير، ومن خلفه سار مئاتُ الهاتفين. كانت شمسُ الظهيرة مُتَّقدةً، والرطوبةُ العالية تخنق الأنفاس. البيوتُ ارتجَّت مع حركة المؤمنين ومن علو الهتافات، كان بعضها مغلقَ النوافذ والأبواب، وبعضها يقف ساكنوه على سطحه يلوِّحون بالصلبان. ثار غبار الطرقات، وهربت الملائكة الرحيمة من السماء، وحَدَّثنى قلبى بقرب وقوع حَدَثٍ مروع. كنتُ أسيرُ مأخوذا بما يجرى من حولى، وكأننى أعيش واحدةً من رؤى سفر حبقوق المنذرةِ بفناء العالم وزوال الدنيا.
بعد حينٍ، تناقص الهاتفون المهلِّلون، وتفرَّقوا فى الطرقات مع طول الجولان فى أنحاء المدينة. صاروا عشرات موَّزعة فى الشوارع، وساروا يردِّدون الهتافات ذاتها. فى لحظةٍ ما، اعتقدتُ أن غرض هذا الصخب، تبيانُ أن المسيحيين هم الأظهرُ والأقوى بالمدينة. هى إذن، رسالةٌ ضمنيةٌ إلى الحاكم، وتنبيهٌ صريحٌ لكل السكان. ولكن الأمر انقلب إلى ماهو أعمق من ذلك، وأبعد، وأبشع .
شمسُ الظهيرة حَمَّ شعاعُها، وازدادتْ رطوبةُ الهواء حتى ثقلت علىَّ أنفاسى اللاهثة وراء الجماعة الهاتفة الباقية وراء بطرس القارئ. كدتُ أستدير راجعاً إلى أسوار الكنيسة، إلى حصنى الحصين، لولا أننى انتبهت إلى ذلك الرجل النحيل، طويل الرأس، الذى جاء من أقصى الشارع يجرى، وهو يصيح لبطرس والذين معه:
- الكافرةُ ركبتْ عربتها، ولا حُرَّاس معها .
خفق قلبى بشدة، واعترانى فزعٌ مفاجئ لما رأيتُ بطرس يجرى وهو يصرخُ، نحو الجهة التى أشار إليها الرجل ذو الرأس الطويل، وتبعه الآخرون. جريتُ خلفهم، وليتنى ما فعلتُ. عند الكنيسة الصغيرة التى فى منتصف الشارع الواسع المؤدى من المسرح الكبير إلى الميناء الشرقى، بدت من بعيدٍ عربة هيباتيا ذات الحصانين، العربة ذاتها التى رأيتها تركبها، وترحلُ بها عنى، قبلها بثلاثة أعوام. العربةُ هى هى، والحصانانِ هما هما، أنا وحدى الذى ما كنتُ أنا. بطرسُ القارئ انطلق ببدنه الضخم ليلحق بالعربة وهو يصرخ، ويصرخ وراءه أتباعه بألفاظٍ غير مفهومة. قبل أن يصل إليها، بأمتارٍ، وقف فجأةً وتلفَّت؛ فاندفع إلى ناحيته أحدهم وهو يصيح صيحةً هائلة ويُخرج من تحت ردائه الكنسى سكينًا طويلاً.. صدئاً.. أيضًا.. السكين..
╬ ╬ ╬
لن أكتب حرفًا واحدًا. لا..
╬ ╬ ╬
يارب. شُلَّ يدى.. خذنى إليك. ارحمنى.
╬ ╬ ╬
سأمزقُ الرقوق، سأغسلها بالماء. وسوف..
- اكتبْ يا هيبا، اكتبْ باسم الحقِّ المختزن فيك.
- يا عزازيل، لا أقدر.
- اكتبْ ولا تجبُن، فالذى رأيته بعينك لن يكتبه أحدٌ غيرك، ولن يعرفه أحدٌ لو أخفيته.
- حكيته لنسطور فى أورشليم، قبل سنين.
- ياهيبا، حكيتَ يومها بعضا منه، فاكتبه اليوم كاملاً، اكتبه الآن كله.
╬ ╬ ╬
آه. لما التقط بطرسُ السكين الطويلة الصدئة، رآه سائقُ عربة هيباتيا، فقفز كالجرذان وجرى متواريا بين جدران البيوت. كان بإمكان السائق أن يُسرع بحصانيه فى الشارع الكبير، وما كان لأحدٍ أن يلحق بالعربة. لكنه هرب، ولم يحاول أحدهم أن يلحق به! ظل الحصانان يسيران مُرتبكين، حتى أوقفهما بطرس بذراعه الملوِّحة بالسكين. أطَلَّت هيباتيا برأسها الملكى من شُبَّاك العربة، كانت عيناها فزعةً مما تراه حولها. انعقد حاجباها، وكادت تقول شيئاً، لولا أن بطرس زعق فيها: جئناك يا عاهرة، يا عدوَّة الرَّبِّ .
امتدتْ نحوها يدُهُ الناهشةُ وأيدٍ أخرى، ناهشةٌ أيضًا، حتى صارت كأنها ترتقى نحو السحاب فوق أذرعهم المشرعة. وبدأ الرعبُ فى وضح النهار. الأيادى الممدودة كالنصال، منها ما فتح باب العربة، ومنها ما شدَّ ذيل الثوب الحريرى، ومنها ما جذب هيباتيا من ذراعها فألقاها على الأرض. انفلت شعرُها الطويل الذى كان ملفوفاً كالتاج فوق رأسها، فأنشب فيه بطرس أصابعه، ولوى الخصلات حول معصمه، فصرختْ، فصاح: باسم الرَّبِّ، سوف نطهِّر أرض الرَّبِّ.
سحبها بطرسُ من شعرها إلى وسط الشارع، وحوله أتباعه من جُند الربِّ يهلِّلون. حاولت هيباتيا أن تقوم، فرفسها أحدهم فى جنبها، فتكوَّمت، ولم تقو على الصراخ. أعادها بطرس إلى تمدُّدها على الأرض، بجذبةٍ قويةٍ من يده الممسكة بشعرها الطويل. الجذبة القوية انتزعت خصلات من شعرها، فرماها، نفضها من يده، ودَسَّ السكين فى الزُّنَّار الملفوف حول وسطه، وأمسك شعرها بكلتا قبضتيه، وسحبها خلفه. ومن خلفه أخذ جُنْدُ الرَّبِّ يهتفون هتافه، ويهلِّلون له وهو يجرُّ ذبيحته.
كنتُ لحظتها واقفًا على رصيف الشارع، مثل مسمارٍ صدئ. لما وصلوا قبالتى، نظر بطرس ناحيتى بوجه ضبعٍ ضخم، وتهلل وهو يقول: أيها الراهب المبارك، اليومَ نطهر أرض الرَّبِّ. وبينما هى تتأرجح من ورائه على الأرض، تقلَّبت هيباتيا، استدار وجهها نحو موضعى. نظرت إلىَّ بعينٍ مصعوقة، ووجهٍ تكاد الدماءُ منه تنفجر. حدقت فىَّ لحظتها، فأدركتُ أنها عرفتنى، مع أننى كنتُ فى الزِّىِّ الكنسى! مدَّت ذراعيها ناحيتى، وصاحتْ مستصرخةً بى: يا أخى. تقدمتُ إلى منتصف الشارع خطوتين، حتى كادت أصابعى تلمس أطراف أصابعها الممدودة نحوى. كان بطرس القارئ يلهثُ منتشياً، وهو يمضى ناحية البحر ساحبًا غنيمته. وكان البقيةُ يتجمَّعون حول فريستهم، مثلما تجتمع الذئاب حول غزالٍ رضيع. لما أوشكتْ أصابع هيباتيا أن تعلق بيدى الممدودة إليها، امتدت يدٌ نهشت كُمَّ ثوبها، فتطوَّحت كَفُّها بعيداً عنى، وتمزَّق الثوبُ فى اليد الناهشة، فرفعه الناهشُ ولَوَّح به، وهو يزعق بعبارة بطرس: باسم الرَّبِّ، سوف نطهِّر. العبارة التى صارت يومها أنشودة للمجد الرخيص. من بعيدٍ، أقبلت امرأةٌ حاسرةُ الرأس، كانت تصرخ وهى تُقبل نحونا مسرعةً فزعةً ، قائلةً:
- يا أختاه. ياجنود الرومان. أغثنا يا سيرابيس!
المرأة المسرعة نحونا كان ثوبها وشعرها يرفَّان وراءها، وكنا قد اقتربنا من ناحية البحر. أقبلت المرأةُ تجرى نحو الجمع، حتى ارتمت فوق هيباتيا، ظانةً أنها بذلك سوف تحميها. فكان ما كان متوقَّعًا. اندستْ فيها الأذرع، فرفعتها عن هيباتيا، وألقتها بقوة إلى جانب الطريق. اصطدم رأسها بالرصيف، وانسحج وجهها، فتلطَّخ بالدم والتراب. حاولت المرأةُ أن تقوم، فضربها أحدهم على رأسها بخشبةٍ عتيةٍ، بأطرافها مسامير، فترنَّحت المرأةُ وسقطت من فورها على ظهرها، أمامى، والدم يتفجَّرُ من أنفها وفمها، ويلِّطخ ثوبها. عند سقوطها أمامى، صرختُ من هول المفاجأة، فقد عرفتها. هى لم تعرفنى، فقد كانت تنتفضُ وهى تلفظ آخر أنفاسها . وهكذا ماتت أوكتافيا، يوم الهول، تحت أقدامى، من دون أن ترانى.
رجعتُ خطواتٍ حتى التصق ظهرى بجدار بيتٍ قديم، لم أستطع انتزاع عينى عن جثة أوكتافيا التى أهاجتْ دماؤها الصخبَ، فاشتدت بجند الربِّ تلك الحمى التى تتملَّك الذئاب حين تُوقع صيدًا. صارت عيونهم الجاحظة مثل عيون المسعورين، وهاجت بواطنهم طلباً لمزيدٍ من الدم والافتراس. تجمعوا فوق هيباتيا، حين وقف بطرس ليلتقط أنفاسه. امتدت إلى يدها يدٌ مازعةٌ، ثم امتدت أيادٍ أخرى إلى صدر ردائها الحريرى الذى تهرَّأ، واتَّسخ بالدماء والتراب. أمسكوا بإطار الثوب المطرَّز وشَدُّوا فلم ينخلع، وكاد بطرس يقع فوق هيباتيا من شِدَّةِ الشَّدَّة المباغتة، لكنه سرعان ما عاد واستعاد توازنه، ومضى يجرُّ ذبيحته، ومن ورائه انحنى أتباعه محاولين اقتناص رداء هيباتيا. هيباتيا. أستاذة الزمان. النقية. القديسة. الربة التى عانت آلام الشهيد، وفاقت بعذابها كل عذاب.
على ناصية الطريق الممتد بحذاء البحر، صاحت عجوزٌ شمطاء وهى تلوِّح بصليب: اسْحِلوا العاهرة. وكأن العجوز نطقت بأمرٍ إلهى! توقف بطرس فجأة، وتوقف أتباعه لحظةً، ثم تصايحوا بصرخاتٍ مجلجلة. تركتُ جثة أوكتافيا ورائى، ولحقتُ بهم مبهوتًا، آملاً أن تفلت هيباتيا من أيديهم، أو يأتى جنودُ الحاكم فيخلِّصوها منهم، أو تقع معجزة من السماء، أو... كنتُ غير بعيدٍ عنهم وغير قريب، فرأيتُ نتيجة ما أوحت به المرأة الشمطاء. رأيتُ... انهالتْ الأيدى على ثوب هيباتيا فمزَّعته. الرداءُ الحريرى تنازعوه حتى انتزعوه عن جسمها، ومن بعده انتزعوا ما تحته من ملابس كانت تحيط بجسمها بإحكام. كانوا يلتذُّون بنهش القطع الداخلية ويصرخون، وكانت العجوزُ تصرخ فيهم كالمهووس: اسحلوها! وكانت هيباتيا تصرخ: يا أهل الإسكندرية! وكان البعيدون عن الوصول إلى جسمها، يصرخون: العاهرة، الساحرة ! وحدى، أنا، كنتُ صامتًا.
صارت هيباتيا عاريةً تمامًا، ومتكوِّمةً حول عريها تمامًا، ويائسةً من الخلاص تمامًا، ومهانةً تمامًا. لا أعرف من أين أتوا بالحبل الخشن الذى لفوُّه حول معصمها، وأرخوه لمترين أو ثلاثة، ثم راحوا يجرُّونها به وهى معلَّقةٌ من معصمها. وهكذا عرفتُ يومها معنى كلمة السحل التى أوحت به المرأةُ إلى بطرس القارئ وأتباعه.
شوارعُ الإسكندرية تفترشها بلاطاتٌ حجرية متجاورة، تحمى الطرقات أيام الشتاء من توحُّل الأرض بسبب المطر. البلاطات متجاورة لكنها غير متلاحمة، وحوافها حادة بفعل طبيعتها الصلبة، فإذا جُرَّ عليها أىُّ شئ مزَّقته، وإن كان ذا قشرٍ قشَّرته، وإن كان إنساناً كشطته. وهكذا سحلوا هيباتيا المعلَّقة بحبلهم الخشن، الممددة على الأرض، حتى تسحَّج جلدها وتقرَّح لحمها.
وسط الصخور المتناثرة عند حافة الميناء الشرقى، خلف كنيسة قيصرون التى كانت فى السابق معبدا، ثم صارت بيتاً للرب يقرأ فيه بطرس الإنجيل كل يوم! كانت هناك كومةٌ من أصداف البحر. لم أر أول مَنْ التقط منها واحدةً، وجاء بها نحو هيباتيا، فالذين رأيتهم كانوا كثيرين. كلهم أمسكوا الصدف، وانهالوا على فريستهم. قشَّروا بالأصداف جلدها عن لحمها. علا صراخُها حتى تردَّدت أصداؤه فى سماء العاصمة التعيسة، عاصمة الله العظمى، عاصمة الملح والقسوة.
الذئابُ انتزعوا الحبل من يد بطرس وهم يتصايحون ، وجَرُّوا هيباتيا بعد ما صارت قطعةً، بل قطعًا، من اللحم الأحمر المتهرِّئ. عند بوابة المعبد المهجور الذى بطرف الحىِّ الملكى البرخيون ألقوها فوق كومةٍ كبيرة من قطع الخشب، وبعدما صارت جثةً هامدة... ثم... أشعلوا النار. علا اللهبُ، وتتطاير الشرر. وسكتت صرخاتُ هيباتيا، بعدما بلغ نحيبها من فرط الألم، عنانَ السماء. عنانَ السماء، حيث كان الله والملائكة والشيطان يشاهدون ما يجرى ولايفعلون شيئًًا.
هيبا، ما هذا الذى تكتبه ؟
اسكتْ يا عزازيل، اسكتْ يا ملعون" (ص161- 171).
وكان لمقتل هيباتيا فى كتب التاريخ والأدب صدى صاخب عنيف بسبب من الوحشية التى تم بها، وبخاصة أن القتلة كانوا من النصارى، الذين يرفعون شعارات المحبة والتسامح وإدارة الخد الأيسر لمن لطمك على خدك الأيمن... وممن يشار إليهم فى هذا السياق سقراط المدرسى (Socrates Scholasticus)، وهو أول من وصلت كتابته عن مأساتها إلينا، وداماسيوس وسويداس، وإدوارد جيبون المؤرخ البريطانى الشهير (الذى نطق الدكتور السيسى والقس عبد المسيح بسيط اسمه فى حلقة "العاشرة مساءً" المشار إليها بتعطيش الجيم، والصواب جعل هذه الجيم قاهرية جافة)، وبروشيه ولاكروز وباسْناج الفرنسيون، وكونت دى ليل وجيرار دى نوفال، وفولتير، الذى كتب مادة كاملة فى "قاموسه الفلسفى" باسمها، وتشارلز كنجزلى، الكاتب البريطانى الذى كتب رواية عنها، وول ديورانت، وماريو لوزى (Mario Luzi)، كاتب المسرح الإيطالى، ورين جروف (Rinne Groff)، الكاتبة الأمريكية التى استوحت من حياتها وشخصيتها عملا مسرحيا عصريا، فضلا عن الرسامين الذين صوروها فى أشكال ومناسبات مختلفة، ومنها تلك الصورة التى نراها لها فى الكتب والصحف والمجلات ودوائر المعارف وما إلى ذلك. وهناك أعمال قصصية كُتِبَتْ للصعار خِصِّيصًا سُمِّيَتْ شخصياتها الأولى: "هيباتيا". بل لقد أُطْلِق اسمها على بعض المواضع المشهورة فى العالم، ومنها موضعٌ فوق سطح القمر. كما قرأت مؤخرا فى عدد السادس من أكتوبر 2008م من صحيفة "المصريون" الضوئية، تحت عنوان "مسيحيو مصر ذبحوها ومثلوا بجثتها"، أن شركة اسبانية للإنتاج السينمائى تستعد حاليا لإنتاج فيلم عن العالمة هيباتيا، وأنه قد تقرر أن يقوم ببطولة الفيلم ممثل إسرائيلى هو أشرف برهوم، على أن تشاركه البطولة الممثلة البريطانية راشيل ويس. وما ذلك إلا قليل من كثير، علاوة على أنه لا يشمل شيئا من الدراسات والكتب التى تتناول فكرها وفلسفتها وإنجازاتها العلمية، بل يقتصر على الإبداعات الأدبية والفنية فقط. وها هو ذا المؤلف المصرى، فى جانب من عمله، يكتب بوحى من ميتتها الشنيعة ويدين المجرمين القتلة المتوحشين، وكذلك الذين حرضوا على مقتلها، متظاهرين بأن ذلك إنما يقربهم من رب السماء ويرضيه عنهم وعن فعلتهم.
وهؤلاء نحن نسوق ما جاء فى كتاب "Hypatia of Alexandria"، ولعله أقدم مرجع أشار إلى الحادثة الوحشية التى وقعت لهيباتيا، وهو متاح فى موقع "ALEXANDRIA on the Web": "Such was Hypatia, as articulate and eloquent in speaking as she was prudent and civil in her deeds. The whole city rightly loved her and worshipped her in a remarkable way, but the rulers of the city from the first envied her, something that often happened at Athens too. For even if philosophy itself had perished, nevertheless, its name still seems magnificent and venerable to the men who exercise leadership in the state. Thus it happened one day that Cyril, bishop of the opposition sect [i.e. Christianity] was passing by Hypatia's house, and he saw a great crowd of people and horses in front of her door. Some were arriving, some departing, and others standing around. When he asked why there was a crowd there and what all the fuss was about, he was told by her followers that it was the house of Hypatia the philosopher and she was about to greet them. When Cyril learned this he was so struck with envy that he immediately began plotting her murder and the most heinous form of murder at that. For when Hypatia emerged from her house, in her accustomed manner, a throng of merciless and ferocious men who feared neither divine punishment nor human revenge attacked and cut her down, thus committing an outrageous and disgraceful deed against their fatherland. The Emperor was angry, and he would have avenged her had not Aedesius been bribed. Thus the Emperor remitted the punishment onto his own head and family for his descendant paid the price. The memory of these events is still vivid among the Alexandrians".
ثم نثنى بما خطه قلم سقراط المدرسى عن الفيلسوفة الجميلة فى كتابه: "Ecclesiastical History": "THERE WAS a woman at Alexandria named Hypatia, daughter of the philosopher Theon, who made such attainments in literature and science, as to far surpass all the philosophers of her own time. Having succeeded to the school of Plato and Plotinus, she explained the principles of philosophy to her auditors, many of whom came from a distance to receive her instructions. On account of the self-possession and ease of manner, which she had acquired in consequence of the cultivation of her mind, she not unfrequently appeared in public in presence of the magistrates. Neither did she feel abashed in going to an assembly of men. For all men on account of her extraordinary dignity and virtue admired her the more. Yet even she fell victim to the political jealousy which at that time prevailed. For as she had frequent interviews with Orestes, it was calumniously reported among the Christian populace, that it was she who prevented Orestes from being reconciled to the bishop. Some of them, therefore, hurried away by a fierce and bigoted zeal, whose ringleader was a reader named Peter, waylaid her returning home, and dragging her from her carriage, they took her to the church called Caesareum, where they completely stripped her, and then murdered her with tiles. After tearing her body in pieces, they took her mangled limbs to a place called Cinaron, and there burnt them. This affair brought not the least opprobrium, not only upon Cyril, but also upon the whole Alexandrian church. And surely nothing can be farther from the spirit of Christianity than the allowance of massacres, fights, and transactions of that sort. This happened in the month of March during Lent, in the fourth year of Cyril's episcopate, under the tenth consulate of Honorius, and the sixth of Theodosius".
ثم ها هو ذا ما كتبه فولتير، الذى اتبع أسلوب التمثيل والتقريب، فتحدث عن أسقف باريس ومدام داسييه جميلة باريس والرهبان الذين ينظمون التراتيل السطحية التافهة منتظرين أن يقال إنها تفوق الإلياذة، وهو فى الواقع إنما يقصد إلى الحديث عن كيرلس ورهبانه المتعصبين وهيباتيا فيلسوفة الإسكندرية. ثم انتقل إلى الحديث المباشر الصريح عما وقع فى القرن الرابع بالإسكندرية على يد الرهبان والغوغاء الفاقدى العقل والقلب والضمير بتحريض من كيرلس أسقف الإسكندرية آنذاك، الذى وصفه الفيلسوف الفرنسى بأنه فى الواقع لم يكن إلا رجلا حزبيا ترك نفسه فريسة فى يد التعصب تصنع به ما تشاء، مؤكدا أنه كان أحرى به أن يستغفر الله لو نما إلى علمه أن أحدا قام بتعرية امرأة جميلة فى الشارع لا يبغى من وراء ذلك إلى قتلها بل لمجرد التعرية ليس إلا. يريد أن يقول: فما بالنا إذا تبع التعريةَ قتلُ تلك السيدة بسحلها وسلخها كأنها ذبيحة، ثم تقطيع جسدها إِرْبًا إِرْبًا، ثم حرقه على الشاطئ بعد ذلك فى نشوة بهيمية لا تليق بالبشر، فضلا عن أن يكون أولئك البشر أتباع دين يقدمونه للناس بوصفه دين التسامح والمرحمة، لا لشىء إلا لأنهاكانت تتناول بالدرس هوميروس وأفلاطون؟:
"Je suppose que Mme Dacier eût été la plus belle femme de Paris, et que, dans la querelle des anciens et des modernes, les carmes eussent prétendu que le poème de la Magdeleine, composé par un carme, était infiniment supérieur à Homère, et que c’était une impiété atroce de préférer l’Iliade à des vers d’un moine; je suppose que l’archevêque de Paris eût pris le parti des carmes contre le gouverneur de la ville, partisan de la belle Mme Dacier, et qu’il eût excité les carmes à massacrer cette belle dame dans l’église de Notre-Dame, et à la traîner toute nue et toute sanglante dans la place Maubert; il n’y a personne qui n’eût dit que l’archevêque de Paris aurait fait une fort mauvaise action, dont il aurait dû faire pénitence.
Voilà précisément l’histoire d’Hypatie. Elle enseignait Homère et Platon dans Alexandrie, du temps de Théodose II. Saint Cyrille déchaîna contre elle la populace chrétienne: c’est ainsi que nous le racontent Damascius et Suidas: c’est ce que prouvent évidemment les plus savants hommes du siècle, tels que Brucher, La Croze, Basnage, etc.; c’est ce qui est exposé très judicieusement dans le grand Dictionnaire encyclopédique, à l’article Éclectisme.
Un homme, dont les intentions sont sans doute très bonnes, a fait imprimer deux volumes contre cet article de l’Encyclopédie.
Encore une fois, mes amis, deux tomes contre deux pages, c’est trop. Je vous l’ai dit cent fois, vous multipliez trop les êtres sans nécessité. Deux lignes contre deux tomes, voilà ce qu’il faut. N’écrivez pas même ces deux lignes.
Je me contente de remarquer que saint Cyrille était homme, et homme de parti; qu’il a pu se laisser trop emporter à son zèle; que quand on met les belles dames toutes nues, ce n’est pas pour les massacrer; que saint Cyrille a sans doute demandé pardon à Dieu de cette action abominable, et que je prie le père des miséricordes d’avoir pitié de son âme. Celui qui a écrit les deux tomes contre l’Éclectisme me fait aussi beaucoup de pitié."
أما كنجزلى فقد صور الأمر فى روايته على النحو التالى:
"A dark wave of men rushed from the ambuscade surged up round the car .... swept forward .... she had disappeared! and as Philammon followed breathless, the horses galloped past him madly homeward with the empty carriage.
Whither were they dragging her? To the Caesareum, the Church of God Himself? Impossible! Why thither of all places of the earth? Why did the mob, increasing momentarily by hundreds, pour down upon the beach, and return brandishing flints, shells, fragments of pottery?
She was upon the church steps before he caught them up, invisible among the crowd; but he could track her by the fragments of her dress. Where were her gay pupils now? Alas! they had barricaded themselves shamefully in the Museum, at the first rush which swept her from the door of the lecture-room. Cowards! he would save her!
And he struggled in vain to pierce the dense mass of Parabolani and monks, who, mingled with the fishwives and dock-workers, leaped and yelled around their victim. But what he could not do another and a weaker did--even the little porter. Furiously--no one knew how or whence--he burst up as if from the ground in the thickest of the crowd, with knife, teeth, and nails, like a venomous wild-cat tearing his way towards his idol. Alas! he was torn down himself rolled over the steps, and lay there half dead in an agony of weeping, as Philammon sprang up past him into the church.
Yes. On into the church itself! Into the cool dim shadow, with its fretted pillars, and lowering domes, and candles, and incense, and blazing altar, and great pictures looking from the walls athwart the gorgeous gloom. And right in front, above the altar, the colossal Christ watching unmoved from off the wall, His right hand raised to give a blessing--or a curse?
On, up the nave, fresh shreds of her dress strewing the holy pavement--up the chancel steps themselves--up to the altar—right underneath the great still Christ: and there even those hell-hounds paused.
She shook herself free from her tormentors, and springing back, rose for one moment to her full height, naked, snow-white against the dusky mass around--shame and indignation in those wide clear eyes, but not a stain of fear. With one hand she clasped her golden locks around her; the other long white arm was stretched upward toward the great still Christ appealing--and who dare say in vain?--from man to God. Her lips were opened to speak: but the words that should have come from them reached God's ear alone; for in an instant Peter struck her down, the dark mass closed over her again .... and then wail on wail, long, wild, ear-piercing, rang along the vaulted roofs, and thrilled like the trumpet of avenging angels through Philammon's ears.
Crushed against a pillar, unable to move in the dense mass, he pressed his hands over his ears. He could not shut out those shrieks! When would they end? What in the name of the God of mercy were they doing? Tearing her piecemeal? Yes, and worse than that.
And still the shrieks rang on, and still the great Christ looked down on Philammon with that calm, intolerable eye, and would not turn away. And over His head was written in the rainbow, 'I am the same, yesterday, to-day, and for ever!' The same as He was in Judea of old, Philammon? Then what are these, and in whose temple? And he covered his face with his hands, and longed to die.
It was over. The shrieks had died away into moans; the moans to silence. How long had he been there? An hour, or an eternity?
Thank God it was over! For her sake--but for theirs? But they thought not of that as a new cry rose through the dome.
'To the Cinaron! Burn the bones to ashes! Scatter them into the sea!' And the mob poured past him again....
He turned to flee: but, once outside the church, he sank exhausted, and lay upon the steps, watching with stupid horror the glaring of the fire, and the mob who leaped and yelled like demons round their
Moloch sacrifice.
A hand grasped his arm; he looked up; it was the porter.
'And this, young butcher, is the Catholic and apostolic Church?'
'No! Eudaimon, it is the church of the devils of hell!' And gathering himself up, he sat upon the steps and buried his head within his hands. He would have given life itself for the power of weeping: but his eyes and brain were hot and dry as the desert.
Eudaimon looked at him a while. The shock had sobered the poor fop for once.
'I did what I could to die with her!' said he.
'I did what I could to save her!' answered Philammon.
'I know it. Forgive the words which I just spoke. Did we not both
love her?'
And the little wretch sat down by Philammon's side, and as the blood dripped from his wounds upon the pavement, broke out into a bitter agony of human tears.
There are times when the very intensity of our misery is a boon, and kindly stuns us till we are unable to torture ourselves by thought.
And so it was with Philammon then. He sat there, he knew not how long.
'She is with the gods,' said Eudaimon at last.
'She is with the God of gods,' answered Philammon: and they both
were silent again".
والآن إلى ما خطه كاتب مادة "هيباتيا" فى النسخة الفرنسية من الموسوعة المشباكية الحرة (ويكيبيديا: Wikipedia):
"
En mars 415, elle meurt lapidée en pleine rue par des chrétiens fanatiques qui lui reprochaient d'empêcher la réconciliation entre le patriarche Cyrille d'Alexandrie et le préfet romain Oreste à la suite de conflits sanglants entre diverses communautés religieuses d'Alexandrie. D'après l'historien chrétien Socrate le Scolastique:
«Contre elle alors s’arma la jalousie ; comme en effet elle commençait à rencontrer assez souvent Oreste, cela déclencha contre elle une calomnie chez le peuple des chrétiens, selon laquelle elle était bien celle qui empêchait des relations amicales entre Oreste et l’évêque. Et donc des hommes excités, à la tête desquels se trouvait un certain Pierre le lecteur, montent un complot contre elle et guettent Hypatie qui rentrait chez elle : la jetant hors de son siège, ils la traînent à l’église qu’on appelait le Césareum, et l’ayant dépouillée de son vêtement, ils la frappèrent à coups de tessons ; l’ayant systématiquement mise en pièces, ils chargèrent ses membres jusqu’en haut du Cinarôn et les anéantirent par le feu. Ce qui ne fut pas sans porter atteinte à l’image de Cyrille et de l’Eglise d’Alexandrie ; car c’était tout à fait gênant, de la part de ceux qui se réclamaient du Christ que des meurtres, des bagarres et autres actes semblables. Et cela eut lieu la quatrième année de l’épiscopat de Cyrille, la dixième année du règne d’Honorius, la sixième du règne de Théodose, au mois de mars, pendant le Carême".
ولم تكتف الرواية بسرد مقتل هيباتيا دليلا على قَتَلَتها لا يطبقون الشعارت الجميلة التى يتغنَّوْن بها ويرفعون أعلامها عالية أمام الأبصار، إذ سبق أن روى هيبا مقتل أبيه فى جنوب مصر على أيديهم. وها هى ذى أوكتافيا أيضا تروى لِهِيبا خبر مقتل زوجها على أيديهم. ولنقرأ: "فهمتُ من كلامها، أن رجلها الميت كان فيه شئٌ من الحمق والضلال. أذابتْ قلبى جلستها الحزينة وهى تحكى، وقد حَفَّ شعرها بجانبى وجهها، فكأنها زهرةٌ آلت إلى الذبول. كان يجب علىَّ ساعتها أن أحتضنها، وأعدها بأننى سأكون لها خير زوج. قلتُ فى نفسى: هى على كل حالٍ لم تكن تحب زوجها الأول، وهى تقول إنها تحبنى. فربما أخذ الربُّ زوجها، ليعطيها أفضل منه! كان عقلى غائبا فى خَدَره، وكانت تكمل حكايتها، فتخبرنى أن زوجها خرج ذات صباح ليضع البخور فى المعبد الصغير الذى كان قائماً بشرق الميناء، فحوصر هناك، تقصدُ حاصرَه أهلُ ديانتنا.أجهشتْ وهى تقول : قتله المجرمون وقادتهم من الرهبان، وهم يدمِّرون المعبد.
- ما هذا الذى تقولين ؟ الرهبانُ لايقتلون!
- رهبانُ الإسكندرية يفعلون. باسم ربهم العجيب، وببركات الأسقف ثيوفيلوس المهووس، وخليفته كِيرُلُّس الأشد هوسًا.
- أرجوكِ يا أوكتافيا.
- طيب، ما علينا من هذا الكلام الآن. ولكن لماذا تبدو يا حبيبى متألماً هكذا، ومنحازًا لهم؟ إنهم يطاردوننا فى كل مكان، ويطردون إخوانهم اليهود، ويهدمون المعابد على رؤوس الناس، ويصفوننا بالوثنيين الأنجاس. إنهم يتكاثرون حولنا كالجراد، ويملأون البلاد مثل لعنة حَلَّت بالعالم" (ص131- 132).
ولم تتوقف تلك الوحشية عند اضطهاد غير النصارى، فها هو ذا أحد القساوسة الموحّدين من أتباع آريوس يمزقه الرهبان المثلِّثون بالسواطير فى الشارع. ولنسمع لهيبا وهو يقص علينا الأمر:
"مضت علىَّ الأيامُ فى الكنيسة المرقسية رتيبةً، باستثناء أيام الآحاد الصاخبة. أسلمت نفسى، شيئً فشيئا، إلى مشيئة الرب. وكان القَسّ يوأنَّس يرعانى من بعيد، ويوصينى دومًا بأن أتجنَّب الاندماج مع الرهبان الإسكندرانيين، خاصةً الذين يسمون أنفسهم جماعة محبى الآلام. كان منهم راهبٌ طاعنٌ فى السِّنِّ، يرهبونه كثيرا، عرفتُ بعد شهور سِرَّ نفورى من نظرته القاسية. الراهبُ المسنُّ أصله من الصعيد، ومع ذلك لم يكن يحب الوافدين إلى الإسكندرية من هناك! لقينى ذات يوم فى ساحة الكنيسة، وكان قد مَرَّ على وجودى هناك قرابة العام. دعانى إليه بإشارةٍ من عصاه التى تتكئ عليها سنواته السبعون، ولما اقتربت منه قال لى هامساً: عُدْ سريعاً إلى بلدتك، فالإسكندريةُ ليست مكانك! كان صوته أقرب لفحيح الأفاعى، وكانت لهجته لاذعةً كلسع العقارب. لم أفهم إشارته، وقد نصحنى القَسّ يوأنَّس لما أخبرته بالأمر، بالابتعاد عنه. بعدها بأيام أخبرنى خادم المضيفة بسرٍّ دفين، قال بعدما تلفَّتَ حوله: هذا الراهبُ المسنُّ، محبُّ الآلام، هو أحدُ أبطال الكنيسة ! فقد كان فى شبابه واحداً من الجماعة الذين فتكوا بأسقف الإسكندرية جورج الكبادوكى ومَزَّقوه بالسواطير فى شوارع الحى الشرقى. أضاف الخادم هامسا، بعدما تلفَّت ثانيةً: جرى ذلك قبل ثمانٍ وأربعين سنة، فى العام السابع والسبعين للشهداء! يقصد سنة إحدى وستين وثلاثمائة للميلاد. سألته:
- ولماذا فعلوا ذلك بأسقف المدينة؟
- لأنه كان مفروضا علينا من روما، وكان مارقا يميل إلى آراء آريوس الملعون" (ص160).
كذلك فالرواية تصور عالم رجال الدين النصارى فى عواصم النصرانية الكبيرة الثلاث كما هم فى الواقع: فمنهم الذى يخشى الله، ومنهم المغرور المتكبر، ومنهم الذى ارتكب الخطايا مثل هيبا مثلا، ومنهم، ومنهم. أما آراؤهم ومعتقداتهم فهى مجرد نظرات أو أفكار أو تفسيرات خاصة يريدون أن يفرضوها على الآخرين بوصفها كلام السماء، ومن هنا تبدأ النزاعات المذهبية والمعارك الطاحنة والاضطهادات والاضطهادات المضادة وتسيل الدماء، مع أنه ثبت مرارا وتكرارا أن ما يقال اليوم قد يُرْجَع عنه ويُغَيَّر غدا، بل قد يُعْتَقَد نقيضه. وعلى هذا ينبغى أن يكون الإنسان أوسع أفقا، وإن لم يَعْنِ هذا أن يقف أمام الاختلافات لا رأى له ولا موقف، أو لا ينصر الرأى الذى يؤمن به، بل المراد هو ألا يغلو فى هذا بحيث يتصور أنه لا يحق لغيره أن يعيش أو يكون له رأى مخالف لرأيه. وما نقرؤه فى الرواية ليس شيئا انتهى وأصبح ماضيا، بل ما زلنا نرى من حولنا فى المحروسة انقسامات واتهامات عقيدية تذكّرنا بتلك الحقبة التى تدور حولها الرواية يتبادلها شنودة والبياضى ومتى المسكين وماكسيموس، ثم الإكليروس والعلمانيون، فضلا عما عندنا من مجامع وبيانات ومحاكمات كنسية...
ولننظر الآن فى الصورة التى يرسمها هيبا لكيرلس أسقف الإسكندرية فى ذلك العصر، وكيف يستنكر بطل الرواية مظهر هذا الأسقف الذى يتناقض مع كل ما يمثله المسيح من بساطة وزهد. ولنلاحظ أن كيرلس فى تلك المناسبة إنما كان يحرض على هيباتيا، مما كان من ثمرته أن انطلق الغوغاء والرهبان فمزقوها وسلخوها وأحرقوها دون أى مسوغ على الإطلاق:
"أفقتُ من جَوَلان أفكارى على صوت الأجراس تدعو لخطبة الأسقف كِيرُلُّس، فخرجتُ مع الخارجين من صوامعهم، وانحشرتُ مع مئات الداخلين إلى الكنيسة . الساحة الداخلية امتلأت ، فلم تعد هناك أصلاً فرصةٌ للخروج، ولا للحركة من الموضع الذى كنت محشوراً فيه، بين الرهبان والقسوس والشمامسة وقُرَّاء الإنجيل والموعوظين الكبار والصغار، والمصارعين القدامى الذين صاروا مؤمنين، وأفراد جماعة محبى الآلام، وأبناءُ التائبين المنخرطين فى سلك الديانة، وأتباع الأخوة طوال القامة الحائرين، وجماعات من رهبان أديرة وادى النطرون .. كنتُ محاطاً من كل الجهات، بجيش الرب. هتافهم المزلزل الذى يملأ الساحة ويهزُّ الجدران، يُنبئ عن قُرب نبأَّ عظيم وحدثٍ جلل .. لما بلغ الهتاف غايته القصوى، وكادت الحناجرُ تتشرَّخ، أطلَّ علينا الأسـقف كِيرُلُّس مـن مقصورته .
هيئةُ الأسقف المهيبة أثارت استغرابى، وهيَّجت حيرتى . كانت المرة الأولى التى أراه فيها، وقد ظللتُ بعدها أراه صباح كل يوم أحد، لمدة عامين أو ثلاثة من دون استثناء، ورأيته أيضاً يوم اللقاء الخاص الذى سوف أذكره إن جاءت مناسبةٌ للكلام عنه .. لما رأيتُ الأسقف أول مرة، استغربتُ واحترتُ؛ لأنه أطلَّ علينا من مقصورةٍ مُذهَّبة الجدار بالكامل، هى شرفةٌ واحدةٌ، فوقها صليبٌ ضخمٌ من الخشب، معلقٌ عليه تمثال يسوع المصنوع من الجصِّ الملوَّن. من جبهة المسيح المصلوب ويديه وقدميه، تتساقط الدماءُ الملوَّنة بالأحمر القانى.
نظرتُ إلى الثوب الممزَّق فى تمثال يسوع، ثم إلى الرداء الموشَّى للأسقف! ملابسُ يسوع أسمالٌ باليةٌ ممزقةٌ عن صدره ومعظم أعضائه، وملابسُ الأسقف محلاةٌ بخيوط ذهبية تُغطيه كله، وبالكاد تُظهر وجهه. يَدُ يسوع فارغة من حطام دُنيانا، وفى يد الأسقف صولجان أظنه، من شِدَّةِ بريقه، مصنوعاً من الذهب الخالص. فوق رأس يسوع أشواكُ تاج الآلام، وعلى رأس الأسقف تاجُ الأسقفيةِ الذهبىُّ البرَّاق. بدا لى يسوع مستسلمًا وهو يقبل تضحيته بنفسه على صليب الفداء، وبدا لى كِيرُلُّس مقبلاً على الإمساك بأطراف السماوات والأرض.
نظر الأسقفُ فى شعبه ورعاياه، وأجال عينيه فى الحشد الذى انحشر فى ساحة الكنيسة، فهدأوا. رفع صولجانه الذهبى، فصمتوا. ثم تكلم فقال: يا أبناء المسيح، باسم الإله الحى أبارك يومكم هذا، وكل أيامكم. وأبدأ كلامى بالحق الذى تكلَّم به بولس الرسول فى رسالته الثانية إلى تيموثاوس، حيث يقول له، ولكلِّ مسيحىٍّ فى كل زمان ومكان: احتمل المشقات كجندى صالح للمسيح يسوع، فالذى يتجنَّد لاينشغل بهموم الحياة حتى يُرضى الذى جَنَّده، والمجنَّد لن ينال إكليل النصر حتى يُجاهد الجهاد الشرعى" (ص156- 157).
ويضاف إلى ما سبق من أسباب غضب الكنيسة على الرواية وصاحبها ما كتبه المؤلف على لسان عزازيل عن عقيدة موت المسيح على الصليب، إذ نراه يجادل هيبا حول موت المسيح متسائلا فى استغراب وإنكار: هل يمكن بشرا أن يقتل الإله؟ وإذا كان المسيح الإله قد مات فداء للبشر من خطاياهم، فهل كفت البشرية عن ارتكاب الخطايا؟ فما فائدة موته إذن؟ وما الفرق بين موته وعدمه؟ (ص390- 391).
ولكن لا بد من القول بأن كل ما صنعه المؤلف فى روايته إنما هو طرح أفكار، وهو حر فى هذا، ومع هذا ثارت الكنيسة الأرثوذكسية كأن الرجل قد اعتدى على النصرانية رغم أنه إنما يثير أسئلة ويدير حوارا ليس إلا. فهو ليس كحيدر حيدر مثلا، الذى شتم الرسول والله والإسلام وكذب فقال إن الرسول كان عنده عشرون محظية، علاوة على أن رواية حيدر المسيئة إنما طُبِعَتْ على نفقة الشعب، الذى يسب دينه ويتطاول على إلهه ورسوله وقرآنه، أما هنا فالرواية مطبوعة فى دار نشر خاصة، وهى تنشر لكل الاتجاهات، ولا يُعْرَف عنها انحياز للاتجاه الإسلامى بالذات. وعلى كل حال فالرد على الفكر والأدب إنما يكون بالفكر والأدب. وقد وعد بعض رجال الدين النصارى بأن يكتبوا ردودا علمية على الرواية يفندون فيها رؤية الكاتب، وإننا لمنتظرون حتى نقرأ الرؤية المقابلة لما طرحه المؤلف من أفكار، إذ بهذا يتجدد الفكر وتتبلور الحقيقة. ونرجو ألا يطول الانتظار كثيرا. وإنى لأنتهز هذه الفرصة فأكرر أنى لست من القائلين بأن الروائى لا يعرض أفكاره وآراءه، بل يصور الواقع ليس غير، إذ لا ريب عندى فى أن الروائى،حين يؤلف رواية، إنما يعبر عن موقفه ووجهة نظره، ويستخدم الخامات التى فى يده لهذا الغرض. المهم ألا يسب أو يحقر أحدا أو دينه، ولا أظن زيدان قد فعل. وعلى أية حال ففى الرد الكتابى، أى الرد من نفس جنس عمل المؤلف، كفاية. فأنا من مبدإ "كتابةٌ بكتابةٍ"، اللهم إلا إذا خرج المؤلف عن حدود القانون فشتم وحقّر، وهو ما لم يصنع زيدان منه شيئا.
وقد عضد الكاتبَ فى موقفه كل من جمال أسعد والروائى والناقد يوسف الشارونى، وهما نصرانيان، إذ قال الأول عن الرواية إنها "عمل أدبي أوهم فيه المؤلف القارئ بأن أحداثه استقاها من خلال مخطوطات سريالية. وهذا الإيهام جائز حتى أن العمل يدخل تحت بند الإبداع الأدبي ولا علاقة له بالعقيدة الدينية حتى ولو كان للمؤلف رأي أو أن المؤلف قد استقى آرائه من مؤرخين غربيين أو من مصادر أخرى. تلك الآراء التي أزعجت بعض القساوسة وهي أن المسيحيين في بداية عهدهم قد قاموا بتعذيب غير المسيحيين، وهنا فلا أحد ينكر واقعة قتل وتعذيب العالمة هيباتيا. ولكن كون أن هذا قد تم عن طريق وبمعرفة كيرلس عامور الدين من عدمه فهذا طبيعي جدا حيث أنه كمسلم هو اقرب للنسطورية بلا شك والتي تقول أن المسيح رسول. أي أن ما جاء بالقصة لم يكن إساءة للمسيحيين ولكنها آراء موجودة في العقائد الأخرى غير المسيحية. فهل عندما تذكر في إطار أدبي وإبداعي تصبح إساءة ويتم مصادرتها". وهذا الكلام موجود فى مقال له بجريدة "المصريون" الضوئية بتاريخ 2/ 9/ 2008م تحت عنوان "الإبداع الفني والرقابة الدينية". أما الثانى فقد أدلى برأيه فى الاستطلاع الصحفى الذى قامت به الصفحة الثقافية فى موقع "إخوان أون لاين"، إذ نقرأ فى تلك الصفحة ما يلى: "من جانبه أكد الأديب والروائي الكبير يوسف الشاروني أنه قرأ رواية "عزازيل" للدكتور يوسف زيدان، مُشيدًا بمستواها الفني، وأنها لا تمس العقيدة المسيحية، بل تناول فترة تاريخية معينة، واعتمد في ذلك على وثائق، وتقول الرواية عن فترة في التاريخ إن الوثنيين كان يضطهدون المسيحيين، ولما سيطر المسيحيون مارسوا الاضطهاد مع مَن سبقهم شأن جميع الدول والتاريخ في مختلف الأماكن، والأقباط كشطوا الرسوم الفرعونية، وموجود ذلك في معابد الأقصر وآثار النوبة القديمة. وقال: "لا أعتقد أن الرواية فيها هجوم على المسيحيين، وما أُثير حولها من جانب الأقباط إنما يتم تناولها من غير أهل التخصص، ومن قام بتأليف رواية مضادة ليس أديبًا (المقصود رواية "تيس عزازيل فى مكة"، التى يتطاول فيها كاتبها الخنزير لعنه الله على مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتهم أمه فى شرفها). المسألة لا بد أن تُناقَش من منظور أدبي، ولا يدلي برأيه إلا شخص متمرس بالأدب، أما أن يقوم رجال دين برفع قضايا ضد المؤلف فهذا يعتبر من التخلف؛ لأن من يقرأ لا يفرق بين العمل الأدبي والمقال أو الكلام المنشور". يضيف الشاروني أن الأدب يحمل رسالةً إنسانيةً بوجه عام، ولا ينبغي أن تكون بشكلٍ وعظي، بل في إطار الحدث، والقارئ هو الذي يستخلص ما يفيد".
وأخيرا نختم بهذه الملاحظات الفنية: فأحداث الرواية وشخصياتها تتتابع فى غزارة، ومع ذلك فكثير من الشخصيات لا علاقة لها ببناء القصة، والعنصر الوحيد الذى يربط بين هذه الشخصيات وكذلك الأحداث التى تقع منها أو لها هو البطل فقط فى الغالب، وهو رباط لا يكفى. ومن ناحية المعقولية هل يمكن السفر من دمنهور إلى الإسكندرية على القدم فى ساعات معدودة من نفس اليوم ودون توقف مع بعد المسافة بينهما كما نعرف؟ كذلك هل من الممكن التقاء الخادمة والبطل على شاطئ البحر واصطحابها إياه إلى القصر فى غيبة مخدوميها وقضاؤهما عدة ليال معا يمارسان الجنس فى هذه الجنة بهذه السهولة؟ إلا أن ما يجعل القارئ يغض الطرف عن نقطة الضعف هذه هو اللذة التى يجدها فى قراءة تلك التفاصيل، فضلا عن أنه يتصور واهما بخداع من المؤلف أن القصة قد كتبت فى الماضى، ونحن عادة ما نتسامح مع أدب الماضى.
ترى مثلا ما الذى أخرج الخادم إلى البحر فى هذه البقعة المنعزلة فى ذلك الوقت؟ ولماذا أحضرت معها كل ذلك الطعام؟ وكيف تقع فى غرام شاب نوبى فقير قشف وزرى الهيئة من أول نظرة؟ وهل يمكن أن تكون مثقفة على هذا النحو؟ سوف نعرف بعد قليل أن العرافة أخبرتها أن حبيبها سوف يأتى من البحر، وكان ذلك قبل عامين. أيعقل أنها كانت تجىء إلى هذا المكان على مدى العامين السابقين ومعها الطعام والنبيذ والفِرَاش فى كل مرة؟
ومما يؤخذ على الرواية أيضا لجوء المؤلف إلى المصادفة فى حل مشكلة ضياع البطل فى الإسكندرية بعدما طردته أوكتافيا من جنتها، إذ جعله يقابل، على حين بغتة، بعضا من أترابه من نجع حمادى (ص151). ثم هل يعقل فى غمرة التعصب الجنونى أن يكتفى الراهب والمرأة والصبى بإعلان دهشتهم من خلع البطل لصليبه ورميه على الأرض عقب سحل هيباتيا وسلخها وحرقها؟ (ص173). كذلك يؤخذ على الرواية أن البطل رغم حبه الشديد لنسطورس لم يصاحبه مَرْجِعَه إلى بلده أنطاكية حين عرض عليه الذهاب معه، بل اعتذر رغم نفوره من أورشليم، والدليل على ذلك أنه يقبل اقتراحه الذهاب إلى حلب حيث يعيش فى دير تابع لكنيسة أنطاكية. فأى لخبطة هذه؟ ليس ذلك فقط، فهو يتخلف عن السفر فى قافلة نسطورس رغم أنه سوف يذهب إلى حلب، التى كان من الأفضل أن يرافق نسطورس فى طريقه الذى يمر بها فيستمتع بصحبته ما دام يحبه كل هذا الحب (ص200- 201).
وهناك مشهد يظهر فيه الحَمَام على مرأى من هيبا وأحد زملائه الرهبان فى الدير القريب من حلب وذكوره تسافد إناثه، ولكن السؤال هو: هل للحمام دور فى الرواية غير ما لاحظه عليه هيبا من حب السفاد وما إلى ذلك؟ لقد شغل هذا الأمر البطل كثيرا، كما كان هناك راهب يكره الحمام وركز عليه هيبا الكلام طويلا، فتوقعْنا أن يقول هيبا عن الحمام شيئا، لكن الطير اختفى فجأة كما ظهر فجأة، وكان الله بالسر عليما (ص383 وما بعدها).كذلك فكلام البطل عن الموسيقى من أنها صوت سماوى مقدس، وأنها مع هذا يمكن أن تستعمل فى الخير أو فى الشر كلام فيه تناقض (ص289). وبالمثل يلفت النظر فى الرواية جرأة مرتا الجنسية والعاطفية منذ البداية على هيبا الراهب، وهو تصرف غير مقنع، إذ يأخذ مثل هذا الأمر وقتا ويحتاج إلى مواقف يتبلور من خلالها ولا يمكن أن يتم هكذا بسرعة، وبخاصة أنها فتاة فى العشرين، وهو راهب مشهور، ولم يُعْرَف عنه أنه رجل منحرف حتى تجرؤ عليه كل تلك الجرأة وبهذه السرعة (ص316). ومن الغريب أنه يسألها فى هذه الصفحة عن عمرها مع أنها سبق أن قالت له فى الصفحات الماضية إنه عشرون.
والملاحظ أن عزازيل موجود مع البطل كلما شرع يكتب مذكراته وينخسه نخسا كى يواصل الكتابة. ولا أدرى ما دخل عزازيل هنا؟ يمكن أن يدفعه إلى الشك مثلا، أما الكتابة فما السبب؟ وإذا كان البطل على وعى تام بأن إبليس يريد منه ذلك وكان يكرهه كما يفهم من ردوده عليه، فلم كان يصيخ إليه وينفذ طلبه دائما؟ وبالمناسبة فالمفروض، عند كتابة هيبا فى مذكراته عن المشاعية فى النساء وإعلانه أنه يحبذ ذلك، أن يبتهج عزازيل بهذا الذى يقوله هيبا، لكننا نفاجأ بأنه يزجره حتى لا يكتب كلاما يتنافى مع تدينه ورهبانيته (ص287 مثلا).
لكن يُحْمَد للرواية مع ذلك استطاعتها رسم صورة حية واضحة للجو الجدلى الدينى آنذاك وكيفية انعقاد المجمع المسكونى، وتحويلها الشخصيات الكنسية كنسطور وكيرلس إلى كائنات حية لا مجرد أسماء وأفكار وكلمات فى الكتب. ذلك أننا نلقى كيرلس مثلا ونسمعه ونقرأ أخباره ونعرف ما يكتبه فى رسائله الدينية دفاعا عما يعتقده وهجوما على ما يعتقده الأساقفة الآخرون، ونتسقط ما يقوله هيبا ونسطورس عنه كلاما حيا طازجا لا كلاما باردا مودعا بطون الكتب يفصل بيننا وبين من يدور حوله قرون وقرون. أما نسطورس فهو أقرب إلينا من كيرلس لأنه هو وهيبا بطل الرواية وراوى أحداثها كانا صديقين، وكثيرا ما تجادلا بمحضر ومرأى ومسمع منا، وكان نسطورس يبدى رأيه فى غريمه السكندرى ويتحدث أمامنا إلى هيبا بما ينوى أن يصنعه حين يسافر إلى أفسوس للمجادلة عن مذهبه فى وجه كيرلس وشيعته. لقد أخذَنا الراوى، أو فى الحقيقة: لقد أخذَنا المؤلف، فى رحلة طويلة من أخميم إلى الإسكندرية إلى القدس إلى حلب، وأكمل جميله فكان يتتبع أخبار نسطورس فى أنطاكية، وقام بكل هذا كى يطلعنا على الأوضاع السائدة فى العالم المسيحى أوانذك، فأشعرنا، أو أشعرنى أنا على الأقل بأننى أعيش فعلا فى ذلك الزمان وفى تلك الأمكنة، وليس هذا بالشىء القليل رغم الملاحظات والتحفظات التى أخذتها على الرواية، وهى أيضا ليست بالشىء القليل. ولم يكتف المؤلف بهذا، بل عرض فى تفصيلٍ حارٍّ وقع هذا كله على عقل هيبا، الذى أدت به تلك الانقسامات والمجادلات والمشاحنات بين كبار الأساقفة إلى الشك فى كل شىء يتعلق بتلك الخصومات العقيدية، إن لم يكن فى النصرانية ذاتها، ومن ثم ترك الرهبنة وأطاع صوت عزازيل فى غير قليل من الأشياء. ومن هذا كله يتبين لنا أن المجامع البشرية هى التى تصوغ قانون الإيمان، وهذا القانون يتغير ويتطور من حين إلى آخر (ص383، 392مثلا). وكان هذا أحد العوامل المسؤولة عما اعتور عقل هيبا وقلبه من شكوك وملل وانصراف تدريجى عن النصرانية وإسلامه نفسه إلى عزازيل، الذى كان يصحبه دائما، وإن لم يكن يظهر له إلا فى الأوقات الحرجة والانعطافات الحادة. ومن هنا انتهى هيبا إلى أن الله والإيمان هما فى القلب لا فى المجامع ولا فيما يقوله رؤساء الكنائس. ليس ذلك فقط، بل إن فى الأناجيل ذاتها أشياء منسوبة إلى السيد المسيح نفسه لم ترض عقل هيبا، فهو مثلا غير مقتنع بالسبب الذى على أساسه نَفَى المسيح إمكان دخول الأغنياء ملكوت السماوات (ص179). كما فكر فى حقيقة وجود الآلهة متسائلا: هل هى موجودة وجودا مستقلا حقا أو تابعة فى وجودها لمن يؤمن بها؟ (ص209- 210). يريد أن يقول: هل الله موجود حقا؟ أم هل هو مجرد فكرة تدور فى أذهان المؤمنين به؟
وفى ضوء هذا الجدل العنيف الرهيب وما نشأ عنه من انقسامات ومذاهب يفسر الراهب الفريسى لهيبا القول المنسوب للمسيح فى الأناجيل: ما جئت لألقى سلاما بل سيفا (ص352. و من قبل أكد ذلك كيرلس فى إحدى رسائله التى كتبها مفندا آراء نسطور/ ص258- 259). والحق أن هذه أول مرة أصادف هذا التفسير الذى يبدو أنه تفسير المؤلف نفسه، بصفته خالقا لشخصية ذلك الراهب الفريسى وكل الشخصيات فى الرواية. وهو تفسير وجيه، وإن لم يستغرق كل الأبعاد المتعلقة بمعنى ذلك القول المنسوب للسيد المسيح فى الأناجيل. ليس هذا فحسب، بل إن هذا الراهب الفريسى قد أقر بأن الثالوث يمثل مشكلة شائكة لا مفر منها كيفما نظرنا إليه لأنه لا يتسق مع العقل (ص352- 353). كذلك نجح الكاتب نجاحا فائقا فى صياغة خطبة البطرك، فكأن القارئ يسمع البطرك فعلا يتكلم (ص157- 159).
والمعروف أن المؤلف متخصص فى الفلسفة الإسلامية، ويهتم بالمخطوطات، وله موقع خاص بذلك. وقد اجتهد فى تقديم صورة للعصر، وجعلنى أتخيل أنى أعيش فيه: بسبب الوصف التفصيلى البيئى والمكانى والشخصى، واللجوء إلى المصطلحات الطبية والدينية التى كانت معروفة فى ذلك العصر أو نتصور أنها كانت، والتوقيت بالشمس لا بالساعة كما هو الحال الآن، والقضايا الدينية التى كانت تستولى على الناس فى ذلك الوقت. وطريقته فى بناء الرواية تشبه، فى بعض نواحيها، طريقة جرجى زيدان، إلا أن أسلوبه أكثر شاعرية وأحكم وأجمل، وفيه تأملات فى الكون والنفس البشرية، كما أنه يحكى روايته على لسان البطل، مما يجعله قريبا من نفوسنا، ويقوى إيهامنا بأننا نعيش فى ذلك العصر، وهو ما لم يفعله صاحب "الهلال" البتة.
(ملحوظة هامة: أرقام صفحات الرواية المذكورة هنا هى أرقامها فى النسخة التى تكرم المؤلف مشكورا، بناء على طلبى، بإرسالها لى بالبريد الضوئى فى ملف "وِرْد: word" قائلا إنها هى النسخة الأصلية الأولى).
HOME
شِرْلُوك هُولْمِز والرسول الكريم؟! كيف؟
بقلم : د. إبراهيم عوض
ibrahim_awad9@yahoo.com
فى هذه المرحلة البائسة من التاريخ الإسلامى يتعرض الإسلام والمسلمون لهجمةٍ رهيبةٍ تستهدف محو كل شىء يتعلق به أو بأهله، هجمةٍ تُسْتَخْدَم فيها كل الوسائل والخطط التى لم يحلم بها الشيطان نفسه يوما من الأيام، ويتم الكذب والتدليس بشأنه علانية دون خجل أو حياء، إذ المسلمون حكوماتٍ وشعوبًا هم الآن فى أسوإ حالاتهم وأوضاعهم، وهو ما يغرى الغرب بالاعتقاد بأن هذه فرصة عظيمة لا تتكرر للعمل على تدمير هذا الدين والقضاء على أهله إن استطاع، أو على الأقل: العمل على تغيير هويتهم وانتمائهم، واجتيالهم عن معتقداتهم وعباداتهم وأخلاقهم وعاداتهم وتقاليدهم، مستخدما فى ذلك، ضمن ما يستخدم، خَوَنة المسلمين الذين يَسْهُل، عن طريق الفتات التافه الحقير مثلهم من بقايا المناصب والشهرة والمال والجنس، شراؤهم واقتيادهم من أنوفهم للقيام بمهمة "الكَبْش" الذى تُحَطَّم به أبواب القلاع والحصون، تلك المهمة التى ينهض بها هؤلاء الكِبَاش الأقذار المنحطّون بحماسة منقطعة النظير وكأنهم مؤمنون متبتلون يتقربون إلى الله لنيل رضاه لا إلى المستعمر المجرم الذى ظل يذيق أمتهم العذاب قرونًا ويسرقها ويقتّل رجالها ويعتدى على أعراض نسائها وييتّم أطفالها ويذبّحهم أيضا. وفى إطار هذه الهجمة المجرمة الشرسة ينبغى النظر إلى تلك الكتابات العجيبة التى نعرض لبعضها هنا بين الحين والحين بُغْيَةَ تنبيه الغافلين والمغفَّلين من أبناء الأمة التى تنتسب زورا إلى سيد المرسلين لعلها أن تُفِيق وتستيقظ وتنهض من رقدة العدم فتستعيد شرف الانتماء إلى دين سيد الرسل عليه السلام وتسترجع ما كان لها من عز غابر ومجد تالد بدل هذا الهوان والذل والاستخذاء الذى يحاصرها من كل جانب والذى لا يليق بها وبأعدادها وإمكاناتها المهولة وتاريخها العريض ورقيّها الذى كان ثم أصبح فى خبر "كان". ويدخل فى نطاق هذه الهجمة المقالُ الذى نترجمه اليوم ونعلّق عليه، والذى كتبه رجل فرنسى سبق أن عرضْنا له الاقتراح المجنون بنَكْت شوارع المدينة المنورة بغية التأكد من وجود "الخندق" الذى يصر بخبلٍ عقلىٍّ غريبٍ على أنه لم يكن له وجود، مما يعده برهانا لا تمكن المماراة فيه على أن محمدا نفسه لم يكن له وجود!
ولكن قبل أن نسوق ترجمة المقال المذكور ننقل تلك السطور التى قرأناها اليوم (الجمعة الموافق للثامن عشر من نوفمبر 2005م) فى صحيفة "القدس العربى" المشباكية تحت عنوان "انتفاضة البؤساء في فرنسا... الأخطر منذ 1968" للكاتب عمر نجيب، والتى تقول: "جزء من ثورة البؤساء في فرنسا نابع كذلك عن ردة الفعل علي الحملة الشرسة التي شُنَّتْ ضد الإسلام والمسلمين خاصة في أوروبا منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 ضد الولايات المتحدة. ففي كل مكان بأوروبا استغل أنصارُ الفكر العنصري وأتباعُ الصهيونية الأحداثَ ليشنوا حملة ضد الإسلام والمسلمين. وقد وصل تردي الأوضاع إلى درجة أصبح فيها حتي على الذين لهم أسماء عربية وإسلامية مميزة أن يبدلوها إذا أرادوا أن تكون لهم حظوظ مهما كانت صغيرة للحصول علي عمل ينقذهم من البطالة. ما حدث ويحدث في فرنسا منذ الأيام الأخيرة من شهر أكتوبر 2005 ولَّد يقظة لدي بعض الحريصين علي إقامة مجتمع عادل بدون عنصرية. في هذا الإطار قال المفكر الفرنسي البارز إيف لوكوك إنه اصبح من الضروري على الغرب الآن أكثر من أي وقت مضي تجاوز عقدة الإسلام والمسلمين وإظهار احترامٍ أكبر لمعتنقي هذه الديانة في أوروبا لضمان التعايش السلمي بين الجميع. وقال المفكر الفرنسي في مقابلة مع رويترز: لم يعد مقبولا أن يتم دَوْس كرامة الآخرين وعدمُ احترام ديانتهم، وخصوصا الديانة الإسلامية التي أضحت هدفا لهجوم من الغرب بلا هوادة. وأضاف لوكوك، وهو وجه وصوت تلفزيوني معروف في فرنسا: إن ما يحدث من شَغْب في ضواحي العاصمة باريس وغيرها طبيعي بالنظر إلى عدد من العوامل التي أدت لغضب المسلمين. واعتبر لوكوك الذي اشتهر بجرأة النقد في برنامجه أعمال الشغب أمرا غير مقبول، لكن يبدو أن تراكم الإحساس بالتهميش والاحتقار وعدم احترام خصوصية المسلمين هو الذي جعل الأمر يصل إلى هذا الحد من الغضب. وانتقد المفكر الفرنسي أداء حكومة باريس في إدارة هذه الأزمة قائلا: من الأفضل معالجة المسألة بالاستماع إلى الجالية المسلمة وتوفير مقومات العيش الجيد لها، وخصوصا توفير مزيد من فرص العمل عِوَضَ الالتجاء الفوضوي إلى القوة مباشرة لردع هذه الفئة التي تشعر بالتهميش اجتماعيا واقتصاديا ودينيا. واستغرب لوكوك ربط هذه الأعمال بجماعات إسلامية منظمة مثلما أشارت بعض التقارير الصحافية الغربية معتبرا أن أي حادث مهما كانت سذاجته أو بساطته في فرنسا أو أوروبا من الآن فصاعدا سيتم تحميل المسؤولية فيه للإسلام والمسلمين. وهذا أمر مخجل، ويجب ألا يتواصل حتي تُسْتَأْنَف العلاقات بشكل جيد مع المسلمين". والآن بعد أن انتهينا معا من مطالعة هذه السطور الكاشفة لأوضاع المسلمين فى الغرب وكيف أنها لا تمكن مقارنتها بأوضاع الأقليات فى البلاد الإسلامية التى تعيش فى فردوس ثم تتطاول مع ذلك على الأكثرية المسلمة وتنسب لها المعايب وتختلق لها التهم اختلاقا، فلنذهب، أيها القارئ العزيز، إلى نص ترجمة المقال المخبول الذى يحاول صاحبه التشكيك فى وجود الرسول نفسه صلى الله عليه وسلم بطريقة تافهةٍ مضحكةٍ فاضحةٍ للعقلية الغربية عند تعاملها مع الإسلام والمسلمين، وهذه هى الترجمة:
"ترى أكان محمد وشِرْلوك هُولْمز شخصيتين تاريخيتين حقيقيتين أم لم يكونا إلا أسطورتين من بنات الوهم والخيال؟ أكانا فعلا بشرا من البشر فى يوم من الأيام أم لا يزيدان فى واقع الأمر عن أن يكونا تجسيدا لتطلعات بعض بنى الإنسان؟ أهما يمتّان إلى الحقيقة أم هما مجرد زيف ليس له فى الحقيقة أى وجود؟ أم تراهما قد تم مزجهما من هذا وذاك كى يصدق الناس أنهما كانا موجودين يوما وأن كل ما يمتّ إليهما بسبب هو حقيقى صحيح؟ ربما تبدو المسألة غريبة، ذلك أنك متى عرفت من هو محمد فإنك تعرف أنه كان موجودا، وإذا عرفت من هو شرلوك هولمز فإنك تعرف أنه لم يكن له وجود. لكن هل أنت متأكد من هذا؟ بالنسبة لمحمد فإن أكثر من عشرين فى المائة من سكان الأرض يؤمنون أنه شخص حقيقى كان موجودا فى يوم من الأيام، فهل نستخلص من هذا أن مليار نسمة لا يمكن خداعهم فى مسألة يمكن التحقق من صحتها بهذه البساطة، ومن ثم فإنه كان فعلا موجودا؟ إن كان الجواب بـ"نعم" فإنه ينبغى الوصول إلى نتيجة مشابهة فيما يتعلق بشرلوك هولمز، إذ ذكرت "الويكيبيديا" فى مادة "شرلوك هولمز" أنه، طبقا لاستطلاع قامت به الـ"بى بى سى" عام 1959م، قد تبين أن أكثر من نصف الإنجليز يعتقدون أن شرلوك هولمز كان شخصا حقيقيا وأن 25 مليونًا من الإنجليز بالذات لا يمكن أن يكونوا مخدوعين فى مسألة يسهل التحقق منها إلى هذا الحد. أليس كذلك؟
الحق أنه من الأفضل أن تقول إنك تَحْسَب أو إنك تعتقد أن محمدا كان موجودا. وفيما يخصك فأنت فى الواقع لم تقابل محمدا، لكن عدم مقابلتك إياه لا يعنى أنه كان موجودا، وإن لم يَعْنِ أيضا أنه لم يكن له وجود. ولسوف يكون الكلام أصحّ لو قلتَ إنك تظن أو إنك تعتقد أن شرلوك هولمز لم يكن له وجود، فأنت فى الحقيقة لم تقابل قَطّ شرلوك هولمز ذاته، لكن عدم مقابلتك شخصا ما لا يعنى أنه لم يكن موجودا، وإن لم يعن أيضا أنه كان له وجود. إن هذا، فيما يبدو، ليبعث على الاضطراب، لكنك إذا اتجهت أخيرا إلى جوهر الموضوع، فعليك أن تجيب على السؤال التالى: ترى ما الذى تعرفه على وجه اليقين فينا يختص بمحمد لأنك قد تحققت منه؟ وكذلك ما الذى تعرفه على وجه اليقين فيما يختص بشرلوك هولمز لأنك قد تحققت منه؟ وعلى أى أساس إذن قد أقمتَ رأيك فى محمد وفى شرلوك هولمز؟
وهاتان الشخصيتان قد عاشتا فى زمنٍ جِدّ مبكِّر بحيث لا يمكن القول بأن هناك من معاصرينا من عرفهما فى حياتهما. وبالنسبة لمرورهما على الأرض، فسواء كان ذلك صحيحًا أو مفترضًا فإننا لا نستطيع إلا أن نشير إلى الآثار التاريخية التى خلّفاها، أو لم يخلّفاها، وراءهما. ولسوف نلقى الآن نظرة على تلك الآثار التى خلفتها هاتان الشخصيتان. ولحسن الحظ فلسنا بحاجة إلى السفر إلى بلاد العرب ولا إلى إنجلترا لنقوم بذلك البحث، إذ هناك من قام بهذا بالنيابة عنا. وبفضل المِشْبَاك فسيكون من السهل الوصول مباشرة إلى المعلومات التى وضعها أولئك الأشخاص تحت تصرف جميع المِشْباكيين المهتمين بالموضوع كى يستطيع كل فرد أن يكوّن بسرعةٍ رأيه الشخصى بكل حرية واستقلال.
فى خُطَى شرلوك هولمز على أعقاب محمد
وسوف نبحث المسألة بطريقتين: الطريقة الأدبية والطريقة الآثارية، ولن نستعين عند الكلام عن كل من الشخصيتين إلا بأفضل المتخصصين. وسوف يكون مرجعنا بالنسبة لمحمد هو المعلومات التى وردتنا عن أشخاص متحمسين لسيرة حياته وشخصيته يُسَمَّوْن: "أهل السنة أو الشيعة"، ويطلَق عليهم جميعا فى فرنسا دون تفرقةٍ اسم "المسلمين". وهذا هو الاسم الذى سوف نعتمده، ولن نستمد أية معلومة إلا من المواقع الإسلامية الناطقة بالفرنسية، وبالذات "إسلام فرانس". أما رأى غير المسلمين، أى الأشخاص الذين لم يدرسوا الوثائق الضخمة المتعلقة بسيرة محمد بعمقٍ، فلن يكون لهم بطبيعة الحال نفس الوزن الذى للمسلمين العارفين بكل ما يتعلق به. وبالنسبة لبعض غير المسلمين فإنهم يفسرون الإحالات والتناقضات فى سيرة محمد على أساس أنه ليس أكثر من أسطورة لفقها على مدار القرون من هنا ومن ههنا كتّاب كانوا يشتغلون بخدمة بعض السادة فى عصرهم بغية تحريك رجال الجيش لشن الحروب من أجلهم. وفى نظر غير المسلمين فإن هؤلاء ظلوا يرددون هذه الأسطورة لأكثر من ألف عام. بيد أن علماء المسلمين يردون بأن هذه الإحالات وتلك التناقضات ليست كذلك فى الحقيقة، بل فى الظاهر فقط، وأن محمدا هو أعظم الأنبياء جميعا وخاتمهم. وقد أضحى وضع الدراسات التى تهدف إلى تأكيد وجود محمد وإثبات أنه أمر لا يقبل المماراة فنا من الفنون. وهناك عدد هائل من الدراسات التى تتعلق بمحمد، بل هناك جامعة تُعَدّ مرجعا عالميا فى هذا الموضوع.
والآن كما فعلنا مع محمد سوف نفعل مع شرلوك هولمز. وسوف يكون مرجعنا بالنسبة لشرلوك هولمز هو المعلومات التى وردتنا عن أشخاص متحمسين لسيرة حياته وشخصيته يُسَمَّوْن: "الهولمزيين أو الشرلوكيين". وفى فرنسا يُسَمَّى الشرلوكيون الإنجليز بـ"الهولمزيين"، وهم أعرف الناس بكل ما يتعلق بشرلوك هولمز، وهذا أمر من الوضوح التام بمكان. وسوف يقتصر اعتمادنا على المراجع الهولمزية، وهى مواقع كثيرة ناطقة بالفرنسية، وبالذات موقع "سوسييتيه شِرْلوك هولمز فرانس". أما رأى غير الهولمزيين، أى الأشخاص الذين لم يدرسوا الوثائق الضخمة المتعلقة بسيرة شرلوك هولمز بعمقٍ، فلن يكون لهم بطبيعة الحال نفس الوزن الذى للهولمزيين العارفين بكل ما يتعلق به. أما غير الهولمزييين فإنهم يفسرون الإحالات والتناقضات فى سيرة شرلوك هولمز على أساس أنه ليس أكثر من أسطورة لفَّقها، من هنا ومن ههنا على مدى أربعين سنةً، كاتبٌ كان يشتغل بخدمة أحد رجال الصحافة فى عصره بغية دفع القراء لشراء صحيفته. وفى نظر المكذِّبين فإن أتباع هولمز ظلوا يرددون كذبةً مضحكةً لأكثر من قرن. بيد أن الهولمزيين، بفضل ما كتبه واطسون، يردّون بأن هذه الإحالات وتلك التناقضات ليست كذلك فى الحقيقة، بل فى الظاهر فقط، وأن شرلوك هولمز هو أعظم مخبرى عصره. وقد أضحى وضع الدراسات التى تهدف إلى تأكيد وجود شرلوك هولمز وإثبات أنه أمر لا يقبل المماراة فنا من الفنون. وهناك عدد هائل من الدراسات التى تتعلق بشرلوك هولمز، وإن لم تكن هناك جامعةٌ يُرْجَع إليها فى هذا الموضوع.
وفى النهاية فإنه من الناحية الرياضية لا توجد بالنسبة لمحمد وهولمز إلا أربعة احتمالات: إما أن محمدا وهولمز كليهما كانا موجودين، وإما أن هولمز كان موجودا، أما محمد فلا، وإما أن محمدا كان موجودا، أما هولمز فلا، وإما أنه لا محمد ولا هولمز كان موجودا.
أ- المنهج الأدبى:
المعتقدات: بالنسبة للمسلمين يعد محمد شخصًا حقيقيًّا فَعَل كل ما يُحْكَى عنه فى سيرته، تلك السيرة التى وردتنا من خلال معارفه المباشرين، أى صحابته، مثل علىّ وعمر... إلخ. وقد أملى محمد القرآن على أولئك الصحابة. ويتكون القانون العثمانى من مائة وأربع عشرة سورة هى القرآن، وهذا القرآن هو أساس معتقدات المسلمين جميعها. ويوصَى حميع المسلمين بقوةٍ بقراءة ذلك القانون العثمانى فى لغته العربية، لكن لأن هذا غير ممكن بالنسبة لكل العالم نجد أن هناك ترجمات فرنسية للقرآن.
وبالنسبة للهولمزيين فإن شرلوك هولمز هو أيضا شخص حقيقى فَعَل كل ما يُحْكَى عنه فى سيرته، تلك السيرة التى وردتنا من خلال شاهد مباشر هو صديقه الدكتور واطْسون، الذى روى له شرلوك هولمز أحداث حياته. ويتكون القانون الهولمزى من أربع روايات وست وخمسين قصة قصيرة هى أساس معتقدات الهولمزيين جميعها. ويوصَى حميع الهولمزيين بقوةٍ بقراءة القانون الهولمزى فى لغته الإنجليزية، لكن لأن هذا غير ممكن بالنسبة لكل العالم نجد أن هناك ترجمات فرنسية له.
الحالة المدنية- على الجانب الإسلامى: محمد بن مُطَّلِب (570م؟- 8 يوليه 633م). وُلِد فى مكة، ومات فى المدينة عن 63 عاما. من ذرية إسماعيل، وينتسب لقبيلة قريش التجارية. أبوه عبد الله بن عبد المطلب، وعمه أبو طالب، وأمه آمنة. اتخذ زوجات كثيرات، ورُزِق أطفالا كثيرين مات ذكورهم جميعا فى سن صغيرة، ولم تعش بعده من بناته إلا فاطمة التى رُزِقت ذرية ممتدة. كان يعيش فى بلاد العرب: فى مكة أولا، ثم هاجر فيما بعد إلى المدينة.
وعلى الجانب الآخر: شرلوك هولمز (6 يناير 1854م- 1957م). مسقط رأسه مجهول، ومات (؟) فى ساسِكْس عن مائة وثلاثة أعوام. ينتسب إلى صغار ملاك الأراضى. حفيد أخت الرسام الفرنسى فرنيه. أخوه مايكروفت، الذى يكبره بسبعة أعوام. لا يُعْرَف أى قريب آخر له. لم يتزوج أو يُرْزَق أطفالا. كان يسكن لندن: أولا فى مونتاج ستريت، ثم انتقل إلى 221ب بيكر ستريت. اعتزل العمل وأخلد للراحة فى ساسِكْس، وأنفق بقية عمره فى تربية النحل.
السيرة المحمدية:
حياته قبل أن يصبح أعظم الأنبياء: لا نعرف عن طفولته وصباه شيئا يذكر. أثناء رحلته خارج بلاد العرب فيما بين بيت المقدس ودمشق قابل راهبا اسمه بَحِيرَا وجد لديه استعدادا ليكون أعظم الأنبياء جميعا.
نشاطه بعد أن أصبح أعظم الأنبياء: بعد أن اقترن فى سن الخامسة والعشرين بأرملة ثرية أكبر منه سنا لم يبدأ تعاونه مع الملاك جبريل إلا عندما شارف سنه الأربعين. وكانت نصوص الوحى قليلة فى أول الأمر، ثم تضاعفت بعد ذلك حتى بلغت فى النهاية عدة آلاف. منذ فراره من مكة ووصوله إلى المدينة حتى آخر حياته نجده يكرّس حياته لتحطيم النظام الوثنى للمجتمع المكى. ولأنه لم يكن بارعا فى المبارزة فقد أوكل لأتباعه مهمة اغتيال مناوئيه. اتخذ من نبوّته مسوِّغا لقتل المئات فى المعارك الحربية الكثيرة. كان هذا وذاك سببا فى شيوع الرعب منه فى أرجاء الجزيرة العربية. بعث برسل إلى ملوك الأرض من حوله، فبعضهم آمن به، وبعضهم رد الرسل دون مراعاة لاعتبارات المجاملة. بعد نجاحه فى سحق مكة عسكريا والقضاء على المجتمع الوثنى عاد إلى المدينة حيث مات عام 632م عقب مرض لم يدم طويلا بعد أن قام بمهمة أعظم الأنبياء لمدة ثلاث وعشرين سنة. خارج نطاق النبوة كان محمد يكن كراهية عميقة للفنون بوجه عام (الرسم والنحت والعمارة)، وكان يكره الموسيقى ويحطم آلاتها، ويعجز عن تذوق أى شىء غير التراتيل الدينية.
السيرة الهولمزية:
حياته قبل أن يصبح مخبرا: لا نعرف عن طفولته وصباه شيئا ذا بال. أثناء العامين اللذين قضاهما فى الكلية انتبه إلى أن بمستطاعه كسب رزقه من براعته فى الملاحظة والاستنتاج. اكتشف والد صديقه الوحيد آنذاك لديه ميولا لأن يكون مخبرا سريا عظيما.
حياته بعد أن أصبح مخبرا: بدأ نشاطه عام 1878م وعنده أربع وعشرون سنة. شرع يتعاون مع واطسون بدءا من عام 1881م أو 1882م. كانت تحرياته فى البداية قليلة، ثم تضاعفت مع الأيام. منذ نهاية ثمانينات القرن التاسع عشر حتى عام 1891م كرّس كل نشاطه للقضاء على منظمة البروفيسير مورياترى الإجرامية. وقعت بينهما مبارزة فى الرابع من مايو عام 1891م على قمة قلاع رايشنباخ بسويسرا. لقى مورياترى حتفه، على حين اختار هولمز أن يختفى رسميا. استأنف نشاطه من عام 1894م حتى 1901م. نجح فى حل غموض المئات من الجرائم. فى هذه الأثناء استطاع واطسون تحويل مسار هولمز بعيدا عن المخدرات. أهّلته خدماته للتاج البريطانى لمقابلة الملكة فكتوريا عام 1895م، بَيْدَ أنه رفض لقب "الشيفالييه" فى يونيه 1902م. ترك هولمز وظيفة "المخبر" وأخلد إلى الاستراحة فى نهاية 1903م أو بداية 1904م بعد أن مارس مهنته على مدار ثلاث وعشرين سنة مع فترة توقف لمدة ثلاث سنوات من 1891م إلى 1894م قضاها فى الأسفار. اختار الاعتزال وحده فى مزرعةٍ بسَاسِكْس حيث أخذ يقضى وقته فى تربية النحل. عشية اندلاع الحرب العالمية الأولى كان آخر نشاط معروف له هو القبض على الجاسوس الألمانى فون بورك. خارج نطاق عمله كمخبر كان شرلوك هولمز مغرما بالفنون بوجه عام، وكان مغرما بالموسيقى شديد التحمس لها حتى إنه لم يكن عازفا شديد المهارة للكمان فحسب، بل كان ملحنا ذا موهبة غير عادية.
الوصف الجسدى لمحمد: لم يكن مفرط الطول ولا القصر، مع غلظ الكفين والقدمين. كان متوسط القامة عريض الكتفين ضخم الرأس مهيب الملامح. لم يكن شَعْره قصيًرا جَعْدًا، كما لم يكن طويلا بائن الطول، وكان كَثّ اللحية. كان شَعْر صدره يهبط نازلا إلى سُرّته فى خط طويل. كان واسع الفم أدعج العينين دقيق العظام على نحو ملحوظ حريصا على الإبانة فى أحاديثه كى يسمع الجميع كلامه ويفهموه بسهولة. وكان يميل إلى الصمت ما لم تكن هناك حاجة إلى الكلام.
الوصف الجسدى لهولمز: أول ما يأخذ العَيْنَ منه طولُ قامته ونحافتُه. يبلغ من الطول 180 سنتيمترا، إلا أن واطسون كان يرى أنه أطول من ذلك كثيرا. ضيق الوجه، عريض الجبين، أسود الشعر، داكن الحاجبين كثيفهما، رقيق الشفتين تبدو فيهما أمارات الحزم. كما كان أنفه دقيقا يشبه منقار الصقر، وعيناه رماديتين يقظتين نافذتين تضفيان عليه سيما الاستغراق أثناء تفكيره، وصوته عاليا حادا ذا إيقاع سريع.
أ - المنهج الآثارى:
المخلَّفات التى تركها محمد وراءه: يوجد متحف يضم المئات من هذه المخلفات. وهنا عَرَض الكاتب صورة غريبة غير واضحة لرجلٍ جاثٍ على ركبتيه قال إنها للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. أما فى خانة التمثال فقد ذكر أن الإسلام يحرم نحت التماثيل للكائنات الحية. ثم عَرَض بعض الأشياء التى قال إن الرسول كان يتخذها لاستعماله الشخصى، مُتْبِعًا إياها بصورة لما سماه عمامته، بعدها صور لبعض السيوف وقوسين وعدة أشياء أخرى كمثال على الآلات المفضلة عنده، فضلا عن رسالة من الرسائل التى بعث بها إلى الملوك من حوله، وتسجيل تجميعى لسيرته على قرص دى فى دى، وصورة لقارئ للقرآن كمثال على الصوت المنغم الذى كان شائعا فى عصره، وصور أخرى لمكة والمدينة وجموع الحجيج فى طوافها حول الكعبة، ولغار حراء الذى كان يأوى إليه أثناء تأملاته، ولمقابر البَقِيع التى يزعم أنها مما لا يسع حاجًّا ألا يزوره، وكذلك جبل أُحُد، الذى دارت عنده رَحَى ثانى غزوة من غزواته وأشيع فيها أنه عليه السلام قد قتل، ثم قبره، ليختم هذه الجولة بالقول بأنه، من خلال ما أرسى محمد من مبادئ، قد أضحى مناط إلهام لعدد من العمليات الانتحارية التى يقوم بها هذه الأيام مسلمون يوقنون تمام الإيقان أنهم متى ماتوا فإن كل شىء سوف يقع الضبط كما سبق أن أخبر به الرجل الذى يتخذونه مثلا أعلى.
المخلَّفات التى تركها هولمز وراءه: متحف يضم المئات من هذه المخلفات. ثم يعرض لهولمز صورة شخصية وثلاثة من تماثيله، وقبعته وغليونه وقلمه وعدسته التى كان يستخدمها فى القراءة وبعض أوراقه ومصباحه وساعته، وكتابا له عن كيفية التفرقة بين رماد الأتباغ المختلفة، وتسجيلا تجميعيا لحياته على قرص دى فى دى، ثم صورة لعازف موسيقى كمثال على الصوت المنغم الذى كان شائعا فى عصره، ثم صورا لبيكر ستريت ولندن، ولحجرة الجلوس التى كان يأوى إليها هولمز أثناء تأملاته، ولتجمُّع حاشد فى لندن فى عصرنا، وموضعين من المواضع التى يحرص عشاق هولمز على زيارتها فى سويسرا. أما بالنسبة للمكان الذى دُفِن فيه فيقول إنه غير معروف. ثم يختم الكاتب جولته هذه بالقول بأن هناك هولمزيًّا قد أقدم مؤخرا على الانتحار موقنا تمام الإيقان أنه متى مات فإن كل شىء سوف يقع الضبط كما سبق أن أخبر به الرجل الذى يتخذه مثلا أعلى.
النتيجة: نخرج من هذا بأننا متى استندنا للمعلومات التى يقدمها لنا الهولمزيون استطعنا أن نلاحظ وجود عدد من البراهين الدالة على أن شرلوك هولمز شخص حقيقى. وبالمثل فإننا بالاستناد للمعلومات التى يقدمها لنا المسلمون نستطيع أن نلاحظ وجود عدد من البراهين الدالة على أن محمدا شخص حقيقى، وأن هذه البراهين ذات طبيعة واحدة.
وعلى هذا
فلو أن هولمزيًّا أحضر طفلا هنديا من أبناء الأمازون إلى أوروبا وحفّظه عن ظهر قلب، وهو يضربه فوق رأسه بالمقرعة، ومن خلال اللغة الإنجليزية التى لا يفهمها، القانون الهولمزى فى مدرسة هولمزية، ثم أزاره المتاحف الهولمزية، والأماكن التى يتخدث عنها القانون الهولمزى، والمدن التى ينتصب فيها تمثال لشرلوك هولمز، وتلك التى تحمل لوحات تذكارية باسم شرلوك هولمز، فمن المؤكد أن هذا الفتى الأمازونى الشجاع لن يساوره بعد ذلك أدنى شك فى وجود المخبر العظيم شرلوك هولمز. وما إن يعود الفتى الأمازونى إلى موطنه فى قلب الأمازون حتى يشرع فى الكلام عن حياة ذلك المخبر العظيم، فيصبح شرلوك هولمز بهذا حقيقة لا تقبل المماراة بالنسبة للقبيلة جمعاء. ولسوف يكون بمستطاع كل فرد من أفراد القبيلة أن يأتى بدوره إلى أوروبا للتحقق بنفسه من وجود شرلوك هولمز، وأن هناك فعلا متاحف خاصة بشرلوك هولمز وعدساته وغلايينه، وأن هناك أيضا لوحة تذكارية تحمل اسم الدكتور واطسون على أحد الممرات فى طريق المحطة بلوزان بسويسرا. ولسوف تعود القبيلة بعد ذلك إلى موطنها أكثر اقتناعا بوجود شرلوك هولمز رغم أن شرلوك هولمز لم يكن له يوما وجود!
وبالمثل
فلو أن مسلما أحضر طفلا هنديا من أبناء الأمازون إلى بلاد العرب وحفّظه عن ظهر قلب وهو يضربه فوق رأسه بالمقرعة ومن خلال اللغة العربية دون ترجمة القانون العثمانى فى مدرسة قرآنية، ثم أزاره المتاحف الإسلامية، والأماكن التى يتخدث عنها القانون العثمانى، والمدن التى عاش فيها محمد، وتلك التى تخلد ذكراه، فمن المؤكد أن هذا الفتى الأمازونى الشجاع لن يساوره بعد ذلك أدنى شك فى وجود النبى العظيم محمد. وما إن يعود الفتى الأمازونى إلى موطنه فى قلب الأمازون حتى يشرع فى الكلام عن حياة ذلك النبى العظيم، فيصبح محمد بهذا حقيقة لا تقبل المماراة بالنسبة للقبيلة جمعاء. ولسوف يكون بمستطاع كل فرد من أفراد القبيلة أن يأتى بدوره إلى بلاد العرب للتحقق بنفسه من وجود مكة كما قالوا له، وأن هناك فعلا متاحف خاصة بسيوف محمد وبعض مخلفاته، وأن هناك أيضا مقابر خاصة بأصحابه فى المدينة. ولسوف تعود القبيلة بعد ذلك إلى موطنها أكثر اقتناعا بوجود محمد رغم أن محمدا ... إلخ! ذلك أنه بالرغم من الدلائل التى يسوقها المسلمون والهولمزيون على وجود هاتين الشخصيتين فإن هناك شكوكا واضحة تتعلق بحقيقتهما التاريخية.
ومن الواضح أنه لا ينبغى الاعتماد على المعطيات المقدمة من قِبَل الهولمزيين لمعرفة ما إذا كان شرلوك هولمز له وجود حقيقى أو أنه لا يزيد عن كونه مجرد أسطورة. إن هولمز ليس فى الواقع إلا قصة مخترعة أو شخصية خيالية. ومع ذلك فالملاحظ أن مفهوم "هولمز" يجسّد على نحوٍ كافٍ أحلام صنف من البشر لدرجة قيام بعض الأشخاص من تلقاء أنفسهم بصنع جميع العناصر المكونة لوجود تلك الشخصية وجودا حقيقيا وتكوين جماعة تقوم على اعتناق تلك الأكذوبة وحراستها وتخليدها لضمان استمرار المتعة التى يحصلون عليها من ورائها.
وبالمثل
فمن الواضح أنه لا ينبغى الاعتماد على المعطيات المقدمة من قِبَل المسلمين لمعرفة ما إذا كان محمد له وجود حقيقى أو أنه لا يزيد عن كونه مجرد أسطورة. إن محمدا ليس فى الواقع إلا قصة مخترعة أو شخصية خيالية. ومع ذلك فالملاحظ أن مفهوم "محمد" يجسّد على نحوٍ كافٍ أحلام صنف من البشر لدرجة قيام بعض الأشخاص من تلقاء أنفسهم (فى القرن السادس الميلادى) بصنع جميع العناصر المكونة لوجود تلك الشخصية وجودا حقيقيا وتكوين جماعة تقوم على اعتناق تلك الأسطورة وحراستها وتخليدها لما يكفله لهم ذلك من ممارسة سلطان شامل يسوّغ لهم كل ما يريدون.
والحق أننا، عندنا نبحث مسألة وجود محمد، سرعان ما نصطدم بركام من الأسئلة هى فى النهاية أسئلة بسيطة من شأنها أن تثير أجوبة لا تقل عنها بساطة، إلا أن هذه الأسئلة لا تجد فى الجواب عليها سوى الصمت المطبق. لماذا؟ ربما لأن أتباع محمد لا يهتمون بالجواب على نوع معين من الأسئلة، إذ يعرفون جيدا ما سيجدونه، أو بالأحرى ما لن يجدوه، عند البحث عن جواب لها".
هذا ما قاله الرجل الباذنجان، والآن لننظرْ فى ما قاله ذلك الأخرق المتهور المتظرف فى غير موضع التظرف، المتظرف الذى دمه مثل دم البق، المتظرف بجهل ورعونة، المتظرف تظرف الشياطين الحاقدين الهدامين المدمرين، لعنة الله عليه وعلى أشباهه من بنى الشياطين وإخوانهم وآبائهم وأقاربهم أجمعين! إنه لم يجد من البشر فى دنيا الله الوسيعة أحدًا يقارنه بالرسول الكريم سوى شرلوك هولمز، المخبر السرى الذى لا وجود له إلا فى بطون القصص البوليسية التى لا يقرؤها غالبا إلا العوام وأشباههم للتسلية وإزجاء الفراغ، وكأن النبوة موضوع من موضوعات التسلية وتضييع الوقت فى الكلام الفارغ. هذا ما يريده ذلك الرجل الباذنجان، الرجل الذى ليس هناك مكان يليق به سوى الخانكة على حسب ما قلت فى مقال لى من قبل، فهو ذاته الرجل الأحمق بل المجنون الذى يريد من المسلمين أن ينكتوا طرقات المدينة المنورة وشوارعها ويهدموا بيوتها ومؤسساتها ومساجدها ويشردوا أهلها كى يشبعوا شهوة الحقد والدمار عنده وعند أمثاله من حَوَارِيِّى نيرون الذين يتلذذون برؤية الخراب وسماع نعيق البوم، وهم يعزفون ألحان الفناء التى لا تطرب نفوسهم الخربة المظلمة إلا على أنغامها، والذى كتبتُ عنه من قبل دراسة بعنوان "خذوه فغُلُّوه! ثم فى الخنكة أَوْدِعُوه!". ذلك أن كلامه لا يمكن أن يكون كلام إنسان عاقل، أو حتى من فى عقله مُسْكَة من ترابط! ولذلك قلت إنه هارب من الخانكة، ولا بد من إرجاعه إلى حيث كان مرة ثانية كى نكون فى مأمن من جنونه الخطر، وإلا آذانا فعض أحدنا عضة مسعورة يمكن أن تتسبب فى وفاته، عليه لعائن الله (عليه هو بطبيعة الحال كما لا بد أن يكون القراء الكرام قد فهموا، لا على المعضوض المسكين)!
إنه يريد أن يُضْحِك قراءه من ملاحدة أوربا ومبشريها ومستشرقيها وأذيالهم الأوباش عندنا، وما أكثرهم هذه الأيام من كل عتل زنيم، يريد أن يضحكهم من الرسول الكريم، غير دار فى غمرة خُرْقه وحُمْقه أن القمر لا يناله بل لا يصله نباح الكلاب المسعورة مهما هَرَّتْ وعَوَتْ، إذ القمر عالٍ فى السماء، أما الكلاب العاوية الحمقاء فهى تجرّر أذيالها النجسة مثلها بين ساقيها فى ذلةٍ وضَعَةٍ على هذه الغبراء! ترى بالله من شرلوك هولمز؟ بل من كُونَان دُويِل نفسه من الرسول الكريم العظيم (نعم، الكريم العظيم رغم أنف هذا المجنون اللئيم!)؟ لقد تحولت الكتابة والفكر إلى لعب عيال وأصبح كل من هب ودب ويستطيع أن يمسك بقلم وورقة يتخيل أنه قادر على العبث والتساخف دون معقب ولا حسيب! لا يا أخا الفرنسيس! لا يا من لا يزال يؤرقكم الرسول الكريم ويطير النوم من عيونكم ويحيل حياتكم إلى جنون مطبق رغم وفاته قبل أربعة عشر قرنا! تنبه وحُطّ عينك التى تستأهل خَرْمها فى راسك، واعمل لخلاصك! نعم نحن المسلمين الآن فى عز ضعفنا وتخاذلنا وبلادتنا (وامض فى مثل هذا اللون من الزراية علينا من هنا للصبح بل ليوم الدين، فلن تجد من يخالفك كثيرا!)، لكن هذا شىء، والاقتراب من سيد الأنبياء بجهل ورعونة وقلة أدب شىء آخر!
هل يجوز فى شرعة العقل (العقل الذى حرمك الله منه، شفى الله الكلاب وضَرَّك!) أن يقارَن رجلٌ قد غيَّر مسار التاريخ والحضارة، وفَضَح زُيُوف أديانٍ وأقوامٍ، وعدّل مسار عقائدها وعباداتها وشرائعها بعد أن اختل ميزانها حُقُبًا طويلاً، وأنهض أمما من العدم وأعطاها فرصة قيادة البشرية فأثبتت أهليتها لهذه القيادة، هل يجوز فى شرعة العقل (يا من حرمك الله من العقل!) أن يقارَن سيد الأنبياء من قِبَل أحد الجهلاء النَّوْكَى الموتورين مثلك بـ"شرموط هولمز"؟ من هولمز هذا الذى تُوجِع به دماغنا؟ ما كُنْيَته؟ ما إنجازاته؟ إنه مجرد شخصية وهمية ليس لها من موضع على هذه الأرض "التى تتسع للبشر والكلاب النابحة العاوية معا للأسف!" إلا فى روايات كونان دُويِل البوليسية، وهى روايات كنا نقرؤها ونحن أطفال صغار ثم نَسِيناها مع اتساع مداركنا وتعمق ثقافتنا، روايات لا تُعَدّ فى الطبقة الأولى ولا الثانية بين هذا اللون من الروايات كما هو معروف رغم تدنّيه بالنسبة للروايات الأخرى، وليس له إلا الإنجازات الوهمية مثله، وهى رغم وهميتها وعدم حقيقيتها تنحصر فى الكشف عن بعض اللصوص والقتلة وما أشبه! فكيف تصحّ مقارنته بعظيم من عظماء البشرية، بل بأعظم عظمائها؟ عظيم هو نبى من الأنبياء، بل سيد الأنبياء وزعيمهم وقائدهم وخاتمهم ومصحِّح الانحرافات والوثنيات التى وقع فيها أقوامهم من بعدهم، ومحوِّل مسار الحضارة والتاريخ، والمتسبب فى رفع أقوام واتضاع آخرين على سنة العدل والإنصاف والعمل الجاد والثمار الطيبة المباركة؟ طيب يا أخى (ولست لى بأخ، ولا يشرفنى أبدا أن تكون، لكنها اللغة وعباراتها!)، طيب يا أخى، خَلِّ فى عين البعيد الأَخِر حصاة ملح، أو "خلِّ عندك مزيّة" كما يقول أهل قريتى وقارِنْه (رغم التسامح الشديد والتنازل البعيد من جانبنا!) بأحد زعماء التاريخ السياسيين أو مصلحيه الاجتماعيين أو قواده العسكريين كى يكون للكلام بعض المعنى الجادّ! أما أن تقول لى: "شرلوك هولمز وكونان دُويِل!"، فليس لهذا معنى عندى ولا عند أى عاقل يحترم نفسه إلا أن البعيد ليس عنده تمييز، أو بالتعبير البلدى: أن البعيد لا يشمّ!
وقبل أن ندخل فى التفاصيل نحب أن نقول إننا نستطيع بهذا الأسلوب المضحك أن نشكك فى أى شخص وفى أى شىء حتى وجود هذا الرجل الباذنجان نفسه، إذ ما أدرانا أنه فعلا موجود، وأنه هو الذى كتب هذا الكلام؟ ومن أدرانا أن نابليون أو القائد الإنجليزى ويلسون أو الرئيس الأمريكى نيكسون أو حتى بوش الأب هم أشخاص حقيقيون؟ إننا، لو استخدمنا هذا النوع من المقارنة بشرلوك هولمز، لانتهينا إلى ذات النتيجة التى يريدنا هذا الأخرق الأحمق المتهور أن ننتهى إليها، ألا وهى أن هؤلاء الناس لم يكن لهم أى وجود! كيف؟ بأن نقول، كما قال هو، إن هؤلاء الناس لهم سِيَرٌ مكتوبةٌ، وتركوا وراءهم من المخلفات الشخصية ما تركوا، ولهم من المعجبين والحواريين كذا وكذا... إلى آخر السخف الذى قاله هذا البعيد، لكن شرلوك هولمز كان له كل هذا، ومع ذلك نحن نعرف أن شرلوك هولمز لم يكن له وجود حقيقى، ومن ثم فهؤلاء الناس لم يكن لهم أيضا وجود حقيقى! إن هذا ليس قياسا منطقيا، بل عته وجنون، وهو يدل على مدى الاضطراب العقلى الذى يصيب القوم حين تأتى سيرة النبى الكريم، إذ تراهم بعد أن كانوا يفكرون تفكيرا سليما قد اختلط فى أذهانهم كل شىء وارتبكت عقولهم وانقلبت أفكارهم رأسا على عقب! والسبب؟ السبب هو محمد، الذى يعرفون أن مبادئه فى التوحيد والكرامة والعزة والعدل والجهاد فى سبيل الله ضد سفلة التاريخ وقراصنة الشعوب وجلاديها وباقرى بطون النساء ومفجِّرى مصارين الأطفال وملطِّخى أجساد الرجال بالخراء ومُرْسِلى الكلاب عليهم تنهش خُصَاهم وغراميلهم ومسلِّطى الآباء والأبناء بعضهم على بعض يتلاوطون قسرا وإجبارا وسارقى ثروات الأمم ومدمِّرى الحضارات الأثيلة الأصيلة والمتشامخين بأنوفهم على "خلق الله" كذبا وزورا ناسين أنهم كانوا لقرونٍ قليلةٍ خَلَتْ متخلفين كما البهائم السائمة! محمد هذا (صلى الله عليه وسلم، ولعن كل من يتطاول على عظمته ونبله، أو يفرح بمن يتطاول على عظمته ونبله، أو حتى يوافق مجرد موافقة على من يتطاول على عظمته ونبله)، محمد هذا يمثل لهؤلاء الأوغاد الأوساخ لقمة ضخمة كبيرة لا يستطيعون أكلها، إذ تقف فى حلوقهم وتخنقهم فى كل مرة يحاولون فيها ازدرادها، فهو لذلك يصيبهم، كلما ذُكِر اسمه الكريم، بالرعب ويبرجل عقولهم رغم كل التخلف والهوان الذى فيه أتباعه. وهذا من أعجب العجب!
نعم ليس هذا قياسا منطقيا، بل عته وجنون! إذ ما الذى فى المقدمة الخاصة بهولمز مما يؤدى إلى النتيجة التى انتهى إليها الرجل المنكوس العقل والتفكير؟ هل معنى أن لهوملز مخلفات باسمه وكتبا كُتِبَتْ عنه أو ناسا يؤمنون بغبائهم بأنه كان موجودا فعلا (إن صح هذا الذى يقوله ذلك المأفون!)، هل معنى هذا أن هذا الرجل لم يكن له وجود؟ كلا، إن هذا لا يؤدى لذاك! ومن ثم لا يصح أبدا أن نقيس حياة الرسول أو أى شخص آخر على حالة هولمز. ليس ذلك فقط، بل إن تلك النتيجة معروفة سلفا، ولا تحتاج إلى أى تدليل، ولا علاقة بينها وبين المقدمات المذكورة. وحتى لو كان هناك فعلا تشابه بين المقدمات الخاصة بهولمز والرسول مثلا، وكانت هناك صلة بين المقدمات الهولمزية والنتيجة التى يرتّبها المأفون عليها، فهل يكفى هذا أن تكون النتيجة هنا هى نفسها هناك؟ لا، لأنه لا يكفى أن يكون هناك تشابه بين الطرفين فى الأمور الظاهرية أو العارضة، بل لا بد أن يكون هذا التشابه فى الجوهر والأصول. هذا واضح وضوح الشمس، لكن المخبول يتظارف رغم أن الأمر لا يحتمل شيئا من التظارف على الإطلاق! ترى هل يصح أن نقول مثلا إنه ما دام لكل من الكلب والإنسان رأس وعينان وأذنان وأنف وقلب وكبد... إلخ، فلا بد أن يكون الكلب من الناطقين كالإنسان، أو لا بد أن يكون الإنسان نابحًا كالكلاب، أو أن يكون الكلب من ذوات الاثنين لا الأربع وليس له ذيل، أو أن يكون الإنسان بالعكس من ذوات الأربع لا الاثنين وله ذيل؟ أو هل يمكن القول بأنه ما دامت السيارة تأخذ سائلا وتصدر صوتا وتجرى وتخرج دخانا من خلفها، فلا بد أن يكون عندها عقل كما عند الإنسان، وتتزاوج وتكوّن أُسَرًا وتنجب أطفالا كما يفعل البشر، ولا بد أن لها حكومات ومدارس ومساجد كما للبشر، لأن البشر مثلها يشربون السوائل ويصدرون الأصوات ويجرون ويخرجون ريحا من خلف؟ بالطبع لا. فهذا مثل ذاك.
إن الرجل الإستنجلينا يعرف، بل يقول ويعترف بلسانه النجس مثله أن شرلوك هولمز ليس له وجود! معنى هذا أنه دخل الميدان، وهو يعلم أنه بَكّاش كبير، ويعلم أننا نعلم أنه بَكّاش كبير، ومع ذلك لا يبالى بمنطق ولا بعقل. ولم لا؟ أليس يتكلم عن الإسلام؟ إنه إذن ليقتحم ساحة مفتوحة على الباهلى لكل من هَبَّ ودَبَّ من الأنعام أمثاله. وهو يقصد هذا كله قصدا بغية النيل من الرسول الكريم ودين الرسول الكريم وأتباع الرسول الكريم، وذلك من خلال الربط بين شرلوك هولمز وهذا الرسول الكريم! فانظر، أيها القارئ العزيز، كيف يريد هذا الملتاث العقل أن يهبط بالرسول الكريم من عليائه إلى مستوى شرلوك هولمز والتسالى التى ترتبط بشرلوك هولمز، وهى تَسَالٍ كتسالى اللُّبّ التى نغرم بها فى مصر غراما كبيرا! ألا تَعْسًا لهذا الكائن الضال المضل الذى يتصور أنه قادر على الإساءة لسيد الأنبياء والمرسلين وسيده وتاج رأسه ورأس الذين نفضوه وخلّفوه رغم أنه وإياهم لا يستحقون شيئا من هذا الشرف العظيم الذى يعود على كل من ينتسب له صلى الله عليه وسلم ولو انتساب العبد للسيد! طيب يا ابن الذين، ما الذى أدخلك هذا المدخل الضيق؟ ألم تجد إلا سيدك أنت وأهلك تتطاول عليه؟ أليس فى وجه الأبعد "بعضشى" من الحياء؟ أليس عنده أنف يشم به ويميز بين ما هو طيب وغير طيب؟ أَوَكُلّ الطائر يُؤْكَل لحمه؟ إن ظُفْر محمد لأشرف منك ومن بلدك جميعا! فاستيقظ أيها الوغد من أوهامك، تلك الأوهام الغبية مثلك والتى سولت لك أن التواقح والتسافه والتباذُؤ على الرسول الكريم يمكن أن يمضى فى سلام ودون تعقيب أو حساب كما يمكن أن يمر التواقح والتسافه والتباذؤ على الذين ينتسبون له زورا وبهتانا ممن يظنون أنهم على سنته وخطاه، لكنهم لا على سنته ولا على خطاه، وإلا ما بلغوا الذى بلغوه الآن من الحضيض الأوطإ من نار الدنيا، وما سيبلغونه كذلك من الدرك الأسفل من جحيم الآخرة إن استمروا على هذا الحال المذل المهين! أين الثريا من الثرى؟ وأين الرسول الكريم من ناس يزعمون أنهم أتباع له، وما هم له بأتباع، بل مجرد كائنات بليدة ترضى بالضَّيْم وكانت سببا بتخلفها وهوانها ومذلتها فى أن يتطاول الأوغاد عليه صلى الله عليه وسلم؟
لقد جرَّأوا من لم يكونوا يتصورون أنهم يستطيعون فتح فمهم النتن يوما بالإساءة إلى رسول الله، حتى لقد تجرأ مع المتجرئين "زيكو العجيب!"، زيكو الذى ترددتُ طويلا قبل أن أُثْبِت هنا ما أَرْسَله لى بشأنه بعض القراء الغَيَارى، ثم قلت أخيرا: لا بد أن يعرف زيكو حجمه، وكيف ينظر إليه الناس المحترمون. وهذا ما وصلنى عنه: "زيكو أبو طاجن، زيكو المعجون من كل عاجن، زيكو الملسوع الملطوع، زيكو الملدوغ المدموغ، زيكو المحفور المخبور، لعن الله زيكو ومَنْ وراء زيكو، وبالمناسبة فإن أحدا لا يأتى زيكو إلا مِنْ وراء! هذا الزيكو المحتاس، الملعوب منه فى الأساس، يقول عن الرسول الأعظم، صلى الله عليه وسلم، بصوتٍ كلّه تغنُّج وتهيُّج، وتفتُّر وتكسُّر، وتثنٍّ وتغنٍّ، وتخنُّث وتأنُّث، شأن كل عاهرة فاجرة، من الصنف البئيس الرخيص: "الرسول النكَّاح" (يا اختى عليها: ننّوس عين "أبوها"! ملعون أبوها وأخوها وحَمُوها وفُوها (النتن) وهَنُوها (الأشدّ نتنًا ونتانةً وإنتانًا)، وخذ بالك من "هنوها" هذه، وملعونٌ كذلك ذُوها وذَوُوها، وكل الذين نفضوها)، وذلك حقدا من زيكو فَرْخ بيوت البغاء، على الرجال الأسوياء، لوَعْيه أن "النَّكّاح"، خيرٌ مليارَ مرة منه هو وأشباهه "المثقوبى الأركاح"، من كل راهبٍ "شائبٍ عائب، ومشلوحٍ مبطوحٍ منكوح"، كلما ثارت به "وَجْعَاؤه" وأكلته وآلمته وهيّجته وطيّرت البرج الفاضل من عقله هاج وماج، وركبه الانزعاج، وتحول إلى دجاجة من الدجاج، تطلب التكسير والإيلاج، ولو عَكَمه أى فحل وأشبعه مما يتشهاه، وتتحرق إليه عيناه، لهدأت أحواله وسكن بلباله! مسكين يا ناس، شوفوا له حَلاًّ، حَلّ وسطه ووسط الذين وضعوا بذرة هذا الدَّنِس النَّجِس سليل الأنجاس الأدناس! ومنكم لله أيها المنتسبون لمحمد، ومحمد فى الحقيقة منكم براء! منكم لله يا من لا تستحون أن تتظلموا كالأطفال، وتنوحوا إلى هذا وذاك من أشباه الرجال، ممن لا يشرفكم فى شىء أن يُسْكِتوا عنكم زيكو المبطوح، ولن يُسْكتوه، إذ كيف يُسْكتونه، وزيكو المنكوح إنما ينطق عن إشارة منهم كما ينطق التلفاز ويسكت، أيها البُغُول، بالريموت كونترول؟ أوليس فيكم رجل من الفحول، يقول لكم: عيب أن تَتَشَكَّوْا من عاشق المُلْمُول؟ ألا إنكم لأغبياء، ولم تكن أمة محمد لتوصف يومًا بالغَبَاء والعَيَاء! ولسوف يكون حسابه سبحانه وتعالى لنا عنيفا ووَعْرًا ومريرا يوم القيامة، وسوف يؤاخذنا مؤاخذة عزيز مقتدر، إذ أتاح لنا أعظم الفُرَص وكرَّمَنا باصطفائنا للقيام على رسالة النبى المصطفى ثم رزقنا فى عصرنا هذا "الذهب الأسود" فـ"ذهبت" منا الكرامة، وأصبح يومنا "أسود"! لقد قصَّرْنا بل تقهقرنا بل تمردنا ثم نافقنا فزعمنا أننا نسير على سبيله عليه السلام وأننا نحبه عليه السلام رغم كل ما نحن فيه من قهر وارتكاس مما هو فى ذاته أعظم دليل على كذب ما نزعمه، فاستحققنا أن يخلع عنا سبحانه الكرامة والفضيلة وأن يُحَكِّم فينا أوساخ البشر الذين لا يَرْعَوْن فيمن تُوقِعه الأقدار تحت سلطانهم إلاًّ ولا ذمة!" انتهى.
كذلك فالرجل المخبول يسمِّى القرآن الكريم بـ"القانون العثمانى"، وهذا ليس اسم القرآن على أى معنى من المعانى، بل كل ما يُنْسَب لعثمان من كتاب الله هو "الرسم"، الذى يوصف بـ"الرسم العثمانى"، أى الخط والإملاء، وهذا كل ما هنالك! وبالمثل يسمِّى هذا الأخرقُ رسولَ الله بـ"محمد بن مطلب"، ولا أدرى من أن أتى بهذه التسمية العجيبة، وبخاصة أنه عقب ذلك يعود فيقول إنه "محمد بن عبد الله بن عبد المطلب" غير دار بالتناقض السخيف الذى وقع فيه! ومع المخبول نمضى فنجد أنه يَكْذِب كذبا حقيرا مثله، إذ يقول إنه لن ينقل عن غير المسلمين أى شىء يتعلق به عليه السلام، لنفاجأ به بعد قليل يقرر أنه صلى الله عليه وسلم "بدأ التعاون مع جبريل وعنده أربعون عاما"، مدلسا على القارئ الذى لا يعرف شيئا فيظن بسلامة طويّته أن هذا ما تقوله المراجع الإسلامية، مع أنه لا أحد من المسلمين يمكن أن يقول هذا بتاتا، علاوة على أن ما تم بين جبريل والرسول لم يكن تعاونا، فنحن لسنا بإزاء خطة ومؤامرة، بل كان وحيا من السماء نزل به الروح الأمين على قلب الرسول الكريم. ونحن حين نقول هذا لا نقصد أن نملى على المغفل المخبول عقيدتنا فيه صلى الله عليه وسلم، بل أن يقول إن هذا هو ما يعتقده المسلمون، لا أكثر، وذلك من باب الأمانة العلمية لا غير!
ليس ذلك فقط، بل إن الرجل الملتاث العقل والفكر يزعم أن الرسول، لكونه لا يحسن المبارزة، كان يكلف أتباعه باغتيال المناوئين. وهذا كذب صراح وقاح، فالرسول هو الذى دُبِّرَتْ له أولاً، ودون داعٍ أو استفزاز من جانبه، خطة لاغتياله لولا أن الله قد أمره بالهجرة، تلك الهجرة التى يسميها الأحمق: "فرارا". أما بعد الهجرة ونشوء دولة للإسلام فى المدينة فقد قامت المعارك بين المسلمين وبين كل من الكفار واليهود والروم اسْتُخْدِمَتْ فيها الأسلحة والخطط الحربية، ومع ذلك لم يتوقف الكفار واليهود عن محاولة اغتيال الرسول لولا لطف الله به فى كل مرة، كما نجح الكفار فى اغتيال عدد كبير من أتباعه عليهم رضوان الله غدرًا وخيانةً وعدمَ إنسانية. ولم يلجأ المسلمون إلى أسلوب القتل فى السر إلا مع الأعداء الألداء الذين تكرر منهم الغدر وخيانة المعاهدات القائمة بينهم وبين المسلمين ونَفِدَ معهم حبل الصبر! وهو تصرف مشروع تماما فى ظل قيام حالة حرب بين الطرفين وتكرر اغتيالات المسلمين على يد الوثنيين المجرمين، ولم يكن الأمر، كما يحب البكاش أن يوهم القراء، مجرد رغبة فى الأذى لدى رسول الله. ومثله القول بأنه، عليه الصلاة والسلام، كان يتخذ من الوحى مسوغا لقتل المئات فى المعارك الحربية، وكأن قتل الأعداء فى الحروب يحتاج إلى تسويغات كالتى يتحدث عنها أحمقنا، أو كأن الرسول والمسلمين هم المعتدون أو على الأقل هم الذين كانوا يبدأون العدوان. إن البشر، منذ ظهورهم على الأرض، وهم يمارسون القتل والقتال دون أن ينتظروا من السماء نصوصا تبرر لهم ما يفعلون، وظلوا حتى الآن يقتل بعضهم بعضا ويقاتل بعضهم بعضا دون حاجة إلى مثل تلك النصوص. فلماذا إفراد الرسول بهذا، وكأنه عليه السلام كان قاتلا دمويا، ولم يكن يدعو إلى الوئام والسلام، على حين أن أعداءه هم الذين كانوا يدعون إلى الحرب، وهم الذين كانوا يبادئونه بها؟ أم إن المجنون كان يريد من الرسول أن يقدم رقبته ورقاب المسلمين جميعا على مذبح الوثنية والأحقاد اليهودية كى يُرْضِىَ شهوة الدماء والبغضاء لدى أحمق الفرنسيس الخِنِّيس؟
ثم هناك قوله عنه صلى الله عليه وسلم إنه "كان يكن كراهية عميقة للفنون بوجه عام (الرسم والنحت والعمارة)، وكان يكره الموسيقى ويحطم آلاتها، ويعجز عن تذوق أى شىء غير التراتيل الدينية"، وهو قول سطحى تافه، إذ كل ما كان الرسول يضعه نصب عينيه هو ألا يعود العرب على أعقابهم كرة أخرى إلى الوثنية التى أنقذهم الله منها على يديه المباركتين، ومن ثم كان نهيه عن التماثيل التى لم يكن عند العرب فى ذلك الوقت فرق بينها وبين الأصنام، علاوة على أن التماثيل لديهم حينئذ كانت مجرد نحت بدائى لا فن فيه ولا جمال، إذ كل ما كان يهمهم هو ما فيها من معنًى وثنىٍّ شِرْكِىّ. أما العمارة والموسيقى، فهل كانت هناك آنذاك عمارة أو موسيقى عربية يمكن أن تُحَبّ أو تُكْرَه؟ ومع هذا فقد أُثِرَ عنه عليه السلام ما يُفْهَم منه أن الغناء (النظيف بطبيعة الحال) هو لون من ألوان الترويح عن النفس والاحتفال بالمناسبات الاجتماعية والعامة. بيد أنه من غير المعقول أن يوافق على مثل ذلك الغناء التافه المبتذَل الذى يطالعنا الآن فى كل مكان، دَعْ عنك الغناء الداعر الذى يستشير الشهوات باللفظ واللحظ والحركات والتلوِّيات وكشف العورات بل السوءات بغية القضاء على كل مقومات التماسك العقيدى والخلقى والاجتماعى كى يَسْهُل اجتياح الأمة التى بناها على عينه وتدميرها والقضاء على كل ما أنجزه بتضحياته الجليلة النبيلة وتضحيات أتباعه الكرام!
وجَرْيًا من الكاتب الأحمق على خطته فى الربط الساخر بين الرسول الكريم وشرلوك هولمز نراه يقول إن "بعض غير المسلمين (وهو يقصد بذلك نفسه وأمثاله من الملتاثين) يفسرون الإحالات والتناقضات فى سيرة محمد على أساس أنه ليس أكثر من أسطورة لفقها على مدار القرون من هنا ومن ههنا كتّاب كانوا يشتغلون بخدمة بعض السادة فى عصرهم بغية تحريك رجال الجيش لشن الحروب من أجلهم. وفى نظر غير المسلمين فإن هؤلاء ظلوا يرددون هذه الأسطورة لأكثر من ألف عام"، وهو نفسه تقريبا ما قاله عن هولمز: "أما غير الهولمزييين فإنهم يفسرون الإحالات والتناقضات فى سيرة شرلوك هولمز على أساس أنه ليس أكثر من أسطورة لفقها من هنا ومن ههنا على مدى أربعين سنة كاتب كان يشتغل بخدمة أحد رجال الصحافة فى عصره بغية دفع القراء لشراء صحيفته. وفى نظر المكذبين فإن أتباع هولمز ظلوا يرددون كذبةً مضحكةً لأكثر من قرن". إنه يحاول أن يوهمنا أن المسلمين كانوا يعرفون ما تعرفه أوروبا ثم العالم كله تبعا لها فى عصرنا الحديث من تسويق للمنتجات عن طريق الدعاية والإعلانات التجارية الكاذبة.
ثم فلنفترض أن الأمر كان كذلك حقا، أفلم يكن هناك أحد له رأى آخر يخالف به الرأى السائد مثلما هناك الآن ناس فى أنحاء العالم أجمع لا تُعَدّ ولا تُحْصَى يعرفون ويؤكدون أن شرلوك هولمز ليس سوى شخصية قصصية بوليسية لا حقيقة لها، وأنه ليس له أب ولا أم ولا أقارب يمكن الرجوع إليهم بشأنه؟ وفوق هذا فليس هناك بين الأدباء أو النقاد أو المؤرخين من كتب عنه بوصفه شخصية حقيقية لها وجود خارج روايات كونان دويل وخيالاته. وهذا إن صدقنا بوجود من يعتقدون فعلا أنه كان شخصا حقيقيا! يا إلهى، إن هذا ضد طبيعة الأشياء، إذ ما من رأى أو موقف فى عالم البشر إلا وهناك من له رأى أو موقف يناقضه ويعمل على نشره ومعارضة آراء مخالفيه ومواقفهم. وهب أن المسلمين كلهم على بكرة أبيهم فى مشارق الأرض ومغاربها وجهات الشمال منها والجنوب كانوا أولاد ستة وستين، أَوَعلينا أن نتهم البيزنطيين والفرس والبربر ولا أدرى مَنْ أيضا مِنَ البشر الذين عاصروا خلق الأسطورة المحمدية بأنهم اشتركوا فى هذه اللعبة: إما بتواطؤ منهم مع المسلمين، وإما بغباء منهم وسذاجة جعلتهم يبتلعون الطعم بعد أن سقاهم المسلمون "حاجة أصفرة" رغم أن المسلمين "من فرط خيابتهم" لا يلجأون إلى سُقْيَا أحد هذه "الحاجة الأصفرة" لسبب بسيط هو أن دينهم المزيف الملفق يحرّمها تحريم مالك للخمر (وأرجو ألا يضحك القارئ الكريم من العبارة الأخيرة وما فيها من لف ودوران)! وهذا أيضا لو أن البيزنطيين وغيرهم قد اكتفَوْا بذلك الموقف السلبى فسكتوا ولم يتكلموا رغم توفر جميع الدواعى عندهم للكلام وفضح المسلمين الكذابين الملفقين المزورين الذين قَضَوْا على زعامتهم وحرموهم من سيادتهم ومستعمراتهم وجردوهم من السلطان والعز والنغنغة التى كانوا فيها وأذاقوهم من الويلات والمذلات جزاء بغيهم وإجرامهم ما لم يعرفوه طوال تاريخهم! أمّا، ونحن نعرف أن البيزنطيين قد هبّوا منذ البداية فهاجموا الرسول واتهموه بما اتهموه به (بغض النظر الآن عن مدى صدق ذلك أو كذبه) مما يعد دليلا لا يمكن نقضه على أنه عليه السلام حقيقة لا مراء فيها، فمعنى ذلك أن كاتبنا الأخرق يهرف بما لا يعرف. لا، بل يكذب كذبا وقحا، ودون أن يطرف له جفن أو تختلج فى وجهه عضلة! ودعنا كذلك مما عثر العلماء عليه من رسائل بعث بها صلى الله عليه وسلم لملوك الأرض من حوله! ودعنا كذلك من الشعر الجاهلى الذى سجَّل جانبٌ منه أحداث سيرته صلى الله عليه وسلم بما فى ذلك المعارك الطاحنة التى اشتعلت بين الدين الجديد والوثنية البائدة كقصائد حسان وكعب بن مالك وابن رواحة وأبى سفيان بن الحارث وعبد الله بن الزِّبَغْرَى وكعب بن زهير وأمية بن أبى الصلت وغيرهم! ودعنا أيضا من أنه لو كان ما يقوله هذا المأفون صحيحا لما سكت الأمويون مثلا عما تقوله كتب السيرة والتاريخ الإسلامى عن أجدادهم وآبائهم مما لا يشرفهم كما هو معروف ما دامت المسألة تلفيقا فى تلفيق! أم للقراء رأى آخر؟ فلْيأتونى به، ولهم جزيل الشكر منى، والمثوبة من رب العالمين! ودعنا فوق هذا من أن أحدا من الباحثين على مدار القرون الأربعة عشر الماضية من مسلمين وغير مسلمين لم يفكر مجرد تفكير فى إنكار وجود محمد، إلى أن هَلّ علينا بطلعته البليدة غير المأسوف على غبائه وحمقه فأراد أن يحدث حدثا أحمق أخرق مثله، وهيهات. والتاريخ لا يكتبه المجانين المخابيل، وإلا فعلى الدنيا العفاء! ألم يكن هناك، كما لا يزال بيننا الآن، كفار لا يؤمنون بالقرآن ولا بالرجل الذى يقال إنه هو الذى نزل عليه هذا القرآن من السماء، فيفتحوا أفواههم ليهتكوا هذا الزيف الذى ترفضه عقولهم وضمائرهم؟ وإذا كان البكاش المناور يزعم أن الرسول والقرآن جميعا قد لُفِّقَا تلفيقا من أجل مصالح بعض المتسلطين المستبدين سَفَكَة الدماء، أفلم يكن هناك من بين المسحوقين الذين كان يستغلهم هؤلاء المتسلطون السفاكون من فكّر فى فضح تلك اللعبة الحقيرة؟ لقد وصلنا، كما قلنا، شعرٌ لمشركين ويهود كانوا يهاجمون الدين الجديد ويكذّبون رسوله بما يفيد أنه كان عليه السلام شخصا حقيقيا، لكن لم يصلنا قَطّ شعر ولا نثر يقول إن محمدا هذا لم يكن له وجود، بل مجرد صناعة بشرية قام بها فلان وفلان وفلان من أجل الغاية الفلانية أو العلانية؟ أليس هذا ما يقضى به العقل والمنطق؟ أم هل كان العرب والمسلمون جميعا أمة من الكذابين، أو الكذابين من جهة، والسذَّج الذين يصدقون كل ما يقال لهم كذبًا وافتراءً من جهة أخرى؟ ثم دعنا فوق هذا وذاك من أن القرآن لا يعكس روحا بشريا ولا يشبه أسلوبه أن يكون أسلوب أحد ممن يُتَّهمون بأنهم هم ملفقوه، وإلا فليقل لنا هذا المخبول مَنْ مؤلفه ما دام يقول إنه مصنوع صناعة على يد من يُسَمَّوْن بـ"المسلمين" بعد التاريخ الذى يقال إن محمدا كان يعيش فيه. ونتحدى أى مسعور من أمثال صاحبنا أن يدلنا على الشخص الذى ألف القرآن، لسبب بسيط ومنطقى تمام المنطقية هو أنه ليس من
تأليف أحد، بل من وحى السماء!
ثم إن المأفون يقول إنه ليس بحاجة للذهاب لإنجلترا ولا لبلاد العرب للتحقق من الأمر، بل يكفى الرجوع إلى ما كتبه الكاتبون على المشباك. فكيف، وهو المتشكك فى كل شىء، يسارع هنا إلى تصديق ما يقرؤه على المشباك وينسى جميع ارتياباته فى كل ما يتعلق بالإسلام؟ كما أنه يقول إن التناقضات التى لاحظها هو وأمثاله على تاريخ الرسول (بافتراض أن هناك فى سيرته عليه السلام تناقضات لا يمكن حلها وتوجيهها) هى دليل على أن أمر محمد كله أسطورة. أترى هذا دليلا سليما فعلا على ما يقول؟ إنه ما من شىء فى الدنيا يخلو من المتناقضات، ادعاءً كانت هذه المتناقضات أو حقيقةً، فلو اتخذنا إذن من وجود المتناقضات دليلا على أسطورية الأشياء والأشخاص لما كان لشىء فى الدنيا وجود البتة! إن عشرات الملايين من الأمريكان مثلا تقول فى صدام حسين ما قال مالك فى الخمر ("مالكٌ" مرة أخرى فى مقال واحد، لاحظ!)، وتقول فى بوش كل ما يستطيع العقل تخيله من قصائد المديح، على حين أن أنصاره يقولون فيه أحسن ما يقال، وفى بوش أسوأ ما يمكن تصوره، وكل ما تسمعه هنا يتناقض تمام التناقض مع ما تسمعه هناك، فهل نخلص من هذا إذن إلى القول بأن الرجلين ليس لهما وجود؟ وهذا مجرد مثال فقط.
أما قوله إنه "من خلال ما أرسى محمد من مبادئ، قد أضحى مناط إلهام لعدد من العمليات الانتحارية التى يقوم بها هذه الأيام مسلمون يوقنون تمام الإيقان أنهم متى ماتوا فإن كل شىء سوف يقع الضبط كما سبق أن أخبر به الرجل الذى يتخذونه مثلا أعلى" فهو، كمعظم ما جاء فى مقاله التافه مثله، خطأ فى خطإ: فالرسول قد شدد فى أحاديثه الكريمة على تحريم الانتحار موضحا المصير البشع الذى ينتظر المنتحر فى الآخرة، كما حذر القرآن المجيد والسنة النبوية المشرفة من اليأس من رَوْح الله ووضّحا أنه ما من مصيبة أو أذيّة تصيب المؤمن ويصبر عليها ولا يتسخط منها إلا كُتِبَ له بها يوم القيامة أجر كبير، وهو ما من شأنه أن يشيع فى نفس المؤمن السكينة والطمأنينة ويغرس فى قلبه أن عين الله تكلؤه ولا تنساه، ومن ثم لا يمكن أن يخطر الانتحار على باله، على عكس كل ملحدٍ كفّار: "إنه لا ييأس من رَوْح الله إلا القوم الكافرون"، "ومن يَقْنَطُ من رحمة ربه إلا الضالون؟"، "فإن مع العسر يسرا* إن مع العسر يسرا"، "ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ* وَلاَ يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلاّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ". وفى "صحيح البخارى" عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من تردَّى من جبلٍ فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردَّى فيه خالدًا مخلَّدًا فيها أبدا، ومن تحسَّى سُمًّا فقتل نفسه فسُمّه في يده يتحسّاه في نار جهنم خالدًا مخلَّدًّا فيها أبدا، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يَجَأ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلَّدًا فيها أبدا"، وفى "مسند أحمد" عنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قتل نفسه بحديدة فحديدته بيده يَجَأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن قتل نفسه بسُمٍّ فسمّه بيده يتحسّاه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تردَّى من جبل فقتل نفسه فهو يُرْدَى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا".
فهذا عن السخط والانتحار فى الإسلام بإيجاز خاطف، أما ما يقوم به الأبطال المسلمون الأشاوس من أجل أمتهم فى فلسطين المباركة وعراق المجد والنبالة وأفعانستان التى حطمت فَقَار ظهر الاتحاد السوفييتى وسوف يكتب الله لها هى وسائر بلاد الإسلام المحتلة المظلومة شرف تحطيم فَقَار ظهر الأمريكان بمشيئته تعالى وعونه وكرمه إذا استمرت المقاومة واستعانت فى كفاحها بالنفس الطويل والإيمان الذى لا يتزعزع والاطمئنان إلى وعد الله، أما ما يقوم به أبطالنا فى تلك البلاد وأمثالها من بلاد المسلمين فهو استشهادٌ وقُرْبَى إلى الله، وهو ضريبة الدم والحياة يبذلها أولئك الكرام الأحرار الذين يدوّخون الحضارة الغربية الشيطانية الأنانية رغم قلة الحيلة وضيق ذات اليد، وهو ما يجنّن رجال تلك الحضارة المجرمة المستبدة المتغطرسة القاتلة الناهبة المغرمة بقتل الشعوب المستضعفة وسرقة خيراتها وتمزيق أوطانها ثم الزعم بعد ذلك كله بأنهم إنما يعملون على تحضيرهم وترقيتهم والأخذ بيدهم إلى المعالى (شوفوا البجاسة والجبروت والإجرام وقلة الأدب)! إن الانتحار يأسٌ وكفرٌ وسخطٌ وجَزَعٌ وضعفٌ مَشِينٌ لا يليق بالرجال ونزوعٌ إلى الموت والدمار فرارًا من أثقال الحياة، أما الشهادة فهى حياة لأمم الشهداء، وخلود ونعيم أخروىّ وانغمار فى الرضوان الإلهى لأولئك المغاوير أبد الآبدين. فأين هذا من ذاك؟ إن المأفون وأشباهه إنما يبذلون كل ما عندهم من تدليس وتشكيك وتسخيف من أجل إشاعة الهزيمة فى صفوفنا وقلوبنا وإغرائنا بالاستسلام لسكاكينهم ومدّ رقابنا لهم فى خنوعٍ وضراعةٍ كى يجزروها. هذه كل الحكاية لا أكثر ولا أقل، أما ما يروّجه أولئك الشياطين ومن يُسَمَّوْن بهتانًا ومَيْنًا بـ"علماء الدين" عندنا ممن باعوا ضمائرهم جبنًا أو خبثًا لأعداء الملة والأمة فهو على الجزمة القديمة الملطَّخة بما يليق بأولئك الأبالسة البُعَداء الملاعين، وبهؤلاء العبيد الأنجاس المناكيد! وهل هناك غيره؟ إن أباليس الغرب إنما يحبون الحياة حُبًّا جَمًّا مجنونًا لأنهم لا يؤمنون بالآخرة أبدا، ولا يريدون أن يُحْرَموا من نعيم هذه الدنيا طرفة عين ولا أن يموتوا فيذهبوا كما يعتقدون إلى العدم والخواء، ومن ثم يعرفون أن سر قوتنا فى هذه المرحلة العجيبة الغريبة من تاريخنا إنما هو إيمان أبطال المسلمين بالجنة والشهادة، إذ لا سلاح غيره تقريبا فى أيدينا، فهم يريدون تجريدنا حتى من هذا السلاح (الذى لا يستطيعون أن يقفوا فى وجهه) حتى يسهل عليهم ابتلاعنا والتهام لحومنا ولحوم الذين خلّفونا ومصمصة عظامنا أيضا فوق البيعة حتى لا تقوم لنا من بعدها قائمة. ثم يأتى الأراذل من جُهَلاءِ السَّوْءِ (عليهم دائرةُ السَّوْء) فيُفْتُونهم بما يريدون. ألا لعنة الله على المدلسين الخائنين الملعونين فى كل كتاب وبكل لسان إلى يوم يُبْعَثون، الذين يتبرأ منهم الله والرسول والملائكة والأرض والسماء والأحرار فى كل الأمم والديار!
ويقول الكذاب المداور المناور أيضا: "لو أن مسلما أحضر طفلا هنديا من أبناء الأمازون إلى بلاد العرب وحفّظه عن ظهر قلب، وهو يضربه فوق رأسه بالمقرعة ومن خلال اللغة العربية التى لا يفهمها، القانون العثمانى فى مدرسة قرآنية، ثم أزاره المتاحف الإسلامية، والأماكن التى يتحدث عنها القانون العثمانى، والمدن التى عاش فيها محمد، وتلك التى تخلد ذكراه، فمن المؤكد أن هذا الفتى الأمازونى الشجاع لن يساوره بعد ذلك أدنى شك فى وجود النبى العظيم محمد. وما إن يعود الفتى الأمازونى إلى موطنه فى قلب الأمازون حتى يشرع فى الكلام عن حياة ذلك النبى العظيم، فيصبح محمد بهذا حقيقة لا تقبل المماراة بالنسبة للقبيلة جمعاء. ولسوف يكون بمستطاع كل فرد من أفراد القبيلة أن يأتى بدوره إلى بلاد العرب للتحقق بنفسه من وجود مكة كما قالوا له، وأن هناك فعلا متاحف خاصة بسيوف محمد وبعض مخلفاته، وأن هناك أيضا مقابر خاصة بأصحابه فى المدينة. ولسوف تعود القبيلة بعد ذلك إلى موطنها أكثر اقتناعا بوجود محمد رغم أن محمدا ... إلخ"! وهذا الذى يقوله الكذاب، ما عدا حكاية اللغة الأجنبية التى يلقَّن بها التلميذ ما يراد له معرفته وحفظه وترديده والإيمان به، وكذلك كلامه عن المقرعة وضرب التلميذ بها فوق دماغه تهكما منه علينا وعلى طريقتنا فى التعليم رغم أن الأساتذة الآن لم يعودوا يضربون أحدا من التلاميذ تقريبا ورغم أن عقاب التلميذ البليد والمشاكس المفسد ليس شرا كله، فى الوقت الذى يعلّمنا هؤلاء الأرجاس عن طريق الضرب بالقنابل النووية مما يسير على آخر طراز تربوى وتعليمى بطبيعة الحال، هذا الذى يقوله الكذاب ليس خاصا بالتعليم الإسلامى، بل هو مبدأ عام من مبادئ التعليم فى كل مكان وزمان، ألا وهو التكرار وضرب الأمثلة وزيارة المتاحف والمؤسسات المتعلقة بالمادة المدروسة ومعاينة ما فيها على الطبيعة... إلخ. أما زعمه بأن ذلك إنما يتم بلغة لا يعرفها التلميذ فليس له من رد عندى إلا أن البعيد قد تفوَّق فى بجاسته وبجاحته على المومسات والقحاب، إذ السؤال هو: وكيف سيعرف الطفل ما يقال له حتى ليصل إيمانه وإيمان القبيلة كلها إلى هذا المدى المتصلب الذى ذكره ذلك الإبليس دون أن يفهم ما يقال له؟ أعرفتم لماذا قلت إنه قد تفوق على القحاب العاهرات؟
ويتبقى بعد هذا ما سَخَّمَ به هذا الباجسُ البَجِحُ شاشةَ المشباك قائلا:"إن محمدا ليس فى الواقع إلا قصة مخترعة أو شخصية خيالية، ومع ذلك فالملاحظ أن مفهوم "محمد" يجسّد على نحوٍ كافٍ أحلام صنف من البشر لدرجة قيام بعض الأشخاص من تلقاء أنفسهم (فى القرن السادس الميلادى) بصنع جميع العناصر المكونة لوجود تلك الشخصية وجودا حقيقيا وتكوين جماعة تقوم على اعتناق تلك الأسطورة وحراستها وتخليدها لما يكفله لهم ذلك من ممارسة سلطان شامل يسوّغ لهم كل ما يريدون". والسؤال هو: أى صنف من البشر يا ترى يقصده المأفون، هذا الذى يرى فى الأسطورة المحمدية الملفقة تجسيدا لأحلامه وآماله؟ وما تلك الأحلام والآمال؟ إن الذين يضحون بأنفسهم وراحة بالهم وحياتهم وأموالهم وبيوتهم والدنيا جميعا ويتركون أولادهم من بعدهم فى حماية المولى وحده لا يمكن أن يقول عنهم ما قاله مأفوننا (لا شفاه الله من اختلال عقله) إلا وقح سافل، إذ أية مصلحة يا ترى يمكن اتهام أبطال الإسلام الاستشهاديين بأنهم إنما يجرون خلفها، وهم الذين يضحون بكل شىء كما هو معروف؟ وهل من مصلحةٍ أو سلطةٍ يمكن أن يتطلع إليها أو يبكى عليها طالب الشهادة، وقد جاد بالحياة ذاتها؟ إن المصالح والسلطات إنما هى مع الأمريكان والفرنسيس والبريطان، لكن استشهاديينا الكرام قد نفضوا ذلك كله عن نفوسهم ونبذوه وراء ظهورهم واشْتَرَوْا به ثمنا غاليا هو ما عند الله من بِرٍّ ورحمةٍ وجنةٍ عَرْضها السماوات والأرض أُعِدَّت للمتقين المناضلين فى سبيل الوطن والدين مع النبيين والصِّدّيقين، وحَسُنَ أولئك رفيقا!
عيسى وفرعون
سياقات قرآنية في قضية المسيح
بقلم: الشيخ/ رفاعي سرور
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
من أهم الأمثلة الدالة على الفرقان بين الخالق والمخلوق، ونفي الزعم بألوهية البشر: الارتباط الموضوعي في القرآن بين قضية عيسى وقصة فرعون.
فقد تكرر ذكر فرعون مع بدعة ادعاء الولد في عدة مواضع من القرآن، منها ما جاء في سورة الإسراء، وسورة المؤمنون، وسورة الزخرف..
وكانت المناسبة في ذلك.. أن كِلا الموضوعين مثالٌ للخلط بين مقام الألوهية ومقام الخلق..
ففي سورة الزخرف قال الله عز وجل: { وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ * أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ * فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاء مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ * فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ * فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ * فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ } [الزخرف: 51-56].
ولما كان الزخرف من الواقع.. كان خطاب فرعون هروبًا من الحق في متاهات الواقع، فيقوم الخطاب على المسلمات الواقعية لتحل محل مسلمات الحق، فيكون أول ما قاله: هو نداؤه في قومه، والكثرة لها رونق عند النداء، وأثر في العقول، وتلك طبيعة العقل الجماعي الباطل الذي يعتبر الجمع في ذاته معيارًا للحق..! {أليس لي ملك مصر}.
وهكذا يستمد الشرعية لحكمه من استقرار وضعه.. {وهذه الأنهار تجري من تحتي}.
وحركة الأنهار من تحته تساهم مساهمة ضخمة في تأكيد معنى السيادة والاستقرار.. {أفلا تبصرون}.
تضليل.. واستفزاز لقبول الضلال.. {أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين}.
ولا بد أن المقارنة ستكون لصالحه عندهم؛ لأنه ملكهم ورمز حياتهم ومثال قوتهم.. وهذا ما فعله فيهم وبهم.
وبعد أن ذكرت الآيات زخرف القول الذي قاله فرعون لِيُصَدِّقَ الناس ادعاءه الألوهية، ذكرت زخرف القول الذي قاله كفار قريش بخصوص عيسى: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ * وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} [الزخرف: 57-58].
إن المناسبة بين نداء فرعون في قومه وموضوع عيسى تكمن في أنَّ زخرف القول الذي حاول به فرعون إقناع الناس بادعائه للألوهية، هو نفس الزخرف الذي يحاول به أحبار النصارى ورهبانهم إقناع الناس بادِّعائهم ألوهية عيسى.
وكما حسمت الآيات قضية فرعون بإغراقه أمام أعين الناس، حسمت قضية عيسى بقول الله سبحانه: {إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ * وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ *وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ} [الزخرف: 59-61].
فكان كلٌّ من عيسى وفرعون مثلا لبني إسرائيل في الابتداء.. ثم للبشر جميعًا في الانتهاء .
سورة المؤمنون
ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (45 )إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ( 46 )فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ( 47 )فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ( 48 )وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ( 49)وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ( 50 )يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ( 51)
فلما كان موضوع سورة المؤمنون هو«الحقيقة الإنسانية للإيمان» جاء ذكر الصفة الإنسانية كلأساس لكل قضايا السورة فكانت هذه الصفة هي السبب في رفض آل فرعون لموسى وهارون فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ
كما ذكر بعدها مباشرة عيسى وأمة وبتلك الصفة أيضا
وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ 50
فابن مريم وأمه بشر فقير إلى إيواء الله لهما وفقراء إلى القرار والمعين
والشأن في ذلك شأن جميع الرسل " يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ" 51
وفي سورة الإسراء
كان الفرقان بين الخالق والمخلوق من زاوية مختلفة عن سورة الزخرف.. يقول الله عز وجل: {قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنفَاقِ وَكَانَ الإنسَانُ قَتُوراً} [الإسراء: 100].
هذه الآية تناقش الآثار الناشئة عن الخلط بين مقام الألوهية ومقام العبودية، فلو أن الإنسان يملك خزائن رحمة الله التي لا تنفد.. لأدركه الشح وأمسك الرحمة خشية الإنفاق..!
فالإنسان بطبيعته وتكوينه.. شحيحٌ يخاف الفقر، فلا يمكن أن يكون إلهًا..!
ومن أجل مواجهة هذا الخلط..
كان طرح هذا النموذج النفسي مضافا إلى ذلك النموذج الشخصي المتمثل في فرعون، الذي ادَّعى لنفسه مقام الألوهية رغم الآيات التي جاءه بها موسى.. في سياق قرآني واحد
فكانت هذه الآيات: { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُوراً *قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَـؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُوراً } [الإسراء: 101-102].
ويتقرر الفرقان بين مقام الله ومقام الخلق بإغراق من يدعي لنفسه الألوهية.. {فَأَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مِّنَ الأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعاً * وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً } [الإسراء: 103-104].
ويتقرر الفرقان بين مقام الله ومقام الخلق بالحق والنبي البشير النذير.. {وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً} [الإسراء: 105-106].
ويتقرر الفرقان بتقرير إيمان الذين أوتو العلم من قبله وإقرارهم العملي بالسجود لله: {قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً} [الإسراء: 107].
وإقرارهم القولي بالتسبيح والتنزيه لله.. {وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً} [الإسراء: 108].
ويتحقق كمال الإقرار بزيادة الخشوع.. { وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً } [الإسراء: 109].
ثم يكون التعريف بالله بأسمائه الحسنى، لتكون العبادة الصحيحة بعد العقيدة الصحيحة.. { قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً } [الإسراء: 110].
ثم تقرير أن أخطر نواقض العقيدة الصحيحة والعبادة الصحيحة هو بدعة ادعاء الولد لله.. { وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً } [الإسراء: 111].
والحمد لله رب العالمين
???????????????????????????????????????????????????????? مدة إقامة بنى إسرائيل فى مصر
ويقول سفر التكوين 15: 13 (13فَقَالَ لأَبْرَامَ: «اعْلَمْ يَقِيناً أَنَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيباً فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ وَيُسْتَعْبَدُونَ لَهُمْ فَيُذِلُّونَهُمْ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ. 14ثُمَّ الأُمَّةُ الَّتِي يُسْتَعْبَدُونَ لَهَا أَنَا أَدِينُهَا. وَبَعْدَ ذَلِكَ يَخْرُجُونَ بِأَمْلاَكٍ جَزِيلَةٍ. 15وَأَمَّا أَنْتَ فَتَمْضِي إِلَى آبَائِكَ بِسَلاَمٍ وَتُدْفَنُ بِشَيْبَةٍ صَالِحَةٍ.)
يقول سفر الخروج 12: 40 (41وَكَانَ عِنْدَ نِهَايَةِ أَرْبَعِ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ أَنَّ جَمِيعَ أَجْنَادِ الرَّبِّ خَرَجَتْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ.)
وبين النبوءتين خلاف ظاهر ، فنبوءة سفر التكوين تحدد المدة ب 400 سنة ، وتغيرت فى سفر الخروج إلى 430 سنة.
وأنقل إليكم جزءاً من رد كتاب شبهات وهمية حول الكتاب المقدس للدكتور القس منيس عبد النور صفحة 65: (فمن دعوة إبراهيم (أعمال 7: 2) إلى انتقاله من حاران (تكوين 12: 5) 5 سنين. وأقام إبراهيم فى كنعان 25 سنة ، ثم ولد إسحاق (تكوين 21: 5). ولغاية ولادة يعقوب 60 سنة (تكوين 25: 25 و26) ، و13 سنة إلى أن هاجر إلى مصر (تكوين 46: 2 و3 و47: 28). وأقام بنو إسرائيل فى مصر 210 سنة. فمجموع هذه السنين 430 سنة.)
أولاً: إذا ما جمعت هذه السنوات سيكون الناتج 313 سنة وليست 430 سنة.
5 + 25 + 60 + 13 + 210 = 313 سنة
ثانياً: اعترف أحد علمائهم بأن مدة إقامة بنى إسرائيل فى مصر هى 210 سنة ، ويعلل ذكر سفر الخروج بقوله مصر أنه يقصد فى مصر وكنعان ، ويؤكد قوله هذا بقول بولس فى (عبرانيين 11: 9) ، أن بنى إسرائيل تغربوا فى أرض كنعان وليس فى مصر وحدها.
وبالتالى فتفسيره يفتقد للمنطقية ، ويؤكد خطأ كاتب التوراة ، من الناحية التوراتية، ومن الناحية التاريخية ، كما سيأتى بعد ذلك.
وفقرة سفر التكوين أعلاه تدل على أن المراد بالأرض أرض مصر فقط، لأنهم هم الذين استعبدوا بنى إسرائيل وضيَّقوا عليهم فدانهم الله، فخرج بعد هذا بنو إسرائيل بمال جزيل، هم أهل مصر لا غيرهم ، لأن هذه الأمور لا توجد فى غيرهم. وليس كما أراد الدكتور القس عبد المنيس أن يفهمنا.
وتحديد مدة إقامة بنى إسرائيل فى كلتا الفقرتين غلط يقينا للأمور الآتية:
1- إن موسى عليه السلام ابن يوكابد بنت لاوى ، من جانب الأم ، وابن عمران بن قهات بن لاوى من جانب الأب ، فعمران تزوج عمته:
(20وَأَخَذَ عَمْرَامُ يُوكَابَدَ عَمَّتَهُ زَوْجَةً لَهُ. فَوَلَدَتْ لَهُ هَارُونَ وَمُوسَى. وَكَانَتْ سِنُو حَيَاةِ عَمْرَامَ مِئَةً وَسَبْعاً وَثَلاَثِينَ سَنَةً.) خروج 6: 20
(59وَاسْمُ امْرَأَةِ عَمْرَامَ يُوكَابَدُ بِنْتُ لاوِي التِي وُلِدَتْ لِلاوِي فِي مِصْرَ. فَوَلدَتْ لِعَمْرَامَ هَارُونَ وَمُوسَى وَمَرْيَمَ أُخْتَهُمَا.) عدد 26: 59
وقد ولد قهات جد موسى عليه السلام قبل مجىء بنى إسرائيل إلى مصر: ([ALIGN=JUSTIFY]5فَقَامَ يَعْقُوبُ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ. وَحَمَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَعْقُوبَ أَبَاهُمْ وَأَوْلاَدَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ فِي الْعَجَلاَتِ الَّتِي أَرْسَلَ فِرْعَوْنُ لِحَمْلِهِ. 6وَأَخَذُوا مَوَاشِيَهُمْ وَمُقْتَنَاهُمُ الَّذِي اقْتَنُوا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ وَجَاءُوا إِلَى مِصْرَ. يَعْقُوبُ وَكُلُّ نَسْلِهِ مَعَهُ. 7بَنُوهُ وَبَنُو بَنِيهِ مَعَهُ وَبَنَاتُهُ وَبَنَاتُ بَنِيهِ وَكُلُّ نَسْلِهِ جَاءَ بِهِمْ مَعَهُ إِلَى مِصْرَ. 8وَهَذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ جَاءُوا إِلَى مِصْرَ: يَعْقُوبُ وَبَنُوهُ. بِكْرُ يَعْقُوبَ رَأُوبَيْنُ. 9وَبَنُو رَأُوبَيْنَ: حَنُوكُ وَفَلُّو وَحَصْرُونُ وَكَرْمِي. 10وَبَنُو شَمْعُونَ: يَمُوئِيلُ وَيَامِينُ وَأُوهَدُ وَيَاكِينُ وَصُوحَرُ وَشَأُولُ ابْنُ الْكَنْعَانِيَّةِ. 11وَبَنُو لاَوِي: جَرْشُونُ وَقَهَاتُ وَمَرَارِي[/ALIGN].) تكوين 46: 5-11
ومعنى ذلك أننا يجب أن نحسب مدة عمر بنى إسرائيل فى مصر ابتداءً من دخول اخوة يوسف مع أبيهم يعقوب عليه السلام إلى خروج موسى نفسه من مصر مع بنى إسرائيل:
كتب علماء البروتستانت فى كتاب (مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين المطبوع فى مطبعة مجمع كنيسة الإنكليز الأسقفية فى مدينة فالته سنة 1840 م) تواريخ حوادث العالم من بدء التكوين إلى ميلاد عيسى ابن مريم عليهما السلام ، وكتبوا فى الجانب الأيمن من كل حادثة السنين التى مرت من بدء التكوين إلى الحادثة نفسها ، وفى الجانب الأيسر السنين التى مرت من هذه الحادثة إلى ميلاد عيسى عليه السلام ، وفى صفحة 346 كتب الكتاب:
السنون من بدء التكوين الحادثة السنون إلى ميلاد عيسى
2513 دخول أخوة يوسف وأبيه إلى مصر 1706
2298 عبور الإسرائيليين بحر القُلزُم وغرق فرعون 1491
فإذا ما طرحت المدتين يتبقى مدة إقامة بنى إسرائيل فى مصر هكذا:
2513 - 2298 = 215
1706 - 1491 = 215
وبذلك يثبت أن 430 سنة كانت مدة إقامة بنى إسرائيل فى مصر وفلسطين ، وليست مصر وحدها. كما أكد ذلك القس الدكتور منيس عبد النور ، وكما قال آدم كلارك صفحة 369 من المجلد الأول من تفسيره فى ذيل شرح خروج 12: 40 :
(من دخول إبراهيم كنعان إلى ولادة إسحاق 25 سنة ، وأن إسحاق كان ابن 60 سنة حين تولد له يعقوب عليه السلام ، وأن يعقوب دخل مصر عندما كان ابن 130 سنة ، فيكون المجموع 215 سنة، وأن مدة إقامة بنى إسرائيل فى مصر 215 سنة ، فيكون الكل 430 سنة)
وجامعوا تفسير هنرى واسكات سلّموا أن مدة إقامة إسرائيل فى مصر 215 سنة.
وجعلها الدكتور القس منيس عبد النور 210 سنة ، وهى قريبة من 215 سنة ، التى أقر بها علماء غيره.
أما المدة المذكورة فى التوراة فى سفر الخروج 12: 40 والتى تقضى بأن مدة إقامة بنى إسرائيل فى مصر 400 سنة ، فقد ذكرت فى نسخ التوراة الثلاث ، وتتعارض مع ما ذكرته التوراة العبرية من أن إقامتهم فى مصر كانت 430 سنة.
وهناك اعتراض أيضاً على أن المدة التى قضاها بنو إسرائيل فى مصر كانت 215 سنة ، ويعدها البعض مثل الأستاذ محمد قاسم محمد ب 130 سنة فقط.
دخل لاوى (الابن الثالث ليعقوب) مصر وكان عمره 42 سنة، وقد مات عن عمر 137 سنة (خروج 6: 16) ، أى قضى فى مصر 95 سنة ، هذا بفرض أنه مات فور إنجابه لإبنته يوكابد ، التى ولدها فى مصر.
تزوجت يوكابد وأنجبت موسى وخرج موسى وهو ابن 80 سنة ، فلو جمعنا عمر موسى + عمر أمه 12 سنة عند إنجابه (وسن الزواج عندهم كان 12 سنة تقريباً) ، فبالتالى يكون عمر بنى إسرائيل فى مصر 92 سنة + المدة التى قضاها لاوى حتى أنجب ابنته يوكابد 95 على أعلى تقدير = 187 ، ولكنه فى الحقيقة سيكون أقل من ذلك كثيراً ، لأن هناك ستكون مدة من الـ 95 سنة هذه مشتركة بين لاوى ويوكابد وموسى ، لو تزوجت يوكابد فى حياة أبيها.
وبحساب آخر:
عاش يوسف بعد دخول إسرائيل مصر 75 سنة (تكوين 50: 23)
كان موسى من الجيل الثانى الذى ولد فى مصر ، وقد عاصر يوسف لمدة 25 سنة
وكان عمر موسى عند خروجه من مصر 80 سنة ، ومعنى ذلك أن مدة إقامة بنى إسرائيل فى مصر هى 75 - 25 + 80 = 130 سنة.
............................................................ابوبكر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟???????????????????????????????????)))((((((((((((((((((إفتحــــــوا مستشفى المجـــانين فوراً
الحمد لله على نعمة العقل ندعوا الله أن يديمها علينا , بالطبع العنوان ملفت للنظر وستجد السبب أدناه ؟
لكن يجب أن أضع القاعدة قبل أن نبدأ فلمتفق عليه أن النصارى يقولون أن الله هو المسيح وأن المسيح هو الإبن وهو الله وان الروح القدس أيضا هو الله , والآب هو إله كامل والمسيح إله كامل والروح القدس إله كامل , وهم ليسوا ثلاثة آلهة كما هو واضح ولكنهم إله واحد , وإذا كان هذا قولهم فأقول :
أولاًً : النصارى يقولون أن الله تجسد ليكفر عن خطيئة آدم , وأن الله مات على الصليب ليحمل عنا خطيئة آدم , والنصارى كلهم مجتمعين على هذا الرأي فيكون الموضوع كالتالي :
الله أرسل الله ليموت الله على الصليب ليغفر للبشر خطيئة لم يرتكبوها في حق الله !!!
أو بصيغة أخرى : الله قتل الله ليرضي الله !!! شئ عجيب حقاًالله يريد أن يغفر للبشر خطيئة إرتكبها آدم فأرسل الله الله ليقتل الله على الصليب ليسامح الله البشر عن خطيئة إرتكبها أحد البشر في حق الله , فالله الله على العقل الذي يقبل بذلك .
اللـــــه قتل اللــــه ليرضي اللـــــه !!!!!
ونقطة اخرى: أن الله الذي نزل من عرشه وتجسد في الله (اليسوع) ومات الله ودُفن الله .. فمن الذي أحياه من الموت ؟
!!!الله أحيا الله
ثانياً : النصارى مجتمعين على أن يسوع هو بن الله , وهو الله نفسه , وأن الروح القدس أيضاً هو الله , وأن يسوع الناصري الذي هو بن الله وهو الله في نفس الوقت قد ولد من مريم العذراء بالروح القدس فيكون الموضوع كالتالي :
الله حبل مريم العذراء لتلد الله !!!
فالله هو أبو نفسه وإبن نفسه وهو الذي حبل مريم العذراء لتلد نفسه !!!
وبصيغة أخرى : الله أبو الله بن الله , ماشاء الله على العقول .!!!
ثالثاً : الكتاب المقدس يقول في أعمال الرسل 10/38 هكذا :
Acts:10:38: يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة الذي جال يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم ابليس لان الله كان معه. (SVD)
كما ترى الفقرة تقول يسوع الذي مسحه الله بالروح القدس وبما أن النصارى يعتقدون قطعاً أن الروح القدس هو إله كامل وأن المسيح هو إله كامل فيكون الموضوع كالآتي :
اللـــه مســح اللــه باللــــه !!!!
ماشاء الله على العقول , إذا كان المسيح هو الله والروح القدس هو الله والله هو الله فيكون الله مسح الله بالله وسلمولي على بريسكليا وإستيفانوس وقبلوا بعضكم بقبلة مقدسة , لا تتعجل إنتظر
رابعاً : في قصة التعميد جاء في إنجيل لوقا 3/22 هكذا :
Lk:3:22 ونزل عليه ( أي المسيح ) الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة وكان صوت من السماء قائلا انت ابني الحبيب بك سررت (SVD) !!!
فيكون الموضوع كالتالي : يوحنا أثناء تعميده لله نزل الله على الله في شكل حمامة !!!!
لكن هنا كارثة فالنص يقول وكان صوت من السماء قائلاً ( أنت ابني الحبيب بك سررت !!! ) طبعاما كان فيه علامات تعجب بعد الصوت علامات التعجب دي من عندي أنا !!!!
الكارثة هنا أنه من المستحيل أن يسمع البشر صوت الله لأن يوحنا يقول في إنجيله 5/37 هكذا :
Jn:5:37: والآب نفسه الذي ارسلني يشهد لي.لم تسمعوا صوته قط ولا ابصرتم هيئته. (SVD)
إذا فالصوت الذي قال ( أنت ابني الحبيب بك سررت ) لم يكن صوت الله ولا صوت المسيح ولا صوت الروح القدس ( الحمامة ) , فصوت من هذا ؟
والله لم يجب أحد على ذلك !!!!
خامساً : جاء في إنجيل يوحنا 1/1 هكذا :
Jn1: في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. (SVD)
فيكون المعنى هكذا : في البدء كان الله وكان الله عند الله وكان الله الله !!!!
فتحياتي لعباد الصليب , وأنصح كل من يؤمن بهكذا كلام أن يراجع أي طبيب نفسي في أقرب فرصة,, أهذا ما تريدون أن يؤمن الناس به ؟؟؟ أقول :
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ... وأخو الجهالة بالشقاة ينعم
كتبة الاخ:ayoop2
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمي
??????????????????????????????????????????? يكذبون عليكم
محمد جلال القصاص
mgelkassas@hotmail.com*
أزعجني كثيرا ما يقوله النصارى عن الإسلام وعن نبي الإسلام محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحسبتُ الأمر جملة من كلام السفهاء وعامة الناس ، إلا أنني وجدت الأمر يُلْبِسُه بعضهم ثوب العلم ، ويُظْهِره لهم على أنه (الحقيقة ) التي يخفيها المسلمون طيلة ألف وأربعمائة عام . !!
وبعد التدبر وجدتُ أنهم يكذبون عليهم ، ودعني أعرض عليك بعض المشاهد لترى ما أرى .
وقفتْ إحداهن تتكلم بصوت تخنقه العبارات ، تحدث إخوانها عن محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتقول : إن محمدا ـ وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ـ كان يتمنى أن يؤمن بعقيدة التثليث وكان يصرخ بأعلى صوته ـ تعني رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ ويقول : ((قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ)[1] (الزخرف : 81 ) ولكنه ـ هي تقول ـ للأسف لم يجد من يقنعه بعقيدة التثليث ولو وجد لآمن من فوره وانتهت المشكلة .!!
ماذا تريد هي الآن ؟
تريد أن تقول لقومها أن سبب كفر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعقيدة التثليث هو أنه لم يجد من يحدثه بها . !!
وهي تكذب . ولا شك في هذا . تكذب وهي تعلم أنها تكذب .
فذات الآيات التي نقلت منها تتكلم عن المسيح عيسى بن مريم عليه السلام وتقرر أنه عبد الله ورسوله بآيات صريحة لا لبس فيها ولا غموض بأقوى أدوات الحصر ( النفي والاستثناء ) . (إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ) (الزخرف : 59 ) .
ومعلوم عند كل قساوسة النصارى بل وعامتهم أن القرآن الكريم نفي أن يكون لله صاحبة وولدا ، أو أن يكون الله تجسد في أحد مخلوقاته ، وهذا كلام مشهور يعرفه الخاصة والعامة ، فكيف ينفي محمدٌ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذلك وهو لا يعلم شيء عن عقيدة التثليث ؟
ومشهور جدا عند قساوستهم وعامة المهتمين منهم أن نفرا من نصارى نجران جاؤوا إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وناظروه وناظرهم وأبهتهم ، وفي القرآن الكريم سورة باسم آل عمران ، وفيها آيات طوال تتكلم عن المسيح ـ عليه السلام ـ وعن وفد نجران ، وهم يستشهدون ببعض هذه الآيات في بعض شبهاتهم .
فلا يمكن أن يقال إلا أن هذه المرأة تكذب وهي تعلم أنها تكذب . فقط لتضل قومها . وقد طلب بعض الدعاة الذين حضروا المجلس الرد عليها ولم تسمع ؟
لم ؟
لأنها لا تريد الحق ابتداء وإنما فقط تكذب لتضل قومها .
* ومنهم من تدعي أنها كانت مسلمة ، وأنها كانت تحفظ القرآن ، وتقيم الليل ، وبلغت في الإسلام أعلى الدرجات الروحانية ولكنها لم تجده الدين .!!
واسمع ماذا تقول لتعلم أي كذوب هي .
وقفت في إحدى المناظرات ـ والجمع غفير ـ تقول : أنا استدل بما ورد في بن كثير والقرطبي والطبري وكذا وكذا .... ولم أذهب لمصحف مسيلمة وأنقل منه ، ولو ذهبت إليه ونقلت منه لرأيتم عجبا عُجابا . قرآن مسيلمة ـ هي تقول ـ وما أدراك ما قرآن مسيلمة ؟! يدحض كل ما جاء به محمد ـ وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ـ .
هذا قولها وهو موجود بصوتها .
وأسألكم بالله : هل سمعتم أن لمسيلمة مصحفا أو قرآنا يتلى ؟!
إن كل من قرأ عن الإسلام ساعة يعلم أنها كذوب[2] .
ـ وكبيرهم شنودة وقف ذات مره يغمض عينيه ، ويعقد جبهته ، يكسوه قبح المعصية ، وقف يخاطب جموع قومه من السذج يقول لهم ـ والمحاضرة مسجلة متداولة ـ إن الإسلام يذم نوعا واحدا من النصارى ، وهم الذين قالوا بان لله ابنا ، ويتلوا عليهم الآيات التي تقول بهذا .مثل قول الله تعالى : (قلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ( 1 ) اللَّهُ الصَّمَدُ ( 2 ) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ( 3 ) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ ( 4 ) . وقول الله تعالى من سورة مريم : (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً ( 88 ) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً ( 89 ) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً ( 90 ) أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً ( 91 ) وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً ( 92 )
أما نحن ـ هو يعني ومن على شاكلته من الأرثوذكس ـ بنص القرآن لسنا على خطأ، لأننا لا نقول بأن الله اتخذ صاحبة ولا ولدا . وإنما نقول بأن المسيح هو عين الله ، وتعالى ربنا وتقدس عما يقول شنودة ومن معه .
أرئيتم كيف يكذب على قومه ؟
ويا أهل الكتاب . . . يا من تسمعون لشنودة يكذب عليكم والله . فالقرآن يذم نوعين من النصارى من قالوا بأن لله صاحبة وولدا ، ومن قالوا بأن الله هو المسيح بن مريم . والقرآن صريح في ذلك ، قال الله تعالى : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) (المائدة : 72 )
وكلاهما قد ذَمَّ في سورة واحدة في آيات متجاورة ، فكيف قرأ شنودة هذه ولم يقرأ تلك ؟؟!!
ومنهم من راح يبحث في الإسلام عشرين عاما ـ إي والله وكنت أنا من يحاوره ـ وعاد ليقول أن الأمر كله كذب ، فما كان محمدا ، وما وضَعَ القرآن إلا الأمويون ، وما حارب القرشيون إلا نكاية في الغسساسنة ورغبة في الاستيلاء على الشام ، وما استعمل لفظ المهاجرين إلا في القرن الثاني الهجري .
انظر إلى هذا الكذوب . إنه باحث . وإنه دكتور في ( الإسلاميات ) .!!
وهناك كلام آخر ولكنه مبتذل رخيص لا يرقى لمستوى الرواية وإلا لنقلته لكم لتعلموا أن الرائد كذوب . وأن القوم أسلموا قِيادهم لمن غشهم .
لذا إنني أقول بعد تتبع لشبهات النصارى حول الإسلام ونبي الإسلام ـ صلى الله عليه وسلم ـ والوقوف عليها جميعها تقريبا . إننا لا نواجه شبهات حقيقية ولكن نواجه عقلية مجرمة هي التي تفتعل الشبهات .
-----------------------------------------------
[1] كانت تنطق العابدين بالرفع ، ولكنني ما أحببت أن أكتبها مغلوطه .
[2] بنص الكتاب المقدس يعتبر مسيلمة الكذاب أحد الدلائل على صدق نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فعندهم أن الأدعياء الكذبه يموتون قتلى ، ولا يكتب لهم النصر في الحياة ، وهذا حدث لمسيلمة الكذاب ، ونفس الشيء حدث مع ( بولس ) رسول النصرانية فقد مات مقتولا مشردا لم يؤيده الرب بنصرة في حياته ، أما محمدا صلى الله عليه وسلم فقد مات على فراشة وهو محفود محشود له أصحاب يحفونه يقول ويسمع لقوله ... ولكن أين من يعقل ؟؟!!??????????????????????????
(((كلمة فى الانتصار لرسول الله ضد قُوَى الكفر والسفالة وقلة الأدب))))د.إبراهيم عوض
ibrahim_awad9@yahoo.comهذا البريد محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته
استعلن القوم فى المهجر بقلة الأدب والسفالة التى كانوا يخفونها تحت رداء الرقة والسماحة والمحبة الكاذبة، وأخذوا يشتمون رسول الله أبشع الشتائم: فهو مرة الرسول المخنَّث، ومرة الرسول النّكَّاح، ومرة الشيطان الكافر المنافق القاتل الزانى اللص. كما سَمَّوْا كتاب الله
قرآن سافو"، و"قرآن رابسو"، و"الوحى الشيطانى"، ووصفوا المسلمين بأنهم كفرة منافقون زناة أولاد زانيات، وألفوا قرآنا كاذبا مزيفا وأطلقوا عليه "الفرقان الحق" تصورا من الأوغاد الأوباش أن بمقدورهم إزاحة كتاب الله وإحلال هذا العهر محله. ولم يكتفوا بهذا بل يرسلون إلينا بخطابات مشباكية ويصرخون فى الفضائيات يهددوننا بأمريكا التى ستأتى وتمحقنا وتعيد دين الله إلى البلاد التى جاء منها، وكأن دينهم صناعة مصرية ولم يأت هو أيضا من خلف الحدود، فضلا عن أن الإسلام لم يتعرض لما تعرض له دينهم من عبث وتحريف... إلى آخر ما يفعلون مما يدل على أنهم قد فقدوا عقولهم وليس فى أيديهم شىء يمكن أن يجادلوا به. وقد كنا نسمع هذا كله ونقرؤه وأكثر منه ثم نسكت ونقول: إذا كان هؤلاء الشراميط مجانين فلنكن نحن عقلاء. ويبدو أن ذلك الموقف المتسامى قد غرَّهم فظنوا أن الساحة خالية لهم يقولون فى ربنا ونبينا وكتابنا وفينا نحن أنفسنا وفى أمهاتنا وآبائنا ما يشاؤون دون رقيب أو حسيب. لكن الكيل قد فاض، فكان لا بد من الرد على هذه السفالات والبذاءات. وفى القرآن الكريم: "فمن اعتدى عليكم فاعْتَدُوا عليه بمثل ما اعْتَدَى عليكم"، "وإنْ عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به"، وفى الأمثال والحِكَم التى يرددها العقلاء من جيل إلى جيل: "الشر بالشر، والبادئ أظلم". وفى هذه الهوجة كتب القُمّص المنكوح فى موقعه المعروف على المشباك كلمة بعنوان "بين السيد المسيح والنبى محمد فى القرآن والإنجيل" يقارن فيها بين عيسى بن مريم والرسول الكريم بغية الوصول إلى أن ثمة فرقا شاسعا لا يمكن اجتيازه بين المسيح (الله أو ابن الله) وبين محمد، الذى ينكر القُمّص المنكوح نبوّته كفرا منه وحمقا سيورده بمشيئة الله موارد الجحيم إلا إذا كتب الله له توبةً قبل أن يغرغر. وتقوم الكلمة المأبونة كصاحبها على أساس أن القرآن الكريم يقول فى المسيح كذا وكذا مما لم يذكره لمحمد، وهو ما يدل فى نظر المأبون على أن محمدا رجل كذاب، وأن عيسى بن مريم إله أو ابن للإله، وذلك على النحو التالى:
"المسيح فى القرآن هو:
1ـ كلمة الله 2ـ وروح منه 3ـ آية من الله
4ـ بلا مساس من البشر 5ـ وأنه تكلم فى المهد 6ـ وخلق طيراً
7ـ شفى المرضى 8ـ أقام موتى 9ـ تنبأ بالغيب
10ـ مؤيد بالروح القدس 11ـ مباركاً 12ـ خلت من قبله الرسل
13ـ ممسوح من الأوزار والخطايا 14ـ صعد إلى السموات 15ـ سيأتى حكماً مقسطاً
16 ـ وأنه وجيهاً فى الدنيا والآخرة". ودائما ما يختم الأحمق كلامه فى كل موضوع من هذه المواضيع بالسؤال التالى: وماذا عن محمد؟ وهو سؤال لا يحتاج إلى شرح ما يحمل فى طياته من مغزًى كما هو بَيِّنٌ واضح. وسوف نتناول ما قاله هذا المنكوح بمنطق باتر لا يفهمه لا هو ولا أمثاله ممن تعودوا على الإيمان بما لا يعقلون، بل يرددون ما يُلْقَى إليهم دون وعى ولا إدراك ولا ذوق.
وسنبدأ بما قاله عن وصف القرآن للسيد المسيح بأنه "كلمة الله". وهذا كلامه بنصّه: "المسيح هو كلمة الله : (1) (النساء 4: 171) "إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه". (2) (سورة آل عمران 3: 45) "إذ قالت الملائكة: يا مريم، إن الله يبشرك بكلمة منه، إسمه المسيح عيسى ابن مريم، وجيهاً فى الدنيا والآخرة ومن المقربين".(3) (يوحنا 1: 1،2،14) "فى البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله، هذا كان فى البدء عند الله. كان فى البدء عند الله. والكلمة صار جسداً وحل بيننا، ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب". (4) معنى الكلمة فى اللغة اليونانية التى كُتب بها الكتاب المقدس هى : لوغوس: أى عقل الله الناطق". والواقع أننى لا أدرى كيف يمكن الوصول إلى النتيجة التى يريدها هذا الأفاك من النصوص القرآنية التى أوردها. إن القرآن يؤكد أن المسيح عليه السلام لم يكن سوى رسول، أى أنه لم يكن إلها أو ابن إله، إذ ليس للقَصْر فى هذا الموضع إلا ذلك المعنى. بل إن مجرد كونه رسولا ليس له من معنى إلا أنه كان بشرا، فقد جاء فى القرآن عن الرسل قوله سبحانه وتعالى: "وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نُوحِى إليهم" (يوسف/ 109، والنحل/ 43)، "ولقد أرسلنا رُسُلاً من قَبْلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية" (الرعد/ 38)، "يا بنى آدم، إمّا يأتينّكم رسل منكم (أى بشر مثلكم)..." (الأعراف/ 35). أى أن الرسل لم يُبْعَثوا إلا من البشر، سواء قلنا إن "الرجال" هنا معناها "البشر" على وجه العموم (جمع "رَجُل" و"رَجُلَة") أو "الذكور" منهم خاصة. ذلك أن الوثنيين كانوا يستنكرون أن يكون الرسول من البشر، قائلين: "أَبَعَث اللهُ بشرًا رسولا؟" (الإسراء/ 94)، فرَدَّ القرآنُ عليهم: "قل: لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنّين لنزّلنا عليهم من السماء مَلَكًا رسولا" (الإسراء/ 95). وبالمثل يقع النص التالى قريبا من هذا المعنى: "وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ* وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ " (الأنعام/ 8- 9). فمعنى أن المسيح عليه السلام لم يكن سوى رسول أنه كان بشرا من البشر. وقد قال القرآن هذا ردًّا على كفر النصارى الذين ألّهوه عليه السلام كما هو معروف، لكن زيكو مزازيكو يظن بخيابته أنه يستطيع خداع القراء، على حين أنه لا يخدع إلا نفسه ومن على شاكلته ممن يعيشون على الكذب والتدليس. ويا ليته تدليس ذكى، إذن لكنا أُعْجِبْنا ببهلوانيته وتنطيطه، لكنه تدليس غبى مثل صاحبه لا يبعث على الإعجاب، بل على البصق على وجه المدلِّس الكذاب!
أما وصف القرآن له عليه السلام بأنه كلمة من الله فمعناه أنه قد خُلِق بالأمر المباشر لأنه لم تكتمل له الأسباب الطبيعية التى تحتاجها ولادة طفل جديد: وهى الاتصال الجنسى بين رجل وامرأة، وتأهّل كليهما للإنجاب، ووقوع الاتصال فى الأوقات التى يمكن أن يتم فيها الحمل، وغير ذلك. والمقصود أن الله قد قال له: "كن" فكان، وهو نفسه الحال فى خَلْق آدم: "إنّ مَثَلُ عيسى عند الله كمَثَل آدم. خلقه من تراب، ثم قال له: كن، فيكون" (آل عمران/ 59). إن الكذاب البهلوان يحاول الاستشهاد بالقرآن، فكان من الواجب عليه الأمانة فى النقل عن القرآن وعدم اقتطاع أى نص من نصوصه من سياقه العام ولا من سياقه فى الآيات التى تحيط به...إلخ.
ثم إن المدلّس البهلوان يسوق لنا كلام يوحنا ليدلل به على ألوهية المسيح عليه السلام، وهو: "فى البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله، هذا كان فى البدء عند الله. والكلمة صار جسدا وحل بيننا، ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب" (يوحنا 1: 1، 2، 14). وهذا كلام مضحك لا يوصّل لشىء مما يريد أن يدلّس به علينا، إذ إن يوحنا يتناقض من كلمة للكلمة التى تليها مباشرة، وليس عنده البراعة فى حَبْك البكش الذى يمارسه للأسف. كيف؟ لقد قال فى البداية إن الكلمة كان (أو كانت) عند الله. أى أنها لم تكن هى الله، بل عند الله. ذلك أن الشىء لا يكون عند نفسه، بل عند غيره. لكن يوحنا سرعان ما ينسى فيقول إن الكلمة التى كانت عند الله هى الله ذاته. الله أكبر! ثم لا يكتفى جنابه بهذا أيضا بل يمضى فى التخبط قائلا إن الكلمة كانت كالابن الوحيد للأب (أو "الآب")، وكل ذلك فى سطرين اثنين لا غير! ومع ذلك كله فإنه لا يكتفى بهذا ويكفأ على الخبر الفاضح ماجورا، بل يأبى إلا أن تكون الفضيحة من النوع ذى الجلاجل، أى الأجراس والشخاليل، حتى يمكن أى راقصة شرقية أن تتشخلع عليها وتأخذ راحتها على الآخر وتكون الليلة ليلة فُلَّلِيّة! ولهذا نراه يقول إن معنى "الكلمة" فى اللغة اليونانية التى كُتب بها الكتاب المقدس هى "لوغوس"، أى عقل الله الناطق. الله أكبر مرة أخرى وثالثة ورابعة وعاشرة ومائة وألفا ومليونا... إلى ما شاء الله!
معنى هذا أن البكّاش قد جعل هو ويوحناه من "الكلمة" شيئا عند الله، ثم عادا فجعلاها هى الله ذاته، ثم عادا فجعلاها ابنه الوحيد، ثم عادا فجعلاها عقل الله (عقل الله الناطق من فضلك، وليس عقله الأخرس الأبكم. ترى هل هناك عقل ناطق وعقل ساكت؟ ولمن؟ لله سبحانه!). فتعالَوْا "أيها المتعبون والثقيلى الأحمال" نحاول معا أن نحل هذه الفزورة (أو "الحزورة" كما يقول بعض الأطفال)! أما إنك يا زيكو "لَوَضِيعٌ ومتواضعُ العقل" كما جاء فى كتابك المقدس، مع استبدال "الوضيع" بــ"الوديع" و"العقل" بــ"القلب" لتناسب الموقف المضحك الذى نحن فيه! طيب يا وضيع يا متواضع العقل، ألم تفكر فيما سيحدث لله حين يتركه عقله ويأتى فيتجسد فى دنيانا؟ ترى كيف سيدبر سبحانه العالم بدون عقل؟ ألا خيبة الله على عقلك التَرَلَّلِى أنت وقائل هذا السخف! يا أيها الوضيع المتواضع العقل، إننا الآن فى القرن الحادى والعشرين، وأنت وأمثالك ما زلتم ترددون هذا الكلام المضحك الذى تحاول أن تضحك علينا به ويقول الغربيون إنهم قد تجاوزوه، على حين أنهم فى أوروبا و"أمريكا يا ويكا" يشجعونك أنت وأشباهك من المعوقين عقليا ونفسيا على ترديد هذا الكلام! لا وإيه؟ إنهم يشجعونكم على محاولة تنصير أولادنا وبناتنا وتحويلهم إلى مجموعة من المعاتيه المخابيل عَبَدة الخِرْفان ذات الجِزّة الصوفية المعتبرة التى يمكن بعد ذبحها وأكلها أن نتخذها "فروة" نفرشها تحت أقدامنا فى ليالى الشتاء الباردة فنكون قد استفدنا من الخروف لحما وصوفا ولم نرم منه إلا المصارين والأظلاف والقرون! لا بل إننا لنستطيع أن نصنع من المصارين (بعد غسلها جيدا) سجقا لذيذا، ومن الأظلاف والقرون غِرَاءً نلصق به شفتيك النجستين فلا تزعجنا بعدها بكلامك هذا الأبله!
ليس ذلك فقط، بل إن الوغد ليتكلف خفة الظل تكلفًا رغم ثقل روحه، فيسوق قوله تعالى: "قل: سبحان ربى! هل كنت إلا بشرًا رسولاً؟" (الإسراء/ 93)، "إنما أنا بشرٌ مثلكم" (الكهف/ 110، وفُصِّلَتْ/ 6) دليلا على أن القرآن، فى الوقت الذى يحكم فيه لعيسى أنه ابن الله أو الله نفسه، يقول عن محمد إنه ليس سوى رسول. وهذا كله كذب وخداع لا أدرى كيف يجرؤ أى إنسان يحترم نفسه ويقول إنه على الحق أن يُقْدِم عليه! أيمكن أن يُقْبِل مثل ذلك الشخص على الكذب بهذا الأسلوب المفضوح السخيف؟ لقد كان على الرجل، إذا تنازلنا وقلنا عن أمثاله إنهم رجال، أن يُطْلِع قارئه على الآيات القرآنية الكريمة التى تنفى الألوهية تماما عن عيسى عليه السلام وتؤكد أنه مجرد إنسان كسائر الناس، يأكل ويشرب ويدخل الحمام ليعمل كما يعمل الناس، وأنتم تعرفون بطبيعة الحال ماذا يعمل الناس فى الحمام! أليس كذلك؟ أم أقول لكم ماذا كان يفعل هناك؟ لا، لا داعى للإحراج، ولا داعى لأن تدفعونى إلى التصريح بأنه كان يتبول ويتبرز، لأن التصريح هنا لا يصح! ثم أى إله ذلك الذى كان يعملها على روحه وهو طفل صغير فتمسحها له أمه بخرقة؟ يا له من إله! أم تراكم تقولون إنه كان يتبول عصيرًا، ويتبرز كفتةً وكبابًا؟ لكنه لن يكون حينئذ أيضا إلا بشرا لأن الآلهة لا تتبول ولا تتبرز على أى نحو! ثم يجد المتاعيس فى أنفسهم جرأة ليشتموا رسولنا ويقولوا عنه: "الرسول النكّاح". طيب، وما له؟ فلم إذن خُلِق الرجال إذا لم ينكحوا النساء؟ أم تراهم يُنْكَحون كالنساء مثلما يُنْكَح أشباه هذا الجلف من القساوسة والأساقفة ممن كانوا طول عمرهم يُنْكَحون، ثم لم يعودوا الآن فى بلاد الغرب يهتمون بالتوارى عن الأنظار والاستخفاء بهذا الرجس عن عيون الناس فأصبحوا يعلنون أنهم يُنْكَحون، مع أننا نعرف أنهم كانوا كذلك من قديم الأزل، لأن الإنسان إما ناكح أو منكوح يا زيكو يا أبا المناكيح!
قال تعالى: "لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ* لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ* أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ* مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ* قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ* قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ" (المائدة/ 72- 77)، "وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ علاّمُ الْغُيُوبِ* مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ" (المائدة/ 116- 117)، "وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ* اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاّ لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ" (التوبة/ 30- 31). كما مر قبل قليل أن عيسى مثل آدم: كلاهما مخلوق بكلمة "كن" لا من اتصال رجل بامرأة!
ويستمر زيكو مزازيكو فى تخاريفه التى يخال أنها يمكن أن تجوز على العقول، غير دارٍ أن عقول الآخرين ليست كلها كعقله الضحل المتهافت، فتراه يستشهد على زعمه أن المسيح يختلف عن الرسول الكريم (فى أنه روح، وبالتالى فإنه إله لا إنسان) بقوله جل جلاله: "إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه" (النساء/ 171). ثم يعقب قائلا إن "البعض يعترض بأن معنى "روح" الله أى "رحمة" من الله. والواقع أنا لا أدرى لماذا يموّه المسلمون الحقائق. ففى "المعجم الوسيط" (الجزء الأول ص 380) تجد هناك كلمتين : 1ـ (الرَّوْحُ): [بفتح الراء وسكون الواو] معناها: الراحة أو الرحمة. أو نسيم الريح. 2ـ (الرُّوحُ): [بضم الراء ومد الواو] معناها: النفس. و(رُوحُ القدُس): [عند النصارى] الأقنوم الثالث. ويقول البعض أن المقصود بروح القدس فى القرآن هو جبريل عليه السلام (سيأتى الحديث عن ذلك بعد قليل). وقد يعترض البعض أيضاً بأن مَثَل المسيح أنه روح من الله كمَثَل آدم الذى قيل عنه: "ونفختُ فيه من روحى" [سورة الحجر/ 29، وسورة ص/ 72]. فدعنا نناقش هذا الرأى. بمقارنة ما قيل عن المسيح وعن آدم نجد اختلافاً كبيراً:
المسيح آدم
إنما المسيح ... روح منه ونفختُ فيه من روحى
ومعنى روح منه : يتطابق مع الآيات القرآنية التى تتحدث عن تأييد السيد المسيح بالروح القدس، وهو فى المهد، كما توضح الآيات التالية … هذا التعبير الذى قيل عن آدم ليس كالتعبير الذى قيل عن المسيح، بل كالتعبير الذى قيل عن مريم: [الأنبياء/ 91] "والتى أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا" فهل نحن نؤله العذراء؟
ومن الواضح الجلى أن الرجل قد غُشِّىَ على عقله تماما، إذ مهما يكن معنى الروح فى كلام القرآن عن عيسى عليه السلام فلا ريب أن "الروح" هنا هى نفسها الروح فى حال سائر البشر، أما ما يقوله هو فكلام فارغ لا سبيل إلى صحته أبدا. كيف؟ يقول زكزك إن القرآن يقول عن آدم: "ونفحتُ فيه من روحى"، مثلما يقول عن مريم: "ونفخنا فيها من روحنا". أى أن النفخ، حسبما يقول، لم يتم فى آدم وعيسى، بل فى آدم ومريم، فلا وجه للشَّبَه إذن بين آدم وعيسى. أتعرف أيها القارئ ما الذى يترتب على هذا؟ الذى يترتب عليه هو أن يكون الخارج من آدم ومريم متشابهين، أى أن البشر جميعا (وهم الذين خرجوا من صلب آدم) يشبهون عيسى (الذى خرج من رحم مريم). وعلى هذا فإما أن نقول إن الطرفين جميعا (البشر من ناحية، وعيسى من الناحية الأخرى) آلهة إذا قلنا إن "الروح" هنا تعنى "الألوهية"، أو أن نقول إنهما جميعا بشر على أساس أن "الروح" تعنى "الحياة والوعى والإرادة وما إلى ذلك". واختر يا زيكو ما تحب، ولكن عليك أن تعرف أن الطريق أمامك إلى التمييز بين عيسى عليه السلام وأبناء آدم مسدود، إذ هما شىء واحد. ويبقى آدم نفسه: فأما الإسلام فيقول إنه بشر مخلوق من طين، وأما الكتاب المقدس فيقول فى نسبه إنه ابن الله، فى الوقت الذى ينسب عيسى إلى يوسف النجار. يا ألطاف السماوات! هكذا؟ نعم " هكذا ببساطة وبكل وضوح!": "ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة وهو على ما كان يظن ابن يوسف بن هالي 24 بن متثات بن لاوي بن ملكي بن ينّا بن يوسف 25 بن متاثيا بن عاموص بن ناحوم بن حسلي بن نجّاي 26 بن مآث بن متاثيا بن شمعي بن يوسف بن يهوذا 27 بن يوحنا بن ريسا بن زربابل بن شألتيئيل بن نيري 28 بن ملكي بن أدي بن قصم بن ألمودام بن عير 29 بن يوسي بن أليعازر بن يوريم بن متثات بن لاوي 30 بن شمعون بن يهوذا بن يوسف بن يونان بن ألياقيم 31 بن مليا بن مينان بن متاثا بن ناثان بن داود 32 بن يسّى بن عوبيد بن بوعز بن سلمون بن نحشون 33 بن عميناداب بن ارام بن حصرون بن فارص بن يهوذا 34 بن يعقوب بن اسحق بن ابراهيم بن تارح بن ناحور 35 بن سروج بن رعو بن فالج بن عابر بن شالح 36 بن قينان بن ارفكشاد بن سام بن نوح بن لامك 37 بن متوشالح بن اخنوخ بن يارد بن مهللئيل بن قينان 38 بن انوش بن شيت بن آدم ابن الله" (لوقا/ 3). فالمسيح، كما هو واضح من النص، لم يُنْسَب لله، بل الذى نُسِبَ لله هو آدم! يعنى؟ يعنى أن الكتاب المقدس نفسه يضع آدم فى مكانة أعلى بما لا يقاس بالنسبة للمسيح، عليهما جميعا السلام. وغنى عن القول إننا لا نولى هذا الكلام المضحك شيئا من الاهتمام على الإطلاق!
وفى النص التالى، وهو عبارة عن الإصحاح الأول كله من إنجيل متى، نقرأ: "كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن ابراهيم . 2 ابراهيم ولد اسحق . واسحق ولد يعقوب . ويعقوب ولد يهوذا واخوته . 3 ويهوذا ولد فارص وزارح من ثامار . وفارص ولد حصرون . وحصرون ولد
ارام . 4 وارام ولد عميناداب . وعميناداب ولد نحشون . ونحشون ولد سلمون . 5 وسلمون ولد بوعز من راحاب . وبوعز ولد عوبيد من راعوث . وعوبيد ولد يسى . 6 ويسى ولد داود الملك . وداود الملك ولد سليمان من التي لأوريا. 7 وسليمان ولد رحبعام. ورحبعام ولد ابيا . وابيا ولد آسا . 8 وآسا ولد يهوشافاط . ويهوشافاط ولد يورام . ويورام ولد عزيا. 9 وعزيا ولد يوثام . ويوثام ولد آحاز . وآحاز ولد حزقيا . 10 وحزقيا ولد منسّى . ومنسّى ولد آمون . وآمون ولد يوشيا . 11 ويوشيا ولد يكنيا واخوته عند سبي بابل . 12 وبعد سبي بابل يكنيا ولد شألتيئيل . وشألتيئيل ولد زربابل . 13 وزربابل ولد ابيهود . وابيهود ولد الياقيم . والياقيم ولد عازور . 14 وعازور ولد صادوق . وصادوق ولد اخيم. واخيم ولد اليود . 15 واليود ولد أليعازر . وأليعازر ولد متان . ومتان ولد يعقوب . 16 ويعقوب ولد يوسف رجل مريم التي ولد منها يسوع الذي يدعى المسيح . 17 فجميع الاجيال من ابراهيم الى داود اربعة عشر جيلا . ومن داود الى سبي بابل اربعة عشر جيلا. ومن سبي بابل الى المسيح اربعة عشر جيلا 18 اما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا . لما كانت مريم امه مخطوبة ليوسف قبل ان يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس . 19 فيوسف رجلها اذ كان بارا ولم يشأ ان يشهرها اراد تخليتها سرّا . 20 ولكن فيما هو متفكر في هذه الامور اذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلا يا يوسف ابن داود لا تخف ان تأخذ مريم امرأتك . لان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس . 21 فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع لانه يخلّص شعبه من خطاياهم . 22 وهذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل . 23 هو ذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا 24 فلما استيقظ يوسف من النوم فعل كما امره ملاك الرب واخذ امرأته . 25 ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر . ودعا اسمه يسوع". ولاحظ كيف أن سلسلة نسب المسيح تمر قبله مباشرة بيوسف النجار. لماذا؟ أترك الجواب لعبقرية زكازيكو تفكر فيه على مهل! إذن فآدم (وليس المسيح) هو ابن الله، أما المسيح فابن ... ابن من؟ حزّر فزّر! وبالمناسبة فلم يحدث قط أن سُمِّىَ المسيح عليه السلام: "عمّانوئيل" من أى إنسان، رغم أن هذا الاسم يُطْلَق على كثير من الناس الذين ليسوا بأبناء لله! كما أن النص يقول إنها ستسميه: "يسوع" لكى تتحقق النبوءة القديمة التى تقول إنه سيسمَّى: "عمانوئيل"! أرأيتم الضلال والغباء والعمى الحيسى؟ فكأن الله يأبى إلا أن يخزى القوم فى كل ما يقولون كذبا وبهتانا عن عيسى وبنوته لله سبحانه، ومن فمهم وبلسانهم نفسه يُدَانُون!
وكان الناس جميعا يقولون إن أبا عيسى هو يوسف النجار. لا أقول ذلك من عندى، بل تذكره أناجيلهم التى نقول نحن إنها محرفة فيكذّبوننا عنادا وسفاهة! لقد كتب يوحنا فى إنجيله (1 / 5) أن الناس كانت تسميه: "ابن يوسف"، وهو نفس ما قاله متى (1 / 55) ولوقا (3 / 23، و 4/ 22)، وكان عيسى عليه السلام يسمع ذلك منهم فلا ينكره عليهم. بل إن لوقا نفسه قال عن مريم ويوسف بعظمة لسانه مرارًا إنهما "أبواه" أو "أبوه وأمه" ( 2 / 27، 33، 41، 42 ). كذلك قالت مريم لابنها عن يوسف هذا إنه أبوه (لوقا /2 /48). وقد رأينا كيف أن الفقرات الست عشرة الأولى من أول فصل من أول إنجيل من الأناجيل المعتبرة عندهم، وهو إنجيل متى، تسرد سلسلة نسب المسيح بادئة بآدم إلى أن تصل إلى يوسف النجار ("رجل مريم" كما سماه مؤلف هذا الإنجيل) ثم تتوقف عنده. فما معنى هذا للمرة الثانية أو الثالثة أو الرابعة...؟ لقد توقعتُ، عندما قرأت الإنجيل لأول مرة فى حياتى، أن تنتهى السلسلة بمريم على أساس أن عيسى ليس لـه أب من البشر، إلا أن الإنجيل خيَّب ظنى تخييبا شديدا، فعرفتُ أنّ من طمس الله على بصيرته لا يفلح أبدا.
أما إذا أصر الرجل (الرجل مجازا فقط) على القول بأن عيسى هو ابن الله، فليكن صادقا وشريفا مرة واحدة فيذكر أن كلمة "ابن الله" أو "أبناء الله" قد أُطْلِقت فى كتابه المقدس على بَشَرٍ كثيرين منذ أول الخليقة حين سُمِّىَ آدم كما رأينا: "ابن الله". وهذه شواهد على ما نقول، وهى أكبر برهان على أن كل ما يزعمه القوم هو كلام باطل: باطل بأدلة من كتابهم المقدس نفسه لا من العقل والمنطق فحسب، فضلا عن القرآن الكريم: "وحدث لما ابتدأ الناس يكثرون على الارض وولد لهم بنات 2 ان ابناء الله رأوا بنات الناس انهنّ حسنات. فاتّخذوا لانفسهم نساء من كل ما اختاروا... وبعد ذلك ايضا اذ دخل بنو الله على بنات الناس وولدن لهم اولادا . هؤلاء هم الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم 4" (تكوين/ 6)، "قدموا للرب يا ابناء الله قدموا للرب مجدا وعزّا" (مزمور/ 1/ 29)، ” من في السماء يعادل الرب . من يشبه الرب بين ابناء الله" (مزمور/ 6/ 89)، "اسرائيل ابني البِكْر" (خروج/ 1/ 22، و4/ 22- 23). كما يصف الله داود قائلا: "أنت ابنى. أنا اليوم ولدتك". (مزمور/ 2/ 7)، ويبتهل أشعيا له بقوله: "أنت أبونا" (أشعيا/ 63/ 15- 16)، كما يقول المسيح ذاته: ”طوبى لصانعي السلام. لانهم أبناء الله يُدْعَوْن" (متى/ 9/ 5)، "احترزوا من أن تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكى ينظروكم، وإلا فليس لكم أجر عند أبيكم الذى فى السماوات" (متى/ 6/ 1)، ويقول النصارى فى صلواتهم: "أبانا الذى فى السماوات..."، فضلا عن أن المسيح قد أخذه الشيطان ليجربه فوق الجبل ويدفعه إلى السجود له، وليس من المعقول أن يجرب الشيطان الله ليرى أيمكن أن يسجد له الله أم لا، مثلما ليس من المعقول أن يكون رد الله على الشيطان هنا هو: "اذهب يا شيطان، لأنه مكتوب: للرب إلهك تسجد، وإياه وحده تعبد"، وهو ما يعنى بكل جلاء أن عيسى كان ينظر لله على أنه "ربه" لا على أنه "هو نفسه" ولا على أنه "أبوه"، وعلى أن من الواجب عليه أن يسجد له. كما أنه عليه السلام قد سمَّى نفسه أيضا: "ابن الإنسان" (متى/ 11/ 19)، وهى ذات الكلمة التى استخدمها للإنسان كجنس (متى/ 12/ 8). وفوق ذلك فإن له، عليه السلام، كلمة ذات مغزى خطير، إذ يُفْهَم منها أن "البنوّة" التى يعبِّر بها أحيانا عن علاقته بالله ليست شيئا آخر سوى الطاعة المخلصة له سبحانه والانصياع لإرادته انصياعا تاما. ومن هنا نراه يقول عن كل من يفعلون مثلما يفعل إنهم إخوته وأمه، كما هو الحال عندما أخبروه ذات مرة، وكان بداخل أحد البيوت، بأن أمه وإخوته بالخارج يريدونه، فأجابهم قائلا: "من هى أمى؟ ومن هم إخوتى؟ ثم مد يده نحو تلاميذه وقال: ها أمى وإخوتى، لأن من يصنع مشيئة أبى الذى فى السماوات هو أخى وأختى وأمى" (متى/ 12/ 47- 49). وهى إجابة تدل على أنه أن أمه لم تكن تستحق بنوته لها ولا أن إِخْوَته يستحقون أُخُوّته لهم، وذلك لما يراه من تفريطها وتفريطهم فى الإيمان بدعوته. وهو ملحظ فى منتهى الخطورة، إذ ها هى ذى أم الإله يتبرأ منها ابنها ولا يراها جديرة بأن يجمع بينه وبينها نسب واحد. يا لها من ألوهية رخيصة! ويا له من نسب لا يشرِّف!
بعد ذلك كله فإن الجواب على السؤال التالى الذى طرحه الملتاث: "هل قيل فى القرآن كله إن محمداً هو روح من الله؟" هو: "لم يُقَلْ ذلك فى القرآن عن محمد وحده، بل قيل عن آدم أبى البشر، ومن ثم عن البشر كلهم بما فيهم محمد عليه السلام كما رأينا. والسبب هو أن آدم لم يُخْلَق بالطريق الذى أصبح هو الطريق المعتاد بعد خلق آدم وحواء، أى من خلال رجل وامرأة، فلذلك نفخ الله فيه مباشرة من روحه، وهو ما تكرر فى حالة السيد المسيح عليه السلام، وإن كان على نحو أضيق، إذ كانت له أم، بخلاف آدم، الذى لم يكن له أب ولا أم.
بل إننا لنذهب فى تحدى زيكو بالتنبيه إلى أنهم إذا كانوا يتخذون من خلق المسيح دون أب دليلا على أنه ابن الله، فليمضوا مع منطقهم إلى آخر المدى ويجعلوا آدم هو الله نفسه (أستغفر الله!) لا ابنه فقط لأنه لم يكن له بابا ولا ماما، فهو إذن يتفوق على المسيح من هذه الناحية كما هو واضح إن كان فى هذا تفوق على الإطلاق، وهو ما لا نسلم به، لكننا نتبنى منطق الأبعد لقطع الطريق عليه وعلى بهلوانياته! ثم إن المسكين يستمر فى سياسة البكش فيقول إن قوله تعالى على لسان مريم تخاطب الروح حين تمثل لها بشرا كى ينفخ فيها: "أَنَّى يكون لى غلامٌ، ولم يَمْسَسْنى بَشَرٌ؟" معناها أنه عليه السلام "ليس من بشر". وهذا غير صحيح البتة، فقد جاء عليه السلام من بشر، وهى مريم، التى حملت به وحفظته فى رحمها وتغذى من دمها الذى يجرى فى عروقها تسعة أشهر، ثم وضعته وأرضعته من لبنها الذى فى صدرها، إلا أنه لم يكن له أب. وهذا كل ما هنالك! فإذا قلت: "النفخة"، كان جوابنا: لكن آدم تم النفخ فيه دون أن يكون هناك رَحِمٌ يحمله ولا صدرٌ يرضعه ولا أم تربّيه...، وهذا أَوْغَل فى الخروج عن السنن المعتادة فى الخلق!
بعد ذلك ينتقل زيكو إلى نقطة أخرى هى تأييد المسيح بروح القدس، الذى يجعله دليلا على أن عيسى يتفوق على محمد عليه السلام، وهذا نص كلامه: "التأييد بالروح القدس: (البقرة 2: 78، 253) "وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدُس". وللرد على ذلك نورد الأدلة والبراهين القاطعة التى تثبت بطلان هذا الإدعاء، من هذه الأدلة : 1ـ [سورة المائدة 5: 110] "إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس فى المهد وكهلا". 2ـ فإن هذه الآية غاية فى الأهمية فى دلالتها، إذ توضح أن تأييد المسيح بروح القدس هو منذ أن كان فى المهد صبيا، ولذلك كلم الناس فى هذه السن. فكيف يكون الروح القدس هو جبريل، وهو الذى نطق على لسان من فى المهد؟ 3ـ كيف يتفق هذا مع ما جاء فى [سورة يوسف 12: 87] "ولا تيأسوا من روح الله ، ولا ييأس من روح الله إلا القومُ الكافرين" فهل معنى روح الله هنا هو جبريل ؟ 4ـ وقد جاء تفسير روح الله فى [تفسير ابن كثير ج2 ص260] "لا تيأسوا أى لا تقطعوا رجاءكم وأملكم (من روح الله) أى من الله". 5ـ [وأيضاً تفسير ابن كثير ج1 ص87] "روح منه: أى اسم الله الأعظم". 6ـ وهناك آيات تشهد أن القدوس هو الله: [سورة الحشر 59: 23] "هو الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس" وأيضاً فى [سورة الجمعة 62: 1] "يسبح لله ما فى السموات وما فى الأرض الملك القدوس".
وكما يرى القارئ بنفسه، فالرجل يخبص خبصا كثيرا دون عقل أو منطق. إنه يتصرف كقاتل ضُبِط وهو يطعن ضحيته، وقد تضرجت يداه بالدماء، فهو يتخبط ويكذب ويحلف زورا بغية التفلت من قبضة الشرطة والعدالة. ولكن كيف يا زيكو، وقد ضُرِب حولك حصار محكم لا يمكنك الهروب منه. إن الأسداد لتأخذك من كل ناحية. إنه يزعم أن المسيح، بنص القرآن، كان مؤيَّدا بالروح القدس، أما محمد فلا. يريد أن يقول إن عيسى عليه السلام كان إلها أو ابن إله، أما محمد فمجرد بشر عادى. إذن فسيادة جنابه يستشهد بالقرآن، أولم يقرأ إذن فى القرآن قوله تعالى: "فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ (يا رسول الله) فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ* إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ* إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُون* وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُون* قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (النحل/98- 102)، "وَإِنَّهُ ( أى القرآن) لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ* نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ* عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ* بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ" (الشعراء/ 192- 195)، "رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ" (غافر/ 15)، "لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ (أى عَادَى) اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (المجادلة/ 22)؟
فكما يرى القارئ العزيز، فإن روح القدس لا يؤيد الرسول الكريم فقط، بل ينزل على قلبه بالقرآن مثلما ينزل على كل الرسل والأنبياء، كما أنه يؤيد المؤمنين الذين لا يوادّون من حادّ الله ورسوله. وليكن معنى "الروح القدس" بعد هذا ما يكون، فالمهم أنه لا يختص بعيسى عليه السلام، وعلى هذا لا يمكن اتخاذه ذريعة للقول بتميز عيسى تميز الإله أو ابن الإله عن سائر البشر. أما خلط صاحبنا الأبله فى قوله تعالى: "وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّه ِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ" (الذى يحرّفه على طريقتهم فى التلاعب بكتبهم فيكتبه هكذا: "ولا تيأسوا من روح الله، ولا ييأس من روح الله إلا القومُ الكافرين" متعمدا عدم ضبط "الروح" لغرض فى نفسه سيتضح للتو، ومبدلا عبارة "إنه لا ييأس" إلى "ولا ييأس"، ومخطئا بجلافة لا تليق إلا بواحد مثله فيكتب: "الكافرين" مكان "الكافرون")، أقول: أما خلطه بين "الرُّوح" (بضم الراء المشددة) كما فى الآيات الآنفة و"الرَّوْح" (بفتح الراء، وهو الراحة والرحمة) رغم أنه سبق أن فرق بينهما قبل قليل، فهو مصيبة المصائب. إنه، كما قلت، بهلوان، ومن ثم لا يثبت على حل ولا على حال، بل كلما رأى ما يظن أنه يمكن أن يخدم قضيته سارع باتخاذه دون أن يعى أنه قد سبق له اتخاذ عكس ذلك تماما.
وعلى أى حال فكيف يا ترى يكون روح الله وروح القدس هو الله؟ كيف يكون روح الله هو الله نفسه، أو يكون "روح القدس" هو "القدوس"؟ لكن إذا تذكرنا ما قلناه عن "كلمة الله" التى كانت "عند" الله، ثم أصبحت بعد قليل هى "الله" ذاته، لتعود مرة أخرى فتكون "وحيد الله"، ثم "عقل الله" عرفنا أن صلاح حال القوم ميؤوس منه، فهم هكذا كانوا، وهكذا سيظلون، ولا أمل فى تغيرهم، وإلا انهار بناؤهم كله لأنه بناء مؤسس على السراب! إن وصف الروح هنا بالقداسة لا ترتِّب للمسيح أية ألوهية أو بنوة لله، وإلا فقد وُصِف الوادى الذى رأى فيه موسى النار بـــ"الوادى المقدس"، مثلما وُصِفت أرض فلسطين بــ"الأرض المقدسة" و"المباركة". أفنجعل منهما أيضا إلهين أو ولدين من أولاد الإله؟ قال عز شأنه على لسان موسى عليه السلام: "يا قوم، ادخلوا الأرض المقدسة التى كتب الله لكم" (المائدة/ 21)، وقال جل جلاله مخاطبا موسى: "يا موسى، إنى أنا ربك، فاخلع نعليك. إنك بالوادى المقدَّس طُوًى" (طه/ 12). وعلى أية حال فلم يوصف عيسى عليه السلام فى القرآن بالقداسة، فهل نقول إنه أقل مرتبة وشأنا من وادى الطور وأرض فلسطين؟
كذلك يشير صُوَيْحِبنا إلى وصف القرآن لعيسى عليه السلام بأنه "آية"، متسائلا: هل فى القرآن أيضا أن محمدا آية كالمسيح؟ ولنقرأ ما قال نصًّا: "آية من الله : (1) [سورة المؤمنون 23: 50] "وجعلنا ابن مريم وأمه آية". (2) [سورة الأنبياء 21: 91] "فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين". (3) [سورة مريم 19: 21] "قال كذلك قال ربك هو علىّ هين، ولنجعله آية للناس". (4) [المعجم ج1 ص 35] "آية تعنى: العلامة والإمارة، العبرة، والمعجزة ". وماذا عن محمد؟ هل قيل فى القرآن كله أن محمداً كان آية من الله؟".
وهو بهذا يظن أنه قد وضعنا فى "خانة اليك"، مع أن الكلام الذى يقوله هنا لا يخرج عن الترهات والتفاهات التى يحسب أصحابها الجهلاء أنها هى العلم اللدنى. ولنبدأ على بركة الله فى قَشّ ذلك السخف بِمِقَشّة العلم والعقل فنقول: لقد وَصَفَتْ بعضُ الآيات السيدةَ مريم مع المسيح معا بــ"الآية"، أفنفهم من هذا، بناءً على منطقكم، أنها تساوى المسيح، أى أنها هى أيضا إله؟ فهذه واحدة، أما الثانية فكيف يا أخرق قد فاتك أن الآية (التى تجعل منها قصة وأقصوصة) قد تكون ناقة، أو جرادا وضفادع ودما وقملا، أو طينا وطيرا، أو مائدة طعام، أو جثة فارقتها الروح قد لفظها البحر، أو عصًا تحولت إلى ثعبان، أو عَجْزًا عن النطق... إلخ؟ فهل نجعل الناقة والعصا والقملة والضفدعة والطين والطير آلهة مثلما تريدون أن تجعلوا من وصف عيسى عليه السلام بــ"الآية" دليلا على أنه إله وأنه يتميز من ثم على محمد عليه السلام؟ وهذا إن حصرنا معنى الآية فى المعجزة، وإلا فكل شىء فى العالم من حولنا هو آية على وجود الله وقدرته وحكمته. وقد تكررت الكلمة كثيرا فى القرآن بهذا المعنى كما هو معروف، ومن ذلك قوله تعالى: "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُون"َ (البقرة/ 164)، "هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ* يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ* وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ * وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ" (النحل/ 10- 13)، "وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ* وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ* وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ* وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ* وَمِنْ آَيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ* وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ " (الروم/ 21- 25)... إلخ. إذن فأين الميزة التى تظن أيها الأبله أن عيسى عليه السلام يتفوق بها هنا على سيد الأنبياء والمرسلين؟ إننا نحب سيدنا عيسى ونجله ونحترمه ونضعه فى العيون منا والقلوب، بل نعد أنفسنا أتباعه الحقيقيين المخلصين، لكننا لا يمكننا القبول بألوهيته، وإلا كفرنا بالله سبحانه وبرسله الكرام الذين إنما أَتَوْا ليَدْعُوا أول شىء إلى وحدانية الله سبحانه وعدم الإشراك به.
والآن لتنظر إلى قوله تعالى فى النصوص التالية التى تشهد لما نقول، وذلك لو كان لك عينان للنظر أو أذنان للسمع، وأشك فى ذلك كثيرا، فعينا البعيد ليستا تنظران، كما أن أذنيه ليستا تسمعان. ذلك أنه قد طُمِس، والعياذ بالله، على سمعه وبصره. يقول صالح عليه السلام لقومه: "وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ" (هود/ 64)، ويقول سبحانه عن قوم فرعون: "فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آَيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ" (الأعراف/ 133)، "إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ* قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ* قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا وَآَيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِين"َ (المائدة/ 112- 114)، ويقول تعالى مخاطبا زكريا عليه السلام: "قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ ألاّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلاّ رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ" (آل عمران/ 41). .. إلخ. ثم إن "الآية" هى شىء يخلقه الله، أى أنها شىء مخلوق لا إله ولا ابن إله! هل رأيت الآن بنفسك، أيها القارئ الكريم، كيف ضاقت بل استحالت على الرجل السبل والمذاهب؟
وينتقل الجاهل إلى نقطة أخرى ليوقع كالعادة نفسه فى مأزق جديد ما كان أغناه عنه لولا حماقته وسخف عقله. إنه يذكر الآيات التى أجراها الله سبحانه على يد عيسى عليه وعلى نبينا الكريم أفضل الصلاة والسلام، وهى كلامه فى المهد، وإبراؤه الأكمه والأبرص وشفاؤه المرضى وإحياؤه الموتى وخلقه الطير من الطين بإرادةِ الله وقدرتِه لا بقدرة منه هو ولا بإرادته، فضلا عن تمكينه سبحانه إياه من التنبؤ بما يأكل الناس وما يدّخرونه فى بيوتهم، ثم يتساءل قائلا: وماذا عن محمد؟ يعنى أن الرسول الكريم لا يمكن أن يسامى عيسى عليه السلام هنا أيضا! وهذه مكايدة صغيرة مضحكة، فإن لمحمد عليه السلام معجزاته التى روتها كتب السيرة والأحاديث، وإن كانت من نوع مختلف، مثلما أن لكل من الأنبياء والرسل الآخرين معجزته الخاصة به. أى أن عيسى لا يتميز عن غيره من النبيين والمرسلين هنا أيضا. وهبه انفرد بوقوع المعجزات على يديه دون غيره من الأنبياء والرسل الكرام، أفينبغى أن نعد هذا تميزا منه عليهم؟ لا، لأنه لم يفعل ذلك ولم يستطعه من تلقاء نفسه، بل بقدرة الله سبحانه وإرادته. وهو، قبل هذا وبعد هذا، ليس إلا نبيا من الأنبياء ورسولا من المرسلين، أى عبدا من العباد، وهذا هو المهم لأنه هو جوهر الموضوع، أما وقوع المعجزات أو عدم وقوعها فلا يعنى شيئا ذا بال فى تلك القضية!
أما الإنباء بالغيب ففى القرآن نبوءة بانتصار الروم على الفرس فى بضع سنين، وقد تحققت. وفى القرآن نبوءة بانتصار الإسلام على غيره من الأديان، وقد تحققت. وفى القرآن نبوءة بأن الناس لن تستطيع قتل الرسول عليه السلام، وقد تحققت. وفى القرآن أن الحلى تُسْتَخْرَج من البحر العذب ومن البحر الملح كليهما، وهو ما لم يكن أحد يعرفه فى منطقة الشرق الأوسط على الأقل، ثم اتضح الآن أنه صحيح. وفى القرآن نبوءة بأن عبد العُزَّى عم الرسول سيَصْلَى نارا ذات لهب، وقد تحققت، إذ مات كافرا. وفى الحديث نبوءة بأنه سيأتى يوم على المسلمين تتداعى عليهم الأمم كما تتداعى الأَكَلَة على قصعتها، لا من قلة فى العدد، بل لأنهم غُثَاء كغثاء السَّيْل (يعنى: زبالة)، وقد تحققت فى الأعصر الأخيرة، وبخاصة هذه الأيام كما يرى كل من له عينان. وقد قال الرسول ذلك، والمسلمون فى عز قوتهم الإيمانية حينما كان الإسلام لا يزال أخضر غضًّا فى النفوس، وهو ما لم يتصوره الصحابة حينذاك لأنه كان غريبا تمام الغرابة على العقل والمنطق، إذ كان مَدّ الإسلام من العنفوان والجيشان بحيث لم يكن أحد يتصور خلاف ذلك!
وعلى كل حال فليست العبرة بالمعجزات الحسية، وإلا فمن الأنبياء من لم تأت معجزاتهم بالثمرة المرجوة منها لأن أقوامهم قد بَقُوا رغم ذلك متمسّكين بكفرهم وعصيانهم، ومن هؤلاء السيد المسيح، إذ كفر به اليهود إلا القليلين منهم، مما اضطره (حسبما ورد فى أناجيلهم المصنوعة التى ألّفتها أقلام البشر) إلى التحول بدعوته إلى الأمم الأخرى رغم أنه كان فى البداية يستنكر أن يتطلع أى من هذه الأمم إلى مشاركة بنى إسرائيل فى الدعوة التى أتى بها وكان يشبّههم بالكلاب، الذين ينبغى فى رأيه أن يُحْرَموا من الخبز ويُذَادوا عنه لأنه مخصص للأبناء وحدهم. بل لم تنفع المعجزات هنا أيضا، إذ إن هؤلاء قد انحرفوا بالتوحيد الذى أتاهم به عليه السلام وحوّلوه إلى تثليث مثلما فعلت الأمم الوثنية القديمة كالأغارقة والهنود والفرس والمصريين. وأخيرا وليس آخرا، فالمعجزات ليست من البراهين الحاسمة، فعلاوة على عدم استطاعتها تليين القلوب اليابسة والرؤوس الصلبة والرقاب الغليظة وإضاءة النفوس المعتمة كما قلنا، فإنها لا تستطيع أن تغالب الأيام، إذ ما إن يمر زمانها حتى تنصل صورتها فى النفوس ولا يعود لها أى تأثير، بل تصبح مظنة التزييف والتلفيق! وهى فى حالة نبينا، عليه وعلى إخوانه الأنبياء السلام، لم تكن ردا على تحدى الكفار له، بل كانت موجهة إلى المؤمنين (فى الدرجة الأولى على الأقل) تثبيتا لإيمانهم، لا إلى الكفار الذين ثبت أنهم لا يصيخون السمع إليها!
وبالمناسبة فإن النصارى لا يُقِرّون بكلام عيسى فى المهد لأنه غير مذكور فى الأناجيل التى يعترفون بها، وإن جاء فى بعض الأناجيل الأخرى غير المعتمدة عندهم شىء قريب من ذلك. أى أن القُمّص يحاججنا بما ورد فى القرآن رغم إعلانه الكفر به. وعلى كل حال فلست العبرة بإحياء شخص أو عدة أشخاص ثم ينتهى الأمر عند هذا الحد، بل العبرة كل العبرة فى إحياء الأمم من العدم الحضارى والخلقى والنفسى والسياسى والاجتماعى والذوقى، وهو ما كرَّم الله محمدا به، إذ أنهضت يداه المباركتان الميمونتان أمة العرب من حالة الهمجية والوحشية والتخلف المزرى الذى كان ضاربا أطنابه فوق بلادهم ومجتمعاتهم بل فوق حياتهم كلها، وجعل منهم حكاما يسوسون العالم ويقودونه ثقافيا وخلقيا وعقيديا لعدة قرون دون سند، اللهم إلا سند القرآن والإيمان! ولم يحيدوا طوال ذلك عن عقيدة التوحيد رغم كل المصائب التى وقعت فوق رؤوسهم، سواء كانت من صنع أيديهم أو من صنع أعدائهم، بخلاف غيرهم من الأمم التى ما إن يغيب عنها نبيها حتى ترتد إلى الوثنية والكفر، والعياذ بالله، وكأنك يا أبا زيد ما غزوت!
وبالمناسبة فملاحدة النصارى يفسرون معجزات عيسى عليه السلام بأنها حِيَلٌ وتواطؤات مع المرضى الذين شفاهم أو أعادهم إلى الحياة، على حين أنهم (حسبما يقول هؤلاء الملحدون) لم يكونوا قد ماتوا ولا كانوا مرضى أصلا! كما أن الموتى الذين عادوا على يديه إلى الحياة لم يحدّثونا عما خَبَروه فى العالم الآخر. ولَعَمْرِى إنه لأمر غريب أن يسكتوا فلا يذكروا شيئا عن تلك التجربة العجيبة! وفوق هذا فما الفائدة التى عادت على العالم أو حتى على المجتمع الإسرائيلى أو الرومانى من عودة من أعادهم إلى الدنيا كرة أخرى؟ إنها معجزات وقتية لا قيمة لها إلا لمن شاهدها، بل لا قيمة لها إلا لمن كتب الله له الإيمان، وإلا فاليهود بوجه عام لم يولوا هذه المعجزات أية أهمية وظلوا يكفرون بالمسيح ويتهمون أمه بأنها بَغِىٌّ، فضلا عن تآمرهم عليه ليصلبوه لولا أن توفاه الله إليه وتركهم فى ظلمات لا يبصرون بعد أن شَبَّه لهم أنهم قتلوه فعلا! بل إن معظم الذين اتبعوه قد انحرفوا بدعوته أفظع الانحراف، إذ قلبوها رأسا على عقب وحولوها من التوحيد إلى الشرك الغبى الغليظ، والعياذ بالله! وها هى ذى الثمرة العطنة العفنة تطالعنا متمثلةً فى زيكو العجيب، ذى الدبر الرحيب!
كذلك فقد أحيا إيليّا ميِّتًا مثلما فعل عيسى، فهل نَعُدّه ابنا ثانيا لله؟ ولكن من أى زوجة يا ترى؟ وهل تعدد الزوجات معروف لدى الآلهة هم أيضا؟ خيَّبك الله يا شبه الرجال! وهذه قصة إيليّا حسبما حكاها الكتاب المقدس (الملوك الثانى/ 17): "وبعد هذه الأمور مرض ابن المرأة صاحبة البيت واشتدّ مرضه جدا حتى لم تبق فيه نسمة . 18 فقالت لايليا ما لي ولك يا رجل الله . هل جئت اليّ لتذكير اثمي واماتة ابني . 19 فقال لها اعطيني ابنك . واخذه من حضنها وصعد به الى العلية التي كان مقيما بها واضجعه على سريره 20 وصرخ الى الرب وقال ايها الرب الهي أايضا الى الارملة التي انا نازل عندها قد اسأت باماتتك ابنها . 21 فتمدد على الولد ثلاث مرات وصرخ الى الرب وقال يا رب الهي لترجع نفس هذا الولد الى جوفه . 22 فسمع الرب لصوت ايليا فرجعت نفس الولد الى جوفه فعاش 23 . فاخذ ايليا الولد ونزل به من العلية الى البيت ودفعه لامه. وقال ايليا انظري . ابنك حيّ . 24 فقالت المرأة لايليا هذا الوقت علمت انك رجل الله وان كلام الرب في فمك حق".
أما قول الغبى المحتال المختال زعيم العيال والأنغال إن عيسى عليه السلام يتميز عن سيد الأنبياء والمرسلين بأنه "قد خَلَتْ من قبله الرسل"، فهو ما لم أفهم مقصده منه، إذ إنه صلى الله عليه وسلم قد خلت الرسول من قبله هو أيضا. ألم يسبقه عيسى ويحيى وزكريا والْيَسَع وموسى وهارون وشُعَيْب وسليمان وداود ويعقوب وإسحاق وإسماعيل ولوط وإبراهيم وهود وصالح ونوح وغيرهم؟ اللهم إلا إذا كان المأفون لم يفهم معنى "خَلَتْ"، وهو ما أرجحه. بل ما من نبى إلا خلت من قبله الرسل ما عدا أول نبى بطبيعة الحال. بَيْدَ أنى، رغم ذلك، لا أستطيع أن أفهم كيف يمكن أن يكون هذا ميزة لأحد من الأنبياء على أحد! أترى أول نبى كان يقل عمن جاءوا بعده لا لشىء إلا لأنه لم يَخْلُ قبله أحد من الرسل؟ أما إذا أصر المأفون على ما يهرف به بجهله الغليظ فإن محمدا عليه السلام يزيد على عيسى من هذه الناحية بدرجة، إذ إن عدد من خلا قبله من الرسل يزيد على من خلا قبل عيسى برسول هو عيسى نفسه. أليس كذلك؟ لا بل إن محمدا هو الذى يَفْضُل عيسى من هذه الناحية، فعيسى مَحُوطٌ بالمرسلين من قبل ومن بعد، أما الرسول الكريم فكان خاتم النبيين، وهو أمر لم يُكْتَب لأحد من إخوانه الكرام، فهو الختام الِمْسك الذى بلغت على يديه الكريمتين ظاهرة النبوة أسمق مستوياتها، ولم يعد هناك من جديد يمكن أن يضاف إليها، وبخاصة أن الكتاب الذى أتى به ما زال باقيا على حاله الأول غَضًّا نضرًا لم تمتد يد التضييع أو التزييف والعبث إليه على عكس الكتب السابقة عليه، وبالذات كتابا عيسى وموسى. أعتقد أن الأمر واضح، وأن مأفوننا لا عقل لديه ولا فهم، وأنه يردد كالمعاتيه كلاما لا يعنى شيئا!
لقد رأيت الرجل مرة فى المرناء عند أحد أقاربى الذين كانوا يسألوننى رأيى فى ذلك الكائن فطلبت منهم أن يُرُونى حلقة من حلقات برنامجه الذى يهاجم فيه الإسلام ورسوله العظيم، فوجدته ينتفش كالديك وهو يرد على ما كتبه المرحوم ديدات، وكأنه قد أُوتِىَ علم الأولين والآخرين جميعا، مع أنه (كما اتضح الآن، وكما سوف يزداد وضوحا مع كل سطر نكتبه هنا) من أجهل الجهلاء وأبلد البلداء وأغلظهم حِسًّا وأعماهم عقلاً وفهمًا! ووالله لقد حاك فى صدرى قبل أن أراه وأقرأ له أنه لابد أن يكون على شىء من الذكاء والمعرفة، فإذا بى آخذ مقلبا لم آخذه من قبل! خيَّبك الله يا زيكو خيبةً لم يَخِبْها أحد! أهذا كل ما عندك؟ لقد تيقنت الآن أنه ما فى الدنيا من قسيس واحد عليه الطلاوة فى العلم أو فى العقل! وهذا فى واقع الأمر طبيعى جدا، فإن من يؤمن بما يؤمن به هؤلاء البشر لا يمكن أن يكون ذا عقل سليم مستقيم!
إن ما قاله القرآن هنا ليجرى فى عكس الاتجاه الذى يلوى القُمّصُ الغبىُّ الآيةَ نحوه، فالقرآن يقول: "ما المسيح بن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل" (المائدة/ 75)، ومعناه أن المسيح لا يمكن أن يكون إلها أو ابن إله، إنما هو واحد من الرسل الكثيرين الذين مَضَوْا من قبله، فكما كانوا بشرا فهو أيضا مثلهم بشر من البشر. وعلى أية حال فقد قيل الشىء نفسه عن محمد عليه الصلاة السلام، وبنفس التركيب، وهذا هو: "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل" (آل عمران/ 144)، وكان ذلك حين ظُنّ فى معركة أُحُد أنه قد مات (صلى الله عليه وسلم، ومسح الأرض بكرامة من يتطاول عليه من كل كلب وثنى عابد للبشر عُتُلٍّ زنيم)، فقال الله لهم إن محمدا ليس إلا رسولا كسائر الرسل الذين سبقوه، وسيموت كما ماتوا، ولا معنى لانقلاب أحد على عقبيه بعد موته، لأن اللهَ صاحبَ الدين حىٌّ لا يموت، أما محمد فلم يكن إلا رسولا جاء ليبلغ العِبَاد دعوة الله!
ومما يظن الأحمق أنه يستطيع الشغب به على المسلمين قوله إن عيسى كان مبارَكا، أما محمد فلا. ولا أدرى من أين له بأن عيسى وحده هو الذى بورك دون الأنبياء جميعا. لقد ذكر القرآن، الذى يعتمد عليه أحمقنا فى محاولة التنقص من سيد الرسل والنبيين، أن البركة قد أُنْزِلَتْ على أشياء وأشخاص كثيرين، لا على عيسى وحده، كما أن البركة فى غير حالة عيسى عليه السلام قد تُذْكَر بلفظ آخر، أو يُذْكَر ما يزيد عليها فى الإكرام والمحبة. فبعض أجزاء الأرض قد باركها الله: "وأورثْنا القومَ الذين كانوا يُسْتَضْعَفون مشارق الأرض ومغاربها التى باركْنا فيها" (الأعراف/ 137)، والمسجد الأقصى بارك الله حوله: "سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله" (الإسراء/ 1)، والموضع الذى رأى موسى فيه النار فى سيناء قد بارك الله حوله أيضا: "فلما جاءها نُودِىَ أنْ بُورِكَ مَنْ فى النار ومَنْ حولها" (النمل/ 8)، وإبراهيم وإسحاق قد بارك الله عليهما: "وباركنا عليه وعلى إسحاق" (الصافات/ 113)، وهناك نوح والأمم التى كانت مع نوح، وقد بارك الله عليه وعليهم حسبما جاء فى كلامه سبحانه له: "يا نوح، اهبط (أى من السفينة بعد انحسار الطوفان) بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك" (هود/ 48)، وهناك البيت الحرام، وقد باركه الله: "إن أول بيت وُضِع للناس لَلّذِى ببَكَّةَ مباركا وهدى للعالمين" (آل عمران/ 96)، وكذلك القرآن الكريم، وقد جعله الله مباركا أيضا: "وهذا ذِكْرٌ مباركٌ أنزلناه، أفأنتم له منكرون؟" (الأنبياء/ 50)، كما أن الليلة التى أُنْزِلَ فيها هذا الذكر هى أيضا ليلة مباركة: "إنا أنزلناه فى ليلة مباركة" (الدخان/ 3).
أما بالنسبة لنبينا، عليه وعلى كل الأنبياء الكرام أفضل الصلوات وأزكى التسليمات، فقد جاء فى القرآن أنه عز وجل يريد أن يُذْهِب الرِّجْس عن أهل بيته جميعا ويطهِّرهم تطهيرا: "إنما يريد الله لِيُذْهِب عنكم الرِّجْس أهل البيت ويطهِّركم تطهيرا" (الأحزاب/ 33) ، كما أثنى المولى عليه أعطر الثناء، وذلك فى قوله: "وإنك لعلى خُلُقٍ عظيم" (القلم/ 4) ، وقوله: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" (الأنبياء/ 107)، وقوله: "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عَنِتُّم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيمٌ" (التوبة/ 128)، وقوله: "رسولاً يتلو عليكم آياتِ الله مبيِّناتٍ ليُخْرِج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور" (الطلاق/ 11)، وقوله: "من يُطِعِ الرسولَ فقد أطاع الله" (النساء/ 80)، وقوله: "إن الله وملائكته يصلّون على النبى. يا أيها الذين آمنوا َصَلُّوا عليه وسَلِّموا تسليما" (الأحزاب/ 56). والحق أن ما قاله سبحانه وتعالى فى تكريم حبيبه محمد فى هذه الآيات وغيرها لم ينزل مثله فى أى نبى آخر، وإن لم يكن مقصدنا هنا المقارنة بينه صلى الله عليه وسلم وبين إخوانه الكرام، اللهم إلا ردا على ذلك الأحمق الذى يريد أن يثيرها نعرة جاهلية رعناء. ولقد بلغ من عظمة نفسه عليه السلام ونبل أخلاقه أنْ نَهَى أتباعه عن تفضيله على أى من إخوانه الكرام كما يتبين من الأحاديث التالية: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: استبَّ رجلان: رجل من المسلمين ورجل من اليهود. قال المسلم: والذي اصطفى محمدا على العالمين. فقال اليهودي: والذي اصطفى موسى على العالمين. فرفع المسلم يده عند ذلك فلطم وجه اليهودي، فذهب اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما كان من أمره وأمر المسلم، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم المسلم فسأله عن ذلك فأخبره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تخيِّروني على موسى فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأصعق معهم فأكون أول من يفيق، فإذا موسى باطش جانب العرش، فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبل أو كان ممن استثنى الله". وعن أبي هريرة أيضا قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم. قال: ولو لبثتُ في السجن ما لبث يوسف ثم جاءني الرسول أجبتُ. ثم قرأ: فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن". وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما ينبغي لعبد أن يقول إني خير من يونس بن متى".
ولم نكن لنحبّ أن ندخل فى هذا المضيق، إلا أن للضرورة أحكاما، إذ لم يكن متصوَّرا أن يهبّ الوثنيون فى هذا العصر فيتطاولوا على سيد الأنبياء جهارا نهارا، فكان لا مناص من إلجامهم بلجام الخَرَس حتى يعرفوا حدودهم ويلزموها فلا يُقِلّوا أدبهم عليه، أخزى الله كل وثنى حقير. وبالمناسبة فتكملة الآية الكريمة التى جاء فيها على لسان المسيح أن الله قد جعله مباركا هى "وأوصانى بالصلاة والزكاة ما دمت حيا" (مريم/ 31). أى أنه عبد له سبحانه وتعالى لا ربٌّ مثله ولا ابنٌ له كما يدَّعى القوم، ولذلك أمره الله بالصلاة والزكاة ما دام حيا، إذ الرب لا يُؤْمَر ولا يُنْهَى، بل الذى يُؤْمَر ويُنْهَى هو العبد. لكن القُمّص البكاش الذى سيحرقه الله فى نار جهنم التى خلقت له ولأمثاله ما لم يَتُبْ ويؤمن بمحمد كما فعل كثير من القساوسة والأساقفة والقمامصة والشمامسة الذين كانوا يحاربون الله ورسوله ثم كتب الله لهم الهداية فيُقِرّ بالحقيقة التى يعرفها لكنه، ككل بكاش مثله، يكتمها فى قلبه من أجل حظوظ الدنيا وما يجنيه من مال حرام سوف يكويه فى جوفه يوم القيامة ويُشْوَى به جنباه ووجهه وظهره، هذا القُمّص البكاش يتجاهل هذا ولا يستشهد به حتى لا تنكشف فضيحته!
كذلك جاء فى كلام القُمّص الأرعن الأحمق أن عيسى عليه السلام سيأتى حَكَمًا مُقْسِطًا بدليل الحديث التالى الذى أورده البخارى: "لن تقوم الساعة حتى ينزل فيكم (أى بينكم) ابن مريم حكمًا مقسطًا (أى عادلا)"، والذى يفسر غبيُّنا لفظَ "المقسط" فيه بأنه اسم من أسماء الله الحسنى، بما يفيد أن عيسى هو الله أو على الأقل ابن الله، إذ ذكر أن "المعجم الوسيط" قد شرح "المقسط" بأنه اسم من أسماء الله الحسنى. ثم ختم كلامه قائلا: "وماذا عن محمد؟". وهذا الكلام هو تخبيص فى تخبيص! إنه شغل عيال بكل معنى يمكن، أيها القارئ، أن يخطر فى بالك لكلمة "العيال"!
أتدرى لماذا؟ لأن هذا الحديث وأمثاله من الآثار التى تتحدث عن عودة المسيح عليه السلام إلى الدنيا إنما تؤكد ما يَسُوء وجهَ هذا المنافق ويكشف سوأته المنتنة، تلك السوأة التى لا تعرف النظافة لأن صاحبها واحد من الأقذار الذين يَسْخَرون من شعائر الطهارة الموجودة فى دين سيد الأنقياء محمد عليه الصلاة والسلام. ذلك أن تلك الأحاديث إنما تتحدث عن رجوع المسيح ليكسر الصلبان ويحطم أوعية الخمور ويقتل الخنزير ويدعو الناس بدعوة التوحيد التى أتى بها نبينا عليه السلام وضلّ عنها من يزعمون أنهم أتباع عيسى عليه السلام وينسخ التثليث الذى انحرف إليه القوم ويتبرأ منهم على رؤوس الأشهاد. لكن الماكر الخبيث، وإن كان خبثه مع هذا خبثًا عياليًّا، يقتطع من هذه الأحاديث جملة ينتزعها من سياقها ظانًّا أنه يمكن أن يُجْلِب بها على العقول ويمضى فى سبيله دون أن يعقب عليه أحد ويهتك ستر سوأته المنتنة ليراها الناس على حقيقتها من القبح والتدويد ويشموا نتنها فيلعنوها هى وصاحبها لعنة تصل إلى السماء السابعة وتستجاب فى الحال!
نقرأ مثلا فى "صحيح البخارى": "حدثنا إسحاق أخبرنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب أن سعيد بن المسيَّب سمع أبا هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده ليُوشِكَنّ أن ينزل فيكم ابن مريم حَكَمًا عَدْلاً فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها". ويقول صاحب "فتح البارى بشرح صحيح البخارى" فى تعليقه على هذا الحديث: "روى مسلم من حديث ابن عمر في مدة إقامة عيسى بالأرض بعد نزوله أنها سبع سنين. وروى نعيم بن حماد في "كتاب الفتن" من حديث ابن عباس أن عيسى إذ ذاك يتزوج في الأرض ويقيم بها تسع عشرة سنة، وبإسناد فيهم مبهم عن أبي هريرة: يقيم بها أربعين سنة. وروى أحمد وأبو داود بإسناد صحيح من طريق عبد الرحمن بن آدم عن أبي هريرة مثله مرفوعا. وفي هذا الحديث "ينزل عيسى عليه ثوبان ممصران فيدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويدعو الناس إلى الإسلام، ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام، وتقع الأَمَنَة في الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل وتلعب الصبيان بالحيّات. وقال في آخره: ثم يُتَوَفَّى ويصلي عليه المسلمون". وروى أحمد ومسلم من طريق حنظلة بن علي الأسلمي عن أبي هريرة: "لَيُهِلَّنّ ابنُ مريم بفجّ الروحاء بالحج والعمرة" الحديث. وفي رواية لأحمد من هذا الوجه: ينزل عيسى فيُقْتَل الخنزير ويُمْحَى الصليب وتُجْمَع له الصلاة ويُعْطَى المال حتى لا يُقْبَل ويضع الخراج، وينزل الروحاء فيحجّ منها أو يعتمر أو يجمعهما". ولكى يعرف القراء الكرام مدى الخبث الخائب الذى يلجأ إليه زيكو العبيط أسوق إليهم كاملا نص الحديث الذى اقتطع منه المحتال الدجال الذى يُفْعَل فيه ما يُفْعَل بالعيال ما اقتطع. جاء فى "صحيح البخارى": "حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن ابن شهاب عن ابن المسيب أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لَيُوشِكَنّ أن ينزل فيكم ابن مريم حَكَمًا مُقْسِطًا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد". ويشبهه ما جاء فى "مسند أحمد بن حنبل": "حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة يبلغ به النبيَّ صلى الله عليه وسلم: يوشك أن ينزل فيكم ابن مريم حَكَمًا مُقْسِطًا يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد"، وكذلك ما جاء فى "سنن الترمذى": حدثنا قتيبة حدثنا الليث بن سعد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده ليوشكنّ أن ينزل فيكم ابن مريم حَكَمًا مُقْسِطًا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد". ثم إن الأحاديث التى وردت فى هذا الموضوع تسمِّى كلُّها السيدَ المسيح: "ابن مريم"، أى أنه مولود لمريم، على حين أن القرآن الكريم ينفى نفيا قاطعا أن يكون الله قد وَلَدَ أو وُلِدَ، وهو ما يعنى أن الله لا يكون أبا أو ابنا، لكن البكّاش الهجّاس يتجاهل هذا كله ويريد أن نتخلى عن عقولنا وديننا وتوحيدنا ونجرى وراءه إلى العقائد الوثنية!
أما التحايل المتهافت الذى يتخابث به تافهنا من خلال الاستشهاد بــ"المعجم الوسيط" على أن "المقسط" هو اسم من أسماء الله الحسنى، فنفضحه بالإشارة إلى أن النبى الكريم قد وُصِف هو أيضا (وفى القرآن لا فى الحديث) بأنه رؤوف رحيم وكريم وحق وشهيد، وهى من أسماء الله الحسنى أيضا، كما وُصِف خُلُقه بأنه "عظيم"، وهو اسم آخر من تلك الأسماء الكريمة. كما أُمِر الرسول بأن يكون من المقسطين، و"المقسط" من أسماء الله الحسنى حسبما نقل التافه الغليظ العقل عن "المعجم الوسيط". قال تعالى: "لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عَنِتُّم، حريص عليكم، بالمؤمنين رؤوف رحيم"، "إنه (أى القرآن) لَقَوْلُ رسولٍ كريمٍ" (الحاقة/ 40)، "وشهدوا أن الرسول حق" (آل عمران/ 86)، "لتكونوا شهداء على الناس ويكونَ الرسول عليكم شهيدا" (البقرة/ 143)، "وإنك لعلى خُلُقٍ عظيم" (القلم/ 4)، "وإن حَكَمْتَ فاحكم بينهم بالقِسْط، إن الله يحب الـمُقْسِطين" (المائدة/ 42). وبناءً على هذا المنطق العيالى فالرسول محمد هو إله أو ابن الإله! وسلم لى على المنطق يا أبا الزيك! نقرك الديك، فى دبرك الهَتِيك!
إنه قلّما كان اسم من أسماء الله إلا أمكن استخدامه للبشر، إلا أنه بالنسبة إلى الله يكون مطلقا، أما فى حالة البشر فهو مقيَّد محدود. كذلك فقد قال الحديث إن "ابن مريم" (لاحظ: "ابن مريم" لا "ابن الله" ولا "الله" ذاته) سوف ينزل "حَكَمًا مٌقْسِطا"، بتنكير كلمة "حَكَم"، وكأنه فرد فى مجموعة من جنسه، مع أنه سبحانه وتعالى هو الواحد الأحد، الذى ليس كمثله أحد. كما أن الله لا ينزل من رَحِم امرأة وفَرْجها ويخالط الناس ويمشى وسطهم ويأكل ويشرب ويتبول ويتبرز ويتقايأ وتصيبه الأمراض والمخاوف مثلهم حسبما تقول عقيدة القوم، ودعنا الآن من صلبه وقتله وطعنه بالرمح فى جنبه وكسر رجليه وشتمه وإهانته وصراخه من الألم والعذاب طالبا النجدة (النجدة ممن، إذا كان الله نفسه هو الذى يُضْرَب ويُقْتَل ويهان؟)، فضلا عن أن يُتَوَفَّى ويُصَلَّى عليه (يُصَلَّى"عليه" لا "له")، تعالى الله عن أن يُتَوَفَّى أو يُصَلِّىَ عليه أحد! وأخيرا فــ"المعجم الوسيط" (وغير الوسيط أيضا بطبيعة الحال) لا يعنى أن معنى "المقسط" ينحصر فى أنه اسم "من أسماء الله الحسنى" وحَسْب، بل يذكر ذلك على أنه معنى من المعانى التى تُسْتَخْدَم فيها الكلمة، وإلا فقد ورد هذا اللفظ فى القرآن عدة مرات منسوبا للبشر كما هو معروف، إذ قال عَزّ شأنه مثلا: "إن الله يحب المقسطين" (المائدة/ 42، والحجرات/ 9، والممتحنة/ 8)، إلا أن البكّاش النتّاش يسوق الكلام وكأنه لا معنى لهذا اللفظ غير ما قال.
خيبة الله مرة ثانية عليك يا زكازيكو! أتظن أن الناس كلهم كتلك البنت المسكينة التى نَجَحْتَ فى خداعها لبعض الوقت أنت والعيال أمثالك بمثل هذه الصبيانيات، والتى ألومها أشد اللوم أَنِ استطاع هذا البغل الأسترالى أن يثير شكوكها فى دينها، وهى التى تخرجت من الجامعة! لقد كان ينبغى أن تتلاعب هى به وتجعل منه مُسْخَةً لكل رائحٍ وغادٍ شأن أى واحد أو واحدة من أتباع النبى الكريم، لكن أوضاع التعليم وكسل الطلاب والطالبات قد أثمرا هذه الثمرات العطنة. ومع ذلك فقد كشف الله للفتاة المخدوعة الغطاء عن حقيقة هذا القَذِر قبل فوات الأوان وردها ردا جميلا إلى دين التوحيد، وإلا لهلكت وثنية كافرة، والعياذ بالله! أما أنتِ يا أمة محمد يا من تناشدين هذا وذاك من أمثال بغلنا الزنيم أن يتدخلوا لثَنْيه عن سبّ النبى، فلعنة الله عليك من أمة منحطة وصل بها الحال إلى هذا الدرك الأسفل من المذلة والهوان، إذ جعلتِ أعداءك الذين تستنجدين بهم يضحكون منك ملء أردانهم فى تَشَفٍّ وتلذذٍ! إن محمدا ليبرؤ من كل ذليل يهون على نفسه وعلى الآخرين، ويُطْمِع العدوَّ فيه ويعطيهم الفرصة ليضحكوا منه وعليه! أَوَمِثْل زيكو هذا يستحق أن يُنَاشَد أحد لإسكاته؟ أليس فى رِجْل البُعَداء صَرْمَةٌ قديمةٌ يقذفونه بها فى فمه المنتن؟ يا رسول الله، إنى أعتذر إليك مما فعلته هذه الأمة، وأستميحك العفو!
ولا يكتفى الكذاب بهذا، بل يضيف كذبة أخرى قائلا إن عيسى عليه السلام، طبقا لما يقول القرآن، سوف يكون شفيعا فى الدنيا والآخرة. وقد استشهد على هذه الكذبة المنتنة نتانة فمه وسوأته بقوله تعالى عن ابن مريم عليه السلام مخاطبا أمه على لسان الملائكة: "يا مريم، إن الله يبشّرك بكلمةٍ منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها فى الدنيا والآخرة ومن المقربين ". وهذا نص كلامه: "شفيعاً فى الدنيا والآخرة : (1) سورة ( آل عمران 3 : 45) " اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها فى الدنيا والآخرة ومن المقربين". (2) [ابن كثير ج1 ص 283] "وفى الدار الآخرة يشفع عند الله ..."، ثم يختم كالعادة بالسؤال التالى: "وماذا عن محمد؟". والملاحظ أولا أن القرآن الذى يستشهد به هذا الأفاق لم يذكر الشفاعة لعيسى بل لم يشر إليها مجرد إشارة، وكل ما قاله أنه سيكون "وجيها فى الدنيا والآخرة ومن المقربين". إنما قال ذلك ابن كثير، وهو مجرد اجتهاد من عنده لا يُلْزِمنا بشىء ما دام لم يَسُقْ لنا الحيثيات التى أقام عليها هذه الدعوى. إن فى القرآن كلاما عن ابن مريم يوم القيامة يصوره عليه السلام وهو واقف أمام ربه يسأله عما أتاه أتباعه من بعده من تأليههم له سؤال الرب للعبد الخائف الراجف الذى يعرف حدوده جيدا، فهو يسارع بالتنصل من هذا الكفر الشنيع وممن قالوه. وحتى لو كانت له عليه السلام فى ذلك الموقف شفاعة، فما الذى فى هذه المكرمة مما يشنَّع به على محمد عليه الصلاة والسلام؟
إن محمدا عليه الصلاة السلام لهو صاحب الشفاعة العظمى حسبما نَصَّ على ذلك كثير من الأحاديث النبوية. روى البخارى عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يُحْبَس المؤمنون يوم القيامة حتى يهمّوا بذلك فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا فيريحنا من مكاننا. فيأتون آدم فيقولون: أنت آدم أبو الناس. خلقك الله بيده وأسكنك جنته وأسجد لك ملائكته وعلَّمك أسماء كل شيء. لِتَشْفَعْ لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا. قال: فيقول: لستُ هُنَاكم، قال: ويذكر خطيئته التي أصاب: أكْله من الشجرة وقد نُهِيَ عنها، ولكن ائتوا نوحا أول نبي بعثه الله إلى أهل الأرض. فيأتون نوحا فيقول: لستُ هُنَاكم، ويذكر خطيئته التي أصاب: سؤاله ربه بغير علم، ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن. قال: فيأتون إبراهيم، فيقول: إني لست هُنَاكم، ويذكر ثلاث كلمات كَذَبَهُنّ، ولكن ائتوا موسى عبدا آتاه الله التوراة وكلَّمه وقرَّبه نَجِيًّا. قال: فيأتون موسى، فيقول: إني لستُ هُنَاكم، ويذكر خطيئته التي أصاب: قَتْله النفس، ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وروح الله وكلمته. قال: فيأتون عيسى، فيقول: لستُ هُنَاكم، ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيأتوني فأستأذن على ربي في داره فيؤذَن لي عليه، فإذا رأيته وقعتُ ساجدا، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، فيقول: ارفع محمد، وقل يُسْمَعْ، واشفع تُشَفَّعْ، وسَلْ تُعْطَ. قال: فأرفع رأسي فأُثْنِي على ربي بثناء وتحميد يعلِّمنيه، ثم أشفع فيحدّ لي حدًّا، فأخرج فأُدْخِلهم الجنة. قال قتادة: وسمعته أيضا يقول: فأَخْرُج فأُخْرِجهم من النار وأُدْخِلهم الجنة ثم أعود الثانية فأستأذن على ربي في داره فيؤذَن لي عليه، فإذا رأيته وقعت ساجدا، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقول: ارفع محمد، وقل يُسْمَعْ، واشفع تُشَفَّعْ، وسَلْ تُعْطَ. قال: فأرفع رأسي فأُثْنِي على ربي بثناء وتحميد يعلِّمنيه. قال: ثم أشفع فيحدّ لي حَدًّا فأخرج فأُدْخِلهم الجنة. قال قتادة: وسمعته يقول فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة ثم أعود الثالثة فأستأذن على ربي في داره فيؤذَن لي عليه فإذا رأيته وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقول: ارفع محمد، وقل يُسْمَعْ، واشفع تُشَفَّعْ، وسَلْ تُعْطَه. قال: فأرفع رأسي فأُثْنِي على ربي بثناءٍ وتحميدٍ يعلّمنيه. قال: ثم أشفع فيحدّ لي حدًّا فأخرج فأُدْخِلهم الجنة. قال قتادة: وقد سمعته يقول: فأَخْرُج فأُخْرِجهم من النار وأُدْخِلهم الجنة حتى ما يبقى في النار إلا من حبسه القرآن، أي وجب عليه الخلود. قال: ثم تلا هذه الآية: عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا. قال: وهذا المقام المحمود الذي وُعِدَه نبيكم صلى الله عليه وسلم"، وهو ما يدل على أنه لا شفاعة لابن مريم فى ذلك الموقف، بل ستكون الشفاعة لسيدنا محمد عليه السلام وحده من دون الأنبياء والرسل. وهذه إحدى المكرمات التى اخْتُصَّ بها سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم، وإن كان هذا لا ينال من عيسى ولا غيره من المرسلين فى شىء، فتقديم أحد الأنبياء على سائر إخوانه لا يسىء إليهم فى قليل ولا كثير، فكلهم مكرَّمون معظَّمون بفضل الله، لكنه يدل على أن صاحب التقديم قد اخْتُصَّ بمزيد من التكريم والتعظيم. وهذا هو وضع المسألة دون طنطنات ولا سخافات فارغة من تلك التى يبرع فيها أحلاس الجهل والحقد والكفر، أخسأ الله كل جاهل حاقد كفور!
أما ما نقله الكذَّاب المدلِّس عن ابن كثير فقد عبث به كعادته ليبلغ غاية فى نفسه، إذ أخذ منه ما يريد وحَذَف ما لا يريد، لكن الله لم يتركه يهنأ بتلك الغاية، إذ ذهب العبد لله إلى ابن كثير فألفيتُه يقول فى تفسير قوله تعالى عن المسيح بن مريم عليه السلام: "وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَة وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ": "أَيْ لَهُ وَجَاهَة وَمَكَانَة عِنْد اللَّه فِي الدُّنْيَا بِمَا يُوحِيه اللَّه إِلَيْهِ مِنْ الشَّرِيعَة وَيُنْزِلهُ عَلَيْهِ مِنْ الْكِتَاب وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا مَنَحَهُ اللَّه بِهِ وَفِي الدَّار الآخِرَة يَشْفَع عِنْد اللَّه فِيمَنْ يَأْذَن لَهُ فِيهِ فَيَقْبَل مِنْهُ أُسْوَة بِإِخْوَانِهِ مِنْ أُولِي الْعَزْم صَلَوَات اللَّه وَسَلامه عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ". ومعنى هذا، لو أخذنا بتفسير ابن كثير، أن عيسى لن تكون له هنا أية ميزة استثنائية، سواء بالنسبة لرسولنا محمد خصوصا أو بالنسبة للأنبياء كلهم عموما، فالشفاعة ستكون للجميع، وليس لعيسى وحده كما أراد هذا الأُبَيْلِيس أن يوهمنا كذبًا وزورًا. بَيْدَ أن الشفاعة العظمى إنما هى من نصيب سيد الأنبياء والمرسلين كما ورد فى الحديث الآنف الذكر. أما الشفاعة النصرانية التى تكلم عنها سفر "رؤيا يوحنا" (تلك الرؤيا التى حلم بها وهو يعانى من قرصات الجوع المؤلمة المربكة للعقل فجعلت هذا الخروف يتخيل ربه خروفا مثله) فهى شفاعةٌ خِرْفانيةٌ لا يليق بالآدميين المتحضرين المثقفين أن يناقشوها، فلنتركها للخروف زيكو عابد الخروف!
ومن ادعاءاته الطفولية قوله إن عيسى قد أُصْعِد إلى السماء حيا، فماذا عن محمد؟ والجواب هو أن محمدا قد عُرِج به إلى السماوات العلا حتى بلغ سدرة المنتهى كما ذكر القرآن الذى تُحَاجِجُنا به. هذه واحدة، والثانية هى أن النص القرآنى ليس قاطع الدلالة فى موضوع صعود عيسى عليه السلام بالجسد ولا صعوده حيًّا، إذ تقول الآية الكريمة: "إذ قال الله: يا عيسى، إنى متوفيك ورافعك إلىَّ" (آل عمران/ 55). وليس فيها على سبيل القطع الذى لا تمكن المماراة فيه أنه سبحانه قد أصعده إلى السماء حيًّا بجسده. إن من المسلمين من يفهم تلك الآية كما فهمها القُمّص، لكن هناك أيضا من المسلمين من يقولون بالوفاة العادية ورِفْعَة المكانة لا الجسد. وعلى أية حال هل هناك فرق كبير بين قوله سبحانه عن السيد المسيح وبين قوله عن إدريس عليهما السلام: "واذْكُرْ فى الكتاب إدريس، إنه كان صِدِّبقًا نبيًّا* ورفعناه مَكانًا عَلِيًّا" (مريم/ 56- 57)؟ ثم إن الكتاب المقدس عند اليهود والنصارى ذكر كذلك أن إيليّا قد رفعه الله إليه أيضا بالمعنى المادى، أى أصعد جسده إلى السماء: "وَفِيمَا هُمَا يَسِيرَانِ وَيَتَكَلَّمَانِ إِذَا مَرْكَبَةٌ مِنْ نَارٍ وَخَيْلٌ مِنْ نَارٍ فَصَلَتْ بَيْنَهُمَا، فَصَعِدَ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ. وَكَانَ أَلِيشَعُ يَرَى وَهُوَ يَصْرُخُ: «يَا أَبِي، يَا أَبِي، مَرْكَبَةَ إِسْرَائِيلَ وَفُرْسَانَهَا». وَلَمْ يَرَهُ بَعْدُ" (ملوك 2/ 2/ 11- 12). إننى، كما قلت من قبل، لا أبغى أبدا التقليل من شأن سيدنا عيسى عليه السلام، على الأقل لأننا نحن المسلمين نَعُدّ أنفسنا أتباعه الحقيقيين ونرى أن أولئك الذين يدّعون أنهم أتباعه قد كفروا به وضلّوا عن سواء السبيل وأشركوا بالله ما لم ينزِّل به سلطانا. كل ما هنالك أننا نحاول أن نقدم صورة منطقية ومستقيمة وصحيحة فى المقارنة بين النبيين العظيمين: محمد وعيسى عليهما السلام، صورة تُظْهِرهما فى أبعادهما الصحيحة على أساس أن عيسى هو من محمد بمثابة الأخ الأصغر: سنًّا وإنجازًا وأثرًا. وهذا كل ما هنالك. وفى النهاية نقول: فلنفترض أن عيسى قد أُصْعِد فعلا بجسده إلى السماء وأنه هو وحده الذى حدث له ذلك، فالسؤال حينئذ هو: وماذا بعد؟ وما الفائدة التى عادت على الدعوة من جراء هذا؟ لقد انحرف أتباعه أضلّ انحراف بسبب هذا الصعود وغيره وأشركوه مع الله، وهو البشر الضعيف العاجز الفانى!
ويتبقى كلام ذلك الخروف عن مسح عيسى عليه السلام من الأوزار وسؤاله المعتاد فى آخر الكلام: "وماذا عن محمد؟"، وهذا ما قاله نَصًّا:"ممسوح من الأوزار: (أنظر حتمية الفداء ص 24): (1) [سورة مريم]. (2) [سورة آل عمران]. (3) الإمام الرازى ج3 ص 676. (4) أبى هريرة. (5) صحيح البخارى. وماذا عن محمد؟". وهو بإشارته إلى سُورَتَىْ "آل عمران" إنما يقصد قوله تعالى عن امرأة عمران (أم مريم عليها السلام) وإعاذتها إياها هى وذريتها عند ولادتها من الشيطان الرجيم: "فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" (آل عمران/ 36)، أما سورة "مريم" فلم أجد فيها شيئا يتعلق بالموضوع الذى نحن بإزائه. وبالنسبة لما جاء فى "آل عمران" فليس فيه سوى أن زوجة عمران قد استعاذت لابنتها وذريتها بالله من الشيطان الرجيم، وهو ما يفعله كل مؤمن لنفسه ولأولاده. وفى تفسير الرازى: "روى أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من استعاذ في اليوم عشر مرات وَكّل الله تعالى به مَلَكًا يَذُود عنه الشيطان". وفى "سنن أبى داود" عن ابن عمر أن رسول الله قال: "من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سأل بالله فأعطُوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه. فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تَرَوْا أنكم قد كافأتموه".
فليس فى الآية فى حد ذاتها إذن ما يدل على أن عيسى عليه السلام كان ممسوحا وحده من الأوزار دون الأنبياء والمرسلين، وإن كنا نؤمن أنهم جميعا عليهم الصلاة السلام، كانوا من خيرة صفوة البشر، وكانت أخلاقهم من السمو والرفعة بحيث تتلاءم مع المهمة الجليلة التى انتدبهم الله لها من بين سائر البشر. ومع هذا فهناك مثلا، فى مسند ابن حنبل، حديث عن النبى عليه السلام رواه أبو هريرة يقول فيه: "ما من مولود يُولَد إلا نخسه الشيطان فيستهلّ صارخا من نخسة الشيطان إلا ابن مريم وأمه. ثم قال أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم: وإنى أُعِيذُها بك وذريتها من الشيطان الرجيم". وفى "سنن الدارمى" عن ابن عباس أنه قال: "ليس من مولود إلا يستهلّ، واستهلاله يعصر الشيطان بطنه، فيصيح إلا عيسى ابن مريم". وليس فيه، كما هو واضح، أية إشارة إلى مسحه عليه السلام من الأوزار والخطايا، بل الكلام فيه عن نخسة الشيطان التى يبكى الطفل بسببها عند الولادة أول ما يستقبل الحياة والتى يقول الأطباء إن سببها هو استنشاقه لأول مرة الهواء استنشاقا مباشرا، فهو رد فعل بيولوجى لا مَعْدَى عنه لأى طفل. لكنْ لأن ولادة عيسى كانت ولادة غير طبيعية فلربما كان ذلك هو السبب فى أنه لم يصرخ عند نزوله من بطن أمه كما يصنع سائر الأطفال.
وأغلب الظن أن النبى عليه الصلاة والسلام قد أراد، بذلك الحديث، أن يدفع عن أخيه الصغير عيسى وأمه من طَرْفٍ خَفِىٍّ قالةَ السوء والشُّنْع التى بهتهما بها اليهود الأرجاس. إذن فليس فى القرآن ولا فى الحديث أن سيدنا عيسى عليه السلام كان ممسوحا من الأوزار والخطايا وحده دون النبيين والمرسلين أجمعين، وإن لم يَعْنِ هذا أنه كان ذا أوزار وخطايا، إذ الأنبياء والرسل كلهم هم من ذؤابة البشر خُلُقًا وفضلاً وسلوكًا لا عيسى وحده. ومع ذلك فقد قرأنا فى حديث الشفاعة العظمى كلام الرسول الأعظم عن غفران الله له هو كل ذنوبه: ما تقدم منها وما تأخر، وهو ما استحق به وبغيره تلك المرتبة العالية، وإن لم يعن هذا أيضا أنه، صلى الله عليه وسلم، كانت له ذنوب تُذْكَر، وإلا ما قال الله فيه: "وإنك لعلى خُلُقٍ عظيمٍ" أو "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عَنِتّم، حريصٌ عليكم، بالمؤمنين رؤوف رحيم" أو "إن الله وملائكته يصلّون على النبى. يا أيها الذين آمنوا، صَلُّوا عليه وسلِّموا تسليما". وقد أورد الرازى الذى يستشهد به مأفونُنا الحديثَ التالى: "ما منكم أحد إلا وله شيطان. قيل : ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن الله تعالى أعانني عليه فأَسْلَم". وأظن أن هذا الحديث يضع حدا للجدال السخيف الذى فتح بابَه ذلك المأفونُ المتهالكُ العقل!
والآن إلى ما قاله الرازى فى هذا الموضوع: "ذكر المفسرون في تفسير ذلك القبول الحسن (يقصد القبول المذكور فى سورة "آل عمران" حين ابتهلت أم مريم إلى الله أن يعيذ ابنتها وذريتها من الشيطان الرجيم) وجوهًا: الوجه الأول: أنه تعالى عصمها وعصم ولدها عيسى عليه السلام من مس الشيطان. روى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مولود يُولَد إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهلّ صارخًا من مس الشيطان إلا مريم وابنها"، ثم قال أبو هريرة: اقرؤا إن شئتم: وِإِنّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرّيَّتَهَا مِنَ ?لشَّيْطَـ?نِ الرَّجِيمِ". طعن القاضي في هذا الخبر وقال: "إنه خَبَرُ واحدٍ على خلاف الدليل، فوجَب ردُّه، وإنما قلنا إنه على خلاف الدليل لوجوهٍ أحدُها: أن الشيطان إنما يدعو إلى الشر من يعرف الخير والشر، والصبي ليس كذلك. والثاني: أن الشيطان لو تمكن من هذا النخس لفعل أكثر من ذلك من إهلاك الصالحين وإفساد أحوالهم. والثالث: لمِ َخُصَّ بهذا الاستثناء مريمُ وعيسى عليهما السلام دون سائر الأنبياء عليهم السلام؟ الرابع: أن ذلك النخس لو وُجِد بَقِيَ أثره، ولو بقي أثره لدام الصراخ والبكاء، فلما لم يكن كذلك علمنا بطلانه". واعلم أن هذه الوجوه محتملة، وبأمثالها لا يجوز دفع الخبر، والله أعلم". ومن هذا يتبين لنا بأجلى بيان أن الكذاب لم يقطع عادته فى الكذب والتدليس، إذ لم يقل الرازى إن عيسى عليه السلام قد مُسِح من الأوزار والخطايا، بل ساق كلام المفسرين القائلين بذلك، لكن بإيجاز شديد، أما من نَفَوْا هذا فقد فصَّل كلامهم تفصيلا. ثم اكتفى بالقول بأن وجوه الاعتراض التى اعترض بها هؤلاء ليست قاطعة فى النفى، وإن كان من الممكن رغم ذلك أن تكون صحيحة. أى أنه لم يَنْفِ ولم يُثْبِتْ، بل اكتفى بإيراد الرأيين. وأقصى ما يمكن نسبته له من الرأى فى هذه القضية أن الأدلة التى احتج بها القاضى (عبد الجبار المعتزلى) لا تحسم الأمر. وهذا كل ما هنالك، فأين ما نسبه زيكو الحقير إلى ذلك المفسر الكبير؟
إننى لا أستطيع أن أهدأ كلما تذكرت أن هذا المَسْخ الغبىّ قد تمكن يوما من إضلال فتاة مسلمة من أتباع سيدنا النبى وجعلها تدق صليبا على يدها، ولولا لطف الله لهلكت البنت المتسرعة النزقة كافرةً فاستحقت لعنة الدنيا وجحيم الآخرة! أمعقول يا بنيتى يا خريجة الجامعة أن يستطيع هذا البهيمة الجهول أن يضحك عليك؟ فأين عقلك يا بنت الحلال؟ وأين اعتزازك بانتسابك لسيد النبيين والمرسلين؟ كيف بالله عليك ظننتِ أن مثل هذا الوغد السافل يمكن أن يكون على حق؟ أهذه سَحْنة إنسان صادق؟ أهذا صوت واحد من بنى آدم المخلصين؟ إنه ليس إلا أُبَيْلِيسا حقيرا لا عقل عنده ولا علم، أُبَيْلِيس لا يصلح فى دنيا الشيطنة إلا لــ"لَمّ السَّبَارِس" من تحت أرجل الشياطين الجالسين على المقاهى مثلما كنت أرى بعض الأطفال فى صباى بمقاهى طنطا يفعلون، وهذا إن كان فى دنيا الشياطين مقاهٍ وسَبَارِس. وأرجو أن أكون قد أعذرتُ إلى الله إذ ضيعتُ بعضًا من وقتى فى فضح جهله وغبائه، ولا داعى للحديث عن أسلوبه القبيح القمىء مثله، وكل ذلك من أجل أن قصتكِ قد آلمتنى، إذ كان السؤال ومازال: كيف يرضى مسلم من أتباع سيد النبيين والمرسلين أن يلوث عقله بالعقائد التى يعتقدها مثل ذلك الحمار السفيه الذى يصيح كالملدوغ: "الرسول النكّاح"، على حين تتلوَّى استه المنتنة شَبَقًا إلى من يطعنها حتى تهدأ، لا أهدأها الله ولا أراح صاحبها أبدا، وجعل ذلك الحمار، يعيش حياته كلها على نار، ويوم القيامة يزيد استه المنتنة (لأنه هو وأمثاله لا يستنجون ولا يعرفون للطهارة معنى)، يوم القيامة يزيد الله استه المنتنة نارا وأُوَارًا واستعارًا واحمرارًا؟! أتقول يا أيها الحمار: "الرسول النكاح"؟ وماذا فى ذلك؟ الدور والباقى عليك يا أيها "القُمّص المنكوح، صاحب الدبر المقروح"! ولعل القراء الآن يستطيعون أن يفسروا سر تقلقل ذلك النجس أثناء كلامه فى التلفاز وعدم استقراره فى جلسته على حال. السر كله لا فى شويبس كما كان يقول المرحوم حسن عابدين، بل فى دبر القُمّص المنتن، عليه وعلى دبره اللعنات! لقد دخل زيكو بدبره التاريخ، وأصبح دبره أشهر دبر فى العالم! وكما أنهم يقولون: "بعوضة النمرود، وعصا موسى، وبقرة بنى إسرائيل، وهدهد سليمان، وخُفّا حُنَيْن، وفيل أبرهة، وبخلاء الجاحظ، وذهب المعزّ وسَيْفه، ومعطف جوجول، وكرمة ابن هانئ، ودعاء الكروان، وبيضة الديك، ومعزة حسن أبى على، وبقرة حاحا، وصندوق أبى لمعة"، فإننا بدورنا نقول: "دبر زيكو"!
وفى النهاية أحب أن أنبه القراء الأفاضل إلى أن الأناجيل تخلو تماما من الإشارة (مجرد الإشارة) إلى الثالوث والتثليث والأقانيم الثلاثة التى يصدِّع بها الأغرارُ الحمقى أمخاخَنا، والتى يقوم دينهم المرقع على أساسها. وليس لهذا من معنى إلا أن تلك العقيدة الوثنية لم تظهر إلى الوجود، فيما يخص النصرانية، إلا بعد المسيح وكتابة الأناجيل. أى أنها لم تكن يوما من العقيدة التى جاء بها السيد المسيح عليه السلام وأنها إنما اختُرِعَتْ بأُخَرة. ليس هذا فحسب، بل إنه ما من نبى من قبل عيسى أو من بعده قد جاء بشىء من هذا الكفر: لا من أنبياء بنى إسرائيل ولا من سواهم. فلماذا يريد المعاتيه البلهاء أن نصدق بهذا الضلال؟ وما الذى يجرِّئهم كل هذه الجراءة ونحن الآن فى القرن الواحد والعشرين؟ إن مكان أولئك المتاعيس هو متحف التاريخ الطبيعى الخاص بالكائنات المنقرضة كالديناصورات وأشباهها مما غبر على اختفائه ملايين السنين، بحيث يكون تعليق كل من يرى بقاياهم هم وعقيدتهم أن يقول وهو فاغر فاه من الدهشة: ياه! تصوروا! لقد كان هناك قبل كذا مليون سنة ناسٌ متخلفون بلهاء كانوا يؤمنون بأن الله قد تجسّد وأنجب ولدًا (حيلة أبيه وأمه)، ثم سرعان ما أماته على الصليب! يا له من إله مخلول العقل! مسكين! عنده شعرة: ساعة تروح، وساعة تجىء! شفاه الله!
وبهذا نكون قد فرغنا من تفنيد سخافات زيكو فى المقارنة بين محمد وعيسى عليهما السلام، ونقيم نحن مقارنتنا بين النبيين الكريمين، ولكن على أسس منطقية وتاريخية وحضارية سليمة: فالتوحيد الذى نادى به محمد بقى كما هو، والحمد لله، رغم مرور أربعة عشر قرنا من الزمان على رحيل سيد الأنبياء عن الدنيا، ورغم كل الدواهى والمصائب التى نزلت على يافوخ المسلمين، ورغم المؤامرات التى حاكها وما زال يحيكها الصليبيون والصهاينة ضدهم وضد دينهم، بخلاف أتباع عيسى عليه السلام الذين سرعان ما عبثت أيديهم بما أتاهم به من التوحيد النقى واستبدلوا به وثنية بشرية. كذلك فتلاميذ عيسى قد تركوه عند أول تجربة حقيقية وهربوا ناجين بجلدهم حين جاء جند الرومان للقبض عليه حسبما تقول الأناجيل المزيفة، رغم أنه قد أنبأهم بأنهم سوف يفرّون ويخلّفونه وحيدا فى يد الأعداء ورغم تأكيدهم مع ذلك أنهم لن يفعلوا. بل إن بطرس قد أنكر معرفته إياه وأقسم بالله إنه لا صلة له به على الإطلاق. أما صحابة محمد فكانوا يفدّون نبيهم بالنفس والنفيس. وقد ترَّسُوا عليه مثلا فى غزوة أُحُد وتَلَقَّوْا عنه السهام بظهورهم، ولولا ذلك لكان من الممكن أن تصل إليه يد الكفار بالأذى الشنيع، إذ كانوا حريصين أشد الحرص على قتله آنذاك! كما أن رسالة محمد هى رسالة عالمية، على عكس رسالة عيسى التى كانت خاصة ببنى إسرائيل. ليس ذلك فقط، بل إن دعوة عيسى عليه السلام كما تصورها لنا السِّيَر التى كتبها بعض من يدَّعون الانتساب إليه (وهى المسماة بــ"الأناجيل") ليست أكثر من مواعظ خلقية تسودها التشنجات المثالية التى لا يمكن نجاحها فى دنيا البشر، أما رسالة محمد فرسالة شاملة، إذ هى رسالة عقيدية خلقية اجتماعية اقتصادية سياسية ثقافية. بعبارة أخرى هى رسالة حضارية تغطى جميع جوانب الحياة. ومرة ثانية لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن محمدا قد وضع رسالته موضع التنفيذ والتطبيق ونجح فى ذلك نجاحا مذهلا لم يحدث من قبل ولا من بعد، وكانت ثمرة ذلك أن أنهض الله على يديه المباركتين أمة العرب من العدم فحلّقت فى الذُّرَى العالية وأضحت سيدة العالم لقرون طوال. ومثال أو مثالان هنا يغنياننا عن ضرب غيرهما، فإن أمة لم تبلغ فى تجنب الخمر ما بلغته العرب بفضل دعوة محمد وإيمانها بدعوة محمد، أما أمم النصرانية فالخمر جزء لا يتجزأ من حياتها. كما أن الرهبانية التى ابتدعها مدَّعو التمسك بدينه والتى حذّرنا منها رسول الفطرة النقية المستقيمة قد جرّتْ وراءها انحرافات جنسية خطيرة ومستطيرة، ليس أكبرها الاعتداء على الغلمان والنساء حتى فى أقدس الأماكن عندهم، فضلا عن العلاقات غير الشرعية بين الرهبان والراهبات، وكذلك المُلاَوَطَة بين الأولين، والمُسَاحَقة بين الأخيرات. وهذان مثالان اثنان لا غير على النجاح الخارق الذى أحرزته دعوة رسولنا الكريم والذى لم تستطعه دعوة أى نبى أو مصلح آخر على مدار التاريخ البشرى كله. أما دعوة عيسى عليه السلام حسبما نطالعها فيما يسمى بــ"الأناجيل" فلم تطبَّق ولو ليوم واحد. إننا طول الوقت إزاء جماعة من المرضى والممسوسين والعُرْج والبُرْص والعُمْى يفدون على السيد المسيح طلبًا للبركة والشفاء، مع بعض المواعظ المشجية، وكان الله يحب المحسنين. ومرة ثالثة لا ينتهى الأمر هنا، ذلك أن عيسى، كما نقرأ فى الأناجيل المزيفة، لم يأت إلى قومه بشريعة، ودعنا من نقضه الشريعة الموسوية رغم أنه قد أكد أنه لم يأت لينقض الناموس، بل ليكمله. ثم جاء بولس فأتى على البقية الضئيلة من تلك الشريعة. يعنى بالعربى: "جاء بدرفها"! ومرة رابعة (أو خامسة، لا أدرى) لا تنتهى المسألة عند هذا الحد، إذ لو نظرنا إلى الموضوع من الزاوية الشخصية لوجدنا أن هناك فرقا بين محمد وعيسى كبيرا: فمحمد كان يعيش حياته كاملة فتزوج وأنجب ذرية، أما عيسى فلم يمارس هذا الجانب من جوانب شخصيته. وقد كان محمد خير زوج وأب عرفته الأرض، أما عيسى فلا شك أن حياته لم تعرف هذا الشىء، وإن كنا لا نقف أمامه طويلا ولا نستطيع أن ندلى برأينا فى السبب الذى من أجله لم يقيَّض له عليه السلام أن يتزوج وينجب كما يفعل الرجال فى الظروف المعتادة، إلا أننا نستنكر بشدة ما يتهمه به بعض الملاحدة الغربيين المجرمين من أنه عليه السلام كانت له علاقات منحرفة بهذه أو بذاك من أتباعه. أستغفر الله العظيم من هذا الرجس النجس الذى يراد به تلويث عِرْضِ واحدٍ من أطهر الرسل الكرام. وأخيرا وليس آخرا: أين يا ترى ذهب الإنجيل الذى بشر به السيد المسيح؟ إن الذى معنا الآن إنما هو مجموعة من السِّيَر التى كتبها بعض المنتسبين لدينه بعد وفاته بعشرات السنين ودون أن يلتزموا فيها بأى منهج، إذ كل ما اعتمدوا عليه هو الأقاويل التى سمعوها من هنا وههنا وأوردوها بعَبَلها وعُجَرها وبُجَرها دون تمحيص. وهذه السِّيَر ليست هى السِّيَر الوحيدة التى وصلتنا، بل هناك سِيَرٌ أخرى أهملتها الكنيسة وأخذت بهذه، ولا أحد يعرف السبب الذى على أساسه تمت هذه التفرقة! أما القرآن الذى نزل على قلب محمد فباقٍ كما هو لم يتغير فيه شىء. بهذه الطريقة يمكننا أن نعرف الفرق الحقيقى بين محمد وعيسى عليهما السلام. وإنى لأشبِّههما، كما قلت، بأخوين: أخٍ أكبر (هو محمد)، وأخٍ أصغر (هو عيسى)، عليهما وعلى جميع الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه!
(((((((((((((((بلاغ إلى جمعيات حقوق المرأة )))))))))))))))
الكاتب/ Administrator
أتقدم أنا العبد الفقير إلى الله ببلاغ عاجل إلى جميع جمعيات حقوق المرأة ، الموجودة على وجه الكرة الأرضية ، ضد ما يسمى عند النصارى الكتاب المقدس ؛ لما تضمنه من احتقار للمرأة وازدراء ، ونزعه عنها أبسط وأهم الحقوق ، وسأحدد موضوع البلاغ فى الآتى :
ومن يتزوج مطلقة فإنه يزنى " ( متى : 5 / 33 ) هذا ما ورد بإنجيل متى ، وكما نرى فإنه حكم على المطلقة بالإعدام ؛ فالمطلقة وفقاً لتلك الأقوال المزعومة أمام خيارين لا ثالث لهما ، إما أن تنحرف وتتجه للدعارة ، أو أن تنتحر ، ومن كان لديه خيار ثالث فليخبرنا به إن كان من الصادقين .. والسؤال : هل المطلقة تستحق هذا الحكم الجائر البشع ، كى تظل مخلوق تافه محروم من حقه فى الزواج ؟؟
ونفرض أن نصرانية طُلقت وهى فى العشرين من عمرها ؛ فهل ستظل خمسين عاماً بدون زواج ؟؟!! أم أن هناك حلولاً أخرى ؟؟ !!!!
ورجل استحالت حياته مع زوجته فطلقها .. هل ستظل طوال حياتها بدون زواج ؟؟ !!!
انظروا إلى القهر والظلم والإهانة والإزدراء ، وصح النوم يا جمعيات حقوق المرأة
* " لتصمت نساؤكم فى الكنائس لأنه ليس مأذوناً لهن أن يتكلمن ، بل يخضعن كما يقول الناموس أيضاً. ولكن إن كن يردن أن يتعلمن شيئاً فليسألن رجالهن فى البيت لأنه قبيح بالنساء أن تتكلم فى كنيسة " ( 1 كورنثوس 14 : 34- 35 )
كما قرأنا فالنساء ممنوعات أن يتحدثن على الإطلاق داخل الكنيسة ؛ فهل رأيتم أبشع من هذا الاحتقار والإزدراء ؟؟
* الكتاب المقدس يدعو لحرق المرأة : " وإذا تدنست ابنة كاهن بالزنى فقد دنست أباها بالنار تحرق " ( لاويين 21 : 10 )
الكتاب المقدس يحتقر المرأة ويجعل كل شئ من ناحيتها نجساً ويجعلها مسئولة عن الحيض !! والأغرب يدعوها للتكفير عن هذا العمل اللا إرادى !!!
" وإذا كانَ باَمرأةٍ سَيلانُ دَمِ مِنْ جسَدِها كعادةِ النِّساءِ، فسَبعَةُ أيّامِ تكونُ في طَمْثِها، وكُلُّ مَنْ لمَسَها يكونُ نَجسًا إلى المَغيبِ. 20وجميعُ ما تَضطَجعُ أو تجلِسُ علَيهِ في طَمْثِها يكونُ نَجسًا، 21وكُلُّ مَنْ لمَسَ فِراشَها يَغسِلُ ثيابَهُ ويَستَحِمُّ بالماءِ، ويكونُ نَجسًا إلى المَغيبِ. 22مَنْ لمَسَ شيئًا مِمَّا تجلِسُ علَيهِ يغسِلُ ثيابَهُ ويَستَحِمُّ بالماءِ، ويكونُ نَجسًا إلى المَغيبِ. 23وإنْ كانَ على فِراشِها أو على ما هيَ جالِسةٌ علَيهِ شيءٌ، فَمَنْ لمَسَهُ يكونُ نَجسًا إلى المَغيبِ. 24وإنْ ضاجعَها رَجلٌ فصارَ طَمْثُها علَيهِ يكونُ نَجسًا سَبعةَ أيّامِ، وكُلُّ فِراشٍ يَستَلقي علَيهِ يكونُ نَجسًا.
25وإذا سالَ دَمُ امرأةٍ أيّامًا كثيرةً في غيرِ وقتِ طَمْثِها أو بَعدَهُ، فلْتَكُنْ في جميعِ أيّامِ سَيَلانِها نَجسةً كما في أيّامِ طَمْثِها. 26فكُلُّ فِراشٍ تَستَلقي علَيهِ وكُلُّ ما تجلِسُ علَيهِ يكونُ نَجسًا. 27وكلُّ مَنْ لمَسَ شيئًا مِنها يكونُ نَجسًا، فيَغسِلُ ثيابَهُ ويَستَحِمُّ بالماءِ ويكونُ نَجسًا إلى المَغيبِ. 28وإذا طَهُرَت مِنْ سَيَلانِها فلتَنتَظِرْ سَبعَةَ أيّامِ، ثُمَ تَطهُرُ. 29وفي اليومِ الثَّامنِ تأخذُ لها يَمامتَينِ أو فَرخي حمامِ وتجيءُ بهما إلى الكاهنِ، إلى بابِ خيمةِ الاجتِماعِ، 30فيُقَرِّبُ الكاهنُ أحدَهُما للرّبِّ ذبيحةَ خطيئةٍ والآخرَ مُحرَقةً، ويُكفِّرُ عَنها الكاهنُ أمامَ الرّبِّ سَيَلانَ نَجاستِها. " ( لاويين : 15 – 19 / 31 )
بقى شئ واحد نسى كاتب سفر اللاويين أن يذكره ، وهو أن كل من يقرأ سفر اللاويين يكون نجساً !!
أرأيتم عنصرية أبشع من كلام سفر اللاويين ؟؟!! أين جمعيات حقوق المرأة ؟؟ أم أن تلك النصوص هى العدل والحرية والديمقراطية ؟؟!! وهل تناسب هذه النصوص القرن الحادى والعشرين على فرض صحتها ؟؟!!
تأملوا لو أن امرأة ذهبت وفى يدها يمامتين ومرت أمام مجموعة من الناس ماذا سيكون شعورها وقتها ، وهى ذاهبة لتكفر عن الخطيئة التى لا تغتفر وهى الحيض ؟؟!!! اللهم ثبت عقولنا فى رؤوسنا .
ماذا لو تغامز عنها الناس وقالوا : انظروا إلى تلك المرأة الحائض التى تذهب لتكفر عن حيضها !! بالله عليكم أى عاقل يقبل هذا الكلام ؟؟
* الكتاب المقدس يزعم أن ولادة الأنثى تضاعف النجاسة !!! ركزوا معى فى هذا الإزدراء والإحتقار
" ُقلْ لِبني إِسرائيلَ: إذا حَبِلَتِ اَمرأةٌ فوَلَدَت ذَكَرًا، تكونُ نَجسةً سَبعَةَ أيّامِ كما في أيّامِ طَمْثِها. 3وفي اليومِ الثَّامنِ يُختَنُ المولودُ. 4وتنتَظِرُ ثلاثةً وثلاثينَ يومًا آخرَ لِيتطهَّرَ دَمُها، لا تُلامِسُ شيئًا مِنَ المُقَدَّساتِ ولا تدخلُ المَقْدِسَ حتى تَتِمَ أيّامُ طهورها
5فإنْ وَلَدت أُنثى، تكونُ نَجسةً أسبوعينِ كما في أيّامِ طَمْثِها، وتنتَظِرُ سِتَّةً وستينَ يومًا لِيتطهَّرَ دَمُها.6وعِندَما تَتِمُّ أيّامُ طُهورِها، لِذَكَرٍ كان أو أُنثى، تَجيءُ بِخروفٍ حَوليٍّ مُحرَقةً، وبِفَرْخ حمامِ أو بيمامةٍ ذبيحةَ خطيئةٍ إلى بابِ خيمةِ الاجتِماعِ، إلى الكاهنِ، 7فيُقَرِّبُها أمامَ الرّبِّ ويُكَفِّرُ عنها، فتَطهَرُ مِنْ سَيَلانِ دَمِها. هذِهِ شريعةُ التي تَلِدُ ذَكَرًا أو أُنثى. 8وإنْ كانت لا تَملِكُ ثَمَنَ خروفٍ، فلْتَأخذْ يَمامَتَينِ أو فرخي حمامِ، أحدُهُما مُحرَقةٌ والآخرُ ذبيحةُ خطيئةٍ. فيُكَفِّرُ عنها الكاهنُ، فتَطهُرُ
والآخرُ ذبيحةُ خطيئةٍ. فيُكَفِّرُ عنها الكاهنُ، فتَطهُرُ "
هذه هى المرأة فى الكتاب المقدس ، لذا : أرجو من جميع جمعيات حقوق المرأة ، أن تتخذ اللازم ضد هذه العنصرية وأن تأمر بالتحقيق الفورى فى هذا البلاغ المقدم من طرفى ، ونتمنى أن نسمع خبر مفرح فى القريب العاجل بتجريم هذه النصوص ، وذلك لتحقيرها وتسفيهها للمرأة وكأنها كائن قذر . ولله يا زمرى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟========================================================(((((((( حينما قال البابا كيرلس (( أنا عايش )) !! ))))))))
الكاتب/ Administrator
حينما قال البابا كيرلس (( أنا عايش )) !! بقلم / محمود القاعود
يعانى النصارى فى هذه الأيام من كثرة ترك الكثير من النصارى للنصرانية والفرار من جحيمها إلى الإسلام العظيم الذى يحترم العقل والإنسان ... وفى سبيل مداراة العجز والقصور فى ديانتهم المحرفة ، اتبعوا أساليب قذرة للتأثير فى المرتدين عن ديانتهم اللا آدمية . فإما أن يتهجموا على الإسلام والذى يفر إليه النصارى هرباً من جحيم النصرانية ، أو أن ينشروا الخزعبلات والخرافات بين أتباعهم ، وأن مريم تظهر فى السماء يوم الأحد وأن هناك معجزات تحدث لقساوسة النصارى !!!!
وفى مواقعهم الإليكترونية يستلقى الإنسان على ظهرة من كثرة الضحك بسبب ما يقرأه من معجزات مزعومة لقساوسة النصارى ؛ وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على فشل كبير ، وسقوط مريع للنصرانية المحرفة . وأضحكوا يا حضرات القراء وتأملوا مدى الإفلاس الذى وصل إليه النصارى . عندهم قسيس يدعى (( البابا كيرلس السادس )) نسبوا له مالا يصدقه عقل أى إنسان سليم وطبيعى . فقد نسبوا لهذا الكيرلس شفاء المرضى ، وتفجر الماء من بين يديه ومعرفة الغيب !!!!!!!! وبقى شئ لم يكتبه المخابيل الذين كتبوا هذا الهراء والعبث بعقول الناس أن ينسبوا له إحياء الموتى !!!!! انظروا إلى إحدى المعجزات الكاذبة : ((يحكى ابونا صليب سوريال ويقول ذهبت يوما الى مدينة ابو قرقاص ودعانى طبيب للغذاء عنده وبعد الغذاء قص لى ذلك الطبيب قصة جميلة جدا... قال: اصبت بازمة قلبية وذهبت لطبيب فى القاهرة وبعد الكشف عرفنى ان الازمة قوية وفى حاجة لملازمة الفراش مدة 3 شهور دون حركة اطلاقا ويقول انى حزنت على نفسى كثيرا لانى صغير السن وفى احد الايام خلال رقادى فى السرير اخذت اعاتب الله خاصة وان اولادى الثلاثة فى سن السابعة والخامسة والثالثة وانخرطت فى البكاء فى هذه اللحظة تذكرت لو ان البابا كيرلس كان لسة عايش مش كنت رحت له وصلى لى يمكن كنت نلت الشفاء فى هذه اللحظة فُتح باب الغرفة وسمعت دقات عصا تدق الارض وسمعت صوت يقول أنا عايش .. انت فاكر انى مت ؟ وهنا دخل البابا كيرلس بهيبته وقامته المرفوعة وعلى وجهه ابتسامة وجلس على كرسى الى جوار السرير ووضع يده على رأسى وصلى ثم قال لى الحياة دى هِدمة ولقمة .. ليه مموت نفسك .. هدى شوية .. هدى يابنى شوية .. ومن المهم يابنى انك تسافر للنزهة مع اسرتك لبعض الوقت ورشمنى بالصليب ووضع يده على قلبى وضغط عليه وقال لى خلاص انت نلت الشفاء لكن لا ترهق نفسك ثانية .. خفف من الجهد الكبير الذى تبذله .. ثم انصرف وانا غير مصدق توجهت بعد ذلك الى معهد القلب بامبابة اقود سيارتى بنفسى وأجرى الكشف علىّ مدير المعهد وقام بعمل رسم قلب وكانت النتيجة عجيبة لان نتيجة الرسم مختلفة تماما عن الرسم السابق حتى ظن مدير المعهد انها خاصة بمريض اخر ووقعت فى يدى بطريق الخطأ ولكنه وجد اسمى على الرسم فلم يسطع ان يقدم تفسيرا لما حدث سوى انه معجزة - عن كتاب التقوى لا تموت - )) !!!!!!!!!!!!!!!!!! (( وسمعت صوت يقول أنا عايش )) إن الذى يقول أنا عايش هو مطرب مشهور وليس البابا كيرلس ، ويبدو أن الذين كتبوا هذه المعجزة المضحكة كانوا يستمعون للأغنية والتى تقول : (( أنا عايش ومش عايش ومش قادر على بعدك )) !!!!!! إذاً نقترح على جميع مستشفيات ومعاهد أمراض القلب أن تغلق جميع أبوابها ، لأننا قد وجدنا البديل ، وهو البابا كيرلس السادس الذى يشفى مريض القلب بمجرد أن يقول : أنا عايش !!!!! أرأيتم المستوى الذى وصل إليه النصارى ؟؟؟؟؟ إنه مستوى يبعث على الإشفاق بحال هؤلاء الذين اضحكوا العالم على وساخة عقولهم وعهر تفكيرهم . هل بهذا الهراء سيقتنع النصارى بالنصرانية ؟؟؟؟ إن من يصدق مثل هذا الكلام فهو لا يستحق أن يُحسب على الجنس البشرى واضحكوا على هذه المعجزة والتى جاءت بعنوان : (( موضوعك أنا عارفه )) !!!! ((وتحت عنوان" يابني موضوعك أنا عارفه ،وبأصلي لك"كتب الاستاذ دكتور/ ......بمصر الجديدة عن تجربته مع البابا كيرلس السادس.(يلاحظ ان سيادته كتب الاسم والعنوان كاملين ، وطلب عدم ذكرهما عند النشر) مقدمة جرت أحداث هذه الواقعه في شهر أكتوبر عام 1988 وكنت في ذلك الحين أستعد لتقديم أبحاثي وأوراقي للترقية الي درجة رئيس بحوث ( تعادل درجة استاذ) وحيث أن هذه الدرجة تعتبر ختام السلم الوظيفي، فيلزم أن تكون الأبحاث علي مستوي رفيع، وبعدد كاف حتي تجاز الترقية، ولم تكن هذه هي الصعوبة الوحيدة التي تواجهني للترقي بل الي جانبها العراقيل التي يتفنن البعض في وضعها لحجب الخير عن الغير ،وهي أمور تصادف الانسان في حياته الوظيفية وغير خافية عن لب القاريء. أزف ميعاد التقدم ولم يكن لدي سوي خمسة أبحاث ، وهذا العدد أعتبرته غير كاف بالنسبة لي فكنت أمر بضيق شديد لأنه سيترتب علي تأخر ترقيتي أن يسبقني زملائي الاحدث مني في السلم الوظيفي، ويصبحوا رؤسائي في العمل ،وهذا ما لايقبله أحد نظرا لحدة التنافس بين الزملاء ،وللفردية التي تسود جو العمل. وفي ليلة الاحد حلمت انني في موضع مزدحم بالناس ،وكلهم ملتفين حول البابا كيرلس ويسعون لنوال البركة ،وكنت أقف بعيدا عنه ،فأخذت أصرخ وأقول :ادعي لي يا سيدنا . بارك البابا الجمع ،وأخيرا وجدت المكان خال ،وقداسة البابا جالسا علي كرسيه فأرتميت في حجره وقلت له: "صلي لي يا سيدنا...ادعي لي ياسيدنا" ،فاذا بالبابا يربت علي ظهري عدة مرات ويقول :يابني موضوعك أنا عارفه وبأصلي لك". ردد هذه العبارة مرتين. المعجزة استيقظت في الصباح وأنا متعجب ،وحكيت لوالدتي القصة ،فقالت لي اطمئن...البابا كيرلس بيصلي لك من أجل الترقية. قلت لها ( مستبعدا تماما امكان حدوث الترقية) : ترقية ايه...دا الميعاد أزف والأبحاث مش كفاية ،فقالت لي في ثقة : هوه كده زي ما بأقول لك. توجهت للعمل وحوالي الساعة الحادية عشر أتي الي معملي طالب في الدراسات العليا ، ومعه أربعة أبحاث PAPERS منشور عليها اسمي وقال لي : الدكتور (فلان) من كلية.. يرسل لك هذه الأبحاث التي نشرت بمجلة الكلية. في تلك اللحظة تذكرت الحلم، فاقشعر جسمي ،وكدت اقفز فرحا لشعوري بالمعونة الالهية القوية والعجيبة لشخصي الضعيف غير المستحق. تقدمت بالأبحاث، ونلت الترقية في موعدها المحدد تماما. مجدت اسم الله القدوس المعين للمتكلين عليه بكل قلوبهم الذي يستجيب لشفاعات قديسيه، ويرسلهم لمعونتنا وتعزيتنا، ويحيطنا بهم فيدركون احتياجاتنا وأنات قلوبنا حتي قبل البوح بها. )) !!!!!!!!!!!!!!!!!!! أرأيتم يا حضرات القراء المحنة التى وصل إليها العقل النصرانى .... البابا كيرلس السادس يقوم بترقية إنسان ويمنحه درجة الأستاذية !!!!!!!!!! ونقترح أيضاً على جميع أعضاء هيئات التدريس ألا يقوموا بعمل أى بحوث لأن البابا كيرلس يقول للذى يريد أن يحصل على درجة الأستاذية : (( موضوعك أنا عارفه )) !!!!!!!! ما هذا العبط والاستخفاف بعقول البشر ؟؟؟؟؟؟؟ شئ من العقل يا نصارى .... وكفاكم أن الناس باتت تضعكم الآن فى زمرة المجانين.
كتب لشبكة ردود الإسلامية الأستاذ محمود القاعود؟؟؟؟؟====================================================================((((( ياعبير : كوز المحبة اتخرم !! )))))))))))))))))
الكاتب/ Administrator
بقلم / محمود القاعود
Moudk2005@yahoo.comهذا البريد محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته
وعبير التى أخاطبها هى (( عبير قاسم حمزة رشيد الجنابى )) تلك الطفلة البريئة التى لم تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها ، وكانت تقطن المحمودية جنوب بغداد ، وقام جنود الإحتلال الصليبى الأمريكى باغتصابها وقتلها وحرقها ؛ فى واحدة من أبشع جرائم النصارى المعاصرين بحق الإسلام وبلاد المسلمين .
لقد تناوب عشرة جنود أمريكان اغتصاب (( عبير )) ، ثم سحقوا رأسها بآلة حادة ، وأشعلوا النار فى صدرها لتلتهم باقى جسدها ...
أرأيتم يا سادة ماذا فعل جنود الأمريكان ؟؟؟؟؟
ولا بد أن يكون كل فعل ناتجاً عن تنشئة معينة وتربية خاصة ، وإذا وضعنا فى الاعتبار أن الدين يُعد هو المكون الرئيسى لثقافة الناس ؛ فإن الأمريكان الذين يدينون بالنصرانية قد قاموا بهذا الفعل الإجرامى البشع نتيجة لثقافة دينية تحرضهم على القتل والاغتصاب وسفك الدماء ، ولنتأمل فى الكتاب المقدس لنرى المبرر الذى أعطى جنود الأمريكان الحق فى اغتصاب طفلة صغيرة ، وقتل والدها رمياً بالرصاص فى رأسه ، وقتل والدتها أيضاً رمياً بالرصاص فى بطنها وأسفلها ، وقتل شقيقتها (( هديل )) ( بنت السابعة ) برصاصة فى رأسها .
يقول الكتاب المقدس :
((فَأَوْصَوْا بَنِي بَنْيَامِينَ قَائِلِينَ: انْطَلِقُوا إِلَى الْكُرُومِ وَاكْمِنُوا فِيهَا. وَانْتَظِرُوا حَتَّى إِذَا خَرَجَتْ بَنَاتُ شِيلُوهَ لِلرَّقْصِ فَانْدَفِعُوا أَنْتُمْ نَحْوَهُنَّ ، وَاخْطِفُوا لأَنْفُسِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ امْرَأَةً وَاهْرُبُوا بِهِنَّ إِلَى أَرْضِ بَنْيَامِينَ (( ( القضاة 21 : 20 )
دعوة صريحة للخطف والإغتصاب ، يقول بالنص : ((( اخطفوا ))) ، أرأيتم كبف أن جنود الأمريكان متمسكين بالنص لدرجة يُحسدون عليها ؟؟؟؟!!!!
فقد قاموا بالواجب وزيادة ، (( خطف وقتل وهتك عرض ))
وربما يطرح البعض سؤالاً جوهرياً : لماذا قام جنود الأمريكان بحرق الطفلة (( عبير )) بعد اغتصابها ؟؟!!
ونرد بأن الكتاب المقدس أمرهم بهذا
((فَضَرْباً تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 16تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَتَكُونُ تَلاًّ إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ. (تثنية 13: 15- 17)
ومن خلال النص السابق رأينا دعوة صريحة لحرق مدينة بأكملها فما بالنا بفتاة واحدة ؟؟؟؟؟؟
وربما يسأل البعض أيضاً : ولماذا قام جنود الأمريكان بقتل الطفلة (( هديل )) بنت السابعة شقيقة (( عبير )) ؟؟؟
ونرد بأن الكتاب المقدس أمرهم بهذا :
((
فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً )) ( صموئيل الأول )
فإذا كان الكتاب المقدس يأمرهم بقتل الأطفال الرضع والنساء والبهائم ، فماذا ننتظر من الأمريكان ؟؟؟؟؟؟
وللذين يتساءلون عن الاغتصاب نقول اقرءوا وتأملوا هذا النص :
((11وهذا ما تعملونه.تحرّمون كل ذكر وكل امرأة عرفت اضطجاع ذكر. 12فوجدوا من سكان يابيش جلعاد اربع مئة فتاة عذارى لم يعرفن رجلا بالاضطجاع مع ذكر وجاءوا بهنّ الى المحلّة الى شيلوه التي في ارض كنعان14 فرجع بنيامين في ذلك الوقت فاعطوهم النساء اللواتي استحيوهنّ من نساء يابيش جلعاد ولم يكفوهم هكذا.) قضاة ( 21 : 12 -14 ).
العجيب أن الكتاب المقدس يأمر بمعرفة العذارى !!!!!وهذا معناه أنه يتم اغتصاب جميع النساء والبنات حتى تتسنى للرجال معرفة العذارى ... وإذا اعترض أحد وقال لا ، فكيف يا تُرى يتم الكشف عن العذارى ؟؟؟؟!!!!!
ربما يكون معرفة العذراء بطريقة ال ( إس . إم . إس ) ؟؟؟!!!
يا عبير سيظل يوم الثانى عشر من مارس 2006م شاهداً على استقامة جنود الأمريكان وتنفيذهم لأوامر الرب والتى تقضى بالاغتصاب والقتل والحرق وهتك الأعراض والتعذيب
عبير أيتها الطفلة الشهيدة : إنها تعاليم الكتاب المقدس بأكمله وليس العهد القديم فقط ... تأملى أيتها الشهيدة قول إله الليالى الحلوة والشوق والمحبة رب المجد ياسوع : ((لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. 35فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا )) ( متى 10 )
تأملى يا أيتها الشهيدة قول إله الليالى الحلوة والشوق والمحبة : ((أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي )) ( لوقا 19 : 27 )
هذه هى المحبة التى صدعوا بها رؤوسنا ليل نهار ...
يا عبير : قولى لهذا الإله الذى أمر جنوده باغتصابك وهتك عرضك وقتل شقيقتك ووالديكِ : (( حب إيه اللى إنت جاى تقول عليه ، إنت عارف قبلة معنى الحب إيه ؟؟؟ )
وإن شئتِ فقولى له : (( كوز المحبة اتخرم )) ؟؟؟=========================================================================؟؟(((( بعد قراءة الكتاب المقدس اتضح أن المسيح تزوج أمه !!!! ))))))))))))))))
الكاتب/ Administrator
" (( لازم الروح القدس تحل عليك الأول عشان تفهم ))هذه هى العبارة التى يقولها جميع النصارى لأى إنسان – أياً كانت ديانته – لكى يبرروا فساد معتقدهم .. ويضيف بعضهم ، أنه لابد أن تدعو الله حتى تستطيع أن تفهم كلام الكتاب المقدس .. وأقسم بالله أنى دعوت الله كثيراً كى أفهم كلام الكتاب المقدس فاتضح لى أن المسيح قد تزوج أمه !!
ليست نكتة أو دعابة ، ولكنها الحقيقة ، فالكتاب المقدس لا تنقضى عجائبه وغرائبه ، وأنصح الأخوة المحررين بجريدة الأهرام أن يستعينوا بهذا الكتاب فى بابهم الشيق صدق أو لا تصدق .. ولنبدأ الموضوع ..
النصارى الأرثوذكس يؤمنون إيماناً جازماً أن الله ثلاثى الاقانيم ( الأب والابن والروح القدس ) فهو واحد فى ثالوث وثالوث فى واحد ، والثلاثة شئ واحد لا يتجزأ ولا انفصال بينهم اطلاقاً . إذن يتضح لنا من اعتقادهم أن الأب والابن والروح القدس هم الاله الواحد مثلث الأقانيم .
لكن كيف تزوج المسيح أمه يا تُرى ؟؟ نجد الاجابة فى إنجيل متى الإصحاح الأول : " أما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا . لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وجدت حُبلى من الروح القدس " ( 19 ) .
من خلال هذا النص يتضح لنا أن مريم حملت من الروح القدس ، وبما أن الروح القدس والأب والابن شئ واحد ، إذن فقد حملت مريم من المسيح ؛ لأن المسيح الذى هو الابن هو نفسه الروح القدس هو نفسه الأب ... وإذا استشكل أحد وقال أن الروح القدس شئ آخر ، فهذا يبطل زعمهم أن الثلاثة واحد .. فيصبح بذلك الثلاثة ثلاثة ، فما رأيكم دام فضلكم أنتم وأولياؤكم ؟؟؟!!
وهذا النص يثبت أيضاً زنى المحارم ، فبحسب الكتاب المقدس المسيح زنى بأمه !! – واستغفر الله العظيم – فقد حملت مريم من الروح القدس الذى هو نفسه المسيح هو نفسه أيضاً الأب ، فهل رأيتم استهزاءً بعقول الناس أكثر من هذا ؟؟
والغريب أنك تجد المدافعين يبررون تبريرات غريبة وعجيبة ، وأنه لابد أن تحل عليك الروح القدس حتى تفهم الهراء المكتوب !! فماذا إذا لم تحل الروح القدس ماذا نفعل ؟؟!! وهل ينزل الله " لوغاريتمات " لا يفهمها الناس ؟؟!!
انظروا إلى الكتاب المقدس وازدرائه لمريم ، وانظروا إلى القرآن الكريم وهو يتحدث عن مريم الطاهرة الشريفة العفيفة البتول : " وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين " (آل عمران : 42 ) هذا هو القرآن الكريم .
الكتاب المقدس يقول أنها زنت مع ابنها الذى هو والروح القدس والأب شئ واحد ... أرأيتم الفارق بين القرآن الكريم والكتاب المقدس ؟ إنه الفارق بين السماء والأرض .
هل سمعتم يا سادة عن ابن يتزوج أمه بل ويزنى بها ؟؟!! وما هو التبرير العبقرى لهذا المطب المحرج ؟؟ أم أنه لابد أن تحل علينا الروح القدس ؟؟!! أم أنها رموز مثل لعبة الرموز التى يستخدمونها دائماً ؟؟!!
وإذا استشكل أحدهم وقال الكتاب المقد س لم يقل أنه زنى ، إذن فما معنى أن الروح القدس الذى هو المسيح هو نفسه الأب حل عليها وحملت منه ؟؟؟؟!!
لقد كان إمامنا وحبيبنا فضيلة الشيخ العظيم الراحل محمد متولى الشعراوى – رحمه الله – من المتصدين لفساد العقيدة النصرانية ، وقد احتار النصارى فى الرد عليه ، وكان قد اثار موضوع أن المسيح تزوج من خمسة ، وهذا ما ورد فى إنجيل متى اصحاح 25 :
( حينئذ يشبه ملكوت السموات عشر عذارى أخذن مصابيحهن وخرجن للقاء العريس .
2 وكان خمس منهنّ حكيمات وخمس جاهلات .
3 أما الجاهلات فأخذن مصابيحهن ولم يأخذن معهن زيتا .
4 وأما الحكيمات فأخذن زيتا في آنيتهن مع مصابيحهن .
5 وفيما أبطأ العريس نعسن جميعهن ونمن .
6 ففي نصف الليل صار صراخ هوذا العريس مقبل فاخرجن للقائه .
7 فقامت جميع أولئك العذارى وأصلحن مصابيحهن .
8 فقالت الجاهلات للحكيمات أعطيننا من زيتكن فان مصابيحنا تنطفئ .
9 فأجابت الحكيمات قائلات لعله لا يكفي لنا ولكنّ بل اذهبن إلى الباعة وابتعن لكنّ .
10 وفيما هنّ ذاهبات ليبتعن جاء العريس والمستعدات دخلن معه إلى العرس وأغلق الباب .
11 أخيرا جاءت بقية العذارى أيضا قائلات يا سيد يا سيد افتح لنا .
12 فأجاب وقال الحق أقول لكن أني ما أعرفكن .
13 فاسهروا إذا لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة التي يأتي فيها ابن الإنسان )
ومن خلال هذه النصوص يتضح لنا أن المسيح تزوج من خمسة سيدات عذارى ؛ وإلا فما معنى دخلن معه إلى العرس وأُغلق الباب ؟؟!! وكان هنا تساؤل مولانا العظيم : ماذا بعد أن اُغلق الباب ؟؟ ماذا حدث وماذا فعل العريس مع العذارى الخمس ؟؟؟
ونقول يا مولانا الإمام ربما كان يلعب الورق أو كان يلعب " استغماية " ؟!! فكل شئ وارد عند النصارى .. وتجدهم يقولون ، أن ما ورد فى هذه النصوص تشبيه ليس أكثر ؛ لأنه قال : " حينئذ يشبه ملكوت السماوات " ، إذن فهل يشبه ملكوت السماوات خمس عذارى أُغلق عليهن الباب مع العريس ؟؟؟ وما الحكمة من هذا التشبيه ؟؟ ثم ما هو هذا الملكوت الذى يُشبه عريس وخمسة عذارى فى غرفة واحدة والباب مُغلق عليهم ؟؟؟ ربما كان ملكوت صالة ( ليلة العمر ) للأفراح والليالى الملاح الكيلو سبعتاشر الطريق الصحراوى شمال فى يمين !!!
وقد حاول معتوه النصارى زكريا بطرس أن يرد على ما أثاره الإمام الشعراوى ، فتحدث فى حلقة تليفزيونية بقناة الحياة الفضائية بعنوان " الرد على افتراءات الشعراوى حول مثل العذارى " ، فماذا قال ؟؟ قال : " الشعراوى عاش فى ثقافة جنسية واطية !! " .... ولم يقل لنا ما هى هذه الثقافة بالضبط ؟؟ أهى ثقافة نشيد الأنشاد ؟؟ أم ثقافة حزقيال ؟؟ أم ثقافة منى الخيل ؟؟ أم ثقافة زنى لوط بابنتيه ؟؟ أم ثقافة زنى المحارم ( المسيح وأمه ) كما يفترون ؟؟ أم ثقافة قتل داود لجاره واغتصاب زوجته ؟؟ أم ثقافة أهولة وأهوليبة ؟؟ أم ثقافة دوائر الفخذين والسرة والبطن والثديين ؟؟ أم اغتصاب الأخ لأخته ؟؟ أم زنى الأب مع زوجة ابنه ؟؟ فأى ثقافة بالضبط عاش فيها سيدك الشعراوى يا سفيه النصارى ؟؟؟ مثلك يا زكريا بطرس الذى يحيا فى مستنقع الرذيلة والجنس واللواط ، وليعلم الجميع أن سبب طرد هذا القسيس القذر من مصر محاولته الاعتداء الجنسى على إحدى النصرانيات حينما كان متواجداً بمصر الجديدة ، وأنه كان يُمارس اللواط ... حقاً : " رمتنى بدائها وانسلت " .
ويفسر مثل العذارى الوارد بانجيل متى فيقول : " العذارى رمز إلى السهر الروحى ومقلش إنهم عرايس !!! "
انظروا إلى منطق سفيه النصارى ، ونسأله هل العرايس ثيبات ؟؟!! ما هذا الحمق والغباء ؟؟ ثم يواصل هذيانه قائلاً : " العذارى ترمز إلى عذراوية الروح !!! " ربما كان للروح غشاء بكارة ، صحيح اللى اختشوا ماتوا .
والمدهش بعد أن قال عذراوية الروح وهذا الكلام السقيم المضحك وهو فى بداية الحلقة ولم تمر سوى دقائق نراه يقول : " أنا شايف إن الوقت بيجرى بتاعنا " !!! وهذه العبارة تدل على إفلاسه الشديد وعجزه عن أى رد مقنع وأى رد منطقى ...
رحمة الله عليك يا إمامنا العظيم ، كم أنت رائع يا شيخنا الشعراوى ، وكم أنت معجز وأنت حى وأنت بين يدى الله ... فقد جعلت سفيه النصارى وأمامه الوقت الكثير أن يفقد صوابه ويقول " أنا شايف الوقت بتاعنا بيجرى " بقى أن يقول سفيه النصارى " قد إيه من عمرى قبلك راح " !!!
لقد اعتقد سفيه النصارى أنه سيرد على الإمام العظيم بالوقاحة والسفالة وقلة الأدب وظل يردد : " الراجل دا مالقاش حد يرد عليه " ... وها أنت يا سفيه النصارى قد رددت ، فماذا فعلت ؟؟!! لقد قلت من بداية الحلقة " الوقت بيجرى " !!! ولم ترد على أى شئ .....
العقل النصرانى فى محنة كبيرة .. لن يخرج منها إلا إذا تجرد من أى تحيز ونظر لدينه نظرة موضوعية متجردة من العواطف .. ساعتها سيقول كل نصرانى : " غطينى يا صفية مفيش فايدة " .. صحيح مفيش فايدة مع الكتاب المقدس ولله يا زمرى ؟؟؟؟؟=======================================================================((((( هل كانت الكعبة كنيسة ؟! )))))))))))))))))))
الكاتب/ Administrator
هل كانت الكعبة كنيسة ؟! بقلم / محمود القاعود
لا يتورع النصارى عن فعل المنكرات ؛ من أجل ذلك نتوقع منهم عمل أى شئ مهما كان هذا الشئ ... فبعد أن أصاب العجز قساوسة النصارى لاقناع أتباعهم بالديانة النصرانية ؛ تحولوا صوب الإسلام العظيم ليطرحوا عليه قذارة عقولهم ، وعهر أفكارهم
والمتابع لحال كلاب النصرانية الضالة ، يتيقن أنهم يمارسون ما يُسميه علم النفس ب (( الإسقاط )) ، أى أنهم يُسقطون عيوب كتابهم وفضائح ديانتهم على القرآن الكريم والإسلام العظيم .
ولأنهم برعوا فى استخدام (( الإسقاط )) ، فقد اتهموا المصطفى صلى الله عليه وسلم – كذبا وإفكاً وزوراً – بأنه ليس ابناً لأبيه (( عبدالله )) ؛ وذلك لأنهم يعانون من هذه العقدة ، وهى الاتهام الباطل الموجه للمسيح عليه السلام ، بأنه ابن زنا والعياذ بالله .
اتهموا القرآن الكريم بأنه محرف ، وذلك لأن كتابهم محرف ، ويكفى فقط لمعرفة التحريف الذى أصابه أن تقرأ عن الطيور التى تمشى على أربع !!!!
والبول الذى يُشرب والبراز الذى يؤكل !!!!
والأرض المربعة !!
والذى يقتل ألف رجل بفك حمار !!! وكأن فك الحمار قنبلة هيدروجينية !!!!.... إلخ هذه الخرافات والتى لا تليق إلا بخمارة يتفكه فيها المساطيل والحشاشين .
اتهموا المصطفى – إفكاً وزوراً وتضليلا – بأنه شاذ جنسياً ، ذلك لأنهم يعانون من هذه العقدة ، حيث أن هناك اتهامات كاذبة للمسيح عليه السلام تتهمه بأنه شاذ جنسياً ، والدليل عند الكذبة الذين يفترون على المسيح عليه السلام ، عدم زواجه ...
يتضح لنا أن النصارى يريدون دائماً استخدام المثل القائل : (( لا تعايرنى ولا أعايرك الهم طايلنى وطايلك )) ، ولكننا نقول لهم الهم (( طايلكم )) لوحدكم ، الإسلام العظيم لا يؤثر فيه نباح الكلاب أو نقيق الضفادع .
ويُطالعنا دائماً كلاب النصرانية الضالة بكل ما هو شاذ وساقط وغريب . ومن أمثلة شذوذ فكر النصارى ما طرحته علينا ساقطة تدعى (( ناهد محمود متولى )) فى كتاب بعنوان (( رحلتى إلى الكعبة )) ، تتدعى هذه العاهرة أن الكعبة كانت كنيسة !!!!!!
وقبل أن نرد، نوضح للقارئ الكريم حقيقة هذه الساقطة التى تكذب على الإسلام العظيم ؛ فقد ضبطت العاهرة (( ناهد محمود متولى )) فى عدة قضايا آداب مثبوتة فى محاضر رسمية أثناء تواجدها بمصر ، قبل فرارها إلى إله الليالى الحلوة والشوق والمحبة رب المجد ياسوع !!!
وإذا جاءت الأفكار من عاهرة ، فماذا عسانا نتوقع هذه الأفكار ؟؟؟؟!!!!
هذه العاهرة يُطلق عليها كلاب النصرانية الضالة (( ماما ناهد )) !!
ولا نعلم هل رأى النصارى أمهم ناهد ، وهى تمارس الدعارة مع (( عبده زمارة )) والذى ورد اسمه فى محضر رسمى من المحاضر العديدة التى حُررت ضدها بمعرفة بوليس الآداب ؟؟؟؟؟؟
ولأن هذه العاهرة تمارس الإسقاط فكثيرا ما تسب السيدة عائشة رضى الله عنها ، أو كما يقولون (( ودت الزانية لو أن كل النساء زوانى )) .
وفى فصل من كتابها بعنوان (( هل الكعبة كنيسة )) تقول العاهرة ناهد متولى :
(( هل كانت الكعبة مسجد مسيحى قبل الإسلام ؟ ! ))
ويبدو أن العاهرة لم تع ما تقول ؛ فالنصارى لا يسجدون لله مطلقاً ، إذاً فالسؤال الذى طرحته غير منطقى ولا معقول ، لأن مسجد مسيحى تعنى أن النصارى يسجدون لله ، وهذا لا يحدث على الإطلاق .
وتضيف العاهرة ناهد متولى :
(( الحوادث التاريخية تدل على تحول الكعبة إلى مسجد مسيحى قبل الإسلام . مهد لذلك تحويل الوثنية العربية إلى ما يسميه القرآن (( الشرك )) بفضل الدعوات الكتابية من يهودية ومسيحية ونصرانية ، وكان توحيدهم التوحيد الإسلامى أو قريباً من الإسلامى )) !!!!!!
وتستشهد العاهرة بكتاب الدكتور (( جواد على )) : (( تاريخ العرب قبل الإسلام ))
ونسأل حضرات القراء : أين فى هذا الهذيان ما يدل على أن الكعبة كانت كنيسة ؟؟!!!!!!
وأى حوادث تاريخية تقصد تلك العاهرة الموتورة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثم تواصل هذيانها : (( جاء فى الأغانى ( 13 : 109 ) أن سادس ملوك جرهم كان عبدالمسيح بن باقية وكانت سدانة البيت العتيق (( لا سقف عليه )) وهذه العبارة تقطع بأن الكعبة كانت مسجداً مسيحياً على زمن بنى جرهم )) !!!!!!!
اللهم ثبت عقولنا فى رؤوسنا ..
أين فى كلام العاهرة ما يدل على أن الكعبة كانت كنيسة ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!
ثم لماذا تتشبث بكلمة ((( مسجد مسيحى ))) ؟؟؟؟؟
إن كلمة (( مسجد مسيحى )) تدل دلالة قاطعة على أن نصارى اليوم لا يدينون بدين عيسى عليه السلام ؛ وإنما بدين آخر تماماً من اختراع القساوسة والرهبان . والدليل أنهم لا يسجدون لله مطلقاً .
ويحضرنى هنا المثل القائل : (( على نفسها جنت براقش )) .
وفات هذه العاهرة ، أنها تستشهد ب (( الأغانى )) ، والأغانى لا تعتبر مرجع أو دليل بأى حال من الأحوال ، فلا هى قرآن ولا سنة ولا تاريخ صحيح .
إن من يحتج بالأغانى لهو صاحب فكر شاذ وعقل داعر .
وتضيف العاهرة : (( وممن كان يعتقد التوحيد ويؤمن بيوم الحساب قس بن ساعدة الإيادى قال فى مواعظه : كلا ورب الكعبة ليعودن ما باد ولئن ذهبا ليعودن يوما .
وقال أيضاً : كلا بل هو الله إله واحد ليس بمولود ولا والد أعاد وأبدى وإليه المآب .
لو كانت الكعبة بيتاً للأوثان كيف كان يقسم القس بن ساعدة بربها )) ؟؟؟؟!!!!!!!!!
ونقول للعاهرة : القس بن ساعدة كان من الحنفاء الذين يؤمنون بوحدانية الله .
والكعبة كانت بيتاً للأوثان بشهادة التاريخ ، بعدما انتشرت عبادة الأوثان فى عهد خزاعة على يد عمرو بن لحى الأزدى الذى أتى بالصنم الشهير (( هُبل )) من بعض المشركين فى الشام ، فوضعه بجوف الكعبة ونصب بعض الأصنام حول الكعبة ، وقد قال المسعودى : (( كانت ولاية البيت الحرام فى خزاعة ثلاثمائة سنة )) !!!!!
ولقد وصل التخبط بالعاهرة (( ناهد متولى )) أن استشهدت بحديث للإمام البخارى عن ابن عباس – رضى الله عنهم - : (( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم أبى أن يدخل البيت وفيه (((( الآلهة )))) فأمر بها فأخرجت ، فأخرجوا صورة إبراهيم وإسماعيل فى أيديهما الأزلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قاتلهم الله أما قد علموا أنهما لم يستقسما بها قط ، فدخل البيت فكبر فى نواحيه ))
ونقول للعاهرة : ألا تدل كلمة (( وفيه الالهة )) على أن الأوثان كانت موجودة بالكعبة ؟؟؟؟؟
العاهرة تتدعى بأنه لم يكن هناك أوثان ، ثم تستشهد بحديث يدل دلالة قاطعة على أن الأوثان كانت موجودة !!!!
والغرض الرئيسى من إثبات أنه لم يكن هناك أوثان بالكعبة وحولها ، أن يتسنى لها القول بأنها كانت كنيسة !!!!!!
ورغم ثبوت وجود الأوثان ؛ إلا أن عقل العاهرة لا يقبل ذلك .
وها هو شاعر يُدعى (( راشد بن عبدالله السلمى )) يروى حواراً أجرى بينه وبين امرأة ، يصور فيه دخول المصطفى الكعبة وهدمه للأصنام :
قالت هلم إلى الحديث فقلت : لا يأبى الإله عليك والإسلام
أو ما رأيت محمداً وقبيله بالفتح حين تكسر (( الأصنام ))
لرأيت نور الله أضحى ساطعاً والشرك يغشى وجهه الإظلام
فماذا بعد كل هذه الحقائق التاريخية ؟؟؟؟؟
وفى سبيل غرضها الحقير تقول العاهرة :
(( إن أهل مكة لما جددوا بناء الكعبة خمس سنوات قبل مبعث محمد رسموا على جدرانها صور الملائكة والأنبياء مع صور السيد المسيح وأمه ، وهذه ليست عادة عربية ، ولا يهودية ولا نصرانية ، إنما هى عادة (( مسيحية )) وعند فتح مكة أمر محمد بمسح جميع الصور ما عدا صورة السيد المسيح وأمه وهذا عمل (( نصرانى من رواسب اليهودية فى النصرانية )) !!!!!
ونقول للعاهرة : نعم الصور المرسومة على الجدران عادة نصرانية أو مسيحية ، ولكن من الذى رسمها يا تُرى ؟؟؟؟؟؟
فمن الثابت تاريخياً ، أن رابع عمارة للكعبة هى عمارة (( قريش )) وكانت قبل البعثة المحمدية وأنه كان هناك نجار رومى أو قبطى اسمه ((( باقوم ))) وأعوان له من المسيحيين فى تلك السفينة – إما فى ساحل الشعيبة أو جدة – وقد قام هذا النجار وأعوانه ببناء الكعبة تحت إشراف سادة قريش ، وزوق (( باقوم )) الكعبة وجعل فيها صور الأنبياء ، وصور الشجر ، وصور الملائكة ، فكان منها صورة إبراهيم خليل الرحمن يستقسم بالأزلام ، وصورتا عيسى بن مريم وأمه (( التاريخ المفصل للكعبة المشرفة قبل الإسلام ل (( عبدالقدوس الأنصارى )) – عليه رحمات الله – نادى مكة الثقافى الأدبى 1403هج ))
يتضح لنا أن الذى أتى بصورة العذراء مريم وابنها هو النجار القبطى أو الرومى (( باقوم )) وزملاؤه المسيحيون أثناء بناء الكعبة .
أرأيتم يا حضرات القراء : كيف أن النصارى مجموعة من السفلة لا أخلاق لديهم ولا أمانة ولا ضمير .
وتتساءل العاهرة قائلة : (( لماذا أمر الرسول بإزالة صور الملائكة ونبى الله إبراهيم وأبقى على صورة كل من السيد المسيح والعذراء مريم ؟؟ )) !!!!!
وتُعقب : (( حقيقة واضحة تمام الوضوح ، من يجرؤ أن يذكرها ؟ واسئلة ليس لها إل إجابة واحدة ، ولكن حذار أن تطق بها . احفظها فى قلبك إلى أن يأتى اليوم الذى لا يستطيع أحدا أن يزيف الحقيقة . او يقبل غيرها .. نعم إنه قريب على الأبواب ستنزع الأقفال عن الشفاه )) !!!!!!!
والحق يا حضرات القراء : أن المصطفى صلى الله عليه وسلم أمر بإزالة جميع الصور وعن هذا يقول الأستاذ (( عبدالقدوس الأنصارى )) – رحمه الله – : (( الحق أن كل الصور الموجودة على جدار الكعبة محيت كلها بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بدون استثناء كما حققه العلماء الاثبات وعلى ما يتفق مع تعاليم الشريعة المحمدية فى ذلك )) .
أبعد أن اتضح زيفها وكذبه تاتيها الجرأة لأن تقول ، أسئلة ليس لها إلا إجابة واحدة ؟؟!!!! وما هى هذه الإجابة يا تُرى ؟؟؟؟!!!!
بقيت ملاحظة أخيرة ، تتدعى هذه العاهرة فى كتابها (( رحلتى إلى الكعبة )) أن يسوع إله (( الليالى الحلوة والشوق والمحبة )) قد ظهر لها عند الكعبة !!!!!!!!
والتساؤل يا حضرات القراء : لماذا لم يظهر هذا الإله لجموع المسلمين ، لكى يُثبت أنه إله حق ، ويُسبب حرجاً للمسلمين ؟؟؟؟!!!!!!
لماذا لا يظهر هذا الإله إلا لكل عاهرة مثل ناهد متولى ؟؟؟؟ !!!!!
سؤال ليس له إلا إجابة واحدة ، ولكن حذار عزيزى القارئ أن تنطق بها ، احفظها فى قلبك ، إلى أن يأتى اليوم الذى لا يستطيع أحدا أن يزيف الحقيقة ، أو يقبل غيرها .. نعم إنه قريب على الأبواب ستنزع الأقفال عن الشفاه !!!!
ما رأى النصارى فى (( مامتهم ناهد )) الآن ؟؟؟؟!!!
فى انتظار الإجابة؟؟؟؟=====================================================================((((بطرس زكازيكو)))))))
بقلم / محمود القاعود
زكريا بطرس لمن لا يعلم ، قسيس نصرانى موتور ، لا يتورع عن الكذب والتلفيق ، يعتقد بجهله المركب أن الإسلام ينهار على يديه !! ويروق له أن يصفه الناس بأنه الرجل الذى زلزل عرش الإسلام !!!!!
اتخذ من الإنترنت مجالاً واسعاً ينشر فيه أكاذيبه وتلفيقاته ، يتعامل بمنطق " أفضل وسيلة للدفاع الهجوم " .. فعلى سبيل المثال ، من أجل أن يبرر الألفاظ الجنسية الفاضحة الصارخة التى وردت بكتابه المقدس مثل " الثدى " ، و " السرة " ، " البطن " ، " دوائر الفخذين " ، " إنى مريضة حباً " ؛ نجد زكريا بطرس يتحول صوب الإسلام ليقول : أن كلمة " النكاح " كلمة قبيحة وآسف إنى بأذكرها !! ، وحقاً صدقت يارسول الله يا من قلت منذ مئات السنين : " إذا لم تستح فاصنع ما شئت " لماذا لم يرد زكريا بطرس على ألفاظ كتابه الداعرة ، فى حين يدعى أن كلمة النكاح كلمة قبيحة !!! ومن أجل هذا الغرض الدنئ قام بعمل سلسلة من المحاضرات بعنوان " النكاح فى الإسلام " ادعى فيها هذا الكذاب الأشر أن كلمة النكاح وردت بالقرآن الكريم أكثر من عشرة آلاف مرة !!! والحقيقة أن كلمة النكاح لم ترد إلا ثلاثة وعشرون مرة ( 23 ) بجميع صيغها ( نكح – نكحتم – تنكح – تنكحوا – تنكحوهن – ينكح – ينكحن – ينكحها – فانكحوا – فانكحوهن – أُ نكحك – تنكحوا – أنكحوا – يستنكحها – النكاح – نكاحاً ) ويدعى بطرس أن النكاح تعنى الجماع ويدلل على ذلك بأنه لو كانت معناها الزواج فلماذا لم ترد بمعنى الزواج خاصة وأن الزواج مذكور ايضاً بالقرآن !! ونقول له لنأخذ إحدى الآيات التى وردت فيها كلمة الزواج ونرى كيف ستكون إذا وضعنا مكانها كلمة النكاح : " فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها " ( الأحزاب : 37 ) ؛ فهل يصح أن نضع مكانها كلمة " نكحناكها " بدلاً من زوجناكها ؟؟!! ويقول تعالى : " إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها " ( الأحزاب : 49 ) فهل ياترى إذا كان النكاح بمعنى الجماع ، فكيف سيكون جماع دون مس النساء ؟؟!!!! أم أنه جماع عبر ال sms ؟!! لقد أثبتت هذه الآية الكريمة بوضوح شديد محنة العقل عند زكريا بطرس . ويقول تعالى أيضاً : " قال إنى أريد أن أنكحك إحدى ابنتى هاتين " ( القصص : 27 ) وإذا كان معنى النكاح الجماع فهل سيقول شخص لآخر : إنى أريد أن أجامعك إحدى ابنتى ؟!!!!! يتضح لنا إذن أن النكاح تعنى عقد الزواج وليس الجماع كما يروج سفيه النصارى . ولزكريا بطرس محاضرات عديدة رد عليها الكثير من علماء الإسلام منها : " أرضية مشتركة بين المسيحية والإسلام – تساؤلات محيرة حول الإعجاز النبوى فى القرآن – تساؤلات محيرة حول الإعجاز العلمى فى القرآن – قضية الناسخ والمنسوخ فى القرآن – تساؤلات محيرة حول النبى محمد – تساؤلات محيرة حول الإعجاز اللغوى فى القرآن – المصادر الوثنية للإسلام – الإرهاب فى الإسلام – الإرهاب فى القرآن – بين السيد المسيح والنبى محمد – جبريل هو الحل " بالإضافة لحلقاته التى تذاع عبر قناة الحياة الأوروبية والتى يسميها " أسئلة عن الإيمان " وكل تلك الأعمال تنم عن غباء مستحكم وحقد دفين وجهل فاضح وإفلاس شديد وكذب بلا حدود . يدعى هذا الدجال أن المصطفى صلوات الله وسلامه عليه تزوج من 66 إمرأة !!! وكان بودنا أن نعرف من أين لهذا المعتوه بتلك الإحصائية الشاذة ؟؟ وأزواج المصطفى هم : " السيدة خديجة بنت خويلد – سودة بنت زمعة – عائشة بنت أبى بكر – زينب بنت خزيمة – أم سلمة – زينب بنت جحش – جويرية بنت الحارث – صفية بنت حيى – أم حبيبة " إضافة إلى ذلك السيدة مارية القبطية والتى كانت من السرارى ، والسيدة ميمونة بنت الحارث التى وهبت نفسها للنبى ، فأين هم ال66 إمرأة ؟؟!! وفى إحدى حلقاته يزعم أن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) قال " المرأة كالكلب والحمار تقطع الصلاة " !! ونتحدى هذا المخمور أن يأتى لنا بكتاب واحد به هذا القول الكاذب . وفى حلقة أخرى بعنوان مصادر الإسلام : الفارسية الزرادشتية يدعى أن قصة الإسراء والمعراج وردت بكتب الفارسية الزرادشتية ، ونتحداه أن يذكر لنا اسم هذا الكتاب ومؤلفه وأين يوجد . وله حلقات أخرى بعنوان : " الرد على افتراءات أحمد ديدات ، الرد على افتراءات الشعراوى " والحق يقال أن تلك الردود المضحكة هى الافتراءات بعينها ؛ ففى احدى الحلقات يحاول عبثاً الرد على الأقوال الفاحمة لعلامة العصر أحمد ديدات – رحمه الله بشأن ركاكة الكتاب المقدس فيقول : " أين البلاغة فى ( القارعة ما القارعة وما أدراك ما القارعة ) ؟؟ " ولو أن هذا المأفون كان يعلم معنى كلمة بلاغة لما تجرأ وسأل هذا السؤال ؛ فقد وضع رب العزة الظاهر مكان الضمير للتخويف والتهويل فى قوله " القارعة ما القارعة " ؟ والأصل أن يقال : القارعة ماهى ؟ كما أن هناك استفهام للتفخيم والتهويل " وما أدراك ما القارعة " زكريا بطرس يتعامل بالمثل القائل : " اكذب اكذب حتى يصدقك الناس " والدليل على ذلك أنه قال أن دولة الكويت بها 2مليون نصرانى !!! فى حين أن سكان الكويت لا يتجاوزون المليون على أكثر التقديرات فقط وحدها تبقى ردود زكريا بطرس على العلامة ديدات قمة فى الهشاشة وغاية فى الابتذال . الغريب أن زكريا بطرس يتهمنا – نحن المسلمين – بأننا نفكر بعقلية القرن الأول الهجرى وعلينا أن نفكر بعقلية القرن الحادى والعشرين ليتبين لنا أن الإسلام مجرد أكذوبة فضح أمرها زكريا بطرس !!! ونقول : " إذا لم تستح فاصنع ماشئت " ونناشده ونترجاه أن يفكر بعقلية القرن الحادى والعشرين ساعتها سيكتشف الكم الكبير الهائل الذى يضحك على سفاهة عقله وعهر فكره ، وأن كتابه المقدس لا يصلح سوى لبرنامج " مايطلبه المستمعون " ، وهل يضر السماء نباح الكلاب ؟؟
وسوف نناقش هنا ما ردده هذا الببغاء الأحمق وسنوضح للقارئ الكريم المحنة الشديدة لدى عقل زكريا بطرس هذا إن كان له عقلاً من الأساس .
( 1 )
الإسم الصحيح لما يسميه المعتوه زكريا بطرس (( أسئلة عن الإيمان )) هو (( هلوسات )) ، وإن شئت فهى وساخات وبذاءات وقاذورات وانحطاطات
زكريا بطرس يمارس الكذب بطريقة مفضوحة وبشعة للغاية .
شخص مثل هذا لا يجب الاهتمام بكلامه على الإطلاق أو التحدث عنه ، ولكن لأنه صدع رؤوسنا : (( مفيش حد بيرد عليا )) !!!! مع أن ما يقوله كلام معاد ومكرر وسخيف ، ويا ليتها أقواله وإنما هى أقوال أساتذته من الملاحدة والمستشرقين ، أى أنه مجرد ببغاء أحمق يردد فى سذاجة منقطعة النظير ما يقرأه بدليل أنه لا يخرج على قناة الحياة – عفواً – (( الممات )) إلا وفى يديه كراسة مثل التلميذ الفاشل الذى لا يستوعب ولا يحفظ .
وكثيراً ما صدع رؤوسنا بأنه منذ 54 عاماً يقارن بين المسيحية والإسلام !!!!! فى حين أن الدارس لمدة عام يعى ويفهم أكثر منه بمراحل بعيدة .
والآن إلى بعض ما جاد به عقله الشاذ :
أولاً : تفسيره العقيم لكلمة (( الصمد)) :
فى إحدى حلقاته يتحدث عن كلمة الصمد فيقول : (( إن كلمة الصمد لها أكثر من 10 تفاسير وأن المفسرين لم يتفقوا حول معناها وهذه الآية دليل على عقيدة التثليث لأن المعنى الحقيقى لكلمة الصمد هو : الواحد فى مجموع ، وأن سبب اختلاف التفاسير هو أن كلمة (( الصمد )) لفظ أعجمى عبرانى وبالعودة إلى القاموس العبرانى نجدها (( شمد )) ومعناها الواحد فى المجموع إذن فتفسير الآية هو كالآتى :
الله أحد أى واحد ، الصمد أى واحد فى مجموع والمجموع هو ثلاثة أقانيم حسب المعنى العبرانى ، وباللغة اليونانية (( سمد )) ومعناها الواحد المكون مجموع )) انتهى
وما ذكره هذا القمص المعتوه لعمرى هو أكبر دليل على أن هذا الكائن لا يرقى إلى البيكتريا أو الجراثيم لأنها أعقل منه .
إنى أتساءل : هل قال أحد من جميع مفسرى أمة الإسلام أن معنى الصمد هى الله واحد فى مجموع ؟؟؟ !!!!!
الكل يعلم أن اللغة العربية هى المصدر الحقيقى للعبرية فكيف تقتبس العربية من العبرية ؟؟ !!!!
وإذا كانت الكلمة – (( الصمد )) – فى العربية لا تعنى الثالوث على الإطلاق ، فكيف تعنى الثالوث فى العبرية ؟؟؟ !!!!!
وإن كان صحيحاً أنها وردت باليونانية فهى مأخوذة من العربية أيضاً ، وقد خرجت دراسات حديثة تثبت أن اللغة العربية هى أصل جميع اللغات الموجودة على وجه الأرض .
التدليس فى تلك الحالة يأتى بنتائج عكسية يا سفيه النصارى .
ولترجع إلى المعجم الوسيط الذى تستشهد به دائماً ،ستجد تحت كلمة (( الصمد )) : ( المقصود لقضاء الحاجات واسم من أسماء الله الحسنى ) الوسيط ج1 ص 523 .
وفى لسان العرب : (( الصمد : من صفاته تعالى وتقدس لأنه أصمدت إليه الأمور فلم يقض فيها غيره وقيل الصمد : الدائم الباقى بعد فناء خلقه ، وقيل الصمد الذى صمد إليه كل شئ ، أى الذى خلق الأشياء كلها لا يستغنى عنه شئ ، وكلها دال على وحدانيته )) .
فأين يا سفيه النصارى ما يدل على أنها تعنى الواحد فى ثالوث ؟؟؟؟
وجميع التفاسير أجمعت على أن الصمد تعنى المقصود فى قضاء الحاجات ، ولله فى خلقه شئون ..
ثانياً :
فى إحدى حلقاته بعنوان (( صفات ورسالة الرسول الحقيقى ، وهل تنطبق على محمد ؟ )) يقول المعتوه الوقح :
(( الرسول يكون شبعان بربنا وربنا يستأمنه على رسالته وأن يرشد الناس إلى خلاص أنفسهم من الخطية لكى يصير لهم حياة أبدية مع الله . الرسول لا يعيش لذاته ، قدوة حسنة فى القداسة فى البر فى الطهارة فى الأمانة فى العطاء ولا تنطبق تلك الصفات على رسول الإسلام !!!!!!!!!! ))
لم يقل هذا الفاحش - الذى يصلى لربه وهو يتبرز- لماذا لا تنطبق هذه الصفات على رسول الإسلام الأعظم ، وإنما قال : علاقة الإنسان بالله فى الإسلام علاقة فرائض وواجبات فريضة الحج والصوم .. إلخ
فرائض الصلوات الخمس علاقة عبودية . لا بد أن يعيش الإنسان قصة حب مع الله !!!!!!!!! ))
ولا ندرى ماهى كيفية هذه القصة ؟؟؟ أهى أنا يأخذ الإنسان الله فى ذراعه ويتمشيا على كورنيش النيل ويتبادلا كلام الغزل ؟؟؟!!!! واستغفر الله العظيم
أم أنها قصة مثل قصة روميو وجوليت ؟؟ أم انطونيو وكليوبترا ؟؟؟ !!!!
أم هى علاقة الند للند وأن يصارع الإنسان ربه ويقول له (( ارجع يارب عن حمو غضبك )) ؟؟؟
وهل فى الإسلام علاقة كره وفى النصرانية علاقة حب ؟؟؟ !!!!
إن الله فى الإسلام يحب التوابين والمتطهرين ، وليس الأنجاس الذين يحيون على اللواط والجنس والاعتراف ( نوع جديد من الزنى داخل الكنيسة )
الله فى الإسلام لا يحب الأقذار الأنجاس الذين يتبرزون ويقرأون كلامه وهم فى تلك الحالة القذرة
الله لا يحب الذين يجامعون نساءهم ويقوموا ليصلوا دون طهارة أو اغتسال
هذا هو الفارق بين الإسلام والنصرانية ، لذلك فإن أمثال زكريا بطرس من صفاتهم الرئيسية هى الرائحة النتنة نتيجة عدم الاغتسال والنجاسة المستمرة .
والغريب أنه ذكر صفات أن الرسول لابد أن يكون قدوة حسنة و ...و.... ولم يقل لنا لماذا لا تنطبق تلك الصفات على المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ، وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على خلل فكرى وهلوسة ليس لها مثيل
إن الكون لم يشهد إنسان بسمو أخلاق رسول الإسلام ولا بطهره ولا بنقائه وشرفه وعفته وأمانته .
ثالثاً :
فى حلقة بعنوان (( لماذا لم يقل المسيح أنا الله فاعبدونى ))
يعتقد هذا السفيه أنه من الممكن أن يبرر عقيدته الهشة الكاذبة ، فيبرر عدم وجود أصل لعقيدته الفاسدة والتى تقول أن المسيح هو الله ؛ وهذا القول لم يرد على لسان المسيح على الإطلاق ، فيقول : (( أنا عايز المسلم يجيبلى نص من القرآن فيه : إن عقيدتى التوحيد )) !!!!!!!!!!!
ونسأل هذا المخمور : لماذا تطالبنا بنص يقول : إن عقيدتى التوحيد ؟؟؟؟!!! هل ترانا نعبد محمداً صلى الله عليه وسلم – والعياذ بالله - ؟؟؟؟!!!!!
هل ورد بالقرآن الكريم أننا نعبد ثلاثة آلهة – والعياذ بالله - ؟؟!!!!
إذن فلماذا تطالبنا بنص مثل ذلك ؟؟؟ !!!!
وجميع آيات القرآن الكريم تنطق بالتوحيد ،بل وسورة كاملة هى سورة الإخلاص :
(((( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ))))
ويقول رب العزة لموسى عليه السلام :
(((( إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي )))) ( طه : 14 )
وآيات أخرى كثيرة يطلب الله سبحانه وتعالى من عباده أن يعبدوه وحده :
((( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ )) ( الأنبياء : 25 )
((( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ))) ( الأنبياء : 92 ) .
((( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ ))) ( العنكبوت : 56 )
(( وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ )) ( يس : 61 ) .
أبعد هذه النصوص القاطعة التى يطالبنا الله فيها بعبادته تطلب منا أن نأتى لك بنص يقول (( إنى عقيدتى التوحيد )) ؟؟ !!!!
فى الجانب المقابل أدعوك يا معتوه النصارى أن تأتى لى بنص كبُر أم صغر يقول فيه المسيح (( أنا الله فاعبدونى )) أو (( أنا الله )) ولن تفعل لأنه لم يقل وما كان له أن يقول
( 2 )
زكريا بطرس يُمارس ما يسميه علم النفس (( الإسقاط )) أى أنه يُسقط عيوب كتابه اللامقدس على القرآن الكريم ، شخص مثل هذا اتخذ من المثل الشهير (( كلم القحبة تلهيك اللى فيها تجيبو فيك )) اتخذ منه قانوناً عاماً لجميع الوساخات التى يطرحها علينا ، وقد استلقيت على ظهرى من كثرة الضحك لأنه قال أن (( أتباع الإسلام يمارسون الإسقاط)) !!!!!
ألم اقل لكم أنه (( قحبة )) بكل ما تحمله الكلمة من معان ؟؟
يقول هذا السفيه فى إحدى حلقاته بعنوان (( هل القرآن هو كلام الله أم كلام محمد / الملائكة / دعاء / تبريك / تحميد ؟؟ )) :
يقول (( أقوال : قالها محمد
سورة الأنعام آية 104 (( وما أنا عليكم بحفيظ )) فهل هذا قول الله ، وإذا كان قول الله فلماذا لم ترد كلمة قل ؟؟ !!!!! ))
هذا هو ما قاله السفيه
الآية الكريمة تقول : قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمى فعليها وما أنا عليكم بحفيظ ))
يقول الإمام الزمخشرى رحمه الله فى تفسير تلك الآية ، وهو وارد على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله : (( وما أنا عليكم بحفيظ )) والبصيرة نور القلب الذى به يستبصر ، كما أن البصر نور العين الذى به تبصر : أى جاءكم الوحى والتنبيه على ما يجوز على الله ومالا يجوز ما هو للقلوب كالبصائر : (( فمن أبصر )) الحق وآمن (( فلنفسه )) أبصر وإياها نفع (( ومن عمى )) عنه فعلى نفسه عمى ، وإياها ضر بالعمى (( وما أنا عليكم بحفيظ )) أحفظ أعمالكم ، وأجازيكم عليها ، إنما أنا منذور والله هو الحفيظ عليكم ((
هذا هو تفسير الإمام الزمخشرى رحمه الله ، والتفسير البطرسى العقيم لتلك الآية يجعلنا ننظر للقرآن على أنه من تأليف مئات البشر وليس محمد فقط !!!!!! وحاشا لله أن يكون القرأن الكريم من تأليف أحد من البشر ، وإنما وحى رب العالمين .
ورد بالقرآن الكريم على لسان امرأة العزيز (( ذلك ليعلم أنى لم أخنه بالغيب )) فهل يا سفيه النصارى يا زعيم القحاب معنى ذلك أن القرآن الكريم من تأليف إمرأة العزيز ؟؟ !!!!
بل الوحى حكى على لسانها كما حكى على ألسنة الأنبياء أجمعين .
كذلك قول الأخ الأكبر ليوسف عليه السلام : (( ارجعوا إلى أبيكم فقولوا يا أبانا إن ابنك سرق )) هل القرآن من تأليف الأخ الأكبر ليوسف عليه السلام ؟؟ !!!!
ولكن ماذا نفعل مع زعيم القحاب ؟؟؟
2 - سورة الأنعام 114 (( أفغير الله ابتغى حكماً )) كلام محمد أم الله ؟؟؟ !!!!
ونورد الآية كاملة : (( أفغير الله أبتغى حكماً وهو الذى أنزل إليكم الكتاب مفصلاً والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك فلا تكونن من الممترين ))
يقول الإمام الزمخشرى فى تفسير هذه الآية الكريمة : (( أفغير الله أبتغى حكماً )) على إرادة القول . أى قل يا محمد : أفغير الله أطلب حاكماً يحكم بينى وبينكم ، ويفصل المُحق من المُبطل (( وهو الذى أنزل إليكم الكتاب )) المُعجز (( مفصلاً )) مبيناً فيه الفصل بين الحق والباطل ، والشهادة لى بالصدق وعليكم بالافتراء . ثم عضد الدلالة على أن القرآن حق بعلم أهل الكتاب أنه حق ؛ لتصديقه ما عندهم ، وموافقته لهم (( فلا تكونن من الممترين )) من باب التهييج والإلهاب ؛ كقوله تعالى ((( ولا تكونن من المشركين ))) أو فلا تكونن من الممترين فى أن أهل الكتاب يعلمون أنه منزل بالحق ولا يريبك جحود أكثرهم وكفرهم به )) أ . ه
وسياق الآية ينفى تماماً أن يكون محمداً هو كاتب هذه الآية ، بل إن سوء حظ زعيم القحاب الأحمق أن الآية نهايتها (( فلا تكونن من الممترين )) فهل محمد سيقول لنفسه هذا ؟؟؟ !!!!!!!!!!
3 - سورة هود الآية 2 ، 3 (( ألا تعبدوا إلا الله إننى لكم منه نذير وبشير . وأن استغفرواربكم ثم توبوا غليه يمتعكم متاعاً حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذى فضل فضله وإن تولوا فإنى أخاف عليكم عذاب يوم كبير )) كلام محمد أم كلام الله ؟؟
يقول الإمام الزمخشرى : (( ألا تعبدوا )) مفعول له على معنى لئلا تعبدوا ، أو تكون أن مفسرة ؛ لأن فى تفصيل الآيات معنى القول ؛ كأنه قيل : قال : لا تعبدوا إلا الله، أو أمركم ألا تعبدوا إلا الله (( وأن استغفروا )) أى أمركم بالتوحيد والاستغفار ، ويجوز أن يكون كلاماً مبتدأً منقطعاً عما قبله . على لسان النبى صلى الله عليه وسلم – إغراءً منه على اختصاص الله بالعبادة ، ويدل عليه قوله : " (( إننى لكم منه نذير وبشير )) " ؛ كأنه قال : ترك عبادة غير الله ! إننى لكم منه نذير ؛ كقوله تعالى (( فضرب الرقاب )) ( محمد : 40 ) .
والضمير فى منه لله – عز وجل – أى إننى لكم نذير وبشير من جهته كقوله : (( رسول من الله )) ( البينة : 2 ) أو : هى صلة لنذير. أى أنذركم منه ومن عذابه إن كفرتم وأبشركم بثوابه إن آمنتم )) أ . ه
و(( إنى أخاف عليكم عذاب يوم كبير )) هو وحى من الله ورد على لسان محمد صلى الله عليه وسلم كقول رب العزة على لسان نوح : (( أن لا تعبدوا إلا الله إنى أخاف عليكم عذاب يوم أليم ))
فهل نوح عليه السلام هو مؤلف القرآن الكريم يا زعيم القحاب ؟؟؟ !!!
4- سورة النمل آية 91 ، 92 : ((( إنما أُمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذى حرمها وله كل شئ وأمرت أن أكون من المسلمين . وأن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدى لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين ))
كلام الله أم كلام محمد ؟؟!!! وأين كلمة قل ؟؟؟ !!!!
زكريا بطرس زعيم القحاب وصاحب منهج الإسقاط يعلم علم اليقين أن التقدير فى هاتان الآيتان هو قل (( أى قل إنما أُمرت )) فنجد المعتوه يقول أين : قل ؟؟ !!!!!
يقول الإمام الزمخشرى عن (( أُمرت )) : أمر رسوله بأن يقول (( أمرت )) أن أخص الله وحده بالعبادة )) أ . ه
وفى نهاية الآية 92 نجد رب العزة يأمره بأن يقول للضالين أمثال زعيم القحاب : ((( فقل إنما أنا من المنذرين ))) .
5- سورة الشورى : آية 10 (( ذلكم الله ربى عليه توكلت وإليه أنيب )) هل هذا كلام الله أم كلام محمد ؟؟ !!!!!
وكعادة زعيم القحاب يحذف ما قبل الآية إذ تقول :
((( وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه إلى الله ذلكم الله ربى عليه توكلت وإليه أنيب )))
الله جل وعلا يقول على لسان مصطفاه موجهاً الحديث إلى أصحابه بسبب ما اختلفوا فيه مع الكفار ، فحكم ذلك إلى الله ملك الملوك ، والسورة من أولها ترد كيد الأعداء الذين يريدون اللغو فى القرآن الكريم أمثال هذا المعتوه الساقط ، فقد ورد بالآية الثالثة :
(((( كذلك يوحى إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم ))))
والآية السابعة أيضاً :
(((( وكذلك أوحينا إليك قرآناً عربياً لتنذر أم القرى ومن حولها .. ))))
تأكيد من رب العزة على أنه ((( إن هو إلا وحى يوحى ))) .
الأضحوكة الكبرى هى قول هذا السفيه عن الآيات من 15 – 21 فى سورة التكوير ، هل هى قول محمد أم قول الله ؟؟؟!!!!
الآيات هى : ((( فلا أقسم بالخنس . الجوار الكنس . والليل إذا عسعس . والصبح إذا تنفس . إنه لقول رسول كريم ذى قوة عند ذى العرش مكين . مطاع ثم أمين )))
والآيات الكريمات لا تحتاج لأن نقول أن الله هو قائلها ، ولكن إيضاحاً لزعيم القحاب الذى وضع حذاءً مكان عقله نقول : لا يوجد شخص فى الكون على الإطلاق يستطيع أن يقسم بأى مخلوق من مخلوقات الله . والحديث الشريف واضح فى هذا ، بأن من حلف بغير الله فقد أشرك )) فالله وحده هو الذى يقسم بأى شئ من مخلوقاته ، وإن عقل المرء يكاد أن يطير رأسه ليعرف ما يشير فى هذه الآيات الكريمات إلى أن محمداً – وحاشاه – هو قائلها !!!!!!!!
ونسأل زعيم القحاب زكريا بطرس : إذا كان محمداً صلوات ربى وسلامه عليه هو مؤلف القرآن الكريم ، فلماذا لم يكتب فيه خواطره وأحزانه وأفراحه ، ويعلى من شأنه إلى أبعد حد على صفحات القرآن الكريم .
لماذا لم يذكر زوجه الحنون الفاضلة الطاهرة (( خديجة بنت خويلد )) رضى الله عنها فى القرآن الكريم ؟؟ !!!!!
لماذا لم يذكر عمه أبا طالب الذى كان يحميه من الكفار ؟؟ !!!!!
لماذا لم يذكر ابنه إبراهيم والذى حزن من أجله وبكى عليه ؟؟؟ !!!!
وهل سيقول محمد لنفسه : (( ما كان لنبى أن يكون له أسرى حتى يُثخن فى الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذابا عظيم )) ؟؟؟؟!!!!!!
هل .... هل......... ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وإذا كان محمداً صلى الله عليه وسلم هو كاتب القرآن الكريم ، فلماذا لا تكتب يا زعيم القحاب قرآنا يُضاهى قرآن محمد؟؟!!!!
لقد حاول من قبل أستاذك الوقح (( أنيس شاروش )) تأليف قرآن بعنوان البهتان الحق فأضحك الدنيا من مشارقها لمغاربها على جهله وغبائه وشذوذه
( 3 )
ويأبى زعيم القحاب زكريا بطرس إلا أن يُضحكنا على شذوذ فكره ووسخ عقله ؛ فيدعى بأن هناك بالقرآن الكريم أقوال قالتها الملائكة !!!!!!
ويستدل على ذلك بالآية الكريمة : ( وما نتنزل إلا بأمر ربك ) هل هذا كلام الله أم كلام الملائكة ؟؟!!!!!!!!
والآية الكريمة كاملة ً : (( وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا )) ( مريم : 64 ) . وهذا قول رب العزة على لسان جبريل عليه السلام
ولو كانت الأمور تسير بمنطق المعتوه زكريا بطرس لكان القرآن الكريم من تأليف (( هدهد سليمان )) !!!!! والذى جاء عنه فى القرآن الكريم أنه قال (( إنى وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شئ ولها عرش عظيم )) .
ما رأيك يا سفيه النصارى ؟؟؟ !!!!!
يقول الإمام الزمخشرى : " (( وما نتنزل )) : حكاية قول جبريل – صلوات الله عليه – حين استبطأه رسول الله صلى الله عليه وسلم روى أنه احتبس أربعين يوماً ، وقيل خمسة عشر يوماً ، وذلك حين سئل عن قصة أصحاب الكهف وذى القرنين والروح ، فلم يدر كيف يُجيب ، ورجا أن يوحى إليه ، فشق ذلك عليه مشقة شديدة ، وقال المشركون : ودعه ربه وقلاه ، فلما نزل جبريل – عليه السلام- قال له النبى – صلى الله عليه وسلم – : أبطأت حتى ساء ظنى ، واشتقت إليك قال : إنى كنت أشوق ولكنى عبدُ مأمور . إذا بُعثت نزلت ، وإذا حُبست احتبست ؛ وأنزل الله سبحانه هذه الآية وسورة الضحى ..... )) أ . ه
أرأيتم يا سادة كيف يُفكر زعيم القحاب ؟؟؟
ويواصل هذيانه وإسفافه بأن الآيات الواردة بسورة الصافات من 164 – 167 هى من قول الملائكة !!!!!! والتى تقول : (( وما منا إلا له مقام معلوم ، وإنا لنحن الصافون ، وإنا لنحن المُسبحون ، وإن كانوا ليقولون )) ويُعقب حتى كلمة قل غير موجودة ولا يوجد شئ يوحى بأنها قل !!!!!!
وإذا كنا نُخاطب زعيم القحاب فماذا عسانا أن نفعل ؟؟؟!!!!!
لقد بتر هذا السفيه الآيات من سياقها وكأنها نزلت فى سورة بمفردها !!!!!!!
1 - الآيات تقول : (( وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْرًا مِّنْ الْأَوَّلِينَ لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ )) ( الصافات 158 : 170 )
يقول الإمام الزمخشرى – رحمه الله - (( وجعلوا )) بين الله وبين الجنة وأراد الملائكة (( نسبا )) وهو زعمهم أنهم بنات والمعنى ؛ وجعلوا – بما قالوا – نسبة بين الله وبينهم وأثبتوا له بذلك جنسية جامعة له وللملائكة ؛ فإن قلت : لم سمى الملائكة جنة ؟ قلت : قالوا الجنس واحد ولكن من خبث من الجن ومرد وكان شرا كله فهو شيطان ، ومن طهر منهم ونسك وكان خيراً كله فهو ملك ، فذكرهم فى هذا الموضع باسم جنسهم وإنما ذكرهم بهذا الاسم وضعاً منه وتقصيراً بهم – وإن كانوا معظمين فى أنفسهم – أن يبلغوا منزلة المناسبة التى أضافوها إليهم ، وفيه إشارة إلى أن من صفته الاجتنان والاستتار وهو من صفات الأجرام لا يصلح أن يجوز عليه ذلك ، ومثاله : أن تسوى بين الملك وبين بعض خواصه ومقربيه فيقول لك : أتسوى بينى وبين عبدى ؟ وإذا ذكره فى غير هذا المقام وقره وكناه ، والضمير فى (( إنهم لمحضرون)) للكفرة والمعنى أنهم يقولون ما يقولون فى الملائكة وقد علم الملائكة أنهم فى ذلك كاذبون مفترون وأنهم محضرون النار معذبون بما يقولون والمراد المبالغة فى التكذيب ؛ حيث أضيف إلى علم الذين ادعوا لهم تلك النسبة ، وقيل : قالوا إن الله والشيطان أخوان ، وعن الحسن أشركوا الجن فى طاعة الله ، ويجوز إذا فسر الجنة بالشياطين أن يكون الضمير فى إنهم لمحضرون لهم ، والمعنى أن الشياطين عالمون بأن الله يحضرهم النار ويعذبهم ولو كانوا مناسبين له أو شركاء فى وجوب الطاعة لما عذبهم : (( إلا عباد الله المخلصين )) استثناء منقطع من المحضرين معناه ولكن المخلصين ناجون ، (( وسبحان الله )) اعتراض بين الاستثناء وبين ما وقع منه ، ويجوز أن يقع الاستثناء من الواو فى يصفون أى : يصفه هؤلاء بذلك ولكن المخلصين برآء من أن يصفوه به . الضمير فى (( عليه )) لله عز وجل ومعناه فإنكم وعبوديكم ما أنتم وهم جميعاً بفاتنين على الله إلا أصحاب النار الذين سبق فى علمه أنهم لسوء أعمالهم يستوجبون أن يصلوها ؛ فإن قلت : كيف يفتنونهم على الله ؟ قلت يفسدونهم عليه باغوائهم واستهزائهم من قولك : فتن فلان على فلان امرأته كما تقول أفسدها عليه وخيبها عليه ، ويجوز أن يكون الواو فى (( وما تعبدون )) بمعنى مع مثلها فى قولهم : كل رجل وضيعته ؛ فكما جاز السكوت على (( كل رجل وضيعته )) وإن كل رجل وضيعته جاز أن يسكت على قوله (( فإنكم وما تعبدون )) لأن قوله وما تعبدون ساد مسد الخبر لأن معناه فإنكم مع ما تعبدون ؛ والمعنى فإنكم مع ما تعبدون ؛ والمعنى فإنكم مع آلهتكم أى : فإنكم قرناؤهم وأصحابهم لا تبرحون تعبدونها ، ثم قال : ما أنتم عليه أى على ما تعبدون (( بفانين )) بباعثين أو حاملين على طريق الفتنة والإضلال (( إلا من هو )) صال مثلكم ، أو يكون فى أسلوب قوله :
فإنك والكتاب إلى على كدابغة وقد حلم الأديم
(( وما منا )) أحد (( إلا له مقام معلوم )) فحذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه مقام معلوم : مقام فى العبادة والانتهاء إلى أمر الله مقصور عليه لا يتجاوزه ؛ كما روى " فمنهم راكع لا يقيم صلبه وساجد لا يرفع رأسه " (( لنحن الصافون )) نصف أقدامنا فى الصلاة أو اجنحتنا فى الهواء منتظرين ما يؤمر (( المسبحون )) المنزهون أو المصلون .
والوجه أن يكون هذا وما قبله من قوله (( سبحان الله عما يصفون )) من كلام الملائكة حتى يتصل بذكرهم فى قوله : (( ولقد علمت الجنة )) كأنه قيل : ولقد علم الملائكة وشهدوا أن المشركين مفترون فى مناسبة رب العزة ، وقالوا للكفرة : فإذا صح ذلك فإنكم وآلهتكم لا تقدرون أن تفتنوا على الله أحدا من خلقه وتضلوه إلا من كان مثلكم ممن علم الله – لكفرهم – لا لتقديره وإرادته – تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا – أنهم من أهل النار . وكيف نكون مناسبين لرب العزة ويجمعنا وإياه جنسية واحدة ؟ ما نحن إلا عبيد أذلاء بين يديه . لكل منا مقام من الطاعة لا يستطيع أن يزل عنه ظفراً خشوعاً لعظمته وتواضعاً لجلاله ، ونحن الصافون أقدامنا لعبادته أو أجنحتنا مذعنين خاضعين مسبحين ممجدين كما يجب على العباد لربهم )) انتهى قول الإمام الزمخشرى
ونستخلص من هذا كله أن الملائكة لم تكتب شيئاً فى القرآن الكريم كما يروج نزيل الخانكة وزعيم القحاب زكريا بطرس .
فقد أورد رب العزة على لسان الملائكة قولهم رداً على المشركين الذين زعموا أن هناك نسباً بين الله وبين الجنة ( الملائكة ) وهذا مثلما أورد الله أقوال أنبيائه ، فهل أقوال الأنبياء التى وردت بالقرآن الكريم تعد دليلاً على أنهم هم مؤلفى القرآن الكريم ؟؟؟ !!!!!
( 4 )
ويحدثنا زعيم القحاب زكريا بطرس عن آيات فى القرآن الكريم اتخذت شكل الدعاء فيقول :
سورة الفاتحة : هل الله سيقول الحمد لله رب العالمين ؟ هل الله سيقول : إياك نعبد ، وهل الله يقول : إهدنا الصراط المستقيم ؟؟ !!!!!!
ونقول لزعيم القحاب : نعم الله قال الحمد لله رب العالمين لكى يتذكر الناس نعمه التى لا تُحصى ، وليحمدوه فى كل زمان ومكان ، ويثنوا عليه فى كل وقت وحين ؛ فلابد أن يُحمد الله على كثير نعمائه وعظيم عطاياه ، ومثل ذلك آيات سور الكهف وفاطر والأنعام وسبأ ، فالله هو الوحيد الذى يُحمد ، وقد قال على لسان عباده المخلصين الذين يحمدونه ((( إياك نعبد وإياك نستعين ))).
يقول الإمام الزمخشرى رحمه الله : (( والمعنى نحمد الله حمداً ؛ ولذلك قيل " إياك نعبد وإياك نستعين " لأنه بيان حمدهم له كأنه قيل كيف تحمدون ؟ فقيل " إياك نعبد " ، فإن قلت : ما معنى التعريف فيه ؟ قلت هو نحو التعريف فى " فأرسلها العراك " وهو تعريف الجنس ، ومعناه الإشارة إلى ما يعرفه كل أحد من أن الحمد : ما هو ؟ والعراك ما هو ؟ بين أجناس الأفعال )) أ.ه
وينقل الإمام محمد رشيد رضا عن الإمام محمد عبده – عليهم رحمات الله - قوله : (( أمرنا الله تعالى بألا نعبد غيره لأن السلطة الغيبية التى هى وراء الأسباب ليست إلا له دون غيره .
و(( اهدنا الصراط المستقيم )) يقول الإمام محمد رشيد رضا : " ولما كان الإنسان عرضة للخطأ والضلال فى فهم الدين وفى استعمال الحواس والعقل على ما قدمناه . كان محتاجا إلى المعونة الخاصة ، فأمرنا الله بطلبها منه فى قوله : " اهدنا الصراط المستقيم " فمعنى اهدنا الصراط المستقيم " دلنا دلالة تصحبها معونة غيبية من لدنك تحفظنا بها من الضلال والخطأ ، وما كان هذا أول دعاء علمنا الله تعالى إياه ، إلا لأن حاجتنا إليه أشد من حاجتنا إلى كل شئ سواه )) أ.ه
فهل يعى زعيم القحاب ما نقول ؟؟؟
ويواصل هذيانه ، فيقول أن هناك آيات اتخذت شكل التسبيح (( سبحان الذى أسرى بعبده )) من المتكلم ومن الذى يُسبح ؟؟ !!!!
ونقول لزعيم القحاب ، الله هو القائل دائماً ، وهو منزل القرآن الكريم كاملا ، ولا دخل لأى مخلوق فيه على الإطلاق ، وليتك يا زعيم القحاب تتعلم اللغة العربية خاصة أنك أيها الكذاب الوقح تزعم بأنك ظللت تدرس العربية لمدة عشر سنوات !!!!!!
يقول الإمام الزمخشرى : (( سبحان )) علم للتسبيح كعثمان للرجل وانتصابه بفعل مضمر متروك إظهاره تقديره : " أسبح الله " ثم نزل " سبحان " منزلة الفعل ، فسد مسده ودل على التنزيه البليغ من جميع القبائح التى يضيفها إليه اعداء الله )) أ .ه
زعيم القحاب يعتقد بوساخة عقله أن الله حينما يقول (( سبحان الله )) فهو يمسك مسبحته ويسبح !!!!!
وتعالى الله عن هذا علوا كبيرا ، إن الله حينما يقول سبحان الله فهو ينزه نفسه عن أى شبيه أو شريك أو ما يقوله عنه الكفار .
ومثال ذلك آية 67 من سورة القصص : ((( وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون )))
يقول الإمام الزمخشرى : " سبحان الله " أى أن الله برئ من إشراكهم وما يحملهم عليه من الجراءة على الله واختيارهم عليه مالا يختار " أ.ه
وآيات أخرى مثل آية 36 من سورة يس : " سبحان الذى خلق .... "
الصافات آية 180 : " سبحان ربك رب العزة .... "
الزخرف آية 82 : " سبحان رب السماوات والأرض "
وهناك سور تبدأ بالتسبيح مثل ( الحديد والجمعة والحشر والصف ، يذكر الله لنا فى تلك السور أن جميع مافى السماوات والأرض يسبحونه وينزهونه ويقدسونه .
يقول الإمام الزمخشرى فى تفسير سورة الحديد عن " سبح لله " : (( جاء فى بعض الفواتح : سبح على لفظ الماضى وفى بعضها على لفظ المضارع وكل واحدة منها معناه أن من شأن من أسند إليه التسبيح أن يسبحه وذلك هجيراه وديدنه وقد عدى هذا الفعل باللام تارة وبنفسه ؛ لأن معنى سبحته بعدته عن السوء )) أ . ه
كما أن التسبيح جاء فى صيغة الأمر من رب العزة لمحمد صلى الله عليه وسلم فى سورة " الأعلى " ، (( سبح اسم ربك الأعلى )) يقول الإمام الزمخشرى : (( تسبيح اسمه – عز وعلا – تنزيه لا يصح فيه من المعانى التى هى إلحاد فى أسمائه كالجبر والتشبيه .))
ويواصل زعيم القحاب طفح عهر فكره الشاذ ، فيقول أن هناك آيات اتخذت صيغة تبارك :
الأعراف 54 : (( تبارك الله رب العالمين )) هل الله سيقول لنفسه تبارك الله ؟؟!!
المؤمنون : 14 : (( فتبارك الله أحسن الخالقين )) .
تبارك 1 : (( تبارك الذى بيده الملك ))
غافر 64 : (( .... فتبارك الله رب العالمين )) .
وعلى مدار التاريخ كله لم نجد كائنا بلغ به الإفلاس مثلما بلغ بزعيم القحاب زكريا بطرس ...
هل تعرف يا زعيم القحاب معنى كلمة تبارك ؟؟؟
كلمة تبارك : تعنى أن الله تعالى أمر وقدر وعلم وتنزه عن أى شئ وحين يذكرها ربنا ، فلكى نعرف قدرته وعظمته وننزهه عن أى شبيه أو مثيل ، فتبارك الله رب العالمين .
فالله لا يقول لنفسه ، ولكنه يقدس نفسه ، حتى يقدسه عباده الأطهار .
والآن إلى أغرب ما قاله هذا الداعر والذى جعلنا نضحك كثيراً على ضمور عقله وقصور فهمه وقلة إدراكه وإنعدام وعيه وعمى بصيرته ؛ فقد قال : أن سور ( الشمس والقارعة والتكاثر والعصر لا نعلم من قالها !!!!!!!!! )
ونقول له : سورة الشمس : الله سبحانه وتعالى يقسم بمخلوقاته فيها .
سورة القارعة : يتحدث رب العزة عن ذلك اليوم العصيب وهو يوم القيامة ومثلها الغاشية والحاقة .
سورة التكاثر : يحذرنا رب العزة فيه من اللهو بالتكاثر بالأموال والأولاد .
سورة العصر : يقسم الله فيها بالعصر : أياً كان المقصود من العصر أهو صلاة العصر أم الزمان .
فما هو الموجود فى هذه السور يدل على أن أحداً لا يعرف من قالها ؟؟؟ !!!!!!!!!!
وإن كان هذا المعتوه الضال يقول أنه نقل هذا الكلام من دائرة المعارف الإسلامية والتى قدم لها شيخ الأزهر ، فلنوضح للقارئ الكريم حقيقة دائرة المعارف الإسلامية .
يقول عنها الأستاذ الكبير (( محمد فريد وجدى )) – عليه رحمات الله – بمجلة الأزهر الصادرة فى ربيع الأول 1953 م : (( إن هذه الدائرة تشتمل على الشئ الكثير من التهم الباطلة على الإسلام ورسوله – صلى الله عليه وسلم – ورجالاته الصالحين ، ولا يدفع ببعض هؤلاء المستشرقين إلى التورط فى هذه الخطة المريبة إلا ما يحملونه فى صدورهم من البغضاء لهذا الدين ، فلا يصح والحالة هذه أن يحمل المترجمون أنفسهم إثم نقل هذه السفاسف إلى لغتهم وبأقلامهم ، ليقرأها الناس فى جميع بلاد المسلمين ، فالذى أراه أن يمتنعوا عن ترجمة ما يصادفونه من هذه الأباطيل ، وأن يكتفوا بالإشارة إليها مشفوعة بما يدحضها ، ويبين فسادها بكل دليل .. )) أ . ه
ويعلق أستاذنا العلامة الكبير الدكتور (( محمد رجب البيومى )) – أطال الله عمره – على قول العلامة (( محمد فريد وجدى )) قائلاً :
(( ونقد العلامة الأستاذ فريد وجدى رحمه الله ينصب على المفتريات الصارخة من أمثال ما نقلوه عن حديث الإفك وإيمان أبى بكر وأبى هريرة والسنة والحديث والإجماع والتصوف فى الإسلام ، مما اعتوره الخطأ المقصود والتدليس والافك ، وقد رأى الأستاذ أن التعقيبات المخالطة فى هوامش الدائرة لا تكفى للإطاحة بهذه الشبهات البغيضة لأننا نترجم هذه الشبهة بإفاضة ، ثم نوجز الرد إيجازا لا يقطع الشك ، والأولى أن نمتنع عن ترجمتها أصلا )) أ . ه ( كتاب قضايا إسلامية مناقشات وردود ج1 د / محمد رجب البيومى : دار الوفاء للطباعة والنشر 1984م. )
هذه هى دائرة المعارف الإسلامية التى يستشهد بها زكريا بطرس فى معظم حلقاته ليوهم المشاهدين أنها معتمدة ومرجع من أهم مراجع المسلمين !!!!!!
فى حين أن النصارى هم مؤلفى هذه الدائرة التى تشتمل على افتراءات لا حصر لها ، ولا يعنينا إن كان قدم لها آلاف من شيوخ الأزهر .
ولا يفوتنا فى هذا المقام أن ندعو زعيم القحاب ليتأمل معنا بعض النصوص الواردة بكتابه اللا مقدس وليخبرنا أهى كلام الله أم كلام الشيطان والمحرفين
يقول بولس فى الرسالة الثانية لصديقه تيموثاوس :
(( بادر أن تجئ إلىّ سريعاً ... الرداء الذى تركته فى ترواس عند كاربس أحضره متى جئت والكتب أيضاً ولا سيما الرقوق !!!! )) ( 4 : 9- 14 )
هل هذا كلام الله ؟؟؟؟ وما هو الذى سيعود على قراء مثل هذا الكلام وما هى الحكمة المستفادة من هذا العبط والاستخفاف بعقول الناس ؟؟؟؟
وما هى علاقة الله برداء بولس ؟؟؟ !!!!!!!!!
وإن شئت فلتقرأ يا زعيم القحاب ما يقوله بولس فى رسالته إلى أهل رومية الإصحاح 16 الشهير بسفر السلامات
يقول : (( يُسلم عليكم تيموثاوس العامل معى ولوكيوس وياسون وسوسيباترس أنسبائى !!!!!!! )) ( 16 : 22 ) أهذا كلام الله أم كلام متعهد أفراح ؟؟؟!!!! وما هى الحكمة من هذا الاستخفاف بعقول الناس ، ما دخل كلام الله فى السلامات التى يبعثها بولس هو وأنسبائه ؟؟؟ !!!!!!!!
وتأملوا معى أخطر نص يُثبت تحريف هذا الكتاب اللامقدس : (( أنا تريتوس كاتب هذه الرسالة أسلم عليكم فى الرب ) ( رومية 16 : 23 )
من هذا التريتوس كى يكتب ويسلم على صفحات الكتاب المقدس ؟؟؟؟ !!!!!!
فعلى طريقة (( أعرفكم أن عباس قد دخل الجيش )) كذلك يقول تريتوس والذى لا نعلم أهو مؤيد من الروح القدس أم لا حتى يكتب ويسلم هو أيضا ؟؟؟ !!!!!!!!!
الأمر لم يعد مقتصر على بولس فى السلامات والقبلات والتحيات ولكن تريتوس اشترك فى الموضوع !!!!!!
وألا يعنى قوله ب (( أنا )) أنه هو مؤلف هذا الكتاب اللامقدس ؟؟؟
فهذا قول مؤكد بأن هذا الشخص هو مؤلف هذا الهراء ، فما رأيك يا زعيم القحاب ؟؟؟؟؟
وأيضا : بولس يقول لصديقه تيطس : (( لأنى عزمت أن أشتى هناك )) ( تيطس 3 : 13 ) .
بولس قرر أن يشتى ما دخل هذا بوحى الله ؟؟؟؟ !!!!! بقى أن يقول بولس أنه سوف يصيف فى شرم الشيخ لأن مارينا لا تعجبه !!!!!!!
بالله عليكم أهذا العهر يُسمى وحى من الله ؟؟؟؟؟
والغريب أنك قد تجد بعض السفهاء النصارى يصر على أن هذا الانحطاط وحى من رب العالمين ويقول لك (( الوحى فى المسيحية بيختلف عن الوحى فى الإسلام !!!!!!!! ))
إذن فأى اختلاف هذا الذى يسمح لشخص أن يسلم ويُحيى ويشتى ويُصيف وكأنها وكالة بدون بواب !!!!!!!!
أى وحى هذا يا عباد الصليب ؟؟؟؟
ثم من قال أن بولس هذا من أنبياء الله ؟؟؟؟ ومن الذى اختاره ليوحى إليه ؟؟؟؟
وعلى غرار طريقة ما يقوله الأهل لعزيز لديهم أثناء سفره : (( متقطعش الجوابات )) كذلك فعل بولس إذ يقول فى رومية 16 :
(( سلموا على أبلس المزكى فى المسيح . سلموا على الذين هم من أهل أرستوبولس . سلموا على هيروديون نسيبى . سلموا على الذين هم من أهل نركيسوس الكائنين فى الرب . سلموا على على تريفينا وتريفوسا التاعبتين فى الرب . سلموا على برسيس المحبوبة التى تعبت كثيرا فى الرب . سلموا على روفس المختار فى الرب وعلى أمه أمى . سلموا على أسينكريتس فليغون هرماس بتروباس وهيرميس وعلى الإخوة الذين معه . سلموا على فيلولوغس وجوليا ونيرويوس وأخته وأولمباس وعلى جميع القديسين الذين معهم . سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة !!!!!!!!!!!!!! )) ( 16 : 10 – 17 )
ونحن مضطرون أن نقول لبولس عفواً : لقد نفد رصيدكم !!! فالرجل قام بالسلام على جميع الناس ، ولو أنه كان يمتلك كارت شحن آخر لسلم على طوب الأرض ...
إننى أسأل من لديه ذرة من عقل هل الله يوحى بهذا التهريج ؟؟؟؟
وما هى الفائدة التى حلت علينا من هذا ؟؟؟؟
انظروا فى الجانب المقابل : هل ذكر القرآن الكريم أياً من أحباب محمداً صلى الله عليه وسلم ؟؟؟؟
هل ذكر زوجه الحنون الطاهرة الفاضلة (( خديجة بنت خويلد )) ؟؟؟
هل ذكر عمه أبا طالب الذى كان يحميه ويدافع عنه ؟؟؟
هل ذكر ابنه إبراهيم ؟؟؟؟؟
هل ذكر ابنته (( فاطمة الزهراء )) رضى الله عنها ؟؟؟؟
هل ذكر أبى بكر الصديق أول من آمن به وصدقه ؟؟؟؟
هل ذكر عمر بن الخطاب الذى كان إسلامه من أعظم انتصارات الإسلام ؟؟؟؟
أرأيتم الفارق بين كلام رب العالمين وتهريج بولس وأتباعه المزورين ؟؟؟؟؟
تجد بعض النصارى يقول لقد ذكر بولس أصدقائه حتى يخبرنا بالذين ساندوه !!!!!!!!وهذا القول دليل على أنه هو مؤلف هذا الهراء وليس الله
وقد ضربنا المثل بمحمداً صلوات ربى وسلامه عليه وأن القرآن الكريم لم يرد به اسم لأى ممن ناصروه وآمنوا به وكانوا عوناً وسنداً له .
ويتحدث زكريا بطرس زعيم القحاب فى حلقة بعنوان (( هل القرآن كلام الله أم وحى عمر والصحابة والشيطان ؟؟ !!!! ))
ويتحدث عن أن الوحى وافق عمر بن الخطاب رضى الله عنه 9 مرات ويقول هل كان هذا فى اللوح المحفوظ ؟؟ !!!!!!!!!
ونقول لهذا المعتوه : نعم كان هذا فى اللوح المحفوظ ،وهل تستكثر على علام الغيوب أن يعلم الغيب ويسجل كل ما سيقوله وسيفعله عباده ، فما كان يفعله عمر أنه كان يسأل السؤال فتنزل آية ترد عليه كآيات الخمر ، أو يدعو لفكرة مثل اتخاذ مقام إبراهيم مصلى ، فتنزل الآية تؤكد الفكرة وهكذا .. أى أن عمر لا يوحى ولا يكتب ، ولكن الله بسابق علمه يعلم ما سيقوله عمر والصحابة رضوان الله عليهم .
أما قصة الغرانيق السخيفة ، فقد رد عليها علماء الأمة جلهم ، فلا داعى للإسهاب ، خاصة ومثلك يا زعيم القحاب لا يؤمن إلا بوساخات عقله وعهر فكره
( 5 )
ونواصل معاً استعراض هلوسات زعيم
القحاب زكريا بطرس ؛ ففى كتابه الذى أسماه (( الاعتراضات على سفر نشيد الأناشيد والرد عليها )) نجد مالا عين رأت ، ويتضح للقارئ الكريم أن هذا الشخص معتوه وسفيه ولا يحترم العقل أو المنطق ... يقول زعيم القحاب فى كتابه : " لهذا عندما نقترب من سفر نشيد الأناشيد ، بسمو معانيه ورموزه ، علينا أن نخلع نعل المادية ، والأفكار الشهوانية ، ونتقدم فى قداسة الفكر ونقاوة القلب لأن : كل شئ طاهر للطاهرين ، أما للنجسين وغير المؤمنين ، فليس شئ طاهر ، بل قد تنجس ذهنهم أيضاً وضميرهم ( تيطس : 1 : 15 ) )) !!!!!! ولا نعلم أين نجد المعانى السامية فى نشيد الأنشاد ؟؟؟!!! ومن أين تأتى قداسة الفكر ونقاوة القلب ، وأنت تقرأ كلاماً يتوارى منه الإنسان خجلاً لما يحمله من عهر وفجور وشذوذ ؟؟؟؟ ويواصل زعيم القحاب : " وأحب أن أطمئن إخواننا المسلمين أن علماء الكتاب المقدس سواء فى اليهودية أو فى المسيحية منذ اقدم العصور ، لم تكن تنقصهم الفطنة التى يدعيها المتطرفون من المسلمين ، بخصوص ما يقولونه عن سفر نشيد الأناشيد ، فلو كانوا وجدوا أن فى هذا السفر شبهة خزى كما يدعى المتطرفون ، لما كانوا قد وضعوه ضمن الأسفار المقدسة ، فى مجامع تضمنت صفوة العلماء والفهماء والروحانيون !! أم أن علماء الديانتين كانوا أغبياء إلى هذا الحد فلم ينتبهوا إلى ما اكتشفه متطرفو الدين الإسلامى !!! وكيف يدعى هؤلاء المتطرفون ذلك ؟ بينما نبى الإسلام ذاته ، لم يعترض على هذا السفر أو غيره من الأسفار المقدسة ، بل على العكس شهد للكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد قائلاً ، قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه " انتهى هذيانه . ويتضح لنا من كلام زعيم القحاب أنه يشهد بأن هذا اللامقدس ليس من عند الله ، وذلك من خلال قوله أن علماء الديانتين لم يعترضوا عليه ، ومعنى هذا أنهم هم الذين يضعون ويستبعدون حسب هواهم ، بدليل وضعهم لأشذ الكلمات وقولهم أنها وحى ... ونقول لزعيم القحاب ، إن علماء الديانتين يهودية ومسيحية لم يكونوا أغبياء بل كانوا منحرفين سواء الذين وضعوها أو الذين قبلوها على أنها وحى من الله ، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً ، ونرى زعيم القحاب يركز على كلمة المتطرفين ، بحيث يوهم القارئ أن المعتدلين يوافقون على هذا ، ونقول له ضع هذا الكلام الفاحش أمام أى شخص كان ، سيقول لك على الفور إنه ترجمة لفيلم بورنو . أما قول زعيم القحاب : " نبى الإسلام لم يعترض على هذا السفر " فنقول له لقد اعترض القرآن الكريم الذى أنزله رب العزة على حبيبه المصطفى على كتابك اللامقدس بأكمله ، وليس سفر نشيد الأنشاد . يقول الحق سبحانه : ((فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ )) ( البقرة : 79 )
ويقول زعيم القحاب أن الرسول قال (( قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه )) " وهو بهذا يشهد للعهدين القديم والجديد !!!!!! زعيم القحاب يدعى أن الرسول – صلى الله عليه وسلم - هو الذى قال ، رغم أن الآية تقول : قل ، وقد سمح له تدليسه وكذبه أن يقول أن المقصود من الآية العهد القديم والجديد مع أن أحداً على الاطلاق لم يقل بذلك سواء قديماً أم حديثاً .. يقول الشهيد سيد قطب : (( .... إن لم يكن يعجبكم القرآن ن لم تكن تعجبكم التوراة ؛ فإن كان عندكم من كتب الله ما هو أهدى من التوراة والقرآن فأتوا به أتبعه )) . وغير هذا فقد بتر زعيم القحاب الآية الكريمة من سياقها ، ولم يذكر ما قبلها ؛ حيث يقول سبحانه وتعالى : ((فَلَمَّا جَاءهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِن قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )) ( القصص : 48 ، 49 ) يقول ابن كثير رحمه الله فى تفسيره : (( والظاهر على قراءة " سحران " أنهم يعنون التوراة والقرآن ، لأنه قال بعده : ( قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه ) ، وكثيراً ما يقرن الله بين التوراة والقرآن ، كما فى قوله تعالى : (( قل من أنزل الكتاب الذى جاء به موسى نورا وهدى للناس )) إلى أن قال : (( وهذا كتاب أنزلناه مبارك )) ( ( الأنعام : 91 ، 92 ) . وقال فى آخر السورة : (( ثم ىتينا موسى الكتاب تماما على الذى أحسن )) ، إلى أن قال (( وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون )) ، وقالت الجن : (( إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى )) ( الأحقاف : 30 ) ، وقال ورقة بن نوفل هذا الناموس الذى أنزل على موسى . وقد عُلم بالضرورة لذوى الألباب أن الله لم ينزل كتابا من السماء فيما أنزل من الكتب المتعددة على أنبيائه أكمل ولا أشمل ولا أفصح ولا أعظم ولا أشرف من الكتاب الذى -أنزل على محمد – صلى الله عليه وسلم - وهو القرآن ، وبعده فى الشرف والعظمة الكتاب الذى أنزله على موسى بن عمران – عليه السلام – وهو التوراة التى قال الله تعالى فيها : (( إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور ، يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله ، وكانوا عليه شهداء )) والإنجيل إنما أُنزل متماً للتوراة ومحلاً لبعض ما حرم على بنى إسرائيل . ولهذا قال تعالى : (( قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين )) ، أى فيما تدافعون به الحق وتعارضون به من الباطل )) وبعد توضيح ابن كثير رحمه الله للآية الكريمة التى يستشهد بها زعيم القحاب ، يتبين لنا أنه لا يوجد بالقرآن الكريم مايشهد لما يُسمى بالعهد القديم أو الجديد . الاية الكريمة تتحدث عن التوراة المنزلة من رب العالمين والقرآن الكريم
( 6 )
وفى محاولة فاشلة لزعيم القحاب لتبرير عهر نشيد الأنشاد ، راح يتحدث عن أن هناك ألفاظ فى التصوف – الذى يُرجعه للإسلام – توافق ما ورد فى النشيد الفاحش ؛ فيقول
(( رابعة العدوية مقامها مكرم بين النساء المسلمات ))
وزعيم القحاب بهذا القول وصل لقمة الإفلاس ، فإذا كان البعض يقول أن رابعة العدوية شخصية أسطورية ، فإن زعيم القحاب جعلها ذات مقام مكرم بين النساء المسلمات!!!!!!!!!!
وكتب زعيم القحاب تحت عنوان (( المذاهب الصوفية أو مدارس الحب الإلهى )) : (( ... وتزخر هذه الكتب – يقصد كتب التصوف – بالحديث عن الحب الإلهى أو العشق الإلهى الذى يُماثل كلمات نشيد الأناشيد ، وليس فى ذلك أى ابتذال أو عشق وإليك عينة بسيطة مما قالته رابعة العدوية :
أحبك حبين ، حب الهوى وحباً لأنك أهل لذاكا
فأما الذى هو حب الهوى فشغلى بذكرك عمن سواكا
وأما الذى أنت أهل له فكشفك للحجب حتى أراكا
قارن هذا بما أنشدت به عروس نشيد الأناشيد قائلة :
اسمك دهن مهراق لذلك أحبتك العذارى
اجذبن وراءك فنجرى ادخلنى الملك إلى حجاله
نبتهج ونفرح بك .... بالحق يحبونك ))))) انتهى هذيانه
زعيم القحاب المختل بقول أن كلام الصوفية ، يماثل كلمات نشيد الأوساخ ، إذاً لنقارن بين ما قالته رابعة العدوية ، وبين فحش وعهر نشيد النشاد .
ونسأله : هل رابعة العدوية تتحدث عن ساقى الإله ، على فرض أن المخاطب فى نشيد الأنشاد هو الإله وليس سليمان ؟؟؟ !!!!
هل رابعة العدوية تتحدث عن بطن الحبيب الذى هو الإله ؟؟؟ !!!!
وأى إله هذا الذى تتحدث عنه ساقطة النشيد ، والذى تُحبه العذارى وكأنه نجم سينمائى ؟؟ !!!!
بقى أن نتحدث عن الإله محطم قلوب العذارى !!!!!!
وانظروا إلى تدليس هذا المدلس الفاجر ، فقد حذف من الجملة الثالثة لساقطة النشيد : (( نذكر حبك أكثر من الخمر )) إذاً فالعروس الساقطة مدمنة خمر ، ولكنها تُحب عريسها أكثر من الخمر !!!!!
فهل هذا العهر له علاقة بالله ؟؟ !!!!!
وهل الله سيجرى وراء العروس ؟؟؟ !!!!
وعلى فرض أنها رموز ، فماذا يعنى أن الله يجرى ؟؟؟؟ هل يجرى على أكل عيشه ؟؟؟!!!! تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً .
ويواصل زعيم القحاب ، معلقاً على أقوال رابعة العدوية ، وأقوال النشيد العاهرة : (((( نلاحظ فى كلا النصين نغمة الحب الراقى المعبرة عن العشق الإلهى المقدس وليس العشق الفاضح المنجس كما يدعون ))))
وليت شعرى كيف بلغ بهذا الوقح الادعاء أن يقول عن عهر نشيد الأنشاد أنه نغمة حب راقى معبرة عن العشق الإلهى المقدس ؟؟؟ !!!!!
وكيف تأتيه الجرأة أن يضع نصوص النشيد الفاحشة فى مقارنة مع نصوص رابعة العدوية ؟؟؟؟؟ !!!!!
وحقاً صدقت يا من قلت (( إذا لم تستح فاصنع ما شئت ))
فماذا بعد أن يقول هذا المعتوه الشاذ عن كلمات عاهرة فاحشة أنها نغمة حب راقى معبرة ؟؟؟ !!!!!
وندعو زعيم القحاب أن يأتى لنا بأى بيت شعر صوفى لأى أحد كان يتحدث فيه عن دوائر الفخذين ، والسرة ، والشغتين ، والبطن ، ونتحداه أن يفعل هذا ولن يفعل ... خاصة وهو يدعى أن دواوين الشعراء الصوفيين تتشابه كثيراً مع ما كتب فى نشيد الأنشاد .
وفى الفصل الثالث من كتابه والذى أسماه زعيم القحاب (( العلاقة بين التصوف وسفر نشيد الأناشيد )) ،وقبل أن نذكر أشياء من هذيانه نسأله : لماذا هذه الاستماتة فى الربط بين التصوف ونشيد الأنشاد ؟؟؟ فإذا كان هذا وحياً من الله كما تزعمون فما علاقته بالتصوف والذى هو من صنع البشر ؟؟؟ !!!!
يقول زعيم القحاب : ((( الواقع أن العلاقة وطيدة بين بين ما وضحته عن التصوف الروحى وسفر نشيد الأناشيد وسر هذه العلاقة يكمن فى أن جميع الاتجاهات الصوفية الروحانية لها قاعدة واحدة وهى الحب الإلهى أو كما يفضلون أن يسموه العشق الإلهى ، وإذا لم يسعفهم النثر للتعبير عن التجربة الوجدانية العميقة ، فعبروا عن شعورهم الجارف بما يعرف بشعر الغزل المقدس . وهذه هى التهمة الموجهة إلى سفر نشيد الأناشيد ، فإذا ما عرف المعترض أساس شعر العشق الإلهى بطل استعجابه .
فسفر نشيد الأناشيد فى الكتاب المقدس قصيدة شعر باللغة العبرية ، شعر صوفى روحانى تماماً مثل مافى التصوف الإسلامى من قصائد الشعر ، أمثال قصيدة رابعة العدوية ، وابن عربى ،وابن الفارض ، وذى النون المصرى ، وغيرهم .
وقصائد الشعر الصوفى كما قلت تتحدث عن العلاقة الحبية والعشق الإلهى بين الإنسان وبين الله .
ولا يخفى على القارئ أن الشعر عموماً والشعر الصوفى خصوصاً ، يتميز بالصور البلاغية والتعبيرات الرمزية المجازية ، أى أنه مملوء بالتشبيهات والاستعارات والكناية والتورية ، ولكنها أساليب أدبية بلاغية راقية للتعبير عن المحبة الإلهية السامية .
ولا تؤخذ كلمات الشعربالمعنى الحرفى وإلا ماكان شعرا.
فإذا ما وضعنا هذا فى الاعتبار فى قراءتنا لسفر نشيد الأنشاد بطل الإدعاء بأنه شعر غزل فاضح ، فلا يقول هذا القول سوى متخلف عن ركب الثقافة والمعرفة ))) انتهى هذيان وهلوسة زعيم القحاب .
وندعو زعيم القحاب المعتوه أن يأتى لنا ببيت شعر صوفى واحد به لفظة واحدة من ألفاظ نشيد الأنشاد ، بالرغم من كل شطحات الصوفية وخزعبلاتها .
ثم هل يُعقل يا حضرات القراء أن يتساوى وحى الله القدير مع شعراء الصوفية ؟؟؟!!!! ونحن لا نعرف من الذى لم يسعفه النثر للتعبير عن التجربة الوجدانية العميقة ؟؟؟؟ أهو الله أم سليمان ؟؟؟؟!!! فإذا كانت الاجابة : الله ، فهذا نقص ، وتعالى الله عن هذا النقص .
وإذا كان سليمان إذاً فهو كاتب هذا الكلام وليس الله ، وبناء على هذا فتلك الأقوال ليست وحى من الله ، لأن الله يستحيل ألا تسعفه كلمات النثر للتعبير .
ويقول إن سفر نشيد الأنشاد قصيدة شعر باللغة العبرية !!!!! ونسأله من هو كاتب هذه القصيدة ؟؟؟ أهو الله أم سليمان ؟؟؟؟؟!!!! ونستبعد سليمان لأنه قال فى فقرة أخرى إن سليمان كتب هذه القصيدة بالوحى ومعنى هذا أن الله هو الذى كتبها وأوحاها إلى سليمان ... فهل الله يكتب قصائد شعر ؟؟؟؟ !!!!!
وشعر غزلى فاضح فاحش وألفاظ بذيئة ؟؟؟!!!!! وإذا كان الله كتب قصيدة شعر فهذا يجعله يكتب رواية وقصصاً قصيرة !!!!!
وربما نسمع أن له ديوان شعر تحت الطبع !!!!!!
واستغفر الله العظيم وتعالى الله عما يقولون علواً كبيرا، ولعنة الله على المفترين الكاذبين
زكريا بطرس اعترف بأن الله شاعر ، انظروا ماذا يفعل رب العزة فى جميع المتطاولين على مقام المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه . لقد زاده الله خبالاً فوق خباله وأضحك عليه الكثير .
ونسأل هذا السفيه أين التورية فى دوائر الفخذين ؟؟؟؟ وماذا تقصد دوائر الفخذين ؟؟؟
أين التورية فى السرة والبطن ؟؟؟؟؟
أما قول زعيم القحاب بأن تلك الألفاظ التى أتت فى سياق فاحش بأنها أساليب أدبية بلاغية راقية للتعبير عن المحبة الإلهية السامية ، فنقول له : (( ... إذا لم تستح فاصنع ما شئت )) .
ويقول زعيم القحاب أن من يقول أن هذا النشيد العاهر غزل فاضح فإنه متخلف عن ركب الثقافة والمعرفة !!!!!
والحق أنه لا لوم على زعيم القحاب الذى يحيا فى مستنقع اللواط والرذيلة والجنس والضلال ، لذلك فقد حياءه وظن أن جميع الناس لواطيين وشواذ مثله وأنهم بمقدورهم أن يتقبلوا هذا الكلام القذر ، صحيح اللى اختشوا ماتوا
( 7 )
يقول زعيم القحاب : (( ولكن هل صحيح أن نشيد الأنشاد رسالة من الملك موجهة إلى عشيقة له ؟
هذا الكلام غير صحيح . ولا يقول به إلا إنسان ساذج لا يعرف معنى العشق . فالعشق تشوق واشتياق ، والاشتياق رجاء ، والرجاء رغبات بعيدة المنال يسعى الولهان جاداً ليحقهها ، أما الملوك فلا ينطبق عليهم ذلك ، فليس شئ بعيد بالنسبة لهم ، إذ هم قادرون أن يحققوا كل ما يرغبون ، وأن يبلغوا بالقوة إلى كل ما يرجون ، وشعارهم : (( وما ملكت أيمانكم )) فأيمانهم طائلة ، بل متطاولة حتى إلى زوجات أبنائهم ، فليس لديهم مشكلة لتدخلهم فى دائرة العشق والتلهف والوله . فالواقع هو أن الملوك لا يعشقون ، ولكنهم عندما يشتهون يملكون ومن هنا جاء عدد زوجاتهم وسراريهم وما ملكت أيمانهم .
اسمعه يقول – سليمان – فى هذا السفر الروحى : (( أنا لحبيبى وإلى اشتياقه ... اجعلنى كخاتم على قلبك ، كخاتم على ساعدك لأن المحبة قوية كالموت ، الغيرة قاسية كالهاوية ، لهيبها لهيب نار لظى الرب مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة والسيول لا تغمرها ، إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تحتقر احتقارا ( نشيد 7 : 10 ) .
سفر نشيد الأناشيد كما قلنا هو قصيدة شعر صوفى روحانى كتبها بالوحى سليمان الحكيم المتيم بالعشق الإلهى ، يصف خلجات نفسه فى علاقتها بحبيب الروح وخالقها وهو رغم جبروته وحكمته وغناه ولكنه يقف عاجزاً وفقيراً أمام أشواقه المتعطشة إلى حب الله والتمتع برؤياه )) !!!!!!!!!!!! انتهى هذيان المعتوه المختل زكريا بطرس .
ونقول : إذا كان سليمان – عليه السلام – ملكاً ويستطيع أن ينال أى شئ ، فهذا خطأ من المُحرف الذى دس هذا النص الداعر الفاحش البذئ ، وما المانع أن نرى سليمان يعشق ويتغزل بالفحش من القول طالما أنه عبد الأصنام على حد زعمهم ؟؟ !!!!!
إن المستحيل بات ممكناً مع هذا الكتاب اللامقدس ، فلا يوجد فرق بين نبى اصطفاه الله وبين زان أو قاتل !!!!!!
ومرة أخرى نسأل هذا المسطول : هل الله يكتب الشعر ؟؟؟!!!! وهل يوحى لسليمان تلك الألفاظ الجارحة والتى تخدش حياء من لا حياء له ؟؟؟؟ وتعالى الله عما يقولون علواً كبيرا.
وإذا كان سليمان كتب هذه القصيدة التى أوحاها الله له : فمن الذى يتغزل فى دوائر الفخذين ؟؟؟؟؟!!!!! أهو سليمان ؟؟؟ أم الله ؟؟؟؟
ملك من هذه الدوائر المذكورة فى نشيد الأوساخ ؟؟؟؟ !!!!!
استغفر الله العظيم ، يارب ثبت عقولنا فى رؤوسنا
إذا كان الشعر لا ينبغى لنبى من أنبياء الله ، فهل الله رب العالمين هو الذى يكتب الشعر ؟؟؟؟!!!!!!
إذاً ، فليذهب هذا المختل ويتقدم بأوراق هذا الإله الشاعر ويطلب ضمه إلى اتحاد الكتاب !!!!!!! أو رابطة شعراء المهجر !!! واستغفر الله العظيم ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ويواصل السفيه المجنون قائلاً : (( والواقع أنى أعرف كثيرين من أحبائنا المسلمين يعجبون بفكرة المسيحية فى الحب الإلهى وأعلم أيضا أن كثيرين لهم موقف من الإسلام ، ويعلنون عدم اقتناعهم به ، وفى نفس الوقت يخشون الانضمام الى المسيحية حتى لا يتعرضوا ( كذا ) للعذاب أو السجن أو حتى القتل ، ولهذا يكتفون بإعلان إلحادهم أهون لهم من انضمامهم للمسيحية .
وأحب أن أؤكد أننى لا أدعو أحباءنا المسلمين المستنيرين والمعترضين على الإسلام إلى ترك الإسلام ولا أن يلجأوا إلى الاحتماء بالإلحاد بل أدعوهم أن يظلوا فى موقعهم ، وباسمائهم كما هى : محمد ومحمدين ، وحسن وحسين وأن يتجهوا بقلوبهم إتجاها روحيا حبا فى علاقتهم مع الله تماما مثلما فعل الصوفيون المسلمون أمثال : رابعة العدوية ، محى الدين بن عربى ، وابن الفارض ، وغيرهم .. )) انتهت هلوسة المجنون نزيل العباسية
وكنا نريد أن نعلم أسباب عدم اقتناع أحبائه المسلمين بالإسلام ، وأسباب إعجابهم بفكرة المسيحية فى الحب الإلهى ؟؟؟!!!!!!
أهم لا يقتنعون بالثالوث ؟؟؟
أم بالإله المصلوب ؟؟؟؟؟
أم بالإله الذى يتبول ويتغوط ؟؟؟؟
أم بالإله المرتبك الذى لا يعلم ما يفعل وبعد آلاف السنين تذكر أن يفتدى البشر ويخلصهم من العذاب ؟؟؟؟؟
أم بالكتاب المحرف الذى يسفه الإله ويزدرى كل شئ ؟؟؟؟
أم بالإله الذى يمر بمرحلة الطفولة والمراهقة ؟؟؟؟
أم بالإله الذى يُشبه اللبؤة والسوس والعث والأسد والنمر ؟؟؟؟
أم بالإله الذى يضع نفسه فى رحم إمرأة ، ويُدير شؤؤون الكون من رحمها ؟؟؟!!!!!
كنا نريد أن نعرف يا سفيه ، يا من أضحكت النصارى عليك قبل المسلمون .
ثم إن من ذكرتهم يا زعيم القحاب رابعة ومحى وغيرهم لم يتنصروا فى يوم من الأيام ، وإن كان لديك دليل فأت به إن كنت من الصادقين .
وفى الباب الثانى من كتاب زعيم القحاب وعنوان هذا الباب : (( ألفاظ نشيد الأناشيد ومعانيها السامية )) ( الفصل الأول : أوصاف الجسم )
يقول : (( يتساءل الكثيرون : هل من المعقول أن يذكر وحى من الله أوصاف أعضاء جسد المرأة : كالثديين والفخاذ ، كما جاء فى نشيد الأناشيد ؟
والواقع أنى أوجه تساؤلى أنا أيضاً إلى أصحاب هذا السؤال : هل ذكرت هذه الأوصاف بطريقة مبتذلة ؟ أم أنها ذكرت فى قالب من الأدب الراقى ، تماما كما تذكر فى كتب الطب بطريقة علمية وكتب الشعر بطريقة بلاغية -!!!!!!!!!!!!!!- ( علامات التعجب من عندى لأن التدليس فاق المدى ) - فكلنا يعلم كما وضحنا فى الباب السابق ، أن سفر نشيد الأناشيد هو شعر صوفى روحانى مملوء بالصور البلاغية الرمزية من تشبيهات واستعارات وكنايات فألفاظه لا تؤخذ بالمعنى الحرفى بل كما تقول لغة البيان : لا تؤخذ بلازم معناها وإنما لها معان أخرى تشير إليها كما سنرى )) انتهى
ويبدو أن زعيم القحاب كان قد تعاطى برشام شديد المفعول ، فأثر هذا على الهلوسات ..
يقول أن الدعارة الواردة فى هذا السفر القذر ذُكرت فى قالب من الأدب الراقى ، تماما كما تُذكر فى كتب الطب بطريقة علمية وكتب الشعر بطريقة بلاغية !!!!!
والدليل يا حضرات القراء على صحة هلوسته أذكره لكم :
((( ما أجمل رجليك بالنعلين يا بنت الكريم ، دوائر فخذيك مثل الحلى صنعة يدى صناع ، سرتك كأس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج ، بطنك صبرة حنطة مسيحة بالسوسن ، ثدياك كخشفتين توأمى ظبية )))
أكتفى بهذا القدر من الأدب الراقى جداً يا زعيم القحاب !!!!!!!!!!
الحق يُقال أنه ليس عيبك ، بل عيب السفلة الذين سمحوا لك بترديد هذه الهلوسات ، على ملأ من العقلاء والذين تأكد لهم بالدليل القاطع أنك هارب من مستشفى الأمراض العقلية .
كلمات داعرة صادرة من شخص يتغزل فى رجل إمرأة وفى دوائر فخذيها وسرتها وبطنها وثديها ، ثم يقول أدب راقى !!!!!! فما هو إذاً حال الأدب الغير راقى ؟؟؟؟؟ !!!!!
وآسف للقراء إذ أنقل لهم تلك الكلمات الداعرة والتى تجرح شعورهم ، وتؤذى مشاعرهم ...
وإذا كان هذا الكلام صادر عن نبى من أنبياء الله ، فماذا يقول الرجل العادى ؟؟؟؟ !!!!!!!
ثم إن هذا النشيد لم يكن مكتوباً باللغة العربية ، ولكنه مُترجم ، إذاً فتبريرك ساقط ، ويتضح أنه يقصد المعنى الحرفى ، ولا يرمز لأى شئ آخر ، فما رأيك يا معتوه ؟؟؟؟؟؟
واخترع زعيم القحاب طريقة مبتكرة لفهم تلك الألفاظ الشاذة الداعرة ، إذ يقول :
(( فلكى نفهم تعبيرات سفر نشيد الأناشيد يجب مقارنتها بآيات أخرى من الكتاب المقدس لتوضيح معانيها (( قارنين الروحانيات بالروحانيات )) والواقع أن صفات العروس قد وردت فى الاصحاحين ( الرابع والسابع ) من سفر نشيد الأناشيد . وإليك المعانى الروحية التى تُشير إليها هذه الألفاظ من واقع مقارنتها بآيات الكتاب المقدس الأخرى )) انتهى شئ من وساخة عقله
ولا نعلم ما هى علاقة نسيد الأوساخ بالأسفار الأخرى ؟؟؟!!!! فهو سفر مستقل بذاته ، وقصيدة شعر كما قال المجنون ، فهل تحول الكتاب المقدس إلى ديوان شعر ؟؟؟؟ !!!!!!
ولكنه منطق زعيم القحاب المهزوم .
وأدعو القراء إلى أن يستعدوا لوصلة من الضحك المتواصل ، بعد قراءة تفسيراته المُضحكة والتى لا يقولها طفل فى الثالثة من عمره
( 8 )
أدعو حضرات القراء الأفاضل إلى التأمل فى تفسيرات زعيم القحاب القمص الشاذ زكريا بطرس للألفاظ الواردة فى نشيد الدعارة ( الأنشاد سابقاً ) يقول : (( الرأس : تشير إلى الحكمة – كما ذكر فى أمثال ( 4 : 7 و9 ) " الحكمة هى الرأس فاقتنى الحكمة .. تعطى رأسك أكليل نعمة " تاج جمال تمنحك " )) انتهى هذيانه ونسأل يا زعيم القحاب : ما علاقة هذا الكلام برأس العشيقة الفاجرة فى نشيد الأوساخ ؟؟؟؟ ما علاقة الرأس فى الأمثال بالرأس فى النشيد ؟؟؟!!!!! وقد حذف زعيم القحاب من عدد الأمثال هذا النص : (( وبكل مقتناك اقتن الفهم . ارفعا فتعليك . تمجدها إذا اعتنقتها )) لماذا حذف هذه الجملة ؟؟؟؟ لكى يوهم القارئ أن الرأس فى النشيد هى الرأس التى تقتنى الفهم ، على الرغم أنها رأس العشيقة . إنه من البديهى أن أى راس فى العالم تشير إلى الحكمة ، ولم يقل أحد أن الرجل أو الذراع هى التى تشير إلى الحكمة !!!!!! 2- يقول زعيم القحاب عن الشعر : (( الشعر : يرمز إلى العناية الإلهية بالإنسان : فقد قيل فى ( متى : 10 : 30 ) (( وما أنتم فحتى شعور رؤوسكم جميعا محصاة )) !!!!!!!!!!!!!! يا زعيم القحاب زادك الله خبالا فوق خبالك ، أين العناية الإلهية أيها المعتوه فى : (( شعر رأسك كأرجوان . ملك قد أسر بالخصل )) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أين العناية الإلهية ؟؟؟؟ خاصة وأن هذا شعر رأس العروس وليس ذقنها أو شاربها !!!!!!!!!! وما دخل هذا الكلام بعبارة متى ؟؟؟!!!! متى يتحدث عن شعور سيحصيها الرب والنشيد القذر يتحدث عن شعر رأس العشيقة !!!!!!!! وأين أيها القمص الضال مقارنة الروحانيات بالروحانيات التى تتحدث عنها ؟؟؟؟!!!! أم أنك كما يقول المثل (( تسوق الهبل على الشيطنة )) ؟؟؟!! 3- يقول زعيم القحاب عن العينان : (( العينان ترمزان إلى البصيرة الروحية ، كما وضح معلمنا يوحنا فى رسالته الأولى ( 5 : 20) " ابن الله قد جاء وأعطانا بصيرة لنعرف الحق " )) !!!!!!! ونسأل زعيم القحاب : ما علاقة عبارة يوحنا بعبارة النشيد : (( عيناك حمامتان من تحت نقابك ))؟؟؟!!!! ما علاقة العينين الجميلتين اللتين تشبهان الحمامتين بالبصيرة التى تعرف الحق ؟؟؟؟!!!!!!! 4- يقول زعيم القحاب عن الخد تحت النقاب : (( أى تحت الحجاب أو البرقع ) يرمز إلى امتياز البهاء ( خروج 34 : 29 ) وكان لما نزل موسى من جبل سيناء ... لم يعلم أن وجهه صار يلمع فى كلامه معه .. فإذا رأى بنو إسرائيل وجد موسى أن جلده يلمع كان موسى يرد البرقع على وجهه ))!!!!!!!! ونسأل هذا المعتوه الهارب من مستشفى الأمراض العقلية : ما معنى امتياز البهاء ؟؟؟؟؟!!!! وما علاقة هذا الهراء بخد العشيقة الوارد فى نشيد الأوساخ ؟؟؟ لكنها الهزيمة المنكرة يا حضرات القراء ... لقد انسحق هذا المعتوه بتبريراته التى تصلح لفكرة مسرحية كوميدية . 5- يقول زعيم القحاب عن الفم : (( ويرمز إلى الحديث بما يرضى الله ( مزمور 19 : 14 ) (لتكن أقوال فمى وفكر قلبى مرضية أمامك ))) !!!!!!!!!!!! وأعتقد أن القراء أصابهم الذهول والاستغراب من هذا الكلام السقيم والذى يدل على أن هذا القمص خنزير ناطق يهلوس بما لا يعى . ما علاقة الفم فى المزمور بالفم الوارد فى النشيد القذر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ يا زعيم القحاب : هل إذا راينا فماً يدخن ويسكر نقول هذا الفم يرمز إلى الحديث بما يرضى الله ؟ ؟!!!! عروس النشيد الساقطة المنحلة تقول : (( ليقبلنى بقبلات فمه )) فهل هذا الفم يرمز إلى ما يرضى الله ؟؟؟؟!!!! وهل يا تُرى أيها السفيه إذا شاهدت فماً فى فيلم بورنو فإنه يرمز إلى الحديث بما يرضى الله ؟؟؟؟؟!!!!!! 6- يقول عن الشفتان : (( ترمزان إلى التسبيح والاعتراف باسم الرب ( عبرانيين 3 : 15 ) ، " لنقدم به فى كل حين ذبيحة التسبيح أى ثمر شفاه معرفته باسمه " )) !!!!!!!!!!! نكرر ولن نمل التكرار عسى أن ينفع هذا الحمار _ آسف فقد أخطأت فى حق الحمار - ما علاقة الشفتين بالتسبيح ؟؟؟؟؟؟ !!!!!! النشيد الداعر يقول : (( شفتاك كسلكة من القرمز )) ما علاقة هذا بالعبرانيين ؟؟؟؟!!!!! شخص يصف شفتى حبيبته نقول أنه يعبر عن تسبيح الشفاه ؟؟؟؟ !!!!!! ما هذا العبط ؟؟؟؟ 7- يقول عن الأسنان : (( ترمز إلى هضم كلمة الله ( أرميا 15 : 16 ) " وجدت كلامك فأكلته فكان كلامك لى للفرح ولبهجة قلبى ... " )). ألم اقل لكم يا حضرات القراء أن هذا الشخص معتوه وضال وشاذ ؟؟؟؟ وألم اقل لكم اضحكوا ، إذاً فلتضحكوا كثيراً على وساخة عقل زعيم القحاب . هل سمع أحد عن شئ يدعى هضم كلمة الله ؟؟؟؟!!!!!! ولا نعلم أهى (( ساندويتشات )) أم (( ملوخية بالأرانب )) ؟؟؟؟؟!!!! النشيد القذر يقول : (( أسنانك كقطيع الجزائر الصادر من الغسل اللواتى كل واحدة متم وليس فيهن عقيم )) ما علاقة هذا الغزل فى الأسنان بالذى أكل الكلام أو حتى شربه ؟؟؟؟؟!!!!! 8- يقول عن العنق : (( يرمز إلى قوة الإيمان ففى ( أيوب 41 : 22 ) : " فى عنقه تبيت القوة ... " ولهذا وصف عنق العروس ببرج الأسلحة والمجان ( نشيد 4 : 4 ) . )) اضحكوا يا قراء ، فقد وعدتكم بضحك كثير . هذه أول مرة فى التاريخ نسمع فيها أن العنق يرمز إلى قوة الإيمان ، إذاً فإلى أى شئ يرمز القلب ؟؟؟؟!!!!! أم أن القلب موجود بالعنق يا زعيم القحاب ؟؟؟!!!! وفى أيوب الذى استشهد به لم ترد كلمة الإيمان على الإطلاق ، وفى عدد النشيد الذى استشهد به لم ترد أيضاً كلمة الإيمان ، فمن أين أتى زعيم القحاب بتلك التعبيرات التى هى مخالفة للعقل ؟؟؟؟ ثم أين قوة الإيمان بعبارة أيوب ؟؟؟؟!! وأين هى فى النشيد : (( عنقك كبرج من عاج )) ؟؟؟!!! 9- يقول زعيم القحاب عن الثديان : (( يرمزان إلى التغذية الروحية من العهد القديم ، والعهد الجديد وهما ثديا الأم الروحية الكنيسة عروس المسيح ، ففى سفر أشعياء يقول : ( أشعياء : 66 : 11 ) " لكى ترضعوا من ثدى تعزياتها " ، والواقع إنى لأتعجب من اعتراض الأخوة المسلمين قائلين هل ذكر ثديى المرأة يليق بكتاب من عند الله ؟؟؟؟؟ عجبا! أفلا يطبقون هذا القول على القرآن ذاته ؟ ألا يعلمون أن القرآن ذكر هذا اللفظ بعينه فى وصف حوريات الجنة فى سورة النبأ ( 78 : 31- 33 ) إذ يقول : " إن للمتقين مفازا ( أى الجنة ) حدائق وأعنابا ( أى بها أشجار وكروم ) وكواعب أترابا ( كواعب : اى نهود أو اثداء جمع نهد أو ثدى كما جاء فى المعجم الوسيط الجزء الثانى ص 790 ، واترابا بمعنى الحوريات مستويات السن ( تفسير الإمام النسفى الجزء 4 ص 479 ) أى لا توجد واحدة كبيرة مثل خديجة وأخرى صغيرة السن مثل عائشة " والقرآن لا يقصد المعنى المجازى الروحى بل المعنى الحرفى المادى للحوريات والخمر والولدان . فى حين أن نشيد الأناشيد لا يقصد المعنى الحرفى بل المعنى الرمزى الروحى . ألا يخجل المعترضون من قرآنهم ويكفون عن اتهام الكتاب المقدس باطلاً )) !!!!!!!!!!!!!!!!!! انتهت هلوسة زعيم القحاب ، ونقول : " رمتنى بدائها وانسلت " وأيضاً المثل الشهير : (( كلم القحبة تلهيك اللى فيها تجيبو فيك )) ونردد مع المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه : (( إذا لم تستح فاصنع ما شئت )) زعيم القحاب لم يفلح فى الرد على ورود كلمات هابطة يستحيل أن تصدر عن رب العالمين ، فتحول صوب القرآن الكريم !!! نطلب منه تفسير ورود لفظة الثديين ، فيقول ترمز إلى التغذية الروحية ، وهما ثديا الأم الروحية الكنيسة عروس المسيح !!!!!!!!!!!!!!!!! إذاً من كتب هذا السفر أهو سليمان أم المسيح بن مريم ؟؟؟؟؟!!!!! ما هذا العبط والاستخفاف بعقول الناس ؟؟؟؟ هل الذى كتب هذا السفر جاء بعد المسيح حتى تقول أنه يرمز للأم الروحية الكنيسة عروس المسيح ؟؟؟!!!! ألم يكن منذ قليل قصيدة حب إلهى من سليمان لربه !!!!!!! أم أن الخمور التى تشربها اذهبت عقلك يا زعيم القحاب ؟؟؟؟؟ وهل فى هذا السفر ما يرمز للمسيح عليه السلام ؟؟؟؟ ولماذا هذا السفر بالذات الذى تستخدمون فيه لعبة الرموز والتشبيهات ؟؟؟؟؟!!!! ونتحداك يا زعيم القحاب أن تُخرج لنا لفظة ثدى من القرآن الكريم ، ولن تفعل . ويا حبذا لو كانت من عينة : (( بين ثديى يبيت )) أو (( ثدياك كخشفتى ظبية )) أو (( قامتك هذه شبيهة بالنخلة وثدياك بالعناقيد )) أو (( وتكون ثدياك كعناقيد الكرم )) هل وردت مثل هذه الألفاظ العاهرة فى القرآن الكريم ؟؟؟؟ الحق سبحانه وتعالى يقول فى محكم آياته : (( ... وكواعب أترابا )) يصف حال نساء الجنة كى يستعفف الذين لا يجدون نكاحاً ، ولا ييأسوا ويظنون أن آخرتهم ستكون مثل دنياهم ، وكى يمنع الفتن التى يمكن أن تحدث فى الدنيا ، حتى إذا قرأ أحد هذه الآيات المحكمات تذكر ما ينتظره ، فيكف عن الشهوات خاصة أن القرآن الكريم تحدث عن حب الشهوات وذكر أولها : (( زين للناس حب الشهوات من النساء ... )) ( آل عمران : 14 ) ، وهذا ما يسبب مشكلة كبيرة للقساوسة الذين لا يتزوجون ، فيتخلصون من شهوتهم إما عن طريق العادة السرية ( الاستمناء ) أو الشذوذ ( اللواط ) أو الاعتداء على الراهبات ، أو الاعتراف ( النوع الجديد الذى ابتكرته الكنيسة ) ، ذلك لأنهم يحاربون الفطرة السليمة ويُحرمون ما أحله الله من زواج الرجل بالمرأة . وأين يا زعيم القحاب لفظة (( كواعب أترابا )) فى طهرها ونقائها من ألفاظ النشيد الداعرة التى تصف الثديين وتتحدث عن كيفية التمتع بهما ؟؟؟؟؟؟؟ ونرى فى كلام زعيم القحاب المختل استهزاء بزوجات المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فيقول : (( أى لا توجد واحدة كبيرة مثل خديجة وأخرى صغيرة مثل عائشة )) ونقول للقمص الشاذ : انظر لكتابك المدنس الذى أخرج الابن أكبر من أبيه بسنتين وبعد ذلك تحدث عن أسيادك أيها الخنزير الوقح . ويقول (( القرآن يقصد المعنى الحرفى المادى للحوريات والخمر والولدان ، فى حين أن نشيد الأناشيد يقصد المعنى الحرفى الروحى )) !!!!!!!! اللهم ثبت عقولنا فى رؤوسنا إننا ندعوك يا زعيم القحاب يا من تُلصق عيوبك كتابك المدنس بقرآننا الكريم أن تُخرج لنا لفظة واحدة من ألفاظ النشيد الداعرة وردت بالقرآن الكريم ، ولن تفعل ثم ما هو الذى يجعلنا نخجل من قرآننا الكريم ؟؟؟؟!!!! أبه ألفاظ نشيد الأوساخ ونحن لا ندرى ؟؟؟؟؟!!!! إن طريقة تفسير زعيم القحاب لنشيد الأوساخ تجعلنا نعتبر أفلام الجنس الداعرة صلاة روحية تُقرب الإنسان من الله !!!!!!!!!!!!! والقرآن الكريم فى حديثه عن الخمر والولدان يبشر عباد الله بما ينتظرهم من نعيم ، وإلا فما فائدة الجنة بدون نعيم ؟؟؟!!!! ربما تكون حفلة تنكرية يا زعيم القحاب ؟؟!!! وإذا كانت الجنة لا يوجد بها نعيم ، فلماذا الخلق إذاً طالما أن كله محصل بعضه ؟؟؟؟!!!!!
( 9 )
- يقول زعيم القحاب عن البطن : (( ترمز إلى الحياة الباطنة أى الإنسان الباطن أو الداخلى كما يقول بولس الرسول فى : ( أفسس 3 : 16 ) " لكى يعطيكم بحسب غنى مجده أن تتأيدوا بالقوة بروحه فى الإنسان الباطن " )) !!!!!!!!
هل سمعتم يا حضرات القراء فى التاريخ عن شئ يُدعى الإنسان الباطن ؟؟؟؟؟؟!!!!!! ماذا يعنى هذا المصطلح الجديد ؟؟؟ !!!!!!!!!
إن هذا الكائن الذى يسمح لنفسه أن يحول التغزل فى بطن امرأة إلى مصطلح من اختراعه هو كائن لا يحترم آدمية الناس ويستهزئ بهم وبعقولهم .
النص الداعر يقول : (( بطنك صبرة حنطة مسيحة بالسوسن )) ما علاقة هذا الغزل الفاحش بالإنسان الباطن أو الحياة الباطنية كما يدعى المختل زعيم القحاب ؟؟؟؟؟ !!!!!!!!
11- يقول عن السرة : (( ترمز إلى الفطامة الروحية : فقطع الحبل السرى بعد الولادة يعطى للمولود حياة تعتمد على ما يحصله بالفم وليس عن طريق الحبل السرى وينبغى مقارنة ذلك بما قيل عن المولودة اللقيطة فى ( سفر حزقيال : 16 : 4 ) " أما ميلادك يوم ولدت فلم تقطع سرتك ولم تغسلى بالماء للتنظيف " بل تركت للموت )) !!!!!!!!!
يارب العالمين ألهمنا الصبر ، أيها الخنزير الضال ، أتعتقد أنك تتحدث إلى مجموعة من الشواذ والمختلين والمبرشمين ؟؟؟؟؟
النص الداعر يقول : (( سرتك كأس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج )) ما علاقة التغزل فى سرة العروس الفاجرة ، بالحبل السرى أو حتى البنكرياس ؟؟؟!!!!!!
ثم ما هو معنى الفطامة الروحية ؟؟؟!!!!! إنها اللغة الجديدة التى اخترعها القمص الشاذ من أجل فشله فى تبرير هذه الألفاظ الداعرة الفاحشة .
وقبل أن أكمل أدعو حضرات القراء إلى النظر لحال هذا القمص الضال المختل الذى هو غير مقتنع بالسفالات الواردة فى كتابه المدنس ، فقام باختراع مفاهيم جديدة ولغة جديدة من أجل أن يدارى عجزه وفشله .
12- يقول عن دوائر الفخذين : (( أى مفاصل الساقين !!!!!!!! والمفاصل فى جسم الإنسان هى الروابط التى تربط أعضاء الجسم بعضه ببعض ، وهى ترمز إلى الروابط القوية بين أعضاء الجسم بعضه ببعض ، وهى ترمز إلى الروابط القوية بين أعضاء جماعة المؤمنين كجسد واحد . هذا ما وضحه بولس الرسول عن دور المفاصل فى تركيب الجسد ، إذ قال : " تنمو فى كل شئ نحو المسيح الذى هو الرأس ، فبه يتماسك الجسد كله ويلتحم بفضل جميع المفاصل التى تقوم بحاجته ، حتى إذا قام كل جزء بعمله الخاص به ، نما الجسد كله ، وتكامل بنيانه بالمحبة " ( أفسس4 :15 ، 16 ) )) !!!!!!!!!!!!!!
ألم أقل لكم إنه معتوه وسفيه ولا يعلم ماذا يقول ؟؟؟ هذا هو الذى يتحدى شيخ الأزهر ويدعوه للمناظرة !!!!!!وتحديه لشيخ الأزهر الشريف أكبر دليل على أنه فاقد للوعى ومختل
اللغة الجديدة التى اخترعها زعيم القحاب جعلت دوائر الفخذين تتحول بقدرة قادر إلى مفاصل الساقين !!!!!!!!!!!
ونتحداه أن يخرج لنا من أى معجم أو قاموس على وجه الأرض أن دوائر الفخذين تعنى مفاصل الساقين .
- ورد بالمعجم الوسيط الذى استشهد به زعيم القحاب حول لفظ : (( كواعب )) جاء عن الفخذ : (( ما فوق الركبة إلى الورك )) ( الجزء الثانى صفحة 676 )
وفى المعجم الوجيز : (( ما فوق الركبة إلى الورك ))
وفى لسان العرب : (( الفخذ : وصل ما بين الساق والورك )) ( الجزء الخامس ص 3360)
وفى القاموس المحيط : (( الفخذ ككتف ما بين الساق والورك ))
إذاً من أين لهذا المعتوه بهذا التفسير الذى لم يقل به أحد من العالمين ؟؟؟؟!!!!
والحق يُقال أن هذا التفسير الشاذ يعبر عن عدم اقتناع هذا الضال بما يعتنق من خرافات وأساطير ، وهذا التفسير وحده يدل على أن تلك العقيدة التى يؤمن بها هى عقيدة شيطانية والأغرب من ذلك أن يُفسر الكلمة تفسيراً مخالفاً للمنطق والعقل والاستعمال الذى توافق عليه الناس ، ثم بنى على هذا التفسير القذر نتيجة كاذبة خاطئة .
فبعد أن قال إن دوائر الفخذين هى مفاصل الساقين ، قال : والمفاصل فى جسم الإنسان هى الروابط التى تربط أعضاء الجسم ببعضها ، وهى ترمز إلى الروابط القوية بين أعضاء جماعة المؤمنين كجسد واحد !!!!!!!
ما دخل المفاصل فى دوائر الفخذين ؟؟؟؟!!!!!!!
محاولة منه للهروب من هذا المطب المحرج للغاية ، ولماذا تركيزه على المفاصل دون الساقين إن كان تفسيره صحيحاً ؟؟؟؟!!!!!
العروس فى النشيد الداعر تقول : (( ساقاه عمودا رخام مؤسستان على قاعدتين من إبريز )) فماذا تعنى بالساقين ؟؟!!! أتعنى بهما الحاجبان ؟؟!!!!!!
فإذا كانت دوائر الفخذين هما الساقين ، فماذا تعنى كلمة الساقين التى وردت بالنشيد ؟؟؟؟؟؟!!!!!
سقوط مدو وعجز بلا حدود يا زعيم القحاب ، فبعد أن حول الألفاظ إلى رموز أصبح يحول الرموز إلى رموز ترمز إلى رموز !!!!!!!!!!
وانظروا كيف أراد أن يهرب من تلك العبارة القبيحة الفجة : (( دوائر فخذيك مثل الحلى صنعة يدى صناع )) وأن واحدة خجلت من ذكر الدعارة السابقة على لسانها وقالت أن هذه الألفاظ قبيحة ، لم ترتق إلى المستوى الروحى والرمزى لكلمات الوحى الإلهى ، فيقول زعيم القحاب : (( وتعجبت بالأكثر أنها لا تجد خجلاً من قراءة ونطق هذا اللفظ بعينه : (( فخذ عائشة الذى كان النبى محمد يضع رأسه عليه كما ذكر بالحديث 5250)) وأورد زعيم القحاب حديثا مدسوساًيقول أن النبى كان يجلس بين فخذى خديجة رضى الله عنها أثناء نزول الوحى ، وهذا الحديث روته فاطمة بنت الحسين ، والجميع يعلم أن الحسين ولد بعد وفاة خديجة بمده فكيف تسمع فاطمة بنت الحسين الحديث من خديجة ؟؟؟؟!!!!!!!
ويقول زعيم القحاب للتى حتم عليها حياؤها أن لا تنطق تلك الوساخات : (( ألم تخجلى من هذه الفخاذ – يجمع هذا السفيه كلمة فخذ على فخاذ رغم أنه لم يرد على الإطلاق هذا الجمع ، ولكن الجمع الصحيح هو أفخاذ – فخاذ خديجة وعائشة رضوان الله عليهما أكانت أفخاذهما مقدسة ، فى حين أن الصورة البلاغية لدوائر فخذ أو مفاصل ساقى عروس النشيد عمل من رجس الشيطان )))) انتهت هلوسته
والحق يا زعيم القحاب أن هذا السفر النجس كله من عمل الشيطان
أما حديث خديجة رضى الله عنها ليس بحديث ، وحديث عائشة رضى الله عنها ، لم ترد به لفظة دوائر الفخذين على الإطلاق ، فمن أى شئ تخجل ؟؟؟!!!!!
وإذا لم تستح فاصنع ما شئت .
13- يقول عن الرجلين : (( ترمزان إلى السعى للخدمة ببشارة السلام كقول الرسول بولس فى رسالة أفسس ( 6 : 15 ) حاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام )) !!!!!!
اللهم ثبت عقولنا فى رؤوسنا ، نص النشيد الداعر يقول : (( ما أجمل رجليك بالنعلين يابنت الكريم )) ما علاقة هذا الغزل الفاضح بحاذين أرجلكم باستعدا إنجيل السلام ؟؟؟؟؟!!!!!!
ولماذا لم يقل النشيد ما أجمل رجليك باستعداد إنجيل السلام ؟؟؟؟؟!!!!!!
إن زعيم القحاب بهذه الطريقة الشاذة يحول الدنيا كلها إلى رموز ، بل من الممكن أن نهدم عقيدتهم الضالة إذا استخدمنا الرموز مع الصليب والفداء .
كأن نقول الصليب يرمز إلى جهات الأرض الأربع ( شما ل ، جنوب ، شرق ، غرب ) !!!!!!
الفداء يرمز إلى نجاة الإنسان من حادثة حنطور!!!!!
ويقول زعيم القحاب : (( هذه هى معانى ومدلولات أجزاء الجسم التى يقول المغرضون أنها ألفظ هابطة ، فقد اتضح لنا سمو الإشارة وبلاغة التعبير للمعانى السامية التى تعبر عن ترابط جسد الكنيسة المقدسة كعروس للمسيح ، الكتاب المقدس هو كتاب الروح الذى يسمو بالإنسان ليبقى فكره وقلبه ويدخله فى شركة حقيقية مع الله المُحب الذى يريد الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون ))!!!!!!!!!!!!!
هذا هو زعيم القحاب الوقح الذى كذب كذبة وصدقها فاعتقد أنه استطاع أن يبرر تلك الكلمات النجسة التى لا يمكن أن تصدر من إله أبدا ، فراح يقول (( سمو الإشارة وبلاغة التعبير للمعانى السامية )) !!!!!!
فإذا كان هذا هو حال المعانى السامية ، فماذا يكون حال المعانى اللا سامية يا زعيم القحاب ؟؟؟!!!!!!!!!
وما دخل الكنيسة فى هذه الدعارة ؟؟؟؟ فإذا كان على حد زعمك أن سليمان هو كاتب هذه الأشياء ، فما دخل المسيح والكنيسة ؟؟؟؟ أم أن سليمان أتى بعد المسيح ونحن لا ندرى ؟؟؟؟؟!!!!!!
ولماذا فى البداية تقول أن هذا النشيد الداعر علاقة حبية بين الله والنفس البشرية ؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!
ثم ترجع وتقول يعبر عن جسد الكنيسة عروس المسيح !!!!! وأخرى بين سليمان والله !!!!!!!
وهذا التناقض إن دل على شئ فإنما يدل على عدم اقتناع هذا السفيه المعتوه بهذا الكلام الداعر .
وأين السمو بالإنسان فى هذا المستنقع الملئ بالدعارة والعهر (( دوائر الفخذ ، والثديين ، والسرة والبطن والشفتين ) ؟؟؟؟!!!!!!
وهل يدخل الإنسان فى شركة حب مع الله عن طريق هذه الدعارة ؟؟؟؟!!!!!!
وهذا كلام لا يقوله المغرضون ، وإنما يقوله من يمتلك مثقال ذرة من حياء أو إيمان .
وإليكم يا حضرات القراء ما هرب منه زعيم القحاب ولم يفسره تفسيرات مضحكة :
1 - ووجهك جميل
2- تحت لسانك عسل ولبن
3- رائحة ثيابك كأنفك
4- اشربوا واسكروا أيها الأحباء
5- يا حبيبتى يا حمامتى
6- حبيبى مد يده من الكوة فأنت عليه أحشائى
7- حفظة الأسوار رفعوا إزارى عنى
8- ساقاه عمودا رخام
9- حلقه حلاوة وكله مشتهيات
10- يداه حلقتان من ذهب
11- رائحة أنفك كالتفاح
12- اهرب يا حبيبى وكن كالظبى أو كغفر الأيائل
بالإضافة لذلك ، جميع الألفاظ التى فسرها تفسييرات عجيبة أضحكتنا وأضحكت الكثير على وساخة عقله ، وعهر فكره .
وتأملوا معى يا حضرات القراء : (( اهرب يا حبيبى وكن كالظبى )) من هو الذى سيهرب أهو الله ؟؟؟ !!!!!
تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .
( 10 )
يقول زعيم القحاب المختل : (( المرأة والجنس عموماً يلعب دوراً كبيرا فى ذهن النبى أساساً ، وبتالى يزخر القرآن والأحاديث بعبارات الجنس الفاضحة – يشير إلى حديث السيدة خديجة الموضوع وحديث السيدة عائشة ويواصل : أين ألفاظ نشيد الأناشيد الروحية ، من هذه الألفاظ الشهوانية )) !!!!!!!!!!!!
انظروا إلى هذا الدعى الفاجر العاهر ، ولكنه زعيم القحاب فماذا نتوقع منه غير ذلك ؟؟؟؟؟
لقد ألصق نجاسة كتابه بالقرآن الكريم ، وصدقت يا رسول الله يا من قلت : (( إذا لم تستح فاصنع ما شئت ))
فبعد كل العهر الوارد بالنشيد النجس يقول أن القرآن الكريم يزخر بعبارات الجنس الفاضحة !!!!!!!
هذا ما ينطبق عليه المثل العربى : (( رمتنى بدائها وانسلت )) والمثل الشهير : (( كلم القحبة تلهيك اللى فيها تجيبو فيك ))
ونتحداه أن يُخرج لنا لفظة واحدة من القرآن الكريم تشبه الألفاظ الداعرة الواردة بالنشيد النجس .
يقول زعيم القحاب : (( لفظة الفرج لفظة قبيحة ولم ترد على الإطلاق فى الكتاب المقدس)) !!!!!!!!!!
ونتحدى هذا المعتوه إن كان يعرف معنى كلمة الفرج ، ولن ندلس ونقول أنها ترمز إلى المحبة أو العلاقة الحبية بين الله والنفس البشرية ...... لا وألف لا
إننا لا نخجل من قرآننا العظيم ، فهذه اللفظة ، لم ترد فى سياق غزلى فاضح ، ولم ترد بمعان قبيحة ، ولتطالع معنا يا زعيم القحاب المعجم الوسيط الذى استشهدت به لتقرأ أمام كلمة الفرج : (( الشق بين الشيئين (ج ) فروج ، وفى التنزيل العزيز : (( ومالها من فروج )) و : شقوق وفتوق . وما بين الرجلين . وكنى به عن السوءة وغلب عليها ؛ وفى التنزيل العزيز (( والتى أحصنت فرجها )) و (( والذين هم لفروجهم حافظون )) ( الوسيط صفحة 679 الجزء الثانى )
هذا هو معنى الكلمة ، ونسأل زعيم القحاب : هل وردت لفظة الفرج فى سياق عبارات الغزل الفاحش الداعر ؟؟؟؟؟؟
وماذا عسى أن يقول رب العزة عن مريم بنت عمران ؟؟؟؟؟ يقول الحق سبحانه : (( ومريم ابنت عمران التى أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا )) هل يلغى كلمة فرجها ويقول التى أحصنت دوائر فخذيها أو سرتها أو شفتيها أو بطنها أو خدها إلى آخر هذا المستنقع الجنسى الفاحش الداعر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تعالى الله عما يقولون علواً كبيرا .
فى الفصل الثالث من كتابه والذى أسماه زعيم القحاب : (( الولدان المخلدون ودورهم فى الجنة )) يعتمد معتوه النصارى على كتاب الأستاذ (( محمد جلال كشك )) – رحمه الله – (( خواطر مسلم فى المسألة الجنسية )) ، ولا يورد أى أقوال أخرى لعلماء المسلمين .
وتناسى هذا الصفيق أن كتاب الأستاذ (( جلال كشك )) يعبر عن اجتهاد شخصى ، وقد اعترف هو بذلك إذ يقول : (( بقى أن نقول وقد تحدثنا عن أجر المخطئ ، أننى كنت بغرور الشباب وجهله ، قد استشهدت بهذا الحديث فى أول كتاب لى فى الإسلاميات . فقلت فى المقدمة : حسبى أجر المجتهد المخطئ ... ! وفاتنى روعة التعبير الإسلامى ودقته إذ حدد هذا الأجر للمجتهد ولم يقل (( للمسلم إن فكر أو شرع فأخطأ أجر .. )) .
بل قال للمجتهد ، لأن الاجتهاد هو عمل (( المجتهد )) ومن ثم ممارسته لعمله يستحق عليها المكافأة ، شرط أن يكون (( مجتهداً )) ومواصفات المجتهد معروفة ، وحاشا لله أن ندعى توافرها فينا ، فأنا لا أحسن إعراب آية فى القرآن فكيف أكون مجتهداً ؟ ، ولكنه غرور الشباب ونسأل الله المغفرة )) . انتهى
هذا هو ما قاله الأستاذ محمد جلال كشك – رحمه الله – والذى يتغزل فيه زعيم القحاب وينعته بالإسلامى الكبير والعالم الجليل – رغم احترامنا الكبير وتقديرنا للأستاذ جلال كشك – ولم يقل أحد من علماء الأمة ما قاله كشك عن الولدان المخلدين ؛ فخرج بذلك عن إجماع الأمة ، والأستاذ كشك لإحساسه بالخروج عن النص قال : (( اعتبروها مجرد أسئلة مطروحة عند أعتاب المجتهدين ، والأئمة والمنشغلين بالعمل الإسلامى )) .
فكيف لهذا المعتوه الضال أن يظل يحدثنا عن شئ لا أصل له إلا أن يكون الأستاذ كشك تحدث عنه ؟؟؟!!!!
وللأستاذ محمد جلال كشك كتاب بعنوان : (( خواطر مسلم عن ((الجهاد .. الأقليات .. الأناجيل )) .
لا أعلم هل قرأه زعيم القحاب أم لا ؟؟؟ وإذا كان قد قرأه ، فهل سيظل يقول عن الأستاذ كشك أنه العالم الجليل والإسلامى الكبير ؟؟؟ !!!
أم سيكيل له أفظع الشتائم وأقبح الصفات ؟؟؟
فهذه هى عادته ما أتى على هواه وتفكيره الشاذ طلع به عنان السماء ، أما ما خالفه فى تفكيره الشاذ العقيم فهو مغرض وجاهل !!!
فى الفصل الرابع والذى هو مكون من سطرين يقول زعيم القحاب : (( الخمر المحرمة فى الأرض سوف تكون محللة فى الجنة وإن كانت الخمر فى الجنة لا تسكر فما فائدة تعاطيها ؟ اللهم إلا أنه يقصد البيبسى كولا ))
هذا هو الفصل الرابع !!!!!!
يحاول زعيم القحاب أن يستظرف ، ولكنه فاشل حتى فى الاستظراف .
ولأنه ليس فى عقله سوى السكر والعربدة ، يريد أن تكون فى الجنة خمر مسكرة ، فهذا الشاذ يظن أنه ذاهب إلى بيت دعارة أو خمارة !!!!!
القرآن الكريم يبين لنا حقيقة هذه الخمر ، يقول الحق سبحانه :
(( يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ لاَ فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ )) ( الصافات : 45 – 47 )
يقول الأستاذ محمد على الصابونى : (( لما ذكر الطعام أعقبه بذكر الشراب أى يطوف عليهم خدم الجنة بكأس من الخمر من نهر جار خارج من عيون الجنة قال الصاوى : وصف به خمر الجنة لأنه لا يجرى كالماء النابع وقال ابن عباس : كل كأس فى القرآن فهى الخمر ، والمعين الجارية .
" بيضاء لذة للشاربين " أى هذه الخمر بيضاء ذات لذة للشاربين ، يلتذ بها من شربها قال الحسن : خمر الجنة أشد بياضاً من اللبن (( لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون )) : اى ليس فيها ما يغتال عقولهم فيفسدها ، ولا هم يسكرون بشربها كما تفعل خمر الدنيا قال ابن كثير : نزه الله سبحانه خمر الجنة عن الآفات التى هى فى خمر الدنيا ، من صداع الرأس ، ووجع البطن ، وذهاب العقل ، فخمر الجنة طعمها طيب كلونها ، والمراد بالغول هنا صداع الرأس قاله ابن عباس ، وقال قتادة : هو صداع الرأس ووجع البطن وتلك أجمل أوصاف الشراب ، التى تحقق لذة الشراب ، وتنفى أكداره وأضراره ، فلا خمار يصدع الرءوس ، ولا سكر ولا عربدة يذهب لذة الاستمتاع كما هى الحال فى خمرة الدنيا )) . ( صفوة التفاسير )
وعن الآية الواردة بسورة محمد : (( وأنهار من خمر لذة للشاربين )) ورد بصفوة التفاسير :
(( أى وأنهار من خمر لذيذة الطعم يتلذذ بها الشاربون لأنه (( لا فيها غول ولا هم عنا ينزفون )) وإنما قيدها بأنها لذة للشاربين ، لأن الخمر كريهة الطعم فى الدنيا لا يتلذذ بها إلا فاسد المزاج وأما خمر الآخرة فهى طيبة الطعم والرائحة ، يشربها أهل الجنة لمجرد الالتذاذ )) انتهى .
هذه هى خمر الجنة والتى يريد زعيم القحاب أن تكون مسكرة ، الله سبحانه وتعالى يقول أن الخمر فيها لذة ، ولكنها لا تسكر ولا تُنزف ولا تغيب العقل ، فهل يعى هذا المأفون ما نقول ؟؟؟؟؟
وفى فاصل كوميدى يقول زعيم القحاب الكذاب أن الجنة لا يوجد بها عملية إخراج وأن العرق سيحل محل الإخراج ، فيقول إن شخصا ناداه من الزنزانة المقابلة له وهو فى المعتقل عام 1981م وقال له إن الرجل الموجود معه بنفس الزنزانة لا يقوم بعملية الإخراج ، ولكنه يقول إن الطعام يتسامى أى يخرج عن طريق العرق ، مما يجعل الزنزانة رائحتها كريهة ، فرد عليه زعيم القحاب وقال له : استحمل وهذا قدرك وإنا لله وإنا إليه راجعون )) !!!!!!!
بالله عليكم يا حضرات القراء ك هل يدخل عقل أحدكم ما حكاه هذا الكذاب الوقح ؟؟؟
فإذا كان إلههم المزعوم ( ياسوع ) يقوم بعملية الإخراج ، فهل هذا الشخص الذى حكى عنه هذا الكذاب من الملائكة ؟؟؟؟!!!!!!!
ثم إنه يستخدم تعبيرات القرآن الكريم حتى يُضفى شئ من الشرعية على وساخاته وافتراءاته .
ويقول زعيم القحاب أنه لا يريد أن يدخل الجنة التى رائحتها نتنة !!!!!!! ونقول له يا سفيه النصارى ، الجنة لم توجد لأمثالك من اللواطيين المنحرفين ، بل جهنم وجدت من أجل أمثالك والتى ستُقيم فيها بإذن رب العالمين وإن تستغيث ، ستغاث بماء كالمهل يشوى بطنك المنتن ووجهك العفن .
( 11 )
زعيم القحاب زكريا بطرس ، يتعامل دائما بالمثل القائل : (( اكذب اكذب اكذب ، حتى يصدقك الناس )) ، ولا نعلم هل هذه صفات رجل دين ، يُفترض فيه الصدق والأمانة ؟؟؟؟ أم أن هذه صفات إنسان فاحش لا يتناه عن أى منكر يفعله ؟؟؟؟
فى حلقات برنامجه والذى يُطلق عليه أسئلة عن الإيمان يزعم هذا المعتوه المختل أن هناك من يرسل له خطابات ، لساعدهم على اعتناق النصرانية ، وجل هذه الخطابات مكتوبة بأسلوب واحد ، وبنفس الطريقة .... وكم يضحكنا هذا السفيه كثيرا، ونحن نرى مقدم البرنامج يقول له : وهذا خطاب من السعودية ، وهذا من البحرين ، وهذا من الجزائر ، وهذا من مصر ...... إلخ
والعجيب أن الجميع يشكرون زعيم القحاب على أنه قد قام بكشف المواضيع المُعتم عليها فى الدين الإسلامى !!!!!!
أرأيتم وقاحة أكثر من ذلك ؟؟؟؟ وحقاً : (( إذا لم تستح فاصنع ما شئت )).
وفى إحدى حلقات برنامج (( الوساخات والهلوسات )) وهى الحلقة رقم (( 67 )) والتى هى بعنوان : (( الأحاديث النبوية : الاختلافات بشأنها )) يدعى زعيم القحاب أن مشاهداً أرسل له سؤال يقول :
(( ما موقفك لو كان محمد صلى الله عليه وسلم على حق فيما جاء به وإذا كنت لبيباً فسوف تعى ما أقصد ، فلا تعتبر كلامى هذا سبابا لأننى فقط أتساءل ، فكن رحب الصدر وأجب بصدق على تساؤلاتى ))
وتأملوا معى إجابة زعيم القحاب على هذا السؤال المفبرك :
(( حتة لو ما هو استخدامك للغة كمان مش لطيف أوى ، حتة لو ( لو كان على حق ) لو حرف إمتناع لامتناع ، شوف هو اللى بيقول أنا مش بقول ، لو كان على حق مقلش إذا كان على حق أو إن كان على حق ، قال لو كان على حق ولو امتناع جواب الشرط لامتناع فعل الشرط اللى بنسميها (( لو حرف شعبطة فى الجو )) يعنى ملهاش أى أساس ، شوف يابنى الكتاب المقدس بيقول من ثمارهم تعرفونهم بيقول : (( سيأتى بعدى أنبياء كذبة كثيرون ولكن من ثمارهم تعرفونهم )) طب النبى الصح والحق ثماره بتبقى باينة ، فأنا ببص على هذه الثمار وبطلب منك إنك تبعتلى جواب تانى وقوللى الثمار الصالحة فى هذا النبى الذى تنادى بيه ، ويمكن أنا مش واخد بالى ، فقوللى ثماره كذا وعمله كذا علشان خاطر أقدر أقتنع بيه وأؤمن بيه ، إحنا بنطال بهذا ولنا لقاءات أخرى إنشاء الله ، وإن مالقيتش حاجة كويسة ابقى فكر تانى ))
هذا هو رد زعيم القحاب على السؤال المفبرك ، والدليل أنه سؤال مفبرك ، أنه كتب فى السؤال (( لو )) وجعل جل تركيزه عليها .
إذاً يا زعيم القحاب ، ما رايك لو كان السائل قد قال لك : (( ما موقفك إذا كان محمد صلى الله عليه وسلم على حق فيما جاء به ؟؟؟؟ ))
فما هو ردك يا ترى يا زعيم القحاب ؟؟؟؟
لقد ظل يلف ويدور حول (( لو )) ، فماذا إذا كانت : (( إذا )) ؟؟؟؟
وتأملوا معى كلام هذا المختل الذى يريد أن يعرف الثمار الصالحة للمصطفى صلى الله عليه وسلم ، ويقول : (( يمكن أنا مش واخد بالى ))
إذاً يا زعيم القحاب لنذكرك بأنبياء الكتاب المقدس ، ووقتها ستعرف أنت وحدك ومن تلقاء نفسك الثمار الصالحة للمصطفى صلى الله عليه وسلم
1- الأنبياء الكذبة :
** إبراهيم فى الكتاب المقدس : (( وحدث لما قرب أن يدخل مصر أنه قال لساراى امرأته . أنى قد علمت أنك امرأة حسنة المنظر فيكون إذا رآك المصريون أنهم يقولون هذه امرأته فيقتلوننى ويستبقونك قولى إنك أختى ليكون لى خير بسببك ، وتحيا نفسى من أجلك )) ( تكوين 112 : 11- 13 )
إبراهيم يكذب من أجل أن يكون له خير من وراء جمال امرأته !!!! أين الثمار الصالحة يا زعيم القحاب ؟؟؟؟؟
2 - الأنبياء الكفرة :
** موسى وهارون فى الكتاب المقدس : (( فقال الرب لموسى وهارون : من اجل أنكما لم تؤمنا بى حتى تقدسانى أمام أعين بنى إسرائيل لذلك لا تدخلان هذه الجماعة إلى الأرض التى أعطيتهم إياها )) ( عدد 20 : 12 – 30 )
هل يعقل يا حضرات القراء أن موسى وهارون لم يؤمنا بالله ؟؟؟ أين الثمار الصالحة يا زعيم القحاب ؟؟؟
سليمان فى الكتاب المقدس : (( وكان فى زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى . ولم يكن قلبه كاملا مع الرب إلهه كقلب داود أبيه فذهب سليمان وراء عشتورث إلاهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين )) ( الملوك الأول 11 : 4 ، 6 )
سليمان يعبد الأصنام !!!! أين الثمار الصالحة يا زعيم القحاب ؟؟؟؟؟؟؟
3 - الأنبياء القتلة
** داود فى الكتاب المقدس :
((2وعِندَ المَساءِ قامَ داوُدُ عَنْ سريرهِ وتمشَّى على سطحِ القصرِ، فرأى على السَّطحِ اَمرأةً تَستحِمُّ وكانَت جميلةً جدُا. 3فسألَ عَنها، فقيلَ لَه: «هذِهِ بَتشابَعُ بنتُ أليعامَ، زوجةُ أوريَّا الحِثِّيِّ. 4فأرسَلَ إليها رُسُلاً عادوا بها وكانَت اَغتَسلت وتَطهَّرت، فدخلَ علَيها ونامَ معَها، ثُمَ رجعت إلى بَيتِها. 5وحينَ أحسَّت أنَّها حُبلى أعلَمتهُ بذلِكَ.
14فلمَّا طلَعَ الصَّباحُ كتَبَ داوُدُ إلى يوآبَ مكتوبًا وأرسَلَهُ بيَدِ أوريَّا، 15يقولُ فيهِ: «وجهوا أوريَّا إلى حيثُ يكونُ القِتالُ شديدًا، واَرجعوا مِنْ ورائِه فيَضرِبَهُ العَدوُّ ويموتُ
26وسمِعَت زوجةُ أوريَّا أنَّ زوجها ماتَ، فناحَت علَيهِ. 27ولمَّا اَنتَهَت أيّام مَناحَتِها، أرسَلَ داوُدُ وضَمَّها إلى بَيتِهِ، فكانَت زوجةً لَه وولدَت لَه اَبنًا )) ( صموئيل الثانى : 11 )
24(( وعزَّى داوُدُ بَتشابَعَ زوجتَهُ ودخلَ علَيها ونامَ معَها، فولَدَتِ اَبنًا سَمَّاهُ سُليمانَ. وأحبَّهُ الرّبُّ، )) ( صموئيل الثانى : 12 ))
داود يقوم بجريمة قتل بشعة واغتصاب ، أين الثمار الصالحة يا زعيم القحاب ؟؟؟؟؟؟؟
سليمان فى الكتاب المقدس : قتل أودنيا أخاه : ((25وأرسَلَ بَنايا بنَ يوياداعَ، فبطَشَ بهِ فماتَ ))
سليمان يقتل أخوه !!!!! أين الثمار الصالحة يا زعيم القحاب ؟؟؟؟
4 - الأنبياء الزناة
** لوط فى الكتاب المقدس :
((30 وخافَ لُوطَ أنْ يسكُنَ في صُوغرَ، فصعِدَ إلى الجبَلِ وأقامَ بالمغارةِ هوَ واَبنتاهُ.
31فقالتِ الكُبرى للصُّغرى: «شاخ أبونا وما في الأرضِ رَجلٌ يتزوَّجنا على عادةِ أهلِ الأرضِ كُلِّهِم. 32تعالَي نسقي أبانا خمرًا ونضاجعُهُ ونقيمُ مِنْ أبينا نسلاً». 33فسقتا أباهُما خمرًا تِلكَ اللَّيلةَ، وجاءتِ الكُبرى وضاجعت أباها وهوَ لا يَعلمُ بنيامِها ولا قيامِها.
34وفي الغدِ قالتِ الكُبرى للصُّغرى: «ضاجعتُ البارحةَ أبي، فلنَسْقِهِ خمرًا اللَّيلةَ أيضًا، وضاجعيهِ أنتِ لِنُقيمَ مِنْ أبينا نسلاً». 35فسقتا أباهُما خمرًا تِلكَ الليلةَ أيضًا، وقامتِ الصُّغرى وضاجعَتْهُ وهوَ لا يَعلمُ بنيامِها ولا قيامِها. 36فحملتِ اَبنتا لُوطٍ مِنْ أبيهما. 37فولدتِ الكُبرى اَبنًا وسمَّتْهُ موأبَ، وهوَ أبو المؤابيِّينَ إلى اليومِ. 38والصُّغرى أيضًا ولدتِ اَبنًا وسمَّتْهُ بنَ عمِّي، وهوَ أبو بَني عمُّونَ إلى اليومِ. )) ( تكوين 19 : 30- 38 )
لوط يزنى ببناته !!!!!!!!!! أين الثمار الصالحة يا زعيم القحاب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
** يهوذا فى الكتاب المقدس :
((12 ولمَّا طالتِ المُدَّةُ وماتتِ اَبنةُ شُوعَ، اَمرأةُ يَهوذا، صَعِدَ يهوذا بَعدَ أيّامِ العزاءِ إلى حيثُ كانَ غنَمُه يُجزُّ في تِمْنَةَ، هوَ وصاحِبُهُ حِيرَةُ العَدُلاَميُّ. 13وقِيلَ لتامارَ: «ها حَمُوكِ صاعِدٌ إلى تِمْنَةَ لِجزِّ غنَمِهِ». 14فخلَعَت ثيابَ ترَمُّلِّها، وتَغَطَّت بالبُرقُعِ واستَتَرت وجلسَت في مدخل عَينايِمَ، على طريقِ تِمنَةَ. فعَلَت ذلِكَ لأنَّها رأت أنَّ شيلةَ اَبنَ يهوذا كَبُرَ ولم تُزوَّج بِهِ. 15فرآها يَهوذا فحَسِبَها زانيةً لأنَّها كانت تُغطي وجهَها. 16فمالَ إليها في الطَّريقِ وقالَ لها: «تعالَي أدخلْ علَيكِ» وكانَ لا يَعلَمُ أنَّها كَنَّتُه. فقالت: «ماذا تُعطيني حتى تدخلَ عليَّ؟
7قالَ: أُرسِلُ لكِ جديًا مِنَ الماشيةِ». قالت: «أعطِني رَهْنًا إلى أنْ تُرسِلَهُ». 18قالَ: «ما الرَّهنُ الذي أُعطيكِ؟» قالت: «خاتَمُكَ وعِمامَتُكَ وعصاكَ الَّتي بيدِكَ». فأعطاها ودخلَ علَيها، فحَبِلت مِنهُ. 19ثُمَ قامت، فذَهبت إلى بَيتها وخلَعَت بُرْقُعَها ولَبِسَت ثِيابَ ترَمُّلِها.
20وأَرسلَ يَهوذا جديًا معَ صاحِبهِ العَدُلاَميِّ لِيَفُكَ الرَّهْنَ مِنْ يدِ المَرأةِ فلم يَجدْها. 21فسأل المُقيمينَ هُناكَ: «أينَ البَغيُّ التي كانت في عَينايِمَ على الطَّريقِ؟» قالوا: «ما كانت هنا بَغيٌّ». 22فرَجعَ إلى يَهوذا وقالَ لَه: «لم أجدْها، والمُقيمونَ هُناكَ أيضًا قالوا: ما كانت هنا بَغيٌّ». 23فقالَ يَهوذا: «لِتَحتَفِظْ بِما لي عِندَها لِئلاَ تلحقَنا المهانَةُ كيفَ أرسلتُ أنا الجديَ، وأنتَ لم تَجدْها .
24وبَعدَ مُرورِ نحوَ ثلاثةِ أَشهرٍ قِيلَ لِيهوذا: «زَنَت تامارُ كَنَّتُكَ، وها هيَ حُبلى مِنَ الزِّنى». فقال يَهوذا: «أَخرِجوها وأحرِقُوها». 25وبَينَما هُم يُخرجونَها أرسَلَت إلى يَهوذا حَميِّها تقولُ: «تحَقَّقْ لِمَنْ هذا الخاتَمُ والعِمامَةُ والعصا، فأَنا حُبلى مِنه». 26فتَحَقَّقَها يَهوذا وقالَ: «هيَ أَصدَقُ منِّي. كانَ عليَ أنْ أُزوِّجها لِشيلَةَ اَبني». ولم يَعُدْ أيضًا يُضاجعُها . )) ( تكوين 38 : 12- 26 )
يهوذا يزنى بأرملة ولديه !!!!!!!!!!!!!!! أين الثمار الصالحة يا زعيم القحاب ؟؟؟؟؟
5 - زنى أبناء الأنبياء
** أبشالوم : ((20وقالَ أبشالومُ لأخيتوفَلَ: «ما رأيُكُم؟ ماذا نفعَلُ؟» 21فقالَ لَه أخيتوفَلُ: «أُدخلْ على جواري أبيكَ اللَّواتي ترَكهُنَّ للعنايةِ بالقصرِ، فيسمَع بَنو إِسرائيلَ جميعُهُم أنَّك صِرتَ مكروهًا مِنْ أبيكَ، فتَقوى عزيمةُ جميعِ الذينَ معَكَ». 22فنُصِبَت لأبشالومَ خيمَةٌ على السَّطحِ ودخلَ على جواري أبيهِ،)) ( صموئيل الثانى 16 : 20- 22 )
أبشالوم يزنى مع نساء أبيه !!!!!!!!
أبعد كل هذا العهر والكفر يا زعيم القحاب تأتيك الجرأة لأن تقول : (( بطلب منك تبعتلى جواب تانى وقولى الثمار الصالحة فى هذا النبى )) ؟؟؟!!!!!!!
لقد كان المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه مثالاً أسمى فى الطهر والنقاء والعفاف
لم يقم صلى الله عليه وسلم بأى عمل مما قام به أنبياء الكتاب اللا مقدس
لقد كان قبل البعثة يدعى الصادق الأمين
كان رؤوفا رحيما أمينا شريفا ، لم يُتهم بسرقة أو زنى
لم يُتهم بقتل أو اغتصاب ، لم يشهد الزور ، لم يقم بفعل المحرمات
كان صلى الله عليه وسلم مرادفاً للصلاح والتقوى
وصدقت أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها : (( كان قرآنا يمشى على الأرض ))
إننا ندعوك يا زعيم القحاب أن تنظر لأنبياء الكتاب المقدس وإذا لم تجد ثمارا صالحة – وهذا واضح لكل ذى عينين أنه لا ثمار صالحة على الإطلاق لأنبياء الكتاب المقدس – حاول أن تلفظ هذه العقيدة الضالة المنحرفة ، والتى تتمسك بها أنت من أجل أنت تمارس إنحرافاتك وشذوذك تحت غطاء دينى مزعوم
( 12 )
فى تسجيل صوتى لزعيم القحاب زكريا بطرس موجود فى موقعه الخرب على الإنترنت بعنوان (( رد القمص زكريا بطرس على سؤال حول مقال بجريدة صوت الأمة )) ، يعلق زعيم القحاب على مقال كتبه الأستاذ (( ياسر الزيات )) بجريدة صوت الأمة بتاريخ 1 / 3 / 2004م العدد ( 170 ) ، بعنوان : (( البابا شنودة يتبرأ من التبشير الفضائى )) كتب فيه :
(( إن زكريا بطرس يستخدم لغة مضللة فهو يستخدم دائماً تعبير " أحبائى المسلمين " لكنه يطعن فى صميم عقيدة أحبائه )) انتهى
ويعلق شخص آخر مع زعيم القحاب قائلاً : (( القمص زكريا بطرس لم يقل حبيبى الإسلام وإنما قال أحبائى المسلمين )) !!!!!!!!
ويعلق المعتوه زكريا بطرس قائلاً : (( الحب يخللينى أقول ليه يا عم إنت ماشى غلط ..أنا بقول رأيى فى هذه العقيدة وبقيمها من واقع الكتب بتاعتهم .. الواجب عليا إنى أقول للمسلم أنا بحبك عشان ما تروحش جهنم .. دى عقيدة شيطانية ، الحب يجبرنى إن أنا أقول له إن العقيدة اللى إنت ماشى عليها عقيدة غلط )) . انتهى بعض هذيانه
ونعتقد أن زعيم القحاب كان يوجه حديثه إلى النصارى ؛ لأن العقيدة النصرانية الضالة هى العقيدة الشيطانة فعلاً .
تلك العقيدة التى جعلت من رب الأرباب (( خروف )) ... وجعلت من إنسان يتبول ويتغوط إله والأكثر أنه يُصلب !!!!!!!!!!
تلك العقيدة الشيطانية المنحرفة التى حُرف كتابها وجئ بعشرات الكتب بدلا منه !!!!!!!!
تلك العقيدة التى جعلت المسيح يتزوج أمه والعياذ بالله !!!!!!!!!
تلك العقيدة التى تحض على الدعارة والزنى من خلال نصوصها الفاحشة ( نشيد الأنشاد وحزقيال )
الأولى لك يا زعيم القحاب أن يجبرك حبك للنصارى أن تقول لهم أن العقيدة النصرانية عقيدة شيطانية وضالة .
ويقول زعيم القحاب أن الذين كتبوا المقال – مقال جريدة صوت الأمة – يريدون أن يقولوا له :
(( إوعى تمشى فى المشوار بتاعك دا إحنا هنفرجك هنطلع عليك كلام متطلع من هنا للسنة الجاية متطلع أنا يهمنى الكلام اللى أنا بقوله ورد عليه لا أكثر ولا أقل ... هذا هو أسلوب الهزيمة ولأول مرة يا أحبائى لأول مرة نرى راية الإسلام تنكس أمام الحقائق الظاهرة والباهرة التى تدين الإسلام ، الإسلام بدأ يهتز وينهار ، أرى الإسلام يتساقط ويهوى فى الأعماق تماماً مثل أبراج مركز التجارة العالمى وهو يغوص فى الأعماق وينهار بين الدخان .. هذا هو صرح الإسلام بعد أربعتاشر قرن من الزمان أراه يتهاوى ودموع التباكى كالدخان فى سماء الإسلام .. هزيمة منكرة ، لا يردون على المواضيع ردوداً منطقية ولكنهم ينحرفون إلى كلام الباطل وتشنيعات ثم منطق مغلوط (( يستخدم فى أحاديثه لغة مضللة يقول أحبائى المسلمين لكنه يطعن فى صميم عقيدة أحبائه )) – يُشير إلى ما جاء بصوت الأمة – دا أنا أطعن وأشرح وأفتت وأحلل وأقول للناس تعالوا نشوف ع المكشوف هذا هو الإسلام اللى كان عامل نفسه سيد الكون ، انظروه مشرحاً انظروه جثة نتنة كتمو رائحتها أربعتاشر قرن ، والآن تظهر وتفوح تلك الرائحة النتنة والتعاليم الباطلة )) !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
هذا هو ما قاله زعيم القحاب المعتوه ، وبالطبع فإن هذا حلم رآه زعيم القحاب وهو متجرد من ملابسه أثناء نومه .
وإلا فما معنى أن يقول هذا المعتوه : (( راية الإسلام تنكس )) ؟؟؟!!!!!!
وأمام من ؟؟؟ أمام زعيم القحاب زكريا بطرس !!!!!!!!!!!!!!!
ألم أقل لكم أن هذا الكائن سفيه ومعتوه ويهلوس ويقول مالا يعى على الإطلاق ؟؟؟
ما معنى أن يقول : (( الإسلام بدأ يهتز وينهار ويتساقط ويهوى فى الأعماق بين الدخان )) ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!
معنى ذلك أنه خريج مستشفى الأمراض العقلية قسم الحالات المستعصية .
فالعالم أجمع يشهد للإسلام العظيم ولسرعة انتشاره ، وقناعة معتنقيه به ، بالعكس من ذلك حال النصرانية المحرفة ، والتى لا يعرف معتنقها من هو ربه الحقيقى ... أهو الآب أم الابن أم البنت أم الجد أم الجدة ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!
ونسأل زعيم القحاب العاهر : أى هزيمة منكرة تتحدث عنها ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
الإسلام منذ ظهوره وهو منتصر وينتصر وسيظل ينتصر حتى قيام الساعة بإذن الحق سبحانه ، لأن ملك الملوك وخالق الكون قد تعهد بحفظه ، ولم يعرف الإسلام فى تاريخه المديد الهزائم ، بل كان شامخاً وساطعاً ، وسيظل بمشيئة رب العالمين .
فأى هزيمة تتحدث عنها أيها الخنزير العفن ؟؟؟؟؟؟؟
ومن هو الذى لا يرد على المواضيع ردوداً منطقية ؟؟؟؟؟ من الذى ينحرف إلى كلام الباطل والتشنيعات والمنطق المغلوط ؟؟؟؟
حقاً كما يقول المثل : (( كلم القحبة تلهيك اللى فيها تجيبو فيك ))
هل نحن الذين لا نرد على المواضيع ردوداً منطقية ؟؟؟؟؟
هل نحن الذين نبرر ورود كلمات داعرة فاحشة منحطة ونقول عنها إنها رموز روحية وسامية ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!
هل نحن الذين اخترعنا لغة وجعلنا من المؤخرة (( دوائر الفخذين )) مفاصل الساقين ؟؟؟؟؟!!!!!
هل نحن الذين نحاول أن نبرر أن الابن أكبر من أبيه بسنتين ؟؟؟؟
هل نحن الذين نحاول أن نبرر الاختلاف فى سلسلة نسب المسيح ؟؟؟؟؟؟!!!!!
هل نحن الذين ندعى أن لوط – على حد قولكم الافك – زنى بابنتيه ؟؟؟؟؟!!!!!
هل نحن الذين ندعى – على حد قولكم الإفك – أن سليمان عبد الأصنام ؟؟؟؟؟!!!!!!
هل نحن الذين ندعى أن داود – على حد قولكم الإفك – قتل جاره واغتصب زوجته وزنى بها ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!
هل نحن الذين ندعى أن موسى – على حد قولكم الإفك – كان لا يؤمن بالله ، وان أخاه هارون هو الذى صنع العجل ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!
هل نحن الذين نقول أن الإله – على حد قولكم الإفك - قد نزل من عليائه ليتجسد فى جسم إنسان يتبول ويتغوط ويحتلم ويتعب ويمرض ؟؟؟؟!!!!!!!
هل نحن الذين نقول أن الله صلب – على حد قولكم الإفك – وأن الناسوت مات واللاهوت قد صعد ؟؟؟؟؟!!!!!!!
من الذى يستخدم منطق الخنازير يا زعيم القحاب ؟؟؟؟؟!!!!!!!
إنه أنت وأتباعك المجرمون .
أنتم الذين تنحرفوا إلى كلام الباطل والتشنيعات والمنطق المغلوط ، هذا إن كنتم تستخدمون عقل أو منطق ولكنكم تستخدمون أحذية بدلاً من العقول .
إننا نتحدث بالحجة القاطعة والمنطق الحق ، أما أنت يا زعيم القحاب فتستخدم أسلوب خريجات قضايا الآداب ، والدعارة .
أما قولك : (( دا أنا أطعن واشرح واقطع وأفتت وأحلل وأقول للناس تعالو نشوف ع المكشوف هذا هو الإسلام اللى كان عامل نفسه سيد الكون انظروه مشرحاً انظروه جثة نتنة كتمو رائحتها أربعتاشر قرن والآن تظهر وتفوح تلك الرائحة النتنة والتعاليم الباطلة ))!!!!!!!!!!
نقول لك يا زعيم القحاب : اطعن وشرح وقطع وفتت وحلل على راحتك ، فماذا أنت فاعل ؟؟؟؟؟؟
هل سيتحول مليار ونصف المليار مسلم إلى النصرانية على يد مخلصهم زعيم القحاب الورع جناب القمص المعتوه زكريا بطرس ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!
لا ..... لا .... بل سيزيد ما تفعله من اعتناق النصارى للإسلام والذين يلحظوا فى أحاديثك جلها الكذب والافتراء والجهل والبذاءة والسفاهة .
ونسألك يا زعيم القحاب : ماذا فعل الذين قالوا : (( لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه )) ؟؟؟؟؟
هل فعلوا شئ فى القرآن العظيم ؟؟؟؟ بالطبع لا
وسيكون مصيرك نفس مصيرهم مزبلة التاريخ ويوم القيامة جهنم وبئس المصير بإذن رب العالمين .
أما عن ازدرائك للإسلام العظيم وقولك أنه (( جثة نتنة )) فهذا ليس غريب على الخنازير الشاذة من أمثالك والذين يحيون على اللواط والدعارة .
وأنت يا زعيم القحاب إذا لم يصدر منك العيب نستغرب ذلك لأنك العيب نفسه والحرام ذاته .
انظر لديانتك المضحكة المبكية ، ساعتها فقط ستعرف أنك أنت الجثة النتنة العفنة يا زعيم القحاب
( 13 )
زعيم القحاب زكريا بطرس يعتقد دائماً انه يتحدث إلى مجموعة من المجانين والسفهاء والذين سيقبلون كلامه العبيط على أنه وحى !!!!!!!
وقد أضحكنا كثيراً هذا المعتوه على وساخة عقله ، حينما قام بعمل حلقات فى برنامجه أسئلة الإفك والبهتان ليرد فيها على علامة العصر أحمد ديدات ( عليه رحمات الله )
وكانت ردود هذا المعتوه زكريا بطرس أشبه بفصل كوميدى فى مسرحية كوميدية عابثة .
يدعى هذا السفيه أنه يرد على الكتاب الذى ألفه علامة العصر بعنوان (( عتاد الجهاد ))
مما استوقفنى فى هذه الردود المضحكة ، ما جاء بالحلقة رقم ( 89 ) والتى جاءت بعنوان (( الرد على افتراءات ديدات حول خرافات بالكتاب المقدس عن أكل البراز والبول ))
حتى اسم الحلقة به خطأ ، فهل سمعتم عن بول يُؤكل ؟؟؟؟!!!!
ويسأله المذيع المخمور الكذاب الذى يدعى أن اسمه (( محمد سعيد )) والذى يبدو دائماً أنه خارج لتوه من (( غرزة للحشيش )) :
(( أكل البراز وشرب البول موضوع قبيح فما رأيك ؟؟ ))
ويُجيب زعيم القحاب :
(( ماهو بينقى – يقصد العلامة ديدات ( رحمه الله ) - بعض الحاجات علشان خاطر ينتقد الكتاب المقدس إن هو بيتكلم عن هذه الأمور القبيحة لكن هو نسى إن الكلام دا كلام قائد جيش الأعداء بتاع بنى إسرائيل كان اسمه (( ربشاقى )) المترجم جاب نفس النص بتاع الكلام قائد مملكة أشور كان بيهدد شعب الله وبيقول لهم أنا هخللى الجالسين على السور يأكلون عذرتهم ، ويشربون بولهم ، حتى شوف الألفاظ اللى انتقاها الكتاب المقدس ، عذرتهم لكن الراجل – يقصد العلامة ديدات – عايز يحطها فى قالب قبيح فقالها باللفظ اللى مش نضيف يعنى ، طيب دلوقتى دا كلام جيش الأعداء ..قائد جيش الأعداء لكن هو معلقش على الموضوع حطها كده وبس عشان يوهم السذج من المسلمين إن الكتاب المقدس بيأمر بأكل البراز وشرب البول حاجة غريبة قوى تدليس وكذب وافترا عشان يعرفوا الداعية الكبير بتاعهم قد إيه من الافتراء والتدليس بيمارسو لكن أنا بعتقد ياعزيزى الفاضل إن هذا الكلام اللى قالو بيغطى مصيبة وفضيحة فى الإسلام عشان خاطر محدش ينتقدها ))) !!!!!!!
ويسأله المذيع المسطول : وماهى هذه المصيبة أو الفضيحة ؟؟
يجيب زعيم القحاب : (( الفضيحة موجودة فى صحيح البخارى رقم خمستلاف ستمية ستة وستين تقول : عن أنس بن مالك أن أناسا اجتووا مرضوا يعنى مرضوا فأمرهم النبى أن يلحقوا براعيه أى بالإبل فشربوا من ألبانها وأبوالها ، قالهم روحوا اشربوا من الألبان والأبوال ، فلحقوا بها وشربوا من ألبانها وأبوالها حتى صلحت أبدانهم فقتلوا الراعى وساقوا الإبل ، هيبقى علاج يعنى فبلغ النبى فى طلبهم فجئ بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم يعنى إيه سمر أعينهم ؟ حرقها بمسامير محماه حتى كان الرجال يعضون الأرض من شدة الألم ، طيب إيه حكاية بول البعير بقى ؟ هو احنا عندنا بول بعير بينشرب ؟؟ دا راجل بيهزأ الشعب وبيتحداهم وبيهددهم قوم عشان خاطر تغطية فضيحة شرب بول البعير يتهم الكتاب المقدس إنه بيقول نفس الكلام .. شئ غريب وعجيب .
أنا بقول الكلام دا عشان خاطر قارئى أحمد ديدات يعرفوا إلى أى مدى دلس هذا الرجل )) !!!!!!!!!!!!!!!!
هذا هو ماقاله زعيم القحاب وهذا هو رده المزعوم المضحك على علامة العصر أحمد ديدات ( رحمه الله ) .
ونقول لزعيم القحاب : ما دخلنا نحن بهذا الهراء الوارد بكتابك اللامقدس ؟؟؟؟؟؟؟
العلامة ديدات لا ينتقى أشياء ولكنه يرفض العهر والشذوذ الوارد بالكتاب المدنس .
ولا يعنينا إن كان أكل البراز وشرب البول هو قول قائد جيش الأعداء كما تقول أو قول قائد جيش اللواطيين زكريا بطرس .
الأهم أن هذا الهراء لا يمكن أن يكون وحى من رب العالمين ، ولا يمكن أن يكون قول هذا القائد حكمة عظيمة تستدعى أن يسجلها الله ؛ وبخلاف ذلك فما هى الفائدة التى عادت على القراء من قراءة هذا الكلام المبتذل المقزز ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!
وأياً كانت الألفاظ يازعيم القحاب ، فإنها تبعث على القرف والاشمئزاز .... والعلامة ديدات لا يضعها فى قالب قبيح ، وإنما الكلام هو الذى يضع نفسه فى قالب قبيح وشاذ .
العلامة ديدات لا يعرف الكذب والافتراء والتدليس ، وإنما أنت يازعيم القحاب الكذاب والمدلس والمفترى والمُحرف .
لقد أتى العلامة ديدات بالنصوص الشاذة القبيحة من قلب كتابك المدنس ، ولم يزد عليها أو ينقص منها ؛ وتلك النصوص هى التى جعلتك تفقد صوابك ، وتُلصق عيوب كتابك بالإسلام العظيم .
وحينما عجزت يازعيم القحاب عن الرد ، تحولت صوب الإسلام لتفترى على حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ......
يقول زعيم القحاب (( هو احنا عندنا بول بعير بينشرب )) ؟؟؟؟
ونقول له : أنتم عندكم خراء يؤكل وبول يُشرب
وإذا كان العلم الحديث قد أثبت صدق المصطفى صلى الله عليه وسلم وأن أبوال الإبل وألبانها تشفى من أمراض كثيرة ، ولها فوائد عديدة ؛ فما هى فوائد أكل خراء الإنسان ياتُرى ؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!! وما هى فوائد شرب بول الإنسان ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!! أجب أيها المدلس الحقير
إن الفضيحة هى فضيحة كتابك المدنس ....
إن قراء العلامة ديدات يعلمون علم اليقين أنك كذاب وفاجر ووقح ، وأنك لم تستطع الرد عليه رد علمى أو منطقى ، وإنما تكتفى بهلوساتك إنت والمذيع المسطول
( 14 )
ويسأل المذيع المسطول زعيم القحاب عن أكل الكعك المخبوز على البراز
يجيب زعيم القحاب قائلاً :
(( تعالى نقرا للمشاهدين نص هذا الكلام فى حزقيال اصحاح أربعة وعدد اتناشر
وتلتاشر بيقولوا إنه كان صايم فبيقوللو تاكل إيه وتشرب إيه ودا كله كان بهدف (( وتأكل كعك من الشعير على الخرء الذى يخرج من الإنسان تخبزه أمام عيونهم . وقال الرب هكذا يأكل بنو إسرائيل خبزهم النجس بين الأمم الذين أطردهم إليهم )) دا تشبيه ، ديدات ذكر عنوان الآيات وكعادته لم يعلق ليه ؟ ليوهم إن الكتاب المقدس بيأمر بأكل البراز ودا الكتاب المقدس مقلش كده أبدا ))
يسأل المذيع المسطول : هل لك أن تفسر ما قرأت ؟
يُجيب زعيم القحاب : (( اللى أنا عايز أقوله إن حزقيال كان نبى والله كان بيخاطب الأنبياء عشان يقولو للناس بتشبيه يعملوه كشئ ملموس وخبره يعنى ، فقد إيه الناس بتبقى متقززة أن تأكل الخبز مخبوزاً على خرء الإنسان رغم إن الإنسان متعود ياكل الخبز مخبوزاً بخرء البهايم فى الفلاحين اسمه ((( الجله ))) ولا مؤاحذة ((( جله ))) بيخبزوا بيها العيش فهل الإنسان بياكل خرء البهايم ؟؟!
المذيع المخمور : لأ طبعاً
زعيم القحاب : لا طبعا ، طب اشمعنى ؟؟ واخد بال حضرتك ، طب عايز أقولك حاجة تانية ، مكلش أحمد ديدات نباتات مستمدة بخرء البهايم وخرء الإنسان كمان !!!!!!!! مش بياخدوا الفضلات بتاعة الإنسان علشان خاطر يعملوها سماد وكماوى !!!!!!! وبياخدها النبات يبقى هو وهو بياكل خرء الإنسان ؟؟؟ طب ليه بس تلوين المواضيع تلوين مقزز ليه ؟؟؟ الفكرة إيه ؟ إنه عايز يعمل ((( هيرو ))) ويطلع إن الكتاب المقدس بيتكلم على أمور قبيحة وهو مهوش دريان هو مجرد إن هو عايز يتهم الكتاب المقدس ))) !!!!!!!!!
إنتهى هذيان زعيم القحاب الشاذ
وحقاً صدقت يارسول الله ، يامن قلت : (( إذا لم تستح فاصنع ماشئت ))
انظروا لهذا المعتوه المختل الذى يهلوس بما لايعى ؛ هل سمعتم يا حضرات القراء أن خراء الإنسان يُستخدم فى عملية (( خبز العيش )) ؟؟؟؟؟!!!!!!
يقول زعيم القحاب (( الله كان بيخاطب الأنبياء عشان يقولو للناس بتشبيه يعملوه كشئ ملموس وخبرة يعنى )) !!!!!!! وهذه دعوة صريحة من زعيم القحاب لأكل الخراء ...
فإذا كان الله يُخاطب أنبياؤه ليخبروا الناس أن يأكلوا الخراء كما يدعى زعيم القحاب ، فإن هذه دعوة منه لمشاهديه أن يأكلوا الكعك بالخراء !!!!!!!!
تأملوا يا حضرات القراء ماذا يفعل رب العالمين مع كل شاذ سفيه يتطاول على مقام المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟؟؟؟
ويقول زعيم القحاب : (( الإنسان متعود ياكل الخبز مخبوز بخرء البهايم )) !!!!!!!
ونقول لزعيم القحاب ، فهل أكلت أنت الخبز بخرء الإنسان ؟؟؟؟ !!!!!!
وما هو طعمه ياترى ؟؟؟؟؟!!!!! يا ليتك تُجيب فى حلقة من حلقات الهلوسة والإدمان عن هذا السؤال :
ماهو طعم الخبز بخراء الإنسان ؟؟؟؟؟!!!!!!
فيبدو أن هذا هو الطعام المفضل لديك ، ولم لا ؟؟؟ فأنت خنزير شاذ من الممكن أن تفعل أى شئ .
وتأملوا مستوى خطابه الهابط وهو يقول : (( فى الفلاحين اسمه الجلة )) !!!!
الحق يُقال أنه متأثر باللغة الساقطة الواردة بالكتاب المدنس .
واسأل حضرات القراء : هل سمعتم أن خراء الإنسان يُصنع منه سماد أو كماوى كما يقول المعتوه المختل ؟؟؟؟؟؟ !!!!!!!!
إن خراء الإنسان يُصيب النبات بالشلل والموت ، فهل هذا هو السماد والكماوى ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!
ولكنها الهزيمة المنكرة والهلوسة والشذوذ ، وإذا كان خراء الإنسان سماد وكماوى ؛ فإنه سيصبح أغلى من البترول !!!!!!
العلامة ديدات لم يأكل نباتات سمادها خراء الإنسان ؛ بل أنت أيها الساقط السفيه الذى تأكل مثل هذه النباتات .
ألا لعنة الله عليك أيها الخنزير الشاذ .
لقد فقد هذا الخنزير حياؤه ، ومن ثم تحدث فى تلك المواضيع الشاذة الباعثة على القرف والاشمئزاز ، وكأنه يتحدث عن فاكهة الصيف والشتاء !!!!!!
الكتاب المقدس يتهم نفسه يازعيم القحاب ، وليس العلامة ديدات والذى تقول عنه : (( عايز يعمل هيرو )) ....
إن العلامة ديدات بطل رغم أنفك والدليل عجزك عن الرد عليه ، مما جعلك تقول أن الخراء يُصنع منه السماد والكماوى وأنه صالح للأكل !!!!!!
لقد فات زعيم القحاب أن هذه الكلام الوقح هو كلام الله لحزقيال كما يزعمون ، وأمره بأن يأكل الطعام ولكن بشرط أن يخلطه ببراز الإنسان !!!!!!!!!
وقد أنف حزقيال من هذا الأمر مبرراً ذلك بأنه لم يسبق له أن ذاق ميتة أو فريسة أو لحم نجس ، وعندما سمع الله كلام حزقيال استبدل خراء الإنسان بخثى البقر !!!!!!!!!!!!!!
ما هذا العبث والاسفاف ؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!
وهذا هو النص :
(( قال الرب : ..... وتأكل كعكاً من الشعير . على الخرء الذى يخرج من الإنسان تخبزه أمام عيونهم .
وقال الرب : هكذا يأكل بنو إسرائيل خبزهم النجس بين الأمم الذين أطردهم إليهم .
فقلت ( أى حزقيال ) : آه ياسيدى الرب . ها نفسى لم تتنجس . ومن صباى إلى الآن لم آكل ميتة أو فريسة ولا دخل فمى لحم نجس . فقال لى ( الرب ) : انظر . فقد جعلت لك خثى البقر بدل خرء الإنسان فتصنع خبزك عليه ))) !!!!!!!!!!!!!!!!!
ومعنى هذا الكلام يا حضرات القراء أنه - حزقيال – لم يصنع خبزه بخراء الإنسان لأن نفسه أنفت من هذه القذارة !!!!!!!!!!!
فهل يأمر رب العالمين إنسان بفعل هذا العمل البشع المُقرف ؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
فقط وحده زعيم القحاب الذى يأكل الخبز بخراء الإنسان .. وإذا كان يدعو أتباعه لقراءة كتابهم أثناء التبرز ، فما المانع من أكل الخراء ؟؟؟؟؟ !!!!!
ليتحول بذلك إلى جناب زعيم القحاب الورع القمص (( زكريا خراء ))
( 15 )
زعيم القحاب زكريا بطرس لا يمتلك مثقال ذرة من الحياء ، ولا يشعر بالخجل لذلك فهو يقوم بعمل أى شئ ، مهما كان هذا الشئ .
وفى حوالى عشرين حلقة تليفزيونية بعنوان الرد على افتراءات ديدات من برنامج (( الهلوسة والإدمان )) الذى يهلوس فيه زعيم القحاب ويقدمه مذيع مدمن مخمور ، أضحك زكريا بطرس الدنيا كلها على جهله وشذوذه منقطع النظير ..
يكفى فقط يا حضرات القراء أن تعلموا أن زعيم القحاب لم يستطع الرد على علامة العصر (( أحمد ديدات )) ، بل وهرب من مواضيع أعجزته عن الرد وأصابته بالشلل التام .
وإذا قام بالرد فإن ردوده المزعومة تأتى غاية فى الابتذال وقمة فى الهشاشة والضعف والتوهان
.
وفى الحلقة ( 88 ) والتى عنوانها (( الرد على افتراءات أحمد ديدات حول احتواء الكتاب المقدس على خرافات غير معقولة )) .
هذه الحلقة تُثبت سقوط (( زكريا خراء )) وعجزه عن الرد على العلامة ديدات ( رحمه الله ) .
فقد جعل محور الحلقة عن الرد على خرافة الأتان الذى تكلم فى الكتاب المقدس ، وأراد أن يُشبه هذه الخرافة بمعجزة سليمان عليه السلام ، وكلام الهدهد له وسماعه لحديث النملة للنمل ، وتناسى زعيم القحاب أن الله قد أيد سليمان عليه السلام بمعجزة فهم حديث الطير ، وهذا ما ورد بالقرآن الكريم على لسان سليمان : (( وورث سليمان داود وقال يا أيها الناس عُلمنا منطق الطير )) ( النمل : 16 )
أما أن تتحدث آتان فى الكتاب المقدس ، فهذه هى الخرافة اللامعقولة والأسطورة السخيفة .
وأورد العلامة ديدات بعد خرافة الآتان ، أن هناك خرافة أخرى وهى الطيور التى تمشى على أربع !!!!!
(( وكل دبيب الطير الماشى على أربع فهو مكروه لكم )) اللاويين ( 11 : 20 ) !!!!!
ولم يجرؤ زعيم القحاب أن يرد على هذه الخرافة ، وإنما قفز إلى الخرافة التى تليها ، وهى أن ولادة البنات تضاعف نجاسة الأمهات !!!!!
(( وإن ولدت أنثى تكون نجسة أسبوعين كما فى طمثها ثم تقيم سنة وستين يوماً فى دم تطهيرها )) ( اللاويين : 12 / 1-5 )
فبماذا رد زعيم القحاب على العلامة ديدات ؟؟؟؟
لقد رد هذا المعتوه المختل بأن هناك آية فى سورة البقرة تشبه كلام اللاويين وهى :
(((وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ))) ( البقرة : 222 )
وأدعو حضرات القراء ليحكموا بأنفسهم على هذا الشاذ المعتوه .
فأى تشابه بين آية القرآن العظيم ، وعدد اللاويين المفترى كذباً على الله ؟؟؟؟
أى تشابه بين آية القرآن العظيم والتى تحذر الرجال من معاشرة النساء أثناء فترة الحيض ، وبين عدد اللاويين الذى يزدرى المرأة ويحتقرها ، ويقول أن ولادة الأنثى تُضاعف نجاسة الأمهات أو فترة التطهير كما يدعى زعيم القحاب ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!
إن عدد اللاويين يمثل عنصرية صريحة ضد المرأة .
وآية القرآن الكريم لا يوجد بها من قريب أو بعيد أن ولادة الإناث تُضاعف نجاسة الأمهات .
ولكننا نتحدث مع زعيم القحاب الفاشل ، والذى يريد أن يُلصق عيوب كتابه المدنس بالقرآن الكريم .
وقد أورد العلامة ديدات بعد ذلك خرافات أخرى لم يجرؤ زعيم القحاب أن ينظر إليها فقط ، وهى :
- شمجر يقتل ست مائة من الفلسطينيين بمنساس بقرة :
(( وكان بعده شمجر بن عناة فضرب من الفلسطينيين ست مائة رجل بمنساس البقرة وهو أيضاً خلص إسرائيل )) ( قضاة 3 : 31 ) .
أين رد زعيم القحاب على هذه الخرافة ؟؟؟؟؟ لا يوجد رد .
- شمشون يقتل ألفاً من الفلسطينيين بفك حمار : (( ووجد ( شمشون ) لحى حمار طرياً فمد يده وأخذه وضرب به ألف رجل . فقال شمشون بلحى حمار كومةً كومتين . بلحى حمار قتلتُ ألف رجل . )) ( قضاة 15 : 15 – 16 )
أين رد زعيم القحاب على هذه الخرافة ؟؟؟؟ أم أنه لسان طويل دون فائدة ؟؟؟؟ وإذا كان عجز عن الرد على كتاب العلامة ديدات فلماذا قام بعمل حلقات (( الهلوسة والإدمان )) ؟؟؟ !!!!!
اللهم إلا إن كان يُريد أن يُضحك الناس عليه وعلى قذارة عقله الشاذ .
- نمر له سبعة رؤوس : (( ثم وقفت على رمل البحر فرأيت وحشاً طالعاً من البحر له سبعة رؤوس وعشرة قرون وعلى قرونه عشرة تيجان كقوائم دُب وفمه كفم أسد وأعطاه التنين قدرته وعرشه سلطاناً عظيماً )) ( رؤيا يوحنا اللاهوتى )) . ( 13 : 1- 2 )
أين رد زعيم القحاب ؟؟؟ لا يوجد رد ولن يقدر أن يرد ، إذاً فلماذا ادعى هذا السفيه الشاذ الوقح أن تلك الهلوسات هى ردود على العلامة ديدات ؟؟؟؟؟!!!!!!
أم أنه كما هى حال جميع النصارى حينما يعجزون عن الرد ، فيكتبون كلمة (( الرد على .... )) لكى يوهموا أتباعهم أنهم قد قاموا بالرد ؟؟؟؟!!!!!!!
فإذا كان زعيم القحاب قد عجز عن الرد على العلامة ديدات وقفز فوق الصفحات ، لينتقل لمواضيع أخرى يعتقد أنه يستطيع أن يدلس فيها ولكنه يعجز عن أى رد منطقى ، ويُضحك عليه النصارى قبل المسلمون ؛ فلماذا قام بعمل هذه الحلقات ؟؟؟؟!!!!!!
الجواب : ربما الخراء الذى يأكله هذا الشاذ هو الذى تسبب له فى تلك الهلوسات .
( 16 )
فى الحلقة رقم ( 57 ) من حلقات الهلوسة والإدمان ، يحدثنا زعيم القحاب زكريا بطرس عن مصادر الإسلام الوثنية والدليل كما يقول :
(( قالت دائرة المعارف البيريطانية ج1 ص 1047 : (( يرى الباحثون أن الديانة العربية الوثنية هى أصل الديانة الإسلامية !!!!!!!! ))
ونسأل زعيم القحاب ، ما الذى يوجد بهذا القول يدل على وثنية مصادر الإسلام ؟؟؟!!!
ثم أى إفلاس هذا الذى يجعل زعيم القحاب يحتج علينا بدائرة المعارف البيريطانية ؟؟!!!!
والدائرة تقول : (( يرى الباحثون )) ولم تقل لنا من هم هؤلاء الباحثون !!!!!
ويواصل زعيم القحاب هلوساته قائلاً :
(( يقول الشيخ (( خليل عبدالكريم )) فى كتابه الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية ص 8- 12 : (( إن العرب فى الجاهلية هم مصدر الكثير من الأحكام والقواعد والأنظمة والأعراف والتقاليد التى جاء بها الإسلام أو شرعها حتى يمكننا أن نؤكد ، ونحن على ثقة شديدة بأن الإسلام ورث من العرب – الجاهليين – الشئ الوفير بل البالغ الوفرة فى كافة المناحى التعبدية والاجتماعية ، والاقتصادية والسياسة والحقوقية ))!!!!!!
أرأيتم يا حضرات القراء مدى الافلاس الذى بلغ بزعيم القحاب مداه ؟؟؟
إنه يستشهد بالشيوعى الهالك (( خليل عبدالكريم )) وينعته بالشيخ !!!!!
والمتأمل لكلام الهالك عبدالكريم والذى يستشهد زعيم القحاب به ، لا يجد به أى سند أو دليل علمى أو تاريخى ، ولكن إلقاء للكلام على عواهنه من أجل إثارة الزوابع فقط لا غير .
ويُضيف زعيم القحاب مستشهداً بالهالك خليل عبدالكريم ، والذى يقول فى كتاب الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية ص 8 : (( بل إن هناك مجالا يحرص دعاة الإسلام على إغفاله أو التعتيم عليه وهو المجال الدينى التعبدى فالكثير من القراء قد يندهش عندما يعرف أن الإسلام قد أخذ من الجاهلية كثيراً من الشئون الدينية أو التعبدية
1- تعظيم الكعبة ( ص 15 )
2- فريضة الحج والمناسك ( ص 16 )
3- شهر رمضان ( ص 18 9
4- تحريم الأشهر الحرم ( ص 18 )
5- تعظيم إبراهيم وإسماعيل ( ص 19 )
6- الاجتماع العام يوم الجمعة ( ص 11 )
ويُعقب زعيم القحاب على ما نقله عن خليل عبد الكريم : فما رأى علماء الأزهر ودعاة الإسلام فى ذلك ؟ ))
ولم يقل لنا البائد خليل عبدالكريم من أين له بهذا الخرف ؟؟؟
من أين له بهذه الهلوسات ؟؟؟ وما هو مصدر إفتراءاته تلك والتى نقلها عنه وطرحها علينا الوقح زكريا بطرس ؟؟؟؟
الكعبة معظمة منذ أيام الخليل إبراهيم عليه السلام ، ولا علاقة لتعظيمها بعرب الجاهلية ، وفريضة الحج والمناسك فى الإسلام تختلف اختلافاً كلياً عنها فى الجاهلية ، إذ أن الإسلام قد أعاد الحج إلى صورته الأولية النقية ونزع منه الأفعال الشركية والعادات والشعائر البعيدة عن تقديس الله وتعظيمه كالتصفيق والتصفير ، والممارسات اللا أخلاقية .
كما أن الإسلام منع الحجيج من الطواف عرايا تماماً كما كان يفعل عرب الجاهلية ، ومنع أيضاً ما كان يفعله البعض كبراً وغروراً من عدم الإفاضة من المكان الذى يفيض منه عامة الحجاج ، فقال تعالى :
(( ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )) ( البقرة : 199 )
كما حرم الإسلام اللا أخلاقيات التى كان يفعلها عرب الجاهلية ، فحرم الرفث والفسوق يقول رب العزة :
((الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ )) ( البقرة : 197 )
وحرم الإسلام أفعالهم غير اللائقة من التصفير والتصفيق وخلافه إذ يقول تعالى :
((وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ )) ( الأنفال : 35 )
فأى شعائر ومناسك أخذها الإسلام من الجاهلية يا زعيم القحاب ؟؟؟؟
وما هو دليلك يا زعيم القحاب على أن عرب الجاهلية كانوا يصومون شهر رمضان ؟؟؟؟
ثم إن الصيام موجود فى جميع الشرائع الربانية ، وإلا فإن اليهودية والنصرانية قد أخذتا نظام الصيام من عرب الجاهلية !!!!!!!
وما الذى يجعل الأشهر الحرم دليلاً على أخذ الإسلام من عرب الجاهلية ؟؟؟؟؟
يقول الحق سبحانه وتعالى : (( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ )) ( التوبة 36 – 37 )
والآيات واضحة وصريحة يقول رب العزة أن الأشهر الحرم فى اللوح المحفوظ يوم أن خلق الله السماوات والأرض ، ولا علاقة لعرب الجاهلية بالأشهر الحرم ، كل ما فى الأمر أنهم قاموا بتحريف شعائر ديانةإبراهيم عليه السلام ، وأحدثوا بها البدع التى لم ينزلها الله . والدليل هو النسئ الذى تحدثت عنه الآية الكريمة : (( إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ )) يقول الشيخ محمد على الصابونى : (( أى إنما تأخير حرمة شهر لشهر آخر زيادة فى الكفر لأنه تحريم ما أحله الله وتحليل ما حرمه ، فهو كفر آخر مضموم لكفرهم قال المفسرون : كان العرب أهل حروب وغارات ، وكان القتال محرماً عليهم فى الأشهر الحرم ؛ فإذا جاء الشهر الحرام وهم محاربون شق عليهم ترك المحاربة فيحلونه ويحرمون مكانه شهراً آخر ، كأنهم يستقرضون حرمة شهر لشهر غيره ، فربما أحلوا المحرم وحرموا صفر حتى يكمل فى العام أربعة أشهر محرمة )) ( صفوة التفاسير )
فهل أخذ الإسلام عن عرب الجاهلية ما كانوا يفعلونه فى الأشهر الحرم ؟؟؟؟؟؟
أين عقلك يا زعيم القحاب ؟؟؟؟
أما عن تعظيم إبراهيم وإسماعيل نسأل زعيم القحاب ، هل الإسلام لم يعظم سوى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ؟؟؟
هل قام الإسلام بتحقير باقى الأنبياء ؟؟؟؟
حاشا لله ، فقد ذُكر اسم موسى عليه السلام فى القرآن الكريم مائة وستا وثلاثين مرة ، فى حين أن إبراهيم عليه السلام ذُكر تسعا وستين مرة ، فهل هذا تعظيم لموسى وتحقير لإبراهيم ؟؟؟!!!!
ماذا ننتظر منك يا زعيم القحاب بعد أن دعوت الناس لأكل الخراء ؟؟؟؟
وبالنسبة للاجتماع العام يوم الجمعة : هل سمعت يا زعيم القحاب عن أن نظام يوم الجمعة فى الإسلام يُشبه يوم الجمعة فى الجاهلية ؟؟؟
إن يوم الجمعة فى الجاهلية كان مقتصراً على مكة وحدها ، ولكن الإسلام جعله فى بلاد الدنيا جميعها ، وتُلقى فيه الخطب الدينية لا الأشعار والأزجال كما كان يحدث فى الجاهلية ، ولم نسمع أن أحداً من الجاهليين كان يُصلى لله يوم الجمعة أو يركع له أو يسجد .
فلماذا الكذب يا زعيم القحاب ؟؟؟؟
أم أنك تعتقد أن مجدك سيزداد بالكذب كما يقول بولس الكذاب ؟؟؟
( 17 )
ويسأل المذيع المسطول زعيم القحاب :
(( هل الشيخ عبد الكريم – يقصد خليل عبدالكريم – من رجال الدين الإسلامى ؟ وماذا قال عن الكعبة ؟))
ويُجيب زعيم القحاب : (( الواقع ليس فقط الشيخ خليل عبدالكريم الذى تكلم عن تعظيم الكعبة فى الجاهلية والإسلام بل هناك أيضاً مراجع كثيرة تكلمت عن ذلك ومنها :
1- الشيخ خليل عبدالكريم فى كتابه الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية ص 15 يقول : على الرغم من وجود إحدى وعشرين كعبة قبل الإسلام فى جزيرة العرب فإن القبائل العربية قاطبة أجمعت على تقديس { كعبة مكة } وحرصت أشد الحرص على تقديس الكعبة ومكة وأطلق عليها القرآن العديد من ألقاب التشريف المعروفة
2- جاء فى الموسوعة العربية الميسرة ص 1465 : كانت الكعبة معبد قريش الأكبر وكانت مقر أصنامه
3- جاء فى وثيقة الكشوف الأثرية بالجزيرة العربية على الانترنت : كانت بالكعبة 360 صنما يعبدها العرب وكان { الله القمر } هو أكبر هذه الأصنام )) انتهى هذيان زعيم القحاب
والملاحظ يجد أن زعيم القحاب لم يرد على سؤال المذيع المسطول والذى سأله عن كون الشيوعى البائد خليل عبدالكريم من رجال الدين الإسلامى ؛ فلم يرد ولكنه قال : (( فى الواقع )) !!!!! وذلك لأنه يعلم أن خليل عبدالكريم من أشد المعادين للإسلام .
وتعظيم الكعبة لم يؤخذ من عرب الجاهلية ، بل من ديانة إبراهيم عليه السلام ، ولا علاقة للإسلام بتعظيم عرب الجاهلية للكعبة ، ما يعنينا أن الإسلام طهر الكعبة من الأوثان ، وأعادها كما كانت حينما بناها إبراهيم وغسماعيل عليهما السلام .
فأى شئ اخذه الإسلام عن عرب الجاهلية فى تعظيم الكعبة يا زعيم القحاب ؟؟؟؟!!!
ويسأل المذيع المسطول زعيم القحاب :
(( هل حقاً بنى ابونا إبراهيم كعبة مكة ؟ ))
ويجيب زعيم القحاب كعادته بادئاً بكلمة : (( فى الواقع )) فيقول :
(( الواقع أن هذه لا تقره المراجع الموثقة وها بعضها :
1- لم يذكر الكتاب المقدس ولو تلميحاً أن إبراهيم ذهب إلى الجزيرة العربية على الإطلاق )) !!!!
ونقول لزعيم القحاب : منذ متى وهذا الكتاب المحرف من المراجع الموثقة ؟؟؟
إن كتاب (( كليلة ودمنة )) أشد توثيقاً من هذا الكتاب المحرف .
إن كتابك يا زعيم القحاب مملوء بالأساطير والخرافات غيرالقابلة للتصديق ولا يمكن بأية حال من الأحوال اعتباره مرجعاً موثوقاً فيه .
ورغم ذلك فقد وردت إشارة فى المزمور الرابع والثمانين عن العابرين فى وادى بكة والينبوع الذى انفجر هناك فى إشارة واضحة لاسماعيل وأمه هاجر وبئر زمزم إذ ورد : (( طوبى للإنسان الذى عزه بك والذى فى قلبه طُرق أولئك الذين عند عبورهم فى وادى بكة يصيرونه ينبوعاً )) ( 84- 6 ) ( ترجمة لنسخة الملك جيمس )
وقد تم تغير كلمة (( وادى بكة )) والتى وردت فى العبارة السابقة لتتحول فى طبعة 1969م الصادرة عن دار الكتاب المقدس بالقاهرة إلى : (( طوبى لأناس عزهم بك طرق بيتك فى قلوبهم . عابرين فى (( وادى البكاء )) يصيرونه ينبوعاً )) وقد قام المحرفين بتحريف كلمة (( وادى بكة )) إلى (( وادى البكاء )) من أجل إنكار بناء إبراهيم للكعبة هو وابنه إسماعيل عليهما السلام .
ويواصل زعيم القحاب قائلاً :
(( وتقول كتب التاريخ والآثار القديمة لمنطقة الشرق الأدنى والجزيرة العربية ومنها :
(( who built the kaba the muslims most holy place of worship? )) للكاتبة W . L . Caty
وقد نشر عام 2001 بالولايات المنحدة الأمريكية والبحث مؤيد بخرائط جغرافية لرحلات أبينا خلصت فيه إلى هذه النتيجة )) !!!!
اللهم زده خبالاً فوق خباله ، إنه يقول (( تقول كتب التاريخ والآثار القديمة لمنطقة الشرق الأدنى والجزيرة العربية )) وبعدها استشهد بكتاب صدر فى عام 2001!!!!!!!!! وإذا كان كتاب صدر فى عام 2001 من الكتب التاريخية والآثار القديمة فماذا يكون حال كتاب صدر فى تسعينيات القرن العشرين ؟؟؟؟؟!!!! ربما كان يعود لعهد ما قبل الأسرات الفرعونية !!!!!
فبالله عليكم هل مثل هذا الكائن القذر يحترم عقلية أحداً من مشاهديه ؟؟؟؟
ثم من اين حصلت مؤلفة هذا الكتاب على خرائط رحلات إبراهيم عليه السلام ؟؟؟!!! أكانت معه أثناء هذه الرحلات وعهد إليها بهذه الخرائط ؟؟؟!!!! ما هذا العبط والسخف يا زعيم القحاب ؟؟؟؟
ويستشهد زعيم القحاب بدائرة المعارف الإسلامية ( النصرانية ) وسبق أن أوضحنا حقيقة هذه الدائرة الفاجرة والتى تحمل الكثير من المغالطات ، فلا داعى للرد على ما استشهد به منها .
( 18 )
يسأل المذيع المسطول زعيم القحاب :
(( وماذا عن شعائر الإسلام المأخوذة من الجاهليين ، وما هو أصل لفظة حج ؟ ))
يُجيب زعيم القحاب قائلاً : (( يقول الدكتور سيد محمود القمنى فى كتابه الأسطورة فى التراث ص 162 إن كلمة { حج } مأخوذة اصلا من فعل (( الاحتكاك )) فهى فى أصلها { ح ك }
ويوضح كتاب الملل والنحل لأبى القاسم الشهرستانى ص 247 العلاقة بين الاحتكاك والحج بقوله : أنه كان يمارس فى الحج طقس عجيب وهو الاحتكاك بالحجر الأسود ))
وتوضيحاً لمعنى الاحتكاك بالحجر الأسود نورد تعليق الدكتور سيد القمنى فى كتاب الأسطورة فى التراث ص 163 القائل : أنه كان هناك طقس لدى الجاهليين تؤديه النساء فى الحج وهو مس الحجر الأسود بدماء الحيض ، { نتيجة أحتكاك أعضائهن به وهن عاريات } وقد كان دم الحيض عند المرأة فى اعتقاد الأقدمين هو سر الميلاد فمن المرأة الدم ومن الرجل المنى ومن الإله الروح . وكان فى الكعبة إله القمر { ويبدو أنه كان فى اعتقاد الجاهليين أن هذا الحجر السود كان يمثل عضو إله القمر الذكرى وكن يقمن بهذا الاحتكاك بغية الاخصاب والانجاب } والتساؤل هو : إذا كان معنى الحج فى الجاهلية الوثنية هو هذا الكلام فما هو معنى الحج فى الإسلام ؟ ولماذا يقبلون الحجر الأسود ؟ )) انتهت هلوسة زعيم القحاب الشاذ .
وكما هى عادته يستشهد بالخارجين على الإسلام ويوهم المشاهدين بأنهم من علماء الإسلام !! فمهما قال سيد القمنى فلا هو فى العير أو النفير ، ثم أى المراجع استقى منها سيد القمنى أقواله الشاذة ؟؟لنرجع إلى معاجم اللغة والتى توضح أصول الكلام ، فماذا ورد عن الحج ؟؟؟
1- ورد بالمعجم الوسيط : (( حجّ )) إليه – حجاً : قدم و – المكان : قصده و – البيت الحرام : قصده للنسك . وفى التنزيل العزيز : (( ولله على الناس حج البيت ))
2- ورد بالمصباح المنير : (( حج )) حجا من باب قتل قصد فهو حاج هذا اصله ثم قصر استعماله فى الشرع على قصد الكعبة للحج أو العمرة ومنه يُقال ما حج )) ( المصباح المنير ص 189 )
3- ورد بالقاموس المحيط : (( الحج : القصد والكف ، والقدوم ، وسبر الشّجّه )) ص 234
4- ورد بلسان العرب : (( الحج : القصد حج إلينا فلان أى قدم وحجّه يحجه حجاً : قصده )) ص 778
فمن أين إذن ما ادعاه سيد القمنى وردده نقلاً عنه زعيم القحاب الأحمق ؟؟؟؟؟
وهل ورد أى شئ عن الاحتكاك أو الحك فى هذه المعاجم الكبرى والمعتمدة عند علماء اللغة العربية ؟؟؟؟
وهل قال كتاب الملل والنحل أن أصل الحج هو الحك ؟؟؟؟
الحق يُقال يا زعيم القحاب أن الحك والاحتكاك موجدان بالكنيسة وأنت تستطيع أن تحك وقتما تشاء تحت دعوى الاعتراف والتبريك ، ولك فى (( برسوم المحرقى )) خير مثال ، والذى قام بمضاجعة مئات النصرانيات حكاً واحتكاكاً و (( اللى تشوفه جناب قدسك يا زعيم المحتكين الشواذ )) !!!
أما معنى الحج فى الإسلام فهو واضح لكل ذى عينين ، فقد طهر الإسلام الحج من الأعمال الشركية والخرافات والأفعال اللا أخلاقية التى كانت تحدث به .
وتقبيل الحجر الأسود لم يكن معروفاص فى الجاهلية ، والمصطفى صلى الله عليه وسلم هو الذى قبل الحجر الأسود ، ولا وثنية فى هذا على الإطلاق ، إنما احترام وتقدير فقط .
يقول الدكتور (( مصطفى محمود )) فى كتابه (( حوار مع صديقى الملحد )) موجهاً حديثه لصديقه الملحد : (( ألا تقبل خطاباً من حبيبتك .. هل أنت وثنى ؟ فلماذا تلومنا إذا قبلنا ذلك الحجر الأسود الذى حمله نبينا محمد عليه الصلاة والسلام فى ثوبه وقبله . لا وثنية فى ذلك بالمرة .. لأننا لا نتجه بمناسك العبادة نحو الحجارة ذاتها .. وإنما نحو المعانى العميقة والرموز والذكريات )) ص 67
وعن كلمة (( موسم )) يواصل زعيم القحاب برازه الفكرى وتدليسه اللانهائى ؛ فيقول :
(( هناك معنى آخر للموسم يقول عنه الدكتور سيد القمنى فى كتابه الأسطورة فى التراث ص 165 : تزيدنا اللغة تأييداً فى تعبير ( موسم الحج ) فإن كلمة الموسم تعنى زمن الاحتفال ( بالوسم ) أو احتفالات ( الخصب ) والمومس) هى المرأة الموسومة بالزنا ، مع ملاحظة انتشار الموامس فى مكة قبل الإسلام )) !!!!!!
مرة أخرى يستشهد زعيم القحاب بسيد القمنى ، وسيد القمنى لا يمتلك أى دليل على هذيانه ، وإنما يكتفى برصف الكلمات فقط .
إن كلمة مومس ليست عربية على الإطلاق ، فمن أين لسيد القمنى تفسيراته الشاذة حول هذه الكلمة ؟؟؟؟؟
جاء عن كلمة (( موسم )) بلسان العرب : (( موسم الحج والسوق : مجتمعها ؛ قال اللحيانى : ذو مجاز موسم ، وإنما سميت هذه كلها مواسم لاجتماع الناس والسواق فيها . ووسّموا : شهدوا الموسم . الليثُ . موسم الحج سُمىموسماً ، لأنه معلم يجتمع إليه ، وكذلك كانت مواسم أسواق العرب فى الجاهلية ز قال ابن السكيت : كل مجمع من الناس كثير كثير هو موسم )) لسان العرب ج 6 ص 4838.
إنه ليس عيب زعيم القحاب ، ولكنه عيب مهابيل النصارى الذين جعلوا من هذا الخراء حجة زمانه رغم حقارة استشهاداته وهزال أقواله .
( 19 )
فى الحلقة (59) من برنامج أسئلة عن الإيمان ،يتحدث زعيم القحاب زكريا بطرس عن علاقة الهلال القمرى بالإسلام فيقول :
((وإني أتذكر أنه قد سئل فضيلة الشيخ الدكتور القرضاوي في إحدى حلقاته بقناة الجزيرة عن علاقة الهلال القمري بالإسلام فنفى وجود أية علاقة بينهما. وإني حقيقة لست أدري إن كان قد قال ذلك لعدم معرفته أم أم ماذا؟ رغم إني أستبعد جهل عالم مثله. لهذا فإني أنتهز الفرصة لأوضح للمشاهدين هذه العلاقة من خلال ما ورد في:
أولا: القرآن والأحاديث النبوية:
(1) عدد الآيات التي ذكر فيها الهلال والقمر هي: 50 آية.
(2) عدد الأحاديث النبوية (ذكر فيها القمر والهلال) 2027 حديث
فيكون المجموع الكلي هو: 2913 (قول: آية وحديث)
(أي حوال ثلاثة آلاف قول)
(3) ونستطيع أن نعطي مثالا لذلك وهو قسم الله بالقمر:
1ـ (سورة المدثِّر 74: 32) "والقمرِ، والليل إذا أدبر، والصبح إذا أسفر"
2ـ (سورة الشمس 91: 1و2) " وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ"
ثانيا: ومن (دائرة المعارف الإسلامية ج 32 صفحة 10055):
ولقد استهلَّت دائرة المعارف هذا الموضوع بقولها: "للهلال أهميةٌ في الشريعة الإسلامية" وقد أعطت 55 دليلاً دامغاً على ذلك أكتفي منها بما يلي:
(1) لأنه بالهلال يتحدد التاريخ الهجري الإسلامي بالسنة القمرية.
(2) وبالهلال تتحدد مواعيد الحج.
(3) وبالهلال يتحدد الصوم.
(4) ويشير القرآن للهلال في (آية 189 من سورة البقرة) بقوله: "يسألونك عن الأهلة، قل هي مواقيت للناس والحج"
(5) وفي (الآية 184 من سورة البقرة) يشير القرآن للصوم، وقد روى مالك في الموطَأ كتاب الصيام "لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه .."
(6) ومن الاستخدامات المبكرة للهلال في التزيين: استخدامه في بلاط مسجد قبة الصخرة في القدس عام 72 هـ / 691م.
(7) كما استخدم الهلال كحليات للآدميين، على هيئة أقراط أو دلايات ذهبية أو فضية مذهبة .. كما نجد في آثار مصر والأندلس.
(8) كما يظهر الهلال في عملات صلاح الدين وأتابكات الموصل وسنجار والجزيرة في الفترة من 585 إلى 657 هـ / 1189 ـ 1258م.
(9) وقد وجد الهلال أيضا على الفخاريات والعملات، في ذات العصر عصر المماليك.
(10) ووجد أيضا الهلال كشعار (للحكام المسلمين): الظاهر سيف الدين برقوق، وشعار ناصر الدين أبو السعادات.
(11) ويتضح استخدام الهلال بالدين، إذ تم استبدال صليب كنيسة آني [بآسيا الصغرى] في القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي بهلال عند تحويلها لمسجد ليشكل قيمة رمزية أو يكون كشعار.
(12) كما شاع استخدام الهلال على قمم القباب والمآذن في المساجد.
(13) واستخدم الهلال في راية السلطان سليم الأول والسلاطين من بعده.
(14) كما كان الهلال يرسم أحيانا بنجوم أو بأسماء الرسول أو الخلفاء الأربعة، أو برسوم لسيوف وغير ذلك من أسلحة ذات مغزى ديني، أو بشعارات إسلامية كالشهادة.
(15) وقد دخل الهلال كرمز رسمي [في الدولة العثمانية] حين قرر السلطان سليم الثالث في القرن التاسع عشر الميلادي تكوين جيش نظامي على غرار الجيوش الأوربية، وجعل العلم الامبراطوري على شكل هلال مع نجمة على أرضية حمراء.
(16) وأما الدولة الثانية التي أدخلت الهلال في علمها فهي تونس، مصر، باكسان، ليبيا، الملايو، ماليزيا، موريتانيا، الجزائر ... إلخ.
(17) وقد اُتخذ الهلال تمييزا لمقابر المسلمين في الولايات المتحدة، والصليب لمقابر المسيحيين، ونجمة داود لمقابر اليهود.
من هذا يتضح بكل جلاء:
1ـ أن للهلال القمري أهميةٌ في الشريعة الإسلامية.
2ـ واتضح أيضا أن المسلمين اتخذوا الهلال شعاراً ليكون في مقابل شعار الصليب عند المسيحيين، ونجمة داود عند اليهود.
3ـ والمعروف أن المسيحيين اتخذوا الصليب شعارا لأنه رمز للفداء والضحية والكفارة عن خطايا البشر جميعهم.
4ـ واتخذ اليهود شعار نجمة داود الملك الذي من نسله يأتي المسيح الذي ينتظرونه.
5ـ ولكن لماذا اتخذ محمد الهلال شعارا لدينه؟ والواقع أن هناك سرا وراء ذلك.
كان القمر إلها يعبد في الجزيرة العربية:
(1) فقد جاء في (دائرة المعارف البريطانية ج 1 ص 1057 و1058)
"كان العرب في جنوب الجزيرة العربية يعبدون ثالوثا هو: (الإله القمر، والإلهة الشمس، وأشتار الإبن) وكان الإله الأكبر في هذا الثالوث هو الإله القمر. وكان الناس في كل الأنحاء يعتبرون أنفسهم ذريته".
(2) وهذا هو عين ما أكده د. سيد محمود القمني في كتابه (الأسطورة في القرآن ص 4ـ11) يقول: "كان أحد اسماء إله القمر عند العرب السبأيين هو "إل مقة" التي تترجم إلى اللغة العربية "الله رب البيت الحرام الموجود في مكة"
(3)ويذكر القمني في كتابه (إله القمر ص 11) "كان (إل) إله القمر مذكر، وكانت زوجته (إللات) وهي الشمس، وكان لهما ابن هو (عشتر، أو الزهرة) الذي كان ملازما للشمس في شروقها وغروبها، وهو المشار إليه في القرآن (بالنجم الثاقب) في [سورة الطارق 86 : 3] "وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ"
• وكانت هناك أيضا (اللات، والعزى ومناة) وقد ذكرت في القرآن، وهن ثلاث آلهات عبدوهن على أنهن بنات الاله القمر.))
ورداً على ما طرحه زعيم القحاب نقول :
أولاً ما علاقة ذكر الشيئ فى القرآن بالعبادة ؟! ، إذ لو أن كل شيئ يُذكر فى القرآن الكريم أصبح دليل على عبادته ، لكان التين إله والزيتون إله !! أليس كذلك يا زعيم القحاب ؟؟
ثانياً : أين فى شواهد دائرة المعارف النصرانية أن المسلمين عبدوا الهلال أو القمر ؟؟!!
ثالثاً : لماذا الاستشهاد بدائرة المعارف البريطانية ؟؟؟
رابعاً : لماذا الاستشهاد بسيد القمنى بالرغم من أنه لا يمثل الإسلام فى أى حال من الأحوال ؟؟
ويواصل زعيم القحاب هذيانه فيدعى أن هناك باحثاً إسلامياً يُدعى قيصر فرح قال : ((قال الباحث في الإسلاميات قيصر فرح (Ceasar Farahat ) "كان العرب يعبدون إله القمر كإله عظيم. وحيث أنهم يقولون أن الله أكبر، فهم لا زالوا يحملون فكرة آلهة أخرى وإلههم أكبرهم.))
وقيصر فرح هو مدير فرقة مسرحية نشأت فى مصر فى أوائل القرن العشرين ، ولكن الباحث المزعوم الذى استشهد به زعيم القحاب لا نعلم من هو ولا ديانته ، وأغلب الظن أنه نصرانى ، فهل يُعقل أن يؤخذ كلام مثل هذا على أنه كلام علمى أو دقيق ؟؟!!
وقد حاول زعيم القحاب قدر جهده أن يُثبت أن الرسول عظّم من شأن القمر مسايرة للكفار ، وأن القمر كان يُسمى الله وهو الذى يعبده المسلمون حتى الآن !!
فليقرأ زعيم القحاب إذاً قول الحق سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم محذراً من عبادة القمر أو تعظيمه : (((وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))) ( فصلت : 37 )
ماذا بعد تلك الآية القاطعة ؟؟
ولكن عقل زعيم القحاب زكريا بطرس فى محنة كبيرة جداً .
(20)
فى الحلقة الثالثة من برنامج (( فى الصميم )) بقناة الحياة والتى جاءت بعنوان : (( الإسلام وتحديات التكنولوجيا المعاصرة )) ، نرى زعيم القحاب زكريا بطرس يمارس الكذب بطريقة مبتذلة وبشعة للغاية ، مما يؤكد أن الشذوذ لدى زكريا بطرس أنواع كثيرة ، منها النفسى والجنسى والعقلى .....إلخ
ومذيع البرنامج يدعى كذباً أنه كان مسلماً وتنصر وأن اسمه أحمد ، أحمد ماذا ؟؟؟ الجواب عند زعيم القحاب الأهبل والذى يظن المشاهدين فى مثل عبطه وحمقه وأنهم سيتقبلون هذه المسلسلات الفارغة .
والمذيع الوقح يبدو أنه كسابقه المسطول المدعو محمد سعيد ، ولكن أحمد هذا يتميز بأنه يتلعثم فى الكلام ويغمض عينيه كأنه كلب فى بداية النوم ، وواضح من كلامه أنه لم يحصل على الشهادة الابتدائية ، وأنه لقيط والدليل أنه يُدعى أحمد فقط دون أن يكون له اسم لأب أو عائلة .
يسأل هذا الجاهل زعيم القحاب : رؤيتك إيه يا قدس أبونا لمدى انتشار الإسلام فى العالم فى الوقت الحاضر ؟
ويرد زعيم القحاب قائلاً : (( طب يعنى سؤال جميل بس ممكن يكون أكثر تحديد : هل تقصد انتشار الإسلام بحد السيف على مدى أكثر من أربعتاشر قرن ؟ أم تقصد انكماش مدى انكماش الإسلام وليس إنتشار بعد عصر التكنولوجيا الحديثة اللى أتاحت الفرصة للفضائيات والإنترنت وغرف البال توك أن تناقش بحرية مطلقة ودونما عائق تناقش الأمور المعتم عليها والمُحرّم مناقشتها فى الإسلام ))
ويواصل زعيم القحاب رداً على سؤال من المذيع المسخ : (( بادئ ذى بدء : إنت عارف ودايماً أكرر وأقول أنا لا أعبر عن رأيى يعنى أنا مابتكلمش برأيى فى الإسلاميات وحريص جدا إن أنا مفتيش لأن أنا مش مفتى أنا لابس إسود فمابفتيش دى أمور حساسة ، وخشية إنى أتهم بأنى أهاجم الإسلام وأدعى عشان كده بفضل إننا نعود للمراجع المعترف بها والمعتمدة لدى المسلمين .
فأولاً لو جينا لصحيح مسلم حديث رقم 390 وطبعاً جه هذا الحديث تمنتاشر مرة فى تمنتاشر حديث من الأحاديث النبوية اللى سجلهم صحيح البخارى وصحيح مسلم وإلى آخره ، الحديث دا اللى النبى محمد نبى الإسلام يعنى بيقول الحديث خطير يا جماعة الحديث خطير خد بالك منه لو سمحت ، أخى المشاهد أختى المشاهدة ، عزيزى المسلم عزيزتى المسلمة ، خدوا بالكم من اللى قالو محمد : كما بدأ الإسلام غريباً سيعود غريباً كما بدأ ، دا مش أنا اللى بقول دا محمد نفسه ، جاء هذا الحديث مفصلاً فى سنن الترمذى حديث 2839 بيقول ، قال محمد أن الإسلام ليأرز إلى الحجاز يعنى ينكمش إن الإسلام ليأرز إلى الحجاز كما تأرز الحية إلى جحرها عارف الحية لما تنكمش جوه الجحر دا كلام محمد مش كلامى وأضاف وليُربط الإسلام فى الحجاز كما تُربط الشاه من رأس الجبل وأكمل قائلاً ، فإن الدين الإسلامى بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ )) انتهى
وزعيم القحاب دائماً ما يتصور أنه يتحدث إلى مجموعة من المختلين ، فنراه يقول المواضيع المعتم عليها فى الإسلام ، وكأن المسلمون يطلبون من الدارس للإسلام أن تكون معه الروح القدس كما يفعل النصارى ، عند عجزهم عن الرد على تساؤلات قاتلة فى صلب عقيدتهم الباطلة .
والحديث الذى استند إليه زعيم القحاب من سنن الترمذى قام بتحريفه كما هى عادته ، وهذا هو نص الحديث كما جاء فى الترمذى ، لا كما جاء عن طريق زعيم القحاب :
((حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا إسمعيل بن أبي أويس حدثني كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة عن أبيه عن جده
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الدين ليأرز إلى الحجاز كما تأرز الحية إلى جحرها وليعقلن الدين من الحجاز معقل الأروية من رأس الجبل إن الدين بدأ غريبا ويرجع غريبا فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس من بعدي من سنتي
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح ))
وقد جاء فى كتاب (( تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي )) عن هذا الحديث وشرحه ما يلى :
(حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن )
هو الدارمي
( أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس )
هو إسماعيل بن عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي أبو عبد الله بن أبي أويس المدني , صدوق , أخطأ في أحاديث من حفظه من العاشرة
( عن أبيه )
هو عبد الله
( عن جده )
هو عمرو بن عوف , وقد تقدم تراجم هؤلاء الثلاثة في باب التكبير في العيدين .
قوله : ( إن الدين ليأرز )
بفتح أوله وسكون الهمزة وكسر الراء وقد تضم بعدها زاي .
وحكى ابن التين عن بعضهم فتح الراء , وقال إن الكسر هو الصواب . وحكى أبو الحسن بن سراج ضم الراء ومعناه ينضم ويجتمع
( إلى الحجاز )
وهو اسم مكة والمدينة وحواليهما في البلاد وسميت حجازا لأنها حجزت أي منعت وفصلت بين بلاد نجد والغور . وفي حديث ابن عمر عند مسلم : إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ وهو يأرز بين المسجدين كما تأرز الحية في جحرها . قال القاري : والمراد أن أهل الإيمان يفرون بإيمانهم إلى المدينة وقاية بها عليه أو لأنها وطنه الذي ظهر وقوي بها , وهذا إخبار عن آخر الزمان حين يقل الإسلام
كما تأرز الحية إلى جحرها )
بضم الجيم وسكون الحاء المهملة أي ثقبها
( وليعقلن )
جواب قسم محذوف أي والله ليعتصمن عطف على ليأرز , أو على إن ومعمولها أي ليتحصن وينضم ويلتجئ
( الدين )
أبرزه وحقه الإضمار إعلاما بعظيم شرفه ومزيد فخامته ومن ثم ضوعفت أدوات التأكيد وأتى بالقسم المقدر , يقال عقل الوعل أي امتنع بالجبال العوالي يعقل عقولا أي ليمتنعن بالحجاز ويتخذن منه حصنا وملجأ
( معقل الأروية من رأس الجبل )
الأروية بضم الهمزة وتكسر وتشد الياء الأنثى من المعز الجبلي والمعقل : مصدر بمعنى العقل ويجوز أن يكون اسم مكان أي كاتخاذ الأروية من رأس الجبال حصنا دون واعل لأنها أقدر من الذكر على التمكن من الجبال الوعرة . والمعنى أن الدين في آخر الزمان عند ظهور الفتن واستيلاء الكفرة والظلمة على بلاد أهل الإسلام يعود إلى الحجاز كما بدأ منه
( إن الدين بدأ )
بالهمز هو الصحيح
( غريبا )
أي كالغريب أو حال
( ويرجع غريبا )
أي كما بدأ يعني أهل الدين في الأول كانوا غرباء ينكرهم الناس ولا يخالطونهم , هكذا في الآخر
( فطوبى للغرباء )
أي أولا وآخرا
( الذين يصلحون ما أفسد الناس من بعدي من سنتي )
أي يعملون بها ويظهرونها بقدر طاقتهم .
قوله : ( هذا حديث حسن )
اعلم أن الترمذي قد يحسن حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده وقد يصححه , وكثير هذا ضعيف عند كثير من المحدثين بل عند الأكثر بل قال ابن عبد البر إنه مجمع على ضعفه . وقال الحافظ الذهبي في الميزان بعد ذكر كلام المحدثين فيه ما لفظه : وأما الترمذي فروى من حديثه : الصلح جائز بين المسلمين وصححه .
فلهذا لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي ))
يتبين لنا مما سبق أن الحديث ضعيف ، وإذا سلمنا بصحته فإن كلمة يأرز لا تعنى زوال أو انتهاء ، ولكن تعنى أن الحجاز ستكون معقل الإسلام وحصن المسلمين فى زمن الفتن .
ويسأل المذيع العبيط زعيم القحاب قائلاً : (( طب هل حصل حاجة من كل الكلام دوات ؟ ))
ويُجيب زعيم القحاب قائلاً : أنا برضه شخصياً لا ابدى رأيى فى هذه الأمور الحساسة وخصوصاً موضوع زوال الإسلام انكماشه زواله اللى قال عنه النبى محمد ، ولا أعتقد إن النبى محمد قاله كنبوة لكن النبى محمد طابخ الطبخة وعارف إمتى راح تتكشف يعنى مش ديت بقى يبقى ادعاء نبوة والنبوة أهوت إن الإسلام راح ينتهى ، فلو كانت نبوة من عند الله مكنش يتنبأ بفنائه وانتهائه )) !!!!!!!
هذا هو قول زعيم القحاب الوقح ، ونسأله من هو هذا الشخص الذى يستطيع أن يطبخ طبخة – على حد هلوسته – لمدة أربعة عشر قرناً من الزمان ؟؟؟؟!!!!!
ومن قال لزعيم القحاب أن المصطفى تنبأ بزوال الإسلام ؟؟؟؟ هل تعنى كلمة غربة الإسلام عند زعيم القحاب زوال الإسلام ؟؟؟!!!!
ثم ما معنى : (( فلو كانت نبوة من عند الله مكنش يتنبأ بفنائه وانتهائه )) ؟؟؟!!!! ونقول لزعيم القحاب هل جعلت من نفسك إلهاً تحكم بعدم إنتهاء شئ لأن عدم إنتهائه فى نظرك دليل على عدم كذبه ؟؟؟؟!!!!
ويناقش زعيم القحاب ما جاء فى حلقة تلفزيونية بقناة الجزيرة الفضائية من برنامج (( الشريعة والحياة )) والذى كان يقدمه الإعلامى الراحل المتألق (( ماهر عبدالله )) – عليه رحمات الله – وكان ضيف هذه الحلقة : (( الشيخ أحمد القطعانى )) مدير منارة الصحابة للعلوم الشرعية بليبيا وجاءت الحلقة بعنوان : (( التنصير فى آسيا )) ،ثم يسأل المذيع العبيط زعيم القحاب :
- التنصير فى آسيا قال عليه إيه الشيخ القطعانى ؟
- يُجيب زعيم القحاب : كمبوديا كان بها ربع مليون مسلم ويقول لا يوجد أحد وبيقول الكلام دا فى صدد التنصير يعنى مش بقوا ملحدين لأ صدد التنصير ، انهم تنصروا جميعاً ربع مليون . كل كمبوديا انتهت ))
- ونقول لزعيم القحاب عفوا أيها الكذاب الوقح ، الشيخ القطعانى لم يقل هذا الكلام بصدد التنصير وإنما بصدد ما أحدثته الشيوعية بالإسلام فى كمبوديا وهذا نص كلام الشيخ القطعانى : ((وفي كمبوديا كان يحكمها نوردوم سيهانوك، الأمير نوردوم سيهانوك حتى عام 1975 كان فيها -كما قلت- مسلمون يقدر تعدادهم بنحو ربع مليون، ويعني بالرغم من كل شيء كانت الأمور يعني متيسرة والإسلام بخير وتوجد مساجد ويوجد مكاتب لتعليم القرآن الكريم وبعض أوقاف وزواج شرعي، ابتليت، وعلى فكرة بصراحة كل آسيا والإسلام كله في آسيا زلزل بكارثة الكوارث، ودمار الدمار، وأشنع ما لطخ جبين الإنسان منذ وجد حتى اليوم أقصد الشيوعية، كانت الشيوعية أصابت مسلمي كمبوديا، اعتنق راهب بوذي يدعي بولبوت كان يرأس الخمير روج [الخمير الحمر] اعتنق الشيوعية وصب جام عضبه على هذه الدولة المنكوبة، نزل بتعدادها من ثمانية ملايين إلى خمسة ملايين وقطع الاتصالات مع العالم، ولا بريد ولا طائرات وألغى الصناعة، لأن المجتمع الشيوعي يجب أن يكون فيه زراعة فقط و..و..، الخلاصة يا سيدي الكريم اختفى الإسلام من كمبوديا، لم يعد في كمبوديا إسلام هذه كارثة، أصبحت الدولة الآسيوية الوحيدة الخالية من المسلمين )) .
هذا هو ما قاله الشيخ القطعانى يا زعيم القحاب ، ولا علاقة للتنصير بموضوع كمبوديا إطلاقاً .
ويقول زعيم القحاب المتبجح الوقح : (( الكلام دا مش من عندى دا مش إدعاء الكلام دا دا فى الجزيرة نت سنة 2004 برنامج الشريعة والحياة مع الشيخ أحمد القطعانى .. يذكر فى السعودية فى السعودية بقى يقولك بها خمسين ألف متنصر ، السعودية اللى مكنش فيها حد أبداً من المسيحيين يذكر القطعانى فى هذا البرنامج إن بلغ عدد المتنصرين هناك خمسين ألف متنصر فى السعودية .
المذيع العبيط : مرتد عن الدين الإسلامى للديانة المسيحية
زعيم القحاب : ونشكر ربنا إنه مهتدى من الدين الإسلامى إلى شخص المسيح )) !!!!!!!!!!!!!!
وحقاً إذا لم تستح فاصنع ما شئت يا زعيم القحاب ، وحقاً إن الكذب ليهدى إلى الفجور ، فهذا الفاجر الوقح يعبث بعقول المشاهدين ، ويتقول على الناس مالم يقولوه ،وإلى حضرات القراء ما قاله الشيخ القطعانى بالحرف الواحد :
((أحمد القطعاني:
طيب.. بالنسبة لـ.. بما أننا نتحدث عن آسيا فقط أعلن اتحاد الكنائس للتبشير عن 50 ألف منصَّر في المملكة العربية السعودية.
ماهر عبد الله:
خمسين ألف منصَّر!!
أحمد القطعاني:
خمسين ألف منصَّر طبعاً هؤلاء يا سيدي لا يدخلون إلى أي دولة ومعه بطاقة أنه منصر، طبيب، مهندس، خبير اقتصادي، مش عارف إيش، يعني هو لا يحمل بطاقة منصر في.. أيضاً يوجد في الخليج باستثناء السعودية في الخليج من الأطباء فقط، من الأطباء فقط 1300 منصر دعك من التخصصات الأخرى، يوجد في الخليج العربي الآن من الجمعيات المعلنة 15 جمعية ومنظمة تنصرية.))
هذا هو ما ورد على لسان الشيخ القطعانى ، ولم يقل على الإطلاق أن السعودية بها خمسون ألف متنصر ، وإنما قال (( مُنصّر )) ، ولكن زعيم القحاب استخف بالمشاهدين فحول مُنصّر إلى متنصر ، ويأبى الله إلا أن يفضح هذا الدجال الخسيس .
ويسأل المذيع العبيط زعيم القحاب : (( ماهى العوامل المؤثرة على مستقبل الإسلام ورأى قدسك شخصياً ؟ ))
ويُجيب زعيم القحاب قائلاً : (( فى الحتة دى أنا أقدر أقول بصراحة لأن مش مكتوب فى مراجع يعنى لكن بالتأكيد من خبرتنا وم الحياة اللى إحنا عايشنها الأمور زى ما قلت إنها اختلفت والعوامل كثيرة .
أول حاجة عصر التكنولوجيا المتطور ، عالم الإتصالات المتطورة التى أتاحت التعبير بحرية عن الآراء بتاعتنا بلا مانع ولا عائق ، كنت تقدر تشوفنى كده من خمسة وعشرين سنة واقف أقول الكلام دا ؟ كانوا دبحونى أنا كنت عايز أروح ميدان التحرير واتكلم بس قعدت أفكر فيها واحسبها قبل ما أفتح بُقّى حكون (( إتشنيرت )) لكن النهاردة فى عصر التكنولوجيا والإتصالات ، انتشار الثقافة والوعى بين الشباب بالذات الشباب المسلم بيخللى المواضيع مختلفة .
ثم حرية التفكير المتاحة النهاردة على مستوى العالم ، شبح السيف اللى سقط ، الجرأة على المناقشة ، التناقضات فى القرآن ، صمت فقهاء المسلمين إزاء كل هذه الأمور كلها عوامل مغيرة )) !!!!!!
انتهى كلام المتبجح الكذاب الوقح زعيم القحاب ، ونقول الحق : أن من يستمع لهذا الوقح يُهين عقله وفكره ، لأنه لا يُخاطب سوى فئة معينة من الحشاشين والمنحرفين عن الطريق المستقيم والدليل قوله (( إتشنيرت )) ، فما معنى (( إتشنيرت )) يا تُرى ؟؟؟ ومن هو الذى يُعطى لأقوال زعيم القحاب أهمية حتى يقول : (( كانوا دبحونى )) ؟؟!!!
لقد قام الشيخ العظيم الراحل (( أحمد ديدات )) بمناظرات خطيرة جداً مع الدعى (( أنيس شاروش )) والذى لا يُذكر بجانبه مثل زكريا خراء ، وقام الشيخ بصعق (( شاروش )) بما لديه من أدلة وبراهين أخرسته فوراً .
فأين هو صمت فقهاء المسلمين ؟؟؟؟ إن جميع من أرسل لزكريا بطرس طالباً منه المناظرة ، يُقسم بالله أنه يتهرب من المناظرة ،بحجج سخيفة جدا وذلك خشية الفضيحة والسقوط الذريع ، وما قوله تناقضات القرآن إلا ممارسةً للإسقاط ، وذلك بعد تشريح الأناجيل على يد علماء المسلمين وإثبات تناقضها وتخبطها .
إن مثل هذا الكائن القذر مكانه حظيرة خنازير وليس غرفة معيشة آدمية ، ذلك أن ما يقوم به مع المشاهدين لا يصدر إلا من خنزير شاذ .
( 21 )
مازلنا نواصل الردود على ما يطرحه المدعو زكريا بطرس ، والذى تفتق ذهنه أخيراً عن حيلة شيطانية ، ليُدارى بها عجزه عن الرد على تساؤلات المسلمين بخصوص الكتاب المقدس ، فادعى أن بُحيرا هو الذى صنع الإسلام !!
فيدعى بأن هناك وثيقة تُثبت صدق ادعائه وزيفه وبهتانه ..ولا يستحى هذا القمص من كذبه المفضوح ولا من لغوه اللامعقول ، ويتمادى فى غيه وضلاله عند حديثه عن هذه الوثيقة الكاذبة ويُحيل القراء إلى مراجع نصرانية ( دائرة المعارف النصرانية – التى يُسميها الإسلامية – ومواقع الإنترنت التنصيرية وغيرها من مراجع النصارى )
كما أن النص الأصلى للوثيقة المزعومة غير موجود على الإطلاق مما يبرهن على كذبه المفضوح وإفكه الشنيع .
وقد أثار هذا المأفون الكثير من العقلاء الذين أسقطوه من مرتبة الآدمية إلى مرتبة بعد نشره لهذه الوثيقة المزعومة فى موقعه الخرب بالإنترنت ؛ حيث قام بنشر ورق من هذا الذى يقولون عنه ( الخمسة بربع جنيه )
وخط يدعى هذا السفيه أنه خط بُحيرا الراهب !!!
والموضوع من أساسه مختلق وكاذب ، فعلى أيام بحيرا لم يكن هناك ورق مسطر ولا خط مثل هذا الخط الموجود فى زماننا ، مما يُهيل التراب فوق رأس هذا الدعى الأفاق الذى غره عدم ظهور فضائية تدفع أكاذيبه ونجاساته وافتراءاته بحق الإسلام والمسلمين .
وحرصاً منا على ألا يتهمنا أحد بأننا لا نناقش الموضوعات ، فإننا سنناقش ما ذكره هذا السفيه الوقح فى برنامجه (( فى الصميم )) الذى يُقدمه على قناة الحياة التنصيرية الفضائية .
حيث جاء فى حلقات اتخذت عنوان (( الشخصيات المُشكّلة لتوجهات محمد ))
يسأله المذيع المسطول :
- من هو الراهب بحيرة، وماذا عن ذلك الموضوع الذي وجدته؟
الإجابة:
(1) بخصوص الراهب بحيرى تقول (دائرة المعارف الإسلامية ج6 ص1610ـ1614):
1ـ أنه كان راهبا نصرانيا.
2ـ وتقول أنه: يُرْوَى أن النبي محمد في سن 12 من عمره خرج مع عمه أبي طالب إلى الشام وتقابل مع الراهب في بصرى.
3ـ وأنه بعد 12 سنة أخرى تقابل معه ثانية في إحدى رحلاته التجارية وكان معه ميسرة غلام خديجة
4ـ وتذكر الدائرة أنه لما ظهر جبريل لمحمد لجأت خديجة إلى بحيرا وأخبرته بما حدث فطمأنها.
(2) ويذكر الشيخ عبد الله يوسف علي أن بحيرى الراهب كان نسطوريَّ المذهب (The Meaning of The Quran P. 504))
(4) المضيف: ما معنى نسطوري المذهب؟
الإجابة:
1ـ المذهب النسطوري نسبة إلى مبتدع يدعى نسطور ينكر أن الذي ولد من العذراء هو الكلمة المتجسد.
2ـ وقد حرمته الكنيسة في مجمع كنسي سنة 431م
3ـ وحرمت أتباعه، وكان بحيرا الراهب من أتباع هذا المذهب.
4ـ فهو راهب خارج عن الكنيسة وأراد نشر عقيدته بين العرب عن طريق محمد.
(5) المضيف: كيف أثر بحيرى في توجهات محمد؟
الإجابة:
1ـ الواقع أنه مع أن المراجع الإسلامية اقتصرت على إشارات بسيطة إلى بحيرى الراهب،
2ـ لكن الموضوع الذي وجدته في المواقع على الإنترنيت واذهلني، يتحدث عن قصة مترجمة عن السريانية.
(6) المضيف: ما هي تلك المواقع التي ذكرت هذه القصة؟ وماذا تقول؟
الإجابة:
1ـ موقع: http://www.bartleby.com/65/go/GottheilR.html
THE CHRISTIAN BAHIRA LEGEND
BY
Gottheil, Richard James Horatio
American Orientalist and Semitic scholar, Manchester , England
2ـ بالإضافة إلى موقع: WWW.AMAZON.COM
الذي يشتمل على 140 موقع يذكرون ما يتصل بهذه القصة لباحثين مختلفين، منها:
The Nation, 05/19/1887 - Editorials
R. Gottheil ,ot Columbia College presented a paper on " A Syriac Bahira Legend,"
the text and translation of which will be published in the Journal of [he ...
http://www.nationarchive.com/Summaries/v044i1142_04.htm Cached
المضيف: ألا يفيد العنوان أنها أسطورة ”Legend”؟
الإجابة:
1ـ نعم فأحد معاني كلمة LEGEND "أسطورة"
2ـ وربما إلى هذه الأسطور كانت إشارة القرآن في (سورة الفرقان 25: 5) "وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا"
3ـ وعلى أية حال دعنا نكون أكثر دقة ولا نكون مجرد مرددين لكلمات يقولها السطحيون عن معنى أسطورة.
(8) المضيف: هل جاء في المعاجم العربية معان أخرى لكلمة أسطورة؟
الإجابة:
1ـ نعم. ففي معجم (أساس البلاغة للزمخشري ص 217) على الإنترنيت موقع الوراق دوت كوم: يورد مصدر الكلمة "أساطير فيقول: سطر: كتب. وكتب سطراً من كتابه، ويقال "هذه أسطورة من أساطير الأولين": أي مما سطِّروا من أحاديثهم؟
2ـ إذن المعنى لا يقتصر على أنها خرافات بل ما سطر من الأحاديث.
3ـ ودعنا نفحص القواميس الإنجليزية أيضا لنرى معنى كلمة "Legend":
4ـ ففي قاموس:
- (The Macquarie Dictionary, “1- Legend: a story handed down by tradition from earlier times and popularly accepted as historical.
(وترجمتها: الأسطورة هي قصة سلمت بالتقليد من عصور سابقة وهي مقبولة بين عامة الناس كقصص تاريخية)
5ـ والمعنى الآخر في نفس القاموس:
2- A collection of stories of any admirable person”
(وترجمتها: الأسطورة هي مجموعة القصص الخاصة بشخصية باهرة)
6ـ فلا يقتصر مفهوم أسطورة على معنى الخرافة، بل كل ما دون منذ القديم.
(9) المضيف: هل معنى ذلك أنك تقول أنها وثيقة مؤكدة بحسب رأيك؟
الإجابة:
1ـ الموضوع لا يتعلق برأيي وبرأيك، فإن هذا من اختصاص علماء الآثار وعلماء اللغات.
2ـ والواقع أن هناك علماء تناولوها بالبحث فمن يريد أن يعرف المزيد فليدخل المواقع على الإنترنيت.
3ـ ولكن المهم هو أن نقارن بين ما جاء في هذه الوثيقة وما جاء بالقرآن لنرى مدى التطابق، وهذا ما يشهد لها، بصرف النظر عن أي اعتبار آخر.
4ـ فلنر إن كانت تتمشى مع ما في (سورة الفرقان 5) بأنها "... تُمْلَى عَلَيْهِ" أم لا.
(10) المضيف: هل يمكن أن تذكر لنا شيئا مما جاء فيها؟
الإجابة: نعم. وأول شيء ذكر في المخطوطة: إدعاء النبوة لأجل الملك:
1ـ في (ص 57 سطر1و2) قال محمد لبحيرا: "كيف يقبلني قومي عليهم ملكا، وأنا عندهم حقير فقير لأني يتيم عند عمي أبي طالب مقيم؟
2ـ وفي (ص 57 سطر2ـ 8) قال بحيرى له: ادعي النبوة أولا. فهي تفتح لك الباب ... فقد تنبأ أنبياء فقراء مثل داود النبي الذي لم يكن في إخوته من هو أدنى منه أو أحقر. ولم يكذِّبه أو يخالفه أحد. وأنت كذلك إذا قلت أنك رسول الله إليهم، فلن يكذبك أحد أو يخالفك
(11) المضيف: هذا شيء خطير حقا. وماذا جاء فيها أيضا؟
الإجابة:
1ـ في (ص 57 سطر 8 و9) قال محمد للراهب: كيف يصدقونني وأنا لا كتاب بيدي؟
2ـ وفي (ص57 سطر9ـ11) قال الراهب له: أنا أعلمك في الليل وأنت تعرفهم في النهار، وتقول لهم: أن جبريل يخبرني
3ـ وفي (ص8 سطر1و2) قال محمد: ابدأ بأن تقول لي شيئا أتعلمه وأقوله.
4ـ وفي (ص58 سطر3ـ7) قال بحيرى له: قل: باسم اللاهوت الرحمن الرحيم، أعني بذلك الثالوث الموحد القدوس. لأن الإله هو اللاهوت والنور الأزلي. والرحمن هو الإبن الذي رحم الشعوب واشتراهم بدمه المقدس، والرحيم هو الروح القدس الذي سبغت رحمته على الكل.
(12) المضيف: 1ـ إذن فهذا هو من أسباب نزول الآية: بسم الله الرحمن الرحيم.
2ـ وهل جاء في أسباب النزول هذه شيء عن الآية القائلة: "إنا أنزلناه في ليلة القدر ... تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ"؟
الإجابة:
1ـ نعم ففي (ص58 سطر12ـ14) قال بحيرى: أعني بذلك، الليلة المقدسة الجليلة التي نزلت الملائكة فيها وبشرت الرعاة بميلاد السيد المخلص في بيت لحم.
هذا هو مادار بين زعيم القحاب زكريا بطرس والمذيع المخمور ، ونسأل هذا المعتوه أين دليلك من كتب السيرة على أن محمداً صلى الله عليه وسلم قابل بُحيرا بعد المرة الأولى ؟؟؟
- لماذا تستشهد بدائرة المعارف النصرانية ونحن لا نعترف بها ؟؟؟
- أين فى كتب السيرة أن خديجة رضى الله عنها قابلت بُحيرا الراهب ؟؟؟
- لماذا تستشهد بمواقع إليكترونية تنصيرية ؟؟؟
- تبين كذب هذه الوثيقة المفبركة المزعومة من خلال قولك : ((والواقع أن هناك علماء تناولوها بالبحث فمن يريد أن يعرف المزيد فليدخل المواقع على الإنترنيت )) مما يُبرهن أنك غير صادق فيما تذهب إليه وأن الموضوع محض اختلاق وافتراء وكذب .
- إذا كان بُحيرا عنده المقدرة على صنع نبى فلماذا لم يصنع من نفسه نبى ؟؟؟؟!!!!
- هل كان بُحيرا ينتظر أن يرى محمداً صلى الله عليه وسلم حتى يجعل منه نبى ويترك نفسه ؟؟؟؟!!!
- أين العقل يازعيم القحاب ؟؟؟؟؟
ومما يُبرهن على كذب وادعاء زعيم القحاب زكريا بطرس وأنه المفبرك الرئيسى لهذه الوثيقة الكاذبة قوله على لسان بُحيرا : جاء في (ص 99 سطر5ـ13) قال بحيرى: أتاني محمد يوما قائلا: مررت على بيت أحد أصحابي وهو زيد، فصحت به، ورأيت زوجته فشغفت بها، فأحب أن تدبر لي هذا الأمر.
فقلت له: سوف أكتب لك آية حتى لا يكون عارا عندهم وتقول لهم نزلت هذه الآية مع جبريل.
فكتبت له "فلما قضى زيد منها وترا زوجناكها.)) !!!!!
السؤال يا زعيم القحاب الدجال : هل كان بُحيرا حياً وقت حدوث هذا الأمر ؟؟؟؟!!!!!
هل كان بُحيرا يسكن مع محمداً صلى الله عليه وسلم حتى يتسنى لبُحيرا معرفة ذلك ؟؟؟؟؟؟!!!!
هل كان بُحيرا يعيش فى مغارة بعيدة عن أعين أصحاب المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى يختلى به ويستشيره فى مثل تلك الأمور ؟؟؟؟؟؟!!!!
المثل يقول يازعيم القحاب : (( كذب متساوى ولا صدق منعكش )) وأنت لم تفلح لا فى المتساوى ولا المنعكش لأن عقيدتك النصرانية الضالة قائمة على الكذب والفبركة ، كما يقول بولس الأفاق أن مجد الله يزداد بكذبه .
ويزعم زعيم القحاب أن هناك باحثاً يُدعى (( عبدالأحد مالكى شابو )) حصل على درجة الماجيستير عن شخصية بحيرا وتأثيرها على محمد !!! ولم يذكر لنا أى شئ بخصوص هذا الباحث ، ماهى جنسيته وما هى ديانته وماهى الجامعة التى منحته درجة الماجيستير ... لم يقل أى شئ واعتقد أنه يُخاطب مجموعة من الرضع الذين بمجرد سماع كلامه الداعر سيهجعون على الفور !!!
زعيم القحاب يقول أن هذا الباحث المزعوم – بالمناسبة قمت بعمل بحث عن اسم هذا الباحث فلم أجد له أثر يُذكر على الإطلاق – قد توصل إلى نتائج هى :
(1) إن هذه المصادر جميعها الإسلامية والمسيحية عن هذه القصة تتفق في أن هناك إتصال حدث بين الراهب بحيرة ومحمد.
(2) وأن بحيرة ترك بصمة في حياة محمد أثرت في تطور إدراكه الديني.
(3) وقال الباحث أن أكبر دليل على ذلك ما ذكر في القرآن في (سورة النحل 103) "ولقد نعلم أنهم يقولون، إنما يعلمه بشرٌ. لسان الذين يلحدون إليه أعجمي، وهذا لسان عربي مبين"
ويسأل المذيع المسطول زعيم القحاب :
وماذا قال الباحث تعليقا على هذه الآية القرآنية؟
فيُجيب زعيم القحاب : قال:1- أن الوثنيين العرب اتهموا محمد بالتزوير وادعاء أن القرآن موحى به من الله.
(1) وأنه قد تعلم هذا القرآن من شخص آخر.
(2) ويوضح القرآن أن هذا الشخص الذي يشيرون إليه هو شخص أجنبي؟
(3) واستخلص الباحث في رسالة الماجستير من هذه الآية أنها تعترف أن محمدا قد تقابل فعلا مع شخص أجنبي، لا يجيد اللغة العربية.
(4) ويرى الباحث أن هذه العلاقة المشار إليها لم تكن لقاءات عابرة، بل كان لها أثر على محمد مما جعل العرب يلاحظونه ويتكلمون عنه.
(5) ويضيف الباحث قائلا: أن السيرة النبوية لابن إسحق ذكرت الكثير عن محادثات محمد مع كل من اليهود والنصارى. الأمر الذي يرجح وجودَ أصلٍ لقصة بحيرى، خصوصا أن بحيرى الراهب ليس عربيا بل سرياني.
ويؤكد الباحث مصداقية الوقائع التاريخية عن قصة بحيرى بما شهد به المسعودي في (كتابه مروج الذهب الباب السادس) عن المراجع المسيحية التي ذكرت هذه القصة بقوله: "إن بحيرى هذا يُدْعَى في كتب النصارى سرجيس". إذن فقد كان على علم بكتب النصارى التي ذكرت هذه القصة ))
ونقول يازعيم القحاب المأفون : أنت بنفسك تذكر قول الباحث المزعوم بأن الذى قابله المصطفى صلى الله عليه وسلم أجببى وليس عربى فبالله عليك أيها السفيه كيف يكتب الأجنبى الغير عربى وثيقة باللغة العربية !!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كيف يا هذا يكون للقاءات مزعومة مع شخص غير عربى تأثير فى إنسان عربى فصيح !!!!!؟؟؟؟؟؟؟
ثم إن قول الكفار أن هناك بشر يُعلّم الرسول الأعظم فهذا من باب حجة البليد التشنيع ، فهم لا يقدرون على مواجهته أو الإتيان بمثل ما يوحى إليه ربه فاخترعوا أسماءً وشخوصاً ادعوا كذبا وإفكاً أن محمداً صلى الله عليه وسلم قد تعلم منها
وتصل الوقاحة والبذاءة بهذا القمص الشاذ أن يدعى – قاتله الله – أن محمداً صلى الله عليه وسلم ابناً لبُحيرا الراهب ؛ فيسأله المذيع المسطول :
((جاءتنا أسئلة كثيرة عن موضوع خطير، يتساءلون هل فعلا كان محمد ابنا لبحيرى الراهب؟ ما هو ردك على هذه الأسئلة؟
ويُجيب زعيم القحاب : (( هذه بالفعل قصة متوارثة، تعتمد على عدة حقائق في مصادر التراث الإسلامي منها:
(1) الحقيقة الأولى: هي أن محمدا قد ولد بعد موت أبيه بأربعة أعوام ، مما أثار الشك في نسبه. (وقد تكلمنا عن ذلك بتوسع في حلقات سابقة وبالتحديد في الحلقة الثالثة من "برنامج في الصميم". يحسن الرجوع إليها للتأكد من المراجع التي وثقنا بها كلامنا في تلك الحلقة)
(2) الحقيقة الثانية: هي أن الراهب بحيرى بعدما طرد من الرهبنة من دير بصرى ذهب فأقام في مكة، هذا ما جاء في (رسالة الماجستير للباحث عبد الأحد مالكي شابو ص 53) إذ تقول: "بعدما طرد الراهب النسطوري بحيرى من الكنيسة ذهب إلى مكة في الجزيرة العربية". وحيث أنه طرد من الرهبنة لانحرافاته، فلا يُسْتَبْعد إنحلاله الخلقي وارتكابه هذه الخطيئة الشنعاء.
(3) الحقيقة الثالثة: ما جاء في السيرة النبوية "عن بن اسحق قال: "كانت آمنة بنت وهب أم رسول الله تُحَدِّّث أنها حين حملت برسول الله قيل لها إنك قد حملت بسيد هذه الأمة ... وآية ذلك أنه يخرج معه نور يملأ قصور بصرى من أرض الشام، ... وهذا يقتضي أنها رأت حين حملت به كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام. ثم لما وضعته رأت عياناً تأويل ذلك كما رأته قبل ذلك".
)http://alshibami.net/saqifa/showpost.php?p=1451&postcount=1(
** ويؤكد ذلك ما جاء في (الطبقات الكبرى ج1 ص 118) "قال محمد: رأت أمي حين وضعتني سطع منها نور أضاءت له قصور بصرى"
** وقد علق فضيلة الشيخ خليل عبد الكريم في كتابه فترة التكوين في حياة الصادق الأمين ص 219) قائلا: "ولعل هذا يجيب على السؤال الذي ينتصب في الذهن وهو: لماذا توقف النور الذي خرج من أمنة عند بصرى، ولم يتعداها إلى دمشق العاصمة التي من البديهي أن حظها من القصور أوفر. (وأضاف قائلا) وأحدوثة وصول النور إلى بصرى تحديدا سوف نطالعها في عدة أخبار، (وختم بقوله) هذا يقطع بأن المسألة ليست صدفة ولا خبطة عشواء، بل لها دلالة لا تُسْتبهم على الفطن، ولا تَخْفى عن الذكي". هذا ما قاله الشيخ خليل عبد الطريم وهو كلام خطير حقا.
المضيف: 1ـ هذه أمور عجيبة ما كانت تخطر على فكر أحد.
2ـ هل تريد أن تضيف شيئا في هذا الخصوص؟
الإجابة: نعم هناك:
(1) حقيقة رابعة: هي أن كتب التراث الإسلامي توضح أن الراهب بحيرى كان يرعى محمدا وأنه قد أشار على خديجة أن تتزوجه قبل زواجها منه بأكثر من 20 عاما. (السيرة النبوية لابن كثير ج1 ص 407)
(2) حقيقة خامسة: تقول كتب التراث الإسلامي أيضا أن محمدا تزوج خديجة عندما كان عمره 21 عاما (انظر الشيخ خليل عبد الكريم في كتابه فترة التكوبن في حياة الصادق الأمين ص 44).
(3) إذن فبحيرى أشار على خديجة أن تتزوج محمد عندما كان طفلا حديث الولادة.
(4) ومن هنا ندرك أن بحيرى كان يعرف الطفل محمد منذ ولادته وأولاه رعايته، وأراد أن ترعاه الثرية خديجة ليطمئن على ولده على حد تعبير القصة، وليعده لمهمة نشر المذهب النسطوري في الجزيرة العربية.
هذا هو المستوى الذى وصل إليه الخنزير العفن زكريا بطرس ، يدعى بأن محمداً صلى الله عليه وسلم ولد بعد وفاة أبيه بأربع سنوات ، مُصطنعاً بذلك أنه مجنون حتى يلبس على العامة من الناس .
يدعى بأن بُحيرا كان منحل أخلاقياً ، ولنفرض جدلاً أن كلامه الكاذب صحيح ، فلماذا لم يُحاول بُحيرا نشر مبادئه عن طريق الرسول الذى صنعه ؟؟!! فيسهل الزنى والفواحش !!؟؟
يدعى زعيم القحاب أن خديجة رضى الله عنها قابلت بُحيرا ، وهذا مالم يحدث على الإطلاق ، فكيف يسمح له كذبه وتدليسه أن يستهزئ بعقول المشاهدين ؟؟؟
لماذا يستشهد زعيم القحاب بالهالك خليل عبدالكريم الملحد ويدعى أنه من شيوخ الإسلام ؟؟؟ .
مشكلة زعيم القحاب المزمنة أنه يُعانى من التجاهل ويتميز بنقص شديد بسبب شعوره بمجهولية نسبه القذر والذى لا يعرف فيه من هو أبيه أهو قسيس بارك أمه فى ليلة رأس السنة على أرجح الأقوال ؟؟؟ أم هو قيسيس اعترفت له أمه بممارسة الزنى ؟؟؟؟
على كلٍ هو قسيس فى معظم الحالات لكنه غير معلوم ، وهذا ما يُسبب لزعيم القحاب زكريا بطرس مشكلة مزمنة جعلته يدعى أن محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب هو ابناً لبُحيرا الراهب !!!!!
وننصح زعيم القحاب أن يعرف أبوه قبل أن يهرف بمالايعرف . ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين .
(22 )
نشرت العربية نت حواراً مع القمص زكريا بطرس فى 28 / 11/2006م وبعد قراءته كانت لنا هذه الملاحظات :
يقول السيد المسيح فى إنجيل متى ( 3: 7) : ((لا تدينوا كي لا تُدانوا، لأنكم تُدانون بالدينونة التي بها تدينون، وبالكيل الذي به تكيلون يُكال لكم. ولماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك، وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها. أم كيف تقول لأخيك دعني أخرج القذى من عينك، وها الخشبة في عينك. يا مرائي، أخرج أولا الخشبة التي في عينك وحينئذ تبصر جيدا أن تخرج القذى من عين أخيك))
وقد كان على زكريا بطرس أن ينظر إلى القذى الموجود فى عينه ، وأن يوضح مفاهيم عقيدته بشكل صحيح بدلاً من الهجوم على عقيدتنا عملاً بالمبدأ القائل : (( أفضل وسيلة للدفاع الهجوم ))
زكريا بطرس يتعمد تحريف آيات القرآن الكريم حتى يصل لغرضه الدنيئ ، فمثلا يدعى أن الله يقول فى القرآن الكريم : (( الرحمن على الكرسى استوى )) ، ثم يعقب مستهزءًا وساخراً : هل الله له مقعدة !! ولا يحترم المشاهد الذى يعلم أن الآية الكريمة هى : ((الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) وهناك فرق بين الاستواء وبين القعود ، ولكن القمص يحرف من أجل غايته أو كما يقول بولس أن مجد الله سيزداد بكذبه .
((إن كان صدق الله قد ازداد بكذبي فلماذا أدان أنا بعد كخاطئ"؟ (رومية 7:3).
فى الحلقة السابعة من برنامجه أسئلة عن الإيمان يتضح كذبه واقتدائه ببولس بافترائه على العملاق عباس العقاد إذ يقول بالحرف : ((الأستاذ عباس محمود العقاد، الله يرحمه، الكتاب اسمه "الله" صفحة 171، فبيقول: إن الأقنوم جوهر واحد، فإن الكلمة والآب وجود واحد، وأنك حين تقول الآب، لا تدل على ذات منفصلة عن الإبن، لأنه لا تركيب في الذات الإلهية، أي أن الله غير مركب من ذوات أو نفوس متعددة، هو واحد له عقل وله روح"))
وبالرجوع إلى كتاب العقاد نجد أنه يعرض آراء الكهنة الذين اختلفوا حول طبيعة المسيح ، ولم يقل هو هذا الكلام على الإطلاق ، وقد سمح له كذبه تشويه سمعة الأستاذ العقاد وتصويره للمشاهدين على أنه يقر بالثالوث ولم يوضح لهم أنه – أى العقاد – يعرض آراء الكهنة وليس رأيه هو .
يدعى بأن الإسلام لا يوجد به ما يُشير إلى محبة الله للإنسان ، وهذه بعض الآيات عن حب الله لعباده من القرآن الكريم نسوقها إليه :
((بلى من اوفى بعهده واتقى فان الله يحب المتقين )) ( آل عمران : 76)
((قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم )) ( آل عمران : 31)
((ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)) ( البقرة : 222)
((ان الله يحب المحسنين)) ( البقرة : 195)
((ان الله يحب المقسطين)) ( المائدة : 13 )
(( والله يحب المطهرين)) ( التوبة :108)
أبعد ذلك يقول أنه لا توجد آية تدعو للحب ؟؟!!!
الله فى الإسلام لا يحب الكافرين أو المعتدين أو المشركين أو الآثمين ... إلخ ولو كانت المسألة مفتوحة بحيث يحب الله كل من هب ودب لكان هذا عبثاً والعياذ بالله ولاعتُبر مكافأة من الله للكفرة الفجرة الظلمة القتلة ، فمثل هؤلاء لا يُحبهم الله ولا يزكيهم ولكن الحب للمتقين والمحسنينن وعباده المخلصين الذين لا يُشركون به شيئاً .
فى الحلقة 38 من برنامج حوار الحق أراد الاستشكال حول الآية القرآنية الكريمة : ((يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ"))
فقال : (( الزنا فيه نفع للزانى ، وأيضا للزانية التى تقبض أجرتها ))
ونسأله أهذه أخلاق رجل دين ؟؟؟ ماهو النفع العائد من إختلاط الأنساب وارتكاب الفاحشة ؟؟؟؟
ماهو النفع العائد من امتهان المرأة وكرامتها وعرضها سلعة رخيصة لمن يدفع ؟؟؟
ماهو النفع فى جعل المجتمع قطيع من القرود لا هم لها إلا الجنس ؟؟؟؟
ماهو النفع من انتقال الأمراض بين الزناة ؟؟؟
ولكن هذا هو منطق زكريا بطرس الذى يدعى بأن أحداً لا يقدر أن يرد عليه .
وقد استغل حالة الضعف العام لدى المسلمين ليُشهر بالإسلام وليصور نفسه على أنه بطل ، وكان الأولى به حل معضلات عقيدته بدلا من التهجم على عقائد الآخرين ،
• زكريا بطرس يخدم الإسلام وهو لايدرى ، فقد جعل شباب الإسلام يتجهون لدراسة الإسلام بوعى وفهم والتمسك بدينهم ومقارنته بعقائد الآخرين والرد على من يُحاول تشكيكهم فى عقيدتهم وإيمانهم .
• يدعى بأن المئات يتنصرون يومياً وعلى مدار الساعة ، إذا فمن هؤلاء الأشخاص الموجودين فى البلاد الإسلامية ؟؟؟ أهم يدعون الإسلام ؟؟!!!!الحق أنه لا يوجد أحد يتنصر ، فهو صاحب الخطابات المفبركة التى ينشرها بفضائيته والتى يدعى كاتبوها أنهم قبلواالمسيح بمجرد مشاهدة حلقات زكريا بطرس !!!!
• ادعى أن السعودية بها ( خمسون ألف متنصر ) ، فقد سمح له كذبه أن يُحرف قول أحد العلماء والذى قال أن المملكة السعودية بها خمسين الف مُنصّر فقلبها زكريا بطرس إلى متنصر ، معتقداً أن المشاهدين أغبياء إلى درجة تسمح له بالاستهزاء بهم .
• يطعن فى نسب الرسول صلى الله عليه وسلم مدعياً أنه ولد بعد وفاة أبيه بأربع سنوات وأنه ابناً للراهب بُحيرا مفترياً الكذب ، لذا أحب أن أذكره بأنه لولا هذا الرسول الذى تطعن فيه لما برئ أحداً المسيح بن مريم عليه السلام وأمه
زكريا بطرس يضع شروطاً لمن يطلب مناظرته وهى :
• أن يكون مؤهلاً تأهيلاً تخصصياً فى علوم الدين ومقارنة الأديان .
• الحرص على الوصول إلى الحق وليس انتزاع عنترية الانتصار على حساب الحق .
• الحد الأدنى لأدب الحوار .
ولا ينطبق أى شرط من هذه الشروط على زكريا بطرس على الإطلاق ؛ فلا هو متخصص مثل أساتذة اللاهوت فى الجامعات الكنسية ، ولا يحرص على الوصول إلى الحق ، ويحاول دائماً انتزاع عنترية الانتصار على حساب الحق .
ولا يمتلك الحد الأدنى من أدب الحوار ، ويكفى ما ذكره فى تسجيل صوتى له موجود بموقعه فى معرض رده على جريدة صوت الأمة فى إبريل 2004 م واصفاً العقيدة الإسلامية بأنها : (( جثة نتنة بدأت رائحتها تفوح )) و أنها (( عقيدة شيطانية )) و (( ضالة )) وأن محمد – صلى الله عليه وسلم مصاب بالإيدز)) وأنه (( متعودة على رأى عادل إمام دايما كل آية فى القرآن يقول : قل )) وغيرها من ألفاظه النابية التى تعطى انطباعا للمستمع بأنه يفتقد أدنى أدب أو احترام لنفسه قبل المشاهد أو المستمع ، والتسجيلات لدى وموجودة فى موقعه .
*******
يقول زكريا بطرس فى رده على حوارالأستاذ أبى إسلام أحمد عبدالله للعربية نت فى 30/ 11 / 2006م : (( المقدس لا تثبت قدسيته إلا بالإجابة المقنعة على كل التساؤلات العقلية ))
حسناً فهل له – زكريا بطرس – أن يُبثت قدسية كتابه وليأخذ سؤالنا باعتباره تساؤل مشروع ؟؟
هل نشيد الأنشاد الذى يحتوى كلمات اعترفت الكنيسة بأنها للكبار فقط يُعتبر وحى من الله ؟؟
وإذا كانت إجابته على طريقة الرموز الروحية وأننا محتاجون للروح القدس حتى نفهم ، فهذا معناه أنه لاتوجد إجابات مقنعة على تساؤلاتنا العقلية .
يقول زكريا بطرس فى معرض رده على الأستاذ أبى إسلام وحثه على قبول افتراءاته التى يُسميها تساؤلات : (( المحبة لا تظن السوء ))
إذاً فهل له أن يُحسن الظن بنا إذا طلبنا منه شرح كيف يكون الله واحد فى ثالوث وفى نفس الوقت تحمل مريم من أحد اضلاع هذا الثالوث ( الروح القدس ) وبما أن الثلاثة واحد إذا فمريم حملت من المسيح الذى هو ابنها !!!! فما هو حل تلك المعضلة وما هو السبيل للهروب منها ؟؟؟
لماذا لا يُحسن الظن بنا إذا طالبناه بتفسير تعبير نشيد الأنشاد : (( إنى مريضة حباً )) ؟؟؟ وماذا يعنى هذا التعبير ؟؟؟؟
لماذا لا يُحسن الظن بنا إذا طلبنا منه تفسير ما جاء فى رسالة بولس إلى هل رومية : (( سلموا على بريسكلا ,... وسلموا على أندرونكوس وسلموا على أوربانوس . سلموا على أبلس . سلموا على برسيس . سلموا على روفس ... وسلموا .. وسلموا .......إلخ ))
هل الكتاب المقدس تحول إلى فرح شعبى للسلامات والتحيات ؟؟؟؟ مجرد تساؤل أدعو سيادته للرد عليه حتى ينور عقلى ويوضح ما غلق علىّ فهمه .وأدعوه ألا يأخذ تساؤلاتى بشكل غير حسن وألا يظن بى السوء ، فالمحبة : لا تظن السوء .
********
قام العديد من العلماء بالرد عليه ، ولكنه صدع رؤوسنا بأنه لايوجد من يرد عليه ، وهذايوضح شيئين إما أنه بعيد عن ركب التقدم والمعرفة فلا يتسنى له متابعة الردود أو أنه يعلم ويدعى عدم المعرفة
قام الأستاذ الدكتور عبدالعظيم المطعنى بالرد عليه فى مجلة الأزهر رداً كاملاً على كتابه ( الناسخ والمنسوخ فى القرآن )
قام الدكتور عبدالله بدر بالرد عليه فى عشر حلقات فيديو
قام الأستاذ الدكتور إبراهيم عوض بالرد عليه فى عشرة كتب كاملة وموجودة جميعها بالإنترنت بعنوان : ( الرسول النكّاح والقمص المنكوح ) – وذلك لادعائه أن الرسول كان كثير النكاح – فما كان من زكريا بطرس إلا أن أرسل رسائل عديدة للدكتور إبراهيم عوض كلها سُباباً مقذعاً ، معلناً بذلك إفلاسه وعدم قدرته على الرد على كتابات الدكتور إبراهيم عوض .
قام الأستاذ مصطفى ثابت بالرد عليه فى ثلاثين حلقة تلفزيونية بعنوان ( أجوبة عن الإيمان ) فما كان من زكريا بطرس إلا أن لزم الصمت ولم يقدر أن يرد تحت دعوى أن الأستاذ ثابت ( قاديانى ) مما يبرهن على عدم جديته وأنه يريد طرح أسئلة فقط ، ولا توجد لديه أى نية لسماع رد ، فقد أصدر حكمه ولا راد له !! ولنفرض أن الأستاذ ثابت قاديانى أو حتى كونفوشى أو بوذى ، أين ردك على ما أثاره طوال ثلاثين حلقة ؟؟؟؟ فلو دافع ملحد عن الإسلام نريد منك رداً على دفاعه بدلاً من الهروب بهذه الطريقة المخجلة .
******
زكريا بطرس يعانى من عقدة الشهرة ، يحاول الوصول لها بأى ثمن ولو كانت شهرته فى مهاجمة الهندوسية أو البوذية لفعل ذلك دون تردد ، ولما هاجم الإسلام لحظة واحدة
ادعى أن الإخوان المسلمون قتلوا شقيقه ، فمن الذى روى له هذه الرواية إذا كان شقيقه قد قُطع لسانه وثُقبت أذنه ، وقطع بالمنشار ؟؟!!! ولماذا لم تكتب الصحف المعادية للإخوان آنذاك عن هذه الحادثة لتشهر بهم ؟؟!! ولكن الكذب ليست له أقدام .
*****
من أجل تحقيق مزيد من الشهرة الزائفة اختلق قصة مفادها أن هناك من يستهدفه ويريد رأسه مقابل 60 مليون دولار ، ولم يوضح لنا من الذى أبلغه هذا التهديد ، ولا اسم الجماعة التى رصدت المبلغ لقتله ، ولا الجهة التى هددته ، ولكنها عقدة الشهرة على حساب أى شئ ، فهو مجرد مردد للكلام الذى قيل عن الإسلام منذ ظهوره بداية من كفار قريش الذين وصفوا الرسول بأنه ساحر وكاهن وشاعر ومجنون وانتهاءً بما يطرحه من أكاذيب وافتراءات رخيصة .
*****
يفترى على علماء الإسلام أقوالاً لم يقولها ، يكفى فقط أن تعرف أن ورثة العملاق عباس محمود العقاد قد رفعوا قضية على القمص زكريا لادعائه أن عباس العقاد يُقر بالثالوث فى كتابه ( الله ) وهذا لم يرد على الإطلاق فى كتاب عباس العقاد ( راجع حلقات زكريا بطرس فى برنامج أسئلة عن الإيمان من 1-10)
ويستشهد دائماً بدائرة المعارف الإسلامية التى كتبها المستشرقين ،ولا تمثل الإسلام من قريب أو بعيد ، ولا يعنينا إن كان أحد شيوخ الأزهر قد قدم لها ، فما بها أكاذيب لا مثيل له .
الكتاب الذين يستشهد زكريا بطرس بهم لا يمثلون الإسلام الصحيح ، فهو يستشهد دائماً بسيد القمنى وخليل عبدالكريم وأعتقد أن القارئ لديه من الفطنة ليعرف مدى مصداقيتهما لدى القارئ المسلم ، والأغرب أن زكريا بطرس ينعتهما بأنهما من شيوخ الأزهر !!!!
***** زكريا بطرس يُغنى ويرد على نفسه :
فهو يُدير حواراً مع مذيع يدعى أنه كان مسلم وتنصر وبالطبع هذا كذب فلا المذيع تنصر ولا يحزنون ولو كان صادقاً لكشف عن بياناته بالكامل ، وقد حصلت على معلومات بخصوص المقدم المدعو محمد سعيد وأنه أرثوذكسى مصرى ولم يكن مسلماً على الإطلاق .
وإذا كان زكريا بطرس جاداً فى تساؤلاته فلماذا لا يدعونا للإستوديو الذى يقدم فيه برامجه حتى نستطيع أن نرد أو أن يُقيم الحجة علينا فنرفع الرايات البيضاء أمام المشاهدين ؟؟؟
*******
أنا مستعد لمناظرة زكريا بطرس ولو كان المكان الذى سيحدده وراء الشمس سأذهب إليه حتى يعلم أن هناك من يُريد أن يُجيب على تساؤلاته ولكنه لا يقدر على ذلك ، وإن لم يفعل – ويدعونا لمناظرته فى الاستوديو الخاص به -، ولن يفعل فليمتنع عن مهاتراته وسخفه .
ولكنه يختبئ وراء الكاميرات ليوجه طعونه ، وأعجب أشد العجب من الذى لا يخشى القتل أو السجن ولا يُريد أن يفصح عن مكان إقامته ... فهل مثل هذا لا يخشى القتل ...؟؟؟!!
وقد يتذرع بأنه لا يريد الإفصاح عن مكانه حتى لا يتعرض للاغتيال ، ولكننا نقول له : لا أحد يعرفك فى الولايات المتحدة الأمريكية والشرطة هناك قادرة على حمايتك .
*******
يتهمنا زكريا بطرس دائماً بأننا نكفر المسيحين وأتوجه له بسؤالى : ما هو رأيك فى المسلمين ؟؟؟ أهم فى الجنة أم فى النار ؟؟؟
هل تؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم ؟؟؟؟
هل تؤمن بالقرآن الكريم ؟؟؟؟؟
هل تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ؟؟؟
هل تعتقد بصحة عقيدة الإسلام ؟؟؟؟
وإذا كانت الإجابة بالنفى فمن يكفر من ؟؟؟؟؟
بل إننا نحن المسلمين نؤمن بالمسيح عيسى عليه السلام ونؤمن بأن هناك إنجيلاً أتى به ، وننزه أمه البتول الطاهرة ، فى الجانب المقابل لا يوجد أى اعتراف على الإطلاق لا بمحمد ولا بالإسلام .
********
كلمة أخيرة :
نترجاه ونتوسل إليه أن يقبل المناظرة ويُحدد مكانها وأن تكون على الهواء مباشرة وله أن يُحدد وقتها وموضوعها ، ومستعد أن أذهب إليه فى أى مكان على نفقتى الخاصة ، وإذا تحجج بأنه لاتنطبق فى شروط المناظرة بكونى لست من أبناء الأزهر ، فليعلم أنه يُهرج ولا يُريد حواراً بل اتهامات باطلة على طول الخط ...فقط أذكره أن العلامة الكبير الشيخ أحمد ديدات كان بقالاً وانتصر على أساتذة علم اللاهوت فى أوروبا وأميركا وأنيس شاروش الفلسطينى العربى الذى يُعتبر معلم زكريا بطرس ؛ فالذى لا يهاب الحوار لا يتذرع بحجج واهية ولنترك للجمهور الحكم على صاحب الحجة وصاحب الأكاذيب .
(23 )
لقد كان إمامنا وحبيبنا فضيلة الشيخ العظيم الراحل محمد متولى الشعراوى – رحمه الله - من المتصدين لفساد العقيدة النصرانية ، وقد احتار النصارى فى الرد عليه ، وكان قد اثار موضوع أن المسيح تزوج من خمسة ، وهذا ما ورد فى إنجيل متى اصحاح 25 :
( حينئذ يشبه ملكوت السموات عشر عذارى أخذن مصابيحهن وخرجن للقاء العريس .
2 وكان خمس منهنّ حكيمات وخمس جاهلات .
3 أما الجاهلات فأخذن مصابيحهن ولم يأخذن معهن زيتا .
4 وأما الحكيمات فأخذن زيتا في آنيتهن مع مصابيحهن .
5 وفيما أبطأ العريس نعسن جميعهن ونمن .
6 ففي نصف الليل صار صراخ هوذا العريس مقبل فاخرجن للقائه .
7 فقامت جميع أولئك العذارى وأصلحن مصابيحهن .
8 فقالت الجاهلات للحكيمات أعطيننا من زيتكن فان مصابيحنا تنطفئ .
9 فأجابت الحكيمات قائلات لعله لا يكفي لنا ولكنّ بل اذهبن إلى الباعة وابتعن لكنّ .
10 وفيما هنّ ذاهبات ليبتعن جاء العريس والمستعدات دخلن معه إلى العرس وأغلق الباب .
11 أخيرا جاءت بقية العذارى أيضا قائلات يا سيد يا سيد افتح لنا .
12 فأجاب وقال الحق أقول لكن أني ما أعرفكن .
13 فاسهروا إذا لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة التي يأتي فيها ابن الإنسان )
ومن خلال هذه النصوص يتضح لنا أن المسيح تزوج من خمسة سيدات عذارى ؛ وإلا فما معنى دخلن معه إلى العرس وأُغلق الباب ؟؟!! وكان هنا تساؤل مولانا العظيم : ماذا بعد أن اُغلق الباب ؟؟ ماذا حدث وماذا فعل العريس مع العذارى الخمس ؟؟؟
ونقول يا مولانا الإمام ربما كان يلعب الورق أو كان يلعب " استغماية " ؟؟؟!!!! فكل شئ وارد عند النصارى .. وتجدهم يقولون ، أن ما ورد فى هذه النصوص تشبيه ليس أكثر ؛ لأنه قال : " حينئذ يشبه ملكوت السماوات " ، إذن فهل يشبه ملكوت السماوات خمس عذارى أُغلق عليهن الباب مع العريس ؟؟؟ وما الحكمة من هذا التشبيه ؟؟ ثم ما هو هذا الملكوت الذى يُشبه عريس وخمسة عذارى فى غرفة واحدة والباب مُغلق عليهم ؟؟؟ ربما كان ملكوت صالة ( ليلة العمر ) للأفراح والليالى الملاح الكيلو سبعتاشر الطريق الصحراوى شمال فى يمين !!!
وقد حاول زعيم القحاب زكريا بطرس أن يرد على ما أثاره الإمام الشعراوى ، فتحدث فى حلقة تليفزيونية بقناة الحياة الفضائية بعنوان " الرد على افتراءات الشعراوى حول مثل العذارى " ، فماذا قال ؟؟ قال : " الشعراوى عاش فى ثقافة جنسية واطية !! " .... ولم يقل لنا ما هى هذه الثقافة بالضبط ؟؟ أهى ثقافة نشيد الأنشاد ؟؟ أم ثقافة حزقيال ؟؟ أم ثقافة منى الخيل ؟؟ أم ثقافة زنى لوط بابنتيه ؟؟ أم ثقافة زنى المحارم ( المسيح وأمه ) كما يفترون ؟؟ أم ثقافة قتل داود لجاره واغتصاب زوجته ؟؟ أم ثقافة أهولة وأهوليبة ؟؟ أم ثقافة دوائر الفخذين والسرة والبطن والثديين ؟؟ أم اغتصاب الأخ لأخته ؟؟ أم زنى الأب مع زوجة ابنه ؟؟ فأى ثقافة بالضبط عاش فيها سيدك الشعراوى يا سفيه النصارى ؟؟؟ مثلك يا زكريا بطرس الذى يحيا فى مستنقع الرذيلة والجنس واللواط ، وليعلم الجميع أن سبب طرد هذا القسيس القذر من مصر محاولته الاعتداء الجنسى على إحدى النصرانيات حينما كان متواجداً بمصر الجديدة ، وأنه كان يُمارس اللواط ... حقاً : " رمتنى بدائها وانسلت " .
ويفسر مثل العذارى الوارد بانجيل متى فيقول : " العذارى رمز إلى السهر الروحى ومقلش إنهم عرايس !!!!! "
انظروا إلى منطق سفيه النصارى ، ونسأله هل العرايس ثيبات ؟؟!! ما هذا الحمق والغباء ؟؟ ثم يواصل هذيانه قائلاً : " العذارى ترمز إلى عذراوية الروح !!!!! " ربما كان للروح غشاء بكارة ، صحيح اللى اختشوا ماتوا .
والمدهش بعد أن قال عذراوية الروح وهذا الكلام السقيم المضحك وهو فى بداية الحلقة ولم تمر سوى دقائق نراه يقول : " أنا شايف إن الوقت بيجرى بتاعنا " !!! وهذه العبارة تدل على إفلاسه الشديد وعجزه عن أى رد مقنع وأى رد منطقى .....
رحمة الله عليك يا إمامنا العظيم ، كم أنت رائع يا شيخنا الشعراوى ، وكم أنت معجز وأنت حى وأنت بين يدى الله ... فقد جعلت سفيه النصارى وأمامه الوقت الكثير أن يفقد صوابه ويقول " أنا شايف الوقت بتاعنا بيجرى " بقى أن يقول سفيه النصارى " قد إيه من عمرى قبلك راح " !!!!!!!!!
لقد اعتقد سفيه النصارى أنه سيرد على الإمام العظيم بالوقاحة والسفالة وقلة الأدب وظل يردد : " الراجل دا مالقاش حد يرد عليه " ... وها أنت يا سفيه النصارى قد رددت ، فماذا فعلت ؟؟!! لقد قلت من بداية الحلقة " الوقت بيجرى " !!! ولم ترد على أى شئ .....
العقل النصرانى فى محنة كبيرة .. لن يخرج منها إلا إذا تجرد من أى تحيز ونظر لدينه نظرة موضوعية متجردة من العواطف .. ساعتها سيقول كل نصرانى : " غطينى يا صفية مفيش فايدة " .. صحيح مفيش فايدة مع الكتاب المقدس
وبعد يا حضرات القراء ، فقد أثبتنا محنة العقل عند زكريا بطرس ، أبعد ذلك تأتيه الجرأة ليتحدث ، فى الأديان – أياً كانت هذه الأديان -؟؟؟؟؟
ونهدى لزعيم القحاب فى ختام هذه الجولة السريعة التى أثبتنا فيها قصور عقله وشذوذ فكره ، نهدى له قول الشاعر :
إن عادت العقرب عُدنا لها وكانت النعل لها حاضرة
قد علمت العقرب واستيقنــت أن لا لها دنيا ولا آخــــرة
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى اللهم وسلم وبارك على سيد الخلق وأشرف مخلوق فى الوجود إمامنا النبى الأمى الكريم وعلى صحبه وآله أفضل الصلاة والتسليم
عبارة هلِّلُو يَا .
ولمزيد من الإفادة فهناك عبارة مشهورة يعرفها ويحفظها جميع المسيحيين واليهود فى جميع أنحاء العالم وبلغاته المختلفة إنها عبارة هلِّلُو يَا . الواردة حوالى ( 21 ) مرة فى سفر المزامير وأربع مرات فى سفر الرؤيا ، ولم يترجم معناها الحقيقى حتى الآن إلى العربية .. !! والقوم لا يحبون الأصول العربية لكلمات الكتاب المقدس بعهديه ..!!
هذه العبارة يقول عنها مسيحيو الغرب إنَّ معناها ( glorify the God ) أى مَجِّدوا الرب . أو هى بمعنى اشكروا الرب أو احمدوه ( praise the God ) .
هذه العبارة نجدها مكتوبة فى سفر الرؤيا المسيحى أربع مرات ( 19 : 1 , 3 , 4 , 6 ) . ورسمها فى اليونانى هكذا ( Αλληλουια ) وهى مكونة من شطرين هما ( هللو ـ يا ) . فإذا نظرنا جيدا إلى الرسم اليونانى سوف نجده مكتوبا طبقا للتصويت الآرامى والعربى ( Translitration ) ..!!
المهم هنا هو الاسم ( يا ) الذى يشير إلى رب السموات والأرض . لقد كتب ( يا ια ) فى اليونانية . أذكر ذلك لأولى الألباب لأنَّ علماء المسيحية قالوا وهم مخطئون : أنَّ اسم يسوع مكون من مقطعين يا و يُخلِّص بمعنى الله يُخلِّص أو المُخلِّص . فأين يا أولى الألباب هذا المقطع اليونانى ( يا ια ) الدال على اسم الله فى اسم المسيح اليونانى ( Ιησου ) ..!!؟؟
قطعا ليس هو حرف العين المكسور ( Ιη ) كما يزعمون للعامة ..!!
أنا شخصيا قمت بسؤال عدد من علماء المسيحية الأمريكان والإنجليز المتخصصين فى لغات الكتاب عن موقع حرف العين الآرامى فى اسم المسيح هل هو فى أوله أم فى آخره ..!!
فحاروا وداروا وأخذوا يشرحون لى معنى الاسم وأنه مكون من شطرين وهو بمعنى الله يُخلِّص ، وأنَّ الحرفين ( Ιη ) من الاسم اليونانى يعادلان ( يا ) . وحاولوا أن يأخذونى إلى اللغة العبرية ، ولكن المسيح لم يتكلم العبرية المعروفة كما أنه لا توجد أناجيل أو أسفار مسيحية مكتوبة باللغة العبرية حتى نحتكم إليها ..!!
فلينظر القارىء جيدا إلى الرسم اليونانى لاسم المسيح ليستخرج منه المقطع اليونانى ( ια ) الدال على اسم الإله ( يا ) . وليستبين أمر الكاذبين . لقد زعموا أنَّ الاسم يسوع مُكوَّن من شطرين ( يا ) بمعنى الله و ( سوع ) بمعنى يُخلِّص فيكون معنى يسوع هو الله يُخلص ..!! ولكن هذا الزعم لا دليل عليه من الاسم اليونانى ( Ιησου ) فلا وجود للحرفين ( يا ια ) فى الاسم اليونانى .
وبالمناسبة فإنَّ عبارة هللويا وردت فى أكثر من موضع فى العهد القديم أختار منها سفر دانيال ( 2 : 23 ) حيث نجدها قد وردت حسب اللسان العربى ذو اللغة الآرامية المكتوب بها ذلك الجزء من السفر . نجد الكلمة هللوا مشتقة من الفعل الآرامى سَبَّحَ . بمعنى أنَّ العبارة هلِّلُو يا معناها فى العربية والآرامية سَبِّحُو يا . وهى صيغة تنزيه وتقديس للإله مثل قول المسلمين سبِّحوه مع ملاحظة أنَّ الهاء تشير إلى الله سبحانه وتعالى .
وفى لغتنا العربية نستطيع أن نستخرج معنى هلِّلُو يا من المعاجم العربية بسهولة فقولنا هلَّلَ الرجل معناه : قال بصوت مرتفع لا إله إلا الله . بمعنى أنَّ العبارة فيها توحيد للإله أى وَحِّدُوا يا أو وحِّدُوا الله أو وَحِّدُوه . ولكن العبارة لا تزال كما هى فى الترجمات العربية للكتاب المقدس بدون ترجمة أو تفسير لأنها تتعارض مع عقيدة التثليث ..!!
فلا حول ولا قوة إلا بالله
أهمية اسم المسيح
==============
يعتقد المسيحيون اعتقادا كبيرا فى اسم المسيح حيث ينسبون إلى اسمه قوة وفاعلية مؤثرة فى الأشياء وفى عمل المعجزات . فنجد القديس يوحنا يصرح فى إنجيله ورسالته الأولى خمس مرات بأن الإيمان المسيحى منعقد على الاعتقاد فى اسم المسيح ( believe in his name) . وليس كما كنت أفهم ويفهم معى المؤمنون بأنَّ الاعتقاد لابد وأن يكون مركزا فى شخص المسيح ورسالته ..!!
فالوصية الإيمانية المسيحية هى " أن تؤمن باسم يسوع المسيح " (1) مع ملاحظة أنَّ الأصل اليونانى لكلمة يسوع هنا هو (Ιησου ) أى إيسو حسب اللسان اليونانى ، وعيسو حسب اللسان العبرى الجديد وعيسى حسب اللسان الآرامى والعربى .
فـ باسم المسيح تعلن التوبة وغفران الخطايا لجميع الأمم ( إنجيل لوقا 24 : 47 ) . وبـ اسم يسوع (Ιησου ) المسيح يتم التعميد لمسح الخطايا وليدخل المـعَمَّد إلى الديانة المسيحية ( أعمال 2 : 38 ، 8 : 16 ، 19 : 5 ) . وبـ اسم يسوع (Ιησου ) المسيح يتم شفاء المرضى ( أعما ل 4 : 7 ـ10 ، 3 : 6 ، 9 : 34 ) . وبـ اسم يسوع ( Ιησου ) المسيح يتم شكر الله ( أفسس 5 : 20 ، كولوسى 3 : 17 ) .
وكان المسيحيون الأوائل يُسَمُّون أنفسهم " الذين يدعون باسم الرب " ( أعمال 9 : 14 ؛ 21 : 10 ؛ كورنتوس 1 : 2 ؛ تيماوس 2 : 23 ) .
ونجد أنَّ كتاب الرؤيا كما يقولون مُوَجَّه إلى المسيحيين الذين يتحملون العذاب من أجل هذا الاسم ( رؤيا 2 : 3 ) . والأمر المثير للدهشة حقا هو الذى نجده منتشرا على صفحات الأناجيل وباقى كتب العهد الجديد من علاقة اسم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) .. المواضع الخمسة نجدها فى : إنجيل يوحنا ( 2 :23 ، 3 :18، 3 : 23) وفى رسالة يوحنا الأولى
( 3 : 23 ، 5 : 13 ) .
يسوع ( Ιησου ) بالشياطين وبالأرواح الشريرة ( evil spirits , devils ) كأنَّ المسيح قد بُعِثَ خصيصا لقوم ملبوسين بالجن والشياطين ..!!
ومعجزاته فى طرد الشياطين والأرواح الشريرة من أجساد الناس ليست قليلة فى الأناجيل . ولذلك نجد أنَّ المسيحيين الأوائل قد لاحظوا تلك العلاقة القائمة بين اسم يسوع (Ιησου ) والجن والشياطين . فكانوا يستخدمون تلك الروشتة السحرية (( theurgic formula فى عمل المعجزات .
ثم انتشرت هذه الروشتة وذاع خبرها عند الأتباع من بعدهم . وهناك نصوصا إنجيلية تشير إلى أنَّ كثيرا من المعزِّمِين والسحرة قد استخدموا هذه الروشتة السحرية المحتوية على اسم يسوع (Ιησου ) فى جلب المنافع الدنيوية ..!!
فها هو بولس عندما أخرج شيطانا من جسد امرأة قال له " آمرك باسم يسوع ( Ιησου ) المسيح أن تخرج منها ، فخرج من وقته " ( أعمال 16 : 18 ) . ثم تلاه المُعَزِّمون يفعلون مثل ما فعل بولس قائلين " عَزِّمْتُ عليك ـ عليكم ـ باسم يسوع ( Ιησου ) الذى يبشر به بولس (1) " ( أعمال 19 : 13 ) وفى نسخة أخرى جاء النصّ العربى هكذا " نُقْسِمُ عليك بيسوع (Ιησου ) الذى يكرز به بولس (1) " ..!! كأنَّ هناك أكثر من يسوع معروف لدى المعزمين والدجاجلة ..!! ولا يزال كثير من القسس والرهبان يفعلون كما فعل الأوائل ولكن باستخدام اسم جديد لم يعرفه الأوائل هو اسم يسوع ..!!
سجَّل متى فى إنجيله ( 7 : 21ـ23 ) قول المسيح " ليس كل من يقول يا رب .. يا رب .. يدخل ملكوت السماوات بل الذى يفعل إرادة أبى الذى فى السماوات . كثيرون سيقولون لك فى ذلك اليوم يا رب .. يا رب .. أليس باسمك تنبأنا وباسمك أخرجنا شياطين ، وباسمك صنعنا قوات كثيرة . فحينئذ أُصَرِّحُ لهم إنى لم أعرفكم قط . أذهبوا عنى يا فاعلى الإثم " . فكل من يفعل هذه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) .. راجع كتابى " الجنى يسوع النصرانى مسيح بولس " لتتعرَّف عليه ، فإنه بحث جديد وجدُّ خطير.
الأشياء أو يقترف شيئا منها سوف يتبرأ منه المسيح فى يوم الدينونة . فهذه الأفاعيل تعتبر ضربا من ضروب السحر الأسود التى يستطيع أن يفعلها المعتقدون والمنكرون للمسيح ورسالته .
روى مرقس فى إنجيله ( 9 : 38 ـ 39 ) أنَّ يوحنا قال للمسيح " يا معلم رأينا واحدا يخرج شياطين باسمك وهو ليس يتبعنا فمنعناه لأنه ليس يتبعنا . فقال يسوع (Ιησους ) لا تمنعوه لأنه ليس أحد يصنع قوة باسمى ويستطيع سريعا أن يقول علىَّ شرا . لأنَّ من ليس علينا فهو معنا " . فهل شاهدت أيها القارئ كيف استخدم أتباع يسوع اسمه فى إخراج الشياطين وعمل المعجزات فتبرأ منهم المسيح . وكيف استخدم الاسم رجل ليس من أتباع المسيح فقال عنه المسيح إنه معنا ..!! وبمثل هذه النصوص واتخاذ هذه الأفاعيل تحول الإيمان برسالة المسيح إلى الاعتقاد فى قوة وفعالية الاسم ( Ιησου ) .
وينظر بعض رجال الإصلاح الدينى إلى هذه الأفعال بعين الريبة والشك فنراهم مثلا قد شجبوا الاعتقاد بما يسمى مِسْحَة المرضى المذكورة فى رسالة يعقوب ( 5 : 13 ـ 15 ) . تلك المِسْحَـة التى لا تزال الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية تفعلها وتؤمن بها . تلك المِسْحَة التى تتم عندما يشرف المريض على الموت ، حيث يقوم القسس بدهن جسم المريض بالزيت ثم يذكرون عليه اسم المسيح ( الروشتة السحرية ) لينال الشفاء وتغفر له خطاياه ..!!
وهذه العملية ـ والتى هى سِر مِن أسرار الكنيسة السبعة ـ تعتبرها الكنائس الإنجيلية ضربا من ضروب السحر حتى بات واضحا من أنها لا تفيد المريض كثيرا ولا يرى لها أثرا صحيا على المريض . ورغم ذلك فقد زعموا بأنها تغفر له خطاياه كلها ما تقدم منها وما تأخر ..!! فأنَّى لهم بتلك المعرفة ..!؟
يقول الأب متـَّى المسكين فى شرحه لإنجيل يوحنا ( ج 1 ص 72 ) :
" ومعروف أنَّ النطق باسم الله أو باسم ابن الله له قوة وسلطان الحضور الإلهى تماما ، وهذا نسمعه من التلاميذ : فرجع السبعون بفرح قائلين : يا رب .. حتى الشياطين تخضع لنا باسمك ( لوقا 10 : 7 ) . كذلك فالدعاء بالاسم انتقل إلى مناداة القديسين بأسمائهم لا لكى يسمعوا بل لكى يحضروا ، فالدعاء باسم القديس هو تكليف حُبِّى متواضع للحضور للمعونة أدع الآن فهل لك من مجيب . وإلى القديسين تلتفت ( أيوب 5 : 1 ) فالدعاء بالاسم هو استدعاء . " انتهى .
قلت : وحيث أنَّ النطق بالاسم هو استدعاء لصاحب الاسم كما قال ..!!
فمـن قال : يا يســــوع .. فقد طلب حضور يســوع .
ومن قال : يا إيســــــو .. فقد طلب حضور إيســــو .
ومن قال : يا جيســس .. فقد طلب حضور جيسـس .
ومن قال : يا هيسوُّس .. فقد طلب حضور هيسُّوس .
ومن قال : يا جايــــزو .. فقد طلب حضور جايـــزو .
فأى هؤلاء الأشخاص هو المسيح المقصود ..!؟
تدلنا الأصول اليونانية للأناجيل وأفعال تلامذة المسيح أنهم كانوا يستخدمون الاسم عيسو ( Ιησου ) . ولم يكونوا يعرفون شيئا عن يسوع الذى ظهر استخدامه فى العربية بعد قرون طويلة من زمن بعثة المسيح (1) . ولم يكونوا كذلك يعرفون شيئا عن جيسس (Jesus ) الذى ظهر فى أوروبا بعد قرون أيضا (2) . فيا من كنت حقا من أتباع المسيح ومن المعتقدين فى اسمه الشريف عليك بالأصل ودعك من الصورة لأنها معكوسة .
فقــــل عيسى .. ولا تقل مقلوبها يسوع ..!!
وآمـن بعيسى .. ولا ترتد إلى يســـــوع ..!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) .. أترك للقارئ مهمة تتبع تاريخ ظهور الاسم ( يسوع ) فى الترجمات العربيـة للأناجيـل القديمـة ، وهو أمر
يسير على من يريد أن يعرف الكثير ..!!
(2) .. لقد ظهر الاسم جيسى ( Gesua ) مؤنث جيسس ( Gesus ) أولا فى فينيسيا فى القرن السادس الميلادى
ثم ظهر منه بعد ذلك الاسم ( Jesus ) . والمدقق فى رسم ذلك الاسم الإنجليزى سوف يجد الاسم العبرى
فى منتصف الكلمة مضافا إليه حرفين فى أوله وفى آخره هكذا ( s J esu ) . وهناك ملاحظة هامة أخرى
بخصوص الاسم الإنجليزى ( Jesus ) ، لقد وُجد منطوق الحرف J فى القرن السابع عشر الميلادى حيث
كان يتبادل منطوقه مع الحرف I ، فمثلا نجد أنَّ العبارة هللوا ياه تكتب فى الإنجليزية هكذا ( halleuyah )
و ( hallelujah ) ومنطوقهما كان واحدا هللواياه إلى أن ظهر منطوق الحرف J .
وكانت الكلمة ( Jesus ) تنطق مثل اليونانية بحرف I ثم نطقت فيما بعد بحرف J . وهذا الحرف J ليس
مِن حروف الإنجليزية القديمة .
((((((دون كيشوط العجيب))))))))============================================يذكرنى هروب زكريا بطرس من المناظرات بالمخنث الذى قالت له زوجته : الحق ياراجل فى حرامى فى الصالة ! فرد بلا مبالاة : متخافيش جنبك سبع ! فأردفت الزوجة بعد قليل : الحق يا راجل الحرامى فى أوضة النوم ! فرد بنفس اللامبالاة والصفاقة : متخافيش جنبك سبع ! فصرخت فيه : يا راجل بقولك الحرامى شايلنى وماشى ! فقال لها : روحى ومتخافيش سايبة فى البيت سبع
متى يُصبح زكريا بطرس رجلاً ويقبل المناظرة ؟
بقلم / محمود القاعود
يتساءل النصارى قبل المسلمين : متى يُصبح زكريا بطرس رجلاً ويقبل مناظرة علماء الإسلام ؟؟ متى يخرج من جحره الذى يختبئ فيه ويقبل بعمل مناظرة حول صحة عقيدته وكتابه الذى يُقدسه ؟ متى يُصبح رجلاً مسئولاً أمام جمهوره من النصارى ويكف عن شتائمه الفارغة وأكاذيبه السافلة التى ملّ النصارى منها ؟؟ متى يعلم أن شتائمه للإسلام وعدم قبوله بإجراء مناظرة قد حولت العديد من النصارى إلى الإسلام ؟ متى ينتهى من تقمص شخصية الفأر الذى يسب أسداً مقيداً بالسلاسل ؟؟ متى يُصبح رجلاً ؟؟
أسئلة عديدة يطرحها النصارى للشخص الذى يوهمهم أنه أسطورة ومعجزة وعلامة لمجرد أنه يشتم ويسب ويكذب .. إذا كنت محطم الإسلام ومزلزل عرش الإسلام وكاشف أكذوبة الإسلام كما تدعى ، فتعالى لتعرض بضاعتك ولنعرض بضاعتنا ونرى من الأقوى حجة والأرجح رأيا ..
زكريا بطرس يعلم علم اليقين أن قيامه بمناظرة يعنى شهادة وفاة له ونهاية الضجة التى يتلذذ بها وانهيار أكاذيبه التى يروجها ليل نهار .. يعلم أن المناظرة ستكون المسمار الأخير فى نعشه .. ستفضحه أمام النصارى .. ستخرسه تماماً .. ستقطع لسانه البذئ .. ستجعله يقف عارياً أمام النصارى الذين خدعهم وأضلهم طوال سنوات ، ومنعهم من الاهتداء إلى الحق ..
يعلم زكريا بطرس علم اليقين أن المناظرة ستبين جهله الفاضح للناس ، وستبين لهم كم أنه لا يفقه أى شئ .. وأنه مجرد سباب شتام غشاش كان يقرأ من الكمبيوتر الذى يحشوه بالبذاءات .. وأنه كان يمنع أى صوت يعارض أكاذيبه ويغلق الهاتف فى وجه من يبين كذبه وتدليسه ... فالمناظرة تخالف جميع مسلسلات زكريا بطرس .. سيكون أمامه عالم مسلم يسحق افتراءاته ويوضح للناس هشاشة عقيدته ...
الغريب العجيب أن زكريا بطرس لا يتورع عن طلب طلب المناظرة ويتحدى شيوخ الأزهر !! وعندما يبرز له عدة علماء فإنه سرعان ما ينسحب إلى جحره وينسج الأكاذيب : عايزين يقتلونى ! .. هيموتونى بالسيف الإسلامى !! .. الإرهاب الإسلامى !! ويصفق له النصارى المغيبين : الرب يبارك حياتك يا ابونا !!
يذكرنى زكريا بطرس الذى يدعى البطولة الخارقة ويطلب المناظرة مع علماء الإسلام وبمجرد أن يقبل عالم مسلم مناظرته ، يتراجع على الفور ؛ يذكرنى بالنكتة التى تحكى قصة زوج مخنث جبان مرتعش يعجز عن حماية زوجته ، ورغم ذلك يدعى أنه بطل الأبطال ويقدر على حمايتها وصيانة عرضها وكرامتها.. إذ حدث ذات يوم وأثناء نومه بجوار زوجته ، أن قالت له زوجته : الحق ياراجل فى حرامى فى الصالة ! فرد بلا مبالاة : متخافيش جنبك سبع ! فأردفت الزوجة بعد قليل : الحق يا راجل الحرامى فى أوضة النوم ! فرد بنفس اللامبالاة والصفاقة : متخافيش جنبك سبع ! فصرخت فيه : يا راجل بقولك الحرامى شايلنى وماشى ! فقال لها : روحى ومتخافيش سايبة فى البيت سبع !!
هذه النكتة البسيطة تعبر عن طبائع الأشخاص الذين لا يوجد لديهم سوى لسان طويل وقذر ، ووقت الجد لا تجد منهم إلا الهروب والخزى ..
وهذه النكتة أيضاً تجسد حقيقة ما يفعله زكريا بطرس .. إذ يتوسل إليه النصارى .. الحقنا يا ابونا .. عالم مسلم بيتحداك .. لماذا لا تقبل المناظرة .. ويرد بصفاقة الرجل الذى تخلى عن زوجته : جنبكم سبع متخافوش ! .. الحقنا يا ابونا فى عالم مسلم أثبت إن الكتاب المقدس مؤلف .. فيرد : جنبكم سبع متخافوش ! .. احنا اعتنقنا الإسلام يا ابونا .. فيرد : روحوا إنتم سايبين سبع !!
هذا المنهج الذى يسير عليه زكريا بطرس أضر بالعقيدة النصرانية ضرراً بالغاً ، وأحدث حالات ردة هائلة بين النصارى ، ورغم ذلك يستمر زكريا بطرس فى هروبه ومسلسلاته السخيفة العبثية وشتائمه القبيحة التى أثبتت أنها تجعل المسلم يزاد إيماناً بكتابه وبرسوله الأعظم صلى الله عليه وسلم ..
لقد تحدى العديد من العلماء زكريا بطرس وقالوا له ليس لنا شروطاً للمناظرة بل حدد أنت موضوعها .. واختر المكان الذى يناسبك وتجد فيه الحماية اللازمة – الشرطة الأمريكية قامت بتعيين حراس شخصيين يرافقونه فى حله وترحاله ، ويقفون أمام منزله وشخص يتمتع بهذه الحماية لا يجب أن يتوقح ويقول أنه يخشى القتل - فقط الشرط الوحيد أن تكون المناظرة على الهواء مباشرة بحيث لا يتم عمل مونتاج لها .. وأن تكون فى فضائيتك التى تسب منها الرسول الأعظم .. فهل تجد فى نفسك الشجاعة لأن تقبل ؟؟ ما هو المانع الذى يمنعك من قبول المناظرة ؟؟
المانع يا سادة كما قلت فى البداية أن إجراء مناظرة يعنى نهاية زكريا بطرس وفضحه أمام النصارى وإظهار ضحالة معلوماته وتفاهة فكره .. فى المناظرة لن يكون معه المعد الذى يحجب عنه اتصالات المسلمين .. فى المناظرة لن يكون معه المشخصايتة النصارى الذين يدعون أنهم من المسلمين وتنصروا : إنت فتحت عيونا يا قدس أبونا ! أنا مش عارف أنا إزاى كنت مسلم الوقت اللى فات ! مفروض يسموك المُلا زكريا بطرس أو شيخ الإسلام زكريا بطرس ! كلامك مش بيخلينا ننام الليل يا جناب القمص ! أنا قبلت المسيح يا ابونا وعبرت من الظلمة إلى النور !! كل هؤلاء المشخصاتية النصارى لن يكونوا بجوار القمص أثناء المناظرة .. كذلك النصارى الذين يطلقون على أنفسهم الأخ أحمد ! والقس محمد ! والشيخ صموئيل ! والأخت فاطمة ! لن يكونوا بجوار القُمص زكريا بطرس ... لن يكون بجواره سوى علمه وفكره وما لديه من أدلة يثبت بها كذب الإسلام وصدق عقيدته .. لن يكون بجواره اللاب توب الذى يخزن فيه الشتائم ليتذكرها .. لن يكون بجواره سوى نفسه الأمارة بالسوء .. وسينتظر النصارى ما يفعله " "العلم العلامة الحبر البحر الفهامة " وهو يسحق خصمه المسلم !! سينتظر النصارى كيف أن العلامة يثبت صحة الكتاب المقدس .. سينتظر النصارى كيف أن نشيد الأنشاد وفى اليلل على فراشى و وفتحت رجليك لكل عابر .. كيف أن هذه الألفاظ هى وحى الله القدوس وكيف أن المسلم الشهوانى لا يفهم .. سينتظر النصارى من القُمّص" الشتام الذى يحيض على مدار عشر سنوات دماء القذارة والنجاسة كيف يهزم علماء الإسلام على الهواء مباشرة ...
لقد عرض العديد من علماء الإسلام على القُمّص زكريا بطرس المناظرة لكنه هرب بطريقة مخزية مفضوحة .. ولعل أشهر من تحداه – كما يتحدى جميع قساوسة وقمامصة وأساقفة وكرادلة النصارى حول العالم – الداعية الشهير الدكتور "" وسام عبدالله " صاحب غرفة " الحوار الإسلامى المسيحى " ببرنامج " البال توك " ، والذى أسلم على يديه ما يُقارب من خمسة آلاف شخص - "هذا إذا لم نضع فى الحسبان الذين يسلمون على يد الذين أسلموا على يد الشيخ وسام مما يجعل العدد يتجاوز الخمسة آلاف بكثير – وقد عرض الشيخ وسام على زكريا بطرس المناظرة حتى ولو كانت فى المريخ ودون أى شروط من جانبه ، فقط أن تكون المناظرة على الهواء مباشرة لا أكثر ولا أقل سواء فى البال توك أو الفضائيات ، ولكن يأبى سبع النصارى إلا أن يهرب ويختبئ ويرفض المناظرة .. تحت دعوى أنه سبع !!
إن زكريا بطرس عار على النصرانية والنصارى .. لكنه سعيد بشتائمه للرسول الأعظم .. وبرفع الدعاوى القضائية التى تطالب بمحاكمته .. ويُصور نفسه فى صورة البطل المغوار الذى يتحدى الإسلام والذى لا يجد من يرد عليه .. والذى يُرشحه نصارى المهجر لنيل جائزة نوبل ( كذا ! ) للسلام ..
لقد حكى لى بعض النصارى المستنيرين ، عن القُمّص زكريا بطرس ، وكيف أنه يستغل مشاعر الغوغاء من النصارى ليسب الإسلام وليُصفق له الدهماء .. متناسين أنه يحظى بشهرة على حسابهم ، ويجمع منهم التبرعات الهائلة بحجة دعم فضائيته ومواقعه لشتم الإسلام ولكن أحداً لا يعرف أين تذهب هذه التبرعات (؟) للدرجة التى جعلت حفيده يركب سيارة بى إم دبليو ، مما يوضح درجة الغنى الفاحش التى وصل لها القُمّص جراء تطاوله وسبه لمقدسات المسلمين ، بينما النصرانى التافه الذى يجلس فى صعيد مصر يُصفق يُعطى أمواله للقُمص ويحرم نفسه منها !! لذلك انفض العديد من أنصار بطرس من حوله ..
ويبقى السؤال : متى يُصبح زكريا بطرس رجلاً ويقبل المناظرة ؟؟
الجواب : لن يُصبح رجلاً مهما كلفه ذلك من ارتداد النصارى ومن احتقار الناس له مثل ذلك؟؟؟؟؟؟\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
هل كان ورقة بن نوفل نصرانياً كما يدعى ببّغاوات النصارى ؟)))))))))))))))))
بقلم / محمود القاعود
لطالما سمعنا من النصارى أن الإسلام دين كاذب ومختلق ألفه محمد بمعاونة أستاذه ومعلمه " ورقة بن نوفل " الذى جعل من محمداً نبياً ورسولا ، وأنه لما مات " ورقة " أراد محمد الانتحار ؛ لأن مصدر وحيه قد مات ، فماذا يفعل !؟
لم يكتف النصارى بهذا بل راحوا ينسبون لورقة أنه راهب نصرانى وكانت له كنيسة فى مكة ، وأنه مهرطق ضد لاهوت المسيح ، وهو الذى أشار بتكفير النصارى فى القرآن !!
فما هى حكاية " ورقة بن نوفل " ؟
هذا ما سنتناوله :
ورقة بن نوفل ، هو أحد الحنفاء فى الجاهلية اسمه : ورقة بن نوفل بن أسد بن عبدالعزى بن قصى الذى يجتمع نسبه مع النبى صلى الله عليه وسلم فى قصى بن كلاب الجد الرابع للنبى صلى الله عليه وسلم .
يقول ابنُ مَنِّ الله فى حديقة البلاغة فى رده على ابن غرسية : " وكانت فيهم ( أى العرب ) الملّة الحنيفية الإسلامية ، والشريعة الإبراهيمية ، ومن أهلها كان قس بن ساعدة الإيادى ، وورقة بن نوفل ، وزيد بن عمرو من بنى عدى " ( نوادر المخطوطات 1/ 327 ) .
ومما يدل على اعتناق ورقة للتوحيد قوله لبعض أصحابه الذين رفضوا عبادة الأصنام : " تعلمون ، والله ماقومكم على دين ، ولقد أخطأوا الحجة ، وتركوا دين إبراهيم ما حجر تطيفون به ؟ لا يسمع ، ولا يبصر ، ولا ينفع ، ولا يضرُّ ، يا قوم التمسوا لأنفسكم الدين " ( البداية والنهاية 2/ 341 وسيرة ابن هشام 1/ 242 والمنمق 175-176 )
ومن هذا النص يتضح لنا أن ورقة كان على دين إبراهيم عليه السلام ، ويدعو أصحابه أن يُثنوا أقوامهم عن عبادة الأصنام .
وعُرف عن ورقة وبعض أصحابه أنهم يبحثون عن الحق دائماً ، ويشغلهم التفكر فى أمور الدين ، لذا فقد خرج ورقة ذات يوم هو وزيد بن عمرو بن نفيل ، ليسألا عن الدين ، ورد فى مسند الطياليسى :
" خرج ورقة بن نوفل ، وزيد بن عمرو بن نفيل يلتمسان الدين حتى انتهيا إلى راهب بالموصل ، فقال لزيد بن عمرو بن نفيل : من أين أقبلت يا صاحب البعير ؟
قال من بيت إبراهيم .
قال : وما تلتمس ؟
قال : ألتمس الدين .
قال : ارجع ؛ فإنه يوشك أن يظهر الذى تطلب فى أرضك " ( مسند الطياليسى 32 ) .
ومن هذه الرواية نرى مدى حرص ورقة على التفكر فى الدين وبحثه عن الحق ، وقول الراهب له أن هناك نبى أوشك أن يأتى فى مكة يدل على مدى شوق ورقة لمعرفة النبى الجديد الذى قرأ عنه فى كتب النصارى واليهود .
لكن من أين ادعى النصارى أن ورقة بن نوفل كان قسيساً أو أنه تنصر ؟؟
هم لا يملكون أى دليل على الإطلاق ، بل يستندون إلى روايات إسلامية لا تقول بهذا ، لكن هوايتهم المفضلة فى تحريف الكلام جعلتهم يحرفون الروايات الخاصة بشأن ورقة ويدعون أنه كان راهب كبير ومبشر خطير !
روى البخارى فى صحيحه بخصوص ورقة بن نوفل : " كان امرأً تنصر فى الجاهلية ، وكان يكتب الكتاب العبرانى ، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب ، وكان شيخاً كبيراً قد عمى " ( صحيح البخارى : 1/3 ) .
وأخرجه البخارى فى كتاب الأنبياء بلفظ : " وكان رجلاً تنصر يقرأ الإنجيل بالعربية " ( صحيح البخارى 4/ 184 ) .
وقال ابن اسحاق فى السيرة : فأما ورقة بن نوفل فاستحكم فى النصرانية ، واتبع الكتب من أهلها ، حتى علم علما من أهل الكتاب " ( سيرة ابن هشام 1 / 243 ) .
وفى تاريخ الطبرى : " .. وكان ورقة قد تنصر ، وقرأ الكتب ، وسمع من أهل التوراة والإنجيل " ( تاريخ الطبرى 2/ 302 ) .
والسؤال : هل تدل هذه الروايات على أن ورقة كان راهباً ومهرطقاً وصاحب كنيسة .... إلخ سفاهات النصارى ؟؟
بالطبع لا ، يقول الدكتور " عويد المطرفى " فى كتابه " ورقة بن نوفل فى بطنان الجنة "( صادر عن رابطة العالم الإسلامى ) :
" فإن كان قد تنصر ، فمتى كان ذلك ؟ وكيف كان ؟ ومن دعاه إلى الدخول فى النصرانية ؟ وفى أى الديار تنصر ؟ وإن كان تعلم النصرانية ، فمتى كان ذلك ؟ وعند من درسها ؟ وفى أى البلاد ؟ وفى أى المدارس ؟ وكم دام تحصيله لها ؟ "
ويعقب الدكتور المطرفى :
" ونحن إذا طلبنا إجابات عن هذه الأسئلة المُلحّة التى طرحناها بشأن ما تنسبه الروايات الحديثية ، والتاريخية إلى ورقة بن نوفل من الدخول فى النصرانية ، والاستحكام فيها ، واتباع كتبها من أهلها فى الجاهلية ، لم نجد لأىٍّ من هذه الأسئلة جواباً محدداً ، ولا غير محدد ، يوضح متى تنصّر ورقة بن نوفل ، ولا كيف تنصر ، كما لم يُذكر فى أى من هذه الروايات ، ولا فى غيرها من الأخبار الصحيحة الإسناد ، ولا غير الصحيحة مَنْ دعاه إلى الدخول فى النصرانية ، بل لم أبداً أن أحداً من الناس دعاه إلى الدخول فى النصرانية ولا رَغّبَهُ فيها ، وحبّبَهُ فيها ، ولا كيف تعلمها ، ولا ذكرت أسماء أشخاصٍ ، لا معروفين ولا غير معروفين تلقّاها عنهم ، ولا شيوخ ، لا من الرهبان ، ولا ممن هم دونهم درسها عليهم ، أو سمع أخبارها منهم .
كما لم يُذكر فى هذه الروايات ، ولا فى غيرها اسمٌ لبلدٍ تعلم فيه ورقة بن نوفل النصرانية لا مدرسة ، ولا معهد ، ولا كنيسة ، ولا أى مؤسسة من مؤسسات النصارى التى كانوا ينشرون نصرانيتهم من خلالها " ( ورقة بن نوفل فى بطنان الجنة ص 58 و 59 ) .
وقد يتساءل القارئ باستغراب : فما معنى الروايات المذكورة فى البخارى وغيره أنة ورقة تنصر واستحكم فى النصرانية ؟؟
هذا ما يُجيب عنه الدكتور " عويد المطرفى " إذ يقول :
" قول الرواية " تنصر فى الجاهلية " لا ينهض دليلاً قاطعاً ، ولا شبه قاطع على تديّنه بالنصرانية ، لا من قريب ولا من بعيد لأمور منها :
1- أن الإخبار عنه بالتنصر إخبار باعتناق دين النصرانية ، وهى انتماء دينى ، وأمر عقدى . وكلاهما فعل قبلى لا يتأكد إلا بأمور منها :
أولا : التصريح الحقيقى فى حال اليسر ، والعسر ممن نُسب إليه ذلك الإنتماء ، والاعتقاد بأنه قد دان بذلك الدين ، أو المذهب الذى دان بدين من الأديان التى كان الناس يدينون بها فى حياته ، وبعد مماته حتى وقتنا الحاضر . والمعلوم المعروف من ورقة بن نوفل أنه لم يُصرح فى يوم من الأيام أنه يدين بالنصرانية ، بل على العكس من ذلك كان يصرح بأنه على الحنيفية فإن ديدنه ، وهجيراه فى حياة صديقه ونديمه زيد بن عمرو بن نفيل ، وبعد مماته أن يقول : " إلهى إله زيد ، ودينى دين زيد " .
وهذا هو ما رواه الإمام البزار بإسناده من طريق الشعبى عن جابر رضى الله عنه فى حديث ذكر فيه قصة سؤالهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زيد بن عمرو بن نفيل ، وورقة بن نوفل . وفيه أن زيد بن عمرو بن نفيل كان يستقبل القبلة ، ويقول : " دينى دين إبراهيم ، وإلهى إله إبراهيم " ، و " ورقة بن نوفل كان يستقبل القبلة ويقول : إلهى إله زيد ، ودينى دين زيد " – كشف الأستار 3/281 "
ويكمل الدكتور المطرفى : " بل إن مما يدل على بعد ورقة بن نوفل عن النصرانية أنه حين ذكر لخديجة بنت خويلد – رضى الله عنها – تصديقه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفرحه بمبعثه ، واستبشاره به أيما استبشار فإنه لم يذكر عيسى بن مريم فى الروايات الصحيحة فى البخارى ومسلم – رحمهما الله – الذى جاء بالنصرانية فلم يقل هذا هو الناموس الذى نزّل الله على عيسى عليه السلام مثلاً بل قال : " هذا هو الناموس الذى نزّل الله على موسى " ( صحيح البخارى 1/4 ) و ( صحيح مسلم 2/ 142 ) مما يدل على أن استحضار قلبه لذكر موسى أسرع من استحضاره لذكر عيسى عليهما الصلاة والسلام ... ولم يُعلم لورقة بن نوفل كلمة واحدة فى الدفاع عن النصرانية ، ولا عن رجالها ، ولا فى الدعوة إليها ، ولا فى ترغيب أحد فيها ، وهذا يدل على أن لا علاقة بينه ، وبينها ولا صلة له بها ، ولا برجالها ، ولا بالبلدان التى تنتشر فيها هذه الديانة الغريبة عنه وعن أسرته وعشيرته ، وبلده ، وقومه القرشيين .. ولا رأوا له مكاناً يرتاده يُشبه معابد النصارى ، لا فى بيته الذى كان يقع تحت أنظار عموم الناس من أهل مكة ، وغيرهم غربى الكعبة بينه وبينها تسعة أذرع ، تفئ الكعبة على دارهم بالضحى ، وتفئ دارهم على الكعبة بالعشى ، حتى إن الدوحة التى كانت فى دارهم ربما تعلّق بعض أفنانها بأثواب بعض الطائفيين بالكعبة لقرب دارهم منها ( أخبار مكة للفاكهى 3/307 ) ، ولا رأوا له شيئاً من ذلك – أيضا- فى بلده مكة ، لا فى جبالها ، ولا فى كهوفها مع سعتها ، وكبر مساحتها ، وتوفر كل ذلك فيها لو أراد عمل شئ منه " أ.ه ( ص 66 )
وعن رواية " استحكم فى النصرانية " يقول الدكتور المطرفى :
" إنها مردودة من وجهين : الوجه الأول : أنها لم تثبت بإسناد صحيح ، بل لم يذكر ابن اسحاق فى السيرة لها أصلا .
الوجه الثانى من وجهى ردها على فرض أن ورقة بن نوفل استحكم فى النصرانية ، فليس معنى استحكامه فيها أنه قد دان بها ، بل معناه أنه علمها حق العلم بها ، وعرف حقائقها ، وأسرارها وتاريخها بأخذ كُتبها من أهلها .
وإن لم يفعل ذلك لقيل – جدلاً – إنه لم يطلع حق الاطلاع على النصرانية ، بل إنه هو قد تحدثه نفسه بأن النصرانية المعاصرة له قد تكون على شئ من التوحيد الذى يبحث عنه هو ، وزملاؤه الآخرون ، ولكنه لرجاحة عقله ، وقوة فهمه وحسن تبصّره فى أمره ، وتحققه فى بحثه عن الحنيفية ملة أبيه إبراهيم حصل على كتب أهل الكتاب من أهلها ، فرأى – بلا ريب – أن النصرانية ليست على شئ من دين إبراهيم دين التوحيد الخالص لله تعالى .. فهل يعقل أن يُقال : إن ورقة بن نوفل بعد اطلاعه على كتب النصرانية تلك وتحققه مما فيها من تناقضات ، وتحريفات ووثنية الثالوث قد رضيها دينا لنفسه ، وهو الذى رفض الوثنية من أصلها بما فيها من فكرة تعدد الآلهة ؟! " أ . ه ( ص 70 و 71 ) .
ويعقب الدكتور المطرفى شارحاً موضوع " استحكم فى النصرانية " :
" هناك الكثير من الرهبان ومن هم فى معناهم من أهل النصرانية اليوم يحفظون القرآن الكريم ، لا ليدينوا به ، ولا ليتبعوا أحكامه ، وشرائعه ، وآدابه ، بل لأغراض أخرى انطوت عليها أنفسهم ، وقلوبهم الحاقدة على الإسلام ، والمسلمين ، وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجه خاص .
فهل يقال إنهم باستحكامهم فى حفظ القرآن ومعرفة الشرائع ، وتاريخه قد دانوا بالإسلام ؟! هذا مالم يقل به أحد ، لا منّا ، ولا منهم " . أ . ه ( ص 73 ) .
ولعل فى قصة ورقة والرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ما يدلل على أن ورقة كان مسلما ، إذ قد سأل ورقة الرسول عن أمر الوحى
ورقة : يابن أخى ماذا ترى ؟
فأخبره الرسول صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى .
فقال له ورقة : هذا الناموس الذى نزّل الله على موسى ، ياليتنى فيها جذعاً ، ليتنى أكون حياً إذ يخرجك قومك .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أو مخرجىّ هم ؟
قال : نعم ، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودى ، وإن يدركنى يومك أنصرك نصراً مؤزراً . ثم لم يلبث ورقة أن توفى وفتر الوحى " ( صحيح البخارى 1/3-4) .
يعلق الدكتور المطرفى على هذا الحديث ودلالته :
" أولاً : أن ورقة بن نوفل قد عرف مما أخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم به أنه صلى الله عليه وسلم هو الرسول الذى أخبره علماء أهل الكتاب فى بحثه عن الملة الحنيفية هو ، وزيد بن عمرو بن نفيل أنه قد أظل زمانه ، وأن ما نزّل الله عليه هو الناموس الذى نزّله الله على موسى عليه السلام ...
ثانياً : ثم أيد ورقة بن نوفل تصديقه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإيمانه به بما هو شاهد على ما استقر فى قلبه ، واطمأنت إليه نفسه ، وذلك من وجهين .
الوجه الأول : أنه وجه الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله له : " ياليتنى فيها جذعاً " ..
الوجه الثانى – أن قوله له : ليتنى أكون حيا إذ يخرجك قومك " – ومعناه أنه تمنى لنفسه طول العمر ، بعد تمنيه لها الشباب ، وقوته ، لا ليحقق لنفسه بذلك مصالح ذاتية ، ولا ليتمتع بطول العمر ، وملذّات الحياة كما هى تمنيات الناس ، بل ليسخر حياته ، وشبابه وقوته لنصر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونشر الحق الذى جاء به من عند الله ، وشد أزره ، وتأيد دينه ، وقمع أعدائه ، ومنعهم من الوصول إليه بأى أذى حتى يتفرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم لنشر دعوته وتبليغ رسالته – دليل ظاهر على إيمانه برسول الله صلى الله عليه وسلم ، واتباعه له ، وامتلاء قلبه بحبه ، وعقله بالعمل على نصره ، ومنع الأذى عنه بأظهر الوسائل ، وأقواها أثرا " أ.ه ( ص 104 و 105و 106 ) انتهى كلام الدكتور " عويد المطرفى " الذى نسأل الله أن يُجازيه عن الإسلام خير الجزاء .
لقد اعتنق ورقة الإسلام وتوفى بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم بعام ، وله الكثير من الأشعار يمتدح فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
يقول أبو زرعة العراقى " قال والدى رحمه الله فى نكت بن الصلاح : ينبغى أن يقال : إن أول من آمن من الرجال ورقة بن نوفل " ( طرح التثريب 4/ 197 ) .
وقال السهيلى فى الروض الأنف : " ورقة قد ثبت إيمانه بمحمد عليه السلام " ( الروض الأنف 1/173 ) .
ويقول ابن القيم الجوزية فى زاد المعاد : " واسلم القس ورقة بن نوفل ، وتمنى أن يكون جذعاً إذ يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه وفى جامع الترمذى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رآه فى هيئة حسنة . وفى حديث آخر أنه رآه فى ثياب بيض " ( زاد المعاد 3/21 ) .
وحتى لا يستشكل أحد الببغاوات ويقول لقد ذكر ابن القيم أن ورقة " قس " ، فإننا نقول أن قس لا تعنى نصرانى ، وإنما تعنى : تتبع الشئ وتطلّبه ( معجم مقاييس اللغة 5/9 – لسان العرب 6/ 174 والقاموس المحيط 729 ) .
والقُسس : هم العقلاء ، والساقة الحذاق ( نفس المصادر السابقة ) .
عن أبى ميسرة عمرو بن شرحبيل قال ورقة بن نوفل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أبشر ثم أبشر ، ثم أبشر ، فإنى أشهد أنك الرسول الذى بشر به عيسى برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد ، فأنا أشهد أنك أنت أحمد ، وأنا أشهد أنك محمد ، وأنا أشهد أنك رسول الله ، وليوشك أن تؤمر بالقتال وأنا حى لأقاتلن معك . فمات ورقة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رأيت القس فى الجنة عليه ثياب خضر " ( مصنف ابن أبى شيبة 14 / 293 – سيرة ابن اسحاق 113 – دلائل النبوة للبيهقى 2/ 158 البداية والنهاية 3/ 9-10 – نسب الأشراف 106 ) .
ومرة أخرى كلمة قس لا تعنى أنه نصرانى .
وورد عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه لما سُئل عن ورقة قال : " أبصرته فى بطنان الجنة عليه سندس " ( مسند أبى يعلى 2/ 299 تحقيق وتعليق إرشاد الحق الثرى " .
ومما سبق يتضح أن ورقة بن نوفل – رضى الله عنه وأرضاه – كان أول من آمن بالرسول صلى الله عليه وسلم من الرجال ، وأنه كان من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنه لم يدن بالنصرانية على الإطلاق ، بل كان على النقيض تماماً ، وأن ما يشيعه النصارى من أكاذيب مختلق ولا أساس له من الصحة فى أى حال من الأحوال ، لكن ماذا نفعل من من حرفوا وحى الله ؟؟ أنستكثر عليهم تحريف كتب لا يؤمنون بها !؟
وليت شعرى إن كان ورقة – كما يزعمون – قد صنع نبى ، فلماذا لم يصنع من نفسه نبياً ؟؟
هل من الممكن أن يُضحى إنسان بنفسه إلى هذا الحد فلا يجعل من نفسه نبى ويصنع بدلا منه نبى آخر ؟؟
وإذا كان ورقة هو الذى يوحى للرسول بالوحى ، فلماذا استمر الوحى بعد وفاة ورقة سنوات عديدة ؟؟
شئ من العقل يا ببغاوات النصارى .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
(((((((((((((((((((((((((((((((((هل يسوع بلا خطية؟))))))))))))))))))))))))))))) لقد كرم الله Iفي القرآن الكريم كما لم يكرمه أي كتاب آخر والمسلمون يحبون سيدنا عيسي وأمه أكثر من النصارى ولا يقولون فيهما إلا ما قال الله Iأن سيدنا عيسيu هو من الرسل الخمس أولي العزم وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام وهذا من أساس عقيدتنا كمسلمين كل مسلم يؤمن أن المسيح نبي مكرم ومن المقربين وأنه من أولي العزم وأن المسيح نبي كريم أرسله الله Iولم نقل عليه أنه أصبح لعنة لأنه صلب ولم نقل عليه أنه كان شتاما كما يقول الكتاب المقدس ولم نقل عليه أنه أمر بقتل الأطفال لمجرد أن أمهم أذنبت ولم نقل عليه الافتراء الذي يقوله عنه النصارى والله Iذكره في القرآن كما سيلي :
إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ(46)قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ(47)وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ(48)وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ(49)وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ(50)إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ(51)فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ(52)
أما النصارى فيقولون عن المسيح
غلاطية 3 عدد13: المسيح افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنةلأجلنالأنه مكتوب ملعون كل من علّق على خشبة. (SVD)
وأريد حقيقة أن أفهم كيف يكون ملعون وهو بلا خطية ؟؟ كيف تجرأ النصارى أن يجعلوا ربهم معلوناً والعياذ بالله ومع ذلك يعبدونه وهو ملعون ؟
يوحنا 13 عدد23 :وكان متكئا في حضن يسوع واحد من تلاميذه كان يسوع يحبه. (SVD)
يوحنا 13 عدد25: فاتكأ ذاك على صدر يسوع وقال له يا سيد من هو. (SVD)
يوحنا 13 عدد4: قام عن العشاء وخلع ثيابه واخذ منشفة واتّزر بها. (SVD)
لوقا12 عدد49: جئت لألقي نارا على الارض.فماذا اريد لو اضطرمت. (SVD)
يوحنا 13 عدد14:فان كنت وأنا السيد والمعلّم قد غسلت ارجلكم فانتم يجب عليكم ان يغسل بعضكم ارجل بعض. (SVD)
يسوع عريــــــــــــــــــــــان
مرة أمام اليهود كما في متى الإصحاح 26 عدد27-28 هكذا :
متى26 عدد27: حينئذ اطلق لهم باراباس.واما يسوع فجلده واسلمه ليصلب (27) فاخذ عسكر الوالي يسوع الى دار الولاية وجمعوا عليه كل الكتيبة. (28) فعروه والبسوه رداء قرمزيا. (SVD)
ومرة أخرى أمام التلاميذ وإن كنا لا نعلم كم مرة يجب أن يتعرى : جاء في يوحنا 13 عدد4-5 هكذا :
يوحنا 13 عدد4:قام عن العشاء وخلع ثيابه واخذ منشفة واتّزر بها. (5) ثم صبّ ماء في مغسل وابتدأ يغسل ارجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متزرا بها. (SVD)
وقد علق أحد النصارى الذين تركوا النصرانية على هذا الأمر بتعليق منطقي فقال : ويبدوا أن الخمر قد لعبت بعقله في ذاك الوقت , إذ أنه من المعلوم أن غسيل أرجل الناس لا يحتاج إلى التعري أو خلع الملابس !!!! .
ويبدوا ان تلاميذه قد تعلموا منه فبطرس أيضا يعيش عريان في وسط التلاميذ
يوحنا 21 عدد7: فقال ذلك التلميذ الذي كان يسوع يحبه لبطرس هو الرب.فلما سمع سمعان بطرس انه الرب أتزر بثوبه لانه كان عريانا والقى نفسه في البحر. (SVD)
طعن في عذرية مريم العذراء ومن قِبَل كاتب الانجيل
متى 1 عدد18: اما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا.لما كانت مريم امه مخطوبة ليوسف قبل ان يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس. (19) فيوسف رجلها اذ كان بارا ولم يشأ ان يشهرها اراد تخليتها سرّا. (SVD)
متى 1 عدد24: فلما استيقظ يوسف من النوم فعل كما امره ملاك الرب واخذ امرأته. (25) ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر.ودعا اسمه يسوع (SVD)
سيقول الكثيرون هذا النص قرأناه مئات المرات ولم ولا نجد فيه أي طعن في عذرية مريم عليها السلام , ولكن إسئل من تشاء من مفسري الكتاب المقدس ما معنى ولم يعرفها حتى ولدت إبنها البكر ؟؟ ماذا يقصد بهذه العبارة ؟؟ جاء في متى 13 عدد55 , 3 عدد31 , 6 عدد3 وفي يوحنا 6 عدد42 هكذا :
متى13 عدد55: أليس هذا ابن النجار.أليست امه تدعى مريم واخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا. (56) أوليست اخواته جميعهنّ عندنا فمن اين لهذا هذه كلها. (SVD)
مرقس3 عدد31: فجاءت حينئذ اخوته وامه ووقفوا خارجا وارسلوا اليه يدعونه. (32) وكان الجمع جالسا حوله فقالوا له هوذا امك واخوتك خارجا يطلبونك. (SVD)
مرقس6 عدد3: أليس هذا هو النجار ابن مريم واخو يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان.أوليست اخواته ههنا عندنا.فكانوا يعثرون به. (SVD)
يوحنا6 عدد42: وقالوا أليس هذا هو يسوع ابن يوسف الذي نحن عارفون بابيه وامه.فكيف يقول هذا اني نزلت من السماء. (SVD)
هل كان الناس يعلمون أن يسوع هو بن الله أم بن يوسف النجار ؟ هل كان الناس يعتقدون في يسوع انه مولود ولادة معجزة أم أنه بن يوسف النجار ؟ فهم يقولون كما ترى أنه بن النجار وأمه مريم وإخوانه يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان الأمر مازال مختلف فيه ولا سبيل لحله .
إنهما أحد أمران لا ثالث لهما , فإما أن اليهود كانوا صادقين ويعلمون أن يسوع هو بن يوسف النجار لذلك سكتوا على مريم ولم يرجموها غير ان بعضهم رماها بالزنا والعياذ بالله , أو أن اليهود كانوا يعلمون أن يسوع من غير أب ومع ذلك لم يؤمنوا به . ومن المستحيل أن يعلموا أن رجل بلا أب ويفعل هذه المعجزات ثم لا يعترف به أحد ويتركوه هكذا , فالأول أولى وأصح وهو ما سرده اليهود في تلمودهم منهم من كان يعتقد أنه بن يوسف النجار صراحة ومنهم من رماها بالزنا والعياذ بالله .
ثم أنه من العجيب أن المسيح u لم يقل للناس ولو في مرة واحدة أن أمه لم تنجبه من يوسف النجار ولم يحكي عن قصة ولادته ولا إعتبر ولادته من غير نكاح بشري هو معجزة فلا بيان لهذه القصة أبداً على لسانه في أي إنجيل ولم يفسر للناس هذا الأمر بل لم يخض فيه أساساً ومن حكاه حكاه من بعده دون أن يقترب من عذرية مريم عليها السلام لا من قريب ولا من بعيد والنصارى متشبثين بعذرية مريم مع أنهم لم يأتوا بدليل واحد على هذا القول , ونحن والعياذ بالله لا نطعن في عذريتها ولا نمس عرضها الشريف , حاش لله , والله ما هذا معتقدي ولا هذه نيتي وإني برئ إلى الله من ذلك ولكن ما نقلته هاهنا هو من باب الإلزام للنصارى ولكن عندنا نحن المسلمين أن السيدة مريم العذراء هي طاهرة شريفة عرضها أنقى من الذهب ولم يمسسها بشر وهي من سيدات نساء الجنة , ولكني أنقل جملة من تلمود اليهود كما يلي : ( يسوع النصارى في لجات الجحيم بين الزفت والقطران وأمه مريم أتت به من الزنا من العسكري ) , وربي ما أوردت تلك العبارة إلا أن النصارى يقولون أن اليهود لم يتهموا مريم العذراء بالزنا , فهي من باب البيان وإقامة الحجة لا غير ثم على النصارى أن يبينوا لنا تلك المسائل التي طرحناها من قبل وأن يظهروها للناس حتى يجدوا لها تفسير .
يسوع يأمر بالنفاق؟؟؟؟؟؟
وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72)
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91) النحل
وهذا نص إنجيل متى 10 عدد16 من طبعة سنة 1865م وغيرها في طبعات أخرى أنقله كما يلي :
( إني سوف ارسلكم كغنم في وسط الذئاب.فكونوا ماكرين كالحيّات وودعاء كالحمائم. )
كتابهم ملئ بالافتراء علي المسيح وينسبون إليه ظلما وزورا كل هذه الأخطاء كما افتروا علي الله الكذب , ومن تعاليم إلههم في العهد القديمة كما في صموائيل الثاني 22 عدد27 ,وفي المزمور 18 عدد26 هكذا :
2صموائيل22 عدد27: مع الطاهر تكون طاهرا ومع الاعوج تكون ملتويا. (SVD)
مزمور18 عدد26:مع الطاهر تكون طاهرا ومع الاعوج تكون ملتويا
والآن مع خطيئة أخرى ينسبها الإنجيليين ليسوع وهي خطيئة الشتيمة والسب والتي تستحق الطرد من الملكوت ويستحق فاعلها نار جهنم , وهذا كما هو وراد في إنجيل متى 5 عدد22 , وفي الكرونثوس الأولى 6 عدد10 أنقلها هكذا :
متى5 عدد22: وأما انا فأقول لكم ان كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم.ومن قال لاخيه رقا يكون مستوجب المجمع.ومن قال يا احمق يكون مستوجب نار جهنم. (SVD)
1كورنثوس6 عدد10:ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون ولا شتامون ولا خاطفون يرثون ملكوت الله. (SVD)
يسوع يشتم
المسيح يشتم المرأة الكنعانية ويجعلها من زمرة الكلاب!!!
وهذا طبقاً لما ورد في متى 15 عدد 21-26هكذا :
فعندما جائت إمرأة كنعانيةتسترحم المسيح بأن يشفى ابنتها رد عليها قائلاً في متى 15 عدد21: ثم خرج يسوع من هناك وانصرف الى نواحي صور وصيدا)22 (واذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت اليه قائلة ارحمني يا سيد يا ابن داود.ابنتي مجنونة جدا. 23) ) فلم يجبها بكلمة.فتقدم تلاميذه وطلبوا اليه قائلين اصرفها لانها تصيح وراءنا. (24) فاجاب وقال لم أرسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة. (25) فأتت وسجدت له قائلة يا سيد أعنّي. (26) فاجاب وقال ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب. (SVD)
وبالتالي كل من ليس يهودي فهو من الكلاب !فكيف يصدر هذا التعبيرالقاسى جداً من إله المحبة؟
ومع وجود تناقض فى من تكون هذه المرأة هل هى كنعانية كما يقول متى أم سورية فينيقية كما يقول مرقص فى 7 عدد 26 .. ولكن نريد ان نفهم القصة .
لقد جاءت هذه المرأة المسكينة هي وإبنتها وتوسلت ليسوع ببكاء وتضرعات شديدة حتى أنها سجدت له كما يقول الإنجيل (25) فأتت وسجدت له قائلة يا سيد أعنّي , ولكن إلههم لم يرحمها , وهل يعقل هذا في جانب أنبياء الله ؟ أن يأتي الناس إليهم يتضرعون إليهم ويجيبهم الأنبياء بوصفهم أنهم كلاب ؟ وبكل تأكيد لم تأت هذه المرأة باكية متوسلة ليسوع إلا وهي مؤمنة به !! ولولا أنها مؤمنة به ما جائته بهذه الطريقة , ولكنه للأسف بدل حتى أن يصرفها برد جميل وصفها وأهلها وإبنتها بأنهم من الكلاب وأن اليهود أفضل منهم بقوله فاجاب وقال ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب. (SVD)
يا عباد الله ليس هكذا المسيح u ولا هكذا يكون رسول الإله الرحيم , هل يعقل أن يكون هذا وأنتم نقلتم في إنجيلكم عنه قوله في إنجيل متى 9 عدد 13 { أريد رحمة لا ذبيحة}؟؟ والذى خالفه بولس تماما فى قوله فى العبرانيين 9 عدد 22 حيث قال: وكل شيء تقريباً تتطهر حسب الناموس بالدم ، وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة !!!
هل الرحمة تكون مرهونةبقوم دون آخرين ؟ وإذا كنا لا نرحم الآخرين فهل نصفهم بالكلاب ؟!
وبعدما أراقت هذه المرأةالمسكينة آخر نقطة من ماء الكرامة الانسانية وسجدت ليسوع متوسلة إليه أن يكون في قلبه مثقال ذرة من رحمة فقدأقامت الحجة بقولها للمسيح كما في إنجيل مرقس 7 عدد28 -29 هكذا : مرقس 7 عدد28: فاجابت وقالت له نعم يا سيد.والكلاب ايضا تحت المائدة تأكل من فتات البنين. (29) فقال لها.لاجل هذه الكلمة اذهبي.قد خرج الشيطان من ابنتك. (SVD)
أرأيتم أيها السادة ماذا فعل يسوع ؟ لم يجب المرأة بشفاء إبنتها حتى أذلها وجعلها تصف نفسها بأنها من الكلاب وأن اليهود هم أسيادها وأنها وإبنتها والكنعانيين كالكلاب أسفل مائدة اليهود وبعد أن أرضى يسوع المزعوم غروره وشفى غليله من المرأة وتلذذ بالسادية عليها وجعلها تسجد وتمسح وجهها في التراب تحت قدميه ووصفها وقومها بالكلاب كان يجب عليها أن تعترف أنها من كلاب اليهود الذين يأكلون تحت مائدتهم من الفتات الذي يلقى على الأرض حيئذٍ , فقط حينئذ رضى يسوع بقولها وشفى لها إبنتها فهكذا يصفون المسيح u في كتابهم , فتدبر وتأمل يا عاقل .
ومن قول يسوع المشهورة أيضاً في الشتائم والسب ما هو وارد في حق هيرودوس في إنجيل لوقا 13 عدد32 حين وصفه بالثعلب قاصداً المسبة بالطبع هكذا :
لوقا13 عدد32: فقال لهم امضوا وقولوا لهذا الثعلب ها انا اخرج شياطين واشفي اليوم وغدا وفي اليوم الثالث اكمل.
وأيضاً من أشهر مسباته المعتادة والجارية على لسانه هي كلمة ( يا أولاد الأفاعي ) , وهي كلمة من أسوأ الصفات عند اليهود والنصارى لأني كلمة أفعى أو حية تعني الشيطان , وقد أوردها في حق الفريسيين في إنجيل متى على سبيل المثال متى 12 عدد34 هكذا :
متى12 عدد34:يا اولاد الافاعي كيف تقدرون ان تتكلموا بالصالحات وانتم اشرار.فانه من فضلة القلب يتكلم الفم. (SVD)
وقد قالها كثيراً جداً هذه الكلمة ولقد أوردت مدى سوء معناها عند اليهود والنصارى على السواء لأن الحية تمثل الشيطان في عقيدتهم , لذلك فقد وصف بها يسوع الكتبة والفريسيين كما في إنجيل متى 23 عدد33 هكذا :متى 23 عدد33: ايها الحيّات اولاد الافاعي كيف تهربون من دينونة جهنم. (SVD)
وقد شتم يسوع أيضاً معلموا الشريعة في الإنجيل هكذا : قام بشتم معلموا الشريعةقائلاً لهم((يا أولاد الافاعي))متى [ 3 عدد 7]
_ وشتمهم في موضع آخر قائلاًلهم : ((أيها الجهال العميان))متى [ 23 عدد 17] ومنها ما جاء في إنجيل لوقا 11 عدد14: ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم مثل القبور المختفية والذين يمشون عليها لا يعلمون (45) فاجاب واحد من الناموسيين وقال له يا معلّم حين تقول هذا تشتمنا نحن ايضا. (46) فقال وويل لكم انتم ايها الناموسيون لانكم تحمّلون الناس احمالا عسرة الحمل وانتم لا تمسون الاحمال باحدى اصابعكم.
وفي مواضع أخر كثيرة يطول المقام بسردها هاهنا شتم الفريسيين والكتبة والمعلمين وصال وجال في هذا حتى شتم التلاميذ أيضاً ومنهم بطرس كبيرهم وصاحب الصخرة كما يقول النصارى فقال في حق التلاميذ عامة هكذا ((أيها الغبيان والبطيئاالقلوب في الإيمان )) لوقا [ 24 عدد 25]
إن ما فعله يسوع هاهنا في الفرات التالية هو أنه سب نبي من الأنبياء عند النصارى وهو بطرس وهو قائد التلاميذ وهو خليفة يسوع من بعده بل هو اعظم الحواريين على الإطلاق سيما عند من يؤمنون أنه مؤسس الكنيسة الأولى وصاحب الكرسي , فيسوع شتمه ووصفه بأنه شيطان ولا ننسى أن بطرس هو من أنكر يسوع ثلاث مرات وأخذ يسبه ويلعنه , فها هو يسوع يشتمه ويصفه أنه شيطان وأنه معثرة له فما الحكم في ذلك ؟؟ إقرأ النص الصريح في متى 16 عدد23 كما يلي :
متى16 عدد23: فالتفت وقال لبطرس اذهب عني يا شيطان.انت معثرة لي لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس (SVD)
وقد وصفه المسيح مرة أخرى بأنه قليل الإيمان كما في متى 14 عدد31 هكذا :
متى 14 عدد31: ففي الحال مدّ يسوع يده وامسك به وقال له يا قليل الايمان لماذا شككت. (SVD)
ولم يكتفي بهذا فقط بل سب جميع أنبياء الله I ونحن نقول أن هذا ليس بقول المسيح u بل بقول المحرفين الملعونين الذين بدلوا في كتاب الله وسبوا أنبياء الله ورسله وقد نقلت هذه الفقرة في موضع آخر من كتابي ووالله إني لأكره نقلها لما فيها من الإفتراء والتدليس والكذب على الله ورسله ولكني أنقلها هاهنا مرة أخرى من باب الإلزام للنصارى ولولا أن الموضع يحتاج سردها ما نقلتها مرة أخرى , نعم لقد سب يسوع حسبما يزعم النصارى الحيارى جميع أنبياء الله I ووصف أجداده كلهم من الأنبياء والرسل بأنهم سراق ولصوص ! تخيل يا عبد الله !! جميع أنبياء الله ورسله سراق ولصوص فهل هذا يعقله عاقل على وجه الأرض ؟ أنظر ما قاله يسوع في إنجيل يوحنا 10 عدد8 أنقله نصاً هكذا :
يوحنا 10 عدد8: جميع الذين أتوا قبلي هم سراق ولصوص.ولكن الخراف لم تسمع لهم. (SVD)
فهل هذا معقول أن يقول من قول عاقل ؟ ولا أقول إله أو نبي كما يزعم النصارى ! هل هذا معقول ؟ وبقطع النظر عن ذلك , أليس يسوع هو الله كما تعتقدون ؟ وأنه هو من أرسل كل هؤلاء اللصوص والسراق كما تعتقدون ؟ فكيف لا يجد نبي واحد ولا رسول واحد شريف ليرسله للناس ؟ يسئ الإختيار ثم يأتي ويصفهم بهذا ؟ أليس هؤلاء الأنبياء هم أجداد يسوع ؟ سبحانك اللهم وبحمدك نستغفرك اللهم ونتوب إليك ونبرأ إليك من هكذا قول سوء وجهالة وضلال .
وفي الحقيقة إن الشتم وإساءة الأدب كان أمر ملازم لشخصية يسوع في الأناجيل , ولا يتعبرن أحد أن كلامي هذا إساءة أو مسبة , فكما ترى أيها القارئ اللبيب أنا لا أسرد قولاً إلا وقد أرفقته بالقرائن والشواهد الدالة عليه من الأناجيل والتفاسير , فما أقوله هنا ليس مسبة من باب التجني ولكنه نقلاً للحقائق , فأنظر كيف أساء يسوع إلى أمه أمام الناس كما جاء في إنجيل يوحنا 2 عدد4 هكذا :
يوحنا 2 عدد4: قال لها يسوع ما لي ولك يا امرأة.لم تأت ساعتي بعد. (SVD)
بل انالمسيح شتم أحد الذين استضافوه ليتغدى عنده ، شتمه في بيته : (( سأله فريسي أن يتغذى عنده . فدخل يسوع واتكأ . وأما الفريسي فلما رأى ذلك تعجب أنهلم يغتسل أولاً قبل الغداء فقال له الرب : أنتم الآن أيها الفريسيون تنقون خارجالكأس وأما باطنكم فمملوء اختطافاً وخبثاًيا أغبياء ! ويل لكم أيها الفريسيون ! . . . فأجاب واحد من النامسيين وقال له : يا معلم ،حين تقول هذا تشتمنانحن أيضاً . فقال : وويل لكم أنتم أيهاالناموسيون ! )) انجيل لوقا 11 عدد 39
ان أي انسان يحترم عقلهيستطيع أن يدرك أن كلمة (( يااغبياء )) التي قالها المسيح لمعلمواالشريعة وما جاء بعدها من كلمات ، انما هي شتيمة واضحة ، بدليل ان واحد منالناموسيين قال للمسيح : يا معلم ،حين تقول هذا تشتمنا نحنأيضاً ! لوقا 11 عدد 45
فهل هذا فقط ما نقله النصارى في كتبهم عن يسوع ؟ لا , بل هناك ما هو أشد من ذلك فتابع السطور يا هداك الله لترى إفك هؤلاء الناس وما وصلوا إليه من شطط وضلال . ولكن إقرأ القول الذي جاء في إنجيل متى لتعلم عقاب من يسب أو يشتم وقد أوردته من قبل ولكن ( ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ):
متى 5 عدد22: واما انا فاقول لكم ان كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم.ومن قال لاخيه رقا يكون مستوجب المجمع.ومن قال يا احمق يكون مستوجب نار جهنم. (SVD)
لماذا عمد يسوع في معمودية يوحنا للتطهير من الخطايا؟
متى3 عدد16:فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء.وإذا السموات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلا مثل حمامة وآتيا عليه. (SVD)
والسؤال البديهي الذي يطرح نفسه هنا , هو إن كان يسوع بلا خطيئة فلماذا ذهب ليعتمد من يوحنا المعمدان في نهر الأردن ؟ رجل بلا خطيئة يذهب ليتعمد في معمودية غفران الخطيئة ؟ شئ غير منطقي , ولا شك أن معمودية يوحنا لم تكن للبركة أو خلافه إنما كانت لغفــــران الخطــــايـــا كما جاء أعمال الرسل 19 عدد4 هكذا :4 فقال بولس ان يوحنا عمد بمعمودية التوبة قائلا للشعب ان يؤمنوا بالذي يأتي بعده اي بالمسيح يسوع. (SVD) وفي إنجيل لوقا 7 عدد29 ترى أن العشارين والزناة هم الذين كانوا يذهبوا إلى يوحنا ليعتمدوا منه لمغفرة خطاياهم فما الذي دفع يسوع أن يكون مع العشارين والزناة ؟ هل لأنه بلا خطيئة ذهب ليعتمد مع العشارين والزناة ؟ بأي عقل هذا ؟ إقرأ ما جاء في لوقا 7 عدد29 هكذا :29 وجميع الشعب اذ سمعوا والعشارين برروا الله معتمدين بمعمودية يوحنا. (SVD)
يسوع يكذب علي إخوته
يوحنا 7 عدد8: اصعدوا انتم الى هذا العيد.انا لست اصعد بعد الى هذا العيد لان وقتي لم يكمل بعد. (SVD)
يوحنا 7 عدد10: ولما كان اخوته قد صعدوا حينئذ صعد هو ايضا الى العيد لا ظاهرا بل كأنه في الخفاء. (SVD)
وفي هذه أقوال منها أنه ما كذب متعمداً إنما كان من أجل المصلحة العامة , ومنها أنه كذب كذبة بيضاء فقال لهم أنه لن يصعد بينما خدعهم وصعد وهذا لا يضر أحداً فالكذب عند النصارى ألوان فلا تتعجب , وبإختصار ودون مزاح فإن النصارى لا يعتبرون هذا كذبة إنما لهم تبريرات عجيبة لا يتفق منهم إثنان على رأي كما هو حالهم في جميع المسائل وعلى العموم فقد أوردتها كما هي , وتستطيع بكل وضوح أن الأمر كذبة واضحة فبعدما أخبر يسوع إخوته أنه لن يصعد جاء بعدها وصعد في الخفاء متخفياً , فلو كان يسوع لا يكذب ما إستحى ولصعد علانية دون أن يتخفى ولكن ماذا نقول ؟ عقول ولا تفكر وأعين لا تبصر .
وحينما كان يحدث التلاميذ عن موعد القيامة فقد كذب كذبة أخرى شهيرة جداً , وقد أولها البعض أن هذه الكذبة من تثبت أن يسوع ليس بنبي ولا هو كما يعتقد النصارى وتستطيع أن تراجع فقرات التثنية 18 عدد18-20 لتعلم أن جزاء النبي الكاذب الذي يتنبأ بنبوءة كاذبة يقتل وهذا ما حدث ليسوع وقد أفردنا لها في موضع غير هذا مما يغني عن إعادته مرة أخرى ولكن أنظر إلى قول يسوع في إنجيل متى 24 عدد33 قال :ـ
متى 24 عدد33: هكذا انتم ايضا متى رأيتم هذا كله فاعلموا انه قريب على الابواب. (34) الحق اقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله. (SVD)
من الممكن أن تكون القيامة قامت ونحن لا ندري عنها شئ!! ذلك ان يسوع يقول لا يمضي هذا الجيل ويقصد جيل من يتحدث معهم وهم التلاميذ حتى يكون هذا كله !!! فأين القيامة ؟؟ التلاميذ ماتوا منذ ما يقارب الالفي عام والقيامة لم تقوم ولم يأت بن الانسان فهل تحسب هذه كذبة ؟
ومرة أخرى على أهل الفتاة الميتة
متى 9 عدد18: وفيما هو يكلمهم بهذا اذا رئيس قد جاء فسجد له قائلا ان ابنتي الآن ماتت.لكن تعال وضع يدك عليها فتحيا. (SVD)
متى 9 عدد24: قال لهم تنحوا.فان الصبية لم تمت لكنها نائمة.فضحكوا عليه. (25) فلما اخرج الجمع دخل وامسك بيدها.فقامت الصبية. (SVD)
ربهم يسوع يعيش على حساب النساء
لوقا8 عدد1: وعلى اثر ذلك كان يسير في مدينة وقرية يكرز ويبشر بملكوت الله ومعه الاثنا عشر (2) وبعض النساء كنّ قد شفين من ارواح شريرة وامراض.مريم التي تدعى المجدلية التي خرج منها سبع شياطين (3) ويونّا امرأة خوزي وكيل هيرودس وسوسنة وأخر كثيرات كنّ يخدمنه من اموالهنّ (SVD)
من العجيب جداً ان يكون الرب عالة على مجموعة من النساء تنفق النساء عليه من أموالهن ولا نجده يعمل ليعيل نفسه أو ينفق عليه تلاميذه ولكنه فضل أن يكون عالة على النساء والنساء تنفق عليه وإلا فليقل لي أي إنسان ماهي وظيفة يسوع ؟؟ ماذا كان يعمل ؟ هل كانت له مهنة يعرفها أو عمل يكسب منه قوت يومه ؟ الرب يعيش عالة على النساء وعاطل عن العمل فهل هذا رب يعبد ؟ وقصة أنه بن النجار وأن أبيه يوسف كان يعمل في النجارة فلا نجد كلمة واحدة في الإنجيل تقول أن يسوع عمل يوماً عمل يكتسب منه قوت يومه سواء كان النجارة أو العطارة , هل كان غرضه تعليم النصارى البطالة والعيش على حساب النساء ؟
رجل بلا خطيئة يريد ذبح النــاس
لوقا19 عدد27: اما اعدائي اولئك الذين لم يريدوا ان املك عليهم فأتوا بهم الى هنا واذبحوهم قدامي (SVD)
أمير المحبة , أمير السلام , جاء ليخلص العالم , ولكن يبدوا أنه جاء ليخلصهم من الحياة نهائياً , فكما ترى كل من لا يقبل يسوع ملكاً فإن يسوع أمر أن يحضروه ليذبحوه أمامه أو قدامه بنص الإنجيل , ولقد إحتار النصارى الحيارى في تأويل هذا النص فقالوا مرة إنه يتحدث عن الآخرة , قلت : إن يسوع يقول فأتوا بهم إلى هنا وإذبحوهم قدامي , يقول إلى هنا وسياق النص لا يعبر أبداً عن كونه يقصد الآخرة أبداً بل هو من تكلف النصارى ولوي النصوص , ثم هل هناك ذبح في الآخرة ؟ أين ذلك ؟ ومرة أخرى قالوا إنه يقصد الأمر كضرب مثال : قلت لا مثال أبداً في هذا الأمر والعاقل يدرك هذا من النص ذاته فإنه أمر كما ترى ولا يسبقه ما يرتبط به ولا بعده فبأي دليل قالوا هذا ؟ ثم إن ضرب المثال من أمير المحبة والسلام هكذا , فكيف يكون ضرب المثال من القتلة والسفاحين ؟
رجل بلا خطيئة يلعن شجرة تين ليس لها ذنب
متى21 عدد19: فنظر شجرة تين على الطريق وجاء اليها فلم يجد فيها شيئا الا ورقا فقط.فقال لها لا يكون منك ثمر بعد الى الابد.فيبست التينة في الحال.
كل ذنب الشجرة المسكينة أن ربهم الذي من المفروض أنه يعلم الغيب لا يعلم موسم التين فلعن شجرة التين المسكينة وحرم الناس من الإنتفاع بظلها أو ثمرها في وقته , فياله من رب لا يعلم موسم الأشجار التي من المفروض أنه خالقها ويالها من رحمة أن يفسد الزرع ويخرب الشجرة بسبب جهله بموسمها .
بلا خطيئة ويتسبب في قتل قطيع من الحيوان بلا ذنب
مرقس 5 عدد13: فأذن لهم يسوع للوقت.فخرجت الارواح النجسة ودخلت في الخنازير.فاندفع القطيع من على الجرف الى البحر.وكان نحو الفين.فاختنق في البحر. (SVD)
ولقد أهلك يسوع في هذه القصة ألفين من الدواب الخنازير لا ذنب لها ولا لصاحبها في الأمر لا من قريب ولا من بعيد , وقلنا سابقاً أن من الحب ما قتل , لذلك فمحبة يسوع التي أفسدت الزرع سابقاً كما حدث مع شجرة التين فقد أهلكت قطيع من الحيوان بلا ذنب ولا سبب فأغرقه في الماء , فأفسد الزرع والدواب وخرب الأرض , ولا أدري ألم يكن يسوع يقدر أن يخرج الشياطين من الرجل دون أن يهلك قطيع الحيوان ؟, وإن كنت أقطع بكذب هذه القصة وكذبها واضح بسبب أن الخنزير نجس ومحرم عند اليهود وكل سكان كورة الجدريين هم من اليهود , والشريعة تحرم الخنزير تحريماً قطعياً حتى حرمت أكله , فمن هذا الراعي الذي كان يربي قطعي بهذا الحجم ؟ قد يقول البعض إنه كان يربيها للتجارة قلت لم تبح الشريعة الموسوية أن يتربح من نجس أو يتاجر فيه ولم نعلم بهذا قط , بل إنه كما قلت كان في غاية التحريم عند اليهود ومعلوم أن مخالف الشريعة يقتل , وإن حدث فمن الذي عوض هذا الرجل قطيع مقداره ألفين من الحيوانات ؟ وهل ترك الرجل يسوع ينصرف سالماً بعد أن أهلك رأس ماله أو أهلك قطيعه ؟ وكيف إستحل يسوع ذلك ؟
يشجع علي البغض والكراهية
فيقول المسيح : (( إِنْ جَاءَ إِلَيَّ أَحَدٌ، وَلَمْيُبْغِضْأَبَاهُ وَأُمَّهُ وَزَوْجَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وأَخَوَاتِهِ، بَلْ نَفْسَهُ أَيْضاً، فَلاَ يُمْكِنُهُ أَنْ يَكُونَ تِلْمِيذاً لِي )) [ ترجمة الفانديك[
جِئْتُ لأُلْقِيَ عَلَى الأَرْضِ نَاراً، فَلَكَمْ أَوَدُّ أَنْ تَكُونَ قَدِ اشْتَعَلَتْ؟]لوقا 12 عدد 49 [
الرب جاء ليفرق بدل أن يجمع وبدل أن يوصي بصلة الرحم فهو يشتت شمل العائلة ويفرق بين الإخوة والأزواج والأبناء والآباء والأمهات حتى أنه يجب على الإنسان أن يكره نفسه حتى يكون تابعاً ليسوع , وإن كانت هذه الكراهية والبغض التي يبثها يسوع بين أتباعه تستوجب كل ما سيحدث نتيجتها فأرجوك تذكر ذلك النص جيدا(( متى5 عدد22:وأما انا فأقول لكم ان كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم.ومن قال لاخيه رقا يكون مستوجب المجمع.ومن قال يا احمق يكون مستوجب نار جهنم. (SVD)
إله المحبة .... لماذا يأمر تلاميذه أن يشتروا سيوفا ؟؟؟؟؟؟؟
لوقا 22 عدد36-3836 : فقال لهم لكن الآن من له كيس فليأخذه ومزود كذلك.ومن ليس له فليبع ثوبه ويشتر سيفا(37)لاني اقول لكم انه ينبغي ان يتم فيّ ايضا هذا المكتوب وأحصي مع اثمة.لان ما هو من جهتي له انقضاء. (38) فقالوا يا رب هوذا هنا سيفان.فقال لهم يكفي (SVD)
وهذا طبقاً لما جاء في رسالة العبرانيين 12 عدد 29 ((لأن إلهنا نار آكلة((
متى 10 عدد34: لا تظنوا اني جئت لألقي سلاما على الارض.ما جئت لألقي سلاما بل سيفا. (SVD)
ويأمر بعدم دفن الموتى
متى 8 عدد21-23: (21) وقال له آخر من تلاميذه يا سيد ائذن لي ان امضي اولا وادفن ابي. (22) فقال له يسوع اتبعني ودع الموتى يدفنون موتاهم (23) ولما دخل السفينة تبعه تلاميذه. (SVD)
إله المحبة يقتل الأطفال بذنب الأم
سفر الرؤيا 2 عدد20-27 انقل منه كما يلي :
رؤيا 2 عدد20:لكن عندي عليك قليل انك تسيّب المرأة ايزابل التي تقول انها نبية حتى تعلّم وتغوي عبيدي ان يزنوا ويأكلوا ما ذبح للاوثان. (SVD)
رؤيا 2 عدد22 :ها انا ألقيها في فراش والذين يزنون معها في ضيقة عظيمة ان كانوا لا يتوبون عن اعمالهم. (23)وأولادها اقتلهم بالموت فستعرف جميع الكنائس اني انا هو الفاحص الكلى والقلوب وسأعطي كل واحد منكم بحسب اعماله(SVD)
رؤيا 2 عدد26:ومن يغلب ويحفظ اعمالي الى النهاية فسأعطيه سلطانا على الامم (27)فيرعاهم بقضيب من حديد كما تكسر آنية من خزف كما اخذت أنا أيضا من عند ابي (SVD)
كل هذه الخطايا والأفعال المشينة نسبها الكتاب المقدس ليسوع ويقولون أنه بلا خطيئة وبلا ذنب ثم يأتي النصارى ويبحثون عن خطيئة الآخرين وتناسوا تماما ما هو موجود في كتابهم عن المسيح . ونحن لا نقول أبدا بهذا الكلام عن المسيح ولم يرد أبدا في القرآن مثل هذا القول عن المسيح ولم نقل عنه أبدا ما قاله الكتاب المقدس وبالله ثم بالله إني برئ من هذا القول في سيدنا عيسى عليه السلام ولكني ما نقلته هاهنا إلا من باب الإلزام لهؤلاء الناس ولا عجب كما قلنا من قبل , فمن من الأنبياء لم يزني في كتاب النصارى أو يكذب أو يقتل رجل ويزني بزوجته بالحيلة أو ينجب من الزنا فلقد قالوا أن سيدنا المسيح عليه الصلاة والسلام نفسه من نسب زناة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . ثم أنه هناك أناس آخرين بلا خطية ولم يتخذهم النصارى آلهة لماذا؟؟؟
رجل بلا خطيئة ويوصف بأنه شريب خمر
قال متى في [ 11 : 19 ] : " جاء ابن الانسان يأكل ويشرب فيقولون هوذاإنسان أكول وشريب خمر " .
أن هذا الوصفالقبيح الذي وصف به متى المسيح من أنه شريب خمر أي كثير شرب الخمر هذا الوصف لمنسمعه من غير الانجيليين ، كما نسبوا له في يوحنا في الاصحاح الثاني أن أول معجزةصدرت منه في قانا أنه قلب الماء خمراً ليزيد سكر السكارى في العرس !
إن هذا الفعلالبهيمي لايمكن أن يكون قد صدر من المسيح عليه السلام وقد جاء في لوقا 1 عدد 15 ما يشير الى تحريم الخمر وهو يتكلم عن زكريا : " فظهر له ملاكالرب واقفاً عن يمين مذبح البخور فلما رآه زكريا اضطرب وخاف ، فقال له الملاك : لاتخف يا زكريا ، لأن طلبتك قد سمعت ، وامرأتك أليصابات ستلد لك ابناً وتسميه يوحنا، ويكون لك فرح وابتهاج . . . لأنه يكون عظيماً أمام الرب،وخمراً ومسكراً لا يشرب ."فتأمل أيها القارىءفي كلام الوحي إلى زكريا ، كيف يمدح يوحنا بكونه لا يشرب الخمور ولا المسكرات. إضافة الى نصوص العهد القديم الكثيرة التي تحرم الخمر . كما جاء في سفر اللاويين 10 عدد 11 - 8 والمسيحيون جعلوا افتتاح معجزات المسيح بالسكر في عرس قانا الجليل، واختتموه بتقديس الخمر الذي زعموا أنه ينقلب إلى دم المسيح !
اناس آخرين بلا خطية
زكريا وزوجته بلا خطية كما في لوقا 1 عدد5-6
لوقا1 عدد5: كان في ايام هيرودس ملك اليهودية كاهن اسمه زكريا من فرقة ابيا وامرأته من بنات هرون واسمها اليصابا(6)وكانا كلاهما بارين امام الله سالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم. (SVD)
وأفسس 1 عدد4
افسس:1 عدد4:كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة
نوح بلا خطية كما في التكوين 6 عدد9 و التكوين 7 عدد1
تكوين:6 عدد9:هذه مواليد نوح.كان نوح رجلا بارا كاملا في اجياله.وسار نوح مع الله. (SVD)
تكوين:7 عدد1:وقال الرب لنوح ادخل انت وجميع بيتك الى الفلك.لأني اياك رأيت بارا لديّ في هذا الجيل
أيوب بلا خطية كما في سفر أيوب 1 عدد1 و 1 عدد8
أيوب:1 عدد1:كان رجل في ارض عوص اسمه ايوب.وكان هذا الرجل كاملا ومستقيما يتقي الله ويحيد عن الشر. (SVD)
أيوب:1 عدد8:فقال الرب للشيطان هل جعلت قلبك على عبدي ايوب.لأنه ليس مثله في الارض.رجل كامل ومستقيم يتقي الله ويحيد عن الشر. (SVD)
لماذا ارسل المسيح ؟؟؟
لوقا 5 عدد32:لم آت لأدعو ابرارا بل خطاة الى التوبة (SVD)
فهذه هي مهمة يسوع كما يعتقدها النصارى
((((((((((((((((((((((((((((((((((عجائب وغرائب من أقوال البابا شنودة .....)))))))))))))))))))))))))))
بسم الله الرحمن الرحيم
هناك موضوع مشابه لهذا الموضوع بالمنتدى , وقد فضلت عمل موضوع جديد لاجتماع الكثير من النقاط من كتب البابا شنودة أود طرحها .
وسأقوم بنقل الموجود في الموضوع القديم وتنقيحه , ثم بعد ذلك إلغاء القديم , ونحتفظ بالجديد المتجدد بإذن الله تعالى.
------------------
أولاً : البابا شنودة يصر على أن الذي صارعه نبي الله يعقوب وغلبه هو الرب نفسه .
الله تعالى خالق السماوات والأرض .
خالق البشر وكل حي على الأرض وفي السماء .
الله تعالى خالق الكون الذي يقطعه الضوء في 350 مليون سنة , نزل إلى الأرض وصارعه يعقوب فغلبه !!
-------------
وقد حاول بعض المفسرين التملص من الأمر وغرابته الشديدة بالقول أن ملاك هو الذي صارع يعقوب عليه السلام
ولكن البابا أصر على أن الله هو الذي كان يصارع يعقوب , ودليل البابا أن يعقوب طلب البركة , ولو لم يكن الله هو الذي يصارعه ما طلب منه البركة لأأن البركة يعطيها الله فقط .
بذلك حسب تأكيد البابا شنودة :
يعقوب صارع الله ملك الملوك خالق السماوات والأرض وغلبه يعقوب , وأسره وأملى عليه شرط هام , لا تذهب قبل أن تعطيني البركة , فأعطاه الله البركة مجبراً .
النص : (تكوين32: 24):«فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْر». (25):«وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ». (26):«وَقَالَ:أَطْلِقْنِي لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ. فَقَالَ:لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي».(27) فَسَأَلَهُ: مَا اسْمُكَ؟ فَقَالَ: يَعْقُوبُ. (28):«فَقَالَ:لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ ». (29):«وَسَأَلَهُ يَعْقُوبُ: أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ. فَقَالَ: لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟ وَبَارَكَهُ هُنَاكَ». (30):«فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلًا: لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهًا لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي ».
وكما هو واضح من النص : خسر الله (حسب الكتاب المقدس) مباراة المصارعة مع يعقوب، وتوسل إلى يعقوب أن يترك رجله، إلا أن يعقوب المنتصر رفض أن يترك ربه حتى أملى عليه شروط المنتصر وانتزع البركة (النبوة):
صورة الكتاب :
الجزء المقتبس من الكتاب .- ص 25
والكتاب مشهور جداً من ضمن سلسلة من كتب البابا شنودة .
الناشر الكلية الأكليريكية في العباسية ويباع في المكتبات الأرثوذكسية , ومتوافر على النت .
ولا عزاء للعقول , والحمد لله رب العالمين . ؟؟؟؟؟؟؟بسم الله الرحمن الرحيم
ثانياً : البابا شنوده يقول : الله تجسد وخاف أن يقول أنا الله فيقتلوه !!!
في نفس الكتاب السابق - ص 46 يقول
يقول البابا شنودة رداً على سؤال
هل قال المسيح أن الله .؟
يتبع ................ والحمد لله رب العالمين.؟؟؟؟؟؟؟السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا الله
كيف تنتهي رسالة يحميها الله تعالى
اين حماية الله لنفسه ان كان هو نفسه الأبن تعالى الله .
واي رسالة يقصد هل الصلب والفداء
طيب
اين قال يسوع انا اتيت من اجل الخطيئة الأصلية ؟
ابدا لم يقل
ثم لماذا لم يقل انا الله فاعبدوني وهو على الصليب ؟ ان كان يسوع كاتم الوهيته خوفا من ان يفشل الفداء لماذا لم يقلها على الصليب ؟ ولماذا على الأقل لم يعترف للتلاميذ ؟
ثم
على ماذا يلام من كذب بألوهية المسيح ان كان يسوع اخفاها ؟
اللهم ثبت علينا العقل والدين يارب
الحمد لله على نعمة الإسلام .؟؟؟؟؟نفس كلام شنودة:
اقتباس:
الله تجسد وخاف أن يقول أنا الله فيقتلوه !!!
قاله لي بروستانتي أمريكي ..
ياعيني على السخف ، و الحجة التي تقفز من بلد إلى بلد لدهاء المفكر الذي توصل لها !
أهل العقول براحة..؟؟؟؟؟؟بسم الله الرحمن الرحيم
ثالثاً : البابا شنودة يقول : المسيح كان يخفي ألوهيته عن الشيطان .
حسب النصرانية :
آدم عليه السلام أخطأ , فالبشرية كلها أصبحت ملوثة بالخطيئة , وأجرة الخطيئة هي الموت , وتم الحكم على كل البشرية بالموت نظراً لخطيئتهم .
الشيطان مصر على أن اجرة الخطيئة الموت كما قال الله !!.
الله يريد ان يرحم البشرية , فماذا يفعل ؟
يخدع الشيطان ......
يتجسد الله في جسد إنسان ويخفي نفسه عن الشيطاتن حتى يموت الله , أو يموت الجسد الذي اتخذه الله ..
ولكن حسب العقيدة النصرانية , الله كان خائفاً أن يكتشفه الشيطان فكان يخفي عنه ألوهيته !!
قال تادرس يعقوب في تفسير الأصحاح الثاني من الرسالة إلى فيلبي
اقتباس:
أخلى نفسه من مجد لاهوته، لأنه أخفى مجد لاهوته داخل ناسوته، وحجب مجده داخل حجاب جسده, إنه أخفى لاهوته عن الشيطان ليكمل لنا الفداء، ولتدور معركة الصليب الرهيبة. أخلى نفسه، فلم يسمح للاهوته بتخفيف الآلام عن ناسوته فجاع وعطش وتعب وبكى وتألم ومات.
....
وفي كتاب البابا شنودة السابق , ص 81 , رداً على سؤال حول و هل المسيح كان يصلي قبل كل معجزة !؟؟
فإن كان يصلي فلمن كان يصلي ؟؟
قال شنودة :
فالله تعالى ( تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً ) , كان خائفاً من أن يقتله الناس كما ضربه يعقوب
وكان خائفاً من أن يكتشفه الشيطان فيسيطر عليه أو يؤذيه .
ونذكر البابا شنودة أن المسيح عليه السلام لم يقل أنا الله , أو إله , أو لاهوتي , أو ثالوث أو أقانيم , أو أنا جئت من أجل الخطيئة , ولم يذكر اسم آدم عليه السلام .
وأن المسيح ترك التلاميذ وذهب ليصلي , ويقول: ( متى 26 : 30 ثم تقدم قليلا وخر على وجهه وكان يصلي قائلا: «يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت».؟؟؟؟؟؟؟؟بسم الله الرحمن الرحيم
التوحيد هل يساوي التثليث ؟؟
هل الواحد = الثلاثة ؟؟
يصر النصارى على القول أنهم موحدون , ولكنهم مثلثون !!
ويتبعون طرق عديدة للشرح بالأمثلة لم ياتي بها المسيح عليه السلام , ولم يذكرها أي من كتبة الأناجيل .
فلم يكتب أي كاتب ثالوث - أقنيم - الثلاثة واحد - تثليث في توحيد وتوحيد في تثليث .
لقد كان أصل النصرانية فيما نزل على عيسى عليه السلام التوحيد الخالص ... , ولكنها حرفت ودخل فيها التثليث بعد الغلو في عيسى عليه السلام , ثم اتبعه الغلو في الروح القدس الذي اعطى للمشرعين من النصارى سبباً ليكون كلامهم بالوحي الإلهي !
لقد وفق النصارى بين التوحيد الذي هو رسالة الأنبياء جميعاً , وبين التثليث الذي هو وثنية وتعدد آلهة بالقول
أنهم موحدون ومثلثون
وأن الواحد = ثلاثة .
وهذا جمع بين متناقضين , فالواحد واحد والتوحيد توحيد
والثلاثة ثلاثة والتثليث تثليث .
للمزيد الفصل الثالث من كتاب البيان الصحيح لدين المسيح في توقيعي
رابعاً : البابا شنودة قال : التوحيد = تثليث .
في كتاب : سنوات مع أسئلة الناس
أسئلة لاهوتية وعقائدية - جزء أ - ص 20 ؟؟؟؟؟خامساً : تناقض البابا شنودة في كتابين !! , كما يلي :
في كتاب " طبيعة المسيح " للبابا شنودة - الناشر المكتبة الأكليريكية بالعباسية .
وموجود بالمكتبات وعلى النت .
قال البابا شنودة : لا نتحدث عن طبيعتين للمسيح , فلا نقول لاهوت وناسوت , بل إن ذكر المسيح يعني اللاهوت والناسوت معاً .
ثم في كتاب آخر ( سنوات مع أسئلة الناس - أسئلة لاهوتية وعقائدية جزء أ ) الذي سبق وضع صورته , ناقد البابا نفسه وتحدث عن الناسوت بمفرده في أكثر من موقع كما يلي :
ص 9
ص 16
ص 19
بين البابا بكل وضوح , أنه لا حديث عن أي طبيعة بمفردها .
وفي المشاركة التالية التناقض , والحمد لله رب العالمين.؟؟؟؟؟؟ * اللى مش فاهم كلام البابا شنوده عن طبيعه واحده من طبيعتين أنا اشرح له من تسجيل للبابا شنوده يقول فيه :
أنت كانسان مثلا لك روح و جسد ....هاتان طبيعتان مختلفتان ....و لكن عندما تفعل فعلا معينا ...فانه لا ينسب لجسدك فقط ...و لا لروحك فقط .....بل ينسب لطبيعتك الانسانيه بالكامل ....فيقال الانسان الفلانى عمل كذا ...اذا كتب بيده مثلا ...فلا يقال أن جسده فقط هو الذى كتب ...بل يقال الانسان الفلانى كتب ..........
و كذلك افعال المسيح لا تنسب للجسد فقط ....و لا للاهوت فقط .....بل افعاله تنسب للأله المتجسد ذو الطبيعه الواحده
و على ذلك اذا كان الانسان وحده كما ذكر البابا يتكون من طبيعتين هما الروح و الجسد يكون المسيح زائدا طبيعة ثالثة لان ناسوته يحوى جسد بشرى و روح بشرى بخلاف اللاهوت المتحد معهما و بذلك حسب هذا التفسير للبابا شنودة يتكون المسيح مما يلى:
جسد بشرى + روح بشرى + لاهوت
وهذا يؤيده شرح البابا فى كتابه طبقا للصورة المرفقة من مقالة الاخ ياسر جبر " سنوات مع أسئلة الناس-جزء أ " حيث قال فيه بالحرف :
"...و ناسوته مكون من الجسد البشرى متحدا بروح بشرية بطبيعة مثل طبيعتنا قابلة للموت..و لكنها متحدة بالطبيعة الالهية بغير انفصال .."
وعليه فالمسيح له ثلاث طبائع متحدين و ليس طبيعتين فقط ؟؟
__________________
وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ{69} وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ ؟؟؟؟؟ المشاركة الأصلية كتبت بواسطة believer مشاهدة المشاركة
و على ذلك اذا كان الانسان وحده كما ذكر البابا يتكون من طبيعتين هما الروح و الجسد يكون المسيح زائدا طبيعة ثالثة لان ناسوته يحوى جسد بشرى و روح بشرى بخلاف اللاهوت المتحد معهما و بذلك حسب هذا التفسير للبابا شنودة يتكون المسيح مما يلى:
جسد بشرى + روح بشرى + لاهوت
وهذا يؤيده شرح البابا فى كتابه طبقا للصورة المرفقة من مقالة الاخ ياسر جبر " سنوات مع أسئلة الناس-جزء أ " حيث قال فيه بالحرف :
"...و ناسوته مكون من الجسد البشرى متحدا بروح بشرية بطبيعة مثل طبيعتنا قابلة للموت..و لكنها متحدة بالطبيعة الالهية بغير انفصال .."
وعليه فالمسيح له ثلاث طبائع متحدين و ليس طبيعتين فقط ؟؟
حياكم الله أخى بيليفر
هو حضرتك كما يقولون فى الرياضيات قمت بتبسيط المعادله الى ابسط صوره ممكنه لها
و لكن النصارى عندما يقولون طبيعتين فانهم يقصدون الطبيعه البشريه و الطبيعه الالهيه
و بعد ذلك من الممكن أن نقول أن الطبيعه البشريه من طبيعتين روح و جسد ...و اللاهوت متحد عندهم بالروح الانسانيه و الجسد الانسانى ....فهم يجمعون الروح و الجسد تحت كلمة طبيعه انسانيه
و هذا غير خاف عليكم بالطبع
( ملحوظه : البابا شنوده يقول أن الروح غير النفس ..)
معنى كلمة مَسيح فى اللسان العربى
======================
من الثابت عند جميع العلماء من المسلمين والمسيحيين أنَّ المَسيح عيسى ابن مريم لم يَمْسَحه أحد مِنَ البشر لا بزيت ولا بدهن . فكيف يُطلقون عليه لقب مَسيح بمعنى مَمْسُوح أو مَدْهُون ..!؟ الكل قد قالوا بذلك المعنى أى أنه المَمْسُوح أو المَدْهُون . وقلب المؤمن من كل مِلَّةِ ودين لن يطمئن إلى هذا القول المأثور عن أحد مترجمى الأناجيل إلى اليونانية لا يعرف لغة المَسيح ولسانه الآرامى .
ربما يقول لنا أحد المتعصبين الذين لا يريدون أن يفهموا : إنَّ المَسيح قد مُسِحَ فى السماء عندما جلس عن يمين أبيه من بعد انتهاء بعثته الأرضية استنادا إلى فقرة جاءت فى الرسالة إلى العبرانيين ( 1 : 9 ) . فأقول له : حتى لو كان ذلك قد حدث افتراضا ما جاز لأتباعه وقومه أن يقولوا عنه أبَّان فترة بعثته الأرضية إنه مَسيح لأنه لم يكن قد مُسِحَ بعد ..!!
وربما يقول آخر بلا دليل أو برهان على ما يقول : " استخدمت الكنيسة الأولى لقب المَسيح لأنَّ الروح القدس مَسَحَ حقا يسوع وهو فى أحشاء مريم العذراء يوم البشارة . ومَسَحَـهُ للرسالة فى المعمودية . ومَسَحَهُ أخيرا بالقيامة من بين الأموات " (1) . وهكذا نراه قد كتب ما كتب بدون دليل واحد يذكره عن هذه المَسْحَات الثلاث . اضافة إلى التناقض بين أقواله . حيث قال إنَّ الكنيسة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) .. من أقوال القس فاضل سيدراوس فى كتابه ( يسوع المسيح فى تقليد الكنيسة ) ص12.
الأولى هى التى استخدمت لقب المَسيح وصفا لابن مريم وهذا لم يحدث إلا من بعد أن انتهت بعثة المَسيح ومن بعد إنشاء الكنيسة الأولى كما بينه علماء آخرون كما سيأتى .
ولكن ابن مريم ثبت عنه أنه قال أنه المَسيح وشهد بذلك كبير تلامذته المدعو سِمْعَان بأنه المَسيح ولم ينكر عليه ذلك . وعندما سأل كبير الأحْبَار المَسيح عيسى بقوله أأنت المَسيح ..؟ أَقَرَّ بذلك وقال : أنا هو .. ( مرقس 14 : 61 ) .
فعيسى ابن مريم كان المَسيح بين قومه إبَّان فترة بعثته لا من بعد انتهائها كما يقولون . كما أنه لم يكن المَمْسُوح أو المَدْهون حيث لم يَمْسَحه أحد ولم يَدْهِنه أحد . وكلمة المَسيح هنا فى حقه لا تفيد ذلك المعنى كما سنرى إثبات ذلك الأمر بإذن الله تعالى :
فكلمة مَسيح على وزن فعيل ولكنها ليست بمعنى المفعول مثل قولنا : جريح بمعنى مجروح وأسير بمعنى مأسور وقتيل بمعنى مقتول . فالقتيل لم يكن قتيلا من قبل أن يقتل والأسير لم يكن أسيرا من قبل أن يؤسر والجريح لم يكن جريحا من قبل أن يجـرح . وكذلك الـ مَسيح هنا فى حق ابن مريم لا تعنى الـ مَمْسُوح لأنه لم يَمْسَحه أحد ، خلاف الجريح الذى هناك جارح له . والأسير الذى هناك من أسره والقتيل الذى هناك من قتله .
كما أنَّ المَسيح كان مَسيحا منذ مولده وفى أثناء فترة حياته ثم من بعد انتهاء بعثته . فكلمة مَسِيح لا تساوى فى المعنى كلمة مَمْسُوح إذا تعلَّق الأمر بعيسى ابن مريم لدلالة القرائن جميعا على أنه ليس مَمْسُوحاً من أحد ولتناقض أقوال المستَدِلِّين واضطرابها كما مَرَّ .
وهنا لابد من هذه الإشارة اللغوية التى قد تضيئ المجاهل التى يتخبّط فيها أصحاب الأهواء ، ويضل فيها الجهلاء وأنصاف المثقفين .
وملخص ذلك أنَّ : كلمة مَسِيح على وزن فعيل من الفعل مَسَحَ .
والمراد هنا هو البحث فى دلالة فعيل هذه فى اللسان العربى ، لنطبقها على مسيح باعتبارها احدى وحداتها .
.. فهناك فَعيل التى تستخدم لمعنى المفعول والتى مَرَّ بنا التعرُّف عليها آنفا فى مثل جريح وقتيل اللتين بمعنى مجروح ومقتول . وقد أثبتنا أنَّ انطباق مثل هذه الصفة على المَسيح ممتنع واقعا وتاريخا .
.. وهناك فعيل التى لا تستخدم إلا بمعنى فاعل . وهى صفات الذوات مثل رحيم وكريم وحليم وأمين . وهى جميعا صفات ذوات لها تعلُّق بالآخرين من حيث ظهور أثرها عليهم ، فالكريم يظهر كرمه على الآخرين وقل مثل ذلك فى الرحيم والأمين والحليم .... الخ . فلا يعقل هنا أن نقول بأنَّ رحيم معناه مرحوم ، ولا أن نقول بأنَّ كريم معناه مكروم ..!!
.. وهناك فعيل التى تستخدم للدلالة على الفاعل وعلى المفعول . مثل كلمة مَسِيح التى قد تدل على المَاسِح وعلى المَمْسُوح . ولكن لابد هنا من استقراء القرائن واستنطاق شواهد الحال لترجيح إحدى الدلالتين .
وأظن ـ ويظن أى مُنْصِفٍ ـ أنَّ القرائن وشواهد الحال تُشِير بأصابعها وتكاد تنطق بألسنتها على دلالة الفاعل .
وليس من الحق والإنصاف أن يترك المَرْءُ الشواهد الواضحة والدلائل اللائحة ليتمسك بالأوهام . مع أنَّ معنى الفاعل أليق بشخص ابن مريم ومعجزاته . وهو الذى يميزه عن دون سائر المَمْسُوحِين من الكهنة والوثنيين . فما الذى يتميز به المَسيح إذا كان مَمْسُوحاً مثل الإمبراطور الوثنى قورش الذى أطلقوا عليه لقب مَسِيح الرَّب ..!؟
بعد تلك الإشارة اللغوية التى تدارستها فى عجالة مع أخى الأستاذ الشيخ محمد عبد الحكيم القاضى جزاه الله خيرا أذكر قوله لى :
" إنَّ محاولة لَىِّ رِقَاب الصِّيَغ اللغوية للدلالة على ما تُمليه أوهام القوم وأمَانِيُّهم هو لَوْن من القرصنة اللغوية والإرهاب الذى يريد أن يَمُدَّ أظافره حتى يصل بها إلى رقبة الصيغ اللغوية ذاتها " .
والآن .. ماذا يختار علماء المسيحية من الدلالات التى مَرَّت بنا :
الحـَـقُ أم الباطــل ..؟؟
انتبه معى أيها القارئ اللبيب وتمعن فيما أذكره لك من داخل الأناجيل لتفهم شيئا جديدا عن ابن مريم . إنَّ كلمة مَسِيح عندما تطلق على ابن مريم لا تأتى إلا بمعنى الفاعل تماما مثل كريم ورحيم وحليم ... الخ .
ومعلوم أنَّ كلمة مَسِيح مشتقة من الجذر ( م س ح ) ، وهذا الجذر اللغوى العربى له دائما معنيان متضادان فى المعنى ، فأنت تمْسَحُ جَسدك تريد إزالة التراب أو الماء عنه ، وأنت تمْسَحُ جسدك أيضا تريد غسله بوضع الماء أو الطيب عليه . فالمسح هنا يستخدم فى المعنيين الإزالة والوضع .
وكذلك نجد أنَّ كلمة المَسِيحُ تستخدم للدلالة على معنيين مختلفين : فهناك مسيح يُمْسَحُ بضم الياء أى يَمْسَحَهُ الآخرون ( المَمْسُوح ) .
وهناك مَسيح يَمْسَحُ بفتح الياء أى يَمْسَحُ هو الآخرين ( المسيح ) .
وابن مريم قد جعله الله تبارك وتعالى منذ مولده مباركا حسنا وقال عنه على لسان ملائكته لمريم إنَّ الله يبشرك بكلمة منه اسمه المَسِيحُ عيسى ابن مريم . فالمَسيح اسم للموصوف وليس لقبا اخترعته الكنيسة فيما بعد ..!!
ويظهر لنا معنى ذلك الاسم المبارك المَسِيحُ عندما نقرأ الأناجيل المتداولة وننظر فى كيفية إجرائه لمعجزاته . فسوف نجد دائما عملية المَسْح باليدين على من يتم إجراء المعجزة بشأنه . تماما كما تمْسَحُ جسدك تريد إزالة الغبار والتراب عنه مع فارق كبير . أى أنه عليه السلام هو المَسيح الذى يَمْسَحُ الآخرين ..!!
فمَسْحُ المَسِيح بيده الشريفة على أجساد المرضى والموتى يعنى إزالة الآفات والأمراض من الأجساد . وهذا المعنى لم يفطن له أحد من علماء المسيحية لا فى الشرق ولا فى الغرب ..!!
فالمسيح كان حاملا لجميع المعانى الطيبة المباركة التى يمكن اشتقاقها من مادة ( م س ح ) العربية .
فكان يمسح الأمراض والعاهات من الأبدان ، فهو إذاً مَسِيحٌ بحق . مَسْحٌ بمجرد اللمس المباشر لا بزيت ولا بدهن ولكن بإذن من الله تعالى (1) . وبهذا المعنى الدقيق يمكننا أن نفرق بين المسيح ابن مريم وبين المسحاء الآخرين الممسوحين .
تلك هى المِسْحَة الربَّانية التى حاولوا محاكاتها على أيدى القساوسة والرهبان ولكن بزيت ودهن وأطلقوا عليها اسم مِسْحَة الشفاء (2) . ولكن هيهات هيهات أن يكونوا مثل المسيح ابن مريم . فهلموا معى أيها القراء الأعزاء لنشاهد ذلك المعنى الجديد فى نصوص الأناجيل .
(1) .. ويعبر عن ذلك الإذن الإلهى فى الأصول اليونانية للأناجيل بأنه كان ينظر إلى السماء عند إجرائه
للمعجزات ويتمم ببعض كلمات كأنه يطلب الإذن الإلهى .. !!
(2) .. رسالة يعقوب ( 5 : 13 ـ 15 ) .
قراءة جديدة لمعجزات المسيح الشفائية
=============================
سبق أن ذكرت أنَّ كلمة مَسيح على وزن فعيل بمعنى فاعل وأنَّ لها متعلقا تظهر آثارها عليه . تماما مثل الكريم الذى يفيض كرمه على الآخرين والرحيم الذى تفيض رحمته على الآخرين والحليم الذى يفيض حلمه على الآخرين . والأمين الذى تصدق أمانته بين الناس . واللئيم الذى يصيب لؤمه الآخرين . إلى آخر ما جاء فى مفردات اللسان العربى من مثل تلك الصِّفات .
ودراستنا هنا تدور حول إثبات مصداقية الاسم على حامله حتى يؤمن الجميع بأنَّ كلمة مَسِيح تنطبق على ابن مريم اسماً ومعنىً ، رَسْماً وحقيقةً . فهو بحق المَسِيحُ بألف ولام التعريف بلا منازع . فهو يختلف إذاً عن كل الـ مُسَحَاءِ المذكورين ـ بدون أداة التعريف ـ فى التراث اليهودى والمسيحى .
وسبق أن ذكرت أنَّ من معانى كلمة ( م س ح ) هو الإزالة مثل مَسْحِك ثوبك بيدك تريد إزالة الغبار والتراب عنه . وهذا المعنى يضاد المَسْحُ الذى يثبت العكس بمعنى أنك تمْسَحُ وجهك تريد غسله بالماء أو مَسْحِه بالزيت أو الطيب . وهذا المعنى الأخير تأتى منه الصفة مَمْسُوحٌ و مَدْهُونٌ وقد بَيَّنْتُ أنَّ هذا المعنى لا ينطبق على ابن مريم حيث لم يَمْسَحُهُ أحَدٌ من البشر لا بزيت ولا بدهن .
وسوف نرى بإذن الله تعالى المعنى الأول من كلمة ( م س ح ) واضحا جليا فى الأناجيل المتداولة بين الناس حاليا . فكان بمجرد أن يَمْسَحُ بيده الشريفة على أجساد المرضى تذهَبُ منهـم الآفات ويحِلُّ الشفاء سريعا بإذن الله .
بمعنى أنه كان يَمْسَحُ الآفات والأوجاع مـن أجساد المرضى والموتى فيحل الشفاء وتنعَمُ الجثث بالحياة مرة ثانية بإذن الله تعالى . فهو إذاً المَسِيحُ الذى يفيضُ معنى اسمه على الآخرين . المَسِيحُ الذى يَمْسَحُ الآخرين . المسيح الحق . وليس هو بالمَمْسُوحِ ( the anointed ) كما يقول علماء المسيحية قاطبة . مع التيقن التام بأنَّ صِفة المسح تلك ليست طبيعة كونية فيه لأنها مُقيَّدة بإذن الله تعالى .
1 .. إبراؤه للعمى :
جاء فى إنجيل متى (20 : 33 - 34 ) أنه كان هناك أعميان جالسان على الطريق أثناء سير عيسى فاستنجدا به فقال لهما : " ماذا تريدان أن أفعل بكما .!؟ قالا له : يا سيِّد أن تنفتح أَعْيُنُنَا . فتحنن عيسى ولمَسَ أعينهما فللوقت أبصرت أعينهما " . وذُكِرَت هذه الحادثة وربما غيرها فى إنجيل متى أيضا ( 9 : 9 - 30 ) حيث جاء فيه أنه " لمَسَ أعينهما قائلا لهما : بحسب إيمانكما ليكن لكما . فانفتحت أعينهما " .
وجاء فى إنجيل مرقس ( 8 : 22 - 25 ) " وجاء ـ ـ إلى بيت صيدا فقدَّمُوا إليه أعمى وطلبوا إليه أن يلْمِسَهُ . فأخذ بيد الأعمى وأخرجه إلى خارج القرية وتفل فى عينيه ، ووضع يديه عليه وسأله : هل أَبْصَرَ شيئا ؟ فتطلَّعَ الأعمى وقال : أُبْصِرُ الناس كأشجار يمشون . ثم وضع يديه أيضا على عينيه وجعلـه يتطلع . فعاد صحيحا وأبصر كل إنسان جليا " .
قلت جمال : ونلاحظ هنا أنَّ المَسْحُ قد عُبِّرَ عنه باللمْسِ ووضع اليد وهما بنفس المعنى بدون خلاف . بمعنى أنَّ وضع اليد الشريفة على العضو المصاب يُذْهِبُ ما يسبب العمى فيعود الأعمى مبصرا بإذن الله تعالى . كما أنَّ النصّ يفيد بأنَّ قومه كانوا يعلمون أنه المَسِيحُ الذى يَمْسَحُ الآخرين فيزيل الله بمسحته الأمراض والعاهات بمجرد المَسْح بيده الشريفة واشتهر ذلك بينهم وإن عَبَّرت الأناجيل اليونانية بكلمة اللمْس بدلا من المَسْح وهما قريبان فى المعنى .
2 .. إبراؤه للأبرص :
جاء فى الأناجيل الثلاثة ( متى 8 : 3 ؛ مرقس 1 : 41 ؛ لوقا 5 : 13 ) ذِكر معجزة إبراؤه للأبرص " فمد يده ولمسه . وللوقت ذهب عنه البرص " . وهنا أيضا نجد أنَّ الشفاء قد تم بواسطة المَسْح على الأبرص وإن جاءت الترجمة بكلمة لمِسَهُ وهما بمعنى واحد تقريبا . المهم هو ملامَسَة المريض لجسد المسيح حتى يتم الشفاء سريعا .
3.. إبراؤه لأصمّ أعقد :
روى هذه المعجزة إنجيل مرقس ( 7 : 32 ـ 35 ) " وجاءوا إليه بأصَمَّ أعقد وطلبوا إليه أن يضع يده عليه . فأخذه من بين الجمع على ناحية ووضع أصابعـه فى أذنيه وتفل ولمس لسانه . ورفع نظره نحو السماء وأَنَّ وقال له : إِفَّـثَا ـ أى انفتح ـ وللوقت انفتحت أذناه وانحل رباط لسانه وتكلم مستقيما " (1) .
قلت جمال : وهنا نجد أنَّ المسيح بعد أن وضع أصابعه فى الأذن المصابة ولمس بيده اللسان الأعقد ، رفع نظره نحو السماء ودعا الله بصوت خافت ـ الذى جاء التعبير الإنجيلى عن ذلك الدعاء الخافت بكلمة أنَّ ـ إنها العبارة الصادقة الدالة على طلب الإذن من الله تعالى (2) . فالشفاء بيد الله تعالى وحده ، والمسيح ما هو إلا وسيلة من وسائل الشفاء التى أجراها الله تعالى لخلقهِ . وهذه العبارة هى ترجمة حال للقول القرآنى بإذن الله حيث قال تعالى وتبرئُ الأكمه والأبرص بإذنى (110/ المائدة ) .
وهنا نجد كلمة آرامية جاءت فى الأصول اليونانية هكذا : ( Εφφαθα ) وتصويتها بالإنجليزية هو ( ef - fath – ah ) وتنطق ( إف ـ فَثَ ـ اح ) . أى أنَّ منطوقها هو ( إف فثاح ) .
وحيث أنَّ حرف الثاء يتبادل مع حرف التاء بين الآرامية والعربية حيث نقول فى العربية أثنين وثلاثة وفى الآرامية تنين وتلاته فيكون التصويت العربى هو ( إف فتاح ) . وهو يعادل الصيغة المتداولة العامية ( إتفتاح أو إتفتيح ) بعد إعمال قاعدة التبادل بين الهمزة والياء . بل إنَّ إدغام نون الانفعال فى الحرف الأول على حسب التعبير والصياغة الآرامية موجود فى لساننا العامى . فهناك الكثيرون الذين يقولون فى انفتح افَّتَح وفى انكسر إكَّسر . ويقولون فى انطبخَ اطَّبخَ ..... الخ . وقد تختصر هذه الكلمة هكذا إتفتح . وهذه كلمة لا نزال نقولها ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) .. كلمة ( أنَّ ) هى ترجمة خاطئة لكلمة ( تمتم ) أى قال كلاما لم يسمع تفاصيله من كان حوله . أى صلى لله
بصوت خافت أو دعاه بصوت خافت . وأما كلمة ( أنَّ ) فهى من ( الأنين ) أى التوجع الذى يصدر من
المرضى وعيسى لم يكن مريضا حتى يئن .. !!
(2) .. وسوف تشاهد مثل ذلك فى معجزة إحياء العازر من الموت ( إنجيل يوحنا 11 : 41 ـ 44 ) .
فى عصرنا الراهن مما يؤكد أنَّ لغة المسيح الآرامية عبارة عن لهجة من لهجات اللسان العربى وهى تقترب كثيرا من من لهجتنا العامية فى مصر وعلى الأخص لهجة صعيد مصر ..!!
4 .. إحياؤه للموتى بإذن الله :
جاء فى إنجيل لوقا ( 7 : 11 - 17 ) " وفى اليوم التالى ذهب إلى مدينة تُدْعَى نايين . وذهب معه كثيرون من تلاميذه وجمع كثير . فلما اقترب إلى باب المدينة إذا ميت محمول ، ابن وحيد لأمِّهِ وهى أرملة ، ومعها جمع كثير من المدينة فلما رآها المَسيح تحنن عليها وقال لها لا تبكى . ثم تقدم ولمس النعش فوقف الحاملون . فقال : أيها الشاب لك أقول : قم . فجلس الميت وابتدأ يتكلم فدفعه إلى أمِّه فأخذ الجميع خوف ومَجَّدوُا الله قائلين : قد قام فينا نبىّ عظيم " .
قلت جمال : ونجد هنا أنَّ المَسْحَ ـ اللمس ـ كان للنعش فقط لأنَّ المعجزة أكبر بكثير من إبراء الأعمى والأبرص . فتصاعدت أدوات المعجزة من المَسْح على الميت إلى الاكتفاء بالمَسْح على النعش . أو لأنَّ الميت هنا داخل الكفن ( coffin ) ملفوف به فحال وجود الكفن من وصول يد المسيح إلى جسد الميت فاكتفى بلمْسِ النعش وهذا هو الأصح قولا .
وجاء أيضا فى كل من إنجيل ( مرقس 5 : 40 - 42 ؛ متى 9 : 25 ؛ لوقا 8 : 54 ) معجزة إحياء الفتاة الذى تدعى طلية . وأذكر النصّ من إنجيل مرقس لأنه أقدم الأناجيل تدوينا إضافة إلى أنه الإنجيل الوحيد الذى وردت فيه كلمات آرامية كثيرة :
" وإذا واحد من رؤساء المجمع اسمه يايرس جاء ، ولَمَّا رآه خرَّ عند قدميه وطلب إليه كثيرا قائلا : ابنتى الصغيرة على آخر نسمة ليتك تأتى وتضع يدك عليها لتشفى فتحيا " وذهب معه المسيح إلى منزله فسمع القوم يبكون ويولولون " فدخل وقال لهم : لماذا تضجون وتبكون ..!؟ لم تمت الصبية لكنها نائمة فضحكوا عليه . أمَّا هو فأخرج الجميع وأخذ أبا الصبية وأُمَّهَا والذين معه ودخل حيث كانت الصبية مضطجعة . وأمسك بيد الصبية وقال لها : طليثا قومى ( κουμι ) وللوقت قامت الصبية ومشت لأنها كانت ابنة اثنتى عشرة سنة فبهتوا بهتا عظيما " (1) .
قلت جمال : وهنا نجد وضع اليد طلبا للشفاء واضحاً إن كانت الفتاة مريضة ولم تمت كما قال المسيح لم تمت الصبية ولكنها نائمة . وإن كانت قد ماتت كما يقول علماء المسيحية فقد وضع المسيح يده الشريفة على يدها وأقامها من الموت . ونجد هنا أنَّ ظاهرة المَسْح المعبر عنها هنا بوضع اليد أو الإمساك بها قد عملت مفعولها فى المعجزة . فهو بحقٍّ المَسِيحُ الذى يَمْسَحُ .
ولى هنا وقفة لغوية طريفة : ثبت من حفريات وآثار رأس الشمرا وأوغاريت فى سوريا أنَّ الإله بعل الآرامى كان له ثلاث بنات هُنَّ : بدرية وأرصية وطلية . والاسم الأول منسوب إلى القمر ( بدر ) والثانى منسوب إلى الأرض ( أرص ) بالصاد لخلو الآرامية من حرق الضاد . والثالث منسوب إلى المطر الخفيف ( الطل ) . واسم البنت الثالثة طلية هو ذات اسم الفتاة التى أقامها المسيح بإذن الله من رقادها .
والجملة طليثا قومى تحتاج لشرح بسيط . فحرف الثاء يعادل حرف التاء فى الآرامية كما سبق بيانه . والجملة تقرأ هكذا فى الآرامية : طليتا قومى .
وأصلها هو ( طلية ـ ا ـ قومى ) وهذه الألف التى فى آخر الاسم تستخدم فى الآرامية كحرف نداء مثل ( يا ) فى العربية . كما أنَّ لها استخداما آخر للتعريف كما فى مَلْكا حيث توضع ألف ممدودة فى آخر الكلمة أى الملك .
ومعنى هذه الجملة الآرامية كالآتى :
طلية : اسم الفتاة وهو اسم مشتق من الطلّ أى المطر الخفيف والذى يعادله فى عاميتنا الاسم نادية أو ندية . وهو اسم عربى صميم مائة فى المائة .
الألف الممدودة : هو حرف النداء فى الآرامية والذى يعادل ( يا ) فى عربيتنا ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) .. قارن بين إحياء المسيح للفتاة طلية وإحياء اليسع للموتى المذكور فى سفر الملوك الثانى ( 13 : 20 ؛
4 : 32 - 37 ) حيث اضطجع فوق الصبى الميت بكامل جسمه ووضع فمه على فمه وعينيه على عينيه
ويديه على يديه وتمدد عليه .. وكرر ذلك الفعل مع الصلاة إلىالله إلى أن أحيا الله الصبى ..!! .
وراجع أيضا إحياء )إيليا ) لابن الأرملة المذكور فى سفر الملوك الأول ( 17 : 24 ) .
التى نتكلمها .
قومى : فعل أمر بمعنى قومى العربى أى انهضى .
فيكون صحيح الجملة عربيا هو : يا طلية قومى ..!!
ومترجمو الأناجيل يعلمون معنى الجملة حيث قالوا أنَّ معناها يا فتاه قومى ولكنهم لم يعلموا كيف جاء المعنى من الآرامية ..!! كما لم يعلموا شيئا عن اسم هذه الفتاة ..!!
ثم أشير هنا إلى أنَّ الكلمة اليونانية المسجلة فى أصل إنجيل مرقس وهى كلمة قومى ( κουμι ) التى كتبت فى اليونانية بذات التصويت الآرامى قومى ولكن بلكنة الكاف بدلا من القاف - لعدم وجود حرف القاف فى اليونانية - فجاءت الكلمة هكذا : كومى وفى بعض النسخ اليونانية الأخرى نجدها مكتوبة هكذا كوم أى قوم بصيغة التذكير مع أنها فتاة ..!!
وهذه الكلمة لا تزال تكتب فى النسخ الإنجليزية وغيرها بنفس المنطوق الآرامى العربى قومى أو كومى كما نقول فى عاميتنا فى صعيد مصر . وفى هذه المعجزة نجد الدليل على أنَّ المسيح كان يتكلم أيضا بلسان يقترب كثيرا جدا من لساننا العربى العامى .
واستكمالا للفائدة : أذكر كيفية إحياء المسيح للموتى عندما تتعذر عليه عملية المسح بيده الشريفة على جسد الموتى . جاء فى إنجيل يوحنا الإصحاح الحادى عشر قصة إحياء لعاذر من بعد مضى أربعة أيام على موته : " فرفعوا الحجر حيث كان الميت موضوعا ورفع عيسى عينيه إلى فوق وقال : أيها الآب أشكرك لأنك سمعت لى . وأنا عَلِمتُ أنَّك فى كل حين تسمع لى ، ولكن لأجل هذا الجمع الواقف قلت . ليؤمنوا أنك أرسلتنى " ولما قال هـذا صرخ بصوت عظيم : لعاذر هَلُمَّ خارجا فخرج الميت " ( إنجيل يوحنا 11 : 41 ـ 44 ) .
وهذا النصّ فيه الدليل البيِّن على طلب الإذن الإلهى من السماء وأنَّ المعجزة تمت بغرض إثبات أنَّ المسيح رسول الله حقا . ولكن للأسف الشديد نجد أنَّ علماء المسيحية يفهمون هذا النصّ خلاف معناه الواضح السهل ..!!
5 .. إبراؤه لمرض الحُمَّى :
يروى كل من إنجيلىّ ( متى 8 : 14 - 15 ؛ مرقس 1 : 30 – 31 ) أنَّ المسيح عندما ذهب إلى بيت تلميذه سِمْعَان ـ بطرس ـ وجد حماة سمعان محمومة " فلمس يدها فتركتها الحُمَّى وقامت تخدمهم " .
6 .. إبراؤه للمرأة المنحنية الظهر :
يروى لنا هذه المعجزة إنجيل لوقا ( 13 : 13 ) حيث يقول " ووضع عليها يده ففى الحال استقامت ومَجِّدَت الله " .
7 .. إبراؤه لمن به استسقاء :
يروى هذه المعجزة إنجيل لوقا فى ( 14 : 2 - 4 ) حين شاهد المسيـح رجلا مُسْتَسْقا " فأمسكه وأبرأه وأطلقه " .
8 .. إبراؤه للنازفة دماً :
روى هذه المعجزة كل من الأناجيل ( متى 9 : 20 ؛ مرقس 5 : 27 ؛ لوقا 8 : 44 ) وفيها نجد أنَّ الأمر قد فاض وتجاوز شكل المسح أو اللمس من يده الشريفة لإذهاب الآلام والأمراض من الأجساد . حيث نجد هنا فى هذه المعجزة أنَّ المرأة النازفة دَماً قد جاءت من خلف المسيح وهو بين جموع من الناس و مَسـَّت ثوبه أو لمست هدب ثوبه ففى الحال وقف نزف دمها . ويذكر لنا كتبة الأناجيل أنَّ المسيح قد أحس بهذه الحـركة وبأنَّ شيئا قد خرج منه بمجرد لمس المرأة لطرف ثوبه ..!!
قلت جمال : إنها القوة الشفائية المكنونة فى اسمه المَسِيح التى تزيل كل الآفات والأمراض بإذن الله تعالى . جاء فى إنجيل لوقا ( 6 : 19 ) " وكل الجميع طلبوا أن يلمسوه لأن قوَّة كانت تخرج منه وتشفى الجميع " . وجاء أيضا فى إنجيل لوقا ( 8 : 46 ) " وقال يسوع : قد لمسنى واحد لأنى علمت أنَّ قوَّة قد خرجت مِنِّى " .
9 .. إبراؤه لجموع كثيرة بمجرد لمْسِهم له :
روى مرقس فى إنجيله ( 3 : 10 ) أنَّ أمر المسيح قد أشتهر " حتى وقع عليه ليلمسه كل من فيه داء " . مجرد اللمس للجسد الشريف يذهب الأوجاع ويحل الشفاء ..!! إنها الصورة الواضحة تماما لمتعلق كلمة مَسِيح الآرامية العربية . الإزالة لكل ما هو ضار ، وليس معناها المَمْسُوح أو المَدْهُون كما يقولون ..!!
والآن وبعد أن شاهد القارئ الفطن سِرًا من أسْرَار معنى كلمة المَسِيح العربية . وأيقن وتحقق من انطباق الصفة على الموصوف . بات واضحاً أنه ليس هناك إلاَّ مَسِيحاً واحداً يتحقق فيه معنى الكلمة فى أحسن معانيها . إنه المسيح عيسى ابن مريم معَّرفاً بالألف واللام . المَسِيحُ الذى يَمْسَحُ الآخرين فيُذهب عنهم الأسقام والآلام .
يقول كاتب إنجيل يوحنا فى ( 20 : 31 ) " وأمَّا هذه المعجزات فقد دُوِّنَتْ لتؤمنوا بأنَّ عيسى هو المَسيح ـ معرفا بالألف واللام ـ ... " . وأمَّا الآخرين المذكورين فى أسفار الكتاب المقدس بعهديه فلا ينطبق عليهم لقب المَسِيحُ بهذا المعنى وإنما هم مَمْسُوحِون أو مَدْهُونِون أو مُسَحَاء بدون ألف ولام التعريف .
وأمَّا عن المُسَحَاء الكَذَبَة الذين أخبر عنهم المَسيح عيسى ابن مريم فينطبق عليهم من ألقابهم الصفات المضادة لمعنى كلمة مَسيح فهم مُسَحَاء كذبة يجلبون الآفات والأوجاع والكفر والنفاق إلى من يخالطهم ويسير فى ركابهم عافانا الله منهم ومن كبيرهم المَسِيحُ الدَجَّال المذكور فى العهد الجديد تحت مسمى ضد المَسيح .
وحيث أنَّ صفة المَسْح ثابتة فى حق المَسيح عيسى ابن مريم فهى إذا صفة ملازمة له لا تُنْزَع منه إلا بإذن مِن الله تعالى . كما أنها ليست بوظيفة كما يقول علماء المسيحية . بمعنى أنها اسم ثابت له عليه السلام ، فلك أن تقول أنَّ اسمه المَسيح عيسى أو أن تكتفى بقولك أنَّ اسمه المَسيح . ولكن لا تقل عيسى ( أو يسوع ) فقط لأنَّ هناك الكثيرون الذين يحملون هذا الاسم . ولابد من التمييز بقولك عيسى ابن مريم . وتعتبر الصيغة المَسيح عيسى ابن مريم هى أصح الصيغ الدالة على اسمه الشريف حيث قُدِّمَت الصفة المَسيح على الاسم الشخصى عيسى ابن مريم .
وقد تحقق لنا مـن القراءة السابقة لمعجزات المسيح أنَّ كلمة المَسِيحُ هى الأكثر دلالة وإشارة إليه . فالمعجزات تمت تحت الاسم المَسيح وليست تحت الاسم عيسى أو يسوع ، حيث كان المَسْحُ من يده الشريفة على الموتى والمرضى وذوى العاهات هو الشئ الظاهر للناس حيث تراه عيونهم ..!!
فكان التحدى وإثبات الرسالة يتم عن طريق الاسم المَسِيح لا عن طريق الاسم عيسى أو يسوع . ومن هنا كان الإيمان بأنه المَسِيح لا بأنه عيسى فقط . وحيث أنَّ علماء المسيحية لا يرون فيه إلا معنى المَمْسُوح أو المَدْهُون فقد غابت عنهم هذه المعانى الطيبة للاسم المَسِيح . كما أنهم فقدوا الإيمان بالاسم المَسِيحُ عيسى حيث اختفى من أناجيلهم الأربعة وَحَلَّ مكانه الاسم .. يسوع ..!!
تأمل معى أيها القارئ المنصف للحق ، المُحِبُّ للمَسيح إلى هذه النصوص الإنجيلية :
.. اعترافه أثناء بعثته بأنه المَسِيح بالألف واللام حسب ما جاء فى نصوص إنجيل مرقس اليونانية ( 14 : 61 ، 62 ) هكذا ( ) حين سأله رئيس الكهنة قائلا : هل أنت المَسيح .. ؟
ولم يقل له هل أنت مَسيح .. ؟ وكانت الإجابة " أنا هو .. " .
.. وقوله لتلاميذه حسب ما جاء فى إنجيل متى ( 23 : 1 ) :
" لأنَّ رئيسكم واحد وهو المَسيح ( ) " فذكر أداة التعريف .
.. واعتراف التلاميذ متمثلا فى قول كبيرهم سِمْعَان حسب ما جاء فى إنجيل مرقس ( 8 : 29 ) : أنت المَسيح بذكر أداة التعريف هكذا ( ) .
.. واعتراف المرأه ـ مرثا ـ حيث قالت حسب ما جاء فى إنجيل يوحنا ( 11 : 27 ) : " أنا قد آمنت أنك أنت المَسيح " . فجاءت بالاسم معرفا أيضا ( ) . ولم تقل : آمنت أنك أنت يسوع أو آمنت أنك مسيح . ألا يدل ذلك على أنه كان يُدْعَى المَسِيحُ أثناء فترة بعثته . وأنَّ الإيمان برسالته كان لا يتم إلا بعد الإيمان بأنه المَسيح ..!؟
وهذا الأمر هام جدا لكل مسيحى يؤمن حقا بـ المَسيح كما كان يؤمن به تلاميذه ومعاصروه ، حيث سنجد فيما بعد أنَّ الاسم الشريف المَسِيح المُعَرَّف بالألف واللام قد انسلخت منه أداة التعريف بواسطة أتباع الكنيسة الأولى من بعد عصر بعثة المَسيح ليصبح الاسم مَسيح . ثم يتأخر ذلك الاسم أيضا ليتقدم عليه الاسم عيسى ليصبح عيسى مَسيح حسب اعتراف علماء المسيحية غربيها وشرقيها كما سيأتى بيانه بعد قليل بإذن الله تعالى .
ثم تظهر لنا نصوص غريبة فى الأناجيل تقول بأنَّ المَسيح قد أمر بكتمان الأمر بأنه مَسيح حسب ما جاء فى إنجيل متى ( 16 : 20 ) وأنه كان يحظر على الشياطين أن يعلنوا أنه مَسيح حسب ما جاء فى إنجيل لوقا ( 4 : 41 ) .
وتلك مسألة عويصة عندهم تسمى بمسألة السِرّ المسيحانى تجدها فى معظم كتب اللاهوت وفى شروح إنجيل مرقس خاصة . ويستمر الغموض والتناقض عند دراسة نصوص العهد الجديد كظاهرة ثابتة لمن أراد البحث والتنقيب فى أصول الأناجيل اليونانية ..!!
وعبارة عيسى مَسيح هى التى تذكر فى الأناجيل حسب الأصول اليونانية وهى التى تذكر فى الترجمات العربية بالعبارة يسوع المسيح ..!! والفرق واضح جلىّ بين أن تقول العبارة المَسِيحُ عيسى التى تبين لنا وتحدد شخصية ابن مريم بأنه هو المَسِيحُ ولا مَسِيحَ آخر غيره حيث يكتب معرفا بالألف واللام (1) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) .. لن يلاحظ قارئ الأناجيل العربية هذه الفروق الهامة حيث لا تتطابق هذه الترجمات العربية مع الأصول
اليونانية أو حتى الترجمات الإنجليزية وسأضرب أمثلة على ذلك بعد قليل . مع ملاحظة أنَّ عبارة ( المسيح
عيسى ) لم ترد فى الأصول اليونانية للأناجيل الأربعة .. !!
أمَّا عبارة عيسى مسيح ( أو يسوع مسيح ) (1) فهى تقدم لنا ابن مريم على أنَّ اسمه عيسى أو يسوع ، وأنه مَسِيحٌ من ضمن مجموعة مُسَحَاء . فهناك الكثيرون مثله من المُسَحَاء إلا أنه يتميز عنهم بأنَّ اسمه عيسى . فشتان بين المعنيين وما أبعد المسافة بين المَسيح و مَسيح ..!!
ومن هنا كان العُثَار فى الإيمان بـ المَسِيحُ عيسى حيث تشابه القول عليهم وانحرف الإيمان السابق بـ المَسِيح إلى الإيمان اللاحق بـ اليسوع ..!!
ويا ليت الأمر لم يتجاوز هذا الانحراف عن الاسم الصحيح ، حيث سنجد عبارة أخرى تظهر كثيرا فى رسائل بولس وهى عبارة مسيح عيسى التى تكتب فى الأصل اليونانى ( ) . وفى الترجمات العربية نجدها تكتب مَسيح عيسى بتقديم مَسيح على عيسى وهذه الشخصية المُسَمَّاة مَسيح عيسى تختلف تماما عن المَسِيح عيسى وعن عيسى مَسِيح .
وعبارة مَسيح عيسى نجدها ترد فى معظم الأحيان مسبوقة بحرف الجر فى كأنه شخص يدخل فى الناس ويدخل الناس فيه ..!! وهو أشبه بمصطلح صوفى مأخوذ عن فلاسفة الإشراق اليونان ..!!
والقارئ العربى العادى المتوسط الثقافة يدرك بسهولة معنى العبارة مَسيح عيسى وأنها تختلف تماما عن عبارة عيسى مَسيح . فهناك مَسيح يخص عيسى يشار إليه بالعبارة مَسيح عيسى . وهناك عيسى الذى يُعَدُّ مَسيحا من ضمن مجموعة مُسَحَاء يشار إليه بالعبارة عيسى مسيح ..!!
ولتتأكد من هذا المعنى استبدل كلمة مَسيح فى العبارة بأى كلمة أخرى ولتكن على سبيل المثال كلمة عبد ثم انظر معى إلى العبارتين : عبد عيسى و عيسى عبد . فأمامك الآن شخصان لا شخص واحد . أحدهما عبد لشخص يدعى عيسى . وثانيهما شخص يسمى عيسى صفته أنه عبد . وعيسى فى الحالتين لا يدل على شخص واحد . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) .. عبارة ( عيسى مَسيح ) هى العبارة الواردة فى الأصول اليونانية للأناجيل الأربعة . باستثناء ورودها مرة
واحدة فقط فى إنجيل متى ( 16 : 20 ) ( عيسى المَسيح ) وقد تم حذف الاسم ( عيسى ) منها فى النسخة
العربية الحديثة جدا ط 1996 المرفقة فى كتاب التفسير التطبيقى للعهد الجديد .. !!
فهو فى العبارة الأولى سيد يملك عبدا . وفى العبارة الثانية نجده عبدا اسمه عيسى . وتلك بديهيات يعرفها أطفالنا ، قد أطلت فى ذكرها حيث تلاعبت الأهواء فى بيانها للقراء والترجمات العربية شاهدة على انحراف المترجمين فى نقل الأسماء والعبارات المذكورة فيها الأسماء .
فتأملوا معى على سبيل المثال العبارة الواردة فى آخر فقرة من سفر الرؤيا ( 22 : 20 ) حيث نجدها فى الأصل اليونانى هكذا :
( ) وترجمتها الحرفية فى العربية " تعال يا رب عيسى " . ولكن الترجمات العربية للفقرة وردت فى جميع النسخ المعاصرة هكذا : تعال أيها الرب يسوع ..!!
فهل رب عيسى هو الرب يسوع ..!!؟
قطعا سيقول العقلاء لا . ولكن مترجمى الكتاب المقدس إلى العربية يقولون لا فرق فى المعنى بين رب عيسى و الرب يسوع .
فلا حول ولا قوة إلا بـ الله .
مع الاسم جيسوس ( Jesus ) الإنجليزى
========================
لقد تعرَّفنا سابقا على معنى الاسم يسوع العربى الذى أطلقوه مؤخرا على المسيح وهنا أيضا سوف نصل إلى نتيجة مشابه ، فالباطل باطل وإن تعددت صُوَر أصنامه . فـ سُوَاع عُبِدَ من دون الله قديما عند العرب ولا يزال يعبد تحت مسمى يسوع . و ثيوس ( زيوس ) عُبِدَ من دون الله قديما عند اليونان والرومان . ولا يزال يعبد تحت مسمى جيسوس . وإليك البيان :
معلوم عند المتخصصين أنَّ اللغة اللاتينية هى اللغة الأم لبعض اللغات الأوروبية وبالأخص اللغة الإنجليزية ، مع احتفاظ بعض اللغات الأوروبية فى أخذها مباشرة عن اليونانية مثل الألمانية .
وأصل كلمة جيسوس ( Jesus ) الإنجليزية والتى تنطق أحيانا جيزز مأخوذ عن اللاتينية جيزيوس ( Ge Zeus ) بمعنى السمكة (1) . مع اعتبار أنَّ كلمة زيوس تشير إلى نوع من الأسماك ( a kind of fish ) حسب الذى جاء فى القاموس اللاتينى الموضح ( انظر الصورة التالية ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) .. كانت السمكة هى شعار المسيحيين فى الزمن القديم ، ثم ظهر الصليب عوضا عنها ، ثم عادت السمكة حديثا
لترسم فوق السيارات وبداخلها كلمة ( Jesus ) ..!!
ومعلوم عند قرَّاء التاريخ المسيحى ، كيف احتلت السمكة المقدسة مكانا عاليا للدلالة على أتباع المسيح فى العصر الرومانى ..!! إضافة إلى أنَّ زيوس هذا هو الإله الأكبر عند اليونان ومن بعدهم الرومان ، أى الصنم الأكبر الذى كان معروفا فى عصر كتَّاب الأناجيل والآباء الأول ..!!
ولا يزال المسيحيون فى جميع أنحاء العالم يعتبرون صورة السمكة علامة على المعتقدين فى ديانة المسيح ..!!
وكما فعل اليهود قديما فى عدم ذكرهم اسم الله كتابة أو نطقا فى أسفارهم . فعل المسيحيون الأوائل كما فعل اليهود . فكانوا لا يكتبون اسم المسيح فى رسائلهم وإنما يرمزون إلى اسمه ببعض الحروف المتفق عليها فيما بينهم . ففى النسخ الثلاث القديمة المعتمدة : الإسكندرانية والسينائية والفاتيكانية ذكر فيهم حروف مختصرة تشير إلى اسم المسيح مثل ( IN ، IH ، HIS ) باستثناء موضع واحد هو نصّ فقرة إنجيل متى ( 1 : 23 ) فأثبتوا الاسم عِمَّانوئيل الذى لم يناده به أحد من تلاميذه أو أقاربه أو أحد من قومه المعاصرين لبعثته . وتلك المختصرات لاسم المسيح نجدها فى أناجيل نجع حمادى القبطية المكتشفة فى سنة 1945 م .
فإن بحثنا فى أقدم الأناجيل الإنجليزية مثل نسخة بايبل جنيف المطبوع سنة 1560 ميلادية ( Geneva Bible ) عن اسم المسيح لوجدناه ( Iesus ) باثبات حرف ( I ) بدلا من حرف ( J ) الذى لم يكن قد ظهر بعد فى الإنجليزية بمعنى أنَّ الاسم كان إيسوس ( Iesus ) وليس جيسوس ( Jesus ) وهذا الاسم إيسوس أو ييسوس ( Iesus ) مأخوذ عن اليونانية ياسوس ( ιασιος ) .
وقد اعتقد الكثيرون من المسيحيين لأجيال طويلة أنَّ الاسم الصحيح للمسيح هو الاسم اليونانى ياسوس ( ιασιος ) . ولكن بالنظر إلى القاموس اللاتينى نجد أنَّ ياسوس هذا هو ابن الإله اليونانى جوبيتر ، أى صنم آخر من الأصنام اليونانية ..!!
أنظر إلى صورة القاموس اللاتينى التالية :
هذا هو رأى وقول علماء المسيحية واضعى القاموس الإنجليزى اللاتينى . المسيح ياسوس هو ابن جوبيتر و أليكترا محبوبة كريس . وهما مِن آلهة اليونان القديمة وقصصهما مشهورة فى الأساطير اليونانية ..!!
مع الاسم يسوع وشرح معناه
================
ولنناقش القوم الآن فى يسوع ومن أين جاءوا به : وإذا كان الكلام عن يسوع فهذا معناه أنَّ مسيحيى العالم لا دخل لهم بهذا الحوار لأنهم لا يعرفون شيئا عن ذلك الاسم فهو خاص بالعرب المسيحيين فقط ..!!
والمسيحيون العرب مختلفون فى أصل هذا الاسم :
فمنهم من يقول بأنَّ يسوع هو الصيغة اليونانية للاسم العبرى يهوشوع (1) .
ومنهم من يقول بأنَّ يسوع هو الصيغة العربية للاسم العبرى يشـوع (2) .
مع ملاحظة أنَّ يهوشوع هو يشوع نفس الشخص ..!!
ولم يقل أحد منهم بأنه الصيغة العربية للاسم الآرامى ، وبالتالى فقد حادوا جميعا عن الصواب فى كلامهم هذا لأنه قد تبيَّن للقارىء بأنَّ الإسم آرامى الأصل حسب اللغة التى كانت سائدة بين بنى إسرائيل حينذاك وإليك البيان :
أولا : مع القائلين بأنَّ يسوع هو الصيغة اليونانية لـ يهوشوع .
جاء فى أخبار الأيام الأول ( 7 : 27 ) اسم يهوشوع بن نون فى الترجمات العربية للكتاب المقدس و ( Joshua) فى الترجمات الإنجليزية . وقد ذكر هذا الاسم فى ذلك الموضع من سفر الأخبار فى الترجمة اليونانية السبعينية هكذا ( Ιησουε ) . وهذا الاسم اليونانى يذكرنا بـ عيسى وليس بـ يسوع مع فارق بسيط هو إضافة حرف الكسرة القصيرة لآخر الاسم والمعبر عنها بالحرف اليونانى إبسلون ( ) المعادل للحرف الإنجليزى ( e ) . فهو إذا قراءة أخرى للاسم عيسى حيث ينطـق عِيسِى بكسر آخـره بدلا من عِيسَى بفتح آخـره وتلك قراءة عربية معروفة للاسم عيسى ..!!
وفى زمن بعثة المسيح وما بعده كان يكتب بفتح السين أى عِيسَى بدون حرف ( ) اليونانى . كما أننا نجد الاسم يشوع ـ يهوشوع أو يوشع ـ قد ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) .. منهم الدكتور القس إبراهيم سعيد فى كتابه شرح بشارة لوقا ص21 .
(2) .. منهم أصحاب قاموس الكتاب المقدس ص 1065 .
ذكر فى سفر الأعمال ( 7 : 45 ) بالرسم اليونانى وهو فى صيغة المضاف إليه هكذا ( Ιησου ) إنه إيسو اليونانى أو عيسى الآرامى العربى .
كما نجده أيضا فى الرسالة إلى العبرانيين ( 4 : 8 ) وهو فى حالة الرفع الاعرابى اليونانى هكذا ( Ιησους ) . إنه إيسوس اليونانى أو عيسى الآرامى العربى ..!!
فقراءة الاسم عِيسِى بكسر السين أقدم زمنا من قراءته عِيسَى بفتح السين . وذلك الاستنتاج الاستقرائى مأخوذ من مراعاة الفرق الزمنى بين كتابة النسخة السبعينية وكتب العهد الجديد . فهل اقتنعت أيها القارئ بخطأ هؤلاء القائلين ..!؟
ثانيا : مع القائلين بأنَّ يسوع هو الصيغة العربية للاسم العبرى يشوع .
من يقرأ أسفار الكتاب المقدس وخاصة العهد القديم ، سوف تقع عيناه على الصيغة العربية ليشوع . إنها يشوع أيضا ، لم تكتب أبدا يسوع فى أى موضع من أسفار العهدين القديم أو الجديد . وإن وافقنا القوم جدلا على قولهم بأن يسوع هو الصيغة العربية ليشوع . وأنه هو الاسم العربى للمسيح .
فما هو الاسم الذى كان يقوله أقباط مصر عن المسيح قبل دخول الإسلام إلى مصر على سبيل المثال ..!؟
ومعلوم أنَّ الإسلام دخل مصر فى القرن السابع الميلادى ومِنَ الإسلام عرف المصريون اللغة العربية . وهذا معناه أنَّ اسم يسوع العربى كما يقولون قد عرفه مسيحيو مصر بعد سبعة قرون من بعثة المسيح ..!؟
فهل يعقل هذا الكلام يا أصحاب الأفهام ..!؟
سبعـة قـرون وأكثر لم يعرف مسيحيـو مصر ذلك الاسم يسوع ، ثـم فُـرِضَ عليهم فرضا ليتعبدوا به ويتوجهوا إليه فى صلاتهم وصيامهم . ولا أحد يتوقف ليسأل نفسه من أين جاء هذا الاسم وقد خلت منه جميع الوثائق والمخطوطات القديمة للأناجيل وباقى كتب العهد الجديد ..!؟
هل يحق للمسيحيين أن ينساقوا هكذا وراء قساوستهم ورهبانهم إلى المجهول وإلى المصير المحتوم دون أن يعرفوا شيئا ..!؟
وهل يعلم القارىء العربى والمصرى خاصة أنَّ اسم المسيح فى اللغة القبطية هو عيسى وليس يسوع ..!!
وهذا هو رسمه فى القبطية ( ΙΗC ) و ( ΙC ) . حيث أنَّ حرف (C ) يكتب بدلا من حرف ( Σ) اليونانى وينطق ( س ) فى العربية والقبطية واليونانية . وأنَّ حرف ( I ) ينطق ( ع ) وحرف ( H ) ينطق ( ى ) كما سبق بيانه . بمعنى أنَّ حرف العين هو الحرف الأول فى الاسم ، وأنَّ مسيحيى مصر كانوا يقولون عيسى قبل الفتح الاسلامى لمصر ثم غيَّروه إلى يسوع من بعد أن تكلموا العربية حتى يخالفوا المسلمين فى ذلك الاسم الشريف ..!!
ولكن مسيحيِّى مصر الذين يعلمون القبطية سيقولون لك إنَّ هذه الأحرف ما هى إلا اختصارات للاسم اليونانى إيسوس ..!! وأنَّ منطوق الاسم فى القبطية هو إيسوس بى إخارستوس ( Isoos Pi ekhrestos ) أى عيسى المسيح . فتحولوا من القبطية إلى اليونانية التى لا تسعفهم فى زعمهم .
وقد سبق أن علمنا أنَّ الصيغة العربية لاسم المسيح هى عيسى بفتح السين وكسرها وأنَّ الصيغة العبرية هى عيسو . كما أنَّ الصيغة العربية لـ يهوشوع حسب النصوص العربية القديمة هى يوشع بن نون . فتطابق الاسم فى كل من العربية والقبطية واليونانية .
اللهم إنك تعلم أنى قد بَيَّـنْتُ وأوْضَحْتُ
ولك وحدك قد سعيت بعملى هذا خالصا لوجهك الكريم
فتقبله منى يا أكرم الأكرمين .
مع كلمة يسوع فى العربية
================
وحيث أنَّ كلمة يسوع انحصرت فى لغتين : إمَّا العربية وإمَّا اليونانية حسب أقوال علماء المسيحية العرب . ولكن بالبحث والتقصى فى مفردات اللغة اليونانية لم نجد هذا الاسم يسوع فيها . ولذا انحصر معناه وأصله فى اللغة العربية . وهذا يجعل لنا الحق فى أن نبحث عن معناه فى اللغة العربية وليس فى العبرية أو الآرامية حيث أنه لا يوجد أحد منهم قد قال بأنَّ الاسم يسوع عبرى أو آرامى . ويحق لنا أن نبحث عن معناه فى معاجم اللغة العربية والتراث العربى لنتعرف على معناها .
فكلمة يسوع قد تكون مشتقة إمَّا من ( س و ع ) أو ( ى س ع ) :
فهناك سُوع بالضم : اسم قبيلة عربية كانت باليمن ، قال فيها النابغة الذبيانى :
مستشعرين قد ألقوا فى ديارهم .. دعاء سوع ود عمى وأيوب
ويروى دعوى يسوع وكلها من قبائل اليمن . وهناك سُواع بالضمة أيضا : وهو اسم صنم كما جاء فى القرآن الكريم وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسرا ( 23 / نوح ) . وبالفتح لغة فيه وبه قرأ الخليل . وهذا الصنم كان لهمدان وقيل لأهل الجاهلية فعبد من دون الله عز وجل كذا نصَّ الليث وزاد الجوهرى ثم صار لهذيل . قال رجل من العرب :
تراهم حول قيلهم عكوفا .. كما عكفت هذيل على سواع (1)
وجاء فى المعجم الوسيط : سواعا .. صنم عبد فى قوم نوح ثم صار لهذيل أو كان لهمدان وحُجَّ إليه (2) .
ومن المهم جدا أن نعلم بأنَّ هذا الاشتقاق اللغوى لمادة ( س و ع ) ورد فى المعاجم العربية نقلا عن التراث العربى القديم من قبل أن يظهر على مسرح التاريخ الاسم يسوع كاسم علم للمسيح عيسى ابن مريم عند أتباع الديانة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) .. راجع تاج العروس بشرح القاموس ج 5 ص390 .
(2) .. المعجم الوسيط ج 1 ص 463 .
المسيحية العرب .
قال الأستاذ أنيس فريحه ـ المسيحى ـ عن اسم الصنم يغوث المذكور فى القرآن الكريم : " يغوث فعل مضارع بمعنى يسعف وهو الاسم العبرى يشوع من جذر يشع بمعنى خَلَّصَ ومنها يسوع " (1) .
قلت : وشهد شاهد من أهلها ..!! .
لقد اختار القوم اسما لصنم عربى قديم وقدموه إلى عامتهم ليعبدوه عوضا عن اسم المسيح عيسى . وغالبية القوم لا يعلمون بما يفعلون ولا يريدون الحق فيعلمون ..!! فهلاَّ تراجعوا عن عبادتهم لـ يسوع وآمنوا بما جاء به المسيح عيسى ..!؟
وفى حالة اشتقاق الاسم يسوع من الجذر ( يسع ) فإنَّ المعنى هنا لا يقبله إنسان يحب المسيح أو يكن له أدنى احترام . افتحوا معى قواميس اللغة العربية فسوف تجدون أنَّ المعنى المراد من يسع هو الضائع أو الهالك أو الذى يترك ولده للضياع مسياع ، أو أساعه بمعنى أهمله وضيَّعه ..!!
ولم يكن المسيح فى يوم من الأيام ضائعا أو هالكا .
ونستكمل كلامنا عن اسم يسوع العربى . إن كان الاسم يسـوع هـو الصيغة العربية للاسم يشـوع العبرى كما قال أكثرهم . فإنَّ يشوع هذا هو الذى قاد اليهود إلى أرض كنعان بعد موت نبىّ الله موسى . ويشوع بن نون هذا من قبيلة إفراين الإسرائيلية . وهنا ينقل لنا الدكتور عبد المحسن الخشاب عن علماء الغرب المسيحى فى كتابه ( تاريخ اليهود القديم بمصر ) عن معنى الاسم يشوع قولهم : " هو اسم مشتق من اسم الثور الذى كان بنو إسرائيل يعبدونه فى الصحراء " (2) . وهنا نتعرف على شكل ذلك الصنم المدعو يسوع ، إنه يشبه الثور ..!! ولكن المسيحيين يؤمنون به على أنه خروف (3) ..!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) .. دراسات فى التاريخ ص 99 .
(2) .. تاريخ اليهود القديم بمصر ص 105 .
(3) .. يسوع الخروف ( رؤيا 14 : 1 ،3 ) . الكنيسة عروس الخروف ( رؤيا 21 : 9 ) .
وأكتفى بهذا القدر المزعج من المعلومات عن يسوع لعل الله سبحانه وتعالى يحدث بعد ذلك أمرا . فهلاَّ بحث مسيحيو وطنى العربى الحبيب عن صحة ما يلقيه إليهم أساقفتهم ورهبانهم وليتأملوا فيما لديهم من تراث كنسى ليأخذوا صحيحه ويتركوا سقيمه .
ما دخل يهوه وخلاصه فى اسم يسوع العربى ..!؟ فالشرح والتفسير لا علاقة له بالصيغة العربية يسوع أو إيسوا اليونانية المأخوذة عن الأصل الآرامى عيسى .
إنَّ المنصفين يعلمون جيدا أنَّ هناك عِلماً يدعى " بعلم أمراض الدين " ( pathology of religion ) . وأنَّ هناك أمراضا جَمَّة قد انتشرت بين أصحاب الديانات المختلفة . ومَثَلُنَا هنا هو اسم يسوع الذى يعتبر ظاهرة مَرَضِيَّة مسيحية عربية . تحتاج إلى مصلحين أتقياء على درجة عالية من الصدق والمصداقية والأمانة العلمية فى نقل المعلومات الدينية إلى الجماهير المسيحية العربية .
فهل يستطيع أن يقف قسيس عربى مسئول ذو مكانة عالية فى الكنيسة أمام الجماهير من عامة المسيحيين ويقول لهم إنَّ اسم ربنا وفادينا الذى نعبده والذى عبده آباؤنا وأجدادنا ليس هو يسوع وإنما اسمه الصحيح هو عيسى ..!؟
هل من الممكن أن يحدث هذا ..!؟
مع أنَّ القضية صحيحة لا ترى فيها عِوَجا ولا أمتا . فالأصول اليونانية بين أيديهم واللغة الآرامية تم كشف رموزها وحل شفرتها اللغوية . وليس هناك يسوع وإنما هو عيسى . قال تعالى فى محكم التنزيل والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه . والله سريع الحساب ( 39 / النور ) .
بين السين العربية والشين العبرية
================
هناك مواضع كثيرة تتداخل فيها السين مع الشين فى النسخ العربية للكتاب المقدس ، ومن ثمَّ تضيع المعانى بين اللغتين العربية والعبرية . فكلمة عيشو العبرية ( עשן ) الواردة فى نصّ ( تك 25 : 25 ) كاسم علم لابن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام تختلف عن نظيرتها عيسو العربية المسجلة فى نسخ الكتاب العربية . فالمعادل العربى لكلمة عيشو العبرية هو أعْثى أى أشعر أى الكثير الشعر على جسده من الجذر العربى ( عثا ) . وبهذا المعنى جاء النصّ فى سفر التكوين ( 25 : 25 ) فى وصف ابن إسحاق البكر عند ولادته " كله كفروة شعره فدعوا اسمه عيشو " . راجع معنى الكلمات أرقام ( 6215 , 6213 ) فى القاموس الكتابى ( Gesenius hebrew-Chaldee lexicon ) .
ولكن للأسف الشديد نجد أنَّ الترجمات العربية للكتاب لم تلتزم بالمنطوق العبرى للاسم عيشو حيث جاء فيها كلمة عيسو أخذا من الترجمات اليونانية التى لا تفرق بين حرفى السين والشين ..!!
فـ عيشو العبرى مأخوذ من الجذر اللغوى العبرى ( ع ش هـ עשה ) الذى يحمل الرقم ( 6213 ) فى القواميس الكتابية (1) وهو المعادل للجذر اللغوى العربى ( ع ث ا ) بنفس المعنى المراد من الكلمة . أمَّا عيسو وعيسى فهما من الجذر العربى ( ع و س أو ع ى س ) السابق شرح معناهما وليس فيهما معنى كثير الشعر .
قلت جمال : ويبدو أنَّ الاسم العربى القديم لابن اسحاق البكر هو عيص بالصاد وليس بالسين وهذا رسمه فى العبرية ( עיצ ). وبهذا الاسم قال علماء أهل الكتاب العرب القدماء الذين أسلموا مثل وهب بن منبه وكعب الأحبار وغيرهم . وسُجِّل هذا الاسم عيص أو العيص فى كتب التراث العربى الإسلامى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) .. راجع الكلمة رقم ( 6215 ) فى القاموس الكتابى ( Strong Exhaustive Concordance ) .
القديمة مثل تفسير الطبرى وغيره . ومعنى الـ عيص هو أصل خيار الشجر . بمعنى أنه الابن البكر لإسحاق ، فطابق الاسم المسمى .
ولقد قالوا ظلما وعدوانا أنَّ مُحَمَّداً قد أخطأ فى نقله لاسم المسيح فقال فى القرآن الكريم عيسى بدلا من عيسو العبرانى ، وهم يعلمون أنَّ الاسم العبرانى عيشو وليس عيسو ، وأنَّ معادله العربى هو عثأ أى كثير الشعر وليس عيسى . ولقد سجلوا على أنفسهم أنهم يعلمون الحق ، فقالوا فى القاموس الكتابى العبرى الكلدانى :
( Gesenius' Hebrew-Chaldee Lexicon of the Old Testament ) عند الكلمة عيشو رقم (6215 ) ما نصّه :
ومثل ذلك الخلط والتشويش على المعانى بين كلمات اللغتين العربية والعبرية نجده فى الاسمين يشوع و يسوع . فالاسم الأول يشوع له صورتان فى العبرية هما ( يهوشع יהןשע ) و ( يهوشوع יהןשןע ) (1) . وهما مشتقان من الجذر العبرى ( يشع ישע ) بمعنى ينقذ والذى أخذوا منه معنى يُخلِّص .
أمَّا الاسم الثانى العربى يسوع فهو من الجذر العربى ( س و ع ) الذى ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) .. راجع الكلمة رقم ( 3091 ) ورقم ( 3467 ) فى القواميس الكتابية :
( Strong Exhaustive Concordance ) . و ( Gesenius hebrew-Chaldee lexicon )
ليس فيه معنى الإنقاذ أو الخلاص ، وإنما فيه معنى الضياع والهلاك ..!!
وكل هذه الفروق اللغوية تضيع إذا تجاهلنا اللغتين العربية والعبرية وذهبنا إلى اللغات اليونانية واللاتينية وسائر اللغات الأوربية .
ولقد استخدمت فى هذا الكتاب اللغة اليونانية للكشف عن اسم المسيح لأنه لا توجد أى مصادر مسيحية مكتوبة باللغة العبرية أو الآرامية ، وكان هدفى فى ذلك الأمر هو تحقيق منطوق الاسم فى العربية بعيدا عن معناه ، فلا تعارض بين كلامى هنا وبين ما سبق تحقيقه من قبل
(((((كيف اخترع بولس المسيحية ، وهدم النصرانية
بقلم الدكتور وديع احمد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي هداني إلى الإسلام بعد أن عشت حوالي أربعين عاما في شرك دين المسيحية أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وخاتم الأنبياء وسيد المرسلين ، وأشهد أن المسيح عيسى بن مريم ( المدعو/ يسوع) هو عبد الله ورسوله إلى بني إسرائيل .
- ومن أعجب ما في كتاب النصارى – رسائل بولس – التي تتخذها كل طائفة من المسيحيين ذريعة لكي تنفصل عن الطوائف الأخرى وتكفرها وتحاربها ، لأن هذه الرسائل فيها كلام متضارب ومتناقض – وأقول للمسيحيين أن هذه الرسائل هي سبب ضلالهم وانحرافهم عن الدين الأصلي إلى ( المسيحية ) التي اخترعها لهم بولس ، وذلك باعتراف كتابهم ( المقدس ) عندهم
- وبعد دراستي للرسائل ، وجدت أن ما يقوله المسيحيون الآن في عبادتهم للمسيح – لم يجرؤ بولس أو كتبه الأناجيل على قوله – مثل :
1. لم يذكر بولس أبدا أن المسيح هو الله ، بل جعله دائما ( رب) – بعد ( الله ) – الأب
2. ولم يذكر أبدا – أن الله – والمسيح – واحد .
3. ولم يذكر أبدا أن المسيح – يساوي الله في الجوهر .
4. ولم يذكر أبدا الثالوث ( الله – المسيح – الروح ) معا – أو حتى لفظة التثليث .
5. كل الرسائل البولسية تعترف أن ( الله ) الأب – هو الأعظم والأول والخالق والمانح والفاعل والقادر .. الخ – ومن بعده يأتي المسيح ( الابن ) المفعول به والذي يأخذ من الأب دائما .
6. لم يذكر بولس أو غيره من التلاميذ – ما يعتقده النصارى في (مريم) إذ جعلوها أم الاههم وأم ربهم ، ويدعونها ( أم النور ) إشارة إلى هذه العقيدة . و ( النور ) يقصدون به ( الله ) – لقد رضع بولس حجر أساس المسيحية ، فقام البطاركة والرهبان ببناء عشرات المباني فوق هذا الحجر
- قصة حياة بولس
- كما جاء ذكرها في كتابهم ( أعمال الرسل ) ويقصدون بهم – تلاميذ المسيح – يحكي هذا الكتاب
في ( أعمال 9 ) أن بولس كان اسمه في الأصل ( شاول ) وكان جنديا يهوديا متعصبا يحارب ويقتل الذين آمنوا برسالة المسيح – وذلك بعد اصعاد المسيح بسنوات .
- ثم أخذ من رئيس كهنة اليهود في أورشليم- إلى جماعات اليهود في دمشق لكي يساعدوه في القبض عل كل نصراني هرب إلى دمشق ( وقصة هؤلاء النصارى الهاربين إلى دمشق لم يذكرها سوى ( إنجيل برنابا ) ) . ( لاحظ أن اليهود كانوا تحت الاحتلال الروماني ؟ فمن أين لكهنتهم و لبولس هذه السلطة ) – وفي الطريق إلى دمشق أبرق حول بولس وجنوده – نور من السماء ،فسقط على الأرض وسمع صوت ( يسوع ) يدعوه للإيمان . هذه القصة مذكورة في نفس الكتاب ( أعمال )
ثلاث مرات والثلاث قصص متضاربة:
القصة الأولى في ( أعمال 9 ) أن الرجال الذين كانوا مع شاول ( بولس ) وقفوا صامتين يسمعون الصوت ولم يروا شيئا . وأمره الصوت أن يدخل دمشق حيث سيعرف ما يفعله . وظل هناك أعمى – ثلاثة أيام .
القصة الثانية في ( أعمال 22 ) تقول أن الرجال لم يسمعوا الصوت ولكنهم رأوا النور وارتعبوا .
القصة الثالثة ( أعمال 26) من لمعان النور سقط شاول على الأرض هو وجميع من معه ، وأمره الصوت قائلا ( الآن أرسلك إلى الشعب لتفتح عيونهم ليرجعوا إلى الله ) فذهب إلى دمشق وأورشليم وأمرهم أن يتوبوا إلى الله ؟؟؟
- ونتابع القصة الأولى : دخل ( شاول ) إلى دمشق وهو أعمى ، وبعد 3 أيام جاءه ( تلميذ ) اسمه ( حنانيا ) وصلى عليه فشفاه ، وتم تعميده ( تنصيره ) فخرج في الحال يبشر بدين المسيحية ويطوف على معابد اليهود في دمشق ؟؟ . هكذا في لحظة انقلب عدو النصرانية إلى عالم في دين النصرانية ؟ والكلام يوحي بأن دمشق مليئة بمعابد اليهود ؟
- ثم تشاور اليهود لكي يقتلوه ، فقام النصارى بتهريبه إلى أورشليم . وهناك خاف من تلاميذ المسيح بسبب ماضيه الأسود ، فأخذه ( برنابا ) صاحب الإنجيل المرفوض من النصارى ، وجاء به إلى التلاميذ وشرح لهم قصته فقبلوه ، فكان يخرج مع التلاميذ ويكلم اليونانيين عن المسيح ( مع أن البلاد كانت تحت الاحتلال الروماني ) فحاول اليونانيون قتله ؟ فأخذه النصارى وهربوه إلى بلد – ( قيصرية ) . ثم أرسلوا إليه ( برنابا ) فأخذه إلى ( إنطاكية ) وهناك اخترع لهم شاول اسم ( المسيحيين ) أي الذين يعبدون المسيح . ثم انتقل من بلد إلى أخرى حتى قابل ( والي) اسمه ( بولس ) فأعجبه الاسم ، ودعا نفسه ( بولس ) ( أعمال 13 : 7 – 9 ) .
أما عن جنسيته فقد قال ( بولس ) عن نفسه أنه ( روماني ) ( أعمال 16 : 37 ) ثم قال أنه يهودي من بلدة ( طرسوس ) في آسيا الصغرى ؟ ( أعمال 21 : 39 ) ثم عاد وقال أنه روماني ( أعمال 22 : 25 ) ثم عاد وقال أنه يهودي ( فريسى ) أي من علماء رجال الدين المتصوفين ( أعمال 23 : 6 )
ثم ذهب إلى بلدة ( أيقونية ) في آسيا الصغرى وهناك اخترع لهم الكنائس والقساوسة والأساقفة ( رؤساء الكهنة ) ( أعمال 14: 13 & 20: 28 )
ثم ابتدأ فجأة يهاجم كل من يحافظ على العمل بشريعة الله للنبي موسى عليه السلام ، وخاصة الختان ( أعمال 15: 2) ، في بلدة ( إنطاكية ) التي أسس فيها النصرانية ،حيث تشاجر مع اليهود الذين تنصروا قبل ذلك على يديه ، وعاد إلى أورشليم مع ( برنابا ) حيث أقنع ( تلاميذ المسيح ) ألا يثقلوا على المؤمنين الجدد بحفظ كل شريعة التوراة ، وأن يكتفوا بتحريم الأصنام وما ذُبح لها وأكل الميتة والدم والزنا ، ثم تشاجر (بولس ) مع ( برنابا ) وافترقا ،
ثم ابتدأ ( بولس ) ينافق كل طائفة حسب عقيدتها، فقام بختان تابعه ( تيموثاؤس ) لينافق اليهود ( بعد أن كان يحارب الختان ) ( أعمال 16 ) ولا أدري هل كان يكشف على الناس ليتأكد من أنهم مختونين ؟ . ثم نافق عبدة الأصنام في أثينا ( أعمال 17 ) وقال مثل قولهم ( نحن ذرية الله ) ؟ ورأى صنما مكتوبا عليه ( إله مجهول ) فقال لهم لقد جئتكم لأبشركم بهذا الإله ؟؟
وفي تركيا ( كورنتوس- أفسس ) ( أعمال 18، 19) – وجد أن تلاميذ( يوحنا ) ( يحيى بن زكريا ) سبقوه إلى هناك وعلموا الناس الدين ، وقالوا لبولس ( لم نسمع عن الروح القدس ) فأخذهم وعلَّمهم بدعته الجديدة في الدين عن ( تأليه الروح القدس) و ( التعميد ) أي التنصير .
وعاد إلى ( أورشليم ) حيث هاجمه تلاميذ المسيح لأنه يُعلِّم الناس أن يتركوا العمل بشرائع التوراة ، وأمره التلاميذ أن يظهر أمام اليهود وهو ينفذ شريعة موسى ( أعمال 21: 17 ) ومع ذلك قبض عليه اليهود أثناء دخوله هيكل سليمان ، وسلموه إلى ( الوالي ) لمحاكمته وهنا يذكر ( شيعة الناصريين ) أي النصارى ، ويقول أن ( بولس ) هو قائدها ( أعمال 26 ) و ( الوالي ) يتهمه بالهذيان ( أعمال 26: 24 ) ثم يرسله إلى ( الملك ) في ( روما ) لمحاكمته وهناك عاش سنتين مع اليهود ( أعمال 28: 17 ) مع أن نفس الكتاب ذكر أن الملك طرد كل اليهود من ( روما ) قبل هذه الحادثة بفترة ( أعمال 18: 2 )
وهناك قال آخر كلماته لليهود { اعلموا أن خلاص الله قد أرسل إلى الأمم ( أي الشعوب الغير يهودية ) وهم سيسمعون ( أي يؤمنون بالله )} وذكر تاريخ النصارى أن ( بولس ) تم قتله بالسيف في روما
ونأتي إلى رسائل بولس وقد لاحظت فيها أنه :
1. حين يكلم اليهود يمدحهم ويمدح التوراة ، وحين يكلم اليونانيين يهاجم اليهود ويهاجم التوراة . وسوف أعطي مثالا على ذلك في آخر هذا الدرس
2. حين يتكلم عن ( الله ) ، يذكر من بعده ( المسيح ) مشيرا إلى أنه ( درجة ثانية ) بعد الله . واليكم المثال
تلخيص كلام ( بولس )- عن الله ثم عن المسيح – في كتابهم ( أعمال الرسل ) ( أي التلاميذ )
1. أن الله : أقام المسيح مخلصا لبني إسرائيل ( أعمال 13: 23 ) أي ليس مخلصا للعالم كله كما يدعي النصارى . ثم عاد ( بولس ) وقال عن نفسه أن الله أقامه هو شخصيا مخلصا لليهود ( أعمال 13: 47)
2. أن الله – عين الإنسان يسوع – لكي يقدم الإيمان بالله للناس ( أي يدعوهم لعبادة الله ) ويشرح لهم كل شئ عن الإيمان ( أعمال 17: 3)
3. أن الله – سوف يدين الناس بالعدل – بالإنسان يسوع المسيح ؟؟ ولعله كان يقصد أن الله سوف يجازي الذين عاصروا دعوة المسيح على أساس الإيمان وأنه عبد الله وليس أكثر من ذلك ، أو أن المحرفون حشروا كلاما متضاربا أو أنه كان يهذي ( أعمال 17: 31)
4. المسيح هو أول من يقوم من الأموات ( يعني في يوم القيامة ) ( أعمال 26 ) أي أنه خاضع لسلطان الله في كل المخلوقات .
ولننتقل إلى بعض رسائل بولس لنرى كيف كان يعرض للناس الإيمان بالله ومعه بدعته عن عبادة المسيح :
تلخيص كلام ( بولس ) عن الله – ثم عن المسيح – في رسالته الى يهود روما ( رومية )
1. الله عين المسيح ( في منصب ) ابن الله – باقامته من الأموات ؟ ( رومية 1: 4)
2. قسم العبودية – بين – الله ( الأب ) والرب ( يسوع ) ولم يذكر ( الروح القدس ) ( رومية 1: 7)
3. قال – إن الشكر لله – بيسوع المسيح ؟ ( رومية 1: 8)
4. وأن العبادة لله – في إنجيل ( ابنه ) يسوع المسيح ؟ ( رومية 1: 9 )
5. وأن قوة الله للخلاص – هي إنجيل المسيح ( 1: 16)
6. بر الله ؟ ثم إعلانه في الإنجيل – وظهور الإيمان بيسوع المسيح ؟ ( 1: 17)
7. الله يتبرر ؟؟ بالإيمان ليسوع المسيح ( 3: 26)
8. الله يدين الناس – بيسوع – حسب إنجيل بولس ؟ ( أين هو ؟؟ ) ( 2: 16)
9. الله قدم المسيح كفارة عن البشر ولم يشفق عليه ؟ ( 3: 25) ، (8 : 32)
10.نؤمن بالله – الذي أقام المسيح من الموت ( 4: 24)
11.الله يعادي البشرية كلها بسبب خطيئة آدم ، والمسيح يصالح البشرية مع الله ( 5: 1- 10)
12.المسيح بار ( عبر ) ويطيع الله ( 5: 18- 19)
13.المسيح يحكي لنا لله ؟ ( 6: 9، 10 )
14. البشر – أحياء لله – بيسوع ؟ ( 6: 11 )
15.البشر أبدلوا مجد الله الذي لا يغني – بشبه صورة الإنسان الذي يغني(23:1)
{ إذا تكون عقيدة المسيحية كلها شرك وكفر بالله }
16.الله يحيى الناس – كما أقام المسيح من الموت – بروح الله ( 8: 11 )
17.البشر يصرخون إلى الله – بواسطة روح الله – قائلين ( يا أبا الآب ) ؟؟؟ ( 8: 15 ) . { هكذا جعلوا ( للآب) أبا – أي- جدا ( للمسيح )؟؟ }
18.البشر يرثون الله – مع المسيح ؟؟ ( 8: 17 )
19.المسيح والروح القدس – يشفعان للمسيحيين – أمام الله ( 8: 27 ، 8: 34 )
20.المسيح – كائن – إلها ؟؟ ( 9: 5 )
21.الإيمان في القلب – بالله – الذي أقام المسيح من الموت ، والاعتراف بالفم بالرب يسوع – هما أساس الخلاص ( أي النجاة من جهنم )( 10: 9 )
22.الله – له السلطان وحده ( 13: 1 )
23.الله – له التمجيد وحده ( 15: 5 )
24.المسيح خادم ( الختان ) أي خادم شرع الله ( 15: 8 )
ملخص ما قاله بولس في رسالته إلى اليهود ( رسالة العبرانيين )
1. الله – أرسل الأنبياء- ثم أرسل المسيح ( رسالة بولس إلى العبرانيين 1: 1)
2. الله – خلق العالمين – بالمسيح ؟؟ ( 1: 2)
3. الله – جعل المسيح وارثا لكل شيء ؟ ( 1: 2)
4. الله – هو اله المسيح ( 1: 9)
5. الله – هو خالق المسيح والمؤمنون ( 2: 11)
6. الله – جعل المسيح مثل موسى ( أينبيا ) وهو خالق الكل ( 3: 2-4)
7. الله – مجد المسيح بأن جعله مثل هارون ( رئيس كهنة )( 5: 5)
8. الله – أنقذ المسيح من الموت على أيدي اليهود – بعد أن صرخ المسيح لله القادر أن يخلصه من الموت ، وصرخ المسيح صراخا شديدا بدموع وقدم طلبات وتضرعات حار فأنقذه الله لأن المسيح يتقي الله ( عبرانيين 5: 7)
9. الله – جعل المسيح – رئيس كهنة على رتبة ( ملكى صادق ) { الذي كان ملكا لمدينة ( شاليم ) أيام إبراهيم عليه السلام } ( 6: 20)
10. الله – أقسم للمسيح أن يجعله كاهنا إلى الأبد ؟؟(5: 6، 7: 21)
11. الله هو ديان الجميع ، والمسيح وسيط بين الله والناس ( 12: 23 )
12. الله يعين الناس على العمل الصالح – كما فعل مع المسيح ( 13: 21)
13. الله – اله السلام – أقام المسيح من الموت ( 13: 20)
14. المسيح – جلس في يمين العظمة ( يمين عرش الله ) ( 1: 3)، ( 8: 1)
15. المسيح صار أعظم من الملائكة ( 1: 4) ، الله وضع المسيح أقل من الملائكة قليلا ( 2:9)
16. المسيح ورث اسما أفضل من الملائكة (1: 4) ؟؟؟ ( لم يخبرنا ورث ممن )
17. المسيح له شركاء – وهو أفضل منهم بأمر الله ( 1: 9)
18. المسيح – ذاق الموت – بنعمة الله ( 2: 9)
19. المسيح صار رئيس كهنة أمينا فيما لله ( أي أمينا في تبليغ رسالة الله للناس ) كما كان موسى ( 3: 1-2)
20. المسيح – رئيس كهنة – مجرب من الشيطان – مثل المؤمنين برسالته ( 4: 15)
21. المسيح – خادم الأقداس – في السماء ؟؟ ( 8: 2)
22. المسيح يظهر الآن أمام الله لأجل أتباعه ؟ ( 9: 24)
23. المسيح يفعل مشيئة الله ( أي يخضع لله ) ( 7: 10-9)
24. المسيح في السماء الآن ينتظر حتى ينصره الله على أعدائه ؟ ( 1: 13)
25. المسيح هو رئيس إيمان المسيحيين – ومكمله – لذلك احتمل الصليب والخزى – فجلس في يمين عرش الله ( 12: 2)
26. المسيحيين – شركاء المسيح ( 3: 14) وشركاء الروح القدس ( 6: 4)
ملاحظات عامة على كلام بولس عن الله – ثم عن المسيح
1. يتضح من رسائله أنه يوجد فرق كبير بين الله – الخالق – وبين المسيح المحتاج لعطية الله
2. لم ينكر بولس أي صفة من صفات الله وحده لا شريك له ، ولم يجرؤ على إضافة صفات الله – للمسيح – أو العكس
3. القارئ لمسائل بولس – يجد كلمتي ( يسوع المسيح ) محشورتان ( زيادة ) عمدا بعد الكلام عن الله – مثال في (رسالة تيطس ) يقول : ( بولس عبد الله – ورسول يسوع المسيح ) و ( ننتظر ظهور مجد الله العظيم – ومخلصنا يسوع المسيح ) – و ( الله الذي سكب علينا رحمته بغنى – بيسوع المسيح … ) . وهكذا .
4. كل كلامه عن الله – لا يشمل المسيح في نفس المضمون ، ولو جاء ( الله ) ثم ( المسيح ) في جملة واحدة فإنه يبدأ بالله – ولا يفعل العكس أبدا
5. في كلامه عن الله – لا يعطيه صفات البشر ، ثم حين يذكر المسيح يعطيه كل صفات البشر
6. ويجعل المسيح دائما خاضعا لله – ومفعول به – يأخذ من الله ويحتاج لله … الخ
7. حاول بولس جاهدا أن يجعل المسيح ( ربا ) درجة ثانية بعد الله – فجعله :
أ- عن يمين عرش الله ( لم يجرؤ أن يقول أنه عل عرش الله )
ب- يأخذ من الله سلطات واسعة ( لم يجرؤ أن يقول أنه له سلطان من ذاته )
ت- الله يخلق بالمسيح – وللمسيح ؟ كلام غير مفهوم .
ث- الله – عين المسيح ابنا له - ؟ كأنه ( في منصب) مثل الوزارة
ج- المسيح وسيط بين الله والناس .. وغيرها . والله لا يحتاج وساطة
8. دائما يذكر الله أولا . ثم من بعده المسيح أو الروح القدس – ويجعلهما في مكانة أقل من الله ( شفعاء )
9. وكذلك ذكر أن المسيح والروح يخضعان لسلطان الله ، ويرسلهما الله …
أما شهادة نفاق بولس – فتظهر في :
( أ ) بولس يمدح اليهود والتوراة في رسالته إلى يهود روما ( رومية ) فقال لهم :
1. إن خلاص الله – ومجد الله – لليهودي أولا ثم لليوناني من بعده – لأنه ليس عند الله محاباة ؟ ( 1: 16 )
2. الذين يعملون بالناموس ( ينفذون وصايا التوراة ) يصيرون أبرارا ( يدخلون الجنة ) ( 2: 12 )
3. الإيمان يثبت بالناموس ( أي بالعمل بشريعة التوراة ) ( 3: 31 )
4. الناموس مقدس ووصاياه مقدسة وعادلة وصالحة ( 7: 13 )
5. اليهود لهم عند الله التبنِّي والمجد والعهود والتشريع والعبادة ولهم الأنبياء ومنهم المسيح ( 9: 3 ) ( ويقصد أنهم أبناء الله )
( ب ) وحين خاطب الغير يهود ( مثل : رسالة أهل غلاطية ) أخذ يذم اليهود والتوراة فقال :
1. بأعمال الناموس لا يتبرر أي إنسان أمام الله ( 2: 16)، ( 3: 11) عكس ( رومية 2: 3)
2. ملعون من يكون تحت مظلة الناموس ( أي يؤمن بالتوراة ويعمل بها ) ( 3: 10 )
3. الناموس ليس من الإيمان ( 3: 12 )
4. الناموس جاء زيادة ( بلا فائدة ) لأجل التعديات ( 3: 19 )
5. المسيح لا ينفع المختون ؟ ( 5: 2 ) { مع أن المسيح تم ختانه } و بولس يحرض الناس على ترك الختان ( 6: 12 )
6. إن الذي ينفذ وصايا الله في التوراة فقد تكبَّر على المسيح ( 5: 4 )
7. بولس يشتم أهل هذه البلد ( غلاطية ) لأنهم يؤمنون بضرورة تنفيذ وصايا الله في التوراة ( 3: 1-2 )
أما العبادات المسيحية التي أسسها بولس – فلا يوجد لها مثيل في الأناجيل الأربعة ولم يتبعها المسيحيون بل اخترعوا لأنفسهم لكل طائفة ما يعجبها ..
1. إخترع لهم اسم ( المسيحيين ) أي ( عابدي المسيح ) – والكنيسة ( أعمال 11: 26 ) والعجيب أن من يتابع كتاب ( أعمال ) سيجد أن بولس لم يدخل أي كنيسة – ولا تلاميذ المسيح .
2. اخترع لهم نظام القساوسة – وألغى النظام القديم ( المشايخ ) ( أعمال 14: 23 )،( أعمال 15: 6 )
3. اخترع ( الأساقفة ) أي رؤساء الكهنة بدلا من ( الشيوخ ) ( أعمال 20: 28)
4. طلب من المسيحيين ألا يخالطوا الزاني والسكِّير منهم فقط ، وألا يفعلوا ذلك مع الذين لم يتنصروا ( رسالة كورنثوس الأولى 10: 16 )
5. يشجع على الرهبنة ( وهي نظام يهودي ) في ( كورنثوس الأولى 7: 1-8 ) عكس كلامه في رسالة ( تيموثاؤس الأولى 4 ) حيث يحرض الرجل على أن يعتزل زوجته ولا يمسها ( فلماذا تزوج إذاً )
6. يحرض على زواج المؤمنين والمؤمنات – من الكافرات والكافرين (كورنثوس الأولى 7: 12 )
7. يؤيد انفصال الزوج عن زوجته ( أي الطلاق ) ويحلل زواج الرجل المنفصل ( المطلق ) وتعدد الزوجات وهذا عكس الكلام المنسوب للمسيح في الأناجيل تماما (كورنثوس الأولى 7: 27 )
8. كأس الخمر في الكنيسة هو شركة دم المسيح ، والخبز هو شركة جسد المسيح ( وليسا دم وجسد المسيح ) (كورنثوس الأولى 10: 16 )
9. المرأة تغطي رأسها في الصلاة فقط – لأجل الملائكة ؟؟ والتي لا تفعل يُقَص شعرها (كورنثوس الأولى 11: 15 )
10. في عشاء الرب ( الخبز والخمر في الكنيسة ) واحد يجوع والآخر يسكر ؟ ( كورنثوس الأولى 11: 10 )
11. ترتيب الكنيسة : الرسل ( التلاميذ ) ثم الأنبياء ؟ ثم معلمين ثم قوات ؟؟ ثم مواهب شفاء ثم أعوان وتدابير وأنواع ألسنة ؟؟ ( كورنثوس الأولى 12: 28)
12. العماء لأجل الأموات ( الذين ماتوا بدون تنصير ) ؟ (كورنثوس الأولى 15: 29 )
13. اخترع رسم الصليب داخل الكنيسة ( رسالة غلاطية 3: 1 )
14. اخترع عبادة الصليب ( غلاطية 6: 14 ) ، ( فيليبى 3: 18 )
15. اخترع نظام الشمامسة ( رسالة فيليبى 1: 1 )
16. ألغى الصوم والأعياد ( يدعوها : عبادة الملائكة وعبادة نافلة ليس لها قيمة ) ( رسالة كولوس 2: 6- 20 )
17. الأسقف : ( رئيس الكهنة ) يكون زوج امرأة واحدة ( دليل انتشار وشرعية تعدد الزوجات في ذلك الوقت ) غير مدمن الخمر ( أي يشرب قليلا ) صاحيا – له أولاد . ( الآن : كلهم رهبان )
18. الشماس ( مساعد الكاهن ) يكون ذو وقار – غير مولع بالخمر الكثير ( يشرب ولا يسكر ) زوج امرأة واحدة ( دليل شرعية التعدد ) ويدبر بيته وأولاده حسنا ( الآن : كلهم أطفال ) ( تيموثاؤس الأولى 3: 8 ) غير مدمن الخمر ( أي يشرب قليلا ) صاحيا ( رسالة تيموثاؤس الأولى 3: 1 ) .
19. يهاجم الصوم الذي يصومه المسيحيون الآن ، ويهاجم الرهبنة ( لأنها كانت عبادات يهودية ) ويصف من يفعل ذلك بأنهم شياطين ضالين ومضلين ( تيموثاؤس الأولى 4: 1 )
20. اخترع وضع أيدي المشيخة ( القساوسة ) على الناس لأجل إعطائهم البركة ( رسالة تيموثاؤس الأولى 4: 14)
21. الخمر يعالج أمراض المعدة والأسقام الكثيرة ؟؟ (تيموثاؤس الأولى 5: 23 ) ومع كذبه هذا – فالمسيحيون يؤمنون أن هذا الكلام هو وحي من ربهم ؟
22. الشيخ ( وكيل الله ) أي البطرك – يكون بلا لوم ، زوج امرأة واحدة وله منها أولاد مؤمنين ، وليس عليه شكوى في الخلاعة وغير مدمن الخمر ( رسالة تيطس ) ، لاحظ أنه دائما لا ينكر شرب الخمر بل يشترط عدم الإدمان فقط .
هكذا عزيزي القارئ
كل هذا الذي قاله بولس – وأكثر من هذا – في رسائله التي يؤمن المسيحيين إيمانا جازما أنها كتبها بولس بالوحي المباشر من معبودهم الثالث ( الروح القدس ) بدون وسيط ؟
ومع ذلك لم يعملوا بما فيها لا يوافق عقيدة الرهبان والبطاركة ؟
وكذلك فعلوا بالأناجيل . وهذا موضوع آخر
أما قولي ( المسيحيين ) رغم أن لفظ ( النصارى ) هو الأصل وموجود في كتابهم – إلا أنهم بالفعل يعبدون المسيح وحده ولا يعبدون الله الذي نعبده نحن المسلمون .
وإذا سألت أحدهم هل أنت نصراني – لقال لك فوراً : لا بل هم يكرهون هذا الاسم لأنه جاء في القرآن .
واصل كلمة مسيحي مسبة اضغط هنا للتأكد
حقا : ليس بعد الكفر ذنب .
والي كتاب جديد
والسلام عليكم ورحمة الله؟؟؟؟؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
بتعاونكم ان شاء الله سنقوم بجمع بعض
الاخطاء العلمية الموجودة في الكتاب الغير علمي الكتاب المقدس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
الحمد
لله حمدًا حمدًا و الشكر له شكرا شكرا و الصلاة و السلام
على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما
بعد …..
ربي اشرح لي صدري ويسر لي امري
واحلل عقدتًا من لساني يفقهوا قولي
قال تعالى(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ
الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (آل
عمران:71)
وأيضا قال تعالى(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ
كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً)
(النساء:82)
لقد كثر الحديث حول القران والانجيل وايهما كلام الله
وفي بحثي هذا سأتكلم بالخصوص على الانجيل و
بالأخص
الاخطاء والتناقضات التي في الانجيل.
ولكن أطلب من أي نصراني قبل أن يقرأ هذا الموضوع أن لا
يكون كمن قال عنهم الانجيل:
Mat 13:13 مِنْ أَجْلِ هَذَا أُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَالٍ
لأَنَّهُمْ مُبْصِرِينَ لاَ يُبْصِرُونَ وَسَامِعِينَ لاَ يَسْمَعُونَ وَلاَ
يَفْهَمُونَ.
قال تعالى (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ)
(البقرة:18)
و الأن سنبدأ في الموضوع و لكن قبل البدء بالاخطاء أريد توضيح موضوع وهو
سبب تحريف الكتاب
المقدس
قد يسأل البعض ما دام أن الله الذي أنزل القران و حفظه لماذا لم يحفظ
الانجيل الذي أنزله ؟؟؟؟؟؟
و الاجابة هي أن الانجيل أنزله الله لمدة مؤقتة و لقوم محددين والدليل هو
انه جاء في الانجيل:
Mat 15:24 «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ
إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».
وأيضا جاء
Mat 10:5 هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ
يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا
وَإِلَى مَدِينَةٍ
لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا.
Mat 10:6 بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ
بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.
هذا هو السبب الاول
أما السبب الثاني هو أن الله وكل حفظه إلى الرهبان و
الحبار
و الان نبدأ بالاخطاءالعلمية
أولا: جاء في سفر التكوين ما يلي:
أن الله خلق السماوات و الارض في ست أيام وأعني أيام ليل ونهار وليس فترات
زمنية طويله و الدليل (
وَكَانَ مَسَاءٌ
وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْما وَاحِدا)gen 1:3
ولكن العلم الحديث يخبرنا أنه يستحيل
أن يكون تكونت السماوات و الارض في ست أيام.
اما بنسبة للقرأن فقد ذكر ان الله خلق السماوات و الارض في ست أيام و لكن
المقصود بست أيام فترات
طويلة حيث أن الله لم يذكر مساء ولا صباح.
لان اليوم عند الله بألف سنة مما نعد
{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ
وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ
سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ }الحج47
ثانيا: جاء أيضا في سفر التكوين:
Gen 1:3 وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ»
فَكَانَ نُورٌ.
Gen 1:4 وَرَاى اللهُ النُّورَ انَّهُ حَسَنٌ. وَفَصَلَ
اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ.
Gen 1:5 وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَارا وَالظُّلْمَةُ
دَعَاهَا لَيْلا. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْما وَاحِدا.
ومعنا هذا الكلام أن الله خلق النور و الظلمة في اليوم
الاول ثم بعد ذلك نجد أن الله قد خلق الشمس في
اليوم الرابع
Gen 1:14 وَقَالَ اللهُ: «لِتَكُنْ انْوَارٌ فِي جَلَدِ
السَّمَاءِ لِتَفْصِلَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ وَتَكُونَ لايَاتٍ
وَاوْقَاتٍ وَايَّامٍ
وَسِنِينٍ.
Gen 1:15 وَتَكُونَ انْوَارا فِي جَلَدِ السَّمَاءِ
لِتُنِيرَ عَلَى الارْضِ». وَكَانَ كَذَلِكَ.
Gen 1:16 فَعَمِلَ اللهُ النُّورَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ:
النُّورَ الاكْبَرَ لِحُكْمِ النَّهَارِ وَالنُّورَ الاصْغَرَ لِحُكْمِ
اللَّيْلِ وَالنُّجُومَ.
Gen 1:17 وَجَعَلَهَا اللهُ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ
لِتُنِيرَ عَلَى الارْضِ
Gen 1:18 وَلِتَحْكُمَ عَلَى النَّهَارِ وَاللَّيْلِ
وَلِتَفْصِلَ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. وَرَاى اللهُ ذَلِكَ انَّهُ
حَسَنٌ.
Gen 1:19 وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْما
رَابِعا.
هل يعقل أن يكون هناك نور وظلمة بدون شمس ؟؟؟؟؟
ثالثا :نجد أنه قد ذكر في سفر التكوين أن الله قد خلق الارض في اليوم
الثالث
Gen 1:9 وَقَالَ اللهُ: «لِتَجْتَمِعِ الْمِيَاهُ تَحْتَ
السَّمَاءِ الَى مَكَانٍ وَاحِدٍ وَلْتَظْهَرِ الْيَابِسَةُ». وَكَانَ
كَذَلِكَ.
Gen 1:10 وَدَعَا اللهُ الْيَابِسَةَ ارْضا وَمُجْتَمَعَ
الْمِيَاهِ دَعَاهُ بِحَارا. وَرَاى اللهُ ذَلِكَ انَّهُ حَسَنٌ.
Gen 1:11 وَقَالَ اللهُ: «لِتُنْبِتِ الارْضُ عُشْبا
وَبَقْلا يُبْزِرُ بِزْرا وَشَجَرا ذَا ثَمَرٍ يَعْمَلُ ثَمَرا كَجِنْسِهِ
بِزْرُهُ فِيهِ
عَلَى الارْضِ». وَكَانَ كَذَلِكَ.
Gen 1:12 فَاخْرَجَتِ الارْضُ عُشْبا وَبَقْلا يُبْزِرُ
بِزْرا كَجِنْسِهِ وَشَجَرا يَعْمَلُ ثَمَرا بِزْرُهُ فِيهِ كَجِنْسِهِ.
وَرَاى
اللهُ ذَلِكَ انَّهُ حَسَنٌ.
Gen 1:13 وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْما
ثَالِثا.
فكيف يكون هناك ليل ونهار قبل خلق الارض
كما ذكر في تكوين من 3-5لانه من المعلوم أن الليل و
النهار ناتج من دوران الارض حول
نفسها أمام الشمس؟؟؟؟؟
رابعا: جاء في سفر التكوين أن الله خلق نورين عظيمين هما
القمر و الشمس
Gen 1:14 وَقَالَ اللهُ: «لِتَكُنْ
انْوَارٌ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتَفْصِلَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ
وَتَكُونَ لايَاتٍ وَاوْقَاتٍ وَايَّامٍ
وَسِنِينٍ.
Gen 1:15 وَتَكُونَ انْوَارا فِي جَلَدِ
السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الارْضِ». وَكَانَ كَذَلِكَ.
Gen 1:16 فَعَمِلَ اللهُ النُّورَيْنِ
الْعَظِيمَيْنِ: النُّورَ الاكْبَرَ لِحُكْمِ النَّهَارِ وَالنُّورَ
الاصْغَرَ لِحُكْمِ اللَّيْلِ وَالنُّجُومَ.
Gen 1:17 وَجَعَلَهَا اللهُ فِي جَلَدِ
السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الارْضِ
Gen 1:18 وَلِتَحْكُمَ عَلَى النَّهَارِ
وَاللَّيْلِ وَلِتَفْصِلَ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. وَرَاى اللهُ
ذَلِكَ انَّهُ حَسَنٌ.
وفي المخطوطات العبرية ذكر lamps وهذا
يعني أن نور القمر ليس منعكس من الشمس بل هو نور
يصدره القمر
بنفسه لكن العلم الحديث أثبت أن القمر نوره منعكس من الشمس وهذا خطأ آخر
.
خامسا : هل الارض ستبقى إلى الابد أم
ستزول؟؟؟؟
Heb 1:11 هِيَ تَبِيدُ وَلَكِنْ
أَنْتَ تَبْقَى، وَكُلُّهَا كَثَوْبٍ تَبْلَى
هنا ُذكر أن الارض ستزول
ثم بعد ذلك نجد أنه ذكر أن
الارض ستبقى إلى الابد
Ecc 1:4 دَوْرٌ يَمْضِي وَدَوْرٌ يَجِيءُ
وَالأَرْضُ قَائِمَةٌ إِلَى الأَبَدِ.
فعليك ايها النصراني أن تختار هل
ستبقى الارض ام ستزول.
سادسا: جاء في سفر الاعمال أن السماوات بأعمدة:
Job 26:11 أَعْمِدَةُ السَّمَاوَاتِ
تَرْتَعِدُ وَتَرْتَاعُ مِنْ زَجْرِهِ.
هل يعقل ذلك ولن أأتي بأدلة علمية
وسأأترككم أنتم تنظرون إلى السماوات وتجيبون بأنفسكم
سابعا: جاء في الانجيل أن الارض لها أعمدة :
)Job 9:6 الْمُزَعْزِعُ الأَرْضَ مِنْ
مَقَرِّهَا فَتَتَزَلْزَلُ أَعْمِدَتُهَا )
لن أتكلم!!!!!!
احكموا بأنفسكم
ثامنا: جاء في الانجيل علامات للمؤمنين
الصادقين وهي :
Mar 16:17 وَهَذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ
الْمُؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي وَيَتَكَلَّمُونَ
بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ.
Mar 16:18 يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئاً
مُمِيتاً لاَ يَضُرُّهُمْ وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى
فَيَبْرَأُونَ».
وأتحدى أي مسيحي إن كان يعتقد أنه صادق أن ينجح في هذا
الاختبار وهو 1. إخراج الشياطين بإسم
المسيح
2. ويتكلم بلغات جديدة لم يكن يعرفها من قبل ولم
يتعلمها
3. وأنه إذا شرب سم لا يضره
4. وانه إذا وضع يده على مريض يشفى من مرضه
تاسعا: جاء في الانجيل
أن الله جعل القوس قزح علامه للناس على أن لا يعذب العالم بالطوفان مرة
أخرى :
Gen 9:13 وَضَعْتُ قَوْسِي فِي
السَّحَابِ فَتَكُونُ عَلامَةَ مِيثَاقٍ بَيْنِي وَبَيْنَ الارْضِ.
Gen 9:14 فَيَكُونُ مَتَى انْشُرْ
سَحَابا عَلَى الارْضِ وَتَظْهَرِ الْقَوْسُ فِي السَّحَابِ
Gen 9:15 انِّي اذْكُرُ مِيثَاقِي الَّذِي بَيْنِي
وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ كُلِّ نَفْسٍ
حَيَّةٍ فِي كُلِّ جَسَدٍ. فَلا تَكُونُ ايْضا
الْمِيَاهُ
طُوفَانا لِتُهْلِكَ كُلَّ ذِي جَسَدٍ.
Gen 9:16 فَمَتَى كَانَتِ الْقَوْسُ فِي
السَّحَابِ ابْصِرُهَا لاذْكُرَ مِيثَاقا ابَدِيّا بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ
كُلِّ نَفْسٍ حَيَّةٍ فِي كُلِّ
جَسَدٍ عَلَى الارْضِ».
Gen 9:17 وَقَالَ اللهُ لِنُوحٍ: «هَذِهِ
عَلامَةُ الْمِيثَاقِ الَّذِي انَا اقَمْتُهُ بَيْنِي وَبَيْنَ كُلِّ ذِي
جَسَدٍ عَلَى الارْضِ».
وقد ذكر في نسخة الملك جيمس
الحديثة modern king James version كلمة rainbow أي قزقزح
ولكن من المعلوم علميا أن القوس
قزح يتكون عند نزول المطر مع وجود اشعة الشمس واكيد نزل المطر
عدة مرات قبل حلول العذاب على قوم
نوح فكيف يكون علامة من الله؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!
النقطة رقم 10: جاء في الانجيل طريقة لتطهير البيت وهي:
Lev 14:49 فَيَاخُذُ لِتَطْهِيرِ
الْبَيْتِ عُصْفُورَيْنِ وَخَشَبَ ارْزٍ وَقِرْمِزا وَزُوفَا.
Lev 14:50 وَيَذْبَحُ الْعُصْفُورَ
الْوَاحِدَ فِي انَاءِ خَزَفٍ عَلَى مَاءٍ حَيٍّ
Lev 14:51 وَيَاخُذُ خَشَبَ الارْزِ
وَالزُّوفَا وَالْقِرْمِزَ وَالْعُصْفُورَ الْحَيَّ وَيَغْمِسُهَا فِي دَمِ
الْعُصْفُورِ الْمَذْبُوحِ
وَفِي الْمَاءِ الْحَيِّ وَيَنْضِحُ
الْبَيْتَ سَبْعَ مَرَّاتٍ
Lev 14:52 وَيُطَهِّرُ الْبَيْتَ
بِدَمِ الْعُصْفُورِ وَبِالْمَاءِ الْحَيِّ وَبِالْعُصْفُورِ الْحَيِّ
وَبِخَشَبِ الارْزِ وَبِالزُّوفَا
وَبِالْقِرْمِزِ.
Lev 14:53 ثُمَّ يُطْلِقُ الْعُصْفُورَ
الْحَيَّ الَى خَارِجِ الْمَدِينَةِ عَلَى وَجْهِ الصَّحْرَاءِ وَيُكَفِّرُ
عَنِ الْبَيْتِ فَيَطْهُرُ.
اذا ينضح البيت سبع مرات بدم العصفور
!!!!!!!!
ولكن من المعروف علميا أن الدم
سبب لتكون البكتيريا و الجراثيم فكيف يطهر البيت
بالجراثيم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!
والان نأتي إلى بعض الاخطاء الرياضيه:
النقطة رقم 12: جاء في الانجيل:
Ezr 2:65 فَضْلاً عَنْ عَبِيدِهِمْ
وَإِمَائِهِمْ فَهَؤُلاَءِ كَانُوا سَبْعَةَ آلاَفٍ وَثَلاَثَ مِئَةٍ
وَسَبْعَةً وَثَلاَثِينَ وَلَهُمْ مِنَ
الْمُغَنِّينَ وَالْمُغَنِّيَاتِ
مِئَتَانِ.
ثم نجد بعد ذلك في موضع آخر ما يناقض هذا
النص:
Neh 7:67 فَضْلاً عَنْ عَبِيدِهِمْ
وَإِمَائِهِمِ الَّذِينَ كَانُوا سَبْعَةَ آلاَفٍ وَثَلاَثَ مِئَةٍ
وَسَبْعَةً وَثَلاَثِينَ. وَلَهُمْ مِنَ
الْمُغَنِّينَ وَالْمُغَنِّيَاتِ
مِئَتَانِ وَخَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ.
فأي النصين نصدق؟؟؟؟؟؟؟؟
النقطة رقم 13: جاء في سفر الملوك 2 ما يلي:
2Ki 24:8 كَانَ يَهُويَاكِينُ ابْنَ
ثَمَانِي عَشَرَةَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ فِي
أُورُشَلِيمَ. وَاسْمُ أُمِّهِ
نَحُوشْتَا بِنْتُ أَلْنَاثَانَ مِنْ
أُورُشَلِيمَ.
ثم بعد ذلك نجد ما يناقض هذا
النص
2Ch 36:9 كَانَ يَهُويَاكِينُ ابْنَ
ثَمَانِي سِنِينَ حِينَ مَلَكَ وَمَلَكَ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ وَعَشَرَةَ
أَيَّامٍ فِي أُورُشَلِيمَ. وَعَمِلَ
الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ.
إذا هل كان ابن ثمانية عشر سنة
حين ملك او ابن الثماني سنين
وهل ملك ثلاثة أشهر أم ثلاثة أشهر
وعشرة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
النقطة رقم 14: جاء في الانجيل في سفر الملوك 1:
1Ki 7:26 وَسُمْكُهُ شِبْرٌ وَشَفَتُهُ كَعَمَلِ شَفَةِ
كَأْسٍ بِزَهْرِ سَوْسَنٍّ. يَسَعُ أَلْفَيْ بَثٍّ.
ثم بعد ذلك نجد ما يناقض هذا النص :
2Ch 4:5 وَسُمْكُهُ شِبْرٌ وَشَفَتُهُ
كَعَمَلِ شَفَةِ كَأْسٍ بِزَهْرِ سَوْسَنٍّ. يَأْخُذُ وَيَسَعُ ثَلاَثَةَ
آلاَفِ بَثٍّ.
إذا هل يسع ألفي بث أم ثلاثة الاف بث؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
النقطة رقم 14: جاء في سفر الملوك 1 ما يلي:
1Ki 15:33 فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ
لِآسَا مَلِكِ يَهُوذَا مَلَكَ بَعْشَا بْنُ أَخِيَّا عَلَى جَمِيعِ
إِسْرَائِيلَ فِي تِرْصَةَ أَرْبَعاً
وَعِشْرِينَ سَنَةً.
ثم بعد ذلك نجد ما يناقض هذا النص:
2Ch 16:1 فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ
وَالثَّلاَثِينَ لِمُلْكِ آسَا صَعِدَ بَعْشَا مَلِكُ إِسْرَائِيلَ عَلَى
يَهُوذَا وَبَنَى الرَّامَةَ لِكَيْلاَ
يَدَعَ أَحَداً يَخْرُجُ أَوْ يَدْخُلُ
إِلَى آسَا مَلِكِ يَهُوذَا.
هل كانت السنة الثالثة ام السادسة و
الثلاثين؟؟؟؟؟
إرسال تعليق