محمد رفعت - مصراوي
وجهت الكنيسة القبطية انذارا الى الدكتورة عفاف عبدالمعطي الناقدة والباحثة المعروفة، تطالبها بسحب كتاب ”المسيح المفقود" الذي أصدرته من خلال دار "هيفن" للترجمة والطباعة والنشر، ويتحدث فيه مؤلفه أحمد الدبيش عن فكرة تحريف وتزوير الأناجيل الأربعة، مؤكدا أن الموسوعات العالمية وكثير من المؤرخين يؤكدون أنها أناجيل مجهولة المؤلف، ومشكوك في تاريخ ومكان كتابتها .
ويناقش الكتاب شخصية المسيح من الناحية التاريخية، ويقول إن مؤسس الديانة المسيحية ليس هو عيسى ابن مريم عليه السلام و كما يظن كثير من المسلمين، وتدعي الكنيسة، ولكنه بولس الرسول وينفي عقيدة التثليث، كما يشكك في كثير من الاسس التي بنيت عليها العقيدة المسيحية.
ويربط المؤلف بين بعض الافكار التي تقوم عليها العقيدة المسيحية وبين تبرير الاحتلال الاسرائيلي للارض العربية، مشيرا الى التحالف بين بعض المتطرفين داخل الادارة الامريكية وجماعة المحافظين الجدد وبين الحركة الصهيوينة للترويج لتلك الافكار، رافضا روايات المسيح المنتظر، التي تعتبر العصب الرئيسي لهذا الفكر.
واستخدم مؤلف كتاب المسيح المفقود، بعض العبارات التي استفزت الكنيسة واعتبرتها ازدراءا بالمسيحية مثل "ما يسمونه بالكتاب المقدس".
وكانت الكنيسة قد خاضت مؤخرا معركة مع الدكتور زغلول النجار المهتم بالقضايا الاسلامية والمتخصص في قضية الاعجاز العلمي للقرآن، بعد هجومه على العقيدة المسيحية، ووصفه للانجيل ب"الكتاب المكدس"، واتهامه للكنيسة القبطية بقتل "وفاء قسطنطين" زوجة راعي الكنيسة التي أعلنت اسلامها، ثم تراجعت عنه وعادت للمسيحية، واختفت عن الانظار.
ويناقش الكتاب شخصية المسيح من الناحية التاريخية، ويقول إن مؤسس الديانة المسيحية ليس هو عيسى ابن مريم عليه السلام و كما يظن كثير من المسلمين، وتدعي الكنيسة، ولكنه بولس الرسول وينفي عقيدة التثليث، كما يشكك في كثير من الاسس التي بنيت عليها العقيدة المسيحية.
ويربط المؤلف بين بعض الافكار التي تقوم عليها العقيدة المسيحية وبين تبرير الاحتلال الاسرائيلي للارض العربية، مشيرا الى التحالف بين بعض المتطرفين داخل الادارة الامريكية وجماعة المحافظين الجدد وبين الحركة الصهيوينة للترويج لتلك الافكار، رافضا روايات المسيح المنتظر، التي تعتبر العصب الرئيسي لهذا الفكر.
واستخدم مؤلف كتاب المسيح المفقود، بعض العبارات التي استفزت الكنيسة واعتبرتها ازدراءا بالمسيحية مثل "ما يسمونه بالكتاب المقدس".
وكانت الكنيسة قد خاضت مؤخرا معركة مع الدكتور زغلول النجار المهتم بالقضايا الاسلامية والمتخصص في قضية الاعجاز العلمي للقرآن، بعد هجومه على العقيدة المسيحية، ووصفه للانجيل ب"الكتاب المكدس"، واتهامه للكنيسة القبطية بقتل "وفاء قسطنطين" زوجة راعي الكنيسة التي أعلنت اسلامها، ثم تراجعت عنه وعادت للمسيحية، واختفت عن الانظار.
هناك ٤٤ تعليقًا:
Jesus has GOD المسيح ابن مريم عبد الله .. إلهه هو الله
- John said in the revelation book about Jesus “and has made us to be a kingdom and priests to serve his God and Father—to him be glory and power for ever and ever! Amen” Revelation 1:6 (NIV)
- يقول يوحنا اللاهوتي في سفر الرؤيا عن المسيح ابن مريم عليه السلام الترجمة العالمية الجديدة وايضا في ترجمة الملك جيمس "وجعل منا (أي يسوع) مملكة من الكهنة لإلهه وابيه الذي له المجد والقوة لأبد الآبدين آمين." سفر الرؤيا 1:6 الترجمة العالمية الجديدة
- Paul said in book of Ephesians about Jesus “the God of our Lord Jesus” Ephesians 1:17 (KJV)
- يقول بولس الرسول عن الله الذي هو إله المسيح ابن مريم في رسالة بولس إلى افسس في ترجمة الملك جيمس "إله ربنا يسوع" والرب في الكتاب المقدس أي المعلم افسس 1:17 ترجمة الملك جيمس.
-Mathew says about Jesus in the Gospel of Mathew “Jesus cried out in a loud voice, "Eloi, Eloi, lama sabachthani?" which means, "My God, my God, why have you forsaken me?" Matthew 27:46 (NIV)
- يقول متى عن المسيح ابن مريم عليه السلام في انجيل متى الترجمة العالمية الجديدة "وصرخ يسوع بصوت عظيم قائلا إلوي إلوي لما شبقتني والذي معناه إلهي إلهي لماذا تركتني؟" انجيل متى 27:46 الترجمة العالمية الجديدة.
- John mentions that Jesus in the gospel of John said “I ascend unto my Father, and your Father; and to my God, and your God”. John 20:17 (KJV)
- يذكر يوحنا في انجيل يوحنا ترجمة الملك جيمس الجديدة أن المسيح ابن مريم عليه السلام يقول "إني أصعد إلى أبي وابيكم وإلهي وإلهكم" انجيل يوحنا 20:17 ترجمة الملك جيمس الجديدة.
- All Christian scholars are saying that this a prophecy from God about Jesus "Here is my servant, whom I uphold” Isaiah 42:1 (NIV)
- كل علماء المسيحية يقولون أن هذه النبوءة الآتية والمذكورة من الله في سفر إشعياء عن المسيح ابن مريم عليه السلام "هذا هو عبدي الذي أعضده" اشعياء 42:1 الترجمة العالمية الجديدة.
- Peter says in the book of acts about Jesus that he is a servant of God “When God raised up his servant, he sent him first to you" Acts
- يقول بطرس الرسول في سفر أعمال الرسل عن المسيح ابن مريم عليه السلام أنه عبد لله "إذ أقام الله عبده يسوع أرسله إليكم أولا" سفر أعمال الرسل
- John says in the book of revelation that Jesus after his ascension said “Him who overcomes I will make a pillar in the temple of my God. Never again will he leave it. I will write on him the name of my God and the name of the city of my God, the new Jerusalem, which is coming down out of heaven from my God; and I will also write on him my new name”. Revelation 3:12-14 (NIV)
- يقول يوحنا اللاهوتي في سفر الرؤيا أن المسيح بعد صعوده إلى السماء يقول "من يغلب سأجعله عمودا في هيكل إلهي ولايعود يتركه ابدا. سأكتب عليه اسم إلهي واسم مدينة إلهي اورشليم الجديدة النازلة من السماء من عند إلهي وسأكتب عليه اسمي الجديد" سفر الرؤيا 3 : 12-14 الترجمة العالمية الجديدة.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟عليه السلام رسول الله ..
- The Bible tells us that Jesus is a prophet like Moses. Jesus said many times to children of Israel that he is the prophet like Moses and he is fulfilling that prophecy “The LORD said to me(Moses): I will raise up for them a prophet like you from among their brothers; I will put my words in his mouth, and he will tell them everything I command him. If anyone does not listen to my words that the prophet speaks in my name, I myself will call him to account. But a prophet who presumes to speak in my name anything I have not commanded him to say, or a prophet who speaks in the name of other gods, must be put to death" Deuteronomy 18:18-22 (NIV)Jesus was a true prophet so he must be saved by GOD.
- يخبرنا الكتاب المقدس أن المسيح ابن مريم نبي مثل موسى. فلقد كان المسيح عليه السلام دائما مايذكر بني اسرائيل بأن موسى قد كتب عنه. فهو النبي الذي تنطبق عليه نبؤة سفر التثنية 20:18 والتي تقول على لسان موسى "قال الرب لي .. سأقيم لهم نبيا مثلك من بين إخوتهم وسأجعل كلامي في فمه وسيخبرهم بكل ما آمره به. ومن لم يسمع لكلامي الذي يتكلم به هذا النبي باسمي قإنني أطالبه. وأما النبي الذي يتجبر فينطق باسمي بما لم آمره بهأو يتكلم باسم آلهة أخرى فحتما يموت" سفر التثنية 18:18-22 الترجمة العالمية الجديدة.
1- He is a prophet like Moses 2- He will not be killed, nor crucified like Moses 3- Moses didn’t call for trinity, so Jesus the prophet didn’t call for trinity 4- Moses was sent only to the children of Israel, so Jesus the prophet of God "I was sent only to the lost sheep of Israel" Matthew 15:24 He is not the prophet coming to the world
1- إنه نبي مثل موسى 2- المسيح ابن مريم لم يُقتل ولم يُصلب كما لم يُقتل ولم يُصلب موسى 3- موسى لم ينادي بالتثليث وكذلك المسيح ابن مريم النبي الذي هو مثل موسى لم ينادي بالتثليث 4- موسى أُرسل إلى بني اسرائيل وكذلك المسيح ابن مريم "لم أُرسل إلا لخراف بيت اسرائيل الضالة" متى 15:24 ولذلك فهو ليس النبي المُرسل إلى العالم.
- Isaia has the same characters as Jesus, read: "As for me, this is my covenant with them," says the LORD. "My Spirit, who is on you, and my words that I have put in your mouth will not depart from your mouth, or from the mouths of your children, or from the mouths of their descendants from this time on and forever," says the LORD. Isaiah 59:21 (NIV)
- إن اشعياء النبي الذي أرسله الله قبل المسيح ابن مريم إلى بني اسرائيل بسبعمائة سنة له نفس خواص المسيح .. كلام الله في فمه .. اقرأ "روحي التي عليك وكلماتي التي وضعتها في فمك لاتغادر فمك ولا فم ابنائك ولا فم نسل ابنائك من الآن إلى الأبد يقول الرب" اشعياء 21:59 الترجمة العالمية الجديدة
- Mathew told us the following in his gospel “The crowds answered, "This is Jesus, the prophet from Nazareth in Galilee" Matthew 21:11 (NIV)
- يخبرنا متى بالآتي في انجيل متى الترجمة العالمية الجديدة "أجابت الجموع هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل" انجيل متى 21:11 الترجمة العالمية الجديدة.
- Luke told us that 2 of Jesus disciples said the following in his gospel "About Jesus of Nazareth," they replied. "He was a prophet, powerful in word and deed before God and all the people” Luke 24:20 (NIV)
- يخبرنا لوقا أن اثنين من تلاميذ المسيح عليه السلام عندما قابلا المسيح بعد حادثة الصلب المزعومة ولم يعرفاه قالا له " يسوع الناصري الذي كان نبيا مقتدرا في الفعل والقول أمام الله والشعب" انجيل لوقا 24:20 الترجمة العالمية الجديدة
- The gospel of John tells us that Jesus was sent by God “Jesus saith unto them, My meat is to do the will of him that sent me” John 4:34 (KJV)
- يخبرنا انجيل يوحنا أن المسيح أرسله الله "قال لهم يسوع طعامي أن أفعل مشيئة الذي أرسلني" يوحنا 4:34 ترجمة الملك جيمس الجديدة.
- Gospel of John tells us that Jesus was sent by God “Jesus answered them, and said, My doctrine is not mine, but his that sent me” John 7:16 (KJV)
- يخبرنا انجيل يوحنا أن المسيح أرسله الله "اجابهم يسوع الكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للذي أرسلني" يوحنا 7:16 ترجمة الملك جيمس الجديدة.
- Gospel of John tells us that Jesus was sent by God “And I knew that thou hearest me always: but because of the people which stand by I said it, that they may believe that thou hast sent me” John 11:42 (KJV)
- يخبرنا انجيل يوحنا أن المسيح أرسله الله وذلك واضح حينما ذهب لإحياء اليعازر فقال داعيا الله "اعلم انك تسمع لي دائما ولكن لأجل هذا الجمع قلت ليؤمنوا أنك ارسلتني" يوحنا 11:42 ترجمة الملك جيمس الجديدة.
- Gospel of John tells us that we have to believe in God who send Jesus and in Jesus who had been sent by God “Verily, verily, I say unto you, He that heareth my word, and believeth on him that sent me, hath everlasting life, and shall not come into condemnation; but is passed from death unto life” John 5:24 (KJV)
- يخبرنا انجيل يوحنا أن علينا إذا كنا نريد الفردوس والحياة الأبدية أن نؤمن بالله الإله الحقيقي وحده وكذلك بالمسيح الذي أرسله الله فيقول "وهذه هي الحياة الأبدية أن يؤمنوا بك أنت الإله الحقيقي وحدك و يسوع المسيح الذي أرسلته" يوحنا يوحنا 5:24 ترجمة الملك جيمس الجديدة.
- The gospel of Mathew tells us that Jesus was a prophet “This is Jesus the prophet of Nazareth of Galilee” Matthew 21:11 (KJV)
- يخبرنا انجيل متى أن الجموع التي آمنت بالمسيح ابن مريم آمنت به كنبي من انبياء الله ولذلك قالوا "هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل" متى 21:11 ترجمة الملك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟جيمس الجديدةالله ليس انسانا والمسيح إنسان
- The Bible told us that God is not a man “God is not a man, that he should lie, nor a son of man, that he should change his mind. Does he speak and then not act? Does he promise and not fulfill?” Numbers 23:19 (NIV)
- يخبرنا الكتاب المقدس أن الله ليس إنسانا "ليس الله إنسانا ليكذب ولا ابن إنسان ليندم. هل يتكلم ولا يفعل؟ هل يعد ولا يوفي؟" سفر العدد 19:23 (الترجمة العالمية الحديثة).
- Gospel of John tells us that Jesus said that he is a man “But now ye seek to kill me, a man that hath told you the truth, which I have heard of God” John 8:40 (KJV).
- يخبرنا إنجيل يوحنا أن المسيح قال عن نفسه أنه إنسان "تريدون أن تقتلونني وأنا إنسان قد كلمكم بالذي سمعه من الله" إنجيل يوحنا 40:8 (ترجمة الملك جيمس).
- Peter said in the book of acts “Ye men of Israel, hear these words; Jesus of Nazareth, a man approved of God among you by miracles and wonders and signs, which God did by him” Acts 2:22 (KJV)
- يخبرنا بطرس الرسول في سفر أعمال الرسل أن يسوع الناصري كان رجلا إنسانا فيقول "ايها الرجال الإسرائيليون اسمعوا يسوع الناصري رجل أقامه الله بينكم بآيات وعجائب وعلامات صنعها الله بيده" سفر أعمال الرسل 22:2 (ترجمة الملك ==========================================================جيمس).
((((بركاتك يا"بولس) لقد غلبت "ابو لمعة المصري"""اني اتنفس تحت المااااء""((السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وقعت بالصدفه أثناء بحثى فى موضوع ما على هذه الفقره من رسالة بولس الثانية لأهل كورنثوس:
11: 25 ثلاث مرات ضربت بالعصي مرة رجمت ثلاث مرات انكسرت بي السفينة ليلا و نهارا قضيت في العمق
و إليكم اخوتي و أخواتي الأعزاء بيانا لهذا العدد من عشرون نسخه إنجليزية. ستجدون أن عشر نسخ تذهب لمعنى انه بقي يوما و ليلة فى الأعماق و بتفاوت كما سترون فى التأكيد على هذا المعنى. بينما ثمان نسخ تفيد انه مجرد بقى فى البحر و هذا هو الأقرب للمنطق و العقل. بينما بقي اثنان ذوا معنى غامض أو محاولة فاشلة لتدارك الأمر. و إليكم بيان هذه النسخ:
1- النسخ التي تفيد العمق:
American Standard Version
25Thrice was I beaten with rods, once was I stoned, thrice I suffered shipwreck, a night and a day have I been in the deep;
Darby Translation
25Thrice have I been scourged, once I have been stoned, three times I have suffered shipwreck, a night and day I passed in the deep:
Douay-Rheims 1899 American Edition.
25Thrice was I beaten with rods, once I was stoned, thrice I suffered shipwreck, a night and a day I was in the depth of the sea.
Holman Christian Standard Bible
25Three times I was beaten with rods. Once I was stoned. Three times I was shipwrecked. I have spent a night and a day in the depths of the sea.
King James Version
25Thrice was I beaten with rods, once was I stoned, thrice I suffered shipwreck, a night and a day I have been in the deep;
New American Standard Bible
25Three times I was beaten with rods, once I was stoned, three times I was shipwrecked, a night and a day I have spent in the deep.
New King James Version
25Three times I was beaten with rods; once I was stoned; three times I was shipwrecked; a night and a day I have been in the deep;
The Message
25beaten by Roman rods three times, pummeled with rocks once. I've been shipwrecked three times, and immersed in the open sea for a night and a day.
Wycliffe New Testament
25thrice I was beaten with rods, once I was stoned, thrice I was at ship-break, a night and a day I was in the deepness of the sea;
Young's Literal Translation
25thrice was I beaten with rods, once was I stoned, thrice was I shipwrecked, a night and a day in the deep I have passed;
2- النسخ التي لا تفيد انه كان فى العمق
Contemporary English Version
25Three times the Romans beat me with a big stick, and once my enemies stoned me. I have been shipwrecked three times, and I even had to spend a night and a day in the sea.
English Standard Version
25Three times I was beaten with rods. Once I was stoned. Three times I was shipwrecked; a night and a day I was adrift at sea;
New International Reader's Version
25Three times I was beaten with sticks. Once they tried to kill me by throwing stones at me. Three times I was shipwrecked. I spent a night and a day in the open sea.
New International Version
25Three times I was beaten with rods, once I was stoned, three times I was shipwrecked, I spent a night and a day in the open sea,
New International Version - UK
25Three times I was beaten with rods, once I was stoned, three times I was shipwrecked, I spent a night and a day in the open sea,
New Life Version
25Three times they beat me with sticks. One time they threw stones at me. Three times I was on ships that were wrecked. I spent a day and a night in the water.
New Living Translation
25Three times I was beaten with rods. Once I was stoned. Three times I was shipwrecked. Once I spent a whole night and a day adrift at sea.
Today's New International Version
25Three times I was beaten with rods, once I was pelted with stones, three times I was shipwrecked, I spent a night and a day in the open sea,
3- النسخ الغامضة المعنى:
21st Century King James Version
25Thrice was I beaten with rods, once was I stoned; thrice I suffered shipwreck, a night and a day adrift in the deep;
Amplified Bible
25Three times I have been beaten with rods; once I was stoned. Three times I have been aboard a ship wrecked at sea; a [whole] night and a day I have spent [adrift] on the deep;
لاحظوا اخوتي أن الثلاث نسخ للملك جيمس (و هي النسخة الأشهر فى عالم الكتاب المقدس) بها اثنان تفيدا بأنه بقى فى العمق بينما الثالثة حاولوا أن يكحلوها فأعموها. فهذه النسخة حاولوا أن يقوموا المعنى فوضعوا كلمة adrift (و تعنى طاف من غير مرساة) قبل "in the deep" فأصبح المعنى أكثر تشويها و أصبحت الترجمه "و طاف فى العمق" و طبعا الجمله غير منطقية على الأطلاق. أما فى نسخة "Amplified Bible" وضعوا هذه الكلمة بين أقواس و غيروا in (فى) إلى on (و التي تفيد "على" كما تفيد "فى" أو "عند") لكنهم تقريبا لم يجرؤا على تغيير كلمة the deep (العمق).
يا تري يا هل تري كيف استطاع ان يتحمل ليله و نهارها فى العمق؟
لاحظوا معي أن أول فقرة فى هذا الأصحاح هي:
11: 1 ليتكم تحتملون غباوتي قليلا بل انتم محتملي
مره ثانية من يا ترى يا هل ترى من كان الغبي الملقي ام المتلقى؟
و السلام عليكم و رحمة الله و بركات؟؟؟؟====؟بل بشر بشر بشر؟؟؟؟هل نصدق غبي ونأخذ منه ديننا يا نصاري؟؟؟؟"مَنْ قَبِلَكُم قَبِلَني، ومَنْ قَبِلَني قَبِلَ الَّذي أرسَلَني. 41مَنْ قَبِلَ نَبـيُا لأنَّهُ نَبـيٌّ، فَجَزاءَ نَبـيٍّ يَنالُ. ومَنْ قَبِلَ رَجُلاً صالحًا لأنَّهُ رجُلٌ صالِـحٌ، فجَزاءَ رَجُلٍ صالِـحِ يَنالُ. 42ومَنْ سَقى أحدَ هؤُلاءِ الصَّغارِ ولَو كأسَ ماءٍ بارِدٍ لأنَّهُ تِلميذي، فأجرُهُ، الحقَّ أقولُ لكُم، لن يَضيعَ".
لعل القارئ لم ينس ما قلناه من أن المقصود بقول السيد المسيح: "سيَقولُ لي كثيرٌ مِنَ النّاسِ في يومِ الحِسابِ: يا ربٌّ، يا ربٌّ، أما باَسمِكَ نَطَقْنا بالنٌّبوءاتِ؟ وباَسمِكَ طَرَدْنا الشَّياطينَ؟ وباَسمِكَ عَمِلنا العجائبَ الكثيرةَ؟ فأقولُ لهُم: ما عَرَفتُكُم مرَّةً. اَبتَعِدوا عنَّي يا أشرارُ!" هم تلاميذه لأنهم هم الوحيدون الذين أعطاهم، حسبما يقول كاتب الإنجيل، سلطانا على الأرواح النجسة ومقدرة على شفاء الأمراض التى كان يشفيها. فأرجو أن يظل القارئ الكريم على ذِكْرٍ من هذه المعلومة لأننا سنحتاجها فيما يقبل من سطور. كذلك لا أحب أن تفوتنى الفرصة للفت الانتباه إلى أن السيد المسيح (الإله أو ابن الإله) قد أعطى هذا السلطان وتلك المقدرة ليهوذا الخائن أيضا. ترى أفلم يكن يعرف انه سيخونه؟ مصيبة إذن أن يجهل الإله أو ابن الإله شيئا كهذا! أم كان يعرف، ومع هذا فعل ما فعل؟ مصيبة أشد لأنه بهذا يكون قد برهن على أنه لا يحسن الاختيار! أم كان يعرف أنه سيخونه، لكنه أعطاه السلطان والمقدرة عن قصد وتعمد؟ مصيبة أشد وأشد لأن هذا معناه أنه كان يتصرف تصرفات عابثة! وعلى أية حال أليس المفروض أن يأخذ يهوذا ذاك مكافأة من المسيح أو من أبيه لأنه كان العامل الحاسم لتمام المشيئة الإلهية فى التكفير عن خطيئة البشرية؟ ذلك أنه لولا صَلْب المسيح وقَتْله ما تم التكفير ولاستحال تنفيذ مشيئة الله، ولولا خيانة يهوذا ما تم الصلب والقتل. إذن فالسيد يهوذا يستحق التكريم والتعظيم هو وكل من شارك فى هذه الجريمة (آسف، أقصد: "كل من شارك فى هذه الطاعة وذلك الإيمان") من يهود ورومان! وإلا فما الذى كان يريده الآب السماوى؟ أكان يريد من يهوذا وممن اشتركوا فى قتل المسيح حسب اعتقاد القوم أن يقفوا فى طريق مشيئته ويعملوا بكل قواهم على إحباطها وعدم تنفيذها؟ إذن لكانوا عرّضوا أنفسهم لنقمته سبحانه وتعالى لعصيانهم أمره وتعطيل وقوع رحمته بالبشر ولظل البشر حتى الآن مرتكسين فى الخطيئة التى ارتكبها أبوهم آدم وأمهم حواء فحمّلهم الله مسؤوليتها رغم أنهم لا ذنب لهم فيها، ليعود فيحمّل المسيح مسؤولية التكفير عنها رغم أنه لا ذنب له فيها، ثم يعود بعد ذلك كله فيحمّل يهوذا مسؤولية المساعدة على تنفيذ هذا التكفير الذى اختار الله ابنه الوحيد (حيلته وضناه!) لكى يقوم به رغم أن يهوذا المسكين إنما أراد الخير والمساعدة! أهذا جزاء عمل الخير؟ يا لها من لخبطة! بينى وبينكم هذه ليست تصرفات إله ولا طريقة تفكير تليق بإله! وعلى رأى المثل: "أذنك من أين يا جحا؟".
ألم يكن أسهل من هذا كله أن يغفر الله تلك الخطيئة مباشرة كما فعل فى القرآن إذ تاب على آدم وحواء بعد أن أنزلهما إلى الأرض، وانتهت المسألة عند هذا الحد منذ لا أدرى كم من السنين، وصافٍ يا لبن! حليب يا قشدة!؟ إن الحلول العبقرية هى أسهل الحلول وأبسطها عادة، لكن يبدو أن المزاج لم يكن رائقا ساعتها فكانت هذه البرجلة العقلية التى لم نعد نعرف معها رأسنا من رجلينا! الله يخرب بيتك يا يهوذا! لقد عقَّدْت القضية، إذ جئت تكحّلها فأعميتها! ما الذى أخششك فى هذه اللعبة التى لست على قدرها؟ أكان لا بد أن تنسحب من لسانك وتقول للرومان: ها هو ذا المسيح، فتعالَوْا خذوه؟ وكل هذا يا مجنون مقابل ثلاثين فضة؟ ألم تسمع بما يقوله العامة عندنا: إن سرقتَ فاسرق جملا، وإن خطبتَ فاخطب قمرا؟ بينى وبينك تستحق ما جرى لك! الناس الآن يسرقون بالملايين بل بالمليارات، وسيادتك تبيع المسيح بحاله "من أجل حفنة دولارات"، ومعذرة للفلم إياه، فهكذا حبكت القافية؟ الله يخرب بيتك مرةً ثانيةً وثالثةً ورابعةً وعاشرةً ومائةً وألفًا... إلى ما شاء الله، يا يهوذا! إن عملاء أمريكا من صغار العيال كالمجرم القرارى "أبى هَرَّة" الذى يهاجم كل من هو مسلم بدءا من أبى بكر وعمر وأبى هريرة وانتهاء بــ"مجدى محرّم عليهم عيشتهم" (ولولا الخطة الجهنمية لشتم الرسولَ جهارا نهارا، لكنه يترك هذه المهمة لــ"أبى هَرَّة" الآخر، أبى هَرَّة المنكوح فى دبره المقروح)، ولا يُثْنِى إلا على كل كافر سافل مثله، لَيَأْخُذ الواحد منهم آلاف الدولارات فى الشهر غير فكّة البدلات من هنا ومن هاهنا لقاء ما هو أتفه من هذا كثيرا (ألم نقرأ مقالات مجدى محرم، الذى لم يجدوا عليه شيئا فقالوا: "أبو بيجاما!"؟)، وحضرتك تتمطى وتمد يدك من أجل ثلاثين فضة لتصبح فضيحتك على كل لسان وتتفوق فى "الجُرْسَة" على العزيز بدران الذى خان أدهم الشرقاوى؟ ويا ليتك انتفعت بها أو تركتها لأولادك من بعدك يسددون بها ديون مصر أو يحلون بها مشاكلها الاقتصادية كما ينوى أن يفعل "المحروس" ابن "المجروس" بمليار جنيه بس! مليار جنيه من البَلاّص الذى تركته له جدته على السطح وأخفته بين بلاليص الجبنة القديمة حتى لا يتنبه له اللصوص إلى أن يحين الوقت وتقع مصر فى الديون فينفع البَلاّص ساعتها ويتم إنقاذ المحروسة على يد المحروس، فتلهب الجماهير أكفّها من التصفيق ابتهاجا بنهاية الفلم السعيدة! إِخْصِ عليك يا يهوذا! لم يكن العشم يا صاحبى!
ثم نمضى فى القراءة: "وأرسَلَ يَسوعُ هؤُلاءِ التلاميذَ الاثنَي عشَرَ وأوْصاهُم قالَ: "لا تَقصِدوا أرضًا وثَنِـيَّةً ولا تَدْخُلوا مدينةً سامِريَّةً، 6بَلِ اَذْهَبوا إلى الخِرافِ الضّالةِ مِنْ بَني إِسرائيلَ، 7وبَشَّروا في الطَّريقِ بأنَّ مَلكوتَ السَّماواتِ اَقتَرَبَ. 8واَشفوا المَرضى، وأقيموا الموتَى، وطَهَّروا البُرْصَ، واَطرُدوا الشَّياطينَ". وهذه فى الواقع هى رسالة السيد المسيح تقريبا لا تكاد تزيد عن ذلك، وأين هذا من رسالة محمد الشاملة التى لم تترك شيئا من أمور الدنيا أو الآخرة إلا وبينت وجه الحق فيه وما ينبغى وما لا ينبغى بشأنه. كما أن رسالة السيد المسيح، كما هو بَيِّنٌ من كلامه الذى لا يمكن أن يلتبس على أى قارئ، هى رسالة محلية قبلية: لبنى إسرائيل وحدهم، وأين هذا من رسالة محمد العالمية التى بُعِثَ بها للإنس والجن والأبيض والأحمر والأسود والأصفر من وقت مبعثه إلى يوم الدين. وليس فى هذا أى افتئات أو إساءة إلى عيسى بن مريم عليه السلام، بل كل نبى أو رسول والمهمة التى أُسْنِدَتْ إليه من رب العالمين، وهذا كل ما هنالك.
ولكننى لا أظن الحواريين كانت لديهم القدرة على الشفاء ولا على طرد الشياطين من الأجساد، وإلا فما وجه تميز عيسى كنبىٍّ عندنا، أو ابنٍ لله عند القوم؟ إنهم يتخذون من هذه الأمور دليلاً على ألوهيته. عظيم! إذن فالحواريون آلهة أيضا مثله ما داموا يتصفون بنفس المقدرة والسلطان. سيقال إنهم إنما استمدوها منه، فهم كانوا وسيظلون بشرا. لكن هذا الرد يصدق أيضا على حالة السيد المسيح، لأنه إنما استمد تلك القدرة وذلك السلطان من الله، وهو ما يوضحه القرآن الكريم، إذ نسمعه عليه السلام يقول: "وأُبْرِئ الأكمه والأبرص وأُحْيِى الموتى بإذن الله"! على أن هناك نقطة سبق أن مسستها، ولا بأس بتكرار القول فيها هنا، فالتكرار يعلم الشطار، كما يعلم الحمار: الحمار من جنس القُمّص المنكوح، صاحب الدبر المقروح! وهذه النقطة هى أن التلاميذ لن يهنأوا بتلك الصلاحية طويلا، إذ سرعان ما يفشلون فى طرد الشياطين وإبراء المرضى، مما يستدعى عودة الأمور إلى نصابها الأول وينهض السيد المسيح كرة أخرى بهذا المهمة بيديه المباركتين الطاهرتين اللتين لا أدرى بأى وجه حق ينتسب إلى صاحبهما الطاهر الكريم القُمّص النجس الدنىء!
ويقول المسيح لتلاميذه أيضا: "لا تَحمِلوا نُقودًا مِنْ ذَهَبٍ ولا مِنْ فِضَّةٍ ولا مِنْ نُحاسٍ في جُيوبِكُم"، ومع هذا فإن المجوس المزعومين الذين زاروه وهو رضيع فى المذود لم يجدوا ما يمكن أن يُهْدوه إياه إلا الذهب، وهو أبعد شىء عن طبيعة دعوته كما نلاحظ هنا. ثم إن هذا الذهب يثير مشكلة من نوع آخر، إذ ما الذى فعلته أمه بذلك المال بعد ذلك؟ إن الإنجيل ليسكت تماما عن هذه النقطة! كذلك لا بد أن نبين الفرق بين دعوة محمد عليه الصلاة والسلام ودعوة المسيح فى السياق الحالى: فالمسيح يقول لتلامذته إن من حقهم أن يأخذوا أجرا على دعوتهم: ضيافةً وطعامًا وشرابًا ومبيتًا عند من يقصدونهم بالدعوة: "9لا تَحمِلوا نُقودًا مِنْ ذَهَبٍ ولا مِنْ فِضَّةٍ ولا مِنْ نُحاسٍ في جُيوبِكُم، 10ولا كِيسًا لِلطَّريقِ ولا ثوبًا آخَرَ ولا حِذاءً ولا عصًا، لأنَّ العامِلَ يَسْتَحِقٌّ طعامَهُ. 11وأيَّةَ مدينةٍ أو قريةٍ دَخَلْتُم، فاَستَخبِروا عَنِ المُستحِقَّ فيها، وأقيموا عِندَهُ إلى أنْ تَرحَلوا"، أما محمد صلى الله عليه وسلم فقد أمره ربه قائلا: "قل: لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة فى القربى".
ولنلاحظ أيضا أنه لم يقل لهم: بَشِّروا بأنى ابن الله الذى أرسله الآب لفدائكم من رِبْقَة الخطيئة الأولى، بل قال لهم: بَشِّروا باقتراب ملكوت السماوات. ثم إنه يضيف قائلا: "الحقَّ أقولُ لكُم: لن تُنْهوا عَمَلكُم في مُدُنِ إِسرائيلَ كُلَّها حتى يَجيءَ اَبنُ الإنسانِ". والمقصود بــ"ابن الإنسان" هو المسيح ذاته، وها قد مر على ذلك الكلام ألفان من الأعوام تقريبا، ولم يأت ابن الإنسان! وحين يأتى فأرجوكم أن تخبرونى! ولنلاحظ كذلك ما قلناه قبلا من أنه يقول للتلاميذ إن الله هو أبوهم السماوى، وهى نفس التسمية التى سماه بها بالنسبة إليه: "أبى السماوى". أى أن العلاقة بينه وبين الله هى هى نفسها العلاقة بين البشر جميعا، أو على الأقل: بين الصالحين منهم وبينه سبحانه.
ولدينا ذلك قوله لهم: "لا تَظُنّوا أنيَّ جِئتُ لأحمِلَ السَّلامَ إلى العالَمِ، ما جِئتُ لأحْمِلَ سَلامًا بَلْ سَيفًا. 35جِئتُ لأُفرَّقَ بَينَ الاَبنِ وأبـيهِ، والبِنتِ وأمَّها، والكَنَّةِ وحماتِها. 36ويكونُ أعداءَ الإنسانِ أهلُ بـيتِهِ". ورغم وضوح القول فإن الأوغاد الأوباش شَتَمَة الأنبياء الكرام يظلون يكررون أن المسيح أحسن من محمد. لماذا يا أوباش؟ لأنه كان وديعا أتى بالسلام والمحبة، أما محمد فقد أتى بالسيف! فأين السلام والمحبة فى هذا الكلام؟ أم أين المحبة والسلام فى قوله عليه السلام قبل قليل: "سيُسلِمُ الأخُ أخاهُ إلى الموتِ، والأبُ اَبنَهُ، ويتَمَرَّدُ الأبناءُ على الآباءِ ويَقتُلونَهُم". إن هذه عواصف وزعازع عاتية من شأنها أن تزلزل الأسرة والمجتمع لا سكينةٌ وسلامٌ. ومع هذا فنحن لا نشتم السيد المسيح، ولا يمكن أن نفكر فى شىء من ذلك بتاتا لأنه رسول الله مثلما كان محمد رسول الله، فيجب إكرام الاثنين وتبجيلهما، إن لم يكن من أجل شىء فمن أجل من أرسلهما ومن أجل الفضل الذى ندين به له، ومن ثم لهما، صلى الله عليهما وسلم، ولعن من يكفر ويغلو فيهما. كذلك فهذه طبيعة الدعوات الجديدة سواء كانت نبوة أو إصلاحا، إذ يهبّ المتضررون من جرائها من كل مجرم أنانى مستبد باطش فيقف فى وجهها ويؤلب من هم تحت سلطانه لإيذاء النبيين والمصلحين حتى لو كان أتباعه هؤلاء الذين يسلطهم عليهم هم أول المنتفعين بالدعوة الجديدة. ولو كان قُدِّر لعيسى عليه السلام أن يعيش على الأرض أطول مما عاش ولم يتوفَّه الله إليه فى سن مبكرة لكان أول من يخوض الحروب. نعم، كان سيخوضها كارها، لكنه لم يكن ليجد مندوحة رغم ذلك عن خوضها، والخِطَاب، كما يقولون، يبين من عنوانه، وعنوانه ظاهر تماما فى كلماته التالية عليه الصلاة والسلام: "لا تَظُنّوا أنيَّ جِئتُ لأحمِلَ السَّلامَ إلى العالَمِ، ما جِئتُ لأحْمِلَ سَلامًا بَلْ سَيفًا. 35جِئتُ لأُفرَّقَ بَينَ الاَبنِ وأبـيهِ، والبِنتِ وأمَّها، والكَنَّةِ وحماتِها. 36ويكونُ أعداءَ الإنسانِ أهلُ بـيتِهِ"! قد يقال: لكنه منع بطرس من استعمال السيف. والجواب أن محمدا عليه الصلاة والسلام كان ينهى أتباعه فى البداية عن الرد على العدوان بمثله ويحثهم على الصبر والتحمل، إذ إن الرد فى هذه الحالة هو بمثابة انتحار مُبِير لأن المواجهة لا يصح أن تتم قبل أوانها ودون الاستعداد لها. وقد ظل الرسول الكريم ثلاث عشرة سنة فى مكة يتحمل هو وأصحابه الكرام ما لم يتعرض لمثله السيد المسيح أو أتباعه وحواريوه. ثلاث عشرة سنة لا ثلاث سنوات فقط. ثم يأتى أوباش المهجر الأمريكى فيشتمون سيد الأنبياء والمرسلين (ولا أقول: سيدهم أيضا، لأنهم لا يستحقون شرف الانحناء على قدمه الكريمة لربط حذائه)، ويقولون إنه قد أتى برسالة السيف. وماذا فى السيف الذى يدافع به الإنسان عن حقه ويزيل عن نفسه الظلم يا كلاب أمريكا؟ يقولون إن ديننا يُلْزِمنا "إدارة" الخد الأيسر لمن يضربنا على خدنا الأيمن. لكنهم يكذبون، فإن دينهم الذى يمارسونه إنما يُلْزِمهم "إدارة بوش"، وشتان بين "إدارة وإدارة"، يا لُمَامَة الحارة!
الفصل الحادى عشر:
"يسوع ويوحنا المعمدان.
ولمّا أتمَّ يَسوعُ وصاياهُ لِتلاميذِهِ الاثني عشَرَ، خرَجَ مِنْ هُناكَ ليُعلَّمَ ويُبَشَّرَ في المُدُنِ المُجاوِرَةِ.
2وسمِعَ يوحنّا وهوَ في السَّجنِ بأَعمالِ المَسيحِ، فأرسَلَ إلَيهِ بَعضَ تلاميذِهِ 3ليقولوا لَهُ: "هلْ أنتَ هوَ الَّذي يَجيءُ، أو نَنتظرُ آخَرَ؟"
4فأجابَهُم يَسوعُ: "اَرْجِعوا وأخْبِروا يوحنّا بِما تَسمَعونَ وتَرَوْنَ: 5العميانُ يُبصرونَ، والعُرجُ يمشونَ، والبُرصُ يُطهَّرونَ، والصمٌّ يَسمَعونَ، والمَوتى يَقومونَ، والمَساكينُ يَتلقَّونَ البِشارةَ. 6وهنيئًا لمن لا يفقُدُ إيمانَهُ بـي".
7فلمّا اَنصَرَفَ تلاميذُ يوحنّا، تَحدَّثَ يَسوعُ لِلجُموعِ عَنْ يوحنّا فقالَ: "ماذا خَرَجتُم إلى البرَّيَّةِ تَنظُرونَ؟ أقَصَبةً تَهُزٌّها الرَّيحُ؟ 8بلْ ماذا خَرَجتُم ترَوْنَ؟ أرَجُلاً يلبَسُ الثَّيابَ النّاعِمَةَ؟ والَّذينَ يَلبَسونَ الثَّيابَ النّاعِمَةَ هُمْ في قُصورِ المُلوكِ! 9قولوا لي: ماذا خَرَجتُم تَنظُرونَ؟ أنبـيُا؟ أقولُ لكُم: نعَم، بلْ أفضَلَ مِنْ نَبِـيٍّ. 10فهوَ الَّذي يقولُ فيهِ الكِتابُ: أنا أُرسِلُ رَسولي قُدّامَكَ، ليُهيَّـئَ الطَّريقَ أمامَكَ. 11الحقَّ أقولُ لكُم: ما ظهَرَ في النّاسِ أعظمُ مِنْ يوحنّا المَعمدانِ، ولكِنَّ أصغَرَ الَّذينَ في مَلكوتِ السَّماواتِ أعظمُ مِنهُ.
12فَمِنْ أيّامِ يوحنّا المَعمدانِ إلى اليومِ، والنَّاسُ يَبذُلونَ جَهدَهُم لِدُخولِ مَلكوتِ السَّماواتِ، والمُجاهِدونَ يَدخُلونَهُ. 13فإلى أنْ جاءَ يوحنّا كانَ هُناكَ نُبوءاتُ الأنبـياءِ وشَريعَةُ موسى. 14فإذا شِئتُم أنْ تُصَدَّقوا، فاَعلَموا أنَّ يوحنّا هوَ إيليّا المُنتَظرُ. 15مَنْ كانَ لَه أُذُنانِ، فَلْيَسمَعْ!
16بِمَنْ أُشبَّهُ أبناءَ هذا الجِيلِ? هُمْ مِثلُ أولادٍ جالِسينَ في السَّاحاتِ يَتَصايَحُونَ: 17زَمَّرْنا لكُم فما رَقَصْتُم، ونَدَبْنا لكُم فما بكَيتُم. 18جاءَ يوحنّا لا يأكُلُ ولا يَشرَبُ فقالوا: فيهِ شَيطانٌ. 19وجاءَ اَبنُ الإنسانِ يأكُلُ ويَشرَبُ فقالوا: هذا رجُلٌ أكولٌ وسِكّيرٌ وصَديقٌ لِجُباةِ الضَّرائبِ والخاطِئينَ. لكِنَّ الحِكمةَ تُبرَّرُها أعمالُها".
المدن غير التائبة.
20وأخَذَ يَسوعُ يُؤَنَّبُ المُدُنَ التي أجرى فيها أكثرَ مُعجزاتِهِ وما تابَ أهلُها، 21فقالَ: "الويلُ لكِ يا كورَزينَ! الويلُ لكِ يا بـيتَ صيدا! فلو كانتِ المُعجزاتُ التي جرَتْ فيكما جرَتْ في صورَ وصيدا، لتابَ أهلُها من زمنٍ بعيدٍ ولبِسوا المسوحَ وقعَدوا على الرمادِ. 22لكنّي أقولُ لكم: سيكونُ مصيرُ صورَ وصيدا يومَ الحِسابِ أكثرَ اَحتمالاً من مصيرِكُما. 23وأنتِ يا كَفْرَ ناحومُ! أتَرتَفعينَ إلى السَّماءِ؟ لا، إلى الجَحيمِ سَتهبُطينَ. فَلو جرَى في سَدومَ ما جرَى فيكِ مِنَ المُعجِزاتِ، لبَقِـيَتْ إلى اليومِ. 24لكنّي أقولُ لكُم: سيكونُ مصيرُ سدومَ يومَ الحِسابِ أكثرَ اَحتِمالاً مِنْ مَصيرِكِ".
يسوع يبتهج.
25وتكَلَّمَ يَسوعُ في ذلِكَ الوَقتِ فقالَ: "أحمَدُكَ يا أبـي، يا ربَّ السَّماءِ والأرضِ، لأنَّكَ أظْهرتَ للبُسطاءِ ما أخفَيْتَهُ عَنِ الحُكَماءِ والفُهَماءِ. 26نَعَمْ، يا أبـي، هذِهِ مَشيئَــتُكَ.
27أبـي أعطاني كُلَ شيءٍ. ما مِنْ أحدٍ يَعرِفُ الابنَ إلاّ الآبُ، ولا أحدٌ يَعرِفُ الآبَ إلاَّ الابنُ ومَن شاءَ الابنُ أنْ يظُهِرَهُ لهُ.
28تَعالَوا إليَّ يا جميعَ المُتعَبـينَ والرّازحينَ تَحتَ أثقالِكُم وأنا أُريحُكُم. 29إحمِلوا نِـيري وتعَلَّموا مِنّي تَجِدوا الرّاحةَ لنُفوسِكُم، فأنا وديعٌ مُتواضعُ القَلْبِ، 30ونِـيري هيَّنٌ وحِمْلي خَفيفٌ".
وأول شىء تلتقطه أعيننا فى هذا الفصل هو ما جرى بين يحيى وعيسى من رسائل: "2وسمِعَ يوحنّا وهوَ في السَّجنِ بأَعمالِ المَسيحِ، فأرسَلَ إلَيهِ بَعضَ تلاميذِهِ 3ليقولوا لَهُ: "هلْ أنتَ هوَ الَّذي يَجيءُ، أو نَنتظرُ آخَرَ؟". 4فأجابَهُم يَسوعُ: "اَرْجِعوا وأخْبِروا يوحنّا بِما تَسمَعونَ وتَرَوْنَ: 5العميانُ يُبصرونَ، والعُرجُ يمشونَ، والبُرصُ يُطهَّرونَ، والصمٌّ يَسمَعونَ، والمَوتى يَقومونَ، والمَساكينُ يَتلقَّونَ البِشارةَ". إن معنى ذلك هو أن يحيى لم يكن يعرف شيئا عن طبيعة السيد المسيح ولا أنه صاحب دعوة رغم قول كاتب الإنجيل إن دوره هو التمهيد لمجىء السيد المسيح. لكن هل نسى أنه هو نفسه قد قال لعيسى بن مريم إنه لا يستحق أن يعمّده بل أن يتعمّد هو على يديه، وأنه كان حاضرا حين نزلت الحمامة إياها، وجلجل فى أرجاء السماوات الصوت إياه قائلا: "هذا هوَ اَبني الحبيبُ الَّذي بهِ رَضِيتُ"؟: "13وجاءَ يَسوعُ مِنَ الجليلِ إلى الأُردنِ ليتَعَمَّدَ على يدِ يوحنّا. 14فمانَعَهُ يوحنّا وقالَ لَه: "أنا أحتاجُ أنْ أَتعمَّدَ على يدِكَ، فكيفَ تَجيءُ أنتَ إليَّ 15فأجابَهُ يَسوعُ: "ليكُنْ هذا الآنَ، لأنَّنا بِه نُــتَمَّمُ مَشيئةَ الله". فَوافَقَهُ يوحنّا. 16وتعمَّدَ يَسوعُ وخَرَجَ في الحالِ مِنَ الماءِ. واَنفَتَحتِ السَّماواتُ لَه، فرأى رُوحَ الله يَهبِطُ كأنَّهُ حَمامَةٌ ويَنزِلُ علَيهِ. 17وقالَ صوتٌ مِنَ السَّماءِ: "هذا هوَ اَبني الحبيبُ الَّذي بهِ رَضِيتُ". أم تراه لم يسمع لأنه كان مشغولا؟ لكن أىّ شغل ذلك الذى منعه من السمع؟ خلاصة القول أنه لا يحيى ولا التلاميذ ولا الذين كان يشفيهم المسيح من المرضى المساكين ولا الذين كانوا يشاهدون تلك الآيات ولا حتى أمه كانوا يعرفون حتى ذلك الحين على الأقل أنه ابن الله! فكيف يريدنا القوم، بعد كل هاتيك القرون، أن نؤمن بشىء لم يكن يعرفه يحيى ولا مريم ولا الحواريون ولا أبناء عصره! ليس ذلك فحسب، فها هو ذا عيسى يقول عن يحيى شهادة خطيرة تنسف كل ادعاء يدعيه المؤلهون له: "الحقَّ أقولُ لكُم: ما ظهَرَ في النّاسِ أعظمُ مِنْ يوحنّا المَعمدانِ". أليست هذه شهادة بأنه ما من أحد يفوق يحيى فى العظمة، بما فى ذلك المسيح نفسه؟ فكيف يكون المسيح إلها أو ابنا له إذن، وهو نفسه يقول إنه لا يَفْضُل يحيى فى شىء؟ يا لها من حيرة ولخبطة! إن كل خطوة نخطوها فى هذا الكتاب إنما نخطوها فوق حقل من الألغام! ثم هل كانت السلطات تمكّن يحيى من الالتقاء بأتباعه بهذه الحرية وتحميلهم الرسائل لمن يريد وتسلم الجواب عنها؟ أمر غريب فعلا!
ومما يحير أيضا قول المسيح عن يحيى إنه لم يكن يأكل أو يشرب. أتراه لم يقرأ إنجيل متى وما جاء فيه من أن يحيى كان يقتات على الجراد والعسل البرى؟ أم إن هذا لا يُعَدّ فى نظره أكلا؟ يذكرنى ذلك برجل فقير عاطل من قريتنا كان يركبه ألف شيطان ويضرب زوجته إذا لم توفر له الشاى واللحم كل يوم ومهما أتت به له من طعام، فإنه لا يرى حينئذ أنه قد أكل. لكنهم لم يقولوا لنا ما أنواع الأكل التى كان عليه السلام يعترف بها طعاما وشرابا؟ السومون فيميه والجاتوه والشاى الأخضر مثلا؟ كذلك يحيرنا قول كاتب الإنجيل، على لسان سيدنا عيسى، إنه عليه السلام كان يشرب الخمر ويسكر، مع أن زيكو "أبا هَرَّة"، حسبما ذكرتُ من قبل، يؤكد أن النصرانية تتشدد فى أمر الخمر: "18جاءَ يوحنّا لا يأكُلُ ولا يَشرَبُ فقالوا: فيهِ شَيطانٌ. 19وجاءَ اَبنُ الإنسانِ يأكُلُ ويَشرَبُ فقالوا: هذا رجُلٌ أكولٌ وسِكّيرٌ وصَديقٌ لِجُباةِ الضَّرائبِ والخاطِئينَ". فليحل لنا القُمّص المنكوح تلك المعضلة إذن، لكن عليه أن يطهّر دبره المنتن أوّلاً لأن مقاربة العلم تستلزم الطهارة، وهو على حاله تلك أنجس النجساء! ومع ذلك فإنى أعترف أن المسيح، صلى الله عليه وسلم، رغم البؤس والكرب اللذين كانا يحيطان به من كل جانب، ورغم أنه كان يأخذ مهمته على أشد ما يكون من الجد والاهتمام ورغم ما كان يغلب عليه من الحزن وضيق الصدر من نفاق اليهود، لم يفقد حِسّه الفكاهى، وإلا فهل كان يمكنه أن يقول: "16بِمَنْ أُشبَّهُ أبناءَ هذا الجِيلِ? هُمْ مِثلُ أولادٍ جالِسينَ في السَّاحاتِ يَتَصايَحُونَ: 17زَمَّرْنا لكُم فما رَقَصْتُم، ونَدَبْنا لكُم فما بكَيتُم. 19وجاءَ اَبنُ الإنسانِ يأكُلُ ويَشرَبُ فقالوا: هذا رجُلٌ أكولٌ وسِكّيرٌ وصَديقٌ لِجُباةِ الضَّرائبِ والخاطِئينَ"؟ وهذا طبعا إن كان قد قاله فعلا!
ومما يحير كذلك فى هذا الفصل قول المسيح فى جوابه على رسالة يحيى عليهما جميعا السلام: "اَرْجِعوا وأخْبِروا يوحنّا بِما تَسمَعونَ وتَرَوْنَ: العميانُ يُبصرونَ، والعُرجُ يمشونَ، والبُرصُ يُطهَّرونَ، والصمٌّ يَسمَعونَ، والمَوتى يَقومونَ، والمَساكينُ يَتلقَّونَ البِشارةَ". والآن أليس هذا يناقض ما كان يأمر به عليه السلام المرضى من التزام الصمت وعدم التلفظ بكلمة واحدة مما أجراه الله على يديه من المعجزات التى شفاهم بها؟ أترك هذه أيضا لزيكو مزازيكو يتسلى بالتفكير فيها ريثما ينتهى من يعتلونه من مهمتهم فيحصل على لونين من اللذة لا على لون واحد، وبسعر لذة واحدة لأننا فى موسم المعارض والأوكوزيونات! ومنه كذلك القول المنسوب للسيد المسيح عليه الصلاة والسلام والذى يقول فيه حسبما زعم كاتب الإنجيل: "اَعلَموا أنَّ يوحنّا هوَ إيليّا المُنتَظرُ". الله أكبر! هل نفهم من هذا أن إيليا قد دخل فم امرأة زكريا وهى نائمة لا تدرى، ومنه إلى بطنها، فتوهمت إليصابات ورجلها أن الله استجاب لدعائهما ووهبهما ولدا من صلبهما؟ والله إن هذا لو كان حدث فإنه لخازوق كبير، لكن فى أى مكان؟ فى دبر زيكو ولا شك! رزقك فى رجليك (أم فى حاجة ثانية؟) يا زيكو! أمك داعية لك!
أما القول التالى المنسوب لعيسى بن مريم: "28تَعالَوا إليَّ يا جميعَ المُتعَبـينَ والرّازحينَ تَحتَ أثقالِكُم وأنا أُريحُكُم. 29إحمِلوا نِـيري وتعَلَّموا مِنّي تَجِدوا الرّاحةَ لنُفوسِكُم، فأنا وديعٌ مُتواضعُ القَلْبِ، 30ونِـيري هيَّنٌ وحِمْلي خَفيفٌ" فما أحوج الإنسانية إليه اليوم حيث غلبت الشهوات وشغلت الناس دنياهم أكثر مما ينبغى ونسوا الأخرى فزادت الهموم والأوجاع وثقلت الحمول، ولا سعادة ولا راحة رغم كل هذا التقدم والإنجازات. لقد جاء كل الأنبياء يشرحون لنا أن الآخرة خير من الأولى، وأن التكالب على إشباع الغرائز ونسيان ما عداها لا يؤدى إلا إلى مزيد من الجوع والعطش والقلق والهم والغم والحرمان من السعادة الحقة. وها هو ذا المسيح عليه السلام يقول المعنى نفسه بطريقته وأسلوبه، فاللهم ساعدنا على أن نحسن السمع والإجابة والعمل بهذا الدعاء الجميل المريح الذى يُفْعِم القلب سكينة واطمئنانا: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" (الرعد/ 28). إن الدنيا جميلة ولا شك، والله لا يريد أن يحرمنا من طيباتها، هذا صحيح، لكن الدنيا وحدها لا تجلب سعادة. لا بد، إذا أردنا للمقص أن يقص، أن نستخدم شقيه معا، وبالمثل إذا أردنا أن نسعد فلا مفر من العمل للدنيا والآخرة معا: "فمنهم من يقول: ربنا، آتنا فى الدنيا. وما له فى الآخرة من خَلاَق* ومنهم من يقول: ربنا، آتنا فى الدنيا حسنة، وفى الآخرة حسنة، وقِنَا عذاب النار* أولئك لهم نصيب مما كسبوا، والله سريع الحساب" (البقرة/ 200- 202).
الفصل الثانى عشر:
"السبت.
في تِلكَ الأيّامِ مَرَّ يَسوعُ في السَّبتِ وسْطَ الحُقولِ، فَجاعَ تلاميذُهُ. فأخَذوا يَقطُفونَ السٌّنبُلَ ويأكُلونَ. 2فلمّا رآهُمُ الفَرَّيسيّونَ قالوا لِـيَسوعَ: "أُنظُرْ! تلاميذُكَ يَعمَلونَ ما لا يَحِلُّ في السَّبتِ". 3فأجابَهُم يَسوعُ: "أما قَرأتُمْ ما عَمِلَ داودُ عِندَما جاعَ هوَ ورجالُهُ؟ 4كيفَ دخَلَ بَيتَ الله، وكيفَ أكلُوا خُبزَ القُربانِ، وأكْلُهُ لا يَحِلُّ لهُم، بلْ لِلكهَنَةِ وحدَهُم؟ 5أوَما قَرأتُمْ في شريعةِ موسى أنَّ الكهنَةَ في السَّبتِ يَنتَهِكونَ حُرمَةَ السَّبتِ في الهَيكَلِ ولا لومَ علَيهِم؟ 6أقولُ لكُم: هُنا من هوَ أعظَمُ مِنَ الهَيكَلِ. 7ولو فَهِمتُمْ مَعنى هذِهِ الآيةِ: أُريدُ رَحمَةً لا ذَبـيحَةً، لَما حَكَمتُم على مَنْ لا لَومَ علَيهِ. 8فاَبنُ الإنسانِ هوَ سيَّدُ السَّبتِ".
الشفاء في السبت.
9وذهَبَ مِنْ هُناكَ إلى مَجمَعِهِم، 10فوجَدَ رَجُلاً يدُهُ يابِسةٌ. فسألوهُ ليتَّهِموهُ: "أيحِلُّ الشَّفاءُ في السَّبتِ؟"
11فأجابَهُم يَسوعُ: "مَنْ مِنكُم لَه خَروفٌ واحدٌ ووقَعَ في حُفرَةٍ يومَ السَّبتِ، لا يُمسِكُهُ ويُخرجُهُ؟
12والإنسانُ كم هوَ أفضلُ مِنَ الخَروفِ؟ لذلِكَ يَحِلُّ عمَلُ الخَيرِ في السَّبتِ". 13وقالَ يَسوعُ لِلرَّجُلِ: "مُدَّ يدَكَ!" فمَدَّها، فَعادَتْ صَحيحةً مِثلَ اليَدِ الأُخرى. 14فخَرَجَ الفَرّيسيٌّونَ وتَشاوَروا ليقتُلوا يَسوعَ.
رجل الله المختار.
15فلمّا عَلِمَ يَسوعُ اَنصرفَ مِنْ هُناكَ. وتبِعَهُ جمهورٌ كبـيرٌ، فشفَى جميعَ مَرضاهُم 16وأمَرَهُم أنْ لا يُخبِروا أحدًا عَنهُ، 17ليتِمَّ ما قالَ النَّبـيٌّ إشعيا: 18"ها هوَ فتايَ الَّذي اَخترتُهُ، حبـيبـي الَّذي بِه رَضِيتُ. سأُفيضُ رُوحي علَيهِ، فيُعلِنُ للشٌّعوبِ إرادتي. 19لا يُخاصِمُ ولا يَصيحُ، وفي الشَّوارعِ لا يَسمَعُ أحدٌ صوتَهُ. 20قصَبَةً مَرضوضَةً لا يكسِرُ، وشُعلةً ذابِلَةً لا يُطفئْ. يُثابِرُ حتَّى تَنتَصِرَ إرادَتي، 21وعلى اَسمِهِ رَجاءُ الشٌّعوبِ".
يسوع وبعلزبول.
22وجاءَ بعضُ النّاس إلى يَسوعَ بِرَجُلٍ أعمى أخرَسَ، فيهِ شَيطانٌ. فشفَى يَسوعُ الرَّجُلَ حتى تكلَّمَ وأبصَرَ. 23فتَعَجَّبَ الجُموعُ كُلٌّهُم وتَساءلوا: "أما هذا اَبنُ داودَ؟" 24وسَمِعَ الفَرَّيسيٌّونَ كلامَهُم، فقالوا: "هوَ يَطرُدُ الشَّياطينَ بِبعلِزَبولَ رئيس الشَّياطينَ". 25وعرَفَ يَسوعُ أفكارَهُم، فقالَ لهُم: "كُلُّ مملَكَةٍ تَنقَسِمُ تَخرَبُ، وكُلُّ مدينةٍ أو عائِلةٍ تنقَسِمُ لا تثْبُتُ. 26وإنْ كانَ الشَّيطانُ يَطرُدُ الشَّيطانَ، فيكونَ اَنقَسَمَ. فكيفَ تَثبُتُ مملكَتُهُ؟ 27وإنْ كُنتُ بِبعلِزَبولَ أطرُدُ الشَّياطينَ، فبِمَنْ يَطرُدُهُ أتباعُكُم؟ لذلِكَ همُ يحكُمونَ علَيكُم. 28وأمّا إذا كُنتُ بِرُوحِ الله أطرُدُ الشَّياطينَ، فمَلكوتُ الله حَلَ بَينَكُم. 29كيفَ يقدِرُ أحَدٌ أنْ يَدخُلَ بَيتَ رَجُلٍ قويٍّ ويَسرِقَ أمتِعَتَهُ، إلاّ إذا قَيَّدَ هذا الرَّجُلَ القَويَّ أوَّلاً، ثُمَّ أخَذَ ينهَبُ بَيتَهُ؟
30مَنْ لا يكونُ مَعي فهوَ علَيَّ، ومَنْ لا يَجمعُ مَعي فهوَ يُبدَّدُ. 31لذلِكَ أقولُ لكُم: كُلُّ خَطيئةٍ وتَجْديفٍ يُغْفَرُ لِلنّاسِ، وأمَّ? التَّجديفُ على الرٌّوحِ القُدُسِ فلَنْ يُغفرَ لهُم. 32ومَنْ قالَ كلِمَةً على اَبنِ الإنسانِ يُغفَرُ لَه، وأمّا مَنْ قالَ على الرٌّوحِ القُدُسِ، فلن يُغفَرَ لَه، لا في هذِهِ الدٌّنيا ولا في الآخِرَةِ.
الشجرة وثمرها.
33"إجعَلوا الشَّجرَةَ جيَّدةً تحمِلُ ثمرًا جيَّدًا. واَجعَلوا الشَّجرَةَ رديئةً تَحمِلُ ثَمَرًا رديئًا. فالشَّجرَةُ يَدلُّ علَيها ثَمَرُها. 34يا أولادَ الأفاعي، كيفَ يُمكِنُكُم أنْ تقولوا كلامًا صالِحًا وأنتُم أشرارٌ؟ لأنَّ مِنْ فَيضِ القلبِ يَنطِقُ اللَّسانُ. 35الإنسانُ الصّالِـحُ مِنْ كنزِهِ الصّالِـحِ يُخرِجُ ما هوَ صالِـحٌ، والإنسانُ الشَّرّيرُ مِنْ كنزِهِ الشَّرَّيرِ يُخرِجُ ما هوَ شرَّيرٌ.
36أقولُ لكُم: كُلُّ كَلِمَةٍ فارِغَةٍ يقولُها النّاسُ يُحاسَبونَ علَيها يومَ الدَّينِ. 37لأنَّكَ بكلامِكَ تُبرَّرُ وبِكلامِكَ تُدانُ".
الفريسيون يطلبون آية.
38وقالَ لَه بعضُ مُعلَّمي الشَّريعَةِ والفَرّيسيـّينَ: "يا مُعلَّمُ، نُريدُ أنْ نرى مِنكَ آيَةً". 39فأجابَهُم: "جِيلٌ شرّيرٌ فاسِقٌ يَطلُبُ آيةً، ولن يكونَ لَه سِوى آيةِ النبـيَّ يونانَ. 40فكما بَقِـيَ يونانُ ثلاثَةَ أيّـامِ بِلَياليها في بَطنِ الحُوتِ، كذلِكَ يَبقى اَبنُ الإنسانِ ثلاثَةَ أيّامِ بلَياليها في جوفِ الأرضِ. 41أهلُ نينَوى سَيَقومونَ يومَ الحِسابِ معَ هذا الجِيلِ ويَحكمونَ علَيهِ، لأنَّ أهلَ نينَوى تابوا عِندَما سَمِعوا إنذارَ يونانَ، وهُنا الآنَ أَعظمُ مِنْ يونانَ. 42ومَلِكَةُ الجَنوبِ سَتَقومُ يومَ الحِسابِ معَ هذا الجِيلِ وتحكُمُ علَيهِ، لأنَّها جاءَتْ مِنْ أقاصي الأرضِ لتسمَعَ حِكمَةَ سُليمانَ، وهُنا الآنَ أعظمُ مِنْ سُليمانَ.
عودة الروح النجس.
43"إذا خرَجَ الرّوحُ النَّجِسُ مِنْ إنسانٍ، هامَ في الصَّحارى يَطلُبُ الرَّاحَةَ فلا يَجِدُها، 44فيقولُ: أرجِــعُ إلى بَيتي الَّذي خرَجتُ مِنهُ. فيَرجِــعُ ويَجدُهُ خاليًا نَظيفًا مُرتَّبًا. 45فيَذهَبُ ويَجيءُ بسبعَةِ أرواحِ أخبثَ مِنهُ، فتدخُلُ وتَسكُنُ فيهِ. فتكونُ حالُ ذلِكَ الإنسانِ في آخِرها أسْوأَ مِنْ حالِهِ في أوَّلِها. وهكذا يكونُ مَصيرُ هذا الجِيلِ الشَّرّيرِ".
أم يسوع وإخوته.
46وبَينَما يَسوعُ يُكلَّمُ الجُموعَ، جاءَتْ أمٌّهُ وإخوَتُهُ ووقَفوا في خارِجِ الدّارِ يَطلُبونَ أن يُكلَّموهُ. 47فقالَ لَه أحَدُ الحاضِرينَ: "أُمٌّكَ وإخوتُكَ واقفونَ في خارجِ الدّارِ يُريدونَ أنْ يُكلَّموكَ".
48فأجابَهُ يَسوعُ: "مَنْ هيَ أُمّي، ومَنْ هُمْ إخْوَتي؟" 49وأشارَ بـيدِهِ إلى تلاميذِهِ وقالَ: "هؤُلاءِ هُمْ أُمّي وإخوَتي. 50لأنَّ مَنْ يعمَلُ بمشيئةِ أبـي الَّذي في السَّماواتِ هوَ أخي وأُختي وأُمّي".
لو أغضينا البصر عن اجتياح الجماعة للحقل وأكلهم من سنابله دون إذن من صاحبه، وهى النتيجة الحتمية للدعوة الغريبة إلى تطليق الدنيا وعدم التفكير فى أمور المعيشة وترك العمل على أساس أن هناك ربا يدبر الرزق، فلا تشغل نفسك فى شىء منه، مما يدل على أننا لا نستطيع الاستغناء عن الدنيا فى الواقع مهما فعلنا، وأننا إن طردناها من الباب عادت بكل عنفوانها من الشباك لأنها فى دمنا وفى خلايا أجسادنا، ولا مناص منها، فهى إذن تسكننا قبل أن نسكنها، أقول: لو أغضينا البصر عن اجتياح الجماعة للحقل وأكلهم من سنابله دون إذن من صاحبه، فإننا لا نملك إلا أن نهتف إعجابا بهجوم السيد المسيح على الحَرْفيين المتزمتين فى أمور الدين الذين يظنون أن الله خلق الإنسان فى خدمة النص لا أنه سبحانه وتعالى قد أنزل الأديان فى خدمة العباد وتحقيق راحة بالهم. وهذا الصنف من الناس موجودون داخل كل دين، ولدينا من يقيم الدنيا ويقعدها لإقناع الناس بأن صوت المرأة عورة، ويا ويل من تنفر شعرة واحدة فى رأسها من تحت الخمار مثلا. وفى أيام المسيح (وما زال الأمر كذلك حتى الآن) كان هناك يهود يحرصون أشد الحرص على مطابقة التعاليم الشكلية حتى لو أدى ذلك إلى ضياع جوهر النص: فالعمل مثلا يوم السبت حرام حتى لو كان إجراءَ عملية لمريض مهدد بالموت إن لم يسارع الطبيب لإجرائها. وقد سمعت بعضهم عندنا منذ سنوات ينادى بأن على الطبيب ألا تفوته الصلاة فى موعدها حتى لو كان يجرى عملية جراحية خطيرة، بل يجب أن يترك العملية فى وسطها ويهبّ للصلاة، فالصلاة أهم من كل شىء. لذلك علقت قائلا: ولهذا فإن الرجل يذهب لأمريكا إذا أراد أن يجرى عملية جراحية لأنهم هناك لا يصلون، ومن ثم لن يتركوه يفطس ويذهبوا للصلاة! لكنى لا أقصد أن الدين جوهر فقط، بل هو شكل وجوهر، بيد أن الاهتمام المغالى بالشكليات على حساب الغايات العليا للدين من شأنه أن يفرغ الدين من مضمونه ويحوله جثة هامدة بلا روح!
وفى الإسلام أن الضرورات تبيح المحظورات، وأن الله يحب أن تُؤْتَى رخصه كما يحب أن تُؤْتَى عزائمه، وأنه سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعا، وأنه لا يكلف نفسا إلا وسعها. كذلك يقول سبحانه وتعالى: "يريد الله بكم اليسر، ولا يريد بكم العسر" (البقرة/ 185)، ويقول جل جلاله: "لن ينال اللهَ لحومُها ولا دماؤها، ولكن يناله التقوى منكم" (الحج/ 37). أوليس يشبه هذا ما رُوِىَ هنا عن السيد المسيح عليه السلام: "6أقولُ لكُم: هُنا من هوَ أعظَمُ مِنَ الهَيكَلِ. 7ولو فَهِمتُمْ مَعنى هذِهِ الآيةِ: أُريدُ رَحمَةً لا ذَبـيحَةً، لَما حَكَمتُم على مَنْ لا لَومَ علَيهِ. 8فاَبنُ الإنسانِ هوَ سيَّدُ السَّبتِ"؟ ولقد أفاض، ولا يزال يُفِيضُ، أوغاد المستشرقين وأوباش المبشرين فى الكلام مثلا عن السَّرِيّة المسلمة فى عهد الرسول التى هاجمت المشركين القتلة المجرمين فى الشهر الحرام، مع أن القرآن قد حسمها بنفس المنطق الذى حسم به المسيح مسألة السبت: "الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ " (البقرة/ 194)، "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا" (البقرة/ 217).
أما نَهْى المسيح للمرضى الذين شفاهم عن أن يفتحوا فمهم بكلمة عما حدث فهو غريب بعد أن رأيناه يطلب بنفسه من أتباع يحيى عليه السلام إبلاغه بالمعجزات التى تمت على يديه، وهو ما يحتار الإنسان معه ولا يدرى: أيهما الصواب؟ نفتح الشباك أم نغلق الشباك؟ اُرْسُوا يا عالَم على بَرّ! ثم عندنا النبوءة الإشَعْيَاوِيّة التى يؤولها القوم كالعادة كى تنطبق على السيد المسيح ("الله" أو "ابن الله" طبقا لمزاعمهم) عبثا وبالقوة: "18ها هوَ فتايَ الَّذي اَخترتُهُ، حبـيبـي الَّذي بِه رَضِيتُ. سأُفيضُ رُوحي علَيهِ، فيُعلِنُ للشٌّعوبِ إرادتي. 19لا يُخاصِمُ ولا يَصيحُ، وفي الشَّوارعِ لا يَسمَعُ أحدٌ صوتَهُ. 20قصَبَةً مَرضوضَةً لا يكسِرُ، وشُعلةً ذابِلَةً لا يُطفئْ. يُثابِرُ حتَّى تَنتَصِرَ إرادَتي، 21وعلى اَسمِهِ رَجاءُ الشٌّعوبِ". ترى هل كان عيسى بن مريم لا يخاصم ولا يصيح؟ فمن الذى كان يدمدم باللعنات على الفريسيين والصدوقيين وعلى كورزين وبيت صيدا وكفر ناحوم؟ ومن الذى كان يتهم هذا بالمراءاة، وذاك بالكفر، ويصف هؤلاء بأنهم"أولاد الأفاعى"، وأولئك بأنهم "الجيل الشرير الفاسق"؟ ومن الذى كان ينادى تلاميذه بــ"يا قليلى الإيمان"؟ ومن الذى قال إنه لم يجئ ليلقى سلاما بل سيفا حتى يقوم الناس بل أفراد البيت الواحد على بعضهم البعض وتتمزق الروابط الأسرية؟ ومن الذى اقتحم المعبد فى أورشليم وساط الباعة هناك وقلب موائد الصيارفة وسبَّهم سبًّا شنيعًا؟ ومن الذى نهر منبّهه إلى رغبة أمه وإخوته فى رؤيته وقال مستنكرا فى خشونة عارية: من أمى؟ من إخوتى؟ إن أمى وأخوتى هم من يعملون بما يريده الله، بما يدل على أنه لا يراهم ممن يطيعون مشيئة ربه؟ ولست أريد أن أتهمه عليه السلام بشىء، بل كل ما هنالك أننى ألفت النظر إلى أن ما تقوله الأناجيل ينبغى أن يُتَلَقَّى بغاية الحذر والاحتراس، لأنها من صنع بشر ذوى أهواء يفتقرون للضبط!
ومرة أخرى نرجع لسفر "إشعيا" لنرى بأنفسنا ماذا فيه: "1 هوذا عبدي الذي اعضده مختاري الذي سرّت به نفسي . وضعت روحي عليه فيخرج الحق للامم . 2 لا يصيح ولا يرفع ولا يسمع في الشارع صوته . 3 قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة خامدة لا يطفئ . الى الامان يخرج الحق . 4 لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الارض وتنتظر الجزائر شريعته 5 هكذا يقول الله الرب خالق السموات وناشرها باسط الارض ونتائجها معطي الشعب عليها نسمة والساكنين فيها روحا . 6 انا الرب قد دعوتك بالبر فامسك بيدك واحفظك واجعلك عهدا للشعب ونورا للامم 7 لتفتح عيون العمي لتخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن الجالسين في الظلمة 8 انا الرب هذا اسمي ومجدي لا اعطيه لآخر ولا تسبيحي للمنحوتات . 9 هو ذا الاوليات قد اتت والحديثات انا مخبر بها . قبل ان تنبت اعلمكم بها . 10 غنوا للرب اغنية جديدة تسبيحه من اقصى الارض . ايها المنحدرون في البحر وملؤه والجزائر وسكانها . 11 لترفع البرية ومدنها صوتها الديار التي سكنها قيدار. لتترنم سكان سالع . من رؤوس الجبال ليهتفوا. 12 ليعطوا الرب مجدا ويخبروا بتسبيحه في الجزائر . 13 الرب كالجبار يخرج . كرجل حروب ينهض غيرته . يهتف ويصرخ ويقوى على اعدائه 14 قد صمت منذ الدهر سكت تجلدت . كالوالدة اصيح . انفخ وانخر معا 15 اخرب الجبال والآكام واجفف كل عشبها واجعل الانهار يبسا وانشف الآجام 16 واسير العمي في طريق لم يعرفوها . في مسالك لم يدروها امشيهم. اجعل الظلمة امامهم نورا والمعوجات مستقيمة هذه الامور افعلها ولا اتركهم . 17 قد ارتدوا الى الوراء . يخزى خزيا المتكلون على المنحوتات القائلون للمسبوكات انتنّ آلهتنا 18 ايها الصم اسمعوا . ايها العمي انظروا لتبصروا . 19 من هو اعمى الا عبدي واصم كرسولي الذي أرسله. من هو اعمى كالكامل واعمى كعبد الرب . 20 ناظر كثيرا ولا تلاحظ. مفتوح الاذنين ولا يسمع . 21 الرب قد سرّ من اجل بره . يعظّم الشريعة ويكرمها . 22 ولكنه شعب منهوب ومسلوب قد اصطيد في الحفر كله وفي بيوت الحبوس اختبأوا . صاروا نهبا ولا منقذ وسلبا وليس من يقول رد 23 من منكم يسمع هذا . يصغى ويسمع لما بعد . 24 من دفع يعقوب الى السلب واسرائيل الى الناهبين . أليس الرب الذي اخطأنا اليه ولم يشاءوا ان يسلكوا في طرقه ولم يسمعوا لشريعته . 25 فسكب عليه حمو غضبه وشدة الحرب فاوقدته من كل ناحية ولم يعرفوا حرقته ولم يضع في قلبه" (إشعيا/ 42).
ويرى القارئ بنفسه أن النص فى : "إشعيا" يقول: "عبدى"، لكن مَتَّى يقول: "فتاى"، وطبعا سوف يذهب الذهن إلى أن المقصود بكلمة "فتاى" هو أن المسيح "ابنُ الله" سبحانه وتعالى عن أن يكون له ولد. وعلى هذا فإما أن نقول إن الكلام هنا عن المسيح، لكن لا بد أن نضيف أن الله يسميه: "عبدى"، وإما أن نقول إن الكلام لا علاقة له بالمسيح، وهو ما أراه. لماذا؟ لقد رأينا أن الوصف الأول الذى وُصِف به الشخص المذكور فى "إشعيا" لا يصدق على السيد المسيح، وهذه الملاحظة تنطبق على بقية الأوصاف: فالكلام فى "إشعيا" يذكر أن له شريعة، وهذا منافٍ لحقيقة دعوة المسيح، إذ إنه عليه السلام لم يأت بأية شريعة، بل تقول الأناجيل إنه قد ألغى معظم شريعة موسى، ثم جاء بولس فألغى الباقى. كذلك يذكر النص أنه كان يحكم بالحق (أو "بالعدل" كما فى ترجمة جمعية الكتاب المقدس بلبنان)، ولم يكن المسيح يوما حاكما، بل لقد قال فى حسم إن مملكته ليست من هذا العالم. كما أنه حين أتاه اليهود بامرأة زانية لم يصدر بشأنها حكما. ومن هنا فإن قول السِّفْر المذكور إنه "لا يكلّ ولا ينكسر حتى يضع الحق في الارض وتنتظر الجزائر شريعته" لا يمكن أن يكون المقصود به عيسى عليه السلام. ثم إن الله قد تكفل بحفظ عبده هذا، بينما النصارى يقولون إن المسيح قد صُلِب وقُتِل لأن الله إنما أرسله للعالم لكى يُصْلَب ويُقْتَل. وأخيرا وليس آخرا فإن النص يتحدث عن بنى إسرائيل وكيف أن الله عاقبها على نشوفة دماغها وتصلب رقابها ويريد الآن أن يُقِيلها من عثرتها على يد الشخص الذى يتحدث عنه النص. وهو ما لا ينطبق على المسيح، فإن بنى إسرائيل لم يؤمنوا به، ولا نهضوا على يديه من كبوتهم التى عاقبهم الله عليها، بل صلبوه وقتلوه طبقا لرواية الأناجيل التى بين أيدينا. والآن ألا يرى القارئ معى أن تفسير النصارى لنبوءات العهد القديم هو من الركاكة العقلية بحيث لا تستحق أن نوليها اهتمامنا البتة؟ وهذا خازوق جديد نُهْدِيه لزيكو، وعليه أن يستعد لاستقباله فى الموضع الملائم من مؤخرته النتنة مثله!
ومرة أخرى نسمع الناس الذين شفاهم المسيح عليه السلام يقولون عنه إعجابا بما صنع من معجزات الشفاء: "أمَا هذا ابن داود؟"، ولم يقولوا: "أمَا هذا ابن الله؟". أى أن الناس لم يكونوا يعرفونه إلا على أنه بشر، وليس ابن الله! ومن؟ إنهم الذين كانوا ينبغى أن يكونوا أول مؤلهيه لو كانت المعجزات التى تمت على يديه دليلا على ألوهيته كما يقول الرقيع المسكوع زيكو الملسوع! ثم ها هو ذا يقول بنفسه: "مَنْ قالَ كلِمَةً على اَبنِ الإنسانِ يُغفَرُ لَه، وأمّا مَنْ قالَ على الرٌّوحِ القُدُسِ، فلن يُغفَرَ لَه، لا في هذِهِ الدٌّنيا ولا في الآخِرَةِ"، وهو دليل قاطع على أنه يميز بين "ابن الإنسان" (أى المسيح) والروح القدس واضعا نفسه فى مرتبة أقل كثيرا من الروح القدس بما لا يقاس، بما يعنى أنه ليس إلا بشرا كسائر البشر.
ثم إلى النص الغريب من كل الوجوه: غريب لأن المسيح يبدو لنا فيه ابنًا عاقًّا لا يستجيب لما تريده أمه رغم أنها لا تأمره بمعصية. وغريب لأننا نسمع المسيح يقول فى حق أمه وإخوته كلاما جافيا خشنا، وليست هكذا صورة المسيح التى يحرص النصارى على رسمها له صلى الله عليه وسلم رغم أن ما كتبه عنه مؤلفو الأناجيل لا يتناسب معها. وغريب لأن معنى كلامه عن أمه وإخوته هو أنهم لم يكونوا من المؤمنين بدعوته ولا من المطيعين لأوامر الله ونواهيه، أو بتعبيره: لم يكونوا يعملون بمشيئة أبيه الذى فى السماء، بخلاف تلاميذه، الذين وصفهم بأنهم أمه وإخوته الحقيقيون! وغريب كذلك لأنه أوقع الكذاب فى الفخ، إذ يشاء الله أن يُعْمِىَ أبصار كتاب الأناجيل فلا يتنبهوا لشُنْع ما لفقت أيديهم ولا يحذفوه من ثم: "46وبَينَما يَسوعُ يُكلَّمُ الجُموعَ، جاءَتْ أمٌّهُ وإخوَتُهُ ووقَفوا في خارِجِ الدّارِ يَطلُبونَ أن يُكلَّموهُ. 47فقالَ لَه أحَدُ الحاضِرينَ: "أُمٌّكَ وإخوتُكَ واقفونَ في خارجِ الدّارِ يُريدونَ أنْ يُكلَّموكَ".48فأجابَهُ يَسوعُ: "مَنْ هيَ أُمّي، ومَنْ هُمْ إخْوَتي؟" 49وأشارَ بـيدِهِ إلى تلاميذِهِ وقالَ: "هؤُلاءِ هُمْ أُمّي وإخوَتي. 50لأنَّ مَنْ يعمَلُ بمشيئةِ أبـي الَّذي في السَّماواتِ هوَ أخي وأُختي وأُمّي". ثم بعد ذلك لا يستحى القوم فيسمّون السيدة مريم: أم الإله! على أية حال كان ينبغى أن يرى السيد المسيح ماذا تريد منه أمه وإخوته حتى لو لم يكونوا يؤمنون بدعوته (وهو ما لا أظنه أبدا)، فلا شك أن بِرّ الوالدين وصلة الرحم مطلوبة حتى مع أقارب الإنسان الكفار ما داموا لا يُكْرِهونه على الشرك ولا يطالبونه به. وإذا لم يُرَاعِ السيد المسيح هذا، وهو الرسول الكريم الذى اختاره الله وصنعه على عينه كبقية رسله الكرام، فمن يا ترى يراعيه غيره؟
الفصل الثالث عشر:
"مثل الزارع.
وخرَجَ يَسوعُ مِنَ الدّارِ في ذلِكَ اليومِ وجلَسَ بجانبِ البحرِ. 2فاَزدحَمَ علَيهِ جَمْعٌ كبـيرٌ، حتّى إنَّهُ صَعِدَ إلى قارِبٍ وجلَسَ فيهِ، والجَمعُ كُلٌّهُ على الشَّاطئِ، 3فكلَّمَهُم بأمثالٍ على أُمورٍ كثيرةٍ قالَ: "خرَجَ الزّارِعُ ليزرَعَ. 4وبَينَما هوَ يَزرَعُ، وقَعَ بَعضُ الحَبَّ على جانِبِ الطَّريقِ، فجاءَتِ الطٌّيورُ وأكَلَتْهُ. 5ووقَعَ بَعضُهُ على أرضٍ صَخْريَّةٍ قليلةِ التٌّرابِ، فنَبَتَ في الحالِ لأنَّ تُرابَهُ كانَ بِلا عُمقٍ. 6فلمَّا أشرَقَتِ الشَّمسُ اَحتَرَقَ وكانَ بِلا جُذورٍ فيَبِسَ. 7ووقَعَ بعضُهُ على الشَّوكِ، فطَلَعَ الشٌّوكُ وخَنقَهُ. 8ومِنهُ ما وقَعَ على أرضٍ طيَّبةٍ، فأعطى بَعضُهُ مِئةً، وبَعضُهُ سِتَّينَ، وبَعضُهُ ثلاثينَ. 9مَنْ كانَ لَه أُذنانِ، فلْيَسمَعْ!"
الغاية من الأمثال.
10فدَنا مِنهُ تلاميذُهُ وقالوا لَه: "لِماذا تُخاطِبُهُم بالأمثالِ؟" 11فأجابَهُم: "أنتُمُ أُعطيتُم أنْ تعرِفوا أسرارَ مَلكوتِ السَّماواتِ، وأمّا هُم فما أُعطُوا. 12لأنَّ مَنْ كانَ لَه شيءٌ، يُزادُ فيَفيضُ. ومَنْ لا شيءَ لَه، يُؤخَذُ مِنهُ حتى الَّذي لَه. 13وأنا أُخاطِبُهُم بالأمثالِ لأنَّهُم يَنظُرونَ فلا يُبصِرونَ، ويُصغونَ فلا يَسمَعونَ ولا يَفهَمونَ. 14ففيهِم تَتِمٌّ نُبوءةُ إشَعْيا: "مَهما سَمِعتُم لا تَفهَمونَ، ومَهما نَظَرْتُم لا تُبصِرونَ. 15لأنَّ هذا الشَّعبَ تحَجَّرَ قلبُهُ، فسَدٌّوا آذانَهُم وأغْمَضوا عُيونَهُم، لِـئلاَّ يُبصِروا بِعُيونِهِم ويَسمَعوا بآذانِهِم ويَفهَموا بِقُلوبِهِم ويَتوبوا فأَشفيَهُم". 16وأمّا أنتُمْ فهَنيئًا لكُم لأنَّ عيونَكُم تُبصِرُ وآذانَكُم تَسمَعُ. 17الحقَّ أقولُ لكُم: كثيرٌ مِنَ الأنبـياءِ والأبرارِ تَمنَّوا أنْ يَرَوْا ما أنتمُ تَرَونَ فَما رأوا، وأنْ يَسمَعوا ما أنتُم تَسمَعونَ فما سَمِعوا.
تفسير مثل الزارع.
18"فاَسمَعوا أنتُم مَغْزى مَثَلِ الزّارعِ: 19مَنْ يَسمَعُ كلامَ المَلكوتِ ولا يَفهَمُهُ، فهوَ المَزروعُ في جانبِ الطَّريقِ، فيجيءُ الشَّرّيرُ ويَنتَزِ.عُ ما هوَ مَزروعٌ في قلبِهِ. 20ومَنْ يَسمَعُ كلامَ المَلكوتِ ويتَقَبَّلُهُ في الحالِ فَرِحًا، فهوَ المَزروعُ في أرضٍ صخريَّةٍ: 21لا جُذورَ لَه في نَفسِهِ، فيكونُ إلى حينٍ. فإذا حدَثَ ضِيقٌ أوِ اَضطهادٌ مِنْ أجلِ كلامِ المَلكوتِ، اَرتدَّ عَنهُ في الحالِ. 22ومَنْ يَسمَعُ كلامَ المَلكوتِ ولا يُعطي ثَمرًا فهوَ المَزروعُ في الشَّوكِ: لَه مِنْ هُمومِ هذِهِ الدٌّنيا ومَحبَّةِ الغِنى ما يَخنُقُ الثّمرَ فيهِ. 23وأمّا مَنْ يَسمعُ كلامَ المَلكوتِ ويفهَمُهُ، فهوَ المَزروعُ في الأرضِ الطيَّبةِ، فيُثمِرُ ويُعطي بَعضُهُ مِئةً، وبعضُهُ سِتَّينَ، وبعضُهُ ثلاثينَ".
مثل الزؤان.
24وقَدَّمَ لهُم يَسوعُ مَثلاً آخرَ، قالَ: "يُشبِهُ مَلكوتُ السَّماواتِ رَجُلاً زرَعَ زَرْعًا جيَّدًا في حقلِهِ. 25وبَينَما النَّاسُ نِـيامٌ، جاءَ عَدوٌّهُ وزَرعَ بَينَ القَمحِ زؤانًا ومضى. 26فلمّا طلَعَ النَّباتُ وأخرَجَ سُنبلَه، ظهَرَ الزؤانُ معَهُ. 27فجاءَ خدَمُ صاحِبِ الحَقلِ وقالوا لَه: "يا سيَّدُ أنتَ زَرَعْتَ زَرعًا جيَّدًا في حَقلِكَ، فمِنْ أينَ جاءَهُ الزؤانُ؟" 28فأجابَهُم: "عَدوٌّ فعَلَ هذا". فقالوا لَه: "أتُريدُ أنْ نَذهَبَ لِنَجمَعَ الزؤانَ؟" 29فأجابَ: "لا، لِـئلاَّ تَقلَعوا القَمحَ وأنتُم تَجمعونَ الزؤانَ. 30فاَترُكوا القَمحَ يَنمو معَ الزؤانِ إلى يومِ الحَصادِ، فأقولُ للحَصَّادينَ: اَجمَعوا الزؤانَ أوَّلاً واَحزِموهُ حِزَمًا لِـيُحرَق، وأمّا القمحُ فاَجمعوهُ إلى مَخزَني".
مثل حبة الخردل.
31وقدَّمَ لهُم مَثلاً آخرَ، قالَ: "يُشبِهُ مَلكوتُ السَّماواتِ حبَّةً مِن خَردلٍ أخذَها رَجُلٌ وزَرَعَها في حَقلِهِ. 32هيَ أصغرُ الحبوبِ كُلَّها، ولكِنَّها إذا نَمَتْ كانَت أكبَرَ البُقولِ، بل صارَتْ شجَرَةً، حتَّى إنَّ طُيورَ السَّماءِ تَجيءُ وتُعشَّشُ في أغصانِها".
مثل الخميرة.
33وقالَ لهُم هذا المَثَلَ: "يُشبِهُ مَلكوتُ السَّماواتِ خَميرةً أخذَتْها اَمرأةٌ ووَضَعَتْها في ثلاثةِ أكيالٍ مِنَ الدَّقيقِ حتى اَختَمرَ العَجينُ كُلٌّهُ".
يسوع والأمثال.
34هذا كلٌّهُ قالَه يَسوعُ للجُموعِ بالأمثالِ. وكانَ لا يُخاطِبُهُم إلاَّ بأمثالٍ. 35فتَمَّ ما قالَ النبـيٌّ: "بالأمثالِ أنطِقُ، فأُعلِنُ ما كانَ خفيُا مُنذُ إنشاءِ العالَمِ".
تفسير مثل الزؤان.
36وترَكَ يَسوعُ الجُموعَ ودخَلَ إلى البَيتِ، فجاءَ إليهِ تلاميذُهُ وقالوا لَه: "فَسَّرْ لنا مثَلَ زؤانِ الحَقلِ". 37فأجابَهُم: "الَّذي زَرعَ زَرْعًا جيَّدًا هوَ اَبنُ الإنسانِ، 38والحَقلُ هوَ العالَمُ، والزَّرعُ الجيَّدُ هوَ أبناءُ المَلكوتِ، والزؤانُ هوَ أبناءُ الشَّرّيرِ، 39والعدوٌّ الذي زرَعَ الزؤانَ هوَ إبليسُ، والحَصادُ هوَ نِهايةُ العالَمِ، والحصَّادونَ هُم الملائِكةُ. 40وكما يجمَعُ الزّارعُ الزؤانَ ويَحرِقُهُ في النّارِ، فكذلِكَ يكونُ في نِهايَةِ العالَمِ: 41يُرسِلُ اَبنُ الإنسانِ ملائِكتَهُ، فيَجْمعونَ مِنْ مَلكوتِهِ كُلَ المُفسِدينَ والأشرارِ 42ويَرمونَهُم في أتونِ النّارِ، فهُناكَ البُكاءُ وصَريفُ الأسنانِ. 43وأمّا الأبرارُ، فيُشرِقونَ كالشَّمسِ في مَلكوتِ أبـيهِم. مَنْ كانَ لَه أُذُنانِ، فلْيَسمَعْ!
مثل الكنز واللؤلؤة والشبكة.
44"ويُشبِهُ مَلكوتُ السَّماواتِ كَنزًا مدفونًا في حَقلٍ، وجَدَهُ رجُلٌ فَخبّأهُ، ومِنْ فرَحِهِ مَضى فباعَ كُلَ ما يَملِكُ واَشتَرى ذلِكَ الحَقلَ.
45ويُشبِهُ مَلكوتُ السَّماواتِ تاجِرًا كانَ يبحَثُ عَنْ لُؤلُؤ ثَمينٍ. 46فلمّا وجَدَ لُؤلُؤةً ثَمينَةً، مضى وباعَ كُلَ ما يَملِكُ واَشتَراها.
47ويُشبِهُ مَلكوتُ السَّماواتِ شبكَةً ألقاها الصَيّادونَ في البحرِ، فجَمَعتْ سَمكًا مِنْ كُلٌ نوعِ. 48فلمّا اَمتَلأتْ أخرَجَها الصَيَّادونَ إلى الشّاطئ، فوَضَعوا السَّمكَ الجيَّدَ في سِلالِهِم ورَمَوا الرّديءَ. 49وهكذا يكونُ في نِهايَةِ العالَمِ: يَجيءُ الملائِكةُ، ويَنتَقونَ الأشرارَ مِنْ بَينِ الصّالِحينَ 50ويَرمونَهُم في أتّونِ النّارِ. فهُناكَ البُكاءُ وصَريفُ الأسنانِ".
الجديد والقديم.
51وسألَ يَسوعُ تلاميذَهُ: "أفَهِمتُم هذا كُلَّهُ؟" فأجابوهُ: "نعم". 52فقالَ لهُم: "إذًا، كُلُّ مَنْ صارَ مِنْ مُعَلَّمي الشَّريعةِ تلميذًا في مَلكوتِ السَّماواتِ، يُشبِهُ ربَّ بَيتٍ يُخرِجُ مِنْ كنزِهِ كُلَ جديدٍ وقَديمِ".
الناصرة ترفض يسوع.
53ولمّا أتَمَّ يَسوعُ هذِهِ الأمثالَ، ذهَبَ مِنْ هُناكَ_ 54وعادَ إلى بلَدِهِ، وأخَذَ يُعلَّمُ في مَجمَعِهِم، فتَعَجَّبوا وتَساءَلوا: "مِنْ أينَ لَه هذِهِ الحِكمةُ وتِلْكَ المُعْجزاتُ؟ 55أما هوَ اَبنُ النجّارِ؟ أُمٌّهُ تُدعى مَريمَ، وإِخوتُهُ يَعقوبَ ويوسفَ وسِمْعانَ ويَهوذا؟ 56أما جميعُ أخَواتِهِ عِندَنا؟ فمِنْ أينَ لَه كُلُّ هذا؟" 57ورَفَضوهُ.
فقالَ لهُم يَسوعُ: "لا نبـيَّ بِلا كرامةٍ إلاّ في وَطَنِهِ وبَيتِهِ". 58وما صنَعَ هُناكَ كثيرًا مِنَ المُعجِزاتِ لِعَدَمِ إيمانِهِم به"ِ.
فى هذا الفصل يسوق متى عددا من الأمثال التى ضربها السيد المسيح لتوضيح ما يريد أن يبلغه للجموع، وفى القرآن والأحاديث أيضا أمثال كثيرة وضعت فيها كتب ودراسات. ومن الطبيعى أن يلجأ الأنبياء إلى هذه الوسيلة لنجاعتها فى توضيح المعنى وإبرازه وحفره فى القلب بحروف من نور، وكذلك لما فى الأمثال من متعة فنية بما تتميز به من ألوان وتصاوير حية يفتقدها الكلام المجرد البارد. وما أجمل الأمثال التى أُثِرَتْ عن المسيح وأشدّ علوقها بالنفس وأفعل تأثيرها فيها، ومنها مثل الزارع والحب الذى مر بنا: "خرَجَ الزّارِعُ ليزرَعَ. 4وبَينَما هوَ يَزرَعُ، وقَعَ بَعضُ الحَبَّ على جانِبِ الطَّريقِ، فجاءَتِ الطٌّيورُ وأكَلَتْهُ. 5ووقَعَ بَعضُهُ على أرضٍ صَخْريَّةٍ قليلةِ التٌّرابِ، فنَبَتَ في الحالِ لأنَّ تُرابَهُ كانَ بِلا عُمقٍ. 6فلمَّا أشرَقَتِ الشَّمسُ اَحتَرَقَ وكانَ بِلا جُذورٍ فيَبِسَ. 7ووقَعَ بعضُهُ على الشَّوكِ، فطَلَعَ الشٌّوكُ وخَنقَهُ. 8ومِنهُ ما وقَعَ على أرضٍ طيَّبةٍ، فأعطى بَعضُهُ مِئةً، وبَعضُهُ سِتَّينَ، وبَعضُهُ ثلاثينَ"، والذى فسره عليه السلام على النحو التالى: 19مَنْ يَسمَعُ كلامَ المَلكوتِ ولا يَفهَمُهُ، فهوَ المَزروعُ في جانبِ الطَّريقِ، فيجيءُ الشَّرّيرُ ويَنتَزِعُ ما هوَ مَزروعٌ في قلبِهِ. 20ومَنْ يَسمَعُ كلامَ المَلكوتِ ويتَقَبَّلُهُ في الحالِ فَرِحًا، فهوَ المَزروعُ في أرضٍ صخريَّةٍ: 21لا جُذورَ لَه في نَفسِهِ، فيكونُ إلى حينٍ. فإذا حدَثَ ضِيقٌ أوِ اَضطهادٌ مِنْ أجلِ كلامِ المَلكوتِ، اَرتدَّ عَنهُ في الحالِ. 22ومَنْ يَسمَعُ كلامَ المَلكوتِ ولا يُعطي ثَمرًا فهوَ المَزروعُ في الشَّوكِ: لَه مِنْ هُمومِ هذِهِ الدٌّنيا ومَحبَّةِ الغِنى ما يَخنُقُ الثّمرَ فيهِ. 23وأمّا مَنْ يَسمعُ كلامَ المَلكوتِ ويفهَمُهُ، فهوَ المَزروعُ في الأرضِ الطيَّبةِ، فيُثمِرُ ويُعطي بَعضُهُ مِئةً، وبعضُهُ سِتَّينَ، وبعضُهُ ثلاثينَ". كلام يدخل القلب لأنه من النبع السامق الكريم لا الكلام الشِّرْكِىّ الذى يزعم أنه، عليه السلام، هو الله أو ابن الله! تعالى الله عن تلك السخافات المتخلفة!
ومن أمثال القرآن المجيد قوله تعالى من سورة "البقرة": "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (264) وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآَتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (265) أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266)"، وقوله من سورة "الأعراف": "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177)"، وقوله تعالى من سورة "النور": "وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39) أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40)"، وقوله من سورة "محمد": "مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ (15)".
اما المثل الثانى الذى يُنْسَب هنا إلى المسيح فهو يحتاج لوقفة: لقد فسره، عليه السلام، على النحو التالى: "36وترَكَ يَسوعُ الجُموعَ ودخَلَ إلى البَيتِ، فجاءَ إليهِ تلاميذُهُ وقالوا لَه: "فَسَّرْ لنا مثَلَ زؤانِ الحَقلِ". 37فأجابَهُم: "الَّذي زَرعَ زَرْعًا جيَّدًا هوَ اَبنُ الإنسانِ، 38والحَقلُ هوَ العالَمُ، والزَّرعُ الجيَّدُ هوَ أبناءُ المَلكوتِ، والزؤانُ هوَ أبناءُ الشَّرّيرِ، 39والعدوٌّ الذي زرَعَ الزؤانَ هوَ إبليسُ، والحَصادُ هوَ نِهايةُ العالَمِ، والحصَّادونَ هُم الملائِكةُ. 40وكما يجمَعُ الزّارعُ الزؤانَ ويَحرِقُهُ في النّارِ، فكذلِكَ يكونُ في نِهايَةِ العالَمِ: 41يُرسِلُ اَبنُ الإنسانِ ملائِكتَهُ، فيَجْمعونَ مِنْ مَلكوتِهِ كُلَ المُفسِدينَ والأشرارِ 42ويَرمونَهُم في أتونِ النّارِ، فهُناكَ البُكاءُ وصَريفُ الأسنانِ. 43وأمّا الأبرارُ، فيُشرِقونَ كالشَّمسِ في مَلكوتِ أبـيهِم. مَنْ كانَ لَه أُذُنانِ، فلْيَسمَعْ"!
لكن ألا يمكن أن نعطى المثل تفسيرا آخر إلى جانب هذا التفسير؟ ألا نستطيع أن نقول إنه لا مانع أيضا من القول بأنه من غير المستحب انشغال الإنسان أثناء عمله للخير بتخليصه تماما من أية شوائب، وإلا فإنه لن يستطيع أن ينتج شيئا لأن الطبيعة البشرية لا تصفو أبدا لأى إنسان، بل يختلط بصوابها نسبة من الخطإ والتقصير، والمهم ألا تزيد تلك النسبة عن الحد الذى لا يمكن تقليله أكثر من ذلك كى تستمر مسيرة العطاء والخير، ويوم القيامة يميز الله الزُّؤَان عن الحَبّ فيعفو عن الأول ويثيب على الثانى؟ وقد أُثِر عن رسولنا الكريم: "إن المُنْبَتّ لا أرضًا قَطَع ولا ظَهْرًا أبقى"، و"لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، ولكن سَدِّدوا وقارِبوا"، و"إذا أمرتكم بشىء فأْتُوا منه ما استطعتم"، و"اتقوا النار ولو بشق تمرة" وغير ذلك من الكلام النبيل المستماح من النبع الكريم السامق. هذا ما عَنَّ لى، وأرجو ألا أكون مخطئا فى هذا التفسير.
ومع هذا فمن العجيب أن يقول المسيح فى تلاميذه الكلام التالى، إذا كان قد قاله فعلا، حين سألوه السبب فى اعتماد ضرب الأمثال أسلوبا لمخاطبة الجموع، إذ كان جوابه لهم: "أنتُمُ أُعطيتُم أنْ تعرِفوا أسرارَ مَلكوتِ السَّماواتِ، وأمّا هُم فما أُعطُوا. 12لأنَّ مَنْ كانَ لَه شيءٌ، يُزادُ فيَفيضُ. ومَنْ لا شيءَ لَه، يُؤخَذُ مِنهُ حتى الَّذي لَه. 13وأنا أُخاطِبُهُم بالأمثالِ لأنَّهُم يَنظُرونَ فلا يُبصِرونَ، ويُصغونَ فلا يَسمَعونَ ولا يَفهَمونَ. 14ففيهِم تَتِمٌّ نُبوءةُ إشَعْيا: "مَهما سَمِعتُم لا تَفهَمونَ، ومَهما نَظَرْتُم لا تُبصِرونَ. 15لأنَّ هذا الشَّعبَ تحَجَّرَ قلبُهُ، فسَدٌّوا آذانَهُم وأغْمَضوا عُيونَهُم، لِـئلاَّ يُبصِروا بِعُيونِهِم ويَسمَعوا بآذانِهِم ويَفهَموا بِقُلوبِهِم ويَتوبوا فأَشفيَهُم". 16وأمّا أنتُمْ فهَنيئًا لكُم لأنَّ عيونَكُم تُبصِرُ وآذانَكُم تَسمَعُ. 17الحقَّ أقولُ لكُم: كثيرٌ مِنَ الأنبـياءِ والأبرارِ تَمنَّوا أنْ يَرَوْا ما أنتمُ تَرَونَ فَما رأوا، وأنْ يَسمَعوا ما أنتُم تَسمَعونَ فما سَمِعوا"، ثم نفاجأ بعد قليل أن أولئك التلاميذ الذين يسمعون ويبصرون ويفهمون فى الوقت الذى لا يفهم فيه غيرهم، والذين يغبطهم الأنبياء على مكانتهم التى لا يصل إليها الأنبياء، أولئك التلاميذ لا يفهمون المغزى من أمثال معلمهم: "36وترَكَ يَسوعُ الجُموعَ ودخَلَ إلى البَيتِ، فجاءَ إليهِ تلاميذُهُ وقالوا لَه: "فَسَّرْ لنا مثَلَ زؤانِ الحَقلِ". 37فأجابَهُم: "الَّذي زَرعَ زَرْعًا جيَّدًا هوَ اَبنُ الإنسانِ، 38والحَقلُ هوَ العالَمُ، والزَّرعُ الجيَّدُ هوَ أبناءُ المَلكوتِ، والزؤانُ هوَ أبناءُ الشَّرّيرِ، 39والعدوٌّ الذي زرَعَ الزؤانَ هوَ إبليسُ، والحَصادُ هوَ نِهايةُ العالَمِ، والحصَّادونَ هُم الملائِكةُ. 40وكما يجمَعُ الزّارعُ الزؤانَ ويَحرِقُهُ في النّارِ، فكذلِكَ يكونُ في نِهايَةِ العالَمِ: 41يُرسِلُ اَبنُ الإنسانِ ملائِكتَهُ، فيَجْمعونَ مِنْ مَلكوتِهِ كُلَ المُفسِدينَ والأشرارِ 42ويَرمونَهُم في أتونِ النّارِ، فهُناكَ البُكاءُ وصَريفُ الأسنانِ. 43وأمّا الأبرارُ، فيُشرِقونَ كالشَّمسِ في مَلكوتِ أبـيهِم. مَنْ كانَ لَه أُذُنانِ، فلْيَسمَعْ"! ولسوف يتكرر ذلك العجز منهم بعد قليل. أمعقول هذا؟ واضح أن ثمة خللا فى النصوص الإنجيلية رغم ما فيها من بعض اللمعات والبوارق النفيسة!
وبالنسبة لقول مؤلف الإنجيل: "34هذا كلٌّهُ قالَه يَسوعُ للجُموعِ بالأمثالِ. وكانَ لا يُخاطِبُهُم إلاَّ بأمثالٍ. 35فتَمَّ ما قالَ النبـيٌّ: "بالأمثالِ أنطِقُ، فأُعلِنُ ما كانَ خفيُا مُنذُ إنشاءِ العالَمِ"، فالإشارة فيه إلى الفقرة الثانية من المزمور 78 ونصه: "أفتَحُ فَمي بِالأَمثالِ وأبوحُ بألغازٍ مِنَ القديمِ". ولا شك أنه تصرف غريب أن يأخذ كاتب إنجيل متى هذه العبارة من كلام صاحب المزامير ويجعلها كأنها من كلام السيد المسيح. إن هذا، وايم الحق، لخلط واضطراب لا معنى له. إننا هنا أمام شخصين مختلفين هما حسبما يقولون: داود والمسيح عليهما السلام، فما معنى أخذ كلام الأول والزعم بأنه هو كلام الثانى، مع أن صاحب المزامير إنما يتكلم عن نفسه ولا يتنبأ بما سيقوله عيسى بن مريم عليه السلام. ألا إنها لــ"تماحيك" كما يقول العوام بأسلوبهم الظريف! ثم إن العبارتين ليستا شيئا واحدا كما هو واضح تمام الوضوح. وعلى أية حال فينبغى ألا يفوتنا الاسم الواحد الذى استُعْمِل للاثنين، وهو لفظ "النبى": "فتَمَّ ما قالَ النبـيٌّ (أى داود)"، "فقالَ لهُم يَسوعُ: "لا نبـيَّ بِلا كرامةٍ إلاّ في وَطَنِهِ وبَيتِهِ" (والنبى هنا هو عيسى). إذن فلا هو الرب ولا هو ابن الرب، وكيف يكون الرب وقد كان يأكل ويشرب ويبول ويتبرز؟ أم ترى هناك من ينكر هذا؟ تعالى الرب تعاليًا جليلاً عن كل هذا!
وكما رأينا قبلا أن الناس كانوا دائما ما يقولون عنه إنه ابن يوسف ومريم، فكذلك الحال هنا: "53ولمّا أتَمَّ يَسوعُ هذِهِ الأمثالَ، ذهَبَ مِنْ هُناكَ. 54وعادَ إلى بلَدِهِ، وأخَذَ يُعلَّمُ في مَجمَعِهِم، فتَعَجَّبوا وتَساءَلوا: "مِنْ أينَ لَه هذِهِ الحِكمةُ وتِلْكَ المُعْجزاتُ؟ 55أما هوَ اَبنُ النجّارِ؟ أُمٌّهُ تُدعى مَريمَ، وإِخوتُهُ يَعقوبَ ويوسفَ وسِمْعانَ ويَهوذا؟ 56أما جميعُ أخَواتِهِ عِندَنا؟ فمِنْ أينَ لَه كُلُّ هذا؟" 57ورَفَضوهُ"، وهو ما سوف يتكرر فيما بعد أيضا. أى أنه لا أحد كان يقول عنه حتى ذلك الوقت على الأقل إنه ابن الله، فضلا عن أن يقولوا إنه الله ذاته، تعالى الله عن ذلك الشرك علوا عظيما. وعلى هذا فكل ما قيل عن الحمامة واليمامة وأبى قردان وأبى فصادة والصوت الذى كان يتردد فى جنبات السماوات عندما كان يتم تعميد السيد المسيح على يد يحيى هو كلام فارغ شكلا ومضمونا، وهو يؤكد ما قاله القرآن عن العبث فى الكتاب المقدس، وإن كنا نحترم مع ذلك ما يعتقده كل إنسان، بشرط ألا يتطاول بسفاهةٍ وصياعةٍ وقلّةِ أدبٍ على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وإلا فالخوازيق موجودة لزيكو!
(((((موضوع مهم؟؟؟))))السلام عليكم
الأستاذ متعلم وضع هذا الرد على علاقته بحوار الأديان بالجامع
وأردت ان أنقله للأعضاء هنا لما له من قيمة ممتازه
--------
بدأت معرفتي بالنصرانية على المستوى الاجتماعي ، منذ سن السادسة تقريبًا ، وحتى عشر سنوات بعدها .. دخلت بيوتهم .. اطلعت على أحوالهم .. شاركت في أعيادهم .. زرت كنائسهم .. وعلى سبيل المثال : أذكر أني في سن العاشرة ، دعاني صديق نصراني لحضور زواج أخته في الكنيسة . وأثناء الإجراءات ، وبعد تلاوة أحد الكهنة لمقاطع ذات صبغة دينية ، بدأ الإنشاد ، ثم فوجئت – وحدي فوجئت – برجل في ملابس الكهنوت ، في يديه "الصاجات" ! يضرب بها مميلاً رأسه بكل رضا ! .. بعد الحفل ، أفهمني صديقي – بعدما وبخني على ضحكي ساعتها – أن هذا يقابل عندنا "الإنشاد الديني" لكن تصاحبه المعازف ، وأن الكهنة عندهم يضربون على المعازف دون أدنى حرج .
وعلى مستوى القراءة ، فحتى سن الخامسة عشر ، كنت قد قرأت كتبًا كثيرة للنصارى وكثيرًا من البايبل الذي لم أستطع إكماله آنذاك للملل الذي كان يصيبني منه بسرعة ، بالإضافة إلى مئات الساعات من السماع لإذاعة تبشيرية معروفة وعشرات المراسلات معها و"الهدايا" منها .
في المقابل ، كنت قد طالعت كثيرًا من الكتابات الجدلية والردود للمسلمين . لكن القراءة شيء والعلم شيء آخر . وأرجو أن ينتبه الأحبة إلى هذا الأمر المهم : القراءة شيء والعلم شيء آخر . قد توصلك القراءة إلى العلم وقد لا توصلك .
لكن بعد الخامسة عشر ، منّ الله علينا بطلب العلم من بابه ، أعني بطريقة منهجية مرتبة .. كانت بداية "الصحوة" خطبة جمعة في مسجد الشيخ فوزي السعيد ، شرح فيها معنى لا إله إلا الله ، وأن معناها ألا محبوب لذاته إلا الله .. فكأنما كنت في سُبات وانتبهت ، وكأنما كان قلبي ميتًا فتنسم نسمة الحياة ..
وأما على مستوى جدال النصارى أو دعوتهم ، فكان منذ الصغر أيضًا ، لكن لم يأخذ طابع "الخصومة" إلا بعد سن العاشرة .. بدأ ذلك عندما أسلم أحد نصارى شارعنا القديم ، ولم يستسلم ساعتها قساوسة كنيسته بسهولة ، كما لم يستسلم في المقابل "إخوة مسجد الشيخ فوزي السعيد" .. انتبهت بعدها للنشاط التبشيري الذي كان يُمارس بكل خسة على الفقراء القاطنين في منطقة سكنية - أمامنا مباشرة - مشهورة بفقرها المدقع .. كان الشمامسة يجولون في شوارعها بكل حرية ، ويقفون أمام البيوت جهارًا يكلمون أصحابها .. شاركت في كثرة كاثرة من هذه الجدالات ، ولم أكن أملك "علمًا" ساعتها ، لكن كنت قد "قرأت" كثيرًا من كتب الردود ونقد النصرانية .
كان كثير من الفقراء يسايرهم لينال المال ، وبعضهم يوهمهم فعلاً بأنه ترك الإسلام لنفس الغرض . الجدير بالذكر أن القساوسة ما كانوا مخدوعين بهذا ، وكانوا يعرفون الواقع ، وكانوا راضين بهذه الحال لأمرين : الأول : أن هذا الوضع على تهافته يفيدهم في الناحية الدعائية أمام أبناء ملتهم . والثاني وهو الأهم : أنهم وإن خسروا الآباء لكن يأملون في اكتساب أطفالهم عن طريق تولي تعليمهم في مدارسهم ومتابعتهم .
خفت الجدالات مع النصارى – نسبيًا - في مرحلة الدراسة الثانوية . ثم عادت بقوة في بداية مرحلة الدراسة الجامعية . كان لي صديق مسلم يعمل في "سنترال" حكومي . وكان على زهد وعبادة وشيء من العلم ، لكن ليس عنده موهبة الجدل على الإطلاق . وكان له زميل عمل نصراني يبلغ أربعين سنة يدرس دراسات عليا في القانون . فلم يكن النصراني يدع صديقي يومًا دون جدال . فشكى لي زميلي الحال ، فقلت له : هذا خير ساقه الله إلينا . بعد فترة أدرك النصراني أن الحال تغيرت ، وسأل صديقي عمن يلقنه فأخبره . بعدها استعان النصراني بأحد قساوسة كنيسة العباسية متخصص في جدال المسلمين . بعدها طلب القس مقابلتي شخصيًا . وقد كان .
في السنوات الأخيرة ، انتبهت إلى فائدة الإنترنت في الدعوة ، فدخلت عالم الإنترنت ، ولم أنقطع – بفضل الله – عن دعوة النصارى في عالم الواقع .. لكن دخلت الإنترنت ..
ألزمت نفسي في البداية شهورًا طويلة بعدم الدخول في أي حوار على الإنترنت ، حتى أتعلم جيدًا قواعد الأمر في عالم الإنترنت ..
تعلمت من (برسوميات) وغيره الكثير .. ونفعني الله بكتابات الإخوة الكبار كالأخت (مسلمة) والأخ (eeww) وغيرهما ..
عالم الإنترنت مختلف تمامًا عن عالم الواقع .. في عدة أمور :
أولاً : قلة الأدب هي الصفة الغالبة على نصارى الإنترنت .. أما في عالم الواقع فمحاورك النصراني يسيل أدبًا ورِقَّة ، لا سيما الشمامسة والقساوسة .. في عالم الواقع ، غالبًا يكون هدف محاورك النصراني إثبات صحة دينه وخطأ دينك .. أما على الإنترنت ، فهدفه غالبًا التشفي والتنفيس عن غيظه وكمده الذي يحرق صدره على هذا الدين وأهله .. في عالم الواقع ، غالبًا يكون محاور النصراني مؤمنًا بعض الإيمان بدينه .. أما على الإنترنت ، فالشهرة لأقباط المهجر ، وأقباط المهجر أكثرهم علمانيون أو ملاحدة ، ثم "المتدين" منهم ترك الأرثوذكسية إلى البروتستانتية تقربًا لوطنه الجديد .. والمؤمن يحاول الالتزام ببعض الخلق والأدب ، أما بنو علمان وبائعو المذهب فالمسألة عندهم سياسة لا دين .
ثانيًا : الجهل هي الصفة الغالبة على نصارى الإنترنت .. بالطبع الجهل صفة فاشية في النصارى وقساوستهم سواء في عالم الواقع أو على الإنترنت ، لكن الإنترنت منبر الجهلاء بلا منازع .. فالإنترنت منبر مَن لا منبر له ، ويمكن لأي جاهل أن يضع المشاركات وينشئ المواقع .. وأي أحمق يمكنه أن يقول « أنا أرى .. وأعتقد .. وبلا شك » فيصير في عين نفسه عظيمًا ويتوهم أنه صار هكذا عند الناس .. وهذا غير خاص بالنصارى فقط ، وإن كان لهم أطول باع في صفة الجهل والضلال ، لكن هو أيضًا للملاحدة وغيرهم ، بل هو في المسلمين أيضًا وإن قلت النسبة .. لأن في عالم الواقع ، نشر الكتب له مشاكله المادية ، وهذه المشاكل تكون بمثابة المصفاة التي تغربل الغثاء ليصفو لك أفضل الغثاء . وبعض الشر أهون من بعض . وأما سهولة الكتابة على الإنترنت ففتحت الباب لكل جاهل وأحمق أن "يشارك" .. عندنا في مصر يقولون : « هبلة ومسكوها طبلة » ! .. وأي "أهبل" يستطيع الآن الإمساك باللاقط على البالتوك مثلاً "ليطبل" كيفما شاء !
فإذا امتلك هذا الجاهل أو الأحمق إشرافًا في منتدى ، أو في غرفة بالتوكية ، فهي المصيبة الكبرى .. فيحذف لهذا ، ويمنع ذاك ، ويطرد هؤلاء .. محاولاً أن يشفي غليله من المسلمين من ناحية ، وأن يتعالم على بني ملته من ناحية أخرى ..
وأنا أشمل بكلامي كثير من المسلمين أيضًا وأسأل الله العافية ..
أكثر قراء الإنترنت – مسلمين أو نصارى أو غيرهم - ليسوا بقراء أصلاً .. فما كانت هوايتهم القراءة قبل الإنترنت ولا بعدها .. وليسوا بأهل سماع ومحاورة أصلاً .. فما كانوا يطيقون سماعًا يطول أو يصبرون على حوار يمتد لا قبل الإنترنت ولا بعدها .. لكن وجدوا على الإنترنت فرصتهم في التعالم والظهور بمظهر "القارئ" و"المحاور" .. واضطرتهم الإنترنت للقراءة بسبب طبيعة المنتديات بها ، فيرتكبون هذه الضرورة ولكن بقدرها ! .. فيقرأ وما هو بقارئ .. يظن القراءة مجرد مس النظر للكلام (أو بعضه) ، ولا صبر عنده على فهم بضعة سطور أو التأمل فيها .. وقل مثل ذلك في مهارات الحوار المسموع ..
ثالثًا : الحوار على الإنترنت ليس ثنائيًا في الغالب .. فمحاورك النصراني في منتداك أو منتداه يكتب كلامًا يراه الذكي والغبي .. وهذه مشكلة تخص المسلم الواعي ، لأنه يعلم أن ترك الهذيان بلا تعقيب قد يغر الجهلاء والساذجين ، والتعقيب على كل هذيان سيضيع الموضوع الأصلى .. مشكلة قَلّ مَن يحسن التعامل معها .
وهي وإن كانت مشكلة للمسلم ، فهي مكسب للنصراني .. لأن النصراني لا يأمل كثيرًا في إثبات صحة دينه كما يرجو المسلم ويعزم .. النصراني كل همه أن يوضح - لبني ملته لا للمسلم - أن الإسلام به "مشاكل" .. هذا قصارى همه .. يريد أن يقول لهم : لا تتركوا النصرانية بسبب مشاكل عقيدتها أو كتابها فالإسلام أيضًا له مشاكله ، فاصبروا على مشاكلكم أفضل .. وعلى هذا يكفي النصراني تمامًا أن يخرج من الموضوع بلا إثبات لصحة دينه أو خطأ صريح للإسلام .. يكفيه تمامًا أن يكون الموضوع تغبيشًا وتشويشًا على الإسلام .. وهو يعلم أن هذه النتيجة تكفي لخداع بني قومه الذين مردوا على التقليد الأعمى .. هذا بالطبع بخلاف هدف التشفي الذي أسلفنا بيانه .
ومع الأسف كثير من المحاورين المسلمين في مجالنا لا ينتبهون لهذه المسألة ، فلا يُحكمون قبضتهم على محاورهم النصراني ، ويتركونه ليتفلت ببعثرة المسائل هنا وهناك ، ويضيع الموضوع ويضيع القارئ ويضيع الوقت ..
كذلك ، فإن النصراني يكون همه التهجم على الإسلام أكثر من إثبات صحة النصرانية ، لأن أكثرهم يائس من هذا الأخير .. أو قل إن النصراني يائس من إثبات صحة دينه بمجرد عرضه ، لكنه يأمل دومًا أن يحقق ذلك بإثبات خطأ الإسلام ..
وقد أدى هذا إلى إعراض أكثر النصارى عن الكلام حول عقيدته أو كتابه ، لأنه يعلم من المشاكل حول عقيدته وكتابه أكثر مما تعلم أنت ! .. فترى واحدهم يقول لك إذا ألزمته بكتابه : دعك من كتابي وديني وأنا من الملحدين ! .. وليس بعد هذا الخزي من خزي !
ومع الأسف ، بعض المسلمين – على البالتوك - يقلد النصارى في مثل هذا ، وإن بدرجة أخف ، وإن لم يكن بنفس اللفظ الفاجر .
والشاهد أن غياب ثنائية الإنترنت مشكلة أمام المسلم الفاهم .. ولذلك أرجو ألا يكتفي الأحبة بالحوارات العلنية على الإنترنت .. بل ينبغي أن يصطادوا كثيرين إلى الحوارات الثنائية ، حيث يستطيعون التركيز أكبر والتوضيح أكثر وعرض الإسلام بطريقة أوضح .. لا سيما والنصراني تأخذه العزة بالإثم في الحوارات العلنية ، فيخشى إن ترك مشاركة دون سب الإسلام أن يعيره إخوانه بالخنوع ، فيلجأ لقلة الأدب مضطرًا في أحيان كثيرة .
رابعًا : الخفاء .. فشخصية محاورك تكون مخفية على الإنترنت ، ومكشوفة بشكل أكبر في عالم الواقع .. وهذا قد يؤدي إلى ضياع أوقات كثيرة على الإنترنت .. فقد يطول حوارك مع خصمك النصراني ، ويشتد عجبك من شدة غبائه ، ولا تكتشف أن محاورك وقع على رأسه وهو صغير مما أدى إلى خلل في عقله يمنعه الفهم والحوار ! .. وقد يطول حوارك مع خصمك النصراني ، ويشتد عجبك من شدة عناده ، ولا تكتشف أن محاورك مأجور يؤدي واجبًا كنسيًا لم يطالبوه بالانتصار في حوار فذاك أمل بعيد ، لكن طالبوه بحوارات "فعالة" في خدمة الرب يسوع له المجد !
خامسًا : سهولة النسخ واللصق .. فالنصراني على الإنترنت عنده كم كبير من الكتب التي يستطيع أن ينسخ منها ويلصق .. فيفتح الموضوع ويبدأ بلصق ما عنده تباعًا ، وهو يوهم نفسه قبل إيهامك والقارئ أنه بذلك النسخ واللصق قد "حاور" ! .. فإذا انتهى مخزونه الإنترنتي انتهى الموضوع وحان الوقت ليقول الكلمة المعروفة : « انتهى الموضوع بالنسبة لي وأترك الحكم للقارئ » !!
وهو حتى لا يكلف نفسه أن ينسخ ويلصق من كتب خارج الإنترنت .. هذا عبث وضياع للأوقات ينزه نفسه عنه !
بالطبع قد يكون سؤال المسلم المطروح لا وجود لإجابة عليه مباشرة في "مخزون" الأفندي النصراني .. لا مشكلة .. سيحاول تطويع الموضوع للمخزون لا العكس ! .. إما بأن يجر المسلم إلى مسائل موجود إجابتها المباشرة في "المخزون" .. أو بنظام "التعامي" فيترك المسلم يكتب ويلصق له أقرب ما في "المخزون" ، مع الادعاء الدائم أثناء ذلك وبعده ، أنه رد على كل ما أثاره المسلم ، ووضع كل الأدلة التي تقنع أي عاقل ، وفعل كل شيء ، لكن المسلم معاند لا أكثر ! ..
بالنسبة للكتب ، فأعظم كتابين لطالب العلم المجتهد – والله أعلم – : كتاب "الجواب الصحيح" وكتاب "إظهار الحق" .
لكن ينبغي ألا ننظر للكتابين على أنهما يقدمان "معلومات" ، وإنما هما يقدمان "منهجًا" في هذا المجال ..
وهذا الأمر واضح جدًا مع كتاب "الجواب الصحيح" .. فابن تيمية يصرح باللفظ الصريح أن "طريقة" الرد تكون هكذا .. ويعلمك ما أفاض الله عليه من علمه ..
و"إظهار الحق" وإن كان لا يصرح بمثل هذا اللفظ ، لكن منهجه واضح جدًا ..
وبالرغم من وجود كتابات كثيرة جيدة تلت "إظهار الحق" إلا أن في "إظهار الحق" مزايا لا يستطيع جمعها أكثر المحدثين ..
على سبيل المثال : مسألة التوثيق .. كثير من كتابات المسلمين على الإنترنت ينقصها التوثيق المفيد للقارئ ..
ثم إن الشيخ "رحمت الله" ما كان ينقل عن مراجع وسيطة في الاحتجاج ، وإن فعل يكون المرجع الوسيط حجة على المخالف .. انظر الآن إلى رسالات الماجستير والدكتوراة في مجالنا .. أكثرها – إلا ما رحم ربك – لا يعرف إلا المراجع الوسيطة التي ليست بحجة على المخالف .. فتجدهم يوثقون عقائد النصارى من كتب الشيخ أبي زهرة وغيره من المسلمين ..
والشيخ "رحمت الله" ما كان يحتج على النصارى بقول غيرهم ، بل ما كان يحتج على طائفة منهم بقول الأخرى .. مع الأسف فإن أكثر الأكاديميين مولعون بالاحتجاج على النصارى بقول أي مايكل وأي جورج لمجرد أن اسمه مايكل أو جورج ، غير منتبهين أن من يحتجون بقوله ملحد لا نصراني .. وحتى لو كان نصرانيًا فالحجة تشترط أن يكون من علمائهم على الأقل .
وكثير من الأكاديميين يحتجون على النصارى بقول أستاذ اللاهوت فلان بالكلية العلانية .. ولا ينتبهون أن الغرب عج بزخم هائل من كليات لاهوتية لا يعترف بها جمهور النصارى .. بل أكثر هؤلاء الأساتذة ملاحدة أصلاً أو يفهمون النصرانية بطريقتهم الخاصة ..
وهذه إشارة عابرة إلى ميزة واحدة في كتاب "إظهار الحق" .. واللبيب بالإشارة يفهم .
أعتذر بشدة عن الإطالة .. وأرجو الله أن ينفع بنا وبكم .
توحيد
ثالثًا : الحوار على الإنترنت ليس ثنائيًا في الغالب .. فمحاورك النصراني في منتداك أو منتداه يكتب كلامًا يراه الذكي والغبي .. وهذه مشكلة تخص المسلم الواعي ، لأنه يعلم أن ترك الهذيان بلا تعقيب قد يغر الجهلاء والساذجين ، والتعقيب على كل هذيان سيضيع الموضوع الأصلى .. مشكلة قَلّ مَن يحسن التعامل معها .
وهي وإن كانت مشكلة للمسلم ، فهي مكسب للنصراني .. لأن النصراني لا يأمل كثيرًا في إثبات صحة دينه كما يرجو المسلم ويعزم .. النصراني كل همه أن يوضح - لبني ملته لا للمسلم - أن الإسلام به "مشاكل" .. هذا قصارى همه .. يريد أن يقول لهم : لا تتركوا النصرانية بسبب مشاكل عقيدتها أو كتابها فالإسلام أيضًا له مشاكله ، فاصبروا على مشاكلكم أفضل .. وعلى هذا يكفي النصراني تمامًا أن يخرج من الموضوع بلا إثبات لصحة دينه أو خطأ صريح للإسلام .. يكفيه تمامًا أن يكون الموضوع تغبيشًا وتشويشًا على الإسلام .. وهو يعلم أن هذه النتيجة تكفي لخداع بني قومه الذين مردوا على التقليد الأعمى .. هذا بالطبع بخلاف هدف التشفي الذي أسلفنا بيانه
:x029::x029::x029::x029::x029::x029:
الحقيقة المقال كله اكثر من رائع .. ويحلل الأمور بامتياز ... ولكن هذه الفقرة بالذات .. جاءت على الجرح
باحث سلفى
ولا تكتشف أن محاورك وقع على رأسه وهو صغير مما أدى إلى خلل في عقله يمنعه الفهم والحوار !
ما معنى هذه هل معناها التعميد
الشرقاوى
-
ما معنى هذه هل معناها التعميد
المعنى اخي الكريم أنك ستكتشف بعد وقت طويل وجهد كبير أن غباؤه وتعنته الظاهر بسبب أنه مغسول المخ ومأجور الجيب ولهذا فهدفهم ليس الحوار???????====
??????????*******((((((إباحيات الكتاب المُحَرَّف (ممنوع لأقل من 18 عام)
السلام على من إتبع الهدى….حقا أنه كتاب مقدس
كتب Kaddafi
الأخوة الكرام
هذه سلسلة حلقات أخرى كنت قد قمت بدراستها واستخلاصها من الكتاب المقدس لدى النصارى من عدة ترجمات تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن مثل هذا الكتاب لا يمكن أن يكون من عند الله تعالى .. والبحث حتى هذه اللحظة جار ولم يتوقف
الحلقة الأولى
إباحيات الكتاب المحرف .. ( ممنوع لأقل من 18 سنة )
———————————————————
امرأة عاهرة تمارس العادة السرية عن طريق إيلاج تمثال أو صنم لعضو الذكورة داخل موضع عفتها.
امرأة عاهرة وصلت لدرجة من الشبق والهيجان أنها تعطي معشوقيها الأجرة والهدايا بدلا من أن تأخذ منهم.
امرأتان عاهرتان زانيتان يقوم الرجال بدغدغة ثدييهما , ومداعبة موضع عفتهما وبكارتهما , وإفراغ شهوتهم عليها.
امرأة عاهرة تصاب بحالة من الهيجان والشبق وترتمي في أحضان عاشقيها لمداعبة ثدييها ودغدغة موضع عفتها.
امرأة عاهرة تعشق رجالا أذكارهم كأذكار الحمير , ومنيهم كمني الخيل.
—————————-
الأخوة القراء
إن كل ما ذكرته في مقدمتي ( البذيئة ) ليست لقطات من أحد الأفلام الإباحية الجنسية .. ولكنها للأسف مقتطفات من الكتاب المقدس .. نعم والله إنها لمقتطفات وحكايات من الكتاب المقدس .. وأنا أدعو جميع الأخوة القراء لقراءة تفاصيل هذا الفحش من الكتاب المقدس.
إن الذي يقرأ سفر حزقيال بالعهد القديم بالإصحاح السادس عشر بعنوان أورشليم الخائنة و بالإصحاح الثالث والعشرين بعنوان الأختان الزانيتان - بالكامل - يستطيع أن يلمس بنفسه مدى الفحش والبذاءة الموجودة به .. وسوف أستعرض بعض ما جاء به , حيث أنني لا أود أن أملأ صفحات ذلك الموقع بكل ما جاء بهذا السفر.
أولا:
ورد في سفر حزقيال ( 16 : 6-9 ) بنسخة New International Version كلام على لسان الرب يخاطب فيه بلدة أورشليم , حيث يشبهها الرب بامرأة انتشلها من الضياع وتزوجها – نعم تزوجها الرب !! – ولكنها خانت الرب وخانت الجميل وفجرت وأصبحت عاهرة وزانية … يا لعفة التشبيه !!!!! .. حيث ورد ما يلي:
” فمررت بك ورأيتك ملطخة بدمك , فقلت لك وأنت في دمك عيشي , لا تموتي ! وانمي كنبت الحقل , فنموت وكبرت وبلغت سن الزواج , فنهد ثدياك ونبت شعرك وأنت عريانة متعرية .
ومررت بك ثانية ورأيتك ناضجة للحب , فبسطت طرف ثوبي عليك وسترت عورتك وحلفت لك ودخلت معك في عهد , فصرت لي , فغسلتك بالماء ونقيتك من دمك ثم مسحتك بالزيت ”
وأرجو من الأخوة القراء ملاحظة جملة.. ” فنهد ثدياك ونبت شعرك وأنت عريانة متعرية “.
كما أنه ورد في تفسير سفر حزقيال أن المقصود بجملة .. ” فبسطت طرف ثوبي عليك ” .. علامة الحماية والالتزام بالزواج.
وورد أيضا في تفسير السفر أن المقصود بجملة .. ” ودخلت معك في عهد ” .. أي أن الرب تزوجها , وهي كناية عن علاقة الرب بشعبه !!!
ثانيا:
ورد في سفر حزقيال ( 16 : 15-17 ) بنفس الطبعة كلام على لسان الرب أيضا يعاتب فيه أورشليم زوجته التي خانته ومارست الزنا مع تماثيل للذكور ( العادة السرية ) كما يلي:
” فاتكلت على جمالك وعلى اسمك فزنيت , وأغدقت فواحشك على كل عابر سبيل ومنحت جمالك , وأخذت من ثيابك فزينت لك معابد وزنيت فيها وهذا ما لا يجب أن يكون , وأخذت أدوات جمالك من ذهبي ومن فضتي التي أعطيتها لك , فصنعت لك تماثيل ذكور وزنيت بها ”
وأرجو من الأخوة القراء ملاحظة جملة .. ” فصنعت لك تماثيل ذكور وزنيت بها ” .. جملة فاحشة كناية عن ممارسة الزنا بتماثيل الذكور.
ثالثا:
ورد في سفر حزقيال ( 16 : 30-34 ) كلام على لسان الرب مخاطبا به مدينة أورشليم ويصفها بالمرأة العاهرة التي اندمجت في زناها وشهوتها , وأصبحت هي التي تأتي بمعشوقيها , وهي التي تعطيهم أجورهم نظير مضاجعتهم لها كما يلي:
” كم كنت ضعيفة الإرادة , حتى فعلت هذا كله كامرأة زانية وقحة , بنيت قبتك في رأس كل شارع , وصنعت لك مرتفعا في كل ساحة , وما كنت تزنين بأجرة بل كالمرأة الفاسقة التي تستقبل الغرباء عوض زوجها , كل الزواني ينلن هدايا , أما أنت فأعطيت هداياك لجميع عشاقك , ورشوتهم للمجيء إليك من كل صوب لمضاجعتك , فكنت في زناك على خلاف النساء , لا يسعى أحد وراءك للزنا , وتعطين أجرة ولا أجرة تعطى لك , فكنت إذا على خلاف النساء في الزنا “.
وأعتقد أن هذه القصة لا تحتاج إلى تعليق .. فهي تتحدث عن نفسها.
وتعليقا عما سبق في النصوص التي وردت بأولا وثانيا وثالثا:
1- ألم يكن الله يستطيع أن يأتي بتشبيهات أكثر عفة وأقل فحشا من هذه التشبيهات والأمثلة التي تخدش الحياء العام وتثير الاشمئزاز ؟؟
2- وما ذنب مدينة أورشليم كي يخاطبها الرب بهذا الأسلوب المتدني , وكي يحملها مسؤولية ما حدث بها ؟؟
3- إن هذا الكلام الساقط والذي يدعي الكتاب المقدس أنه جاء على لسان الرب , لا يخرج عن كونه أحد الأعمال الأدبية لأحد الكتاب أو المؤلفين في العهود السابقة الذين عبروا عن استيائهم من تقلب الأحوال في مدينة أورشليم المقدسة بأسلوبهم الأدبي الخاص في صورة خطاب من الرب إلى مدينة أورشليم نفسها.
4- إن كثير من الأعمال الأدبية الموجودة حاليا لبعض الأدباء تنتهج نفس هذا الأسلوب في توجيه كلام إلى أي طرف على لسان أي قوة كبرى , مثل الملائكة أو الله نفسه .. وكمثال على ذلك رواية نائب عزرائيل ليوسف السباعي والذي يرد فيها كلاما على لسان الملاك عزرائيل .
رابعا:
ورد بسفر حزقيال بالإصحاح رقم 23 بعنوان الأختان الزانيتان كلام على لسان الرب يتحدث فيه إلى فتاتين داعرتين اسمهما أهولة وأهوليبية كرمز لبلدتي السامرة وأورشليم , ويتحدث الرب في هذا الإصحاح لتلك الفتاتين بكلام في منتهى الفحش والبذاءة لا يمكن أن يصدر حتى من عربيد .. وليس من إله !!!
حيث ورد بسفر حزقيال ( 23 : 1-4 ) باللغة الإنجليزية لطبعة New International Version ما يلي:
” The word of the Lord came to me : Son of man : there were two women , daughters of the same mother . they became prostitutes in Egypt , engaging in prostitution from their youth . In that land their breasts were fondled and their virgin bosoms caressed ” .
والترجمة العربية لها كما يلي :
” وقال لي الرب : يا ابن البشر , كانت امرأتان , ابنتا أم واحدة . وزنتا في صباهما في مصر . هناك دغدغوا ثدييهما وداعبوا نهود بكارتهما “.
وأرجو من الأخوة القراء ملاحظة جملة .. ” دغدغوا ثدييهما وداعبوا نهود بكارتهما .. وترجمتها الإنجليزية:
” Their breasts were fondled and their virgin bosoms caressed “.
خامسا:
ورد بسفر حزقيال ( 23 : 8 ) باللغة الإنجليزية بطبعة New International Version ما يلي:
” She did not give up the prostitution she began in Egypt , when during her youth men slept with her , caressed her virgin bosom and poured out their lust upon her “.
والترجمة العربية لها كما يلي:
” وما أقلعت عن فواحش اتخذتها في مصر , حيث ضاجعوها في صباها , وداعبوا نهود بكارتها وأفرغوا شهوتهم عليها ”
وأرجو من كل الأخوة القراء ملاحظة جملة .. ” داعبوا نهود بكارتها وأفرغوا شهوتهم عليها ” .. وترجمتها الإنجليزية:
” caressed her virgin bosom and poured out their lust upon her ” .
سادسا:
ورد بسفر حزقيال ( 23 : 19-20 ) بطبعة New International Version ما يلي:
” Yet she became more and more promiscuous as she recalled the days of her youth ,when she was a prostitute in Egypt . There she lusted after her lovers , whose genitals was like that of donkeys and whose emission like that of horses “.
والترجمة العربية لها كما يلي:
” وأصبحت اكثر وأكثر فحشا وهيجانا , لتتذكر أيام صباها عندما كانت عاهرة في مصر , ودفع بها الشبق إلى عشاقها الذين أعضاء ذكورتهم شبيهة بأعضاء الذكورة لدى الحمير والتي تقذف منيا كمني الخيل ” …. يا للبذاءة !!!
والغريب حقا أن الترجمة العربية للجملة الأخيرة والتي تقول : ” ودفع بها الشبق إلى عشاقها الذين أعضاء ذكورتهم شبيهة بأعضاء الذكورة لدى الحمير والتي تقذف منيا كمني الخيل ” .. لم تكن ترجمة عربية صحيحة وأمينة في طبعة فان دايكن , حيث جاءت الترجمة كالتالي:
” وعشقت معشوقيهم الذين لحمهم كلحم الحمير ومنيهم كمني الخيل ” !!!!!!!!
حيث أن المغالطة واضحة , فترجمة كلمة whose genitals تعني أعضاء ذكورتهم ولا تعني لحمهم , كما جاء بالترجمة العربية لطبعة فان دايكن , والسؤال هو لماذا ؟؟
لماذا تعمد المترجم استبدال كلمة أعضاء ذكورتهم بكلمة لحمهم ؟؟
ليس ذلك فحسب .. بل أن الكتاب المقدس كان قد ترجم إلى اللغة العربية العامية المصرية في عام 1940 حيث استبدلت كلمة ( لأن ) بكلمة ( علشان ) وكلمة ( مثل ) بكلمة ( زي ) …. وهكذا
ولكن برغم أن هذا المترجم كان قد قام بترجمة كل الكتاب المقدس من اللغة العربية الفصحى إلى اللغة العامية المصرية بمنتهى الدقة والأمانة .. إلا أنه عزف عن ترجمة هذا الإصحاح الفاحش بالذات للعامية المصرية وتركه على حاله بالعربية الفصحى , والسؤال هو لماذا ؟؟
لماذا عزف المترجم المصري عن ترجمة هذا السفر بالذات للعامية المصرية مثلما ترجم باقي الكتاب المقدس للعامية المصرية ؟؟
والإجابة على هذا السؤال ببساطة تتجلى إذا حاولنا ترجمة النص العربي الفصيح إلى العامية المصرية , وإذا أخذنا على سبيل المثال ماورد بسفر حزقيال ( 23 : 1-4 ) والذي يذكر بالعربية الفصحى:
” وقال لي الرب : يا ابن البشر , كانت امرأتان , ابنتا أم واحدة . وزنتا في صباهما في مصر . هناك دغدغوا ثدييهما وداعبوا نهود بكارتهما “.
سنجد أن الترجمة العامية المصرية لها كما يلي:
” وقاللي الرب : يابن البشر , كان في اتنين ستات , بنتين لأم واحدة . وهم صغيرين زنوا في مصر , وهناك (—–) لهم في (——) و(—–)ا لهم في (——)” …. كلام بذيء لا يمكنني ترجمته إلى العامية المصرية
وإذا قمنا بترجمة النص العربي الفصيح الذي جاء بسفر حزقيال ( 23 : 19-20 ) والذي يقول:
” وأصبحت اكثر وأكثر فحشا وهيجانا , لتتذكر أيام صباها عندما كانت عاهرة في مصر , ودفع بها الشبق إلى عشاقها الذين أعضاء ذكورتهم شبيهة بأعضاء الذكورة لدى الحمير والتي تقذف منيا كمني الخيل ”
سنجد أن الترجمة للعامية المصرية كما يلي:
” وبقيتي (—-) أكتر واكتر , وافتكرتي أيام طفولتك أما كنتي (—–) في مصر , و(——) خلاكي تجري على عشاقك اللي (——) زي (—–) الحمير ومنيهم زي مني الخيل “.
هل أبدو بذيئا ؟؟
هل يراني الأخوة القراء بذيئا ؟؟
ولكن .. هذا ليس بكلامي أنا .. هذا الكلام جاء في الكتاب المقدس كما يدعون على الله تعالى ( سبحان الله عما يصفون )
إن كلمة (عاهرة) معناها الحرفي في العامية المصرية كلمة بمعنى (الخرقة البالية) , ولكنها تستخدم عند المصريين أيضا كدلالة على المرأة العاهرة .. فلماذا لم يكن المترجم أمينا في ترجمته للعامية المصرية ؟؟
وقبل أن يصرخ أحد النصارى ويقول أنه ليس من حقي أن أترجم الكتاب المقدس إلى العامية المصرية ويجب أن أقرأه بالعربية الفصحى , أقول للجميع أنكم أنتم الذين ترجمتم الكتاب المقدس إلى كل لغات العالم وليست العامية المصرية فحسب .. كما أنكم أطلقتم على كل ترجمة للكتاب المقدس اسم الكتاب المقدس.
إن القرآن هو الكتاب الوحيد الذي لا يصح التعبد به أو تلاوته إلا باللغة العربية التي أنزل بها.
وقد أجمع علماء المسلمين على أن أي ترجمة للقرآن ليست بقرآن .
فالقرآن لابد وأن يقرأ بالعربية التي أنزل بها مصداقا لقول الله عز وجل في سورة يوسف .. إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ {2}.. صدق الله العظيم.
وتعليقا عما ورد بنصوص الكتاب المقدس في رابعا وخامسا وسادسا
2- هل أفلس الله ( سبحانه وتعالى عما يصفون ) أيها النصارى كي لا يجد إلا هذه الأمثلة الفاحشة والكلام البذيء ؟؟
2- ألم تقرؤوا في القرآن الكريم العفيف كيف يضرب الله الأمثال في القرآن الكريم ؟؟
3- ألم تقرؤوا قول الله تعالى في سورة الرعد في قوله تعالى:
أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ {17}.. صدق الله العظيم
ألم تقرؤوا قول الله تعالى في سورة إبراهيم في قوله تعالى :
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء {24} تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ {25} وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ{26}
أرأيتم كيف يضرب الله الأمثال ؟؟
3- ألم يجد الله (سبحانه وتعالى عما يصفون) شيئا أكثر عفة من أذكار الحمير التي ذكرها في سفر حزقيال ( 23 : 20 ) ؟؟
هل تعلموا أيها النصارى أن الحمار قد ضرب به المثل في القرآن , ولكن مع الفارق الرهيب في المعني واللفظ
ألم تقرؤوا قول الله تعالى في سورة لقمان :
وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ {19}.. صدق الله العظيم
ومن منا لا يعرف صوت الحمار ؟؟
إن أي طفل يستطيع أن يقلد صوت الحمار
إن الله ضرب مثلا بشيء معروف للناس ولا يخدش حياءهم , للتوضيح ولتنفيرهم من رفع الصوت , وهذا هو الغرض من ضرب الأمثال.
إن صوت الحمار - المذكور في القرآن الكريم - قد يكون مزعجا .. ولكنه لا يجرح الشعور ويخدش الحياء ويؤذي الشعور مثل ذكر الحمار المذكور في الكتاب المقدس.
ولكن ما الغرض من ذكر أذكار الحمير ؟؟ .. وهل منظر وشكل أذكار الحمير معروف لدى الناس مثل صوت الحمير ؟
هل يفترض الله عز وجل أن كل البشر قد رأوا أذكار الحمير ؟؟
أم هل هي دعوة من كتابكم المقدس لكم ولنسائكم ولفتياتكم للنظر إلى ذكر الحمار ؟؟
وإذا كنتم قد رأيتم ذكر الحمار وتفحصتموه .. فهل رأيتم مني الخيل ؟؟
هل رأي أحد من الأخوة القراء من قبل أذكار الحمير أو مني الخيل ؟؟
أم هل هي دعوة من الله عز وجل للتمعن والتدبر في أذكار الحمير ومني الخيل ؟؟
وما رأي الأخوة القراء ؟؟
وفي النهاية لا يسعني إلا أن أوجه رسالة اعتذار إلى كل الأخوة القراء عموما والأخوات القارئات خصوصا على ما ذكرت في هذه الرسالة من كلام يخدش الحياء العام .. ولكني أعود وأؤكد , أن هذا الكلام ليس كلامي أنا , ولكنه كلام الكتاب (المقدس) !!!!!!!?????((((((((((((تناقضات وشواهد التحريف
في أسفار العهد القديم
سِفْرُ التَّكْوِينِ
1ـ وردت قصة الخلق مرتين في تكوين 1، 2.
ففي إصحاح 1 ذكر أن الله خلق الإنسان ذكراً وأنثى، ولكن إصحاح 2 يقول إن الله خلق آدم ثم خلق حواء. وهذا تناقض في إصحاحين متتاليين.
تكوين 1: 26ـ 27 » 26 وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ». 27فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ.«.
قارن هذا الكلام بما هو مكتوب في نسخة الإنترنت:
»26 وقالَاللهُ: لِنَصنَعِ الإنسانَ على صُورَتِنا كَمِثالِنا، وليَتَسَلَّطْ على سمَكِالبحرِوطَيرِ السَّماءِ والبهائمِ وجميعِ وُحوشِ الأرضِ وكُلِّ ما يَدِبُّ علىالأرضِ». 27فخلَقَ اللهُ الإنسانَ على صورَتِه، على صورةِ اللهِ خلَقَ البشَرَ،ذَكَرًاوأُنثى خلَقَهُم.«.
في حين أنه قد ورد في نفس السفر الإصحاح الثاني: 18ـ 22ما يلي
»18وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ». 19وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ وَكُلَّ طُيُورِ السَّمَاءِ، فَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ لِيَرَى مَاذَا يَدْعُوهَا، وَكُلُّ مَا دَعَا بِهِ آدَمُ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ فَهُوَ اسْمُهَا. 20فَدَعَا آدَمُ بِأَسْمَاءٍ جَمِيعَ الْبَهَائِمِ وَطُيُورَ السَّمَاءِ وَجَمِيعَ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ. وَأَمَّا لِنَفْسِهِ فَلَمْ يَجِدْ مُعِينًا نَظِيرَهُ. 21فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلهُ سُبَاتًا عَلَى آدَمَ فَنَامَ، فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلأَ مَكَانَهَا لَحْمًا. 22وَبَنَى الرَّبُّ الإِلهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ. «.
وفي نسخة الإنترنت تجد النص هكذا:
»18وقالَ الرّبُّ الإلهُ:«لا يَحسُنُ أنْ يكونَ آدمُ وحدَهُ، فأَصنعُ لَه مَثيلاً يُعينُه». 19فجبلَ الرّبُّ الإلهُ مِنَ الأرضِ جميعَ حيواناتِ البرِّيَّةِ وجميعَ طَيرِ السَّماءِ، وجاءَ بِها إلى آدمَ لِيرى ماذا يُسَمِّيها، فيحمِلَ كُلًّ مِنها الإسمَ الذي يُسمِّيها بهِ. 20فسمَّى آدمُ جميعَ البَهائمِ وطيورَ السَّماءِ وجميعَ حيواناتِ البرِّيَّةِ بأسماءٍ، ولكِنَّهُ لم يَجدْ بَينَها مثيلاً
الإنحطاط المقدس - ابن الفاروق المصرى
المشهد الأول
نهار داخلى غرفة نوم الملك فى فيلته بالمنتجع الصيفى
توسطت الشمس كبد السماء فصحى الملك من نومه وجلس معتدلا على سريره وهو يفرك وجهه بيده متثائبا قبل أن يقول متمتما فى ضيق :
* مدعوء ابو الدنيا , الظاهر انى زودت العيار امبارح حبتين.
ثم يقف منتصبا مواجها الشرفة فاردا يده لأعلى وهو يتمطى قبل ان يسير بأتجاه الشرفة ويدخلها , ثم يستند على السور وهو يدور ببصره ناظرا إلى الفيلات
المجاورة , وفجاءة تقع عينه على إمراة بالمايوه فى احدى الفيلات المجاورة تدلك جسدها بالزيت استعدادا لنزول حمام السباحة , فيتنهد الملك ثم يقول محدثا نفسه
بصوت خفيض :
* حلاوتك , أهى دى الأصطباحه ولا بلاش , نهارو ابيض .
ويظل متابعها ببصره إلى ان تنتهى من دهن جسدها بالزيت ثم تقفز إلى حمام السباحة برشاقة , فيفرك الملك كفيه منتشيا وهو يقول :
* أوعى وشك , اهى النسوان ولا بلاش
ثم يردد أغنية كاظم الساهر
نزلت البحر تتشمس الحلوة رفقا بالبشر آه يا بنت حوا
ثم يكمل باقى الأغنية متمتما باللحن لنسيانه الكلمات وهو يهز اكتافه ورقبته على انغام اللحن وبصره مصوب كالصقر على المرأة فى حمام السباحة , وفجاءة يأتى
صوت كبير الياوران من خلفه قائلا :
** صباح الخير معاليك
فينتفض الملك ويفيق من نشوته ويلتف خلفه فى فزع قبل ان يتمالك نفسه وينحنى خالعا فردة الشبشب قاذفا بها كبير الياوران وهو يصيح :
* صباح الزفت على دماغك ودماغ اهلك , هو مافيش استأذان يا بغل .
فينحنى كبير الياوران ملتقطا فردة الشبشب التى اصطدمت بوجهه قبل ان تستقر على الأرض واضعا اياها امام رجل الملك الحافيه قائلا وهو يبتسم :
** ما انا خبطت معاليك بس سيادتك اللى ما رديتش.
فيصيح فيه الملك :
* ولو مارديتش تقف زى اللوح بره , هى وكالة من غير بواب , انت فاكرها اوضة امك
فيقاطعه كبير الياوران قبل ان يحدث من الملك ما لا يحمد عقباه قائلا وهو يتصنع المسكنه :
** معاليك لو ما كانش الأمر خطير ما كنتش عملت كده , اصل الجيش ...
فيقاطعه الملك قائلا :
* مدعوء ابوك لأبو الجيش .
ثم يلتفت خلفه تجاه الشرفه قبل ان ينظر إلى كبير الياوران بسرعه قائلا كمن يحاول التنصل من شئ :
* ايــــه انا كنت بلعب رياضه
فيتبسم كبير الياوران ابتسامة مدروسه قائلا بنعومة :
** ربنا يديم الصحة على معاليك , ويارب ..
فيقاطعه الملك وهو يشير له بيده ليلزم الصمت قائلا :
* انت هتشحت على الصبح
ثم يشير له ليدنو منه وهو يتلفت بعينه وكأنه يخشى ان يسمعه أو يراه احد قبل ان يقول له :
* بقولك ايه يا ياض , طبعا انت اكيد عارف كل جيرانا اللى فى المنطقة , قصدى يعنى الفلل اللى جانبينا .
فيجيب عليه كبير الياوران بثقه قائلا :
** حتى لو ما اعرفش سموك اخلى العسس بتوعنا يجيبوا لك اللى انت ...
فيضع الملك يده على فمه ليسكته قائلا له :
* عسس ايه ونيلة ايه بس , انت هتفضل حمار لغاية امتى
فينظر له كبير الياوران نظرة ذات مغزى وهو يقول متصنعا المكر والحياء فى آن واحد :
** يكونش قصد معاليك الحته ام مايوه اللى ....
فيجيبه الملك بصوت قوى ولكنه خفيض :
* ايووووووه ام مايوه اللى , ما انت ابن حنت وبتفهم اهه.
ثم يتنحنح الملك قبل ان يقول :
* م الأخر انا عاوز البت دى.
فيتجه كبير الياوران إلى باب الغرفه وهو يقول :
** خمس دقائق معاليك وتكون ادامك.
* قطع *
المشهد الثانى
ليل داخلى فى بهو فيلا الملك
ينزل الملك من على السلم وهو يدلك صدره براحة يده اليمنى متنهدا فيقابله فى اسفل السلم كبير الياوران فاردا ذراعيه امامه قائلا :
** اسد معاليك نازل من عرينه .
فيبتسم الملك ابتسامة عريضة كمن اعجبه ما سمعه قبل ان يقول له :
* يا واد يا بكاش
ثم يقترب منه ويضع يده على كتفه ويقول له متسائلا ومستفهما :
* بقولك ايه الوليه اللى جبتها لى من كام شهر دى كانت بتقولى جوزها ما اعرف عسكرى ولا ايه فى الجيش .
فيهز كبير اياوران راسه مؤكدا وهو يقول :
** جوزها معاليك ظابط احتياط فى الجيش.
فيحكك الملك ذقنه بسبابته وابهامه وهو يقول :
* ظابط فى الجيش , يعنى تلاقيه دلوقتى على الجبهه . صح ؟
فيهز كبير الياوران رأسه بالإيجاب قائلا :
** صح معاليك.
فيأخذ الملك نفس عميق ثم يخرجه على صورة زفرة قوية وهو يقول :
* طيب وايه العمل دلوقتى ؟
فيجيبه كبير الياوران بخبث قائلا :
** لو داخله مزاج سيادتك نقتله .
فينظر له الملك بقرف قائلا :
* نقتله ايه يا بغل , الوليه باعتت لى مرسال تقولى انها حامل .
ثم تلمع عينا الملك وهو يفكر فيقول :
* بقولك ايه انت تبعت تجيب جوزها حالا , بحيث لما ينزل اجازة هيروح بيتهم وساعتها يفتكر الواد ابنه ويبقى خلصنا .
فيغمز كبير الياوران بخبث قائلا :
** تأمر يا قمر
* قطع *
المشهد الثالث
نهار داخلى فى بهو قصر الملك
الملك يجلس فى البهو على كرسى ثم يدخل كبير الياوران مسرعا ثم ينحنى عليه هامسا فى اذنه :
** وصل يا مولانا وصل .
فيعتدل الملك فى جلسته قبل ان يقول له :
* دخله بسرعة.
فيشير كبير الياوران إلى احد الحرس بيده فيخرج الحارس وسرعان ما يعود ومعه ضابط يبدو من شكله انه اتى من الجبهة مباشرة , فينظر له الملك وتنفرج
اساريرة ويقف مادا ذراعيه امامه وهو يقول :
* يا مرحب بالبطل .
فيرتبك الضابط وينظر يلتفت خلفه ثم ينظر إلى الملك نظرة قلقه , فيبتسم الملك قائلا :
* ايوه انت بطل وابو الأبطال انت فكرك فيه حاجة من اللى فى الجبهه بتخفى عليه.
ثم ينظر لكبير الياوران كأنه يستحثه على التدخل , فيبتسم كبير الياوران فى وجه الضابط وهو يقول :
** طبعا طبعا و مولانا سمع عنك وعن اعمالك البطوليه على الجبهه , فقرر يهنيك بنفسه .
فيقول الضابط بتردد كمن يشك فى ما يسمع :
*** بطو .. بطو .. بطوليه , انا .. !
فيقول الملك بفخامة :
* طبعا بطوليه , وبطوليه قوى كمان .
فيجيبه الضابط والحيرة مرتسمه على وجهه :
*** بس انا ما عملتش حاجة يا مولاى , أقصد ماعملتش حاجة يعنى يتقال عليها ...
فيقاطعه الملك قائلا :
* الله مش انت عملت اللى عليك ولا قصرت ؟
فيجيبه الضابط فى عجالة :
*** نفذت الأوامر بحذافيرها معاليك .
فيجيبه الملك مستنكرا نفيه السابق :
* طب وهو ده شوية , هما كانوا مكلفينك بحاجة هينه يعنى . ياريت كل الظباط زيك كده .
فيتدخل كبير الياوران الياوران قائلا :
** والله يا مولانا يا زين ما عملت , فعلا هو يستحق التكريم على اللى عمله .
فيهز الملك رأسه مؤيدا وهو يقول :
* مش كده برضه , لو ماكناش احنا نراعى رجالتنا امال مين اللى هيرعاهم .
فيجيبه كبير الياوران مهللا :
** الله عليك يا ابو الأبطال , والله .. والله عمرك ما قصرت.
فيقاطعه الملك بإشارة من يده وهو يوجه كلامه للضابط قائلا :
* نهايته يا ابنى , روح انت على بيتك لغاية ما نشوف هنكرمك ازاى.
فيجيبه الضابط وهو يشد قامته قائلا :
*** انا اقسمت بالله انى ما اعتبش عتبة بيتنا قبل ما تنتهى الحرب , ازاى يجينى نوم ولا راحة واخواتى على الجبهة .
فيقاطعه الملك وهو يشير له ان يصمت قائلا :
* طيب بس بس .
ثم يميل على كبير الياوران هامسا فى اذنه بحنق :
* عامل لى فيها وطنى ابن الصرمة . هنعمل ايه مع البنى آدم ده دلوقتى ؟
ثم يلتفت فجاءة ناظرا ببشاشة لإلى الضابط وهو يقول :
* عفارم عليك يا واد و اهو ده اللى انا كنت عاوزه , واد بطل اثق فيه علشان ينقل رسالة خطيرة جدا .
ثم يتابع مستدركا :
* ياواد ده انا كنت بختبر وطنيتك .
ثم يغمز كبير الياوران بكوعه ليتدخل , فترتسم امارات الإعجاب بالضابط على وجهه وهو يقول للملك :
** يازين ما اختارت يا مولانا , فعلا ظنك طلع فى محله , ده اكتر واحد ممكن تثق فيه بخصوص الجواب ده .
فيسحبه الملك من يده مبتعدا عن الضابط قائلا له بما يشبه الهمس :
* عاوزك تكتب لى جواب وتبعته لقائد الوحدة بتاعة الجدع ده تقوله فيه يحطه فى حته خطيرة خليه يتكل على الله ونخلص.
فيشير كبير الياوران إلى عينين باصبعه قائلأ :
** من عينيه الجوز , تأمر معاليك .
* قطع *
المشهد الرابع
نهار داخلى فى حجرة نوم الملك بالفيلا
صوت طرقات على الباب يتبعها صوت الملك سامحا لصاحبه بالدخول و فيدخل كبير الياوران على الملك ليجده فى السرير يحاول جاهدا فتح عينيه وهو يقول :
* فيه ايه على الصبح يا مؤذى ؟ , هو الواحد مايعرفش ينام له ساعتين على بعض !
فيتنحنح كبير الياوران كبير الياوران قبل ان يتبسم قائلا :
** معاليك صاحبنا الظابط خلاص .
فينتبه الملك جالسا قبل ان يقول :
* ايه وصل الجواب للقائد بتاعه ؟
فيمرر كبير الياوران اصبعه على رقبته قبل ان يقول :
** وتم المراد .
فيقوم الملك من سريره ويتمشى فى اتجاة الشرفة وهو يشيح بيده قائلا :
* وانا ذنبى ايه بس ؟ ما هو اللى جابه لنفسه , عامل لى فيها وطنى , عالم نمارده .
ثم ينظر إلى حمام السباحة فى الفيلا المجاورة قبل ان يلتفت لكبير الياوران قائلا :
* بقولك ايه , بخصوص البت ام مايوه دى ...
فيقاطعه كبير الياوران كبير الياوران قائلا بحياء مصطنع :
** خمس دقائق وتكون تحت رجليك .
* قطع *
* انتهى *
السيناريو كاملا تجده فى سفر صموئيل الثانى الإصحاح الحادى عشر العدد الثانى.
كلمة أخيرة :
عزيزى النصرانى لو استفزك الموضوع , لو شعرت بالضيق مما قرأته , ولو تمنيت ان يكون كاتب هذا الحوار امامك لتقتله , فسيعدنا ان تعلم ان شعورك الآن ماهو إلا عشر معشار شعور أى مسلم قرأ هذا الكلام المفترى فى كتابكم والذى ادعيتموه أفكا وزورا على نبى الله داود , قمنا بعمل هذا السيناريو فقط لتوضيح بعض التفاصيل التى لم يحكيها كتابكم لنوضح لكم ان من يقوم بالتلصص على عورات الناس وخطف نسائهم واغتصابهم وقتل ازواجهم لا يمكن ان يكون إنسان سوى ناهيك عن كونه نبى من انبياء الله , لأن مثل هذا الفعل لا يفعله إلا حثالة اسافل الناس , احط وادنى خلق الله .
وختاما أعلم من هو داود النبى من القرآن الكريم :
ولقد اتينا داوود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين [النمل : 15]
ولقد اتينا داوود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد [سبأ : 10]
واذكر عبدنا داوود ذا الأيد إنه أواب [صـ : 17]
ووهبنا لداوود سليمان نعم العبد إنه أواب [صـ : 30]
نعم العبد إنه أواب
نعم العبد إنه أواب
نعم العبد إنه أواب
نعم العبد إنه أواب
نعم العبد إنه أواب
والسلام على من اتبع الهدى
===========================================================
من فضلك اضحك من قلبك:هاهاها؟؟؟ لماذا عبرت الدجاجة الطريق ؟(المسرح يظهر به دجاجة جميلة لابسة بنطلون جينس وبلوزة نص كم وجزمة كعب عالي وتظهر مفاتنها للديوك الاشقياء ؟؟؟هاهاها؟؟؟) - ابن الفاروق المصرى
هذا السؤال يطرح من باب التسلية على المشاهير ويجيب عنه الناس من وجهة هؤلاء المشاهير فمثلا لو طرح مثل هذا السؤال على ديكارت صاحب مذهب الشك أنا أشك إذا أنا موجود فسيقول مثلا :لقد عبرت الدجاجة الطريق لأنها تشك ان الرصيف المقابل أفضل أو لنها تشك أن الرصيف المقابل موجود فأرادت أن تكتشف هذا بنفسها.ودعونا الآن نطرح هذا السؤال على القديس بولس مؤسس الديانة المسيحية لنرى ما سيقوله القديس بولس لماذا عبرت الدجاجة الطريق ؟
رسالة بولس الأولى لعشش الترجمان
واما الدجاجة فليس عندي امر من الرب فيها و لكنني اعطي رايا كمن رحمه الرب ان يكون امينا . فاظن ان هذا حسن لسبب الضيق الحاضر انه حسن للدجاجة ان تكون هكذا .
واعرفكم ايها الاخوة أن الدجاجة عبرت الطريق ليس بحسب انسان لانها لم تقبله من عند انسان و لا علمته بل باعلان يسوع المسيح .
لكن لما رايتها انها لا تسلك باستقامة حسب حق الانجيل قلت لها قدام الجميع ان كنتى و انتى دجاجة تعيشين فى الطريق لا العشه فلماذا تلزمى الامم ان يبيضوا
ايها الاخوة بحسب الانسان اقول ليس احد يبطل عهدا قد تمكن و لو من دجاجة عبرت الطريق
لا تخدعنكم دجاجة عبرت طريق ما لانه لا ياتي ان لم يات الارتداد اولا و يستعلن كتكوت البيضه ابن الهلاك
انه باعلان عرفني بالسر كما سبقت فكتبت بالايجاز الذي بحسبه حينما تقراونه تقدرون ان تفهموا درايتي بسر الدجاج
فانه ليس بالدجاج كان الوعد لابراهيم او لنسله ان يكون وارثا للعالم بل ببر الايمان
ولان الدجاجة في الظاهر ليست هى دجاجة و لا ريشها الذي في الظاهر في اللحم ريشا
هل انقسم المسيح العل الدجاجة صلبت لاجلكم ام باسم الدجاجة اعتمدتم
ثم نوصيكم ايها الاخوة باسم ربنا يسوع المسيح ان تتجنبوا كل دجاجة تعبر الطريق بلا ترتيب و ليس حسب التعليم الذي اخذه منا .
و لا تشتركوا في اعمال الدجاجة غير المثمرة بل بالحري وبخوها . لان الامور الحادثة منها سرا ذكرها ايضا قبيح
فان الدجاجة لن تسودكم لانكم لستم تحت جناحها بل تحت النعمة
لاني لهذا كتبت لكي اعرف تزكيتكم هل انتم طائعون للدجاجة كل شيء . والذي تسامحونها بشيء فانا ايضا لاني انا ما سامحت به ان كنت قد سامحت بشيء فمن اجلكم بحضرة المسيح . لئلا تطمع فينا الدجاجة لاننا لا نجهل افكارها
و الذي اكتب به اليكم عنها هوذا قدام الله اني لست اكذب فيه
و لكن ان بشرناكم نحن او ملاك من السماء بعبور الدجاجة الطريق فليكن اناثيما
و اما من جهتي فحاشا لي ان افتخر بالدجاجة
سلموا على الاخوة جميعا بقبلة مقدسة
يسلم عليكم تيموثاوس العامل معي و لوكيوس و ياسون و سوسيباترس انسبائي . انا ابن الفاروق المصرى كاتب هذه الرسالة اسلم عليكم في الرب
اناشدكم بالرب ان تقرا هذه الرسالة على جميع الاخوة القديسين فى كافة انحاء العشش
و اله السلام سيسحق الدجاجة على الطريق سريعا نعمة ربنا يسوع المسيح معكم امين .هاهاها؟؟؟ ............==========================================================قال الراوي ياسادة ياكرام هالولويااااااااا(جئنا لنصلح خطأ الرب أن جعل النفط في بلاد لا تحتاجه ولا تقدره وكان عليه أن يجعله في البلدان الصناعية )(.
عبارة قالها احد خنازير قوات الإحتلال الأمريكي يوم ان احُتل العراق المسلم , واصدقكم القول فأنا لم اندهش ولم استغرب ولم اعد قراءة الجملة لعلى قد اكون قد اخطأت فى قراءتها أو فى فهم مايرمى اليه هذا الخنزير , وكيف اندهش او استغرب هذا ممن يؤمن بأن الكتاب المدعو مقدسا زورا وبهتانا من وحى الله , الخلاصة أن هذا الخنزير لم يأتى بجديد , فماذا تفرق هذه العبارة التى تخرس بها هذا المأفون عما أفكوه على موسى على السلام فى كتابهم المدعو مقدسا فى سفر العدد إذا جاء على لسانه بحسب ما يزعمون انه خاطب الرب قائلا :
[[ 11: 12 العلي حبلت بجميع هذا الشعب او لعلي ولدته حتى تقول لي احمله في حضنك كما يحمل المربي الرضيع الى الارض التي حلفت لابائه ]].
بالبلدى يعنى هو انا خلفتهم ونسيتهم أو هو انت تخلفه وانا اللى اعلفه .
فإذا كان هذا هو خطاب الأنبياء للرب بحسب كتابهم , فماذا ننتظر من العامة والغوغاء أو حتى كبارهم إذا كان هذا هو حال انبيائهم. بالطبع ما قاله هذا المأفون الأمريكى هو نتيجة متوقعه وحتميه لكل من تسول له نفسه أن يعتقد فى مثل هذا الكتاب أنه موحى به من عند الله , ولهم فى انبيائهم الأسوة .
كنت انوى تجميع هذه الأعداد البليغة التى توضح اللاأدب النبوى أو وقاحة الخطاب فى الكتاب المقدس التى نسبوها لأنبياء الله الذين هم منهم براء , وبينما كنت اتصفحه لتجميع النصوص لفت نظرى العدد التالى فى سفر أيوب وهو عبارة جزء من حواره مع زوجته تقول له فيه :
[[2: 9 فقالت له امراته انت متمسك بعد بكمالك بارك الله و مت .]]
نعم المرأة هى وما اطيب ما نصحته به فى وسط الشدائد والمصائب التى كانت تنهال على زوجها من كل حدب وصوب , تحثه ان يشكر الله ويحمده ويموت على هذا , وحقيقة لم اتعود ان اجد فى الكتاب عبارة ما تشدنى الى تأمل معانيها (هذا لو استثنينا نشيد الإنشاد طبعا) , لذا رحت اتأكد من صحة فهمى للعبارة واعيد قراءتها ولما تأكد لى صحة ما فهمته رحت اكمل القراءة وذهبت للعدد الذى يليه لأسمع رده على تلك المرأة العابدة التقية , واذ بى اجد ردا غير متوقع لا يمكن ان يجيب به احدا على من يسأله ان يحمد الله أو يشكره , فأجابها ايوب قائلا :
[[2: 10 فقال لها تتكلمين كلاما كاحدى الجاهلات االخير نقبل من عند الله و الشر لا نقبل في كل هذا لم يخطئ ايوب بشفتيه ]]
هل تشعر عزيزى القارئ بأن الرد جاء مناسبا لما قالته زوجته أم انك مثلى قد اندهشت من رده ومن وصفه لها بالجاهلة , اعتقد انك اندهشت مثلى , ولأن الدهشة أو العجب اصبح نوعا من الترفيه لمن ابتلاه الله بقراءة كتابهم فسرعان ما افقت من الدهشة ورحت انقب وابحث فى باقى النسخ المعتمدة لديهم والترجمات لأعرف هل تم تحريف كلام زوجة ايوب أم كلام ايوب , واليك النتيجة :فى النسخة العربية المسماه بكتاب الحياة تقول زوجة ايوب له :
[[فَقَالَتْ لَهُ زَوْجَتُهُ: «أَمَا زِلْتَ مُعْتَصِماً بِكَمَالِكَ؟ جَدِّفْ عَلَى اللهِ وَمُتْ». 1]]
نسخة تقول بارك الله والأخرى تقول له جدف على الله أى أكفر بالله , سبحان الله قد نتفهم انه عند الترجمة من لغه إلى اخرى قد يقوم احد المترجمين بأختيار كلمة والأخر فى ترجمة اخرى يختار مرادف لها كأن تترجم كلمة "جيد" بـ "Nice" أو "Good" اما ان تكون ترجمة تقول تعبير والأخرى تقول نقيضه فهذا بالتأكيد دليل على تحريف احد الترجمتين , لأنه لا يمكن ان تكون الكلمة الواحدة تحمل المعنى ونقيضه فى آن واحد .
وللمزيد من التأكد قررت مراجعة النصوص الإنجليزية لهذا العدد لمعرفة الكلمة الأصلية فكانت النتيحة كالتالى :فى نسخة (New International Version) يقول النص
2 : 9 His wife said to him, "Are you still holding on to your integrity? Curse God and die!"
وكلمة "Curse" تعنى العن أو جدف وهى نفس الكلمة التى استخدمتها باقى الترجمات التالى اسماؤها :
New American Standard Bible
The Message
New Living Translation
King James Version
English Standard Version
Contemporary English Version
New King James Version
21st Century King James Version
Darby Translation
New Life Version
Holman Christian Standard Bible
New International Version - UK
Today's New International Version
ثلاثة عشرة نسخة إنجليزية بالتمام واكمال استخدمة كلمة "Curse" التى تعنى العن , والتى هى عكس كلمة بارك التى يستخدمها اكتاب المقدس المعتمد من الكنيسة المصرية .
بينما استخدمت كلا من نسختىAmerican Standard VersionAmplified Bible
كلمة "renounce" والتى تعنى تخلى أى تخلى عن الله .
اما نسخة New International Reader's Version فقد استخدمت عبارة " Speak evil things against him " وهى ما ترجمتها : تحدث عنه باشر أو جدف عليه .
بينما استخدمت نسخة Young's Literal Translation كلمة "bless" والتى تعنى بارك متضامنه مع النسخة المعتمدة لدى الكنيسة المصرية ونصارى الأرثوذكس .
وقطعا النتيجة الحتمية هى وجود تحريف واضح سواء كانت النسخ التى تقول بارك هى الصحيحة أو التى تقول العن فلابد ان تكون احداهما محُرفة .
والتفسير التطبيقى للكتاب المقدس يورد العدد كالتالى :
[[ فَقَالَتْ لَه ُزَوْجَتُهُ:«أَمَا زِلْتَ مُعْتَصِماً بِكَمَالِكَ؟جَدِّفْ عَلَى اللهِ وَمُتْ».]]
وهو ما يدعم النصوص التى تقول جدف وليس بارك .ويورد فى الملاحظات التفسيرية مايلى :لماذا بقيت زوجة أيوب، بينما قتل باقي أفراد أسرته؟ لعل مجرد وجودها كان يسبب له آلاما أشد بسبب تقريعها له أو بسبب جزعها على ما فقداه.
لذا وبصفة مبدئية يمكننا ان نقول ان التحريف وقع فى النسخة العربية المعتمدة لدى الكنيسة المصرية ونسخة "Young's Literal Translation" لأستخدامهم كلمة بارك عوضا عن العن التى يختلف فيها معهم جميع الترجمات الإنجليزية , فضلا عن ان كلمة بارك لا تستقيم مع باقى الحوار فى العدد التالى :
2: 10 فقال لها تتكلمين كلاما كاحدى الجاهلات االخير نقبل من عند الله و الشر لا نقبل في كل هذا لم يخطئ ايوب بشفتيه
فلا يمكن ان يصف ايوب زوجته بالجهل وهى تقول له بارك الله أو احمد الله , اعتقد انه موضوع لا يحتاج إلى بداهة حتى .
ولقطع الشك باليقين فالفيصل هنا للنسخة العبرية لأن هذا النص من العهد القديم والذى يفترض انه كتب بالعبرية وإن كان النص مجل البحث مختلف على لغته الأصليه هل هى العربية أم العبرية
وبمراجعة النسخة العبرية نجد النص كالتالى
3 :ט וַתֹּאמֶר לוֹ אִשְׁתּוֹ, עֹדְךָ מַחֲזִיק בְּתֻמָּתֶךָ; בָּרֵךְ אֱלֹהִים, וָמֻת.
وموازيا له الترجمة الإنجليزية تقول
:9 Then said his wife unto him: 'Dost thou still hold fast thine integrity? blaspheme God, and die.'
والترجمة الإنجليزية هنا استخدمت كلمة "blaspheme" أى أكفر وهى مرادفه لكلمة اعن أو جدف بالطبع .
لذا فلا مجال للشك من ان النسخة الأرثوذكسية هى التى قامت بتحريف هذه الكلمة ربما لأحساسهم انه لا يليق ان تكتب العن الله , لذا فقاموا بأستبدالها بكلمة بارك الله وهو ما يجعلهم أقدس من ربهم أو اكثر منه علما , أو لعلهم ظنوها زلة لسان , أو لعل لسان حالهم مثل الخنزير الأمريكى الذى ادعى انهم قد جاؤا ليصلحوا خطا الرب . والمشكلة هنا ان التحريف لم يقع فقط على كلمة العن فقط التى حولها قلم الكتبه الكاذب إلى بارك , ولكنهم حرفوا العدد كله حتى ينسجم مع كلمة بارك المحرفة ولنضع معا النصين جنبا إلى جنب
[[ فَقَالَتْ لَه ُزَوْجَتُهُ:«أَمَا زِلْتَ مُعْتَصِماً بِكَمَالِكَ؟جَدِّفْ عَلَى اللهِ وَمُتْ».]]
[[2: 9 فقالت له امراته انت متمسك بعد بكمالك بارك الله و مت .]]
هل لاحظت عزيزى القائ تحويل عبارة "أَمَا زِلْتَ مُعْتَصِماً بِكَمَالِكَ؟" إلى "انت متمسك بعد بكمالك" واقصد هنا اندهاش زوجته فى النص الأول او سخريتها منه أو لعله تعجبها لتمسكه بكماله والتى حولها المحرف إلى "انت متمسك بعد بكمالك" والتى حاول فيها ايهام القارئ بأن زوجة ايوب كانت تقوى عزمه مثلا أو تشد من ازره وهو مايمكن بان نسميه تحريف الشئ لزوم الشئ فالمحرف كان يقصد فقط كلمة العن ليحولها إلى بارك لكنه اضطره لتغير مفهوم العدد كله , وان كان اما عن غباء منه لم يفطن للعدد الذى يليه والذى يفضح التحريف كما اوضحنا سابقا .
وقبل ان ننهى البحث دعونا نقترب من سفر ايوب نفسه الذى حللنا النص منه لمعرفة مدى مصداقية هذا السفر كله وكيف اعتبروه مقدسا أو موحى به من عند الله , بخصوص كاتب السفر يتحدث عنه التفسير التطبيقى للكتاب المقدس فيقول :كاتبه يحتمل أن يكون أيوب. ويرى البعض أنه موسى أو سليمان أو اليهو
يعنى واحد من ثلاثة أما ايوب وأما موسى وأما اليهو العملية فى بيتها يعنى .
اما بخصوص تاريخ الكتابة فيقول لنا التفسير التطبيقى للكتاب المقدس :غير معروف، فهو يسجل أحداثاً يُرجع أنها حدثت في عصر الآباء فيما بين عامي 2000 - 1800 ق.م. تقريباً.
حاجة بسيطة يعنى فرق 200 سنه مش قضية يعنى حوالى ست اجيال فقط فأن لم تكن انت فهو جدك السادس . بصراحة منتهى الدقة .
اما عن قدم هذا السفر فى الكتاب المقدس فيقول التفسير التطبيقى للكتاب المقدس :يعتقد كثيرون أنه أقدم أسفار الكتاب المقدس.
واخدين بالكم كثيرون مش واحد ولا اتنين ولا ثلاثة يعنى دول كثيرون .
اعتقد مما سبق فأن التحريف الذى بحثناه فى السطور السابقة يمكن وببساطة ان نقول انه تحريف فى التحريف المتحرف من المحرفين؟؟؟هاهاها؟؟؟==================================================الإرهاب على طريقة ابو تريكة - ابن الفاروق المصرى
ارهابى بكل المقاييس ومستوفى جميع الشروط التى يمكن ان تجعله ارهابى من الطراز الأول
* الأسم بالكامل :
محمد محمد محمد ابوتريكة. وهو ما يؤكد ان اسرته إرهابيه من اوله مرورا بأبيه وحتى جده وإلا فما هو الداعى للإصرار على اسم محمد .
* رقم القميص :
22 تيمنا برقم الباب الذى كان يمر منه الرسول . حيث صرح عن هذا علنا فى حديث له مع موقع منظمة الغذاء العالمى "WFP" , "World Food Programme" بالتالى :
"Before deciding which number to pick I went on a pilgrimage to Mecca. While I was walking between As-Safaa and Al-Marwah mountains, I saw the gate number 22 that the Prophet used to pass through and that's why I decided to choose that number so that it would be a good omen for me in life."
" قبل ان اقرر اى رقم اختار ذهبت إلى الحج فى مكة . وعندما كنت اسعى بين الصفا والمروة , رأيت البوابة رقم 22 التى كان الرسول يمر من خلالها ولهذا قررت اختيار هذا الرقم لذى سيكون حسن الطالع لى فى حياتى." .[1]
وهو ما يؤكد اتخاذه من الرسول قدوة مما قد يجعل اخلاقة الحسنه نموذجا يحتذى به لدى شباب المسلمين من معجبيه , مما سيشكل خطورة على مخططات افسادهم.
* اعماله التى يقوم بها للتمويه عن نشاطة الإرهابى :
بغض النظر عن كونه اشهر واحرف اللاعبين واحسنهم خلقا فهو يقوم بالتموية عن انشطته الإرهابية ايضا بوصفه سفيرا لمنظمة الغذاء العالمى "WFP", "World Food Programme" , ويظهر كمتطوع (مجانا) فى اعلان لمنظمة الغذاء العالمى مدته ثلاثون ثانية بغرض جذب الانتباه الى الحقيقة المأساوية التى تتمثل فى وفاة 25.000 شخص من الجوع يوميا ، منهم 18.000 طفل .
* من تصريحاته التى تبين نزعته الإرهابية :
صرح محمد محمد محمد ابوتريكة فى لقائه مع موقع منظمة الغذاء العالمى "WFP" , "World Food Programme" بما يلى :
"Islam deals with the problem of poverty through Zakat (spending a fixed portion of one's wealth for the poor or needy), where the rich feel the plight of the poor,".
"يتعامل الاسلام مع مشكلة الفقر من خلال الزكاة (إنفاق جزء من ثروته للفقير أو المحتاج) ، حيث يشعر الغنى بمحنة الفقير. [2]
اى انه يشعر ان الإسلام هو الحل لمشكلة الفقر فى العالم مما يجعله ممن يتبنى الفكر الإسلامى لحل القضايا .
* اخر عملياته الإرهابية :
ارتدائه لفانله مكتوب عليها تعاطفا مع غزة "SYMPATHIZE WITH GAZA" . كشف عنها بعد احرازه هدف فى مرمى المنتخب السودانى فى البطولة الإفريقية بغانا كما هو موضح بالصورة التالية :؟؟؟ إلى هنا انتهى التقرير التخيلى الذى لا أستبعد وجود شبيه له على مكتب رئيس مخابرات إحدى الدول الغربية أو حتى العربية من الذين يحسبون كل صيحة عليهم.
سألت نفسى مرارا وتكرارا ماذا فعل محمد ابو تريكة لكى يهدد بالإيقاف من قبل الاتحاد الافريقي لكرة القدم وهو التهديد الذى انتهى بالتحذير فقط وهو إن احسنا الظن فقد تم الأكتفاء بالتحذير فقط دون الإيقاف لوجود عدد لا يستهان به من الدول العربية والإسلامية المشاركة بالبطولة أقول هذا إن احسنا الظن ولكن إن امعنا النظر فى رأى فإن الأكتفاء بتحذير اللاعب قد تم العمل به دون الإيقاف حتى لا تتسلط الأضواء على ما فعله ابو تريكه وحتى لا يتسائل الأخوة الأفارقة عما فعله أو عن غزة وماهى وما هى مشكلتها التى تدفع بلاعب فى وزن ابو تريكة للتعاطف معها أمام على مرأى ومسمع من الجماهير .
وحقيقة لا ادرى ايضا , "وما اكثر ما اجهله" لا ادرى بأى حق يمكن لحكم مباراة ان يعطى لاعب إنذار على مثل هذا العمل هل يوجد فى قانون الكرة الدولى أو الأفريقى أو حتى امحلى فى اى بلد من البلدان ما يمنع لاعبا ما من التعاطف مع اى كيان كان ؟ ابو تريكه لم يرتدى قميص مكتوبا عليه انا اكره إسرائيل أو لعنة الله على أمريكا أو ملعون ابو النظام العالمى الجديد لم يكتب على قميصة بالعربية أن بوش سفاح ولم يندد بالإنجليزية بما حدث فى سجن ابو غريب بالبلدى الراجل ماداسش على ديل كلب منهم فلما العواء ؟؟!! .
يقول بعض المستنيرين وكذابين الزفه ان الموضوع الذى لا يفهمه البشر ضيقى الأفق من امثالى ان التهديد بالإيقاف والتحذير والأنذار كان بسبب تبنى ابو تريكة أو ترويجه لأمور سياسية ولا علاقة للسياسة بالرياضة , وأقول لكذابين الزفة وكلابها وللمخدوعين بالكلام المعسول والتحضر على طريقة بوش وشارون اه لو كان الأمر كذلك فلما لم يتم إيقاف أو تحذير أو إنذار اللاعب الغانى "جون بانتسيل" الذى اخرج من حذائه العلم الإسرائيلى وتوجه به إلى احدى الكاميرات بعد احرازه هدف فى مبارة غانا والتشيك فى نهائيات كأس العالم التى جرت فى المانيا ؟؟؟؟ مع العلم ان القضية التى تضامن معها لا تخص من قريب او من بعيد بشكل سلبى ايا من المنتخبات المشاركة فى البطولة الأفريقية أو حتى غير المشاركة , بينما رفع اللاعب الغانى "جون بانتسيل" العلم الإسرائيلى كان فعلا استثار الفرق العربية والإسلامية المشاركة بكأس العالم وقتها ,ناهيك عن انها قد تمس الشعب الألمانى مستضيف البطولة وهو المتهم بحادثة الهولوكوست الكاذبة التى يقول عنها الخنازير انه راح ضحيتها سته مليون يهودى !!!! بل ولم يكتفى اللاعب بهذا الأمر حيث قام برفع العلم الصهيونى مرة اخرى عقب انتهاء المباراة هو وزملائه من الفريق الغانى وهاهى الصور التى توضح ما فعله اللاعب الغانى هو وفريقة حتى يتأكد عميان البصيرة من اننا لا نهول او ندعى شيئا لم يحدث وللعلم ولمن اراد التأكد فالمباراة جرت فى نهائيات كأس العالم بألمانيا فى مدية كولن يوم السبت الموافق 17-6-2006 . ونقلتها كاميرات التصوير على الهواء مباشرة . وقد صرح بعد هذه الواقعة المتحدث الرسمي باسم المنتخب الغاني راندي أبي قائلا :
"تصرف بانتسيل بشكل ساذج، ولم يدرك مضاعفات تصرفاته، ونحن نريد أن نقدم اعتذارنا لكل شخص أسيء إليه جراء هذا التصرف".
ثم برر فعلة اللاعب بقوله :
"بانتسيل كان يريد توجيه رسالة خاصة إلى أنصار ناديه في إسرائيل، هذا كل ما في الأمر".
الراجل يقصد أن الأعمال بالنيات ولا يجب ان نأخذ بالظاهر , طيب ماشى كلام جميل , فماذا لو قلنا ان احد اقارب ابو تريكه قام بطباعة تى شيرتات مكتوب عليها تضامنا مع القدس ولم تلقى رواجا فأخذ ابو تريكه على عاتقه اشهار هذه التى شيرتات فهل سيسحب الكارت الأصفر والتحذير الذى وجهته اللجنة المنظمة لأبو تريكة أم انهم قد شقوا عن صدره وعلموا نيته ؟؟
ومادامت الرياضة لا علاقة لها بالسياسة فلما استبعدت جنوب افريقيا عن المشاركة فى تصفيات وبالتالى نهائيات كأس افريقيا لعدة سنوات, لو قالوا بسبب سياسة التمييز العنصرى الذى كانت تنتهجه جنوب افريقيا فلنا ان نسألهم ولما لا تحرم لإسرائيل من المشاركة فى البطولات الرياضية هل التمييز العنصرى أشد من فصل شعب عن ارضه ؟ هل التمييز العنصرى اكثر إيلاما من قتل عائل اسرة أمام ذويه ؟ هل التمييز العنصرى أشد وقعا على نفوسكم من قتل الأطفال والنساء بالأسلحة المحرمة دوليا ؟ هل التمييز العنصرى فى نظركم أفتك من تجويع الشعوب وحصارها ؟؟؟
نقول ولله المشتكى بارك الله فيك يا "محمد محمد محمد ابو تريكة" وجزاك الله خير الجزاء فقد فرحتنا وابكيتنا فى نفس اللحظة فرحنا بالهدف وبكينا حينما ايقظتنا من غفلتنا , وهذا الإنذار لهو وسام على صدرك لك ان تفتخر به , لو كنت صبغت رأسك بصبغة الأحذية مثل بعضهم لهللوا لك ولأختاروك اللاعب المثالى فى المباراة .
وقبل الخاتمه أقول للفنان "محمد محمد محمد ابو تريكة" حبذا يا اخى لو فعلتها ثانية فى المبارة القادمة واخذت الوسام الثانى صدقنى قد يخسر الفريق جهودك فى المباراة لكنك ستفعل ما لن ينسى لأجيال فهذا فى وسعك ولا نحملك فوق طاقتك فى مجال الرياضة .
واقول للفريق المصرى والفرق العربية والإسلامية فى البطولة ليتكم جميعا تتضامنون مع غزة ولو بالقيام بما عمله ابو تريكة على ان يكون هذا بشكل عام فلا اعتقد ان الحكم بوسعه ان يعطى احد عشر إنذار فى وقت واحد وإن فعل فكرروها ثانية لتطردوا بشرف , استقيلوا رحمكم الله.
وختاما اقول :
"محمد محمد محمد ابو تريكة" خدعوك فقالوا انك احرزت هدفين فى المباراة والحق انك احرزت ثلاثة اهداف هدفين فى السودان والثالث فى قلوبنا
"محمد محمد محمد ابو تريكة" احبك ونحبك فى الله وحياك الله ايها الأرهابى.
(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)؟؟ابن الفاروق المصرى؟؟؟؟؟هاهاها بالثلاثة؟؟؟هاهاها؟؟؟؟
الرد علي استحلة تحريف الكتاب المقدس "ابو حبيبة"::صدر كثير من الكتب النصرانية للذب عن الكتاب المقدس مثل:
-كتاب وقرار. "تأليف جوش ماكدويل ترجمة منيس عبد النور"
-من يطعن فى النور."تأليف القس انجليوس جرجس"
والكثير
أما أكبرها حجما وأكثرها شهرة فى رأيى فهم
-شبهات وهمية حول الكتاب المقدس. "تأليف الدكتور القس منيس عبد النور"
-استحالة تحريف الكتاب المقدس. "تأليف القمص مرقس عزيز خليل"
أما عن شبهات وهمية فنحن نرد عليه شبهه شبهه فى تفنيدنا للكتاب المقدس
ولما كان لزاما علينا إظهار الحق وإقامة الحجة على النصارى و توضيح الصورة لطالبى الحق "ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حى عن بينة"
فبأمر الله سأبدء إن شاء الله فى الرد على هذا الكتاب الضخم 660 صفحة
لذا فقد يكون معدل المشى فيه بطيئا لقلة الوقت و لكثرة المشاغل
لذا فقد يطول الأمر
فأسأل الله أن يعيننى وأن يوفقنى لما يحبه ويرضاه.
ملحوظة هامة:
هذا الكتاب قد لا يعنى المسلمين فى شىء ولكنى لا أظن أن هناك بيت نصرانى يخلوا من هذا الكتاب لذا فأنا أهدى ردى هذا ومجهودى لكل نصرانى يريد الحق وحتى أكون سببا فى إزالة هذه الغشاوة من على عينيه وكما قال المسيح عليه السلام "فتشوا الكتب" وقال "إن كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حسابا يوم الدين لأنك بكلامك تتبرر وبكلامك تدان" فهيا بنا بأمر الله نرى كلام القمص لنعرف ما هى البضاعة التى معه.
وعلى كل فمن أراد من المسلمين المتابعة فخير ولكنى فى الأصل أكلم هنا النصارى خصوصا من قرأ هذا الكتاب أو مجرد أحتفظ به فى مكتبته مطمئنا نفسه على كتابه المقدس بإستحالة تحريفه والدليل فى 660 صفحة.
والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل
اللهم أهدنا وأهدى بنا وأجعلنا هداه مهتدين؟؟؟؟يبدأ القمص كتابه بتمهيد وسرد القمص بعض النصوص التى تحذر من تحريف الكتاب مثل:
"لا تزيدوا على الكلام الذى أوصيتكم به ولا تنقصوا منه , لكى تحفظوا وصايا الرب إلهكم , التى أوصيكم بها" (تثنية 4: 2)
ثم علق قائلا:
فهل بعد هذه النواهى والتحذيرات الصارمة يتجرأ مؤمن بالله وبكتبه ورسله على تحريف كلام الله , فيحذف الله نصيبه من كل البركات الروحية التى أعدها الله لأتقيائه , ويسقط من وعوده التى قطعها للبشر بالخلاص والحياة الأبدية؟.
أما غير المؤمنين , فلا سبيل لهم الى تحريف الأسفار الإلهية , اذ يتعذر عليهم جمع الألوف من نسخها المنتشرة فى رحاب الدنيا ليعبثوا بها و يزوروها. كما أن المؤمنين الذين يحتفظون بنسخ صحيحة لن يسمحوا لهم بذلك.
بأمر الله أقول:
أولا: هناك سرقة أدبية من القمص فى قوله " مؤمن بالله وكتبه ورسله" وهى جملة موجودة فى القرآن وغير موجودة فى الكتاب المقدس من التكوين للرؤيا وكون القمص الذى هو عدو للقرآن الكريم ومحاربه أختار هذه الجملة لتصف قوة المؤمن فهذا ما يدل إلا على قوة وبلاغة لغة القرآن الكريم حتى يقتبس منه أعداءه المصطلحات المكتوبه فيه ولا يجدون فى كتبهم هذه القوة.
ثانيا: فهل بعد هذه النواهى والتحذيرات الصارمة يتجرأ مؤمن بالله وبكتبه ورسله على تحريف كلام الله؟
نقول نعم , أولا: لأن الدوافع وراء ذلك كثيرة ويقع فيها المؤمن والغير مؤمن مثل:
1- التحريف لجعل إسحاق هو الذبيح وصاحب الوعود وليس لإسماعيل وذريته ولأمة الإسلام شىء.
2- التحريف لجعل كل شىء مباح فى الطعام والشراب والملبس.
3- التحريف لإعطاء القس سلطة فى العفو والغفران.
4- التحريف لجعل المسيح إلها حتى يثبت كل قس على كرسيه.
5- التحريف لمسح أسم رسول الإسلام من الكتاب المقدس.
وهكذا , وهذه مجرد أمثلة
ثانيا: نقول نعم وذلك بشهادة الكتاب المقدس نفسه بالتحريف من المؤمنين مثل: إليك أيها القارىء الشهادة بتحريف الكتاب المقدس من الكتاب المقدس نفسه :
أولاً : ان كاتب المزمور ( 56 : 4 ) ينسب إلى داود عليه السلام بأن أعدائه طوال اليوم يحرفون كلامه :
(( ماذا يصنعه بي البشر. اليوم كله يحرفون كلامي. عليّ كل افكارهم بالشر. )) ترجمة الفاندايك
ثانياً : لقد اعترف كاتب سفر ارميا ( 23 : 13 ، 15 ، 16 ) بأن أنبياء اورشليم وأنبياء السامرة الكذبة حرفوا كلام الله عمداً :
(( فِي أَوْسَاطِ أَنْبِيَا ءِ السَّامِرَةِ شَهِدْتُ أُمُوراً كَرِيهَةً، إِذْ تَنَبَّأُوا بِاسْمِ الْبَعْلِ، وَأَضَلُّوا شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. وَفِي أَوْسَاطِ أَنْبِيَاءِ أُورُشَلِيمَ رَأَيْتُ أُمُوراً مَهُولَةً: يَرْتَكِبُونَ الْفِسْقَ، وَيَسْلُكُونَ فِي الأَكَاذِيبِ، يُشَدِّدُونَ أَيْدِي فَاعِلِي الإِثْمِ لِئَلاَّ يَتُوبَ أَحَدٌ عَنْ شَرِّهِ. . . لأَنَّهُ مِنْ أَنْبِيَاءِ أُورُشَلِيمَ شَاعَ الْكُفْرُ فِي كُلِّ أَرْجَاءِ الأَرْضِ. ))
ثالثاً : لقد اعترف كاتب سفر ارميا بأن اليهود حرفوا كلمة الله لذلك فهو ينسب لإرميا في ( 23 : 36 ) توبيخ النبي إرميا لليهود :
(( أما وحي الرب فلا تذكروه بعد لأن كلمة كل إنسان تكون وحيه إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ، الرَّبِّ الْقَدِيرِ، إِلَهِنَا .)) ترجمة الفانديك
رابعاً : ونجد أيضاً ان كاتب سفر ارميا ينسب لإرميا توبيخه وتبكيته لليهود لقيامهم بتحربف كلمة الرب :
(( كيف تقولون إننا حكماء وكلمة الرب معنا ؟ حقاً إنه إلى الكذب حولها قلم الكتبة الكاذب . ))
خامساً : وكاتب سفر الملوك الأول ( 19 : 9 ) ينسب لإليا النبي حين هرب من سيف اليهود فيقول :
(( وَقَالَ الرَّبُّ لإِيلِيَّا : مَاذَا تَفْعَلُ هُنَا يَاإِيلِيَّا ؟ فَأَجَابَ: «غِرْتُ غَيْرَةً لِلرَّبِّ الإِلَهِ الْقَدِيرِ، لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَنَكَّرُوا لِعَهْدِكَ وَهَدَمُوا مَذَابِحَكَ وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ بِالسَّيْفِ، وَبَقِيتُ وَحْدِي. وَهَا هُمْ يَبْغُونَ قَتْلِي أَيْضاً )) كتاب الحياة
سادساً : وكاتب سفر إشعيا ( 29 : 15 ، 16 ) ينسب لإشعيا تبكيته لليهود :
(( ويل للذين يتعمقون ليكتموا رأيهم عن الرب فتصير أعمالهم في الظلمة ويقولون من يبصرنا ومن يعرفنا : يالتحريفكم . ))
فإذا جاء مسيحي وزعم بأن تحريف اليهود لكلمة الرب هو قول غير مقبول نقول له أقرأ شهادة التحريف من كتابك .
ويتسائل بعض المسيحيون الذين يتجاهلون الشواهد والادلة الدالة على تحريف كتابهم المقدس قائلين : عندما يعطى الله الإنسان كتابا من عنده فهل تظن أنة لا يستطيع المحافظة علية من عبث البشر ؟
نقول لهؤلاء الذين يتجاهلون الأدلة والشواهد الدالة على تحريف كتابهم المقدس :
نعم إن الله قادر على ان يحفظ كلمته ولكنه سبحانه وتعالى اختار أن يوكل حفظ كلمته إلى علماء وأحبار اليهود ولم يتكفل هو بحفظها فقد ترك حفظ كلمته بيدهم فكان حفظ الكتاب أمراً تكليفياً وحيث انه أمراً تكليفياً فهو قابل للطاعة والعصيان من قبل المكلفين فالرب استحفظهم على كتابه ولم يتكفل هو بحفظه وإليكم الأدلة من كتابكم المقدس على هذا :
جاء في سفر التثنية [ 4 : 2 ] قول الرب :
(( وَالآنَ أَصْغُوا يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الشَّرَائِعِ وَالأَحْكَامِ الَّتِي أُعَلِّمُهَا لَكُمْ لِتَعْمَلُوا بِهَا، فَتَحْيَوْا وَتَدْخُلُوا لاِمْتِلاَكِ الأَرْضِ الَّتِي يُوَرِّثُهَا لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لاَ تزيدوا عَلَى الكلام الذي أنا أوصيكم به ، وَلاَ تُنَقِّصُوا مِنْه ُ، لتحفظوا وصايا الرب إلهكم التي أنا أوصيكم بها .))
وجاء في سفر التثنية [ 12 : 32 ] قول الرب :
(( كل الكلام الذي أوصيكم به احرصوا لتعملوه لاتزد عليه ولا تنقص منه . ))
وجاء في سفر الأمثال [ 30 : 5 _ 6 ] :
(( كل كلمة من الله نقية. ترس هو للمحتمين به. لا تزد على كلماته لئلا يوبخك فتكذّب ))
وقد جاء في سفر الرؤيا [22 : 18 ] قول الكاتب :
(( وَإِنَّنِي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ مَا جَاءَ فِي كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا: إِنْ زَادَ أَحَدٌ شَيْئاً عَلَى مَا كُتِبَ فِيهِ، يَزِيدُُ اللهُ عليه الضربات وَإِنْ حذف أَحَدٌ شَيْئاً مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا ، يُسْقِطُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ . . .))
ان هذا النص تعبير واضح من الكاتب بأن الله لم يتكفل بحفظ هذا الكتاب لأنه جعل عقوبة من زاد شيئاَ كذا … وعقوبة من حذف شيئاً كذا . .. فهذا دليل واضح بأن الله لم يتكفل بحفظ الكتاب .
وفي هذا يقول الله سبحانه وتعالى عن التوراة التي كانت شريعة موسى عليه السلام ، وشريعة الأنبياء من بعده حتى عيسى عليه السلام :
(( إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )) المائدة : 44
ومعنى ( استحفظوا ) : أي أمروا بحفظه ، فهناك حفظ ، وهناك استحفاظ .
وإذا كان الأحبار والرهبان ممن جاء بعد لم يحفظوا ، بل بدلوا وحرفوا ، فليس معنى ذلك أن الله لم يقدر على حفظ كتابه _ حاشا وكلا _ ولكن المعنى : أن الله لم يتكفل بحفظه ، بل جعل اليهود أمناء عليه .
ومن المعلوم أن هناك المئات من الرسل والانبياء جاؤوا بعد نوح عليه السلام ولم يتكفل الرب بحفظ رسائلهم سواء كانت شفوية أو مكتوبة وإلا فأين هي ؟ مثال ذلك : صحف ابراهيم التي ذكرت في القرآن الكريم فلا وجود لها اليوم .
وأخيراً : فهل هناك أعظم من شهادة الكتاب المقدس على نفسه بالتحريف ؟
لماذا نستكثر على اليهود التحريف وهم اليهود وما أدراك مااليهود قتلوا الانبياء بغير حق وصنعوا العجـــل وسجدوا له من دون الله وعبدوا الاصنـام واستحلوا المحرمات وقذفوا العذراء الطاهرة مريم عليها السلام بتهمة الزنا وكفروا بالمسيح عليه السلام .......فهل نستكثر عليهم التحريف ......
لقد أعلنت التوراة بكل وضوح أن اليهود سيفسدون ويقاومون الرب وكلامه ، وذلك كلام موسى في التوراة بعد أن أوصاهم بوضعها بجانب التابوت وفيه كذلك : (( لأني عارف تمردكم ورقابكم الصلبة ، هوذا وأنا بعد حي معكم ، اليوم صرتم تقاومون الرب ، فكم بالحري بعد موتي )) [ تثنية 31 : 27 ]
عزيزي القارىء :
نحن لسنا بصدد القبض على من قام أو قاموا بالتحريف ، و لا يهمنا معرفة زمان أو مكان وقوع التحريف ، ولكن ما هو الشيء المهم في هذا الصدد ؟
ان الشيء المهم في هذا الصدد هو بيان وقوع التحريف والعثور على أمثلة توضح بما لا يدع مجالاً للشك وقوع هذا التحريف ، وهذا هو ما أثبته الباحثين المنصفين الذين درسوا الكتاب المقدس ووجدوا فيه ما وجدوا من أمور تجافي وحي السماء ، وأخطاء و تناقضات لا تقع إلا في كلام البشر؟؟؟يقول الثا: أما غير المؤمنين , فلا سبيل لهم الى تحريف الأسفار الإلهية , اذ يتعذر عليهم جمع الألوف من نسخها المنتشرة فى رحاب الدنيا ليعبثوا بها و يزوروها. كما أن المؤمنين الذين يحتفظون بنسخ صحيحة لن يسمحوا لهم بذلك
أولا: هذه الألوف من النسخ أتحدى أن تجد نسختين متطابقتين فضلا على أن يكونوا متعارضين.
ثانيا: لا يلزم التحريف جمع النسخ حتى يبدأ التحريف , فيكفى التحريف فى نسخة واحدة ثم يبدأ أنتشارها كما يوجد الآن فى أختلاف النسخ أما " كما أن المؤمنين الذين يحتفظون بنسخ صحيحة لن يسمحوا لهم بذلك" فأقول لك أيها القمص بكل أسف أن هذا ممكن عندكم ومستحيل يحدث عندنا وذلك لأنه يوجد ملايين على وجه الأرض يحفظون القرآن عن ظهر قلب فلو بدل فيه ولو حرفا واحدا بل لو بدل فيه تشكيل حرف لما سكت المسلمون أما عن الكتاب المقدس فأتحدى أن يكون شخص واحد فقط على وجه الأرض كلها يحفظ الكتاب المقدس كله وهذا والحمد لله من حفظ الله لهذا الدين.
ومما لاجدال فيه أن هذا الكتاب قد أحدث تغييرا كبيرا وتأثيرا عظيما فى العالم حيث أن كل من يؤمن به من البشر تصبح أحواله أفضل كثيرا مما كانت عليه من قبل وكل من قبله من شعوب العالم وجعله أساسا لشرائعه ومرشدا ورائدا لآرائه فقد أرتقى الى أسمى درجة فى التمدين الحقيقى وفاز بأسمى الفضائل التى يمكن أن تصل اليها الطبيعة البشرية.
بأمر الله نقول:
يا جناب القمص هناك فارق كبير بين التمدين والتدين وليس الأصل أن يكون المتدين على أرقى مستوى من التدين وإلا فهناك بلاد تدين بالنصرانية وليست على قدر من الرقى والتمدين وعلى كل سنأخذ بقياسك الفاسد على أن الغرب تقدموا بسبب تمسكهم بتعاليم الكتاب المقدس فهل أصبحت اليابان على رأس التقدم التكنولوجى والمدنية فى العالم لتمسكها بتعاليم بوذا؟؟!!وعلى كل فليس دين الإسلام الذى يأمر بالرهبنة والتبتل والإنقطاع عن الدنيا والتعبد لله فى الأديرة!!!
أما بالنسبة لأسمى الفضائل التى تصل اليها الطبيعة البشرية فهذا نراه محققا فى بلاد الغرب التى أتخذت الكتاب المقدس أساسا لشرائعها ومرشدا ورائدا لآرائها حيث لا تستطيع المشى فى كل البلد بعد غروب الشمس أما عن الخمارات وبيوت الدعارة وحالات زنا المحارم وأنتشار الإيدز فحدث ولا حرج.
لذلك تجد أن عدد النسخ التى توزع منه سنويا أكثر من 150 مليون نسخة, مترجمة الى أكثر من 1613 لهجة ولسان وكل عام تتزايد أعداد النسخ التى توزع منه فى أنحاء العالم.
بأمر الله نقول:
ستفاجأ أيها القمص بعدد المجلات الإبحاية التى تباع سنويا نسبة الى الرقم الذى وضعته أما عن 1613 لهجه أى لغة فسيكون هناك كتابا عربيا ليخاطب العرب وآخر بالإنجليزية للغرب وهكذا , وبعدد لغات العالم لا أعرف فى حياتى أن هناك 1613 لغة موجودة فى عالمنا أم لازلتم تطبعون كتابا بالهيروغليفية والديموطيقية؟؟!!
تحت عنوان "قوة الإنجيل تستغنى عن الدفاع البشرى":
سئل أحد الخدام عما إذا كان يمكنه الدفاع عن الإنجيل ؟! فقال بإندهاش الدفاع عن الإنجيل ؟! إن كان الأسد يحتاج الى من يدافع عنه , فالإنجيل لا يحتاج الى من يدافع عنه! "أطلقه وهو يدافع عن نفسه". إن الإنجيل لا يحتاج الى من يدافعون عنه , أى من ينادون به , أما هو فى نفسه فهو "قوة الله للخلاص لكل من يؤمن ".
ولم إذا تدافع أنت عنه إلا إذا رأيت فيه ضعفا!! وماذا حدث للأسد؟! هل ضعف؟!!
ويحكى عن داروين- صاحب نظرية التطور- أنه قد طلب من ابنته يوما –عند شيخوخته- قائلا: (أحضرى لى الكتاب ) فقالت له : ( أى كتاب تعنى يا أبت) . فقال لها : (الكتاب المقدس)...
عندما يستشهد صاحب اللب يأتى بقول رجل رشيد أو مشاهير الناس أما أنت يا جناب القس تأتى بقول رجل يقول أن أصلك قرد , وما الذى أستفدناه من هذه القصة؟! الله المستعان
وها هى الأمة التى لا تعرف شيئا عن السند أو التثبيت فالقمص يسرد قصص تبرهن على ثبوت الكتاب المقدس و تأثر الناس بكلامه رغم كل ما واجهه من صعوبات و أضطهادات بدون ذكر أدنى معلومات عن هذه القصص من أين أتى بها؟ أو من رواها؟ أو اسم الكتاب الذى ذكرها؟ أو حتى سمعها من من؟
ثم جاء ببعض صور للمخطوطات وقول للنبى محمد صلى الله عليه وسلم أنه قد جائته صحيفه من التوراه فقال "آمنت بك وبمن أنزلك" وكأن القمص يجهل أو يتجاهل أننا المسلمون لا ننكر وجود التوراه والإنجيل أو كأننا نقول أنهم أساطير أو مجرد كتب كتبت حديثا فنحن نؤمن بوجودها ومن لم يؤمن بها فهو عندنا كافر ولكننا نؤمن أيضا أنها مع مرور الوقت حرفت وقد شهد الكتاب نفسه فى العهد القديم بالتحريف ولقد ذكرنا ذلك من قبل ؟؟؟؟
الكتاب المقدس6::"ابو عبيدة":التمهيد : الإعجاز اللفظي والمعنوي للقرآن الكريم في إثبات وقوع التحريف اللفظي والمعنوي في الكتاب المقدس
تمهيد
قبل البدء في هذا الباب الهام لا بد من توجيه الشكر الجزيل لصاحب الفضل الحقيقي الذي ساعدنا في التوصل إلى حقيقة ما حدث في أسفار اليهود والنصارى من تبديل وتحريف , تلك الحقيقة التي أصبحت جلية واضحة لا ينكرها إلا جاهل يجمل دينه.
إنه القرآن الكريم كلام الله المعجز , أول من أنبأ وأخبر عن هذه الحقيقة , إذًا فهو البداية ولا يمكن أن أبدأ هذا الباب دون الإشارة إلى بعض ما جاء به من حقائق حول موضوع بحثنا .
الإعجاز اللفظي والمعنوي في القرآن الكريم في بيان وقوع التحريف اللفظي والمعنوي في الكتاب المقدس !
أود من خلال هذا العنوان أن أعرض بعض الإعجاز في كلام الله , وذلك من خلال آيتين تحدثتا عن تحريف اليهود والنصارى لكتبهم ، الآية الأولى من سورة المائدة , قال تعالى : {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }المائدة13 ، والآية الثانية من نفس السورة أيضًا , قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }المائدة41.
يقول الإمام /فخر الدين الرازي مبينًا إعجاز القرآن الكريم في هذا الباب : ( قوله تعالى " يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ " إشارة إلى أن أهل الكتاب يذكرون التأويلات الفاسدة للنصوص التي عندهم وليس فيه بيان أنهم يخرجون اللفظة من الكتاب ، أما في الآية الثانية فقوله تعالى " مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ " فهى دالة على أنهم جمعوا بين الأمرين فكانوا يذكرون التأويلات الفاسدة وكانوا يخرجون اللفظة من الكتاب ) ( التفسير الكبير للرازي 10/ 118 ) .
وهذا ما يعرف إصطلاحًا بين الباحثين الأن بنوعي التحريف :
1- التحريف اللفظي ، أي إخراج وإدخال الكلمات من وإلى النص .
2- التحريف المعنوي , أي تأويل وتفسير النصوص على غير معناها الصحيح .
والملاحظة الثانية التي أود أن أشير إليها تظهر في قوله تعالى : " وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ " إن استخدام صيغة المضارع في الآيات لهو بحق أمر عجيب يُشعرك أن الأمر لا يتوقف أو ينحصر في وقت أو مكان معين , بل يمتد فيشمل كل الأوقات والأماكن , فالآية الكريمة ترد على علماء الكتاب المقدس حين يسألوننا : متى وأين حدث التحريف ؟!
والملاحظة الثالثة تظهر في قوله تعالى : " يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ " إن لفظة " الْكَلِمَ " عامة تشمل جميع الكلم من توراة وزبور وإنجيل , بل وحتى كلامهم في المعاهدات والمُصالاحات , والعجيب في قوله تعالى : " يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ " الذي جاء بصيغة العموم , أننا نلمسه ونشعر به في عصرنا , حين نقرأ كتب المنصرين والمستشرقين التي تحدثت عن صحة عقائد النصرانية , فنراهم يحرفون كلام المفسرين المعتبرين عندنا - كما يفعل البسيط - , وينقلون من مصادر ليس لها من الإسلام حظ ولا نصيب , وهذا ما أخبر به القرآن الكريم منذ ألف وأربعمائة عام , أنهم : " يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ " !
كما أود أن أشير إلى قوله تعالى : {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ }البقرة79 , إن هذه الآية الكريمة نزلت في أحبار السوء من أهل الكتاب كما أشرنا في مقدمة البحث , والغريب أن الإشارة إلى تلك الحادثة في الآية جاءت على العموم وذلك ظاهر فى قوله تعالى " الْكِتَابَ " , فلم يقل الله تبارك وتعالى : "فويل للذين يكتبون التوراة بأيديهم" , ولم يقل تبارك وتعالى : "فويل للذين يكتبون الإنجيل بأيديهم" , بل جاء اللفظ على العموم " فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ " لكي ينبهنا المولى تبارك وتعالى أنه سوف يأتي أُناس يدعون أنه توجد كتب وأسفار منسوبة إليه جل وعلا , وهم في الحقيقة قد كتبوها بأيديهم من عند أنفسهم من أجل أغراض رخيصة .
وقوله تعالى " بِأَيْدِيهِمْ " إشارة منه سبحانه وتعالى إلى وقوع التحريف اللفظي بمختلف أنواعه كمحو وإضافة نصوص إلى الكتاب , فالكتابة لا تكون إلا باليد وهذا معلوم لمن له مسحة من عقل , فما الجديد الذي يريد الله تبارك وتعالى أن يشير إليه ؟! هذه إشارة منه تبارك وتعالى بوقوع التحريف اللفظي الذي لا يحدث إلا باستخدام اليد أثناء الكتابة , ولهذا قال المولى سبحانه وتعالى : " فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ " . فكانت كتابتهم لهذه الكتب بأيديهم محل ذم ووعيد من الله لوقوع التحريف اللفظي والمعنوي بها , وإلا أصبح الذم والوعيد لا معنى له , لأنه معلوم لمن له مسحة من عقل أن الكتابة لا تكون إلا باليد , فلم الذم والوعيد لهم إلا إذا كانت هذه الكتابة اليدوية حرفت وبدلت ومحت وأضافت ؟!
فقديمًا كان اليهود , إدعوا أن التوراة المحرفة ( العهد القديم ) كتاب الله ثم أعادوا الكَرَّة بكتاب أخر ادعوا أيضًا أنه وحي من عند الله وهو " التلمود " ، ثم جاء من بعدهم النصارى بنسخ وترجمات لا يعلم عددها إلا الله وأطلقوا على كل واحدة منها كتاب الله بداية من " الفولجاتا " ومرورًا بنسخة "الملك جيمس" وانتهاءً بالنسخ والترجمات الحديثة ، مثل " النسخة القياسية المنقحة " و " النسخة الدولية الحديثة " و" ترجمة الأباء اليسوعيين " و " كتاب الحياة " ...إلخ ، ولهذا لم يذكر القرآن الكريم اسم الكتاب على وجه الخصوص بل كان التعبير عنه بصيغة العموم " الْكِتَابَ " أي جنس الكتاب , علمًا منه تبارك وتعالى بأن تلك الكتب والترجمات والنسخ سوف تكتب بأيدي البشر ثم تنسب إليه تبارك وتعالى بلا سند أو دليل !
وهكذا جرى القرآن الكريم على طريقته الفذة في الإحتفال بالمعاني والمدلولات أكثر من الإحتفال بالألفاظ والأسماء التي قد يختلف فيها الناس , فقد يسأل سائل : أين نجد في القرآن الكريم أن التلمود ليس وحي الله ؟! وأين نجد في القرآن الكريم أن الكتاب الأقدس - من كتب البهائية الضالة- ليس وحي الله ؟! وهكذا , فنقول : لقد أنزل الله تبارك وتعالى آية في كتابه الحكيم تُوضح حقيقة أي كتاب يدعي أصحابه أنه من عند الله , وهو أنهم يكتبونه بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله , فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب كما قال العلماء .
وفي هذا أيضًا يقول اللواء /أحمد عبد الوهاب رحمه الله: ( لم تعد أسفار المسيحيين الدينية كتابًا مقدسًا , فهذا هو واقع الحال الأن . فبعد أن كانت طبعات تلك الأسفار تصدر معنونة باسم : " الكتاب المقدس " , إذ بها تصدر الأن وقد جردت من القداسة فصار عنوانها : " الكتاب " !
فمثلاً صدرت ترجمة الملك جيمس الإنجليزية , التي اعتمدت عام 1611م هكذا :
الكتاب المقدس THE HOLY BIBLE
ولكن صدرت الترجمة الإنجليزية التي شارك فيها اثنان وثلاثون عالمًا في منتصف هذا القرن (1952م) بعنوان :
الكتاب : ترجمة قياسية مراجعة THE BIBLE : Revisd Standard Version
وحدث مثل ذلك في التراجم الفرنسية , فبعد أن صدرت تحت اسم :
الكتاب المقدس LA SAINTE BIBLE
إذا بالتراجم اللاحقة تصدر هكذا :
الكتاب الأورشليمي LA BIBLE de JERUSALEM
وكذلك :
الترجمة المسكونية للكتاب TRADUCTION OECUMENIQU de LA BIBLe ومثل ذلك في اللغة الألمانية , فبعد أن كان العنوان هو :
الكتاب المقدس DIE HEILIGE BIBLE
صار الأن :
الكتاب DIE BIBLE
( وفي العربية بعد أن كان التقليد المعروف في تسمية الأسفار الدينية بـ"الكتاب المقدس " صدرت العديد من الترجمات الحديثة فجردت الأسفار من القداسة واكتفت بذكر " الكتاب " , وأذكر منها ترجمة " كتاب الحياة " ) .
إن السبب في هذا التغيير الهام لعنوان الأسفار الدينية واضح ومعروف لدى العلماء , وهو أن هذا "الكتاب" يحتوي في جملته , أسفارًا مؤلفة بكل معنى الكلمة . وهى ككل مؤلفات بشر لا عاصم لها من الخطأ .
والحق أن إطلاق اسم "الكتاب" فقط على أسفارهم الدينية , بعد تجريده من صفة المقدس لهو آية من آيات الله . فهذا ما خاطبهم به القرآن منذ 14 قرنًا في مثل قوله :" يَا أَهْلَ الْكِتَاب " ولم يقل لهم أبدًا : " يا أهل الكتاب المقدس " ...وها هم قد عادوا مُسلِّمين بتسمية القرآن العظيم . { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }النمل52 ) ( البرهان المبين في تحريف أسفار السابقين ص 49 , 50 ) .
بل إن الناظر إلى الآية بتمعن يجد أنها تشير إلى النصارى أصحاب "الكتاب" "المقدس" , فقوله تعالى : "فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ " إشارة إلى قول النصارى "الكتاب" . وقوله تعالى : "ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ" إشارة إلى وصفهم "الكتاب" بأنه : "المقدس" !؟؟؟رابعًا : إستحالة تحريف الكتاب المقدس !
من أغرب المقولات التي سمعتها في حياتي وصرت أضرب من العجب كفًا بكف كلما سمعتها هى : (إستحالة تحريف الكتاب المقدس ) ! , ولا أدرى أية أدلة استدل بها صاحب الدعوى لكي يجعل الأمر مستحيلاً ؟!
ومن أهم هذه الأدلة التي يستدل بها أصحاب دعوى ( الإستحالة ) فلا تجد كتابًا يتحدث عن مصداقية الكتاب المقدس إلا وتجد فيه هذه الأدلة المزعومة , هى قولهم : أين ومتى وكيف حُرف الكتاب المقدس ؟!
ونأخذ على سبيل المثال ما كتبه القمص/ يوحنا فوزي في كتابه ص 10:
يقول القمص / يوحنا فوزي : ( الإدعاء بتحريف الكتاب لا يستند إلى فاعل معين فمن هم الذين قاموا بالتحريف ؟ ولا يستند هذا الإدعاء إلى هدف معين فما هو القصد من التحريف ؟ ولا يستند هذا الإدعاء إلى زمن محدد فمتى حدث هذا التحريف ؟ ولا يستند هذا الإدعاء إلى مكان معين فأين حدث هذا التحريف ؟ والنتيجة أن هذه التهمة تسقط من تلقاء نفسها مادام لا يسندها أى دليل ) .
أتعلمون من أشعل الفتيل ليحرق غيره فأحرق نفسه ؟ نعم هذا ما فعله القمص دون أن يدري , وأنا على يقين كامل أن القمص يعلم إجابة تلك الأسئلة !
إن أصحاب دعوى ( الإستحالة ) باستدلالهم بتلك الأسئلة على صحة كتابهم كالذي يلح سائلاً : من الذي قتل القتيل المراق دمه ؟ فهل بعد هذا السؤال يتشكك أحد في أن جريمة القتل لم تقع ؟!
وهل إذا علمنا القاتل أو لم نعلمه أو هل إذا علمنا الهدف من وراء جريمة القتل أو لم نعلمه , هل يشك أحد في عدم وقوع جريمة القتل ذاتها ؟!
القتيل أمامنا وسواء عرفنا القاتل أم جهلناه فالجريمة ثابتة لا محالة ولا يمكن أن يشك أحد في ذلك .
مثال أخر للتوضيح : برج بيزا المائل ... هل جهلك أيها القمص بسبب ميله ومتى حدث هذا الميل ومن المسبب لهذا الميل , هل جهلك بكل هذا ينفي أنه مائل ؟!
http://www.trutheye.com/up/uploads/thumbs/trutheye.com-2b78c877f6.jpg
إذًا كيف نعرف أن الكتاب محرف بدون معرفة الزمان والمكان والفاعل ؟!
والإجابة على ذلك في الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , قال تعالى : {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً }النساء82.
هذه هى القاعدة الإلهية التي نستخدمها لمعرفة إذا كان الكتاب محل البحث من عند الله أم من تأليف البشر , بجانب قاعدة أخرى وهى معرفة سند هذا الكتاب مصداقًا لقول الله تعالى : { قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }البقرة111 .
ولكن على كل حال فإننا لن نترك لهم منفذًا يلوذون منه إن شاء الله وسوف نجيب على أسئلتهم !
أولاً : من الذين قاموا بالتحريف ؟!
أود من أصحاب دعوى ( الإستحالة ) أن يفسروا لي كل هذه النصوص :
1- ( كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8: 8 .
2- ( وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَيْهِ: [مَا لَكَ هَهُنَا يَا إِيلِيَّا؟] 10فَقَالَ: [قَدْ غِرْتُ غَيْرَةً لِلرَّبِّ إِلَهِ الْجُنُودِ، لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ تَرَكُوا عَهْدَكَ وَنَقَضُوا مَذَابِحَكَ وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ بِالسَّيْفِ، فَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي. وَهُمْ يَطْلُبُونَ نَفْسِي لِيَأْخُذُوهَا].) ملوك الأول 19: 9-10 .
3- ( اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ! 5الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي. عَلَيَّ كُلُّ أَفْكَارِهِمْ بِالشَّرِّ.) مزمور 56: 4 –5 .
4- ( وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!) إشعياء 29: 15–16 .
5- ( أَلَيْسَتْ هَكَذَا كَلِمَتِي كَنَارٍ يَقُولُ الرَّبُّ وَكَمِطْرَقَةٍ تُحَطِّمُ الصَّخْرَ؟ 30لِذَلِكَ هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَسْرِقُونَ كَلِمَتِي بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ. 31هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ لِسَانَهُمْ وَيَقُولُونَ: قَالَ. 32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ]. 33وَإِذَا سَأَلَكَ هَذَا الشَّعْبُ أَوْ نَبِيٌّ أَوْ كَاهِنٌ: مَا وَحْيُ الرَّبِّ؟ فَقُلْ لَهُمْ: [أَيُّ وَحْيٍ؟ إِنِّي أَرْفُضُكُمْ – هُوَ قَوْلُ الرَّبِّ. 34فَالنَّبِيُّ أَوِ الْكَاهِنُ أَوِ الشَّعْبُ الَّذِي يَقُولُ: وَحْيُ الرَّبِّ – أُعَاقِبُ ذَلِكَ الرَّجُلَ وَبَيْتَهُ. 35هَكَذَا تَقُولُونَ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ وَالرَّجُلُ لأَخِيهِ: بِمَاذَا أَجَابَ الرَّبُّ وَمَاذَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ؟ 36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا ) إرمياء 23: 29-36 .
6- ( لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: لاَ تَغِشَّكُمْ أَنْبِيَاؤُكُمُ الَّذِينَ فِي وَسَطِكُمْ وَعَرَّافُوكُمْ وَلاَ تَسْمَعُوا لأَحْلاَمِكُمُ الَّتِي تَتَحَلَّمُونَهَا. 9لأَنَّهُمْ إِنَّمَا يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ بِاسْمِي بِالْكَذِبِ. أَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ ) إرمياء 29 : 9-8 .
7- ( صَارَ فِي الأَرْضِ دَهَشٌ وَقَشْعَرِيرَةٌ. اَلأَنْبِيَاءُ يَتَنَبَّأُونَ بِالْكَذِبِ وَالْكَهَنَةُ تَحْكُمُ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَشَعْبِي هَكَذَا أَحَبَّ ) إرمياء 5: 30-31 .
8- ( فَأَخَذَ إِرْمِيَا دَرْجاً آخَرَ وَدَفَعَهُ لِبَارُوخَ بْنِ نِيرِيَّا الْكَاتِبِ فَكَتَبَ فِيهِ عَنْ فَمِ إِرْمِيَا كُلَّ كَلاَمِ السِّفْرِ الَّذِي أَحْرَقَهُ يَهُويَاقِيمُ مَلِكُ يَهُوذَا بِالنَّارِ وَزِيدَ عَلَيْهِ أَيْضاً كَلاَمٌ كَثِيرٌ مِثْلُهُ ) إرمياء 36: 32 .
9- ( رَأُوا بَاطِلاً وَعِرَافَةً كَـاذِبَةً. الْقَائِلُونَ: وَحْيُ الرَّبِّ وَالرَّبُّ لَمْ يُرْسِلْهُمْ, وَانْتَظَرُوا إِثْبَاتَ الْكَلِمَةِ. 7أَلَمْ تَرُوا رُؤْيَا بَاطِلَةً, وَتَكَلَّمْتُمْ بِعِرَافَةٍ كَـاذِبَةٍ, قَائِلِينَ: وَحْيُ الرَّبِّ وَأَنَا لَمْ أَتَكَلَّمْ؟ 8لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: لأَنَّكُمْ تَكَلَّمْتُمْ بِـالْبَاطِلِ وَرَأَيْتُمْ كَذِباً, فَلِذَلِكَ هَا أَنَا عَلَيْكُمْ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. 9وَتَكُونُ يَدِي عَلَى الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَرُونَ الْبَاطِلَ وَالَّذِينَ يَعْرِفُونَ بِـالْكَذِبِ. فِي مَجْلِسِ شَعْبِي لاَ يَكُونُونَ, وَفِي كِتَابِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ لاَ يُكْتَبُونَ, وَإِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ لاَ يَدْخُلُونَ, فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا السَّيِّدُ الرَّبُّ )حزقيال13: 6-9 .
10- ( فَقَالَ الرَّبُّ لِي: بِالْكَذِبِ يَتَنَبَّأُ الأَنْبِيَاءُ بِاسْمِي. لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ وَلاَ كَلَّمْتُهُمْ. بِرُؤْيَا كَاذِبَةٍ وَعِرَافَةٍ وَبَاطِلٍ وَمَكْرِ قُلُوبِهِمْ هُمْ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ ) إرميا14: 14 .
11- ( فَأَتْرُكَ شَعْبِي وَأَنْطَلِقَ مِنْ عِنْدِهِمْ لأَنَّهُمْ جَمِيعاً زُنَاةٌ جَمَاعَةُ خَائِنِينَ. 3يَمُدُّونَ أَلْسِنَتَهُمْ كَقِسِيِّهِمْ لِلْكَذِبِ. لاَ لِلْحَقِّ قَوُوا فِي الأَرْضِ. لأَنَّهُمْ خَرَجُوا مِنْ شَرٍّ إِلَى شَرٍّ وَإِيَّايَ لَمْ يَعْرِفُوا يَقُولُ الرَّبّ ) إرميا9: 2-3 .
كيف تـثقون بعد ذلك في كلام أنبيائكم وكهنتكم وكتبة أسفاركم إذا كان علام الغيوب قد وصفهم بالكذب ؟ نود من السادة الأفاضل أصحاب دعوى ( الإستحالة ) التعليق مشكورين بعد أن أصبحت الإجابة على أول سؤال واضحة جلية !
جاء في دائرة المعارف البريطانية والتي تعد مرجعًا موثوقًا به , نظرًا لأنها لا تمثل رأي عالم أو رأي جهة ما أو رأي طائفة معينة , بل هى تمثل حضارة وتراث أمة اشترك في كتابتها ما يزيد عن 500 عالم مسيحي ، جاء فيها: ( أما موقف الأناجيل فعلى العكس من رسائل بولس إذ أن التغيرات الهامة قد حدثت عن قصد مثل إدخال أو إضافة فقرات بأكملها ) ( ج2-ص519-521 ) .
وجاء في كتاب ( مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين ) لنخبة من علماء الكتاب المقدس , ما نصه : ( وأما صيانة الكتب المقدسة إلى يومنا هذا فإنه وإن كانت النسخ الأصلية قد ضاعت لكن كتب العهد الجديد قد حُفظت بلا تحرف ولا خلل جوهري وهى مثلما صدرت أولاً من أيدي كاتبيها في جميع الظروف المعتبرة . ومن المعلوم أنه في نساخة هذه الكتب خطَّا من زمان إلى زمان لعدم معرفة صناعة الطباعة يومئذ ربما وقع حذف أو تغيير أو خلل في الحروف أو الكلمات في بعض النسخ ) ( مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين ص 15 ) .
ويقولون : ( وأما وقوع بعض الإختلافات في نسخ الكتب المقدسة فليس بمستغرب عند من يتذكر أنه قبل صناعة الطبع في القرن الخامس عشر كانت كل الكتب تنسخ بخط القلم ولا بد أن يكون بعض النساخ جاهلاً وبعضهم غافلاً فلا يمكن أن يسلموا من وقوع الزلل ولو كانوا ماهرين في صناعة الكتابة ومتى وقعت غلطة في النسخة الواحدة فلابد وأن تقع أيضاً في كل النسخ التي تنقل عنها وربما في كل واحدة من النسخ غلطات خاصة بها لا توجد في الأخرى وعلى هذا تختلف الصور في بعض الأماكن على قدر اختلاف النسخ . وفضلاً عن ذلك ربما جعل بعض النساخ جهالتهم حرفاً مكان آخر أو كلمة مكان أخرى أو أسقطوا بغفلتهم شيئا من ذلك . وإذا نظرنا إلى هذه الإختلافات اليسيرة يحصل من ذلك ألوف قراءات مختلفة في مئات النسخ الموجودة من الكتب المقدسة ) ( مرشد الطالبين 1/16 ) .
ثانيًا : ما هو القصد من التحريف ؟!
قال تعالى في أمهات الحقائق : " لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً " البقرة 79 , ولكن أصحاب دعوى (الإستحالة) لا يقرون منهج غيرهم ولو كان منهج غيرهم له أصل وسند !
في معرض الكتاب بالقاهرة كنت أرى تزاحم جماهير النصارى على دور النشر المسيحية وكنت أبحث عن إحدى الترجمات الحديثة للكتاب المقدس ( كتاب الحياة- الطبعة السادسة عشر للعهد الجديد ), والمعروف أن ترجمة " كتاب الحياة " كتبت بلغة مبسطة ويسيرة نوعًا ما , ولذلك كان المسيحيون ينهالون على هذه الترجمة بعينها نظرًا لبساطة لغتها إلى حد كبير بالنسبة " للفانديك " التي بها ألغاز لغوية عجيبة , والعجيب في الأمر أن الأنبا شنودة قابل هذه الترجمة بإستياء شديد ( ترجمة " كتاب الحياة " ) كما صرح هو بذلك في المؤتمر الثقافي السنوي الخاص بالكتاب المقدس , والذي تحدث فيه تحت عنوان "الكتاب المقدس في مواجهة التحديات" , وقال أن هذه الترجمة بها العديد من الأخطاء , كما قال أنه يرفض اعتماد هذه الترجمة , وكان ثمن هذه الترجمة يبدأ من 6جنية مصري إلى 15 جنية بحسب الشكل والحجم . فتعجبت حينها كثيرًا , ولم أعلم ما هو الهدف من هذه الترجمة التي بالرغم من كثرة طلبها ورخص ثمنها إلا أنها قوبلت من العديد من علماء الكنيسة بالنقد اللازع وعلى رأسهم الأنبا شنودة نفسه!
ولكني علمت الهدف الحقيقي من وراء إصدار تلك الترجمات , بعد ما قرأت هذا البيان الصادر عن دار المشرق بلبنان بخصوص الترجمة الكاثوليكية اليسوعية على شبكة المعلومات الدولية :
( الكتاب الأسـاس في دار المشـرق هو الكتاب المقدّس (الببليا) في ترجمته العربيّة. صدرت هذه الترجمة أوّلاً في العام 1877 وقد نقّح عبارتها العربية الشيخ إبراهيم اليازجي ودخلت مذ ذاك في التراث العربيّ المسيحيّ من الباب الواسع . تمت مراجعة النصوص في ضوء العلم الحديث ونشرت الطبعة المجدّدة في العام 1988 وسرعان ما تعدّدت الطبعات فصدرت الطبعة السادسة في العام 2000 , بيع بين 1988 و 2000 أكثر من 60,000 نسخة ) ا.هـ .
http://www.darelmachreq.com/chretien.htm
وأضع هنا تسعيرة الكتاب المقدس في المكتبات المسيحية لعام 2005م ( الترجمات العربية فقط ) :
الترجمة الثمن الحجم
الفانديك 35 جنية مجلد متوسط
كتاب الحياة 15 جنية مجلد متوسط
أبو شواهد 48 جنية مجلد متوسط
الترجمة العربية المشتركة 60 جنية مجلد متوسط
الترجمة الكاثوليكية اليسوعية 110جنية مجلد ضخم
الترجمة الدولية الحديثة 50 جنية مجلد متوسط (عربي – إنجليزي)
هذا بجانب الأحجام الصغيرة والتي تختلف أسعارها حسب الشكل والجودة , كما قام أصحاب دور النشر المسيحية بعمل كتيبات تحتوى على أسفار الكتاب المقدس ولكن منفردة وكذلك الأناجيل الأربعة !
فهل نتخيل ما هو حجم الإيرادات والمكاسب إذا أدخلنا في المعادلة التراجم المختلفة بشتى لغات العالم والتي تظهر في هذا الشكل البياني فيما بين عام 1800م إلى عام 1995م حيث وصل عدد اللغات التي ترجم إليها الكتاب المقدس في عام 1995 إلى 2.123 لغة !
وهل نتخيل حجم الإيرادات والمكاسب إذا أدخلنا في المعادلة التراجم المختلفة لنفس اللغة , فعلى سبيل المثال يوجد أكثر من حوالي 40 ترجمة للكتاب المقدس باللغة الإنجليزية فقط !
http://www.trutheye.com/up/uploads/thumbs/trutheye.com-ea2a275871.jpg
نقلاً عن نشرة تنصيرية تحمل عنوان " كتاب لكل الناس " صدرت بمصر عام 1997م ص 12
ثالثًا : متى وأين حدث التحريف ؟
نقولها بكل ثقة : على مر العصور والتاريخ يشهد على ذلك , بداية من سقوط القدس على يد بختنصر ومرورًا بحياة اليهود في ظل الحكم الرومانى ومجيء المسيح وبعد رفعه عليه السلام , بل وحتى اللحظة التي أسطر فيها هذا المبحث ، بل وإلى ما شاء الله !
فمن الرقيب على اللفظ حتى يستحيل التحريف ؟!
إن أمة ظلت قرونًا وقرونًا لا يوجد فرد فيها يحفظ لفظ الكتاب الذي يؤمن بقدسيته , لهو بحق أكبر دليل على أن الكتب قد حرفت , فكيف نصدق أن اللفظ ظل سليمًا طيلة هذه القرون ولم يكن أحد حافظًا له ؟! وكيف نصدق أن ترجمات الألفاظ الأصلية صحيحة إذا كنا لا نعرف اللفظ أصلاً ؟!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( وأما تلك الكتب فليس لها من يذب عن لفظها ومعناها , فلهذا عظم تحريفهم لها ) ( الجواب الصحيح 2/30 ) , وقال رحمه الله : ( وأما النصارى فلا يوجد فيهم من يحفظ التوراة والإنجيل والزبور والنبوات كلها فضلاً عن أن يحفظها باثنين وسبعين لسانًا , وإن وجد ذلك فهو قليل لا يمتنع عليهم لا الكذب ولا الغلط ) ( الجواب الصحيح 2/21 ) .
وقد جاء في مقدمة الترجمة الكاثوليكية العربية الحديثة للكتاب المقدس ( اليسوعية ) في أثناء حديثها عن نص العهد القديم وتناقله ما يلي : ( كثيرًا ما وقع إلتباس في النصوص الكتابية لأن الكتابة العبرية غالبًا ما تهمل فيها الحركات وفي القرن السابع إهتدى الباحثون إلى وسيلة واضحة لكتابة الحركات...لاشك أن هنالك عددًا من النصوص المشوهة التي تفصل النص المسوري الأول عن النص الأصلى فمن المحتمل أن تقفز عين الناسخ من كلمة إلى كلمة تشبهها وترد بعد بضعة أسطر، مهملة كل ما يفصل بينهما ومن المحتمل أيضًا أن تكون هناك أحرف كُتبت كتابة رديئة فلا يحسن الناسخ قراءتها فيخلط بينها وبين غيرها وقد يُدخل الناسخ في النص الذى ينقله لكن في مكان خاطيء تعليقًا هامشيًا يحتوي على قراءة مختلفة أو على شرح ما ، والجدير بالذكر أن بعض النساخ الأتقياء أقدموا بإدخال تصحيحات لاهوتية على تحسين بعض التعابير التي كانت تبدوا لهم معرضة لتفسير عقائدي خطر ) ( الترجمة الكاثوليكية ( اليسوعية ) ص 53 ) .
وعن الترجمة السبعينية والتي قام بترجمتها سبعون عالماً من علماء اليهود في الإسكندرية في عهد بطليموس الثانى وبأمره (285-246 ق.م) والتي تمثل الأن العهد القديم لطوائف الكاثوليك والأرثوذوكس , يقول عنها البروتستانت أنه لا يوجد ترجمة قد حُرفت أكثر من هذه الترجمة والحديث في هذا الأمر يطول نظرًا لشدة الخلاف بين الطوائف المسيحية في هذا الشأن , بالرغم من أنها تشترك معًا في دعوى الإستحالة !
تقول دائرة المعارف البريطانية : " الإطلاع على الترجمة السبعونية أو السبعينية يظهر أيضًا أن المترجمين قسموا تفسيراتهم وشروحهم إلى الفقرات الكثيرة وبهذا غيروا المعاني , وفعلوا كل هذا إما لأن المتن كان محيرًا أو لأنه كان غامض الدلالة " ( دائرة المعارف البريطانية , 1973م , 3/577 ) .
أما بالنسبة لما حدث بعد رفع المسيح عليه السلام فتخبرنا المقدمة أيضًا والتي وضعها صفوة مختارة من أفضل علماء الكتاب المقدس في العصر الحديث ما نصه : ( فإن نص العهد الجديد قد نُسخ ثم نُسخ طوال قرون كثيرة بيد نساخ صلاحهم للعمل متفاوت وما من واحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء التي تحول دون أن تتصف أية نسخة كانت مهما بُذل فيها من الجهد ، ويضاف إلى ذلك أن بعض النساخ حاولوا أحيانا عن حسن نية أن يصوبوا ما جاء في مثالهم وبدا لهو أنه يحتوي على أخطاء واضحة أو قلة دقة في التعبير اللاهوتي ، وهكذا أدخلوا على النص قراءات جديدة تكاد تكون كلها خطأ ثم يمكن أن يضاف إلى ذلك كله أن الإستعمال لكثير من الفقرات للعهد الجديد في أثناء إقامة شعائر العبادة أدى أحيانًا كثيرة إلى إدخال زخارف غايتها تجميل الطقس أو إلى التوفيق بين نصوص مختلفة ساعدت عليها التلاوة بصوت عال ، ومن الواضح أن ما ادخله النساخ من التبديل على مر القرون قد تراكم بعضه على بعضه الأخر فكان النص الذي وصل آخر الأمر إلى عهد الطباعة مثقلاً بمختلف ألوان التبديل ظهرت في عدد كبير من القراءات ) ( الترجمة الكاثوليكية اليسوعية ص 13 ) .
وأما عن العصر الحديث فالمصيبة أعظم وأمر !
فلقد جاء في مقدمة النسخة القياسية المنقحة لترجمة الملك جيمس والتي ثمثل المرجع الأم لكل النسخ والترجمات بشتى اللغات ما نصه : ( ولكن نصوص الملك جيمس بها عيوب خطيرة جدًا وأن هذه العيوب والأخطاء عديدة وخطيرة مما يستوجب التنقيح في الترجمة الإنجليزية ) .
فهذه كانت مقدمة موجزة للإجابة على أسئلة أصحاب دعوى ( الإستحالة ) مع مزيد من الإيضاح إن شاء الله في الباب الثاني .
ولقد كنت أتعجب دائمًا من هذه الأسئلة , لأنها كانت لا بد من باب أولى أن يوجهها أصحاب دعوى ( الإستحالة ) إلى أنفسهم , فكان على القمص / يوحنا فوزي أن يوجه هذه الأسئلة لنفسه قائلاً : من هم الذين كتبوا الكتاب المقدس ؟ ولا يستند هذا الإدعاء إلى هدف معين فما هو القصد من كتابة الكتاب المقدس ؟ ولا يستند هذا الإدعاء إلى زمن محدد فمتى كُتب الكتاب المقدس ؟ ولا يستند هذا الإدعاء إلى مكان معين فأين كُتب الكتاب المقدس؟؟؟؟يتساءل النصارى دائمًا : إذا كان الله قد أنزل التوراة والإنجيل والقرآن , فلماذا تكفل بحفظ القرآن , ولم يتكفل بحفظ التوراة والإنجيل ؟! فإما أن يحفظ الكل أو يترك الكل للتحريف , خاصة وأن القرآن أيضًا قد حُرف استنادًا إلى ما يقوله الشيعة – الروافض – ؟!
فنقول : إن الله لا يحابي أحدًا من عباده , لكن إذا علم الله صدق العبد وإخلاصه في إبلاغ كلامه إلى البشرية , وفقه وسدده , وهيأ له أسباب حفظ هذا الكلام , وجعل الأمر عليه يسيرًا , ولنقارن بين حال حفاظ الوحي وكتبة القرآن الكريم , وبين كتبة الكتاب المقدس :
1- كتبة القرآن الكريم هم الصحابة رضوان الله عليهم الذين زكّاهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم , فعدالتهم موثقة بأعلى درجات التوثيق , وسيرتهم معروفة بأعلى مراتب التواتر , أما كتبة الكتاب المقدس , فلا يعلم من هم , وسيرتهم وأحوالهم وعدالتهم مجهولة تمامًا , ولم يثبت معاشرتهم للأنبياء الذين نقلوا سيرتهم , ولا توثيق الأنبياء لهم , بل ذمهم الرب في مواضع كثيرة : ( كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8: 8 .
2- الصحابة رضوان الله عليهم أخذوا القرآن الكريم من شفتيه صلى الله عليه وسلم وكتبوه بين يديه صلى الله عليه وسلم , وكانوا يتعبدون يوميًا بهذا المحفوظ في الصدور والسطور , أما كتبة الكتاب المقدس كتبوا الكتاب المقدس بعد مئات السنين من وقوع الحدث اعتمادًا على الإشاعات وأقاويل كل من هب ودب دون تمحيص , وكل ما كتبوه لم يخطر على بالهم أنه وحي أو كلام تعبدي , وما سمعنا عن يهودي في عصر حزقيال كان يقوم الليل بقصة أهولا وأهوليبة !
3- يقول سيدنا زيد بن ثابت مصوراً وموضحاً قداسة مهمة جمع القرآن الكريم وجلالتها : " والله لو كلفوني بنقل جبل من مكانه لكان أهون عليّ مما أمروني به من جمع القرآن " ( أخرجه البخاري في كتاب " فضائل القرآن " , باب " حمع القرآن , انظر بالتفصيل فتح الباري 11/20 ).
فأخذ زيد ومن معه ممن أخذوا القرآن الكريم من شفتيه صلى الله عليه وسلم وكتبوه بين يديه صلى الله عليه وسلم بجمع القرآن الكريم وكتابته اعتمادًا على ما حفظ وكتب في المراجعة الأخيرة قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وفي حضرة جبريل عليه السلام , وكان أمر الجمع بين أيدي الحفظة الذين كانوا بالألاف , فجمع زيد شهاداتهم على أنهم سمعوا هذه الآيات من فم النبي صلى الله عليه وسلم , رغم أنه هو ومن معه كانوا أحفظ لكتاب الله من غيرهم وقد شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك , لكنه حرص رضي الله عنه على أن يكون الأمر علنيًا , وهذا من توفيق الله له رضي الله عنه , أما كتبة الكتاب المقدس فلا يعلم أحد ماذا كتبوا ؟ ولا أين كتبوا ؟ ولا متى كتبوا ؟ ولا من الذي اعتمد لهم ما كتبوا ؟ ولا يوجد شهود على صحة ما كتبوا ؟ ولا يعلم أحد القصد مما كتبوا ؟!
يقول علماء الكتاب المقدس عن الكتبة : ( فإن نص العهد الجديد قد نُسخ ثم نُسخ طوال قرون كثيرة بيد نساخ صلاحهم للعمل متفاوت وما من واحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء التي تحول دون أن تتصف أية نسخة كانت مهما بُذل فيها من الجهد ، ويضاف إلى ذلك أن بعض النساخ حاولوا أحيانًا عن حسن نية أن يصوبوا ما جاء في مثالهم وبدا لهو أنه يحتوي على أخطاء واضحة أو قلة دقة في التعبير اللاهوتي ، وهكذا أدخلوا على النص قراءات جديدة تكاد تكون كلها خطأ ثم يمكن أن يضاف إلى ذلك كله أن الإستعمال لكثير من الفقرات للعهد الجديد في أثناء إقامة شعائر العبادة أدى أحيانًا كثيرة إلى إدخال زخارف غايتها تجميل الطقس أو إلى التوفيق بين نصوص مختلفة ساعدت عليها التلاوة بصوت عال ، ومن الواضح أن ما ادخله النساخ من التبديل على مر القرون قد تراكم بعضه على بعضه الأخر فكان النص الذي وصل آخر الأمر إلى عهد الطباعة مثقلاً بمختلف ألوان التبديل ظهرت في عدد كبير من القراءات ) ( الترجمة الكاثوليكية للرهبنة اليسوعية ص 13 ) .
وجاء في كتاب " مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين " تأليف صفوة من علماء الكتاب المقدس ما نصه : ( وأما صيانة الكتب المقدسة إلى يومنا هذا فإنه وإن كانت النسخ الأصلية قد ضاعت لكن كتب العهد الجديد قد حُفظت بلا تحرف ولا خلل جوهري وهى مثلما صدرت أولاً من أيدي كاتبيها في جميع الظروف المعتبرة . ومن المعلوم أنه في نساخة هذه الكتب خطَّا من زمان إلى زمان لعدم معرفة صناعة الطباعة يومئذ ربما وقع حذف أو تغيير أو خلل في الحروف أو الكلمات في بعض النسخ ) ( مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين ص 15 ) .
ويقولون : ( وأما وقوع بعض الإختلافات في نسخ الكتب المقدسة فليس بمستغرب عند من يتذكر أنه قبل صناعة الطبع في القرن الخامس عشر كانت كل الكتب تنسخ بخط القلم ولا بد أن يكون بعض النساخ جاهلاً وبعضهم غافلاً فلا يمكن أن يسلموا من وقوع الزلل ولو كانوا ماهرين في صناعة الكتابة ومتى وقعت غلطة في النسخة الواحدة فلابد وأن تقع أيضاً في كل النسخ التي تنقل عنها وربما في كل واحدة من النسخ غلطات خاصة بها لا توجد في الأخرى وعلى هذا تختلف الصور في بعض الأماكن على قدر اختلاف النسخ . وفضلاً عن ذلك ربما جعل بعض النساخ جهالتهم حرفاً مكان آخر أو كلمة مكان أخرى أو أسقطوا بغفلتهم شيئا من ذلك . وإذا نظرنا إلى هذه الإختلافات اليسيرة يحصل من ذلك ألوف قراءات مختلفة في مئات النسخ الموجودة من الكتب المقدسة ) ( مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين ص 16 ) .
فكيف يحفظ الله كتابًا خان أصحابه الأمانة وبدلوا وغيروا ؟! بل الأولى أن يزيد الله في طغيانهم وتحريفهم جزاءً وفاقًا , وهل يعقل أن يقال أن كتبة كلام الله أخطأوا وتعمدوا تزوير كلامه ؟!
ولا ننسى أيضًا أن هذه الكتب ( التوراة والإنجيل ) قد نزلت لأقوام بعينهم لا عامة للناس , فنزلت بأمدٍ ينتهي بزوال سبب نزولها , ولهذا لم تكن معصومة من التحريف خاصة بعد فساد القوم وإهمالهم في حفظها بعد أن قيدهم الله لهذه المهمة , أما القرآن الكريم فهو الرسالة الخاتمة وسيبقى حجة على الخلق أجمعين إلى يوم القيامة , لذا قيد الله لحفظه رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدلوا تبديلاً , فكان الجزاء من جنس العمل !
كما أنه لا مانع عقلي يحول بين وقوع التحريف في كلام الله وكتبه التي أنزلها على رسله ، فإن الله قد يأمر العبد فيعصاه ولا يطيعه ، كذلك قد ينزل الله الكتاب فيحرفه أتباعه ، فكتاب الله بين الحفظ والتحريف كأمره تعالى بين الطاعة والعصيان ، وهذه حجة ظاهرة بينة لا تحتاج إلى مزيد تفصيل .
والله تبارك وتعالى تعهد بحفظ القرآن في أرض الواقع ولم يتعهد بحفظ أماني الناس من القول بالتحريف , فالرافضة قبحهم الله وإن قالوا بالتحريف وتمنوا ذلك في الكثير من كتبهم إلا أنك لن تجد أية مرجعية دينية في " قم " أو في " النجف " تجرأت على طباعة مصحف - يوزع بين الناس - مختلف عن الذي يطبع في مكة المكرمة .
الرافضة أنفسهم يعلمون أن أمانيهم لا تتجاوز صدورهم , لذلك - وفي إطار رد التهمة عن أنفسهم - نجدهم قبل ثلاثة سنوات تقريباً يتحدون بمليون دولار لكل من يأتي بمصحف مختلف عن المصاحف المنتشرة في أنحاء العالم صدر عن مرجعية شيعية رسمية .
والسؤال الذي يطرح نفسه: إذا كانت كل الأسباب الدنيوية لتحريف كتاب الله متوفرة عند الروافض (دولة وجيش قوي ومال وفير ورغبة في صدورهم) فمن غير الله قذف في قلوبهم الرعب وحال بين رغباتهم وبين إخراج قرآن مختلف للناس؟! إذاً استشهاد النصارى بالرافضة يهدم حجتهم ويقدم أقوى دليل حي على أنه حتى إذا اكتملت كل الأسباب الدنيوية لتحريف القرآن فلن يحرف لأن الله تعهد بحفظه في أرض الواقع ولم يتعهد بحفظ الناس - روافض, نصارى, يهود - من القول بالتحريف. في المقابل نجد كل كنيسة تطبع رسمياً إنجيلاً مختلفاً بالزيادة والنقصان وبتغيير عبارات توافق عقيدة كل كنيسة على حدة . إذاً في أرض الواقع القرآن واحد والأناجيل المختلفة كثيرة .
ثانياً بما أن النصارى سألوا : كيف يحفظ الله القرآن ولا يحفظ التوراة والإنجيل ؟! يحق لنا أن نطرح عليهم نفس السؤال :كيف يحفظ الله القرآن الكريم ولا يحفظ إنجيل المجدلية وإنجيل برنابا وهما من التلاميذ؟!الجواب: لأن المجامع قررت أن إنجيل لوقا سيحفظه الله وهو ليس تلميذاً للمسيح وأما إنجيل التلميذ برنابا فلن يُحفظ ! وهكذا يصبح سؤال النصارى كما يلي: كيف يحفظ الله القرآن ولا يحفظ الأناجيل التي قررتها المجامع تحديداً ؟؟؟؟تمهيد : الشروط التي يجب توافرها لإثبات صحة الكتب السماوية
تمهيد
إعلم أرشدك الله تعالى , أنه لا بد من توافر العديد من الشروط والضوابط للتأكد من صحة ما نُسب إلى أنبياء الله من كتاب أو سفر , وهى :
1- أن تُعلم نبوة المنقول عنه .
2- أن يُعلم لفظه الذي تكلم به .
3- ثبوت الإسناد ودلالة المتن .
4- أن يُعلم ما ذكروه ترجمة صحيحة عن هذا النبي في حال وقوع الترجمة إلى لغة أخرى غير لغة هذا النبي .
5- أن يُعرف حال المترجم وبره وصلاحه وتقواه ومدى إتقانه للغتين ( اللغة المتَرجمة والمتَرجم إليها ) . ( الجواب الصحيح 2 / 40 , 58 بتصرف ) .
وذلك أن يثبت أولاً بدليل واضح قاطع أن هذا الكتاب قد كتب بواسطة النبي فلان , ووصل إلينا بالسند المتصل بلا تغيير أو تبديل عن طريق من كانوا شهودًا للأحداث , ثم عن طريق تابعيهم , ثم عن طريق تابعي تابعيهم وهكذا, على أن لا يخالف كل منهم الأخر في روايته , والإستناد الي شخص ذو إلهام بمجرد الظن والوهم لا يكفي في إثبات أن المؤَلف من تصنيف ذلك الشخص .
فإن ثبت وجود سند متصل يكون الرسول المرسل بهذا الكتاب منتهاه , فلابد من التحقق من هذا السند .
والسند أو الإسناد : هم رواة الحديث الذين نقلوه إلينا .
واتصال السند : هو أن يتلقى الحديث كل راوٍ ممن روى عنه مباشرة , ويجب مع ذلك توافر الأتي :
1- ثبوت معاصرة ومقابلة الراوي لمن روى عنه بأدلة دامغة ( أدلة مكانية وزمانية وتاريخية ) .
2- إستقامة الدين والمروءة للراوي .
أما استقامة الدين فهى : أن يتميز الراوي بأداء الواجبات واجتناب ما يوجب الفسق والمحرمات.
وأما استقامة المروءة فهى : أن يفعل الراوي ما يحمده الناس عليه من الأداب والأخلاق وأن يترك ما يذمه الناس عليه من ذلك , فإن تبين أن الراوي فاسق أو سييء الحفظ أو صاحب بدعة تخالف ما جاء به النبي المرسل , فهذا لا تقبل روايته.
3- إتصال الأزمنة بين طبقات الرواة .
يقول الشيخ/ محمد رشيد رضا رحمه الله : ( فإن التواتر عبارة عن إخبار عدد كثير لا يُجَوز العقل إتفاقهم وتواطأهم على الكذب بشيء قد أدركوه بحواسهم إدراكا صحيحًا لا شبهة فيه , وكان خبرهم بذلك متفقًا لا اختلاف فيه , هذا إذا كان التواتر في طبقة واحدة رأوا بأعينهم شيئًا وأخبروا به , فإن كان التواتر في طبقات كان ما بعد الأولى مخبرًا عنها , ويشترط أن يكون أفراد كل طبقة لا يجوز عقل عاقل تواطأهم على الكذب في الإخبار عمن قبلهم , وأن يكون كل فرد من كل طبقة قد سمع جميع الأفراد الذين يحصل بهم التواتر ممن قبلهم , وأن يتصل السند هكذا إلى الطبقة الأخيرة , فإن اختل شرط من هذه الشروط لا ينعقد التواتر ) ( عقيدة الصلب والفداء ص 29).
وأنى للنصارى بمثل هذا التواتر , والذين كتبوا الأسفار والأناجيل والرسائل المعتمدة عندهم لا يبلغون عدد التواتر , ولا يُعلم أسماءهم , ولم يخبر أحد منهم عن مشاهدة , ومن تُنقل عنه المشاهدة لم يُؤمن عليه الإشتباه والوهم والتناقض والشك , بل ويصل انقطاع السند عندهم إلى مئات السنين ! ( المصدر السابق ) .؟؟؟المبحث الأول : سند العهد القديم:إعلموا أيها الفضلاء أنه من بين أسفار العهد القديم كلها لا يوجد دليل قاطع على الأتي :
1- إثبات أن هذه الأسفار إلهامية ( كما سنبين إن شاء الله ) .
2- معرفة كتبة هذه الأسفار .
3- معرفة الزمان والمكان الذي كُتبت فيه هذه الأسفار .
فلقد وصل إلى أيدينا ثلاث نصوص مختلفة للعهد القديم ، ولا نقصد هنا أن هناك ثلاث ترجمات ، بل نعني أنه توجد ثلاث نصوص يستقل بعضها عن بعض , وهى :
1- التوراة السامرية , وتتكون من الأسفار الخمسة الأولى المنسوبة إلى موسى فقط .
2- التوراة العبرانية , وتتكون من 39 سفر من أسفار العهد القديم .
3- التوراة اليونانية ( السبعينية ) , وتزيد على العبرانية بالأسفار الأبوكريفية .
وهذه النصوص متشابهة في عمودها الفقري ، لكنها مختلفة ومتناقضة في بعض التفاصيل الدقيقة ، كما أن هناك ثمة فرقين كبيرين ، وهما أن التوراة اليونانية تزيد أسفار (الأبوكريفا) السبعة عن التوراة العبرية ، فيما تزيدان معاً كثيراً عن التوراة السامرية ، والتي لا تعترف إلا بالأسفار الخمسة المنسوبة إلى موسى (التكوين , الخروج , اللاويين , العدد , التثنية ) .
وهذه النصوص يعترف بها وينكرها طوائف شتى من طوائف النصارى , فالتوراة اليونانية (السبعينية) معترف بها عند الكاثوليك والأرثوذكس وقد كتبت بأمر من بطليموس الثاني على يد اثنين وسبعين شيخًا من شيوخ اليهود (285-246 ق.م) كما يزعم الكاثوليك والأرثوذكس , ولا يعلم أحد بالطبع هوية هؤلاء الشيوخ , ولا ما هى درجة إجادتهم للغتين ( العبرية واليونانية ) , ولا نعرف من الذي اعتمد تلك الترجمة لهم على أنها كلام الله !
يقول المحققون في مركز بيت عنيا للدراسات المسيحية : ( والترجمة السبعينية أو اليونانية للعهد القديم صدرت في الإسكندرية أيام حكم بطليموس فيلادلفوس ملك مصر ( 277 ق.م ) وغير معروف على وجه الدقة تاريخ كتابتها وإن كان البعض يرجح أنه ما بين عام 200 – 100 ق.م , وقام بترجمتها شيوخ من يهود الإسكندرية . وهناك تقليد قديم يقول أن كلمة السبعينية LXX نسبة إلى سبعين أو اثنيين وسبعين شيخًا قد قاموا بهذه الترجمة , ولكن هذا الرأي مستبعد وغير مأخوذ به حاليًا لأسباب عديدة ) (مقدمة للكتاب المقدس ص 120, 121 – وانظر الترجمة الكاثوليكية ص 49) .
أما التوراة العبرانية فهى معتبرة عند بعض اليهود وجميع طوائف البروتستانت من النصارى ، والتوراة السامرية معتبرة عند طائفة السامريين من اليهود فقط .
فالكاثوليك والأرثوذكس يقرون أسفارًا عددها سبعة وأربعون على خلاف بين النصوص وألفاظها عند كل منهما , بينما يقر البروتستانت تسعًا وثلاثين فقط بحذف ثمانية أسفار والتي تعرف بـ(الأبوكريفا ) أو الأسفار المنحولة ويسميها البعض " الأسفار القانونية الثانية " . ( أبوكريفا : "أي النص الذي لا تعترف به الكنيسة ولا تقبله في قانون الكتاب المقدس" , انظر الجدول الخاص بالمصطلحات اللغوية للترجمة الكاثوليكية ( اليسوعية ) ص 28 ) .
وثمة خلاف كبير في عدد هذه الأسفار المستترة والزائدة ( الأبوكريفا ) . فالكتاب المعتمد عليه عند الكاثوليكيين الرومان يضم سبعة أسفار من الأبوكريفا , بالإضافة إلى تسعة وثلاثين سفرًا معترف بصحتها عند الجميع , وبهذا يصبح عدد الأسفار المعتمدة عندهم ستة وأربعين سفرًا .
(THE HOLY BIBLE ,RSV ( Revised Standard Version),Catholic Edition (London,1966)p.vi,ix.)
لكن بعض النسخ القديمة للكتاب المقدس تضم بين دفتيها خمسين سفرًا بدلاً من 46 سفرًا , مثل مخطوط الكتاب السكندري .
(F.G Bratton: A History Of The Bible (London,1961) ,p.99)
وتذكر دائرة المعارف الأمريكية أن عددًا كبيرًا من المسيحيين غير البروتستانت يعترفون بصحة أربعة عشر سفرًا أو أكثر , والتي يعدها البروتستانت من الأبوكريفا .
(Encyclopaedia Americana, vol,3.p.612.)
وهذه الكتب هى :
1- أسدراس الأول ( أو عزرا الأول ) .
2- أسدراس الثاني ( أو عزرا الثاني ) .
3- طوبيت .
4- يهوديت .
5- تتمة إستير .
6- حكمة سليمان .
7- حكمة يشوع بن سيراخ .
8- باروخ وتشمل رسالة أرميا .
9- نشيد الثلاثة الفتية القديسين .
10- تاريخ سوسنة .
11- تاريخ بيل والتنين .
12- صلاة منسي ( الملك ) .
13- المكابيين الأول .
14- المكابيين الثاني . ( مقدمة للكتاب المقدس ص 121 ) .
لا يقتصر خلاف الفرق المسيحية فيما بينها بالنسبة للأبوكريفا على عدد أسفارها وعلى النسخ القديمة فحسب , بل يتعداه إلى فقرات في بعض الأسفار , ومنشأ معظم هذه الإختلافات هو الترجمة السبعينية التي أشرنا إليها , والتي اشتملت على أسفار وكتب لم تكن موجودة في المخطوط العبري القديم , وهذه هى الكتب التي سميت"الأبوكريفا" .
(Encyclopaedia Of Christianity ,p.309; Encyclopaedia americana, vol,3.p.612)
وقبل أن أدلي في المبحث أرى من المناسب أن أوجز القول في تاريخ تدوين هذه الترجمة السبعينية , الأمر الذي يساعد على إدراك المنهج العام الذي أختير لتدوين الكتاب المقدس معتمدًا على أدق وأصح المراجع التاريخية المعترف بها عند القوم , فالعهدة عليهم لا علينا .
في عهد ابن سليمان – عليه السلام – خرجت عشر قبائل يهودية على الحكم , وانفصلت من بين الإثنى عشرة قبيلة البارزة , فظهرت نتيجة لذلك مملكتان يهوديتان متحاربتان فيما بينهما , إحداهما يهوذا والأخرى إسرائيل . وفي سنة 722ق.م هجم الآشوريون على مملكة إسرائيل الشمالية والتي كانت تسمى السامرية , ودمروها وأسروا قبائل إسرائيل وأخذوهم معهم , فماتت بعض هذه القبائل واندمج بعضها الأخر في الأمم الأخرى .( الملوك الأول 12 : 19-20 , الملوك الثاني 17 : 13 وما بعدها وانظر أيضًا :
Roddy & Sellier : In Search Of Historic Jesus ,p.24; J.P .Boyd Bible Dictionary p56,82)
ودُمرت القبيلتان اليهوديتان الأخريان على يد ملك بابل بختنصر مرتين , ولا سيما في سنة 586 ق.م وهدم هذا الملك المعبد المركزي لليهود ( الهيكل المقدس ) , وأحرق كتبهم المقدسة , وأسرهم وأخذهم معه إلى بابل , وبعد خمسين سنة من هذه الحوادث تدخل الملك الإيراني كيخسرو في الأمر, ونجاهم من السجن , وأطلق سراحهم إلى فلسطين .ولكن عددًا كبيرًا من اليهود فضل البقاء هناك , وبعضهم سافر إلى مصر , فضاعت كتبهم الدينية ووثائقهم المقدسة في زمن السجن والنفي من الوطن, وكانت الحاجة ماسة إلى تدوينها من جديد . فقام بهذا العمل عالم يهودي معروف اسمه عزرا ( 458ق.م) , فدون نسخة عبرانية لليهود الذين عادوا إلى فلسطين , وكان هذا بعد مائة عام تقريبًا من عودتهم . وجاء في روايات أخرى أنه لم يدون هذه النسخة , بل اقتصر عمله على التصحيح والتنقيح , وإثبات النصوص , وتقديم كل ذلك لأمته .( الملوك الثاني 24 : 10-17 , أخبار الأيام الثاني 36 : 13-20 , حزقيال 16 : 39-40 , 23 : 23-25 , إرميا 39 : 1-9 , نحميا 8 :1 وما بعدها . أنظر أيضًا :
Jesus In His Time ,by danial-rops,p73 ; Encyclo.Brit.(1962),vol.9p.14 ;Encyclo.Universalis(paris,1974),vol.3,pp426ff )
والباحثون المحققون يعتبرون رواية تدوين عزرا التوراة , أو العهد القديم , أو إعادة النظر فيه أسطورة خالصة , إذ يقولون : " لا يوجد سجل تاريخي يمكن الإعتماد عليه في تدوين مخطوط موثوق به للعهد القديم " .
((American People's Encyclopaedia , vol.3,p.420
فالذي حدث هو أن اليهود عندما عادوا إلى فلسطين ما عادوا يفهمون العبرية , ولذك كانوا في حاجة ماسة إلى ترجمة مفسرة بالأرامية من ناحية , ومن ناحية أخرى كانوا بحاجة إلى الكتب المقدسة باللغة اليونانية , لأن الأجيال الجديدة كانت تتعامل مع هذه اللغة فهماً وتحدثًا .
(Jesus In His Time ,p.73)
وفي سنة 161ق.م ضاع ذلك المخطوط للعهد القديم , الذي يقال عنه : أن عزرا دونه . وقصة ضياع هذا المخطوط تتلخص في أن أحد خلفاء الإسكندر اليوناني وهو أنطيوكس ( وكان مشهورًا بظلمه وقهره ) حمل على أورشليم , ونهب المعبد المركزي بها , ثم جمع الكتب الدينية المقدسة للناموس اليهودي , وأحرقها بعد تمزيقها , وقرر إعدام كل من يوجد عنده كتاب من هذه الكتب , أو صحيفة من الصحائف الدينية . ( سفر المكابيين الأول : الإصحاح الأول وبالأخص 1 : 56-57 ) .
وبعد سبعين سنة من الميلاد قضى ملك الروم طيطس على جميع نسخ العهد القديم اليونانية والعبرية , فدُمر الهيكل مرة أخرى واغتيل آلاف اليهود , وامتلأت الأسواق والأزقة بالقتلى والممتلكات المدمرة, وأدى هذا التخريب المتتالي إلى محو صحف الأنبياء وكتبهم محوًا كاملاً . ( اليهود في العالم القديم ص 239 ) .
ترجمت التوراة إلى اليونانية – كما تخبرنا الروايات اليهودية – في القرن الثالث قبل الميلاد بأمر الملك المصري , وقام بهده الترجمة سبعون ( أو اثنان وسبعون ) عالمًا يهوديًا , وبدأت الأسفار الدينية الأخرى تضم إليها بالإضافة إلى أسفار مترجمة عن النسخة العبرانية , وهذه الأسفار كان مشكوكًا في صحتها لدى اليهود الفلسطنيين , وهى التي سميت بـ"الأبوكريفا " .
(Encyclopaedia Of Christianity ,p.309; Encyclopaedia americana, vol,3.p.612)
وفي القرن الأول قبل الميلاد كانت الترجمة السبعونية هذه شائعة في فلسطين أيضًا , وتبنت الكنائس المسيحية في هذا العصر هذه النسخة المتداولة . ومن هنا صارت " الأبوكريفا " جزءً للكتاب المقدس الموثوق به عند المسيحيين . وفي القرن الرابع اعتمد جيروم على النسخة السبعونية في ترجمته للكتاب المقدس إلى اللغة اللاتينية , وسماها " الترجمة الشعبية " أو " الفولجاتا " .ورغم أنه ترجم أسفار الأبوكريفا أيضًا إلا أنه عبر عن شكوكه في صحتها , فقد ضم الأبوكريفا إلى ترجمته لأجل الإصلاح الأخلاقي .
(J.P .Boyd Bible Dictionary,p.85 ; The Catholic Bible (RSV) p.vii ;F.G. Bratton: History Of the Bible ,p.100f)
والجدير بالتنبيه هنا أن " الترجمة الشعبية " هذه هى التي تعتمد عليها الكنيسة الرومانية , والخلاصة أن أسفار الأبوكريفا المشكوك فيها وغير الموثوق بها تسربت إلى الترجمة الشعبية والنسخة السبعونية كلتيهما .
وأما اليهود الفلسطنيون فظلوا يعتمدون على المخطوط العبراني للعهد القديم , ولم يعترفوا بصحة الأسفار الأبوكريفية , وكذلك الحال بالنسبة للمسيحيين البروتستانت بعد حركة الإصلاح التي قام بها مارتن لوثر . حيث قام بترجمة العهد القديم العبراني والعهد الجديد اليوناني إلى اللغة الألمانية عام 1534م , ومنذ هذه اللحظة صار البروتستانت يقدسون العهد القديم العبراني وينبذون العهد القديم اليوناني ( الترجمة السبعونية أو السبعينية المشتملة على الأسفار الأبوكريفية ) الذي يقدسه الأرثوذكس والكاثوليك .
فبداية اعترفت المجامع الكنسية المنعقدة في هيبو وكارشيج سنة 393م وسنة 397م على التوالي بنصوص الأبوكريفا , ثم قررت مجامع الكنيسة الرومانية المنعقدة في ترنت 1546م وفاتيكان سنة 1870م أن الأبوكريفا نصوص دينية موثقة للمسيحيين الكاثوليك الرومان وتبعهم في ذلك الأرثوذكس على خلاف بينهما كما ذكرنا .
(Bratton's History Of the Bible ,p103 ; Colliers Encyclopaedia,vol .3, p. 395)
ورغم كل هذه الأحداث لم يفكر أحد في السؤال : هل من الممكن أن تبقى نسخة من العهد القديم بعد كل الخرابات التي جاءت على الهيكل وأرشليم ؟!
من كتب أسفار العهد القديم ؟!
جاء في مقدمة أسفار موسى الخمسة ( الترجمة المسكونية ) : (كثير من علامات التقدم تظهر في روايات هذا الكتاب وشرائعه مما جعل المفسرين الكاثوليك وغيرهم على التنقيب عن أصل هذه الأسفار الأدبي فما من عالم كاثوليكي في عصرنا يعتقد أن موسى قد كتب البانتيك (الأسفار الخمسة الأولى من العهد القديم ) منذ قصة الخلق إلى قصة موته , كما أنه لا يكفي أن يقال أن موسى أشرف على وضع النص الملهم الذى دونه كتبة عديدون في غضون أربعين سنة ) ( مقدمة الأسفار الخمسة ص 4 ) .
والمحققون يقولون : " إن معظم محتويات الأسفار الخمسة لم تنقل عن موسى , بل جمعت من المصادر والمنابع المختلفة , وقد ذكر المحققون أن لهذه الأسفار أكثر من أربعة وعشرين مؤلفاً " .
(Dr.E.Sellier : Introduction to the Old Testament , English Translation by W.Montgomery(London,1923),pp25-26; W.Barcaly : Making Of the Bible ,p32)
ثم رأينا زعم البعض أن عزرا قد أعاد كتابة التوراة بإلهام من الله ، وهو أحد مزاعم كثيرة يتعلق بها الغريق ، وهو يصارع في الأنفاس الأخيرة !
إذ لا يمكن الجزم بأن التوراة الموجودة من كتابة عزرا لأمور من أهمها وجود تناقضات فيها وأخطاء ، لا يقع فيها كاتب واحد .
ولكن الأهم من ذلك ، الفحص الجديد الذي قام به المحققون النصارى عبر دراسات طويلة ، والذي يؤكد أن هذه الأسفار لها كتبة يربون على المائة ، وينتمون إلى أربع مدارس ظهرت في القرنين الثامن والتاسع قبل الميلاد في مملكتي إسرائيل ويهوذا , وتسمى هذه الدراسات " نظرية المصادر الأربعة " أو " نظرية التقاليد الأربعة " وهى :
1- التقليد اليهوي .
2- التقليد الإيلوهي .
3- التقليد الكهنوتي .
4- تقليد خاص بسفر تثنية الإشتراع . ( " مدخل إلى التوراة " الترجمة الكاثوليكية ص 61 ) .
وقد تبلورت هذه النظرية بعد سلسلة من الدراسات ، بدأت بدراسة جان إستروك عام 1753م وقد نشرها من غير أن يجرؤ على ذكر اسمه ، وسار على خطاه الباحث إينهورن وذلك في سنة 1780 – 1783م , وأيضاً إيلجن في عام 1798م , ثم العالم كار داود الجن 1834م ثم هرمن هوبفلد في عام 1853 م ، ثم العالم لودز عام 1941م , وقد أضحت هذه النظرية مسلمة عند العلماء المحققين .
ونعود الأن إلى السؤال الهام , ألا وهو : من هم كتبة العهد القديم ؟
ويجيب علماء الكتاب المقدس قائلين : ( صدرت جميع هذه الكتب عن أناس مقتنعين بأن الله دعاهم لتكوين شعب يحتل مكاناً في التاريخ ... ظل عدد كبير منهم مجهولاً .. معظم عملهم مستوفى من تقاليد الجماعة ، وقبل أن تتخذ كتبهم صيغتها النهائية انتشرت زمناً طويلاً بين الشعب ، وهي تحمل آثار ردود فعل القراء في شكل تنقيحات وتعليقات ، وحتى في شكل إعادة صيغة بعض النصوص إلى حد هام أو قليل الأهمية ، لا بل أحدث الأسفار ما هي إلا تفسير وتحديث لكتب قديمة ) ( الترجمة الكاثوليكية ص 29 , 30 ) .
فالعهد القديم مجموعة من الروايات اليهودية عبر آلاف السنين , وهى مليئة بالأوهام ولا نعرف مؤلفي هذه الروايات : " إن العهد القديم ثمرة للتجارب السياسية والعقلية والروحانية التي مرت بالإسرائيليين عبر القرون . ونحن لا نعرف إلا مؤلفي أجزاء قليلة لهذا العهد . وتنسب هذه الأجزاء في معظم الأحيان إلى الأنبياء والرسل والكهنة والقديسين الذين لم تُعرف أسماء معظهم , ويعتبر بعض أسفار الكتاب المقدس " مجموعة مركبة " جمعت موادها من المصادر المختلفة ودونت في صورتها الحالية على أيدي النساخ " .
(The New Funk & Wagnall's Encyclopaedia (New York,1949), vol.4,p.1300)
" إن مؤلفي هذه الأجزاء من الكتاب المقدس ( العهد القديم ) غير معروفين وهى تنسب خطأ بكل تأكيد إلى الأشخاص الذين عُرف الأن أنهم لم يكونوا قادرين على تحريرها في صورتها الحالية " .
(Staley Cook : Introduction to the Bible ( Penguin Books),1956.p.34.)
" فقد كانت العادة منتشرة أن ينسب كتاب دوِّن في زمن معاصر أو قريب إلى نبي قديم أو مفكر " .
(Bratton's History Of The Bible,pp.89-90)
وقد أقر التفسير التطبيقي للكتاب المقدس لنص " كتاب الحياة " في العديد من المواضع أن كُتَّاب تلك الأسفار مجهولون .
وأنقل الأن إعتراف الترجمة الكاثوليكية بذلك والتي أُخذت مداخلها كاملة من الترجمة الفرنسية المسكونية :
مقدمة سفر يشوع
( .... على هذا الأساس جُددت قراءة الكتاب – أي سفر يشوع – عن يد محرر ينتمي إلى المدرسة التي أنتجت سفر التثنية وتستند إليه .... مما لاشك فيه أن إهتمام المحررين قد تناول الأرض التي وعد الله بها أجداد الشعب ) ( مدخل إلى سفر يشوع ص 418 , 419 ) .
مقدمة سفر القضاة
( .... لا يمكننا أن نبت بتًا أكيدًا قي تأليف السفر .... وإن حاولنا أن ننسب هذا التفكير اللاهوتي – أي سفر القضاة – إلى محرر واحد أو إلى عدة محررين , أمكننا أن نعدهم من كُتَّاب سفر تثنية الإشتراع , لكننا هنا أمام إفتراض غير ملزم تمامًا .... يجب أن نحدد زمن مجمل التقاليد المنقولة بين السنة 1200 والسنة 1020 ق.م ) ( مدخل إلى سفر القضاة ص 464 , 466 ) .
مقدمة سفر راعوث
( لا يزال تاريخ النص موضوع جدال شديد , هناك أسباب كثيرة يستند إليها بعض النقاد للقول بأن المؤلف يرقى عهده إلى ما قبل الجلاء ....ومع كل ذلك , يبدو أن ارتقاء الكتاب إلى ما بعد الجلاء هو الأرجح ) ( مدخل إلى سفر راعوث ص 510 ) .
مقدمة سفري صموئيل
( يبدو بالأحرى في معظم الحالات أننا أمام تقاليد مختلفة قد حرص الرواة والمحررون على المحافظة عليها وحاولوا أن ينظموها بعبارات إطارية ..... ) ( مدخل إلى سفري صموئيل ص 521 ) .
مقدمة سفري الملوك
( ...فمن هو واضع سفري الملوك ؟ هناك عدة إفتراضات , وما نقترحه هنا هو افتراض عليه عدد كثير من المفسرين , قيل إن سفري الملوك يشكلان مع أسفار يشوع ( وأضاف إليها بعض العلماء سفر تثنية الإشتراع ) وسفر القضاة وصموئيل مؤلفاً واحدًا ....وقد قيل أن هذا الكاتب هو كاهن كتب في حوالي السنة 580 ق.م في فلسطين , ثم قام محرر ثان بعد الأول بجيل وفي فلسطين أيضًا في حوالي السنة 550ق.م , وقبل عودة المجليين من بابل , فاستأنف عمل سلفه وأضاف إليه روايات وتقاليد أخرى كانت في متناوله ....وآخر الأمر أن بعض الكتبة خرجوا من بيئة لاوية قد أضافوا إضافات طفيفة في أواخر القرن السادس ق.م ) ( مدخل إلى سفري الملوك ص 623 ) .
مقدمة سفري الأخبار
( جرت العادة بأن تنسب أسفار الأخبار وعزرا ونحميا إلى كاتب واحد لا يعرف إسمه و يقال له "محرر الأخبار".... فالأحرى أن يحدد زمن التحرير في الحقبة الهادئة التي سبقت أيام المحن , أي بين 330 و 250 ق.م , حتى إذا كان هناك إضافات حُررت , فإنه يبدو من العسير أن ننسب مجموعة الأسفار إلى تاريخ يتجاوز السنة 200 ق.م , وإن لم يكن لدينا دليل قاطع يمكننا من الوصول بيقين مطلق إلى نتيجة مرضية ) ( مدخل إلى سفري الأخبار ص 728 ) .
مقدمة سفري عزرا ونحميا
( ليس لدينا ما يدلنا على كاتب هذين السفرين , ولكن المسلم به عادة أن كاتبًا واحدًا أنشأ وألف سفري الأخبار وأتبعهما بسفري عزرا ونحميا ) ( مدخل إلى سفري عزرا ونحميا ص 833 ) .
مقدمة سفر طوبيا
( إن المؤلف هو في الواقع قصاص يحب الطرافة والتفاصيل المأخوذة على طبيعتها ... إن الأفكار الدينية الواردة في السفر واستشهاده بالأنبياء المتأخرين تجعل تايخ تأليفه بعد الجلاء ...وإن تاريخًا قريبًا من السنة 200ق.م هو التاريخ الراجح ) ( مدخل إلى سفر طوبيا ص 867 , 879 ) .
مقدمة سفر يهوديت
( إن المؤلف الأصلي مجهول , ومن الراجح أنه كُتب بلغة سامية ) ( مدخل إلى سفر يهوديت ص 901 ) .
مقدمة سفر إستير
( ....ومن المحتمل أن يكون هذا السفر قد وُضع في الربع الثاني من القرن الثاني ق.م ) ( مدخل إلى سفر إستير ص 928 ) .
ولتوضيح مدى التضارب والتخبط الذي يعيشه علماء النصارى , نستعين بمقدمة أخرى لسفر إستير وذلك نقلاً عن مقدمة السفر بـ" الأسفار القانونية الثانية " : ( وكاتب هذا السفر مجهول غير أن البعض يرجح أن يكون هو عزرا أو مردخاي , أما زمن كتابة السفر فهى غير معروفة على وجه التحقيق , ويعتقد البعض أنه كُتب أثناء حكم ( أرتزكسيس لونجمانوس ) في الفترة 465-425 ق.م , على أن معظم النقاد يميلون إلى القول أنه كتب في العصر الإغريقي الذي بدأ بفتوحات الإسكندر الأكبر عام 332 ق.م , ويقولون أن كتابته تمت في حوالي عام 300 ق.م ( قاموس الكتاب المقدس , طبعة بيروت1964 , العمود الأخير ص 65 ) ) ("الأسفار القانونية الثانية"ص75).
فكفى بالمنهج فسادًا أن يصعب على العلماء ضبطه !
مقدمة سفري المكابيين
بالنسبة لكاتب سفر المكابيين الأول وزمن تدوينه ولغته الأصلية فلا تذكر مقدمة الرهبانية اليسوعية عنه شيئًا , إلا أن مقدمة " الأسفار القانونية الثانية " تذكر أن لغته الأصلية هى العبرانية ثم تُرجم إلى اليونانية والأصل العبراني مفقود . ( مقدمة سفري المكابيين ص 268 ) .
وعن سفر المكابيين الثاني , تقول مقدمة الرهبانية اليسوعية الكاثوليكية : ( وهذا الكتاب هو تلخيص لمؤلف في خمسة أجزاء وضعه ياسون القيريني في وقت قريب من الأحداث المروية أي بعد السنة 160 ق.م بقليل .... إن الملخص الذي استند إلى كتابات ياسون هو غير معروف كما أن ياسون نفسه غير معروف ) ( مدخل إلى سفري المكابيين ص 949 , 950 ) .
مقدمة سفر أيوب
( في نص سفر أيوب مشاكل عويصة , ويبدو أن المترجم إلى اليونانية القديمة ( السبعينية ) قد اصطدم بها , فهو تارة يتملص منها باللجوء إلى الترجمة التفسيرية التقريبية , وتارة أغفل ترجمة عدد من الآيات , وكان لا بد من الإعتماد على عمل اوريجنس النقدي وعلى براعة هيرونيمس في الترجمة لكي تصبح لغة سفر أيوب الصعبة في متناول المسيحيين ) ( مدخل إلى سفر أيوب ص 1052 ) .
مقدمة سفر المزامير
تعد المزامير المنسوبة إلى نبي الله داود أحد أهم النصوص المتعبد بها عند اليهود والنصارى على السواء, وقد أخذ النصارى ينسبون تلك المزامير إلى داود بلا بينة أو دليل وكأن الأمرمحسوم وليس محلاً للنقاش , فإذا ذُكرت المزامير ذُكر داود !
لكن هذا الموقف المتشدد أصبح يسيرًا على العلماء نقده وتحليله , لأن الأدلة تقف حائلاً بين داود عليه السلام ونسبة تلك المزامير له !
جاء في مدخل سفر المزامير للترجمة الكاثوليكية اليسوعية ما نصه : ( يجد المفسرون المعاصرون , في مسائل الصحة الأدبية , مجالاً متسعًا للبحث والجدل , فالحرف العبري الذي يسبق أسماء الأشخاص في العناوين يقبل أكثر من تأويل , فقد يدل على الرجوع إلى المؤلف .....وكان مفهوم الناس لهوية المؤلف وللملكية الأدبية على غير ما هو اليوم من التشدد , فهناك عقبات كبرى تعترض طريقنا , إن أردنا إدراج القصائد في تاريخ بني إسرائيل وتحديد تواريخها , فقد تضم وثيقة متأخرة إلى حد ما تقاليد قديمة العهد , وقد يقدم مؤلفون حديثون على إعادة التأليف لما تركه أسلافهم , فيتبنون أو يكيفون مواد قديمة , وقد يرصعون بمجوهرات جديدة أجزاء قديمة جدًا وحتى بقايا من أدب الشعوب المجاورة , إن أمكن الأمر , لن ينتهي الجدل بسرعة في مسألة عمر النصوص والتأثيرات الغريبة التي طرأت عليها , فهى من أشد المسائل تعقيدًا وصعوبة ) ( مدخل إلى سفر المزامير ص 1107 , 1108 ) .
مقدمة سفر الأمثال
( لا يسعنا في مدخل وجيز إلا أن نولي أهمية نسبية لمسألة التواريخ التي يجب نسبها إلى مختلف المقاطع وإلى مسألة هوية المؤلفين وإلى سائر المسائل المماثلة , من الممكن أن نجمع على أن جوهر المجموعة يرقى عهده إلى نشأة الحياة الجماعية في إسرائيل , لا شك أن التناقل الشفهي سبق التدوين الخطي , كما الأمر هو في كثير من أسفار العهد القديم ....لا شك أن إسرائيل نقح سفر أمثاله مدة طويلة كما نقح كتاب مزاميره ) ( مدخل إلى سفر الأمثال ص 1318 , 1319 ) .
مقدمة سفر الحكمة
( إن واضع سفر الحكمة هو شاعر ومعلم روحي أراد أن يضع مؤلفًا شخصيًا طريفًا , ومع أنه يستقي من ينابيع كثيرة , فإنه يحترز من نقلها كما هى , بل يدخلها بفطنة في كتابه , وهكذا يتصرف في استعماله العهد القديم ) ( مدخل إلى سفر الحكمة ص 1396 ) .
وهذا السفر ينسب كما جرت العادة إلى سليمان عليه السلام , وكذلك سفر الأمثال وسفر نشيد الإنشاد وسفر الجامعة , ولكن كما أوضح علماء الكتاب المقدس في اعتراف له تداعياته الخطيرة أن سليمان عليه السلام ليس له ضلع فيه , كما أنه ليس له ضلع فيما نُسب إليه من بقية الأسفار , فالسفر عبارة عن مذكرات شاعر روحاني أخذ ينقل من التقاليد الإسرائيلية واليونانية القديمة , كما جاء في المقدمة : ( لا عجب أن يكون الكاتب قد استوحى في آن واحد من مؤلفات كتابية سابقة ومن مؤلفات يونانية ) ( المصدر السابق ) .
فكيف ينسب هذا السفر إلى نبي من أنبياء الله ؟ , وهل يكون هذا السفر من كلمة الله أم من صنع البشر ؟!
يقول علماء الكتاب المقدس في مقدمتهم لسفر الحكمة : ( إن كتابات سليمان فُقد منها الكثير , فقد ذُكر عنه في سفر الملوك الأول أن الله أعطاه ( حكمة وفهمًا كثيرًا ورحبة قلب كالرمل الذي على شاطيء البحر ) امل 4 : 29 بمعنى أنه كان له الكثير من أقوال الحكمة الرحبة , وقد قيل عن سليمان أيضًا أنه ( تكلم بثلاثة آلاف مثل وكانت نشائده ألفًا وخمسًا , وتكلم عن البهائم وعن الطير وعن الدبيب وعن السمك ) 1مل 4 : 32-33 فأين كل هذه الأمثال والنشائد والكتابات , إلا إذا كانت قد فُقدت ؟! ) ( مقدمة سفر الحكمة بـ"الأسفار القانونية الثانية " ص102 ) .
مقدمة سفر الجامعة
( إن هذا الكتاب غير متجانس , وهذا ما يجعل مطالعته عسيرة , ورأى بعض الناس لتفسير ما فيه من أفكار متعارضة , أن له عدة مؤلفين مؤلفين ومراجعين , ولكن ما من شيء يوجب رفض مبدأ المؤلف الواحد , فإن هذا المؤلف يجادل نفسه ويستشهد أحيانًا بمن سلفه لينتقد آراءهم ) ( مدخل إلى سفر الجامعة ص 1360 ) .
مقدمة سفر نشيد الإنشاد
( إن هذا الكتاب الصغير يشكل مسألة من أشد المسائل المتنازع عليها في نصوص الكتاب المقدس , فما معنى هذه القصيدة الغزلية في العهد القديم ؟ .... من الذي ألفه وفي أي تاريخ ؟ ولماذا أُلف ؟ وإذا صح أن وجوده في قانون الكتب المقدسة لم يكن إلا مصادفة . فكيف اكتسب مكانه حتى إنه وجد دوره في رتبة الفصح اليهودي في وقت لاحق ؟ ....جرت عدة محاولات قيل فيها أن التأليف يرقى عهده إلى زمن سليمان أو إلى بعده بقليل , لكن الإنشاء واللغة يدلان على أنه جاء متأخرًا في أيام الفرس مثلاً ( القرن الخامس ق.م ) أوحتى في العصر الهليني ( القرن الثالث ق.م ) ...لكن من الواضح أن مؤلفها ليس سليمان , لقد نُسب نشيد الإناشيد إلى سليمان كما نُسب إليه سفر الأمثال وسفر الجامعة وسفر الحكمة ) ( مدخل إلى سفر ناشيد الأناشيد ص 1378 ) .
مقدمة سفر يشوع بن سيراخ
( يمتاز هذا الكتاب أولاً عن سائر أسفار العهد القديم ( ما عدا كتب الأنبياء ) بأنه الكتاب الوحيد الذي نعرف كاتبه معرفة أكيدة , إسمه " يشوع بن سيراخ " ..... هناك أمران نستخلص منهما أن ابن سيراخ كان يعيش في أورشليم في حوالي السنة 200ق.م , وأن مؤلفه يرقى عهده إلى نحو السنة 180 , فإن الناقل إلى اليونانية , وهو حفيده , يفيدنا في المقدمة بأنه باشر العمل بعد السنة 38 من عهد أورجتيس الملك وهو بطليمس السابع ( 170 – 116 ) : أي بعد السنة 132 , ويمكننا الإفتراض أن جده وضع مؤلفه قبل خمسين سنة ) ( مدخل إلى سفر يشوع بن سيراخ ص 1433 , 1434 ) .
وأين هذه المعرفة الأكيدة من الشروط التي بينّاها في تمهيدنا لمبحث السند ؟!
مقدمة سفر إشعياء
سفر إشعياء يعد من أهم الأسفار الكتابية عند اليهود والنصارى , وهو منسوب إلى أمير الأنبياء إشعياء عليه السلام كما يلقبه أهل الكتاب , لكن علماء الكتاب المقدس ينفون ذلك , بل ويذهبون إلى أن هذا السفر من عمل العديد من المحررين المجهولين !
جاء في مقدمة السفر : ( يضم سفر أشعياء مجموعة من 66 فصلاً فيها أدلة فكرية وأدبية واضحة على أنها لا تعود إلى زمن واحد , لا عجب أن يكون لكتاب واحد عدة مؤلفين , ففي العهد القديم أسفار أخرى تتسم بهذا الطابع الخليط , ولكن , في حين أن أسماء مؤلفيها غير معروفة ....وأوضح دليل على تعدد المؤلفين يظهر في مطلع الفصل الأربعين , حيث يبدأ مؤلَّف يقال له سفر أشعيا الثاني, فبدون أي تمهيد نجد أنفسنا منقولين من القرن الثامن إلى حقبة الجلاء ( القرن السادس ) ( ! ) ..... يحسن بنا إذًا أن ندرك ما في الكتاب من طابع خليط وألا نحاول أن نُثبت وحدة التأليف إثباتًا اصطناعيًا , أما عرض كيف أُلف سفر أشعيا فآنه محاولة تتضمن قدرًا وافرًا من الإفتراض , فقد كان إنجاز الكتاب بعد الجلاء , لا بل بعد العودة , وهو مفترض بما ورد في الفصول 56-66 , وكان في متناول المحررين , لا أجزاء مبعثرة فقط , بل مجموعات بكل معنى الكلمة ..... هناك نصوص ( مثل 8/1 و16 و30/8 ) تشهد بأن النبي كتب شيئًا من أقواله , ولكن الراجح أن عددًا كبيرًا من أقواله لم يكتبها هو نفسه , بل دونها تلاميذه , نزولاً عن رغبته , أو بعد ذلك بقليل ....من الواضح أنه , فيما يتعلق بعدد وحجم المجموعات التي دخلت في تأليف سفر أشعيا , لا يسعنا إلا أن نتكهن ) (مدخل إلى سفر أشعيا ص 1513 , 1514 ) .
مقدمة سفر إرميا
( لقد قام محرر مجهول الإسم يجمع كل هذه المواد في مجلد واحد , لانعلم من هو هذا المحرر , ولكنه يكشف فن نفسه بتلك الإضافات التي لا تحصى والمؤلفات المتماسكة والتعليقات المكتوبة بإنشاء سفر تثنية الإشتراع التي سبق ذكرها والتي تتخلل جميع فصول الكتاب تقريبًا , إن المحرر النهائي لسفر إرميا ينتمي فعلاً إلى مدرسة تثنية الإشتراع , فلا بد من التسليم بأن نشاطًا أدبيًا ولاهوتيًا مكثفًا ظهر في فلسطين في حوالي النصف الثاني من القرن السادس , وهو عمل تفكير وبحث ونشر كان عبارة عن جمع الوثائق وتفسيرها وضمها في مجلدات ضخمة , وعن استخلاص النتائج التي تفرض نفسها في سبيل إطلاع أفضل على كلمة الله إلى شعبه ) ( مدخل إلى سفر إرميا ص 1642 ) .
مقدمة سفر باروك
( يبدو الكتاب , عندما يطالع أول مرة , يبدو وكأنه من وضع باروك " أمين سر " إرميا , ألفه في أثناء الجلاء إلى بابل , ووجهه إلى الجماعة التي بقيت في أورشليم , لكن هناك فوارق كثيرة بين المعلومات المقتبسة من المؤلفات المعاصرة لسقوط أورشليم والجلاء , وما ورد في سفر باروك , وهذه الفروق تجعل نسبة هذا الكتاب إلى " أمين سر " إرميا أمرًا مستحيلاً ....إن واضعه ينسج على طراز الروايات التي تقص لنا وقائع إستيلاء نبوكد نصر على أورشليم في السنة 587 والتي تخبرنا عن سني الجلاء , وهو في الوقت نفسه يُدخل فيها بعض التعديلات التي من شأنها أن تكيف ذلك الطراز على الأحوال التاريخية المعاصرة ) ( مدخل إلى سفر باروك ص 1755 ) .
مقدمة سفر حزقيال
ينسب هذا السفر كما هو معروف عند العامة إلى نبي الله حزقيال , لكن علماء أهل الكتاب يرفضون هذا الرأي , وينسبون هذا السفر إلى تلاميذ حزقيال المجهولين الذين تحكموا في السفر كما يحلوا لهم : ( يتحمل تلاميذ حزقيال مسؤولية كبرى في طريقة العرض هذه , لم يبالوا بالمنطق فجزأوا أقواله : قد تكون 3/22-27 و4/4-8 و24/21-22 أقسامًا مفككة لرواية متواصلة , أو أنهم قربوا بين أقوال مستقلة , رابطين إياها كما يحلوا لهم ) ) ( مدخل إلى سفر حزقيال ص 1771 ) .
مقدمة سفر دانيال
يعد سفر دانيال من أهم أسفار العهد القديم لاحتوائه على العديد من التنبؤات والإشارات المستقبلية كما يزعم النصارى , وكاتب هذا السفر مجهول , عبر عنه علماء الكتاب المقدس بإسم " الكاتب " ( مدخل إلى سفر دانيال ص 1853 , 1854 ) .
مقدمة سفر هوشع
( الراجح أن تلك المعلومات هى من قلم محرر من يهوذا أضافها يوم جُمعت أقوال هوشع لتأليف كتاب ) ( مدخل إلى سفر هوشع ص 1892 ) .
مقدمة سفر يوئيل
دخل هذا السفر إلى قانون الكتاب المقدس عن طريق الإفتراضات , فلا يُعلم كاتبه ولا متى كُتب ولا أين كُتب , بل لا يُعلم من هو يوئيل النبي أصلاً ! : ( من عادة مؤرخ الأدب الكتابي أن يرغب في الكشف عن الإطار البشري الذي أحاط بالوحي وفي حسن الإطلاع على الظروف الخاصة التي وُضع فيها , أما ما يختص بسفر يوئيل , فإنه يرى نفسه مضطرًا إلى الإكتفاء بافتراضات لا يحظى واحد منها بالإجماع , تعود هذه الإفتراضات إلى بنية الكتاب وصلته بحياة الشعب المختار وشخصية الكاتب وتاريخ الكتاب .....شخصية النبي غير معروفة : يُقدم إلينا في 1/1 على أنه " ابن فتوئيل " ولكن هذه المعلومات لا تأتينا بفائدة ) ( مدخل إلى سفر يوئيل ص 1917 , 1918 ) .
مقدمة سفر عاموس
( إن عاموس النبي هو أقدم نبي شكلت أعماله وأقواله مجموعة كتابية خاصة , تدخَّل قبله في إسرائيل أنبياء أخرون يرد ذكرهم في أسفار صموئيل والملوك خاصة , لكن عاموس هو الأول من سلالة جديدة هى سلالة الأنبياء الذين جرت العادة في تسميتهم " الأنبياء الكتّاب " , لأن الكتاب المقدس حفظ صدى تدخلاتهم المباشرة في كتب تحمل أسماءهم , وليست هذه المجموعات عادة من عمل الأنبياء أنفسهم , بل من عمل تلاميذهم ) ( مدخل إلى سفر عاموس 1929) .
إن هذا الإعتراف يبين لنا بجلاء أن ذكر نبي من أنبياء الله في سفر معين ليس دليلاً على أن هذا النبي هو كاتب هذا السفر !
مقدمة سفر عوبديا
( يظهر , من جهة بنيته , بمظهر رؤيا ( الآيات اب-15 ) يسبقها عنوان ( الآية 1آ ) و يليها إعلان في خاتمته ( الآيات 16-18 ) من قلم محرر متأخرر , أُضيفت إلى ذلك شروح لاحقة نثرية ( 19-21 ) تُنسب إلى كُتَّاب مجهولين ....في شأن التاريخ , هناك معالم تمكننا من تحديد زمان الكتاب : فالنبي يندد في رؤياه بموقف شعب أدوم , سليل عيسو , من إسرائيل الشعب الشقيق , سليل يعقوب , عند سقوط أورشليم ( الآية 10 ) , فالكتاب أُنشئ بعد السنة 587 بقليل .... لا نعرف عن النبي سوى اسمه وهو إسم كتابي على وجه تام , وأما هويته فلا نعرف عنها شيئًا , المهم هو تعليمه-!- ) ( مدخل إلى سفر عوبديا ص 1950 ) .
وأي تعليم هذا يكون لرجل لا نعرف حاله ولا صلاحه ولا بره ولا تقواه , بلا لا نعرف أنه كان يوحى إليه في يوم من الأيام !
مقدمة سفر يونان
( ترتبط هذه الرواية بوجود شخصية تاريخية ( 2مل 14/25 ) للدلالة على أن الكلام يدور على اختبار الأنبياء الحقيقي ....كل شيء فيها يدعو إلى الإعتقاد بأن هذا الكتاب عمل يعود إلى ما بعد الجلاء , فمن الواضح أن اللغة والإنشاء ينتميان إلى العصر الكلاسيكي للغة العبرية , وإلى جانب ذلك فإن طريقة التفكير في رسالة النبي تفترض أن هناك رجوعًا في الزمن بالنسبة إلى القيام بهذه الرسالة , كما عاشها إرميا خاصة .... وإلى جانب ذلك أيضًا , تعكس الرسالة روحًا شمولية أوسع من التي نجدها على سبيل المثال عند إشعيا الثاني , وأخيرًا فإن فنها التصويري يذكر بإنشاء الحكماء الذين كتبوا بعد ذلك بقليل أسفار طوبيا وإستير ودانيال – المجهولين أيضًا – أكثر مما يذكر بإنشاء المؤرخين قبل الجلاء ) ( مدخل إلى سفر يونان ص 1955 ) .
مقدمة سفر ميخا
( توزع مواد الكتاب بحسب تقليد معروف في نصوص الأنبياء ....من الواضح أن هذا الترتيب هو من عمل محررين عاشوا بعد تأليف الأقوال النبوية ) ( مدخل إلى سفر ميخا ص 1959 ) .
مقدمة سفر نحوم
( ...يحدد المفسرون زمن إعلان الأقوال النبوية وتأليف سفرنحوم في الأشهر التابعة مباشرة لحدث 663 الكبير , لا عند اقتراب السنة 612 م , وذلك بالإعتماد على ما ورد في الكتاب ) ( مدخل إلى سفر نحوم ص 1957 ) .
وأنا لا أدري أي أقوال نبوية هذه التي تصدر من نبي لا نعرف هويته , سطرها كاتب لا نعرف أيضًا هويته ؟!
مقدمة سفر حبقوق
( إن البحوث التي أُجريت لمعرفة شخصية حبقوق نفسه لم تأت بأية نتيجة ذات قيمة , كثيرًا ما يفسر اسمه بأنه اسم نبات , ولا نجد في كتابه ولا في سائر أسفار الكتاب المقدس العبري أي شيء صريح عن حياته أو شخصيته , غير أن حبقوق دخل في التاريخ بعد انتشار الكتاب الذي حمل اسمه ) (مدخل إلى سفر حبقوق ص 1981) .
مقدمة سفري صفنيا وحجي
كالعادة ...لم نر من علماء الكتاب المقدس في تقديمهم لهذين السفرين سوى الهروب من سيرتهم مستدلين بقول كارل بارت :" إن الأنبياء أُناس بلا سيرة " ! ( مدخل إلى سفر صفنيا ص 1993 , ومدخل إلى سفر حجي ص 2000 ) .
مقدمة سفر زكريا
( إن سفر زكريا , شأن سفر أشعيا , لا يمكن أن يُنسب إلى نبي واحد .... نكاد لا نعرف شيئًا عن شخص النبي زكريا , فإنه يتوارى وراء عمله , يعرف نفسه بأنه حفيد عدو ( 1/1و1/7) وربما ابن عدو ( عز5/1و6/14والترجوم ) ويبدو أنه كان في حوالي السنة 500 رئيس أسرة عدو الكهنوتية (نح 12/16 ) , إن إلحاحه على منزلة الهيكل ناتج عن صفته الكهنوتية, وكان من شأن الكاهن أن يجيب عن الإستشارات الطقسية كالتي طُلبت من زكريا في أمر الحفاظ على الأصوام التذكارية أوحذفها ...وأخيرًا فإن اهتمامه بالطهارة والقداسة للأرض المقدسة يوافق العقلية الكهنوتية ) (مدخل إلى سفر زكريا ص 2004 , 2005 ) .
إذاً هذه الأسفار مجهولة المؤلف ، لا تصح نسبتها للأنبياء ، بل هى من عمل الشعب اليهودي طوال عصور التاريخ اليهودي ، وقد استلهموا هذه الكتابات من تقاليدهم ومن تقاليد غيرهم ، لا من الله ووحيه، وكل ذلك شاهد على أن العهد القديم ليس كلمة الله .
إذاً متى اكتسبت هذه النصوص قداستها , وهل تم ذلك لجميع أسفارها معاً أم أنه تم بالتدريج ؟ وهل الله تبارك وتعالى هو الذي أقر هذه الكتب على أنها كلمته ؟ أو هل أقرها أنبياء الله على أنها كلمة الله ؟ أم ماذا ؟ وللأجابة على ذلك نقول بفضل الله :
1- إن الأسفار الخمسة الأولى من العهد القديم والمنسوبة إلى موسى عليه السلام أُقرت في أواخر القرن الرابع قبل الميلاد ، وتحديداً في عام 398 ق.م حين اعترفت الإمبرطورية الفارسية بناموس اليهود حسبما جاء في دائرة المعارف الأمريكية . ( " سلسلة الهدى والنور " لفضيلة الدكتور/ منقذ السقار ) .
2- جاء في مقدمة الترجمة الكاثوليكية للكتاب المقدس ما نصه : ( ولكن يصعب علينا أن نعرف ما هى حدود قائمة الأسفار المعترف بها والمستعملة في مختلف الأماكن التي كان اليهود يقيمون فيها بين القرن الأخير من العصر القديم والإصلاح اليهودي الذي خلف خراب أورشليم- السنة 70 من عصرنا – ففي داخل الديانة اليهودية الفلسطينية وعلى الأرجح داخل جماعات الشتات الشرقي التي كانت على صلة وثيقة بها , لا يبعد أن تكون تلك القائمة قد بقيت مفتوحة ... فسفر دانيال مثلاً , كان الفريسيون يعترفون بسلطته , أما الصديقيون فكانوا بلا شك لا يعترفون به , وعلى خلاف ذلك كانت جماعة قمران تستعمل سفر طوبيا وابن سيراخ وعلى الأرجح باروك أيضًا , ولعلها كانت تعول كذلك على بعض المؤلفات الصادرة تحت أسماء مستعارة كسفر أخنوخ وسفر اليوبيلات...ولا بد أن نشير هنا إلى أهم المؤلفات الصادرة تحت أسماء مستعارة قد نقلت إلى اليونانية, بحيث لم تكن سلطتها ربما تقف على حدود جماعة قمران , ولا نعرف بالضبط ما هو الإستعمال الذي كان جاريًا في مجامع اليهودية والجليل في زمن يسوع؟ ) ( الترجمة الكاثوليكية للرهبنة اليسوعية ص 49 , 50 ) .
ويقول اسبينوزا : " يظهر بوضوح أنه لم تكن هناك مجموعة مقننة من الكتب المقدسة قبل عصر المكابيين ( أي القرن الثاني قبل الميلاد ) ، أما الكتب المقننة الآن فقد اختارها فريسيو الهيكل الثاني بعد أن أعاد بناءه عزرا الكاتب " .
وهذا الإختيار من الفريسيين في ذلك العهد لم يكن بموافقة طوائف اليهودية المختلفة, فيقول اسبينوزا: " فقد اختارها الفريسيون في ذلك العهد من بين كثير غيرها ، وذلك بقرار منهم وحدهم .وقد كان مما أقره فريسيو العهد الثاني – برأي اسبينوزا – الأسفار الخمسة مضافاً إليها ما يسمى بأسفار الأنبياء وهي ( يشوع – القضاة – صموئيل – الملوك) ولم تعتبر هذه المجموعة معادلة لسلطة الأسفار الخمسة، ورغم ذلك أُلحقت بها ، وقد كان ينظر إليها على أنها شروح وامتداد للأسفار الخمسة " . (سلسلة " الهدى والنور" للدكتور/منقذ السقار ).
3- في عام 90 م عقد الفريسيون مجمعاً في جامينيا ، وقرروا اعتبار بعض الأسفار أسفاراً قانونية وهي : المزامير , الأمثال , نشيد الإنشاد ، دانيال ، أيوب، عزرا ، نحميا ، الأيام ... واعتبروا هذه القائمة نهائية ورفضوا ما عداها من الأسفار ، وقد بلغ عدد هذه الأسفار ستاً وثلاثين سفراً .
يقول القس إلياس مقار : " وقد استلمت الكنيسة المسيحية من اليهود أسفار العهد القديم التي قررها اليهود في مجمع " جامينيا " عام 90م " . ( المصدر السابق ) .
وفي هذا تقول مقدمة الترجمة الكاثوليكية ما نصه : ( ولم تحدد القائمة الرسمية التي أوضحت هذا الإستعمال إلا بين فترة العام 80 و100 عن يد معلمين يهود خاضعين لمذهب الفريسيين المقيمين في جمنيا لكنهم اضطروا إلى إنقاذ بعض الأسفار المتنازع عليها ( إستير- حزقيال- نشيد الأناشيد) ورفضوا الأسفار التي كانت في نظرهم ملحقة بزمن الأنبياء , بينما كانت الأسفار الموضوعة مباشرة في اليونانية , فالترجمة اليونانية (السبعينية) لم يكن في نظرهم سوى سلطة محدودة , بقدر ما كانت ترعى بأمانه حرفية النصوص الأصلية .... غير أن الجماعة اليهودية في الإسكندرية لم تكتف بأن تنقل إلى اليونانية الأسفار القانونية الأولى وأهم المؤلفات الصادرة تحت أسماء مستعارة , فهناك كتب أصلية صدرت في الأسكندرية , ولا سيما " حكمة سليمان " وسفر المكابيين الثاني وعلى الأرجح جزء من سفر باروك ( ب 4/ 5 – 5/9 ) . بأية سلطة كانت تتمتع هذه المؤلفات ؟ ليس من السهل أن نجيب عن هذا السؤال . على كل حال , لا نجد أي أثر لنزاع قام بين الجماعات الناطقة باليونانية والمعلمين الفلسطنيين فيما يتعلق بالقانون المحدد في جمنيا . ولكن لعل السلطة المنسوبة إلى الأسفار المقدسة كانت تتضمن فيما يتعلق بالقانون المحدد بجمنيا . فبعد قرار جمنيا لم تزل بعض الكتب الخارجة عن القائمة الرسمية يستشهد بها كتبًا مقدسة من حين إلى حين , حتى في الديانة اليهودية الحاخمية , وهذا الأمر لا يسري مثلاً على سفر ابن سيراخ , ولم يكن لها سلطة الأسفار القانونية لكنها كانت مفيدة لبنيان المؤمنين ) ( الترجمة الكاثوليكية ص 50 ) .
وفي مجمع " نيقية" عام 325م أقر المجتمعون النصارى سفر يهوديت فقط ، وأبقوا ثمانية أسفار مشكوكاً فيها , وفي مجمع "لوديسيا" عام 364م أقر المجتمعون سفراً آخر هو سفر إستير ، وفي 397م عقد مجمع "قرطاجة" بحضور إكستاين ، فأضاف المجمع للقائمة ستة أسفار هي ( زوم ، وطوبيا وباروخ وايكليزنا سيتكس ( يشوع بن سيراخ ) والمكابيين الأول والثاني ) واعتبر المجتمعون سفر باروخ جزءً من إرميا ، ثم فصلوهما في مجمع " ترلو" وأصبحت هذه الأسفار متفقاً عليها عند النصارى . ( نقلاً عن سلسلة " الهدى والنور " ) .
ومن ذلك كله نستطيع القول : إن هذه الكتب قد كتبها القوم بأيديهم ثم نسبوها إلى الله تعالى , ثم أعطتها المجامع البشرية صفة القداسة .؟؟؟سند العهد الجديد
يقول القمص / يوحنا فوزي في كتابه ص 10 , 11 : ( الدليل التاريخي : أن علماء الدين المسيحي في العصور المختلفة , كانوا يقتبسون في مواعظهم ومؤلفاتهم من الكتاب المقدس , أمثال اكليمندوس المعاصر لبولس الرسول(في4-3) وهرماس المعاصر لبولس الرسول وبوليكاربس الشهيد تلميذ يوحنا الرسول وهم من قديسي وأساقفة القرن الأول الميلادي وكذلك من آباء القرن الثاني مثل بابياس أسقف هيرابوليس الذي كتب تفسير الكتاب المقدس في ست مجلدات بالإشتراك مع بوليكارس , واكلمندوس بطريرك الإسكندرية وغيرهم , وبمقارنة هذه الإقتباسات مع النصوص الحالية للكتاب المقدس نجد مطابقتها تمام الإنطباق ) .
إن الشاهد الوحيد لكتابات بابياس ( 60-130م ) هو يوسي بيوس القيصري أسقف قيصرية ومؤرخ الكنيسة الأول وذلك في كتابه " تاريخ الكنيسة " .
يقول يوسي بيوس في تاريخ الكنيسة - الكتاب الثالث (39 : 1 ) ص 145 :
( لايزال بين أيدينا خمسة كتب لبابياس تحمل اسم " تفسير أقوال الرب " – وليس تفسير الكتاب المقدس كما زعم القمص - ويذكرها ايريناوس على أنها هى المؤلفات الوحيدة التي كتبها , وذلك في الكلمات التالية : "هذه الأمور يشهد لها بابياس وهو أحد الأقدمين , استمع ليوحنا , وكان زميلاً لبوليكاربوس , في كتابه الرابع لأنه كتب خمسة كتب").
لكن يوسي بيوس نفسه يُكذب كلام اريناوس وبشهادة بابياس نفسه , يقول يوسي بيوس (39 : 2): (أما بابياس نفسه فإنه في مقدمة أبحاثه لايصرح بأي حال من الأحوال بأنه كان مستمعًا أو معاينًا للرسل المباركين ولكنه يبين في كلماته أنه قد تلقى تعليم الإيمان من أصدقائهم . فهو يقول : "ولكنني لا أتردد أيضًا أن أضع أمامكم مع تفسيري كل ما تعلمته بحرص مع المشايخ وكل ما أتذكره بحرص ضامنًا صحته لأنني لم ألتذ كالكثيرين بمن يتكلموا كثيرًا بل بمن يعلمون الحق .لم ألتذ بمن يقدمون وصايا غريبة , بل بمن يقدمون وصايا الرب للإيمان , الصادر من الحق نفسه " ) .
فلماذا يحاول يوسي بيوس أن ينزع مصداقية بابياس ويكذب إريناوس ؟!
لأن بابياس له أقوال خرافية في كتاباته كما يراها يوسي بيوس فأراد أن ينفي عنه الصلة بالرسل وإلا أصبحت هذه الأقوال الخرافية هى أقوال الرسل , يقول يوسي بيوس ( 39 : 11 ) : ( ويدون نفس الكاتب روايات أخرى يقول أنها وصلته من التقليد الغير مكتوب وأمثالاً وتعاليم غريبة للمخلص وأموراً أخرى خرافية ) .
ولهذا قال يوسي بيوس عن بابياس ( 39 : 13 ) : (إذ يبدو أنه كان محدود الإدراك جداً كما يتبين من أبحاثه ) .
وبابياس لم يزعم أبدًا أنه قام بتفسير الكتاب المقدس , ذلك لأن الكتاب المقدس لم يكن له وجود في ذلك العصر , فما قام به بابياس هو مجرد تجميع لأقوال مشايخه التي احتوت على كثير من الكذب والخرافات , ونتحدى إثبات أن بابياس قام بتفسير الكتاب المقدس كما زعم القمص .
إن عدد أسفار العهد الجديد ظل يتغير من زمن إلى آخر مثل العهد القديم . وكان يوسي بيوس (304م) الذي يعتبر أبًا لتاريخ الكنيسة , والمؤلفون المسيحيون الثقات المعاصرون له يرون أن رسالة يعقوب , ورسالة بطرس الثانية , ورسالة يهوذا , ورسالتا يوحنا الأولى والثالثة ليست من الكتاب المقدس .
(Bratton's History Of The Bible ,p.122 )
ولذلك لا توجد هذه الرسائل في نسخة الكتاب المقدس السرياني القديم الذي يعرف بالبشيتا.
(Concise Oxford Dictionary Of The Church , p.393)
وقبل عصر يوسي بيوس أعد مفكر وزعيم مسيحي آخر آئيري نيوس (200م) فهرسًا للأسفار المسيحية المقدسة المعترف بصحتها , ولا توجد فيه رسالة بطرس الثانية , ورسالة يوحنا الثالثة , ورسائل يعقوب ويهوذا , ورسالة بولس إلى العبرانيين . بل على عكس ذلك يضم هذا الفهرس مؤلفًا دينيًا لهرماس والمعروف بـ(الراعي هرماس ) وهو مؤلف تم استبعاده من أسفار الكتاب المقدس رغم شهادة الآباء له !
(Bratton's History Of The Bible ,p.122 )
وهذا أسقف الإسكندرية المشهور وهو كليمنت والذي يستدل به القمص أعد فهرسًا للأسفار المقدسة , ولم يذكر في فهرسه رسالة بطرس الثانية , ورسالة يوحنا الثالثة , ورسالة يعقوب , ويضيف في فهرسه رسائل برنابا وكليمنت .
وهكذا يخلو فهرس طرطوليان (322م) وهو من أبرز آباء الكنيسة من رسالة بطرس الثانية ورسالتي يوحنا الثانية والثالثة , ورسالة بولس إلى العبرانيين .
(Bratton's History of the Bible, p.122)
ففي ضوء هذه الحقائق يعترف العلماء المسيحيون قائلين : " حتى القرن الثاني لم تكن هناك بداية في إعداد نسخة معترف بها ومعتمدة للعهد الجديد , وفي أواخر القرن الثالث كانت الكتب والوثائق المتنازع عليها موجودة " . (American People's Encyclopaedia, vol.3, p.426)
بل إن بابياس نفسه الأسقف المشهور لآسيا الصغرى القديمة والذي كان خبيرًا في روايات الرسل , لم يشر إلى إنجيل يوحنا في أي من مؤلفاته , وكذلك بوليكارب وهو من الآباء المسيحيين البارزين القدامى والذي كان تلميذًا ليوحنا بن زبدي حسب زعم علماء المسيحية لم يذكر هذا الإنجيل أيضًا . (Catholic Encyclopaedia, vol.7, p.1085)
فكيف يزعم القمص ويقول: ( أن علماء الدين المسيحي في العصور المختلفة , كانوا يقتبسون في مواعظهم ومؤلفاتهم من الكتاب المقدس ....وبمقارنة هذه الإقتباسات مع النصوص الحالية للكتاب المقدس نجد مطابقتها تمام الإنطباق ) في حين أن الكتاب المقدس نفسه لم يكن له وجود ؟!( كما سنبين عند حديثنا عن " قانونية الأناجيل " ) وما كان عند هؤلاء المذكورين لم يتجاوز عدة أسفار تختلف عما هو متداول الأن وأصابها التحريف أيضًا , بل كانوا يزيدون عن الأسفار الحالية أسفارًا أخرى أُخرجت من قانون الكتاب المقدس فيما بعد مثل رسالتا برنابا والراعى لهرماس !
وهناك شواهد قوية تفيد أن آباء الكنيسة الأوائل كانوا يستبعدون بعض النصوص الهامة من مؤلفاتهم وتعاليمهم , مثل موقف يوسي بيوس على سبيل المثال من نص المعمودية المثلث في خاتمة إنجيل متَّى : (فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس ) ( متَّى 28 : 19 ) , يقول علماء الكتاب المقدس : ( وقيل إن هذه الكلمات لم تكن أساسًا جزء من النص الأصلى لإنجيل متَّى لأن يوسيبيوس اعتاد في كتاباته أن يقتبس متَّى 28 : 19 في صيغتها المختصرة : " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم باسمى " ) ( التفسير الحديث للكتاب المقدس ص 462 ) .
جاء في دائرة المعارف الأمريكية: ( العهد الجديد في صورته التي نجده عليها الأن لم يكن قد نشأ نشأة كاملة حتى القرن الرابع ) . (Encyclopaedia Americana ,vol.3,p.651) فما السبب الذي جعل الأسفار والنصوص التي اعتبرها آباء الكنيسة الأوائل صحيحة لم تعتبر نصوصًا دينية تحظى بنفس الدرجة من القبول ؟!
تقول الموسوعة البريطانية : ( عندما يفحص أحد العلماء المخطوطات والترجمات , لا يكون قد أنهى كل دراسته لنصوص العهد الجديد , فإن كتابات أباء الكنيسة الأولين تلقى مزيدًا من الضوء لأن بها إقتباسات من العهد الجديد قد تختلف عن إحدى أو بعض المخطوطات الحالية , لأنها مأخوذة من مخطوطات أقدم لم تصل إلينا ) ( " ثقتي في الكتاب المقدس " ص41-42 ) .
فكتابات آباء الكنيسة المقتبسة من العهد الجديد-زعمًا- لا تفيد في شيء , بل إنها تُزيد من التحريف الحادث في العهد الجديد كما أشارت الموسوعة البريطانية , لأنها ليست متطابقة معه , فآباء الكنيسة لم يحفظوا متن العهد الجديد , وإذا نظر الباحث المنصف إلى حقيقة إقتباسات آباء الكنيسة من العهد الجديد يجد أن هذا سوف يؤدي إلى أمرين شديدي الخطورة يخبرنا عنهم "جوش مكدويل" في كتابه " ثقتي في الكتاب المقدس " ولا تعليق !
http://www.trutheye.com/up/uploads/thumbs/trutheye.com-a53439fb01.jpg
صورة طبق الأصل من المرجع المشار إليه ص 42
إن المحك في هذا الأمر هو المسيح عليه السلام , نريد أولاً اعتمادًا منه عليه الصلاة والسلام أن ذلك الكتاب هو كلمة الله له , ثم نريد سندًا متصلاً محققًا يكون المسيح عليه السلام منتهاه يثبت أن هذا الكتاب هو وحى الله له , إن تلك الأناجيل كُتبت بعد رفع عيسى عليه السلام بعشرات السنين فكيف يعتمدها على أنها كلام الله وهو لم يرها أصلاً ؟!
إنها حتى ليست بلغته عليه الصلاة والسلام , فالمحك هو "إنجيل عيسى" الذى وعظ وبشر به , فهل حمل المسيح يومًا مخطوطًا اسمه الكتاب المقدس تحت إبطه وأخذ يبشر به ؟!
وهل اكلميندوس وبوليكارس وبابياس هم المسيح ؟ أو حتى رأوا المسيح ؟ أو حتى عاصروا المسيح ؟!
فكيف يمكن التسليم إذاً بأن هذا الكتاب يمثل ما أملاه الله على المسيح ؟!
لقد أكد القس " فهيم عزيز " في كتابه ( المدخل إلى العهد الجديد ) أن المسيح عليه السلام لم يترك إنجيلاً يحمل اسمه وأن هذه الأناجيل الأربعة إنما كُتبت فيما بعد .
أعتقد أن مطالبنا ليست بكبيرة ولا بظالمة , ولكنها عادلة , لا بد لكل دعوى من دليل وسند يؤيدها ويصدقها ويجعلها مقبولة واجبة التسليم , خاصة إذا كان الأمر يتعلق بخلاص البشرية ونجاتها من الهلاك والجحيم , فلا بد من دليل واضح وصريح لا يزيغ عنه إلا هالك أن هذا الكتاب المؤلف والمجموع في عهدين يمثل كلمة الله الموحى بها .
ثم دعنا عزيزي القاريء نفترض جدلاً – أقول جدلاً – أن المسيح عليه السلام شهد للكتاب المقدس بالأصالة وعدم التحريف ، هنا يبرز السؤال : أي كتاب مقدس شهد له المسيح عليه السلام ؟!
هل هو الكتاب المقدس للكنيسة الأرثوذكسية القبطية ؟
أم الأرثوذكسية اليونانية ؟
أم الكاثوليكية الرومانية ؟
أم السيريانية ؟
أم الإثيوبية ؟
أم ربما هو الكتاب المقدس للكنيسة البروتستانتية ؟
أم ربما شهد لكل كنيسة بكتاب ( قبل أن تتكون حتى تلك الكنائس ) !
إن التواتر القوي يفيد العلم القطعي بصحة الخبر أو الرواية , فكيف يتوافر هذا في الكتاب المقدس وأنتم إلى يومنا هذا معشر النصارى لم تعلموا علمًا قطعيًا أي من هذه النسخ والترجمات تمثل كلمة الله ؟!
جاء في مقدمة الترجمة الكاثوليكية عن العهد الجديد ما نصه : (يظهر العهد الجديد بمظهر مجموعة مؤلفة من سبعة وعشرين سفرًا مختلفة الحجم وضعت كلها باليونانية ولم تجر العادة أن يطلق على هذه المجموعة عبارة العهد الجديد إلا في أواخر القرن الثاني )( الكاثوليكية ص7).
وتعطينا المقدمة والتي اشترك في كتابتها أرفع علماء الكتاب المقدس مكانة وعلمًا الدافع الحقيقي وراء تسمية هذه المجموعة بهذا الإسم : ( وإذا انتهى الأمر إلى أن يطلق على جملة تلك الكتابت عبارة "العهد الجديد" فذلك يعود في جوهره إلى أن اللاهوتين المسيحيين الأولين رأوا ما ذهب إليه بولس (2 قور 3-14) وهو أن تلك النصوص تحتوي على أحكام عهد جديد تحدد عباراته العلاقة بين الله وشعبه في المرحلة الأخيرة من تاريخ الخلاص ) ( المصدر السابق ) .
وعند البحث في تلك المؤلفات الخاصة بالعهد الجديد , تجد المشكلة التي تواجه جميع الباحثين من النصارى ومن غيرهم , تقول المقدمة : ( إن تأليف تلك الأسفار السبعة والعشرين وضمها في مجموعة واحدة أديا إلى تطوير طويل معقد والفجوة التاريخية والجغرافية والثقافية التي تفصلنا عن عالم العهد الجديد هى عقبة دون حسن التفهم لهذا الأدب ) ( المصدر السابق ) .
نعم ... تلك هى المشكلة ألا وهى : مصادر ونشأت تلك المؤلفات , ولذلك تعقب المقدمة :
( فلا بد لنا اليوم من النظر إليه في البيئة التي نشأ فيها وإلى انتشاره في أول مرة فلا غنى لكل مدخل إلى العهد الجديد , مهما كان مختصرًا , عن البحث عن الأحوال التي حملت المسيحيين الأوائل علــى إعداد مجموعة جديدة لأسفار مقدسة , ولا غنى بعد ذلك عن البحث كيف أن تلك النصوص , وقد نسخت ثم نسخت مرارًا ومن غير انقطاع , أمكنها أن تجتاز نحو أربعة عشر قرنًا من التاريخ الحافل بالأحداث التي مضت بين تأليفها من جهة وضبطها على وجه شبه ثابت عند اختراع الطباعة من جهة أخرى , ولا غنى له في الوقت نفسه عن أن يشرح كيف يمكن ضبط النص بعدما طرق عليه من اختلاف في الروايات في أثناء النسخ ) ( المصدر السابق ) .
قانونية الأناجيل
تعلق المقدمة أثناء تحدثها عن قانونية الأناجيل ما نصه : ( لم تخل مؤلفات الكتبة المسيحيين الأقدمين من شواهد مأخوذة من الأناجيل أو تلمح إليها , ولكنه يكاد يكون من العسير كل مرة الجزم هل الشواهد مأخوذة من نصوص مكتوبة كانت بين أيدي هؤلاء الكتبة , أم هل اكتفوا باستذكار أجزاء من التقليد الشفهي , ومهما يكن من أمر , فليس هناك قبل السنة 140 أي شهادة تثبت أن الناس عرفوا مجموعة من النصوص الإنجيلية المكتوبة , ولا يذكر أن لمؤلف من تلك المؤلفات صفة ما يلزم , فلم يظهر إلا في النصف الثاني من القرن الثاني شهادات ازدادت وضوحًا على مر الزمن بأن هناك مجموعة من الأناجيل وأن لها صفة ما , وقد جرى الإعتراف بتلك الصفة على نحو تدريجي ) ( الترجمة الكاثوليكية ص9) .
هذا هو ما ندعيه ألا وهو : " إنقطاع سند هذه المؤلفات " , فكيف نقبلها على أنها كلام الله وباعترافكم أنتم معشر النصارى أنها ظلت طيلة قرن ونصف لم يكن لها وجودًا أو صفة , وطيلة قرن ونصف آخر كانت موجودة مع أكثر من مائتى إنجيل ؟ كيف عاش المسيحيون الأوائل إذًا ؟ بأي عقيدة ومنهج كانوا يدينون ؟ هل تركهم الله تبارك وتعالى هكذا حيارى يتيهون في الأرض بلا منهج أو عقيدة ؟ أم هل المسيح عليه السلام جاء ومضى ولم يبلغ ما أمره الله به تاركًا إياهم بلا كتاب ومنهج وشريعة ؟ وما حال أولئك النصارى الذين اعتقدوا باطلاً بغير تلك الأناجيل الأربعة قبل اختيارها في مجمع نيقية عام 325م ؟!
إن تلك المؤلفات هى التي نادت تأويلاً لا صراحة بألوهية المسيح وبنوته لله (تعالى الله عما يصفون ) وبصلبه ودفنه وقيامته وظهوره المزعوم , وهذا ما اعتقده بعض الناس بعد ظهور تلك الأناجيل واعتمادها من مجمع نيقيه عام 325 م برئاسة قسطنطين وعلى يد 318 أسقف من أساقفة النصارى وليس بوحى من الله , إذًا فماذا كان اعتقاد المسيحيين الأوائل وتلك الكتب والمؤلفات التي نادت بتلك العقائد لم يكن لها وجودًا ؟ ماذا كان إيمانهم ؟ وماذا كانت عقيدتهم في المسيح عليه السلام ؟!
وتستطرد المقدمة : ( وابتداء نحو السنة 150 م عهد حاسم لتكوين قانون العهد الجديد , وكان الشهيد يستينس أول من ذكر أن المسيحيين يقرأون الإنجيل في إجتماعات الأحد , أنهم يعدونها مؤلفات الرسل , أو أقله مؤلفات أشخاص يتصلون بالرسل صلة وثيقة , وأنهم وهم يستعملونها يولونها منزلة الكتاب المقدس ) ( الكاثوليكية ص 8 ) .
ولقد قدرت دائرة المعارف الكتابية هذه المؤلفات بـ280 كتاباً :
( فوتيوس : أما أكمل وأهم الإشارات إلى الأعمال الأبوكريفية فهي ما جاء بكتابات فوتيوس بطريرك القسطنطينية في النصف الثاني من القرن التاسع ، ففي مؤلفه "ببليوتيكا" تقرير عن 280 كتاباً مختلفاً قرأها في أثناء إرساليته لبغداد .. .. .. لا بد أن تأليف هذه الأناجيل ونشرها كانا أيسر مما عليه الحال الآن . ويبلغ عدد هذه الأناجيل نحو خمسين) ( انظر دائرة المعارف الكتابية - كلمة أبوكريفا - ) .
1- زبور عيسى الذي كان يعلم منه 35- إنجيل الأنكرتيين
2- رسالة عيسى إلى بطرس وبولس 36- إنجيل أتباع إيصان
3- رسالة عيسى إلى أبكرس ملك أديسه 37- إنجيل عمالانيل
4- إنجيل يعقوب وينسب ليعقوب الحواري 38- إنجيل الأبيونيين
5- آداب الصلاة وينسب ليعقوب الحواري 39- إنجيل أتباع فرقة ماني
6- إنجيل الطفولة وينسب لمتَّى الحواري 40- إنجيل أتباع مرقيون (مرسيون)
7- آداب الصلاة وينسب لمتَّى الحواري 41- إنجيل الحياة (إنجيل الله الحي)
8- إنجيل توما وينسب لتوما الحواري 42- إنجيل أبللس (تلميذ لماركيون)
9- أعمال توما وينسب لتوما الحواري 43- إنجيل تاسينس
10- إنجيل فيليب وينسب لفيليب الحواري 44- إنجيل هسيشيوس
11- أعمال فيليب وينسب لفيليب الحواري 45- إنجيل اشتهر باسم التذكرة
12- إنجيل برنابا 46- إنجيل يهوذا الإسخريوطى
13- رسالة برنابا 47- أعمال بولس
14- إنجيل برتولما وينسب لبرتولما الحواري 48- أعمال بطرس وأندراوس
15- إنجيل طفولة المسيح وينسب لمرقس الحواري 49- أعمال بطرس وبولس
16- إنجيل المصريين وينسب لمرقس الحواري 50- رؤيا بطرس
17- إنجيل بيكوديم وينسب لنيكوديم الحواري 51- إنجيل حواء (ذكره أبيفانوس)
18- الإنجيل الثاني ليوحنا الحواري 52- مراعي هرماس
19- إنجيل أندريا وينسب لأندريا الحواري 53- إنجيل يهوذا
20- إنجيل بطرس وينسب لبطرس الحواري 54- إنجيل مريم
21- أعمال بطرس وينسب لبطرس الحواري 55- أعمال بولس وتكلة
22- رسالة بولس الثالثة إلى أهل تسالونيكي 56- سفر الأعمال القانوني
23- رسالة بولس الثالثة إلى أهل كورنثوس 57- أعمال أندراوس
24- إنجيل الإثنى عشر رسولاً 58- رسالة يسوع
25- إنجيل السبعين وينسب لتلامس 59- راعي هرماس
26- أعمال يوحنا (ذكره أوغسطينوس) 60- إنجيل متياس
27- أعمال بطرس والاثنى عشر رسولاً 61- إنجيل فليمون
28- إنجيل برتولماوس 62- إنجيل كيرنثوس
29- إنجيل تداوس 63- إنجيل مولد مريم
30- إنجيل ماركيون 64- إنجيل متَّى المُزيَّف
31- إنجيل باسيليوس 65- إنجيل يوسف النجار
32- إنجيل العبرانيين أو الناصريين 66- إنجيل إنتقال مريم
33- إنجيل الكمال 67- إنجيل يوسيفوس
34- إنجيل الحق 68- سفر ياشر
وأنقل هنا أحد الرسومات التوضيحية نقلاً عن الكتاب الشهير " ثقتي في الكتاب المقدس" بقلم "جوش مكدويل" وترجمة الدكتور / منيس عبد النور , والتي تبين الفارق الزمني بين النص الأصلي للأسفـــار الأصلية للعهد الجديد ( المفقودة ) , وبين المخطوطات المختلفة والمتضاربة التي بين أيدي النصارى اليوم والتي يستدلون بها على صحة كتابهم (كما سنبين إن شاء الله في مبحث مخطوطات الكتاب المقدس ) .
http://www.trutheye.com/up/uploads/thumbs/trutheye.com-fbee43a0b1.jpg
صورة طبق الأصل من المرجع المشار إليه ص 40
والنتيجة أنه لا سند لتلك الأسفار , نحن لا ندعي أمرًا من عند أنفسنا أو نتهم أحدًا زورًا وافتراءً , ولكن هذا ما اعترف به علماء الكتاب المقدس أنفسهم , كما يظهر في الرسمة التوضيحية , إذ يصل إنقطاع السند إلى مئات السنين , فأي ثقة هذه التي تكون في كتاب لا نعلم حتى مصدره ؟ ولا نعلم ماذا كان حاله طوال تلك الفترة الغامضة ؟!
" وبالنسبة للترجمة السريانية فهى عبارة عن مخطوطة من القرن الثاني الميلادي , وهى من أديرة وادي النطرون , وتشتمل على أجزاء قليلة من الأناجيل فقط , أما المخطوطات المنبثقة منها -كما نرى في الرسم التوضيحي - فهى مخطوطات مشوهة وناقصة لا تشتمل إلا على الأعمال وبعض الرسائل .
أما الترجمة اللاتينية والمخطوطات المنبثقة منها فتشتمل على أجزاء قليلة من الأناجيل والرسائل , وأشهر هذه الترجمات اللاتينية , ترجمة جيروم وتعود إلى القرن السادس , وراجع نصوصها تريجيل في مدينة فرنسا عام 1845م , وتُعرف باسم " الفولجاتا " والتي أصابها التحريف تدريجياً في النساخة . ولكنها نُقحت في عهد البابا سكندس الخامس في عام 1590 ونشرها مصححة كلمندس الثامن من عام 1592م-1598م " . ( مقدمة للكتاب المقدس ص 91 , 92 – يوحنا داربي ) .
الأناجيل
1- إنجيل مرقس
ثاني الأناجيل التي تطالعنا في العهد الجديد ، وينسب لمرقس , فمن هو مرقس ؟ وماذا عن كاتب هذا الإنجيل ؟ وهل تصح نسبته لمؤلفه ؟!
يتكون إنجيل مرقس من ستة عشر إصحاحاً ، ويقول العالم رويس الألماني : إنه كان الأصل الذي إقتُبِسَ منه إنجيلا متَّى ولوقا. ( سلسلة " الهدى والنور " – د/منقذ السقار ) .
وقد توقف المحققون ملياً مع هذا الإنجيل وكاتبه ، وكانت لهم ملاحظات :
أولاً : أن مرقس ليس من تلاميذ المسيح ، بل هو من تلاميذ بولس وبطرس . يقول المفسر نينهام مفسر إنجيل مرقس: ( لم يوجد أحد بهذا الإسم عُرف أنه كان على صلة وثيقة ، وعلاقة خاصة بيسوع ، أو كانت له شهرة خاصة في الكنيسة الأولى ) ( مقدمة تفسير إنجيل مرقس ص 39 لدنيس ننهام أستاذ اللاهوت بجامعة لندن ورئيس تحرير سلسلة بليكان ) .
وثمة دليل قوي آخر هو شهادة المؤرخ بابياس (عام 135م ) حين قال : ( إعتاد الشيخ يوحنا أن يقول : إذ أصبح مرقس ترجماناً لبطرس دون بكل تدقيق كل ما تذكره ، ولم يكن مع هذا بنفس الترتيب المضبوط ما رواه من أقوال وأفعال يسوع المسيح ، وذلك لأنه لم يسمع من السيد المسيح فضلاً عن أنه لم يرافقه ، ولكن بالتبعية كما قلت ، إلتحق ببطرس الذي أخذ يصوغ تعاليم يسوع المسيح لتوائم حاجة المستعمين ، وليس بعمل رواية وثيقة الصلة بيسوع وعن يسوع لأحاديثه ) (المصدر السابق , وانظر " ثقتي في الكتاب المقدس " ص 56 ) .
كما يقول مفسر إنجيل مرقس دنيس نينهام ص 39 : ( من غير المؤكد صحة القول المأثور الذي يحدد مرقس كاتب الإنجيل بأنه يوحنا مرقس المذكور في ( أعمال الرسل 12/12 ، 25 ) ... أو أنه مرقس المذكور في رسالة بطرس الأولى ( 5/13 ) .. أو أنه مرقس المذكور في رسائل بولس ... لقد كان من عادة الكنيسة الأولى أن تفترض جميع الأحداث التي ترتبط باسم فرد ورد ذكره في العهــد الجديد ، إنما ترجع جميعها إلى شخص واحد له هذا الإسم ، ولكن عندما نتذكر أن إسم مرقس كان أكثر الأسماء اللاتينية شيوعاً في الإمبراطورية الرومانية ، فعندئذ نتحقق من مقدار الشك في تحديد الشخصية في هذه الحالة ) .
وتوضح الترجمة الكاثوليكية هذا البيان السابق لدنيس ننهام ببيان , إذ تقول : ( وابتداء نحو السنة 150 م عهد حاسم لتكوين قانون العهد الجديد , وكان الشهيد يستينس أول من ذكر أن المسيحيين يقرأون الإنجيل في إجتماعات الأحد , أنهم يعدونها مؤلفات الرسل , أو أقله مؤلفات أشخاص يتصلون بالرسل صلة وثيقة , وأنهم وهم يستعملونها يولونها منزلة الكتاب المقدس ) ( الكاثوليكية ص 8 ) .
وتقول المقدمة أيضًا : ( منذ نحو السنة 150م أثبت بابياس , مطران هيرابوليس , نسبة الإنجيل الثانى إلى مرقس " لسان حال بطرس " في رومة . وكانوا يقولون أن الكتاب أُلف في رومة بعد وفاة بطرس ( مقدمة الرد على مرقيون في القرن الثانى , ايريناوس ) أو قبل وفاة بطرس ( اقليمنضس السكندرى ) . أما مرقس فكانوا يعتقدون أنه يوحنا مرقس المولود في أورشليم ( رسل 12 /12 ) ورفيق بولس وبرنابا ( رسل 12 / 25 و 13 / 5 و 15 / 35 – 37 و قول 4 / 10 ) ثم رفيق بطرس في بابل أي رومة على الأرجح , وفقًا لما ورد في 1 بط 5 / 13) ( مدخل إنجيل مرقس بالترجمة الكاثوليكية ص 123 ) .
وبالنسبة لكون مرقس لسان حال بطرس كما زعم بابياس وكونه رفيقًا وتابعًا شخصيًا له , فقد استبعدت الدراسات الحديثة ذلك , إذ تستطرد مقدمة الترجمة الكاثوليكية بعد نقلها لرأي بابياس :
( أما صلة الكتاب بتعليم بطرس فهي أمر عسير التحديد . إن عبارة بابياس " لسان حال بطرس " غير واضحة ) (المصدر السابق ص 124 ) .
وهكذا نرى التضارب الصارخ في تحديد شخصية كاتب إنجيل مرقس وارتباطه ببطرس !
ثانيًا : بالنسبة لتاريخ كتابة هذا الإنجيل : ( فإنه غالبًا ما يحدد في الجزء المبكر من الفترة 65-67, وغالبًا في عام65م أو عام66م , ويعتقد كثير من العلماء أن ما كتبه مرقس في الإصحاح 13 قد سطر بعد عام 70م ) ( مقدمة تفسير إنجيل مرقس لدنيس ننهام ص 42 ) .
وتقول مقدمة الكاثوليك : ( ...ويكاد يكون إجماع على أن الكتاب أُلف في رومة بعد اضهاد نيرون السنة 64م ) ( مدخل الكاثوليكية ص 123 ) .
ثالثًا : خاتمة إنجيل مرقس والتي لم ترد في أقدم المخطوطات اليدوية للكتاب المقدس :
( وهناك سؤال لم يلقى جوابًا : كيف كانت خاتمة الكتاب( إنجيل مرقس ) ؟ من المسلم به على العموم أن الخاتمة كما هي الأن (16/9-20) قد أُضيفت لتخفيف ما في نهاية كتاب من توقف فجائي في الآية 8 . ولكننا لن نعرف أبدًا هل فُقدت خاتمة الكتاب الأصلية أم هل رأى مرقس أن الإشارة إلى تقليد الترائيات في الجليل في الآية لا تكفي لاختتام روايته ) ( الكاثوليكية ص 124 ) .
وأنقل هنا ما تقوله بعض الترجمات الإنجليزية عن خاتمة إنجيل مرقس :
New international version :
The most reliable early manuscripts and other ancient witnesses do not have Mark 16:9-20.
New King James Version :
16:20 Verses 9-20 are bracketed in NU-Text as not original. They are lacking in Codex Sinaiticus and Codex Vaticanus, although nearly all other manuscripts of Mark contain them.
http://www.trutheye.com/up/uploads/thumbs/trutheye.com-4454a30674.jpg
صورة طبق الأصل للنسخة القياسية المنقحة للكتاب المقدس يقرون فيها أن الفقرات محل البحث لم ترد في أقدم المخطوطات
رابعًا : مكان كتابة إنجيل مرقس : ( فإن المأثورات المسيحية لا تسعفنا , إن كليمنت السكندري وأوريجين يقولان روما , بينما يقول أخرون مصر وفي غياب أي تحديد واضح تمدنا به هذه المأثورات لمعرفة مكان الكتابة فقد بحث العلماء داخل الإنجيل نفسه عما يمكن أن يمدنا به, وعلى هذا الأساس طرحت بعض الأماكن المقترحة , لكن روما كانت هى الأكثر قبولاً ) ( مقدمة تفسير إنجيل مرقس لدنيس ننهام ص 42 ) .
2- إنجيل متَّى
وتنسبه الكنيسة للحواري متَّى أحد التلاميذ الإثنى عشر الذين اصطفاهم المسيح ، وتزعم أن هذا الكتاب قد ألهمه من الروح القدس . وترجح المصادر أن متَّى كتب إنجيله لأهل فلسطين ، أي لليهود المتنصرين, فمن هو متَّى ؟ وما صلته بالإنجيل المنسوب إليه ؟ وهل يحوي هذا الإنجيل كلمة الله ووحيه؟!
يقول ج.ب فيلبس أستاذ علم اللاهوت بالكنيسة الإنجليزية في مقدمته لإنجيل متَّى : ( إن القديس متَّى كان يقتبس من إنجيل القديس مرقس ، وكان ينقحه محاولاً الوصول إلى تصور أحسن وأفضل لله) .
ونتساءل :كيف هذا ؟!
متَّى الذي كان شاهد عيان لكل ما وعظ به المسيح على حد زعمكم معشر النصارى يقتبس من مرقس الذي قال عنه رجال الكنيسة الأوائل : ( لم يوجد أحد بهذا الإسم (مرقس) عُرف أنه كان على صلة وثيقة ، وعلاقة خاصة بيسوع ، أو كانت له شهرة خاصة في الكنيسة الأولى ) ؟!
بل ويضيف القس / فهيم عزيز في كتابه الشهير ( المدخل إلى العهد الجديد ) أن اعتماد متَّى على مرقس حقيقة معروفة لدى جميع الدارسين !
فإذا كان متَّى هو كاتب الإنجيل فكيف ينقل عن مرقس الذي كان عمره عشر سنوات أيام دعوة المسيح ؟ كيف لأحد التلاميذ الإثني عشر أن ينقل عنه ؟!
ثم إن إنجيل متَّى قد ذكر متَّى العشار مرتين ، ولم يشر من قريب أو بعيد إلى أنه الكاتب ، فقد ذكره بين التلاميذ الإثنى عشر ، ولم يجعله أولاً ولا آخراً ، ثم لما تحدث عن اتباعه للمسيح قال : ( " وفيما يسوع مجتاز هناك رأى إنساناً جالساً عند مكان الجباية اسمه متَّى فقال له : اتبعني فقام وتبعه" ) متَّى 9/9 . فاستخدم أسلوب الغائب ، ولو كان هو الكاتب لقال : " قال لي " ، " تبعته " " رآني "، فدل ذلك على أنه ليس الكاتب ، وهنا يجدر التنبيه على أمر هام ، وهو أن مرقس ذكر القصة ذاتها ، وسمى عامل الضرائب لاوي بن حلفي ( انظر مرقس 2/15 ) فهل لاوي بن حلفي هو نفسه متَّى ؟!
ولذلك يعلق القس ج.ب فيلبس قائلاً : ( نَسَبَ التراث القديم هذه البشارة إلى الحواري متَّى , ولكن معظم علماء اليوم يرفضون هذا الرأي ) .
http://www.trutheye.com/up/uploads/thumbs/trutheye.com-fa7856d638.jpg
صورة طبق الأصل من مقدمة القس ج . ب فيلبس لإنجيل متَّى
وجاء في مقدمة إنجيل متَّى للكاثوليك : ( كان الأمر بسيطًا في نظر الآباء الأقدمين , فإن الرسول متَّى هو الذي كتب الإنجيل الأول " للمؤمنين الذين من أصل يهودي " ( أوريجنيس ) , وهذا ما يعتقده أيضًا كثير من أهل عصرنا , وإن كان النقد الحديث أشد انتباهًا إلى تعقد المشكلة ) .
ثم تستطرد المقدمة : ( أما المؤلف ، فالإنجيل لا يذكر عنه شيئاً وتقاليد الكنيسة تنسبه إلى الرسول متَّى ...... لكن البحث في الإنجيل لا يثبت هذه الأراء دون أن يبطلها على وجه حاسم , فلما كنا لا نعرف اسم المؤلف معرفة دقيقة , يحسن بنا أن نكتفى ببعض الملامح المرسومة في الإنجيل نفسه) (مدخل الكاثوليكية لإنجيل مثَّى ص 34-35 ) .
ويقول القس / فهيم عزيز عن كاتب متَّى المجهول في كتابه ( المدخل إلى العهد الجديد ) : ( لا نستطيع أن نعطيه اسماً ، وقد يكون متَّى الرسول ، وقد يكون غيره ) .
وإنجيل متَّى هو أول إنجيل يطالعك وأنت تقرأ في العهد الجديد ، ويتكون هذا الإنجيل من ثمانية وعشرين إصحاحاً .
وبالنسبة لتاريخ الكتابة : ( فيمكن القول بأنه كُتب في الفترة من 85 م إلى 105م , وعلى أية حال فيمكن القول بأنه كُتب في الربع الأخير من القرن الأول أو في السنوات الأولى من القرن الثاني)(تفسير إنجيل متَّى لجون فنتون ص 11 ) . ( ولذلك فالكثير من المؤلفين يجعلون تاريخ هذا الإنجيل الأول بين السنة 80 م والسنة 90م وربما قبلها بقليل , ولا يمكن الوصول إلى يقين تام في هذا الأمر ) ( مدخل إنجيل متَّى للكاثوليك ص 35 ) .
وعن مكان الكتابة يقول فريدريك جرانت في كتابه " الأناجيل وتطورها " : ( فإن شواهد قوية تشير إلى أنطاكية ... أو أي مكان يقع شمال فلسطين) ( الأناجيل وتطورها ص 140 ) .
وتقول الترجمة الكاثوليكية في مقدمتها لإنجيل متَّى ص 35 : ( ومن المعتقد عادة أنه كُتب في سورية, ربما في انطاكية ( اغناطيوس يستشهد به في أوائل القرن الثاني ) أو في فينيقية ) .
وبالنسبة للغة التي كُتب بها هذا الإنجيل فيكاد يُجمع المحققون على أنها غير اليونانية ، ولعل أهم هذه الشهادات شهادة أسقف هرابوليس الأسقف بابياس 155م حين قال : ( سجل متَّى الأقوال باللغة الأرامية ) ( ثقتي في الكتاب المقدس ص 56 ) .
كما يقول ايريناوس أسقف ليون 200م بأن متَّى وضع إنجيلاً لليهود كُتب بلغتهم .( المصدر السابق ص 57 ).
وأجمعت لجنة التاريخ القبطي في كتابها الشهير " خلاصة تاريخ المسيحية في مصر " على أن متَّى كتب إنجيله باللغة الآرامية . ( خلاصة تاريخ المسيحية في مصر ص 51 ) .
ولما كانت جميع مخطوطات الإنجيل الموجودة يونانية فقد تساءل المحققون عن مترجم الأصل العبراني أو الأرامي إلى اليونانية ، وفي ذلك أقوال كثيرة لا دليل عليها البتة ، فقيل بأن مترجمه متَّى نفسه ، وقيل: بل يوحنا الإنجيلي .
والصحيح ما قاله القديس جيروم ( 420م ) : ( أن الذي ترجم متَّى من العبرانية إلى اليونانية غير معروف ) بل لعل مترجمه أكثر من واحد كما قال بابياس .
وقد قال نورتن الملقب " بحامي الإنجيل " عن عمل هذا المترجم المجهول : ( إن مترجم متَّى كان حاطب ليل ، ما كان يميز بين الرطب واليابس . فما في المتن من الصحيح والغلط ترجمه ) ( نقلاً عن سلسلة " الهدى والنور " د / منقذ السقار, بتصرف ) .
لا شك أن جهل تاريخ التدوين , وجهل النسخة الأصلية التي كانت بالعبرانية على الراجح من أقوال علماء النصارى , وجهل المترجم وحاله من صلاح وغيره , أوقع علماء الكتاب المقدس في موقف لا يحسدون عليه , لكن الذي أود أن أقف عليه هنا , هو موضوع الترجمة , إذ يدفعني ذلك إلى العديد من التساؤلات :
1- إن الذي بين أيدينا الأن هو ترجمة لإنجيل متَّى المفقود , فإذا قلنا بعصمة إنجيل متَّى المفقود ؟ فهل نقول بعصمة الترجمة أيضًا ؟!
2- إن الجهل بمعرفة من هو المترجم وحاله أوجد خلة وثلمة لا يمكن سدها , وذلك لأنه لا يمكننا الأن الحكم بأن هذه الترجمة أمينة وشاهدة شهادة بلا انحراف على ما جاء في الأصل المفقود وذلك لجهلنا بحال هذا المترجم من حيث حفظه وأمانته وبره وصلاحه وتقواه , وعلمه باللغتين التي ترجم عنها والتي ترجم إليها !
3- الجملة التي توضع قبل بداية العهد الجديد : ( العهد الجديد لربنا ومخلصنا يسوع- وقد ترجم من اللغة اليونانية ) , كيف توضع هذه الجملة (وقد ترجم من اللغة اليونانية ) أي العهد الجديد , وقد سبق أن وضح علماء الكتاب في مقدمته هذه الجملة : ( الكتاب المقدس – أي العهد القديم والجديد- وقد ترجم من اللغات الأصلية ) وقد أجمع علماء المسيحية أن اللغة الأصلية لإنجيل متَّى هى العبرانية على الراجح عندهم وليست اليونانية ؟!
إن الأمانة العلمية تقتضي تنبيه جماهير النصرانية بأن اللغة الأصلية لإنجيل متَّى هى العبرانية وأن الأصل العبراني مفقود , فكان لا بد أن تكون الجملة هكذا (الكتاب المقدس – أي العهد القديم والجديد- وقد ترجم من اللغات الأصلية فيما عدا إنجيل متَّى لأن النسخة التي تحوى لغته الأصلية مفقودة ) , ولكنهم لم ينبهوا , إذ أنهم لو نبهوا على ذلك فقد وضعوا أعناقهم بإيديهم تحت المقصلة !
http://www.trutheye.com/up/uploads/thumbs/trutheye.com-270502f34e.jpg
صورة طبق الأصل من مقدمة العهد الجديد لترجمة " الفانديك " 1980م
وللخروج من تلك المشكلة , استخدموا حرفتهم التي برعوا فيها وأتقنوها تمام الإتقان , إذ حذفوا هذه الجملة من الترجمات والنسخ العربية الحديثة , بالرغم من أنها ليست نصًا من الكتاب المقدس إلا أنهم حذفوها , لقد أصبحوا لا يتورعون عن حذف أي شيء !
http://www.trutheye.com/up/uploads/thumbs/trutheye.com-c5efdbdbf1.jpg
صورة طبق الأصل لمقدمة العهد الجديد لإحدى النسخ الحديثة للكتاب المقدس " الفانديك " طبعة 1999م
واكتفوا بوضع تلك الجملة ( الكتاب المقدس – أي العهد القديم والجديد – وقد تُرجم من اللغات الأصلية ) وذلك في مقدمة الكتاب المقدس ( قبل العهد القديم ) , لكي يُوهَم القاريء أن الكتاب كله قد ترجم من اللغات الأصلية بما فيه إنجيل متَّى !
http://www.trutheye.com/up/uploads/thumbs/trutheye.com-f8e5ce5903.jpg
صورة طبق الأصل من مقدمة الكتاب المقدس " الفانديك " طبعة عام 1999م
3-إنجيل لوقا
هو ثالث الأناجيل وأطولها ، ويتكون من أربعة وعشرين إصحاحاً , وأما كتابة هذا الإنجيل فتختلف المصادر في تحديد زمنها بين 70-85م. ( كما يقول فريدريك جرانت – صاحب كتاب " الأناجيل وتطورها " أستاذ الدراسات اللاهوتية للكتاب المقدس بمعهد اللاهوت الإتحادي بنيويورك ص 127 , 128 ) .
وقد اعتمد الكاتب في مصادره على مرقس ، كما نقل عن متَّى وعن مصدر أخر مشترك بينه وبين متَّى .
وتنسب الكنيسة هذا الإنجيل إلى القديس لوقا ، ولا تذكر المصادر النصرانية الكثير عن ترجمته ، لكنها تتفق على أنه لم يكن من تلاميذ المسيح , وكل ما كتبه كان عبارة عن نقل وتنقيح وترتيب كتابات وأفكار من سبقه من المؤلفين بعيدًا عن مفهوم الوحي , وهذا ما يتضح من مقدمته لإنجيله إذ يقول : " إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا ،كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداماً للكلمة "( لوقا 1/1 ) , فليس هنا أي إدعاء من قِبَل لوقا أن ما همَّ بكتابته كان بإلهام أو مسوقًا من الروح القدس , بل إنه يقرر صراحة أن معلوماته جاءت نتيجة لاجتهاده الشخصي لأنه تتبع كل شيء بتدقيق , كما يقرر لوقا أن كثيرين قد أخذوا بتأليف أناجيل !
وكان قد لاحظ ذلك أيضاً عدد من محققي النصرانية ، فقد أنكر إلهامية هذا الإنجيل عدد من النصارى منهم مستر كدل في كتابه " رسالة الإلهام " ومثله واتسن ، ونسب هذا القول للقدماء من العلماء ، وقال القديس أغسطينوس : ( إني لم أكن أؤمن بالإنجيل لو لم تسلمني إياه الكنيسة المقدسة) ( سلسلة " الهدى والنور " د/منقذ السقار ) .
وتتفق المصادر أيضاً في أنه لم يكن يهودياً ، وأنه رفيق بولس المذكور في كولوسي 4/14 وغيرها ، وأنه كتب إنجيله من أجل صديقه ثاوفيلس : " أكتب على التوالي وإليك أيها العزيز ثاوفيلس ، لتعرف صحة الكلام الذي علمت به " ( لوقا 1/3 – 4 ) .
وتختلف المصادر في تحديد شخصية ثاوفيلس ، فقال بعضهم : كان من كبار الموظفين الرومان , وقال آخرون : من اليونان , وقال آخرون : بل كان مصرياً من أهل الإسكندرية , ويقول فردريك جرانت : ( لم نخطر بمن ثاوفيلس هذا , قد يمكن افتراضه موظفًا رومانيًا , كذلك لم نخطر بمن أولئك الكثيرين الذين أخذوا فى تأليف قصص مماثلة ) (الأناجيل وتطورها ص 121 ) .
وتقول الترجمة الكاثوليكية في مقدمتها لإنجيل لوقا ص 179 : ( إنجيل لوقا هو الإنجيل الوحيد الذي له مقدمة مثل كثير من المؤلفات اليونانية في تلك الأيام , وهذه المقدمة موجهة إلى رجل اسمه تاوفيلس يبدوا أنه امرؤ ذو شأن ) .
وتكاد تتفق المصادر على أن لوقا قد كتب لـ ( لثاوفيلس المجهول ) باليونانية ، وأما لوقا ، فقيل بأنه كان رومانياً . وقيل إنطاكياً ، وقيل غير ذلك .
وتقول مقدمة الكاثوليك أيضًا ص 185: ( ويبدو أيضًا أن المؤلف ينتمى إلى العالم الهلنستي بلغته وبعدد من المميزات التي سبق ذكرها . وغالباً ما تبين للنقاد عدم معرفته لجغرافية فلسطين ولكثير من عادات هذا البلد ) .
وعن مكان الكتابة يقول فريدريك جرانت في كتابه " الأناجيل وتطورها " ص 127 : ( إنجيل لوقا قد جمع مادته في فلسطين أو سوريا ) .
وعن مهنة لوقا : فقد قيل بأنه كان طبيباً وهذا هو المشهور . ( المصدر السابق ) .
الأناجيل الإزائية
تعرف أناجيل متَّى ومرقس ولوقا بالأناجيل الإزائية , أي أنه يمكن وضع نصوصها في ثلاثة أعمدة متوازية تساعد على المقارنة بينهم , وذلك يعود إلى أن متَّى ولوقا إعتمدا على مرقس في نقل أناجيلهم مع مصدر أخر مشترك بينهما ( مجهول ) وبجانب وثيقتين( مجهولتين )خاصتين بكل منهما , والمخطط الآتي يختصر ذلك الرأي :
http://www.trutheye.com/up/uploads/thumbs/trutheye.com-194b070312.jpg
نقلاً عن الترجمة الكاثوليكية ص 29
( هذا الرأي يُعرض اليوم بدقة أوفر كثيرًا مما كان له عند نشأته , ومن أكبر فوائده أنه يُسهل البحث في عمل متَّى ولوقا التحريري , فإن عمل التحرير الأدبي يُبين أسباب ما يُرى في الأناجيل الإزائية من إضافات وإغفال وتفسير , ولكن يحسن أن نذكر أن النقاد في أيامنا لا يجرؤون على الجزم هل الوثيقة المشتركة بين متَّى ولوقا هى وثيقة خطية أو مصدر شفهي ولا يجزمون هل كان نص مرقس الذي استعمله متَّى ولوقا النص الذي بين أيدينا أو نصًا أخر ) ( الترجمة الكاثوليكية ص 29 ) .
إن التشابه الكبير بين أقوال المسيح الواردة في إنجيلي متَّى ولوقا يجعل الباحثين النقاد يستنتجون أنهم اعتمدوا على مصدر واحد .
(Irene Allen: The Early Church And The New Testament ( London,1951),pp.133-143)
لكن لا أحد يعرف صفة هذا المصدر وحقيقته التاريخية , ومدى صحة الإعتماد عليه , كما أن أحدًا لا يضمن أن كلاً من مؤلفي إنجيل متَّى ولوقا استعمل هذا المصدر الأساسي بكل أمانة دون تحريف , وإن كانت الإختلافات الموجودة في الإنجيلين تدل على تحريفهما .
فعدم معرفة هذا المصدر معرفة تامة , وكون مؤلفه أو صاحبه مجهولاً أدى إلى إطلاق العلامة " Q " عليه ( Q=Quelle ) أي " ميم " التي تعني " المصدر " .
(H.A.Guy: A Critical Introduction to The Gosppels ( London,1973 ),p.54)
وبالنسبة للمواد , فإليك بيانًا تقريبيًا بعدد الآيات المشتركة بين إنجيلين أو ثلاثة :
الآيات متَّى مرقس لوقا
المشتركة بين الثلاثة 330 330 330
المشتركة بين متَّى ومرقس 187 187 ــ
المشتركة بين مرقس ولوقا ــ 100 100
المشتركة بين متَّى ولوقا 230 ــ 230
الخاصة بكل منهما 330 35 500
( نقلاً عن الترجمة الكاثوليكية ص 28 )
وقد قام علماء الكتاب المقدس بالتفريق بين تلك الأناجيل الإزائية من ناحية , وإنجيل يوحنا من ناحية أخرى , نظرًا لشدة التضارب الصارخ بينه وبين الأناجيل الإزائية كما تقول دائرة المعارف الأمريكية, فضلاً عن تناقض الأناجيل الإزائية مع بعضها البعض ! ( " مدخل إلى الإنجيل كما رواه يوحنا " الترجمة الكاثوليكية ص 280-288 , وانظر دائرة المعارف الأمريكية ج16-ص159 ) .
4-إنجيل يوحنا
من كتب إنجيل يوحنا ؟
وإذا لم يكن يوحنا هوكاتب الإنجيل ، فمن هو الكاتب الحقيقي ؟!
يجيب القس /فهيم عزيز قائلاً : ( هذا السؤال صعب ، والجواب عنه يتطلب دراسة واسعة غالباً ما تنتهي بالعبارة : لا يعلم إلا الله وحده من الذي كتب هذا الإنجيل ) ( المدخل إلى العهد الجديد ص 546 ) .
وحاول البعض الإجابة عن السؤال من خلال تحديد صفات كاتب الإنجيل دون ذكر اسم معين ، جاء في مدخل الإنجيل للكاثوليك عن كاتب الإنجيل ما نصه : ( وليس لنا أن نستبعد استبعادًا مطلقاً الإفتراض القائل بأن يوحنا الرسولي هو الذى أنشأه , ولكن معظم النقاد لا يتبنون هذا الإحتمال . فبعضهم يتركون تسمية المؤلف ، ويصفونه بأنه مسيحي كتب باليونانية في أواخر القرن الأول في كنائس آسية حيث كانت تتلاطم التيارات الفكرية بين العالم اليهودى والشرق الذي اعتنق الحضارة اليونانية . وبعضهم يذكرون بيوحنا القديم الذي تكلم عليه بابياس . وبعضهم يضيفون أن المؤلف كان على اتصال بتقليد مرتبط بيوحنا الرسول , فلا عجب أن يكون " التلميذ الذى أحبه يسوع " تلك المكانة السامية . فوحد بينه وبين يوحنا بن زبدي ) .
ثم تتحفنا المقدمة بطلسم عجيب هذا نصه : ( ومن الغريب أن يوحنا الرسول الكبير الوحيد الذي لم يرد اسمه قط في الإنجيل الرابع - ! - ) ( الترجمة الكاثوليكية ص 287 ) .
وكما أشرنا مسبقًا أن بوليكارب (150م) تلميذ يوحنا بن زبدي لم يذكر إنجيل منسوب إلى يوحنا بن زبدي في قوائمه وفهارسه , وكذلك أسقف آسيا الصغرى بابياس الذي كان خبيرًا بروايات الرسل لم يشر إلى هذا الإنجيل !
تقول الموسوعة الكاثوليكية الحديثة : ( تعيين مؤلف الإنجيل الرابع مشكلة معقدة ) .
(New Cathloic encyclopaedia, vol.7, p.1080.)
ويقول مفسر إنجيل يوحنا/جون مارش عميد كلية مانسيفلد باكسفورد وعضو اللجنة المركزية لمجلس الكنائس العالمى في مقدمته للإنجيل ص 80 : ( ومن المحتمل أنه خلال السنوات العشر الأخيرة من القرن الأول الميلادي قام شخص يدعى يوحنا ، من الممكن أن يكون يوحنا مرقس خلافاً لما هو شائع من أنه يوحنا بن زبدى .. وقد تجمعت لديه معلومات وفيرة عن يسوع ، ومن المحتمل أنه كان على دراية بواحد أو أكثر من الأناجيل المتشابهة ، فقام حينئذ بتسجيل جديد لقصة يسوع ) .
وذكر جورج إيلتون في كتابه " شهادة إنجيل يوحنا " أن كاتب هذا الإنجيل أحد ثلاثة : تلميذ ليوحنا الرسول أو يوحنا الشيخ ( وليس الرسول ) أو معلم كبير في أفسس مجهول الهوية . ( سلسلة " الهدى والنور " – د/منقذ السقار ) .
ومن هذا كله يثبت أن إنجيل يوحنا لم يكتبه يوحنا الحواري ، ولا يُعرف كاتبه الحقيقي ، ولا يصح بحال من الأحوال أن ننسب العصمة والقداسة لكاتب مجهول لا نعرف من يكون .
رسائل العهد الجديد
الرسائل ! ...... ما علاقتها بالوحي ؟ وما علاقتها بالمسيح عليه السلام ؟!
نعم..هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه ؟ نود بالفعل أن نعرف ما علاقة تلك الرسائل بالوحي وبالمسيح وبخلاص البشرية ؟
تخبرنا مقدمة الكتاب المقدس طبعة دار المشرق(الكاثوليكية) بالأطوار المختلفة التى شهدتها تلك الرسائل والتي تمثل الجزء الثانى من العهد الجديد والتي هى عبارة عن مذكرات ورسائل لبعض الأشخاص المجهولين , فليس هناك أي دليل على صحة تلك الرسائل حتى إلى من نسبت إليهم!
تقول المقدمة ص 10 : ( فهكذا يجدر بالذكر ما جرى بين السنة 150م والسنة 200م , إذ حُدد على نحو تدرجي أن سفر أعمال الرسل مؤلف قانوني , وقد عده في أواخر القرن الثاني ايريناوس أسقف مدينة ليون , سفرًا مقدسًا واستشهد به على أنه شهادة لوقا في كلامه على الرسل ) .
وجاء في المقدمة ما نصه : ( ويبدوا أن المسيحيين , حتى ما يقرب من السنة 150 مسيحيًا تدرجوا من حيث لم يشعروا بالأمر إلا قليلاً جدًا إلى الشروع في إنشاء مجموعة جديدة من الأسفـار المقدسة, وأغلب الظن أنهم أجمعوا في بدء أمرهم رسائل بولس واستعملوها في حياتهم الكنسية , ولم تكن غايتهم فقط أن يؤلفوا ملحقًا بالكتاب المقدس , بل كانوا يدعون الأحداث توجههم , فقد كانت الوثائق البولسية مكتوبة في حين أن التقليد الإنجيلي كان لا يزال في معظمه متناقلاً على ألسنة الحفاظ ) ( المقدمة ص 8 ) .
ويستطرد علماء الكتاب المقدس : ( ومهما يكن من أمر , فإن كثيرًا من المؤلفين المسيحيين أشاروا منذ أول القرن الثاني إلى أنهم يعرفون عددًا كبيرًا من رسائل كتبها بولس فيمكننا أن نستنتج من ذلك أنه أقيمت من غير إبطاء مجموعة من هذه الرسائل وأنها انتشرت انتشارًا واسعًا , لما كان للرسول من الشهرة ومع ما كان لتلك النصوص من الشأن , فليس هناك قبل أول القرن الثاني(2 بط 3/16) أي شهادة تُثبت أن هذه النصوص كانت تعد اسفارًا مقدسة لها من الشأن ما للكتاب المقدس ) ( المصدر السابق ) .
" كتبت جميع رسائل بولس قبل ظهور المخطوطات القديمة للأناجيل والأعمال . وكونه قد اطلع على مجموعة من الأوراق والوثائق – قبل ظهور الأناجيل – والتي احتوت على تعاليم يسوع وأمثاله ومعجزاته والتي تعتبر مصدرًا جزئيًا , للأناجيل الأربعة المعترف بها , أمر مشكوك فيه " .
(C.F.Potter : The Lost Years Of Jesus Revealed,1959,p.115)
فـ " رسائل بولس أقدم من الأناجيل , بل إنها أقدم من معظم المصادر التي اعتمدت عليها الأناجيل".
(Hastings' Dictionary Of The Bible,1963,p.478)
( أما رسائل بولس فيكاد أن يكون من الأكيد أنها لم تدخل إلى القانون الواحدة بعد الأخرى , بل إن مجموعتها أُدخلت إليه برمتها يوم أخذ يغلب على الكنيسة الرأى القائل بأنه لا بد من الحصول على قانون للعهد الجديد ) ( الترجمة الكاثوليكية ص 9 ) .
وتقول دائرة المعارف البريطانية : ( يعزى أكثر من نصف هذه الرسائل – رسائل العهد الجديد- إلى بولس , ورغم ذلك اعترض الدارسون النقاد على صحة هذه النسبة في بعض الأحوال ) .
(Encyclo.Brit.(1973),vol.3,p574.)
" واعتراضات النقاد الدارسين على رسالة بولس إلى العبرانيين , ورسالتيه إلى تيموثاوس , ورسالته إلى تيطس ( الثلاثة الأخيرة منها تعد خاصة بأنظمة الكنائس المسيحية ) قوية جدًا يصعب الرد عليها, ولا سيما الرسائل الثلاثة الأخيرة منها . فالكلمات والتركيب المستخدمة فيها تبدو أقرب إلى العبادات اللغوية المستعملة في القرن الثاني , كما أنها تختلف اختلافًا كبيرًا عن الألفاظ الموجودة في الرسائل الأخرى المنسوبة إلى بولس , فالمراتب المذكورة في هذه الرسائل الثلاث مثل الأسقف والقس والشماس وجدت بعد عصر بولس , كما أن أسلوبها يختلف عن الرسائل الأخرى " .
(R.H Fuller : Acritical Introduction to the New Testament (London 1979),pp133-134 ; Encyclo.Brit.(1973), vol.17,pp.444,476)
ومما يتضمنه العهد الجديد ( بجانب رسائل بولس ) من رسائل ونصوص مثل رسالة يعقوب , ورسالة بطرس الثانية , ورسالة يوحنا الثانية والثالثة , ورسالة يهوذا , ورؤيا يوحنا اللاهوتي , إعتُرف بصحته في العصور المتأخرة إذ وافقت الكنيسة المسيحية على مشروعيتها الكاملة , والسبب في ذلك بَـيَّـنَه لنا علماء الكتاب المقدس في مقدمتهم للترجمة الكاثوليكية ص 10 : ( ويبدوا أن مقياس نسبة المؤَلف إلى الرسل استعمل استعمالاً كبيرًا , ففقد رويدًا رويدًا كل مؤَلف لم تثبت نسبته إلى رسول من الرسل ما كان له من الحظوة . فالأسفار التي ظلت مشكوكة في صحتها , حتى القرن الثالث , هى تلك الأسفار نفسها التي قام نزاع على صحة نسبتها إلى الرسل في هذا الجانب أو ذلك من الكنيسة . وكانت الرسالة إلى العبرانيين والرؤيا ( رؤيا يوحنا اللاهوتي ) أشد المنازعات . وقد أنكرت صحة نسبتهما إلى الرسل إنكارًا شديدًا مدة طويلة . فأُنكرت في الغرب صحة الرسالة إلى العبرانيين وفي الشرق صحة الرؤيا . ولم تُقبل من جهة أخرى إلا ببطء رسالتا يوحنا الثانية والثالثة ورسالة بطرس الثانية ورسالة يهوذا . ولاحاجة إلى أن نتتبع تتبعًا مفصلاً جميع مراحل هذا التطور الذي أدى خلال القرن الرابع إلى تأليف قانون هو في مجمله القانون بعينه الذي نعرفه اليوم , ما عدا التردد في ترتيب الأسفار في القانون . وإن الإهتمام بالوحدة في الكنيسة , وقد ازداد فيها يومًا بعد يوم الإقرار بحق الصدارة لسلطة كنيسة رومة , قد ساهم مساهمة غير قليلة في تخفيف ما ظهر من الخلافات فى هذه المرحلة أو تلك من التطور الذى رافق تأليف القانون ) .
( لقد ظلت الكنيسة تتردد وتشك في نسبة تلك الرسائل إلى المؤلفين الذين كانت تعزى إليهم ).
(Daniel-Rops: Life Of Jesus, p.29)
ويوجد هذا الشك منذ العصر الأول للمسيحية , يقول أوريجان (ت/253م)على سبيل المثال معبرًا عن رأيه في رسالة بولس إلى العبرانيين : ( الله وحده أعلم من الذي كتب هذا السفر ) .
(Bratton's History Of The Bible, p.122)
لقد كان للمجامع الكنسية المنعقدة الدور الأساسي في اعتماد هذه الرسائل وتجنب غيرها , ولا أقصد أن مجمعًا كنسيًا اجتمع في وقت معين واتخذ القرار مرة واحدة على أساس التصويت , وإنما تم اتخاذ القرارات بصحة أسفار وببطلان أخرى على أيدي أصحاب المجامع الكنسية في عصور مختلفة , ولم يتم على أيدي الرسل والأنبياء أنفسهم .
ومن أمثلة المجامع التي عقدت لهذا الغرض : مجمع العلماء المنعقد سنة 382م والذي اعترف بقراراته البابا داماسوس والبابا جلاسيوس في القرن الخامس . ومن أمثلتها أيضًا مجمع لوديسيا المنعقد في سنة 363م , ومجمع هبو في سنة 393م , ومجمع كارثيج المنعقد سنة 397م , ومجمع الكنيسة المنعقد سنة 642م , والمجمع الذي عقد في فلورنس سنة 1441م , ومجمع ترنت سنة 1546م , ومجمع فاتيكان الأول (1870م).
وفي النهاية لا تبقى إلا نتيجة واحدة ألا وهى : أن الأناجيل القانونية ومعها الرسائل ما هى إلا كتب مؤلفة بكل معنى الكلمة , ولا يمكن الإدعاء ولو للحظة واحدة أنها كتب إلهام , لقد كتبها أناس مجهولون , في أماكن غير معلومة , وفي تواريخ غير مؤكدة , فعن أى سند يتحدثون ؟! وأي دليل عقلي هذا الذي يستدل به القمص / يوحنا فوزي ؟!
يقول الباحث/ برنارد أللين : ( لا تشير الأناجيل نفسها إلى مؤلفيها , وأما العناوين الموجودة عليها (إنجيل متَّى وإنجيل مرقس وغيرهما) فهى لم تطلق قبل مضي جيلين من تأليفهما , وذلك حينما جمعت في كتاب واحد , وكانت هناك حاجة إلى التمييز بينهما ) .
(Bernard M.Allen: The Story Behind the Gospels (London, 1926), pp4-5)
وتقول دائرة المعارف البريطانية : ( الحق أن الأناجيل وكتاب الأعمال نشرت مجهولة والعناوين الموجودة عليها الأن جاءت في القرن الثاني ). (Encyclo.Brit. (1973), vol.13, pp.32-33)
ويقول القس المهتدي / نوح كلر : ( ... وعندما التحقت بجامعة " غانزاغا " الكاثوليكية بولاية واشنطن خريف 1972م اكتشفت أن مصداقية هذا الكتاب المقدس – لا سيما " العهد الجديد منه " – تعرضت لتشكيك كبير من قِبَل كثير من الباحثين المسيحيين أنفسهم , نتيجة للدراسات الحديثة في تأويل النصوص وإعادة قراءتها . وفي أثناء دراستي مادة اللاهوت قرأت ترجمة نورمان بيرين الإنجليزية لكتاب " إشكالية يسوع التاريخي " الذي كتبه يواكيم يريمياس , وهو واحد من أبرز علماء " العهد الجديد " في القرن العشرين الذين أمضوا سنوات طويلة في دراسة هذه النصوص دراسة متعمقة , ساعده فيها تمكنه من اللغات القديمة التي كتبت بها أصول هذه النصوص . وقد اتفق يريمياس في نهاية الأمر مع اللاهوتي الألماني رودلف بولتمان على أنه " يمكن القول دون أدنى ريب : إن الحلم بكتابة السيرة الذاتية ليسوع قد انتهى للأبد ! " . وهذا يعني أن حياة السيد المسيح – كما عاشها بالفعل – لا يمكن إعادة نسجها إعتمادًا على ما ورد في العهد الجديد بلا أي درجة من الثقة ) ( هكذا أسلمت , رحلة البحث عن معنى ص 11 -12 ) .
وأختم بكلمة للشيخ الجليل العلامة المحدث / أبي إسحاق الحويني أمد الله في عمره ونفع الأمة بعلمه , سمعتها منه في إحدى محاضراته التي حملت عنوان " علموا أولادكم حب الصحابة " : ( لو علمنا أن طالب علم في مجلس علم لأحد المشايخ المحدثين غفل لمدة دقيقة عن شيخه , فهذا لا تقبل روايته عن شيخه ! ) .
فكيف الأمر إذا ما أصبحت الدقائق ساعات , وأصبحت الساعات أيام , وأصبحت الأيام سنوات , وأصبحت السنوات قرون , أجيبونا أيها النصارى آهذا يحدث في كتاب من عند الله ؟؟
)))))))))))))))))))))((حيل القساوسة قديما((((((((((((((((((((
يقول شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله فى كتابه (الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح)
فصل # والخوارق التي تضل بها الشياطين لبني آدم مثل تصور الشيطان بصورة شخص غائب أو ميت ونحو ذلك ضل بها خلق كثير من الناس من المنتسبين إلى المسلمين أو إلى أهل الكتاب وغيرهم وهم بنو ذلك على مقدمتين # إحداهما أن من ظهرت هذه على يديه فهو ولي لله وبلغة النصارى هو قديس عظيم # الثانية أن من يكون كذلك فهو معصوم فكل ما يخبر به فهو حق وكل ما يأمر به فهو عدل وقد لا يكون ظهرت على يديه خوارق لا رحمانية ولا شيطانية ولكن صنع حيلة من حيل أهل الكذب والفجور وحيل أهل الكذب والفجور كثيرة جدا فيظن أن ذلك من العجائب الخارقة للعادة ولا يكون كذلك مثل الحيل المذكورة عن الرهبان
# وقد صنف بعض الناس مصنفا في حيل الرهبان مثل الحيلة المحكية عن أحدهم في جعل الماء زيتا بأن يكون الزيت في جوف منارة فإذا نقص صب فيها ماء فيطفو الزيت على الماء فيظن الحاضرون أن نفس الماء انقلب زيتا # ومثل الحيلة المحكية عنهم في ارتفاع النخلة وهو أن بعضهم مر بدير راهب وأسفل منه نخلة فأراه النخلة صعدت شيئا شيئا حتى حاذت الدير فأخذ من رطبها ثم نزلت حتى عادت كما كانت فكشف الرجل الحيلة فوجد النخلة في سفينة في مكان منخفض إذا أرسل عليه الماء امتلأ حتى تصعد السفينة وإذا صرف الماء إلى موضع آخر هبطت السفينة # ومثل الحيلة المحكية عنهم في التكحل بدموع السيدة يضعون كحلا في ماء متحرك حركة لطيفة فيسيل حتى ينزل من تلك الصورة فيخرج من عينها فيظن أنه دموع # ومثل الحيلة التي صنعوها بالصورة التي يسمونها القونة
بصيدنايا وهي أعظم مزاراتهم بعد القمامة وبيت لحم حيث ولد المسيح وحيث قبر فإن هذه صورة السيدة مريم وأصلها خشبة نخلة سقيت بالأدهان حتى تنعمت وصار الدهن يخرج منها دهنا مصنوعا يظن أنه من بركة الصورة # ومن حيلهم الكثيرة النار التي يظن عوامهم أنها تنزل من السماء في عيدهم في قمامة وهي حيلة قد شهدها غير واحد من المسلمين والنصارى ورأوها بعيونهم أنها نار مصنوعة يضلون بها عوامهم يظنون أنها نزلت من السماء ويتبركون بها وإنما هي صنعة صاحب محال وتلبيس # ومثل ذلك كثير من حيل النصارى فجميع ما عند النصارى المبدلين لدين المسيح من الخوارق إما حال شيطاني وإما محال
بهتاني ليس فيه شيء من كرامات الصالحين # وكذلك أهل الإلحاد المبدلين لدين محمد الذين يتخذون دينا لم يشرعه الله ورسوله ويجعلونه طريقا إلى الله وقد يختارونه على الطريق التي شرعها الله ورسوله مثل أن يختاروا سماع الدفوف والشبابات على سماع كتاب الله تعالى فقد يحصل لأحدهم من الوجد والغرام الشيطاني ما يلبسه معه الشيطان حتى يتكلم على لسان أحدهم بكلام لا يعرفه ذلك الشخص إذا أفاق كما يتكلم الجني على لسان المصروع وقد يخبر بعض الحاضرين بما في نفسه ويكون ذلك من الشيطان فإذا فارق الشيطان ذلك الشخص لم يدر ما قال ومنهم من يحمله الشيطان ويصعد به قدام الناس في الهواء # ومنهم من يشير إلى بعض الحاضرين فيموت أو يمرض أو يصير مثل الخشبة # ومنهم من يشير إلى بعض الحاضرين فيلبسه الشيطان ويزول عقله حتى يبقى دائرا زمانا طويلا بغير إختياره
# ومنهم من يدخل النار ويأكلها ويبقى لهبها في بدنه وشعره # ومنهم من تحضر له الشياطين طعاما أو شيئا من لادن أو سكر أو زعفران أو ماء ورد ومنهم من تأتيه بدراهم تسرقها الشياطين من بعض المواضع # ثم من هؤلاء من إذا فرق الدراهم على الحاضرين أخذت منهم فلا يمكنون من التصرف فيها إلى أمور يطول وصفها وآخرون ليس لهم من يعينهم على ذلك من الشياطين فيصنعون حيلا ومخاريق # فالملحدون المبدلون لدين الرسل دين المسيح أو دين محمد صلى الله عليهما وسلم هم كأمثالهم من أهل الإلحاد
والضلال الكفار المرتدين والمشركين ونحوهم كمسيلمة الكذاب والأسود العنسي والحارث الدمشقي وبابا الرومي وغيرهم ممن لهم خوارق شيطانية # وأما أهل الحيل فيكثرون وهؤلاء ليسوا أولياء الله بل خوارقهم إذا كانت شيطانية من جنس خوارق الكهنة والسحرة لم يكن لهم حال شيطاني بل محال بهتاني فهم متعمدون للكذب والتلبيس بخلاف من تقترن به الشياطين فإن فيهم من يلتبس عليه فيظن أن هذا من جنس كرامات الصالحين كما أن فيهم من يعرف أن ذلك من الشياطين ويفعله لتحصيل أغراضه فالمقصود أنه كثير من الخوارق ما يكون من الشياطين أو يكون حيلا ومخاريق ويظن أنها من كرامات الصالحين فإن ما يكون شبيه الشرك أو الفجور إنما يكون من الشيطان مثل أن يشرك الرجل بالله فيدعو الكواكب أو يدعو مخلوقا من البشر ميتا أو غائبا أو يعزم ويقسم بأسماء مجهولة لا يعرف معناها أو يعرف أنها أسماء الشياطين أو يستعين بالفواحش والظلم فإن ما كان هذا سببه من الخوارق فه
محمد جلال القصاص
حادث سبِّ النبي صلى الله عليه وسلم في الصحف الأوروبية، ومن قبل امتهان أوراق القرآن الكريم، والتعدي على المصحف، وغير هذا مما يحدث من (أهل الكتاب) في واقعنا المعاصر، وما حدث منهم على مر التاريخ، حين دخلوا بيت المقدس وسفكوا فيه دم مائة ألف من النساء والأطفال ومن وضعوا السلاح حتى صار الدم بِرِكٌ تسبح فيها الخيل،
وما حدث في البوسنة والهرسك في العقد الماضي، وما حدث في العراق من قصف ملاجئ الآمنين وطوابير الـمُنسحبين وحصارٍ دامَ لسنين، وما حدث في الصومال من تجويع وتخريب، وما حدث في أفغانستان ... كل هذا -وغيره- أمارات بيّنة على أن دعوى المحبة عند القوم كاذبة.
يدّعي النصارى أن النصرانية دين محبة، ويرددون نصاً من الإنجيل (حبوا أعدائكم، باركوا لاعنيكم، صلّوا من أجل الذين يسيئون إليكم).
ويتكلم النصارى أن قلوبهم تفيض حباً وشفقة على الغير، وأن المسيح ما جاء إلا للفداء، وأنه جاء ليلقي سلاماً على الأرض... وكله كذب!
أين هذا على أرض الواقع؟ بل أين هذا في كتابهم (المقدس)؟
نحن لا نتكلم عن مسابّة بين شخصين من عوام الناس، بل تهكم على أغلى ما عند المسلمين، النبي والقرآن، وبأسلوب يُستقبح من السفهاء وعوام الناس فما بالك بالمفكرين وأرباب الإعلام؟
ونحن لا نتكلم عن حادث فردي حدث مرة أو مرتين، وإنما عادة للقوم تتكرر في كل مكان وزمان حين يكون لأهل الصليب شوكة.
الحدث ليس فردياً؛ فصحيفة نشرت، وجمهور قرأ ولم ينكر، ومثقّفون لم يعتذروا أو يتبرؤوا، و (رجال دين) سكتوا سكوت المقرّ الراضي بالحدث، وحكومة سيق إليها كل عزيز كي تعتذر ولم تعتذر، ولم تر في الأمر شيئاً!!
وقل مثل هذا على باقي الأحداث التي تحدث هنا وهناك، والتي حدثت بالأمس، والتي تحدث اليوم.
فأين المحبة يا أدعياء المحبة؟!
إن الحقيقة التي لا مراء فيها أن دين النصرانية دين لا يعرف أدباً مع المخالف، أي أدب! وأن دين النصارى دين إرهاب هذا ما تقوله نصوص كتابهم المقدس في (العهد الجديد) و (العهد القديم).. وهذا ما يحدث على أرض الواقع بتمامه. وأنقل لك -أخي القارئ- بعض ما يقوله كتّابهم لتعرف كيف يتطابق مع الواقع، وأن القوم في سفاهتهم وبطشهم ينطلقون من منطلق عقدي ديني وليس تصرفات فردية كما يخدعون عوام الناس.
جاء على لسان المسيح -كما يزعمون-: "لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض. ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً" [متّى: 10: 34].
وجاء في سفر حزقيال [9 : 5 ـ 7] على لسان (الرب): "اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ خَلْفَهُ وَاقْتُلُوا. لاَ تَتَرََّأفْ عُيُونُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. أَهْلِكُوا الشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. وَلَكِنْ لاَ تَقْرَبُوا مِنْ أَيِّ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ، وَابْتَدِئُوا مِنْ َقْدِسِي. فَابْتَدَأُوا يُهْلِكُونَ الرِّجَالَ وَالشُّيُوخَ الْمَوْجُودِينَ أَمَامَ الْهَيْكَلِ. وَقَالَ لَهُمْ : نَجِّسُوا الْهَيْكَلَ وَامْلَأُوا سَاحَاتِهِ بِالْقَتْلَى، ثُمَّ اخْرُجُوا. فَانْدَفَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ وَشَرَعُوا يَقْتُلُون"
أليس هذا ما حدث في بيت المقدس حين دخله الصليبيون أول مرة ؟؟!!
و (الكتاب المقدس) هو الكتاب الوحيد الذي يأمر بقتل الأطفال!!
جاء في سفر العدد (31: 1ـ 18): "وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: انْتَقِمْ مِنَ الْمِدْيَانِيِّينَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، وَبَعْدَهَا تَمُوتُ وَتَنْضَمُّ إِلَى قَوْمِكَ. فَقَالَ مُوسَى لِلشَّعْبِ: جَهِّزُوا مِنْكُمْ رِجَالاً مُجَنَّدِينَ لِمُحَارَبَةِ الْمِدْيَانِيِّينَ وَالانْتِقَامِ لِلرَّبِّ مِنْهُمْ. فَحَارَبُوا الْمِدْيَانِيِّينَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ وَقَتَلُوا كُلَّ ذَكَرٍ؛ وَقَتَلُوا مَعَهُمْ مُلُوكَهُمُ الْخَمْسَةَ: أَوِيَ وَرَاقِمَ وَصُورَ وَحُورَ وَرَابِعَ، كَمَا قَتَلُوا بَلْعَامَ بْنَ بَعُورَ بِحَدِّ السَّيْفِ. وَأَسَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ نِسَاءَ الْمِدْيَانِيِّينَ وَأَطْفَالَهُمْ، وَغَنِمُوا جَمِيعَ بَهَائِمِهِمْ وَمَوَاشِيهِمْ وَسَائِرَ أَمْلاَكِهِمْ، وَأَحْرَقُوا مُدُنَهُمْ كُلَّهَا بِمَسَاكِنِهَا وَحُصُونِهَا، وَاسْتَوْلَوْا عَلَى كُلِّ الْغَنَائِمِ وَالأَسْلاَبِ مِنَ النَّاسِ وَالْحَيَوَانِ، ... فَخَرَجَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ وَكُلُّ قَادَةِ إِسْرَائِيلَ لاِسْتِقْبَالِهِمْ إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ ، فَأَبْدَى مُوسَى سَخَطَهُ عَلَى قَادَةِ الْجَيْشِ مِنْ رُؤَسَاءِ الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءِ الْمِئَاتِ الْقَادِمِينَ مِنَ الْحَرْبِ، وَقَالَ لَهُمْ: لِمَاذَا اسْتَحْيَيْتُمُ النِّسَاءَ؟ إِنَّهُنَّ بِاتِّبَاعِهِنَّ نَصِيحَةَ بَلْعَامَ أَغْوَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِعِبَادَةِ فَغُورَ، وَكُنَّ سَبَبَ خِيَانَةٍ لِلرَّبِّ، فَتَفَشَّى الْوَبَأُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. فَالآنَ اقْتُلُوا كُلَّ ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ، وَاقْتُلُوا أَيْضاً كُلَّ امْرَأَةٍ ضَاجَعَتْ رَجُلاً، وَلَكِنِ اسْتَحْيَوْا لَكُمْ كُلَّ عَذْرَاءَ لَمْ تُضَاجِعْ رَجُلاً".
وجاء في سفر إشعيا (13 : 16) يقول (الرب): "وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم".
أليس هذا بتمامه ما شاهدناه في البوسنة والهرسك؟ ألم يكونوا يحطّمون الأطفال -وليس فقط يقتلونهم، يضعونهم في خلطات الأسمنت ويعلقونهم بمسامير كبيرة في الأشجار ويتركونهم ينزفون حتى الموت!! ألم تفضح نساء المسلمين في البوسنة والهرسك أمام أعين الرجال؟ ألم تنهب البيوت؟!
إنها تعاليم الكتاب المقدس!
واسمع إلى إله الكتاب المقدس وهو يأمر بحرب إبادة كاملة: "أما مُدُنُ الشُّعُوبِ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ مِيرَاثاً فَلاَ تَسْتَبْقُوا فِيهَا نَسَمَةً حَيَّةً، بَلْ دَمِّرُوهَا عَنْ بِكْرَةِ أَبِيهَا، كَمُدُنِ الْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ كَمَا أَمَرَكُمُ الرَّبُّ " جاء في سفر التثنية (20 : 16).
وغير هذا كثير، أمسكتُ عنه لضيق المقام، وهو معروف مشهور للمتخصصين، فمن شاء رجع إليه.
والمقصود أن هذا هو الوجه الحقيقي للنصرانية، أنها لا تحب أحداً، وأنها لا تحمل وقاراً (للآخر)، وليس عندها إلا القتل والسفك إن قدرت. هذا ما يقوله التاريخ، وما ينطق به الواقع في (أبو غريب) و (جوانتنامو) و (قلعة حاجي) في أفغانستان وغيرهم.
وصدق الله العظيم {كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ} [التوبة:8].
وأين هذا من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للجيش حين يغزوا: «انطلقوا باسْمِ الله وَبالله وَعَلَى مِلّةِ رَسُولِ الله، وَلا تَقْتُلُوا شَيْخاً فَانِياً وَلاَ طِفْلاً وَلا صَغيراً وَلا امْرَأةً، وَلا تَغُلّوا وَضُمّوا غَنَائِمَكُم وَأصْلِحُوا وَأحْسِنُوا إنّ الله يُحِبّ المُحْسِنِينَ». (زيادة الجامع الصغير- للإمام السيوطي)
وقوله عليه الصلاة والسلام: «سِيُروا بِاسْمِ اللهِ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ. قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللهِ، وَلاَ تَمْثُلُوا، وَلاَ تَغْدِرُوا، وَلاَ تَغُلُّوا، وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيداً». رواه ابن ماجه.
نعم، عندنا الولاء والبراء، ونعم {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة:22]
ولكن الكره والسيف عندنا لمن حادّ الله ورسوله، لمن كفر وحمل الناس على الكفر، لمن ضلّ وأضلّ وأبى إلا ذلك بعد بذل كل سبل الحسنى له..
السيف عندنا لمن حمل في وجهنا السيف، أما من وضعه وأغلق عليه باب داره فلا حاجة لنا فيه.
السيف عندنا بعيد كل البعد عن النساء والأطفال ومن ليس من أهل القتال.
لا نفعل بالنساء والأطفال والضعاف ما فعله القوم في بيت المقدس وما فعلوه في فلسطين والعراق والشيشان والبوسنة والهرسك وأفغانستان كما أمرهم كتابهم (المقدس)، بل عندنا: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة:8].
وليس في شرعنا ولا في تاريخنا ولا في واقعنا المعاصر أننا سببنا نبياً أو رسولاً، أو استهزأنا بعقيدة ما وإن كنا نقر بأنها محرفه.
فأيُّنا المحب للخير؟
وأيُّنا المؤدب؟
؟؟؟؟؟؟؟؟يتشدق ( المبشرون ) بأنهم بالحق ينطقون ، وأنهم لم يأتوا بجديد وإنما فقط اظهروا الحقيقة التي أخفاها المسلمون منذ ألف وأربعمائة عام ، فما هم إلا قراء للكتب الإسلامية ، هكذا يتكلمون ، وصدقهم قومهم ونفر من قومنا ، ثم شاء الله أن يخرج بطرس اللئيم على الملأ فاستدعانا للدفاع عن ديننا ، ورحنا نتتبع ما تكلم به فوجدناهم يكذبون . فضحهم بطرس . وهاك البيان .
وباستقراء شبهات النصارى التي يتكلمون بها بألسنتهم في البالتوك أو الفضائيات أو في التسجيلات المنتشرة على الشبكة العنكبوتية ، يتضح لنا أن شبهات النصارى تتكون بثلاثِ طرقٍ رئيسية (1) وباقي الطرق فرعٌ على هذه الثلاث :
*الطريقةُ الأولى : الكذبُ الصريحُ
*والطريقةُ الثانية ـ القولي أو الفعلي ـ ثم استخدامُ مقدماتٍ عقليةٍ أو عرفيةٍ لتفسيره.
*والطريقةُ الثالثة : اعتمادُ الضعيفِ والشاذِ وما لا يصح من الحديثِ وأقوالِ العلماءِ ، وتصديرُه للناس على أنه حديثُ رسولِ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأقوالُ علماءِ المسلمين .
هذه هي الطرق الرئيسية التي تتكون بها شبهات النصارى . وبقليل من التمعن .نجد أن الطريقةَ الثانيةَ والثالثةَ ترجع للأولى ... وهي الكذب الصريح . إذ أن بترَ النص من سياقه العام ـ القولي أو الفعلي ـ ثم استخدام مقدماتٍ عقليةٍ أو عرفيةٍ لتفسيره نوع من الكذب . وكذا اعتمادُ الضعيفِ والشاذِ وما لا يصح من الحديثِ وأقوالِ العلماءِ ، وتصديرُه للناس على أنه حديثُ رسولِ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأقوالُ علماءِ المسلمين نوع من الكذب أيضا .
فيمكننا أن نقول في جملة واحدة أن شبهات النصارى تتكون بالكذب . هذا هو طريقها . . الكذب المباشر أو الكذب غير مباشر . وهاك البيان .
أمثلة للكذب الصريح:
* يقول ( في تفسير القرطبي لآية الأعراف 143 : إن موسى عليه السلام رأى الله فلذلك خر صعقا ، وأما الجبل رأى ربه فصار دكا (2)) وهذا كذب صريح ، فليس عند القرطبي شيء من هذا ، يكذب ليدلل على عقيدته .
* يقرأ آية من القرآن ويطلب من المذيع أن يتابع معه في مصحفٍ آخر بيد المذيع ، فيظهر اختلاف بين المصحف الذي في يد زكريا بطرس والمصحف الذي في يد المذيع ، فيقول للمذيع لا بد أن المصحف الذي في يدك المصحف الخاص بشمال أفريقيا . ثم يسأل أتبع ؟(3)
المصحف في كل الدنيا واحد ، ليس هناك مصحف خاص بأهل المغرب ( شمال أفريقيا ) ، وليس هناك مصحف خاص بغيرهم ، كل المصاحف واحدة ، وكل الآيات تحمل أرقاماً ثابتة ، وهو يكذب ليقول للناس أن لكل بلد ( أو مجموعة بلاد من المسلمين ) مصحف خاص بهم . أو ليقول أن هناك نسخ من القرآن العظيم ، وشهد المذيع عليه في ذات الحلقة إذْ قال : ( أنا أول مرة أشوف قرآن مختلف عن قرآن ثاني ) ، وهذه هي الحقيقة ليس هناك قرآن مختلف عن قرآن ثاني إلا عند هذا الكذاب اللئيم . وإن كان صادقاً فليأتنا بمصحف أهل المغرب ( شمال أفريقيا ) ويتلو علينا الآية الذائد فيه في سورة آل عمران كما زعم .ولا يستطيع لأنه لا يوجد .
* يقول ناقلاً عن كتابه ( المسيح يقول : إمرأة واحدة لرجل واحد ومن يتزوج بامرأة مطلقة يزني ) (4) ، وهو هنا يكذب أيضاً .. حتى في دينه يكذب ، وهذا طبعي جداً فالكذاب كذاب تكلم في الإسلام أو تكلم في غيره .
ليس في كتابه ( إمرأة واحدة لرجل واحد ) وإنما هي من عنده ، وضعها في النص من عند نفسه ثم راح يستشهد بها ، في [ متى 19 :9 ] 9 وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَب الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي، وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي». ، ثم يحتج علينا بأن النصرانية حرَّمت التعدد وأن ذلك رحمة بالنساء ونوعاً من الاحترام لهنَّ ، وهو يكذب فالمسيح لم يحرم التعدد ، وإنما حرمه الذين جاءوا من بعده ، ولم يرحموا المرأة بل عذبوها حين تركوها بلا زوج ، ولم يرحموا الإنسانية حين تركوا ملايين النساء بلا زواج ، أين يذهبن ؟ ومن أين يشبعن رغباتهم ولا زوج معهن ؟ وهو ما جعل الفاحشة تنتشر بين الناس في مجتمعاتهم ، لست هنا لمناقشة التعدد وإنما لبيان كيف يأتي بطرس بشبهاته ، إنه يكذب .. يكذبه حتى وهو يتكلم عن دينه .
* يقول ورد في صحيح البخاري ومسلم ما يدل على أن التمتع بالنساء حلال ، وأن الصحابة فعلوه في عهد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم وأبي بكر ، ويستدل على ذلك بحديث عند البخاري (5) " عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ أُنْزِلَتْ آيَةُ الْمُتْعَةِ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَفَعَلْنَاهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُنْزَلْ قُرْآنٌ يُحَرِّمُهُ وَلَمْ يَنْهَ عَنْهَا حَتَّى مَاتَ قَالَ رَجُلٌ بِرَأْيِهِ مَا شَاءَ "
وكذباً يفسر المتعة الواردة في الحديث بالتمتع بالنساء ( الزواج المؤقت الذي أجمعت الأمة على تحريمه ) والمتعة التي في الحديث هي التمتع بالحج ، بمعنى فصل العمرة عن الحج ، لم يقل أحد بغير هذا ، بدليل ما ورد في صحيح مسلم عن نفس الراوي ـ عمران بن حصين رضي الله عنه ـ يقول " نَزَلَتْ آيَةُ الْمُتْعَةِ فِي كِتَابِ اللَّهِ يَعْنِي مُتْعَةَ الْحَجِّ وَأَمَرَنَا بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ لَمْ تَنْزِلْ آيَةٌ تَنْسَخُ آيَةَ مُتْعَةِ الْحَجِّ وَلَمْ يَنْهَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى مَاتَ قَالَ رَجُلٌ بِرَأْيِهِ بَعْدُ مَا شَاءَ " مسلم / 2158
وقد نص على ذلك شارح البخاري ( ابن حجر العسقلاني ) في شرحه لحديث عمران نفسه عند البخاري /1469
يقول أن الفخر الرازي في تفسيره ( التفسير الكبير ) نص في موضعين على أن هناك شيطاناً أبيض كان يظهر للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في صورة جبريل ، وذلك في تفسير سورة الحج آية (52 ) وسورة التكوير آية (25 )
وهذا من الكذب الفاحش فالفخر الرازي ذكر هذا الكلام على أنه من كلام المخالف ورد عليه ونفاه بشده ، وهي عادة الفخر الرازي أن يذكر كلام المخالف ثم يرد عليه ، بل اشتد الفخر الرازي في نفي أن يكون الشيطان تكلم على لسان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فضلا عن أن يكون قد تمثل إليه في صورة ملك وأوحى إليه ، ولك أن ترجع إلى تفسير الفخر الرازي لآية الحج (52 ) وآية التكوير (25 )
وتكرر هذا النوع من الكذب من بطرس في قضية الصلب ، يقول بأن علماء المسلمين يعترفون بصلب المسيح وقتله ، ويقول بأن ذلك عند الفخر الرازي في تفسيره لآية [ النساء : 157 ] ، وينقل عن الفخر الرازي ما ينفيه الفخر الرازي ويرد عليه ، بمعنى أن الفخر الرازي أورد شبهات القائلين بالصلب من إخوان بطرس ثم راح يرد عليها ، فأتى بطرس ونقل ما ينفيه الرازي ويرد عليه وقال هو قول الفخر الرازي . !! (6)
ولذلك تجد النصارى كثيراً ما ينقولون عن الفخر الرازي ، وهم لا ينقلون عنه في الحقيقة ، وإنما ينقلون الشبهات التي يسردها ثم يرد عليها ، ينقلون الشبهات دون الرد عليها . وهذا كذب وخيانة .
* يقول في سورة الأحزاب جاء في (سورة الأحزاب 50) { وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ } [ الأحزاب: 50] ، قال ابن كثير ـ والقول لبطرس الكذاب ـ : "إنَّ اللَّاتِي وَهَبْنَ أَنْفُسهنَّ لِلنَّبِيِّ كَثِير كَمَا قَالَ الْبُخَارِيّ "(7)
والكذب هنا هو أنه بتر النص من سياقه العام ، حيث يوهم من قولهِ "إنَّ اللَّاتِي وَهَبْنَ أَنْفُسهنَّ لِلنَّبِيِّ كَثِير كَمَا قَالَ الْبُخَارِيّ " الذي ينقله عن ابن كثير أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تزوج كل هؤلاء اللاتي وهبن أنفسهن له ـ صلى الله عليه وسلم ـ والثابت أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يتزوج أي إمرأة وهبت نفسها إليه ، وفي ذات المكان الذي ينقل منه ذكر ابن كثير أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تزوج ثلاثة عشر امرأة فقط ، وفي ذات المكان الذي ينقل منه ( تفسير ابن كثير ) أن المرأة التي وهبت نفسها للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يتزوجها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بل زوجها من أحد الصحابة على أن يعلمها ما تعلم من القرآن .
يقول خولة بنت حكيم ووهبت نفسها للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ويتساءل كيف يكون ذلك وهي خالته؟(8) وفي مكان آخر ـ في البالتوك ـ يقول هو ومن معه بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تزوج خالته ، يقصدون هذه الصحابية الكريمة خولة بنت حكيم السلمية ـ رضي الله عنها .
وأم النبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ السيدة آمنة بنت وهب من قريش .. قرشية زهرية ، وليست سُلَمية ، ليس من أخواتها خولة بنت حكيم السلمية هذه التي يتكلمون عنها ، وإنما خولة بنت حكيم من قبيلة أخرى غير قريش ، وهي قبيلة بني سُليم .
وإنما قيل أنها خالته جرياً على عادة العرب ، فأخوال وهب ـ أبي آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم ـ بنو سُلَيم ، وأخوال هاشم وأخوال عبد مناف ـ أجداد النبي صلى الله عليه وسلم ـ من قبيلة سُلَيم ، ولذا يقال لقبيلة سليم كلها أخوال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، كما يقال لبني النجار من الخزرج أخوال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأن منهم أم عبد المطلب . فهم ليسوا أخوال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مباشرة ، وإنما على عادة العرب في الحديث ، وكذا يقال أن هوازن ـ وهم قبائل كبيرة ـ أعمام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كونه رضع في إحدى قبائل هوازن ، وهذا أمر يعرفه العام والخاص ، وبطرس يتعمد الكذب ليضل الناس ، يقول وهبت نفسها له ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويوهم المستمع أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ تزوجها ، ثم يقول للناس أنها خالته .
ولم تكن خالته أخت أمه من نسب أو رضاعة ، ولم يتزوجها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي الخالة التي حرمها الشرع . فانظر كيف يكذب !!
*كبيرهم شنودة وقفَ ذاتَ مرةٍ يُغْمضُ عينيه ، ويعقدُ جبهتَه ، يكسوه قبحُ المعصية ، وقف يخاطب جموع قومه من السذج يقول لهم ـ والمحاضرة مسجلة متداولة ـ إن الإسلام يذم نوعا واحدا من النصارى ، وهم الذين قالوا بان لله ابنا ، ويتلوا عليهم الآيات التي تقول بهذا .مثل قول الله تعالى { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً . لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً . تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً . أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً . وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً } [ مريم : 92 ] .
أما نحن ـ هو يعني ومن على شاكلته من الأرثوذكس ـ بنص القرآن لسنا على خطأ، لأننا لا نقول بأن الله اتخذ صاحبة ولا ولدا . وإنما نقول بأن المسيح هو عين الله ، وتعالى ربنا وتقدس عما يقول شنودة ومن معه . والمسلمون يعادوننا لأنهم لا يعرفون دينهم . هكذا يتكلم .
أرئيتم كيف يكذب على قومه ؟!
القرآن يذم نوعين من النصارى: من قالوا بأن لله صاحبة وولدا ، ومن قالوا بأن الله هو المسيح بن مريم .
والقرآن صريح في ذلك ، قال تعالى : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) (المائدة : 72 ). وكِلاهما قد ذم اللهُ في سورة واحدة في آيات متجاورة ، فكيف قرأ شنودة هذه ولم يقرأ تلك ؟؟!!
لا بد أنه قرأهما معا ، وتعمَدَ الكذب ليضل قومه .
لا بد أن من يقرأ هذه الآية يقرأ الأخرى معها . فهما متجاورتان . وذم كل النصرانية معلوم من الدين بالضرورة عند عامة المسلمين وعامة النصارى .
ومحاسبة القائل علي إمكانية علمه بالأمور والمسائل قاعدة ثابته عند كل العقلاء .. وهي ما يقال عنها عند الأصوليين قاعدة إمكانية العلم . والشاهد أن شنودة كبطرس سواء بسواء يكذب وهو يعلم أنه يكذب فقط ليضل قومه .
وأذكر القارئ الكريم بأني ذكرت أمثلة أخرى عديدة في بحثي الأول ( الكذاب اللئيم زكريا بطرس ) وفي ثنايا هذا البحث أمثلة أخرى من كذبه المباشر ، ولولا أن يطول المقال وتمل المقال لأكثرت من الأمثال فالرجل لا يكاد يصدق .
أمثلة على الطريقة الثانية من الطرق التي تتكون بها شبهات النصارى وهي : بَترُ النص من سياقه العام ثم استخدام مقدماتٍ عقليةٍ أو عرفيةٍ لتفسيره(9).
*يقول مستشهدا على عدم تحريف الكتاب المقدس بقول الله تعالى ( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ) يقصها هكذا ، يقول ـ موجها الدليل .. أو مستنتجاً من الآية ـ يعرفون التوراة والإنجيل كما يعرفون أبنائهم إذا الكتاب غير محرف .!!(10)
ألا لعنة الله على الكاذبين بطرس وأمثاله
هكذا بتر النص من سياقه ثم فسره بما يحلو له ، واستشهد به على عكس مراده .
الآية تتكلم عن معرفة أهل الكتاب بنبوة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصدق رسالته ، والضمير عائد على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما يقول القرطبي في تفسيره للآية الكريمة ، وهذه هي الآية كاملة قال تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }[ البقرة : 146]
والشاهد هنا أنه كوَّن الشبهة عن طريق بتر النص من سياقه العام ثم فسره بما يحلو له .
*في كتابه ( الله واحد في ثالوث ) وفي مقدمة الفصل الثالث يقول روح القدس هو روح الله ، وأن هذا ورد في القرآن في مواضع كثيرة منها { وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }[ يوسف: 87 ] يكتب الآية هكذا مبتورة ، والآية كاملة تتكلم على لسان يعقوب ـ عليه السلام ـ وهو يخاطب أبناءه يقول لهم {يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }والمعنى كما يقول الطبري في تفسيره ( ولا تقنطوا من أن يُرَوِّحَ الله عنا ما نحن فيه من الحزن على يوسف وأخيه بفرح من عنده فيرينيهما ( إنه لا ييأس من روح الله ) أي لا يقنط من فرجه ورحمته ويقطع رجاءه منه ) ، فانظر كيف بتر النص ، وفسره بغير معناه . ثم يقول أنه باحث وأنه قارئ !!
ألا لعنة الله على الكاذبين .
*يقول أن الكفارة التي في النصرانية منصوص عليها في القرآن الكريم ، في قول الله تعالى { وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا }[آل عمران : من الآية 193] ، وقول الله تعالى { لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ }آل عمران : من الآية195 (11)
ماذا فعل هو ؟ بتر النص من سياقه ثم فسره من عنده يستغل جهالة المتلقي . وهذا والله عين الكذب والخيانة.
والكفارة ـ ويعبرون عنها بالفداء ـ التي في النصرانية كما يعرفها بطرس نفسه في كتابه ( حتمية الفداء ) يقول : ( أن يتحمل الشخص الذي سيقوم بعملية الفداء الحكم المحكوم به على الشخص المفدى. أو بمعنى أبسط : الفداء هو أن يموت الفادي بدلاً عن المفدى ) (12) . والفادي هو المسيح ـ عليه السلام بزعمهم ـ مات كفارة عن خطايا البشرية كلها ، أو تحديداً من قبلوه فادياً ومخلصاً لهم .
يقولون نزل الإله وتألم وتعذب وقتل كفارةً عن خطايانا .
وهو كذب ولا يعنيني الآن إثبات كذب دعوى الفداء ( الكفارة ) وبيان أنها من أقوال ( بولس ) وليست من أقوال المسيح عليه السلام . وأن المسيح ـ عليه السلام ـ ما تكلم يوماً بأنه هو الله أو ابن الله متجسداً ، أو أنه ناسوت ولاهوت ،وأن هذا كله جاء من بعده ، لا يعنيني هذا أبداً هنا وإنما فقط أسأل : ما العلاقة بين هذا الكلام ( الفداء في النصرانية ) وآية آل عمران {رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ }[ آل عمران : 193]
وكفر عنا سيئاتنا هنا تعني اغفرها لنا واسترها علينا ، فالتكفير ( ما يستغفر به الإثم من صدقة أو صوم ونحوهما ) كما يقول أهل اللغة ، وتكفير الله للسيئات يعني ستر المعصية ومحوها هذا ما نعرفه في لغتنا وما قاله المفسرون ، أما أن ينزل الإله ويتجسد في هيئة بشر ويأكل ويشرب ويبول ويتغوط ثم يصفع على قفاه ويُلبسوه ثوباً قرمزياً من ثياب النساء ثم يقتلوه ، ويقولون فداء للخطايا ، فهذا لا نعرف سوى أنها خطة الشيطان في تحريف الأديان .
والمقصود هو بيان كيف يتعامل بطرس مع النصوص ..يبترها من سياقها ثم يفسرها من عند نفسه .
*يستشهد الكذاب اللئيم زكريا بطرس(13) ، وغيره ، على ألوهية السيد المسيح ـ عليه السلام ـ المزعومة بقول الله : ( ... وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ) (النساء : من الآية171 ) . يبترون النص هكذا . يقول كلمة الله وروح الله ، تعني أنه هو عين الله .
ماذا فعل ؟
بتر النص ثم فسره من عنده .. فسره بما يحلو له
هذه هي الطريقة التي تكونت بها الشبهة ، ونقول : القرآن صريح في أن المسيحَ ـ عليه السلام ـ عبد الله ورسولُه ، فبالنفي والاستثناء ـ وهي أقوى أساليب الحصر ـ جاء التعبير عن عبودية المسيح لله عز وجل في أكثر من آية في كتاب الله تعالى ، قال الله : ( إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ) (الزخرف : 59 )
وقال الله تعالى : (مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (المائدة : 75 )
وعلى لسان المسيح جاء في القرآن الكريم : (إِنَّ اللّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَـذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ) (آل عمران : 51 ) (وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ) (مريم : 36 ) (إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ) (الزخرف : 64 )
بل في نفس الآية التي يستدلون بجزء منها يقول الله تعالى : ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً ) (النساء : 171 ) والآية التي بعدها صريحة في هذا المعنى أيضا ، قال الله تعالى : ( لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعاً) (النساء : 172 ) .
ـ وإضافة الصفة إلى الله على نوعين ، إن كانت هذه الصفة ذاتٌ منفصلةٌ لها استقلاليةٌ فيكون ( إضافتها إلى الله تتضمن كونها مخلوقه مملوكة لكن أُضيفت لنوع من الاختصاص المقتضي للإضافة . لا لكونها صفة ) (14)
أي من باب التشريف والرِّفعة مثل بيت الله الحرام ، وسيف الله خالد بن الوليد ، وأسد الله الحمزة بن عبد المطلب و ( ناقة الله ) ، فـ ( روح الله ) و ( كلمة الله ) . لا تعني أبدا أنه جزء من الله .
والروح في استعمال القرآن شيء آخر غير هذا الذي يتكلم به بطرس ،
الروح تطلق على القرآن الكريم نفسه أو على الوحي عموماً ـ قرآن وسنة ـ قال تعالى : { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }[ الشورى : 52] ،( رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ) (غافر : 15 ) وقال تعالى : {يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ }[ النحل : 2] ، هذا كله معناه الوحْي سُمِّيَ رُوحاً لأَنّه حياةٌ من موتِ الكُفْرِ، فصار بحياتِه للناسِ كالرُّوح الّذي يَحْيَا به جَسَدُ الإِنسانِ .وأيضاً الروح في القرآن هو الذي يقوم به الجسد ويموت حين يفارقه وهو المقصود في قول الله تعالى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }[ الإسراء : 85] .
ويطلق الروح في القرآن على شخص جبريل ـ عليه السلام ـ . قال تعالى : (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ) (الشعراء : 193 ) وقال تعالى : ( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً) (النبأ : 38 ) وقال تعالى : (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) (النحل : 102 ) . وتطلق الروح على الفرج والرحمة ، والرَّوْح" بالفتح: الرّاحةُ" والسُّرورُ والفَرحُ .وتطلق على القوة والغلبة { وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ }[ الأنفال : 46]
فالروح عندنا ملك من الملائكة هو ـ جبريل عليه السلام ـ وليس هو عين الله كما يزعم بطرس وقومه (15).
وقول الله تعالى (وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ) يقول الطبري في تفسيره للآية : ( عن قتادة : { وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ } قال هو قوله : كن فكان .. وأما قول الله تعالى (وَرُوحٌ مِّنْهُ ) ونفخة منه , لأنه حدث عن نفخة جبريل عليه السلام في درع مريم بأمر الله إياه بذلك فنسب إلى أنه روح من الله , لأنه بأمره كان , قال : وإنما سمي النفخ روحا لأنها ريح تخرج من الروح ) أ . هـ (16).
والمقصود بيانه هنا هو كيف يتعامل مع النصوص الشرعية ليخرج منها بباطله . . . يبتر جزءًا من النص ثم يفسروه بما يحلو له .
*ويقول : ( هذه الأحاديث وهي تتكلم عن المرأة بهذا الأمر يجعلني أتساءل : هل لَمْ يتقابل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع إمرأة شريفة ؟) ( أسئلة 72 /13 )
هذا بعد أن أورد الأحاديث التي تأمر بالعفة وعدم النظر للنساء ، وعدم التهاون في الدخول عليهن والخلوة بهن دون مَحْرَمٍ ، ومعلوم أن النهي لا يعني أن المخاطب قد فعل ما يُنهى عنه ، فحين يقول الله لموسى ـ عليه السلام ـ وبني إسرائيل كلهم في الوصايا العشر لا تزني لا تسرق لا تقتل ليس معنى هذا أن موسى عليه السلام ـ قد زنا أو سرق أو غير ذلك ، وإنما النهي يكون أيضاً للمداومة على الفعل أو الترك .
فحين يأمر الإسلام بالعفة والشرف والبعد عن الرذيلة ويحث الناس على تحصيل الفضيلة وحراستها ، فهذا لا يعني أنه يتهم من يأمرهم . لم يفهم أحد هذا ولا بطرس نفسه ولكنه لئيم يدس السم .
*ينقل عن الدكتورة عائشة بنت عبد الرحمن ( بنت الشاطئ ) من مقدمة كتابها ( نساء النبي ) ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا النص ( لابد لي أن أشير إلى رغبة كريمة أبداها بعض السادة القراء، ممن يؤثرون أن نطوي بعض الأخبار، عن حياة الرسول الخاصة، تعلقت بها شبهات أعداء الإسلام.
غير أني في الحق ألفيت أن طي هذه الأخبار، لا تقره أمانة البحث، ولا هو من هدى القرآن الكريم، الذي حرص على أن يسجل منها ما يؤكد بشرية الرسول ... وما كان لي أن أطوي ما لم يطوه الله تعالى، عن بيت نبينا صلى الله عليه وسلم في آيات نتعبد بها ... فلم يعد يحل لدارس مسلم أن يضرب الصفح عن ذكرها.
وأنا بعد لا أرى في هذه المواقف آية عظمَة في نبينا.)(17)
وهو هنا بتر النص من سياقه العام فغير المعنى ، وبالتالي تكلم على لسان الدكتورة عائشة بما لم تتكلم به ، بل وغير في النص ذاته .. وضع قلمه فيه .. . كما هي عادتهم مع كتابهم وكما هي عادته مع النصوص الشرعية ،
وهذا هو النص الأصلي من كتاب الدكتورة الطبعة الثالثة عشر . تقول : ( ولا بد لي أن أشير إلى رغبة كريمة ، أبداها بعض السادة القراء ، ممن يؤثرون أن نطوي بعض أخبار عن حياة الرسول الخاصة ، تعلقت بها شبهات أعداء الإسلام .
غير أني في الحق ، ألفيت أن طي هذه الأخبار ، لا تقره أمانة البحث ، ولا هو من هدي القرآن الكريم الذي حرص على أن يسجل منها ما يؤكد بشرية الرسول ، كي يعصمنا مما تورط فيه غيرنا ، حين جردوا رسلهم من بشريتهم ، وأضفوا عليهم من صفات الألوهية ما يشوب عقيدة التوحيد التي هي جوهر الدين كله .
وما كان لي أن اطوي ما لم يطوه الله تعالى ، عن بيت نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ في آيات نتعبد بها ونتلوها قياما وقعوداً وعلى جنوبنا ، فلم يعد يحل لدارس مسلم أن يضرب الصفح عن ذكرها ، فيما يتناول من حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وقد نزل بها الوحي في سور وآيات محكمات .
وأنا بعد لا أرى في هذه المواقف ، إلا آية عظمة في نبينا الذي استطاع وهو بشر مثلنا أن يضطلع بآخر رسالات السماء ، وأن ينقل بها الإنسانية إلى مرحلة الرشد ، ويحررها من ضلال الوثنية وشوائب الشرك ، ويقودها على مراقي طموحها إلى تحقيق وجودها الأسمى .
آية البطولة في محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه استطاع وهو بشر مثلنا أن يدخل التاريخ كما لم يدخله سواه ، وأن يوجه سيره على امتداد الزمان والمكان منذ اصطفاه الله تعالى خاتما للنبيين عليهم السلام .
أريد لأقول :
إنني في كل ما تناولت من حياة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم أر في شيء منه قط ما أتحرج من تعريضه لضوء البحث الأمين ، وقد كان مرجعي فيها جميعاً القرآن الكريم والحديث الشريف ، ومصادر إسلامية في السيرة والتاريخ ، لا يرقى إليها أي شك في حسن المقصد وصحة الإيمان ) انتهى كلامها .
التعليق : تقرأ ما نقل بطرس الكذاب على لسان الدكتورة فتخال أن على بيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أُلقيت سُتُرٌ غليظة ، وتخال المسلمين وقد تجمعوا حول بيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخفون شيئا معيباً تستره جدارن البيت ، وأن بنت الشاطئ جاءت لتزيح هذه السدود وتلك الستر الغليظة وتكشف للناس الحقيقة بعد ألف وأربعمائة عام ، نقل بطرس كلامها ليقول للناس أن المسلمين يخفون أشياء كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يفعلها وإن عرفها الناس انفضوا عنه .
وحين تقرأ كلام الدكتورة كاملاً بدون تحريفات هذا الكذاب اللئيم تجد أنها تفاخر بحياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وترد على الكذاب اللئيم زكريا بطرس وإخوانه ما تكلموا به في حقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بل وتنال من معتقدهم صراحة .
فما أقبح الكذب .
والمقصود أن هكذا يستدل بطرس .. يبتر الكلام ويدخل عليه بعد التعديلات ( البسيطة ) التي تخرجه عن معناه الأصلي .
الطريقة الثالثة التي يفتعلون بها الشبهات : اعتماد الضعيف والشاذ وغيرِ الصحيح من الحديث وأقوال العلماء ، وتصديره للناس على أنه حديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأقوالُ علماء المسلمين .
كتب التاريخ والسيرة غير كتب الحديث ، وكتَّاب السيرة والتاريخ ليسوا على ذات الدرجة من الضبط التي عليها أهل الحديث ، حتى من يكتب التاريخ ممن لهم دراية بعلم الحديث لا يعتمد ذات الضبط الذي يعتمده حين يكتب الحديث النبوي الشريف ، لذا تجد كثيراً من كتب السيرة والتاريخ تأتي بروايات ضعيفة ، وقد تذكر ضعفها وقد لا تذكر ، وغالباً لا تذكر ، وبطرس ومن على شاكلته يذهبون إلى هذه الكتب ويأخذون منها الضعيف والشاذ ومالا يصح ويستدلون به ، وهي خيانة لمن يقرأ لهم .
ومن أوضح ما يضرب مثالاً على ذلك ما يتكلم به بطرس وغيره من الأفاكين في خلق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مثل رؤيته لزينب بنت جحش حاسرة ومن ثم سعى في طلاقها وتزوجها . وهذا الكلام لا يصح ، مما أجمع الناس على ضعف روايته بل وعدم صحتها .
والذي نعرفه
ـ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يرَ زينبا متفضلة في ثيابها أبدا ، وهذه الرواية لا تصح . من ذكرها ضعفها وشجب عليها .
ـ والرسول لم يحب زينباً ، ولو كان قد أحبَّها فقد كانت أمامه منذ الصغر ؛ أفيرغبُ فيها بعد أن كبر سنه ، وبعد أن كبر سنها وذاقت غيره من الرجال ؟ !
ـ زيد كان يشكو دائما من زينب ، وكانت تشكو منه ، والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يوصيه بأن يتقي الله ويمسك عليه زوجه ، وهذا عكس ما يذهب إليه النصارى إذ يقولون أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو الذي طلق زينب من زيد وتزوجها .
ـ ( طلق زيدٌ زينباً وهو لا يفكر لا هو ولا زينب فيما سيكون بعد الطلاق .. لم يكن أحد يعلم شيء ، لم ينزل خبر على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأن زينب تطلق ويتزوجها هو ، وإنما كان وحيا بالإلهام ، ولم يكن أمرا صريحا من الله . وإلا ما تردد فيه ولا أخَّرَه ولا حاول تأجيله ، ولجهر به في حينه مهما كانت العواقب التي يتوقعها من إعلانه .ولكنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان أمامَ إلهامٍ يجده في نفسه ، ويتوجس في الوقت ذاته من مواجهته ، ومواجهة الناس به.
ـ الحرج كان من زواج مطلقة الابن بالتبني ، وليس من تطليق زينب لزواجها ، وليس من محبة زينب التي تربعت في قلبه وهو يخفيها كما يفتري بطرس وغيره .. إذ كان العرف السائد يومها أن زينب مطلقة زوجة الابن بالتبني ، كان العرف أنها لا تحل لمن تبني مطلقها .. كان هذا العرف سائدا حتى بعد إبطال التبني )(18) .
ـ وهذا الأمر واضح في الآية نفسها { فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا } فزيد قضى منها وطره ، وطلقها وهو كاره لعشرتها وهي كارهةٌ لعشرته ثم جاء زواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد ذلك .
ـ كان يعلم ـ بالإلهام ـ أن هذا الأمر حادث ، ولم يكن يحبه ، بل كان يخشاه ، يخشى من كلام الناس ( وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ) وهذه أمارة على سلامة الطبع ، وأمارة على عدم الرغبة في الزواج من زينب .
ـ بعد انقضاء عدة زينب ، أرسل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ زيدا زوجها السابق إليها ليخطبها عليه.في الحديث عن أنس ـ رضي الله عنه قال : ( لَمَّا انْقَضَتْ عِدَّةُ زَيْنَبَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِزَيْدٍ فَاذْكُرْهَا عَلَيَّ قَالَ فَانْطَلَقَ زَيْدٌ حَتَّى أَتَاهَا وَهِيَ تُخَمِّرُ عَجِينَهَا قَالَ فَلَمَّا رَأَيْتُهَا عَظُمَتْ فِي صَدْرِي حَتَّى مَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَنْظُرَ إِلَيْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَهَا فَوَلَّيْتُهَا ظَهْرِي وَنَكَصْتُ عَلَى عَقِبِي فَقُلْتُ يَا زَيْنَبُ أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُكِ قَالَتْ مَا أَنَا بِصَانِعَةٍ شَيْئًا حَتَّى أُوَامِرَ رَبِّي فَقَامَتْ إِلَى مَسْجِدِهَا وَنَزَلَ الْقُرْآنُ وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ عَلَيْهَا بِغَيْرِ إِذْنٍ ) (19)
. لم يشتكِ زيد ، ولم تشتكِ زينب ولو كان زيد مكرها على طلاق زينب ، ولو كانت مكرهة على فراقه لتكلم وأسمع ، ولتكلمت وأسمعت ، والذي نجده هو أن الذي خطب زينب هو زيد ، ونجد زيداً لا ينظر إليها إجلالا للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كونه فقط ذكرها للزواج ، وزينب تآمر ربها . . إنها نفوس موصولة بالله .
ـ العلة من هذه القصة مذكورة في ذات السياق الذي يتكلمون به { لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً } [ الأحزاب : 37 ] يقول صاحب الظلال : ( وقد شاء الله أن ينتدب لإبطال هذا التقليد من الناحية العملية رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد كانت العرب تحرم مطلقة الابن بالتبني حرمة مطلقة الابن من النسب ؛ وما كانت تطيق أن تحل مطلقات الأدعياء عملا ، إلا أن توجد سابقة تقرر هذه القاعدة الجديدة . فانتدب الله رسوله ليحمل هذا العبء فيما يحمل من أعباء الرسالة . وسنرى من موقف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من هذه التجربة أنه ما كان سواه قادرا على احتمال هذا العبء الجسيم ، ومواجهة المجتمع بمثل هذه الخارقة لمألوفه العميق ، وسنرى كذلك أن التعقيب على الحادث كان تعقيبا طويلا لربط النفوس بالله ولبيان علاقة المسلمين بالله وعلاقتهم بنبيهم ، ووظيفة النبي بينهم .. كل ذلك لتيسير الأمر على النفوس وتطبيب القلوب لتقبل أمر الله في هذا التنظيم بالرضا والتسليم ) أ .هـ .
ـ وفي القصة كلها أمارة على صدق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ـ (( لَوْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَاتِمًا شَيْئًا لَكَتَمَ هَذِهِ ))(20) نعم لم يكن يكتم شيئا من الوحي ، وما كان يتصرف بغير وحي { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}[ النجم :3 ، 4 ]
ليس في القصة ولا حواليها أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ رأي زينب وأعجبته ومن ثم طلّقها هو من زيد ليتزوجها . أبدا .. ليس هذا في القصة ولا في صريح النص محل الاستدلال ، ولا يمكن أن يظن ممن يعرف الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؛ وإنما بطرس كذاب .
ونسأل النصارى لو سلمنا جدلا أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ طلق زينب وتزوجها هل يطعن هذا في نبوة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمقاييسكم أنتم ؟ أنت تشهدون على الأنبياء بالزنا .. زنا المحارم ثم تطعنون بما لا يصح على رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ ؟
أمرٌ عجيب . وأعجب منه أن هذه الشبهة ردَّ عليها الأولون ،والآخرون يتكلمون بكلام الأولين دون أن يلتفتوا للردود السابقة والردود الحالية ، مما يعكس أنها فقط نفسية مريضة لا تريد سوى إضلال الناس ولذا تكذب وتفتري .
*ومن الأمثلة كذلك ما يردده هذا الكذاب اللئيم وإخوانه حول قصة الغرانيق العلى ، لم يتكلم أحد ممن نقِّرهم من علماء المسلمين بأن القصة صحيحة ويأتي هذا الأفاك الأثيم وينقل الكلام ويقول تكلم بها كل علماء المسلمين ، هم ذكروها وضعفوها واشتد نكيرهم على من تكلم بها ، ومع ذلك يستدل به .
الفخر الرازي في تفسيرة للآية ( 52 ) من سورة الحج أشتد نكيره على هذه القصة جداً ، ونقل عن الإمام بن خزيمة قوله عنها " هذه القصة من وضع الزنادقة " ، ونقل عن الإمام البيهقي قوله : " هذه القصة غير ثابتة من جهة النقل " . وقال ابن حزم في كتاب " الفصل في الأهواء والنحل " (2/311) : " وأما الحديث الذي فيه : ( وأنهن الغرانيق العلى ، وإن شفاعتها لترتجى ) فكذب بحت موضوع ، لأنه لم يصح قط من طريق النقل ، ولا معنى للاشتغال به ، إذ وضع الكذب لا يعجز عنه أحد " اهـ .
وقال القاضي عياض في الشفا (2/79) : " هذا حديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة ، ولا رواه ثقة بسند سليم متصل....،
وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره (3/239) : " قد ذكر كثير من المفسرين قصة الغرانيق ، وما كان من رجوع كثير من المهاجرة إلى أرض الحبشة ظناً منهم أن مشركي قريش قد أسلموا ، ولكنها من طرق كلها مرسلة ، ولم أرها مسندة من وجه صحيح ، والله أعلم " . اهـ .
وقال الشوكاني :" ولم يصح شيء من هذا ، ولا يثبت بوجه من الوجوه " .
وهذا هو مذهب أكثر المفسرين والمحدثين ، وممن ذهب إليه الجصاص ، و ابن عطية و أبو حيان ،و السهيلي ،و الفخر الرازي ،و القرطبي ،و بن العربي ،و الآلوسي ، و أبو السعود ، و البيضاوي ، و القاسمي و الشنقيطي ، و المنذري ، و الطيبي ، و الكرماني و العيني وغيرهم .
ومن أراد الاستزادة حول الروايات والطرق فليرجع إلى كتاب الشيخ الألباني رحمه الله : " نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق " ، وكتاب " التحقيق في قصة الغرانيق " لأحمد بن عبد العزيز القصير .
كل مَن نعرف من أهل العلم قالوا أنها ضعيفة وبطرس ينقل عنهم ويقول قالوا بها . !!
هكذا تتكون شبهاته .
*ومثال ذلك ما يردده حول وجود زيادة مشطوبة من المصحف ، ينقل عن الشيعة ، وكلامهم لا نلتفت إليه . والمقصود بيانه هنا هو أن الضيعف وما لا يصح هو إحدى الوسائل الرئيسية في تكون شبهات الكذاب اللئيم زكريا بطرس ومن على شاكلته .
ثانياً :
ننصح كل من يسمع شبه من شبهات النصارى أن يفتش عن أمرين :
الأول : المصدر الذي تكونت منه الشبه .
والثاني : الطريقة التي تكونت بها الشبهة .
وبعد قليل من التدبر لن تجد أي شبهة للنصارى ولا لغيرهم بل ستجد أنها كلها افتراءات ومحض كذب . أو أفهاما عليلةً هي التي افتعلت الشبه بجهلها أو حقدها .
*ويسعنا أن نقول : إننا لا نواجه شبهات حقيقة وإنما نواجه عقلية مريضة هي التي تفتعل هذه الشبهات .
وانظر إلى خالقهم كيف يخاطبهم .
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ }آل عمران70
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }آل عمران71
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ }آل عمران98
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }آل عمران99
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ }المائدة15
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ }المائدة77
ويخبر ربنا عما تكن صدورهم فيقول سبحانه وتعالى : {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }البقرة1
؟؟؟؟؟؟؟؟(((((((((((و من الشيطان كما قد بسط الكلام على ذلك في غير هذا الموضع؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
في مناظرة بين باحثة يابانيّة ورجل دين من الكنيسة الإنجليزيّة يُدعى الأب جيمس، سألت الباحثة القسّ أن يفسّر لها بعض العقائد التي لم تتمكّن من الإحاطة بها، أو حتّى فهم ظاهرها، فردّ الأب جيمس:» إنّ هذا سرّ لاهوتي فوق عقول البشر، وليس من الممكن تفسيره حسب تفسير وتصوّر هؤلاء البشر! «
فردّت الباحثة اليابانيّة: » كيف تدعون النّاس إلى عقيدة لا يفهمها هؤلاء البشر؟ وما مهمّة الرّسل والأنبياء.. إن لم يبيّنوا ما أمروا بتبليغه من قبل الخالق إلى هؤلاء البشر؟
.. لقد كنت بوذيّة من قبل .. غير أنّ السّلبيّة، التي تتّسم بها هذه العقيدة جعلتني أبحث عن غيرها بين الدّيانات والملل، وقد اخترت في دراستي التخصّص في مقارنة الأديان، وقد جئت إلى بريطانيا من أجل هذا الهدف، ويبدو أنّني لن أصل إلى غايتي وسط هذه الظّلمات المتراكم بعضها فوق بعض، فإذا حاولت التعرّف على الحقيقة وقف "الأكليريوس" أو "الكهنوت" في وجهي بقوانين الحظر والادّعاء بأنّ هذه القضايا أسرار لاهوتيّة فوق العقل،. أنا لن أسألك عن هذه الأسرار التي أرفضها كلّها...! ذلك لأنّ الدّين .. أي دين يجب أن يكون واضحًا، وألاّ ينطوي على أسرار وخفايا، وإلاّ فلماذا جاء الدّين أصلاً إن لم يكن واضحًا في عقول كلّ الرّعايا !؟ «
وبعد احتدام المناظرة قال الدّكتور عبد الودود شلبي( ) ، وهو أحد المشاركين في ذلك النّقـاش، موجّهًا تعليقًا لاذعًا للقسّ جيمــس: » لو أتينا بكلّ علماء الرّياضيات وبُعث " آينشتاين " مرّة ثانية إلى الحياة، وعقدنا له امتحانًا في حلّ هذه الطّلاسم والألغاز لما حصل هذا العلاّمة إلاّ على صفر في هذا الامتحان، ولكن لحسن الحظّ أنّ "آينشتاين" لم يكن مسيحيًّا وإلاّ ما سمع أحد بنظريّته النّسبيّة التي تفوّق بها على علماء الرّياضيّات«.
وهنا قال الأب جيمس: » إنّ مفهوم البساطة ليس له مجال في فهم العقيدة المسيحيّة، كما لا يجب أن توزن به هذه العقيدة، لأنّ العقيدة المسيحيّة تعلو على فهم العقل« !!.
فردّ عبد الودود شلبي بقوله: » إذا كانت المسيحيّة ليست بهذه البساطة فمعنى هذا أنّها دين خاصّ للفلاسفة، وبالتّالي فلا شأن لهذا الدّين بالبسطاء من النّاس وهم الأغلبيّة السّاحقة، وإذا كان كما تقول بأنّها عقيدة تعلو على فهم العقل، فذلك يعني أيضًا إخراج كلّ عاقل ومفكّر عن دائرة الإيمان الذي لا يقبله العقل ولا الفكر، فإذا كان البسطاء وعامّة النّاس، وإذا كان العقلاء والمفكّرون لا يفهمون هذه العقيدة فإنّي استحلفك بالله ربّي وربّك لم جاءت هذه العقيدة إذن، ولمن جاءت !؟«.
جاء في المانيفستو " البيان " الكاثوليكي لاتّباع الكنيسة: إنّنا لا نستطيع فهم هذه العقيدة لأنّها سرّ غيبيّ، وفي الآخرة سيكون هناك فهم أكثر لهذه الأسرار، ولكن لن يكون فهمًا تامًّا وأبديًّا !
ولذلك فلا يطمع أحد أن يطّلع على تلك الأسرار، لأنّ عقله قاصر في الدّنيا وسيبقى كذلك في الآخرة، وهكذا يكون البشر قد خُلقوا وهم جاهلون بربّهم ودينهم وسيموتون على ذلك الجهل، وسيولدون لحياة أخرويّة لا تختلف كثيرًا عن حياتهم الأولى، إذ سيكون الجهل بالعقيدة سمة رئيسة للعباد في ملكوت الله !! أليس من حقّنا أن نتساءل هل بلغ بالله – جلّ شأنه – الضّعف العلميّ والمعرفيّ حتّى إنّه عجز عن التّعريف بنفسه ومخاطبة النّاس على قدر عقولهم وأفهامهم ومداركهم !؟ وإذا كان الله على كلّ شيء قدير، ألم يكن من الواجب عليه تزويدنا بعقول أكثر نضجًا وقدرة على استقبال رسالاته السّماويّة دون كلّ هذا العناء في فهم آية واحدة فضلاً عن الكتاب المقدّس كلّه !؟
وإذا كانت كلّ هذه الأسرار صعبة الإدراك فلماذا يخاطبنا الله بها؟ وإذا كانت سرًّا فما الحكمة من تكليفنا بالعمل بالأسرار والألغاز، كأنّنا دمى صغيرة يتسلّى الله بنا عندما يشاهدنا نكابد من أجل حلّها والتّفكير فيها !، وإذا كانت تلك الأسرار فوق عقولنا فالتّبليغ بها ضرب من العبث وتضييع للوقت والجهد، لأنّ الألغاز والأسرار التي لا حلّ لها لا تعود على البشر بفائدة عمليّة وظيفيّة، دينيّة كانت أو دنيويّة، أم إنّ الله يحبّ أن يرانا منشغلين بها، يتلذّذ ونحن نتألّم في البحث فيها، و يستمتع حين نتعذّب نفسيًّا وعقليًّا في محاولاتنا المتكرّرة والمريرة عبر القرون الطّويلة للوصول إلى الحقيقة السّهلة والبسيطة والواضحة، أليس هذا نوعًا من "السادية " التي يوصف بها الله - شئنا أم أبينا – تعالى الله عن ذلك( ).
وإنّ إلهًا مثل هذا الإله الذي تؤمن به النّصارى هو إله لا يستحقّ العبادة ولا التّقديس، طالما لم يتمكّن من إثبات ألوهيّته وقدسيّته بتوضيح ما يريده في كتابه المنزّل: " الكتاب المقدّس "، وهنا أذكر أنّي منذ بدأت البحث في مقارنة الأديان وبالتّحديد دراسة إيمان النّصارى واعتقادهم وأنا أشفق، لا على النّصارى الذين يعانون الأمرّين في فهم اعتقادهم، وإنّما على هذا الإله الذي عجز عن التّعريف بنفسه، فقد أعوزته البلاغة في التّعبير عن ذاته، إنّني أشفق على هذا الإله الذي لم يجد الكلمات السّهلة والتّعبيرات الواضحة للإفصاح عن ماهيته وطبيعته.
والذي أراه أنّ عدم القدرة على الإفصاح عن تلك الطّبيعة وبيان تلك العقائد كان سببها بولس الذي تولّى صناعتها و ترويجها، وقد كان النّاس في زمانه يجدون استحالة في فهمها، مثل ما نجد نحن، فخاطبهم في رسالة كورنثوس زاعمًا بقوله (كلامي وتبشيري لا يعتمدان على أساليب الحكمة البشريّة في الإقناع، بل على ما يظهره روح الله وقوّته، حتّى يستند إيمانكم إلى قدرة الله، لا حكمة البشر)( ).
لقد جمعت عقيدة النّصارى من المتناقضات و المستحيلات العقليّة ما جعل الأمم تسخر من تلك العقائد وتنتقدها، وعلى الرّغم من انحرافات مثيلة في بعض الأديان الوثنيّة، كالبوذيّة والبراهميّة والمتراسية واليهودية .. إلاّ أنّ عقيدة النّصارى فاقتها بكثير، وفي هذا يقول شيخ الإسلام بن تيميّة – رحمه الله – في كتابه (الجواب الصّحيح لمن بدّل دين المسيح ): » قالت طائفة من العقلاء في وصف عقيدة النّصارى: إنّ عامّة مقالات النّاس في عقائدهم يمكن تصوّرها إلاّ مقالة النّصارى، وذلك أنّ الذين وضعوها لم يتصوّروا ما قالوا، بل تكلّموا بجهل وجمعوا في كلامهم بين النّقيضين، ولهذا قال بعضهم لو اجتمع عشرة نصارى لتفرّقوا عن أحد عشر قولاً وقال آخر: لو سألت بعض النّصارى وامرأته وابنه وخادمه عن توحيدهم لقال الرّجل قولاً، وامرأته قولاً آخر وابنه قولاً ثالثًا وخادمه قولاً مخالفًا لسابقيه«.
أمّا ابن القيّم – رحمه الله – فيذكر في كتابه ( إغاثة اللّهفان ) عن ملك من ملوك الهند أنّه قال عندما ذُكرت له الأديان الثّلاثة المشهورة "اليهوديّة والنّصرانيّة والإسلام" :» أمّا النّصارى فإن كان محاربوهم من أهل الملل يحاربونهم بحكم شرعيّ، فإنّي أرى ذلك بحكم عقليّ، وإن كنّا لا نرى بحكم عقولنا قتالاً ولكن أستثني هؤلاء القـوم – النّصارى – من بين جميع العوالم، لأنّهم قصدوا، بعقيدتهم و إيمانهم مضادة العقل وناصبوه العداوة وحلّوا ببيت الاستحالات، وحادوا عن المسلك الذي انتهجه غيرهم من أهل الشّرائع، فشذّوا عن جميع مناهج العالم الصّالحة العقليّة والشّرعيّة، واعتقدوا كلّ مستحيل ممكنًا، وبنوا على ذلك شريعة لا تؤدّي البتّة إلى صلاح نوع من أنواع العالم، إلاّ أنّها تُصَيِّر العاقل إذا تشرّع بها أخرق والرّشيد سفيهًا والمحسن مسيئًا«.
ربّ قائل: إنّ أكثر الأمم تقدّمًا وازدهارًا اليوم هي تلك التي تعتنق النّصرانيّة، أي أوروبا الغربيّة وأمريكا الشّماليّة .. وهذه مغالطة صريحة والشّواهد على ذلك متوافرة؛ فالتّاريخ يحدّثنا أنّ النصارى لم يعرفوا طريق الحضارة والتقدّم إلاّ عندما تخلّوا عن نصرانيّتهم المحرّفة ونبذوا أحكام الكنيسة وراء ظهورهم، فلقد عاش الغرب في ظلمات حالكة إبّان سيطرة البابوات على مصائرهم في القرون الوسطى، حتى قامت حركات النهضة والتنوير والثورة ضدّ مؤسّسات الكنيسة والإنجيل، فقام الغرب من رقدته ونهض من سُباته العميق فاستحالت إلى ما هي عليه اليوم – على الرّغم من السّلبيّات والعورات الكثيرة التي يعاني منها الغرب الآن – ذلك أنّ طغيان الكنيسة وتعاليمها دفعه إلى طغيان الإلحاد واللاّدينيّة، وتطرّف رجال الدّين قاد الغرب إلى التطرّف ضدّ الله وضدّ فطرة التديّن.
إنّ نصارى الغرب اليوم لا يعرفون من النّصرانيّة إلاّ خرافاتها وألغازها وبعض طقوسها، ولا يتعدّى من يذهبون إلى الكنيسة يوم الأحد إلاّ القليل لأسباب كثيرة، ليست بالضّرورة دينيّة، أمّا خارج جدران الكنيسة فمفاهيم الدّين النّصرانيّ ملغاة ولا يكاد يوجد لها ذكر، وهذا يعود بنا إلى موضوعنا؛ إذ إنّ الغرب بعد ظهور عصر العقلانيّة والتّنوير لم يعد يصدّق بخرافات الكنيسة وعقائدها الباطلة المضادة للعقل، وزاد نفور الغرب من الدّين تصرّف رجال الكنيسة المشين، وقد سجّل لنا التّاريخ الأحداث المرعبة للعصور المظلمة في أوروبا Dark Ages وكيف سامت الكنيسة العلماء أشدّ العذاب، فحرقت المفكّرين والمخترعين والمبدعين بحجّة الخروج عن الدّين، وحرّمت قراءة أو اقتناء كتب العلم، لأنّها زندقة وهرطقة.
تقول زيغريد هونكه في كتابها (شمس العرب تسطع على الغرب): » … والضّلال عند الكنيسة هو البحث عن الحقيقة في غير الكتاب المقدّس«، وكانت الكنيسة ترى أنّ الكتب المقدّسة تحتوي على كلّ أنواع العلوم، وأنّها المصدر الوحيد للمعرفة، وأنّ أيّ قول أو نتيجة تأتي خلافًا لما جاءت به تلك النّصوص المقدّسة يعتبر كفرًا وإلحادًا، وفي هذا يقول القدّيس ترتوليان: » إنّ أساس كلّ علم هو الكتاب المقدّس وتقاليد الكنيسة، وإنّ الله لم يقصر تعليمنا بالوحي على الهداية إلى الدّين فقط، بل علمنا بالوحي كلّ ما أراد أن نعلمه من الكون؛ فالكتاب المقدّس يحتوي من العرفان على المقدار الذي قدّر للبشر أن ينالوه فجميع ما جاء في الكتب السّماويّة من وصف السّماء والأرض وما فيهما، وتاريخ الأمم ممّا يجب التّسليم به مهما عارض العقل، أو خالف الحسّ، فعلى النّاس أن يؤمنوا به أوّلاً ثمّ يجتهدوا ثانيًا في حمل أنفسهم على فهمه أي على التّسليم به «.
ولمّا بلغ الاضطهاد الذي مارسته الكنيسة ضدّ العقل والعلم ذروته بدأت بوادر التذمّر والاحتجاج تظهر هنا وهناك؛ فظهرت حركة الإصلاح البروتستانتيّة، التي قامت ضدّ الكنيسة الكاثوليكيّة، لكنّها اقتصرت على نقد تصرّفات البابا وبعض التّفسيرات الخاطئة للكتب المقدّسة، ولم يختلف البروتستانت عن غيرهم في محاربتهم للعقل والعلم وتعصّبهم للعقائد الموروثة غير المعقولة، بل يذكر المؤرّخون أنّ البروتستانت عادوا العقل والعلم أكثر من الكاثوليك والأرثودكس، يقول مثلاً وول ديورانت في كتابه (قصّة الحضارة): » إنّ موقف البروتستانت من العقل كان في غاية الاستخفاف، ويذكر عن مارثن لوثر قوله: أنت لا تستطيع أن تقبل كلاًّ من الإنجيل والعقل فأحدهما يجب أن يفسح الطّريق للآخر«، وقد اختار لوثر إفساح الطّريق أمام الإنجيل بإلغاء عقله ودفنه حيًّا حتّى لا يزاحم قداسة الكتب لذلك نراه يقول: » إنّ العقل هو أكبر عدوٍّ للدّين … وإنّه كلّما دقّ العقل واحتدّ كان حيوانًا سامًّا برؤوس سعلاة، وكان ضدّ الله وضدّ ما خلق«.
ولمّا كان موقف البروتستانت وزعماء الإصلاح الديني كمن سبقهم في محاربة العلم والعقل لم يشفع لهم " إصلاحهم " في بعض الميادين أمام زحف العقليّين والملاحدة والعلمانيّين الذين هبّوا في كلّ مكان يطالبون بإقصاء الدّين عن الحياة وإغلاق المؤسّسة الدّينيّة وطبعها بالشّمع الأحمر، بل وصل بعضهم إلى الاستهزاء والسّخريّة من الله وجميع مظاهر وجوده.
ولقد كانت عقائد النّصرانيّة المحرّفة، والمضادّة للعقل سببًا رئيسًا في ظهور الإلحاد بجميع أنواعه كالشّيوعيّة والعلمانيّة والبرجماتيّة والوجوديّة .. إل
(((((لم أفهم ولم يفهم ولن تفهم!
بقلم: د. محمد جلال القصاص
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
كان (بولس) مع المسيح ـ عليه السلام ـ في ذات القرية (أورشليم)، وكانت يومها قرية، كان معه.. وكان قد رحل وانقطع لطلب العلم (الشرعي) من كبار علماء يهود (غمالائيل)؛ وكانت الأحداث ملتهبة؛ فثلاثة من الأنبياء يحيى وزكريا وعيسى في قرية واحدة... فقط قرية واحدة بها ثلاثة من الأنبياء، ويهود قد انقطعت للمسيح ـ عليه السلام ـ تريد أن تطفئ نور دعوته، وكان المسيح ـ عليه السلام ـ في حد ذاته حدثاً ملفتاً؛ إذ هو فضلا عن نبوته ـ صلى الله عليه وسلم ـ رجل بلا أب، ويجاهر بأنه نبي، وقد اجتمع الناس حوله بين محب ناصرٍ، ومبغض معادٍ.
ومع كل هذه المثيرات... مع قوة الأحداث... مع شخصية المسيح ـ عليه السلام ـ المثيرة ومع أن (بولس) كان في كنف كبير أعداء المسيح ـ عليه السلام ـ وكان متقدماً في اليهودية على كثيرٍ من قرنائه كما يقول هو: "14وَكُنْتُ أَتَقَدَّمُ فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ عَلَى كَثِيرِينَ مِنْ أَتْرَابِي فِي جِنْسِي، إِذْ كُنْتُ أَوْفَرَ غَيْرَةً فِي تَقْلِيدَاتِ آبَائِي" [غلاطية :1 :14]، مع كل هذا لم يتكلم (بولس) بأنه التقى المسيح ـ عليه السلام ـ أو سمع به... أحقاً لم يتلقه ولم يسمع به؟!
لم يُعطَ النصارني تعليلاً، ولو سألتَ أو سألتُ عن تعليلٍ فلن تجد ولن أجد، فلم يفهم، ولم أفهم ولن تفهم سبباً مقنعاً يجعل هذه الفترة غامضة في حياة (بولس)، وسأتلو عليك بعد قليل ما حدث فأمهلني وأعِرني أذناً وقلباً.
عاش بولس مجرماً [3 يَسْطُو عَلَى الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ يَدْخُلُ الْبُيُوتَ وَيَجُرُّ رِجَالاً وَنِسَاءً وَيُسَلِّمُهُمْ إِلَى السِّجْنِ" كما يقول كاتب سفر [أعمال الرسل : 8 :3]، ويقول عن نفسه: "13فَإِنَّكُمْ سَمِعْتُمْ بِسِيرَتِي قَبْلاً فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ، أَنِّي كُنْتُ أَضْطَهِدُ كَنِيسَةَ اللهِ بِإِفْرَاطٍ وَأُتْلِفُهَا" [غلاطية: 1: 13].
ثم بين عشية وضحاها ادعى (بولس) أن المسيح ظهر له وأخبره بأنه هو الله ـ جل الله عما يقول بولس وأتباعه ـ وأرسله رسولاً للعالمين، ويروي قصةً لم يشهد له فيها غيره.. نعم لم يشهد له فيها غيره أعي ما أقول تماماً، ولو تدبرت علمتَ أن كل الذين تكلموا عن القصة ينقلون كلامه.. وعلمتَ أنه كان مع نفرٍ كثير (في قافلة) ومع ذلك لم يشهد منهم أحد ولم يستشهد هو منهم أحد.. ولو تدبرت في روايات القصة ـ وهي من راوٍ واحد (بولس) في سفرٍ واحدٍ (أعمال الرسل) ـ وجدتها متضاربة، يكذب بعضها بعضاً.
فبولس كذَّاب ولو كان صادقاً ما تضاربت أقواله وهو يحكي في مجلسٍ (سِفْرٍ) واحد، ولو كان صادقاً لوجد من يشهد له أو لاستشهد من زعم حضورهم.
وتستيقن من كذبه حين تعلم حاله بعد هذه القصة المزعومة، يقولون: خرج للعربية، ويفسرونها بأنها الصحراء، واختلى هناك ثلاث سنين، ولم يقدم تفسيراً لخلوته الطويلة هذه، ولا إخباراً لما كان يصنع فيها!!... عجيب...
ما أعرفه أن الرسل يكونون من الأخيار وليس من الفجرة الأشرار، وأن الرسالة تسبق بفترة إعداد للرسول، وما أعرفه أن كلَّ رسولٍ يُبَلغ برسالة أيا كان مرسله بشر أو رب البشر ينشط لإبلاغها، أتُرْسَلُ في مهمة إلى نفرٍ ثم تجلس ثلاث سنين ولا تذهب إليهم؟!
لا أفهم سبباً لهذا الهمود والركون بعد الإرسال المزعوم، وقد سألتُ فلم أفهم من قولهم شيئاً سوى أنها حجج قبيحة رديئة يلقون بها في وجه من يتكلم كي يسكت أو ينشغل فيمَلُّ ويرحل .ولا تسأل فلن تفهم!!
وسأتلو عليك السبب الحقيقي ـ بحول الله وقوته ـ في نهاية مقالي، فلا تعجلني وأعِرني أذناً وقلباً.
و(بولس) لم يتخلَّ عن صفاته الأولى التي كانت فيه وفي إخوانه اليهود (الفريسيين) تحديداً، يوم بعث فيهم المسيح ـ عليه السلام ـ، فقد ظل كذاباً يفاخر بالكذب [أعمال 23/6] وانظر [أعمال 22/25-29] و كرونثوس1 [10: 33]، وانظر (أعمال: 28: 30) وقارنها بـ( أعمال 18: 16، 17)، وكان ينافق السلاطين رومية [13: 1 ـ 7]، ويتلون لمن يصغي إليه كي يقبله ويمتدحه يقول في كرونثوس الثانية [12: 11]: "قَدْ صِرْتُ غَبِيًّا وَأَنَا أَفْتَخِرُ. أَنْتُمْ أَلْزَمْتُمُونِي! لأَنَّهُ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ أُمْدَحَ مِنْكُمْ"، كان يلبس لكل قومٍ لبوسهم، والغاية كما يقول هو أن يكون شريكاً في الإنجيل. كرونثوس1[ 9 : 19 ].
وفوق هذا كله كان متسلطاً على من تبعه لا يقبل النقاش [2 كرو: 11: 4 ـ 5 ] وفيلبي [2: 14 ]، وكان بولس ـ وركز مع هذه ـ شريراً مسكوناً بشيء يُسيره على عكس مراده: في رومية [7: 15]. 15 لأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ، إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ، بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ... 18 فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ، أَيْ فِي جَسَدِي، شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي، وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. 19 لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ، بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 20
وبولس كان يتكلم من تلقاء نفسه، ويصرح بذلك" 17الَّذِي أَتَكَلَّمُ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ بِحَسَبِ الرَّبِّ" [كرونثوس 2: 11: 17]. (10أُعْطِي رَأْياً فِي هَذَا أَيْضاً ...) [كرونثوس الثانية: 8: 10]. ( 12وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ: ...) [كرونثوس 1: 7 :12]، (25 وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَـَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ. أَنَّهُ حَسَـنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَـكَذَا) [1 كورنثوس 7/25-26].
ولاحظ أن الكلام هنا تشريع وليس مجرد فض مشاكل.
ونسأل: الرجل يتكلم من أمّ رأسه (لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ بِحَسَبِ الرَّبِّ )، (أُعْطِي رَأْياً)، (أَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ)، (وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً )..
(بولس) يقول أنه يتكلم من رأسه.. برأيه.. والنصارى يصرون على أنه يتكلم بروح القدس، ولا أدري من أين أتاهم هذا الإصرار؟!
ورسائل (بولس) كانت رسائل شخصية، سلامات وقبلات (مقدسة) كما في [كور1 :16] 20 (سَلِّمُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَةٍ)، إصحاحات كاملة يتكلم فيها (بولس) بكلام (المصاطب) مع أصدقائه، فلم هو كلام (مقدس)؟
حقيقة لا أدري؟، ولا أخالك تدري، بل ولا أخال النصارى يدرون...
و(بولس) تطاول على الله رب العالمين، وادعى أن لله جهالة، ثم يعتذر بأنها أعلم من البشر!! كرونثوس [1: 25].
والذي يكاد يذهب بعقلي أن (بولس) معاصر للمسيح ـ عليه السلام ـ ونقض كل تعاليم المسيح ـ عليه السلام ـ، المسيح ما قال يوماً أنه هو الله، ولا ابن الله ـ بنوة نسب ـ ولا لاهوت وناسوت، ما تكلم عن شيء من هذا قط، ثم جاء (بولس) بعده بأيام قليلة وقال أنه هو الله!!
والمسيح ـ عليه السلام ـ كلمهم بأن النجاة من عذاب الله تكون بالأعمال وليس فقط بمجرد التصديق (الإيمان)، ثم جاء (بولس) وقال لا نجاة بالأعمال وإنما بالإيمان!!
والمسيح ـ عليه السلام ـ أرسل لبني إسرائيل خاصة، ثم جاء (بولس) وجعل الرسالة عامة!!
والمسيح ـ عليه السلام ـ جاء بالختان، وكان مختتناً ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم جاء (بولس)، وحرَّم على القوم الختان!!
والمسيح ـ عليه السلام ـ أكد مراراً على أنه ما جاء لينقض شريعة موسى ـ عليه السلام ـ وإنما جاء ليتمم، وبولس نقض العهد القديم كله ما جاء على يد موسى ـ عليه السلام ـ ومَن بعده من أنبياء الله الكرام ـ صلوات الله وتسليماته عليهم ـ.
ولم يكتفِ بهذا (بولس) بل تطاول على شخص المسيح ـ عليه السلام ـ فوصف تعاليم المسيح بأنها نقص طالباً من أصحابه أن يتركوها ويلتزموا كلامه [العبرانيين 6: 1] ، وتكلم بأن المسيح ـ عليه السلام ـ صار لعنة من أجله هو ومن تبعه!!، وأن المسيح ـ عليه السلام ـ صار جهنماً قد نزل إلى الجحيم وولجه من أجلهم، وهو كلام مشهور عندهم يرددونه في ما يعرف بـ (قانون الإيمان)، ويزعمون أن دخول المسيح للجحيم كان تواضعا وتخليصا للأشرار!!
وتلاميذ المسيح ـ عليه السلام ـ لم يقبلوا (بولس)، التقاهم مرتين وحاول أن يتحدث إليهم بما يتكلم به فطردوه ولم يتبعه أحد منهم، فتطاول عليهم وغرف لهم شيئاً من الوسخ الذي يملئ جوفه إذ وصفهم بـ (الكذبة) و(بالكلاب) و (فَعَلة الشر) وأن نهايتهم الهلاك، وأمر أتباعه أن يقتدوا به هو لا بهم.. يقول: "2 اُنْظُرُوا الْكِلاَبَ. انْظُرُوا فَعَلَةَ الشَّرِّ. ... 18 لأَنَّ كَثِيرِينَ يَسِيرُونَ مِمَّنْ كُنْتُ أَذْكُرُهُمْ لَكُمْ مِرَارًا، وَالآنَ أَذْكُرُهُمْ أَيْضًا بَاكِيًا، وَهُمْ أَعْدَاءُ صَلِيبِ الْمَسِيحِ، 19 الَّذِينَ نِهَايَتُهُمُ الْهَلاَكُ، الَّذِينَ إِلهُهُمْ بَطْنُهُمْ وَمَجْدُهُمْ فِي خِزْيِهِمِ، الَّذِينَ يَفْتَكِرُونَ فِي الأَرْضِيَّاتِ. 20".
وفي رسالته الأولى إلى تيميثاوس (6: 3 ـ 5) يصفهم بانهم لا يفهمون شيئاً وأنهم (فَاسِدِي الذِّهْنِ وَعَادِمِي الْحَقِّ).
وهذا حاله كيف صار (رسولاً)، هل تفهم لهذا سبباً مقنعاً؟
لا إِخَالُك، وقد كنت مثلك، ولكني مشيت ورائه عامين متتاليين أتتبعه حتى عرفت القصة وها أنذا أتلوها عليك باختصار:
(بولس) يهودي حاقد، وزكي نابه، ومدرب على أعلى المستويات، علمه كبير اليهود في زمانه. أراد هذا الخبيث الثائر أن يهدم النصرانية من الخارج بالتسلط على المسيح ـ عليه السلام ـ ثم تلاميذ المسيح ـ عليه السلام ـ بالعصا فلم يستطع، فيقيني أنه التقى المسيح ـ عليه السلام ـ وأن المسيح بشر من تبعه بأن هذا هو الذي سيغير الملة، وقال عنه أنه يدعى أصغر في ملكوت السموات، والبشارة مشهورة معروفة، ولم يكن (بولس) قد تسمى باسم (بولس) بعد، وهو يعني حقير (أصغر).
لم يستطع (بولس) هدم النصرانية من الخارج فدخل النصرانية وهدمها من الداخل، وهي طريقة قديمة، ولعلَّك تذكر ما فعل ابن السوداء (عبد الله بن سبأ).. ذات الخطوات التي فعلها بولس، ويدلك على هذا أن (بولس) كان حين ينزل قرية يبدأ بيهود، ينزل عليهم أياما ثم يسرح في القرية كما يشاء آمناً، يفهمهم حاله وأنه معهم وليس عليهم فلا يعترضوه إلا قليلا كي (يلمعوه) في نظر السذج.
وهذا حاله تسلط عليه إبليس فوسوس له بفكرة تكررت قبله أكثر من عشر مرات، كما يقولون هم، وهي فكرة تجسد الإله ومن ثَمَّ صلبه من أجل الفداء، وهي فكرة تتمحور حول إخراج العمل من الإيمان، تهدف إلى أن لا تكون الطاعة لله، أن لا يكون المرء عبداً لله، بل حراً من الأمر والنهي، يعبد (ينقاد) (يطيع) البشر، يصير العبد رباً مطاعاً، وينحرف العبيد عن عبادة الله لعبادة البشر أو قل الشيطان في الحقيقة المتسلط على البشر.
ولا تحسب أنني أهذي أو القي بكلامٍ بلا دليل، فلولا أن المقام مقال لبسطت القول وأحضرت لك من الشواهد ما يثلج صدرك، وقد عرضت شيئاً من هذا في مقالين سابقين (دور الشيطان في تحريف الأديان)، و (قراءة في عقلية إبليس)، وهناك بحث للعميد جمال الشرقاوي يثبت فيه بأكثر من دليل بأن (بولس) كان مسكوناً بالشياطين تملي عليه وتحركه.
(بولس) مات ذليلاً لم يتبعه إلا فرد أو فردان هنا وهناك، ثم قتل ذليلا بلا ناصر ولا معين، ودفن تحت ركام الأيام، وبعد دخول الوثنين، واحتدام الخلاف بين الموحدين من أتباع المسيح ـ عليه السلام ـ والوثنين كانت المجامع (المقدسة)، وتم النبش عن شيء مقبول يخلط بين الوثنية وشيء من التوقير الكاذب للمسيح ـ عليه السلام ـ ومن هنا كان (بولس) مناسباً، وكانت هذه الأناجيل الأربعة دون غيرها من عشرات الأناجيل التي كتبت مناسبة، وبهذا خلعت القداسة على (بولس) وعلى رسائله التي يشك في نسبة عددا منها إليه، وتم تأليف الدين الجديد على يد المجامع، ولا زالت المجامع هي التي تؤلف الدين، فما يفعله النصارى شيء، وما يقوله كتابهم الذي في أيديهم شيء آخر.
هذا ما أفهمه، وهو ما أحسبك تفهمه، وما أحسب أن النصارى لو أنصفوا سيفهموه ويقبلوه.
؟؟؟؟؟؟؟؟======((((ظهور السيدة العذراء
يمثل هذا الموضوع ركنا أساسيا" من أساسيات الإيمان النصراني عند كل من الأرثوذكس والكاثوليك , بينما لا يؤمن البروتستانت بذلك .
وكل عدة سنوات تخرج لنا إحدى الكنائس بيانا" أنه حدث ظهور للعذراء بها , وتتحول الكنيسة خلال أيام إلى مزار مقدس يتزاحم فيه وحوله البسطاء من شعب الكنيسة آملين أن تطل عليهم العذراء , وتمنحهم بركة أو شفاء اعتقدوا أنها تملكه . ولما لا تملكه وهي أم الإله حسب قرار المجمع العالمي ( المسكوني ) الذي سمى مجمع "أفسس الأول" سنة 431 م .
حيث أنكر " نسطور" أسقف القسطنطينية ألوهية المسيح ، وبدأ بإنكار كون السيدة العذراء والدة الإله قائلاً: إن مريم لم تلد إلهًا بل ما يولد من الجسد ليس إلا جسداً ، وما يولد من الروح فهو روح، فالعذراء ولدت إنسانًا عبارة عن آلة للاهوت ، وذهب إلى أن المسيح لم يكن إلهاً في حد ذاته بل هو إنسان مملوء بالبركة أو هو مُلهم من الله لم يرتكب خطية .
فتم عمل مجمع لمناقشة هذه الأمور وأصدر المجمع قرارات منها :
أن العذراء ولدت إلهًا وتدعى لذلك أم الإله. وتم وضع مقدمة قانون الإيمان الذي بدءوه: "نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء القديسة والدة الإله . . . إلخ ".
سنستعرض بعون الله تعالى , قضية ظهور السيدة العذراء من خلال المنهج التالي :
1- الصور الموجودة وشرائط الفيديو للظهور.
2- شهادة الشهود وتعليق البابا شنودة.
3- معنى ومغزى الظهور حسب رأي الكنيسة والجمهور.
4- السيدة العذراء حسب الكتاب المقدس.
6- التفسير العلمي.
7- مناقشة.
؟؟؟=====(((((أولا" : محتوى الصور والأفلام.
الصور الفوتوغرافية وشرائط الفيديو لا تبين أكثر من إضاءة أو نور ساطع حدث فوق أو بالقرب من قباب الكنائس أو قمة أبراجها.
مشاهد من شريط الفيديو الذي يسجل الظاهرة التي أطلقوا
عليها نور العذراء فوق كنيسة القديس مرقس بأسيوط.
الصورة المرفقة تظهر الأنوار التي حدثت فوق كنيسة القديس مرقس بأسيوط عام 2000 والتي نشرت بمجلة آخر ساعة , ولا يختلف الوضع كثيرا" مع شريط الفيديو الخاص بالظهور فوق كنيسة السيدة العذراء بالزيتون في عام 1968 كما تم الإعلان عن ذلك.
فلماذا لا نجد صورة واحدة من أي مكان في العالم عن الظهور ؟؟( تلاعبت بعض المواقع النصرانية حديثا" باستخدام برامج الكمبيوتر لعمل دخان تخرج منه صورة العذراء ).
لماذا نتحدث عن ظهور السيدة العذراء ولا نجد إلا نورا" أو ضوءا" يسطع كل فترات , حتى خرج بعض المشككين يقولون نعتذرعن ظهور العذراء لعطل في أجهزة الليزر
؟؟؟؟؟؟ثانيا" : شهادة الشهود وتعليق البابا شنودة:
1- الأوصاف التى وردت فى جريدة الأهرام بتاريخ 6 / 5 / 1968 عن إدعاء الظهور بالزيتون..(هيئة جسم كامل من نور يظهر فوق القباب الأربع الصغيرة لكنيسة الزيتون أو فوق الصليب الأعلى للقبة الكبرى أو فوق الأشجار المحيطة بالكنيسة .. الخ .. ).
2- المشاهدات التي جاءت بأشرطة الفيديو لا تزيد عن ما يلي :
رأينا فلاشات - إضاءات سريعة -- حمام يطير وقت ومض الفلاش- إضاءة تأتي بسرعة وتختفي..... انتهى.
3- في تحقيق مجلة آخر ساعة عدد 3441 بتاريخ 24 أكتوبر 2000
جاء مايلي عن شاهد عيان :
وقفنا في مواجهة منارتي الكنيسة وقبابها.. في الواحدة والنصف صباحا بالتمام.. سمعت صوت الرعد يهز سماء أسيوط.. لحظة.. ورأيت ضوءا كالبرق في سرعة ظهوره واختفائه.. ضوءا نقيا صافيا هادئا.. ينبثق من منارتي الكنيسة.. يتسع في هبوطه السريع.. يضئ الحوائط الأسمنتية.. ويزداد الاندفاع والاتساع.. يكسو النور ويغمر أجساد وقلوب جموع الشعب المزروع في كل شبر حول الكنيسة.. فوق الأسطح المتلاحمة.. وبطول وعمق الحارات الممتدة.. والشوارع.. في كل نافذة قريبة وبعيدة من الموقع.
ينطلق النور مرات متتالية خاطفة مثل فلاش الكاميرا.. كالحلم.. ثم يستكين.. فينشق الصمت.. وتصدح القلوب بصوت أقوي من الرعد.. صوت الفرح.. تهليل وتصفيق وزغاريد.. والأعناق كلها معلقة بالمنارتين في انتظار المزيد.. حالة من الوجد والتوحد والعشق الإلهي والخشوع.. الوجوه ملامحها واحدة.. مابين الذهول والترقب والتذلل لله.. والأمل والرجاء..
أين نحن.. وماذا يحدث !..
يتأخر تكرار ظهور النور دقائق.. فتبدأ الجموع في استدعاء
العذراء بأناشيد وترانيم وأغان شعبية.. ومقاطع كالشعارات
وليدة اللحظة.. تبدأ دائما بنداء اليقين بأنها هي
العذراء وأنها موجودة في وسطهم الآن..
هي ٌîه العذرا هي ٌîه جو ٌîه القبة ديٌ îه.
ثم يتحول الهتاف إلي تشجيع :
ياللا اظهري ياللا طلي بنورك طلٌîة..............
نفي البابا :
نفى البابا شنودة ظهور العذراء في تعليقه على الموضوع في نفس المجلة عدد 3453 بتاريخ 27 ديسمبر 2000 , فكان تصريح البابا المنشور في المجلة كما يلي:
قداسة البابا : ""طبعا نحن نحترم كثيرا رأي الآباء الكهنة الذي جاء من أسيوط. والذي يمثل أيضا رأي نيافة الأنبا ميخائيل. لأن مجلس الكهنة لا يستطيع أن يعبر عن الأبرشية بدون موافقة مطرانها.. وأنا رأيي هو الآتي: بعدما رأيت تسجيل الفيديو.. فالذي ظهر في الفيديو هو الآتي:
عبارة عن نور باهر جدا أقوي من أي نور عادي وخطفات.. يعني ليس نورا يبقي مدة طويلة، طويلة، طويلة، لا، مرة علي المنارة ومرة علي القبة... ومرة علي الواجهة، وهكذا. طبعا ظهور نور بهذا الشكل لا شك أنه شيء رباني وظاهرة روحية، خصوصا عندما يكون نورا يلمع فيه الصليب تماما، فهذه ناحية مفرحة، وعندما يكون هذا النور في كنيسة أرثوذكسية وفي مواجهتها مباشرة كنيسة أخري طائفية ولا يوجد ظهور سوي علي الكنيسة الأرثوذكسية، فهذا أمر له دلالته، لكن هذا كله عبارة عن نور، يعني ما أستطيع أن أقوله إنه ظهور أنوار بطريقة مبهرة، وبطريقة تدل علي أن مصدرها روحي. هذه مسألة تعبر عن ظهورات روحية، لكن عذراء لا، لا أقدر أن أقول نور علي المنارتين وعلي الواجهة وعلي الصليب أنه العذراء.. يظل رأيي هذا متعلقا بما حدث إلي تاريخ هذا الفيلم، إن كان قد حدث شيء بعد ذلك لم يأتني بعد، لكن ما جاءني من أسيوط، من نيافة المطران والآباء الكهنة شيء مكتوب وصور، والصور نشرت بعضها في الكرازة، والصور ليس فيها شكل جسم إنساني ظاهر إنما أنوار عجيبة ومبهرة وقوية ولا يعرف لها مصدر. هذا ما أقدر أن أقوله لكم. ""
ولكن لا تزال المواقع والكنائس توزع صور الضوء على أنه العذراء أم الإله حسب اعتقادهم .
إدعاءات أخرى لظهور العذراء في أماكن متفرقة من العالم :
قد جاء في كتاب "ظهورالسيدة العذراء"
" ظهرت في كنيستها بالزيتون في 2 أبريل 68 ثم ظهرت في كنيسة السيدة دميانة بشبرا عام86 وشهدت برؤيتها جموع كثيرة , وقد سجلت الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية العديد من ظهوراتها في بلدان مختلفة في الخمس قارات.. وذلك منذ عام 1858, وأقرت أن الظهور مستمر حتي اليوم في كثير من المدن.. منها لورد بفرنسا ومعجزات الشفاء فيها متواصلة ومدن بالبرتغال.. وبلجيكا.. اسبانيا.. اليابان.. فنزويلا.. يوغوسلافيا.. رواندا.. سوريا.. كوريا الجنوبية.. أوكرانيا وغيره. "
ونحن نبحث عن صورة واحدة واضحة, أو شريط فيديو واضح , للحظة ظهور العذراء مع بيان سبب الظهور أوالهدف منه ونتسائل لماذا تظهر عند كل من الكاثوليك والارثوذكس وهما مختلفان في أمور جوهرية , منها طبيعة المسيح وانبثاق الروح القدس وعقيدة المطهر وعقيدة الحبل بلا دنس وغيرها , ولماذا لم تصرح لأي منهما أي منهما على الاعتقاد الصحيح
؟؟؟؟؟؟=====((((ثالثا" : المعنى الديني لظهور السيدة العذراء حسب رأي الرهبان والقساوسة.
جاء في التحقيق في عدد أخر ساعة 24 أكتوبر 2000
( حدد لي شيخ الرهبان هنا أسبابا.(للظهور( منها أولا أن الكنيسة مرت بصعوبات كثيرة حتي انتهي تجديدها في أكتوبر العام الماضي.. فجاءت العذراء ومعها 'سحابة الشهود' لتدشينها !!)
والغريب ما جاء أيضا" بنفس العدد حيث قال المحرر :
( رهبان ديرها في أسيوط وكهنة الكنيسة لا يدهشهم ظهورها المستمر في أسيوط.. لأنهم يعتبرونها 'مقيمة' هناك.. فقد أقامت العائلة المقدسة أثناء رحلة هروبها إلي مصر في القرن الأول الميلادي ستة أشهر داخل مغارة بجبل أسيوط.. المقام فوقه ديرها الآن.. يؤكدون أنها استقرت أيضا في أسيوط العاصمة فترة من الزمن.. لذلك تجليها ليس غريبا.).
ملاحظة : يتم تأجير أسطح المنازل القريبة من الكنائس التي تعلن ظهور أضواء , بتحصيل مبلغ عن كل فرد يحصل على مكان أو مقعد , وغالبا" تغلق المنازل أبوابها بعد أن يكتمل عدد المنتظرين بفارغ الصبر فوق الأسطح الطامعين في ظهور ضوء .
كما يحدث الظهور نشاط اقتصادي واسع بالقرية حيث يتدفق مئات الآلاف فورا" يبحثون بعد ذلك عن طعام وشراب والبعض عن مأوى.
؟؟؟؟؟؟؟======(((((رابعا" : السيدة العذراء حسب الكتاب المقدس.
السيدة العذراء تحتل مكانة عالية عند المسلمين فقد جاء في فضلها العديد من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة.
كذلك تحتل مكانة مقدسة عند النصارى بإختلاف طوائفهم ولكنها تصل إلى أعلى درجات القدسية عند الكاثوليك الذين يعتقدون أن السيدة العذراء شريكة في عمل الفداء ، وأنه لا تأتي نعمة إلى البشر إلا عن طريقها ويسمونها "سيدة المطهر" ، ويؤمنون بعصمة العذراء الكاملة من الخطأ. كما يؤمنون أن العذراء نفسها وُلدت وهى لا تحمل الخطيئة الأصلية (عقيدة الحبل بلا دنس) . عكس الأرثوذكس الذين يقولون أن الروح القدس طهرها ولكن كان يلزم لها الفداء أيضًا.
وتقل المكانة قليلا" عند الأرثوذكس فيقولون لا نغالي فيها فهي ( أم الإله ) ولها مكانة عالية فوق جميع الملائكة والساروفيم والكاروبيم " أنواع من الملائكة " , ولكن لا نرفعها أكثر من هذا , بينما تقل مكانتها قليلا" عند البروتستانت الذين لا يقتنعون بظهورها ويعتقدون أنها تزوجت وأنجبت أخوة للمسيح عليه السلام معتمدين على تفسير ما جاء في إنجيل متى عن يوسسف خطيب مريم عليها السلام : ( متى 1 : 25 ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر.ودعا اسمه يسوع (. فقال البروتسانت إن معنى البكر أن هناك من هو بعده , وتعبير " يعرفها" في لغة الإنجيل يعني يعاشرها معاشرة الأزواج فقد جاء عن أدم وحواء: (تكوين 4 : 1 . وعرف آدم حواء امرأته فحبلت وولدت قايين.), لذلك في الترجمة العربية المشتركة : (متى 1 : 25 ولم يعاشرها حتى ولدت ابنها البكر),
وفي الترجمة العربية المبسطة : ( متى 1: 25 لَكِنَّهُ لَمْ يُعَاشِرْهَا حَتَّى وَلَدَتِ الطِّفلَ، الَّذِي سَمَّاهُ "يَسُوعَ.") , فيقولون الواضح أنه كان هناك زواج ولكنه لم يعاشرها إلا بعد الولادة, وكان هناك أبناء آخرين وإلا كيف قضى يوسف معها 15 عاما" وسافر معها حاملين الرب عندما كان الرب صغيرا" إلى مصر في رحلة تستغرق ثلاثة أشهر؟.
كذلك يستدل البروتستانت بما جاء في إنجيل متى أن بعض الناس قالوا للمسيح عليه السلام وهو يدرس في المجمع إن أمك وأخوتك بالخارج !؟, ( متى 12 : 47 فقال له واحد هو ذا أمك وأخوتك واقفون خارجا طالبين أن يكلموك).
ولكن كيف تكلم الكتاب المقدس عن السيدة العذراء ؟
للأسف العهد الجديد لم يذكر عن السيدة مريم عليها السلام الكثير , بل أشار لها إشارات مقتضبة عند الحديث حول المسيح عليه السلام ولم ينسب لها أي معجزات أو كرامات أو مواعظ أو حكم وهي على قيد الحياة .
حتى أن العهد الجديد نسب للمسيح عليه السلام مناداته إياها بلفظ يا امرأة وهو نفس اللفظ الذي نادي به المرأة الزانية في إنجيل يوحنا , فجاء في إنجيل يوحنا :
( يوحنا 19 : 26 فلما رأى يسوع امه والتلميذ الذي كان يحبه واقفا قال لامه يا امرأة هوذا ابنك.)
وفي مرة أخرى
( يوحنا 19 : 25 - 27 وكانت واقفات عند صليب يسوع امه واخت امه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية. فلما رأى يسوع امه والتلميذ الذي كان يحبه واقفا قال لامه يا امرأة هوذا ابنك. ثم قال للتلميذ هوذا امك.ومن تلك الساعة اخذها التلميذ الى خاصته.)
كما ينسب العهد الجديد اعراض المسيح عليه السلام عن تلبية نداءاها حسب ما جاء في موضعين بالعهد الجديد :
( متى 12 : 46- 50 وفيما هو يكلم الجموع اذا امه واخوته قد وقفوا خارجا طالبين ان يكلموه. فقال له واحد هوذا امك واخوتك واقفون خارجا طالبين ان يكلموك. فاجاب وقال للقائل له.من هي امي ومن هم اخوتي. ثم مدّ يده نحو تلاميذه وقال ها امي واخوتي. لان من يصنع مشيئة ابي الذي في السموات هو اخي واختي وامي ) وأيضا" في ( مرقس 3 : 31 ).
ولم تذكر الأعداد التالية أن المسيح عليه السلام ذهب إليها ملبيا" لنداء أم الإله .
كما لم يأت ذكر عمل تقوم به او بركة أو شفاعة إلا قول إنجيل يوحنا أنها تشفعت عند المسيح ليحول الخمر إلى ماء في أحد الأفراح بالجليل . نظرا" لأن أهل العرس نفد من عندهم الخمر.
(يوحنا 2 : 1-5 وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ كَانَ عُرْسٌ فِي قَانَا بِمِنْطَقَةِ الْجَلِيلِ، وَكَانَتْ هُنَاكَ أُمُّ يَسُوعَ. 2وَدُعِيَ إِلَى الْعُرْسِ أَيْضاً يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ. 3فَلَمَّا نَفِدَتِ الْخَمْرُ، قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَمْ يَبْقَ عِنْدَهُمْ خَمْرٌ!» 4فَأَجَابَهَا: «مَا شَأْنُكِ بِي يَاامْرَأَةُ؟ سَاعَتِي لَمْ تَأْتِ بَعْدُ!» 5فَقَالَتْ أُمُّهُ لِلْخَدَمِ: «افْعَلُوا كُلَّ مَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ».)
وقد أنتهى ذكر السيدة مريم بالعهد الجديد فور الإعلان عن قيامة المسيح بالرغم من أن الأناجيل الموجودة بين أيدينا تمت كتابتها في الفترةمن 65 إلى 110 ميلادية .
أي بعد إختفاء المسيح بفترة من 30 إلى 80 عاما". و بالرغم من ذلك لم يأت أي ذكر لحياة السيدة العذراء أو عملها او أن هناك أي نوع من معجزات الشفاء أو معجزات آخرى تقوم بها.
وجاء سفر أعمال الرسل الذي يقوم بالسرد التاريخي للرسل ودعوتهم وخاصة بولس ولم يأت بأي ذكر عن السيدة العذراء , فلم يولها أتباع المسيح هذا الإهتمام وهذه المنزلة وقت حياتها أبدا" ولم يذكر أي من الكتب القديمة أي كرامات أو ظهور أو تجلي لها.
فالغريب أنه بعد حوالي 2000 عام من وفاتها يتم نسب اعمال لها لم تكن تعملها وهي على قيد الحياة مثل معجزات الشفاء والتجلي والبركة.
يقول الباحث النصراني ( أوتاه ميناردوس ), Otte Menardus في كتابه ( أقباط مصر- الاعتقاد والحياة ) Christian Egypt : Faith and Life.
في شهر مارس سنة 1968 صرخت كنيسة العذراء بالزيتون صرخة مدوية بأن العذراء ظهرت بها و انها تشفي المرضى و تعيد الإبصار للعميان......
وفي إبريل أعلن البطريرك كرولس السادس هذا الخبر .......( ص 265 )
ويقول المؤلف إن الكنائس في شبرا و في المعادي أخذت تتنافس في إدعاء الأمر لتجذب لها جماهير المخدوعين, بل وصل الأمر إلى كنائس شتى في جميع بلاد الشرق الأوسط أخذت تدعي هذا الأدعاء. (ص 269 )
و يختتم المؤلف وصفه لهذه المسألة بحديثه عن كارثة بشرية تسببت عنها , فيذكر أنه في 19 مايو 1968 قتل وطئا" تحت الأقدام حوالي خمسة عشر شخصا" في زحام داخل كنيسة شبرا التي كانت قد أذاعت خبرا" مماثلا" .[1][1]
؟؟؟؟====(((((خامسا " : التفسير العلمي.
" وظاهرتنا التى تهمنا وتشغل بال الكثيرين منا تسمى فى كتب العلم " نيران القديس المو " أو " نيران سانت المو "، ونحن نسوق هنا ما جاء عنها فى دائرة المعارف البريطانية التى يملكها الكثيرون ويمكنهم الرجوع إليها : النص الإنجليزى فى : Handy Volume Essue Eleventh Edition الصحيفة الأولى من المجلد الرابع والعشرين تحت اسم : St. Elms Firs .. وترجمة ذلك الكلام حرفياً : ..
" نيران سانت المو : هى الوهج الذى يلازم التفريغ الكهربى البطىء من الجو إلى الأرض . وهذا التفريع المطابق لتفريغ " الفرشاة " المعروف فى تجارب معامل الطبيعة يظهر عادة فى صورة رأس من الضوء على نهايات الأجسام المدببة التى على غرار برج الكنيسة وصارى السفينة أو حتى نتوءات الأراضى المنبسطة، وتصحبها عادة ضوضاء طقطقة وأزيز .. [1][2]
ولمن يريد البحث على الانترنت كتابة st. elmo's fire+encyclopedia
في أي من محركات البحث على الانترنت فستعطيه نتيجة البحث الموسوعات التي تتحدث عن هذه الظاهرة.
ولقد وجدت الكثير من المواضيع التي تتحدث عن هذه الظاهرة وما يشابهها من ظواهر إضاءات ليلية في كثير من الأماكن في العالم يتقبلها العالم المتمدن بنظرة علمية ويهرع لها من لا يملك عقيدة قوية لكي تكون سببا" من أسباب التثبيت الإيماني .
في الصورة التالية تم وضع الكثير من الصور التي تظهر بعض الأضواء الليلة .
الصورة الصغيرة الموجودة في الأسفل على أقصى اليمين ربما يعتقد البعض أنها تبين وجه أحد ما يعطي لعناته أو بركاته للأرض. حسب معتقد من يراها ويتخيل فيها ما قد يثبت إيمان لا يقوم على دليل!.
؟؟؟؟؟؟======((((سادسا" : مناقشة .
1- ظهر علميا" ان ظاهرة الضوء ليس ظهور لأشخاص ولكن ظواهر طبيعية لها تفسير علمي دقيق واضح ولا يعتمد على نظرية تحتمل الصواب و الخطأ , بل هو حقيقة علمية.
2- سندع العلم جانبا" ونفترض أن هذه الأضواء هي ظهور لكائن ما , ما الذي يجعل الإعتقاد أنه ليس شيطان ؟
فقد جاء بالكتاب المقدس أن
(( وَلاَ عَجَبَ. لأَنَّ الشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يُغَيِّرُ شَكْلَهُ إِلَى شِبْهِ مَلاَكِ نُورٍ! )) (كورنثوس الثانية 11: 14).
ولم يأت أن العذراء تأتي كنور أو كشبه نور .
3- سنضع العلم جانبا" وندع النص السابق من الكتاب المقدس جانبا" ونسأل أنفسنا ونسألكم , إن كانت الأضواء لا تدل على شيطان بل تدل على شخص صالح ( فرضا" ) فلماذا نقول أنها العذراء ؟! ولماذا تأتي ليلأ" فقط ؟؟ ولماذا تومض وتنطفيء ثم تومض ؟؟
لا توجد أسباب منطقية ولا أدلة ولا معنى أبدا" لأن نقول أن العذراء ظهرت على شكل أضوء ثم اختفت الاضواء مائة عام ثم ومضت مرة ثانية.
4-سندع كل الحجج جانبا" ونتفق على أنها السيدة العذراء التي تأتي
ما الذي يدرينا أنها تأتي لتثبتكم على الإيمان وأنها سعيدة بكم ؟ لماذا لا نقول أنها تأتي حزينة على ما حدث ؟
لماذا لا يكون حضورها ( فرضا" ) معناه أعيدوا التفكير وإقراوا عن الإسلام وأتبعوا الحق. ؟
لماذا لا ؟
لماذا لم تخبر أي من الطوائف أنهم هم على الحق ؟ الكاثوليك أو الأرثوذوكس او المارون .؟
لماذا لم تثبت بولس أو غيره بالسجن ؟
لماذا لم تظهر لأفراد المجمع المسكوني الذي كان يناقش ألوهية المسيح لتخبرهم بالحقيقة .؟
لماذا لا تقول لكم ما هي الكتب القانونية الصحيحة ؟
لماذا لا تقول لكم ما الصحيح لبعض الفقرات التي حذفتها إحدى التراجم وأضافتها التراجم الأخرى مثل نص رسالة يوحنا الأولى 5 : 7 .
لماذا لا تقول لكم من هو كاتب الرسالة إلى العبرانيين الذي حسب الموسوعة البريطانية والكتاب المقدس للكاثوليك مجهول ويتضح من أسمها وعدم نسبها لشخص نسبا" رسميا" أن الكاتب مجهول .
للأسف اطلعت على أغلب شرائط الفيديو الخاصة بالظهور وعلى أوجه الناس المنتظرة للنفحات ولم أشعر إلا بالأسى على العقول الباحثة عن حجر يثبتها أمام الحجج والبراهين الواهية التي تسوقها لهم الكنيسة.
كما اطلعت على غالبية الصور المنشورة على النت وكذلك الحديث من الصور الذي عبثت فيها أيدي محترفي الكمبيوتر ليزيدوا الخيال خيالا" .
5- تساؤلات أخيرة ؟
أ- ما هي فائدة الظهور فوق السطوح , لماذا لا تذهب لقناة الجزيرة وتعلن الظهور.
ب- هل قالت لكم أي شيء عن ما يلي :
- إثبتوا على عبادتكم المسيح
- الله هو واحد في ثلاثة أقانيم
- أنا أم الله .
ج- هل من الممكن أن تحدد موعدا" وننتظر جميعا" لنرى بأنفسنا ؟؟
قال : صاحب كتاب قذائف الحق .
تحتل خوارق العادات المكانة الأولى فى الأديان البدائية، وكلما وَهى الأساس العقلى لدين ما زاد اعتماده على هذه الخوارق، وجمع منها الكثير لكهنته وأتباعه . والمسيحية من الأديان التى تعول فى بقائها وانتشارها على عجائب الشفاء، وآثار القوى الخفية الغيبية .
مثال مؤسف عن معجزات الشفاء عن طريق السيدة العذراء :
كان من أخر الأمثلة لهذه القصص والروايات , أنه في عام 2005 صرخت المجلات والجرائد والمواقع النصرانية . معجزة شفاء من السيدة العذراء لحفيد إحدى المذيعات بالتليفزيون المصري المسلمة , ثم بعد ذلك ذكرت أحدى المواقع أنها تنصرت بعد المعجزة ! والحكاية كما ذكروها :
" ظهرت العذراء ومعها احد القساوسة للطفل بالمساء ورأت المذيعة السيدة العذراء وهي تخرج المشرط والأدوات الجراحية لعمل عملية للحفيد في رأسه حيث كان يعاني من سرطان بالمخ . !!
وأذاعت المواقع النصرانية صور للمذيعة في زيارة لإحدى الكنائس.
وهلل النصارى كثيرا" لهذا الموضوع و بركاتك يا أم النور , وشفاعتك يا أم الإله و...الخ.
وتسأل بعض العاقلين :
لماذا لم يقع الشفاء من بعيد , فلماذا أخرجت المشرط والأدوات الجراحية ؟ , وأين تعلمت هذه المهنة ؟ فقد كان من الممكن أن يقولوا مسحت على رأسه فشفى ولكن أن يدخل الموضوع لمشرط وأدوات جراحية وشاش , فالقصة غريبة , وأثيرت تساؤلات أخرى حول الموضوع , ثم ظهرت المذيعة المعنية بالحدث في التليفزيون المصري ببرنامج صباح الخير يا مصر تقول أنا لا يوجد عندي حفيد.
وقالت أنها زارت إحدى الكنائس في الصعيد مع صديقة لها نصرانية وتقيم في أمريكا , وكانت تريد زيارة كنيسة في الصعيد لها منزلة خاصة عندها فصحبتها والتقطت لها صور هناك .
وانتهى الموضوع ولكن لا تزال بعد المواقع تنشر أن السيدة العذراء قامت بمعجزة شفاء لحفيد مذيعة مشهورة , والمذيعة تتنصر .
يضاف إلى هذا الموضوع أويماثله , خرافة بكاء التماثيل
فيقال أن تمثال أحد القديسين في أحد الأديرة يبكي , فتتحرك الرحللات السياحية إلى هذا الدير ويزداد الدخل والنذور للدير .
والغريب أنه يشارك في هذا الأمر الهنود وكثير من أرباب الديانات الوثنية في أسيا وأفريقيا , فتمثال الإله يبكي أو تمثال أحد القديسيين يبكي , مما يعني أن هناك خطايا يتم التكفير عنها بذبائح أو نقود أو بكاء أو رقصات وصلوات.
وبكاء التمثال يتم بعد حقن العين " المسامية " بحبر لزج يأخذ في النزول من العين عند ارتفاع درجةالحرارة في الدير في وقت الصباح عند حضور الزيارات التي تترقب بلهف نزول دمعة حمراء أو بيضاء من عين تمثال الإله أو تمثال أم الإله أو تمثال أحد القديسين , الذي لو كان حيا" وصالحا" لبكى على سذاجتهم .
فلا نعلم ما الهدف من البكاء , وكيف يزداد الإيمان ببكاء تمثال من الحجر أو لان عيناه تذرفان حبر أحمر تشيني أو جلسرين ؟ .
ففعلا" كلما وَهى الأساس العقلى لدين ما زاد اعتماده على هذه الخوارق، وجمع منها الكثير لكهنته وأتباعه. ولا حول ولا قوة إلا بالله والحمد لله رب العالمين.
مقال أخر عن الظهور ونفي أخر للبابا !!, ولكن لا يمنع هذا أن يستشهد البابا في موقع أخر بصحة الظهورات , تثبيتا" لإيمان بعض المغفلين !!!.
ننهي بكلمة الشيخ محمد الغزالي.
(كلما وَهى الأساس العقلى لدين ما زاد اعتماده على هذه الخوارق، وجمع منها الكثير لكهنته وأتباعه.)
والحمد لله رب العالمين.
--------------------------------------------------------------------------------
[1][1] المسيحية . دكتور. أحمد شلبي .ص 96
[2][2] قذائف الحق - الشيخ محمد الغزالي- بتصرف.
(((((((((((((
نصوص توراتية تحت المجهر
إعداد الأخ : يوسف عبد الرحمن
دعوة صريحة نقدمها للقارىء الكريم لمناقشة بعض نصوص الكتاب المقدس بطريقة علمية وموضوعية بعيداً عن التعصب والتشنج ...
أكمل الفراغ من ترجمة الفانديك المعتمدة من دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط :
1) من سفر أخبار الايام الأول 4 : 17 : " وبنو عزرة يثر ومرد وعافر ويالون.......وحبلت بمريم وشماي ويشبح ابي اشتموع ".
2) من سفر حزقيال 23 : 43 : " فقلت عن البالية في الزنى الآن يزنون زنى معها وهي ............. ".
3) من سفر الخروج 19 : 25 : " فانحدر موسى الى الشعب وقال لهم .............. ".
4) من سفر صموئيل الثاني 5 : 8 : " وقال داود في ذلك اليوم ان الذي يضرب اليبوسيين ويبلغ الى القناة والعرج والعمي المبغضين من نفس داود ........ لذلك يقولون لا يدخل البيت اعمى او اعرج ".
5) من سفر المزامير 135 : 5 : " ان نسيتك يا اورشليم تنسى يميني ........... ".
6) من سفر صموئيل الأول 12: 14-15 : " ان اتقيتم الرب وعبدتموه وسمعتم صوته ولم تعصوا قول الرب وكنتم انتم والملك ايضا الذي يملك عليكم وراء الرب الهكم ............ ".
7) من سفر الملوك الثاني 5 : 6 : " فأتى بالكتاب إلى ملك إسرائيل يقول فيه ......... ، فالآن عند وصول هذا الكتاب إليك هوذا قد أرسلت إليك نعمان عبدي، فاشفه من برصه ".
8) من سفر زكريا 6 : 15 : " والبعيدون يأتون ويبنون في هيكل الرب فتعلمون ان رب الجنود ارسلني اليكم.ويكون اذا سمعتم سمعا صوت الرب الهكم ........... ".
اسفار نبوية مفقودة :
1) يذكر الكتاب المقدس نبوة أخيا الشيلوني في أخبار الأيام الثاني 9 : 29 فأين هي نبوته وعن ماذا هي ؟
2) ويذكر الكتاب المقدس أيضاَ نبوة ناثان في أخبار الأيام الثاني 9 : 29 فأين هي نبوته وعن ماذا هي ؟
لاحظ _ أخي القارىء - بأننا نشير إلى كلام نبي و نبوة لا مجرد تاريخ كما يريد أن يوهم البعض ..
3) يذكر الكتاب المقدس أيضا في سفر الملوك الثاني 14 : 25 بأن الرب تكلم على لسان يونان النبي عن انتصار إسرائيل ولا وجود لهذا الكلام النبوي في الكتاب المقدس.
يقول طامس أنكلس الكاثوليكي : " اتفاق العالم على أن الكتب المفقودة من الكتب المقدسة ليست بأقل من عشرين ".
وتقول دائرة المعارف الكتابية ( كلمة أبوكريفا ) : أن هناك رسالة مفقودة إلى الكورنثيين : ففي (1كو 5: 9) يذكر الرسول رسالة إلى الكورنثيين يبدو أنها قد فقدت.
من الذي أكمل سفر ارميا بعد موته ؟
ينتهي الإصحاح 51 من ارميا بالفقرة 64 وفيها : ( وتقول : هكذا تغرق بابل ولا تقوم من الشر الذي أنا جالبه عليها وَيَعْيُونَ. إلى هنا كلام إرميا . ) [ ترجمة الفاندايك ]
إلى هنا كلام ارميا، فمن الذي أضاف الاصحاح 52 إليه؟
تزوير سفر كامل :
يقول كاتب سفر صموئيل الاول 25 : 1 : ( ومات صموئيل فاجتمع إسرائيل وندبوه ودفنوه .... ) صموئيل هو أحد أنبياء بني اسرائيل كما يقولون وهو كاتب سفر صموئيل الاول حسب زعمهم ولكنه مات في أول جملة من الاصحاح الخامس والعشرين من صموئيل الاول . مات وندبوه ودفنوه . فكيف كتب الاصحاحات 25،26،27،28،29،30،31 بعد أن مات ؟! وكيف كتب سفر صموئيل الثاني بعد أن مات في سفر صموئيل الأول ؟! مات صموئيل ثم ندبوه ثم دفنوه ......
سرقة كاملة :
من المدهش ان الذين كتبوا التوراة قد وقعوا فيما نسميه بالسرقة الأدبية كما في ذكر نص ثم إعادته في موضع آخر، ومنه : تطابق سفر الملوك الثاني [ 19/1 - 12 ] مع إشعيا [ 37/1 - 12] كلمة بكلمة ، وحرفاً بحرف ، بل وشولة بشولة !!! لقد سرق أحد الكاتبين من الآخر . سرق وقال هذا كلام الله .
قائمة بعدد الثيران والتيوس والخرفان والدقيق !
عندما دشن موسى المذبح ، قدم رؤساء بني اسرائيل تقدمات للمذبح وقرابين وهدايا من ثيران وتيوس وخرفان والدقيق الملتوت بالزيت فنجد في سفر العدد 7 : 1 - 68 عرضاً تفصيليا لكل ما قدمه رؤساء بني اسرائيل : كم ثوراً وكم تيساً وكم كبشاً وكم خروفاً . فهل ينزل الوحي لبيان ذلك؟!
الطوفان الأخير !!
نسب كاتب سفر التكوين 9 : 11 للرب قوله : ( ولا يكون ايضا طوفان ليخرب الارض ) في هذا النص نجد أن الرب يعد ألا يكون طوفان بعد طوفان نوح ويعد بألا يهلك أي حي بمياه الطوفان. ولكن كلنا يعرف أن هذا النص مخالف للواقع لأننا نسمع ونرى كل يوم فيضانات تموت فيها الحيوانات المختلفة. براكين، زلازل، أعاصير، حوادث، انخسافات أرضية، كوارث من كل نوع يموت فيها الأحياء من كل لون. النص يتناقض مع الواقع .
أحفاد عيسو :
نجد ان الأصحاح 36 من سفر التكوين هو سرد لمواليد عيسو وزوجاته وأحفاده في حوالي ستين سطراً. فهل هذا كلام موحى به من الله ؟! نترك الجواب لضمير القارىء الكريم وعقله .
وحي أم كتاب رحلات ؟
في سفر العدد الاصحاح 33 شرح تفصيلي لرحلات بني اسرائيل من مصر عبر سيناء مع موسى وهارون. ونترك لعقل القارىء الكريم وضميره بعد أن يقرأ الاصحاح أن يجيب على هذا السؤال : هل هذا وحي الله أوحى به إلى موسى ؟! ما القيمة التشريعية أو الاخلاقية أو العقيدية لهذا السرد الممل ؟!
وحي أم نوبات حراسة ؟
الأصحاح الخامس والعشرون من سفر أخبار الأيام الأول يتناول توزيع قرع الحراسة بشكل ممل . فهل هذا كلام الله ؟! هل ينزل الله وحياً لسرد قرع الحراسة ؟!
اسطورة شمشون والثعالب !!
جاء في سفر القضاة [ 15 : 4 ] :
" وذهب شمشون وامسك ثلاث مئة ابن آوى واخذ مشاعل وجعل ذنبا الى ذنب ووضع مشعلا بين كل ذنبين في الوسط. ثم اضرم المشاعل نارا واطلقها بين زروع الفلسطينيين فاحرق الاكداس والزرع وكروم الزيتون. " [ ترجمة الفاندايك ]
وفي ترجمة كتاب الحياة : " وربط ذيليي كل ثعلبين معاً ووضع بينهما مشعلاً .. "
والسؤال هو :
كيف تركت الثعالب شمشمون بأن يقوم بربط كل ذيلين مع بعضهما البعض ؟ وكيف تركوه يُشعل النار فيهما؟ لك أن تتخيل أن كل ثعلبين تركاه يفعل ذلك وانتظر الآخرون دورهم! فلو كل ذيلين مربوطين مع بعضهما لما تحركت الثعالب من مكانها ، لأن كل منهما يحاول جذب الآخر إلى الإتجاه المعاكس!!
حوار بين الأشجار على حق الرئاسة !!!
يقول كاتب سفر القضاة [ 9 : 8 ] :
( مرّة ذهبت الاشجار لتمسح عليها ملكا. فقالت للزيتونة املكي علينا. فقالت لها الزيتونة أاترك دهني الذي به يكرمون بي الله والناس واذهب لكي املك على الاشجار. ثم قالت الاشجار للتينة تعالي انت واملكي علينا. فقالت لها التينة أأترك حلاوتي وثمري الطيب واذهب لكي املك على الاشجار. فقالت الاشجار للكرمة تعالي انت املكي علينا. فقالت لها الكرمة أاترك مسطاري الذي يفرح الله والناس واذهب لكي املك على الاشجار. ثم قالت جميع الاشجار للعوسج تعال انت واملك علينا. فقال العوسج للاشجار ان كنتم بالحق تمسحونني عليكم ملكا فتعالوا واحتموا تحت ظلي. والا فتخرج نار من العوسج وتأكل ارز لبنان.)
كيف يمكن تمييز العذارى من غير العذراى ؟
في سفر العدد 31 : 15 يقول الكاتب عن موسى : ( وقال لهم موسى هل ابقيتم كل انثى حيّة. ... فالآن اقتلوا كل ذكر من الاطفال. وكل امرأة عرفت رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها. لكن جميع الاطفال من النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر ابقوهنّ لكم حيّات. ) نلاحظ في هذا النص ان موسى عليه السلام احتج على جنوده لأنهم لم يقتلوا النساء ... ثم يأمرهم بقتل كل ذكر من الاطفال ثم يطلب من جنوده قائلاً لهم : ( النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر ابقوهنّ لكم حيّات )
وهنا نسأل : كيف يمكن تمييز العذراى من غير العذراى ؟! هذا يعني أن موسى أمرهم باغتصاب جميع النساء لفرز العذارى منهن. وهذا مستحيل أن يصدر من نبي الله موسى عليه السلام . مما يدل على ان هذا النص مختلق .
هابيل أم يابال ؟
يقول كاتب سفر التكوين 4 : 2 : " وكان هابيل راعياً للغنم " إلا اننا نجد في تكوين 4 : 20 ان يابال وهو الحفيد السابع لهابيل كان أول راع للمواشي فيقول النص حسب ترجمة كتاب الحياة : " وولدت عادة كلاً من يابال أول رعاة المواشي وساكني الخيام " وفي ترجمة الفانديك : " فولدت عادة يابال. الذي كان أباً لساكني الخيام ورعاة المواشي " . تناقض واضح بين النصين .
رجل حكيم جداً !!
من العجب أن الكتاب المقدس يصف ( يوناداب ) الذي شجع ابن عمه ( أمنون ) ابن داود عليه السلام ووضع له الخطة لإرتكاب الخطية الجنسية مع ثامار بأنه رجل حكيم جداً !!! صموئيل الثاني [ 13 : 1 ] : " وجرى بعد ذلك انه كان لابشالوم بن داود اخت جميلة اسمها ثامار فاحبها امنون بن داود وأحصر امنون للسقم من اجل ثامار اخته لانها كانت عذراء وعسر في عيني امنون ان يفعل لها شيئا وكان لامنون صاحب اسمه يوناداب بن شمعى اخي داود وكان يوناداب رجلا حكيما جدا فقال له لماذا يا ابن الملك انت ضعيف هكذا من صباح الى صباح أما تخبرني فقال له امنون اني احب ثامار اخت ابشالوم اخي فقال يوناداب اضطجع على سريرك وتمارض واذا جاء ابوك ليراك فقل له دع ثامار اختي فتأتي وتطعمني خبزا وتعمل امامي الطعام لارى فآكل من يدها "
ان الكاتب يصف الذي وضع خطة الزنى بالحكمة والمفروض انه ماكر وخبيث أو شرير .
دعوة إلى شرب المسكر :
يقول كاتب سفر اشعيا 56 : 12 : " هلموا آخذ خمرا ولنشتف مسكرا ويكون الغد كهذا اليوم عظيما بل ازيد جدا " وفي نشيد الانشاد 5 : 1 : يقول الكاتب : " اشربوا واسكروا أيها الاحباء " هذه النصوص ينسب لله فيها انه يدعو نفسه وعباده الى شرب الخمر المسكر ! وهي تتناقض مع النص السابق في اشعيا 5 : 11 " ويل للمبكرين صباحاً يتبعون المسكر ".
أمرٌ بالضرب :
جاء في سفر الملوك الأول [ 20 : 35 ] : " ان رجلاً من بني الأنبياء قال لصاحبه . عن أمر الرب اضربني . فأبى الرجل ان يضربه . فقال له من اجل انك لم تسمع لقول الرب فحينما تذهب من عندي يقتلك أسد . ولما ذهب من عنده لقيه أسد . وقتله ." ( ترجمة الفانديك )
تخيل أيها القارىء الكريم ... رجل يقول لصاحبه إن الله يأمرك أن تضربني !!! هل هذا معقول ؟ هل يُنزل الله وحياً على رجل ما، يقول له فيه عليك أن تطلب من رجل آخر أن يضربك ؟ على كل حال وكما هو متوقع من العقلاء فإن الرجل رفض أن يضرب صاحبه . فغضب طالب الضرب على صاحبه ودعا عليه فأكله أسد !!!! ولماذا يدعو عليه ؟ وما ذنبه ؟ دعا عليه لأنه رفض أن يضربه !!!! والمدهش أن الرب استجاب دعائه ( حسب النص ) فأكل الأسد هذا الرجل المسكين الذي رفض أن يضرب صاحبه !!!! وهل هذه العقوبة مناسبة لرفض الرجل أن يضرب صديقه ؟
يتبع الجزء الثاني
======================================================================
المسيح إنسان ليس أكثر
هنالك الكثير من الادله التي يعرضها الانجيل حول الطبيعة البشرية للمسيح ، حين يذكر بأنه منهمك ، وكان عليه أن يجلس لكي يشرب من البئر [ انجيل يوحنا 4 : 6 ] ونجده يبكي بموت لعازر [انجيل يوحنا 11 : 35 ]. وفوق كل هذا هنالك الوصف لمعاناته في النهاية : (( الآن نفسي قد اضطربت )) ونجده يشكر ويصلي للرب لكي ينقذه من حتمية الموت [انجيل يوحنا 12 : 27 ] : (( وكان يصلي قائلا يا ابتاه ان امكن فلتعبر عني هذه الكاس. ولكن ليس كما اريد انا بل كما تريد انت )) [انجيل متى 39:26] . وهذا يشير الى ان ( آراء ) المسيح وتطلعاته لم تكن مثلما هو عند الرب .
ونجد ان إرادته كانت مخضوعه لله فهو يقول : (( انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا. كما اسمع ادين ودينونتي عادلة لأني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الاب الذي ارسلني )) [انجيل يوحنا 30:5].
إن الاختلاف بين ارادة المسيح وارادة الرب ، هو دليل على ان يسوع لم يكن إله.
ونجد ايضا أن يسوع لم تكن له معرفة كاملة عن الرب منذ ولادته (( واما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس )) [انجيل لوقا 2 : 52]. (( وكان الصبي ينمو ويتقوى بالروح )) [انجيل لوقا 2 : 40 ] ان كلا الفقرتين تصفان نمو المسيح الجسدي بموازاة مع نموه الروحاني. واذا كان (( الابن هو الله )) كما يعتقد اثنازيوس والتيار الذي يتزعمه بالنسبة للثالوث فإن هذا الاعتقاد غير ممكن . وحتى في آخر حياته ، اعترف يسوع بأنه لا يعرف موعد رجوعه الثاني ، على الرغم من ان أبيه قد عرف ذلك [ انجيل مرقس 13 : 32 ].
وان حقيقة توسل المسيح من الرب لكي يخلصه من الموت تتعارض مع الفكرة بانه إله بذاته : (( اذ قدم بصراخ شديدة ودموع طلبات وتضرعات للقادر ان يخلصه من الموت وسمع له من اجل تقواه )) [الرسالة الى العبرانيين 5 : 7 ].
نلاحظ هنا أن المسيح قدم صراخ شديد ودموع للقادر !! فمن هو القادر ومن هو المقدور له وإذا كان المسيح ليست له القدره ويطلبها من الله القادر فلماذا يعبده النصارى ؟!
هذا وان الكثير من المزامير هي بمثابة نبوءات عن يسوع. وبما ان العهد الجديد يقتبس عدد من فقرات المزامير عن المسيح فقد جاءت في هذه المزامير الكثير من المناسبات التي تؤكد على حاجة المسيح لان يخلصه الرب:-
- مزامير [ 91 : 11 ، 12 ] نراها مقتبسة في انجيل متى [ 6:4 ] في الحديث عن يسوع. وفي المزامير [ 91 : 16 ] تكمن النبوءة عن تخليص يسوع: (( من طول الايام [ أي حياة ابدية ] اشبعه واريه خلاصي )).
- مزامير [ 69 : 1 ، 18 ، 21 ، 29 ] : (( خلصني يا الله... اقترب الى نفسي بسبب اعدائي أفدني ...يجعلون في طعامي علقماً ، وفي عطشي يسقونني خلاً . . . خلاصك يا الله فليرفعني ))
- مزامير 89 هي تأويل لوعود الرب لداوود عن المسيح. وفي مزامير 89 : 26 يتنبأ عن المسيح : (( هو يدعوني [الرب] ابي انت. الهي وصخرة خلاصي )) .
لقد سمع الرب صلوات المسيح وإنجاه من الصلب وذلك من اجل روحانيته وليس لموضعه في الثالوث المكذوب . . . لقد انجا الله يسوع ومجده واعترف يسوع بهذا حين طلب من الرب ان يمجده : [انجيل يوحنا 17 : 5 ] ، [ 13 : 32 ] ، [ 8 : 54 ].
والحقيقة ان الله رفع من شأن المسيح ، وهذا يدل على تفوق الله عليه ، وعلى الفارق بين الله وبين يسوع. ولا يمكن للمسيح ان يكون باي شكل من الاشكال (( الله في الصميم. وخالد [مع] طبيعتين إلهية وبشرية )) وهذا ما يظهر في البند الاول من 39 بندا التي اقرتها الكنيسة الاتجليكانية. ومن تفسير كلمة كيان يمكن ان تكون طبيعة واحدة فقط. وتقول الكنيسة الدليل على ذلك بان المسيح كان من طبيعتنا البشرية.
وصدق الله العظيم إذ يقول :
(( فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ )) سورة مريم الآية : 37
===================================================================(((((((((((
الأجوبة الجلية في الرد على استدلالات المسيحية
اعداد الاخ : يوسف عبد الرحمن
هناك بعض الجمل والعبارات المنسوبة للمسيح في الاناجيل ، يريد المسيحيون أن يتخذوها سنداً في دعواهم بألوهية المسيح وسوف نذكر هذه العبارات وسوف نبين استحالة إمكان أخذها بظاهرها وسنظهر عدم استطاعة الوقوف دون تفسيرها ، وإلا اختلط الحابل بالنابل وصار البشر كلهم حسب الظاهر الذين يأخذون به آلهه والعياذ بالله .
______________________________________
1 - قول المسيح : أنا والأب واحد .
2 - قول المسيح : من رآني فقد رأى الآب .
3 - قول المسيح الأب في وأنا فيه .
4 - عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا.
5 - قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أجعل أعداءك موطئا لقدميك.
6 - قول المسيح : قبل أن يكون ابراهيم انا كائن.
7 - أنتم من تحت أما أنا فمن فوق أنتم من هذا العالم وأنا لست منه .
8 - تسمية المسيح بابن الله والابن الوحيد .
9 - معنى كون المسيح في حضن الآب .
10 - قول يوحنا في البدء كان الكلمة وكان الكلمة عند الله .
11 - قول المسيح : و ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ...
12 - قول المسيح : و لكن لتعلموا أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا.
13 - صعود المسيح إلي السماء حياً.
14 - استعمال كلمة رب في حق المسيح .
15 - سجود بعض التلاميذ للمسيح .
16 - قول بولـس : الله ظهر في الجسد.
17 - وصف المسيح بأنه صورة الله.
18 - قول يوحنا في الرؤيا : أنا الألف و الياء، و الأول و الآخر، و البداية و النهاية .
19 - قول يوحنا : كل شيىء به كان ، وبغيره لم يكن شيىء ...
20 - وصف المسيح بأنه ديان العالم .
21 - قول توما : " ربي وإلهي! "
22 - قول يوحنا : هذا هو الإلـه الحق
23 - وصف الخروف بأنه رب الأرباب وملك الملوك
24 - المسيح يصحح لليهود معنى بنوته لله جديد
23 - ردود منوعة للدكتور منقذ السقار
24 - ردود منوعة باللغة الانجليزية
ضيفنا المسيحي لا تتردد ان تكتب الينا ان كانت لديك أي شبهة يقال لك انها تدل على لاهوت المسيح
========================================================================((((((((((((
صفات الرب المزعوم في الإنجيل
اليك ايها القارىء الكريم بعض من صفات الرب المزعوم من واقع الإنجيل :
- الرب خلق مريم إلا انها ولدته لأن بطنها احتوته !!! : (( أما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا )) متى 1 : 18
- الرب له أخوة واخوات !!! : (( ولما جاء إلى وطنه كان يعلمهم فى مجمعهم حتى بهتوا وقالوا من أين لهذا هذه الحكمة والقوات ، أليس هذا ابن النجار ، أليست أمه تدعى مريم وإخوته يعقوب ويوسى وسمعان ويهوذا ؟ )) متى 13 : 54-55
- الرب مُرسل من غيره !!! : (( أنا هو الشاهد لنفسى ويشهد لى الآب الذى أرسلنى )) يوحنا 8 : 18
- الإله صار رمَّة ودوده !!! : يدعي النصارى ان رب العالمين صار انساناً وعاش على الارض والكتاب المقدس يقول (( فكم بالحرى الإنسان الرمَّة وابن آدم الدود )) أيوب 25 : 8 ويدعون ان الله نزل وعاش على الارض والكتاب المقدس يرد عليهم قائلاً : (( هل يسكن الله حقاً على الأرض؟ هو ذا السموات وسماء السموات لا تسعك )) ملوك الأول 8 : 28 ويقول الكتاب : (( فاسمع أنت من السماء مكان سكناك )) ملوك الأول 8 : 39
- الرب يهرب من اليهود !!! : (( وكان يسوع يتردد بعد هذا فى الجليل ، لأنه لم يرد أن يتردد فى اليهودية لأن اليهود كانوا يطلبون أن يقتلوه )) يوحنا 7: 1 (( فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه فلم يكن يسوع يمشى بين اليهود علانية )) يوحنا 11: 53-54
- الرب صار لعبة في يد الشيطان يحركها كيفما يشاء !!! : (( ثمَ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً جَاعَ أَخِيراً. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ : إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هَذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزا. فَأَجَابَ: مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللَّهِ. ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ : إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ. قَالَ لَهُ يَسُوعُ : مَكْتُوبٌ أَيْضاً: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ. ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضاً إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدّاً وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا وَقَالَ لَهُ : أُعْطِيكَ هَذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي. حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ : اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ. ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ.)) متى 4 : 1 _ 11
- الإله حمامــة !!! : (( فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ )) متى 3 : 16-17
- الإله خروف !!! : (( وهؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم لأنه ربُّ الأرباب وملك الملوك )) رؤيا يوحنا 14 : 17
- الرب يجهل وقت الحصاد !!! : (( وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ )) مرقس 11: 12-13
- الاله مخرب !!! : (( وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ. فَقَالَ يَسُوعُ لَهَا: «لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَراً بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُون )) مرقس 11 : 12-14
- الرب تعبان !!! : (( فإذا كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر )) يوحنا 4 : 6
- الرب ضعيف !!! : (( وظهر له ملاك من السماء يقويه )) لوقا 22 : 43
- الرب يحاكم !!! : يحكي الانجيل انه : تمت محاكمة يسوع أمام رئيس الكهنة وأمام الوالى بيلاطس وأمام هيرودس بينما نفاجىء بأن الرب يقول في سفر إرميا : (( لأنه من مثلى؟ ومن يحاكمنى؟ ومن هو الراعى الذى يقف أمامى؟ )) إرمياء 49 : 19
- الإله ملعون !!! : لأنه مكتوب : ملعون كل من عُلِّقَ على خشبة سفر التثنية [ 21 : 23 ]
- الإله قاسي القلب عديم الرحمة !!! : (( إن كان الله معنا فمن علينا، الذى لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين )) رومية 8: 31-33
- الرب وضع في قبر بعد ان علق على الصليب !!! : ونحن نسأل : هل الذي قال عنه الكتاب : (( العلي المتسلط على مملكة الناس )) دانيال 4 : 17 يوضع في قبر ؟
هل الذي قال عنه الكتاب :
(( لا مثيل لك يارب ، عظيم أنت ، عظيم اسمك ، فى الجبروت )) إرمياء 10 : 6 يوضع في قبر ؟
كيف يكون المسيح هو الله وقد حكت الاناجيل انه ولد في مذود للبقر ( زريبة بقر ) لوقا 2 : 7
وكيف يكون المسيح هو الله وقد حكت عنه الاناجيل أنه نجس امه 40 يوماً بعد ولادته لوقا 2 : 22
وكيف يكون المسيح هو الله والمسيح قد صرح بنفسه أنه لم يأتي إلا إلى اليهود ؟ متى 15 : 24
وكيف يكون المسيح هو الله و الانجيل يخبرنا انه كان يهرب من اليهود ؟ يوحنا 11 : 53
وكيف يكون المسيح هو الله وهو يصرح بأنه مرسل من غيره ؟ يوحنا 8 : 18
وكيف يكون المسيح هو الله والاناجيل تحكي انه تمت محاكمته أمام رؤساء اليهود ، والكتاب يقول أن الرب لا يحاكم ارميا 49 : 19
وكيف يكون المسيح هو الله والانجيل يخبرنا أنه محتاج لركوب لجحش ؟ متى 21 : 3
وكيف يكون المسيح هو الله والانجيل يخبرنا انه عاجز وضعيف وقد ظهر له ملاك من السماء ليقويه ؟ [ لوقا 22 : 43 ]
وكيف يكون المسيح هو الله وبولس يخبرنا أن الله سبحانه وتعالى هو إله المسيح رسالته إلى أفسس 1 : 16 _ 17 : (( لاَ أَنْقَطِعُ عَنْ شُكْرِ اللهِ لأَجْلِكُمْ وَعَنْ ذِكْرِكُمْ فِي صَلَوَاتِي، حَتَّى يَهَبَكُمْ إِلَهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ حِكْمَةٍ وَإِلْهَامٍ: لِتَعْرِفُوهُ مَعْرِفَةً كَامِلَةً ))
فهذا بيان صريح في أن الله أبو المجد هو إله يسوع ، وبالتالي يسوع عبده ، وهذا ينفي نفي قاطع لإلهية المسيح لأن الإله لا يكون له إله. ان الله سبحانه وتعالى مذكور مراراً على انه رب المسيح و إلهه ، وان الله سبحانه وتعالى موصوف بـ : (( الله ابـو ربنا يسوع المسيح )) [ رسالة بطرس الاولى 1 : 3 ]
وكيف يكون المسيح هو الله وبولس يخبرنا ان المسيح ما هو إلا وسيط بين الله والناس ؟ رسالته الاولى الى تيموثاوس 2 : 5
وصدق الله العظيم إذ يقول :
{ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } ( الحج:
=======================================================================((((((((
مبحث كون المسيح بلا خطية
يدعي النصارى بأن المسيح امتاز عن سائر الناس بوصفه بلا خطية . . . ويستدولون بقوله : (( من منكم يبكتني على خطيئة ))
الرد على هذا الادعاء :
لقد ورد نظير هذا الوصف في حق أشخاص كثيرين غير المسيح مما يفيد عدم وجود ميزة له على غيره طبقاً للآتـي :
1 _ يقول نبي الله أيوب عن نفسه في سفر أيوب [ 31 : 4، 5 ، 6 ] : (( أليس هو ينظر طُرُقِي وَيُحْصِي كُلَّ خَطَوَاتِي؟ إِنْ سَلَكْتُ فِي ضَلاَلٍ وَأَسْرَعَتْ قَدَمِي لاِرْتِكَابِ الْغِشِّ، فَلأُوزَنْ فِي قِسْطَاسِ الْعَدْلِ، وَلْيَعْرِفِ اللهُ كَمَالِي. ))
2 _ يقول أيوب عن نفسه في سفر أيوب [ 27 : 3 ] : (( وَلَكِنْ مَادَامَتْ نَسَمَتِي فِيَّ، وَنَفْخَةُ اللهِ فِي أَنْفِي، فَإِنَّ شَفَتَيَّ لَنْ تَنْطِقَا بِالسُّوءِ، وَلِسَانِي لَنْ يَتَلَفَّظَ بِالْغِشِّ. ))
3 _ ويقول الكتاب المقدس عن بني إسرائيل في سفر صفنيا [ 3 : 13 ] : (( بقية إسرائيل لا يفعلون إثماً ، ولا يتكلمون بالكذب ، ولا يوجد في أفواههم لسان غش ))
4 _ وعن شعب لاوي ورد في سفر ملاخي [ 2 : 6 ] : (( شريعة الحق كانت في فيه وإثم لم يوجد في شفتيه ))
5 _ وعن جماعة النصارى المؤمنين جاء في سفر رؤيا يوحنا [ 14 : 5 ] : (( ما نطق لسانهم بالكذب ، لأنهم بلا عيب ))
6 _ وعن يعقوب جاء في سفر العدد [ 23 : 21 ] قول بلعام : (( لَمْ يَشْهَدْ إِثْماً فِي يَعْقُوبَ، وَلَمْ يَرَ مَشَقَّةً فِي إِسْرَائِيلَ. الرَّبُّ إِلَهُهُمْ مَعَهُمْ، وَهُتَافٌ لِلْمَلِكِفِيهِمْ.))
7 _ جاء في رسالة يوحنا الأولى [ 5 : 18 ، 19 ] : (( كل مولود من الله لا يخطىء ))
8 _ جاء في رسالة يوحنا الأولى [ 3 : 9 ] : (( كل مولود من الله لا يعمل الخطيئة لأن زرع الله ثابت فيه ، لا يقدر أن يعمل الخطيئة وهو من الله ))
9 _ وجاء في رسالة يوحنا الأولى [ 5 : 18 ] : (( نعلم أن كل من ولد من الله لا يخطىء ، بل المولود من الله يحفظ نفسه ، والشريرلا يمسه ، نعلم أننا نحن من الله ))
فلا ميزة للمسيح على غيره من المؤمنين به ما دام قد ثبت في المسيح بإيمانه فهو لايخطىء ، كذلك الحال من ولد من الله فهو لا يخطىء .
10 _ ويقول الكتاب المقدس عن أيوب في سفر أيوب [ 1 : 1 ] : (( كان رجل فِي أَرْضِ عَوْصَ اسْمُهُ أَيُّوبُ، وكَانَ هذا الرجل كاملاً ومستقيماً ، يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ. ))
وفي العدد 8 من نفس الاصحاح يقول الرب عن أيوب :
(( فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَان ِ: هَلْ رَاقَبْتَ عَبْدِي أَيُّوبَ، فَإِنَّهُ لاَ نَظِيرَ لَهُ فِي الأَرْضِ، فَهُوَ رَجُلٌ كَامِلٌ صَالِحٌ يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ ))
11 _ وفي سفر أيوب [ 29 : 14 ] يقول عن نفسه :
(( لبست البر فكسانــي ))
12 _ وعن زكريا وزوجته إليصابات جاء بإنجيل لوقا [ 1 : 5 ، 6 ] قوله :
(( كَانَ فِي زَمَنِ هِيرُودُسَ مَلِكِ الْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا، مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا، وَزَوْجَتُهُ مِنْ نَسْلِ هَارُونَ ، وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ. 6وَكَانَ كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ، يَسْلُكَانِ وَفْقاً لِوَصَايَا الرَّبِّ وَأَحْكَامِهِ كُلِّهَا بِغَيْر لَوْمٍ ))
13 _ يقول شيخ الاسلام الامام ابن تيمية رحمة الله عليه في كتابه الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح :
(( وإذا قالوا ان المسيح لم يعمل خطية ، فيحيى بن زكريا لم يعمل خطية ، ومن عمل خطية وتاب منها فقد يصير بالتوبة أفضل مما كان قبل الخطيئة وأفضل ممن لم يعمل تلك الخطيئة )) .
14 _ إذا كان النصارى يعتقدون بأن ناسوت المسيح هو من جنس سائر النواسيت البشرية فهويجوع ويعطش وينام ويكتئب ويحزن و يجرب و . . . إلخ وفي نفس الوقت يعتقدون أن البشر خطاة بطبيعتهم البشرية ، فتكون النتيجة بلا شك ان ناسوت المسيح داخلاً في الخطيئة !
15 _ ألم يستطيع المسيح أن يقول مكان قوله : (( من منكم يوبخني على خطيئة )) من منكم يجحد خلقي العالم ؟! ونفخي الروح في آدم ، وأنا الذي بيده البسط والرزق ، وبأمري خلقت السموات والارض ؟! وحاشاه حاشاه أن يقول المسيح مثل هذا ، بل إنما أراد أن يستدل على نبوته بثبوت عصمته عن الكبائر ، فقال : من منكم يوبخني على خطيئة
((((((((((((
نصوص إنجيلية تحت المجهر
هذا المقال هو دعوة صريحة لمناقشة بعض نصوص الكتاب المقدس بطريقة علمية وموضوعية بعيداً عن التعصب والتشنج ...
نجم يتمشى في السماء !!!
لقد ذكر متى قصة المجوس الذين جاءوا للمسيح عند ولادته وسجدوا له فقال بحسب ترجمة الفاندايك : "ولما ولد يسوع في بيت لحم في أيام هيردوس الملك إذا مجوس من المشرق قد جاءوا إلى أورشليم قائلين . أين هو المولود ملك اليهود ؟ فإننا رأينا نجمة في المشرق وأتينا لنسجد له … و إذا النجم الذي رأوه في المشرق يتقدمهم حتى جاء ، ووقف فوق حيث كان الصبي، فلما رأوا النجم فرحوا فرحاً عظيماً جداً ..." (متى 2/1-10).
أن متى يتحدث عن نجم يمشي ، وحركته تشير إلى بعض أزقة أورشليم دون بعض ، ثم إلى بيت من بيوتها، حيث يوجد المسيح ، فيتوقف وهو في السماء على رغم بعده الهائل الملحوظ على الأرض فكيف مشى ، وكيف دلهم على البيت ، وكيف وقف ؟!! وكيف رأوا ذلك كله ؟ .
انه من المستحيل أن يشير نجم يبلغ حجمه أضعاف حجم الشمس بلايين المرات إلى موضع ولادة شخص في بيت من البيوت . وهذا يدل على جهل كتبة الإنجيل وعدم معرفتهم بحجم و طبيعة النجم ؟
سقوط النجوم على سطح الأرض !!
جاء في سفر الرؤيا [ 6 : 13 ] عن علامات نهاية الزمان ما يلي :
"ونظرت لما فتح الختم السادس واذا زلزلة عظيمة حدثت والشمس صارت سوداء كمسح من شعر والقمر صار كالدم . ونجوم السماء سقطت الى الارض كما تطرح شجرة التين سقاطها اذا هزتها ريح عظيمة "
وفي إنجيل متى [ 24 : 29 ] ينسب الكاتب للمسيح قوله عن علامات نهاية الزمان ما يلي :
"وللوقت بعد ضيق تلك الايام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السموات تتزعزع ."
مما لا شك فيه ان هذا الكلام الوارد في الانجيل هو ضرب من الهذيان الذي لا يمكن أن يصدق ، ذلك لأن علم الفلك يقدر لنا عدد النجوم ببلايين البلايين ، منها نجوم اكبر حجماً من الشمس بالاف الاضعاف.. ومجموع حجم هذة النجوم لايمكن لعقل بشرى ان يتخيلة ... فكيف يكون هناك مجرد احتمال ان تقع هذة النجوم المتناهية الضخامة على سطح الارض الذي نسبته لأصغر نجم لا تساوي شىء ؟؟ فعلى سبيل المثال فهناك نجم اسمه ( إبط الجوزاء ) يقدر حجمه بحجم شمسنا 25 مليون مرة فما بالك إذا قسناه بحجم الأرض !! فطبقا لعلم الفلك هناك استحالة مطلقة فى امكانية ان هذة الاجسام تسقط على الارض .. وتصديق وقوعها على الارض هو ضربا من الهذيان والقاء علم الفلك وقوانينة واكتشافات علمائة فى سلة المهملات مما يدل على ان كاتب الإنجيل لايعلم اى شى عن علم الفلك واثباتة العلمى الذى لايدع اى مجال لاى شك...
رؤية الشمس والقمر !
يقول كاتب سفر الرؤيا [ 6 : 12 ] : " ونظرت لما فتح الختم السادس واذا زلزلة عظيمة حدثت والشمس صارت سوداء كمسح من شعر والقمر صار كالدم. "
بما ان الشمس ستصبح سوداء أي ظلاماً دامساً إذن فالجزء المحيط كفراغ جوي حول الكرة الأرضية سيصبح أسود دامساً حالكاً في السواد .. فكيف إذا سنرى الشمس أولاً ثم كيف يمكننا رؤية القمر ثانياً ولونه كالدم بحسب زعم النص حال كون الشمس ظلمة أو سوداء ؟ خصوصاً ونحن نعلم أن القمر إنما يستمد نوره من الشمس فهو كالمرآة يعكس ضوء الشمس ، فإذا كانت الشمس سوداء فكيف للقمر أن يصبح دما أو كالدم ؟
جبل متقد بالنار سيحول ماء البحر إلى دم !!!
ورد في سفر الرؤيا [ 8 : 8 ] قول الكاتب : " ثم بوق الملاك الثاني فكأن جبلا عظيما متقدا بالنار ألقي الى البحر فصار ثلث البحر دما. "
إذا لجأنا إلى العقل والعلم ، وحاولنا توضيح دلالة هذه الفقرة ، فسنرى أن الملاك الثاني من الملائكة السبعة المذكورين في السفر سيؤدى مهمة وهي أنه سيبوق وعندما يبوق سنرى جبلاً عظيماً متقداً بالنار ألقى إلى البحر ، فصار ثلث ذلك البحر دماً
مما لا شك فيه أن هذا يعتبر تصوراً بدائياً في أن إلقاء جبل عظيم متقد بالنار سيحول ماء البحر إلى دم ، لأن العلم يخبرنا أن مياه البحر ستطفىء هذا الجبل فوراً . . كما ان الفقرة لم تخبرنا عن أي بحر سيحدث له هذا ، هل البحر الابيض المتوسط أو البحر الاحمر أو المحيطات ؟ وما هو مصير بقية البحار ؟
الارض لها زوايا أربعة !!!
لا يمكن لأحد أن يفكر أن للكرة الأرضية زوايا ذلك لأن الأشياء المسطحة فقط هي التي لها زوايا إلا ان الكتاب المقدس يدعي بأن للأرض أربعة زوايا !
وهذا طبقاً لما جاء في سفر الرؤيا [ 7 : 1 ] : " وبعد هذا رأيت اربعة ملائكة واقفين على اربع زوايا الارض ممسكين اربع رياح الارض لكي لا تهب ريح على الارض ولا على البحر ولا على شجرة ما " وانظر [ سفر حزقيال 7: 2 ] : " النهاية قد أزفت على زوايا الأرض الأربع "
ومن المعلوم ان الارض كروية الشكل كما أشار القرآن الكريم لذلك في قوله تعالى : " خلق السماوات والارض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى الا هو العزيز الغفار " فلا يمكن لليل بأن يُـكور على النهار ولا يمكن كذلك للنهار بأن يُـكور على الليل الا اذا كانت الارض كروية الشكل .
آراه جميع ممالك الأرض !
كتب متى في [ 4 : 8 ] عن تجربة الشيطان للمسيح : " ثم اخذه ايضا ابليس الى جبل عال جدا واراه جميع ممالك العالم ومجدها . وقال له اعطيك هذه جميعها ان خررت وسجدت لي ."
الكل يعلم أن الارض تأخذ شكلاً كروياً أو بيضاوياً ، وبناء على هذا الشكل فالانسان لا يمكنه أن يرى كامل السطح الخارجي للأرض من أي مكان يقف فيه مهما كان هذا المكان عالياً ، فلا يستطيع أن يرى ممالك مصر والصين وأجزاء من آسيا الصغرى والهند وأرض ( المايا ) في المكسيك وقرطاجه في شمال افريقيا وروما في إيطاليا وكوريا والمستوطنات الأخرى من ممالك العالم المنتشرة جداً وهو واقف في مكان عال في أي موضع من الارض . إلا ان الانجيل يقول ان إبليس أوقف المسيح في مكان عال وأراه جميع ممالك الأرض ! يقول النص : " ثم اخذه ايضا ابليس الى جبل عال جدا واراه جميع ممالك العالم ومجدها . وقال له اعطيك هذه جميعها ان خررت وسجدت لي ."
هل الحزن يسبب النوم ؟
يقول لوقا أن عيسى عليه السلام وجد تلاميذه نياماً من الحزن : " ثُمَّ قَامَ مِنَ الصَّلاَةِ وَجَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ فَوَجَدَهُمْ نِيَاماً مِنَ الْحُزْنِ." لوقا 22: 45
ألا يُخالف ذلك العلم والمنطق والعقل. فهل الحُزن يسبب النوم ؟ ( راجع أقوال اطباء النفس )
الذي عاين شهد !!!
كتب يوحنا في [ 19 : 33 - 35 ] حول حادثة الصلب المزعومة ما يلي :
" واما يسوع فلما جاءوا اليه لم يكسروا ساقيه لانهم رأوه قد مات .34 لكن واحدا من العسكر طعن جنبه بحربة وللوقت خرج دم وماء . والذي عاين شهد وشهادته حق وهو يعلم انه يقول الحق لتؤمنوا انتم . "
والسؤال هو :
كيف تمكن الشاهد الذي عاين و شهد كما يقول يوحنا من التفريق بين الماء والدم من هذه الطعنة ؟؟ لأنه من المعروف أن الماء إذا إختلط بالدم فإن الخليط سيصبح لونه أحمر أقل قتامة من الدم بحيث يستحيل على الرائي أن يفرق بين الدم و الماء بالعين المجردة - في عصرنا هذا يمكن الوصول إلى ذالك بالأدوات تحليل الدم - و خصوصاً أن الحادثة وقعت والظلام قد حل على الأرض كلها [ مرقس : 15 : 33 ] !!!
والنقطة الثانية والمهمة هي أن خروج الدم والماء من جنب يسوع لدليل دامغ على أنه لم يمت فمن المعروف أن دماء الموتى لا
تعني أن المخاطب لم يدرس ولم ينجح . ومعنى النص أن التلاميذ الذين أخذ النصارى دينهم عنهم ليس لديهم إيمان بمقدار حبة خردل !!! وهذه كارثة ...
السَّوْط :
كتب يوحنا عن المسيح : " وصنع سوطاً من حبال وطرد الجميع من الهيكل " يوحنا 2 : 15 . نلاحظ هنا ان استعمال السوط والطرد ، فيه نوع من الادانة . وهذا يناقض قول المسيح : " لا تدينوا لكي لا تدانوا " متى 7 : 1 . ويناقض قوله في متى 5 : 39 " لا تقاوموا الشر " .
قتل ابنه ولم يشفق عليه :
كتب يوحنا : " لأنه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به " يوحنا 3 : 16 . نلاحظ هنا ما يلي :
1 - لماذا بذل الله ابنه الوحيد ؟ لأنه يحب العالم . وهل الذي يحب العالم لا يحب ابنه الوحيد ؟!! كيف يحب الله العالم ولايحب ابنه ؟!! وهل الذي يحب العالم يقتل ابنه الوحيد ؟!! كيف نثق بإله لم يشفق على ابنه من أجل غفران خطيئة مذنب آخر؟ كما يقول بولس في رومية 8 : 32 : " الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لاجلنا اجمعين " لقد نسب بولس إلى الله عدم الشفقة ، أي القسوة . ألا توجد طريقة أخرى عند إله المحبة اقتضت رحمته ألا يُعالج هذه الجريمة إلا بجريمة أبشع منها ؟ فقد أرسل ابنه البرىء، فلذة كبده ليُصْلَب !!
حادثة الزانية :
جاء اليهود للمسيح بزانية متلبسة بالفعل قائلين له : " موسى في الناموس أوصانا أن هذه ترجم " يوحنا 8 : 5 . " ولما استمروا يسألونه انتصب وقال لهم : من كان منكم بلا خطية فليرمها أولاً بحجر " يوحنا 8 : 7 ونلاحظ الآتي :
1 - لقد رفض المسيح الحكم برجمها . وهذا تشجيع للزنى .
2 - موقف المسيح مناقض لشريعة موسى التي تحكم بالرجم .
3 - بهذا الموقف ألغى المسيح عقوبة الزنى !!
4 - رفض المسيح إدانتها دون السماع الي شهود الاثبات أو النفي . برأها دون دليل !!! وتعاطفه معها بدا واضحاً وكأنه ترخيص بالزنى !!!
على ما أظن !!
قال يوحنا في إنجيله : " وهناك أمور كثيرة عملها يسوع ، لو كتبها أحد بالتفصيل ، لضاق العالم كله ، على ما أظن بالكتب التي تحتويها " [ 21 : 25 ] الترجمة البيروتية والترجمة العربية المشتركة
ان يوحنا كاتب هذا الانجيل يتكلم في هذه الفقرة على سبيل الظن والتخمين وهذا واضح من قوله : " على ما أظن "
والسؤال هو : هل الله سبحانه العليم بكل شيىء يوحي كلامه على سبيل الظن والتخمين أم ان هذا هذا الانجيل ليس من عند الله ؟
رسائل مفقودة :
من رسالة كولوسي ( 4 : 16 ) : " ومتى قرئت عندكم هذه الرسالة فاجعلوها تقرأ ايضا في كنيسة اللاودكيين والتي من لاودكية تقرأونها انتم ايضا " اين الرساله التى من اللاودكيه؟
من كورنثوس الاولى ( 5 : 9 ) : " كتبت اليكم في الرسالة ان لا تخالطوا الزناة " اين هذه الرساله ؟ فكتابات بولس المرسله هنا وهناك الموجودة في العهد الجديد كلها رسائل فأين إذن الرسالة المشار اليها في النص ؟ الاجابة بكل وضوح انها مفقودة !!
المسيح رسول الله ليس أكثر :
- قال المسيح : " الذي يؤمن بي ليس يؤمن بي بل بالذي أرسلني " يوحنا 12 : 44 .
- ويقول المسيح لتلاميذه : " من يقبلكم يقبلني ومن يقبلني يقبل الذي ارسلني " متى 10 : 40
- ويقول لهم أيضاً : " لاني لم اتكلم من نفسي لكن الآب الذي ارسلني هو اعطاني وصية ماذا اقول وبماذا اتكلم . " يوحنا 12 : 49
هذه النصوص تدل بوضوح قاطع أن المسيح قال للناس إنه رسول من الله إلى قومه وأن كلامه ليس من عنده بل هو من الله . وهذا حق فجميع الرسل هم مبلغين عن الله سبحانه وتعالى .
هناك معطي ومعطى له :
يقول الأبن للآب في يوحنا : " إِنَّ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي " يوحنا 18: 9 ويقول أيضاً " الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي " يوحنا 17: 12
فمن الذى أعطى من ؟ إذا كان هناك اتحاد بين الآب والابن فيكون المُعطى هو نفسه الآخذ، ألا تنفى هذه العبارة الإتحاد بين الخالق والمخلوق وتنسف فكرة تجسُّد الإله فى صورة مخلوق ؟ وجاء في متى11 : 27 : " كل شيء قد دفع اليّ من ابي " وفي انجيل يوحنا 17 : 3 : " مجد ابنك ليمجدك ابنك ايضا اذ اعطيته سلطانا على كل جسد ." وفي يوحنا 5 : 36: " لان الاعمال التي اعطاني الآب لاكمّلها هذه الاعمال بعينها التي انا اعملها هي تشهد لي ان الآب قد ارسلني " والنصوص كثيرة لكن السؤال : هل لإعطاء الابن السلطان أو القدرة أي معنى والمفترض انه الله مالك كل شىء ؟ أليس في هذا ابطال للاهوته المزعوم ؟
رفع نظره إلى السماء !
قبل أن يبارك المسيح الأرغفة الخمسة لتكفي العديد من الناس يقول مرقس : " رفع نظره نحو السماء وبارك ثم كسر الأرغفة " مرقس 6 : 41 . والسؤال هو لماذا رفع المسيح نظره نحو السماء إذا كان الآب حال فيه وان اللاهوت متحد معه كما يزعمون . ان الأمر واضح لقد رفع المسيح نظره إلى السماء ليدعو الله ويسأله تحقيق المعجزة وهذا ينفي لاهوته المزعوم .
امتلأ من الروح القدس :
لنقرأ ما كتبه لوقا في [ 3 : 21 ] عن بدء بعثة المسيح بنزول روح القدس عليه :
" و لما اعتمد جميع الشعب اعتمد يسوع أيضا و إذ كان يصلي انفتحت السماء و نزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة و كان صوت من السماء قائلا: أنت ابني الحبيب بك سررت. و كان يسوع عند بدء رسالته في نحو الثلاثين من عمره... و رجع يسوع من الأردن وهو ممتلئ من الروح القدس " ونحن نسأل عباد المسيح : كيف امتلأ المسيح من الروح القدس والمفترض ان اللاهوت متحد مع الناسوت ابتداءً ؟ أليس الروح القدس هو الله لديكم ؟ ماذا يعني امتلاء المسيح من الروح القدس والمفترض ان اللاهوت متحد معه ؟! علماً بدلاً من قتل ابنه المزعوم لإنقاذ غيره ؟!! هل بأن هناك آخرون امتلأوا من الروح القدس منهم يوحنا المعمدان ففي إنجيل لوقا [ 1 : 15 ] : " ومن بطن أمه يمتلىء من الروح القدس " .
الفقر شرط للكمال !
نسب كاتب انجيل متى للمسيح قوله للشاب الغني : " قال له يسوع ان اردت ان تكون كاملا فاذهب وبع املاكك واعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني . فلما سمع الشاب الكلمة مضى حزينا .لانه كان ذا اموال كثيرة فقال يسوع لتلاميذه الحق اقول لكم انه يعسر ان يدخل غني الى ملكوت السموات . واقول لكم ايضا ان مرور جمل من ثقب ابرة ايسر من ان يدخل غني الى ملكوت الله . فلما سمع تلاميذه بهتوا جدا قائلين .اذا من يستطيع ان يخلص ." متى 19 : 20 .
نلاحظ في هذا الكلام : ان الفقر شرط للكمال . بع أملاكك إذا أردت أن تكون كاملاً . وهذا الكلام غير مقبول عقلاً، لأن الفقير الذي لايملك شيئاً ريما سيضطره الفقر إلى الخروج عن الطريق المستقيم . ولا يوجد تعارض بين الرجل الغني والكمال إذا كان الغني تقياً يخاف الله، بل العكس فإن الغني مع التقوى يقرب صاحبه من الكمال لأنه يكون أقدر على العطاء في سبيل الله . ونلاحظ أيضاً أن الغني عسير عليه الدخول للجنة ( حسب النص ) . وهذا أيضاً كلام مشكوك فيه . المهم هو التقوى . بعض الفقراء شياطين بلا تقوى ، فهل سيدخلون الجنة سهلاً ؟! وبعض الاغنياء أتقياء . والمهم طاعة الله ومخافته .
تحريم الطلاق الا لعلة الزنى :
سأل اليهود المسيح عن الطلاق فقال : " وقيل من طلق إمرأته فليعطها كتاب طلاق . وأما أنا فأقول لكم : ان من طلق امرأته إلا لعلة الزنا يجعلها تزنى . ومن تزوج مطلقه فإنه يزنى " إنجيل متى 5 : 27 _ 32 . لاشك بأن هذا الكلام غير واقعي ابداً . لقد سن الله سبحانه وتعالى الزواج ليكون مصدر سعادة للزوجين فإذا لم يتفقا لسبب من الأسباب واستحال التوفيق بينهما وصارت الحياة بينهما شبه مستحيله فإن الطلاق يكون رحمة وأصلح لهما من الاستمرار في زواج مليىء بالمشاكل وعدم التفاهم . وإجبارهما على عدم الطلاق قد يجر الي جريمة قتل أو جريمة قذف بالزنى للحصول على مبرر الطلاق أو يجر إلى الزنى مع استمرار الزواج شكلياً . لقد أثبت الواقع استحالة الاستغناء عن الطلاق ، بدليل أن بعض الدول المسيحية نفسها سنت قوانين تبيح الطلاق . ثم أن النص يدل على أنه لا يجوز الزواج من مطلقه وأن مثل هذا الزواج بمثابة زنى . والسؤال هو : هل تبقى المطلقة دون زواج الي موتها ؟ وماهذا التشريع ؟ إن هذا التشريع فيه ظلم واضح وإفساد للمجتمع مما يدل على ان المسيح بريء منه
اخصوا انفسكم !
يذكر متى في إنجيله قائلاً أن المسيح كان يدعو الناس إلى ترك الدنيا وعدم العمل بها بل يذكر أن المسيح غالى في ذلك فدعا إلى الرهبنة ورغب في عدم الزواج فقال : " لانه يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون امهاتهم .ويوجد خصيان خصاهم الناس ويوجد خصيان خصوا انفسهم لاجل ملكوت السموات .من استطاع ان يقبل فليقبل " [ 19 : 12 ]
معنى ذلك أن المسيح يأمر أتباعه أن يخصوا أنفسهم خصياً جراحياً أو على الأقل يأمرهم ألا يتزوجوا ويلزمهم بمحاربة سنن الكون والخليقة ، ولو فرضنا أن الناس جميعاً اتبعت هذا المبدأ لأصبح العالم في نحو قرن خالياً من البشر ! ثم ان هذا الكلام المنسوب للمسيح يدل على أن المسيح قد أخصى نفسه وحاشاه ؟! مع انه قد ورد في سفر التثنية [ 23 : 1 ] قول الرب : " لا يدخل مخصيّ بالرضّ او مجبوب في جماعة الرب !! "
تعاليم غير واقعية !
جاء في إنجيل متى [ 5 : 39 ] : " واما انا فاقول لكم لا تقاوموا الشر .بل من لطمك على خدك الايمن فحوّل له الآخر ايضا " وفي الفقرة 44 من نفس الاصحاح : " احبوا اعداءكم .باركوا لاعنيكم .احسنوا الى مبغضيكم .وصلّوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم "
إن هذا النوع من التسامح وهذا النوع من الخلق هو شيء غير واقعي لانه فوق الطاقة المعتادة للبشر ، ولا يصلح مع كل الناس ، أو لا ينسجم مع الطبيعة البشرية ، وقد تشوبه المهانة والذلة، وهل لو قام أحد أعدائي بدخول بيتي وهو يريد الاعتداء على زوجتي أو ابنتي، فهل أقف متفرجاً عليه وأقول له : أنا أحبك ، أنا اباركك ، أنا أحسن معاملتك تفضل ؟! ولعل الترجمة أفقدته سمو معناه المتمثل في قول القرآن الكريم : " وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ " سورة الشورى الآية : 40
لم يأتي من أجل دعوة الابرار :
قال المسيح : " لم آت لأدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة " لوقا 5 : 32 . إذا هناك أبرار ولا يريد المسيح أن يدعوهم . وهذا النص يبطل الادعاء بأن كل الناس خطاة . وأن خلاصهم يكون بصلب المسيح .
مسحه الله بالروح القدس !
يقول بطرس عن المسيح : " يسوع الذي في الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس .. " اعمال 10 : 38 . من المعلوم ان المسيحيون يؤمنون بعقيدة التثليث والتي تنص على ان الروح القدس هو الله . وهكذا فإن النص يصبح هكذا : " مسح اللهُ الله بالله " فكيف يكون الله ماسحاً وممسوحاً وممسوحاً به في الوقت ذاته ؟
أين أخذه ابليس أولا ؟
يقول متى 4 :5-10 : " ثم اخذه ابليس الى المدينة المقدسة واوقفه على جناح الهيكل .6 وقال له ان كنت ابن الله فاطرح نفسك الى اسفل .لانه مكتوب انه يوصي ملائكته بك .فعلى اياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك .7 قال له يسوع مكتوب ايضا لا تجرب الرب الهك .8 ثم اخذه ايضا ابليس الى جبل عال جدا واراه جميع ممالك العالم ومجدها .9 وقال له اعطيك هذه جميعها ان خررت وسجدت لي .10 حينئذ قال له يسوع اذهب يا شيطان .لانه مكتوب للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد .11 ثم تركه ابليس واذا ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه . "
بينما نجد لوقا 4 :5-9 يقول : " ثم اصعده ابليس الى جبل عال وأراه جميع ممالك المسكونة في لحظة من الزمان .6 وقال له ابليس لك اعطي هذا السلطان كله ومجدهنّ لانه اليّ قد دفع وانا اعطيه لمن اريد .7 فان سجدت امامي يكون لك الجميع .8 فاجابه يسوع وقال اذهب يا شيطان انه مكتوب للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد.9 ثم جاء به الى اورشليم واقامه على جناح الهيكل وقال له ان كنت ابن الله فاطرح نفسك من هنا الى اسفل .10 لانه مكتوب انه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك .11 وانهم على اياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك .12 فاجاب يسوع وقال له انه قيل لا تجرب الرب الهك .13 ولما اكمل ابليس كل تجربة فارقه الى حين . "
بولس والسلاطين :
يقول بولس : " لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة. لانه ليس سلطان الا من الله والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله. حتى ان من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله والمقاومون سيأخذون لانفسهم دينونة. فان الحكام ليسوا خوفا للاعمال الصالحة بل للشريرة. أفتريد ان لا تخاف السلطان. افعل الصلاح فيكون لك مدح منه. لانه خادم الله للصلاح. ولكن ان فعلت الشر فخف. لانه لا يحمل السيف عبثا اذ هو خادم الله منتقم للغضب من الذي يفعل الشر. لذلك يلزم ان يخضع له ليس بسبب الغضب فقط بل ايضا بسبب الضمير. " رومية 13 : 1 .
لا شك بأن هذا الكلام غير صحيح . فالكثير من الحكام لا يخدمون الله بل يخدمون الشيطان . ونجدهم يحملون السيف لقطع رؤوس الابرار من الناس . وبعض الحكام خف منهم إن فعلت الخير . لقد ساوى بولس بين السلاطين الاتقياء والسلاطين الأشقياء بحسب النص . وأمر الناس بعدم مقاومة الحاكم مهما كان ظالماً . لقد نافق بولس للسلاطين وتجاوز المدى في نفاقه . وحسب نظرية بولس ، كان نيرون خادماً لله وكان نيرون على حق حين قتل بولس !!!
بولس يدعو الي الشرك والعياذ بالله !
يقول بولس : " أمين هو الله الذي به دعيتم إلى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا " كورنثوس الاولى 1 : 9 . تأمل عزيزي القارىء للفظ ( شركة ) الواردة في النص فإني لم أسمع بجملة تجمع عناصر الكفر والشرك مثلما تجمعها هذه الجملة فهي قد جعلت الابن شريكاً لله . إنه الشرك بالله ، الشرك الواضح !!!
الرجل لا يغطي رأسه :
يقول بولس : " الرجل لا ينبغي أن يغطي رأسه لكونه صورة الله ومجده " كورنثوس الاولى 11 : 7 . إذا كان الرجل ينبغي ألا يغطي رأسه ، فلماذا يلبس كثير من رجال الدين المسيحي قبعات على رؤوسهم ؟!!! لماذا يخالفون أمر بولس الذي يأخذ الوحي من المسيح (حسب زعمه ) بإمكانك - أخي القارىء - ان تشاهد رؤوس الآباء الارثوذكس وهم يغطونها بالاقمشة السوداء ، مع ان كتابهم يقول في سفر الجامعة 9 : 8 : " لتكن ثيابك فى كل حين بيضاء " ثم ما علاقة تغطية الرأس بالتشابه أو عدم التشابه مع الله !!
فضول :
يقول بولس لأهل كورنثوس : " فانه من جهة الخدمة للقديسين هو فضول مني ان اكتب اليكم.2 لاني اعلم نشاطكم الذي افتخر به من جهتكم لدى المكدونيين " كورنثوس الثانية 9 : 1 .
إذا كانت كتابة بولس فضولاً منه ، إذا هي ليست وحياً . إذا هو يكتب من رأسه !!
أناجيل مفقودة :
يقول بولس لأهل غلاطية : " اني اتعجب انكم تنتقلون هكذا سريعا عن الذي دعاكم بنعمة المسيح الى انجيل آخر ليس هو آخر غير انه يوجد قوم يزعجونكم ويريدون ان يحولوا انجيل المسيح.8 ولكن ان بشرناكم نحن او ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن اناثيما.9 كما سبقنا فقلنا اقول الآن ايضا ان كان احد يبشركم في غير ما قبلتم فليكن اناثيما.10 . . . واعرّفكم ايها الاخوة الانجيل الذي بشرت به انه ليس بحسب انسان. . " غلاطية 1 : 6
نجد في هذا الكلام ان هناك انجيل أو بشارة موحى بها لبولس قد بشر بها أهل غلاطية قبل ان يكتب لهم هذه الرسالة وهو يدعوهم الي التسمك بها .. فأين هي كلمات تلك البشارة الموحى بها وماذا كان فيها بالضبط دون زيادة ولا نقصان ؟ وإذا كانت الكنيسة اعتمدت رسائل بولس الشخصية فأين هي البشارة الموحى بها سابقا لأهل غلاطية ؟
بولس يهاجم صخرة الكنيسة بطرس :
يقول بولس عن بطرس : " ولكن لما أتى بطرس الى انطاكية قاومته مواجهة لانه كان ملوما.12 لانه قبلما أتى قوم من عند يعقوب كان يأكل مع الامم ولكن لما أتوا كان يؤخر ويفرز نفسه خائفا من الذين هم من الختان.13 وراءى معه باقي اليهود ايضا حتى ان برنابا ايضا انقاد الى ريائهم.14 لكن لما رأيت انهم لا يسلكون باستقامة حسب حق الانجيل قلت لبطرس قدام الجميع ان كنت وانت يهودي تعيش امميا لا يهوديا فلماذا تلزم الامم ان يتهوّدوا. " غلاطية 2 : 14
إذا كان بطرس الرسول لا يسلك باستقامه حسب الانجيل فمن هو الذي سلك إذاً ؟!! أليس بطرس هو الذي قال له المسيح : " كل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاً في السماوات " متى 16 : 19 . كيف يمدح يسوع المسيح بطرس ويأتي بولس ليذمه ذلك الذم ؟!!
قدوة في الدعوة :
يقول بولس لأهل مدينة غلاطية : " أيها الغلاطيون الأغبياء .... " غلاطية 3 : 1
هل يجوز لداعية أن يخاطب الناس ويقول لهم يا أغبياء ؟ ما هذه الطريقة الفريدة في الدعوة والخطاب ؟
لا تقولوا له سلام :
إذا كانت المسيحية تنادي بالمحبة وان البشر كلهم أخوة فكيف يتفق هذا مع ما جاء في الانجيل : " ان كان احد يأتيكم ولا يجيء بهذا التعليم فلا تقبلوه في البيت ولا تقولوا له سلام. لأن من يسلم عليه يشترك في اعماله الشريرة " [ رسالة يوحنا الثانية ]
لا تكن فيما بعد شراب ماء !
يقول بولس : " لا تكن في ما بعد شراب ماء بل استعمل خمرا قليلا من اجل معدتك واسقامك الكثيرة " تيموثاوس الاولى 5 : 23
نلاحظ هنا ما يلي :
اولاً : لم نسمع معلماً أو نبياً أو طبيباً ينهى الناس عن شرب الماء . ولكن بولس ينهى الناس عنه !!!
ثانياً : نصح بولس باستعمال الخمر يناقض قوله نفسه : " حسن أن لا تأكل لحماً ولا تشرب خمراً " رومية 14 : 21 . هنا الأفضل عدم شرب الخمر . وهناك الأفضل شرب الخمر . ومع ذلك يعتبرون كلامه وحياً مقدساً !!!
يعلق الاستاذ أحمد ديدات على نصيحة بولس قائلاً :
كل انسان لديه معدة . وما أكثر أسقام البشر . ولو شرب كل ذي معدة خمراً مدعياً اعتلالها ، ولو شرب كل من يعاني سقماً خمراً ، أينجو أحــد من الخمر ؟ وماذا عساها أن تكون الخمر في حقيقة أمرها ؟
هناك آلاف من القساوسة المسيحيين غرر بهم وتدرجوا للوصول إلى الادمان الكامل عن طريق رشف ما يسمى بقليل من الخمر في التقليد الكنسي باقامة العشاء الرباني . . .
منعه الشيطان مرة بعد مرة !!!
قال بولس في رسالته الأولى إلي أهل تسالونيكي [ 2 : 17 ] :
" أَمَّا نَحْنُ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ، فَإِذْ قَدْ سُلِخْنَا عَنْكُمْ لِمُدَّةٍ قَصِيرَةٍ، بِالْوَجْهِ لاَ بِالْقَلْبِ، بَذَلْنَا جَهْداً أَوْفَرَ جِدّاً لِرُؤْيَةِ وُجُوهِكُمْ وَنَحْنُ فِي غَايَةِ الشَّوْقِ إِلَيْكُمْ. 18وَلِهَذَا عَزَمْنَا أَنْ نَأْتِيَ إِلَيْكُمْ عَلَى الأَخَصِّ أَنَا بُولُسَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، فَعَاقَنَا الشَّيْطَانُ. " [ ترجمة كتاب الحياة ]
إذا كان بولس قديس ورسول من عند الله فكيف يتسلط عليه الشيطان مرة بعد مرة ويمنعه من الوصول إلي أهل تسالونيكي للتبشير بكلمة الله ؟
أحب المسيح الكنيسة :
يقول بولس : " أحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لإجلها " أفسس 5 : 26 وهذا الكلام خطأ لأنه لم تكن هناك كنائس في زمن المسيح ، ولم يأت المسيح بدين جديد ، والكنائس بنيت بعد المسيح بعشرات السنين .
نسب المسيح الطاهر !
كتب متى في سلسلة نسب المسيح [ 1 : 3 _ 6 ] : أن داود عليه السلام هو بن يسى بن عوبيد بن بوعز بن سلمون بن نحشون بن عمبناداب بن أرام بن حصرون بن فارص . . .
إن فارص الذي هو جد المسيح والذي ذكره متى في سلسلة نسب المسيح هو ابن زنا وذلك أنه جاء من طريق هتك أبيه ( يهوذا ) عرض امرأة ابنه ( ثامار ) كما هو مفصل في سفر التكوين [ 38 : 6 _ 30] مما يجعل فارص وذريته المبينة آنفاً إلى داود عليه السلام خارجين عن جماعة الرب مطرودين من رحمته وذلك بحسب ما جاء في سفر التثنية [ 23 : 2 ] : " لا يدخل ابن الزنا في جماعة الرب حتى الجيل العاشر لايدخل منه أحد في جماعة الرب " وهذا يعني أن نبي الله داود عليه السلام لايدخل في جماعة الرب فهو _ حاشاه _ ولد زنا !
لا يريدهم أن يفهموا !
جاء في إنجيل مرقص 4 : 10 ان المسيح كان يكلم الناس بأمثال لا يفهمونها ، ولما سأله تلاميذه عن السر في ذلك أجابهم بقوله : " فقال لهم قد أعطي لكم ان تعرفوا سرّ ملكوت الله .واما الذين هم من خارج فبالامثال يكون لهم كل شيء .لكي يبصروا مبصرين ولا ينظروا ويسمعوا سامعين ولا يفهموا لئلا يرجعوا فتغفر لهم خطاياهم ."
فهل هذا الكلام يصح أن يصدر عن رسول جاء إلي الناس ليخرجهم من الظلمات إلي النور ويهديهم صراطاً مستقيما ؟ وهل هذا الكلام يتناسب مع قولهم ان المسيح وهو إله كامل قد انتحر من فرط حبه في الناس ليخلصهم من الخطية ، إن ذلك يناقضه تناقضاً صريحاً ، وإلا فإذا كان فهم كلامه يغفر لهم خطاياهم ، فلماذا لم يفهمهم حتى تغفر لهم تلك الخطايا ويوفر عن نفسه مصيبة الانتحار والتعليق على الخشبة التي لا يعلق عليها إلا الملاعين كما جاء في سفر التثنية !
استشهاد خاطىء :
جاء في الإصحاح 21 من إنجيل متى عن دخول المسيح أورشليم راكبا جحش وأنثي حمار : " فكان هذا كله لكي ما قيل بالنبي القائل : قولوا لإبنة صهيون هو ذا ملكك يأتيك وديعا راكبا علي أتان وجحش إبن أتان ! "
مقتبس من :
كتاب النبي زكريا : " ابتهجي جدا يا ابنة صهيون – اهتفي يابنت أورشليم – هو ذا ملكك ياتي اليك هو عادل و منصور وديع وراكب علي حمار وعلي جحش ابن اتان ويتكلم بالسلام للأمم وسلطانه من البحر الي البحر ومن النهر الي اقاصي الأرض "
تعليق :
1- الكلام في كتاب زكريا عن ( ملك ) ( منصور ) وله ( سلطان ) علي ارض واسعة ..أما المسيح فقد ظل هاربا و مختبئا قبل دخوله أورشليم مباشرة كما يحكي انجيل يوحنا .
2- وهو أيضا يتكلم بالسلام ( للأمم ) ومعروف لدي اليهود والنصاري أن كلمة ( أمم ) تعني الشعوب غير اليهود !
خطأ واضح :
ورد في 10 : 28 من إنجيل مرقس قول المسيح : " الحق أقول لكم . . ليس أحد ترك بيتاً ، أو إخوة ، أو أباً ، أو أماً ، أو إمرأة ، أو أولاداً ، أو حقولاً لأجلي ولأجل الإنجيل . إلا ويأخذ مئة ضعف آلان في هذا الزمان ، بيوتاً ، وأخوة وأخوات وأمهات وأولاداً وحقولاً مع اضطهادات . وفي الدهر الآتي الحياة الأبدية "
ان هذا الكلام فيه خطأ واضح . لأن الانسان إذا ترك إمرأة لأجل الانجيل أو المسيح لا يحصل على مائة امرأة في هذه الدنيا يقيناً . لأن المسيحيين لا يجوزون التزوج في هذا الزمان بأزيد من امرأة واحده .. وإذا كان المراد بهن في هذا الكلام المؤمنات بالمسيح بدون عقد النكاح يكون الأمر أفحش وأفسد والعياذ بالله لأن الكلام عن الزوجات .. وقوله : " حقولاً مع اضطهادات " كلام لا معنى له . فإن الكلام هنا في حسن المكافأة والمجازاة . فما دخل الشدائد والاضطهادات هنا ؟
ومما يؤكد خطأ هذا الكلام ايضاً هو ان الجزم بمضاعفة الجزاء إلى مئة ضعف في الحياة الدنيا .. في البيوت والزوجات والاولاد كما يقول النص . . لا يمكن أن يتحقق لكل انسان أخلى يده من كل هؤلاء من أجل المسيح والانجيل ، ولو كان ذلك أمراً محققاً لكان الناس جميعاً أسرع شىء الى اجابة هذه الدعوة ، ولكشفت التجربة الواقعة منها عن معطيات يستبق الناس إليها ، ويقتتلون من إجلها !!
===يهوياقيم لا يكون منه جالساً على كرسي داود :
قال لوقا في ( 1 : 31 ) : " وها أنت ستحبلين وتلدين ابناً ، وتسميه يسوع ، هذا يكون عظيماً ، وابن العلي يدعى ، ويعطيه الرب الاله كرسي داود أبيه ، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ، ولا يكون لملكه نهاية " .
إن هذا الكلام مقدوح فيه بسبب أن المسيح عليه السلام من أولاد يهوياقيم ، بمقتضى النسب المدون في متى من الاصحاح الأول ، ومن كان من أولاد يهوياقيم ، لا يصلح أن يجلس على كرسي داود ، استناداً لما ورد في سفر إرميا [ 36 : 30 ] حيث يقول كاتب السفر : " هكذا يقول الرب ضد يهوياقيم ، ملك يهوذا لا يكون منه جالساً على كرسي داود . "
لا يجوز أن يهلك نبي خارج أورشليم !!
نسب لوقا للمسيح قوله في ( 13 : 33 ) : " يجب أن أسير في طريقي اليوم وغداً وبعد غد ، لأنه لا يجوز أن يهلك نبي في خارج أورشليم "
يفهم من هذه العبارة : أن الانبياء والرسل ماتوا ، ودفنوا في أورشليم ، وهو خلاف الواقع ، لأن كثيراً من الانبياء والرسل ماتوا خارج أورشليم وآثارهم وقبورهم إلى آلان موجودة في الشام والعراق . . . فثبت ببداهة العقل أن هذه الرواية من أفحش الكذب على المسيح عليه السلام ولو صحت ، فهي من أعظم البراهين على فساد عقيدة المسيحيين لأنه صرح فيها بأنه نبي لا إله . . . وفي ( ملوك أول 18 : 13 ) يذكر هلاك أنبياء كثيرين في السامرة ( خارج أورشليم ) علي يد ملكة بني اسرائيل . هل المسيح يجهل هذه القصة المشهورة ؟؟
شريب خمر !!
قال متى في [ 11 : 19 ] : " جاء ابن الانسان يأكل ويشرب فيقولون هوذا إنسان أكول وشريب خمر " .
أن هذا الوصف القبيح الذي وصف به متى المسيح من أنه شريب خمر أي كثير شرب الخمر هذا الوصف لم نسمعه من غير الانجيليين ، كما نسبوا له في يوحنا في الاصحاح الثاني أن أول معجزة صدرت منه في قانا أنه قلب الماء خمراً ليزيد سكر السكارى في العرس !
إن هذا الفعل البهيمي لايمكن أن يكون قد صدر من المسيح عليه السلام وقد جاء في لوقا [ 1 : 15 ] ما يشير الى تحريم الخمر وهو يتكلم عن زكريا : " فظهر له ملاك الرب واقفاً عن يمين مذبح البخور فلما رآه زكريا اضطرب وخاف ، فقال له الملاك : لاتخف يا زكريا ، لأن طلبتك قد سمعت ، وامرأتك أليصابات ستلد لك ابناً وتسميه يوحنا ، ويكون لك فرح وابتهاج . . . لأنه يكون عظيماً أمام الرب ، وخمراً ومسكراً لا يشرب ." فتأمل أيها القارىء في كلام الوحي إلى زكريا ، كيف يمدح يوحنا بكونه لا يشرب الخمور ولا المسكرات. إضافة الى نصوص العهد القديم الكثيرة التي تحرم الخمر . كما جاء في سفر اللاويين ( 10 : 8 - 11 ) . والمسيحيون جعلوا افتتاح معجزات المسيح بالسكر في عرس قانا الجليل ، واختتموه بتقديس الخمر الذي زعموا أنه ينقلب إلى دم المسيح !
هيردوس وليس فيبلس !
كتب متى في [ 14 : 3 ] : " فَإِنَّ هِيرُودُسَ كَانَ قَدْ أَلْقَى الْقَبْضَ عَلَى يُوحَنَّا وَكَبَّلَهُ بِالْقُيُودِ، وَأَوْدَعَهُ السِّجْنَ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا زَوْجَةِ فِيلِبُّسَ أَخِيهِ "
أن هذا الكلام خطأ لأن اسم زوج هيرديا كان هيرودس وليس فيلبس ، كما صرح يوسيفس في الباب الخامس من تاريخه .
هذه الآيات تتبع المؤمنين :
كتب مرقس في [ 16 : 17 ] قول المسيح : " وهذه الآيات تتبع المؤمنين : يَطْرُدُونَ الشَّيَاطِين باسميَ وَيَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ جَدِيدَةٍ وَيَقْبِضُونَ عَلَى الْحَيَّاتِ، وَإِنْ شَرِبُوا شَرَاباً قَاتِلاً لاَ يَتَأَذَّوْنَ الْبَتَّةَ، وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَتَعَافَوْنَ ".
وكتب يوحنا في [ 14 : 12 ] قول المسيح : " الحق أقول لكم : من يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضاً ويعمل أعظم منها "
ان قول المسيح " هذه الآيات تتبع المؤمنين " وقوله : " من يؤمن بي " هو كلام عام لا يختص بالحواريين ولا بالطبقة الأولى وتخصيص هذه الأمور بالطبقة الأولى لا دليل عليه سوى الإدعاء البحت . وبناء عليه هل يستطيع بابا روما أو البابا شنودة أو المسيحيون المؤمنين بالمسيح أن يبرهنوا لنا صحة هذه النصوص بأن يفعلوا مثل ما فعل المسيح ؟! أم نحكم بكذب هذه النصوص ؟
ألسنة نار منقسمة !!!
جاء في سفر أعمال الرسل [ 2 : 1 _ 4 ] : "َ ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معا بنفس واحدة. وصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين. وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرت على كل واحد منهم. وامتلأ الجميع من الروح القدس وابتدأوا يتكلمون بألسنة اخرى كما اعطاهم الروح ان ينطقوا "
إن هذا الوصف يقول النصارى أنه من عند الله ، ويدعون أن هذا كلامه تعالى ، وأنا نسأل ألم يكفهم أن جعلوا الله في صورة طفل يولد في بيت لحم ، فجعلوه بعد ذلك ألسنة من نار ؟! لأن هذه الألسنة النارية هي في اعتقادهم الروح القدس الذي هو الأقنوم الثالث ، وحسب عقيدتهم أن الثلاثة واحد ،فتكون الألسنة النارية المنقسمة هي الأب والأبن والروح القدس !!!
ثم هل حلت الأقانيم الثلاثة في التلاميذ كما حلت في جسد المسيح ؟ إذا كان الأمر كذلك يكون المسيح كسائر التلاميذ سواء بسواء من حيث بشريته المحضة ومن حيث حلول الإله فيهم جميعاً !!!
وإني أعجب كيف يجعلون الله جل جلاله ألسنة منقسمة من النار وهل ينقسم الله إلى أب وابن وروح قدس وينقسم كذلك إلى اقسام كثيرة تحل في التلاميذ ؟! وهل يتشكل الله جل جلاله بأشكال كثيرة فمرة يأخذ شكل إنسان وأخرى يتخذ شكل ألسنة نارية منقسمة ؟! ولا يفوتنا أن نذكر أن للروح القدس عندهم شكلاً آخر وهذا الشكل الآخر هو ( حمامة ) فإنهم يقولون أن الروح القدس ( الذي هو في نفس الوقت الأب والابن ) يتشكل كذلك في صورة حمامة طبقاً لما ورد في إنجيل لوقا [ 3 : 22 ] : " ولما اعتمد يسوع وإذ كان يصلي انفتحت السماء ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة " ! هل فكر المسيحيون قبل أن يزعموا أن رب العالمين يتشكل بهذه الأشكال ؟!
ليست شهادة زور :
قال مرقس في [ 14 : 57 ] في رواية محاكمة المسيح أمام مجلس اليهود : " ثُمَّ قَامَ بَعْضُهُمْ وَشَهِدُوا عَلَيْهِ زُوراً قَائِلِينَ: «سَمِعْنَاهُ يَقُولُ: سَأَهْدِمُ هَذَا الْهَيْكَلَ الَّذِي صَنَعَتْهُ الأَيَادِي، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِي هَيْكَلاً آخَرَ لَمْ تَصْنَعْهُ الأَيَادِي "
لقد سمى مرقس شهادتهم زور ، وهي ليست كذلك ، بل هي حق كما سمعوا منه في الهيكل كما في إنجيل يوحنا ( 2 : 19 ) ونصه : " أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: اهْدِمُوا هَذَا الْهَيْكَلَ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ." فهل يقال لهؤلاء الشهود : انهم كذبوا وهم شهدوا كما سمعوا منه ؟ يقول أبو عبيدة : أخبرني : كيف استجزتم أن تسموها شاهدي زور وقد شهدا نص كتابكم أنه قال ذلك ؟ فإن قلت : إن اليهود ظنوا بهذ القول غير ما عنى المسيح ، فإن الشاهدين لم يشهدا على تأويل ، إنما شهدا على لفظه وما نطق به لسانه ، وما هو في كتابكم منصوص ، وأي تأويل لهذا غير ما يظهر من فحوى مجاوبة اليهود ، من أن البيت المعني في كلامه هو بيت المقدس ؟
اليوم ستكون معي في الفردوس :
ذكر لوقا في ( 23 : 42 ) أن أحد المصلبين المعلقين بجانب المسيح قال له : " يَايَسُوعُ، اذْكُرْنِي عِنْدَمَا تَجِيءُ فِي مَلَكُوتِكَ! فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: الْيَوْمَ سَتَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ! "
وفي قول المسيح للمصلوب : " الحق أقول لك : اليوم ستكون معي في الفردوس " أمر يقتضي التنبيه عليه وهو أن المسيحي لا يكمل إيمانه أو لا يكون مسيحياً حتى يعتقد أن المسيح مكث بعد الصلب في بطن الارض ثلاثة أيام وثلاث ليال ، كما في الاناجيل الاربعة ، ووعد المسيح هنا لأحد المصلوبين بقوله : " إنك اليوم تكون معي في الفردوس " يكذب روايات الصلب والقيام بعد ثلاثة أيام ، فإن صدقنا رواية بقاء المسيح في القبر ثلاثة أيام يلزم تكذيب قوله ووعده للمصلوب : " اليوم تكون معي في الفردوس " .
ومن تأمل في معنى قول المسيح المزعوم للص الذي صلب معه : " اليوم تكون معي في الفردوس " لا يشك المتأمل في عبودية المسيح لما ثبت من أن الفردوس والجحيم هما محلان أبديان معدان لخلود الأتقياء والأشرار من العباد فتأبى صفة الألوهية التحيز بأحدهما ، وتتنزه الذات الالهية عن الدخول في معنى ( في ) الظرفية من قوله ( معي في الفردوس ) .
أمور خيالية !
قال متى في ( 27 : 51) عند موت المصلوب : " واذا حجاب الهيكل قد انشق الى اثنين من فوق الى اسفل .والارض تزلزلت والصخور تشققت .والقبور تفتحت وقام كثير من اجساد القديسين الراقدين . وخرجوا من القبور بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين ."
ان هذه الحكاية كاذبة ويدل على كذبها عدة وجوه :
أولاً : ان هذا الحدث مناقض لما قاله بولس في رسالته الأولى إلى كورنثوس حيث يقول : " ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين " وقال في ( 26 : 23 ) من أعمال الرسل : " أن المسيح يتألم ويكون أول من يقوم من بين الأموات " فلو صح قيام القديسين من قبورهم لم يكن المسيح أول قيامة الأموات ، وأي الأمرين أخذت به لزمك تكذيب ما سواه .
ثانياً : يتسائل البعض كيف كان حال هؤلاء الموتى ، بعد قيامهم من قبورهم ، ولمن ظهروا ومع من تكلموا ، وأين بقيت أكفانهم ، وهل كانوا حفاة عراة بين أهالي أورشليم ، وماذا حدث لهم بعد ذلك ، وهل بقوا أحياء أم رجعوا إلى قبورهم ؟!
لذلك يعتبرها البعض انها من الرويات الغامضة المجهولة !
يعلق الأستاذ أحمد ديدات على هذه الحكاية قائلاً :
ان هذه الرواية تقول أن هناك أجساد خرجت من القبور وسارت في شوارع مدينة القدس ولكن إذا أردنا أن نعرف ماذا حدث بعد ذلك لتك الاجساد وأين ذهبت ستكون الإجابة لا شيء والحقيقة ان من الكتب الـ 27 في العهد الجديد لم يرد ذكر هذا الحدث إلا عند متى وكأن كتاب باقي الكتب لم يسمعوا بهذه الحادثة .
وإننا نعجب من الاناجيل الثلاثة في سكوتهم عن ذكر هذا الخبر العظيم ، فهل من شأن الملهم أن يذكر جزئيات الأمور كقصة الجحش ، وإفاضة الطيب ، ومرافقة النساء للمسيح وأمثال ذلك ، ويسكت عن ذكر هذا الخير العظيم ؟
فكيف يتصور أن يكتب الإنجيليون كلهم صراخ المسيبح على الصليب وجزعه ولايذكروا تلك المعجزات العجيبة ؟
والعجب من النصارى ، تسمع هذا التضارب والتناقض في تلك القصص ، ثم تزعم أنها وحي وإلهام من الله !
ثالثاً : أن هذه الأمور العظيمة ، لما كانت ظاهرة ومشهورة ، يستبعد جداً أن لا يكتبها أحد من مؤرخي ذلك الزمان ، وإن امتنع المخالف عن كتابتها لأجل سوء الديانة والعناد ، فلا بد أن يكتبها الموافقون ، لا سيما لوقا الذي وعد في الاصحاح الأول من إنجيله أنه يكتب كل شيء بتتبع وتدقيق .
رابعاً : أن اليهود ذهبوا إلى بيلاطس في اليوم الثاني من الصلب قائلين : يا سيد قد ذكرنا أن ذلك المضل قال في حياته أني أقوم بعد ثلاثة أيام
هم الذين كتبوا مثل ما كتبه لوقا في بيان حال المسيح . فأين هي هذه الكتابات ؟هذا وقد أشار مرقس في [ 1 : 14 ] بإنجيل المسيح بقوله : " وبعدما أسلم يوحنا جاء يسوع إلى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالإنجيل " . فأين هذا الانجيل المشار إليه ؟ ان قوله " آمنوا بالانجيل " صريح في أنه كان بيده إنجيل ، وإلا فكيف يكلفهم بأن يؤمنوا بكتاب ، لم يكن موجوداً . ثم كيف يتركون التوراة لكتاب غير موجود ؟ وكاتب سفر أعمال الرسل يقول في [ 8 : 25 ] عن بطرس ويوحنا في دعوتهما للسامريين من اليهود : " وكما شهدا وتكلما بكلمة الرب رجعا إلى أورشليم وبشرا بالانجيل في قرى كثيرة للسامريين " إذاً الإنجيل كان كتاباً موجوداً ومعروفاً بأنه انجيل المسيح فأين هو هذا الانجيل المشار إليه ؟
مراؤون كاذبون :
يقول بولس الي صديقه تيموثاوس : " ولكن الروح يقول صريحا انه في الازمنة الاخيرة يرتد قوم عن الايمان تابعين ارواحا مضلة وتعاليم شياطين2 في رياء اقوال كاذبة موسومة ضمائرهم3 مانعين عن الزواج .. " تيموثاوس الاولى 4 : 1 .
هنا نجد أن بولس يصف الذين يمنعون الناس من الزواج بأنهم مراؤون كاذبون تابعون لتعاليم الشيطان . جميل . ولكن هذا يناقض قول بولس نفسه حين حث الناس على عدم الزواج وقال من الافضل للأرمل أو الاعزب أن يبقى مثله في رسالته الاولى لكورنثوس 7 : 8 . وقال : " انت منفصل عن امرأة فلا تطلب امرأة " كورنثوس الاولى 7 : 27 .
بولس يقول من يمنع الزواج فهو يتبع تعاليم الشيطان . ولكن بولس نفسه هو الذي نصح بالابتعاد عن الزواج !!!
سلامات وأشواق :
الاصحاح الرابع ابتداء من العدد العاشر من رسالة كولوسي كله عبارة عن إهداء تحيات وسلامات من فلان وفلان وفلان إلى علان . صفحة كاملة سلامات من فلان الي فلان . فهل هذه السلامات وحي من الله !!! إنها تشبه برنامج " سلامات عبر الاثير " أو برنامج " سلامات إلى الأهل " الذي تقدمه بعض الإذاعات .
حمار يردع نبي من الانبياء عن حماقته !!!
يقول كاتب رسالة بطرس الثانية [ 2 : 16 ] :
" إِنَّ الْحِمَارَ الأَبْكَمَ نَطَقَ بِصَوْتٍ بَشَرِيٍّ، فَوَضَعَ حَدّاً لِحَمَاقَةِ ذَلِكَ النَّبِيِّ! " [ ترجمة كتاب الحياة ]
سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي :
من المعروف أن الرؤيا هي الحلم . والعجيب ان رؤيا يوحنا أخذ سبع وعشرين صفحة في العهد الجديد مقسمة الي اصحاحات ضمن الكتاب المقدس !!! ومن الناحية الواقعية فإنه لا يمكن أن يمتد الحلم الذي يتذكره صاحبه إلى حد يعبر عنه في سبع وعشرين صفحة !!
حيوانات حول عرش الله !!
هل من المعقول أن نتصوّر أربع دواب ( حيوانات ) مملوئة عيوناً من الوراء ومن الخلف واقفين حول عرش الرحمن تبارك وتعالى والحيوان الأول شبه أسد .والحيوان الثاني شبه عجل .والحيوان الثالث له وجه مثل وجه الإنسان .والحيوان الرابع شبـه طائر ؟!
يقول كاتب سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي [ 4 : 5 ] :
" ورأيت أمام العرش سبعة مصابيح نار متقدة هي سبعة أرواح الله . . . وفي وسط العرش وحول العرش أربعة حيوانات مملـوئة عيـوناً مـن الـوارء ومـن الخـلف .
والحيوان الأول شبـه أسـد .
والحيـوان الثاني شبه عجـل .
والحيـوان الثالث له وجـه مثـل وجـه الإنسـان .
والحيـوان الرابع شبـه طائـر . "
ولا يفوتنا ان نذكر بأن النص يزعم ان الله له سبعة أرواح وهذا يناقض ايمان المسيحيين من أن الله ثالوث !!!
خروف له سبعة قرون وسبعة أعين !!!
يقول كاتب سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي [ 5 : 6 ] :
" ورأيت فإذا في وسط العرش والحيوانات الأربعـة وفي وسـط الشيـوخ خـروف قـائم كأنـه مذبوح لـه سبعـة قـرون وسبعـة أعـين هـي سبعـة أرواح الله المرسلـة إلى كـل الأرض "
تنين لونه أحمر وله سبعة رؤوس وعشرة قرون !!!
رؤيا يوحنا [ 12 : 3 ] : " وظهرت آية اخرى في السماء.هوذا تنين عظيم احمر له سبعة رؤوس وعشرة قرون وعلى رؤوسه سبعة تيجان.وذنبه يجر ثلث نجوم السماء فطرحها الى الارض.والتنين وقف امام المرأة العتيدة ان تلد حتى يبتلع ولدها متى ولدت. فولدت ابنا ذكرا عتيدا ان يرعى جميع الامم بعصا من حديد.واختطف ولدها الى الله والى عرشه.والمرأة هربت الى البرية حيث لها موضع معد من الله لكي يعولها هناك الفا ومئتين وستين يوما وحدثت حرب في السماء.ميخائيل وملائكته حاربوا التنين وحارب التنين وملائكته "
علماً بأن التنين هو حيوان أسطوري ( خرافي ) يجمع بين الزواحف والطير؛ كثر ذكره في الحكايات الشعبية القديمة.(المعجم المحيط)
وحش يخرج من البحر له سبعة رؤوس وعشرة قرون !!!
رؤيا يوحنا اللاهوتي [ 13 : 1 ] :
" ثم وقفت على رمل البحر.فرأيت وحشا طالعا من البحر له سبعة رؤوس وعشرة قرون وعلى قرونه عشرة تيجان وعلى رؤوسه اسم تجديف. والوحش الذي رأيته كان شبه نمر وقوائمه كقوائم دب وفمه كفم اسد واعطاه التنين قدرته وعرشه وسلطانا عظيما. ورأيت واحدا من رؤوسه كانه مذبوح للموت وجرحه المميت قد شفي وتعجبت كل الارض وراء الوحش4 وسجدوا للتنين الذي اعطى السلطان للوحش وسجدوا للوحش قائلين من هو مثل الوحش.من يستطيع ان يحاربه."
هل ناموس الرب له قيمة ؟
يقول مزمور 19: 7 " ناموس الرب كامل "
ويقول عيسى عليه السلام : " لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء .ما جئت لانقض بل لاكمّل . فاني الحق اقول لكم الى ان تزول السماء والارض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل .فمن نقض احدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا يدعى اصغر في ملكوت السموات .واما من عمل وعلّم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السموات " متى 5 : 17- 19
أما بولس فله رأى مخالف لرأى الرب صاحب الناموس ، ومخالف لأقوال وأفعال عيسى عليه السلام ، فيقول: " فانه لو كان ذلك الاول بلا عيب لما طلب موضع لثان. " عبرانيين 8: 7 ، " فانه يصير ابطال الوصية السابقة من اجل ضعفها وعدم نفعها " عبرانيين 7 : 18- 19
فمن الصادق ، ومن الكاذب ؟ أليس بولس هو الكذّاب؟ بلى. إنه هو الكذّاب الذى ادعى أنه سيدين الملائكة! بولس سيحاكم الملائكة! " ألستم تعلمون ان القديسين سيدينون العالم.فان كان العالم يدان بكم افانتم غير مستاهلين للمحاكم الصغرى. ألستم تعلمون اننا سندين ملائكة فبالأولى امور هذه الحياة. " كورنثوس الأولى 6: 2-3 واسمع ماذا يقول يعقوب في رسالته ( 2 : 10 ) : " من حفظ كل الناموس وإنما عثر في واحدة فقد صار مجرماً في الكل " [ ترجمة الفاندايك ]
كل الكتاب موحى به :
يقول بولس في رسالته الثانية إلى صديقه تيموثاوس [ 3 : 16 ] :
" كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر " وفي ترجمة كتاب الحياة : " ان الكتاب بكل ما فيه قد أوحى به الله . . "
فهل ما سنذكره لك عزيزي القارىء ينطبق على النص المذكور آنفاً ؟
بولس يريد ان يشتي :
فهو القائل لصديقه تيطس [ تي 3 : 12 ] : " حالَمَا أُرْسِلُ إِلَيْكَ أَرْتِمَاسَ أَوْ تِيخِيكُسَ، اجْتَهِدْ أَنْ تَأْتِيَنِي إِلَى مَدِينَةِ نِيكُوبُولِيسَ، لأَنِّي قَرَّرْتُ أَنْ أشـتي هُنَاكَ. !! "
بولس يطلب من صديقه أن يحضر له الجاكتة :
فهو القائل في رسالته الثانية إلي صديقه تيموثاوس [ 4 : 9 ] : " بادرْ أَنْ تَأْتِيَ إِلَيَّ سَرِيعاً، لأَنَّ دِيمَاسَ، إِذْ أَحَبَّ الْحَيَاةَ الْحَاضِرَةَ، تَرَكَنِي وَذَهَبَ إِلَى مَدِينَةِ تَسَالُونِيكِي. أَمَّا كِرِيسْكِيسُ، فَقَدْ ذَهَبَ إِلَى مُقَاطَعَةِ غَلاَطِيَّةَ، وَتِيطُسُ إِلَى دَلْمَاطِيَّةَ وَلَمْ يَبْقَ مَعِي إلا لُوقَا وَحْدَه ُخذ ِمَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ، فَهُوَ يَنْفَعُنِي فِي الْخِدْمَةِ. أَمَّا تِيخِيكُسُ، فَقَدْ أَرْسَلْتُهُ إِلَى مَدِينَةِ أَفَسُسَ. وَعِنْدَمَا تَجِيءُ، أَحْضِرْ مَعَكَ رِدَائِي الَّذِي تَرَكْتُهُ عِنْدَ كَارْبُسَ فِي تَرُوَاسَ، وَكَذلِكَ كُتُبِي، وَبِخَاصَّةٍ الرُّقُوقَ الْمَخْطُوطَةَ.!! " [ ترجمة كتاب الحياة ]
بولس يعترف انه ليس عنده وحي :
فهو القائل في رسالته الأولى إلى كورنثوس [ 7 : 25 ] : " وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً." وقال أيضاَ في رسالته الأولى إلى كورنثوس [ 7 : 38 _ 40 ] " إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ."
بولس يرسل سلامات شخصية و يدعو أهل روما إلى اشاعة القبل بين الرجال والنساء :
فهو القائل في رسالته لأهل روما [ رومية 16 : 12_ 16 ] :
" 12 سلموا على تريفينا وتريفوسا التاعبتين في الرب.سلموا على برسيس المحبوبة التي تعبت كثيرا في الرب.
13 سلموا على روفس المختار في الرب وعلى امه امي.
14 سلموا على اسينكريتس فليغون هرماس بتروباس وهرميس وعلى الاخوة الذين معهم.
15 سلموا على فيلولوغس وجوليا ونيريوس واخته وأولمباس وعلى جميع القديسين الذين معهم.
16 سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة.كنائس المسيح تسلم عليكم
منقول من موقع المسيحية فى الميزان
((((((((مناقضة النصرانية للبديهيات العقلية
للسيد رشيد رضا
هؤلاء المبشرون يدعوننا إلى البحث في الدين، أو يدعوننا أن نؤمن بأن بعض الأنبياء إله كامل وإنسان كامل، وأن الثلاثة واحد والواحد ثلاثة حقيقة، وإن كان العقل ينكر ذلك ويحيله وهو محل الإيمان، وأن ننكر بعض الأنبياء ونجحد نبوته بالمرة وإن قام عليها أقوى البراهين ، فإن كانوا يبحثون لإظهار الحق لأجل اتباعه فليجعلوا العقل أصلاً ويحكِّموه في الدلائل ، وإلا فبماذا يميز بين الحق والباطل ؟ إن قالوا : كتب الدين ، نقول ( أولاً ) : بماذا تثبت هذه الكتب ؟ فإن قالوا : بالعقل ، نقول : لزمكم أن العقل هو الأصل ، ولا يتأتى أن يحكم بصحة كتاب يشتمل على ما هو مستحيل عنده ، و ( ثانيًا ) : إذا كانت كتب الأديان التي تناظرون فيها متفقة فالدين واحد ، وإلا فبماذا يرجح بعضها على بعض ؟ أليس بالعقل الذي يبين أيها أهدى وأنهض بما يحتاج إليه البشر من الدين .
للدين ثلاثة مقاصد : تصحيح العقائد التي بها كمال العقل ، وتهذيب الأخلاق التي بها كمال النفس ، وحسن الأعمال التي تُناط بها المصالح والمنافع وبها كمال الجسد ، فإذا حكَّمنا عاقلاً لم يسبق له تقليد المسلمين ولا تقليد النصارى في الدين ، وكلَّفناه أن ينظر أي الدينين وفَّى هذه المقاصد الثلاثة حقها بحسب العقل السليم فبماذا يحكم ؟ يرى المسلمين مجمعين على أن العقائد لا بد أن تكون أدلتها يقينية ؛ لأن كتابهم يقول في الظن الذي هو دون مرتبة اليقين في العلم [ إِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الحَقِّ شَيْئاً ]( يونس : 36 ) ويقول في الذين احتجوا على شركهم بمشيئة الله تعالى [ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ ]( الأنعام : 148 ) ويقول [ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ]( البقرة : 111 ) ويقول عند ذكر الآيات التي يقيمها على العقائد إن [ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ]( الرعد : 4 ) [ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لأُوْلِي النُّهَى ]( طه : 54 ) أي العقول ، ويرى المسيحيين مجمعين على أن أصل اعتقادهم فوق العقل ، وأنه يحكم باستحالته وعدم إمكان ثبوته ، ولا شك أنه هذا العاقل يحكم بأن عقائد المسلمين هي الحقة الصحيحة ، ولا يلتفت إلى قول صاحب أبحاث المجتهدين وغيره : إن ذلك بحث في كنه ذات الله تعالى ، ولا يعرف كنه الله باتفاق المسلمين وغيرهم ؛ لأن فرقًا عظيمًا بين ما يثبته العقل بالدليل ؛ ولكنه لا يعرف كنهه ، وبين ما ينفيه ويجزم بعدم إمكان تحققه ، ومثال ذلك أننا نثبت المادة بصفاتها وخواصها وآثارها ، ولا نشك في وجودها ؛ ولكننا لا نعرف كنه حقيقتها ، بل لم يصل العقل إلى معرفة كنه شيء من هذه المخلوقات ؛ وإنما عرف الظواهر والصفات ، كذلك التوراة تصف الله تعالى بصفات يرفضها العقل كقوله في الباب السادس من سفر التكوين ( فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض ، وتأسف في قلبه ، فقال : امحوا عن وجه الأرض الإنسان الذي عملته ) وهذا يدل على أنه كان جاهلاً وعاجزًا تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا .
ثم ينظر هذا العاقل والحكم العادل في المقصد الثاني ، وهو تهذيب الأخلاق ، فيرى التعاليم الإسلامية فيه قائمة على أساس العدل والاعتدال من غير تفريط ولا إفراط ، مع استحباب العفو والصفح والإحسان لقول كتابه : [ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ]( النحل : 90 ) فسَّر البيضاوي الفحشاء بالإفراط في قوة الشهوة البهيمية ، والمنكر بالإفراط في قوة الغضب الوحشية ، وقوله : [ وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُا الفَضْلَ بَيْنَكُمْ ]( البقرة : 237 ) وقوله : [ وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً ]( الفرقان : 67 ) إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة عامة وخاصة ، ويرى التعاليم المسيحية مبنية على التفريط والإفراط يقول كتابهم : ( أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم ) كما في إنجيل متَّى ( 5 : 44 ) وهذا إفراط في الحب لا يقدر عليه البشر ؛ لأن قلوبهم ليست في أيديهم ، ويقول في إنجيل لوقا ( 19-27 ) : أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن أحكم عليهم فائتوا بهم إلى هنا واذبحوهم تحت أقدامي ) وفي الباب 14 من إنجيل لوقا 25 : ( وقال لهم إن كان أحد يأتي إليَّ ، ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته حتى نفسه أيضًا ، فلا يصلح أن يكون لي تلميذًا ) وهذا تفريط في الحب إفراط وغلو في البغض ومثل هذا كثير ، ولا شك أن هذا العاقل يحكم لدين الاعتدال على دين التفريط والإفراط ؛ لأن الأول يرقي البشرية ويعزها كما قال تعالى : [ وَلِلَّهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ]( المنافقون : 8 ) والآخر يدليها ويذلها كما قال : ( من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر ) وغير ذلك مما في معناه .
وأما المقصد الثالث ، وهو الأعمال الحسنة التي ترقي النوع الإنساني في روحه وجسده ، فيرى أن في الإسلام كل عبادة منها مقرونة بفائدتها ، ككون الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، وكون الصيام يفيد التقوى وكون العبادة في الجملة ترضي الله تعالى لقوله : [ وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ]( الممتحنة : 1 ) إلى غير ذلك مما يزكي النفس ويرقي الروح ، ولا يرى مثل هذا في كتب الآخرين ، وإنما يرى في التوراة - التي هي كتاب الأحكام المسيحية ؛ ولكن المسيحيين يؤمنون بها قولاً لا فعلاً - أن أحكام العبادات معللة بالحظوظ الدنيوية كقولها في الباب الرابع من سفر التثنية ( 40 : واحفظ فرائضه التي أنا أوصيك بها اليوم لكي يحسن إليك وإلى أولادك من بعدك ) وكتعليل مشروعية الأعياد في الباب 23 من سفر الخروج من العدد 14- 16 بالحصاد والزراعة ، وبالخروج من مصر ، فأين هذا من بيان حكمة عيد الفطر في قوله تعالى : [ وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ]( البقرة : 185 ) .
يرى أحكام المعاملات الإسلامية مبنية على أساس قاعدة درء المفاسد وجلب المنافع باتفاق المسلمين ، وأن كليات هذه الأحكام خمس يسمونها الكليات الخمس ، وهي حفظ الدين والنفس والعرض والعقل والمال ، ويرى أن الشريعة الإسلامية ساوت في الحقوق بين من يدين بها وغير من يدين بها ويراها تأمر بكشف أسرار الكون واستخراج منافعه بمثل قوله تعالى : [ وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ ]( الجاثية : 13 ) ويرى التوراة والإنجيل لم يجمعا هذه المنافع في أحكامها ، بل يخالفانها كثيرًا ، فالوصية التاسعة : ( لا تشهد على قريبك بالزور ) فأين هذا التقييد بالقريب من أمر القرآن [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِياًّ أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُوا الهَوَى أَن تَعْدِلُوا وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً ]( النساء : 135 ) وغير ذلك من الآيات ، وفي الباب الرابع عشر من سفر تثنية الاشتراع إباحة المسكر وسائر الشهوات على الإطلاق ونصه : ( وأنفق الفضة في كل ما تشتهي نفسك في البقر والغنم والمسكر ، وكل ما تطلب منك نفسك وكُلْ هناك أمام الرب وافرح أنت وبيتك ) وفي الباب السادس من إنجيل متى ( 25 : لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وتشربون ولا لأجسادكم بما تلبسون ) وفي موضع آخر : ( لا تشتغلوا من أجل الخبز الذي يفنى ) يأمرهم بهذا مع أن الخبز أهم المهمات عندهم حتى أمروا أن يطلبوه في صلاتهم بقوله : ( خبزنا بأكفافنا أعطنا اليوم ) فما هذا التناقض .
لا تأمر هذه الكتب بترك الأعمال للدنيا فقط ، بل ليس للأعمال الصالحة فيها قيمة ولا منفعة مطلقًا قال بولس في رسالته إلى أهل رومية ( 14 - 4 : أما الذي يعمل فلا تحسب له الأجرة على سبيل نعمة بل على سبيل دين ( 5 ) وأما الذي لا يعمل ولكن يؤمن بالذي يبرِّر الفاجر فإيمانه يحسب له برًّا ) هذا والله يقول في القرآن: [ لَيْسَ البِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى المَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي القُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي البَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ البَأْسِ ]( البقرة : 177 ) الآية ، فهل تنجح الأمم بهذه الأعمال أم بإيمان لا قيمة للعمل معه ؟ وأثبت هذا المعنى بولس في الباب الثالث من رسالته إلى أهل غلاطية حيث ذكر أن أعمال الناموس تحت لعنة ، وأنه لا يتبرر أحد عند الله بالناموس ، وأن الناموس لا لزوم له بعد مجيء المسيح ، والمسيح نفسه يقول : ( ما جئت لأنقض الناموس وإنما جئت لأتمم ) ؛ ولكن المسيحيين عملوا بقول بولس فتركوا التوراة وأحكامها بالمرة ، وقد أباح لهم الرسل جميع المحرمات ما عدا الزنا والدم المسفوح والمخنوق والمذبوح للأصنام ( أعمال 15 : 28 و29 ) وكأنهم رأوا أن شريعة التوراة لا تصلح للبشر كما قال حزقيال في الباب العشرين عن الرب أنه لما غضب على بني إسرائيل قال : ( 23 ورفعت أيضًا يدي لهم في البرية لأفرقهم في الأمم وأذريهم في الأراضي 24 لأنهم لم يصنعوا أحكامي ، بل رفضوا فرائضي ونجسوا سبوتي ، وكانت عيونهم وراء أصنام آبائهم 25 وأعطيتهم أيضًا فرائض غير صالحة وأحكامًا لا يحيون بها ) وصرح حزقيال قبل هذا بأن بني إسرائيل عبدوا الأصنام بعد ما أنجاهم الله من مصر ، فليعتبر بهذا ذلك المبشر المسيحي ، وذلك اليهودي اللذان أنكرا عليَّ ما كتبته في العدد العاشر من طلب بني إسرائيل عبادة الأصنام ، وزعما أنه لم يقل بذلك إلا القرآن .
===================================================================((((((((من قتل المسيح ?!!
مما جاء في محاورة النصراني المسلم قول النصراني : " إن أكبر دليل على ضلالهم - أي المسلمين - هو قولهم بأن اليهود صلبوا المسيح، اليهود لم يقتلوا المسيح لأن الصلب كان أداة الإعدام لدى الرومان مستعمرو اليهود في ذلك الوقت أما اليهود فكان أسلوبهم الرجم " .
ـــــــــــــــــــــ
ونحن نجيبه على ذلك بتأكيدنا بداية على أن عقيدة المسلمين هي أن المسيح عليه السلام رفع إلى السماء ولم يصلب، وهذا نص الآية الكريمة الدالة على ذلك : { وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً } (النساء:157) ففي الآية نفي قاطع لقتل المسيح عليه السلام وتأكيد رفعه من جهة، وفي الآية آيضا إنكار الله على اليهود قولهم أنا قتلنا المسيح عليه السلام . فكيف يقال بعد ذلك : أن المسلمين يزعمون أن اليهود قتلوا المسيح لا شك أن هذا منكرا من القول وزورا .
بقي أن نحتج على النصارى الذين أصدر باباواتهم براءة لليهود من دم المسيح رغم مرور عقود طويلة من الزمان كان النصارى يعتقدون وفق نصوص أناجيلهم بأن دم المسيح في عنق اليهود، بل ربما كان اليهود يعترفون بذلك ويفتخرون به .
ونحن لن نحتج على النصارى سوى من كتبهم بل من أقدس تلك الكتب "الأناجيل" لنرى حقيقة من قتل المسيح وفق اعتقادهم، وكيف انحرفت النصرانية حتى عن نصوص أناجيلها التي يعتقدون قدسيتها وعصمتها .
ولنسمع بإمعان إلى قصة المسيح عليه السلام من القبض عليه إلى صلبه وفق رواية متى ، فقد جاء في إنجيل متى : ( 26: 47 و فيما هو يتكلم – أي المسيح - إذا يهوذا أحد الاثني عشر – أي تلميذا الذين اختارهم المسيح لصحبته وتبليغ دينه - قد جاء ومعه جمع كثير بسيوف و عصي من عند رؤساء الكهنة و شيوخ الشعب – أي الشعب اليهودي -
26: 48 و الذي أسلمه –أي يهوذا الإسخريوطي - أعطاهم علامة قائلا الذي أقبّْله هو هو أمسكوه .
26: 49 فللوقت تقدم – أي يهوذا - إلى يسوع، و قال : السلام يا سيدي و قبَّله .
26: 50 فقال له يسوع : يا صاحبُ لماذا جئت ؟ حينئذ تقدموا و ألقوا الأيادي على يسوع و أمسكوه .
26: 51 و إذا واحد من الذين مع يسوع مدّ يده و استل سيفه و ضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه .
26: 52 فقال له يسوع : ردَّ سيفك إلى مكانه، لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون .
26: 53 أتظن أني لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبي – الله - فيقدم لي أكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة .
26: 54 فكيف تكمل الكتب أنه هكذا ينبغي أن يكون .
26: 55 في تلك الساعة قال يسوع للجموع : كأنه على لص خرجتم بسيوف و عصي لتأخذوني، كل يوم كنت أجلس معكم، أعلِّم في الهيكل و لم تمسكوني .
26: 56 و أما هذا كله فقد كان لكي تكمل كتب الأنبياء . حينئذ تركه التلاميذ كلهم و هربوا !!
26: 57 و الذين امسكوا يسوع مضوا به الى قيافا رئيس الكهنة حيث اجتمع الكتبة و الشيوخ . ( المقصود شيوخ وكهنة وكتبة اليهود )
26: 58 و أما بطرس – أحد تلاميذ المسيح - فتبعه من بعيد إلى دار رئيس الكهنة، فدخل إلى داخل و جلس بين الخدام لينظر النهاية .
26: 59 و كان رؤساء الكهنة و الشيوخ و المجمع كله يطلبون شهادة زور على يسوع لكي يقتلوه .
26: 60 فلم يجدوا ومع أنه جاء شهود زور كثيرون لم يجدوا و لكن أخيرا تقدم شاهدا زور .
26: 61 و قالا : هذا قال : إني أقدر أن أنقض هيكل الله و في ثلاثة أيام أبنيه – هذا القول ثابت عن المسيح وفق رواية يوحنا فكيف يوصف هنا بأنه شهادة زور ؟!!- .
26: 62 فقام رئيس الكهنة، و قال له : أما تجيب بشيء ؟ ماذا يشهد به هذان عليك ؟
26: 63 و أما يسوع فكان ساكتا فأجاب رئيس الكهنة،وقال له : أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا : هل أنت المسيح ابن الله ؟
26: 64 قال له يسوع : أنت قلت، و أيضا أقول لكم : من الآن تبصرون ابن الانسان جالسا عن يمين القوة و آتيا على سحاب السماء .
26: 65 فمزق رئيس الكهنة حينئذ ثيابه، قائلا : قد جدّف، ما حاجتنا بعدُ إلى شهود ها قد سمعتم تجديفه – كفره - .
26: 66 ماذا ترون فأجابوا ( أي اليهود ) و قالوا : إنه مستوجب الموت .
26: 67 حينئذ بصقوا في وجهه و لكموه و آخرون لطموه .
26: 68 قائلين تنبأ لنا أيها المسيح من ضربك ؟!
27: 11 فوقف يسوع أمام الوالي فسأله الوالي قائلاً : أأنت ملك اليهود ؟ فقال له يسوع : أنت تقول .
27: 12 و بينما كان رؤساء الكهنة و الشيوخ يشتكون عليه لم يجب بشيء .
27: 13 فقال له بيلاطس ( الوالي الروماني ) : أما تسمع كم يشهدون عليك ؟
27: 14 فلم يجبه، ولا عن كلمة واحدة حتى تعجب الوالي جداً .
27: 15 و كان الوالي معتاداً في العيد أن يطلق للجمع أسيراً واحداً من أرادوه .
27: 16 و كان لهم حينئذ أسير مشهور يسمى باراباس .
27: 17 ففيما هم مجتمعون، قال لهم بيلاطس : من تريدون أن أطلق لكم باراباس أم يسوع الذي يدعى المسيح .
27: 18 لأنه علم أنهم أسلموه حسدا .
27: 19 و إذ كان جالسا على كرسي الولاية أرسلت إليه امراته قائلة : إياك و ذلك البار، لأني تألمت اليوم كثيراً في حلم من أجله .
27: 20 و لكن رؤساء الكهنة و الشيوخ حرّضوا الجموع على أن يطلبوا باراباس و يهلكوا يسوع .
27: 21 فأجاب الوالي، و قال لهم : مَن من الاثنين تريدون أن أطلق لكم ؟ فقالوا : باراباس!! .
27: 22 قال لهم بيلاطس فماذا أفعل بيسوع الذي يدعى المسيح ؟ قال له الجميع : ليصلب .
27: 23 فقال الوالي و أي شر عمل ؟ فكانوا يزدادون صراخا قائلين ليصلب .
27: 24 فلما رأى بيلاطس أنه لا ينفع شيئا بل بالحري يحدث شغب أخذ ماء و غسل يديه قدام الجمع، قائلا : إني بريء من دم هذا البار أبصروا أنتم .
27: 25 فأجاب جميع الشعب، و قالوا : دمه علينا و على أولادنا .
27: 26 حينئذ أطلق لهم باراباس و أما يسوع فجلده و أسلمه ليصلب )
ونترك الإجابة على ما أثرناه من سؤال حول من قتل المسيح ( وفق معتقد النصارى ) اليهود أم الرومان، نترك الإجابة على هذا السؤال للقارئ الكريم الذي لن يجد صعوبة في معرفة الحقيقة من خلال النص الذي أوردنا بل ومن سائر نصوص الأناجيل التي تحكي قصة هذه المؤامرة اليهودية الدنسة . ليُعلم بعد من على الهدى، ومن على ضلال مبين .
.....................
نقلا عن موقع التوضيح لدين المسيح
===================================================================(((((((((المرأة في النصرانية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا سؤال بعثت به مسيحية تعترض على تشريع التعدد في الإسلام تقول فيه:
لماذا سمح للرجل بأن يتزوج بأربع نساء وللمرأة برجل واحد أين المساواة ؟ سوف تقول فقط إذا عدل أين هذا العدل ؟ والمرأة أين حقها ؟
فأجبناها بقولنا : إن آخر من يمكنه أن يعترض على ديننا الإسلامي بشأن المرأة هم النصارى، أتعرفين لماذا لأن الإسلام اعتبر المرأة إنسان كامل الأهلية في حين أن النصرانية لم تنظر إليها سوى أنها شيطانة رجيمة، فعُقدت المجامع لتبحث هل للمرأة روح أو ليس لها روح !! فعجبا لمن يرى القذى في عين أخية ولا يرى الجذع في عينه، ولتسمعي الآن شيئا مما جاء في النصرانية عنك وعن بنات حواء جميعا:
فقد جاء في سفر الخروج " و إذا باع رجل ابنته أمةً لا تخرج كما يخرج العبيد" (الخروج 21/7) فللوالد كما في هذا النص أن يبيع ابنته كما يباع العبد المملوك إلا أنها لا تخرج كما يخرج العبد بل تخرج بتقدير أكثر أو بإهانة أقل !!
و في العهد الجديد يحمِّل بولس المرأة خطيئة آدم، ويحتقرها تبعاً لذلك فيقول :" لتتعلم المرأة بسكوت في كل خضوع، و لكن لست آذن للمرأة أن تُعلّم، و لا تتسلط على الرجل، بل تكون في سكوت، لأن المرأة أغويت، فحصلت في التعدي " ( تيموثاوس2/11-14) . ومنذ ألبس بولس المرأة خطيئة الأبوين، والفكر النصراني يضطهد المرأة و يعتبرها باباً للشيطان، و يراها مسئولة عن انحلال الأخلاق، و تردي المجتمعات البشرية، يقول القديس ترتليان: " إنها – أي المرأة - مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان، ناقضة لنواميس الله، مشوهة لصورة الله (الرجل) "، و يقول أيضاً بعد حديثه عن دور حواء في الخطيئة الأولى:" ألستن تعلمن أن كل واحدة منكن هي حواء ؟!…أنتن المدخل الذي يلجه الشيطان..لقد دمرتن بمثل هذه السهولة الرجل صورةَ الله "
و يقول القديس سوستام عن المرأة : " إنها شر لا بد منه، و آفة مرغوب فيها، و خطر على الأسرة و البيت، ومحبوبة فتاكة، ومصيبة مطلية مموهة "، و يقول القديس جيروم في نصيحته لامرأة طلبت منه النصح : " المرأة إذن هي ألد أعداء الرجل ، فهي المومس التي تغوي الرجل إلى هلاكه الأبدي ، لأنها حواء ، لأنها مثيرة جنسياً ".
و يتساءل القديس أوغسطين لماذا خلق الله النساء ؟. ثم يقول " إذا كان ما احتاجه آدم هو العشرة الطبية، فلقد كان من الأفضل كثيراً أن يتم تدبير ذلك برجلين يعيشان كصديقين بدلاً من رجل و امرأة "، ثم تبين له أن العلة من خلقها هي فقط إنجاب الأولاد ، و منه استوحى لوثر فقال: " إذا تعبت النساء أو حتى ماتت فكل ذلك لا يهم ، دعهن يمتن في عملية الولادة ، فلقد خلقن من أجل ذلك ".
و عقدت الكنيسة مؤتمرات غريبة لبحث أمر هذا الكائن ( المرأة ) ، ففي القرن الخامس عقد مؤتمر ماكون للنظر هل للمرأة روح أم لا ؟ و قرر المؤتمر خلو المرأة عن الروح الناجية . و قال القديس جيروم: " المرأة عندما تكون صالحة تكون رجلاً ".أي شذت عن مثيلاتها الإناث فكانت مثل الرجال .
و في عام 586م عقد مؤتمر لبحث إنسانية المرأة، ثم قرر المؤتمر بأغلبية صوت واحد بأن المرأة إنسان خلق لخدمة الرجل. و بعد ظهور البروتستانت في القرن السادس عشر عقد اللوثريون مؤتمراً في وتنبرج لبحث إنسانية المرأة.
هذه هي منزلة المرأة في النصرانية فهل يمكن لنصراني أن يعترض على المرأة في الإسلام بينما دينه ينظر إلى المرأة بهذا الازدراء ، في حي كرم الإسلام المرأة وأعلى شأنها أكثر من أي دين آخر، وأكثر من أي فلسفة أو مذهب أرضي.
وأما بخصوص التعدد فنحن نرى أن الكتاب المقدس قد قص علينا حال رجال كانوا معددين بنسوة كثيرات وليس في مجمل الكتاب المقدس تصريح بتحريم التعدد كيف وقد كان سادة أنبياء بني إسرائيل معددين كسليمان عليه السلام، وسوف نذكر في هذه العجالة بعض النصوص التي تدل على إقرار التعدد ، فمن ذلك ما جاء في سفر أَخْبَارِ الأَيَّامِ الثَّانِي الإصحاح الحادي عشر الفقرات 18-21: " وَتَزَوَّجَ رَحُبْعَامُ مَحْلَةَ ابْنَةَ يَرِيمُوثَ بْنِ دَاوُدَ وَأَبِيجَايِلَ بِنْتَ أَلِيآبَ بْنِ يَسَّى، فَأَنْجَبَتْ لَهُ ثَلاَثَةَ أَبْنَاءٍ هُمْ يَعُوشُ وَشَمَرْيَا وَزَاهَمُ. ثُمَّ تَزَوَّجَ مَعْكَةَ بِنْتَ أَبْشَالُومَ، فَأَنْجَبَتْ لَهُ أَبِيَّا وَعَتَّايَ وَزِيزَا وَشَلُومِيثَ . وَأَحَبَّ رَحُبْعَامُ مَعْكَةَ ابْنَةَ أَبْشَالُومَ أَكْثَرَ مِنْ سَائِرِ نِسَائِهِ وَمَحْظِيَّاتِهِ، وَكَانَ قَدْ تَزَوَّجَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ امْرَأَةً، وَكَانَتْ لَهُ سِتُّونَ مَحْظِيَّةً، أَنْجَبْنَ لَهُ ثَمَانِيَةً وَعِشْرِينَ ابْناً وَسِتِّينَ بِنْتاً.
وفي نفس السفر الإصحاح الثالث عشر ، الفقرة 21: وتشدد أَبِيَّا قُوَّةً. وَتَزَوَّجَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ امْرَأَةً انْجَبْنَ لَهُ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ ابْناً وَسِتَّ عَشْرَةَ بِنْتاً "
وفي سفر صموئيل الأول الإصحاح الأول الفقرات 1- 2 : " كان رجل من رامتايم صوفيم من جبل أفرايم اسمه ألقانه بن يروحام بن أليهو بن توحو بن صوف . هو أفرايمي . وله امرأتان اسم الواحدة حنة واسم الأخرى فننة " وحنة هذه هي أم صموئيل الأول .
فهذه بعض مما في الكتاب المقدس من صور التعدد ليس بأربع فقط بل بأكثر من ذلك ، فكيف يعيب علينا النصارى ما نص عليه كتابهم الذي يعظمونه !!
أما لماذا أباح الله للرجل أن يعاشر أربع زوجات ولم يجعل ذلك للمرأة، فأقول حاولي أن تتصوري امرأة تزوجت بأربع رجال كيف سيكون حالها ؟! في أي بيت ستسكن ؟ وإذا اختلف الأزواج فيمن يعاشرها أولا، وفي أي وقت ؟ وأيهم له الحق المقدم في ذلك ؟ وإذا ولدت ابنا فأبن من سيكون ؟ ثم هل ستفي بعد ذلك بالتزاماتها كزوجة تجاه هؤلاء الأربعة في تربية الأولاد والقيام برعايتهم، فضلا عن القيام بمتطلبات الزوج الأخرى .. يا للمسكينة !! يا لتعيسة الحظ تلك التي تزوجت أربع رجال ما أشقاها وأتعسها .. هل تود أي امرأة عاقلة أن تكون مكانها !! أظن أن الجواب قطعا سيكون لا وألف لا . وفي هذه اللاءات يتبين مدى رحمة الإسلام وشفقته بالمرأة إذ جعلها زوجة لرجل واحد ولم يساوها بالرجل في إباحة التعدد، فيالعظمة الإسلام ما أروعها، فهو كالذهب الخالص لا يزيدها الطرق إلا لمعانا ولا يزيده الطعن إلا دلالة على حسنه وبهائه .
أما إباحة التعدد للرجل فهو مشروط بالعدل ابتداء، قال تعالى : ( وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ) ومن خالف فهو عاص لله مستحق لعقوبته .
والحكمة في إباحته كثيرة منها أن الرجال أكثر تعرضا للقتل، فالحروب تذهب من الرجال بلا شك أضعاف مما تذهب من النساء، وبناء على ذلك فستظهر مشكلة يجب علاجها وهي كثرة النساء وقلة الذكور فكيف تقضي المرأة شهوتها ولا سبيل شرعي لذلك إلا عن طريق الزواج، ما يجعل القول بإباحته ضرورة يفرضها الواقع.
الثاني: أن في التعدد معالجة للنقص الطبيعي الذي قد يحصل في بعض المجتمعات فيكون عدد مواليد الإناث أكثر من عدد مواليد الذكور فهل يقضى على بقية النساء بالعنوسة الأبدية هربا من التعدد !!
الثالث: أن الرجل قد يتزوج امرأة فلا تلبي له حاجته نظرا لمرضها أو قلة جمالها ، فهو بين خيارين إما أن يطلقها وإما أن يمسكها ويتزوج أخرى، لا شك أن الخيار الثاني هو الخيار الأنسب والأليق بوفاء الرجل ومرؤته .
ولا يظن القارئ أن مرض المرأة أو قلة جمالها شرط لإباحة التعدد فهذا لا أصل له من الشرع، بل إباحة التعدد حتى لمن كان متزوجا من امرأة حسناء جميلة صحيحة فله أن يعدد ويتزوج إلى الرابعة بشرط العدل والقدرة على الوفاء بمتطلبات الزواج.
فهذا جوابنا الذي أجبنا به النصرانية وقد أضفنا عليها بعض الإضافات، نسأل المولى عز وجل أن يهدي ضال عباده إنه على كل شيء قدير.
..................
نقلا عن موقع التوضيح لدين المسيح========================(((((((((("ألوهية المسيح".. عقيدة تحت المجهر
"المسيح ليس خالقاً، بل هو مخلوق لله، ونبي عظيم" تلك بعض آراء "أريوس" العالم النصراني المصري، والتي أخافت أسقف الإسكندرية "ألكسندر"، وزاد من مخاوفه أكثر سرعة انتشارها بين رجال الدين أنفسهم .
ولهذا دعا مجلساً من الأساقفة المصريين إلى الاجتماع في الإسكندرية، وأقنع أعضاءه بأن يحكموا بتجريد "أريوس" وأتباعه من رتبتهم الكنسية؛ وأبلغ باقي الأساقفة بالإجراءات التي اتخذها، فاعترض عليها بعضهم، وأظهر البعض الآخر عطفاً على "أريوس"، واختلفت الآراء في هذه القضية اختلافاً كبيراً.
ووصلت أصداء هذا الخلاف إلى الإمبراطور الروماني "قسطنطين" - الذي جعل من النصرانية ديناً رسمياً للدولة الرومانية -، فأرسل إلى "الإسكندر" وإلى "أريوس" رسالة ينصحهما فيها أن يتحليا بهدوء الفلاسفة في مناقشة قضاياهم، وألا يشركوا العامة في مجادلاتهم، وقلل الإمبراطور في رسالته من قيمة المسألة المثارة، ورأى أنها غير جديرة بالمناقشة، ولا يثيرها إلا من ليس لديهم عمل يشغلون به أنفسهم!!.
وبالطبع لم يكن لهذه الرسالة أثر ما في تخفيف حدة التوتر بين الطرفين، فمسألة ألوهية المسيح كانت في نظر الكنيسة مسألة حيوية من الوجهتين الدينية والسياسية، وكانت ترى أنه إذا لم يكن المسيح إلهاً، فإن كيان العقيدة المسيحية كلها يبدأ في التصدع، وإذا ما سمحت الكنيسة باختلاف الرأي في هذا الموضوع فإن فوضى العقائد قد تقضي على وحدة الكنيسة وسلطانها .
وعندما فشلت رسالة الإمبراطور في إطفاء جذوة الخلاف اضطر إلى أن يحسمه بالدعوة إلى أول مجلس عام للكنيسة . فعقد مجلساً من الأساقفة عام 325م في نيقية البيثينية ( شمال شرق تركيا حالياً )، وحضر الاجتماع ما لا يقل عن 318 يصحبهم كما يقول واحد منهم: "حشد كبير من رجال الدين الأقل منهم درجة"، وكان معظم من حضر من الولايات الرومانية الشرقية .
واجتمع المجلس في بهو أحد القصور الإمبراطوريّة تحت رياسة قسطنطين، وافتتح المناقشات بدعوة وجهها إلى الأساقفة يطلب إليهم فيها أن يعيدوا إلى الكنيسة وحدتها. وأكدَّ "أريوس" من جديد رأيه القائل بأن المسيح مخلوق، لا يرقى إلى منزلة الأب، ولكنه "مقدس" وخالفه أثناسيوس Athanasiua، رئيس الشمامسة، الذي رأى أنه إذا لم يكن المسيح والروح القدس كلاهما إلهين، فإن الشرك لابد أن ينتصر!!. ومع تسليم "أثناسيوس" بصعوبة تصور تشكل إله واحد من ثلاثة أشخاص إلا أنه قال: بأن العقل يجب أن يخضع لما فيه الثالوث من خفاء وغموض !!. ووافقه جمع من الأساقفة على قوله شكلوا الأغلبية التي أصدرت بموافقة الإمبراطور الروماني القرار الآتي: " نؤمن بإلهٍ واحد، آبٍ قادر على كل شيء، صانع كل الأشياء المرئيّة واللامرئيّة . وبربٍ واحدٍ يسوع المسيح، ابن الله، مولود الآب الوحيد، أي: من جوهر الآب، إله من إله، نور من نور، إلهٌ حق من إلهٍ حق، مولود غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر، الذي بواسطتهِ كل الأشياء وُجِدَت، تلك التي في السماء، وتلك التي في الأرض . الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزلَ وتجسَّد، تأنَّس، تألَّم وقام في اليوم الثالث ".
وحكم المجمع على "أريوس" وموافقيه وأتباعه باللعنة والحرمان، ونفاهم الإمبراطور من البلاد. وصدر مرسوم إمبراطوري يأمر بإحراق كتب "أريوس" جميعها، وجعل إخفاء أيّ كتاب منها جريمة يعاقب عليها بالإعدام .
وبذلك يكون هذا القرار قد رسخ فكرة ألوهية المسيح، واستبعد كل قول مخالف يعترف ببشرية المسيح، وأنه نبي من عند الله، !! لكن السؤال الذي نودُّ معالجته هنا، ماذا كان المسيح قبل مجمع نيقية ؟ وماذا يقول الإنجيل عنه ؟ وهل حقاً أن أدلة ألوهية المسيح مبثوثة في الإنجيل ؟
إن الإنجيل مليء بإظهار وإبراز الجوانب الإنسانية للمسيح - عليه السلام – فهو يظهر حياة المسيح حياة عادية يأكل ويشرب ويجوع وينام ويتعب كسائر الناس .
وحتى عندما بشر الملك أمه بولادته أخبرها أنها ستلد ابناً كما في إنجيل متى (1/31) ولم يقل لها إنك ستلدين إلهاً !! وكانت أمه تعامله كصبي، وليس كإله، فحين بلغ المسيح اليوم الثامن قامت أمه بختانه، كما يختن الصبيان ( متى: 2/21) .
وعندما بلغ الثلاثين عاماً وجاءته الرسالة الإلهية قام بتبليغها للناس، ولم يقل لهم: إني إلهكم وخالقكم، ولم يدعهم إلى عبادته والتقرب إليه، بل أوضح لهم أنه ابن إنسان، وليس إلهاً، بل حينما ناداه أحدهم بقوله: أيها المعلم الصالح، غضب - عليه السلام –وقال: " لماذا تدعوني صالحاً، ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله " ( متى 19/17 ).
وكان - عليه السلام - حريصاً على إبداء حقيقة نفسه، فصرّح بأنه إنسان يوحى إليه، كما في يوحنا: 8/40: ( وأنا إنسان قد كلّمكم بالحق الذي سمعه من الله )، وصرّح بأنه ابن إنسان في أكثر من ثمانين موضعاً. وأوضح - عليه السلام - أنه رسول الله، فقال: ( من قبلني فليس يقبلني أنا بل الذي أرسلني )(مرقس: 9/37)، وقال كما في يوحنا ( 5/36):( أن الأب قد أرسلني )، وعندما سأله أهل بلده أن يشفي مرضاهم، قال: ( الحق أقول لكم إنه ليس نبي مقبولاً في وطنه ) (لوقا: 4/24) إذا فهو - وفق قوله وشهادته – إنسان كرمه الله بالوحي والنبوة والرسالة .
ولم تكن حقيقة نبوته غائبة عن أهل عصره ممن آمن به وصدقه، فكان بعض المؤمنين به يراه نبياً جديداً (متى: 21/46 )، وكان البعض يراه "إيليا" ( أحد أنبياء بني إسرائيل )، وآخرون يرونه: يوحنا المعمدان – يحيى بن زكريا – الذي سبق مجيئه المسيح ( مرقص: 6/14-16) . أما غير المؤمنين به فكانوا يرونه مجرد إنسان ( يوحنا: 10/23)، إذا فعقيدة ألوهية المسيح لم تكن معروفة أبداً في زمن عيسى لا عند المؤمنين به، ولا عند غيرهم.
وكان عندما يُسأل عن أمرٍ لا سلطان له عليه يرده إلى الله، فقد جاءته إحدى النسوة بابنيها، طالبة منه أن يجلسهما عن يمينه وشماله في ملكوته، فردَّ الأمر إلى الله، قائلاً لها: ( وأما الجلوس عن يميني وعن يساري فليس لي أن أعطيه إلا للذين أُعدَّ لهم من أبي )(متى: 20/23).
وحين ذكر الساعة أخبر أنه لا يعلم وقت وقوعها إلا الله، ففي إنجيل متى: 20/23 ( وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد، ولا ملائكة السموات إلا أبي وحده ) .
وأوضح - عليه السلام - عقيدة التوحيد صافية نقية - عندما سئل عن أول الوصايا فأجاب: ( أن أول كل الوصايا هي: اسمع يا إسرائيل، الرب إلهنا رب واحد )(مرقس: 12/29) .
وحين وسوس له الشيطان قائلاً له: اسجد لي: امتنع وعلل ذلك بقوله: ( لأنه مكتوب: للرب إلهك تسجد، وإياه وحده تعبد )(متى: 4/10)، وكان يخاطب تلاميذه وجميع الناس بالتوحيد قائلاً: ( أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم ) (يوحنا: 20/17) إذا فهو يستوي وتلاميذه وسائر الناس بأن أباهم واحد، وإلههم واحد .
وأبطل عليه السلام الشرك بأوضح مثل فقال: ( لا يقدر أحد أن يخدم سيدين، لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر، أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر ) .
وأمر - عليه السلام - أتباعه بعبادة الله وحده ودعائه والالتجاء إليه، وقال أعظم المواعظ في ذلك ففي إنجيل ( متى: 7/7-11) "اسألوا تعطوا، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يفتح لكم، لأن كلَّ من يسأل يأخذ، ومن يطلب يجد، ومن يقرع يفتح له، أم أيُّ إنسان منكم إذا سأله ابنُه خبزاً يعطيه حجراً، وإن سأله سمكة يعطيه حية، فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة، فكم بالحري أبوكم الذي في السماوات يهب خيرات للذين يسألونه ".
وكان قدوتهم في ذلك، فقد كان شديد التعبد لله، فعندما شعر بتآمر اليهود عليه، قام الليل يصلي لله، ويدعوه أن يدفع عنه شرهم، ويبعد كيدهم، ففي إنجيل متى: ( 26/39) ( وخرَّ على وجهه، وكان يصلي قائلاً: يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس، ولكن ليس كما أريد أنا، بل كما تريد أنت ) وكان يكثر من حمد الله ( متى:11/ 25)، وشكره ( يوحنا: 6/11) ويتعبد له بأنواع العبادات، ولو كان المسيح إلهاً – كما تعتقد النصارى - فإلى من يتوجه بالعبادة والشكر والحمد ؟ هل يعبد نفسه، ويصلي لها ؟ وهل الإله بحاجة إلى أن يعبد نفسه ؟!
فإذا كانت مظاهر بشرية المسيح، وافتقاره وعبوديته لربه، بهذا الوضوح وهذا الجلاء، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو على ماذا استند النصارى في تأليه عيسى ؟ والجواب أنهم استندوا على بعض النصوص المتشابهة، وتركوا تلك النصوص الواضحة والجلية والتي أوردنا بعضها .
فمما استدلوا به إطلاق وصف "ابن الله" عليه، ففي إنجيل ( لوقا: 3/ 22): ( وكان صوت من السماء قائلاً: أنت ابني الحبيب بك سررت )، وهذا الوصف لا دليل فيه إطلاقاً على ألوهية المسيح، لأنه كان يطلق في "العهد القديم" و"العهد الجديد" على الأنبياء والصالحين، ومن أمثلة ذلك وصف المسيح لأهل الجنة بأنهم أبناء الله، كما في (لوقا: 20/36 ): حيث قال: ( لا يستطيعون أن يموتوا أيضاً لأنهم مثل الملائكة وهم أبناء الله )، وأُطلق وصف "ابن الله" على آدم عليه السلام كما في لوقا (3/38)، وكذلك وصف به داود كما في المزامير (2/7) قال الله لداود: ( أنت اليوم ابني )، ولو كان إطلاق وصف "ابن الله" على مخلوق يرفعه لمرتبة الألوهية لكان كل من أطلق عليه هذا الوصف إلهاً، ولما اختص المسيح وحده بذلك .
ومما يجدر ذكره أن وصف "ابن الله" لم يطلقه المسيح على نفسه في أغلب نصوص الإنجيل، وإنما أطلقه عليه آخرون، حيث أطلقه عليه الشيطان ( متى: 4/3)، وأطلقه عليه اليهود على وجه الاستهزاء والتحدي (متى: 27/40)، وأطلقه عليه إنسان متلبس به جني ( مرقص: 5/7)، وأطلقته عليه المرأة السومرية (يوحنا: 11/27)، وأطلقه عليه تلميذه سمعان (متى:16/ 16 )، أما هو - عليه السلام - فأكثر ما كان يطلق على نفسه لقب "ابن الإنسان"، حيث أطلق المسيح على نفسه هذا اللقب أكثر من 80 مرة، كقوله في متى: إصحاح 8/20: ( للثعالب أوجرة، ولطيور السماء أوكار، وأما ابن الإنسان فليس له، أين يسند رأسه ؟ ) .
ومما استدلوا به على ألوهية المسيح قول المسيح - عليه السلام -: ( أنا والأب واحد ) يوحنا:(10/30)، وهو نص اقتطع من سياقه ففهم على غير وجهه، وبالرجوع إلى سياق النص يتضح معناه جلياً، وذلك أن اليهود أحاطوا بالمسيح – عليه السلام - قائلين له: ( إلى متى تعلق أنفسنا ؟ إن كنت أنت المسيح فقل لنا جهراً ؟ أجابهم يسوع: إني قلت لكم، ولستم تؤمنون . الأعمال التي أنا أعملها باسم أبي هي تشهد لي، ولكنكم لستم تؤمنون، لأنكم لستم من خرافي كما قلت لكم, خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني، وأنا أعطيها حياة أبدية، ولن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها أحدٌ من يدي، أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل، ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي، أنا والأب واحد، فتناول اليهود أيضاً حجارة ليرجموه، أجابهم يسوع: أعمالا كثيرة حسنة أريتكم من عند أبي بسبب أي عمل منها ترجمونني ؟ أجابه اليهود قائلين: لسنا نرجمك لأجل عمل حسن، بل لأجل تجديف، فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهاً !! أجابهم يسوع: أليس مكتوباً في ناموسكم، أنا قلت: ( إنكم آلهة ) إن قال: آلهة لأولئك الذين صارت إليهم كلمة الله، ولا يمكن أن ينقض المكتوب، فالذي قدسه الأب وأرسله إلى العالم أتقولون له إنك تجدف لأني قلت: إني ابن الله )( يوحنا: 10/24-36)، فالمسيح – عليه السلام - أراد أن يخبر اليهود أن له أتباعاً ( خرافي )، وهو يعرفهم، ويعطيهم – بإذن الله - حياة أبدية ( الخلود في الجنة )، وهؤلاء الأتباع قد كتب الله لهم الهداية والاستقامة، فلن يستطيع أحد أن يضلهم ( يخطفهم ) عن الله، لأن الله أعظم من الكل، وقدره نافذ على الجميع، ولن يستطيع أحد أن يضلهم ( يخطفهم ) عني، لأني والأب واحد، فالدين أدعو إليه هو دين الله، يجعل الإيمان بي جزءا أصيلا فيه، فمن يضل عني يضل عن الله، ومن يضل عن الله يضل عني، فأنا والأب واحد، وهو تعبير مجازي يراد به وحدة الموقف، أو وحدة الغاية والهدف، أو قوة العلاقة، وذلك كقول الرجل لخصمه: إن تعادي صديقي زيد فأنت تعاديني فأنا وزيد واحد، وهو معنى يستعمله الناس قديماً وحديثاً، لكن اليهود لم يفهموا لغة المجاز التي يتحدث بها المسيح، فقد اعتادوا على فهم النصوص بحرفية حادة، فنظروا إلى قول المسيح: ( أنا والأب واحد ) على أنه تجديف على الله أي كفر وإلحاد به، وكانوا يتصيدون له العبارات والمواقف، فبين لهم - عليه السلام - أن قوله هذا لا يحمل كفرا ولا جحودا لحق الله وعظيم مكانته، حيث استشهد لهم من ناموسهم ( كتابهم المقدس ) بأن فيه أن الله خاطب أنبياءه بقوله: ( إنكم آلهة )، وأراد – عليه السلام - باستشهاده هذا أن يقول لهم: إن ما أنكرتم علي من قولي: ( أنا والأب واحد )، أو من قولي في موضع آخر ( إني ابن الله ) لا يصح، لأن في كتابكم ما هو أعظم بالإنكار حيث أطلق على الأنبياء آلهة !! حينئذ سكت عنه اليهود، ولم ينبتوا ببنت شفه، ولو كان قصد المسيح ما فهمه النصارى اليوم من هذه اللفظة لكان في ذلك أعظم الحجة لليهود على قتله والتخلص منه فقد كانوا يتحينون ذلك وينتظرونه .
على أن المسيح – عليه السلام – قد بين في نفس النص الذي ذكرناه أوجه الفرق بينه وبين الله، - والذي يعبر عنه بالأب وهو في لغتهم يعنى الرب أو المربي -، وذلك في موضعين:
الموضع الأول: في قول المسيح ( أبي أعظم من الكل )، وإذا كان الله أعظم من الكل بمن فيهم المسيح نفسه، فكيف يصبح المسيح مساوياً ومماثلاً له .
الموضع الثاني: أن المسيح قال: " فالذي قدّسه الأب وأرسله إلى العالم " وهذا تأكيد أن الله هو الذي قدس المسيح أي: طهره وزكاه وأرسله إلى الله، فكيف يصبح بعد ذلك مساويا لله مماثلاً له ؟!!
واستدلوا على إلوهية المسيح بأنه ولد من غير أب، وهذا الاستدلال مردود لأنه لو صح أن يكون عيسى إلهاً لكونه ولد من غير أب، فإن آدم عليه السلام أولى بذلك منه لأنه خلق من غير أب ولا أم، وأولى منه كذلك "كاهن ساليم" الذي وجد بلا أب ولا أم، ولا نسب، وليس لوجوده بداية ولا نهاية، كما هو مذكور في "الرسالة إلى العبرانيين" ( 7/3 ) . فلم اتخذ النصارى عيسى إلهاً ؟ ولم يتخذوا آدم، ولا كاهن ساليم.
واستدلوا كذلك بمعجزات - المسيح عليه السلام - كإحياء الموتى وشفاء الأمراض المستعصية كالبرص والعمى على أنها أدلة على ألوهيته وتصرفه في الكون، وهذا سوء فهم لا شك فيه، أوضحه وبينه المسيح نفسه، حيث بيّن - عليه السلام - أنه لا يفعل هذه المعجزت بنفسه، وإنما بإعانة من الله، فقال: ( أنا بروح الله أخرج الشياطين )( متى:12/28)، وروح الله هو الملك الذي يعينه – عليه السلام - وهذا أمر يعرفه تلاميذه جيداً، فهذا بطرس يخاطب اليهود بقوله: ( أيها الرجال الإسرائيليون: اسمعوا هذه الأقوال يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما أنتم أيضاً تعلمون ) فصرّح بطرس أن المسيح إنما صنع تلك العجائب والمعجزات بتأييد الله سبحانه وإعانته لا بنفسه وذاته .
وبهذا يتضح كم كان المسيح عيسى ابن مريم - عليه السلام - حريصاً كسائر الأنبياء على تجريد التوحيد لله رب العالمين، ونفي أي التباس بين مقام الإلوهية ومقام الرسالة، وكل هذا منشور في الإنجيل لا تكاد تخلو منه فقرة، وهو ما كانت عليه الأجيال الأولى من أتباع المسيح - عليه السلام - تقول دائرة المعارف الأمريكية: " لقد بدأت عقيدة التوحيد كحركة لاهوتية بداية مبكرة جداً في التاريخ، أو في حقيقة الأمر فإنها تسبق عقيدة التثليث بالكثير من عشرات السنين "، وتقول "دائرة معارف لاوس الفرنسية" : "عقيدة التثليث .. لم تكن موجودة في كتب العهد الجديد، ولا في عمل الآباء الرسوليين، ولا عند تلاميذهم المقربين .. إن عقيدة إنسانية عيسى كانت غالبة طيلة مدة تكون الكنيسة الأولى من اليهود المتنصرين، فإن الناصريين سكان مدينة الناصرة، وجميع الفرق النصرانية التي تكونت عن اليهودية اعتقدت بأن عيسى إنسان بحت مؤيد بالروح القدس،.. وحدث بعد ذلك أنه كلما نما عدد من تنصر من الوثنيين ظهرت عقائد لم تكن موجودة من قبل". وكُشِفَ مؤخراً عن وثيقة مسيحية قديمة نشرت في جريدة "التايمز" في 15 يوليو 1966م تقول: "إن مؤرخي الكنيسة يسلمون أن أكثر أتباع المسيح في السنوات التالية لوفاته اعتبروه مجرد نبي آخر لبني إسرائيل.
.............................
نقلا عن موقع التوضيح لدين المسيح
=================================================================)))((((((((((((الروح القدس .. هل هو إله حقا ؟
في سنة 381م دعا الإمبراطور الروماني "ثيودوسيوس الأول" علماء النصرانية إلى عقد مؤتمر عام في القسطنطينية لمناقشة حقيقة "الروح القدس"، وذلك إثر تصريح أسقف القسطنطينية "مكدونيوس" بأن "الروح القدس" مخلوق مثل الملائكة، وهو ما أثار جدلا واسعاً بين علماء النصرانية، فخشي الإمبراطور من تطور الخلاف وتهديده لوحدة الكنيسة الخاضعة لسلطانه، فدعا إلى عقد ذلك المؤتمر، والذي عرف تاريخيا باسم: ( مجمع القسطنطينية الأول ) وكان من أبرز ما خرج به المؤتمر تتويج "الروح القدس" إلهاً، حيث جاء في نص قرار المجمع:( ونؤمن بالروح القدس، الرب المحيي، المنبثق مـن الآب، الذي هو مع الآب والابن مسجود له وممجد، الناطق في الأنبـياء ) وبهذا القرار اكتملت أقانيم الإله عند النصارى، وأصدر الامبراطور ثودوسيوس الكبير مرسوماً أعلن فيه: (( حسب تعليم الرسل وحق الإنجيل، يجب علينا أن نؤمن بلاهوت الأب والابن والروح القدس، المتساوي في السلطان، وكل من يخالف ذلك يجب عليه أن ينتظر منا العقوبات الصارمة التي تقتضي سلطتنا بإرشاد الحكمة السماوية أن نوقعها به ، علاوة على دينونة الله العادل )) .
هذا ما قرره مجمع القسطنطينية في اجتماعه ذاك، فما هو الروح القدس ؟ وما هي حقيقته ؟ وكيف أصبح إلهاً ؟ وما الدلائل التي اعتمد عليها النصارى في تأليهه ؟ ولم خلا قانون الإيمان النيقاوي – نسبة إلى مجمع نيقية الذي أُلِّه فيه السيد المسيح - من القول بألوهيته ؟ هذه الأسئلة وغيرها هي ما نحاول الإجابة عنه .
معنى الروح القدس في الكتاب المقدس
ورد لفظ "الروح القدس" في "الكتاب المقدس" في نصوص كثيرة ومتعددة إلا أنه ليس فيها ما يدل على معناه والمراد منه صراحة، وإنما يفهم معناه من خلال سياق النص الوارد فيه، فمن النصوص ما يدل السياق فيها على أن معنى " الروح القدس " ملك من الملائكة كما في إنجيل لوقا إصحاح 12 فقرة 10:( وكل من قال: كلمة على ابن الإنسان يغفر له، وأما من جدّف على الروح القدس فلا يغفر له ) فالمراد بروح القدس هنا هو أحد الملائكة، ويدل على ذلك أن اليهود اتهموا المسيح - عليه السلام – بأنه يصنع المعجزات بمعونة رئيس الشياطين " بعلزبول"، كما في إنجيل لوقا ( إصحاح 3: 22- ) : ( وأما الكتبة الذين نزلوا من أورشليم فقالوا: إن معه "بعلزبول" وأنه برئيس الشياطين يخرج الشياطين ) فبين لهم - عليه السلام - بطلان قولهم، وأن الشيطان لا يمكن أن يعين من يعاديه، ثم حذرهم بقوله: ( الحق أقول لكم: إن جميع الخطايا تغفر لبني البشر، والتجاديف التي يجدفونها، و لكن من جدف على الروح القدس فليس له مغفرة إلى الأبد، بل هو مستوجب دينونة أبدية، لأنهم قالوا إن معه روحا نجساً ) ومن هنا يتضح أن المراد ب"الروح القدس" في النص أحد الملائكة .
ومنها نصوص تدل على أن المراد من "الروح القدس" هو القوة الإيمانية التي تساعد العبد على الثبات على الدين، والصبر في مواقف البلاء، وهو بهذا المعنى لا يختص بالأنبياء بل يشمل كل صالح، كما في لوقا (إصحاح 2 فقرة 25): ( وكان رجل في أورشليم اسمه سمعان، وهذا الرجل كان باراً تقياً، ينتظر تعزية إسرائيل، والروح القدس كان عليه ) وكما في لوقا أيضا (إصحاح 11 فقرة 13) (الأب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسألونه )، وفي إنجيل لوقا ( إصحاح 4 فقرة 1):( أما يسوع فرجع من الأردن ممتلئاً من الروح القدس ) . ومما يدل على ذلك أيضاً قول المسيح – عليه السلام - كما في الإصحاح الأول من أعمال الرسل:" تنالون قوة متى حلَّ الروح القدس عليكم ".
ويأتي "الروح القدس" بمعنى وحي الله لأنبيائه، وإلهامه لأوليائه، كما في لوقا إصحاح 1 فقرة 67 ( وامتلأ زكريا أبوه من الروح القدس وتنبأ قائلاً ) وهذا وحي الأنبياء، وأما إلهام الأولياء عن طريق الروح القدس فكما في إنجيل لوقا: (إصحاح 12 فقرة 12):" لأن الروح القدس يعلمكم في تلك الساعة ما يجب أن تقولوه " وتعليم "روح القدس" إياهم عن طريق إلهامهم ما يقولونه للناس .
ويأتي "الروح القدس" بمعنى الرسول الآتي بعد المسيح، كما في إنجيل يوحنا: ( إصحاح 14 فقرة 26): " وأما المعزي "الروح القدس" الذي سيرسله الأب باسمي فهو يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم " وكما في يوحنا إصحاح (16 فقرة 13): " وأما متى جاء ذاك "روح الحق" فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه؛ لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به، ويخبركم بأمور آتية" .
وهذه النصوص جميعها لا يمكن حملها على أن "الروح القدس" إله، بل هي نصوص صريحة تتحدث عن نبي بشري، يأتي بعد ذهاب السيد المسيح - عليه السلام -، يعلّم أتباعه، ولا يتكلم من قبل نفسه، بل بما يوحيه الله إليه، ويتنبأ بما يحدث في المستقبل، وهذا أوصاف لنبي بشري لا أوصاف إله كما تقول النصارى عن الروح القدس، فالإله الحق يتكلم من قبل نفسه، وليس مرسلاً من قبل المسيح، ولا يأتي بعده، بل هو موجود منذ الأزل !!
ويأتي "الروح القدس" أيضاً بمعنى القوة التي يمنحها الله لعباده، والتي يحصل لهم بسببها أمر خارق للعادة، كما حصل لتلاميذ المسيح، الذين نطقوا بألسنة مختلفة عندما امتلؤوا من الروح القدس، كما في سفر أعمال الرسل:( إصحاح 2 فقرة 4): " وامتلأ الجميع من الروح القدس وابتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا " والتعبير ب"الامتلاء" هو تعبير عن الشعور الوجداني الداخلي بهذه القوة .
هذه بعض معاني "الروح القدس" في الكتاب المقدس، وليس فيها ولا في غيرها من النصوص ما يصرح بألوهية "الروح القدس"، وهو أمر لا ينكره النصارى، إذن فمن أين جاؤوا بدلائل ألوهيته ؟
وقبل الجواب: لابد من التذكير بأن النصارى الأوائل، وحتى مجمع القسطنطينية، لم تكن قضية الإيمان ب"الروح القدس" كإله واضحة لديهم، بل إننا لو قلنا: إن هذه القضية لم تكن موجودة عندهم لم نبعد عن الصواب، بدليل خلو نص الإيمان النيقاوي منها، حيث جاء في نص قرار المجمع: " نؤمن بإلهٍ واحد، آبٍ قادر على كل شيء، صانع كل الأشياء المرئيّة واللامرئيّة . وبربٍ واحدٍ يسوع المسيح، ابن الله، مولود الآب الوحيد، أي من جوهر الآب، إله من إله، نور من نور، إلهٌ حق من إلهٍ حق، مولود غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر، الذي بواسطتهِ كل الأشياء وُجِدَت، تلك التي في السماء، وتلك التي في الأرض .. وبالروح القدس " هكذا دون إطلاق وصف الألوهية عليه، وهو ما قرره كثير من الباحثين في علم اللاهوت المسيحي، ومنهم المؤرخ آرثر ويغول حيث يقول: " لم يذكر يسوع المسيح مثل هذه الظاهرة ( الثالوث ) ولا تظهر في أي مكان في العهد الجديد كلمة ثالوث، غير أن الكنيسة تبنت الفكرة بعد ثلاثمائة سنة من موت ربنا "يسوع " . وجاء في "القاموس الأممي الجديد للاهوت العهد الجديد": "لم تكن لدى المسيحية الأولى عقيدة واضحة للثالوث كالتي تطورت في ما بعد في الدساتير" ، وجاء في "دائرة معارف الدين والأخلاق": " في بادئ الأمر لم يكن الإيمان المسيحي ثالوثياً، ولم يكن كذلك في العصر الرسولي، وبعده مباشرة, كما يظهر في العهد الجديد، والكتابات المسيحية الباكرة الأخرى" .
لماذا قال النصارى بألوهية الروح القدس
أما من أين جاء القول بألوهية الروح القدس ؟ فمن بعض النصوص التي حاول البعض أن يدلل بها – ولو على إكراه – على صحة عقيدته، ومن ذلك اعتمادهم على ما نسب إلى "الروح القدس" من أعمال معجزة كما جاء في قاموس كتابهم المقدس:" ويعلمنا الكتاب المقدس بكل وضوح عن ذاتية الروح القدس، وعن ألوهيته، فنسب إليه أسماء الله كالحي، ونسب إليه الصفات الإلهية كالعلم، ونسب إليه الأعمال الإلهية كالخلق، ونسب إليه العبادة الواجبة لله، وحبلت السيدة العذراء بالمسيح عن طريق الروح القدس، ولما كتب الأنبياء والرسل أسفار الكتاب المقدس، كانوا مسوقين من الروح القدس، الذي أرشدهم فيما كتبوا، وعضدهم وحفظهم من الخطأ، وفتح بصائرهم في بعـض الحـالات ليكتبوا عـن أمور مستقبلة ".
كما أنهم استدلوا ببعض النصوص المنسوبة إلى المسيح وإلى بولس، كقول المسيح: " اذهبوا وعمدوا الأمم باسم الآب والابن والروح القدس " وقوله الآخر كما في يوحنا: (إصحاح 5 فقرة 7) " فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب والكلمة والروح القدس، وهؤلاء الثلاثة هم واحد " وقول بولس كما في رسالته إلى أهل كورنثوس (13/14):" نعمة ربنا يسوع المسيح، ومحبة الله، وشركة الروح القدس مع جميعكم آمين ".
الرد على أدلة النصارى في تأليه الروح القدس
وللرد على هذه الاستدلالات نقول: أما قول المسيح عليه السلام: ( اذهبوا وعمدوا الأمم باسم الآب والابن والروح القدس ) إذا صح عنه، فلا دليل فيه على تأليه "الروح القدس"، وذلك أن كون المسيح أوصى تلاميذه أن يعمِّدوا الناس باسم ( الأب، الابن، الروح القدس)، والتعميد - كما هو معروف - غسل الطفل والداخل في النصرانية بالماء مع بعض الطقوس، فلا يدل ذلك على تأليههم، إذ لم يقل المسيح - عليه السلام - عمدوهم باسم هؤلاء الآلهة، ولم يقل: عمدوهم باسم الأب الإله، والابن الإله، والروح القدس الإله، فمن أين يفهم أن ذكر اسم "الروح القدس" عند التعميد دليل على أنه إله !! هذا مع العلم أن كثيراً من الناس يبدؤون الأمور المهمة في حياتهم بأسماء معينة، كمن يبدأ بذكر اسم الشعب مثلاً، فهل يمكن أن يقال: إنه يعتقد ألوهية الشعب !! علماً أن جملة ( اذهبوا وعمدوا الأمم باسم الآب والابن والروح القدس ) يمكن حملها على معنى صحيح يتفق مع دلائل توحيد الله وتفرده في الكتاب المقدس، وهو أن يكون المراد: اذهبوا وطهروا الأمم: بالإيمان بالله، ورسله، وملائكته، فيحمل لفظ "الابن" على الإشارة إلى الإيمان بالأنبياء، ولفظ "الروح القدس" على الإشارة إلى الإيمان بالملائكة، وهو معنى له شواهد كثيرة، فالروح القدس أطلق على الملائكة كما مر معنا، و"ابن الله" قد أطلق في الإنجيل على كل صالح، كقول المسيح - عليه السلام - في إنجيل متى: (5/9) ( طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون ).
أما القول الآخر المنقول عن المسيح - عليه السلام - وهو: ( فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب، والكلمة، والروح القدس، و هؤلاء الثلاثة: هم واحد ) فلا دليل فيه أيضاً على تأليه الكلمة ( المسيح ) ولا الروح القدس، إذ كون هؤلاء يشهدون في السماء لا يدل على أنهم آلهة !! فالرسل تشهد يوم القيامة، وكذلك الملائكة، والمعنى القريب الواضح لهذه الفقرة هو أن الله والمسيح وروح القدس، يشهدون يوم القيامة، فيشهد الرسل على كفر الكافرين، وإيمان المؤمنين، وتؤكد الملائكة شهادتهم . واتفاق شهادة الله وملائكته ورسله هو المشار إليه بقوله:( وهؤلاء الثلاثة هم واحد )، أي: في شهادتهم، فليس في النص أي إشارة إلى أن كلاً من المسيح والروح القدس إله.!!
على أن من علماء النصارى من اعترف بأن عبارة ( فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب والكلمة والروح القدس، وهؤلاء الثلاثة هم واحد ) عبارة ملحقة بالإنجيل، وليست عبارة أصلية، يقول رحمة الله الهندي في "إظهار الحق": " وقد كان أصل العبارة على ما قال محققوهم هكذا: ( فإن الذين يشهدون هم ثلاثة: الروح والماء والدم، والثلاثة هم في الواحد )، وهذا نص طبعة سنة 1865م للإنجيل. أي بدون الزيادة التي بين القوسين المعقوفتين [ فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب والكلمة والروح القدس، وهؤلاء الثلاثة هم: واحد ]، أما نص طبعة سنة 1825م و1826م فهكذا: ( لأن الشهود الذين يشهدون ثلاثة وهم: الروح والماء والدم، وهؤلاء الثلاثة تتحد في واحد ). والنصان متقاربان ، فزاد معتقدوا التثليث في المتن فيما بين أصل العبارة، العبارة التالية: ( في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس، وهؤلاء الثلاثة هم واحد، والذين يشهدون في الأرض ) فهذه العبارة إلحاقية يقيناً، أي من التحريف بالزيادة . وممن قال بذلك من علماءهم: كريسباخ، وشولز، وهورن، وآدم كلارك، وجامعو تفسير هنري وإسكات . بل إن العالم "أكستاين" الذي هو أعلم علماء النصارى في القرن الرابع الميلادي وعمدة أهل التثليث، كتب عشر رسائل في شرح رسالة يوحنا الأولى، ولم ينقل هذه العبارة في رسالة من رسائله العشر، ولم يستدل بها على منكري التثليث، وراح يرتكب التكلف البعيد، فكتب في الحاشية أن المراد بالماء: الآب، وبالدم: الابن، وبالروح: الروح القدس، ولو كانت هذه العبارة الإلحاقية موجودة في عهده، لتمسك بها ولنقلها في رسائله للاستدلال بها ضد المنكرين للتثليث، ولكن يظهر أن معتقدي التثليث بعد "أكستاين" اخترعوا هذه العبارة التي هي مفيدة لعقيدتهم الباطلة، وأدخلوها في رسالة يوحنا الأولى، وجعلوها جزءا من المتن ".
أما قول بولس: ( نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس مع جميعكم آمين ) فلا دلالة فيه على ألوهية "الروح القدس"، لأن بولس إنما كان يدعو الله أن يكون يسوع ومحبة الله والروح القدس مع المؤمنين تعينهم وتؤيدهم . وليس في ذلك أي دلالة على ألوهية الروح القدس !! ويلزم من استدل بهذا النص على ألوهية "الروح القدس" أن يقول بألوهية محبة الله وهو ما لا تعتقده النصارى ولا تجوّزه، على أننا نقول: إن بولس - ولو سلمنا أنه من أتباع المسيح على الحقيقة - فإن أقواله لا حجة فيها، ولا يجوز الاستدلال بها، ولا سيما مع معارضتها للنصوص الصريحة من كلام السيد المسيح - عليه السلام - .
أما إطلاق "روح الحق" على "الروح القدس"، فلا يدل على ألوهيته، لأن روح الحق يطلق ويراد به الملك، فالملائكة أرواح، وهي مخلوقة لله، فيصح إضافتها لربها من باب إضافة المخلوق إلى خالقه، كما يقال: ناقة الله، وأمة الله، وبيت الله، وتفسير النصارى "روح الله" بحياته باطل ومردود، وذلك أن "روح الشيء" غير حياته، فالحياة في البشر تحصل باجتماع الروح بالجسد، فإذا فارقت الروح الجسد فارقته الحياة، لكن تبقى الروح روحاً، والجسد جسداً، وعليه فلا تطابق في المعنى بين الروح والحياة، إضافة إلى أن حياة الله صفة ذاتية لا تنفك عنه في حين يعتقد النصارى أن الروح القدس ( حياة الله ) شخصية مستقلة عن الله، فكيف تنفك الصفة عن الموصوف، وكيف تألهت هذه الصفة مستقلة عن المتصف بها، على أنهم يلزمهم من تأليه الروح القدس – حياة الله – أن يؤلهوا جعلوا جميع صفاته سبحانه، كقدرة الله، وعلم الله، وإرادته وبهذا لن يكون لدى النصارى ثلاثة أقانيم مؤلهه بل سيكون هناك العشرات !!
وأما القول: بأن الرسل ( التلاميذ ) كتبوا ما كتبوا بواسطة الروح القدس، فلا دليل فيه أيضاً على ألوهية الروح القدس، لأن ذلك قد يكون من قبيل الإلهام والتسديد والتصويب وهو ما يقوم به الملائكة إعانة لبني آدم ، ولا يمكن الاستدلال به على ألوهية فهم موكلون من الله بذلك .
وبهذا تظهر حقيقة ما وقع فيه النصارى حيث اعتقدوا أولاً ألوهية "الروح القدس" وفق مقررات مجمع القسطنطينية، ثم راحوا يستدلون لهذا الاعتقاد ببعض النصوص والشبهات، فكانوا كالغريق يتمسك بكل قشة يرى فيها نجاته، وهي لا تغني عنه شيئاً
.........................
نقلا عن موقع التوضيح لدين المسيح
يقول العهد القديم من الكتاب المقدس، إنَّه بعد أن دمر الله قرية لوط وقضى عليها، فر لوط مع ابنتيه خارجها وأقاموا في مغارة جبلية، ولنترك الكتاب المقدس يكمل القصة بتفاصيلها... (وصعد لوط من صوغر وسكن الجبل وابنتاه معه، لأنه خاف أن يسكن في صوغر، فسكن المغارة هو وابنتاه، وقالت البكر للصغيرة: أبونا قد شاخ وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض، هلم نسق أبانا خمرا ونضطجع معه فنحيي من أبينا نسلا، فسقتا آباهما خمرا في تلك الليلة، فدخلت البكر واضطجعت مع أبيها، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها، وحدث في الغد أن البكر قالت للصغيرة: إني قد اضطجعت البارحة مع أبي هلم نسقيه خمرا الليلة أيضا فادخلي فاضطجعي معه فنحيي من أبينا نسلا، فسقتا آباهما خمرا في تلك الليلة أيضا، وقامت الصغرى فاضطجعت معه، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها، فحبلت ابنتا لوط من أبيهما فولدت البكر ابنا ودعت اسمه موآب، وهو أبو المؤابيين إلى اليوم، والصغيرة أيضا ولدت ابنا دعت اسمه بن عمي، وهو أبو العمونيين إلى اليوم)
لا يفوتني أن أُعلق على هذه القصة التي تشبه "النكتة البورنوغرافية"، فهذا النبي الصالح، الشيخ الكبير، الذي حارب اللواط في قومه، واستبسل في دعوته للعفة والأخلاق الفاضلة، تستدرجه ابنتاه بهذه السذاجة ليقع في زنا المحارم، يشرب الخمر لحد الثمالة في ليلتين متتابعتين، فيفقد كل ذرات عقله، حتى إنَّه لا يعرف ما يقترفه من موبقات "جماع ابنتيه" كما تذكر القصة، كيف هذا؟
كيف يستطيع شيخ هرم وطاعن في السن، شارب للخمر لحد فقدان العقل والشعور والحركة، أن يجامع شابتين ناضجتين في ليلتين متتاليتين، وكيف -وهو في تلك الحال- أن يقدر عضوه التناسلي على الانتصاب، ثم يمارس الجنس ممارسة الفحول وينجب طفلين؟
لا شك أن هذه العملية بنتائجها، في هذه الظروف لا يتمكن منها إلا أشخاص خارقون على غرار "السوبرمان"!!
لكن هذا هو الكتاب المقدس الذي لا تنقضي غرائبه، فهو يفاجئنا دائما بقصصه التي تنم عنْ أمراض خطيرة في نفسية كتبة هذه الأسفار، مما يُعجز الجميع حتى فرويد بتحليله النفسي/الجنسي عن تفسير هذا النوع من الشذوذ.
والمهم أن كل العمونيين والمؤابيين من عرق أصله عملية جنسية آثمة، انحدرت من هذا الأصل غير الشريف امرأتان هما راعوث المؤابية ونعمة العمونية، جدات "المسيح الرب"، وقد أنجبتا لنا جدين من أجداد المسيح، وهما عوبيد ورحبعام، اللذين نجد اسميهما في سلسلة نسب المسيح.
ولنتأمل هذه الآية في سفر التثنية من الكتاب المقدس (لا يدخل ابن زنى في جماعة الرب، حتى الجيل العاشر، لا يدخل منه أحد في جماعة الرب، لا يدخل عموني ولا مؤابي في جماعة الرب، حتى الجيل العاشر، لا يدخل منهم أحد في جماعة الرب إلى الأبد) .
لقد حكم الله بالطرد من جماعة الرب على كل زان، ويلقى من بعده العقوبة ذاتها عشرة أجيال من الأحفاد، بل إن خاتمة النص المقدس تشير إلى طردهم من جماعة الرب إلى الأبد، ويخص بالذكر العمونيين والمؤابيين، الذين انحدر منهم المسيح، فكيف دخل نسل المسيح في جماعة الرب؟، وكيف أضحى المسيح عضوا في جماعة الرب؟، وكيف أمسى ثالث ثلاثة في الثالوث المقدس، بل الرب نفسه!!؟
من النساء اللائى ذكرهن الإنجيل أيضا راحاب أم بوعز، أحد أجداد المسيح، وراحاب هذه ورد ذكرها عدة مرات في سفر يشوع، وقد كانت تدير بيت دعارة في أريحا، وعُرفت براحاب الزانية، وهذا أحد تلك النصوص المقدسة (فأرسل يشوع بن نون من شطيم رجلين جاسوسين سرا قائلا، اذهبا انظرا الأرض وأريحا، فذهبا ودخلا بيت امرأة زانية اسمها راحاب واضطجعا هناك) .
وورد كذلك (راحاب الزانية فقط تحيا هي وكل من معها في البيت..) .
فراحاب هي "الزانية البطلة" في العهد القديم، لأنها أخفت جاسوسين يهوديين من أعدائهما في أريحا، مما رفع أسهمها لدى اليهود، فكافؤُوها بأن أنقذوها من الإبادة الجماعية، التي تعرض لها رجال ونساء وأطفال ودواب أريحا.
يقول الكتاب المقدس في سفر المجازر الوحشية (وحرموا -أبادوا- كل من في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف...واستحيا يشوع راحاب الزانية وبيت أبيها وكل ما لها، وسكنت في وسط إسرائيل إلى هذا اليوم) .
وبعد الإبادة الإجرامية كان لراحاب الزانية الشرف أن تتزوج سلمون، أحد أجداد المسيح وتلد بوعز جدا آخر للمسيح المسكين!!
وفي السياق ذاته يستمر الكتاب المقدس في رحلة القذف وهتك الأعراض والإهانة فيسرد لنا مغامرة امرأة أخرى من جدات المسيح وهي ثامار، جاءت قصتها مفصلة في إصحاح كامل وهو الإصحاح الثامن والثلاثون من سفر التكوين، مفادها أن يهوذا ابن يعقوب، أحد الأسباط الاثني عشر كان له كنة (زوجة ابنه ويسمى عير) تُدعى ثامار، ولما مات عير هذا، أي زوج ثامار وماتت كذلك حماتها زوجة يهوذا..خرج هذا الأخير يمشي ليجز غنمه.
يقول الكتاب المقدس (...فأُخبرت ثامار وقيل لها هو ذا حموك صاعد إلى تمنه ليجز غنمه، فخلعت عنها ثياب ترملها وتغطت ببرقع وتلففت، وجلست في مداخل عينايم التي على طريق تمنه...فنظرها يهوذا وحسبها زانية، لأنها كانت قد غطت وجهها فمال إليها على الطريق، وقال هاتي ادخل عليك، لأنه لم يعلم أنها كنته...ولما كان نحو ثلاثة أشهر أُخبر يهوذا وقيل له قد زنت ثامار كنتك، وها هي حبلى أيضا من الزنا...وفي وقت ولادتها إذا في بطنها توأمان..دُعي الأول فارص والثاني زارح) .
وفارص هذا هو أحد أجداد المسيح، فمن القصة نعلم أن يهوذا زنا زنى المحارم، معتقدا أن الزانية عاهرة شوارع، فأنجب فارص، الذي رأينا اسمه في سلسلة نسب المسيح التي ذكرها كل من متى ولوقا!!
تقدم الكتب المقدسة اليهودية والنصرانية صورة مقززة لأحد الأسباط الاثني عشر، الذي لم تكد تمت زوجته، وهو الشيخ الكبير، إذ كان له ثلاثة من الأولاد البالغين سن الزواج، حتى استبدت به شهوته البهيمية واستولت على عقله غريزته الجنسية، فذهب يتسكع بحثا عن الداعرات في الشوارع، وتذكر لنا القصة التي اختصرتها، أنَّه دخل في مفاوضات مطولة مع الداعرة، إذ إنَّه لم يكن حينها يملك نقودا، فوافق على إعطاء ثامار خاتمه وعصاه وثوبه، رهنا إلى أجل مسمى، لقد كان حريصا على أن لا تفوته تلك الفرصة السانحة، لهذا فهو يتجرد من كل شيء ليقدمه رهنا ليشبع فقط نزوته الخسيسة...
إنها مأساة حقيقية أن ينتمي إنسان يحترم النبوة والرسالة والأخلاق إلى هذا الدين، الذي يجعل من الأنبياء والرسل أشد فسقا من عتاة الزناة في شوارع أمستردام وروما وباريس.
وهل تنتهي هذه الحلقات المخزية بهذا الحد؟ لا!، ويأبى الكتاب المقدس إلا أن يفرغ المزيد مما في جعبته القذرة.
يحكي لنا إنجيل متى كما لاحظنا في سلسلته المسلسلة بالزناة والزانيات وأبناء الزنا، عن بطلة أخرى لأقدم مهنة في هذا العالم، كما يشير الغربيون إلى مهنة إمتاع المرأة للرجل جنسيا.
يقول متى في السلسلة (وداود ولد سليمان من التي لاوريا) .
من هي التي لاوريا؟
ذِكر متى لها هو تعريض بداود، إذ هذه التي لاوريا، هي بتشبع زوجة اوريا الحثي، أحد قادة جيش داود الأشاوس، وتقول القصة أن اوريا الحثي كان يقود إحدى المعارك الطاحنة المقدسة في ميدان الحرب، أما داود فقد كان مشغولا بزوجة القائد على فراش الخيانة، مع أنه كان له زوجات عديدات.
يقول الكتاب المقدس (وأما داود فأقام في أورشليم، وكان في وقت المساء أن داود قام على سريره وتمشى على سطح بيت الملك، فرأى من على السطح امرأة عارية تستحم، وكانت المرأة جميلة المنظر جدا، فأرسل داود وسأل عن المرأة، فقال واحد من أهل البيت هذه بتشبع بنت اليعام امرأة اوريا الحثي، فأرسل داود رسلا وأخذها، فدخلت إليه واضطجع معها، وهي مطهرة من طمثها!، ثم رجعت إلى بيتها، وحبلت المرأة فأرسلت وأخبرت داود وقالت إني حبلى...)1.
وفي بقية القصة أن داود لما علم بأن بتشبع زوجة اوريا قد حبلت منه بالزنا، حاول أن يغطي على جريمته، فاستدعى قائده اوريا زوج المرأة الزانية من المعارك البعيدة، ومنحه عطلة ليذهب فيضاجع زوجته بتشبع، حتى يقال إنَّه سبب في الحمل الذي في بطنها، لكن اوريا كان أشرف من داود، حيث قال لداود كيف يمكن أن ادخل على زوجتي أضاجعها بينما جنودي في المعارك يقاتلون!؟
فالقائد المخلص لقضيته، يتعالى ويترفع عن ممارسة الجنس مع زوجته في زمن قتال الأعداء، مفكرا في جنوده في ساحات الوغى، أما داود النبي، القائد العام للقوات المسلحة، فهو يستغل فرصة انشغال الزوج في الحرب ليسطو على فراشه وينتهك عرضه ويستحل فرج أهله.
أفشل زوج اوريا بشهامته خطة داود، فما كان منه إلا أن كتب لأحد القادة، يطلب منه دفع اوريا الحثي إلى الخطوط الأمامية للمعركة، ليُلقى عليه حجر من أحد حصون العدو فيُقتل، فنُفذ المخطط وقُتل ارويا، فاستفرد داود القاتل والزاني بالأرملة بتشبع وضمها إلى نسائه، وأصبحت فيما بعد أم سليمان النبي المعروف .
هذا هو إذن داود، أعظم رسل وملوك العهد القديم، أشبه بأحد أبطال المافيا الإيطالية، وهذا هو ابنه سليمان الذي طارت الأخبار بمناقبه في دنيا الإنس والجن، تجعل منه الكتب المقدسة "اليهودية النصرانية" ابن زانية كانت تسبح عارية في منتصف الليالي أمام أعين " الجاي والرايح"!!
ويورد لنا النص الذي سبق معلومة في غاية الأهمية، وهي أن داود زنى ببتشبع وهي طاهرة من طمثها، نعم لم تكن حائضا، فالحائض كانت منبوذة في العهد القديم ويحرم وطْؤُها، وهذا يدل على أن داود يحترم تعاليم الديانة اليهودية فيما يخص وطأ الحائض، وهذا غاية الورع أن تزني بحليلة جارك، شرط أن تكون طاهرة من حيضها!، فهي فرصة أن تحبل المرأة ثم تغتال زوجها بدم بارد!
في كل صفحة من صفحات العهد الجديد نقرأ هذه اللازمة "المسيح ابن داود"، فالكتاب المقدس يفتخر بهذا النسب، متناسيا أن الأوْلىَ كان إقامة حد الزنا والقتل على داود وبقية الزناة من سلسلة نسب المسيح، حسب تعاليم الشريعة الموسوية، يقول الكتاب المقدس (إذا وُجد رجل مضطجعا مع امرأة بعل يُقتل الاثنان، الرجل المضطجع مع المرأة، فتنزع الشر من إسرائيل) .
وفي السفر نفسه جاء قوله (لا يدخل ابن زنى في جماعة الرب، حتى الجيل العاشر لا يدخل منه أحد في جماعة الرب) .
إن نسب المسيح المخزي الذي يذكره الكتاب المقدس، وعلى رأسه الإنجيل المحرف هو إهانة كبيرة وقلة أدب متعمدة للنيل منه، ووراء تلك الاتهامات أعداء الرسل والرسالات، وكان الأولى بالإنجيل أن يبتعد كل البعد عن مثل هذا النسب، ليس فقط لأنه مطرز بالزناة وأبناء الزنا، وإنما أيضا لأن أمه هي مريم التي أحصنت فرجها، أما من ناحية الأب، فليس ابنا لأحد وإنما هو كلمة الله، ولا علاقة له البتة بيوسف النجار ولا الحداد ولا الخياط، فما أقبح التزوير والتحريف، خصوصا إذا ركب هذا الجنون من اتهام أشرف الناس بأخس الأشياء في الناس.
إن اتهام الأنبياء بالفجور والفسق ديدن اليهود والنصارى حتى الآن، وانهم لا يتورعون أبدا عن إلصاق هذه القذارات بأشرف الناس، وفي رأي الأب الماروني اللبناني بطرس الفغالي مَثَلا، كما صرح في أحد تلفزيونات التزوير التبشيري، فإن تعدد الزوجات الإسلامي هو زنا، ولا يستثني الأنبياء من ذلك.
وإذا علمنا أن الجد الأكبر إبراهيم-عليه السلام- ومن بعده الأبناء والأحفاد، كإسحاق ويعقوب والأسباط وداود وسليمان...مارسوا تعدد الزوجات، حتى إن سليمان - كما ورد في الكتاب المقدس- كان يملك ألف (1000) زوجة، فهذا يعني أن العشرات من آباء المسيح وأجداده هم من الزناة بهذا المفهوم، ومن ثم يصبح المسيح المنحدر من تلك السلسلة حفيدا من الزنا على أقل تقدر في جانبه الناسوتي، حسب هذا القسيس الجاهل!!
وأعتقد أن القس بطرس الفغالي كان منفعلا ومحموما في نقد تعدد الزوجات عند المسلمين، مما دفعه إلى اعتباره زنا، الأمر الذي جعله يرمي نسل ربه المسيح بفرية أخرى دون أن يشعر.
لقد جاء القرآن ليعيد الاعتبار لمريم ويبرأها من كل كلام قبيح في شرفها، كما أنه أثبت الولادة الإعجازية للمسيح -عليه السلام- ليبقى بذلك المسيح وسائر الرسل، الذين اصطفاهم الله أرفع من أن تدنس أعراضهم من الحاقدين والمغرضين، فهل يتنبه النصارى لما فعلوه بالمسيح - عليه السلام-؟
- فلقد تواترت الأخبار عن صفاء وطهرأما نبينا محمد - آبائه وأجداده، وليس المقام مقام ذكر تلك النصوص، ونكتفي بما رُوي في بعض -: "لمالآثار عن عبد الله ابن عباس -رضي الله عنهما- قال قال النبي – يلتق أبواي قط على سفاح، لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة، مُصفى مهذبا، لا تتشعب شعبتان إلا كنت في خيرهما".
وما -: "خرجتُ منرُوي عن علي ابن أبى طالب -رضي الله عنه- قال قال النبي - نكاح لا من سفاح، من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي، ولم يصبني شيء من سفاح أهل الجاهلية".
وأنشد المحدث شمس بن ناصر الدين الدمشقي فقال:
حفظ الإله كــــرامة لمحمد آباءه الأمـجاد صونا لاسمه
تركوا السفاح فلم يصبهم عاره مـن آدم والى أبيـه وأمـه
هل من يفهم :؟؟؟؟؟وقادَ الرٌّوحُ القُدُسُ يَسوعَ إلى البرَّيَّةِ ليُجَرَّبَهُ إِبليسُ. 2فصامَ أربعينَ يومًا وأربعينَ لَيلةً حتَّى جاعَ. 3فَدنا مِنهُ المُجَرَّبُ وقالَ لَه: "إنْ كُنْتَ اَبنَ الله، فقُلْ لِهذِهِ الحِجارَةِ أنْ تَصيرَ خُبزًا". 4فأجابَهُ: "يقولُ الكِتابُ: ما بِالخبزِ وحدَهُ يحيا الإنسانُ، بل بكلٌ كَلِمَةٍ تَخرُجُ مِنْ فمِ الله".
5وأخذَهُ إبليسُ إلى المدينةِ المُقَدَّسَةِ، فأوْقَفَهُ على شُرفَةِ الهَيكل 6وقالَ لَه: "إنْ كُنتَ اَبنَ الله فأَلقِ بِنَفسِكَ إلى
الأسفَلِ، لأنَّ الكِتابَ يقولُ: يُوصي ملائِكَتَهُ بكَ، فيَحمِلونَكَ على أيديهِم لئلاَّ تَصدِمَ رِجلُكَ بِحجرٍ".
7فأجابَهُ يَسوعُ: "يقولُ الكِتابُ أيضًا: لا تُجرَّبِ الرَّبَّ إلهَكَ".
8وأخَذَهُ إبليسُ إلى جبَلٍ عالٍ جدُا، فَأراهُ جَميعَ مَمالِكِ الدٌّنيا ومجدَها 9وقالَ لَه: "أُعطِيكَ هذا كلَّهُ، إنْ سجَدْتَ لي وعَبدْتَني". 10فأجابَهُ يَسوعُ: "إِبتَعِدْ عنّي يا شَيطانُ! لأنَّ الكِتابَ يقولُ: للربَّ إلهِكَ تَسجُدُ، وإيّاهُ وحدَهُ تَعبُدُ".
11ثُمَّ تَركَهُ إبليسُ، فجاءَ بَعضُ الملائِكةِ يخدِمونَهُ.
يسوع يبشر في الجليل
12وسَمِعَ يَسوعُ باَعتِقالِ يوحنّا، فرجَعَ إلى الجليلِ. 13ثُمَّ ترَكَ النّاصِرةَ وسكَنَ في كَفْر َناحومَ على شاطِـىءِ بحرِ الجليلِ في بلاد زَبولونَ ونَفتالي، 14ليَتِمَّ ما قالَ النَّبـيٌّ إشَعْيا: 15"يا أرضَ زَبولونَ وأرضَ نَفتالي، على طريقِ البحرِ، عَبْرَ الأردنِ، يا جليلَ الأُمَمِ! 16الشَّعْبُ الجالِسُ في الظَّلامِ رأى نورًا ساطِعًا، والجالِسونَ في أرضِ المَوتِ وَظِلالِهِ أشرَقَ علَيهِمِ النٌّورُ". 17وبدأَ يَسوعُ مِنْ ذلِكَ الوقتِ يُبشَّرُ فيَقولُ: "توبوا، لأنَّ مَلكوتَ السَّماواتِ اَقتَرَبَ".
يسوع يدعو التلاميذ الأوّلين
18وكانَ يَسوعُ يَمشي على شاطئِ بحرِ الجليلِ، فرأى أخَوَينِ هُما سِمعانُ المُلقَّبُ بِبُطرُسَ وأخوهُ أندراوُسُ يُلقِيانِ الشَّبكَةَ في البحرِ، لأنَّهُما كانا صيَّادَيْنِ. 19فقالَ لَهُما: "إتبَعاني، أجعَلْكُما صيَّادَيْ بشرٍ". 20فتَركا شِباكَهُما في الحالِ وتَبِعاهُ.
21وسارَ مِنْ هُناكَ فَرأى أخوَينِ آخَرينِ، هُما يعقوبُ بنُ زَبدي وأخوهُ يوحنّا، مَعَ أبيهِما زَبدي في قارِبٍ يُصلِحانِ شِباكَهُما، فدَعاهُما إلَيهِ. 22فتَركا القارِبَ وأباهُما في الحالِ وتَبِعاهُ.
يسوع يعلّم ويبشّر ويشفي المرضى
23وكانَ يَسوعُ يَسيرُ في أنحاءِ الجليلِ، يُعلَّمُ في المجامعِ ويُعلِنُ إنجيلَ المَلكوتِ ويَشفي النّاسَ مِنْ كُلٌ مَرَضٍ وداءٍ. 24فاَنتَشرَ صيتُهُ في سوريةَ كُلَّها، فجاؤوا إلَيهِ بِجميعِ المُصابينَ بأوجاعِ وأمراضٍ متنوَّعَةٍ: مِنْ مَصروعينَ ومُقْعَدينَ والذينَ بِهِمْ شياطينُ، فشفاهُم. 25فتَبِعَتْهُ جموعٌ كبيرةٌ مِنَ الجليلِ والمُدُنِ العَشْرِ وأُورُشليمَ واليهوديَّةِ وعَبْرِ الأُردن"ِ.
والآن أى إله ذلك الذى يقوده إبليس ليجربه؟ إن الإله هو الذى يجرِّب لا الذى يجرَّب! وأى إله ذلك الذى يجوع ويعطش ويحتاج من ثم إلى الطعام والشراب؟ هذا ليس إلها ولا يمكن أن يكونه. هذا مخلوقٌ فانٍ ضعيفٌ محتاجٌ إلى أن يملأ معدته بالأكل والشرب حتى يمكنه الحياة، وإلا مات. وأى إله أيضا ذلك الذى يتجرأ عليه إبليس ويعرض عليه أن يسجد له؟ لقد عَيَّلَت الألوهية تماما! ثم أى إله أو أى ابن إله ذلك الذى لا يعرفه أبو العفاريت ويتصرف معه على أساس أنه ليس إلا عبدا مخلوقا يستطيع أن يخدعه ويتلاعب به ويمسكه فى قبضته أربعين يوما ويدفعه إلى الصوم والمعاناة، والمفروض أن أبا العفاريت يعرف الكُفْت ذاته؟ إن الشيطان مخلوقٌ عاصٍ: نعم، لكنه لا يمكن أن يكون جاهلا بهذا الشكل، فليس هذا عهدنا بأبى الأباليس ولا عشمنا فيه! وأى إله ذلك الذى لا يستطيع أن يرى العالم وممالكه إلا إذا أراه إياها إبليس؟ إن إبليس هو مخلوق من مخلوقات الله، فما الذى جعل له كل هذا السلطان يا ترى على خالقه، أو على الأقل: على ابن خالقه؟ ولا تقف الطامة عند هذا الحد، فقد عرض إبليس على ابن الله (أو قل: على الله نفسه، فلا فرق) أن يعطيه ملك الدنيا، وهو ما لا معنى له إلا أن المسيح لم يكن ابن الله بحق وحقيق، بل مجرد كلام وابن عمه حديث، وإلا لجاء رده على الفور: ومن أنت يا صعلوك، حتى تحشر نفسك بين الآلهة والملوك؟ ألا تعرف من أنا؟ قم انهض وأنت تكلمنى! لكننا ننصت فنجد عجبا، إذ كل ما قاله له: "ابتعد عنى يا شيطان. مكتوب أنه للرب إلهك وحده تسجد"! وواضح ما فى الرد من تخاذل! والحمد لله أن الكاتب لم يجعله يبكى ويقول له: ابعد عنى، وإلا ناديت لك ماما!
وفى هذا الفصل أيضا نقرأ أن الشيطان قد اقترح عليه أن يحول الحجارة خبزا، لكنه رفض بحجة أنه "ما بِالخبزِ وحدَهُ يحيا الإنسانُ، بل بكلٌ كَلِمَةٍ تَخرُجُ مِنْ فمِ الله". فكيف يرفض عيسى أن يقوم بمعجزة هنا، ولسوف نراه بعد ذلك يقوم بمعجزات طعاميّة وشَرَابِيّةً فيحوّل الماء خمرا ويحوّل الكِسَر اليابسة القليلة والسمكات المعدودة إلى أرغفة وأسماك مشوية لا تُحْصَى حتى لتَأكل منها الجموع وتفيض عن حاجتها؟ كيف نسى المسيح المبدأ الذى استند إليه فى رفض القيام بتلك المعجزة؟ كما أن الحجة التى استند إليها السيد المسيح فى رفض عمل المعجزة هى من الضعف والتهافت بحيث لا تقنع أحدا، إذ لا أحد يشاحّ فى أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، لكن فى نفس الوقت لا أحد يشاح أيضا فى أننا، وإن لم نعش بالخبز وحده، لا يمكننا أن نعيش بدون الخبز أيضا، وهو ما يعنى أن هناك مكانا هاما للخبز فى حياتنا، وكذلك لمثل هذه المعجزة فى منظومة الإيمان العيسوى، وهو ما سنراه بعد ذلك حين يقوم عليه السلام بمعجزات طعاميّة وشرابيّة كما قلنا. ثم ما الفرق بين هذه المعجزة ومعجزات الشفاء من البَرَص والخَرَس والعَمَى والمسّ والنزيف والشلل والحُمَّى؟ إنها أيضا يصدق عليها ما يصدق على معجزة الخبز فى أنها أيضا ليس مما يحيا بها وحدها الإنسان. فما العمل إذن؟ إنها مشكلة دون شك!
كما أن قوله عليه السلام للشيطان ردا على طلبه منه السجود له: "للربّ إلهِكَ تَسجُدُ، وإيّاهُ وحدَهُ تَعبُدُ" لا يعنى إلا شيئا واحدا لا غير، ألا وهو أن العلاقة بين عيسى والله سبحانه وتعالى هى علاقة الألوهية بالعبودية لا علاقة الأبوة بالبنوة أبدا، وإلا فلا معنى لشىء اسمه اللغة. فلنفضَّها سيرةً ولْنُلْغِ اللغة فنريح ونستريح! ونتابع فنقرأ: "أخذَهُ إبليسُ إلى المدينةِ المُقَدَّسَةِ، فأوْقَفَهُ على شُرفَةِ الهَيكل 6وقالَ لَه: "إنْ كُنتَ اَبنَ الله فأَلقِ بِنَفسِكَ إلى الأسفَلِ، لأنَّ الكِتابَ يقولُ: يُوصي ملائِكَتَهُ بكَ، فيَحمِلونَكَ على أيديهِم لئلاَّ تَصدِمَ رِجلُكَ بِحجرٍ".7فأجابَهُ يَسوعُ: "يقولُ الكِتابُ أيضًا: لا تُجرَّبِ الرَّبَّ إلهَكَ". وهنا كذلك يقر المسيح عليه السلام أن العلاقة بينه وبين الله هى علاقة العبد بإلهه، لا جدال فى ذلك!
لكن ثمة مشكلة كبيرة لا حل لها، ألا وهى قول القصة إن إبليس أخذ المسيح وأوقفه على شرفة الهيكل... إلخ، إذ هاهنا يثور فى التوّ سؤال يحتاج لجواب عاجل: أين كان الناس يا ترى، والمسيح يعتلى شرفة الهيكل ويدور بينه وبين إبليس ذلك الحوار المُسَلِّى؟ من المؤكد أنه كان سيكون منظرا مثيرا يخفف من جهامة الواقع اليومى الكئيب آنذاك حيث لم يكن هناك تلفاز ولا مذياع ولا دور خيالة ولا كاتوب ولا... ولا...، فكيف لم نسمع بأن الناس قد اجتمعوا يشاهدون هذا المنظر الفريد، منظر إبليس (وهل كلَّ يوم يرى الناس إبليس؟) وهو يحاول إغراء المسيح بالقفز فى الهواء كالرَّجُل العنكبوت؟ لا شك أنها كانت ستكون نمرة ساحرة من نمر السيرك الإبليسى تساوى أن يقطع الناس لها تذكرة بالشىء الفلانى! ثم كيف يا ترى أخذه إبليس من فوق قمة الجبل إلى هناك؟ أساقه أمامه ماشيا على قدميه أم أخذه على جناحه أم قذفه فى الهواء فانتقل فى غمضة عين من الجبل إلى شرفة الهيكل أم ماذا؟ وأين كان الناس طوال كل ذلك الوقت؟ وقبل ذلك كله ما الذى كان يجبر المسيح على طاعة الشيطان طوال تلك الفترة ويصبر على قلة أدبه معه إلى هذا الحد؟ إن القصة تريد أن تقول إنه، لعنه الله، لم تكن له على عيسى عليه السلام أية سلطة. آمَنّا وصَدَّقْنا! لكن ألا يقول المنطق إنه كان ينبغى أن يشخط فيه عيسى منذ أول لحظة شخطة عنترية تجعل رُكَبه تسيب ويتبول على نفسه، ومن ثم لا يعطيه فرصة للتساخف كما يتساخف أوغاد المهجر ويُقِلّون أدبهم على سيد الأنبياء، بل يسكعه قلمين على صُدْغه تعيد له رشده المفقود وتجعله يمشى على العجين فلا يلخبطه؟ أظن أن هذا هو ما كان ينبغى أن يكون، فما رأيكم أنتم أيها القراء الأعزاء؟
وإذا كان المسيح هو ابن الله، والملائكة فى خدمته بهذا الاعتبار، فلماذا لم يهتم بإنقاذ يحيى عليه السلام من المصير السئ الذى انتهى إليه، أو على الأقل بإعادته للحياة كرة أخرى كما فعل مع ناس آخرين؟ أيكون يحيى أرخص عنده من فلان وعلان وترتان ممن رَدَّ فيهم الروحَ بعد أن كانوا قد فارقوا الحياة؟ لكننا ننظر فنجده عليه السلام، حسبما كتب مؤلف الإنجيل، ما إن يتم القبض على يحيى حتى يتحول للجليل وكأن شيئا لم يكن. وحين وُضِع يحيى فى السجن لم يهتم المسيح به، اللهم إلا عندما جاءه تلاميذ يحيى وسألوه عن بعض الأمور وانصرفوا، فعندئذ أثنى المسيح عليه وعلى إيمانه، ثم لا شىء آخر البتة: "2وسمِعَ يوحنّا وهوَ في السَّجنِ بأَعمالِ المَسيحِ، فأرسَلَ إلَيهِ بَعضَ تلاميذِهِ 3ليقولوا لَهُ: "هلْ أنتَ هوَ الَّذي يَجيءُ، أو نَنتظرُ آخَرَ؟" 4فأجابَهُم يَسوعُ: "اَرْجِعوا وأخْبِروا يوحنّا بِما تَسمَعونَ وتَرَوْنَ: 5العميانُ يُبصرونَ، والعُرجُ يمشونَ، والبُرصُ يُطهَّرونَ، والصمٌّ يَسمَعونَ، والمَوتى يَقومونَ، والمَساكينُ يَتلقَّونَ البِشارةَ. 6وهنيئًا لمن لا يفقُدُ إيمانَهُ بـي".7فلمّا اَنصَرَفَ تلاميذُ يوحنّا، تَحدَّثَ يَسوعُ لِلجُموعِ عَنْ يوحنّا فقالَ: "ماذا خَرَجتُم إلى البرَّيَّةِ تَنظُرونَ؟ أقَصَبةً تَهُزٌّها الرَّيحُ؟ 8بلْ ماذا خَرَجتُم ترَوْنَ؟ أرَجُلاً يلبَسُ الثَّيابَ النّاعِمَةَ؟ والَّذينَ يَلبَسونَ الثَّيابَ النّاعِمَةَ هُمْ في قُصورِ المُلوكِ! 9قولوا لي: ماذا خَرَجتُم تَنظُرونَ؟ أنبـيُا؟ أقولُ لكُم: نعَم، بلْ أفضَلَ مِنْ نَبِـيٍّ. 10فهوَ الَّذي يقولُ فيهِ الكِتابُ: أنا أُرسِلُ رَسولي قُدّامَكَ، ليُهيَّـئَ الطَّريقَ أمامَكَ. 11الحقَّ أقولُ لكُم: ما ظهَرَ في النّاسِ أعظمُ مِنْ يوحنّا المَعمدانِ، ولكِنَّ أصغَرَ الَّذينَ في مَلكوتِ السَّماواتِ أعظمُ مِنهُ. 12فَمِنْ أيّامِ يوحنّا المَعمدانِ إلى اليومِ، والنَّاسُ يَبذُلونَ جَهدَهُم لِدُخولِ مَلكوتِ السَّماواتِ، والمُجاهِدونَ يَدخُلونَهُ. 13فإلى أنْ جاءَ يوحنّا كانَ هُناكَ نُبوءاتُ الأنبـياءِ وشَريعَةُ موسى. 14فإذا شِئتُم أنْ تُصَدَّقوا، فاَعلَموا أنَّ يوحنّا هوَ إيليّا المُنتَظرُ. 15مَنْ كانَ لَه أُذُنانِ، فَلْيَسمَعْ!".
وهو ما سوف يتكرر عندما يُقْتَل عليه السلام: "3وكانَ هيرودُسُ أمسَكَ يوحنّا وقَيَّدَهُ وسَجَنَهُ مِنْ أجلِ هيرودِيَّةَ اَمرأةِ أخيهِ فيلبٌّسَ، 4لأنَّ يوحنّا كانَ يقولُ لَه: "لا يَحِلُّ لَكَ أنْ تَتَزوَّجَها". 5وأرادَ أنْ يَقتُلَهُ، فخافَ مِنَ الشَّعبِ لأنَّهُم كانوا يَعدٌّونَهُ نَبـيُا. 6ولمّا أقامَ هيرودُسُ ذِكرى مَولِدِهِ، رقَصَتِ اَبنَةُ هيرودِيَّةَ في الحَفلةِ، فأعجَبَتْ هيرودُسَ، 7فأقسَمَ لها أنْ يُعطِيَها ما تَشاءُ. 8فلقَّنَتْها أمٌّها، فقالَت لِهيرودُسَ: "أعطِني هُنا على طَبَقٍ رَأسَ يوحنّا المَعمدانِ!" 9فحَزِنَ المَلِكُ، ولكنَّهُ أمَرَ بإعطائِها ما تُريدُ، مِنْ أجلِ اليَمينِ التي حَلَفَها على مسامِـعِ الحاضرينَ. 10وأرسَلَ جُنديُا، فقَطَعَ رأسَ يوحنَّا في السَّجن 11وجاءَ بِه على طبَقٍ. وسلَّمَهُ إلى الفتاةِ، فحَمَلْتهُ إلى أُمَّها. 12وجاءَ تلاميذُ يوحنّا، فحَمَلوا الجُثَّةَ ودَفَنوها، ثُمَّ ذَهَبوا وأخبَروا يَسوعَ. 13فلمّا سَمِعَ يَسوعُ، خرَجَ مِنْ هُناكَ في قارِبٍ إلى مكانٍ مُقْفِرٍ يَعتَزِلُ فيهِ. وعرَفَ النّاسُ، فتَبِعوهُ مِنَ المُدُنِ مَشيًا على الأقدامِ. 14فلمّا نزَلَ مِنَ القاربِ رأى جُموعًا كبـيرةً، فأشفَقَ علَيهِم وشفَى مَرضاهُم. 15وفي المساءِ، دَنا مِنهُ تلاميذُهُ وقالوا: "فاتَ الوقتُ، وهذا المكانُ مُقفِرٌ، فقُلْ لِلنّاسِ أنْ يَنصرِفوا إلى القُرى لِـيشتَروا لهُم طعامًا". 16فأجابَهُم يَسوعُ: "لا داعيَ لاَنصرافِهِم. أعطوهُم أنتُم ما يأكلونَ". 17فقالوا لَه: "ما عِندَنا هُنا غيرُ خَمسةِ أرغِفةٍ وسَمكتَينِ".18فقالَ يَسوعُ: "هاتوا ما عندَكُم". 19ثُمَّ أمَرَ الجُموعَ أنْ يَقعُدوا على العُشبِ، وأخَذَ الأرغِفَةَ" (متى/ 14)! أين الرحمة؟ أين عاطفة القرابة؟ إنه لم يذرف عليه دمعة واحدة وكأنه لم يكن هناك شخص اسمه يحيى تربطه به قرابةٌ وثيقةٌ أسريةٌ وروحيةٌ كما لم يكن بينه وبين أى شخص آخر: "وسَمِعَ يَسوعُ باَعتِقالِ يوحنّا، فرجَعَ إلى الجليلِ".
أولو كان المسيح ابن الله على الحقيقة أكان يمكن أن يتصرف هكذا أمام تلك المأساة الدموية التى كانت كفيلة بتحريك قلب الحجر، وكأنه عليه السلام بلا قلب؟ إن هذا لو وقع من بشر يستطيع أن يبادر لإنقاذ يحيى ثم لم يفعل لكانت سبة الدهر وفضيحة الأبد، فما بالنا بابن الله؟ أيعقل أن يهتم بتوفير الطعام لبعض الناس ولا يهتم بإنقاذ قريبه هذا الذى كان نبيا مثله والذى بشر به ومهد له الطريق وعمّده ليكمل بِرّه؟ ولنلاحظ أن المعجزات التى عملها هنا إنما هى المعجزات التى رفض عملها من قبل بالحجة التى ذكرناها ووجدنا أنها ليست بحجة على الإطلاق! إن هذا وغيره من الأسباب لدليل على أن فى الأمر خللا، ونحن نستبعد أن يكون المسيح على ذلك النحو من تبلد الإحساس وموتان القلب واللامبالاة بموت قريبه وصديقه وصاحب الفضل عليه فى المعمودية ورصيفه بل رائده فى النبوة، ونقول إنه بالأحرى العبث بالإنجيل. إن الإنجيل الذى نؤمن نحن المسلمين به والذى يغالط المبشرون الكذابون فيحاولون أن يوهموا الأغرار منا قائلين لهم إن المسلم لا يكمل إيمانه إلا بالإيمان بالأناجيل الحالية، هذا الإنجيل لا علاقة له بالأناجيل التى بين أيدينا الآن. إن الأناجيل التى بين أيدينا شىء، والإنجيل الذى نزل على عيسى عليه السلام شىء آخر. الإنجيل السماوى ضاع، وإن كنا نرجّح أن يكون قد بَقِىَ منه بعض العبارات التى تُنْسَب للمسيح فى الأناجيل الحالية، أما ما نقرؤه الآن فهو مجموعة من السِّيَر العيسوية تشبه السِّيَر النبوية لدينا، وإن لم تقم على نفس الأساس الذى تقوم عليه سِيَر الرسول عليه الصلاة والسلام من الرغبة على الأقل فى التمحيص وإعلان أسماء الرواة حتى يكون لدى من يهمه الأمر الفرصة للتحقق بنفسه من مدى مصداقية هذه الروايات؟ وكيلا يمارى القوم مراءهم المشهور فيقولوا إنه لم يكن هناك إلا هذه الأناجيل التى بين أيدينا أنبه القراء إلى قول الكاتب ذاته لا قولى أنا: "وكانَ يَسوعُ يَسيرُ في أنحاءِ الجليلِ، يُعلَّمُ في المجامعِ ويُعلِنُ إنجيلَ المَلكوتِ". فأين ذلك الإنجيل الذى كان يعلنه عيسى عليه السلام ويعلمه للناس؟ اللهم إلا إذا قيل: لقد أكلته القطة! ??????ولمّا مَضى السَّبتُ وطلَعَ فَجرُ الأحَدِ، جاءَتْ مَريمُ المَجْدَليَّةُ ومَريمُ الأُخرى لِزيارَةِ القَبرِ. 2وفجأةً وقَعَ زِلزالٌ عظيمٌ، حينَ نَــزَلَ مَلاكُ الرَّبَّ مِنَ السَّماءِ ودَحرَجَ الحَجَرَ عَنْ بابِ القَبرِ وجلَسَ علَيهِ. 3وكانَ مَنظرُهُ كالبَرقِ وثَوبُهُ أبـيَضَ كالثَّلجِ. 4فاَرتَعبَ الحَرَسُ لمّا رأوهُ وصاروا مِثلَ الأمواتِ.
5فقالَ المَلاكُ للمَرأتَينِ: "لا تَخافا. أنا أعرِفُ أنَّكُما تَطلُبانِ يَسوعَ المَصلوبَ. 6ما هوَ هُنا، لأنَّهُ قامَ كما قالَ. تَقدَّما واَنظُرا المكانَ
الَّذي كانَ مَوضوعًا فيهِ. 7واَذهَبا في الحالِ إلى تلاميذِهِ وقولا لهُم: قامَ مِنْ بَينِ الأمواتِ، وها هوَ يَسبُقُكُم إلى الجَليلِ، وهُناكَ ترَوْنَهُ. ها أنا قُلتُ لكُما".
8فتَركَتِ المَرأتانِ القَبرَ مُسرِعَتَينِ وهُما في خَوفٍ وفَرَحِ عَظيمينِ، وذَهَبتا تحمِلانِ الخَبرَ إلى التَّلاميذِ. 9فلاقاهُما يَسوعُ وقالَ: "السَّلامُ علَيكُما". فتَقَدَّمَتا وأمسكَتا بِقَدَميهِ وسَجَدتا لَه. 10فقالَ لهُما يَسوعُ: "لا تَخافا! إذهَبا وقولا لإخوَتي أنْ يَمْضوا إلى الجَليلِ، فهُناكَ يَرَوْنَني.
أقوال الحرس.
11وبَينَما هُما ذاهبتانِ رَجَع بَعضُ الحَرَسِ إلى المدينةِ وأخبَروا رُؤساءَ الكَهَنَةِ بكُلٌ ما حدَثَ. 12فاَجتَمعَ رُؤساءُ الكَهنَةِ والشٌّيوخُ، وبَعدَما تَشاوَرُوا رَشَوا الجُنودَ بمالٍ كثيرٍ، 13وقالوا لهُم: "أشيعوا بَينَ النّاسِ أنَّ تلاميذَ يَسوعَ جاؤُوا ليلاً وسَرَقوهُ ونَحنُ نائِمونَ. 14وإذا سَمِعَ الحاكِمُ هذا الخبَرَ، فنَحنُ نُرضيهِ ونَرُدٌّ الأذى عنكُم". 15فأخَذَ الحَرَسُ المالَ وعمِلوا كما قالوا لهُم. فاَنتشَرَتْ هذِهِ الرَّوايةُ بَينَ اليَهودِ إلى اليوم.
يسوع يظهر لتلاميذه.
16أمّا التَّلاميذُ الأحدَ عشَرَ، فذَهبوا إلى الجَليلِ، إلى الجبَلِ، مِثلما أمرَهُم يَسوعُ. 17فلمّا رأوْهُ سَجَدوا لَه، ولكِنَّ بَعضَهُم شكّوا. 18فدَنا مِنهُم يَسوعُ وقالَ لهُم: "نِلتُ كُلَ سُلطانٍ في السَّماءِ والأرضِ. 19فاَذهبوا وتَلْمِذوا جميعَ الأُمَمِ، وعَمَّدوهُم باَسمِ الآبِ والابنِ والرٌّوحِ القُدُسِ، 20وعلَّموهُم أن يَعمَلوا بِكُلٌ ما أوصَيْتُكُم بِه، وها أنا مَعكُم طَوالَ الأيّامِ، إلى اَنقِضاءِ الدَّهرِ".
هذا هو الموضع الوحيد الذى وردت فيه الإشارة إلى الثالوث، وكما هو واضح لم يحدث ذلك إلا بعد موت عيسى وقيامه من الأموات حسب رواية مؤلف الإنجيل. وعجيب أن يسكت عيسى عليه السلام طوال حياته فلا يذكر الثالوث بكلمة، ثم إذا ما مات وقام ولم يكن هناك أحد آخر من البشر سوى تلامذته جاءت أول إشارة منه إلى ذلك الموضوع، مع أننا قد رأينا معا كيف مرت أوقات وظروف كانت تتطلب هذا التصريح تطلبا حادًّا ومُلِحًّا فلم يفعل. وعلى أية حال فالتعميد هنا ليس بالنار كما قال يحيى حسبما قرأنا معا من قبل، بل ينفذه القوم بالماء: إما بالتغطيس الكامل أو بالاكتفاء برش نقاط من الماء على الجسد.
والآن ليس لى تعليق على أى شىء آخر فى هذا الفصل، فنحن قد بيَّنّا لا معقولية أحداث الصلب كلها هى والعقيدة التى وراءها، وإن كنا نحترم حرية كل إنسان وكل جماعة فى اعتناق ما يَرَوْنه، بيد أننا أردنا أن نبين لمن يشتمون نبينا أن بيوتهم من زجاجٍ تامّ الهشاشة يتحطم من مجرد مرور النسيم على مقربة منه. وقد قلنا إنهم أحرار فى أن يستمروا فى الشتم، فنحن لا نملك أفواه الآخرين، لكننا نملك أن نرد بالتحليل المنطقى، كما أننا لا نحب العنف بل نحب العلم والعقل ونحتكم إليهما ولا نرضى بهما بديلا. وقد درستُ وما زلتُ أنتهز كل فرصة لدراسة الدين الذى أدين به من جديد على ضوء المنطق الإنسانى والعلم الصحيح والمقارنة بينه وبين الأديان الأخرى، فأجدنى بعد كل مراجعة أزداد إيمانا واطمئنانا. ومع ذلك لا أذكر أنى كتبت يوما بهدف دعوة الآخرين إلى الإسلام رغم إيمانى بأنه لا بد أن تقوم طائفة بهذه المهمة. كل ما فى الأمر أننى غير مهيإ لهذا العمل وأننى إذا أردت أن أقوم به فلربما لم أحسنه، بل أحسن الدفاع عن دينى وعرض محاسنه ووجوه العبقرية فيه. وما كنت أود الدخول فى هذا الذى دخلنا رغم أنوفنا فيه، بيد أنك لا تستطيع أن تقف مشلولا وأنت ترى الآخرين يعتدون على دينك وعليك أنت نفسك وعلى أهلك وأمتك ويرمونكم بكل نقيصة وينالون من أعراضكم ويسبون قرآنك ورسولك الكريم الذى تؤمن به والذى هو، بكل معنى ومن أية زاوية نظرت إليه، سيد الأنبياء والمرسلين. فكان لا بد أن نرد حتى لا تكون فتنة فيتصور الناس أن المسلمين ليس عندهم القدرة على الرد لأن دينهم ضعيف لا يصمد للنقد. لكننا لم ولن نرد على سباب محمد صلى الله غليه وسلم بالتطاول على أخيه عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، بل حصرت ردى فى ردع الشتامين المجرمين فحسب، دون توسيع نطاق الكلام إلى أحد آخر ممن هم على نفس دينهم.
وفى النهاية يحسن أن نوجز ما قلناه فى هذا التحليل: فعيسى بن مريم، كما تصوره لنا الأناجيل، ليس هو ذلك الإنسان الوديع المتواضع المسالم، بل هو إنسان عصبى هجّام يشتم مخالفيه ويفترض فيهم منذ البداية النية السيئة وليس لديه أدنى أمل فيهم ولا فى مصيرهم. بل إن جفاءه وخشونته لتطول أمه عليها السلام أيضا. كما رأينا معا أيضا كيف قال إنه لم يأت بالسلام بل بالسيف وتمزيق الروابط بين أبناء الأسرة الواحدة. كذلك ليس فى الإنجيل ما يدل على أنه اهتم بنشر بنوته لله، بل أقصى ما يمكن أن نفكر فيه هو أنه قد أشار إليها فى بعض الأحيان القليلة أثناء حديثه مع حوارييه، وانتهى الأمر عند هذا الحد، مع ملاحظة أنه كثيرا ما سمى نفسه: "ابن الإنسان"، وسماه الآخرون: "ابن داود" أو "ابن يوسف" أو "ابن يوسف ومريم"، ووصفوه بأنه "نبى" أو "سيد" أو "معلم"، وفى ذات الوقت كثيرا ما أشار فى إلى الآخرين فى كلامه معهم عن الله بكلمة "أبوكم السماوى".
وقد لاحظنا كذلك أن عقيدة الصلب والفداء مملوءة بالثقوب والتناقضات ومجافاة المنطق وطبيعة الألوهية والعبودية البشرية، وأنها لا تستطيع أن تفسر لنا تفسيرا سليما أى شىء فى حياة السيد المسيح، بل تزيد الأمور تعقيدا وتشابكا. كما أنه، عليه السلام، حسبما جاء فى سيرته الإنجيلية، قد دعا وألح فى الدعوة إلى أن ينبذ الناس الدنيا ويتبعوه، وإلا هلكوا، وهو ما يعنى أن ديانته لا تصلح لبناء حياة سليمة تكفل إشباع حاجات البشر المختلفة التى لا يمكنهم أن يديروا ظهورهم لها، وإلا فسدت أمورهم كلها فسادا شنيعا.
وبالمثل رأينا أن دعوته، عليه السلام، تنحصر فى بعض المبادئ المغرقة فى المثالية، ومن ثم يستحيل على الناس أن يبنوا حياتهم على أساسها رغم ما فى الكلمات التى تركها لنا من جمال وطيبة قلب ونية، فضلا عن حديثه المتكرر عن ملكوت السماوات، الذى لاحظت أنه أحيانا ما يكون المقصود به التفضيل الإلهى السابق لبنى إسرائيل على العالمين ووَشْك تحول النبوة عنهم إلى أمة العرب، وأحيانا ما يعنى الجنة السماوية. كما أن خطابه كان موجها لبنى إسرائيل فحسب لدرجة التزمت الشديد أحيانا مثلما رأينا فى حالة المرأة الكنعانية التى أتته تستنجد به ليشفى ابنها من صَرْعه. وبمقارنة ما جاء به المسيح بما دعا إليه النبى محمد عليه الصلاة والسلام يتبين لنا مدى السعة الهائلة للمساحة التى تغطيها دعوة أبى القاسم، تلك الدعوة التى أتى بها إلى الدنيا جمعاء وشملت كل مجالات الحياة، مما أشبهت معه الديانتان "هايبر ماركت" ضخما هائلا يحتوى على كل ما يحتاجه الإنسان، ودكانة صغيرة تقوم ببعض متطلبات الحى لا أكثر؟؟؟؟؟ولمّا طلَعَ الصٌّبحُ، تَشاورَ جميعُ رُؤساءِ الكَهنَةِ وشُيوخُ الشَّعبِ على يَسوعَ ليَقتُلوهُ. 2ثُمَّ قَيَّدوهُ وأخَذوهُ وأسلَموهُ إلى الحاكِمِ بـيلاطُسَ.
موت يهوذا.
3فلمّا رأى يَهوذا الَّذي أسلَمَ يَسوعَ أنَّهُم حكَموا علَيهِ، ندِمَ ورَدَّ الثَّلاثينَ مِنَ الفِضَّةِ إلى رُؤساءِ الكَهنَةِ والشٌّيوخِ، 4وقالَ
لهُم: "خَطِئتُ حينَ أسلَمتُ دمًا بريئًا". فقالوا لَه: "ما علَينا؟ دَبَّرْ أنتَ أمرَكَ". 5فرَمى يَهوذا الفِضَّةَ في الهَيكلِ واَنْصرفَ، ثُمَّ ذهَبَ وشَنقَ نفسَهُ.
6فأخَذَ رُؤساءُ الكَهنَةِ الفِضَّةَ وقالوا: "هذِهِ ثمنُ دمِ، فلا يَحِلُّ لنا أنْ نضَعَها في صُندوقِ الهَيكَلِ". 7فاَتَّـفَقوا أنْ يَشتَروا بِها حَقلَ الخَزّافِ ليَجعَلوهُ مَقبرَةً لِلغُرَباءِ. 8ولِهذا يُسَمّيهِ الناسُ حقلَ الدَّمِ إلى هذا اليومِ.
9فتَمَّ ما قالَهُ النَّبـيٌّ إرميا: "وأخذوا الثَّلاثينَ مِنَ الفِضَّةِ، وهيَ ما اَتَّفقَ بَعضُ بَني إِسرائيلَ على أنْ يكونَ ثمنُهُ، 10ودَفَعوها ثَمنًا لِحَقلِ الخزّافِ. هكذا أمرَني الرَّبٌّ".
بـيلاطس يسأل يسوع.
11ووقَفَ يَسوعُ أمامَ الحاكِمِ فسألَهُ الحاكِمُ: "أأنتَ مَلِكُ اليَهودِ؟" فأجابَهُ يَسوعُ: "أنتَ قُلتَ". 12وكانَ رُؤساءُ الكَهنَةِ والشٌّيوخِ يتَّهِمونَهُ، فلا يُجيبُ بِشيءٍ. 13فقالَ له بـيلاطُسُ: "أما تسمَعُ ما يَشهَدونَ بِه علَيكَ؟" 14فما أجابَهُ يَسوعُ عَنْ شيءٍ، حتَّى تَعجَّبَ الحاكِمُ كثيرًا.
الحكم على يسوع بالموت.
15وكانَ مِنْ عادَةِ الحاكِمِ في كُلٌ عيدٍ أن يُطلِقَ واحدًا مِن السٌّجَناءِ يَختارُهُ الشّعبُ. 16وكانَ عِندَهُم في ذلِكَ الحينِ سَجينٌ شهيرٌ اَسمُهُ يشوعُ باراباسُ. 17فلمّا تَجَمْهرَ النّاسُ سألَهُم بـيلاطُسُ: "مَنْ تُريدونَ أنْ أُطلِقَ لكُم: يشوعُ باراباسُ أمْ يَسوعُ الَّذي يُقالُ لَه المَسيحُ؟" 18وكان بـيلاطُسُ يَعرِفُ أنَّهُم مِنْ حَسَدِهِم أسلموا يَسوعَ.
19وبَينَما بـيلاطُسُ على كُرسِـيَّ القَضاءِ، أرسَلَتْ إلَيهِ اَمرأتُهُ تَقولُ: "إيّاكَ وهذا الرَّجُلَ الصّالِـحَ، لأنَّي تألَّمتُ اللَّيلَةَ في الحُلمِ كثيرًا مِنْ أجلِهِ". 20لكنَّ رُؤساءَ الكَهنَةِ والشٌّيوخَ حَرَّضوا الجُموعَ على أنْ يَطلُبوا باراباسَ ويَقتُلوا يَسوعَ. 21فلمّا سألَهُمُ الحاكمُ: "أيٌّهُما تُريدونَ أنْ أُطلِقَ لكُم؟" أجابوا: "باراباسُ!" 22فقالَ لهُم بـيلاطُسُ: "وماذا أفعَلُ بـيَسوعَ الَّذي يُقالُ لَه المَسيحُ؟" فأجابوا كُلٌّهُم: "إصْلِبْهُ!" 23قالَ لهُم: "وَأيَّ شَرٍّ فَعلَ؟" فاَرتفَعَ صياحُهُم: "إصْلِبْهُ!"
24فلمّا رأى بـيلاطُسُ أنه ما اَستفادَ شيئًا، بلِ اَشتَدَّ الاَضطِرابُ، أخذَ ماءً وغسَلَ يَديهِ أمامَ الجُموعِ وقالَ: "أنا بَريءٌ مِنْ دَمِ هذا الــــرَّجُل! دَبَّروا أنتُم أمرَهُ". 25فأجابَ الشّعبُ كُلٌّهُ: "دمُهُ علَينا وعلى أولادِنا!" 26فأطلَقَ لهُم باراباسَ، أمّا يَسوعُ فجلَدَهُ وأسلَمَهُ لـــيُصْلَبَ.
الجنود يستهزئون بـيسوع.
27فأخذَ جُنودُ الحاكِمِ يَسوعَ إلى قَصرِ الحاكِمِ وجَمعوا الكَتيبةَ كُلَّها، 28فنزَعوا عَنهُ ثيابَهُ وألبَسوهُ ثَوبًا قِرمِزيُا، 29وضَفَروا إكليلاً مِنْ شَوكٍ ووضَعوهُ على رأسِهِ، وجَعَلوا في يَمينِهِ قصَبَةً، ثُمَّ رَكَعوا أمامَهُ واَستَهزأوا بِه فقالوا: "السّلامُ علَيكَ يا مَلِكَ اليَهودِ!" 30وأمسكوا القصَبَةَ وأخَذوا يَضرِبونَهُ بِها على رأسِهِ وهُم يَبصُقونَ علَيهِ. 31وبَعدَما اَستَهزَأوا بِه نَــزَعوا عَنهُ الثَّوبَ القِرمِزيَّ، وألبَسوهُ ثيابَهُ وساقوهُ ليُصلَبَ يسوع على الصليب.
32وبَينَما هُمْ خارِجونَ مِنَ المدينةِ صادَفوا رَجُلاً مِنْ قَيرينَ اَسمُهُ سِمْعانُ، فسَخَّروهُ ليَحمِلَ صَليبَ يَسوعَ. 33ولمّا وصَلوا إلى المكانِ الَّذي يُقالُ لَه الجُلجُثَةُ، أي "مَوضِعُ الجُمجُمَةِ" 34أعطَوْهُ خَمرًا مَمزوجَةً بِالمُرَّ، فلمّا ذاقَها رفَضَ أنْ يَشرَبَها. 35فصَلبوهُ واَقتَرعوا على ثيابِهِ واَقتَسموها. 36وجَلَسوا هُناكَ يَحرُسونَه. 37ووضَعوا فَوقَ رأسِهِ لافِتَةً مكتوبًا فيها سَببُ الحُكمِ علَيهِ: "هذا يَسوعُ، مَلِكُ اليَهودِ". 38وصَلَبوا مَعهُ لِصَّينِ، واحدًا عَنْ يَمينِهِ وواحدًا عَنْ شِمالِهِ. 39وكانَ المارةُ يَهُزّونَ رُؤوسَهُم ويَشتِمونَهُ ويَقولونَ: 40"يا هادِمَ الهَيكَلِ وبانِـيَهُ في ثلاثَةِ أيّامِ، إنْ كُنتَ اَبنَ الله، فخلَّصْ نفسَكَ واَنزِلْ عَنِ الصَّليبِ". 41وكانَ رُؤساءُ الكَهنَةِ ومُـعلَّمو الشّريعَةِ والشٌّيوخُ يَستهزِئونَ بِه، فيَقولونَ: 42"خَلَّصَ غيرَهُ، ولا يَقدِرُ أنْ يُخلَّصَ نفسَهُ! هوَ مَلِكُ إِسرائيلَ، فلْيَنزِلِ الآنَ عَنِ الصَّليبِ لِنؤمِنَ بِه! 43توَكَّلَ على الله وقالَ: أنا اَبنُ الله، فليُنقِذْهُ الله الآنَ إنْ كانَ راضيًا عنهُ". 44وعيَّرَهُ اللَّصانِ المَصلوبانِ مَعهُ أيضًا، فقالا مِثلَ هذا الكلامِ.
موت يسوع.
45وعِندَ الظٌّهرِ خيَّمَ على الأرضِ كُلَّها ظلامٌ حتَّى السّاعةِ الثّالِثةِ. 46ونحوَ الساعةِ الثالثةِ صرَخَ يَسوعُ بِصوتٍ عَظيمِ: "إيلي، إيلي، لِما شَبقتاني؟" أي "إلهي، إلهي، لماذا تَركتَني؟" 47فسَمِعَ بَعضُ الحاضرينَ هُناكَ، فقالوا: "ها هوَ يُنادي إيليّا!" 48وأسرَعَ واحدٌ مِنهُم إلى إسفِنْجَةٍ، فبَلَّــلَها بالخَلٌ ووضَعَها على طرَفِ قَصبَةٍ ورَفَعها إلَيهِ لِـيَشرَبَ. 49فقالَ لَه الآخرونَ: "اَنتَظِرْ لِنرى هَلْ يَجيءُ إيليّا ليُخَلَّصَهُ!" 50وصرَخَ يَسوعُ مرّةً ثانيةً صَرْخَةً قَوِيَّةً وأسلَمَ الرّوحَ.
51فاَنشَقَّ حِجابُ الهَيكلِ شَطرَينِ مِنْ أعلى إلى أسفَلَ. وتَزلْزَلتِ الأرضُ وتَشقَّقتِ الصٌّخورُ. 52واَنفتَحَتِ القُبورُ،. فقامَتْ أجسادُ كثير مِنَ القِدَّيسينَ الرّاقِدينَ. 53وبَعدَ قيامَةِ يَسوعَ، خَرَجوا مِنَ القُبورِ ودَخلوا إلى المدينةِ المقدَّسَةِ وظَهَروا لِكثير مِنَ النّاسِ.
54فلمّا رأى القائِدُ وجُنودُهُ الَّذينَ يَحرُسونَ يَسوعَ الزَّلزالَ وكُلَ ما حدَثَ، فَزِعوا وقالوا: "بالحَقيقةِ كانَ هذا الرَّجُلُ اَبنَ الله!" 55وكانَ هُناكَ كثيرٌ مِنَ النَّساءِ يَنظُرنَ عَنْ بُعدٍ، وهُنَّ اللَّواتي تَبِعنَ يَسوعَ مِنَ الجَليلِ ليَخدُمْنَه، 56فيهِنّ مَريمُ المَجدليَّةُ، ومَريمُ أمٌّ يَعقوبَ ويوسفَ، وأُمٌّ اَبنَي زَبدي.
دفن يسوع.
57وجاءَ عِندَ المساءِ رجُلٌ غَنِـيٌّ مِنَ الرّامةِ اَسمُهُ يوسُفُ، وكانَ مِنْ تلاميذِ يَسوعَ. 58فدَخَلَ على بـيلاطُسَ وطلَبَ جَسدَ يَسوعَ. فأمَرَ بـيلاطُسُ أنْ يُسلَّموهُ إلَيهِ. 59فأخَذَ يوسُفُ جَسدَ يَسوعَ ولفَّهُ في كفَنٍ نظيفٍ، 60ووضَعَهُ في قبرٍ جديدٍ كانَ حَفَرَهُ لِنفسِهِ في الصَّخرِ، ثُمَّ دَحرجَ حجرًا كبـيرًا على بابِ القبرِ ومَضى. 61وكانَت مَريَمُ المَجْدليَّةُ، ومَريَمُ الأُخرى، جالِستَينِ تُجاهَ القَبرِ.
حراسة القبر.
62وفي الغدِ، أيْ بَعدَ التَّهيئَةِ لِلسَّبتِ، ذهَبَ رُؤساءُ الكَهنَةِ والفَرّيسيّونَ إلى بـيلاطُس 63وقالوا لَه: "تَذكَّرنا، يا سيَّدُ، أنَّ ذلِكَ الدَّجالَ قالَ وهوَ حيٌّ: سأقومُ بَعدَ ثلاثةِ أيّـامِ. 64فأصْدِرْ أمرَكَ بِحِراسَةِ القَبرِ إلى اليومِ الثّالِثِ، لِـئلاَّ يَجيءَ تلاميذُهُ ويَسرِقوهُ ويقولوا للشَّعبِ: قامَ مِنْ بَينِ الأمواتِ، فتكونَ هذِهِ الخِدعَةُ شرُا مِنَ الأولى".
65فقالَ لهُم بـيلاطُسُ: "عِندَكُم حرَسٌ، فاَذهَبوا واَحتاطوا كما تَرَونَ". 66فذَهبوا واَحتاطوا على القَبرِ، فختَموا الحجَرَ وأقاموا علَيهِ حَرَسًا".
والآن أليس عجيبا أن يتراجع يهوذا عما أتاه من خيانة بمجرد أن حكموا على المسيح، وهو الذى كان أمامه الوقت الطويل قبل ذلك كى يفيق من نفاقه وكيده فلم يفعل، ومع هذا فبمجرد أن حكموا على المسيح كما تزعم القصة انقلب على نفسه ثمانين درجة وذهب فانتحر رغم أن الحكم لم يكن قد نفذ بعد، وكان ممكنا جدا أن يتغير لسبب أو لآخر، بل رغم أنه كان يستطيع أن يذهب للحاكم ويعترف له بما فعل ويشهد لصالح المسيح ما دام ضميره قد استيقظ وأخذ يأكله مثلما تأكل زيكو دبره بالضبط، فيتعرض من ثم لغضب الله لأنه قد أحبط الخطة الإلهية لغفران عموم الخطايا البشرية؟ يعنى يا يهوذا يا ابن الحلال: واقعتك مهببة مهببة مهما فعلت! ألم يكن عندى حق عندما قلت: "الله يخرب بيتك" لقاء ما بَرْجَلْتَ عقولنا وعقول البشرية كلها وأسلتَ من أحبارنا واستهلكتَ من أوراقنا وأوقاتنا ما كان يمكننا، على الأقل نحن سكان منطقة الشرق الأوسط المتخلفة هذه، أن ننفقه فيا هو أفيد؟ ثم لا تَنْسَوُا السيد متّى، الذى يظن نفسه من الذكاء وإيانا من الغباء بحيث يستطيع أن يزعم أن ما حدث قد تنبأ به الأنبياء (هذه المرة: إرميا)، فقال كعادته عبارته المشهورة التى حفظناها عن ظهر قلب أو عن قلب ظهر: لكى يتم ما قاله النبى، أو شيئا مشابها لهذا! لكن متَّى لم يكن للأسف ذكيا بما فيه "الكفاية" (ولعل هذا هو السبب فى أنه ليس من أعضاء حركة "كفاية" الحالية!)، لأنه لم يتصور أن هناك ناسا آخرين سوف يكتبون هم أيضا سيرة المسيح ويعكّون مثله فيقولون شيئا آخر غير ما قال. ألم يكن أجدر به أن يتفق معهم مقدما على ما ينبغى قوله حتى لا يأتى فى آخر الزمان واحد مثلى "قاعد لهم على القعيدة" فيفضح تخليطهم واضطرابهم ويكشف للناس جميعا أن ما قاله القرآن عن هذه الحكايات المسماة بــ"الأناجيل" من أنها كلام ملفق مزور محرف هو اتهام صحيح؟ كيف؟ لنأخذ فقط هذا الذى قاله النبى المذكور ونبين أنه، بغض النظر عن صحته أو لا، لا علاقة بينه وبين ما وقع للسيد المسيح وأن حكاية يهوذا كلها ليست سوى "شويّة خرابيط لخابيط"! ذلك أن الحكاية تتخذ شكلا آخر فى "أعمال الرسل"، إذ نقرأ فيه: "18فَإِنَّ هَذَا اقْتَنَى حَقْلاً مِنْ أُجْرَةِ الظُّلْمِ وَإِذْ سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ انْشَقَّ مِنَ الْوَسَطِ فَانْسَكَبَتْ أَحْشَاؤُهُ كُلُّهَا. 19وَصَارَ ذَلِكَ مَعْلُوماً عِنْدَ جَمِيعِ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ حَتَّى دُعِيَ ذَلِكَ الْحَقْلُ فِي لُغَتِهِمْ «حَقْلَ دَمَا» (أَيْ: حَقْلَ دَمٍ). 20لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ الْمَزَامِيرِ: لِتَصِرْ دَارُهُ خَرَاباً وَلاَ يَكُنْ فِيهَا سَاكِنٌ وَلْيَأْخُذْ وَظِيفَتَهُ آَخَرُ" (أعمال الرسل/ 1/ 18)، أى أن العهد القديم يتناقض مع نفسه من كتَابٍ إلى آخر. ولنلاحظ أن كاتب "أعمال الرسل" لم يقصّر هو أيضا فى الاستشهاد بما جاء فى "العهد القديم"، لكنه آثر "المزامير" على "إرميا"، ولم لا، وإرميا نبى، وداود نبى (وإن كان نبيا زانيا وقاتلا حقودا، لكنه على كل حال نبى)، وكل من له نبى يصلى عليه ويستند إليه؟ وواضح أن الحكاية مضطربة متناقضة بين المؤلفَيْن، فلنتركهما فى غَيّهما سادِرَيْن، ولنمض نحن إلى موضوع آخر، فاللخبطات كثيرة، والتناقضات لا تنتهى. ثم إذا قلنا لهم ذلك شتموا نبى الرحمة وأقلّوا أدبهم! ماشٍ! وبالمناسبة فالنص الخاص بالثلاثين فضة موجود فى الفصل الحادى عشر من سفر "زكريا"، وهو خاص بأجرة رعى الغنم التى استحقها الله من عمله لدى شعبه العنيد الصلب الرقبة، لكن متّى وأمثاله يلوون هذه النصوص الغامضة التى لا معنى لها ويزعمون أنها تتعلق بالسيد المسيح. وهذا طبيعى، فما دام لا وجود لمنهج ولا منطق فمن الممكن أن يقول الإنسان أى شىء عن أى شىء! إن ما قاله متّى فى تفسير تسمية الحقل المذكور بــ"حقل الدم" هو من جنس قولهم فى تفسير اسم "الفيوم" بأن يوسف عليه السلام قد بناها فى "ألف يوم"، أو تفسير اسم "هملت" بأن أمه "أهملت" فى تربيته!
وفوق هذا فإننا لا نستطيع أن نمضى دون أن نعلن استغرابنا لما حدث ليهوذا: لماذا بالله يصوَّر الرجل فى كتابات القوم على أنه شرير؟ إن دوره فى واقع الأمر مكمّل لدور المسيح: فهذا قد أتى ليموت على الصليب من أجل كذا وكذا مما يزعمونه، وذاك قد أتى ليساعد هذا على تأدية المهمة المنوطة به، وإلا فكيف بالله عليكم كان يمكن أن يتم الفداء والتكفير عن خطيئة البشرية لو لم يبع يهوذا المسيح لليهود ولو لم يقتل اليهود المسيح؟ أعطونى عقلكم، فقد تعبت من التفكير! لكنْ للأسف نسى الكاتب المحترم أن يقول لنا كيف شنق يهوذا نفسه. هل أتى بسلم وركّب فى السقف علاقة حديد وربط فيها حبلا متينا حتى يضمن أنه لن ينقطع إذا ما علق رقبته فيها وتدلى الحبل به، ثم أتى بكرسى ووقف عليه ووضع عنقه فى الخية، ثم شد الربقة جيدا حول عنقه، ثم "هُبَّا!" ضرب الكرسى بقدمه من تحته فأطاره بعيدا فأخذ يُفَلْفِص دون جدوى تحت مطارق الألم بسبب الاختناق وانكسار فقرات العنق حتى انقطعت أنفاسه تماما وتدلى لسانه وجحظت عيناه! يا حفيظ! أم إنه، على طريقة الأفلام المصرية، ما إن ضرب الكرسى من تحته حتى شد بثقله السقف إلى أسفل فانهار وتدفقت منه أوراق البنكنوت بالآلاف، فعوضه الله بذلك عن الثلاثين فضة التى لا تساوى فى هذه الأيام النحسات شيئا حيث تضاعف سعر كل شىء، وبعد أن كنا نشترى ونحن صغار عشر حبّات كراملة بتعريفة (نصف قرش صاغ) أصبحنا الآن نشترى الحبة الواحدة بخمسة قروش صاغ، وأحيانا بعشرة؟ بينى وبينكم: السيناريو الثانى أفضل فى نظرى لأنه أرحم وأقرب للعقلية الشرق أوسطية وأوفق للخطة الإلهية التى ترى فى يهوذا عاملا محفِّزا لتنفيذ المشيئة المقدسة! فما رأيكم أنتم؟
هل انتهينا هكذا؟ أبدا، فما زالت الأرض مملوءة بالألغام القاتلة: مثلا كيف يا ترى لم نر أحدا يدافع عن المسيح بين هاتيك الجموع، وكأن بينها وبينه ثأرا بائتا، فلا بد من أكل لحمه على عظمه وشرب دمه! أين الجماهير التى كانت تصحبه من مكان إلى مكان حتى داخل الهيكل ويهتفون باسمه ويسجدون له ويتحدَّوْن الكهنة والصدوقيين والفريسيين من أجله؟ أين الصبيان الذين دخلوا على الخط هم أيضا وجلجلت أصواتهم بين جدران المعبد تمجيدا له؟ لقد بلغ عدد هذه الجموع يوم السمك والخبز سبعة آلاف، وكان ذلك فى بدايات الدعوة، فكيف ذابوا بهذه البساطة كما يذوب فص الملح فى الماء فلم نعد نسمع لهم حِسًّا أو عنهم خبرا؟ أين تلك الجماهير يا ترى الذين قال المؤلف المضطرب الفكر والرواية إن رؤساء اليهود خَشُوا أن يؤذوا عيسى فى العيد كيلا يثيروها ضدهم لتعاطفها معه؟ وبطبيعة الحال لا يمكن القول بأنهم قد خافوا من السلطات، فقد أخبرنا السيد متّى أن الحاكم كان متعاطفا مع المسيح، وكذلك زوجته التى رأت حلما فى المنام عنه كدّرها فتدخلت عنده تتشفع له، بل إنه كان من عادته أن يطلق لهم فى كل عيد سجينا يختارونه بأنفسهم، كما أن المسيح لم يكن يتحدى الدولة، فضلا عن أن رؤساء اليهود أنفسهم قد عملوا حساب تلك الجماهير ولم يشاؤوا مَسّ عيسى بأذى مراعاة لمشاعرهم وموقفهم منه، فلماذا الخوف إذن؟ إن العامة عندنا فى القرية، رغم جهلهم وانعدام الموهبة القصصية لديهم، دائما ما يقولون: "إن كذبتَ فاكذبْ كذبا متساويا". يعنون أنه لا بد من مراعاة أصول الفن والصنعة حتى فى الكذب! بيد أن متّى، كما هو واضح، يفتقر للحس الروائى!
كذلك عجبا أن يلوذ عيسى بن مريم بالصمت ولا يجيب على الأسئلة التى كان يوجهها له بيلاطس، وقد كان من المحتمل أن يطلق سراحه لو أنه اهتم بالدفاع عن نفسه وفضح الأكاذيب التى شنع بها اليهود عليه، فلماذا لم يفعل بالله عليه؟ ألم نره يناجى ربه فى ألم وحزن وانسحاق أن يصرف عنه تلك الكأس؟ فلماذا لم ينتهز هذه الفرصة السانحة ويجيب على أسئلة الحاكم بما يجلّى وجه الحق، ويترك الباقى على الله: فإن اقتضت مشيئته أن يُصْلَب ويُقْتَل لم يخسر شيئا، وإن غَيَّرَ سبحانه ما كان أراده من قبل، فبها ونعمت! أولم يكن ينبغى أن يهتبل هذه السانحة الأخيرة فيوضّح للناس حكاية الخطيئة الأولى وكيف نزل من عليائه كى يعيد الأمور لنصابها، على الأقل حتى يعطى الناس فرصة لمعرفة الحقيقة فلا تكون لهم حجة عند ربهم يوم القيامة، بدلا من هذا الغموض الذى يلف المسألة كلها فلا ندرى رأسنا من رجلينا؟ أيمكن أن يكون هناك حكم دون حيثيات وتوضيحات؟ ثم إن بيلاطس، لما حاول أن يثنى اليهود عن قتل عيسى وفشل، غسل يده وتبرأ من المشاركة فى ذلك العمل المجرم وقال لهم بالحرف الواحد: "أنا بَريءٌ مِنْ دَمِ هذا الــــرَّجُل! دَبَّروا أنتُم أمرَهُ"، لكننا بعد بضع كلمات نفاجأ بالسيد متّى يقول عن ذلك الحاكم بالحرف أيضا: "فأطلَقَ لهُم باراباسَ، أمّا يَسوعُ فجلَدَهُ وأسلَمَهُ لـــيُصْلَبَ"، فلا ندرى أى الروايتين نصدق؟
ثم نمضى فنقرأ: "27فأخذَ جُنودُ الحاكِمِ يَسوعَ إلى قَصرِ الحاكِمِ وجَمعوا الكَتيبةَ كُلَّها، 28فنزَعوا عَنهُ ثيابَهُ وألبَسوهُ ثَوبًا قِرمِزيُا، 29وضَفَروا إكليلاً مِنْ شَوكٍ ووضَعوهُ على رأسِهِ، وجَعَلوا في يَمينِهِ قصَبَةً، ثُمَّ رَكَعوا أمامَهُ واَستَهزأوا بِه فقالوا: "السّلامُ علَيكَ يا مَلِكَ اليَهودِ!" 30وأمسكوا القصَبَةَ وأخَذوا يَضرِبونَهُ بِها على رأسِهِ وهُم يَبصُقونَ علَيهِ. 31وبَعدَما اَستَهزَأوا بِه نَــزَعوا عَنهُ الثَّوبَ القِرمِزيَّ، وألبَسوهُ ثيابَهُ وساقوهُ ليُصلَبَ يسوع على الصليب". ولا أظن عاقلا يصدق أن شيئا من ذلك يمكن أن يحدث للإله أو لابن الإله! هذه أسطورة كأساطير الهنود والإغريق والمصريين القدماء، وهذا الإله لا يمكن أن يكون هو الله رب العالمين، بل هو إله وثنى، تعالى الله عن أن يكون له ولد أو أن يُضْرَب ويهان ويُشْتَم ويُسْتَهْزَأ به، وهو عاجز لا يملك لنفسه شيئا! والمضحك أنه بعدما انتهى كل شىء وتم الصلب والقتل يتذكر الله فقط عندئذ ولده فإذا بالكون يظلم وتثور الزلازل وتنتثر القبور ويقوم الموتى بأكفانهم وينشق حجاب الهيكل... إلى آخر ما اخترعته خيالات الرواة وأوهامهم مما سنأتى له فيما بعد! بالله أين كان هذا كله قبل وقوع المصيبة؟ وهل بعد خراب بصرة يمكن أن يصنع الواحد منا شيئا؟ ثم لماذا يقع هذا كله ويغضب الله، وهو سبحانه إنما أرسل ابنه الوحيد (يا كبدى عليه!) ليُصْلَب ويُقْتَل؟ أتراه لم يتحمل قلبه ما حدث لفلذة كبده؟ فأى إله ذلك يا ربى؟ لقد حَيَّرَنا معه أشد حيرة ولم نعد نعرف ماذا يريد بالضبط! الرحمة يا صاحب الرحمة!
ثم لماذا يكلفون سمعان حمل الصليب عن المسيح، وهم إنما حكموا عليه بالصلب ليعذبوه، فهل يتفق مع هذا الغرض وتلك النية أن يريحوه ويكلفوا رجلا غريبا ليس له فى الثور ولا فى الطحين حمل الصليب؟ وفى الترجمات الأخرى أن سمعان هذا كان من القيروان، والمعروف أن القيروان لم تبن إلا بعد ذلك التاريخ بنحو ألف عام على يد عقبة بن نافع! ثم ننظر فنجد أن الجميع يسخرون من المسيح ويسمعونه قارص القول ويتحدَّوْنه أن ينقذ نفسه أو على الأقل أن يدعو ربه فينقذه، لكننا ننصت فنجده صامتا لا يتكلم. فلماذا يا ترى، وقد كان قادرا فى أدنى تقدير أن يدعو الله أو أن يأخذ أبوه المبادرة من تلقاء نفسه ويصنع آية، لا أقول لإنقاذه، بل لتعريفهم مركزهم وإلزامهم حدودهم وإلجام أفواههم عن التهكم وقلة الأدب وإنبائهم بأن هذا الرجل المصلوب "هو ابنى الوحيد. أرسلته إليكم يا أوباش للتكفير عن إجرامكم وسفالتكم وكتبت فى لوحى المحفوظ أنه سيُصْلَب ويُقْتَل من أجل خاطركم. عليكم اللعنة!". وبهذا يخرسهم فلا يفتحون فمهم! أما أن يسكت طوال مدة المحاكمة والصلب والضرب والطعن والشتم والتجديف، ثم إذا ما انتهى كل شىء ولم يعد هناك جدوى من التدخل رأيناه يسوّد الدنيا ويثير الزلازل ويمزق الأستار ويبعث الموتى من قبورهم، ولا أدرى لماذا، فهو تصرف لا معنى له! كما لا أدرى أيضا ماذا حصل لأولئك الموتى بعد ذلك؟ أأبقاهم أحياء مقدِّرًا لهم بذلك استئناف حياة جديدة أم استردّهم سريعا وأعادهم للقبور التى جاؤوا منها قبل أن يذوقوا لذة الدنيا فيهربوا ولا يَرْضَوْا أن يعودوا مرة ثانية إلى ظلمة القبر وخنقته وديدانه وتحلل الأجساد فيه إلى رمم، وفوق ذلك يا حبيبى: "الثعبان الأقرع" الذى لم يعد شىء سواه يسكن خيالات بعض المسلمين فى الفترة الأخيرة، ولا أظن النصارى فى ذلك العهد كانوا أفضل عقلا منهم؟ ثم اللصان الظريفان اللذان لم يكونا يلقيان بالا إلى بلواهما التى يقاسيانها فوق الصليب، والمسامير المدقوقة فى أيديهما، وركبهما المكسورة، وحلقيهما المتشققين من العطش، ولا إلى المصيبة الأخرى التى تنتظرهما، وهى مصيبة الإعدام، وكانا يسخران منه مع الساخرين. غريبة! فى أى شىء نحن يا ترى: فى ... أم فى شَمّ وَرْد؟ أذكر الآن، وأنا أضحك من القرف، مسرحية "السلطان الحائر" لتوفيق الحكيم، وفيها نجد نخّاسا عليه حكم بالإعدام سينفذ فيه بعد قليل فى تلك الليلة، ومع ذلك كان يبادل جلاده النكات ويضحك معه وكأنه مقبل على البناء بعروس شابة جميلة لا على تطيير رقبته بالسيف!
وهناك فضيحة الفضائح، ألا وهى صراخ مصلوبنا واستغاثته بأبيه وسؤاله إياه: لماذا تركتنى؟ الله أكبر! تَرَكَك؟ وماذا كنت تنتظر منه أن يفعل، وهو إنما اختارك اختيارا للصلب والقتل؟ ثم عندنا أيضا الــ"كم" معجزة التى وقعت عند طلوع روحه: انشقاق أرض، على قيام أموات، على تمزق ستار هيكل، على انفلاق صخور! ولا تسأل كيف لم يسجل التاريخ شيئا من ذلك، فهذه أمور بسيطة ينبغى ألا تعكر صفو مزاجنا ونحن نقرأ مثل هذه القصص المسلية! ولكن الإنسان لايستطيع أن يحبس نفسه عن الاستفسار عن وجه الحكمة فى هذه المعجزات الغاضبة: هل الله سبحانه وتعالى قد تراجع وندم بعدما أحس بلذع الفقد؟ لكن هل يتراجع الإله ويتألم ويشعر بالفقد مثلما نفعل نحن البشر الفانين؟ يا عيب الشؤم! إذن فلماذا هذا الغضب العنيف التى تزلزلت له الأرض وتناثرت الصخور واستيقظ الموتى وانشق حجاب المعبد؟ أم تراها تهويشا فاضيا لا يقدم ولا يؤخر لا هدف من ورائه سوى حفظ ماء الوجه: "51فاَنشَقَّ حِجابُ الهَيكلِ شَطرَينِ مِنْ أعلى إلى أسفَلَ. وتَزلْزَلتِ الأرضُ وتَشقَّقتِ الصٌّخورُ. 52واَنفتَحَتِ القُبورُ،. فقامَتْ أجسادُ كثير مِنَ القِدَّيسينَ الرّاقِدينَ. 53وبَعدَ قيامَةِ يَسوعَ، خَرَجوا مِنَ القُبورِ ودَخلوا إلى المدينةِ المقدَّسَةِ وظَهَروا لِكثير مِنَ النّاسِ". والطريف أن كل ما كان من رد فعل بين الحاضرين لهذه الكوارث هو ما قاله فقط الضابط والجنود المكلفون بحراسة المسيح: "فلمّا رأى القائِدُ وجُنودُهُ الَّذينَ يَحرُسونَ يَسوعَ الزَّلزالَ وكُلَ ما حدَثَ، فَزِعوا وقالوا: "بالحَقيقةِ كانَ هذا الرَّجُلُ اَبنَ الله!". وهذا كل ما هنالك، وكأن ابن الله حاجة "ببلاش كده" تمتلئ بها أسواق الليمون! والأنكى أنه لم يكن هناك "رجل" واحد يهتم بابن الله رغم كل ذلك. كل من كان هناك كنّ من النساء: "55وكانَ هُناكَ كثيرٌ مِنَ النَّساءِ يَنظُرنَ عَنْ بُعدٍ، وهُنَّ اللَّواتي تَبِعنَ يَسوعَ مِنَ الجَليلِ ليَخدُمْنَه، 56فيهِنّ مَريمُ المَجدليَّةُ، ومَريمُ أمٌّ يَعقوبَ ويوسفَ، وأُمٌّ اَبنَي زَبدي". ولكن لم لا، والعصر الآن هو عصر الفيمينزم؟ ألم تسمعوا بالمرأة المخبولة التى تعلن تمردها على الحمل والولادة وتريد من زوجها أن يحمل مثلها ويلد، وإن كانت قد نسيت أن تخبرنا كيف يحمل ولا فى أى عضو من جسده يمكن أن يتم الحمل. إنها لمشكلة حقا، إلا أن الأمر بالنسبة للقُمّص المنكوح محسومة، فدبره يصلح لأشياء كثيرة، بل هو فى الواقع يصلح لكل شىء؟؟؟؟؟؟؟وعادَ يَسوعُ إلى مُخاطَبَةِ الجُموعِ بالأمثالِ، فقالَ: 2"يُشبِهُ مَلكوتُ السَّماواتِ مَلِكًا أقامَ وليمَةً في عُرسِ اَبنِه. 3فأرسَلَ خدَمَهُ يَستَدْعي المَدعُوَّينَ إلى الوَليمَةِ، فرَفَضوا أنْ يَجيئوا. 4فأرسَلَ خدَمًا آخرينَ ليقولوا للمَدعُوّينَ: أعدَدْتُ وليمَتي وذَبَحتُ أبقاري وعُجولي المُسمَّنةَ وهيَّأتُ كُلَ شيءٍ، فتعالَوْا إلى العُرسِ! 5ولكنَّهُم تهاوَنُوا، فمِنهُم مَنْ خرَجَ إلى حقلِهِ، ومِنهُم مَنْ ذهَبَ إلى تِجارَتِهِ، 6والآخرونَ أمسكوا خَدَمَهُ وشَتَموهُم وقَتَلوهُم. 7فغَضِبَ الملِكُ وأرسَلَ جُنودَهُ، فأهلَكَ هؤلاءِ القَتَلةَ وأحرَقَ مَدينَتَهُم. 8ثمَّ قالَ لخَدَمِهِ: الوَليمةُ مُهيَّأةٌ ولكنَّ
المَدعُوّينَ غَيرُ مُستحقّينَ، 9فاَخرُجوا إلى مَفارقِ الطٌّرُقِ واَدعُوا إلى الوَليمَةِ كُلَ مَنْ تَجِدونَهُ. 10فخرَجَ الخَدَمُ إلى الشَّوارعِ وجَمَعوا مَنْ وجَدوا مِنْ أشرار وصالِحينَ، فاَمتلأتْ قاعَةُ العُرسِ بالمدعُوَّينَ.
11فلمّا دخَلَ المَلِكُ ليَرى المدعوّينَ، وجَدَ رجُلاً لا يَلبَسُ ثِـيابَ العُرسِ. فقالَ لَه: 12كيفَ دَخَلتَ إلى هُنا، يا صَديقي، وأنتَ لا تلبَسُ ثِـيابَ العُرسِ? فسكَتَ الرَّجُلُ. 13فقالَ المَلِكُ للخَدَمِ: اَربُطوا يَدَيهِ ورِجلَيهِ واَطرَحوهُ خارِجًا في الظَّلامِ فهُناكَ البُكاءُ وصَريفُ الأسنانِ. 14لأنَّ المدَعُوّينَ كَثيرونَ، وأمّا المُختارونَ فَقليلونَ".
دفع الجزية إلى القيصر.
15وذهَبَ الفَرّيسيّونَ وتَشاوَروا كيفَ يُمسِكونَ يَسوعَ بِكلِمَةٍ. 16فأرسلوا إلَيهِ بَعضَ تلاميذِهِم وبَعضَ الهيرودُسيـّينَ يَقولونَ لَه: "يا مُعَلَّمُ، نَعرِفُ أنَّكَ صادقٌ، تُعلَّمُ بِالحَقَّ طَريقَ الله، ولا تُبالي بأحدٍ، لأنَّكَ لا تُراعي مَقامَ النّاسِ. 17فقُلْ لنا: ما رأيُكَ؟ أيَحِلُّ لنا أنْ نَدفَعَ الجِزْيَةَ إلى القَيصَرِ أم لا؟"
18فعرَفَ يَسوعُ مَكرَهُم، فقالَ لهُم: "يا مُراؤونَ! لِماذا تُحاوِلونَ أنْ تُحْرِجوني؟ 19أرُوني نَقدَ الجِزْيةِ!" فناولوهُ دينارًا. 20فقالَ لهُم: "لِمَن هذِهِ الصّورَةُ وهذا الاسمُ؟" 21قالوا: "لِلقَيصَرِ!" فقالَ لهُم: "اَدفَعوا، إذًا، إلى القَيصَرِ ما لِلقَيصَرِ، وإلى الله ما لله!" 22فتَعَجَّبوا مِمّا سَمِعوهُ، وتَركوهُ ومَضَوْا.
قيامة الأموات.
23وفي ذلِكَ اليومِ جاءَ إلى يَسوعَ بَعضُ الصدّوقيـّينَ، وهُمُ الَّذينَ يُنكِرونَ القِـيامَةَ، وسألوهُ: 24"يا مُعلَّمُ، قالَ موسى: إنْ ماتَ رجُلٌ لا ولَدَ لَه، فَلْيَتَزوَّجْ أخوهُ اَمرأتَهُ ليُقيمَ نَسلاً لأخيهِ. 25وكانَ عِندَنا سبعةُ إخوةٍ، فتَزوَّجَ الأوَّلُ وماتَ مِنْ غَيرِ نَسلٍ، فتَرَكَ اَمرأتَهُ لأخيهِ. 26ومِثلُهُ الثّاني والثّالِثُ حتَّ? السّابِــــــعُ. 27ثُمَّ ماتَتِ المرأةُ مِنْ بَعدِهِم جميعًا. 28فلأيَّ واحدٍ مِنهُم تكونُ زوجةً في القيامةِ؟ لأنَّها كانَت لَهُم جميعًا".
29فأجابَهُم يَسوعُ: "أنتُم في ضَلالٍ، لأَّنكُم تَجهَلونَ. الكُتُبَ المُقَدَّسةَ وقُدرَةَ الله. 30ففي القِـيامَةِ لا يَتَزاوَجونَ، بلْ يكونونَ مِثلَ مَلائِكَةٍ في السَّماءِ. 31وأمّا قيامَةُ الأمواتِ، أفَما قَرَأتُم ما قالَ الله لكُم: 32أنا إلــهُ إبراهيمَ، وإلــهُ إسحقَ، وإلــهُ يعقوبَ؟ وما كانَ الله إلــهَ أمواتٍ، بل إلــهُ أحياءٍ".
33وسَمِعَ الجُموعُ هذا الكلامَ، فتَعَجَّبوا مِنْ تَعليمِهِ.
الوصية العظمى.
34وعَلِمَ الفَرّيسيّونَ أنَّ يَسوعَ أسكَتَ الصَدّوقيـّينَ، فاَجتمعوا معًا. 35فسألَهُ واحِدٌ مِنهُم، وهوَ مِنْ عُلماءِ الشَّريعةِ، ليُحرِجَهُ: 36"يا مُعَلَّمُ، ما هي أعظمُ وصِيَّةٍ في الشَّريعةِ؟"
37فأجابَهُ يَسوعُ: "أحِبَّ الرَّبَّ إلهَكَ بِكُلٌ قَلبِكَ، وبِكُلٌ نفسِكَ، وبكُلٌ عَقلِكَ. 38هذِهِ هيَ الوصِيَّةُ الأولى والعُظمى. 39والوصِيَّةُ الثّانِـيةُ مِثْلُها: أحِبَّ قَريبَكَ مِثلَما تُحبٌّ نفسَكَ. 40على هاتينِ الوصِيَّـتَينِ تَقومُ الشَّريعةُ كُلٌّها وتَعاليمُ الأنبـياءِ".
المسيح وداود.
41وبَينَما الفَرّيسيّونَ مُجتمِعونَ سألَهُم يَسوعُ: 42"ما قولُكُم في المَسيحِ؟ اَبنُ مَنْ هوَ؟" قالوا لَه: "اَبنُ داودَ!" 43قالَ لهُم: "إذًا، كيفَ يَدعوهُ داودُ رَبُا، وهوَ يَقولُ بِوَحْيٍ مِنَ الرٌّوحِ: 44قالَ الرَّبٌّ لِرَبّـي: اَجلِسْ عَنْ يَميني حتَّى أجعَلَ أعداءَكَ تَحتَ قَدَمَيْكَ. 45فإذا كانَ داودُ يَدعو المَسيحَ رَبُا، فكَيفَ يكونُ المَسيحُ اَبنَهُ؟"
46فما قدِرَ أحدٌ أن يُجيبَهُ بكَلِمَةٍ، ولا تجرَّأَ أحدٌ مِنْ ذلِكَ اليومِ أنْ يَسألَهُ عَنْ شَيءٍ".
أحسب أن القارئ الآن يدرك أفضل من ذى قبل كيف أن رسالة السيد المسيح محصورة فى ضرب الأمثال عن ملكوت السماوات وإلقاء بعض المواعظ المغرقة فى المثالية والتى تبدو للعيون عن بعد شيئا رائعا، لكننا إذا اقتربنا منها وحللناها هالنا عدم واقعيتها وتأبيها على التطبيق مهما فعلنا، ببساطة لأنها تدابر الفطرة البشرية، وإلا فكم واحدا من البشر، وبالذات من المنافقين الذين يرددون كالثعالب هذا الكلام، ينفّذ شيئا من هذا فى الواقع؟ والعجيب أن فريقا كبيرا من أولئك الذين يسببون لنا خَوْتة الدماغ بسبب تصايحهم الساذج بهذه الشعارات الخاوية هم أول الناس تمردا عليها ونفورا من التمسك بها على أرض الواقع، فتراهم قليلى الأدب سفلة هجامين معتدين كذابين مزورين متباذئين يتطاولون على أشرف المرسلين رغم كل كلامهم عن التسامح و"من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر" حتى مللنا وأحسسنا بالغثيان والرغبة فى القىء! هذه هى رسالة السيد المسيح، ولست أقلل منها ولا منه عليه السلام، لكنى أقول إننا إذا وضعناها تجاه رسالة المصطفى لبدا لنا للوهلة الأولى كيف أن نبوة ابن مريم لا تشكل أكثر من ركن صغير لطيف من الدار الوسيعة الفسيحة التى بناها ابن عبد الله، أو هى بمثابة "دكّانة صغيرة مُحَنْدَقة" بالنسبة لما يسمونه فى الإنجليزية: "هايبر ماركت". هذا بالضبط هو الوضع الحقيقى لتَيْنِك الرسالتين ورسوليهما، مع احترامنا للاثنين لأنهما كليهما من عند الله.
وقد وصلتنى الليلة رسالة مضحكة ينصحنى فيها السذج الثلاثة الذين نقلوها من أحد المواقع المهجرية وبعثوا بها لى أن أُسْلِم نفسى للسيد المسيح وأترك الإسلام، ذلك الدين النرجسى السادى الذى أتى به رسول شيطان. يقولون هذا بكل أدب ظاهرى، لكن فيه قلة الأدب التى تخطر والتى لا تخطر على البال، وفيه كذلك الكفر كله، والسفالة التى فى الدنيا جمعاء. وهؤلاء المآبين الزِّيكُووِيّون السادرون فى سذاجتهم وهمجيتهم وبدائية تفكيرهم وتدنى مستوى فهومهم وعامية منطقهم يتصورون أن هذا الأسلوب يمكن أن يؤثر فى أحدٍ ممن لديه ذرة من العقل والثقافة، ولا يريدون أن يفهموا أن ما يطلبونه إنما هو التخلف بعينه، وأن أتباع محمد (لا الذين يعبدون عيسى من دون الله) هم فى الحقيقة محبّو عيسى الذين يفهمون رسالته حق الفهم ويخلصون لها من كل قلوبهم. إننا مع التوحيد الذى جاء به المسيح وكل الأنبياء صلى الله عليهم أجمعين، ولا يعقل أن يشذ المسيح عليه السلام عن جميع النبيين والمرسلين فيأتى وحده دونهم بالتثليث. هذه وثنية وتخلف عقيدى ذهب وذهبت أيامه، لا أرجعها الله، أما إذا أرادت طائفة من البشر أن يتمسكوا بهذا التخلف وتلك البدائية التى إنما تناسب الناس فى جاهليتهم الأولى فهم وشأنهم، لكن ينبغى أن يتمتعوا بما يسمَّى فى لغة المتحضرين: "الذوق"! فليس من المعقول أن يأتى رجلٌ كلُّ حظه من الثقافة أنه يفك الخط فيطلب من أستاذ جامعى مثلا أن يترك أستاذيته وينصت لما عنده من علم عظيم لم يأت به عالم من قبل ولن يأتى به من بعد! بالله ما الذى يمكن أن تقوله لمثل هذا الجاهل المتخلف الذى يتصور بجهله وتخلفه أن الله يتجسد ويتبول ويخرأ ويقتله عباده ويهينونه ويبصقون عليه؟ أى إلهٍ هُزُؤٍ هذا الإله؟ أَوَعَدِمَتِ الآلهةُ ولم يعد هناك آلهة بحق وحقيق؟ بئست هذه ألوهية!
ثم عاد المسيح إلى تهديده لبنى إسرائيل بأن النبوة ستتحول عنهم جراء صلابة رقابهم واستمرار كفرهم وإيذائهم الأنبياء أو قتلهم إياهم، وهذا هو المغزى الذى يومئ إليه المثل الأول فى هذا الفصل. لقد فضل الله سبحانه وتعالى بنى إسرائيل يوما على العالمين، لكنهم لقصور عقولهم وغرورهم حسبوا أنه جل وعلا إنما فضلهم لما فيهم من فضل ذاتى لا لنزول رسالات السماء فيهم وتمثيلهم العقيدة التوحيدية ردحا من الزمن فى المحيط الوثنى العالمى من حولهم، وأنهم مهما فعلوا وعاندوا وكفروا لا يمكن أن يحاسَبوا ويعاقَبوا كسائر الأمم، أما إن كانت هناك مؤاخذة وحساب فلن تمسهم النار إلا أياما معدودات، "وغَرَّهم فى دينهم ما كانوا يَفْتَرُون" كما جاء فى القرآن الكريم، فنبههم السيد المسيح أنْ "صَحّ النوم"، فقد أصبحنا فى "الضُّحَى العالى" و"راحت عليكم نومة" بل راح عليكم كل شىء، واقتضى الوضع الجديد أن تتحول عنكم النبوة إلى أمة أخرى هى أمة العرب، التى اقتضت مشيئة الله أن يظهر من بينها رسول يحمل رسالة السماء إلى الدنيا كلها لا إلى قومه وحدهم، وهو ما كان، لكن بنى إسرائيل ظلوا بعقولهم الزَّنِخة على جحودهم وعنادهم ماضين لا يريدون أن يفهموا أن الدنيا قد تغيرت، ثم جاء أتباع السيد المسيح فغَلَوْا فيه وبدلا من أن يصلحوا الأمر أفسدوه إفسادا شنيعا. ولنقرأ:
وعادَ يَسوعُ إلى مُخاطَبَةِ الجُموعِ بالأمثالِ، فقالَ: 2"يُشبِهُ مَلكوتُ السَّماواتِ مَلِكًا أقامَ وليمَةً في عُرسِ اَبنِه. 3فأرسَلَ خدَمَهُ يَستَدْعي المَدعُوَّينَ إلى الوَليمَةِ، فرَفَضوا أنْ يَجيئوا. 4فأرسَلَ خدَمًا آخرينَ ليقولوا للمَدعُوّينَ: أعدَدْتُ وليمَتي وذَبَحتُ أبقاري وعُجولي المُسمَّنةَ وهيَّأتُ كُلَ شيءٍ، فتعالَوْا إلى العُرسِ! 5ولكنَّهُم تهاوَنُوا، فمِنهُم مَنْ خرَجَ إلى حقلِهِ، ومِنهُم مَنْ ذهَبَ إلى تِجارَتِهِ، 6والآخرونَ أمسكوا خَدَمَهُ وشَتَموهُم وقَتَلوهُم. 7فغَضِبَ الملِكُ وأرسَلَ جُنودَهُ، فأهلَكَ هؤلاءِ القَتَلةَ وأحرَقَ مَدينَتَهُم. 8ثمَّ قالَ لخَدَمِهِ: الوَليمةُ مُهيَّأةٌ ولكنَّ المَدعُوّينَ غَيرُ مُستحقّينَ، 9فاَخرُجوا إلى مَفارقِ الطٌّرُقِ واَدعُوا إلى الوَليمَةِ كُلَ مَنْ تَجِدونَهُ. 10فخرَجَ الخَدَمُ إلى الشَّوارعِ وجَمَعوا مَنْ وجَدوا مِنْ أشرار وصالِحينَ، فاَمتلأتْ قاعَةُ العُرسِ بالمدعُوَّينَ. 11فلمّا دخَلَ المَلِكُ ليَرى المدعوّينَ، وجَدَ رجُلاً لا يَلبَسُ ثِـيابَ العُرسِ. فقالَ لَه: 12كيفَ دَخَلتَ إلى هُنا، يا صَديقي، وأنتَ لا تلبَسُ ثِـيابَ العُرسِ? فسكَتَ الرَّجُلُ. 13فقالَ المَلِكُ للخَدَمِ: اَربُطوا يَدَيهِ ورِجلَيهِ واَطرَحوهُ خارِجًا في الظَّلامِ فهُناكَ البُكاءُ وصَريفُ الأسنانِ. 14لأنَّ المدَعُوّينَ كَثيرونَ، وأمّا المُختارونَ فَقليلونَ". صلى الله وسلم على عيسى بن مريم، الذى جاء بالحق وصدّق المرسلين، لكن القوم ألهوه وأعادونا إلى المربع رقم واحد، وكأنك يا أبا زيد ما غزوت! ومع ذلك فمذهبنا أن كل إنسان حر فيما يختار لنفسه، لكن قلة الأدب والسفالة لا يمكن أن يسكت عليها أىّ حرّ كريم!
ثم ينتقل متّى فى حكايته المسماة خطأً بــ"الإنجيل" إلى موضوع آخر مهم هو موضو ع الجزية. وأرجو أن يقرأ الجميع (مسلمون ونصارى وعفاريت زرق) الكلام الذى قاله السيد المسيح فى هذا الموضوع طبقا لما حدثنا به متّى: "15وذهَبَ الفَرّيسيّونَ وتَشاوَروا كيفَ يُمسِكونَ يَسوعَ بِكلِمَةٍ. 16فأرسلوا إلَيهِ بَعضَ تلاميذِهِم وبَعضَ الهيرودُسيـّينَ يَقولونَ لَه: "يا مُعَلَّمُ، نَعرِفُ أنَّكَ صادقٌ، تُعلَّمُ بِالحَقَّ طَريقَ الله، ولا تُبالي بأحدٍ، لأنَّكَ لا تُراعي مَقامَ النّاسِ. 17فقُلْ لنا: ما رأيُكَ؟ أيَحِلُّ لنا أنْ نَدفَعَ الجِزْيَةَ إلى القَيصَرِ أم لا؟"18فعرَفَ يَسوعُ مَكرَهُم، فقالَ لهُم: "يا مُراؤونَ! لِماذا تُحاوِلونَ أنْ تُحْرِجوني؟ 19أرُوني نَقدَ الجِزْيةِ!" فناولوهُ دينارًا. 20فقالَ لهُم: "لِمَن هذِهِ الصّورَةُ وهذا الاسمُ؟" 21قالوا: "لِلقَيصَرِ!" فقالَ لهُم: "اَدفَعوا، إذًا، إلى القَيصَرِ ما لِلقَيصَرِ، وإلى الله ما لله!" 22فتَعَجَّبوا مِمّا سَمِعوهُ، وتَركوهُ ومَضَوْا". فعيسى بن مريم يوجب على أتباعه أن يدفعوا الجزية لحكامهم أيا كان هؤلاء الحكام وألا يثيروا بشأنها شَغْبًا تحت أى دعوى. فهل يتصرف من يزعمون أنهم أتباع عيسى عليه السلام بناء على هذه الفتوى الصريحة الواضحة التى لا تحتمل لبسا، ورغم ذلك نراهم يختلقون المشاكل فى البلاد الإسلامية التى يعيشون فيها على أحسن ما يرام ودون أن يدوس أحد لهم على طرف، فيزعمون أن دفعهم الجزية أمر غير مقبول، مع أن أحدا من المسلمين لم يقل لهم: ادفعوا الجزية. وهل هناك دولة إسلامية تمشى الآن على شريعة محمد كاملة؟
هذه واحدة، والثانية أن المسيح يقول فى معرض رده على سؤال المنافقين اليهود الغَدَرة إنهم يريدون أن يحرجوه، ومن الواضح أنه كان ضائق الصدر بهذا الإحراج، فهل هناك إله يقول هذا لعباده، اللهم إلا أن يكون إلها فالصو وارد العالم الثالث من الآلهة التى تصنع تحت السلم، وليس إلها أصليا من الذين تصنعهم اليابان؟ لقد كنت أظن أنه سيمحقهم بكلمة واحدة من فمه أو بإشارة من إصبعه أو بمكالمة من هاتفه الخلوى لمَلَكٍ من الملائكة الذين وضعهم الله فى ملكوت السماوات تحت أمره وفى خدمته! أم تراه لما وجد نفسه وحيدا دون ملائكة حوله شعر بالارتباك والحيرة وأخذه الخجل وكان ما كان من خوفه من الإحراج، ناسيا أنه إله أو ابن إله، وأنه من العيب أن يشعر إله بالحرج، وممن؟ من بعض مخلوقاته! ونقول لهم إن هذا الكلام لا يمكن أن يكون وحيا سماويا ولا أن يكون وراءه الروح القدس، فيتركون الجواب عن هذا الاعتراض ويستديرون يشتمون الرسول الكريم صلى لله عليه وسلم! يا سفلة، هل عليكم عفريت اسمه "محمد"؟ فأين الوداعة والسماحة والرقة والمحبة والتواضع والسلام والسكينة (كفاية يا عمنا! قطّعتَ قلبى! حرام عليك!)؟ ودعونا من حكاية الصفع على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر! ثم لماذا الإحراج، وهو إنما جاء ليُقْتَل على الصليب؟ فمم يخاف إذن؟ إنه مقتول مقتول، فلم الخوف؟ أم تراه كان يريد أن يفطّ من أداء المهمة التى كلفه أبوه بها؟ ولنلاحظ أنه لم يعترض على مناداة اليهود له بــ"يا معلم"، أى أنه لا هو ابن الله ولا الله ذاته، أستغفر الله.
ثم السؤال الخاص بالعلاقة بين الرجال والنساء فى ملكوت السماوات: كيف ستكون؟ وقد طرح اليهود السؤال وكأنه سيكون هناك زواج وتزويج وعقدٌ وتسجيل وشهود وتحريمٌ وتحليلٌ كالذى هنا. وبطبيعة الحال لا يوجد شىء كهذا هناك، بل سعادة دائمة ولذائذ لا حصر لها ولا تَنْفَد أبدا ولا يعتريها قلق ولا ألم ولا خوف، ولا يصاحبها شىء مما يصاحبها فى الدنيا من مَغْص أو طَمْث أو بول أو بَراز أو صُنَان...إلخ. لذلك كان جواب المسيح، إن صح أنه جوابه فعلا، أن هؤلاء المنافقين الغَدَرَة لا يعرفون شيئا عن الكتب المقدسة وقدرة الله. وهذا صحيح، فقدرة الله لا حد لها، وقياس الجنة أو ملكوت الله على الدنيا خطأ منهجى وإيمانى معا، فللعالم الآخر قوانينه التى تختلف عن قوانين الدنيا: "يومَ تُبَدَّل الأرضُ غَيْرَ الأرض والسماواتُ". وما المانع إذن أن يخلق الله من كل شخص أكثر من نسخة إن أراد أكثرُ من واحد من أهل الجنة أن يستمتعوا بصحبته أو صداقته أو مسامرته... إلخ. وعلى هذا فلا نستبعد أن تكون هناك أكثر من نسخة لتلك المرأة التى ضربها اليهود مثلا يحرجون به المسيح عليه السلام، بحيث تكون لكل واحد من السبعة التى يريدونها جميعا: نسخته الخاصة به. وهذا طبعا إن راح أولئك الغجر الأوغاد رائحتها من على بُعْد مليون سنة ضوئية، ولا إخال!
أما سؤال عيسى عليه السلام: من يكون المسيح؟ وابن من هو؟ فهو خِزْىٌ ما بعده خزى لكل الأطراف، وإلى القراء بيان ذلك: إن عيسى يعترض على من قال إنه "ابن داود" بقوله: لو أنه كان حقا ابن داود فلماذا قال عنه داود: "رَبِّى"؟ ومعنى هذا أنه ليس ابن داود، مع أنه قد سبق (كما رأينا أكثر من مرة) أن ناداه بعضهم أو وصفه بــ"ابن داود"، فلم يعترض عليه ولا قدم له البديل الصحيح، بل كان يجيبه ويقضى له ما يريد! ليس ذلك فقط، بل إن كاتب الإنجيل الذى بين يدينا، وهو السيد متّى، يقول بعظمة لسانه إنه من سلالة داود كما شاهدنا فى سلسلة النسب الكريم التى تضم بين حلقاتها "داود وبتشبع"، ولا داعى لأن نقلب الصفحات القديمة الفاضحة الخاصة بهذين العاشقين الفاجرين ولا بنسبة السيد المسيح إلى يوسف النجار حسبما يَرْوُون هم لا نحن، لأن كلامنا "كخّة"!
ثم كيف يمكننا أن نعتمد على كلام داود، ذلك الزانى المجرم قتَّال القَتَلة كما صوروه؟ هذه أولا. وثانيا كيف يمكن من يدعى أن المسيح هو الرب أن يثبت أن كلام داود هنا هو عن السيد المسيح؟ هل يصدقنى أحد إذا قلت له إننى أنا المقصود بكلمة "ربى" هذه؟ طبعا ستقولون: وما دليلك على هذا؟ وهذه فى الواقع إجابة سديدة وحصيفة، ولذلك سوف أتكئ عليها فى ردى على هذا التخبيص، فأقول: وأين الدليل على أن المقصود بــ"ربى" فى كلام داود هو المسيح؟ لا دليل والله العظيم، إنما هو العبث والتعسف والاستبلاه! هل جاء ذكر المسيح فى هذا المزمور على نحو ينصرف الكلام معه حتما إلى عيسى بن مريم؟ ورابعا (أو خامسا، لا أدرى بالضبط): أليس داود هذا هو ابن الله كما جاء فى العهد القديم ذاته الذى تريدون منا أن نصدق الآن بما قاله عن "رَبِّى" هذه كى تَبْنُوا عليها أن المسيح هو ابن الله؟ فارْسُوا لكم أوّلاً على بَرّ: من هو ابن الله؟ داود أم المسيح أم آدم أم لا أدرى من أيضا؟ فإذا أردتم أن تعتمدوا على العهد القديم فى إثبات بنوة المسيح لله رب العالمين، فقولوا أولا إن آدم ابن الله، وإن داود ابن الله، وإن أولئك الشبان الذين كانوا فى مبتدإ التاريخ البشرى والذين رَأَوْا أن بنات الناس حَسَنات واتخذوهن زوجات لهم حسبما ذكر لنا ملفقو سفر "التكوين" هم أبناء الله أيضا، كما لا بد لكم أولا من الإقرار بأن كل النصارى هم أبناء الله بنصّ الصلاة التى علمهم إياها المسيح: "أبانا الذى فى السماوات..."...إلخ، وأن موسى كان إله هارون، وهارون نبيّه طبقا لما قاله ملفّق سِفْر "الخروج". كما أنكم لصوصٌ غُشْم، وهذا النوع من التزوير والبكش يحتاج لموهبة لصٍّ أذكى منكم كثيرا، لصٍّ يستطيع أن يسرق الكحل من العين، وهو ما لم وما لن تصلوا إليه! وسادسا أن كلمة "ربى" (كما جاء فى "تفسير الكتاب المقدس" للدكتور فرانسيس دافدسون وغيره/ ط2/ دار منشورات التفسير/ بيروت/ 3/ 110) هى ترجمة لكلمة "أدوناى" بالعبرية التى تعنى أيضا مجرد لقب يدل على الاحترام مثلما ورد فى سفر "التكوين" (23/ 6)، ولذلك تُرْجِمت فى نسخة الكتاب المقدس اللبنانية التى أعتمد عليها هنا بــ"سيدى الملك": "قالَ الرّبُّ لسيِّدي الملِك: إجلسْ عَنْ يَميني حتى أجعَلَ أعداءَكَ مَوطِئًا لِقدَمَيكَ"، بالإضافة إلى ما جاء فى ذلك التفسير من أن هذا الكلام ينطبق، على نحو ما، على داود وسليمان، اللذين كانا يمارسان الحكم باسم الرب. ولماذا نضيع وقتنا إذا كان بمكنتنا أن نضع نص المزمور كله بين أيدى القراء الكرام ليَرَوْا بأنفسهم ماذا يقصد كاتبه؟ وها هو ذا النص من النسخة اللبنانية التى أعتمد عليها فى هذه الدراسة:
"مزمورٌ لِداوُدَ: قالَ الرّبُّ لسيِّدي الملِك: "إجلسْ عَنْ يَميني حتى أجعَلَ أعداءَكَ مَوطِئًا لِقدَمَيكَ». 2صَولجانُ عِزِّكَ يُرسِلُهُ الرّبُّ مِنْ صِهيَونَ، ويقولُ: «تسَلَّطْ في وسَطِ أعدائِكَ». 3شعبُكَ يَلتَفُّ حَولَكَ طَوعًا يومَ تقودُ جنودَكَ على الجبالِ المُقدَّسةِ، فَمِنْ رَحِمِ الفَجرِ حَلَ كالنَّدى شبابُكَ. 4أقسَمَ الرّبُّ ولن يندَمَ: «أنتَ كاهنٌ إلى الأبدِ على رُتبَةِ مَلكيصادَقَ". 5الرّبُّ يقِفُ عَنْ يَمينِكَ ويُهَشِّمُ المُلوكَ يومَ غضَبِهِ. 6يَدينُ في الأمَمِ، وبالجثَثِ يملأُ الأوديةَ. تحْمَرُّ تِلالُ الأرضِ الشَّاهِقَة ُ 7وتُسقَى الأوديةُ دِماءً، فيرتَفِعُ رَأسُكَ أيُّها المَلِكُ". وكما ترى فمتّى قد اقتطع كعادته المهبَّبة ما يريد وما يظن أنه ينفعه وتَرَك ما لا يريد لأنه سيفضحه. كيف؟ لقد أخذ الجلوسَ على يمين الرب ظنا منه أنه يدل على أن المسيح هو ابن الله، مع أنه رغم ذلك لا يدل على هذا المعنى. وفوق هذا فإن الله لم يجعل أعداء المسيح موطئا لقدميه، بل مكّنهم من قتله وصلبه وإهانته وشتمه وتكسير ركبتيه وطعْنه فى جنبه بالرمح كما أخبرنا كتاب الأناجيل. ثم إن المسيح لم يكن له جنود يقودها لا على الجبال المقدسة ولا على الجبال المدنسة لأنه لم يكن قائدا أصلا: لا عسكريا ولا سياسيا، بل عندما سئل عن الجزية قال لهم: أَدُّوها لقيصر، وعدّ ذلك إحراجا له، وهرب بتلك الطريقة بعيدا عن الموضوع، وليس هذا تصرف القادة. ثم متى كان المسيح كاهنا على رتبة ملكيصادق أو حتى على رتبة الفريق صادق؟ لقد كان حملة شرسة على الكهانة والكهان كما رأينا. وفى النهاية ففى أول النص أن الله سيُجْلِسه على يمينه، على حين نفاجأ فى آخر النص بأنه سوف يُجْلِسه على شماله (ما دام سبحانه سوف يجلس عن يمينه). وحين يجدون لهذه وحدها حلا يستطيعون أن يقابلونى! ثم عندما نقول لهم: إن كتابكم مخرِّف ومحرَّف، يشتمون سيد البشر والأنبياء. خيبة الله على أصحاب العقول المظلمة التى يخيّم عليها العنكبوت ويَعِيث فيها الدود مثل أدبارهم المنتنة! ؟؟؟؟؟؟؟ولمّا قَرُبوا مِنْ أُورُشليمَ ووَصَلوا إلى بَيتِ فاجي عِندَ جبَلِ الزَّيتونِ، أرسَلَ يَسوعُ اَثنَينِ مِنْ تلاميذِهِ، 2وقالَ لهُما: "اَذهَبا إلى القريةِ التي أمامكُما، تَجِدا أتانًا مربوطةً وجَحشُها مَعها، فحُلاَّ رِباطَهُما وجيئا بِهِما إليَّ. 3وإنْ قالَ لكُما أحدٌ شيئًا، فأجيبا: "السيَّدُ مُحتاجٌ إلَيهِما، وسيُعيدُهُما في الحالِ".
4وكانَ هذا لِـيَــتِمَّ ما قالَ النَّبـيٌّ: 5."قولوا لابنَةِ صِهيونَ: ها هوَ مَلِكُكِ قادِمٌ إلَيكِ وديعًا راكِبًا على أتانٍ وجَحشٍ اَبنِ أتانٍ".
6فذهَبَ التَّلميذانِ وفَعَلا ما أمرَهُما بِه يَسوعُ 7وجاءا بالأتانِ والجَحشِ. ثُمَّ وضَعا علَيهِما ثَوبَيْهِما، فركِبَ يَسوعُ. 8وبَسَطَ كثيرٌ مِنَ النّاسِ ثيابَهُم على الطَّريقِ، وقطَعَ آخَرونَ أغصانَ الشَّجرِ وفَرَشوا بِها الطريقَ. 9وكانَتِ الجُموعُ التي تتَقَدَّمُ يَسوعَ والتي تَتْبَعُهُ تَهتِفُ: "المَجْدُ لاَبنِ داودَ! تبارَكَ الآتي بِاَسمِ الرَّبَّ! المجدُ في العُلى!"
10ولمّا دخَلَ يَسوعُ أُورُشليمَ ضَجّتِ المدينةُ كُلٌّها وسألَتْ: "مَنْ هذا؟" 11فأجابَتِ الجُموعُ: "هذا هوَ النَّبـيٌّ يَسوعُ مِنْ ناصرةِ الجليلِ".
يسوع يطرد الباعة من الهيكل.
12.ودخَلَ يَسوعُ الهَيكلَ وطرَدَ جميعَ الَّذينَ يَبـيعونَ ويَشتَرونَ فيهِ، فقَلَبَ مناضِدَ الصَّيارِفَةِ ومَقاعِدَ باعَةِ الحَمامِ، 13وقال لهُم: "جاءَ في الكِتابِ: بَيتي بَيتُ الصَّلاةِ، وأنتُم جَعَلْتُموهُ مغارَةَ لُصوصٍ!"
.14وجاءَ إلَيهِ العُرجُ والعُميانُ وهوَ في الهَيكلِ فشَفاهُم. 15فغَضِبَ رُؤساءُ الكَهنَةِ ومُعلَّمو الشَّريعةِ عِندَما رَأَوا المُعْجزاتِ التي صَنَعَها، وغاظَهُم هُتافُ الأولادِ في الهَيكَلِ: "المجدُ لاَبنِ داودَ!" 16فقالوا لَه: "أتَسمَعُ ما يَقولُ هؤُلاءِ؟" فأجابَهُم: "نعم، أما قرأتُم هذِهِ الآيةَ: مِنْ أفواهِ الصَّغارِ والأطفالِ أخرَجْتَ كلامَ الحمدِ؟" 17ثُمَّ تَركَهُم وخرَجَ مِنَ المدينةِ إلى بَيتِ عَنيا وباتَ فيها.
يسوع يلعن شجرة التين.
18وبَينَما هوَ راجِـــعٌ إلى المدينةِ في الصَّباحِ، أحَسَّ بالجوع 19فَجاءَ إلى شَجرَةِ تِـينٍ رَآها على جانِبِ الطَّريقِ، فما وجَدَ علَيها غَيرَ الوَرقِ. فقالَ لها: "لن تُثمِري إلى الأبدِ!" فيَبِسَتِ التّينةُ في الحالِ.
20ورأى التَّلاميذُ ما جرى، فتَعجَّبوا وقالوا: "كيفَ يَبِسَتِ التّينةُ في الحالِ?" 21فأجابَهُم يَسوعُ: "الحقَّ أقولُ لكُم: لو كُنتُم تؤمنونَ ولا تَشُكٌّونَ، لَفعَلْتُم بِهذِهِ التّينةِ مِثلَما فعَلتُ، لا بلْ كُنتُم إذا قُلتُم لِهذا الجبَلِ: قُمْ واَنطَرِحْ في البحرِ، يكونُ لكُم ذلِكَ. 22فكُلُّ شيءٍ تَطلُبونَهُ وأنتُم تُصلٌّونَ بإيمانٍ، تنالونَهُ".
السلطة المعطاة ليسوع.
23ودخَلَ يَسوعُ الهَيكلَ. وبَينَما هوَ يُعَلَّمُ، جاءَ إلَيهِ رؤَساءُ الكَهنَةِ وشُيوخُ الشَّعبِ وقالوا لَه: "بأيَّةِ سُلطَةٍ تَعمَلُ هذِهِ الأعمالَ؟ ومَنْ أعطاكَ هذِهِ السٌّلطَةَ؟"
24فأجابَهُم يَسوعُ: "وأنا أسألُكُم سُؤالاً واحدًا، إن أجَبْتُموني عَنهُ، قُلْتُ لكُم بأيَّةِ سُلطَةٍ أعمَلُ هذِهِ الأعمالَ: 25مِنْ أينَ ليوحنّا سُلطةُ المَعمودِيَّةِ؟ مِنَ السَّماءِ أمْ مِنَ النّاسِ?"
فقالوا في أنفُسِهِم: "إنْ قُلنا مِنَ الله، يُجيبُنا: فلِماذا ما آمنتُم بِه؟ 26وإنْ قُلنا مِنَ النّاسِ، نَخافُ الشَّعبَ، لأنَّهُم كُلَّهم يَعُدٌّون يوحنّا نبـيُا". 27فأجابوا يَسوعَ: "لا نَعرِفُ". فقالَ لهُم: "وأنا لا أقولُ لكُم بأيَّةِ سُلطَةٍ أعمَلُ هذِهِ الأعمالَ".
مثل الاِبنينِ.
28وقالَ يَسوعُ: "ما رأيُكُم؟ كانَ لِرَجُلٍ اَبنانِ. فجاءَ إلى الأوَّل وقالَ لَه: يا اَبني، اَذهَبِ اليومَ واَعمَل في كرمي. 29فأجابَهُ: لا أريدُ. ولكِنَّه نَدِمَ بَعدَ حينٍ وذهَبَ إلى الكَرمِ. 30وجاءَ إلى الابنِ الآخَرِ وطَلَبَ مِنهُ ما طلَبَهُ مِنَ الأوَّلِ، فأجابَهُ: أنا ذاهِبٌ، يا سيَّدي! ولكِنَّه ما ذهَبَ. 31فأيَّهُما عَمِلَ إرادةَ أبـيهِ؟" قالوا: "الأوَّلُ". فقالَ لهُم يَسوعُ: "الحقَ أقولُ لكُم: جُباةُ الضَّرائبِ والزَّواني يَسبِقونكُم إلى مَلكوتِ الله. 32جاءَكُم يوحنّا المَعمَدانُ سالِكًا طَريقَ الحَقَّ فما آمنتُم بِه وآمنَ بِه جُباةُ الضَّرائبِ والزَّواني. وأنتُم رأيتُم ذلِكَ، فما ندِمتُم ولو بَعدَ حينٍ فتـؤْمنوا بِه".
مثل الكرّامين.
33"إسمَعوا مَثَلاً آخَرَ: غرَسَ رجُلٌ كرمًا، فسَيَّجَهُ وحفَرَ فيهِ مَعْصَرَةً وبَنى بُرجًا وسَلَّمَهُ إلى بَعضِ الكرّامينَ وسافَرَ. 34فلمّا جاءَ يومُ القِطافِ، أرسَلَ خدَمَهُ إليهِم ليأخُذوا ثمَرَهُ. 35فأمسَكَ الكرّامونَ خدَمَهُ وضَرَبوا واحدًا منهُم، وقَتَلوا غَيرَهُ، ورَجَموا الآخَرَ. 36فأرسَلَ صاحِبُ الكرمِ خَدَمًا غَيرَهُم أكثرَ عددًا مِنَ الأوَّلينَ، ففَعَلوا بِهِم ما فَعلوهُ بالأوَّلينَ. 37وفي آخِر الأمرِ أرسلَ إلَيهِم اَبنَهُ وقالَ: سَيَهابونَ اَبني. 38فلمّا رأى الكرّامونَ الاَبنَ قالوا في ما بَينَهُم: ها هوَ الوارِثُ! تعالَوْا نَقْتُلُه ونأخُذُ ميراثَهُ! 39فأمسكوهُ ورمَوْهُ في خارِجِ الكرمِ وقَتَلوهُ.
40فماذا يفعَلُ صاحِبُ الكرمِ بِهؤلاءِ الكرّامينَ عِندَ رُجوعِهِ؟" 41قالوا لَه: "يَقتُلُ هؤُلاءِ الأشرارَ قَتلاً ويُسلَّمُ الكرمَ إلى كرّامينَ آخرينَ يُعطونَهُ الثَمرَ في حينِهِ".
42فقالَ لهُم يَسوعُ: "أما قرأتُم في الكُتُبِ المُقَدَّسةِ: الحجَرُ الَّذي رَفضَهُ البنّاؤونَ صارَ رأسَ الزّاويَةِ؟ هذا ما صنَعَهُ الرَّبٌّ، فيا للْعجَبِ!
43لذلِكَ أقولُ لكُم: سيأخُذُ الله مَلكوتَهُ مِنكُم ويُسلَّمُهُ إلى شعبٍ يَجعلُهُ يُثمِرُ. 44مَنْ وقَعَ على هذا الحَجَرِ تَهَشَّمَ. ومَنْ وقَعَ هذا الحجَرُ علَيهِ سَحقَهُ".
45فلمّا سَمِعَ رُؤساءُ الكَهنَةِ والفَرّيسيّونَ هذَينِ المَثلينِ مِنْ يَسوعَ، فَهِموا أنَّهُ قالَ هذا الكلامَ علَيهِم. 46فأرادوا أن يُمسكوهُ، ولكنَّهُم خافوا مِنَ الجُموعِ لأنَّهُم كانوا يَعُدّونَهُ نَبـيُا".
ويبدأ هذا الفصل بعملية سرقة مستوفية الأركان، فالمسيح يرسل اثنين من حوارييه ليأخذا أتانا وابنها من أحد البيوت دون إذن من أهله، وإن كان قد أضاف على سبيل الاحتياط فى حالة التلبس أن يقول الرسولان إن السيد (أى سيد؟ لا يهم. المهم أنه السيد، وخلاص، رغم أنه لا أحد هناك كان يعرف السيد!) قد أرسلنا لأخذهما لأنه محتاج إليهما، وهو يعدكما بأنه سيعيدهما فى الحال. ولما لم يرهما أحد عند أخذهما لهما فإن السيد قد حُلَّ من وعده، ومن ثم لم يعد الجحش ولا الست والدته المحترمة إلى الحظيرة، وهذا هو السبب فى أن كاتب الإنجيل "طَنَّشَ" على الموضوع. ثم متى كان المسيح يركب فى أسفاره؟ إنه دائما يسير على قدميه هو وتلاميذه. ولقد أتوا إلى أورشليم على أقدامهم، بل إنه حتى فى البحر قد مشى مرة على قدميه، فلماذا الإصرار على الركوب هذه المرة؟ إنها النبوءة! فما أصدقها من نبوءة تلك التى تستلزم سرقة حمارة وحمار!
إن هذا يذكرنا بما كانت تقوله جريدة "الوفد" المصرية فى ثمانينات القرن الماضى حين كانت تكايد الدكتور ر. م. فتشير إلى أقاربه المشهورين (والعهدة عليها) بسرقة الحمير فى قريتهم وجوارها وصبغهم إياها إيغالا منهم فى التمويه على أصحاب الحمير المسروقة كما يفعل لصوص الكائنات النهاقة فى الأرياف المصرية! أما العبد لله فيرى أن هذا كله كلام لا حقيقة له، كلام وطحينة! ولم يحدث أن أمر بسرقة جحش وحمارة، لأنه عليه السلام كان نبيا ولم يكن صبّاغ حمير من أجوار دمياط! ونقول لهم إن كتابكم محرَّف فيشتمون الرسول الكريم ويتطاولون عليه، وما دَرَوْا أنهم إنما يتسافلون وينحطون أكثر مما هم سفلة منحطون! ولعن الله دبر زيكو، الذى هو السبب فى هذا كله! وحديثا قيل فى الأمثال: "فَتِّشْ عن الدبر"! وبمناسبة النبوءة هناك فزورة كانوا يسألونناها ونحن صغار، إذ يقولون: لماذا تُبْنَى الجسور فوق الأنهار؟ وبدلا من أن تكون الإجابة الصحيحة: "لكى يعبر عليها الناس من ضفة إلى الضفة الأخرى" يقولون: "إنها قد أقيمت لكى يمر الماء من تحتها"، قالبين بذلك الآية مثلما قلبها كتبة الأناجيل. ومثلها القول بأن الله خلق للإنسان أنفا لكى يضع عليه النظارة! فكأن المسيح قرأ العهد القديم فى طفولته وصباه كما جاء فى روايات تلك الأناجيل، وكان يعرف أن هناك نبوءة تقول إنه سوف يدخل أورشليم على جحش وأتان (كيف؟ لا أدرى، إلا أن يقال إنه سوف يُفَرْشِح فيفتح ساقيه على الآخر حتى تحتويا الركوبتين معا، فيتفوق بذلك على لاعبى الأكروبات)! لكن فات كاتب السفر، لأنه ضعيف الخيال ركيك التفكير، أن يشرح لنا كيف استطاع الرسولان التعرف على البيت الذى حدده لهما السيد، وكيف دخلا البيت دون مفتاح، وكيف سرقا الحمارين من غير أن يتعرض لهما الجيران، وذلك بافتراض أن أصحاب البيت كانوا مسافرين مثلا! لا لا، إن هذا رجل لا يصلح لحكاية الحواديت!
لكن النبوءة (يا خسارة!) تقول إن هذا الداخل ملك وديع. وهذا هو نصها بالحرف حسبما ساقها السيد متى: "قولوا لابنَةِ صِهيونَ: ها هوَ مَلِكُكِ قادِمٌ إلَيكِ وديعًا راكِبًا على أتانٍ وجَحشٍ اَبنِ أتانٍ". وبطبيعة الحال لم يكن المسيح عليه السلام مَلِكًا، وهذه لا شك فيها ولا تحتمل الجدال والمراء. وكذلك لم يكن وديعا طبقا للذى افتراه عليه متّى ورفاقه الآخرون: فقد صوروه لعّانا عصبيا جافيا قلقا دائم الاتهام حتى لحوارييه بعدم الإيمان، وسوف نسمعه بعد أسطر يشنّف آذانهم بهذا الاتهام لا أدرى للمرة الــ"كم"، كما سنراه وهو يقلب موائد البيع والشراء والصرافة فى الهيكل، وكذلك وهو يلعن شجرة التين المسكينة التى لم يكن فيها تين لأنه لم يكن موسم تين، لكن الملك الوديع من وداعته، بدلا من أن يمد يده من كم قميصه أو يمد يده فى الهواء (أليس هو اله أو ابن الله؟) فيأتى بما شاء من تين وعنب ورمان وبلح وجوافة وفراولة وكاكا (لأنى أحب الكاكا، ولا داعى للموز، رغم أنى أحبه، لأنه شديد السكرية، وخَلِّنا فى البرتقال لأننا فى الشتاء الآن)، بدلا من أن يفعل السيد المسيح ذلك لعنها فيبست فى الحال! يا سلام على الوداعة! وانظروا إلى الوداعة أيضا فى "الهيصة والزمبليطة" التى صاحبت دخوله أورشليم وهتاف الجماهير له وفَرْشهم أثوابهم لدابتيه: "المَجْدُ لاَبنِ داودَ! تبارَكَ الآتي بِاَسمِ الرَّبَّ! المجدُ في العُلى!"! يا لها من وداعة لم تحدث من قبل! لكنْ إذا كانت هذه هى الوداعة، فما هو الكِبْر والغطرسة إذن؟ ثم هل كان المسيح، وهو الذى كان بارعا فى المعجزات براعةً لم تكن لأحد بهذه الكثافة من قبل، عاجزا عن أن يأتى بدابّة أو اثنتين (ويا حبذا لو وفّر لكل تلميذ أيضا، ولن نقول: لكل واحد من الجموع التى كانت تصحبه فى هذا الدخول، دابة خاصة به) من عند أبيه السماوى بدلا من أن يرسل تلاميذه لأخذ الحمير دون إذن أصحابها ولا علمهم؟ وما السبب يا ترى فى أن الجماهير خرجت هذه المرة بالذات عن مألوفها، إذ كانت تكتفى قبل هذا بالالتفاف حوله كى يُبْرِئهم هم وأولادهم من مرض أو يُطْعِمهم من جوع أو يُحْيِىَ موتاهم بإذن الله، فخالفت هذه المرة عن سلوكها المعتاد وفرشت له الطريق بالملابس والأغصان وأخذت تهتف له حتى داخل الهيكل؟
ليس ذلك فحسب، بل إن تفسير النبوءة كله تضليل فى تضليل، فالنبوءة ليست خاصة بالسيد المسيح ولا بدينه البتة، بل بخلاص اليهود! وأين المسيح عليه السلام من خلاص اليهود وعودة مجدهم لهم، وهو الذى تنبأ فى هذا الفصل نفسه أن ملكوت السماء سوف يتحول عنهم إلى أمة أخرى (هى أمة العرب كما هو واضح). ولنقرإ الفصل كله لنرى ونحكم بأنفسنا: "كلامٌ مُوحًى مِنَ الرّبِّ إلى النَّبيِّ في أرضِ حَدْراخ ودِمشقَ مَوضِعِ إقامتِهِ، لأنَّ لِلرّبِّ كُلَ البشَرِ كما لَه كُلُّ أسباطِ إسرائيلَ. 2ولَه حماةُ التي تُتاخمُ تِلكَ الأرضَ وصُورُ وصَيدونُ بكُلِّ مَناعتِها. 3بَنتْ صُورُ حِصنًا لها وكنَزَتِ الفِضَّةَ كالتُّرابِ، والذَّهبَ كوحلِ الشَّوارِعِ. 4ها السَّيِّدُ يَمتلِكُها ويَضرِبُ في البحرِ قُدرَتَها فتُؤكَلُ بالنَّارِ. 5تَرى ذلِكَ أشقَلونُ فتَخافُ، وغزَّةُ فتنحلُّ عزيمتُها، وعقرونُ فتَخزى مِنْ ضَعفِها. ويَبيدُ المُلكُ مِنْ غزَّةَ، وأشقَلونُ لا تُسكنُ، 6ويَسكُنُ الغُرَباءُ في أشدودَ. وأقضي على كبرياءِ الفلِسطيِّين، يقولُ الرّبُّ، 7وأُزِيلُ دَمَ الذَّبائحِ مِنْ أفواهِهِم، ولَحمَها الرَّجسَ مِنْ بَينِ أسنانِهِم. فتبقى مِنهُم بقيَّةٌ لإلهِنا، ويألَفونَ السَّكنَ في يَهوذا، ويكونُ أهلُ عَقرونَ هؤلاءِ كما كانَ اليبوسيُّونَ. 8وأَنزِلُ في بَيتي وأحرسُهُ مِنَ العابرِ والمُقيمِ، يقولُ الرّبُّ، فلا يَمرُّ على شعبي طاغيةٌ بَعدَ أنْ رأيتُ الآنَ بعينَيَ ما قاسُوهُ مِنَ الآلامِ. 9إِبْتَهِجي يا بنتَ صِهيَونَ، واَهتفي يا بِنتَ أُورُشليمَ ها مَلِكُكِ يأتيكِ عادلاً مُخلِّصًا وديعًا راكبًا على حمارٍ، على جحشٍ اَبنِ أتانٍ. 10سأقضي على مَركباتِ الحربِ في أفرايمَ، والخيلِ وأقواسِ القِتالِ في أورُشليمَ، فيَتكلَّمُ مَلِكُكِ بالسَّلامِ للأُمَمِ ويكونُ سُلطانُهُ مِنَ البحرِ إلى البحرِ ومِنَ النَّهرِ إلى أقاصي الأرضِ 11ولأجلِ عَهدي المَختومِ بدَمِ الضَّحايا أُطلِقُ أسرَاكِ مِنَ البِئرِ التي لا ماءَ فيها، 12فأقولُ لهُم: إِرجعوا إلى الحُصنِ أيُّها الأسرَى الذينَ لهُم رجاءٌ. اليومَ أُخبركُم أنِّي أُبارِكُكُم وأعوِّضُكُم منْ آلامِكُم ضِعفَينِ، 13فأنا سأَحني يَهوذا قَوسًا لي وأجعَلُ أفرايمَ سِهامًا لها، وأُثيرُ بنيكِ يا صِهيَونُ على بني يونانَ وأُشهِرُكِ كسَيفِ الجبَّارِ. 14ثُمَ يَظهرُ الرّبُّ علَيهم وسَهمُهُ يخرُج كالبَرقِ، والسَّيِّدُ الرّبُّ يَنفخُ في البُوقِ وينطلِقُ في زوابعِ الجنوبِ. 15الرّبُّ القديرُ يُحامي عَنهُم، فيرُوزونَ حجارةَ المِقلاعِ ويتناولونَها بمِلءِ أكُفِّهِم ويشربونَ دِماءَ أعدائِهِم كالخمرِ، ويَمتلئونَ بها كَقِصاعِ المذبَحِ وزواياهُ. 16في ذلِكَ اليومِ يُخلِّصُ الرّبُّ الإلهُ شعبَهُ كما يُخلِّصُ الرَّاعي غنَمَهُ، فيُقيمونَ في أرضِهِ كالحجارةِ الفريدةِ. 17فما أطيبَها وما أوفاها تكونُ لهُم. بِحِنطتِها ينمو الفِتيانُ وبِخمرِها العَذارَى".
إن الأمر، كما هو واضح حتى للعُمْى، إنما يختص ببنى إسرائيل والخلاص من المذلة التى كتبها الله عليهم وألّفوا له تلك الكتب وادَّعَوْا أنها وحى من الله. وعلى أية حال فلا القدس عادت أيامها لبنى إسرائيل، ولا السلام عمّ العالم أو حتى عرفته أرض الشام وفلسطين، ولا المسيح قامت له حينذاك مملكة، ولا سلطانه اتسع من البحر للبحر كما جاء فى النبوءة. يعنى باختصار: كله كلام فى الهجايص! وأخيرا فكل ما وصفته به الجموع، ولم يعترض عليه السلام على شىء منه بالمناسبة، أنه "ابن داود" و"النبى يسوع" فقط لا غير! وهذا هو الذى نقوله نحن المسلمين، لكن لا نسميه فى لغتنا: "يسوع" بل "عيسى"، "عيسى بن مريم" عليه السلام، ودُمْتُمْ!
وإلى الهيكل ندخل مع المسيح عليه الصلاة والسلام فنفاجأ به يثور على ما يجده هناك من تحويل اليهود له إلى دكان للبيع والشراء والمراباة، ويقلب أيضا الموائد والكراسى ويطرد الباعة والصيارفة قائلا إن الله إنما جعل العيكل للعبادة لا للبيع والشراء وخداع الناس وسرقة آمالهم بالغش والتزوير. ونحن لا نملك إلا أن نكون معه فى هذا الذى فعل، وإن كنا نستغرب انهزام الأشرار بهذه السهولة أمامه، وهو الذى لم يكن يمثل أية سلطة: لا دينية ولا سياسية ولا عسكرية! أتراها المفاجأة والجرأة التى عاملهم بها وقولة الحق التى بدههم بها قبل أن يستعدوا له لأنهم لم بكونوا يتوقعون منه ما صنع؟ ربما كان هذا أوجه تفسير لما حدث. إلا أننا فى ذات الوقت نستغرب أن يرضى عن الهتافات التى كانت تجلجل فى داخل الهيكل بتمجيده! أليست هى أيضا مما لم يُنْشَأ له الهيكل؟ أم ماذا؟ هذه فقط نقطة نظام ننبه إليها ولا نتوقف لديها طويلا لأنها غنية بنفسها عن كل شرح أو تعليق. أما شفاؤه المرضى فى الهيكل فلست أجد به بأسا، فقد قلنا إن الدين إنما جاء لراحة الإنسان وخدمته لا العكس، وإن فضلت مع ذلك لو أنه انتظر حتى يخرج من المعبد ثم يشفيهم كما يحب، وذلك للحفاظ على هيبة المكان وجلاله، إذ العامة لا تفهم المعانى العالية التى تحدثنا عنها هنا، ومن ثم فإن مثل هذا التصرف من جانبه قد يُفْهَم خطأ فيظنون أن كل شىء يجوز عمله فى المعبد.
وإذا كان الشىء بالشىء يُذْكَر فقد كان النبى عليه الصلاة والسلام يستهجن أن يَنْشُد فاقدُ الشىء شَيْئَه فى المسجد، ويُؤْثَر عنه أنه كان يعقّب على من يسمعه يفعل ذلك بألا يردّ الله عليه ضالّته، إذ كان يريد أن تبقى للمساجد حرمتها فى نفوس الناس لأن المساجد ليست أماكن يؤدى فيها المصلون صلواتهم فحسب، بل هى فوق هذا وقبل هذا معانٍ وعواطفُ وإشعاعات! ومع ذلك فقد رأى ذات مرة أعرابيا جافيا حديث عهد بالإسلام لم يستطع أن يتحكم فى نفسه فشرع يتبول فى ركن من أركان المسجد فهاج الصحابة عليه وهمّوا به يمنعونه من ذلك، لكنه صلى الله عليه وسلم، بما فُطِر عليه من رحمةٍ هاميةٍ ولمعرفته العميقة الصادقة بالضعف البشرى وبأن ثمة حاجات إنسانية يشقّ على البشر تأجيلها أو تجاهلها ولإدراكه جهل الأعرابى وأنه لم يقصد شيئا من الإساءة ولا كانت اللامبالاة هى باعثه على ذلك التصرف المشين، لكل ذلك قد كفّهم عنه قائلا: لا تقطعوا عليه بَوْلَته. ذلك أن المبادئ، حين تنزل من عليائها إلى أرض البشر، قد تتلون إلى حد ما بالسياق الذى يراد تطبيقها فيه والظروف التى تكتنفها آنذاك، ومن هنا كان لا بد من المرونة فى بعض الأحيان، وإلا توقفت سفينة الحياة والنجاة! وهذه نصوص بعض الأحاديث فى ذلك الموضوع:
عن أبى هريرة فال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سمع رجلا يَنْشُد ضالَّة في المسجد فليقل: لا رد الله عليك. فإن المساجد لم تُبْنَ لهذا". وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك. وإذا رأيتم من يَنْشُد فيه ضالَّة فقولوا :لا رد الله عليك". قال أبو عيسى: حديث أبي هريرة حديث حسن غريب، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، كرهوا البيع والشراء في المسجد، وهو قول أحمد وإسحق. وقد رخص فيه بعض أهل العلم في البيع والشراء في المسجد". وعن أنس بن مالك قال: "بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَهْ! مَهْ! قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تُزْرِموه، دَعُوه. فتركوه حتى بال. ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له: إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر. إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فأمر رجلا من القوم فجاء بدلو من ماء فشنّه عليه". ولست أريد أن أقارن بين تصرف الرسول وتصرف عيسى بن مريم وأقول إن تصرف سيد الأنبياء أحكم وأهدأ وأرفق، فلكل مقام مقال وسلوك. ولم يكن اليهود الذين حولوا معبد أورشليم إلى سوق للصيرفة وتجارة الطيور كذلك الأعرابى الجاهل الذى لم يكن عنده أية فكرة عما ينبغى للمساجد من احترام وإجلال، على عكس الصيارفة والباعة الذين حولوا الهيكل إلى سوق لا تراعى فيه أدنى درجات الحياء ولا الاحتشام، مع معرفتهم رغم ذلك بكتابهم وما يوجبه عليهم تجاه بيت عبادتهم.
لكن هذا لا يسوغ السكوت على لعنه، صلى الله عليه وسلم، شجرة التين لأنه كان جائعا وكان يبحث عن شىء يتقوّت به فلم يجد فيها إلا الورق فلعنها ألا تثمر أبدا، لأنها ما ذنبها؟ إنها نبات لا يعقل ولا يفهم ولا يقدّر آلام الجائعين ولا يعرف أنه فى ساعة البطون تتيه عقول البشر الفانين! فكيف فات هذا عيسى عليه السلام، وهو نبى الرحمة والسلام كما يصوره من يزعمون أنهم على دينه، وهو ودينه منهم براء؟ ولو قلنا إنه إله كما يقولون، فلماذا لم يوفر لنفسه طعاما يأكله، مع ما فى هذا الكلام من مفارقة، إذ لو كان إلها لما جاع، ولو افترضنا المستحيل الذى لا تقبله العقول وقلنا إن الآلهة قد تجوع (الآلهة أم العشرة بمليم!)، أفلم يكن جديرا به ألا يكشف جوعه وضعفه هكذا على رؤوس الأشهاد فيَرَوْه مغتاظا نافد الصبر لا يستطيع أن يمسك نفسه لدقائق، مع أنه (فيما ذكروا لنا) قد صام عن الطعام والشراب أربعين يوما، فماذا يكون صبر دقائق أو حتى ساعات إزاء ذلك؟ وعلى أية حال فالتينة لا تملك إلا أن تطيع القوانين الكونية التى خلقها الله على أساسها. وعلى هذا فلو أراد منها المسيح أن تعطيه تينا لكان عليه أن يلغى تلك القوانين بوصفه الإله أو ابن الإله. أما أن يلعن الشجرة المسكينة على شىء ليس لها أى ذنب فيه فهو ما لا أفهمه ولا يفهمه أى عاقل! ودعونا من هذا كله، أفلم يكن من آياته إطعام الآلاف من بضع كِسْرات من الخبز وسمكات قليلة لا تصلح إلا لإطعام فرد واحد؟ أم تراه لا يستطيع أن يصنع المعجزات الطعامية إلا إذا كان عنده أساس من كِسَرٍ وأسماك وما أشبه يقيم عليه معجزته لأنه لا يمكنه أن يبدأ هذه المعجزات من الصِّفْر كما هو الحال مع الخبز، الذى لا يمكن صنعه إلا بوجود الخميرة أولا؟ أعطونى عقولكم أتصبَّر بها أيها القراء، فقد احترت واحتار دليلى، لا حَيَّر الله لكم دليلا! ولكى يزداد الطين بِلّةً نراه عليه السلام، للمرة التى لا أدرى "كَمْ"، يتهم حوارييه بأنهم شكاكون ليس عندهم إيمان، قائلا لهم: "لو كُنتُم تؤمنونَ ولا تَشُكٌّونَ، لَفعَلْتُم بِهذِهِ التّينةِ مِثلَما فعَلتُ"، وكأن ما فعله هو مما يُفْتَخَر به ويُقَاس عليه وينبغى تكراره. وعلى أية حال إذا كان هذا هو رأى المسيح عليه السلام فى الحواريين فى مسألة الإيمان والتصديق، فما وضع النصارى العاديين؟
وبالنسبة للنص التالى الذى أبدى فيه عيسى بن مريم عليه السلام رأيه فيمن يسارع من الزوانى وجُبَاة الضرائب إلى الإيمان فى الوقت الذى ينكل فيه رؤساء الكهنة عنه: "الحقَ أقولُ لكُم: جُباةُ الضَّرائبِ والزَّواني يَسبِقونكُم إلى مَلكوتِ الله. 32جاءَكُم يوحنّا المَعمَدانُ سالِكًا طَريقَ الحَقَّ فما آمنتُم بِه وآمنَ بِه جُباةُ الضَّرائبِ والزَّواني. وأنتُم رأيتُم ذلِكَ، فما ندِمتُم ولو بَعدَ حينٍ فتـؤْمنوا بِه"، فهو كلام نبيل ورائع وجميل. وقل فيه ما تشاء من مديح وثناء من هنا للصبح فلن توفيه حقه أبدا. إنه، صلى الله عليه وسلم، يؤسس قاعدة إنسانية عظيمة لا يمكن أن تكون إلا من عند الله الرحيم الكريم الذى لا تغره مظاهر الناس ولا أشكالهم بل تقواهم وإخلاصهم واستعدادهم للانخلاع عن ماضيهم الملوث وبدء صفحة جديدة طاهرة، والذى يعلم أنهم كثيرا ما تغلبهم الظروف القاهرة على أنفسهم دون رغبة منهم فيُضْطَرّون اضطرارًا إلى مقارفة الإثم، وإن قلوبهم لتلعنه وتتمنى التخلص منه وتتربص لذلك الفرصَ المواتية. وفى أحاديث المصطفى أن الإسلام يَجُبّ ما قبله، وأن الله لا ينظر إلى صوركم وأشكالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم وأن التقوى فى الصدور لا فى الطقوس، وأن مومسًا استحقت دخول الجنة بسبب شربة ماء سقتها كلبًا برّح به الظمأ فخلعت خفها عطفا على الحيوان الأعجم ودلّته إلى البئر وملأته ماء وسقته، فغفر الله لها وأدخلها الجنة، وهل يمكن أن يكون الله أقل رحمة بها منها بالكلب، وهو خالق الرحمات التى فى الدنيا كلها؟ عن أبي هريرة قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: غُفِر لامرأةٍ مُومِسَةٍ مرّت بكلب على رأس رَكِيٍّ يلهث قد كاد يقتله العطش، فنزعت خُفّها فأوثقته بخمارها فنزعت له من الماء، فغُفِر لها بذلك". وفى القرآن نقرأ الآية التالية عن جاريةٍ لزعيم المنافقين كان ابن سَلُول يُكْرِهها على ممارسة البغاء على تضررٍ منها واشمئزازٍ وتطلُّعٍ إلى يوم يتوب الله عليها فيه من هذا القذر: "وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (النور/ 33). يا لله لهذا الكلام الرائع العظيم، وصلى الله على عيسى ومحمد ما ذَرَّ شارقٌ، وما سجعتْ يمامةٌ على أغصان الحدائق. هكذا الدين الصحيح، وإلا فلا.
وهناك النبوءة الخاصة بالـحَجَر الذى رفضه البناؤون، فما ذلك الحجر؟ واضح أن الله قد نَفِدَ صبره مع اليهود، أى أن المسألة تتعلق بأمة تحل محل بنى إسرائيل. وأنا أفهم هذا على أن المقصود به أمة العرب، الذين ينتمون إلى إسماعيل ابن الجارية، والذين كان بنو إسرائيل فى غبائهم العنصرى ينظرون إليهم مِنْ عَلٍ، والذين لم يقف فى طريقهم عند دعوتهم بدعوة الإسلام أحد، إذ انتصروا انتصارا ساحقا على إمبراطوريات ذلك الزمان. وأحسب أننا حين قلنا إن المقصود بالنبوءة هم العرب لم نَفْتَرِ على الحقيقة ولا اعتسفنا الكلام ولا لويناه عن وجهه شيئا، وإلا فمَنْ تلك الأمة التى ينطبق عليها هذا الكلام؟ ليست هناك أمة من أمم الأرض ورثت النبوة وفتحت الأرض وخضعت لها الشعوب وكانت انتصاراتها باهرة لم يسبق لها شبيه سواء فى السرعة أو فى الحسم أو فى اتساع رقعة الفتح غير العرب. وعلى هذا فالعرب بلا جدال هم المرادون بتلك النبوءة! وقبل أن ننتهى من هذا الفصل ننبه مرة أخرى إلى أن الذين قبلوا من قوم عيسى عليه السلام دعوته إنما آمنوا به نبيا لا ابنا لله، فضلا عن أن يكون هو الله ذاته كما تقول الأساطير المأخوذة عن وثنيات الشعوب القديمة، فهو عندهم مثل يحيى عليه السلام لا يزيد ولا ينقص! وبالمناسبة فلو كان السيد المسيح إلها أو ابن الله ما جرؤ يحيى على أن يعمّده ولأعلن للناس جميعا أنه من عنصر إلهى. وها هو ذا النص الخاص بالنبوءة والنبوة لكى يحكم القراء على ما قلناه بأنفسهم:
"إسمَعوا مَثَلاً آخَرَ: غرَسَ رجُلٌ كرمًا، فسَيَّجَهُ وحفَرَ فيهِ مَعْصَرَةً وبَنى بُرجًا وسَلَّمَهُ إلى بَعضِ الكرّامينَ وسافَرَ. 34فلمّا جاءَ يومُ القِطافِ، أرسَلَ خدَمَهُ إليهِم ليأخُذوا ثمَرَهُ. 35فأمسَكَ الكرّامونَ خدَمَهُ وضَرَبوا واحدًا منهُم، وقَتَلوا غَيرَهُ، ورَجَموا الآخَرَ. 36فأرسَلَ صاحِبُ الكرمِ خَدَمًا غَيرَهُم أكثرَ عددًا مِنَ الأوَّلينَ، ففَعَلوا بِهِم ما فَعلوهُ بالأوَّلينَ. 37وفي آخِر الأمرِ أرسلَ إلَيهِم اَبنَهُ وقالَ: سَيَهابونَ اَبني. 38فلمّا رأى الكرّامونَ الاَبنَ قالوا في ما بَينَهُم: ها هوَ الوارِثُ! تعالَوْا نَقْتُلُه ونأخُذُ ميراثَهُ! 39فأمسكوهُ ورمَوْهُ في خارِجِ الكرمِ وقَتَلوهُ. 40فماذا يفعَلُ صاحِبُ الكرمِ بِهؤلاءِ الكرّامينَ عِندَ رُجوعِهِ؟" 41قالوا لَه: "يَقتُلُ هؤُلاءِ الأشرارَ قَتلاً ويُسلَّمُ الكرمَ إلى كرّامينَ آخرينَ يُعطونَهُ الثَمرَ في حينِهِ".42فقالَ لهُم يَسوعُ: "أما قرأتُم في الكُتُبِ المُقَدَّسةِ: الحجَرُ الَّذي رَفضَهُ البنّاؤونَ صارَ رأسَ الزّاويَةِ؟ هذا ما صنَعَهُ الرَّبٌّ، فيا للْعجَبِ! 43لذلِكَ أقولُ لكُم: سيأخُذُ الله مَلكوتَهُ مِنكُم ويُسلَّمُهُ إلى شعبٍ يَجعلُهُ يُثمِرُ. 44مَنْ وقَعَ على هذا الحَجَرِ تَهَشَّمَ. ومَنْ وقَعَ هذا الحجَرُ علَيهِ سَحقَهُ". 45فلمّا سَمِعَ رُؤساءُ الكَهنَةِ والفَرّيسيّونَ هذَينِ المَثلينِ مِنْ يَسوعَ، فَهِموا أنَّهُ قالَ هذا الكلامَ علَيهِم. 46فأرادوا أن يُمسكوهُ، ولكنَّهُم خافوا مِنَ الجُموعِ لأنَّهُم كانوا يَعُدّونَهُ نَبـيُا؟؟؟؟وفي ذلِكَ الوَقتِ سمِعَ الوالي هيرودُسُ أخبارَ يَسوعَ، 2فقالَ لحاشِيَـتِهِ: "هذا يوحنّا المَعمدانُ قامَ مِنْ بَينِ الأمواتِ، ولذلِكَ تَجري المُعْجِزاتُ على يَدِهِ".3وكانَ هيرودُسُ أمسَكَ يوحنّا وقَيَّدَهُ وسَجَنَهُ مِنْ أجلِ هيرودِيَّةَ اَمرأةِ أخيهِ فيلبٌّسَ، 4لأنَّ يوحنّا كانَ يقولُ لَه: "لا يَحِلُّ لَكَ أنْ تَتَزوَّجَها". 5وأرادَ أنْ يَقتُلَهُ، فخافَ مِنَ الشَّعبِ لأنَّهُم كانوا يَعدٌّونَهُ نَبـيُا. 6ولمّا أقامَ هيرودُسُ ذِكرى مَولِدِهِ، رقَصَتِ اَبنَةُ هيرودِيَّةَ في الحَفلةِ، فأعجَبَتْ هيرودُسَ، 7فأقسَمَ لها أنْ يُعطِيَها ما تَشاءُ. 8فلقَّنَتْها أمٌّها، فقالَت لِهيرودُسَ: "أعطِني هُنا على طَبَقٍ رَأسَ يوحنّا المَعمدانِ!" 9فحَزِنَ المَلِكُ، ولكنَّهُ أمَرَ بإعطائِها ما تُريدُ، مِنْ أجلِ اليَمينِ التي حَلَفَها على مسامِـعِ الحاضرينَ. 10وأرسَلَ جُنديُا، فقَطَعَ رأسَ يوحنَّا في السَّجن 11وجاءَ بِه على طبَقٍ. وسلَّمَهُ إلى الفتاةِ، فحَمَلْتهُ إلى أُمَّها. 12وجاءَ تلاميذُ يوحنّا، فحَمَلوا الجُثَّةَ ودَفَنوها، ثُمَّ ذَهَبوا وأخبَروا يَسوعَ.
يسوع يطعم خمسة آلاف رجل.
13فلمّا سَمِعَ يَسوعُ، خرَجَ مِنْ هُناكَ في قارِبٍ إلى مكانٍ مُقْفِرٍ يَعتَزِلُ فيهِ. وعرَفَ النّاسُ، فتَبِعوهُ مِنَ المُدُنِ مَشيًا على الأقدامِ. 14فلمّا نزَلَ مِنَ القاربِ رأى جُموعًا كبـيرةً، فأشفَقَ علَيهِم وشفَى مَرضاهُم.
15وفي المساءِ، دَنا مِنهُ تلاميذُهُ وقالوا: "فاتَ الوقتُ، وهذا المكانُ مُقفِرٌ، فقُلْ لِلنّاسِ أنْ يَنصرِفوا إلى القُرى لِـيشتَروا لهُم طعامًا". 16فأجابَهُم يَسوعُ: "لا داعيَ لاَنصرافِهِم. أعطوهُم أنتُم ما يأكلونَ". 17فقالوا لَه: "ما عِندَنا هُنا غيرُ خَمسةِ أرغِفةٍ وسَمكتَينِ".
18فقالَ يَسوعُ: "هاتوا ما عندَكُم". 19ثُمَّ أمَرَ الجُموعَ أنْ يَقعُدوا على العُشبِ، وأخَذَ الأرغِفَةَ الخَمسَةَ والسَّمكتَينِ، ورَفَعَ عَينَيهِ نحوَ السَّماءِ وبارَكَ وكسَرَ الأرغِفَةَ وأعطَى تلامِيذَهُ، والتَّلاميذُ أعطَوا الجُموعَ. 20فأكلوا كُلٌّهُم حتَّى شَبِعوا، ثُمَّ رَفَعوا اَثنتي عَشْرةَ قُفَّةً مملوءةً مِنَ الكِسَرِ التي فَضَلَتْ. 21وكانَ الَّذينَ أكلوا نحوَ خَمسةِ آلافِ رجُلٍ، ما عدا النَّساءَ والأولادَ.
يسوع يمشي على الماء.
22وأمرَ يَسوعُ تلاميذَهُ أن يَركبوا القارِبَ في الحالِ ويَسبِقوهُ إلى الشَّاطِـئِ المُقابلِ حتى يَصرِفَ الجُموعَ. 23ولمّا صرَفَهُم صَعِدَ إلى الجبَلِ ليصَلّيَ في العُزلَةِ. وكانَ وحدَهُ هُناكَ عِندَما جاءَ المساءُ. 24وأمّا القارِبُ فاَبتَعدَ كثيرًا عَنِ الشَّاطئِ وطَغَتِ الأمواجُ علَيهِ، لأنَّ الرَّيحَ كانَت مُخالِفَةً لَه. 25وقَبلَ الفَجرِ، جاءَ يَسوعُ إلى تلاميذِهِ ماشيًا على البَحرِ. 26فلمّا رآهُ التَّلاميذُ ماشيًا على البَحرِ اَرتَعبوا وقالوا: "هذا شَبَحٌ!" وصَرَخوا مِنْ شِدَّةِ الخَوفِ. 27فقالَ لهُم يَسوعُ في الحالِ: "تَشجَّعوا. أنا هوَ، لا تخافوا!" 28فقالَ لَه بُطرُسُ: "إنْ كُنتَ أنتَ هوَ، يا سيَّدُ، فَمُرْني أنْ أجيءَ إلَيكَ على الماءِ". 29فأجابَهُ يَسوعُ: "تعالَ". فنَزَلَ بُطرُسُ مِنَ القارِبِ ومشَى على الماءِ نحوَ يَسوعَ. 30ولكنَّهُ خافَ عِندَما رأى الرَّيحَ شديدةً فأخَذَ يَغرَقُ، فَصرَخ: "نَجَّني، يا سيَّدُ!" 31فمَدَّ يَسوعُ يدَهُ في الحالِ وأمسكَهُ وقالَ لَه: "يا قليلَ الإيمانِ، لِماذا شكَكْتَ؟" 32ولمّا صَعِدا إلى القارِبِ هَدأَتِ الرَّيحُ. 33فسجَدَ لَه الَّذينَ كانوا في القارِبِ وقالوا: "بالحقيقةِ أنتَ اَبنُ الله!"
يسوع يشفي من أمراض كثيرة.
34وعَبَرَ يَسوعُ وتلاميذُهُ إلى بَــرَّ جَنّيسارَتَ. 35فلمّا عرَفَ أهلُ البَلْدَةِ يَسوعَ، نَشروا الخبَرَ في تِلكَ الأنحاءِ كُلَّها. فجاؤُوهُ بالمَرضى 36وطَلَبوا إلَيهِ أنْ يَلمُسوا ولو طرَفَ ثوبِهِ. فكانَ كُلُّ مَنْ يَلمُسُه يُشفى".
والآن فإن كلام هيرودس التالى الذى قاله حين سمع بمعجزات عيسى: "هذا يوحنّا المَعمدانُ قامَ مِنْ بَينِ الأمواتِ، ولذلِكَ تَجري المُعْجِزاتُ على يَدِهِ" يثير عددا من الأسئلة: ألم يسمع هيرودس بعيسى ومعجزاته إلا الآن؟ ذلك غريب جدا. وأغرب منه أن يقال إن هيرودس لم يكن ليقتل يحيى لولا القَسَم الذى كان أقسمه لبنت أخيه الداعرة بأن يحقق لها كل ما تطلب، وكأن القَسَم يمثل لذلك المجرم قتّال القَتَلة شيئا خطيرا إلى هذا الحد! وما دمنا بصدد الكلام عن القَسَم فقد مر بنا تشديد المسيح فى النهى عن القسم وأمره بالاقتصار على كلمتى "نعم" أو "لا" دون حَلِف. وفى الإسلام تنفير من الحَلِف إلا إذا كان هناك ما يستوجبه كما فى الخصومات والدعاوى القضائية، إلا أنه لا يُنْهَى عنه كمبدإ. أقول هذا لأن أوغاد المهجر يتطاولون على الإسلام ونبيه ويكفرونه ويكفروننا نحن المسلمين جميعا لأن ديننا لا يحرم القسم كما يظنون أن المسيح قد حرمه. وقد رددت على هذا الحمق المجرم فى كتابى "الفرقان الحق: فضيحة العصر- قرآن أمريكى ملفق" (وهو الكتاب الذى استولى أحدهم على معظم صفحاته وأضاف إليه أشياء من هنا ومن هناك وكتب عليه: "القرآن الأمريكى أضحوكة القرن العشرين" دون أن يشير لى ولو بكلمة، وإنما أفاض فى الحديث عن تعبه وسهره وتشجيع زوجته له، على أى شىء؟ على السطو طبعا! وقد تكلمتْ عن ذلك جريدة "عرب تايمز" فى بابها: "لصوص ظرفاء"). وقد بيّنْتُ فى الكتاب المذكور أن الله وملائكته، طبقا لما هو مكتوب فى الكتاب المقدس، يحلفون. أما بطرس أقرب تلاميذ المسيح إليه فقد حلف حَلِفًا كاذبًا حين أنكر عند القبض على المسيح أنه يعرفه وأقسم على ذلك أكثر من مرة. كما أن المسيح ذاته قد بين أن كل من يريد تأكيد كلامه فإنه يحلف، وأن الحلف فى هذه الحالة أمر طبيعى جدا.
ثم إن الدول النصرانية جميعا تحلِّف المتهمين والشهود فى المحاكم على الكتاب المقدس، كما أن العهد القديم يقنن القسم على أساس أنه إجراء عادى جدا فى كثير من الظروف لا غضاضة فيه على الإطلاق. فعجيب بعد ذلك كله أن ينبرى كاتب الإنجيل فيتحدث عن فعلة هيرودس الشنيعة بطريقة تبدو وكأنه يبرر جريمة ذلك النذل بحجة القسم الذى أقسمه. وأىّ قَسَمٍ ذلك الذى نبرّر به إزهاق روح بريئة ونبيلة كروح يحيى عليه السلام؟ وهل المجرمون الطغاة من أمثاله يهمهم قَسَمٌ أو خلافه؟ ثم إن ظن هيرودس بأن يحيى قام من الأموات وأخذ يعمل معجزات هو كلام لا يدخل العقل. لماذا؟ لأن يحيى لم يسبق له أن عمل معجزة! كما أن ظنه هذا يدل من ناحية أخرى على أنه كان يعرف أن يحيى نبى، فكيف أقدم على قتله إذن مهما كان مِنْ سَبْق إعطائه الداعرة الصغيرة وعدا بإنالتها كل ما تطلب؟ الواقع أننى لا أطمئن لرواية الإنجيل عن تفاصيل القصة كما عرضناها هنا. وقد بين الرسول الكريم أنه إذا أقسم المسلم على أمر ثم تبين له أن سواه أولى فلْيُكَفِّرْ عن قَسَمه ولْيَفْعَلِ الأفضل. فماذا فى هذا يا أهل الضلال والنفاق، يا من قرّع المسيح أمثالكم أعنف تقريع وشتمهم شتما قبيحا يليق بكم وبأشكالكم وقلوبكم المظلمة النجسة؟ أمن المعقول أن يُشْتَم زعيم الأنبياء تقربا لأخٍ من إخوانه صلى الله عليهم جميعا وسلم؟
ومرة أخرى نرى عيسى، حسبما كتب مؤلفو الأناجيل، يتقبل كبرى مآسى يحيى بقلب لا أظننا نخطئ إن قلنا إنه بارد. أمن المعقول أن يكون كل رد فعله حين سمع نبأ قتله هو أن يعتزل تلاميذه للصلاة، ثم لما أقبلت عليه الجموع نسى ما كان انتواه من الاعتزال وأقبل عليهم يَشْفِى من جاؤوا ليشفيهم؟ ترى أين قوله المنسوب إليه من أنه لا يصح أن يُؤْخَذ خبز البنين ويُطْرَح للكلاب، بمعنى أن الأقربين أولى بالمعروف؟ فهذا يحيى عليه السلام، وهو قريبه وزميله فى النبوة، فضلا عن أنه هو الذى عمّده كما ذكرت الأناجيل، كان بحاجة إلى أن يهتم به عيسى عندما قُبِض عليه، إن لم يكن بالدفاع عنه عند السلطات والتدخل بطريقة أو أخرى لإطلاق سراحه، فعلى الأقل بالانشغال به وبمأساته. لكنه عليه السلام، إن صدقنا رواية الإنجيل، لم يفكر فى أن يفعل له شيئا. وكذلك الأمر عندما قُتِل، إذ تلقى الأمر دون أن يذرف دمعة أو يقول كلمة تعبر عن أنه متألم لما حدث له عليه السلام. الواقع أن هذه الأشياء تجعل الواحد منا لا يطمئن إلى رواية الأناجيل للوقائع التاريخية، إذ تصور الأمر فى كثير من الحالات على نحو لا يقنع أحدا.
وفى هذا الفصل أيضا نرى عيسى عليه السلام لا يزال مستمرا فى صنع الآيات، تلك الآيات التى اتخذها زيكو المنكوح ذو الدبر المقروح دليلا على أنه أفضل من سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، ودعنا من تأليهه رغم براءته، عليه السلام، ممن يُقْدِم على هذا التهور المردى فى جهنم كما يخبرنا القرآن المجيد فى أواخر سورة "المائدة". وقد سبق أن بينا أن المعجزات ليست مقصورة على عيسى بن مريم، بل كان لكثير من الأنبياء فيها نصيب، ومنهم سيدنا محمد. كما قلنا أيضا إن المعجزات لا تحسم مسألة الاعتراف بالنبى أو الرسول، والدليل على ذلك كثرة الآيات التى تحققت على يد عيسى، وكُفْر الغالبية الساحقة من اليهود به رغم ذلك. كذلك بينتُ أن المهم فى الأمر هو الإنجازات التى تمت على يد هذا النبى أو ذاك، وأن محمدا عليه الصلاة والسلام يأتى بكل جدارة واستحقاق على رأس جميع الأنبياء، فقد أنهض أمته من الحضيض وجعلها سيدة العالم بفضل العقيدة السليمة والقيم الإنسانية والاجتماعية والعلمية والسياسية والاقتصادية والأخلاقية العالية التى تجمع بين المثالية والواقعية فى منظومة فريدة لم تحدث من قبل ولا من بعد، وذلك فى مدة زمنية مستحيلة بالمقاييس البشرية، ثم استمر بعد هذا لقرون طوال، وهو ما لم يتحقق لأى نبى أو مصلح أو قائد سياسى أو عسكرى على مدار التاريخ كله. ومن هنا فقد ضحكنا كثيرا من أعماق قلوبنا من سمادير الأخطل المسمَّى: "زيكو زَكْزَك، الأَشْيَب الأَمْتَك"، الذى ظن أنه يستطيع بخَطَله أن ينال من سيد الأنبياء والمرسلين، زاد الله دبره المقروح على كثرة الخوازيق مَتَكًا حتى تعود غير صالحة لشىء!
والمضحك أن التلاميذ، رغم كل الزمن الطويل الذى قَضَوْه بالقرب منه ورؤيتهم الآيات التى صنعها بيديه، لم يكونوا قد آمنوا حتى ذلك الحين أنه ابن الله، اللهم إلا عندما مشى فوق الماء! وما الذى فى المشى على الماء مما يميزه عن سواه من المعجزات بحيث يصلح وحده دونها أن يكون دليلا على أنه ابن الله؟ أهو أقوى من إعادة الموتى إلى الحياة؟ طيب، فَهُمْ أيضا، كما قال كاتب الإنجيل، كانوا يستطيعون الإتيان بالمعجزات مثله تماما، أفلم يكن ذلك دليلا على أن ما استنتجوه من ألوهيته هو استنتاج غير صحيح، إذ ما داموا يستطيعون عمل المعجزات ولا يَرَوْن أنها تنقلهم من البشرية إلى الألوهية فمعنى هذا أنها ليست دليلا على ألوهية من يعملها؟ أليس كذلك؟ وإذا كانوا قد عرفوا وقالوا إنه ابن الله، فكيف تقبلوا صلبه وقتله بهذه البساطة؟ ألم يكن ذلك كافيا كى يقفوا أمام هذه المفارقة الغريبة: مفارقة أن يعجز ابن الله عن الدفاع عن نفسه، إن لم نقل إن أباه نفسه قد عجز عن ذلك، أو على الأقل لم يبال أن ينقذ ابنه الوحيد؟ إن الأمر كله يبعث على الاستغراب، إن لم نقل: على الضحك؟؟؟؟؟؟؟؟
مين اللى طفى النور ؟ - ابن الفاروق المصرى
يبدو أن النصارى لازالوا كالغريق الذى يحاول التشبث ولو حتى بقشة ودائما ما تتحول تلك القشة إلى القشة التى تقصم ظهر البعير , فقد وصلتى الموضوع التالى من أحد المواقع المسيحية يبدؤه كاتبه بسؤال (هل هناك دليل تاريخى على حدوث ظلمة على الأرض أثناء صلب السيد المسيح كما ذكر الإنجيل ؟ ) ثم يقوم بالإجابة عليه , والآن تعالوا لنرى بماذا أجاب صديقنا النصرانى ولنرى قشته التى يحاول جاهدا التشبث بها , تعالوا لنتمعن فى القشة لنرى إن كانت هى قشة الغريق أم القشة التى قصمت ظهر البعير .
يبدء الصديق النصرانى بالإجابة بالدليل التالى :
الدليل الأول هو:
حوالى سنة 52 م ، كتب المؤرخ ( ثالوس ) تاريخ أمم شرق البحر المتوسط من حرب طروادة حتى هذا التاريخ، هذا المجلد الذى دون فيه التاريخ قد فُقد ، و لكن هناك أجزاء من عمله ظلت باقية إلى اليوم فى صورة أقتباسات و ضعها العديد من المؤرخين فى أعمالهم، منهم المؤرخ ( يوليوس أفريكانوس ) أحد المؤرخين الذى عاش سنة 221 م ... ، أثناء كلامه عن صلب السيد المسيح و الظلام الذى غطى الأرض وجد مصدراً في كتابات ثالوس الذي تعامل مع هذا الحدث الكوني الفريد ، يذكر فيها " غطى الظلام العالم بأكمله، و الصخور تشققت بفعل زلزال، و العديد من الأماكن فى اليهودية (Judea) ومناطق أخرى طرحوا و أندثروا بفعل الزلزال" قد ذكُر هذا فى كتاب ثالوس رقم ثلاثة فى سلسلة مجلداته التاريخية .
والآن تعالوا نفند القشة الأولى أو الدليل الأول لنرى مدى صموده :
أولا : وبغض النظر عن (المؤرخ ثالوس ؟؟!!) والذى لم اعثر على أسمه اللهم إلا فى المواقع النصرانية التى أدمنت الأستشهاد به . نقول بغض النظر عنه تعالوا لنرى ماكتبه , قال الصديق النصرانى فى دليليه الأول محدثا عن ثالوس التالى :
(حوالى سنة 52 م ، كتب المؤرخ ( ثالوس ) تاريخ أمم شرق البحر المتوسط من حرب طروادة حتى هذا التاريخ ) .
وياله من تاريخ عظيم ومجيد الذى دونه المدعو ثالوس , نعم تاريخ رهيب تخيلوا إن كان عندنا مؤرخ قام بالكتابة عن حرب طروادة , إن مجرد كتابة المدعو ثالوس عن حرب طروادة يفقده بالضرورة لقب مؤرخ الذى ينعته به النصارى ويضعه فى مصاف منشدى الربابه وذلك لأنه بتأريخه حرب طرواده يعتبره الباحثون حاطب ليل وذلك لكون حرب طروادة عبارة عن أسطورة من أساطير الإغريقية وليست بواقعة تاريخة تحتاج إلى مؤرخ بعظمة المدعو ثالوس ومصدر إسطورة حرب طروادة تحديدا هو الإلياذه والأوديسا وتعالوا نقرأ معا قصة حرب طروادة العظيمة التى كان أحد مؤرخيها المؤرخ ثالوس ولنرى هل سيقبل بها النصارى أم أنهم سيقولون عنها تخاريف وهل سيظلوا على قولهم وإستشهادهم بثالوس أم سيتركوه ويلعبوا غيرها هل سيقبلوا وضع إسطورة يسوع جنبا إلى جنب مع إسطورة حرب طرواده أم سينعتوا كاتب تلك الأسطورة بالكفر والهرطقة وعدم إيمانهم بما كتبه :
قصة حرب طروادة
[1] :
عديد من الروايات نسجت حول هذه الحرب من أهمها :
ذات يوم دعيت هيرا وأثينا وأفروديت إلى عرس ثيتيس على بيليوس، ولم تكن إيريس -إلهة النزاع- قد دعيت إلى هذا العرس، فحنقت وألقت بين المدعوين - لتثير بينهم النزاع - تفاحة ذهبية مكتوب عليها "للأجمل" وفي الحال قام نزاع بين الإلهات الثلاث: أيُّهن أحق بهذه التفاحة؟ وحسمًا للنزاع قرر زيوس أن يلجئن إلى تحكيم أجمل البشر من الرجال، وهو باريس بن بريام ملك طروادة، وكان يعيش إذ ذاك فوق جبل أيدا. وعلى ذلك انتقل إليه هيرميس وأعلن إليه النبأ وأحضر أمامه الإلهات الثلاث. وحاولت كل منهن أن تستميله إلى جانبها ليحكم لها بالتفاحة فوعدته هيرا بالعظمة الملكية، ووعدته أثينا بالنصر في الحرب، ووعدته أفروديت بأجمل نساء العالم لتكون زوجة له، فحكم للأخيرة بالتفاحة.
وبمعونتها تمكن من الفرار خلسة بهيلين زوجة مينيلاوس -الأخ الأصغر لاجاممنون ملك أرجوس- وبذلك جلب على نفسه عداء الإلهتين الأخريين، كما أثار حنق جميع خطاب هيلين السابقين، الذين أقسموا على احترام اختيارها لأي منهم ليكون زوجًا لها، والقيام في وجه كل معتد أثيم تخول له نفسه النيل منها أو من زوجها. وهكذا أعلنت حرب طروادة. وهكذا أيضاً تحققت مشيئة زيوس، الذي رأى أن الجنس البشري يتزايد بصورة مذهلة، حتى أثقلوا الأرض بحملهم، ومن ثمَّ قرر إنقاص عددهم بهذه الحرب المدمرة.
وأعدت السفن وانتظمت صفوف الجنود وتأهبت للرحيل تحت قيادة أجاممنون العظيم. ووصلت أخبار هذا الجيش العرم إلى طروادة، فهبَّ رجالها البواسل يستعدون لمجابهة العدو، ودقت الطبول، ودوَّى النفير، ووصل جيش الإغريق، وضرب حصارًا منيعًا حول أسوار طروادة، وتوالت المعارك، وكانت الخسائر في كلا الجانبين فادحة، وطال الحصار واستمر عشر سنوات مليئة بالخطوب والأهوال.
و"الإلياذة" ملحمة هوميروس العظيمة تصف أهوال الفترة الأخيرة من هذه الحرب الضروس، وقد قسمها علماء الإسكندرية إلى أربع وعشرين أنشودة.
بدأ هوميروس الأنشودة الأولى بالدعاء لربات الشعر والتوسل إليهن أن يلهمنه الشدو والغناء، ثم أخذ في سرد روايته، وهذه خلاصة لأهم الموضوعات التي عالجها: لقد نشب خلاف بين أجاممنون -رئيس الحملة الإغريقية-، وأخيليوس -قائد جنود الميرميدون الشجعان- وذلك بسبب تصميم أجاممنون على أخذ بريسيس، وهي إحدى السبايا التي كان قد وهبها الإغريق لأخيليوس مكافأة له على شجاعته، وذلك بدلاً من سبيته خريسيس، ابنة كاهن الإله أبوللون، التي أصر الإغريق على ردها لأبيها، بناء على اقتراح العراف كالخاس، حتى ينزاح على جنودهم ذلك الوباء الذي فتك بهم تسعة أيام متوالية، وقد غضب أخيليوس لذلك وأعلن توقفه عن الحرب هو وجنوده، وطلب إلى أمه تيتيس أن تثأر له من الإغريق، فاستعطفت زيوس ليحقق لها غرضها، واستجاب رب أوليمبوس لدعوتها، ووعدها بتنفيذ رغبة أخيليوس وأكد لها أن الإغريق سيدفعون الثمن غالياً مقابل الإهانة التي ألحقوها بولدها.
لم يكترث أجاممنون بموقف أخيليوس وامتناعه عن الحرب، وأخذ يستعد للاستيلاء على مدينة طروادة، وفي تلك اللحظة يظهر باريس ويتحدى الإغريق فيقبل مينيلاوس التحدي، ويتفق الجانبان على أن يكون في هذه المبارزة تقرير مصير الحرب، فإن تغلب مينيلاوس استرد هيلين وأخذ تعويضاً عن الخسائر التي لحقت بالإغريق، وإن انتصر باريس عاد الإغريق إلى بلادهم فوراً، وبدأت المبارزة وكاد باريس أن ينهزم وأوشك على الهلاك، لولا أن تدخلت أفروديت، وحملته من ميدان القتال إلى مدينة طروادة وأنقذته من موت محقق. وعبثًا حاول مينيلاوس الاهتداء إلى عدوه الذي اختفى فجأة. وإذا هو يبحث عن غريمه، إذ دفعت الإلهتان هيرا وأثينا بإنداروس أحد حلفاء طروادة أن يرمي مينيلاوس بسهم نافذ في جسمه، وبذلك خرقت الهدنة التي كان قد ارتضاها الفريقان، ونشبت أول معركة صاخبة يصفها الشاعر في الجزء الأخير من الأنشودة الرابعة وكذلك الأناشيد التالية حتى الثامنة. وإننا لنشعر أثناء وصفه بأن كفة الطرواديين كانت راجحة وأن خسائر الإغريق كانت فادحة؛ لأن زيوس أراد أن يحقق وعده لأم أخيليوس، فألْحَق بالإغريق خسائر جسيمة. عندئذ أحس الإغريق بخطئهم، وأخذ أجاممنون يلوم نفسه على ما قدمت يداه في حق أخيليوس، فأرسل بعضهم القواد ليعرضوا عليه صلحًا كريمًا ويسألوه الصفح والمغفرة، ولكنه رفض اعتذارهم وردهم خائبين.
يجمع الإغريق شملهم مرة ثانية ويستمرون في الحرب وتنشب بينهم وبين الطرواديين معركة حامية يصفها الشاعر وصفًا تفصيليًّا مسهبًا في خمس أناشيد من 11 إلى 17 نلاحظ فيها أن النصر يحالف الإغريق أحيانًا، عندما يساعدهم بوسيدون وهيرا، وأحياناً تحل بهم الهزيمة، عندما تتوقف الآلهة عن مساعدتهم سمعًا وطاعة لأمر سيدهم الأعلى زيوس، وعندما أخذت خسائر الإغريق تزداد وأوشكوا على التقهقر نحو سفنهم، نجح باتروكلوس صديق أخيليوس الحميم أن يستأذن البطل المغوار ليسمح له بالاشتراك في القتال مع جنوده مستخدمًا عدته الحربية. وخرج باتروكلوس على رأس جنود الميرميدون، وكانت خوذة أخيليوس وحدها كافية لإلقاء الرعب في قلوب الطرواديين ودفعهم إلى الفرار، فاضطرب نظامهم وسقط منهم أعداد غفيرة. كان المفروض أن يكتفي باتروكلوس بهذا القدر من النصر ويعود أدراجه حسب تعليمات صديقه أخيليوس، غير أن خمرة النصر أسكرته وجعلته ينسى ما اتفق عليه مع أخيليوس، ويصر على ملاقاة هيكتور بطل أبطال طروادة، الذي ينتصر عليه بمعونة أبوللون فيطعنه برمح قاتل، ويسقط المسكين مضرجاً بدمائه، ويجرده هيكتور من عدته الحربية ويرتديها هو. يستميت الإغريق في القتال، وأخيراً يتراجعون إلى معسكرهم ومعهم جثة باتروكلوس، وذلك بمعونة أخيليوس الذي خرج إلى الميدان بلا عدة ولا سلاح عندما علم بموت صديقه، وصرخ صرخة مدوية ألقت الرعب في قلب أهل طروادة وجعلتهم يفرون بجلودهم من بطش أخيليوس.
الجزء الأخير من الملحمة هو عودة أخيليوس إلى المعركة بقصد الانتقام من هيكتور وقتله؛ لأنه هو الذي قتل حبيبه باتروكلوس، فعندما سمح أخيليوس بالنبأ، جن جنونه وحزن حزناً بالغًا، ونسي غضبه القديم وصفح عن أجاممنون وعاد إلى ميدان القتال، ونزل المعركة وقد ارتدى عدة حربية جديدة صنعها له إله الحدادين هيفايستوس، ثم أخذ يحصد رؤوس الطرواديين ويفتك بجنودهم، فاستولى الرعب على من نجا منهم ففروا هاربين، ولم يصمد إلا بطلهم هيكتور، الذي لقي حتفه في النهاية، وقد أمعن أخيليوس في التشنيع بجثته، فأخذ يجرها وراء عربته حول أسوار طروادة أمام زوجته أندروماك التي حزنت عليه حزنًا بالغًا، بعد ذلك يحتفل أخيليوس بتشييع جنازة صديقه في احتفال مهيب تكريمًا له وتمجيدًا للذكرى وتخليدًا لصداقتهما التي ذهبت مضرب الأمثال. وتنتهي الملحمة بتسليم جثة هيكتور لأبيه بريام الذي جاء وتوسل لأخيليوس وذرف أمامه دمعًا غزيراً أثار البطل ودفعه إلى احترام شيخوخة الأب الكريم، فرد إليه جثة ابنه فتقبلها الأب وشيعها إلى مقرها الأخير.
هذه هى حرب طروادة مجموعة من الإلهة الأغريقية أقامت حرب بين البشر ولم يضير المدعو (ثالوس) إيرادها كما هى وهى تماما مثل إيراده قصة الظلام الذى غطى الكرة الأرضية المزعوم ( هذا غن كان قد أورد شيئا عنها) والتى لا تضيف لكتباته سوى إله مزعوم أخر , والنصارى الآن بين خيارين إما أن يقبلوا كل ما يزعمون أن ثالوس قد كتبه وإما أن يرفضوه كله .
السجل المفقود :
أضف إلى هذا أنه وبشهادة الصديق النصرانى قوله (هذا المجلد الذى دون فيه التاريخ قد فُقد ، و لكن هناك أجزاء من عمله ظلت باقية إلى اليوم فى صورة أقتباسات و ضعها العديد من المؤرخين فى أعمالهم ) . أى أن هذا المجلد مفقود وهو يستدل على وجوده بمؤرخين جاؤا بعد ثالوس وبحسب زعمه نقلوا عنه . و الإستشهاد بالمؤرخين هنا هو ما ينطبق عليه المثل العامى (الغريق يتعلق بقشة) فمع ضياع كتاب ثالوس الخرافى (هذا إن كان له وجود اساسا) لا يصح الإستدلال بأعماله عن طريق من زعموا انهم كتبوا عنه لأنه بعضهم قد يحذف أو يضيف لما كتبه شيئا وينسبه إليه .
رحلة البحث عن أفريكانوس :
واما بخصوص ما وصفه صديقنا النصرانى بقوله (أقتباسات و ضعها العديد من المؤرخين فى أعمالهم ) فهو للآسف لم يذكر لنا من هم هؤلاء المؤرخين اللهم إلا واحد وصفه الصديق النصرانى (بالمؤرخ يوليوس أفريكانوس أحد المؤرخين الذى عاش سنة 221 م) فنحن الآن أمام أحد أمرين أولهما أن يكون الصديق النصرانى جاهل جهل مطبق لعدم علمه بـ (يوليوس أفريكانوس) وهذا يضعف مصداقية موضوعه اصلا أو ان يكون من أنصار مقولة بولس :
( فانه ان كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا ادان انا بعد كخاطئ ) [روميه 3: 7].
فقد يكون كاذب آشر أراد أثبات صحة كتابه بكذبة يلفقها حول يوليوس أفريكانوس وينعته بلقب المؤرخ . و يوليوس أفريكانوس يعلمه كل مسيحى ينبرى للحديث حول المسيحية لأن يوليوس أفريكانوس هو احد أبرز آباء الكنيسة ولعله من أهمهم على الإطلاق وهو صاحب التاثير الرهيب واليد الطولى فى كل كتابات الأباء الكنسين الذين جاؤا بعده , وحتى لا نكون مثل النصارى ونتحدث بلا دليل تعالوا نثبت لهم من هو يوليوس أفريكانوس إذا كانوا لا يعرفون . وهو بحسب ما تخبرنا الموسوعة الكاثوليكية [2] :
Julius Africanus is the father of Christian chronography. Little is known of his life and little remains of his works. He is important chiefly because of his influence on Eusebius, on all the later writers of Church history among the Fathers, and on the whole Greek school of chroniclers.
وهو ما ترجمته :
يوليوس افريكانوس ابو التأريخ الكنسى لا يعرف سوى القليل عن حياته والقليل من بقايا أعماله وهو مهم بصورة اساسيه لتأثيره البالغ على يوسابيوس
[3] ( أسقف قيصرية بفلسطين وأبو تاريخ الكنيسة) وعلى كل كتاب التاريخ الكنسى اللحقون والآباء وعلى كل مؤرخى المدرسة اليونانية .
وكما هو واضح فصديقنا النصرانى يحاول أثبات حدوث الظلمة على الأرض من كلام أحد أخطر وأشهر اباء الكنيسة وهو ما نقوله عنه بالمثل العامى ( قالوا للحرامى أحلف قال جالك الفرج) وطبعا صديقنا النصرانى كان يحاول جلب الفرج عن طريق يوليوس أفريكانوس الذى تصفه الموسوعه الكاثوليكية بأنه شبه مجهول لا يعرف سوى النذر اليسير عن حياته وأعماله أى أن صديقنا يستشهد بشخص شبه مجهول أقتبس عن شخص مجهول ناهيك عن كونه من آباء الكنيسة !!.
والآن ننتقل للدليل الثانى والأخير الذى أعتمد عليه صديقنا النصرانى :
الدليل الثانى هو:
يحدثنا التاريخ فى سيرة ديوناسيوس الآريوباغى القاضى ، أنه حين حدث كسوف فى الشمس وقت صلب السيد المسيح كان ديوناسيوس يدرس فى جامعة عين شمس (أحدى الجامعات اليونانية القديمة فى مصر) علوم الفلك و الهندسة و القانون و الطب ... إلخ. و هذا هو منهج من يتولى سلطان القاضى و هو أن يكون ملماً بجميع العلوم ، و حين حدث كسوف الشمس حدث تساؤل .. فكانت الإجابة أن هناك إحتمالاً من ثلاث إحتمالات :
1- أن يكون العالم أوشك على النهاية و هذا الكسوف من أحدى الدلالات .
2- أن تكون كل قواعد علم الفلك خاطئة من أساسها .
3- أن يكون إله الكون متألماً .
و ظلت هذه الواقعة فى ذاكرة ديوناسويس إلى أن بشره القديس بولس فى أريوس بأغوس، متأكذاً بأن لإحتمال الثالث هو الأوقع و الأصح و هو أن يكون إله الكون كان متألماً .. لان حادث الكسوف الذى حدث للشمس الذى أستمر ثلاثة ساعات ليس بأمراً عادياً بل هو فوق مقدور البشر و فوق القواعد و التحاليل العلمية. أنتهى .
اما القاضى ديوناسيوس الآريوباغى أو Dionysius the Areopagite الذى يتحدث عنه صديقنا فهو نفس الشخص الذى ورد أسمه فى سفر أعمال الرسل :
17: 34 و لكن اناسا التصقوا به و امنوا منهم ديونيسيوس الاريوباغي و امراة اسمها دامرس و اخرون معهما.
وهذا الشخص قد تنصر على يد بولس ولا يوجد ذكر لموضوع الظلام الذى ساد الأرض عند وفاة المسيح لا على لسانه ولا على لسان أى شخص أخر أى أنه من المسيحيين الأوائل إن صح التعبير . ولا ندرى لماذا لم يرد ذكر مثل هذه الواقعه على لسانه فى أيا من الأناجيل أو الرسائل مادام هذا الحدث بهذه الأهمية القصوى لدرجة محاولة النصارى التدليل على ألوهية ربهم المطعون فيها بتلك القصة .
ولنلاحظ ان صديقنا النصرانى فى بدء كلامه حول هذه النقطة بدء كلامه بعبارة فضفاضة ألا وهى (يحدثنا التاريخ فى سيرة ديوناسيوس الآريوباغى القاضى ) ولا أدرى ما هو المرجع الذى يمكننى الإطلاع عليه لمعرفة صدقه من عدمه وهى على أية حال عادة نصرانية مستديمة ومستحكمه فغالبا ما تجد إستدلالتهم تبدء بـ أجمع العلماء أو اكد الباحثون أو يقول التاريخ بدون الإشارة لمصدر واحد. وهم يعتمدون فى هذا على سحر كلمة اجمع التى يأتى منها الإجماع وأكد التى لا تدع مجالا للشك أو يقول التاريخ التى توحى بالمصداقية التاريخية , ولكن عند أول سؤال نطلب فيه اسم واحد من الذين أجمعوا أو اكدوا أو حتى قالوا لا تجد سوى صدى صوتك يرتد إليك مدويا من داخل النفق المظلم ومغارات الزيف التى جاؤا منها بإدعاءتهم .
وكأن الزيف لا يكفى فنجد صديقنا قد ترك الزيف إلى النصب قائلا :
(و حين حدث كسوف الشمس حدث تساؤل .. فكانت الإجابة أن هناك إحتمالاً من ثلاث إحتمالات :
1- أن يكون العالم أوشك على النهاية و هذا الكسوف من أحدى الدلالات .
2- أن تكون كل قواعد علم الفلك خاطئة من أساسها .
3- أن يكون إله الكون متألماً .
وبالطبع يا عزيزى القارئ هو يحاول أن يلخص النصبه فى ثلاثة إحتمالات أوردهم , وحتى تتأكد عزيزى القارئ من محاولة النصب هذه أطلب منك أن تضع نفسك مكان ديوناسيوس الآريوباغى أى أنك الآن تعمل قاضيا ومعلما فى واحدة من جامعتها وأنت الآن فى مصر وحدث كسوفا للشمس , فماذا عساك أن تفكر أو تقول ؟
بالطبع ليس لها سوى حل واحدا هو أن كسوف الشمس ظاهرة طبيعية ومتكررة تحدث فى أوقات متفرقة وبلدان متفرقة . أما أن يحاول أقناعنا أن ديوناسيوس الآريوباغى فكر فى أن العالم قد أوشك على النهاية فهو لا يجعله معلما فى واحده من أرقى جامعات العام القديم (عين شمس) بحسب مايزعم صديقنا ولكنه يضعه فى مصاف الأطفال الذين يدرون فى شوارع الأرياف وهم يطرقون على أوانى معدنية قائلين ( يا بنات الحو ماتسيبوا القمر يدور) وهى حادثة رأيتها مرة فى أحدى قرى مصر فور حدوث خسوف للقمر . فبالله عليكم من يكون بتلك العقلية ماذا عساه قد كان يدرس فى الجامعة ؟
أما الحجة الثانية فوهمية أيضا وذلك لكون ديوناسيوس الآريوباغى موجودا فى مصر فى تلك اللحظة بحسب ما يخبرنا صديقنا النصرانى ومادام كان موجودا فى مصر أو غيرها فمن المستحيل أن يكون متواجدا فى نفس الوقت فى أى دولة أخرى ليعرف بحدوث الكسوف على الكرة الأرضية كلها اللهم إلا إذا كان يعتمد على إشتراكه مع موقع قناة الجزيرة ووصله الخبر عبر الأنترنت أو عبر هاتفه المحمول أو لعله كان من رواد برامج الشات والمحادثة الصوتية ,وحتى إن نما إلى علمه حدوث كسوف للشمس فى فلسطين ايضا فهذا أمر طبيعى فكسوف الشمس يحدث ويراه سكان عدة دول مختلفه وهذه ظاهرة طبيعية وذلك ببساطة لن الشمس لا تخضع لأتفاقية تقسيم سايكس بيكو التى قسمت العالم الإسلامى لدويلات فلا يمكن للشمس مثلا أن تقرر عمل خسوف لمصر فقط أو لألمانيا فقط ولابد وان يشاهد هذا الكسوف فى عدة دول مختلفة . أما بالنسبة لصديقنا ديوناسيوس الآريوباغى فبالتأكيد إن رؤيته للكسوف ستكون ترسيخا لحقيقة علمية قد عرفها القدماء من آلاف السنين و كحدث عادى قد رآه من قبل يتوقع حدوثه من آن لأخر .
والثالثة ألمى وآلالام العقلاء :
يحاول صديقنا النصرانى فيها أقناع أهل ملته وإقناع المسلمين إن أستطاع بأن كسوف الشمس قد يكون بسبب إله الكون متألماً , يكتبها وكأنها حقيقة علمية وهل الإله يتألم إلا فى الأساطير الوثنية والخرافات المتهالكة .
خالق هذا الكون يتألم ؟
من ماذا يتألم ؟
ومن ذا الذى بأمكانه إيلامه ؟
والله إن أحد أحد يتألم فعلا فهم المسلمون والعقلاء فى الكون على مر العصور الذين يتألمون مما وصل إليه حال بعض البشر وتعطيلهم لعقولهم وصدق وعز من قال :
( ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (التوبة: من الآية30)
نعم عزيزى النصرانى إلهكم يسوع ليس أو الآله المتألمين إن كان للإله ان يتألم فلقد سبقه العديد والعديد من الآلهه الذين تألموا وماتوا ولا تظن أن يسوع ربكم أول من مات على الصليب بل سبقته آلهة أخرى(صورة شخص عاري تماما مصلوب علي صليب)هل تعلم ماذا تحكى هذه الصورة ؟
بالطبع ستقول أنها ليسوع عندما علق على الصليب . أليس كذلك ؟
لو كان هذا هو تحليلك للصورة الساقة فدعنى أوضح لك خطائك وأبين لك الصورة حتى تتضح لمن الصورة .
تلك الصورة لأحد الآلهة المزعومة أيضا إله يدعى ديوناسيوس وهو بالطبع ليس ديوناسيوس الآريوباغى الذى تحدثنا عنه فى السطور السابقة ولكنه ديوناسيوس إله صلب قبل المسيح بأكثر من مائتين عام وقام من بين الأموت ورأى الناس مجده مثله تماما مثل يسوع أو لعله نسخة بالكربون منه . وإن كان هو سابقا ليسوع كما أشرت حيث انه صلب ستة 200 ق.م تقريبا . وكان يعبد فى إيطاليا واليونان ومصر ومناطق عديدة من الشرق الأوسط . أى انه له السبق وحق تسجيل الصليب كبراءة أختراع يكون هو صاحب حق التكسب منه وليس الكهنة والأحبار.
ومادام الشئ بالشئ يذكر ومادمنا نتحدث عن كسوف الشمس فيحضرنى الآن قصة حقيقة سجلها التاريخ نجدها فى اكثر من مرجع وفى أكثر من كتاب والقصة حدثت فى صدر الإسلام مع الصحابة والحبيب المصطفى خير خلق الله وسأترككم مع القصة لتروا عظمة الإسلام والدين الإسلامى العظيم الذى لم يعطى الظواهر الطبيعية أكبر من حجمها ولم يدعى ويفترى لأثبات صدقه :
حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا هاشم بن القاسم قال حدثنا شيبان أبو معاوية عن زياد بن علاقة عن المغيرة بن شعبة قال : (كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات إبراهيم فقال الناس كسفت الشمس لموت إبراهيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم فصلوا وادعوا الله). رواه البخاري
وقبل أن أنهى بحثى الملخص هذا لى سؤال أطرحه على النصارى .
عزيزى النصرانى لو لم يقنعك هذا البحث المختصر بأن الإله لم يمت ولم تحدث تلك الظلمة المزعومة فدعنى أطرح عليك هذا السؤال :
إن كان الإله قد مات على الصليب يبقى مين اللى طفى النور ( أقصد من الذى جعل الشمس يحدث لها كسوف )
اللهم يا من جعلت القمر ينخسف ويا من جعلت الشمس تنكسف اسألك أن تجعل رؤوس الكفر تنخسف وأن تجعل من أتبعهم ينكسف ويشعر بالخجل والعار لما أوقعه فيه الكهنة والأحبار.
محمد في عيونهم!!
وأخيرا فالكل يعرف من هو "محمد" صلى الله عليه وسلم ..وكيف رفع الله به أقواما من الظلمات إلى النور ومن الجاهلية إلى الحضارة والتقدم وكيف أحبه أصحابه وأتباعه..بل كيف نال إحترام أعدائه حتى الآن وكيف أثر في العالم ...وكيف.... وكيف ...
جاء في موسوعة الحضارة للمؤرخ الشهير "وول ديورنت":
وإذا ما حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر في الناس قلنا إن محمداً كان من أعظم عظماء التاريخ، فقد أخذ على نفسه أن يرفع المستوى الروحي والأخلاقي لشعب ألقت به في دياجير الهمجية حرارة الجو وجدب الصحراء، وقد نجح في تحقيق هذا الغرض نجاحاً لم يدانه فيه أي مصلح آخر في التاريخ كله، وقل أن نجد إنساناً غيرة حقق كل ما كان يحلم به.
(موسوعة قصة الحضارة- وول ديورانت–الجزء 13 ص 47 الهيئة المصرية العامة للكتاب.,وعلى الانترنت ص4477 الرابط
http://www.civilizationstory.com/civilization).
وأختتم هذا الكلام عن عظمة نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم بكلام مايكل هارت في كتابه العظماء مائة وأعظمهم محمد صلى الله عليه وسلم عن سبب اختياره لمحمد وكونه الأعظم فقال :
( إن اختياري لمحمد ليقود قائمة أكثر أشخاص العالم تأثيراً في البشرية قد يدهش بعض القراء وقد يعترض عليه البعض .. ولكنه كان ( أي محمد) الرجل الوحيد في التاريخ الذي حقق نجاحاً بارزاً في كل من المستوى الديني والدنيوي ) أ . هـ
و يقول توماس كارلايل -1840م- ( الكاتب والمؤرخ والفيلسوف الإنجليزي المشهور ) مبينا الشبهات التي يروجها أعداء الإسلام الحاقدين : " إن الأكاذيب التي أثارتها الحماسة الصادرة عن حسن نية حول هذا الرجل ( أي محمد صلى الله عليه وسلم ) لا تشين إلا أنفسنا "
هل أخذ هذا الرجل رشوة عام 1840 للدفاع عن النبي؟
يقول توماس كارلايل في ( ص 88 ) من كتابه " الأبطال وعبادة الأبطال "
" محمد مزورا ومحتالا أو مشعوذا ؟؟ كلا ! ثم كلا ! إن هذا القلب الكبير المفعم بالعاطفة الجياشة الذي يغلي كمرجل أو مَوقِد هائل مـن الأفكار ، لم يكن قلب محتال أو مشعوذ " .
يقوله القس " بوزوورث سميث " ( Bosworth Smith ) :
" لقد كان رئيسا للدولة ولجماعة تدين بنفس العقيدة ، لقد كان يجمع سلطة ومقام قيصر والبابا معا ، ولكنه بابا بدون خيلاء البابا وغروره ، وقيصر بلا فيلق أو حشوده وبلا جيش عامل ولا حارس شخصي ولا قوة من الشرطة ولا دخل ثابت . لو أن ثمة رجل كان له الحق في أن يدعي أنه يحكم بالحق الإلهي فقد كان هذا الرجل هو محمد . فقد كانت معه جميع السلطات من غير أن يكون معه ما يدعمها أو يحافظ عليها . وقد كانت بساطة حياته الخاصة متطابقة ومنسجمة مع حياته العامة " .
يقول " كارلايل " في كتابه " الأبطال وعبادة الأبطال " :
" لقد كان ( محمدا ) رجلا فقيرا ، شديد الكدح ، غير قادر على الإعالة ، لا يهتم بما يجتهد في طلبه الرعاع أو السوقة . وفيما أرى فإنه لم يكن امرؤ سوء ، ولم يكن طالب شهوة من أي نوع ، وإلا ما وقره هؤلاء الرجال الوحشيين . الذين قاتلوا وخاضوا الملاحم طوع أمره خلال ثلاث وعشرين سنة ، وهم في ذلك وثيقوا الصلة به دائما ، كل هذا التوقير !
" لقد كانوا رجالا وحشيين يندفعون بين الفينة والفينة بقوة إلى التشاجر وكل ألوان التشاحن العنيف . وما كان يستطيع أي رجل أن يقودهم بدون أن يمتلك القيمة الأخلاقية والشجاعة .
أو إنكم لتعجبون كيف دعوه واعتبروه نبيا ؟
أو لم يقف وسطهم ظاهرا لهم يواجهونه ويخاطبونه بلا حاجب بينه وبينهم ، غير محاط بأي سر من الأسرار الدينية أو غموض . فكان يرى وهو يرقع ثوبه ويصلح نعله ، ويقاتل ويستشير ويصدر الأوامر وهو بينهم . فلا بد أنهم أدركوا أي نوع من الرجال كان .
ولتسمه ولتدعه ما تشاء ! إنه لم يطع إمبرطورا جليلا متوجها مثلما أطيع هذا الرجل في ثوب رقعه بنفسه .
وإنني لأجد أن خوضه ثلاثة وعشرين عاما من التجارب الحرجة الصعبة يستلزم بالضرورة نوعا من البطولة الحقيقية " .
وأقول للمسيحي البسيط "إختر طريقك"
قال الله ( قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (104)الأنعام
إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أبدا لم يدعو لعبادته كعادة الأنبياء الكذبة على مر التاريخ لكن لقد بدأ دعوته يقول أنه نبي رسول من عند الله وإنتهت حياته بعد 23 عاما من الكفاح وهو على نفس العقيدة ..ودعا إلى أن المسيخ بن مريم "رسول قد خلت من قبله الرسل" كما قال القرآن وهو هو القرآن لم يطلب للنبي محمد إلا ما طلبه للمسيح...يقول القرآن عن النبي محمد {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ }آل عمران144
وهكذا ذهب الأنبياء فما هم إلا بشر .. وبقي دين الله ...بقي الإسلام !
وسيبقى الإسلام الدين الوحيد الذي يأمر بعبادة الله أحد ..الله الصمد...الذي لم يلد ..ولم يولد ...ولم يكن له كفئا أحد !
وأرجوك لا يكن لسان حالك " َقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ؟! . وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ"
فمازال الإسلام لا يطلب منكم إلا ما طلبه منكم المسيح والأنبياء قبله
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (آل عمران : 64 )
هذه هي دعوة نبينا
فهل فيها شك أو ريب ؟!
ويقول توماس كارلايل :
" إن رسالة هذا الرجل ( محمد صلى الله عليه وسلم ) إنما هي صوت نابع من الفطرة . إن الناس يصغون وينبغي أن يصغوا إلى هذه الفطرة كما لم يصغوا إلى شيء آخر . فكل شيء آخر بالمقارنة لها إنما هو لغو .. " .
أشهد أن لا إله إلا الله
وأشهد أن محمد رسول الله
إنتهى
قال تعالى
قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (65) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (66) قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (68) ص
وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42) لا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44)غافر
المصادر:
(1) السيف بين الكتاب المقدس والقرآن الكريم – وكتب ومقالات د. حبيب عبد الملك
(2) تعدد زوجات الرسول – د.حبيب عبد الملك
يمكنك تحميل مقالات الدكتور حبيب جزاه الله خيرا وبارك فيه
من هنا
http://www.ebnmaryam.com/web/modules.php?name=myBooks2&op=open&cat=3&book=237
(3) كتب الشيخ أحمد ديدات –محمد المثال الأسمى ومحمد الرسول الأعظم
(4) مقالات الأخوة والباحثين في منتدى الجامع والفرقان وبن مريم ومصادر أخرى قد ذكرت في موضعها
بواسطة أخوكم الفقير إلى عفو خالقه : مجاهد في الله almojahed_fe_alla@yahoo.com
نرجو منكم الدعاء ليقول لك الملك ولك مثله ! وهدى الله النصارى إلى الصراط المستقيم آمين !
اللهم إهدنا وأهد بنا وأجعلنا سببا لمن إهتدى آمين
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟وأخيرا مع جواب السؤال ...ما هدف محمد –صلى الله عليه وسلم- من دعوته ؟
ويرد على هذا الأخبار الصحيحة من سيرته العطرة
عن أنس قال كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه فقال له أسلم . فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال أطع أبا القاسم . فأسلم . فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول الحمد لله الذي أنقذه من النار . رواه البخاري في صحيحه
بالله عليكم ... لو كان النبي طالب دنيا ومال ومنصب فلم يهتم بأمر غلام ؟ فما يفيده صبي في حربه أو في حكمه أو في دولته ؟!
وليس هذا فحسب فإنه غلام يموت وفي الرمق الأخير...ما يفيده هذا الميت ؟! أو الذي قارب على الموت ؟! فلم يهتم النبي به وبإسلامه ؟
ولم يفرح محمد صلى الله عليه وسلم – بإسلام الغلام فقد مات بعد إسلامه مباشرة ؟!
الواقع يقول أنه يفرح لأن تلك دعوته...إنها النجاة للكبير وللصغير ...إنه الخلاص والحياة الأبدية للغني والفقير..إنها النجاة من النار والفوز بالجنة ...إنها الدعوة لعبادة الله وحده لا شريك له وتنزيهه عن النقائص والعيوب ..إنه الإسلام!
أن تشهد أنه لا إله إلا الله وأن محمد عبد الله و رسوله وأن المسيح عبد الله ورسوله وأن موسى عبد الله ورسوله ..وتلك دعوة الأنبياء
كما قال المسيح عليه السلام
Jn:17:3 وهذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته.
وقال أيضا مبينا رسالته ورسالة موسى والأنبياء
Mk:12:29 فاجابه يسوع ان اول كل الوصايا هي اسمع يا اسرائيل.الرب الهنا رب واحد. (SVD)
فمن يأبى أن يستجيب لتلك الدعوة فقد ضل ضلالا بعيدا ويوم القيامة سيندم أشد الندم على ترك الحق وإتباع الباطل
"قال رسول الله :كل أمتى يدخلون الجنة إلا من أبى ..قالوا من يأبى يا رسول الله؟...قال : من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى"
يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ
والأدلة على صدق النبي محمد والله يقينية ...ليس فيه أدنى ريب أو شك
وقد إقتصرت على الأدلة العقلية ولم أتطرق إلى المعجزات وهي طريقة أخرى لإثبات النبوة وقد أثبتت في بحث قصير في كتاب "الردود المفحمة على إلوهية يسوع المبهمة" أن معجزات النبي الحسية محمد تفوق معجزات أي نبي مضى بل وقارنتها بمعجزات المسيح التي يقولون أنها تدل على إلوهية المسيح.. وبالقطع ما من نبي فاقت معجزاته معجزات محمد صلى الله عليه وسلم ...ولمراجعة الكتاب
الردود المفحمة على إلوهية يسوع المبهمة
http://www.ebnmaryam.com/web/modules.php?name=myBooks2&op=open&cat=3&book=243
كما تكلمت النبوؤات الكثيرة حول النبي محمد ورغم التحريف الذي يئن به الكتاب إلا انه مازال يقول بكل قوة "نبيا أميا من بني إسماعيل يشبه موسى وهو الشفيع المرتقب"
راجع كتاب "محمد في الكتاب المقدس ردا على سام شمعون" رددت فيه على نقض النصارى –المزعوم- على النبوؤات !
http://www.ebnmaryam.com/web/modules.php?name=myBooks2&op=open&cat=3&book=258
وللمزيد "مدخل لدراسة الإسلام ومعرفته – القرضاوي"
http://www.ebnmaryam.com/web/modules.php?name=myBooks2&op=open&cat=4&book=240
أقامة الحجة على العالمين في نبوة خاتم المرسلين- مجموعة كتب ومقالات
http://www.ebnmaryam.com/web/modules.php?name=myBooks2&op=open&cat=4&book=230
كان خلقه القرآن
http://www.4shared.com/file/18595305/b69085aa/___online.html
الرد على الشبهات - كشف كذب اللئيم حول الإسلام العظيم
http://www.ebnmaryam.com/web/modules.php?name=myBooks2&op=open&cat=4&book=89
وما أوردته من الدلائل العقلية في هذا الكتيب ليست كل الدلائل العقلية ولكنها لبنة في طريق التفكير المنطقي لدراسة سيرة النبي بتجرد من الهوى والأحكام المسبقة وببحث حقيقي عن الحق!
ساعتها فقط سترى أن ما أوردته أنا هنا هو قطرة في بحر اليقين بصدق الإسلام وصدق نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم .
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟هل يطلب مجد نفسه ؟! أم مجد الذي أرسله ؟!
أما معجزات النبي فهي كثيرة..راجع مقال : بين معجزات محمد والمسيح عليهما السلام في كتاب الردود المفحمة على إلوهية يسوع المبهمة
http://www.ebnmaryam.com/web/modules.php?name=myBooks2&op=open&cat=3&book=243
ولأن بحثنا لا يتناول إلا الناحية العقلية وبعيدا عن المعجزات سأختم بموقفين لا يدعان مجالا للشك أن محمدا بن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه هو نبي صادق ولا يشك بذلك عاقل...ورب المسيح...
الموقف الأول
يقول النبي محمد خاتم الأنبياء والمرسلين...
عن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله . متفق عليه .
وهذا ما ندعو إليه.....لا إله إلا الله محمد عبد الله ورسوله والمسيح عبد الله ورسوله
النبي يقول لا تعبدوني.....لا تقولوا أني إله مع الله.....لا تعظموني بالباطل..وهو خير الخلق صلى الله عليه وسلم ....سيد ولد آدم ويقول ذلك
لو كان نبيا كاذبا يا اصحاب العقول لما قال ذلك...وإنما لأمرهم بعبادته...والله الذي يشك فى نبوته فإنه إنسان ليس به عقل...والذي يكذب به يكون ظالما لنفسه...
محمد رسول الله أتدرون لماذا؟لأنه ما جاء إلا بدين المسيح وهو عبادة الله...ولأن يسوع قال هذا
Jn:7:14 ولما كان العيد قد انتصف صعد يسوع الى الهيكل وكان يعلّم.15 فتعجب اليهود قائلين كيف هذا يعرف الكتب وهو لم يتعلّم.16 اجابهم يسوع وقال تعليمي ليس لي بل للذي ارسلني.17 ان شاء احد ان يعمل مشيئته يعرف التعليم هل هو من الله ام اتكلم انا من نفسي.18 من يتكلم من نفسه يطلب مجد نفسه.واما من يطلب مجد الذي ارسله فهو صادق وليس فيه ظلم.
وهنا أنتم كاليهود مع عيسى المسيح تماما..تقولون للنبي محمد من اين لك هذا العلم وأنت أمي لم تقرأ فى الكتب؟
فيقول لكم ....من عند الله....أنا رسول الله ولا أطلب مجدي ولا أطلب منكم عبادتي أنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أن أعبدوا الله..
وهنا أخبركم بأن النبي محمد خاتم الأنبياء والمرسلين...
"لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله" متفق عليه.
"من يتكلم من نفسه يطلب مجد نفسه.واما من يطلب مجد الذي ارسله فهو صادق وليس فيه ظلم. (يو 7: 18)
ملحوظة: إن هذا الكلام (يو 7 : 18) يؤكد أن المسيح لم يطلب مجد نفسه بل طلب مجد الله ولو طلب مجد نفسه وأدعى الإلوهية –كما يدعي النصارى- لكان نبيا كاذبا يتكلم من نفسه وليس من الله !!
الموقف الثاني
أنصح النصارى بدلا من قرائة الشبهات من المواقع والكتب الخبيثة أقرأ قصة حياة وسيرة النبي محمد وإحكم بنفسك. وأنصح بكتاب "هذا الحبيب يا محب" للشيخ أبوبكر الجزائري
يقول صاحب كتاب "محمد رسول الله" " انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم فأذاع الناس أن الشمس كسفت حزنا على موت إبراهيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ولا ينكسفان لموت أحد " . قال ذلك لأن الناس لما شاهدوا الكسوف قالوا انكسفت الشمس لموت إبراهيم ولو كان النبي مخادعا أو كاذبا لاستغل هذه الفرصة السانحة وأذاع في طول البلاد وعرضها أن الشمس انكسفت لوفاة ابنه وأن هذه إحدى معجزات النبوة لكنه أبى إلا الصدق وأذاع الحقيقة
قال مسيو در منجم في كتابه حياة محمد ( فصل 21 ) بمناسبة هذا الحادث : " إن محمدا كان واسع العقل فرد على هذه الخرافة الجميلة بقوله ( إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ) وهذه كلمات لا يقولها مخادع "
وهذا ما قلناه لأن المخادع يتعلق بالأوهام ويسارع إلى انتهاز مثل هذه الفرص ولكن النبي كان صادقا في أقواله . صادقا في أفعاله . لا يستند إلى الأكاذيب في رفع شأنه.....أنتهى
أنا أسأل كل عاقل.....كل مفكر أسألكم بالذي خلقكم...لو كان محمدا صلى الله عليه وسلم مخادعا كاذبا فى شأن النبوة وخسفت الشمس (بالصدفة كما يقال) لما مات إبنه...بالله عليكم أكان يترك تلك الفرصة لتثبيت اكاذيبه؟
بل الصحابة نفسهم هم من أشاعوا أن الشمس خسفت لموت إبراهيم...مما يعنى أنه ما كان عليه إلا الإشارة بنعم خسفت الشمس لموت إبني لأني نبي عظيم...!!!
ولكن محمد بن عبد الله الصادق الآمين كما كان يسمى فى قومه لم يقل هذا....إنما قال الحق لأنه يأبى الكذب ويأبى الغلو بالباطل..قال فداه أبي وأمي" إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ولا ينكسفان لموت أحد "
هذا هو النبي حقا ولا شك..
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158)الأعراف
النبي الأمي الذي تنبأ عنه أشعيا 29 : 11-12 (العربية المشتركة)
11فصارَت جميعُ رُؤْياكُم غامِضَةً كأقوالِ كِتابٍ مَختومِ تُناوِلونَهُ لمَنْ يَعرِفُ القِراءةَ وتَقولونَ لَه: ((إقرأْ هذا)). فيُجيبُ: ((لا أقدِرُ لأنَّهُ مختومٌ)). 12ثمَ تُناوِلونَهُ لِمَنْ لا يَعرِفُ القِراءةَ وتقولونَ لَه: ((إقرأْ هذا)). فيُجيبُ: ((لا أعرِفُ القِراءةَ))
Isa:29:12: And the book is delivered to him that is not learned, saying, Read this, I pray thee: and he saith, I am not learned..
وأول ما نزل جبريل عليه السلام على النبي قال له " إقرأ"....قال "ما أنا بقارئ" أي لست أعلم القراءة ...ثم كررها عليه ثلاث مرات ثم قال له "إقرأ بسم ربك الذي خلق* خلق الإنسان من علق*إقرأ وربك الأكرم....إلى أخر السورة الكريمه)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟كيف إستطاع محمد –صلى الله عليه وسلم- تأليف القرآن ؟!
وهذا السؤال ربما يعد سهلا هو الآخر .. لكن إتفقنا على أن تحترم مصادري وأحترم مصادرك
ما يقال في هذا الأمر بين أمرين أن النبي أخذ القرآن عن الراهب بحيرى حينما قابله بالشام وهناك آخرون يقولون أنه أخذه عن ورقة بن نوفل !
ولعل هذا يبدو منطقيا عند شخص سطحي لكن عند عقل علمي مفكر..أبدا سيكون هذا من السخافات الغير معقوله !
والواقع يقول أن القرآن متآلف متناسق لا يعقل أن يكون نصفه مثلا من تأليف بحيرى والنصف الآخر من تأليف ورقة ..أظن أن هذا كلاما عاقلا..أليس كذلك؟
فلو أخذنا بحيرى كفرضية للنفكير المنطقي...أولا : لسانه أعجمي فمستحيل أن يؤلف كتابا بهذه البلاغة اللفظية !
قال تعالى (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ (النحل : 103 )
وهنا تسقط فرضية تعلمه من بحيرى ..ناهيك أنها فرضية غير منطقية ولا عقلانية فالنبي تقابل معه حينما كان مسافرا مع عمه للتجارة فرآى الراهب بحيرى من شرفته أشياء عجيبة ترافق القافلة فهناك سحابة تظلل النبي أينما سار ورأى أنه لا يمر بحجر أو بشجر إلا سجد للنبي محمد وهنا تيقن أنه النبي المنتظر الذي قرأ عنه في التوراة والإنجيل أنه من بني إسماعيل
سفر التكوين الإصحاح 17 : 20: وأَمَّا إِسْماعيلُ فقَد سَمِعتُ قَولَكَ فيه. وهاءَنَذا أُبارِكُه وأُنْميه وأُكَثِّرُه جِدًّا جِدًّا، ويَلدُ اَثنَي عَشَرَ رَئيسًا، وأَجعَلُه أُمَّةً عظيمة
سفر التكوين 13 :21 "وابن الجارية ايضا ساجعله امة لانه نسلك"
Dt:18:18 اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به.
وإخوة بني إسحاق هم بني إسماعيل ولا شك ...ناهيك أنه بالتواتر عرف أن إسماعيل عاش بمكة والكتاب المقدس يقول أن
Gen 21:21وسكن (إسماعيل) في برية فاران.
وقرأ أن النبي سيكون من فاران أي جبال مكة
Dt:33:2 فقال.جاء الرب من سيناء واشرق لهم من سعير وتلألأ من جبال فاران وأتى من ربوات القدس وعن يمينه نار شريعة لهم.
ورغم تدليس النصارى واليهود منذ النبي حتى الآن يقول قاموس Strong's Hebrew Bible Dictionary ان فاران في صحراء العرب: " Paran, a desert of Arabia".
لقد علم بحيرى الراهب أن من صفات النبي القادم أن يكون بين كتفيه خاتم النبوة ..
اشعياء9 : 6-7 .."لانه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه"
ودعنا من كون المسيحي يفهم النبوؤة أنها للمسيح ولكن ناهيك عن كونه باطل من أوجه ولكن هكذا فهم بحيرى !
وتفحص الراهب بحيرى الصبي محمد –صلى الله عليه وسلم- فوجد خاتم النبوة ووجد أنه هو النبي المنتظر بعد المسيح
الذي قال عنه المسيح "لكني اقول لكم الحق انه خير لكم ان انطلق.لانه ان لم انطلق لا يأتيكم المعزي (الباركليتيوس-الشفيع).ولكن ان ذهبت ارسله اليكم." (يو 16 : 7)
وقال عنه اليهود معددين ثلاث أشخاص ليوحنا المعمدان
Jn:1:19 وهذه هي شهادة يوحنا حين ارسل اليهود من اورشليم كهنة ولاويين ليسألوه من انت. 20 فاعترف ولم ينكر واقرّ اني لست انا المسيح.21 فسألوه اذا ماذا.ايليا انت.فقال لست انا.النبي انت.فاجاب لا.22 فقالوا له من انت لنعطي جوابا للذين ارسلونا.ماذا تقول عن نفسك.23 قال انا صوت صارخ في البرية قوّموا طريق الرب كما قال اشعياء النبي.24 وكان المرسلون من الفريسيين.25 فسألوه وقالوا له فما بالك تعمّد ان كنت لست المسيح ولا ايليا ولا النبي.
ونعرف أن المسيح هو بن مريم وإيليا قال عنه المسيح أنه جاء ولم يعرفه اليهود ..فمن هو النبي ؟!
لقد عرف بحيرى كل هذا ولهذا لما رأى النبي الموعود خاف أن تقتله يهود حقدا وحسدا لأنه ليس من بني إسرائيل ولذلك نصح أبوطالب بالعودة به سريعا..فإستجاب أبي طالب .
هنا تأتي الشبهة فالنصارى يروجون أن النبي تعلم من بحيرى أو أخذ القرآن عنه ..المعلومة المهمة هنا أن عمر النبي محمد –صلى الله عليه وسلم كان أقل من عشر سنوات ...فأي سخافة أن يتلقى من دون العشر سنوات كتابا ضخما مثل القرآن أو حتى محتوياته دون لفظه ثم ينتظر حتى يبلغ الأربعين عاما لكي ينشره أي سخافة تلك ؟!
ناهيك ان أمية الرسول أمر ثابت ولا يماري فيه إلا جاحد بل يقول صاحب كتاب "فترة التكوين في حياة النبي الأمين" وهو رجل يدعي أنه ملحد لكنه يبدو أنه يتخفى بالإلحاد لأن القارئ لكتبه يعرف أن مصطلحاته –وإن تعالم ونطق بالغريب- فهي أقرب لكونه نصراني مفضوح وكتابه شهير بين النصارى بل ويستشهد به زكريا بطرس مسميه "الشيخ" خليل عبد الكريم وكأنه من علمائنا وهذا ما تعودناه من زكريا بطرس وأمانته العلمية (على سبيل المثال لا الحصر حلقاته في الصميم 17 و18 وتلك أمانة رجل دين يدعى أنه الحق ويهدي إلى الحق فياالعجب؟! ومن ثمارهم تعرفهم!)
وموضوعنا أن "خليل عبد الكريم" الملحد الذي يتشدقون به –والحق ما شهدت به الأعداء- يؤكد في كتابه المذكور آنفا أن النبي كان أميا ويقول أنه لم يثبت شئ خلاف ذلك وما يستند إليه البعض هي تحليلات وتخرصات لا ترتقي إلى مرتبة الدلائل وهنا تسقط فرضية أن الرسول تعلم بنفسه !
ناهيك أنه لم توجد ترجمة عربية للأناجيل حتى القرن الثامن كما تقول الموسوعات العالمية
فلقد جاء في كتاب " المرشد إلى الكتاب المقدس ( الناشر دار الكتاب المقدس و مجلس الكنائس العالمي بالشرق الأوسط عام 1996م ). ص 79 : " أنه فى عام 639م طلب القائد العربي عمر بن سعد بن أبي وقاص من البطريرك اليعقوبي يوحنا أن يضع ترجمة للكتاب المقدس في اللغة العربية و يقولون أنه ربما تم ذلك فى ذلك التاريخ ...و فى عام 867م كانت هناك محاولات لترجمة أعمال الرسل والرسائل كلها ، و فى حوالي سنة 930 م كانت هناك محاولة لترجمة أسفار التوراة الخمسة وأشعيا ، قام بها العالم اليهودي ( سعيد الفيومي ) ... و بعد كل هذه المحاولات الفردية صدرت أول ترجمة كاملة للكتاب المقدس بعهديه في روما إلى العربية , وعرفت بإسم ( البروباغاندا ) و كان ذلك فى أواخر القرن الثامن .. "
وجاء في الموسوعة البريطانية تحت عنوان "الكتاب المقدس باللغة العربية"
لا توجد أي دلائل مؤكدة على وجود ترجمة للكتاب المقدس بالعربية قبل الإسلام.
ولكن بعد وجود الكثير من اليهود والنصارى بين المسلمين تحت الحكم الإسلامي في القرن السابع ,ظهرت الحاجة إلى وجود نسخ بالعربية .
أول واهم نسخة هي التي قام بترجمتها (سعادة بن يوسف ) 892 - 942 ميلادية.
المصدر http://0-www.search.eb.com.library.uor.edu/eb/article-73198
فبالله عليكم أي فرية بأن تقولوا أن النبي الأمي لم يقرأ العربية وفقط..بل جاوزها إلى العبرية واليونانية ..أي فرية تلك ؟!
وأخيرا لو أخذنا ورقة كفرضية أخرى باطلة من أوجه
1- أنه لم يكن له لقائات متبادلة بالنبي وإلا لكان طعن عليه كفار قريش به ولا شك ... !
2- فرضية أن القرآن مصدره ورقة سخيفة لأنه مات في السنوات الأولى للبعثة ..فكيف يظل الفرع وقد مات الأصل !
3- قد يقولون أنه قد علم النبي قبل موته وهذا فاسد -كما بيننا لأنه لم يكن له لقائات متبادلة مع النبي- ولكن المعجز في تقدير الله للأمور أن يفتر الوحي ويتوقف لستة أشهر بعد موت ورقة واعداء الإسلام يدندنون على هذا كثيرا والواقع أن الكفار قد عيروا محمد –صلى الله عليه وسلم- وقالوا له "قد ودعك ربك يا محمد" فلو كان النبي حسب فرضيتكم قد تعلم من ورقة فلم يفتر الوحي في فترة حرجة مثل تلك الفترة ..؟!
فبالله عليكم ...أليس فتور الوحي بعد موت ورقة دليل ضدكم لا معكم ؟!
ومما يضحض فكرة ان المعلومات من عند بحيرى أو ورقة والصياغة من عند النبي..أن النبي لم يقل الشعر قط...والعرب كانوا شعبا يقولون الشعر ويحفظونه وليس غريبا أن يكتب محمد صلى الله عليه وسلم قصيدة..فلم لم يقل بيتا من الشعر طوال 40 سنه ثم خرج بما أذهل العرب مرة واحدة؟!
ناهيك عن أنه مع التسليم ببلاغة الرسول فإن إسلوب القرآن مختلف تماما عن إسلوب الحديث الشريف !!
وجل النصارى يسلمون للقرآن البلاغة ومع ذلك ليس إعجازا عندهم فالواقع أن الكتاب الوحيد المحفوظ بلغته الأصلية كما أنزل هو القرآن بل ومن حفظ الله له أن لغته الأصلية مازالت متداولة وحية وليست مثل لغات الكتاب المقدس التي ماتت ولا يعرفون الكثير من ألفاظها ..فالواقع أنه يسمى "كلام الله" وهو "كلام" ...فوجب وجود فارق بين كلام البشر وكلام خالقهم ..فكانت البلاغة أحد المعالم مع إعجاز المضمون..إعجاز تشريعي..فهو شرع صالح للتطبيق ويضمن صلاح البشرية ليس كالعهد القديم مستحيل التطبيق وليس كالعهد الجديد تعاليم بلا فائدة فقط للتشدق !
وإعجاز قصصي..فلا يوجد بالقرآن إلا قصص تعلمك الأخلاق والعقائد وليس أساطيرا وقصص سيئة كقصة شمشون وداود وأوريا وزواج راعوث وغيرها الكثير !
وإعجاز علمي وهو كثير ولعل أكبر دليل يجعل منكريه في حيرة من أمرهم أهم ما في موضوع الإعجاز العلمي هو أنني فكرت لو أنه جاء بأيدي علماء المسلمين في الأندلس مثلا وأوربا متخلفة...لقالوا هؤلاء المسلمين يدلسون علينا ويقلبون الحقائق ...إلخ
لكن لحكمة الله لكي لا يكون لأي كافر حجة أن الحقائق العلمية يظهرها غير المسلمين ويبحثون هم فيجدوا إنطباق ما إكتشفوه على القرآن وبعد ذلك يسلمون: أمثال الدكتور "كيت مور" عالم الأجنة و البروفيسور . جيرالد سي والجيلوجي البروفيسور ألفريد كرونر
وستجد شهادات هؤلاء العلماء في قسم الفيديو في موقع
http://www.islam-guide.com
بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (العنكبوت : 49 )
وذلك من حكمة الله وإقامته الحجة على خلقه حتى لا يأتي أحد ويقول لم أكن أعرف ..فالغرب الكافر بالإسلام هو من بحث وإكتشف أن ما يتوصل إليه إنما هو مدون من 1400 سنة في كتاب نزل على نبي أمي هو "محمد" صلى الله عليه وسلم ...والعجيب أن علماء الغرب هم من يكتشفوا إعجاز الإسلام وهم من يسلمون ..ففي أي شئ سيجادلون إن كان أولو العلم قد سلموا ؟!
وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (سبأ : 6 )
والإعجاز التشريعي : لو فكرت بعقلانية ستجد أنه من المستحيل أن تربي جيل الصحابة على الإسلام الكامل بشرائعه وعقائده مرة واحدة هكذا دون تدرج ..فأولا كان الإيمان بالله ورسله واليوم الآخر والجنة والنار دون تكليف رحمة من الخالق ثم تدرجت العبادات من صلاة وصوم وحج ثم لما أقيمت الدولة الإسلامية كانت شرائع كاملة ضد الجريمة والزنا والسرقة وقواعد وأسس للتعامل مع المعاهدين من اليهود "فما إستقاموا لكم فإستقيموا لهم" وقواعد وأسس للتعامل مع المحاربين من كفار مكة ومن الروم الذين قرروا الهجوم على المدينة ..فمن المستحيل أن تقول للصحابة أيام إضطهاد مكة عن قوانين الدولة...فهي قواعد وأسس ومبادئ وشرائع تربى عليها الصحابة حتى يحكى أن أنسا كان يسقى القوم خمرا فجاء منادي وقال قد حرمت الخمر وإذا بهم يهرقون ما بأيديهم من خمر وما بآنيتهم في شوارع المدينة حتى صارت أنهارا من الخمر بينما في الولايات المتحدة في أوائل القرن الماضي أصدروا قانون لتجريم شرب الخمر فزاد شرب الخمر وإمتلأت السجون فقرروا إلغاء القانون بعد ثلاث سنوات من تطبيقه...فبالله عليكم ألا يدل ذلك أن الإسلام فوق القوانين الأرضية جميعا ويدل على إعجاز الإسلام التشريعي بكل معاني الكلمة ؟!
فلا المسيحية تحتوي قوانين تحكم الحياة إلا قوانين العهد القديم الجامدة المستحيلة التطبيقة....وحتى الأخلاقيات الحميدة التي جاء يعلمها المسيح لليهود قد ضيعوها بمبدأ الفداء الذي جعلها كصورة جميلة لحديقة ..وصورة الحديقة تعلق على الحائط ولكن لا يمكنك أبدا الجلوس فيها..وكذلك تعاليم المسيح أفسدها بولس بثقافة الصلب والفداء ..فذنوب محمولة مقدما جعلت كل ما علمه المسيح يترك تحت أقدام النصارى والواقع نراه في فساد الغرب منذ وقت حكم الكنيسة في العصور المظلمة وحتى الآن !!
4- أخر نقطة بخصوص فرية تعلم الرسول من غيره ..فإن النظريات والفلسفات كثيرة وكلها مخترعة إبتداء فالمذكور عندنا هو خبر مثل لقاء النبي مع بحيرى مرة في طفولته لم يتجاوز اللقاء ساعات ويأتي كل قسيس فيشطح عقله في الخيال ويخترع قصصا وروايات...وكذلك بالنسبة لورقة بن نوفل فصاحب "فترة التكوين" ألف قصة بكل معاني الكلمة...و أكبر دليل ينكر كل ما سبق هو "عدم وجود الدليل" فمصادرنا المعصومة هي القرآن والسنة الصحيحة !!
وأشك أن مسيحي يمكن أن يفهمني ...ولذلك أقول لو جئت وقلت لك –فرضا- أن يسوع كان نبيا كاذبا ... ستسألني لماذا ؟
سأقول لك: إنك إتهمت النبي محمد بأنه تعلم من غيره دون أن تأتي بدليل ومناط إستدلالك أنه بتعلمه من غيره نفى عنه مصدرية القرآن عن الله !
فماذا تقول في أن المسيح لما تاه من أمه وأبوه وجدوه يتعلم في الهيكل (لوقا إصحاح 2 )
“ولما لم يجداه رجعا الى اورشليم يطلبانه. وبعد ثلاثة ايام وجداه في الهيكل جالسا في وسط المعلمين يسمعهم ويسألهم. وكل الذين سمعوه بهتوا من فهمه واجوبته. فلما ابصراه اندهشا.وقالت له امه يا بنيّ لماذا فعلت بنا هكذا.هوذا ابوك وانا كنا نطلبك معذبين.”(لو 2:44-48
فيجدونه يتعلم في الهيكل ولا أعلم لماذا لا تقولون إنه مدعي نبوة طالما تعلم من غيره بينما يتهمون النبي الأمي الذي لم يقرأ كتابا قط ولا تعلم من غيره أنه نبي كاذب , بلا أدنى دليل مادي واقعي ..فهل أنتم مستعدون لتطبيق مبدأ التعلم على أنبيائهم بل والإله عندكم ؟
إنه الكيل بمكيالين!
فالواقع أن أمية الرسول ليست شرطا في النبوة ..ولكنه أقوى إقامة حجة على البشر ..لأن شخصا أميا لا يستطيع أن يأتي بمثل القرآن لا في بلاغته ولا في محتواه من قصص وعقائد وتشريع !!
والواقع أن عدم تعلم الرسول ليس شرطا في النبوة ...فأنبياء كثيرين –وأولهم المسيح- تعلموا من غيرهم وقرأوا التوراة وكتب الأنبياء ومع ذلك شهد لهم بالنبوة والرسالة ولكن لكون النبي محمد خاتم الأنبياء والمرسلين لم يترك الله عز وجل لإنسان ذرة شك في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم !
وأقول لمن يعقدون المقارنات السطحية بين محمد والمسيح عليهما الصلاة والسلام ...إن المسيح قد تعلم من غيره (لوقا إصحاح 2) وقرأ كتب السابقين...وهو عندكم رسول من الله بل هو الله نفسه
بينما النبي محمد –صلى الله عليه وسلم- كان أميا لا يعرف القراءة ولا الكتابة ويشهد بذلك الأعداء قبل الأصدقاء ولم يتعلم قط من غيره..أفلا يستحق التسليم له بأنه يأخذ علمه من الله عز وجل ؟!
وأخيرا أقول لكل من يخترع قصصا وروايات انه ربما تجد مثلا حياة المسيح لا نعرف شيئا عنه منذ وجدوه يتعلم في الهيكل حتى سن الثلاثين ..فربما ينشط خيال شخص واسع الخيال مثل "خليل عبد الكريم" في تخيل 18 سنة من حياة المسيح لا يُعلم عنها شيئا ..بل والله لا يعلم من حياته كلها إلا موقف ولادته ثم هروبهم به لمصر ثم يتوه ويتعلم في الهيكل مظهرا تميزه ثم لا نعلم عنه شيئا حتى سن الثلاثين عندنا بعض مواقف من فترة 3 سنوات....فأين خيال القساوسة الواسع في هذا الأمر...يااللعجب ؟!
لكن عندنا ..الأمر مختلف تماما فالنصارى يعلمون تماما أن الشخص الوحيد في العالم اجمع الذي نقلت لنا حياته 24 ساعة يوميا وكأن الكاميرات عليه لا تفارقه هو محمد –صلى الله عليه وسلم-
فحتى حياته الخاصة ..كانت ملكا لجميع أمته من بعده وكان من حكمة الله كثرة المخالطين له من زوجاته وأصحابه فيحكون عنه كل صغير وكبير!
نعم....مائة ألف صحابي ..عاصروه في حياته العامة في المسجد وفي الذهاب والمجئ وفي سفره وغزواته وزوجاته يروين عنه سكناته وحركاته وحتى حياته الخاصة أصبحت ملكا لجميع أمته لكي يكون نعم القدوة ليس كقائدا عسكريا وحاكما مدنيا وفقط...لا ...بل القدوة في الزوجية والأبوة مع بناته وأولاده وأحفاده ..فهل بعد هذا الكم من المراقبين لرسول الله الذين حكوا لنا صلاة سعل بها سعلتين وعدوا الشعرات البيض في رأس رسول الله ...هل يمكن بعد كل هذا أن يأتي أحد أصحاب الخيال الواسع امثال "خليل عبد الكريم" أو "زكريا بطرس" أو "يوسف الحداد" أو "أبي موسى الحريري" وغيرهم من أصحاب المخيلة الواسعة ..هل يعطى لهؤلاء وتخيلاتهم وتهيؤاتهم أي أهمية بعد ذلك ؟!
فتور الوحي من دلائل النبوة
كما بيننا أن دلائلنا مازالت عقلية بحته وقد بينا أن الوحي ليس من عند الرسول قطعا ولا شك في موقف فتور الوحي بعد موت "ورقة بن نوفل"
وهناك موقف آخر لما سأل اليهود النبي عن ذو القرنين وأصحاب الكهف والروح وقرنوا تصديقه بالإجابة على تلك الأسئلة...فرد عليهم وقال سأجيبكم غدا !
وأنتظر النبي الوحي يوما وإسبوعا وشهرا حتى سخرت اليهود منه وقالوا وزادوا وعادوا...حتى جاءه الوحي بعد فتور يقول له ربه " وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ (الكهف : 24 )"
فلو كان الوحي من عنده لما تعرض لهذه المواقف أبدا !!
a
الإخوة المسلمون جميعا .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-بإذن الله في هذا الكتيب الصغير نبدأ سلسلة تعليمية نشرح فيها عقيدة "المسيحيين" عُباد المسيح.. وذلك لتعليم الإخوة المسلمين المبتدئين كيف يفكر هؤلاء وماذا يعتقدون .. وكيف نرد عليهم ردا يمحق باطلهم .. ثم ندعوهم بعد ذلك إلى الحق.
اعتقاد "المسيحيين" عُباد المسيح الأرثوذكس في الله
- يؤمن "المسيحيون" عُباد المسيح الأرثوذكس أن المسيح بن مريم هو الله .. نعم هو الله نفسه الذي تأنس و تجسد وأخذ صورة إنسان عبد .. فلقد خطط الرب الإله في نفسه و قرر .. ووضع خطة ليخلص الإنسان من اللعنة التي ورثها من ابيه آدم نتيجة خطيئة آدم وأكله من الشجرة التي نهاه الرب عن الأكل منها. وكانت الخطة أن يكون الإله إنسانا يدخل في رحم إمرأة هي السيدة مريم .. لقد اختار الرب الإله مريم ابنة الكاهن ليدخل في رحمها .. الصبية ذات الاثني عشر ربيعا .. ولكن هناك مشكلة لأن الشريعة تقول إذا تدنست ابنة الكاهن بالزنا تحرق بالنار .. الحل موجود حتى لاتُقتل مريم .. فلتكن مريم مخطوبة لرجل يدعى يوسف النجار الذي تعطيه الأناجيل أنساب مختلفة تماما عن بعضها البعض فإنجيل لوقا يقول أن أباه كان اسمه هالي" يوسف بن هالي"بينما إنجيل متى يقول أن أبوه اسمه يعقوب" يعقوب ولد يوسف رجل مريم" و ليكون الرب الإله جنينا و ليتلوث بالدم استعدادا لأن يُصفع ويُبصق في وجهه .. و يُصلب ويقتله حفنة من اليهود والرومان حتى يشعر بما يشعر به الإنسان من الألم والعذاب حتى يستطيع أن يغفر خطيئة آدم"اللعنة الأزلية" بأكله من الشجرة التي نهاه عن الأكل منها .. تلك اللعنة التي اخترعها بولس وقال لقد ورثها كل بنو آدم من أبيهم آدم مع أن الكتاب يقول "كل واحد يموت بذنبه "
- أي أن إله عُباد المسيح في معتقدهم لم يكن ليغفر للإنسان إلا إذا تجسد الاقنوم الابن و سُمرت يداه ورجلاه وقُتل وتعذب .. وحينئذ فقط يستطيع أن يغفر الذنوب بعد أن عانى من العذاب وتحمل الخزي .. مع أن المسيح عليه السلام لم يذكر حتى اسم آدم مرة واحدة على لسانه وطوال مدة رسالته التي استمرت ثلاث سنوات فقط في الكتاب المقدس بل والكتاب المقدس يقول عن آدم "آدم ابن الله" وكلمة ابن الله لايعطيها كتبة الكتاب المقدس إلا للبار المؤمن بالله .. فكيف يعطونها لمن هو اساس اللعنة؟ .. و ليحمل إله عباد المسيح الابن المتجسد حسب معتقدهم تلك اللعنة الأزلية بدلا من بني آدم من عُباد المسيح وليكفر ايضا عنهم خطيئتهم .. وليصبح إله عباد المسيح ملعونا بعد أن كان مباركا كما قال لهم بولس ذلك .. المهم .. عندما يجد يوسف مريم حاملا بالجنين الإله القديم الأزلي .. يفكر في أن يترك مريم ويفارقها فهو لا يعرف من أين أتت بهذا الإله الجنين؟ .. إلا أن ملاك الرب يأتي ليوسف في المنام ليخبره أن مريم قد حبلت من الله الروح القدس"الأقنوم الثالث في الثالوث الأقدس" وبالفعل يترك يوسف أفكاره ويسير مع مريم لمدة خمسة عشرة سنة .. ينام معها ويصاحبها في منامها ويقظتها ويشرب معها ويأكل معها .. دون زواج .. حتى إننا نجد في الكثير من الترجمات الانجليزية لإنجيل متى الإصحاح الأول العدد 25 أن يوسف النجار كان يُجامع مريم ويُضاجعها مُضاجعة الأزواج لمدة 21 سنة بلا زواج .. ولذلك انتشرت فكرة الخلائل والخليلات والأصدقاء والصديقات الممارسين للزنا والفواحش بين عباد يسوع في كل أنحاء الأرض ولم تعد تلك الممارسات تمثل لهم أدنى حرج.
- و أخيرا يخرج الطفل الإله من بطن أمه في زريبة بقر طفلا في المزود الذي تأكل فيه الماشية .. لتُقمطه أمه و ليمسك ثدييها بيديه التي صنعت السماوات والأرض ليرضع من لبنها .. ومن المعروف أن من يرضع يحتاج إلى طعام و لابد أن يُخرج ماأكله وشربه في دورات المياه .. و في اليوم الثامن من ميلاده وحسب شريعة موسى يُختن الطفل الإله لتلقى قطعة من جسده ليأكلها الدود .. وبعد أربعين يوما من الولادة وبعد أن تطهرت أمه من النجاسة التي يصف بها الكتاب المقدس الوالدة التي تضع طفلا .. تأخذه مريم مع يوسف رجلها للهيكل حسب شريعة موسى لتقدمه للرب بعد أن قدمت فرخي يمام وليمة قربانا للرب .. و خوفا من أن يقتل هيرودس الرب الإله يهرب به يوسف النجار و مريم على حمار إلى مصر .. ويعود الاثنان بالرب بعد أن يموت هيرودس .. وكان الرب الإله مع أمه مريم وأبيه يوسف يزورون الهيكل كل عام .. وفي إحدى المرات وهو صبي يتوه الرب الإله لمدة ثلاثة أيام من أمه وأبيه يوسف ثم يجدانه في الهيكل فتعاتب أم الرب الإله ابنها وتقول له يا بني لقد كنا نبحث عنك متعبين أنا وأبيك يوسف .. وكان الصبي الرب الإله ينمو ويتقوى في الجسم والعلم وكانت نعمة الله عليه "كانت نعمة الله على الله؟" ثم تختفي عنا في الأناجيل قصة حياة الصبي الرب الإله حتى يبلغ الثلاثين عاما وتختفي معه حكايات يوسف النجار أبوه و رجل أمه للأبد ولم تعد تخبرنا الأناجيل عنه شيئا .. و قبل الثلاثين لم يكن الرب الإله الإنسان قد أعُطي الروح القدس بعد بالرغم من أن أمه حبلت به من الروح القدس .. فالروح القدس هو أبوه"الروح القدس هو ابو الصبي الرب الإله" ولا أدري كيف يتركه ثلاثين عاما هكذا ..ثم كيف يكون الرب الإله على الأرض بدون روح وأنتم ياعباد المسيح تقولون أن الإله لا يمكن أن يوجد بدون روح وهو سبب حياته؟ .. وحينما أعُطي الروح للرب الإله الإنسان بدأ في صُنع المعجزات .. وكانت أول معجزة يصنعها الرب الإله الإنسان تحويل الماء إلى خمر معتقة ذي لذة .. للمدعوين في عرس قانا حيث كان الخمر قد نفذ .. فدعته أمه ليحول الماء إلى خمر .. ثم بعد ذلك يتعرف الرب الإنسان على إمرأة خاطئة تسمى مريم المجدلية .. كان الرب الإله الانسان الذي على الأرض قد دعا الله الذي في السماوات أن يساعده على إحياء أخيها الميت منذ أربعة أيام .. فرفع الرب الإله الإنسان عينيه إلى السماء وقال لله الذي في السماوات "أعلم أنك تسمع لي في كل حين ولكن قلت ليؤمنوا انك أرسلتني" وتحدث المعجزة ويقوم الميت العازر أخو مريم ومارثا .. لتصاحب مريم يسوع بعد ذلك في حله وترحاله .. ولتضرب لنا مثلا لم نعهده من قبل في كيفية التوبة .. فقد أخذت قارورة عطر ثمنها يزيد على الثلاثمائة دينار .. كانت قد جمعت ثمنها من فعل الخطيئة لتعطر بها رأس و جسد يسوع وتدلك قدميه بشعرها .. مع أن الله قد حرم أن تدخل بيته أجرة زانية أو ثمن كلب في الكتاب المقدس .. ليقول لها يسوع بعد ذلك مغفورة لك خطاياك حينما رأى باقي تلاميذه مغتاظين من تلكم الأفعال الجديدة التي لم يروها من قبل في كيفية التوبة .. ويُجري الله على يدي يسوع بعض المعجزات كما يقول سمعان بطرس في أعمال الرسل"يسوع الناصري رجل أقامه الله بينكم بمعجزات أقامها الله بيديه" و كان أنبياء بني اسرائيل قد سبقوا المسيح بن مريم عليه السلام إليها بل وأجروا معجزات أعظم منها بمراحل كثيرة .. فهذا موسى عليه السلام يحول العصا إلى حية عظيمة يهزم بها فرعون وسحرته .. ويضرب بها البحر فيصبح طريقا ممهدا يمر فيه بنو إسرائيل وليغرق فرعون وقومه في اليم .. ولقد أحيا موسى سبعين رجلا من قومه بعد موتهم لما أخذتهم الصاعقة .. بل ويُنزل الله له ولبني إسرائيل من السماء خبزا وعسلا ولحما مشويا لمدة أربعين سنة كاملة .. وهذا إليشع "اليسع" يحيي موتى ويشفي مرضى بل وعظامه بعد موته تحيي ميتا بإذن الله .. وهذا ايليا "الياس" يحيي موتى ويضرب بردائه البحر فيشق طريقا يمشي فيه هو وتلميذه اليشع على البحر .. ويرفعه الله حيا بعد أن أراد القوم قتله لما قتل عبدة بعل .. وهذا اخنوخ "إدريس" يرفعه الله حيا .. وهذا حزقيال يحيي ثلاثين ألفا من الموتى .. وحينما يرى الناس معجزات يسوع وكلامه الصادق يؤمنوا أنه نبي الله "قالت الجموع هذا يسوع النبي" .. إلا أن عباد المسيح قالوا بل هو الرب الإله الإنسان ابن الإنسان.
ب - يعتقد عباد المسيح أن المسيح بن مريم نبي مثل موسى ومع ذلك فهو الرب الإله الانسان النبي الذي مثل موسى! فإن يسوع الناصري نفسه تكلم مع بني إسرائيل بأن موسى كتب عنه أنه هو النبي الذي مثل موسى وقد أرسله الله .. نعم لقد قال موسى في سفر التثنية 18 : 18 – 22 إن الله سيقيم لبني اسرائيل نبيا مثل موسى ويقول لهم الله إنهم إذا أرادوا أن يفرقوا بين النبي الصادق الذي يتكلم من عند الله وبين النبي الكاذب الذي يتكلم من عند نفسه .. فإن النبي الذي يتجبر ويتكلم من عند نفسه بما لم يأمره به الله أو من عن نفسه فإن ذلك النبي سيُقتل لامحالة .. ولذلك فنحن المسلمون نقول أن المسيح بن مريم عليه السلام لم يقُتل لأنه نبي ورسول صادق من عند الله .. بينما عباد المسيح يقولون بأنه قُتل وأنه الإله المصلوب المقتول على أيدي حفنة من اليهود والرومان .. حتى يغفر لهم خطاياهم بدمه المسفوح كالخروف المذبوح .. وبذلك فعباد يسوع يصدقوا على قول اليهود بأن المسيح بن مريم نبي كاذب من حيث لايشعرون .. لأنه من علامات النبي الكاذب أنه يُقتل تبعا لنبوءات الكتاب المقدس .. كما حدث مع حنانيا ومسيلمة الكذاب والأسود العنسي الأنبياء الكذبة.
ج- وللهروب من الكثير من الأسئلة الكثيرة التي تكشف خطأ معتقد عباد يسوع .. فقد اخترعوا أن يسوع إنسان كامل "ناسوت" بداخله الله الكامل "اللاهوت" و لذلك فهو هو الرب الإله المتجسد المتأنس الإنسان ابن الإنسان .. ويعتقدون بأن اللاهوت لم يفارق الناسوت طرفة عين .. فإذا قلت لهم يسوع قبل أن يرفعه الله يقول إني صاعد إلى إلهي .. فكيف لم يفارق اللاهوت الناسوت طرفة عين وهو يقول أن الله في السماء وهو على الأرض .. كذبوا ودلسوا .. وإذا قلت لهم هذا يسوع ينادي الله ويقول "إلهي إلهي لماذا تركتني" .. يقولون هذا هو الناسوت ينادي اللاهوت وهو بداخله .. وإذا قلت لماذا لايعرف يسوع ميعاد اثمار التين وهو الله المتجسد يقولون هذا هو الناسوت ذو العلم المحدود .. وإذ قلت هذا المسيح قد بُصق في وجهه وصُفع وضُرب بالقصبة على رأسه و قُتل والله لايموت قالوا بل هو الناسوت الذي مات .. وإذا قلت لهم فما هو دور اللاهوت؟ يقولون دوره ظاهر حينما أحيا المسيح ثلاثة من الموتى فهذا هو اللاهوت .. فهو الله .. فإذا قلت لهم ها هم كثير من الأنبياء قد أحيوا موتى من قبله و أكثر منه فلماذا لا تقولون أنهم آلهة؟ .. يسكتوا! .. وإذا قلت لهم يسوع يقول الآب أعظم من الكل .. وأبي أعظم مني .. يقولوا إنه يتكلم بلسان الناسوت! .. وإذا قلت لهم الكتاب المقدس يقول إن مريم وُجدت حبلى من الروح القدس فلماذا لم يدعو يسوع الروح القدس بقوله أنت أبي الروح القدس؟ .. صمتوا.
د- وللهروب اكثر من الحق فقد اخترعوا الثالوث الأقدس .. فقالوا إن الله يتكون من ثلاثة أقانيم .. الأقنوم الأول آب في السماء لم يره أحد ولايستطيع أن يراه أحد الذي وحده له عدم الموت .. والأقنوم الثاني الإبن المتجسد يسوع الذي كان يتعمد عاريا في نهر الأردن من يوحنا المعمدان يحيى بن زكريا والذي اختتن وهو الله المتجسد الذي صُلب وقٌتل وأقامه الله الآب من الأموات في اليوم الثالث .. مع أن بولس قال لهم"ليس إلا إله واحد هو الآب "وقال لهم " الذي وُضع قليلا عن الملائكة يسوع "وقال عنه يوحنا اللاهوتي في سفر الرؤيا 1:6 "جعل منا مملكة من الكهنة لإلهه" الترجمة العالمية الجديدة والترجمة الكاثوليكية .. والأقنوم الثالث الروح القدس الحمامة الناطق في الأنبياء التي يعطيها الله الآب لمن يشاء .. مع أن الكتاب يقول عن يسوع وعن الروح القدس "يسوع الناصري كيف مسحه الله بالروح القدس".. أي أن الله هو الذي مسح يسوع وجعله مسيحا "رسولا" بالروح القدس .. وهم يعتقدون أن هذه الثلاثة أقانيم ليست واحد فهم مختلفون كل منهم عن الآخر ولكنهم أزليون متساوون في المجد .. الآب إله والإبن إله والروح القدس إله .. ومع أن الأقانيم الثلاثة مختلفين فإن الله واحد .. لأن هؤلاء الثلاثة متحدون في جوهر اللاهوت الواحد .. ولكنهم يظهروا كأقانيم منفصلة وبأشكال مختلفة .. فواحد في السماوات لايراه أحد ولايموت والثاني عاري في نهر الأردن ويموت والثالث حمامة كان فوق النهر إلا انهم الثلاثة واحد.
ذ- يؤمن عباد المسيح أن ربهم خروف وذلك كما أخبرهم يوحنا اللاهوتي في سفر الرؤيا" والخروف يغلبهم لانه رب الارباب وملك الملوك" سفر الرؤيا 17: 14 .. و" الخروف الذي في وسط العرش" سفر الرؤيا 7: 17
ر- يؤمن عباد المسيح أن ربهم قد نزل ليصارع يعقوب ليلا ولم يستطع ربهم أن يصرع يعقوب فأمسكه يعقوب وحبسه حتى طلوع الفجر .. وقال له الرب اطلقني فقال له لن أطلقك حتى تباركني .. فباركه فأطلقه يعقوب "ولما رأى انه لا يقدر عليه ضرب حقّ فخذه.فانخلع حقّ فخذ يعقوب في مصارعته معه. وقال اطلقني لانه قد طلع الفجر.فقال لا اطلقك ان لم تباركني"
ز- يؤمن عباد المسيح أن ربهم في الكتاب المقدس كالسوسة وكالعتة "فانا لافرايم كالعث ولبيت يهوذا كالسوس" وأنه زوج الزانية اسرائيل وأنه طلقها" فرأيت انه لاجل كل الاسباب اذ زنت العاصية اسرائيل فطلقتها واعطيتها كتاب طلاقها لم تخف الخائنة يهوذا اختها بل مضت وزنت هي ايضا وكان من هوان زناها انها نجست الارض وزنت مع الحجر ومع الشجر" وأنه كاللبوة" وآكلهم هناك كلبوة" وأنه يتكلم بأفحش الألفاظ حين يغضب" حاكموا امكم حاكموا لانها ليست امرأتي وانا لست رجلها لكي تعزل زناها عن وجهها وفسقها من بين ثدييها" .. "وكشفت زناها وكشفت عورتها فجفتها نفسي" وأنه كالسكير المعيط من شرب الخمر" فاستيقظ الرب كنائم كجبار معّيط من الخمر " وأنه يولول وينوح ويمشي عريانا "من اجل ذلك انوح واولول.امشي حافيا وعريانا"
اعتقاد عُباد يسوع في الأنبياء
- يعتقد عباد يسوع أن الأنبياء غير معصومين في أي شيئ إلا في كتابة الوحي .. بل حتى الوحي يعتقد عباد يسوع أن الله الروح القدس قد أوحى إلى الأنبياء بالوحي ثم تركهم ليكتبوه هم بأيديهم وبإسلوبهم الذي يرونه .. وقد يكون النبي عابدا للأصنام كآحاز وسليمان زانيا كيهوذا ابن يعقوب وداود ولوط وشمشون متزوجا من ألف امرأة كسليمان سارقا كيعقوب وموسى خائنا كهارون وموسى كاذبا كبولس ديوثا كإبراهيم سابا للرب مجدفا عليه كأيوب وداود قاتلا سفاكا للدماء كشمشون وهوشع وداود يلطمه الشيطان كبولس و يجربه الشيطان كيسوع شتاما كشاول ويسوع و من نسل زنى كسليمان و يسوع يعصى الرب ويجادله كموسى و يعاقبه الرب بأن يعطي نساءه لإبنه يزني بهن في عين الشمس كداود وابنه .. سكيرا متعريا كنوح.. شيطان كبطرس .. ومع ذلك فهم أنبياء يوحى إليهم.
وهذه بعض الأمثلة من الكتاب المقدس
- نبي الله هارون يصنع العجل ويشجع قومه على عبادة العجل؟" فنزع كل الشعب اقراط الذهب التي في آذانهم وأتوا بها الى هرون. فاخذ ذلك من ايديهم وصوّره بالازميل وصنعه عجلا مسبوكا"
- نبي الله سليمان يخالف وصايا الرب و يكفر في أواخر حياته ويعبد الأوثان ومنهم صنم عشتروت؟" وكان في زمان شيخوخة سليمان ان نساءه أملن قلبه وراء آلهة اخرى ولم يكن قلبه كاملا مع الرب الهه كقلب داود ابيه. فذهب سليمان وراء عشتورث الاهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين"
- نبي الله آحاز بن داود يذبح لغير الرب ويشرك بالله؟" كان آحاز ابن عشرين سنة حين ملك.وملك ست عشرة سنة في اورشليم.ولم يعمل المستقيم في عيني الرب الهه كداود ابيه بل سار في طريق ملوك اسرائيل حتى انه عبّر ابنه في النار حسب ارجاس الامم الذين طردهم الرب من امام بني اسرائيل"
- نبي الله أيوب يسب الله ؟ "لا تستذنبني فهمني لماذا تخاصمني. احسن عندك ان تظلم ان ترذل عمل يديك وتشرق على مشورة الاشرار. ألك عينا بشر ام كنظر الانسان تنظر. أأيامك كايام الانسان ام سنوك كايام الرجل حتى تبحث عن اثمي وتفتش على خطيتي"
- نبي الله لوط زنى ببناته وانجب منها المؤابيين والعمونيين" فحبلت ابنتا لوط من ابيهما"
- نبي الله داود يزني بزوجة جاره وينجب منها النبي سليمان ثم يقتل أبناء زوجته ميكال الخمسة؟ " وكان في وقت المساء ان داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحمّ.وكانت المرأة جميلة المنظر جدا. فارسل داود وسأل عن المرأة فقال واحد أليست هذه بثشبع بنت اليعام امرأة اوريا الحثّي. فارسل داود رسلا واخذها فدخلت اليه فاضطجع معها وهي مطهّرة من طمثها.ثم رجعت الى بيتها. وحبلت المرأة"
- نبي الله داود الشيطان يغويه "ووقف الشيطان ضد اسرائيل واغوى داود"
- نبي الله يهـوذا وابن النبي يعقوب يزني بثامار زوجة ابنه وينجبا فارص وزارح وهم من أجداد يسوع الناصري؟ " فقال ما الرهن الذي اعطيك. فقالت خاتمك وعصابتك وعصاك التي في يدك فاعطاها ودخل عليها فحبلت من"
- نبي الله نوح يشرب الخمر ويسكر ويتعرى؟" وشرب من الخمر فسكر وتعرّى"
- الرب يأمر نبي الله إشعياء يمشي حافيا عريانا أمام الأمم ؟" اذهب وحلّ المسح عن حقويك واخلع حذاءك عن رجليك ففعل هكذا ومشى معرّى وحافيا"
- نبي الله شاول النبي ووالد زوجة داود النبي يتعرى أمام الناس ليأتيه الوحي؟" فخلع هو ايضا ثيابه وتنبأ هو ايضا امام صموئيل وانطرح عريانا ذلك النهار كله وكل الليل.لذلك يقولون أشاول ايضا بين الانبياء"
- نبي الله يعقوب يكذب و يسرق البركة من عيسو ويكذب على ابيه اسحاق ويسرق الغنم والبقر من خاله ويهرب بهم ليلا؟" فقال يعقوب لابيه انا عيسو بكرك"
- نبي الله هوشع يأمره الرب بالزواج من زانية" قال الرب لهوشع اذهب خذ لنفسك امرأة زنى واولاد زنى"
- نبيا الله موسى وهارون خانا الرب ولم يثقا به في وسط بني اسرائيل" لانكما خنتماني في وسط بني اسرائيل"
- نبي الله ابراهيم يقدم زوجته سارة إلي فرعون ثم إلى ابيمالك لينال الخير بسببها؟" قولي انك اختي. ليكون لي خير بسببك وتحيا نفسي من اجلك"
- يسوع الناصري يسب الأنبياء قائلا" جميع الذين جاؤوا قبلي "يقصد الأنبياء كلهم" سارقون ولصوص"؟
- بولس الرسول يعترف ان الشيطان يلطمه .. ثم بعد ذلك يقول أنه دعا الرب أن يخلصه من ذلك الشيطان ولم يستجب له الرب وقال له لتكن هكذا "ليلطمك الشيطان" ومع ذلك هو رسول؟!
- يسوع الناصري الشيطان يجربه أربعين يوما" ثم أصعد يسوع الى البرية من الروح ليجرب من ابليس .. ثم اخذه ايضا ابليس الى جبل عال جدا واراه جميع ممالك العالم ومجدها" ثم نجد بولس يقول "لكي لا يجربكم الشيطان لسبب عدم نزاهتكم" أي إنه من قول بولس فان تجربة الشيطان تكون بسب عدم النزاهة .. فهل يسوع لم يكن نزيها؟!
- بطرس شيطان ومع ذلك فهو رسول؟ " فالتفت وقال لبطرس اذهب عني يا شيطان.انت معثرة لي لانك لا تهتم بما لله لكن بما للناس"
اعتقاد عُباد المسيح في اليوم الآخر .. يوم الدينونة والحساب
يعتقد عباد يسوع الأرثوذكس أن يوم الدينونة سيكون بالروح فقط وهذا لايؤيده الكتاب المقدس مطلقا .. حيث يقول الكتاب "الراقدين في تراب الارض يستيقظون هؤلاء الى الحياة الابدية وهؤلاء الى العار للازدراء الابدي" و يقول سفر ايوب 19 : 25 -27 الترجمة العربية المشتركة "أعرِفُ أنَّ شَفيعي حَيٌّ وسأقومُ آجلاً مِنَ التُّرابِ فتَلبَسُ هذِهِ الأعضاءُ جلْدي وبِجسَدي أُعايِنُ الله وتَراهُ عينايَ إلى جانِبي ولا يكونُ غريبًا عنِّي" وأنه لا قصور ولا أنهار ولا مأكل ولا مشرب و لا وجود لأي متع حسية في الجنة .. مع أن يسوع يقول "في بيت ابي قصور كثيرة وإلا فاني كنت قد قلت لكم. انا امضي لاعد لكم مكانا وان مضيت واعددت لكم مكانا آتي ايضا وآخذكم اليّ حتى حيث اكون انا تكونون انتم ايضا" بل إذا دخل أهل الفردوس الفردوس سيكونون كملائكة الله روحانيين لا يزوجون ولا يتزوجون لأنهم لايموتون .. وأن النار ايضا روحية .. ولكن الكتاب يقول "للخدام اربطوا رجليه ويديه وخذوه واطرحوه في الظلمة الخارجية هناك يكون البكاء وصرير الاسنان" و يعتقد عباد يسوع أن المسيح الإله الابن هو الذي يدين الخلائق لأن له طبيعة إنسانية .. وهذا ينقضه الكتاب المقدس تماما.
اعتقاد عُباد المسيح في الصوم
يخبرنا الكتاب المقدس أن موسى عليه السلام قد صام اربعين يوما عند الرب بالإمتناع عن الطعام والشراب"وكان هناك عند الرب اربعين نهارا واربعين ليلة لم ياكل خبزا ولم يشرب ماء. فكتب على اللوحين كلمات العهد الكلمات العشر" خروج 34: 28 .. وكذلك النبي إيليا "الياس" و المسيح بن مريم عليه السلام صاموا أربعين يوما بالإمتناع عن الطعام والشراب .. وكذلك يوحنا المعمدان يحيى بن زكريا هو وتلاميذه كانوا يصومون .. إلا أن الأناجيل تخبرنا أن تلاميذ المسيح قد سألوه عن الصيام وأنهم يريدون أن يصوموا فقال لهم اتصومون ومعكم العريس .. بعد أن اذهب واترككم صوموا! .. والآن فهم يأكلون ويشربون ويصومون فقط بالإمتناع عن أي شيئ فيه روح حيواني أو الطعام المشتق من أي حيوان لمدة 40 يوما .. ثم حولوا الصيام بالإمتناع عن أي شيئ فيه روح حيواني أو الطعام المشتق من أي حيوان ليكون في الشتاء حتى لايشعروا بتعب .. وزادوا 10 أيام فأصبح 50 يوما .. ولاأدري من أين أتوا بذلك الصوم .. الذي لم يأمرهم به المسيح عليه السلام ابدا!
اعتقاد عُباد المسيح في الصلاة
كثيرا ما يخبرنا الكتاب المقدس أن الله يأمر انبياءه بالإغتسال والتطهر قبل الصلاة وأن الأنبياء يخرون على وجوههم ويسجدون اثناء صلاتهم"فقام داود عن الارض واغتسل وادّهن وبدل ثيابه ودخل بيت الرب وسجد" ومنهم المسيح عليه السلام "ثم تقدم قليلا وخرّ على وجهه وكان يصلّي " الذي كان يصلي صلاته الأسبوعية في الهيكل يوم السبت حتى رفعه الله .. وأنه لما كان يصلي .. لم يكن يستخدم الاورج والعود والرباب والناي .. وكان يوجه وجهه اثناء صلاته إلى بيت المقدس .. بل كان يخر على وجهه ساجدا لله .. إلا أن عباد يسوع يستخدمون اليوم الفرقة الموسيقية والأنغام والأورج والعود .. وهم جالسون على المقاعد .. ليجعلوها صلاة روحانية من وجهة نظرهم .. وغيروا صلاة السبت " ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت" إلى الأحد بناءا على يوم الشمس الذي كان يستخدمه عباد مثرا المصلوب ايضا للعبادة
اعتقاد عُباد المسيح في الحج
لا يوجد أمر في الكتاب المقدس لعُباد يسوع بالحج .. إلا أنهم اخترعوا زيارة القدس و زيارة الأماكن المقدسة في فلسطين والأردن وأطلقوا على ذلك حجا.
اعتقاد عُباد المسيح في الزكاة
لقد أبقى القسيسين والرهبان على فريضة العُشر من المال المكتسب التي فرضها الله على نبيه يعقوب في الكتاب المقدس .. فجعلوها فريضة على كل عابد للمسيح قادر على الكسب .. ليعطي العشر من كل ما يكسب للكنيسة .. نعم للكنيسة .. للقسيسين والرهبان.
اعتقاد عُباد يسوع في الكُتب
- يعتقد عباد يسوع أن الله الروح القدس قد أوحى إلى الأنبياء بالوحي ثم تركهم ليكتبوه هم بأيديهم وبإسلوبهم الذي يرونه .. فهم يؤمنون بعهدين قديم وجديد .. يؤمنوا بأسفار موسى الخمسة "التكوين والخروج واللاويين والعدد والتثنية" والتي يطلقون عليها التوراة .. وبكتب باقي أنبياء العهد القديم أنبياء بني اسرائيل الأربعة والثلاثون 34 كتابا .. ليكون مجموع أسفار العهد القديم 39 كتاب أو سفر .. وقد اختلفت الطوائف الأرثوذوكسية والكاثوليكية مع البروتوستانت في قانونية سبعة أسفار إضافية أخرى .. فالبروتوستانت يقولون بانعدام الوحي في تلكم السبعة اسفار ومنها سفر المكابيين الثاني الذي يقول كاتبه في الاصحاح 15: 39 - 40 "وههنا انا ايضا اجعل ختام الكلام فان كنت قد احسنت التاليف واصبت الغرض فذلك ما كنت اتمنى وان كان قد لحقني الوهن والتقصير فاني قد بذلت وسعي ثم كما ان اشرب الخمر وحدها او شرب الماء وحده مضر وانما تطيب الخمر ممزوجة بالماء وتعقب لذة وطربا كذلك تنميق الكلام على هذا الاسلوب يطرب مسامع مطالعي التاليف"
- وبذلك يكون عدد اسفار العهد القديم عند البروتوستانت 39 وعند الكاثوليك 46 .. أما الأرثوذوكس فهم يأخذون بالترجمة البروتوستانتية الموجود بها 39 سفرا .. وأخذوا السبعة أسفار الأخرى في كتاب آخر منفصل أسموه الأسفار القانونية .. وهذا هو العهد القديم .. 39 سفرا عند طائفة البروتوستانت .. و46 سفرا عند طائفة الكاثوليك .. و39 + 7 عند طائفة الأرثوذكس.
- أما العهد الجديد فهي الأناجيل الأربعة المعروفة متى ويوحنا ولوقا ومرقص والتي انتقتها الكنيسة من بين مئات الأناجيل التي كتبها التلاميذ الأصليين ليسوع وغير التلاميذ ايضا .. ومن هذه الأناجيل المرفوضة انجيل بطرس وتوما وفيليب ومريم المجدلية وإنجيل الرب وإنجيل نيقوديميس وإنجيل مريم أم يسوع .. وبالإضافة إلى الأربعة أناجيل فهناك 23 سفرا آخرين هم سفر أعمال الرسل ورسائل بولس وبطرس ويوحنا ويعقوب ويهوذا وسفر رؤيا يوحنا اللاهوتي .. ليصل بذلك عدد الأناجيل والرسائل إلى 27 كتابا ليطلقوا عليه العهد الجديد .. فمجموع اسفار العهدين عند البروتوستانت66 وعند الكاثوليك 73 أما الأرثوذوكس فعدد الأسفار 66 في كتاب و7 قانونية في كتاب آخر.
اعتقاد عُباد المسيح في شريعة الله
- يعتقد عُباد المسيح كما أخبرهم بولس أنهم كانوا تحت لعنة الشريعة التي أنزلها الله على نبيه موسى وأن الناموس والشريعة التي انزلها الله على عبده موسى تشجع على الخطيئة وأن الشريعة لم تكمل شيئا وانها قد شاخت ولابد من تنحيتها جانبا .. ولما جاء يسوع وصلبه اليهود والرومان فقد زال عنهم تطبيق الشريعة لأنه دفع ثمن اللعنة التي توعد الله بها من ضيع شريعة الله .. وأن الذي يعمل بكل وصايا الشريعة والناموس وأخطأ في واحدة من الوصايا فهو ملعون وله نفس عقاب الذي ترك كل الوصايا ولأجل ذلك فترك كل الشريعة والناموس أفضل .. وقد دفع يسوع ثمن ذلك لهم بصلبه وأنه قد صار ملعونا بدلا منهم .. فكلمات الشريعة بالنسبة لهم موجودة في الكتاب المقدس ولكنهم لن يطبقوها ابدا مع أن الله قال "واحفظوا وصاياي فرائضي حسب كل الشريعة التي اوصيت بها آباءكم والتي ارسلتها اليكم عن يد عبيدي الانبياء" .. فيسوع دفع الثمن و أصبح ملعونا بدلا منهم مجانا من أجل ذلك .. فلماذا يطبقوها إذن؟ .. فالزاني المتزوج ومغتصب النساء يُرجم في الشريعة ولكنه عند عُباد يسوع يقال له اذهب ولاتفعل ذلك ثانية! وكذلك القاتل للأبرياء والسارق للآخرين والذي لايختتن والمفسد والشرير؟ .. لا عقوبات عليه في عقيدة عُباد المسيح؟ .. فقد قال الله بأن من يعطل شريعته ملعون .. وقد صار يسوع ملعونا بدلا منهم ليعطلوا شريعة الله التي شدد الله بالأمر بتطبيقها "حافظ الشريعة فطوباه" .. "فلا تتركوا شريعتي"
اعتقاد عُباد المسيح في الملائكة
- يعتقد عباد يسوع أن الملائكة أجسادا نورانية .. و رئيسهم ميخائيل .. ومنهم الملاك جبرائيل وأنهم يأكلون اللحم والدقيق والسمن ويشربون كما فعلوا حينما زاروا إبراهيم عليه السلام وكان معهم الله فجلس الله وملائكته يأكلون من عجل ابراهيم .. ويعتقدون كما قال لهم بولس أن ابليس الشيطان كان من الملائكة هو وتابعيه ولكنهم استكبروا .. فأصبحوا ملائكة عصاة .. فالملائكة العصاة هم الشياطين .. و يرسمون الملائكة على شكل إناث وأطفال؟ .. وهم في هذا لا يستندون على شيئ من الكتاب المقدس.
ناوليني الخمره
bigstory
بس الله الرحمن الرحيم
الحديث الذي لم يفهمه ببغاوات النصاري عن ام سلمه قال لها النبي وهي حائض ناولييني الخمره من المسجد فقلت اني حائض فقال ان حيضت ليست في يدك .
وحقا مازال النصاري يفضحون انفسهم ليتبيين لنا انهم لا يفقهون شيء في اللغه العربيه ولا مبادئها وللرد علي تللك الشبهه التافهه التي وجدتها في صفحه الدليل والبرهان (الفاشليين) أذكر هنا رأي الأمام إبن الأثير في كتابه غريب الحديث والاثر (( في حديث عن أم سلمه قال لها النبي ناولييني الخمره من المسجد فقالت له انها حائض فقال بها ان حيضتك ليست في يدك الخمره بضم الخاء هي مقدار ما يضع الرجل عليه وجهه في سجوده من حصير او نسيجه خوص ونحوه من النبات وسميت خمره بضم الخاء لان خيوطها مستوره بسعفيها . وقد جاء في سنن ابي داوود عن ابن عباس قال جاءت فأره فأخذت تجر الفتيله فجاءت بها فالقتها بين يدي رسول الله صلي الله عليه وسلم علي الخمره التي كان قاعدا عليها فاحرقت منها مثل موضع درهم انتهي والنصاري كانو يظنون ان الرسول صلي الله عليه وسلم يطلب الخمره المسكره وهم معذروون نظرا لجهلهم باللغه العربيه وبهذا يتبيين لنا مدي جهلهم فهم يفضحون انفسهم بما تكتبه ايديهم كل يوم. وبالرغم من أن الشبهه تافهه ولا تحتاج اصلا الي رد الا اني احببت ان أرد عليهم لعل يهتدي منهم شخص يبحث عن الحقيقه. والان نوضح مدي قدسيه الخمر في الكتاب المكدس ففي العهد القديم نجد هذا النص ((أعطو مسكرا لهالك وخمرا لمريء النفس يشرب وينسي فقره ولا يذكر تعبه ) الامثال 6:31 وهذه دعوي واضحه الي السكر والعربده اول معجزات الرب يسوع في صالح المساطيل عندما حول الماء الي خمر (يوحنا 7:2) ومنذ ان جرت تلك المعجزه والخمر ما زالت تتدفق في العالم النصراني نص اخر ايضا يوقوله بولس رسولهم ناصحا بشرب الخمر ((لا تكن فيما بعد شراب ماء بل استعمل خمرا من اجل معدتك واسقامك الكثيره . (رساله بولس إلي ثيموساوس 23:5)واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالميين كتبه
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اخوكم bigstory1
===================
شبهة قول عائشة رضي الله عنها يابن أخي، هذا من عمل الكُتَّاب
د. غازي عناية
يقولون: روي عن هشام بن عروة عن أبيه أنه قال: سُئِلت عائشة عن لحن القرآن، عن قوله تعالى: (إن هذان لساحران) وعن قوله تعالى: (والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة) وعن قوله تعالى: (إنّ الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئون). فقالت: يابن أخي، هذا من عمل الكُتَّاب، قد أخطأوا في الكتاب.
قال السيوطي في هذا الخبر: إسناده صحيح على شرط الشيخين. ويقولون أيضاً: روي عن أبي َلَف مولى بني جُمَح أنه دخل مع عبيد بن عمير على عائشة فقال: جئت أسألكِ عن آية في كتاب الله، كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها؟ قالت: أيّةُ آية؟ قال: (والذين يؤتون ما آتوا) أو (الذين يأتون ما آتوا). قالت: أيهما أحب إليك؟ قلت: والذي نفسي بيده، لإحداهما أحبُّ إليَّ من الدنيا جميعاً. قالت: أيهما؟ قلت: (والذين يأتون ما آتوا) فقالت: أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك كان يقرؤها، وكذلك أُنزلت، ولكن الهجاء حرف.
ـ تفنيد هذه الشبهة:
أولاً: بأن هذه الروايات مهما يكن سندها صحيحاً، فإنها مخالفة للمتواتر القاطع، ومعارض القاطع ساقط مردود، فلا يلتفت إليها، ولا يعمل بها.
ثانياً: أنه قد نص في كتاب «إتحاف فضلاء البشر»، على أن لفظ (هذان) قد رسم في المصحف من غير ألف ولا ياء، ليحتمل وجوه القراءات الأربع فيها، وإذن فلا يعقل أن يقال أخطأ الكاتب، فإن الكاتب لم يكتب ألفاً، ولا ياءً. ولو كان هناك خطأ تعتقده عائشة ما كانت تنسبه للكاتب، بل كانت تنسبه لمن يقرأ بتشديد (إن)، وبالألف لفظاً في (هذان). ولم ينقل عن عائشة، ولا عن غيرها تخطئة من قرأ بما ذكر، وكيف تنكر هذه القراءة وهي متواترة مجمع عليها؟، بل هي قراءة الأكثر، ولها وجه فصيح في العربية لا يخفى على مثل عائشة. ذلك هو إلزام المثنى الألف في جميع حالاته. وجاء منه قول الشاعر العربي:
«واهاً لسلمى ثم واهاً واهاً يا ليتَ عَيناها لنا وفاها
وموضعَ الخلخال من رجلاها بثمن يَرْضَى به أباها
إنّ أباها وأبَا أباها قد بلغَا في المجدِ غايتاها».
فبعيدٌ عن عائشة أن تنكر تلك القراءة، ولو جاء بها وحدها رسم المصحف.
ثالثاً: إن ما نسب إلى عائشة (رض) من تخطئة رسم المصحف في قوله تعالى: (والمقيمين الصلاة) بالياء، مردود بما ذكره أبو حيان في البحر إذ يقول ما نصه: «وذكر عن عائشة (رض)، عن أبان بن عثمان أن كتبها بالياء من خطأ كاتب المصحف. ولا يصح ذلك عنهما، لأنها عربيان فصيحان، وقطع النعوت مشهور في لسان العرب. وهو باب واسع ذكر عليه شواهد سيبويه، وغيره. وقال الزمخشري: «لا يلتفت إلى ما زعموا من وقوعه خطأ في خط المصحف. وربما التفت إليه من لم ينظر في الكتاب (يريد كتاب سيبويه) ولم يعرف مذاهب العرب، وما لهم في النصب على الاختصاص من الافتنان، وخفي عليه أن السابقين الأولين الذين مثلهم في التوراة، ومثلهم في الإنجيل، كانوا أبعدَ همةً في الغيرة على الإسلام، وذب المطاعن عنه، من أن يتركوا في كتاب الله ثلمةً يسدها من بعدهم، وخرقاً يرفوه مَن يلحقهم».
رابعاً: أنّ قراءة «الصابئون» بالواو، لم ينقل عن عائشة أنها خطّأتْ مَن يقرأ بها، ولم ينقل أنها كانت تقرأ بالياء دون الواو. فلا يعقل أن تكون خطأَتْ من كتب الواو.
خامساً: أنّ كلام عائشة في قوله تعالى: (يؤتون ما آتوا) لا يفيد إنكار هذه القراءة المتواترة المجمع عليها. بل قالت للسائل: أيهما أحبُّ إليك؟ ولا تحصر المسموع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قرأ هي به. بل قالت: إنه مسموع ومنزل فقط.
وهذا لا ينافي أن القراءة الأخرى مسموعة، ومنزلة كتلك. خصوصاً أنها متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم . أما قولها: ولكن الهجاء حرف: فكلمة حرف مأخوذة من الحرف بمعنى القراءة، واللغة، والمعنى أن هذه القراءة المتواترة التي رسم بها المصحف، لغة، ووجه من وجوه الأداء في القرآن الكريم. ولا يصح أن تكون كلمة حرف في حديث عائشة مأخوذة من التحريف الذي هو الخطأ، وإلا كان حديثاً معارضاً للمتواتر، ومعارض القاطع ساقط.
===================
الرد العلمي على الطعن في نسب الرسول صلى الله عليه وسلم
كتب "الشيخ الفلوجة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
نتناول في يأتي من سطور الرد على الطعن في نسب النبي صلى الله عليه وسلم استدلالا ببعض الروايات الساقطة الواردة في بعض كتب التراث التي كان أصحابها معروفين بعدم اقتصارهم على نقل الصحيح من الروايات بل كانوا إذا ذكروا الرواية بسندها لم يجدوا ضرورة في التعليق عليها لأن ذكر السند بمثابة ذكر الحكم على الرواية وإلا لماذا يتعب هؤلاء العلماء أنفسهم بذكر أسماء الرواة وأنسابهم وتعريفهم للقارئ فلو كانت هذه الروايات مقبولة كلها لما ذكروا لها سندا. الطعن مبني على ان عبد الله بن عبد المطلب وأبوه هاشم تزوجوا في نفس اليوم بينما ولد لهاشم سيدنا حمزة قبل أربع سنين من ولادة النبي بناء على أن حمزة رضي الله عنه أكبر من النبي صلى الله عليه وسلم. الآن نورد الروايات التي تمسكوا وبها ونحققها بإذن الله.
1- الرواية الأولى: التي تتحدث أن عبد الله بن عبد المطلب وأبوه تزوجوا في نفس اليوم.
الطبقات الكبرى ج: 1 ص: 94
ذكر تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حدثنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني عبد الله بن جعفر الزهري عن عمته أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن أبيها قال وحدثني عمر بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن يحيى بن شبل عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قالا كانت آمنة بنت وهب ابن عبد مناف بن زهرة بن كلاب في حجر عمها وهيب بن عبد مناف بن زهرة فمشى اليه عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بابنه عبد الله بن عبد المطلب أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب عليه آمنة بنت وهب فزوجها عبد الله بن عبد المطلب وخطب اليه عبد المطلب بن هاشم في مجلسه ذلك ابنته هالة بنت وهيب على نفسه فزوجه إياها فكان تزوج عبد المطلب بن هاشم وتزوج عبد الله بن عبد المطلب في مجلس واحد فولدت هالة بنت وهيب لعبد المطلب حمزة بن عبد المطلب فكان حمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم في النسب وأخاه من الرضاعة قال أخبرنا هشام بن محمد بن عن أبيه وعن أبي الفياض الخثعمي قالا لما تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أقام عندها ثلاثا وكانت تلك السنة عندهم إذا دخل الرجل على امرأته في أهلها.
الرواية ساقطة لانها من رواية محمد بن عمر الواقدي قال عنه العلماء:
الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج: 3 ص: 87
3137 محمد بن عمر بن واقد أبو عبد الله الأسلمي الواقدي قاضي بغداد قال أحمد بن حنبل هو كذاب كان يقلب الأحاديث يلقي حديث ابن أخي الزهري على معمر ونحو ذا وقال يحيى ليس بثقة وقال مرة ليس بشيء لا يكتب حديثه وقال البخاري والرازي والنسائي متروك الحديث وذكر الرازي والنسائي أنه كان يضع الحديث وقال الدراقطني فيه ضعف وقال ابن عدي احاديثه غير محفوظة والبلاء منه.
الرواية الثانية:
المستدرك على الصحيحين ج: 2 ص: 656 مجمع الزوائد ج: 8 ص: 230
4176 أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي حدثنا هاشم بن مرثد الطبراني حدثنا يعقوب بن محمد الزهري حدثنا عبد العزيز بن عمران حدثنا عبد الله بن جعفر عن أبي عون عن المسور بن مخرمة عن بن عباس عن أبيه قال قال عبد المطلب قدمنا اليمن في رحلة الشتاء فنزلنا على حبر من اليهود فقال لي رجل من أهل الزبور يا عبد المطلب أتأذن لي أن أنظر إلى بدنك ما لم يكن عورة قال ففتح إحدى منخري فنظر فيه ثم نظر في الأخرى فقال أشهد أن في إحدى يديك ملكا وفي الأخرى النبوة وأرى ذلك في بني زهرة فكيف ذلك فقلت لا أدري قال هل لك من شاعة قال قلت وما الشاعة قال زوجة قلت أما اليوم فلا قال إذا قدمت فتزوج فيهم فرجع عبد المطلب إلى مكة فتزوج هالة بنت وهب بن عبد مناف فولدت له حمزة وصفية وتزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب فولدت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت قريش حين تزوج عبد الله آمنة فلح عبد الله على أبيه قال الإمام الهيثمي مجمع الزوائد ج: 8 ص: 230 رواه الطبراني وفيه عبدالعزيز بن عمران وهو متروك
هذه الرواية كذلك ساقطة لأن فيه سندها عبدالعزيز بن عمران قال عنه العلماء
الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج: 2 ص: 111
1957 عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز أبو ثابت ويعرف بابن أبي ثابت المدني الزهري قال يحيى ليس بثقة وقال البخاري لا يكتب حديثه وقال النسائي متروك الحديث وقال الترمذي والدارقطني ضعيف وقال ابن حبان يروي المناكير عن المشاهير
كما أن لفظ تزوج لا تعني الدخول بل هي تعني إبرام العقد وقد يتأخر الدخول عن الزواج بسنين فالروايات ليس فيها أن عبد الله بن عبد المطلب وأبوه دخل كل واحد على زوجته في نفس اليوم حتى يكون هنا استعجاب من تأخر ولادة النبي صلى الله عليه وسلم عن عمه حمزة رضي الله عنه.
2- الرواية الثالثة: التي تفيد أن حمزة رضي الله عنه أكبر من النبي بأربع سنين
الطبقات الكبرى ج: 3 ص: 10
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال كان حمزة معلما يوم بدر بريشة نعامة قال محمد بن عمر وحمل حمزة لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بني قينقاع ولم يكن الرايات يومئذ وقتل رحمه الله يوم أحد على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة وهو يومئذ بن تسع وخمسين سنة كان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع سنين وكان رجلا ليس بالطويل ولا بالقصير قتله وحشي بن حرب وشق بطنه وأخذ كبده فجاء بها إلى هند بنت عتبة بن ربيعة فمضغتها ثم لفضتها ثم جاءت فمثلت بحمزة وجعلت من ذلك مسكتين ومعضدين وخدمتين حتى قدمت بذلك وبكبده مكة وكفن حمزة في بردة فجعلوا إذا خمروا بها رأسه بدت قدماه وإذا خمروا بها رجليه تنكشف عن وجهه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غطوا وجهه وجعل على رجليه الحرمل.
هذه الرواية ساقطة فقد اجتمع فيها محمد بن عمر الواقدي وقد قدمنا كلام العلماء فيه وكذلك موسى بن محمد بن إبراهيم وقد قال فيه العلماء:
أبو حاتم في كاتبه المجروحين ج: 2 ص: 241
موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي من أهل المدينة يروي عن أبيه ما ليس من حديثه فلست أدري أكان المتعمد لذلك أو كان فيه غفلة فيأتي بالمناكير عن أبيه والمشاهير على التوهم وأيما كان فهو ساقط الاحتجاج.
3- الرواية الرابعة: حول طعن قريش في نسب النبي صلى الله عليه وسلم
سنن الترمذي ج: 5 ص: 584
3607 حدثنا يوسف بن موسى البغدادي حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسماعيل بن أبي خالد عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن العباس بن عبد المطلب قال قلت ثم يا رسول الله إن قريشا جلسوا فتذاكروا أحسابهم بينهم فجعلوا مثلك كمثل نخلة في كبوة من الأرض فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم من خير فرقهم وخير صليت ثم تخير القبائل فجعلني من خير قبيلة ثم تخير البيوت فجعلني من خير بيوتهم فأنا خيرهم نفسا وخيرهم بيتا قال أبو عيسى هذا حديث حسن وعبد الله بن الحارث هو أبو نوفل
أولا من بفهم من الرواية طعن قريش في نسب النبي صلى الله عليه وسلم هو جاهل باللغة العربية لأن الرواية تقول الأحساب جمع حسب ولا ذكر للنسب في الرواية ومعنى الحسب مخالف للنسب كما جاء في كتب اللغة:
مختار الصحاح ج: 1 ص: 57
و الحَسَبُ أيضا ما يعده الإنسان من مفاخر آبائه وقيل حسبه دينه وقيل ماله والرجل حَسِيبٌ وبابه ظرف وقال بن السكيت الحَسَبُ والكرم يكونان بدون الآباء والشرف والمجد لا يكونان إلا بالآباء
النهاية في غريب الحديث ج: 1 ص: 381
الحَسب في الاصل . الشَّرَف بالآباء ومايَعُدُّه الناس من مَفاخرهم . وقيل الحَسب والكَرم يكونان في الرجُل وان لم يكن له آبَاء لهُم شَرف والشَّرف والمَجْد لايكونان إلاَّ بالآباء
فهم أرادوا الانتقاص من قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم بني هاشم في مفاخرهم ولهذا جعلوا النبي مثل النخلة وهي شيء مكرم عند العرب فالنبي عند قريش إنسان عظيم وجعلوا بني هاشم كالكبوة وهي أن تلقى الكناسة أي أن النبي كرجل فهو عظيم معروف بأخلاقه العالية لكن قبيلته لا مكانة لها وما يدل على ذلك صراحة الرواية التالية:
مجمع الزوائد ج: 8 ص: 215
وعن عبدالله بن عمر قال إنا لقعود بفناء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مرت امرأة فقال رجل من القوم هذه ابنة محمد فقال رجل من القوم إن مثل محمد في بني هاشم مثل الريحانة في وسط النتن فانطلقت المرأة فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب ثم قام على القوم فقال ما بال أقوال تبلغني عن أقوام إن الله عز وجل خلق السموات سبعا فاختار العليا منها فسكنها وأسكن سمواته من شاء من خلقه وخلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم واختار من بني آدم العرب واختار من العرب مضر واختار من مضر قريشا واختار من قريش بني هاشم واختارني من بني هاشم فأنا من خيار إلى خيار فمن أحب العرب فبحبي أحبهم ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم رواه الطبراني في الكبير والأوسط إلا انه قال فمن أحب العرب فلحبي أحبهم ومن أبغض العرب فلبغضي ابغضهم وفيه حماد بن واقد وهو ضعيف يعتبر به وبقية رجاله وثقوا
ونذكر رواية تذكر الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف كان معروفا لدى قريش في اليوم الذي ولد فيه أنه ابن عبد الله بن عبد المطلب:
المستدرك على الصحيحين ج: 2 ص: 656
4177 حدثنا أبو محمد عبد الله بن حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا أبو غسان محمد بن يحيى الكناني حدثني أبي عن بن إسحاق قال كان هشام بن عروة يحدث عن أبيه عن عائشة رضي الله عنهما قالت ثم كان زفر قد سكن مكة يتجر بها فلما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مجلس من قريش يا معشر قريش هل الليلة مولود فقالوا والله ما نعلمه قال الله أكبر أما إذا أخطأكم فلا بأس فانظروا واحفظوا ما أقول لكم ولد هذه الليلة نبي هذه الأمة الأخيرة بين كتفيه علامة فيها شعرات متواترات كأنهن عرف فرس لا يرضع ليلتين وذلك أن عفريتا من الجن أدخل أصبعيه في فمه فمنعه الرضاع فتصدع القوم من مجلسهم وهم متعجبون من قوله وحديثه فلما صاروا إلى منازلهم أخبر كل إنسان منهم أهله فقالوا قد ولد لعبد الله بن عبد المطلب غلام سموه محمدا فالتقى القوم فقالوا هل سمعتم حديث اليهودي وهل بلغكم مولد هذا الغلام فانطلقوا حتى جاءوا اليهودي فأخبروه الخبر قال فاذهبوا معي حتى أنظر إليه فخرجوا حتى أدخلوه على آمنة فقال اخرجي إلينا ابنك فأخرجته وكشفوا له عن ظهره فرأى تلك الشامة فوقع اليهودي مغشيا عليه فلما أفاق قالوا ويلك ما لك قال ذهبت والله النبوة من بني إسرائيل فرحتم به يا معشر قريش أما والله ليسطون بكم سطوة يخرج خبرها من المشرق والمغرب وكان في النفر يومئذ الذين قال لهم اليهودي ما قال هشام بن الوليد بن المغيرة ومسافر بن أبي عمرو وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب وعتبة بن ربيعة شاب فوق المحتلم في نفر من بني مناف وغيرهم من قريش هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقد تواترت الأخبار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد مختونا مسرورا وولد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدار التي في الزقاق المعروف بزقاق المدكل بمكة وقد صليت فيه وهي الدار التي كانت بعد مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم في يد عقيل بن أبي طالب في أيدي ولده بعده
إذن قريش كانت تقر أن النبي صلى الله عليه وسلم ابن عبد الله بن عبد المطلب وفي صحيح مسلم في قصة صلح الحديبية دليل قاطع على عدم اعتراض قريش على نسب النبي صلى الله عليه وسلم:
صحيح مسلم ج: 3 ص: 1411
1784 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس ثم أن قريشا صالحوا النبي صلى الله عليه وسلم فيهم سهيل بن عمرو فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي اكتب بسم الله الرحمن الرحيم قال سهيل أما باسم الله فما ندري ما بسم الله الرحمن الرحيم ولكن اكتب ما نعرف باسمك اللهم فقال اكتب من محمد رسول الله قالوا لو علمنا أنك رسول الله لأتبعناك ولكن اكتب اسمك واسم أبيك فقال النبي صلى الله عليه وسلم اكتب من محمد بن عبد الله فاشترطوا على النبي صلى الله عليه وسلم أن من جاء منكم لم نرده عليكم ومن جاءكم منا رددتموه علينا فقالوا يا رسول الله أنكتب هذا قال نعم إنه من ذهب منا إليهم فأبعده الله ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجا ومخرجا
فقد اعترضت قريش على انه رسول الله وطلبوا منه كتابة اسمه واسم أبيه فكتب محمد بن عبد الله ولم يعترض أحد فأين الاعتراض المزعوم؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ونختم برواية صحيحة تذكر بوضوح كيف كان نسب النبي صلى الله عليه وسلم معروفا لدى العرب:
صحيح ابن خزيمة ج: 4 ص: 13
2260 حدثنا محمد بن عيسى حدثنا سلمة يعني بن الفضل قال محمد بن إسحاق وهو بن يسار مولى مخرمة وحدثني محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي عن أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة قالت ثم لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها حين جاء النجاشي فذكر الحديث بطوله وقال في الحديث قالت وكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب قال له أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله لتوحيده ولنعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة وأن نعبد الله لا نشرك به شيئا وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام قالت فعدد عليه أمور الإسلام فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ما جاء به من ثم الله فعبدنا الله وحده ولم نشرك به وحرمنا ما حرم علينا وأحللنا ما أحل لنا ثم ذكر باقي الحديث.
فنسب النبي كان معروفا لا اعتراض حوله جدير بالذكر أن هذه الواقعة التي كانت في بلاط النجاشي حضرها سيدنا عمرو بن العاص وهو كافر يومئذ جاء يسترد المسلمين الذي هاجروا إلى الحبشة وحاول في سبيل ذلك كل طاقته وهو سمع هذا الكلام وكيف أن نسب النبي صلى الله عليه وسلم معروف لا اعتراض عليه وقد سكت ولم يعترض فأن الاعتراض المزعوم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
في الأخير ارجوا أني قد وفقت إلى الرد على هذا الافتراء فإن كان حقا فمن الله وإن كان غير ذلك فمن نفسي والشيطان والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العلمين
لا تنسونا من صالح دعائكم
(((((هذا هو نبينا محمد صلي الله عليه وسلم ،،، يا أيها الآخر
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، سيدنا محمد وعلي آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان علي ملته وسنته إلي يوم الدين .
وبعد
فيقول الله عز وجل في كتابه الكريم :
" ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هى أحسن " .
النحل 125
وإذن فهو أمرإلهي منه سبحانه وتعالي ، اشتمل علي كيفية تنفيذه ، ،
وعليه ،،
فامتثالا للأمر الإلهي ، وفي إطار ما بينه من وسيلة إلي ذلك ،، ندعوك أيها الآخر،،
هيا بنا معا نستعرض الكثير من مقاييس الكمال البشري ، وصولا إلي النماذج منها ، والمثاليات فيها ، ثم نستعرض معا سيرة النبي محمد صلي الله عليه وسلم إزاءها ، وصولا للحكم ،، أين هو منها ؟ وأين هي منه ؟
والخلاصة في النهاية ــ كما ستري ــ ستكون حقيقة ماثلة لاريب فيها ،،
الخلاصة هي أنه قد حازها جميعا ، قولا وعملا وسلوكا ودعوة إليها ، رسولا من رب العالمين ،،، مصداقا لقوله صلي الله عليه وسلم :
" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " .
الحـلـم
هو أحد مقاييس الكمال البشري ، ويمثل صفة سامية المنزلة ، عالية الرتبة ، وقد حازها رسول الله صلي الله عليه وسلم .
روي المؤرخون الثقاة أن الله تعالي لما أراد هدى زيد بن سعنة ( أحد أحبار اليهود ، وأكثرهم مالا ) ، قال زيد :
[ لم يبق من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في وجه محمد حين نظرت إليه ، إلا اثنتين لم أخبرهما منه ،، يسبق حلمه غضبه ، ولاتزيده شدة الجهل عليه إلا حلما ،،،،، فكنت أتلطف له لأن أخالطه ، فأعرف حلمه وجهله ،،،،
فابتعت ( اشتريت ) منه تمرا معلوما إلى أجل ، وأعطيته الثمن ، فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاثة ، أتيته ، فأخذت بمجامع قميصه وردائه ، ونظرت إليه بوجه غليظ ، ثم قلت له :
ألا تقضي يا محمد حقي ؟ فوالله إنكم يا بني عبد المطلب لمطل (من المماطلة) ، ولقد كان لي بمخالطتكم علم ،
فقال عمر بن الخطاب ، (وكان حاضرا) :
أي عدو الله ، أتقول لرسول الله ما أسمع ، فوالله لولا أن أحاذر فوته ، لضربت بسيفى رأسك ،
ورسول الله صلي الله عليه وسلم ينظر إلى عمر بسكون وتؤدة وتبسم ، ثم قال :
" أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا منك يا عمر ، أن تأمرنى بحسن الأداء ، وتأمره بحسن التباعة ( المطالبة )،،،، اذهب يا عمر فاقضه حقه ،، وزده عشرين صاعا مكان ما رعته ( أفزعته وأخفته ) " ،،،،،،،،،،، ففعل ،
يقول زيد :
فقلت :
يا عمر ، كل علامات النبوة قد عرفتها في وجه رسول الله صلي الله عليه وسلم حين نظرت إليه ، إلا اثنتين لم أخبرهما منه ،، يسبق حلمه غضبه ، ولاتزيده شدة الجهل عليه إلا حلما ، فقد خبرتهما ، فأشهدك أنى قد رضيت بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد نبيا ] .
رواه السيوطى فيما أخرجه الطبرانى والحاكم والبيهقي وابن حبان وأبو نعيم ، عن عبد الله بن سلام .
وإذن ،، فهيا بنا معا نستجلى بعض مدلولات هذه الواقعة ،، وما أكثرها ،
حبر من أحبار اليهود ، وهم القمة في العلم من أهل الكتاب ، ظهرت له كل
علامات النبوة في النبي محمد صلي الله عليه وسلم ، ولم تتبق إلا واحدة ، هي علامة الحلم ،
ولن يسلم إلا بعد التأكد من وجودها ، وإلا فالعلامات ناقصة ، والأدلة غير مكتملة وإذن فلابد من افتعال الوسيلة المناسبة ،،،
وينجح الحبر الكبير في استفزاز محمد صلي الله عليه وسلم بأكثر من عنصر ،،،،،
إذ يأتيه قبل حلول الأجل ،،
ويمسك بمجامع ردائه ،،
وينظر إليه بوجه غليظ ،،
ويتهم بني عبد المطلب بما ليس فيهم ( وهو المماطلة ) ،،
ويؤكد علي تهمته بأنه بناها علي كثرة المخالطة لهم !!!! .
أهناك استفزاز أكثر من هذا ؟
أهناك اختبار أحكم وأدق من هذا ؟
بالطبع لا ،،،
ولايخفاك أن محمدا صلي الله عليه وسلم في هذا الوقت هو الحاكم الأعلي في المدينة ،،
والحاكم لاتجوز مخاطبته بهذا الشكل مطلقا ، بل إن لمخاطبته الكثير من الضوابط والمعايير اللازمة ،، تأدب ، وتلطف ، واستمناح واسترضاء ،، الخ ،،،
ومع ذلك فقد تجاوز ذلك المشهد كل هذا ،
ثم إن من حق الحاكم أن يعجل سداد الدين ، أو يؤخره ، بل ومن حقه مصادرته وتأميمه إذا أراد ،،
إن أيا من هذا لم يحدث من النبي صلي الله عليه وسلم ،،
بل إنه لم يستنكر علي الحبر شيئا ( قولا أو عملا ) ،
ولم يحاول أن يخلص قميصه من يد الرجل ،
زد علي هذا أنه لم يتجبر في الرد ، مع أن الحق معه ( إذ الأجل لم يحل بعد ) ،،
ولم يتهدد ،
ولم يتوعد ،
وانتظر ريثما يفرغ الحبر من كلامه ، ،
ثم إنه وجد عمر يسمع ويشاهد ما حدث ، وأنه علي استعداد لتجريد السيف مصرحا بذلك ،،،،
فماذا فعل النبي صلي الله عليه وسلم ؟
انظر معنا إلي التصرف السليم القويم ، الأنموذج المثالي ، السوى النبوى ،،
نهى عمر عن مراده ،
وصوب رأيه ،
ووعظه أبلغ موعظة ،،، {{ تأمرنى ،،،، وتأمره }} .
اقرأها مرة أخري ،،،،
{{ تأمرنى ،،،، وتأمره }} ،
تأمرنى بحسن الأداء ، وتأمره بحسن التباعة .
ليس هذا فحسب ،،،،،،،
بل هناك أمر هام آخر وجب استيفاؤه ، ولايمكن أن يغيب عن النبي متمم مكارم الأخلاق صلي الله عليه وسلم ،،،
إنه العدل ،،،
إذ روع عمر الرجل ، فوجب له تسكينه ،، استيفاء للحقوق كاملة تماما ،
" يا عمر ، اقضه حقه ، وزده عشرين صاعا مكان ما رعته " ،
يا أيها الآخر ،،،،
هذه واقعة حقيقية ، ليست من قبيل تأليف القصص ، أوحبك الروايات ، أواختلاق الأحداث ،،،،
نعم ،، هي واقعة سجلها التاريخ الصادق بدقة محكمة ،،
فلعلها تجسد لبصيرتك إحدي مثاليات الكمال البشري ، التى حباها الخالق لعبده ورسوله وصفوته من خلقه أجمعين ، محمد خاتم الأنبياء والمرسلين ، المتمم لمكارم الأخلاق صلي الله عليه وسلم ،،
يا أيها الآخر ،،،،
لاتغلق عينــيك دون النور، ،،،،،، واقـرأ ما ســطره الدكتـور نظـمى لوقا فـــي كتـابـــه ( محمد الرسالة والرسول ) :
من يغلق عينيه دون النور ، يضير عينيه ولا يضير النور ، ومن يغلق قلبه وضميره دون الحق ، يضير عقله وضميره ، ولايضير الحق .
يا أيها الآخر ،،،،
اقرأ إن شئت قول الشاعر :
ساءت ظنون الناس حتى أحدثوا *** للشك في النور المبين مجالا
والظن يأخذ في ضميرك مأخذا *** حتي يريـك المسـتقـيم محالا
وسنواليك تباعا في مقالات قادمة مماثلة ، بما يوفق إليه الله تعالي ويأذن به ويشاء ،
ثم ،،،،،،،،،،،
صلاة وسلاما دائمين متلازمين من عند الله تعالي عليك يا سيدي يا رسول الله ، في الأولين وفي الآخرين ، وفي كل وقت وحين إلي يوم الدين ،،،،،،،،،
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
صلاح جاد سلام?????اهــداء لكل زوج ..
تفضل و تعلّم من معلمنا و حبيبنا و قدوتنا ..
مما قرأتُـه عن نبي البشرية وسيد الخلق
:
الجانب العاطفي فى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم الزوجية .
ان الناظر الى سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم يجد ان رسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم كان يقدر المرأة (الزوجة) ويوليها عناية فائقة...ومحبة لائقة.
ولقد ضرب أمثلة رائعة من خلال حياته اليومية .. فتجده أول من يواسيها..يكفكف دموعها ...يقدر مشاعرها...
لايهزأ بكلماتها...يسمع شكواها... ويخفف أحزانها ...
ولعل الكثير يتفقون معي ان الكتب الأجنبية الحديثة التي تعنى في الحياة الزوجية ,
تخلو من الأمثلة الحقيقية , ولا تعدو ان تكون شعارات على الورق!!
وتعجز أكثر الكتب مبيعاً في هذا الشأن ان تبلغ ما بلغه نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم ,
فهاك شيئاً من هذه الدرر .. :
• الشرب والأكل في موضع واحد:
لحديث عائشة : كنت أشرب فأناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ,
واتعرق العرق فيضع فاه على موضع فيّ . رواه مسلم
• الإتكاء على الزوجة:
لقول عائشة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكئ في حجري وأنا حائض. رواه مسلم
• تمشيط شعره , وتقليم أظافره:
لقول عائشة رضي الله عنها :ليدخل علىّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه وهو في المسجد فأرجّله.
رواه مسلم
• التنزه مع الزوجة ليلاً:
كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث . رواه البخارى
• الضحك من نكاتها وفكاهتها:
وعن عائشة – رضي الله عنها- قالت: قلتُ: يا رسول الله ! أرأيت لو نزلت وادياً وفيه شجرة أُكل منها،
ووجدت شجراً لم يؤكل منها، في أيّها كنت تُرْتِعُ بعيرك؟ قال: "في التي لم يُرْتعْ فيها
:تعني أن رسول الله لم يتزوج بكراً غيرها .أخرجه البخاري .
• مساعدتها في أعباء المنزل:
سئلت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟
قالت: كان في مهنة أهله . رواه البخارى
• يهدي لأحبتها:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا ذبح شاة يقول : أرسلوا بـها الى أصدقاء خديجة . رواه مسلم.
• يمتدحها :
لقوله : ان فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام . رواه مسلم
• يسرّ اذا اجتمعت بصويحباتها:
قالت عائشة :كانت تأتيني صواحبي فكن ينقمعن (يتغيبن) من رسول الله صلى الله عليه وسلم
فكان يُسربـهن إلى(يرسلهن الى ) . رواه مسلم
• يعلن حبها :
قوله صلى الله عليه وسلم عن خديجة "أنى رزقت حُبها ". رواه مسلم
• ينظر الى محاسنها:
لقوله صلى الله عليه وسلم "لايفرك مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقا رضي منها آخر . رواه مسلم
• اذا رأى امرأة يأت أهله ليرد ما في نفسه:
لقوله " اذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله فان ذلك يرد ما في نفسه" رواه مسلم
• لا ينشر خصوصياتها:
قال صلى الله عليه وسلم: ان من أشر الناس عند الله منزله يوم القيامة الرجل يفضى الى امرأته وتفضي اليه
ثم ينشر سرها . رواه مسلم
• التقبيل:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبـّـل وهو صائم . رواه مسلم
• التطيب في كل حال :
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كأني انظر الى وبيص المسك في مفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم . رواه مسلم
• يرضى لها بالهدايا:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: ان الناس كانوا يتحرون بـهداياهم يوم عائشة
يبتغون بذلك مرضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه مسلم
• يعرف مشاعرها:
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة : أنى لأعلم اذا كنت عنى راضية واذا كنت عنى غضبى ..
أما اذا كنت عنى راضية فانك تقولين لا ورب محمد ., واذا كنت عنى غضبى قلت : لا ورب ابراهيم؟؟ رواه مسلم
• يحتمل صدودها :
عن عمر بن الخطاب قال : صخبت علىّ امرأتي فراجعتني , فأنكرت ان تراجعني!
قالت : ولم تنكر ان أراجعك؟ فوالله ان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه,
وان أحداهن لتهجره اليوم حتى الليل. رواه البخارى
• لايضربها:
قالت عائشة رضي الله عنها : ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة له قط" رواه النسائي
• يواسيها عند بكائها:
كانت صفية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر , وكان ذلك يومها, فأبطت في المسير ,
فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى تبكى, وتقول حملتني على بعير بطيء,
فجعل رسول الله يمسح بيديه عينيها , ويسكتها,.."رواه النسائي
• يرفع اللقمة الى فمها:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : انك لن تنفق نفقة الا أجرت عليها حتى اللقمة ترفعها الى في امرأتك"
رواه البخارى
• إحضار متطلباتها :
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : أطعم اذا طعمت وأكس اذا اكتسيت" رواه الحاكم وصححه الألباني
• الثقة بها:
نـهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يطرق الرجل أهله ليلاً , ان يخونـهم , أو يلتمس عثراتـهم. رواه مسلم
• المبالغة في حديث المشاعر:
للحديث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرخص في شيء من الكذب الا في ثلاث منها:
الرجل يحدث امرأته, والمرأة تحدث زوجها. رواه النسائي
• العدل مع نساءه :
من كان له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى , جاء يوم القيامة أحد شقيه مائل"
رواه الترمذي وصححه الألباني
• يتفقد الزوجة في كل حين:
عن أنس رضي الله عنه قال " كان صلى الله عليه وسلم يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار.
رواه البخارى
• لايهجر زوجته أثناء الحيض:
عن ميمونة رضي الله عنها قالت: كان صلى الله عليه وسلميباشر نساءه فوق الإزار وهن حُيّضٌ. رواه البخارى
• يتفكه من خصام زوجاته:
قالت عائشة :دخلت علىّ زينب وهى غضبى فقال رسول الله دونك فانتصري ,
فأقبلت عليها حتى رأيتها قد يبست ريقها في فيها فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل"
رواه ابن ماجه
• يصطحب زوجته في السفر:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا أراد سفراً أقرع بين نسائه, فآيتهن خرج سهمها خرج بـها.
متفق عليه
• مسابقته لزوجه:
عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لى : تعالى أسابقك, فسابقته, فسبقته على رجلي "
وسابقني بعد ان حملت اللحم وبدنت فسبقني وجعل يضحك وقال هذه بتلك! رواه ابو داود
• تكنيته لها:
ان عائشة قالت يارسول الله صلى الله عليه وسلم كل نسائك لها كنية غيري فكناها "أم عبد الله"
رواه احمد
• يروى لها القصص:
كحديث أم زرع. رواه البخارى
• يشاركها المناسبات السعيدة : قالت عائشة - رضي الله عنها " مررت ورسول الله صلى الله عليه وسلم
بقوم من الحبشة يلعبون بالحراب، فوقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينظر إليهم،
ووقفت خلفه فكنت إذا أعييت جلست، وإذا قمت أتقي برسول الله . أخرجه البخاري
• لايستخدم الألفاظ الجارحة:
وقال أنس رضي الله عنه خدمت رسول الله عشر سنوات ، فما قال لي لشئ فعلته ، لمَ فعلته .
رواه الدارمى
• احترام هواياتها وعدم التقليل من شأنها:
عن عائشة رضي الله عنها -" كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان لي صواحب يلعبن معي،
فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل ينقمعن منه فيسر بـهن فيلعبن معي " الأدب المفرد
• إضفاء روح المرح في جو الأسرة:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: زارتنا سوده يومًا فجلس رسول الله بيني وبينها ,
إحدى رجليه في حجري , والأخرى في حجرها , فعملت لها حريرة فقلت : كلي !
فأبت فقلت : لتأكلي , أو لألطخن وجهك, فأبت فأخذت من القصعة شيئاً فلطخت به وجهها ,
فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجله من حجرها لتستقيد منى ,
فأخذت من القصعة شيئاً فلطخت به وجهي , ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك.
رواه النسائي
إشاعة الدفء :
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قلّ يوم إلا وهو يطوف على نسائه فيدنو من أهله فيضع يده, ويقبل كل امرأة من نسائه حتى يأتي على آخرهن فإن كان يومها قعد عندها .
طبقات ابن سعد ج 8 / 170
• لا ينتقصها أثناء المشكلة:
عن عائشة رضي الله عنها تحكى عن حادثة الأفك قالت: إلا أني قد أنكرت من رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعض لطفه بي ، كنت إذا اشتكيت رحمني ، ولطف بي ، فلم يفعل ذلك بي في شكواي تلك
فأنكرت ذلك منه كان إذا دخل علي وعندي أمي تمرضني
قال: كيف تيكم ! لا يزيد على ذلك .رواه البخارى
• يرقيها في حال مرضها :
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان صلى الله عليه وسلم اذا مرض أحدٌ من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات .
رواه مسلم
• يمتدح من يحسن لأهله:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم :خياركم خيارُكم لنسائهم. رواه الترمذي وصححه الألباني
• يمهلها حتى تتزين له:
عن جابر قال " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر , فلما رجعنا ذهبنا لندخل, فقال :
" أمهلوا حتى ندخل ليلا اى : عشاء" حتى تمتشط الشعثة , وتستحد المغيبة" رواه النسائي.
:
انتهى ..
" وإنك لعلى خلق ٌ عظيم " ..
اللهم صل و سلم وبارك على سيدنا محمد ..
سيرة عطرة تجف الأقلام وهي تكتب عنهـا ..
اللهم ارزقنا صحبة نبيك في الجنة وارزقنا شربة من حوضه لا نظمأ بعدها ابدا ً
منقوووووووووووووووووووووووووووول?انظر الى هذا النبي ... نبي الاسلام .. كم كان قاسيا ... لا رحمة في قلبه..
قبََّل رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد أبناء فاطمة وكان عنده رجل من الأعراب فقال تقبلون أبناءكم ؟! إن عندي عشرة من الولد ما قبلت منهم واحداً فقال صلى الله عليه وسلم وما يدرني لعل الله قد نزع من قلبك الرحمة .
لم يكن رحيما فقط .. بل انكر و بقسوة على الناس قسوة قلوبهم ......
عن أنس رضي الله عنه عنه : (( أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ ابنه إبراهيم فقبَّله وشمه )) البخاري
و الله حتى بعض الامهات لا يشمن اطفالهن و ربما لا يقبلنهم..
ولما كانت عيناه صلى الله عليه وسلم تفيض لموت اصحابه و جنوده في المعارك سأله سعد بن عبادة رضي الله عنه : يا رسول الله ما هذا؟ فيقول صلى الله عليه وسلم : " هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء " البخاري
و من يحزن لموت اخرين في سبيل ان يكون عظيما.. و سيدا و الها؟؟
بل ان القادة و الجنود اليوم يدربون على ان الموت و الصراخ و ووجود الجرحى هو امر لا يجب ان نحزن عليه فهو الطبيعي في ارض المعركة
و ان من القادة من لا يعرف عدد قتلاه في الحرب و لا يهتز له طرف لموتهم..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لأدخل في الصلاة وإني أريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم لوجد أمه ببكائه " ابن ماجه.
و من يأبه؟!! .. الطفل سيبكي و يسكت .. و الله لو كان من كان ما فكر بهذه الطريقة ...
قصر الصلاة لله لخوفه و معرفته بوجد و ألم و حزن الام على بكاء طفلها- السليم –
لا يمكن ان يكون هناك من هو اقسى و اظلم .... اليس كذلك؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
كان صلى الله عليه وسلم إذا مر بهم ( الصبية و الاطفال) وهم يلعبون سلم عليهم و مازحهم ، وإذا مر بهم على بغلته أركبهم معه .
المفروض ان يختبئ الاطفال خوفا من هذا القاسي .. و ان يرتعبوا لمرور العظيم و من يسمي نفسه الها ___ اليس هذا ما تعتقده عزيزي المسيحي؟؟
تخيل ان نبي الاسلام محمد صلى الله عليه و سلم اذا صعد طفل على ظهره و هو يصلي ما قام حتى ينزل الطفل خوفا عليه ان يقع ..........." في الواقع اخبرني انت اي طفل يتجرأ ان يصعد على ظهر اله عظيم و ملك جبار ؟؟ !!!"
لا اريد ردا.. فكر لوحدك و اجب نفسك التي تصر على انها ولدت على الدين الصحيح ............ ليتنا ولدنا جميعا على الدين الصحيح .. لكن صدقني بالسذاجة التي يتعامل بها الناس عادة فانهم سيتركون عقولهم و يصدقوا ابائهم .. حتى لو كانوا على الخطأ .. ؟؟
فكر و ابحث و انج بنفسك..
انظر هنا كيف كان نبي الاسلام يعامل خدمه :
يقول احد الخدم
" خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط ، وما قال لي لشئ صنعته لِمَ صنعته ؟ ولا لشئ تركته " مسلم
و في الحقيقة الخدم كانوا منتشرين في ذلك الوقت فليس محمد فقط من كان لديه خدم و لم يكن افضل ممن حوله بل كان ربما من افقرهم .. عدا ان هناك من تبرع ان يكون خادما له عليه الصلاة و السلام .. و مع هذا لا تعتقد انه كان يلبسه حذائه و يقلم له اظافره !!!
انظر الى قوله عن الخدم
يقول صلى الله عليه وسلم : " هم إخوانكم ، جعلهم الله تحت أيديكم ، فأطعموهم مما تأكلون ، وألبسوهم مما تلبسون ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم " مسلم .
هذا هو محمد - الذي تعتقد انت اخي المسيحي- انه قاس و ظالم .. و متسلط
هذا هو محمد المحتال المخادع الذي اضاع نصف البشرية و ظلمها ليكون ملكا و الها و عظيما..
اليس هذا ما تعتقده انت ..
اذا اقرأ التاريخ و قرر لوحدك .. ليكن لك كيانك و لو لمرة ..
صلى الله على محمد ..
(((ساره)))
01-01-2008, 10:18 PM
و الله يا أختي ليت كل مخدوع يعلم بالحقيقة .. ليت كل مسيحي يرى بعينه هو يفكر بعقله هو ..
لا أعلم لماذا لا يعرفون سيدنا وحبيبنا محمد (صلى الله عليه وسلم ) على حقيقته أولاً ثم يقرروا قرارهم بحبه أو لا ..
بارك الله فيك أختي وأنتظر منك المزيد ..
believer
01-02-2008, 11:34 AM
بواسطة نور الامل
المفروض ان يختبئ الاطفال خوفا من هذا القاسي .. و ان يرتعبوا لمرور العظيم و من يسمي نفسه الها ___ اليس هذا ما تعتقده عزيزي المسيحي؟؟
تخيل ان نبي الاسلام محمد صلى الله عليه و سلم اذا صعد طفل على ظهره و هو يصلي ما قام حتى ينزل الطفل خوفا عليه ان يقع ..........." في الواقع اخبرني انت اي طفل يتجرأ ان يصعد على ظهر اله عظيم و ملك جبار ؟؟ !!!"
بسم الله الرحمن الرحيم
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ
و قال تعالى
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً{45} وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً{46} وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً{47} وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً
الازهرى المصرى
01-02-2008, 11:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله موضوع ممتاز جدا
ويستخدم نظام الصدمات ... يا من تقولون بان محمد عليه افضل الصلاة والسلام كان بلا رحمة تعالوا نرى بالادله والواقع ما كان عليه سيد الخلق محمد عليه افضل الصلاة والسلام
لو تكلمنا على اخلاقه وعطفه على الاطفال كما قالت اختنا الكريمه
فأن هذه الرحمه لم تقتصر فقط على اطفال المسلمين بل انها تعدتهم الى غير المسلمين
ولنرى ماذا حدث فى رحلة الطائف عند امر سفهاء الطائف الاطفال ان ياذوا سيد الخلق محمد عليه افضل الصلاة والسلام .... واصيب سيد الخلق وارهق من الاذية وجاءه ملك الجبال وقال له يا محمد ان الله امرنى ان اتيك فلو اردت ان اطبق عليهم الاخشبين لفعلت ؟
فماذا كان رد هذا النبى الكريم الذى تم اذيته فى الحال الان انت يا رسول الله مصاب ومرهق هل تنتقم ولو انتقمت فهذا ليس عيب لانك ترد على الاذى ولكن الذى بقلبه ( رحمه تملأ العالم )
قال : لا .. أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يوحد الله"
وهذا الرسول الكريم
يرى طفل يهودى مريض فى اقبال على الموت فيتلهف النبى عليه يتمنى ان ينقذه من النار
ورد في صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: "كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقعد عند رأسه، فقال له: "أسلِم". فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال له: أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم، فأسلم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "الحمد لله الذي أنقذه من النار".
وهذا الذى تصفونه بانه غير رحيم .. هو من فتح مكه المكرمه وكان هناك مئات الاسرى
فسألهم : ما تظنون انى فاعل
فرد عليهم سيد الخلق وامام الرحماء :اذهبوا فانتم الطلقاء
ويسال انسان فيقول اليس هؤلاء الطلقاء هم من حبسوه
اليسوا من طردوه
اليسوا من قتلوا اصحابه وعمه واتباعه
ولكن لم يكن سيد الخلق يجازى الا بالحسنى وصدق من قال عنه (وانك لعلى خلق عظيم )
والامثلة كثيرة
فاين العقلاء من غير المسلمين ليحكموا الحقيقه والواقع
ولا يتركوا انفسهم وعقولهم لاناس لا يريدون منهم سوى ان يدخلوهم الجحيم
ومن سيدخل الجحيم لا يحب من يدعوا الى الجنه
وهذا سبب العداء
سيد الخلق محمد عاش ليبلغ دعوته الى العالم اجمعه لينقذهم من الظلمات الى النور وينور طريقهم الى الجنه ... ولكن الشيطان واعوانه لا يحبون ذلك
(((((((( قصة ماما النصارى طباعة ارسال
الكاتب/ Administrato
في بداية القرن الحادي والعشرين كانت هناك مشكلة تؤرق الكنيسة المصرية كثيرا وتقض مضجع البابا وهي ظاهرة تحول كثير من النصرانيات للإسلام وخاصة بعد قضية زوجة القسيس التي سببت حرجا بالغا للكنيسة جعل الكنيسة تدعي أنها مخطوفة من قبل أحد المسلمين ثم ثبت كذبها عندما ظهرت هذه المرأة أمام وسائل الإعلام وكانت فضيحة للكنيسة ولم يكن هذا بالأمر الهين الذي تتقبله الكنيسة المصرية بسهولة ....
بالإضافة إلى هذا كانت المشاكل الاجتماعية الكثيرة داخل الأسر النصرانية وازدياد قضايا التفريق بين الزوجين والمطالبة بإباحة الطلاق والخلع أسوة بالمسلمين وازدياد ظاهرة الانحلال الخلقي بين شباب الكنيسة من الجنسين تدعو لوجوب البحث عن علاج ما لكل هذه المشاكل . رأت بعض قيادات الكنيسة أن الحاجة ماسة لتعيين امرأة في منصب روحي كبير في الكنيسة لتكون أقرب للنساء والشباب في الاستماع لمشاكلهم والتفاهم معهم وتكون بمثابة أم حنون لهم ( ماما ) !!.
تم عرض هذا الاقتراح في اجتماع المجلس الملي للكنائس المصرية الذي يترأسه البابا شنودة وأثار جدلا كبيرا بين الأساقفة الذين انقسموا بين مؤيد ومعارض وكانت حجة المعارضين وأشدهم البابا شنودة الذي خشي أن تهتز سلطته في الكنيسة إن جاءت ماما للأقباط تنافسه أن هذا الأمر بدعة غريبة ليس عليها دليل من كلام المسيح أو الأناجيل فرد أحد الأساقفة ممن تقدموا بهذا الاقتراح وهو ينظر للبابا شنودة بابتسامة متهكمة قائلا "وهل أمرنا المسيح أو الأناجيل أن نتخذ بابا ؟ " بدا الارتباك على وجه البابا وأمر بفض الاجتماع سريعا بعد عمل تصويت على هذا الاقتراح الغريب..
------------ --------- --------- ----
بعد أن صوت أغلب الأعضاء لصالح هذا الاقتراح اضطر البابا شنودة كارها استحداث المنصب الجديد وهو منصب ماما الكنيسة المصرية. لقي هذا القرار ترحيبا كبيرا من عامة النصارى في مصر وأخذ الجميع يتطلع للمرأة التي سيقع اختيار الكنيسة عليها لكي تقوم بهذا الدور الخطير الذي من المنتظر أن يلعب دورا بالغ الأهمية في حياة الأسر النصرانية وخاصة النساء .. و قد كان.
كان من الطبيعي أن يتم اختيار الماما من بين الراهبات وكان مفترضا أن يكون عمر الماما بين الخمسين والستين عاما لكي تكون أكثر حكمة ويشعر أكثر النساء أنها كالأم الحقيقية لهم ... وبالفعل وقع اختيار الكنيسة على إحدى الراهبات المعروفة في الدير القديم الذي تحيا فيه بالتقوى والصلاح وكثرة العبادة . حاولت هذه الراهبة في البداية الاعتذار عن هذا المنصب إلا أن الكنيسة ألحت عليها أن تقوم بالدور الذي تعلق كثير من الأسر النصرانية الآمال عليه
وافقت في النهاية هذه الراهبة على شغل منصب الماما لكي تصبح بذلك أول ماما للكنيسة المصرية وتم تخصيص مكتب لها في إحدي الكنائس الرئيسة في القاهرة تستقبل فيه القادمين والقادمات إليها من مختلف أنحاء الجمهورية
------------ --------- --------- --------- --------- -------
بدأت الماما ممارسة عملها الجديد وكانت بالفعل الملاذ الآمن الذي يفد إليه النساء والشباب من كل مكان يبثونها آلامهم وشجونهم فكانت اليد الحانية التي تمسح دموعهم وتداوي جروحهم وكانت كلماتها بلسما شافيا لمشاكلهم الروحية والنفسية وأصبحت الماما محل احترام من الجميع. في ذات الوقت كانت الماما تنصح من ترى فيهن صدقا وإخلاصا ممن يفد إليها من النساء بالتفكر في ملكوت الله وإمعان النظر في حقائق الدين حتى يسطع النور في قلوبهن وحينها سوف يصلن لليقين الكامل الذي بعده سوف يصبح اتصالهن بالله مباشرة و تنجلي جميع الأزمات الروحية التي تواجههن و يصبحن في غنى عن الماما
ونساء أخريات كانت تنصحهن الماما بالصبر صراحة حتى يجعل الله لهن مخرحا
لم تكن كثير من النساء تفهم بدقة ماذا تعني الماما بهذه الكلمات إلا أن القليلات منهن فهمنها وأصبحن على علاقة وثيقة بالماما
------------ --------- --------- ---
استمر الحال على هذا سنة وبضعة أشهر وكانت للماما خلوة في أوقات محددة من اليوم تناجي فيها ربها وكانت هذه الأوقات يعرفها الجميع ويحترم خصوصية الماما في هذه الفترات وكان غير مسموح لأحد الدخول عليها أثنائها وفي إحدى المرات بينما كانت الماما في خلوتها إذ دخلت عليها خادمتها العجوز بدون استئذان لتخبرها بأمر هام ناسية أن هذا الوقت هو وقت خلوة للماما إلا أن العجوز رأت منظرا لم تكن تتوقع أن تراه في حياتها لقد رأت الماما جالسة تقرأ في كتاب بخشوع والدموع تتساقط من عينيها
عرفت العجوز هذا الكتاب بمجرد أن وقع بصرها عليه فهي لا تجهله أبدا وبمجرد أن رأت الماما العجوز أخذت تمسح دموعها بارتباك وهي تحاول إخفاء الكتاب الذي أمامها قائلة أنها كانت تناجي الله من أجل مشكلة لإحدي بناتها اللاتي يفدن إليها ... لم تستطع هذه العجوز أن تخفي نظراتها المرتابة عن الماما فأخبرتها بما قدمت من أجله ثم خرجت سريعا
توجست الماما خيفة من هذه الخادمة العجوز خاصة بعد أن تكرر معها موقف مشابه لهذا مرة أخرى وشعرت بنظرات الريبة تحوطها من هذه المرأة ومن بعض القساوسة الذين يعملون معها في الكنيسة ولم تستطع الصبر على ذلك .. وفي أحد الأيام قالت الماما أنها ذاهبة لزيارة إحدى الأسر التي لديها مشكلة ما ثم خرجت من الكنيسة وتوجهت مباشرة إلى مركز الشرطة القريب من الكنيسة وهناك كانت المفاجأة
------------ --------- -------
تفاجأ الضابط الموجود في القسم آنذاك بماما الكنيسة المصرية التي يحبها النصارى أكثر من أمهاتهم ويأتون إليها كي تساعدهم في حل مشاكلهم جالسة أمامه لكي تبوح له بالسر ..
انعقد حاجب الضابط من الذهول وهو يستمع إلى الماما وهي تخبره أنها اعتنقت الإسلام منذ عشرين سنة حين كانت في الدير ولم تعد صابرة على الحياة داخل الكنيسة وكتم إيمانها طول هذه المدة وأنها جاءت تطلب الحماية من الشرطة حتى لا تتعرض لأذى ....
لم يدر الضابط المسكين ماذا يفعل إزاء هذا الأمر فقد أدرك أن هذه قضية خطيرة قد تتدخل فيها جهات عليا وبعد فترة من التفكير رأى أن أسلم حل له ولها أن يعتبر أنها لم تأت إليه من الأصل ثم يرسلها إلى إحدى الأسر المسلمة الطيبة التي يعرفها جيدا وتقيم في مكان بعيد عن الكنيسة كي تبقى لديهم فترة حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا
بالفعل ذهبت الماما للعنوان الذي أعطاها إياه الضابط وهناك وجدت ترحيبا كبيرا من هذه الأسرة الطيبة
واستطاعت الماما لأول مرة أن تصلي لله رب العالين وهي آمنة لا تخاف أن يراها أحد ويا له من إحساس !
------------ --------
شاع سريعا نبأ اختفاء الماما من الكنيسة بعد أن تأخرت عودتها مدة كبيرة وبعد عدة تحقيقات تبين للمباحث أن الماما مقيمة لدى إحدى الأسر المسلمة في منطقة شعبية وبعد أن تم استجوابها أعلن أمن الدولة أن الماما قد أسلمت باختيارها ولم يجبرها أحد على ذلك ...
فقد الأقباط رشدهم من هول المفاجأة ولم يقنعوا ببيان أمن الدولة وأخذوا يصرخون في كل مكان أن المسلمين قد اختطفوا أمهم وأنهم غدا سوف يخطفونهم واحدا واحدا !!
تلاحقت الأحداث سريعا وانطلقت جموع الأقباط صوب العباسية وهناك اندلعت المظاهرات الغاضبة تدعو إلى إعادة الماما المخطوفة وفي وقاحة منقطعة النظير تضرع بعض الأقباط لأمريكا وإسرائيل بالتدخل عسكريا في مصر لإنقاذهم من اضطهاد المسلمين !!
وسط هذه الأمواج المتلاطمة من الأحداث كان لابد للماما أن تظهر جليا على الملأ لكي يستمع لها الرأي العام وبالفعل ظهرت الماما ذات الخمسة وخمسين عاما والتي استطاعت الآن أن تقيم في دولة أخرى غير مصر بعد أن سافرت لأداء العمرة في حوار على إحدى الفضائيات العربية وفيه أعلنت مرة أخرى أنها مسلمة منذ عشرين سنة وأنها تحفظ القرآن كاملا وأنه قد أسلم على يديها من النساء اللاتي كن يأتين إليها في الكنيسة إحدى عشرة امرأة وطفلان ...
وفي سؤال لها حول ملاحظاتها حول فترة عملها بالكنيسة كأم للمسيحيين قالت الماما التي غيرت اسمها إلى خديجة أن الكثير من المشاكل النفسية والاجتماعية التي يعاني منها الأقباط ناتجة من الخواء الروحي الذي يشعرون به وعدم القناعة الكاملة بالعقيدة النصرانية وهذا أمر لمسته في كثير من النساء اللاتي قابلتهن في الكنيسة لإن العقيدة الصحيحة تجعل صاحبها مطمئن القلب منشرح الصدر.. وحينما سئلت خديجة عما إذا كانت تعرف راهبات أخرى يكتمن إسلامهن مثلها لاذت بالسكوت ولم تجب !!
------------ --------- --------- ------
في ختام الحوار أعلنت خديجة أنها لم تعد أما لأحد من النصارى وعلى النساء اللاتي افتقدنها أن ينهلن مما نهلت هي منه طوال عشرين عاما - من القرآن الكريم - ففيه الشفاء والدواء وفيه الإجابة على جميع الأسئلة الحائرة والهداية للنفوس التائهة
ثم تلت الآيات :" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا . لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا . فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا . يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا . فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا
أصيبت الكنيسة المصرية بإحراج شديد بعد هذه المقابلة وللحفاظ على ما تبقى من ماء وجهها ادعت كالعادة أن خديجة قد أحبت أحد الرجال المسلمين وأنها تحولت للإسلام كي تتزوجه!!
انتهز البابا شنودة هذه الفرصة لإلغاء منصب الماما رسميا من الكنيسة ومعاقبة الأساقفة الذين اقترحوا هذا الأمر
وعادت الكنيسة المصرية لها بابا وليس لها ماما !!
كتبها / طارق أبو عبد الله
ملحوظة: القصة غير حقيقية لكنها واقعية????======)))))(((
شبهة أن الوحى مقتبس من اليهودية والنصرانية
الشيخ عماد الشربيني
لقد زعم المستشرقون أن الوحى انبثق فى الدرجة الأولى عن اليهودية والنصرانية ولكن محمد كيفه تكيفاً بارعاً وفقاً لمتطلبات شعبه الدينية([1])
ويرشح لنا جولد تسيهر كيف تم له ذلك، وكيف أصبحت تعاليم اليهودية والنصرانية، وحياً تبناه محمد صلي الله عليه وسلم، فيقول
: "فتبشير النبى العباس ليس إلا مزيجاً منتخباً من معارف وآراء دينية، عرفها أو استقاها بسبب اتصاله بالعناصر اليهودية والمسيحية وغيرها،
ولم يخف جولد تسيهر قوله فى أن النبى صلي الله عليه وسلم
قد تتلمذ على رهبان النصارى مثل ورقة بن نوفل، وبحيرا، ونسطورا، وصهيب الرومى، وسلمان الفارسى، المسيحى الأصل، وأحبار اليهود مثل عبد الله بن سلام، الذين كانوا أساتذة له([2]) وكيف تم الاتصال بأولئك؟
يرى بروكلمان أن ذلك تم من خلال رحلاته، والذين عاشوا معه بعد إسلامهم([3])
وقد حاول المستشرقون الرجوع فى كثير من شعائر الإسلام إلى اليهودية أو النصرانية أو الاثنين معاً([4])
إن ما زعمه هؤلاء الملحدون هنا، هو باطل من القول سودوا به صفحات التاريخ إذ الحق الذى لا مناص عنه، ثبوت العصمة لسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
فى دعواه النبوة، وفى كل ما يخبر به من الوحى عن ربه عز وجل، على ما مر سابقاً فى دلائل عصمته فى تبليغ الوحى من خلال القرآن والسنة([5]) كما أنه لم يكن لأحد عليه فضل فيما جاء به، غير الله تعالى؛ فأنى لأحد من البشر كائناً من كان أن يكون له قبل بما جاء به صلي الله عليه وسلم فينصبونه معلماً له؟
ثانياً : أين هذه الرحلات التى يتكلم عنها جولدستيهر، وبروكلمان، ومن شايعهما، والتى التقى فيها النبى صلي الله عليه وسلم بأحبار اليهود، ورهبان النصارى، وأخذ عنهم؟ ومتى كانت؟ وأين تم هذا اللقاء؟ وكم مدة قضاها ليتلقى تلك الدروس حتى يهضمها ويستوعبها؟ ومن هم الذين أخذ عنهم؟ وماذا أخذ؟
أسئلة يعجز المستشرقون عن إجابتها، لأنها لا إجابة لها البتة، إذ الإجابة عنها من صنع الخيال، وترهات الأفكار
إن ما زعموه بأنه من الممكن أن يكون رسول الله صلي الله عليه وسلم تلقف هذا الذى جاء به من بحيرا([6]) ونسطورا([7]) الراهبين، زعم باطل. وذلك لأن المعروف الثابت تاريخياً أن النبى صلي الله عليه وسلم ، لم يلق "بحيراً" هذا إلا مرة واحدة، وهى المرة الأولى التى سافر فيها إلى الشام، وكان معه عمه أبى طالب، وكان عمره صلي الله عليه وسلم
، إذ ذاك لا يتعدى اثنتى عشر عاماً([i]) ولا يعقل أن يكون سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
قد أخذ عنه، وهو فى هذه السن شيئ
وأنى "لبحيرا" وما حواه الوحى الإلهى قرآناً وسنة، من علوم وأخبار ماضية ومستقبلة؟ هذا لو فرضنا أنه يمكن أن يكون قد أخذ عنه شيئ
إن الباحث المصنف لو استنطق التاريخ، ما زاد على أن يقول له : إن الراهب "بحيراً" لما رآه تظله سحابة من الشمس، ورأى فيه بعض أمارات النبوة ذكر لعمه، أنه سيكون له شأن، وحذره أن تناله اليهود بأذى
وكذلك الحال عندما مر رسول الله صلي الله عليه وسلم بالراهب نسطور، وهو فى طريقه إلى الشام، يعمل فى تجارة خديجة بنت خويلد رضى الله عنها، وكانت هذه هى المرة الثانية والأخيرة فى رحلاته خارج مكة، وكان صلي الله عليه وسلم إذ ذاك شاب فى الخامسة والعشرين من عمره، وفى صحبته غلام خديجة ميسرة([ii]) والذى تحدث به الراهب نسطورا عن رسول الله صلي الله عليه وسلم
كان مع مسيرة، ولما تحقق الراهب من صفات النبوة فى رسول الله صلي الله عليه وسلم
، ما زاد على أن جاء إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم
، وقبل رأسه وقدميه، وقال : آمنت بك، وأنا أشهد أنك الذى ذكره الله فى التوراة، ثم قال لميسرة بعد أن خلا به : يا ميسرة! هذا نبى هذه الأمة، والذى نفسى بيده إنه لهو تجده أحبارنا منعوتاً فى كتبهم([iii])
ولم تذكر الأخبار أنه كان حتى هناك مجرد حديث بين الغلام الصغير محمد وبين "بحيرا" و"نسطورا" وإنما الذى ذكرته الأخبار أن كل الحديث الذى تحدث به الراهب بحيرا عنه، كان مع عمه أبى طالب([iv]) والذى تحدث به الراهب نسطورا عنه كان مع غلام خديجة ميسرة! فماذا – يا ترى – سمع الشهود – عمه أبى طالب، وميسرة – من علوم هذا الأستاذ؟ هلا نبأنا التاريخ بنبأ ما جرى خلال هذا الحديث المزعوم الذى جمع فى تلك اللحظة القصيرة علوم القرآن والسنة كاملة؟!
([1]) ينظر : تاريخ الشعوب الإسلامية لبروكلمان ص69، ومقالة فى الإسلام لجرجس سال ص11، وحياء محمد لدر منغم ص125، 126، والاستشراق فى السيرة لعبد الله النعيم ص38، والفكر الإسلامى نقد واجتهاد للدكتور محمد أركون ص137، والإسلام بدون حجاب، بحث مستل من شبكة الإنترنت لمؤلف مجهول ص11
([2]) العقيدة والشريعة ص13، 14، وحياة محمد لدر منغم ص125، 126، ودائرة المعارف الإسلامية ترجمة أحمد الشنتناوى وغيره المجلد 8/232، والاستشراق فى السيرة النبوية لعبد الله محمد الأمين ص65، ومناهج المستشرقين فى الدراسات العربية الإسلامية لجماعة من العلماء 1/37، 38، والوحى القرآنى فى المنظور الاستشراقى ونقده للدكتور محمود ماضى ص117، 145
([3]) ينظر : تاريخ الشعوب الإسلامية ص34
([4]) ينظر : العقيدة والشريعة ص17، 18، وتاريخ الشعوب الإسلامية ص47، 48،71، 79، وتاريخ العرب ص181 – 183، وملوك الطائف ص4 5، والرسول فى كتابات المستشرقين ص137
([5]) يراجع : ص264 – 277
([6]) بحيرا : راهب. قيل إنه كان يهودياً من يهود تيماء، وقيل كان نصرانياً من عبد القيس، يقال له جرجس، لقيه النبى e قبل البعثة، له ترجمة فى : أسد الغابة 1/355 رقم 371، وتجريد أسماء الصحابة 1/44، والبداية والنهاية 2/213، 214
([7]) هو : بطريرك الإسكندرية سنة 431م، وهو الذى قال بأن مريم لم تلد إلا الإنسان فهى بذلك أم الإنسان، وليست أماً لإله، وأتباعه هم النساطرة، ومذهبهم وضع الأساس للقول بطبيعتين فى المسيح. ينظر : الموسوعة المسيرة فى الأديان والمذاهب المعاصرة ص5 2، 5 3، والملل والنحل للشهرستانى 2/251 – 253
القصة رواها ابن إسحاق فى السيرة النبوية لابن هشام 1/236 – 238 نص رقم 177، 178، والترمذى فى سننه كتاب المناقب، باب ما جاء فى بدء نبوة النبى صلي الله عليه وسلم 5/55 رقم 362 ولم يرد اسم (بحيرا) فى القصة، وقال : حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وأخرجه الحاكم فى المستدرك 2/672 رقم 4229 وقال : صحيح على شرط الشيخين، وخالفه الذهبى قائلاً : أظنه موضوعاً فبعضه باطل أهـ ورواه أبو نعيم فى دلائل النبوة 1/168 رقمى 1 8، 1 9، والبيهقى فى دلائل النبوة 2/24، وابن سعد فى الطبقات الكبرى 1/12 ، وذكره ابن كثير فى البداية والنهاية 2/213، 266، من طريقى ابن إسحاق والترمذى وقال : "فيه من الغرائب أنه من مرسلات الصحابة، فإن أبا موسى الأشعرى راوى الحديث إنما قدم فى سنة خيبر، سنة سبع من الهجرة، ولا يلتفت إلى قول ابن إسحاق فى جعله له من المهاجرة إلى أرض الحبشة من مكة. وعلى كل تقدير فهو مرسل. فإن هذه القصة كانت ولرسول الله صلي الله عليه وسلم من العمر فيما ذكره بعضهم اثنتا عشرة سنة، ولعل أبا موسى تلقاه من النبى صلي الله عليه وسلم، فيكون أبلغ، أو من بعض كبار الصحابة رضى الله عنهم، أو كان هذا مشهوراً مذكوراً أخذه من طريق الاستفاضة"أهـ قلت : ذهب إلى صحة القصة فضيلة الشيخ عرجون فى كتابه محمد رسول الله 1/167، ووجه الغرائب الواردة فى ألفاظ الحديث بما يزيل غرابتها، فراجعه إن شئت، وصحح الحافظ ابن حجر رواية الترمذى بإسناد قوى فى فتح البارى= =8/587رقم4953،وكذا الألبانى فى هامش فقه السيرة للغزالى ص68، والدكتور سعيد صوابى فى المعين الرائق ص74،وأبطلها عبد العزيز راشد فى أصول السيرة المحمدية ص22،وكذا أبطلها جعفر مرتضى العاملى فى كتابه الصحيح من سيرة النبى 2/93، وتوقف فيها هاشم معروف الحسينى فى سيرة المصطفى صلي الله عليه وسلم ص53
([ii]) القصة أخرجها ابن سعد فى طبقاته 1/129، وابن إسحاق فى السيرة النبوية لابن هشام 1/242 نص رقم 184، وأبو نعيم فى دلائل النبوة 1/172 رقم 11
([iii]) ينظر : المصادر السابقة
([iv]) يراجع : رواية لقائه صلي الله عليه وسلم مع بحيرا الراهب فى تخريج قصته السابقة قريب
إن تلك الروايات التاريخية التى تتحدث عن اللقاء العابر بين رسول الله صلي الله عليه وسلم
وبين بحيرا ونسطورا تحيل أن يقف كل من بحيرا ونسطورا موقف المعلم المرشد لسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
، لأن كلا منهما بشر عمه وميسرة، بنبوته، وليس بمعقول أن يؤمن رجل بهذه البشارة التى يزفها، ثم ينصب نفسه أستاذاً لصاحبها الذى سيأخذ عن الله، ويتلقى عن جبريل، ويكون هو أستاذ الأستاذين، وهادى الهداة المرشدين! وإلا كان هذا الراهب متناقضاً مع نفسه!!
إن هذه التهمة لو كان لها نصيب من الصحة، لفرح بها قومه وقاموا لها وقعدوا، لأنهم كانوا أعرف الناس برسول الله صلي الله عليه وسلم
، وكانوا أحرص الناس على تبهيته وتكذيبه وإحباط دعوته بأية وسيلة([iv])
ثالثاً : ما زعموه من أن محمداً صلي الله عليه وسلم
، أخذ ما زعمه أنه وحى من الله تعالى، من ورقة ابن نوفل. هو – أيضاً – باطل كسابقه، وفى الرواية نفسها التى التقى فيها رسول الله صلي الله عليه وسلم
بورقة([iv]) ما يبين بطلان مزاعم المستشرقين، وتهافت أقوالهم، وفسادها. وذلك فى النقاط التالية :
أ- تبين الرواية أن ورقة قد تنصر فى الجاهلية، ولكن المحدثين والمؤرخين استقصوا كل ما عرف عنه مم صح سنده، ومما لم يصح، فلم يعثروا على رواية تبين أنه كان داعية إلى النصرانية
ب- لم ينقل أن النبى صلي الله عليه وسلم
قد لقى ورقة قبل هذا اللقاء أو رآه
جـ- لقد تم هذا اللقاء بعد مجئ ملك الوحى فى الغار، ونزول صدر سورة "اقرأ" وقد حضرت هذا اللقاء خديجة رضى الله عنها، وشهدته، وقد آمنت بنبوة محمد صلي الله عليه وسلم
بعد ذلك، فلو كان هنالك تعلم وتلقى ما غاب ذلك عن بالها أبداً، ولكان صارفاً لها عن الإيمان به صلي الله عليه وسلم
د- إن موقف ورقة على ما جاء فى هذا اللقاء، كان موقف المستطلع المستخبر لا موقف المعلم، فلما أخبره النبى صلي الله عليه وسلم
، خبر ما رأى، كان موقفه موقف المبشر المصدق المؤمن، المتطوع لمناصرة الحق، المؤيد للنبى صلي الله عليه وسلم
فيما نزل عليه من الوحى "هذا الناموس الذى نزل على موسى، ليتنى فيها جذعاً، ليتنى أكون حياً إذ يخرجك قومك…، وإن يدركنى يومك حياً، أنصرك نصراً مؤزرا"
هـ- لم تذكر الروايات أنه ألقى إلى النبى صلي الله عليه وسلم
درساً أو عظة فى أى جزء من جزئيات الإسلام، كما لم يثبت أنه كان صلي الله عليه وسلم
، يتردد عليه لتلقى تلك الدروس، والذى يفهم من كلمته المختصرة السابقة، أنه كان يتمنى أن يبقى حتى يصبح ناصراً لدين الله، وجندياً مخلصاً، وتلميذاً ناجحاً للنبى صلي الله عليه وسلم
، لا أستاذاً مربياً، ولا عالماً معلم
و- ثم إن ورقة لم يلبث بعد هذا اللقاء، إلا أن توفى وفتر الوحى عن رسول الله صلي الله عليه وسلم
، فكيف تكون هذه المقابلة الخاطفة ينبوعاً لما جاء به عليه الصلاة والسلام من الوحى؟
ز- لو ثبت أنه صلي الله عليه وسلم
، أخذ ذلك من ورقة لما سكت أعداؤه أبداً، ولروجوا ذلك، وساروا به فى الناس جميعاً، وهم الذين تشبثوا بما هو أوهى من ذلك([iv])
رابعاً : إنما زعموه من أنه صلي الله عليه وسلم
، أخذ ما جاء به من صهيب الرومى([iv]) لهو من أبطل الباطل. إذ أن صهيباً هذا كان حداداً يصنع السيوف، أعجمى اللسان، لا يعدو كلامه أن يكون رطانة([iv]) ولا يكاد يبين([iv]) ولذا قال القرآن الكريم : }لسان الذى يلحدون إليه أعجمى وهذا لسان عربى مبين{([iv])
والمعنى : كيف يتعلم من جاء بهذا القرآن، فى فصاحته وبلاغته، ومعانيه التامة الشاملة، التى هى أكمل من معانى كل كتاب نزل على نبى أرسل؛ كيف يتعلم من رجل أعجمى؟! لا يقول هذا من له أدنى مسكة من العقل([iv]) وليت شعرى : لو كان لصهيب أن يكون مرجعاً علمياً كما أرادوا أن يصفوه، فما الذى منع كفار مكة أن يأخذوا عنه، كما أخذ صاحبهم؟ وبذلك كانوا يستريحون من عنائه، ويداوونه من جنس دائه، بل ما منع صهيب أن يبدى للعالم صفحته، فينال فى التاريخ شرف الأستاذية، أو يتولى بنفسه تلك القيادة العالمية؟ بل ما منعه أن يدعى النبوة، فينسب لنفسه هذا المجد والفخار؟([iv]) إن فى عدم ادعاء صهيب شئ مما سبق، وعدم ثبوته عنه، مع صحة إيمانه برسول الله صلي الله عليه وسلم
، دليل على صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم
، فى دعواه النبوة، وفى عصمته صلي الله عليه وسلم
فى كل ما بلغ من وحى ربه
ثالثاً : ما زعموه من أن محمداً صلي الله عليه وسلم ، أخذ ما زعمه أنه وحى من الله تعالى، من ورقة ابن نوفل. هو – أيضاً – باطل كسابقه، وفى الرواية نفسها التى التقى فيها رسول الله صلي الله عليه وسلم بورقة([iv]) ما يبين بطلان مزاعم المستشرقين، وتهافت أقوالهم، وفسادها. وذلك فى النقاط التالية :
أ- تبين الرواية أن ورقة قد تنصر فى الجاهلية، ولكن المحدثين والمؤرخين استقصوا كل ما عرف عنه مم صح سنده، ومما لم يصح، فلم يعثروا على رواية تبين أنه كان داعية إلى النصرانية
ب- لم ينقل أن النبى صلي الله عليه وسلم
قد لقى ورقة قبل هذا اللقاء أو رآه
جـ- لقد تم هذا اللقاء بعد مجئ ملك الوحى فى الغار، ونزول صدر سورة "اقرأ" وقد حضرت هذا اللقاء خديجة رضى الله عنها، وشهدته، وقد آمنت بنبوة محمد صلي الله عليه وسلم
بعد ذلك، فلو كان هنالك تعلم وتلقى ما غاب ذلك عن بالها أبداً، ولكان صارفاً لها عن الإيمان به صلي الله عليه وسلم
د- إن موقف ورقة على ما جاء فى هذا اللقاء، كان موقف المستطلع المستخبر لا موقف المعلم، فلما أخبره النبى صلي الله عليه وسلم، خبر ما رأى، كان موقفه موقف المبشر المصدق المؤمن، المتطوع لمناصرة الحق، المؤيد للنبى صلي الله عليه وسلم فيما نزل عليه من الوحى "هذا الناموس الذى نزل على موسى، ليتنى فيها جذعاً، ليتنى أكون حياً إذ يخرجك قومك…، وإن يدركنى يومك حياً، أنصرك نصراً مؤزرا"
هـ- لم تذكر الروايات أنه ألقى إلى النبى صلي الله عليه وسلم درساً أو عظة فى أى جزء من جزئيات الإسلام، كما لم يثبت أنه كان صلي الله عليه وسلم، يتردد عليه لتلقى تلك الدروس، والذى يفهم من كلمته المختصرة السابقة، أنه كان يتمنى أن يبقى حتى يصبح ناصراً لدين الله، وجندياً مخلصاً، وتلميذاً ناجحاً للنبى صلي الله عليه وسلم، لا أستاذاً مربياً، ولا عالماً معلم
و- ثم إن ورقة لم يلبث بعد هذا اللقاء، إلا أن توفى وفتر الوحى عن رسول الله صلي الله عليه وسلم، فكيف تكون هذه المقابلة الخاطفة ينبوعاً لما جاء به عليه الصلاة والسلام من الوحى؟
ز- لو ثبت أنه صلي الله عليه وسلم، أخذ ذلك من ورقة لما سكت أعداؤه أبداً، ولروجوا ذلك، وساروا به فى الناس جميعاً، وهم الذين تشبثوا بما هو أوهى من ذلك([iv])
رابعاً : إنما زعموه من أنه صلي الله عليه وسلم، أخذ ما جاء به من صهيب الرومى([iv]) لهو من أبطل الباطل. إذ أن صهيباً هذا كان حداداً يصنع السيوف، أعجمى اللسان، لا يعدو كلامه أن يكون رطانة([iv]) ولا يكاد يبين([iv]) ولذا قال القرآن الكريم : }لسان الذى يلحدون إليه أعجمى وهذا لسان عربى مبين{([iv])
والمعنى : كيف يتعلم من جاء بهذا القرآن، فى فصاحته وبلاغته، ومعانيه التامة الشاملة، التى هى أكمل من معانى كل كتاب نزل على نبى أرسل؛ كيف يتعلم من رجل أعجمى؟! لا يقول هذا من له أدنى مسكة من العقل([iv]) وليت شعرى : لو كان لصهيب أن يكون مرجعاً علمياً كما أرادوا أن يصفوه، فما الذى منع كفار مكة أن يأخذوا عنه، كما أخذ صاحبهم؟ وبذلك كانوا يستريحون من عنائه، ويداوونه من جنس دائه، بل ما منع صهيب أن يبدى للعالم صفحته، فينال فى التاريخ شرف الأستاذية، أو يتولى بنفسه تلك القيادة العالمية؟ بل ما منعه أن يدعى النبوة، فينسب لنفسه هذا المجد والفخار؟([iv]) إن فى عدم ادعاء صهيب شئ مما سبق، وعدم ثبوته عنه، مع صحة إيمانه برسول الله صلي الله عليه وسلم، دليل على صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم، فى دعواه النبوة، وفى عصمته صلي الله عليه وسلم فى كل ما بلغ من وحى ربه
خامساً : ما زعموه من أنه صلي الله عليه وسلم، تلقى الوحى من علماء أهل الكتاب فى عصره محض افتراء يرده القرآن الكريم الذى حفل بجدالهم ومحاوراتهم فى العقائد والتواريخ والأحكام
فالناظر فى محاورات القرآن لهم يرى بأى لسان يتكلم عنهم القرآن الكريم. إنه يصور علومهم بأنها الجهالات، وعقائدهم بأنها الضلالات، ومعارفهم بأنها الخرافات، وأعمالهم بأنها المنكرات
نعم. لا يعقل أن يصفهم القرآن بذلك ثم يقفون من صاحب هذه النبوة موقف المرشد والناصح! اقرأ إن شئت قول الله تعالى : }وقالت اليهود عزيز ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يأفكون. اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون{([iv]) وقال تعالى : }وبكفرهم وقولهم على مريم بهتاناً عظيماً وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم{ إلى أن قال عز وجل : }وبصدهم عن سبيل الله كثيراً. وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل{([iv])
وغير ذلك كثير مما هو منثور فى ثنايا سور القرآن الكريم، وهو سهل المنال لمن طلبه. مما يفيدك بأن قوماً أمثال هؤلاء لا يعقل – وحالهم هكذا – أن يتلقى عنهم رسول الله صلي الله عليه وسلم، بل إنك ترى فيه معلماً يصحح لهم أغلاطهم، وينعى عليهم سوء حالهم
فلو كانوا معلمين له صلي الله عليه وسلم، لمدحهم، وجاملهم، وتودد إليهم، وتقرب منهم، ولم يقف منهم هذا الموقف العدائى، حتى لا يفضحوا أمره، ويكشفوا حاله
ثم إن كثيراً من هؤلاء الذين يزعمون أنهم كانوا مصدر الوحى، قد أسلموا، وإسلامهم حجة قائمة على صدق نبوة رسول الله صلي الله عليه وسلم، وعصمته فيما بلغ من الوحى الإلهى، ولو كان هؤلاء أعانوا النبى صلي الله عليه وسلم على الوحى، وأنه ليس من عند الله، لكانوا أدرى الناس حينئذ بحقيقة الإسلام، وبالتالى كانوا سيكونون أبعد الناس عنه، لأنهم يعرفون أنه دين ليس صحيحاً، ولكن أما وقد أسلموا وأخلصوا لله تعالى، لاسيما وأنه كانت هناك منافسة كبيرة بين أصحاب الأديان المختلفة فى ذلك الوقت، فإن ذلك كان لاستئصال ألسنة الخراصين، حتى يصابوا بالخرس رحمة بالتاريخ الذى كم لوثوه بألسنتهم هذه. وصدق رب العزة : }ويقول الذين كفروا لست مرسلاً قل كفى بالله شهيد بينى وبينكم ومن عنده علم الكتاب{([iv]) وقال عز وجل : }قل أرءيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بنى إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم إن الله لا يهدى القوم الظالمين{([iv])
سادساً : من أقوى ما يدل على أن الإسلام لم يكن مقتبساً من اليهودية أو النصرانية، وجود الخلاف فى كثير من العقائد والأحكام؛ بل جعل الشارع الحكيم جنس مخالفتهم أمراً مقصوداً له، ومن متطلبات الشرع، وهناك كثير من الأحكام جعلت العلة فيها هى مخالفة اليهود أو النصارى من ذلك :
1- قوله صلي الله عليه وسلم : "إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم"([iv])
2- وقوله صلي الله عليه وسلم : "خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون فى نعالهم ولا خفافهم"([iv])
3- عن أنس بن مالك رضى الله عنه، أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة فيهم، لم يؤاكلوها، ولم يجامعهن فى البيوت. فسأل أصحاب النبى صلي الله عليه وسلم، النبى صلي الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى : }ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء فى المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين{([iv]) فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "اصنعوا كل شئ إلا النكاح" فبلغ ذلك اليهود فقالوا : "ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئاً إلا خالفنا فيه"([iv]) قال الإمام ابن تيميه([iv]) : "فهذا الحديث يدل على كثرة ما شرعه الله لنبيه من مخالفة اليهود، بل على أنه خالفهم فى عامة أمورهم، حتى قالوا : "ما يريد أن يدع من أمرنا شيئاً إلا خالفنا فيه"([iv])
فهذا إقرار من اليهود عليهم لعائن الله، بمخالفة النبى صلي الله عليه وسلم لما كانوا عليه من شعائر حتى اشتهر ذلك بينهم، ألا يكفى ذلك برهاناً ساطعاً على بطلان قول المستشرقين : أنه كيف شعائر الإسلام لتتفق مع شعائر اليهود؟([iv])
أولم يكفهم أنه صلي الله عليه وسلم، أخرج اليهود أذلاء حقيرين من المدينة، وأجلاهم عنها لما نقضوا عهودهم معه، وأبى عليهم أن يساكنوه فى بلد واحد؟([iv]) وإلى هذا أشار الله تعالى بقوله : }هو الذى أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر{([iv]) أما وقف المستشرقون على الآيات والأحاديث العديدة الذامة لليهود الهاتكة لستورهم؟ أفى ذلك أيضاً دلالة على أن النبى كان يتقرب منهم ويتزلف لهم لكسبهم وإرضائهم؟
إن النبى صلي الله عليه وسلم، منذ أن بعث وحمل رسالة الإسلام، نسخ الأديان السابقة، وأبطل شرعيتها، فلا نجاة لأحد من الخلق يهودياً كان أو نصرانياً إلا بالتزام شرعه، والسير على نهجه، وهو القائل صلي الله عليه وسلم : "والذى نفس محمد بيده، لا يسمع بى أحد من هذه الأمة يهودى ولا نصرانى، ثم يموت ولم يؤمن بالذى أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار"([iv])
والحديث هنا بياناً وتأكيداً لقوله تعالى : }قل يا أيها الناس إنى رسول الله إليكم جميعاً الذى له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيى ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبى الأمى الذى يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون{([iv])
فلا بقاء لدين مع دينه صلي الله عليه وسلم، ولا شريعة مع شريعته، بل دينه هو الحاكم والمهيمن على كل الأديان. قال تعالى : }وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً{([iv])
سابعاً : ما زعموه من إرجاع كثير من شعائر الإسلام إلى اليهودية أو النصرانية، أو الاثنين معاً، زعم باطل لما يلى :
أ- لأن استدلالهم بصوم عاشوراء على موافقة اليهود فيه، بناء على ما روى عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : "قدم النبى صلي الله عليه وسلم المدينة، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال : ما هذا؟ قالوا : هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بنى إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، قال : فأنا أحق بموسى منكم فصامه، وأمر بصيامه"([iv]). فعلة الموافقة الواردة فى الحديث هى التى بنى عليها المستشرقون شبهتهم السابقة، ويجاب بالآتى :
1- لقد ثبت أن النبى صلي الله عليه وسلم، كان يصوم عاشوراء فى الجاهلية قبل قدومه المدينة، ويدل على ذلك قول عائشة رضى الله عنها : "كان يوم عاشوراء تصومه قريش فى الجاهلية، وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم، يصومه، فلما قدم المدينة، صامه وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه"([iv])
وفى رواية : "وكان يوم تستر فيه الكعبة"([iv]) فدل بهذا على أنه صلي الله عليه وسلم، لم يصمه موافقة لليهود واقتداء بهم، وإنما صامه وأمر بصيامه تقريراً لتعظيمه وتأكيداً، وأخبر صلي الله عليه وسلم أنه وأمته أحق بموسى من اليهود، فإذا صامه موسى شكراً لله، كنا أحق أن نقتدى به من اليهود، لاسيما إذا قلنا : شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يخالفه شرعنا([iv])
2- إن النبى صلي الله عليه وسلم، بين نوع مخالفة لليهود فى صيام عاشوراء، عندما شرع صيام يوم قبله، أو بعده، فعن ابن عباس قال : حين صام رسول الله صلي الله عليه وسلم، يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا : يا رسول الله. إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "فإذا كان العام المقبل، إن شاء الله، صمنا اليوم التاسع" قال : فلم يأت العام المقبل، حتى توفى رسول الله صلي الله عليه وسلم"([iv]) وعنه أيضاً مرفوعاً : "صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا فيه اليهود، صوموا قبله يوماً أو بعده يوماً"([iv]) فدل ذلك على مخالفته لهم فى صيامه
ب- وأما زعمهم أن المؤمنين كانوا لا يصلون فى مكة إلا مرتين فى اليوم، ثم أدخلت صلاة ثالثة عندما ذهبوا إلى المدينة على غرار اليهودية، فهو زعم فى وهن خيط العنكبوت، إذ الصلوات الخمس فرضت بمكة ليلة الإسراء، حين عرج بالنبى صلي الله عليه وسلم، إلى السماء، ولا خلاف بين أهل العلم، وأهل السير فى ذلك([iv])
وهذا الذى دلت عليه الأحاديث الصحيحة، التى وردت فى صفة الإسراء والمعراج فى الصحيحين وغيرهما، من أحاديث جماعة من الصحابة رضى الله عنهم([iv]) وفى أحدها قوله صلي الله عليه وسلم : "فلم أزل أرجع بين ربى تبارك وتعالى، وبين موسى عليه السلام، حتى قال : يا محمد إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة، لكل صلاة عشر، فذلك خمسون صلاة"([iv])
جـ- وأما زعمهم أنه جعل الجمعة، يوم صلاة عامة، على غرار السبت عند اليهود، فهو أيضاً قول مخالف للصواب، لأن الله سبحانه شرع لعباده المؤمنين الاجتماع لعبادته يوم الجمعة، فقال تعالى : }يا أيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذالكم خير لكم إن كنتم تعلمون{([iv])
وقد ثبت أن الله أمر الأمم السابقة بتعظيمه، فضلوا عنه، واختار اليهود السبت، والنصارى الأحد، وفضل الله هذه الأمة بيوم الجمعة لفضيلته([iv]) فعن أبى هريرة وحذيفة قالا : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا، فهدانا الله ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة. نحن الآخرون من أهل الدنيا، والأولون يوم القيامة، المقضى لهم قبل الخلائق([iv]) ففى الحديث ذم لأهل الكتابين، على تفريطهم فى يوم الجمعة، ثم شرع صلي الله عليه وسلم، صيام يوم السبت ويوم الأحد مخالفة لهما، كما جاء فى حديث أم سلمة رضى الله عنها، قالت : "كان رسول صلي الله عليه وسلم، يصوم يوم السبت ويوم الأحد أكثر مما يصوم من الأيام، ويقول : إنهما عيد المشركين، فأنا أحب أن أخالفهم"([iv])
قال الحافظ ابن حجر : : "يوم السبت عيد عند اليهود، والأحد عيد عند النصارى، وأيام العيد لا تصام، فخالفهم بصيامها"([iv])
بعد هذا يتضح لك، أن وحى الله تعالى (كتاباً وسنة) والذى بلغه رسول الله صلي الله عليه وسلم، بعصمة الله له، لم يكن مأخوذاً من اليهودية أو النصرانية، وإنما هو وحى مستقل، لم يتأثر بغيره، وبالتالى دين الإسلام، دين قائم بذاته، متميز عن غيره، وإذا وجد تشابه بين نسك إسلامى، وبين عمل سابق منسوب إلى شريعة اليهود أو النصارى. دل ذلك على أن أصل الدين الذى جاء به رسل الله واحد. لقوله تعالى : }شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذى أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه{([iv]) وبياناً لذلك وتأكيداً له، قال صلي الله عليه وسلم : "أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم فى الدنيا والآخرة، والأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد"([iv]) والمراد بـ (إخوة لعلات) الذين أمهاتهم مختلفة، وأبوهم واحد. أراد أن إيمانهم واحد، وشرائعهم مختلفة([iv]) أهـ.
=============
اتهام الرسول صلى الله عليه وسلم بالإرهاب
إن الحمد لله الذي جعل سيدنا محمدا رسول الله أشرف البشر وأعظمهم على مر التاريخ، فهو إمام الأنبياء والمرسلين، وسيد الشفعاء يوم القيامة، ولن تستطيع أقلام مأجورة ولا أفكار مسعورة ولا حملات إعلامية مضللة من أن تنال منه ولا من دينه وأخلاقه بعد أن قال عنه ربه مادحا: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:4) ، فمدح الله تعالى له يغنيه عن كل إطراء، ويدفع عنه كل شبهة.
لقد كان من صفات هذا الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم العفو عند المقدرة، والرحمة لمن حوله من المؤمنين، قال تعالى: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (التوبة:128)، بل إن رحمته تمتد لتشمل الكون كله، فما هو إلا رحمة لكل شيء، قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الانبياء:107)، وكان عليه السلام يستشعر أهمية الرحمة في حياته ودعوته، فسمى نفسه نبي الرحمة، روى أبو موسى الأشعري، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه أسماء فقال: (أنا محمد، وأحمد، والمقفي والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة) رواه مسلم[1]
والعجب من أن يتهم بعض المغرضين في عصرنا نبي الرحمة والسلام صلى الله عليه وسلم بالألفاظ النابية التي تدل على جهلهم أو حقدهم، فمن ذلك أنهم وصفوه بالإرهاب، وهو أبعد الناس عن ذلك صلى الله عليه وسلم[2]، فهو أرحم البشر، وأبعدهم عن الظلم والثأر والعدوان، وأحرصهم على فرض النظام والشريعة، وأكثرهم عفة ورفقا ولينا وتواضعا، ولقد أحسن شوقي حين شبه النبي عليه السلام بالأب الرحيم الذي يعفو عن زلات أولاده، فقال: [3]
وإذا عفوت فقادرا ومقدرا لا يستهين بعفوك الجهلاء
وإذا رحمت فأنت أم أو أب هذان في الدنيا هما الرحماء
أسباب وصف النبي بالإرهاب
الأسباب التي تدعو بعض الكتاب والمغرضين إلى وصف النبي بالإرهاب لا تعدو أن تكون في مجملها ستة، وهي:
1- اجتزاء النصوص الدينية وعدم النظر إليها كوحدة متكاملة، فالتشريع الإسلامي يشمل الدين والدنيا والحرب والسلام، فقراءة النصوص التي تنظم قواعد الحرب وآدابها بمعزل عن النصوص التي تنظم حياة السلام قد يوقع في الخلط وسوء الفهم.
2- عدم فهم الظروف التي أحاطت بالنصوص، فهنالك ما يسمى أسباب النزول، ومعرفتها ضرورية جدا لفهم ملابسات نزول النص.
3- الجهل باللغة العربية، فقراءة النص الديني بلغته الأصلية تزيل كثير من اللبس والغموض عنه، فهناك العام الذي يراد منه الخاص وبعكسه الخاص الذي يراد منه العام، وهناك الترادف والمشترك والمبهم وغير ذلك، ومعرفة قواعد البلاغة العربية مهمة جدا لفهم القرآن الكريم.
4- الجهل بفلسفة الحياة، فالحياة فيها السلم وفيها الحرب، ولا بد للدين الحق من أن ينظم قواعد الحياة في الحالتين، ولا يترك شئون الحرب ليدبرها الناس بأنفسهم، فيكون دينا ناقصا لا يصلح لواقع الحياة.
5- الجهل بالسيرة النبوية وأحداث التاريخ، وتفسير أحداثه من زاوية طائفية أو مذهبية بعيدا عن الموضوعية بفهم أحداثه.
6- الأسباب النفسية من حقد وكراهية، وهي أسباب قلما ينجو منها متعصب حاقد على الدين الحنيف ورسوله الكريم، قال تعالى: (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً )(النساء: من الآية89)
ما الإرهاب؟
وقبل أن نفند فرية الإرهاب بحق النبي عليه الصلاة والسلام نود أن نعرف الإرهاب ونفرق بينه وبين الجهاد في سبيل الله تعالى، إذ كثيرا ما يخلط الناس بين المصطلحات، مما يوقع اللبس في العقول والنتائج، فمن حيث اللغة: الإرهاب يرجع في اللغة إلى أصل ثلاثي وهو رهب كعلِم، ومعناه: خاف، ورَهَبوت خير من رحموت: أي لأن ترهب خير من أن ترحم، وأرهبه واسترهبه: أخافه، والمرهوب: الأسد[4]
فالإرهاب إذا يرجع إلى الخوف، والخوف يحصل بأسباب كثيرة، يبدأ بالأمور النفسية، فالخوف من التكذيب والازدراء ونحو ذلك هو أدنى درجات الإرهاب ونسميه بالإرهاب النفسي، وقد يخاف الإنسان من أن يتحول التكذيب إلى تشهير دائم فيتطور الإيذاء النفسي إلى إيذاء إعلامي واجتماعي، وقد يقاطع الناس هذا الإنسان اقتصاديا، فيتحول الضرر من معنوي إلى حسي، مما يتسبب له بالفقر والضرر، وفي خطوة أخيرة قد يحاولون إيقاع الأذى الجسمي به أو بأهله وضيوفه، وهنا يدخل الإرهاب مرحلة خطيرة وهي مرحلة التصفية والإبادة، مما يبرر لهذا المتضرر بالدفاع عن نفسه حفاظا على حقه في الحياة.
من هذه المقدمة نستطيع تعريف الإرهاب بأنه: هو إيقاع الأذى المادي أو المعنوي بالآخرين ورفض الاستماع إليهم أو التحاور معهم، ويبدأ الأذى بالتكذيب والتشهير، وينتهي بحرب الإبادة والتصفية الجماعية، وبين هاتين المرحلتين مراحل كثيرة من العدوان الإعلامي والاقتصادي والاجتماعي والأخلاقي.
براءة الأنبياء والرسل عليهم السلام من الإرهاب
من التعريف السابق للإرهاب نجد أنه لا ينطبق على الأنبياء والرسل جميعا، فقد كانوا يريدون من أقوامهم مقارعة الحجة بالحجة، وأن يسمحوا لهم بتبليغ رسالات ربهم دون أذى، وإنما ينطبق على أعدائهم، حيث يقعد أعداء الرسل في طريق الحق لقطعه على كل من يريد الوصول إلى الهدى، وأول من فعل ذلك إبليس لعنه الله، حيث جاء على لسانه في القرآن الكريم: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) (لأعراف:16)، ويستخدم أعداء الرسل كافة الأساليب الإرهابية لصرف الناس عن الهدى، فيدعو الإرهابيون من أعداء الأنبياء والرسل إلى الحرب الإعلامية متمثلة بصور شتى منها بذاءة اللسان مع الأنبياء، ونعتهم بالألفاظ النابية، قال تعالى: (كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ) (الذريات:52)، وقد يحاصرون المؤمنين اقتصاديا، ويشيعون الفاحشة ويلوثون الأعراض وسمعة المؤمنين بالإفك ونحوه، ثم تبدأ التصفية الجسدية ومن آثارها مقابلة الحجة بالسوط، والحق بالسيف، والحقيقة بالجلد، إذ ينطلق الإرهاب من فكرة رفض التعايش مع الآخر، وينتهي بالتصفية الجسدية ومحاولة الاستئصال الدموي لذاك الآخر ولو كان نبيا مرسلا مثل موسى عليه السلام، قال تعالى: (وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ)(غافر: من الآية28)
وكثيرا ما حاول أعداء الرسل التضييق على رسلهم ومحاولة إخراجهم من أرضهم وكأن الأوطان حكر للكفرة قال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ) (ابراهيم:13) ، وربما امتدت أيديهم الآثمة لقتل الأنبياء وأتباعهم، (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) (آل عمران:21)
وقد تعرض النبي الخاتم عليه السلام إلى مختلف أنواع الإرهاب من قومه حتى نجاه الله منهم، قال تعالى: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال:30)
شبهة وردها
وردت مادة رهب ومشتقاتها في القرآن الكريم في اثني عشر موضعا، منها: الرهب ورهبانية ورهبان وغير ذلك[5]، ولم ترد بمعنى الأمر بإرهاب العدو أبدا، وإنما وردت لتعليل الإعداد لملاقاة الأعداء في المعركة، وذلك موضع واحد من الذكر الحكيم، وهو قوله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) (لأنفال:60)، والإرهاب المقصود هنا يكون في المعركة، فقد (أمر تعالى بإعداد آلات الحرب لمقاتلتهم حسب الطاقة والإمكان والاستطاعة)[6]، ومعلوم بأن المعارك كلها تهدف إلى كسب الحرب وإرهاب العدو وإحراز الغنائم، فالحرب ليست لعبا، والقوي هو الذي ينتصر في النهاية، لذلك تحرص الدول والجيوش جميعا على كسب المعارك منذ الجولة الأولى، وبث الرعب في نفوس أعدائها، وهذا ما أراده القرآن، ولم يرد قط إرهاب الآمنين، أو تصفية الخصوم بالأساليب الغادرة كما يفعل الطواغيت في الأرض، لأن المبدأ الذي قام عليه الدين احترام حقوق الآخرين في العقيدة والحياة الكريمة والمشاركة الفاعلة في المجتمع، وعدم البدء بالعدوان على الآخرين، يقول سبحانه: (والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون، وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين، ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل، إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم)(39-42: الشورى).
الفرق بين الإرهاب والجهاد
هنالك خلط متعمد بين الإرهاب والجهاد، فأبواق الضلال تسمي الجهاد إرهابا، وشتان ما بينهما، ويقتضي الخلط وصف النبي عليه السلام بما ليس فيه لأنه حمل السيف وقاتل في سبيل الله، وليس كل من حمل السيف إرهابيا، وإلا لكان عامة الأنبياء والرسل عليهم السلام وكافة الملوك والفاتحين في التاريخ إرهابيين، وهذا باطل بحكم العقل والشرع والواقع، فالإرهاب أعمال عدوانية غير مشروعة كما سبق، تنفرد بها عصابة أو مجموعة أو دولة كما في الكيان الصهيوني لأغراض خاصة، والإرهاب هنا هو إفساد في الأرض، وتدمير للحياة الإنسانية، وهو ما ترفضه جميع الأديان والشرائع، وقد وقف الإسلام منه موقفا حاسما، قال تعالى: ( وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ )(المائدة: من الآية2)، وفرض الإسلام أشد العقوبات على الأعمال التي تهدد الأمن العام كعمل قطاع الطريق ونحوه، مما يستلزم أقصى العقوبة، وفي هؤلاء المجرمين وأمثالهم نزل قوله تعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (المائدة:33)
أما الجهاد في سبيل الله فهو جزء من منهج الأنبياء والمرسلين بمن فيهم نبينا محمد عليه السلام، وهو عبارة عن حرب عادلة لدفع العدوان أو لإزالة الديكتاتوريات الظالمة التي تحول دون الناس وبين حرية العقيدة، قال تعالى: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) (البقرة:256)، وليس الجهاد لإرغام الناس على الدخول بالإسلام، فالله تعالى هو المتكبر، وهو ملك الملوك، وقد دعا الناس إلى عبادته لما فيه مصلحتهم، والقرآن مأدبته في الأرض، فمن رفض الدعوة لا يقبل الله عمله ولا يجبره على اعتناقها، لأن من عادة الملوك التكبر، ولو أن إنسانا أقام دعوة ثم رفض بعض المدعوين إجابتها هل يجبرهم على الحضور أم يعرض عنهم ويسخط عليهم؟ إن عماد التواصل في العلاقات بين الناس هو الرغبة والمحبة وليس الكره والإجبار، وهو مع رب الناس وملك الناس وإله الناس قائم على هذا الأساس أيضا، يقول غوستاف لوبون في هذا السياق: (وقد أثبت التاريخ أن الأديان لا تفرض بالقوة، فلما قهر النصارى عرب الأندلس، فضل هؤلاء القتل والطرد عن آخرهم، على ترك الإسلام، ولم ينتشر القرآن بالسيف إذن، بل انتشر بالدعوة وحدها، وبالدعوة وحدها اعتنقته الشعوب التي قهرت العرب مؤخرا كالترك والمغول)[7].
وقد ابتدأ الجهاد دفاعا عن حقوق المهاجرين الذي أبعدوا عن ديارهم بغير حق، قال تعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) (الحج:39)، وانتهى ليصبح دفاعا عن الإنسان حيث كان، وتحريرا للإنسانية بكافة أشكالها وألوانها، وعلى مختلف الأمكنة والعصور من كل الأغلال والديكتاتوريات التي تكبلها، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (التوبة:123)
وقد كان المسلمون يضحون بأموالهم وأنفسهم من أجل نشر العدالة وإتاحة حرية الاختيار أمام الآخرين، في عصور لم تكن تعرف شيئا من الحرية السياسية والدينية، ولم تكن تعترف بكرامة الإنسان. وهذا سبق عالمي ينبغي للمسلمين أن يفتخروا به، فهم لم يقاتلوا من أجل نهب ثروات الآخرين، والاستيلاء على مقدراتهم، وإنما من أجل نشر العدالة والحرية بين الناس حتى يختاروا العقيدة الصحيحة أو يبقوا إذا شاؤوا على عقيدتهم من دون خوف من حسيب أو رقيب. ومثل هذه الحرب لم تعرفها البشرية في كل عصورها، فالحرب عبر التاريخ وإلى يومنا هذا سببها المكاسب المادية والجشع والطمع بما عند الآخرين.
وإذا كان العصر الحديث قد وفر للناس نوعا من الحرية والحماية في ظل القانون، وسلطة الدولة إلى حد ما، وإذا كانت الدول الكبرى بدأت تفكر بما تسميه حقوق الإنسان وتسعى للتدخل لحمايتها كما تزعم، فإن هذا الأمر لم يكن موجودا البتة في العصور الوسطى، ولذلك كان الجهاد في ذلك الوقت استنقاذا للحرية الإنسانية والكرامة البشرية وتحريرا للعقل البشري من وصاية أية قوة طاغية تحول بينه وبين اتباعه للدين الذي يراه دون خوف أو وجل من كافة القوى المتحكمة بمصير الفرد والمجتمع آنذاك.
وإذا استطاع القانون إنصاف الناس فلا هجرة ولا حاجة للقتال، ودل النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على ما هو خير لهم من الجهاد، وذلك في أوقات السلم والأمن، وهو ذكر الله، فقال لهم: (ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق؟، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟). قالوا: بلى. قال: (ذكر الله)[8]. وأما إذا عجز القانون إنصاف الناس عن ذلك فالقتال يبقى حقا مشروعا من أجل تحقيق العدالة إلى يوم القيامة.
قبول الآخر أساس الحرية الدينية في الإسلام
الناس أحرار في أديانهم ومعتقداتهم حسب تصور الشريعة الإسلامية التي لا ترى وصاية على عقول الناس ومعتقداتهم، فلا إكراه في الدين، قال تعالى: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَي)(البقرة: من الآية256) ولا يقبل كفر بالإكراه، ولا إيمان بالإكراه كذلك، فالأساس في الإيمان والكفر هو الحرية الإنسانية الكاملة بلا وصاية ولا إكراه، وبناء على الاختيار تكون المسئولية أمام الله تعالى يوم القيامة.
وهنا يثير بعضهم تساؤلات حول آية السيف، وأننا يجب أن نجبر الآخرين على عقيدتنا، وقد رد العلامة ابن كثير على فكرة نسخ آية السيف لآيات السلام، فقال عند قوله تعالى: (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (الأنفال:61): (وقال ابن عباس، ومجاهد، وزيد بن أسلم، وعطاء الخراساني، وعكرمة، والحسن، وقتادة : إن هذه الآية منسوخة بآية السيف في براءة [قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر] وفيه نظر أيضا، لأن آية براءة فيها الأمر بقتالهم إذا أمكن ذلك، فأما إذا كان العدو كثيفا، فإنه يجوز مهادنتهم، كما دلت عليه هذه الآية الكريمة، وكما فعل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، فلا منافاة ولا نسخ ولا تخصيص، والله أعلم)[9].
أحوال غير المسلمين في الدولة الإسلامية
والأصل في العلاقات الإسلامية مع غير المسلمين ممن لم يشهر سلاحه في وجه الإسلام، أن تكون علاقة بر وعدل وصلة وتعاون، سواء كانوا يعيشون داخل الدولة الإسلامية أو خارجها، قال تعالى: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة:8)
وأما من شهر سلاحه على الدعوة وحاربها فإنه يعاقب بالمثل، سواء كان غير مسلم أصلا، أو مسلما ارتد عن دينه، أو مسلما خرج على الأمة وحمل السيف على السلطان الشرعي، قال تعالى: (الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (البقرة:194)، وأما العدوان من جانب المسلمين على غيرهم فمحرم، قال تعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (البقرة:190).
وفي ضوء هذه القوانين السامية التي سنتها شريعة الله سبحانه، تعايش المسلمون مع غيرهم من أبناء الديانات الأخرى، وقد تبادل المسلمون وأهل الكتاب الطعام، حيث أحل الله لكل فريق أن يأكل طعام الآخر، قال تعالى: (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُم)(المائدة: من الآية5)
وقد حرم الإسلام شتمهم أو شتم دينهم، أو تسميعهم ما يكرهون، وحرم سفك دمائهم، وسمح بزيارتهم، وبدخولهم المساجد، وبصلاة المسلمين في الكنائس، وبلبس ملابسهم، وعيادة مرضاهم، والاستعانة بهم في الشدائد عند الضرورة، وبالتبادل التجاري معهم، والزواج من نسائهم .. إلخ.
شهادة المستشرقين على سماحة الإسلام
وقد أشاد كثير من المستشرقين بسماحة الإسلام، ومنهم زيغريد هونكة التي نوهت بموقف الإسلام من النصارى حين قالت: "إن التسامح العربي العريق هو الذي حمل فاتح مصر القائد عمرو بن العاص على تحاشي أي أعمال سلب أو نهب أو تدمير للمدن المفتوحة، بل آلى على نفسه المحافظة على ضمان ممارسة حضارتهم المتوارثة، كما جاء في وثيقة الاستسلام المبرمة حرفيا، وللوقوف على البعد الحقيقي لهذا التسامح غير المعهود في أوروبا"
وقد بدأ التسامح من عهد النبي عليه السلام، واستمر هذا الخلق الإسلامي الكريم عند ملوك المسلمين وخلفائهم، يقول غوستاف لوبون في حديثه عن نتائج الحروب الصليبية: (ولم يشأ صلاح الدين أن يفعل في الصليبيين مثل ما فعله الصليبيون الأولون من ضروب التوحش، فيبيد النصارى على بكرة أبيهم، فقد اكتفى بفرض جزية طفيفة عليهم، مانعا سلب شيء منهم)[10].
برناردشو يشيد بشجاعة النبي محمد
لم يكن سيدنا محمد إرهابيا في نظر كثير من مفكري الغرب وعلمائه ومنهم: برناردشو، بل كان نبيا كريما وقائدا عظيما يفهم فلسفة الحياة، ويعمل وفق ما تقتضيه قوانينها، والحرب عنده وسيلة وليست غاية، وهي الرؤية التي تبناها برناردشو للحرب نفسها، فقد صور برناردشو موقفه من الحرب في الحوار الذي تخيله بين عيسى ومحمد على النحو التالي:
- القتل حرام في ديانتي
- هذا صحيح حين يتعلق الأمر بنزاعات شخصية، ولكننا يجب أن نقتل أولئك الذين لا يصلحون للحياة.
- ومن الذي يحكم ما إذا كنا نصلح للحياة؟ إن أعلى السلطات والحكام الإمبراطوريين وكبار رجال الدين قضوا كلهم بأني لا أصلح للحياة.
- كان هذا هو نفس ما حدث بالنسبة لي، وكان عليَّ أن أنجو بنفسي وأن أتوارى عن الأنظار، حتى تمكنت من إقناع عدد كاف من الفتيان الأقوياء بأن كبارهم قد جاروا في حكمهم عليَّ، ثم عدت بعد ذلك وأزلت الأعشاب من الحديقة.
- أنا معجب بشجاعتك وبحكمتك العملية، ولكني لست من نفس الطراز.
- ا تعجب بهذه الصفات، إنني أخجل منها أحيانا، كل رؤساء القبائل يملكون منها الكثير، وأنا إذا كان لي قيمة فهي ناتجة عن ذلك السمو الروحي الذي جعل مني أداة للوحي الإلهي[11]
وحبذا لو أن هؤلاء الذين ينعتون محمدا بالإرهاب قد قرأوا كلام برناردشو وفكروا قبل إصدار أحكامهم، لقد حاول أعداء المسيح أن يقتلوه ولم يستطيعوا، وهم يزعمون أنه قد صلب، فهل ينبغي أن يكون مصير كل المرسلين هو القتل أو الصلب كما يزعمون حتى لا يكونوا إرهابيين، ومن الذي يعطي الشرعية للقاتل دون المقتول؟ ولماذا يقف الناس مع الجزار دوما ضد الضحية، أليس هذا منطق شريعة الغاب في النهاية، حيث يفترس القوي الضعيف؟ وما فضيلة مجتمع الإنسان عن مجتمع الغابة آنذاك؟.
الطعن بمحمد طعن بالمسيح
هذه هي الحقيقة التي ينادي بها برناردشو، يقول الأستاذ محمود علي مراد في هذا الصدد:"وفيما يتعلق بالأخلاق عامة، فإن شو رغبة منه في إنصاف نبي الإسلام من ناقديه وناقدي ديانته من المسيحيين، ذكَّر هؤلاء في أكثر من موضع من كتاباته بأن محمدا كان يعترف برسالة السيد المسيح، وكان يوقره بنفس الدرجة التي كان يوقر بها المسيح نفسه يوحنا المعمدان الذي عاصره وبشر بقدومه، والذي أراد شو أن يقوله بالتشديد على هذه الحقيقة هو أن محمدا لو كان شريرا أو مخاتلا أو كاذبا كما تدعي أكثرية المسيحيين تحت لواء الكنيسة، لهاجم المسيح بدل أن يعترف به، وإن اعترافه به هو اعتراف بأخلاقيات رسالته، وإن اعترافه بهذه الرسالة يجب منطقيا أن يقيه شر عدوانهم، ولهذا فإن الطعن في محمد هو طعن بطريق غير مباشر في الأخلاقية التي ينادي بها، وهي نفس القيم التي تنادي بها الديانة المسيحية"[12]
الحروب الصليبية تشهد على سماحة الإسلام
ولا ريب أن بعض النصارى في الغرب رأوا في انتصار الإسلام وانتشار نفوذه خطرا يهدد مصالحهم، فأعلنوا العداوة له، وكانت خطيئة هؤلاء بحق محمد تشبه خطيئة اليهود بحق عيسى، فكل منهما رفض الاعتراف بالحق والإقرار به، فعمدوا على إشعال فتيل الحرب بين النصرانية والإسلام، يقول أحد شعراء الأرمن على لسان ملكه من قصيدة طويلة:[13]
سأفتح أرض الله شرقا ومغربا وأنشر دينا للصليب بصارمي
فعيسى علا فوق السماوات عرشه يفوز الذي والاه يوم التخاصم
وصاحبكم بالترب أودى به الثرى فصار رفاتا بين تلك الرمائم
ومن شأن مثل هذه القصائد أن تشعل حروبا إعلامية، وقد رد ابن حزم الأندلسي على قصيدة هذا الشاعر بنقيضة لها[14].
وقد قامت الحروب الصليبية، وتم إجلاء المسلمين عن الأندلس بسبب الحقد الذي أشعله ملوك الصليبيين، لأغراض ظاهرها دينية وحقيقتها سياسية، لأنه لا تعارض في إمكانية التعايش بين المسيحية والإسلام كما ذكرنا آنفا، وفي سنة 492هـ (أخذت الفرنج بيت المقدس بعد حصار شهر ونصف، وقتلوا أكثر من سبعين ألفا، منهم جماعة من العلماء والعباد والزهاد، وهدموا المشاهد، وجمعوال اليهود في الكنيسة وأحرقوها عليهم)[15]. ويصف غوستاف لوبون ما أحدثه الصليبيون من كوارث فيقول: (ولم يكتف الفرسان الصليبيون الأتقياء بذلك، فعقدوا مؤتمرا أجمعوا فيه على إبادة جميع سكان القدس من المسلمين واليهود وخوارج النصارى، الذين كان عددهم نحو ستين ألفا، فأفنوهم على بكرة أبيهم في ثمانية أيام، ولم يستثنوا منهم امرأة ولا ولدا ولا شيخا، وأراد الصليبيون أن يستريحوا من عناء تذبيح أهل القدس قاطبة، فانهمكوا بكل ما يستقذره الإنسان من صنوف السكر والعربدة)[16].
وفي مقابل هذا الغزو المتكرر من الصليبيين،لم يتورط المسلمون في حروب دينية استئصالية مع الآخرين، فقد تعايشوا مع كافة الأديان والطوائف التي وجدت في بلاد الإسلام، وحين دحروا القوى الصليبية قدموا الخدمات والمعونة لمن أراد أن يرجع من الصليبيين إلى بلاده، وعفا صلاح الدين عن ملوكهم، (وأطلق السلطان خلقا منهم بنات الملوك بمن معهن من النساء والصبيان والرجال، ووقعت المسامحة في كثير منهم، وشفع في أناس كثير، فعفا عنهم)[17]، ولم يثأر من كنائسهم أو من النصارى الذين يعيشون جنبا إلى جنب بجوار المسلمين في ديار الإسلام، وهو ما لم يتحقق لمسلمي الأندلس عندما استولى النصارى على الحكم فيها، حيث أحرقت المساجد ودمرت المآثر الإسلامية وتم إجلاء المسلمين جميعا عن تلك البلاد.
أسباب الحروب الصليبية
يحلل برناردشو أسباب الحروب الصليبية، فهو يرى "أن تقديس المسيحيين للعهد القديم باعتباره جزءا لا يتجزأ من كتابهم المقدس كان هو المسئول عن زرع العقلية العسكرية في نفوس العالم الغربي، كما كان له دخل كبير في كافة الحروب التي اشترك فيها العالم المسيحي، وإن كلا من الطرفين في هذه الحروب، بما في ذلك الحرب العظمى الأولى التي جاءت كتابته في هذا الصدد تالية لها كان يمسك بالبندقية أو بالمدفع أو بالقنبلة في يد، وبالعهد القديم أو بكتابات تستلهم العهد القديم في اليد الأخرى، وأن استئصال فكرة الحرب من نفوس الناس لن يتسنى إلا إذا أنزل العهد القديم من السحب، وتم تقويمه والنظر إليه باعتبار حقيقته الفعلية لا باعتباره كتابا منزلا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه"[18]
الاستعمار الحديث وجذوره الصليبية
وقد اتخذت حروب الاستعمار في العصر الحديث الدين المسيحي غطاء لأطماعه الاقتصادية، فلقد كان نشيد الجنود الطليان عندما أرادوا فتح ليبيا:
(يا أماه . أتمي صلاتك ولا تبكي، بل اضحكي وتأملي
ألا تعلمين أن إيطاليا تدعوني، وأنا ذاهب إلى طرابلس فرحا مسرورا.
لأبذل دمي لسحق الأمة الملعونة.
ولأحارب الديانة الإسلامية التي تجيز البنات الأبكار للسلطان.
سأقاتل بكل قوتي لأمحو القرآن…)[19]
ومثل هذا النشيد لا يقبل به السيد المسيح عليه السلام بكل تأكيد فقد كان رسولا للمحبة والسلام، وهو القائل: (أحبوا أعداءكم).
نتائج البحث
1- إن السلام هو الأصل في دعوة الأنبياء، ولكن أعداءهم حملوا السيف عليهم، فصار القتال قدر الأنبياء جميعا، حتى المسيح الذي لم يقاتل في حياته يوما واحدا، سينزل السماء قبل قيام الساعة ليقتل الدجال الذي هو ألد أعداء الله في الأرض، ففي الحديث أن المسيح سيحمل السيف ويتصدى للدجال: (حتى يدركه بباب لد فيقتله) [20]
2- إن أعداء الرسل والأنبياء هم البادئون بالعدوان، فهم الإرهابيون الحقيقيون في الحياة، ومن دافع عن نفسه من الأنبياء والمرسلين فهذا من حقه الشرعي، قال تعالى: (أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَأُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ )(التوبة: من الآية13)
3- إن كثيرا من الأنبياء والرسل عليهم السلام قد حملوا السيف قبل محمد عليه السلام، منهم موسى وداود وسليمان عليهم السلام، فلو كان حمل السيف لا يليق بالصالحين والأنبياء، لما حمله أولئك، بل الذي لا يليق بهم أن يتركوا الطغاة والمفسدين يعيثون في الأرض فسادا دون التصدي لهم، لأنه لا بد للحق من قوة تحميه وتدافع عنه.
4- إن قتال الأنبياء والرسل عليهم السلام محكوم بقواعد أخلاقية، فلا يطال البيئة بأذى ولا الحيوان ولا ضعاف البشر ولا الرهبان والأديرة والكنائس ونحوها، بعكس قتال أعدائهم فإنه استئصالي يدمر كل شيء. قال تعالى: (فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ )(غافر: من الآية25)
5- إن الجهاد في الإسلام ابتدأ دفاعا عن المهاجرين والأنصار، وانتهى دفاعا عن حقوق الشعوب والأقليات في الأرض، وتحريرا لهم من الأغلال التي تكبلهم قال تعالى: (وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ)(لأعراف: من الآية157) فالجهاد هدفه التغيير والتجديد نحو الأفضل، وإطلاق الحريات للأمم والشعوب، فهو ليس صنوا للإرهاب أبدا، وإذا كانت الدول المتقدمة اليوم تعطي لنفسها الحق في التدخل بشئون الدول الأخرى وشن الحروب عليها من أجل إشاعة جو من الديمقراطية وحقوق الإنسان، فمن باب أولى أن يكون هذا الحق للدين الذي يعلو ولا يعلى عليه.
6- إن محمدا عليه السلام هو أرحم الناس وأبعدهم عن الانتقام لنفسه، ويكفي قولته المشهورة لأهل مكة عند فتحها: (اذهبوا فأنتم الطلقاء) وكل وصف له يتنافى مع الأخلاق السامية والرحمة الشاملة إنما هو كذب وافتراء على الحقيقة والتاريخ، والمنصفون من علماء الغرب بل ومن كل الأمم يشهدون بعظمة خلقه ونبله عليه الصلاة والسلام.
7- إن التعايش مع الآخرين من فطرة الإسلام وشرعه، وما كان الرسول ليظلم أحدا أو يجبره على الدخول في دينه وربه يقول له: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (يونس:99)
8- إن التفريق بين الجهاد والإرهاب أمر حتمي، فالإرهاب بمعنى العدوان، وقتل النفس الإنسانية بغير حق، وتهجير الناس من أوطانهم، وهدم بيوتهم والاعتداء على أموالهم وأعراضهم، وتدمير البيئة الإنسانية كل ذلك مرفوض بكافة صوره وأشكاله، ولا يتفق مع نصوص الشريعة و ومقاصدها، وفتاوى العلماء أكثر من أن تحصر في نبذ الإرهاب وتحريمه.
9- إن الإرهاب هو ما صنعه الاستعمار الذي مزق العلاقات الإنسانية بين الشعوب، واستخدم أفتك الأسلحة لإذلالها وقهرها، ثم هاهو ذا يتهجم على الدين الحق ونبيه الكريم ظلما وعدوانا، ولله در المسيح حين قال لبني إسرائيل: (يا أولاد الأفاعي، يرى أحدكم القذاة في عين أخيه ولا يرى الخشبة في عينه).
وآخردعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
-----------------------------------------
[1] - انظر: مشكاة المصابيح، للتبريزي، بتحقيق الألباني، (3/1609).
[2] - انظر مقالاتهم في مقال: هل الإسلام سلاح دمار شامل للدكتور عصام نعمان في صحيفة الخليج العدد (8602) السبت 7 ديسمبر 2002م.
[3] - انظر: الهمزية النبوية في ديوان الشوقيات (1/34-41).
[4] - انظر: القاموس المحيط، مادة (رهب).
[5] - انظر: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، محمد فؤاد عبد الباقي، مادة (رهب)
[6] - مختصر تفسير ابن كثير، للصابوني، (2/115).
[7] - حضارة العرب، ص (128).
[8] - رواه مالك وأحمد والترمذي وابن ماجة، إلا أن مالكا وقفه على أبي الدرداء، قال الألباني: وإسناده صحيح مرفوع. ، انظر: مشكاة المصابيح للتبريزي، (2/702). [مصدر سابق]
[9] - تفسير القرآن العظيم، (2/356-357).
[10] - حضارة العرب، ص (329)، [مصدر سابق]
[11] - انظر: من الأعمال المختارة: بيوت الأرامل، العابث، جورج برناردشو، مقدمة المترجم محمود علي مراد، ص (66) نشر وزارة الإعلام الكويتية، يونيو 1972م، ضمن سلسة من المسرح العالمي، 33/1.
[12] - المرجع السابق، ص (67).
[13] - البداية والنهاية لابن كثير، ( 11/247).
[14] - انظر: البداية والنهاية لابن كثير، ( 11/244-252)، [مصدر سابق]
[15] - تاريخ الخلفاء للسيوطي، تحقيق إبراهيم صالح، ص (504).
[16] - حضارة العرب، ص (327)، [مصدر سابق]
[17] - البداية والنهاية لابن كثير، ( 12/324)، [مصدر سابق]
[18] - انظر: من الأعمال المختارة، ص(64-65). (مرجع سابق).
[19] - الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر، د. محمد محمد حسين، (2/164-165)، دار النهضة العربية، بيروت، الطبعة الثالثة، 1392هـ/1972م.
[20] - رواه مسلم عن النواس بن سمعان، انظر مشكاة المصابيح، للتبريزي، بتحقيق الألباني، (3/1508).
نشر في مجلة منار الإسلام، ربيع الأول 1424هـ/مايو 2003م.
بقلم د. محمد رفعت زنجير
جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا،
كلية التربية والعلوم الأساسية، أبو ظبي
شبهه حديث ''خلوة النبى
بامرأة من الأنصار
روى الإمام البخارى فى صحيحه بسنده عن أنس رضى الله عنه قال : "جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله e، ومعها صبى لها، فكلمها رسول الله e، فقال : "والذى نفسى بيده، إنكم أحب الناس إلى مرتين"([1])0
بهذه الرواية طعن أعداء السيرة العطرة فى صحيح الإمام البخارى، وأوهموا القارئ بأن الحديث يطعن فى عصمة رسول الله e فى سلوكه، وفى خلقه العظيم، حيث جاء فى الرواية أنه e، خلا بامرأة، ثم قال : "إنكم أحب الناس إلى"0
يقول أحمد صبحى منصور : "والرواية تريد للقارئ أن يتخيل ما حدث فى تلك الخلوة التى انتهت بكلمات الحب تلك، وذلك ما يريده البخارى بالطبع"([1])0
والجواب :
أولاً : أقول لهؤلاء النابتة الضالة التى تريد الطعن والتشكيك فى صحيح الإمام البخارى، لتسقط مكانته كأصح كتاب بعد كتاب الله عز وجل، ولتسقط بسقوطه كل كتب السنة التى تليه، إذ هو بمثابة الرأس، لكتب السنة، وبسقوط الرأس يسقط كل الجسد0
أقول لهم : إن كنتم صادقين فى دعواكم تنزيه الرسول e، مما يشكك فى سيرته العطرة، وأخلاقه العظيمة، وعصمته فى سلوكه، وتزعمون أن البخارى بإخراجه لهذه الرواية فى صحيحه قد افترى كذباً على الرسول e، وشكك فى أخلاقه وعصمته e - وعصم الله عزوجل - البخارى وغيره من أئمة السنة من ذلك0
وإن كنتم حقاً أهل علم، وبحث عن الحقيقة فلماذا تعمدتم عدم ذكر اسم عنوان الباب الذى ذكر تحته الإمام البخارى هذا الحديث؟ وهو باب "ما يجوز أن يخلوا الرجل بالمرأة عند الناس"0
ولماذا تجاهلتم ما قاله شراح الحديث فى بيانهم للمراد من الخلوة، وكيف كانت تلك الخلوة، ولماذا اختلى بها النبى e؟0
نعم تعمدتم عدم ذكر ذلك تلبيساً منكم وتضليلاً للقارئ، ولأنكم تعلمون كما تعلم الدنيا بأسرها، أن فقه الإمام البخارى فى تراجم أبوابه، التى أعيا فحول العلماء حل ما أبداه فى هذه العناوين من أسرار! إنكم تعلمون أنكم بذكركم عنوان الباب، ينكشف سريعاً كذبكم وتضليلكم! كما أنكم تجاهلتم ما قاله شراح الحديث من أئمة المسلمين، والذين تحرصون على وصفهم بأنهم يقدسون البخارى، ويعبدونه من دون الله "وعصمهم الله من ذلك" تجاهلتم ما فسروه وبينوه من معنى "خلوة الرجل بالمرأة عند الناس" وكيف كانت تلك الخلوة؟0
والنتيجة من تجاهلكـم كل ذلـك أنكم سفهتم عقول أئمة المسلمين، واستخففتم بعقل القارئ لكم0
ثانياً : تعالوا بنا لنظهر للقارئ ما حرصتم على كتمانه؛ ولنترك له الحكم بعد ذلك؛ فيمن الصادق البخارى أم أنتم؟ ومن الطاعن والمشكك فى عصمة النبى e البخارى أم أنتم؟ ومن المحترم لعقل القارئ البخارى أم أنتم؟0
يقول الحافظ ابن حجر – رحمه الله – شارحاً المراد من عنوان الباب الذى ذكر الإمام البخارى تحته حديث أنس. قال : قوله : "باب ما يجوز أن يخلوا الرجل بالمرأة عند الناس" أى : لا يخلوا بها بحيث تحتجب أشخاصهما عنهم، بحيث لا يسمعون كلامهما، إذا كان مما يخافت به؛ كالشئ الذى تستحى المرأة من ذكره بين الناس، وأخذ المصنف قوله فى الترجمة : "عند الناس" من قوله فى بعض طرق الحديث "فخلا بها فى بعض الطرق أو فى بعض السكك" وهى : الطرق المسلوكة التى لا تنفك عن مرور الناس غالباً0
وقوله : "فخلا بها رسول الله e" أى : فى بعض الطرق، ولم يرد أنس أنه خلا بها بحيث غاب عن أنصار من كان معه، وإنما خلا بها، بحيث لا يسمع من حضر شكواها، ولا ما دار بينهما، من الكلام، ولهذا سمع أنس آخر الكلام فنقله، ولم ينقل ما دار بينهما، لأنه لم يسمعه0
وفى رواية مسلم عن أنس : "أن امرأة كان فى عقلها شئ، فقالت : يا رسول الله! إن لى إليك حاجة، فقال : يا أم فلان! أى السكك شئت، حتى أقضى لك حاجتك، فخلا معها فى بعض الطرق، حتى فرغت من حاجتها"([2])0
قال الإمام النووى – رحمه الله – قوله : "خلا معها فى بعض الطرق" أى : وقف معها فى طريق مسلوك، ليقضى حاجتها، ويفتيها فى الخلوة، ولم يكن ذلك من الخلوة بالأجنبية، فإن هذا كان فى ممر الناس، ومشاهدتهم إياه وإياها، لكن لا يسمعون كلامها، لأن مسألتها مما لا يظهره"([3])0
ومن هنا استفاد الأئمة من هذه الرواية : "أن مفاوضة الأجنبية سراً لا يقدح فى الدين عند أمن الفتنة، ولكن الأمر كما قالت عائشة رضى الله عنها، "وأيكم يملك أربه كما كان e يملك أربه"([4]) قلت : وإيانا أيضاً معصوم كعصمته ثالثاً : ليس فى قوله : "إنكم أحب الناس إلى – مرتين – وفى رواية : ثلاث مرات" ما يطعن فى عصمته e فى سلوكه وهديه، لأن هذه الكلمة قالها النبى e جهاراً على ملأ من الناس لنساء وصبيان من الأنصار كانوا مقبلين من عرس0
يدل على ذلك ما أخرجه البخارى عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال : أبصر النبى e، نساءاً وصبياناً مقبلين من عرس فقام ممتناً فقال : "أنتم من أحب الناس إلى"([5]) وهو على طريق الإجمال، أى : مجموعكم أحب إلى من مجموع غيركم0
فالكلمة إذن لم يقلها رسول الله e مغازلاً للمرأة الأنصارية التى اختلى بها ليقضى حاجتها؛ كما يحاول أن يزعم، ويستنتج أعداء الإسلام! وإنما قالها e، خطاباً لمجموع الأنصار. وتأمل قوله : "إنكم" ولم يقل "إنك"0
وليس أدل على ما سبق أن الراوى للحديث أنس بن مالك، سمع هذه الجملة "إنكم أحب الناس إلى" وسمع كم مرة كررها رسول الله e فإذا كانت الكلمة مقصوداً بها المغازلة؛ فلم جهر بها e حتى سمعها أنس؟!0
ولم لم يسر بها حتى لا يسمعها أنس إن كان مقصوداً بها ما يزعمه أعداء عصمته e؟0
إن هذه الجملة : "إنكم أحب الناس إلى" قالها المعصوم e : منقبة للأنصار، حيث جعل حبهم من علامات الإيمان، وبغضهم من علامات النفاق، فقال e : "الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله"([6]) وفى رواية : "آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار"([7])0
قال الحافظ ابن حجر : وخصموا بهذه المنقبة العظمى، لما فازوا به دون غيرهم من القبائل من إيواء النبى e، ومن معه، والقيام بأمرهم، ومواساتهم بأنفسهم وأموالهم، وإيثارهم إياهم فى كثير من الأمور على أنفسهم، فكان صنيعهم لذلك موجباً لمعاداتهم، جميع الفرق الموجودين من عرب وعجم، والعداوة تجر البغض، ثم كان ما اختصوا به مما ذكر موجباً للحسد، والحسد يجر البغض، فلهذا جاء التحذير من بغضهم، والترغيب فى حبهم، حتى جعل ذلك آية الإيمان والنفاق، تنويهاً بعظيم فضلهم، وتنبيهاً على كريم فعلهم، وإن كان من شاركهم فى معنى ذلك مشاركاً لهم فى الفضل المذكور، كل بقسطه"([8])0
وبعد : فقد ظهر واضحاً جلياً لكل ذى عقل، وقلب سليم، أن الحديث صحيح رواية ودراية، وأن ما زعمه أهل الزيغ من أن لفظ الخلوة فى الحديث محمول على الخلوة المحرمة؛ مردود عليهم بما جاء فى بعض طرق الحديث "فخلا بها فى بعض الطرق أو بعض السكك" وهى الطرق التى لا يخلو منها المارة من الناس0
كما اتضح جلياً أن تلك المرأة التى خلى بها النبى e، كانت لها مسألة أرادت أن تستفتى فيها النبى e، وتلك المسألة مما تستحى من ذكره النساء بحضرة الناس، وكانت إجابة النبى e لها أن تلتمس بعض الطرق أى تلتمس أى جانب من الأماكن العامة التى لا تخلو من مرور الناس غالباً حتى يسمع حاجتها، ويقضيها لها، وكل هذا صرحت به رواية الإمام مسلم من حديث أنس، راوى الحديث الذى طعنوا فيها من رواية البخارى! ليقطع لسان كل فاجر، ويدفع افتراء كل آثم يطعن فى عصمته e0
وما ختم به النبى e، حديثه مع المرأة من قوله : "والذى نفسى بيده إنكم أحب الناس إلى" هذا منه e، تأكيداً لما قاله مراراً من جعله علامات الإيمان حب الأنصار، ومن علامات النفاق بغضهم، ثم إن هذه الكلمة قالها رسول الله e جهاراً على ملأ من الناس، لنساء وصبيان من الأنصار كانوا مقبلين من عرس، كما سبق من حديث أنس عند البخارى0
فهل بقى بعد كل هذا حجة فى الحديث لمن أرادوا أن يشوشوا به على عصمة سيدنا رسول الله e فى سلوكه، وفى خلقه العظيم؟! وهم يوهمون البسطاء أنهم من المحبين للنبى e، المدافعين عنه، فى الوقت الذى يجحدون فيه سنته العطرة، ويطعنون فى عدالة الإمام البخارى، وفى صحيحه الجامع، ويسفهون عقول المسلمين القائلين بقول سلفهم الصالح رضى الله عنهم، ويستخفون بعقل من يقرئ لهم!0
وبالجملة : أيخشى عاقل، فضلاً عن مؤمن من رسول الله e، على زوجه، أو ابنته، أو أمه، وهو الذى لم يستطيع كافر أو جاحد، أن يلمس هذا الجانب فى حقه؟0
وقد قال الله تعالى فى حقه : }النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم{([9]) إن رسول الله e، مؤتمن على الوحى، وحامل الرسالة، والأسوة الحسنة، والقدوة الصالحة، ولا يثير مؤمن فضلاً عن عاقل مثل ما أثاره أعداء السنة المطهرة فى حديثنا هذا، للإيمان بعصمته e من الشيطان. وإن ما طنطن به أعداء عصمته e، يشبه ما طنطنوا به فى قصة أخرى، وكذبوا البخارى فيها، لأنه رواها، وهى قصة أم سليم وأم حرام رضى الله عنهما0
من كتاب شُبهات حول عصمة النبي
([1]) لماذا القرآن ص91، 92، وقراءة فى صحيح البخارى ص22، كلاهما لأحمد صبحى منصور، وينظر: دين السلطان لنيازى عز الدين ص39، 64، 309، ودفع الشبهات عن الشيخ الغزالى لأحمد حجازى السقا ص210 0
([2]) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الفضائل، باب قرب النبى e من الناس وتبركهم به 8/90 رقم 2326، وأبو داود فى سننه كتاب الأدب، باب الجلوس فى الطرقات 4/257 رقمى 4818، 4819 0
([3]) المنهاج شرح مسلم للنووى 8/91 رقم 2326 0
([4]) سيأتى تخريجه ص473 وينظر : فتح البارى 9/245 رقم 5234 0
([5]) أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب مناقب الأنصار، باب قول النبى e للأنصار : أنتم أحب الناس إلى 7/142 رقم 3785، وكتاب النكاح، باب ذهاب النساء والصبيان إلى العرس 9/156 رقم 5180 0
([6]) أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب مناقب الأنصار، باب حب الأنصار من الإيمان 7/141 رقم 3783، ومسلم (بشرح النووى) كتاب الإيمان، باب الدليل على أن حب الأنصار وعلى رضى الله عنهم من الإيمان وعلاماته، وبغضهم من علامات النفاق 1/340 رقم 75 من حديث البراء بن عازب رضى الله عنه0
([7]) أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) فى الأماكن السابقة نفسها برقم 3784، وفى كتاب الإيمان، باب علامة الإيمان حب الأنصار 1/80 رقم 17، ومسلم (بشرح النووى) فى الأماكن السابقة نفسها برقم 128 من حديث أنس بن مالك رضى الله عنه0
([8]) فتح البارى 1/81 رقم 17 0
([9]) الآية 6 الأحزاب0
(((الوضوء والطهارة عند المسلمين)))بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين
وبعــــــــــــــــــــــد
وصلتني رسالة من صديق يطلب رد علي موقع نصراني .
وقد تجولت في الموقع ........ولكن ................
للأسف ....................مثل كل مواقع النصارى .
يمتاز بالغباء والتضليل والكذب المقدس الذي يمارسه النصارى .فتجد السؤال المطروح سبقته الإجابة علي السؤال .ولكن لغباء السائل أو لجهل السائل .
وضع السؤال .
سأضع أولا المقالة كاملة ثم يعقبها الرد .
(مقدمة بسيطة جدا)
إلى من يؤمن بالقرآن:
الجميع يعلم بأن ترتيب السور في قرآن المسلمين ليس هو نفس ترتيب السور بحسب النزول
الفاتحة هي أول سورة في القرآن (بحسب الترتيب المصحفي) ، ولكن هذا لا يعني بأنها أول سورة نزلت على محمد
البقرة هي ثاني سورة في القرآن (بحسب الترتيب المصحفي) ، ولكن هذا لا يعني بأنها ثاني سورة نزلت على محمد
وهكذا..
أنا شخصيا أملك مصحفا يذكر في بداية كل سورة بعض المعلومات عن هذه السورة
مثلا: أرى في بداية سورة سبأ الآتي:
(34) سورة سبأ مكية إلا الآية 6 فمدنية وآياتها 54 نزلت بعد لقمان
فالرقم (34) يرمز إلى ترتيبها (بحسب التسلسل المصحفي) ، وهذا لا يعني أنها السورة رقم 34 بحسب نزولها على محمد(رسو الإسلام)
وكلمة "مكية إلا الآية 6 فمدنية" تعنى أن كل آيات هذه السورة قد أنزلت بمكة ما عدا الآية رقم 6.
وكلمة "نزلت بعد لقمان" تعني أن سورة سبأ نزلت بعد سورة لقمان (بحسب تسلسل النزول)
وبهذا نستطيع أن نرتب سور القرآن بحسب تسلسل النزول
وإليكم السور بحسب ترتيب النزول (كما هو مذكور في أحد المصاحف التي أملكها)
1- العلق
2- القلم
3- المزمل
4- المدثر
5- الفاتحة
6- المسد
7- التكوير
8- الأعلى
9- الليل
10- الفجر
11- الضحى
12- الشرح
13- العصر
14- العاديات
15- الكوثر
16- التكاثر
17- الماعون
18- الكافرون
19- الفيل
20- الفلق
21- الناس
22- الإخلاص
23- النجم
24- عبس
25- القدر
26- الشمس
27- البروج
28- التين
29- قريش
30- القارعة
31- القيامة
32- الهمزة
33- المرسلات
34- ق
35- البلد
36- الطارق
37- القمر
38- ص
39- الأعراف
40- الجن
41- يس
42- الفرقان
43- فاطر
44- مريم
45- طه
46- الواقعة
47- الشعراء
48- النمل
49- القصص
50- الإسراء
51- يونس
52- هود
53- يوسف
54- الحجر
55- الأنعام
56- الصافات
57- لقمان
58- سبأ
59- الزمر
60- غافر
61- فصلت
62- الشورى
63- الزخرف
64- الدخان
65- الجاثية
66- الأحقاف
67- الذاريات
68- الغاشية
69- الكهف
70- النحل
71- نوح
72- إبراهيم
73- الأنبياء
74- المؤمنون
75- السجدة
76- الطور
77- الملك
78- الحاقة
79- المعارج
80- النبأ
81- النازعات
82- الانفطار
83- الانشقاق
84- الروم
85- العنكبوت
86- المطففين
87- البقرة (أول سورة مدنية)
88- الأنفال
89- آل عمران
90- الأحزاب
91- الممتحنة
92- النساء
93- الزلزلة
94- الحديد
95- محمد
96- الرعد
97- الرحمن
98- الإنسان
99- الطلاق
100- البينة
101- الحشر
102- النور
103- الحج
104- المنافقون
105- المجادلة
106- الحجرات
107- التحريم
108- التغابن
109- الصف
110- الجمعة
111- الفتح
112-المائدة
113- التوبة
114- النصر
النقطة الأولى:
الكل يعلم بأن الصلاة قد فرضت في حادثة الإسراء والمعراج (إذا افترضنا ************)
سورة الإسراء:
(17) سورة الإسراء مكية إلا الآيات 26 ، 32 ، 33 ، 75 ، ومن آية 73 إلى آية 80 فمدنية وآياتها 111 نزلت بعد القصص
يعني أن ترتيب سورة الإسراء في المصحف 17
كل آياتها نزلت بمكة (ما عدا الآية 26 و 32 و33 و75 و الآيات من 73 إلى 80)
نزلت بعد سورة القصص
أما ترتيبها بحسب تسلسل النزول هو 50 من أصل 114 سورة
يعني بعد نزول خمسين سورة على محمد (رسول الإسلام)فرض إلهه الصلوات الخمسة عليه وعلى أتباعه
السؤال: كيف كان محمد ( رسول الإسلام) وأتباعه يصلون قبل أن تفرض الصلوات الإسلامية الخمسة ؟
النقطة الثانية:
آية الوضوء هي الآية رقم 6 من سورة المائدة:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
سورة المائدة:
(5) سورة المائدة مدنية إلا آية 3 فنزلت بعرفات في حجة الوداع وآياتها 120 نزلت بعد الفتح
يعني ترتيب سورة المائدة في المصحف 5
كل آياتها نزلت بالمدينة (ما عدا الآية رقم 3)
نزلت بعد سورة الفتح
أما ترتيبها بحسب تسلسل النزول هو 112 من أصل 114 سورة
يعني قبل في آخر فترة من حياة محمد (رسول الإسلام) قبل أن ينزل كل القرآن ويموت نبيهم
يعني الفرق بين فرض الصلوات الخمس (في الإسراء) و فرض الوضوء في المائدة هو 62 سورة
السؤال: كيف كان يصلي محمد ( رسول الإسلام ) وأتباعه خلال هذه الفترة وقبل نزول آية الوضوء وفرض الوضوء ؟
هل كانوا يصلون من غير وضوء وهم أنجاس ؟
ملاحظة: سيقول البعض أن سورة النساء والآية 43 تقول:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا
نقول له الآتي:
أولا: هذه ليست آية الوضوء
ثانيا: حتى لو أخذنا بهذه الآية
سورة النساء:
(4) سورة النساء مدنية وآياتها 176 نزلت بعد الممتحنة
يعني ترتيب سورة النساء في المصحف 4
كل آياتها نزلت بالمدينة
نزلت بعد سورة الممتحنة
أما ترتيبها بحسب تسلسل النزول هو 92 من أصل 114
فيبقى السؤال قائما ، ويبقى الفرق بين فرض الصلوات المحمدية (الإسراء) وبين الآية التي في سورة النساء 42 سورة
م /الدخاخني
10-06-2006, 09:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين
وبعــــــــــــــــــــــد
الموضوع عنوانه :
هل كان محمد ( رسول الإسلام) وأتباعه يصلون من غير وضوء ؟
العنوان نفسه يثير تساؤل و يجعلنا نسأل النصراني كاتب المقال السابق وهل أنتم تصلون بغير وضوء أم بوضوء ؟؟؟؟
الجواب : بما يدع مجالا للشك : النصارى يصلون وهم علي نجاسة .نعم وهم علي نجاسة وليس فقط بدون وضوء .
وإذا كان السائل يؤمن بأن الصلاة ( حسب عقيدته الفاسدة ) تجوز بدون وضوء .
فلما السؤال ؟؟؟؟؟؟
ونقول للسائل : بما إنك تؤمن بأن صلاتك جائزة وأنت علي نجاسة فما العيب لو كانت بدون وضوء . قبل أن يشرع الله الوضوء ؟؟؟؟؟؟ بفرض أن الصلاة كانت بغير وضوء قبل ذلك .
سؤال غبي من نصراني أغبي من السؤال ذاته .وعنوان المقال ذاته يثبت عدم جدية السائل في السؤال .
بل يثبت أن السائل لا يقر بتعاليم دينه التي جعلت صلاتهم ( بفرض إنها صلاة ) بدون وضوء
قبل الرد علي السؤالين الذي سألهما كاتب المقال :
أريد أولا أن نضع ملحوظة هامة أورها الكاتب في مقالته ألا وهي :
في ترتيب السور حسب النزول فنجد الآتي :
السورة رقم 3 هي سورة المزمل .
السورة رقم 50 هي سورة الإسراء .
السورة رقم 92 هي سورة النساء .
السورة رقم 112 هي سورة المائدة.
سنضع الرد علي تساؤلات النصراني من عدة أوجهه لنثبت أنه جاهل بكل مقاييس الجهل .
وإن أسئلته يمكن أن يجيب عليها أي شخص عادي يفكر بحيادية بعيدا عن غباء بولس الذي يدرس في الكنائس .
السؤال المطروح
س1: السؤال: كيف كان محمد ( رسول الإسلام ) وأتباعه يصلون قبل أن تفرض الصلوات الإسلامية الخمسة ؟ (( في الإسراء والمعراج ))
س2 : السؤال: كيف كان يصلي محمد ( رسول الإسلام ) وأتباعه خلال هذه الفترة (( ما بين فرض الصلوات الخمس (في الإسراء) و فرض الوضوء في المائدة هو 62 سورة )) وقبل نزول آية الوضوء وفرض الوضوء ؟
هل كانوا يصلون من غير وضوء وهم أنجاس ؟
الرد
أولا : . بفرض أن ما أورده كاتب المقال صحيح
فلا يصح الاحتجاج علي المسلم بعدم فعل فرض مما فرضه الله عليه قبل أن يكون الفرض .
فلا يمكن أن يحاسب العبد علي عدم إخراجه الزكاة قبل فرض الزكاة .
ولا يمكن أن يحاسب العبد علي عدم الصيام قبل فرض الصيام .
وهكذا ((لا يمكن أن يحاسب المسلم علي صلاته بدون وضوء قبل فرض الوضوء )).فرضا أنه صلي بدون وضوء قبل فرض الوضوء .
هذا شيء بديهي بدون التمعن فيما أورده كاتب المقال .
ثانيا : لو تمعن كاتب المقال فيما أورد من ترتيب السور بحسب النزول .
لعرف أن الصلاة فرضت في مكة قبل الإسراء والمعراج، وقد كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقوم من الليل حتى ترم قدماه وقد أمره الله بهذا في سورة المزمل . وهي من أول ما نزل من القرآن الكريم وترتيبها كما قال رقم (3)
((يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّل (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ( 3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) )) المزمل
وهذه السورة مكية ونزلت في أول الوحي وترتيبها في النزول رقم (3) وبذلك نجد أنها نزلت قبل سورة الإسراء الذي ترتيبها (50) .
وقال القرطبي في عرض تفسيره :
هَلْ كَانَ ( قيام الليل ) فَرْضًا عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحْده , أَوْ عَلَيْهِ وَعَلَى مَنْ كَانَ قَبْله مِنْ الْأَنْبِيَاء , أَوْ عَلَيْهِ وَعَلَى أُمَّته ؟ ثَلَاثَة أَقْوَال :
الْأَوَّل : قَوْل سَعِيد بْن جُبَيْر لِتَوَجُّهِ الْخِطَاب إِلَيْهِ خَاصَّة .
الثَّانِي : قَوْل اِبْن عَبَّاس , قَالَ : كَانَ قِيَام اللَّيْل فَرِيضَة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى الْأَنْبِيَاء قَبْله .
الثَّالِث : قَوْل عَائِشَة وَابْن عَبَّاس أَيْضًا وَهُوَ الصَّحِيح ; كَمَا فِي صَحِيح مُسْلِم عَنْ زُرَارَةَ بْن أَوْفَى أَنَّ سَعْد بْن هِشَام بْن عَامِر أَرَادَ أَنْ يَغْزُوَ فِي سَبِيل اللَّه . .. الْحَدِيث , وَفِيهِ : فَقُلْت لِعَائِشَة : أَنْبِئِينِي عَنْ قِيَام رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالَتْ : أَلَسْت تَقْرَأ : " يَا أَيّهَا الْمُزَّمِّل " قُلْت : بَلَى ! قَالَتْ فَإِنَّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ اِفْتَرَضَ قِيَام اللَّيْل فِي أَوَّل هَذِهِ السُّورَة , فَقَامَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه حَوْلًا , وَأَمْسَكَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ خَاتِمَتهَا اِثْنَيْ عَشَرَ شَهْرًا فِي السَّمَاء , حَتَّى أَنْزَلَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فِي آخِر هَذِهِ السُّورَة التَّخْفِيف , فَصَارَ قِيَام اللَّيْل تَطَوُّعًا بَعْد فَرِيضَة
ا.هـ
نخرج من هذا التحليل السابق أن الصلاة فرضت علي الرسول الكريم في أول الوحي أما الذي فرض ليلة الإسراء فهو الصلوات الخمس بركعاتها المعروفة في اليوم والليلة لا الصلاة نفسها.
وكانت الصلاة قبل ذلك ركعتين صباحاً وركعتين مساء كصلاة سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم .
والأحاديث الواردة في الإسراء والمعراج تقر ذلك وتؤيده .
فقد ورد ما رواه البزَّار والطبراني والبَيْهقي وصحَّحه في كتابه "دلائل النبوة" من حديث شداد بن أوس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) لما أُسرِي به مرَّ بأرض ذات نخْل، فأمره جبريل أن ينزل من فوق البُراق ليصلِّي، فصلَّى ثم أخبره أن المكان الذي صلى فيه هو يثرب أو طيبة، وإليها المهاجر، ثم أمره أن يصلِّي عندما مر بمُدَّين عند شجرة موسى، وهي التي استظل بها بعد أن سقى الغنم للمرأتين قبل أن يلتقي بأبيهما – كما قال بعض الشُّراح- ولمَّا مرَّ الركْب بطُور سَيْناء أمره أن يصلِّي أيضًا، وذلك حيث كلَّم الله موسى، وعند المرور ببيت لحم صلَّى أيضًا، وذلك حيث وُلِد عيسى ابن مريم.
هذا ما ورد بطريق صحيح كما ذكره البيهقي .
ولو أجتهد النصارى لفهموا من هذه الرواية أن الصلاة كنت معلومة للنبي صلي الله عليه وسلم من قبل .
و إلا كيف صلي النبي في هذه الأماكن بل ولو تطرقنا للحديث أكثر لعلمنا أن النبي صلي بالأنبياء إماما .
ولكن تعصب النصارى ومحاولا تهم المستميتة لتضليل أنفسهم وغيرهم جعلتهم يتناسوا هذه الأحاديث .
نأتي للسؤال الثاني : ((كيف كان يصلي محمد ( رسول الإسلام ) وأتباعه خلال هذه الفترة (( ما بين فرض الصلوات الخمس (في الإسراء) و فرض الوضوء في المائدة هو 62 سورة )) وقبل نزول آية الوضوء وفرض الوضوء ؟
هل كانوا يصلون من غير وضوء وهم أنجاس ؟
لو السائل أكتفي بالآيتين التي أورداهما لعلم أن الوضوء كان معلوم عند المسلمين قبل نزول آية النساء .
والموضوع في حدود هاتين الآيتين لن يحتاج إلي عالم أو فقيه ليرد علي هذا الجاهل .
بل كل المطلوب القراءة بتأني ليخرج بالحقيقة التي تخرس لسان هؤلاء الضالين .
الدليل علي أن الوضوء كان مفروضا ومعلوما قبل نزول آية المائدة :
قال تعالي في سورة النساء" ونزلت قبل المائدة كما أخبرنا الموقع "" ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا ))
هذه الآية نزلت قبل آية الوضوء .!!!!
إذا فما معني قوله تعالي (( فلم تجدوا ماء )) ؟؟؟؟؟؟
المعني واضح أن الوضوء كان معلوم وكان الوضوء بالماء والآية نزلت للتخفيف في حالة عدم وجود الماء أو حالة المرض الذي يصعب معه استخدام الماء و.......و.......
ومعلوم أن سورة النساء نزلت قبل سورة المائدة .
والدليل الآخر : هو حديث عائشة رضي الله عنها فهَذِهِ الْآيَة نَزَلَتْ فِي قِصَّة عَائِشَة حِين فَقَدَتْ الْعِقْد فِي غَزْوَة الْمُرَيْسِيع
فلو رجعنا لحديث عائشة رضي الله عنها لوجدناها قالت عليها آية التيمم ولم تقل آية الوضوء
مع أنها نزلت قبل آية الوضوء
الحديث :
115783 - هلكت قلادة لأسماء ، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم في طلبها رجالا ، فحضرت الصلاة وليسوا على وضوء ، ولم يجدوا ماء ، فصلوا وهم على غير وضوء ، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله آية التيمم .
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 5882
فالوضوء مكي بالفرض مدني بالتلاوة لأن آية الوضوء مدنية وإنما قالت عائشة فأنزل الله تعالى آية التيمم ولم تقل آية الوضوء وهي هي لأن الوضوء قد كان مفروضا من قبل غير أنه لم يكن قرآنا يتلى ، حتى نزلت آية المائدة .
مش محتاجه نباهه هي بس محتاجه صدق في البحث وصدق مع النفس .
الحقيقة التي تجاهلها الموقع النصراني :
من كلمات الموقع النصراني السابقة والتي بين لنا فيها مدي بحثه في آيات القرآن الكريم وترتيب نزول الآيات .
بل ومدي بحثه في السيرة النبوية بعلمه الغزير عن أدق التفاصيل في رحلة الإسراء والمعراج .
يمكننا القول أن الموقع علي علم تام بتفاصيل ربما لا يعلمها المسلم البسيط .
ولكن ................هل هناك أمانه في عرض الموضوع بهذه الصورة التي عرضت ؟؟؟؟؟
أم هناك تعمد تجاهل بعض أجزاء من السيرة ليضلوا بها غيرهم وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون ويحق فيهم قول الله تعالي :
((وَدَّت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ)) أل عمران 69
هذا هو مرادهم ولكن فضل الله علينا عظيم
((((وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُّضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا )) النساء 113
في كتب السيرة والحديث نجد الرد القاصم علي هؤلاء الضالين :
فبعد أن غاب عن محمد صلي الله عليه وسلم الوحي مدة أسبوع بعد اللقاء الأول في غار حراء، رأى النبي "جبريل" جالساً على مقعد يسد الأفق، ويصف النبي عليه الصلاة والسلام رؤيته لجبريل عليه السلام في اللقاء الثاني فيقول: كلما نظرت في ناحية من السماء وجدته يملؤها، يقول لي: يا محمد أنت رسول الله وأنا جبريل من السماء وينزل جبريل من السماء ويقابل النبي ليعطيه أول درس. كما وصفه الأستاذ / عمرو خالد
الدرس الأول في النبوة؟
أخذ جبريل النبي وخرج به بعيداً إلى الصحراء وضرب بجناحه في الأرض، فخرج نبع ماء، وبدأ جبريل يعلم النبي الوضوء والصلاة، أول درس تلقاه النبي من جبريل هو الصلاة. قال جبريل: يا محمد افعل كما أفعل، بدأ جبريل يغسل يده اليمنى ثم يده اليسرى ويمسح رأسه والنبي يقلده ويحفظ. وبدأ جبريل يقيم الصلاة كما نصليها، والنبي يقلد، كان تعليماً بالمشاهدة من قبل أن يعرف العالم معنى التعليم بهذه الطريقة.. ثم قال جبريل للنبي: يا محمد افعل كما.. افعل ركعتين في الصباح وركعتين في المساء.
هكذا بدأت الصلاة، حيث لم تبدأ خمس صلوات كما هي الآن.. وفي ليلة الإسراء والمعراج صارت خمس صلوات، كل صلاة ركعتان، وحين ذهب النبي إلى المدينة صارت الصلاة بعدد ركعاتها الحالي.
ونقرا ذلك في كتب التفاسير التي تجاهلها الكاتب النصراني :
ففي السيرة النبوية لابن هشام
قال ابن إسحاق : وحدثني بعض أهل العلم أن الصلاة حين افترضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو بأعلى مكة ، فهمز له بعقبه في ناحية الوادي ، فانفجرت منه عين فتوضأ جبريل عليه السلام ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إليه ليريه كيف الطهور للصلاة ثم توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رأى جبريل توضأ ثم قام به جبريل فصلى به وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاته ثم انصرف جبريل عليه السلام فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة فتوضأ لها ليريها كيف الطهور للصلاة كما أراه جبريل فتوضأت كما توضأ لها رسول الله عليه الصلاة والسلام ثم صلى بها رسول الله عليه الصلاة والسلام كما صلى به جبريل فصلت بصلاته
المصدر :كتاب السيرة النبوية، الجزء 2، صفحة 82.
ليس هذا فحسب بل لو علمنا كيف أسلم علي بن أبي طالب وهو أول من أسلم من الصبيان لعلمنا أن الصلاة كانت معلومة قبل الإسراء والمعرج .
إسلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو ابن عم الرسول عليه الصلاة والسلام، وكان في كفالته صلى الله عليه وسلم قبل أن يوحى إليه ذلك, لأن قريشاً أصابتهم أزمة شديدة، وكان أبو طالب كثير العيال قليل المال، فأخذ الرسول عليه الصلاة والسلام علياً وضمّه إليه، كما أخذ العباس بن عبد المطلب، وجعفر بن أبي طالب، تخفيفاً عن أبي طالب.
كان علي عند إسلامه صبياً لم يتجاوز العاشرة من عمره، وسبب إسلامه أنّه رأى الرسول عليه الصلاة والسلام والسيدة خديجة يُصَلَّيان، فسأل الرسول عليه الصلاة والسلام فأخبره بأنّه رسول الله، وأنَّه جاء بالإسلام، فأسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وبذلك يكون أوّل مَنْ أسلم من الصبيان.
مما سبق نعلم أن الصلاة فرضت منذ بداية الوحي وأن الصلاة كانت بوضوء كما علم جبريل الرسول عليه الصلاة والسلام .
والآن نقلب السحر علي الساحر :
نسأل النصارى عامة وكاتب المقال بصفة خاصة : ماذا قال من تعبده لك بعد أن نزل إلي الأرض وتجسد وعاش أكثر من ثلاثين عاما مع البشر في الأرض ( أين قال لكم كيف تعبدوه وتصلون له ، وهل أمركم بالطهارة أو الوضوء؟؟؟ )
بل الأعجب من هذا أنه لم يقل لهم إنه الله ومع ذلك يعبدوه .
فإذا كنت أيها النصراني تبحث في الإسلام عن كيفية الصلاة قبل الإسراء والمعراج . فكان من باب أولي أن تبحث في عقيدتك عن كيفية صلاة معبودك يسوع :
لوقا ((22: 40 و لما صار الى المكان قال لهم صلوا لكي لا تدخلوا في تجربة
22: 41 و انفصل عنهم نحو رمية حجر و جثا على ركبتيه و صلى
22: 42 قائلا يا ابتاه ان شئت ان تجيز عني هذه الكاس و لكن لتكن لا ارادتي بل ارادتك
22: 43 و ظهر له ملاك من السماء يقويه
22: 44 و اذ كان في جهاد كان يصلي باشد لجاجة و صار عرقه كقطرات دم نازلة على الارض
لمن كان يصلي ؟؟؟؟؟
سيقول السفهاء الناسوت كان يصلي للاهوت !!!!
فنقول لهم واين قال لكم المسيح أنه ناسوت + لاهوت ؟؟؟؟
فعجبا لقوم يسألون عن كيفية العبادة قبل ورود نص بها .
ويؤمنون بعبادة من عاش علي الأرض ثلاثة و ثلاثين عاما وتعرض للضرب والبصق والمهانة (علي حد زعمهم ) ونسي أن يخبرهم صراحة حتى بألوهيته .
ونسي أن يخبرهم كيف تكون الصلاة .
يسألون كيف كان المسلمون يصلون قبل أن يلقي محمد ربه في ليلة الإسراء والمعراج ويأمره بالصلوات الخمس.
ولا يسألون أنفسهم أين قال المسيح لهم أنا ربكم فاعبدوني .
يسألون كيف كان المسلمون يصلون قبل نزول آية الوضوء .
ولا يسألون أنفسهم كيف صلاتهم تجوز وهم علي نجاسة .
هذه هي عقول النصارى وأصحاب المواقع النصرانية .
قال تعالي ((وَدَّت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ)) أل عمران69
.
ياسر جبر
10-07-2006, 12:05 AM
بارك الله فيك أخي الدخاخني
نريد فتح قسم للاسئلة الغبية من اتباع النصرانية أو الشبهات الغبية للمواقع المسيحية
يا اغبياء ...
هل تعتقدون ان صلاتهم كانت باطلة (( بافتراض صحة ما زعمتوه )) وعليه يجب أن يعيدوها , أما الصلاة بعد ذلك فصحيحة ؟؟
يا اغبياء
الرسول عليه الصلاة والسلام لو لم يكن نبيا" ,لما قال لهم صلوا أوتوضؤوا واستيقظوا من أحلى النوم للصلاة .
يا اغبياء
مالذي يهمكم إن كان يصلي بوضوء أو بدون وضوء إن كنتم لا تعتدون أصلا" في هذا الدين ؟؟
الحمد لله رب العالمين.
م. عمـرو المصري
10-07-2006, 12:06 AM
بارك الله فيكم أستاذنا م/ الدخاخني
فعلا بعد إنتهاء شبهات الملاحدة والروافض بالردود القواصم عليها .. حاولوا استخراج شبهات بأنفسهم .. من باب التجديد يعني .. فظهر جهلهم بشكل فاضح!!
يقول الجاهل الجهول صاحب المقال :
هل كانوا يصلون من غير وضوء وهم أنجاس ؟
وهل ينجس المسلم يا أحمق؟
روى البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَهُ فِي بَعْضِ طَرِيقِ الْمَدِينَةِ وَهُوَ جُنُبٌ فَانْخَنَسْتُ مِنْهُ فَذَهَبَ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ أَيْنَ كُنْتَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ كُنْتُ جُنُبًا فَكَرِهْتُ أَنْ أُجَالِسَكَ وَأَنَا عَلَى غَيْرِ طَهَارَةٍ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ إِنَّ الْمُسْلِمَ لَا يَنْجُسُ
صحيح البخاري .. بَاب عَرَقِ الْجُنُبِ وَأَنَّ الْمُسْلِمَ لَا يَنْجُسُ .. رقم 274
.
.
.
وانظروا لبولس ماذا يقول
6 لان اهتمام الجسد هو موت ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام.
7 لان اهتمام الجسد هو عداوة للّه اذ ليس هو خاضعا لناموس الله لانه ايضا لا يستطيع.
أي أن نجاسة المسيحي من أصول دينه!!!!!!!
فعن أي شيء يتحدث هذا المعتوه!!!!!
هذه هي عقول النصارى وأصحاب المواقع النصرانية .
صدقت أخي الحبيب
حسام الدين
10-07-2006, 07:12 AM
النصارى يتحدثون عن الوضوء !!! ورائحتهم تشمها على بعد أميال لأنهم لايتطهرون من الجنابه !!!
أما كتابهم الذى يقولون أنه مقدس ففيه العجب فى كل المجالات ( جنس + نجاسه + شرب خمر + زنا + قتل + تعذيب .......)
سفر حزقيال (12:4) إن الرب قال لنبيه حزقيال وتأكل كعكا من الشعير علي الخراء الذي يخرج من الانسان تخبزه امام عيونهم وقال الرب هكذا يأكل بنو اسرائيل خبزهم النجس بين الامم أطردهم اليهم . فقلت اه يا سيد يا رب ها نفسي لم تتنجس ومن صباي إلي الان لم اكل ميته أو فريسه ولا دخل فمي لحم نجس . فقال لي أنظر قد جعلت لك خنثي البقر بدل خراء الانسان فتصنع خبزك عليه ))
خنثي البقر دي !!! جديده !!!!!!!!
ربهم في سفر ملاخي (3:2) يقول ها أنا اعاقب اولادكم وانثر روث الحيوانات التي تقدمونها لي علي وجوهكم))
ربهم وإلههم يقوم برش روس الحيوانات علي وجوههم !!!!!!!!! لاحول ولاقوه إلا بالله !!!!
في نسخه الملك جيمس هذا النص 23:13:13 DT
ويكون لك وتد مع عدتك لتحفر به عندما تجلس خارجا وترجع وتغطي برازك !!!!
ما أجمل الطهاره فى دين الخروف
خراء .... خبز نجس .... لحم نجس...... خنثى البقر ..... خراء الإنسان ......روث الحيوانات ..... البراز !!!!!!!
هل الذى ينطق بهذه الألفاظ إله يستحق العباده ..... أم يستحق شلوتين وألمين على وشه
نور الدنيا
10-08-2006, 02:34 AM
ههههههههههههههههههه
ايه مين اللي بيتكلم عن الوضوء!!!!!!!!!!!!!!!
لا حول و لا قوة الا بالله
هما بيفتكروا انو تفسير الايات فلسفة !!!!!!!!
اه علم مش اي كلام
بعدين انا مش فاهمة ليه النصارى بيجرحوا في الاسلام و بيخترعوا حاجات باطلة
ليه مش عاوزين يقتنعوا بانهم عالباطل و عالكفر
ليه بيوهموا انفسهم انهم صح
بجد انا فعلا باشفق عليهم
مساكين .....
أبوبكر رجب
10-08-2006, 04:39 PM
بارك الله فيك استاذ الدخاخنى
م /الدخاخني
10-09-2006, 01:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين
وبعـــــــد
نريد فتح قسم للاسئلة الغبية من اتباع النصرانية أو الشبهات الغبية للمواقع المسيحية
هههههههههه
لم أرى من النصاري إلا هذا النوع من الأسئلة .
بارك الله فيكم أخواني جميعا :
الهدف من المقال : تحويل الشبهه إلي إفتخار والإلحاق بالنصاري العار
أن يفتخر كل مسلم بدينه وعقيدته التي اهتمت بطهارة الجسد والروح معا .
وأن يستعر كل نصراني من عقيدته التي جعلت الاهتمام بالجسد عداوة لله (تعالي الله عما يقولون )
فالإسلام من بدايته أمرنا بالطهارة والنظافة وجعلها مفتاح العبادة وبدونها لا تصح الصلاة .
وكلف المسلم بأن يتوضأ قبل الصلاة، وإذا أصابته جنابة فوجب عليه الغسل فرضا .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد تملأن ما بين السماء والأرض.... والصدقة برهان والصبر ضياء.... والقرآن حجة لك أو عليك... )
وقد بين عليه الصلاة و السلام أن أمته تعرف من بين الأمم على كثرتها بهذا النوع من النظافة وهذا الأثر من الطهارة فيقول صلى الله عليه وسلم:
(إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء - فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل).
وأرشدنا إلى أن الوضوء فوق أنه طهارة ونظافة وتكفير للذنوب ومحو للخطايا فهو أرفع للدرجات."
فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:
( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات. قالوا بلى يا رسول الله قال: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط.. فذلك الرباط.. فذلكم الرباط )
أما دين النصاري : فحدث ولا حرج لا وضوء ولا غسل بل الأعجب من هذا وذاك ما قاله رسولهم بولس
رسالة رومية((8: 6 لان اهتمام الجسد هو موت و لكن اهتمام الروح هو حياة و سلام
8: 7 لان اهتمام الجسد هو عداوة لله اذ ليس هو خاضعا لناموس الله لانه ايضا لا يستطيع
8: 8 فالذين هم في الجسد لا يستطيعون ان يرضوا الله .
هكذا أمرهم رسولهم : لا تهتموا بالجسد .عيشوا أنجاس وموتوا أنجاس . فالإهتمام بالجسد عداوة لله .
لعنهم الله تعالي .
((إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ ))
صدق الله العظيم
الرد على شبهة ماتت فاضطجع معها .
هناك شبهاً كثيرة الهدف منها التلبيس على المسلم أمور دينه , بالطعن في ديننا الحنيف الذي يثبت كفرهم بصريح العبارة , والطعن في نبينا صلوات الله وسلامه عليه , والطعن في أصحابه أهل الجنة الذين أقاموا الدين ونصروا الله ورسوله , وليس هدف هؤلاء الطغمة الحديثة تبشيراً بنصرانيتهم أو دعوة لعقيدتهم التي اثبت على مر العصور فسادها من قبل مئات بل الاف من العلماء ومن بعض علمائهم أيضاً , بل فقط هدفهم إخراج المسلم من دينه
ولقد نحى نفس المنحى قبلهم كثير من المستشرقين في أزمنة متعددة قريبة , وكثير من الزنادقة في أزمنة سابقة , ولكن بعصرنا هذا حققت لهم التقنية الحديثة نوع من الأمان حيث يتخفون وراء الأجهزة للطعن بأمان من أن يقام عليهم حد أو يقتص منهم , وهذا هو ديدنهم كما وصفهم كتاب ربنا عز وجل ( لا يقاتلونكم جميعا إلا من وراء جدر ) والجدر الحديثة الآن هي التقنية التي يتخفون وراءها , فهم أجبن من المواجهة وأضعف حجة في المشافهة .
وهدفنا هنا هو بيان الحق والصدق للمسلم حتى يكن على يقين أن الله تعالى اختار خير البشر لرسالته وخير الصحبة وخير جيل لصحبة رسوله ثم استخلف رسالته لخير الأمم طالما تمسكوا بما كان عليه رسوله صلى الله عليه وسلم .
يثير طغام النصارى قصة من السيرة بفهم مختلق مكذوب , لا يوافق لغة ولا فهما ولا عرفا ولا عقلا , ولكن فقط يناسب كفرا بقلوبهم وزندقة وفسقاً إستقوه من كتابهم .
يقول كلاب النصارى ( أن رسول الله - بأبي هو وأمي - مارس الجنس مع فاطمة بنت أسد وهي ميتة ) وهم كعادتهم يسوقون أحداثا حقيقية بتحريف يناسب ما جبلهم كتابهم عليه , ولنبدأ في المقصود بعون الله .
الرواية التي يستند فيها النصارى قولهم :
عن ابن عباس قال: ( لما ماتت فاطمة أم علي بن أبي طالب ألبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه واضطجع معها في قبرها فقالوا: ما رأيناك صنعت ما صنعت بهذه فقال: إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبر بي منها إنما ألبستها قميصي لتكسى من حلل الجنة واضطجعت معها ليهون عليها) ( الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر )
عن ابن عباس قال: ( لما ماتت أم علي بن أبي طالب فاطمة بنت أسد بن هاشم وكانت ممن كفل النبي صلى الله عليه وسلم وربته بعد موت عبد المطلب، كفنها النبي صلى الله عليه وسلم في قميصه، وصلى عليها واستغفر لها وجزاها الخير بما وليته منه، واضطجع معها في قبرها حين وضعت فقيل له: صنعت يا رسول الله بها صنعا لم تصنع بأحد! قال: إنما كفنتها في قميصي ليدخلها الله الرحمة ويغفر لها، واضطجعت في قبرها ليخفف الله عنها بذلك) ( كنز العمال )
المعنى اللغوي لكلمة أضطجع :
ضجع: أَصل بناء الفعل من الاضْطِجاعِ، ضَجَعَ يَضْجَعُ ضَجْعاً وضُجُوعاً، فهو ضاجِعٌ، وقلما يُسْتَعْمَلُ، والافتعال منه اضْطَجَع يَضْطجِعُ اضْطِجاعاً، فهو مُضْطَجِعٌ. واضْطَجَع: نام.وقيل: اسْتَلْقَى ووضع جنبه بالأَرض.
وأَضْجَعْتُ فلاناً إِذا وضعت جنبه بالأَرض، وضَجَعَ وهو يَضْجَعُ نَفْسُه؛ ورجل ضُجَعةٌ مثال هُمَزةٍ: يُكثر الاضْطِجاعَ كَسْلانُ.
والضِّجْعَةُ: هيئةُ الاضْطِجاعِ.
والمَضاجِعُ: جمع المَضْجَعِ؛ قال الله عز وجل: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة: 16]؛ أي: تَتَجافى عن مضاجِعِها التي اضْطَجَعَتْ فيها.
والاضْطِجاعُ في السجود: أَن يَتَضامَّ ويُلْصِق صدره بالأَرض، وإِذا قالوا: صَلَّى مُضْطَجعاً فمعناه: أَن يَضْطَجع على شِقِّه الأَيمن مستقبلاً للقبيلة.
وفي الحديث: (( كانت ضِجْعةُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- أَدَماً حَشْوُها ليفٌ )).
الضِّجْعةُ، بالكسر: مِنَ الاضْطِجاعِ وهو النوم كالجِلْسةِ من الجلوس، وبفتحها المرّة الواحدة.
والمراد ما كان يَضْطَجِعُ عليه، فيكون في الكلام مضاف محذوف تقديره: كانت ذاتُ ضِجْعته أَو ذاتُ اضْطِجاعِه فِراشَ أَدَمٍ حَشْوُها لِيفٌ.
وكل شيء تَخْفِضُه، فقد أَضْجَعْتَه.
والتَّضْجِيعُ في الأَمر: التَّقْصِيرُ فيه.
وضَجَعَ في أَمره واضَّجَعَ وأَضْجَعَ: وَهَنَ.
( لسان العرب لأبن منظور )
فيفهم مما سبق أن المعنى العام للاضطجاع هو النوم أو الإستلقاء على الجنب .
الفهم الأعوج للإضطجاع :
وليتم لنا من أين أتى النصارى بعوج الفهم ( هذا بعد المرض الذي بقلوبهم ) ليتم لنا ذلك نعرض هنا معنى الاضطجاع بكتابهم الملئ بالدنس :
التكوين 19-30:36
32 هلم نسقي ابانا خمرا ونضطجع معه . فنحيي من ابينا نسلا . 33 فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة . ودخلت البكر واضطجعت مع ابيها . ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها . 34 وحدث في الغد ان البكر قالت للصغيرة اني قد اضطجعت البارحة مع ابي . نسقيه خمرا الليلة ايضا فادخلي اضطجعي معه . فنحيي من ابينا نسلا . 35 فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة ايضا . وقامت الصغيرة واضطجعت معه . ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها . 36 فحبلت ابنتا لوط من ابيهما .
التكوين 10-26
فقال ابيمالك ما هذا الذي صنعت بنا . لولا قليل لاضطجع احد الشعب مع امرأتك فجلبت علينا ذنبا .
تكوين 30:16
فلما اتى يعقوب من الحقل في المساء خرجت ليئة لملاقاته وقالت اليّ تجيء لاني قد استأجرتك بلفّاح ابني . فاضطجع معها تلك الليلة
تكوين 34:2
فرآها شكيم ابن حمور الحوّي رئيس الارض واخذها واضطجع معها واذلّها
تكوين 35:22
وحدث اذ كان اسرائيل ساكنا في تلك الارض ان رأوبين ذهب واضطجع مع بلهة سرّية ابيه . وسمع اسرائيل وكان بنو يعقوب اثني عشر
تكوين 39:7
وحدث بعد هذه الامور ان امرأة سيده رفعت عينيها الى يوسف وقالت اضطجع معي
خروج 22:16
واذا راود رجل عذراء لم تخطب فاضطجع معها يمهرها لنفسه زوجة
إذن الأضجاع لديهم هو الزنا , وهذا فهم معوج مناسب لعموم كتابهم , وعلى الرغم من أن نصارى العرب يتحدثون العربية ولكن ( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ) فصرفوا الكلمة عن معناها المتعارف عليه إلى المعنى البعيد والمناسب لهدفهم .
التقط كلاب النصارى ما سأورده الان لعرضه بفهم كتابهم الملئ بالزنا والدعارة كشبهة على عوام المسلمين , وما أتوا إلا من جهلهم باللغة العربية ( سقت لك سابقاً معنى اضطجع ) وعلة كتابهم -الزنا والدعارة والفجور- والتي اخرجت كتابهم عن وقار المحترم من الكتب فضلا عن القداسة تلك العلة التي تؤرقهم ليل نهار , فرموا غيرهم بما فيهم كقول الشاعر : رمتني بدائها وانسلت .
تفسير الروايات بعضها البعض :
يفهم كل مسلم وكل عاقل أن المعنى يؤخذ من جمع الروايات ببعضها , وسأسوق لك هنا ما ورد في قصة وفاة فاطمة بنت أسد رضي الله عنها لتتبين مدى كذب وحقد هؤلاء , ولن أطيل عليك بذكر السند ولكن فقط المتن :
1- أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كفَّن فاطِمَة بِنْت أسد في قميصه واضطجع في قبرها وجَزَّأها خيراً. وروي عن ابن عباس نحو هذا وزاد فقالوا: ما رأيناك صنعت بأحد ما صنعت بهذه! قال: " إنه لم يكن بعد أبي طالب أبرّ قاله ابن حبيب. منها إنما ألبستها قميصي لتُكسى من حلل الجنة واضطجعت في قبرها ليهون عليها عذاب القبر " ( أسد الغابة لابن الأثير )
التقط كلاب النصارى لفظة اضطجع وفسروها تفسير كتابهم بالزنا اعتمادا على الرواية التي جاءت بلفظ " اضطجع معها " ومعنى النص في هذه الرواية اضطجع بقبرها كما هو واضح بالرواية الأولى , وكعادتهم تحريف الكلم عن مواضعه ولم يكملوا قراءة بقية الروايات والتي تفسر بعضها البعض .
فلقد كفنها صلى الله عليه وسلم بقميصه = لتكسى من حلل الجنة
اضطجع في قبرها = ليهون عليها عذاب القبر
2- عن الزبير بن سعيد القرشي قال: ( كنا جلوسا عند سعيد بن المسيب، فمر بنا علي بن الحسين، ولم أرَ هاشميا قط كان أعبد لله منه، فقام إليه سعيد بن المسيب، وقمنا معه، فسلمنا عليه، فرد علينا، فقال له سعيد: يا أبا محمد، أخبرنا عن فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنهما- قال: نعم، حدثني أبي قال: سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول :
لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم، كفنها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في قميصه، وصلى عليها، وكبر عليها سبعين تكبيرة، ونزل في قبرها، فجعل يومي في نواحي القبر كأنه يوسعه، ويسوي عليها، وخرج من قبرها وعيناه تذرفان، وحثا في قبرها.فلما ذهب قال له عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه -: يا رسول الله، رأيتك فعلت على هذه المرأة شيئا لم تفعله على أحد فقال: ( يا عمر إن هذه المرأة كانت أمي التي ولدتني.إن أبا طالب كان يصنع الصنيع، وتكون له المأدبة، وكان يجمعنا على طعامه، فكانت هذه المرأة تفضل منه كله نصيبا، فأعود فيه. وإن جبريل -عليه السلام- أخبرني عن ربي -عز وجل- أنها من أهل الجنة.وأخبرني جبريل -عليه السلام- أن الله تعالى أمر سبعين ألفا من الملائكة يصلون عليها) ( مستدرك الحاكم )
3- عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده: ( أن رسول الله " ص " دفن فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي بن أبي طالب بالروحاء مقابل حمام أبي قطيفة) ( مقاتل الطالبين الاصفهاني )
4- يوم ماتت صلى النبي صلّى الله عليه وسلّم عليها، وتمرغ في قبرها، وبكى، وقال: ( "جزاك الله من أمٍ خيراً، فقد كنت خير أمّ" ) ( مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر )
فهل يفهم من الروايات السابقة ما ذهب إليه كلاب النصارى ؟؟
نبذة تعريفية بفاطمة بنت أسد رضي الله عنها :
نسوق للمسلمين تعريفاً بسيطا بمن هي فاطمة بنت أسد , فمن هي فاطمة بنت أسد ؟؟
هي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف أم علي بن أبي طالب وإخوته قيل إنها ماتت قبل الهجرة وليس بشيء والصواب أنها هاجرت إلى المدينة وبها ماتت.
أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال:حدثنا أبو محمد إسماعيل بن علي الحطيمي قال: حدثنا محمد بن عبدوس قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا محمد بن بشر عن زكريا عن الشعبي قال: أم علي بن أبي طالب فاطمة بنت أسد بن هاشم أسلمت وهاجرت إلى المدينة وتوفيت بها. قال الزبير: هي أول هاشمية ولدت لهاشمي هاشمياً. قال: وقد أسلمت وهاجرت إلى الله ورسوله وماتت بالمدينة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وشهدها رسول الله ( الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر )
وكانت فاطمة بنت أسد زوج أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي فولدت له طالبا وعقيلا وجعفرا وعليا وأم هانئ وجمانة وريطة بني أبي طالب وأسلمت فاطمة بنت أسد وكانت امرأة صالحة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها ويقيل في بيتها ( أي ينام القيلولة وهي نوم الظهر) ( الطبقات الكبرى لابن سعد )
قال محمد بن عمر: وهو الثّبت عندنا. وأم علي عليه السلام فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وأسلمت قديماً، وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي، وهي ربت النبي صلّى الله عليه وسلّم و، وولدت لأبي طالب عقيلاً، وجعفر، وعلياً، وأم هانئ، واسمها فاختة، وحمامة. وكان عقيل أسنّ من جعفر بعشر سنين، وجعفر أسنّ من علي بعشر سنين، وجعفر هو ذو الهجرتين، وذو الجناحين ( مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر )
وروى الأعمش عن عَمْرو بن مرَّة عن أبي البحتري عن علي قال: قلت لامي فاطِمَة بِنْت أسد: اكفي فاطِمَة بِنْت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سِقاية الماء والذهاب في الحاجة وتكفيك الداخل: الطحنَ والعجنَ. وهذا يدل على هجرتها لأن علياً إنما تزوج فاطِمَة بالمدينة . ( أسد الغابة لابن الأثير )
عن أبي هريرة. وكان جعفر بن أبي طالب الثالث من ولد أبيه وكان طالب أكبرهم سناً ويليه عقيل ويلي عقيلاً جعفر ويلي جعفراً علي. وكل واحد منهم أكبر من صاحبه بعشر سنين وعلي أصغرهم سناً.... وأمهم جميعاً فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ( مقاتل الطالبين الاصفهاني )
عن جرير سمعت النبي " ص " يدعوا النساء إلى البيعة حين أ نزلت هذه الآية " يأيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك " وكانت فاطمة بنت أسد أول امرأة بايعت رسول الله . ( مقاتل الطالبين الاصفهاني )
=============
الرد على شبهة اكشفي عن فخذيك
حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا عبد الله يعني ابن عمر بن غانم عن عبد الرحمن يعني ابن زياد عن عمارة بن غراب قال إن عمة له حدثته أنها سألت عائشة قالت :
(( إحدانا تحيض وليس لها ولزوجها إلا فراش واحد قالت أخبرك بما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل فمضى إلى مسجده قال أبو داود تعني مسجد بيته فلم ينصرف حتى غلبتني عيني وأوجعه البرد فقال ادني مني فقلت إني حائض فقال وإن اكشفي عن فخذيك فكشفت فخذي فوضع خده وصدره على فخذي وحنيت عليه حتى دفئ ونام ))
( رواه أبو داود 1/70 رقم 270 والبيهقي في سننه 1/313 1/55 حديث رقم 120).
الحديث ضعيف. ضعفه الألباني في ضعيف الجامع ص 26. وفي ضعيف الأدب المفرد ص 30.
- عبد الرحمن بن زياد: وهو الافريقي مجهول. قال البخاري في كتاب الضعفاء الصغير307 » في حديثه بعض المناكير« وقال أبو زرعة » ليس بالقوي« (سؤالات البرذعي ص389) وقال الترمذي ضعيف في الحديث عند أهل الحديث مثل يحيى بن سعيد القطان وأحمد بن حنبل (أنظر سنن الترمذي حديث رقم 54 و199 و1980) بل قال » ليس بشيء كما في (الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي2/204 ترجمة رقم2435 وميزان الاعتدال في نقد الرجال للذهبي ترجمة رقم6041 تهذيب الكمال21/258).
وقال البزار له مناكير (كشف الأستار رقم2061) وقال النسائي » ضعيف« (الضعفاء والمتروكون337) وقال الدارقطني في سننه (1/379) » ضعيف لا يحتج به« وضعفه أيضا في كتاب العلل.
- عمارة بن غراب اليحصبي: قال الحافظ في تقريب التهذيب » تابعي مجهول. غلط من عده صحابيا« (ترجمة رقم4857).
و قال المنذري : عمارة بن غراب والراوي عنه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي والراوي عن الأفريقي عبد الله بن عمر بن غانم وكلهم لا يحتج بحديثه . انتهى
الجنـــــــس
نشيد الإنشاد
Sg:4:1: 1. ها انت جميلة يا حبيبتي ها انت جميلة عيناك حمامتان من تحت نقابك.شعرك كقطيع معز رابض على جبل جلعاد. (SVD)
Sg:4:2: 2 اسنانك كقطيع الجزائز الصادرة من الغسل اللواتي كل واحدة متئم وليس فيهنّ عقيم. (SVD)
Sg:4:3: 3 شفتاك كسلكة من القرمز.وفمك حلو.خدك كفلقة رمانة تحت نقابك. (SVD)
Sg:4:4: 4 عنقك كبرج داود المبني للاسلحة.الف مجن علق عليه كلها اتراس الجبابرة. (SVD)
Sg:4:5: 5 ثدياك كخشفتي ظبية توأمين يرعيان بين السوسن. (SVD)
Sg:4:6: 6 الى ان يفيح النهار وتنهزم الظلال اذهب الى جبل المرّ والى تل اللبان. (SVD)
Sg:4:7: 7 كلك جميل يا حبيبتي ليس فيك عيبة (SVD)
Sg:4:8: 8. هلمي معي من لبنان يا عروس معي من لبنان.انظري من راس امانة من راس شنير وحرمون من خدور الأسود من جبال النمور. (SVD)
Sg:4:9: 9 قد سبيت قلبي يا اختي العروس قد سبيت قلبي بإحدى عينيك بقلادة واحدة من عنقك. (SVD)
Sg:4:10: 10 ما احسن حبك يا اختي العروس كم محبتك اطيب من الخمر وكم رائحة ادهانك اطيب من كل الاطياب. (SVD)
Sg:4:11: 11 شفتاك يا عروس تقطران شهدا.تحت لسانك عسل ولبن ورائحة ثيابك كرائحة لبنان. (SVD)
Sg:4:12: 12 اختي العروس جنة مغلقة عين مقفلة ينبوع مختوم. (SVD)
Sg:4:13: 13 اغراسك فردوس رمان مع اثمار نفيسة فاغية وناردين. (SVD)
Sg:4:14: 14 ناردين وكركم.قصب الذريرة وقرفة مع كل عود اللبان.مر وعود مع كل انفس الاطياب. (SVD)
Sg:4:15: 15. ينبوع جنات بئر مياه حية وسيول من لبنان (SVD)
Sg:4:16: 16 استيقظي يا ريح الشمال وتعالي يا ريح الجنوب.هبي على جنتي فتقطر اطيابها.ليأت حبيبي الى جنته ويأكل ثمره النفيس (SVD)
Sg:5:1: 1. قد دخلت جنتي يا اختي العروس.قطفت مري مع طيبي.اكلت شهدي مع عسلي.شربت خمري مع لبني.كلوا ايها الاصحاب اشربوا واسكروا ايها الاحباء (SVD)
Sg:5:2: 2. انا نائمة وقلبي مستيقظ.صوت حبيبي قارعا.افتحي لي يا اختي يا حبيبتي يا حمامتي يا كاملتي لان راسي امتلأ من الطل وقصصي من ندى الليل (SVD)
Sg:5:3: 3 قد خلعت ثوبي فكيف البسه.قد غسلت رجليّ فكيف اوسخهما. (SVD)
Sg:5:4: 4 حبيبي مدّ يده من الكوّة فانّت عليه احشائي. (SVD)
Sg:5:5: 5 قمت لأفتح لحبيبي ويداي تقطران مرّا وأصابعي مر قاطر على مقبض القفل. (SVD)
Sg:5:6: 6 فتحت لحبيبي لكن حبيبي تحول وعبر.نفسي خرجت عندما ادبر.طلبته فما وجدته دعوته فما اجابني. (SVD)
Sg:5:7: 7 وجدني الحرس الطائف في المدينة.ضربوني جرحوني.حفظة الاسوار رفعوا ازاري عني. (SVD)
Sg:5:8: 8 احلفكنّ يا بنات اورشليم ان وجدتنّ حبيبي ان تخبرنه باني مريضة حبا (SVD)
Sg:5:9: 9. ما حبيبك من حبيب ايتها الجميلة بين النساء ما حبيبك من حبيب حتى تحلفينا هكذا (SVD)
Sg:6:1: 1. اين ذهب حبيبك ايتها الجميلة بين النساء اين توجه حبيبك فنطلبه معك (SVD)
Sg:6:2: 2 حبيبي نزل الى جنته الى خمائل الطيب ليرعى في الجنات ويجمع السوسن. (SVD)
Sg:6:3: Prv:5:3: 3 انا لحبيبي وحبيبي لي.الراعي بين السوسن (SVD)
Sg:6:4: 4. انت جميلة يا حبيبتي كترصة حسنة كاورشليم مرهبة كجيش بألوية. (SVD)
Sg:6:5: 5 حولي عني عينيك فانهما قد غلبتاني.شعرك كقطيع المعز الرابض في جلعاد. (SVD)
Sg:6:6: 6 اسنانك كقطيع نعاج صادرة من الغسل اللواتي كل واحدة متئم وليس فيها عقيم. (SVD)
Sg:6:7: 7 كفلقة رمانة خدك تحت نقابك. (SVD)
Sg:6:8: 8 هنّ ستون ملكة وثمانون سرية وعذارى بلا عدد. (SVD)
Sg:7:1: 1. ما اجمل رجليك بالنعلين يا بنت الكريم.دوائر فخذيك مثل الحلي صنعة يدي صناع. (SVD)
Sg:7:2: 2 سرتك كاس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج.بطنك صبرة حنطة مسيجة بالسوسن. (SVD)
Sg:7:3: 3 ثدياك كخشفتين توأمي ظبية. (SVD)
Sg:7:4: 4 عنقك كبرج من عاج.عيناك كالبرك في حشبون عند باب بث ربيم.انفك كبرج لبنان الناظر تجاه دمشق. (SVD)
Sg:7:5: 5 راسك عليك مثل الكرمل وشعر راسك كأرجوان.ملك قد أسر بالخصل. (SVD)
Sg:7:6: 6 ما اجملك وما احلاك ايتها الحبيبة باللذّات. (SVD)
Sg:7:7: 7 قامتك هذه شبيهة بالنخلة وثدياك بالعناقيد. (SVD)
Sg:7:8: 8 قلت اني اصعد الى النخلة وامسك بعذوقها.وتكون ثدياك كعناقيد الكرم ورائحة انفك كالتفاح
Sg:7:9: 9 وحنكك كأجود الخمر--لحبيبي السائغة المرقرقة السائحة على شفاه النائمين (SVD)
Sg:7:10: 10. انا لحبيبي واليّ اشتياقه. (SVD)
Sg:7:11: 11 تعال يا حبيبي لنخرج الى الحقل ولنبت في القرى. (SVD)
Sg:7:12: 12 لنبكرنّ الى الكروم لننظر هل ازهر الكرم هل تفتح القعال هل نور الرمان.هنالك اعطيك حبي.
Sg:7:13: 13 اللفاح يفوح رائحة وعند ابوابنا كل النفائس من جديدة وقديمة ذخرتها لك يا حبيبي (SVD)
Sg:8:1: 1. ليتك كأخ لي الراضع ثديي امي فأجدك في الخارج وأقبلك ولا يخزونني. (SVD)
Sg:8:2: 2 وأقودك وادخل بك بيت امي وهي تعلمني فأسقيك من الخمر الممزوجة من سلاف رماني. (SVD)
Sg:8:3: 3 شماله تحت راسي ويمينه تعانقني. (SVD)
Sg:8:4: 4 احلفكن يا بنات اورشليم ألا تيقظن ولا تنبهن الحبيب حتى يشاء (SVD)
Sg:8:5: 5. من هذه الطالعة من البرية مستندة على حبيبها تحت شجرة التفاح شوقتك هناك خطبت لك امك هناك خطبت لك والدتك (SVD)
Sg:8:8: 8. لنا اخت صغيرة ليس لها ثديان.فماذا نصنع لأختنا في يوم تخطب (SVD)
Sg:8:10: 10 انا سور وثدياي كبرجين.حينئذ كنت في عينيه كواجدة سلامة (SVD)
احتار القوم في الرد علي نشيد الانشاد هذا وما فيه من ألفاظ جنسية فاضحة لا يمكن أن ترد في كتاب الله فمرة يقولون إن سليمان كتبه تغزلا في إحدى نسائه ومرة قالوا أن سليمان كتبه لكل نصرانى ومرة قالوا أن سليمان كتبه تغزلا في الكنيسة ومرة قالوا أن سليمان كتبه وهذه هي المصيبة في الله ذاته !!!!!!
أقول سبحانك يا الله ما قدروك حق قدرك القوم لا يستقرون علي رأي ولا علي تأويل في هذه الكلمات وبدلا من أن يقتنعوا بالحق ويعترفون أن هذا ليس بكلام الله يخترعون له الحجج والمبررات تلو المبررات والتي هي مبررات ساقطة لا محالة ولا يقول بها عاقل أبداً .
فقولهم أن سليمان كان يتغزل بهذه الكلمات في إحدى زوجاته قلت وهل يليق أن يقول نبي هذه الكلمات الجنسية الفاضحة ويصف بها زوجته للناس بهذه الطريقة المثيرة للشهوة علي مر هذه العصور وفي كتاب الله ؟؟ وما شأن تغزل رجل بامرأته بهذه الطريقة بكلام الله وكتاب الله وما الحكمة من ورودها في الكتاب ؟؟
وقولهم أن سليمان كتبها تغزلا في الكنيسة قلت ( ذو العقل يشقي في النعيم بعقله وأخو الجهالة بالشقاوة ينعم ) . وهل كان هناك كنائس علي عهد سليمان ؟؟؟ أو حتى علي عهد المسيح ؟؟؟ وهل للكنيسة ثديان وحلقات فخذين وصرة ؟؟؟؟
وقولهم أن سليمان كتبها لكل نصرانى أقول له سؤال واحد هل سليمان يخاطبك أنت حينما يقول Sg:7:8: 8 قلت اني اصعد الى النخلة وامسك بعذوقها.وتكون ثدياك كعناقيد الكرم ورائحة انفك كالتفاح ؟؟ أو حينما يقول Sg:7:1: 1. ما اجمل رجليك بالنعلين يا بنت الكريم.دوائر فخذيك مثل الحلي صنعة يدي صناع. (SVD) هل يخاطبك سليمان بهذه الكلمات ؟؟؟
وقولهم أن سليمان كتبه في الله ذاته وهو كالشعر الصوفي وغير ذلك من الترهات قلت يا صاحب العقل أن لم تقبل الكلمات السابقة في نفسك فهل تقبل أن يقول سليمان هذه الألفاظ لله سبحانه وتعالى ؟؟ Sg:7:3: 3 ثدياك كخشفتين توأمي ظبية. (SVD) أو أن يقول Sg:7:2: 2 سرتك كاس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج.بطنك صبرة حنطة مسيجة بالسوسن. (SVD)؟؟؟؟ يا صاحب العقل والإنصاف هل تقبل ذلك في ربك هل تقبل أن يقول أحد هذا لربك أو أن يصفه بتلك الصفات ؟؟؟؟
فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
والأدهى والأمر ما هو آت , قصة دعارة أهوله وأهوليبة الأختان العاهرتان و تصرف الرب معهم والألفاظ التي أتحدى أي نصراني أن يقرأها علي أخته أو أمه أو بنته الصغيرة تلك القصة التي هي وصمة عار في الكتاب....... اقرأ ولك الحكم,,,,
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟أهولة وأهوليبة
لمن يقولون أنهما مدينتين
Ez:23:44:
44 فدخلوا عليها كما يدخل على امرأة زانية.هكذا دخلوا على أهولة وعلى أهوليبة المرأتين الزانيتين. (SVD)
Ez:23:1: 1. وكان اليّ كلام الرب قائلا. (SVD)
Ez:23:2: 2 يا ابن آدم كان امرأتان ابنتا ام واحدة. (SVD)
Ez:23:3: 3 وزنتا بمصر.في صباهما زنتا.هناك دغدغت ثديّهما وهناك تزغزغت ترائب عذرتهما. (SVD)
Ez:23:4: 4 واسمها أهولة الكبيرة وأهوليبة اختها وكانتا لي وولدتا بنين وبنات.واسماهما السامرة أهولة وأورشليم أهوليبة. (SVD)
Ez:23:5: 5 وزنت أهولة من تحتي وعشقت محبيها اشور الابطال (SVD)
Ez:23:6: 6 اللابسين الاسمانجوني ولاة وشحنا كلهم شبان شهوة فرسان راكبون الخيل. (SVD)
Ez:23:7: 7 فدفعت لهم عقرها لمختاري بني اشور كلهم وتنجست بكل من عشقتهم بكل اصنامهم. (SVD)
Ez:23:8: 8 ولم تترك زناها من مصر ايضا لأنهم ضاجعوها في صباها وزغزغوا ترائب عذرتها وسكبوا عليها زناهم. (SVD)
Ez:23:9: 9 لذلك سلمتها ليد عشّاقها ليد بني اشور الذين عشقتهم. (SVD)
Ez:23:10: 10 هم كشفوا عورتها.اخذوا بنيها وبناتها وذبحوها بالسيف فصارت عبرة للنساء واجروا عليها حكما (SVD)
Ez:23:11: 11. فلما رأت اختها أهوليبة ذلك افسدت في عشقها اكثر منها وفي زناها اكثر من زنى اختها.
Ez:23:12: 12 عشقت بني اشور الولاة والشحن الابطال اللابسين افخر لباس فرسانا راكبين الخيل كلهم شبان شهوة
Ez:23:13: 13 فرأيت انها قد تنجست ولكلتيهما طريق واحدة. (SVD)
Ez:23:14: 14 وزادت زناها ولما نظرت الى رجال مصوّرين على الحائط صور الكلدانيين مصوّرة بمغرة
Ez:23:15: 15 منطقين بمناطق على احقائهم عمائمهم مسدولة على رؤوسهم.كلهم في المنظر رؤساء مركبات شبه بني بابل الكلدانيين ارض ميلادهم (SVD)
Ez:23:16: 16 عشقتهم عند لمح عينيها اياهم وأرسلت اليهم رسلا الى ارض الكلدانيين. (SVD)
Ez:23:17: 17 فأتاها بنو بابل في مضجع الحب ونجسوها بزناهم فتنجست بهم وجفتهم نفسها. (SVD)
Ez:23:18: 18 وكشفت زناها وكشفت عورتها فجفتها نفسي كما جفت نفسي اختها. (SVD)
Ez:23:19: 19 وأكثرت زناها بذكرها ايام صباها التي فيها زنت بأرض مصر. (SVD)
Ez:23:20: 20 وعشقت معشوقيهم الذين لحمهم كلحم الحمير ومنيّهم كمنيّ الخيل. (SVD)
A Bible verse about men with donkey-like genitals: "There she lusted after her lovers, whose genitals were like those of donkeys and whose emission was like that of horses." (Ezek. 23:20)
Ez:23:21: 21 وافتقدت رذيلة صباك بزغزغة المصريين ترائبك لأجل ثدي صباك (SVD)
Ez:23:22: 22. لأجل ذلك يا أهوليبة هكذا قال السيد الرب.هاأنذا اهيج عليك عشّاقك الذين جفتهم نفسك وآتي بهم عليك من كل جهة (SVD)
Ez:23:23: 23 بني بابل وكل الكلدانيين فقود وشوع وقوع ومعهم كل بني اشور شبان شهوة ولاة وشحن كلهم رؤساء مركبات وشهراء.كلهم راكبون الخيل. (SVD)
بالله عليكم أيها النصارى أين تذهبون من عذاب الله ؟؟؟ ألا تخشون علي جلودكم من النار ؟؟؟ أليس عندكم عقول تفكرون بها ؟؟ أين الانصاف أين العقل ؟؟ أيها النصارى هل هذا الكلام كلام الله ؟؟؟ هل هذا هو وحي الله ؟؟ هل أرسل الله الرسل والأنبياء ليحكوا لنا هذه القصة الجنسية الفاضحة التي لا ترد إلا في المجلات الجنسية ؟؟ هل تقبل أن تقرأ هذه القصة لأمك أو بنتك أو أختك أو حتى زوجتك ؟؟ أليس في النار مثوى للمتكبرين ؟؟ لماذا العناد من صاحب عقل يقول أن هذا هو كلام الله ؟؟ أنا متأكد أنك لو سمعت ابنك يردد هذه الالفاظ الواردة في هذا السفر أمام إخوته أو أمامك لنهرته وضربته علي فعلته الشنيعة إذ كيف يقول الولد أمام أخته Ez:23:3: 3 وزنتا بمصر.في صباهما زنتا.هناك دغدغت ثديّهما وهناك تزغزغت ترائب عذرتهما. (SVD) ؟؟؟ أو كيف يقول هذا الولد قليل الأدب لأمه وعشقت معشوقيهم الذين لحمهم كلحم الحمير ومنيّهم كمنيّ الخيل .؟؟؟ بالتأكيد ستضربه علي هذه الفعلة . ولكنك تكره أن يردد ابنك أو ابنتك هذه الالفاظ وتقبل أن يرددها الله وأنبيائه ؟؟؟ سمعنا أخيرا عن اكتشاف اسمه العقل ولكن يبدوا أن هذا الاكتشاف لم يصل بعد إلي النصارى !!!
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ما حكاية الثديين
Dt:22:15:
15 يأخذ الفتاة أبوها وأمها ويخرجان علامة عذرتها إلى شيوخ المدينة إلى الباب (SVD)
Prv:5:19:
19 الظبية المحبوبة والوعلة الزهية.ليروك ثدياها في كل وقت وبمحبتها اسكر دائما. (SVD)
Sg:1:13:
13 صرة المرّ حبيبي لي.بين ثديي يبيت. (SVD)
Sg:7:7:
7 قامتك هذه شبيهة بالنخلة وثدياك بالعناقيد. (SVD)
Sg:7:8:
8 قلت اني اصعد الى النخلة وامسك بعذوقها.وتكون ثدياك كعناقيد الكرم ورائحة انفك كالتفاح (SVD)
Sg:8:8:
8. لنا اخت صغيرة ليس لها ثديان.فماذا نصنع لأختنا في يوم تخطب (SVD)
Sg:8:10:
10 انا سور وثدياي كبرجين.حينئذ كنت في عينيه كواجدة سلامة (SVD)
Is:32:12:
12 لاطمات على الثدي من اجل الحقول المشتهاة ومن اجل الكرمة المثمرة. (SVD)
Is:60:16:
16 وترضعين لبن الامم وترضعين ثدي ملوك وتعرفين اني انا الرب مخلصك ووليك عزيز يعقوب. (SVD)
Jb:3:12:
12 لماذا اعانتني الركب ولم الثدي حتى ارضع. (SVD)
Ez:16:7:
7 جعلتك ربوة كنبات الحقل فربوت وكبرت وبلغت زينة الازيان.نهد ثدياك ونبت شعرك وقد كنت عريانة وعارية. (SVD)
Is:66:11:
11 لكي ترضعوا وتشبعوا من ثدي تعزياتها.لكي تعصروا وتتلذذوا من درة مجدها (SVD)
Ez:23:3:
3 وزنتا بمصر.في صباهما زنتا.هناك دغدغت ثديّهما وهناك تزغزغت ترائب عذرتهما. (SVD)
Ez:23:21:
21 وافتقدت رذيلة صباك بزغزغة المصريين ترائبك لأجل ثدي صباك (SVD)
Ez:23:34:
34 فتشربينها وتمتصينها وتقضمين شقفها وتجتثّين ثدييك لأني تكلمت يقول السيد الرب. (SVD)
Hos:2:2:
2 حاكموا امكم حاكموا لأنها ليست امرأتي وأنا لست رجلها لكي تعزل زناها عن وجهها وفسقها من بين ثدييها (SVD)
Hos:9:14:
14 اعطهم يا رب.ماذا تعطي.اعطهم رحما مسقطا وثديين يبسين (SVD)
Jl:2:16:
16 اجمعوا الشعب قدسوا الجماعة احشدوا الشيوخ اجمعوا الاطفال وراضعي الثدي ليخرج العريس من مخدعه والعروس من حجلتها. (SVD)
Lk:11:27:
27. وفيما هو يتكلم بهذا رفعت امرأة صوتها من الجمع وقالت له طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما. (SVD)
Lk:23:29:
29 لأنه هو ذا ايام تأتي يقولون فيها طوبى للعواقر والبطون التي لم تلد والثدي التي لم ترضع. (SVD)
Is:49:23:
23 ويكون الملوك حاضنيك وسيداتهم مرضعاتك.بالوجوه الى الارض يسجدون لك ويلحسون غبار رجليك فتعلمين اني انا الرب الذي لا يخزي منتظروه (SVD)
Rv:1:13:
13 وفي وسط السبع المناير شبه ابن انسان متسربلا بثوب الى الرجلين ومتمنطقا عند ثدييه بمنطقة من ذهب. (SVD)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟شذوذ في الكتاب المقدس
2Sm:1:26:
26 قد تضايقت عليك يا اخي يوناثان.كنت حلوا لي جدا.محبتك لي اعجب من محبة النساء. (SVD)
26لَشَدَّ مَا تَضَايَقْتُ عَلَيْكَ يا أخي يُونَاثَانُ. كُنْتَ عَزِيزاً جِدّاً عَلَيَّ، وَمَحَبَّتُكَ لِي كَانَتْ مَحَبَّةً عَجِيبَةً، أَرْوَعَ مِنْ مَحَبَّةِ النِّسَاءِ.
بوعز وراعوث ونعمى
Ru:2:19: 19 فقالت لها حماتها اين التقطت اليوم اين اشتغلت.ليكن الناظر اليك مباركا.فأخبرت حماتها بالذي اشتغلت معه وقالت اسم الرجل الذي اشتغلت معه اليوم بوعز. (SVD)
Ru:2:20: 20 فقالت نعمي لكنتها مبارك هو من الرب لأنه لم يترك المعروف مع الاحياء والموتى.ثم قالت لها نعمي الرجل ذو قرابة لنا.هو ثاني وليّنا. (SVD)
Ru:2:21: 21 فقالت راعوث الموآبية انه قال لي ايضا لازمي فتياتي حتى يكملوا جميع حصادي. (SVD)
Ru:2:22: 22 فقالت نعمي لراعوث كنّتها انه حسن يا بنتي ان تخرجي مع فتياته حتى لا يقعوا بك في حقل آخر. (SVD)
Ru:2:23: 23 فلازمت فتيات بوعز في الالتقاط حتى انتهى حصاد الشعير وحصاد الحنطة وسكنت مع حماتها (SVD)
Ru:3:1: 1. وقالت لها نعمي حماتها يا بنتي ألا التمس لك راحة ليكون لك خير. (SVD)
Ru:3:2: 2 فالآن أليس بوعز ذا قرابة لنا الذي كنت مع فتياته.ها هو يذري بيدر الشعير الليلة. (SVD)
Ru:3:3: 3 فاغتسلي وتدهّني والبسي ثيابك وانزلي الى البيدر ولكن لا تعرفي عند الرجل حتى يفرغ من الاكل والشرب. (
Ru:3:4: 4 ومتى اضطجع فاعلمي المكان الذي يضطجع فيه وادخلي واكشفي ناحية رجليه واضطجعي وهو يخبرك بما تعملين. (SVD)
Ru:3:5: 5 فقالت لها كل ما قلت اصنع (SVD)
Ru:3:6: 6. فنزلت الى البيدر وعملت حسب كل ما أمرتها به حماتها. (SVD)
Ru:3:7: 7 فأكل بوعز وشرب وطاب قلبه ودخل ليضطجع في طرف العرمة فدخلت سرّا وكشفت ناحية رجليه واضطجعت. (SVD)
Ru:3:8: 8 وكان عند انتصاف الليل ان الرجل اضطرب والتفت وإذا بامرأة مضطجعة عند رجليه. (SVD)
Ru:3:9: 9 فقال من انت فقالت انا راعوث امتك فابسط ذيل ثوبك على امتك لأنك وليّ. (SVD)
Ru:3:10: 10 فقال انك مباركة من الرب يا بنتي لأنك قد احسنت معروفك في الاخير اكثر من الاول اذ لم تسعي وراء الشبان فقراء كانوا او اغنياء. (SVD)
Ru:3:11: 11 والآن يا بنتي لا تخافي.كل ما تقولين افعل لك.لان جميع ابواب شعبي تعلم انك امرأة فاضلة. (SVD)
Ru:3:13: 13 بيتي الليلة ويكون في الصباح انه ان قضى لك حق الولي فحسنا.ليقض.وان لم يشأ ان يقضي لك حق الوليّ فانا اقضي لك حيّ هو الرب.اضطجعي الى الصباح (SVD)
Ru:3:14: 14. فاضطجعت عند رجليه الى الصباح ثم قامت قبل ان يقدر الواحد على معرفة صاحبه.وقال لا يعلم ان المرأة جاءت الى البيدر. (SVD)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟الرب يأخذ أجرة الزانية؟؟؟؟؟؟
Am:2:3:
3 واقطع القاضي من وسطها واقتل جميع رؤسائها معه قال الرب (SVD)
Is:23:15:
15. ويكون في ذلك اليوم ان صور تنسى سبعين سنة كايام ملك واحد.من بعد سبعين سنة يكون لصور كاغنية الزانية. (SVD)
Is:23:16:
16 خذي عودا طوفي في المدينة ايتها الزانية المنسية احسني العزف اكثري الغناء لكي تذكري. (SVD)
Is:23:17:
17 ويكون من بعد سبعين سنة ان الرب يتعهد صور فتعود الى اجرتها وتزني مع كل ممالك البلاد على وجه الارض. (SVD)
Is:23:18:
18 وتكون تجارتها واجرتها قدسا للرب.لا تخزن ولا تكنز بل تكون تجارتها للمقيمين امام الرب لأكل الى الشبع وللباس فاخر (SVD)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟رضــــــــــــــاعــــــــة الـــكـــــبـــــير
Is:49:22:
22 هكذا قال السيد الرب ها اني ارفع إلى الأمم يدي والى الشعوب أقيم رايتي.فيأتون بأولادك في الأحضان وبناتك على الأكتاف يحملن (SVD)
Is:49:23:
23 ويكون الملوك حاضنيك وسيداتهم مرضعاتك.بالوجوه الى الارض يسجدون لك ويلحسون غبار رجليك فتعلمين أني أنا الرب الذي لا يخزي منتظروه (SVD)
Is:60:16:
16 وترضعين لبن الامم وترضعين ثدي ملوك وتعرفين اني انا الرب مخلصك ووليك عزيز يعقوب. (SVD)
Is:66:12:
12 لأنه هكذا قال الرب.هاأنذا ادير عليها سلاما كنهر ومجد الامم كسيل جارف فترضعون وعلى الايدي تحملون وعلى الركبتين تدللون. (SVD)
Sg:1:13:
13 صرة المرّ حبيبي لي.بين ثديي يبيت. (SVD)
أمثال 5: 19 الظبية المحبوبة والوعلة الزهية. ليروك
ثدياها في كل وقت وبمحبتها اسكر دائما
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟واحد خياله واسع مع واحده جوزها مسافر
Prv:7:6: 6. لأني من كوة بيتي من وراء شباكي تطلعت (SVD)
Prv:7:8: 8 عابرا في الشارع عند زاويتها وصاعدا في طريق بيتها (SVD)
Prv:7:9: 9 في العشاء في مساء اليوم في حدقة الليل والظلام. (SVD)
Prv:7:10: 10 وإذ بامرأة استقبلته في زى زانية وخبيثة القلب. (SVD)
Prv:7:11: 11 صخّابة هي وجامحة.في بيتها لا تستقر قدماها. (SVD)
Prv:7:12: 12 تارة في الخارج وأخرى في الشوارع.وعند كل زاوية تكمن. (SVD)
Prv:7:13: 13 فامسكته وقبّلته.اوقحت وجهها وقالت له (SVD)
Prv:7:14: 14 عليّ ذبائح السلامة.اليوم اوفيت نذوري. (SVD)
Prv:7:15: 15 فلذلك خرجت للقائك لأطلب وجهك حتى اجدك. (SVD)
Prv:7:16: 16 بالديباج فرشت سريري بموشّى كتان من مصر. (SVD)
Prv:7:17: 17 عطرت فراشي بمرّ وعود وقرفة. (SVD)
3Prv:7:18: 18 هلم نرتو ودّا الى الصباح.نتلذذ بالحب. (SVD)
Prv:7:19: 19 لان الرجل ليس في البيت.ذهب في طريق بعيدة. (SVD)
Prv:7:21: 21 اغوته بكثرة فنونها بملث شفتيها طوحته. (SVD)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟النبي هوشع
Hos:1:2أول ما كلّم الرب هوشع قال الرب لهوشع اذهب خذ لنفسك امرأة زنى وأولاد زنى لان الارض قد زنت زنى تاركة الرب. (SVD)
Hos:1:3: 3 فذهب واخذ جومر بنت دبلايم فحبلت وولدت له ابنا. (SVD)
Hos:1:4: 4 فقال له الرب ادع اسمه يزرعيل لأنني بعد قليل اعاقب بيت ياهو على دم يزرعيل وأبيد مملكة بيت اسرائيل. (SVD)
Hos:2:1: 1. قولوا لأخواتكم عمّي ولاخوتكم رحامة. (SVD)
Hos:2:2: 2 حاكموا امكم حاكموا لأنها ليست امرأتي وأنا لست رجلها لكي تعزل زناها عن وجهها وفسقها من بين ثدييها (SVD)
Hos:2:3: 3 لئلا اجرّدها عريانة وأوقفها كيوم ولادتها واجعلها كقفر وأصيرها كأرض يابسة وأميتها بالعطش. (SVD)
Hos:2:4: 4 ولا ارحم اولادها لأنهم اولاد زنى
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟زنــــــــــــــا المــــــــــــحـــــــارم
من أصعب الأمور التي تواجهها البشرية هو الانحلال الخلقي , تفتت الأسرة وموت العلاقة الأسرية بين أفراد الأسرة . فلا يقدر الأخ حق أخته ولا يعلم حرمتها ويتورط في الفساد الخلقي والنفسي لدرجة أن يزني بأخته أو أن يزني الأب ببنته أو زوجة ابنه أو الام بابنها وغيره من الحوادث التي تنذر عما قريب بهلاك البشرية وفسادها وحلول غضب الله علي العالمين .
والإنسان دائما ما ينظر إلي مثله الأعلى الذي أفضل ما يجده في كتاب ربه ويستلهم منه أفعاله وأقواله بل وحتى حركاته , كيف لا وهو كتاب رب العالمين وكتبه أصلح البشر من الأنبياء والرسل .
ومع ذلك تجد في هذا الكتاب أكثر من عشر حالات من زنا المحار م مسطرة ومؤرخة تفصيليا وكتبها رواتها بلا أي خجل أو مداراة كتبوها وسطروها لتكون في كتاب الله لأكثر من ألفي عام والناس يأخذون منها العبرة والموعظة, نعم أقول أكثر من عشرة حالات زنا محارم في كتاب منزل من عند الله علي حد قولهم , فلا عجب علي الاطلاق أن[ تصل نسبة زنا المحارم في أمريكا ودول الغرب والمجتمعات المسيحية لنسب خطيرة ومعدلات رهيبة حيرت العلماء. إليكم بعضا من هذه الحالات التي يخجل الانسان أن يحكيها لذلك تركت لكم النصوص كما وردت في الكتاب وفي حق أنبياء ورسل من عند الله فلكم النصوص ولكم الحكم أيضا:
النبي لوط وبناته
Gn:13:8: 8 فقال ابرام للوط لا تكن مخاصمة بيني وبينك وبين رعاتي ورعاتك.لأننا نحن اخوان. (SVD)
Gn:19:29: 29 وحدث لما اخرب الله مدن الدائرة ان الله ذكر ابراهيم وأرسل لوطا من وسط الانقلاب.حين قلب المدن التي سكن فيها لوط (SVD)
Gn:19:30: 30. وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل وابنتاه معه.لأنه خاف ان يسكن في صوغر.فسكن في المغارة هو وابنتاه. (SVD)
Gn:19:31: 31 وقالت البكر للصغيرة ابونا قد شاخ وليس في الارض رجل ليدخل علينا كعادة كل الارض. (SVD)
Gn:19:32: 32 هلم نسقي ابانا خمرا ونضطجع معه.فنحيي من ابينا نسلا. (SVD)
Gn:19:33: 33 فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة.ودخلت البكر واضطجعت مع ابيها.ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. (SVD)
Gn:19:34: 34 وحدث في الغد ان البكر قالت للصغيرة اني قد اضطجعت البارحة مع ابي.نسقيه خمرا الليلة ايضا فادخلي اضطجعي معه.فنحيي من ابينا نسلا. (SVD)
Gn:19:35: 35 فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة ايضا.وقامت الصغيرة واضطجعت معه.ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. (SVD)
Gn:19:36: 36 فحبلت ابنتا لوط من ابيهما. (SVD)
Gn:19:37: 37 فولدت البكر ابنا ودعت اسمه موآب.وهو ابو الموآبيين الى اليوم. (SVD)
Gn:19:38: 38 والصغيرة ايضا ولدت ابنا ودعت اسمه بن عمي.وهو ابو بني عمون الى اليوم (SVD)
الأخ وأخته
2Sm:13:1: 1. وجرى بعد ذلك انه كان لابشالوم بن داود اخت جميلة اسمها ثامار فأحبها امنون بن داود. (SVD)
2Sm:13:2: 2 وأحصر امنون للسقم من اجل ثامار اخته لأنها كانت عذراء وعسر في عيني امنون ان يفعل لها شيئا. (SVD)
2Sm:13:3: 3 وكان لامنون صاحب اسمه يوناداب بن شمعى اخي داود.وكان يوناداب رجلا حكيما جدا. (SVD)
2Sm:13:4: 4 فقال له لماذا يا ابن الملك انت ضعيف هكذا من صباح الى صباح.أما تخبرني.فقال له امنون اني احب ثامار اخت ابشالوم اخي. (SVD)
2Sm:13:5: 5 فقال يوناداب اضطجع على سريرك وتمارض.وإذا جاء ابوك ليراك فقل له دع ثامار اختي فتأتي وتطعمني خبزا وتعمل امامي الطعام لأرى فأكل من يدها. (SVD)
2Sm:13:6: 6 فاضطجع امنون وتمارض فجاء الملك ليراه.فقال امنون للملك دع ثامار اختي فتأتي وتصنع امامي كعكتين فآكل من يدها. (SVD)
2Sm:13:7: 7 فأرسل داود الى ثامار الى البيت قائلا اذهبي الى بيت امنون اخيك واعملي له طعاما. (SVD)
2Sm:13:8: 8 فذهبت ثامار الى بيت امنون اخيها وهو مضطجع.وأخذت العجين وعجنت وعملت كعكا امامه وخبزت الكعك (SVD)
2Sm:13:9: 9 وأخذت المقلاة وسكبت امامه فأبى ان يأكل.وقال امنون اخرجوا كل انسان عني.فخرج كل انسان عنه. (SVD)
2Sm:13:10: 10 ثم قال امنون لثامار ايتي بالطعام الى المخدع فآكل من يدك.فأخذت ثامار الكعك الذي عملته وأتت به امنون اخاها الى المخدع. (SVD)
2Sm:13:11: 11 وقدمت له لياكل فامسكها وقال لها تعالي اضطجعي معي يا اختي. (SVD)
2Sm:13:12: 12 فقالت له لا يا اخي لا تذلني لأنه لا يفعل هكذا في اسرائيل.لا تعمل هذه القباحة. (SVD)
2Sm:13:13: 13 اما انا فأين اذهب بعاري وأما انت فتكون كواحد من السفهاء في اسرائيل.والآن كلم الملك لأنه لا يمنعني منك. (SVD)
2Sm:13:14: 14 فلم يشأ ان يسمع لصوتها بل تمكن منها وقهرها واضطجع معها. (SVD)
2Sm:13:20: 20 فقال لها ابشالوم اخوها هل كان امنون اخوك معك.فالآن يا اختي اسكتي.اخوك هو.لا تضعي قلبك على هذا الامر.فأقامت ثامار مستوحشة في بيت ابشالوم اخيها. (SVD)
زوجات الأب
2Sm:16:21: 21 فقال اخيتوفل لابشالوم ادخل الى سراري ابيك اللواتي تركهنّ لحفظ البيت فيسمع كل اسرائيل انك قد صرت مكروها من ابيك فتتشدد ايدي جميع الذين معك. (SVD)
2Sm:16:22: 22 فنصبوا لابشالوم الخيمة على السطح ودخل ابشالوم الى سراري ابيه امام جميع اسرائيل. (SVD)
متفرقات فاضحة
Prv:5:19: 19 الظبية المحبوبة والوعلة الزهية.ليروك ثدياها في كل وقت وبمحبتها اسكر دائما. (SVD)
Prv:5:3: 3 لان شفتي المرأة الاجنبية تقطران عسلا وحنكها انعم من الزيت. (SVD)
2Sm:12:11: 11 هكذا قال الرب هاأنذا اقيم عليك الشر من بيتك وآخذ نساءك امام عينيك وأعطيهن لقريبك فيضطجع مع نسائك في عين هذه الشمس. (SVD)
Ez:16:25: 25 في راس كل طريق بنيت مرتفعتك ورجّست جمالك وفرّجت رجليك لكل عابر وأكثرت زناك. (SVD)
Ez:23:34: 34 فتشربينها وتمتصينها وتقضمين شقفها وتجتثّين ثدييك لأني تكلمت يقول السيد الرب. (SVD)
Gn:38:9: 9 فعلم أونان ان النسل لا يكون له.فكان اذ دخل على امرأة اخيه انه افسد على الارض لكيلا يعطي نسلا لاخيه. (SVD)
Sg:1:2: 2. ليقبلني بقبلات فمه لان حبك اطيب من الخمر
Ez:16:7: 7 جعلتك ربوة كنبات الحقل فربوت وكبرت وبلغت زينة الازيان.نهد ثدياك ونبت شعرك وقد كنت عريانة وعارية. (SVD)
Gn:38:8: 8 فقال يهوذا لأونان ادخل على امرأة اخيك وتزوج بها وأقم نسلا لأخيك. (SVD)
Gn:38:9: 9 فعلم أونان ان النسل لا يكون له.فكان اذ دخل على امرأة اخيه انه افسد على الارض لكيلا يعطي نسلا لاخيه
افسد اي رمى منيه على الارض
Na:3:4: 4 من اجل زنى الزانية الحسنة الجمال صاحبة السحر البائعة امما بزناها وقبائل بسحرها. (SVD)
2Sm:12:11: 11 هكذا قال الرب هاأنذا اقيم عليك الشر من بيتك وآخذ نساءك امام عينيك وأعطيهن لقريبك فيضطجع مع نسائك في عين هذه الشمس. (SVD)
2Sm:12:12: 12 لأنك انت فعلت بالسرّ وأنا افعل هذا الأمر قدام جميع اسرائيل وقدام الشمس. (SVD)
Is:47:2: 2 خذي الرحى واطحني دقيقا.اكشفي نقابك شمري الذيل.اكشفي الساق.اعبري الانهار. (SVD)
Is:47:3: 3 تنكشف عورتك وترى معاريك.آخذ نقمة ولا اصالح احدا. (SVD)
الرد على شبهة اهتمامه صلى الله علية وسلم بالغنائم
من الشبه التي أثارها أعداء الإسلام ، وروَّجوا لها بهدف تشويه شخصية محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، للوصول إلى الطعن في دعوته ، وإبعاد الناس عنها ، ما يدَّعونه من أنه كان صاحب مطامع دنيوية ، لم يكن يظهرها في بداية دعوته في مكة ، ولكنه بعد هجرته إلى المدينة بدأ يعمل على جمع الأموال والغنائم من خلال الحروب التي خاضها هو وأصحابه ، ابتغاء تحصيل مكاسب مادية وفوائد معنوية .
وممن صرح بذلك "دافيد صمويل مرجليوت " المستشرق الإنجليزي اليهودي ، حيث قال : "عاش محمد هذه السنين الست بعد هجرته إلى المدينة على التلصص والسلب والنهب ...وهذا يفسر لنا تلك الشهوة التي أثرت على نفس محمد ، والتي دفعته إلى شن غارات متتابعة ، كما سيطرت على نفس الإسكندر من قبل ونابليون من بعد " .
والحق، فإن الناظر في سيرته صلى الله عليه وسلم ، والمتأمل في تاريخ دعوته، يعلم علم اليقين أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يسعى من وراء كل ما قام به إلى تحقيق أي مكسب دنيوي، يسعى إليه طلاب الدنيا واللاهثون وراءها ، وهذا رد إجمالي على هذه الشبهة، أما الرد التفصيلي فبيانه فيما يلي :
1-أن ما ذُكر في هذه الشبهة لا يوجد عليه دليلٌ في واقع حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ لو كان كما قيل لعاش عيش الملوك ، في القصور والبيوت الفارهة ، ولاتخذ من الخدم والحراس والحشم ما يكون على المستوى المتناسب مع تلك المطامع المزعومة ، بينما الواقع يشهد بخلاف ذلك، إذ كان في شظف من العيش، مكتفياً بما يقيم أود الحياة ، وكانت هذه حاله صلى الله عليه وسلم منذ أن رأى نور الحياة إلى أن التحق بالرفيق الأعلى.. ، يشهد لهذا أنّ بيوته صلى الله عليه وسلم كانت عبارة عن غرف بسيطة لا تكاد تتسع له ولزوجاته .
وكذلك الحال بالنسبة لطعامه وشرابه ، فقد كان يمر عليه الشهر والشهران لا توقد نارٌ في بيته ، ولم يكن له من الطعام إلا الأسودان - التمر والماء- ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت لعروة : ( ابن أختي إن كنا لننظر إلى الهلال، ثم الهلال، ثلاثة أهلة في شهرين، وما أوقدت في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نارٌ، فقلت: يا خالة ما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان، التمر والماء ) متفق عليه. وسيرته صلى الله عليه وسلم حافلة بما يدل على خلاف ما يزعمه الزاعمون .
2-ثم إن هذه الشبهة تتناقض مع الزهد الذي عُرف به النبي صلى الله عليه وسلم ، وحث عليه أصحابه ، فقد صح عنه أنه قال : ( إن مما أخاف عليكم بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها ) متفق عليه ، وقرن في التحذير بين فتنة الدنيا وفتنة النساء ، فقال : ( إن الدنيا حلوة خضرة ، وإن الله مستخلفكم فيها ، فينظر كيف تعملون ، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بنى إسرائيل كانت في النساء) رواه مسلم .
3-ومما يدحض هذه الشبهة وينقضها من أساسها أن أهل مكة عرضوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المال والملك والجاه من أجل أن يتخلى عن دعوته ، فرفض ذلك كله ، وفضل أن يبقى على شظف العيش مع الاستمرار في دعوته ، ولو كان من الراغبين في الدنيا لما رفضها وقد أتته من غير عناء .
4-أنّ الوصايا التي كان يزود بها قواده تدل على أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن طالب مغنم ولا صاحب شهوة، بل كان هدفه الأوحد والوحيد إبلاغ دين الله للناس ، وإزالة العوائق المعترضة سبيل الدعوة ، فها هو يوصي معاذ بن جبل رضي الله عنه عندما أرسله إلى اليمن بقوله : ( إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب ، فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى ، فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم ، فإذا صلوا فأخبرهم أن الله افترض عليهم زكاة في أموالهم تؤخذ من غنيهم فترد على فقيرهم ، فإذا أقروا بذلك فخذ منهم وتوق كرائم أموال الناس ) رواه البخاري .
فهو صلى الله عليه وسلم لم يقاتل أحداً ، قبل دعوته إلى الإسلام ، الذي تصان به الدماء والحرمات .
5-ومما يُرد به على هذه الفرية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ارتحل من الدنيا ولم يكن له فيها إلا أقل القليل ، ففي الصحيح عن عمرو بن الحارث قال : ( ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته درهماً ، ولا ديناراً ، ولا عبداً ، ولا أمة ، ولا شيئاً إلا بغلته البيضاء ، وسلاحه وأرضاً جعلها صدقة ) رواه البخاري ، وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : ( توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما في بيتي من شيء يأكله ذو كبد ، إلا شطر شعير في رف لي ) متفق عليه .
6-وكما قيل : فإن الحق ما شهدت به الأعداء ، فقد أجرى الله على ألسنة بعض عقلاء القوم عبارات تكذب هذه الشبهة ، من ذلك ما قاله "كارليل" : "أيزعم الكاذبون أن الطمع وحب الدنيا هو الذي أقام محمداً وأثاره ، حمق وأيم الله ، وسخافة وهوس " .
ويقول : "لقد كان زاهداً متقشفاً في مسكنه ، ومأكله ، ومشربه ، وملبسه ، وسائر أموره وأحواله ...فحبذا محمد من رجل خشن اللباس ، خشن الطعام ، مجتهد في الله ، قائم النهار ، ساهر الليل ، دائباً في نشر دين الله ، غير طامع إلى ما يطمع إليه أصاغر الرجال ، من رتبة ، أو دولة ، أو سلطان ، غير متطلع إلى ذكر أو شهوة " .
7-وما زعمه المستشرق اليهودي "مرجليوت" من أن انتقام رسول صلى الله عليه وسلم من يهود المدينة كان لأسباب مصطنعة وغير كافية، فجوابه أن الواقع خلاف ذلك، إذ أبرم النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهود معاهدة تقرهم على دينهم، وتؤمنهم في أنفسهم وأموالهم ، بل تكفل لهم نصرة مظلومهم ، وحمايتهم ، ورعاية حقوقهم ، ولم يكن في سياسته صلى الله عليه وسلم إبعادهم ، ومصادرة أموالهم إلا بعد نقضهم العهود والمواثيق ، ووقوعهم في الخيانة والمؤامرة .
وبعد : فلا حجة لمن يدعي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان صاحب مطامع دنيوية ، يحرص عليها ، ويسعى في تحصيلها ، وإنما هي دعوة صالحة نافعة ، تعود بالخير على متبعيها في الدنيا والآخرة ، والحمد لله رب العالمين
===================
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟الرد على شبهة مباشرة رسول الله لزوجته وهى حائض
ذكر المعترضون ما ورد فى الصحيحين من حديث ميمونة بنت الحارث الهلالية (رضى الله عنها) قالت: كان النبى إذا أراد أن يباشر إمراة من نسائه أمرها فاتزرت و هى حائض. و لهما عن عاشة نحوه. و ظنوا بجهلهم أن ذلك يتعارض مع قوله تعالى (( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)) (البقرة 22)
و سبب ذلك أنهم أناس لا يفقهون فالمباشرة المنهى عنها فى الأية الكريمة هى المباشرة فى الفرج أما ما دون ذلك فهو حلال بالإجماع و قد روى الإمام أحمد و أبو داوود و الترمذى و ابن ماجة عن عبد الله بن سعد الأنصارى أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما يحل لى من امرأتى و هى حائض؟ فقال صلى الله عليه وسلم : " ما فوق الإزار", و روى إبن جرير أن مسروقاً ركب إلى عائشة ( رضى الله عنها) فقال: السلام على النبى و على أهله, فقالت عائشة: مرحباً مرحباً فأذنوا له فدخل فقال: إنى أريد أن أسألك عن شىء و أنا أستحى فقالت : إنما أنا أمك و أنت إبنى فقال: ما للرجل من إمرأته و هى حائض؟ فقالت له : " كل شىء إلا الجماع" و فى رواية ما" فوق الإزار"
و قد راينا فى حديث ميمونة أن نبى الله صلى الله عليه وسلم كان إذا ما أراد أن يباشر إمرأة من نسائه أمرها" فاتزرت " فأين التعارض المزعوم إذاً يا ملبسى الحق بالباطل.
و لعل ما دفعهم إلى الإعتراض هو وضع المرأة الحائض فى الكتاب اللا مقدس (( وَإِذَا حَاضَتِ الْمَرْأَةُ فَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا، وَكُلُّ مَنْ يَلْمِسُهَا يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. كُلُّ مَا تَنَامُ عَلَيْهِ فِي أَثْنَاءِ حَيْضِهَا أَوْ تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً، وَكُلُّ مَنْ يَلْمِسُ فِرَاشَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. وَكُلُّ مَنْ مَسَّ مَتَاعاً تَجْلِسُ عَلَيْهِ، يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. وَكُلُّ مَنْ يَلَمِسُ شَيْئاً كَانَ مَوْجُوداً عَلَى الْفِرَاشِ أَوْ عَلَى الْمَتَاعِ الَّذِي تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. وَإِنْ عَاشَرَهَا رَجُلٌ وَأَصَابَهُ شَيْءٌ مِنْ طَمْثِهَا، يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَكُلُّ فِرَاشٍ يَنَامُ عَلَيْهِ يُصْبِحُ نَجِساً.))(لاوين-15-19)
فهذا هو كتابهم الذى يجعلها فى حيضها كالكم المهمل الذى لا يقترب منه أحد و كأنها ( جربة ) و قد ورد عن أنس أن اليهود كانت إذا حاضت المرأة منهم لم يواكلوها و لم يجامعوها فى البيوت فسأل الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ذلك فأنزل الله تعالى ((البقرة22)) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اصنعوا كل شىء إلا النكاح" فبلغ ذلك اليهود فقالوا: ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئاً إلا خالفنا فيه .
و من المعروف فى قواعد علم مقارنة الأديان عدم مؤاخذة دين وفقاً لشرية دين أخر فما بالك و الإسلام أعدل و أسمى و قد أنصفت شريعته المرأة فى هذا المقام و غيره !!.
-----------------
الرد على شبهة قراءة النبى صلى الله عليه وسلم للقرأن فى حجر عائشة و هى حائض .
روى البخارى عن عاشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنى فأغسل رأسه و أنا حائض و كان يتكىء فى حجرى و أنا حائض فيقرأ القرأن .
و هذا أيضاً لا شبهة فيه و ما دفعهم إلى الإعتراض على ذلك الحديث إلا نفس السبب الذى دفعهم للإعتراض على الحديث السابق و هو تصورهم المتطرف لوضع المرأة الحائض و جعلها كالقاذورات التى تنجس كل ما تمسه و هذا ليس من شريعة الإسلام الوسطية العادلة فالمرأة إن كانت لا يمكنها الصلاة أو الصيام و هى حائض إلا أنها لا تنجس زوجها إذا ما مسته و لا ينظر إليها فى حيضها بهذا الإزدراء حتى أن المرأة الحائض عندهم مذنبة !!
((28وَإِذَا طَهُرَتْ مِنْ سَيْلِهَا تَحْسِبُ لِنَفْسِهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ تَطْهُرُ. 29وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ تَأْخُذُ لِنَفْسِهَا يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ وَتَأْتِي بِهِمَا إِلَى الْكَاهِنِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 30فَيَعْمَلُ الْكَاهِنُ الْوَاحِدَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ وَالْآخَرَ مُحْرَقَةً وَيُكَفِّرُ عَنْهَا الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ مِنْ سَيْلِ نَجَاسَتِهَا))(لاويين 28:15-30)-
فأين ذلك من شريعة الإسلام الطاهرة التى تحترم المرأة لذا لستدل العلماء من حديث أم المؤمنين عائشة بجواز ملامسة الحائض وأن ذاتها وثيابها على الطهارة ما لم يلحق شيئا منها نجاسة وفيه جواز القراءة بقرب محل النجاسة , قاله النووي : وفيه جواز استناد المريض في صلاته إلى الحائض إذا كانت أثوابها طاهرة , قاله القرطبي بل و يمكن للمرأة نفسها أن تتعبد بقراءة القرأن دون النطق به ويمكنها تقليب صفحاته باستعمال سواك أو بارتداء قفاز أو ما شابه ذلك بل و عند إبن حزم يمكنها الجهر بقراءة القرأن و هى حائض دون مس المصحف الشريف
===============
الرد على شبهة معاتبة أم المؤمنين حفص لرسول الله صلى الله عليه وسلم
جاء فى تفسير قوله تعالى (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (1) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2) وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3)))(التحريم) عدة روايات إنتقى الخبثاء بعضها و نفخوا فيها ليغيروا معانيهاو يحمّلوها أكثر مما تحتمل بكثير و مفاد هذه الروايات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصاب ماريا أم إبنه إبراهيم فى البيت المخصص لحفص فقالت : أى رسول الله فى بيتى و فى يومى؟
فقال صلى الله عليه وسلم : ألا ترضين أن اًحرمها على فلا أقربها ؟ فقالت : أى رسول الله كيف يحرُم عليك الحلال ؟ فحلف بالله ألا يصيبها و قال لا تذكرى ذلك لأحد .
و وردت عدة روايات لهذا الحديث كثير منها ضعيف و منها روايات تفيد بأن ذلك كان يوم عائشة و الصحيح أن ذلك كان يوم حفص كما دلت الكثير من النصوص و الله أعلم
و قد أمسك السفهاء بهذه الرواية و أخذو يخوضون فى عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم حقداً عليه بل و بثوا سمومهم و سفالاتهم و قالوا أن أم المؤمين حفص قد و جدت رسول الله صلى الله عليه وسلم فى وضع (الخيانة الزوجية)!! و أنه صلى الله عليه و أله و سلم طلب منها ألا تفضحه إلى غير ذلك من ترهات عقولهم السفيهة و قلوبهم المريضة بل و وصل الحقد إلى درجة تحريف الكلم عن مواضعه و التطاول على الله تعالى .
و نقول لهؤلاء الجهلة أين هذه الخيانة الزوجية؟ و هل معاشرة رسول الله صلى الله عليه وسلم لسريته و أم ولده تعتبر عندكم خيانة زوجية و العياذ بالله ؟
بالطبع لا فهى من نسائه اللاتى أحل الله له و هذا أمر معروف و لا حرج فيه و أما معاتبة أم المؤمنين حفص لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلم تكن بسبب الخيانة كما يزعمون و إنما بسبب غيرتها عندما خلا رسول الله بأم إبراهيم فى البيت المخصص لها و كانت فى ذلك اليوم عند والدها عمر بن الخطاب( رضى الله عنه) فالمسألة كلها تتعلق بترك رسول الله صلى الله عليه وسلم للقسمة فى ذلك اليوم و كما هو واضح فهذا لم يكن عن عمد و لم يقصد به رسول الله صلى الله عليه وسلم إيذاء حفص التى كانت شديدة الغيرة عليع عليه السلام بدليل أنه طيب خاطرها و حرّم ماريا على نفسه إرضاءً لها .
و قد طلب منها صلى الله عليه وسلم عدم إخبار أحد لأمر من إثنين: (1) إما لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشأ ان تعلم عائشة فتحزن لذلك و قد كانت أقرب زوجاته إلى قلبه (صلوات الله و سلامه عليه)ذلك على الأخذ بالروايات التى أشارت إلى أن ذلك كان يومها و هذا لا حرج فيه فهذه حياته الخاصة عليه السلام و هؤلاء هن زوجاته أمهات المؤنين (2) الأمر الثانى و هو الأرجح و دلت عليه كثير من الروايات أن رسول ال له صلى الله عليه وسلم طلب من حفص عدم إخبار أحد "بكونه سيُحرم ماريا على نفسه "لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كره ذلك و إنما فعله إرضاءً لها و لم يشأ أن يسُن ذلك لأمته فيحرم الناس على أنفسهم طيبات أحلها الله لهم فأنزل الله (التحريم) .
و من الروايات التى تؤكد ذلك المعنى مارَوَى الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : قُلْت لِعُمَرَ بْن الْخَطَّاب مَنْ الْمَرْأَتَانِ ؟ قَالَ عَائِشَة وَحَفْصَة وَكَانَ بَدْء الْحَدِيث فِي شَأْن أُمّ إِبْرَاهِيم مَارِيَة أَصَابَهَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْت حَفْصَة فِي نَوْبَتهَا فَوَجَدَتْ حَفْصَة فَقَالَتْ يَا نَبِيّ اللَّه لَقَدْ جِئْت إِلَيَّ شَيْئًا مَا جِئْت إِلَى أَحَد مِنْ أَزْوَاجك فِي يَوْمِي وَعَلَى فِرَاشِي قَالَ " أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ أُحَرِّمَهَا فَلَا أَقْرَبَهَا " قَالَتْ بَلَى فَحَرَّمَهَا وَقَالَ لَهَا " لَا تَذْكُرِي ذَلِكَ لِأَحَدٍ " فَذَكَرَتْهُ لِعَائِشَةَ فَأَظْهَرَهُ اللَّه عَلَيْهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى " يَا أَيّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّم مَا أَحَلَّ اللَّه لَك تَبْتَغِي مَرْضَات أَزْوَاجك " الْآيَات .
كما وردت روايات أخرى عن أسباب نزول هذه الأية الكريمة منها ما رواه البخارى عن عائشة قالت: كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْرَب عَسَلًا عِنْد زَيْنَب بِنْت جَحْش وَيَمْكُث عِنْدهَا فَتَوَاطَأْت أَنَا وَحَفْصَة عَلَى أَيَّتِنَا دَخَلَ عَلَيْهَا فَلْتَقُلْ لَهُ : أَكَلْت مَغَافِير إِنِّي أَجِد مِنْك رِيح مَغَافِير . قَالَ" لَا وَلَكِنِّي كُنْت أَشْرَب عَسَلًا عِنْد زَيْنَب بِنْت جَحْش فَلَنْ أَعُود لَهُ وَقَدْ حَلَفْت لَا تُخْبِرِي بِذَلِكَ أَحَدًا "
فهل طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فى هذه الرواية من حفص عدم إخبار أحد خشية الفضيحة أيضاًً يا عبّاد الصليب؟ !!
و لو كانت المسألة بهذه الصورة الشوهاء التى رسمتموها فهل كانت تُذكر فى قرأن يُتلى على المؤمن و الكافر إلى يوم القيامة و يتدارسه المؤمنون فى كل وقث و حين؟ كما قال أبى عبد الرحمن السلمى حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرأن كعبد الله بن مسعود و عثمان بن عفان و غيرهما أنهم كانوا إذا تعلموا عن النبى صلى الله عليه وسلم عشر أيات لم يتجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم و العمل قال: فتعلمنا القرأن و العلم و العمل جميعاً ), و نحن لم نسمع مثل هذه التعليقات السخيفة من عبدة الصليب فى عهد النى صلى الله عليه وسلم و صحابته لا من يهودى و لا منافق و لا حتى صليبى و بدأت سخافاتهم تظهر فى العصور اللاحقة شأن 99% من شبهاتهم المريضة.
أما عن ترك القسمة فى ذلك اليوم فهو حالة إستثنائية عارضة كما أوضحنا أنفاً و ما لا يعرفه هؤلاء الجهال أن القسمة لم تكن ((فريضة شرعية)) فى حق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أن القسمة الشرعية وُضعت عنه فى قوله تعالى((تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَلِيماً)) (الاحزاب51)
لأن عالم الغيب سبحانه قد علم أن نبيه الكريم سيبقى على القسمة حتى لو لم تكن واجبة عليه فرفع عنه ذلك التكليف حتى إذا ما قسم لهن إختياراً استبشرن به و حملن جميلته فى ذلك و إعترفن بمنته عليهن فى إبقاءه على القسمة و قد ابقى رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه القسمة و كان يقول ( اللهم هذا فعلى فيما املك فلا تلمنى فيما تملك و لا أملك) و ظل على هذا إلى مرض موته عليه السلام و لم يُطبب فى بيت عائشة إلا بعد ان جمع أزواجه و أستئذنهن فى ذلك
و الأيات فى سورة التحريم تتضمن معجزة من معجزاته صلى الله عليه و سلم, فى قوله تعالى (( وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ))(3 التحريم)
و الحديث الى أسره النبى لزوجته حفص هو تحريمه ماريا و أكل العسل على نفسه , فلما أنبأت حفص عائشة بذلك أطلعه الله تعالى على ما دار بينهما فأخبرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض ما وقع منها و أعرض عن بعض بكرم خلقه فتعجبت و قالت من أنبأك هذا؟!! قال صلى الله عليه وسلم نبانى العليم الخبير.
فما الذى يعترض عليه الحاقدون و قد قالت أم المومنين عائشة (( و الله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم إمرأة لا تحل له)) و أين ما ذكرناه من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم العطرة التى نُقلت إلينا كاملة ساطعة البياض من سير داوود الذى زنى بإمراة جاره و لوط الذى زنى بابنتيه أو يهوذا الذى زنى بأرملة إبنه و إبراهيم الذى أراد إستغلال عرض زوجته ليكون له من وراءها خير كثير! و القى بإحدى زوجاته فى الصحراء إرضاءًً لأخرى !!!.
===================
الرد على شبهة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق سودة لأنها أسنت
إعترضوا بان رسول الله صلى الله عليه و سلم طلق أم المؤمنين سودة لمجرد انها أسنت و استدلوا استدلال خاطىء بما جاء فى الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيث هِشَام بْن عُرْوَة عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَة قَالَتْ : لَمَّا كَبِرَتْ سَوْدَة بِنْت زَمْعَة وَهَبَتْ يَوْمهَا لِعَائِشَة فَكَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْسِم لَهَا بِيَوْمِ سَوْدَة وَفِي صَحِيح الْبُخَارِيّ عن عروة قال:لَمَّا أَنْزَلَ اللَّه فِي سَوْدَة وَأَشْبَاههَا وَإِنْ اِمْرَأَة خَافَتْ مِنْ بَعْلهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا وَذَلِكَ أَنَّ سَوْدَة كَانَتْ اِمْرَأَة قَدْ أَسَنَّتْ فَفَرَقَتْ أَنْ يُفَارِقهَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَنَّتْ بِمَكَانِهَا مِنْهُ وَعَرَفَتْ مِنْ حُبّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَائِشَة وَمَنْزِلَتهَا مِنْهُ فَوَهَبَتْ يَوْمهَا مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَائِشَة فَقَبلَ ذَلِكَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قلت بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله: إن زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من سودة رضى الله عنها كان من الأساس زواج رحمة و رأفة لا زواج رغبة فقد تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم و هى فى السادسة و الستين من عمرها و كانت قد أسلمت مع زوجها و هاجرا إلى الحبشة فراراًً من أذى الجاهلين من قريش و مات بعد أن عادا و كان أهلها لا يزالون على الشرك فإذا عادت إليهم فتنوها فى دينها فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم لحمايتها من الفتنة و لكن بعد زمن وصلت أم المؤمنين إلى درجة من الشيخوخة يصعب معها على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطيها كامل حقوقها و فأراد تطليقها أيضاً رأفةً بها كى لا يذرها كالمعلقة (و كى لا يأتى الجهال فى عصرنا و يقولوا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يعدل بين أزواجه) فقالت رضى الله عنها (فإنى قد كبرت و لا حاجة لى بالرجال و لكنى أريد أن اُبعث بين نسائك يوم القيامة) فأنزل الله تعالى ((وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً)) (البقرة)
و علمتنا هذه الأية المباركة أن إذا إمرأة خافت من زوجها أن ينفر عنها أو يعرض عنها فلها أن تسقط عنه بعض حقوقها سواءً نفقة او كسوة أو مبيت و له أن يقبل ذلك فلا حرج عليها فى بذلها ذلك له و لا حرج عليه فى قبوله, فراجعها رسول الله صلى الله عليه وسلم و كان يحسن إليها كل الإحسان
التّثـليــــــث
رغبة في الاختصار ونفورًا من التّطويل لم أشأ الدّخول في متاهات شديدة الوعورة والظّلمة ترتبط بموضوع التّثليث، ومن تلك المتاهات ألوهيّة المسيح وبنوّته، وطبيعة الله اللاّهوتيّة والنّاسوتيّة .. إلخ، رغم أهمّيّة تلك المواضيع وعلاقتها الوطيدة بعقيدة التّثليث، وعدم رغبتي في دخول تلك المتاهات هو لشعوري أنّ البحث حينها سيطول جدًّا، وسيتشعّب ممّا يخرجه عن الهدف من وضعه؛ ذلك أنّ الهدف من كتابي ليس أن يصنّف ضمن الدّراسات العلميّة المتقدّمة، فيكون في متناول الباحثين المتخصّصين فقط، وإنّما الغاية منه أن يكون رسالة إعلاميّة سريعة يصل إليها النّصرانيّ العاديّ، ورجل الشّارع، دون أن يثقل كاهله كتابي إضافة إلى مشاغله اليوميّة، ومن ثمّ فضّلت التّعبير عن مناقضة التّثليث للعقل ومصادمته لكلّ منطق وعلم وتفكير بشريّ ببعض هذه الخواطر، وأعترف للقارئ أنّي وجدت صعوبة بالغة في اختياري النّقطة التي أنطلق منها في حديثي عن التّثليث، فمن أين أبدأ؟
التّثليث أهمّ اعتقاد يؤمن به النّصارى، فلا خلاص ولا غفران ولا دخول للجنّة إلاّ بالإيمان بأنّ الله هو ثلاثة أقانيم: الأب، الابن، الرّوح القدس، وهؤلاء الثّلاثة – في نظر النّصارى – ليسوا ثلاثة بل هم واحد، فالأب إله تامّ، والابن إله تامّ، و الرّوح القدس إله تامّ، لكنّ هؤلاء الآلهة التّامين ليسوا ثلاثة آلهة بل هم إله واحد تامّ!!
أنا أعلم أنّك – أيّها القارئ – لا تفهم شيئًا ممّا أقوله، لكن اعذرني فهذا قول القساوسة، هم ثلاثة آلهة… لكن يستدركون فيقولون لكنّهم واحد، وهو إله واحد، لكن يستدركون فيقولون لكنّهم ثلاثة آلهة، ثلاثة في الواحد وواحد في الثّلاثة!
وإذا كان من واجبي كباحث في هذا الموضوع أن أشرح لك هذا الكلام، فأعتذر إليك مسبقًا بقولي: "إنّ فاقد الشّيء لا يعطيه"؛ لأنّي كسائر علماء اللاّهوت ورجال الدّين والفلاسفة والمفكّرين لم أصل لغاية السّاعة لشرح أو فهم لذلك الكلام !
والتّثليث عند المسلمين كفر بالله لقد كفر الذين قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة وما من إله إلاّ إله واحد وإن لم ينتهوا عمّا يقولون ليمسّنّ الذين كفروا منهم عذاب أليم المائدة 73.
وهي عند الفلاسفة والمفكّرين أكبر خرافة في هذا الكون، جاء في مجلّة التّايم عدد 4 سنة 1966، ص 57، "إنّ الكتاب المقدّس – بما فيه من خطيئة وكفّارة وتثليث – هو أكبر مجموعة من الخرافات في تاريخ الحضارة الغربيّة ".
وهي عند المؤرّخين وعلماء مقارنة الأديان حلقة من حلقات الوثنيّة التي بدأت منذ فجر التّاريخ.
أمّا عند القساوسة والكنيسة فهي سرّ ولغز مقدّس! لا يمكن فهمه في هذه الدّنيا ولا تصوّره على حقيقته، جاء في أحد المجامع الكنسيّة، وهو مجمّع لاتيران، الذي عقد سنة 1315 م [ إنّنا نؤمن إيمانًا جازمًا من أعماق قلوبنا بأنّ هناك إلهًا واحدًا خالدًا لا نهائيًّا لا يحول ولا يزول، إلهًا لا نفهمه، عظيمًا لا يمكن التّعبير عنه: الأب والابن وروح القدس ..] ويقول القسّ بوطر بعد استعراضه عقــيدة التّثليث: » قد فهمنا ذلك على قدر طاقة عقولنا ونرجو أن نفهمه فهمًا أكثر جلاء في المستقبل، حيث ينكشف لنا الحجاب عن كلّ ما في السماوات والأرض، وأمّا في الوقت الحاضر ففي القدر الذي فهمناه الكفاية«.
ولننتقل الآن إلى تعريفات النّصارى للثّالوث وما هو المفهوم الذي يولونه لهذا المصطلح؛ يقول القسّ سامي حنا غابريال في كتابه (الله واحد أم ثالوث؟): » المسيحيّة تعلم أنّ الله الذي لا شريك له هو واحد في الجوهر موجود بذاته، ناطق بكلمته، حيّ بروحه، و يمكن أن نقول إنّ الله واحد في ثلاثة أقانيم والثّلاثة هم واحد، هم الله، دون انفصال أو تركيب، متساوون، إنّهم جميعًا الله، وكلّ أقنوم منهم هو الله، وهو ما تعلنه المسيحيّة بوضوح، الله موجود بذاته "الأب"، الله ناطق بكلمته "الابن" الله حيّ بروحه "الرّوح القدس"… والأقانيم الثّلاثة: الأب والابن والرّوح القدس واحد في الجوهر متساوون في كل شيء، في السرمدية ( الأزلية والأبدية ) وفي القدرة وفي كل ما يخص الله الواحد«.
يقول الأب بولس إلياس اليسوعي في كتابه ( يسوع المسيح ): من الناس من يقولون لماذا يا ترى إله واحد في ثلاثة أقانيم؟ أليس من الأفضل أن يقال إله واحد وحسب؟ لكننا إذا اطلعنا على كنه الله لا يسعنا إلا القول بالتثليث، وكنه الله محبة، ولا يمكن إلا أن يكون محبة، ليكون الله سعيدا، فالمحبة هي مصدر سعادة الله، ومن طبع المحبة أن تفيض وتنتشر على شخص آخر فيضان الماء وانتشار النور، فهي إذن تفترض وجود شخصين على الأقل يتحابان، وتفترض مع ذلك وحدة تامة بينهما، وليكون الله سعيدا، ولا معنى لإله غير سعيد، وإلا انتفت عنه الألوهية، كان عليه أن يهب ذاته شخصا آخر يجد فيه سعادته ومنتهى رغباته، ويكون بالتالي صورة ناطقة له.
ولهذا ولد اللهُ الابن منذ الأزل نتيجة لحبه إياه ووهبه ذاته، ووجد فيه سعادته ومنتهى رغباته وبادل الابنُ الأب هذه المحبة ووجد فيه هو أيضا سعادته ومنتهى رغباته، وثمرة هذه المحبة المتبادلة بين الأب والابن كانت الروح القدس، هو الحب إذن يجعل الله ثالوثا وواحدا معا…ولا يصح أن يكون هذا الكائن الذي حبس اللهُ الأبُ محبته عليه إلا الابن، ولو كان غير الابن، ولو كان خليقة غير محدودة، بشرا أو ملاكا، لكان الله بحاجة إلى من دونه كمالاً، وعُدّ ذلك نقصًا في الله والله منزّه عن النّقص، فتحتّم إذًا على الله والحالة هذه أن يحبس محبّته على ذاته فيجد فيها سعادته؛ لهذا يقول بولس الرّسول: إنّ الابن هو صورة الله غير المنظور… ليس الله إذًا كائنًا تائهًا في الفضاء، منعزلاً في السّماء، لكنّه أسرة مؤلّفة من أقانيم ثلاثة تسودها المحبّة، وتفيض منها على كلّ الكون براءته، وهكذا يمكننا أن نقول إنّ كنه الله يفرض هذا التّثليث «.
إنّ هذا التّفكير وإن كان يثير السّخريّة إلاّ أنّه منتشر جدًّا بين رجال الكنيسة، فهم يرون أنّ الله يجب أن يكون كائنًا مركّبًا حتّى يستطيع ممارسة صفاته الأزليّة كالسّمع والبصر والمحبّة وغيرها؛ أي أنّ الله قبل خلق العالم لم تكن صفاته معطّلة، لأنّه كان يمارس تلك الصّفات مع نفسه أو مع ابنه، لذلك وُجد الثّالوث كضرورة، لأنّه لو قلنا إنّ الله لم يكن يمارس صفاته وأفعاله قبل خلق العالم ثمّ مارسها بعد خلق العالم لحكمنا على صفات الله وأفعاله بأنّها كانت معطّلة، وعلى الله بالتغيّر من حالة إلى حالة، وهذا مستحيل لأنّ الله لا يتغيّر.
يقول القسّ سامي غابريال: » إذا كان الله محبًّا، سميعًا، عليمًا.. ناطقًا.. وأنّه غير متغيّر فماذا عن قبل الخلق؟ هل كانت صفات الله موجودة؟ نعم فهو غير متغيّر … وإن كان الله ناطقًا محبًّا، قبل أن يخلق.. فمع من كان يمارس صفاته وأعماله؟ هل كانت عاطلة… قبل خلق العالم… ثمّ صارت عاملة بعد الخلق؟ كلاّ و لو أنّ الله مطلق الوحدانيّة في الجوهر؛ فقبل أن يخلق ما معنى إذا سميع.. ناطق.. محبّ.. إذًا لا يمكن أن تكون وحدانيّة الله وحدانيّة مطلقة، مجرّدة، بل لا بدّ أن يكون الله الواحد في الجوهر جامعًا في وحدانيته، وبذلك يمارس صفاته بينه وبين نفسه لا بالوحدانيّة المجرّدة بل بوحدانيّته الجامعة الشّاملة الواحدة، وحيث أنّ صفات الله لا يمكن أن تكون قائمة في ممارستها إلاّ بين كائنين، أو أكثر أو بين عاقلين أو أكثر… وبما أنّ الله مع وحدانيّته وتفرّده بالأزليّة وعدم وجود تركيب فيه… كان يمارس الصّفات الإلهيّة بينه وبين ذاته… إذًا فوحدانيّة الله مع عدم وجود تركيب فيها هي وحدانيّة ليست مجرّدة، بل وحدانيّة من نوع لا مثيل لها في الوجود يمكن أن نسمّيها الوحدانيّة الشّاملة أو الجامعة «. وهي ما دعاها هذا القسّ وسمّتها الكنيسة وحدانيّة الثّالوث.
لقد أوردت كلام القساوسة السّابقين على طوله ليعرف النّصارى وغيرهم مقدار تفكير القسس والحجج التي يستندون إليها لتجويز الاعتقاد بالثّالوث، وإنّ هذا الاحتجاج السّخيف جدًّا ينقلب ضدّ القسس وضدّ الكنيسة وضدّ عقيدة التّثليث؛ إذ لو اعتقدنا أنّ صفات الله وأفعاله يجب أن تكون موجودة قبل خلق العالم وأنّ تلك الصّفات تمارس بين الأقانيم الثّلاثة وجب علينا إذًا أن لا نقتصر على الأمثلة التي يضربها القساوسة عن الصّفات الإلهيّة بل وجب التّعميم على جميع الصّفات والأفعال الإلهيّة، وهنا أتساءل أليست من صفات وأفعال الله الخلق وأنّ الله خالق؟ ستقولون بلى، وأقول هل كانت صفة الخلق معطّلة قبل خلق العالم ؟، ستقولون كلاّ.
وسأقول فإذن مع من كان يمارس صفة الخلق؟
لا شكّ وفق تفكيركم السّابق أنّ الله كان يمارسها مع نفسه أو ابنه أو مع الثّالوث 'الوحدانيّة الشّاملة كما يسمّيها القسّ غابريال'، فهل يمكن أن تشرحوا لنا كيف كان يمارس الله صفة وفعل الخلق مع نفسه أو ابنه أو ثالوثه، هل كان الله يخلق ذاته؟ فإذًا الله مخلوق ! هل خلق الله الابن؟!، لكنّ الكتاب المقدّس يقول عن الابن مولود غير مخلوق !، ماذا كان الله يخلق قبل خلق العالم حتّى يقال عنه خالق، وإنّه يملك صفة الخلق العاملة المعطّلة! ؟ أرأيتم أنّكم أيّها القساوسة تتورّطون في دفاعات متخبّطة عشوائيّة توقعكم في ورطات لا مخرج منها؟ وهذا مثال واحد عن صفة واحدة ضربته لكم فكيف بعشرات، بل بمئات الصّفات والأفعال التي تُنسب إلى الله؟
نعود الآن إلى الأقانيم الثّلاثة، ما معنى كلمة أقنوم؟
يقول النّصارى إنّ "الأقنوم" كلمة سريانيّة تعني كلّ ما تميّز عن سواه دون استقلال، وفي موضوع الثّالوث تعني وجود ثلاثة أشخاص متّحدين دون امتزاج ومتميّزين دون انفصال.
نسأل النّصارى هل لكم أن تضربوا لنا مثالاً واحدًا في هذا الكون "غير الثّالوث" يصدق عليه مصطلح الأقنوم،… لن تستطيعوا ذلك لأنّ المعنى 'المفبرك' الذي أضفيتموه على مصطلح الأقنوم لا تقبله العقول؛ لذا لا يصدق على أيّ مثال واقعيّ مادّيّ أو معنويّ، ثمّ لماذا يرد هذا المصطلح الفريد من نوعه بالسّريانيّة دون اللّغات الأخرى كالعبريّة مثلاً وقد كانت لغة العهد القديم؟ ألم يكن لذلك المصطلح وجود حينها؟ ثمّ لماذا لم يرد هذا المصطلح في العهد الجديد؟!
وأخاطب الآن نصارى العرب، ما هي ترجمة مصطلح أقنوم إلى العربيّة؟ ستقولون عجزت اللّغة عن إيجاد مصطلح مطابق للمعنى الذي ورد بالسّريانيّة، فيا سبحان الله ! اللغة العربيّة الغنيّة بمصطلحاتها والثّريّة بمترادفتها تعجز أمام السّريانيّة !، اللغة العربيّة التي تحتوي على عشرات المفردات المترادفة لمعنى واحد عاجزة أن تجد كلمة تعبّر بها عن أهمّ شيء في هذا الكون وهو الله أو أحد أجزائه !
مع ذلك نرى في بعض كتب النّصارى محاولات لترجمة قريبة، مع كونها منتقدة من النّصارى أنفسهم لإيحائها بالشّرك؛ فممّا قيل عن الأقانيم أنّها: خواصّ، صفات، أجزاء، أشخاص، أعضاء، أطراف، أقسام، أشياء، عناصر، تعينات … إلخ.
ولمّا استعصى فهم مصطلح الأقانيم راح رجال الكنيسة يضربون للثّالوث الأمثال ليقربوا معناه للأفهام، فقال بعضهم إنّ الثّالوث كالشّمس متكوّنة من ثلاثة أجزاء: القرص، الحرارة، الشعاع، لكن هل القرص هو الشعاع؟ وهل القرص هو الحرارة ؟ و هل الشّعاع هو الحرارة؟ فالمثال لا ينطبق على الثّالوث لأنّ الأب هو الابن، والابن هو ذاته الرّوح القدس، والأب هو عينه روح القدس، وبعضهم يمثّل الثّالوث بالتفّاحة، لأنّها متكوّنة من شكل وطعم ورائحة، وهل الرّائحة هي التفّاحة كاملة، وهل الشّكل هو التفّاحة كاملة، وهل الطّعم هو التفّاحة كاملة؟ ولا شكّ أنّ هذا المثال يلحق بسابقه.
ويضرب سانت أغسطين مثالاً معقّدًا، وهو 'أنّ الثّالوث يشبه الدّماغ، فالدّماغ يعلم بوجود ذاته، وأداة العلم هي الدّماغ نفسه، فالعلم هو الدّماغ، والمعلوم هي الدّماغ، وأداة العلم هي الدّماغ فهي إذن ثلاث صفات لشيء واحد، لكن لا يقال إنّ الدّماغ ثلاثة'، وهذا المثال لا يستقيم؛ لأنّ الدّماغ المذكور واحد في الحقيقة وتثليثه اعتباريّ ليس حقيقيًّا، في حين أنّ النّصارى يؤمنون في الإله بالتّوحيد الحقيقيّ والتّثليث الحقيقيّ، والدّماغ كعالم ليس كائنًا متميّزًا ولا منفصلاً ولا مستقلاً عن الدّماغ كمعلوم، ولا عن الدّماغ كأداة علم؛ في حين أن أقانيم الثّالوث منفصلة عن بعضها، فالأب كائن متميّز ومستقلّ عن الابن، والابن كائن متميّز ومستقلّ عن الرّوح القدس، وروح القدس كائن متميّز ومستقلّ عن سابقيه.
وقد انتقد بعض رجال الكنيسة كلّ هذه التّمثيلات والتّشبيهات، وقالوا بعدم جواز ضرب الأمثال مهما كانت، لأنّ تلك الأمثال مخلوقة يمكن إدراكها بالعقل، أمّا الثّالوث فهو كائن غير مخلوق لذا لا يمكن إدراكه بالعقل، وأيّ تمثيل أو تشبيه هو تمثيل وتشبيه مع الفارق.
قال البوصيريّ في فضح التّثليث:
ليت شعري هل الثّلاثة في الوا
أإله مركّب!، وما سمعنا
أتراهم لحاجة واضطرار
أهو الرّاكب الحمار فيا عجز
أم جميع على الحمار لقد جلّ
أم سواهم هو الإله فما نسبة
أم أردتم بها الصّفات فلمّا
أم هو ابن الإله ما شاركته
قتلته اليهود فيما زعمتم
حدّ نقص في عدّكم أم نماء؟
بإله، لذاته أجزاء
خلطوها وما بغى الخلطاء
إله يمسّه الإعياء
حمار يجمعهم مشّاء
عيسى إليه والانتماء؟
خُصّت ثلاث بوصفه وثناء؟
في معاني النبوّة الأنبياء
ولأمواتكم به إحياء
هل ورد ذكر الثّالوث والأقانيم الثّلاثة في العهد القديم، أو على لسان الأنبياء و الرّسل الذين سبقوا المسيح؟
لم يحدث ذلك إطلاقًا ! فأسفار العهد القديم خالية من أيّ تثليث ولم تشر إلى أنّ الله مكوّن من ثلاثة أقانيم أو أجزاء، ولم يُعلم أو يُسمع أنّ الله أخبر نوحًا أو إبراهيم أو موسى أو داود أنّه إله واحد في ثلاثة آلهة؛ وإذا تصفّحت بإمعان أسفار العهد القديم فلا يمكن أبدًا أن تقع عينك على كلمة ثالوث أو على صيغة الأب والابن والرّوح القدس، كما يعتقد بها النّصارى اليوم، أليس غريبًا حقًّا ! أنّ عقيدة مثل هذه، وبهذه الأهمّيّة والخطورة، يتوقّف عليها هلاك النّاس أو نجاتهم لا نرى لها أيّ إشارة في التّوراة وكتب الأنبياء لا تصريحًا ولا تلميحًا، فلماذا؟
ألم يكن الله قد قرّرّ بعد إخبار البشر بها، أم أنّ البشر لم يكونوا في ذلك الوقت قادرين على استيعابها وإدراكها مثلما لم يستوعبها أحد حتّى الآن !؟
وإنّ الإنسان ليزداد حيرة وتعجّبًا إذا وقعت عيناه في أسفار العهد القديم المقدّسة على تفاصيل زنى داود بزوجة قائد جيشه، وتفاصيل زنى لوط بابنتيه، وتفاصيل جسد المرأة في نشيد الإنشاد لسليمان، وزنى يهوذا بكنته، وإنّ الإنسان ليملّ من تفاصيل الأعداد والأرقام والأحجام والأوزان والمسافات التي تقدّمها أسفار العهد القديم عن قبائل اليهود وأنسابهم وأملاكهم وأحصنتهم وحميرهم، ثمّ تفاصيل أبعاد هيكل سليمان.. حتّى إنّك إذا اطّلعت على بعض الأسفار وجدتها أقرب إلى دفتر الحسابات منها إلى كتاب هداية، كلّ هذه التّفاصيل ذكرت حسب النّسخة الموجودة عندي الآن في 1358 صفحة، وضاق العهد القديم فلم يفسح مجالاً لجملة واحدة عن الثّالوث يقول فيها الله مثلاً: 'أنا ثالوث مكوّن من ثلاثة أقانيم: أب وابن و روح قدس'، أليس هذا غريبًا حقًّا !؟
وفي مقابل ذلك نعثر على مئات الآيات في العهد القديم التي تصف الله بالوحدانيّة وتقرّر تفرّده بالألوهيّة والرّبوبيّة.
(اسمع يا إسرائيل الربّ إلهنا ربّ واحد)( ).
(فاعلم اليوم وردّد في قلبك أنّ الربّ هو الإله في السّماء من فوق وعلى الأرض من أسفل ليس سواه)( ).
(انظروا الآن أنا أنا هو وليس إله معي)( ).
(أنا الربّ وليس آخر، لا إله سواي)( ).
(أليس أنا الربّ ولا إله آخر غيري، إله بارّ ومخلص ليس سواي التفتوا إلي وأخلصوا يا جميع أقاصي الأرض لأنّي أنا الله وليس آخر)( ).
والآيات كثيرة وكلّها تتّفق على وحدانيّة الله، بلا ثالوثيّة أو أقنوميّة، أمّا ما يذهب إليه بعض رجال الدّين بأنّ العهد القديم لمّح إلى التّثليث في بعض الآيات فهو غير صحيح، وما يفعلونه هو لَيُّ أعناق الآيات لتطابق هواهم، لكن هيهات هيهات، وأكبر دليل على غياب التّثليث في العهد القديم هو موقف اليهود – أصحاب العهد القديم- من المسيح إذ اعتبروا أقوال المسيح الغامضة حول البنوّة والألوهيّة تجديفًا وكفرا ولذلك عارضوه أشدّ المعارضة فصلبوه في زعم الإنجيل.
أمّا في العهد الجديد فالآيات التي ذكرت عن الثّالوث قليلة جدًّا جدًّا خاصّة في الأناجيل الأربعة، ولعلّ أكثر الآيات المصرّحة بالتّثليث، والتي يعتمدها القساوسة كأساس لذلك الاعتقاد هو ما جاء في رسالة يوحنّا الأولى (فإنّ الذين يشهدون في السّماء هم ثلاثة الأب والكلمة والرّوح القدس، وهؤلاء الثّلاثة هم واحد، والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة الرّوح والماء والدم والثّلاثة هم في الواحد)( ).
إنّ هذه الآية لغز غامض! هل تعلم أيّها القارئ النّصرانيّ أنّ هذه الآية مزيّفة 'مفبركة' ملحقة بالنصّ الإنجيليّ، الأصلي وليست منه، فقد حكم كبار علماء النّصارى على هذه الآية بأنّها إلحاقيّة منهم هورن وجامعو تفسير هنري وسكات وآدم كلارك في تفسيره وغيرهم، والأسباب هي:
- أنّها لا توجد في نسخة من النّسخ اليونانيّة التي كُتبت قبل القرن
السّادس عشر للميلاد.
- أنّها لا توجد في أيّ ترجمة من التّراجم القديمة غير اللاّتينيّة.
- أنّها لا توجد في معظم النّسخ القديمة اللاّتينيّة.
- لم يتمسّك بها أحد من القدماء ومؤرّخي الكنيسة.
- إنّ البروتستانت أسقطوا الآية من كتبهم ووضعوا عليها علامة
الشكّ.
- إنّ الكاثوليك والأرثودكس بدأوا ينزعونها من الإنجيل شيئًا فشيئًا.
ولذلك اختلفت طبعات الكتاب المقدّس حول إثبات أو حذف هذه الآية فبعضها يثبتها والبعض الآخر يحذفها، نجد الآية مثلاً في الكتاب المقدّس، طبعة دار الكتاب المقدّس بالقاهرة سنة 1970: (فإنّ الذين يشهدون في السّماء هم ثلاثة: الأب والكلمة والرّوح القدس وهؤلاء الثّلاثة هم واحد)، وجاء في الكتاب المقدّس، طبعة دار الكتاب المقدّس في الشّرق الأوسط سنة 1988، (فإنّ الذين يشهدون في السّماء هم ثلاثة: الأب والكلمة والرّوح القدس وهؤلاء الثّلاثة هم واحد).
والآية ذكرت في طبعة العهد الجديد الثّانية 1980 والثّالثة 1984، وعلى طاولتي الآن ثلاث طبعات أخرى للعهد الجديد حُذفت منها الآية المذكورة منها الطّبعة الرّابعة للعهد الجديد إصدار اتّحاد جمعيّات الكتاب المقدّس سنة 1993، وكذلك طبعة 1994، للنّاشر نفسه حيث جاء في الآية: (والذين يشهدون هم ثلاثة الرّوح والماء والدم وهؤلاء الثّلاثة هم في واحد)، ونلاحظ هنا – أخي القارئ – أنّ اتّحاد جمعيّات الكتاب المقدّس الذي أشرف على طباعة العهد الجديد، وحذف الآية الدّالّة على التّثليث هو نفسه الذي أشرف على الطّبعات السّابقة التي وردت فيها الآية !.
جاء في الكتاب المقدّس العهد الجديد، منشورات دار المشرق، بيروت، الطّبعة الحادية عشرة: وهي نسخة كاثوليكيّة (والذين يشهدون ثلاثة: الرّوح والماء والدم وهؤلاء متّفقون)، وورد تعليقً على ذلك في هامش الصّفحة في بعض الأصول ما يلي: "الأب والكلمة والرّوح القدس، وهؤلاء الثّلاثة هم واحد، لم يرد ذلك في الأصول اليونانيّة المعوّل عليها، والأرجح أنّه شرح أُدخل إلى المتن في بعض النّسخ، والرّوح: الرّوح القدس، والماء: المعموديّة، الدم: دم المسيح ".
وجاء في طبعة الإنجيل كتاب الحياة ترجمة تفسيريّة للعهد الجديد، صدرت سنة 1973، (فإنّ هنالك ثلاثة شهود: الرّوح والماء والدم وهؤلاء الثّلاثة هم في الواحد)، وهناك طبعات عديدة للبروتستانت تضع الآية المذكورة بين هلالين موضّحة أنّ ما داخل الهلالين غير موجود في الأصل.
وبين يديّ الآن نسخة للكتاب المقدّس باللّغة الفرنسيّة من منشورات الاتّحاد العالميّ للكتاب المقدّس، 1982 ورد في الصّفحة الأولى لهذه الطّبعة ما يلي: Traduction oecumenique de la bible.
وفي مقدّمة هذه النّسخة جاء فيها شرح كلمة oecumenique بأنّها تعني نسخة متّفق عليها من قبل الكاثوليك والأرثودكس والبروتستانت، وقد اطّلع على النّسخة قبل طبعها عشرات المتخصّصين من الطّوائف الثّلاثة وأقرّوا جميع ما فيها، وعند بحثنا عن الآية التي نحن بصددها في رسالة يوحنّا الأولى 5: 7 نجدها قد حُذفت، وباتّفاق الطّوائف الثّلاثة وحُذفت كذلك في النّسخة الأخيرة باللّغة الإنجليزيّة!
وإن تعجب فعجبك من طبعة جديدة للإنجيل باللّغتين العربيّة والفرنسيّة، نُشرت سنة 1995، وطُبعت بحيث تكون كلّ آية باللّغة العربيّة تقابل أختها بالفرنسيّة، إلاّ أنّني ذهلت عندما وجدت الآية "المشكلة" أُثبتت بالعربيّة بين هلالين [ ] في حين لم أجد ما يقابلها بالفرنسيّة، أي حُذفت بالمرّة، فلو كان القارئ لا يفهم اللّغتين المذكورتين لما تنبّه لذلك، ولتتأكّد بنفسك أضع لك صورة عن تلك الآية المحيّرة!
وضعت الآية بين هلالين دلالة على عدم وجودها في الأصول، و الغريب أنّها في التّرجمة المقابلة بالفرنسيّة محذوفة نهائيا.
هكذا بعد قرون طويلة، بعدما كانت هذه الآية تُقرأ كجزء مُوحي به من الله يتّفق رجال الكنيسة على حذفها من الكتاب المقدّس!، إنّها أهمّ آية في التّثليث، ومع ذلك فقد توصّل الجميع إلى الاتّفاق على حذفها، ألم يقل بولس في رسالته إلى تيموثاوس (كلّ الكتاب موحى به من الله)( )، لقد تبين لكل ذي عقل أنه ليس كل الكتاب موحى به من الله، والآن بعد حذفها، هل الله هو الذي أمر بذلك! ؟.
هل الله هو الذي أمر بوضعها بين قوسين أو هلالين !؟.
هل الله هو الذي أمر بوضع الحواشي والهوامش التي تشير إلى إلحاقيّتها و"فبركتها " !؟.
ويتساءل أستاذنا أحمد عبد الوهّاب البهيدي عن المسؤول عن مصائر الملايين من النّصارى الذين هلكوا، وهم يعتقدون أنّ عقيدة التّثليث التي تعلموها تقوم على نصّ صريح في كتابهم المقدّس، بينما هو نصّ زائف دخيل؟!.
لسلام عليكم تحية طيبة وبعد
الرد على أن المسيح يعلم متى قيام الساعة
اولا ان الانجيل يثبت أن المسيح لا يعلم متى قيام الساعة بدليل قوله فى
انجيل مرقصMk-13-32 واما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن الا الآب
حسنا أذا كان الابن لا يعلم متى تقوم الساعة ولا الملائكة المقربين فكيف يقول النصارى اليوم أو مسيحيين اليوم أن المسيح يعلم؟
فهذا تكذيب لقول المسيح نفسة فى انجيل مرقص المسيح نفى علمه والمسيحيين اليوم يقولون لا بل هو يعلم يا ترى من الصادق مسيحيين اليوم ام انجيلهم؟
الوحيد الذي يعلم موعد قيام الساعة هو الله وحده. وهذا يهدم دعوى النصارى بالثالوث، إذ يزعمون أن عيسى هو ابن الله. فكيف يكون كذلك إذا كان عيسى لا يعلم وأن الله وحده هو الذي يعلم ؟ كما أن التثليث النصراني يعني أن كل أقنوم في الثالوث (الآب والابن والروح القدس) هو الله، فإذا كان ثاني الثالوث (ابن الله) لا يعلم بإقراره هو، فكيف يكون عيسى ما يزعمون؟!! هو يقول لا أعلم، وهم يقولون بل أنت تعلم!!! عجيب أمرهم!!!
حسنا لنتوقف قليلا مع كلام مسيحيين اليوم وادلتهم والله أعلم يستدلون بقول الله فى الاية الكريمة فى سورة الزخرف
وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (الزخرف 61)
تفسير ابن كثير
قوله سبحانه وتعالى ” وإنه لعلم للساعة ” تقدم تفسير ابن إسحاق أن المراد من ذلك ما بعث به عيسى عليه الصلاة والسلام من إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص وغير ذلك من الأسقام وفي هذا نظر وأبعد منه ما حكاه قتادة عن الحسن البصري وسعيد بن جبير أن الضمير في وإنه عائد على القرآن بل الصحيح أنه
عائد على عيسى عليه الصلاة والسلام فإن السياق في ذكره ثم المراد بذلك نزوله قبل يوم القيامة كما قال تبارك وتعالى ” وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ”
أي قبل موت عيسى عليه الصلاة والسلام ” ثم يوم القيامة يكون عليهم شهيدا ” ويؤيد هذا المعنى القراءة الأخرى
” وإنه لعلم للساعة ” أي أمارة ودليل على وقوع الساعة
قال مجاهد ” وإنه لعلم للساعة ” أي آية للساعة خروج عيسى ابن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة وهكذا روي عن أبي هريرة وابن عباس وأبي العالية وأبي مالك وعكرمة والحسن وقتادة والضحاك وغيرهم وقد تواترت الأحاديث عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أخبر بنزول عيسى عليه السلام قبل يوم القيامة إماما عادلا وحكما مقسطا . وقوله تعالى ” فلا تمترن بها ” أي لا تشكوا فيها إنها واقعة وكائنة لا محالة ” واتبعون ” أي فيما أخبركم به .
حسما الاستدلال بالاية دليل ضدهم لا عليهم للأسباب التالية
اولا عيسى لا يعلم الساعة ولكنه أمارة للساعة اى علامة لقرب وقوعها وهى من العلامات الكبرى
ثانيا كتابهم ينفى يسوع نفسه علمه بالساعة فكيف يكذب النصارى كتابهم ويستدلون بكتبنا وينفون قول المسيح نفسه لديهم فى مرقص كما اوردنا فى اول كلامنا؟
ثالثا
ان المسيحيين ربما استدلو ومنهم هذا القس الذى كان يتحدث فربما اور ان عيسى عليه السلام ياتى فى اخر الزمان ويحكم ويسود ولكنه لربما نسى الحديث التالى ان عيسى عليه السلام يهلك كل الملل والنحل والاديان ويبقى الاسلام يحكم به والدليل
الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى، و دينهم واحد، و أنا أولى الناس بعيسى بن مريم لأنه [ ليس بيني و بينه نبي، و إنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه، رجل مربوع، إلى الحمرة و البياض، بين ممصرتين، كأن رأسه يقطر، و إن لم يصبه بلل، فيقاتل الناس ع لى الإسلام، فيدق الصليب، و يقتل الخنزير، و يضع الجزية، و يهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام، و يهلك الله المسيح الدجال، [وتقع الأمنة في الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل، و النمار مع البقر، و الذئاب مع الغنم، و يلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم ]، فيمكث في الأرض أربعين سنة، ثم يتوفى، فيصلي عليه المسلمون
خلاصة درجة الحديث : صحيح
المحدث : الألباني
المصدر : السلسلة الصحيحة
الرقم/ الصفحة : 2182
وبعدما اوردت الادلة القاطعة بذلك هناك الاية الكريمة التى يظنها النصارى تختص بعيسى بقوله تعالى وانه لعلم للساعة
حسنا كيف نطابق بها ومع قوله تعالى : ” إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ” لقمان / 34
حسنا سوف يقولون أن الله يعلم الغيب وعيسى يعلم الغيب بدلالة الاية التى تقول وأنه لعلم للساعة
نقول وبالله الحمد والمنة استلالكم باطل وذلك لأنه العلم بالساعة يحتاج علم وليس معرفة وقت مثلا فيقدر الشخص ان يقول انا اعرف فلان ربما يكون قد سمع عنه ولكن لو سألناه ما مدى علمك به سوف تراه يقول الله \اعلم
ففرق بين معرفة الشىء والعلم به لذلك الطالب يقول العالم انشتاين مثلا قد نعرف نظرياته ولكن لا نعلم علمه مثلا ونقول العالم او العلامة الالبانى ولكننا نسمى طلبة علم لو تدارسنا كتبه فمرحلته التى هو عليها كان رحمه الله يصلها العلماء وليس العوام فنفرق بين عالم وعارف كما نقول ايضا عالم الفيزياء عالم الكيمياء وهناك مدرس فيزياء ولكن لا يطلق عليه عالم لانه لم يصل لتلك المرحلة
العلم بالشىء الاحاطة به من كل جوانبه
فالمسيح عليه السلام بشهادة الانجيل لم يكن يعلم متى قيام الساعة فكيف له بالحكم على موعدها ؟
حسنا اليكم دليل آخر لمن اراد التوسع بالبحث هذا
Mk:11:13: 13 فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء اليها لم يجد شيئا الا ورقا.لانه لم يكن وقت التين. (SVD)
لعله يجد؟
كيف لعله يجد هذا ما ذكره مرقص فى انجيله ان يسوع لم يكن يعلم موسم انبات الشجرة
وهذا هو النص بالحادثة
. 12 وفي الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع.13 فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء اليها لم يجد شيئا الا ورقا.لانه لم يكن وقت التين. 14 فاجاب يسوع وقال لها لا يأكل احد منك ثمرا بعد الى الابد.وكان تلاميذه يسمعون
التعليق:
تخيلو يا أخوة يسوع يعلم موعد الساعة ولا يعلم موسم ووقت التين فكيف يكون عالما بموعد قدوم الساعة
فجزاء ذلك غضب ولعن الشجرة التى لا حول لها ولا قوة وهى مسخرة بسبب جوعه نعم كما يقول المثل الجوع كافر
وبعد هذا الشرح يا اخوتى اطرحو على المسيحيين السؤال التالى
اولا هل يعلم يسوع الساعة ومتى قيامها؟ واين الدليل من الانجيل؟ الانجيل ينفى ذلك عن المسيح
ثانيا ان الذى لا يملك ولا يعلم موعد الحصاد فكيف سوف يحصد اعمال العباد؟
والله الموفق واعتذر على الاطالة
(((((((((
((((((((((((((
الثالوث
إن عقيدة التثليث هي أنه يوجد ثلاثة أقانيم ( أشخاص ) آلهة منفصلة ومتميزة في الثالوث الأقدس وهي :
الله الأب ، الله الابن ، الله الروح القدس .
وقانون الإيمان الأثناسيوسي يقرر :
( يوجد شخص واحد للأب ، وآخر للابن ، وآخر للروح القدس ، إلا أن هذا الثالوث الأقدس المكون من : الأب والابن والروح القدس هم واحد : متساوون في المجد ، متساوون في الأزلية . الأب هو الله . الابن هو الله . الروح القدس هو الله ومع هذا فهؤلاء ليسوا بثلاثة آلهة ولكن إله واحد ) .
ونظير ذلك فإننا ملزمون بحقيقة الدين المسيحي أن نسلم بأن كل شخص ( أقنوم ) بذاته إله وسيد ، وعليه فإن الدين المسيحي الكاثوليكي يحرم علينا أن نقر بوجود ثلاثة آلهة ، أو ثلاثة أرباب .
وهذا بكل الوضوح تناقض ذاتي . إن مثل هذا كمثل أن تقول 1+1+1=3 ، ومع هذا = 1.
فإذا كان هناك ثلاثة أقانيم ( أشخاص ) منفصلة ومتميزة وكل شخص هو إله . إذن فلابد أن يكون هناك ثلاثة آلهة .
إن الكنيسة المسيحية أدركت عدم معقولية القول بأن هناك إله واحد في ثالوث وثالوث في إله واحد ، لأن جميع الطوائف النصرانية تعتقد بأن كل أقنوم من الأقانيم متميز عن الأقنومين الآخرين ، في كل شيء ، ومن ثم أعلنوا أن عقيدة التثليث سر غامض وعلى الإنسان أن يحرز إيمانا أعمى .
وبكل الاستغراب ، فإن يسوع المسيح ذاته لم يذكر إطلاقا هذا الثالوث الأقدس بهذا المفهوم الذي يؤمن به النصارى ، إن المسيح عليه السلام ما عرف ولا قال شيئا على الإطلاق بأنه يوجد ثلاثة أشخاص آلهة في الثالوث الأقدس .
وقد كان تصوره عن الله لا يختلف أبداً عن نظرة أنبياء بني إسرائيل السابقين الذين بشروا دائما بأن الله واحد أحد ولن يكون ثلاثة .
وقد ردد يسوع المسيح فقط قول موسى حين قال :
(( فأجابه يسوع إن أول كل الوصايا هي اسمع يا إسرائيل . الرب إلهنا رب واحد . وتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك . هذه هي الوصية الأولى )) . مرقص [ 12 : 29 ]
إن يسوع المسيح كان يؤمن بشخص الإله الواحد. كما هو ظاهر من قوله التالي :
(( مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد )) ( متى 4 : 10 ) .
لقد صاغ المسيحيون عقيدة التثليث بعد رحيل يسوع المسيح بحوالي ثلاثمائة سنة . وإن الأناجيل المعتمدة الأربعة التي دونت ما بين عام 70 وعام 115 لا تحوي أي إشارة إلى هذا الثالوث بهذا المفهوم الذي يؤمن به النصارى .
وحتى بولس الذي جلب الآراء الغريبة على المسيحية ، لا علم له بالثالوث الأقدس بهذا المفهوم .
والموسوعة الكاثوليكية تصرح بأن عقيدة التثليث لم تكن معروفة للمسيحيين الأوائل وأنها تشكلت في نهاية الربع الأخير من القرن الرابع الميلادي فتقول :
إن صياغة الإله الواحد في ثلاثة أشخاص لم تنشأ موطدة وممكنة في حياة المسيحيين وعقيدة إيمانهم ، قبل نهاية القرن الرابع .
وهذا ما تؤكده دائرة المعارف الفرنسية لاروس للقرن التاسع عشر .
وهكذا فإن عقيدة التثليث لم تكن من تعاليم يسوع المسيح ، وإنها لم تكن في أي موضع من الكتاب المقدس ( كلا العهد القديم والعهد الجديد ) إنها بكل تأكيد غريبة على العقلية ومن منظور المسيحيين الأوائل والتي صارت جزءا من الإيمان المسيحي نحو القرن الرابع .
ومن المنطق اعتبار عقيدة التثليث لا تأييد لها . فهي ليست حقا فوق الإدراك بل تكره العقل والتعقل وكما قلنا سلفاً أن الاعتقاد في ثلاثة أشخاص آلهة يناقض عقيدة التوحيد وأن الله واحد أحد . فإذا كان هناك ثلاثة أشخاص إلهية متميزة ومنفصلة ، إذن فيلزم أن يكون هناك ثلاثة ذوات منفصلة ومتميزة لأن كل شخص ملازم ذاته .
والآن إذا كان الأب هو الله ، والابن هو الله ، والروح القدس هو الله إذن فإن لم يكن الأب والابن والروح القدس ثلاثة متميزين فلابد أن يكونوا ثلاثة ذوات متميزة وبناء على ذلك ثلاثة آلهة متميزة .
وفضلا عن ذلك أن الأشخاص الإلهية الثلاثة إما أن تكون سرمدية أو محدودة . فإذا كانت سرمدية إذن يصبح ثلاثة متميزة سرمدية ، ثلاثة كلى القدرة ، أو ثلاثة أبدية وهكذا ثلاثة آلهة .
وإذا كانوا محدودين إذن فنحن قد توصلنا إلى بطلان مفهوم الكائن السرمدي ذات الثلاثة وجوه على قيد الحياة أو ثلاثة أشخاص منفصلين محدودين لتصنع الصلة الأزلية .
والحقيقة هي هكذا أن الأشخاص الثلاثة محدودين وإذن فليس الأب ولا الابن ولا حتى الروح القدس هو الله .
إن عقيدة التثليث قد نشأت كنتيجة لتأليه يسوع المسيح ونتجية السر الغامض في الروح القدس وصلتهما بالله سبحانه وتعالى .
وكما هو واضح في الأدب المسيحي لبلوغ انفصال الشخصية الثلاثية المنسوبة إلى الله سواء كان باعتبار وجهة نظر تاريخية وإلا فتكون نكوص وارتداد من اللاهوت المعقول إلى الأساطير . ذلك لأن في منشأ الأساطير تتجه الميول اللامعقولة للعقل البشري بتأليه عظماء الرجال وتشخيص قوى غير بشرية وينسبون إليهم ويقدمونهم على أنهم أشخاص إلهية .
عزيزي القارىء :
إن الإسلام يدعو في بساطة ووضوح بوحدانية الله ، إنه يقدم تصوراً عن الله المحرر من كل من أن يكون شبيها بالإنسان أو أن الإنسان يكون شبيها بالله . وفي هذا يقول أشعياء (( بمن تشبهونني وتسوونني وتمثلونني لنتشابه )) ( أشعياء 46 : 5 ) . ويقول أشعياء أيضا (( أنا الله وليس آخر . الإله وليس مثلي )) ( أشعياء 46 : 9 ) ويقول الله سبحانه في القرآن الكريم :
( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) ( الشورى آية 11 )
وقد جاء في سفر التكوين : ( فخلق الله الإنسان على صورته )
( تكوين 1 : 27 ) والمراد كما جاء في الحديث النبوي برواية أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( خلق الله آدم على صورته ) قال الحافظ العسقلاني : المعنى أن الله أوجده على الهيئة التي خلقه عليها ولم يتنقل في النشأة أحوالا ولم تمر عليه في الأرحام أطوارا كذريته ، بل خلقه الله رجلا كاملا سوياً من أول ما نفخ فيه الروح .
لقد انزلقت المسيحية إلى تأليه البشر ، فظهر الإسلام ليبدد هذه الأساطير ويدعو إلى وحدانية الله سبحانه وتعالى الذي لا شبيه له .إنه الإسلام المحرر من الأساطير والأوهام ، إن الإسلام يؤكد وحدانية الله ويقول أن الله لا نظير له في لاهوته إنه فرد صمد وواحد في ذاته :
( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ) ( الأنبياء آية 22 ) .
إن الله قائم بذاته وإنه مكتف بنفسه وعليه يعتمد الجميع وهو لا يعتمد على أحد ، إنه الخالق رب العالمين إنه المحسن القادر العليم الودود الرحيم الأبدي إنه لم يلد ولم يولد لم ينبثق شئ منه ليصبح مساويا له وشريكاً في لاهوته وفي هذا يقول الله في سورة الإخلاص من القرآن الكريم : ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد اللَّهُ الصَّمَد لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَد وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) ( سورة الاخلاص )
ويقول الله سبحانه وتعالى :
( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) ( البقرة آيتي 163 ، 164 ) .
ويقول سبحانه وتعالى :
( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) (البقرة:255)
====================================================((((((((((
الصلاة المسيحية
يوسف عبد الرحمن
أخي القارىء الكريم ان من يتأمل في صلوات المسيحيين التي يؤدونها في كنائسهم سيجد أنهم فيها ليسوا على شيىء من دين المسيح ألبته طبقاً للآتي :
أولاً: لا يشترطون الطهارة في الصلاة :
مع ان الاغتسال والوضوء للصلاة هي من العبادات الواردة في كتابهم المقدس كما في [ سفر الخروج 40 : 30 ] إلا انهم لا يفعلونها ، فلا حرج على المسيحي ان يصلي لله ويتجه إليه بالنجاسة والجنابة .
ثانيا : يتجهون في صلاتهم إلى جهة المشرق :
من المعلوم ان الأمة المسيحية وعلى الأخص منهم الأرثوذكس تصلي إلى مشرق الشمس وهي تعلم أن المسيح عليه السلام لم يصل إلى المشرق أصلاً ، وإنما كان يصلي إلى قبلة بيت المقدس ، وهي قبلة الأنبياء قبله ، وبعد المسيح بزمن طويل حول النصارى جهات كنائسهم نحو المشرق بدعوى أن المشرق مصدرالنور ! تماماً كما يفعل بعض الوثنيين ، ولأن المسيح عليه السلام سوف ينزل من جهة المشرق . . إلى غير ذلك من التعليلات الواهية .
ثالثاً : التصليب عند بدء الصلاة :
نجدهم يصلبون على وجوهم وصدورهم عند الدخول في الصلاة والمسيح عليه السلام بريء من ذلك ولم يفعل هذا الأمر بتاتاً وإلا فليأتوا لنا بنص شرعي من الاناجيل الاربعة ان المسيح كان يصلب على وجهه عند دخول الصلاة !
رابعا : عدم السجود لله في الصلاة :
من المعلوم أن السجود هو عبادة لله سبحانه وتعالى والسجود من سنن الأنبياء الكرام بمن فيهم المسيح عليه السلام . . .
والدليل على ذلك [ المزامير 59 : 6 ] ، [ سفر يوشع 5 : 14 ] ، [ الملوك الأول 18 : 42 ] ، [ العدد 20 : 6 ] ، [ التكوين 17 : 3 ] ، [ تكوين 22 : 5 ] ، [ رؤيا 19 : 4 ] ، [ متى 26 : 39 ] ، [ متى 4 : 10 ] إلا ان الأمة المسيحية لا تفعل هذه العبادة العظيمة لله سبحانه وتعالى الواردة في كتابهم المقدس ، بل نجدهم يضعون الكراسي للمصلين في كنائسهم وكأنهم في مسرح للسينما ، وهذا من تلاعب الشيطان والعياذ بالله .
خامساً : رفع الصور والاتجاه إلى تمثال المسيح وأمه أثناء الصلاة :
وهذا الأمر هو تماماً كما يفعله الوثنيون في صلواتهم . والعياذ بالله فإنك لاتجد ديراً أو كنيسة من كنائسهم تخلوا من صورة أو تمثال لمريم والمسيح عليهما السلام .
وإذا زرت كاتدرائية القديس بولس في لندن أو كنيسة القديس بطرس في روما ، فإنك لا تكاد تفرق بينهما وبين معبد ( سومناث ) في الهند من كثرة التماثيل !
سادسا : لا يخلعون احذيتهم وهم يؤدون الصلاة في الكنائس مع أن الأمر بخلع الحذاء أو النعال في المكان المقدس قد ورد في سفر الخروج [ 3 : 5 ] .
سابعاً : نجد أن نساؤهم يصلين في الكنائس وهن مكشوفات الرأس مع أن الأمر بتغطية الرأس أثناء الصلاة قد ورد في كتابهم المقدس في الرسالة الاولى إلى كورنثوس [ 11 : 5 ] : (( كل امرأة تصلي أو تتنبأ ورأسها غير مغطى فتشين رأسها لأنها والمحلوقة شيىء واحد بعينه . إذ المرأة إن كانت لا تتغطى فليقص شعرها . . . )) ( ترجمة فاندايك )
وفي الرسالة الأولى إلى كورنثوس أيضاً [ 11 : 13 ] : (( أحكموا في أنفسكم : هل يليق بالمرأة أن تصلي إلى الله وهي غير مغطاه ؟! )) . ( ترجمة فاندايك )
ثامناً : نجد أن نساؤهم في الكنائس يرفعون اصواتهم بالغناء والترانيم والصلاة الجماعية مع أن الأمر بالصمت والسكوت لهن في الكنائس قد جاء في الرسالة الأولى إلى كورنثوس [ 14 : 34 ] :
(( لتصمت نساؤكم في الكنائس لانه ليس مأذونا لهنّ ان يتكلمن بل يخضعن كما يقول الناموس أيضا. ولكن ان كنّ يردن ان يتعلمن شيئا فليسألن رجالهنّ في البيت لانه قبيح بالنساء ان تتكلم في كنيسة )) . ( ترجمة فاندايك ) ، وبحسب ترجمة كتاب الحياة : (( عار على المرأة أن تتكلم في الجماعة )) .
وقد قال لي أحد النصارى أن هذا الأمر كان لأهل كورنثوس فقط فقلت له إذن موعظة الجبل كانت للحواريين فقط !
ولا تجدي تبريرات النصارى في هذا النص الواضح لأنه : (( عار على المرأة أن تتكلم في الجماعة )) . ولأن الأمر في النص لجميع كنائس القديسين فهو يقول بحسب الترجمة الكاثوليكية : (( ولتصمت النساء في الجماعات ، شأنها في جميع كنائس القديسين ، فإنه لا يؤذن لهن بالتكلم . وعليهن أن يخضعن كما تقول الشريعة أيضاً )) . ( الترجمة الكاثوليكية / دار المشرق / طبعة ثالثة 1994 )
تاسعا : يصلون ويتعبدون لله بالآلآت الموسيقية مع انه لا يوجد بالإنجيل ان المسيح وتلامذته فعلوا هذا الأمر ، بل هي بدعة دسها بولس في رسالته إلى أهل أفسوس 5/19، "بمزامير وتسابيح وأغاني روحية مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب " فالمسيح لم يصلِ لا بمزامير ولا بأغاني ولا بتراتيل، ولا بأي آلة طرب .
ان الصلاة المسيحية لا تعدو أن تكون مجرد تراتيل وأناشيد وضعت من أناس غير معصومين ، لم يضع فيها المسيح حرفاً واحداً، يرتلونها وقوفاً على أنغام آلات الطرب مثل البيانو أو الأورج الذي لم يكن معروفاً البتة لدى المسيح !
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ،،
======================================================================((((((((((((
الصلاة المسيحية
يوسف عبد الرحمن
أخي القارىء الكريم ان من يتأمل في صلوات المسيحيين التي يؤدونها في كنائسهم سيجد أنهم فيها ليسوا على شيىء من دين المسيح ألبته طبقاً للآتي :
أولاً: لا يشترطون الطهارة في الصلاة :
مع ان الاغتسال والوضوء للصلاة هي من العبادات الواردة في كتابهم المقدس كما في [ سفر الخروج 40 : 30 ] إلا انهم لا يفعلونها ، فلا حرج على المسيحي ان يصلي لله ويتجه إليه بالنجاسة والجنابة .
ثانيا : يتجهون في صلاتهم إلى جهة المشرق :
من المعلوم ان الأمة المسيحية وعلى الأخص منهم الأرثوذكس تصلي إلى مشرق الشمس وهي تعلم أن المسيح عليه السلام لم يصل إلى المشرق أصلاً ، وإنما كان يصلي إلى قبلة بيت المقدس ، وهي قبلة الأنبياء قبله ، وبعد المسيح بزمن طويل حول النصارى جهات كنائسهم نحو المشرق بدعوى أن المشرق مصدرالنور ! تماماً كما يفعل بعض الوثنيين ، ولأن المسيح عليه السلام سوف ينزل من جهة المشرق . . إلى غير ذلك من التعليلات الواهية .
ثالثاً : التصليب عند بدء الصلاة :
نجدهم يصلبون على وجوهم وصدورهم عند الدخول في الصلاة والمسيح عليه السلام بريء من ذلك ولم يفعل هذا الأمر بتاتاً وإلا فليأتوا لنا بنص شرعي من الاناجيل الاربعة ان المسيح كان يصلب على وجهه عند دخول الصلاة !
رابعا : عدم السجود لله في الصلاة :
من المعلوم أن السجود هو عبادة لله سبحانه وتعالى والسجود من سنن الأنبياء الكرام بمن فيهم المسيح عليه السلام . . .
والدليل على ذلك [ المزامير 59 : 6 ] ، [ سفر يوشع 5 : 14 ] ، [ الملوك الأول 18 : 42 ] ، [ العدد 20 : 6 ] ، [ التكوين 17 : 3 ] ، [ تكوين 22 : 5 ] ، [ رؤيا 19 : 4 ] ، [ متى 26 : 39 ] ، [ متى 4 : 10 ] إلا ان الأمة المسيحية لا تفعل هذه العبادة العظيمة لله سبحانه وتعالى الواردة في كتابهم المقدس ، بل نجدهم يضعون الكراسي للمصلين في كنائسهم وكأنهم في مسرح للسينما ، وهذا من تلاعب الشيطان والعياذ بالله .
خامساً : رفع الصور والاتجاه إلى تمثال المسيح وأمه أثناء الصلاة :
وهذا الأمر هو تماماً كما يفعله الوثنيون في صلواتهم . والعياذ بالله فإنك لاتجد ديراً أو كنيسة من كنائسهم تخلوا من صورة أو تمثال لمريم والمسيح عليهما السلام .
وإذا زرت كاتدرائية القديس بولس في لندن أو كنيسة القديس بطرس في روما ، فإنك لا تكاد تفرق بينهما وبين معبد ( سومناث ) في الهند من كثرة التماثيل !
سادسا : لا يخلعون احذيتهم وهم يؤدون الصلاة في الكنائس مع أن الأمر بخلع الحذاء أو النعال في المكان المقدس قد ورد في سفر الخروج [ 3 : 5 ] .
سابعاً : نجد أن نساؤهم يصلين في الكنائس وهن مكشوفات الرأس مع أن الأمر بتغطية الرأس أثناء الصلاة قد ورد في كتابهم المقدس في الرسالة الاولى إلى كورنثوس [ 11 : 5 ] : (( كل امرأة تصلي أو تتنبأ ورأسها غير مغطى فتشين رأسها لأنها والمحلوقة شيىء واحد بعينه . إذ المرأة إن كانت لا تتغطى فليقص شعرها . . . )) ( ترجمة فاندايك )
وفي الرسالة الأولى إلى كورنثوس أيضاً [ 11 : 13 ] : (( أحكموا في أنفسكم : هل يليق بالمرأة أن تصلي إلى الله وهي غير مغطاه ؟! )) . ( ترجمة فاندايك )
ثامناً : نجد أن نساؤهم في الكنائس يرفعون اصواتهم بالغناء والترانيم والصلاة الجماعية مع أن الأمر بالصمت والسكوت لهن في الكنائس قد جاء في الرسالة الأولى إلى كورنثوس [ 14 : 34 ] :
(( لتصمت نساؤكم في الكنائس لانه ليس مأذونا لهنّ ان يتكلمن بل يخضعن كما يقول الناموس أيضا. ولكن ان كنّ يردن ان يتعلمن شيئا فليسألن رجالهنّ في البيت لانه قبيح بالنساء ان تتكلم في كنيسة )) . ( ترجمة فاندايك ) ، وبحسب ترجمة كتاب الحياة : (( عار على المرأة أن تتكلم في الجماعة )) .
وقد قال لي أحد النصارى أن هذا الأمر كان لأهل كورنثوس فقط فقلت له إذن موعظة الجبل كانت للحواريين فقط !
ولا تجدي تبريرات النصارى في هذا النص الواضح لأنه : (( عار على المرأة أن تتكلم في الجماعة )) . ولأن الأمر في النص لجميع كنائس القديسين فهو يقول بحسب الترجمة الكاثوليكية : (( ولتصمت النساء في الجماعات ، شأنها في جميع كنائس القديسين ، فإنه لا يؤذن لهن بالتكلم . وعليهن أن يخضعن كما تقول الشريعة أيضاً )) . ( الترجمة الكاثوليكية / دار المشرق / طبعة ثالثة 1994 )
تاسعا : يصلون ويتعبدون لله بالآلآت الموسيقية مع انه لا يوجد بالإنجيل ان المسيح وتلامذته فعلوا هذا الأمر ، بل هي بدعة دسها بولس في رسالته إلى أهل أفسوس 5/19، "بمزامير وتسابيح وأغاني روحية مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب " فالمسيح لم يصلِ لا بمزامير ولا بأغاني ولا بتراتيل، ولا بأي آلة طرب .
ان الصلاة المسيحية لا تعدو أن تكون مجرد تراتيل وأناشيد وضعت من أناس غير معصومين ، لم يضع فيها المسيح حرفاً واحداً، يرتلونها وقوفاً على أنغام آلات الطرب مثل البيانو أو الأورج الذي لم يكن معروفاً البتة لدى المسيح !
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ،،
==================================================================((((((((((
أخلاق المسيح بحسب الاناجيل
من المدهش أن الاناجيل المحرفة تظهر لنا المسيح عليه السلام وهو يشتم الكثيرين ، والادهش من ذلك أن بولس قد صرح في رسالته الأولى الي كورنثوس 6 : 10 بأن الشتامون لا يرثون ملكوت الله !!!
ونرجو من اصدقاؤنا المسيحيون ان تتسع صدورهم لهذا الإدعاء فلدينا الدليل والبرهان على صحته طبقاً للآتي :
ليس حسناً أن يأخذ خبز البنين ويرمى للكلاب !!
متى [ 15 : 26 ] : " ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَانْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَاءَ. وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ: ارْحَمْنِي يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ. ابْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدّاً. فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: اصْرِفْهَا لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا! فَأَجَابَ: لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ. فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً : يَا سَيِّدُ أَعِنِّي! فَأَجَابَ: لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ ". ( ترجمة فاندايك )
والآن - أخي القارىء - إذا كنا لا نريد أن نساعد الآخرين لأي سبب كان ، فهل نصفهم بالكلاب ؟!
والأهم من ذلك كيف يصدر هذا التعبير القاسى جداً من إله المحبة !
هذا وبعدما أراقت هذه المرأة المسكينة آخر نقطة من ماء الكرامة الإنسانية وأقامت الحجة بقولها للمسيح : " وَالْكِلاَبُ أَيْضاً تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا ". حقق لها أملها وشفيت ابنتها.
لا تعطوا القدس للكلاب ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير !!
مرة أخرى يصف المسيح البعض بالكلاب بل وبالخنازير ، فيقول بحسب متى [ 7 : 6 ] : " لاَ تُعْطُوا الْمُقَدَّسَ لِلْكِلاَبِ وَلاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الْخَنَازِيرِ لِئَلا تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُمْ " ( ترجمة فاندايك )
ما يهمنا هو كيف تصدر مثل هذه الكلمات من إله المحبة المزعوم ؟!
جميع الانبياء السابقين سراق ولصوص !!
نسب يوحنا 10 : 8 للمسيح قوله : "جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ ". ( ترجمة فاندايك ) ونحن لا نصدق مطلقاً أن المسيح كان يقول إن " جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ " وإلا فهل يتصور عاقل أن الرسل والأنبياء من عهد آدم إلي موسى وأنبياء بني اسرائيل أجداد المسيح كانوا سراقاً ولصوصاً ؟!
أين هي محبة الأعداء والإحسان إليهم ؟
لوقا ينسب للمسيح - عليه السلام - انه شتم أحد الذين استضافوه ليتغدى عنده في بيته :
لوقا 11 : 37 : " وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ سَأَلَهُ فَرِّيسِيٌّ أَنْ يَتَغَدَّى عِنْدَهُ فَدَخَلَ وَاتَّكَأَ. وَأَمَّا الْفَرِّيسِيُّ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ تَعَجَّبَ أَنَّهُ لَمْ يَغْتَسِلْ أَوَّلاً قَبْلَ الْغَدَاءِ. فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: أَنْتُمُ الآنَ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالْقَصْعَةِ وَأَمَّا بَاطِنُكُمْ فَمَمْلُوءٌ اخْتِطَافاً وَخُبْثاً. يَا أَغْبِيَاءُ أَلَيْسَ الَّذِي صَنَعَ الْخَارِجَ صَنَعَ الدَّاخِلَ أَيْضاً؟ ... فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ النَّامُوسِيِّينَ: يَا مُعَلِّمُ حِينَ تَقُولُ هَذَا تَشْتِمُنَا نَحْنُ أَيْضاً. فَقَالَ : وَوَيْلٌ لَكُمْ أَنْتُمْ أَيُّهَا النَّامُوسِيُّونَ ". ( ترجمة فاندايك )
ان أي انسان يحترم عقله يستطيع أن يدرك أن كلمة " يَا أَغْبِيَاءُ "التي قالها المسيح لمعلموا الشريعة وما جاء بعدها من كلمات ، انما هي شتيمة واضحة ، بدليل ان واحد من الناموسيين قد فهم تلقائيا ان ما كان يقوله المسيح لم يكن الا شتماً ، حتى انه قال للمسيح : " يَا مُعَلِّمُ حِينَ تَقُولُ هَذَا تَشْتِمُنَا نَحْنُ أَيْضاً ". ولم ينكر المسيح عليه فهمه ..
ويستمر يسوع " المحبة " بإرسال الشتائم والويلات والمهالك إلى الناموسيين وغيرهم طبقاً لما يلي :
خاطب معلموا الشريعة بقوله لهم : " يا أولاد الافاعي " متى [ 3 : 7 ] وقال لهم في موضع آخر : " أيها الجهال العميان " متى [ 23 : 17 ] و قال لبطرس كبير الحواريين : " يا شيطان " متى [ 16 : 23 ] وقال لآخرين منهم : " أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان " لوقا [ 24 : 25 ] مع انه هو نفسه الذي قال لهم قد أعطى لكم أن تفهموا أسرار ملكوت الله !! لوقا [ 8 : 10 ] وقال ليهيرودس : " قولوا لهذا الثعلب " لوقا [ 13 : 32 ] وخاطب أمه مستهتراً ذات مرة بقوله لها : " مالي ولك يا إمرأة ! " يوحنا [ 2 : 4 ] ومن أخلاقه أنه يطلب من تلاميذه عدم إفشاء السلام في الطريق. لوقا [ 10 : 4 ]
المسيح يكذب على إخوتـه :
فقد ورد في إنجيل يوحنا [ 7 : 8 ] ان إخوة المسيح طلبوا منه أن يصعد إلي عيد المظال عند اليهود فرد عليهم قائلاً : " اِصْعَدُوا أَنْتُمْ إِلَى هَذَا الْعِيدِ. أَنَا لَسْتُ أَصْعَدُ بَعْدُ إِلَى هَذَا الْعِيدِ لأَنَّ وَقْتِي لَمْ يُكْمَلْ بَعْدُ .. وَلَمَّا كَانَ إِخْوَتُهُ قَدْ صَعِدُوا حِينَئِذٍ صَعِدَ هُوَ أَيْضاً إِلَى الْعِيدِ لاَ ظَاهِراً بَلْ كَأَنَّهُ فِي الْخَفَاءِ ". ( ترجمة فاندايك )
رئيس السلام يطلب إحضار معارضيه لذبحهم بالسيف أمامه :
وهذا طبقاً لما ورد في لوقا [ 19 : 27 ] :
يقول المسيح : " أَمَّا أَعْدَائِي، أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ، فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي ". ( ترجمة فاندايك )
ويحاول المسيحيين الهروب من قسوة هذا النص بشتى المحاولات فتارة يقولون ان هذا سيكون يوم القيامة مع ان النص واضح فالمسيح يقول : (( فأتوا بهم إلى هنا )) وليس فيه أي اشارة ليوم القيامة وتارة يقولون ان هذا ( مثل ) ونحن نقول ان المثل انتهى عند الفقرة 26 من نفس الاصحاح ثم وإن كان هذا مثل أليس هو مثلاً قاسياً يتناقض مع محبة الأعداء التي أمر بها المسيح ؟
أمير السلام يلعن شجرة مسكينة لا ذنب لها !
وهذا طبقاً لما ورد في مرقس [ 11 : 12 ] :
" وَفِي الْغَدِ، بَعْدَمَا غَادَرُوا بَيْتَ عَنْيَا، جَاعَ. وَإِذْ رَأَى مِنْ بَعِيدٍ شَجَرَةَ تِينٍ مُورِقَةً، تَوَجَّهَ إِلَيْهَا لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا بَعْضَ الثَّمَرِ. فَلَمَّا وَصَلَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ فِيهَا إِلاَّ الْوَرَقَ، لأَنَّهُ لَيْسَ أَوَانُ التِّينِ. فَتَكَلَّمَ وَقَالَ لَهَا: لاَ يَأْكُلَنَّ أَحَدٌ ثَمَراً مِنْكِ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ! "
ونحن نسأل :
كيف يصف النصارى المسيح بأنه إله محبة ورحمــة والإنجيل يقول انه أتلف وأمات شجرة كانت تنفع الناس بثمرها الذي كان يخرج في وقته ؟
رئيس السلام يصنع سوطاً من الحبال :
رئيس السلام يصنع سوطاً من الحبال ويدخل به الهيكل ويطرد جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون فيه ويكب و يبعثر دراهمهم ويقلب موائدهم بكــل محبة !!
وهذا طبقاً لما جاء في يوحنا [ 2 : 14 ] :
" وَإِذِ اقْتَرَبَ عِيدُ الْفِصْحِ الْيَهُودِيُّ، صَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، فَوَجَدَ فِي الْهَيْكَلِ بَاعَةَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالْحَمَامِ، وَالصَّيَارِفَةَ جَالِسِينَ إِلَى مَوَائِدِهِمْ، فَجَدَلَ سَوْطاً مِنْ حِبَالٍ، وَطَرَدَهُمْ جَمِيعاً مِنَ الْهَيْكَلِ، مَعَ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ، وَبَعْثَرَ نُقُودَ الصَّيَارِفَةِ وَقَلَبَ مَنَاضِدَهُمْ "
لماذا هذا العنف والغضب من يسوع المحبة ؟
إله المحبة يتسبب بمقتل ألفين حيوان :
طبقاً لما ورد في مرقس [ 5 : 11 ] :
" وَكَانَ هُنَاكَ قَطِيعٌ كَبِيرٌ مِنَ الْخَنَازِيرِ يَرْعَى عِنْدَ الْجَبَلِ، فَتَوَسَّلَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلَةً: أَرْسِلْنَا إِلَى الْخَنَازِيرِ لِنَدْخُلَ فِيهَا! فَأَذِنَ لَهَا بِذَلِكَ. فَخَرَجَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ وَدَخَلَتْ فِي الْخَنَازِيرِ، فَانْدَفَعَ قَطِيعُ الْخَنَازِيرِ مِنْ عَلَى حَافَةِ الْجَبَلِ إِلَى الْبُحَيْرَةِ، فَغَرِقَ فِيهَا. وَكَانَ عَدَدُهُ نَحْوَ أَلْفَيْنِ ".
ونحن نسأل :
ما ذنب الخنازير وصاحب الخنازير ، حين أراد إخراج الشياطين من المجنون ؟
أما كان يمكن إخراج الشياطين دون الإضرار بالخنازير ؟!
ثم ما هو رأي جمعيات الرفق بالحيوان المنتشرة بالعالم ؟
وبلغة اليوم أليس هذا تخريباً اقتصادياً ؟!
إله المحبة يطلب من الانسان أن يكره نفسه و أباه وأمه وزوجته .. حتى يكون له تلميذا !!
وهذا طبقاً لما ورد في لوقا [ 14 : 26 ] :
فيقول المسيح : " إِنْ جَاءَ إِلَيَّ أَحَدٌ، وَلَمْ يُبْغِضْ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَزَوْجَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وأَخَوَاتِهِ، بَلْ نَفْسَهُ أَيْضاً، فَلاَ يُمْكِنُهُ أَنْ يَكُونَ تِلْمِيذاً لِي ". ( ترجمة فاندايك )
ان الذي يتمعن في هذا النص جيداً سيجد أن الكراهية هي أساس الايمان لدي يسوع المسيح . . .فهو يطلب من الشخص أن يكره نفسه وأباه وأمه وزوجته . . . إلخ في سبيل الإيمان .
ان هذا التعليم المنسوب ليسوع الناصري يتناقض مع الحقيقة والمعقولية ، فنحن لا نجوز صدور هذا القول من رجل عادي وصف بالتقى والصلاح ، فكيف ينسب إلي نبي كريم . . فلا يمكن للأنسان أن يكره نفسه وأباه وأمه . . وهو يتناقض مع نص انجيل متى الذي يحث على إكرام الوالدين ويحكم على من يشتمهما بأنه يستحق الموت [ متى 15 : 4 ]
ويحاول بعض النصارى التعليل لهذا التناقض فيقولون ان المقصود بكلمة البغض أي محبة أقل ! ولكنهم لم يوفقوا في تعليلهم ، فاللفظ الذي قد تضمنه النص السابق واضح في معناه ، فالبغض بمعنى الكراهية ، ولن يكون بمعنى (( الاقل
محبة )) . وان كان المعنى فرضاً هو محبة أقل فهو يتناقض مع وصية المسيح : (( تحب قريبك كنفسك )) [ مرقس 12 : 31 ]
رئيس السلام يعلن أنه لم يأتي من أجل السلام :
رئيس السلام يعلن أنه لم يأتي من أجل السلام بل جاء بالسيف لكي يفكك الأسر ويحدث الصراعات بين الاسرة الواحدة !!!
وهذا طبقاً لما ورد في متى [ 10 : 34 ] :
قال المسيح : " لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لألقي سَلاماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لألقي سَلاَماً، بَلْ سَيْفاً.فَإِنِّي جِئْتُ لأَجْعَلَ الإِنْسَانَ عَلَى خِلاَفٍ مَعَ أَبِيهِ، وَالْبِنْتَ مَعَ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ مَعَ حَمَاتِهَا ". ( ترجمة فاندايك )
إله المحبة جاء ليلقي ناراً على الارض !!!
قال المسيح : " جِئْتُ لأُلْقِيَ عَلَى الأَرْضِ نَاراً، فَلَكَمْ أَوَدُّ أَنْ تَكُونَ قَدِ اشْتَعَلَتْ؟ " [ لوقا 12 : 49 ]
هل هذا الانقسام الذي سيحدثه داخل الأسرة والنار التى يُلقيها على الأرض من أجزاء محبته؟ وكيف تُعمَّر الأرض بهذه الطريقة؟
إله المحبة يقتل الأطفال الأبرياء !!!
جاء في سفر الرؤيا [ 2 : 21 _ 23 ] أن مسيح المحبة قال عن إمرأة اسمها إيزابل كانت تدعي انها نبية :
(( فإني سألقيها على فراش وأبتلي الزانين معها بمحنة شديدة . . وأولادها اقتلهم بالموت فستعرف جميع الكنائس اني انا هو الفاحص الكلى والقلوب وأجازي كل واحد منكم بحسب أعماله ))
ونحن نسأل : أين الرحمة في قتل هؤلاء الاطفال الابرياء دون أي ذنب ارتكبوه ؟
من أخلاق الرب أنه كان عرياناً !!
من أخلاق الرب كذلك أنه كان عرياناً مجرَّداً من الملابس أمام تلاميذه ومريم المجدلية فى العشاء الأخير. فماذا أراد أن يعلمكم الكتاب بهذه الواقعة؟ " قَامَ عَنِ الْعَشَاءِ وَخَلَعَ ثِيَابَهُ وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَلٍ وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِراً بِهَا ". [يوحنا 13: 4-5]
الرب عريان أمام اليهود !!
قال كاتب إنجيل متى [ 27 : 28 ] : " فَأَخَذَ عَسْكَرُ الْوَالِي يَسُوعَ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَجَمَعُوا عَلَيْهِ كُلَّ الْكَتِيبَةِ فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً ". ( ترجمة فاندايك )
عزيزي القارىء :
ان هذا العرض الموجز لأخلاق المسيح _ بحسب الأناجيل المحرفة _ يلفت نظرنا إلي شيء مهم وهو أن المسيح لم يلتزم بتعاليمه الأخلاقية وأيضاً صار من الشتامون الذين قال عنهم بولس (( لا يرثون ملكوت الله )) !!!
حاشا وكلا لنبي الله عيسى عليه السلام أن يكون كذلك . . .
...................................................
منقول عن موقع المسيحية فى الميزان
أخلاق المسيح بحسب الاناجيل
من المدهش أن الاناجيل المحرفة تظهر لنا المسيح عليه السلام وهو يشتم الكثيرين ، والادهش من ذلك أن بولس قد صرح في رسالته الأولى الي كورنثوس 6 : 10 بأن الشتامون لا يرثون ملكوت الله !!!
ونرجو من اصدقاؤنا المسيحيون ان تتسع صدورهم لهذا الإدعاء فلدينا الدليل والبرهان على صحته طبقاً للآتي :
ليس حسناً أن يأخذ خبز البنين ويرمى للكلاب !!
متى [ 15 : 26 ] : " ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَانْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَاءَ. وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ: ارْحَمْنِي يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ. ابْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدّاً. فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: اصْرِفْهَا لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا! فَأَجَابَ: لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ. فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً : يَا سَيِّدُ أَعِنِّي! فَأَجَابَ: لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ ". ( ترجمة فاندايك )
والآن - أخي القارىء - إذا كنا لا نريد أن نساعد الآخرين لأي سبب كان ، فهل نصفهم بالكلاب ؟!
والأهم من ذلك كيف يصدر هذا التعبير القاسى جداً من إله المحبة !
هذا وبعدما أراقت هذه المرأة المسكينة آخر نقطة من ماء الكرامة الإنسانية وأقامت الحجة بقولها للمسيح : " وَالْكِلاَبُ أَيْضاً تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا ". حقق لها أملها وشفيت ابنتها.
لا تعطوا القدس للكلاب ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير !!
مرة أخرى يصف المسيح البعض بالكلاب بل وبالخنازير ، فيقول بحسب متى [ 7 : 6 ] : " لاَ تُعْطُوا الْمُقَدَّسَ لِلْكِلاَبِ وَلاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الْخَنَازِيرِ لِئَلا تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُمْ " ( ترجمة فاندايك )
ما يهمنا هو كيف تصدر مثل هذه الكلمات من إله المحبة المزعوم ؟!
جميع الانبياء السابقين سراق ولصوص !!
نسب يوحنا 10 : 8 للمسيح قوله : "جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ ". ( ترجمة فاندايك ) ونحن لا نصدق مطلقاً أن المسيح كان يقول إن " جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ " وإلا فهل يتصور عاقل أن الرسل والأنبياء من عهد آدم إلي موسى وأنبياء بني اسرائيل أجداد المسيح كانوا سراقاً ولصوصاً ؟!
أين هي محبة الأعداء والإحسان إليهم ؟
لوقا ينسب للمسيح - عليه السلام - انه شتم أحد الذين استضافوه ليتغدى عنده في بيته :
لوقا 11 : 37 : " وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ سَأَلَهُ فَرِّيسِيٌّ أَنْ يَتَغَدَّى عِنْدَهُ فَدَخَلَ وَاتَّكَأَ. وَأَمَّا الْفَرِّيسِيُّ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ تَعَجَّبَ أَنَّهُ لَمْ يَغْتَسِلْ أَوَّلاً قَبْلَ الْغَدَاءِ. فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: أَنْتُمُ الآنَ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالْقَصْعَةِ وَأَمَّا بَاطِنُكُمْ فَمَمْلُوءٌ اخْتِطَافاً وَخُبْثاً. يَا أَغْبِيَاءُ أَلَيْسَ الَّذِي صَنَعَ الْخَارِجَ صَنَعَ الدَّاخِلَ أَيْضاً؟ ... فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ النَّامُوسِيِّينَ: يَا مُعَلِّمُ حِينَ تَقُولُ هَذَا تَشْتِمُنَا نَحْنُ أَيْضاً. فَقَالَ : وَوَيْلٌ لَكُمْ أَنْتُمْ أَيُّهَا النَّامُوسِيُّونَ ". ( ترجمة فاندايك )
ان أي انسان يحترم عقله يستطيع أن يدرك أن كلمة " يَا أَغْبِيَاءُ "التي قالها المسيح لمعلموا الشريعة وما جاء بعدها من كلمات ، انما هي شتيمة واضحة ، بدليل ان واحد من الناموسيين قد فهم تلقائيا ان ما كان يقوله المسيح لم يكن الا شتماً ، حتى انه قال للمسيح : " يَا مُعَلِّمُ حِينَ تَقُولُ هَذَا تَشْتِمُنَا نَحْنُ أَيْضاً ". ولم ينكر المسيح عليه فهمه ..
ويستمر يسوع " المحبة " بإرسال الشتائم والويلات والمهالك إلى الناموسيين وغيرهم طبقاً لما يلي :
خاطب معلموا الشريعة بقوله لهم : " يا أولاد الافاعي " متى [ 3 : 7 ] وقال لهم في موضع آخر : " أيها الجهال العميان " متى [ 23 : 17 ] و قال لبطرس كبير الحواريين : " يا شيطان " متى [ 16 : 23 ] وقال لآخرين منهم : " أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان " لوقا [ 24 : 25 ] مع انه هو نفسه الذي قال لهم قد أعطى لكم أن تفهموا أسرار ملكوت الله !! لوقا [ 8 : 10 ] وقال ليهيرودس : " قولوا لهذا الثعلب " لوقا [ 13 : 32 ] وخاطب أمه مستهتراً ذات مرة بقوله لها : " مالي ولك يا إمرأة ! " يوحنا [ 2 : 4 ] ومن أخلاقه أنه يطلب من تلاميذه عدم إفشاء السلام في الطريق. لوقا [ 10 : 4 ]
المسيح يكذب على إخوتـه :
فقد ورد في إنجيل يوحنا [ 7 : 8 ] ان إخوة المسيح طلبوا منه أن يصعد إلي عيد المظال عند اليهود فرد عليهم قائلاً : " اِصْعَدُوا أَنْتُمْ إِلَى هَذَا الْعِيدِ. أَنَا لَسْتُ أَصْعَدُ بَعْدُ إِلَى هَذَا الْعِيدِ لأَنَّ وَقْتِي لَمْ يُكْمَلْ بَعْدُ .. وَلَمَّا كَانَ إِخْوَتُهُ قَدْ صَعِدُوا حِينَئِذٍ صَعِدَ هُوَ أَيْضاً إِلَى الْعِيدِ لاَ ظَاهِراً بَلْ كَأَنَّهُ فِي الْخَفَاءِ ". ( ترجمة فاندايك )
رئيس السلام يطلب إحضار معارضيه لذبحهم بالسيف أمامه :
وهذا طبقاً لما ورد في لوقا [ 19 : 27 ] :
يقول المسيح : " أَمَّا أَعْدَائِي، أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ، فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي ". ( ترجمة فاندايك )
ويحاول المسيحيين الهروب من قسوة هذا النص بشتى المحاولات فتارة يقولون ان هذا سيكون يوم القيامة مع ان النص واضح فالمسيح يقول : (( فأتوا بهم إلى هنا )) وليس فيه أي اشارة ليوم القيامة وتارة يقولون ان هذا ( مثل ) ونحن نقول ان المثل انتهى عند الفقرة 26 من نفس الاصحاح ثم وإن كان هذا مثل أليس هو مثلاً قاسياً يتناقض مع محبة الأعداء التي أمر بها المسيح ؟
أمير السلام يلعن شجرة مسكينة لا ذنب لها !
وهذا طبقاً لما ورد في مرقس [ 11 : 12 ] :
" وَفِي الْغَدِ، بَعْدَمَا غَادَرُوا بَيْتَ عَنْيَا، جَاعَ. وَإِذْ رَأَى مِنْ بَعِيدٍ شَجَرَةَ تِينٍ مُورِقَةً، تَوَجَّهَ إِلَيْهَا لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا بَعْضَ الثَّمَرِ. فَلَمَّا وَصَلَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ فِيهَا إِلاَّ الْوَرَقَ، لأَنَّهُ لَيْسَ أَوَانُ التِّينِ. فَتَكَلَّمَ وَقَالَ لَهَا: لاَ يَأْكُلَنَّ أَحَدٌ ثَمَراً مِنْكِ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ! "
ونحن نسأل :
كيف يصف النصارى المسيح بأنه إله محبة ورحمــة والإنجيل يقول انه أتلف وأمات شجرة كانت تنفع الناس بثمرها الذي كان يخرج في وقته ؟
رئيس السلام يصنع سوطاً من الحبال :
رئيس السلام يصنع سوطاً من الحبال ويدخل به الهيكل ويطرد جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون فيه ويكب و يبعثر دراهمهم ويقلب موائدهم بكــل محبة !!
وهذا طبقاً لما جاء في يوحنا [ 2 : 14 ] :
" وَإِذِ اقْتَرَبَ عِيدُ الْفِصْحِ الْيَهُودِيُّ، صَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، فَوَجَدَ فِي الْهَيْكَلِ بَاعَةَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالْحَمَامِ، وَالصَّيَارِفَةَ جَالِسِينَ إِلَى مَوَائِدِهِمْ، فَجَدَلَ سَوْطاً مِنْ حِبَالٍ، وَطَرَدَهُمْ جَمِيعاً مِنَ الْهَيْكَلِ، مَعَ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ، وَبَعْثَرَ نُقُودَ الصَّيَارِفَةِ وَقَلَبَ مَنَاضِدَهُمْ "
لماذا هذا العنف والغضب من يسوع المحبة ؟
إله المحبة يتسبب بمقتل ألفين حيوان :
طبقاً لما ورد في مرقس [ 5 : 11 ] :
" وَكَانَ هُنَاكَ قَطِيعٌ كَبِيرٌ مِنَ الْخَنَازِيرِ يَرْعَى عِنْدَ الْجَبَلِ، فَتَوَسَّلَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلَةً: أَرْسِلْنَا إِلَى الْخَنَازِيرِ لِنَدْخُلَ فِيهَا! فَأَذِنَ لَهَا بِذَلِكَ. فَخَرَجَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ وَدَخَلَتْ فِي الْخَنَازِيرِ، فَانْدَفَعَ قَطِيعُ الْخَنَازِيرِ مِنْ عَلَى حَافَةِ الْجَبَلِ إِلَى الْبُحَيْرَةِ، فَغَرِقَ فِيهَا. وَكَانَ عَدَدُهُ نَحْوَ أَلْفَيْنِ ".
ونحن نسأل :
ما ذنب الخنازير وصاحب الخنازير ، حين أراد إخراج الشياطين من المجنون ؟
أما كان يمكن إخراج الشياطين دون الإضرار بالخنازير ؟!
ثم ما هو رأي جمعيات الرفق بالحيوان المنتشرة بالعالم ؟
وبلغة اليوم أليس هذا تخريباً اقتصادياً ؟!
إله المحبة يطلب من الانسان أن يكره نفسه و أباه وأمه وزوجته .. حتى يكون له تلميذا !!
وهذا طبقاً لما ورد في لوقا [ 14 : 26 ] :
فيقول المسيح : " إِنْ جَاءَ إِلَيَّ أَحَدٌ، وَلَمْ يُبْغِضْ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَزَوْجَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وأَخَوَاتِهِ، بَلْ نَفْسَهُ أَيْضاً، فَلاَ يُمْكِنُهُ أَنْ يَكُونَ تِلْمِيذاً لِي ". ( ترجمة فاندايك )
ان الذي يتمعن في هذا النص جيداً سيجد أن الكراهية هي أساس الايمان لدي يسوع المسيح . . .فهو يطلب من الشخص أن يكره نفسه وأباه وأمه وزوجته . . . إلخ في سبيل الإيمان .
ان هذا التعليم المنسوب ليسوع الناصري يتناقض مع الحقيقة والمعقولية ، فنحن لا نجوز صدور هذا القول من رجل عادي وصف بالتقى والصلاح ، فكيف ينسب إلي نبي كريم . . فلا يمكن للأنسان أن يكره نفسه وأباه وأمه . . وهو يتناقض مع نص انجيل متى الذي يحث على إكرام الوالدين ويحكم على من يشتمهما بأنه يستحق الموت [ متى 15 : 4 ]
ويحاول بعض النصارى التعليل لهذا التناقض فيقولون ان المقصود بكلمة البغض أي محبة أقل ! ولكنهم لم يوفقوا في تعليلهم ، فاللفظ الذي قد تضمنه النص السابق واضح في معناه ، فالبغض بمعنى الكراهية ، ولن يكون بمعنى (( الاقل
محبة )) . وان كان المعنى فرضاً هو محبة أقل فهو يتناقض مع وصية المسيح : (( تحب قريبك كنفسك )) [ مرقس 12 : 31 ]
رئيس السلام يعلن أنه لم يأتي من أجل السلام :
رئيس السلام يعلن أنه لم يأتي من أجل السلام بل جاء بالسيف لكي يفكك الأسر ويحدث الصراعات بين الاسرة الواحدة !!!
وهذا طبقاً لما ورد في متى [ 10 : 34 ] :
قال المسيح : " لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لألقي سَلاماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لألقي سَلاَماً، بَلْ سَيْفاً.فَإِنِّي جِئْتُ لأَجْعَلَ الإِنْسَانَ عَلَى خِلاَفٍ مَعَ أَبِيهِ، وَالْبِنْتَ مَعَ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ مَعَ حَمَاتِهَا ". ( ترجمة فاندايك )
إله المحبة جاء ليلقي ناراً على الارض !!!
قال المسيح : " جِئْتُ لأُلْقِيَ عَلَى الأَرْضِ نَاراً، فَلَكَمْ أَوَدُّ أَنْ تَكُونَ قَدِ اشْتَعَلَتْ؟ " [ لوقا 12 : 49 ]
هل هذا الانقسام الذي سيحدثه داخل الأسرة والنار التى يُلقيها على الأرض من أجزاء محبته؟ وكيف تُعمَّر الأرض بهذه الطريقة؟
إله المحبة يقتل الأطفال الأبرياء !!!
جاء في سفر الرؤيا [ 2 : 21 _ 23 ] أن مسيح المحبة قال عن إمرأة اسمها إيزابل كانت تدعي انها نبية :
(( فإني سألقيها على فراش وأبتلي الزانين معها بمحنة شديدة . . وأولادها اقتلهم بالموت فستعرف جميع الكنائس اني انا هو الفاحص الكلى والقلوب وأجازي كل واحد منكم بحسب أعماله ))
ونحن نسأل : أين الرحمة في قتل هؤلاء الاطفال الابرياء دون أي ذنب ارتكبوه ؟
من أخلاق الرب أنه كان عرياناً !!
من أخلاق الرب كذلك أنه كان عرياناً مجرَّداً من الملابس أمام تلاميذه ومريم المجدلية فى العشاء الأخير. فماذا أراد أن يعلمكم الكتاب بهذه الواقعة؟ " قَامَ عَنِ الْعَشَاءِ وَخَلَعَ ثِيَابَهُ وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَلٍ وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِراً بِهَا ". [يوحنا 13: 4-5]
الرب عريان أمام اليهود !!
قال كاتب إنجيل متى [ 27 : 28 ] : " فَأَخَذَ عَسْكَرُ الْوَالِي يَسُوعَ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَجَمَعُوا عَلَيْهِ كُلَّ الْكَتِيبَةِ فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً ". ( ترجمة فاندايك )
عزيزي القارىء :
ان هذا العرض الموجز لأخلاق المسيح _ بحسب الأناجيل المحرفة _ يلفت نظرنا إلي شيء مهم وهو أن المسيح لم يلتزم بتعاليمه الأخلاقية وأيضاً صار من الشتامون الذين قال عنهم بولس (( لا يرثون ملكوت الله )) !!!
حاشا وكلا لنبي الله عيسى عليه السلام أن يكون كذلك . . .
...................................................
منقول عن موقع المسيحية فى الميزان
t
الخطيــئـة الأصـليّـــة
يمكننا اعتبار مفهوم الخطيئة المفهوم الرّئيس والأساس في الإيمان النّصرانيّ كلّه، إذ إنّ هذا المفهوم يرتبط بجميع العقائد الأخرى: كالكفارة والصّلب والتّثليث والقيامة … وبدون الخطيئة لن يعود للنّصرانيّة مسوغ وجود أصلاً، ويُجمِع الباحثون الموضوعيّون قديمًا وحديثًا، النّصارى والمسلمون واللاّدينيّون، على أنّ مفهوم الخطيئة الأصليّة من الأمور التي لا يقبلها العقل، ولا يُسلّم بها المنطق، وذلك لأسباب عدّة يأتي بيانها بعد حين.
في البداية نتساءل ما هي الخطيئة التي يتحدّث كلّ نصرانيّ وتُروِّج لها كلّ كنيسة؟ إنّ الخطيئة الأصليّة التي لُعن من أجلها جنس البشريّة هي تلك " الغلطة " التي اقترفها آدم، أبو البشريّة قبل آلاف السّنين، عندما كان في الجنّة ومدّ يده إلى شجرة، فقطف ثمرة وأكلها هو و زوجته حوّاء، وكان من المطلوب ألاّ يفعل ذلك، لأنّ الله أباح له الأكل من جميع ثمار الجنّة إلاّ من تلك الشّجرة بعينها، لكن آدم خالف أمر الله فوقع في المحظور وجلب على نفسه وأبنائه اللّعنة والخسارة الأبديّة - على حدّ تعبيرهم - ! !
جاء في العهد القديم: ( وأوصى الربّ الإله آدم قائلاً: من جميع شجر الجنّة تأكل أكلاً، وأمّا شجرة معرفة الخير والشرّ فلا تأكل منها، لأنّك يوم تأكل منها موتًا تموت )( )، هذه هي البداية؛ فالله تعالى خلق آدم، ولم يعطه الحقّ في الأكل من شجرة المعرفة، فكأنما يريد أن يبقيه جاهلاً، وماذا يضرّ الله لو عرف آدم الخير والشرّ ! !؟ والرّواية القرآنيّة لهذه الأحداث لم تذكر نوع الشّجرة وسبب المنع، الذي هو امتحان وليس حسدًا من الله لجنس البشر، كما يُفهم من الرّواية التّوراتيّة !
ورد في الكتاب المقدَّس قصة التهام التفاحة ونيل اللعنة كما يلي (وكانت الحيّة أحْيلَ جميع حيوانات البرّيّة التي عملها الربّ الإله، فقالت للمرأة أحقًّا قال الله لا تأكل من كلّ شجر الجنّة؟، فقالت المرأة للحيّة من ثمر الجنّة نأكل، وأمّا ثمر الشّجرة التي في وسط الجنّة فقال الله لا تأكلا منه، ولا تمسّاه لئلاّ تموتا، فقالت الحيّة للمرأة لن تموتا، بل الله عالم أنّه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما، وتكونان كالله عارفين الخير والشرّ، فرأت المرأة أنّ الشّجرة جيّدة للأكل، وأنّها بهجة للعيون، وأنّ الشّجرة شهيّة للنّظر فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضًا معها فأكل، فانفتحت أعينهما وعلما أنّهما عريانان، فخاطا أوراق تين ووضعا لأنفسهما مآزر، وسمعا صوت الربّ الإله ماشيًا في الجنّة عند هبوب ريح النّهار فاختبأ آدم وامرأته من وجه الربّ الإله في وسط شجر الجنّة، فنادى الإله آدم، وقال له أين أنت! ؟ فقال سمعت صوتك في الجنّة، فخشيت لأنّي عريان فاختبأت، فقال من أعلمك أنّك عريان، هل أكلت من الشّجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها! ؟)( ).
إنّ كاتب هذا السّفر يصوّر الله كأنّه رجل يتجوّل في حديقته، ويحدّث صوتًا بأقدامه التي تدوس التّراب والحشيش، ثمّ ينادي الربّ آدم (آدم .. آدم .. أين أنت ! ؟) و هو سؤال الجاهل بمكان مخلوقه .. ثمّ يسأله مَن أعلمك أنّك عريان، هل أكلت من الشّجرة …؟ أسئلة وأسئلة تدلّ على أنّ الكاتب لهذه الرّواية لا يستطيع أن يتصوّر الله إلاّ بتصوّر البشر الذي يعتريه الجهل والغفلة والحيرة والعي، فلذلك حاك هذه المسرحيّة بأبطالها، لكنّها مسرحيّة فاشلة بجميع مقاييس البشر فضلاً عن مقاييس الإله، ثمّ يستمرّ سفر التّكوين في هذه المشاهد المسرحيّة ! ( فقال آدم: المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشّجرة فأكلت، فقال الربّ للمرأة: ما هذا الذي فعلت، فقالت المرأة: الحيّة غرّتني فأكلت)( )، والحمد للّه أنّ القصّة كما جاءت في القرآن لم تذكر البادئ بالأكل أهو المرأة أم الرّجل بعكس الرّوايتين التّوراتيّة والإنجيليّة، فقد ذهبتا إلى حدّ الحطّ من المرأة وجعلها منشأ شقاء البشريّة وسبب غواية آدم.
جاء في الإنجيل في رسالة بولس الأولى لتيموثاوس ( وعلى المرأة أن تتعلّم بصمت وخضوع تامّ، ولا أجيز للمرأة أن تُعلِّم ولا أن تتسلّط على الرّجل، بل عليها أن تلزم الهدوء، لأنّ آدم خلقه الله أوّلاً ثمّ حوّاء وما أغوى الشّريرُ آدمَ، بل أغوى المرأة فوقعت في المعصية …)( )، والذي يقرأ عن مكانة المرأة في الكتاب المقدّس، وفي كتابات قساوسة النّصارى يرى مدى الاحتقار والحيف الذي تعرّضت له المرأة بسبب تلك التّهمة؛ فقد وصف العهد القديم المرأة [ بأنّها أمَرُّ من الموت ]، ويقول قدّيس النّصارى ترتوليان: » إنّ المرأة مدخل الشّيطان إلى نفس الإنسان، ناقِضة لنواميس الله، مشوّهة لصورة الله«، وقال القدّيس سوستام: » إنّها شرّ لا بدّ منه، آفة مرغوب فيها، وخطر على الأسرة والبيت، ومحبوبة فتّاكة، ومصيبة مطلية مسموم«، وأعلن البابا أينوسنتوس الثّامن » إنّ الكائن البشريّ والمرأة يبدوان نقيضين عـنيدين «.
وأكبر دليل على تخبّط النّصارى في تقييم المرأة هو عقد مؤتمر ماكون في القرن الخامس الميلادي، الذي بحث موضوع "هل المرأة مجرّد جسم لا روح فيه أم لها روح ! ؟ "، ومؤتمر فرنسا في القرن السّادس الذي بحث موضوع " هل المرأة إنسان أم غير إنسان !؟ "، وقد سبق جميع القدّيسين في احتقار المرأة القدّيس بولس صاحب الرّسائل التي أُدخلت في الإنجيل، والذي أزرى بالمرأة أيّما زراية، فجعلها بسبب الخطيئة مخلوقًا من الدّرجة الثّانية أو الثّالثة!
ونعود إلى الخطيئة، فإذا كان النبيّ محمّد يقول: » إنّ العلماء ورثة الأنبياء وإنّ الأنبياء لم يورثوا درهمًا ولا دينارًا، وإنّما ورٌثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافر « وإذا كان النّاس يرون أنّهم يرثون عن آبائهم وأجدادهم الأموال والثّروات والعقارات … فإنّ النّصارى ترى أنّ آدم أورث أبناءه وأحفاده ذنوبه وآثامه التي اقترفها في الجنّة، ولا سيّما الخطيئة العظيمة، عندما أكل من الشّجرة الممنوعة ! !.
إنّ منطق الكنيسة يقول: إنّ البشريّة كلّها تلوّثت بدنس الخطيئة، وبفعل ناموس العدل استحقّت الهلاك الأبديّ والطّرد من الرّحمة الإلهيّة، وانتُزعت منها إرادة فعل الخير ! فقد جاء في العهد الجديد (بإنسان واحد دخلت الخطيئة إلى العالم وبالخطيئة الموت، وهكذا اجتاز الموتُ إلى جميع النّاس إذ أخطأ الجميع)( ).
أيّها القارئ لو كان أبي سارقًا فهل من العدل أن تحكم عليّ محكمة أرضيّة بأنّي مذنب لمجرّد كوني ابنا لأب سارق!؟ ويبدو أنّ المحكمة الإلهيّة عند النّصارى لها معايير قضائيّة أخرى، فهي تجعل بلايين البشر مذنبين بسبب ذنب لم يقترفوه ولم يعلموا عنه شيئًا، فهل المحاكم الأرضيّة أرحم و ألطف من المحاكم السّماويّة !؟
ويصرّ رجال الكنيسة على هذا المنطق المقلوب، ويستميتون دفاعًا عنه، وفي هذا الصّدد يقول جان كالفين، زعيم البروتستانتيّة: » حينما يقال إنّنا استحققنا العقاب الإلهيّ من أجل خطيئة آدم، فليس يعني ذلك أنّنا بدورنا كنّا معصومين أبرياء، وقد حملنا – ظلمًا – ذنب آدم .. الحقيقة أنّنا لم نتوارث من آدم " العقاب " فقط، بل الحقّ أنّ وباء الخطيئة مستقرّ في أعماقنا، تلك الخطيئة التي تعدت إلينا من آدم، والتي من أجلها قد استحققنا العقاب على سبيل الإنصاف الكامل، وكذلك الطّفل الرّضيع تضعه أمّه مستحقًّا للعقاب، وهذا العقاب يرجع إلى ذنبه هو، وليس من ذنب أحدٍ غيره«.
ويقول سانت أغسطين: » وكان الواقع أنّ جميع أفراد الإنسان الذين تلوّثوا بالخطيئة الأصليّة، إنّما وُلدوا من آدم و تلك المرأة التي أوقعت آدم في الخطيئة والتي شاركت آدم نيْل العقاب«، ويصرّح الإنجيل في عدّة آيات (بالخطيئة حَملت بنا أمّهاتنا)، وتنتقل الخطيئة عبر الرّوح من الأجداد إلى الأحفاد، كما يقرّر ذلك القدّيس توماس الإكويني حين يقول: » ومثل ذلك أنّ الذنب في الواقع تقترفه الرّوح، ولكنّه بالتّالي ينتقل إلى أعضاء وجوارح في الجسم «.
وكأنّ كاتب الآيات التي تحمِّل الإنسانيّة ذنب أبيها آدم نسي الفصول التي كتبها من مسرحيّته، والتي تناقض تمامًا العقاب الجماعيّ للمذنبين وغير المذنبين، وكذلك يتناسى قساوسة النّصرانيّة تلك الآيات العديدة في العهدين القديم والجديد، التي تحكم على عقيدة وراثة الخطيئة بالبطلان والفساد .. وتعالوا ننظر سويًّا في بعض تلك الآيات التي وردت في أسفار العهد القديم ومنها: ( لا يُقتل الأباء عن الأولاد، ولا يُقتل الأولاد عن الآباء، كلّ إنسان بخطيئته يُقتل )( )، فهل هذه الآية من سفر التّثنية منسوخة أم ملغاة!؟ وماذا يقول رجال الكنيسة في قول العهد القديم (.. وأنتم تقولون لماذا لا يحمل الابن من إثم الأب، أمّا الابن فقد فعل حقًّا وعدلاً وحفظ جميع فرائضي وعمل بها فحياة يحيا، النّفس التي تخطئ هي تموت، الابن لا يحمل من إثم الأب، والأب لا يحـمل من إثم الابن، بـرُّ البار عليه يكون وشرُّ الشرّير عليه يـكون )( ).
وهذه الآية من سفر حزقيال هل هي من الأسفار غير القانونيّة "الأبوكريفا " أم من الأناجيل التي لا تعترف بها المجاميع المسكونيّة!؟ فلماذا تتجاهلونها !؟ ثمّ هل من العدل أن يعاقب البريء بجريرة المذنب، كيف يعاقب من لم يرتكب ذنبًا؟ إنّ قوانين العقل والمنطق وجميع الأديان السّماويّة والوضعيّة تأخذ بمبدأ [ كلّ فرد بريء حتّى تثبت إدانته ]، فلماذا خالفت النّصرانيّة هذا المبدأ وضربت به عرض الحائط، وجعلت البشريّة كلّها مذنبة حتّى تُثبِت براءتها !!؟ وأين قول الكتاب المقدّس (فتقدّم إبراهيم وقال: أفتُهلك البارّ مع الأثيم؟، عسى أن يكون خمسون بارًّا في المدينة، أفتُهلك المكان ولا تصفح عنه من أجل الخمسين بارًّا الذين فيه؟، حاشا لك أن تفعل مثل هذا الأمر، أن تميت البارّ مع الأثيم فيكون البارّ كالأثيم، حاشا لك، أديّان كلّ الأرض لا يصنع عدلاً !؟ فقال الربّ: إن وجدتُ في سدوم خمسين بارًّا في المدينة فإنّي أصفح عن المكان كلّه من أجلهم)( )، وأين قوله (في تلك الأيّام لا يقولون بعدُ الآباء أكلوا حصرمًا وأسنان الأبناء ضرست، بل كلّ واحد يموت بذنبه، كلّ إنسان يأكل الحصرم تضرّس أسنانه)( )، وقوله (سيجازي كلّ واحد حسب أعماله)( ).
وبعد صفحات سنرى أنّ الله نفسه – في زعم النّصارى – أضاف إلى هذه المحاكمة الجائرة ظلمًا آخر حين أراد التخلّص من الخطيئة بصلب إنسان بريء، وتعذيبه أشدّ العذاب على يد اليهود والرّومان، إنّ منهج القرآن الكريم يختلف جذريًّا عن هذا الظّلم الشّديد الذي وقع على الإنسان واقرأوا إن شئتم آيات الله تعالى في القرآن: لا يجزي والدٌ عن ولده، ولا مولود هو جاز عن والده شيئًا لقمان 33.
من عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربّك بظلاّم للعبيد فصّلت 46.
ألاّ تزر وازرة وزر أخرى وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى النّجم 38.
فأيّ هذه الآيات هي أقرب إلى العقل، والمنطق، أهذه التي تحمِّل الفرد وحده مسؤوليّة أفعاله الخيّرة والشرّيرة، أم تلك الآيات الإنجيليّة المقدّسة، التي تجعل الجنين والرّضيع مجرمين ملعونين هالكين مطرودين من ملكوت السّموات … !
وثمّة مسألة أخرى هامّة تعصف بمفهوم الخطيئة، وهي أنّ الله عاقب البشريّة عقوبات عديدة شديدة لم يكن من العدل بعدها لعن الجنس البشريّ، ونزع إرادته على فعل الخير، ولم تكن هناك حاجة للتّكفير عن الخطيئة الأصليّة بصلب المسيح..
جاء في سفر التّكوين (وقال الربُّ الإله للحيّة لأنّك فعلت هذا ملعونة أنت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرّيّة، على بطنك تسعين وترابًا تأكلين كلّ أيّام حياتك، وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلها، هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه، وقال للمرأة تكثيرًا أُكثر أتعاب حبلك، بالوجع تلدين أولادًا( ) وإلى رجُلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك، وقال لآدم لأنّك سمعت لقول امرأتك وأكلت من الشّجرة التي أوصيتك قائلاً لا تأكل منها، ملعونة الأرض بسببك، بالتّعب تأكل منها كلّ أيّام حياتك، وشوكًا وحَسَكًا تُنبت لك وتأكل عشب الحقل، بعرق وجهك تأكل خبزًا حتّى تعود إلى الأرض التي أخذت منها، لأنّك من تراب وإلى تراب تعود)( ).
فسبحان الله من هذا الإله !كيف يعاقب بكلّ هذه العقوبات القاسية المتتالية؛ عقوبات خاصّة بالحيّة وبالمرأة وبالرّجل، ثمّ لم يكتف بذلك فلعن الأرض كذلك، ولا أدري ما ذنبها! ثمّ واصل سلسلة العقوبات بطرد الإنسان من الجنّة خوفًا من أن يأكل من شجرة الخلد فيبقى هنالك في ملكوته ! يقول سفر التّكوين: (وقال الربّ الإله هو ذا الإنسان قد صار كواحدٍ منّا عارفًا الخير والشرّ، والآن لعلّه يمدّ يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضًا، ويأكل ويحيا إلى الأبد، فأخرجه الربّ الإله من جنّة عدن ليعمل الأرض التي أُخذ منها، فطرد الإنسان وأقام شرقي جنّة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلّب لحراسة طريق شجرة الحياة)( ).
أليست كلّ هذه العقوبات كافية لتحقيق ناموس العدل!؟ فهل من العدل أن يُضيف إلى تلك القائمة الطّويلة عقوبة الخطيئة المميتة !؟
إنّ هذا المنطق الغريب الذي يصوّر الله بهذا الحقد والجبروت هو الذي دفع أحد الغربيّين إلى السّخريّة بقوله: » إنّ الله أنانيّ وقاس جدًّا، فلقد لعن البشريّة كلّها وطردها من رحمته، وحكم عليها بالشّقاء المؤبّد لمجرّد أنّ فردًا واحدًا منها تجرّأ على أكل تُفّاحة من حديقته ! «.
وثمّة ملاحظات أخرى وأخرى فقوله: ( لعلّه يمدّ يده ..) دليل على عدم تأكّد الله من أنّ آدم سيفعل ذلك أصلاً، لكنّه هذه المرّة لم يشأ أن يراهن كما فعل مع شجرة المعرفة؛ لذلك أخذ التّدابير والاحتياطات اللاّزمة لقطع الطّريق على آدم حتّى لا يصل إلى شجرة الخلد !، إنّ الله تعلّم درسًا في السّابق فلا يريد أن يُلدغ من جحر مرّتين، فطرد آدم من الجنّة حماية لمكتسباته لئلاّ يتطلّع إلى الأكل من شجرة الخلد في غفلة من الله – ! جلّ شأنه وتعالى عمّا يقولون – فيصبح آدم كالله تمامًا !
إنّ هذه الاستنتاجات نوردها إلزامًا فقط، وليس اعتقادًا منّا بها، والقارئ العاديّ لهذه الأسفار يشمّ رائحة كاتب يهوديّ عاجز عن تصوّر الذّات الإلهيّة بصفاتها العليا المنزّهة عن مشابهة الخلق، فتراه يصف ويصوّر الله كأنّه إنسان يحسد آدم، ويتحرّك بموجب غريزة التملّك والبقاء والسّيطرة ليحيك المؤامرات خشية على ذهاب عرشه ومصالحه الشّخصيّة المهدّدة بظهور منافس محتمل، وأتساءل: ما هي الحكمة من خلق شجرة الحياة هذه! هل لمجرّد استمتاع الله برؤيتها عند تجوّله في حديقته!؟
إنّ أهمّ أساس في الإيمان النّصرانيّ هو الخطيئة الأصليّة، وإنّ اعتقادًا كهذا يجرّنا إلى سلسلة طويلة من التّساؤلات، يقول سفر التّكوين: إنّ الحيّة هي التي أغوت المرأة والرّجل، فلماذا لم يكتف الله بمعاقبة الحيّة وقد كانت الرّأس المدبّر للجريمة والسّبب في جميع ذنوب بني آدم !؟
لماذا لم يتكلّم الأنبياء والرّسل الذين ذُكروا في التّوراة والعهد القديم عن هذه العقيدة "الخطيئة " !؟ لماذا لم يُشر إليها نوح، إبراهيم، إسحاق، يعقوب، داود .. بل حتّى موسى أعظم نبيّ في بني إسرائيل لم يُلمِّح إلى الخطيئة من قريب ولا من بعيد، كيف يمكن لأنبياء عظماء مثل هؤلاء أن يتجاهلوا هذه العقيدة؟ هل كانوا جاهلين بها؟ وهي أخطر عقيدة في الملكوت، هل كتموا خبرها عن النّاس وأبقوها سرًّا بينهم؟ لماذا لم يرفعوا أيديهم إلى السّماء ليدعوا ويتوسّلوا إلى الله ليرفعها عن الإنسانيّة؟ أتعرف لماذا لم يفعلوا ذلك؟ لأنّهم ببساطة لم يكونوا يؤمنون بوجود خطيئة ما، بل كانوا يؤمنون بقول الكتاب المقدّس (برُّ البارّ عليه يكون وشرّ الشرّير عليه يكون)( ).
ثمّ هل كان هؤلاء الأنبياء كنوح وإبراهيم وموسى وداود وسليمان .. أجداد المسيح خطاة ومدنّسين بالخطيئة الأصليّة التي ارتكبها أبوهم آدم؟ فإذا كانوا كذلك لماذا اختارهم الله لهداية البشر، وهم لا يختلفون عن غيرهم لكونهم منغمسين في الخطيئة كباقي أفراد جنسهم؟، لماذا كان "يهو" jeovah وهو الله في العهد القديم – راضيًا عن أنبيائه؛ فكان يدعو بعضهم بالرّجل البارّ، ورجل الله، والصّالح، يقول الكتاب المقدّس (كان نوح رجلاً بارًّا كاملاً في أجياله وسار نوح مع الله)( )، (وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأنّ الله أخذه)( )، بل إنّ العهد الجديد يجزم بأنّ أولئك الأنبياء الذين سبقوا المسيح كانوا كاملين في إيمانهم، ولم يكونوا خطاة، ولم تكن تنقصهم عقائد التّثليث والفداء والكفّارة، جاء في رسالة يعقوب في العهد الجديد (أنظر إلى أبينا إبراهيم أما برره الله بالأعمال، حين قدّم ابنه إسحاق على المذبح، فأنت ترى أنّ إيمانه وافق أعماله فصار إيمانه كاملاً بالأعمال، فتمّ قول الكتاب آمن إبراهيم بالله فبرّره الله لإيمانه ودُعي خليل الله)( ).
كيف وُفّق الأنبياء إلى فعل الخير وجميع الطّوائف النّصرانيّة ترى بموجب الخطيئة أنّ الله نزع من بني الإنسان إرادة فعل الخير، وإنّ ما يعمله الإنسان هو شرّ، وذلك رغم اعتراف المسيح بوجود أبرار على الأرض، فعندما لام أناس المسيح على دعوته الأشرار والخطاة، ردّ المسيح عليهم قائلاً: (لأنّي لم آت لأدعو أبرارًا بل خطاة إلى التّوبة)( ).
وأخيرًا لماذا كتم الله سرّ الخطيئة فلم يبده لعباده إلاّ بعد قصّة صلب المسيح، إنّ المدّة الزّمنيّة التي تفصل بين آدم والمسيح ليست بالقصيرة، فأين كان مفهوم الخطيئة خلال تلك القرون الطّويلة؟.
يقول عبد الأحد داود – رأس الكنيسة الكلدانية وقد أسلم – في كتابه (الإنجيل والصّليب): » إنّ من العجب أن يعتقد المسيحيّون أنّ هذا السرّ اللاّهوتيّ، وهو خطيئة آدم وغضب الله على الجنس البشريّ بسببها ظلّ مكتومًا عن كلّ الأنبياء السّابقين، ولم تكتشفه إلاّ الكنيسة بعد حادثة الصّلب« ويقرّر الكاتب أنّ هذه المسألة هي من المسائل التي حملته على ترك النّصرانيّة واعتناق الإسلام لأنّها أمرته بما لا يستسيغه عقله.
ومن أغرب العجائب أنّ أسفار العهد القديم لم تدع جزئيّة من الجزئيّات التّافهة كأعداد قبائل بني إسرائيل وأسمائهم، وطول وعرض ووزن الأشياء في أسفار اللاوين والتثنية والعدد، وأكاذيب زنا داود بحليلة جاره، وزواج سليمان بـ 1000 امرأة، وزنا لوط بابنتيه !.. كلّ هذه التّفاصيل سُردت في أكثر من 1200 صفحة بتفصيل مملّ، ومقزز يدعو للغثيان؛ في حين أنّ الخطيئة التي هي أهمّ عقائد النّصرانيّة على الإطلاق لا تجد لها مكانًا بين ذلك الرّكام لا تلميحًا ولا تصريحًا!
أليس هذا الأمر محيّرًا ؟ بلى.
أليس هذا الأمر غير معقول ؟، بلى.
إنّ أكثر التّحليلات العلميّة للدّيانة النّصرانيّة تُرجع منبت هذه العقائد المنحرفة عن العقل والدّين "كالخطيئة " إلى الجهود المشبوهة التي قام بها أعداء التّوحيد في تدمير الدّين وتحريفه، وعلى رأس أولئك جميعًا بولس "شاؤول " الذي يعتقد النّصارى أنّه رسول المسيح، لقد لعب بولس دورًا خطيرًا في الهدم من الدّاخل، كان يصعب – إنّ لم يكن من المستحيل – فعله من الخارج، ولقد كان ذكيًّا – بل خبيثًا – عندما لم يخترع ديانة جديدة من عنده، إنّما عمد إلى عقائد فاسدة كانت موجودة في أديان الوثنيّين " البوذيّة، البراهميّة، المتراسيّة، المصريّة القديمة، وفلسفة الإغريق والرّومان ..الخ " فأخذ من هنا وهناك أشياء كانت شائعة في ذلك الزّمان، ثمّ ألصقها بالدّيانة النّصرانيّة الجديدة في غفلة من أهل العلم، وقد تزامن ذلك مع حملة اليهود والرّومان الشّرسة على الحواريّين وتلاميذ المسيح، فضاع الحقّ وأخذ مكانه الباطل المزخرف، الذي دعّمته فيما بعد سلطة الدّولة الرّومانيّة لما تنصرت.
وبخصوص الخطيئة يذكر علماء تاريخ الأديان وجود فكرة الخطيئة في أكثر الأديان الوثنيّة التي سبقت النّصرانيّة، يقول م. ويليام في كتابه (الهندوسيّة): »يعتقد الهنود الوثنيّون بالخطيئة الأصليّة، وممّا يدلّ على ذلك ما جاء في تضرّعاتهم التي يتوسّلون بها بعد "الكياتري" وهي: إنّي مذنب، ومرتكب للخطيئة، وطبيعتي شرّيرة، وحملتني أمّي بالإثم، فخلّصني يا ذا العين الحندقوقيّة، يا مخلّص الخاطئين يا مزيل الآثام والذّنوب«، ويقول هوك في كتابه (رحلة هوك): »يعتقد الهنود الوثنيّون بتجسّد أحد الآلهة وتقديم نفسه ذبيحة فداء عن النّاس والخطيئة« ويقول »ومن الألقاب التي يُدعى بها كرشنا: الغافر من الخطايا، والمخلص من أفعى الموت«.
وختامًا فإنّ الإيمان بالخطيئة ولّد عند الإنسانيّة كثيرًا من الآلام، والعقد النّفسيّة، يحدّثنا عن بعضها، كاتب نصرانيّ ما يزال على نصرانيّته ألّف كتابًا بعنوان (محمّد الرّسالة والرّسول) أنصف فيه الإسلام ونبيّه وانتقد بشدّة فكرة الخطيئة والعقائد النّصرانيّة.
يقول الدّكتور نظمي لوقا: » وإنّ أنسى لا أنسى ما ركبني صغيرًا من الفزع والهول من جرّاء تلك الخطيئة الأولى، وما سيقت فيه من سياق مروّع، يقترن بوصف جهنّم، ذلك الوصف المثير لمخيّلة الأطفال، وكيف تتجدّد فيها الجلود كلّما أكلتها النّيران، جزاء وفاقًا على خطيئة آدم بإيعاز من حوّاء، وأنّه لولا النّجاة على يد المسيح الذي فدى البشر بدمه الطّهور، لكان مصير البشريّة كلّها الهلاك المبين، وإن أنسى لا أنسى القلق الذي ساورني وشغل خاطري عن ملايين البشر قبل المسيح أين هم؟ وما ذنبهم حتّى يهلكوا بغير فرصة للنّجاة ؟ فكان لا بدّ من عقيدة ترفع عن كاهل البشر هذه اللّعنة، وتطمئنهم إلى العدالة التي لا تأخذ البريء بالمجرم، أو تزر الولد بوزر الوالد، وتجعل للبشريّة كرامة مصونة، ويحسم القرآن( ) هذا الأمر، حيث يتعرّض لقصّة آدم، وما يُروى فيها من أكل الثّمرة؛ فيقول وعصى آدم ربَّه فغوى، ثمّ اجتباه ربُّه فتاب عليه وهدى طه 121 – 122… والحقُّ أنّه لا يمكن أن يقدِّر قيمة عقيدة خالية من الخطيئة الأولى الموروثة إلاّ من نشأ في ظلّ تلك الفكرة القاتمة التي تصبغ بصبغة الخجل والتأثّم كلّ أفعال المرء، فيمضي في حياته مضيّ المريب المتردّد، ولا يُقبِل عليها إقبال الواثق بسبب ما أنقض ظهره من الوزر الموروث.
إنّ تلك الفكرة القاسية – الخطيئة الأولى وفداءها – تُسمّم ينابيع الحياة كلّها، ورفعُها عن كاهل الإنسان منّة عظمى، بمثابة نفخ نسمة حياة جديدة فيه، بل هو ولادة جديدة حقًّا، وردٌّ اعتبار لا شكّ فيه، إنّه تمزيق صحيفة السّوابق، ووضع زمام كلّ إنسان بيد نفسه«.
قطعت جهيزة قول كلّ خطيب، يعجبني الإنصاف من أمثال الدّكتور نظمي لوقا، وهو المتبحّر في دراسة الإنجيل والكتب السّماويّة، وأين هو ممّن ادّعوا اعتناق النّصرانيّة في بعض البلاد الإسلاميّة – كبعض البربر مثلاً عندنا في الجزائر – الذين ناقشت بعضهم فوجدتهم لم يقرأوا شيئًا عن الإنجيل ولا يعرفون نصوص الكتاب المقدّس، وعند التّحقيق اكتشفت أنّ اعتناق النّصرانيّة عند أكثرهم – إن لم أقل كلّهم – كان مطيّة للحصول على تأشيرات سفر إلى أوروبا وأموال وامتيازات أخرى من جمعيّات وهيئات وسفارات غربيّة مشبوهة !!
سلسلة بحوث علمية تثبت تحريف الكتاب المقدس
علم النبات يثبت تحريف الكتاب (ج1)
اصغر البذور و أكبر الاشجار!
نكمل مع سلسة بحوث علمية تثبت تحريف الكتاب و نبدأ فى استكشاف علم النبات من خلال رؤية كتابية او استكشاف الكتاب من خلال رؤية علمية و هذة المرة ستكون رؤية علمية زراعية و نبدأ بسؤال مهم هو :
ما هى أصغر البذور على الارض؟
دعنا نسئل ضيف نصرانى هذا السؤال و ستكون اجابته انها هى بذرة الخردل . و اذا سئلناها من اين لك هذة الاجابه فسيقول انها من الكتاب المقدس و اذا سئلناه على لسان من هذة الاجابه سيقول انها على لسان الله يسوع المسيح و سوف يسرد الشواهد الاتيه :
متى 13: 31 – 32 ( قدم لهم مثلا آخر قائلا.يشبه ملكوت السموات حبة خردل اخذها انسان وزرعها في حقله.32 وهي اصغر جميع البزور.لكن متى نمت فهي اكبر البقول.وتصير شجرة حتى ان طيور السماء تأتي وتتآوى في اغصانها )
مرقس 4: 30 – 32 ( وقال بماذا نشبّه ملكوت الله او باي مثل نمثله. 31 مثل حبة خردل متى زرعت في الارض فهي اصغر جميع البزور التي على الارض. 32 ولكن متى زرعت تطلع وتصير اكبر جميع البقول وتصنع اغصانا كبيرة حتى تستطيع طيور السماء ان تتآوى تحت ظلها )
متى 17 : 20 ( فقال لهم يسوع لعدم ايمانكم.فالحق اقول لكم لو كان لكم ايمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا الى هناك فينتقل ولا يكون شيء غير ممكن لديكم )
لوقا 13: 18 – 19 ( فقال ماذا يشبه ملكوت الله وبماذا اشبهه. 19 يشبه حبة خردل اخذها انسان والقاها في بستانه فنمت وصارت شجرة كبيرة وتآوت طيور السماء في اغصانها )
لوقا 17: 6 ( فقال الرب لو كان لكم ايمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذه الجميزة انقلعي وانغرسي في البحر فتطيعكم )
و دعونا نستعرض الترجمات العربيه و غير العربيه و اللغه اليونانيه لنتأكد هل قال الكتاب ان يسوع قال هذا أم أن هناك من أدعى عليه ذلك :
اولا دعونا نتأكد من اسم النبات المذكور فى الاعداد السابقة:
سنجد الكلمة فى قاموس الاسترونج هى :
G4615
σίναπι
sinapi
sin'-ap-ee
Perhaps from σίνομαι sinomai (to hurt, that is, sting); mustard (the plant): - mustard.
كما ترى هذة هى الكلمه اليونانيه المستخدمه هى σιναπεως و التى تترجم فى الانجليزية الى كلمة mustard .
و اليك ايضا تأكيد اسم النبات من الاعداد المختلفه حسب اللغه اليونانيه من خلال الروابط التالية :
http://scripturetext.com/matthew/13-31.htm
σιναπεως noun - genitive singular neuter
sinapi sin'-ap-ee
mustard (the plant) -- mustard.
http://scripturetext.com/matthew/17-20.htm
σιναπεως noun - genitive singular neuter
sinapi sin'-ap-ee
mustard (the plant) -- mustard.
http://scripturetext.com/luke/13-19.htm
σιναπεως noun - genitive singular neuter
sinapi sin'-ap-ee
mustard (the plant) -- mustard.
http://scripturetext.com/luke/17-6.htm
σιναπεως noun - genitive singular neuter
sinapi sin'-ap-ee
mustard (the plant) -- mustard.
و ها هى الكلمة من قواميس الكتاب :
http://bible.crosswalk.com/Lexicons/Greek/grk.cgi?number=4615&version=kjv
mustard, the name of a plant which in oriental countries grows from a very small seed and attains to the height of a tree, 10 feet (3 m) and more; hence a very small quantity of a thing is likened to a mustard seed, and also a thing which grows to a remarkable size.
و سوف نكتشف لاحقا انه حتى قواميس الكتاب تحرف فى تعريفها لكلمات عامه و ليست كلمات خاصه بالكتاب مما يجعلنا لا نستطيع ان نلتمس لهم العذر انها مفاهيم دينيه خاصه او غيره .
فهنا يعرف الخردل على انه شجره طولها ثلاثة امتار او اكثر و هذا بالطبع كما سنرى افك و بهتان و لكن دعونا لا نسبق الاحداث .
التحليل اللغوى
و دعونا نستعرض التحليل اللغوى للأعداد مستكشفين الشواهد من عدة لغات :
الشاهد الأول :
http://scripturetext.com/mark/4-31.htm
مرقس 4: 31
Mar 4:31
(SVD) مثل حبة خردل متى زرعت في الأرض فهي أصغر جميع البزور التي على الأرض.
(ALAB) إنه يشبه ببزرة خردل، تكون عند بذرها على الأرض أصغر من كل ما على الأرض من بزور،
(GNA) هو مثل حبة من خردل، تكون عند زرعها في الأرض أصغر كل ما في الأرض من الحبوب،
(JAB) إنه مثل حبة خردل: فهي، حين تزرع في الأرض، أصغر سائر البزور التي في الأرض.
(KJV+) It is like5613 a grain2848 of mustard seed,4615 which,3739 when3752 it is sown4687 in1909 the3588 earth,1093 is2076 less3398 than all3956 the3588 seeds4690 that3588 be2076 in1909 the3588 earth:1093
(GNT-WH+) ως5613 ADV κοκκω2848 N-DSM σιναπεως4615 N-GSN ος3739 R-NSM οταν3752 CONJ σπαρη4687 V-2APS-3S επι1909 PREP της3588 T-GSF γης1093 N-GSF μικροτερον3398 A-NSN-C ον1510 V-PAP-NSN παντων3956 A-GPN των3588 T-GPN σπερματων4690 N-GPN των3588 T-GPN επι1909 PREP της3588 T-GSF γης1093 N-GSF
G4615
σίναπι
sinapi
sin'-ap-ee
Perhaps from σίνομαι sinomai (to hurt, that is, sting); mustard (the plant): - mustard.
إسم النبات فى اللغة اليونانية هو σιναπεως و يترجم الى الكلمة الانجليزية mustard اى الخردل .
G3398
μικρός, μικρότερος
mikros mikroteros
mik-ros', mik-rot'-er-os
Apparently a primary word, including the comparative (second form); small (in size, quantity, number or (figuratively) dignity): - least, less, little, small.
هنا الكلمة μικροτερον تعنى صغير .
G3956
πᾶς
pas
pas
Including all the forms of declension; apparently a primary word; all, any, every, the whole: - all (manner of, means) alway (-s), any (one), X daily, + ever, every (one, way), as many as, + no (-thing), X throughly, whatsoever, whole, whosoever.
كما نرى كلمة παντων تعنى كل و هو ما يقطع ان النص يعنى اصغر كل البذور .
G3588
ὁ, ἡ, τό
ho hē to
ho, hay, to
The masculine, feminine (second) and neuter (third) forms, in all their inflections; the definite article; the (sometimes to be supplied, at others omitted, in English idiom): - the, this, that, one, he, she, it, etc.
G4690
σπέρμα
sperma
sper'-mah
From G4687; somethng sown, that is, seed (including the male “sperm”); by implication offspring; specifically a remnant (figuratively as if kept over for planting): - issue, seed.
G1909
ἐπί
epi
ep-ee'
A primary preposition properly meaning superimposition (of time, place, order, etc.), as a relation of distribution [with the genitive case], that is, over, upon, etc.; of rest (with the dative case) at, on, etc.; of direction (with the accusative case) towards, upon, etc.: - about (the times), above, after, against, among, as long as (touching), at, beside, X have charge of, (be-, [where-]) fore, in (a place, as much as, the time of, -to), (because) of, (up-) on (behalf of) over, (by, for) the space of, through (-out), (un-) to (-ward), with. In compounds it retains essentially the same import, at, upon, etc. (literally or figuratively).
G1093
γῆ
gē
ghay
Contracted from a primary word; soil; by extension a region, or the solid part or the whole of the terrene globe (including the occupants in each application): - country, earth (-ly), ground, land, world.
ايضا هنا تعبير επι της γης يعنى على الارض و هو ما يوضح التعبير السابق μικροτερον ον παντων των σπερματων
( اصغر كل البذور ) و يكون المعنى فى اليونانية بصورة جلية لا تقبل التشكيك هو ( أصغر كل البذور على الارض ) مما يفند اى رد على اساس انه يعنى ارض اليهود او انها اصغر البذور التى يعرفها اليهود او الى أخر هذة الجمل الجوفاء التى لا تستطيع اقناع اى شخص محايد يبحث عن الحق .
(HNT) כגרגר של־חרדל אשר יזרע באדמה והוא קטן מכל־הזרעים אשר על־הארץ׃
(FDB) Il est semblable à un grain de moutarde, qui, lorsqu'il est semé sur la terre, est la plus petite de toutes les semences qui sont sur la terre;
(Vulgate) sicut granum sinapis quod cum seminatum fuerit in terra minus est omnibus seminibus quae sunt in terra
الترجمات الغير عربيه :
(ALT) "[It is] like a grain of mustard [or, a mustard seed], which, whenever it is sown on the earth, is smaller than all of the seeds on the earth.
(ASV) It is like a grain of mustard seed, which, when it is sown upon the earth, though it be less than all the seeds that are upon the earth,
(BBE) It is like a grain of mustard seed, which, when it is put in the earth, is smaller than all the seeds on the earth,
(Bishops) It is like a grayne of mustarde seede, whiche when it is sowen in the earth, is lesse then all seedes that be in the earth.
(CEV) It is like what happens when a mustard seed is planted in the ground. It is the smallest seed in all the world.
(Darby) As to a grain of mustard seed , which, when it is sown upon the earth, is less than all seeds which are upon the earth,
(DRB) It is as a grain of mustard seed: which when it is sown in the earth, is less than all the seeds that are in the earth:
(EMTV) It is like a mustard seed, which whenever it is sown on the ground, is smaller than all the seeds on the earth;
(ESV) It is like a grain of mustard seed, which, when sown on the ground, is the smallest of all the seeds on earth,
(Geneva) It is like a graine of mustarde seede, which when it is sowen in the earth, is the least of all seedes that be in the earth:
(GNB) It is like this. A man takes a mustard seed, the smallest seed in the world, and plants it in the ground.
(GW) It's like a mustard seed planted in the ground. The mustard seed is one of the smallest seeds on earth.
(ISV) It is like a mustard seed planted in the ground. Although it is the smallest of all the seeds on earth,
(KJVA) It is like a grain of mustard seed, which, when it is sown in the earth, is less than all the seeds that be in the earth:
(KJVR) It is like a grain of mustard seed, which, when it is sown in the earth, is less than all the seeds that be in the earth:
(LITV) It is like a grain of mustard, which, when it is sown on the earth, it is lesser than all the seeds of those on the earth.
(MKJV) It is like a grain of mustard seed, which, when it is sown in the earth, is less than all the seeds that are in the earth.
(Murdock) It is like a grain of mustard seed which, when it is sown in the earth, is the least of all seeds sown on the earth;
(RV) It is like a grain of mustard seed, which, when it is sown upon the earth, though it be less than all the seeds that are upon the earth,
(Webster) It is like a grain of mustard-seed, which, when it is sown in the earth, is less than all the seeds that are in the earth.
(WNT) It is like a mustard-seed, which, when sown in the earth, is the smallest of all the seeds in the world;
(YLT) As a grain of mustard, which, whenever it may be sown on the earth, is less than any of the seeds that are on the earth;
كما ترى كل الترجمات الغير عربيه تؤكد نفس المعنى ان بذرة الخردل هى اصغر سائر البذور على الارض قاطبة .
و اهل الكتاب دائما يحاولون التملص من وجود تحريف و التالى هى محاوله يائسه من الترجمه العالميه (NIV) لحل المعضله العلميه :
http://www.ibs.org/niv/passagesearch.php?passage_request=Mark+4%3A31&submit=Lookup&display_option=columns&tniv=yes&niv=yes&nirv=yes
Mark 4:31 TNIV
Print | Listen
Mark 3 • View this Chapter • Mark 5
31 It is like a mustard seed, which is the smallest of all seeds on earth.
Mark 3 • View this Chapter • Mark 5
Today's New International Version®
International Bible Society
© Copyright 2001, 2005
Mark 4:31 NIV
Print | Listen
Mark 3 • View this Chapter • Mark 5
31It is like a mustard seed, which is the smallest seed you plant in the ground.
Mark 3 • View this Chapter • Mark 5
Bible Study Resource:
• About the book of Mark from the NIV Study Bible, Book Introductions
New International Version®
International Bible Society
Copyright © 1973, 1978, 1984
Mark 4:31 NIRV
Print
Mark 3 • View this Chapter • Mark 5
31 It is like a mustard seed, which is the smallest seed planted in the ground.
Mark 3 • View this
و هنا رغم ان هذة ثلاث اصدارات من نفس الترجمه الا انك سوف ترى نظرية التطور التحريفيه ببساطه من خلال تطور التحريف فى هذة الاصدارات فقد حاول المترجم ان يضيف كلمة
( you ) فى اصدارة NIV و لكن لماذا ؟
السبب هو ان المعنى بعد اضافة هذة الكلمه سيكون جميع البذور التى تزرعونها و معنى ذلك انها ليست اصغر جميع البذور كلها . و لكنها محاوله تنهار امام النص اليونانى المترجم عنه هذة الترجمات كما حللناه سابقا موضحين كل كلمة و دلالتها قاطعين الطريق على مثل هذة المحاولات الفاشلة .
الشاهد الثانى :
http://scripturetext.com/matthew/13-32.htm
متى 13: 32
Mat 13:32
(SVD) وهي أصغر جميع البزور. ولكن متى نمت فهي أكبر البقول وتصير شجرة حتى إن طيور السماء تأتي وتتآوى في أغصانها».
(ALAB) فمع أنها أصغر البذور كلها، فحين تنمو تصبح أكبر البقول جميعا، ثم تصير شجرة، حتى إن طيور السماء تأتي وتبيت في أغصانها».
(GNA) هي أصغر الحبوب كلها، ولكنها إذا نمت كانت أكبر البقول، بل صارت شجرة، حتى إن طيور السماء تجيء وتعشش في أغصانها)).
(JAB) هي أصغر البزور كلها، فإذا نمت كانت أكبر البقول، بل صارت شجرة حتى إن طيور السماء تأتي فتعشش في أغصانها )).
و هنا الترجمات العربيه تؤكد انها اصغر جميع البذور كلها .
(KJV+) Which3739 indeed3303 is2076 the least3398 of all3956 seeds:4690 but1161 when3752 it is grown,837 it is2076 the greatest3187 among herbs,3001 and2532 becometh1096 a tree,1186 so that5620 the3588 birds4071 of the3588 air3772 come2064 and2532 lodge2681 in1722 the3588 branches2798 thereof.846
(GNT-WH+) ο3739 R-NSN μικροτερον3398 A-NSN-C μεν3303 PRT εστιν1510 V-PAI-3S παντων3956 A-GPN των3588 T-GPN σπερματων4690 N-GPN οταν3752 CONJ δε1161 CONJ αυξηθη837 V-APS-3S μειζον3173 A-NSN-C των3588 T-GPN λαχανων3001 N-GPN εστιν1510 V-PAI-3S και2532 CONJ γινεται1096 V-PNI-3S δενδρον1186 N-NSN ωστε5620 CONJ ελθειν2064 V-2AAN τα3588 T-APN πετεινα4071 N-APN του3588 T-GSM ουρανου3772 N-GSM και2532 CONJ κατασκηνουν2681 V-PAN εν1722 PREP τοις3588 T-DPM κλαδοις2798 N-DPM αυτου846 P-GSN
G3588
ὁ, ἡ, τό
ho hē to
ho, hay, to
The masculine, feminine (second) and neuter (third) forms, in all their inflections; the definite article; the (sometimes to be supplied, at others omitted, in English idiom): - the, this, that, one, he, she, it, etc.
G3398
μικρός, μικρότερος
mikros mikroteros
mik-ros', mik-rot'-er-os
Apparently a primary word, including the comparative (second form); small (in size, quantity, number or (figuratively) dignity): - least, less, little, small.
و هنا الكلمه اليونانيه μικρός و معناها اصغر .
G3956
πᾶς
pas
pas
Including all the forms of declension; apparently a primary word; all, any, every, the whole: - all (manner of, means) alway (-s), any (one), X daily, + ever, every (one, way), as many as, + no (-thing), X throughly, whatsoever, whole, whosoever.
و هنا الكلمة πᾶς تعنى كل و هذا يؤكد معنى انها اصغر كل البذور
G3173
μέγας
megas
meg'-as
Including the prolonged forms, femine μεγάλη megalē, plural μέγάλοι megaloi, etc.; compare also G3176, G3187], big (literally or figuratively, in a very wide application): - (+ fear) exceedingly, great (-est), high, large, loud, mighty, + (be) sore (afraid), strong, X to years.
هنا الكلمه μέγας تعنى عظيمه او قويه مما يعنى انها تكون شجره ضخمه او قويه حسب الكلمه اليونانيه .
G3588
ὁ, ἡ, τό
ho hē to
ho, hay, to
The masculine, feminine (second) and neuter (third) forms, in all their inflections; the definite article; the (sometimes to be supplied, at others omitted, in English idiom): - the, this, that, one, he, she, it, etc.
G3001
λάχανον
lachanon
lakh'-an-on
From λαχαίνω lachainō (to dig); a vegetable: - herb.
و هنا الكلمه λάχανον تعنى خضروات او اعشاب و ليس بقوليات كما ترجمتها الترجمات العربية و التى احيانا بعض اهل الكتاب المتخصصين فى الدفاع عنه او من المفترض ان يكونوا كذلك لأنهم لا يعلمون لغة الكتاب سواء العبرية او اليونانية يدافعون دفاعا يسىء الى العقل و الى الكتاب نفسه فمثلا احدهما يقول فى الرد على هذة النقطة ان الخردل هو من البقول و ليس من الزهور و سنعرف بعد قليل لماذا يقول ذلك و لكن الشاهد انه عندما يتكلم احد فى موضوع ذو طابع علمى معتقدا انه يتكلم بأسلوب علمى فيجب ان يكون ذو عقلية علمية فعلا فعندما يتكلم عن تقسيم النباتات ( ( Classification for Kingdom Plantae يجب ان يعرف انه يتكلم عن علم TAXONOMY و هذا علم له قواعده فلا استطيع ان اقسم حسب ما ارى الى زهور و بقول و ما الى ذلك و لكن كما سنرى تبدأ العلاقات من المملكة مرورا بالعائلة الى النوع و هكذا .
G1186
δένδρον
dendron
den'-dron
Probably from δρύς drus (an oak); a tree: - tree.
و هذة الكلمه تعنى اشجار و لا ادرى اى خضروات التى يطلق عليها اشجار هذة فالخضروات عباره عن شجيرات على اقصى تقدير .
(HNT) והוא קטן מכל־הזרועים וכאשר צמח גדול הוא מן־הירקות והיה לעץ עד־אשר יבאו עוף השמים וקננו בענפיו׃
(FDB) lequel est, il est vrai, plus petit que toutes les semences; mais quand il a pris sa croissance, il est plus grand que les herbes et devient un arbre, de sorte que les oiseaux du ciel viennent et demeurent dans ses branches.
(Vulgate) quod minimum quidem est omnibus seminibus cum autem creverit maius est omnibus holeribus et fit arbor ita ut volucres caeli veniant et habitent in ramis eius
و بعد ان اكدنا على الجمل و الكلمات التى ذكرت فى النص مثل الخردل و معناه و اصغر البذور على الارض و اكبر جميع اشجار البقول على حد تعبير الترجمات و بعد ان استعرضنا قواميس الكتاب و تعريفها الذى يظهر مدى استخفافها بالعقل لدرجة انها تعرف الخردل على انه شجره طولها اكثر من ثلاث امتار و ان بذورها صغيره جدا دعونا نرى ماذا يقول العلم و الواقع .
و الجزء القادم من البحث للعقلاء فقط فعلى الذين قرروا ان يفتحوا قلوبهم و يغلقوا عيونهم مراعاة فروق التوقيت العقلى و ربط احزمة الامان على العقول و لنقلع فى رحلتنا العلميه :
الخردل
اولا : تصنيف الخردل نباتيا :
http://plants.usda.gov/java/ClassificationServlet?source=profile&symbol=BRNI&display=31
Classification for Kingdom Plantae Down to Species Brassica nigra (L.) W.D.J. Koch
Click on names to expand them, and on P for PLANTS profiles.
Up to the Kingdom
Kingdom Plantae -- Plants
Subkingdom Tracheobionta -- Vascular plants
Superdivision Spermatophyta -- Seed plants
Division Magnoliophyta -- Flowering plants
Class Magnoliopsida -- Dicotyledons
Subclass Dilleniidae
Order Capparales
Family Brassicaceae -- Mustard family
Genus Brassica L. -- mustard P
Species Brassica nigra (L.) W.D.J. Koch -- black mustard P
مجموعة صور توضح اشكال نبات الخردل و بذوره بأنواعها المختلفه :
Brassica nigra (L.) W.D.J. Koch - black mustard BRNI
http://plants.usda.gov/java/largeImage?imageID=brni_003_ahp.tif
http://plants.usda.gov/java/largeImage?imageID=brni_002_avp.tif
Brassica juncea (L.) Czern. India mustard
http://plants.usda.gov/java/largeImage?imageID=brju_002_ahp.tif
http://plants.usda.gov/java/largeImage?imageID=brju_001_avd.tif
Brassica rapa L. field mustard
http://plants.usda.gov/java/profile?symbol=BRRA&photoID=brra_1h.jpg
http://plants.usda.gov/java/largeImage?imageID=brra_001_ahp.tif
Brassica rapa L. var. rapa field mustard
http://plants.usda.gov/java/largeImage?imageID=brca2_002_ahp.tif
Brassica tournefortii Gouan Asian mustard
http://plants.usda.gov/java/largeImage?imageID=brto_001_ahp.tif
http://plants.usda.gov/java/largeImage?imageID=brto_002_ahp.jpg
Sinapis arvensis L. charlock mustard
http://plants.usda.gov/java/largeImage?imageID=siar4_002_ahp.tif
معلومات عن حجم بذرة الخردل و اقصى احجام لشجيرات بعض اصنافها :
http://www.henriettesherbal.com/eclectic/kings/sinapis.html
Botanical Source.—Sinapis alba is an annual plant, with a thinly hirsute stem, 2 to 5 feet high. The leaves are smoothish, lyrately pinnate, irregularly dentate, rugged, and pale-green; the lower lobes oblong and deeper; the terminal larger. Flowers large, pale-yellow; petals ovate, with straight claws; sepals linear, green, equal at base, and spreading. The siliques or pods are spreading, hispid, torose at the place of the seeds, nerved, shorter than the compressed, ensiform beak, about 4-seeded. The seeds are globose, large, and pale (W.—L.).
كما ترى توصف بانها نباتات حوليه و المتخصص يعرف ان النباتات الحوليه لا يمكن ان تكون اشجار و لكنها على اقصى تقدير شجيرات اذا لم تكن اعشاب و ايضا يوضح انها لا يتعدى طولها 2: 5 قدم اى 61: 152.5 سنتيمتر اى لا تتعدى متر و نص .
Sinapis nigra is also an annual plant, with a round, smooth, striate, branching stem, 3 to 6 feet high. The lower leaves are large, lyrate, rough, variously lobed, and dentate; the upper linear-lanceolate, smooth, entire, and pendulous; all petiolate. Flowers small, sulphur-yellow; calyx spreading; petals obovate. Pods very numerous, nearly an inch long, bluntly quadrangular, nearly even and smooth, appressed close to the rachis of the raceme, tipped by a small, short, 4-sided style, but wholly destitute of the ensiform beak of the above species. The seeds are numerous, small, globose, blackish-brown, and veined (L.—W.).
و هذا صنف اخر ايضا يصنف من النباتات الحوليه و يجب ان اشير الى ان النباتات الحوليه معناها انها تستمر سنه واحده او موسم واحد ثم تموت و يجدد زراعتها مره اخرى فى الموسم القادم و لا اعرف كيف لنبات حولى صغير يكون مأوى لطيور السماء كما يقول الكتاب .
Description.—These plants are indigenous to Europe, and have been introduced into this country, where they are cultivated for use, and are found growing in old fields and waste places, flowering in June and July. The U. .S. P. describes White mustard-seed as "about 2 Mm. (1/12 inch) in diameter, almost globular, with a circular hilum; testa yellowish, finely pitted, hard; embryo oily, with a curved radical, and 2 cotyledons, one folded over the other; free from starch; inodorous; taste pungent and acrid"—(U. S. P.). Black mustard-seed is "about 1 Mm. (1/25 inch) in diameter, almost globular, with a circular hilum; testa blackish-brown or grayish-brown, finely pitted, hard; embryo oily, with a curved radical, and 2 cotyledons, one folded over the other; free from starch; inodorous when dry, but when triturated with water, of a pungent, penetrating, irritating odor; taste pungent and acrid"—(U. S. P.). Both kinds of mustard-seeds are employed in medicine, in the form of flour, and the white seed is likewise used entire. Table mustard is prepared from the white seed, but the finest quality is prepared with the purest flour of both the white and black, in nearly equal quantities. Wheat flour is sometimes added to diminish the pungency, and turmeric has been added to improve the color. (AJP1871) The medicinal flour of mustard should be made with the black and white seeds only, without any adulteration.
و هنا يوضح ان حجم البذور 1 مليمتر او 2 مليمتر
و هذة صوره لهذا النوع من الخردل :
http://www.henriettesherbal.com/pictures/p13/pages/sinapis-alba.htm
http://www.henriettesherbal.com/pictures/p13/pages/sinapis-alba-1.htm
و الان دعونا نستعرض نبات اخر و هو نبات الاوركيد الذى قد يكون مفتاح حل اللغز!
الاوركيد
تصنيف الاوركيد نباتيا :
http://plants.usda.gov/java/ClassificationServlet?source=profile&symbol=IPSPO2&display=31
Classification for Kingdom Plantae Down to Subspecies Ipomopsis spicata (Nutt.) V.
Grant ssp. orchidacea (Brand) Wilken & R.L. Hartman
Click on names to expand them, and on P for PLANTS profiles.
Up to the Kingdom
Kingdom Plantae -- Plants
Subkingdom Tracheobionta -- Vascular plants
Superdivision Spermatophyta -- Seed plants
Division Magnoliophyta -- Flowering plants
Class Magnoliopsida -- Dicotyledons
Subclass Asteridae
Order Solanales
Family Polemoniaceae -- Phlox family
Genus Ipomopsis Michx. -- ipomopsis P
Species Ipomopsis spicata (Nutt.) V. Grant -- spiked ipomopsis P
Subspecies Ipomopsis spicata (Nutt.) V. Grant ssp. orchidacea (Brand) Wilken & R.L. Hartman -- orchid ipomopsis P
و هنا تجد العنوان المفاجاءه :
http://fusion.sas.upenn.edu/caterpillar/viewimage.cfm?id=1105&lecture=23&slide=51
the smallest seeds
An orchid fruit commonly contains millions of seeds, each hardly larger than a grain of sand - hear falling out of a mature orchid fruit. They are wind-dispersed, and are so light that they float about in airspace almost like dust. They must, because once they have fallen below the branches on which they must alight if to survive, they are simply dead. There is very strong selection for aerial bouyancy. But if the seed is so small, how does the seedling get enought nutrients to survive (exposed on a tree branch high in the canopy, it has potentially plenty of sunlight but nutrients are not exactly abundant on a bare tree branch 30 meters above the soil)? Its first tiny roots grow in response to chemicals released by fungi growing on the surface of the tree branch. Fungi have the problem of not being photosynthetic, so they cannot harvest the sunメs energy directly. The fungus forms an association with the newly germinating orchid seedling, an association that lasts for life. The fungus collects scarce minerals from the tree bark, debris, animal feces, dust, etc., which it exchanges for sugars being made by the photosynthetic orchid. Orchid breeders have long ago learned this trick, and either germinate their orchid seeds on a mat of the right kind of fungus, or on nutrient-enriched agar, or both (and, in commercial production, generally produce new plants vegetatively from cuttings of established plants rather than grow every plant from seed
الترجمة التفسيرية :
أصغر البذور
ثمرة الاوركيد تحتوى على ملايين البذور و كل منها اكبر قليلا جدا من حبة رمل و تسقط من الثمره الناضجه و هى تتطاير مع الهواء مثل الغبار .
كما ترى ان بذرة الاوركيد مثل الغبار و لكن دعونا نكمل لنتأكد
و تأكيد لا يدع مجال للشك فى الاجابه على السؤال ما هى اصغر البذور على الارض ؟ لنستعرض الموقع التالى :
http://diogenesii.wordpress.com/2007/06/22/what-is-the-smallest-seed-in-the-world/
What is the smallest seed in the world?
June 22nd, 2007 • No Comments
HINT: It’s not the mustard seed!
The orchid Gomesa crispa.
The world’s smallest seeds, which have no endosperm and contain underdeveloped embryos, are produced by certain epiphytic orchids (family Orchidaceae) in the tropical rainforest. Some seeds are only 1/300th of an inch (85 micrometers) long, which is below the resolving power of the unaided human eye. One seed weighs only 1/35,000,000th of an ounce (0.81 micrograms). Orchid seeds are dispersed into the air like minute dust particles and come to rest in the upper canopy of rainforest trees, where they eventually germinate.
الترجمه تفسيريه :
ما هى اصغر البذور فى العالم ؟
لمحه : انها ليست بذور الخردل .
بذرة الاوركيد هى اصغر البذور فى العالم وهى لا تحتوى على اندوسبيرم (قشره داخليه ) بداخلها ولكن تحتوى على جنين فى مرحلة تطور ..
وهى من اسرة الاركيدا بالمناطق الاستوائيه البذور طولها 1/300 من البوصه 85 ميكرو ولا ترى بالعين المجرده (ترى تحت الميكروسكوب ) و البذره الواحده وزنها 1/35000 من الاونص ( 0. 81 ميكروجرام ) .
بذور الاوركيد تنتشر فى الهواء مثل الغبار و تستقر تحت الاشجار الاستوائيه حيث تبداء فى النمو .
و هكذا يتضح الامر بما لا يدع مجال للشك ان بذور الخردل هى ليست اصغر البذور و لكنها بذور الاوركيد .
و دعونا ننهى هذا البحث بهذة المقارنه و نترك الحكم للمسافر على خطوطنا العقليه للوصول الى بلاد الحقائق :
http://waynesword.palomar.edu/plfeb96.htm
كما ترى فى الصوره هذة مقارنه بين بذور الخردل و بذور الاوركيد و بجانبها بعض الاشياء للمقارنه مثل حبات الملح و الحكم نتركه للباحث عن الحقيقه .
و بعد إقامة الحجة و البينة و حتى تكتمل الفائدة دعونا نستعرض بعض ردود الافعال التى حدثت عند عرض هذا الموضوع فى بعض المنتديات و التى لخصها أحد تلاميذنا نسئل الله أن يجعله فى ميزان حسناته فى مشاركة فى منتدى الدعوة نسئل الله الكريم رب العرش العظيم ان يجعل كل جهود الدعاة إلى الله فى ميزان حسناتهم يوم تبيض وجوده و تسود وجوه و يمكن متابعة ذلك من خلال الرابط التالى :
http://eld3wah.com/vb/t722.html
و هو تحت عنوان اصغر البذور(سلسلة اعتراف الاهل والاصحاب) يسبب توتر للنصارى فى منتدياتهم_بالصور
و ما حدث بعد ذلك يمكن متابعته من خلال الرابط التالى :
http://eld3wah.com/vb/t763.html
و عموما ستجد أن معظم الردود هى من هذا النوع :
و هو ما يدل أولا على عدم قرئة البحوث بصورة جيدة او عدم قرئتها تماما و ثانيا تدل على جهل بلغة الكتاب قبل كال شىء و عدم إحترام للتخصص العلمى و كان الأولى أن يسئل من يريد المشاركة فى مثل هذة المواضيع أحد المتخصصين فى هذا المجال فلن يعدم أن يجد واحدا فى كنيسة هنا أو هناك هذا إن كان من الصعب أن يجد واحدا فى الجامعات المتخصصة .
و بالعودة إلى البحث تجد أن الكلمة اليونانية λάχανον تعنى الخضروات او العشبيات و أما ترجمتها إلى بقوليات فهو خطأ لم نشأ ان نركز عليه حيث أن موضوعنا ذو صبغة علمية و لا يخص تحريف الترجمات قدر ما يثبت تحريف الكتاب من جانب علمى أما عن تصنيف نبات الاوركيد على أنه بذور زهور و بالطبع لن نعلق على أن بذور لا تكتب بحرف ( ز ) هكذا ( بزور ) فتصنيف النبات مذكور فى البحث أعلاه و تصنيف النباتات علم TAXONOMY و يعرفه من درسه جيدا أما عن القرد الزاحف فهذا لم يعد مجالا للتعليق عليه بعد البيان .
و هناك من لا يعرف إلا ان كلام انت الفادى مظبوط :
اما الصخور فلها اراء قاطعة :
و كما ترى و كأن السائل لم يذكر فى سؤاله مرقس 4: 31 ( مثل حبة خردل متى زرعت في الأرض فهي أصغر جميع البزور التي على الأرض.)
ايضا تجد مسئلة حجم نبات الخردل كأنه شىء منتهى و كأن الشجرة هى من اكبر الاشجار و هذا ما تستطيع استكشافه بسهولة من خلال الصور السابقة .
اما التعبير السائد فى اليهودية فهو ليس سائد فى اليهودية فقط بل فى الاسلام ايضا بل و الأكثر من ذلك أن القرءان الكريم ضرب به المثل فى الصغر فى قوله تعالى فى سورة الأنبياء الآية السابعة و الاربعون {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ }
و فى سورة لقمان الآية السادسة عشر {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ }
و مثل حبة الخردل معروف و لا غضاضة فى ان يضرب به المثل فى الصغر و لكن الغضاضة و الذى لا يقبل أن يقال أنها اصغر جميع البذور على الارض و هذا ما يخالف العلم و هذا مدار بحثنا الذى بدأ بالجانب اللغوى للتأكيد على هذا المعنى و من ثم الجانب العلمى لإثبات خطأ هذا الطرح .
و لم يكن هناك مانع عند القوم من إتهام أحد الاخوة الذين نحسبهم على خير و هو اخونا و حبيبنا فى الله محمد ارموش و كان هذا الاتهام زورا و عدونا و ندعوا الله أن يجعل ما يفعله فى ميزان حسناته يوم تبيض وجوه و تسود وجوه و أن يبدله خيرا عن ما يعانيه فى سبيل الدعوة لدينه الذى ارتضى للعالمين :
و طبعا هناك من الشخصيات التى نستطيع أن نسميها شخصيات إدارة الازمات التى مهمتها غير التكريز هو تشتيت ردود الافعال على البحوث التى تطرح مواضيع من الصعب الرد عليها فى المنتديات الاسلامية و توجيه الحوار إلى مواضيع تم استهلاكها و من ثم الاختفاء فجأة و الظهور عند وجود أزمة اخرى و هكذا ناهيك عن التكريز للتثبيت فى المنتديات الغير اسلامية بعد كل موضوع من هذا النوع .
اما رد الفعل المضحك المبكى فهو ردود مثل الرد التالى:
و بصراحة هناك من يمثل عبأ على عقيدته فى حين يفترض أن يكون خادما لها و يمثل دعوة لعقيدة أخرى فى حين المفترض ان يكون مفندا لها و هذا ما يبدو من خلال التفسير السابق .
فهل يعقل ان يكون الدليل ان المقصود بأصغر البذور هو اصغرها فى اليهوديه هو أن يسوع الإله لم يسافر خارج اليهودية إلا لمصر و لذلك فهو لا يعرف عن اصغر البذور خارج اليهودية ؟!
و هذا ما يطرح سؤال لاهوتى و هو هل عندما سافر إلى مصر تخلى لاهوته عن ناسوته ؟ أم انه لم يتخلى عنه طرفة عين ؟
و ماذا عن الوصف للشجرة الهائلة الحجم نقلا عن الراباى Simeon Ben Chalaphta و السؤال هو أليس حجم نبات الخردل موضوع علمى ؟ فلمن نعود فى هذا الموضوع ؟ أإلى الراباى أو الى القمص أو الانبا ؟ أم إلى المتخصصين فى علم النبات ؟ ألا نستطيع كبشر متعلمين أو المفترض أن نكون كذلك أن نتناول مصادر استشاهدنا بالتدقيق أم يجب ان نبقى كالبغبغانات نعيد ما يقوله هذا الراباى أو هذا الأسم المشهور او ذلك الموقع الرائج ؟ و نظرة على الصور السابقة فى البحث لحجم نبات الخردل يجعل كلام الراباى و الناقل عنه هباء منثور تذروه رياح العقل و الموضوعية فى مقابر الجهل و التقليد الأعمى و فى حقول الجهل التى تقام فيها الحجج بأخيلة المئاته التى تنصب لطرد طيور الفكر و العقلانية و منع اصوات نغم العقل الذى هو مدار تكليف البشر و مدار البحث عن الحقيقة .
اذا كان ذلك كذلك فلا يكون امام اهل الكتاب الا ان يختاروا من الاختيارات الاتيه :
1- يسوع ليس إله لأنه لا يعرف عن الكون الذى خلقه معلومات بسيطه يعرفها المزارعون البسطاء .
2- القديس متى و لوقا و مرقس أدعوا على المسيح كذبا .
3- القديس متى و لوقا و مرقس بريئون براءة الوحش من دم ابن يعقوب و متى لم يكتب انجيل متى و لوقا لم يكتب انجيل لوقا و مرقس لم يكتب انجيل مرقس .
4- الكتاب كله محرف و تختاروا كتابا جديدا و تسموه مقدسا .
5- ان تؤمنوا بكتاب مقدس أصلا و أقترح عليكم القران لأنه كتاب الله الغير مبدل و الغير محرف و الغير متناقض .
فتعالو الى كلمة سواء الا نعبد الا الله كما قال عز و جل :
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }
و اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
هذا البحث ملك لكل انسان مسلم و غير مسلم و يستطيع نقل جزء او كل البحث بدون الاشاره لمنتدى او شخص و كل ما نطلبه منكم الدعاء بظهر الغيب
الشيخ عرب
زكريا ودين يُخَجِل أتباعه
محمد جلال القصاص
نقلا عن : خاص بإذاعة طريق الإسلام
القراء: 6599
تساءل الكذاب اللئيم زكريا بطرس عدّة مرات على سبيل الإنكار والتعجب قائلا : أي دين هذا الذي يخجّل أتباعه؟ !
وأعرض على حضراتكم هذه المباحث الثلاث، أعرض فيها شيئا من دين النصارى ، فقط لتعلموا أي دين هو الذي يُخجل أتباعه . ولتعلموا أنه كذاب لئيم . يبدي قليلا ويخفي كثيرا .
الأولى : أهذا كتاب مقدس؟
الثانية : هكذا تكلموا عن رسل الله.
الثالثة : هكذا تكلموا عن الله سبحانه وتعالى.
أولا : هذا كتابهم المقدس [2].
هناك ثلاثة محاور أساسية حين تتناول من خلالها كتاب النصارى ( المقدس ) ترفضه ولا تقبله.
المحور الأول : شهادة القرآن العظيم والسنة النبوية الشريفة على هذا الكتاب بالتحريف، وهو معلوم من الدين بالضرورة . فليس عندنا من هو أصدق من الله قيلا، ولا نشك في صدق رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم لحظة واحدة .
المحور الثاني : يشكك كثير من الباحثين في كَتَبِة الأناجيل ( العهد الجديد ) مثل يوحنا ومَتَّى مثلا، وكذا في كتبة ( العهد القديم )، ويتكلمون في سيرتهم بأشياء تجعل خبرهم مردود غير مقبول، أضف إلى ذلك أنّه (وصل إلى أيدينا ثلاث نصوص مختلفة للتوراة، ولا نتحدث هنا عن ثلاث ترجمات، بل نعني أنّه توجد نصوص ثلاثة يستقل بعضها عن بعض ) [3]، والنصارى أنفسهم مختلفون في عدد الأسفار فمنهم من يرفض أسفاراً بكاملها ويقول أنّها غير قانونية ( أي غير مقدسة )، وبعضهم يعتبر ذات الأسفار التي يرفضها أخوه في الملة وحيُّ من الله، وفي داخل الأسفار اختلافات كثيرة.
المحور الثالث : وهو محتوى ( الكتاب المقدس )، هم يقولون أنّ الكتاب المقدس كتبه الأنبياء والقديسون بوحيٍ من الله، حلّ فيهم روح القدس ـ الذي هو أقنوم [4] الله الثالث بزعمهم ـ فأملاه عليهم، فهو عين كلام الله ـ بزعمهم ـ.
ونحن نقول أنّه كلام بشر، فيه من مشكاة النبوة إلّا أنّه لا يمكن أن يكون ـ بهيئته هذه ـ كلام الله، فهناك أعداد مكررة الذكر متناقضة، وهناك كلام جنسي فاضح تخجل من ذكره حتى البغي، وهناك كلام أشبه ما يكون بحكاوي القهاوي.
وسأقتصر على تناول الفقرة الأخيرة – حكاوي القهاوي - ، وأنقل للقارئ العزيز بعض الفقرات من الكتاب ( المقدس ) ليعلم أنّ هذا الكتاب لا يمكن أن يكون كلام الله.
كلام فارغ في الكتاب ( المقدس ).
ورد في سفر صموئيل الأول: " فبادرت أبيجال وأخذت مائتي رغيف خبز وزقي خمر، وخمسة خرفان مهيئة، وخمس كيلات من الفريك ومائتي عنقود من الزبيب، ومائتي قرص من التين، ووضعتها على الحمير" [5].
" كان طعام سليمان لليوم الواحد ثلاثين كرّ سميذ، وستين كرّ دقيق، وعشر ثيران مسمنة، وعشرين ثوراً من المراعي، ومائة خروف عدا الأيائل واليمامير والأوز المسمن " [6].
وجاء في سفر الملوك الثاني: " سألَها: ما بِكِ؟ أجابَت: قالَت لي هذِهِ المرأةُ: هاتي ابنَكِ فنَأْكُلَهُ، وغدًا نأْكُلُ ابني. فطَبَخنا ابني وأكلْناهُ، وقُلتُ لها في اليومِ الثَّاني: هاتي إبنَكِ لِنَأكُلَهُ فأخفَتْهُ " [7].
لا أجد ما أعلق به : يتفقان على أكل ولديهما. بالله أهذا كلام ؟
وفي سفر نشيد الإنشاد : " لَنَا أُخْتٌ صَغِيرَةٌ ليس لها ثديان، فَمَاذَا نَصْنَعُ لأُخْتِنَا فِي يَوْمِ خِطْبَتِهَا ؟ " [8]
وجاء في سفر القضاة : " فَأَوْصَوْا بَنِي بَنْيَامِينَ قَائِلِينَ: انْطَلِقُوا إِلَى الْكُرُومِ وَاكْمِنُوا فِيهَا. وَانْتَظِرُوا حَتَّى إِذَا خَرَجَتْ بَنَاتُ شِيلُوهَ لِلرَّقْصِ فَانْدَفِعُوا أَنْتُمْ نَحْوَهُنَّ، وَاخْطِفُوا لأَنْفُسِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ امْرَأَةً وَاهْرُبُوا بِهِنَّ إِلَى أَرْضِ بَنْيَامِينَ " [9].
ونسأل :أين القداســة في هذا الكلام ؟
يقول بولس (مؤسس النصرانية الحقيقي) في رسالته الثانية إلى صديقه تيموثاوس : "سلم على فرسكا وأكيلا وبيت أنيسيفورس. أراستس بقي في كورنثوس. وأمّا تروفيمس فتركته في ميليتس مريضاً. بادر أن تجيء قبل الشتاء. يسلم عليك أفبولس وبوديس ولينس وكلافدية والإخوة جميعا" [10].
ويقول بولس لصديقه تيطس: " حينما أرسل إليك ارتيماس أو تيخيكس بادر أن تأتي إليَّ إلى نيكوبوليس لأنّي عزمت أن أشتي هناك " [11] .
ونسأل: هل أصبح السلام على فرسكا وإخوانه، ودعوى أحد للحضور في المكان الذي سيُشتي فيه بولس وحي من عند الله يتعبد بتلاوته؟؟!!
وفي أسفار الحكمة والشعر ... التي هي للحكمة تجد هذا العبث: " لكل أمر تحت السماوات وقت، للولادة وقت، وللموت وقت، للغرس وقت، ولقلع المغروس وقت، للبكاء وقت، وللضحك وقت، وللنوح وقت، وللرقص وقت، لتفريق الحجارة وقت، ولجمع الحجارة وقت، للمعانقة وقت، وللانفصال عن المعانقة وقت، للتمزيق وقت، وللتخييط وقت، للسكوت وقت، وللتكلم وقت، للحب وقت، وللبغض وقت، للحرب وقت، وللصلح وقت" [12].
( شمشون المقدس )
قصة شمشون الجبار مصدرها الكتاب ( المقدس ).
ومن أعاجيب شمشون في الكتاب ( المقدس ) أنّه بينما هو يمشي " إذ بشبلِ أسدٍ يزمجر للقائه، فحل عليه روح الرب، فشقه كشق الجدي، وليس في يده شيء " ( القضاة 14/5 - 6 ).
وبعد هذا الكلام بصفحتين وفي نفس السِفر يحكي لنا الكتاب ( المقدس ) أنّ شمشون الجبار زنا بعاهرة فأين روح الرّب ؟ هل كانت معه وهو يضاجعها ؟؟
وأيضاً لما ربطه قومه وسلموه للفلسطينيين موثقاً " فحل الوثاق عن يديه، ووجد لحي حمار طرياً، فمد يده، وأخذه، وضرب به ألف رجل. فقال شمشون: بلحيّ حمار كُومَةً كومَتَيْن (هكذا)، بلحيِ حمار قتلتُ ألف رجل " [13]، ووالله كأنّي بـ ( أبي لمعة ) قد ارتوى من هنا. ولا تضحك فما قصدت ذلك. وشر البلايا ما يضحك.
ومن غرائب شمشون وعجائبه أنّه أحضر ثلاثمائة من الثعالب وربط ذيول بعضها ببعض، ثم أشعل فيها النّار، وأطلقها في حقول الفلسطينيين، فأحرقوها انتقاماً من زوجته الفلسطينية التي هجرته[14].
والسؤال : كيف جمع هذه الثعالب! وكيف ربطها جميعاً!، وكيف أشعل في ذيولها النّار، وكيف سارت في المسار الذي أراده بعد أن أُشعلت النّار في ذيولها ؟ قصة جِدُّ غريبة.
كلام جنسي فاضح
وفي كتاب النصارى كلام جنسي فاضح، ولك أن تراجع نشيد الإنشاد [ 7: 1 ـ 9 ]. غزل بكلام يعف عنه السفلة من النّاس، ولا أستطيع نقل شيء منه هنا، ولكن لك أن تراجعه.
وأنقل لك ما هو أخف من نشيد الإنشاد قليلا لتعلم أنّه كلام بغايا وليس كلام الله.
في سفر الأمثال زانية متزوجة تخون فراش زوجها وتخاطب صاحبها بهذه الكلمات : " بالديباج فرشت سريري بموشّى كتان من مصر. عطرت فراشي بمرّ وعود وقرفة. هلم نرتو ودّا إلى الصباح. نتلذذ بالحب. لأنّ الرجل ليس في البيت " [15].
وفي سفر حزقيال يصف العضو الذكري، وحجم الماء الذي يخرج منه [16].
وفي الكتاب المقدس قصص كثيرة لعمليات الزنا بالمحارم، الأب يزني بابنته ( لوط مع بناته )، والابن يزني بأخته ( ابن داود مع بنت داود )، والابن يزني مع حليلات أبيه ( ابن يعقوب مع سريّة أبيه ) .. الخ هذا الهراء.
ويا أهل الكتاب أهذا كلام مقدس ؟
وأين هذا من الذكر الحكيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. يقول الله تعالى : {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى ( 130 ) وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ( 131 ) وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ( 132 ) وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى ( 133 ) وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى ( 134 ) قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى ( 135 )} [طه:130-135].
هذا هو كلام الله.
ثانيا : هكذا تكلموا عن رسل الله
الحديث عن أنبياء الله في ( الكتاب المقدس ) حديث أشبه بأحاديث الخيال، حديثٌ لا يكاد يصدق، إلّا أنّه حقيقة في كتاب النصارى ( المقدس )، يعترفون بها ولا ينكرونها. وهاك بعض ملامحها. وفي هذا المقال لا أقوم بِبَتْرِ النَّص وإنّما أنقل سياقا كاملا.
نـــوح ( عليه السلام )
في كتابهم أنّه شرب من الخمر فسكر وتعرى، ورأى ابنه عورته فلعنه ولعن ابنه ـ أي حفيد نوح عليه السلام- !!!!!
في سفر التكوين : " وَابْتَدَا نُوحٌ يَكُونُ فَلَّاحا وَغَرَسَ كَرْما. وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ. فَابْصَرَ حَامٌ ابُو كَنْعَانَ عَوْرَةَ أبِيهِ وَأخْبَرَ أخَوَيْهِ خَارِجا. فَأخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ الرِّدَاءَ وَوَضَعَاهُ عَلَى أكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا إلَى وَرَاءِ وَسَتَرَا عَوْرَةَ أبِيهِمَا وَوَجْهَاهُمَا إلَى الْوَرَاءِ. فَلَمْ يُبْصِرَا عَوْرَةَ أبِيهِمَا. فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ نُوحٌ مِنْ خَمْرِهِ عَلِمَ مَا فَعَلَ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ فَقَالَ: مَلْعُونٌ كَنْعَانُ. عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لإخْوَتِهِ. وَقَالَ: مُبَارَكٌ الرَّبُّ إلَهُ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْدا لَهُ. لِيَفْتَحِ اللهُ لِيَافَثَ فَيَسْكُنَ فِي مَسَاكِنِ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْدا لَهُمْ " [17].
ونسأل : نبي ويشرب الخمر ؟!
نبي يسكر ويتعرى ؟!
نبي ويلعن حفيده الذي لا ذنب له ؟! ويجعله عبدا لأعمامه على جرم لم يقترفه ؟؟
لــوط ( عليه السلام )
قالوا عنه: شرب خمرا وسكر ثم زنى بابنتيه وأنجب منهما ولدين موآب وعمون!!!
التكوين : " وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لأنَّهُ خَافَ أنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: أبُونَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الأرض رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأرض. هَلُمَّ نَسْقِي أبَانَا خَمْرا وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ أبِينَا نَسْلا. فَسَقَتَا أبَاهُمَا خَمْرا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أبيها وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلا بِقِيَامِهَا. وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: إنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أبِي. نَسْقِيهِ خَمْرا اللَّيْلَةَ أيْضا فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أبِينَا نَسْلا. فَسَقَتَا أبَاهُمَا خَمْرا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أيْضا وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلا بِقِيَامِهَا. فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أبِيهِمَا. فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْنا وَدَعَتِ اسْمَهُ ( مُوابَ ) - وَهُوَ أبُو الْمُوابِيِّينَ إلَى الْيَوْمِ. وَالصَّغِيرَةُ أيْضا وَلَدَتِ ابْنا وَدَعَتِ اسْمَهُ ( بِنْ عَمِّي ) - وَهُوَ أبُو بَنِي عَمُّونَ إلَى الْيَوْمِ " [18].
إسرائيل ( يعقـــوب عليه السلام )
قالوا عنه:
ـ مكر بأبيه إسحق وسرق البركة من أخيه عيسو [19].
ـ صارع الرب وكاد يغلبه [20].
ـ لطم الخدود وشق الجيوب وكفر بقضاء الله حين سمع بخبر أكل الذئب ليوسف ـ عليه السلام ـ [21].
ـ واتهموا بناته بالزنا [22].
ـ ويذكر الكتاب المقدس بعد ذكر قصة زنا بنت يعقوب (دِينَةُ ابْنَةُ لَيْئَةَ ) أنّ أبناء يعقوب قاموا بقتل كل الذكور ونهبوا البلدة بعدما أمنوهم على أنفسهم ـ أي غدروا بهم ـ وذلك لأنّ شكيم قد زنى بأختهم [23].
ـ ويقولون أنّ واحدا من أبناءه ـ عليه السلام ـ زني بسرّية أبيه، والسرية في حكم الزوجة عندنا وعندهم أيضا [24].
وكلّه كلام ( مقدس ) يحتويه ( الكتاب المقدس ) !!
وعندنا : {وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف : 18 ].
موســـى ( عليه السلام )
قالوا عنه:
ـ خان الله عز وجل هو وهارون عليهما السلام ـ ولم يقدسا الله تبارك وتعالى بين شعب إسرائيل كما أمرهما [25].
ـ ويسيء الأدب مع الله وهو يخاطبه. إذ يقول بزعمهم : " فَرَجَعَ مُوسَى إلى الرَّبِّ وَقَالَ: يَا سَيِّدُ لِمَاذَا أسَأتَ إلَى هَذَا الشَّعْبِ؟ لِمَاذَا أرْسَلْتَنِي؟. فَإنَّهُ مُنْذُ دَخَلْتُ إلَى فِرْعَوْنَ لأتكلم بِاسْمِكَ أسَاءَ إلَى هَذَا الشَّعْبِ. وَأنْتَ لَمْ تُخَلِّصْ شَعْبَكَ " [26].
واقرأ هذه :
فَقَال مُوسَى لِلرَّبِّ: "لِمَاذَا أَسَأْتَ إِلى عَبْدِكَ وَلِمَاذَا لمْ أَجِدْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ حَتَّى أَنَّكَ وَضَعْتَ ثِقْل جَمِيعِ هَذَا الشَّعْبِ عَليَّ؟ [27] .
هـــارون ( عليه السلام )
نسبوا إليه هو صناعة العجل لبني إسرائيل كي يعبدوه من دون الله [28].
داود ( عليه السلام )
قالوا عنه:
ـ زنا بزوجة جارة أوريا الحثي وحبلت منه. جاء في سفر صموئيل الثاني: " وَكَانَ فِي وَقْتِ الْمَسَاءِ أَنَّ دَاوُدَ قَامَ عَنْ سَرِيرِهِ وَتَمَشَّى عَلَى سَطْحِ بَيْتِ الْمَلِكِ، فَرَأَى مِنْ عَلَى السَّطْحِ امْرَأَةً تَسْتَحِمُّ. وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ جَمِيلَةَ الْمَنْظَرِ جِدّاً. . فَأَرْسَلَ دَاوُدُ وَسَأَلَ عَنِ الْمَرْأَةِ، فَقَالَ وَاحِدٌ: أَلَيْسَتْ هَذِهِ بَثْشَبَعَ بِنْتَ أَلِيعَامَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ؟ [29]. فَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً وَأَخَذَهَا، فَدَخَلَتْ إِلَيْهِ فَاضْطَجَعَ مَعَهَا وَهِيَ مُطَهَّرَةٌ مِنْ طَمْثِهَا. ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا. وَحَبِلَتِ الْمَرْأَةُ، فَأَرْسَلَتْ وَأَخْبَرَتْ دَاوُدَ وَقَالَتْ: إِنِّي حُبْلَى ".
ـ وقالوا أنّه أردف ذلك بتدبير مؤامرة لزوج هذه المرأة وقتله وضم هذه المرأة لنسائه وأنجب منها سليمان عليه السلام [30] ـ من سفاح ـ قطع الله لسانهم.
ـ يرقص "بكل قوته" أمام الرب ويتكشّف فتحتقره امرأته[31].
ـ يحضن فتاة عذراء غريبة عنه لتدفئه[32].
ـ ابنه أمنون يزني ببنته ثامار ـ ابن داود وبنت داود ـ ولا يقيم عليه الحد[33].
ـ يقتل 200 فلسطيني ويقطع غلفهم ـ حشفة الذكر ـ مهرا لميكال بنت شاول[34].
ـ قالوا عنه ينشر شعوبا كاملة أطفالا ونساء ورجالا [35].
سليــــمان بن داود ( عليهما السلام )
قالوا عنه:
تزوج من نساء أجنبيات مخالفا الشريعة وأملن قلبه حتى كفر بالله وعبد الأصنام وأقام لهن معبدا [36].
أشعيـــــــاء ـ شعيب ـ ( عليه السلام )
قالوا عنه:
مشي عريان وحافيا ثلاث سنوات[37] !!!
وعندهم من الأنبياء من مات منتحرا، ومن اتخذ امرأة زنا بأمر ( الرب ) وقتل الأطفال وشق بطون الحوامل، ومن تعصب مع الرب وتطاول عليه. ونبي يكذب، ونبي يذهب لعرَّافة كي تحضِّر له روح نبي آخر، ونبي يتسبب في قتل صاحبه. ونبي أحمق يمنعه من الحماقة ( حِمَارٌ أَعْجَمُ نَاطِقاً بِصَوْتِ إِنْسَانٍ ).
وكله كلام ( مقدس ) !!
وبعد :
هكذا يتكلم النصارى ومعهم اليهود على أنبياء الله. وليس معصوما عندهم سوى الأحبار والرهبان.
أنبياء الله كذبة وزناة وأولاد حرام وقليلو الأدب مع ربّهم، والأحبار و الرهبان معصومون من الخطأ. تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
وختاما أخاطبكم بما خاطب به رب العزّة جلّ جلاله يقول الله تعالى : {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} [المائدة : 77 ].
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ} [المائدة : 15].
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [المائدة : 19].
والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة.
الثالثة : هكذا تكلموا عن الله سبحانه وتعالى وتقدس
الله عند النصارى إنسان
يتحدث كتاب النصارى بأنّ الإنسان نسخة من الله عز وجل. ففي سفر التكوين : " وقال الله: نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا " [38].
وفي أكبر كنائس الكاثوليك في روما ( كنيسة " سانت بيتر") رسم الرسام مايكل أنجلو صورة لله تشبه البشر.
وقد وردت تفاصيل جسم الرب في أماكن متفرقة من العهد القديم أنقها لك وهي:
أنّ له رأساً، شعره أبيض " شعر رأسه كالصوف النقي، وعرشه لهيب نار [39].
وله عينان وأجفان " عيناه تنظران، أجفانه تمتحن بني آدم [40].
وله شفتان، شفتاه ممتلئتان سخطاً، ولسانه كنار آكلة، ونفخته كنهر غامر يبلغ إلى الرقبة [41].
وله رجلان [42]، و لما صعد موسى وهارون وناراب وأبيهو وسبعون من شيوخ إسرائيل رأوا إله إسرائيل، وتحت رجليه حلية من العقيق الأزرق الشفاف، كالسماء في النقاء، ولكنّه لم يمد يده إلى أشراف إسرائيل [43].
وأيضاً له فم وأنف يخرج منهما دخان ونار، صعد دخان من أنفه، ونار من فمه [44].
وألوهيته وعظمته لا تمنع من ركوبه الملائكة في تنقلاته، كما لا تمنع أن يكون له أذنان، وإلى إلهي صرخت، فسمع من هيكله صوتي، وصراخي دخل أذنيه، فارتجت الأرض وارتعدت، أسس السماوات ارتعدت وارتجت، لأنّه غضب، صعد دخان من أنفه، ونار من فمه أكلت، جمر اشتعلت منه، طأطأ السماوات ونـزل، وضباب تحت رجليه، ركب على كروب [45]، وطار، ورئي على أجنحة الريح... [46]
وقد تكرر ركوبه على الكروبيم، ومجد إله إسرائيل صعد عن الكروب الذي كان عليه إلى عتبة البيت [47].
ولما أصبح ركوبه على الكروبيم فعلاً معتاداً له ـ جلّ وعز ــ، ناجاه الملك حزقيا مثنياً عليه بهذا الفعل: "صلى حزقيا أمام الرب، وقال: أيّها الرب إله إسرائيل، الجالس فوق الكروبيم، أنت هو الإله وحدك لكل ممالك الأرض، أنت صنعت السماء والأرض" (الملوك (2) 19/15). [48]
أفعال الإله البشرية
وتحكي أسفار العهد القديم عن أفعال بشرية تنسبها إلى الله، وهي فرع من عقيدتهم المجسِّمة لله، ومن ذلك أنّ الله يمشي، ولكن على شوامخ الجبال " فإنّه هو ذا الرب يخرج من مكانه، وينـزل ويمشي على شوامخ الأرض.. كل هذا من أجل إثم يعقوب " [49].
ومنه حديث الأسفار عن مشي الله في الجنّة، وسماع آدم لوقع خطواته: "وسمعا صوت الرب الإله ماشياً في الجنّة عند هبوب ريح النهار... فنادى الربُّ الإلهُ آدمَ، وقال له: أين أنت؟ فقال: سمعت صوتك في الجنّة، فخشيت لأنّي عريان، فاختبأت. فقال: من أعلمك أنّك عريان؟ هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها؟"[50].
ويزور الربُ إبراهيمَ - تعالى الله عن ذلك - ويأكل عنده زبداً ولبناً " وظهر له الرب عند بلوطات ممرا، وهو جالس في باب الخيمة وقت حر النهار، فرفع عينيه، وإذا ثلاثة رجال واقفون لديه، فلما نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة وسجد إلى الأرض ... ثم أخذ زبداً ولبناً والعجل الذي عمله، ووضعه قدامهم، وإذ كان هو واقفاً لديهم تحت الشجرة أكلوا ... وذهب الرب عندما فرغ من الكلام مع إبراهيم " (التكوين 18/1 - 23 ).
وفي موضع آخر تذكر الأسفار أنّ الرب ظهر ليعقوب، وصارعه حتى الفجر: فدعا يعقوب اسم المكان: فينئيل قائلاً : " لأني نظرت الله وجهاً لوجه، ونجيت نفسي " ( التكوين 32/30 ).
ولما أغضبه مريم وهارون " فنـزل الرب في عمود سحاب، ووقف في باب الخيمة....فقال اسمعا لكلامي.. فماً إلى فم، وعياناً أتكلم معه لا بالألغاز " ( العدد 12/5 - 8 ).
ويذكر سفر التكوين أنّ الله رضي عن نوح وقومه بعد أن شم رائحة شواء المحرقات التي قدمها نوح على المذبح " وبنى نوح مذبحاً للرب، وأخذ من كل البهائم الطاهرة، ومن كل الطيور الطاهرة، وأصعد محرقات على المذبح، فتنسم الرب رائحة الرضا.... " [51].
وعندهم أن الله يتعب ويحتاج للراحة [52].
ويشبهونه حين يستيقظ بعربيد سكير استفاق لتوه من سكْرته، في المزمور [53] ( فاستيقظ الرب كنائم كجبار معيط من الخمر يصرخ عالياً من الخمر ).
وعندهم أنّ الربّ ينوح ويولول كالنساء، ويمشي عريانا
هذا نص كلامهم يرونه على لسان ربّهم. في سفر ميخا [ 1: 8 ] أنّ الله سبحانه وتعالى يقول عن نفسه : " لِهَذَا أَنُوحُ وَأُوَلْوِلُ وَأَمْشِي حَافِياً عُرْيَاناً، وَأُعْوِلُ كَبَنَاتِ آوَى، وَأَنْتَحِبُ كَالنَّعَامِ ".
وعندهم أنّ الرب يصفق بيديه
. في سفر حزقيال [54] ينسب الكاتب للرب قوله: " وأنا أيضاً أصفق كفي على كفي وأسكن غضبي، أنا الرب تكلمت ".
وعندهم أنّ داود ـ عليه السلام ـ وجميع الشعب يجرون التابوت والرب جالس فيه يتفرج عليهم وهم يرقصون حوله. جاء في سفر صموئيل الثاني [55] : أن داود وجميع الشعب أخذوا تابوت الله الذي يسمى رب الجنود الجالس على الكروبيم، وجروا التابوت على عجلة والرب جالس في التابوت يتفرج عليهم، وهم يرقصون فرحاً بعودته من الأسر من عند الفلسطينيين بعد أن ضربهم الرب بالبواسير. وكان الرب جالساً في التابوت طوال الوقت. ونبي الله داود وكل الشعب يرقص ويغني ويلعب بالرباب، وينفخ بالمزمار، ويضرب بالدفوف والجنوك، ابتهاجاً بالنصر وبعودة رب الجنود الجالس على الكروبيم!
وعندهم أن الله يغار من الإنسان [56]
ونقرأ في رؤيا حزقيال أنّ الله دخل الهيكل من باب، وأمر بإغلاقه إلى الأبد. فقال لي الرب : " هذا الباب يكون مغلقاً لا يفتح، ولا يدخل منه إنسان، لأنّ الربّ إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقاً " [57].
من صفات الله عند النصارى ( البداءة )
و تعني : أي أنّه بدا له ما لم يكن يعلم فعلمه ـ تعالى الله عما يقولون علوا عظيما ـ أو أنّ الله يغير رأيه لأمر بدا له لم يكن بادياً له من قبل [58].
فالربّ عندهم يندم، والربّ عندهم تصبه الحسرة على أشياء كان قد شرَّعها من قبل، ولازم هذا كله أنّ الله يجهل الأشياء ولا يعلمها إلّا حين ظهورها. وهذا مذكور في طيات ( الكتاب المقدس ) بنصوص صريحة وسياق طويل كامل، وليس جملة واحدة مجتزئة. والقوم يقرون بهذا ولا ينكرونه. وإليك شيء من التفاصيل بما يسمح به المقام.
الكتاب المقدس ينسب لله صفة الندم والحزن !!
الإله في الكتاب المقدس يتخذ القرارات بسرعة ودون رَِويِّة، مما يدفعه إلى إعلان الندم أحياناً، وأحياناً أخرى يَقْبَل التوبيخ والزجر من أنبياءه ورسله.
وكثيرة هي حالات ندم( الإله ) وأسفه وحزنه في ( الكتاب المقدس )، وهاك بعضها :
قال كاتب سفر التكوين [59] : " ورَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ فِكْرِ قَلْبِهِ يَتَّسِمُ دَائِماً بِالإِثْمِ، فَمَلأَ قَلبَهُ الأَسَفُ وَالْحُزْنُ لأَنَّهُ خَلَقَ الإِنْسَانَ . وَقَالَ الرَّبُّ: أَمْحُو الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ مَعَ سَائِرِ النَّاسِ وَالْحَيَوَانَاتِ وَالزَّوَاحِفِ وَطُيُورِ السَّمَاءِ، لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي خَلَقْتُهُ ".
وعندنا كانت رؤية الربّ وأهدافه من خلق الإنسان واضحة من البداية، ويعلم ماذا سيفعل هذا الإنسان لأنّ ربنا عليم قدير حكيم مريد . ففي التنزيل : {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [ البقرة : 30 ].
وفي سفر صموئيل الأول [60]، أنّ الربّ يقول للنبي صموئيل : " لَقَدْ نَدِمْتُ لأَنِّي جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكاً، فَقَدِ ارْتَدَّ عَنِ اتِّبَاعِي وَلَمْ يُطِعْ أَمْرِي ".
والأمر الذي ارتد عنه ( شاؤول ) ولم ينفذه هو أنّ الربّ أمره بقتل النساء والأطفال والرجال والمواشي، فقتل الكل وأمسك عن الخراف. وهو مذكور في بقية الإصحاح لمن أراد أن يطلع عليه.
أرأيت ؟! يعطي قرارا وحين يرى أثره في النّاس يندم.
أي ربّ هذا الذي يجهل مآلات الأمور، ولا يعرف الشر من الخير ؟
وندمُ الرب في ( الكتاب المقدس ) ليست صفة عابرة، ولا نص مبتور، وإنّما هي إصحاحات كاملة تحكي ندمة، وأحاديث بين الإله ورسله يخطئونه في أحكامه ويردون عليه أمره، ولك أن تطالع سفر ( إرميا ) لتجد أنّ نسبة صفة الندم لله سبحانه وتعالى تكررت أكثر من عشر مرات في نفس السفر.
بل ينسبون صفة الجهل الحقيقي لله عز وجل. فعندهم أنّ الله ـ وتعالى ربّنا وتقدس ـ أمر الله موسى ومن معه قبل خروجهم من مصر أن يلطخوا أبوابهم والعتبة العليا بالدم والقائمتين بالدم حتى يكون الربّ على بينة منها حين يقوم بتدمير بيوت المصريين، وحتى لا تمتد يده إلى بيوت بني إسرائيل ! [61].
وهذا في سفر الخروج [62] يقول كاتب السفر: " لأَنَّ الرَّبَّ سَيَجْتَازُ لَيْلاًَ لِيُهْلِكَ الْمِصْرِيِّينَ. فَحِينَ يَرَى الدَّمَ عَلَى الْعَتَبَةِ الْعُلْيَا وَالْقَائِمَتَيْنِ يَعْبُرُ عَنِ الْبَابِ وَلاَ يَدَعُ الْمُهْلِكَ يَدْخُلُ بُيُوتَكُمْ لِيَضْرِبَكُمْ ".
وكثرت الشكوى من سدوم وعموره ــ قرى لوط عليه السلام ــ . فنزل الربّ ليتحقق من صدق الشكوى !!
اسمع : في سفر التكوين [63] يقول كاتب السفر: " وَقَالَ الرَّبُّ: لأَنَّ الشَّكْوَى ضِدَّ مَظَالِمِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَتْ وَخَطِيئَتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدّاً أَنْزِلُ لأَرَى إِنْ كَانَتْ أَعْمَالُهُمْ مُطَابِقَةً لِلشَّكْوَى ضِدَّهُمْ وَإِلاَّ فَأَعْلَمُ ".
وأرح أذنك صاحبي قليلا واستمع إلى قول ربّنا تبارك وتعالى فيما أنزل على رسولنا صلى الله عليه وسلم : {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} [يونس : 61 ].
وعندهم تشبيهات مقززة للرب، منها:
ـ يشبهونه بالدب واللبؤة ( أنثى الأسد ) [64].
ـ ويشبهون ربهم بالخروف [65].
ـ ويقول ( الكتاب المقدس ) أنّ قوة الربّ تبارك وتعالى كقوة الثور الوحشي ! [66]
وأنقل لك أخي القارئ الكريم بعض من مناجاة رسل بني اسرائيل لربهم من ( الكتاب المقدس ) لتعلم كيف هي صورة هذا الربّ في ذهن الأنبياء فضلا عن العامة والرعاع .
إيليا ( إلياس ) النبي يخاطب الله بقوله : " وصرخ إلى الربّ وقال : أيّها الربّ إلهي، أأيضاَ إلى الأرملة التي أنا نازل عندها أسأت بإماتتك ابنها " [67].
وفي سفر الخروج [68] : " فرجع موسى إلى الربّ وقال يا سيد لماذا أسأت إلى هذا الشعب. لماذا أرسلتني. فإنّه منذ دخلت إلى فرعون لأتكلم باسمك أساء إلى هذا الشعب. وأنت لم تخلّص شعبك ".
وعندنا: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ} [الأعراف: 155].
وفي مزمور داود[69] يناجي ربه بقوله : " يا رَبُّ: لماذا تقف بعيداً؟ لماذا تختفي في أزمنة الضيق؟ ".
وعندنا: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186].
وعندنا: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} [النمل: 62]
وفي مزمور [70] : "يا رب إلى متى تنتظر.. لا يشمت بي الذين هم أعدائي باطلاً استيقظ وانتبه إلى حكمي ".
وعندنا: {اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة: 255].
وعندنا: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 26].
ونحن نسأل : أي ربّ هذا الذي يخاطب بهذه الوقاحة من أعرف النّاس به ... أنبيائه ورسله.
وختاما !!
إنّه ليس لله عز وجل شيء في عقيدة النصارى أمر ونهي، كل ما يعرفونه عن ربّهم هو أمور نظرية، ومصدر التحليل والتحريم في النصرانية . . . مصدر كل الشرائع عندهم هم ( رجال الكنيسة )، أو ما يقولون عنه ( كتابات الآباء ).
فهم يعبدون هؤلاء على الحقيقة، كما قال الله عز وجل في كتابه الكريم : {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة : 31 ].
وأمّا الله عز وجل فهذه صورته في كتاب النصارى المحرف، والحمد لله على نعمة الإسلام
(((((((((
ابن تيمية يبطل استدلال النصارى على عقيدة التثليث بالعقل
ينقل شيخ الإسلام عن النصارى ما يبررون به الثالوث تبريرا عقليا ثم يبطله .
وفي ذلك يقول :
إن قولهم " أب وابن وروح قدس " وأنها ثلاثة أقانيم ، إنما يعنون به : أن الله شئ حي ناطق . وذلك لأنهم لما رأوا حدوث الأشياء ، علموا أن شيئا غيرها أحدثها ، إذ لا يمكن حدوثها من ذواتها ، لما فيه التضاد والتقلب فقالوا : إنه شئ لا كالأشياء المخلوقة ، إذ هو الخالق لكل شئ ، وذلك لينفوا عنه العدم كما يزعمون .
ورأوا أن الأشياء المخلوقة تنقسم قسمين : شئ حي وشئ غير حي ، فوصفوه بأجلهما ، وقالوا : هو شئ حي ، لينفوا عنه الموت .
ثم رأوا أن الحي ينقسم إلى قسمين ، حي ناطق وحي غير ناطق ، فوصفوه بأفضل القسمين ، وقالوا : هو شئ حي ناطق : لينفوا عنه الجهل .
ثم يقولون : والثلاثة أسماء هي إله واحد ، مسمى واحد ، ورب واحد ، وخالق واحد ، شئ حي ناطق ، أي الذات والنطق والحياة ...
والواقع أن هذا التعليل لعقيدة التثليث تعليل باطل – كما يقول ابن تيمية – فليس الأمر كما ادعيتموه أيها النصارى ، فإنكم تقولون : إن هذا القول : " أب وابن وروح قدس " ، فكان أصل قولكم هو ما تذكرونه من أنه تلقى من الشرع المنزل ، لا أنكم أثبتم الحياة والنطق بمعقولكم ، ثم عبرتم عنها بهذه العبارات ..
ومعلوم أن الحياة والنطق لا تعقل إلا صفة قائمة بموصوف ، ولا يعلم موصوف بالحياة والنطق إلا وهو مشار إليه ، بل ما هو جسم كالإنسان .
ولو كان الأمر كذلك ( أي إثبات وجود الله وحياته ونطقه ) لما احتجتم إلى هذه العبارة " أب وابن وروح قدس " ولا إلى جعل الأقانيم ثلاثة ، بل معلوم عندكم وعند سائر أهل الملل أن الله موجود حي عليم قدير متكلم ، لا تختص صفاته بثلاثة ، ولا يعبرون عن ثلاثة منها بعبارة لا تدل على ذلك ، وهو لفظ الأب والابن وروح القدس ، فإن هذه الألفاظ لا تدل على ما فسرتموها به في لغة أحد من الأمم ، ولا يوجد في كلام أحد من الأنبياء أنه عبر بهذه الألفاظ عما ذكرتموه من المعاني ، بل إثبات ما ادعيتموه من التثليث ومن التعبير عنه بهذه الألفاظ هو مما ابتدعتموه ، لم يدل عليه شرع ولا عقل .
وإذا قال النصارى : إنه إحدى الذات ثلاثي الصفات قيل : لو اقتصرتم على قولكم : إنه واحد وله صفات متعددة لم ينكر ذلك عليكم جمهور المسلمين ، بل ينكرون تخصيص الصفات بثلاث .
ووصفهم الأقانيم الثلاثة بأنها جوهر واحد ، إنما ينبئ أنها جملة ، وليس هذا مما يذهبون إليه ، ولا يعتقدونه ، ولا يجعلون له معنى ، لأنهم لا يعطون حقيقة التثليث ، فيثبتون الأقانيم الثلاثة متغايرة ، ولا حقيقة التوحيد ، فيثبتون القديم واحد ليس باثنين ولا أكثر من ذلك . وإذا كان ذلك كذلك ، فما قالوه هو شئ لا يعقل ، ولا يصح اعتقاده ، ويمكن أن يعارضوا على قولهم بكل حال .
وإذا جاز عندكم أن تكون ثلاثة أقانيم جوهرا واحد ، فلم لا يجوز أن تكون ثلاثة آلهة جوهرا واحدا ، وثلاثة فاعلين جوهرا واحدا ، وثلاثة أغيار جوهرا واحدا ، وثلاثة أشياء جوهرا واحدا ، وثلاثة قادرين جوهرا واحدا ، وكل ثلاثة أشياء جوهرا واحدا ؟
وكل ما يجري هذا المجرى من المعارضة فلا يجدون فصلا .
أي هذا الكلام لازم لهم لا ينفصلون عنه .
ويقول النصارى : كل من اعتقد أن الثلاثة أقانيم ثلاثة آلهة مختلفة أو متفقة ، أو ثلاثة أشخاص مركبة ، أو غير ذلك مما يقتضي الاشتراك والتكثير ، والتبعيض ، والتشبيه فنحن نلعنه ونكفره .
فيرد عليهم ابن تيمية مبينا تناقضهم في ذلك ، فيقول لهم :
" وأنتم أيضا تلعنون من قال : إن المسيح ليس هو إله حق من إله حق ، ولا هو مساو الأب في الجوهر ، ومن قال : إنه ليس بخالق ، ومن قال " إنه ليس بجالس عن يمين أبيه ، ومن قال أيضا : إن روح القدس ليس برب حق محيي ومن قال " إنه ليس ثلاثة أقانيم .
وتلعنون أيضا مع قولكم : إنه الخالق ، من قال : إنه الأب ، والأب هو الخالق ، فتلعنون من قال : هو الأب الخالق ، ومن قال : ليس هو الخالق ، فتجمعون بين النقيضين " فتلعنون من جرد التوحيد بلا شرك ولا تثليث ، ومن أثبت التثليث مع انفصال كل واحد عن الآخر ، وتجمعون بذلك بين قولين متناقضين : أحدهما حق ، والآخر باطل .
وكل قول يتضمن جمع النقيضين ( إثبات الشيء ونفيه ) ، أو رفع النقيضين ( الإثبات والنفي ) فهو باطل .
ومن مظاهر تناقضهم أيضا : زعمهم أن كلمة ( ابن الله ) التي يفسرونها بعلمه أو حكمته ، وروح القدس التي يفسرونها بحياته وقدرته ، وأنها صفة له قديمة أزلية ، لم يزل ولا يزال موصوفا بها . ويقولون – مع ذلك – أن الكلمة مولودة منه ، فيجعلون علمه القديم الأزلي متولدا عنه ، ولا يجعلون حياته القديمة الأزلية متولدة عنه ، وقد أصابوا في أنهم لم يجعلوا حياته متولدة عنه ، لكن ظهر بذلك بعض متناقضاتهم وضلالهم ، فإنه إن كانت صفة الموصوف القديمة اللازمة لذاته ، يقال : إنها ابنه وولده ومتولد عنه ، ونحو ذلك . فتكون حياته أيضا ابنه وولده ومتولدا عنه ، وإن لم يكن كذلك ، فلا يكون علمه ابنه ، ولا ولده ، ولا متولدا عنه .. فعلم أن القوم في غاية التناقض في المعاني والألفاظ ، وأنهم مخالفون للكتب الإلهية كلها ، ولما فطر الله عليه عباده من المعقولات ، ومخالفون لجميع لغات الآدميين ، وهذا مما يظهر به فساد تمثيلهم ...
ويقول النصارى : الموجود إما جوهر ، وإما عرض ، فالقائم بذاته هو الجوهر ، والقائم بغيره هو العرض .
ثم يقولون : إنه مولود حي ناطق ، له حياة ونطق .
ويرد عليهم ابن تيمية يقوله :
" حياته ونطقه " إما جوهر وإما عرض . وليس جوهراً ، لأن الجوهر ما قام بنفسه . والحياة والنطق لا يقومان بأنفسهما ، بل بغيرهما ، فهما من الأعراض ، فتعين أنه عندهم جوهر تقوم به الأعراض ، مع قولهم : إنه جوهر لا يقبل عرضا .
وإن قيل أرادوا بقولهم : " لا يقبل عرضا " ما كان حادثا . قيل : فهذا ينقض تقسيمهم الموجود إلى جوهر وعرض ، فإن المعنى القديم يقوم به ليس جوهرا ،وليس حادثا ، فإن كان عرضا فقد قام به العرض وقبله ، وإن لم يكن عرضا ، بطل التقسيم .
فتبين من هذا أنهم يقال لهم : أنتم قلتم " إنه شئ حي ناطق ، وقلتم : هو ثلاثة أقانيم ، وقلتم : المتحد بالمسيح أقنوم الكلمة ، وقلتم في الأمانـة .
" نؤمن بإله واحد أب ضابط الكل ، وبرب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد الولود من الأب قبل كل الدهور ، إله حق من إله حق من جوهر أبيه ، مولود غير مخلوق ، مساو للأب في الجوهر .
ثم قلتم : أن الرب جوهر لا يقبل عرضا . وقلتم : إن الذي يشغل حيزا أو يقبل عرضا هو الجوهر الكثيف . وأما الجوهر اللطيف فلا يقبل عرضا ولا يشغل حيزا ، مثل : جوهر النفس وجوهر العقل ، وما يجري في هذا المجرى من الجواهر اللطيفة ، وبعد أن صرحتم بأن الرب جوهر لا يقبل عرضا . قلتم " ليس في الوجود شئ إلا وهو إما جوهر ، وإما عرض ، فإن كان قائما بنفسه غير محتاج في وجوده إلى غيره فهو الجوهر ، وإن كان مفتقرا في وجوده إلى غيره لا قوام له بنفسه فهو العرض .
فيقال لكم " الابن القديم الأزلي الموجود من جوهر أبيه ، الذي هو مولود غير مخلوق ، الذي تجسد ونزل هل هو جوهر قائم بنفسه أم هو عرض قائم بغيره ؟
فإن قلتم : هو جوهر ، فقد صرحتم بإثبات جوهرين ، الأب جوهر والابن جوهر ، ويكون حينئذ أقنوم الحياة جوهراً ثالثاً ، فهذا تصريح بإثبات ثلاثة جواهر قائمة بأنفسهما . وحينئذ يبطل قولهم : إنه إله واحد ، وإنه إحدى الذات ، ثلاثي الصفات . وإنه واحد بالجوهر ، ثلاثة بالأقنوام ، إذ كنتم قد صرحتم – على هذا التقدير – بإثبات ثلاثة جواهر .
وإن قلتم : بل الابن القديم الأزلي ، الذي هو الكلمة التي هي العلم والحكمة ، عرض قائم بجوهر الأب ، ليس جوهرا ثانيا . فقد صرحتم بأن الرب جوهر تقوم به الأعراض ، وقد أنكرتم هذا في كلامكم . قلتم : هو جوهر لا تقوم به الأعراض ، وقلتم : إن من المخلوقات جواهر لا تقوم بها الأعراض ، فالخالق أولى . وهذا تناقض بين ...
ويقول ابن تيمية – بيانا لسبب هذا التناقض – : إنهم يلفقون عقيدتهم من مصادر متعددة ، بحيث يبدوا فيها وضوح التضارب والتناقض بين أجزائها فيقول :
وسبب ذلك : أنهم ركبوا لهم اعتقاداً ، بعضه من نصوص الأنبياء المحكمة كقولهم : الإله الواحد ، وبعضه من متشابه كلامهم ، كلفظ الابن وروح القدس ، وبعضه من كلام الفلاسفة المشركين المعطلين كقولهم : جوهر لا تقوم به الصفات . فجاءت عقيدتهم ملفقة
lo
((((((((إن لم يكن رسول فماذا يكون؟؟؟
فكيف علم الحقائق العلمية التي اكتشفها العلم الحديث الآن وذكرها في القرآن ( كتاب المسلمين ) من 1400 سنة واعترف بهذا علماء الأجنة والفلك والفيزياء والأطباء . الدليل من القرآن كالتالي ( رقم السورة ، رقم الآية )
-كيف علم مراحل تكوين الجنين وتفاصيل خلقه ( نطفة ، علقة ، مضغة ، عظام ) (سورة رقم 23 ، آية 14 ) (22،5) (76،2) (39،6).
-كيف علم أن الانسان القديم كان كبير الحجم ووصف لنا العصر الجليدي القديم .
-كيف أخبرنا بحزام الصدوع الذي يمتد في القشرة الأرضية (سورة رقم 86 ، آية 12 ) .
-كيف علم بوجود البراكين تحت البحار ( سورة رقم 52 ، آية 6 ) .
-كيف علم أنواع السحب ووصفها بدقة ( طبقية ، ركامية ، معصرات ) ( سورة رقم 78 ، آية 14 ) (43,24) (48,30)
-كيف علم باهتزازه (مندل) التي تحدث لحبيبات التربة عند نزول المطر ( 22 ،5 )
-كيف علم الجبال وانغراسها العميق في باطن الأرض وتثبيتها للقشرة الأرضية(78،7).
-كيف علم أن الحديد نزل إلى الأرض على شكل شهب ونيازك في بداية تكوين الأرض وجعل العدد الذري وعدد الكتلة لذرة الحديد لهما علاقة برقم سورة وآية الحديد التي تصف هذه الحقيقة (25,57).
-كيف اكتشف علماء ناسا حزاما من الصخور المتحولة في القمر يدل على أنه يوما ما انقسم الى نصفين وهي من معجزاتــه (1,54) .
-كيف علم خصائص النجوم والثقوب السوداء ( 86،3 )( 56،75 )(86،3)(53،1)
-كيف أخبرنا بالاتساع اللامتناهي للسماء (51،47)(21،32)(50،6)
كيف علم أن الكون تكون من الدخان (Steam) (41،11) (21،30).
اذا لا بد أنه صادق وأنه رسول من الرب وما دام صادقا فأين تذهبون ؟
اعلم أن الاسلام نسخ الأديان السابقة كما نسخ المسيح اليهودية .
(من المدهش أن هذا النوع من المعلومات موجود في القرآن) ب.هيل من علماء البحار.
(هذا النبي يدلي بتصريحات علميه ودقيقه جدا من 1400سنه ولا أجد بدا من أن أوافق عقلي و أعترف أن هذا وحى أو الهام) تي في فان سان أستاذ أمراض نساء.
-ما قولك في هذه النصوص من التوراة والإنجيل (كلامه أحسن الكلام انه محمد العظيم ) مزامير داود اصحاح 16 الفقرة الخامسة .
(نبوه في جبال فاران )(نبيا من إخوانهم )،(انه النبي الذي يقال له اقرأ فيقول ما أنا بقارئ)
-لو قرأت القرآن فستعلم أنه ليس شعرا ولا نثرا وأنه يستحيل أن يكون من كلام البشر ولو قلت أنه من كلام البشر فكيف علم هذه الحقائق وكيف ذكر كلمة ( يوم ) في القرآن 365 مره بعدد أيام السنة وكلمة (شهر) 12 مرة بعدد شهور السنة .
وذكر كلمة (رجل) 24 مرة وكذلك ( امرأة ) 24 مرة .
وكلمة ( أخ ) 4 مرات وكذلك ( أخت ) 4 مرات .
وكلمة ( الدنيا ) 115مرة وكذلك (الآخرة) 115مرة .
وكلمة ( الحياة ) ومشتقاتها 145مرة وكذلك ( الموت ) ومشتقاته 145مرة .
فكيف يمكن لبشر أن يفعل كل هذا ؟
يولد الإنسان على دين ما وهذا لا يعني أن هذا الدين هو الدين الصحيح
وإنما يعرف الدين الصحيح بالحجة و البرهان و الدليل
*** (التفسير الوحيد أن هذه الحقائق أوحيت لمحمد من الرب) كيث مور من كبار علماء الأجنه
*** (لابد ان هذه الحقائق جاءت من خالق عليم بكل شيء واصبحت مسلما) تاجاسون عالم تشريح
*** (لا اختلاف بين هذا الوحي والمعرفة الطبية) جولي سمبسون أستاذ نساء و ولادة
*** (إن هذا لا يمكن أن يكون إلا بوحي من أعلى) ألبرت كوهان جيولوجي
*** (ان هذا القرآن يصف الكون من أعلى نقطه في الوجود) يوشيدى كوزاى عالم فضاء يابانى
*** (نعم انه الوحي لا طريق أمام البشرية إلا أن تقر أن هذا القرآن من عند الرب) مارشال جونسون عالم أحياء
اذا كان النبى محمد صلى الله عليه و سلم كاذبا ً
فكيف علم من 1400 سنة وأخبرنا في القرآن بالحقائق العلمية التي اكتشفها العلم الحديث الآن واعترف بهذا علماء البحار والفلك والطب والجيولوجيا .
كيف علم تناقص حجم الأرض الذي يحدث من ملايين السنين ( الأنبياء ،44 )(الرعد،41) .
كيف أخبرنا بتناقص الهواء والضغط كلما صعدنا لأعلى ( الأنعام ، 125 ) .
كيف علم أن الجبهة ( الجزء الأمامي من المخ ) هي مركز اتخاذ القرار وأنها قد تكذب وقد تخطئ ( العلق ،16 ) .
كيف أخبرنا بالألوان الأساسية للصخور وقسمهم الى مجموعتين ثم اكتشفنا أن احداهما تمثل الخاصية القلوية ( القاعدية ) والأخرى تمثل الخاصية الحمضية ( فاطر ،27 ) .
قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم : (( عجز الذنب منه خلق الانسان ومنه يركب الخلق يوم القيامة )) ، واكتشف علم الوراثة أن عجب الذنب به الشفرة والرمز الوراثي (DNA) للانسان .
أخبرنا الرسول أن الجنين اذا مر به 42 يوما نزل له ملك فصوره وقد يسر لك العلم الحديث أن ترى الجنين بعد 42 يوما وقبلها وستلاحظ الفرق بنفسك فكيف علم محمد بهذا ؟
بم تفسر انغراس قدم إسماعيل عليه السلام في الصخرة الصلبة التي كان يقف عليها لبناء الكعبة و هي باقية حتى يومنا هذا أمام الكعبة وتستطيع رؤيتها بنفسك ?? وبم تفسر توسط مكة للكره الأرضية و بقاء مياه زمزم حتى يومنا هذا و هو بئر لا مثيل له تأتيه المياه عبر الآلاف الأميال بالخاصية الشعرية ?? وبم تفسر علماء الجيولوجيا الذين سرقوا أجزاء من الحجر الأسود بالكعبة و لم يعلموا مادته و لا نوعه وقالوا انه فريد من نوعه .
*** ( باستطاعة تلك الأحاديث أن تسود المعرفة الطبية ) جولي سمبسون .
*** ( لا يمكن أن يكون من مصدر بشري لا بد أنه من الله ) بروفسور هيل .
*** ( إني أوافق أن هذا من الوحي ) ب.سياويدا عالم ياباني .
*** ( هذه الحقائق لا يمكن أن تكون من عقل محمد ولا من عقلية عصره ) ألبرت كوهان عالم جيولوجيا
*** ( يتضح لي أن هذه الأدلة حتما جاءت لمحمد من عند الرب وهذا يعني أن محمد لابد أنه رسول من الله وأؤمن أن القرآن كلام الله ) :كيث مور عالم أجنة .
*** ( من القرآن أستطيع أن أرى تصورا مستقبليا للبحث في الكون ) يورشيدى كوزاى عالم فضاء .
-واعلم أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يؤمن بالإله الكامل الواحد الذي له مطلق الكمال في القدرة و العلم و الحكمة?????? (((((((((صفحات من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم
صالح بن ساير المطيري
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على قائد الغر الميامين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
ما أجمل الكلام عن رجل عظيم ، وعن قدوة مربي ، في زمن قل فيه القدوات الحقة . من حياته نستلهم حياة الطهر والكرامة في وقت الفضائيات التي جاءت على الأخلاق والحياء فنسفتها ونشرت الرذيلة وقلة الحياء والفساد فأخرجت للناس قدوات وهمية وربطتهم بحياة اللهو والمجون . الحديث عن القدوة في زمن التخاذل والجري وراء سراب التبعية المقيتة للأعداء . الحديث عن العظمة بشتى صورها في زمن الاغترار بالأعداء والانبهار بعظمتهم وقوتهم والخوف منهم . الحديث عن رجل أحيا أمة وأعلن دولة وأقام شرعة ، أذل الله به الكفر وأهله ، ونصر به الحق وجنده ، الحديث عن رجل نصر بالرعب مسيرة شهر وجعل رزقه تحت ظل رمحه وجعل الذل والصغار على من خالف أمره ، حديثنا عن رجل الكلمة الصادقة والبيان الصائب والفكرة الهادفة في زمن تسارع فيه خفافيش الظلام وخونة الكلمة وتكلم الرويبضة . إن هذا الرجل الذي نتحدث عنه هو : محمد صلى الله عليه وسلم . كانت حياته صلى الله عليه وسلم حياة أمة وقيام دعوة ومنهاج حياة . وهو عليه الصلاة والسلام أمة في الطاعة والعبادة وكرم الخلق وحسن المعاملة وشرف المقام ويكفي ثناء الله عز وجل عليه : { وإنك لعلى خلق عظيم } . ونحن ـ أهل السنة والجماعة ـ ننزل المصطفى صلى الله عليه وسلم المنزلة الحقة اللائقة به فهو عبد الله ورسوله وصفيه وخليله نهى عن إطرائه والغلو فيه فامتثلنا أمره فلا نبتدع الموالد ولا نقيم الاحتفالات ، بل نحبه كما أمر ونطيعه فيما أمر ونجتنب ما نهى عنه وزجر .
إن فاتنا في هذه الدنيا رؤية الحبيب صلى الله عليه وسلم وتباعدت بيننا الأيام ... فندعو الله عز وجل أن نكون فيمن قال فيهم صلى الله عليه وسلم :
" وددت أنا قد رأينا إخواننا " قالوا : ألسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال : " أنتم أصحابي ، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد
" فقالوا : كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله ؟ فقال : " أرأيت لو أن رجلاً له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دُهم بُهم ألا يعرف خيله ؟" قالوا بلى يا رسول الله قال : " فإنهم يأتون غراً محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على الحوض " رواه مسلم.
ندعو الله سبحانه أن يجعلنا ممن يتلمس أثره صلى الله عليه وسلم ويقتفي سيرته وينهل من سنته ، وأن يجمعنا معه في جنات عدن ، وأن يجزيه الجزاء الأوفى جزاء ما قدم .
حاجتنا إلى دراسة حياته صلى الله عليه وسلم :
إن البشرية التائهة في ظلمات الجهل والشهوات ، وهي تتنكب الطريق وتبحث عن مخرج من أزمتها وما هي فيه بحاجة إلى نور النبوة . وإن أمة الإسلام وهي تعيش في ظلام دامس بحاجة ماسة إلى العودة والتمعن في سيرة هذا الرجل العظيم عليه الصلاة والسلام . وثمت أمور عدة تبين بوضوح وجلاء حاجتنا إلى معرفة سيرته وأخذ المنهج منها في السير إلى الله سبحانه ومن هذه الأمور ما يلي :
1. إن الله أمرنا بالاقتداء به فقال سبحانه : { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر } وذلك يقتضي معرفة تلك السيرة العطرة لتحقيق الاقتداء الصحيح به .
2. إن حياته صلى الله عليه وسلم حياة المعصوم عن الخطأ والضلال فهو القدوة المطلقة وهو الصورة التطبيقية العملية لهذا الدين وجميع الطرق الموصلة إلى الله تعالى ثم إلى الجنة موصودة إلا من طريقه صلى الله عليه وسلم ، ويمتنع أن يعرف دين الله ويصح الإسلام بدون معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف كان هديه وعمله وأمره ونهيه ومنهجه وسنته .
3. إن حياته مدرسة كاملة تخرج الأجيال تلو الأجيال ، فلقد سالم وحارب ، وأقام وسافر ، وباع واشترى ، وأخذ وأعطى وما عاش صلى الله عليه وسلم وحده ولا غاب عن الناس يوماً واحداً . ولقد لاقى أصناف الأذى ، وقاسى أشد أنواع الظلم ، وكانت العاقبة والنصر والتمكين له . بعث على فترة من الرسل، وضلال من البشر ، وانحراف في الفطر ، وواجه ركاماً هائلاً من الضلال والانحراف والبعد عن الله . فاستطاع بعون الله له أن يخرجهم من الظلمات إلى النور ، ومن الضلال إلى الهدى ومن الشقاء إلى السعادة ، فأحبوه وفدوه بأنفسهم وأهليهم وأموالهم واقتدوا به في كل صغيرة وكبيرة ، فأصبحوا أئمة الهدى ومنارات الدجى وقادة البشرية .
هل تطلبون من المختار معجزة **** يكفيه شعب من الأجداث أحياه .
من وحد العرب حتى كان واترهم**** إذا رأى ولد الموتور أخــــــــاه.
وما أصيب المسلمون اليوم إلا بسبب الإخلال بجانب الاقتداء به والأخذ بهديه واتباع سنته .
وكيف يُسامى خير من وطئ الثرى **** وفي كل باع عن عُلاه قُصور .
وكل شريف عنده متــواضـــــــــــع **** وكل عظيم القريتين حقيـــــــر.
4 ـ إن سيرته صلى الله عليه وسلم رسمت المنهج الصحيح الآمن في دعوة الناس وهداية البشر ، وإخراجهم من الظلمات إلى النور ومن الشقاء إلى السعادة . وقد فشلت جميع المناهج والطرق والاطروحات التي تنكبت هديه صلى الله عليه وسلم سواء في محيط الفرد أو المجتمعات ، إن الأمة وهي تعيش في ظلام دامس وتناقضات غريبة وتعيش هجمة صليبية حاقدة عليها في دينها وأخلاقها ومسلماتها بحاجة ماسة إلى مجدد يترسم هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم وينهج نهجه ، إن الأمة وهي تعيش عيشة الذل والهوان في زمن تسلط الأعداء واستحلال كثير من بلاد الإسلام تتلفت يمنة ويسرة لتبحث عن قدوة كاملة بين هذا الركام المتلاطم ، وفي هذه الفتن التي تعصف بها عصفاً فلن تجد هدياً يخرجها مما هي فيه ويحقق لها السعادة إلا هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم فلا بد أن تبرز معالم الاقتداء به عليه الصلاة والسلام . إن البشرية الضائعة في متاهات الضلال لم تدرك حق محمد صلى الله عليه وسلم ولم تعلم مدى الفلاح في السير على منهاجه .????جوانب من معالم الاهتداء في حياته صلى الله عليه وسلم :
1ـ العبادة في حياته :
للنبي صلى الله عليه وسلم شأن عظيم مع العبادة ومواصلة القلب بالله عز وجل . فهو لا يدع وقتاً يمر دون ذكر الله عز وجل وحمده وشكره . و قد كانت حياته كلها عبادة لله سبحانه ، خاطبه ربه بقوله تعالى : { يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلاً * نصفه أو انقص منه قليلاً * أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا * } [ المزمل : 1 ـ 4 ] . فاستجاب لربه فقام حتى تفطرت قدماه .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم يصلي حتى تنتفخ قدماه ، فيقال له : يا رسول الله تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : " أفلا أكون عبداً شكوراً " .
وعن الأسود بن يزيد قال : سألت عائشة رضي الله عنها عن صلاة رسول الله بالليل فقالت : (( كان ينام أول الليل ويحيي آخره ثم إن كانت له حاجة إلى أهله قضى حاجته ثم ينام فإذا سمع النداء الأول (قالت ) وثب ،( ولا والله ما قالت قام ) فأفاض عليه من الماء ( ولا والله ما قالت اغتسل . وأنا أعلم ما تريد ) و إن لم يكن جنباً توضأ وضوء الرجل للصلاة ثم صلى الركعتين )) البخاري ومسلم وهذا لفظ مسلم 1/510 . وكان يطيل صلاته بالليل ويناجي ربه ويدعوه ويستعين بهذا الورد الليلي في القيام بأعباء الدعوة وأمور الأمة .
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : (( صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فافتتح البقرة فقلت : يركع عند المائة ، ثم مضى فقلت : يصلي بها في ركعة ، فمضى ، ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها ، يقرأ مترسلاً ، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بسؤال سأل ، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع فجعل يقول : سبحان ربي العظيم فكان ركوعه نحواً من قيامه ، ثم قال : سمع الله لمن حمده ، ربنا لك الحمد ، ثم قام طويلاً قريباً مما ركع ، ثم سجد فقال : سبحان ربي الأعلى قريباً من قيامه )) رواه مسلم 1/536.
والإمام القدوة صلى الله عليه وسلم كان وقته عامراً بالطاعة والعبادة . فعن عائشة رضي الله عنها قالت : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله تعالى على كل أحيانه )) رواه مسلم .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : (( كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة: " رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم " )) أبو داود . وكذا عن ابن عمر في الترمذي .
قال أبو هريرة رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة " البخاري . وتقول أم سلمة رضي الله عنها عن أكثر دعاء الرسول إذا كان عندها : " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " الترمذي .
ولنا بهذا الإمام أسوة حسنة : فعبادة الله من صلاة وصيام وصدقة وحج وعمرة وذكر وقراءة ... إلى آخرة يجب أن نقوم بها كما أمر الله ويجب أن نشعر أننا بحاجة ماسة إلى عبادة الله . إن الدرس الذي نستفيده من عبادة رسول الله هو :
أن العبادة هي الزاد الحقيقي الذي يحتاج إليه العبد في سيره إلى الله تعالى . والعبادة هي الطريق إلى ولاية الله للعبد الذي بموجبها يكون في حفظ الله ورعايته ويكون في أمان من أعدائه ففي الحديث : " من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدى بأحب مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه " وفي الحديث : " احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك ......... "
وإذا كانت العبادة بهذه المكانة في الدين ففي هذه الأزمان التي تضطرب بالفتن والمغريات والشهوات أشد حاجة إليها لتثبيت الإيمان وترسيخ الأقدام على الطريق المستقيم . روى معقل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " العبادة في الهرج كهجرة إلي " وفي رواية عند الإمام أحمد رحمه الله " العمل في الهرج والفتنة كالهجرة إلي "
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله : (( وسبب ذلك أن الناس في زمن الفتن يتبعون أهواءهم ولا يرجعون إلى دين فيكون حالهم شبيهاً بحال الجاهلية فإذا انفرد من بينهم من يتمسك بدينه ويعبد ربه ويتبع مراضيه ويجتنب مساخطه كان بمنزلة من هاجر من بين أهل الجاهلية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمناً به متبعاً لأوامره مجتنباً لنواهيه ))??????ـ طبيعة بيت النبوة :
كان بيت النبي صلى الله عليه وسلم يمثل البساطة في جمالها وعلوها والزهد في قمته والاكتفاء بالقليل مع إمكان أن يحوز الدنيا بحذافيرها صلى الله عليه وسلم لو أراد ذلك . فهذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تصف عيش النبي صلى الله عليه وسلم قائلة : ( ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة من طعام بر ثلاث ليال تباعاً حتى قبض ) البخاري .
وكانت تقول لابن أختها عروة بن الزبير : كنا لننظر إلى الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقدت في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار فقال عروة : ما كان يعيشكم ؟ قالت : الأسودان التمر والماء إلا أنه كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار كان لهم منائح وكانوا يمنحون رسول الله من أبياتهم فيسقيناه .
هذا إمام الأمة وقائدها ، هذا أفضل الخلق الشفيع المشفع فيهم يعيش هذه الحياة ، لم يفكر في الدنيا ولم تكن همه أبداً ، بقدر ما هي وسيلة للعطاء للدار الآخرة . فرسول الله ربما ربط على بطنه الحجر من الجوع وربما أخرجه الجوع من بيته روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال خرج الرسول صلى الله عليه وسلم ذات يوم أو ليلة فإذا هو بأبي بكر وعمر فقال : " ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة " قالا الجوع يارسول الله قال : " وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما قوموا " فقاموا معه فأتى رجلاً من الأنصار .... فرح بهم وقال : الحمد لله ما أحد اليوم أكرم أضيافاً مني ثم قدم لهم عذقاً من بسر ورطب فأكلوا ثم أخذ مديته فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إياك والحلوب " فذبح لهم فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق وشربوا ورووا فقال رسول الله لصاحبيه : " والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة ، أخرجكم من بيوتكم الجوع ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم " .
فهنا لم ينس صلى الله عليه وسلم أن يستغل الحدث فيذكر أصحابه ويربطهم بالآخرة !!! فأين نحن من هذا الأمر ونحن نتمتع برزق الله وأصناف الأطعمة والمأكولات ؟!! فهلا تذكرنا المساءلة عنها يوم القيامة لنقوم بشكرها ونحمد المولى على إنعامه ثم نستعين بها على طاعة الله وعبادته ؟! .
وصف لنا عمر رضي الله عنه فراش رسول الله وأثاثه فقال : ( دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو مضطجع على رمال حصير ليس بينه وبينه فراش قد أثر الرمال بجنبه متكئ على وسادة من أدَمٍ حشوها ليف فسلمت ... ثم رفعت بصري في بيته فوالله ما رأيت فيه شيئاً يرد البصر غير أهَبَة ثلاثة فقلت : ادع الله فليوسع على أمتك فإن فارس والروم وسع عليهم وأعطوا الدنيا وهم لا يعبدون الله ، وكان مئكئاً فقال : " أوَ في شك أنت يا ابن الخطاب ؟ أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا " فقلت يا رسول الله استغفر لي ) ا لبخاري.
هذا كله مع جوده وكرمه وسخائه فقد كان أكرم الناس وكان يجود بما يملك حتى كان أجود بالخير من الريح المرسلة ، ولو كان عنده خزائن الأرض لجاد بها في ليلة . يقول أبو ذر رضي الله عنه ( كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حرة المدينة عشاء استقبَلَنا أحد فقال : " يا أبا ذر ما أحب أن أحداً لي ذهباً يأتي علي ليلة أو ثلاث عندي منه دينار إلا أرصده لدين ، إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا " وأرانا بيده ) البخاري .
يخطئ كثير من الناس عندما يعتقد أن السعادة هي جمع الأموال ، وأن السعادة هي المراكب الوثيرة أو الأثاث الفاخر في البيوت أو الأرصدة المتكدسة في المصارف ، . ليست السعادة تلك التحف الجميلة التي تمتلئ بها ردهات المنزل .
إن السعادة المنزلية الحقة : هي أن يكون البيت إسلامياً ، يقوم فيه أهله وينامون على ذكر الله ، على قراءة القرآن ، على الخير والصلاح . يتعاون فيه الزوجان على القيام بالمسوؤلية الملقاة على عاتقيهما في تربية النشء على الخير والصلاح . هذا البيت الذي لا يعرف الأغنية الماجنة ولا الفلم الرخيص ولا المجلة الهابطة . هذا البيت الذي يتكاتف جميع أفراده على الخير والصلاح ، فيه يتلى كتاب الله وفيه يحتذى الهدي النبوي ، هذا البيت الذي تعيش فيه المرأة الصالحة التي عرفت رسالتها وأدت أمانتها في تربية النشء على حفظ كتاب الله وقراءة سيرة المصطفى ، هذا البيت الذي تتربى فيه تلك الفتاة الصالحة التي أدركت سر وجودها وعرفت خطط أعدائها فردت عليهم بالواقع العملي بالتزام الحجاب الشرعي ، هذا البيت الذي ينعم بمحبة الله ورسوله ويعيش على معنى المراقبة الحقة لله سبحانه وتعالى هذا البيت الذي يسود فيه التفاهم والحب والوئام . هذه الأمور الأساسية في السعادة المنزلية وما تحصل بعد ذلك من نعيم الدنيا المسخر في الخير فلا بأس .????ـ 3الرسول صلى الله عليه وسلم في بيته :
هذا القائد إمام الأمة ، الذي يحمل هم أمة الإسلام قاطبة ، وقته كله عمل ودعوة : يقود الجيوش ، يعلم الأمة ، يجاهد المنافقين ، وينافح الكافرين ، ويعلم الجاهل ، ويأمر بالمعروف وينكر المنكر ، فهل أشغلته هذه الأعمال الجسام عن أهله وبيته ؟ كلا والله فقد كان نعم الزوج ونعم الأب ونعم المخدوم أعطى كل ذي حق حقه كان يقرر حقيقة : " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " .
بيت الإنسان هو محكه الحقيقي الذي يبين حسن خلقه ، وكمال أدبه ، وطيب معشره ، فهو يتصرف في بيته على سجيته دون تكلف ولا مجاملات .
وإذا تأملنا في حال رسول هذه الأمة في بيته وجدناه نموذجاً فذاً للتواضع وعدم تكليف الغير . قيل لعائشة رضي الله عنها ماذا كان يعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته ؟ قالت : ( كان بشراً من البشر : يفلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه ) أخرجه أحمد والترمذي . وعنها قالت : (( كان يكون في مهن أهله فإذا سمع الأذان خرج )) مسلم .
كان صلى الله عليه وسلم يسعى في إدخال السرور على زوجاته فمن حسن عشرته كان ينادي أم المؤمنين بترخيم اسمها فيقول ( يا عائش ، هذا جبريل يقرئك السلام )) متفق عليه . بل كان يعرف لخد يجة رضي الله عنها فضلها ووقوفها منه وكان يذكرها دائماً بالخير حتى أن عائشة تقول ما غرت من أزواجه غيرتي من خديجة وقد توفيت قبلي لكثرة ما يذكرها وكان يقول : " صدقتني حين كذبني الناس وواستني بنفسها ومالها ولي منها الولد " . وكان يذبح الشاة ويتعاهد صويحباتها وكان يسابق عائشة ، وكان يراعي صغر سنها فيسرب إليها صويحباتها ليلعبن معها ، وكان يراها تلعب بلعب البنات فيقرها على ذلك . لما رجع من خيبر تزوج صفية بنت حيي فكان يدير كساء حول البعير الذي تركبه يسترها به ، ثم يجلس عند البعير فيضع ركبته فتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب . كان هذا المشهد مؤثراً يدل على تواضعه صلى الله عليه وسلم لقد كان وهو القائد المنتصر والنبي المرسل يعلم أمته أنه لا ينقص من قدره ومكانته أن يوطئ أكنافه لأهله وأن يتواضع لزوجته وأن يعينها ويساعدها . وما كان يفضل أحداً من أزواجه على الأخرى . إن هذه الشخصية العظيمة التي وسع وقتها أمور الأمة بكاملها ولم تشغلها عن أن تعيش الحياة السعيدة الحقيقة مع أسرتها . فإلى أولئك الرجال الذين ينظرون إلى المرأة نظرة دونية وإن التواضع معها ضعف ومهانة إلى أولئك نسوق هذه السيرة العطرة والحياة الزكية .
كان صلى الله عليه وسلم يقول : " الدنيا كلها متاع وخير متاع الدنيا الزوجة الصالحة " صحيح الجامع الصغير .
بل هذا نبي الأمة عليه الصلاة والسلام وأكملها خلقاً وأعظمها منزلة يضرب صوراً رائعة في حسن العشرة ومعرفة الرغبات النفسية والعاطفية لزوجته وينزلها المنزلة التي تحبها كل أنثى لكي تكون محظية عند زوجها . قالت عائشة رضي الله عنها : (( كنت أشرب وأنا حائض ، فأناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيَّ ، وأتعرق العَرق << أي آخذ ما على العظم من اللحم >> فيتناوله ويضع فاه في موضع فيَّ )) رواه مسلم
إن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم درس للدعاة إلى الله الذين تختلط عندهم الأوراق فيرون عدم إمكان الجمع بين الدعوة وبين حقوق البيت وأهله ويدّعون ضيق الأوقات . إن الوقت الذي وسع رسول الله في دعوته هو نفسه الوقت ، لكن الخلل لدينا نحن في بعثرة أوقاتنا وبعدنا عن العبادة الحقة لله التي يبارك الله بسببها في الأوقات والطاقات .
إن هذا الرجل العظيم : لم ينشغل عن أن يصرف وقتاً من حياته المباركة لبناته ـ لأن أبناءه ماتوا صغاراً ـ فقد كان نعم الأب يبش لبناته ويفرح بهن ويدخل السرور عليهن ، فقد حظين منه بالحب الزائد والشفقة العظيمة والرحمة بشتى صورها كيف لا وهو الرحمة المهداة للبشرية .
(( كان إذا دخلت عليه فاطمة قام إليها فأخذ بيدها وقبلها وأجلسها مجلسه ، وكان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده وقبلته وأجلسته في مجلسها )) أبو داود والترمذي والنسائي .
ومن صور الترحيب والبشاشة لابنته ما روته عائشة رضي الله عنها قالت : (( كن أزواج رسول الله عنده فأقبلت فاطمة رضي الله عنها تمشي ، ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً فلما رآها رحب بها وقال: " مرحباً بابنتي " ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله )) رواه مسلم .
ومن عطفه ومحبته لبناته زيارتهن وتفقد أحوالهن وحل مشاكلهن والذهاب إليهن في بيوتهن لمعرفة حوائجهن . أتت يوماً فاطمة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه ما تلقى في يديها من الرحى وتسأله خادماً فلم تجده فذكرت ذلك لعائشة رضي الله عنها ثم انصرفت فلما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرته عائشة ، قال علي رضي الله عنه فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبنا نقوم فقال : " مكانكما " فجاء فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري فقال : " ألا أدلكما على ما هو خير من خادم ؟ إذا أويتما إلى فراشكما ، أو أخذتما مضاجعكما فكبرا أربعاً وثلاثين ، وسبحا ثلاثاً وثلاثين ، واحمدا ثلاثاً وثلاثين ، فهذا خير لكما من خادم " )) البخاري .
إنك لتدهش من حياة المصطفى التي وسعت كل هذه الأمور فهذا قائد الأمة أتى من مهمة من مهام الأمة بلا شك فأخبرته عائشة بقدوم فلذة كبده فلم يصبر ولم يسوف بل ذهب مباشرة إلى ابنته ولم يقر له قرار حتى عرف شأنها وأخبرها بما هو أصلح لها .
درس عظيم يستفيده الآباء وهم يتعاملون مع أبنائهم : الرحمة والشفقة والعطف والحنان هو واجب الأبوة والأمومة والقائد هو الأسوة الحسنة في هذا المجال .
والرحمة والشفقة والعطف والحنان : لا يعني الدلال الزائد . فهذه فاطمة رضي الله عنها فلذة كبد المصطفى ويحبها حباً عظيماً ويدللها لكنها ، كانت امرأة عظيمة تخدم زوجها وتقوم بأعمال منزلها حتى آلمها كثرة الشغل في يديها ، فلما طلبت من والدها خادماً ، أرشدها إلى ما هو أصلح ، لم يكن بخيلاً ــ بأبي هو وأمي ــ ولم يستكثر على ابنته خادماً لكنه يريد لها الخير وما هو أصلح . فيرشدها إلى هذا الدعاء الذي سعدت به ونفعها الله به . وكان أيضاً فائدة للأمة من بعدها هذا النبي الرحيم وهذه المشاعر الفياضة . كانت أسوة حسنة في الصبر على أقدار الله وعدم الجزع . يموت أولاده جميعاً في حياته عدا فاطمة رضي الله عنها فيصبر صبراً جميلاً يقول عند موت ابنه إبراهيم : " إن العين لتدمع وإن القلب ليخشع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون "?????
لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يعيش في برج عاجي بعيداً عن أصحابه ومجتمعه بل كان يعيش معهم يخالطهم ويعيش معهم في آمالهم وآلامهم حتى أن من يقدم من خارج المدينة وهو لا يعرفه لا يميزه بين أصحابه . كان يعيش معهم كأنه أحدهم . فكان يبرز للناس وكان يبيع ويشتري لنفسه ومن ذلك قصة الأعرابي الذي اشترى منه صلى الله عليه وسلم فرساً وذهب إلى البيت لينقده فلوسه فطمع الأعرابي وأنكر البيع فشهد بذلك خزيمة بن ثابت رضي الله عنه والقصة مشهورة عند النسائي وغيره وكذلك . شراؤه جمل جابر رضي الله عنه .
وكان صلى الله عليه وسلم يداعب أصحابه ويلاعب أطفالهم فعن أنس رضي الله عنه قال : كان رسول الله أحسن الناس خلقاً وكان لي أخ يقال له أبو عمير قال : أحسبه كان فطيماً قال : فكان إذا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه قال : " أبا عمير ما فعل النغير ؟ " . وكان صحابته يرجعون إليه في كل شئ حتى في مخالفات أطفالهم فيتعامل معها صلى الله عليه وسلم بأسلوب تربوي عظيم يتناسب مع سن الصغير ومرحلة الطفولة . روى أبو داود عن أبي رافع بن عمرو الغفاري قال : كنت غلاماً أرمي نخل الأنصار فأُتي بي النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " يا غلام لِمَ ترمي النخل ؟ قال آكل ، قال : " فلا ترم النخل وكل مما يسقط في أسفلها " ثم مسح رأسه فقال : " اللهم أشبع بطنه " وفي رواية للترمذي قال : " أشبعك الله وأرواك " .
يصف الصحابة رضوان الله عليهم مشاركة النبي صلى الله عليه وسلم لهم في جميع حياتهم حضرها وسفرها ، وتفقده لأحوالهم الخاصة والعامة فيقول أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه : ( إنا والله قد صحبْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في السفر والحضر وكان يعود مرضانا ويتبع جنائزنا ويغزو معنا ويواسينا بالقليل والكثير ) رواه أحمد .وكان يعمل معهم في حفر الخندق ، وفي بناء المسجد وغيره .
لم ينشغل هذا القائد العظيم عن تفقد حال امرأة كانت تقم المسجد فيفتقدها فيسأل عنها فيقال أنها ماتت فيقول هلا آذنتموني فيقال ماتت بليل فيذهب إليها ويصلي عليها في قبرها . ما أعظم هذا القائد ! وما أحسن عشرته !
كان صلى الله عليه وسلم يؤاكل أصحابه فربما حضر معه الأعرابي حديث العهد بالإسلام أو الغلام أو الجارية ممن لا يعرف آداب الطعام والشراب فيأخذ بأيديهم ويعلمهم ويربيهم . روى الإمام أحمد عن حذيفة قال : ( كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأُتي بطعام فجاء أعرابي كأنما يطرد فذهب يتناول فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيده ، وجاءت جارية كأنها تطرد فأهوت فأخذ النبي بيدها فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" إن الشيطان لما أعييتموه جاء بالأعرابي والجارية يستحل الطعام إذا لم يذكر اسم الله عليه ، بسم الله كلوا" ) .
وروى البخاري ومسلم عن عمر بن أبي سلمة قال : كنت غلاماً في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصفحة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا غلام سم الله ، وكل بيمينك ، وكل مما يليك " فما زالت تلك طِعمتي بعد .
وربما أردف أحد أصحابه فعلمه وأرشده وربما أردف بعض الشباب واستغل ذلك بتعليمه وتربيته .
إن أتباع الرسول من العلماء والدعاة لا بد أن يعوا هذا الدرس ويخالطوا الناس ويفتحوا أبوابهم وصدورهم للأمة ولشبابها . ويحلوا مشاكلهم ويعلِّموا جاهلهم ويربوا صغيرهم . إن بقاء جفوة بين العلماء والناس خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم وإن ازدياد بعد العلماء عن مخالطة الناس جدير بإيجاد حاجز عريض بين الأمة وعلمائها . العالم المؤثر هو ذلك الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم ويحل مشاكلهم ويشعرهم بأنه معهم كما هو هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم .
إن فتح العلماء أبوابهم للناس جدير بإذن الله في حل كثير من الاشكالات والأفكار الخاطئة ، إن من أعظم الفتن في عصر مثل هذا العصر أن يبتعد العلماء المؤثرون عن واقع أمتهم . ويصعب أن تجدهم الأمة إذا احتاجتهم . فأين هذا من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟ ولمن يترك توجيه الأمة ــ إذا قصر العلماء في ذلك ؟! .????
قد رزق الله نبيه صلى الله عليه وسلم قلباً رقيقاً وحناناً دافقاً فهو صاحب القلب الحنون تكسوه الرحمة وتحركه العاطفة الإيمانية ، أما أهل القلوب القاسية فإنهم لا يعرفون الرحمة وليس للعاطفة في صدورهم مكان إنهم كالحجارة الصماء جفاف في العطاء وبخل بأرق المشاعر . قبََّل رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد أبناء فاطمة وكان عنده رجل من الأعراب فقال تقبلون أبناءكم ؟! إن عندي عشرة من الولد ما قبلت منهم واحداً فقال صلى الله عليه وسلم وما يدرني لعل الله قد نزع من قلبك الرحمة .
عن أنس رضي الله عنه عنه : (( أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ ابنه إبراهيم فقبَّله وشمه )) البخاري . وهذه الرحمة ليست لأبنائه فقط بل هي عامة لأبناء المسلمين . قالت أسماء بنت عميس زوجة جعفر رضي الله عنها : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بني جعفر فرأيته شمهم وذرفت عيناه فقلت يا رسول الله أبلغك عن جعفر شئ ؟ قال : " نعم قتل اليوم " فقمنا نبكي ، ورجع فقال : " اصنعوا لآل جعفر طعاماً فإنه قد جاء ما يشغلهم " الترمذي وابن ماجه.
ولما كانت عيناه صلى الله عليه وسلم تفيض لموتهم سأله سعد بن عبادة رضي الله عنه : يا رسول الله ما هذا؟ فيقول صلى الله عليه وسلم : " هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء " البخاري .
وعندما ذرفت عيناه صلى الله عليه وسلم لوفاة ابنه إبراهيم قال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه : وأنت يا رسول الله ؟ فقال: " يا ابن عوف ، إنها رحمة لمن اتبعها بأخرى " وقال : " إن العين تدمع، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون " البخاري .
وقد بلغ من رأفته ورحمته أن يصعد الصبي على ظهره وهو ساجد يصلي بالناس فيطيل السجود مخافة أن يعجل الصبي عن عبد الله بن شداد عن أبيه رضي الله عنه قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في احدى صلاتي العشاء وهو حامل حسناً أو حسيناً فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه ثم كبر للصلاة فصلى فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها قال أبي : فرفعت رأسي وإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد فرجعت إلى سجودي فلما قضى رسول الله الصلاة قال الناس يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك ؟ قال : " كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته " النسائي وكان صلى الله عليه وسلم يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم فإذا سجد وضعها وإذا قام رفعها .
وبلغت رحمته صلى الله عليه وسلم بأمته أنه يخفف الصلاة بسبب بكاء طفل مراعاة لحال أمه . عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لأدخل في الصلاة وإني أريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم لوجد أمه ببكائه " ابن ماجه.
هذا الخلق العظيم مع الصغار يدعونا إلى التأسي به صلى الله عليه وسلم و أن نسير على خطاه في وقت فقدنا فيه الإحساس بمحبة الصغار وإنزالهم منزلتهم فهم الرجال غداً وآباء المستقبل وفجر الأمة المنتظر ، تعاملنا مع الأطفال بشئ أقرب إلى التعالي والكبرياء حتى في المسجد ننهرهم ونؤخرهم ولا نعتبر أحاسيسهم ، إن الأطفال لهم أحاسيس ومشاعر ورغبات وأهواء لا بد من إشباعها لتنطبع قلوبهم بالمحبة والإجلال ، المصطفى صلى الله عليه وسلم ملك بأسلوبه الرائع قلوب الأطفال فأصبحت كلماته وتعليماته تنطبع في قلوبهم مباشرة ، إنه صلى الله عليه وسلم ملك مفاتيح قلوبهم بيده ولسانه . حتى أصبح الصبي يحبه ويجله ويقدره وهو صلى الله عليه وسلم ينزل الناشئة منزلة رفيعة . " يا غلام إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ... " " يا غلام سم الله "
كان صلى الله عليه وسلم إذا مر بهم وهم يلعبون سلم عليهم ورب مازحهم ، وإذا مر بهم على بغلته أركبهم معه .
إن للأطفال مشقتهم وتعبهم وكثرة حركتهم إلا أن القدوة عليه السلام لا يغضب ولا ينهر الصغير ولا يعاتبه ، كان يأخذ بمجامع الرفق وزمام السكينة . عن عائشة رضي الله عنه قالت : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى بالصبيان فيدعو لهم فأُتي بصبي فبال على ثوبه فدعا بماء فأتبعه إياه ولم يغسله ) . إن الأطفال ليكونوا رجالاً بحاجة إلى يد حانية ترحم وتربي ولكي تكون التربية مؤثرة لا بد أن نشعر أبناءنا بالرجولة والاهتمام بهم وأن نتحمل أخطاءهم لأن هذا أقرب لتربيتهم وكسب قلوبهم . إن صغارنا يحتاجون منا أن ننزل من كبرياء شموخنا المزعوم وأن نبتعد عن الألفاظ البذيئة التي تهدم ولا تبني وإذا أدبنا يجب أن يكون ذلك التأديب مدروساً . الصغار لهم اهتماماتهم ولهم حياتهم فمن الخطأ أن نسعى إلى مصادرة ذلك أو نهمش ذلك الدور . الواجب أن ندرك أن هذا الشئ يعني الكثير للأطفال فلا بد إذً أن نلبي هذه الرغبة وأن نشبعها . فهل مازحنا صغارنا وهل سمعنا ضحكاتهم وجميل عباراتهم وبادلناهم شعوراً مماثلاً . يحسسهم بالحب والحنان والشفقة أم أشغلتنا أمور الحياة عنهم . فنبي هذه الأمة وقائدها كان يفعل ذلك . فكان يداعب الصغار ويمازحهم .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليُدلع لسانه للحسن بن علي ، فيرى الصبي حمرة لسانه فيهش له )) الصحيحة 70 وعن أنس رضي الله عنه قال : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلاعب زينب بنت أم سلمة وهو يقول : " يا زُوينب ، يازوينب مراراً )) الصحيحة 2141 وعن محمود بن الربيع رضي الله عنه قال : (( عقلت من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجة مجها في وجهي من دلو من بئر كانت في دارنا وأنا ابن خمس سنين )) مسلم .
نسوق هذه السيرة العطرة لعلنا نحيي بها قلوبنا ونقتفي أثرها ، فبيوتنا تُزهر بالصغار والأطفال الذين يحتاجون إلى حنان الأبوة وعاطفة الأمومة وإدخال السرور على قلوبهم الصغيرة . .. فينشأ الصغير سوي العاطفة سوي الخلق يقود أمة عند ما يصبح رجلاً ــ بإذن الله ــ صنعه الرجال والأمهات بعد توفيق الله تعالى .
ولقد عاش الخدم في بيت رسول الله عيشة السعداء فهاهو يقرر حقيقة هامة في هذا الجانب لينطلق الناس على ضوئها في التعامل مع الخدم ومن تحت أيديهم من العمالة يقول صلى الله عليه وسلم : " هم إخوانكم ، جعلهم الله تحت أيديكم ، فأطعموهم مما تأكلون ، وألبسوهم مما تلبسون ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم " مسلم .
ثم نتأمل في خادم يروي عن مخدومه كلاماً عجيباً ويثني ثناء عطراً . عن أنس رضي الله عنه قال : " خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط ، وما قال لي لشئ صنعته لِمَ صنعته ؟ ولا لشئ تركته " مسلم .
عشر سنوات كاملة ليست أياماً ولا شهوراً إنه عمر طويل فيه تقلبات النفس واضطرابها ومع هذا لم ينهره ولم يزجره بل كان يكافئه ويطيب خاطره ويلبي حاجته وحاجة أهله ويدعو لهم . قال أنس رضي الله عنه قالت أمي : يا رسول الله خادمك ادع الله له فقال : " اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته " البخاري
إنه ليس من الشجاعة ولا من القوة ولا من الشهامة أن يظلم الإنسان من تحت يده من خدم أو عمال أو يتسلط عليهم بيده أو لسانه أو يهينهم تحت رحمة الحاجة التي جلبتهم من بلادهم . في الحكمة : إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك . إن هناك صوراً من الظلم والإهانة يعج بها المجتمع في تعامله مع الخدم والعمال صوراً بعيدة عن العدل والإنصاف فالإمام القدوة عليه الصلاة والسلام نهجه واضح في ذلك وتعليمه بين في هذا الأمر . رسول الله مع شجاعته لم يُهن ولم يضرب إلا في حق ، ولم يتسلط على الضعفاء الذين تحت يده من زوجة وخادم .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : (( ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده قط إلا أن يجاهد في سبيل الله ، ولا ضرب خادماً ولا زوجة )) مسلم .بل كان ينادي بالرفق والأناة والحُلُم :" إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله " متفق عليه .
هذا الإمام القائد وسع وقته وصدره جميع الأمة ولم يكن يترفع عن أي فرد في الأمة ، يتواضع لتلك المرأة المسكينة ويمنحها من وقته الملئ بالأعمال . فعن أنس رضي الله عنه قال : (( أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت له : ( إن لي إليك حاجة فقال : " اجلسي في أي طريق المدينة شئت أجلس إليك " أبو داود . وكان من تواضعه الذي بلغ الغاية أنه كان يقول : " لو دعيت إلى ذراع أو كُراع لأجبت ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت " البخاري .
هذا هو نبي الله خير من أقلته الغبراء وأظلته الخضراء ، الذي بلغ السؤدد والمكانة العالية كان دائم الإخبات والإنابة إلى ربه شديد الانكسار بين يديه :
يروح بأرواح المحامد حُسنُها **** فيرقى بها في ساميات المفاخر .
وإن فُض في الأكوان مسكُ ختامها **** تعطر منها كلُّ نجد وغـــائر .
فأين المتكبرون المتغطرسون ؟!! من هذه السيرة العطرة . ولهؤلاء في كل عصر وحين . يبقى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجزاً ورادعاً لكبرهم واستعلائهم . عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر " مسلم .?????
أكرم المجالس مجلس العلم والذكر فما بالك إذا توسط المجلس إمام الأمة وسيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام . كان من صفاء مجلسه ونقاء سريرته . أن يرد المخطئ ويصوب الجاهل وينبه الغافل ولا يقبل في مجلسه إلا الخير . وكان صلى الله عليه وسلم مستمعاً منصتاً لمحدثه إلا أنه لا يقبل غيبة ولا يرضى بنميمة ولا بهتان فهو يرد عن أعراض الآخرين ، ولا يقبل في مجلسه ما يخالف الشرع . عن عتبان بن مالك رضي الله عنه قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فقال : " أين مالك بن الدخشم ؟" فقال رجل ذلك منافق لا يحب الله ولا رسوله فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تفعل ذلك . ألا تراه قد قال لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله؟! وإن الله قد حرم على النار من قال : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ! " متفق عليه .
وكن صلى الله عليه وسلم يحذر من شهادة الزور واقتطاع الحقوق . عن أبي بكر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟" قلنا بلى يا رسول الله : قال : " الإشراك بالله وعقوق الوالدين " وكان متكئاً فجلس فقال : " ألا وقول الزور " فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت " البخاري .
ومع محبته صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها إلا أنه أنكر عليها الغيبة وأوضح لها عِظَم خطرها . عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت للنبي صلى الله عليه وسلم حسبُك من صفية كذا وكذا ــ تعني قصيرة ــ فقال : " لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لغيرته " أبو داود . وقد بشر صلى الله عليه وسلم من يذب عن أعراض إخوانه فقال صلى الله عليه وسلم : " من ذب عن عرض أخيه الغيبة كان حقاً على الله أن يعتقه من النار " أحمد
أين نحن في مجالسنا من هذا المجلس المبارك الذي يعلم فيه الجاهل ويذكّر فيه الغافل ويسكت فيه المغتاب وتحفظ فيه الحقوق . إن كثيراً من المجالس التي يجلسها الإنسان تكون عليه ترة وحسرة يوم القيامة ، وتكون عليه وبالاً . فهل وقفنا مع أنفسنا ونحن نقضي الساعات الطوال والدوريات المستمرة فحاسبناها وأوقفناها عند حدود الله ؟! . هل تذكرنا ونحن نتلذذ في مجالسنا بالكلام في الآخرين المساءلة من الله عن هذه المجالس ؟ .
أن أولئك الأقوام الذين ليس لهم هم في مجالسهم إلا الغيبة والنميمة والوقوع في الأعراض . إن أولئك آثمون متعدون لحدود الله مخالفون لمنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم .
إن التقاء الأقارب والأحباب والجيران والأصدقاء أمر طيب وصلة وبر واجتماع حسن لكن لا بد أن يكون لقاء مثمراً . من الطيب والمحمود أن يجتمع هؤلاء على ذكر حسن وعلى فائدة منتقاة وعلى خير وبر . إن لقاء الجيران من الطيب فيه أن يتدارسوا أمور حيهم وأبناء الحي وكيف يفاد أهل الحي ؟ وعلاج المشكلات الموجودة والسعي في تكميل الخدمات الناقصة لدى المسؤولين . بهذا يكون لقاء مثمراً وكذلك دوريات الأقارب أو الأصدقاء وكذا تجمعات نسوة الحي أو الجارات يجب أن يبتعد فيه عن ما يسخط الله ، وأن يسعى فيه لتحصيل الفوائد .
بهذه الأمور وأمثالها نستطيع أن نستثمر تجمعاتنا ودورياتنا ونضيق الخناق على مداخل الشيطان وأعوانه الذين يريدون الشر والإفساد
وفي الختام أسأل الله أن نكون متأسين بهدي نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام .
صالح بن ساير المطيري
خترع لكم بولس ديناً جديداً وعبادة غير التى أمر بها يسوع: وبذلك أخرجكم من جماعة الرب بطرق عديدة ، منها:
1) اخترع لهم اسم (المسيحيين) أي (عابدي المسيح) – والكنيسة:
(26فَحَدَثَ أَنَّهُمَا اجْتَمَعَا فِي الْكَنِيسَةِ سَنَةً كَامِلَةً وَعَلَّمَا جَمْعاً غَفِيراً. وَدُعِيَ التَّلاَمِيذُ «مَسِيحِيِّينَ» فِي أَنْطَاكِيَةَ أَوَّلاً.) (أعمال 11: 26)
والعجيب أن من يتابع كتاب (أعمال الرسل) سيجد أن بولس لم يدخل أي كنيسة – ولا تلاميذ المسيح.
2) اخترع لهم نظام القساوسة – وألغى النظام القديم (المشايخ):
(6فَاجْتَمَعَ الرُّسُلُ وَالْمَشَايِخُ لِيَنْظُرُوا فِي هَذَا الأَمْرِ.) أعمال الرسل 15: 6
(23وَانْتَخَبَا لَهُمْ قُسُوساً فِي كُلِّ كَنِيسَةٍ ثُمَّ صَلَّيَا بِأَصْوَامٍ وَاسْتَوْدَعَاهُمْ لِلرَّبِّ الَّذِي كَانُوا قَدْ آمَنُوا بِهِ.) أعمال الرسل 14: 23
3) اخترع (الأساقفة) أي رؤساء الكهنة بدلا من (الشيوخ):
(28اِحْتَرِزُوا اذاً لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً لِتَرْعُوا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ.) أعمال الرسل 20: 28
4) طلب من المسيحيين ألا يخالطوا الزاني والسكِّير منهم فقط ، وألا يفعلوا ذلك مع الذين لم يتنصروا:
(11وَأَمَّا الآنَ فَكَتَبْتُ إِلَيْكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ مَدْعُوٌّ أَخاً زَانِياً أَوْ طَمَّاعاً أَوْ عَابِدَ وَثَنٍ أَوْ شَتَّاماً أَوْ سِكِّيراً أَوْ خَاطِفاً أَنْ لاَ تُخَالِطُوا وَلاَ تُؤَاكِلُوا مِثْلَ هَذَا. 12لأَنَّهُ مَاذَا لِي أَنْ أَدِينَ الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ تَدِينُونَ الَّذِينَ مِنْ دَاخِلٍ. 13أَمَّا الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ فَاللَّهُ يَدِينُهُمْ. فَاعْزِلُوا الْخَبِيثَ مِنْ بَيْنِكُمْ.) كورنثوس الأولى 5: 11-13
5) دعاكم لإخصاء أنفسكم: (12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 12 ، على الرغم من الأمر الإلهى: («لا يَدْخُل مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) تثنية 23: 1
6) يشجع على الرهبنة (وهي نظام يهودي):
(1وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً.) كورنثوس الأولى 7: 1
(8وَلَكِنْ أَقُولُ لِغَيْرِ الْمُتَزَوِّجِينَ وَلِلأَرَامِلِ إِنَّهُ حَسَنٌ لَهُمْ إِذَا لَبِثُوا كَمَا أَنَا.) كورنثوس الأولى 7: 8
(37وَأَمَّا مَنْ أَقَامَ رَاسِخاً فِي قَلْبِهِ وَلَيْسَ لَهُ اضْطِرَارٌ بَلْ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى إِرَادَتِهِ وَقَدْ عَزَمَ عَلَى هَذَا فِي قَلْبِهِ أَنْ يَحْفَظَ عَذْرَاءَهُ فَحَسَناً يَفْعَلُ. 38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ.) كورنثوس الأولى 7: 37-38
وهو عكس كلامه الذى فيه يحرض الرجل على أن يعتزل زوجته ولا يمسها:
(1وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً.) كورنثوس الأولى 7: 1 (فلماذا تزوج إذاً؟
7) يرفض الأرامل صغار السن ويُحرِّض على عدم زواج الأرامل كلهن:
(11أَمَّا الأَرَامِلُ الْحَدَثَاتُ [صغار السن] فَارْفُضْهُنَّ، لأَنَّهُنَّ مَتَى بَطِرْنَ عَلَى الْمَسِيحِ يُرِدْنَ أَنْ يَتَزَوَّجْنَ، 12وَلَهُنَّ دَيْنُونَةٌ لأَنَّهُنَّ رَفَضْنَ الإِيمَانَ الأَوَّلَ. 13وَمَعَ ذَلِكَ أَيْضاً يَتَعَلَّمْنَ أَنْ يَكُنَّ بَطَّالاَتٍ، يَطُفْنَ فِي الْبُيُوتِ. وَلَسْنَ بَطَّالاَتٍ فَقَطْ بَلْ مِهْذَارَاتٌ أَيْضاً، وَفُضُولِيَّاتٌ، يَتَكَلَّمْنَ بِمَا لاَ يَجِبُ.) تيموثاوس الأولى 5: 11-13
(38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
8) يحرض على زواج المؤمنين والمؤمنات – من الكافرات والكافرين:
(12وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ فَلاَ يَتْرُكْهَا. 13وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا فَلاَ تَتْرُكْهُ.) كورنثوس الأولى 7: 12-13
9) يؤيد انفصال الزوج عن زوجته (أي الطلاق):
(27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ. وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْعَذْرَاءُ لَمْ تُخْطِئْ. وَلَكِنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ.) كورنثوس الأولى 7: 27-28
(32فَأُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا بِلاَ هَمٍّ. غَيْرُ الْمُتَزَوِّجِ يَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ كَيْفَ يُرْضِي الرَّبَّ 33وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُ فَيَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ يُرْضِي امْرَأَتَهُ. 34إِنَّ بَيْنَ الزَّوْجَةِ وَالْعَذْرَاءِ فَرْقاً: غَيْرُ الْمُتَزَوِّجَةِ تَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ لِتَكُونَ مُقَدَّسَةً جَسَداً وَرُوحاً. وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجَةُ فَتَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ تُرْضِي رَجُلَهَا.) كورنثوس الأولى 7: 32-34
10) يُحلل تعدد الزوجات وهذا عكس الكلام المنسوب للمسيح في الأناجيل تماما:
(27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ. وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْعَذْرَاءُ لَمْ تُخْطِئْ. وَلَكِنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ.) كورنثوس الأولى 7: 27-28
ولم يقصر الزواج بامرأة واحدة إلا على الأساقفة ، وهذا دليل انتشار تعدد الزوجات تبعاً لناموس موسى ، واقتداءً بسنة الأنبياء: (2فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ الأُسْقُفُ بِلاَ لَوْمٍ، بَعْلَ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ، صَاحِياً، عَاقِلاً، مُحْتَشِماً، مُضِيفاً لِلْغُرَبَاءِ، صَالِحاً لِلتَّعْلِيمِ، 3غَيْرَ مُدْمِنِ الْخَمْرِ، وَلاَ ضَرَّابٍ، وَلاَ طَامِعٍ بِالرِّبْحِ الْقَبِيحِ، بَلْ حَلِيماً، غَيْرَ مُخَاصِمٍ، وَلاَ مُحِبٍّ لِلْمَالِ، 4يُدَبِّرُ بَيْتَهُ حَسَناً، لَهُ أَوْلاَدٌ فِي الْخُضُوعِ بِكُلِّ وَقَارٍ.) تيموثاوس الأولى 3: 2
11 - أباح للمطلَّقة الزواج:
فقد تم تحريمها عند متى: (31«وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَقٍ 32وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي.)متى5: 31-32
وأباحها بولس: (27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ.) كورنثوس الأولى 7: 27-28
12 - كأس الخمر في الكنيسة هو شركة دم المسيح، والخبز هو شركة جسد المسيح (وليسا دم وجسد المسيح): (16كَأْسُ الْبَرَكَةِ الَّتِي نُبَارِكُهَا أَلَيْسَتْ هِيَ شَرِكَةَ دَمِ الْمَسِيحِ؟ الْخُبْزُ الَّذِي نَكْسِرُهُ أَلَيْسَ هُوَ شَرِكَةَ جَسَدِ الْمَسِيحِ؟ 17فَإِنَّنَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ خُبْزٌ وَاحِدٌ جَسَدٌ وَاحِدٌ لأَنَّنَا جَمِيعَنَا نَشْتَرِكُ فِي الْخُبْزِ الْوَاحِدِ.) كورنثوس الأولى 10: 16-17
13- تغطي رأسها في الصلاة فقط – لأجل الملائكة؟ والتي لا تفعل يُقَص شعرها (أى تُشوَّه):
(6إِذِ الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحاً بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ فَلْتَتَغَطَّ. 7فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ. 8لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ<
20) ألغى الصوم والأعياد: (يدعوها: عبادة الملائكة وعبادة نافلة ليس لها قيمة):
(16فَلاَ يَحْكُمْ عَلَيْكُمْ أحَدٌ فِي أكْلٍ أوْ شُرْبٍ، اوْ مِنْ جِهَةِ عِيدٍ اوْ هِلاَلٍ اوْ سَبْتٍ، 17الَّتِي هِيَ ظِلُّ الأُمُورِ الْعَتِيدَةِ، وَأَمَّا الْجَسَدُ فَلِلْمَسِيحِ. 18لاَ يُخَسِّرْكُمْ احَدٌ الْجِعَالَةَ، رَاغِباً فِي التَّوَاضُعِ وَعِبَادَةِ الْمَلاَئِكَةِ، مُتَدَاخِلاً فِي مَا لَمْ يَنْظُرْهُ، مُنْتَفِخاً بَاطِلاً مِنْ قِبَلِ ذِهْنِهِ الْجَسَدِيِّ، 19وَغَيْرَ مُتَمَسِّكٍ بِالرَّأْسِ الَّذِي مِنْهُ كُلُّ الْجَسَدِ بِمَفَاصِلَ وَرُبُطٍ، مُتَوَازِراً وَمُقْتَرِناً يَنْمُو نُمُوّاً مِنَ اللهِ. 20إِذاً انْ كُنْتُمْ قَدْ مُتُّمْ مَعَ الْمَسِيحِ عَنْ ارْكَانِ الْعَالَمِ، فَلِمَاذَا كَأَنَّكُمْ عَائِشُونَ فِي الْعَالَمِ، تُفْرَضُ عَلَيْكُمْ فَرَائِضُ: 21لاَ تَمَسَّ، وَلاَ تَذُقْ، وَلاَ تَجُسَّ؟ 22الَّتِي هِيَ جَمِيعُهَا لِلْفَنَاءِ فِي الاِسْتِعْمَالِ، حَسَبَ وَصَايَا وَتَعَالِيمِ النَّاسِ، 23الَّتِي لَهَا حِكَايَةُ حِكْمَةٍ، بِعِبَادَةٍ نَافِلَةٍ، وَتَوَاضُعٍ، وَقَهْرِ الْجَسَدِ، لَيْسَ بِقِيمَةٍ مَا مِنْ جِهَةِ اشْبَاعِ الْبَشَرِيَّةِ.) رسالة كولوسى 2: 16-23
21) يهاجم الصوم الذي يصومه المسيحيون الآن ، ويهاجم الرهبنة (لأنها كانت عبادات يهودية) ويصف من يفعل ذلك بأنهم شياطين ضالين ومضلين:
(1وَلَكِنَّ الرُّوحَ يَقُولُ صَرِيحاً: إِنَّهُ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ يَرْتَدُّ قَوْمٌ عَنِ الإِيمَانِ، تَابِعِينَ أَرْوَاحاً مُضِلَّةً وَتَعَالِيمَ شَيَاطِينَ، 2فِي رِيَاءِ أَقْوَالٍ كَاذِبَةٍ، مَوْسُومَةً ضَمَائِرُهُمْ، 3مَانِعِينَ عَنِ الزِّوَاجِ، وَآمِرِينَ أَنْ يُمْتَنَعَ عَنْ أَطْعِمَةٍ قَدْ خَلَقَهَا اللهُ لِتُتَنَاوَلَ بِالشُّكْرِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَعَارِفِي الْحَقِّ. 4لأَنَّ كُلَّ خَلِيقَةِ اللهِ جَيِّدَةٌ، وَلاَ يُرْفَضُ شَيْءٌ إِذَا أُخِذَ مَعَ الشُّكْرِ، 5لأَنَّهُ يُقَدَّسُ بِكَلِمَةِ اللهِ وَالصَّلاَةِ.) تيموثاوس الأولى 4: 1-5
22) اخترع وضع أيدي المشيخة (القساوسة) على الناس لأجل إعطائهم البركة:
(14لاَ تُهْمِلِ الْمَوْهِبَةَ الَّتِي فِيكَ الْمُعْطَاةَ لَكَ بِالنُّبُوَّةِ مَعَ وَضْعِ أَيْدِي الْمَشْيَخَةِ.) رسالة تيموثاوس الأولى 4: 14
23) الخمر يعالج أمراض المعدة والأسقام الكثيرة؟:
(23لاَ تَكُنْ فِي مَا بَعْدُ شَرَّابَ مَاءٍ، بَلِ اسْتَعْمِلْ خَمْراً قَلِيلاً مِنْ أَجْلِ مَعِدَتِكَ وَأَسْقَامِكَ الْكَثِيرَةِ.) تيموثاوس الأولى 5: 23
24) ألغى الختان:ففى الوقت الذى يتمسك فيه الله بالختان قائلاً:
(9وَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «وَأَمَّا أَنْتَ فَتَحْفَظُ عَهْدِي أَنْتَ وَنَسْلُكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ. 10هَذَا هُوَ عَهْدِي الَّذِي تَحْفَظُونَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ: يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ 11فَتُخْتَنُونَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِكُمْ فَيَكُونُ عَلاَمَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ. 12اِبْنَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ فِي أَجْيَالِكُمْ: وَلِيدُ الْبَيْتِ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّةٍ مِنْ كُلِّ ابْنِ غَرِيبٍ لَيْسَ مِنْ نَسْلِكَ. 13يُخْتَنُ خِتَاناً وَلِيدُ بَيْتِكَ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّتِكَ فَيَكُونُ عَهْدِي فِي لَحْمِكُمْ عَهْداً أَبَدِيّاً. 14وَأَمَّا الذَّكَرُ الأَغْلَفُ الَّذِي لاَ يُخْتَنُ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا. إِنَّهُ قَدْ نَكَثَ عَهْدِي».) تكوين 17: 9-14
وفى الوقت الذى خُتِنَ الإله نفسه على الأرض:
وهذا ما فعله عيسى ويوحنا المعمدان عليهما السلام (59وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ جَاءُوا لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ وَسَمَّوْهُ بِاسْمِ أَبِيهِ زَكَرِيَّا. 60فَقَالَتْ أُمُّهُ: «لاَ بَلْ يُسَمَّى يُوحَنَّا».) لوقا 1: 59-60 ، (21وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ.) لوقا 2: 21
قرَّرَ بولس من إخراجكم من عهد الرب وعنايته ، بإبطال الختان فقال:
(أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) غلاطية 5: 2
(4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.) غلاطية 5: 4-6
25) أبطل الناموس:
(18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً.) عبرانيين 7: 18-19
(13فَإِذْ قَالَ«جَدِيداً» عَتَّقَ الأَوَّلَ.وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الاِضْمِحْلاَلِ) عبرانيين8: 13
(7فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ.) عبرانيين 8: 7
(9ثُمَّ قَالَ: «هَئَنَذَا أَجِيءُ لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ». يَنْزِعُ الأَوَّلَ لِكَيْ يُثَبِّتَ الثَّانِيَ.)عبرانيين10: 9
(16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.) غلاطية 2: 16
(5وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرّاً.) رومية 4: 5
(4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.) غلاطية 5: 4-6
(20لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ. 21وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ مَشْهُوداً لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ.) رومية 3: 20-21
(27فَأَيْنَ الافْتِخَارُ؟ قَدِ انْتَفَى! بِأَيِّ نَامُوسٍ؟ أَبِنَامُوسِ الأَعْمَالِ؟ كَلاَّ! بَلْ بِنَامُوسِ الإِيمَانِ. 28إِذاً نَحْسِبُ أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ النَّامُوسِ.) رومية 3: 27-28
(20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ.) رومية 5: 20
(21لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذاً مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ.) غلاطية 2: 21
(أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ)كورنثوس الأولى15: 56
26) اخترع أسطورة الخطيئة الأزلية:
(بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
(29فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لاَ يَقُولُونَ بَعْدُ: الآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِماً وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ. 30بَلْ: كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ. كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ.) إرمياء31: 29-30
(16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية
اخترع أسطورة الصلب والفداء:
(2لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئاً بَيْنَكُمْ إِلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوباً.) كورنثوس الأولى 2: 2
و "…... وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة " (عبرانيين 9: 22).
(8وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. 9فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ. 10لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ. 11وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً بِاللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ. 12مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ. 13فَإِنَّهُ حَتَّى النَّامُوسِ كَانَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْعَالَمِ. عَلَى أَنَّ الْخَطِيَّةَ لاَ تُحْسَبُ إِنْ لَمْ يَكُنْ نَامُوسٌ. 14لَكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى وَذَلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي. 15وَلَكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هَكَذَا أَيْضاً الْهِبَةُ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً نِعْمَةُ اللهِ وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ. 16وَلَيْسَ كَمَا بِوَاحِدٍ قَدْ أَخْطَأَ هَكَذَا الْعَطِيَّةُ. لأَنَّ الْحُكْمَ مِنْ وَاحِدٍ لِلدَّيْنُونَةِ وَأَمَّا الْهِبَةُ فَمِنْ جَرَّى خَطَايَا كَثِيرَةٍ لِلتَّبْرِيرِ. 17لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. 19لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضاً بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً. 20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ. وَلَكِنْ حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدّاً. 21حَتَّى كَمَا مَلَكَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْمَوْتِ هَكَذَا تَمْلِكُ النِّعْمَةُ بِالْبِرِّ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.) رومية 5: 8-21
(22وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!) عبرانيين 9: 22
(23إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ 24مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ 25الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ.) رومية 3: 23-25
على الرغم من مهاجمة الله لهذه الأسطورة ، وإقراره العدل:
(16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية 24 : 16
(19وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ.) حزقيال 18: 19-20
(32وَمَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ لاَ فِي هَذَا الْعَالَمِ وَلاَ فِي الآتِي.) (متى12: 32)
إذن فما أهمية الفداء إذا كان هناك حساب فى العالم الآخر على أقوالنا وأفعالنا؟)
28) اخترع كون عيسى عليه السلام المسيَّا (المسيح النبى الخاتم):
(2لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئاً بَيْنَكُمْ إِلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوباً.) كورنثوس الأولى 2:
29) اخترع أسطورة موت عيسى عليه السلام وقيامته من الأموات:
(23إِنْ يُؤَلَّمِ الْمَسِيحُ يَكُنْ هُوَ أَوَّلَ قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ مُزْمِعاً أَنْ يُنَادِيَ بِنُورٍ لِلشَّعْبِ وَلِلْأُمَمِ». 24وَبَيْنَمَا هُوَ يَحْتَجُّ بِهَذَا قَالَ فَسْتُوسُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «أَنْتَ تَهْذِي يَا بُولُسُ! الْكُتُبُ الْكَثِيرَةُ تُحَوِّلُكَ إِلَى الْهَذَيَانِ».) أعمال الرسل 26: 23-24
(18فَلَمَّا وَقَفَ الْمُشْتَكُونَ حَوْلَهُ لَمْ يَأْتُوا بِعِلَّةٍ وَاحِدَةٍ مِمَّا كُنْتُ أَظُنُّ. 19لَكِنْ كَانَ لَهُمْ عَلَيْهِ مَسَائِلُ مِنْ جِهَةِ دِيَانَتِهِمْ وَعَنْ وَاحِدٍ اسْمُهُ يَسُوعُ قَدْ مَاتَ وَكَانَ بُولُسُ يَقُولُ إِنَّهُ حَيٌّ.) أعمال الرسل 25: 18-19
(31لأَنَّهُ أَقَامَ يَوْماً هُوَ فِيهِ مُزْمِعٌ أَنْ يَدِينَ الْمَسْكُونَةَ بِالْعَدْلِ بِرَجُلٍ قَدْ عَيَّنَهُ مُقَدِّماً لِلْجَمِيعِ إِيمَاناً إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ». 32وَلَمَّا سَمِعُوا بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ كَانَ الْبَعْضُ يَسْتَهْزِئُونَ وَالْبَعْضُ يَقُولُونَ: «سَنَسْمَعُ مِنْكَ عَنْ هَذَا أَيْضاً!». 33وَهَكَذَا خَرَجَ بُولُسُ مِنْ وَسَطِهِمْ.) أعمال الرسل 17: 31-33
30) ألغى السبت وتقديسه:
تقديس السبت هو الوصية الرابعة من الوصايا العشر: (14فَتَحْفَظُونَ السَّبْتَ لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ لَكُمْ. مَنْ دَنَّسَهُ يُقْتَلُ قَتْلاً. إِنَّ كُلَّ مَنْ صَنَعَ فِيهِ عَمَلاً تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا. 15سِتَّةَ أَيَّامٍ يُصْنَعُ عَمَلٌ. وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابِعُ فَفِيهِ سَبْتُ عُطْلَةٍ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ. كُلُّ مَنْ صَنَعَ عَمَلاً فِي يَوْمِ السَّبْتِ يُقْتَلُ قَتْلاً. 16فَيَحْفَظُ بَنُو إِسْرَائِيلَ السَّبْتَ لِيَصْنَعُوا السَّبْتَ فِي أَجْيَالِهِمْ عَهْداً أَبَدِيّاً. 17هُوَ بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلاَمَةٌ إِلَى الأَبَدِ لأَنَّهُ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ اسْتَرَاحَ وَتَنَفَّسَ».) خروج 31: 14
وأمر الرب بقتل المتعدى على السبت: (35فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «قَتْلاً يُقْتَلُ الرَّجُلُ. يَرْجُمُهُ بِحِجَارَةٍ كُلُّ الجَمَاعَةِ خَارِجَ المَحَلةِ». 36فَأَخْرَجَهُ كُلُّ الجَمَاعَةِ إِلى خَارِجِ المَحَلةِ وَرَجَمُوهُ بِحِجَارَةٍ فَمَاتَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى.) عدد 15: 32-36
وأيَّدَ ذلك عيسى عليه السلام قائلاً: (27ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ.) مرقس 2: 27
وألغاه بولس:
(18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً. وَلَكِنْ يَصِيرُ إِدْخَالُ رَجَاءٍ أَفْضَلَ بِهِ نَقْتَرِبُ إِلَى اللهِ.) عبرانيين 7: 18-19
(7فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ.) عبرانيين 8: 7
(13فَإِذْ قَالَ«جَدِيداً» عَتَّقَ الأَوَّلَ. وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الاِضْمِحْلاَلِ) عبرانيين 8: 13
(9ثُمَّ قَالَ: «هَئَنَذَا أَجِيءُ لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ». يَنْزِعُ الأَوَّلَ لِكَيْ يُثَبِّتَ الثَّانِيَ.) عبرانيين 10: 9
وتقول موسوعة دائرة المعارف الكتابية ، تحت كلمة السبت (الرسول بولس والسبت):
وفى حديثه عن الناموس، لم يفرق الرسول بولس بين الناموس الأدبي والنامس الطقسي، فكلاهما جزء من العهد العتيق الذي أُبطل فى المسيح ( 2كورنثوس 3: 14). ولاشك فى أن "السبت" كان جزءاً من الصك الذى "كان علينا فى الفرائض الذي كان ضّداً لنا، وقد رفعه (الله) من الوسط مسمراً إياه بالصليب" (كولوسى 2: 14). وقد ورد ذكر السبت مع الأعياد والأهلة "التى هي ظل الأمور العتيدة" (كولوسى 2: 16و17) و "حفظ أيام وشهور وأوقات وسنين" هو استعباد " للأركان الضعيفة الفقيرة" ( غلاطية 4: 9 و 10، وانظر أيضاً كولوسى 2: 20). "فحفظ أيام" هو أحد خصائص الإنسان "الضعيف فى الإيمان" ( رومية 14: 1-5).
- 31علمكم الكذب والنفاق والتحايل فى الدعوة:
فقد كان ينافق كل طائفة حسب عقيدتها، فقام بختان تابعه (تيموثاوس) لينافق اليهود (بعد أن كان يحارب الختان) (3فَأَرَادَ بُولُسُ أَنْ يَخْرُجَ هَذَا مَعَهُ فَأَخَذَهُ وَخَتَنَهُ مِنْ أَجْلِ الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي تِلْكَ الأَمَاكِنِ .. .. ..) (أعمال 16: 3).
ثم نافق عبدة الأصنام في أثينا عندما رأى صنما مكتوبا عليه (إله مجهول) فقال لهم لقد جئتكم لأبشركم بهذا الإله؟؟ (23لأَنَّنِي بَيْنَمَا كُنْتُ أَجْتَازُ وَأَنْظُرُ إِلَى مَعْبُودَاتِكُمْ وَجَدْتُ أَيْضاً مَذْبَحاً مَكْتُوباً عَلَيْهِ: «لِإِلَهٍ مَجْهُولٍ». فَالَّذِي تَتَّقُونَهُ وَأَنْتُمْ تَجْهَلُونَهُ هَذَا أَنَا أُنَادِي لَكُمْ بِهِ.) (أعمال 17: 23)
ونافق عبدة الأصنام فى أثينا وقال مثل قولهم (نحن ذرية الله)؟ (29فَإِذْ نَحْنُ ذُرِّيَّةُ اللهِ) أعمال الرسل 17: 29
وكان هذا هو منهاج حياته الذى أقر به: (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23
والغريب أنه لا يستح من كذبه ، ويبرره بأن مجد الله ازداد بكذبه: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
والأعجب من ذلك أنه يتفاخر بذلك قائلاً: (16فَلْيَكُنْ. أَنَا لَمْ أُثَقِّلْ عَلَيْكُمْ. لَكِنْ إِذْ كُنْتُ مُحْتَالاً أَخَذْتُكُمْ بِمَكْرٍ!) كورنثوس الثانية 12: 16
32-بِمَكْرٍ!) كورنثوس الثانية 12: 16
32) اخترع الأقنوم الثالث ، وهو الروح القدس:
(فَإِذْ وَجَدَ تَلاَمِيذَ 2سَأَلَهُمْ: «هَلْ قَبِلْتُمُ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمَّا آمَنْتُمْ؟» قَالُوا لَهُ: «وَلاَ سَمِعْنَا أَنَّهُ يُوجَدُ الرُّوحُ الْقُدُسُ».) أعمال الرسل 19: 1-2
33) جعل عيسى عليه السلام ابناً لله:
(فَاللَّهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ) رومية 8: 3
(3عَنِ ابْنِهِ. الَّذِي صَارَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ مِنْ جِهَةِ الْجَسَدِ 4وَتَعَيَّنَ ابْنَ اللهِ بِقُوَّةٍ مِنْ جِهَةِ رُوحِ الْقَدَاسَةِ بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ: يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.) رومية 1: 3-4
(31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية 8: 31-32
34) رفع عيسى عليه السلام لمصاف الآلهة:
(1بُولُسُ وَتِيمُوثَاوُسُ عَبْدَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، الَّذِينَ فِي فِيلِبِّي، مَعَ أَسَاقِفَةٍ وَشَمَامِسَةٍ.) رسالة فيليبى 1: 1
(5لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، 6الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً لأَجْلِ الْجَمِيعِ، الشَّهَادَةُ فِي أَوْقَاتِهَا الْخَاصَّةِ،) تيموثاوس الأولى 2: 5-6
(12شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي اهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ، 13الَّذِي انْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ وَنَقَلَنَا الَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ، 14الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا، 15اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ. 16فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً امْ سِيَادَاتٍ امْ رِيَاسَاتٍ امْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. 17اَلَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ 18وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ. الَّذِي هُوَ الْبَدَاءَةُ، بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدِّماً فِي كُلِّ شَيْءٍ.) كولوسى 1: 12-18
35) علمكم الكبر:
(1739- علمكم استحسان الضلال والإضلال وعدم الموضوعية فى البحث العلمى:
فقد استشهد الكتاب بكتب سماوية أنزلها الله على أنبيائه ، وليس لها وجود فى الكتاب المقدس: (ومع ذلك مازلتم تعدون هذا الكتاب من وحى الله)
1- سفر حروب الرب وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في (العدد 21 : 14 ) .
2- سفر ياشر وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في ( يشوع 10 : 13 ) .
3- سفر أمور سليمان جاء ذكره في (الملوك الأول11 : 41 )
4- سفر مرثية إرميا على يوشيا ملك أورشليم وجاء ذكر هذه المرثية في(الأيام الثاني35: 25)
5- سفر أمور يوشيا (الأيام الثاني35: 25)
6- سفر مراحم يوشيا (الأيام الثاني35: 25)
7- سفر أخبار ناثان النبي (أخبار الأيام الثاني9 : 29)
8 - سفر أخيا النبي الشيلوني (أخبار الأيام الثاني9 : 29)
9 - وسفر رؤى يعدو الرائي وقد جاء ذكر هذه الاسفار في (الأيام الثاني9 : 29)
10 - سفر أخبار جاد الرائي وقد جاء ذكره في (أخبار الأيام الأول 29 : 31 )
11- سفر شريعة الله (يشوع 24: 26)
12- سفر توراة موسى (يشوع 8: 31)
13- سفر شريعة موسى (يشوع 23: 6)
1- زبور عيسى الذى كان يعلم منه 35- إنجيل الأنكرتيين
2- رسالة عيسى إلى بطرس وبولس 36- إنجيل أتباع إيصان
3- رسالة عيسى إلى أبكرس ملك أديسه 37- إنجيل عمالانيل
4- إنجيل يعقوب ويُنسب ليعقوب الحوارى 38- إنجيل الأبيونيين
5- آداب الصلاة وينسب ليعقوب الحوارى 39- إنجيل أتباع فرقة مانى
6- إنجيل الطفولة ويُنسب لمتى الحوارى 40- إنجيل أتباع مرقيون(مرسيون)
7- آداب الصلاة وينسب لمتى الحوارى 41- إنجيل الحياة (إنجيل الله الحى)
8- إنجيل توما وينسب لتوما الحوارى 42- إنجيل أبللس (تلميذ لماركيون)
9- أعمال توما وينسب لتوما الحوارى 43- إنجيل تاسينس
10- إنجيل فيليب ويُنسب لفيليب الحوارى 44- إنجيل هسيشيوس
11- أعمال فيليب وينسب لفيليب الحوارى 45- إنجيل اشتهِرَ باسم التذكرة
12- إنجيل برنابا 46- إنجيل يهوذا الإسخريوطى
13- رسالة برنابا 47- أعمال بولس
14- إنجيل برتولما ويُنسب لبرتولما الحوارى 48-أعمال بطرس وأندراوس
15- إنجيل طفولة المسيح ويُنسب لمرقس الحوارى 49- أعمال بطرس وبولس
16- إنجيل المصريين ويُنسب لمرقس الحوارى 50- رؤيا بطرس
17- إنجيل بيكوديم وينسب لنيكوديم الحوارى 51- إنجيل حواء (ذكره أبيفانوس)
18- الإنجيل الثانى ليوحنا الحوارى 52- مراعى هرماس
19- إنجيل أندريا وينسب لأندريا الحوارى 53- إنجيل يهوذا
20- إنجيل بطرس وينسب لبطرس الحوارى 54- إنجيل مريم
21- أعمال بطرس وينسب لبطرس الحوارى 55- أعمال بولس وتكلة
22- رسالة بولس الثالثة إلى أهل تسالونيكى 56- سفر الأعمال القانونى
23- رسالة بولس الثالثة إلى أهل كورنثوس 57- أعمال أندراوس
24- إنجيل الإثنى عشر رسولا 58- رسالة يسوع
25- إنجيل السبعين وينسب لتلامس 59- راعى هرماس
26- أعمال يوحنا (ذكره أوغسطينوس) 60- إنجيل متياس
27- أعمال بطرس والاثنى عشر رسولا 61- إنجيل فليمون
28- إنجيل برتولماوس 62- إنجيل كيرنثوس
29- إنجيل تداوس 63- إنجيل مولد مريم
30- إنجيل ماركيون 64- إنجيل متى المُزيَّف
31- إنجيل باسيليوس 65- إنجيل يوسف النجار
32- إنجيل العبرانيين أو الناصريين 66- إنجيل إنتقال مريم
33- إنجيل الكمال 67- إنجيل يوسيفوس
34- إنجيل الحق 68- سفر ياشر
ومن المعروف كثرة الأناجيل عندهم ، التى تُعدِّدها دائرة المعارف الكتابية (كلمة أبوكريفا) ب 280 كتاباً: (فوتيوس : أما أكمل وأهم الإشارات إلى الأعمال الأبوكريفية فهي ما جاء بكتابات فوتيوس بطريرك القسطنطينية في النصف الثاني من القرن التاسع ، ففي مؤلفه "ببليوتيكا" تقرير عن 280 كتاباً مختلفاً قرأها في أثناء إرساليته لبغداد .. .. .. لابد أن تأليف هذه الأناجيل ونشرها كانا أيسر مما عليه الحال الآن . ويبلغ عدد هذه الأناجيل نحو خمسين)
تقول دائرة المعارف الكتابية (كلمة أبوكريفا): أن هناك (رسالة مفقودة إلى الكورنثيين: ففي (1كو 5: 9) يذكر الرسول رسالة إلى الكورنثيين يبدو أنها قد فقدت. وفي القرن الخامس أدمجت بعد الرسالة الثانية لكورنثوس رسالة قصيرة من الكورنثيين إلى بولس وأخرى من بولس إلى الكورنثيين، وهما موجودتان في السريانية، ويبدو أنهما كانتا مقبولتين في دوائر كثيرة في نهاية القرن الرابع، وهما تكونان جزءً من أعمال بولس الأبوكريفية، ويرجع تاريخ كتابتهما إلى حوالي 200 م.)
ذَكَرَ الكتاب المقدس التحريف الذى وقع لكلمة الله:
1) (كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8: 8
2) وهذا كلام الله الذى يقدسه نبى الله داود ويفتخر به ، يحرفه غير المؤمنين ، ويطلبون قتله لأنه يعارضهم ويمنعهم ، ولا يبالى إن قتلوه من أجل الحق ، فهو متوكل على الله: (4اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ! 5الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي. عَلَيَّ كُلُّ أَفْكَارِهِمْ بِالشَّرِّ.) مزمور 56: 4 –5
3) (15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!) إشعياء 29: 15 – 16
4) (38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
5) (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً.) كورنثوس الأولى 7: 25
6) (2هَا أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) غلاطية 5: 2
7) (12وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ فَلاَ يَتْرُكْهَا. 13وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا فَلاَ تَتْرُكْهُ.) كورنثوس الأولى 7: 12-13
8) (36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.) إرمياء 23: 36
................................................
كتبها الاستاذ :علاء ابو بكر
التّثـليــــــث
رغبة في الاختصار ونفورًا من التّطويل لم أشأ الدّخول في متاهات شديدة الوعورة والظّلمة ترتبط بموضوع التّثليث، ومن تلك المتاهات ألوهيّة المسيح وبنوّته، وطبيعة الله اللاّهوتيّة والنّاسوتيّة .. إلخ، رغم أهمّيّة تلك المواضيع وعلاقتها الوطيدة بعقيدة التّثليث، وعدم رغبتي في دخول تلك المتاهات هو لشعوري أنّ البحث حينها سيطول جدًّا، وسيتشعّب ممّا يخرجه عن الهدف من وضعه؛ ذلك أنّ الهدف من كتابي ليس أن يصنّف ضمن الدّراسات العلميّة المتقدّمة، فيكون في متناول الباحثين المتخصّصين فقط، وإنّما الغاية منه أن يكون رسالة إعلاميّة سريعة يصل إليها النّصرانيّ العاديّ، ورجل الشّارع، دون أن يثقل كاهله كتابي إضافة إلى مشاغله اليوميّة، ومن ثمّ فضّلت التّعبير عن مناقضة التّثليث للعقل ومصادمته لكلّ منطق وعلم وتفكير بشريّ ببعض هذه الخواطر، وأعترف للقارئ أنّي وجدت صعوبة بالغة في اختياري النّقطة التي أنطلق منها في حديثي عن التّثليث، فمن أين أبدأ؟
التّثليث أهمّ اعتقاد يؤمن به النّصارى، فلا خلاص ولا غفران ولا دخول للجنّة إلاّ بالإيمان بأنّ الله هو ثلاثة أقانيم: الأب، الابن، الرّوح القدس، وهؤلاء الثّلاثة – في نظر النّصارى – ليسوا ثلاثة بل هم واحد، فالأب إله تامّ، والابن إله تامّ، و الرّوح القدس إله تامّ، لكنّ هؤلاء الآلهة التّامين ليسوا ثلاثة آلهة بل هم إله واحد تامّ!!
أنا أعلم أنّك – أيّها القارئ – لا تفهم شيئًا ممّا أقوله، لكن اعذرني فهذا قول القساوسة، هم ثلاثة آلهة… لكن يستدركون فيقولون لكنّهم واحد، وهو إله واحد، لكن يستدركون فيقولون لكنّهم ثلاثة آلهة، ثلاثة في الواحد وواحد في الثّلاثة!
وإذا كان من واجبي كباحث في هذا الموضوع أن أشرح لك هذا الكلام، فأعتذر إليك مسبقًا بقولي: "إنّ فاقد الشّيء لا يعطيه"؛ لأنّي كسائر علماء اللاّهوت ورجال الدّين والفلاسفة والمفكّرين لم أصل لغاية السّاعة لشرح أو فهم لذلك الكلام !
والتّثليث عند المسلمين كفر بالله لقد كفر الذين قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة وما من إله إلاّ إله واحد وإن لم ينتهوا عمّا يقولون ليمسّنّ الذين كفروا منهم عذاب أليم المائدة 73.
وهي عند الفلاسفة والمفكّرين أكبر خرافة في هذا الكون، جاء في مجلّة التّايم عدد 4 سنة 1966، ص 57، "إنّ الكتاب المقدّس – بما فيه من خطيئة وكفّارة وتثليث – هو أكبر مجموعة من الخرافات في تاريخ الحضارة الغربيّة ".
وهي عند المؤرّخين وعلماء مقارنة الأديان حلقة من حلقات الوثنيّة التي بدأت منذ فجر التّاريخ.
أمّا عند القساوسة والكنيسة فهي سرّ ولغز مقدّس! لا يمكن فهمه في هذه الدّنيا ولا تصوّره على حقيقته، جاء في أحد المجامع الكنسيّة، وهو مجمّع لاتيران، الذي عقد سنة 1315 م [ إنّنا نؤمن إيمانًا جازمًا من أعماق قلوبنا بأنّ هناك إلهًا واحدًا خالدًا لا نهائيًّا لا يحول ولا يزول، إلهًا لا نفهمه، عظيمًا لا يمكن التّعبير عنه: الأب والابن وروح القدس ..] ويقول القسّ بوطر بعد استعراضه عقــيدة التّثليث: » قد فهمنا ذلك على قدر طاقة عقولنا ونرجو أن نفهمه فهمًا أكثر جلاء في المستقبل، حيث ينكشف لنا الحجاب عن كلّ ما في السماوات والأرض، وأمّا في الوقت الحاضر ففي القدر الذي فهمناه الكفاية«.
ولننتقل الآن إلى تعريفات النّصارى للثّالوث وما هو المفهوم الذي يولونه لهذا المصطلح؛ يقول القسّ سامي حنا غابريال في كتابه (الله واحد أم ثالوث؟): » المسيحيّة تعلم أنّ الله الذي لا شريك له هو واحد في الجوهر موجود بذاته، ناطق بكلمته، حيّ بروحه، و يمكن أن نقول إنّ الله واحد في ثلاثة أقانيم والثّلاثة هم واحد، هم الله، دون انفصال أو تركيب، متساوون، إنّهم جميعًا الله، وكلّ أقنوم منهم هو الله، وهو ما تعلنه المسيحيّة بوضوح، الله موجود بذاته "الأب"، الله ناطق بكلمته "الابن" الله حيّ بروحه "الرّوح القدس"… والأقانيم الثّلاثة: الأب والابن والرّوح القدس واحد في الجوهر متساوون في كل شيء، في السرمدية ( الأزلية والأبدية ) وفي القدرة وفي كل ما يخص الله الواحد«.
يقول الأب بولس إلياس اليسوعي في كتابه ( يسوع المسيح ): من الناس من يقولون لماذا يا ترى إله واحد في ثلاثة أقانيم؟ أليس من الأفضل أن يقال إله واحد وحسب؟ لكننا إذا اطلعنا على كنه الله لا يسعنا إلا القول بالتثليث، وكنه الله محبة، ولا يمكن إلا أن يكون محبة، ليكون الله سعيدا، فالمحبة هي مصدر سعادة الله، ومن طبع المحبة أن تفيض وتنتشر على شخص آخر فيضان الماء وانتشار النور، فهي إذن تفترض وجود شخصين على الأقل يتحابان، وتفترض مع ذلك وحدة تامة بينهما، وليكون الله سعيدا، ولا معنى لإله غير سعيد، وإلا انتفت عنه الألوهية، كان عليه أن يهب ذاته شخصا آخر يجد فيه سعادته ومنتهى رغباته، ويكون بالتالي صورة ناطقة له.
ولهذا ولد اللهُ الابن منذ الأزل نتيجة لحبه إياه ووهبه ذاته، ووجد فيه سعادته ومنتهى رغباته وبادل الابنُ الأب هذه المحبة ووجد فيه هو أيضا سعادته ومنتهى رغباته، وثمرة هذه المحبة المتبادلة بين الأب والابن كانت الروح القدس، هو الحب إذن يجعل الله ثالوثا وواحدا معا…ولا يصح أن يكون هذا الكائن الذي حبس اللهُ الأبُ محبته عليه إلا الابن، ولو كان غير الابن، ولو كان خليقة غير محدودة، بشرا أو ملاكا، لكان الله بحاجة إلى من دونه كمالاً، وعُدّ ذلك نقصًا في الله والله منزّه عن النّقص، فتحتّم إذًا على الله والحالة هذه أن يحبس محبّته على ذاته فيجد فيها سعادته؛ لهذا يقول بولس الرّسول: إنّ الابن هو صورة الله غير المنظور… ليس الله إذًا كائنًا تائهًا في الفضاء، منعزلاً في السّماء، لكنّه أسرة مؤلّفة من أقانيم ثلاثة تسودها المحبّة، وتفيض منها على كلّ الكون براءته، وهكذا يمكننا أن نقول إنّ كنه الله يفرض هذا التّثليث «.
إنّ هذا التّفكير وإن كان يثير السّخريّة إلاّ أنّه منتشر جدًّا بين رجال الكنيسة، فهم يرون أنّ الله يجب أن يكون كائنًا مركّبًا حتّى يستطيع ممارسة صفاته الأزليّة كالسّمع والبصر والمحبّة وغيرها؛ أي أنّ الله قبل خلق العالم لم تكن صفاته معطّلة، لأنّه كان يمارس تلك الصّفات مع نفسه أو مع ابنه، لذلك وُجد الثّالوث كضرورة، لأنّه لو قلنا إنّ الله لم يكن يمارس صفاته وأفعاله قبل خلق العالم ثمّ مارسها بعد خلق العالم لحكمنا على صفات الله وأفعاله بأنّها كانت معطّلة، وعلى الله بالتغيّر من حالة إلى حالة، وهذا مستحيل لأنّ الله لا يتغيّر.
يقول القسّ سامي غابريال: » إذا كان الله محبًّا، سميعًا، عليمًا.. ناطقًا.. وأنّه غير متغيّر فماذا عن قبل الخلق؟ هل كانت صفات الله موجودة؟ نعم فهو غير متغيّر … وإن كان الله ناطقًا محبًّا، قبل أن يخلق.. فمع من كان يمارس صفاته وأعماله؟ هل كانت عاطلة… قبل خلق العالم… ثمّ صارت عاملة بعد الخلق؟ كلاّ و لو أنّ الله مطلق الوحدانيّة في الجوهر؛ فقبل أن يخلق ما معنى إذا سميع.. ناطق.. محبّ.. إذًا لا يمكن أن تكون وحدانيّة الله وحدانيّة مطلقة، مجرّدة، بل لا بدّ أن يكون الله الواحد في الجوهر جامعًا في وحدانيته، وبذلك يمارس صفاته بينه وبين نفسه لا بالوحدانيّة المجرّدة بل بوحدانيّته الجامعة الشّاملة الواحدة، وحيث أنّ صفات الله لا يمكن أن تكون قائمة في ممارستها إلاّ بين كائنين، أو أكثر أو بين عاقلين أو أكثر… وبما أنّ الله مع وحدانيّته وتفرّده بالأزليّة وعدم وجود تركيب فيه… كان يمارس الصّفات الإلهيّة بينه وبين ذاته… إذًا فوحدانيّة الله مع عدم وجود تركيب فيها هي وحدانيّة ليست مجرّدة، بل وحدانيّة من نوع لا مثيل لها في الوجود يمكن أن نسمّيها الوحدانيّة الشّاملة أو الجامعة «. وهي ما دعاها هذا القسّ وسمّتها الكنيسة وحدانيّة الثّالوث.
لقد أوردت كلام القساوسة السّابقين على طوله ليعرف النّصارى وغيرهم مقدار تفكير القسس والحجج التي يستندون إليها لتجويز الاعتقاد بالثّالوث، وإنّ هذا الاحتجاج السّخيف جدًّا ينقلب ضدّ القسس وضدّ الكنيسة وضدّ عقيدة التّثليث؛ إذ لو اعتقدنا أنّ صفات الله وأفعاله يجب أن تكون موجودة قبل خلق العالم وأنّ تلك الصّفات تمارس بين الأقانيم الثّلاثة وجب علينا إذًا أن لا نقتصر على الأمثلة التي يضربها القساوسة عن الصّفات الإلهيّة بل وجب التّعميم على جميع الصّفات والأفعال الإلهيّة، وهنا أتساءل أليست من صفات وأفعال الله الخلق وأنّ الله خالق؟ ستقولون بلى، وأقول هل كانت صفة الخلق معطّلة قبل خلق العالم ؟، ستقولون كلاّ.
وسأقول فإذن مع من كان يمارس صفة الخلق؟
لا شكّ وفق تفكيركم السّابق أنّ الله كان يمارسها مع نفسه أو ابنه أو مع الثّالوث 'الوحدانيّة الشّاملة كما يسمّيها القسّ غابريال'، فهل يمكن أن تشرحوا لنا كيف كان يمارس الله صفة وفعل الخلق مع نفسه أو ابنه أو ثالوثه، هل كان الله يخلق ذاته؟ فإذًا الله مخلوق ! هل خلق الله الابن؟!، لكنّ الكتاب المقدّس يقول عن الابن مولود غير مخلوق !، ماذا كان الله يخلق قبل خلق العالم حتّى يقال عنه خالق، وإنّه يملك صفة الخلق العاملة المعطّلة! ؟ أرأيتم أنّكم أيّها القساوسة تتورّطون في دفاعات متخبّطة عشوائيّة توقعكم في ورطات لا مخرج منها؟ وهذا مثال واحد عن صفة واحدة ضربته لكم فكيف بعشرات، بل بمئات الصّفات والأفعال التي تُنسب إلى الله؟
نعود الآن إلى الأقانيم الثّلاثة، ما معنى كلمة أقنوم؟
يقول النّصارى إنّ "الأقنوم" كلمة سريانيّة تعني كلّ ما تميّز عن سواه دون استقلال، وفي موضوع الثّالوث تعني وجود ثلاثة أشخاص متّحدين دون امتزاج ومتميّزين دون انفصال.
نسأل النّصارى هل لكم أن تضربوا لنا مثالاً واحدًا في هذا الكون "غير الثّالوث" يصدق عليه مصطلح الأقنوم،… لن تستطيعوا ذلك لأنّ المعنى 'المفبرك' الذي أضفيتموه على مصطلح الأقنوم لا تقبله العقول؛ لذا لا يصدق على أيّ مثال واقعيّ مادّيّ أو معنويّ، ثمّ لماذا يرد هذا المصطلح الفريد من نوعه بالسّريانيّة دون اللّغات الأخرى كالعبريّة مثلاً وقد كانت لغة العهد القديم؟ ألم يكن لذلك المصطلح وجود حينها؟ ثمّ لماذا لم يرد هذا المصطلح في العهد الجديد؟!
وأخاطب الآن نصارى العرب، ما هي ترجمة مصطلح أقنوم إلى العربيّة؟ ستقولون عجزت اللّغة عن إيجاد مصطلح مطابق للمعنى الذي ورد بالسّريانيّة، فيا سبحان الله ! اللغة العربيّة الغنيّة بمصطلحاتها والثّريّة بمترادفتها تعجز أمام السّريانيّة !، اللغة العربيّة التي تحتوي على عشرات المفردات المترادفة لمعنى واحد عاجزة أن تجد كلمة تعبّر بها عن أهمّ شيء في هذا الكون وهو الله أو أحد أجزائه !
مع ذلك نرى في بعض كتب النّصارى محاولات لترجمة قريبة، مع كونها منتقدة من النّصارى أنفسهم لإيحائها بالشّرك؛ فممّا قيل عن الأقانيم أنّها: خواصّ، صفات، أجزاء، أشخاص، أعضاء، أطراف، أقسام، أشياء، عناصر، تعينات … إلخ.
ولمّا استعصى فهم مصطلح الأقانيم راح رجال الكنيسة يضربون للثّالوث الأمثال ليقربوا معناه للأفهام، فقال بعضهم إنّ الثّالوث كالشّمس متكوّنة من ثلاثة أجزاء: القرص، الحرارة، الشعاع، لكن هل القرص هو الشعاع؟ وهل القرص هو الحرارة ؟ و هل الشّعاع هو الحرارة؟ فالمثال لا ينطبق على الثّالوث لأنّ الأب هو الابن، والابن هو ذاته الرّوح القدس، والأب هو عينه روح القدس، وبعضهم يمثّل الثّالوث بالتفّاحة، لأنّها متكوّنة من شكل وطعم ورائحة، وهل الرّائحة هي التفّاحة كاملة، وهل الشّكل هو التفّاحة كاملة، وهل الطّعم هو التفّاحة كاملة؟ ولا شكّ أنّ هذا المثال يلحق بسابقه.
ويضرب سانت أغسطين مثالاً معقّدًا، وهو 'أنّ الثّالوث يشبه الدّماغ، فالدّماغ يعلم بوجود ذاته، وأداة العلم هي الدّماغ نفسه، فالعلم هو الدّماغ، والمعلوم هي الدّماغ، وأداة العلم هي الدّماغ فهي إذن ثلاث صفات لشيء واحد، لكن لا يقال إنّ الدّماغ ثلاثة'، وهذا المثال لا يستقيم؛ لأنّ الدّماغ المذكور واحد في الحقيقة وتثليثه اعتباريّ ليس حقيقيًّا، في حين أنّ النّصارى يؤمنون في الإله بالتّوحيد الحقيقيّ والتّثليث الحقيقيّ، والدّماغ كعالم ليس كائنًا متميّزًا ولا منفصلاً ولا مستقلاً عن الدّماغ كمعلوم، ولا عن الدّماغ كأداة علم؛ في حين أن أقانيم الثّالوث منفصلة عن بعضها، فالأب كائن متميّز ومستقلّ عن الابن، والابن كائن متميّز ومستقلّ عن الرّوح القدس، وروح القدس كائن متميّز ومستقلّ عن سابقيه.
وقد انتقد بعض رجال الكنيسة كلّ هذه التّمثيلات والتّشبيهات، وقالوا بعدم جواز ضرب الأمثال مهما كانت، لأنّ تلك الأمثال مخلوقة يمكن إدراكها بالعقل، أمّا الثّالوث فهو كائن غير مخلوق لذا لا يمكن إدراكه بالعقل، وأيّ تمثيل أو تشبيه هو تمثيل وتشبيه مع الفارق.
قال البوصيريّ في فضح التّثليث:
ليت شعري هل الثّلاثة في الوا
أإله مركّب!، وما سمعنا
أتراهم لحاجة واضطرار
أهو الرّاكب الحمار فيا عجز
أم جميع على الحمار لقد جلّ
أم سواهم هو الإله فما نسبة
أم أردتم بها الصّفات فلمّا
أم هو ابن الإله ما شاركته
قتلته اليهود فيما زعمتم
حدّ نقص في عدّكم أم نماء؟
بإله، لذاته أجزاء
خلطوها وما بغى الخلطاء
إله يمسّه الإعياء
حمار يجمعهم مشّاء
عيسى إليه والانتماء؟
خُصّت ثلاث بوصفه وثناء؟
في معاني النبوّة الأنبياء
ولأمواتكم به إحياء
هل ورد ذكر الثّالوث والأقانيم الثّلاثة في العهد القديم، أو على لسان الأنبياء و الرّسل الذين سبقوا المسيح؟
لم يحدث ذلك إطلاقًا ! فأسفار العهد القديم خالية من أيّ تثليث ولم تشر إلى أنّ الله مكوّن من ثلاثة أقانيم أو أجزاء، ولم يُعلم أو يُسمع أنّ الله أخبر نوحًا أو إبراهيم أو موسى أو داود أنّه إله واحد في ثلاثة آلهة؛ وإذا تصفّحت بإمعان أسفار العهد القديم فلا يمكن أبدًا أن تقع عينك على كلمة ثالوث أو على صيغة الأب والابن والرّوح القدس، كما يعتقد بها النّصارى اليوم، أليس غريبًا حقًّا ! أنّ عقيدة مثل هذه، وبهذه الأهمّيّة والخطورة، يتوقّف عليها هلاك النّاس أو نجاتهم لا نرى لها أيّ إشارة في التّوراة وكتب الأنبياء لا تصريحًا ولا تلميحًا، فلماذا؟
ألم يكن الله قد قرّرّ بعد إخبار البشر بها، أم أنّ البشر لم يكونوا في ذلك الوقت قادرين على استيعابها وإدراكها مثلما لم يستوعبها أحد حتّى الآن !؟
وإنّ الإنسان ليزداد حيرة وتعجّبًا إذا وقعت عيناه في أسفار العهد القديم المقدّسة على تفاصيل زنى داود بزوجة قائد جيشه، وتفاصيل زنى لوط بابنتيه، وتفاصيل جسد المرأة في نشيد الإنشاد لسليمان، وزنى يهوذا بكنته، وإنّ الإنسان ليملّ من تفاصيل الأعداد والأرقام والأحجام والأوزان والمسافات التي تقدّمها أسفار العهد القديم عن قبائل اليهود وأنسابهم وأملاكهم وأحصنتهم وحميرهم، ثمّ تفاصيل أبعاد هيكل سليمان.. حتّى إنّك إذا اطّلعت على بعض الأسفار وجدتها أقرب إلى دفتر الحسابات منها إلى كتاب هداية، كلّ هذه التّفاصيل ذكرت حسب النّسخة الموجودة عندي الآن في 1358 صفحة، وضاق العهد القديم فلم يفسح مجالاً لجملة واحدة عن الثّالوث يقول فيها الله مثلاً: 'أنا ثالوث مكوّن من ثلاثة أقانيم: أب وابن و روح قدس'، أليس هذا غريبًا حقًّا !؟
وفي مقابل ذلك نعثر على مئات الآيات في العهد القديم التي تصف الله بالوحدانيّة وتقرّر تفرّده بالألوهيّة والرّبوبيّة.
(اسمع يا إسرائيل الربّ إلهنا ربّ واحد)( ).
(فاعلم اليوم وردّد في قلبك أنّ الربّ هو الإله في السّماء من فوق وعلى الأرض من أسفل ليس سواه)( ).
(انظروا الآن أنا أنا هو وليس إله معي)( ).
(أنا الربّ وليس آخر، لا إله سواي)( ).
(أليس أنا الربّ ولا إله آخر غيري، إله بارّ ومخلص ليس سواي التفتوا إلي وأخلصوا يا جميع أقاصي الأرض لأنّي أنا الله وليس آخر)( ).
والآيات كثيرة وكلّها تتّفق على وحدانيّة الله، بلا ثالوثيّة أو أقنوميّة، أمّا ما يذهب إليه بعض رجال الدّين بأنّ العهد القديم لمّح إلى التّثليث في بعض الآيات فهو غير صحيح، وما يفعلونه هو لَيُّ أعناق الآيات لتطابق هواهم، لكن هيهات هيهات، وأكبر دليل على غياب التّثليث في العهد القديم هو موقف اليهود – أصحاب العهد القديم- من المسيح إذ اعتبروا أقوال المسيح الغامضة حول البنوّة والألوهيّة تجديفًا وكفرا ولذلك عارضوه أشدّ المعارضة فصلبوه في زعم الإنجيل.
أمّا في العهد الجديد فالآيات التي ذكرت عن الثّالوث قليلة جدًّا جدًّا خاصّة في الأناجيل الأربعة، ولعلّ أكثر الآيات المصرّحة بالتّثليث، والتي يعتمدها القساوسة كأساس لذلك الاعتقاد هو ما جاء في رسالة يوحنّا الأولى (فإنّ الذين يشهدون في السّماء هم ثلاثة الأب والكلمة والرّوح القدس، وهؤلاء الثّلاثة هم واحد، والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة الرّوح والماء والدم والثّلاثة هم في الواحد)( ).
إنّ هذه الآية لغز غامض! هل تعلم أيّها القارئ النّصرانيّ أنّ هذه الآية مزيّفة 'مفبركة' ملحقة بالنصّ الإنجيليّ، الأصلي وليست منه، فقد حكم كبار علماء النّصارى على هذه الآية بأنّها إلحاقيّة منهم هورن وجامعو تفسير هنري وسكات وآدم كلارك في تفسيره وغيرهم، والأسباب هي:
- أنّها لا توجد في نسخة من النّسخ اليونانيّة التي كُتبت قبل القرن
السّادس عشر للميلاد.
- أنّها لا توجد في أيّ ترجمة من التّراجم القديمة غير اللاّتينيّة.
- أنّها لا توجد في معظم النّسخ القديمة اللاّتينيّة.
- لم يتمسّك بها أحد من القدماء ومؤرّخي الكنيسة.
- إنّ البروتستانت أسقطوا الآية من كتبهم ووضعوا عليها علامة
الشكّ.
- إنّ الكاثوليك والأرثودكس بدأوا ينزعونها من الإنجيل شيئًا فشيئًا.
ولذلك اختلفت طبعات الكتاب المقدّس حول إثبات أو حذف هذه الآية فبعضها يثبتها والبعض الآخر يحذفها، نجد الآية مثلاً في الكتاب المقدّس، طبعة دار الكتاب المقدّس بالقاهرة سنة 1970: (فإنّ الذين يشهدون في السّماء هم ثلاثة: الأب والكلمة والرّوح القدس وهؤلاء الثّلاثة هم واحد)، وجاء في الكتاب المقدّس، طبعة دار الكتاب المقدّس في الشّرق الأوسط سنة 1988، (فإنّ الذين يشهدون في السّماء هم ثلاثة: الأب والكلمة والرّوح القدس وهؤلاء الثّلاثة هم واحد).
والآية ذكرت في طبعة العهد الجديد الثّانية 1980 والثّالثة 1984، وعلى طاولتي الآن ثلاث طبعات أخرى للعهد الجديد حُذفت منها الآية المذكورة منها الطّبعة الرّابعة للعهد الجديد إصدار اتّحاد جمعيّات الكتاب المقدّس سنة 1993، وكذلك طبعة 1994، للنّاشر نفسه حيث جاء في الآية: (والذين يشهدون هم ثلاثة الرّوح والماء والدم وهؤلاء الثّلاثة هم في واحد)، ونلاحظ هنا – أخي القارئ – أنّ اتّحاد جمعيّات الكتاب المقدّس الذي أشرف على طباعة العهد الجديد، وحذف الآية الدّالّة على التّثليث هو نفسه الذي أشرف على الطّبعات السّابقة التي وردت فيها الآية !.
جاء في الكتاب المقدّس العهد الجديد، منشورات دار المشرق، بيروت، الطّبعة الحادية عشرة: وهي نسخة كاثوليكيّة (والذين يشهدون ثلاثة: الرّوح والماء والدم وهؤلاء متّفقون)، وورد تعليقً على ذلك في هامش الصّفحة في بعض الأصول ما يلي: "الأب والكلمة والرّوح القدس، وهؤلاء الثّلاثة هم واحد، لم يرد ذلك في الأصول اليونانيّة المعوّل عليها، والأرجح أنّه شرح أُدخل إلى المتن في بعض النّسخ، والرّوح: الرّوح القدس، والماء: المعموديّة، الدم: دم المسيح ".
وجاء في طبعة الإنجيل كتاب الحياة ترجمة تفسيريّة للعهد الجديد، صدرت سنة 1973، (فإنّ هنالك ثلاثة شهود: الرّوح والماء والدم وهؤلاء الثّلاثة هم في الواحد)، وهناك طبعات عديدة للبروتستانت تضع الآية المذكورة بين هلالين موضّحة أنّ ما داخل الهلالين غير موجود في الأصل.
وبين يديّ الآن نسخة للكتاب المقدّس باللّغة الفرنسيّة من منشورات الاتّحاد العالميّ للكتاب المقدّس، 1982 ورد في الصّفحة الأولى لهذه الطّبعة ما يلي: Traduction oecumenique de la bible.
وفي مقدّمة هذه النّسخة جاء فيها شرح كلمة oecumenique بأنّها تعني نسخة متّفق عليها من قبل الكاثوليك والأرثودكس والبروتستانت، وقد اطّلع على النّسخة قبل طبعها عشرات المتخصّصين من الطّوائف الثّلاثة وأقرّوا جميع ما فيها، وعند بحثنا عن الآية التي نحن بصددها في رسالة يوحنّا الأولى 5: 7 نجدها قد حُذفت، وباتّفاق الطّوائف الثّلاثة وحُذفت كذلك في النّسخة الأخيرة باللّغة الإنجليزيّة!
وإن تعجب فعجبك من طبعة جديدة للإنجيل باللّغتين العربيّة والفرنسيّة، نُشرت سنة 1995، وطُبعت بحيث تكون كلّ آية باللّغة العربيّة تقابل أختها بالفرنسيّة، إلاّ أنّني ذهلت عندما وجدت الآية "المشكلة" أُثبتت بالعربيّة بين هلالين [ ] في حين لم أجد ما يقابلها بالفرنسيّة، أي حُذفت بالمرّة، فلو كان القارئ لا يفهم اللّغتين المذكورتين لما تنبّه لذلك، ولتتأكّد بنفسك أضع لك صورة عن تلك الآية المحيّرة!
وضعت الآية بين هلالين دلالة على عدم وجودها في الأصول، و الغريب أنّها في التّرجمة المقابلة بالفرنسيّة محذوفة نهائيا.
هكذا بعد قرون طويلة، بعدما كانت هذه الآية تُقرأ كجزء مُوحي به من الله يتّفق رجال الكنيسة على حذفها من الكتاب المقدّس!، إنّها أهمّ آية في التّثليث، ومع ذلك فقد توصّل الجميع إلى الاتّفاق على حذفها، ألم يقل بولس في رسالته إلى تيموثاوس (كلّ الكتاب موحى به من الله)( )، لقد تبين لكل ذي عقل أنه ليس كل الكتاب موحى به من الله، والآن بعد حذفها، هل الله هو الذي أمر بذلك! ؟.
هل الله هو الذي أمر بوضعها بين قوسين أو هلالين !؟.
هل الله هو الذي أمر بوضع الحواشي والهوامش التي تشير إلى إلحاقيّتها و"فبركتها " !؟.
ويتساءل أستاذنا أحمد عبد الوهّاب البهيدي عن المسؤول عن مصائر الملايين من النّصارى الذين هلكوا، وهم يعتقدون أنّ عقيدة التّثليث التي تعلموها تقوم على نصّ صريح في كتابهم المقدّس، بينما هو نصّ زائف دخيل؟!.
لسلام عليكم تحية طيبة وبعد
الرد على أن المسيح يعلم متى قيام الساعة
اولا ان الانجيل يثبت أن المسيح لا يعلم متى قيام الساعة بدليل قوله فى
انجيل مرقصMk-13-32 واما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن الا الآب
حسنا أذا كان الابن لا يعلم متى تقوم الساعة ولا الملائكة المقربين فكيف يقول النصارى اليوم أو مسيحيين اليوم أن المسيح يعلم؟
فهذا تكذيب لقول المسيح نفسة فى انجيل مرقص المسيح نفى علمه والمسيحيين اليوم يقولون لا بل هو يعلم يا ترى من الصادق مسيحيين اليوم ام انجيلهم؟
الوحيد الذي يعلم موعد قيام الساعة هو الله وحده. وهذا يهدم دعوى النصارى بالثالوث، إذ يزعمون أن عيسى هو ابن الله. فكيف يكون كذلك إذا كان عيسى لا يعلم وأن الله وحده هو الذي يعلم ؟ كما أن التثليث النصراني يعني أن كل أقنوم في الثالوث (الآب والابن والروح القدس) هو الله، فإذا كان ثاني الثالوث (ابن الله) لا يعلم بإقراره هو، فكيف يكون عيسى ما يزعمون؟!! هو يقول لا أعلم، وهم يقولون بل أنت تعلم!!! عجيب أمرهم!!!
حسنا لنتوقف قليلا مع كلام مسيحيين اليوم وادلتهم والله أعلم يستدلون بقول الله فى الاية الكريمة فى سورة الزخرف
وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (الزخرف 61)
تفسير ابن كثير
قوله سبحانه وتعالى ” وإنه لعلم للساعة ” تقدم تفسير ابن إسحاق أن المراد من ذلك ما بعث به عيسى عليه الصلاة والسلام من إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص وغير ذلك من الأسقام وفي هذا نظر وأبعد منه ما حكاه قتادة عن الحسن البصري وسعيد بن جبير أن الضمير في وإنه عائد على القرآن بل الصحيح أنه
عائد على عيسى عليه الصلاة والسلام فإن السياق في ذكره ثم المراد بذلك نزوله قبل يوم القيامة كما قال تبارك وتعالى ” وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ”
أي قبل موت عيسى عليه الصلاة والسلام ” ثم يوم القيامة يكون عليهم شهيدا ” ويؤيد هذا المعنى القراءة الأخرى
” وإنه لعلم للساعة ” أي أمارة ودليل على وقوع الساعة
قال مجاهد ” وإنه لعلم للساعة ” أي آية للساعة خروج عيسى ابن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة وهكذا روي عن أبي هريرة وابن عباس وأبي العالية وأبي مالك وعكرمة والحسن وقتادة والضحاك وغيرهم وقد تواترت الأحاديث عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أخبر بنزول عيسى عليه السلام قبل يوم القيامة إماما عادلا وحكما مقسطا . وقوله تعالى ” فلا تمترن بها ” أي لا تشكوا فيها إنها واقعة وكائنة لا محالة ” واتبعون ” أي فيما أخبركم به .
حسما الاستدلال بالاية دليل ضدهم لا عليهم للأسباب التالية
اولا عيسى لا يعلم الساعة ولكنه أمارة للساعة اى علامة لقرب وقوعها وهى من العلامات الكبرى
ثانيا كتابهم ينفى يسوع نفسه علمه بالساعة فكيف يكذب النصارى كتابهم ويستدلون بكتبنا وينفون قول المسيح نفسه لديهم فى مرقص كما اوردنا فى اول كلامنا؟
ثالثا
ان المسيحيين ربما استدلو ومنهم هذا القس الذى كان يتحدث فربما اور ان عيسى عليه السلام ياتى فى اخر الزمان ويحكم ويسود ولكنه لربما نسى الحديث التالى ان عيسى عليه السلام يهلك كل الملل والنحل والاديان ويبقى الاسلام يحكم به والدليل
الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى، و دينهم واحد، و أنا أولى الناس بعيسى بن مريم لأنه [ ليس بيني و بينه نبي، و إنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه، رجل مربوع، إلى الحمرة و البياض، بين ممصرتين، كأن رأسه يقطر، و إن لم يصبه بلل، فيقاتل الناس ع لى الإسلام، فيدق الصليب، و يقتل الخنزير، و يضع الجزية، و يهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام، و يهلك الله المسيح الدجال، [وتقع الأمنة في الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل، و النمار مع البقر، و الذئاب مع الغنم، و يلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم ]، فيمكث في الأرض أربعين سنة، ثم يتوفى، فيصلي عليه المسلمون
خلاصة درجة الحديث : صحيح
المحدث : الألباني
المصدر : السلسلة الصحيحة
الرقم/ الصفحة : 2182
وبعدما اوردت الادلة القاطعة بذلك هناك الاية الكريمة التى يظنها النصارى تختص بعيسى بقوله تعالى وانه لعلم للساعة
حسنا كيف نطابق بها ومع قوله تعالى : ” إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ” لقمان / 34
حسنا سوف يقولون أن الله يعلم الغيب وعيسى يعلم الغيب بدلالة الاية التى تقول وأنه لعلم للساعة
نقول وبالله الحمد والمنة استلالكم باطل وذلك لأنه العلم بالساعة يحتاج علم وليس معرفة وقت مثلا فيقدر الشخص ان يقول انا اعرف فلان ربما يكون قد سمع عنه ولكن لو سألناه ما مدى علمك به سوف تراه يقول الله \اعلم
ففرق بين معرفة الشىء والعلم به لذلك الطالب يقول العالم انشتاين مثلا قد نعرف نظرياته ولكن لا نعلم علمه مثلا ونقول العالم او العلامة الالبانى ولكننا نسمى طلبة علم لو تدارسنا كتبه فمرحلته التى هو عليها كان رحمه الله يصلها العلماء وليس العوام فنفرق بين عالم وعارف كما نقول ايضا عالم الفيزياء عالم الكيمياء وهناك مدرس فيزياء ولكن لا يطلق عليه عالم لانه لم يصل لتلك المرحلة
العلم بالشىء الاحاطة به من كل جوانبه
فالمسيح عليه السلام بشهادة الانجيل لم يكن يعلم متى قيام الساعة فكيف له بالحكم على موعدها ؟
حسنا اليكم دليل آخر لمن اراد التوسع بالبحث هذا
Mk:11:13: 13 فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء اليها لم يجد شيئا الا ورقا.لانه لم يكن وقت التين. (SVD)
لعله يجد؟
كيف لعله يجد هذا ما ذكره مرقص فى انجيله ان يسوع لم يكن يعلم موسم انبات الشجرة
وهذا هو النص بالحادثة
. 12 وفي الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع.13 فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء اليها لم يجد شيئا الا ورقا.لانه لم يكن وقت التين. 14 فاجاب يسوع وقال لها لا يأكل احد منك ثمرا بعد الى الابد.وكان تلاميذه يسمعون
التعليق:
تخيلو يا أخوة يسوع يعلم موعد الساعة ولا يعلم موسم ووقت التين فكيف يكون عالما بموعد قدوم الساعة
فجزاء ذلك غضب ولعن الشجرة التى لا حول لها ولا قوة وهى مسخرة بسبب جوعه نعم كما يقول المثل الجوع كافر
وبعد هذا الشرح يا اخوتى اطرحو على المسيحيين السؤال التالى
اولا هل يعلم يسوع الساعة ومتى قيامها؟ واين الدليل من الانجيل؟ الانجيل ينفى ذلك عن المسيح
ثانيا ان الذى لا يملك ولا يعلم موعد الحصاد فكيف سوف يحصد اعمال العباد؟
والله الموفق واعتذر على الاطالة
الرب والإله:
1- قال بولس لأهل اثينا : " الإله الذي خلق العالم وكل ما فيه إذ هو رب السماء والأرض " (أعمال 17 / 24) .
2- بعدما سمعوا كلام بولس "اعتمدوا باسم الرب يسوع " (أعمال 19/5) .
في النص الأول الخالق هو رب السماء والأرض. وفي النص الثاني، عيسى هو الرب: نصان: نص يقول الإله هو الرب ونص يقول عيسى هو الرب. تناقض واضح. الإله هو الذي خلق العالم فماذا خلق عيسى؟! الإله هو رب السماوات والأرض ، وعيسى رب ماذا إذاً ؟!
الويل لمن افترى على الله والويل لمن افترى على عيسى رسول الله !!! الويل للمفترين من الله !!
الذي بعده:
" قال بولس إن يوحنا (أي يحيى) عمد بمعمودية التوبة قائلاً للشعبان يؤمنوا بالذي يأتي بعده أي بالمسيح يسوع " (أعمال 19/4) .
نلاحظ هنا بطلان تفسير بولس بأن الذي يأتي بعد يحيى هو المسيح يسوع، ذلك لأن عيسى لم يأت بعد يحيى ، بل كان معاصراً له . ومن المعروف أن يحيى ولد قبل عيسى بخمسة شهور فقط . كما أن كليهما كانا نبيين في وقت واحد . والدليل في الإنجيل ، حيث يروي ( متى 3/13 – 15) أن عيسى جاء من الجليل إلى الأردن ليعتمد من يحى (يوحنا المعمدان ) هذا يدل على أن يحيى كان نبياً يعمد الناس " ولكن يحيى منعه قائلاً أنا محتاج أن أعتمد منك وأنت تأتي إلي . فأجاب يسوع وقال له اسمح الآن" (متى 3/14 – 15) لماذا رفض يحيى أن يعمد عيسى ؟ لماذا قال يحيى لعيسة أنا بحاجة إليك لتعمدني ؟ لأن عيسى نفسه كان نبياً رسولاً في ذلك الوقت ايضاً ، وإنما جاء ليعمده يحيى تواضعاً منه ليحيى واعترافاً منه بنبوته . إنه وتوضاع الأنبياء وتصديق كل منهم للآخر .
يحيى يريد أن يعمده عيسى ، وعيسى يريد أن يعمده يحيى . كلاهما تواضع للآخر وكلاهما صدق الآخر. هذه أخلاق الأنبياء وتواضعهم . إذا كان عيسى نبياً رسولاً وكان يحيى نبياً رسولاً في الوقت ذاته . والذي قال عنه يحيى " آمنوا بالذي يأتي بعدي " (أعمال 19/4) وقال عنه " يأتي بعدي من هو أقوى مني لذي لست أهلاً أن أنحني وأحل سيور حذائه " هو الذي يأتي بعد يحيى هو الرسل محمد (e). لماذا هو محمد ؟ لأنه هو الذي جاء بعد يحيى ولم يأت بعد يحيى رسول سوى محمد (e)، أما عيسى فقد كان معاصراً ممعني كون المسيح روح الله :
فإن قالوا:أوليس المسيح روح الله وكلمته كما قال عز ذكره: " وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه " أو ليس قد أخبر عن نفسه حين ذكر أمه أنه نفخ فيها من روحه أو ليس مع ذلك قد أخبر عن حصانة فرجها وطهارتها أو ليس مع ذلك قد أخبر
أنه لا أب له وأنه كان خالقاً إذ كان يخلق من الطين كهيئة الطير فيكون حياً طائراً فأي شيء بقي من الدلالات على مخالفته لمشاكلة جميع الخلق ومباينة جميع البشر قلنا لهم: إنكم إنما سألتمونا عن كتابنا وما يجوز في لغتنا وكلامنا ولم تسألونا عما يجوز في لغتكم وكلامكم.
ولو أننا جوزنا ما في لغتنا ما لا يجوز وقلنا على الله تعالى ما لا نعرف كنا بذلك عند الله والسامعين في حد المكاثرين وأسوأ حالاً من المنقطعين وكنا قد أعطيناكم أكثر مما سألتم وجزنا بكم فوق أمنيتكم.
ولو كنا إذا قلنا: عيسى روح الله وكلمته وجب علينا في لغتنا أن يجعله الله ولداً ونجعله مع الله تعالى إلهاً ونقول: إن روحاً كانت في الله فانفصلت منه إلى بدن عيسى وبطن مريم.
فكنا إذا قلنا: إن الله سمى جبريل روح الله وروح القدس وجب علينا أن نقول فيه ما يقولون في عيسى.
وقد علمتم أن ذلك ليس من ديننا ولا يجوز ذلك بوجه من الوجوه عندنا فكيف نظهر للناس قولاً لا نقوله وديناً لا نرتضيه.
ولو كان قوله جل ذكره: " فنفخنا فيه من روحنا " يوجب نفخاً كنفخ الزق أو كنفخ الصائغ في المنفاخ وأن بعض الروح التي كانت فيه انفصلت فاصلة إلى بطنه وبطن أمه لكان قوله في آدم يوجب له ذلك لأنه قال: " وبدأ خلق الإنسان من طين.
ثم جعل نسله ".
.
إلى قوله: " ونفخ فيه من روحه " وكذلك قوله: " فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ".
والنفخ يكون من وجوه والروح يكون من وجوه: فمنها ما أضافه إلى نفسه ومنها ما لم يضفه إلى نفسه.
وإنما يكون ذلك على قدر ما عظم من الأمور فمما سمى روحاً وأضافه إلى نفسه جبريل الروح الأمين وعيسى بن مريم.
والتوفيق كقول موسى حين قال: إن بني فلان أجابوا فلاناً النبي ولم يجيبوك.
فقال له: " إن روح الله مع كل أحد ".
وأما القرآن فإن الله سماه روحاً وجعله يقيم للناس مصالحهم في دنياهم وأبدانهم فلما اشتبها من هذا الوجه ألزمهما اسمهما فقال لنبيه صلى الله عليه وسلم: " وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا " وقال: " تنزل الملائكة والروح ".زامناً ولم يأت بعدهمغامرات يسوع الناصري في اورشليم...قصة غير واقعية ولا تحكي للاطفال :ولمّا قَرُبوا مِنْ أُورُشليمَ ووَصَلوا إلى بَيتِ فاجي عِندَ جبَلِ الزَّيتونِ، أرسَلَ يَسوعُ اَثنَينِ مِنْ تلاميذِهِ، 2وقالَ لهُما: "اَذهَبا إلى القريةِ التي أمامكُما، تَجِدا أتانًا مربوطةً وجَحشُها مَعها، فحُلاَّ رِباطَهُما وجيئا بِهِما إليَّ. 3وإنْ قالَ لكُما أحدٌ شيئًا، فأجيبا: "السيَّدُ مُحتاجٌ إلَيهِما، وسيُعيدُهُما في الحالِ".
4وكانَ هذا لِـيَــتِمَّ ما قالَ النَّبـيٌّ: 5."قولوا لابنَةِ صِهيونَ: ها هوَ مَلِكُكِ قادِمٌ إلَيكِ وديعًا راكِبًا على أتانٍ وجَحشٍ اَبنِ أتانٍ".
6فذهَبَ التَّلميذانِ وفَعَلا ما أمرَهُما بِه يَسوعُ 7وجاءا بالأتانِ والجَحشِ. ثُمَّ وضَعا علَيهِما ثَوبَيْهِما، فركِبَ يَسوعُ. 8وبَسَطَ كثيرٌ مِنَ النّاسِ ثيابَهُم على الطَّريقِ، وقطَعَ آخَرونَ أغصانَ الشَّجرِ وفَرَشوا بِها الطريقَ. 9وكانَتِ الجُموعُ التي تتَقَدَّمُ يَسوعَ والتي تَتْبَعُهُ تَهتِفُ: "المَجْدُ لاَبنِ داودَ! تبارَكَ الآتي بِاَسمِ الرَّبَّ! المجدُ في العُلى!"
10ولمّا دخَلَ يَسوعُ أُورُشليمَ ضَجّتِ المدينةُ كُلٌّها وسألَتْ: "مَنْ هذا؟" 11فأجابَتِ الجُموعُ: "هذا هوَ النَّبـيٌّ يَسوعُ مِنْ ناصرةِ الجليلِ".
يسوع يطرد الباعة من الهيكل.
12.ودخَلَ يَسوعُ الهَيكلَ وطرَدَ جميعَ الَّذينَ يَبـيعونَ ويَشتَرونَ فيهِ، فقَلَبَ مناضِدَ الصَّيارِفَةِ ومَقاعِدَ باعَةِ الحَمامِ، 13وقال لهُم: "جاءَ في الكِتابِ: بَيتي بَيتُ الصَّلاةِ، وأنتُم جَعَلْتُموهُ مغارَةَ لُصوصٍ!"
.14وجاءَ إلَيهِ العُرجُ والعُميانُ وهوَ في الهَيكلِ فشَفاهُم. 15فغَضِبَ رُؤساءُ الكَهنَةِ ومُعلَّمو الشَّريعةِ عِندَما رَأَوا المُعْجزاتِ التي صَنَعَها، وغاظَهُم هُتافُ الأولادِ في الهَيكَلِ: "المجدُ لاَبنِ داودَ!" 16فقالوا لَه: "أتَسمَعُ ما يَقولُ هؤُلاءِ؟" فأجابَهُم: "نعم، أما قرأتُم هذِهِ الآيةَ: مِنْ أفواهِ الصَّغارِ والأطفالِ أخرَجْتَ كلامَ الحمدِ؟" 17ثُمَّ تَركَهُم وخرَجَ مِنَ المدينةِ إلى بَيتِ عَنيا وباتَ فيها.
يسوع يلعن شجرة التين.
18وبَينَما هوَ راجِـــعٌ إلى المدينةِ في الصَّباحِ، أحَسَّ بالجوع 19فَجاءَ إلى شَجرَةِ تِـينٍ رَآها على جانِبِ الطَّريقِ، فما وجَدَ علَيها غَيرَ الوَرقِ. فقالَ لها: "لن تُثمِري إلى الأبدِ!" فيَبِسَتِ التّينةُ في الحالِ.
20ورأى التَّلاميذُ ما جرى، فتَعجَّبوا وقالوا: "كيفَ يَبِسَتِ التّينةُ في الحالِ?" 21فأجابَهُم يَسوعُ: "الحقَّ أقولُ لكُم: لو كُنتُم تؤمنونَ ولا تَشُكٌّونَ، لَفعَلْتُم بِهذِهِ التّينةِ مِثلَما فعَلتُ، لا بلْ كُنتُم إذا قُلتُم لِهذا الجبَلِ: قُمْ واَنطَرِحْ في البحرِ، يكونُ لكُم ذلِكَ. 22فكُلُّ شيءٍ تَطلُبونَهُ وأنتُم تُصلٌّونَ بإيمانٍ، تنالونَهُ".
السلطة المعطاة ليسوع.
23ودخَلَ يَسوعُ الهَيكلَ. وبَينَما هوَ يُعَلَّمُ، جاءَ إلَيهِ رؤَساءُ الكَهنَةِ وشُيوخُ الشَّعبِ وقالوا لَه: "بأيَّةِ سُلطَةٍ تَعمَلُ هذِهِ الأعمالَ؟ ومَنْ أعطاكَ هذِهِ السٌّلطَةَ؟"
24فأجابَهُم يَسوعُ: "وأنا أسألُكُم سُؤالاً واحدًا، إن أجَبْتُموني عَنهُ، قُلْتُ لكُم بأيَّةِ سُلطَةٍ أعمَلُ هذِهِ الأعمالَ: 25مِنْ أينَ ليوحنّا سُلطةُ المَعمودِيَّةِ؟ مِنَ السَّماءِ أمْ مِنَ النّاسِ?"
فقالوا في أنفُسِهِم: "إنْ قُلنا مِنَ الله، يُجيبُنا: فلِماذا ما آمنتُم بِه؟ 26وإنْ قُلنا مِنَ النّاسِ، نَخافُ الشَّعبَ، لأنَّهُم كُلَّهم يَعُدٌّون يوحنّا نبـيُا". 27فأجابوا يَسوعَ: "لا نَعرِفُ". فقالَ لهُم: "وأنا لا أقولُ لكُم بأيَّةِ سُلطَةٍ أعمَلُ هذِهِ الأعمالَ".
مثل الاِبنينِ.
28وقالَ يَسوعُ: "ما رأيُكُم؟ كانَ لِرَجُلٍ اَبنانِ. فجاءَ إلى الأوَّل وقالَ لَه: يا اَبني، اَذهَبِ اليومَ واَعمَل في كرمي. 29فأجابَهُ: لا أريدُ. ولكِنَّه نَدِمَ بَعدَ حينٍ وذهَبَ إلى الكَرمِ. 30وجاءَ إلى الابنِ الآخَرِ وطَلَبَ مِنهُ ما طلَبَهُ مِنَ الأوَّلِ، فأجابَهُ: أنا ذاهِبٌ، يا سيَّدي! ولكِنَّه ما ذهَبَ. 31فأيَّهُما عَمِلَ إرادةَ أبـيهِ؟" قالوا: "الأوَّلُ". فقالَ لهُم يَسوعُ: "الحقَ أقولُ لكُم: جُباةُ الضَّرائبِ والزَّواني يَسبِقونكُم إلى مَلكوتِ الله. 32جاءَكُم يوحنّا المَعمَدانُ سالِكًا طَريقَ الحَقَّ فما آمنتُم بِه وآمنَ بِه جُباةُ الضَّرائبِ والزَّواني. وأنتُم رأيتُم ذلِكَ، فما ندِمتُم ولو بَعدَ حينٍ فتـؤْمنوا بِه".
مثل الكرّامين.
33"إسمَعوا مَثَلاً آخَرَ: غرَسَ رجُلٌ كرمًا، فسَيَّجَهُ وحفَرَ فيهِ مَعْصَرَةً وبَنى بُرجًا وسَلَّمَهُ إلى بَعضِ الكرّامينَ وسافَرَ. 34فلمّا جاءَ يومُ القِطافِ، أرسَلَ خدَمَهُ إليهِم ليأخُذوا ثمَرَهُ. 35فأمسَكَ الكرّامونَ خدَمَهُ وضَرَبوا واحدًا منهُم، وقَتَلوا غَيرَهُ، ورَجَموا الآخَرَ. 36فأرسَلَ صاحِبُ الكرمِ خَدَمًا غَيرَهُم أكثرَ عددًا مِنَ الأوَّلينَ، ففَعَلوا بِهِم ما فَعلوهُ بالأوَّلينَ. 37وفي آخِر الأمرِ أرسلَ إلَيهِم اَبنَهُ وقالَ: سَيَهابونَ اَبني. 38فلمّا رأى الكرّامونَ الاَبنَ قالوا في ما بَينَهُم: ها هوَ الوارِثُ! تعالَوْا نَقْتُلُه ونأخُذُ ميراثَهُ! 39فأمسكوهُ ورمَوْهُ في خارِجِ الكرمِ وقَتَلوهُ.
40فماذا يفعَلُ صاحِبُ الكرمِ بِهؤلاءِ الكرّامينَ عِندَ رُجوعِهِ؟" 41قالوا لَه: "يَقتُلُ هؤُلاءِ الأشرارَ قَتلاً ويُسلَّمُ الكرمَ إلى كرّامينَ آخرينَ يُعطونَهُ الثَمرَ في حينِهِ".
42فقالَ لهُم يَسوعُ: "أما قرأتُم في الكُتُبِ المُقَدَّسةِ: الحجَرُ الَّذي رَفضَهُ البنّاؤونَ صارَ رأسَ الزّاويَةِ؟ هذا ما صنَعَهُ الرَّبٌّ، فيا للْعجَبِ!
43لذلِكَ أقولُ لكُم: سيأخُذُ الله مَلكوتَهُ مِنكُم ويُسلَّمُهُ إلى شعبٍ يَجعلُهُ يُثمِرُ. 44مَنْ وقَعَ على هذا الحَجَرِ تَهَشَّمَ. ومَنْ وقَعَ هذا الحجَرُ علَيهِ سَحقَهُ".
45فلمّا سَمِعَ رُؤساءُ الكَهنَةِ والفَرّيسيّونَ هذَينِ المَثلينِ مِنْ يَسوعَ، فَهِموا أنَّهُ قالَ هذا الكلامَ علَيهِم. 46فأرادوا أن يُمسكوهُ، ولكنَّهُم خافوا مِنَ الجُموعِ لأنَّهُم كانوا يَعُدّونَهُ نَبـيُا".
ويبدأ هذا الفصل بعملية سرقة مستوفية الأركان، فالمسيح يرسل اثنين من حوارييه ليأخذا أتانا وابنها من أحد البيوت دون إذن من أهله، وإن كان قد أضاف على سبيل الاحتياط فى حالة التلبس أن يقول الرسولان إن السيد (أى سيد؟ لا يهم. المهم أنه السيد، وخلاص، رغم أنه لا أحد هناك كان يعرف السيد!) قد أرسلنا لأخذهما لأنه محتاج إليهما، وهو يعدكما بأنه سيعيدهما فى الحال. ولما لم يرهما أحد عند أخذهما لهما فإن السيد قد حُلَّ من وعده، ومن ثم لم يعد الجحش ولا الست والدته المحترمة إلى الحظيرة، وهذا هو السبب فى أن كاتب الإنجيل "طَنَّشَ" على الموضوع. ثم متى كان المسيح يركب فى أسفاره؟ إنه دائما يسير على قدميه هو وتلاميذه. ولقد أتوا إلى أورشليم على أقدامهم، بل إنه حتى فى البحر قد مشى مرة على قدميه، فلماذا الإصرار على الركوب هذه المرة؟ إنها النبوءة! فما أصدقها من نبوءة تلك التى تستلزم سرقة حمارة وحمار!
إن هذا يذكرنا بما كانت تقوله جريدة "الوفد" المصرية فى ثمانينات القرن الماضى حين كانت تكايد الدكتور ر. م. فتشير إلى أقاربه المشهورين (والعهدة عليها) بسرقة الحمير فى قريتهم وجوارها وصبغهم إياها إيغالا منهم فى التمويه على أصحاب الحمير المسروقة كما يفعل لصوص الكائنات النهاقة فى الأرياف المصرية! أما العبد لله فيرى أن هذا كله كلام لا حقيقة له، كلام وطحينة! ولم يحدث أن أمر بسرقة جحش وحمارة، لأنه عليه السلام كان نبيا ولم يكن صبّاغ حمير من أجوار دمياط! ونقول لهم إن كتابكم محرَّف فيشتمون الرسول الكريم ويتطاولون عليه، وما دَرَوْا أنهم إنما يتسافلون وينحطون أكثر مما هم سفلة منحطون! ولعن الله دبر زيكو، الذى هو السبب فى هذا كله! وحديثا قيل فى الأمثال: "فَتِّشْ عن الدبر"! وبمناسبة النبوءة هناك فزورة كانوا يسألونناها ونحن صغار، إذ يقولون: لماذا تُبْنَى الجسور فوق الأنهار؟ وبدلا من أن تكون الإجابة الصحيحة: "لكى يعبر عليها الناس من ضفة إلى الضفة الأخرى" يقولون: "إنها قد أقيمت لكى يمر الماء من تحتها"، قالبين بذلك الآية مثلما قلبها كتبة الأناجيل. ومثلها القول بأن الله خلق للإنسان أنفا لكى يضع عليه النظارة! فكأن المسيح قرأ العهد القديم فى طفولته وصباه كما جاء فى روايات تلك الأناجيل، وكان يعرف أن هناك نبوءة تقول إنه سوف يدخل أورشليم على جحش وأتان (كيف؟ لا أدرى، إلا أن يقال إنه سوف يُفَرْشِح فيفتح ساقيه على الآخر حتى تحتويا الركوبتين معا، فيتفوق بذلك على لاعبى الأكروبات)! لكن فات كاتب السفر، لأنه ضعيف الخيال ركيك التفكير، أن يشرح لنا كيف استطاع الرسولان التعرف على البيت الذى حدده لهما السيد، وكيف دخلا البيت دون مفتاح، وكيف سرقا الحمارين من غير أن يتعرض لهما الجيران، وذلك بافتراض أن أصحاب البيت كانوا مسافرين مثلا! لا لا، إن هذا رجل لا يصلح لحكاية الحواديت!
لكن النبوءة (يا خسارة!) تقول إن هذا الداخل ملك وديع. وهذا هو نصها بالحرف حسبما ساقها السيد متى: "قولوا لابنَةِ صِهيونَ: ها هوَ مَلِكُكِ قادِمٌ إلَيكِ وديعًا راكِبًا على أتانٍ وجَحشٍ اَبنِ أتانٍ". وبطبيعة الحال لم يكن المسيح عليه السلام مَلِكًا، وهذه لا شك فيها ولا تحتمل الجدال والمراء. وكذلك لم يكن وديعا طبقا للذى افتراه عليه متّى ورفاقه الآخرون: فقد صوروه لعّانا عصبيا جافيا قلقا دائم الاتهام حتى لحوارييه بعدم الإيمان، وسوف نسمعه بعد أسطر يشنّف آذانهم بهذا الاتهام لا أدرى للمرة الــ"كم"، كما سنراه وهو يقلب موائد البيع والشراء والصرافة فى الهيكل، وكذلك وهو يلعن شجرة التين المسكينة التى لم يكن فيها تين لأنه لم يكن موسم تين، لكن الملك الوديع من وداعته، بدلا من أن يمد يده من كم قميصه أو يمد يده فى الهواء (أليس هو اله أو ابن الله؟) فيأتى بما شاء من تين وعنب ورمان وبلح وجوافة وفراولة وكاكا (لأنى أحب الكاكا، ولا داعى للموز، رغم أنى أحبه، لأنه شديد السكرية، وخَلِّنا فى البرتقال لأننا فى الشتاء الآن)، بدلا من أن يفعل السيد المسيح ذلك لعنها فيبست فى الحال! يا سلام على الوداعة! وانظروا إلى الوداعة أيضا فى "الهيصة والزمبليطة" التى صاحبت دخوله أورشليم وهتاف الجماهير له وفَرْشهم أثوابهم لدابتيه: "المَجْدُ لاَبنِ داودَ! تبارَكَ الآتي بِاَسمِ الرَّبَّ! المجدُ في العُلى!"! يا لها من وداعة لم تحدث من قبل! لكنْ إذا كانت هذه هى الوداعة، فما هو الكِبْر والغطرسة إذن؟ ثم هل كان المسيح، وهو الذى كان بارعا فى المعجزات براعةً لم تكن لأحد بهذه الكثافة من قبل، عاجزا عن أن يأتى بدابّة أو اثنتين (ويا حبذا لو وفّر لكل تلميذ أيضا، ولن نقول: لكل واحد من الجموع التى كانت تصحبه فى هذا الدخول، دابة خاصة به) من عند أبيه السماوى بدلا من أن يرسل تلاميذه لأخذ الحمير دون إذن أصحابها ولا علمهم؟ وما السبب يا ترى فى أن الجماهير خرجت هذه المرة بالذات عن مألوفها، إذ كانت تكتفى قبل هذا بالالتفاف حوله كى يُبْرِئهم هم وأولادهم من مرض أو يُطْعِمهم من جوع أو يُحْيِىَ موتاهم بإذن الله، فخالفت هذه المرة عن سلوكها المعتاد وفرشت له الطريق بالملابس والأغصان وأخذت تهتف له حتى داخل الهيكل؟
ليس ذلك فحسب، بل إن تفسير النبوءة كله تضليل فى تضليل، فالنبوءة ليست خاصة بالسيد المسيح ولا بدينه البتة، بل بخلاص اليهود! وأين المسيح عليه السلام من خلاص اليهود وعودة مجدهم لهم، وهو الذى تنبأ فى هذا الفصل نفسه أن ملكوت السماء سوف يتحول عنهم إلى أمة أخرى (هى أمة العرب كما هو واضح). ولنقرإ الفصل كله لنرى ونحكم بأنفسنا: "كلامٌ مُوحًى مِنَ الرّبِّ إلى النَّبيِّ في أرضِ حَدْراخ ودِمشقَ مَوضِعِ إقامتِهِ، لأنَّ لِلرّبِّ كُلَ البشَرِ كما لَه كُلُّ أسباطِ إسرائيلَ. 2ولَه حماةُ التي تُتاخمُ تِلكَ الأرضَ وصُورُ وصَيدونُ بكُلِّ مَناعتِها. 3بَنتْ صُورُ حِصنًا لها وكنَزَتِ الفِضَّةَ كالتُّرابِ، والذَّهبَ كوحلِ الشَّوارِعِ. 4ها السَّيِّدُ يَمتلِكُها ويَضرِبُ في البحرِ قُدرَتَها فتُؤكَلُ بالنَّارِ. 5تَرى ذلِكَ أشقَلونُ فتَخافُ، وغزَّةُ فتنحلُّ عزيمتُها، وعقرونُ فتَخزى مِنْ ضَعفِها. ويَبيدُ المُلكُ مِنْ غزَّةَ، وأشقَلونُ لا تُسكنُ، 6ويَسكُنُ الغُرَباءُ في أشدودَ. وأقضي على كبرياءِ الفلِسطيِّين، يقولُ الرّبُّ، 7وأُزِيلُ دَمَ الذَّبائحِ مِنْ أفواهِهِم، ولَحمَها الرَّجسَ مِنْ بَينِ أسنانِهِم. فتبقى مِنهُم بقيَّةٌ لإلهِنا، ويألَفونَ السَّكنَ في يَهوذا، ويكونُ أهلُ عَقرونَ هؤلاءِ كما كانَ اليبوسيُّونَ. 8وأَنزِلُ في بَيتي وأحرسُهُ مِنَ العابرِ والمُقيمِ، يقولُ الرّبُّ، فلا يَمرُّ على شعبي طاغيةٌ بَعدَ أنْ رأيتُ الآنَ بعينَيَ ما قاسُوهُ مِنَ الآلامِ. 9إِبْتَهِجي يا بنتَ صِهيَونَ، واَهتفي يا بِنتَ أُورُشليمَ ها مَلِكُكِ يأتيكِ عادلاً مُخلِّصًا وديعًا راكبًا على حمارٍ، على جحشٍ اَبنِ أتانٍ. 10سأقضي على مَركباتِ الحربِ في أفرايمَ، والخيلِ وأقواسِ القِتالِ في أورُشليمَ، فيَتكلَّمُ مَلِكُكِ بالسَّلامِ للأُمَمِ ويكونُ سُلطانُهُ مِنَ البحرِ إلى البحرِ ومِنَ النَّهرِ إلى أقاصي الأرضِ 11ولأجلِ عَهدي المَختومِ بدَمِ الضَّحايا أُطلِقُ أسرَاكِ مِنَ البِئرِ التي لا ماءَ فيها، 12فأقولُ لهُم: إِرجعوا إلى الحُصنِ أيُّها الأسرَى الذينَ لهُم رجاءٌ. اليومَ أُخبركُم أنِّي أُبارِكُكُم وأعوِّضُكُم منْ آلامِكُم ضِعفَينِ، 13فأنا سأَحني يَهوذا قَوسًا لي وأجعَلُ أفرايمَ سِهامًا لها، وأُثيرُ بنيكِ يا صِهيَونُ على بني يونانَ وأُشهِرُكِ كسَيفِ الجبَّارِ. 14ثُمَ يَظهرُ الرّبُّ علَيهم وسَهمُهُ يخرُج كالبَرقِ، والسَّيِّدُ الرّبُّ يَنفخُ في البُوقِ وينطلِقُ في زوابعِ الجنوبِ. 15الرّبُّ القديرُ يُحامي عَنهُم، فيرُوزونَ حجارةَ المِقلاعِ ويتناولونَها بمِلءِ أكُفِّهِم ويشربونَ دِماءَ أعدائِهِم كالخمرِ، ويَمتلئونَ بها كَقِصاعِ المذبَحِ وزواياهُ. 16في ذلِكَ اليومِ يُخلِّصُ الرّبُّ الإلهُ شعبَهُ كما يُخلِّصُ الرَّاعي غنَمَهُ، فيُقيمونَ في أرضِهِ كالحجارةِ الفريدةِ. 17فما أطيبَها وما أوفاها تكونُ لهُم. بِحِنطتِها ينمو الفِتيانُ وبِخمرِها العَذارَى".
إن الأمر، كما هو واضح حتى للعُمْى، إنما يختص ببنى إسرائيل والخلاص من المذلة التى كتبها الله عليهم وألّفوا له تلك الكتب وادَّعَوْا أنها وحى من الله. وعلى أية حال فلا القدس عادت أيامها لبنى إسرائيل، ولا السلام عمّ العالم أو حتى عرفته أرض الشام وفلسطين، ولا المسيح قامت له حينذاك مملكة، ولا سلطانه اتسع من البحر للبحر كما جاء فى النبوءة. يعنى باختصار: كله كلام فى الهجايص! وأخيرا فكل ما وصفته به الجموع، ولم يعترض عليه السلام على شىء منه بالمناسبة، أنه "ابن داود" و"النبى يسوع" فقط لا غير! وهذا هو الذى نقوله نحن المسلمين، لكن لا نسميه فى لغتنا: "يسوع" بل "عيسى"، "عيسى بن مريم" عليه السلام، ودُمْتُمْ!
وإلى الهيكل ندخل مع المسيح عليه الصلاة والسلام فنفاجأ به يثور على ما يجده هناك من تحويل اليهود له إلى دكان للبيع والشراء والمراباة، ويقلب أيضا الموائد والكراسى ويطرد الباعة والصيارفة قائلا إن الله إنما جعل العيكل للعبادة لا للبيع والشراء وخداع الناس وسرقة آمالهم بالغش والتزوير. ونحن لا نملك إلا أن نكون معه فى هذا الذى فعل، وإن كنا نستغرب انهزام الأشرار بهذه السهولة أمامه، وهو الذى لم يكن يمثل أية سلطة: لا دينية ولا سياسية ولا عسكرية! أتراها المفاجأة والجرأة التى عاملهم بها وقولة الحق التى بدههم بها قبل أن يستعدوا له لأنهم لم بكونوا يتوقعون منه ما صنع؟ ربما كان هذا أوجه تفسير لما حدث. إلا أننا فى ذات الوقت نستغرب أن يرضى عن الهتافات التى كانت تجلجل فى داخل الهيكل بتمجيده! أليست هى أيضا مما لم يُنْشَأ له الهيكل؟ أم ماذا؟ هذه فقط نقطة نظام ننبه إليها ولا نتوقف لديها طويلا لأنها غنية بنفسها عن كل شرح أو تعليق. أما شفاؤه المرضى فى الهيكل فلست أجد به بأسا، فقد قلنا إن الدين إنما جاء لراحة الإنسان وخدمته لا العكس، وإن فضلت مع ذلك لو أنه انتظر حتى يخرج من المعبد ثم يشفيهم كما يحب، وذلك للحفاظ على هيبة المكان وجلاله، إذ العامة لا تفهم المعانى العالية التى تحدثنا عنها هنا، ومن ثم فإن مثل هذا التصرف من جانبه قد يُفْهَم خطأ فيظنون أن كل شىء يجوز عمله فى المعبد.
وإذا كان الشىء بالشىء يُذْكَر فقد كان النبى عليه الصلاة والسلام يستهجن أن يَنْشُد فاقدُ الشىء شَيْئَه فى المسجد، ويُؤْثَر عنه أنه كان يعقّب على من يسمعه يفعل ذلك بألا يردّ الله عليه ضالّته، إذ كان يريد أن تبقى للمساجد حرمتها فى نفوس الناس لأن المساجد ليست أماكن يؤدى فيها المصلون صلواتهم فحسب، بل هى فوق هذا وقبل هذا معانٍ وعواطفُ وإشعاعات! ومع ذلك فقد رأى ذات مرة أعرابيا جافيا حديث عهد بالإسلام لم يستطع أن يتحكم فى نفسه فشرع يتبول فى ركن من أركان المسجد فهاج الصحابة عليه وهمّوا به يمنعونه من ذلك، لكنه صلى الله عليه وسلم، بما فُطِر عليه من رحمةٍ هاميةٍ ولمعرفته العميقة الصادقة بالضعف البشرى وبأن ثمة حاجات إنسانية يشقّ على البشر تأجيلها أو تجاهلها ولإدراكه جهل الأعرابى وأنه لم يقصد شيئا من الإساءة ولا كانت اللامبالاة هى باعثه على ذلك التصرف المشين، لكل ذلك قد كفّهم عنه قائلا: لا تقطعوا عليه بَوْلَته. ذلك أن المبادئ، حين تنزل من عليائها إلى أرض البشر، قد تتلون إلى حد ما بالسياق الذى يراد تطبيقها فيه والظروف التى تكتنفها آنذاك، ومن هنا كان لا بد من المرونة فى بعض الأحيان، وإلا توقفت سفينة الحياة والنجاة! وهذه نصوص بعض الأحاديث فى ذلك الموضوع:
عن أبى هريرة فال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سمع رجلا يَنْشُد ضالَّة في المسجد فليقل: لا رد الله عليك. فإن المساجد لم تُبْنَ لهذا". وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك. وإذا رأيتم من يَنْشُد فيه ضالَّة فقولوا :لا رد الله عليك". قال أبو عيسى: حديث أبي هريرة حديث حسن غريب، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، كرهوا البيع والشراء في المسجد، وهو قول أحمد وإسحق. وقد رخص فيه بعض أهل العلم في البيع والشراء في المسجد". وعن أنس بن مالك قال: "بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَهْ! مَهْ! قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تُزْرِموه، دَعُوه. فتركوه حتى بال. ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له: إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر. إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فأمر رجلا من القوم فجاء بدلو من ماء فشنّه عليه". ولست أريد أن أقارن بين تصرف الرسول وتصرف عيسى بن مريم وأقول إن تصرف سيد الأنبياء أحكم وأهدأ وأرفق، فلكل مقام مقال وسلوك. ولم يكن اليهود الذين حولوا معبد أورشليم إلى سوق للصيرفة وتجارة الطيور كذلك الأعرابى الجاهل الذى لم يكن عنده أية فكرة عما ينبغى للمساجد من احترام وإجلال، على عكس الصيارفة والباعة الذين حولوا الهيكل إلى سوق لا تراعى فيه أدنى درجات الحياء ولا الاحتشام، مع معرفتهم رغم ذلك بكتابهم وما يوجبه عليهم تجاه بيت عبادتهم.
لكن هذا لا يسوغ السكوت على لعنه، صلى الله عليه وسلم، شجرة التين لأنه كان جائعا وكان يبحث عن شىء يتقوّت به فلم يجد فيها إلا الورق فلعنها ألا تثمر أبدا، لأنها ما ذنبها؟ إنها نبات لا يعقل ولا يفهم ولا يقدّر آلام الجائعين ولا يعرف أنه فى ساعة البطون تتيه عقول البشر الفانين! فكيف فات هذا عيسى عليه السلام، وهو نبى الرحمة والسلام كما يصوره من يزعمون أنهم على دينه، وهو ودينه منهم براء؟ ولو قلنا إنه إله كما يقولون، فلماذا لم يوفر لنفسه طعاما يأكله، مع ما فى هذا الكلام من مفارقة، إذ لو كان إلها لما جاع، ولو افترضنا المستحيل الذى لا تقبله العقول وقلنا إن الآلهة قد تجوع (الآلهة أم العشرة بمليم!)، أفلم يكن جديرا به ألا يكشف جوعه وضعفه هكذا على رؤوس الأشهاد فيَرَوْه مغتاظا نافد الصبر لا يستطيع أن يمسك نفسه لدقائق، مع أنه (فيما ذكروا لنا) قد صام عن الطعام والشراب أربعين يوما، فماذا يكون صبر دقائق أو حتى ساعات إزاء ذلك؟ وعلى أية حال فالتينة لا تملك إلا أن تطيع القوانين الكونية التى خلقها الله على أساسها. وعلى هذا فلو أراد منها المسيح أن تعطيه تينا لكان عليه أن يلغى تلك القوانين بوصفه الإله أو ابن الإله. أما أن يلعن الشجرة المسكينة على شىء ليس لها أى ذنب فيه فهو ما لا أفهمه ولا يفهمه أى عاقل! ودعونا من هذا كله، أفلم يكن من آياته إطعام الآلاف من بضع كِسْرات من الخبز وسمكات قليلة لا تصلح إلا لإطعام فرد واحد؟ أم تراه لا يستطيع أن يصنع المعجزات الطعامية إلا إذا كان عنده أساس من كِسَرٍ وأسماك وما أشبه يقيم عليه معجزته لأنه لا يمكنه أن يبدأ هذه المعجزات من الصِّفْر كما هو الحال مع الخبز، الذى لا يمكن صنعه إلا بوجود الخميرة أولا؟ أعطونى عقولكم أتصبَّر بها أيها القراء، فقد احترت واحتار دليلى، لا حَيَّر الله لكم دليلا! ولكى يزداد الطين بِلّةً نراه عليه السلام، للمرة التى لا أدرى "كَمْ"، يتهم حوارييه بأنهم شكاكون ليس عندهم إيمان، قائلا لهم: "لو كُنتُم تؤمنونَ ولا تَشُكٌّونَ، لَفعَلْتُم بِهذِهِ التّينةِ مِثلَما فعَلتُ"، وكأن ما فعله هو مما يُفْتَخَر به ويُقَاس عليه وينبغى تكراره. وعلى أية حال إذا كان هذا هو رأى المسيح عليه السلام فى الحواريين فى مسألة الإيمان والتصديق، فما وضع النصارى العاديين؟
وبالنسبة للنص التالى الذى أبدى فيه عيسى بن مريم عليه السلام رأيه فيمن يسارع من الزوانى وجُبَاة الضرائب إلى الإيمان فى الوقت الذى ينكل فيه رؤساء الكهنة عنه: "الحقَ أقولُ لكُم: جُباةُ الضَّرائبِ والزَّواني يَسبِقونكُم إلى مَلكوتِ الله. 32جاءَكُم يوحنّا المَعمَدانُ سالِكًا طَريقَ الحَقَّ فما آمنتُم بِه وآمنَ بِه جُباةُ الضَّرائبِ والزَّواني. وأنتُم رأيتُم ذلِكَ، فما ندِمتُم ولو بَعدَ حينٍ فتـؤْمنوا بِه"، فهو كلام نبيل ورائع وجميل. وقل فيه ما تشاء من مديح وثناء من هنا للصبح فلن توفيه حقه أبدا. إنه، صلى الله عليه وسلم، يؤسس قاعدة إنسانية عظيمة لا يمكن أن تكون إلا من عند الله الرحيم الكريم الذى لا تغره مظاهر الناس ولا أشكالهم بل تقواهم وإخلاصهم واستعدادهم للانخلاع عن ماضيهم الملوث وبدء صفحة جديدة طاهرة، والذى يعلم أنهم كثيرا ما تغلبهم الظروف القاهرة على أنفسهم دون رغبة منهم فيُضْطَرّون اضطرارًا إلى مقارفة الإثم، وإن قلوبهم لتلعنه وتتمنى التخلص منه وتتربص لذلك الفرصَ المواتية. وفى أحاديث المصطفى أن الإسلام يَجُبّ ما قبله، وأن الله لا ينظر إلى صوركم وأشكالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم وأن التقوى فى الصدور لا فى الطقوس، وأن مومسًا استحقت دخول الجنة بسبب شربة ماء سقتها كلبًا برّح به الظمأ فخلعت خفها عطفا على الحيوان الأعجم ودلّته إلى البئر وملأته ماء وسقته، فغفر الله لها وأدخلها الجنة، وهل يمكن أن يكون الله أقل رحمة بها منها بالكلب، وهو خالق الرحمات التى فى الدنيا كلها؟ عن أبي هريرة قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: غُفِر لامرأةٍ مُومِسَةٍ مرّت بكلب على رأس رَكِيٍّ يلهث قد كاد يقتله العطش، فنزعت خُفّها فأوثقته بخمارها فنزعت له من الماء، فغُفِر لها بذلك". وفى القرآن نقرأ الآية التالية عن جاريةٍ لزعيم المنافقين كان ابن سَلُول يُكْرِهها على ممارسة البغاء على تضررٍ منها واشمئزازٍ وتطلُّعٍ إلى يوم يتوب الله عليها فيه من هذا القذر: "وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (النور/ 33). يا لله لهذا الكلام الرائع العظيم، وصلى الله على عيسى ومحمد ما ذَرَّ شارقٌ، وما سجعتْ يمامةٌ على أغصان الحدائق. هكذا الدين الصحيح، وإلا فلا.
وهناك النبوءة الخاصة بالـحَجَر الذى رفضه البناؤون، فما ذلك الحجر؟ واضح أن الله قد نَفِدَ صبره مع اليهود، أى أن المسألة تتعلق بأمة تحل محل بنى إسرائيل. وأنا أفهم هذا على أن المقصود به أمة العرب، الذين ينتمون إلى إسماعيل ابن الجارية، والذين كان بنو إسرائيل فى غبائهم العنصرى ينظرون إليهم مِنْ عَلٍ، والذين لم يقف فى طريقهم عند دعوتهم بدعوة الإسلام أحد، إذ انتصروا انتصارا ساحقا على إمبراطوريات ذلك الزمان. وأحسب أننا حين قلنا إن المقصود بالنبوءة هم العرب لم نَفْتَرِ على الحقيقة ولا اعتسفنا الكلام ولا لويناه عن وجهه شيئا، وإلا فمَنْ تلك الأمة التى ينطبق عليها هذا الكلام؟ ليست هناك أمة من أمم الأرض ورثت النبوة وفتحت الأرض وخضعت لها الشعوب وكانت انتصاراتها باهرة لم يسبق لها شبيه سواء فى السرعة أو فى الحسم أو فى اتساع رقعة الفتح غير العرب. وعلى هذا فالعرب بلا جدال هم المرادون بتلك النبوءة! وقبل أن ننتهى من هذا الفصل ننبه مرة أخرى إلى أن الذين قبلوا من قوم عيسى عليه السلام دعوته إنما آمنوا به نبيا لا ابنا لله، فضلا عن أن يكون هو الله ذاته كما تقول الأساطير المأخوذة عن وثنيات الشعوب القديمة، فهو عندهم مثل يحيى عليه السلام لا يزيد ولا ينقص! وبالمناسبة فلو كان السيد المسيح إلها أو ابن الله ما جرؤ يحيى على أن يعمّده ولأعلن للناس جميعا أنه من عنصر إلهى. وها هو ذا النص الخاص بالنبوءة والنبوة لكى يحكم القراء على ما قلناه بأنفسهم:
"إسمَعوا مَثَلاً آخَرَ: غرَسَ رجُلٌ كرمًا، فسَيَّجَهُ وحفَرَ فيهِ مَعْصَرَةً وبَنى بُرجًا وسَلَّمَهُ إلى بَعضِ الكرّامينَ وسافَرَ. 34فلمّا جاءَ يومُ القِطافِ، أرسَلَ خدَمَهُ إليهِم ليأخُذوا ثمَرَهُ. 35فأمسَكَ الكرّامونَ خدَمَهُ وضَرَبوا واحدًا منهُم، وقَتَلوا غَيرَهُ، ورَجَموا الآخَرَ. 36فأرسَلَ صاحِبُ الكرمِ خَدَمًا غَيرَهُم أكثرَ عددًا مِنَ الأوَّلينَ، ففَعَلوا بِهِم ما فَعلوهُ بالأوَّلينَ. 37وفي آخِر الأمرِ أرسلَ إلَيهِم اَبنَهُ وقالَ: سَيَهابونَ اَبني. 38فلمّا رأى الكرّامونَ الاَبنَ قالوا في ما بَينَهُم: ها هوَ الوارِثُ! تعالَوْا نَقْتُلُه ونأخُذُ ميراثَهُ! 39فأمسكوهُ ورمَوْهُ في خارِجِ الكرمِ وقَتَلوهُ. 40فماذا يفعَلُ صاحِبُ الكرمِ بِهؤلاءِ الكرّامينَ عِندَ رُجوعِهِ؟" 41قالوا لَه: "يَقتُلُ هؤُلاءِ الأشرارَ قَتلاً ويُسلَّمُ الكرمَ إلى كرّامينَ آخرينَ يُعطونَهُ الثَمرَ في حينِهِ".42فقالَ لهُم يَسوعُ: "أما قرأتُم في الكُتُبِ المُقَدَّسةِ: الحجَرُ الَّذي رَفضَهُ البنّاؤونَ صارَ رأسَ الزّاويَةِ؟ هذا ما صنَعَهُ الرَّبٌّ، فيا للْعجَبِ! 43لذلِكَ أقولُ لكُم: سيأخُذُ الله مَلكوتَهُ مِنكُم ويُسلَّمُهُ إلى شعبٍ يَجعلُهُ يُثمِرُ. 44مَنْ وقَعَ على هذا الحَجَرِ تَهَشَّمَ. ومَنْ وقَعَ هذا الحجَرُ علَيهِ سَحقَهُ". 45فلمّا سَمِعَ رُؤساءُ الكَهنَةِ والفَرّيسيّونَ هذَينِ المَثلينِ مِنْ يَسوعَ، فَهِموا أنَّهُ قالَ هذا الكلامَ علَيهِم. 46فأرادوا أن يُمسكوهُ، ولكنَّهُم خافوا مِنَ الجُموعِ لأنَّهُم كانوا يَعُدّونَهُ نَبـيُمغامرات يسوع عند بيلاطيس: رواية خيالية لا يجوز اعطائها للاطفال لقراءتها؟؟؟ولمّا طلَعَ الصٌّبحُ، تَشاورَ جميعُ رُؤساءِ الكَهنَةِ وشُيوخُ الشَّعبِ على يَسوعَ ليَقتُلوهُ. 2ثُمَّ قَيَّدوهُ وأخَذوهُ وأسلَموهُ إلى الحاكِمِ بـيلاطُسَ.
موت يهوذا.
3فلمّا رأى يَهوذا الَّذي أسلَمَ يَسوعَ أنَّهُم حكَموا علَيهِ، ندِمَ ورَدَّ الثَّلاثينَ مِنَ الفِضَّةِ إلى رُؤساءِ الكَهنَةِ والشٌّيوخِ، 4وقالَ
لهُم: "خَطِئتُ حينَ أسلَمتُ دمًا بريئًا". فقالوا لَه: "ما علَينا؟ دَبَّرْ أنتَ أمرَكَ". 5فرَمى يَهوذا الفِضَّةَ في الهَيكلِ واَنْصرفَ، ثُمَّ ذهَبَ وشَنقَ نفسَهُ.
6فأخَذَ رُؤساءُ الكَهنَةِ الفِضَّةَ وقالوا: "هذِهِ ثمنُ دمِ، فلا يَحِلُّ لنا أنْ نضَعَها في صُندوقِ الهَيكَلِ". 7فاَتَّـفَقوا أنْ يَشتَروا بِها حَقلَ الخَزّافِ ليَجعَلوهُ مَقبرَةً لِلغُرَباءِ. 8ولِهذا يُسَمّيهِ الناسُ حقلَ الدَّمِ إلى هذا اليومِ.
9فتَمَّ ما قالَهُ النَّبـيٌّ إرميا: "وأخذوا الثَّلاثينَ مِنَ الفِضَّةِ، وهيَ ما اَتَّفقَ بَعضُ بَني إِسرائيلَ على أنْ يكونَ ثمنُهُ، 10ودَفَعوها ثَمنًا لِحَقلِ الخزّافِ. هكذا أمرَني الرَّبٌّ".
بـيلاطس يسأل يسوع.
11ووقَفَ يَسوعُ أمامَ الحاكِمِ فسألَهُ الحاكِمُ: "أأنتَ مَلِكُ اليَهودِ؟" فأجابَهُ يَسوعُ: "أنتَ قُلتَ". 12وكانَ رُؤساءُ الكَهنَةِ والشٌّيوخِ يتَّهِمونَهُ، فلا يُجيبُ بِشيءٍ. 13فقالَ له بـيلاطُسُ: "أما تسمَعُ ما يَشهَدونَ بِه علَيكَ؟" 14فما أجابَهُ يَسوعُ عَنْ شيءٍ، حتَّى تَعجَّبَ الحاكِمُ كثيرًا.
الحكم على يسوع بالموت.
15وكانَ مِنْ عادَةِ الحاكِمِ في كُلٌ عيدٍ أن يُطلِقَ واحدًا مِن السٌّجَناءِ يَختارُهُ الشّعبُ. 16وكانَ عِندَهُم في ذلِكَ الحينِ سَجينٌ شهيرٌ اَسمُهُ يشوعُ باراباسُ. 17فلمّا تَجَمْهرَ النّاسُ سألَهُم بـيلاطُسُ: "مَنْ تُريدونَ أنْ أُطلِقَ لكُم: يشوعُ باراباسُ أمْ يَسوعُ الَّذي يُقالُ لَه المَسيحُ؟" 18وكان بـيلاطُسُ يَعرِفُ أنَّهُم مِنْ حَسَدِهِم أسلموا يَسوعَ.
19وبَينَما بـيلاطُسُ على كُرسِـيَّ القَضاءِ، أرسَلَتْ إلَيهِ اَمرأتُهُ تَقولُ: "إيّاكَ وهذا الرَّجُلَ الصّالِـحَ، لأنَّي تألَّمتُ اللَّيلَةَ في الحُلمِ كثيرًا مِنْ أجلِهِ". 20لكنَّ رُؤساءَ الكَهنَةِ والشٌّيوخَ حَرَّضوا الجُموعَ على أنْ يَطلُبوا باراباسَ ويَقتُلوا يَسوعَ. 21فلمّا سألَهُمُ الحاكمُ: "أيٌّهُما تُريدونَ أنْ أُطلِقَ لكُم؟" أجابوا: "باراباسُ!" 22فقالَ لهُم بـيلاطُسُ: "وماذا أفعَلُ بـيَسوعَ الَّذي يُقالُ لَه المَسيحُ؟" فأجابوا كُلٌّهُم: "إصْلِبْهُ!" 23قالَ لهُم: "وَأيَّ شَرٍّ فَعلَ؟" فاَرتفَعَ صياحُهُم: "إصْلِبْهُ!"
24فلمّا رأى بـيلاطُسُ أنه ما اَستفادَ شيئًا، بلِ اَشتَدَّ الاَضطِرابُ، أخذَ ماءً وغسَلَ يَديهِ أمامَ الجُموعِ وقالَ: "أنا بَريءٌ مِنْ دَمِ هذا الــــرَّجُل! دَبَّروا أنتُم أمرَهُ". 25فأجابَ الشّعبُ كُلٌّهُ: "دمُهُ علَينا وعلى أولادِنا!" 26فأطلَقَ لهُم باراباسَ، أمّا يَسوعُ فجلَدَهُ وأسلَمَهُ لـــيُصْلَبَ.
الجنود يستهزئون بـيسوع.
27فأخذَ جُنودُ الحاكِمِ يَسوعَ إلى قَصرِ الحاكِمِ وجَمعوا الكَتيبةَ كُلَّها، 28فنزَعوا عَنهُ ثيابَهُ وألبَسوهُ ثَوبًا قِرمِزيُا، 29وضَفَروا إكليلاً مِنْ شَوكٍ ووضَعوهُ على رأسِهِ، وجَعَلوا في يَمينِهِ قصَبَةً، ثُمَّ رَكَعوا أمامَهُ واَستَهزأوا بِه فقالوا: "السّلامُ علَيكَ يا مَلِكَ اليَهودِ!" 30وأمسكوا القصَبَةَ وأخَذوا يَضرِبونَهُ بِها على رأسِهِ وهُم يَبصُقونَ علَيهِ. 31وبَعدَما اَستَهزَأوا بِه نَــزَعوا عَنهُ الثَّوبَ القِرمِزيَّ، وألبَسوهُ ثيابَهُ وساقوهُ ليُصلَبَ يسوع على الصليب.
32وبَينَما هُمْ خارِجونَ مِنَ المدينةِ صادَفوا رَجُلاً مِنْ قَيرينَ اَسمُهُ سِمْعانُ، فسَخَّروهُ ليَحمِلَ صَليبَ يَسوعَ. 33ولمّا وصَلوا إلى المكانِ الَّذي يُقالُ لَه الجُلجُثَةُ، أي "مَوضِعُ الجُمجُمَةِ" 34أعطَوْهُ خَمرًا مَمزوجَةً بِالمُرَّ، فلمّا ذاقَها رفَضَ أنْ يَشرَبَها. 35فصَلبوهُ واَقتَرعوا على ثيابِهِ واَقتَسموها. 36وجَلَسوا هُناكَ يَحرُسونَه. 37ووضَعوا فَوقَ رأسِهِ لافِتَةً مكتوبًا فيها سَببُ الحُكمِ علَيهِ: "هذا يَسوعُ، مَلِكُ اليَهودِ". 38وصَلَبوا مَعهُ لِصَّينِ، واحدًا عَنْ يَمينِهِ وواحدًا عَنْ شِمالِهِ. 39وكانَ المارةُ يَهُزّونَ رُؤوسَهُم ويَشتِمونَهُ ويَقولونَ: 40"يا هادِمَ الهَيكَلِ وبانِـيَهُ في ثلاثَةِ أيّامِ، إنْ كُنتَ اَبنَ الله، فخلَّصْ نفسَكَ واَنزِلْ عَنِ الصَّليبِ". 41وكانَ رُؤساءُ الكَهنَةِ ومُـعلَّمو الشّريعَةِ والشٌّيوخُ يَستهزِئونَ بِه، فيَقولونَ: 42"خَلَّصَ غيرَهُ، ولا يَقدِرُ أنْ يُخلَّصَ نفسَهُ! هوَ مَلِكُ إِسرائيلَ، فلْيَنزِلِ الآنَ عَنِ الصَّليبِ لِنؤمِنَ بِه! 43توَكَّلَ على الله وقالَ: أنا اَبنُ الله، فليُنقِذْهُ الله الآنَ إنْ كانَ راضيًا عنهُ". 44وعيَّرَهُ اللَّصانِ المَصلوبانِ مَعهُ أيضًا، فقالا مِثلَ هذا الكلامِ.
موت يسوع.
45وعِندَ الظٌّهرِ خيَّمَ على الأرضِ كُلَّها ظلامٌ حتَّى السّاعةِ الثّالِثةِ. 46ونحوَ الساعةِ الثالثةِ صرَخَ يَسوعُ بِصوتٍ عَظيمِ: "إيلي، إيلي، لِما شَبقتاني؟" أي "إلهي، إلهي، لماذا تَركتَني؟" 47فسَمِعَ بَعضُ الحاضرينَ هُناكَ، فقالوا: "ها هوَ يُنادي إيليّا!" 48وأسرَعَ واحدٌ مِنهُم إلى إسفِنْجَةٍ، فبَلَّــلَها بالخَلٌ ووضَعَها على طرَفِ قَصبَةٍ ورَفَعها إلَيهِ لِـيَشرَبَ. 49فقالَ لَه الآخرونَ: "اَنتَظِرْ لِنرى هَلْ يَجيءُ إيليّا ليُخَلَّصَهُ!" 50وصرَخَ يَسوعُ مرّةً ثانيةً صَرْخَةً قَوِيَّةً وأسلَمَ الرّوحَ.
51فاَنشَقَّ حِجابُ الهَيكلِ شَطرَينِ مِنْ أعلى إلى أسفَلَ. وتَزلْزَلتِ الأرضُ وتَشقَّقتِ الصٌّخورُ. 52واَنفتَحَتِ القُبورُ،. فقامَتْ أجسادُ كثير مِنَ القِدَّيسينَ الرّاقِدينَ. 53وبَعدَ قيامَةِ يَسوعَ، خَرَجوا مِنَ القُبورِ ودَخلوا إلى المدينةِ المقدَّسَةِ وظَهَروا لِكثير مِنَ النّاسِ.
54فلمّا رأى القائِدُ وجُنودُهُ الَّذينَ يَحرُسونَ يَسوعَ الزَّلزالَ وكُلَ ما حدَثَ، فَزِعوا وقالوا: "بالحَقيقةِ كانَ هذا الرَّجُلُ اَبنَ الله!" 55وكانَ هُناكَ كثيرٌ مِنَ النَّساءِ يَنظُرنَ عَنْ بُعدٍ، وهُنَّ اللَّواتي تَبِعنَ يَسوعَ مِنَ الجَليلِ ليَخدُمْنَه، 56فيهِنّ مَريمُ المَجدليَّةُ، ومَريمُ أمٌّ يَعقوبَ ويوسفَ، وأُمٌّ اَبنَي زَبدي.
دفن يسوع.
57وجاءَ عِندَ المساءِ رجُلٌ غَنِـيٌّ مِنَ الرّامةِ اَسمُهُ يوسُفُ، وكانَ مِنْ تلاميذِ يَسوعَ. 58فدَخَلَ على بـيلاطُسَ وطلَبَ جَسدَ يَسوعَ. فأمَرَ بـيلاطُسُ أنْ يُسلَّموهُ إلَيهِ. 59فأخَذَ يوسُفُ جَسدَ يَسوعَ ولفَّهُ في كفَنٍ نظيفٍ، 60ووضَعَهُ في قبرٍ جديدٍ كانَ حَفَرَهُ لِنفسِهِ في الصَّخرِ، ثُمَّ دَحرجَ حجرًا كبـيرًا على بابِ القبرِ ومَضى. 61وكانَت مَريَمُ المَجْدليَّةُ، ومَريَمُ الأُخرى، جالِستَينِ تُجاهَ القَبرِ.
حراسة القبر.
62وفي الغدِ، أيْ بَعدَ التَّهيئَةِ لِلسَّبتِ، ذهَبَ رُؤساءُ الكَهنَةِ والفَرّيسيّونَ إلى بـيلاطُس 63وقالوا لَه: "تَذكَّرنا، يا سيَّدُ، أنَّ ذلِكَ الدَّجالَ قالَ وهوَ حيٌّ: سأقومُ بَعدَ ثلاثةِ أيّـامِ. 64فأصْدِرْ أمرَكَ بِحِراسَةِ القَبرِ إلى اليومِ الثّالِثِ، لِـئلاَّ يَجيءَ تلاميذُهُ ويَسرِقوهُ ويقولوا للشَّعبِ: قامَ مِنْ بَينِ الأمواتِ، فتكونَ هذِهِ الخِدعَةُ شرُا مِنَ الأولى".
65فقالَ لهُم بـيلاطُسُ: "عِندَكُم حرَسٌ، فاَذهَبوا واَحتاطوا كما تَرَونَ". 66فذَهبوا واَحتاطوا على القَبرِ، فختَموا الحجَرَ وأقاموا علَيهِ حَرَسًا".
والآن أليس عجيبا أن يتراجع يهوذا عما أتاه من خيانة بمجرد أن حكموا على المسيح، وهو الذى كان أمامه الوقت الطويل قبل ذلك كى يفيق من نفاقه وكيده فلم يفعل، ومع هذا فبمجرد أن حكموا على المسيح كما تزعم القصة انقلب على نفسه ثمانين درجة وذهب فانتحر رغم أن الحكم لم يكن قد نفذ بعد، وكان ممكنا جدا أن يتغير لسبب أو لآخر، بل رغم أنه كان يستطيع أن يذهب للحاكم ويعترف له بما فعل ويشهد لصالح المسيح ما دام ضميره قد استيقظ وأخذ يأكله مثلما تأكل زيكو دبره بالضبط، فيتعرض من ثم لغضب الله لأنه قد أحبط الخطة الإلهية لغفران عموم الخطايا البشرية؟ يعنى يا يهوذا يا ابن الحلال: واقعتك مهببة مهببة مهما فعلت! ألم يكن عندى حق عندما قلت: "الله يخرب بيتك" لقاء ما بَرْجَلْتَ عقولنا وعقول البشرية كلها وأسلتَ من أحبارنا واستهلكتَ من أوراقنا وأوقاتنا ما كان يمكننا، على الأقل نحن سكان منطقة الشرق الأوسط المتخلفة هذه، أن ننفقه فيا هو أفيد؟ ثم لا تَنْسَوُا السيد متّى، الذى يظن نفسه من الذكاء وإيانا من الغباء بحيث يستطيع أن يزعم أن ما حدث قد تنبأ به الأنبياء (هذه المرة: إرميا)، فقال كعادته عبارته المشهورة التى حفظناها عن ظهر قلب أو عن قلب ظهر: لكى يتم ما قاله النبى، أو شيئا مشابها لهذا! لكن متَّى لم يكن للأسف ذكيا بما فيه "الكفاية" (ولعل هذا هو السبب فى أنه ليس من أعضاء حركة "كفاية" الحالية!)، لأنه لم يتصور أن هناك ناسا آخرين سوف يكتبون هم أيضا سيرة المسيح ويعكّون مثله فيقولون شيئا آخر غير ما قال. ألم يكن أجدر به أن يتفق معهم مقدما على ما ينبغى قوله حتى لا يأتى فى آخر الزمان واحد مثلى "قاعد لهم على القعيدة" فيفضح تخليطهم واضطرابهم ويكشف للناس جميعا أن ما قاله القرآن عن هذه الحكايات المسماة بــ"الأناجيل" من أنها كلام ملفق مزور محرف هو اتهام صحيح؟ كيف؟ لنأخذ فقط هذا الذى قاله النبى المذكور ونبين أنه، بغض النظر عن صحته أو لا، لا علاقة بينه وبين ما وقع للسيد المسيح وأن حكاية يهوذا كلها ليست سوى "شويّة خرابيط لخابيط"! ذلك أن الحكاية تتخذ شكلا آخر فى "أعمال الرسل"، إذ نقرأ فيه: "18فَإِنَّ هَذَا اقْتَنَى حَقْلاً مِنْ أُجْرَةِ الظُّلْمِ وَإِذْ سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ انْشَقَّ مِنَ الْوَسَطِ فَانْسَكَبَتْ أَحْشَاؤُهُ كُلُّهَا. 19وَصَارَ ذَلِكَ مَعْلُوماً عِنْدَ جَمِيعِ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ حَتَّى دُعِيَ ذَلِكَ الْحَقْلُ فِي لُغَتِهِمْ «حَقْلَ دَمَا» (أَيْ: حَقْلَ دَمٍ). 20لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ الْمَزَامِيرِ: لِتَصِرْ دَارُهُ خَرَاباً وَلاَ يَكُنْ فِيهَا سَاكِنٌ وَلْيَأْخُذْ وَظِيفَتَهُ آَخَرُ" (أعمال الرسل/ 1/ 18)، أى أن العهد القديم يتناقض مع نفسه من كتَابٍ إلى آخر. ولنلاحظ أن كاتب "أعمال الرسل" لم يقصّر هو أيضا فى الاستشهاد بما جاء فى "العهد القديم"، لكنه آثر "المزامير" على "إرميا"، ولم لا، وإرميا نبى، وداود نبى (وإن كان نبيا زانيا وقاتلا حقودا، لكنه على كل حال نبى)، وكل من له نبى يصلى عليه ويستند إليه؟ وواضح أن الحكاية مضطربة متناقضة بين المؤلفَيْن، فلنتركهما فى غَيّهما سادِرَيْن، ولنمض نحن إلى موضوع آخر، فاللخبطات كثيرة، والتناقضات لا تنتهى. ثم إذا قلنا لهم ذلك شتموا نبى الرحمة وأقلّوا أدبهم! ماشٍ! وبالمناسبة فالنص الخاص بالثلاثين فضة موجود فى الفصل الحادى عشر من سفر "زكريا"، وهو خاص بأجرة رعى الغنم التى استحقها الله من عمله لدى شعبه العنيد الصلب الرقبة، لكن متّى وأمثاله يلوون هذه النصوص الغامضة التى لا معنى لها ويزعمون أنها تتعلق بالسيد المسيح. وهذا طبيعى، فما دام لا وجود لمنهج ولا منطق فمن الممكن أن يقول الإنسان أى شىء عن أى شىء! إن ما قاله متّى فى تفسير تسمية الحقل المذكور بــ"حقل الدم" هو من جنس قولهم فى تفسير اسم "الفيوم" بأن يوسف عليه السلام قد بناها فى "ألف يوم"، أو تفسير اسم "هملت" بأن أمه "أهملت" فى تربيته!
وفوق هذا فإننا لا نستطيع أن نمضى دون أن نعلن استغرابنا لما حدث ليهوذا: لماذا بالله يصوَّر الرجل فى كتابات القوم على أنه شرير؟ إن دوره فى واقع الأمر مكمّل لدور المسيح: فهذا قد أتى ليموت على الصليب من أجل كذا وكذا مما يزعمونه، وذاك قد أتى ليساعد هذا على تأدية المهمة المنوطة به، وإلا فكيف بالله عليكم كان يمكن أن يتم الفداء والتكفير عن خطيئة البشرية لو لم يبع يهوذا المسيح لليهود ولو لم يقتل اليهود المسيح؟ أعطونى عقلكم، فقد تعبت من التفكير! لكنْ للأسف نسى الكاتب المحترم أن يقول لنا كيف شنق يهوذا نفسه. هل أتى بسلم وركّب فى السقف علاقة حديد وربط فيها حبلا متينا حتى يضمن أنه لن ينقطع إذا ما علق رقبته فيها وتدلى الحبل به، ثم أتى بكرسى ووقف عليه ووضع عنقه فى الخية، ثم شد الربقة جيدا حول عنقه، ثم "هُبَّا!" ضرب الكرسى بقدمه من تحته فأطاره بعيدا فأخذ يُفَلْفِص دون جدوى تحت مطارق الألم بسبب الاختناق وانكسار فقرات العنق حتى انقطعت أنفاسه تماما وتدلى لسانه وجحظت عيناه! يا حفيظ! أم إنه، على طريقة الأفلام المصرية، ما إن ضرب الكرسى من تحته حتى شد بثقله السقف إلى أسفل فانهار وتدفقت منه أوراق البنكنوت بالآلاف، فعوضه الله بذلك عن الثلاثين فضة التى لا تساوى فى هذه الأيام النحسات شيئا حيث تضاعف سعر كل شىء، وبعد أن كنا نشترى ونحن صغار عشر حبّات كراملة بتعريفة (نصف قرش صاغ) أصبحنا الآن نشترى الحبة الواحدة بخمسة قروش صاغ، وأحيانا بعشرة؟ بينى وبينكم: السيناريو الثانى أفضل فى نظرى لأنه أرحم وأقرب للعقلية الشرق أوسطية وأوفق للخطة الإلهية التى ترى فى يهوذا عاملا محفِّزا لتنفيذ المشيئة المقدسة! فما رأيكم أنتم؟
هل انتهينا هكذا؟ أبدا، فما زالت الأرض مملوءة بالألغام القاتلة: مثلا كيف يا ترى لم نر أحدا يدافع عن المسيح بين هاتيك الجموع، وكأن بينها وبينه ثأرا بائتا، فلا بد من أكل لحمه على عظمه وشرب دمه! أين الجماهير التى كانت تصحبه من مكان إلى مكان حتى داخل الهيكل ويهتفون باسمه ويسجدون له ويتحدَّوْن الكهنة والصدوقيين والفريسيين من أجله؟ أين الصبيان الذين دخلوا على الخط هم أيضا وجلجلت أصواتهم بين جدران المعبد تمجيدا له؟ لقد بلغ عدد هذه الجموع يوم السمك والخبز سبعة آلاف، وكان ذلك فى بدايات الدعوة، فكيف ذابوا بهذه البساطة كما يذوب فص الملح فى الماء فلم نعد نسمع لهم حِسًّا أو عنهم خبرا؟ أين تلك الجماهير يا ترى الذين قال المؤلف المضطرب الفكر والرواية إن رؤساء اليهود خَشُوا أن يؤذوا عيسى فى العيد كيلا يثيروها ضدهم لتعاطفها معه؟ وبطبيعة الحال لا يمكن القول بأنهم قد خافوا من السلطات، فقد أخبرنا السيد متّى أن الحاكم كان متعاطفا مع المسيح، وكذلك زوجته التى رأت حلما فى المنام عنه كدّرها فتدخلت عنده تتشفع له، بل إنه كان من عادته أن يطلق لهم فى كل عيد سجينا يختارونه بأنفسهم، كما أن المسيح لم يكن يتحدى الدولة، فضلا عن أن رؤساء اليهود أنفسهم قد عملوا حساب تلك الجماهير ولم يشاؤوا مَسّ عيسى بأذى مراعاة لمشاعرهم وموقفهم منه، فلماذا الخوف إذن؟ إن العامة عندنا فى القرية، رغم جهلهم وانعدام الموهبة القصصية لديهم، دائما ما يقولون: "إن كذبتَ فاكذبْ كذبا متساويا". يعنون أنه لا بد من مراعاة أصول الفن والصنعة حتى فى الكذب! بيد أن متّى، كما هو واضح، يفتقر للحس الروائى!
كذلك عجبا أن يلوذ عيسى بن مريم بالصمت ولا يجيب على الأسئلة التى كان يوجهها له بيلاطس، وقد كان من المحتمل أن يطلق سراحه لو أنه اهتم بالدفاع عن نفسه وفضح الأكاذيب التى شنع بها اليهود عليه، فلماذا لم يفعل بالله عليه؟ ألم نره يناجى ربه فى ألم وحزن وانسحاق أن يصرف عنه تلك الكأس؟ فلماذا لم ينتهز هذه الفرصة السانحة ويجيب على أسئلة الحاكم بما يجلّى وجه الحق، ويترك الباقى على الله: فإن اقتضت مشيئته أن يُصْلَب ويُقْتَل لم يخسر شيئا، وإن غَيَّرَ سبحانه ما كان أراده من قبل، فبها ونعمت! أولم يكن ينبغى أن يهتبل هذه السانحة الأخيرة فيوضّح للناس حكاية الخطيئة الأولى وكيف نزل من عليائه كى يعيد الأمور لنصابها، على الأقل حتى يعطى الناس فرصة لمعرفة الحقيقة فلا تكون لهم حجة عند ربهم يوم القيامة، بدلا من هذا الغموض الذى يلف المسألة كلها فلا ندرى رأسنا من رجلينا؟ أيمكن أن يكون هناك حكم دون حيثيات وتوضيحات؟ ثم إن بيلاطس، لما حاول أن يثنى اليهود عن قتل عيسى وفشل، غسل يده وتبرأ من المشاركة فى ذلك العمل المجرم وقال لهم بالحرف الواحد: "أنا بَريءٌ مِنْ دَمِ هذا الــــرَّجُل! دَبَّروا أنتُم أمرَهُ"، لكننا بعد بضع كلمات نفاجأ بالسيد متّى يقول عن ذلك الحاكم بالحرف أيضا: "فأطلَقَ لهُم باراباسَ، أمّا يَسوعُ فجلَدَهُ وأسلَمَهُ لـــيُصْلَبَ"، فلا ندرى أى الروايتين نصدق؟
ثم نمضى فنقرأ: "27فأخذَ جُنودُ الحاكِمِ يَسوعَ إلى قَصرِ الحاكِمِ وجَمعوا الكَتيبةَ كُلَّها، 28فنزَعوا عَنهُ ثيابَهُ وألبَسوهُ ثَوبًا قِرمِزيُا، 29وضَفَروا إكليلاً مِنْ شَوكٍ ووضَعوهُ على رأسِهِ، وجَعَلوا في يَمينِهِ قصَبَةً، ثُمَّ رَكَعوا أمامَهُ واَستَهزأوا بِه فقالوا: "السّلامُ علَيكَ يا مَلِكَ اليَهودِ!" 30وأمسكوا القصَبَةَ وأخَذوا يَضرِبونَهُ بِها على رأسِهِ وهُم يَبصُقونَ علَيهِ. 31وبَعدَما اَستَهزَأوا بِه نَــزَعوا عَنهُ الثَّوبَ القِرمِزيَّ، وألبَسوهُ ثيابَهُ وساقوهُ ليُصلَبَ يسوع على الصليب". ولا أظن عاقلا يصدق أن شيئا من ذلك يمكن أن يحدث للإله أو لابن الإله! هذه أسطورة كأساطير الهنود والإغريق والمصريين القدماء، وهذا الإله لا يمكن أن يكون هو الله رب العالمين، بل هو إله وثنى، تعالى الله عن أن يكون له ولد أو أن يُضْرَب ويهان ويُشْتَم ويُسْتَهْزَأ به، وهو عاجز لا يملك لنفسه شيئا! والمضحك أنه بعدما انتهى كل شىء وتم الصلب والقتل يتذكر الله فقط عندئذ ولده فإذا بالكون يظلم وتثور الزلازل وتنتثر القبور ويقوم الموتى بأكفانهم وينشق حجاب الهيكل... إلى آخر ما اخترعته خيالات الرواة وأوهامهم مما سنأتى له فيما بعد! بالله أين كان هذا كله قبل وقوع المصيبة؟ وهل بعد خراب بصرة يمكن أن يصنع الواحد منا شيئا؟ ثم لماذا يقع هذا كله ويغضب الله، وهو سبحانه إنما أرسل ابنه الوحيد (يا كبدى عليه!) ليُصْلَب ويُقْتَل؟ أتراه لم يتحمل قلبه ما حدث لفلذة كبده؟ فأى إله ذلك يا ربى؟ لقد حَيَّرَنا معه أشد حيرة ولم نعد نعرف ماذا يريد بالضبط! الرحمة يا صاحب الرحمة!
ثم لماذا يكلفون سمعان حمل الصليب عن المسيح، وهم إنما حكموا عليه بالصلب ليعذبوه، فهل يتفق مع هذا الغرض وتلك النية أن يريحوه ويكلفوا رجلا غريبا ليس له فى الثور ولا فى الطحين حمل الصليب؟ وفى الترجمات الأخرى أن سمعان هذا كان من القيروان، والمعروف أن القيروان لم تبن إلا بعد ذلك التاريخ بنحو ألف عام على يد عقبة بن نافع! ثم ننظر فنجد أن الجميع يسخرون من المسيح ويسمعونه قارص القول ويتحدَّوْنه أن ينقذ نفسه أو على الأقل أن يدعو ربه فينقذه، لكننا ننصت فنجده صامتا لا يتكلم. فلماذا يا ترى، وقد كان قادرا فى أدنى تقدير أن يدعو الله أو أن يأخذ أبوه المبادرة من تلقاء نفسه ويصنع آية، لا أقول لإنقاذه، بل لتعريفهم مركزهم وإلزامهم حدودهم وإلجام أفواههم عن التهكم وقلة الأدب وإنبائهم بأن هذا الرجل المصلوب "هو ابنى الوحيد. أرسلته إليكم يا أوباش للتكفير عن إجرامكم وسفالتكم وكتبت فى لوحى المحفوظ أنه سيُصْلَب ويُقْتَل من أجل خاطركم. عليكم اللعنة!". وبهذا يخرسهم فلا يفتحون فمهم! أما أن يسكت طوال مدة المحاكمة والصلب والضرب والطعن والشتم والتجديف، ثم إذا ما انتهى كل شىء ولم يعد هناك جدوى من التدخل رأيناه يسوّد الدنيا ويثير الزلازل ويمزق الأستار ويبعث الموتى من قبورهم، ولا أدرى لماذا، فهو تصرف لا معنى له! كما لا أدرى أيضا ماذا حصل لأولئك الموتى بعد ذلك؟ أأبقاهم أحياء مقدِّرًا لهم بذلك استئناف حياة جديدة أم استردّهم سريعا وأعادهم للقبور التى جاؤوا منها قبل أن يذوقوا لذة الدنيا فيهربوا ولا يَرْضَوْا أن يعودوا مرة ثانية إلى ظلمة القبر وخنقته وديدانه وتحلل الأجساد فيه إلى رمم، وفوق ذلك يا حبيبى: "الثعبان الأقرع" الذى لم يعد شىء سواه يسكن خيالات بعض المسلمين فى الفترة الأخيرة، ولا أظن النصارى فى ذلك العهد كانوا أفضل عقلا منهم؟ ثم اللصان الظريفان اللذان لم يكونا يلقيان بالا إلى بلواهما التى يقاسيانها فوق الصليب، والمسامير المدقوقة فى أيديهما، وركبهما المكسورة، وحلقيهما المتشققين من العطش، ولا إلى المصيبة الأخرى التى تنتظرهما، وهى مصيبة الإعدام، وكانا يسخران منه مع الساخرين. غريبة! فى أى شىء نحن يا ترى: فى ... أم فى شَمّ وَرْد؟ أذكر الآن، وأنا أضحك من القرف، مسرحية "السلطان الحائر" لتوفيق الحكيم، وفيها نجد نخّاسا عليه حكم بالإعدام سينفذ فيه بعد قليل فى تلك الليلة، ومع ذلك كان يبادل جلاده النكات ويضحك معه وكأنه مقبل على البناء بعروس شابة جميلة لا على تطيير رقبته بالسيف!
وهناك فضيحة الفضائح، ألا وهى صراخ مصلوبنا واستغاثته بأبيه وسؤاله إياه: لماذا تركتنى؟ الله أكبر! تَرَكَك؟ وماذا كنت تنتظر منه أن يفعل، وهو إنما اختارك اختيارا للصلب والقتل؟ ثم عندنا أيضا الــ"كم" معجزة التى وقعت عند طلوع روحه: انشقاق أرض، على قيام أموات، على تمزق ستار هيكل، على انفلاق صخور! ولا تسأل كيف لم يسجل التاريخ شيئا من ذلك، فهذه أمور بسيطة ينبغى ألا تعكر صفو مزاجنا ونحن نقرأ مثل هذه القصص المسلية! ولكن الإنسان لايستطيع أن يحبس نفسه عن الاستفسار عن وجه الحكمة فى هذه المعجزات الغاضبة: هل الله سبحانه وتعالى قد تراجع وندم بعدما أحس بلذع الفقد؟ لكن هل يتراجع الإله ويتألم ويشعر بالفقد مثلما نفعل نحن البشر الفانين؟ يا عيب الشؤم! إذن فلماذا هذا الغضب العنيف التى تزلزلت له الأرض وتناثرت الصخور واستيقظ الموتى وانشق حجاب المعبد؟ أم تراها تهويشا فاضيا لا يقدم ولا يؤخر لا هدف من ورائه سوى حفظ ماء الوجه: "51فاَنشَقَّ حِجابُ الهَيكلِ شَطرَينِ مِنْ أعلى إلى أسفَلَ. وتَزلْزَلتِ الأرضُ وتَشقَّقتِ الصٌّخورُ. 52واَنفتَحَتِ القُبورُ،. فقامَتْ أجسادُ كثير مِنَ القِدَّيسينَ الرّاقِدينَ. 53وبَعدَ قيامَةِ يَسوعَ، خَرَجوا مِنَ القُبورِ ودَخلوا إلى المدينةِ المقدَّسَةِ وظَهَروا لِكثير مِنَ النّاسِ". والطريف أن كل ما كان من رد فعل بين الحاضرين لهذه الكوارث هو ما قاله فقط الضابط والجنود المكلفون بحراسة المسيح: "فلمّا رأى القائِدُ وجُنودُهُ الَّذينَ يَحرُسونَ يَسوعَ الزَّلزالَ وكُلَ ما حدَثَ، فَزِعوا وقالوا: "بالحَقيقةِ كانَ هذا الرَّجُلُ اَبنَ الله!". وهذا كل ما هنالك، وكأن ابن الله حاجة "ببلاش كده" تمتلئ بها أسواق الليمون! والأنكى أنه لم يكن هناك "رجل" واحد يهتم بابن الله رغم كل ذلك. كل من كان هناك كنّ من النساء: "55وكانَ هُناكَ كثيرٌ مِنَ النَّساءِ يَنظُرنَ عَنْ بُعدٍ، وهُنَّ اللَّواتي تَبِعنَ يَسوعَ مِنَ الجَليلِ ليَخدُمْنَه، 56فيهِنّ مَريمُ المَجدليَّةُ، ومَريمُ أمٌّ يَعقوبَ ويوسفَ، وأُمٌّ اَبنَي زَبدي". ولكن لم لا، والعصر الآن هو عصر الفيمينزم؟ ألم تسمعوا بالمرأة المخبولة التى تعلن تمردها على الحمل والولادة وتريد من زوجها أن يحمل مثلها ويلد، وإن كانت قد نسيت أن تخبرنا كيف يحمل ولا فى أى عضو من جسده يمكن أن يتم الحمل. إنها لمشكلة حقا، إلا أن الأمر بالنسبة للقُمّص المنكوح محسومة، فدبره يصلح لأشياء كثيرة، بل هو فى الواقع يصلح لكل شىرواية محاولة اغتيال يسوع بوند007:ولمّا أتمَّ يَسوعُ هذا الكلامَ كُلَّهُ، قالَ لِتلاميذِهِ: 2"تَعرِفون أنَّ الفِصحَ يَقَعُ بَعدَ يَومينِ، وفيهِ يُسلَّمُ اَبنُ الإنسانِ ليُصلَبَ".
3واَجتَمَعَ في ذلِكَ الحينِ رُؤساءُ الكهَنةِ وشُيوخُ الشَّعبِ في دارِ قيافا رَئيسِ الكَهنَةِ، 4وتَشاوروا ليُمسِكوا يَسوعَ بحيلَةٍ ويقتُلوهُ. 5ولكنَّهُم قالوا: "لا نفعَلُ هذا في العيدِ، لِـئلاَّ يَحدُثَ اَضطِرابٌ في الشَّعبِ".
امرأة تسكب الطيب على يسوع.
6وبَينَما يَسوعُ في بَيتَ عَنْيا عِندَ سِمْعانَ الأبرصِ، 7دَنَتْ مِنهُ اَمرأةٌ تَحمِلُ قارورةَ طِيبٍ غالي الثَّمَنِ، فسكَبَتهُ على رأسِهِ وهوَ يَتناولُ الطعامَ. 8فلمّا رأى التَّلاميذُ ما عمِلَتْ، اَستاؤُوا وقالوا: "ما هذا الإسرافُ؟ 9كانَ يُمكِنُ أنْ يُباعَ غالِـيًا، ويُوزَّعَ ثَمنُهُ على الفُقَراءِ!" 10فعَرفَ يَسوعُ وقالَ لهُم: "لِماذا تُزعِجونَ هذِهِ المَرأةَ؟ فهيَ عَمِلَتْ لي عَملاً صالِحًا. 11فالفُقراءُ عِندَكُم في كُلٌ حينٍ، وأمَّا أنا فلا أكونُ في كُلٌ حينٍ عِندَكُم. 12وإذا كانَت سكبَتْ هذا الطّيبَ على جَسدي، فَلِتُهَيَّئَهُ للدَفْنِ. 13الحقَّ أقولُ لكُم: أينَما تُعلَنُ هذِهِ البِشارةُ في العالَمِ كُلَّهِ، يُحدَّثُ أيضًا بعمَلِها هذا، إحياءً لِذكرِها".
خيانة يهوذا.
14وفي ذلِكَ الوقتِ ذَهبَ أحدُ التَّلاميذِ الاثنَي عشَرَ، وهوَ يهوذا الملقَّبُ بالإسْخَريوطِـيَّ، إلى رُؤساءِ الكهَنَةِ 15وقالَ لهُم: "ماذا تُعطوني لأُسَلَّمَ إلَيكُم يَسوعَ؟" فوَعدوهُ بثلاثينَ مِنَ الفِضَّةِ. 16وأخَذَ يَهوذا مِنْ تِلكَ السّاعةِ يترَقَّبُ الفُرصةَ ليُسَلَّمَ يَسوعَ.
عشاء الفصح مع التلاميذ.
17وفي أوّلِ يومِ من عِيدِ الفَطير، جاءَ التَّلاميذُ إلى يَسوعَ وقالوا لَه: "أينَ تُريدُ أنْ نُهيَّـئَ لكَ عشاءَ الفِصحِ؟" 18فأجابَهُم: "إذهَبوا إلى فُلانٍ في المدينةِ وقولوا لَه: يقولُ المُعلَّمُ: جاءَتْ ساعَتي، وسأتناوَلُ عَشاءَ الفِصحِ في بَيتِكَ معَ تلاميذي". 19فعَمِلَ التّلاميذُ ما أمرَهُم بِه يَسوعُ وهيَّـأوا عَشاءَ الفِصحِ.
20وفي المَساءِ، جلَسَ يَسوعُ لِلطَّعامِ معَ تلاميذِهِ الاثني عشَرَ. 21وبَينَما هُمْ يأكُلونَ، قالَ يَسوعُ: "الحقَّ أقولُ لكُم: واحدٌ مِنكُم سيُسلَّمُني". 22فحَزِنَ التَّلاميذُ كثيرًا وأخَذوا يسألونَهُ، واحدًا واحدًا: "هل أنا هوَ، يا سيَّدُ؟" 23فأجابَهُم: "مَنْ يَغمِسُ خُبزَهُ في الصَّحنِ معي هوَ الَّذي سَيُسلِمُني. 24فاَبنُ الإنسانِ سيَموتُ كما جاءَ عَنهُ في الكِتابِ، ولكِنَّ الويلَ لمن يُسلَّمُ اَبنَ الإنسانِ! كانَ خيرًا لَه أنْ لا يُولدَ". 25فسألَهُ يَهوذا الَّذي سيُسلِمُهُ: "هل أنا هوَ، يا مُعَلَّمُ؟" فأجابَهُ يَسوعُ: "أنتَ قُلتَ".
عشاء الرب.
26وبَينَما هُم يأكُلونَ، أخذَ يَسوعُ خُبزًا وبارَكَ وكَسَّرَهُ وناوَلَ تلاميذَهُ وقالَ: "خُذوا كُلوا، هذا هوَ جَسَدي". 27وأخَذَ كأسًا وشكَرَ وناوَلَهُم وقالَ: "إشرَبوا مِنها كُلٌّكُم. 28هذا هوَ دَمي، دمُ العَهدِ الَّذي يُسفَكُ مِنْ أجلِ أُناسٍ كثيرينَ. لِغُفرانِ الخطايا. 29أقولُ لكُم: لا أشرَبُ بَعدَ اليومِ مِنْ عَصيرِ الكَرمةِ هذا، حتى يَجيءَ يومٌ فيهِ أشرَبُهُ مَعكُم جَديدًا في مَلكوتِ أبـي".
30ثُمَّ سبَّحوا وخَرَجوا إلى جبَلِ الزَّيْتونِ.
يسوع ينبـئ بإنكار بطرس.
31وقالَ لهُم يَسوعُ: "في هذِهِ اللَيلَةِ ستَترُكوني كُلٌّكُم، فالكِتابُ يَقولُ: سَأضرِبُ الرّاعيَ، فتَتَبدَّدُ خِرافُ القَطيعِ. 32ولكِنْ بَعدَ قيامَتي مِنْ بَينِ الأمواتِ أسبُقُكُم إلى الجليلِ". 33فقالَ بُطرُسُ: "لَو تَركوكَ كُلٌّهُم، فأنا لن أترُكَكَ". 34فقالَ لَه يَسوعُ: "الحقَّ أقولُ لكَ: في هذِهِ اللَّيلَةِ، قَبلَ أن يَصيحَ الدّيكُ، تُنكِرُني ثلاثَ مرّاتٍ". 35فأجابَهُ بُطرُسُ: "لا أُنكِرُكَ وإنْ كانَ علَيَّ أن أموتَ معَكَ". وهكذا قالَ التَّلاميذُ كُلٌّهُم.
يسوع يصلّي في جتسماني.
36ثُمَّ جاءَ يَسوعُ معَ تلاميذِهِ إلى موضِعِ اَسمُهُ جَتْسِماني، فقالَ لهُم: "أُقعُدوا هُنا، حتَّى أذهَبَ وأُصلّيَ هُناكَ". 37وأخَذَ مَعهُ بُطرُسَ واَبنيْ زَبَدي، وبَدأَ يَشعُرُ بالحُزنِ والكآبَةِ. 38فقالَ لهُم: "نفسي حَزينَةٌ حتَّى الموتِ. اَنتَظِروا هُنا واَسهَروا مَعي".39واَبتَعَدَ عنهُم قَليلاً واَرتَمى على وجهِهِ وصلَّى فَقالَ: "إنْ أمكَنَ يا أبـي، فلْتَعبُرْ عنّي هذِهِ الكأسُ. ولكن لا كما أنا أُريدُ، بل كما أنتَ تُريدُ".
40ورجَعَ إلى التَّلاميذِ فوجَدَهُم نِـيامًا، فقالَ لبُطرُسَ: "أهكذا لا تَقدِرونَ أنْ تَسهَروا مَعي ساعةً واحدةً؟ 41إسهَروا وصلٌّوا لِـئلاَّ تَقَعُوا في التَّجرِبَةِ. الرّوحُ راغِبةٌ، ولكنَّ الجسَدَ ضَعيفٌ".
42واَبتَعدَ ثانيةً وصلّى، فقالَ: "يا أبـي، إذا كانَ لا يُمكِنُ أنْ تَعبُرَ عنّي هذِهِ الكأسُ، إلاّ أنْ أشرَبَها، فلْتكُنْ مَشيئتُكَ". 43ثُمَّ رجَعَ فوَجَدَهُم نِـيامًا، لأنَّ النٌّعاسَ أثقَلَ جُفونَهُم.
44فتَركَهُم وعادَ إلى الصَّلاةِ مرَّةً ثالِثةً، فردَّدَ الكلامَ نفسَهُ. 45ثُمَّ رجَعَ إلى التَّلاميذِ وقالَ لهُم: "أنِـيامٌ بَعدُ ومُستَريحونَ؟ جاءَتِ السّاعَةُ الَّتي فيها يُسلَّمُ ابنُ الإنسان إلى أيدي الخاطِئينَ. 46قوموا نَنصرِفُ! اَقترَبَ الَّذي يُسَلَّمُني".
القبض على يسوع.
47وبَينَما يَسوعُ يتكَلَّمُ وصَلَ يَهوذا، أحدُ التَّلاميذِ الاثنَي عشَرَ، على رأسِ عِصابةٍ كبـيرةٍ تَحمِلُ السُيوفَ والعِصِيَّ، أرسلَها رُؤساءُ الكَهنَةِ وشُيوخُ الشَّعبِ.
48وكانَ الَّذي أسلَمَهُ أعطاهُم عَلامَةً، قالَ: "هوَ الَّذي أُقبَّلُهُ، فأمسِكوهُ!" 49ودَنا يَهوذا في الحالِ إلى يَسوعَ وقالَ لَه: "السَّلامُ علَيكَ، يا مُعَلَّمُ!" وقَبَّلَهُ. 50فقالَ لَه يَسوعُ: "اَفعَلْ ما جِئتَ لَه. يا صاحِبـي!" فتَقدَّموا وألقَوا علَيهِ الأيدي وأمْسكوهُ. 51ومَدَّ واحدٌ مِنْ رِفاقِ يَسوعَ يدَهُ إلى سَيفِهِ واَستلَّهُ وضرَبَ خادِمَ رئيسِ الكَهنَةِ، فقَطَعَ أُذُنَهُ. 52فقالَ لَه يَسوعُ: "رُدَّ سيفَكَ إلى مكانِهِ. فمَنْ يأخُذْ بالسّيفِ، بالسّيفِ يَهلِكُ. 53أتظُنٌّ أنَّي لا أقدِرُ أنْ أطلُبَ إلى أبـي، فيُرسِل لي في الحالِ أكثَرَ مِنْ اَثنَي عشَرَ جَيشًا مِنَ المَلائِكَةِ؟ 54ولكِنْ كيفَ تتِمٌّ الكُتبُ المقدَّسةُ التي تَقولُ إنَّ هذا ما يَجبُ أنْ يَحدُثَ؟"
55وقالَ يَسوعُ لِلجُموعِ: "أعَلى لِصٍّ خَرَجتُم بسُيوفٍ وعِصِيٍّ لتأخُذوني؟ كُنتُ كُلَ يومِ أجلِسُ مَعكُم في الهَيكَلِ أعَلَّمُ، فَما أخذتُموني. 56ولكِنْ حدَثَ هذا كُلٌّهُ لِتَتِمَّ كُتبُ الأنبـياءِ". فتَركَهُ التَّلاميذُ كُلٌّهُم وهرَبوا.
يسوع في مجلس اليهود.
57فالَّذينَ أمسكوا يَسوعَ أخَذوهُ إلى قَيافا رَئيسِ الكَهنَةِ، وكانَ مُعَلَّمو الشَّريعةِ والشٌّيوخُ مُجتَمِعينَ عِندَهُ. 58وتَبِعَه بُطرُسُ عَنْ بُعدٍ إلى دارِ رَئيسِ الكَهنَةِ. فدخَلَ وقَعدَ معَ الحَرَسِ ليرى النِهايةَ.
59وكانَ رُؤساءُ الكَهنَةِ وجميعُ أعضاءِ المَجلِسِ يَطلُبونَ شَهادةَ زُورٍ على يَسوعَ ليَقتُلوهُ، 60فما وجَدوا، معَ أنَّ كثيرًا مِنْ شهودِ الزّورِ تَقدَّموا بشَهاداتِهِم. ثُمَّ قامَ شاهدان 61وقالا: "هذا الرَّجُلُ قالَ: أقدِرُ أنْ أهدِمَ هَيكَلَ الله وأبنِـيَهُ في ثلاثةِ أيّامِ". 62فقامَ رئيسُ الكَهنَةِ وقالَ ليَسوعَ: "أما تُجيبُ بِشيءٍ؟ ما هذا الَّذي يَشهَدانِ بِه علَيكَ؟" 63فظَلَ يَسوعُ ساكِتًا. فقالَ لَه رَئيسُ الكَهنَةِ: "أستَحلِفُكَ بالله الحيَّ أنْ تَقولَ لنا: هَل أنتَ المَسيحُ اَبنُ الله؟" 64فأجابَ يَسوعُ: "أنتَ قُلتَ. وأنا أقولُ لكُم: سترَوْنَ بَعدَ اليومِ اَبنَ الإنسانِ جالِسًا عَنْ يَمينِ الله القَديرِ وآتــيًا على سَحابِ السَّماءِ!" 65فشَقَّ رَئيسُ الكَهنَةِ ثيابَهُ وقالَ: "تجديفٌ! أنَحتاجُ بَعدُ إلى شُهودٍ؟ ها أنتُم سَمِعتُم تَجديفَهُ. 66فما رأيُكُم؟" فأجابوهُ: "يَسْتَوجِبُ الموتَ!"
67فبَصَقوا في وَجهِ يَسوعَ ولطَموهُ، ومِنهُم مَنْ لكَمَهُ 68وقالوا: "تَنبّـأْ لنا، أيٌّها المَسيحُ، مَنْ ضَربَكَ!"
بطرس ينكر يسوع.
69وكانَ بُطرُسُ قاعِدًا في ساحَةِ الدّارِ، فدنَتْ إلَيهِ جاريَةٌ وقالَت: "أنتَ أيضًا كُنتَ معَ يَسوعَ الجليلّي!" 70فأنكَرَ أمامَ جميعِ الحاضرينَ، قالَ: "لا أفهَمُ ما تَقولينَ". 71وخرَجَ إلى مَدخَلِ السّاحةِ، فَرأتهُ جاريةٌ أخرى. فقالَت لِمَن كانوا هُناكَ: "هذا الرَّجُلُ كانَ معَ يَسوعَ النّاصريَّ!" 72فأنكَرَ بُطرُسُ ثانيةً وحلَفَ، قالَ: "لا أعرِفُ هذا الرَّجُلَ!" 73وبَعدَ قَليلٍ جاءَ الحاضِرونَ وقالوا لِبُطرُسَ: "لا شَكَّ أنَّكَ أنتَ أيضًا واحدٌ مِنهُم، فلَهْجتُكَ تَدُلُّ علَيكَ!" 74فأخذَ يَلعَنُ ويحلِفُ: "أنا لا أعرِفُ هذا الرَّجُلَ". فصاحَ الدّيكُ في الحالِ، 75فتذكَّرَ بُطرُسُ قَولَ يَسوعَ: "قَبلَ أنْ يَصيحَ الدّيكُ تُنكِرُني ثلاثَ مرّاتٍ". فخرَجَ وبكى بُكاءً مُرُا".
مما لا أستطيع أن أفهمه فى حكاية الصلب: السبب الذى دفع يهوذا إلى خيانة للمسيح: ترى هل آذاه المسيح بشىء؟ وهذا إذا كان المسيح بشرا، وهو ما نعتقده ولا نتصور سواه لأن سواه مخالف للمنطق ولطبيعة الألوهية تمام المخالفة. أما إن كان إلها أو ابن إله، فكيف واتت يهوذا نفسه فأقدمت على ذلك الجرم الشنيع، جُرْم الاعتداء على الله أو ابن الله، ويهوذا بوصفه أحد الحواريين كان يعرف، فيما هو مفترض، أن عيسى كذلك؟ وليس من المعقول فوق هذا أن يكون يهوذا منافقا ويَخْفَى نفاقه طوال تلك المدة منذ عرف المسيح واتبعه، وبخاصة أنه لم يكن فى الظروف المحيطة به وبالمسيح ما يدفعه إلى إعلان الإيمان به تقية ونفاقا، إذ لم يكن فى يد عيسى عليه السلام من السلطان ما يمكن اتخاذه تكأةً للقول بإيمان يهوذا رياء ونفاقا؟ ولو افترضنا أنه رغم ذلك كله كان منافقا منذ البداية، فكيف فات هذا الأمر ابن الله الذى يعلم (أو يعلم والده) دبة النملة ذاتها وماركة فانلّة صدّام حسين الداخلية؟ أمعقول أن تكون السى آى إيه الأمريكية أفضل من السى آى إيه السماوية؟ بأمارة إيه إن شاء الله؟ ولو تغاضينا عن ذلك كله وقلنا: لا داعى لتفتيح تلك المسائل المحرجة، فكيف يدين المسيح من سيسلمه لأعدائه كى يقتلوه فتتم مهمته التى أُنْزِل إلى الأرض من أجلها، تلك المهمة النبيلة القائمة على التضحية وتحمل الآلام وألوان العذاب رغم أن ابن الله، فيما نظن، وبعض الظن ليس إثما، أكبر من كل ألم وعذاب؟ هل كان يريد منه أن يقف حائلا دون تنفيذ القبض عليه ومحاكمته وصَلْبه وقتله فيكون هو وأبوه أول من يدينانه ويقذفان به فى الجحيم لاعتراضه على المشيئة الإلهية الرحيمة ولعرقلته إنقاذ أرواح البشر المساكين القلقين الخائفين من حساب يوم الدين، وبخاصة أولئك الذين تتقلقل أرواحهم فى قبورهم منذ بدء الخليقة حتى ذلك الوقت (واحسبوها أنتم براحتكم وقولوا لنا كم قرنا أو كم مليونا من السنين مرت منذ ذلك الحين)؟
إننى فى حيرة من أمرى وأمر السيد يهوذا معا؟ ولو كنت فى مكانه وعرفت من السيد المسيح أنه إنما نزل من السماء للصلب والقتل لكنت أول من يَسْعَوْن فى هذه الموضوع بكل همة وحماسة بوصفى ناشطا فى سبيل الدفاع عن حق الإنسان فى البراءة من الخطيئة الأصلية التى لم يكن له فيها ذنب، وعن حقه فى العيش دون خوف وقلق من مباحث أمن الكون أن تَطُبّ عليه فى أية لحظة وتسوقه أمامها إلى مصيره الأسود مثل وجهه دون إِحِمٍ ولا دستور، لأنه سيكون هو البرهان القاطع على أننى أومن بأنه ابن الله أو الله! ولا شك أن أية مؤاخذة ليهوذا (أو لى أنا إذا أقللت عقلى وحشرت نفسى فى هذه القضية المعقدة تعقيد "حِسْبة بِرْمَا" القريبة من قريتى!) هى ظلم غير مبرر ولا مفهوم! لكن ألا تَرَوْن معى أيها القراء العاقلون (العاقلون فقط، أما الغبيّون المهجريون فيمتنعون!) فى أن هذه "حَشْكَلَة" ليس لها نظير؟ واحدٌ (أم تراهما اثنين: آدم وحواء؟) ارتكب غلطة عمره منذ أول الخليقة وأكل من الشجرة، وسكت الله عليه مئات السنين حسب العهد القديم (أو ملايينها إذا كان لنا أن نصدق علماء الجيولوجيا والبيولوجيا) دون أن يفاتحه فى أمر هذا الذنب بكلمة منذ أنزله إلى الأرض، فظن المسكين أنه ليس هناك شىء ضده وأن المسألة انتهت عند ذلك الحد، على حين أن الله سبحانه وتعالى كان يخمّرها له على نار هادئة وفى السر طوال تلك الحقب والأزمان (يا طيبة قلب آدم! أكان يظن أن الغلطة ستمر هكذا ببساطة لمجرد أنه طُرِد من الفردوس؟ لا يا آدم يا حبيبى، كله إلا هذا! ودعك من حكاية "إنا أَسْفَأْناكم"!)، ثم فجأة تغير الموقف (ولا تسألونى كيف!) وأراد الله أن يكفّر عن آدم وجنس بنى آدم تلك الخطيئة، فاستبشرْنا خيرا وقلنا: الحمد لله أنه يريد أن يتوب علينا توبة نهائية، لنفاجأ مرة أخرى أن هناك كفارة وفداء يستلزمان نزول ابن الله الوحيد (مع أننا كنا نعرف بيقين أن الله ليس له ابن ولا بنت!) من السماء ليتعذب ويموت على الصليب، وهو ما بدا لنا عملا لا معنى (أو فى أحسن الأحوال: لا ضرورة) له، إذ الأمر كله هو أمره، ولا معقب عليه ولا يستطيع أجعص جعيص أن يفتح فمه اعتراضا بكلمة، وكان يمكن أن يعلن توبته على آدم وذريته بكلمة واحدة منه فينتهى الأمر عند هذا الحد. أم عند أحد منكم يا متخلفى العقل والفكر المهجريين القليلى الأدب والذوق أى اعتراض؟ أو تظنون أن بمستطاعنا الإيمان بأن ابن الله أو الله ذاته قد تعرض لهذا الذى يقوله مؤلفو الأناجيل من مثل: "67فبَصَقوا في وَجهِ يَسوعَ ولطَموهُ، ومِنهُم مَنْ لكَمَهُ 68وقالوا: "تَنبّـأْ لنا، أيٌّها المَسيحُ، مَنْ ضَربَكَ!". وهذه ليست إلا "تصبيرة" ع الماشى، فما زلنا فى البداية، و"القادم مُذْهِلٌ أكثر"! توته توته خلصت الحدوته ..حلوة ولا ملتوته؟؟ها ها ها ؟؟؟
ومع ذلك فقد قلنا إنه سبحانه يفعل ما يشاء ولا يُسْأَل عما يفعل، واستبشرنا خيرا على كل حال بأن ذنبنا القديم سوف (أخيييييييييييييييييييييييييييرا) يُغْفَر، لكننا قرأنا فى الإنجيل أن يهوذا الذى أعده الله لتسهيل الخطة الإلهية الخاصة بغفران الذنوب البشرية قد أُدِين. غريبة! إذن لقد رجعنا إلى خط البداية مرة أخرى وإلى خطيئة لا تَقِلّ (إن لم تزد) عن خطيئة آدم، ألا وهى خطيئة قتل ابن الله الوحيد، وهو ما يستلزم خلق ابن جديد مثل المسيح ليقتله ناس جُدُد ويخونه يهوذا جديد مرتكبا خطيئة جديدة يخلق الله من أجلها ابنا جديدا ليُقْتَل من جديد مما يستدعى خلق يهوذا جديدا يرتكب خطيئة جديدة تستلزم خلق ابن جديد كى يقتل من جديد فــ... (كَفَى! كَفَى! ارحمونا يا خلق هوووووه من هذه السلسلة التى لا تنتهى حلقاتها!)! ثم لماذا انتظرت السماء كل تلك الأحقاب والدهور قبل أن تقرر الفداء والغفران؟ وما وضْع الذين كانوا قد مَضَوْا قبل ذلك ولم يؤمنوا بأن المسيح هو فاديهم ومكفر سيئاتهم عنهم؟ وما وضعنا نحن الآن؟ أوبإمكاننا أن نرتكب الخطايا براحتنا دون خوف من عقاب؟ يقولون: لا. إذن فما جدوى كل هذه التعقيدات والحَشْكَلات التى دوّخت الإنسان السبع دوخات (دوخة تنطح دوخة!) إذا كنا كما يقول المثل العامى: وكأنك يا أبا زيد لا رحت ولا جئت؟
دعونا من هذه القضية التى هى، كما يقول العرب القدماء، أعقد من ذَنَب الضَّبّ، وتعالوا إلى الشعور بالألم الذى كان على المسيح أن يقاسيه: فيا ترى من الذى عانى ذلك الشعور؟ أهو الله (أو ابن الله)؟ لكن الآلهة لا تشعر بالآلام، ولو كانت تشعر بالآلام لما كانت هناك حاجة لتجسُّد المسيح واتخاذه صورة البشر حتى يستطيع أن يشعر بالألم كما يشعرون! أهو إذن النصف الثانى من المسيح، النصف البشرى؟ إذن فالذى تعذب وقاسى واحد من البشر وليس ابن الله، وعلى هذا فلا فداء ولا كفارة من ناحيته سبحانه ولا حاجة! فأين الرحمة الإلهية فى الأمر إذا كان الذى عَزَمَنا على الطعام ليس هو الذى دفع الحساب؟ ألم يسمع بقولهم: "من يُفَنْجِرْ يُفَنْجِرْ من جيبه!". ثم هل من الممكن أن يتضاءل الله، وهو المطلق اللامحدود، فيصبح كائنا محدودا يشغل حيزا ذا أبعاد متناهية (تُعَدّ بالمناسبة بالسنتيمترات)؟ إن الأمر كله مستحيل على أى وضع. ولقد كان ممكنا فى الأزمنة القديمة أن يتصور متخلف قليل العقل أن الله يمكن أن يتجسد، أما الآن، ونحن نعرف شيئا من اتساع الكون الرهيب الذى يدير العقل ويصيبه بالانبهار الخاطف للأنفاس، فنستطيع من ثم أن نتصور على نحو ما معنى كلمة "اللامحدود" التى نصف بها الله سبحانه وتعالى، وأن نقتنع بأنه سبحانه وتعالى لا يمكن أن يتجسد فى مكان وزمان معينين، وهو (كما قلنا) خالق الزمان والمكان، ومُطْبِق قبضته على كل الكائنات والمخلوقات فى هذا العالم الذى تقاس مسافاته بملايين السنين الضوئية، فكيف يمكن أن يحتويه عَزَّ وجَلَّ شىء من خَلْقه؟ بصراحة لقد توقف مخى عن التفكير أمام هذا الخلل والتخلف العقلى، وبالتالى سوف أسكت وأقول إن كل إنسان وكل طائفة حرة فى أن تؤمن بما تشاء. لكن ما معنى أن يُشْتَم سيد الخلق؟ ومع هذا فهم أحرار فى شتمهم وقلة أدبهم. ونحن لا نستطيع أن نجاريهم فى سفاهتهم فننال المسيح عليه الصلاة والسلام بالأذى، ذلك أننا نحبه حبًّا جمًّا ونؤمن أنه أطهر من الطهر ذاته كسائر أنبياء الله ورسله، لكننا نستطيع أن نكشف سوآتهم الفكرية والعقيدية، والمهم ألا يتصايحوا ويقولوا إننا نعتدى عليهم، فنحن إنما نرد العدوان على نبينا، عليه وعلى عيسى بن مريم الصلاة والسلام.
وعودةً إلى ما رواه الإنجيل من قصة المسيح نتساءل: ألم يكن التلاميذ يرافقون المسيح عليه السلام ليل نهار ويتبعونه أينما ذهب أو جاء إلا أن يكلفهم بشىء يستدعى مفارقتهم له؟ فكيف تركهم يهوذا دون أن يأذن له السيد المسيح، بل دون أن يستفسر أحد عن سبب غيابه، وذهب ليعقد صفقة تسلميه لرؤساء اليهود؟ وعندما قال لهم المسيح إن الخائن هو من يغمس لقمته فى ذات الطبق الذى يأكل منه، كيف لم يتنبه يهوذا فيمتنع عن التغميس من الطبق؟ وحين قال له المسيح جوابا على سؤاله: "أنت قلت"، بما يعنى أنه هو الخائن، كيف سكت وسكتوا، وكأنْ ليس فى الأمر شىء؟ بل كيف تركوه يمضى ولم يضيقوا عليه الحصار كى يمنعوه من ارتكاب جريمته؟ وهل مبلغ الثلاثين فضة بالمبلغ الذى يغرى يهوذا أو غير يهوذا باجتراح هذا الإثم الفظيع؟ وحين عاد يهوذا (الله يخرب بيته جزاء ما صدّع دماغى فى ضرب أخماس فى أسداس منذ ساعة وأكثر كى أفهم المسألة وأصل فيه إلى حل دون جدوى!)، أكان فى حاجة لأن يقبّل المسيحَ كى يعرفه من أَتَوْا للقبض عليه؟ أوكان عيسى عليه السلام مجهولا إلى هذا الحد؟ لقد رأينا الناس جميعا والكهنة والفَرِّيسيِّين والصَّدُّوقيِّين والضباط والعرج والبرص والمجانين والممسوسين والأطفال الذين قاموا بمظاهرة فى الهيكل وكانوا يهتفون له (لا أظن أنكم قد نسيتموهم)، وحتى الموتى يعرفونه جيدا بسبب معجزاته التى لم يشاهدوا مثلها من قبل وكان لها الفضل بعد الله فى إعادتهم إلى الحياة، فكيف تجهله الجماعة التى أتت للقبض عليه واحتاجت إلى أن يقبّله يهوذا حتى يعرفوه؟ وكيف نصدق أن بطرس يجلس هكذا بكل جرأة بين العساكر الذين يحرسون جلسة المحاكمة فى قلب دار رئيس الكهنة ذاته؟ ليس ذلك فقط، بل كان يستدفئ معهم بالنار أيضا! (مرقس/ 14/ 54)؟ أهى تكيّة؟
وهل لنا أن نصدق ما قاله راوى الحكاية من أن "واحدا مِنْ رِفاقِ يَسوعَ مد يدَهُ إلى سَيفِهِ واَستلَّهُ وضرَبَ خادِمَ رئيسِ الكَهنَةِ، فقَطَعَ أُذُنَهُ. بالله عليكم من أين حصل هذا الرجل على سيف؟ ألعلّه اشتراه خردة من سوق الخميس فى المطرية؟ أم تراه السيف الذى قال المسيح إنه جاء ليلقيه بدلا من السلام؟ لكن ها هو ذا المسيح يتنكر لما قاله ويقول للرجل: ما الذى تفعله يا مجنون؟ أتريد أن تجلب علينا المصائب؟ ارم السيف! فلم قال صلى الله عليه وسلم إذن إنه جاء ليلقى سيفا ونارا؟ أهو كلام وطحينة؟: "52فقالَ لَه يَسوعُ: "رُدَّ سيفَكَ إلى مكانِهِ. فمَنْ يأخُذْ بالسّيفِ، بالسّيفِ يَهلِكُ. 53أتظُنٌّ أنَّي لا أقدِرُ أنْ أطلُبَ إلى أبـي، فيُرسِل لي في الحالِ أكثَرَ مِنْ اَثنَي عشَرَ جَيشًا مِنَ المَلائِكَةِ؟ 54ولكِنْ كيفَ تتِمٌّ الكُتبُ المقدَّسةُ التي تَقولُ إنَّ هذا ما يَجبُ أنْ يَحدُثَ؟" وهل من المقنع أن يستل الرجل سيفه ويقطع أذن خادم رئيس الكهنة بحاله ومحتاله دون أن يطيِّر العساكرُ والجموعُ المتعطشة للدماء، وفى أيديها العِصِىّ والسيوف، رقبتَه فى الحال أو يقبضوا على الأقل عليه ويقدموه للمحاكمة؟ بل لقد ورد فى "لوقا" ما يُفْهَم منه أن التلاميذ جميعا كان معهم سيوف، إذ عرضوا على معلمهم أن يضربوا بالسيف (لوقا/ 22/ 49)! إن لوقا يقول إن المسيح قد مد يده فأعاد الأذن المقطوعة إلى مكانها فأبرأها (لوقا/ 22/ 51). عظيم! لكن ألم يكن هو أولى بأن يخلص نفسه من المأزق الذى وجد نفسه فيه وكان من الواضح أنه يريد أن يجد ثغرة لكى ينفذ منه ويهرب من شرب تلك الكأس المرة؟ سيقولون: لقد أرسله الله فى مهمة محددة، فكيف يهملها ويمضى؟ لكننا سمعناه يتألم ويشعر بالحزن حتى الموت كما قال، بل ابتهل لربه أن يزيح عنه الكأس، وهو ما يعنى أنه لم يكن يريد تأدية المهمة. ثم هل سمح الله له بإبراء أذن الشرطى؟ الواقع أن المسيح عملها دون انتظار إذنه سبحانه، أفلم يكن الأَوْلَى به أن ينقذ نفسه من تلك المصيبة التى توشك أن تقع؟ ثم هناك سؤال رئيس الكهنة وجواب المسيح عليه، وهذه مشكلة أخرى: "قالَ لَه رَئيسُ الكَهنَةِ: "أستَحلِفُكَ بالله الحيَّ أنْ تَقولَ لنا: هَل أنتَ المَسيحُ اَبنُ الله؟" 64فأجابَ يَسوعُ: "أنتَ قُلتَ. وأنا أقولُ لكُم: سترَوْنَ بَعدَ اليومِ اَبنَ الإنسانِ جالِسًا عَنْ يَمينِ الله القَديرِ وآتــيًا على سَحابِ السَّماءِ!"، فرئيس الكهنة يريد أن يعرف منه هل هو ابن الله، لكنه لا يجيب على السؤال مكتفيا بقوله: أنت قلت! وهى إجابة لا تقول شيئا، ومع ذلك فعندما يتحدث عما سيحدث عند القيامة يسمى نفسه: "ابن الإنسان"، فما دلالة ذلك؟ إنه اعتراف صريح بأنه إنسان. ولا أظن أحدا يمكنه أن يدعى بأنه كان خائفا، وإلا لقلنا: فلماذا لم يدافع عن نفسه كى ينقذها من هذا الذى يخاف منه؟ثم إن قوله عن نفسه بأنه سيظل يوم القيامة "ابنا للإنسان" لا يعنى إلا أنه ليس ولم يكن فى يوم من الأيام إلا "ابنا للإنسان"، لأننا إذا قلنا كما يقول القوم إنه تجسد على الأرض كى يخالط البشر فى ثوبه البشرى ويحس بآلامهم البشرية، فما الداعى إذن إلى بقائه حتى فى يوم القيام وأثناء جلوسه على يمين أبيه السماوى "ابنا للإنسان"؟ بل ما الداعى إلى بقاء الأقانيم الثلاثة أصلاً بعد أن انتهى التجسد فلم تعد إلى حالتها الأولى من التوحد بعدما انتهت حكاية التأقنم التى أوجعوا بها دماغنا ولخبطوا عقلنا ولم يعد هناك آبٌ وابنٌ وروح قدس؟ لماذا لم نَزَلْ نرى الابن جالسا على يمين أبيه، بما يعنى أننا ما بَرِحْنا أمام إلهين، والمفروض ألا يكون هناك الآن سوى الإله الواحد الذى يدّعى القوم أن هذه الأقانيم هى هو فى الحقيقة، لكنها انقسمت على الأرض لغرض التجسد والتضحية والفداء فقط؟ مصيبة أخرى من المصائب الثقيلة! ولكى ننتهى من هذه القضية الشائكة فإننا نتساءل: وماذا فيما وقع ليسوع على الصليب مما يستحق أن نتألم له أو نعجب به؟ إنه ابن الله كما يقول من يؤمنون بهذه الحكاية، فهل تشكّل مثل هذه الأمور شيئا ذا بال أو غير ذى بال للآلهة وأولادهم، وهم الذين اخترعوا الآلام والعذاب والصلب والقتل ولا يمثل هذا كله ولا أضعافه تريليونات المرات أية معضلة لهم على الإطلاق؟
وهناك نقطة عارضة نفتح لها هنا قوسين تتعلق بشرب الخمر فى النصرانية الذى ينفيه زيكو العجيب ذو الدبر الرحيب (الرحيب مثل ذمته لا عقله!) وتَشَنَّجَ فى إنكاره، على حين نسمع المسيح يقول لحوارييه: "لا أشرَبُ بَعدَ اليومِ مِنْ عَصيرِ الكَرمةِ هذا، حتى يَجيءَ يومٌ فيهِ أشرَبُهُ مَعكُم جَديدًا في مَلكوتِ أبـي"، بما يعنى أولا أنه كان يشرب "عصير الكرمة هذا" قبل تلك المرة، وثانيا أن التلاميذ شربوا تلك الليلة من "عصير الكرمة هذا". ثم ثالثا يهاجمنا المجرمون الكذابون متهمين ديننا بأنه دين لذائذ حسية يَعِدُ معتنقيه بالأكل والشرب فى الجنة، ومنه شرب الخمر، وها هو ذا المسيح يعلن بلغة لا مواربة فيها أنه سوف يشرب "عصير الكرمة هذا" من الآن فصاعدا فى ملكوت أبيه السماوى. فلماذا قلة الأدب إذن؟ ودعونا من أحلام يوحنا وسماديره التى اعترته فى قرصة جوع حادة فأخذ يهذى بألوان الطعام المضحكة الغريبة فى "رؤياه"!
هذا، ولن أعلق بشىء على قصة بطرس وأذان الديك: "كو.كو.كوو.كو فى الفجرية، هيا بنا على باب الله يا صنايعية!"، بل أسوقها كما هى: "وكانَ بُطرُسُ قاعِدًا في ساحَةِ الدّارِ، فدنَتْ إلَيهِ جاريَةٌ وقالَت: "أنتَ أيضًا كُنتَ معَ يَسوعَ الجليلّي!" 70فأنكَرَ أمامَ جميعِ الحاضرينَ، قالَ: "لا أفهَمُ ما تَقولينَ". 71وخرَجَ إلى مَدخَلِ السّاحةِ، فَرأتهُ جاريةٌ أخرى. فقالَت لِمَن كانوا هُناكَ: "هذا الرَّجُلُ كانَ معَ يَسوعَ النّاصريَّ!" 72فأنكَرَ بُطرُسُ ثانيةً وحلَفَ، قالَ: "لا أعرِفُ هذا الرَّجُلَ!" 73وبَعدَ قَليلٍ جاءَ الحاضِرونَ وقالوا لِبُطرُسَ: "لا شَكَّ أنَّكَ أنتَ أيضًا واحدٌ مِنهُم، فلَهْجتُكَ تَدُلُّ علَيكَ!" 74فأخذَ يَلعَنُ ويحلِفُ: "أنا لا أعرِفُ هذا الرَّجُلَ". فصاحَ الدّيكُ في الحالِ، 75فتذكَّرَ بُطرُسُ قَولَ يَسوعَ: "قَبلَ أنْ يَصيحَ الدّيكُ تُنكِرُني ثلاثَ مرّاتٍ". فخرَجَ وبكى بُكاءً مُرُا". وهنا أدرك شهر زاد الصباح، فسكتت عن الكلام الفضّاح، لكنها لم تستطع مع ذلك أن تكف نفسها عن السؤال التالى (هى التى سألت ولست أنا)، شأن كل امرأة أمام إغراء "الكلمتين اللتين على السلم": يا ترى كيف تركوا بطرس يمضى لحال سبيله هكذا دون أن يتحققوا مما قالته عنه المرأة؟ ولن أتكلم عن كذبه وحَلِفه الباطل وخَيْسه فى الوعد الذى قطعه على نفسه قبل قليل للسيد المسيح وأكد فيه أنه لن ينكره ولن يسلمه لأعدائه أبدا مهما تكن الظروف، وهروبه وأخذ بقية التلاميذ ذيلهم فى أسنانهم وقولهم: يا فكيك! بل إن أحد الشبان الذين كانوا يتبعونه قد فَرّ عاريا بلبوصا (إى والله بلبوصا!) كما ولدته أمه بعدما مزق المهاجمون قميصه الذى لم يكن على جسمه سواه (مرقس/ 14/ 51- 52)، فمثل هذه الأمور لا تساوى شيئا جَنْب البلايا المتلتلة الأخرى التى لم نعرف لها جو
المتناقضات في الأناجيل
بقلم: د.زينب عبد العزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية
صورة لإنجيل أمريكي يعود إلى 1859م
عادة ما يغضب بعض المسيحيين من الإشارة إلى المتناقضات في الأناجيل أو في الكتاب المقدس، التي باتت تُعد بالآلاف، ويتهمون قائلها بأنه يعتدي على "قدسية" نصوص منزّلة !.. بل لقد أضيف إلى عبارة الغضب هذه رد صادر عن المؤسسة الفاتيكانية، للتمويه على الحقائق العلمية، بأن هذه المتناقضات ليست بمتناقضات، وإنما هي آيات تكمّل بعضها بعضا ! وذلك هو ما قاله أيضا الأب رفيق جريش، في المداخلة التي قام بها، ردا على ما أشرت إليه بهذا الصدد، في برنامج "90 دقيقة" على قناة المحور، يوم 14 يناير الماضي..
وفي واقع الأمر، أن هذه "القدسية" المزعومة قد اعتدى عليها الفاتيكان فعلا ثلاث مرات:
المرة الأولى في مجمع ترانت، سنة 1546، حينما فرضها على الأتباع قهرا في الدورة الرابعة، يوم 8 أبريل، قائلا أن "الله هو المؤلف الوحيد للكتاب المقدس"، وهى العبارة الواردة في وثائق ذلك المجمع، مع فرض "اللعنة على كل من يتجرأ ويسأل عن مصداقية أي شيء" ! (المجامج المسكونية، الجزء الثالث صفحة 1351، طبعة لوسير 1994).
والمرة الثانية، مع تقدم العلوم والدراسات التاريخية واللغوية، حينما تراجع الفاتيكان عن عبارة أن "الله هو المؤلف"، ليقول في مجمع الفاتيكان الأول سنة 1869: "أن الله قد ألهم الحواريين عن طريق الروح القدس" !..
أما المرة الثالثة، ففي مجمع الفاتيكان الثاني المنتهى سنة 1965. فمن أهم ما ناقشه : الدراسات النقدية التي أطاحت بمصداقية الكتاب المقدس بعامة، وبالعهد الجديد بصفة خاصة.. فبعد مداولات متعددة لدراسة كيفية صياغة الإعلان عن هذا التراجع المطلوب، المناقض لكل ما تم فرضه قهرا لمدة قرون، على أنها نصوص منزّلة، تم التوصل إلى محاولة للتخفيف من وقعه على الأتباع، عبر خمس صياغات مختلفة، واقترعوا على الصيغة النهائية، بأغلبية 2344 صوتا مؤيدا، ضد 6 أصوات معارضة..
ويقول النص الصادر عن الفاتيكان : "أن هذه الكتب وإن كانت تتضمن الناقص والباطل، فهي مع ذلك تُعد شهادات لعلم تربية إلهي حقيقي" .. ويعنى النص بالفرنسية :
"Ces livres, bien qu'ils contiennent de l'imparfait et du caduc, sont pourtant les témoins d'une pédagogie divine" !..
وفي العدد رقم 137 من مجلة "عالم الكتاب المقدس" سبتمبر- أكتوبر 2001، والذي يتصدر غلافها موضوع رئيسي بعنوان : "من كتب الكتاب المقدس ؟ "، نطالع في المقال الذي بقلم جوزيف موان J. Moingt، الأستاذ المتفرغ بكليات الجزويت بباريس، والذي يشير فيه إلى صعوبتين فيما يتعلق بالكتاب المقدس قائلا:
" أولا أن الكتاب المقدس ليس كتابا بالمعنى المفهوم وإنما مكتبة بأسرها، مجموعة متعددة من الكتب والأنواع الأدبية المختلفة، بلغات مختلفة، ويمتد تأليفه على عشرات القرون، وأنه قد تم تجميع كتبه في شكل كتاب بالتدريج، ابتداء من مراكز صياغة ونشر متنوعة. ثانيا كل كتاب من هذه الكتب لم يتم تأليفه دفعة واحدة، بقلم نفس الكاتب، وإنما صيغ كل كتاب منها اعتمادا على العديد من التُراث الشفهية المتناثرة وكتابات جزئية متفرقة ناجمة عن مصادر شتى بعد أن تمت إعادة كتابتها وصياغتها وتبديلها على فترات طويلة قبل أن تصل إلى ما هي عليه".. ويوضح هذا الاستشهاد كيف أن مثل هذه المعلومات، في الغرب، باتت من المعلومات الدارجة التي يتم تناولها على صفحات الجرائد والمجلات ..
وإذا أضفنا إلى ما تقدم، كل ما توصلت إليه "ندوة عيسى"، بمعنى أن 82% من الأقوال المنسوبة ليسوع لم يتفوّه بها، وأن 86 % من الأعمال المسندة إليه لم يقم بها، لأدركنا فداحة الموقف، من حيث الهاوية التي تفصل الحقائق التي توصل إليها العلم والعلماء، وكثير منهم من رجال اللاهوت، والإصرار الأصم على تنصير العالم، بأي وسيلة وبأي ثمن - رغم كل الشعارات الطنانة والمتكررة التي يعلنونها باحترامهم أصحاب الأديان الأخرى !
ولا أتناول هذا الموضوع من باب التجريح أو الانتقاص من أحد - فما من إنسان في هذا الزمن مسئول عما تم في هذه النصوص من تغيير وتبديل، عبر المجامع على مر التاريخ، لكنني أطرحه كقضية عامة تهم كل المسلمين، أينما كانوا، والذين باتت تُفرض عليهم عملية تنصير لحوحة وغير إنسانية، مدعومة بالضغوط السياسية وبما يتبعها من تنازلات .. لذلك أناشد كافة الجهات المعنية التصدي لهذه المهزلة المأساوية الكاسحة !..
كما أنها تُهِم كل القائمين على عمليات التبشير والتنصير، التي تدور رحاها بذلك الإصرار الغريب، حتى يدركوا فداحة ما يتسببون فيه حقيقة، على الصعيد العالمي، من ضغوط وانفجارات .. ضغوط وانفجارات ناجمة عن إصرارهم على اقتلاع دين الآخر، ونحن جميعا في غنى عنها ـ خاصة وأنها تدور قهرا، بجيوش مجيشة من العاملين في هذا المجال، من أجل فرض نصوص وعقائد أقرت قياداتها العليا، منذ أجيال عدة، بأنها تتضمن "الناقص والباطل" كما رأينا..
وقد قامت نفس هذه القيادات بالتمويه على ما بها من متناقضات، جلية لكل عين لا تتعمد فقدان البصر والبصيرة، باختلاق بدعة أنها تعبّر عن تعددية الرؤية والتعبير، أوأنها تكمل بعضها بعضا !.. لذلك أصبحوا يقولون "الإنجيل وفقاً لفلان"، وليس "إنجيل فلان" .. وهو ما يحمل ضمناً الإعتراف بوجود مساحة من الشك والريبة غير المعلنة ..
وإذا ألقينا بنظرة على بعض هذه المتناقضات، التي قالت عنها الموسوعة البريطانية في مداخلة "الكتاب المقدس" أنها تصل إلى 150,000 تناقضا، وقد رفعها العلماء مؤخرا إلى الضعف تقريبا، لأمكن لكل قارىء ـ أيا كان إنتماؤه، أن يرى بنفسه ويقارن مدى مصداقية مثل هذه النصوص، أومدى إمكانية إعتبارها نصوص منزّلة ! ونورد ما يلى على سبيل المثال لا الحصر:
* التكوين 1 : 3-5 في اليوم الأول الله خلق النور ثم فصل النور عن الظلمة
* التكوين 1 : 14-19 تم ذلك في اليوم الرابع
* التكوين 1 : 24-27 خلق الحيوانات قبل الإنسان
* التكوين 2 : 7 و19 خلق الإنسان قبل الحيوانات
* التكوين 1 : 31 اُعجب الله بما خلق
* التكوين 6 : 5-6 لم يعجب الله بما خلق وحزن وتأسف ..
* التكوين 2 : 17 كتب على آدم أن يموت يوم يأكل من شجرة المعرفة، وقد أكل
* التكوين 5 : 5 آدم عاش 930 سنة !
* التكوين 10 : 5 و20 و31 كل قبيلة لها لغتها ولسانها
* التكوين 11 : 1 كانت الأرض كلها لسانا واحداً ولغة واحدة
* التكوين 16 : 15 و21 : 1-3 إبراهيم له ولدان إسماعيل وإسحاق
* العبرانيين 11 : 17 إبراهيم له ولد واحد وحيده إسحاق (وتم إستبعاد إسماعيل)
* التكوين 17 : 1—11 الرب يقول عهد الختان عهداً أبدياً
* غلاطية 6 : 15 بولس يقول ليس الختان ينفع شيئا (وبذلك تعلوكلمة بولس على كلمة الرب) !..
* خروج 20 : 1-17 الرب أعطى الوصايا العشر لموسى مباشرة بلا وسيط
* غلاطية 3 : 19 أعطاها الرب مرتبة بملائكة في يد وسيط
* الملوك الثاني 2 : 11 صعد إيليا في العاصفة إلى السماء
* يوحنا 3 : 13 لم يصعد أحد إلى السماء إلا إبن الإنسان (يسوع)
* متى 1 : 6 – 7 نسب يسوع عن طريق سليمان بن داوود
* لوقا 3 : 23 -31 نسب يسوع عن طريق ناثان بن داوود
* متى 1 : 16 يعقوب والد يوسف
* لوقا 3 : 23 هالى والد يوسف
* متى 1 : 17 جميع الأجيال من داوود إلى المسيح ثمانية وعشرون
* لوقا 3 : 23 -28 عدد الأجيال من داوود إلى المسيح أربع وثلاثون
* متى 2 : 13 – 16 يوسف أخذ الصبي (يسوع) وأمه وهربوا إلى مصر
* لوقا 2 : 22 – 40 عقب ميلاد يسوع يوسف ومريم ظلا في أورشليم ثم عادوا إلى الناصرة ! أي أنهم لم يذهبوا إلى مصر بالمرة، بل ولا يرد ذكر ذبح الأطفال بأمر هيرود
* متى 5 : 17 – 19 يسوع لم يأت لينقض الناموس
* أفسوس 2 : 13 – 15 يسوع قد أبطل الناموس بجسده !
* متى 10 : 2، ومرقس 3 : 16 – 19، ولوقا 6 : 13 – 16، وأعمال الرسل 1 : 13 تختلف بينها أسماء وأعداد الحوايرين ..
* متى 10 : 34 جاء يسوع ليلقى سيفا وليس سلاما
* لوقا 12 : 49 – 53 جاء يسوع ليلقى ناراً وانقساما
* يوحنا 16 : 33 جاء يسوع ليلقى سلاما !
بينما يقول يسوع:
* لوقا 19 : 27 أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فاْتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامى !!
* متى 16 : 18ـ19 يسوع يقول أنت بطرس وعلى هذه الصخرة ابنِ كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات ..
* متى 16 : 23 فالتفت يسوع وقال لبطرس إذهب عنى يا شيطان أنت معثرة لى لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس !.. وكررها مرقس كاتبا : " فانتهر بطرس قائلا إذهب عنى يا شيطان لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس" (8 : 33) !
فكيف يمكن لكنيسة أن تقوم على شخص يعتبره السيد المسيح شيطانا ومعثرة ولا يهتم بما لله ؟!.
* مرقس 14 : 44-46 علامة خيانة يهوذا ليسوع أن يقبله
* لوقا 22 : 47-48 يهوذا دنا من يسوع ليقبله
* يوحنا 18 : 2-9 يسوع خرج وسلم نفسه ولا ذكر لقبلة يهوذا الشهيرة
* متى 27 : 5 يهوذا طرح الفضة (النقود) أرضا ثم انصرف
* أعمال الرسل 1 : 18 يهوذا يقتنى حقلا بأجرة خيانته
* متى 27 : 5 يهوذا خنق نفسه
* أعمال الرسل 1 : 18 يهوذا يسقط على وجهه وانشق من الوسط فانسكبت أحشاؤه كلها
* متى 27 : 28 ألبسوا يسوع رداءً قرمزيا (علامة على الإهانة) ! ..
* مرقس 15 : 17 البسوه رداءً أرجوانيا (علامة على المَلَكية) !..
* متى 27 : 32 سمعان القيرواني سخّر لحمل صليب يسوع
* يوحنا 19 : 17 خرج يسوع حاملا صليبه
* متى 27 : 46 – 50 كانت آخر كلمات يسوع "إيلي إيلي لما شبقتني، أي إلهي إلهي لماذا تركتنى " ..
* لوقا 23 : 46 كانت آخر كلمات يسوع " يا أبتاه في يدك أستودع روحى" ..
* يوحنا 19 : 30 كانت آخر كلماته " قد أكمل " ونكس رأسه وأسلم الروح ..
* لوقا 23 : 43 قال يسوع للص المصلوب بجواره : الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس !..
* أعمال الرسل 2 : 31 تقول الآية أنه ظل في الجحيم حتى بُعث (في طبعة 1831)، وفي طبعة 1966 تم تغيير عبارة "الجحيم" وكتابة "الهاوية" !..
وتغيير الكلمات أو العبارات من علامات التلاعب بالنص المتكررة، وليست فقط في الآية السابقة وتعد بالمئات، فعلى سبيل المثال نطالع في طبعة 1671، في سفر إشعيا 40 : 22 عبارة "الذي يجلس على دايرة الأرض وسكانها هم مثل جراد : الذي يمد السموات كلا شىء ويبسطهن كمخبأ للمسكون "، نجدها قد تحولت في طبعة 1966 إلى : " الجالس على كرة الأرض وسكانها كالجندب الذي ينشر السموات كسرادق ويبسطها كخيمة للسكن " ! وأهم فارق يشار إليه في هذا التغيير هو حذف عبارة " دايرة الأرض" التي تشير إلى أن الأرض مسطحة حتى وإن كانت مستديرة الشكل، وكتابة " كرة الأرض" لتتمشى مع التقدم العلمى الذي أثبت أن الأرض كروية وتدور حول الشمس، وهى القضية التي تمت محاكمة جاليليو بناء عليها، ومن الواضح أن التغيير قد تم بعد ثبوت كلام جاليليو!
وهناك آيات جد محرجة في معناها، إذ تكشف عن حقيقة موقف أهل يسوع وأقرباؤه، كأن نطالع : " ولما سمع أقرباؤه خرجوا ليمسكوه لأنهم قالوا أنه مختل . وأما الكتبة الذين نزلوا من أورشليم فقالوا إن معه بعلزبول وأنه برئيس الشياطين يُخرج الشياطين. " (مرقس 3 :21-22).. وهو ما يؤكده يوحنا، إذ يقول : " فقال له اليهود الآن علمنا أن بك شيطانا" (8: 52 ) بل يضيف يوحنا : " لأن إخوته أيضا لم يكونوا يؤمنوا به" ( 7 : 5 ) !.
فهل يجوز لمثل هذا الإنسان الذي يصفه أقرباؤه بالمختل، ويرى فيه اليهود أن به شيطانا، وان إخوته لم يكونوا يؤمنوا به أن يكون إلاها ويصبح "ربنا يسوع المسيح" الذي يجاهد التعصب الكنسى لفرض عبادته على العالم ؟!
أما مسألة يسوع وإخوته فما هو مكتوب عنها يؤكدها تماما، إذ يقول لوقا : " فولدت إبنها البكر وقمّطته وأضجعته في المزود إذ لم يكن لهما موضع في المنزل " (2 : 7) .. وعبارة "الإبن البكر" تعنى يقينا أن له إخوة وأخوات كما هو وارد في متى (13 : 55 – 56 )، وأن يسوع، عليه الصلاة والسلام، هو أكبرهم، أي الإبن البكر ..
وهو ما يؤكده متى حينما يورد الحلم الذي رآه يوسف النجار :"فلما استيقظ يوسف من النوم فعل كما أمره الرب وأخذ امرأته. ولم يعرفها حتى ولدت إبنها البكر ودعا إسمه يسوع" (1 : 24 -25 ).. وعبارة "لم يعرفها حتى ولدت" تعنى أنه لم يعاشرها جسدا حتى وضعت إبنها البكر. وهذا تأكيد على صحة عبارة الإخوة والأخوات المذكورين بأسمائهم في مرقس (6 : 3) . خاصة وأن النص اليونانى للإنجيل يحمل عبارة "أدلفوس" adelfos أي أخ شقيق، وليس "أنبسوى" anepsoi، أي أولاد عمومة كما يزعمون كلما اُثيرت هذه المشكلة التي تمس بألوهية يسوع ..
وهناك العديد من الوقائع التي لم يشهدها أحد فكيف وصلت لكتبة الأناجيل، ومنها السامرية التي قابلها يسوع، رغم العداء الشائع بين اليهود والسامريين، إضافة إلى أن هذه السامرية بها من المحرمات الدينية والشرعية ما يجعله يبتعد عنها، فهى متزوجة خمس مرات وتحيا في الزنا مع آخر، ورغم ذلك نرى يسوع عليه السلام، يبوح لها في إنجيل يوحنا بما لم يقله لمخلوق ( 4 : 26 )، بأنه هو المسيح المنتظر !! فاي عقل أو منطق يقبل مثل هذا القول؟
وهناك تناقضات تشير إلى عدم صلب يسوع، عليه السلام، بالشكل المعترف عليه الآن، فالنص يقول أنه عُلق على خشبة ! وهو ما يتمشى مع الواقع، فالصليب بشكله الحالى لم يكن معروفا في فلسطين آنذاك .. وتقول الآيات :
"إله آبائنا أقام يسوع الذي أنتم قتلتموه معلقين إياه على خشبة" ( اع 5 : 30 ) ؛ " ..الذي أيضا قتلوه معلقين إياه على خشبة" ( اع 10 : 39 ) ؛ " ولما تمموا كل ما كتب عنه أنزلوه عن الخشبة ووضعوه في قبر" ( اع 13 : 29 ) ؛ " المسيح إفتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب ملعون كل من عُلق على خشبة" (رسالة بولس إلى أهل غلاطية 3: 13) ؛ وهو ما يؤكده بطرس في رسالته الأولى إذ يقول : " الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة" (2 : 24 ) .. فأية آيات نصدق في مثل هذه الأناجيل ؟!. ولا تعليق لنا على اعتبار السيد المسيح عليه الصلاة والسلام " لعنة " و" ملعونا " والعياذ بالله !
وليس كل ما تقدم إلا مجرد شذرات، مقارنة بعددها الفعلي، فلا يسع المجال هنا لتناول تلك الآلاف من المتناقضات الثابت وجودها في النصوص الدينية، لكنا نشير إلى حقيقة أن هذه النصوص، بالشكل التي هي عليه، ليست منزّلة – باعتراف قادة المؤسسة الكنسية الفاتيكانية، والعديد من الباحثين . وإنما هي قد صيغت وفقا للأغراض والأهواء السياسية والدينية، وبالتالي فانه لا يحق لأي "إنسان" أن يحاول فرضها على المسلمين أو غير المسلمين !
ليؤمن بها من شاء من أتباعها وليكفر بها من شاء من أتباعها، لكن فرضها على العالم أجمع، وخاصة على العالم الإسلامي الموحد بالله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد، فهو أمر مرفوض بكل المقاييس .
فالآيات التي يتذرعون بها لتنصير الشعوب والتي تقول : "فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس" (متى 38 : 19) قد تمت صياغتها في مجمع القسطنطينية، سنة 381، باختلاق بدعة الثالوث وإقحامها في الأناجيل التي بدأت صياغتها في أواخر القرن الأول .. فبأي عقل يمكن للدارس أو حتى للقارئ العادي أن يضفي أية مصداقية على ذلك الكم من المتناقضات ؟!..
(((تخاريف تخاريف تخاريف))))قال تعالى
(فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ [المؤمنون : 116])
السلام على من اتبع الهدى ورحمة الله وبركاته.
هذا موضوع من العبد لله الفقير الضعيف ... لبيان مدى كفر وبطلان هذا الدين النصراني ... فيكفي لقارئ هذا الموضوع فقط ان يكشف الستار عما اخفاه المبشرين وكذبهم وكفرهم بالله ... ووصفهم اياه سبحانه بأبشع الوصف..
(وَقَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ [البقرة : 116])
ان النصارى يقولون ان الخطيئه التي عملها أدم موروثه وكان لا بد من الله ان يحل هذه المشكله فلم يجد حل سِوَا ان يأتي ويضرب على قفاه ويبصق على وجهه ويصلب من اجل خطايانا
َ(فتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ [المؤمنون : 116])
بل ولديهم الجرأه بكل قباحه في أن يقروا بهذا بل يسمونه تواضعا!!..
وانا لا اعرف هل من التواضع ان تقلل من قيمتك انت كأنسان في أن تجعل نفسك (ملطشه) يبصق على وجهك وتعاب وتدان..؟؟.. لا والله لايقبلها حتى الحيوان اكرمكم الله... فهل يليق هذا برب السماء الذي يقول المسلمين عنه كما قال هو سبحانه
(ُقلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ [المؤمنون : 88])
اي قل : مَن مالك كل شيء ومَن بيده خزائن كل شيء، ومَن يجير مَنِ استجار به، ولا يقدر أحد أن يُجير ويحمي مَن أراد الله إهلاكه، ولا يدفع الشر الذي قدَّره الله، إن كنتم تعلمون ذلك؟
فسبحان الله القائل
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ [الصافات : 180])
وهذا فقد اردت اخوتي في الله ان نري مدى سفاهة وغباء هذه العقيده ... ونثبت لأتباعها انها عقيده لايؤمن بها الا المستكبر ... الذي لايخشى الله تعالى.
كتبنا في المقدمه وصف النصارى ان الله تجسد (سبحانه تعالى علوا كبيرا عما يقولون) من اجل ان يصلب كما ادعوا ...
وهذا الذي تجسد هو ابنه الذي هو نفسه الأب الذين هما الأثنان واحد (طبعا سيصرخ قائلا اي انسان عاقل يقول عني مجنون لكن انا انقل ما يقولون وناقل الكفر ليس بكافر ولكم الحكم)
حسنا :-
اذا نستنتج من هذا الكلام الغبي :-
ان (الرب قتل الرب ليرضي الرب !!!)
واريد من كل عاقل ان يخبرني ماذا يشعر عندما يقرأ هذا الكلام
اليست هذه اغبى واكفر عقيده على وجه الأرض..؟؟
..............
حسنا لنقرأ المزيد من التناقض ولنحذف كل كلمة ابن او أسم يسوع (يسوع هنا يقصدون بها المسيح عليه السلام) ولنضع مكانه الرب لنرى على المكشوف غباء هذه العقيده وبطلان الوهية المسيح
( كتاب ميلاد الرب ابن داوود ابن ابراهيم ) . ( متي 1 : 1 )
هنا حذفت كلمة يسوع المسيح الأقنوم الثاني الأله لدى النصارى وكتبت الرب
فهذا الأله له كتاب نسب (وابن أصل كمان)
...........
اقرأ في
لوقا
(40وَكَانَ الله يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ مُمْتَلِئاً حِكْمَةً وَكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ)
هنا حذفت كلمة الصبي ووضعت مكانها الله .
الله ينموا ممتلئا حكمه ونعمه وكانت نعمة الله عليه ايضا ؟؟!!!
اي كانت نعمة الله على الله (الله عليكم يا نصارى الله)
فهل ياترى هذا هو رب النصارى.
تابع:-
(46وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ وَجَدَ الرب فِي الْهَيْكَلِ جَالِساً فِي وَسْطِ الْمُعَلِّمِينَ يَسْمَعُهُمْ وَيَسْأَلُهُمْ.) لوقا
هنا قمت بتغيير كلمة وجداه العائده على يسوع ووضعت مكانها الرب...
من هذا النص نجد رب النصارى العالم الخالق بزعمهم يسمع ويسأل؟؟!!... الرب يريد ان يتعلم !!!! لا والله ونعم الرب.
رب مجتهد فعلا.
...
فلنقرأ في متى
(24فَأَجَابَ )الرب) «مَا أُرْسِلْتُ إِلاَّ إِلَى الْخِرَافِ الضَّالَّةِ، إِلَى بَيْتِ (إِسْرَائِيلَ)!)
الرب هناك من ارسله..!!.. ويسوع يقول في يوحنا الحق الحق اقول لكم انه ليس عبد اعظم من سيده و لا رسول اعظم من مرسله ...
فمن هذا الرب الذي ارسل الرب الذي هو اعظم من الرب
اليس هذا تعدد أله يا نصارى ؟؟؟
رب ارسل رب وهو اعظم من رب (يا مثبت العقل في الراس)
.......
لننتقل الى
إنجيل يوحنا [ 17 : 3 ] المسيح عليه السلام توجه ببصره نحو السماء قائلاً : (( وهذه الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك والله الذي أرسلته . ))
هنا بدلت كلمة يسوع المسيح الذي ارسلته بـ الله كما هم يعتقدون ان يسوع هوالله (وتعالى الله) فهل ياترى استقام النص وزاد وضوحا .
عقيدة لايمكن ان تدخل العقل
ملاحظه :- يتمسك النصارى ويتشدقون بمقولة ان الله فوق العقل ولا يمكن للعقل البشري ان يصل الى فهمه ابدا وللرد على هذا الخبث نقول لهم يا نصارى هناك فرق بين التناقض وبين الأشياء الفوق عقليه.
اذا.. بما أن هناك فرق بين التناقض والأشياء المعجزه فبماذا تفسرون هذا التناقض اذا؟
كما يقولون ان هذا يحصل للجسد فقط لا للاهوت
ونحن نقول لهم الم تقولوا ان الله تجسد للأجلكم فما دخل الجسد اذا لماذا لم يرسل جسدا بدل منه هو.كما لايوجد اي نص في كتابهم يتحدث عن ناسوت ولاهوت فهو اذا من اختراعاتهم لكي يجدوا مخرجا فوضعوا انفسهم في مصيبه اكبر.
ثم الم تقولوا ان لاهوته لم يفارق ناسوته ... سبحان الله افلا تعقلون.لنكمل..
انجيل لوقا [ 4: 34 ] من قول المسيح : (( لا بد لي (الله يتحدث بزعمهم) أن أبشر المدن الأخرى بملكوت الله لأني لهذا أرسلت ))
الله يبشر بملكوت الله .!!!...ولهذا تم ارسال الله
(ولاحول ولا قوة الا بالله)
.......
بإنجيل لوقا [ 24 : 19 ] : تلميذين من تلاميذ الله و صفوه بالنبوه وهو يخاطبهم ولم ينكر عليهم الله !! هذا الوصف فكانا يقولان : (( الله الذي كان إنساناً نبيـاً مقتدراً في الفعل والقول أمام الله وجميع الشعب . ))
بالله عليكم اقرأوا هذا الكفر هنا بدلت كلمة يسوع بـ الله لتعلموا مدى قبح وكفر وجرأة اهل هذه العقيده .
الله الذي كان انسانا نبيا ؟!!
استغفر الله العظيم ولا حول ولا قوة الا بالله.
...
ذكر لوقا في [ 22 : 43 ] أن المسيح بعدما وصل وتلامذته الي جبل الزيتون واشتد عليه الحزن والضيق حتى أن عرقه صار يتصبب كقطرات دم نازلة (( ظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يقويه ! ))
فهل الله يعرق و يحتاج الى ملاك ليقويه؟؟!!
واين لاهوته المزعوم اليس ملتصقا به.؟؟؟!!!
....................
اقرأوا هذا النص الذي يستدل به النصارى على الوهية المسيح عندهم
يوحنا1: 1 في البدء كان الكلمة و الكلمة كان عند الله و كان الكلمة الله
بما ان الكلمه هي الله فأن النص سيكون هكذا
في البدء كان الله وكان الله عند الله وكان الله الله.هل ممكن تفسير ؟؟
والأغرب كيف يكون لله بدايه وهو الأول والأخر.(تعالى الله)
وكيف يكون الله عند الله ...!!!
..............
سأختم بهذا مع العلم بوجود اكثر واكثر لكن كفانا قهرا لأنفسنا ونحن نقرأ هذا الكفر هداهم الله ولعن المتكبرين الكافرين منهم.
مرقص 15: 34(وَفِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، صَرَخَ الله بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: [«أَلُوِي أَلُوِي، لَمَا شَبَقْتَنِي؟» أَيْ: «إِلهِي إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟»].
الله يقول لله لماذا تركتني
الله يخاطب الهه بأسلوب غير محترم
ثم هذا هو الله فمن يخاطب ؟؟!! هل لله اله ..؟؟!!!
تعالى الله القائل
(َقَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ [البقرة : 116])
هذا يا أخوتي في الله ويا نصارى بين ايديكم كل هذا ويمكنكم مراجعة الأناجيل بأنفسكم
فلا نحتاج للكذب كما يكذب بولس رسول المسيح بزعمكم عندما قال مستحلا للكذب على الله
Rom:3:7: 7 فانه ان كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا أدان انا بعد كخاطئ. (SVD)ويؤكد انه يخدعكم عندما قال
2Cor:12:16:
16 فيلكن.انا لم اثقل عليكم لكن اذ كنت محتالا اخذتكم بمكر. (SVD)
افيقوا فبل ان يأتي اليوم الذي قال الله تعالى عنه
(مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ [البقرة : 254])
ها قد اتاكم النذير الذي سوف تذكرونه ان متم على الكفر يوم القيامه يوم انتم تصرخون في جهنم
اقرأوا ماذا يقول الله
َ(هُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ [فاطر : 37])
هؤلاء الكفار يَصْرُخون من شدة العذاب في نار جهنم مستغيثين: ربنا أخرجنا من نار جهنم, وردَّنا إلى الدنيا نعمل صالحًا غير الذي كنا نعمله في حياتنا الدنيا, فنؤمن بدل الكفر, فيقول لهم: أولم نُمْهلكم في الحياة قَدْرًا وافيًا من العُمُر, يتعظ فيه من اتعظ, وجاءكم النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك لم تتذكروا ولم تتعظوا؟ فذوقوا عذاب جهنم, فليس للكافرين من ناصر ينصرهم من عذاب الله.هيا ايها النصارىسارعوا الى مغفرة من ربكم
(وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ [آل عمران : 133])
بادروا بطاعتكم لله ورسوله لاغتنام مغفرة عظيمة من ربكم وجنة واسعة, عرضها السموات والأرض, أعدها الله للمتقين.
اقرأوا اقل وصف للجنه
(مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ [محمد : 15])
صفة الجنة التي وعدها الله المتقين: فيها أنهارٌ عظيمة من ماء غير متغيِّر, وأنهار من لبن لم يتغيَّر طعمه, وأنهار من خمر يتلذذ به الشاربون(لايذهب العقل), وأنهار من عسل قد صُفِّي من القذى, ولهؤلاء المتقين في هذه الجنة جميع الثمرات من مختلف الفواكه وغيرها, وأعظم من ذلك السَّتر والتجاوزُ عن ذنوبهم, هل مَن هو في هذه الجنة كمَن هو ماكث في النار لا يخرج منها, وسُقوا ماء تناهى في شدة حره فقطَّع أمعاءهم؟
وصلى الله وسلم على رسله الطاهرين الكرام
وأخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
(دََعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [يونس : 10])
اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.؟؟؟؟؟؟======(((((نار الرب في الكتاب المقدس !!!
اجعلني كخاتم على قلبك كخاتم على ساعدك لان المحبة قوية كالموت الغيرة قاسية كالهاوية لهيبها لهيب نار لظى الرب { سفر نشيد الأناشيد 8: 6 }
التشبيهات في هذا النص
يشبه
قوة المحبة ...... بالموت
والغيرة قاسية ......كالهاوية
ولهيب الغيرة.....لهيب نار ....... كأنها نار لظى الرب
لظى {النار الشديدة }
ونسأل هل نار الرب تساوي لهيب نار الغيرة ؟
فان كانت كذلك لكان الامر بسيط لأنه باستطاعة الإنسان ان يتحمل نار الغيرة وبالتالي سوف يتحمل نار الرب
أي عاقل يمكن ان يتصور ان الرب يشبه ناره لظى بنار الغيرة !!!
ان كاتب هذا الكلام يجهل نار الله لأنه لو علمها ما كتب هذا الكلام ونسبه إلي الله ولكن بكل تأكيد سوف يعرفها جيدا عندما يحشر إليها في الاخرة ويسأل أنار الغيرة كالنار التي أنت فيها ؟!!! ندعو الله الا نكون معه
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا} (56) سورة النساء
{فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} (106) سورة هود
{سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ} (50) سورة إبراهيم
{لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ} (39) سورة الأنبياء
{تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} (104) سورة المؤمنون
{وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ} (20) سورة السجدة
{لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ} (16) سورة الزمر
{وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ} (49) سورة غافر
{فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ} (72) سورة غافر
{وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ} (20) سورة الأحقاف
{يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ} (48) سورة القمر
{أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ} (71) سورة الواقعة
{كَلَّا إِنَّهَا لَظَى * نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى * } ( 15، 16) سورة المعارج
{فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى} (14) سورة الليل
هذه نار الله التي يجهلها هؤلاء الذين يفترون علي الله الكذب {انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُّبِينًا} (50) سورة النساء
لأنهم لو كانوا يعلمونها حقاً ما استهانوا بها وافتروا علي الله كذبا؟؟؟؟؟=====((((أخطاء كنيسة البابا شنودة
فى رسالة من كاتب قبطى لبابا الكرازة المرقسية
بداية.. قداستكم أبى الروحى الذى لا خلاف معه فى نواحى الدين أو العقيدة، أما غير ذلك فالخلاف قائم بل واجب إذا لزم الأمر.. ولا شك أن قداستكم كنتم ومازلتم تتمتعون بشخصية كارزمية لها امكانية السيطرة على المستمع. تلك الشخصية التى فرضت نفسها على المحيط الكنسى حتى قبل اعتلائكم الكرسى البابوى
وذلك من خلال تلك الشعارات التى رفعتموها فى مواجهة البابا كيرلس السادس مثل: حرية الشعب فى أن يختار راعيه، أو أفكاركم حول الإصلاح المالى للكنيسة. أو تعديل لائحة انتخاب البابا وبعض قوانين الكنيسة، تلك الشعارات والأفكار التى حققت لكم شعبية جارفة وكنا مستبشرين فيكم خيرا كبابا للكنيسة.
ولكن كان أول اختبار لأفكاركم الإصلاحية قد اتجه إلى استغلال تلك الشعبية فى الحصول على دور سياسى بجانب دورك الكنسى، ووضح ذلك فى أول مواجهة مع السادات عند حادثة الخانكة والتى كانت أول المواجع حتى تصاعد الموقف وكانت أحداث سبتمبر 1981 والتى تم فيها احتجازكم بالدير. ثم جاء مبارك وأفرج عنك وأعادك إلى موقعك ولكن بعد أن حصلت على زعامة لدى الأقباط والتى تم اكتسابها من خلال كراهية الشعب للسادات ولتصرفاته.
ولكن ظلت تلك الزعامة فى إطار تصريحاتك تجاه قضايا سياسية ووطنية وعربية مثل قضية فلسطين ورأيك فى إسرائيل ورفضك التدخل الأجنبى استغلالا لورقة الأقباط. وكان ذكاؤك حاضرا عندما قمت باستغلال مقولة المصرى الوطنى مكرم عبيد عندما قال: إن مصر ليس وطنا نعيش فيه بل وطنا يعيش فينا فأطلق عليك بابا العرب، ونذكر هنا أننا أصدرنا عام 1992 كتابا باسم من يمثل الأقباط الدولة أم البابا؟،
ولكن ظلت طموحاتك السياسية يا قداسة البابا فى أن تلعب دورا سياسيا وفى أن تكون ممثلا سياسيا للأقباط لا تغيب عنك لحظة واحدة. خاصة أنه كانت هناك مواقف وظروف قمت باستغلالها خير استغلال مثل ممارسات الجماعات الإسلامية ضد الأقباط مما زاد من هجرتهم إلى الكنيسة الشيء الذى كرّس فى داخلك حب الزعامة وأنك زعيم للأقباط. كما تواكب مع هذا الظرف السلوك الإقصائى من الدولة تجاه الأقباط وتنصلهم من ملفهم وإلقائه على الكنيسة وبإشراف الأمن حتى تصورت قداستك أنك الممثل السياسى للأقباط وبمباركة من الدولة خاصة عند استشارتك فى تعيين أعضاء مجلس الشعب أو وزراء أو خلافه. وكانت تلك الممارسات الخاطئة جدا من الدولة الغائبة والمغيبة وبالا شديدا مما أعطى احساسا لدى الأقباط بأن الكنيسة هى بديل للدولة، وأنك ممثل سياسى لها، مما أحدث شرخا خطيرا فى ممارسة الدور السياسى للمصريين فكانت عزلة الأقباط وعدم مشاركتهم فى العمل العام إضافة للسلبية السياسية العامة للشعب المصرى.
وخلال تلك الفترة كانت قد جرت فى النهر مياه كثيرة. فارتفع صوت أقباط المهجر عاليا. وبدأت ضغوطاتهم تؤتى ثمارها من خلال التدخل الأمريكى فى شئون مصر بحجة مشاكل الأقباط حتى تم صدور قانون الحماية الدينية من الكونجرس الأمريكى، والأهم هو الأموال التى لا تحصى ولا تعد والتى يتم إرسالها للكنيسة، تلك الأموال التى كانت سببا فى فض العلاقة الكنسية بين الشعب وبين الاكليروس حيث أصبح الاكليروس فى غير احتياج للشعب لأن البديل كانت أموال الخارج.
وهنا لا ننسى مقولتك عندما قلت لقد انتهى اليوم الذى يمد فيه البابا يده لأغنياء الأقباط ولكل ذلك ضاع الأمل فى إصلاح كنسى كنا نتمناه وانتهى دور العلمانيين فى الكنيسة وسيطر الاكليروس على كل شيء فلم يعد هناك دور لا لمجلس ملى ولا للجان كنيسة وأصبح الأسقف هو المسيطر على كل شيء وبدون حساب تنفيذا لقوانين لا تساير العصر ولا تتفق مع القيم المسيحية.
وكان هذا هو الحال داخل الكنيسة، أما خارجها فكان غياب الدولة واضحا عن ملف الأقباط ثم هجرة الأقباط إلى الكنيسة مما ساعد على خلق تصور وهمى لدى الاكليروس بأنهم المسئولون عن الأقباط ليس فى المجال الدينى فقط ولكن فى كل شئون حياتهم فى الوقت الذى يتم فيه سيامة كثير من الاكليروس من غير المؤهلين دينيا للموقع الدينى فما بالك من تصورهم الكاذب بمسئوليتهم عن باقى شئون الأقباط. أما على المستوى الخارجى فقد استغلت أمريكا أحداث سبتمبر 2001 وشنت حملة على الإسلام والمسلمين لإعادة تقسيم المنطقة، وقامت بالحرب على العراق، وتم تصعيد العنف ضد الفلسطينيين، وأعلن بوش أنها حرب صليبية وتم اللعب بمقولة صراع الحضارات المسيحية واليهودية فى مواجهة الإسلام، وأصبح من الطبيعى حضور لجان تفتيش أمريكية لمتابعة أوضاع الأقباط.
تلك اللجان التى يتم الاتصال بها بطرق خفية داخليا ومعلنة خارجيا، وأحس الجميع خطرا بازدواجية الخطاب فهناك خطاب معلن وآخر خفى. وكل هذا شجع قداستكم على الحصول على مساحة سياسية أكبر.
فكانت مظاهرات الكاتدرائية عند حادثة الراهب المنحرف، واسمح لى قداستكم أن أذكركم بواقعة تلك اللحظة عندما أرسلت القيادة ممثلين لها لقداستكم ومعهم شريط الراهب المنحرف وأقواله طالبين منكم إنهاء الموضوع بمعرفتكم، وكان ذلك موقفا محمودا من القيادة ولكن كانت المفاجأة أنكم أعلنتم أن الكنيسة لا علاقة لها بهذا الراهب. فكان هذا الموقف غير مقبول، فتم تسريب المستندات إلى صحيفة صفراء انبهرت بالسبق الصحفى ونشرت. فأخطأت فى المانشتات التى أساءت للأقباط فكانت المظاهرات التى مثلت ضغطا على حكومة ضعيفة مغيبة فخضع الجميع وقدم الكل اعتذاراته. مما جعل هذا طريقا سهلا للحصول على مزيد من المكاسب السياسية. وكان هذا فى ضوء بعض المكاسب التى حصل عليها الأقباط مثل ترميم الكنائس من المحليات وإذاعة القداس على الهواء وذلك بضغط أمريكى مقابل دخول الغرب واستدعائه عند مشكلة الكشح.
وتم استحسان الاسلوب وانتهاز المناخين المحلى والعالمى وكانت لعبة أوان الورد ثم بحب السيما وأخيرا بنت من شبرا، وكان كل ذلك بهدف كسب مساحات سياسية لقداستكم من خلال إثارة قضايا لا علاقة لها بالكنيسة ولا بالدين إلا الإعلان عن وجود قيادة كنسية ممثلة للأقباط ومسئولة عنهم حتى كان تصريحك الذى قلت فيه عن مشكلة بحب السيما: إنه يجب عرض كل ما يخص الأقباط على الكنيسة،
وكانت الطامة الكبرى مشكلة زوجة كاهن البحيرة. والطامة هنا يا قداسة البابا أنه لأول مرة تأخذ القيادة الكنسية موقفا خاطئا بل غير صحيح. فالسيدة لم تخطف ولم تكره على الإسلام ولم تتزوج زميلها وهذه المعلومات كان يعلمها أسقف البحيرة قبل وصول الشباب إلى القاهرة، ولكن القضية كانت هى الإصرار من الكنيسة على أن تتسلم السيدة بعد إعلان إسلامها بإرادتها دون حدوث جلست إرشاد حسب العرف. ولما قيل إن هذا قرار يخص القاهرة كان الضغط بإثارة الشباب والوصول إلى القاهرة والإدعاء كذبا بمعلومات غير صحيحة كنوع من الضغط على الحكومة واستغلالا للمناخين الداخلى والخارجى.
فهل هذه يا قداسة البابا تصرفات دينية أم سياسية؟
وما هى علاقة الكنيسة بقيمها المسيحية بالمظاهرات والشتائم للإساءة للآخر؟
وهل وجود الشباب عدة أيام فى هذا الوضع بعيدا عن مسئوليتك؟
وهل لم يرد على ذهن قداستكم أن هناك فى الوطن مسلمين وأن هناك رد فعل لكل فعل أم أن هذا غير وارد فى لحظات الشحن والتوتر؟
ألم تفكر قداستكم فى كيف يتم تسليم سيدة لم تكره على الإسلام إلى الكنيسة دون حدوث رد فعل من الآخر مثلما هو حادث الآن فى الدعاوى المرفوعة ضد الأمن والأزهر لتسليم مسلمات إلى الكنيسة؟
وهل كل هذا الحريق الذى حدث لكونها زوجة قسيس ولماذا لا يتم هذا أمام عشرات الحالات لغير زوجات القسيسين؟ أم أن زوجة القسيس هى أم للمسيحيين كما يخطئ البعض؟.
قداسة البابا: إن طموحك فى دور سياسى لا يزيد من قدرك، لأن قدرك الدينى لدى الأقباط ولدى كل المصريين كبير وعظيم لأن مصر والمصريين يحترمون الأديان. أما دخولك فى السياسة فهذا يجعلك عرضة للاختلاف والاتفاق فلا مقدس فى السياسة، ولا يوجد مقدسون من السياسيين. وكيف تتصور أنك مسئول عن الأقباط فى غير الإطار الدينى؟. فما هى صلاحيتك الدستورية والقانونية لأن تكون المسئول عن الأقباط؟ وما هو دور الدولة عن ذلك؟ وما هى علاقة الأقباط بالدولة؟ وهل حق المواطنة الذى حصل عليه المصريون جميعا من خلال النضال والدم. هل يتم التنازل عنه ومقابل ماذا؟ فهل هناك حق للمواطنة كنيسيا؟ وهل تملك قداستكم أن تعوض الأقباط عن حقوقهم وعن حقوق مواطنتهم؟ وأمام مشاكل الأقباط ماذا تملك قداستكم غير تقديم تلك المشاكل للدولة وهنا تأخذ المشاكل شكلا طائفيا يثير الآخر ويعوق الحل.
فلماذا طالما كنتم وسيطا فقط، أن يتم تقديم تلك المشاكل والخاصة بالأقباط وهم مصريون فى المقام الأول وهم مسئولية الدولة أولا وأخيرا أن تقدم هذا المشاكل فى الإطار السياسى من المصريين وليس من الكنيسة، وهل تعلم قداستكم أن بناء الكنائس أيضا هى مشاكل اجتماعية وأمنية وليست دينية، ولابد أن تحل فى إطار سياسى.
أما اعتكافك فى الدير وإعلان ذلك للشباب الثائر أثناء المظاهرات بأنك ستغير علاقتك بالحكومة التى لا تفى بوعودها إليك ألا يعتبر ذلك إثارة للشباب من زعيم سياسى يؤمنون به ضد حكومة لا يقتنعون بها. كما أن عند عودة قداستكم من الدير ألم يكن إخراج الموقف كان بهدف سياسى أكثر منه دينى
. فنحن هنا نتذكر أن قداستكم ابن للمناخ السياسى ما قبل ثورة 1952 وأنك متأثر بالوفد وبزعمائه. فعندما قلت فى اجتماع الأربعاء من أجلكم ذهبت إلى الدير ومن أجلكم عدت إليكم وهنا تذكرنا النحاس عندما أعلن معاهدة 1936.
قداسة البابا أريد أن أصدقكم القول وأقول لكم إن ما حدث أخيرا قد خسرت منه الكنيسة وخسرت أنت شخصيا الكثير لدى المسلمين ولدى الرأى العام ولدى النظام الخائف والمرتعش من أمريكا.
فهل نصدق الآن ما يقال بأن الأقباط يستقوون بأمريكا فى ظل الضغط الأمريكى على المسلمين؟،
وهل هذا يجعل هناك علاقة سوية بين المصريين الذين يجمعهم وطن واحد؟ وهل ترديد هتافات داخل الكاتدرائية بطلب تدخل أمريكى لا يحسب على قداستكم.
جمال أسعد؟؟؟؟=======)(((((((((
نستعرض اليوم ماقالته الاناجيل المختلفة عن ميلاد يسوع ....
========
ميلاد يسوع – نظرة جديده
من هو يسوع:
طبقا شهادة ميلاده فهو من نسل داود من ناحية "خطيب" أمه يوسف النجار
وطبقا لشهادة الميلاد فيوجد ليسوع أجداد زناة .... ولكن هذا لا يهم عند النصارى رغم أنه مكتوب فى العهد القديم
والسجل العائلى الذى وضعه "متى" ملئ بالزناة بل والفجرة
يقول إنجيل متى اَلأَصْحَاحُ الأَوَّلُ:
راحاب زانية وعمونية ....سفر يشوع 2 : 1
راعوث زانية وموآبية...سفر راعوث
زوجة أوريا الحثي زانية ....صموئيل الثاني 11 : 1
ثامار زانية مع والد زوجها النبي يهوذا ابن يعقوب "وكان يجب أن يقتلا حسب شريعة الرب" وولدت ثامار فارص وزارح من الزنا ..... اقرأ تفاصيل الزنا في سفر التكوين 38:13
وحيث أن يسوع لابد أن يرث كرسى داود قسرا وحيث أنه من المستحيل أن يرثه عن طريق أمه مريم ...... فكان للنصارى أن يؤكدوا أنه سيرث كرسي داود عن يوسف فما علاقة يوسف النجار بيسوع .................. هل نسب يوسف النجار هو نسب يسوع ؟!!!! هل كان كاتب الإنجيل يلمح إلى شيء ما؟!!!!!!
قصة حمل مريم:
إختلف كتبة الإنجيل (متى ولوقا ... اما مرقس ويوحنا فليس للموضوع ذكر عندهم رغم أهميته) فى هذه القصة.
ولمن لا يعلم ... فأناجيل متى ولوقا منقولة أو بالأحرى منقوشة من إنجيل مرقس .... الذى لم يذكر عن الامر شئ
فـ (لوقا) من قال أن الروح القدس نزل بنفسه وأخبر مريم أن الرب سيحل على مريم أم يسوع ... التى إبتهجت روحها بالحمل بدون علاقة وبدون أن تعرف رجل ...... مع أنها مخطوبه ليوسف الذى سيرث منه يسوع كرسى داود وحده .... ويحرم باقي أولاد يوسف "الشرعيين" منه
ولكن "مؤلف" إنجيل "متى" وجد أن غير كافى فأراد أن "يوهج" الدراما فقال الأتى:
أن مريم "وجدت" حبلى ..... ولم يخبرنا من وجدها ..... ولان خطيبها كان راجل محترم حب يتستر عليها ولا يشهر بها .... فأردا أن يتركها فى السر .... فيرسل له الرب ملاكة وهو ..... نائم ..... فى حلم (ولا ندرى تحديدا سر غرام "متى" بالأحلام ..... ليخبره بالحقيقه واخبره أن يسوع سوف يخلص "شعبه" من "خطاياهم" وليس خطيئه آدم كما يعتقد المخابيل. فيصحو يوسف ويأخذ أم الرب ولم "يخبرها" knew her not حتى ولادتها.
ولاندرى هل كل من راى حلما .... هل ينفذه؟ وهل يوسف النجار كان يوحى إليه أيضا؟ هل هو رسول؟ .... هل هذا من العقل فى شئ؟
وسنجد أن أحلام يوسف النجار سوف تتكرر كثيرا لاحقا فى مواقف غير موجودة في إنجيل لوقا أيضا وتناقض القصتين تماما.
والحقيقة أننا لا ندرى هل يتحدث عن شخصية مريم كبلهاء (طبقا للقصة) وماذا ظنت هي عن طريقة وكيفية حملها؟ فهل خدرها يوسف مثلا و حبلت منه؟ كلام يناقض المنطق والعقل.
وطبيعى أن يحاول النصارى - كعهدهم فى خلط الامور - المزج بين القصتين فى محاولة للتغطيه على هذا التناقض البشع .... رغم النقص الواضح فى الحبكة الدرامية بين القصتين.
جدير بالذكر: أنهم (النصارى) يقولون أن يوسف قد "كسب" مريم فى قرعه ولا ندرى عن أى قرعة يتكلمون ولا نجد لمثل هذا القول سند فى أى من الاناجيل إطلاقااااا .... و الأنكت أنهم يقولوا أن عمره كان قد جاوز الثمانين من العمر لينفوا وجود أي قدرة جنسية له أو احتمالية وجود أخوه ليسوع لاحقا
ميلاد يسوع:
لم يذكر "متى" شئ عن ميلاد يسوع
أما لوقا فقد ادعى أن المنزل كان مزدحم فوضعته فى مذود (زريبة) .... ولابد أن نتساءل .... ألا يوجد رحمة عند هؤلاء القوم ليفسحوا مكانا لسيدة تضع طفلا؟ أم أنهم لم يصدقوا أن شيخا تعدى الثمانين قد ينجب طفلا؟ .... والجدير بالذكر أن بعض النصارى ادعى أنه لم يجدوا أى مكان فى أى فندق فلجأوا إلى المذود .... وبالتالي لا ندرى عن أي منزل يتحدثون.
===========
ماذا كان رد فعل الناس لولادة الرب يسوع:
يقول لوقا: أنها كانت منطقة "رعاه" حراسه .... "فتجسد" لهم ملاك الرب ليخبرهم ويبشرهم بولادة الرب المخلص وفجأة يظهر معه "جنود سماويين" ليسبحوا ويمجدوا مايقوله النصارى لليوم وبالناس المسره .... فذهبوا لزيارة الرب الصغير "ليخبروا مريم ويوسف بماسمعوه!!!!!!!" ورجعوا فى غاية السعاده بعد الزياره.
ويذهبوا فى اليوم الثامن "ليختتنوا" القطعة الزائدة من الرب الصغير.
ولاتبدأ قصة يسوع إلا عندما يصل للثانية عشرة من العمر مره واحده ليبدأ الإنجيل وهو فى عمر الثلاثين.
أما "متى": فإنفرد بقصص عجيبة تتلاءم مع الرب الصغير:
فالمجوس "عبدة النار" أتوا خصيصا من المشرق "غالبا بصاروخ سكاى هوك" وجاؤو ليسألوا عنه ليسجدوا له!!!!
أما هيرودس فخاف على ملكه .... وطلب "سرا" ..... من المجوس أن يتأكدوا من ذلك حتى "يسجد" له هو أيضا ..... نعيدها حتى يسجد له أى أنه يؤمن به.
المهم ... المجوس سجدوا للرب الصغير وأهدوه ذهب كثير .... ولكن لسبب غير معلوم فقد فضلوا أن يعبدوا يسوع "وحدهم" ولم يخبروا هيرودس ليعبده هو أيضا .... لماذا هذه الأنانية؟
فغضب هيرودس جدا من الصبي (أعتذر ... من الرب الصغير) لاعتقاده أن الرب طلب من المجوس ان يعبدوه و منع هيرودس من السجود له !!!!! ..... وأن المجوس سخروا منه فقرر على طريقة "الخطيئة الموروثة" قتل كل الأطفال و انتقم كعادة مخابيل ذلك الزمان من قتل الأبرياء بلا ذنب .... وبهذا نرى أن رب "المحبة" قد تسبب فى قتل الكثير من الأطفال الأبرياء. فعن أى ناسوت ولاهوت تتحدثون أيها النصارى؟
======
كيف أصبح يسوع "ناصرى"؟:
إنفرد "متى" باختراع قصة هروب يوسف وخطيبته والطفل إلى مصر ....
يأتي ملاك الرب (في الحلم كالعادة) ليطلب من "يوسف" الهرب بالطفل و"؟الذهب المجوسي" إلى مصر. هربا من قتل يسوع
ولم يخبرنا كاتب إنجيل "متى" أي شئ عن "الرحلة المقدسه" أبدا ...... وقد اخترع الأقباط الأف القصص عن هذه الرحلة المقدسة وبنوا كنائس .... إدعوا ان الفاموليا المقدسه مرت عليها أو سكنت فيها .... رغم أن الصور تصور الفاموليا المقدسه برجل عجوز (حافى القدمين) وإمرأه وطفل راكبين .... وتناسوا الذهب الكثير الذى تركه لهم المجوس.
ثم كالعادة .... فى الحــــــــــــــــــلم ..... يظهر ملاك الرب ليخبره بموت هيرودس ويامره بان يعود إلى بلده
وتذكر "متى" أن يسوع لابد أن يدعى ناصري .... كل شئ له حل عند النصارى ..... يظهر ملاك الرب مرة أخرى .... فى الحلم أيضا .... ليخبره أن "ينحرف" إلى الناصرة حتى يدعى يسوع ناصريا.
صحيح أن "لوقا" ألغى هذه القصة باعتبارها تخريف .... حيث قال أن هناك تعداد سكاني وعلى كل فرد ان يعود إلى بلده حتى يتسنى تسجيل إسمه ..... لكن يظهر أن هذا سببا أوجه من خرافة "المجوس" التي قد تقبل فى مستشفى الأمراض العقلية فقط.
المهم أن لوقا بعدما أرسل يسوع لبلده من اجل التعداد السكانى .... ولاندرى هل تزوج مريم أم لا .... فذهبوا للقدس ليقدموه لرب لأنه: 23كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ \لرَّبِّ: أَنَّ كُلَّ ذَكَرٍ فَاتِحَ رَحِمٍ يُدْعَى قُدُّوساً لِلرَّبِّ. .....
ولا ندرى من أين أتى "الأذكياء" فى كل الأزمنة اللاحقة ... بأن مريم ظلت عذراء رغم مرور يسوع منه .... يبدو أن اسم العذراء إستهواهم .... فقد إتجهوا لاحقا لعدم الزواج حتى تصبح كل النساء عذراوات.
ولله الامر من قبل ومن بعد
وإلى اللقاء مع جزء جديد
الشرقاوى
07-08-2006, 03:19 PM
طفولة يسوع:
الأناجيل التى يدعى النصارى أنها موحى بها أحيانا أو بإلهام من الروح القدس معظم الأحيان .... للخروج من مأزق اللا مألوف مثل سلامات بولس لأصدقائه أو تطاوله – حتى على ذات الله – فى أحيان كثيره.
عجيب حقا أن تهمل تلك الاناجيل التى وقعت فى مأزق بداية طفولة يسوع (متى ولوقا) أن تهمل نموه وشبابه إهمالا تاما ... وهذا مايثير الكثير من التساؤلات حول حقيقة وحى هذه الأناجيل
إلا أنه يوجد أحد الاناجيل وهو إنجيل "الطفولة" وهذا مما يدعيه النصارى "الأناجيل المنحوله" وهو من الاناجيل الغنوسيه ولكن لم يجد بعض النصارى بد من الإعتراف به وخصوصا لعجزهم عن ذكر أى شئ لاطفالهم عن طفولة يسوع
ولهذا يدعى النصارى أن هذه الاناجيل "منحوله" ليس لخطئها ولكن لوجود "بعض الأخطاء" بها ... مدعين أنها تفيدهم فى معرفة بعض الأمور التاريخية وليس الدينية
وإنجيل الطفولة هو أحد تلك الأناجيل المنحولة ويدعى مؤلفه أن إسمه هو "توما الإسرائيلى.
وحقيقة الامر أن من يقرأ هذا الكتيب فسيجده من اول سطر يتحدث عن طفل ليس بعادى بل مريض نفسيا ملئ بالحقد وصدق فيه المثل المصرى الشهير "جاء ليكحلها .... عماها" فالكاتب المذكور أراد تحويل طفولة المدعو يسوع إلى ألوهية بإبراز المعجزات .... فحولها إلى جهوليه.
والقارئ لهذا الإنجيل سيجد نفسه أما طفل حقود شرير عاق لوالديه ولمعلميه طفل (أو إله) يهوى القتل وإيذاء الأخرين دون سبب واضح نرجسى الشخصى غريب الأطوار.
بإختصار فقد نعتبره إله للشر ... بدلا من إله المحبة كما يدعى النصارى.
تعالوا نستعرض هذه الأكذوبة.
------
بدأ يسوع "معجزاته" فى سن الخامسة حيث كسر الوصية يوم السبت حيث كان يلعب على ضفة أحد الانهار و عمل طينا شكل منها 12 على هيئة طيور ( عصفور الدوري ) وكان يوم السبت حين عمل هذه الأمور. لكن كان هناك العديد من الأطفال يلعبون معه. .... ثم , رأى احد اليهود الذي كان يفعله يسوع حين كان يلعب يوم السبت.وفي الحال ذهب واخبر أبو يسوع ,يوسف , (قائلا له ) " انظر , ابنك عند النهر واخذ طينا وشكل منه اثناعشر طيرا وانتهك يوم السبت؟" .... فذهب يوسف الى المكان ورآه ,فصرخ فيه " لماذا تفعل هذه الأشياء الغير مسموح بها في السبت؟" .... لكن يسوع على أية حال , صفق بيديه وصاح في طيور ( الطين ) قائلا " اذهبي, طيري , وتذكريني الآن أنك اصبحت حية " فطارت الطيور وهي تغرد. ....
(7) حين رأى اليهود هذا, ذهلوا. وبعد ان غادروا وصفوا لقوادهم ما شاهدوا من أعمال عيسى.
(ولا ندرى لماذا يطلب يسوع من كل الناس أن يتذكروه ... فنجد تلك الكلمة تككر كل عدة كلمات)
=====
بل ولم يكتفى يسوع بخلق طيور فقط بل أنه "إنتقم" من طفل فى مثل سنه لانه بدد الماء الذى جمعه يسوع من النهر أثناء لعبه على الشاطئ ... "غضب" يسوع جدا وفى الحال "ذبل" الطفل ومات ....
(فهل هم متأكدون أن هذا الناسوت لم ينفصل عن اللاهوت أبدا؟؟؟!!!!).
====
ويستمر يسوع فى ممارسة هوايته فى "الحقد" و"الإنتقام" .... بعد ذلك, كان يسوع ماراً في القرية وكان احد الأطفال يركض فاصطدم بقوة بكتف يسوع, فقال له يسوع," سوف لن تكمل رحلتك." .... (2) وفي الحال, سقط ومات.
====
وبعدما إشتكاه أباء الأطفال الذين قتل يسوع أولادهم .... فما كان منه إلا أن قال يسوع لأبيه يوسف " أعلم ان الكلمات التي اقولها ليست لي, وبرغم ذلك سأصمت من اجل خاطرك, لكن هؤلاء الناس سينالون عقابهم." ...... وفي الحال عميت عيون الذين اتهموه.
أما الناس فحين علموا ما فعله اصيبوا بهلع شديد ولم يدروا ماذا يصنعون, وتحدثوا عنه قائلين " كل كلمة يقولها, طيبة او خبيثة تصبح حدثا ومعجزة."
(ولاندرى لماذا غضب إله المحبة من شكوى الناس بقتل أبنائهم؟ فهل امره اللاهوت بذلك حيث قال " أعلم ان الكلمات التي اقولها ليست لي" فمن قالها له؟ لاهوته؟؟؟!!!).
ولما شد يوسف أذن يسوع بشده ... غضب الطفل جدا ... وذكر يوسف أنه "ليس له" وطلب من يوسف الأ يزعجه مرة اخرى وإلا ناله مانال غيره ....
(هل للعقوق معنى أخر؟)
=====
وعندما أراد يوسف ان يعلم يسوع "الرب" كيف يقرأ و يكتب ... أخذه إلى معلم يدعى زكا.
وقبل ان يبدا "الرب فى تعلم الأبجدية (أ ... ب ... ت ... ث .... ) يعطى يسوع (ذو الخمسة أعوام) زكا درسا فى أنه الرب ويعلم كل شئ ويعلم عمره وكم سيعيش
بل وبعدما رأى الناس "معجزات" يسوع السابقة فى القتل والإصابة بالعمى لكل من يلمسه حتى يطلق يسوع معجزة معجزاته الكبرى عندما يخبرهم يسوع عن "الصليب" الذى ينتظره
وعندما غضب اليهود من الطفل ذو الخمسة سنوات ... ولكن لم يستطيعوا فعل شئ فقد كان الطفل خوفا من بطشه .... يسبهم "إله المحبة" قائلا " انا اسخر منكم! لأني اعلم انكم مذهولون من الأمور التافهة ولديكم عقول صغيرة."
المهم: بعد أن أدخلوا الطفل الفصل الدراسى ... وبدأ زكا فى تعليمه اليونانية .... فلم يرد الطفل مده طويلة ... فضربه المعلم على رأسه .... فوبخه يسوع بشده قائلا يا منافق, اذا كنت تعلم , فعلمني الألفا أولا ثم سأصدق ما تقوله عن البيتا؟" .... ثم بدأ يعلم المعلم عن الحرف الأول. ولم يكن المعلم قادرا كفاية ليقول أي شيء.
وأحس يسوع بنشوة الإنتصار فقال قال " الآن , الغير مثمر سيثمر والأعمى سيرى والأصم في فهم قلبه سيسمع. ..... (2) انا هنا من الأعلى لأنقذ من في الأسفل وادعوهم لأمور أعلى, كما أمرني الذي اسرلني إليكم."..... (3) وحين أتم الطفل كلامه, رفعت اللعنة في الحال عن من كان واقعا تحت لعنته.
ويستمر مسلسل حوادث قتل "الاطفال" فى عهد يسوع الطفولى المبارك .... فيقع طفل من أعلى منزل وإتهمه أهله بقتله .... فقفز يسوع عن السقف ووقف بجانب جثة الطفل وصرخ بصوت عال وقال " زينو , - وهذا كان اسمه – " انهض , كلمني , هل انا من تسبب بسقوطك؟" .... فقام وقال في الحال " كلا يا سيدي , انت لم توقعني ولكنك اقمتني ..... وحين رؤوا هذا , تملكتهم الرهبة. ومجد أبوين الطفل الله لهذه المعجزة التي حدثت وسجدوا ليسوع.
وتتكرر معجزات يسوع البناءة .... فهذا قاطع أخشاب تقطع قدمه فيلمسها يسوع فتشفى وكالعاده يسجد له الناس ليسوع قائلين " حقا , روح الله تسكن في هذا الطفل."
ولما رأت أمه مايحدث "قبلته" بفتح الباء .... وإدخرت فى قلبها الامور الغامضه التى كان يعملها ....
(ولا أدرى بالظبط لماذا إدخرت هذه الامور .... ألا تعلم قصة حملها به؟ .... ألا تسمع عن الناس الذين "يسجدون" له جيئة وذهابا؟).
ولا تستمر معجزات يسوع مع البشر فقط بل ومع الجماد .... فهذا ابوه النجار يعمل سريرا ولكن أحد الألواح كان قصيرا .... وبطريقة الجلا جلا ... يجعله يسوع مساوى لإخوته الألواح.
وكأنه لم تكن كل المعجزات السابقة كافيه ليوسف ليؤمن "بألوهية" يسوع الصغير ... فكنجار أقنعه تطويل الخشب .... ويبارك نفسه أن وهبه الله هذا الطفل.
وهنا يقرر يوسف إعادة محاولة تعليم يسوع فيأخذه لمعلم أخر
فيذهب للمعلم الجديد ويفعل معه مافعل بـ "زكا" فيضربه المعلم فتكون النتيجة هذه المره أن بغضب عليه يسوع .... فيفقد المعلم وعييه ويسقط على وجهه.
أما يوسف المسكين فيحبس يسوع خوفا من بطشه "بالبشرية" .... ويكرر معلم أخر (لم يتعظ بمن قبله) التجربة فيذهب معه يسوع سعيدا لاندرى لماذا هذه المره .... ويمسك يسوع كتاب . فقرأ الحروف فيه. وفتح فمه . وتكلم بالروح القدس وعلم الشريعة للواقفين هناك.
أما المعلم فقد كان سعيدا بالطفل جدا وأعاده لأبوه .... قائلا انني استقبلت الطفل كطالب لكن بما انه مليئ بالنعمة والحكمة اسألك يا اخي ان تأخذه لبيتك .... ويبتسم يسوع لعودته للبيت .... ولذلك يقرر أن يشفى المعلم السابق .... فيشفى فى الحال.
وتستمر معجزات يسوع .... فهذا يوسف تعضه أفعى وكاد يموت فيشفيه يسوع وذلك طفل رضيع يموت يحييه يسوع .... ويقول الحاضرون "اليهود المؤمنين بالله الواحد" ...... " حقا, إما ان يكون هذا الطفل إلها أو ملاك الله لأن كل كلماته تتحقق أفعالا."
وبعد سنه (يسوع فى السادسه) يموت رجل سقط فيحييه يسوع .... فيقوم الرجل ويسجد له كأنه كان يراه وهو ميت.
ويتوالى مسلسل "السجود" ليسوع ذهابا ورجعة
وحين بلغ الثانية عشره.... بعد عيد الفصح تاه يسوع وغادر إلى أورشليم .... وبعد ثلاثة أيام , وجدوه في المعبد جالسا بين وسط المعلمين ويستمع للشريعة ويسألهم. .... صحيح هو درس الشريعة سالفا عند المعلم كما سبق وذكرنا سالفا .... ونقول إن كنت كذوبا فكن ذكورا .... فالأصح أن يقول "ويعلمهم" وليس يستمع.
وعندما وجدته امه فى المعبد .... باركها الجالسون على طفلها النابغة ... وكما سبق أيضا إدخرت ماحدث ..... ولا ندرى من ماذا ادخرته؟؟؟ بعد كل تلك المعجزات
تمت طفولة يسوع
بعدما قرئنا كل ماسبق .... فهل للكذب وجه أخر؟
أشك ... فلطالما عاش النصارى وتعلموا وعلموا اولادهم الإيمان بمعجزات حتى ولو كانت وهميه وفى معظم الأحيان كاذبه مثل معجزة "قطم" جبل المقطم وغيرها من الأكاذيب .... فتكون النتيجة أن ينسج أحدهم مثل الأكاذيب عاليه .... خالقا إله "الغــــــضب" وليس إله المحبة الذى يزعمون
ولله فى خلقه شئون
أ الشرقاوى
منى محمد
07-11-2006, 02:46 PM
حقد وقتل وانتقام هذه شقاوة اطفال فعندما يكون الرب طفلا فلا عجب
لماذا يبدأ الله (تعالى عما يصفون) من أول كونه جنين و يمر بمراحل الطفولة و ما الى ذلك؟ ما هى الحكمة من ذلك فمراحل تطول الانسان معروفة بالفطرة منذ بدء الخليقة فما الهدف منها هنا؟
وجدوه في المعبد جالسا بين وسط المعلمين ويستمع للشريعة ويسألهم. .... صحيح هو درس الشريعة سالفا عند المعلم كما سبق وذكرنا سالفا ....
اليس من المفترض انه الرب؟!!!! اى انه من وضع الشريعة وهو يعلم ما بداخل العباد؟ كيف يستمع و يتعلم اذا؟!! كيف ياتوا له بمعلم ومن المفترض انه هو من علم هذا المعلم؟!!
ويقول أحدى النصارى ما بيلى فى تفسيره العجيب:
يسوع هو الشخص الوحيد الذى قرر بمحض إرادته ان يأتى الى عالمنا هذا متحملا آلام الصليب وموته الكفارى لرفع خطايانا ، فقد قال "لان ابن الانسان (يسوع) ايضا لم يأت ليُخَدم بل ليخدُم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين" (مرقس 10: 45). وتعد عملية الصلب من أبشع عمليات الإعدام، ولقد تعرض يسوع للجلد ثم حمل الصليب حتى الإعياء، وعند مكان الصلب قام صالبيه بتسمير يديه ورجليه على خشبة الصليب وتُرك ليموت بهذه الطريقة المؤلمة. والإنجيل يخبرنا ان هذه الآلام لاتُقاس بالآلام الروحية والنفسية التى لازمت يسوع عندما حمل على نفسه خطايانا وآثامنا
لماذا يأتى الرب ليخدُم؟! و يتحمل كل هذه الالم عن البشر؟ اليس هو الله و فى مقدرته العفو و المسامحة او المعاقبة؟؟؟؟====(((((((هذا كان ردى على تهريج النصارى فى منتدى أقباطهم
---------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لكل الإخوة الذين تفضلوا بالرد على الموضوع
وجميل جدا الأخ الذى قال بأنه ليس كتاب حواديت ووعدنى بإحضار كتاب ميكى ماوس ... والحقيقة أنى أرى الكتاب المقدس أقل إثارة من ذلك ... فشكرا وانا فى الإنتظار.
-----------
لننظر للموضوع ولكل الأناجيل الاربعة كماهوون القول بانها تكمل بعضها أوكى
كيف أكتشف حمل مريم بالطفل:
نجد فى متى يقول
18أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ \لْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ \لرُّوحِ \لْقُدُسِ.
19فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارّاً وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً. 20وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ \لأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ \لرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ \بْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ \مْرَأَتَكَ لأَنَّ \لَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ \لرُّوحِ \لْقُدُسِ. 21فَسَتَلِدُ \بْناً وَتَدْعُو \سْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».
أى أنها "وجدت" حبلى .... من وجدها
ويظهر ملاك فى حلم ليوسف ... ولا أدرى سر الأحلام فى إنجيل متى ولماذا لم يظهر علانية
وبالمقارنة بـ "لوقا"
31وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ \بْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. 32هَذَا يَكُونُ عَظِيماً وَ\بْنَ \لْعَلِيِّ يُدْعَى وَيُعْطِيهِ \لرَّبُّ \لإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ 33وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى \لأَبَدِ وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ».
34فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟»
35فَأَجَابَ \لْمَلاَكُ: «اَلرُّوحُ \لْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ \لْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً \لْقُدُّوسُ \لْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى \بْنَ \للهِ.
على أنه يمكننا دمج القصتين معا
-------------
تعالوا نتأمل هذا العدد قليلا:
22 21وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا \لصَّبِيَّ ..... وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى صَعِدُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُقَدِّمُوهُ لِلرَّبِّ 23كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ \لرَّبِّ: أَنَّ كُلَّ ذَكَرٍ فَاتِحَ رَحِمٍ يُدْعَى قُدُّوساً لِلرَّبِّ.
الحقيقة أن هذا العدد فى حد ذاته كاف لإنكار ألوهية يسوع التى تدعون وحده
لماذا يحتاجوا لتقديمه لله .......... أليس هو إقنوم من أقانيمه؟
المعرف أن كلاهما (مريم ويوسف يعلموا أنها حامل من الله ..... فهل يحتاج الله أن يختتن؟ ولماذا خلق بعضو ذكرى أصلا؟ ..... هل الله ذكر ام أنثى؟ هل له جنس محدد مثلنا .... تعاليت ربى عما يصفون.
هل تحتاج مريم "للتطهر من حمل ربها؟ هل ربها نجس للتطهر منه؟ )noP)
أن "لوقا" يعترف بنفسه أن يسوع "فاتح رحم" فكيف تنكروا أن يسوع مر من رحم امه دون ان يفتحه؟ ومن قال بذلك؟
33وَكَانَ يُوسُفُ وَأُمُّهُ يَتَعَجَّبَانِ مِمَّا قِيلَ فِيهِ.
هذه الجملة أتت بعد كلام سمعان عن يسوع
هل امه ويوسف فعلا يحتاجوا للتعجب من كلامه بعدما أبلغهم ملاك الرب أنه إبن الله؟ ... لماذا لم يعلموا انه أقنوم من الأقانيم التى تدعون؟
---------------
نواصل التناقضات فى طفولة يسوع:
46وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ وَجَدَاهُ فِي \لْهَيْكَلِ جَالِساً فِي وَسْطِ \لْمُعَلِّمِينَ يَسْمَعُهُمْ وَيَسْأَلُهُمْ. 47وَكُلُّ \لَّذِينَ سَمِعُوهُ بُهِتُوا مِنْ فَهْمِهِ وَأَجْوِبَتِهِ.
48 فَلَمَّا أَبْصَرَاهُ \نْدَهَشَا. وَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: «يَا بُنَيَّ لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هَكَذَا؟ هُوَذَا أَبُوكَ وَأَنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ!» 49 فَقَالَ لَهُمَا: «لِمَاذَا كُنْتُمَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟». 50 فَلَمْ يَفْهَمَا \لْكَلاَمَ \لَّذِي قَالَهُ لَهُمَا.
من الواضح هنا ان يسوع كان طفل نجيب ... يسمع ويسال
وكما تعلمون أن إنجيل الطفولة قال أنه كان يعلمهم ولم يقل يتعلم منهم كما قيل فى "لوقا". أى الكلامين اوقع؟
ولماذا لم يفهم يوسف ومريم كلام يسوع؟ ... ألم يعلموا بقصة مولده
الله يكون فى عونكم على أناجيلكم.
-------------
52وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي \لْحِكْمَةِ وَ\لْقَامَةِ وَ\لنِّعْمَةِ عِنْدَ \للهِ وَ\لنَّاسِ.
يتقدم عند الله!!!!!!!!!!!!!!!!!!
هل يتقدم عند نفسه؟؟؟؟؟؟؟؟؟
----------
لَمَّا \عْتَمَدَ جَمِيعُ \لشَّعْبِ \عْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضاً.
أنتم تتعمدون للتقرب للرب كما تقولون ............ فلماذا إحتاج يسوع ذلك؟
هل يتقرب إلى أقنومه ؟
---------
الحقيقة ياساده ماهو مذكور عن طفولة يسوع يصرخ بأنه بشر مثلى ومثلكم
لا علاقة له بالله سوى عملة الطيب ودعوته إلى سبيل ربه.
شكرا لكم؟؟؟؟؟====(((((((بهذا الكلام يضلون به النصارى
كلام يفتقد الي المنطق والعقل
لا ادري كيف يقتنع النصارى بهذا الكلام
أقرا أخي الحبيب وتعجب
تخيل نفسك الآن في بحيرة النار
http://www.jahanam.com/skelhell.gif
تخيل أن هذه النار هي نار حقيقية
تخيل أن لهيب النيران يزداد يوما بعد يوم
تخيل أن هذا الصراخ صراخك إلى أبد الآبدين
لا شك أنك سوف تسأل
لماذا ؟
نعم سوف تسأل
لماذا أنا هنا؟
http://www.jahanam.com/zombieDrising.gif
لماذا أنا في هذا العذاب الرهيب
لماذا أنا في هذا الظلام
لماذا البكاء
لماذا صرير الأسنان
لماذا الصراخ والوجع
لماذا لا أتلاشى
لماذا لا يرحمني الله
لماذا، لماذا، لماذا، لماذا، لماذا، لماذا، لماذا، لماذا، لماذا، لماذا، لماذا، لماذا، لماذا،
لماذا، لماذا، لماذا، لماذا، لماذا، لماذا، لماذا
لماذا، لماذا، لماذا، لماذا
لماذا، لماذا
لماذا
كيف بدأت القصة ؟
لقد أخطاء والدانا الأولين
آدم وحواء
وانتقلت خطيتهما إلى كل أولادهم
نعم لقد تسربت جرثومة خطيتهما إلى كل الجنس البشري
لقد اختارا أن يتمردا على الرب الإله
لقد اختارا أن يسمعا لصوت الحية القديمة إبليس
لقد اختارا أن ينفصلا عن الرب المحب
لقد اختارا أن يرفضا محبته والشركة معه
وكذلك كل أولادهم من بعد
وكذلك أنت
نعم أنت
ولأجل ذلك أنت هنا
لقد كنت مثلك كأخ لك
ولكني تبت وقبلت محبته
ولكنك أنت هنا لأنك لم تقبل محبته ولا خلاصه
ولكن ما ذنبي أنا ؟
ليس لك ذنب في خطيتهما
ولا تعتقد أن الله سيحاسبك على خطيتهما
ولكن الإله القدوس سيحاسبك على خطاياك أنت
لقد أخطأ آدم وحواء
وأنت ورثت الخطية عنهما
أنكرت ذلك أم رضيته
ودينونتك ستكون على خطاياك أنت
دينونتك ستكون على المعاصي التي عملتها أنت، وليس على مصيتهم هم
دينونتك ستكون لأنك رفضت خلاصه العظيم؟؟؟؟؟؟====((((الرد الصحيح علي هؤلاء الضالين .
تخيل لو أنك أتيت يوم الدينونه وانت تؤمن بأن يسوع دفع عنك ثمن الخطية .
وإذا بالله الواحد الأحد يسألك .
هل تعقل أني أنا الحكم العدل .......... قبلت أن يدفع المسيح ثمن خطيئتك؟؟
كيف أكون عادل وأنا لم أقتص منك .....ما إقترفت من ذنب ؟؟؟
كيف أكون عادل وأنا أقتص من المسيح ما فعلته أنت !!!!!!!!!
وما ذنب المسيح .......ليدفع هو الثمن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل تعتقد أنني تجسدت في المسيح لأدفع ثمن خطيئتك !!!!!!!!!!!!
طيب دفعت هذا الثمن لمن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أين قلت لك أنني واحد ذو ثلاث أقانيم ................
لا تقل لي رؤيا يوحنا ....
هل نزلت وتجسدت في المسيح ونسيت أن أخبركم بأني ثلاث أقانيم صراحة.....لذلك جئت ليوحنا في الأحلام ...!!!!!!!!
ألم أعطيك العقل لتفكر به .
هل فكرت في كلام المسيح .!!!!
ألم يقل لكم المسيح أن أعظم الوصايا (( اسمع يا اسرائيل الرب الهنا رب واحد ))
ألم يقل لكم المسيح أنه مرسل من قبلي ((لاني لم اتكلم من نفسي لكن الاب الذي ارسلني هو اعطاني وصية ماذا اقول و بماذا اتكلم ))
ألم يقل المسيح (( وهذه الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته ))
كيف ساويت بين الراسل والمرسل !!!!!!!!!!!
ألم تقراء في يوحنا (( الحق الحق اقول لكم انه ليس عبد اعظم من سيده و لا رسول اعظم من مرسله ))
فالذي أرسل المسيح أعظم من المسيح الذي تعبده ..............فمن الذي أرسل المسيح ؟؟؟
إن الذي أرسل المسيح هو إله المسيح وإلهكم
ألم تقراء قول المسيح لمريم المجدلية : (( قولي لهم إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم ))
إذا كان المسيح هو الإله فمن إله المسيح ؟؟؟؟؟؟
ثم يتوجهه الله جل جلاله للمسيح ويقول له :
(( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الغُيُوبِ))
المسيح يتبراء منك يا من تعبده لأنه لم يقل لك أنا الله فإعبدني .
ألم يقل المسيح (( ما كل من يقول لي : يا رب ! يدخل في ملكوت السموات ، بل من يعمل بمشيئة أبي الذي في السموات ))
أين قال المسيح لكم أنا ربكم فإعبدوني ؟؟؟؟؟؟
هل تدرون ماذا سيكون مصيركم وأنتم هكذا اتبعتم قساوستكم بدون استخدامكم للعقل :
سيقول الله لكم :
(( قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُم مِّنَ الجِنِّ وَالإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِن لاَّ تَعْلَمُونَ ))
لهذا سيكون مصيركم النار خالدين فيها ..........لأنكم لم تستخدموا العقل الذي وهبكم الله إياه ...
لأنكم عبدتم المسيح ............. من دون الله ..........أو أشركتم المسيح في العبادة مع الله ......
قال تعالي (( يَا أَهْلَ الكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الحَقَّ إِنَّمَا المَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَّكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً(171) لَن يَّسْتَنْكِفَ المَسِيحُ أَنْ يَّكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلا المَلائِكَةُ المُقَرَّبُونَ وَمَن يَّسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا(172) ))
صدق الله العظيم
أفيقوا يا نصارى .............. أفيقوا قبل فوات الأوان ...............
العقيدة لا تؤخذ من الأحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام !!!!!!!!!!!!!!!!!!!
العقيدة لا تؤخذ من الأوهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــام !!!!!!!!!!!!!!!!!
العقيدة لا تؤخذ بتأويل النصوص بإدعاء الإلهــــــــــــــام !!!!!!!!!!!!!
العقيدة لا تخالف العقل والفطرة السليمة الموجودة في كل الآنام !!!
العقيدة واضحة في كل الأديان :
التوراه / سفر التثنية :
(( 6: 4 اسمع يا اسرائيل الرب الهنا رب واحد
6: 5 فتحب الرب الهك من كل قلبك و من كل نفسك و من كل قوتك
6: 6 و لتكن هذه الكلمات التي انا اوصيك بها اليوم على قلبك
6: 7 و قصها على اولادك و تكلم بها حين تجلس في بيتك و حين تمشي في الطريق و حين تنام و حين تقوم
6: 8 و اربطها علامة على يدك و لتكن عصائب بين عينيك
6: 9 و اكتبها على قوائم ابواب بيتك و على ابوابك ))
الإنجيل / مرقس :
((10: 17 و فيما هو خارج الى الطريق ركض واحد و جثا له و ساله ايها المعلم الصالح ماذا اعمل لارث الحياة الابدية
10: 18 فقال له يسوع لماذا تدعوني صالحا ليس احد صالحا الا واحد و هو الله
وأيضا قول يسوع
(( 12: 29 فاجابه يسوع ان اول كل الوصايا هي اسمع يا اسرائيل الرب الهنا رب واحد
القرآن الكريم/ الإخلاص :
((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) ))
صدق الله العظيم
ألا هل بلغت اللهم فاشهد
ألا هل بلغت اللهم فاشهد
ألا هل بلغت اللهم فاشهد ؟؟؟؟؟
p
الريح الهابة في الذب عن الكعبة
يحاول اعداء الاسلام النيل من دين الله دون ادني تفكير في ان مايثيرونه من من شبه يطعن اول ما يطعن كتابهم ودينهم وربهم قبل ان يكون طعن في الاسلام ولكنه الحقد وليس البحث عن الحق فمن كلامهم الذي يدل علي عدم علمهم بما في كتابهم ان الحج للكعبة عبادة وثنية وذلك لانه بيت من حجر كان يطوف حوله مشركي العرب .
الرد: اولا : ان كانوا يعتبرونها عبادة وثنية لان عرب قريش فعلوها قبل الاسلام نقول لهم ان هؤلاء كانوا علي ملة ابراهيم والحج هذا مما بقي من دين إبراهيم وكذلك أشياء أخري مثل الأشهر الحرم ولكنها اختلطت ببعض افكار البشر مما جعلها عبادة وثنية واتي الاسلام لا ليلغيها ولكن يعود بها الي أصلها الذي فرضه الله علي البشر.
ثانيا: ان كان وجود بيت لله يحج اليه الناس عبادة وثنية فيكون علي زعمكم هذا الرب يامر بالعبادات الوثنية ويكون يعقوب وثني يتقرب ويشكر الله بعبادة وثنية وذلك كما نص
كتابكم سفر التكوين ( 28 : 18 – 22 ) (18 و بكر يعقوب في الصباح و اخذ الحجر الذي وضعه تحت راسه و اقامه عمودا و صب زيتا على راسه19 و دعا اسم ذلك المكان بيت ايل و لكن اسم المدينة اولا كان لوز20 و نذر يعقوب نذرا قائلا ان كان الله معي و حفظني في هذا الطريق الذي انا سائر فيه و اعطاني خبزا لاكل و ثيابا لالبس21 و رجعت بسلام الى بيت ابي يكون الرب لي الها22 و هذا الحجر الذي اقمته عمودا يكون بيت الله و كل ما تعطيني فاني اعشره لك)
وهنايتضح ان يعقوب اقام بيت من حجر لله بعد ظهور ملك الرب له وفعل ذلك لله ولم يعارضه الله اذن الحج للكعبة ليس عبادة وثنية بنص كتابهم وبفعل نبي
ثالثا : الكعبة بيت الله ولها دليلين احدهم عقلي والاخر نقلا من كتابهم
1. الدليل العقلي ان الله حمي الكعبة بمعجزة شاهدها اه لمكة واهلك ابرهة الذي اراد السوء بالكعبةولايمكن ان يفعل الله ذلك لحماية بيت وثني امام ملك مسيحي اذن هذا بيت الله والملك هو الذي علي دين باطل وان قال معترض من يدرينا ان هذا حدث فعلا وان حملة ابرهة لم تفشل لاي سبب اخر اقول له المعجزة مذكورة في القران
(بسم الله الرحمن الرحيم)
أَلَمْ تَرَى كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)
ويستحيل ان ياتي رجل يدعي انه نبي ويذكر حادثة لقوم هم شهود عيان عليها وهي لم تحدث وكأنه يقدم لهم شهادة تثبت كذبه وماكان ايسر عليهم وقتئذ من هدم دعوته افضل من القتال وسفك الدماء ماكان ايسر علي الوالد الذي اسلم ابنه ان يقول له ان هذا الرجل كاذب لمترسل طير ولميرمي حجارة ما الذي جعلهم يسكتون عن مسألة كهذه تحيسم الامر لصالحهم وخصوصا ان الحادثة هم كانوا عليها شهود ولم تكن غائبة اوقديمة بحيث لا يستطيعوا أن يعرفوا صحتها أو لا .
الدليل النقلي من كتابهم ورد بالمزامير المزمور( 84 : 6 ) (6 عابرين في وادي البكاء يصيرونه ينبوعا ايضا ببركات يغطون مورة ) ولو قال قائل ما علاقة هذا بالكعبة اقول له ان انص يصف مكان الكعبة فوادي البكاء بالانجليزية مكتوبة (Baca) وواضح ان الحرف للاول كبير (اي كبتل ) ان هذا علم لايترجم ينقل صوته وهو مطابق للعبري وتجمة بكة ليست البكاء فهنا حدثتغيير لاخفاء اسم الوادي وهو بكة ومعلوم ان بكة هي مكة وذكرها الله بلالاسم الذي يعرفه اهل الكتاب " إن أول بيتٍ وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدىً للعالمين " ( آل عمران 96 ) . أتىنا بالترجمة الإنجليزية ليظهر أن ( Baca ) بدأت بحرف كبير للدلالة على أنها علم لا يترجم ولكن ينقل بما يقابلة صوتاً وليست صفة للوادي تترجم بما يقابلها من معنى وأما ما قاله بعض القساوسة بأن الوادي في فلسطين وأنه سمي بوادي ( البُكا ) لوجود شجر ( البُكا ) فإن الوادي الذي به شجر البُكا بنص كتابة أسمه وادي " الرفائيين " وليس وادي " البُكا " ولم يذكر إلا بأسم " الرفائيين " رغم وجوده في موضعين مختلفين لكاتبي سفرين مختلفين في ( صمويل 5 : 22 ، أخبار الأيام الأول 14 : 9 ) ولم يذكوره بأسم وهناك قرينهعلي ان وادي بكة خارج فلسطين وهي اشتياق داوود لديار الرب ، كيف يشتاق وهو فيها ، إذن وادي " البكا " والذي فيه بيت الرب يجب أن يكون خارج فلسطين ليشتاق له داوود الذي بفلسطين . أما " مورة " فهي لايبعد أن تكون المروة لأن ما بعدها فسرها ( يذهبون من قوة لقوة ) وهو السعي بين جبلي الصفا والمروة ، لأنه جاء في الترجمة العربية المشتركة بدل " من قوة لقوة " ( مزمور 84 : 5 ، 6 ) ينطلقون من جبل إلى جبل . rdaisky@yahoo.com www.nasraneyat.com
تمام المنة ليس بالأكل والشرب في الجنة
• الثواب الأعظم :-
بداية أنا لا أنفي وجود الأكل والشرب في الجنة لأن هذا ثابت بإذن الله بالقرآن والكتاب المقدس ( له مقال مستقل ) وعقلاً ( وهذا ما سنقرأه بالسطور المقبلة ) ولكن ما أود أن أشير إليه بهذا العنوان أن الثواب المرجو عند المسلمين والدافع والحافز لعبادتهم هو إشتياقهم لرؤية الله جل شأنه وذلك ما يقره القرآن في قوله تعالى{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ} (22) {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} (23) سورة القيامة {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (26) سورة يونس والحسنى هي الجنة والزيادة هي رؤية المولى جل شأنه وإن أشد عقوبة هدد الله بها الكافرين ونعوذ بالله أن نكون منهم فنحرم حرمانهم العظيم وهو الحرمان من رؤية رب العالمين فقال تعالى {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} (15) سورة المطففين فهنا التوعد بالحرمان ليس من طعام أو شراب أو نساء ولكن الحرمان من رؤية المولى عز وجل مما يدل على أن تمام المنة ليس بالأكل والشرب ونساء الجنة ولكن برؤية رب الجنة مما يدل على أن الإسلام لم يغفل غالجانب الروحي او يعطيه إهتماماً قليلاً بل جعله هو الأساس في الثواب وهو قمة العقاب .
• هل يجوز عقلاً وجود الأكل والشرب بالجنة :-
الشئ جائز وقوعه عقلاً إذا أنتفى عنه اعتراض يمنع وقوعه، فمثلاً جائز عقلاً أن أتكلم وذلك لعدم وجود ما يمنعني من الكلام ولكن إن كان هناك اعتراض يمنع الكلام فهنا لا يجوز عقلاً أن تتكلم وإذا أخبر شخص بذلك كُذِب .
فنبدأ من النهاية ما الأعتراضات التي توجه لوجود الأكل والشرب التي تحول وجوده .
في الحقيقة لا يوجد ما يمنع أو يحول عقلاً ولكن سنورد بعض كلامهم الساذج لكي لا يظن ظن أن هذا الكلام له أي معقولية تمنع من الرد عليه ولكن قبل إيراد الإعتراضات نسأل .
• كيف يصح الإعتراض أصلاً على وجود طعام وشراب بالجنة ؟
يصح الإعتراض إذا أحد دخل الجنة ورأى أن لا تشمل على طعام أو أن يخبره من رأها أو صنعها أو يصله الخبر بسند صحيح متصل عن أحدهما فهل عند النصارى شئ من ذلك أبداً والله ما عندهم منه من شئ ( بل على العكس إن كتابهم يثبت إشتمال الجنة على الطعام ) فإن كان ليس عندهم شئ صحيح يستندوا عليه في النفي فلا يحق لهم ذلك أصلاً لأنه أمر غيبي والأمر الغيبي لا يصح الإعتراض عليه بالعقل ولكن يثبت بالنقل فمثلاً شخص يصف لي قرية في الصعيد وأنا لم أذهب إليها وليس عندي خبر موثوق به عنها فهل يحق لي الإعتراض على كلامه أو أن أكذبه لا يحق لي بل ما يسعني هو تصديقه إلى أن يصلنا شئ مما ذكرنا من رؤية مباشرة أو خبر صحيح متصل السند للرائي ينفي كلامه فأكذبه أو أعترض عليه .
• الإعتراضات والرد عليها :-
هذا بعض كلامهم الساذج الذي لا يحق لهم أصلاً إن كان ليس ساذجاً قوله وذلك بناءاً على الفقرة السابقة نريده ونرد عليه .
1. الإعتراض : المتعة الحقيقية هي المعيشة مع الله وليس الأكل والشرب .
الـــرد : بداية هل يمنع من استمتاعي بوجودي مع شخص أن يحتفي بي هذا الشخص ويقدم لي المأكل والمشرب هل ينقص من متعتي أن أزور أخي ويقدم لي العشاء أم أنه يضاعف شعوري بالسعادة أن أخي أكرمني فالبعقل لا توجد أي وجاهه في هذا الإعتراض .
2. الإعتراض : الأكل للحفاظ على الحياة وأنا في الجنة لي جسد ممجد فلا أحتاج للأكل والشرب لأني مخلد .
الـــرد : الإعتراض به مغالطة أو جهل فإننا نتناول الطعام ليس للحفاظ على الحياة فحسب ولكن ما أغفله المعترض أننا نتناول الطعام من أجل المتعة وإلا لما لا نأكل البرسيم وهو مغذي ويحافظ على حياتنا ولماذا ننوع في الطعام إلا للمتعة ففي الجنة صحيح أننا لا نتناول الطعام للحفاظ على الحياة ولكن نتناوله للمتعة .
3. الإعتراض : الزواج لإبقاء النوع وذلك عن طريق النسل وفي الجنة لا حاجة لنا في ذلك لأننا خالدون .
الـــرد : هذه مثل سابقتها وإن كانت أظهر في المغالطة لأن الزواج ليس فقط لإبقاء النوع ولكن للمتعة أيضاً ويدل على ذلك وما أظهرة أن من المتزوجين لا يريد الإنجاب ومنهم من يتزوج وهو منجب ولا حاجة له في الإنجاب فما داعيه للزواج إلا المتعة .
ونهاية أنه لا يوجد مانع عقلاً من اشتمال الجنة على الطعام والشراب .
• هل من الحكمة الألهية أن يكون في الجنة أكل وشرب ؟
إن الحكمة الألهية قضت بذلك فليس من المعقول أن أعرض الثواب الروحي على من لا يتوجد عنده أي روحانية فيجب التدرج معه من عرض ثواب مادي ثم أُعده وأعلمه كيف تكون علاقته بربه فيرتقي روحياً فيسعى هو إلى الثواب الروحي فيشتاق إليه ويخشى ضياعه منه .
فمثلاً إن أردت أن أعلم رجلاً أمياً القراة والكتابة فهل من المعقول أقول له تعلم القراة والكتابة لأعطيك كتاباً لتقرأه مهما كانت قيمة الكتاب فهو لن يقدر قيمته إلا أذا كان يقرأ فوقتها يقدر قيمة الكتاب ولكن أعرض عليه أولاً حافزاً مادياً وليكن تعلم وخذ مبلغ من المال فسيسارع للتعلم فإن هذا الحافز يلائم رغباته وبعد التعلم يعرف قيمة القراة فيسعى إلى الثواب المعنوي فيقول هو إن أتقنت تعطيني كتاباً أقراه وبعدها يكون حافزي له معنوي .
• هل توجد أدله في الكتاب المقدس على اشتمال الجنة طعام وشراب ؟
- نعم أهمها :-
1. العودة إلى الأصل، أدم قبل الخطيئة ومع اتصاله بالله ووجوده معه كان يأكل ويشرب فحين أخطأ تغيرت طبيعته فمن البديهي عندما نتخلص من الخطيئة ويكافئنا الله أن نعود للأصل الذي كان عليه أدم قبل الخطيئة، وهذا الأصل كان مشتمل على جسد مادي يأكل ويشرب ولولا الخطيئة لظل كذلك .
2. بعد قيامة المسيح من الأموات ( على اعتقاد النصارى ) وهذا نموذج لقيامته بنص الكتاب أنه كان أول قيامة الأموات ( وهذا فيه نظر ) أي أول البعث أكل وشرب فما المانع إذن بعد أن نعود للجنة أن نأكل ونشرب .
• أما النصوص الدالة على القيامة بجسد مادي والأكل والشرب فالمفروض لها مقال مستقل بعنوان الجنة في الكتاب المقدس .
( عسى الله أن ينفعنا بما علمنا ويعلمنا ما ينفعنا )
( خيركم من تعلم العلم وعلمه فساعد على نشر هذه الصفحات )
عهد النعمة
كثيرا عندما نتحدث مع النصاري وخصوصا عندما يعترضوا علي الاسلام باشياء موجودة في كتبهم وبكيفة اكثر ظهورا مما يعترضون به علي ما في الاسلام يقولون نحن الان في عهد النعمة علي سبيل المثال يقولون الاسلام فيه قتال نقول لهم وما الضير في كتابكم القتال الا يذكر سفر التثنية الاصحاح عشرين العدد عشرة
(حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها الى الصلح* 11 فان اجابتك الى الصلح و فتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير و يستعبد لك* 12 و ان لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها* 13 و اذا دفعها الرب الهك الى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف* 14 و اما النساء و الاطفال و البهائم و كل ما في المدينة كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك و تاكل غنيمة اعدائك التي اعطاك الرب الهك* 15 هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا التي ليست من مدن هؤلاء الامم هنا* 16 و اما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب الهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ما )
يقولون هذا في العهد القديم فاعجب والله اليس كلام الله هذا يجيب نعم اليس تشريع الله ام انه ليس تشريع رب العالمين يقول نعم لكن نحن الان في عهد النعمة والله يا اخوة لوصح كلامهم لا يدفع اجابتنا عليهم بما في العهد القديم حتي ولو نسخ كما يدعون او انهم في عهدالنعمة علي اصطلاحهم لان هذا ثابت في كتابهم ايضا ان الله كان لا يجيز الطلاق ثم نسخ الحكم بالجواز اي ان الطلاق اصبح جائزا في شريعة موسي ثم اتي المسيح علي ما في كتبهم ناسخا لهذا الحكم اي جعل الطلاق محرم مرة اخري
واليك نص هذا الكلام من العهد الجديد انجيل مرقس الاصحاح العاشر
(و قام من هناك و جاء الى تخوم اليهودية من عبر الاردن فاجتمع اليه جموع ايضا و كعادته كان ايضا يعلمهم* 2 فتقدم الفريسيون و سالوه هل يحل للرجل ان يطلق امراته ليجربوه* 3 فاجاب و قال لهم بماذا اوصاكم موسى* 4 فقالوا موسى اذن ان يكتب كتاب طلاق فتطلق* 5 فاجاب يسوع و قال لهم من اجل قساوة قلوبكم كتب لكم هذه الوصية* 6 و لكن من بدء الخليقة ذكرا و انثى خلقهما الله* 7 من اجل هذا يترك الرجل اباه و امه و يلتصق بامراته* 8 و يكون الاثنان جسدا واحدا اذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد* 9 فالذي جمعه الله لا يفرقه انسان*)
وانا لا انكر ما حدث لان الاحكام او بمعني اوسع الشريعة كالدواء اتت لتعالج ادواء المجتمع وكما ان الطبيب الحكيم يكتب الدواء للمريض ويكون مفيدا له لازالة مرضه باذن الله فقد يمر المريض بوقت قد يسبب له هذا الدواء الاذي او يكون له اثر فيامره الطبيب بالتوقف عنه رغم حاجة هذا المريض لهذا الدواء وعندما يزول السبب يامر الطبيب مرة اخري باستئناف الدواء هكذا كما في مسالة الطلاق عندهم الحرمة ثم الاباحة ثم الحرمة مرة اخري وهذا لان الله تعالي حكيم يضع الشئ في موضعه وكذلك الجهاد الذي يسمونه القتال امر الله به في العهد القديم ويرون هم ان هذا الامر نسخ بعهد النعمة فاقول لهم لو سلمنا بسلامة فهمكم لا ضير امر بها مرة اخري في الاسلام لما دعت له الحكمة ارايت ان لا حجة لهم فيما يقولون او ما يسمونه بعهد النعمة في ردهم استنادنا الي العهد القديم ونقول لهم كيف تستنكرون امرا اقره وامر به الله وانتم مقرون بذلك يقولون حدث ارتقاء فلما الردة نجيب في الطلاق ايضا حدث ارتقاء فلما الردة انها ليست ردة ولكنها كما بينت اعلها الحكمة من اعطاء الدواء وقت الحاجة ومنعه وقت الضرورة لذلك واعطائه وقت عودة الحاجة مرة اخري وانتفاء المانع
ولكن حديثي اليك ايها القارئ الكريم ليس ردا علي تلك الشبهة التي علي الحقيقة هي سفه من قائلها والا كنت افردت تلك النصوص التي تحث علي القتال الخالية من رحمة الاسلام وانا لا استنكر كما يفعلون ما اومروا به في كتابه والتمس العذر قبل الاعتراض ان تكون الرحمة وقتها هي تلك الغلظة البينة في الكتب وعدم الرحمة لانا اعقل منهم لا نلقي الاعتراض دون محاولة حمل الشئ علي محمل يستقم عليه لانا لسنا مثلهم نعترض هوي وحقد وحسد لكن دعوة الي سبيل الله بالحكمة التي هي وضع الشئ في موضعه وفي موضع الدعوة للحق لا يجب الا التماس الحق وعدم المسارعة بالاعتراض الا ان نفقد اي عذر يعذروا به ليس كما يفعلون يكون الامر ليس فيه اعتراض اصلا الا سوء فهم ويحاسبنا علي ما فهم لا ما عندنا نعود لمرادي من هذ المقال هو ان مصطلح عهد النعمة هذا ليس بصحيح ولكن كلا العهدين متماثلين متطابقين فمثلا في مثالنا لا نجد المسيح نهي عن القتال
علي العكس امر بشراء السيوف استعدادا له واذنا به انجيل لوقا الاصحاح 22
(36 فقال لهم لكن الان من له كيس فلياخذه و مزود كذلك و من ليس له فليبع ثوبه و يشتر سيفا )
(37 ولا يقول لي احد ان السيف هنا رمز فلا يحتاج الجهاد المعنوي الي بيع الثوب لشرائه ارايت اخي الكريم ان ليس هناك فارق بين العهدين
قد يقول احد هذا فهمك وان كانت تلك القولة لا تضر وحدها بكلامي لانه لا يكون هذا الكلام خطا لانه فهمي ولكن يجب ان يهدم بنصوص كما اسست انا راي علي نصوص
وعلي كل حال ليس هذا فهمي ولكن هذا ما نص عليه الدكتور القس صموئيل يوسف في كتابه المدخل الي العهد القديم في الفصل الاول الذي بعنوان هل من تعاليم عن النعمة في العهد القديم ؟
وتساؤلات عديدة ....... ص 25 قائلا :
(في هذه الدراسة نحاول ان نلقي بعض الضؤ علي بعض التساؤلات والمعضلات وسنحاول قبل ذلك ان نستعرض بايجاز الخلفية التاريخية لهذه الافكار .
ففي عام 140م خلال القرن الثاني الميلادي ظهر انسان يدعي مارسيون Marcion وبدا يعلم بان اله العهد القديم يختلف عن اله العهد العهد الجديد لان اله العهد القديم في نظره اله الغضب والنار اله مخيف ومرعب والقي مارسيون بالعهد القديم جانبا وكتب الكثير في هذا المجال الهادم وطرد من الكنيسة في روما عام 144م) اه
وفي الفقرة الخامسة من نفس الصفحة
(وفي الوقت الذي يدعي فيه مارسيون انه لا علاقة بين العهد القديم والعهد الجديد يؤكد بولتمان Bultman بانه توجد علاقة كبيرة ) اه
ارايتم ايها الافاضل اني لم انفرد وحدي بالحكم علي مصطلح عهد النعمة بانه خطا بل شاركني فيه الدكتور القس صموئيل يوسف ولم يكتفي بهذا بل زاد علي بوصف هذا الفكر بانه المجال الهادم وكان سبب طرد مارسيون فهو اصل ايضا اصل التفرقة بين العهدين ومنشا فكرة عهد النعمة وان منشاها رجل صاحب فكر هادم مطرود من الكنيسة كما ذكر الدكتورواكد انه توجد علاقة كبيرة بين العهدين مستدلا بكلام بولتمان
ارايتم بماذا يجيبنا النصاري ايها الاخوة بفكر المنحرفين الا يدلنا هذا الي كيف وصل بهم الحال الي ما هم فيه من ضلال اكيد كانوا يجيبون من يخالفهم في السابق او يقيم عليهم الحجة او يجادلهم في المسيح بفكر وعقيدة المنحرفين عن الحق الي ان اصبحت عقيدتهم التي لا يريدون لا تركها بل مجرد البحث عن دليل يثبتها نحن لا نطالبهم بترك معتقدهم ولكن نطالبه في التفكير والله لو فكرروا متجردين لله لدخلوا في دين الله افواجا
ولعل قائل يقول هذا كلام رجل من البروتستانت اقول وبالله التوفيق ولن يكن فهذا ينقل لنا تاريخ وان من يخالفه عليه ان ياتي بادلة ولكن اريحكم من عناء هذا فالارثوذكس يقرون بهذا ايضا ان لا فرق بين العهدين وان تخصيص العهد الجديد بعهد النعمة خطا واليك كلام كبيرهم وان كان سائل سيسالني ان كان الامر كذلك وهو قول الارثوذكس فلما تدافع عن انفراد البروتستانت بقول دون غيرهم ليس لك مصلحة في ذلك اقول ان للوصول للحق قواعد يجب التزامها ليس فقط وقت حاجتنا اليها ولكن هي قواعد التفكير السليم الذي يجب الا نحيد عنه المهم اليك ايها القارئ الكريم كلام البابا شنودة الثالث بتمامه لاني صراحتا استخسر اختصاره لما فيه من شرح ممتع لمطابقة العهدين بعضهما مع بعض وان كان في قسوة في العهد القديم فهي ايضا في العهد الجديد واتركك مع كلامه بتمامه يؤيد ما ذهبت اليه من انه لا فارق بين العهدين وان كلمة نحن الان في عهد نعمة وهذا الكلام كان في العهد القديم كلام يخالف ما في الكتاب المقدس يفهم هذا كل ذي لب كما ان هذا الكلام يخالف ما اتفق عليه كل من الدكتور القس صموئيل يوسف والبابا شنودة واليك كلمه من كتاب سنوات مع اسئلة الناس الجزء الخاص باسئلة خاصة بالكتاب المقدس الرد علي السؤال رقم 94 من ص 137حتي بداية ص 143 السؤال تحت عنوان هل العهد القديم والجديد عهدان متمايزانبين البنوة والعبودية والقسوة والنعمة
سنوات مع أسئلة الناس
أسئلة خاصة بالكتاب المقدس
س 94 / هل العهدان القديم والجديد .. عهدن متميزان بين البنوة والعبودية والنعمة والقسوة ؟
سؤال :هل العهد القديم يمثل العبودية لله بينما العهد الجديد يمثل البنوة لله ؟ أي كنا عبيداً فصرنا أبناء ؟
وهل العهد القديم يمثل معاملة الله القاسية على البشر بينما العهد الجديد هو عهد النعمة والمواهب وهل في العهد القديم كنا نعامل بالخوف وصرنا نعامل بالحب ؟
الجواب
الله لا يتغير هو في العهد القديم كما هو في العهد الجديد وكما قيل عنه ( هو هو أمسا واليوم وإلى الأبد ) عبرانيين 13/8 (ليس عنده تغيير ولا ظل دوران ) (يع 1/17)
كان أباً وسيداً في العهد القديم وبالتالي كنا نحن أبناءً وعبيداً في العهدين كليهما القديم والجديد وكانت تربط الله بالبشر علاقة الحب في كلا العهدين وكان يقودوهم أحياناً بالحزم والعقوبة من جهته وبالخوف من جهتهم
الله لم يتغير ولا معاملاته ولكن الناس يتغيرون
ولنأخذ مثالاً على ذلك أهل نينوي :
في خطيئتهم أرسل الله إليهم يونان النبي لينادي عليهم بالهلاك وفي توبتهم قال أفلا أشفق أنا على نينوي المدينة العظمى ( يون 4/11 ) الله لم يتغير في حكمه ولكن أهل نينوي هم الذين تغيروا وفي وقت آخر كانوا يستحقون التوبة ولنتناول الآن عناصر السؤال ونطبقها على العهدين
البنوة :
منذ بدء تاريخ البشرية كان البشر أبناء الله آدم نفسه قيل أنه ابن الله وكذلك أبناء آدم شيث وأنوش قيل ( حينئذٍ ابتدئ أن يدعى اسم الرب ) ( تكوين 4/26 ) وهكذا فإن أبناء شيث وأنوش دُعوا في قصة الطوفان أبناء الله فقيل إن أبناء الله رأوا بنات الناس وأنهن حسنات فاتخذوا لأنفسهم نساءً ( التكوين 6/2) أما تعبير بنات الناس فأطلق على بنات قايين الذي لُعِن من الله ( التكوين 4/11) وأصبح أبناء الله هم الناس المبارك ولما اختار الله شعباً وميزه عن الأمم الوثنية دعاه إبناً له فقال إسرائيل ابني البكر وأمر موسى أن يقول لفرعون هكذا يقول الرب ليعبدني (خر4/23)
ولما عصى هؤلاء على الله قال ( ربيت بنين ونشأتهم أما هم فعصوا عليه وقال لهم في المزمور ألم أقل أنكم آلهة وبنو العلي تدعون ولكنكم مثل البشر تموتون وكأحد الرؤساء تسقطون ) ( مزمور 82/6-7) وعن هؤلاء قال المرتل في المزمور قدموا للرب يا أبناء الله قدموا للرب مجداً باسمه (مزمور 28/1-2)
وقد تبنى اشعياء النبي هذه النبوة تطلع من السماء وانظر من مسكن قدسك ومجدك بأنك أنت أبونا أنت يارب أبونا ولينا منذ الأبد اسمك (اشعياء 63/ 15) وقال أيضاً والآن يارب أنت أبونا نحن الطين وأنت جابلنا وكلنا عمل يدك (اشعياء 64/8)
هذا من الشعب كله ومن جهة الأفراد يقول الرب لكن من يؤمن به أعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي ( الأمثال 23/26)
وقال لدواد النبي عن سليمان إبنه " أقيم بعدك نسلك , الذي يخرج من أحشائك وأثبت مملكته . . أنا أكون له أباُ وهو يكون لي إبناً "(2صم 7/12-14 )(1أي 17/13 ).
إذن البنوة لله كانت معروفة في العهد القديم : تكلم بها الله وتكلم بها الناس وتكلم بها الله للناس
ولكن نتيجة للعصر الوثني الذي ساد الأمم في العهد القديم لم تكن هذه النبوة لله قائمة في عمق أفكار الناس وإن صلي بها اشعياء النبي فجاء السيد المسيح وكشف أعماقها وتحدث عنها كثيراً . وإن كان قد أمرنا قائلاً " ومتي صليتم فقولوا أبانا الذي في السموات (مت6) فقد سبق أشعياء النبي وقال في صلاته " أنت يا الله أبونا "( اش 63/64)
العبودية :
كان الناس عبيد لله في العهد القديم وأيضاً ما أكثر الأمثلة التي دعي فيها أبناء الله عبيداً في العهد الجديد حتي الآباء الرسل وكل وكلاء الله علي الأرض والملائكة وكل الذين يخلصون ...
- في محاسبة أصحاب الوزنات قال الرب في هذا المثل أتي سيد أولئك العبيد وحاسبهم فقال الذي أخذ الخمس وزنات نعماً أيها الصالح والأمين كانت أمينا في القليل فأقيمك علي الكثير ادخل الي فرح سيدك ونفس الكلمات قالها لصاحب الوزنتين (مت 25/ 19-32)
نلاحظ هنا كلمتي عبد وسيدك وقد قيلت لأصحاب الوزنات .
أي للخدام الكبار أصحاب المواهب والمسئوليات والأشخاص والناجحين في خدمتهم
- 140-
الذين نالوا تطويبا ومكافأة من الرب ودخلوا إلى نعيمه الأبدي
ولما تكلم الرب عن السهر والاستعداد قال " طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين (لوقا12/37) لاحظوا أنه استخدم كلمة عبيد فقال له بطرس يارب ألنا قولت هذا المثل أم قولته للجميع أيضاً فأجاب الرب يا ترى من هو الوكيل الأمين الحكيم والذي تقيمه سيده على عبيده ليعطيهم طعامهم في حينه طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يفعل هكذا (لوقا12/41-43)
نلاحظ هنا أن جميع المؤمنين دُعوا عبيداً وحتى الوكيل الحكيم الأمين دُعي عبداً
إن اعتبارنا أبناء في العهد الجديد لا تمنع كوننا عبيداً أيضاً
وقال السيد المسيح لتلاميذه أنتم تدونني معلماً وسيداً وحسناً تقولون بأني أنا كذلك (يوحنا13/13) فنلاحظ أنه استخدم عبارة سيد وقال لتلاميذه حينما اختارهم ليس التلميذ أفضل من المعلم ولا العبد أفضل من سيده يكفي التلميذ يكون كمعلمه والعبد كسيده إن كانوا قد لقبوا رب البيت بعلزبول فكم بالحري أهل بيته فلا تخافوهم (متى10/24-26)
نلاحظ هنا أنه استخدم عبارتي عبد وسيد في الحديث مع الرسل على الرسل على الرغم من البنوة والتلمذة الرسولية
وقال الرب في سفر يوئيل النبي في النبوة عن اليوم الخمسين في العهد الجديد ويكون في الأيام الأخيرة أنني أسكب من روحي على كل البشر وعلى عبيدي أيضاً وإمائي أسكب من روحي في تلك الأيام فيتنبئون ( أ ع 2/1-12) ( ويوئيل 2-28-29) نلاحظ أنه أطلق عبارتي عبيد وإماء على أولئك الذين يسكب عليهم من روح القدس فيتبئون ويعملون معجزات وفي العهد الجديد أيضاً وفي العصر الرسولي أن المؤمنين رفعوا بنفس واحدة صوتاً إلى الله وقالوا امنح عبيدك أن يتكلموا بكلامك ولما صلوا تزعزع المكان ( أع 4/3-31)
قالوا للرب عبيدك عن الآباء الرسل الذين كانوا يبشرون
نلاحظ أن القديس بولس الرسول كان يلقب نفسه بكلمة عبد ( رو1/1) (ف ي 1/1) ( ت ي 1/1)
وكبار القديسين والقديسات قالوا أنهم عبيد وإماء يكفي أن السيدة العذراء قالت للملاك المبشر : ( هوذا أنا أمة الرب. ليكن لي كقولك ) وسمعان الشيخ لما حمل الطفل يسوع قال (الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام، لأن عيني قد أبصرتا خلاصك) (لوقا2/29-30)
وقال الرب في سفر زكريا النبي (كلامي وفرائضي التي أوصيت بها عبيدي الأنبياء أفلم تدرك آباءكم؟) (زكريا1/6) فدعى الأنبياء عبيداً
ليس هذا في العهد القديم فقط بل أيضاً سفر الرؤيا ليبدأ بعبارة (إعلان يسوع المسيح، الذي أعطاه إياه الله، ليري عبيده ما لا بد أن يكون عن قريب وبينه مرسلا بيد ملاكه لعبده يوحنا ) (رؤيا 1/1) فالمؤمنون جميعاً لقبهم بكلمة عبيد وأيضاً يوحنا الحبيب قال إنه عبده يوحنا
وجميع الأبرار الصالحين قال لهم الرب كذلك أنتم أيضا ، متى فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا: إننا عبيد بطالون
إذن عبارة عبيد أُطلقت على كل القديسين في العهدين القديم والجديد حتى على الملائكة أيضاً فنرى أن الملاك العظيم في سفر الرؤيا الذي أراد يوحنا الرسول أن يسجد له امتنع قائلاً : ليوحنا لا تفعل أنا عبدٌ معك وقال أيضاً : عرش الله وعبيده يخدمونه .
كلنا عبيد لله لأنه هو خالقنا على الرغم من كوننا أبناؤه لا تقل إذن أن البشر كانوا عبيداً في العهد القديم فهم في العهدين كليهما عبيد وأبناء .
الحنو والعقوبة
لا نستطيع أن نقول إن العهد القديم كان عهد عقوبة بينما العهد الجديد هو عهد الحنو ففي العهدين توجد العقوبة والحنو حقاً إن في العهد القديم حدث الطوفان (التكوين6) ولكن حتى مع هذا الطوفان من حنو الله أبقى لنا بقية في أسرة نوح كما أنه أقام مع البشرية عهداً في قوس قزح ألا يحدث الإثناء مرة أخرى (ت ك 8/13-15)
في العهد القديم كان حرق سادوم . ولا ننسى بشاعة نجاسة أهل سادوم وشذوذهم الجنسي لدرجة أنهما أرادا أن يخطئا إلى الملكين ( ت ك 19/5-8) ومع ذلك فمن حنو الله سمح لإبراهيم أن يناقشه في الأمر وقبِل الرب وساطته فلما قال إبراهيم " عسى أن يوجد هناك عشرة أبرار فقال الرب لا أهلك المدينة لأجل العشرة ( ت ك 18/22)
ومن حنو الله في قصة سادوم أنه أنقذ منها لوطا وابنتيه
نقطة أخرى لا ننساها في العهد القديم وهو انتشار الوثنية فكان بقاء عابدي الأصنام معناه بقاء عبادة الأصنام وبقاء الوثنية ومع ذلك
لما عبد بنو إسرائيل العجل أثناء وجود موسى مع الله على الجبل وأراد الله إثنائهم ... بلغ من حنوه أنه قبل شفاعة موسى النبي فيهم ولم يفنهم ( خ ر 32/7-14)
ويعوزنا الوقت إن تتعبنا العقوبات في العهد القديم وأسبابها غير أننا نقول إن هناك عقوبات في العهد الجديد أيضاً
ومن عقوبات الرب في العهد الجديد قوله في العظة على الجبل " ومن قال يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم ". ( م ت 5/22)
ومنها قول الرب " يا أورشليم ، يا أورشليم ! يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها . . هوذا بيتكم يترك لكم خرابا " ( متى 23/27)
وقوله لبطرس لما استحى من أن يغسل الرب رجله : إن لم أغسلك لا يكون لك معي نصيب (يوحنا13/8) أي أنه يفقد نصيبه الأبدي بمجرد هذا الخطأ هكذا انتهره له بقوله " اذهب عني يا شيطان أنت معثرة لي " ( متى 16/23)
ومن عقوبات العهد الجديد الحكم على حنانية وسفيرا بالموت لما اختلسا جزءاً من مالهما وأنكرا ولم يعطهما بطرس الرسول فرصة للتوبة ( أع 5) لذلك فيل فصار خوف عظيم على جميع الكنيسة وعلى جميع الذين سمعوا بذلك ( أع 5/11)
كذلك العقوبة التي أوقعها بولس علي خاطئ كورنثوس بأن يسلم مثل هذا للشيطان لإهلاك الجسد لتخلص الروم في يوم الرب ( ا كو 5/5) ولو أنه عفا عنه في رسالته الثانية
ومن عقوبات العهد الجديد ما ورد في سفر الرؤيا عما يحدث في آواخر الأيام حينما يبوف الملائكة السبع ( رؤ 8/9) وما يحدث لما يسكب الملائكة جاماتهم ( رؤ 16) وكذلك دينونة المدينة العظيمة بابل ( رؤ18) وأخيراً البحيرة المتقدة بالنار والكبريت , وهي ليست تتبع العهد القديم في شيء ... .. .
اخوكم ابن الاسلام rdaisky@yahoo.com
www.nasraneyat.com
ليس نبى الإسلام وحده ولكن أنبياء العهد القديم
تشدق الجهال مستغلين جهل من يحدثوهم بحال أنبياء العهد القديم سواء منه أو من المسلمين قائلين هل يصح أن يتزوج نبى من أكثر من أمراة ؟
وماذا فى ذلك إن كان معظم أنبياء العهد القديم تزوجوا بأكثر من أمرأة وظل هؤلاء معتقدين فى انهم انبياء بل اكثر من ذلك كتابهم يصف الأنبياء بالزنا وعبادة الأوثان ومع ذلك لم ينكروا نبوتهم ويردون على ذلك قائلين هؤلاء اخطؤا لأنهم بشر فلماذا إذن يلومون على النبى أن يتزوج بأكثر من واحدة إن هو الا بشر ولم يرتكب محرم بل فعل شيئا مشروعا أفألوم على من عمل شيئا مشروعا وأنكر نبوته واقبل نبوة من اذنب فأين العدل مع العلم ان زيجات النبى معظمها إن لم يكن كلها لخدمة الدعوة واسباب تشريعية .
ملحوظة :
نحن لا نظن ان يصدر من الأنبياء الأخطاء التى وصفهم بها الكتاب المدعو بالمقدس ولكن الدفاع عن باقى الأنبياء له مقال أخر ولكننا نظهر أن لومهم على النبى ليس غيرة على مكانة الأنبياء ولكن حسد وجهل وجحد لنبوته .
واليك أمثلة للأنبياء الذين تزوجوا بأكثر من واحدة وهذا طبقا لكتابهم :
(1) ابراهيم:
كانت له علي الاقل 6 نساء
1. سارة اخت ابيه سفر التكوين ( 20 : 12 )
2. هاجر المصرية سفر التكوين ( 16 : 3 )
3. قطورة سفر التكوين (25 : 1 )
4. وكان له سراري علي الاقل ثلاثة لانهن ذكرن بصيغة الجمع الذي اقله ثلاثة "امابنو السراري اللواتي كانت لابراهيم" سفر التكوين ( 25 : 6 )
(2) يعقوب:
كان له اريع زوجات في وقت واحد " ثم قام في تلك الليلة و اخذ امراتيه و جاريتيه و اولاده الاحد عشر و عبر مخاضة يبوق" ( 32 : 22 )
(3) داوٌد
كان له 9 نساء و10 سراري علي الاقل
1- اخينوعم اليزرعيلية2- ابيجايل امراة نابال 3- معكة بنت تلماي ملك جشور 4- حجيث 5- ابيطال 6- عجلة صموئيل الثاني ( 3 : 1-6)
7 - ميكال سفرصموئيل الثاني (6 : 23 )
8- بثشبع امراة اوريا سفر صموئيل الثاني ( 11 : 26 )
9- ابيشج الشونمية سفر الملوك الاول ( 1 : 1- 5 )
أما السراري فقد كان له علي الاقل عشرة لانه ترك عشر نساء سراري لحفظ البيت ( سفر صموئيل الثاني 15 : 17 ) وبالطبع لم يترك جميع سراريه والا نص علي ذلك .
(4) سليمان
كان له 1000 إمراة 700 حرائر و 300 من السراري (سفر الملوك الاول 11 : 3 ).
بعض الأسباب التشريعية لتعدد زوجات النبى :
1. أهمها لو كان للنبى زوجة واحدة يتعلم منها نساء الأمة كيف تكون الزوجة لزوجها ويتعلمون منها أحكام النساء لكان ذلك عسيرآ جدآ على الأمة وعلى هذه الزوجة الواحدة ولكن وجود أكثر من زوجة سهل تأسى نساء الأمة بزوجة النبى لوجود عدة نساء من بيئات مختلفة مما يناسب كثرة نساء الأمة .
2. كان من أصحاب النبى لوجوده الدائم مع النبى حتى فى بيته ضرورة كبيرة وأهمهم الخلفاء الأربعة الذين سوف يتولون أمر الامة بعده ليتعلموا منه ووجودهم فى بيته يجب أن يكون له سند شرعى كى لا يأتى الفسقة بعد ذلك يجرحون الحرمات متعللين بوجود أصحاب النبى داخل بيته دون سبب شرعى فأبو بكر وعمر تزوج النبى من أبنتيهما وعثمان وعلى زوجاهما النبى من بناته وهكذا كان لوجودهم السبب الشرعى .
3. زواجه من السيدة زينب بنت جحش كان بأمر ربانى بنص قرآنى وذلك لإبطال التبنى وقد يعرض عارض هنا قائلاً لماذا يتزوج زوجة من كان متبنيه وكان يكفى نص بإلغاء التبنى هنا نقول الفعل أقوى من القول ويتضح ذلك فى موقفين هامين فى حياة الصحابة فعند صلح الحديبية فى البداية رفض الصحابة الرجوع دون الحج لكن عندما تحلل النبى تحللوا وعندما ذبحا الهدى ذبحوا وأيضاً فى الوقوف على عرفه أمر من كان صائماً ليفطر وأمسك بالسقاية أمامهم جميعاً ليريهم أنه أفطر ليفطروا وذلك لكى لا يقول قائل أن أمر النبى رخصة للضعيف لكن قيام النبى بالفعل يكون أمضى فى تنفيذه والتأسى به .
4. زواج النبى من جويريه وصفية كانتا من سبايا الحرب وقبلها سيدتان عظيمتان فى قومهما فأعتقهما النبى وتزوجهما وكانتا فتحتى خير على قومهم فقد أعتق الصحابة من كان تحتهم من اهليهما وذلك أنهم رأوا أنه لا يصح أن يكون اصهار النبي رقيقا تحت ايدهم وكان سبب خير كثير لهم لان ذلك كان سبب في اسلامهم ففازوا بسعادة الدارين بسبب هذه الزيجة المباركة .
وقس علي ذلك زيجات النبي .
وقد يعترض معترض فيقول إن الشريعة الاسلامية حدت الزواج بأربع وخالف النبي ذلك:
الرد:
إن صح هذا الاعتراض وهو خاطئ نقول ذلك ليس مخالفة ولكن حكم خص الله به النبي لاسباب شرعية كما بينا سابقا ما بالنا ان كان خاطئ.
سيرد المعترض لماذا خاطئ؟
1. لانه كان مباح للجميع بتعدد الزوجات دون حد كما في شريعة اهل الكتاب وبعد ذلك حد الله التعدد باربع فقط فوجب علي المؤمنين تسريح ما فوق الاربع فلو فعل النبي ذلك وهو محرم علي اي احد من المسلمين ان يتزوج من نساءه لكان ذلك ظلم لهن فما ذنبهنان يبقين بلا زوج
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا} (53) سورة الأحزاب والعلة في ذلك 1- عدم اذي النبي ‘ 2- انهن امهات للمؤمنين ولايحل لشخص ان يتزوج امه وايضا ظلم لهن من جهة اخري وهي ان اي امراة فارقها انما فارقها رجل عادي من المسلمين وتستطيع ان تتزوج اخر مثله او قد يفضله اما زوج النبي كانت زوجة نبي فما ذنبها ان تحرم من هذا الشرف وهذه المكانة.
ولذلك ابق النبي عليهن تجنبا لوقوع هذا الظلم عليهن.
ملحوظة هامة جدا : خصوصية التشريع ليست من ابتداع الاسلام
ان يخص الله شخص معين بحكم معين هذا موجود في كتابكم الذي تدعونه بالمقدس واليكم بعض الامثلة:
1- الابن البكر يرث نصيب اثنين ( سفر التثنية 21 : 17 )
2- رجال الدين لايكونوا الا من سبط لاوي .
3- الكاهن لا يتزوج الا بعذراء من قومه ( سفرالاويين 21 : 13)وهنا خص الله الكاهن بتشريع خاص
4- لا يقدم خبز الاله الا رجل صحيح فحرم علي كل ذي عيب حتي ولو لم يكن له فيه ذنب من تقديم خبز الرب بل اشد من ذلك لا يقترب من الحجاب و لا من المذبح واعتبر دنس يدنس المذبح لو فعل ذلك ( اللاويين 21 :16 – 24 ).
((((((((((اخي المسيحي من فضلك لا تعترض؟؟؟)))))))))))) لا تعترض
________________________________________
الحجاب
لا تعترض على المسلمين في أن الإسلام يأمر النساء بالحجاب لأنه وفقا للكتاب المقدس فإن المرأة عندكم مأمورة أيضا بالحجاب:
رسالة كورنسس الأولى الإصحاح 11
5 واما كل امرأة تصلّي او تتنبأ وراسها غير مغطى فتشين راسها لانها والمحلوقة شيء واحد بعينه.
6 اذ المرأة ان كانت لا تتغطى فليقص شعرها.وان كان قبيحا بالمرأة ان تقص او تحلق فلتتغط.
10 لهذا ينبغي للمرأة ان يكون لها سلطان على راسها من اجل الملائكة.
13 احكموا في انفسكم.هل يليق بالمرأة ان تصلّي الى الله وهي غير مغطاة. (SVD)
بالإضافة إلى أنه أمر إلهي و لكن أخفاه القساوسة كما في الموضوع التالي:
سيدتي المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة
===================================================================(((((((((((( حد الرجم
لا تعترض على المسلمين في أنهم يطبقون حد الرجم على الزناة المحصنين لأنه وفقا لعقيدتكم فإنه يوجد نفس الحد و لكن لنرى سبب تطبيق هذا الحد وفقاً للكتاب المقدس:
*سفر التثنية الإصحاح 22 يقول :
21 يخرجون الفتاة الى باب بيت ابيها ويرجمها رجال مدينتها بالحجارة حتى تموت لانها عملت قباحة في اسرائيل بزناها في بيت أبيها .فتنزع الشر من وسطك 22 اذا وجد رجل مضطجعا مع امرأة زوجة بعل يقتل الاثنان الرجل المضطجع مع المرأة والمرأة.فتنزع الشر من اسرائيل (SVD)
.
* اللاويين الإصحاح 20 :
27 واذا كان في رجل او امرأة جان او تابعة فانه يقتل بالحجارة يرجمونه.دمه عليه (SVD)
* اللاويين الإصحاح 24 :
16 ومن جدف على اسم الرب فانه يقتل.يرجمه كل الجماعة رجما.الغريب كالوطني عندما يجدف على الاسم يقتل. (SVD)
هذا بخلاف رجم الثور النطاح !!!!
لا تعترض
________________________________________
الإعراض:
لا تعترض على المسلمين في آية " عبس و تولى " و تقول أن الرسول " عليه الصلاة و السلام " أعرض عن رجل أعمى و لم يرد على سؤاله لأنه وفقا لكتابك المقدس فقد فعل ربك الذي تعبده أكثر من هذا بكثير:
فقد وصف إلهك المرأة الكنعانية بأنها من الكلاب حين طلبت منه أن يشفي ابنها كما في إنجيل متى الإصحاح 15 :
25 فأتت وسجدت له قائلة يا سيد أعنّي. 26 فاجاب وقال ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب. 27 فقالت نعم يا سيد.والكلاب ايضا تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة اربابها. (SVD)
الرد على شبهة عبس وتولى
لا تعترض
________________________________________
الضعيف و غير الصحيح
لا تعترض على المسلمين و تستخدم أحاديث ضعيفة و لم تثبت صحتها لأنك لا تقبل استشهاد المسلمين بإنجيل برنابا فأنت ترفضه لأنه غير صحيح من وجهة نظرك .
لا تعترض
________________________________________
الناسخ و المنسوخ
لا تعترض على المسلمين في مسألة الناسخ و المنسوخ لأنه وفقا لعقيدتكم فإنه يوجد أيضا ناسخ و منسوخ و لنرى الناسخ و المنسوخ وفقا للكتاب المقدس:
*نسخ زواج الأخوة بالأخوات :
تزوج الأخوة بالأخوات في عهد آدم عليه السلام ,وتزوج إبراهيم عليه السلام من أخته سارة , كما جاء في (التكوين 20 : 12" وَهِيَ بِالْحَقِيقَةِ أُخْتِي، ابْنَةُ أَبِي، غَيْرَ أَنَّهَا لَيْسَتْ ابْنَةَ أُمِّي فَاتَّخَذْتُهَا زَوْجَةً لِي”)
.
وتم تحريم نكاح الأخت في شريعة موسى عليه السلام فجاء في ( اللاويين 18 : 9 " لاَ تَتَزَوَّجْ أُخْتَكَ بِنْتَ أَبِيكَ، أَوْ بِنْتَ أُمِّكَ، سَوَاءٌ وُلِدَتْ فِي الْبَيْتِ أَمْ بَعِيداً عَنْهُ).
.
* نسخ الطلاق :
إنجيل متى الإصحاح الخامس
31 وقيل من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق. 32 واما انا فاقول لكم ان من طلق امرأته الا لعلّة الزنى يجعلها تزني.ومن يتزوج مطلقة فانه يزني (SVD)
.
* نسخ إباحة الحلف :
إنجيل متى الإصحاح الخامس
33. ايضا سمعتم انه قيل للقدماء لا تحنث بل أوف للرب اقسامك.34 واما انا فاقول لكم لا تحلفوا البتة.لا بالسماء لانها كرسي الله. (SVD)
للمزيد من الناسخ و المنسوخ في الكتاب المقدس راجع الموضوع التالي :
الناسخ والمنسوخ ....في الكتاب المقدس
لا تعترض
________________________________________
كشف النبي لفخذه
لا تعترض على المسلمين في الحديث الذي ورد فيه أن النبي صلى الله عليه و سلم كان كاشفا عن فخذه لأنه وفقا للكتاب المقدس فإن أنبيائك فعلوا أكثر من هذا بكثييييييييييييير و لم تعترض عليهم !!! :
*اشعياء اصحاح 20 عدد 3 و4 و5 :
في ذلك الوقت تكلم الرب عن يد اشعياء بن آموص قائلا. اذهب وحلّ المسح عن حقويك واخلع حذاءك عن رجليك. ففعل هكذا ومشى معرّى وحافيا.فقال الرب كما مشى عبدي اشعياء معرّى وحافيا ثلاث سنين آية واعجوبة على مصر وعلى كوش
و لا أدري ما هي الأعجوبة في أن يتعرى شخص لمدة ثلاث سنوات ؟؟
* التكوين اصحاح 9 عدد 20
وابتدأ نوح يكون فلاحا وغرس كرما . وشرب من الخمر فسكر وتعرّى داخل خبائه
* بالإضافة إلى تعري ربك الذي تعبده :
يوحنا الأصحاح 13 عدد 4 و5 ......... (( قَامَ عَنِ الْعَشَاءِ وَخَلَعَ ثِيَابَهُ وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَلٍ وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِراً بِهَا. ))
الرد على شبهة كشف النبي فخذه أمام أصحابه
لا تعترض
________________________________________
الموت قتلاً:
لا تكذب على المسلمين و تقول أن الرسول عليه الصلاة و السلام مات بالسم لأنه وفقا لعقيدتكم فإن بولس الذي يقول أنه رسول المسيح مات مقتولا !!!
فلا تفتري الكذب على المسلمين لأنه حتى و لو كان كذبك حقيقة فإنه ليس من حقك أن تعترض .
شبهة مات النبى صلى الله عليه وسلم بالسم
لا تعترض
________________________________________
شرب الخمر
لا تكذب على المسلمين و تقول أن الرسول عليه الصلاة و السلام شرب الخمر لأنه وفقا لعقيدتكم فإن أول معجزات ربكم هي تحويل الماء إلى خمر !!! فلا تفتري الكذب على المسلمين لأنه حتى و لو كان كذبك حقيقة فإنه ليس من حقك أن تعترض.
كما أنه لا يوجد ما يمنع شرب الخمر في ديانتك :
1Tm:5:23:
23 لا تكن في ما بعد شراب ماء بل استعمل خمرا قليلا من اجل معدتك واسقامك الكثيرة (SVD)
الرد على كذبكم :
هل شرب رسول الاسلام الخمر ؟
لا تعترض
________________________________________
بول الإبل و غمس الذباب في الإناء
لا تعترض على المسلمين في حديث التداوي بأبوال الإبل و حديث غمس الذباب في الإناء لأنه وفقا لعقيدتكم فإنه يوجد أكثر من هذا :
العقاب بأكل كعكة معجونة بالخراء !!
حزقيال الإصحاح الرابع :
12 وتأكل كعكا من الشعير.على الخرء الذي يخرج من الانسان تخبزه امام عيونهم. (SVD)
.
2 ملوك 18:27 فقال لهم ربشاقى هل الى سيدك واليك ارسلني سيدي لكي اتكلم بهذا الكلام.أليس الى الرجال الجالسين على السور ليأكلوا عذرتهم ويشربوا بولهم معكم.
ردود على من يعترض :
شبهات حول حديث غمس الذباب في الاناء
الداء والدواء في جناحي الذبابة...سبحان الله!!!
فوائد بول والبان الابل
شبهات حول حديث التداوي بأبوال الإبل وألبانها واثبات تطابقها واعجازها العلمي ..
لا تعترض
________________________________________
الحمار يتكلم !!
لا تكذب على المسلمين في قصة الحمار يعفور الغير صحيحة لأنه وفقا لعقيدتكم فإن الحمار يرد نبيا أنت تؤمن به عن حماقته !!!!!! فلا تفتري الكذب على المسلمين لأنه حتى و لو كان كذبك حقيقة فإنه ليس من حقك أن تعترض:
رسالة بطرس الثانية الإصحاح الثاني :
16 ولكنه حصل على توبيخ تعديه اذ منع حماقة النبي حمار اعجم ناطقا بصوت انسان. (SVD)
و عجبا لقوم يتبعون نبيا أحمق لدرجة أن الحمار نطق من فرط حماقته !!!!!!
قصة الحمار عفير ( يعفور ) وحديثه مع رسول الله (ص )
لا تعترض
________________________________________
السب و الشتيمة !!
لا تكذب على المسلمين و تقول أن الرسول عليه الصلاة و السلام كان سبابا لأنه وفقا لكتابك المقدس فإن ربك الذي تعبده كان سبابا !!!!!! فلا تفتري الكذب على المسلمين لأنه حتى و لو كان كذبك حقيقة فإنه ليس من حقك أن تعترض :
* إنجيل لوقا الإصحاح 11 :
40 يا اغبياء أليس الذي صنع الخارج صنع الداخل ايضا.
45 فاجاب واحد من الناموسيين وقال له يا معلّم حين تقول هذا تشتمنا نحن ايضا. (SVD)
.
*إنجيل متى الإصحاح 23 :
33 ايها الحيّات اولاد الافاعي كيف تهربون من دينونة جهنم. (SVD)
الرد على فرية أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان سبابا
لا تعترض
________________________________________
السحر !!
لا تعترض على الحديث الخاص بسحر الرسول عليه الصلاة و السلام لأن ربك الذي تعبده أخذه الشيطان لمدة أربعين يوما ليجربه و تركه خلالها بدون طعام !!!!!! فلا تعترض لإنه ليس من حقك أن تعترض :
* إنجيل لوقا الإصحاح 4 :
اما يسوع فرجع من الاردن ممتلئا من الروح القدس وكان يقتاد بالروح في البرية
2 اربعين يوما يجرّب من ابليس.ولم ياكل شيئا في تلك الايام ولما تمت جاع اخيرا. 3 وقال له ابليس ان كنت ابن الله فقل لهذا الحجر ان يصير خبزا. 4 فاجابه يسوع قائلا مكتوب ان ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة من الله. 5 ثم اصعده ابليس الى جبل عال وأراه جميع ممالك المسكونة في لحظة من الزمان. 6 وقال له ابليس لك اعطي هذا السلطان كله ومجدهنّ لانه اليّ قد دفع وانا اعطيه لمن اريد.7 فان سجدت امامي يكون لك الجميع. 8 فاجابه يسوع وقال اذهب يا شيطان انه مكتوب للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد.
الرد على :
اصابة الرسول صلى الله عليه وسلم بالسحر
لا تعترض
________________________________________
قتل النساء و الأطفال :
لا تكذب على المسلمين و تقول أن الرسول عليه الصلاة و السلام أمر بقتل النساء و الأطفال لأنه وفقا لكتابك المقدس فإن ربك هو الذي أمر بذلك بل أنه أمر بشق بطون الحوامل !!!!!! فلا تفتري الكذب على المسلمين لأنه حتى و لو كان كذبك حقيقة فإنه ليس من حقك أن تعترض :
* حزقيال : 9 عدد 6
الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك.ولا تقربوا من انسان عليه السمة وابتدئوا من مقدسي.فابتدأوا بالرجال الشيوخ الذين امام البيت
.
* سفر هوشع [ 13 : 16 ] يقول الرب :
(( تجازى السامرة لأنها تمردت على إلهها . بالسيف يسقطون . تحطم أطفالهم ، والحوامل تشق))
.
* صموائيل 1 : 15:3
فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ما له ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا وامرأة. طفلا ورضيعا .بقرا وغنما.جملا وحمار
هل صحيح امر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتل الأطفال والنساء.
لا تعترض
________________________________________
تعدد القراءات في القرآن الكريم !!
لا تعترض على تعدد القراءات في القرآن الكريم لأنك تؤمن بكتاب له العديـــد من الترجمات و الطبعات التي تختلف عن بعضها سواء بالزيادة أو النقص !!!!!! فلا تعترض لأنه ليس من حقك أن تعترض .
الموضوع التالي يوضح الإختلافات بين التراجم في كتابك ( المقدس)
حمل الاختلافات في العهد الجديد ....و نتحدى..
الرد على :
شبهة على تعدد قراءات القرآن
لا تعترض
________________________________________
الإرهاب :
لا تكذب على المسلمين و تقول أن الإسلام دين الإرهاب و يدعو للقتل لأنه وفقا لكتابك المقدس فإن ربك هو الذي أمر بذلك !!!!!! فلا تفتري الكذب على المسلمين لأنه حتى و لو كان كذبك حقيقة فإنه ليس من حقك أن تعترض :
حزقيال : 9 عدد 6 الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك.ولا تقربوا من انسان عليه السمة وابتدئوا من مقدسي.فابتدأوا بالرجال الشيوخ الذين امام البيت.
لا يوجد دين سماوي منزل من عند الله الرحمن الرحيم يأمر أتباعه بالقتل للهلاك كما يقول النص السابق المنقول عن العهد القديم في الكتاب المقدس .
فهل هذه هي المحبة يا أدعياء المحبة ؟؟؟؟؟؟؟؟
سفر هوشع [ 13 : 16 ] يقول الرب :
(( تجازى السامرة لأنها تمردت على إلهها . بالسيف يسقطون . تحطم أطفالهم ، والحوامل تشق ))
كتب النازية لم تأمر أتباعها بشق بطون الحوامل و قتل الأطفال و لكن كتاب النصارى ( و اليهود) المقدس يأمر بذلك فحسبي الله و نعم الوكيل.
فهل هذه هي المحبة يا أدعياء المحبة ؟؟؟؟؟؟؟؟
حزقيال 9 : 5
(( اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ خَلْفَهُ وَاقْتُلُوا. لاَ تَتَرََّأفْ عُيُونُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. أَهْلِكُوا الشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ.))
فهل هذه هي المحبة يا أدعياء المحبة ؟؟؟؟؟؟؟؟
سفر التثنية : 20 : 16
(( أما مُدُنُ الشُّعُوبِ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ مِيرَاثاً فَلاَ تَسْتَبْقُوا فِيهَا نَسَمَةً حَيَّةً، بَلْ دَمِّرُوهَا عَنْ بِكْرَةِ أَبِيهَا، كَمُدُنِ الْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ كَمَا أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ ))
أليست هذه حرب إبادة كاملة ؟؟؟أليست هذه تعاليم دينهم التي ينفذونها في العراق و فلسطين و كل بلاد المسلمين ؟؟؟
فهل هذه هي المحبة يا أدعياء المحبة ؟؟؟؟؟؟؟؟
اشعيا 13:16و تحطم أطفالهم أمام عيونهم و تنهب بيوتهم و تفضح نسائهم
مزمور :137:9 طوبى لمن يمسك أطفالك ويضرب بهم الصخرة
صموائيل 1 : 15:3فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ما له ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا وامرأة.طفلا ورضيعا .بقرا وغنما.جملا وحمار
ما هو ذنب الأطفال و الرضع ؟؟ ما هذا الإرهاب ؟؟ ما ذنب البقر و الغنم و الحمير ؟؟؟ هذا ما يفعلونه في العراق و فلسطين و في بلاد المسلمين
فهل هذه هي المحبة يا أدعياء المحبة ؟؟؟؟؟؟؟؟
متى :10:34 لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لألقي سَلاماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لألقي سَلاَماً، بَلْ سَيْفاً.فَإِنِّي جِئْتُ لأَجْعَلَ الإِنْسَانَ عَلَى خِلاَفٍ مَعَ أَبِيهِ، وَالْبِنْتَ مَعَ أُمِّهَا، وَ الْكَنَّةَ مَعَ حَمَاتِهَا.
مواضيع مماثلة :
العنف في الإنجيل؟
شبهة الإسلام انتشر بالسيف ، ويحبذ العنف
لا تعترض
________________________________________
رضاعة الكبير :
لا تعترض على حديث رضاعة الكبير و تكذب و تقول أنه أمر بالرذيلة لأنك تؤمن بكتاب يُعاقب فيه ربك أحد الأنبياء بأن يجعل رجال يغتصبون زوجته !!!!! فلا تعترض لإنه ليس من حقك أن تعترض :
صمؤيل الثاني 12:11هكذا قال الرب هاأنذا أقيم عليك الشر من بيتك وآخذ نساءك أمام عينيك و أعطيهنّ لقريبك فيضطجع مع نسائك في عين هذه الشمس.
أما رضاعة الكبير في الكتاب المقدس فهي ذات أبعاد أخرى تعالوا سوياً لنرى كيف يأمر الكتاب المقدس برضاعة الكبير
سفر الامثال اصحاح 5 عدد 18 - 19
18 ليكن ينبوعك مباركا وافرح بامرأة شبابك
19 الظبية المحبوبة والوعلة الزهية. ليروك ثدياها في كل وقت وبمحبتها اسكر دائما.
هذا هو امر الكتاب المقدس لاتباعه برضاعة الكبير
ولي سؤال كيف يكون ري بلا لبن
بتحديد اكثر كيف سيرويه ثدياها ان كانا فارغين بلا لبن
كل هذا بالإضافة إلى أنك تعبد إله كان يرضع من ثدي أمه !!!
الرد علي شبهه رضاع الكبير
لا تعترض
________________________________________
النكاح :
لا تعترض على كلمة النكاح الواردة في القرآن الكريم و الأحاديث الشريفة و تعتبرها خارجة و هذا لسببين :
السبب الأول : أن هذا يدل على جهلك الصارخ باللغة العربية لأنك لو كلفت نفسك و فتحت المعجم لوجدت أنها تعني الزواج كما يلي :
نِكَاحٌ - [ن ك ح]. (مص. نَكَحَ). "عَقْدُ النِّكَاحِ" : عَقْدُ الزَّوَاجِ.وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ (قرآن).
السبب الثاني : هو أنك تؤمن بكتاب يحتوي بين دفتيه على سفر نشيد الإنشاد الذي يتحدث بلغة جنسية فاضحة بالإضافة إلى سفري حزقيال 16 و 23 !!!!! فليس لك الحق أن تعترض حتى على مجلات البلاي بوي :
بعض الألفاظ المنقولة عن الكتاب المقدس :
نشيد الإنشاد الإصحاح ( 7 ) في الكتاب المقدس
1. ما اجمل رجليك بالنعلين يا بنت الكريم.دوائر فخذيك مثل الحلي صنعة يدي صناع.
2 سرتك كاس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج.بطنك صبرة حنطة مسيجة بالسوسن.
3 ثدياك كخشفتين توأمي ظبية.
مقتطفات من سفر حزقيال 16 في الكتاب المقدس
25 في راس كل طريق بنيت مرتفعتك ورجّست جمالك وفرّجت رجليك لكل عابر واكثرت زناك.
26 وزنيت مع جيرانك بني مصر الغلاظ اللحم وزدت في زناك لإغاظتي
28 وزنيت مع بني اشور اذ كنت لم تشبعي فزنيت بهم ولم تشبعي أيضا.
29 وكثرت زناك في ارض كنعان الى ارض الكلدانيين وبهذا أيضا لم تشبعي.!!!!!!!!!!!!!!
37 لذلك هاأنذا اجمع جميع محبيك الذين لذذت لهم وكل الذين أحببتهم مع كل الذين أبغضتهم فاجمعهم عليك من حولك واكشف عورتك لهم لينظروا كل عورتك .(الرب يكشف العورة !!!!!! )
39 و أسلمك ليدهم فيهدمون قبتك ويهدمون مرتفعاتك وينزعون عنك ثيابك ويأخذون أدوات زينتك ويتركونك عريانة وعارية
أعتذر لجميع الأخوات لذكر هذا الكلام الفاحش على هذه الصفحات
لا تعترض
________________________________________
رجم قردة زنت :
لا تعترض على الحديث الذي يقول أن عمرو ابن ميمون رأى قردة زنت في الجاهلية و اجتمع عليها قردة آخرين فرجموها و هو معهم لأن هذا الأمر حدث في الجاهلية ( أي قبل الإسلام ) !!!!! فلا تعترض لأن كتابك المقدس يأمرك بأن ترجم الثور الذي ينطح البشر !!! بالرغم من أن النطح يكون من غرائز الثور فليس من حقك أن تعترض :
سفر الخروج الإصحاح 21 :
28 واذا نطح ثور رجلا او امرأة فمات يرجم الثور ولا يؤكل لحمه.واما صاحب الثور فيكون بريئا. (SVD)
لا تعترض
________________________________________
السجود للأصنام :
لا تكذب على المسلمين و تقول أن الرسول عليه الصلاة و السلام سجد للأصنام و مدحها و تُحاول جاهدا أن تُصدق رواية الغرانيق المكذوبة !!!!!! فلا تفتري الكذب على المسلمين لأنه حتى و لو كان كذبك حقيقة فإنه ليس من حقك أن تعترض :
* النبي هارون يصنع العجل و يأمر الناس بعبادته ( وفقا للكتاب المقدس فقط ) كما جاء في سفر الخروج الإصحاح 32 :
2 فقال لهم هرون انزعوا أقراط الذهب التي في آذان نسائكم وبنيكم وبناتكم وأتوني بها. 3 فنزع كل الشعب أقراط الذهب التي في آذانهم وأتوا بها إلى هرون 4 فاخذ ذلك من أيديهم وصوّره بالأزميل وصنعه عجلا مسبوكا . فقالوا هذه آلهتك يا إسرائيل التي اصعدتك من ارض مصر.
.
* سليمان الحكيم أحد أبرز كاتبي الكثير من أسفار المقدس يعبد الأصنام في آخر حياته !!!! كما في سفر الملوك الأول الإصحاح 11:
وكان في زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى ولم يكن قلبه كاملا مع الرب إلهه كقلب داود أبيه. 5 فذهب سليمان وراء عشتروث الاهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين .
الرد على قصة الغرانيق المكذوبة :
الشيطان يوحى إلى محمد صلى الله عليه وسلم وسجد للأصنام( مختصر الرد على الغرانيق )
لا تعترض
________________________________________
زنا الأنبياء :
لا تكذب على المسلمين و تحاول جاهدا أن تتهم الشرفاء بالزنا حتى تساويهم بأنبياء كتابك ( المقدس ) !!!!!! فلا تفتري الكذب على المسلمين لأنه حتى و لو كان كذبك حقيقة فإنه ليس من حقك أن تعترض:
سيدنا داوود يزني بجارته و يقتل زوجها ( و حاشاه ) في سفر صموئيل الثاني الإصحاح 11 :
2 وكان في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحمّ.وكانت المرأة جميلة المنظر جدا 4 فأرسل داود رسلا و أخذها فدخلت إليه فاضطجع معها 15 وكتب في المكتوب يقول.اجعلوا اوريا في وجه الحرب الشديدة وارجعوا من ورائه فيضرب ويموت. 24 فرمى الرماة عبيدك من على السور فمات البعض من عبيد الملك ومات عبدك اوريا الحثي أيضا
الرد على :
شبهة ماتت فإضطجع معها
ذكر ما اختلقوه في قصة داوود عليه السلام
لا تعترض
________________________________________
زنا المحارم :
لا تكذب على المسلمين و تحاول جاهدا أن تتهم الشرفاء بزنا المحارم حتى تساويهم بأنبياء كتابك ( المقدس ) !!!!!! فلا تفتري الكذب على المسلمين لأنه حتى و لو كان كذبك حقيقة فإنه ليس من حقك أن تعترض :
سيدنا لوط يشرب الخمر و يزني بابنتيه ( و حاشاه ) كما ورد في سفر التكوين الإصحاح 19 :
33 فسقتا أباهما خمرا في تلك الليلة.ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها.ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها35 فسقتا أباهما خمرا في تلك الليلة أيضا.وقامت الصغيرة واضطجعت معه.ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. 36فحبلت ابنتا لوط من أبيهما
الرد على :
شبهه خولة بنت حكيم خالة الرسول ص تهبه نفسها
الذود عن نبي الله لوط عليه السلام
لا تعترض
________________________________________
النسب الشريف :
لا تكذب على المسلمين و تحاول جاهدا أن تلوث نسب الشرفاء بالزنا حتى تساويهم بأنبياء كتابك ( المقدس ) بل و تساويهم بنسب إلهك الذي تعبده !!!!!! فلا تفتري الكذب على المسلمين لأنه حتى و لو كان كذبك حقيقة فإنه ليس من حقك أن تعترض :
*نبي الله سليمان عندكم إبن زنا والعياذ بالله ( و حاشاه ) لأن أمه بثشبع قد إغتصبها أبوه داود من زوجها بعد قتل زوجها أوريا الحثي غدرا فزواجه منها باطل من الأساس :
سفر صموئيل الثاني 11
2 وكان في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحمّ.وكانت المرأة جميلة المنظر جدا 4 فأرسل داود رسلا و أخذها فدخلت إليه فاضطجع معها 15 وكتب في المكتوب يقول.اجعلوا اوريا في وجه الحرب الشديدة وارجعوا من ورائه فيضرب ويموت. 24 فرمى الرماة عبيدك من على السور فمات البعض من عبيد الملك ومات عبدك اوريا الحثي أيضا .
.
* أن داوود وسليمان وعيسى عليهم السلام كلهم من أولاد ولد الزنا وهو فارص بن يهوذا كما ورد في قصة يهوذا بن يعقوب عليه السلام وكنته ثامار الواردة في سفر التكوين 38
12. ولما طال الزمان ماتت ابنة شوع امرأة يهوذا.ثم تعزّى يهوذا فصعد الى جزاز غنمه الى تمنة هو وحيرة صاحبه العدلامي. 13 فاخبرت ثامار وقيل لها هوذا حموك صاعد الى تمنة ليجزّ غنمه. 14 فخلعت عنها ثياب ترملها وتغطت ببرقع وتلفّفت وجلست في مدخل عينايم التي على طريق تمنة.لانها رأت ان شيلة قد كبر وهي لم تعط له زوجة. 15 فنظرها يهوذا وحسبها زانية.لانها كانت قد غطت وجهها. 16 فمال اليها على الطريق وقال هاتي ادخل عليك.لانه لم يعلم انها كنته.فقالت ماذا تعطيني لكي تدخل عليّ. 17 فقال اني ارسل جدي معزى من الغنم.فقالت هل تعطيني رهنا حتى ترسله. 18 فقال ما الرهن الذي اعطيك.فقالت خاتمك وعصابتك وعصاك التي في يدك.فاعطاها ودخل عليها.فحبلت منه.
19 ثم قامت ومضت وخلعت عنها برقعها ولبست ثياب ترملها 20 فارسل يهوذا جدي المعزى بيد صاحبه العدلامي ليأخذ الرهن من يد المرأة.فلم يجدها. 21 فسأل اهل مكانها قائلا اين الزانية التي كانت في عينايم على الطريق.فقالوا لم تكن ههنا زانية.
الرد على :
: الأصول فى اثبات طهارة آمنة أم الرسول
لا تعترض
________________________________________
قوامة الرجل على المرأة :
لا تعترض على المسلمين في مسألة قوامة الرجال على النساء الواردة في الآية الكريمة :" الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ "لأن كتابك المقدس قال أكثر من هذا بكثير :
1Tm 2::
12 ولكن لست آذن للمرأة أن تعلّم ولا تتسلط على الرجل بل تكون في سكوت. (SVD)
Eph 5::
23 لان الرجل هو راس المرأة كما ان المسيح ايضا راس الكنيسة.وهو مخلّص الجسد. (SVD)
1Cor 11::
7 فان الرجل لا ينبغي ان يغطي راسه لكونه صورة الله ومجده.واما المرأة فهي مجد الرجل. (SVD)
1Cor 11::
3 ولكن اريد ان تعلموا ان راس كل رجل هو المسيح.واما راس المرأة فهو الرجل.وراس المسيح هو الله. (SVD)
1Tm 2::
11 لتتعلّم المرأة بسكوت في كل خضوع. (SVD)
1Cor11::
9 ولان الرجل لم يخلق من اجل المرأة بل المرأة من اجل الرجل. (SVD)
حقوق المرأة فى الاسلام وتكريم الاسلام لها...من أهان المرأة ومن حفظها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لا تعترض
________________________________________
الشذوذ الجنسي !! :
لا تكذب على المسلمين و تحاول جاهدا أن تتهم الشرفاء بالشذوذ الجنسي حتى تساويهم بأنبياء كتابك ( المقدس ) !!!!!! فلا تفتري الكذب على المسلمين لأنه حتى و لو كان كذبك حقيقة فإنه ليس من حقك أن تعترض :
أغرب طريقة لإحياء الموتى وفقا للكتاب المقدس وردت في سفر الملوك الثاني الإصحاح الرابع :
32 ودخل اليشع البيت واذا بالصبي ميت ومضطجع على سريره. . 33 فدخل واغلق الباب على نفسيهما كليهما وصلّى الى الرب. 34 ثم صعد واضطجع فوق الصبي ووضع فمه على فمه وعينيه على عينيه ويديه على يديه وتمدّد عليه فسخن جسد الولد. 35 ثم عاد وتمشى في البيت تارة الى هنا وتارة الى هناك وصعد وتمدّد عليه فعطس الصبي سبع مرّات ثم فتح الصبي عينيه. 36 فدعا جيحزي وقال ادع هذه الشونمية.فدعاها ولما دخلت اليه قال احملي ابنك. 37 فاتت وسقطت على رجليه وسجدت الى الارض ثم حملت ابنها وخرجت
الرد على :
هل فعلا الرسول صلى الله عليه وسلم يمص لسان الحسن والحسين شهوه
لا تعترض
________________________________________
إطالة الشعر :
لا تعترض على على المسلمين في أن رسولهم عليه الصلاة و السلام كان يُطيل شعره و تعتبر أن هذا منافي لصفات الرجولة و هذا لسببين :
السبب الأول: أن هذا الأمر لا يُخالف ديننا و هو مقبول عند المسلمين فلا شأن لك بهذا .
السبب الثاني: هو أن ربك الذي تعبده كان يطيل شعر رأسه بالرغم من أن تعاليم كتابك المقدس تستنكر هذا على الرجال كما في النص التالي :
1Cor 11 :
14 ام ليست الطبيعة نفسها تعلّمكم ان الرجل ان كان يرخي شعره فهو عيب له. (SVD)
و هذه صورة ربك و التي يظهر فيها و هو يخالف كلام كتابك المقدس !! :
لا تعترض
________________________________________
الحور العين :
لا تعترض على المسلمين في مسألة أن المسلم له في الجنة اثنين و سبعون من الحور العين لأنه وفقا لكتابك المقدس فإن المسيحي له أكثر من هذا:
إنجيل متى :19:29:
29 وكل من ترك بيوتا او اخوة او اخوات او ابا او اما او امرأة او اولادا او حقولا من اجل اسمي يأخذ مئة ضعف ويرث الحياة الابدية. (SVD)
من ترك امرأة في الدنيا له مئة امرأة في الآخرة فلماذا تعترض ؟
شبهه حول الجنة
لا تعترض
________________________________________
قتل القاتل بنفس طريقته !!! :
لا تعترض على المسلمين في الحديث الوارد عن الرسول صلى الله عليه و سلم في قتل قاتلي إبل الصدقة و تسميل أعينهم و قطع أرجلهم و أيديهم و هذا لسببين :
الأول : أن هذا العقاب كان من جنس العمل لأن هؤلاء القتلة قتلوا المسلمين بنفس الطريقة فكان عقابهم بنفس طريقتهم .
الثاني : أن كتابك المقدس به نفس طريقة القتل بالرغم من أن المقتولين لم يقتلوا أحد بنفس الطريقة :
سفر صموئيل الثاني الإصحاح الرابع:
12 - وأمر داود الغلمان فقتلوهما، وقطعوا أيديهما وأرجلهما وعلقوهما على البركة في حبرون. وأما رأس إيشبوشث فأخذوه ودفنوه في قبر أبنير في حبرون.
افتراء ورد : حول قتل قاتلي راعي أبل الصدقة
لا تعترض
________________________________________
الحجاب للمرأة فقط !!
أثناء التجول في مواقع النصارى وجدتهم يعترضون على أن الإسلام يأمر النساء فقط بالحجاب و يعتبرونه انتقاصا من المرأة و أن الإسلام يفرق بين المرأة و الرجل !!! ، و في هذه المرة سوف أترك بولس هو الذي يرد عليهم :
رسالة كورنسس الأولى الإصحاح 11
5 واما كل امرأة تصلّي او تتنبأ وراسها غير مغطى فتشين راسها لانها والمحلوقة شيء واحد بعينه.6 اذ المرأة ان كانت لا تتغطى فليقص شعرها.وان كان قبيحا بالمرأة ان تقص او تحلق فلتتغط.7 فان الرجل لا ينبغي ان يغطي راسه لكونه صورة الله ومجده.واما المرأة فهي مجد الرجل.
لا تعترض
________________________________________
وجدها تغرب في عين حمئة :
لا تكذب على المسلمين و تقول أن القرآن الكريم به خطأ علمي في الآية التي تقول " حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً " لأنه لو طبقنا نفس الطريقة على كتابك المقدس فسنجد أنه يقول أن الشمس لها مكان تطلع منه !!! :
ترجمة الحياة تقول في سفر الجامعة الإصحاح الأول :
5الشَّمْسُ تُشْرِقُ ثُمَّ تَغْرُبُ، مُسْرِعَةً إِلَى مَوْضِعِهَا الَّذِي مِنْهُ طَلَعَتْ
الرد على :
غروب الشمس في عين حمئة
لا تعترض
________________________________________
كروية الأرض :
لا تكذب على المسلمين و تقول أن القرآن الكريم به خطأ علمي في الآية التي تقول " وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ " و تقول أن القرآن يقول أن الأرض ليست كروية ، و هذا لأنك تؤمن بكتاب يقول أن الأرض لها أربعة زوايا !!!!!!!!! :
رؤيا 7 : 1-2 (1 ورَأيتُ بَعدَ ذلِكَ أربعَةَ ملائِكَةٍ واقِفينَ على زَوايا الأرضِ الأربَعِ، يُمسِكونَ رِياحَ الأرضِ الأربَعَ لِئَلاّ تَهُبَ رِيحٌ مِنها على البَرِّ أوِ البَحرِ أوِ الشَّجَرِ. 2ثُمَ رَأيتُ مَلاكًا آخَرَ يَطلُعُ مِنَ المَشرِقِ حامِلاً خَتمَ الله الحَيِّ. )
سفر الرؤيا
20:8 ويخرج ليضل الامم الذين في أربع زوايا الأرض جوج وما جوج ليجمعهم للحرب الذين عددهم مثل رمل البحر
حزقيال 7 : 2-3 («وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ، فَهكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لأَرْضِ إِسْرَائِيلَ: نِهَايَةٌ! قَدْ جَاءَتِ النِّهَايَةُ عَلَى زَوَايَا الأَرْضِ الأَرْبَعِ.3 اَلآنَ النِّهَايَةُ عَلَيْكِ، وَأُرْسِلُ غَضَبِي عَلَيْكِ، وَأَحْكُمُ عَلَيْكِ كَطُرُقِكِ، وَأَجْلِبُ عَلَيْكِ كُلَّ رَجَاسَاتِكِ. )
الرد على :
كروية الأرض
كروية الأرض بين إجماع الأمة وإنكار الكنيسة ... شطحات في تساؤلات زكريا بطرس 3
علماء الإسلام يجمعون على كروية الأرض
لا تعترض
________________________________________
التناقضات :
لا تكذب على المسلمين و تقول أن القرآن الكريم به تناقضات لأنه ليس به تناقضات إذ هو وحي من رب العالمين، و إن كان كلامك صحيحا فإنه ليس من حقك أن تعترض لأن الكتاب المقدس يكتظ بالمتناقضات التي لا حصر لها :
التناقضات...شهادات موثقة بان الكتاب المقدس" محرف"
الرد على افترائكم :
الرد على بعض التناقضات المزعومة حول القرآن الكريم
المتناقضات "المزعومة "في القرأن (الجزء الاول)
لا تعترض
________________________________________
صلى الله عليه و سلم :
لا تعترض على المسلمين عندما يقولون على الرسول "صلى الله عليه و سلم" و تعتبرها إساءة لله و هذا لسببين :
السبب الأول : أن هذا يدل على جهلك الصارخ باللغة العربية لأن الصلاة هنا لا تعني أن الله يصلي .
السبب الثاني : هو أنك تؤمن بإله كان دائما يصلي صلاة حقيقية و يشكر ربه :
متى :14:23:
23 وبعدما صرف الجموع صعد الى الجبل منفردا ليصلّي.ولما صار المساء كان هناك وحده. (SVD)
متى :19:13:
13. حينئذ قدم اليه اولاد لكي يضع يديه عليهم ويصلّي.فانتهرهم التلاميذ. (SVD)
متى:26:39:
39 ثم تقدم قليلا وخرّ على وجهه وكان يصلّي قائلا يا ابتاه ان امكن فلتعبر عني هذه الكاس.ولكن ليس كما اريد انا بل كما تريد انت. (SVD)
مرقص :1:35:
35 وفي الصبح باكرا جدا قام وخرج ومضى الى موضع خلاء وكان يصلّي هناك. (SVD)
مرقص :6:46:
46 وبعدما ودعهم مضى الى الجبل ليصلّي. (SVD)
مرقص :14:35:
35 ثم تقدم قليلا وخرّ على الارض وكان يصلّي لكي تعبر عنه الساعة ان امكن. (SVD)
لوقا :3:21:
21. ولما اعتمد جميع الشعب اعتمد يسوع ايضا.واذ كان يصلّي انفتحت السماء (SVD)
لوقا :5:16:
16 واما هو فكان يعتزل في البراري ويصلّي
لوقا :6:12:
12. وفي تلك الايام خرج الى الجبل ليصلّي.وقضى الليل كله في الصلاة لله.
لوقا :9:18:
18. وفيما هو يصلّي على انفراد كان التلاميذ معه.فسألهم قائلا من تقول الجموع اني انا.
لوقا :9:28:
28. وبعد هذا الكلام بنحو ثمانية ايام اخذ بطرس ويوحنا ويعقوب وصعد الى جبل ليصلّي.
لوقا :9:29:
29 وفيما هو يصلّي صارت هيئة وجهه متغيرة ولباسه مبيضا لامعا.
لوقا :11:1:
1. واذ كان يصلّي في موضع لما فرغ قال واحد من تلاميذه يا رب علّمنا ان نصلّي كما علّم يوحنا ايضا تلاميذه.
لوقا :18:1:
1. وقال لهم ايضا مثلا في انه ينبغي ان يصلّى كل حين ولا يمل
يوحنا :11:41:
41 فرفعوا الحجر حيث كان الميت موضوعا ورفع يسوع عينيه الى فوق وقال ايها الآب اشكرك لانك سمعت لي.
متى:11:25:
25. في ذلك الوقت اجاب يسوع وقال احمدك ايها الآب رب السماء والارض لانك اخفيت هذه عن الحكماء والفهماء واعلنتها للاطفال.
لوقا :10:21:
21 وفي تلك الساعة تهلل يسوع بالروح وقال احمدك ايها الآب رب السماء والارض لانك اخفيت هذه عن الحكماء والفهماء واعلنتها للاطفال.نعم ايها الآب لان هكذا صارت المسرة امامك.
إرسال تعليق